سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر

ابن معصوم الحسني

خطبة المؤلف

سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر تأليف السيد علي صدر الدين المدني المعروف بابن معصوم خطبة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم يا من أودع جواهر الكلم حقائق الشفاه فنظمت منها الألسن لحمده تقاصير وعقوداً ويا من اطلع زواهر الحكم من كمام الأفواه فجنت منها العقول لشكره أزاهير وروداً نحمدك على ما قلدتنا به من مننك التي فاقت قلائد العقيان وعقود الدرر ونشكرك على ما أهلتنا له من اقتناص شوارد فوائد الأعيان الواضحة الحجول والغزر حمداً تتحلى بحلاه أجياد المهارق ولبات الطروس وشكراً يتجلى بسناه مزيد الآلاء تجلي الغادة العروس ما كحلت أجفان سطور الدفاتر بمراود أقلام اثمد المحابر وجلت ماشطة اليراعه عرائس أبكار الأفكار في منصات البراعه ونصلي على رسولك الذي قلد بنظم عقود ألفاظه للزمان جيداً ونحراً الصادع بقوله الصادق أن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحراً نبينا محمد الهادي المظلل بالغمامه المفحم بلسانه الضادي مدراره نجد ومصاقع تهامه المؤيد بمعجز آيات تتلى على مر الدهور ولا تبلى الممدود سرادق مجده على قمم الأفلاك شرفاً ونبلاً وعلى آله الذين مهدوا بعلياء فصاحتهم نهج البلاغه وصحبه الذين امتثلوا أوامره وصدقوا بلاغه صلى الله وسلم عليه وعليهم صلاة وسلاماً يعبق الكون من نشرهما ريا ما تحلت عروس السماء بسوار الهلال ومنطقة الجوزاء وفرط الثريا وبعد فيقول الفقير علي صدر الدين المدني ابن أحمد نظام الدين الحسيني الحسني أنالهما الله سبحانه من فضله السني إن الأدب روض لا تزال عذبات افنان فنونه تترنح بنسمات القبول وثمرات أوراقه في الأذواق معسولة المجتنى لا يعتري نضارتها على مر الزمان ذبول تبسط أردان الأذهان لاجتناء نواره وزهوره وتملأ أكمام الأفهام من ورود أكمام منظومه ومنثوره وتميس بسنائمه معاطف اللسان لا الأغصان وتسقى بسلسله رياض الجنان لا الجنان ويثأرج بأنفاسه المنطق السحار لا الأسحار كيف لا وهو فرض الإنس المؤدى وحبيب النفس المفدى وصديق الطبع وعشيق السمع وراح العقل ونقل النقل طالما باهت أربابه بسناه القمر في ليالي السمر وضاهت بلآلي نظم درر البحور في نحور الحور وساجلت بسجع نثره المصون سجع الحمائم في فروع الغصون حتى رفعت بهم غريدته عقيرتها إذ سجعت ونبهت ذات طوقه بحسن ألحانها الألحان مذ هجعت وكم أهدت إلى الأسماع معنىً ... كأنّ نسيمه شرقٌ براح ولفظاً ناهب الحلي الغواني ... وأهدى السحر للحدق الملاح ولله عصابه فوفوا سهام الاصابه فجددوا معاهده في كل عصر واجتلوا من خرائده يتيمة دهر ودمية قصر ونظموا من فرائده قلائد العقيان ونسقوا من فوائده عقود الجمان وادخروا من أعلاقه أنفس ذخيره ووردوا من منهله صافيه ونميره وانتشوا من سلافته في أشرف حانه واقتطفوا من رياض ورده وريحانه فنهجوا لاقتفاء آثارهم سبيلاً وسقوا من رحيق أفكارهم سلسبيلاً شكر الله سعيهم وأحسن يوم الجزاء رعيهم هذا وإني منذ ارتأيت بعين البصيرة في عالم الوجود وأكرمني بمناط التكليف مفيض الكرم والجود لم أزل ثاقب العزيمه كالشهاب الثاقب في اكتساب المناقب ماضي الصريمه كالجرار الباتر في اقتناء المآثر وناهيك بالعلم الشريف منقبة وفخراً وبفرائد فوائده إذا اصطفيت الذخائر ذخراً مولعاً بافتضاض أبكار الأفكار بالآصال والأبكار كلفاً باجتلاء عرائس المأثور من المنظوم والمنثور متجملاً بأهداب الآداب تجمل الأجفان بالأهداب اقتني من نفائس الأدب كل تليد وطارف واجتلي من كرائمه كل خريدة ترفل في حلل المطارف واجتني من رياضه بواكير رياحينه وثماره واعتني بجميع أخبار سماسرته وأحاديث سماره لا سيما ما للمعاصرين ومن تقدم عصرهم قليلاً من أزاهير النظم والنثر التي هب عليها نسيم القبول بليلاً فطالما عنيت بتقييد شواردهم النادرة الفذة عملاً بمقتضى المثل المشهور لكل جديد لذة حتى توفر لدي منها رقائق تحسد رقتها أنفاس النسيم وقلائد تروع حالية العذارى فتلمس جانب العقد النظيم وفقرات يفتقر إليها من الأدباء كل قاص وداني وقوافٍ لو ساد الجدّ نيطت ... موضع الدر من رقاب الغواني تناهى النهى فيها وابدع نظمها ... خواطر ينقاد البديع لها قسرا

إذا لحظت زادت نواظرنا ضيا ... وإن أنشدت فاحت مجالسنا عطرا تنازعها قلبي ملياً وناظري ... فأعطيت كلاً من محاسنها شطراً فنزّهت طرفي في موشى رياضها ... والقطت فكري بين ألفاظها درّا تضاحكنا فيها المعاني فكلما ... تأملت فيها لفظة خلتها ثغرا فمن ثيبٍ لم تفترع غير خلسة ... وبكرٍ من الألفاظ قد زوجت بكرا وإذا كان لكل زمان رجال. ولكل حلبة مضمار ومجال. فغير بدع أن برزت الأواخر بالبديع الفاخر. وازجت فلكها المفاخر. في بحر الفضل الزاخر. شعر قل لمن لا يرى المعاصر شيّا ... ويرى للأوائل التقديما إن ذاك القديم كان حديثاً ... وسيبقى هذا الحديث قديما على أن تأخر الزمان. لا ينافي التقدم في الإحسان. فقد يتأخر الهاطل عن الرعد. والنائل عن الوعد. ومراتب الاعداد، تترقى بتأخير رقمتها وتزداد. شعر تأخر عصراً فاستزاد من العليا ... كما زاد بالتأخير ما يرقم الهند وهذا أمر مفرغ من بيان حجته. وتمهيد محجته. وكثيراً ما عن لي أن أجمع ديواناً يشتمل على محاسن أهل العصر. اسلك فيه سبيل يتيمة الدهر ودمية القصر. وغيرهما من الكتب المقصورة على هذا الغرض. المقرطسة سهامها المفوقة لشواكل الغرض. فكان يصدني عن ذلك ما منيت به من حوادث دهر تستفرغ صبر الجليد. وصروف أيام تشيب بوقائعها رأس الوليد. ومقاساتي لمحن البين والاغتراب. وفراق الوطن والأهل والأتراب. إلى غير ذلك من لوائح انكاد وحرق. وخطوب لو شرحها لسان القلم لالتهب بنارها واحترق. شعر وصفي لحالي محال أن أسطرهُ ... وكيف يمكن وضع النار في الورق لا سيما مع التخلي عن كل صاحب وأنيس. والتحلي بهموم كأن الدهر قصد بالجمع بينها وبين همي التجنيس. والزامي داراً اضيق من سم الخياط. يكاد ينقطع للدخول فيها من القلب النياط. ولا جليس ولا أنيس إلا كتاب أو صحيفه. آنس فيهما إلى فنون البحث وقد عدمت تصحيفه. وذلك من سنة ثلاث وسبعين إلى آخر سنة إحدى وثمانين. وهي السنة التي شرعت في آخرها في تأليف هذا الديوان. والله أعلم بما يعقبه الدهر بعد هذا الأوان. وإلى الآن لم يبد لهذه الأزمة فرج. ولا أذن صباح ليلها المدلهم بالبلج. ولله در الصلاح الصفدي حيث قال في مثل هذه الحال لزمت بيتي مثل ما قيل لي ... ولم أعاند حادث الدهر وليس لي درع يردّ الردى ... استغفر الله سوى صبري علماً بأن البؤس رهن الرخا ... وغاية العسر إلى اليسر وقد يسلّ السيف من غمده ... ويخرج الدرّ من البحر وتبرز الصهباء من دنها ... ويرجع النور إلى البدر فهذه نبذة من حقيقة أحوالي التي تمضي في هذه البلاد. وصفة أيام التي تنقضي وما لحسراتي فيها انقضاء ولا نفاد. ثم لم أزل أقدم رجلاً وأؤخر أخرى. واسوف في الأسر من يوم إلى يوم والتسويف بمثلي أحرى إلى أن أهدي إلي من مكة المشرفة. لا زالت بأقراط السرور مشنفة. كتاب ريحانة الألبا. وزهرة الحياة الدنيا. تأليف العلامة التحرير. ومالك أزمة التحقيق والتحرير. شهاب الدين أحمد الخفاجي. وهو الشهاب الذي أضاء نور فضله في هذا الزمن الداجي. فرأيته قد قصد الغرض الذي كنت قصدته. ونحا ذلك المنهج الذي كنت أردته وما وردته. من جمع محاسن أهل العصر وأخبارهم وتقييد شوارد منشاآتهم وأشعارهم. فأجاد فيما ألف. وتكفل بالمقصود وما تكلف. فلله كتابه من ريحانة تنفست في ليلها البارد. وعطرت معاطس الأسماع بطيب نشرها الوارد. حتى خاطبها كل كلف بالأدب راح لعرفها منتشقاً. حيا بك الله عاشقيك فقد ... أصبحت ريحانة لمن عشقا وكنت كتبت على ظهر نسخة منها مضمناً دعت ريحانة الأدباء لبى ... فلبى وهو ممتثل مطيع فقال وقد أجاب بغير ريث ... أمن ريحانة الداعي السميع

بيد أن اقتطف ريحانة من روض. وامتاح نقطة من حوض؟ فجاء بالثمد. ووقف دون الأمد. وأهمل ذكر جماعة من أكابر الفضلاء. وأماثل النبلاء. ومجيدي الشعراء. ومفيدي البلغاء. هم أجل قدراً من أن لا يعرفوا. وحاشاهم أن يكونوا نكرات فيعرفوا. وعذره فيمن أدرك منهم عصره، ولم يجر ذكره. بعد دياره عن ديارهم. وإن الليالي لم تأته باسمارهم. والرياح لم تهب عليه بأخبارهم، حكمة الله البالغة في العباد. الشاملة للحاضر والباد. ليبين مصداق كم ترك الأول للآخر. ويقف العقل حسيراً دون ساحل لج الفيض الزاخر. وفوق كل ذي علم عليم. فجدد لي حديث هذا الاستدراك ذلك العزم القديم. وقال لي عزيم ذلك الخاطر هات فقد طال مطال العزيم. فوجهت الهمة شطر ذلك القصد. ورميت قنا الفتور المتأطرة بالقصد. وشمرت الذيل. وسمرت الليل. وأتيت بما وقفت عليه. وأوردت ما انتهت قدرتي إليه. من فرائد نظم كأنهم اللؤلؤ والمرجان. وخرائد سجع لم يطمثهن انس قبلي ولا جان. وغرر يضيء بها حندس الليل البهيم. ودرر تكلف بها لبات الغواني وتهيم. لم يخلق بهجتها تقادم العهد والزمان. ولا ازرى بجديدها مرور الجديدين واستيلاء الحدثان. وكنت على أن لا أوارد الخفاجي في ريحانته. ولا أزاحمه في ورود حانته. ثم رأيت ما قاله نادرة باخرز في دميته. إني تأملت الطبقات القديمة فوجدت فيها. على اختلاف مصنفيها. شعر كل من الفضلاء مكرراً وفضل كل من الشعراء مقرراً فقلت لو جفا فاضل فترك منسياً كدارس الأطلال. ومنفياً كنعل أخلقت من النعال. ثم اعتذر عنه بأن بعض المؤلفين أثبته فمحوناه. وإن واحداً من المصنفين وفا له فجفيناه. كان الفضل من جهته مظلوماً. ولا زال عند جميع الفضلاء ملوماً. انتهى. فكررت في كتابي هذا أسماء جماعة سبقني إلى ذكرهم من أهل هذه المائة. وهي الحادية عشره. وأوردت من نتائج أفكارهم ما تستحلي الألباب ذوقه. وتستطيب الأسماع نشره. والتزمت أن لا أورد شيئاً من الشعر الذي رقمه. وإن أعدت اسم الشاعر الذي ترجمه. وكتابي هذا مقصور على محاسن أخبار أهل هذه المائة. ومكسور على أحاسن أشعار هذه الفئة وقد رتبته على خمسة أقسام القسم الأول في محاسن أهل الحرمين الشريفين. والمحلين المنيفين. زادهما الله تعالى شرفاً وإنافة. ولا زالا آمنين بأمان من شرفهما من المخافة. القسم الثاني في محاسن أهل الشام ومصر ونواحيهما. ومن تصدر من الفضلاء في صدور نواديهما القسم الثالث في محاسن أهل اليمن. المقلدين بعقود آدابهم جيد الزمن. القسم الرابع في محاسن أهل العجم والبحرين والعراق. وإيراد ما رق من لطائفهم وراق القسم الخامس في محاسن أهل المغرب. وإثبات شيء من بديع نظمهم المطرب. والعذر في تأخير قسمهم عن سائر الأقسام. رعاية النكتة في المغرب للختام. وإلا فلهم السبق والبداية. ولا غرو إن انتهت إليهم الغاية. وإذا أشرق إن شاء الله تعالى بدره المنير من أفق الثمام. وتفتق زهره النضير من حجب الكمام وسمته بسلافة العصر. في محاسن الشعراء بكل مصر والله اسأل أن يوفقني لاتمامه. ويشفع حسن ابتدائه بحسن ختامه. والملتمس ممن انتشا من هذه السلافة. أن يلحظها بعين الصواب مهما رأى خلافه. فإنها نشأت عن فكر قد صلد زنده. في بلد عربه عجمه وهنده. لم تقم فيه للأدب سوق. ولا عرف به غير الكفر والفسوق. سنى الله لنا العود منه إلى حرمه. والرجوع إلى جوار بيته المحرم بجوده وكرم. إنه على كل شيء قدير. وبالإجابة جدير القسم الأول محاسن أهل الحرمين والبلدين المحترمين وفيه فصلان الفصل الأول في محاسن أهل مكة المشرفة زادها الله شرفاً يزاحم من قصر الفلك الأطلس شرفه.

الوالد الأمير نظام الدين أحمد بن الأمير محمد معصوم الحسيني ناشر علم. وعلم. وشاهر سيف وقلم.

الوالد الأمير نظام الدين أحمد بن الأمير محمد معصوم الحسيني ناشر علم. وعلم. وشاهر سيف وقلم. وراقي ربى ونجد. من سامى علىً ومجد متبجج من الأبوة. بين الإمامة والنبوة. إمام ابن إمام. وهمام بن همام. وهلم جرا. إلى أن أجاوز المجرة مجرا. لا أقف على حد. حتى أنتهي إلى أشرف جد. وكفى شاهداً على هذا المرام. قول أحد أجداده الكرام. ليس في نسبتنا إلا ذو فضل وحلم. حتى نقف على باب مدينة العلم. وهذا فرع طابق أصله. ومبرز أحرز خصله. طلع في الدهر غره. فملأ العيون قره. وما قارن هلاله إبداره. حتى أحاطت به العلا داره. فألقت إليه الرئاسة قيادها. وأقامت به السيادة منادها، فأصبح مرتبته العليا. وعبده الدهر وأمته الدنيا. إلى علم بهرت حجته. كالبحر زخرت لجته. قذف دراً. فكشف ضراً. وناهيك بمعرق أصل. وذي منطق فصل. وأنا متى نعت حسبه. فإنما أنعت مجدي. ومتى وصفت نسبه. فإنما أصف أبي وحدي. بيد أني أقول وأن رغم كل أبي. هذا أبي حين يعزى سيد لأبٍ ... هيهات ما للورى يا دهر مثل أبي مولده ومنشأه الحجاز. والقطر الذي هو موطن الشرف على الحقيقة وسواه المجاز. ربي في حجر الحجر وغذى بدر زمزم. فغرد طائر يمنه على فنن سعده وزمزم. ولما ضاع ارج ذكره نشراً. وتهلل محيا الوجود بفضله بشراً. وغاور صيته وانجد. وأذعن لمجده كل همام أمجد. عشقت أوصافه الأسماع. وتطابق على نبله العيان والسماع. فاستهداه مولانا السلطان إلى حضرته الشريفة. واستدعاه إلى سدته الوريفة. فدخل إليه الديار الهندية عام خمس وخمسين وألف فاملكه من عامه ابنته. وأسكنه من انعامه جنته. وهناك امتد في الدنيا باعه. وعمرت باقباله رباعه. وقصده الغادي والرائح. وخدمته القرائح بالمدائح. فهو يتحلى مع محتده الطاهر. ومفخره الباهر الظاهر. بفضل تثنى عليه الخناصر. وتثني عليه العناصر. وأدب تشهد به الأعلام. وتشحذ به أسنة الأقلام. وهذا حين أثبت من كلامه الحر. ورفيق نظمه المزري بالدر. ما تنتشق له ريا. وتباهي به عقد الثريا. فمن ذلك قوله يمدح ختنه السلطان الأعظم. والخاقان المعظم. شهنشاه عبد الله بن محمد قطب شاه. ايد الله دولته. وابد صولته. سلاهل سلا قلبي عن البان والرند ... وعن اثلاتٍ جانب العلم الفرد وعن سمرات بالنقا وطويلع ... وعن سلمات بالاجارع أو نجد وعن ضال ذات الضال أو شعب عامر ... وعن ظله إذ كنت في زمنٍ رغد وعن نخلات بالعقيق وسفحه ... نهلن بماء الورد أو سلسل الخلد شمخن فابدين الشماريخ نضداً ... واشبهن غيداً قد تمايلن من جهد واطلعن بسراً كاللجين طلاوة ... توهج في لون من العسجد النقد وعن فىء كرم بالحجاز ترفعت ... به الأرض حتى كان كالعلم المفرد وعن لعلع أو عن زرود وحاجر ... وعن قاعة الوعساء أو منتدى هند وعن زينب أو عن سليمى وعرةٍ ... وعن حي ليلي أو بثينة أو دعد وعن نزهة الأبصارا وبهجة الربى ... لطيفة طي الكشح فاحمة الجعد كثيفة ردف خصرها عن برؤه ... كما عز برّ الصد من غير ما ورد يريك ثناء البدر والشمس وجهها ... نعم ونجوم الليل في الجيد والعقد لها بشر الدر الذي قلدت به ... كما قاله نحل الحسين الفتى الكندي أُنزّه محياها عن الخلد رفعة ... وأما المحيا لم أخل وصفه عندي لها عنق يحكيه جيد لربرب ... تفيأ أكناف الأعقة فالرند إلى مثل ظي الخز بنهيه صدرها ... عدا أن ذاك الخز أعلى من الخد على أنه خد نضير تجمعت ... به النار والأمواه بالآس والورد وإن رمت تشبيهاً لالحاظها التي ... تركن سفيهاً صاحب اللب والرشد فلمحك في أطراف واد بوجرة ... يكن لترى من قد وصفت بلا بعد فتبصر أسراب المها يا أخا النهى ... فتعلم ما شبهت حقّاً بلا قصد

وعينان قال الله كونا فكانتا ... تنزه عن التشبيه وانج بلا وجد بروحك أم لا فالسهام صوائب ... فؤادك فاحذر أن تصاد على عمد فكم لسهام العين في القلب رشقة ... وكم بفؤاد الصب من رشقها المردي تركن ذوي الألباب حيرى عقولهم ... مهتكة الأستار في الوصل والصد ففي قربهم بالدلّ يصطدن لبناً ... وبعدهم بالهجر وقدٌ على وقد بكلٍ تداوينا ولم يشف ما بنا ... على أن قرب الدار خير من البعد بلى ليس بعد الدار يا صاح ضائراً ... إذا كان عبد الله منتجع الوفد شهنشاه شاه قطب شاه ملكينا ... ووالي ولاة الأمر مشرعة الرفد مليكاً سمى فرع السماكين راقياً ... إلى رتبة علياء ذات ءلىً نهد مليكاً لدى العلياء تعنو لبأسه ... أسود الشرى هيهات ما صولة الأُسد مليكاّ إذا ضاق الزمان توسعت ... خلائقه الحسنى فجاءت على القصد وإن ناب خطب معضل قام رأيه ... مقام جيوش عزّقت في ضفا السرد ودبر ما الأملاك حافلة به ... فيتضح المقصود من غير أن يبدي وقام مقام الجيش إسفار وجهه ... فلا مقطب يوماً ولا هو بالصلد يفكر في أمر أراد تقضياً ... وإلا فأمر همه ليس عن عمد ويشمل كلّ العالمين نواله ... فيوسعهم جوداً ينوف عن العد إذا شئت أن تخصي فواضل كفه ... فذلك شيءٌ ضاق عن حصره جهدي تظل ملوك الأرض خاضعة له ... فجبارهم عند الملاقاة كالوغد ذليلاً حقيراً ليس يدري أمالكاً ... تملك أم قنّاً من الذل والكد له هيبة قد ألبس الله وجهه ... بهاءً ونوراً شاهدين على السعد فطالعه المسعود والجد عبده ... كذا السعد رقٌ قام منزلة العبد واقباله لما يزل مترفعاً ... إلى أن رقى الأفلاك بالعز والجد يرى القطب والنسرين شسعاً لنعله ... كذا الشمس من خدّ امه وذوي الوجد هو الملك المنصور ذو الفخر والعلا ... ورب الندى والأمر والحل والعقد ورب المعالي والعوالي وبيضها ... وخيل لدى البأس المطهمة السرد ولابس ضافي النسج مسرود حوكها ... كنذر كغدر كالثواقب كالصلد صنائع داود مواريث أحمد ... ملابس عبد الله مالكنا المجدي وقطب ملوك الأرض دام علاؤه ... ودمنا زماناً راتعي عيشه الرغد فأكرم بظل الله في كل أرضه ... ونجل ملوك منتمين إلى جد له عزة موروثة عن جدوده ... يقصر عنها كل ذي حسب فرد نجوم سماءٍ بل بدور مواكبٍ ... شموس أراضٍ أُلبست حلل المجد صغيرهم في المهد للملك خاطب ... كبيرهم للنيرات على مهد تمهد سبل مذ كان منهم ... مليكٌ ترقى صهوة الطهم والجرد وما زال منهم حيث كانوا مسودٌ ... له الملك بعد الله حتى إلى السد وذلك فضل الله يؤتيه من يشا ... فشكري لربي مع ثنائي مع حمدي على أنني قد صرت بعض عبيده ... ومن حزبه أو من اسنته الملد ومن بعض غلمانٍ له أو عشيرةٍ ... ومن جنده أو من صوارمه القد وذلك شيءٌ لم تنله أوائلي ... على أنهم حازوا المفاخر من أُدّ أئمة دين الله ورّاث عمله ... وخزّان وحي الله في كل ما يبدي بفضلهم جاء الكتاب مبيناً ... ببغضهم الأضداد تقذف بالهد وهم عترة المختار من آل هاشم ... وأهل العلي من خيرة الصمد الفرد

أولئك محيا للكرام أولى الندى ... ولكنهم هلك لمستهزيءٍ وغد فحقٌ لي الانشاد من بيت شاعر ... له ذاع نظمٌ مثل ما ضاع من ند وإني وإن كنت الأخير زمانه ... لآت بفضل قاهر كل ذي حقد فاشكر ربي إن أنالني المنى ... وصير أعدائي مشتتة العد وتالله لا أخشى لكيدهم أذى ... لعليم أن الكيد مع كيدهم يكدي فيا أيها المنصور بالسعي جدّه ... ويا أيها المنصور بالجد والجد تعطف على عبد لكم صادق الولا ... غريبٍ فريدٍ حل في ادؤر الهند وخلى بلاد الله والكعبة التي ... إليها قلوب الناس تهوي من البعد وزمزم والأركان والحجر والصفا ... ومروته والمشعر الطيب الورد وطيبة مثوى أشرف الرسل أحمدٍ ... ومدفن طهر الله فاطمة الرشد ومرقدها أعني البقيع الذي سما ... بسبط رسول الله والساجد الجدّ وباقر علم الله والصادق الذي ... له أمر دين الله في الأخذ والود وجاور ملكاً للمكارم صاعداً ... ولكن عن الضراء والظلم ذا صد يزجى إليه مفخرٌ أقعسٌ رقى ... إلى أفلك الأفلاك سمكاً بلا حد ويأمل للاعدا مكايد ذلةٍ ... وخسراً وبثراً للحسود وللضد وبالله لم أخفر لكم ذمة ولا ... تزحزحت عن ودٍ لكم ثابت العهد فلا تستمع قول الوشاة فقلما ... يحاول واش غير اعراض ذي ود بقيت لنا كهفاً وركناً وموئلاً ... وبحر نوال لم يزل دائم المد مملك كل الخلق دانٍ وشاحطٍ ... وراع ومرعيّ كذا الحر والعبد بحق الرسول المصطفى من كنانة ... محمدٍ الهادي إلى جنة الخلد وآلٍ له خير البرايا فبدؤهم ... أبو الحسن الكرار والخاتم المهدي عليهم صلاة الله ماهب شمأل ... على سمرات الجذع فالبان فالرند وقوله أيضاً وهي من قصيدة فصيحة الألفاظ كثيرة المعاني متشعبة الفنون يذكر فيها أكثر قرى الطائف ومنتزهاتها وكتبها إلى الشيخ عيسى النجفي أحد أدباء العصر الآتي ذكره ذلك البان والحمى والمصلى ... فقف الركب ساعة نتملى واسألنه برقةٍ وخضوعٍ ... عن فوادي يا صاحبي أين ضلا وإذا ما تراأت الربرب العين ... بجرعاء لعلعٍ فالمعلا فاحذرن أن تصاد يا صاح أو أن ... ترمينك العيون سهماً وفصلا إن عهدي بها حديثاً لتصطاد ... سواداً حسناً وغنجاً ودلاّ فانج من سهمها سليماً وحاذر ... إن في تلكم المحاجر نبلا غير أني بها سجيس الليالي ... واجدٌ والمحب لا يتسلى ثم لي بين حاجرٍ وزرودٍ ... ظبيات أوانسٌ تتجلى خلت ظبي الكناس منها فلما ... إن تراأت علمت هاتيك أحلى مع أني أكاد أوهم منها ... بظباءٍ عواطل لا تحلى خوف ساع من الوشاة رقيبٍ ... قصده أن يبدد اليوم شملا فبنفسي على معزة نفسي ... وبمالي ما جل منه وقلا خرّد قد نزلن أكناف وجّ ... وسكن المثناة حزناً وسهلا وبها اصطفن بل وربعن أيضاً ... قاطناتٍ سفح الأخيلة ظلا من لقيم إلى المليساء ... فالهضبة فالوهط فالأصيحر نزلا غاديات من أم خير إلى الجا ... ل إلى الهرم فالعتيق المحلا ناهلات من الجفيجف ماءً ... شبما سلسلاً نقاخاً محلى زائرت للحبر أعني ابن عباس ... الذي فاق في العلوم ونبلا

سارحات من السلامة يبغين ... م قريناً وما نجا ذاك قبلا ثم بالموقف المعظم قدراً ... واقفات يطلبن نسكاً وفضلا وارادات ماء الشريعة نهلاً ... شاربات نهلاّ فعلاّ فعلا سائرات إلى مزاحم فالصخرة ... م سيراً مثل السحابة رسلا مشرفات على رياض أنيقات ... م هنيئاً سقين غيثاً ووبلا تلك روض الجنان من أرض وجّ ... سيماً البحرة القديمة مثلا جادها الغيم من بني المزن غدقاً ... وملثاً صبحاً وليلاً واصلا فلكم قد حوت محاسن شتى ... حاكت الخلد روضةً ومحلا فلعمري ما العيش يا صاح إلا ... ما تقضى بروضها وتملاّ زمنٌ باسمٌ وعيشٌ رضيٌّ ... وحبيب مواصل لن يملا زمن والشباب غضٌ نضيرٌ ... والتهاني به تواصل وصلا والسرور الوفيّ إذ ذاك عبد ... طائع يحفظ الذمام وإلا والحيباب هنّ أتراب ودي ... زينب مع سعاد ثمة ليلى أتهادى من بينهن بوجدٍ ... وغرامٍ لم انتحل عنه ذهلا مولعاً بالمها وغزلان نعمان ... وآرام مكة فالمصلى مغرم بالجآذر العين من أهل ... حجازٍ وما حوى ذاك خلا ولقد بتّ بعدهن حزيناً ... نائي الدار مولعاً أتصلى حرّ نار البعاد من بعد بعدي ... عن ربوع بها الكواعب تجلى فلذا العين تسكب الدم دمعاً ... والفؤاد الحزين لا يتسلى فاسقنينها صرفاً ولا تذكر المزج ... فإني لا أرتضي المزج أصلا من سلافٍ تنبيك عن عهد كسرى ... عتقت في الدنان حولاً فحولا مثل لون الورود أو شرر الجمر ... وإلا كخد ظبيٍ تصلى أو كذوب الياقوت ياقوت قلبي ... عصرت قبل آدمٍ بل وقبلا من يدي شادن أغنّ أغرّ ... مترفٍ قد حوى الظرافة شكلا فائقٍ في الجمال ولدان عدنٍ ... غير أن ليس في المحبين عدلا ذي محيا كالنجم كالبدر كالش ... مس وكالحور بهجةً يا أخلا قد يخال الكؤوس من خمر عينيه ... ملاءً إذ خمر عينيه أولى قده غصن بانةٍ أن تثنى ... وطلاه كالصج إذ يتجلى إن رنا بالعيون فالقوم جرحى ... أو أدار المدام فالقوم قتلى خلته شادناً فخطأ ظني ... ردف رمل قد جاده الوبل هلا قام يسعى بها فقلت لصحبي ... دونكم شربها احتساءً وعلا تركها الاثم يا نديمي فاعلم ... واطرح القيد واركب اليوم جهلا واجعل العقل للعقار صداقاً ... واعلمن تركك المدامة غفلا فهي الروح للجسوم وللافراح جل ... ب تورث الصفو عقلا مرةٌ حلوةٌ عروسٌ عجوزٌ ... خندريسٌ فاطلب لها اليوم وصلا قد حوت كل نشوة إذ أُديرت ... كسحاب الربيع حين استهلا فعلها كالغمام بالأرض في الا ... جساد فاطرب ولا تقولنّ مهلا فالرشاد المبين في حسو هاتيك ... فدع عذل جاهل حين يتلا فلعري ما نال منها نصيباً ... فمرنه يصبو إليها والا واطلب العفو من إله كريمٍ ... فضله واسع ونعماه أولى فالعظيم العظيم يرجى لكلٍ ... من ذنوبٍ ولن ترى ثمّ بخلا واجتهد في احتسا الطلا في زمانٍ ... أمطر الغيم فيه قطراً ووبلا وكسى الأرض من زهو رياضٍ ... حاكت السندس النفيس وبلا

واستمع صوت مزهر وربابٍ ... وكمنج وبربطٍ مستهلا كل شهر بمثل ذاك وحاذر ... من ملال فالاريحي لن يملا أيها الكامل الأديب الذي حاز ... من المجد في السهام المعلى وحوى كل مفخر وكمال ... وتروى العلوم عقلاً ونقلا وبنظم يصوغه فاق كعباً ... وزهيراً وذا القروح وجلا ولبيداً والأعشيين وعمروا ... وحبيباً في الشعر قد فاق كلا هاك يا صاحب المزايا قريضاً ... من محب يراك للود أهلا ذاكراً الفة القديم ودهراً ... وزماناً بالرقمتين تولى واستمع يا أديب نفثة صب ... موجع القلب جسمه عاد ظلا ليس يسليه عنهم قط شيءٌ ... غير أني بالشعر أبرد غلا فانتقد من جمانه كل شذر ... واغتفر ما تراه إن كان زلا واجبني بما يسكن روعي ... من حلالٍ سحرٍ تضمن فضلا وابق ذا منطق نفيس أثيلٍ ... ترتعي الفضل ما سقى الغيث اثلا قوله في الزهد نصل الهوى عن قلب ذي الوجد ... وسلا المتيم عن لقا هند وعدت عن الآرام منيته ... وغدت غوايته إلى رشد وتبدل التقوى عن الأهوا ... لرجا ثواب الله ذي المجد ونضا الصبا عنه غوايته ... فاستقبل الأيام بالزهد فتراه لا يصبو إلى دعد ... كلا ولا منها إلى وعد لكن ثنى نفساً مولهة ... عن كل أمر مهلك مردي أضنته ذكرى أزمن سلفت ... بالجرع أو بالبان من نجد إذ كان فيها جمع إخوته ... حتى مناه الدهر بالبعد إخوان صدق حائزي كرمٍ ... أهل الفواضل منجع الوفد من كل غطريفٍ تراه إذا ... أمّ الوغى كالخادر الورد حاوي المكارم سيد فطن ... طب بهتك الجوشن السرد وعقيد كل كتيبة طرقت ... ليلاً وفارس خيلها الجرد ومغيرها وقت الضحى أمماً ... تنبو عن التعداد والحد خفاق الوية على الأعدا ... حمال كل ملمة تردي صبح الجبين تراه ذا بهر ... تحت التريكة نيراً يهدي كم من يد بيضاء قلدها ... جيد الرجال بنعمةٍ تلد وعفا عن الذنب الفظيع وكم ... أعطى عطا يربو على العد ذي سطوة يخشى بوادرها ... ريب الزمان عليه إذ يعدي حلو الجنا مرّ مذاقته ... يوم الوغى للفارس الصلد ما زال صفواً ورده عسلاً ... للوفد إن جاؤا بلا وعد أهفو إلى مرباه ان به ... نيل المنى ومنابت السعد وعوارفاً ومعارفاً عرفت ... أبد الدهور ومنجح القصد لهفي على وقتٍ به حسن ... أيام بشرٍ ذكرها عندي في كل حين لي بعقوته ... أنسٌ أنيقٌ زاهر الخد حيث الصبا عقت تمائمه ... عني وأصحابي ألوودّي لم ألف غير ذوي الصفا أحداً ... فكأنني في جنة الخلد قوله في الحماسة إلى كم تقاضاني الظبى وهي ظاميه ... وتشكو العوالي جوعها وهي طاويه وتدعو الجياد الصافنات قرومها ... ليوم ترى فيه على الدم طافيه فمن مبلغ عنا نزاراً ويعربا ... أولئك قوم أرتجيهم لما بيه حماة كماة قادة الخيل في الوغى ... ضراغم يوم الروع تلقاك ضاريه بهاليل في الباساء يوم تناضلٍ ... إذا ما التقى الجيشان فالعار آبيه ثيابهم من نسج داود أسبغت ... وأوجههم تحكي بدوراً بداجيه

سموا لدراك المجد والثار والعلى ... ورووا قناهم من دما كل طاغيه وساروا على متن الخيول وسوّروا ... بذي شطب عضب وسمراء عاليه على لهم لم يبرحوا في خفاظه ... مدى الدهر والأزمان عنه محاميه فهم سادة الأقوام شرقاً ومغرباً ... وبراً وبحراً والقروم المباهيه فلا غرو ان كان النبي محمد ... إليهم لينمى في جراثيم ساميه به افتخروا يوم الفخار وقوضوا ... بناء العلى عن كل قوم مضاهيه به كسروا كسرى وفلوا جموعه ... لكثرتها لم تدر في العهد ماهيه ونافوا على الأطواد عزاً ورفعة ... وزادوا على الآساد بأساً وداهيه بلاغاً صريحاً واضحاً كاشفاً له ... قناع المحيا فليبين داعيه وإياهم والريث عن نصر خدنهم ... ولا تؤمن الدنيا فليست بصافيه وقل لهم يسرون فوق جيادهم ... خفايا كما تمشي مع السقم عافيه قوله في الغزل مثير غرام المستهام ووجده ... وميض سرى من غدر سلع ونجده وبات بأعلى الرقمتين التهابه ... فظل كئيباً من تذكر عهده يحنّ إلى نحو اللوى وطويلعٍ ... وبانات نجد والحجاز ورنده وضال بذات الضال مرح غصونه ... تفيأه ظبي يميس ببرده كثير التجني ذو قوام مهفهف ... صبيح المحيا لا وفاء لوعده يغار إذا ما قست بالبدر وجهه ... ويغضب إن شبهت ورداً بخده مليح تسامى بالملاحة مفردٌ ... كشمس الضحى كالبدر في برج سعده ثناياه برق والصباح جبينه ... وأما الثريا قد أنيطت بعقده فمن وصله سكنى الجنان وطيبها ... ولكن لظى النيران من نار صده ترآى لنا بالجيد كالظبي تالعاً ... أسارى الهوى من حكمه بعض جنده روى حسنه أهل الغرام وكلهم ... يتيه إذا ما شاهدوا ليل جعده يعلم علم السحر هاروت لحظه ... ويروي عن الرمان كاعب نهده مضاء اليمانيات دون لحاظه ... وفعل الردينيات من دون قده إذا ما نضا عن وجهه البدر حجبه ... صبا كل ذي نسك ملازم زهده بروحي محيا قاصرٌ عنه كل من ... أراد له نعتاً بتوصيف حده هو الحسن بل حسن الورى منه محتدي ... وكلهم يعزى لجوهر فرده وما تفعل الراح العتيقة بعض ما ... نبسمه بالمحتسي صفو ورده قوله في مليح اعتل طرفه يا جوهراً فرداً علا ... من أين جاءك ذا العرض وعلام طرفك ذا المريض ... أعله هذا المرض عهدي به مما يصيب ... فكيف صار هو الغرض ها قلبي المعمود نصبٌ ... م للنوائب يرتكض فاجعله يا كل المنى ... بدلاً لما بك أو عوض فأسلم مدى الأيام يا ... ذا الحسن ما برق ومض فمذ اعتللت أخا المها ... في الطرف ما طرفي غمض ونحيل جسمي مذ دنف ... ت وحق عينك ما نهض أنت المراد وليس لي ... في غير وصلك من غرض قال مشجراً خلت خال الخد في وجنته ... نقطة العنبر في جمر الغضا دامت الأفراح لي مذ أبصرت ... مقلتي صج محيا قد أضا يتمنى القلب منه لفتةً ... وبهذا الحظّ للعين رضا جاهل رام سلواً عنه إذ ... حظر الوصل وأولاني النضا هامت العين به لما رأت ... حسن وجه حين كنا بالأضا قال في النسيب سلا بطن مرو والغميم وموزعا ... متى اصطافها ظبي النقا وتربعا وهل حل من شرقيها أرض هجلةٍ ... وهل جادها مزن فسال وأمرعا

سقى تلك من نوء السماكين بكرةً ... سحايب غيث مربعاً ثم مربعاً تظل الصبا تحدو بها وهي سجمٌ ... وتنزلها سهلاً وحزناً وأجرعا فتلك مغان لا تزال تحلها ... خدلجة الساقين مهضومة المعا ربيبة خدر الصون والترف الذي ... يزيد على بذل الليالي تمنعا تروت من الحسن البهيّ خدودها ... وقامتيها كالغصن حين ترعرعا قطوف الخطا مثل القطاحين ما مشت ... تقوم بأرداف يحاذين لعلعا قال مخاطباً سلطان مكة المشرفة زيد بن محسن وهو متوجه لفتح اليمن سنة ثلاث وخمسين وألف ما سار زيد مليك الأرض من بلد ... إلا وقابله الاقبال بالظفر إني أودعه بالجسم منفرداً ... وإن روحي تتلوه على الأثر وكتب إلى شيخنا العلامة محمد بن علي الشامي رقعة صورتها: يا مولانا عمر الله بالفضل زمانك وأنار في العالم برهانك سمحت للعبد قريحته في ريم هذه صفته بهذين البيتين وهما تراأى كظبيٍ خائف من حبائل ... يشير بطرفٍ ناعسٍ منه فاتر ومذ ملئت عيناه من سحب جفنه ... كنرجس روض جاده وبل ماطر فإن رأى المولى أن يجيزهما ويجيرهما من البخس. فهو المأمول من خصائل تلك النفس. وإن رآهما من الغث فليدعهما كأمس. ولعل الاجتماع بكم في هذا اليوم قبل الظهر أو بعد العصر. لنحسو من كؤوس المحادثه ما راق بعد العصر. والمملوك كان على جناح ركوب. بيد أنه كتب هذه البطاقه وأرسلها إلى سوق أدبكم العامرة التي ما برح إليها كل خير مجلوب. فأسبل الستر صفحاً إن بدا خلل ... تهتك به ستر أعداءٍ وحساد فكتب مولانا الشيخ المشار إليه هذين البيتين بديهة ولرب ملتفت بأجياد المها ... نحوي وأيدي العيس تنفث سمها لم يبك من ألم الفراق وإنما ... يسقي سيوف لحاظه ليسمها ثم نظم المعنى بعينه فقال ولقد يشير إليّ عن حدق المها ... والرعب يخفق في حشاه الضامر أسيان يفحص في الحبال كأنه ... ظبي تخبط في حبالة جاذر غشت نواظره الدموع كأنها ... ماءٌ ترقرق في متون بواتر رقت شمائله ورق أديمه ... فتكاد تشربه عيون الناظر وقال صاحب شيخنا أحمد الجوهري معارضاً وظبي غريرٍ بالدلال محجبٍ ... يرى إن ستر العين فرض المحاجر رماني بطرف أسبل الدمع دونه ... لئلا أرى عينيه من دون ساتر ولما وقف أدباء اليمن على بيتي الوالد تجاروا في مضمارهما فقال السيد حسن بن المطهر الجرموزي وريم فلا أصل المحاسن فرعه ... تبدّى كبدر في الدجى للنواظر سباني بجفن أدعج ماج ماؤه ... فطرز شهب الدمع ليل الغدائر قال حسن بن علي باعفيف وخشف عليه الحسن أوقف نفسه ... له ناظر يحميه من كل ناظر نظرت إليه ناثراً در دمعه ... فنظام فكري هام في در ناثر قال الشيخ عبد الله الزنجي وطرف له فعل السيوف البواتر ... يصيب به مستلئماً دون حاسر رمى ورنا فانهل بالدمع جفنه ... كدر حواه سمط نظم الجواهر قلت أنا في ذلك عام ثمان وستين ولله ظبيٌ كالهلال جبينه ... رماني بسهم من جفون فواتر جرت بماآقيه الدموع كأنها ... مياه فرند في شفار بواتر

السيد أحمد بن مسعود بن سلطان مكة المشرفة الشريف حسن بن بركات الحسني نابغة بني حسن. وباقعة

السيد أحمد بن مسعود بن سلطان مكة المشرفة الشريف حسن بن بركات الحسني نابغة بني حسن. وباقعة الفصاحة واللسن. الساحب ذيل البلاغة على سحبان. والسائر بأفعاله وأقواله الركبان. أحد السادة الذين رووا حديث السيادة براً عن بر. والساسة الذين فتقت لهم ريح الجلاد بعنبر. فاقتطفوا نور الشرف من روض الحسب الأنضر. وجنوا ثمر الوقائع يانعاً بالنصر من ورق الحديد الأخضر. كانت له همة تزاحم الأفلاك. وتزاعم بعلو قدرها الأملاك لم يزل يقدر من نيل الملك ما لم يف به عدده وعدده. ولم يمده عليه من القضا والزمان مدده ومدده. فاقتحم لطلبه بحراً وبراً. وقلد للملوك بمدحه جيداً ونحراً. فلم يسعفه أحد ولم يساعد. وإذا عظم المطلوب قل المساعد. وكان قد دخل شهاره من بلاد اليمن في إحدى الجمادين من سنة ثمان وثلاثين وألف وامتدح بها امامها محمد بن القاسم. بقصيدة راح بها ثغر مديحه ضاحكاً باسم. وطلب منه مساعدته على تخليص مكة المشرفة له. وإبلاغه من تحليته بولايتها أمله. وكان ملكها إذ ذاك الشريف أحمد بن عبد المطلب فأشار في بعض أبياتها إليه. وطعن فيها بسنان بيانه عليه. ومطلع القصيدة سلا عن دمي ذات الخلاخل والعقد ... بماذا استحلت أخذ روحي على عمد فإن أمنت أن لا تقاد بما جنت ... فقد قيل أن لا يقتل الحر بالعبد ومنها يخاطب الامام المذكور طاعناً على سلطان مكة المشرفة أغث مكةً وانهض فأنت مؤيدٌ ... من الله بالفتح المفوض والجدّ وقدم أخا ودّ وأخر مبغضاً ... يساور طعناً في المؤيد والمهدي ويطعن في كل الأئمة معلناً ... ويرضي عن ابن العاص والنجل من هند فلم يحصل منه على طائل. إلا ما أجازه به من فضل ونائل. فعاد إلى مكة المشرفة سنة تسع وثلاثين وأقام بها سنتين ثم توجه إلى الديار الروميه في أواسط شهر ربيع الثاني في سنة إحدى وأربعين قاصداً ملكها السلطان مراد خان فورد عليه في القسطنطينية العظمى مقر ملكه واجتمع به ومدحه بقصيدة فريدة سأله فيها توليته مكة المشرفه وأنشده إياها في أواخر شوال سنة إحدى وأربعين وألف ومطلع القصيدة قوله ألا هبي فقد بكر الندامى ... ومج المرج من ظلم الندامى وهينمت القبول فضاع نشر ... روى عن شيخ نجد والخزامى وقد وضعت عذارى المزن طفلاً ... بمهد الروض تغذوه النعامى فكم خفر الفوارس في وطيس ... فتى منا وما خفر الذماما وكم جدنا على قلٍّ بوفر ... وأعطينا على جدب هجاما وكم يوم ضربنا الخيل فيه ... على أعقابها خلفاً اماما فنحن بنو الفواطم من قريش ... وقادات الهواشم لا هشاما برانا الله للدنيا سناءً ... وللأخرى إذا قامت سناما وخص بفضله من أمّ منا ... مليكاً كان سابوراً هماما فتى الهيجا مراد الحق من لم ... يخف من فضل خالقه ملاما مجشّ الحرب إن طارت شعاعاً ... نفوس عندها قلّ المحامي وغيث قطره ورق وتبر ... يجود إذا شكى المحل الركاما فيثنى سيبه جدبا وشيكاً ... ويثنى سيفه موتاً زؤاما وفي شفتيه آجال ورزق ... بها أمر الصواعق والسجاما يقود له الملوك الصيد جيشاً ... فيمنحه الخوامع والرجاما وإن وفدوه أغناهم وأقنى ... وأجلسهم على العليا مقاما مليك الأرض والأملاك طراً ... وجاوي ملكها يمناً وشاما ومجرٍ من دم الأعداء بحراً ... ولا قوداً يخاف ولا اثاما يبيت مراعياً أمر الرعايا ... إذا باتت ملوكهم نياما تسنم غارب الدنيا فألقى ... إليه جموحها طوعاً زماما إذا شملت عنايته لئيماً ... فقد شملت مكارمه الكراما تعاظم قدره عن وصف شعر ... كذا مرماه يسمو أن يراما ويكبر أن يدانيه عنيد ... فيرميه ويعظم أن يراما

ترفع كمه عن لثم ملكٍ ... وتلثمه الضعائف واليتامى وينطق عنده شاكٍ ضعيفٌ ... ولا يسطيع جبار سلاما له يد ماجد لم تله يوماً ... بغانية ولا ضمت مداما أغر سميدع ضخم المساعي ... له رأي يرد به السهاما ويخدم قبر طه بالمواضي ... ودين الله والبيت الحراما فيا ملك الملوك ولا أبالي ... ولا عذراً أسوق ولا احتشاما إذا ما قست لم أنزلك فيهم ... بمنزلة الرجال من الأيامى إلى جدواك كلفنا المطايا ... دواماً لا نفارقها دواما وجبنا يا ابن عثمان الموامي ... إلى أن صرن من هزل هياما وذقنا الشهد في معنى الترجي ... وقلنا الصبر من جوع طعاما صلينا من شموس القيظ ناراً ... تكون بنورك العالي سلاما وخضنا البحر من ثلج إلى أن ... حسبناه على البيدا أكاما نؤم رحابك الفيح اشتياقاً ... ونأمل منك آمالاً جساما ومن قصد الأمير غداً أميراً ... على ما في يديه ولن يضاما وحاشا بحرك الفياض انا ... نرد بغلةٍ عنه حياما وقد وافاك عبد مستميح ... ندا كفيك والشيم الكراما وقد نزل ابن ذي يزن طريداً ... على كسرى فانزله شماما أتى فرداً فعاد يجر جيشاً ... كسا الأكام خيلاً والرغاما به استبقى جميل الذكر دهراً ... وأنت أجل من كسرى مقاما وسيف في العلا دوني فإني ... عصامي وأسموه عظاما بفاطمة ونجليها وطه ... وحيدرة الذي فاق الأناما عليهم رحمة تهدى سلاماً ... يكون لنشرها مسكاً ختاما ولا بدعٌ إذا وافاك عاف ... فعاد يقود ذا لجب لهاما فخذ بيدي وسنمني محلاً ... بقربي منك فيه لن أساما وهب لي منصبي لتنال أجري ... وشكري ما بقيت له لزاما فيقال إنه أجابه إلى ملتمسه ومراده. وأرعاه من مقصده أخصب مراده. ولكن مدت إليه يد الهلك. قبل نيل الملك. وقيل أجزل صلته فقط. وأغفل ما تمناه وقط. ولم يعد إلى مكة شرفها الله تعالى وتوفى في تلك السنة أو التي تليها والله أعلم وهذا محل نبذة من منثور وروده. ومنظوم عقوده. قرأت في تذكرة العلامة القاضي تاج الدين المالكي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى فصلاً يشتمل على شيء من نثر غيره ونظمه وصورته لكاتبه ومنشيه. وراقمه وموشيه. فيما كتب على هياكل الصدور. وفاقت به قلائد النحور. وحكى بتفويفه الروضة الغناء. واستحسن استحسان العقد في عنق الحسناء. شعر غنيت بحلية حسنهاعن لبس أصناف الحليوبدت بهيكلها البديع تقول شاهد واجتلتجد المحاسن كلهاقد جمعت في هيكلي وكنت أدعي في أبياتي هذه السالمة من الحشو والزيف. دعوى ناظم بيتي الطيف. حتى وقف عليها ورآها. وشاءها فشاآها وشيد كل بيت من أبياته قصراً. واسترق ذلك المعنى باستحقاقه قسراً. سيدنا ومولانا المتفرع من دوحة الخلافه. المترعرع في روضة الشرافه. مالك أزمة اليراعة والحسام. ملك أئمة البراعة والكلام. الجامع بين طرفي الكمال الغريزي والمكتسب. والحائز شرفي العلم والنسب. فإذا انتهى عدّ الجدو ... د إلى النبي المرسل من معشر شم الأنو ... ف من الطراز الأول وسما بتالد مجده ... وطريفه المستكمل وحوى البسالة والعفا ... ف ورقة المتغزل فتخاله يوم الوغى ... من نفسه في جحفل ولدى الهوى يصطاده ... لحظ الغزال المغزل لا سيما من سر به ... يزهو به في المحفل وله الجواري المنشئآت ... المنشئآت جوى الخلى جامع أشتات المفاخر. المفتخر بها على الأوائل والأواخر. سيدنا ومولانا السيد أحمد بن مسعود. لا زال طالع شهابه في صعود وسعود. فقال

لله ظبي سر بهيزهو به في المحفلقنص الأسود بقالبٍ قيد الأوابد هيكليوله الجواري المنشئآتجوى الحشاشة للخلي من كل بكرٍ لحظهايسطو بحد الفصيلمشتاقها من ثغرها وأثيثها في مشكلما قال في ظلمائهيا أيها الليل انجل فاق الغواني حاليات عاطلاً في هيكلوغدا ينضّ به فأزرى الحلى بالنص الجلى ثم من بعد أن نضد عقد هذه الأبيات. التي أصبحت إلا عليه أبيات. كتبها وكتب معها. رقعة من الروض أقتطعها. وهي: يا مولانا امتع الله ببقائك. وصير أعداءك من أوليائك. قهراً لا موده. ليذوقوا بالطاعة الفرج بعد الشده إذا لم تجزهم دار قوم مودة ... أجاز القنا والخوف خير من الود لي فريخه وهي غائبه وضعت لها من ضيافتها هيكلاً وسمحت فيه القريحة الجامدة. والجذوة الخامدة. بهذه الأبيات ومن شانك ستر العوار. والمكافأة عن صغار الصدف بالدرر الكبار. فإن كانت مما يجوز لك أن تنشدها فأجزها وأشرف عليها القاضي تاج الدين لتكسب منه عقدا. وتتارج مسكاً وندا. فإنكما فرقداً سما وزنداً وغى. وبعث بها إلى سيدنا ومولانا. وصديقنا وأولانا. وحلية صدر الشريعة. المتسنم ذروتها الرفيعة. مجمع بحري المنطوق والمفهوم. منبع نهري المنثور والمنظوم. قدوة القضاة والحكام. عمدة أرباب الأحكام في الأحكام. مولانا القاضي أبي العباس شهاب الدين بن عيسى بن مرشد العمري الحنفي. عامله الله بلطفه الخفي. فكتب الجواب من غير ارتباك ولا ارتياب. فلله در تلك البديهه. وعين الله على تلك الفطرة النبيهة. وصورته: يا مولانا حرس الله على البلاغة. بل على المعالي مهجتك. وحفظ على الصياغه بل على الشرف العالي بهجتك. ان وقع مشتاق صاحبة الهيكل. بين أثيثها وثغرها في مشكل. فقد وقع العبد من نظم هذه المشرفه ونثرها مرتعد الفرائص ارتعاد من جنى على السنبتي المشبل. وقبل الأرض بين يدي نظمك ونثرك. ووقف حائراً بين نهيك وأمرك. فإن أجاب المملوك ببنت شفه. عده أرباب البلاغة من المملوك غاية السفسفه. أجار الله مولانا منها بل السفه. وإن لم يجب. فما أدى بعض ما يجب. والفؤاد منه يجل ويجب. يا مولانا فالعبد يقف بين يدي بلاغتك كالذليل ويسألك أن تعفو عن مثل هذا الموقف وتقيل. فإذا قيل في الرسل الكرام. عليهم الصلاة والسلام. وكلهم من رسول الله مغترف. وكل منهم مقر بذلك ومعترف. والولد سرابيه. بشهادة كل ذي أدب نبيه. فما يكون هذا العبد الحقير. بالنسبة إلى جناب مولانا الكبير. نعم اذهب إلى رب البلاغه. ومالك أزمة الصناعة والصياغه. من ألقت إليه الفصاحة مقاليدها. وصغرت لديه جهابذتها وصناديدها. واعترف له لتقدمه الأقران. وذلك لبزوغ نيره في أسعد قران. العلامة على التحقيق. الفهامة الذي يبادر المنصف عند تصور كماله بالتصديق. مولانا أبي المعالي تاج الدين المالكي باسقاط آلة التعريف. الجامع لإحاسن محاسن التوصيف. فإنه أثبت جناناً. وأفصح مني لساناً. واستمع ما يبديه. ثم ارفعه إلى المسامع الشريفة وانهيه. إن شاء الله تعالى ثم إن المملوك ادعى الزعارة. وسولت له نفسه الأماره. بأن يخوض في هذا البحر. ويستخرج من درره ما يتحلى به جيد الدهر. فقال مرتجلاً. وأجاز وجلا أنا ربة الحسن الجليلمؤملي المتأملصدري ووجهي منيةٌ للمجتني والمجتليالحظ بديع محاسنيمن تحت أنواع الحلي تجد المحاسن والحليّ ... م جمالها من هيكلي

انتهى جواب مولانا القاضي. أدام الله به بين الخصوم التراضي. ثم إن مولانا القاضي المشار إليه. أسبغ الله فيض فضله عليه. أشرفني على ما كتب به إليه المقام العظيم. من ذلك الدر النثير والنظيم. فإذا هو قد رفع لعبده فيه ذكراً. وقلد منه جيداً ونجرا. وقرنه بشهاب الفضائل المشرق في سمائها بدرا. السامي رتبة وقدرا. وكان مولانا المقام الشريف. والمرام المنيف. حيث أغار على عبده تلك الاغارة. ولم يترك له من ذلك المعنى إلا اختراعه وابتكاره. وأظهر بالنص الجلي قصوره وعواره. قصد أن يطفيء حره وأواره. بما وقع به من الايماء إلى عبده والاشاره. التي أنشد المملوك نفسه عندها لك البشاره. وإلا فإني يبلغ الضالع شأ والضليع. أو يجاري من يبرز كلام ابن حجر في ذلك القالب البديع. وكم ترك الأول للآخر. وليس من يمتص مصة الوشل من جعفر كمن يعترف من بحر زاخر. ثم طرق الفضلا ذلك المعنى. وقرعوا باب ذلك المغني فمنهم من لج وولج. ومنهم من صعد وعرج. ومنهم من لم يحظ بالولوج، فضلاً عن العروج. فكان ممن بلغ تلك الغايه. وأضحى عرابة تلك الرايه. مولانا الكامل بحره. المتحلي بعقود الفضائل نحره. العالم العلامه. العمدة الفهامه. القاضي يحيى شرف الدين ابن السيد عمر الحسيني الهاشمي المكي الخلوتي القاضي بمكة المشرفه. فنظم أربعة أبيات. فقال أفدي كعوباً ذات حسن ناهداً ... قد صاغها الباري بأجمل هيكل خطرت بهيكل قدها وبهيكل ... في جيدها الباهي السني المتهلل بين الغواني المبدعات بحسنها ... وجمالها مهدي الجمالة للحلي وتقول عجباً بينهن ورقةً ... هل هيكل في الحسن يحكي هيكلي قال مؤلف الكتاب انتهى ما أردت نقله من تذكرة القاضي المذكورة والهيكل غلاف من الفضة يتخذ للتعاويذ وأنشدني الوالد لنفسه في ذلك خود جلا الأنوار نور جبينها ... والفرع منها كالبهيم الأليل تزهو بجيد الريم إلا إنه ... هادٍ إلى الوجه المنير الأجمل قالت لصبٍ قد تزايد وجده ... من صدها بتعززٍ وتذلل انا نزهة الأبصار ذاتاً فاجتل ... مني محاسن قد حواها هيكلي وأنشدني لنفسه في المعنى أيضاً خود جلالي وجههابدراً منيراً معتلىقالت لمدنف هجرها بتعزز وتذللٍانا نزهة الأبصار ذاتام والبها بي يعتلي ومحاسن الدنيا جميعاً م ... قد حواها هيكلي رجع: ومن انشاء السيد المذكور ما كتبه مراجعاً به بعض أصحابه وذلك سنة اثنتين وعشرين وألف: ورد الكتاب المحتوي على وجيز المعاني. المغني عن الروضة والأغاني. المشار إليه بالبنان في البيان والمعاني. كيف لا وهو في حديث المطارحة لمالك النظم والنثر. والمنهاج الذي عرفت الأدباء له من الأزهار النثر. فكان تذكرة الأشجان. وتسلية الأحزان. فهمت لما فهمت. وفتنت لما فطنت. وأنشدت وما كان تأخير الجواب سآمةً ... ولكن لتنعيم الجوارع في المرج فزهرٌ لجان شنف سمع وأذفر ... لشم وللرائين ما قمر الكرج فلله درك من بحر فاض بالفوائد والفرائد. وأغنى بعرائس فكره عن عرائس الخرائد لاكبا كميتك في مضمار. ولا شق له في حلبته غبار. ومن جيد شعره قوله حنت فأبكت ذات شكل حنون ... وغنت الورق بأعلى الغصون وهينمت مسكية ذيلها ... عطره نشر طوى والحجون وشق برد الليل برقٌ فما ... ظننته إلا حسام الجفون كأنه مذ شق قلب الدجى ... جبين ليلي في دياجي القرون فقمت كالهادر في شجوه ... لم أدر ما بي فرح أم جنون وأرسل الدمع نجيعاً على ... خدي فيجري أعيناً من عيون فلم أخل نوماً ولا مجثماً ... وموقداً أو علماً في دمون الا وبات الناعم الفرش لي ... شوكاً ومبسوط الروابي حزون فالبرق نوحي في الربى رعده ... والورق من شعري تجيد اللحون عهدي بها كانت كناس الظبى ... وغابة الأُسد حماة الظعون حتى غدا من بعدهم ربعها ... مستقفراً جارت عليه السنون

كأنه جسمي وإن لم يكن ... جسمي فوهماً أو خيالاً يكون الله لي من مهجة مزقت ... ومقلة عبرى ونفس رنون تحنّ للشعب وأوطانه ... مهما سرى برقٌ بليلٍ وجون وفتية من آل طه لهم ... في الحرب أبكار مزايا وعون من كل طلق لا يرى كالسها ... لضيفه ثلة ذات القرون مبتذل الساحات في قطرهم ... للخائف الجاني أعز الحصون كل طويل الباع رحب الفنا ... تصدق للوفاد فيه الظنون يحمده السارون إن أدلجوا ... ويعمر النادي به السامرون لا ينتهي الجارون منه إلى ... شأوٍ ولا يعسفه الجائرون فيا نسيمات الضبا عرّجي ... بهم وبثي غامضات الشجون وحاذري ان تصحبي لوعتي ... واستصحبي بثي عسى يفهمون وبلغيهم حال من لم يزل ... حليف أشجان كثير الشؤون نآءٍ عن الأهلين صعب الأسى ... من بعد ما فارق قلباً شطون يحفظ للرمل عهود الوفا ... وإن طلبت القرب منه يخون قولي لهم يا عرب وادي النقا ... وجيزة الجرعا وذات الحزون نسيتم صباً غدا دمعه ... من بعدكم صباً قريح الشؤون وهو وماضي العيش ما ساعة ... فيها تناسى جدكم والمجون فشأنه يخبر عن شأنه ... وحاله أن يسأل السائلون وأنت يا شادي بشأم اللوى ... ويا حويدي الظعن بين الرعون عرّض بذكري لا شجتك النوى ... لعلهم لي بعد ذا يذكرون وهات لي عن رامة والنقا ... هل طاب للساكن فيها السكون وهل أثيلات النقا فرعها ... يهصره من لينه الهاصرون وصادح تلحينه صادع ... على فنون باعثات الفنون منازل كنا عهدنا بها ... ثقال أرداف خماص البطون وكان ابن عمه الشريف محسن بن حسين بن حسن يطرب لأبيات الحسين بن مطير ويعجب بها كثيراً وهي ولي كبد مقروحة من يبيعني ... بها كبداً ليست بذات قروح أبى الناس ريب الناس لا يشترونها ... ومن يشتري ذا علة بصحيح أحنّ من الشوق الذي في جوانحي ... حنين غصيص بالشراب قريح فسأل السيد أحمد المذكور تذييلها فقال مذيلاً وأجاد ما شآء على سالف لو كان يشرى زمانه ... شربت ولكن لا يباع بروحي تقضى وأبقى لاعجاً يستفزه ... تألق برق أو تنسم ريح وقلباً إلى الأطلال والضال لم يزل ... نزوعاً وعن أفيآء غير نزوح فليت بذات الضال نجب أحبتي ... طلاحاً فنضو الشوق غير طليح يجشمه بالأبرقين منيزل ... وبرق سرى وقتاً وصوت صدوح وموقف بينٍ لو أرى عنه ملحداً ... ولجت بنفسي فيه غير شحيح صرمت به ربعي وواصلت أربعي ... وأرضيت تبريحي وعفت نصيحي وباينت سلواني وكل ملوّح ... ولايمت أشجاني وكل مليح وكلفت نفسي فوق طوقي فلم أطق ... لعدّ سجايا محسن بمديح وله أيضاً وهو مما ليس في ديوانه ألا ليت شعري هل ألاقيك مرة ... وصوتك قبل الموت ها أنا سامع فيا دهرنا للشت هل أنت جامع ... ويا دهرنا بالوصل هل أنت راجع وله في مغن بروحي من غنى وروضة خده ... مخضبة مخضلة من دمي غنا وأهدى لنا ورداً وغصناً ونرجساً ... ولم يهد إلا الخد والقد والجفنا وقال مخاطباً ابن عمه سلطان مكة المشرفة الشريف ادريس بن حسن وقد رأى منه تقصيراً في حقه رأيتك لا توفي الرجال حقوقهم ... توهم كبراً سآء ما تتوهم وتزعم اني بالمطامع أرتضي ... هواناً ونفسي فوق ما نلت تزعم

السيد عماد الدين بن بركات بن جعفر بن بركات بن أبي غي الحسني رحمه الله تعالى: عماد أبنية المجد

وما مغنم يدني لذل رأيته ... فيقبل إلا وهو عندي مغرم واختار بالاعزاز عنه منية ... لأني من القوم الذين هم هم المصراع الأخير صدر بيت لأبي الطمخان وهو وإني من القوم الذين هم هم ... إذا مات منا سيد قام صاحبه وله من صدر قصيدة كيف العزا والفؤاد يلتهب ... والحيّ زمت لبينه النجب والعين عبرى والجسم ممتقع ... والنفس حرّى والعقل مضطرب وهذه أربع بكاظمة ... عفت قديماً فندبها يجب ومنها وابك زماناً مضى بها أنفاً ... عنى فقد أذهلتني النوب ومنها وبالنقا غادة إذا خطرت ... تغار منها الأغصان والكثب كأنها في الأثيث إن سفرت ... بدر بسجف الظلام محثجب هذا ما أخرجته من ديوانه السيد عماد الدين بن بركات بن جعفر بن بركات بن أبي غي الحسني رحمه الله تعالى: عماد أبنية المجد والمكارم. ورافع شرف آبائه الخضارم. نسب في السيادة كعمود الصبح. وحسب تنزه بجده الحسن عن القبح. طلع في أفق الجلالة بدراً. وسما في سماء الإيالة قدراً. رايته في حضرة الوالد بالديار الهنديه. وقد تفيأ ظلالها وأفاض مكارمه النديه. وكان قد دخلها في سنة اثنين وستين وألف فرأيت الفضل فيه مصوراً. وجنيت به روض السرور منوراً. ولقد كان يجمعني وإياه مجلس والدي حسب الاقتراح. وبيننا من المصافاة ما بين الراح والماء القراح. وهو كهل شبت بالظرف شمائله. وهبت باللطف جنائبه وشمائله. وربما جمعتنا حلبة أدهم وكميت. أو بيت شعر لم تتحكم عليه لو ولا ليت. فتنتقل من متن جواد إلى شرح بيت. وله شعر يفعل بالألباب فعل السحر أُثبت منه ما هو أحلى من جنا النحل. وأجدى من القطر في البلد المحل. كنت حين دخولي هذه البلاد. كتبت إليه بقصيدة ضمنتها التبرم من الاغتراب والبعاد. أقول فيها هل يعلم الصحب إني بعد فرقتهم ... أبيت أرعى نجوم الليل سهرانا أقضي الزمان ولا أقضي به وطراً ... وأقطع الدهر أشواقاً وأشجانا ولا قريب إذا أصبحت ذا حزن ... إن الغريب حزين حيثما كانا أرى فؤادي وإن ضاقت مسالكه ... بمدح نجل رسول الله جذلانا عمار أبنية المجد الذي رفعت ... آباؤه الغرّ من ناديه أركانا السيد الماجد الندب الشريف ومن ... قد بزّ بالفضل أكفاء وأقرانا سما به النسب الوضاح فاجتمعت ... فيه المحامد أشكالاً وألوانا يا واسع الخلق إفضالاً ومكرمة ... وموسع الخلق إنعاماً وإحسانا فقت الكرام بما أوليت من كرم ... لله درك مفضالاً ومعوانا ما قلت في المجد قولاً يوم مفتخر ... إلا أقمت عليه منك برهانا لا زلت في الدهر مرضيّ العلا أبداً ... ونائلاً من إله الخلق رضوانا عليك مني سلام الله ما صدحت ... ورق الحمام وهزّ الريح أغصانا فراجعني بقوله يا من تذكر خلاناً وجيرانا ... وصار يمسي سمير النجم سهرانا صادٍ إلى مورد قد كان يألفه ... عذب به يشتفي من كان ولهانا له به مرتع طابت موارده ... اليوم بالهند يا لله ما حانا يا ماجداً حاز سبقاً في القريض وفي ... نهج البلاغة حتى فاق أقرانا أحسنت لا زلت في أمن وفي دعة ... جزاك ربك بالاحسان إحسانا وحق جدك إن العين في غرق ... والقلب في حرق وجداً لما آنا عليك بالصبر يا مولاي معتصماً ... إن النفيس غريب حيثما كانا كذا الليالي عهدناها مبدلة ... بالقرب بعداً وبعد الوصل هجرانا فلا رأيت مدى الأيام حادثة ... من الزمان ولا هماً وأحزانا قد ضاق صدري لما أبدت من كمد ... من لاعج البين ليت البين لا كانا لكن لي آملاً في الله خالقنا ... وحسن ظني متى ندعوه أولانا

ان يجمع الشمل في تلك البقاع وإن ... يروي غليل صدٍ ما زال حرّانا بحق آبائك الغرّ الكرام ومن ... غدوا لنا دون كل الناس أعوانا ما حركت نسمات الريح مورقة ... من النبات وهزّت منه أفنانا من شعره قوله مخاطباً الوالد زرت خلاًّ صبيحةً فحباني ... بسؤآل أشفى وأرغم شاني قال لما نظرت نور محياه ... ونلت المنى وكل الأماني كيف أصبحت كيف أمسيت مما ... ينبت الحب في قلوب الغواني فتحرجت إن أفوه بما قد ... كان مني طبعاً مدى الأزمان يا أخا المجد والمكارم والفضل ... ومن لا أرى له اليوم ثاني أدرك أدرك متيماً في هواكم ... وأكففن عنه صولة الحدثان وأبق وأسلم منعماً في سرور ... ما تغنت ورق على غصن بان فراجعه الوالد بقصيدة أولها ليت شعري متى يكون التداني ... لبلاد بها الحسان الغواني وبها الكرم مثمر والأقاحي ... ضحكت عن ثغور زهر لجاني والبساتين فائحات بعطر ... يخجل العنبر الزكي اليماني وطيور بها تجاوبن صبحاً ... وعشياً كنغمة العيدان وبألحانها تذيب ذوي اللب ... وتحيي ميتاً من الهجران وتمشى بها الظباء الحوالي ... مائسات كناعم الأغصان كل خود تسطو بلحظ حسام ... وتثنى كما قنا المران وجهها الصبح إنما الفرع منها ... ليل صب من لوعة الحب فاني غادة كالنجوم عقد طلاها ... ما اللآلي وما حلى العقيان إن ياقوت خدها أرخص الياقوت ... سعراً وعائب المرجان ومنها كل يوم يقضى بقرب لديها ... فهو يوم النيروز والمهرجان ومنها تلك من فاقت الظباء افتناناً ... فلذا وصفها أتى بافتنان ما لمضنى أُصيب من أسهم اللحظ ... م نجاة من طارق الحدثان أذكرتني أيام تلك وأغرت ... أعيني بالبكاء والهملان ومنها نفثات كالسحر يصدعن في قلب ... معنىًّ من الملامة عاني ومنها كلمات لكنها كالدراري ... وسطور حصت بديع المعاني إذ أتت من أخ شقيق المعالي ... فائق الأصل غرة في الزمان ضافي الود صافي القلب قرم ... كعبة المجد في ذرى كيوان ذاكراً لي بها تزايد شوق ... وولوعاً به مدى الأزمان ففهمت الذي نحاه ولكن ... ليت شعري يدري بما قد دهاني أنا قيس في الحب بل هو دوني ... لا جميل حالي ولا كابن هاني يا أخا العزم قد سلمت ووجدي ... طافح زائد بغير تواني فلحتفي أبصرت من قد رماني ... وعنآءٌ تصيد الغزلان إن تشأ شرح حال صب كئيب ... فلقد قاله بديع المعاني مرضي من مريضة الأجفان ... عللاني بذكرها عللاني هذا البيت للشيخ محيي الدين العربي رضي الله عنه مطلع قصيدة وبعده غنت الورق في الرياض وناحت ... شجو هذا الحمام مما شجاني بأبي طفلة لعوب تهادى ... من بنات الخدور بين الغواني طلعت في العيان شمساً فلما ... أفلت أشرقت بأفق جناني عاد شعر السيد وله مذيلاً بيت أبي زمعه جد أمية بن أبي الصلت ومادحاً الوالد أشرب هنيئاً عليك التاج مرتفعاً ... برأس غمدان دارامنك محلالا تسعى إليك بها هيفاء غانية ... مياسة القد كحلا الطرف مكسالا إذا تثنت كغصن البان من ترف ... وإن تجلت كبدر زان تمثالا كأنها وأدام الله بهجتها ... تكونت من محيا دهرنا خالا وكيف لا وهي أمست فيه ساحبة ... بخدمة السيد المفضال أذيالا

السيد محمد يحيى بن الأمير نظام الدين أحمد الحسيني

ذاك الذي جل عن تنويه تسمية ... شمس علت هل ترى للشمس أمثالا الباسم الثغر والأبطال عابسة ... والباذل المال لم يتبعه انكالا عارٍ من العار كاس من محامده ... لا يعرف الخلف في الأقوال إن قالا إن قال أفحم ندب القوم مقوله ... أوصال أخجل ليث الغاب إن صالا علا به النسب الوضاح منزلة ... عن أن يماثل إعظاماً وإجلالا خذها ربيبة فكر طالما حجبت ... لولا علاك وودّ قط ماحالا وأصفح بفضلك عن تقصير منشئها ... وحسن بشرك لم يبرح لها فالا ثم الصلاة على أزكى الورى نسباً ... وآله الغرّ تفصيلاً وإجمالا قال المؤلف: لقد رأيت هذا المادح ساحباً أذيال العز والجلال. بحضرة ممدوحه هذا السيد المفضال. وقد أنزله بأعز مكان. وأحله عنده محل ابن ذي يزن من رأس غمدان. حتى وعده بوعد. شام من وميض بارقه السعد. فلم يلبث أن استوفى ملء مكياله. وهتفت به من دواعي آجاله. فوافت المسكين منيته. قبل أن تقضى أمنيته. وهكذا خلق الدهر الغرام. وكم حسرات في نفوس كرام. وكانت وفاته يوم الجمعة لعشر بقين من شوال سنة تسع وستين وألف رحمه الله تعالى وقلت أرثيه لنا كل يوم رنة وعويل ... وخطب يكلّ الرأي وهو صقيل بكيت لو أن الدمع يرجع ميتاً ... وأعولت لو أجدى الحزين عويل لحى الله دهراً لا تزال صروفه ... تكرّ علينا دائماً وتصول علام وفيما قد أصاب مقاتلي ... وما شهدت منه عليّ نصول وحملني خطباً تضآءلت دونه ... وما أنا قدماً للخطوب حمول بموت كريم ماجد وابن ماجد ... له المجد دار والعلآء مقيل فتى قد عنت يوم الهياج له القنا ... وراح الحسام العضب وهو ذليل بكاه القنا الخطيّ علماً بأنه ... كسير وإن المشرفيّ كليل فمن للعوالي بعد كفيه والندى ... ومن في صفوف الناكثين يجول ومن بعده للسيف والضيف والعلا ... ومن بعده للمكرمات كفيل ربيب علىً شحّ الزمان بمثله ... وكل زمان بالكرام بخيل نعاه لنا الناعي فضاق بي الفضا ... وراحت دموعي الجامدات تسيل وهيهات أن تأتي النسآء بمثله ... ويخلف عنه في الأنام بديل سأبكيك يا عمار ما ناح طائر ... وما ندبت بعد الرحيل طلول مصابي وإن طولته عنك قاصر ... ودمعي وإن أكثرت فيك قليل لك الدهر في قلبي مكان مودّة ... ودادك فيه ساكن ونزيل وإنّ هاطلات السحب شحت بسقيها ... سقاك من الجفن القريح همول عليك سلام الله مني تحية ... مدى الدهر ما غال البرية غول السيد محمد يحيى بن الأمير نظام الدين أحمد الحسيني أخي وشقيقي. وابن أبي وصديقي. ومن لا أرى غيره بي أحق. إذا حصحص الحق. لا كما قال مهيار الديلمي سألتك بالمودة يا ابن ودي ... فإنك بي من ابن أبي أحق ماجد ثبتت في المجد وثائقه. وفاضل نشبت بالفضل علائقه. أحرز من الأدب النصيب الأوفر. وتمسك منه بما أخجل طيب نشره المسك الأذفر. إلى دماثة شيم وأخلاق. ما شان قشيب أبرادها أخلاق. وصدق صداقة وصفاء. وحسن مودة ووفاء. أبرم بهما عقد إخائه. وهب بذكائهما نسيم رخائه. وله شعر تأخذ بمجامع القلوب طرائقه. ويملك مسامع أولى الأشواق شائقه ورائقه. فمن قوله تذكرت أيام الحجيج فأسبلت ... جفوني دمآءً واستجد بي الوجد وأيامنا بالمشعرين التي مضت ... وبالخيف إذ حادي الركاب بنا يحدو وقوله مخاطباً لي وما شوق مقصوص الجناحين مقعد ... على الضيم لم يقدر على الطيران بأكثر من شوقي إليك وإنما ... رماني بهذا البعد منك زماني وقوله

الا لا سقى الله البعاد وجوره ... فإن قليلاً منه عنك خطير ووالله لو كان التباعد ساعة ... وأنت بعيد إنه لكثير وله ألا يا زماناً طال فيه تباعدي ... أما رحمة تدنو بها وتجود لألقى الذي فارقت أنسي مذ نأى ... فها أنا مسلوب الفؤآد فريد وكتب إلي مادحاً وعلى فنن البلاغة صادحاً أفل أيهذا القلب عما تحاوله ... فإنك مهما زدت زاد تشاغله دع الدهر يفعل كيف شاء فقلما ... يروم امرؤُ شيئاً وليس يواصله وما الدهر إلا قلبٌ في أموره ... فلا يغترر في الحالتين معامله ويا طالما طاب الزمان لواجدٍ ... فسرّ وقد سآءت لديه أوائله رعى وسقى الله الحجاز وأهله ... بلثٍّ تعمّ الأرض سقياً هواطله فإنّ به داري ودار عزيزة ... عليّ ومهما أشغل القلب شاغله ولكن بي شوقاً إلى خلتي التي ... متى ذكرت للقلب هاجت بلابله أبيت ولي منها حنين كأنني ... طريح طعان قد أصيبت مقاتله هوى لك ما ألقاه يا عذبة اللما ... وإلا فصعب ما أنا اليوم حامله أكابد فيك الشوق والشوق قاتلي ... وأسأل ممن لم يجب من يسائله تقى الله في قتل امرئ طال سقمه ... وإلا فإن الهجر لا شك قاتله صليه فقال طال الصدود فقلما ... يعيش امرؤ والصد ممن يقاتله حزين لما يلقاه فيك من الجوى ... فها هو مضنى مدنف الجسم ناحله بلى ان يكن لي من علي وعزمه ... معين فإني كلما شئت نائله فذاك أخي حامي الذمار وسيدي ... وذخري الذي ألقى به ما أحاوله وذاك الذي لولاه ما عرف الندى ... ولا عرف التفضيل لولا فضائله أعز همام يمتطي صهوة العلا ... فتعلو به بين الأنام منازله فلا فخر إلا فخره وعلاؤه ... ولا جود إلا ما هو اليوم باذله يعز إذا ذلت أسود لدى الوغا ... وتسعد منه في الحروب قبائله له بين أبناء الملوك مخايل ... فيا حبذا ذاك الفتى ومخايله إذا ما أتاه سائل نال سؤله ... ونال جزيلاً فوق ما هو آمله ويأتي إليه طالب الجود راغباً ... فيرجع مسروراً بما نال سائله فيا ملجئي في النائبات ومن به ... إذا رمت أمراً في الزمان أواصله إليك فقد جاءتك منى قصيدة ... أتت تشتكي دهراً تعدي تطاوله ودم ذا علاءٍ في البرايا وسؤدد ... رفيع مكان لا علاء يطاوله فراجعته بقولي إليك فقلبي لا تقر بلابله ... إذا ما شدت فوق الغصون بلابله تهيج له ذكري حبيب مفارق ... زرود وحزوري والعقيق منازله سقاهن صوب الدمع منى ووبله ... منازل لا صوب الغمام ووابله يحل بها من لا أصرح باسمه ... غزال على بعد المزار أغازله تقسمه للحسن عبل ودقة ... فرن وشاحاه وصمت خلاخله وما أنا بالناسي ليالي بالحمى ... تقضت وورد العيش صفو مناهله ليالي لا ظبى الصريم مصارم ... ولا ضاق ذرعاً بالصدور مواصله وكم عاذل قلبي وقد لج في الهوى ... وما عادل في شرعة الحب عاذله يلومون جهلاً بالغرام وإنما ... له وعليه بره وغوائله فلله قلب قد تمادى صبابة ... على اللوم لا تنفك تغلي مراجله وبالحلة الفيحاء من أبرق الحمى ... رداح حماها من قنا الخط ذابله تميس كما ماس الرديني مائدا ... وتهتز عجباً مثل ما اهتز عامله مهفهفة الكشحين طاوية الحشا ... فما مائد الغصن الرطيب ومائله

تعلقتها عصر الشبيبة والصبا ... وما علقت بي من زماني حبائله حذرت عليها آجل البعد والنوى ... فعاجلني من فادح البين عاجله إلى الله يا أسماء نفساً تقطعت ... عليك غراماً لا أزال أزاوله وخطب بعاد كلما قلت هذه ... أو آخره كرت على أوائله لئن جار دهر بالتفرق واعتدى ... وغال التداني من دها البين غائله فإني لأرجو نيل ما قد أملته ... كما نال من يحيى الرغائب آمله كريم وفي إحسانه ونواله ... بما ضمنت للسائلين مخايله من النفر الغر الذين بمجدهم ... تأطد ركن المجد واشتد كاهله جواد يرى بذل النوال فريضة ... عليه فما زالت تعم نواقله لقد أُلبست نفس المعالي بروده ... وزرّت على شخص الكمال غلائله أجل همام أدرك المجد نيله ... وأدرك مولى سح بالفضل نائله وقد أيقنت نفس المكارم إنها ... لتحيا بيحيى حين عمت فواضله أخ لي ما زالت أو أخي إخائه ... مؤطدة منه ببر يواصله له همة نافت على الأوج رفعة ... تقاصر عنها حين همت تطاوله ليهنك مجد يا ابن أحمد لم تزل ... فواضله مشهورة وفضائله أبى الله إلا أن ينيف بك العلا ... ويعلي بها الفضل الذي أنت كافله وما زلت تسعى في المكارم طالباً ... مقاماً تناهي دونه من يحاوله رويدك قد جزت الأنام برتبة ... يشير لها من كل كف أنامله سأشكر ما أهديت لي من الزاهر ... يجول عليها من ندى الحسن جائله ودم سالماً من كل سوء مهنياً ... بما نلته دهراً وما أنت نائله وأثني على ما صغته من قلائد ... تحلى بها من جيد مدحي عاطله ودونكها من بعض شكري وما عسى ... يفي بالذي أوليت ما أنا قائله وكتب إلي أيضاً لعلى روحي ومالي فداء ... وله مني الثنا والدعآء هو ذخري إن خفت من ريب دهري ... وهو كهفي وملجائي والرجاء وهو الماجد الكريم المرجى ... للمعالي وهو الهدى والضياء كيف أنسى زمان أنس تقضى ... هو فيه السرور والسراء دمت يا سيدي وكهفي علياً ... وملاذاً دامت لك العلياء فأجبته بقولي هذه الأرض قد سقتها السماء ... فأسقياني سقتكما الأنواء بنت كرم قد هام كل كريم ... في هواها وطاب منها الهواء واجلواها عذراء تحكي عروساً ... ألبستها نطاقها الجوزاء وأنشداني مديح يحيى ليحيا ... ميت هجر قد عز منه الشفاء هو عوني على العلا ورجائي ... حبذا العون في العلا والرجاء وهو أنسى في وحشتي وسروري ... في همومي وديمتي الوطفاء شمل الخلق فضله فأقرت ... بنداه الأموات والأحياء فبيحيى لا يبرح الفضل يحيا ... والمعالي به لهن اعتلاء أحكم الود منه عقد إخائي ... هكذا هكذا يكون الإخاء وكتب إلى أيضاً أستغفر الله أنت الفائق الأمم ... بالعلم والحلم والأفضال والكرم ألست أنت الذي أضحت فضائله ... مشهورة كاشتهار النار في علم العقد ما رحت ترويه وتنظمه ... من فاخر القول ذي الإعجاز والحكم أنت الذي رحت لي لهفاً وملتجأ ... فلا أخاف مدى الأيام من عدم خفف عليّ فقد حملتني مننا ... أقلها وافر في أعين الأمم لا درّ درّ زمان عنك أبعدني ... فقد دنا بي إلى الأحزان والألم لا تحسبن جوابي عنك آخره ... تأخير ودّ ولا تغضب ولا تلم

أنت العليم بما في القلب يا أملى ... من الوداد فجد بالعفو لي ودم فأجبته بقولي مهلاً سقتك الغوادي هاطل الديم ... من ذا يباريك في قول وفي حكم نظمت قسراً نجوم الأفق زاهرة ... ورمت نظمي وأين الأفق من كلمي ما الدر في نسق والبدر في أفق ... والليث في نقم والغيث في كرم أبهى نظاماً وأسنى منك مطلعاً ... أدهى انتقاماً وأجدى منك في نعم فهل لمن رام أن يحكي علاك علا ... في مثل هذي المساعي الغر من قدم إن رمت فخراً فقل ما شئت من همم ... إن رمت مشياً فطأ ما شئت من قمم وكتب إلي أيضاً وزائرة والبدر يتبعها وهنا ... ونور سناها من سنا نوره أسنى رداح لها في الحسن أعظم آية ... تراها إذا ما أقبلت تخجل الغصنا لها في صميم القلب خافي محبة ... وسر وداد أظهر الأسم أو كنى حليف غرام في هواها مولع ... بها دائم الأسقام من هجرها مضنى يذكرها عهد المحبة والهوى ... فتعرض عما قال مصغية ظنا وإن لاح برق من نواحي ديارها ... أحل بقلبي المستهام بها حزنا فياليت شعري كم يقاسي صدودها ... فتى لم يجد صبراً ويوشك أن يفنى فوالله رب العرش حلفة صادق ... لقد ضقت ذرعاً من زماني وما سنا زمان إذا ما رحت فيه مطالباً ... لنيل سرور زادني وهنه وهنا أسائله تجديد عهد بقربها ... وهيهات منه أن يمن وما منا وما كل من يعطى النول ينيله ... ولا كل من أغناه خالقه أغنى نعم في بلاد الله طرا ممجد ... إذا قال قولاً صدق الخبر المعنى على أخي البر الذي ما قصدته ... لدى شدة إلا وصادفته ركنا فتى قط ما لاقيت منه حزونة ... على أنني صاحبته السهل والحزنا فلا زال محروس الجناب مؤيدا ... برب الورى طراً وأسمائه الحسني فكتبت إليه بهذين البيتين أيا ماجداً قد أحكم اللفظ والمعني ... ومعه من الابداع ما لم يكن معنا إليك فقد صيرت سحبان مفحما ... وأخجلت بالأفضال يا سيدي معنا ولما ورد الخبر بموت العمة الشريفة من مكة المشرفة كتبت إليه معزياً له فيها لأنها هي التي تولت تربيته إذ ماتت أمه عن مهده ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين أهكذا دوحة العلياء تنقصف ... وهكذا الشمس في الآفاق تنكسف وهكذا ظبة الماضي تفل شبا ... من بعد ما زانها الامضاء والرهف وهكذا بهجة العليا ونضرتها ... يذري بمشرفها الأظلام والسدف وهكذا ذروة المجد الأثيل غدت ... يضمها بعد حسن الحلية الصدف لله آية روح فارقت جسداً ... وأي جثمان عن ضمه جذف يا قرة لعيون المجد قد سحنت ... بكى لها الأشرفان المجد والشرف إنا لله وإنا إليه راجعون قول من عمه البلى لفقد عمته. وتردد فيه الحزن من لمته إلى قدمه ومن قدمه إلى لمته. أي والله عم الرزء والمصاب. وحفت بهذه المصيبة الأرزاء والأوصاف مصاب قضي أن لا تأسى بعدما ... مضى منجداً صبري وأوغلت متهما نعي الناعون واضحة المحيا ... ألوف البيت ذي العمد الطوال من البيض العقائل من معد ... بنين قبابهن على الجلال نعوا ظبة لابيض مشرفي ... قديم الطبع عاديّ الصقال لله أي شمس نعوا. وأي حزن دعوا. وأي دوحة ذوت. وأي نجمة خوت. وأي بهجة ولت. وأي نعمة فاتت. وأي عمة ماتت. فياليت شعري هل درى الموت من دها ... ويا هل أديم الأرض يعلم من أخفى بكى بعدها من كان لا يعرف البكا ... وودت رجال لو تشاطرها الحتفا

الامام عبد القادر محيي الدين بن يحيى الطبري الحسني الشافعي المكي

آه لهذه المصيبة القاضيه. وواه لتلك الحبيبة الماضيه. مضت والله الشمس أخت البدر. والمحجة بنت الصدر. والغرة في جبهة الكرم. والقرة لعين الحرم. مضت عفة الأثواب لم تبق روضة ... غداة ثوت إلا اشتهت إنها قبر يا مولانا هذه نفثة مصدور. ونبذة من وصف هذه الرزية التي صدعت الصخور. فما ظنك بالمصدور. فياليت شعري كيف حال مولاي بعدها. وقد أفرشته حجرها. وأورثته بموتها أجرها. والله إن المصاب بها لجليل. وإن الحزن عليها لقليل. وأهالها من غريبة في وطنها. وجيدة في قطعنها. ووحيدة في عطنها. صد عنها القريب. وحن عليها الغريب. إلى الله الملجأ من هذه المصيبه. وبرسوله التأسي في فقد هذه الحبيبه. فصبراً يا مولانا على هذه المصيبة صبراً. وجبراً لهذه القلوب المنكسرة جبراً. ولو كان في الدنيا خلود لواحد ... لكان رسول الله فيها المخلدا ومن ذا الذي يبقي من الموت سالماً ... وسهم المنايا قد أصاب محمدا فالله تعالى يلهمنا وإياكم الصبر الجميل. على هذا الرزء الجليل. إنه ولى ذلك وكتبت إليه أيضاً معزياً عن أم ولد له. العلوم الشريفة محيطة بأن هذا الأمر. لا محيد عن القلق له إلا الصبر. فسيدي بحمد الله أولى من تدرع جلبابه. وأعلى من علم إن مآل الخلق إلى هذا المصير الذي لا يسد أحد بابه. وتسهيل الخطب أوضح من أن يذكر. والله تعالى هو الذي يحمد على المكروه ويشكر. فعوضك الله عنها. أفضل ما يكون منها. فإنك رأس المال ما دمت باقياً ... فعوضت عنها بالمثوبة والأجر على إنها لم تذهب بحمد الله تعالى إلا وقد كسرت سورة اللهف. بمن أبقته رحمها الله تعالى أكرم خلف. إذا رضى الإناث الموت قسماً ... فمشكور إذا ترك الفحولا فالله تعالى يحييك لاقتناء ألف مثلها. ويبقيك بقاء يفترع من المكارم حزنها وسهلها. والسلام الامام عبد القادر محيي الدين بن يحيى الطبري الحسني الشافعي المكي إمام تصدر في محراب العلم والامامه. وهمام تسنم صهوة جموح الفضل فملك زمامه. رفع للعلوم أرفع رايه. وجمع بين الرواية والدرايه. فأصبح وهو كاسر الوسادة. بين الأئمة والساده. يشنف المسامع بفرائد كلامه. ويبهج النواظر بما تدبجه أنامل أقلامه. إذا انفقهت بشقاشق قاله لهاته. ثبت حق إفصاح النطق وبطلت ترهاته. إلى نسب في صميم الشرف عريق. وحسب غصن مجده بالمعالي وريق. وبيت علم ليس منه إلا امام وخطيب. وأديب فنن فضله في رياض الأدب رطيب. والطبريون. سادة من غير الفضل بريون. وهذا الامام واسطة عقدهم. ورابطة عقدهم. ومحيي آثارهم. والآخذ من الدهر بثارهم. صنف وألف. وسبق وما تخلف. وأما الأدب فروضه الممطور. وحوضه الراوية منه الطروس والسطور. وكانت له الهمة العليا. التي تضيق عن أدناها الدنيا. وأنفة نفسه كانت ذهابها. وانتزاع لطيفة روحه من أهلبها. ومن خبره إنه أشابت خطبة الفطر أحد ولديه. وكانت أول خطبة حصلت بها النوبة لديه. فتهيأ للقيام بأدائها. وأرهف عضب لسانه لا بدائها. فمنعه بعض أمرآء الأروام. الواردين إلى مكة المشرفة في تلك الأعوام. ورغب في أن يكون الخطيب حنفي المذهب. وأخاف من تعرض لرد أمره وأرهب. فضاق بالامام لذلك نجده ووهده. وجهد في إزالة هذا المانع فلم يجده جهده. ولما لم يحصل إلا على الياس. ولم يلف لضنا دائه من آس. صعد كرسيه وتنفس الصعدا. ففاضت نفسه لوقته كمدا. وألقى على كرسيه جسدا. ومن العجيب إن قدمت جنازته ذلك اليوم للصلاة عليه. والخطيب يخطب على المنبر ناظراً إليه. وذلك عام ثلاثين وألف وهذا محل اثباب شيء من نثره الفائق. ونظمه الشائق الرائق.

فمن إنشائه ما كتبه إلى الشيخ عبد الرحمن المرشدي من الطائف. المحفوف باللطائف. قبلت أرضاً ميطت بها تمائمي. وحننت لها إذ أنت لفراقها حمائمي. أول أرض مس جسمي ترابها. وغذاني بلبان الأدب أترابها. وقوم لحن ألحاني أعرابها. وكفلني قبل ما كلفني الله أعرابها. ونعق بسعادي مذ ولدت غرابها هي الحرم الآمن من كل خيفة ومخافة والمعقل الذي ينتقم الله ممن أزعر حاله وأخافه والعصمة التي كحل طرف النائم بها أثمد الرحمة والمأمن الذي اتسع بالرحمة اتساع الرحم فلا ضيق بنازليه وإن كثروا ولا زحمة لا يضار بحره وقلة مائه ولا يعاب بانقطاع سفائن الأرزاق بمخائه وخليصائه فهو جنة من شانها أن تحف بالمكاره ومن الناس من يقاد إلى الجنة وهو كاره بينا هي كذلك إذ غشيتها من الله الكريم نظره وانكشف عنها ما يخشى ويكره ولكل بكرة أصيل ولكل أصيل بكره فسال الله الذي بيده المن والمنون. وأمره مقدر بين الكاف والنون. أن يقر العيون بإجراء العيون. وهذا عندي من نوع الاستخدام. ويمتع النواظر بوجوه أحبابنا النواضر ويحرسهم في الأهل والأنفس والأخدام. سيما الخدن الصديق. والخل الشفيق. المقدم في حقوق الإخاء على الأخ الشقيق. مظهر القول بالوحدة حيث لا اثينية بيني وبينه. مصداق القول بالحلول إذ كان لساني وعيني وكنت لسانه وعينه. شيخ الاسلام. ناشر علم الفتوى والفتوة على مفارق الأنام. ناثل كنانة الفوائد في قبائل المستفيدين بما يبلغ قصي المطالب لمن سام وحام الامام المقتدى به في الصلاة والصلات المفزوع إليه إذا نزلت المشكلات وحلت المعضلات القائم بالحجة. الدال على المحجة الثابت تفرده على المعقول والمنقول بأصدق ثبت وأصح حجة. العالم النحرير. العامل بالاحتياط والتحرير. خطيب المسلمين المفوه. المدره المؤيد بحول الله والقوة. مولانا الشيخ عبد الرحمن بن عيسى لا زال عباب فضله قاموساً. ولا برح علمه في دياجى المشكلات قابوساً. وأنهيت إلى حضرته التي تفقأت علماً وامتلأت ذكاءً وفهماً وتعبيري عن المضارع بالماضي مجاز مرسل لما تقدم من الاتحاد والحلو والاستطراد نوع بديعي وحديثه مسلسل شوقاً أذهل العبد عن المكاتبه وأشغله عمن لم يكاتبه وعمن كاتبه فإن البعد عن مولانا بالجسد من أعظم موجبات الكد ومقتضيات النكد فالله تعالى يقرب سويعات الاجتماع بخير البقاع وقد كتبت بغاية العجلة عند توجه السفاره وتوجههم مما هو أشق من نقب سماره فليعذر مولانا عما بها من التقصير وليتفضل بابلاغ السلام للصديق الكبير والعلم الشهير العالم العلامة الحجة الفهامة مولانا الصنو الشيخ أحمد لا زال في معارج المعالي يصعد والسلام فكتب إليه الشيخ عبد الرحمن مراجعاً بما صورته إن أرضاً ميطت بها تمائمك لجديرة بالتقبيل ورياضاً تغنت بها حمائمك لحقيقة بالتعظيم والتبجيل كيف وقد أنبتت دوحتك التي تفرعت منها فتأصلت وأثبتت سرحتك التي أثمرت مثلك فوجدت بهذا الوجود وتحصلت وهي دوحة النبوة التي بها فضلت مكة على المدينة على ما اخترته وبينت دلائله وصرحت الرسالة التي طالما ملأ المولى عند الاملاء على الملأ بتفضيلها تصانيفه ورسائله أرضاً صدح بها طائر سعدك وما نعق إلا يسيء ضدك الغراب وكفلك بها أو أنس مهدك مبعديك عن جفا طبائع الأعراب وأجير ألحانك من لحن يفتقر إلى تقويمه بالأعراب. اللهم إلا أن يكون هذا في قوة السالبة وعدم اقتضائها وجود الموضوع مقرر عند أولي الألباب فيا أيها المشوق إلى معاهده ومسقط رأسه. والمعوق عنه لقلة موارده وحرارة أنفاسه المتعطش إلى لقاء خدنه المتطلع إلى الاجتماع بقرمه وقرنه لعمرك إنه إليك لاشوق. وبقول المتقدم أجدر وأليق يا من له بين الضلوع مراتع ... أناشيق أناشيق أناشيق

فأسأل الله أن يطوى شقة البين ويكحل بأثمد الاجتماع منا العين لتقر برؤية هذا الامام الجهبذ والهمام الذي تتشنف المسامع بفوائده وتلتذ المفوه الذي إذا قال لم يترك مقالاً لقائل. والمدرة الذي إذا طال لم يأت غيره بطائل. ذي التآليف الذي طبق الآفاق صيتها. والتصانيف التي وقع الاتفاق على إنها للواهيت التحقيق نواسيتها. والفتاوي التي هي على أساليب أول الاجتهاد في النص والاستدلال. والتقارير التي يوضح بها ما في مغلق العبارات من التعقيد والأشكال. شيخ الاسلام. بل شيخ مشايخه الجله. مقتدي الأنام. في كل مصر ومدينة وقرية وحلة. الامام المتصدر في مقام إبراهيم. الخطيب الذي تكاد القلوب من مواعظه تتصدع والعقول بها تهيم. مالك زمام البلاغة والفصاحة الناظم الناثر الذي لا يدرك البليغ شأوه ولا يجتري البديع أن يحل له بساحة. المدره المصقع الملسن السري. مولانا الامام محيي الدين عبد القادر ابن محمد الطبري. جمل الله بأخمصيه هامات المنابر. وكمل به صدور المحاريب الشريفة المآثر. وأعاده إلى معاد. وأعاذه من غائلة كل معاد. ويهدي إليه سلاماً يهزأ عرفه بالعنبر الأشهب. ويسخر وصفه بالعبهر إذا هب. مكتسباً الطيب من مشائله منتسباً في اللطف إلى خلاله الشريفة وخصائله. وينهي إليه شوقاً يكاد أن يأخذ القلب يشغافه. ويبدل العقل بشعافه. فلولا إن الرحمن لطف بعبده. وداركه من بعد بعد صديقه وصده. بوصول كتابه الذي نسخ مذ نسخ كتب الفصاحة والبلاغة. وفسخ عقود عقودها لما تحلى من شذرها بالوجد في الصناعة والصياغة. فياله من كتات تفصلت آيات فرقانه. وخطاب لواو حي إلى المتنبي لتحدى به وألغى سفاسف قرانه. ورد من بحر يلفظ الجواهر إلى ساحله. وحبر يحفظ الجواهر لالزام مساجله. فدهشت عند وروده وقلت ما هذا قول البشر. ونفث في روعي أن هذا إلا سحر يؤثر. فلولا إساءة الظن بي ما نبست في جوابه ببنت شفه. ولقضيت بالحجر على نفسي وقلت إن معارضة مثله سخف وسفه. لكن بحكم ما لا يدرك لا يترك بعثت هذه البطاقة التي تلطفت، وعلى فضلك تطفلت. وتكلفت لما سيمت إجابة رسالتك وبها تكفلت. وإني لها بمعارضتها. وكيف لها بمساجلتها ومقارضتها. وقد أنشئت تلك بين رياض وغياض. وانتشت من أنهار متدفقة في حياض. وانتشقت نوافح أزهار تفوح من رياض تلك الخمايل. وانتسقت في مسامعها صوادح تهيج بلابلها البلابل. ويحيي النفوس نفس نسيمها الرطب السجسج. ويملأ الكؤوس اسفنط تسنيمها الذي يحاك زردها الفضي بيد الريح فلا يحاكي إذ ينسج إلى غير ذلك من تنعم بفاكهة جنية شهيه. ومفاكهة عذبة غذيه. ومجيبها يتقلى ما بين طحر وسموم. وماء بحر كأنه اليحموم. في قطر فقد منه نصف العناصر. وصقع هب فيه من العناصر. قد أبدل عن نغمات الصوادح ببغام الصوادي. وعن نسمات البوارح بسمائم الوادي. وأشد من ذلك كله وأشق. ما هو بالتشكي منه أجدر وأحق. وهو فقد أنيس بمجاورته يتسلى. وعدم جليس بمحاورته تذهب الهموم وتتجلى. قد أصبح غريباً وإن كان في الوطن مقيم. وكئيباً حيث لم يلق صديقاً وحميم. فها هو يشغل طرفي نهاره بالافتاء والتدريس. ويأوي ما بينهما إلى غير أنيس. ينتابه جماعة هم من اللطف مفاليس. ويرتاده أناس لا يلاحظون سوى وضع اليد في الكيس. إلى غير ذلك من سماع أخبار مقسيه. وحوادث مذهلة العقول ومنسيه. فتارة يسمع خبر سفينة أغرقها اليم. وآونة يرى أن أخرى أدخلت المخا قهراً وانفض أمرها وتم. وأفظع من ذلك أمر الماء الذي أحرق الأكباد وأعطش. وأوقع أمره في الحيرة وأدهش. بلغ ثمن الوعل منه خمسة وستة وسبعة وثمانيه. وبهذه الغاية بيع في بعض الأحيان وبخمسة قربة الجاريه. فلا تسل عما الناس فيه من الشدة والكربه. وقد لحقهم من ذلك عرق القربه. وقد وزعت منافذ الماء ما بين أهل الشوك والجاهات. وقررت الوعول لذوي العنايات والوجاهات. واغتنى من في بيته حاصل من تحصيل الثمن الزائد. وسر بذلك فإن مصائب قوم عند قوم فوائد. فلو ترى الحرائر المخدرات. وقد أبرزهن الحال في جنح الليل الحالك. والعذارى المحررات يتهادين بالدوارق هنالك. لرأيت ما يهول. ويرمي العقول بالذهول. فكم من حرة هتكت. وعذراء ثقبت درتها وسلكت. وعزيز قوم في تلك المواقف ذل. وجليل قدر لا يلتفت إليه وإن عظم قدراً وجل. فهذه نازلة أشد من احتباس قطر الغمام. فيتعين على الشافعية القنوت لها ولو

فرادي أن لم يتهيأ ذلك لهم مع امام. هذا والأمر أفظع وأهول. والخطب أعظم من أين يعبر عنه مقول. فإياكم والمبادرة بالقفول إلى هذه البلاد. وعليكم بالاقامة حيث أنتم بينما تجري ألطاف الله تعالى في البلاد. فالعارف لا يصل إلا إلى عرفه. والمبادر ينسب إلى غفلة وعدم معرفه. ولكون الدين النصيحة أبديت ذلك مع إنه خلاف هواي. إذ الغرض الأهم اجتماعي بأهل خالصتي وأوداي. فها أنا قد بذلت النصح وإن كان على خلاف الهوى. فلا تذروني أنشد بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى. ومما قضى الله على شمس الأمل بالأفول. ما وقع من غرق مركب الفول. وفيه من حب الجراية ألف ومائتا أردب. ومن حب سليم ومراد ألف وثمانماية هذا نوع الحب. وفيه من الفول الفان. غير الحمل المحزوم من سائر ما يتقوت به الانسان. فقد وصل ركبته وليس معهم سوى ما عليهم من الثياب. ووردوا على جمال خالية عما سوى الأقتاب. هذا بعد أن هلك منهم من هلك. وأدرك الغرق من انتهى أجله أطال الله أجلك. فالله تعالى يلطف بالناس. ويزيل عنهم البؤس والباس. وتفضلوا بتبليغ سلامنا للنجلين السعيدين. والشبلين السديدين. أقر الله بهما العين. وكفاهم شرها وأجرى لهم عذبها. وأكثر لديهم تبرها. وعلى من شئتم من المخاديم. شرائف التحية والتسليم. فرادي أن لم يتهيأ ذلك لهم مع امام. هذا والأمر أفظع وأهول. والخطب أعظم من أين يعبر عنه مقول. فإياكم والمبادرة بالقفول إلى هذه البلاد. وعليكم بالاقامة حيث أنتم بينما تجري ألطاف الله تعالى في البلاد. فالعارف لا يصل إلا إلى عرفه. والمبادر ينسب إلى غفلة وعدم معرفه. ولكون الدين النصيحة أبديت ذلك مع إنه خلاف هواي. إذ الغرض الأهم اجتماعي بأهل خالصتي وأوداي. فها أنا قد بذلت النصح وإن كان على خلاف الهوى. فلا تذروني أنشد بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى. ومما قضى الله على شمس الأمل بالأفول. ما وقع من غرق مركب الفول. وفيه من حب الجراية ألف ومائتا أردب. ومن حب سليم ومراد ألف وثمانماية هذا نوع الحب. وفيه من الفول الفان. غير الحمل المحزوم من سائر ما يتقوت به الانسان. فقد وصل ركبته وليس معهم سوى ما عليهم من الثياب. ووردوا على جمال خالية عما سوى الأقتاب. هذا بعد أن هلك منهم من هلك. وأدرك الغرق من انتهى أجله أطال الله أجلك. فالله تعالى يلطف بالناس. ويزيل عنهم البؤس والباس. وتفضلوا بتبليغ سلامنا للنجلين السعيدين. والشبلين السديدين. أقر الله بهما العين. وكفاهم شرها وأجرى لهم عذبها. وأكثر لديهم تبرها. وعلى من شئتم من المخاديم. شرائف التحية والتسليم. ومن شعره قوله يمدح الشريف محسن بن الحسين بن الحسن سلطان الحرمين. لا والنواعم من خدود العين ... ما احتجت في حمل الهوى لمعين وبمالهن على من خلع العذا ... ر إذ أسفرن بطرة وجبين ولعبن بالألباب عند تمايس ... بمعاطف تزرى الغصون بلين أنا ذلك الصب الذي قد ما صبا ... بصبا الصبى وإلى الغرام حنيني غيث السحائب مدمعي وهوى لظى ... نفسي ورعد الصاعقات أنيني يبريني النجدي من ألم النوى ... وتذيبني وجداً ظبا يبريني لا يعذر المشتاق الأجاهل ... هيهات ذلك فهو بئس قرين ما مر لي في العشق إلا ما حلا ... لفؤاد كل موله وحزين شرع الهوى فرضي وحسن تهتكي ... نفلي ومدحي محسناً من ديني ابن الحسين أبو الحسين أخو التقى ... من ليس عرضى في العلا بالدون عالي الجناب إذا انتجى وإذا انتخى ... سهل الحجاب بغاب ليث عرين ذو هيبة حلت قلوب عداته ... لو إنهم حلوا أقاصي الصين من عزمه ساخ الحديد وسال إذ ... سلت فحاكي السيح من سيحون يروي الأسنة والشوارب من دم ... الأعداء لا يرضى لها بمعين ويرى المنى نزع النفوس بما بها ... من كل غل في الصدور دفين الله ما أعلى مرامي ظنه ... طبق القضا في شأن كل ظنين

وأمسه في الأمر قبل وقوعه ... وخطوره في عالم التكوين يرضيك إن هز القنا بشماله ... وإذا انتضي سيف الفنا بيمين فيريك لمع البرق في ظلم الحشا ... سيل العقيق ومرهق الزرجون مثلت به عللاً رؤس رماحه ... فبدت معربدة بقطع وتين وصحت فأنهلها الظهور فحطمت ... أضلاع كل مجدل وطعين وبها حمي أم القرى فدع القرى ... متسفلاً في الارتقا بمتين من ذا يقاومه إذا اشتد الوغى ... الأفى يرجو لقاء منون هذا التقى الطاهر الذيل الذي ... يسمو بعرض في الأنام مصون مولى الجميل وباذل الفضل الجزيل ... وكاشف الخطب الجليل الحين حكت السحائب كفه فبكت على ... ما فاتها من سحه بهتون قسماً به لم يحكه في جوده ... إلا الذي أضمرت طي يمين فهم هم بيت النبوة والحجا ... والبر أرباب التقى والدين أضمنهم لم تلق إلا محسناً ... من محسن من محسن لضمين وأعقد يمينك إنه من عقدهم ... عين القلادة فصلت بثمين من رام عزا فلينخ برحا به ... أملاً فيذهب عنه ذل الهون ما سام مرعى خصبه متضائل ... إلا تبدل غثه بسمين يا ابن النبي إليكها نونية ... بالكاف قدرها القضا والنون خذ فالها الحسن الجميل وقولها ... كن كيف شئت بغاية التمكين وافتك كالطاوس تزهو عزة ... مذ دبجت بغلائل التلدين فالطرس منها أخضر والسطر في ... هـ أسود يستل بيض جفون أثنت عليك ببعض حقك فاغتفر ... تقصيرها في المدح لا التحسين لا زلت في أوج السعادة راقياً ... بدوام عز في الفخار مكين وقوله مادحاً الشريف حسن بن أبي نمي بن بركات سلطان الحجاز خليفة الله في أم القرى شرفاً ... ما زال وارثه فيها أباً فأبا امام قبلتنا الغراء أفضل من ... حمى حماها لوجه الله محتسبا من أيد الله جيشاً كان قائده ... بالرعب منذ سنين ليس فيه غبا أجل من خفقت من فوق هامته ... علامة النصر واهتزت به طربا وخير من قد تلت آيات مفخره ... على المنابر جهرا السن الخطبا سليل آل قد استن الآله على ... كل الورى حبهم بالنص واكتتبا هم المحجة في يوم يرون به ... تحت اللواء بقرب المصطفى رتبا فيا سعادة من أدلى بحبهم ... يوم القيامة للرحمن واقتربا وفاز بالأجر إذ وافى النبي بما ... أوصى به رغبة في آله النجبا يهنيكم يا بني الزهراء إن لكم ... فخراً إذا ما رفعتم في الورى نسبا فمن يدانيكم فضلاً وجدكم ... قد كان جبريل من خدامه عجبا وأي بيت يرى أهل الكساء له ... أهلاً وينزل فيهم ربنا كتبا وأي بيت حظوا يوماً بفاطمة ... أُماً لهم وعليٌّ ذي الآباء أبا وأي رهط لهم حق الامامة من ... بعد النبي بنص واضح ونبا وأي ناس لهم جد بمقتله ... فد أظهر الله في وجه السما غضبا وأي جمع يرى في نسلهم حسن ... كجده حسن حالاً ومنقلبا متوج بوقار الملك شيمته ... جبر الخواطر للعافي ومن طلبا ما قال لا قط إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاؤه وجبا نور النبوة في انجاء طلعته ... علامة جعلت في وجهه لقبا

الإمام زين العابدين بن عبد القادر الطبري الحسني المكي

تراه هشاً إذا ما جئت ساحته ... وذاك شأن رسول الله لا سلبا وإن ترد نظرة تحظى بها أدباً ... فانظر إلى وجهه واستحضر الأدبا إذا بدا في بنيه دام مجدهم ... تراه بدراً وهم من حوله شهبا فيا ابن طه أدام الله نعمته ... عليك إذ كنت أولى من وفى وحبا فقت الأنام فما أبصرت من بشر ... ساواك يا خير من أجدي ومن وهبا يا سائلي عن سليل المصطفى حسن ... خذ مدحه مجملاً منى ومنتخبا بالغ بما شئت فيه بالمديح وقل ... الله أكبر قلبي نال ما طلبا وقوله مشجراً في أحمد استودع الله ظبياً في مدينتكم ... سلامه كان لي في الحال توديعا حلو المراشف إلا أن مبسمه ... قد رصعته لآلئ الثغر ترصيعا مهفهف القد إلا أن عاشقه ... على الوداد له ما زال مطبوعا دنوت منه فحاباني بمنطقه ... فأنتج الفكر تأصيلاً وتفريعا وقوله مذ غبت عن ساكني تلك المضارب ما ... أبصرت شيئاً يروق العقل والبصرا يا رب عجل بلقياهم فلي أمل ... بصدقه لم أزل للوصل منتظرا قوله في بعض المدائح فتى يروي المكارم عن يديه ... زكى عن زكي عن زكيّ سيول عن حياء عن بحور ... عن الأفضال عن كف مليّ وهذا من قول ابن رشيق في الأمير تميم أصح وأقوى ما رويناه في الندى ... عن الخبر الماثور منذ قديم أحاديث ترويها السيول عن الحيا ... عن البحر عن كف الأمير تميم ولكن أين الثريا من الثرى وحين وقف على قول البدر الدماميني في أهل مكة يا ساكني مكة لا زلتم ... أنساً لنا أنى لم أنسكم ما فيكم عيب سوى قولكم ... عند اللقا أوحشنا أنسكم أجابه بقوله ما عيبنا هذا ولكنه ... من سوء فهو جاء من حدسكم لم نعن بالايحاش عند اللقا ... بل ما مضى فابكوا على نفسكم ولما خدم الامام المذكور الشريف حسناً سلطان الحرمين الشريفين بشرح الدر يديه الذي سماه الآيات المقصوره. على الأبيات المقصوره. وقال في ديباجته مادحاً له سليل النبي المصطفى خير صفوة ... مهذبة قد أنتجتها العناصر هو الحسن المعدود في الناس أولاً ... لذا عقدت حقاً عليه الخناصر فلا زال منصور اللواء مؤيداً ... وأنت له يا مالك الملك ناصر اتفق إن حكم له تاريخ تأليفه في بيتين كتبهما على ظهره وهما أرخني مؤلفي ... ببيت شعر ما ذهب أحمد جود ماجد ... أجازني ألف ذهب فأنعم له بما طلب. وأجازه ألف ذهب. ومن غريب ما يحكي من بديهته إنه أم ذات يوم بالمسجد الحرام. فلما خرج من المقام. اعترضه رجل من زهاة الغرباء. وقال له يا مولانا أئمة مكة لا يجيدون مخرج الذال المعجمة فقال له نحن فقال نعم قال تكذب تكذب تكذب ثلاث مرات وبالغ في إبانة الذال وقال له إسمع الآن هل نجيد مخرجها أم لا فانقطع الرجل خجلاً والله أعلم الإمام زين العابدين بن عبد القادر الطبري الحسني المكي هو شبل ذلك الأسد. ونجله الأكبر الأسد. سلك سبيل سلفه الصالح. وتهلل بوجوده وجه البدر الكالح. وورد منهل الفضل نميرا. وتصدر في مجالس أربابه أميراً. وشحذ مرهف طبعه الباتر. فوشي بنتائجه الطروس والدفاتر. وأذكى نار قريحته وأوقد وأتى من خالص الكلام بما لا يعترض ولا ينقد. ولم تزل ناطقة ببراعته السن الكلام. شاهدة بسبق يراعته الجلة الأعلام. إلى أن استأثر به الواحد العلام. فأنقضت أيامه كأنها أحلام. وكانت وفاته لثلاث بقين من شهر رمضان المعظم سنة ثمان وسبعين وألف وقد أثبت له ما تستحليه الأذواق. وتباهي بحسنه القلائد والأطواق. فمنه ما كتبه إلى القاضي تاج الدين المالكي ملغزافي محمود. يا مفرد العصر في جمع العلوم ومن ... غدا مثنى المثنى صفوة الرؤسا

عين الأماثل مفقود المماثل مق ... صود الأفاضل في تبيين ما التبسا وكيف لا وهو تاج الدين ناصره ... بالقول والفعل محيي منه ما درسا ما البدر ما البحر ما الدر الثمين سوى ... مرآه أو نفعه إن جاد أو درسا استغر الله من هذا الكلام فقد ... أخطأت إذ جئت بالتشبيه منعكساً فهل يشبه بالبدر المصور من ... كساه نوراً وأضحى منه مقتبسا كذلك البحر لولا بسط راحته ... ما امتد والدر لولا نظمه بخسا لا زال خدن المعالي في الأنام على ... مر الليالي ومن عين العدا حرسا ما قوله في معمى حار فيه أولو ... الأبصار إذ كان فيه الأمر ملتبسا وقد رأى ربعك المأهول ذا شرف ... فأمّ أبوابه لا الأربع الدرسا محيل ما حل من أشكاله فعسى ... بعد التحلل يبدو منه ما احتبسا هذا ومن عجب أن المشار له ... هو اسم خل ودود تحفة الجلسا ذي طلعة تخجل الأقمار طالعة ... وتترك الكوكب الوضاح منطمساً رأيته ورأيت الشمس فاشتبها ... عليّ حتى توهمت الصباح مسا وذاك بالمحو والاثبات حيث كسى ... منها وألبسها من حسنه وكسا كم زارني والدجى يربد من حنق ... منا فأشعل في ظلمائه قبسا وكم جلينا عروساً من محاسنه ... تلك الليالي فكانت كلها عرساً وكم لبسنا حرمدان الشطارة في ... رد المخالف حتى عاد منتكساً ومن محاسنه حسن التلاوة بال ... صوت الرخيم الذي قد زاده أنساً سألته سورة من فيه أسمعها ... وصورة تطرد الوسواس والهوسا فعند ما رام أسماعي قراءته ... وجاد لي بالذي قد كنت ملتمسا بدا بآخر ما في الروم ثم رعى ... ودي فلما تلى حم مت أسى فيا أخا الود من يحيي القتيل ومن ... يشفي الغليل ومن ينشي الذي درسا فهل ترى ما يداويه ويبعثه ... حيا وينفخ فيه الروح والنفسا سوى تدارك الطاف بشم هوى ... أرواحه فعساها أن تهب عسى فآجابه القاضي تاج الدين بقوله أزهر روض أرى في الظرف قد غرما ... حتى كأن الصبا أهدت لنا نفساً أم الجواهر في الأسلاك تنضد أم ... أماط ريم الخبا عن ثغره اللعسا أم ذاك نظم امام لو يعاصره ... قس البلاغة أو سحبانها خرسا ألفاظه ومعانيها كؤوس طلا ... رشفتها فأرتني الأمر ملتبساً قد صاغها من زمام النظم في يده ... والنثر تاجا لتاجي قط ما لبسا بحر العلوم فلو أقوت مدارسها ... أحيا به الله منها كل ما اندرسا وفارس البحث في ميدانه فإذا ... جاري مناظره في حلبة فرسا وألمعي يرى بالفكر قبل غد ... ماذا يكون غدا أن ظن أو حدسا راوي حديث العلا والمجد عن سلف ... حلوا الصدور فكانوا ارؤس الرؤسا تفردوا بمقام من يرمه يعد ... عنه حسيراً بحول الله منتكسا مضوا وآل له إرثاً فحاك على ... منوال نسجهم فيه وما وكسا يهدي إلى السمع في محرابه طربا ... وللقلوب خشوعاً عمها وكسا حتى تقول أزين العابدين به ... أم ذاك داود في محرابه درسا فيا هماما رقى في الفضل منزلة ... ما ظنها فكر راقٍ لا ولا هجسا طار حتنى بمعمى ما برحت به ... أردد الفكر محتاراً صباح مسا

وجهت فكرك في أوصافه قيدت ... وجيهة زاد توجيهها قدسا ما سمته الفهم الأعزّ مدركه ... لولا سنا منك أبدى منه ما التسا فلاح لي من خلال الرمزحين بدا ... بآخر الروم معني عز ملتمسا إن اصطبارك محمود ودل على ... محموده مرة أخري كما التمسا حيث المقدم من حم صيره ... عين المؤخر فأنظر مدعاه عسى وبالمقدم والتالي أشار إلي ... نتيجة هي ودّ بعد ذاك رسا فأعجب له من معمي وهو ذو بصر ... قد حله كحل يجلوه فانطمسا وزال إذ ذاك كل الكحل منه ولم ... تكن له قدم للسعي فاحتبسا وبعد ذا فله وعد وليس يرى ... انجازه وهو محمود بكل لسان وقد أشار لسان الاكتفاء إلى ... إني أرد لسان القول منحبسا ستراً على متى باريت سحبك من ... عجزي ومن ذا يباري الغيث منجسا فأغفر جناية بخسي درّ نظمك إذ ... من قابل الدر بالأصداف قد بخسا بقيت ما حملت ريح الصبا نفساً ... من نشر زهر بروض الطرس قد غرسا فراجعه الامام المذكور بقوله قلدت من درك المنظوم لابخسا ... جيد الفضائل عقداً قظ ما لبسا وصغت منثوره تاجاً علا وغلا ... قدراً وسعراً ولا والله ما وكسا لأنه تاج تاج الدين من فخرت ... به الرياسة وازدادت به قدسا قس الفصاحة سحبان البلاغة بل ... أعلى فلو جارياه فيه ما تعسا من راض صعب المعاني بالحجا فغدا ... سهلاً وكنا نراه جامحاً شرسا وزمّ أنف ألقوا في حين مارسها ... فطاوعت إذ رأته ماهراً مرسا رب الشهامة والقدر الرفيع فلا ... يرى على الضيم والاذلال منكبسا فخذ حديث المعالي عنه متصلا ... ثم أروه عالي الاسناد للجلسا عن نفسه عن أبيه طاب مضجعه ... عن جده الندب عن أسلافه الرؤسا فياله مفرداً في الجمع مرتفعاً ... عن أن يثني به من كان مشتكسا وألمعياً فلا تخطي فراسته ... في كل أمر ويأتي طبق ما حدسا أجل ومصداق هذا ما أجاب به ... عن مشكل في معمى جن والتبسا في ضمن بستان نظم فائق صنع ... يسمو على الدر والياقوت حين يسار سرحت طرفي وقلبي في خمائله ... ليقطفا لي مما فيه قد غرسا فألفيا زهرة الدنيا التي اقتطفت ... يدا زهير واخرى حسبما التمسا فأنعش الروح مني بعد ما خمدت ... إذا نشقا فيّ من أرواحه نفسا عود لبدء وقد كان المشار له ... في لجة اللبس والأشكال منغمسا فحل ما فيه مولانا بحكمته ... فرقّ طبعاً وأضحي ليّناً سلسا وفاز بالأجر حقّاً حين عامله ... بالصبر حتى برى من بعد ما يئسا فها هو الآن محمود وحيث غدا ... دواؤه منه لم يمسسه قط أسا لكنه وافق الداعي وخالفه ... ولم يجبه إلى ما ظن أو هجسا فأبرز العنصر المائي منهمراً ... وخلف العنصر الريحيّ متخبسا فالحمد لله رب العالمين على ... سلامة الناس منه عند ما انبجسا هذا وقد لاح من تلويح سيدنا ... وجه لهذا المعمى زاده أنسا إذ صارت العين عين الكحل منه وقد ... ألقي عصاه وأبدى عدّ منطمسا فجاء يشكي ويبكي حيث فارقه ... عكازه فتراه حائراً عبسا فأعجب لهذا المعمي في تنقله ... في كل طور وشكل بكرة ومسا وكل شكل بدا فيه له لقب ... أعرضت عن ذكره كيلا بذاك يسا

وانظر إلى خده إذ مده شركا ... للصيد فاقتنص الألباب وافترسا وزان إذ بان من محمرّه طرف ... للورد فاستل منه الطرف واحتبسا وكيف لا وهو ذو الطرف الكحيل وذو ... الوصف الجميل وممدوح بكل لسان ما فيه عيب سوى أخلاف موعده ... فالقلب عن مطله ما زال منفحسا والوعد كالرعد منه ليس فيه سوى ... فراقع تشبه البوقات والجرسا لكنه إن أتى يوماً بحربته ... تزلزل الكون خوفاً منه وارتجسا وحيث قد صار مجلواً بأثمدكم ... قد زاد نوراً على نور فلا انطمسا لأجل ذا ما مسحنا الكحل أجمعه ... بل قد بقى منه شيء يذهب الغمسا وأسلم ودم في مقام قد سما شرفاً ... على السها وبعين الله قد حرسا وأعجب لتحرير رام في أصابته ... عين المعمى وإن أخطا به وأسا بقيت مستخدماً عين العلا أبداً ... ولم يزل كل فضل منك مقتبسا فكتب إليه القاضي راجعاً ثانياً تتابعت من أياديك التي غرست ... رياض مدحي سحب غيثها انبجسا لم أقض وسميّها شكراً فكيف وقد ... أولت فعلت ووالى العدّ من غرسا ثم انثنى لمحاجاتي بتعمية ... ما نال فكري من مصباحها قبسا ظناً بأني في يوم الرهان له ... ندّ وإني وإياه به فرسا رفقاً فما مدرك شأ والضليع ولا ... غباره ضالع من شمه يئسا ولا ذبالة فهم جوّه حلك ... تحكى ذكاء ذكاء جوّه شمسا كلا ولا ذو لسان قائل طلق ... كذى لسان بسجن العيّ قد حبسا أخرستني فاقم لي منك معذرة ... إن لم أفه فمحال نطق من خرسا لكن أشير إلى كشف الغطا لترى ... مذكراً قد يرى أنثى إذ التمسا تأنيثه صفة محمودة عهدت ... كم نفّست قبض طبع لم يجد نفسا ومن بدا ذكراً في زي ذات حرٍ ... لم يلتحق برجال لا ولا بنسا فأعجب له من معمى مشكل أبدا ... وانظر لأشكاله بعد البيان عسى وقد أزاحت لنا أشكاله صفة ... له تزيل الخفا عنه إذا التبسا يحنو حشاه إذا يا صاح لاذ به ... أبو ابن آوى لفقد ابن له ومسا ثم التناسب لا يخفاك بينهما ... وعلة الضم إذ هذا بذا أنسا هذا واستغفر الله العظيم فقد ... جرى اللسان بما أخطا به وأسا ولما نظم الشيخ غرس الدين الخليلي قوله في أهل مكة عام وروده إليها ورأى عدم التفاتهم إليه وهو جيران مكة جيران الآله لذا ... لا يعبؤن بمن قد غاب أو حضرا لولا الطبيعة عاقتهم لكان لهم ... إسراء روح بسر السر قد ظفرا انتدب لجوابه أكثر علماء العصر وأدبائه فكان ممن أجابه الامام المذكور بقوله أم القرى معدن التقوى بروضتها ... ذات المحاسن غرس الدين قد ظهرا ولاح زهر رباه عند ما انفتقت ... أكمامه وأرانا الأنجم الزهرا وفاح عطر شذاه من خمائله ... فأصبح الكون من أرواحه عطرا وأينعت بالهدي أثماره بكراً ... وغردت بالتقى أطياره سحرا وأهل مكة غرس الدين فاجتن من ... أغصانه ثمر التقوى وكن ثمرا فإنهم صفوة المولى وخيرته ... من خلقه ولهم في الفضل ما اشتهرا سموا فخاراً وطابوا محتداً وزكوا ... أصلاً وعلماً وطالوا مرتقى وذرى وكل فضل فعنهم قد روى ورؤى ... وكل سر فمنهم في الوجود سرى وكيف لا وهم أهل الآله وفي ... جواره وقد امتازوا بما ذكرا لا يشهدون سوى مولاهم فلذا ... لا يعبؤن بمن قد غاب أو حضرا وحيث كانوا كما قد قلت حق لهم ... أسراء روح بسر السر قد ظفروا

وإن يكونوا مع الأملاك في قرنٍ ... لولا الطبيعة أعني كونهم بشرا فخذ حديثاً قديماً مسنداً لهم ... عنهم صحيحاً صريحاً واقتف الأثرا والقط فرائد در من فوائدهم ... فإنهم بحر علم يلفظ الدررا أما تراه بجيد الدهر منتظماً ... وفي ذوي المجد والعليآء منتثرا ولو نشاء نظمنا من جواهره ... قصائداً في معاني فضلهم غررا تفوق نظم اللآلي من بلاغتها ... لكن يقول لسان الحال والشعرا ومن شعره أيضاً قوله في فتاة تسمي عربية مشجراً غارت بدور التم من كاعب ... هام بها المفتون بين الأنام رنت بطرف فاتر ناعس ... يرشق من ألحاظه بالسهام بديعة الشكل ولكنها ... بعيدة الوصل على المستهام يود لو زار حماها على ... رغم العدا مختفياً في الظلام هذا ورؤباه إلى وجهها ... غاية ما يخطي به والسلام وقوله في مثل ذلك أيضاً غارت غصون البان من غادة ... غابت لمرآها بدور التمام رقت معاني لطفها مثل ما ... رقت محلاً في البها لا يرام بطلعة لوان الشمس الضحى ... بدت لها لاستترت بالظلام يا عاذلي في حبها خلني ... يكفيك ما بي من صنوف السقام هل شاهدت عيناك من عاشق ... هداه قلبي مثل هذا الكلام ولما وقف على قول بعض المتأخرين في القهوة هات أسقني قهوة قشرية فضحت ... بكر المدام وشنف لي الفناجينا تدعو إلى نحو ما فيه البقاء ولو ... دعت إلى نحو ما فيه الفناجينا لو أن ألفاً أحاطوا حول ساحتها ... قصد النجاة رأيت الألف ناجينا ذيله بقوله يا ربة الأنس حلينا حماك فإن ... نطلب فجودي وإن نسأل فناجينا وقرأت في تذكرة القاضي تاج الدين ما نصه مما اتفق لنا أنا ركبنا في صحبة الشيخ عبد الصمد بن محمد العمودي وزير مكة للأشراف على عمارة داره بمني ومعنا شخص يسمى الشيخ محمود على حصان فأجرى حصانه في أثناء الطريق مع بعض الجماعة فسقط إلى الأرض فأرخت سقطته ارتجالاً بقولي طاح الشيخ محمود ثم جعلت لهذا التاريخ توطئة نظماً فقلت لله يوم أتينا فيه خيف منى ... لقصد دار لها بالسعد تشييد وبيننا رب تلك الدار واسطة ... بها لنا ولعقد المجد تنضيد سرنا على صهوات الخيل تمرح في ... مسيرها ولطير السعد تغريد وكان في الركب محمود على فرس ... يقول إني من الفرسان معدود فخر عند استباق الخيل منجدلاً ... وما ادعى بلسان الحال مردود فقلت مرتجلاً في حال سقطته ... تاريخ ذلك طاح الشيخ محمود ووطأ لهذا التاريخ الامام زين العابدين المذكور أيضاً فقال رام التقدم من لا يستحق علا ... فخف يطرد ركضاً وهو مطرود فخر ملقى على الرمضآء مكتئباً ... يرثيه شامته والضد موجود فكان تاريخه إذ خر يضبطه ... حروف قولك طاح الشيخ محمود فلما بلغت هذه الأبيات الشيخ محموداً تكدر خاطره فقال الامام ثانياً متلافياً لذلك الشيخ محمود محمود الفعال ومن ... أهل الكمال أولى الأحوال معدود نودي من الجانب الغربي إنك بالو ... ادي المقدس حيث الحق مشهود فغاب عن حسه وجداً فخر على الا ... قان وهو على ما كان محسود فشاهدت ما جرى تلك البطاح له ... فارخته بطاح الشيخ محمود هذا هو الوجه في توجيه سقطته ... وما سواه من الأقوال مردود

أخوه الامام علي بن عبد القادر الطبري سابق فرسان الاحسان وعين أعيان البيان. المشار إليه في المحافل. والحالب ضرع الأدب الحافل والباهر الألباب والعقول بفوائد المعقول والمنقول. غاص في بحور الأدب فاستخرج درره. وسما إلى مطالعه فاستجلى غرره. فنظم اللآلئ والداري ونثر. وجدد ما درس من مغاني المعاني ودثر. وهو وأخوه فرسا رهان. وشريكا عنان. ورضيعا لبان. وفلذتا جنان. ما منهما إلا محسن مجيد. ومقدم في الفضل مجيد. وقد شنفت مسامعك بفرائد أخيه. وسأتلو عليك من بدائع هذا ما يشد البديع بأواخيه. فمن نثره ما كتب به إلى الملا علي بن الملا قاسم المكي وهو بالمخا إن أرضا بها أنخت المطايا ... هي دار النعيم من غير شك نشرت طيبها فضمخت الكو ... ن فأغنت عن طيب ند ومسك أرضاً تساق إليها يعملات الرجا. وتناخ بها مطي من قصد وجا. سقي وسيمها صادي الأكباد. وعم وافر فضلها كل حاضر وباد نبتت زهور المكرمات بروضها ... فغدا عديم مشابه ونظير سرّح بيانعها النواظر تكتحل ... منها بزهر يانع ونضير أرضا خفقت أعلام بشائرها بالهنا. وأغدقت سحائب نعمها من هنا ومن هنا. أرضاً يممت ربوعها المانوسة وجوه الأماجد. وقصد جهتها المحروسة كل فاضل وماجد. يا من يعز علينا أن نفارقهم ... وجد أننا كل شيء بعدكم عدم فقرب الله ساعات الاجتماع بعد قضآء المطالب. وأدنى ليلة القرب لكل قاصد وطالب. ووجه وجهك أينما توجه. وسهل لك من سبيل الخير واديه وفجه. فالله كريم وعد بالأجابة من رفع أكف دعائه. وبشر بالقبول خصوصاً من ابتهل في صباحه ومسائه هذا والمعروض بعد طيب صوت الأطناب. وأداء ما يجب لذلك المقام والجناب. على حضرة المولى الذي أعلى الله مقامه. وشغل بإفادة العلوم لياليه وأيامه. إن الدعآء مبذول لحضرته العلية. ومسؤل ممن حضر هذه الأماكن البهية. وإن الشوق ما برح تزايده. وما انفك كثيره وزائده. وإن لسان الحال ما زال ينشد ذوي الآداب. بيتين يرقمان على وجه الدهر بالتبر المذاب من لقلب به البعاد مضر ... وبه من جوى النوى تبريح وفؤادي روى حديث وداد ... حسناً وهو مسند وصحيح إلى غير ذلك ومنه ما رفعه إلى القاضي تاج الدين المالكي سائلاً. سيدنا المقتدي بآثاره. المهتدي بأنواره. امام محراب العلوم البديعه. وخطيب منبر البلاغة التي أضحت مذعنة له ومطيعه. قمر سماء المجد الأثيل. فلك فخر كل ذي مقام جليل. المميطة يد بيانه حواجز الأشكال عن وجوه المعاني. المعترف بمنطقه الفصيح القاصي من هذه الأمة والداني. عمدة المحققين قديماً وحديثاً. ملاذ المدققين تفسيراً وتحديثاً. والصاعد معارج العليا بكماله. المنشد في مقام الافتخار لسان حاله لنا نفوس لنيل المجد عاشقة ... ولو تسلت أسلناها على الأسل لا ينزل المجد إلا في منازلنا ... كالنوم ليس له مأوى سوى المقل والقائل عند المجادله. في مقام المناهله. نحن الذين غدت رحا أحسابهم ... ولها على قطب الفخار مدار المملوك يقبل الأرض التي ينال بها القاصد ما يؤمله ويرتجيه. وينهى إنه نظم بعض الجهابذة الأعيان بيتين في التشبيه. والسبب الداعي لهما. والمعنى المقتضي لنظمهما. إنه أبصرت العين ظبياً يرتع في رياضه. ويمنع بسيوف جماله عن ورود حياضه. يرى العاشق سيآته حسنات جاد بها وأحسن. ويعترف له في الحسن كل حسن في الأنام وابن أحسن. بدا وهو الجوهر السالم من العرض. وظهر وعليه أثر من آثار المرض. فأراد المشبه تشبيهه في هذه الحاله. فشبهه بغصن ذابل قائلاً لا محاله. ونظم ذلك المعنى. فشدا بما قاله صادح الفصاحة وغنى. وهو بدا وعليه أثر من سقام ... كمكحول من الآرام ساهي فخيل لي كبدر فوق غصن ... ذوي للبعد من قرب المياه

فاعترض معترض عالم بالاصدار والايراد. قائلاً إن البيت الثاني لا يؤدي المعنى المراد. إذ القصد تشبيهه بالغصن الموصوف. وليس المراد تشبيهه بالبدر إذ البدر لا يوصف إلا بالخسوف. فطالت بين المعترض والمعترض عليه المنازعه. ولم يسلم كل منهما للثاني ما جاد له فيه ونازعه. فاختارا القاضي الفاضل حكماً. وراضياً سيدنا حاكماً ومحكماً. فليحكم بما هو شأنه وشيمته من الحق. وليتأمل ما عسى أن يكون قد خفى عن نظرهما ودق. والاقدام مقبله. وصلي الله على سيدنا محمد وآله ما هبت المرسله فأجابه القاضي بما هو صورته. سيدنا الهمام الذي أضحى علم الأئمة الأعلام. الامام المقتدي به وإنما جعل الأمام الحبر الذي قصرت عن استيفاء فضائله الأرقام. ولو إن ما في الأرض من شجرة أقلام. وارث الجلالة عن آبائه الذين زهت بذكرهم الأخبار والسير. لتقيم من نفسه العصاميه على ذلك أوضح دلالة يصدق فيها الخبر الخبر. بما استشهد به في شأن المملوك. السالك من الكمال طريقة عز على غيره فيها لعزتها السلوك. مالك أزمة المنطوق والمفهوم. ملك أئمة المنثور والمنظوم. الفاضل الذي هو مرجع الفضلاء في التحقيق. الفاصل بين الأدلة إذا أعوز الترجيح والتوفيق. جامع شمل العلوم العقلية والنقلية. مقتطف ثمرات الفرعية من الأصليه. يقبل المملوك الأرض بين يديه. ويؤدي بذلك ما هو الواجب عليه. وينهى وصول المثال العالي. الفائقة جواهر كلماته على فرائد اللآلي. يتضمن السؤال عن بيتي ذلك الجهبذ. في الشادن الذي قضى حسنه أن تسلب الأرواح ويؤخذ. ومنع حبه الكلام الألسن. وكان الدليل على ذلك اعتراف ابن أحسن. فإنه ذو النظر العالي المدرك حقيقة الكنه. فإذا تنور من أذرعات أدني ما تنوره إلي قيد شبر منه. فتأمل المملوك ما وقع من تلك المعارضة. التي أفضت إلي التحكيم والمفاوضه. فإذا المتعارضان قد مزجا في حلو فكاهتهما شدة الباس في البحث برقة الغزل. وأخرجا الكلام لبلاغتهما على مقتضى حال من جد وهزل. وجرياً إلي غاية حققا عند كل سابق إنه المسبوق. وأريا غبارهما لمن أراد اللحوق. وكان الأحرى بالمملوك ستر عوار نفسه. وحبس عنان قلمه أن يجري في عنان طرسه. لكن لما كان ترك الجواب من الأمر المحظور. لم يلتفت إلي ما يترتب على الجواب من المحذور. فقال حيث كان الأمر على ما أسنده مولانا عن الناظم وروى. من إنه قصد التشبيه في حال بقايا أثر السقام بغصن ذوي. فعدل إلى سبكه في قالب صياغته. وسلكه في سلك بلاغته. فلا شك إنه أتي بما لا يدل علي المراد دلالة أولية ظاهرة. وكان كمن شبه الأغصان أمام البدر ببنت مليك خلف شباكها ناظرة. وحينئذ فاطلاق القول بان البيت الثاني لا يدل على ما أريد. ربما تمسك الخصم بعدم ثبون الحكم بأنه اطلاق في محل التقييد. كما ان للمعترض أن يتمسك في ذلك بانتفاء الدلالة الأولية فيكون المحكوم به هو التعارض في القضية. وهذا أجدى ما رآه المملوك في فصل الخطاب وأحرى ما تحري فيه إنه الصواب. مع اتهامه نفسه بعدم مطابقة الواقع في الفهم. لعلمه بدقة نظر مولانا إذا قرطس أغراض المعاني من فهمه بسهم. وتجويزه علي نفسه العجز عن الوصول إلى فهم مولانا ومدركه. واعترافه بأنه لا يجاري في نقد الشعر لأنه فارس معركة. انتهى. قوله في أثناء الجواب كان كمن شبه الأغصان أمام البدر ببنت مليك خلف شباكها ناظره يشير به إلى الصلاح الصفدي حيث قال كأنما الأغصان لما انثنت ... أمام بدر التم في غيهبه بنت مليك خلف شباكها ... تفرجت منه على موكبه وقال في ذلك أيضاً. كأنما الأغصان في روضها ... والبدر في أثنائها يسفر بنت مليك سار في موكب ... قامت إلى شباكها تنظر قال النواجي لا يخفى ما في هذين المقطوعين من ضعف التركيب وكثرة الحشو وقلب المعنى وذلك إنه جعل الأغصان مبتدا واخبر عنه ببنت المليك وهو فاسد وإن كان قصده تشبيه المجموع بالمجموع إلا أن الأعراب لم يساعده على إنه لم يخترع هذا المعني بل سبقه إليه القاضي محيي الدين بن قرناص فقال وحديقة غناء ينتظم الندى ... بفروعها كالدر في الأسلاك والبدر من خلل الغصون كأنه ... وجه المليح يطل من شباك

فانظر إلى حشمة هذا التركيب وانسجامه وعدم التكلف والحشو واستيفاء المعنى في البيت الثاني فحسب والصفدي لم يستوف المعنى إلا في بيتين مع ما فيهما فلو قال في المقطوع الأول. كأن بدر التم لما بدا ... من خلل الأغصان في غيهبه بنت مليك خلف شباكها ... تفرجت منه على موكبه وفي المقطوع الثاني. كأن بدر التم في روضة ... من خلل الأغصان إذ يسفر بنت مليك سار في موكب ... قامت إلى شباكها تنظر انتهى كلام النواجي ومن شعر الامام المذكور قوله في فتاة تسمى غربية مشجراً غيداء كالبدر بليل التمام ... غادرني الحب لها كالغلام رشيقة الأعطاف كالغصن كم ... رمي بقلبي طرفها من سهام بخدها روض وفي ثغرها ... بالمرشف الألعس كم من مدام يكاد بدر التم من فرعها ... يخفى إذا لاحت له بالظلام هي التي من بين كل المها ... هام بها قلبي بوادي الغرام وقوله فيها هيفاء كالشمس ولكنها ... غربية يا قوم عند الشروق يفتر منها الثغر عن لؤلؤ ... رطب ويبدو منه لمع البروق بالله يا عذال عني فذا ... بارده السلسل فيه يروق رفقاً فما في العذل لي طاقة ... يمكن منها لعذولي الطروق غبت عن العاذل فيها فما ... هزل وجد لذوات الفروق وقوله فيها غزال كبدر التم لاح بوجهه ... هلال رأته العين من أفق الشمس رنى طرفه الفتان يوماً لناظر ... يهيم به من حيث يصبح أو يمسي بدا لي في خضر الرياض بأسمر ... به سود هاتيك الحدائق في لبس يعلل بالتسويف قلبي فليته ... رأى دنفاً ما زال يقنع باللمس هلكت جوى منه فمن لمتيم ... غريب عن الأوطان يدنو من الرمس وقوله فيها هذي رياض الحسن أغصانها ... غرّد بالدوحة منها الهزار يهتز فيها قدّ ذات الربى ... رقيقة الخصر على الاختصار بت ونار الشوق قد أضرمت ... بمهجة أحرقها الاستعار رام عذولي هدّ ركن الهوى ... يا كعبة الحسن بك المستجار غضيت ذاك الطرف عن ناظر ... هيجه الوجد عفيف الأزار وقوله مصدراً ومعجزاً أبيات الشيخ أبي بكر الحانوتي فيها أي شمس لنا من الغرب لاحت ... فأضاءت أنوارها المشرقيه وتراءت لعاشق مستهام ... في عقود من اللآلي السنيه غادة كالقضيب قداً إذا ما ... جر ذيلاً في الروضة السندسيه ياله من قوام لطف رشيق ... ماس بالروض في حلاه البهيه هي شمس فكيف بالغرب تبدو ... مع فقد العلامة الأخرويه فألحظن بألحاظ أمراً عجيباً ... إن في ذاك عبرة للبرية كل شمس شرقية غير شمسي ... إذ لها مطلع بعكس القضيه جعلت مشرق المحاسن غرباً ... فهي والله لم تزل غربيه وقوله مشجراً فيها غانية تخجل بدر التمام ... غاية سؤلي من جميع الأنام رقيقة الخصر حوى لفظها ... رقي فأصبحت لها كالغلام بين ثناياها وذاك اللمى ... برق تلا لا في دياجي الظلام يحسدها المسك على لونها ... يا للهوى والريق يحكي المدام همت بها حباً وكم في الهوى ... هام بها في العشق مثلي همام وقوله فيها ولي جهة غربية أشرقت بها ... لعيني شمس الأفق من غير لا حجب ولاح بها بدر التمام لناظري ... ومن عجب شمس وبدر من الغرب وقوله فيها إن الأهلة مذ بدت غربية ... فالغرب منه ضيا المسرة يشرق والشرق دعه فليس منه سوى ذكا ... تحترّ في وسط النهار وتحرق وقوله في صدر كتاب على الحضرة العلياء دام مقامها ... علياً سلام طيب النشر والعرف

الفضل بن عبد الله الطبري خلف ذلك السف. والمعيد من عهد مجدهم ما سلف. الفضل اسمه وسمته. النافحة

إلى نحوها حملته نسمة الصبا ... لتكسب وصفا من شذا ذلك الوصف جال الدين محمد بن عبد الله الطبري أحد أولئك الجله. وواحد تلك البدور والأهلة. الضارب في كل فن بسهم. والقارع صفاة كل قريحة وفهم. ضاع نشر ادبه وما ضاع.. ورضع ثدي الفضل فشب على حب ذلك الرضاع. وله قريض يزرى بقراضة الذهب. ثبت في صفحات الصحايف حسنه وما ذهب. وقفت له على كافية هي في الشهادة بفضله كافيه وقافيه. راحت الباب أولى الآداب لاثرها قافيه. وهي أسير العيون الدعج ليس له فك ... لان سيوف اللحظ من شأنها الفتك حذار خليّ القلب من علق الهوى ... فأولها سقم وآخرها سفك ورح سالماً قبل الغرام ولا تقس ... على فاني هالك فيه لا شك ألم ترني ودعت يوم فراقهم ... حشاي لعلمي إن ما دونه الهلك وكيف خلاصي من يدي شادن إذا ... بدا أبيض في الديجور من نوره الحلك وهيهات أن ترجي لمثلي سلامة ... وقد سل بيض الهند ألحاظه الترك يقولون ترك الحب أسلم للفتى ... نعم صدقوا لو كان يمكنه الترك دعوني وذكرى بين بانات لعلع ... غريباً هواهم في المواقف لي نسك وإن رمتمو ارشاد قلبي فكرروا ... أحاديث عشق طاب في نظمها السبك أما والخدود العندميات لم أحل ... وكل الذي عنى روى عاذلي أفك وما بمصون الثغر من ماء كوثر ... وكأس عقيق ختمه حاله المسك لقد لذلي خلع العذار وطاب في ... هوي الخرّد الغيد الدمي عندي الهتك تنبيه قد يتوهم إن قوله في البيت الثالث فإني هالك فيه لا شك لحن بناء على أن لا نافية للجنس واسمها في مثل ذلك مبني على الفتح ولا لحن بل فيه وجهان أحدهما منع كونها نافية للجنس بل عاملة عمل ليس والخبر محذوف جوازاً كقول الحماسي والحرب لا يبقى لجا ... حمها التحيل والمراح إلا الفتى الصبار في النج ... دات والفرس الوقاح من صد عن نيرانها ... فأنا ابن قيس لا براح والثاني أن تكون نافية للجنس إلا أنها ملغاة والرفع بالابتداء ولم يجب تكرارها لجواز تركه في الشعر فاعلم الفضل بن عبد الله الطبري خلف ذلك السف. والمعيد من عهد مجدهم ما سلف. الفضل اسمه وسمته. النافحة بارجه نسمته. رفع عماد ذلك البيت. فأقر عين الحي منهم والميت. وهو الآن مفتي الشافعية بالبلد الحرام. والمحفوظ بعين الاجلال والاحترام. يشنف السطور بفرائده. ويفوق الطروس بفوائده. مع إنافته في الأدب بمكانه. شيد من ربعها المشيد أركانه. فاجتلى بها نجوم لياليه. واقتنى منها منظوم لآليه. ولا يحضرني الآن من شعره غير قوله في التفضيل بين مسمعين يعرف أحدهما بركن والآخر بالقصبى تخالف الناس في ركن فقدمه ... قوم وقوم عليه قدموا القصبى وقائل الحق والانصاف قال متى ... أسمعهما ألق استاذاً وألق صبي وقال مؤرخاً السيل الوارد مكة سنة ألف وتسع وثلاثين سئلت عن سيل أتي ... والبيت منه قد سقط متى أتي قلت لهم ... مجيئه كان غلط ولغيره لله سيل قد أتى ... لطهر بيت مرتضى من دنس عنه نأي ... تاريخه حل رضا وكان من خبر هذا السيل إنه لما كان فجر الأربعاء التاسع عشر من شعبان سنة تسع وثلاثين وألف نشأت على مكة وأقطارها شرفها الله تعالى سحابة غربية مدلهمة فلم تزل كذلك إلى وقت الزوال فأرعدت وأبرقت وأتت بمطر كأفواه القرب واستمرت ساعتين ودرجتين ثم أمسكت فأقبل السيل ودخل المسجد الحرام وأعتلي على باب الكعبة ذراعين عمليين وربع فأهلك الأطفال. والنساء والرجال ثم باتت تمطر إلى نصف الليل فلما كان قبل الغروب يوم الخميس العشرين من شعبان سقط من البيت الشريف جانباه الشرقي والشامي فكان الساقط منها قدر نصفها ثم أعقب هذا السيل في أهل مكة من الفناء ما أشبه الوباء المصري والله أعلم

الشيخ شرف المدرسين عبد الرحمن وجيه الدين بن عيسى بن مرشد العمري نسباً الحنفي مذهباً علامة القطر الحجازي ومفتيه، ومولى معروف المعارف ومؤتيه. وبحر العلم الذي لا يدرك ساحله. وبره الذي لا تطوى مراحله. أشرقت في سماء الفضائل ذكاء ذكائه. وخرس به ناطق الجهل بعد تصديته ومكائه. فأصبح وهو للعلم والجهل مثبت وما حق. وسبق إلى غايات الفضل وما للوجيه لا حق. حتى طار صيته في الآفاق. وانعقد على فضله الوفاق، وانتهت إليه رياسة العلم بالبلد الأمين فتصدر وهو منتجع الوافدين والآمين. منه تقتبس أنوار أنواع الفنون. وعنه تؤخذ أحكام المفروض والمسنون. تشد الرحال إلى لقائه. ويستنشق أرج الفضل من تلقائه. وتصانيفه في أقسام العلم صنوف. وتآليفه في مسامع الدهر أقراط وشنوف. إن نثر فما أزاهر الرياض غب المزن الهاطل، أو نظم فما جواهر العقود تحلت به الغيد العواطل وها أنا أقص عليك من خبره. ما يزدهيك وشي حبره. وأتلو عليك من تفصيل حاله. ما يروقك خصبه وتأسف على امحاله. ثم أثبت من منظومه بعد منثوره. ما يطرب الأسماع بحسن مأثوره فصل في ذكر انتقال جده من شيراز إلى الحجاز وتوطنه بمكة المشرفة على الحقيقة لا المجاز. وخبر ابتداء أمر الشيخ المشار إليه. وذكر من أخذ عنه وقرأ عليه قرأت في بعض التذاكر ما نصه. قدم جده الشيخ مرشد إلى مكة المشرفة من بلده شيراز في حدود الثلاثين وتسعمائة وكان وروده إليها بعد أن وصل إلى الديار الرومية وخدم سلطانها الأعظم يومئذ ببعض مؤلفاته ثم استوطن مكة المشرفة متصدياً للتأليف والتدريس مع الانقطاع للعبادة وألف حاشية على تفسير البيضاوي لم تتم بل بقيت مسودة وله عدة تعاليق وشروح وحواش ورسائل وتفرقت كتبه إلى الآفاق بأيدي تلامذته لصغر أولاده وكان أصغرهم والد صاحب الترجمة الشيخ عيسي فحفظ القرآن واستقل وكتب الخط الحسن وصار المشار إليه فيه وجميع ما على أبواب المسجد الحرام والمدارس السلطانيه العظام من الآيات والطرازات بخط المشار إليه تأهل في حدود سنة أربع وسبعين وتسعمائة وولد له صاحب الترجمة ليلة الجمعة خامس جمادي الأولى سنة خمس وسبعين وتسعمائة ونشأ في حجر والده وحفظ القرآن العظيم وقرأ به التراويح في المسجد الحرام أما ما وحفظ الألفية والأربعين حديثاً للنووي وكنز الدقائق إلا قليلاً منه والجزرية والشاطبية وقطعة من منظومة التلخيص للجلال السيوطي وغير ذلك وشرع في الاشتغال في حدود سنة ثمانين وتسعمائة ولازم الشيخ عبد الرحيم بن حسان وقرأ عليه الآجرومية وشرحها للفاكهي ومقدمة الشيخ محمد الحطاب وشرح القواعد الصغرى للشيخ خالد الأزهري وشرح القطر للمصنف وقطعة من الألفية والمنهل الصافي للدماميني ما عدا شيأً يسيراً منه وشرح التصريف للسعد التفتازاني مع حاشيته وفي علم الفقه منية المصلى وربع العبادات من شرح النقاية وقطعة من شرح الكنز للعيني وأخذ عن القاضي علي بن جار الله بن ظهيرة الحنفي الفقه والفرائض وقطعة من شرح المنار وشرح النخبة لابن حجر العسقلاني في دراية الحديث وشرح السراجية في الفرائض لمير باد شاه الحنفي وقرأ على الملا عبد الله السندي آداب البحث وأخذ علم العروض عن الشيخ محمد بن علي الركروك الجزايري قرأ عليه شرح السيد الغرناطي على الخزرجية فأجازه إياه مع رواية الصحيحين والشفا وروى صحيح البخاري عن الامام شمس الدين محمد الرملي الشافعي وأجازه المذكورون وغيرهم بتدريس مدرسة المرحوم محمد باشا في حدود سنة تسع وتسعين وتسعمائة فدرس بها صحيح البخاري وأملي عليه شرحاً بلغ فيه إلى باب رفع العلم وظهور الجهل فعزل عنها ووافا مدرسها السابق ونظم منظومة في علم التصريف عدتها خمسمائة بيت من بحر الرجز وشرحها شرحاً مستوفي وشرح كتاب الوافي في علم العروض والقوافي.

وألف رسالة مسماة ببراعة الاستهلال. فيما يتعلق بالشهر والهلال. ونظم رسالة متعلقة بمنازل القمر. موسومة بمناهل السمر. وشرحها وكتب على آية الكرسي رسالة وكتب قطعة على الخزرجية وولى التدريس سنة خمس بعد الألف فدرس به في أوائل شهر ربيع الثاني من السنة المذكورة وشرع في كتابة شرح على كنز الدقائق مجرداً عن نقل خلاف غير المذهب فشرح كتاب النكاح والرضاع وكتاب الحج منه بديباجة مستقلة فصار كتاباً مفيداً في المناسك وذلك في سنة ثمان بعد الألف وأفتى بعد موت شيخه القاضي علي بن جار الله على مذهب أبي حنيفة وانتهت إليه الفتوى بالديار المكية انتهى. وقرأت في إجازته للشيخ العلامة شهاب الدين أحمد المقري الأندلسي ما نصه. كان مولدي بمكة المشرفة ليلة الجمعة الخامس من جمادي الأولى سنة خمس وسبعين وتسعمائة فلقبت بشرف المدرسين وهو تاريخ عام ولادتي المذكورة على ما جرت به عادات المشارقة من ضبط تواريخ المواليد والوقائع بلفظ يكون عدد حروفه بحساب الجمل مطابقاً لعدد ذلك العام ثم شرعت في الاشتغال على علمآء الحرم. ومن يفد إليه من عرب وعجم بعد أن حفظت القرآن العظيم وصليت به التراويح اماماً بالمسجد الحرام سنين عديدة وحفظت متوناً عديده. في فنون مفيده. أجزت بها عند عرضها على المشايخ ثم قلدت تدريس مدرسة الوزير محمد باشا التي بمكة المكرمة في عام تسع وتسعين وتسعمائة فدرست بها الجامع الصحيح للبخاري وأمليت عليه شرحاً إلى كتاب العلم وصنفت في عام ألف منظومتي التي في الصرف التي قلت في آخرها شعر فهاك نظماً شافياً في الصرف ... ألف في مكة عام ألف ثم اشتغلت بالتأليف والتدريس والاشتغال إلى أن قلدت الأمر الخطير. والشأن الذي لولا الرجا لعفو الله لكنت منه على وجل كبير. وهو القيام بأعبآء الفتوى في سنة إحدى عشرة بعد الألف وهي سنة وفاة شيخنا الامام. شيخ مشايخ الاسلام. الشيخ علي ابن جار الله بن ظهيرة القرشي الحنفي مفتي مكة وابن مفتيها فباشرته حسبة إلى سنة عشرين بعد الألف فقلدت الافتاء السلطاني وخدمة الامامة والخطابة بالمسجد الحرام ثم قلدت في سنة سبع وعشرين بعد الألف تدريس المدرسة السليمانية فأقرأت فيها تفسير البيضاوي مع حاشية جدي الشيخ مرشد العمري وكنت في أيام الشباب. وخلو الزرع من الأوصاب. ربما تعلقت بأهداب الشعر فلي فيه قصائد ومقاطيع وأسئلة منظومة وأجوبة كذلك حسبما يرد من ذلك النوع واخوانيات ومداعبات. والغازات ومعمايات ومعارضات. وقد امتدحت شريف مكة وحامي حماها الحسن بن أبي نمي بن بركات بقصيدة عارضت بها قصيدة ابن هانيء المغربي التي مطلعها فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر ... وأمدكم فلق الصباح المسفر وامتدحت ابنه المسعود بقصيدة ذات تواريخ ستة مشجرة في أبياتها على اسلوب عنوان الشرف لابن المقري فلما تقلدت القيام بأمر الفتوى أشغلني ذلك. عن سلوك هذه المسالك. وأنشدت قول المعري بعين الشعر أبصرني أناس ... فلما ساءني أخرجت عينه خروجاً بعد راء فهو راء ... فسار الشعر مني الشرع عينه اللهم إلا ما يستدعيه الحال من أجوبة ما برد إلي من رسائل الاخوان مشتملة على نظم قلائد العقيان. فتقتضي لمشاكله. والموافقة في المراسله. فلي أجوبة عما ورد إلي من علماء الآفاق. مما يستدعيه الوفا. وقد اجتمع عندي من ذلك شيء كثير. ضمن سفر كبير. ولي ديوان خطب لاني منذ تقلدت الخطابة لم أزل أنشي في كل نوبة خطبة تناسب الوقت فاجتمع عندي من ذلك في نحو عشر سنين ما يناهز الستين انتهى ما أردت نقله من كلامه في اجازته المذكورة وعد من مصنفاته فيها الفتح القدسي. تفسير آية الكرسي. وتعميم الفائده. بتفسير المآئده. وهي رسالة وقع الكلام فيها على معنى قول الجلال السيوطي عند تفسير قوله تعالى لله ملك السموات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير. ومنه إثابة الطائع وتعذيب العاصي وخص العقل ذاته فليس عليها بقادر.

ومنها شرح صحيح البخاري المقدم ذكره وشرح مناسك الكنز. المسمى بفتح مسالك الرمز. ومنها رسالة تتعلق بالوقف مسماة بوقوف الهمام المنصف. عند كلام الامام أبي يوسف. ألفها لما وقع الخلاف بينه وبين بعض المفتين في مسئلة تتعلق بالأوقاف ومنها المنظومة في علم التصريف. المسماة بترصيف التصريف. وشرحها الموسوم بالشرح اللطيف. ومنها الوافي. لشرح الكافي. في العروض والقوافي. ومنها شرح عقود الجمان. في المعاني والبيان. للجلال السيوطي شرحها مزجاً بشرح مطول. يكاد يزيد على المطول. ومنها رسالة منظومة في منازل القمر. وشرح عليها موسوم بمناهل السمر. ومنها كتاب يتعلق بالشهور والأيام. وما يناسب ذلك من مباحث وكلام. له بكل علم تعلق والمام. مسمى ببراعة الاستهلال. فيما يتعلق بالشهر والهلال ومما لم يذكره شرح ألفية الجلال السيوطي والأشعار. بما لقائله من الانشا والأشعار. والله أعلم ولم يزل ممتطياً صهوة العز المتين. وراقياً ذروة طود الجاه الركين. لا يقاس به قرين. ولا تطأ آساد الشرى له عرين. إلى أن تولى الشريف أحمد بن عبد المطلب مكة المشرفه. ورفل في حلل ولايتها المفوفه. وكان في نفسه من الشيخ المشار إليه ضغن. حل بصميم مهجته وما ظعن. فأمر أولاً بنهب داره. وخفض محله ومقداره. ثم قبض عليه قبض المعتمد على ابن عمار. وجزاه الدهر على يديه جزاء سنمار. إلا أن المعتمد أغص ابن عمار بالحسام الأبيض. وهذا طوفه هلال فتر من أنامل عبد أسود. فجرعه طعم كاس الموت الأحمر. وكان قد أبقاه في مجلسه إلى ليلة عرفه. ثم خشى أن يسعى في خلاصه من أكابر الروم من عرفه. فوجه إليه بزنجي أشوه خلق الله خلقاً. وتقدم إليه لقتله في تلك الليله خنقاً. فامتثل أمره فيه. وجلله من برد الهلاك بضافيه. فأقفرت لموته المدارس. وأصبحت ربوع الفضل وهي دوارس. وذلك في عام سبع وثلاثين وألف ومن الاتفاق إن الشريف المذكور قتل هذه القتلة بعينها. حتى تقاضت منه الليالي ما أسلفته من دينها. وفي الأثر كما تدين تدان. وهذا حال الدهر مع كل قاص ودان. فصل وهذا حين أثبت من نثره الباهر. ونظمه المزرى بعقود الجواهر. ما تستلذه المسامع. ويطرب له الناظر والسامع. فمن نثره البديع ما كتبه إلى شيخ الاسلام محمد بن سعد الدين المفتي بقسطنطينية يقبل الأرض التي تمنى الشمس إن لو حظيت منها بالقبل. وبدلتها ببرج درجة شرفها الحمل. أرضاً تقاعست عنها الأفلاك. أرضاً ترافعت على الفرقدين والسماك. أرضاً تحيط بها الأعاظم. إحاطة الهالة بالقمر. أرضاً تنيط بها الأفاخم. ما يختص به كل من نهى وأمر. أرضاً أعد التضمخ بثراها طيبي. وأرى التخلق ببراها أعز سهم من نصيبي. أرضاً تنافس حصباؤها الدراري. أرضاً تنافح شذا المسك الداري. أرضاً تمشت فيها إقدام تستقل الثريا موطئاً ومرقي. وتجل عن أن ترى بينها وبين السها في العلياء فرقاً. أرضاً مقبلة بشفاه الأعاظم. مبجلة بشفاه الأفاخم. بها تشديد بنيان المعالي. بها تأيد إيوان الأعالي. بها اكتحلت ألحاظ الموالي. بها افتخر الثرى على الأثير العالي. ولا بدع إذ هي ممشى لسيد كرع من معين الفضل سلسبيله. وأوضح لمفترع هضاب الفرع دليله. وأصبح كماله موقي من العين والعيب فلا مجال لعين الرضى عن كل عيب كليله. أعلم من قضى وأفتى. أفضل من باشر التدريس والأفتا. أكثر العلماء علماً. أغزر مشايخ الاسلام فهماً. أجمع أرباب العلوم رواية. أوسع أصحاب الفهوم دراية.

أرفع أهل النصوص رايه. أبرع ولى الخصوص آيه. ابن الأثير دونه في الأثر. ومسلم مسلم له صحة الخبر. من سد على ابن الجوزي طرق المجاز. وفتح على ابن معين باب الأعواز. وتواتر خبر فضله. وعرف حديث بيته القديم ولم يكن غريباً في أهله. واعترف له ابن كثير بقلة الجمع. وقال الفخر لمعقوله ما أنت وأدلة السمع. وتطامن ابن الحاجب لشرف أصله. ومنى القطب بالقطوب عند بيان جنسه وفصله. وأصبح النظام لديه مجدلاً. وكان الانسان أكثر شيء جدلاً. وابن مالك عنه اكتسب تلك الملكة في العربية. وأقر ابن عصفور إنه ليست له حوصلة على هذه الفنون الأدبية. وأضحى به مذهب النعمان منصوراً. ونصر الايمان عليه مقصوراً وأناط به ملك الربع المسكون مهمات الدين والدنيا. فابان فيهما عن الباع الأطول واليد العليا. وصارت أعتابه العلية لذوي الفضائل قبله. وأبوابه السنية مترافعة عن أن يحظي النجم منها بقبله. ما قصدها قاصد من مشارق الأرض ومغاربها. إلا ونال أقصى مرام نفسه ومطالبها. ولا انتسب إليها منتسب إلا ارتفع قدره على الفلك. وكان دليلاً على أفضلية خواص البشر على خواص الملك. سيدنا ومولانا وسندنا وملجأنا. شيخ الاسلام. ومفتي الأنام. مولانا محمد أفندي بن سعد الدين. لا زال مؤيداً به الشرع المبين. ولا برح الاسلام به مؤيد الحجج والبراهين. والايمان به مسدد الأدلة والتبيين. وينهى إلى حضرته التي هي الغاية القصوى للآمل. والنهاية الرجوى لكل عالم وعامل. بعد إهداء سلام عبق الأكوان عنبره وريحه. ونبت في الأرجاء الحرمية عبهره وشيحه. مع دعاء ترفعه الملائكة من مواطن الاجابة. وتثبته في دواوين الدعوات المستجابة. البقاء على صدق الخلوص في الانتساب. إلى ذلك المقام العالي. الذي هو عند أولي الألباب. من أعظم المفاخر والمعالي. ولعمري لهو الشرف الأقعس. والمجد الأنفس. فنسأل الله تعالى أن يبقيه على رؤسنا تاجاً. ولنفوسنا طريقاً إلي الخير ومنهاجاً. هذا وقد ورد الكتاب الكريم. والخطاب الوسيم. فتشرفنا بوصوله. وتزينت حلالنا بحلوله. واتخذناه خوذة من سطعات الدهر. وعوذة من تسلطات القهر. وقر الناظر وصوله. وسر الخاطر حلوله. كيف لا وقد تضمن تبليغ المراد والمرام. والانعام بمناصب الافتاء والخطابة والامامة بالمسجد الحرام. لا زالت منن مولانا في أعناق الأنام. هي الأطواق والناس أكمام. إلى غير ذلك والسلام. ومنه ما كتبه إلى السيد محسن بن الحسين حين صالح عمه الشريف ادريس ابن الحسن وذلك في عام خمس عشرة بعد الألف. يقبل الأرض مهنياً بما عم بشره كافة البشر. ورفعت له في قلوب الرعايا رايات الفرح والظفر. ودقت له نوبات التهاني. وبلغت به أنفس الأوداء غاية الأمل والأماني، وانشد لسان الحال. على الارتجال حسم الصلح ما اشتهته الأعادي ... وأذاعته السن الحساد وأرادته أنفس حال تدبي ... رك ما بينها وبين المراد فلعمري لقد كان الداهية الدهياء. والصاخة العميا فكيف يتم بأسك في أناس ... تصيبهم فيؤلمك المصاب هل أنتم النفس تفرقت في أجسام. ونفس تصاعد من اخشام لا عدا الشر من بغي لكما الشر ... وخص الفساد أهل الفساد أنتما ما انفقتما الجسم والرو ... ح فلا احتجتما إلى العوّاد فوالله لقد ناجتني بذلك نفسي. وقرطس في غرض الإصابة سهم حدسي. وكنت جاز ما بان هذه الحالة لا تستقر. وإن نار الحرب بينكما لا تستعر. أني يتمي ذلك وأنتم السنم رصانه. التي لا توازيها الأطواد ثباتاً ورزانه. لستم ممن يستخفه الطيش ويستشيره. ولا من لا ينظر فيما يقتضيه قبل الأمر ولا دبيره. بل أنتم ممن جبل على الرحمة والرأفة. واستحكمت بينكما اللحمة والالفة. وتواصلت بينكم الارحام. وحفظ فيكم الذمام. منع الود والرعاية والسو ... دد إن تبلغا إلى الاحقاد وحقوق ترقق القلب ولو ... ضمنت قلوب الجماد حتى أني كنت ممن يشاهد هذا الأمر من كتب. ويتحققه تحقق من سطر وثائقه وكتب. فأرخت ذلك بقولي عاقبة الأمر هو الصلح. فكان فالاجاء كفلق الصبح. فالحمد لله الذي أبدل الضراء بالسراء. وأزال عن المسلمين الباس والبأساء. وجمع بكم شمل السيادة. وحرس بكم بلاده

فغدا الملك باهراً من رآه ... شاكراً ما أتيتما من سداد فيه أيديكما على الظفر الحلو ... وأيدي قوم على الأكباد هذه دولة المكارم والرأ ... فة والمجد والندا والايادي كسفت ساعة كما تكسف الشمس ... وعادت فنورها في ازدياد لله در أبي الطيب، كأنما شاهد هذه الواقعة. فوضع هذا الدر مواضعه. فلا بدع للمتنبي إذ أخبر بالمغيبات. وحدث عما هو آت. وكان ذلك مما له من المعجزات. والآيات البينات. فالله تعالى يصون شملكم عن التفريق. ويوشى شملكم بطراز الوفاق والتوفيق. ويمتع بكم الرعايا. بل كافة البرايا. والسلام. على الدوام. ومنه ما كتبه إلى الشريف ادريس بن الحسن سلطان مكة المشرفة مهنياً له بالبرء من مرضه الذي مرضه بالشرق. يقبل الأرض متضرع اعتاض من الهجوع الهجود. وارتاض بالركوع والسجود. ولاذ بالملتزم الشريف والمستجار. وعاذ بالركن المنيف والاستار. وتوصل إلى الله تعالى بكل نبي ورسول. وتوسل إليه في أعز مرام وسول. مذ طرقه طارق أسهره وأقلقه. وأوقعه في بحار الفكر والمغرقة. وأضجعه على القتاد والمعك. حين لايم ذلك الجسد الشريف الوعك. فإني لك والتجري على حمي مصون بأسوار السور. يحوط بها عن تطرق الحوادث والغير. لم يزل قايماً في طاعة خالقة ومنشيه. دائماً في مساعي مبدعه ومبديه. كيف تطرقت الحمى إلى ذلك الحمي. وإني استجازت المقام حيثما. يا لها جرأة على متهيب. واقداماً على ممتنع متجنب. لكن لا بدع في ذلك. ولا عجب مما هنالك. فمنازل الحمى الجسوم فقل لنا ... ما عذرها في تركها خيراتها اعجب بها شرفاً فطال وقوفها ... لتأمل الأعضاء لا لاذاتها وإلا فكيف تعلك الدنيا بشيء ... وأنت المستغاث لم ينوب وكيف تنوبك الدنيا بداء ... وأنت لعلة الدنيا طبيب فوعزتك القعسا. وصحتك التي أطابت للمعالي نفساً. لئن اعتللت فقد اعتلت لعلتك السماء والأرض. وتمارض لمرضك الباس والكرم المحض. بل اعتل لعلتك في العيون الغمض. وذوى لذلك شباب الزمان الغض. فالحمد لله الذي أزال العرض بعد حصول الانتفاع بثوابه. وابعد المرض عن ذلك الجسم اللطيف وما ثوى به. فقد رفعت في ساحات التهاني رايات البشاير. وتليت في منازل الأماني آيات الأشاير وظهر برهان البعد الباهر. وأنشد لسان المجد معبراً عن ضميره باسمه الطاهر. فقال. واطلب المقال. المجد عوفي مذ عوفيت والكرم ... وزال عنك إلى أعدائك الألم صحت بصحتك الغارات وابتهجت ... بها المكارم وانهلت بها الديم وراجع الشمس نور كان فارقها ... كأنما فقده من جسمها سقم فنوسع المنعم على هذه النعمة حمداً وشكراً. ونصير الثناء على ذلك اللسان ذكراً وللجنان ذكراً. إذ من علينا بشفاء سيد تفرد في شأو المعالي. وارتفع شأنه على الأثير العالي. وتفرع غصنه من دوحة النبوة والخلافة. وتضوع نشره من سوحة الفتوة والشرافة وأحيا الله به مآثر آبائه الصيد من آل هاشم. وأعيابه الغلب الصناديد من كل غاشم. وحمي بكلاءته حمي البيت المطهر. وحرس بإيالته سوح حرمه الأطهر. واختاره على الخليقة خليفة. وامتازه بكل سجية شريفة. وجمع له بين فحامة القدر. ولطافة الخلق السبط الحسن. وأتاح له مآثر جده الكامل الخلق السبط الحسن. ومنحه الشفقة على رعيته. والرأفة عند استجاشة شهامته وحميته. فالله تعالى يبقيه وساحته عن تطرق الغير محروسة. وباحته بكل عزأ ولعز مانوسة. فالحمد لله على بلوغ الأمل باجابة الدعا وقبول العمل ممن تبتل ودعا. وقد كان الواجب على العبد المثول بنفسه إلى تلك الحضرة العالية. والحلول بتلك الرحبة السامية. ليتملى بطلعة مولانا وقد تسربل بسربال الصحة. ولبس ثياب الشفا فتلك أعظم منحه. غير إن العجز أقعده. وسوء الحظ أبعده فأناب كتابه منابه. وأقامه سفيراً يبلغ ما نابه. مهنياً مولانا بالصحة والعافية. ومصح جسده الشريف بيد الله الشافية وما أخصك في بر بتهنئة ... إذا سلمت فكل الناس قد سلموا

فالله تعالى يبقيك محروساً بجناب مأنوس القباب. متلفعاً من الجلالة بأشرف جلباب. مستقراً على كراسي الملك. وأعداؤك في الهلك. بجاه جدك عليه السلام. وآله البررة الكرام. وصحبه الخيرة الأعلام. ومنه ما كتبه مراجعاً للشيخ أبي المواهب البكري في سنة اثنين وعشرين وألف أن أشرف ما تتوج به المفارق والرؤس وأبهر ما تبتهج به المهارق والطروس. وأبهي ما ينظم في سلوك السطور. من الدرر الباهرة لدرر النحور. وأنهي ما يرقم في صكوك الصدور. من الغرر المضاهية للآلى البحور. تحيات نظمت بأنامل الاخلاص عقودها. وتسليمات رقمت بطراز الاختصاص برودها. تشفعها الأدعية التي على السن المقربين تتلى. وتشيعها الأثنية التي في مناص الكروبيين تجلى. مرفوعة في الموقف الأعظم. متلوة في المستجاد والملتزم. صادرة من قلب منيب أواه. ناظرة أن ليس في الوجود إلا الله. فها ملائكة الاجابه. تحفها بالقبول والانابه. بأن يديم الله للعلم وأهله. ويبقى للفروع وأصله. بقآء مولانا الاستاذ الأعظم. والملاذ الأعصم. والجهبذ النقاد. والكوكب الوقاد. والبحر الزخار. والليث الزءار. عالم الاسلام على الحقيقه. الجامع للشريعة والطريقه. كشاف مشكلات العلوم. حلال معضلات الفهوم. شعر علامة العلمآء واللّج الذي ... لا ينتهي ولكل لج ساحل الامام العلامه. الهمام الفهامه. شيخ الاسلام. ملجاء الأنام. مفتي المسلمين. صدر المدرسين. الحبر النحرير. امام الفقه والتفسير. وما يخدمهما من أصول وفروع. وما يتبعهما من مرفوع ومشروع. مولانا الشيخ أبي المواهب محمد الصديقي البكري. مفتي السلطنة الشريفة. بالقاهرة الزاهرة المنيفه. أدامه الله للاسلام ملاذاً. وللأنام ملجأ ومعاذاً. ورفع به عماد البيت الصديقي. وأسطع به منار المحتد العتيقي. هذا والمنهى إلى حضرته بعد اتجافه بتحف تحيات مسكية الأرج. واشفاعها بطرف تسليمات مكية المنعرج. البقاء على أكيدود يشهد الله بحقيقته. وأطيد عهد لم يحل ولم يحل عن طريقته. لم يزل ماداً أكف ضراعة لم ترد. وألسنة شفاعة لا يكفح صاحبها ولا يصد. في مواقف عرفه. ومزالف مني ومزدلفه. وسوح البيت والملتزم. وخلف المقام وزمزم. بأن يمتع الله الاسلام والمسلمين ببقآء مولانا الذي هو بركة العالمين. فإن في وجوده جمال هذا الوجود. وشهوده كمال كل شاهد ومشهود. وقد وصل الكتاب المبين. والخطاب الذي جاء به الأمين. فياله من كتاب أعجز سائر البلغا. فاضمحل عنده وجودهم ولغا. فاتخذه المملوك عوذة من سطوات الدهر. وخوذة من صدمات القهر. وأحله مواضع الحواس الخمس من الرأس. وجعله من أحزابه المتلوة لدفع البؤس والبأس. فالله تعالى يبقيه ماناً على كل عبد رقيق بالمكاتبه. ومنعماً على كل صديق راسله أو كاتبه. وإن تلفت إلى أحوال هذه الديار. وآثار هذه الأقطار. فهي بحمد الله بغاية من الأمان. ونهاية من الرفاهة والاطمئنان. وذلك لما بين عميدي السادة الأشراف. من الاتفاق والائتلاف. وإنما ذلك ببركة شمول أنفاسكم الطاهرة لأهل هذه البقاع بالدعا. وملاحظتهم بالخاطر الذي حفظ الله به عبوده ورعا. وقد كان الجمع في هذا العام كبيراً والحج أكبر. وشملت المغفرة إن شآء الله تعالى كل فاجر فما بالك بالبر. ودعونا لكم في تلك المشاهد. وذكرنا كم في تلك المعاهد. وكان من جملة من حج في هذا العام. أسعد الموالي الكرام. فسعدنا برؤياه. وحظينا بلقياه. فياله من عالم عامل. وصالح كامل. وكان مما اخترعه على ولاة هذه الديار. أبطال بيع التنباك واطفاء هاتيك النار. فأجيب على ذلك. ونودي بمنعها في الأسواق والمسالك.

ومنه إنه التمس أن لا يكون خطيب الجمعة الأحنفيا في أيام الموسم لأن غالب الحجاج من طائفة الأروام. وخطر بباله هذا المعنى في أول جمعة بعد الحج وهي الموافقة للسادس عشر من ذي الحجة الحرام. فأرسل إلى حضرة مولانا الشريف وقد ناهزت الشمس الزوال. والتمس من حضرته ذلك فأجابه إلى السؤال. وكان الخطيب ذلك اليوم شافعياً وقد عقد طيلسانه. واصلت لادآء الخطبة منصله ولسانه. فأرسل حضرة مولانا الشريف إلى حضرة هذا الفقير. وأمره بمباشرة الجمعة وقد أدرك وقتها غير يسير فقابل الأمر بالامتثال. وبرز على غير أهبة في الحال. فجمله الله ببركة ملاحظتكم وسدده. وكان الاستمداد في ذلك اليوم من أنفاسكم مدده. فخطب خطبة ارتجلها على المنبر. وكان المشار إليه في مقام إبراهيم البر. وكان الخطيب بذلك المجمع. بمرأى من أسعد ومسمع. فتعجب من تلك البديهه. وقرض المحب بما يقتضي تنويهه. فالله تعالى يمددنا بمدكم. ويطيل لنا في مددكم. والسلام ومنه هذه الخطبة التي أنشأها لعقد جدي السيد الأمير محمد معصوم ببنت عمه السيد الأمير نصير الدين حسين رحمهم الله تعالى. الحمد لله الذي بعث محمداً المعصوم بالدين القيم والشريعة القائمه. وجعل ملته لسائر الملل عن ارضاع ثدي البقآء فاظمه. أحمده على أن أقام بأحمد نظام الدين فزاد تعظيماً وتشريفاً. وأوحى إليه في الكتاب المبين أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا. وأشكره على أن أذهب عن أهل بيته الرجس وطهرهم تطهيرا. وتولى نصره على الأعدآء وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيرا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تطيب بها النفس وتقربها العين. وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله المجعول ذريته من نسل الحسن والحسين. صلى الله عليه وعلى آله الذين من تمسك بولائهم فقد ازدلف إلى الله قربا. وعمل بمضمون قوله تعالى قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى. وعلى أصحابه الذين دلت سورة الفتح على مناقبهم. وقلت الأنجم عن بلوغ شأو مراتبهم. صلاة وسلاماً يتقارنان تقارن الايجاب والقبول. ويتواردان عليه مع نسائم الصبا والقبول. أما بعد فإن العنصر النبوي لا يزال ظاهر النمر طاهر الانتماء. كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. ناهيك بنتيجة مقدمتاها الوصي والبتول. فلا غرو إن زكت الفروع لزكا هاتيك الأصول. فمن ثم وجب أن تصرف الهمم العلية إلى تكثير فروعها وثمارها. وتوجه الشيم الأبية إلى تقريرها واستقرارها. وذلك بالنكاح الذي به تحفظ الأنساب. ويكون لبقائه ثم من أتم العلل وأقوى الأسباب. كيف وقد نطق الكتاب العزيز بمشروعيته. ودلت الأحاديث النبوية على سنيته. قال الله تعالى علواً وقدراً. وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهرا. وقال تعالى مهنياً لعباده بهذه النعمة. ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة. وقال تعالى وهو أعز قائل. يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل. وقال صلي الله عليه وعلى آله وسلم مبيناً يمنه لهذه الأمة. التزويج بركة والولد رحمة. وقال صلي الله عليه وعلي آله وسلم معرضاً بمن لم يكن بشأنه معني. النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني. وقال صلي الله عليه وعلى آله وسلم منفراً عن العزوبية والايامة. تناحكوا تناسلوا تكثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة. وقال صلي الله عليه وعلى آله وسلم مبيناً الاقتداء به والائتساء. حبب إلى من دنياكم الطيب والنساء وقال صلي الله عليه وعلى آله وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج وفضل صلي الله عليه وعلى آله وسلم الأبكار على غيرهن بكثير.

فقال تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وأشق أرحاماً وأرضي باليسير. وعاتب صلي الله عليه وآله وسلم جابراً. حيث لم يكن على النكاح يثابر. فقال هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك يا جابر والأخبار الواردة في فضله كثيرة وهي في مظانها معروفة وشهيرة. وفيما أوردنا من ذلك كفاية ومقنع. سيما من كان بمرأى من الاصغاء ومسمع. ولما ذكرناه من فضائله. وسردناه من براهينه ودلائله. مال إلى التحلي بعقوده. والتجلي في موشيات بروده. السيد السند. الأصيل الأوحد المعتمد. الجليل الأمجد. خلاصة الصدور الأجلاء الأكابر. سلالة السادة الأعزاء ذوي المفاخر. المتفرع من دوحة السيادة. المترعرع في روضة السعادة. ذي الفضائل العديدة. والشمائل الحميدة. المقتفي آثار أسلافه الكرام. المرتقي بهمته العلية إلى أشرف مقام. السيد محمد معصوم ابن الصدر الأجل الكبير. ذي القدر الأشم الخطير. فخر السادة الذين تجملت بهم المحافل والمجالس. وتكملت بهم الصدور والمدارس. ونظموا بجيد الوجود عقود فرائدهم. ونثروا على بساط المناظرة جواهر فوائدهم. وأحيوا مآثر علوم الأوائل. وأقاموا على المطالب العلية مسلمات البراهين والدلائل. وسارت مصنفاتهم في سائر الآفاق. وأذعن لهم بالتسليم أهل الخلاف والوفاق جمال ذا العصر كانوا في الحياة وهم. بعد الممات جمال الكتب والسير. الامام العالم العلامة. الهمام الكامل الفهامة. ناشر لوآء التحقيق. جامع معاني التصور والتصديق. السيد الأعظم الأمجد. مولانا نظام الدين أحمد. سقي الله ضريحه شآبيب الرحمة. وأسكنه الفراديس مع آبائه الأئمة. فرغب في نكاح مخطوبته الحرة الطاهرة المصونه. الدرة الفاخرة الثمينه. ذات الجناب الرفيع. والحجاب الضافي المنيع. السيدة الجليله. المثيلة الأصيله. العفيفة الصينه. المتفرعة من دوحة السيادة والسلطنه. المتربية في مهود العقل والصيانه. الموفية بعهود الاتصاف بالديانه. الشريفه فاطمة ابنة سيدنا ومولانا الذي انعقد على جلالته الاجماع. واعترف له بالتقدم في ميدان الفضائل بلا نزاع. كشاف مشكلات المسائل. حلال معضلات الدلائل. اللامعة أساريره بأنوار التنزيل. الجامعة تقاريره لآثار التأويل. المعترف بالعجز عن مداركه العلمآء الجهابذة. المغترف من بحار فوائده الأساتذه. فضلاً عن التلامذه. الجامع بين شرفي العلم والنسب. الحائز لفضيلتي المجد الموروث والمكتسب. شعر علامة العلمآء واللج الذي ... لا ينتهي ولكل لج ساحل سيد العلمآء المحققين. سند الفضلاء المدققين. جامع المعقول والمنقول. مستنبط الفروع من الأصول. قطب دوائر التحقيق صدر صدور المدرسين. فخر السادة الصلحآء المقدسين. مولانا السيد نصير الدين حسين. لا زال بالنظر إلى وجه ربه قرير العين. وصان ابنته المشار إليها. وأسبل ستر الصيانة والديانة عليها. وذلك على كتاب الله وسنة رسول الله. ومهر قدره والمقدم ما وقع التراضي عليه. مما المقام في غنى من الاشارة إليه. ومن أحسن شعره قوله مادحاً سلطان مكة المشرفة الشريف حسن بن أبي نمي بن بركات وابنه الشريف أبا طالب ومهنياً لهما بظفر الثاني منهما بأهل شمر وهو جبل بنجد وعارض بهذه القصيدة كما زعم قصيدة محمد بن هانيء المغربي الآتي ذكرها نقع العجاج لدى هياج العثير ... أزكى لدينا من دخان العنبر وصليل تجريد الحسام ووقعه ... في الهام أشدى نغمة من جؤذر وسنا الأسنة لامعاً في قسطل ... أسنى وأسمى من محيا مسفر وتسربل في سابغات مزرّد ... أبهى علينا من قباء عبقري وتتوج بقوانس مصقولة ... أزهى علينا من سدوس أخصر وكذاك صهوة سابح ومطتهم ... أشهى إلينا من أريكة أحور ولقا الكمى مدرعاً في مغفر ... كلقا العرين بمقنع وبمخمر ألفت أسنتنا الورود بمنهل ... علقت به علق النجيع الأحمر وسيوفنا هجرت جوار غمودها ... شوقاً لهامة كل أصيد أصعر فتخالها لما تجرد عند ما ... هاج القتام بوارقاً بكنهور

وصهيل جرد الخيل خيل كأنه ... رعد يزمجر في الجدي المثعنجر ودم العدا متقاطراً متدفقاً ... كالوبل كالسيل الجزاف الجوّر ورؤسهم تجري به كجنادل ... قذفت به موج السيول الهمرّ غشيتهم في العام منا فرقة ... تركت فريقهم كسبسب أقفر أودتهم قتلاً وأجلتهم إلى ... أن حطم الخطى ظهر المدبر تركت صحاراهم موائد ضمنت ... أشلآء كل مسوّد وغضنفر ودعت ضيوف الوحش تقريها بما ... أفنى المهند والوشيج السمهري فأجابها من كل غيد زمرّة ... تحدو منار عملّس أو قسور وأظلها ظلل نشاص صحابها ال ... مر المركوم أجنحة البزاة الأنسر فبراثن الآساد تضبث في الكلى ... ومخالب العقبان تنشب في المرى شكرت صنيع المشرفية والقنا ... إذ لم تضفها الهبر غير مهبر فغدت قبورهم بطون الوحش من ... ها يبعثون إذ دعوا للمحشر وخلت ديارهم وأقوى ربعهم ... وسرى السرى مشمراً عن شمر أُنفت من استقصآء قتل شريدهم ... كيما يخبر قائلاً من مخبري فثنت أعنة خيلنا أجيادها ... عن قتل كل مزند وحزوّر حتى إذا حان القطاف ليانع ... من أرؤس تركت ولما تؤبر عصفت بها ريح المنون فالقحت ... وتحركت بزعازع من صرصر فدعت سراة كماتنا لقطافها ... بأنامل القصب الأصم الأسمر ملأ تشوق إلى الكفاح نفوسهم ... توقانها للقا الرواح المعصر يغشون أبطال الوطيس بواسماً ... كالليث أن يلق الفريسة يكشر وتخالهم فوق الجياد لوابساً ... سدّا يمور من الحديد الأخضر فأذاهم ازدحموا بجزع وانثنوا ... أورى زناد دروعهم ناراً يرى جيش طلائعه الأوابد ان تصخ ... لوجيبه من قيد شهر تنفر يقتاده الملك المشيح كأنه ... بين العوالي ضيغم في مزأر ملك تدرع بالبسالة فاغتنى ... يوم الوغا عن سابغ وسنور ملك تتوج بالمهابة فاكتفى ... عند الطعان لقرمه عن مغفر ملك تذكرنا مواقع عضبه ... في الهام وقعة جده في خيبر ملك إذا ما جال يوم كريهة ... لم تلق غير مجدل ومعفّر ملك يجهز من جحافل رأيه ... قبل الوقيعة جحفلاً لم ينظر ملك تسنم ذروة المجد التي ... من دونها المريخ بل والمشتري ملك نداه البحر إلا أنه ... عذب أهذا البحر نهر الكوثر ملك إذا ما جاد حدث مسنداً ... عن جوده جود الغمام الممطر ملك علا قدراً فكنته العلا ... بأبي على فهو أعلى مفخر ملك سما عن أن أصرح باسمه ... لسموه عن كل وصف مشعر ملك قفا سنناً سنياً سنه ... للمجد والده الزكي العنصر الأشرف الشهم الذي خضعت له ... شم الأنوف وكل جحجاح سرى الأفضل السند الذي بجنابه ... لاذ الغطارفة الأولى من حمير الأكمل الندب الذي أوصافه ... أنست سما الوضاح وابن المنذر الأكرم المفضال من إحسانه ... أربى على كسرى الملوك وقيصر ذو الهمة العليا الذي قد نال ما ... عنه تقصّر همة الاسكندر شرفاً تقاعست الكواكب دونه ... لو لم تمد بنوره لم تزهر هبها بمنطقة البروج مقرها ... أمنا هزٌ هذا بنوة حيدر كلا فكيف بمن حواها جامعاً ... نسباً سما بابوة المدثر

أعظم بها من نسبة نبوية ... علوية تنمي لأصل أطهر قد شرّفت بدءاً بأشرف مرسل ... ونهايةً بالسيد الحسن السرى فخر الخلائق درة التاج الذي ... بسواه هام ذوي العلا لم تفخر بشر ولكن في صفات ملائك ... جليت لنا أخلاقه فاستبصر لم تلقه يومي وغاً وعطا سوى ... طلق المحيا في حلي المستبشر يلقى العفاة وقد تلألأ وجهه ... بسنا السرور وذاك أنضر منظر يعفو عن الذنب العظيم مجازياً ... جانيه بالحسنى كان لم يوزر يا سيد السادات دونك مدحة ... نفحت بعرف من ثناك معطر قد فصلت بلآلئ المدح التي ... وقف ابن أوس دمنها والبحتري وافتك ترفل في برود بلاغة ... وراعة ببرود صنعا تزدرى صاغت حلاها فكرة قد صانها ... شمم الاباء عن امتداح مقصر ما شانها نظم القريض تكسبا ... لولا مقامك ذو العلا لم تشعر ما شانها إلا اكتساب فضائل ... تغنيه عن شرف العظام النخر فوردت منهلها الروى فلم أجد ... أحداً فنلت صفاه غير مكدر فنهلت منه وعلني بنميره ... وطفقت وارده ولما أصدر وطفقت فيه غائضاً للآلئ ... في غير نظم مديحكم لم تنثر لا تدعني العليا رضيع لبانها ... إن كنت في تلك المقالة مفترى خذها عقيلة كنز خدر فصاحة ... سفرت نقاباً عن محيا مسفر جمعت بلاغة منطق الأعراب مع ... حسن البيان ورقة المستحضر لو سامها قس لما سمعت له ... بعكاظ يوماً خطبة في منبر شرفت على من عارضته بمدح من ... أضحى القريض به كعقد جوهري فاستجلها وافت تهني بالذي ... نفحت بشائره بمسك أذفر نصر تهز بنوده ريح الصبّا ... خفقت على هام الأشم الحزمري هو نجلك المنصور دام مؤيداً ... بك أينما يلق العزيمة يظفر لا زلتما في ظل ملك باذخ ... وجنود ملككم ملوك الأعصر مستمسكين بهدى جدكم الذي ... بالرعب ينصر من مسافة أشهر أهدى الآله صلاته وسلامه ... لجنابه في طي نشر العبهر ولآله ولصحبه والتابع ... ين لهم باحسان ليوم المحشر ما استنشق الأبطال في يوم الوغا ... نقع العجاج لدى هياج العثير قلت ربما تشوق الواقف على هذه القصيدة إلى قصيدة ابن هانيء المعارضة لها فيحب الوقوف عليها فلا يجدها وها هي قد أوردتها بجملتها وقد نقلتها من ديوانه قال أبو القاسم محمد بن هانيء الأندلسي يمدح جعفر بن علي أمير الزاب من المغرب فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر ... وأمدكم فلق الصباح المسفر وجنيتم ثمر الوقائع يانعاً ... بالنصر من ورق الحديد الأخضر وضربتم هام الكماة ورعتم ... بيض الخدور بكل ليث مخدر ابنى العوالي السمهرية والسيو ... ف المشرفية والعديد الأكثر من منكم الملك المطاع كأنه ... تحت السوابغ تبع في حمير القائد الخيل العتاق شوازياً ... خزراً إلى لحظُ السنان الأخزر شعث النواصي حشرة آذانها ... قب الأياطل داميات الانسر تنبو سنابكهن عن عفر الثرى ... فيطأًن في خد العزيز الأصعر جيش تقدمه الليوث وفوقها ... كالفيل من قصب الوشيج الأسمر وكأنما سلب القشاعم ريثها ... مما تشق من العجاج الكدر وكأنما شملت قناه ببارق ... متألق أو عارض مثعنجر

ويقوده الليث الغضنفر معلماً ... من كل شثن اللبدتين غضنفر تخذ القبول من الدبور وسار في ... جمع الهرقل وعزمة الاسكندر في فتية صده الدروع عبيرهم ... وخلقوهم علق النجيع الأحمر لا يأكل السرحان شلو طعينهم ... ما عليه من القنا المتكسر أًنسوا بهجران الأنيس كأنهم ... في عبقري البيد جنة عبقر يغشون بالبيد القفار وإنما ... تلد السنبتي في اليباب المقفر فرواية الصنديد تخبر عنهم ... وأسامة الصديق أصدق مخبر قد جاوروا أجم الضواري حولهم ... فإذا هم زأروا بها لم تزأًر ومشوا على قطع النفوس كأنما ... تجري سنابك خيلهم في مرمر قوم يبيت على الحشايا غيرهم ... ومبيتهم فوق الجياد الضمر وتظل تسبح في الدماء قبابهم ... فكأنهن سفائن في أبحر فحياضهم من كل مهجة خالع ... وخيامهم من كل لبدة قسور من كل أهرت كلح ذي لبدة ... أو كل أبيض واضح ذي مظفر حي من الأعراب إلا أنهم ... يردون ماء الأمن غير مكدر راحوا إلى أم الريال عشية ... وغدوا إلى طيب الكثيب الأعفر طردوا الأوابد في الفدافد طردهم ... للاعوجية في مجال العثير ركبوا إليها يوم لهو قنيصهم ... في زيهم يوم الخميس المصخر إنا لتجمعنا وهذا الحي من ... بكر أذمة سالف لم تخفر أخلاقنا فكأننا من نسبة ... ولداتنا فكانتا من عنصر اللابسين من الجلود الهبر ما ... أغناهم عن لامة وسنور لي منهم سيف إذا جردته ... يوماً ضربت به رقاب الأعصر وفتكت بالزمن المدجج فتكة ... البراض يوم هاجين ابن المنذر صعب إذا نوب الخطوب استصعبت ... متنمر للحادث المتنمر فإذا عفا لم تلق غير مملك ... وإذا سطا لم تلق غير معفر وكفاك من حب السماحة إنها ... منه بموضع مقلة من محجر فغمامه من رحمة وعراصه ... من جنة ويمينه من كوثر يحكى أنه أنشد هذه القصيدة وممدوحه راكب في جيشه فلما أنشد قوله بني العوالي السمهرية والمواضي ... المشرفية والعديد الأكثر من منكم الملك المطاع كأنه ... تحت السوابغ تبع في حمير ترجل العسكر كله ولم يبق أحد راكباً سوى الممدوح فلا يعلم سؤال كان جوابه نزول عسكر جرار غيره ومن الغريب ما توهمه بعض أهل العصر إن ابن هانيء مدح بهذه القصيدة سيف الدولة بن حمدان ممدوح المتنبي ويستدل على ذلك بقوله فيها لي منهم سيف إذا جردته ... يوماً ضربت به رقاب الأعصر كيف وابن هانىء لم يدخل المشرق قط كما ذكره القاضي ابن خلكان وأما الاستدلال بالبيت فليس بشيء فإن الشعراء تشبه الممدوح بالسيف والسنان وبالسهم كما قال ابن هانىء من قصيدة أخرى في جعفر إذ عيشنا في مثل دولة جعفر ... والعدل فينا ضاحك والنائل ندعوه سيفاً والمنية حده ... وسنان جد والكتيبة عامل وقد وقفت في ديوان حسان بن ثابت شاعر النبي صلى الله عليه وسلم على قصيدة في وزان قصيدة ابن هانيء الرائية ورويها يفتخر فيها بقومه ويعدد أفعالهم وقد رأيت ايرادها هنا فإنها في غاية الحسن وديوانه قليل الوجود وهي أنسيم ريقك أختٍ آل العنبر ... هذا أم استنشاقه من مجمر أبديد ثغرك ما أرى أم لمحة ... من بارق أم معدن من جوهر أودعتني بلحاظ ثغرك حرقة ... الهبت جمرتها بطرف أحور ونشرت فرعك فوق متن واضح ... وطويت كشحك فوق خصر مضمر قولي لطرفك أن يكف عن الحشا ... سطوات نيران الهوى ثم اهجري

وانهي جمالك أن ينال مقاتلي ... فينال قومك سطوة من معشري إني من القوم الذين جيادهم ... طلعت على كسرى بريح صرصر وسلبن تاج الملك قسراً بالقنا ... واخذن قهراً درب آل الأصفر آبائي من كهلان أرباب العلا ... وبنو الملوك عمومتي من حمير قدنا من اليمن الجياد فما انثنت ... حتى حوت بالصين مهجة يعبر ورمت سمرقنداً بكل مشقف ... لهج باحشاء الفوارس أسمر ووطأَن أرض الشام ثم وفارساً ... بالحارث اليمني وابن المنذر صبحت بلاد الهند بالبيض التي ... صبحت بها كسرى صبيحة دسير ونصرن في الأحزاب حزب محمد ... وكسون مومة ثوب موت أحمر وطلعن من رجوى حنين شرباً ... يحملن كل سليل قوم مسعر ماذا يريد إذا الرماح شجرنه ... درعاً سوى سربال طيب العنصر يلقى الرماح الشاجرات بنحره ... ويقيم هامته مقام المغفر ويقول للطرف اصطبر لشبا القنا ... فهدمت ركن المجد إن لم تعقر وإذا تأَمل شخص ضيف مقبل ... متسربل أثواب خل مقفر أومى إلى الكوماء هذا طارق ... نحرتني الأعداء إن لم تنحر كم قد ولدنا من نجيب قسور ... دامي الأظافر أو ربيع ممطر سدكت أنامله بقائم مرهف ... وثبير فائدة وذروة منبر كم فوق وجه الأرض من ذي ثروة ... لولا فواضل رفدنا لم يذكر لولا صوارم يعرب ورماحها ... لم تسمع الآذان صوت مكبر نحن الذين نذل أعناق القنا ... ونعز بالمعروف قل المعسر قحطان قومي ما ذكرت فخارهم ... إلا علوت على سنام المفخر السابقون إلى المكارم والعلا ... والحائزون غدا حياض الكوثر فإذا أردت بأن ترى مسعاتنا ... فصل النواظر بالسماك الأزهر لو أَمت الجوزاء أن تعلو إلى ... أعلى ذؤَابة مجدنا لم تقدر ثم الصلاة على النبي وآله ... ما لاح برق في غمام ممطر قال المؤلف عفا الله عنه لما وقفت على هذه القصائد أحببت النظم عليها فقلت مادحاً الوالد في سنة ثلاث وسبعين وألف لمن الكتائب في العجاج الأكدر ... يخطرن في زرد الحديد الأخضر ضربت عليهنَّ الرماح سرادفاً ... دُعمت بساعد كل شهم أصعر والبيض تلمع في القتام كأنها ... لمع البوارق في ركام كنهور وصليل وقع المرهفات كأنه ... رعد يجلجل في أجش مزمجر والراية الحمراء يخفق ظلها ... يهفو عليها كل ليث مزئر والخليل قد حملت على صهواتها ... من كل أصيد باسل ذي مغفر متسربل بالقلب فوق دلاصه ... متلثم بالنقع لما يسفر في موقف كسف الظهيرة نقعه ... فأضاءها بشروق وجه مقمر يختال في حلق الدلاص كأنه ... يختال منها في مفوّف عبقر في فتية أَلفوا الأسنة والقنا ... فقبابهم قصب الوشيج الأسمر يغرون بيضهم الرقاب وينهلوا ... زرق الأسنة من نجيع أحمر شادوا عمادهم بكل مثقف ... لدن ومجدهم بكل مشهر حلّوا من العلياءِ قمة رأسها ... وحووا بسالة أكبر عن أكبر من منهم الملك المهيب إذا بدا ... خضعت له ذلاً رقاب الأعصر فخر المفاخر والمآثر والجحا ... فل والمحافل والعلا والمنبر القائد الجيش العرمرم معلماً ... من كل ليث ذي براثن قسور السائق الجرد المذاكي شزبا ... تخطو وتخطر بالرماح الخطر

الفالق الهامات في يوم الوغا ... والسمز بين محطم ومكسر الشامخ النسبين بين ذوي العلا ... الباذخ الحسبين يوم المفخر الواهب البدرات يتبعها الندى ... من جوده بسحاب تبر ممطر يجلو دجى الآمال منه بنائل ... متلأليء وبوجه جود مسفر ولكم جلا رهج القتام بباتر ... متألق وسنان أسمر سمهري ملك إذا ما جاد يوماً أوسطا ... فالخلق بين مملك ومعفر من دوحة المجد الرفيع عماده ... والفرع يعرب عن زكي العنصر ما ينقضي يوماً شهير نواله ... إلا واتبعه بآخر أشهر هذا الذي صدع القلوب مهابة ... وأذل كل عملس وغضنفر هذا الذي غمر الأنام سماحة ... من جوده الطائي الجليل الأبهر هذا الذي حاز المكارم قعساً ... وسواه يلطم خد حزن أقفر هذا نظام الدين وابن نظامه ... نسب يؤَل إلى النبي الأطهر لمعت أسرة نوره في وجهه ... فازور عنها كل لحظ أخزر يجلو لنا من حلمه في حزمه ... أخلاق ثدى العارض المثعنجر لله جدك أي مجد حزته ... فشأوت كل مقدّم ومؤخر أنت الذي أحرزت كل فضيلة ... ووردت بحر الفضل غير مكدر ظميت أماني الرجال لدى العلا ... فوردت منهلها ولما تصدر واليكها غرآء قد أبرزتها ... تجلى بشكرك في ندىّ المحضر أحكمت نظم قريضها فتناسقت ... كالعقد يزهو في مقلد جؤْذر يزكو بمدحك نشرها فكأنني ... أزكيتها منه بمسك أذفر ما ضاع نشر ثنائها في مجلس ... إلا تفتق عن ذكي العنبر واسلم على درج المعالي راقياً ... يا جل أخبار وأصدق مخبر وما أحسن قول بعضهم على هذا الوزن والروي من كل أبلج واضح ذي صورة ... يمشي إلى الهيجاء مشي غضنفر يلقى الرماح بوجهه وبنحره ... ويقيم هامته مقام المغفر رجع إلى شعر الشيخ عبد الرحمن صاحب الترجمة فمنه أيضاً مادحاً السيد ثقبه ومهنئاً له بعافية ابنه السيد قتادة ومتشكراً من انعام أنعمه عليه أقبل أرضاً حفها الله بالسعد ... والثم ترباً عرفها فائق الند وأهدى سلاماً عبّق الكون نشره ... وفاق شذ النسرين والآس والورد صخيب ثناء فصلت در عقده ... وفضله الرائي على الجوهر الفرد وحاكته أيدي غانيات فضائل ... تحجبن إلا عن لقاء ذوي المجد ووشته حتى خيل برداً منمنماً ... عل منكب العلياء طرّز بالحمد ومذ نشرته فاح في الكون عرفه ... وأهدى إلى الأرواح رائحة الند وأنشد من أضحى لرياه ناشقاً ... إلا يا صبا نجد متى هجت من نجد رديف دعاً هزت معاطف غصنه ... قبول قبول فهي مائسة القد تبختر في روض الانابة ساحباً ... مطراف أذيال الاجابة بالقصد إلى حضرة عليا مقدسة سمت ... وجلت عن التعريف بالرسم والحد وناف عن الألفاظ كنه احاطة ... بمعني معاليها العلية عن عد وقصر عنها الواصفوها وإن يكن ... خطيب عكاظ وامريء القيس والجعدي وإني وإن كنت المقصر عنهم ... سأبذل في مدحي وتقريضه جهدي وهيهات أن أحصى ثناء لقائل ... تشرف جبريل بخدمته جدي مليك له هام الفراقد منزل ... تبوأه ارثاً عن الأبّ والجد مليك سنا الاجلال لاحت بوجهه ... مخايله مذ كان في حوزة المهد مليك إذا ما جال في حومة الوغا ... ترى الهام تهوى في الرغام على الخد

تخيلها خرت لتقبيل حافر ال ... صوافن كيما تستجير من الحد فإن شمت برقاً لاح في أفق غيهب ... من النقع قل ذا سيفه سل من غمد وإن سمعت إذناك صوت قعاقع ... من الرعد قل ذا صوت أفراسه الجرد وإن أبصرت عيناك سيلاً عرمرماً ... يسيل فقل هذا نداه لمستجدي وإن عبق الأكوان نشر معنبر ... فقل ذا شذا أوصافه الفائق الند وإن تر شمس الأفق قد أشرقت فقل ... سنا وجهه الوضاح لاح لمستهدي وإن تر بدر الجو بين كواكب ... فقل هو في ابنائه الغراذ يبدي وإن تر نوراً في المجرة لاح قل ... محجته البيضاء تهدي إلى الرشد فمن كأبي عجلان في العلم والحجا ... وفي الفضل والتقوى وفي العلم والزهد ومن كأبي عجلان للسيف والقنا ... وللحرب إذ قال العدا أزمة اشتدي ومن كأبي عجلان في البأس والندى ... وفي الشرف البذاخ والعز والمجد فيا سيد السادات دونك مدحة ... تفاخر در السمط بل جوهر العقد قريض محب لم يزل متمسكاً ... بعروتك الوثقى المنوطة بالعهد شكور لنعماك التي ألبسته من ... نسج يد الأفضال من أفخر البرد وهيهات لا أسطيع شكر صنيعها ... ولكن على مقدار ما يقتضي جهدي ولا سيما إن ذكرته مدائحي ... بسابق وعد كان من صادق الوعد فلا زال محروس الجناب ممتعاً ... بابنائه الصيد الغطارفة الأسد ولا سيما السامي لا فخر رتبة ... تسمنها بالعزم والحزم والجد بهي الصفات الغر والمجد والسنا ... سمى السمات الساميات عن العد قتادة حاوى المكرمات ومن علا ... على هامة الجوزاء من فلك السعد ومن في سماء المجد أشرق نجمه ... وأضحت به الأكوان وردية الخد وهزت له العليا معاطف بشرها ... وغنت حمام الايك في عذب الرند تهنيه إذ حاكت له بيد الشفا ... معاطف تغنيه عن السابغ السرد لعمري لقد عم الهنا كل مهجة ... لما ضمنته في مخبأة الود فلا زال في ثوب المسرة رافلاً ... يجرر أردان السعادة والمجد بسوح أبيه السيد المالك الذي ... تقلد من حلى السيادة بالعقد وتوجه نور النبوة مغفراً ... تطرز بالاقبال والعز والسعد وألبسه جاش الخلافة سابغاً ... تدرعه من سطوة الدهر إذ يعدى فلا زال في عز السعادة مالكاً ... زمام العلا والدهر من جملة الجند بجاه النبي الطهر مستنصراً وبالا ... ئمة أعني من ختامهم المهدي عليهم صلاة الله ثم سلامه ... يدومان ماهز الصبا عذب الرند وما حكت في مدح المليك قصائداً ... وطرزتها بالشكر والمدح والحمد ومن شعره أيضاً وقد المس منه الاغا بهرام الشريفي تاريخاً لقاعته التي أنشأها بمكة المشرفة بمنزله المعروف الطلب على المسعى تجاه باب السلام فقال غنى على عود السعود هزارى ... وشدا على الأوتار بالأوطار في قاعة حل السعود بقائها ... وبقاعها حلى اللجين الجاري قد شرفت بجوارها لمعاهد ... هي سوح بيت الله ذي الاستار فلها الأمان بيمن من قد جاورت ... والأكرمون يرون حق الجار مدت على المسعى الشريف ظلالها ... لتفيؤ الحجاج والعمار ورنت إلى باب السلام مشيرة ... بسلامة من سائر الأكدار طاف الطراز بها كمنطقة حوت ... لجواهر قد رصعت بنضار

ومياه بركتها المباركة التي ... قد أشبهت صرحاً من البلار طرحت أشعتها كواكب سقفها ... فيه وقام الماء بالفوّار يحكي عموداً من لجين قائماً ... في أرض تبرأ ونضار جاري سال النضار بها وقام الماء في ... هذا فحار بها أولو الأبصار بسطت بها البسط التي من وشيها ... حاكت رياض خمائل الأزهار وغدت نمارقها بها مصفوفة ... بأرائك مسدولة الأستار هي من منازل جنة لمشيدها ... عنوان منزله بعقبي الدار وهو الأمين أبو المعالي من غدا ... عين الوجود وناظر النظار فحر الأماثل عمدة الوزراء في ... دول الملوك السادة الأطهار المستشار المستضاء برأيه ... عند اجتلا الآراء والأشوار بهرام أغا لا زال دهراً آمناً ... من سائر الأسواء في الأسوار فإشارة التاريخ لفظي قالها ... بالأمن من صرف الزمان الضاري إن صح عند الضبط فيه قولنا ... بجوار بيت الله أمن الجار وعلى النبي وآله وصحابه ... صلى وسلم ذو الجلال الباري ما غردت ورق الرياض بدوحها ... وترنحت بنسائم الأسحار وقال مخاطباً ومداعباً الشيخ أحمد بن حكيم الملك في يوم النيروز ومستدعياً منه بعض لوازمه يا حكيماً أيامه نيروز ... وعظيماً من دونه فيروز وكريماً به المكارم تسمو ... ولجم النوال منه تحوز دم مهنا بيوم نيروز سعد ... أنت فيه معظم وعزيز لترجى نوالك العذب فيه ... فتية للسماك حقاً تجوز نورزونا مما تنورزتموا منه ... إذ كان ذاك شيئاً يجوز واطفئا بالنمير قلباً تلظى ... بلهيب من دونه تموز وابق في رفعة ترى الشمس حسري ... من علاها وما بذاك تفوز وانعمن بالجواب منك شتابا ... بمرامي ولا تقل لي هنوز فائدة ذكر سيبويه النيروز في باب الأسماء الأعجمية وقال نيروز بالياء المثناة من تحت وحكي غيره بالواو وقال علي كرم الله وجهه ورضي عنه نوروزنا كل يوم وليس فيه حجة على سيبويه لأن العرب إذا استعملت الأسماء الأعجمية تصرفت فيها كيف شاءت قاله العكبري وقال الواحدي يقال لهذا اليوم نوروز على العجمية ونيروز تقريباً من التعريب ومثله من العربية ديجور وهذا أولى بالاستعمال لنه على أوزان كلامه انتهى. وقال في مليح سقط عن حصانه في السباق لا تظنوا السقوط منه لعجز ... منه بالسبق فهو بالسبق عارف إنما كان ذاك بالقصد لما ... رامت الأرض لثم تلك المعاطف وقال مضمناً أدار لنا الساقي الرشيق مدامة ... إذا نفحت شيحاً روائحها شبا كبدر أحاطته من الشهب هالة ... ولم أر بدراً قبلها قلد الشهبا ومن شعره أيضاً قوله من كان صاحب قدر ... أو كان صاحب قدره فليتخذ من نضار ... لطابة الأنس قدره فالشيء يزداد ظرفاً ... إن ناسب الشيء قدره وفي مثل هذه الصنعة من الجناس قول الربيع البلخي في الشاس وهو بلد بما وراء النهر الشاس في الصيف جنه ... ومن أذى الحر جنه لكنني تعتريني ... فيها لدى البرد جنه وقول أبي بكر الخوارزمي في النسيب يا شادناً مت قبلهقد صار في الحسن قبلهامنن على بقبله رجع ومن شعره قوله مضمناً إذا الحبشي راوده مريد ... أجاب ولو تسمط بالعذار فلا تمنعك من أرب لحاهم ... سواء ذو العماة والخمار وقوله وقد كتب على مائدة أهديت إلى الشريف محسن بن حسين مائدة قد أصبحت ... بكل خير مائده قد بسطت في مجلس ... فيه الوفود وافده تؤم من بفضله ... كل الملوك شاهده

المحسن المفضال من ... بالبشر يلقى قاصده انسى نداه حاتماً ... ومعنا ابن زائده دامت سعوده على ... طول الزمان صاعده ما شكر العفاة في ... يوم الندى محامده وما تلونا ربنا ... انزل علينا مائده وقوله مؤرخاً قاعة السيد عبد المحسن بن حسن والقافية موقوفة يا من أجال اللحظ في ... حسنى المنزه عن قسيم متأملاً في بهجتي ... وبديع أسلوبي الحكيم حصّن بهاء محاسني ... بالآي والذكر الحكيم وانظر لانجم عسجد ... في لازورديّ الأديم قد أشرقت ككواكب ... يسطعن في الليل البهيم بل كالزهور تبسمت ... في الروض باكره النسيم بل كالعقود تنظمت ... من خالص الدر اليتيم تبدى سروراً بالذي ... هو في مغانيها مقيم نجل الملوك الصيد آ ... ل المصطفى البر الرحيم الذائدين بعضبهم ... عن بيت ربك والحطيم حاوي المفاخر والعلا ... مغني المؤمل والعديم مولى الندى مولاي عبد ... المحسن الندب الكريم نجل المليك أبي المعالي ... المحسن الحسن الحليم لا زال في تخت الخلا ... فة دائماً وبها مقيم ولما لكى دام الهنا ... والسعد والمجد المقيم وقوله في أثناء كتاب ربما تجتني النفوس ذنوباً ... مع رشاد إلى طريق الصواب لاجتلاب العتاب وهو لذيد ... مع حفظ العهود للأحباب وقوله أحبابنا طال عمر البين بين شج ... أودى به الشوق والذكرى وبينكم وخانه لصبر لما رام هجركم ... فلا توالوه أشواقاً وبينكم وقوله أقول وقد شمت الدرارى تناسقت ... تناسق عقد قد تفصل بالدر بعثت لنا در الكلام قلائداً ... ولا عجب أن يصدر الدر من بحر ويعجبني من معمياته قوله في أحمد وحله بعمل التشبيه وغصن من الكافور أبصرت تجته ... شويخاً من الركبان أصبح راكعاً وقد شد زناراً بحقويه وانثنى ... على قوسه لما توكا خاشعاً ولنكتف من نظمه ونثره بهذا المقدار على أنه قطرة من دأماء. ونجمة من سماء. وكتابه الأشعار. كافل بجميع ما قاله من الانشا والأشعار فصل ولما نعي الشيخ المذكور إلى سميه الشيخ عبد الرحمن العمادي مفتي الشام كتب إلى علامة عصره الشيخ أحمد المقري من جملة كتاب. وأما مصيبة من كان وليتي وسميتي ومنجدي. السعيد الشهيد المرحوم عبد الرحمن المرشدي. فإنها وإن أصابت منا ومنكم الأخوين. فقد عمت الحرمين. بل طمت الثقلين. ولقد عد مصابه في الاسلام ثلمه. وفقد به في حرم الله من كان يدعى للملمه. ولم يبق بعده إلا من يدعى إذا انحاس الحيس. واستحق أن ينشد في حقه وإن لم يقس به قيس. وما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما وقال الأديب الشيخ محمد بن عبد الله باقشير يرثيه سائل الربع عن يمين الجسر ... خبر الظاعنين إن كان يدري منزل طالما استهاجك فيه ... علق الوجد أو هديل القمري امنحاه بعد الخليط ركام الودق ... عن أعين السحاب الغر نال منه الزمان ما نال والقد ... رة لله من امام العصر الذي كان رزؤنا فيه رزؤا ... ضم اعشار كل قلب وصدر مأتم انحب المقام وأبدى ... جزع الركن والنوى بالحجر واهيضت قوادم العلم والتا ... ع فؤاد النهي لنظم ونثر تلكم النكبة التي أذن الله ... بايفائها غداة النحر اقشعرت لها جلود اناس ... أنزل الله نعتهم في الذكر ابن عيسي بن مرشد والذي نال ... وإن كانت المقادير تجري غصة انحبت لهات المعالي ... بشج ضم نصبها بالكسر

أي ثاوٍ قد غيب الترب منه ... طود مجد مقلل مشمخر خلق يفضح المدام وعرم ... قسوري واريخية بدر وسجايا تقاعست دون شأوي ... نيلها طلع النجوم الزهر فهي لله من عفاف وتقوى ... وهي للناس من حفاظ وبر لم يزل رائد المنون إلى أن ... نال أسنى فروعها بالهصر فقضت ما القضاء مجريه قسراً ... والردى اثر كلنا يستقري يتبع اللاحق المؤم ولم يأ ... ل اجتهاداً في أن يبيد ويدري والجناب الذي أبى الله إلا ... أن ينال الرضى بأعظم أجر استخيرت له الشهادة والخلد ... أبي من أن يحل بقسر وهو من عاش لا ذميم المساعي ... وقضى مؤجراً بما الله يدري فليصب مضجعاً توالاه من مغد ... ودق السحب ذو وشأبيب تمري وضروب من رحمة الله تغشي ... جدثا ضمه ليوم الحشر أخوه القاضي شهاب الدين أحمد بن عيسى المرشدي شهاب الفضل الثاقب، الشهير المآثر والمناقب. سطع في سماء الأدب نوره. وتفتق في رياضه زهره ونوره. وامتد في البلاغة باعه. فشق على من رام أن يشق غباره أتباعه. لا تلين قناة فضله لغامز. ولا يلمز أدبه المبرأ من العيب لامز. كان قد ولى القضاء بمكة المشرفة. فنال به من أمله ما طمح بصره إليه واستشرفه. ولما حصل أخوه في قبضة الشريف أحمد بن عبد المطلب. ومنى منه بذلك الفادح الذي قهر به وغلب. حصل هو أيضاً القبض والأسر. وأردف معه على ذلك الأدهم بالقسر. حتى جرع أخوه تلك الكاس. وأنعم عليه بالخلاص بعد اليأس. فراش الدهر حاله. وأعاد منها ما غيره وأحاله، ولم يزل فارغ البال. من شواغل النكد والبلبال. إلى أن انقضت أيامه. وتنبه له من دواعي المنون نيامه. فتوفى لخمس خلون من ذي الحجة الحرام سنة سبع وأربعين وألف واتفق تاريخ وفاته صدر هذا البيت من شاء بعدك فليمت ... فعليك كنت أحاذر وله نظم بديع الأسلوب. يملك برقته المسامع والقلوب. فمنه قوله يمدح سلطان الحرمين الشريف مسعود ابن ادريس عام تسع وثلاثين وألف عوجا قليلاً كذا عن أيمن الوادي ... واستوقفا العيس لا يحدو بها الحادي وعرجا بي على ربع صحبت به ... شرخ الشبيبة في أكناف أجياد واستعطفا جيرة بالشعب قد نزلوا ... على الكثيب فهم غيي وارشادي وسائلاً عن فؤادي تبلغاً أملي ... أن التعلل يشفي غلة الصادي واستشفعا تشفعاً تسآلكم فعسى ... يقدر الله اسعافي واسعادي واجملا لي وحطا عن قلوصكما ... في سوح مردي الأعادي الضيغم العادي مسعود عين العلا المسعود طالعه ... قلب الكتيبة صدر الحفل والنادي رأس الملوك يمين الملك ساعده ... زند المعالي جبين الجحفل البادي شهم السراة الأولى سارت عوارفهم ... شرقاً وغرباً بأغوار وانجاد نرد عمار العلا في سوحه ونرح ... أيدي الركائب من وخد وايساد فلا مناخ لنا في غير ساحته ... وجود كفيه فيها رائح غادي يعشو شب العز في أكناف عقوته ... يا حبذا الشعب في الدنيا لمرتاد ونجتني ثمر الآمال يانعة ... من روض معروفه من قبل ميعاد فأي سوح يرجى بعد ساحته ... وأي قصد لمقصود وقصاد ليهن ذا الملك إن ألبست حلته ... محيي مآثر آباء وأجداد لبستها فكسوت الفخر مرسلها ... مشهراً يبهر المصبوغ بالجادي علوت بيتاً ففاخرت النجوم علا ... والشهب فخراً بأسباب وأوتاد ولحت بدراً بأفق الدست تحسده ... شمس النهار وهذا حرها بادي وصنت مكة إذ طهرت حونتها ... من ثلة أهل تثليث والحاد

قد غرّ بعضهم الاهمال يحسبه ... عفواً فعاد لاتلاف وافساد فذدتهم عن حمي البيت الحرام وهم ... من السلاسل في أطواق أجياد كأنهم عند رفع الزند أيديهم ... يدعون حياً لمولانا بامداد وما ارعووا فشهرت السيف محتسباً ... يا برد حرهم في حر أكباد غادرتهم جزراً في كل منجدل ... كان أثوابه مجت بفرصاد وأثمر السدر من أجسادهم ثمراً ... حلواً بأفواه أجداث وألحاد سعيت سعياً جنيناً من خمائله ... نور الأمان لأرواح بأجساد فكم بمكة من داع ومبتهل ... ومن محب ومن مثن ومن فادي وعاد كل عصي مصلحاً وغدت ... أيامنا بالهنا أيام أعياد وقاد كل قصى ذله وهلا ... وكان من قبل صعباً غير منقاد نفى لذيذ الكرى عنهم تذكرهم ... وقائعاً لك بين الخرج والوادي أباح سرحك أن يرعى منازلهم ... مهملاً كل معوج ومنآدي من كل أبيض قد صلت مضاربه ... لما ترقي خطيباً منبر الهادي وكل أسمر نظام الكلا وله ... إلى العدا طفرة النظام مياد وصان وسمك في حاش مخالطة ... عن رب غزو تنضّاه بأحساد أسكنت قلبهم رعباً تذكره ... ينسى الشفوق الموالي ذكر أولاد أقبلتهم كل مرقال وسابحة ... يسرعن عدواً إلى الأعدا بأطواد من كل شهم إلى الأعداء منتسب ... بسادة قادة للخيل أجواد فهاك يا ابن رسول الله مدحة من ... أورت قريحته من بعد إخماد فأحكمت فيك نظماً كله غرر ... ما أحرزت مثله أقيال بغداد أضحت قوافيه والاحسان يشرحها ... روض البديع لأرصاد بمرصاد ترويه عني الثريا وهي هازية ... بالأصمعي وما يروى وحماد وتستحث مطايا الزهران ركدت ... كأنها إبل يحدو بها الحادي وتوقظ الركب ميلاً من خمار كرى ... والليل من طول تدآب السرى هادي أمتك تشفع إذلالاً لمنشئها ... فأقبل تذللها يا نسل أمجاد وأسبل الستر صفحاً أن بدا خلل ... تهتك به ستر أعداء وحساد وقل تقرب إلينا تستعز بنا ... ماحق مثلك أن يقصي بابعاد لا زلت يا عز آل البيت في دعة ... تحف منهم بأنصار وأنجاد مسعود جد سعيد الفال طالعه ... سعد السعود ملقيًّ كل إسعاد بحق طه وسبطيه وأمهما ... والمرتضى والمثنى الطهر والهادي صلى عليهم إله العرش ما سجعت ... قمرية أو شدا في أيكة شادي وهذه القصيدة تجارت في مضمار معارضتها أدباء العصر. فمنهم من نكص على عقبيه ومنهم من فاز بالنصر. وسيأتي بعض أخواتها مثبتاً في محله إن شاء الله تعالى ومن شعره أيضاً قوله في شداد ناقة الشريف المذكور وكتب عليه وفي كل من البيتين تورية لطيفة أفق الشداد بدت به ... شمس الخلافة والهلال ومن العجائب جمعه ... ليث الشرافة والغزال وقوله وهو معنى مبتكر ألا أنظر إلي هذا الصفاء لبركة ... تقول لمن قد غاب عنها من الصحب لئن غبت عن عيني وكدرت مشربي ... تأمل تجد تمثال شخصك في قلبي وقوله يستدعي جماعة من الفضلاء وهم بجبل النور الكائن بالمعلاة وهو بمنى عليكم من محب حشواً ضلعه ... ودٌّ أرق إلى الظامي من النطف تحية يرتضيها الفضل إن نفحت ... أربت على نفحات الروضة الأنف حواكم الجبل العالي بكم شرفاً ... على المعالي التي تعلو على الشرف

نظمتم فيه نظم العقد متسقاً ... على تليل كعاب ظاهر الترف وغادرت عبدكم أيدي مؤلفه ... مكبلاً وحده في ربقة الصدف مني هي الصدف المومى إليه منيً ... للنفس فيها وفي أفنائها الورف ولا أنيس لكم إلاّ مماثلكم ... على بثين جميل السفح والسعف يجيبني بصدى صوتي فأرفعه ... من قلة الألف أو من كثرة الشغف فهل وفيّ من الخلان يسعدني ... في الفجر أو بعدما صلى مع الحنفي يجيبني أو يجيب الضير عنه وما ... يجيبني غير محيي الدين أو شرف كفؤآن يرضاهما الاحسان إن نطقا ... أو ارعفا لدن الأقلام في الصحف وقوله وكتب به إلى القاضي تاج الدين من الطائف لا هاج قلباً همّ من ... برح الفراق بالانصداع غيم أرق حواشياً ... من برد ضافية القناع زجل الرعود كأنها ... نغمات آلات السماع والهمع مثل الدمع من ... عيني مراءٍ أو مراع يهمى ويسكن كي يع ... مّ بريه سعف التلاع والبرق يخفق مثل قل ... ب الصب في يوم الوداع ونسيمه قد رق من ... حر اشتياقي والتياعي لفراق تاج الدين ما ... ضي الأمر قاضينا المطاع من جمعت فيه العلا ... وتوفرت فيه الدواعي ذي الفضل بالمعنى الأع ... مّ ولا أخص ولا أراعي سبقت أنامله الأ ... نام فأحرزت قصب اليراع لخجلت إذ فاتحته التر ... سيل من سوء اصطناعي من ذا يباري ذا لسا ... ن راقم ويدٍ صناع إن حاك وشّي ما يحو ... ك بالابتكار والاختراع لا زال محمود الخصا ... ل ودام مشكور المساعي فإليكها ابنة خاطر ... أصفى من الذهب المماع تزهو على درر النحو ... ر وتزدري ودع الوداعي وعلى شهاب الدين من ... يهوى النزوع إلى نزاعي مني تحية شيق ... مزج الخلاعة بالخلاع فراجعه القاضي تاج الدين بقوله إن همّ قلبك صين من ... برح الفراق بالانصداع فالقلب قد غادرته ... شذراً بمعترك الوداع أوهاجك الزجل الرعو ... د سرى وأصبح في اندفاع وسمعت من نغماته ... رنات آلات السماع فلقد رحلت بمقلة ... عميا وسمع غير واعي ولئن يكن رق النسي ... م بما تجن من التياع فبزفرتي اشتعل الهوا ... ء من العنان إلى اليفاع كم قلت للقلب المص ... دع بالنوى جد بارتجاع فأحال ذاك على انتظا ... م الشمل في سلك اجتماع عهدي به لما ان اس ... تولت عليه يد الضياع أضللته في موقف التود ... يع من دهش ارتياعي ناشدتكم نشداته ... لي بين هاتيك الرباع تحت المواطئ من مم ... ر صديقي الخل المراعي بل سيدي وأخي هوى ... وجلالة وأخي وباعي من أصبحت شمس العلا ... بسناه ساطعة الشعاع فخر القضاة وفيصل الأ ... حكام في يوم التداعي بحر العلوم فإن أفا ... د ترى له سعة اطلاع قل للمحاول شأوه ... قصر خطا هذي المساعي فأنظر لمرآة الزما ... ن وقد غدت ذات اتساع لا غير صورة مجده ... فيها تراه ذا انطباع يا محرزاً ببيانه ... قصب السباق بلا دفاع وموشياً حبر البلا ... غة واليراعة باليراع إني يحاكي وشيها ... بحياكتي ذات الرقاع كان الحريّ بي اشتما ... لي ثوب صمتي وادّراعي

الشيخ حنيف الدين بن الشيخ عبد الرحمن المرشدي

لكن أمرت بأن أجي ... بك وامتثال الأمر داعي فاتتك من خجل تج ... ر الذيل مرخية القناع فأنشر لها ستر الرضا المن ... سوج من كرم الطباع لا زال مجدك كل وق ... ت في ازدياد وارتفاع ومن بديع نظمه ما كتبه في ديوان قصر ابن عقبة الكائن بقرية السلامة من أعمال الطائف وهي قصيدة فريدة لا يحضرني الآن منها إلاّ قوله قصر ابن عقبة لا زالت مواصلة ... مني إليك التحايا نسمة السحر ولاعدتك غوادي السحب تسحب في ... رحابك الفيح ذيل الظل والمطر كم لذة فيك أرضيت الغرام بها ... يوماً وأرغمت أنف الشمس والقمر وكم صديق من الخلان حاوزني ... أطراف أخبار أهل الكتب والسير وقال في صوفية عصره صوفية العصر والأوان ... صوفية العصر والأواني فاقوا على قوم لوط ... بنقر زان لنقر زاني وقال معللاً تسمية القدح قدحاً مذ صب ساقينا الطلا ... حتى تناثر واتضح خالوا شراراً ما رأوا ... فلأجل ذا قالوا قدح وكتب إلى الشيخ غرس الدين الخليلي غرسنا لغرس الدين في قلبنا الودّا ... فاطلع من أكمام أفواهنا الوردا فعطر لما إن جنته يد الوفا ... وضاع فأذكى عرفه العنبر الوردا سقيناه من عذب التصافي زلاله ... وما كدرت منا له جفوة وردا رعى الله من يرعى أخاه إذا جفا ... ويوسعه عن أن يقابله حمدا ويذكر عهداً أحكمت في قلوبنا ... أو اخيه أيدي الود أحبب به عهدا وذلك غرس الدين لا زال باسقا ... بروضة من تسقى غرائسه المبدا وذيل هذه الأبيات السيد أحمد بن مسعود فقال امام سما فوق السماك بأخمص ... وجاوزه حتى ثنى الأب والجدا وناظم أشتات العلوم بنثره ... فينظمه في جيدها للورى عقدا وكاشف ليل الجهل من صبح علمه ... بشمس فتكسوه أشعتها بردا أتيت بفضل فاستحقيت شاهداً ... لأحمد فاستوليت عني به مجدا وأظهرت بالأفضال ما كان مضمراً ... فكنت به أحرى وكنت به أجدى ولا عجب سبق الجياد فإنها ... معودة بالسبق إن كلفت شدا ومن شعر القاضي المذكور قوله في البرقع الشرقي المعروف عند أهل الحجاز وخود كبدر التمّ في جنح مصون ... حماها عن الأبصار برقعها الشرقي سوى طرة مثل الهلال بدت لنا ... على شفق والفرق كالفجر في الأفق فقلت هلال لاح والفجر طالع ... من الغرب أم لاح الهلال من الشرق وقوله في مثل ذلك بالبرق الشرقي تحت ... المصون الباهي الجمال أبدت لنا شفقاً وليلاً ... لاح بينهما الهلال ويعجبني من شعره قوله في مطلع قصيدة مدح بها السيد شهران بن مسعود وهو فيروزج أم وشام الغادة الرود ... يبدو على سمط در منه منضود وأعجب منه مخلصها وهو صهباء تفعل بالألباب سورتها ... فعل السخاء بشهران بن مسعود الشيخ حنيف الدين بن الشيخ عبد الرحمن المرشدي فاضل نبيه. قام مقام أبيه. فتقلد منصب الفتيا بعده. واجتلى في مطالع الاقبال سعده. فجلا بسناه الظلم. ومن يشابه أبه فما ظلم شبيه أبيه خلقة وخليقة ... كما حذيت يوماً على أختها النعل

وبلغني أنه كان ينكر على أبيه. عشر قضايا من فتاويه. ثبت لديه بطلانها. ولم ينهض بصحتها برهانها. وكان يقول لولا خطة أخافها. لأشتهر عني خلافها. وله في الأدب محل. لا ينقض ابرامه ولا يحل. ملك به زمام السجع والقريض. وميز بين الصحيح منه والمريض. فمن نثره ما كتبه إلى المنلا علي بن المنلا قاسم مراجعاً له من الطائف سنة ثلاث وأربعين وألف. ما روضة غناء تدفقت أنهارها. وما حديقة حسناء تصادحت أطيارها. وما دوحة أمال أغصانها النسيم. وما سرحة غردت بأفنانها أكمال فأسجعت بصوتها الرخيم. وما هيفاء قد برزت متلثمة بالجمال. وطلعت بأفق الحسن كالهلال. وما الخزامى والمندل الرطب. وما العنبر والعبير إذا فاح وشب. وما الدر المكنون في الصدف. وما ساعات السرور المعدودة من الصدف. بأجل من كتاب ورد فبرد بوروده. غليل مشتاق. وأخجل بورده وعوده. روائح النرجس الغض وما ينثر في الأطباق. قد نظمت قلائد عقيانه أنامل مولى تسنم ذروة المجد. وأبرزته أفكار مخدوم حاز من الفضائل ما فاق به السعد. تختال في رياضه النضرة فرسان البلاغه. فلا تلحق جواده. وترشف حياضه العذبة أرباب الفصاحة والبراعه. مقتفية آثاره كيلا تضل جادة الاصابة والاجاده. قد هب من خلال سطوره نسيمه الرطب. فأشفى العليل. وجرى من بحر منثوره شهده العذب. فبرد اللوعة وأطفى الغليل. وانتشرت أزهار حدائقه فما الدر المنظوم لها بمثيل. وسطعت شموس آفاقه قائلة ألا أيها الليل الطويل. وأسفر صبح طرسه بعد ما تلثم بديجور مداده. فحار النظر إذ ذاك بين بياض طرته وحالك سواده. ووقف العقل عند تفضيل كل منهما. وحكم حاكم الانصاف أن لا تفاضل بينهما. حيت أقام كل منهما على ما ادعاه البرهان. فعلم المخلص حينئذ إنهما فرسا رهان. فالله تعالى يبقى ناشر لوائه. وفارس بيدائه. راقياً إلى معارج السعود. باقياً بالمعزة والجلالة إلى أن يقوم الناس ليوم مشهود. آمين آمين لا أرضى بواحدة ... حتى أضيف لها ألف آمينا هذا وما ذكره المولى بكتابه. وشكاه في طي خطابه. من مقاساته ألم الفراق. واشتياقه إلى ساعات التلاق. فهذه الشكوي. هي عين ما يجده المخلص من البلوى. استغفر الله الأحد. هل ما بالمحب أزيد وأشد. وليس يمكنني شرح الغرام لكم ... وكيف يمكن وضع النار في الورق غير إنه إذا تزايد به الشغف. واشتعلت بفؤاده نيران الأسا والأسف. أخذ يتسلى في رياض ذلك الكتاب. ويسلي نفسه بما تضمنه ذلك الخطاب. فيشاهد إذ ذاك ذات مهديه. عند ما يمر النظر فيه. لا أستلذ بغير وجهك منظراً ... وسوى حديثك لا ألذ سماعا والله المسئول أن يطوي مشقة البين من البين. ويقربكم في أشرف البقاع العين. إنه الجدير بالاجابه. وولي الانابه. ثم ما شرحه المولى من تلقيه الأهوية التي على خلاف هواه. وتقلبه في حر ذلك السموم اللافح وجوه أعداه. واعتياضه عن الأنهار الجارية بالخوض في بحار العرق. وتشاغله في مسامرة الأنجم الزواهر في جنح الغسق. وعدم وجد إنه فرصة إلى التنزه ولو إلى الأجداث الدوارس. وتعذر إسعافه بخل محادث ومجالس. وإن المملوك يستنشق روائح الأزهار. ويختال في الرياض المحفوفة بالنرجس والبهار. ويتنزه من حديقة إلى حديقه. ويتملى بزخارفها الأنيقه. فوالله إن حر ذلك السموم أطيب عندي من هذا النسيم. والخوض في بحار ذلك العرق أعذب إلي من هذه الأنهار التي يشفى بمائها السقيم. وتنزهي مع ذلك الخل بهاتيك النواحي الجليلة المقدار. أشهى لدي من الجولان بهذه الرياض المحفوفة بأنواع الأزهار. وأسأل الله تعالى. وأرجو فضله الذي لم يزل يتوالى. العود إلى الوطن. والرجوع إلى الاخلآء والسكن. لنتملى بتلك الذات الشريفة. والحضرة المنيفه. والسلام. فأجابه المنلا على المذكور بقوله يا أهيل الحجاز إن حكم الده ... ريين قصآء حتم ارادي فغرامي القديم فيكم غرامي ... وودادي كما عهدتم ودادي قد سكنتم من الفؤاد سويدا ... هـ ومن مقلتي سواء السواد

لا أجد قوافل النسائم. فأستودعها بدائع الأثنية والتحايا. ولا أظفر بصوادح الحمائم. فأستخدمها لنقل ودائع الأدعية إلى رب المفاخر والمزايا. تعذر اقتناصها في حريم هذا الحرم. ولو تشبثت في ذلك بحبائل الطيف. ودام نفورها عن أهل هذا السوح المحترم. فلا يطمع في إيلافهم بها رحلة الشتاء والصيف. فالمسؤل من كرم الله تعالى أن يمن بتواصل لا يعدل معه إلى التوصل بهذه الوسائل. ولا يفتقر إلى التطويل بترتيب المقدمات في صفحات الصحائف والرسائل. يا مولانا لا ريب في إن البلاغة ذات أنواع وأقسام. وإن نوع الايجاز منها ينشرح له منها صدور المهارق وتمتد إليه أعناق الأقلام. فلا يحسن العدول عنه إذا كان مقتضي المقام سلوك نهجه الذي هو سواء السبيل. ولا يمدح الاسهاب والاطناب في كل حين فقد وقع النهي الصريح عن القال والقيل. وحيث كان مولانا مكدر البال لحنينه إلى الوطن. مشوش الفكر لبعده عن السوح المحترم والحرم المؤتمن. تعين على المملوك الاقتصار. خوفاً من السآم والملال. وترجح لديه الاختصار. عملاً بقولهم لكل مقام مقال. هذا وإن لهذه الديار من الحنين إلى مولانا أضعاف ما أفصحت عنه فصاحة كلمه. ولها من التطلع والتشوق أمثال ما بلغت إليه بلاغة يراعه وقلمه. لم تزل ربوعها الخوالي تستعيذ برب البيت من لواعج الحزن والأسف. وتستعين بكل من بكى واستبكى وذكر المنازل والأحباب واستوقف ووقف. لابدع إذا انهلت سحائب دمعها الهطال. ولا غرو إن سحت بسواكب الشؤن على ما بقى فيها من الرسوم والأطلال. فقد لعمري ألقت بأفلاذ كبدها وتخلت. ورمت المحبين بما بها من دآء الهجر وما انسلت. فلم تزل تجيب أنين الأخلاء بما يسمع فيها من الصدا. وتشحذ بأشجانها أذهانهم فينجلى بذلك بعض ما غشيها من الصدا. قد مررنا بالدار وهي خلاء ... فبكينا طلولها والرسوما وسألنا ربوعها فانصرفنا ... بشفاءٍ وما سألنا حكيما ولقد افتقد المخلص أنس مولانا في هذا العيد الذي استنار بمصابيح مشكاة ضيآء النبوة. واستبان فضله ببزوغ شمس فلك الرسالة وبدر سمآء الفتوة. فالله يبقيك لأمثالنا ... والله يحييك لأمثاله وقد تم فيه ما به قد جرت العاده. وخفقت على رؤس الطوائف أعلام التنسك والزهاده. فأخذ كل من ذوي اللهو والزهد نصيبه المقسوم. وتمتع كل من الفريقين بتلك الليلة المشهودة وبذلك اليوم المعلوم. وما وسع الأعيان أن لا يستجيبوا حضرة الأفندي ومولانا شيخ الحرم. لكنهم صاروا يتسللون لواذاً فانفصل سلك ذلك النظام وانفصم. وقد كان الوزير المعظم. والحكيم النحرير المفخم. أعزه الله تعالى. ممن أحيا تلك الليلة بأنفاسه المسيحيه. وكمل تلك الحضرة بذاته الملكة المليكيه. فجلس نواب المحاكم على ميمنة المنيب وجنح شيخ الحرم إلى اليسار. وأجلس حضرة الوزير إلى ما يلي سلطان هيكله فلولا ما حازه من العلوم لقيل جزى الله اليسار. هذا واستغفر الله من الاطناب. الذي جرى به القلم فاستلزم عدم الوفاء بالوعد. واعتذر بما تقرر في مقتضى التطويل لدى مخاطبة الأحباب. عازماً علي أن لا أعود إلى مثل ذلك من بعد. والسلام. فأعاد عليه الجواب ثانياً وصورته يا سميري روّح بمكة روحي ... شادياً إن رغبت في إسعادي فذراها سربي وطيبي ثراها ... وسبيل المسيل وردي وزادي نقلتني عنها الخطوب فجذّت ... وارداتي ولم تدم أورادي آه لو يسمح الزمان بعود ... فعسي أن تعود لي أعيادي

مولانا الذي إذا قال لم يدع قولاً لقائل. وإذا أطلق عنان يراعه في هذا المجال فلسان حاله ينشد أين الثريا من يد المتناول. وسيدنا الذي إذا أخذ القلم ببنانه أطرق قس الفصاحة خجلاً لما يبديه من بديع المعاني. وأمسى سحبان البلاغة آخذاً من تلك الألفاظ التي ليس لها في النظير ثاني. وصديقنا الذي استنزل الثريا فنشرها في بياض طرسه فلا يدع أن يدعي بالسمآء ذات البروج. ومخدومنا الذي نظم الجوزاء في سلك دراري ألفاظه فكان الواسطة لها في العروج. أبقاه الله للعلم وتهذيبه. والفضل وترتيبه. وأحيا به مدارس العلوم. وأبدى به دقائق المنطوق والمفهوم. فيا أيها المشار إليه عند احتباك المجالس بأعيانها. ويا أيها المعول عليه في العويص من المسائل إذا أحجمت الأذهان عن بيانها. أهدي إلى ذاتك التي استجمعت كل فضيلة لا يدرك لها مدى. وحازت من الكمال ما لا غاية له فيهتدي إليه من رام الهدى. وأسدي إلى حضرتك التي لم ترض غاية بالأثير أن يكون لأخمصها حذا. سلاماً يفوق العنبر والعبير في الشذا. أينعت أغصان دوحته في رياض الفضائل فاكتست منه حللاً. وأشرقت أفنان سرحته فغدت الشمس كاسفة واستتر البدر في سحابة خجلاً. فنسيمه الرطب إذا هب أنعش الأرواح وأحيا. وتسنيمه العذب إذا جرى في خلال تلك الرياض أنسى الحزين حزنه وجلب له السرور وهيا. وثناء يقاوم الورد. استغفر الله بل يفوته عطراً. ويفاوح الند. بل يفوقه فخوا وا. وأبثك شوقاً يقصر اليراع عن حده. ويقف عن بثه بهذه السطور وسرده. لعلمه إنه لم يف منه أن ما في الأرض. فالشوق أعظم أن يختص جارحة ... كلي إليك وحق الله مشتاق فأسأل الله أن لا يرد يد سائله صفراً. وأتوسل إليه بصاحب الشفاعة والأسرا. أن يمن بساعة التلاق. في أشرف محل ومكان. ويقصر مدة الفراق. ويقربك للعين من الانسان. هذا وقد وصل الكتاب الذي لم يكن على بذل الفرائد بضنين. الحرى بان يقال فيه لولا الديانة إنه الكتاب المبين. فقام له المخلص عند إقباله عليه. فرحاً بوصوله. وتلقاه حال وفوده إليه. مجتهداً في إجلاله عند حلوله. وقبله ألفاً بل زاد في التقبيل. ورفعه على هامته واتخذه لها كالاكليل. وفض ختمه شوقاً إلى اقتطاف أزاهره. واستنشاق روائحه العطرة وعباهره. فإذا به قد جمع فأوعى. وأثرت مواعظه في القلوب صدعاً. وحرك ساكن ذلك الشوق الذي لم تخمد ناره. ولا خفيت آثاره. أمسى وأصبح من تذكاركم وصبا ... يرثي لي المشفقان الأهل والولد قد حدد الدمع خدي من تذكركم ... واعتادني المضنيان الوجد والكمد وغاب عن مقلتي نومي لغيبتكم ... وخانني المسعدان الصبر والجلد لاغرو للدمع أن تجري غواربه ... وتحته المظلمان القلب والكبد كإنما مهجتي شلو بمسبعة ... ينتابها الضاريان الذئب والأسد لم يبق غير خفي الروح في جسدي ... وذلك الباقيان الروح والجسد فكيف وقد أذكرني بهاتيك العهود. وشوقني إلى تلك الأعياد المشرق طالعها في فلك السعود. فأسأل الله أن يمن بالعود إلى ذلك الحرم. وبوح ذلك السوح المحترم. إنه على ذلك قدير. وبالاجابة جدير. ومن نظمه ما كتبه إلى بعض الأعيان مراجعاً عن لسان والده تبدي لنا برق بأفق ربا نجد ... فأذكرني عهداً وناهيك من عهد وهيمني شوقاً وزاد بي الأسى ... وأضرم لي نار الصبابة والوجد وجدّد لي ذكر الليالي التي خلت ... وطيب زمان بالحمى طيب الورد زماناً جلا ذو الحسن شمس جماله ... علينا فشاهدنا به الشمس في البرد وأبدت لنا ذات الجمال جبينها ... فاخجل بدر الأفق في طالع السعد هي الروض تبدو للأنام بوجهها ... فنقطف زهر الورد من خدها الوردي وفاح لنا نشر الخزامى بروضة ... شدت ورقها شوقاً على الأغصن الملد تغنت على غصن الأراك بمدح من ... علا قدره السامي على ذروة المجد جمال أهالي العصر أو حد وقته ... مشيد ربع المجد بالسعد والجد

السيد عمر بن السيد عبد الرحيم البصير الحسيني الشافعي المكي

كمال قضاة المسلمين امامهم ... وموضح منهاج الرشاد لذي الرشد امام التقى والفضل أعظم من غدا ... فريداً بهذا الدهر كالعلم الفرد هو الحسن الأخلاق والاسم من حوي ... من الفضل ما قد جل قدراً عن العد هو البحر بحر العلم والحلم والتقى ... هو السيد المفضال ذو الخير والزهد محقق أبحاث العلوم بفهمه ... وكشاف ما تخفى العبارة من قصد ومن صيته قد شاع في كل موطن ... ومن ذكره قد سار بالشكر والحمد عليه مدى الأيام مني تحية ... تفوق فتيت المسك والعود والند وقال في مثل هذا المعرض غنت الورق في المسا والبكور ... ساجعات على غصون الزهور وتبدت في كلة الحسن خود ... تخجل الشمس مع سناء البدور قد تحلت من الجمان بعقد ... جل في الحسن والبها عن نظير واقتطفنا من خدها زهر ورد ... فاق نشر النسرين والمنثور وارتشفنا من ثغرها العذب شهداً ... فانتشونا لا نشوة المخمور بردت بالوصال قلب كئيب ... كان فيه للهجر نار السعير يالها عذبة الثنايا رداحاً ... قد تبدت في زي ظبي غرير قد أتتنا من عالم العصر مولى ... قد تسامى على السها والأثير الامام الهمام رب المعالي ... الفقيه البليغ في التقرير شيخ كل الأنام من قد تعالى ... أوحد العصر في المقام الخطير دام يبقى بمصر مفتي البرايا ... دام يرقي على ممر الدهور قد أتاني مولاي منك كتاب ... ذو نظام حكى عقود النحور ففضضت الختام عن كنز علم ... حاز منه الغناء كل فقير وتأملت في رياض حماه ... وتسنمت ما به من عبير مذ بدا نظم طرسه مع نثر ... ذي بيان فسر منه ضميري دمت يا واحد الزمان فريداً ... في أمان بحفظ رب خبير وصلاة الإله تترى دواماً ... مع سلام على البشير النذير السيد عمر بن السيد عبد الرحيم البصير الحسيني الشافعي المكي ناصر الشريعة والطريقه. وهاصر أفنان رياضهما الوريقه. المخبت الأواه. الناطقة بفضله الألسن والأفواه. السالك مسالك القوم. ذو السيمة الغالية السوم جمع بين العلم والعمل. وبلغ من الفضل منتهى الأمل. فرفل في حلل الزهد والتقى. ورقى من الشرف أشرف مرتقى. إلى بلاغة وبراعه. أرعف بهما مخاطم اليراعه. وفصاحة ولسن. أرهف بهما مخادم الكلام وسن. وكان في عنفوان شبابه. وجدة ردائه وجلبابه. حليف بطالة ولهو. وأليف خلاعة وزهو. لا ينشط إلا إلى بلهنية عيش رغيد. ولا ينبسط إلا إلى مغازلة الخرد الغيد. حتى دعاه داعي التوفيق فأجاب. وكشف له عن وجه الحق الحجاب. فأقصر عن ذلك المدا. فتبدل ذلك اللهو زهداً وهدى. فقال من التقوى باورف ظل. ومن يهدي الله فما له من مضل. ولا يحضرني الآن من كلامه إلا كتاب كتبه إلى الشيخ عبد الرحمن المرشدي معزياً له في أخيه وهو إنا لله وإنا إليه راجعون. ما شاء الله كان وما لم يشأ لا يكون إني معزيك لا إني على ثقة ... من الخلود ولكن سنة الدين أحسن الله لنا ولكم العزاء في المصاب. وأعظم لنا ولكم الجزاء والثواب. وألهمنا وإياكم الصبر المستحيل ولا أقول الشاق. ذهاباً إلى جواز التكليف بما لا يطاق. فلعمري إنها الصاخة التي أجدبت رياض الأنس وأمحل خصبها. وأقفرت بها ربوع المسرة وضاق رحبها. والخطب الذي يجم عند التسلية عنه نطق الخطيب. اللسن اللوذعي. والعضب الذي يعترف باستحالة مزايلة إزالته حذق الطبيب الفطن الألمعي. بيد أن في مشاهدة صدور الأفعال من مصادرها. ومعاينة ظهور الأسماء بمظاهرها. ما يمنع الجزع الورع عن الاسترسال. وإن جعل غرضاً لنبال الداء العضال. ويمنح المتأله المنيب الأواه. سربال التحقق بحقيقة قل كل من عند الله.

القاضي جمال الدين بن محمد بن حسن وراز المكي

وخفف عني ما أقاسي تحققي ... بأنك أنت المبتلي والمقدر على أن الحكيم إذا حدق البصر. وحقق النظر. وعرج عن حضيض المجاز إلى ذروة الحقيقه. وركب سفينة النجاة مستمداً من المبدئ الفياض تأييده وتوفيقه. أعترف بأن ذلك بالنسبة إلى تلك النفس الزكيه. واللطيفة القدسيه. من أكمل النعم. وأفضل القسم. إذ هو في الحقيقة رجوع من الغربة إلى الوطن. وهجوع بعد طول الأرق والوسن. وقفول بعد نيل الآمال. من اقتناص شوارد المعارف وتزكية الأخلاق والأعمال فكأنها ذكرت عهوداً بالحمى ... ومنازلاً بفراقها لم تقنع وصلى الله على سيدنا محمد وآله. فراجعه الشيخ عبد الرحمن بقوله يقبل الأرض حزين خانه صبره. وحانه دهره. وأسيف عضد البين عضده. وكبد الحين كبده. لم تزل الحسرات عليه تتوالى. والزفرات فيه تتعالى. فدمعه المهراق لا يكف إذ يكف. ووجده المحراق بمحاريب ضلوعه معتكف أضحى فريداً عن الأليف. ووحيداً عن الحليف. لم تمر به ساعة إلا بعد أن يتجرع من ألم الفراق أعظم غصه. ولم يتجاوز من لحظة إلا بعد أن يسهم له فيها من الهموم بأوفر حصه. حالة أجار الله منها العدا. وأبعد عن قدر مداها المدا. لم يزل الحزن فيها يتجدد. والأسف بمعاهد جوانحه بتعهد. والتذكر في كل آونة يتزايد ويتأكد يذكرني طلوع الشمس صخراً ... وأذكره لكل غروب شمس قرح الدمع أجفاني. ولم أوفه بذلك فما أجفاني ولولا كثرة الباكين حولي ... على اخوانهم لقتلت نفسي غير إني حين أراجع الوجدان. وأرى بكاء الاخوة على الاخوان. أتوهم تبريد الغله. وأتظنى زوال العله وما يبكون مثل أخي ولكن ... أسلي النفس عنه بالتأسي فالمسؤل من الأنفاس المتصل سندها بالأنفس الزكيه. المرتفع شأوها إلى ذرى الشؤون العليه. أن تلحظ هذا المصاب بالدعاء بالهام الصبر كيلا تتكرر المصيبه. وأن يعوض ذلك الشاب أعظم الأجر. عما فاته من عنفوان الشبيبه. وأن يرفع له في عليين. من الدرجات إلى الفردوس طريقاً. مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن أولئك رفيقاً القاضي جمال الدين بن محمد بن حسن وراز المكي جمال العلوم والمعارف. المتفيء ظل ظليلها الوارف. أشرقت بالفضل أقماره وشموسه. وزخر بالعلم عبابه وقاموسه. فدوخ صيته الأقطار. وطار ذكره في منابت الأرض واستطار. وتهادت أخباره الركبان. وظهر فضله في كل صقع وبان. وله الأدب الذي ما قام به مضطلع. ولا ظهر على مكنونه مطلع. استنزل عصم البلاغة من صياصيها. واستذل صعاب البراعة فسفع بنواصيها. إن نثر فما اللؤلؤ المنثور انفصم نظامه. أو نظم فما الدر المشهور نسقه نظامه. بخط يزدري بخط العذار إذا بقل. وتحسبه سائر الجوارح على مشاهدة حسنه المقل. ولما رحل إلى اليمن في دولة الروم. قام له رئيسها بما يحب ويروم. فولاه منصب القضا. وسطع نور أمله هناك وأضا. ولم يزل مجتلياً به وجوه أمانيه الحسان. مجتنياً من رياضه أزاهر المحاسن والاحسان. إلى أن انقضت مدة ذلك الأمير. ومني اليمن بعده بالافساد والتدمير. فانقلب إلى وطنه وأهله. فكابد حزن العيش بعد سهله. كما أنبأ بذلك قوله في بعض كتبه. ولما حصلت عائداً من اليمن. بعد وفاة المرحوم سنان باشا وانقضاء ذلك الزمن. أخثرت الاقامة في الوطن. بعد التشرف بمجلس القضاء في ذلك العطن. إلا إنه لم يحل لي التحلي عن تذكر ما كان في خزانة الخيال مرسوماً. وتفكر ما كان في لوح المفكرة موسوماً. فاخترت أن أكون مدرساً في البلد الحرام. وممارساً لما أذن غب الحصول بالانصرام. ولم يكن في البلد الأمين كفايه. ولا ما يقوم به الاتمام والوفايه. انتهى. وما زال مقيماً في وطنه وبلده. متدرعاً جلباب صبره وجلده. حتى انصرمت من العيش مدته. وتمت من الحياة عدته. وها أنا مثبت من بديع نثره. ما يذهب اللب حائراً في أثره. واتبعه من عالي شعره. ما يرخص الدر بغالي سعره. فمن نثره ما كتبه إلى بعض أصحابه من كتاب. ينهى المملوك إنه لا يزال ذاكراً لتلك الأيام الماضيه. شاكراً لهاتيك الأعوام التي حلت بفضل مولانا ولا أقول مرت بمسرات لا تزال النفس لدينها متقاضيه كم أردنا هذا الزمان بذم ... فشغلنا بمدح ذاك الزمان

اقفر الصفا. من اخوان الصفا. وخلى الحطيم. من رضيع الأدب والفطيم. وأقوت المشاعر. من أرباب الادراك والمشاعر كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر وكان مولاي محيطاً بحالي. إذ كنت آنس بأولئك الجلة وأرباب المعالي. كالشيخ العلامة كريم الدين القطبي. والفهامة المحقق الملا على العصامي المربي. والعلامة الأفندي خضر. وذلك المجلس السامي النضر. فلم يبق من يدانيهم. فضلاً عمن يساويهم. فكيف بمن يباريهم. ولقد ذكرت هنا قول بعضهم دجا الليل حتى ما يبين طريق ... وخوّف حتى ما يقر فريق وجردت يا برق المنون مناصلاً ... لها في قلوب المبصرين بريق وزعزعت يا ريح الردا كل شاهق ... عليه لأنفاس النفوس شهيق سلام على الأيام إن صنيعها ... أساء فهل لي بالنجاة لحوق هذا وإن سألتم عن شوقي إليكم فأقول إن السعير دون ما أجده في أضلعي من الوهج. وذات الوقود من الزفير المتصعد من الشغاف فهو المقتبس لمن سرج. إذا تذكرتكم كانت الثكلى بواحد ترعى البدور سنادوني. وإن تفكرتكم فما الآرام أضلت أخشافها في القفار تعدوني أشتاقكم حتى إذا نهض الهوى ... بي نحوكم قعدت بي الأيام

ولولا الأمل في الله تعالى أن يطوي شقة البين. ويكحل بمرآكم الذي هو زلال الواله الحزين العين. لكنت ممن درج بآهات شوقه. وعرج بأنات توقه. ولما توجهت ركابكم إلى تلك الأمصار. أخذ الفقير قاصداً حضرة الوزير الذي ازدانت به الأعصار. فوجده مستمداً بالممالك اليمانيه. في هيئة كسرى أنوشروان وبذة بالمزايا الايمانيه. فلزمت حضرته لزوم الظل واختلت في خمائل عزه في الحرم والحل. فقلدني قضاء جذه بعد أب وأضاف. إلى ذلك النظر في الأوقاف. وفعل بي ما يفعل المحب بالحب فمكثت ثلاث سنين أتقلب في تلك الرياض وأتفيأ ظلال الاعزاز في خمائل هاتيك الغياض مرموقاً لديه بعين مقروره موموقاً ببهجة لا تزال بحرفة الأدب وذويه مسروره. إلى أن أتاه نذير الأجل. والجد في المخا بعد أن كان لصيت قدومه إلى الحجاز زجل. وكان الفقير حال وفاته في بلد يسمي حيس. مزمعاً على سعيه إلى مكة ظناً أن ذلك من الكيس. فجاءنا خبر وفاته هنالك. وأظهر السرور بذلك أهل تلك الممالك. وسبب انتقاله إلى الدار الباقيه. سورة تلك النفس السعيدة التي يعلمها مولانا كفاها الله لوافح لظى بآياته الواقيه. وذلك إنه لما نزل من صنعا. وأحسن في جمع العساكر والأموال والآلات والعدد صنعا. أراد أن يجتمع بحافظ اليمن جعفر باشا وهو إذ ذاك بتعز. وقد أكثر أمراء اليمن الأرجاف وأرهبوا جعفر باشا من لقيا سنان الذي تهابه الليوث وهي أجنة في الأرحام وتحترز. وكان مراد الوزير سنان. أرسل الله عليه شآبيب الرحمة والرضوان. الاجتماع به لأمر قد دبره. وفي نفسه من أمراء اليمن الأقدمين كالروم والشرعبي أحقاد وأحن عظم صغيرها وكبره. وربما خطر بباله إنه حال لقياه بجعفر. يتمكن ممن يريد التمكن منه ويظفر. ففهم الأمراء منه ذلك. فما زالوا يسعون في صده حتى الجؤه إلى المرور من أوعر المسالك. وأوقفوا على الطريق السلطاني جملة من العساكر. وأشعلوا الذبالات لقصد الرمي حتى كأن نجوم الأفق نشرت في بساط البسيطة والأدخنة كالليالي العواكر. فلما وافت محفته ذلك المكان. وتزعزعت للصعود والهبوط منها الأركان. أنكر المرور بتلك الوعور. واستوقف المقدم من الأجناد والأمراء حتى دنا الجمهور. فسألهم عن سبب الصعود والهبوط. والأمر الذي انتقض وهو بذمام السلطان مربوط. فقيل له إن مروركم هذا. إذا قصدتم الطريق السلطاني أفسد وآذى. لاختلاط العساكر بالعساكر. والمساجد بالدساكر. لما في قلوبهم منكم من الإحن. وما قاسوه منكم من المصائب والمحن. فخشى مولانا جعفر باشا. من أحداث العسكرين إيحاشاً. فحينئذ نصب سنان بالبعد من تعز ديوانه. وأقام هنالك وقد أخذت منه حمة الغضب التي تحمله على أن لا يبقي جماد العالم وحيوانه. وتفوه فيما قيل بكلمات يتدكدك منها ثبير. ويتفطر مرارة الليث الهصور إذا مر بسمعه زائر ذلك الخبير. ثم تفكر فرأى أن إغماد النتنة أولى. وأن الآخرة خير له من الأولى. فارتحل نازلاً إلى المخا وقد ابتدأت به من القهر الأسقام. وشب في جوفه نار لا يطفئها إلا الانتقام. فحصل من ذلك حبس في الطبيعه. ويبس في الدافعة التي كانت بالاجابة سريعه. وكان معتاداً بشرب دواء مخصوص. إذا اعتراه شيء من هذا المنصوص. فشربه فلم ينجع. ثم شريه أخرى فأسجح الأمعاء وأوجع. وكان ذلك سبباً لمماته. ودفنه بتربة الشاذلي محاذياً للولي وكماته. ثم آب الفقير راجعاً قافلاً إلى وطنه. وحيث كان رافلاً في شرخ شبيبته وعطفه. فلم يجد به ذلك الأنس المألوف. ولا رأى ذلك الرواق المعروف. وتنكرت عليه الديار. وأقوت الربوع والمعاهد من الصفوة وأولئك الأخيار. وغصت الصدور بالمتشدقين والمتزندقين والأعثار. وزبب قوم قبل أن يحصرموا. لا تمحضوا للتحصيل ولا تخضرموا. وصرفت المدارس السلطانية لمن لا يعرف التهجي. فكيف إذا طلب منه الفرق بين التوقع والترجي. ولا يفرق بين الاسم والمسمى. فكيف يفك فك اللغز والمعمى. ثم إنهم أرتجوا أبوابها. ومزقوا جلبابها. تمر السنون والأعوام. ولا يكحل بألفاظهم المسودة للوجوه ولا أقول للآماق يوماً من الأيام. وهم على ما فيهم من عوج. كأنهم أهل بدر فلا يخشون من حرج. يختالون في صدور المواكب. بالعذبات المعوجة وهز المناكب. ويتنافسون في المجالس. ويتقاعسون عما يروم المجالس. ويدرجون العمائم. ولا يتحرجون عن النمائم. أستغفر الله فيما جرى به القلم. وإنما هو نفثة

مصدور أصدرها الألم. فلذلك ضاقت على محبكم هذا بلاده. وهان عليه الجلاء من مآلفه وآن جداله وجلاده. والعجب من مولانا وهمته ومودته. التي يوثق بها من بين كماة الفضل وأئمته. أنه يمحو صداقته عن صحيفة خاطره. ويدع عناكب النسيان تنسج عليه فتنسخ ما أثبت في وده من قماطره. ولله در ابن الخياط الدمشقي حيث يقولور أصدرها الألم. فلذلك ضاقت على محبكم هذا بلاده. وهان عليه الجلاء من مآلفه وآن جداله وجلاده. والعجب من مولانا وهمته ومودته. التي يوثق بها من بين كماة الفضل وأئمته. أنه يمحو صداقته عن صحيفة خاطره. ويدع عناكب النسيان تنسج عليه فتنسخ ما أثبت في وده من قماطره. ولله در ابن الخياط الدمشقي حيث يقول أبعد تعلقي بك مستعيذاً ... وأخذي منك بالحبل المتين يرشح للعلا من ليس مثلي ... ويدعي للغنى من كان دوني ومالي لا أذم إليك دهراً ... إذا المتأخرون تقدموني وما إن قلت ذا حسداً ولكن ... أفاق الدهر فيه من الجنون

نعود ونتلو عليكم باختصار. ما جرى للسيد فهيد من تقاعس اخوانه عن المعاونة والانتصار. وما ذاك إلا إنه جبر الله خاطره. وأدر عليه من خلف العناية مواطره. كان قد شد قوسه على مولانا الشريف واخائه. واستل صارم الصرامة عليه في شدته ورخائه. ومولانا الشريف متدرع جلباب الصبر. متورع عن فتح باب المصارمة وصدع ما لا يلتئم بالجبر. يغار على مشاعره وحرمه. كما يغار على مفاخره وحرمه. فلما زاد كما تقول العامة الماء على الدقيق. ولوحظ ما حقه التفخيم بالترقيق. وأخذ مولانا السيد فهيد بجانب أكمل الدين القطبي. وأراد أن يلبسه القفطان من قبل أن يحرم ويلبي. وقف مولانا الشريف ذلك الموقف. وأعتنق السمهري بعاتق لا ينثني ولو أن الخميس العرمرم بزمزم أبطاله ترعب وترجف. وأقسم لا يلبس القفطان إلا وقد ورد السنان نحره. فقال مولانا السيد فهيد ولو خربت البلاد فقال ولو خربت قبل سحره. فعند ذلك تراجعاً إلى النهي. وفكرا في المبدا والمنتهي. وعادا وفي قلب كل منهما وقد. ومولانا الشريف أخذ من ذلك الآن في حل ما مضى من العقد. خصوصاً لما صمم القطبي ورجع مع الأمير. ولم يجعل التفكر في عواقب الأمور أصدق ضمير. ودخل معه إلى المدرسة المعروفه. ولبس الخلعة السنية الموصوفه. وتجاهه من جماعة الأمير. اثنان من الاساكفة أرباب التشمير. وشق الشارع الأعظم حتى انتهى إلى سويقه. وصواهل خيله تسمع من كل شباك وطويقه. كل ذلك عناد لسيده ومولاه. وكفر لمن خوله هذه النعمة وأولاه. فاضمر مولانا الشريف حينئذ الحقد. وابطن في ضميره وأضمر في نفسه أن يصوغ له خلخالاً ولكن مشدود بالقد. فلما انثنى الحج راجعاً. وبقى الفج فاجعاً. راسل مولانا الشريف ابن أخيه محسن في هذا الأمر المهم. واستدعاه لانتزاع ما كان قسم لفهيد وسهم. فأقبل السيد محسن هو وجنده من اليمن. وغيرهم من السادات الذين يقدون بصوارمهم الجواشن والجنن. فقل في وصفهم ليوث آجام. أم جن يثبون على الصهوات غير معتمدين على ركاب ولجام. ومولانا الشريف فهيد في جمع من نقاوة بني حسن. ومعه من الرماة مائتان لا يخطؤن إذا رموا في ليلة من جمادي ولو أن جفونهم ملأى من الوسن. فلم يزل كل منهم يبرق ويرعد. والجد لجند مولانا الشريف مسعد. ثم ألح أعوان مولانا الشريف في الاقدام. ولما تبين مولانا السيد فهيد أنهم لا يبالون بالفناء والاعدام. فتر مولانا السيد فهيد عن سفك الدماء في الحرم. وانتهاك الحرمات وهتك الحرم. وقبل قولهم في الخروج من البلاد. ولكن بعد مدة يمكنه فيها الاستقلال والاستعداد. فأجابه الشريف إلى الملتمس. ولابالي بمن هيثم أو همس. فلما دنت المده. توجه إلى الشرق بتلك العده. ولم يسفك بمكة من الدماء المحترمة دم. ولا سال ما يوجب الطهارة فكيف ما يملأ الأدم. ثم إن مولانا الشريف عن له أن ينتقم. ممن كان سبباً لهذه الفتنة وقد كتب عليه في الأزل ورقم. فأول ما ابتدأ بأمر الله الكاتب. لفلتات لسانه ووضعه اعداد الكلام في غير المراتب. وعدم جمعه بنفسه. وطرحه الزوائد التي لا تليق بجنسه. فعومل معاملة ابن هاني. واستراح من التعازي والتهاني. ثم ثنى بأكمل الدين. وجعله من أهل البادية بعد التمدين. وطلب إلى الفريق. وكاد أن يأمر بارتكاب إحدى المشقتين لولا الحلم والعرق العريق. ووفى له الشريف بذلك الخلخال الموعود. وأعلاه الأدهم بعد ركوبه الأشقر. بعيشه الأخضر. ومن يومه المسعود. وهكذا الدنيا شعر دار إذا ما أضحكت في يومها ... أبكت غداً سحقاً لها من دار

وهو إلى الآن في فريقه. يغص في كل آن بريقه. والله تعالى يعينه. فإنه الذي يصدق عليه المثل ولا يمينه. يداك أوكتا وفوك نفخ. هذا ولا يحتاج هذا المخلص في إعادة سور التأكيد. فإن مولانا حافظ لذمام المودة والاخاء وللشاني مكيد. والسلام. وفي تذكرته ما نصه كتبت إلى المولى عفيف الدين كاتب الحضرتين الشريفتين الحسنية والطالبيه وأنا أعزيه بسلطان الحجاز الشريف أبي طالب بن حسن في عام اثنى عشر بعد الالف كتبت إليك يا مولاي كتب الله لك سعداً لا يزال يتجدد. ومجداً لا ينقطع بانقضاء ملك إلا واتصل بملك ملكي مؤبد. وإنما كتبته بدم الفؤاد. وأمددت اليراع سويدائي وشفعها اللحظ بما في انسانه من السواد. والكون علم الله كأنما هو بحر من مداد. والقلوب ولا أقول الأجساد. مسربلة بلباس الحداد. لا يسمع إلا الأنين. ولا يصغى إلا لمن تفضح بنعيها ذوات الحنين. أضحى النقع من مثار النقع كليلة من جمادي. وربات الخدور يلطمن الخدود مثني وفرادى. وذو الحجا يغوص في لجة الفكر فيسمع له زفير. وليث العرين كاد من صدمة هذا المصاب أن يتفطر من الزئير. وشارف الحطيم أن يتحطم. وأبو قبيس أن يتقطم. وبيت الله لولا التقى لقلت ودلو بتهدم. والأبطح يزحف للقيا ذلك الجسد الذي أودع روحه في الفردوس الأعلى ويتقدم. وأخال أن الحجر اسف حيث لم يكن تابوتاً لذلك الجثمان وتندم. أي داهية دهياء أصابت قطان هذا الحرم. وأي بلية نزلت بلازم أذيال ذلك الملتزم. إنا لله وإنا إليه راجعون. كلمة تقال عند المصائب ولا نجد لهذه المصيبة مثلاً. ولم تشاركنا فيها زينة ولا ثكلى. بأي لسان نناجي. وقد أخرسنا هذا النازل. بأي قلب نحاجي. وقد بلغنا هذا المجد الهازل. بينا نحن في سرور وفرح. إذ نحن في هموم وترح. أشكو إلى مخدومي ضحوة يوم شمسه كاسفه. أزفت الآزفه. ليس لها من دون الله كاشفه. أقبل نعش لابس أثواب المرحمة بعد الخلافه. المتلقى روحة الملائك. مع الحور على الأرائك. تتحفنه بالسلافه. والأيدي ممتدة تشير إليه بالعوبل. والحجاج وأرباب الفجاج. يضجون بالنحب الطويل. وكادت آماقنا والله أن تسل. وأضحت جلاميد القلوب كضحضاح المسيل. فلم نجد شخصاً من الرعايا إلا وهو محرور. وذو قرابته في الحي مسرور. إنا لله من هذه الطامه. التي أدهشت العامه. وأذهبت الشامه. ليت شعري أبعده السلاهب تركب. أم الجنائب تجنب. أم القربات تقرب. أم المنابر يتلي عليها غير اسمه ويخطب شعر واحر قلباه ممن قلبه شبم مضى من أقام الناس في ظل عدله ... وآمن من خطب تدب عقاربه فكم من حمى صعب أباحت سيوفه ... ومن مستباح قد حمته كتائبه أرى اليوم دست الملك أصبح خالياً ... أما فيكم من مخبر أين صاحبه فمن سائلي عن سائل الدمع لم جرى ... لعل فؤدي بالوجيب يجاوبه فكم من ندوب في قلوب نضيجة ... بنار كروب أحجبتها نوادبه سقت قبره الغرّ الغوادي وجادها ... من الغيث ساريه الملث وساربه

فما كان في الأكلمحة طرف. أو حلول حتف. وقد وضع على الباب الشريف. وسمع من أجنحة الملائكة حفيف. وتليت ولكنت أود أن أكون المصلى ولا أقول التالي في جمع ذلك الترصيف. فما ترك الرئيس لقباً من الألقاب التي يتنافس بها الصماصيم. ولا مكرمة من المكارم التي يتحامس بها القماميم إلا وحلاه بدره. وعله بدره. حتى كاد النهار أن ينتصف. والمقل أن تسح بالدموع وتكف. ومن عدم إنصاف الدهر الخون. إن لم يطف به سبعاً وهو الملك هذا لبيت مسنون. ثم ازدحم على رفع جنازته قاضي الشرع والساده. فذادوه عنها ورفعوه على أعناق السلاطين والقاده. وقلت في ذلك المقام. وعيناي تهمل ولا همول الغمام. يعز عليّ أن أراك على غير صهوه. وأن تنادي يا مرغم الأنوف ولا تجيب دعوه. وأن تحف بك الصفوف. ولا تدع لكرك فيها فجوه. فلطالما ضرعت لك السلاطين. وخضعت لك الأساطين. وارعدت الفرائص. وأوهنت القلائص. وحميت الحمى ولم يرعك جساس. واقتنصت حتى لم تدع شادناً في كناس. أو ليثاً في افتراس. فلله جدث ضمك وقد ضاقت الأرض عن علاك. ولله لحد علاك وقد اتخذت انعلك من السماك. وكيف بك تحل في الثرى فبالأثير ملعب جودك. والسدرة مضمار أسلافك والنبوة لحمة بردك. فلك بجدك في ارتقائك إلى العالم العلوي اسوه. ولنا بنقدك الجزع الذي لا يعقبه سلوه فأنت لقيت الحبيب. ولقينا بعدك ما يلقي الكئيب. فلك البشرى بلقيا ربك. ونرجو بك اللقيا على الكوثر وأنت فرح بثوابك وشربك. ثم يا عفيف لا تسأل عن نعش حفه الوقار. وتقدم الروح الأمين والملائكة الأبرار. وفوائح المسك الأذفر تنفح من كل جانب. كأنما ينفض من غدائر خرعوبة كاعب. وبالله أقسم أن طيبه نفحني وأنا في الخلوه. وهم في تجهيز تلك الذات على هاتيك العلوه. وحاصل ما أقص عليك من القصص. إنا أودعنا في كنف الرحمن ذلك القفص. وعدنا ونحن كما يقال شاهت الوجوه. حيارى ولا نعمل من نؤمله ونرجوه. وقد اطلحم قتام العثير. ودجا النقع حتى خيل لم يكن صبح اسفر. وحين هجوم هذا الخبر المهيل. كادت البلدان أن تنهب لولا تسهيل بعض السادات بأصعب فيه التسهيل. والنداء من الحاكم بالعافيه. والأعين قد امتلأت من الهاربين بالسافيه. وغلقت الأبواب. وانقطعت الأسباب. حتى والله كانت القيامة قد قامت. وحقت كريمة يوم يفر المرء والأنفس قد حامت. وحال بيني وبين الخلوة طرق طالما عهدته صاحب الربا. وسبيل وبيل صرت أقطعه وثبا. فكل من لاقيته لا يجيب. ومن كان من ورائي فكأنما هو طريد أو سليب. وبعد الدفن كثر القال والقيل. ونودي كما بلغكم وصليل السيوف منعنا المقيل. وزف المنادي عصبة مشهورة القواضب. معنونة الشوازب. والأسواق من السكان خاليه. فكأنما هي خود أضحت عاطلة بعد أن كانت حاليه. ودور مكة كأنها وابله أقسم دور البرامكه. وكأنا لم يتغزل فيها برهة كدار عاتكه. ولقد تذكرت فيها قينة الأمين. وقولها كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس غير الأنين. هذا وقد أطلت عليك ما ينبغي أن يقتصر فيه مع علو مكانك. ومشيد مبانيك في البلاغة وأركانك. والله تعالى يلهمك صبراً جميلاً. على هذا المصاب ويوليك أجراً جزيلاً. على فقد ذلك المليك المهاب. ولا يسمعنا وإياك بعدها صوت عزاء. ولا فقد أحد من الأعزاء. ولا يحملنا ما لا طاقة لنا به من مثل هذه الأرزاء. فوالرحمن لهو الرزء الذي كل رزء بالنسبة إليه أقل الأرزاء. والسلام. ومن انشائه أيضاً ما كتبه إلى جدي الأمير نصير الدين حسين قدس سره مراجعاً أمولاي يا نجل خير البرايا ... ومن في العلوم إليه المصير أبوك غياث لدين تسامى ... وأنت لنا صرت نعم النصير

وصل إلي من تلقاه سيد تولى الروح الأمين تحريك مهود آبائه. وجاء إلي من أرجاء أيدي جده الذي نفحت شنشنته الأرجة من دوحة إبائه. وتنقل في الأصلاب الطاهره. فأضحت شمائله هذه الشمائل العنبرية الباهره. أبت أخلاقه إلا أن تسمو وتتقاصر دون معاليه أرباب الرتب. وأبى فضله إلا أن يتسنزل دراري الأفق إذا كتب من كتب. تبارك الذي أنشأه وحلاه بهذه المعارف. وأظله في خميلة شرف تهتز أعطافه في روضها البديع الوارف. ولا بدع فمن كان محمد أباه. وعلى أودعه في الأصداف الثمينة وحباه. أن يتطاول إلى الأتير بفخاره. ويسمو على كافة الحسب والنسب بنجاره. كتاب ما هو إلا سحر بابل. وسلافة أدب تلعب بعقول الأنابل. وأيم الله أنه ترك الفكر حيارى. والذكر من جوابه سكارى وما هم بسكارى. إن تأملت بيانه. قلت لله در منشئه وحرس بنيانه. ما هو إلا تقاصير عقود نحور الخرد الكواعب أناط بها مولانا ابريزه وعقيانه. ثم أنه أفاض الله على أعطافه سوابغ فضله. وأسبل جوده الهامر على ساحاته المشرقة ومساعيه التي تنفحت بشمائم نبله. أودع كتابه جملة فنون لا يقوم بالاحاطة بكنهها أحد. وكليات اندرج تحتها جزئيات لو رآها الرئيس لم يتجاوز في ضرب قانونه الحد. وبالله أقسم أنه كشف لي ما انبههم من مخدرات الحكم. وأماط نقاب الفضل عن محررات فهوم يجزم فرسان التدقيق بأنه بين أرباب العقول الفاضلة حكم. ولله دره فيما حكى عن حاله من غوامض الاشارات. بعبارة مفهمة لتلك الرموز والاعتبارات. وفهمت من كتاب مولانا أنه شكا ألماً ألم بجسمه. وما هو إلا أنه زار ذلك الجثمان للتشرف وحاشا أن يكون لمحو رسمه. وكيف وهو حياة العالم. وخيرة الله من بني آدم. وهو الذي بوجوده استنت السنن وفرض الفرض. وصدقت عليه كلمة قوله تعالى وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. وعرف مكنونات التنزيل ومضمونات الأثر صحيحها والهزيل. ولقد بالغ المملوك في تكليف سيده بالمكاتبه. ولم يطلع على ما حكاه لسان قلمه من الفتور عن المخاطبه. إلا بتحبير انبوبته التي لا تزال بالفضائل راعفه. وتحرير كلمه التي لا تفتأ تهدى لخدم أعتابه كل عارفه. ولعمري لقد سررت بأن مولانا تتمايد أعطافه في رياض العافيه. وتتمايل أكتافه إلا أنها في غياض أنهار صافيه. وأيم الله لا أزال أشتاق إلى محيا أقسم أنه فطرت قسماته من ملامح النبوة. وعطرت نسماته من ريحانتي هاتيك المكارم والفتوه. ثم أن سيدي لا تزال صدقاته على المملوك متواليه. من تفاح فياح. وأوراق عطرة الأرواح. متتاليه. وترنج كأنما هو أنامل بالندى مبسوطه. وبأنواع العبائر المخضلة محوطه. حتى أن المملوك القروي. وأما ما أشار إليه مولانا من أم القرى وكونها من مقتضيات الفصاحه. فما أنا إلا عن جراثيمك الطيبة الزكية اقتبس محسنات الألفاظ وأروى مآثر السماحه. وإلا فالمعجز من البلاغات والسور. هو ما حكته لهاة جدك عن مفيض الفيوضات القدسية على الذوات والصور. فما المملوك إلا سلمان بيتكم. وحسان كرمكم وصيتكم. والباذل لمهجته في مرضاة أبيك الفاتح الخاتم. المتمسك بود آل بيت لا يفرحون بالمسرات ولا يترحون بالمآتم. هذا والله يجزي سيدنا ومولانا عنا أفضل الجزا. ويجعل نصيبه من الثواب الجزيل أوفى الأنصباء والأجزا. والملتمس أن لا يخليني من دعائه ووداده. وأن يكون وسيلتي يوم لا وسيلة إلا هو وأسلافه الكرام إلى كوثر النعيم ووراده. والسلام. ومنه ما كتبه أيضاً إليه. وقد سأله عن خبر الناب الوارد م مصر. يقبل الأرض لاثماً تلك الأعتاب الشريفه. ويؤدي الفرض جازماً بأنه تشرف بالاضافة إلى شرائف تلك الرحاب المنيفه. رحاب سيدنا ومولانا الذي تفرع من ذلك المحتد المعظم. وغدى لبان النبوة فلا بدع إذا ارتفع مقامه العلي وتنظم. وتدرع سربال الفتوة بكريمة قل لا أسألكم عليه أجراً. وتشرع بجلباب الفضائل فكان مصداقاً لعظيمة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس شرفاً وذكراً. غرة ذلك المحيا النبوي. درة عقد ذلك المحيا الأماني العلوي. سلالة الائمة الذين حبهم يسند على أرائك النعيم. دلالة الجلة الذين ودهم أداهم إلى تلقي الأكواب من راحات ملائك التنعيم. الغني بنسبه الواضح عن الطراز الأخضر. السني بحسبه الفاضح إذا ازدهر روض الاحساب الأنضر. السيد الذي إذا قال قال الذي عنده علم من الكتاب. الأيد إذا طال قصر كماة الفصول والأجناس عن حد

نوعه بالرسوم والأبواب. فما الرازي إلا ملثمس بفخره. وما ابن كثير إلا قليل بالنسبة إلى شرف ذكره. وما الرئيس إلا ناطق عن اشاراته. وما ابن النفيس إلا مقتبس من عباراته. مولانا وسيدنا العالم المحقق. الايد الفهامة المدقق. أبو المعالي نصير الدين ابن العلامة المحقق غياث الدين منصور حرس الله تعالى ايوان الفضل بودوده. وروح ديوان الكرم الوافر السجل بأويده. وابقاه لحياة أرواح العلوم. وتحقيق الفرق الأدق بين الاسم والمسمى والعلم والمعلوم. آمين. وينهى وصول الكتاب المنبي عن كرم مرسله. وهمم مهديه وموصله. وسجايا مسديه وملحمه. ومزايا مؤديه ومفهمه. لله دره من كتاب. وعين الله على أنامل رقمته فما ألفت إلا نجم الأفق قلائد للرقاب. ولقد تصدق مولانا وأنعم. وملأ قلب المملوك بوده ولعمري كيف يملأ ما هو مشحون بحبه ومنعم. ولقد أدى مولانا حقوق السياده. وكاتب المملوك مع أنه لا يرغب إلا في الرق لباب علي والدخول في العبودية من باب الزياده. ولما اطلع على ما رقمه مولانا في الحاشية وهو ما لفظه المحب نصير الحسيني. هملت عينه بالدموع ويقل في حب تلك الريحانة ان تهمل بالدماء عيني. وسألت الله أن يجعلني يوم لا يوم من المحشور في زمرتكم الفائزه. المنشورين في نور غرركم يعرفون به فينادون أيها الفرقة الناجية الحار جدك الذي تولى تزويجه البتول فاطر السموات والأرض من حوض الكوثر. واسمع مولى كل من خامر الايمان قلبه ومن طبع الله على قلبه ارتد وتعثر. هذا وكم وكم أقول. وفي الذكر المنزل ما يغني عن النصوص والنقول. وما ذكره مولانا من جهة النجاب. والخبر الذي ضرب بيننا وبينه سوراً إلا أنه ليس له باب. إلى غير ذلك. ومنه ما كتبه إليه مراجعاً وصدره بهذه الأبيات من نظمه وهيه بالرسوم والأبواب. فما الرازي إلا ملثمس بفخره. وما ابن كثير إلا قليل بالنسبة إلى شرف ذكره. وما الرئيس إلا ناطق عن اشاراته. وما ابن النفيس إلا مقتبس من عباراته. مولانا وسيدنا العالم المحقق. الايد الفهامة المدقق. أبو المعالي نصير الدين ابن العلامة المحقق غياث الدين منصور حرس الله تعالى ايوان الفضل بودوده. وروح ديوان الكرم الوافر السجل بأويده. وابقاه لحياة أرواح العلوم. وتحقيق الفرق الأدق بين الاسم والمسمى والعلم والمعلوم. آمين. وينهى وصول الكتاب المنبي عن كرم مرسله. وهمم مهديه وموصله. وسجايا مسديه وملحمه. ومزايا مؤديه ومفهمه. لله دره من كتاب. وعين الله على أنامل رقمته فما ألفت إلا نجم الأفق قلائد للرقاب. ولقد تصدق مولانا وأنعم. وملأ قلب المملوك بوده ولعمري كيف يملأ ما هو مشحون بحبه ومنعم. ولقد أدى مولانا حقوق السياده. وكاتب المملوك مع أنه لا يرغب إلا في الرق لباب علي والدخول في العبودية من باب الزياده. ولما اطلع على ما رقمه مولانا في الحاشية وهو ما لفظه المحب نصير الحسيني. هملت عينه بالدموع ويقل في حب تلك الريحانة ان تهمل بالدماء عيني. وسألت الله أن يجعلني يوم لا يوم من المحشور في زمرتكم الفائزه. المنشورين في نور غرركم يعرفون به فينادون أيها الفرقة الناجية الحار جدك الذي تولى تزويجه البتول فاطر السموات والأرض من حوض الكوثر. واسمع مولى كل من خامر الايمان قلبه ومن طبع الله على قلبه ارتد وتعثر. هذا وكم وكم أقول. وفي الذكر المنزل ما يغني عن النصوص والنقول. وما ذكره مولانا من جهة النجاب. والخبر الذي ضرب بيننا وبينه سوراً إلا أنه ليس له باب. إلى غير ذلك. ومنه ما كتبه إليه مراجعاً وصدره بهذه الأبيات من نظمه وهي أنت نعم النصير في كل نادي ... أنت نعم المولى لكل العباد ذو الأيادي والأيدي أنت جميعاً ... سيد الناس أوحد العباد ولك الارث في الولاء بحق ... في رقاب الورى ليوم التناد لمقال النبيّ في ماء خم ... أنت مولى لمؤمن ذي قياد فتهادي بالطوع قوم ففازوا ... وتمادي الغبيّ في الانتقاد ثم قال النبيّ وال علياً ... يا إلهي فكاد حتف المعاد خص باللعن من تولى عتوّا ... وحشاه مقطع بالعناد شرف شامخ ومجد رفيع ... وافتخار يذيل غلب الهوادي

كنت في الصلب إذ دنا فتدلى ... كنت في الصف في مقر الجلاد ثم من قبل إذ أجبت نداء ... لأ لست الاله في كل وادي من يباريك في السيادة غر ... بمزايا تنير منها الدآدي أو يجاريك في العلوم جهول ... ماله في الفهوم من مستفاد أنت أنت المعروف في كل فضل ... أنت صدر الاصدار والايراد وسوى بينك المنكر جهلاً ... وسواك الضنين بالامداد فابق واسلم لك السلامة دار ... والمثاني من الثنا في ازدياد

كيف لا اثنى على امام فضل جاد وأجاد. أم كيف لا أعني همام نبل لا أعلم غيره البر البحر السجاد. نعم هو السيد المفضال إذا عدت السادات الأجواد. وهو الأيد الفضال إذا مدت الافادات أيدي الأعلام الأطواد. سلسلة مدارج الشرف التي ليس لسدرة عزها منتهى. صلصلة معارج الغرف التي من دونها أزهى الفراقد والسها. نضرة محيا رافع علم الرساله. خضرة محيا شافع السماحة بالبساله. اذفر لطائم النبوه. عبهر شمائم الفتوه. ريحان مشام المكلم من قاب. ريعان مسام العلم فصل الخطاب غربة جبين الامامه. درة ثمين الكرامه. مياد معاطف العلوم. مياس معاً كف الفهوم. نصير كتائب السياده. مصير سحائب السعاده. أرج الشناشن والسجايا. بهج المحاسن والمزايا. السيد الذي أورقت أغصان سيادته في خمائل المعالي. والأيد الذي أورفت أفنان سعادته في الأفلاك العوالي. ومولانا السيد الأعلم. أبو المعالي. نصير الدين ابن مولانا المحقق الأفهم. غياث الدين منصور. أدام الله عزته إلى يوم ينفخ في الصور. آمين. ورد الكتاب. الذي أزهرت أفانينه. وازدهرت دراريه وقوانينه. وما هو إلا روضة بليلة الأدواح. عليلة النسائم والأرواح. سقيت بسلسال البراعه. وبقيت في صلصال البداعه. صدحت حمائم همزاتها على منابر البلاغه. ونفحت شمائم رمزاتها فأخذ للقوة منها بلاغه. سبحان من أفاض على منشيء هذه الرسالة مطارف المعارف. وأسبل على أكناف موشي هذه النسالة لطائف العوارف. مهلاً يا درة التاج من أبناء العواتك. وغرة مستخدمي الأرواح المجردة من الملائك. فما أناملي تتطاول لاجابة من استنزل المشترى وأودعه من كتابه. ولا عواملي تهتز في ميادين اثابة من استخدم عطارد لترجمة خطابه. على رسلك فما أهديتك الانيرات الفلك تتألق. وما أسديت الأشمو ما أذبتها وطبعتها صحائف فهي بأناملك الشريفة تتملق. رجع إلى ذكر حقائقها. وعود إلى شكر شقائقها. إن مرت على ناد قلت هذه إذا فرفضت لطائمها. أو على واد قلت هذا الوادي المقدس تنشقك من أزاهره شمائمها. يا ليت شعري أهذا كتاب أم جنة الخلد ومعانيه الكواعب. أم سماء وألفاظه الكواكب. أم فراديس النعيم وهذا مقيل الحور والملاعب. وهذه المتلوات سحر هاروت الذي هو للعقول خالب. أم شمول يطوف بها ولدان مخلدون بأباريق على الأصاحب. أم سلاف أدب تديرها حور عين كأنهن بيض مكنون. مزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون. لعمري إن لك في أنهار الطرس سبحاً طويلاً. وفي أسحار النفس تقوم الليل إلا قليلاً. جل من أقدرك على إجراء جداول مشارع البيان العذبه وسواك فعدلك في صورة المقتدر على ابتداع خطبة بعد خطبه. ابلست عنادل الفصاحة بسجع حمائمك إبان الربيع. وبخست منادل الخمائل النفاحة لمعطار كلامك الذي سلك في الحكيم ينابيع. حرس الله مشاهد الفضل ومقاعده. ومعاهد الفصل ومعاقده. ببقائك يا سيد الاعلام. وامام أرباب التأليف والإعلام. آمين. وما نوه به مولانا في الحاشيه. من المكارم التي لم تزل للمملوك غاشيه. وبكرائم الاثنية فاشية. وبنمائم الامداح العنبريه واشيه. من الاحجام والاستعجام. والبروز من باب هضم النفس والدخول إلى أجناس البلاغة والآجام. كيف وقد أتى سيدنا بالمعجز الذي يكع عن مباراته فيه المصقع ذو السقاسق. والقرم الذي تنفهق لهاته بالشقاشق. ولا بدع فهو العربي أصلاً. الأدبي جنساً وفصلاً. والمعرفة الذي بالاعتزاء إليه يتعرف المتوغل في الابهام. والعلم الذي تنقشع بمفهوه سحائب الايهام. ولعمري أنه العمدة الذي يخبر عن مكارمه. والصدر الذي تتفرع عنه الأفعال الطيبة وتتعرف عن معالمه. وأما صحة جثمان المملوك فوحق جدك الأجد. ووصيه الأشد الساعد والأسد. فما كأنها كانت إلا منوطة بكتابكم الذي هو برء ساعه. وخطابكم الذي لا أشك أن ملبيه فائز بما لا يفوز به شهود الجمعة والجماعة. كأن الكتاب والشفاء وردا معاً. وكأن مولانا أجابه الله إذ توجه لشفاء المملوك ودعا. نعم وامتثلت لاشارته أولاً بمنع نفسي عن شرب الماء بعد الغذاء قدر ساعتين أو ثلاث. وتقليل المأكول بمقدار مثنى من اللقم وثلاث. إذ المعدة كانت عاجزة عن تحمل الكثير. كالة عن انضاج ما كانت تنضجه غير قادرة على التأثير. والآن بحمد الله إذ ثنيتم عنان العنايه. ولم يتم عنوان الالتفات إلى مربكم والرعايه. فهو في نعمة سابغة المطارف. فياضة الذوارف. وأما شوق

المملوك إلى المثول بساحتكم المخضلة الربا. المعتلة النسائم والصبا. فهو والله كاد أن يماثل الرمال. بل ويتجدد بمعاقد التأكيد كما تتجدد الأعمال. وفي الحقيقة ما أخلفت الوعد بملكي. ولكن الدهر لا يزال يوقفني مواقل التشكي. كيف أقول أم كيف أحكي. وقد نثرت الأقدار درر الاثراء من سلكي. والله تعالى يحفظ مولانا ويديمه. ولطاعته يقيمه. آمين. ومن انشائه أيضاً قوله. يقبل الأرض وفؤاده من لظى هذه الفجائع الهائلة بتسعر. وانهار شؤونه من هذه الوجائع النازلة تتفجر. وجوانحه من لوافج هذه الوقائع القاتلة تكاد تتميز من الغيظ وتتفطر. وأحشاؤه صليت بنار هذه الفادحة الصائلة فأضحى دم السويداء السواد يتقطر. كيف لا وقد عمت مصيبتها البلاد. وشملت نكاية صعوبتها العباد. وانثلم بمكانها بنيان الثغور. وانفصم بزمانها عرى الدواوين والصدور. وحق للمحابر والاقلام. أن تهشم وترمي في البحور. والدفاتر والأرقام أن تحرق وتذر في مهب النكباء والدبور. ولمداد الخط أن يفيض. ولا مداد اللحظ أن يقيض. ولقد أصبح وجه الكورة متسربلاً بشعار العباس. وشق جيب اليراع وسود وجه القرطاس. ونعق غراب البين بعد صدح حمائم الأفراح. وخلت المنازل من تلك الوجوه الصباح. وك إلى المثول بساحتكم المخضلة الربا. المعتلة النسائم والصبا. فهو والله كاد أن يماثل الرمال. بل ويتجدد بمعاقد التأكيد كما تتجدد الأعمال. وفي الحقيقة ما أخلفت الوعد بملكي. ولكن الدهر لا يزال يوقفني مواقل التشكي. كيف أقول أم كيف أحكي. وقد نثرت الأقدار درر الاثراء من سلكي. والله تعالى يحفظ مولانا ويديمه. ولطاعته يقيمه. آمين. ومن انشائه أيضاً قوله. يقبل الأرض وفؤاده من لظى هذه الفجائع الهائلة بتسعر. وانهار شؤونه من هذه الوجائع النازلة تتفجر. وجوانحه من لوافج هذه الوقائع القاتلة تكاد تتميز من الغيظ وتتفطر. وأحشاؤه صليت بنار هذه الفادحة الصائلة فأضحى دم السويداء السواد يتقطر. كيف لا وقد عمت مصيبتها البلاد. وشملت نكاية صعوبتها العباد. وانثلم بمكانها بنيان الثغور. وانفصم بزمانها عرى الدواوين والصدور. وحق للمحابر والاقلام. أن تهشم وترمي في البحور. والدفاتر والأرقام أن تحرق وتذر في مهب النكباء والدبور. ولمداد الخط أن يفيض. ولا مداد اللحظ أن يقيض. ولقد أصبح وجه الكورة متسربلاً بشعار العباس. وشق جيب اليراع وسود وجه القرطاس. ونعق غراب البين بعد صدح حمائم الأفراح. وخلت المنازل من تلك الوجوه الصباح. علينا لك الاسعاد إن كان نافعاً ... بشق قلوب لا بشق جيوب وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ... ولا موجعات القلب حتى تولت وأيم والله لقد تزعزعت لافول ذلك النير أركان الرياسه. وتضعضعت لفقده حيطان البسالة والنفاسه. بوأه الله مقعد صدق عند مليك مقتدر. ولا برحت رشحات سحاب رحمته على مثواه تدر. ولم يبق إلا الأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وآله في الصبر والاحتساب. وتسليم الأمر إلى صاحبه الذي كتب هذا المصرع على الرقاب. وهذا مصاب لم يكن بد من الاصطبار. على تصاريف الزمان الغدار. وطوارق نوائب أدوار الفلك الدوار، إذ من البين الذي لا يشتبه على ذي بصيره. إن الله جعل هذا مآل كل حي ومصيره. سليت خاطري الكئيب بوجودكم المغتنم. وأخمدت نار حزن كان قد شب لظاها واضطرم. ومن شعره قوله في صدر كتاب هذا نظامك أم در بمنتسق ... أم الدراري التي لاحت على الأفق وذا كلامك أم سحر به سلبت ... نهى العقول فتتلو سورة الفلق وذا بيانك أم صهباء شعشعها ... أغن ذو مقلة مكحولة الحدق بتاج كل مليك منه لامعة ... وجيد كل مجيد منه في أنق روض من الزهر والأنوار زاهية ... كأنجم الأفق في اللآلاء والنمق وذي حمائم ألفاظ سجعن ضحى ... على الخمائل غب العارض الغدق رسالة كفراديس الجنان بها ... من كل مؤتلق يلفى ومنتشق كأنما الألفات المائدات بها ... غصون بان على أيد من الورق تعلو منابرها الهمزات صادحة ... كالورق ناحت على الأفنان من حرق

ميماتها كثغور يبتسمن بها ... يزرى على الدر إذ يزهى على العنق فطرسها كبياض الصبح من يقق ... ونقسها كسواد الليل في غسق يا ذا الرسالة قد أرسلت معجزة ... ردت بلاغتها الدعوى من الفرق ويا مليك ذوي الآداب قاطبة ... ويا اماماً هدانا أوضح الطرق من ذا يعارض ما قد صاغ فكرك من ... خلى البيان ومن يقفوك في السبق أنت المجلى بمضمار العلوم إذا ... أضحى قروم أولى التحقيق في قلق صلي أئمة أهل الفضل خلفك يا ... مولى الموالي ورب المنطق الذلق مسلمين لما قد حزت من أدب ... مصدقين بما شرفت من خلق مهلاً فباعى من التقصير في قصر ... وأنت في الطول والاحسان ذو عمق سبحان بارىء هذي الذات من همم ... سبحان فاطر ذا الانسان من علق يا ليت شعري هل شبه يرى لكم ... كلا وربي ولا الأملاك في الخلق عذراً فما فكرتي صوّاغة درراً ... حتى أصوغ لك الأسلاك في نسق واسلم ودم وتعالى في مشيد علا ... تستنزل الشهب للانشا فلم تعق وقوله مخاطباً بعض أكابر عصره لأمر اقتضى ذلك حصل القصد والمنى والمراد ... واستكانت لمجدك الأضداد اسجد الله في عتابك شوساً ... تتقي الأسد بأسها والجلاد وأذلت لك الجدود أناساً ... شيد للمجد في رباهم عماد ثم جاءت إليك طوعاً وكرهاً ... تتهادى حيناً وحيناً تقاد أنت في الشهب ثاقب لا تسامى ... في معاليك حين تثني الوساد لا تبالي بنازل وملمّ ... ولو أن الملمّ سبع شداد ساهراً في طلاب كل منيع ... عزّ نيلاً فلم ينله العباد سهره النفس إن يسمه كميّ ... والطريق السهاد والجسم زاد من يجد بالجنان نال مناه ... والشحيح الجنن عنة يذاد لا تنال العلى بغير العوالي ... لا ولا الحمد يكتسيه الجماد احمد الناس أنت قولاً وفعلاً ... والوفيّ الذمام والمستجاد يا شهاباً بجده حاز جداً ... ومقاماً لغيرة لا يشاد ماز بيني وبين خدني فدم ... ذو سبال يدب فيها القراد ولو أن الذي تحكم فينا ... ألمعيّ لقر منى الفؤاد أنكر المارقون فضل عليّ ... ورماهم إلى الجحيم العناد وحقيق أن البلاء قديم ... وأهالي الفهوم منه تكاد ويولىّ الأمي حكم البرايا ... والبليغ المقال لا يستفاد وولاة الأمور فينا حيارى ... وذوو النقص لا تزال تزاد عادة الدهر أن يؤخر مثلي ... وعلى الأصل جاء هذا المفاد قل لمن يبتغي التفاضل بيني ... ثم بين القضاة هذا الزماد فاقتبس من زنادهم لك ناراً ... أو فدعهم إن لاح منه الرماد ويح دهر لا يعرف الفرق فيه ... بين عيّ وقائل يستجاد هين ما لقيت ما دمت فينا ... ذا عفاف وصح منك الوداد وقوله أيضاً سلام على الدار التي قد تباعدت ... ودمعي على طول الزمان سفوح يعز علينا أن تشط بنا النوى ... ولي عندكم دون البرية روح إذا نسمت من جانب الرمل نفحة ... وفيها عرار للغوير وشيح تذكرتكم والدمع يستر مقلتي ... وقلبي مشوق بالبعاد جريح فقلت ولى من لاعج الوجد زفرة ... لها لوعة تغدو بها وتروح ألا هل يعيد الدهر أيامنا التي ... نعمنا بها والكاشحون نزوح وقوله في صدر كتاب بحق الوفا بالود بالشيمة التي ... عرفتم بها بالجود والكرم الجم

الشيخ عبد الملك بن الشيخ جمال الدين العصامى

بتلك الخصال الأشرفيات بالنهى ... بعزتك العليا على قمة النجم بذاك المحيا الهش بالمنطق الشهي ... بما فيك من خلق رضيّ ومن عزم أجرني من التكليف واقبل تحيتي ... بتقبيل أرض لم تزل منتهى همي فدهري من الاسهاب امنع مانع ... ووقتي عن الاطناب أضيق من سم وماذا عسى في الوصف يبلغ مقولي ... ولو مدت الأقلام من مدد اليم الشيخ عبد الملك بن الشيخ جمال الدين العصامى هو عبد الملك بن جمال الدين بن صد الدين بن عصام الدين الاسفرايني المشهور بالملا عصام صاحب الحاشيه. على الشرح الجديد على الكافيه. والاطول. الذي عارض به المطول. وغيرهما من التصانيف المفيده. والتآليف السديده. وعبد الملك هذا إمام العلوم العربية وعلامها. والمنشورة به في الخافقين أعلامها. والسالك أوضح مسالكها. والمالك لازمتها وابن مالكها. ورد عذب الفضل نهلاً وعلا. وفاز من سهمه بالقدح المعلى. فجدد معني العلم الدريس. ونصب نفسه للاقراء والتدريس. واشتغل بالتصنيف والتأليف. وتخلي عن كل أنيس وأليف. حتى بلغت مؤلفاته الستين. من شرح مفيد ومتن متين. فلقب بخاتمة المحققين. وعد من أرباب الفضل واليقين. إلى زهد وصلاح. وتقوى أشرق نورها في أسرة وجهه ولاح. والمام بالأدب وافر. طلع في أفق الحسان بدره السافر. إلا أن قل ما أعار ذهنه وفكره. غير مسائل العلم التي خلدت في صحائف الأيام ذكره. فمن نظمه قوله مضمناً أهدى لمجلسه الكريم ... فرائداً تهدي إليه كالبحر يمطره السحا ... ب وما له منّ عليه وهو من قول البديع هبة الله الا سطر لأبي أهدى لمجلسه الكريم وإنما ... أهدى له ما حزت من نعمائه كالبحر يمطره السحاب وما له ... فضل عليه لأنه من مائه وما ألطف قول الشيخ جمال الدين بن نباتة على لسان ابريق مضمناً ذلك لي في المحاسن والندى ... خبر يلذّ ويستطاب فأنا وكفى مالكي ... كالبحر يمطره السحاب وأنشدني صاحبنا الشيخ أحمد الجوهري للشيخ عبد الملك المذكور مضمناً بمثر أو فلاسفة وبرش ... تدفوا في الشتاء إذا بردتم وأولها المفضل وهو معنى ... تمثروا في الشتاء إذا اجتمعتم وهو صدر بيت عجزه. وكونوا في المصيف بنات نعش. وكتب إليه القاضي تاج الدين المالكي سائلاً ماذا يقول إمام العصر سيدنا ... ومن لديه يرى التحقيق طالبه في الدار هل جائز تذكير عائدها ... في قولنا مثلاً في الدار صاحبه ومن ابانة همز ابن اراد فهل ... يكون موصوفه إسماً نطالبه أم كونه علماً كاف ولو لقبا ... أو كنية إن أراد الحذف كاتبه أفد فما إن رأينا الحق منخفضاً ... إلا وأنت على التمييز ناصبه فأجاب بقوله يا فاضلاً لم يزل يهدي الفرائد من ... علومه وتروّينا سحائبه تانيثك الدار حتم لا سبيل إلى التذ ... كير فامنع إذا في الدار صاحبه والاسم موصوفه عمم فان لقبا ... أو كنية فارتكاب الحذف واجبه هذا جوابي فاعذر أن ترى خللاً ... فمصدر العجز والتقصير كاتبه لا زلت تاجاً لهامات العلى علماً ... في العلم يجوى بك التحقيق طالبه وكتب هو إلى القاضي المذكور طالباً منه شرح الاستعارات للحلوائي بهذا البيت الفرد منك حلو الآداب يعرف ... لا شك فجدلى بالسّرح للحلوائي فأجابه القاضي بقوله وأرسله صحبة الكتاب يا اماماً علا على الجوزاء ... وهماماً رقى ذري العلياء من إذا رام وصف معنى فقس ... وإذا ما أبان فابن جلاء من إذا رمت مدحه بمقال ... هيبة منه فل حد ذكائي قد طلبتم شرحاً على الاستعا ... رات بدر أضا كصبح الضحاء وبعثتم بيتاً بديع معان ... هو يا سيدي رفيع البناء استعارته فؤادي حلت ... والعلاقات قد ثوت أحشائي

الشيخ محمد بن أحمد المنوفي هو جدي لأمي. ومن ملت به من عريق النسب كمي. إمام الأئمة الشافعيه. ورب

وتحلى بدره عاطل الجي ... د فحلّيت في بروح العلاء ولساني لما تلا لفظه الد ... رّ اكتسى لفظي الحلا بالحلاء فأتاكم عن استعارات قلبي ... مذ بعثنا بالشرح للحلوائي الشيخ محمد بن أحمد المنوفي هو جدي لأمي. ومن ملت به من عريق النسب كمي. إمام الأئمة الشافعيه. ورب الفطنة الألمعيه. ملك للعلوم ذماماً. وتقدم في مقام الفضل إماماً. فصلت الأفاضل خلفه. وظلت الفضائل حلفه. لا يشق له غبار في مضمار سباق. ولا يباريه مبار في اصطباح واغتباق. ولا سوى الأدب والفضل صبوح وغبوق. وهو السابق فيهما ومن عداه مسبوق. وكان قد شد لرحلة الروم ركابه وابله. يريد بسطة كف يستعين بها على قضاء حقوق للعلى قبله. فأسفرت سفرته عن وجوه آماله. وأهب عليه الاقبال نسائم قبوله وشماله. فتلقاه ملكها بأهل ومرحب. وأنزله من ألطافه واسعافه افسح منزل وارحب. ونفحه بنسمات عنايته المسكيه. حتى قلده أكثر المناصب المكيه. فلما عاد قافلاً إلى وطنه. بقضاء أمله ووطره. نصبت له المنون أشراكها في طريقه. وأغصه إذ ساغت له أمانيه بريقه. فتوفي بالشام عام أربع وأربعين وألف. ولا يحضرني الآن من شعره غير ما رأيته منسوباً له بخط سيدي الوالد وهو شعر عتبت على دهري بأفعاله التي ... أضاق بها صدري وأضنى بها جسمي فقال ألم تعلم بأن حوادثي ... إذا أشكلت ردت لمن كان ذا علم وهذان البيتان لا يشيد مثلهما إلا من شاد ربوع الأدب وسارع لاقتناص شوارد القريض وانتدب وهما انموذج براعته وبلاغته. واقتداره على سبك ابريز الكلام وصياغته. وقد صدرتهما وعجزتهما فقلت عتبت على دهري بأفعاله التي ... براني بها برى السهام من الهم ليصرف عني فادحات نوائب ... أضاق بها صدري وأضنى بها جسمي فقال ألم تعلم بأن حوادثي ... وأخطارها اللائي تلم بذى الفهم يضيق بها ذو الجهل ذرعاً وإنما ... إذا أشكلت لمن كان ذا علم ابنه القاضي عبد الجواد المنوفي جواد علم لا يكبو. وحسام فضل لا ينبو. سبق في ميدان الفضل أقرانه. واجتلى من سعد جده ومجده قرانه. ولي القضاء مرة بعد أخرى. فكسى بمنصبه شرفاً وفخراً. وأنفذ الأحكام وأمضاها. وأسخط من خالف الشريعة وأرضاها. ثم تقلد منصب الفتوى. فبرز فيها إلى الغاية القصوى. مع تحليه بالامامة والخطابه. والهمة التي ملأ بها من الثناء وطابه. وكانت له عند شريف مكة المنزلة العليا. والمكانة التي تنافسه فيها الدنيا. ولم يكن يفارقه في حضر ولا سفر. وشهوره ربيع وشهور حساد صفر. وما زال راقياً ذرى العز والجلاله. ساحباً على قمم المعالي أردانه وأذياله. حتى انقضت أيامه وسنونه. ودعاه داعي الأجل فأجاب منونه. فتوفى خامس شوال سنة ثمان وستين وألف بالطائف الميمون ودفن به. وأما أدبه فروض تبسمت أزهاره. وجرت بسلسبيل الاحسان أنهاره. تحسد النثرة نثره. وتغبط الشعرى شعره. فمن نثره ونظمه ما راجع به الوالد من مكة المشرفة وهو بالطائف سنة إحدى وخمسين وألف صورته يا ابن الأئمة من ذؤابة هاشم ... شرف سما بفروعه وأصوله ماذا يقول المادحون وقد أتى ... بمديحك القرآن في تنزيله أقبّل الأرض من بُعدٍ وإن سمحت ... له الليالي بقرب قبّل القدما وأنهى إلى حضرته العلية التي هي قطب دائرة الكمال محط الرحال. ومحيط بحور الشعر الذي هو السحر الحلال. لا زالت الفضلاء تستمد من عناياته. وتقابل نسخ المعارف على صقيل مرآته. آمين. أنه وصل إلى العبد الداعي النظم الرائق. واتصل بشاكر جميل تلك المساعي النظام الفائق. الذي نثر من أسرار أوصافكم درراً. ونشر من آثار أنصافكم حبراً. فسرح الناظر طرفه في در منثوره. فتمتع في أنيق رياض سطوره. فلم يدر أروض نشر فروع ورد وعبهر. أم يلد بليغ رصعت عقود در وجوهر. فارتشف من زلال أسراره. ما زاده إخلاصاً وتمكيناً. وتحقق صدق ما قيل ورب غراء لم تنظم قلائدها ... إلا لتحمد فيها الهاشميينا أغناهم عن صفات المادحين لهم ... مدائح الله في طه وياسينا

إن ادّعوا جاءت الدنيا مصدقة ... وإن دعوا قالت الأيام آمينا لا زالت فضائلكم على منصات عرائس الفوائد تجلى. ولا برحت فواضلكم على منابر جوامع مجامع الذكر تنشر وتتلى قسماً بما أوليت من حسن الشيم ... وجنيت من غرر المعارف والهمم لم أرض من اكبار نظمك عندما ... قابلته أني أقبله بغم بل صغته تاجاً لمفرق جبهتي ... ووضعته حاشاه من وضع علم وبدت بديهتي العجولة إذ زهت ... بعلاه قائلة تفاءل من نظم هذا نظام الدين فزت بنظمته ... أم سجع قمري نعمت بنغمته أم زهر نسرين تدلى نوره ... فسرى النسيم لنا بطيّب نفحته أم جيب غزلان اللوى والمنحنى ... أبدى ضياء الفجر أبيض صفحته أم وجه ليلي العامرية أسفرت ... لما بدت ليلاً براقع غرته أم شامة المحبوب في وجناته ... شامت بروقاً أو مضت عن طرته أم نقش معصم ذات حسن أبرزت ... بيض الليالي في دياجي خضرته أم سمط ياقوت بسلك دمقسه ... بهر العقول بدائع في صنعته أم نظم مولى راق إذ فاق الورى ... بكمال ما أوتيه موشى رقعته نظم إذا ما دار كاس سلافه ... في رأسي الراسي سكرت بخمرته نظم إذا ما فاح نشر عبيره ... بين الورى عبق الوجود بعطرته غنى به ركب الحجاز وزمزمت ... بين الصفا أهل الصفا ومروته وحدت به وفاد موشى طرسه ... فبدت تخبرنا عالي رفعته هو مجمع البحرين بحر حقائق ... ومحيط كنز الفقه صدر شريعته مغنى اللبيب بفضله وبفهمه ... يسرى إليه منه سرّ سريرته وخلاصة الفضلاء عمدتهم إذا ... ما أشكل الأشكال كشف حقيقته ومساعد النبلا بكشف غوامض ... كشفت على عالي علىّ قريحته نجني الفواكه من رياض قد نمت ... وتنمنمت في روض رائض روضته شرح الصدور ينال من تلقائه ... وشفاؤها منه بلامع فطنته لا أستطيع لفضله وصفاً ولو ... بالغت في مدحي ببالغ مدحته خمدت صحاح الفكر إذ ألفيته ... قاوس فضل فاز منه ببلغته فحجلت أن أبدي نظامي عنده ... وخشيت منه أن يبوأ بخجلته لكن هجمت على فواضل فضله ... وجعلته هدياً لعالي حضرته لا زال للطلاب خير مؤمل ... فينال كل منه كامل بغيته تبدي له الأيام رونق صفوها ... وتنيله ما رام من أمنيته ما سجع القمري فوق إراكة ... وترنم العصفور وسط أريكته نعتذر لسيدنا فيما أبديناه من هذيان تمجه المسامع ولا لقبله الطباع فغايته الحيلة على تحريك سلاسل مراسلاتكم العذبة لتتشرف بالنظر إليها العيون وتتشنف بسماعها الأسماع. يسر الله لكم العود إلى أشرف البقاع ومتعنا بمشاهدة تلك الطلعة الشريفة المتفق على شرفها الاجماع. والله يبقى المولى ومقامه مقام إبراهيم رزقاً وأماناً. محفوظاً ومحروساً مؤيداً بالله معاناً. مصوناً في الخمس من الست بالسبع. عالياً مكانه علو الشمس وحماه المفرد محفوظ وما حواه من سالم الجمع. آمين. وقد وصل ما تفضل به مولانا وكان من أعز ما وصل. وحصل به من أنواع المسرة والفرح ما حصل فالله تعالى يجزل لسيدنا المنه. ويطعمه بعد العمر الطويل من ثمار الجنه. والأيادي الكريمة والاقدام. مقبلة على الدوام والسلام. حرر في 22 ثاني الربيعين لسنة 105 وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم. فراجعه سيدي الوالد عن هذه القصيدة بقوله يا طائراً أشجي الفؤاد بنغمته ... ما هاج نوحك يا هتوف بدمنته هل هبت الأرواح من ذي ضارج ... أم ذا نسيم الغور عاد بنفحته أم قد ذكرت فروع بانات الحمى ... وتجاوب الأطيار فيه بسحرته إذ رحت تذكرني بلحن مسجع ... زمناً حويت الأنس فيه برمته

زمناً أطعت الغيّ فيه وطالما ... عاد العذول مكنباً في غصته زمناً قضيت من الحبيب لبانتي ... وجنيت ورداً فائقاً من وجنته وغديت أسحب في ميادين الهوى ... برد الشباب كرائق من سفرته في كل وقت ألثم القمر الذي ... بهر الشموس بنوره وبطلعته وأقبل الزند الذي شبهته ... في نقشه الباهي وكامل بهجته ببديع طرس مستنير لفظه ... جمع المعاني والبيان بصنعته فكأنه سحر لهاروت غدا ... يسبي العقول بسبكه وبرقته خلت الكواكب أنزلت من أفقها ... كيما تعود قلائداً في لبته أم بدرها العالي تذلل خاضعاً ... حتى تراءى غرة في جبهته إذ كان منشيه وصائغ حليه ... علم الأئمة كالشهاب بلمعته زاكي الشمائل والخصائل منيع ... للفضل والأفضال زاخر لجته مفتاح أبواب المكارم والهدى ... نفاح أرواح العبير بشيمته ومهذب الأخلاف أوار الهدى ... حاوي العلوم معظم في رتبته ارشاد غاويها ومنهاج الذي ... منها تعمس فاستنار بفكرته كشاف مشكلها وقاضي حقها ... مصباح عيهبها روائق فطنته وجواهر البحر المحيط فرائد ... سمحت بها أنظار عالي فطرته ومقلد الأعناق أطواق الندى ... من جوده الوافي ووافر منحته ماذا أقول مجاوباً عن محكم ... حار البليغ لما رأى من فطنته فالعجز درك حيث عز مناله ... من كل ذي أدب سما في همته لكنني أظهرت عيّي راجياً ... كتمانه كيلا يبوأ بخجلته ومؤملاً ستر القبيح بفضل من ... حاز الكمال بذاته وبشيمته فاستر على العبد المؤمل صفحكم ... كرماً وفضلاً ما بدا من زلته لا زلت توليني الجميل تكرماً ... وتنال من ذي العرش أوفر نعمته ما لاح برق في الدجى أو غرد ال ... شحرور وهنا في بواسق دوحته ومن شعر القاضي المذكور قوله مادحاً سلطان الحرمين الشريفين. زيد بن محسن ابن الحسين. ومهنئاً له بالظفر بأهل غمد وهي من غرر القصائد الطنانة العز تحت ظلال السمر والقضب ... يوم الوغى ومساعي البيض لم تخب والعزم ما خضعت صعب الرقاب له ... صغراً وصارت به الأفكار في تعب والحزم ما دان صعباً عز مدركه ... وما بنى شرفاً يبقى مدى الحقب ما عز غير فتى عضب يقوم إذا ... نام العدا ويقدّ العصب أن يثب ولا اجتنى العز من أفنان مثمرة ... بالهام في ماقط من جحفل لجب إلا امرؤ همه كسب العلا وله ... سعى يقصر عنه كل ذي حسب قد طلقت للوغى أجفانه وسناً ... وسن حداً وجاز الحد في الطلب ذو غرة كغرار السيف ماضية ... وهمة في العلا تسمو على الشهب مثل الشريف أبي عجلان من شرفت ... به المعالي ونالت منتهى الأرب أبي الحسين يمين الملك ساعده ... شريف مكة عالي المجد والحسب حامي حمى الحرم الأعلى وطيبته ... زيد بن محسن رجوى كل ذي طلب خير الملوك وخير الناس قاطبة ... روح الزمان وروح الواهن الوصب الأشرف النسب ابن الأشرف النسب ابن ... الأشرف النسب ابن الأشرف النسب الهاشمي الذي سارت مكارمه ... سير الكواكب في عجم وفي عرب ملك إذا ثوّب الداعي وقد لقحت ... حرب اجاب ونار الحرب في لهب ملك إذا ما بدا في الناس بارقه ... اربي نداه على الهطالة السحب ملك إذا راية يوم الفخار سمت ... سمالها وعليها غير محتجب

ذو المجد كالمجد ما زادت قواضبه ... أرضاً وأبقت عليها غير منتخب ينال بالسعد إن عدت مفاخر من ... بالسعي نال مرامات ولم يخب يرى العواقب في مرآة فكره ... عيناً فيدرك مرمى كل مطلب تقضي كل مهج الأعداء رؤيته ... بصارم من نجيع القوم مختضب ويمتطى كأهل العليا على مهل ... إذا سعى غيره أوجد في الخبب عزت مساعيه عن إدراك طالبها ... إن السعادة شيء غير مكتسب رقى إلى غاية في المجد سامية ... ورتبة فذّة نافت على الرتب ما زال يسمو لها والله يسعفه ... بما أراد على أمن بلا رهب حتى أتت نحوه تسعى مطالبه ... فنالها لأعلى خيل ولا نجب فقام بالأمر شهماً دارعاً بطلاً ... ممنعاً برقاق البيض واليلب بنى ربوع المعالي بعد ما انهدمت ... وشادها بكمال الفضل والأدب ونال باللين ما أعيا تطلبه الملوك ... دهراً وما نالوا سوى التعب يلقى العدوّ بوجه مسفر طلق ... فيستحيل ولا يلجبه للغضب إذا أتاه عثور عف عن كرم ... عنه إذا تاب تحقيقاً ولم يؤب أكرم به من مليك سيد سند ... بالحلم مشتمل باللطف منتقب عليه من شيم المختار عارفة ... تغنى علاه عن الأمداح والخطب فخراً وعزا بنى الزهراء إن لكم ... بفضله نسبة من أفضل النسب يا ابن الملوك الأولى أرسوا ممالكهم ... على قواعد أعيت كل منتدب لما حموها بأطراف الأسنة عن ... من ليس كفؤاً من الأطراف والوشب واصدروا البيض حمراً بعدما وردت ... من العدا كل شيخ أسود وصبي حتى غدت ملة الاسلام وهي بهم ... مكفولة أبداً منهم بخير أب لله درك من حام ومن بطل ... وخير نجل لخير العجم والعرب أوصافك الغر في بأس وفي كرم ... تنوّعت بين طعم الصبر والضرب عقل وحلم واقدام وهزقنا ... في مجمع حفل أو محفل لجب الضيف والسيف في سلم ويوم وغى ... ترجى وتخشى لبذل أو لدى غضب غضنفر جسد في مأزق حسد ... وفي السماحة غيث سح بالذهب لو شئت قلت وخير القول أصدقه ... البئر بئري وإن الماء ماء أبي فدم وجد واسم واسلم واستقم وعلى ... كيد العدو أقم وأحكم وطل وطب وليهنك الفتح والنصر المبين على ... أعدائك الغبر أهل الشر والشغب لما عصوك وعقبي الصبر كافلة ... نيل النجاح ونيل السؤل والارب صبرت صبر كريم قادر يقظ ... مدبر أمره بالحزم محتزب وجئتهم بخميس لواتيت به ... حنود عاد لعادوا منه في تعب في مقنب من عتاق الخيل ذي رهج ... مدرع بدروع الروع والرعب وفتية ألفوا حرّ المصاع به ... كأنهم تحت ظل السمر في قبب من سادة قادة شم غطارفة ... من آلك الغر أهل المجد والحسب بيض الوجوه جحاجيح لهم أنف ... عن أن يقيموا على ضيم ولا نصب شم الأنوف من القوم الذين هم ... وما لهم في سوى العلياء من أرب تفرعت عن صميم المجد دوحتهم ... من معدن الوحي مثوى خير كل نبي معنى الرسالة مغناهم ومعهدهم ... أعظم بذلك من بيت ومن سبب فحين شاموا جيوش النصر مقبلة ... شانوا ديارهم بالحتف والخرب وقوّضوا خيم التسليم وأشجعوا ... غمداً وما استعصم المسلوب بالسلب

وشجعوا أنفساً منهم قد امتلأت ... جبنا وظنوا بان الظن لم يخب ظنوا بأن الجبال الشم نافعة ... وإنهم فئة غلب ذوو غلب فخيب الله ما ظنوا وقد خذلوا ... حقاً ولم يجدوا منجاً سوى الهرب قلوبهم خشيت أبصارهم عميت ... شاهت وجوههم خوفاً من العطب سطا بهم فتراهم ذا يفر وذا ... غدا يقر بما لاقاه من شجب أين المفر وخيل الله طالبة ... والسعد يغتالهم كالصيد من كتب فمن يبلغ عني غير معتذر ... سكان غمد مقالاً ليس بالكذب بني عفيف وعبساً ثم خلفهم ... ثقيف ترعة من ناءٍ ومقترب ما أنتم والمعالي يا بني لكعٍ ... ونسل حجاج شرابن وشرأب ما أنتم وقراع البيض يوم وغى ... في مقنب حفل أو محفل لجب أتحسبون الوغي حرثاً بمزرعة ... أو سقى أرض بها شيء من العنب حتى وطئتم على ذل ومنقصة ... مواضياً ما لكم فيهن من ذرب وقمتم قومة الشيطان في منع ... من قنّة لا على أمن وفي رعب ان تنكروا لأبي عجلان فرسته ... فيكم وفيمن مضى منكم مدي الحقب سلوا مواضيه عن أبناء عمكم ... ثقيف يوم لقيتم معشر الوشب تنبيكم كيف ناشتهم بواتره ... عن دارهم نوش قرم دارع ذرب ما زال يركض مع أبنا أبيه بها ... والنصر يقدم معواناً على النوب حتى إذا أينعت للقطف ارؤسهم ... وحان بالسيف منهم منتهى النجب أمست ديارهم للوحش معتركاً ... وأصبح الرأس منهم موضع الذنب سلوا الحريبة عن صبح ووقعته ... وقت الضحى ومثار النقع في الكثب لما تعدوا على شاووش خلعته ... ونابذوه ولم يخشوه في العقب فدكهم بخميس لو تدك به ... هضاب رضوى لعادت منه في خرب حتى استقامت له فيهم أوامره ... بالسيف واستنقذ الأرواح بالنشب سلوا بجيلة عما كان في نضد ... فوقعة الرجل ترميكم على الركب نسيتم أو تناسيتم وقائعه ... وقرعه البيض بالخطية السلب هلا رجعتم وتبتم قبل سطوته ... فيكم وسرتم إلى علياه في رغب وسقتم المال في مرضاته فعسى ... يفضي قليلاً ومن للقرع بالزغب فللحروب رجال يعرفون بها ... وللدواوين حساب ذوو كتب لكنكم حين أيقنتم بفرسته ... حقيقة واستلاب الروح والعقب وشمتم الذبح في أخلافكم وغدت ... ديارهم مأتماً للويل والحرب وأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم ... وكل منجدل منهم ومنتحب لنتم إليه وجئتم باذلين له ... طوعاً على رهب من أخذة الريب فجاد بالعفو إحساناً ومكرمة ... عن اقتدار وما هذا من العجب فما القضاء بكم يشفى ضمائره ... إن القضاء من الأكفاء في الطلب والعفو عن مجرم من بعد مقدرة ... والصفح عن ذنبه نوع من القرب فدتك نفسي أبا عجلان من ملك ... ترى المكارم فيه علة السبب مننت بالعفو مذ دانوا إليك ولو ... دانوا سواك إليه الدهر لم يجب فحزت فيهم ثواب العفو عن كرم ... وفزت بالنصر والآمال والأرب فلا برحت قرير العين في دعة ... مبلغاً ظافراً بالسعد كل أبي وأنت ملك بفعل الخير تأمر من ... بغى وتنهاه عن شر وعن شغب مؤيداً برسول الله جدك والولي ... وابنيه والزهرا وكل نبي

ما فاز بالنصر من رب السما ملك ... وحاز بغيته عفواً بلا تعب وأصبحت ألسن الأفراح منشدة ... العز تحت ظلال السمر والقضب وقوله مؤرخاً هذا الظفر نزلوا بغمد أهل ترعة إذ أتى ... شرف الملوك أبو علي وانتدب زعموا بأنهم إذا نزلوا به ... أنجاهم والدهر يغلب إن طلب وتحركوا خوفاً وظنوا إنه ... إن حاربوا عاف القتال وما حرب فدعاهم للصلح واستدعى بهم ... فأبوا فأرسل نحوهم جيش الطلب فجفوا منازلهم وخلوا دورهم ... قفراء خالية وجدوا في الهرب فنحاهم جند الشريف ونكلوا ... بهم وأبقوا كل دار في خرب فاستصغروا ذلاً وعز شريفنا ... فلذا أتى تاريخه زيد غلب ومن شعره قوله أيضاً أتزعم أنك الخدن المفدي ... وأنت مصادق أعداي حقا إليّ إليّ فاجعلني صديقاً ... وصادق من أصادقه محقا وجانب من أعاديه إذا ما ... أردت تكون لي خدنا وتبقى وهو ينظر إلى قول الأول إذا وافى صديقك من تعادي ... فقد عاداك وانقطع الكلام وما أحسن قول الآخر تريدين أن أرضى وترضي وتمسكي ... زمامي ما عشنا معاً وعناني إذن أبصري الدنيا بعيني واسمعي ... بأذني فيها وانطقي بلساني

القاضي تاج الدين بن أحمد بن إبراهيم المالكي المكي

القاضي تاج الدين بن أحمد بن إبراهيم المالكي المكي فاضل طوى على الفضل أديمه. وأديب نش به من الأدب حديثه وقديمه. فاستخدم من الكلام حره ورقيقه. وأصبح وهو القاضي الفاضل على الحقيقه. طلعت شمس محتده من المغرب. وطارت بنظيره عند كمال بدره عنقاء مغرب. فلم يكن في آخر الوقت من علماء الحرمين من يجاريه أو يباريه. فأقر بوحدانيته في الأدب لسان القلم وهو باريه. نظم ونثر. وأحسن العين والأثر. فدبج الطروس بوشي يراعه. وأبهج النفوس بحسن اختراعه. إلى دماثة أخلاق تستنير بها الليالي الجون. وطيب شيم أرجت نفحته أرجاء الصفا والحجون. وكان امام المالكية بالمسجد الحرام. ومرجعهم في مسائل الحلال والحرام. وقد رأيته بمكة شرفها الله تعالى. وهو كافوري الشعر مسكي الثناء. يبهر العيون والقلوب سنا وسناء. ولم يزل في جاه وجيه. وعز لا يقنط مرتجيه. حتى وافته منيته. وانقطعت من الحياة أمنيته. فتوفى سحر يوم الخميس لثمان مضين من شهر ربيع الأول عام ست وستين وألف وحضرت الصلاة عليه وشيعت جنازته مع جميع أكابر مكة المعظمة إلى مدفنه ودفن بالمعلاة عصر ذلك اليوم. وها أنا مورد من سجعه وقريضه. ما يقصر طويل القول عن نعته وتقريظه. فمن انشائه ما كتبه عن لسان سلطان مكة المشرفة الشريف زيد بن محسن إلى مولانا السلطان خلد الله ملكه. وأجرى في بحار النصر فلكه. في شان الوالد عام دخوله الديار الهنديه. وكان قد تكرر من مولانا السلطان طلب إرسال الوالد إلى حضرته من الشريف المذكور ونصه ما صدع خطيب اليراعه. ولا صدح عندليب البراعه. بأحسن من سلام يغدو من أهله إلى محله. ويبلغ بلوغ الهدى الواجب إلى محله. مشفوعاً بثناء ينفح عند نشره الوجود. ويفضح ببشره الروض المجود. يتلوهما بث اشتياق ووداد. واخلاص واتحاد. إلى الحضرة التي شيد على أساس العز بنيان مجدها. وأشرق في أوج الجلالة طالع سعدها. والذات التي هي جوهرة تاج الملك. وواسطة عقد ذلك السلك. خلاصة الملوك الذين خفقت على مفارقهم البنود. وتشرفت بالسير في ركابهم العساكر والجنود. وخضعت لهيبتهم الضواري من الأسود. وتواضع لجلالتهم السيد والمسود. حائز فضيلتي الفخر والجلاله. وحاوي منقبتي الكرم والبساله. ووارث العظمة التي لم يك يصلح إلا لها ولم تك تصلح الإله. وراقي معارج المجد الذي جر على المجرة أذياله. ومجرى أنهار الكرم التي واردها لا يظما. وناظم شمل المعاني التي أعجز البلغاء وصفها نثراً ونظماً. مولانا السلطان أبو المظفر عبد الله قطب شاه لا زالت رايات إقباله منشوره. ولا برحت آيات إجلاله على صفحات الدهر مسطوره. وبعد فان السيد الجليل. العريق الأصيل. الفائز عند الاستهام على الفضائل بالقدح المعلى. القائم على قدم أسلافه في سلوك الطريق المثلى. ذا القدم الراسخ في جميع العلوم. السيد الجليل أحمد بن معصوم. هو كما علمتم قد غذى لبان الفخر والجلاله. وورث العلوم عن غير كلاله. وروى حديث العظمة عن أسلافه بالسند الموصول. وبهر العقول في المعقول والمنقول. ومهر في تحقيق العلوم. وملك أزمة المنثور والمنظوم. وجمع ذلك إلى ما اتصف به من شرف النسب. واحتوى على طرفي الكمال الغريزي والمكتسب. فهو الذي إن افتخر بنفسه كان له منها عليها شواهد لكل راء وسامع. أو إن فاخر بآبائه قال أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع وقد أحلته فضائله لدينا من المكانة أعلى مكان وأرفع محله. وحلته أوصافه وشمائله بحلى الكمال الذي احتسى به منا صفوة الاصطفاء واكتسى به حلة الخله. بحيث كنا لا تخطر مفارقتنا له في الأوهام. ولا نجوز أن نتصور بعده عنا ولو في الأحلام. ولكن لما تكرر الطلب منكم له المرة بعد المره. وفهمنا الرغبة منكم في وفوده على تلك الحضره. وعلمنا أن تصوركم لصورة أدبه وكماله لا ينفك عن التصديق. وتحققنا إن مقدمات أفضاله وفضائله لمقدمة لديكم بديهية الانتاج لكونها مسلمة بالتحقيق. وجزمنا بأن الخبر عند ملاقاتكم له سيصغر الخبر. وإن الأذن لم تكن سمعت بأحسن مما قد رآه البصر. سمحنا له بالتوجه إلى ذلك السوح المعشب المراد. والنادي الذي يبلغ الأرب مريده فكيف بمن كان هو المراد. فالمأمول مقابلته بما يجب له من الاجلال. ومعاملته بما يقتضيه ما اشتمل عليه من كرم الصفات والخلال. بحيث يكون لديكم في منزلة دونها السها. ورتبة ليس وراءها منتهى.

ومنه ما كتبه عن لسان الشريف المذكور أيضاً إلى السيد محمد بن الحسن القائم بالدعوة في الديار اليمنية وقد أجاد ما وشى. في هذا الانشا. ما روضة غناء جادها الغمام. وسجع على أفنانها الحمام. وتفتقت فيها كمائم الزهر. وتبخترت فيها نسائم السحر. وتمايلت أغصانها. وتمايدت أفنانها. وجرت في جداولها الأنهار. وشدت في خلالها بلابل الأطيار. بأطيب أرجا. وأطرب هزجا. من صفات مولانا حين تنفح روائحها. وترنم صوادحها. بأنه الذي أوتي من الكمال ما لوحظى به البدر لما سيم بالخسوف. أو الشمس لما تطرقت غليها أيدي الكسوف. وحاز من الشمائل ما لو حوته الشمول لما شينت بالتحريم. أو تمسكت بأذياله القبول لما فضلها النسيم. وحوى من الفضائل ما تشتت. وفصم قلوب الحساد وفتت. فكسيت أعطافه حلة الشرفين. وجمع بين طرفيها المستظرفين. فأضحي واسطة عقد آل بيت النبوة. ورابطة قضايا المكارم والفتوه. واعترف بالعجز عن أوصافه أرباب الفصاحة واللسن. مولانا الامام محمد بن الحسن. أدام الله سعوده. وجدد في معارج المعالي صعوده. اهداء نوافح السلام المبثوثه. وارجاء ركائب الشوق المحثوثه. فقد ورد الكتاب المحمدي الفائق بسبكه وصياغته. فآمنت به البلغاء ولا بدع في الايمان بالكتاب المحمدي وبلاغته. وكيف لا يفوق صنعاً. وهو من وشى صنعا. وموشيه البليغ الذي اعترف له خطيب عكاظ. ومنشيه الفصيح الذي استعبد حر المعاني ورقيق الألفاظ. ولعمري إنه لروض تفاوحت عباهره. وكست النسيم طيباً أزاهره. وسقت غرائسه أنهار الاخلاص. وزفت عرائسه في حبر الاختصاص. وجلاها على كفئها خير أب. بمقتضى ما أشار إليه مولانا من الاتحاد في النسب. والتحلي بحمد الله بفضيلته التي لا تكتسب. فيا حبذا ذلك الاتحاد والاتفاق. والتساوي عند الاستباق. شعر ما بيننا يوم الفخار تفاوت ... أبدا كلانا معرق ومطوق وهذا جرياً على مقتضى الظاهر وسياق الكلام. والافانك المقدم في محراب الجلالة تقدم الامام. والسلام.

ومنه ما كتبه عن لسان مولانا الشريف المذكور أيضاً إلى سيدي الوالد مراجعاً ومعزياً له في والدته الشريفه المرحومة واتفقت وفاتها ليلة الاثنين لسبع عشرة خلون من جمادي الأولى سنة اثنين وستين وألف رحمها الله تعالى بعد إهداء سلام يتبخبر النسيم من عطره في غلاله. ويتعنبر كافور البطاح إذا جر عليه أذياله. إلى من تفرع من دوحة العظمة والجلاله. وترعرع في روضة سقاها المبدأ الفياض سلسبيل الفضل وسلساله. وتطلع في مرآة الزمان فرأى مثاله. ولم ير فيها أمثاله. فلا جرم لو كان العلم في الثريا لقال أناله فناله. ولا غرو إذا أقر الضد لسموه بقصوره عن أن يناله. كيف لا وهو الذي كسيت أعطافه حلة الشرفين فنشأت فيهما مختاله. وأضحى نسيب الطرفين أباً وعماً وأماً وخاله. وأحاطت بنير شهابه من ضياء العلوم هاله. وود البدر انهاله. السيد السند الأمجد الذي كمل الله كماله. الأمير نظام الدين أحمد. أدام الله إقباله. وبلغه من خيري الدنيا والآخرة آماله. وبعد فلا يخفاكم إن الله خلق النوع الانساني وقدر آجاله. ولم يجعل الخلد لبشر فليس البقاء والدوام الإله وجعل أعظم دليل يتاسى به المصاب وفاة خاتم النبوة والرساله. ولما كان ممن حان موافاة أجله وقدر الله انتقاله. الشريفة المدفونة قبل الترب في كرم الخلال صيلة وجلاله. الوالدة التي تفرعت من أزكي عنصر وتفرع منها أطي بسلاله. أجابت داعي الله وآثرت نزله ونواله. فأعظم الله لكم فيها الأجر وأفاض عليها سحائب غفرانه الهطاله. وأفرغ على فؤادكم ملابس الصبر وقضي لعمركم بالاطاله. وأدام لكم الصحة المشعر بها كتابكم الذي اشتمل من بديع البيان على سلافة وترك لسواه جرياً له. واحتوى على زلال المعاني وأبقى لما عداه الحثاله. ففهمنا مضمونه منطوقاً ودلاله. وسررنا بما احتوى عليه من كونكم تتفيؤن من روض الصحة والسرور ظلاله. وما ذكرتموه من وصول هديتنا إلى ناشر لواء العداله وحائز فضيلتي الكرم والبساله. ومقابلتها بالقبول من المهدي له. فذلك المأمول من مكارم أخلاقه أدام الله أفضاله. وعرفتم بوصول الحصان المرسل منا إليكم. فجعله الله مركوب المعزة التي لا تزال سابغة عليكم. وما أشرتم إليه من تشوقكم إلى المشاعر المكيه. والأباطح المسكيه. وتشوقكم للاجتماع بنا في تلك الأماكن الزكية. فالله تبارك وتعالى في حضرة قدسه. يختار للعبد ما لا يختاره لنفسه. ونرجو أن يختار لكم ما هو الأولى. في الآخرة والأولى. والسلام. ومنه ما كتبه إلى الوالد أيضاً يا نسيماً يفوق نسمة نجد ... طالما هجت لي غرامي ووجدي ولقد رابني شذاك فبالله ... متى عهده باطلال هند

ربما ظن من ليس له طبع وزان. إن رتبة بيدقه في رقعة الاعتراض رتبة الغرزان فبادر بالملام. واعترض بأن المقام يستدعى تحلية هند بالألف واللام. فكأني أنظر إلى مولانا وهو يبين له خطأ ظنه. ويعين له بإقامة الوزن سقوط وزنه. ويجرعه مرارة تلك التحليه. ويذيقه حلاوة هاتيك التخليه. ولما كان هذا العاثر ومثله لا يقال. تصورت إن المولي يتبع المقال السابق بلا يقال. إن هند كناية عن المخصوص بالوداد. لما علم قصد المحبين بمثل دعد وزينب وسعاد. لأنا نقول طريقتهم التي لا انقضاض لها ولا انتكاث. الكناية بتلك الأسماء عن المخصوص بالوداد من الاناث. اللهم إلا أن يقال نزل البيت منزلة الأمثال. التي لا تغير عند الاستعمال. فيمكن حينئذ أن نسلم. كما يمكن أن نريد بهند القطر المعروف مضافاً لياء المتكلم. وتكون الاضافة حينئذ لدنى ملابسه. والمعنى على هذا غير خاف على من له علم بأحوال القلوب وممارسه. ولما انتهى تصوري لكلام ذلك النحرير. وما أراده وأورده من الرد والتقرير. أفقت من سكرة التصور والتصوير وعلمت إني جنيت بتقديم ما حقه التأخير. واستغفرت من وقوع الحاجب. عن تقديم ما هو الواجب. من تقبيل أياديك. وإهداء شريف التحية لناديك. وبذل الدعاء لك وعلى أعاديك. وبث الشوق الذي طما بحره. والأسف على الشمل الذي تحلي بالعطل نحره. على أني أعتقد أن سيدنا الذي هو بطرق البلاغة أدري. يقيم للمملوك بقصد التفنن في التعبير عذراً ويرفع عن وجوه استحسان ذلك ستراً. ولا أقول يسبل ستراً. أدام الله تعالى ذاتك للأيام شمساً ولليالي بدراً. وأطلع نجوم سعادتك في سماء المعالي زهراً. والسلام. ومنه ما كتبه إلى الشيخ محمد بن حكيم الملك وهو باليمن وصدره بهذه الأبيات من شعره ألا أيها الركب اليمانون عرجوا ... علينا فقد أضحى هواناً يمانيا هلموا فلو أني استطعت لزرتكم ... وحق أكيد الود رجلان حافيا ولكن عدت عن ذاك بل عن كتابتي ... إليك عواد أمرها ليس خافيا أقم بجميل الظن لي عذر مخلص ... فإن عهود الود منى كما هيا وإن عز شرحي ما لقيت من الأسى ... فهذا لسان الحال قام مناجيا فحث مطايا الحزم في العزم نحونا ... سراعاً لعل الله يدني التدانيا فقد يجمع الله الشتيتين بعد ما ... يظنان كل الظن أن لا تلاقيا يا مولانا شغلني البداءة بالأهم من استجلابك. وافهام ما هو الواجب لك والأولى بك. عن رد السلام. واداء الواجب من تقبيل أياديك الكرام فشغلت عن رد السلا ... م فكان شغلي عنك بك

فأهدي بعد أداء الفرض. من تقبيل الأرض. ثناء كالروض المجود. وسلاماً يتأرج منه الوجود. وأنهى ما من الله به سبحانه وتعالى بعد تلك الشدائد. من تداركه بجزيل فضله وجميل العوائد. وكان من أجل ذلك خبر سلامة مولانا وبقائه. رافلاً في مطارف عزه وارتقائه. والتباشر بقدومه ووصوله. وبلوغ المرام وحصوله. وطالما أجلسا الافهام. وأحلنا الأوهام. في سبب تأخير الوصول. فنقع بعد تحصيل الحاصل على غير محصول. لا سيما بعد أن صدرت إليكم الكتب الجالبه. ولكن مقادير الله تعالى هي الغالبه. والغائب حجته راجحه. ومحجته في التأنى واضحه. وإن سألتم عن حال الأولاد والعيال. فهم في أسر حال وأنعم بال. مشمولين بنظر سيدنا ومولانا الحرز المنيع. والكهف الرفيع. والمقام الباذخ. والمرام الشامخ. مولانا السيد رضوان. المقلد بمآثره جيد الزمان. أمتع الله الوجود بحياته. ولا أخلى من شريف ذاته. فإنه يا مولانا قد فعل الفعل الذي يبقى ذكره. ويؤرج الأرجاء نشره. وأربى على من سبقه من الكرماء الأوائل. وطار صيت ثنائه في العشائر والقبائل. لم يترك طريقاً من طرق الامكان إلا سلكه. ولا وجهاً من وجوه الاجتهاد إلا استدركه. وبذل فيما يعود نفعه عليكم الرغائب. والحاضر يرى ما لا يرى الغائب وبالجملة فقد سعي في أمركم سعي الأب الشفوق. في مصالح الولد البار البري من العقوق. فنسأل الله تعالى أن يخلد سعادته. ويؤيد سيادته. ويفتح له أبواب الخير ويقيه كل مكروه وضير. وإن سألتم عن المملوك فهو بحمد الله بخير وعافيه. ونعمة من الله ضافيه. بعد تقلب أحوال. وتغلب أهوال. وفيما قدمناه كفايه. لمن له سمع ودرايه. كتبت على عجل. والمسؤل من الله عز وجل. أن يجمع الشمل بكم على أحسن الأحوال. ويسمعنا عنكم ما يقر به البال. والسلام. ومنه ما كتبه تقريظاً على تصدير وتعجيز لشيخ تقي الدين السنجاري. الآتي ذكره في هذا الفصل لقصيدة المتنبي التي مطلعها شعر أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل

وقد استعمل في بعض فقراته الابهام من البديع. الحمد لله الذي جعل روضة الأدب جنة جارية الأنهار فلا تزال رياً. وأورث تلك الجنة من عباده من كان تقياً. أحمده على أن زين سماء الفضائل بنجوم كلما انقض كوكب منها اطلع كوكباً سنياً. وأشكره على أن أكسب المتحلى بها شرفاً يحيي به ذكراً. ويحيي قدراً. ومكاناً علياً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي أنزل على عبده قرآناً عربياً. وأعجز البلغاء أن يأتوا بسورة من مثله حصراً وعياً. وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المبعوث هدى ورحمه. القائل إن من الشعر لحكمه. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه. وشيعته وتابعيه وأنصاره وذريته وأحزابه. صلاة وسلاماً دائمين متلاحقين تلاحق الأفكار. متعاقبين تعاقب العشي والأبكار. ما صدح عندليب البراعه. وصدع على منبر البيان خطيب اليراعه. وبعد فقد وقفت على هذا التصدير الذي تصدر صاحبه على أقرانه. والتعجيز الذي أعجز ببرازته في مضمار رهانه. المجعول بيت قصيده وواسطة در فريده. أعظم سلاطين العصر. أشرف الأساطين الحاف بألوية النصر. ملك الحجاز وابن ملوكه. حلية جيد الفخر وواسطة عقد سلوكه. ذي الشيم التي أنبأت عن كرم العناصر. والهمم التي أنالته من المناقب ما تعقد عليه الخناصر. والهيبة التي تركت الأسود وأجمة في الآجام. وطرقت حتى قلوب الأجنة في الأرحام. ليث السراة الصيد من بني هاشم. غوث الطريد فما لجاره من حاشم. الشجاع الذي تحدث عن وقفاته الخيل والرجل. وتكاثر مآثره الحصى والقطر والرمل. الملك المفتخرة بدولته الأيام والليالي. الجواد المجمع بتشتت شمل ماله شمل المعالي. الطود الذي لا يعتصم منه بشوامخ الجبال ولو تحصن فيها الأعصم لا نصدع. الهمام الذي ما تناهيت في وصي مناقبه إلا وأكثر مما قلت ما ادع. سلطان الحرمين الشريفين. الذاب ببيضه وسمره عن المحلين المنيفين. سيدنا ومولانا السيد الشريف المحسن بن الحسين بن الحسن. خلد الله ملكه على توالي الزمن. آمين. فإذا منشيه قد أجاد في النظم والانشا. وما كل من أخذ القلم وشى. ووفق بعجيب تصرفه بين معوج المعاني ومعتدلها وطابق. وكأنه قصد الرد على الطغرائي في قوله وهل يطابق. ولعمري لقد نسق ذلك التصدير نسق التسطير. وسبك ذلك التعجيز سبك الابريز. فتراه إذا أخرج بيتاً عن معناه. تلاعب به فيما اخترعه من مبناه. وإذا طبق المعني بالمعنى وأبقاه على أصله. أوصله إلى غاية الاعجاب بفعله. وألف بينهما ائتلاف اللحم والعظم. ودل بذلك على علو رتبته في النظم. وكيف لا وهو الفاضل الذي فاق الأقران. وطلع نجمه في أسعد قران. الشيخ الأوحد. ذو الكمالات التي لا تجحد. أبو الفلاح تقي الدين بن الشيخ يحيى شرف الدين السنجاري. المكاثر بمآثره الدراري. فلقد حقق فيه الظنون. وشارك في شتى من الفنون. وغذى لبان حب الكمال في المهد. وخطب عروس الفضيلة فأجابته سافرة الوجه بادية النهد. وأمهرها تطليق النوم ومواصلة السهر. في اكتساب ما تتشنف به المسامع ويطيب معه السمر. فلم يزل فيما يشرف الفكر. ويصل على تلك الحال عشياته بالبكر. ويداب في الاشتغال والتحصيل. ويتعب نفسه في التفريع والتأصيل. ويطابق بينهما مطابقة الاجمال للتفصيل. إلى أن حصل من ذلك على ما ترجم عنه لسان حاله. وبرهن عليه ببيان مقاله. وسودته النفس العصامية على أقرانه وأمثاله. وسولت له همته العلياء حكاية حياكة ما لم ينسج على منواله. فقصد أن يسبك درر الأسلاك. ويتصرف فيها تصرف الملاك. أو المنجم الماهر في إدراك الأفلاك. فانتبذت منه مكاناً قصياً. وقالت لعلمها بقدرته على تصرفه كيف شاء أني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً. فما فتئ حتى سبكها في قالب الألفاظ. وسبكها في سوق العبارة لا في سوق عكاظ. وأماط عن وجوه المعاني البديعة النقاب. وأتى في ذلك بالعجب العجاب. فالله أسال. وبنبيه أتوسل. إن تبلغه من خيري الدنيا والآخرة ما أمله. ويسهل له كل طريق أم له. آمين. والحمد لله رب العالمين. وكتب إليه أيضاً مراجعاً وضمنه لغزاً في خوخ أهداه إليه وقد أبدع. فيما أودع. لم أؤخر عمن أحب كتابي ... لقلىً فيه أو لتركي هواه غير إني إذا كتبت كتاباً ... غلب الدمع مقلتي فمحاه

تشوقاً إلى تلك الذات. وتشوقاً إلى شهى تلك الفاكهة التي لا يعد لها شيء من اللذات وهذا تماد من المخلص مع أهل الظاهر خشية الانتقاد. وإلا فقد قضى امتزاجه بك أن يقول وهو أشعري العقيدة بالاتحاد. أنا من أهوى ومن أهوى أنا ... نحن روحان حللنا بدنا كيف أقول لمن هذه حالتي معه أوحشني. أم كيف أدعي شوقاً إلى من إذا أبصرني مبصر أبصره وإذا أبصره أبصرني. أم كيف يصح أن أسلك باطناً هذه الطريقه. فيمن إذا دعوت له كان الدعاء لنفسي في الحقيقه. فلا غرو إذاً إذا قلت أدام الله تقلبه في رياض السلامه. مع انتظام أحواله في سلك الاستقامه. وأحيا به رفات العلوم. ولا برحت أفنان أقلامه تثمر فنون المنثور والمنظوم. آمين. وبعد فقد وصل ما تفضلتم به من الفاكهه. التي أملت علي صفاتها ما سطرته في صحيفة المفاكهه. وذلك إن كمام طرفها تفتح عن ثمر مستوي الأول والآخر. تشتمل جملته على مضمر مباين للظاهر. جمعت بعض أفراده بين لوني الخجل والوجل. ودلت على بديع صنع الله عز وجل. طالما فارق وطنه عند ما لعب به الهوى. وانقاد لسلطانه مع ما في أحشائه من مرارة النوى. ربما أشكل على أرباب الهندسه. حيث خلق كروي الشكل وهو ذو أجزاء مسدسه. له فك وليس بحيوان. وفي القلب منه سر إذا قلب أدرك حقيقة الانسان باللسان. لا يغيب شيء منه عنك في سفرك وهو في أبان عدمه. وترى له أبداً شامة على رأسه واخرى تظهر أحياناً على قدمه. إن جوز ترخيمه النحوي فهو في يده بقى فرساً يمرح على رؤس الأصابع. وإن عكس صياغة لفظه اللغوي رأى منه السادس بغير سابع. وإن صوغ خرمه العروضي كان تصحيف باقيه آلة جماع وإن صير الحلاج كلا من حاشيتيه مكان الاخرى طاب على ما حشى به الاضطجاع. وإن تصرفت فيه بالذوق فسكر. ومن عجيب أمره إنه يؤنث المذكر. وترى حليلة آكله حصرم عنقودها لا يتزبب. فتطلب من حليلها الفراق وتتسبب. وله اسمان يقرا أحدهما طرداً وعكساً في الكلام. لأنه ثلاثي والمبتدا منه كالختام. فشكر الله تعالى فضل مهديها. وأدام بسطة يده التي ساقت مهراً لأبكار طال تعنيسها في فكر مبديها. والسلام. ومن إنشائه أيضاً خطبة نكاح خطب بها لعقد سلطان الحرمين زيد بن محسن على ابنة السيد حمزة ابن موسى بن بركات وهي الحمد لله الذي بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم هدى ورحمه. وفضل أمته بنص الكتاب فقال سبحانه كنتم خير امه. وميز من شاء منها بالمزايا التي اقتضتها الحكمة الالهية والقسمه. فاختص زيداً من الأمة بكونه أفرضها. وأملكه بذلك زمام الجلالة التي أسندها إليه وفوضها. واصطفى أهل البيت الذين اطلعهم في سماء الشرف زهراً. ونفحهم بعطر ريحانتي الروضة الزهرا. ثم اجتبى من أهل البيت آل الحسن والحسين. وخول محسنهم سيادة الدنيا وسعادة الاخرى ففاز بكلتا الحسنيين. فأحمده على أن جعل بيتهم الشامخ بيت القصيد. واصطفى منهم لحماية هذا البيت السراة الصيد. وحض على طلب ودادهم من عباده عجماً وعرباً. بآية قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى. وطهرهم من الرجس بنص الكتاب فتقدس باطنهم وظاهرهم. وألبسهم لباس التقوى فصدق إذ قال شاعرهم. آل بيت النبي طبتم وطاب المدح ... لي فيكم وطاب الثناء سدتم الناس بالتقوى وسواكم ... سوّدته الصفراء والبيضاء ولا غرو إن أنشد لسان مفاخرهم مفاخرهم من الورى هم الأولى إن فاخروا قال العلى ... بغى امروءٌ فاخركم عفر الثرى هم الذين جرّعوا من ما حلوا ... أفاوق الضيم ممرات الحسا إذا الأحاديث انتضت أبناءهم ... كانت كنشر الروض غاداه الندى لا يسمع السامع في مجلسهم ... هجراً إذا خالطهم ولا خنا عمر الله بوجودهم الوجود. وخلد فيهم ملك أسلافهم الموروث عن آبائهم والجدود. شعر آمين آمين لا أرضى بواحدة ... حتى أضيف إليها ألف آمينا

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي جدع بالحلال أنف الغيره. وبين بما شرعه لعباده الحلال وغيره. وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله الذي غاضت عند بعثته بحار للجهالة متلاطمه. وفاضت أنهار شريعته التي أضحت عن ارتضاع ثدي المحرمات فاطمه. صلى الله عليه وآله وسلم الذين منهم أسد الله حمزه. وعلى أصحابه الذين بهم أيد الله الدين وأعزه. صلاة وسلاماً دائمين ما هبت الشمال والقبول. متقارنين تقارن مقارنة الايجاب للقبول. أما بعد فإن النكاح جنة. يتقى بها الفتنة. وجنة يتلى على متفيىء ظلالها اسكن أنت وزوجك الجنة تثمر رياضه الرحمة بين الزوجين والوداد. وتطلع زينة الحياة الدنيا إذا حملت غرائسه ثمرة الفؤاد. وتسفر ليلته عن طرة صبح تحت أذيال الدجى. ويتبلج يومه عن شمس تتوارى بحجاب الحجال والحجى. وهو الغرض الذي لا يخطىء قاصده الاصابه. والعرض الذي لا يقوم إلا بجوهر أفخر عصابه. والحصن الذي يعتصم به عن الوقوع في حمى الحرج. ويحتمي به من مصارع الفحول لتي هي ما بين معترك الأحداق والمهج. والوسيلة التي يتوسل بها الآخذ بزام التقوى إلى مطلوبه. وينشده بلبل الأفراح هنيئاً لمن أمسى سمير حبيبه. وناهيك في فضلها ما ورد فيه من الآيات. والأحاديث الثابتة في صحيح الروايات. فقال عز من قائل. " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل ". وقال تعالى علواً وقدراً. " وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً ". وقال تعالى مبيناً ما فيه من الفوائد الجمه. " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ". وقال صلى الله عليه وآله وسلم وهو القائل خذوا عني. النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني. وقال صلى الله عليه وآله وسلم مبيناً ما فيه لهذه الأمة من سني الكرامه. تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامه. وقال صلى الله عليه وآله وسلم مبيناً ما له من سني الرتب. ركعتان من المتزوج أفضل من سبعين ركعة من العزب. وقال صلى الله عليه وآله وسلم منبهاً على مزية الابكار وفضلهن الكثير. تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وانتق أرحاماً وأرضى باليسير. وقال صلى الله عليه وآله وسلم مظهراً لفضله ومبدياً. أربع من سنن المرسلين التعطر والنكاح والسواك والحيا. وقال صلى الله عليه وآله وسلم مرغباً فيه ومنفراً عن الطلاق لما فيه من الارش. تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز منه العرش. وقال صلى الله عليه وآله وسلم منبهاً على ما يرغب فيه لتلتمس أيها الشخص هداك. تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. وقال صلى الله عليه وآله وسلم محذراً من رد الاكفاء أشد تحذير. إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. والآيات الواردة في شأنه كثيره. والأحاديث الناطقة بفضله أظهر من شمس الظهيره. وفيما ذكرناه من ذلك كفاية ومقنع. لمن كان بمرأى من التوفيق ومسمع. هذا وأمر الله تعالى يجري إلى قضائه. وقضاؤه يجري إلى قدره. ولكل قضاءٍ قدر. ولكل قدر أجل. ولكل أجل كتاب. يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. ولما قضى الله تعالى باجتماع النيرين في أسعد البروج. وأخذت سعود هذا القران في العروج. رغب سيدنا ومولانا سلطان الحرمين الشريفين. حامي حمى المحلين المنيفين. شرف التخوت والمنابر. وإرث الملك كابراً عن كابر. إنسان عين الملوك وعين إنسانها. سلطان هذه الأقطار المشرفة به وابن سلطانها. الملك الذي ألقت إليه الخلافة مقاليدها. وكتبت باسمه تقاليدها. ممهد قواعد الدولة التي ابتهجت بها الأيام. وحسنت حتى كأنها في فم الزمن ابتسام. ليث السراة الصيد من بني هاشم. غوث الطريد فليس لجاره من حاشم. ذو المواقف التي تحدث عنها الخيل والرجل. والحملات التي لا تثبت لها الابطال ولو إنهم عدد الرمل شعر لو مثل الحتف له قرناً لما ... صدته عنه هيبة ولا انثنى ولو حمى المقدور منه مهجة ... لرامها أو يستبيح ما حمى تغدو المنايا طائعات أمره ... ترضى الذي يرضى وتأبى ما أبى

الشهم الذي جمع أشتات المعالي فلم يترك شيئاً ولم يدع. الهمام الذي ما تناهيت في وصفي مناقبه إلا وأكثر مما قلت ما أدع. بدر أفق الملك الذي لم يكن في غرة الشهر هلال. حائز أزمة المجد بيمينه ولو شاء حازها بالشمال. قادح زناد السعاده. ساحب ذيل الفخر والسياده. طراز العصابة الهاشمية الأسمى. فرع الشجرة الزكية التي أصلها ثابت وفرعها في السما. واسطة عقد المجد والشرافه. تاج الشرفاء وصدر الخلافه. ناشر لواء العدل والفضل والمنن. سيدنا ومولانا الشريف زيد بن محسن بن الحسين بن الحسن نسب كان عليه من شمس الضحى ... نوراً ومن فلق الصباح عمودا نسب تحسب العلى بحلاه ... قلدتها نجومها الجوزاء خلد الله دولته الفاخره. وأفاض شآبيب الرحمة على أصوله الظاهره. فرغب في السيدة الجليله. الشريفة المثيله. المحجبة في كلل المجد حتى عن أعين الكواكب. المحروس حجابها المنيع بسمر القنا وبيض القواضب. الممدود عليها ظل والدها سيدنا ومولانا المقام الكريم العالي. الراقي بحسبه ونسبه إلى أوج المعالي. واسطة عقد الفخر الثمين. رافع راية المجد باليمين. جامع شيم العز المنيع. حائز سجايا الجلالة والمهابة والشرف الرفيع. خلاصة بني الزهراء البتول. فرع الشجرة المتصلة بالوصي والرسول. راوي حديث الجلالة عن أسلافه الكرام حاوي قديم المجد عن أجداده ملوك هذا البيت الحرام. الذابين عن حريم حرمه بالسمهري والحسام صفوة السادة الأشراف وخلاصة آل عبد مناف ذي البسالة التي لا تضاهي. والصرامة التي لا تذيب الصوارم إذا انتضاها. والمناقب التي يعترف المدره البليغ بالعجز عن استقصاها. سيدنا ومولانا السيد حمزة بن موسى بن بركات. صان الله حجابها وأطال بقاء والدها وأفاض على أسلافه سحائب الرحمات. الآذن لي في تزويجها على كتاب الله وسنة رسوله وعلى مهر أمثاله المعلوم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من جميع الذنوب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم الحمد لله إن الحمد لله نحمده ونشكره. ونستهديه ونستنصره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا. وسيآت أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده خير نبي أرسله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ما هبت الرياح المرسله. ومن نظمه قوله مادحاً سيد البشر. والشافع المشفع في المحشر. صلى الله عليه وآله وسلم وسماها جواهر التاج. في مديح صاحب المعراج. وكان نظمه لها في عام زيارته وهو عام أربع وخمسين وألف. طال المقام على ارجوحة الصغر ... وبالغ الشيب في التحذير والنذر وجيش ليل الصّبا فرت كتيبته ... لما أتى جيش صبح الشيب بالبتر فأغسل بدمعك جفناً بات مكتحلاً ... بنومه واكتحل من إثمد السهر وانهض لتصقل مرآة البصيرة من ... غين الغشاء وما للذنب من أثر إن الذنوب وإن جلت فإن لها ... إيتاء ساحة طه سيد البشر فشد حزم مطايا قصده وأنخ ... ببابه والثم العتاب واعتذر وقف تجاه شريف الوجه منه وقل ... أسندت ظهري من وزري إلى وزر ولذ بمن تفد الأملاك محدقة ... به كما تحدق الهالات بالقمر وناد يا نفس هذا البحر منهله ... عذب الورود روى صفواً بلا كدر مدى شباك الرجا في مدّ لجته ... وادعى الإله لدى الشباك وانتظر واستمطري غيث سحب الجود من يده ... وأذرى المدامع لا تبقي ولا تذر فهو الشفيع المرجي يوم لا أحد ... سواه يشفع من خوف ومن خطر أسرى به الله ليلاً ثم قرّبه ... وأم في ليلة الاسراء كل سرى وشرف الملأ الأعلى وجاوزه ... يخب من خلع التشريف في حبر ساد الخلائق من جن ومن ملك ... والرسل والناس من بدو ومن حضر كم معجزات له جلت وأعظمها ... ما أفحم البلغاء اللسن بالحصر أغناه عن مدح المدّاح قاطبة ... ما كان من ذاك في الآيات والسور

وجاء من جاء مستغفراً محيت ... ذنوبه في الكتاب الصادق الخبر وعنك يروى صلاة الله دائمة ... عليك يا صادق الأقوال من يزر فيا نبي الهدى وافيت مرتجياً ... منك الذي جاء في القرآن والأثر أرجوه منك ومالي غير حبك قد ... جعلته في معادي خير مدخر حب أزمته قادت إليك فتى ... طوى بأيدي المطايا شقة السفر جاب المهامه من سهل إلى جبل ... شوقاً لمنظر تلك الروضة النضر وها أنا الآن ضيف قد حللت بها ... والضيف يقرى وأرجو أن يكون قرى ولي مطالب حسبي العلم منك بها ... إذ أنت أدرى بما في النفس من وطر فامنن بها منّ ذي عطف على وجل ... بالباب يرجف من خوف ومن حذر ما زال يطعمه طوراً ويؤنسه ... حسن الرجاء وذنب قاصم الفقر فامح الاياس وحقق في الرجا طمعي ... وامنح بحسن ختام آخر العمر فاشفع تشفع وقل يسمع ومنّ بما ... للقلب والعين من سؤل ومنتظر واقبل هدية ذي فقر لرب غني ... يرجو جوائز ذي جود لمفتقر أذاب تبر المعاني ثم أبرزها ... في اللفظ مفرغة من بوطة الفكر لولا صفاتك لم تصبح قوالبها ... تضئ كالزهر في الأفلاك والزهر بها تطفل تاج دره صدف ... فكلل التاج يا ذا التاج بالدرر والظن إنك قد حليته فلقد ... أتى بذا شاهد حق لمعتبر أتت جواهر تاج الدين تفصح عن ... تاريخها وهو وجه أبلج الطرر فيه دليل بنيل القصد أجمعه ... يا من مرجيه بالمأمول منه حر دامت صلات صلاة كل آونة ... تزف وهي من الأملاك في زمر تغشاك والآل والأصحاب ما غذيت ... أرواحنا بشميم الروضة العطر ومنه قوله في المناجاة يا بارىء الخلق ايجاداً من العدم ... يا باديء العبد بالاحسان والنعم يا ساتر العيب يا مبدي الجميل ويا ... ذا الحلم واللطف والتدبير والحكم أنت اللطيف فلا ينفك لطفك عن ... قضائك المبرم المحتوم في القدم فالطف بذي أسف يدمي أنامله ... عضّاً ويقرع منه سن ذي ندم فاغفر وسامح وقابل بالرضا كرماً ... والعفو عن سالف التقصير في الخدم واجعل على قدم التوفيق سيري في ... مستقبلي واحمني من زلة القدم ولا تكلني إلى نفسي ولا عملي ... واجعل مماتي على الاسلام مختتمي واملأ فؤادي ايماناً يضىء إذا ... أمسيت فرداً رهين الرمس والظلم وارض عني خصومي يوم لا ولد ... يغني عن الأب عند العادل الحكم يا ذا العطاء الذي قد عم نائله ... للجن والأنس من عرب ومن عجم لنا إليك افتقار كامل ولك ... الغنى وعلمك يغنينا عن الكلم فامنن بادخالنا يا رب قاطبة ... جنات عدن بمحض الفضل والكرم هذا الرجاء وحسن الظن فيك فلا ... تقطع رجانا بطه شافع الأمم عليه أزكي صلاة عرف نفحها ... أزكي من الروض عرفا غب منسجم والآل والصحب ما دام الرجا وما ... دام التوسل للمولى من الخدم ومنه قوله متوسلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم لضر نزل به فشفى منه لذ بطه في جميع النوب ... وانخ نجب الرجا واحتسب وادعه أن مسّك الضر الذي ... عجزت عنه الأطبا تطب قائلاً يا رحمة الله ويا ... كاشف الغم المجلى للكرب يا رسول الله يا من خصه ... مجتبيه بزكي النسب أنا يا خير الورى مستشفع ... بك عند الله فاشفع تجب في شفا دائي وأمراضي التي ... أوهنت عظمي وأوهت عصبي

لا تخيب أملي يا سيدي ... لذنوبي ولسوء الأدب فأنا عبد مسيىءٌ مذنب ... مستقيل عثرتي فاستجب ولك الحلم الذي تياره ... لم تكدره ذنوب المذنب قل أجبنا غير مأمور فيا ... خيبة المسعى إذا لم تجب وشفعنا وقبلناك وقد ... جاءك البر ونجح المطلب وافض ما في النفس لي من ارب ... لم أزل من شانه في تعب وصلاة الله مع تسلمه ... أبداً في سبب معتقب يستهلان على سوحك ما ... عقب الصبح ظلام المغرب وعلى آلك والصحب الأولى ... أسسوا دين الهدى بالقضب وقوله مادحاً شريف مكة المشرفة الشريف ادريس بن الحسن لما عرض له في وظيفة الخطابة بالمسجد الحرام والبسه القفطان يوم مباشرته لها وذلك لتسع عشرة خلون من شهر رمضان عام ثمان وعشرين وألف زها بك دست الملك والتاج والعقد ... غداة إليك الحل أصبح والعقد مطاعاً بعطف الله بعد رسوله ... أولى الأمر فالعاصي لأمرك مرتد أبا شرف ادريس منتخب العلى ... أبا الشرف الوضاح غيرك والمجد لقد حظيت شمس الخلافة بدرها ... فقارنها في الأوج والطالع السعد قنصت العلا بالراغبية واللهي ... هما شركاها لا الأماني والوعد وقمت بملك ما لغيرك حمله ... منال المهاوي ليس تدركه الرّبد وشرفت دست الملك حين حللته ... ومرقاتك المرقال والفرس النهد فكنت به ادريس ادريس اذرقي ... مكاناً علياً خصه الصمد الفرد وكنت ولم تفتن سليمان إذ دعى ... فأوتيت ما لا ينبغي لفتى بعد وما لم ينله غير آبائك الأولى ... ربوع الندى شادوا وأنف العلا شدوا ملوك هم الأنياب للملك والسوى ... إذا نسبوا كانوا الزوائد أو عدوا تولوا وأفضى ملكهم لمحجب ... تصادم تيجان الملوك إذا يبدوا تأخر عصراً فاستزاد من العلى ... كما زاد بالتأخير ما تُرغم الهند وأصبح عطلاً جيد من رام عقدها ... سواء وأضحى يستضيء به العقد تفرد طود الملك بالمجد جامعاً ... مزاياه فهو الجامع العلم الفرد رأى أن عدته خلت منه خلة ... فصيره قصراً عليه فلا يعدو فيا ملكاً بالفضل أذعن ضده ... وما الفضل إلا ما أقربه الضد بك الدست يزهو يوم سلمك والبرد ... ويوم الوغي يزهو بك السرج والسرد وما زلت في حاليك سلما وضده ... عليك رواق المجد يرفع والبند فيشقى بك الجاني ويسعد مخفق ... ويأمن مطرود وترهبك الأسد إذا بيت الأعداء أمراً تضاءلت ... لدى خطبه الآراء واستتر الرشد وترّت قويم الفكر قوساً لوترهم ... من العزم لم يكهم له أبداً حد وقدت من القود الجياد مقاتباً ... إذا طلبت يدنو بتقريبها البعد وغلى إلى الأعناق أيدي بطشهم ... من الرعب جيش لا تشام له جند فأحياؤهم في الأرض موتى كأنها ... عليهم وقد ضاقت بما رحبت لحد سجايا أبيّ لايجار طريده ... ولا راع يوماً جار عقوته طرد مليك هو الطود الأشم للائذ ... هو البطل الطعان والأسد الورد جواد له في المال ثروة ثائر ... تحكم في الجاني واحفظه الحقد طوت نحوه بالوقد كل تنوقة ... نجاة بخد الأرض من وخدها خد وجاد فلم تفقد مراماً بجوده ... فقل عوضاً عن جاد قد فقد الفقد هو البحر عذب للموالي والعدا ... عذاب لهم من لجه الجزر والمد

هو الغيث يهمي للولي وليته ... فينبت إلا أن منبته الحمد ويعدو العدا وسميّ هامي ربابه ... وتبلغها منه الصواعق والرعد أخا الجود قد قلدت جيدي ودون ما ... لقلدت أعناق المطامع تنقد وامطيتني من كاهل العز مركباً ... تريني ذكا كالغور صهوته النجد فقمت خطيباً في المحافل بالثنا ... وبالشكر اتلو ذا وذاك به اشدو ينافسني قوم شأوت وقصروا ... وما كظليع ظالع خلفه يعدو وينحس منهم در لفظي زعانف ... فوا عجباً من أين للنقد النقد سماء سماة الفضل لفظي نجمها ... ولم يخفه إن لم ترى ضوءه الرمد وني لما خوّلت أهل ولم أكن ... كقول حسود إنما أسعد الجد ولست به لا غير أسمو وإن يكن ... هو الفخر يوم الفخر والشرف العد ولكن بنفسي والعبودية التي ... بها شرف الآباء من قبل والجد وإني لأرجو منك ما نال من مضي ... ولا عجب أن عز بالسيد العبد بقيت بقاء الدهر فينا مملكاً ... بك التاج يزهو والغلائل والبرد وقوله مادحاً سلطان الحرمين الشريفين. الشريف محسن بن الحسين. في سنة تسع عشرة وألف بقوله لقد جرى بالذي تختاره القدر ... فمر بما شئت إن الدهر مؤتمر وضر من شئت وانفع من تشاء ففي ... أكفك الواكفان النفع والضرر والدهر من جيشك المنصور قائده ... القى يد السلم خوفاً وهو يعتذر فاغفر جنايته العظمى لتوبته ... إن العظيم عظيم الذنب يغتفر وقد أتى معلناً عن جرمه ملكاً ... يطوي انتقاماً ويعفو وهو مقتدر ذاهيبة راب ريث الدهر فانقلبت ... تغزو عداه صروف الدهر والغير وسطوة تترك الآساد واجمة ... لم يفر من رعبها ناب ولا ظفر به تبلج صبح الملك وابتسمت ... ثغوره ودياجي الخطب يعتكر وأصبح الدست معموراً وكافله ... ملك به أضحت الأملاك تفتخر أخباره استصغرت أخبارهم عظماً ... كما برؤيته يستصغر الخبر ليث إذا خط سطراً نصل قاضبه ... مالت لتعجمه الخطية السمر كأنه لاعب يرمي الرؤس به ... بالصولجان وتلك الأرؤس الأكر ما كرّ بعد ورود الحرب قط وهل ... يكر من ليس من وزر له صدر ولم يفر وهل يدنو الفرار فتى ... بالعزم مدرع بالنصر معتجر فتى له جيش عزم قد أحاط من الس ... ت الجهات به التأييد والظفر نمى إلى دوحة للملك زاكية ... قد طاب عنصرها والفرع والثمر أغر ثبت الجنان الفارس البطل الل ... يث الهمام الشجاع الصارم الذكر القائد الخيل إن رامت مدى وضعت ... في خطوها يدها حيث انتهى البصر من كل أدهم يكسي من دم حللاً ... كأنه بلظى الهيجاء يستعر وكل أشهب محجول قوائمه ... أغر أبلق ما في باعه قصر وكل ظرف يدك الصخر حافره ... وطأ تطاير من صدماته الشرر كأنما تطرد الأقدام أيديها ... فلا تقر ولم يلحق لها اثر تخال تصهالها رعداً يزمجر في ... سحاب نقع مثار برقه البتر مهذبات إذا ثار الوغى استعرت ... لا بالعنان ولا بالشكل تنحجر عليهم الأسد فرساناً مصوّرة ... تطيعهم كيفما شاؤا وتنزجر من كل شهم شديد البأس متصل ... كالسهم إن ثارت الهيجاء يبتدر وكل أصيد مرّ الجد ذي جلد ... ما مسه سأم فيها ولا ضجر

وكل ذي لمة سوداء حالكة ... كالليل في جنحه قد أشرق القمر قوم إذا التمسوا كانوا الأهلة وال ... لأقمار أن يسفروا والأسدان زاروا كأنهم والصبا تسرى بنشرهم ... في محكم الزرد الأكمام والزهر بهم حوى الفخر أبناء الرسول كما ... به على العرب فخراً قد حوت مضر يسوسهم صادق الآراء فطنته ... تقضي بما هو آت قبل والفكر متوّج هو فيهم مثلهم شرفاً ... في قوسهم وهم في قومهم غرر إذا بدا بينهم في موكب نزه ... كأنه ابدر دارت حوله الزهر صفات أورع لا تحصى محامده ... وليس يحصرها قول فتنحصر وكيف يحصر بالألفاظ فضل فتى ... مطوّل القول في معناه مختصر سمح الكف كريم عم نائله ... يعطى الجزيل ابتداءً وهو يعتذر كأنما كفه تهمى بنائله ... غمامة بوليّ الجود تنهمر أو دوحة غضة الأغصان دانية ... قطوفها بنسيم العرف تنهصر يلقى النضار لديه المقتفون قوى ... كأنما لقراهم تنحر البدر تريك جدواه جدوى حاتم بخلا ... إذ كل جود لدى جدواه محتقر فيا أبا الجود يا جم المواهب يا ... أخا الندى مفخر الأقوام إن فخروا يا ابن الحسين لقد وافتك واصلة ... عذراء قد فات منها غيرك النظر لم ترض غيرك كفؤاً والصداق لها ... صدق القبول فما لي غيره وطر فلست ممن يقول الشعر مبتغياً ... كسباً وفقراً وما بالشعر يفتخر ولست ممن إذا ما جاء مفتخراً ... ما فخره غير آباءٍ له غبروا وإنما أنا ذو الفضل الشهير ولي ... نفس عصامية ما نالها بشر هذا وآبائي الشم الكرام فهم ... في المجد أخبارهم تزهى بها السير سلني وسل عني الأقوام مختبراً ... لا يعرف المرء إلاّ حين يختبر عمري ولولاك يا حامي الذمار لما ... صغت المدائح أبديها وأبتكر فسرّح الطرف فيها روضة أنقا ... غناء تقصر تحكي نظمها الدرر واسمّله عذبة الألفاظ مفردة ... يصد سحبان عنها العيّ والحصر قد أحرز السبق منشيها فلو ركضت ... فوارس الفضل في مضماره قصروا وعش ودم بالغاً ما أنت آمله ... يجري القضاء بما تختار والقدر وقوله مادحاً سلطان مكة المشرفة الشريف مسعود بن الشريف ادريس لما وليها سنة تسع وثلاثين وألف وعارض بهذه القصيدة قصيدة القاضي أحمد بن عيسى المرشدي المقدم ذكرها غذيت درّ التصابي قبل ميلادي ... فلا ترم يا عذولي فيه ارشادي غيّ التصابي رشاد والعذاب به ... عذب لديّ كبرد الماء للصادي وعاذل الصب في شرع الهوى حرج ... يروم تبديل اصلاح بإفساد ليت العذول حوى قلبي فيعذرني ... أو ليت قلب عذولي بين أكبادي لو شام برق الثنايا والتثني من ... تلك القدود انثنى عطفاً لاسعاد ولو رأى هادي الجيداء كان درى ... أن اشتقاق الهدى من ذلك الهاد كم بات عقداً عليه ساعدي ويدي ... نطاق مجتمع المخفّى والبادي إذ أعين العين لا تنفك ظامئة ... لورد ماء شبابي دون أورادي فيا زمان الصبا حُييت من زمن ... أوقاته لم نرع فيها بانكاد ويا أحبتنا روّى معاهدكم ... من العهاد هتون رائح غادي معاهداكن مصطافي ومرتبعي ... وكم بها طال كم قد طاب تردادي يا راحلين وقلبي إثر ظعنهم ... ونازحين وهم ذكرى وأورادي

إن تطلبوا شرح ما أيدي النوى صنعت ... بمغرم حلف ايحاش وايخاد فقابلوا الريح إن هبت شآمية ... تروى حديثي لكم موصول اسنادي والهف نفسي على مغنى به سلفت ... ساعات صفو لها كانت كأعياد كابها وأدام الله مشبهها ... أيام دولة صدر الدست والناد ذو الجود مسعود المسعود طالعه ... لا زال في برج اقبال واسعاد عادت بدولته الأيام مشرقة ... تهتز مختالة أعطاف ميّاد وقلد الملك لما أن تقلده ... فخراً على مرّ أزمان وآباد وقام بالله في تدبيره فغدا ... موفقاً حال اصدار وايراد حق له الحمد بعد الله مفترض ... في كل آونة من كل حماد أنقذتهم من يد الاعدام متخذاً ... عند الاله يدافيهم بانجاد داركتهم سهدا رمقي فعاد لهم ... غمض لجفن وأرواح لأجساد بشراك يا دهر حاز الملك كافله ... بشراك يا دهر أخرى بشرها بادي عادت نجوم بني الزهراء لا أفلت ... بعودة الدولة الزهرا لمعتاد واخضل روض الأماني حين أصبحت ال ... أجواد عقداً على الأجياد أجياد وأصيح الدين والدنيا وأهلهما ... في حفظ ملك لظل العدل عداد يبيح هام الأعادي من صوارمه ... ما استحصدت بالتعاصي كل حصاد شهم أيادي أياديه ونائله ... على الورى أصبحت أطواق أجياد يفضي ميمم جدوى راحتيه إلى ... طلق المحيا كريم الكف جوّاد بذل الرغائب لا يعتدّه كرماً ... ما لم يكن غير مسبوق بميعاد والعفو عن قدرة أشهى لمهجته ... صينت واشفي من استيذاء ابعاد مآثر كالدراري رفعة وسنا ... وكثرة فهي لا تحصى لعدّاد تسمو مناقب من كل الكمال حوى ... وأنت ذلك عن حصر باعداد فأنت من معشر إن غادرت عرضت ... خفوا إليها وفي النادي كأطواد كم هجمة لك والأبطال محجمة ... ووقفة أوقفت ليث الشري العاد بكل أبيض مقصود لمضطهر ... وللمرائر والمران قصاد وكل مجتمع الأطراف معتدل ... لدن لعرق نجيع القرن فصاد فخر الملوك الأولى فخر الزمان بهم ... دم حائزاً ملك آباء وأجداد وليهن حلته إذ رحت لابسها ... إذ أصبحت خير أثواب وابراد واستجل ابكار أفكار مخدرة ... قد طال تعيينها في فكر نقاد كم رد خطابها حتى رأتك وقد ... أمتك خاطبة يا نسل أمجاد أفرغت في قالب الألفاظ جوهرها ... سبكا بذهن وريّ الزند وقاد وصاغها في معاليكم واخلصها ... ودّ ضميرك منه عدل اشهادي يحدو بها العيس حاديها إذا زرجت ... من طول وخد وارقال واساد كأنها الراح بالباب لاعبة ... إذا شدا بين سمار بها شادي بفضلها فضلاء العصر شاهدة ... والفضل ما كان عن تسليم أضداد فلو غدت من حبيب في مسامعه ... أو الصفى استحالاً بعض حسادي واستنزلا عن مطايا القول رحلهما ... واستوقفا العيس لا يحدو بها الحادي وحسبها في التسامي التقدم في ... عدّ المفاخر إذ تغدو لتعداد تقريظها عند ما جاءت معارضة ... عوجا قليلاً كذا عن أيمن الوادي وقوله مهنئاً للشريف محسن بن الحسين ومؤرخاً عام ولايته مكة المشرفة

بشراك دار الملك قد صرت في ... حوزة سلطان الملوك العظيم من أصبحت من وطء أقدامه ... رؤسنا تغبط منك الأديم ملك زهت أم القرى عندما ... أصبح للملك الكفيل الزعيم أن يمش في بطحائها فاح من ... هـ فتيت كافور البطاح الشميم يكاد من عرفان كفيه أن ... يمسك البيت وركن الحطيم فرع زكا من دوحة المصطفى ... أكرم بفرع وبأصل كريم فخر بني عبد مناف وهم ... فخر بني الدنيا أساة الكليم شهم وفي الوعد ذو فطنة ... ادراكها يكفي الكلام الكليم مطاع حكم نافذ أمره ... حتماً بتنزيل حميد حكيم شبت كهول عنده مثل ما ... شاب برعب منه فود العظيم امدّ بالرعب فأعداؤه ... عندهم المقعد منه المقيم يرد عنه كيدهم خوفه ... وأسهم من قوس رامي قويم والبيض والسمر ومن فوق ذا ... وقاية الله السميع العليم تبلج الملك به مسفراً ... عن طلعة غرّا ومراي وسيم واعتدل الدست به وازدهى ... غداة أضحي ملكه مستقيم وتاه قصر الملك مذ حله ... كالروح حلت جسم عظم رميم كل مهنيك بما نلته ... قصر العلا من ذا يسل القديم بشراك ألبست ثياب البها ... والعز والسعد الذي لا يريم عز حكى التاريخ تأييده ... إذ صح فيه بيت درّ نظيم بمحسن دام علا ملكه ... حل بدار الملك عز مقيم وقوله مؤرخاً عمارة دار بناها القائد ياقوت وزير الشريف حسن مجلسك المشرق النفيس ... في حسنه حارت النفوس يخاله من يراه يزهو ... بمن به أنه يميس ليس له في البها شبيه ... ومن يضاهيه أو يقيس وهو بياقوت أشرقت من ... آفاقه للعلا شموس لا زال ذا طالعاً سعيداً ... وجدّ أعدائه تعيس تحفه دائماً سعود ... كما لأضداده النحوس فهو الفتى الحامد المرجى ... القائد المكرم الجليس أكرمه واصطفاه ملك ... يحمى به الجار والخميس ليث الوغى إن عرا ملم ... مدبر الملك إذ يسوس المحسن الاسم والمسمى ... من أوقرت من نداه عيس ليس إذا شب نار حرب ... في جنبها تذكر البسوس ألبسه الله تاج ملك ... وتوجت باسمه الطروس إذا بدا للملوك يوماً ... تصادمت منهم الرؤس يحفه منهم سراة ... صيد وغلب الرقاب شوس سهل شديد الجلاد ثبت ... مجدّل قوته فريس أصيد ذو لبدة هصور ... له حبيك الرماح خيس لبوسه في الهياج مما ... يديمه في العدا لبيس حسب عدا الذي عراهم ... من باسه أنهم يئيس قد خسروا دينهم ودنيا ... كأنهم في الورى مجوس وحسب من ينتمي إليه ... أنهم قادة رؤس أجلهم من سما فابقي ... مآثراً مالها دروس أبو سليمان ذو المعالي ... ياقوت من لم يزل يريس علا على الفرقدين قدراً ... وهو على ذاك لا يئيس طلق المحيا لمعتفيه ... فلا ضجور ولا عبوس يكسبه جوده انتشاء ... كأنما الجود خند ريس مناقب للعيان أضحت ... واضحة ما بها طموس لئن تكن في الخميس تقضى ... مآرب ربها يؤوس فأين سليمان سائلوه ... أيامهم كلها خميس لا زال في رفعة وعز ... وصحة لا عراه بوس تزف من كل ما تمنى ... في كل وقت له عروس فليهن بالمنزل الذي قد ... للسعد فيه تمت غروس

والعز والحظ والتهان ... خلاله لم تزل تجوس فروضه يانع نضير ... وربعه آهل أنيس منزل سعد ودار عز ... لها رداء البقا لبوس من رام أوصافها بحصر ... منطقه منطق حبيس فلا تقسها بما سواها ... بل ما سواها هو المقيس أما ترى صادح التهاني ... قام بها والملا جلوس يسجع في روضها وكل ... منا بتغريده ميوس موجها نحو كل فرد ... متالة نظمها نسيس إن أنت أرخت دار مجد ... شيدها القائد الرئيس فقل محل به بهاء ... ياقوته جوهر نفيس ومن مقاطيعه النابغة قوله مقتبساً مذ واصل الخل شمس الراح قلت له ... الشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا فقال معتذراً لوحيل بينهما ... وفى الخسوف لبدر التم مبتدرا يشير إلى ما بزعمه المنجمون من أن سبب خسوف القمر حيلولة الأرض بينه وبين الشمس وقوله أيضاً انظر لشمس المحيا وهي مشرقة ... والشمس من ضوئها في الأفق قد كسفت قد قلدت بالنجوم المشرقات سنا ... والشمس تخفي النجوم الزهر إن ظهرت وقوله في البرقع الشرقي المعروف بالحجاز وهو أول من ابتكر هذا المعنى بدا البرقع الشرقيّ كالشفق الذي ... على فرقه لاح الهلال بلا فرق وأبدى عجيباً في عجيب لأنه ... أرانا هلال الأفق يبدو من الشرق وقوله وهو معني غريب أيضاً. لا تحسبوا ما قد بدا في جسمه ... شجراً وحاشا أن يكون مقدّرا ما ذاك إلا أعين العشاق قد ... ومقته وهو مجرد فتأثرا وقوله في مليح اسمه ياقوت رشيق براه الله قوت قلوبنا ... فما أحد يدعوه إلا بياقوت تجول حميا سلسبيل رضابه ... على عقد درّ صين في حق ياقوت إذا شبه الساقي المدام مشعشعاً ... كما ريق ياقوت فقل ريق ياقوت وقلت في مثل ذلك مسولاً إلا إنما الياقوت أحسن جوهر ... وأحسن منه في البرية ياقوت على أنه قوت القلوب بأسرها ... ألم تر كل الخلق يدعوه ياقوت رجع ومنها قوله في الزهر المعروف بالصد برق قدم الربيع على الرياض فاطلعت ... لقدومه صد برقها العبق الندى فكأنها لسرورها نثرت دنا ... نير النثار على كؤس زبرجد وقوله في ذلك شعر كان خمائل الصد برق لما ... أراد وصالها فصل البهار صنعن من الزبرجد كل كاس ... نثرن به دنانير النثار وقوله وقد كتب على عنق كمنجة لمسمعة اسمها قمراء من مسمعات الشريف ادريس كمنجة غردت قمراء دوحتها ... على أفانين أوتار لهن نبا والشمس من كفها المخضوب قد قرنت ... ببدر دارتها في القوس واصطحبا شمس أشعتها الأوتار تكسبها ... سنا بسمعك لا بالطوق مكتسبا إذا شدت في حجاز سار في رمل ... ركب العراق إلى نغماتها طربا في روضة ظل من عشاق ساحتها ... سعد لادريس فيها ضارب طنبا وقوله في نحو ذلك وكتب بها على عنق كمنجة أخرى لمسمعة اسمها زهراء وكمنجة قد أغربت ألحانها ... وغناؤها ما قط عنه غناء قرن السرور بها كما قرنت به ... زهراء طلعة بدرها الغراء سعد لدى ادريس سلطان الورى ... دامت لا أيامه الزهراء أعلى الملوك فهم إذا نسبوا إلى ... علياه كانوا الأرض وهو سماء

الشيخ محمد بن الشيخ أحمد حكيم الملك رحمه الله تعالى

الشيخ محمد بن الشيخ أحمد حكيم الملك رحمه الله تعالى فاضل تأزر بالفضل وارتدى. وسلك سبل المكرمات واهتدى. سام في فنون العلم وصرح. وأوضح متون الأدب وشرح. فقوم منه ما آده. وقام بعباه فما آده. وهو من بيت رياسة وجلاله. وقوم لم يرثوا المجد عن كلاله. وكان لسلفه عند ملوك الهند التيموريه محل تستضوع المراتب رياه. وتستسقى المناصب ريه. ولما وفد جده على السادة الملوك من بني حسن. قابلوه مقابلة الجفن المسهد للوسن. فأكرموا لديهم نزله. وقلدوا بأيادي مننهم برله. وولد سبطه هذا بمكة المشرفة فنشأ في حجر الفضل والمجد. وانتشق عرف خزامي تهامة وشميم عرار نجد. فجمع بين تليد المجد وطارفه. ورفل من فضفاض الأدب في أبهى مطارفه. ولم يزل متبوأ تلك الدرا. محمود الايراد والاصدار. مع تمسكه من سلطانها الشريف محسن بالعروة الوثقي التي لا تنفصم. وحلوله لديه بالمكانة التي ما حلها ابن داود لدى المعتصم. حتى حصل على مكة شرفها الله تعالى من الشريف احمد ما حصل. وانحل عقد ولاية الشريف محسن منها وانفصل. فكان الشيخ محمد المذكور ممن أنهب الشريف داره وماله. وقطع من الأمان أمانيه وآماله. فالتجأ مستأمناً إلى بعض الأشراف. فأمنه على نفسه بعد مشاهدته الوقوع على الهلاك والأشراف. فلما قتل الشريف أحمد وتولى بعده الشريف مسعود. رأى الشيخ من الأغراض منه ما تحقق معه انجاز الوعيد لا الوعود. فهاجر إلى الديار الهندية مثقلاً. وهجر تلك المواطن المشرفة لا عن قلي. وذلك في آخر سنة تسع وثلاثين وألف فألقى بالديار الهندية عصاه إلى أن بلغ من أمد العمر أقصاه. فتوفى بها سنة خمسين وألف رحمه الله تعالى. ومن مشهور نثره ونظمه. الذي دل على اشراق بدره في سماء الأدب وعلو نجمه. رسالته التي كتب بها من الهند في سنة سبع وأربعين. إلى القاضي تاج الدين. شاكياً من كربة الغربة بعبارات تصدع معانيها قلوب المخلصين. وألفاظها قلوب الحاسدين وهي قوله سقى الدمع مغنى الوابلية بالحمى ... سواجم تغنى جانبيه عن المحل ولا برحت عيني تنوب عن الحيا ... بدمع على تلك المناهل منهل مغاني الغواني والشبيبة والصبا ... ومأوى الموالي والعشيرة والأهل سقاها الحيا من أربع وطلول ... حكت دنفي من بعدهم ونحولي سقى صوت الحيا دمناً ... بجرعاء اللوى درسا وزاد حلك المأنو ... س دار للهوى أنسا لئن درست ربوعك فال ... هوى العذري ما درسا سقى بالصفا للرتع ربعاً به الصفا ... وجاد بأجياد ثرى منه ثروتي مخيم لذاتي وسوق مآربي ... وقبلة آمالي وموطن صبوتي إنما المحافظة على الرسوم والآداب. والملاحظة للعوائد المألفة في افتتاح الخطاب. لمن يملك أمره إذا اعتن ذكر زينب والرباب. ولم تحكم عقال عقله يد النوى والاغتراب. وليس لمن كلما لاح بارق ببرق تهمد. فكأنه أخو جنة مما يقوم ويقعد. لتقاذفه أمواج الأحزان. وتترامى به طوامح الهواجس إلى كل مكان. فهو وإن كان فيما ترى العين قاطن بحي من الأحياء يوماً بالعقيق وبالعذيب يوماً ويوماً بالخليصاء. لا يأتلي مقسم العزمات. منفصم عرى العزيمات. لا يقر قراره. ولا يرجى اصطباره. إن روح القلب بذكر المنحنى. أقام الحنين حنايا ضلوعه. أو استروح روح الفرج من ذكر ليالي الخيف ومنى. أو مضت بوارق زفراته تحدو بعارض دموعه شعر من تمنى مالاً وحسن مآل ... فمناي منى وأقصى مرادي فياله من قلب يهدأ خفوقه. ولاقني لامعة بروقه. ولا يبرح من شمول شمول الأحزان صبوحه وغبوقه. يساور هموماً فما مساورة ضئيلة من الرقش. ويناجي أحزاناً لولا مس بعضها الصخر الأصم لانهش. ويركب من أخطار الوحشة أهوالاً دونها ركوب النعش. يحن إلى مواضع ايناسه. ويرتاح إلى مواقع غزلان صريمه وكناسه. ويندب أياماً يستثمر الطوب من افنان أغراسه أيام كنت من اللغوب مراحا ... أيام كنت من اللغوب مراحا أيام لا الواشي يعدّ ضلالة ... ولهى عليه ولا العذول يؤنب أيام ليلى تريني الشمس طلعتها ... بعد الغروب بدت في أفق أزرار

أيام شرخ شبابي روضة أنف ... ما ريع منه بروع الشيب ريعاني أيام غصي لدن من نصارته ... أصبو إلى غير جاراتي وحاراتي ثم انقضت تلك السنون وأهلها ... فكأنها وكأنهم أحلام لم يبق مني لمشتاق إذا ذكرا ... إلاّ لواعج وجد تبعث الفكرا ولم يبق مني الشوق إلاّ تفكري ... فلو شئت أن أبكي بكيت تفكرا لم أكن على مفارقة الأحباب جلداً. فأقول وهي تجلدي. وإنما وهي جلدي. مما حملت النوائب على كتدي. فتتت صرفة البين المشتت من أفلاذ كبدي جبرت من صرف دهري كل نائبة ... أمرذ من فرقة الأحباب لم أجد فراقاً قضى أن لا تأسى بعد ما ... مضي منجداً صبري وأوغلت متهما وفجعة بين مثل صرعة مالك ... ويقبح بي أن لا أكون متمما خليلي إن لم تسعداني على البكا ... فلا أنتا مني ولا أنا منكما وحسنتما لي سلوة وتناسيا ... ولم تذكرا كيف السبيل إليهما آليت لا أفتح لسرور على قلبي المعنى باباً. ولا أعير طرفي قاصرات الطرف كواعب أتراباً. ولا أجيل نظري في رياض نضره. ولا أسرح فكري في الأخفار إلى حدائق خضره. ولا أحور إلى محاورة أنيس. ولا أحضر لمحاضرة جليس. ولو أنه الشيخ الرئيس. لأني لي أياماً من ذلك فعلت. وعلي أي واحد منهما لتنفيس الكرب عولت. تذكرت به عهد الأحبة فاعولت. وصدع الحنين والتذكار أعشار فؤادي فولولت. فما أطبى عيني مذ فارقتهم. شيء يروق الطرف من هذا الورى. إن كنت أبصرت لهم من بعدهم. مثلاً فأغضيت على وخز السفا. فعكفت همتي على مساورة الهموم. ومسامرة النجوم. والاتساء بشيخ كنعان. في اتخاذ بيت الاحزان. فحزني ما يعقوب بث أقله. وكل بلاء أيوب بعض بليتي. رحلت عن كعبة البطحاء والحرم. ونزلت بساحة قوم لا يدرون ما حماية الحرم. مثل من هو خارج من الأنوار إلى الظلم. ونقلت من جوار البيت وسدنته. إلى حيث خوار العجل وجوار عبدته. واستبدلت بالوقوف والركن والمقام. الفوف بين يدي عبدة الأصنام. وهجرت مهابط الوحي والتنزيل. ومتردد الروح الأمين جبريل. إلى مساقط أنداء الكفر والضلال. ومرابط الانعام والأفيال. وعوضت بالمشاعر الاسلامية حيث فرض الفروض والسنن. معتكف أقوام يجرون في رفض الفرائض على سنن. وبدلت بزمزم والحطيم. ومقام إبراهيم. زمزمة البراهمة على الحطيم. بديار لا تطيب إلا لمن خلع ربقة الاسلام من عنقه. ولا ينعم بها سو من أمعن في تخريده إلى ميادين الضلالة وعنقه. لا يصفو لي بها عيش. ولا التذ بالحياة في نعيم ولو أنه على ما يقال ايس وايش شعر كيف يلتذ بالحياة معنى ... بين أحشائه كورى الزناد في قري الهند جسمه والاصيحا ... ب حجازاً والقلب في أجياد يقاسي من متاعب الوحدة كل محنة وشده. وايعاني من أهوال الغربة كل غمة وكربه شعر فما غربة الانسان في شقة النوى ... ولكنها والله في عدم الشكل وإني غريب بين بست وأهلها ... وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي

كنت ممن قد أتى على حين من الدهر متخلياً بأشجاني. متسلياً ممن شانه في اعتيام الحوادث شاني. حزيناً لما منيت به من مفارقة جيرتي وأوطاني. حتى طرق الطارق. وما أدراك ما الطارق. بناء هائل. وخبر واعيه ذاهب اللب ذاهل. وهو وصول الأتراك من اليمن. واجهازهم على رمقي تلك الفتن السابقة والمحن. ومصارع السادة الأشراف الصفوة من بني الحسن. فزاد كما يعلم الله الفؤاد جمراً إلى جمر. وغادر الأحشاء كأنما تشك بأطراف المثقفة السمر. فهل يا مولاي على مغمور بغمرات هذه الأحوال. ومطمور من سهام النوائب بين أنياب أغوال. من لائمة إذا ذهب عما يجب من تقديم الثناء على تلك الشمائل. وتقويم ماهية الرسائل التي هي إلى قوام الأرواح أعظم الوسائل. ببث يسير من حميدات الخصائل. لتلك الذات الجامعة لجميع الفضائل. بعد تقبيل أرضها التي تعشو شب بأكنافها العلوم والآداب أعشاب الأعشاب. وتشرق بساحتها شموس الحقائق والمعارف. فتؤمن من الضلال بظلمات الشبه في مسالك الهداية المخاوف. الامام الذي غذى بلبان الكمالات والفضائل. الهمام الذي نصت عليه مخدرات العلوم. فكل أجل كفء بحل عويصاتها كافل. العلامة المبرز على أقرانه. بفضائل غير متناهية تشكك في امتناع التسلسل وصحة برهانه. كالشمس قلت وما للشمس أقران. خلاصة العلماء الاعلام. سلالة العظماء الذين سادوا بمجدهم الأنام. مولانا وسيدنا القاضي تاج الدين زاد الله اجلاله. ثم ينهي أنه قد تبين من شرح نبذة من أحواله. بما بثه من مقاله. وهجر به هجر الواله. ما هو جواب عن سؤال مقدر. واستفهام يقتضيه المقام مضمر. فيعطف عن استقصاء ذلك عنان القلم خاسئاً وهو حسير. ويصرفه إلى استعطاء ذي الفضل الكبير مبتهلاً سائلاً. ومتضرعاً قائلاً. اللهم فبحق من انتخبتهم لتبليغ رسالاتك. وأيدتهم بحججك البالغة وآياتك. وبحق المقتدين بآدابهم. من ذرياتهم وأصحابهم. وبحق الصافين في طاعتك أقدامهم. المستغرقين في جلال هدايتك لياليهم وأيامهم. وبحق سمواتك وما فيها من آيات للمتبصرين. وبحق مجاوري بيتك الحرام حجاجاً ومعتمرين. إلا ما رزقتني العود إلى حرمك. وقضيت لي بالرجوع إلى جوار بيتك المحرم بجودك وكرمك. ويلتمس من فضلكم هذا الدعاء في الملتزم والمستجار. وفي ادبار الصلوات وبالاسحار. لعل الله سبحانه يمن عليه بالخلاص من هذه الديار. والاياب إلى تلك المشاعر المشرفة الاوطار. إنه على ما يشاء قدير. وبالاجابة لمن دعاه جدير. والمأمول من فضلكم أن تؤنسوا وحشته بمكاتباتكم الكريمه. وتصلوا وحدته بمراسلاتكم التي هي من داء الهيام أعظم عوذة وتميمه. فإنه في دار وحشة ليس بها أنيس. وفي جيل أنس منهم اليعافير والعيس. لا يتسلى إلا بأبيات من الشعر سمح بها فكر قد صلد زناده. وصرد ايقاده. وحم بشآبيب الحوادث احماده. في مكان اعرابه اهناده. فهو لا يستأنس إلا بانشادها في الخلوات. واسعادها بالمسامرة إذا جنت الظلمات. لا لأنها لذلك أهل. بل لكون الهشيم يرعى لا محالة في المحل. وعند الضرورة يعتاض تمايل الأغصان بالنسيم عن الهيف ويقتنع لفقد محيا الحبيب بالبدر على ما فيه من الكلف. والجوع يرضي الأسود بالجيف وقد أداه ما ادعاه من الوله والهيام إلى اثباتها. كيلا تكون دعواه مجدرة عن بيناتها وهي صوادح البان وهنا شجوها بادي ... فمن عذير فتى في فت أكباد صب إذا غنت الورقاء أرّقه ... تذكيرها نغمات الشادن الشادي فبات يرعف من جفنيه تحسبه ... يزبرج المدمع الوكاف بالجاد جافي المضاجع الف السهد ساوره ... سم الأساود أو أنياب آساد له إذا الليل واراه نشيج شج ... وجذوة في حشاه ذات ايقاد سمّاره حين يضنيه توحشه ... فيشرئبّ إلى تانيس عوّاد وجدوهم وأشجان وبرح جوى ... ولوعة تتلظى والأسى ساد أضناه تفريق شمل ظل مجتمعاً ... وصو من بالعود دهر خطبه عاد فالعمر ما بين ضن ينقضي وضنا ... والدهر ما بين ابعاد وايعاد لا وصل سلمي وذات الخال يرقبه ... ولا يؤمل من سعدي لاسعاد

أشجى فؤادي واستوهى قوى جلدي ... أقوى ملاعب بين الهضب والوادي عفت محاسنها الأيام فاندرست ... واستبدلت وحشة من أنسها البادي وعطلتها الرزايا وهي حالية ... بساكنيها وروّاد وورّاد وعاث صرف الليالي في معالمها ... فما يجيب الصدى فيها سوى الصادي دوارج المور مارت في معاهدها ... فغادرتها عفى الساحات والنادي وناعب الموت نادي بالشتات بها ... فأهلها بين أغوار وأنجاد وصوّحت بالبلى أطلالها وخلت ... رحابها الفيح من هيد ومن هاد أضحت قفاراً تجري الرامسات بها ... ريحاً جنوب وشمل ريحها الخادي كأنها لم تكن يوماً لبيض مها ... مرتعاً قد خلت فيهن من هاد ولم تظل مغانيها بغانية ... تغني إذا ما ردى من بدرها راد ولا عطا بينها ريم ولا طلعت ... بها بدور دجي في برج مسطاد ولا تثنت بها لمياء ساجته ... ذي النعيم دلالاً بين أنداد فارقتها فكأني لم أظل بها ... في ظل عيش يجلي عذر حساد أجني قطوف فكاهات محاضرة ... طوراً وطوراً أناغي زينة الهاد هيفاء يزري إذا ماست تمايلها ... بأملد من عصون البان ميّاد بجانب الجيد يهوى القرط مرتعداً ... مهواه جد سحيق فوق أكتاد شفاهها بين حق الدر قد خزنت ... ذخيرة النحل ممزوجاً بها الجادي إذا نضت عن محياها النقاب صبا ... مستهتراً كل سجاد وعبّاد وإن تحلت ففي ما قد جلته دحي ... لتائه في الدآدي أيما هادي وميض برق ثناياها إذا ابتسمت ... بعارض الدمع من مهجورها حاد وناظران لها يرتد طرفهما ... مهما رن عن قتيل ما له وادي وصبح غرتها في ليل طرتها ... يوماي من وصلها أو هجرها العاد تلك الربوع التي كانت ملاعبها ... أخنى عليها الذي أخنى على عاد إلى مراتع غزلان الصريم بها ... يحن قلبي المعنى ما شدا شاد بعد الدهر رماني بالفراق لها ... ولا سقى كنفيه الرائح الغادي عمري لقد عظمت تلك القوادح من ... خطوبه وتعدت حد تعدادي فقد نسيت وأنستني توائقه ... تلك التي دهدهت أصلاد أطواد مصارع لبني الزهرا وأحمد قد ... اذكرن فخاء من أردى به الهادي لفقدهم وعلى المطلول من دمهم ... تبكي السماء بدمع رائح غادي وشق جيب الغمام البرق من حزن ... عليهم لا على أبناء عبّاد كانوا كعقد لجيد المجد مذ فرطت ... من ذاك واسطة أودي بتبداد وهو المليك الذي للملك كان حمى ... مذ ماس من برده في خير ابراد كانت لجيران بيت الله دولته ... مهادها من لسرح الخوف ذوّاد وكان طوداً بدست الملك محتبياً ... ولات ناص المعالي أي نهاد ثوى بصنعا فيا لله ما اشتملت ... عليه من مجده في ضيق الحاد فقد حويت به صنعاء من شرف ... كما حوت صفدة بالسيد الهادي فحبذا أنت يا صنعاء من بلد ... ولا تغشى زياداً وكف رعاد مصابه كان رزالاً يوازنه ... رزء ومفتاح ازراء وآساد وكان رأساً على الأشراف منذ هوى ... تتابعوا أثره عن شبه ميعاد لهف المضاف إذا ما أزمة أزمت ... من خطب نائبة للمتن هداد لهف المضاف إذا ما أقلحت سنة ... يضن في محلها الطائيّ بالراد لهف المضاف إذا كرّ الجياد لدى ... حر الجلاد اثار النقع بالوادي لهف المضاف متى ما يستباح حمى ... لفقد حام بورد الكر عوّاد

لهف المضاف إذا جلى به نزلت ... ولم يجد كاشفاً منها بمرصاد لهف المضاف إذا حمل المغارم في ... نيل العلا أثقل الأعناق كالطاد لهف المضاف إذا نادى الصريخ ولم ... يجد له مصرخاً كالغيث للصادي لهف المضاف إذا الدهر العسوف سطا ... بضيم جار لنزل العز معتاد بل لهف نفس ذوي الآمال قاطبة ... عليهم خير مرتاد لمرتاد كانت بهم تزدهي في السلم ندبة ... وفي الوغى كل قداد ومنآد على الأرائك أقمار تضيىء ومن ... تحت الترائك أسباد لمساد تشكو عداهم إذا شاكي السلاح بدا ... شد القنا ماضغاً من نسج ابراد إلى النحور وما تحوي الصدور وما ... وارته في جنحها ظلمات أجساد جنا جنا قلقاً تحوي جآجؤها ... مما يقصد فيها كل قصاد بادوا فباد من الدنيا بأجمعها ... من كان فكاك أصفاد بأصفاد وقد ذوت زهرة الدنيا لفقدهم ... وألبست بعدهم أثواب أحداد واجتث غرس الأماني من فجيعتهم ... وانشد الدهر تقييظاً لروّاد يا ضيف اقفى لبيت المكرمات فخذ ... في جمع رحلك واجمع فضلة الزاد يا قلب لا تبتئس من هول مصرعهم ... وعز نفسك في بؤس وانكاد بمن غدا خلفاً يا حبذا خلف ... في الملك عن خير آباءٍ وأجداد فحائز ارثهم حاو مفاخرهم ... كما حوى الألف من آحاد اعداد وذاك زيد أدام الله دولته ... وزاده منه تأييداً بامداد سما به النسب الوضّاح حيث غدا ... طريقه جامعاً اشتات اتلاد لقد حوى من رفيعات المكارم ما ... يكفي لمفخر أجداد وأحفاد أليس قد نال ملكاً في شبيبته ... ما ناله من سعي اعمار آباد أليس في وهج الهيجا مواقعه ... مشكورة بين أعداءٍ وأضداد أليس أسبح بالشعميم سابحه ... لج المنايا ليحيى فل أجناد أليس يثبت يوم الليث أن هل ... وثبات ليث يزجى ذود نقاد أليس يوم العطا تحكى أنامله ... خلجان بحر نقيص التبر ميداد أليس قد لاح في تأسيس دولته ... من جده المصطفى رمز بارشاد دامت معاليه والنعمى بذاك له ... مصونها وهو ملحوظ باسعاد ما لاح برق وما غنت على فنن ... صوادح البان وهناً شجوها باد وحسبي يا مولانا التصديع بهذا الهذيان. وإنما أوجبه القصد إلى إقامة البرهان. على ما ادعاه من الوله والهيمان. لا زلتم محفوفين بعين الله من طوارق الحدثان. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تنبيه قوله أليس قد لاح في تأسيس دولته ... من جده المصطفى رمز بارشاد يشير به إلى ما وقع للشريف المذكور فإنه لما وردت الأوامر السلطانية بولايته الحرمين الشريفين وكان إذ ذاك بالمدينة المنورة قصد زيارة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فأراد الخدام أن يفتحوا له الباب فوجدوه مفتوحاً وكانوا قد أغلقوه من قبل فعلم الناس أنه إشارة إلى الفتح والظفر فكان كذلك. فأجابه القاضي تاج الدين عن هذا الكتاب بهذا الجواب بقبل الأرض اجلالاً ويشرح ما ... لاقى من الوجد والأشواق والحرق يشتكي بعض ما لاقى وأعجب ما ... رآه أن تخمد النيران في الورق محب جرعه الدهر مرارة الثوى. وأضرم في أحشائه حرارة الجوى. فهو يشكي النوى طوراً. فيتمالأ في طورها ويتغالا. ويرجع باللوم على نفسه فوراً. فينشد بقايا ثناء ليس هي ارتجالاً. هجيراه سقيا معاهد الأحبة من عهاد دموعه. وسميراه التلهف على ذلك العهد وتمنى رجوعه شعر أرى آثارهم فأذوب شوقاً ... واسكب في مواطنهم دموعي واسأل من بفرقتهم رماني ... يمنّ عليّ منهم بالرجوع

قد حارب جفنه الرقاد فليس بينهما صلح. ودجى عليه ليل الفراق فلم يتبلج له صبح شعر وطال عليّ الليل حتى كأنه ... من الطول موصول به الدهر أجمع لا يزال يسامر النجوم والقمر. وياسور الهموم والفكر. وتتلاعب فيه لواعج الأشواق تلاعب الصوالج بالاكر. وينشد إذا هجع النوام وطلب المسعد على السمر أيها النائمون حولي أعينو ... ني على الليل حسبة وائتجارا حدثوني عن النهار حديثاً ... وصفوه فقد نسيت النهارا كيف لا ينسى النهار. وينكر سائر الأغيار. من لم يرتسم في مرآة تصوره غلا تصور تلك الذات. ولا يجول في فكره إلا تذكره سابق تلك الأيام المستلذات. ولا يغير وده لقادم العهد. ولا يسوغ أن يسيغ ماء السلو ولو أداه تعطشه إلى اللحد ولي نفس حر لو بذلت لها على ... تناسيك ما فوق المنى ما تناست لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا ... إذ طالما غير النأي المحبينا والله ما طلبت أرواحنا بدلاً ... عنكم ولا انصرفت فيكم أمانينا وليس عهدكم عهد الغمام فما ... كنتم لأرواحنا إلاّ رياحينا ولولا تعلل النفس بعل وعسى. ورجوي جمع القادر على جمع الشتيتين لقضيت اسا. شعر ما قدر الله أن يدني على شحط ... من دار الحزن ممن داره صول رجع يا مولانا فقد أجرى المملوك جوار قلمه مرخي العنان. وشرح من انموذج حاله ما هو عند مولانا كالعيان. واسناه بث شوقه ما هو الواجب من تصدير السلام. وتقديم الثناء الذي لا تستوفيه الأرقام. ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام. ولئن شغل المملوك عما هو الأحرى. فقد أقام له البيت المشهور عذراء شعر وشغلبت عن رد السلا ... م فكان شغلي عنك بك فهو يحمل العبودية هذه من التحيات ما يتضوع قبل نشرها نشره. ومن الأثنية ما يضاهي الأفق زهره. ويباهي الرياض زهره. إلى ذلك المقام الذي سحب على فرقد الفراقد ذيل عقوه. وأورد نهر المجرة خيل مجده وسموه. وسلم له أهل الحل والعقد. وأذعنت لبلاغته جهابذة النقد. وألقت إليه الفصاحة مقاليدها. وكتبت ملوك البراعة باسمه تقاليدها. وأقر بفضله حتى الحسود. وأجمع على سودده السيد والمسود. وأرى الناس مجمعين علي فضلك ما بين سيد ومسود. امام جماعة الصناعتين. ومالك زمام براعة البراعتين. العلامة الذي خاض بحراً وقفت بساحله العلماء. وقفت اثره فانتهت إلى حدها من نقطة العلم وشكلة الحكم الحكماء. سلالة الوزراء الذين اقتعدوا صهوة الجلالة والمجد. وخلاصة العلماء الذين تركوا الغير في الغور وافترعوا من المكانة المكان النجد. مولانا الشيخ محمد بن حكيم الملك. لا زال محروساً بعناية مجري الفلك والفلك. بمحمد وآله آمين. وينهي ورود الكتاب الذي استهلت البراعة استهلاله. وأتى بالسحر الذي لا حرج في القول باستحلاله. وحرم على الأدباء حكاية حياكته والنسج على منواله. أني تجاريه فرسان القريض ومن ... غباره في هواديهن ما نقضوا يجرم المتأمل في فاتحته إنها فريدة وقتها. ويتلو عليه ما بعدها وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها. فقبل المملوك منه مواقع الأقلام. شوقاً لتقبيل مواضع الأقدام. وقراه سطراً سطراً. ولم يكن يستطيع مجاوزة فقرة منه إلى الأخرى. وسرح الفكر في معانيه التي هي إلى الافهام أجرى من الماء تحدر في صبب. وافعل بالالباب من ابن غمام زوج بابنة العنب. فاضحك المملوك بما تضمنه من تقلب مالكه في رياض البقا. وشغله في مراتب العز والارتقا. وأبكى بما انطوى عليه من شرح الحال التي عند المملوك شاهدها. والغربة التي يعالج لواعجها المملوك وإن كان في وطنه ويكابدها. يودّ من عمره أن لا يفارقكم ... ما كل ما يتمنى المرء يدركه

فصبراً يا مولانا على ما جرت به الأقدار. ورضا بإرادة الله واختياره فإنهما خير مما يريده العبد لنفسه ويختار. ولا أبلغ في الوعظ والتنبيه لمن طلب منهما الغايه. من قوله تعالى وعسى أن تكرهوا شيئاً الآيه. وعذراً يا مولانا فأنا بهذه المواعظ كمن جلب التمر إلى هجر. وأهدى إلى البحر الدرر. ولكنني أتيقن أن مولانا لا يرى ذلك بحسن الظن والنظر. ثم انتهي المملوك إلى تلك القصيدة التي كل بيت منها ببيت القصيد. فكلل تاجه من جواهر عقدها الفريد. واستخرج من بحرها البسيط فرائد الفضل المديد. وعلم أن مولانا أراد اثبات عجز من عارضه فتم له ما يريد. وأكدت صوادح البان بشجوها أشواقه ولا أقول زادت فليس عليها مزيد. وترنمت ذات الجناح بسحرة ... بالواديين فهيجت أشواقي ورقا تعلمت البكا والبث من ... يعقوب والالحان من اسحاق إني تضاهيني هوى وصبابة ... وأسا وفرط جوىً وفيض ماقي وأنا الذي أملي الهوى من خاطري ... وهي التي تملى من الأوراق وكيف يا مولانا يقبل المزيد شوق هو أعظم مما تصف الألسن وتشرح الأرقام. وفوق ما يتصوره الفكر وتتخيل الأوهام. ووراء ما يمكن أن يرى في الأحلام. أطفا الله حر النوى بالمشافهه. وأغنى عن المراسلة بالمواجهه. وعجل لكم الاياب إلى حرمه الشريف. والاقامة بسوح بيته المنيف. إنه على ما يشاء قدير. وبالاجابة جدير. والسلام ومن اشناء الشيخ محمد المذكور ما كتبه مراجعاً إلى بعض أصحابه من سادات العجم وقد كتب طلبه كتاباً يتضمن اظهار تلك المودة وأهدى إليه مرآة وعصا لو تطاولت إلى الأفلاك. وتناولت عن الأملاك. وسخرت لي الدراري المؤتلقه. ونضدت لي الدرر المونقه. فسولت لي الأمارة. والقريحة وقد غدت ببديع البيان سحاره. معارضة الدر المنثور في الكتاب المسطور. الذي ردت بلاغته دعوى معارضه رد الغيور بد الجابي عن الحرم. لكنت أورى في رابعة النهار. وأريه السها وقد أراني طوالع الأقمار. فاقسم بالشفق. والليل وما وسق. والقمر إذا اتسق. إن منشىء تلك الحديقه. وموشى هاتيك الروضة الأنيقه. ممن أوتي الحكمة وفصل الخطاب. وجليت عليه من مخدرات عرائس البلاغة ما توارت عن غيره بالحجاب. كيف لا وهو الفرع المتهدل من دوحة أفصح من نطق بالضاد. وأوتي جوامع الكلم فآمن بمعجزها كل حاضر وباد. فاعجاز البلاغة تراثه. وإن من البيان لسحراً وإن من الشعر لحكمة ميراثه. ثم أبت نفسه الأبيه. وأنفت همة كماله العليه. أن يتقصر على تليد مفاخره العديده. حتى شفعها بطريف مآثره الحميده. فبلغ في المعاني الغايات. واخرس من تصدى لاحصاء ما أعطى من الكمالات فإن قميصاً حيك من نسج تسعة ... وعشرين حرفاً عن علاه قصير فعلى رسلك يا مولاي فجدك صلى الله عليه وآله وسلم القائل. أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم. وقد خاطبت الملوك بما يرد شقاشق البلغاء المبرزين في لهاة فحولهم. فكيف به وليس هو منهم في عير ولا نفير. ولا يعد منهم في قبيل ولا دبير. وقد الجأته الضرورة إلى ارتكاب أول القبيحين مقابلة الدر بالخشب. واغلاق باب المكاتبة فيعود نهاره لذلك كليل فتى الفتيان في حلب. ثم ما طرز به الكتاب. وحبر بوشيه الخطاب. من فقد المحبة الذي لا يزال المملوك به مثرياً. ولحديثه راوياً. ولعطاش الفقراء إليه مروياً. فقد يحمد الله غذى بلبانها. ورتع في ميدانها. وكرع من غدرانها. وتمسك بأشطانها. وضربت عنده بجرانها. فصار بها مذ كان في المهد صبياً صبا. وتلقاها في ضمن كريمة قل لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى. إن المودة في قربى النبي غني ... لا يستميل فؤادي عنه تمويل فهي لا تنفك كما ذكر مخدومي تزداد كثره. فيزداد بها القلب مسره. والعين قوه تتأكد كل حين. وتتجدد على تقادم السنين. ويزيدها مرّ الليالي جدة ... وتقدم الأيام حسن شباب لا يغشى سنا قمرها سحاب نقصان. ولا فصمت عروتها الوثقى يد الحدثان. فيزحزح المولى أيده الله سحابها. ويوثق أسبابها. باسداء الهدايا. واهداء المزايا شعر تملك بعد حبك كل قلبي ... فإن ترد الزيادة هات قلبا

لكن سمعاً لما أمر به وطاعه. وقبولاً وامتثالاً لما أمر جهد الاستطاعه فشكر الاياديه. وهطلاً لفؤاديه. وسقيا لناديه. وسحقاً لأعاديه. ولا زالت فواضله مغدقة دائمة الهمول وفضائله مشرقة لا يدانيها أفول. والسلام. ومن نظمه قوله مادحاً لقائد أحمد بن يونس وزير الدولة الحسينية الادريسية ومهنئاً له بالنيروز إلى علاك اشارة أنجم الأفق ... فظل طرف الثريا شاخص الحدق وأشرقت بك شمس المجد لا أفلت ... ونضدت بك زهر السعد في نسق وعفرت لك آساد الشرى وعنت ... لك الوجوه وأضحت منك في فرق كل لطولك يرجو وهو ذو أمل ... كل لباسك يعنو فهو في قلق قد استكانت لك الأضداد واشتعلت ... لما طعلت شهاباً باهر الفلق شهاب باس به كف العلى قذفت ... فأحرقت بسناه كل مسترق به استقامت قناة الملك من أود ... وأصبح العدل منه واضح الطرق يا من به أبدت الأيام زخرفها ... وراق من صفوها ما كان لم يرق قد شرفت أمة أصبحت قائدها ... وأصبحت بك في أمن وفى غدق ألقت مقاليدها والله أرشدها ... إليك يا محرز الغايات في السبق قد طوّفت جيدها منك الجميل يد ... تعدّ فعلك هذا أحسن الخلق قد ذل من لم تكن للخطب عدّته ... وخب من بعرا علياك لم يثق مهابة لك نابت في تطوّقها ... أقصى البلاد مناب الصارم المزق رعى حشاشة قوم دارهم نزحت ... ثم انثنى وهو محمر من العلق فأنت تعمل رأياً والقضاء به ... يجري وفاقاً له يا طيب متفق من ظن وصفك يحصى أو يحاط به ... دعه فما فيه يكفيه من الحمق أو رام يثنى بما أنت الجدير به ... لم يستطع وهو رب المنطق الذلق نعم المغيث ونعم الغوث أنت لدى ... كر الحوادث بين الصبح والغسق ما زلت تدرك ما تنويه عن أمم ... فلو تروم منال النجم لم يعق بهمة أرغمت من تحت أخمصها ... أنف الثريا وخداً غير منفلق وهيبة ترهب الآساد سطوتها ... وجود كف كموج اليم مندفق وحسن رأى يسوس الملك تعضده ... عناية يقتفيها فتح منغلق وطيب ذكر لك الركبان تنقله ... تفض عنه ختام العنبر العبق وغيرها من صفات قد خصصت بها ... كأنها الدهر إذ يزهى على العنق لا زلت ترقى إلى ما أنت آمله ... توق ذلك والأعداء في نعق مهنئاً بك يوم شمسه وزنت ... بنور هديك فانحطت عن الأفق ممتعاً بك دهراً أن يرم أحد ... وكان ينمي إلى علياك لم يطق وكتب القاضي تاج الدين المالكي للشيخ محمد المذكور وهو بالطائف. في سنة سبع وعشرين وألف قوله سلام كنشر الروض تنفحه الصبا ... سلام كعرف المسك أو زهر الربا سلام كأنفاس المتيم رقة ... سلام كايناس المزمزم مطربا سلام كعرف الراح فض ختامها ... سلام كما يستنشق الثغر اشنبا سلام كتسليم الأغن مواصلاً ... سلام كتلحين المطوّق معربا سلام كوصل بعد يأس من اللقا ... سلام كوعد بالتواصل أو نبا سلام كعصر الوصل في الطيب لا المدى ... سلام كأيام الشبيبة والصبا سلام كقرب الدار بعد نزوحها ... سلام كبشرى من حبيب وقد نبا سلام كغمض الجفن بعد سهاده ... سلام كطيف زار من ربة الخنا سلام كأشكاء الحبيب محبه ... سلام كعتب عنده الصب اعتبا سلام كبرء عند يأس من الشفا ... سلام كأمن المرء للقتل قربا تحية مشتقا يبث تشوّقاً ... أقام بساحات الفؤاد وطنبا وإني أبث الشوق وهو موزع ... نهاي وفكري والضمير المحجبا

وبي من سوى هذا عن البث غنية ... فعندك لي قلب مناجيك معربا يسير إذا ما سرت شرقاً مشرقاً ... ويسري إذا ما سرت غرباً مغرباً كحرباء شمس لا تزال تؤمها ... ولكن في ودّه ليس قلبا وإن بجسمي منه أعظم غيرة ... على كونه رهناً لديك مطنبا ومن قلم يسعى إليك براسه ... يؤديك قبلي مالك الود أوجبا واغبط طرسي إذ يقبل انملا ... سيضحى بها عما قليل مقلبا فدونكه سجفاً لعذراء قلدت ... عقوداً تسامي درّها أن ينقبا ممنعة لم ترض غيرك كفأها ... من الخلق طرا حيث كنت لها أبا فأسبل عليها بعد رفعك سجفها ... من الستر ما يضفو وزدها تقربا فما زلت محمود الشمائل من راي ... كمالك حدث السن ظنك أشيبا بقيت على مرّ الجديدين سالماً ... وربعك مأهولاً ومغناك مخصبا فكتب إليه الجواب بسرعة يكاد كون بديهة وهو لعمرك يا رب البلاغة والحبا ... ومالك رق الفضل شرقاً ومغربا وبدر سماء المجد بل شمسها التي ... أنارت بها طرق الرياسة والابا وراقي ذري العلياء بالهمة التي ... تعدّ لها شهب المجرة مشربا وجامع أشتات المفاخر كلها ... تراثاً وكسباً رائضاً كل أصعبا لقد ظلت تهدي من بحار فضائل ... جواهر تاج درها لن يثقبا وأبرزت من خدر القريحة كاعباً ... عروساً عن المملوك لن تتحجبا وكم رامها غيري فعز لقاؤها ... ولم يحظ من ممنوعها بسوى نبا يقل لها بذل النفوس صداقها ... وتكبر عن قولي تحل لها الحبا فشرفت قدري إذ بعثت أخا العلا ... إليّ بها عقداً من الدر معجبا وروضاً مريعاً يانعاً متضوّعا ... شذاه يرد المسك من نافج الظبا بل كل بيت منه روض مدبج ... بأفنانه غنى هزار فأطربا طفقت بها جذلان يرتع ناظري ... بجنات حسن يالها متقلبا بها كل معنى تشتهي النفس أو به ... تلذ عيون أبصرت ثم مأربا فمن لي بشكوى يا ابن ودّي ومن له ... يظل لسان الدهر بالمدح مطنبا ومن هو أشهى من حياتي التي إذا ... أراه لها روحاً إليها محبباً ومن بجميل الراي فيه تملكت ... مودته منى الضمير المحجبا يقوم ببعض من حقوق تتابعت ... عليّ وفضل من هوى النفس أطيبا فلا زلت تولينا الجميل مشنفاً ... مسامعنا يا من له الله قد حبا

الملا علي بن الملا قاسم بن نعمة الله الشيرازي المكي

الملا علي بن الملا قاسم بن نعمة الله الشيرازي المكي إمام المعاني والبيان. والمغني فضله عن الايضاح والتبيان. ومن عليه المعول. في بيان كل مختصر ومطول. هصر أفنان الاقتنان. ونطق عن لسان الاحسان. وسمع فوعى. وجمع فأوعى. وجاء منقطع القرين يكاثر بمحفوظاته رمال يبرين. إلى هدى ورشاد. وصلاح أسس بنيانه وشاد. وأما الأدب فهو جذيله المحكك وعذيقه المرجب. والمعمل فيه يده ولسانه وضميره المحجب. إن نثر فالنثرة في قلق. أو شعر عاذت الشعرى برب الفلق. وهو شيرازي المحتد. حجازي المولد. وجده الرابع من آبائه. الناهضين بأثقال الفضل وأعبائه. هو الشيخ ظهير الدين. أحد العلماء المهتدين. كان له بشيراز مدرسة وطلبه. ورتبة أحرز بها من الخير ما طلبه. جامع بين الحقيقة والشريعه. واصل إلى مراتب الفضل بأوثق ذريعه. وولد الملا على هذا بمكة المشرفة ونشأ بها. ولحظته بالسعادة عناية ربها. فأكب على طلب العلم وتحصيله. وتأثيل الفضل وتأصيله. حتى ظهر شانه. وتهدلت بفنون العلم أفنانه. فلما نبابه الوطن. وضاق عنه العطن. ارتاج السفر. وأمل حصول الظفر. وامتثل قول الأول وإذا نبابك منزل فتحول فدخل العجم أولاً والهند ثانياً. وراح لعنانه عن أوطانه ثانياً. فاختطفته المنيه. في بعض البلاد الهنديه. أنضر ما يكون شباباً. وأحكم ما يكون أسباباً. وذلك في عام إحدى وخمسين وألف. رحمه الله تعالى. وهذه نبذة من نثره المعجب. وكلامه المعرق المنجب. فمنه ما كتبه إلى الشيخ حنيف الدين ابن الشيخ عبد الرحمن المرشدي مراجعاً وهو بقرية السلامة من أعمال الطائف. ما ألحان السواجع في حدائق ذات بهجة تحتها الأنهار. وما ترجيع البلابل على أغصان خميلة رنحتها نسائم الأصائل والأسحار. بأطيب من تسجيع كتاب جمع الفضائل. فهزم جمع الأفاضل. وحاز أزهار فصاحة تقصر عنها يد المتناول. وإن اقتطفها منشئه بأطراف الأنامل. أزكى لهيب الأشواق بلطائف عباراته. فهيج أشجان الفؤاد وما يدري. وأضرم نيران الفراق بمحاسن إشاراته. فكأنما أثار بهذا طائراً كان في صدري. أتاني كتاب لو يمرّ نسيمه ... بقبر لأحيا نشره صاحب القبر وذكرني شوقاً وما كنت ناسياً ... ولكنه تجديد ذكر على ذكر لله دره من كتاب ينعش الافئدة كما ينعش العليل نسيم السلامه. ويفعل بألباب ذوي الآداب ما يقصر عن مثل طلا الحبيب ونشوة المدامه. أزرت جواهره المنثورة بالعقد الثمين في جيد الحسنا. وقضت دراري الأفلاك بأن زواهر ألفاظه المشرقة أبهى وأسنى. ما استغرب الفكر تشييد معالي مبانيه الفائقه. ولا استنكر نسيم خمائل معانيه الرائقه. لعلمه بأن مولانا هو الذي أتقن هذا البناء وأحكم. حتى يقول من أين هذا النفس الطيب بل قال شنشنة أعرفها من أخزم. لا زلتم تحيون بهذه الآثار مآثر سيدنا الذي كان في العلوم كضوء على علم. وتثبتون في صفائح الصحائف ما يقال عند رؤيته ومن يشابه ابه فما ظلم. هذا وقد اشتغل اليراع بوصف ذلك الكتاب عن ذكر ألقاب ناظم عقده. وتاه في طيار مدحه فطوى الكشح عن نشر صفحات مفوف برده. علماً بقصوره عن مطاولة هذا الأمر بذلك الجسم الضئيل. واعترافاً بعجزه عن محاولة ما لم تصل إليه بلاغة الصاحب ولا تفي به مهارة الخليل. فالمملوك يعتذر في هذا الباب بنظير ما اعتذر به ذلك المولى. ويعتقد أن القاب مولانا هي أحرى بتلك المعذرة وأولى. فإنه نهر من بحر فضلكم الوافر. وغصن من دوح مجدكم الزاهر. على أن مولانا لا يتأثر مجده الرفيع بعدم انتصاب القلم في مقام المدح والاطرا. ولقد غنى مقامه المنيع عن أن يدع من رام حصر القابه يقدم لحصره رجلاً ويؤخر أخرى شعر من كان فوق محل الشمس موضعه ... فليس يرفعه شيءٌ ولا يضع نرجع إلى ما يجب من اهداء سلام تصدح به حمائم القلوب في خمائل الود وغياضه. وتترنم صوادح الأنس بفنونه على أفنان حدائق الاخلاص ورياضه. وأما الشوق إلى ذلك الجناب الكريم. والمحيا السامي الوسيم. فالشاهد العدل في اثباته ما استتر في ضميركم الذي لا يعتريه الزلل ولا يأتيه الباطل. فلذلك كان هو مغنى اللبيب عن التصدي لشره الذي يطول عن غير طائل. وما شوق أعرابية بان دارها ... وحنت إلى بان الحجاز ورنده بأكثر من شوقي إليكم وإنما ... رماني زماني بالبعاد بجده

والمأمول من فضل تلك البراعة هو الجريان على ما سبق من الاتحاف بآثارها التي تشرح الأفئدة والصدور. وتدبج ديباجة الطروس والسطور. وتذكى نار القريحة بعد خمودها. وتجري أنهار الأفكار غب جمودها. فإن بعد العهد عن مكاتبة مولانا هو السبب في تنميق هذه الألفاظ المنحلة العرى. وطول زمان الفترة هو الموجب لتلفيق هذه الكلمات التي هي كما ترى. بعد أن كان المملوك على ما قيل ينظم من بديع الألفاظ قلائد العقيان. ويزف من عرائس الأفكار ما يقصر عن نيله يد الاكفاء والأقران. لكن المرجو بعد مراسلتكم البهية رجوع تلك الملكة ولو بعد حين. ولا يؤمن مع الترك أن يؤدي الحال إلى الانتظام في سلك الصورة التي طبعت من صلصال أو طين. وليس المخلص في هذا الملتمس كالباحث عن حتفه بظلفه. والجادع ما رن أنفه بكفه. لأنه بان على أن يكون ممن يلقى السلاح عند الكفاح. ويسعى حال المجاوبة في سلوك جادة السداد والصلاح. فإن صادف المحز فمرحباً بالوفاق وإن كان دونه مناط الفرقد. وإن أخطأ الغرض أو فاته الشنب فما هو أول من عاوض الدر بالودع واحكم أن يشبه الشبه بالعسجد. ولقد سرنا خبر وصولكم بالسلامة إليها. وما صادفتم من رخص الاسعار عند الوفود عليها. لا زالت سحائب الخير تحل حيث حلت ركائبكم. ولا برحت نوائب الضير ترحل عن سوح تناخ فيه نجائبكم شعر تحيا بكم كل أرض تنزلون بها ... كأنكم لبقاع الأرض أمطار ومنه ما كتبه إلى الشيخ تقي الدين السنجاري وقد طلب منه اعارة الزيج وشرحه شعر حسبت لصبري والسلو منجماً ... فجاء من الهجران ما ليس يحسب وساءلت تقويم الهوى عن صبابتي ... فقال لي التقويم صبرك يغلب اللهم يا من زين السماء الدنيا بزينة الكواكب. وأودع في الأفلاك بحكمته الأنجم الثوابت والشهب الثواقب. نسألك أن تديم مولانا الذي أشرقت شموس علومه. من مقر الفلك التاسع. وبزغت نجوم فهومه فلو تأخر زمان القطب لحام حول شعاعها الساطع. وتم بدر كماله مصوناً عن كلف البدر ونقص الأهله. وامتد محيط فضله الغني عن اقامة البراهين والأدله. فأضحى يقر له بالفضل كل محقق. ويقضي له بالسعد كل منجم. أدامه الله لتحقيق كل عويصة ودقيقه. وأعلى به درجات الفضل وقوم به نهجه وطريقه. ولا زالت فضائله مذكورة بألسنة الأقلام وأفواه المحابر. ولا برحت محامده مسطورة في صدور المحارق وبطون الدفاتر. المعروض بعد اهداء سلام يخجل النيرين عند سطعه واشراقه. وعرض اشتياق يفحم اللسانين عن وصف بزوغ كواكبه من مطالع الود وآفاقه. وصول الكتاب المحوي على أزاهر الرياض وزواهر الأفلاك. المشتمل على ما هو أبهى من جواهر العقود ولآلىء الاسلاك. فحمدنا الله على صحة تلك الذات التي لم تزل تتردد في بروج المعالي. ولم تبرح تحل من منازل الاخلاء القلب ومن سماء العز أوجها العالي. وقوبل بالامتثال ما تضمنه ذلك المثال المثيل. وأرسل كلا الكتابين ومعهما من تعلق الخاطر ما يقصر عن بيانه الاجمال والتفصيل. إلا أن المخلص صار يضرب أخماسه في أسداسه. ويستعمل في أخذ الارتفاع سائر أنواعه وأجناسه. فيرفع الاسطرلاب تارة ويضعه. ويلحظ التقويم مرة ويدعه. ليعلم الخائض مع مولانا في جداول هذا الفن الذي جل عن إقامة البرهان صعوبة دقائقه الخفيه. وأبت مسائله أن تكلم الناس إلا رمزاً سيما من كان كمولانا منزهاً عن علة العجمة معدوداً من أعيان فرسان العربيه. فما أسعف الطالع باهتداء الفكر إلى من له طاقة على أن يدخل معكم من هذا الباب. اللهم إلا أن قيل أعجمي فافعل به ما شئت أو يقتبس بالالهام وليس الثاني بمستنكر فالله يرزق من يشاء بغير حساب. وكتب إلى القاضي شهاب الدين أحمد ابن القاضي حسن وكان قد توجه إلى الديار اليمنيه. ليتوصل منها إلى الأقطار الهنديه. فتعذر عليه ذلك فرجع دون الوصول إلى المقصود ولما وصل إلى جدة كتب إليه هذا الكتاب مهنئاً بالقدوم. وسالكاً في بعض فقره مسلكاً هو لديه معهود ومعلوم. ربع الحمى مذ حللتم معشب نضر ... بروق أكنافه يزهو بها النظر لا كان وادي الغضا لا تنزلون به ... ولا الحمى سح في أرجائه المطر ولا الرياح وإن رقت نسائمها ... إن لم تعد نشركم لاضمها سحر

ولا خلت مهجتي تشكو رسيس جوى ... وحر قلبي بربا حبكم عطر ولا رقت عبرتي حتى يكون لمن ... ذاق الهوى وضنا في عبرتي عبر أحمد من أعاد إلى الآفاق الحرمية شهابها الذي بزغ من أسعد المطالع. بل نيرها الذي له تسجد الأقمار وهي طوالع. بل نحريرها الذي حل بفهمه الثاقب أشكال أشكال التحرير. وبر بذهنه الصائب تسيير الكواكب فوافق تدبيره التقدير. وانتهى بطبعه القويم إلى منتهى العلم ونهاية الادراك. واعتلي بذهنه الغنى عن التقويم على منازل الأنجم ومراتب الأفلاك. لا زال سالكاً مسالك قواعد الارشاد إلى سبل الشرائع. ناهجاً مناهج الاهتداء إلى ما هو منتهى المطلب من جادة الذرائع. بها مفترعاً من صهوة علم الفروع ذروتها الرفيعه. مقتطفاً من سائر الفنون أزهار مسائلها البديعه. وأنهى إلى السمع الكريم. بعد اهداء شرائف التحية والتسليم. إن مولانا لما توجه تلقاء الديار اليمنيه. وزمت رحاله عن هذه الأقطار الحرميه. ألم يوماً يقصر عنه ألم مفارقة الروح للجسد. وصادمت شواهق الأشواق فلقيت ما لم يلقه قبلي أحد. وأزفت حشاشة النفس على الرحيل عند الوقوف مع مولانا في موقف التوديع. وسارت حيث سار ذلك المولى فلم أدر أبداً أي الظاعنين بالتشييع. وأنشد لسان الحال. متمثلاً بقول من قال. هواي مع الركب اليمانين مصعد ... جنيب وجثماني بمكة موثق فلما أن جاء البشير يخبر وصولكم الذي هو عند المخلص ألذ من نيل الوصل لدى صريع الغواني. وأشهى إلى الأسماع من رنات الأنغام ونوادر الأغاني. وأجل موقعاً من غفلة الكاشح وفقد الرقي. وأعظم خطراً من تبلج صج الوصال لمتيم أوقعته المواعيد في شك مريب. كاد المحب أن يجعل مهجته صلة لهذه البشرى. وأن يجود بالنفس الناطقه لولا أنه تذكر تمتعها بذلك الجناب فشفعه الذكرى ولله در القائل شعر لولا تمتع مقلتي بلقائه ... لوهبتها بمبشري بإيابه على أن الروح في الحقيقة تقفوا أثر المولى الذي به انتعاش النفوس والمهج. وتحل حيث حلت ذاته التي يصير النازح عنها ذا كبد حراء ومقلة من نجيع الدمع في لجج. فلا مجال في هذا المقام لبذل النفوس وخلع الأرواح. فقد قيل الجود من الموجود وليس ها هنا سوى الصور الخالية والأشباح. لو أن روحي في يدي ووهبتها ... لمبشري بقدومه لم أنصف وقد كان المخلص استشعر تقشع سحائب الفراق. وترقب تبدل وحشة الهجر بلذة التلاق. وذلك لتجاوز ألم الصد عن غايته وجده. ووصوله إلى القدر الذي كاد ينعكس فيه إلى ضده. ولقد سلكتم من الراي الحسن منهجه القويم. وتمسكتهم في ذلك بالعروة الوثقى والصراط المستقيم. حيث وليتم الوجه شطر المسجد الحرام ورجحتم جهة المقام في سوح هذا المقام. فتحلى جيد تلك الشيم الوفية بحب الوطن الذي هو من الايمان. وتنزه ذلك الجنان الكريم عن الجفوة الكائنة فيمن يستبدل أهلاً بأهل وجيراناً بجيران. وستشكرون سعيكم إلى هذا السوح الذي يمدح قاصده ويحمد وتحمدون السرى إذا انجلى صبح الآمال بعد الرجوع فيتبين لكم أن العود أحمد. ولله در الطغرائي حيث قال شعر وللنجم من بعد الرجوع استقامة ... وللحظ من بعد الذهاب قفول يا مولانا هلم إلينا فقد علمت تزايد لواعج الشوق بقرب المزار. وتضاعف آثار الهجر إذا دنت الديار من الديار. فالأولى حسم مادة النزاع بالوصول إلى هذه المشاعر فإن ذلك بالاخلاء ارفق وانسب. وإلى سلوك التوفيق أدنى وأقرب. والسلام ومنه ما كتبه عن لسان الوالد مراجعاً بعض أعاظم أبناء الأشراف عن كتاب يشتمل على أبيات خمرية وأشعار تتضمن البقاء على حفظ الوداد. وسلوك جادة الوفاء في حالتي القرب والبعاد. وذلك في شهر رمضان من سنة اثنتين وأربعين وألف قوله ما الورد ينضح بالندى أثوابه ... والروض يهتك بالحيا جلبابه والهائم الممطول فاز بوصله ... والاشيب الموخوط عاد شبابه والنازح المهجور يقرع ليله ... بيدي حبيبته المليحة بابه أوفى وأوفر بهجة ومسرة ... منى إذا وافى إليّ كتابه

بأي عبارة أصف براعة ذلك الكتاب الذي قد انفرد في بابه. وبأي يراعة أرتجم عن جزالة ذلك الرقيم الذي غدا كهف أهالي الأدب وأربابه. وكيف يجول جواد القلم في هذا الميدان الذي هو بيد المنال. أم كيف يجيد المدره في وصف هذا المدرج الذي هو عديم النظير والمثال. قسماً ببلاغة تلك الكلمات البارعه. وبروضة فصاحتها التي قطوفها داني وثمارها يانعه. لو استنزلت دراري الأفلاك وسبكتها في قوالب المباني. والتقطت لطائف فن البيان ودقائق البديع من علم المعاني. مستعيناً بالموروث من بلاغة الأجوبة الهاشميه. مستعملاً ما هو مقتضى الغرائب من العلوية والفطر الفاطميه. لعجزت عن الجواب الذي يضاهي كتاباً نسجته أنامل سيد الأدباء الأفاضل. وقدوة الأشراف الأماثل. ذي النسب الذي ضربت على قمة الفلك قبابه. والحسب الذي ينبئك عن شأنه الرفيع مقوله وكتابه. المستند على مساند العزة الباذخه. المستولي على مراتب الرفعة الشامخه. المتقدم في ميدان المناضلة والمناظره. البارز في حلبتي المشاجرة والمفاخره. المحتوي على فضائل ذوي الأحساب والأنساب. المنتهي إلى المرتبة التي يقصر عن وصفها الاطناب والاسهاب. سيدنا ومولانا السيد محمد. أدام الله عزه الثابت الموطد. أما بعد فالمنهي أن المخلص مستمسك بالود الذي ما شيبت عروته الوثقى بالانفصام. ومستوثق بالمواثيق التي ما شينت قط بالنقض والانصرام نحن الأولى بوفاء العهد يعرفنا ... جل العباد وفي الحالات نرعاها لا نقطع العهد والأسياف تقطعنا ... ولا نحول وكأس الموت نسقاها وأما الاشتياق إلى تلك الأخلاق الحسنة المرضيه. والشمائل العلوية المحمديه. فدون الوصول إلى غايته يكبو جواد اليراع والبيان. وقبل البلوغ إلى محزه يصدأ مرهف الفكر إذا تصدى للبيان. إذا رأيتم سنا برق يلوح دجى ... فإنه شعلة من نار أشواقي ولقد كان المخلص في الغاية القصوى من ألم الهجر والبعاد. ووحشة الأحزان الكامنة في صميم الفؤاد. إلى أن ورد كتابكم الذي إلى رقة ألفاظه ينتسب النسيم. وفي دقة معانيه يتيه قلب المعنى ويهيم. ومن طوقه ترى طوراً حلبة الكميت وأخرى ديوان الصبابه. وعن نهجه لا يعدل من سلك في الهوى مسالك الاجادة والاصابه. فذكرني شوقاً وما كنت ناسياً ... ولكنه تجديد ذكر على ذكر والمأمول عدم العدول عن سنن المخاطبة بألسنة الأقلام. فإن ذلك اطفاء نائرة الآلام. وايقاد نبراس مشكاة الافهام. ولا يمنع مولانا من ذلك ما ذكره من عدم توفر الكتب الأدبية لديه. وفقد ما يرجع إليه في هذا الباب أو يعول عليه. فإن مولانا هو المجموع الجامع لفنون الأدب. الفائز بحيازة أساليب كلام العرب. وفي طبعه السليم ما يغنى عن حدائق المنثور وقلائد العقيان. وفي جوهر ذاته ما يكتفي به عما يؤثر من بلاغة قس وسحبان. وما تشبث به مولانا من البداوة التي استدعت خلافة طبائع الاعراب. واستبعث العدول عن جارة الصواب في صنعة الأدب وصناعة الاعراب فشواهد بعد اثرها من مولانا ظاهرة وباديه. ولطافة تلك الذات الكريمة قد طبعت في مرآة قلوب الحاضرة والباديه. هيهات أن تصدر هذه اللطائف الأدبية عمن يكون غذاؤه في الفيافي الأكمؤ والعساقل. لا بل تلك نتائج أفكار من ارتضع ثدي العلوم ونشأ في حجر الأفاضل. هذا ولا يخفى أن المخلص تيسر له الحوض في الأبحر الشعرية على وجه سلم من العوارض والعلل. وأنشد الفكر لما سبح في لجج بحره المديد لحظ أنا الغريق فما خوفي من البلل. فتوفر لنا من ذلك النصيب الكامل والحظ الوافر. وامتازت الأبحر المتشابهة عن بعضها وصار الفرق مثل الصبح ظاهر. والمأمول من كرم الله أن ييسر لنا نيل الفضائل على الوجه الأكمل. وأن يسهل لدينا كل ما أشكل من العلوم وأعضل. وينظمنا في سلك من يرى احيار رسوم السلامة من الأمور المهمه. ويصرفنا مجرد الافتخار بالعظم الرميم مع الافتخام في ظلم الجهالة المدلهمه. لنصير كمن وفق لتشييد ما أسسه الأوائل. وحق له أن يتمثل في هذا المقام بقول القائل. لسنا وإن أحسابنا كرمت ... يوماً على الأحساب نتكل نبني كما كانت أوائلنا ... تبني ونفعل مثل ما فعلوا

وإليكم المعذرة في مقابلة تلك الجواهر بما قد شابه الشبه والودع. وفي معاوضة تلك المقدمات المسلمة بالكلمات التي سقط جميعها عن حيز الاعتبار فليت مما يقال فيه خذ ما صفا ودع.. فقد كتبت بغاية الانفعال والخجل. ونمقت في إبان تسلط سلطان النوم واستيلاء جيوش الكسل. إذ علمتم أن ليالي هذا الشهر الشريف تحكي ليل طب لا يهجع لفراق الحبائب. فلذلك ترى الناس سهارى كأنما عقدوا كل جفن بالحواجب وكان الأولى بالمخلص أن يغلق باب المجاوبة حيث عدم القدرة والطاقه. لكن سولت له نفسه الامارة أن يسلك جادة الخطأ بكتابة هذه البطاقه. وعلى كل حال فلسان العذر عن التقصير قصير فالأنسب أن يكتفى في هذا المقام بهذا البيت شعر قد أجبنا قول الشريف يقول ... وأثبنا الحصى عن المرجان ومنه ما كتبه إلى الشيخ أحمد بن محمد علي الجوهري وكل منهما في بلد من ديار الهند. أأحبابنا إن عفتم السفح منزلاً ... وأخليتم من جانب الجرع موطناً فقد حزتم دمعي عقيقاً ومهجتي ... غصناً وسكنتم من ضلوعي منحنا لا زال شهاب سماء الفضائل ساطع السنا باهر الضيا حالاً في بروج المجد والجلال. راقياً غفى منازل السعد محروساً عن الأفول والزوال. مكلوأ عن حوادث الأيام والليال. مصوناً عن الرجعة إلا إلى آفاق الديار الحرميه. موصوفاً بالاستقامة في سائر أفعاله المرضيه. سالكاً من مناهج المعالي سبيلها الأرشد. وأصلاً في مراتب الأعالي الغاية التي يقول عندها لسان الدهر أحمد أحمد. المنهي بعد اهداء سلام سطعت من آفاق الوداد أنواره. وتفتحت في رياض الاتجاد أزهاره. سلام كنشر الروض لف بمدرج ... يريك بديع الود في اللف والنشر البقاء على الود القديم. والقيام بالدعاء الصادر عن قلب سليم. وأما الاشتياق إلى تلك الذات الحسنه. ذات الصفات المستحسنه. فيقصر عن تفصيله سلك التحبير والتحرير. وينفصم دون تبيينه عقد التعبير والتقرير الشوق أعظم أن يحيط بوصفه ... قلم وإن يطوى عليه كتاب والأحوال جارية عل نهج الاستقامه. ملابسة لملابس الصحة والسلامه. إلا أن النفس اشمأزت من كثرة الحل والترحال. ومرهف العزم قد اتصف بفرط النبوة والكلال. وسئمت الرواحل من التأويب والادلاج. وكلت الصواهل من توالي الالجام والاسراج. طاب اغترابي حتى حف راحلتي ... ورحلها وقوى العسالة الذبل وضج من لغب تضوي وعج لما ... ألقى ركابي ولج الركب في عذلي وليت شعري متى يقع التخلص من نوائب الزمن. وبعد هذه الغيبة الكبرى كيف يكون الرجوع إلى الوطن يا ليت شعري والأماني كلها ... برق يغرّك أو سراب يلمع هل تربعن ركائبي في بلدة ... أم هكذا خلقت تخب وتوضع في كل يوم منزل واحبة ... كالظل يلبث في المقيل ويخلع ولولا فسحة الأمل. والتعلل بعسي ولعل. لاوشك الدخول في خبر كان. والاندراج في حيز الطرف الآخر من شقي الامكان. مع أن المخلص لم يزل في تقربه ملحوظاً بعين الرضا. محفوفاً باللطف فيما جرى به القضا. مشمولاً بالعناية الربانية في حله وترحاله. مغموراً بما يوجب مزيد الشكر وشكر المزيد في سائر أحواله. مصوناً عن الحالة التي أشار الحريري في أول أبياته التائيه إلى اتصاف القريب بها. مكلوأ عن متاعب السفر ومعاتبه التي يتجسم المسافر عرق القربة بسببها. ولكن هوى كل نفس حيث كان حبيبها. ومن مذهبي حب الحجاز وأهله. والانتظام في سلك ساكني الحرم وحله. نسأل الله تعالى أن يجعلنا وأيامكم ممن استطاع إليه سبيلاً. ويهىء لنا العود إلى تلك المشاعر التي هي خير مستقراً وأحسن مقيلاً. هذا ولا نصدعكم بذكر ما لا يفي الوقت بتفصيله. ولا تشرئب النفس إلى سماع تفريعه وتأصيله. فإن سلوك سبيل الاجمال أجمل. وأصلين إلى أرفع المراتب. والسلام. وصلى الله على سيدنا محمد وآله الأطهار. وصحابته الأخيار. وسلم. ولنقتصر من نثره على هذا القدر. ففيه ما تسرح فيه العين ويشرح به الصدر. وأما نظمه فقد اغتالته يد الشتات. ومني نظامه الباهر بعد حسن النسق بالبتات. ولم أقف منه الأعلى قوله في صدر كتاب أناخ بسوحي جيش هم وأوجال ... وأضحى قرين القلب من بعد ترحال

ابنه شهاب الدين أحمد بن الملا علي

وما قلّ ذاك الجيش غير صحيفة ... تجل لعمري عن شبيه وتمثال أتت تسلب الألباب طرا كأنها ... ربيبة خدر ذات سمط وخلخال أتت من خليل قربه غاية المنى ... ومنظره الأسنى غدا جل آمالي فلا زال محفوظاً عن الحزن والأسى ... ولا زال محفوفاً بعز واجلال وقد عارض بهذه الأبيات قول سهل بن هارون تكنفني همان قد كسفا بالي ... وقد تركا قلبي محلة بلبال هما أذ رياد معي ولم تذر أدمعي ... ربيبة خدر ذات سمط وخلخال ولكنما أبكي بعين سخينة ... على جلل تبكي اله عين أمثالي فراق خليل فقده يورث الأسى ... وخلة حر لا يقوم لها مالي فواحزني حتى متى أنا موجع ... بفقد حبيب أو تعذر أفضال ومن شعره أيضاً قوله مضمناً ولما أتتني من جنابك نفحة ... تضوّع من أنفاسها المسك والند وقفت فاتبعت الرسول مسائلاً ... وأنشدته بيتاً هو العلم الفرد وحدثتني يا سعد عنها فزدتني ... جنوناً فزدني من حديثك يا سعد والبيت المضمن وهو الأخير للعباس بن الأحنف وبعده هواها هوى لم يعرف القلب غيره ... فليس له قبل وليس له بعد ابنه شهاب الدين أحمد بن الملا علي شهاب طلع في سماء المكارم بدراً. وشرح لاقتناء المعالي والمآثر صدراً. فملك أعنة المحاسن. وورد من مناهلها عذباً غير آسن. إلى أدب لم يقصر في مداه عن غايه. ونظم رفع به للقريض رايه. ومكارم شيم وأخلاق. هي من نفائس الذخائر أعلاق. معسول ذوق الاخاء والمروه. عسال قنال الوفاء والفتوه. مع صفاء باطن وظاهر. وناهيك بفرع ينتمي إلى ذلك الأصل الطاهر. وشعره جزل الألفاظ حلو المعاني. أثبت منه ملحا عامرة الأبيات آهلة المغاني. فمنه قوله مادحاً الوالد وقد قصده بالديار الهندية سنة 1074 سقى الله ربعاً بالأجارع من نجد ... وحيا الحيا وادي الاراكة والرند مغان بها كان الزمان مساعدي ... بأفنان بشر من أسرته يبدي وريم إذا ما لاح ضوء جبينه ... بفرع حكى ليل التباعد من هند أرانا محيا كالغزالة في الضحى ... أو البدر في برج التكامل والسعد له مقلة وسناء ترشق أسهماً ... تصيب الحشى قبل الجوارح والجلد وثغر إذا ما ضاء في جنح دامس ... توهمت دراً قد تنضد في عقد يدير به ظلماً كأن مذاقه ... جنا الطلع أو صرف السلاف أو الشهد وتالع جيد ما الغزالة إن عطت ... بمنعرج الجرعاء طالبة الورد وصعدة قدّ أن نقل غصن النقا ... يقول لنا هيهات ما ذاك من ندى وردف تشكي الخصر اعياء ثقله ... فناء به حتى تضاءل عن جهد فلله هاتيك الليالي التي خلت ... وعوّضت عنها بالقطيعة والبعد وأصبحت والأحشاء يذكو لهيبها ... أليف النوى حلف الجوى دائم السهد أروح وأغدو واجداً بين أضلعي ... لهيب جوي لم يخل يوماً من الوقد أعض بناني حسرة وتأسفاً ... وأندب عصراً لم أبت خالياً وحدي وأرسل دمعاً كالغمام إذا همى ... فهيهات أن يغنى التأسف أو يجدي إلى الله أشكو جور دهر إذا عدا ... على المرء حاجاه بالسنة لدّ وقائلة والعيس يزعجها النوى ... وعبرتها كالطل يسقط في الورد لبئس المنى أن تقطع البيد بالسرى ... وترحل عن وادي المحصب للهند فقلت لها والله ما القصد منية ... ولا نيل سؤل من عروض ومن نقد ولكن لا قضى شكر سالف نعمة ... مشيدة الأركان بالأب والجد لا كرم مولى البست يده الورى ... مطارف نعماء تجل عن الحد

مبيد العدا رب الندى غوث صارخ ... ملاذ لأهل الأرض بل غاية القصد مليك غذى در الكلام والنهي ... ونيطت به العلياء وهو على المهد مليك غدا الأملاك طوع يمينه ... يشير إليها بالصدور وبالورد مليك إذا ما جال في حومة الوغا ... تدرع جلباب البسالة عن سرد مليك أباد المال إلا صبابة ... مخافة أن تخلو يداه من الرفد مليك هو الندب الهمام الذي غدا ... نظاماً لدين لله ذو الحل والعقد به افتخرت آباؤه الصيد في العلى ... إذا افتخر الأبناء بالحسب العد فلولاه لم يأمن نزيل ولا غدا ... مليك يجر الذيل في عيشه رغد ألست تراه وهو مشتجر القنا ... هزبراً له غب من السمر الملد ألست تراه وهو يستلب العدى ... نفوسهم والحرب وارية الزند ألست تراه والأسود حواجم ... يذود حماه بالمطهمة الجرد إلى أن أعاد الجيش والسيف مغمد ... وذلك بالرأي المسدد والسعد فشكراً له قد ألبس الملك حلة ... مطرزة بالبيض حالية المجد فدونكها يا نجل طه خريدة ... تميس اختيالاً مديحك في برد تهنأ بعيد النحر والعسد والعلا ... ونحر عدو لم يزل واغل الحقد فلا زلت منصوراً مدى الدهر ناصراً ... كريم المساعي في وعيد وفي وعد تحفك أبطال إذا شبت الوغى ... يؤمك نجلان المؤيد والمهدي ويتلوكم من آل خاقان زمرة ... تخوض غمار الموت حاسرة الزند وإن كنت لم أكمل مديحك حقه ... فذاك عباء لا يقوم به جهدي وقد أوجب التطفيل ما ليس خافياً ... عليك من الاخلاص والصدق في الوعد فلست كشخص ودّه في لسانه ... وفي طيّ أحشاه خلاف الذي يبدي ودم راقياً من أرف المجد رتبة ... تؤم فناها الصيد طالبة المد وقوله أيضاً وكتب بها إلى حين طلبت منه شيئاً من شعره لأثبته في هذا الديوان لا ورب العيس تستقرى الفجاجا ... ما أرى لي من ضنا الحب علاجا لا ولا يجدي سؤالي قائلاً ... ما على حاديهم لو كان عاجا كيف يرجو البرء صب مغرم ... كلما لاح له ركب تلاجا يسكب الدمع فإن هبت له ... نسمة من حيهم زاد انزعاجا يا أخلائي بجرعاء الحمى ... ما لصافي وردنا عاد أجاجا وليالي بمنى قضيتها ... مع نديم لم يكن في الحب داجا ومليح كغزال ناعس ... يخجل الأقمار حسناً وانبلاجا فسعى في شتنا دهر ثنى ... بيننا من فادح البين رتاجا فتناؤا وتبدلت بهم ... فتية حادت عن الحق اعوجاجا غير فرد لودادي حافظ ... لم يزل ورد تصافيه مجاجا باذخ المجد عليّ ذو العلى ... من به البست العلياء تاجا وغدت أفلامه ناشرة ... ذكر قوم قوّضوا الدنيا اندراجا فخر عين الملك مجداً وسنا ... وبه ذكر الأولى زان وراجا سيد تنميه أسباب العلا ... للمعالي وهو ينميها نتاجا تهرع الخلق إلى أعتابه ... عنق السير بكوراً واّدلاجا لا تبال هول دجن هالك ... إن رأت من وجهه الباهي سراجا دام فرداً في المعالي راقياً ... ما انثنى غصن به ورق تناجي وقد عارض بهذه القصيدة قصيدة لي كنت أشرفته عليها وهي ما على حاديهم لو كان عاجا ... فقضى حين مضى للصب حاجا ظعنوا والقلب يقفو إثرهم ... تبع العيس بكوراً وادّلاجا

سلكوا من بطن وج سبلاً ... لاعدى صوب الحيا تلك الفجاجا هم أراقوا بنواهم مدمعي ... وأهاجوا لاعج الوجد فهاجا كم أداجي في هواهم كاشحاً ... أعجز الكتمان من حب فداجا وعذولاً يظهر النصح بهم ... فإذا نهنهته زاد لجاجا طارحتني الورق فيهم شجناً ... والصبا أوحت شجي والبرق ناجا يا بُريقاً لاح من نحوهم ... يصدع الجو ضياء وابتلاجا أنت جددت بتذكراهم ... للحشى وجدا وللطرف اختلاجا هات فاشرح لي أحاديهم ... إنها كانت لما أشكو علاجا علّها تبرىء وجداً كامناً ... كلما مرت به زاد اهتياجا خطرت سكري برياً نشرهم ... وتحلت منهم عقداً وتاجا يحسد الروض شذاها سحراً ... فترى الأغصان سرّاً تتناجا آه من قوم سقوني في الهوى ... صرف حب لم أذق معه مزاجا خلفوا جسمي وقلبي معهم ... كيف ما عاجت حداة الركب عاجا أتراهم علموا كيف دجا ... مربع كانوا لناديه سراجا أم دروا إنا وردنا بعدهم ... سائغ العذب من البلوى أجاجا وهم غاية آمالي هم ... سار في الحب بهم ذكري فراجا لا عراهم حادث الدهر ولا ... برحت أيامهم تبدي ابتهاجا وعارضت أنا بهذه القصيدة قصيدة شهاب الدين حمد بن عبد المنعم الخثعمي وهي ظن صحبي أن برق الجزع هاجا ... شجنا كان ببرق الثغر هاجا غلطوا لست ببرق ماله ... شنب عن ثغر من أهوى مداجا نعم الريح كساها جوهم ... من شذا طيبهم بُرداً وتاجا فأنت تبرد بالبرد الجوى ... وسرت تملأ بالطيب الفجاجا شطت الخرس فما أن خطرت ... بغصون البان ألا تتناجى وإذا ما جاءت الوادي ضحى ... طرب المنهل والروض فماجا لم تهيج لي غراماً لم يكن ... إنما كانت لما عندي مزاجا إن عندي يا أهيل المنحنا ... شغفاً قد مازج الروح امتزاجا واشتياقاً كلما أسكنته ... بتعاليل المنى زاد هياجا لم يزل قلبي كليما بالجوى ... وبسرّ الحب لم يبرج يناجى اشرب الماء زلالاً فإذا ... عنّ لي ذكر الجفا صار أجاجا وعذول رابني في نصحه ... كلما زدت أبا زاد لجاجا ما عذولي قط إلا عاشق ... ستر الغيرة بالعذل وداجا قال إن الحب داء قل له ... إن هذا الداء لم يقبل علاجا ما على صاحب رحلي إن دنا ... بي من الجرعاء شيئاً ثم عاجا وليدعني وثراها إن لي ... ولخدي في ثرى الجرعاء حاجا يا رعي الله بذياك الحمى ... منزلاً لم أستطع عنه معاجا وهدى الله إليه عارضاً ... ظل يستهدي من البرق سراجا إن قلبي فيه مذ راح هوى ... مع ألحاظ الظبا الغادرين ماجا ومن شعره أيضاً قوله مراجعاً لي عن أبيات كتبتها إليه لغرض عرض أبا حسن لا زال سعدك غالباً ... وجدك مسعوداً ونجمك ثاقبا ولا زالت العلياء تجني ثمارها ... لديك وتحوي في المعالي الأطايبا أتاني قريض منك قد جر ذيله ... على الأطلس الأعلى وفاق الكواكبا يشير إلى خل تغير وده ... وأصبح من بعد التصافي محاربا أبى الله أن يثني عنان وداده ... ولو أمطرت سحب الغوادي قواضيا ولكنه يا مفخر العرب امرؤ ... تجرع من هذا الزمان مصائبا فجرد عزماً للتجافي عن الورى ... وأصبح منحازاً عن الخلق جانبا

الشيخ عبد العزيز بن محمد الزمزمي الشافعي المكي

فصبراً لهذا الدهر إن صروفه ... لعمرك تبدى من قضاها عجائبا سيصفو شراب مرّ دهر مكدراً ... ويرضي محب ظل حيناً مغاضبا فإن ضمير لا يزال منازعاً ... بأنك ترقي في المعالي مراتبا مراتب تسمو للسماكين رفعة ... تقود بها خيل الفخار جنائبا فذلك عندي عن تقىّ مكرّم ... صدوق إذا ما قال لم يلف كاذبا وما زلت أرعى قوله في مواطن ... فألفيته ثبت المقالة صائبا ودم راقياً في المجد أرفع رتبة ... تبيد الأعادي أو تنيل الرغائبا الشيخ عبد العزيز بن محمد الزمزمي الشافعي المكي هو من بيت حديثه في الفضل قديم. وقوم انتشوا بسلاف العلم وليس لهم سوى الأدب نديم. بنى لما بنت أوائله. فظهرت للعيان آدابه وفضائله. فدرس وأقرى. وتتبع واستتقرى. وطال في خدمة العلم الشريف عمره. واشتهر في تلك المواطن المنيفة أمره. رأيته بمكة شرفها الله تعالى وقد وقف على ثنية الوداع. وهمت صفاة شمل جيوشه بالانصداع. ويقال إنه أناف على التسعين من السنين وله الأدب الغض. والنظم الذي ما وضع من قدره ناقل ولا غض. فمن نثره قوله من كتاب معزياً. يحق لشموس العظمة أن تلبس عليه أثواب الحداد. ويقبح ببدر الجلالة أن يطلع بغير لبس السواد. كيف لا وهو بقية الدور الأول. وإنسان عين الأماجد الكمل. ووالله لقد حصل لنا من التعب والكدر. ما فقدنا معه المصطبر. غير أن هذا منهل لا بد من وروده. وإناء زرع لا بد من حصيده. ومن شعره قوله مادحاً الشريف مسعود بن الشريف حسن وهي قصيدة ضمنها ثلاثة أبيات الثاني والثالث منهما تاريخان يخرج أولها من الصدر الأول وثانيها من نون فعلن من العروض وثالثها من ميم مستفعلن من الابتداء يا ظبية البان ما ترثي لذي كبد ... مجروحة قد سبى بالأعين النجل أمسي من الصد والهجران في ألم ... سويهر الطرف بالهجران في شغل نويحلاً هائماً حيران ذا أسف ... عليل جسم شوى بالهجر منذ قلى جفا المنام جفون العين منذ هوى ... والقلب منه بنيران الغرام سلى لعل يا من حكاها الغصن في ميس ... داء الغرام يداوي منك بالقبل آه على ثغرها كم فيه من درر ... آه على ريقها كم فيه من عسل رشيقة ليس يسلوها الفؤاد ولو ... نقلت للحد حياً غير منتقل أبهى رداح تجلت في سنا قمر ... شبيهة الغصن في لين وفي ميل فارقتها وفؤادي اليوم في ولهٍ ... إلى محيا يفوق الشمس في الحمل قال العذول أما تسلو فقلت بمن ... بالله يا عاذلي دعني ولا تطل يا غادة طاب لي في عشقها عذلي ... أما ترقين لي يا غاية الأمل لولاك يا من لها في القلب مرتبع ... نزهت نظمي عن الغزلان والغزل والله لولا الظباء النازحون لما ... يممت مكحولة العينين بالكحل أسلة طفلة تسبي بمبتسم ... منضد يبرى المضنى من العلل فاقت على الشمس والأقمار طلعتها ... جميلة ما لها في الحسن من مثل الآن أشفي من التشبيب والغزل ... دائي بمدحي لنجل المصطفى وعلي كهف الأرامل والأيتام ذي حكم ... له فضائل أهل السهل والجبل عالي الذرى شامخ المقدار كم منن ... لكفه في رقاب الناس والدول امام أهل التقى مولى حوى شرفاً ... مسعود جد كريم سيد بطل مؤيد ماجد حاوي العلى ملك ... لعزمه فعلات البيض والأسل مظفر قلب من عاداه في وجل ... كأنه الليث في بطش وفي غيل بكل ماض صقيل نال بغيته ... دامت له نعمة المولى إلى الأزل ابن البشير النذير المرتجى لغد ... المصطفى الطهر هادي أشرف السبل رفيع قدر عليّ حاز كل وفا ... رؤف قلب على الخلان والخول

الشيخ فخر الدين أبو بكر الخاتوني

كافاه ذو العرش بالاحسان عن كرم ... اسدى وبلغ ما يرجوه من أمل والبيت الأول هذا نصه شعر يا نجل أشرف قيل ... وافاك عيد مبارك والبيت الثاني وهو تاريخ شعر دم في سرور هنّى ... عام المنى كله دام والبيت الثالث وهو تاريخ أيضاً شعر مسعود أنشا باني ... مجد للملك دارا وإنما أحوجه إلى هذا التكلف التزام التاريخ وهذا النمط اعتنى به المتأخرون فنفخوا في غير ضرم. واستسمنوا ذا ورم. والسلاسة والانسجام غير هذا ومن شعره أيضاً قوله في مليح اسمه عيسى وشادن من بني ثقيف ... بسهم ألحاظه رميت خالف في المعجزات عيسى ... فذاك يحيى وذا يميت وتعزى إليه هذه القصيدة المشهورة لا تلومي في ولوعي بالحبش ... إن عقلي حار فيهم واندهش كيف لا أصبو إليهم ولهم ... مدخل في كل قلب ومحش ملكوا رقى بملكى رقهم ... فأنا الموقع نفسي في البلش وبروحي منهم انسية ... سلبت بالدل عقلي والورش ذات خد مذهب ليس يرى ... في صفا مرآة مرآه نمش وفم عذب حلا مرشفه ... لو سقى المنعوش منه لانتعش ما إلى الورد سبل وارى ... عندي الماء وبي أقوي العطش إن تحرم قربها بنت أختها ... ربما حلت إذا المفتى فتش نلت منها في خفاء قبلة ... عند ما زاد هيامي وطفش فجرت أدمعها في خدها ... فأرتني الروض مخضلاًّ برش ثم قالت هكذا يا سيدي ... جال في صدرك بيعي وانقش فاعتراني لاعج من قولها ... لسع الأحشاء منى ونهش طالما بت بها في غبطة ... آمناً من كاشح عنا نبش وإلى يسراي أخرى مثلها ... طفلة بظلم من فيها خدش كاعب هيفاء راقت خضرة ... جال في ريحانها طل الغبش سمة الظبي حوتها واسمه ... فاحتواها الشبه منه واحتوش بعتها لا عن رضي والدمع في ... صحن خديها وخدى قد طرش فتنة الأولاد والزوجة ما ... برحت تمزج بالنصح الغشش ذهبت تلك وأما هذه ... دملي منها لأني ما انتكش رب دبرني ولاطفني عسى ... هذه الكربة عن قلبي تنش وأظن لمن هذه القصيدة ليست له بل لجده الشيخ عبد العزيز الزمزمي المتوفي سنة ست وسبعين وتسعمائة وقد أرخ وفاته الشيخ عبد الرحمن الخفاجي بقوله إن من أجرى الدموع على ... عز دين الله قد أفلح قد أتى تاريخه ضبطاً ... بجنان الخلد قد أصبح ومن شعر الشيخ عبد العزيز هذا قوله في جاريتيه غزال ودام السرور لما باعهما وندم عليهما قوله شعر بجاريتيّ كنت قرير عين ... وافق مسرتي بهما منير فنغر صرف أيامي غزالي ... فلا دامت ولا دام السرور الشيخ فخر الدين أبو بكر الخاتوني كاتب ماهر. وشاعر قلد الطروس من نظمه عقود الجواهر. وأديب سهم أدبه لشواكل الأغراض مصيب. وأريب أحرز من الفضل أوفر سهم ونصيب. جرى في مضمار القريض ملء عنانه. فاجتنى زهور رياضه واقتطف ورود جنانه. وهو ممن حلب الدهر أشطره. وقرا من رقيم الزمان أسطره. فأفنى من دهره السبد واللبد. وقال لنسر عمره انهض لبد. وشعره بحر لا يلفى لمده جزر. رقيق الحواشي لا هراء ولا نزر. فمن بدائعه التي هي من بديع الحسن مصوره. قوله مخاطباً أهل المدينة المنوره. على ساكنها وآله الكرام. أفضل الصلاة والسلام يا أهل طيبة لا زالت شمائلكم ... كالروض باكره سار من الديم أنفاسكم والنفوس الغرّ لا برحت ... كالزهر والزهر في لطف وفي كرم ما أمكم زائر إلا وآب بما ... يربو على فكره من كل مغتنم فأنتم الطاهرون الطيبون ومن ... لا ريب في مجدهم من سالف القدم

لا عيب فيكم سوى أن النزيل بكم ... يسلو عن الأهل والأوطان والحشم جميلكم جل أن يحصى وفضلكم ... في الناس أشهر من نار على علم كفاكم بجوار المصطفى شرفاً ... وجار ذي الجاه إني كان لم يضم لولاكم خيرة الله الكريم لما ... كنتم له جيرة من سائر الأمم والله جل اسمه بالقرب خوّلكم ... وزادكم بسطة في العلم والهمم لا زلتم وأمان الله يكاؤكم ... مما يحاذر في حرز من اللمم وكيف يخشى الرزايا أن تلم بكم ... وأنتم من حمى المختار في حرم عليه صلى اله العشر ما سجعت ... ورق الحمائم بين الضال والسلم وآله الطهر أرباب الكمال ومن ... والاهم من جميع العرب والعجم وله في جارية اسمها غربية رب سمراء كالمثقف لما ... خطرت في الغلائل السندسيه غادة تسلب العقول ولا بد ... ع واعمال طرفها سحريه جبلت ذاتها من المندل الرط ... ب ففاقت على الرياض الزكيه مالها في الغصون ند وليس الن ... د إلا من ذاتها المسكيه فإذا ما شممت طيباً فحقق ... إنه من أنفاسها العطريه حيرت منى النهى فإذا ما ... خلتها قلت أنها حوريه هي للقلب منية ولكم من ... صدها الصب ذاق طعم المنيه ذات لحظ وسنان تفعل ما لم ... يفعل السيف في قلوب الرعيه ومحيا من دونه يخسف البد ... ر إذا لاح بالليالي البهيه حوت الحسن كله فهي مما ... أبدع الله صنعه في البريه شبهوها عند التلفت بالظ ... بي وهيهات ما هما بالسويه كل شيء يخفى إذا ما تبدت ... وهي كالشمس لا تزال مضيّه ليت شعري وأي شمس لشرق ... لك بقى إذا بدت غربيه وقوله فيها أيضاً أي شمس لنا من الغرب لاحت ... في عقود من اللآلى السنيه غادة كالقضب قدّاً إذا ما ... ماس بالروض في حلاه البهيه هي شمس فكيف بالغرب تبدو ... إن في ذاك عبرة للبريه كل شمس شرقية غير شمسي ... فهي في الأفق لم تزل غربيه وهذه التورية أول من اخترعها القاضي تاج الدين المالكي في عدة مقاطيع له منها قوله رب سمراء وهي بيضاء حسناً ... صاغها الله عبرة للبريه ودّت الغانيات بيضاً وصفراً ... ما اكتست من غلالة مسكيه يا سقى الله روضة اطلعتها ... دوحة تطعم الثمار الشهيه فهي زيتونة كما أخبر الله ... تعالى لكنها غربية وقوله غادة تسلب العقول كستها ... صبغة الله حلة مسكيه نسبوها للغرب حين رأوها ... شمس حسن أخفت سنا الشرقيه ما ترى صاخ كيف تكسف شمس الأف ... ق في الشرق إن بدت غربيه وقوله مشجراً فيها في كل من المصراعين غادة لحظها سبى القلب لما ... غازلتني بأعين بابليه راميات بأسهم مصميات ... ريشها الهدب والقلوب رميه بهرت شمس مشرق الأفق لما ... برزت شمس حسنها غربيه يخجل الغصن هيكل القدّ منها ... يوم تبدو بالقامة السمهريه هيكل صاغه الاله تعالى ... هل على من يهيم فيه خطيه ومن شعر الخاتوني المذكور قوله في الزهر المعروف بالصد برق تأمل إلى صد برقة عندما بدت ... بروض به ماء الحيا يتفجر تجدها وقد لاحت أشعة نورها ... كجذوة نار بالدجى تتسعر وقوله فيه أيضاً بحقك إن وافيتنا نحو روضة ... وكنت بعيد البعد بالقرب منجدي تأمل إلى صد برقة قد بدت بها ... كقطعة بل اطلعت من زبرجد وقوله فيه إلى صد برقة ما زلت أعشو ... لظني إنها بالروض جذوه

الشيخ أحمد بن محمد علي الجوهري المكي

ومن ولهي بحب الزهراني ... إذا لاحت لعيني قلت زهوه وقوله فيه أيضاً انظر إلى صد برقة ... قد دبجت أكنافها كأنما هي عند ما ... آن لنا قطامها مشمة من عسجد ... قد شرفت أطرافها وقوله فيه أيضاً ألاعج إلى واد به الروض قد غدا ... كمطرف خز باللجين موشع لتعجب من صد برقة قد بدت به ... تلوح ككاس من نضار مشعشع الشيخ أحمد بن محمد علي الجوهري المكي جوهري النثر والنظام. زهري السجايا العظام. حلى بعقود نظمه عواطل الأجياد. وسبق بجواد فهمه الصافنات الجياد. فحلا مبرزاً. وراح لقصبات السبق محرزاً. مع أضلاع بفنون العلوم. واطلاع على خفايا المنطوق والمفهوم. وديانة وورع. وصيانة فاق فيها وبرع. وأخلاق وشيم. كأنفاس الرياض غب الديم. كان قد دخل الهند في عنفوان عمره. وابتداء حاله وأمره. فقطن بها خمسة وعشرين عاماً. ثم عاد إلى وطنه وهو يعد عوده فضلاً من الله وإنعاماً. فواجهته بالمخا وهو وارد وأنا صادر. فرأيت منه شخصاً حميد الموارد والمصادر. ولما دخل مكة شرفها الله تعالى أنكر تقلب أمورها. وتغلب ظلم أميرها على مأمورها. ولم ير وجوهاً كان يؤمل الاجتلاء بصباحها ومسائها. فأنشد لسان حاله أما الخيام فإنها كخيامهم ... وأرى نساء الحي غير نسائها فانقلب راجعاً إلى المخا. ومكث بها برهة حلف أمن ورخا. ثم انتقل منها إلى فارس. الطيبة المفارع والمغارس. فطنب بها خيامه. وبنى فيها على الاقامه. فأقام به حتى قلت ثروته. وشارفت الانفصام من الكفاف عرونه. فوفد على الوالد الهند عام خمس وسبعين. وورد من منهل أمله العذب المعين. فمضت لنا معه أوقات. حمدنا بها الاجتماع والملاقات. ولم يزل بها حتى دعاه أجله فلبى. وقضى من الحياة نحباً. فتوفى ليلة الأربعاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وألف رحمه الله تعالى وها أنا مثبت من بهي كلامه. وسنى نظامه. ما تنتشق منه النشر العبهري. وتقتني منه صحاح الجوهري. كان أول وفوده علينا بالديار الهندية أهدى إلي كراسة من نثره ونظمه فكتبت إليه ما صورته زهر الدراري أم نظام الجوهري ... وشذا السلافة أم شميم العبهر أم زهر روض قد تبسم ضاحكاً ... إذ جاده صوب الغمام الممطر وشذور تبر أم جمان قلائد ... تزهو وتزهو في مقلد جؤذر أم هذه ألفاظ مولى ماجد ... ورث البلاغة أكبراً عن أكبر يزري بنظم الدر باهر نظمه ... ويفوق مكره مذاب السكر فلشعره الشعرى العبور تضاءلت ... كرهاً وودت إنها لم تظهر والنثرة العليا هوت من نثره ... خجلاً وقالت ليته لم ينثر قد أعجز البلغاء معجز أحمد ... فنثر كلهم بعجز مقصر يا مهدياً لي من سنيّ نظامه ... ونثاره دراً بهيّ المنظر شكراً لفضلك شكر ممنون فقد ... حليت جيدي من نظام الجوهري سلام ما المسك الداري بأذكى منه نفحاً. وثناء ... ما الزهر الدراري بأبها منه لمحا سلام على تلك الخلائق إنها ... هي الثمرات الطيبات إذا تجنى ثناء على تلك المكارم إنها ... هي الشرفات العاليات إذا تبني

وبعد فقد وصلت الكراسة العظيمه. الحاوية من الدر نثيره ونظيمه. فما الدراري في أفلاكها. ولا الدرر في أسلاكها. بأبهى من كلماتها في ترصيعها.؟ وأزهي من فقراتها في تسجيعها. ولقد حار المملوك بين ذلك المنظوم والمنثور. فوقف متعجباً حتى تذكر الحديث المأثور. إن من العشر لحكمه. وإن من البيان لسحراً. فعلم أن مثل ذلك ليس إلا في قدرة من سحر بالبيان وسخر بالعقول سخراً. على رسلك يا فارس البلاغه. والأخذ من حسن القول بلاغه. إذا جريت في مضمارك فمن يجاريك. وإذا بريت أقلامك فمن يباريك. فلله شهاب فكرك الذي قد وقد. وأقلامك النافثات في العقود لا في العقد. ما هذا السحر الذي تتلى عنده سورة الفلق. وما هذا النظم والنثر اللذان أصبح منهما البلغاء في قلق. فهلا غضضت من عنانك قليلاً. وأرحت من راح جواد فكره وراءك كليلاً. ولعمري أن البلاغة قد قلدتك مقاليدها. وملكتك طريفها وتليدها. فأنت حميد الكلام ولا أقول عبد حميده. فلو تأخر عصره لكان من أقل خدام فضلك وأذل عبيده. ولا يتوهم المولى أن ذلك من باب المبالغه. في اطراء تلك الكلمات البالغه. والقلم وما يسطرون. لو سمع ما يصفه به أهل البلاغة ويطرون. لعلم أن المملوك موجز. عند ما قيل في ذلك المعجز. فالله تعالى يديمك للبلاغة والبراعه. ويبقى بوجودك وجود الأدب واليراعه. فإن الأدب جسم أنت له روح. ولولاك لأصبح وهو بالعراء مطروح. فراجعني بقوله يا مهدياً وشي الربيع المزهر ... بل روضة تزهو بحسن المنظر غناء باكرها الحيا وتفتحت ... أزهارها غب السحاب الممطر ردّت لنا من نشرها زمن الصبا ... وشممت منها طيب تلك الأعصر ارتاح سكراً من سلافة لفظها ... وهي المصونة عن خمار المسكر لله درك من همام بارع ... في كل فن غنية المستخبر ما هذه الدرر التي أبرزتها ... شبه المجرة في خلال الأسطر لا غرو إن ساد الأنام بفضله ... من كان ندباً من سلالة حيدر من معشر شم الأنوف وليدهم ... أدنى محل خطاه فوق المشتري حاز الموّة والفتوّة والسخا ... والعلم والتقوى وطيب العنصر فليهنك الشرف الرفيع ومجدك ال ... عالي المنيع وحسن قول المخبر واسلم ودم في عزة وجلالة ... بادٍ علاك على ممر الأدهر وصل وصلك الله إلى كل مقام علي. وأجل قدرك حتى يقر بفضلك كل من هو بالفضل ملي. ويعترف بكمالك في كل فن أربابه. ويغترف من علمك أهل ذلك العلم وأصحابه. تقريظك الذي فاق بقريضه كل قريض فائق. وينثره كل نثر رائق. فخجل المملوك من ارساله بالكراسه. وعلم أن ارسالها لم يكن من الكياسه. وقد كان يقدم في ذلك رجلاً ويؤخر أخرى. لعلمه أنها إلى من ترسل وبين يدي من تقرى. وعلى كل حال كما قيل. جهد المقل دموعه. وإلا فمن جمدت طبيعته. وخمدت قريحته. وطال عهده بالمنثور والمنظوم. ومال عن قول الشعر وممارسة العلوم. فجدير أن يستر عواره. ويخفى نثره وأشعاره. ولا يعرضها على من ألقت إليه الفصاحة قيادها. وأعلت به اسنادها. وهو يظهرها تارة في حلبة الأشعار وتارة في كسوة الانشا. ويبرزها طوراً حضريه. وطوراً نجديه. ويتصرف فيها كيف يشا وهي له أطوع من اليد. وأذل من العبد. إن دعاها أجابته. وإن ناداها لبته. وإن أعرض عنها استقبلته وإن هجرها أتته. شعر فقد ملكتها دون البرايا ... فها هي لا تميل إلى سواكا وتلقيتها عن آبائك الكرام. المشتهر صيت فضلهم بين العلماء الأعلام. الذين ارتقوا من المجد ذروته. واقتعدوا صهوته. وتناقلت بأحاديث فضله الركبان. وتطاولت لنيل نيلهم أعيان الأعيان. وقد أعطاك الله في شبيبتك من الفضل. ما يحير الفكر ويبهر العقل. ويتمناه الشاب والكهل. ويترجاه أهل العقد والحل. والمرجو والمأمول صون هذا المعترف بعجزه عن تعاطي ما لا يستطيعه من الأمور. فإن تعالى ما لا يستطاع مذموم عند الخواص مستهجن عند الجمهور. وعليك السلام. في المبدا والختام. ما يتعطر به المداد عند تحبيره. ويتخير القلم ابان تحريره. وترتاح الروح عند سماعه. وتنير مرآة النفس وقت انطباعه. والسلام.

ومن انشائه قوله أيضاً مستدعياً بعض أصحابه. يا مولانا الذي ودادي له مقرون بالاخلاص. والتزامي بولائه التزام العام بالخاص. اليوم يوم تكاثفت غيومه. ولطف أديمه. وترنمت أطياره. وفاحت أزهاره. ورقت حواشيه. وغاب واشيه. وهو وإن كان من أيام عاشوراء التي يتراكم فيها الحزن ويزيد. إلا أننا نجليه بتجديد اللعن على يزيد. فبحق الحسين. إلا ما أقررت برؤيتك العين. وقوله مراجعاً الوالد عن كتاب كتبه إليه وهو بشيراز وقد صدر عجز الأبيات المصدر بها الكتاب شعر ما الورد ينضح بالندى أثوابه ... والغصن رنحه الصبا وشبابه والبرق يلمع كالمباسم ضاحكاً ... والروض يهتك بالحيا جلبابه والهائم الممطول فاز بوصله ... من غير وعدٍ قدمت أسبابه والناحل المنهوك زال سقامه ... والا شيب الموخوط عاد شبابه والنازح المهجور يقرع ليله ... سن الندامة إذ أتت أحبابه والعاشق السهران يفتح بغتة ... بيدي حبيبته المليحة بابه أوفي وأوفر بهجة ومسرة ... من عبده لما أتاه خطابه بل لا أرى أحداً أشد تواجداً ... مني إذا وافى إليّ كتابه يقبل الأرض التي تباهي بحصبائها الدر. وتضاهي بأزهارها النجوم الزهر. بين يدي صدر صدور السادات الأفاضل. وبدر بدورها في المحافل. سيد العلماء المحنقين. وسند الفقهاء المدققين. فخر الموالي الكرام. ذخر العلماء الأعلام. من إذا نظم لم يرض من لدر إلا بكباره. وإذا نثر فالأنجم الزهر بعض نثاره. حائز الفضائل. عن أسلافه السادة الأماثل. مرجع الأفاضل. عند ادهام الخطوب النوازل. نتيجة الأصول المقدسة النبويه. خلاصة الفروع الطاهرة العلويه. ذي المجد السامي الرفيع. والمحل العالي المنيع. المولى الأعظم. الهمام الأفخم. مولانا وسيدنا الأمير نظام الدين أحمد بن مولانا السيد محمد معصوم. لا زالت ألويته بالنصر عاليه. وأنديته بالمجد ساميه. ما دامت الأفلاك مزينة بالنجوم. وينهي المملوك أنه لما وصل إليه ذلك الكتاب السامي الشريف. والخطاب العالي المنيف. وعجز عن الاتيان بمثله لما أودع من الجزاله. رأى في أوله أبياتاً فصدرها وعجزها خروجاً بحسن التخلص من الخجاله. وقال في اطرائه وتعريفه. ومدحه وتوصيفه. من أين للورد البهيّ بهاؤه ... والروض يخجل من سنا أزهاره ألفاته تحكي الغصون وإنما ... همزاته فاقت على أطياره فما أحسن معانيه التي انسكبت في قوالب الألفاظ فحار فيها السبكي. ومبانيه التي لو شبهتها باللآلي لخفت أن تتظلم مني وتشتكي. ولو قلت أنها في الرقة كديوان الصبابه. لقيل أنه بالنسبة إليها كالصبابه ولو ساويتها بحلبة الكميت. لقيل لي لا يستوي الحي والميت. فالأولى أن يقال ليس له في حسن المعني وسلاسة الألفاظ نظير. ويعترف من أراد تشبيهه بالعجز والتقصير. ولا بدع فهو نتيجة أفكار من أعطته البلاغة زمامها فهي في انقياده. وأطاعته الفصاحة فهو يتصرف فيها حسب مراده. وأما شوقي فلو اتسع الوقت لبيان كيفيته. وامتد الزمان لتعداد كميته. لذكرته بما يعجز البلغاء عن بلوغ مداه. ويعترف الشعراء المعروفون بالاغراق في الكلام عن ادراك منتهاه لو شاهد البرق شوقي في تلهبه ... لم يبتسم في الدياجي من مهابته وأما أحوالي فهي بحمد الله جارية على النهج المستقيم. ناطقة بشكر الله الكريم. والعبد لا يزال كثير السؤال عن أحوالكم. والترقب لوصول أمثالكم. إذا كان حال السيد الندب صالحاً ... فحال الفتى المملوك لا شك محمود وما أشار إليه المولى من أن المأمول عدم العدول عن سنن المخاطبة بألسنة الأقلام. فإن في ذلك اطفاء نائرة الآلام. فكيف العدول عن هذا المطلب. وبه يتسلى المشوق ويطرب. وهو أعزه الله لا يزال شخصه بين عيني يمثل. ووده من قلبي مؤثل. ولساني بشكره ناطق. وحسان بياني في ميدان ثنائه سابق. ودعائي له متواصل عقيب الصلوات. وفي وقت الخلوات. فالله تعالى يطيل بقاءه الذي تتبلج به الأيام. وتستنير به قلوب الأنام والسلام. ومن شعره قوله مادحاً الوالد كلما غنت على الدوح الحمام ... هيجت أشواق قلبي المستهام

ذكرته ساجعات المنجني ... ورُبا نجد وهاتيك الخيام وليال ما صفا لي بعدها ... طيب العيش ولا صافي المدام حيث لا أصغي لعذل راتعاً ... في ميادين التصابي والغرام حيث لي شغل بربات الخبا ... عن شراب وطعام ومنام حيث مالي شافع إلا الصبا ... في الهوى إن عز من هند المرام لست أنسى ليلة إذ أقبلت ... وتلقتني ببشر وابتسام قلت يا هند إلى من أشتكي ... نقض عهد من حبيب لا يرام فاستشاطت ثم قالت جذلاً ... هل وفت حسناءُ قبلي بالذمام ثم أبدت عتباً يا ليته ... طال لما طاب في ذاك المقام فاعتنقنا واشتكينا ما بنا ... ولدمع العين في الخد انسجام هل ترى من بعدهم لي عوض ... غير حزن وبكاء وسقام فاسقني خمراً لأطفى حرقي ... وأروّى حر قلبي والأوام وانشدا شعر الذي ألفاظه ... تزدري بالدرّ من حسن النظام أحمد ابن السيد المعصوم من ... عن مداه قصرت كل الكرام مذ نشا قرت به عين العلا ... وارتضته بعلها قبل الفطام حاز علماً في صباه وافراً ... لم يحزه عالم في ألف عام خلق كالروض وافاه الصبا ... غب ما باكره صوب الغمام هاشميّ نسل طه أحمد ... ليس فخر فوق هذا للأنام زرع الفضل له في مهجتي ... روض ودّ مثمر زهر الكلام التفات منه أقصى مطلبي ... إنما الدينار مطلوب الطعام فله لا زال مدحي دائماً ... طرباً ينشد في خاص وعام فكرتي قاصرة عن مدحه ... فلهذا عجلت بالاختتام وقوله معارضاً لقصيدته السابقة وماد حاله أيضاً سلام على وادي العقيق ورنده ... وعز لياليه وسالف عهده فلي فيه ظبي صائد كل ضيغم ... أغار عليه بين كثبان نجده إذا الشمس غابت في مغارب أفقها ... بدا لك بدر من فواحم. جعده يعلك من فيه شراب له شذا ... كنفحة روض عند تفتيح ورده أرى الدعص يربو كي يشاكل ردفه ... وغصن النقا ينمو لتشبيه قدّه وبدر الدجى يزهو إذا قيل مثله ... ويطوى حديث المسك مع نشر برده ويعلو مقام النجم إن قلت أنه ... كمبسمه الوضاح أو درّ عقده غدوت أجيل الطرف في روض حسنه ... فعدت وقلبي في وثاق بوجده فمن لي بقلب مثل قلبي بعد ما ... أضيع زماناً في مهامه بعده يقولون لي في الحب هل لك رتبة ... فقلت لهم أعلى الذّرى لي بسعده فما العشق إلا من كرام عشيرتي ... وما الحسن إلا من توابع جنده وما القطر إلا من تقاطر أدمعي ... ولا البرق إلا من حشاي ووقده فقولوا له إني صريع لحاظه ... وإني عليل مذ نبئت بفقده عسى أنه يرضى بلثمي كفه ... إذا هو لم يسمح بتقبيل خده سلام عليه بكرة وعشية ... وإن لم يفه تيهاً عليّ بردّه فقد لذت من شوقي إلى غير منصف ... بحضرة من لاذ الأنام بمجده فما سائلي إلا على جود أحمد ... ولا قائل إلا باعلان حمده يلوح سناء الفضل من درّ لفظه ... ويظهر قدر النصل من قطع حده يحار بسيط البحر في وسع علمه ... ويقصر فهم الحبر عن نيل قصده يصول على أسد العرين بنفسه ... ويثني عنان الجيش ما ضي فرنده جزيل العطايا يسبق القول فعله ... كريم السجايا غير مخلف وعده فلا زلت أهدي للمسامع وصفه ... وأقطف زهر القول من روض ورده وكتب إليه الوالد قصيدة مطلعها إلى أحمد الشيخ النبيل تحية ... تغشاه مني بكرة وأصيلا

فراجعه بقوله أتت كي تداوي بالسلام عليلاً ... فقلت سلام لا عدمت مثيلا هي الشمس لاحت في صباح صحائف ... هي البدر نالت من مدادك نيلا هي الخمر في أفعالها بعقولنا ... على السحر قد زادت به تمثيلا إذا أنشدت فالطرف عند نشيدها ... عن السمع يهوى أن يكون بديلا ترجلت الركبان عند سماعها ... وقالوا أعدها لا عدمت خليلا وساق بها العيس الحداة تشوّقاً ... إليه وساروا بكرة وأصيلا فلا عجب إن عظمت لجلالة ... ونظم جليل أن يكون جليلا فقد صاغها من نال كل فضيلة ... بباع له في الفضل دام طويلا وذاك نظام الدين أحمد الذي ... أنار لطرف المكرمات سبيلا هو السيد المفضال والسيد الذي ... يريك فراتاً من نداه ونيلا له النسب الوضاح والرتبة التي ... غدا دوها طرف الحسود كليلا إذا غاص في بحر المداد يراعه ... أفادك درّاً بالغناء كفيلا له همة لو حاولت زحلاً على ... مكانته القصوى أتاه ذليلا له شيم لو خالط البحر بعضها ... لا شفي صدا قلب وبل غليلا إذا قلت هذا من أكابر هاشم ... كفتني سجاياه عليه دليلا ومن رقيق شعره قوله ما شمت برقاً سرى في جنح معتكر ... إلاّ تذكرت برق المبسم المعطر ولا صبوت إلى خل أسامره ... إلاّ بكيت زمان اللهو والسمر شلت يد للنوى ما كان ضائرها ... لو غادرتنا نقضي العيش بالوطر في خلسة من ليالي الوصل مسرعة ... كأنما هي بين الوهن والسحر لا نرقب النجم من فقد النديم ولا ... نستعجل الخطو من خوف ومن حذر وأهيف القدّ ساقينا براحته ... كأنه صنم في هيكل البشر منعمين وشمل الأنس منتظم ... يربو على نظم عقد فاخر الدرر فما انتهينا لأمر قد ألمّ بنا ... إلاّ وبدّل ذاك الصفو بالكدر لا در در زمان راح مختلساً ... من بيننا قمراً ناهيك من قمر غزال انس تجلى في حلى بشر ... وبدر حسن تجلى في دجى الشعر وغصن بان تثنى في نقا كفل ... لا غصن بأن تثنى في نقا المدر كأن ليلى نهاري بعد فرقته ... ما أقاسي به من شدة السهر يا ليت شعري هل حالت محاسنه ... وهل تغير ما باللحظ من حور فإن تكن بجنان الخلد مبتهجاً ... فاذكر معنىّ الأماني ضائع الخطر وإن تأنست بالحور الحسان فلا ... تنس الليالي التي سرّت مع القصر وقوله أيضاً كيف أسلو من مهجتي في يديه ... وفؤادي وإن رحلت لديه إن طلبت الشفاء من شفتيه ... جاد لي بالسقام من جفنيه إن حلف السهاد عين رأته ... وجنت ورد جنتي خديه كلما رمت سلوة قال قلبي ... لا تلمني على العكوف عليه لست وحدي متيماً في هواه ... كل أهل الغرام تصبو إليه وهذه ملح اخترتها من مقاطيعه التي سماها لآلىء الجوهري فمنها قوله كيف يرجو العمر فانٍ بالله من قد ... قيدت الذنوب طول حياته لا لعمري أم كيف يشرق قلب ... صور الكائنات في مرآته ومنها قوله أيضاً إذا مضت الأوقات من غير طاعة ... ولم يك محزوناً فذا أعظم الخطب علامة موت القلب أن لا ترى به ... حراكاً إلى التقوى وميلاً عن الذنب وقوله أيضاً في المنع والاعطاء كن شاكراً ... واستقبل الكل بوجه الرضا فالخير للعارف فيما جرى ... ورب منع كان عين العطا وقوله لا تجهلن قدراً لنفسك إنها ... علوية ترقى لما شبهها والنفس كالمرآة يصقلها التقى ... قسراً ويظلم بالمعاصي وجهها وقوله

إن حزت علماً فاتخذ حرفة ... تصون ماء الوجه لا يبذل ولا تهنه إن ترى سائلاً ... فشان أهل العلم أن يسئلوا وقوله جانب اللهو والبطالة واحذر ... من هوى النفس إن أردت السعاده واعبد الله ما استطعت بصدق ... مطلب العارفين صدق العباده وقوله قل للذي يبتغي دليلاً ... من غير طول على المهيمن ما ذرة في الوجود إلا ... فيها دليل عليه بين وهو من قول الأول وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد ومنها قوله أيضاً إذا التبس الأمران فالخير في الذي ... تراه إذا كلفته النفس يثقل فجانب هواها واطرح ما تريده ... من اللهو واللذات إن كنت تعقل وهذا من قول الأحنف بن قيس كفى بالرجل راياً إذا اجتمع عليه أمران فلم يدر أيهما الصواب أن ينظر أعجبهما إليه وأغلبهما عليه. فليحذره. وأقدم منه قول أبي الفتح البستي وإن هممت بأمر. ولم تطق تخريجه ... فقس قياساً صحيحاً. واحكم بضد النتيجه ومن مقاطيعه في الغزل قوله ولقد سقتنا البابلية إذ رأت ... إنا نحدثها لنسبر حسنها خمراً ادارتها العيون فأذهبت ... منا العقول ولم تفارق دنها وقوله أخجلت بدر الدياجي ... إذ تم في بدء أمرك فعاد في النقص حتى ... حكى قلام ظفرك وقوله وظبي نافر مما رآه ... يذل لحسنه الملك المهيب عرفت مزاجه فانقاد طوعاً ... ومن عرف المزاج هو الطبيب وقوله وأهيف كالسيف ألحاظه ... وقده المياس كالسمهري أخجلني ثغر له باسم ... فأعجب لثغر مخجل الجوهري وقوله قال عذولي إذ رأى ... أخا الغزال الأعفر هذا الذي مبسمه ... فتت قلب الجوهري وقوله جرح اللحظ خال خد غلام ... فضح البان قدّه باعتداله فإذا ثار طاعناً لفؤادي ... قال خذها من طالب ثار خاله وقوله لما بدا البدر يجلو ... دجى الظلام واسفر ذكرت وجه حبيبي ... والشيء بالشيء يذكر وقوله في غير ذلك واسمح الناس كفا ... من لا يقول ويفعل واعذب الشعر بيت ... يرويه عذب المقل وقوله تذكرت إذ جاء الحجيج بمكة ... ونحن وقوف ننظر الركب محرما فصرت بأرض الهند في كل موسم ... يجدد تذكاري لقلبي مأتما وقوله ولو أن أرض الهند في الحسن جنة ... وسكانها حور وأملكها وحدي لما قستها يوماً ببطحاء مكة ... ولا اخترت عن سعدي بديلاً هوى هند وقوله وقالوا بالمخا خير كثير ... فقلت صدقتم وبها الأمان ولكن حرها يشوي البرايا ... ولولا الريق لاحترق اللسان وقوله شبهت أمواج بحر الهند حين رست ... به السفائن من هند ومن صين بأسطر فوق قرطاس قد اتسقت ... والسفن فيا علامات السلاطين وقوله إذا لم تكن ناقداً للرجال ... وصاحبت من لاله تعرف فخالفه في بعض أقواله ... فإنك عن خلقه تكشف ونظم هذين البيتين وأرسل بهما إلي لأشرف عليهما. لا تعذلوني في وقت السماع إذا ... طربت وجداً فخير الناس من عذرا حتى الجماد إذا غنت له طرب ... أما ترى العود طوراً يقطع الوترا

شهاب الدين أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي

فكتب إليه مقرظاً. وصل البيتان بل القصران. فما ألفظاهما إلا الدر النظيم. فلا وحقك لم يفز بمثلهما العصران. لا الحديث ولا القدم فلله درك. ما أحقد درك. وأبهج في أسلاك المعاني درك. ولقد خاطبت بمعناهما عند سماعهما من عذل. وطربت لحسن سبكهما طر من منح عند نشوته سبيك النضار وبذل. بل طرب لهما حتى الجماد. ومن ذا الذي سمعهما وما ماد. فالله تعالى يبقيك للأدب كهفاً يرجع إليه. وذخراً يعول عند اشتباه الألفاظ والمعاني عليه. وقد نظمت البارحة أبياتاً في العود. أحببت أن يلاحظهما بملاحظتك لهما السعود. وعود به عود المسرة مورق ... يغني كما غنت عليه الحمائم إذا حركت أوتاره كف غادة ... فسيان من شوق خليّ وهائم يرنح من يصغى إليه صبابة ... كما رنحته في الرياض النسائم والسلام. فراجعني بقوله. يا مولاي الذي إن عد أرباب المجد عقدت عليه الخناصر. وإن ذكر أصحاب الفضل فلا يدانيه متقدم ولا معاصر. ولو أمدني ابن العميد واضرابه والصاحب بن عباد وأصحابه. ما استطعت تقريظ أبياتك الأبيات إلا منك. الممتنعات إلا عنك. فأنت فريد دهرك. ولا أقول في هذا الفن. ووحيد عصرك. وليس ذلك عن ظن. وقد دعتني داعية الأدب. إلى أن أقول إن العود يفوق آلات الطرب. فمدحته كما مدحته. ووصفته كما وصفته. وقلت فاق كل الآلات في اللحن عود ... حين تعلو أصواتها وترن فكان الحمام دهراً طويلاً ... علمه ألحانها وهو غصن والسلام. قلت وهذا من قول أبي الفضائل أحمد بن يوسف الطيبي من أين للعود هذا الصوت تطربنا ... ألحانه بأطاريف الأناشيد أظن حين نشا في الدوح علمه ... سجع الحمائم ترجيع الأغاريد ومثله قول معاصره الصفي الحلي وعود به عاد السرور لأنه ... حوى اللهو قدماً وهو ريّان ناعم يعذّب في تغريده وكأنما ... يعيد لنا ما لقنته الحمائم وما أحلى قول بعضهم فيه وعود له نوعان من لذة المنى ... فبورك جان يجتنيه وغارس تغنت عليه وهو رطب حمامة ... وغنت عليه قينة وهو يابس شهاب الدين أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي ابن الفضل وأبوه. والمذعن لفضله أعداؤه ومحبوه. مقداره في الأدب جليل. ومثل باكثير في الأنام قليل. إن عدت فرسان اليراعه. فهو ملاعب أسنة الأقلام. أو ذكرت فرسان البراعه. فهو ثاني أعنة الكلام. ملك زمام القريض فاقتاده حيث شا. وتلا لسان قلمه أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشا. وكان له في التصدير والتعجزي اعجاز أفحم مصاقع البلغاء بالتعجيز. ومن مشهور قصائده البديعه. التي أظهر في ألفاظها ومعانيها بيانه وبديعه. ميميته التي استخرج دررها من بحر البسيط. وقسط تفاعيلها على أحسن تقسيط. وأودعها ثمانية أبيات من الهزج. يؤرخ كل بيت منها عام نظمها الذي صرف فيه البلاغة وما مزج. مادحاً بها السيد علي بن بركات ابن أبي نمى. ممدوحه الذي اشتهر به اشتهار غيلان بمى. ومنى بعد نظمها لشدة الفكر بعله. بقى مرتهناً بها أربعة أهله. وها أنا أنصها عليك بجملتها: نص العروس في حجلتها. وبيان استخراج التواريخ منها أن أجزاء بحرها ثمانية تفاعيل فإذا أخذ أول الجزء الأول من رأس القصيدة إلى آخرها وألفه تركب منه البيت الأول من التواريخ وإذا أخذ أول الجزء الثاني كذلك تركب منه البيت الثاني وهكذا البيت الثالث والرابع إلى الثامن ويخرج من أول كلمة من صدور أبيات التواريخ وأول كلمة من اعجازها بيت تاسع وهو تاريخ أيضاً فخذ صدره من الصدور وعجزه من الاعجاز وهذه القصيدة ويتلوها التواريخ عليّ أن بت أجني نور قربهم ... روحي لمن كان للآمال ملتزمي لا يحسب الجاهل الصب الذي درست ... حياته ملّ طولاً من نفورهم يستعذب الداء إن وفوا برؤيتهم ... يا حبذا يوم رؤيا ملتقى أدمي أحلى لديّ من الحلوى ولوعهم ... بمرّ ما ألفوه طول صرمهم لو أن من هجرهم أمسى لقىً ايست ... أساته لم أبج يوماً بشانهم

حتى ولو سار شهم من نبال نوى ... لمقلتي كان يحلو منه سفك دمي منوا على مغرم حان التلاف له ... سؤاله رحمة بالوصل عن أمم دع عنك يا أيها الساعي اتباع هوى ... وكف عن فرط صدّ زاد في تهمي فلو يلوح لذي نهى جمالهم ... حمدت غيى بمن أهدى الضنا وحمى يطيب موتي إن أسعد بطيفهم ... فبعده أبداً لم أشك من ألم أيا صغياً إذا يممت حيهم ... يوماً لعلك تبدي سر خلهم ليرحموا حالتي جوداً فإن وجموا ... سر بي ودعهم فما أخشى ولم ألم ومخلصي واعتمادي مدح من صدقت ... له المخايل في عزم وفي همم صعب العزائم لا يرتاع من فزع ... ممنع الجار من يلحظه لم يضم فتاك مشفقة بالعزم صيرها ... كثيرة إلا من أعفاها من النقم عزيز حي غطاريف ذوي همم ... روى علاهم عليّ المجد في الأمم لعزهم إذ عنت أهل الفخام فما ... يرى عزيز تسامى نحو مجدهم يودّ كل مباه لو يكون له ... من فخرهم بعض ما سادوا بهديهم من ذا يقاومهم أو من يساهمهم ... زادوا بفخر عليّ في علوّهم سما وخص بفضل من يطاوله ... إلى مراقيه يهوى بل وعنه حمي عليّ وصف وفعل في الطعان إذا ... ترى العدا طرحوا هبراً على وضم دراية من أبيه المرتضي ورثت ... بدت لنا منه في وقع القنا بهم أمتّ يا أيها الليث الهمام ومن ... أحييت ذا أمل ميت وذا أطم لقد غدا يتعالى المجد حين روى ... لعز علياك منسوباً بكل فم صاهرت يا كامل العليا ومسعدها ... لتهنكم قد حويتم صفو كنزهم نظمت وصفك داراً ضمن تهنئة ... طراز عطفك لذاك أرخ به حكمي فمن عليّ بدا فيك الهدى فزها ... فسد أبياً وبالفوز اللطيف دم وهذه أبيات التواريخ التي تخرج من هذه القصيدة. عليّ الحمد في الوصف ... عليّ مسعد الصنف بجديه سما حتى ... حوى في الوصف ما يكفي نصوحاً محسناً يجدى ... براه الله للعرف بديع الفعل في وصفي ... هـ من هون ومن عنف رحيب السوح في سلم ... كريم زان باللطف كميّ الكرّ في الهيجا ... هزبر قط ما يقفي إليه يلبد الداعي ... فيمسى وهو مستكفي ترى من كان والاه ... ينادي وهو بالزحف عليّ بن بركات ... عليّ حبه كهفي

وقد قرظ له على هذه القصيدة علماء عصره. واشرعوا يراهم لتأييده ونصره. فجاؤا بالمدح في محله. وساقوا المعروف من أهله إلى أهله. فقال الامام عبد القادر الطبري مقرظاً. وببيان الاطراء مصرحاً لا معرضاً. بسم الله الرحمن الرحيم. إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. الحمد لله الذي توج رياض الأدب بمشجر القريض فطمس بزهره زهرة الفلك الأطلس. وذبح حياض رنده بمتهدل العذب فاحمر من الخجل خد الشقيق واصفر من الوجد وجه الياسمين واسودت من النجل عيون النرجس وفتق كمامه عن نور هزم بنور الفضل خناس ليل الجهل إذا وسوس وعسعس. وأنطق حمامه في غور أخرس بتحديه حواري الكناس وسكن بحركته الجواري الكنس. احمده إن جعل الشعر لسائر الفنون الأدبية اماماً. واشكره إذ صيره رأساً وما سواه سوقاً يسام بها ولا يسامي. وأشهد أن لا إله إلا الله المنعم بحفظ معجزة أحمد عن النسخ إلا في الصحف المطهره. المتفضل بصونها في الصدور فلا يمسها بعد أيدي السفرة إلا الكرام البرره. فسبحانه من حكيم فطر بقدرته الفطر وأمدها بقوة الادراك. وعز شأنه من حكيم عقل العقول إذ نصبها اشراكاً لاقتناص التوحيد عن الاشراك. وأشهد أن سيدنا محمداً رسوله المبعوث بأفصح اللغا. المفحم ببراعة عبارته مصاقع اللسن البلغا. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه. وأهل ملته ومودته وقربه. ما قامت حجة دينه بما عجز عن معارضته بلغاء أرباب الفصاحة. وأذعنوا لما أتى به من عند الله وتنزلوا بعد التعب إلى التسليم لتسليم تلك الراحه. أما بعد فقد وقفت على هذه القصيدة التي هي مدينة العلم وعلى بابها. وهيجاء سلم اكن الصورم عن الاندلاق قرابها. فرأيتها حضيرة قدس تتوالد من غصونها ولدان القريض. وحديقة أنس تقتطف أزهار الأرب الغض من غصون روضها الأريض. دل مخبرها الحسن الأوصاف. على بلاغة منشيها. وشهد مخبرها عند قاضي الانصاف. ببراعة موشيها. فلو تعقل تألق جوهرها الفرد أرباب السبع المعلقات لتعلقوا بالسبعة الأقاليم. أو ذاق حلاوة منثورها المسلسل في الرقاع ابن سكرة لشق مرارة السبعة الأقلام وتجرع صبراً ومآليم. ولعمري إن هذا الشهاب لشاب قد أطفأ بنور قصيدته أنوار قصائد الكهور واخمد. وأيم الله أنه قد أعجز من قبله وأعجز من بعده ولا بدع إذ ظهرت معجزة أحمد. ولله دره من جهبذ أجاد هذا الوزن وأحسن التنقاد. ومرس خرم آناف المعاني فأصبحت ببرة بيانه البديع تنقاد. ومؤدب راض بسوط أدبه صاعب القوافي فذلل منها كل شموس. ومهذب خاض من الشعر بحر الظلمات فصير آفاته مطالع البدور ومغارب الشموس. فيا لله ما أبدع ما أبداه من هذا السحر الحلال. وما أبعد على من سواه ما أسداه من لحمة هذا المشجر الحسن المنوال. قل لبني الآداب إن تنظموا ... فكذا يكون نظم القريض أو فاتركوا الفضل لأبنائه ... ولا تخوضوا في الطويل العريض وكيف لا يسمو شاؤه الرفيع. ولم لا يعلو شأنه البديع. وقد ازدان بصفات من يتحلى عاطل جيد المدح بذكره. وازداد حسناً بنعوت من تتشرف ألسن الأقلام بحمده وشكره. لم يزنه الثناء يوماً عليه ... بل حلي ذكره يزين الثناء من له الله مادح في كتاب ... لا يرى ما سواه إلا نتاء غير أن النبي قوبل بالمد ... ح وجازى وشرع الاتساد ذا عليّ في الأسم والوصف شمس ... ما رأينا على علاها غطاء فجدير بأن تنير على الما ... دح حتى بها يرى الأشياء

والمأمول من هذه الحضرة التي جلت بما ذكر على المدح قدراً. وتنزلت عن مستحقها فقابلته وقبلته كرماً وجبراً. أن تجتلي هذه العروس المنصوصة في أريكة بعين الرضا الجليله. وتجلها الصدر وتوليها اليد جرياً على عوائدها المألوفة الجميله. وفي اجازة المصطفى كعباً بالبردة التي بيعت بمائة ألف درهم تشريع أي تشريع. ودليل على تأويل ما يوهمه بعض الأحاديث ليقع الجمع بين كلام الشفيع. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين السميع. ما جليت خود على كفئها مختالة في زهو عجيب بديع. قال ذلك بفمه. وزبره بقلمه. فقير رحمة ربه. وأسير وصمة ذنبه. عبد القادر بن محمد الحسيني الطبري امام المقام الشريف. وتلاه الشيخ عبد الرحمن بن عيسى المرشدي فقال مقرظاً أيضاً بسم الله الرحمن الرحيم وهو حسبي ونعم الوكيل. الحمد لم بعث أحمد بما أفحم البلغاء وأعجز. ونعته بالفضل الذي من عبر عن كنهه وإن أطنب أوجز. وجعل هجرته لتواريخ الأمم السالفة ناسخه. وشريعته على توالي السنين المتناسقة راسخه. وكشف له عن حقائق أسراره ما لم ينكشف لغيره حجابها. فحدث بهذه النعمة قائلاً أنا مدينة العلم وعلى بابها. صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه. وشيعته ووارثيه وحزبه. صلاة وسلاماً تتوالى بركات رحمتهما. وتتشالى رحمات بركتهما. أما بعد فقد أجلت نظري في تأمل هذا العقد الفريد. وتعقل هذا الدر النضيد. فألفيته عقداً بجواهر البلاغة قد تفضل. وعلى عقود الفانيات تميز وتفضل. فلله فكرة أبدعته على أبدع أسلوب حكيم. وقريحة أفرغته في قالب انموذج عظيم. لو منحه ابن الحسين لما تنبا عجباً بالقريض بل كان به تألمه. أو سمعه أبو تمام لأتخذه تميمة لعود عقله الذي توله به وتدله. أربى على من تقدمه من عناة هذا الشان ولا أقول الفضل للمتقدم. وحقق دعوى كم ترك الأول للآخر فالتصديق بها أمر متحتم. فهو معجز أحمد. والاضافة للفاعل. وفتح من لدن الصمد. لا بجعل الجاعل. ما نال ابن نباته حلاوة معانيه. ولا ذاق ابن سكرة عذوبة مباينه. ولا تحلى الحلي بحلى عقوده. ولا قامت لابن حجة حجة عند شهوده. لو رآه القاضي الفاضل لقضى على نفسه. أو العماد الكاتب لنكس قلمه على راسه. ولا بدع فالممدوح به من تستميل سجاياه القوافي إلى امتداحه. وتستدعي مزاياه العفاة إلى امتناعه وامتياحه. وتتسابق الألفاظ في ميادين مدحه المطابق للواقع طلقاً. وتتناسق الحفاظ في هذه المواقع فإن أحسن قول أنت قائله قول يقال إذا ما قلته صدقاً كيف لا وهو من دوحة أثمرت ملوكاً. وسرحة أنتجت حلائف انتظمت مآثرهم في أجياد الزمان سلوكاً. نتجوا من عنصر النبوة والرساله. وانتحوا من معدن الفتوة والبساله. إن ترد على حالهم عن يقين ... فالقهم يوم نائل أو نزال تلق بيض الوجوه سود مثار النق ... ع خضر الاكتاف صم النصال

قد حوى من المكارم. ما أنسى به ابن ماجه وحاتم. وكل لسان القلم عن حصره. وضاق سطر الطرس عن طيه ونشره. فالله تعالى يبقيه لمرتجيه. ويبلغه ما يؤمله ويرتجيه. قاله ورقمه الفقير عبد الرحمن بن عيسى بن مرشد الحنفي. وعزز تقريظهما بثالث القاضي أحمد بن عيسى المرشدي فقال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي منح أحمد الفضل الذي بهرت معجزاته. وظهرت لدى فصحاء قريش آياته وبيناته. فاعترفت له بالسبق المذكر بسبق الوجيه حتى صار غيره المصلي وهو الامام. واغترفت من معنى حكمه البليغة ما هو المعين لديهم في النثر والنظام. وانكح علياً كرم الله وجهه فاطمة ليبقى العنصر المحمدي متمسكاً لعباده المهتدين. ورد الزاعمي البتر من الفجرة الملحدين أعداء الدين. وعمهم بعلو البركات لتصبح قتادة شوكة الاسلام بهم شديدة. كيف لا وهم آل بيت لو نظمت البيوت قصيدة لكانوا بيت تلك القصيدة. فيا له من بيت تألفت أجزاؤه من أوتاد الرسالة وأسبابها وتخلفت لعلوه السبع السيارة فما ظنك بالسبع المعلقات وأربابها قد زجر بحره البسيط بالفضل الذي تقاذفت أمواجه بالعسجد واللجين ناهيك من بيت تكاملت أفاعيله التي هي النبي والوصي والحسن والحسين. لا يدخله الزحف إلا إلى الأعداء في معارك الحرب. ولا يعتريه التقطيع إلا في عروض المناوين له بالطعن والضرب. ولا يتقفى قافيته إلا أرج الثناء الحسن الجميل. ليكون لمعتسف العفاة أوضح آية وأرجح دليل. والصلاة والسلام المتقارنان تقارن النيرين الشمس والقمر. المتوافقان توافق الطيبين النصر والظفر. على البدر الذي أزاح تلألؤه ظلم الكفر والاشراك. المخاطب من حضيرة القدس بلولاك ما خلقت الأفلاك. المنزه حديثه الشريف عن هجر الكلام والبذا. المترفع عن اجابة المسىء إلا بالحق وإن بالغ في الأذى. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه نجوم الهدى. وزجوم العدا. ما اعتدلت قناة الاصابة الحسابية وطابقت الأهلة بتقويم. وانكشفت لنا بعض المغيبات السماوية فادركتها قوي النفوس الانسانية بتنجيم. أما بعد فإن الأدب خميلة ترعى فيها ظباء الافهام زهر المعاني الشريفه. وتسعى إليها لترد سلسبيل سلامتها من حياض ألفاظها اللطيفه. لا جرم إن جاس خلالها. وتفيا ظلالها. وتهدلت عليه أغصانها. وتعدل لديه فنونها وأفنانها. أوحد من رتع في رياضها. وأمجد من كرع من حياضها. وأكرم من استباح جنى قطافها. وأعظم من استماح روى نطاقها. ذو الفضل المشار إليه بذا الفضل. والاصل المشار إليه في الفرع والأصل. من أصبحت أيدي الفضائل بشواهدها إليه تشير. حضرة صديقنا الشيخ أحمد بن الفضل باكثير. حرسه الله تعالى من توقد ذكاء. وتأليق شهابه الساطع وذكاه. آمين. والبرهان على طبق المدعي. الشاهد لهذا العبد على ما ادعى. هذه القصيدة الفريدة. والمقصودة المفيدة. التي نسخت ما نسجت على نوله ومسخت من رسخت قدماه في تخوم البلاغة فقصرت يمناه عن تناول ثرياها بقوته وحوله. فما هي إلا روضة ناسق غارسها تشجيرها حتى حكت الطراز المعلم ببهي التطريز. وأجرى جداولها الطالب الفضل بمذاب اللخالخ لا بل بمذاب الابريز. تناجيك عذبات تفاعيل لها بكلام أن أفهمك غيره معني أفهمك هو معنيين. فلا بدع أن تكتب حينئذ لتميزها بالمعنيين بماء العين. فهي خريدة لا ينكر فضلها إلا ذو حسد أو معاند. ولا يعرف مثلها إلا من استنتج قريحة منشيها بأخرى لها منها عليها شواهد. وهو لغير أبي عذرها لا يكاد يجوز. إذ لا يقبل منها أألدوانا عجوز. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. ثم أبهى ما تجلت به هذه الخريدة. وأزهى ما تحلت به ترائبها بين أترابها الحميدة. تقصار النثاء العطر شميمه. الأرج نسيمه. المفضل بشذر المحامد جسيمه. المفضل على درر القلائد اليتيمه. على الذات التي عقدت على فضلها الخناصر. واختير لها من الكرام الحض عناصر. الا وهي ذات من احلته السعادة دارها. وأمكنته السيادة من نفسها فحسر عنها نقابها وخماره. وخطبته ابكار المعالي. وغازلته جفون البيض مشيرة إلى صدور السمر العوالي. وتلقنه تنائف المكارم بالترحيب. وأحلته سوح أجياده الخضل الرحيب. فاختلها حامي ذمارها. مانع جوارها. مقصد راجيها. معمد لاجيها. المسعد الحركات. في السلم والغارات. سيدنا ومولانا السيد علي بن بركات. بقى عيشاً في الجدب. وغوثاً في الحرب. هذا وليعذر

المطلع على هذا الحرز. بالنسبة إلى من تقدم بالدرر والسداد من عوز. بالاضافة إلى ما فصله من جواهر البلاغة ببهي الشذر فإنه غنى ينفق من سعه. والفقير فقير ينفق مما معه. على أنه وإياي. كالبحر يمطره السحاب وماله. فضل عليه لأنه من مائهالمطلع على هذا الحرز. بالنسبة إلى من تقدم بالدرر والسداد من عوز. بالاضافة إلى ما فصله من جواهر البلاغة ببهي الشذر فإنه غنى ينفق من سعه. والفقير فقير ينفق مما معه. على أنه وإياي. كالبحر يمطره السحاب وماله. فضل عليه لأنه من مائه ومن شعره الشيخ أحمد بن الفضل المذكور قوله مصدراً ومعجزاً قصيدة أبي الطيب المتنبي ومادحاً ممدوحه المزبور وهو قوله حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا ... وقلب لاظعان الأحبة يتبع وصبري نوى الترحال يوم رحيلهم ... فلم أدر أيّ الظاعنين أشيع أشاروا بتسليم فجدنا بأنفس ... تسيل مع الأنفاس لما ترفعوا وساروا فطلت في الخدود عيوننا ... تسيل من الآماق والاسم أدمع حشاي على جمر ذكي من الهوي ... وصدري مذ بانوا عن الصبر بلقع وقلبي لدى التوديع في حزن حزنه ... وعيناي في روض من الحسن تدمع ولو حملت صم الجبال الذي بنا ... من الوجد والتبريح كانت تضعضع وأكبادنا من لوعة البين والنوى ... غداة افترقنا أوشكت تتصدع بما بين جنبيّ التي خاض طيفها ... دموعي فوافى بالتواصل يطمع تخيل لي في عفو وجهت بها ... إليّ الدياجي والخليون هجع أتت زائراً ما خامر الطيب ثوبها ... وخمرتها من مسك دارين أضوع فقبلت اعظاماً لها فضل ذيلها ... وكالمسك من أردانها يتضوّع فشرد اعظامي لها ما أتى بها ... وفارقت نومي والحشا يتقطع وبت على جمر الغضا لفراقها ... من النوم والتاع الفؤاد المفجع فيا ليلة ما كان أطول بتها ... سمير السهى حلف الجوى أتضرع يرجعني كاس الأسى فقد طيفها ... وسم الأفاعي عذب ما أتجرع تذلل له وأخضع على القرب والنوى ... لعلك تحظى بالذي فيه تطمع ولا تأنفن من هضم نفسك في الهوى ... فما عاشق من لا يذل ويخضع ولا ثوب مجد غير ثوب ابن أحمد ... عليّ بن بكرات به الفخر أجمع عليه ضفا بالمكرمات ولم يكن ... على أحد إلاّ بلوم مرقع وإن الذي حابى جديلة طيهم ... بحاتمهم وهو الجواد الممنع حبا بعليّ آل طه فإنه ... به الله يعطي من يشاء ويمنع بذي كرم ما مرّ يوم وشمسه ... بغير سنا منه تضيء وتسطع ولا ليلة زهو به ونجومها ... على راس أو في ذمة منه تطلع فأرحام شعر يتصلن لدنه ... فكم سعر شعر في معاليه يرفع وكم عصبات جمعت في صلاته ... وأرحام مال ماتنى تتقطع فتى ألف جزء رأيه في زمانه ... إذا حسبت آراؤه حين تجمع يرى عشر عشر العشر منها وأنه ... أقل جزاءً بعضه الراي أجمع غمام علينا ممطر ليس يقشع ... وصيته تبر وفي الحال ينفع وليس كسحب الأفق يخطي ويقلع ... ولا البرق فيه خلباً حين يلمع إذا عرضت حاج إليه فنفسه ... تطاوعه في بذل ما يتوقع يمنّ ابتداءً بالايادي ولم يكن ... إلى نفسه فيها شفيع مشفع خبت نار حرب لم تهجها بنانه ... ولم تتقد أن يطفها لو تجمعوا

الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الشاهد

ولا قول إلاّ ما رواه لسانه ... وأسمر عريان من القشر أضلع نحيف السوى يعدو على أم راسه ... مطيعاً لباريه يصلي ويركع وبالخمس يسعى ساجداً وهو قائم ... ويجني فيقوى عدوه حين يقطع يمج ظلاماً في نهار لسانه ... وينطق وهو الأخرس المتصنع يعبر عما في الضمير ولم يفه ... ويفهم عما قال ما ليس يسمع ذباب حسام منه انجاز ضربه ... وكم قطع الأعدا وذا منه أقطع وعود القنا أو هي شبا منه في العدا ... وأعصى لمولاه وذا منه أطوع بكف جواد لو حكتها سحابة ... لسحت لنا تبراً يصاغ ويطبع ولو حملت من بعض جدواه مزنة ... لما فاتها في الشرق والغرب موضع فصيح متى ينطق تجد كل لفظة ... له تحتها معنى البلاغة أجمع وإن خط لفظاً باليراع رايته ... أصول اليراعات التي تتفرع يتيه دقيق الفكر في بعد غوره ... وعن نجد فحواه المفوّه يقطع وبحر معانيه البليغ يغوصه ... ويغرق في تياره وهو مصقع وليس لماء البحر ينشف قعره ... لنيل الدراري من بها يتطمع ولا بحر جدواه كبحر يخوضه ... إلى حيث يفني الماء حوت وضفدع أبحر يضر المعتفين وطعمه ... يصد عن الورد الشهيّ ويمنع يموت به الصادي أواماً لأنه ... زعاف كبحر لا يضر وينفع ألا أيها القيل المقيم بمكة ... ومسك ثناه في العوالم يسطع حللت بها اسمي على كل مطنب ... وهمته فوق السماكين موضع أليس عجيباً أن وصفك معجز ... له المتنبي ناظم ومرصع وأن طويل المدح فيك مقصر ... وإن ظنوني في معاليك تطلع وإنك في ثوب وصدرك فيكما ... يحيط به من نسج داود أدرع فيا ليت شعري كيف ضمته لامة ... على أنه من ساحة البحر أوسع وقلبك في الدنيا ولو دخلت بنا ... ويا لفلك الأعلى وما منه يطلع وبالعالم العلوي والأنس جملة ... وبالجن فيه ما درت كيف ترجع ألا كل سمح غيرك باطل ... لأنك فرد للكمالات تجمع وكل ثناء فيك حق وإن علا ... وكل مديح في سواك مضيع وقوله مصدراً ومعجزاً أبيات أبي حاتم اللغوي إذا اشتملت على الياس القلوب ... وكادت من تلهبها تذوب وعم الغم واتسع التجري ... وضاق بما به الصدر الرحيب وأوطنت المكاره واطمأنت ... وفي الأحشاء طنبت الكروب وأقلعت المسرة عن ذويها ... وأرسلت في مكامنها الخطوب ولم تر لانكشاف الضر وجهاً ... يلوح ومنك قد يئس الحبيب واعياً داء فادحة الرزايا ... ولا أغني بحيلته الطبيب أتاك على قنوط منك غيث ... يفرج كل فادحة تذيب فكم وافاك بعد العسر يسر ... يمن به اللطيف المستجيب وكل الحادثات إذا تناهت ... وفي تصريفها حار اللبيب وزاد الكرب فيها واستطالت ... فمقرون بها الفرج القريب الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الشاهد أحد أعيان الكتاب. الشاهد بفضله القلم والكتاب. صدح غريد أدبه على فنن يراعته. فأطرب الأسماع ببلاغته وبراعته. وكان في صبوته حليف دن وكاس. وأليف ندماء في حلبة اللهو غير انكاس. لا يفيق من نشوة أو خمار. ولا يقلع عن هوى ذي عمامة أو ذات خمار.

ذاد ورد الغيّ عن صدره ... فارعوى واللهو من وطره وأبت إلا الوقار له ... ضحكات الشيب في شعره وبلغني أن الراح أورثت يده رعشة لك ... ثرة تعاطيه لها فقلت في ذلك لا تحسب الراح أورثت يده ... من سوئها رعشة لها اضطربا لكنه لا يزال يلمسها ... فالكف تهتز دائماً طربا وقد أثبت له مارق وراق. وتمسك بطيبه كافور الأوراق. فمن نظمه ونثره ما راجع به السيد أحمد بن مسعود وقد كتب إليه وشادن وافى وكان خلسته ... من بعد ما أرقني بمطله لما بدا محتجباً بمرطه ... كيلا ينم ضؤه لأهله قلت له البدر إذا الغيم غشا ... أنواره ترجو الورى لوبله فقال لي مستضحكاً يهزأ بي ... ما أحسن الشاهد في محله يا جمال العلم والأدب. والناس إليهما من كل حدب. أشرف على هذه الأبيات. وحل عاطلها بفرائد الصفات. وإن استدعيتنا إلى محلك ولا زال آهل. وكواكب أفقه بوجودك زاهرة ونجم أعدائك آفل، قلنا ما أحسن الشاهد في محله. ولا بدع أن يرجع الفرع إلى أصله. والسلام. فأجاب بقوله لله ما أبدت وماذا أبدعت ... من عقد درّ قد زها من أهله بديهة لواحد العصر ومن ... حاز المعاني ناشئاً كأصله نظم لآل من مليك ماجد ... فاق الأولى هيهات درك مثله شرفني بقطعة من نظمه ... أحلى من الحب وفى بوصله أشار فيها أن يزور منزلاً ... ما فيه إلا ما نما من فضله ما هو إلا روضة أمطرها ... ما سح من هامى مطير وبله فإن يزل شاهد نعماه يقل ... ما أحسن الشاهد في محله ناظم دررها. وناسج حبرها. وصلته الأبيات الشريفه. من الحضرة العالية المنيفه. فحير عقله ما حبر منشيها. وأدهش لبه ما دبج موشيها. فوالله لولا أن يقال غاليت. لكتبت تحت كل بيت فليعبدوا رب هذا البيت. كيف لا ومفترع بكرها مفترع الابكار البديعة النظام. الفائقة بتقدمها على من تقدمها من شعراء الجاهلية والاسلام. ليث بني هاشم الضراغم. واسطة عقد الأكارم أولى المكارم. وحين سرحت طرف الطرف في ميدان رياضها. ونشقت عنبر عييرها من نشر غياضها. واكتحل ناظري بنير مدادها المرقوم. ورشف سمعي من رحيق معناها المختوم. أنشدت. ولا بدع فيما أوردت. شعر فوالله ما أدري أزهر خميلة ... بطرسك أم در يلوح على نحر فإن كان زهراً فهو صنع سحابة ... وإن كان دراً فهو من لجة البحر وما لوح به سيدنا من زيارة العبد في الدار. التي هي وما فيه من بعض فضله المدرار. فلسان الحال ينشد هذا المقال. قالوا يزورك أحد وتزوره ... قلت الفضائل لا تفارق منزله إن زارني فبفضله أو زرته ... فلفضله فالفضل في الحالين له والسلام من شعره ما كتبه للشيخ عبد الرحمن المرشدي ملغزاً في القلم وجيه الدين يا راس الموالي ... وقرة عين أرباب المعالي ومن ببديع منطقه يرينا ... بياناً للمعالي في الأمالي ومن من نثره زهر الليالي ... ومن من نظمه عقد اللآلي ومن ألفاته فاقت غصوناً ... ومن نوناته شبه الهلال فهذه اطلعت أدباً نضيراً ... وتلك سمت علواً ع مثال إليك رفعت في شيء براه ... البرايا وهو صنعة ذي الجلال ثلاثيّ الحروف خفيف وزن ... حكى علماً رسا بين الجبال ويحدث راكعاً فيتم فرضاً ... ولا نقض ويقدم وهو تال ومن أهل اليمين على بساط ال ... سجود ولا يميل إلى الشمال وخالي الجوف ذا وضع ثلاثي ... له التصريف في ملا ومال بجود أوسع الأحرار حتى ... غدا كالعبد في أيدي الموالي

ولا يختار من مولاه عتقاً ... سوى فضل الكتابة بابتهال وإن قطعوه وهو نحيف جسم ... له فتك ولا فتك العوالي خطيب في البلاغة لا يداني ... كتوم السر بثاث المقال كم اختلس المخبا من ضمير ... فسيم القطع في قطع الوصال وإن حققت فهو أمين سرّ ... رشيد وهو هاد من ضلال تعرى زاهداً لكن رأينا ... ملابسه من القضب العوالي أفدنا عنه أوصافاً حساناً ... تفاديه المجالس في المحال وواسطة غداً هو عن ضميري ... فأظهر ما أريد من المنال جعلت لسانه عني إليكم ... رسولاً شارحاً في الرق حالي لأنشر من مطاوي الفضل عنكم ... بملتمس الاجابة عن سؤالي وإن أك مثل من يهدي اللآلى ... لبحر فضائل عذب النوال فما في ذاك من بدع فكم من ... يساوم في الثمين بغير مال فيمنحه أهيل الفضل فضلاً ... فيرقي في معانيها المعالي بقيت لنا وجيه الدين غوثاً ... تحل المشكلات من العقال وثروى المستفيد عزيز فيد ... فيروي من هداه بالزلال رخيّ البال عالي القدر سام ... ذرى العلياء مفقود المثال فأجابه الشيخ عن الرحمن بقوله سطور في طروس كاللآلى ... أم الأيام نيطت بالليالي أم الروض المدبج ضاحكاً من ... بكى جفن السحائب بانهمال بل العقد المنضد بل كعين ... لعين زانها حسن اكتحال أتت من فاضل يقظ أديب ... تسامي في الفضائل عن مثال بليغ مدره فطن أريب ... حكت ألفاظه عقد اللآلي نحاني خاطباً أبكار فكري ال ... منيعة في الأرائك والحجال وتلك لعمري المحمى حماها ... ببيض الهند والسمر العوالي عزيز وصلها إلاّ لقرم ... تراه كفأها عند الوصال لذلك لم تزل ترخى ستوراً ... عليها مضغيات بانسدال تحجبها عن الأبصار حتى ... عن الشمس المنيرة والهلال ولكن حيثما رمت اجتلاءً ... لمرآها المبرقع بالجمال فها هي ترفع الأستار عنها ... وتسفر عن سنا بدر الكمال وتبدي في الخطاب جواب لغز ... به الغزت يا عين الأهالي فقد سرحت طرف الطرف فيه ... ورضت أبيه الصعب المنال فالفي الفكر أوّله محيطاً ... وثانيه يشير إلى الليال وتم بثالث ميقات موسى ... فكم تصحيفه أعيا المعالي قصير كان جزع الأنف منه ... لامر مّا ففاق على الطوال لفيف وهو مفروق تراه ... وأجوف سالماً من ذي اعتلال صحيح أن تكسره تجده ... يزد كما وكيف به تغالي خطيب والسواد له شعار ... إلى العباس يعزي أم لآل يرى من قل باريه وهذا ... وأيم الله من قسم المحال وكم عندي له وصف بديع ... ومعنى لم أضمنه مقالي لكوني بالأهم غدوت مغرى ... وعن فن المداعبة اشتغالي ولولا خشية العزوي لعجز ... لما أخطرته حيناً ببالي فدونك نبذة فيها اكتفاء ... لمن رام الجواب عن السؤال وتأخيري الجواب لعذر بأس ... أصاب جوانحي فأساء حالي فكن لي عاذراً فالعذر باد ... ومقبول لدى أهل المعالي وصلى الله ما خطت سطور ... بأقلام البلاغة في مجال على طه ختام الرسل طرا ... وأهليه الكرام أولى الجلال

الشيخ عبد الله بن سعيد باقشير

الشيخ عبد الله بن سعيد باقشير خاتمة أئمة العربيه: وقائد أزمة صعابها الأبيه. ومن له فيها المزية العظمى. والمحل الرفيع الأسمى. مع تعلق بسائر الفنون. وتحقق صدق به الظنون. ورتبة في الأدب معروفه. وهمة إلى تأثيل الفضل مصروفه. رأيته غير مرة بالمسجد الحرام في حلقة درسه. وهو يجني الأسماع من روض فضله ثمار غرسه. وقد أصغت الأسماع إليه. وجثت الطلبة على الركب بين يديه. وبلغنا أنه توفى هو وأخوه وولداه سنة ثمان وسبعين وألف. ومن الشعر اللباب المتخير. والزلال الذي يأمن طعمه ولا يتغير. فمن قوله من اجازة كم من علوم أردناها فما بعدت ... عنا وحزنا معاليها على سند ففاتنا صفوها بالترك إذ ضعفت ... أجسامنا بذهاب الجلد والجلد وهذه سنة الله التي عهدت ... في الأقدمين وما زالت مدى الأمد وقد رأيت بحمد الله طائفة ... قاموا بأعبائه من كل مجتهد وحصلوا منه حظاً وافراً فأدم ... الهنا فيهم الامداد بالمدد وقطع ما عافهم من كل عائقة ... وأنفع بهم كل ذي قرب ومبتعد وقوله جاذبتها طرف الحديث مفاكهاً ... فأبت سوى التهديد والتعنيف ورجوت منها الوصل لمحة ناظر ... لأفوز بالتكريم والتشريف فكأنها التنوين رام اضافة ... للصرف أو لازالة التعريف وقوله يا رب ما أمرضت من مسلم ... فنجه من ثقل العائد فإنه اعظم مما به ... ولم يفد رمز من الجامد وقوله مناصب العز بأيدي الرعاع ... من ذكرها ينقصم الظهر يا زمناً نكس أعلامه ... ملاذ من تمتحن الصبر أخوه الشيخ محمد بن سعيد باقشير أديب بارع. وشاعر له في مناهل الأدب مشارع. نظم فأجاد. وأرزم سحاب نظمه فجاد. فعلت رتبته في القريض وسمت. وأفترت ثغور محاسنه وابتسمت. كل ذلك عن غير تكلف نحو وعروض. بل عن قريحة تذلل له جوامح الكلام وتروض. فجاء نظمه السهل الممتنع. ونزهة الناظر المستمع. وها أنا أثبت منه ما تصطبحه مداماً. وتديره كؤساً بين الندامى. فمنه قوله يمدح السيد أحمد بن مسعود علقاً أظنك بالظباء الرود ... أو والهاً بهوى الظباء الغيد أسبلن أمثلة الغداف غدائراً ... سوداً تطول على الليالي السود وسفون عما لو لطمن بمثله ... خد الظلام لما بدا بالبيد بيض يرنحهنّ ريحان الصبا ... تيهاً كخوط البانة الاملود عذر العذول على الهوى فيها وقد ... عنت لنا بين اللوى وزرود فطفقت أنشده على تأنيبه ... أرأيت أي سوالف وخدود تربت يد اللوام كم الظت حشا ... دنف بألهوب من التفنيد أو ما دروا أن الجمال حبائل ... ما أن يصاد بهنّ غير الصيد ولرب مخطفة الحشا بهنانة ال ... متنين مفعمة الازار خرود ترنو فتحسب أم خشف ثارها ال ... قناص عن خضل الكلا مخضود لله أحداق الحسان وفعلها ... في قلب كل متيم معمود الحفتني البرحاء لكن امروءٌ ... وزرى بركن في الملوك شديد بسميدع من آل أحمد ماجد ... لا بالكهام بدا ولا العربيد وجواد مصعبة إذا سيل الندى ... أولى وجاد بطارف وتليد طابت أرومته بأصل ثابت ... عرقاً وفرع مثمر بالجود متسنم العلياء لا بالنكس عن ... تحصيل غايتها ولا الرعديد لو حاول العيوق نيلاً لم يعق ... عنه ولم يك نيله ببعيد أو لو يحاول ألف عنقاً مغرب ... صيدت بجد مؤيد صنديد قال اقشعر العام غيث مسبل ... وإن اكفهر السام ليث مودى خلق ارق من السلاف ومهجة ... أقسى على الحدثان من جلمود بلغت بنو الحسنين شاواً لم ينل ... من قبلهم لمسوّد ومسود

حلماء إن غضبوا كان نفوسهم ... بشرور بين تحف اوب الجودي ومواهب تترى وسيب لم يزل ... ينساب بين جحافل وجنود من كل طلق الوجه يسطع نوره ... بسنا النبوة عن أب وجدود وقوله وكتب بها إليه أيضاً يصف أمة له سوداء مداعباً أبت صروف القضا المحتوم والقدر ... إلا اشابة صفو العيش بالكدر وإن من نكد الأيام إن قربت ... دار الحبيب ولكن شط عن نظري بي من سطا البين ما لو بالجبال غدت ... عهنا وبالسبعة الأفلاك لم تدر نوى الأحبة والشوق الشديد ولي ... جوى تجدده مهما انقضى فكري وزادني الدهر هماً لا يعادله ... همّ بسمراء الهتني عن السمر زنجيه من بنات الزنج تحسبها ... حظى تجسم جثماناً من البشر كأن قامتها ليلي ومنخرها ... ذيلي فيا لك من طول ومن قصر لها يد ألفت خطف الكسار ولو ... باتت تحوّط بالهندية البتر تسطو على القرص سطوى غير ذي جبن ... لو أنه بين ناب الليث والظفر كم غادرتني من جوع ومن مغب ... حزناً أعض بنان النادم الحصر ورب يوم غدا موسى يجرعني ... كاساته فيه حتى عيل مصطبري أروضها تارة عتباً وأزجرها ... طوراً فلم يجد تانيبي ومزدجري وربما أفحمتني القول قائلة ... وليس كل مقال بالجواب حري تخشى الردى وبنود المجد خافقة ... على ابن مسعود فرع الفرع من مضر ليث القساطل جواز الجحافل مخ ... طام الذوابل أمن الخائف الحذر وكتب إليه السيد المذكور هذه الأبيات يسأله اجازتها وهي لا توجد في ديوانه لما دنا توديع اروى السهول ... توعر الصبر وعز الوصول قامت على ساق هياج النوى ... فطلت الأرواح بين الطلول معركة لم يعط فيها سوى ... أحداق آرام تصيد الفحول يهدين إن أسفرن صباً وإن ... أغدفن أضللن صحاح العقول فرّ نسيس الصبر فيها فما ... بال نسيسي قاتلاً لا يزول فيا عيوناً أطلقت أدمعي ... وصيرت قلبي الشجى في كبول لا قذيت من طارف لو غدت ... لمهجتي عند رناها دخول فلو تلاشت منك عللتها ... لعل بعد الهجر حالاً تحول فكم أورّى منك عن كاشح ... ولم أزد ليلاً لكيلاً يقول فاسمح بطيف أن تجد أو فخذ ... روحاً على اظلال نجد عجول إن قبلت سلمي لها لم أقل ... يا ليت لي عند سليمي قبول فراجعه بقوله نظماً ونثراً. يا مولانا المقتعد صهو المجد. الخافقة عليه الوية السعد. الممتطى كاهل السرايه. المالك أزمة الدرايه. غرة جبهة الزمان. شامة وجنة البيان. وردتني منك أجلك الله ولا برحت مفعم حياض البر. يانع ثمر الشكر. شعر قواف إذا ما جزن في مسمع امرىءٍ ... فعلن به فعل السلاف المعتق تسأل اجازتها من ذي باع قعد به القصر. وفكر اصداته الهموم والفكر. فقلت مع علمي أن الصمت أصلح. والعذر أوضح. بل رأيت امتثال الأمر أولى. لا سيما وأنت الآمر وأمرك الأعلى. لولا أمدّ يدي حتى أنال بها ... زهر النجوم إذا ما كنت لي عضدا أهلاً وإن لم يدن منها وصول ... شمائلاً أهدت فعال الشمول بها ومما لاع قلبي أسى ... تلعاب أحداق المها بالعقول صدت مدى حتى نهاها النهى ... عن صدها زارت فحال النحول ثم سرت والقلب في أسرها ... ومهجتي حرّا ودمعي همول فبت لا باتت بها ليلة ... كأنّ في جنبيّ منها نصول ابرّد بالدمع غليل الجوى ... أوّه متى يروّي المحال المحول

يا غادة الحيين هلا وفا ... لموعد إن كان يوفى المطول لا عطفة منك على مغرم ... ترجى ولا صدك حال يحول متى وتسويف وجد الهوى ... يجد بي الالهاب أثر الحمول أغرّك الصبر الجميل الذي ... عهدتها أربع صبري طلول لا نال منك الوجد ما نال من ... قلبي ولا لح عليك العذول فبى ولا شكوى هوىً لو هوى ... أعلام رضوى أوشكت أن تزول وقال مادحاً السيد حمود بن عبد الله بن حسن حين تزوج ابنة الشريف زيد بن محسن سلطان مكة المشرفة سنة سبع وستين وألف قد قام سعد السعود منتدباً ... يخطب في محفل من الأدب يهز عطفيه بالهنا مرحاً ... يملي علينا شقاشق الخطب قال حمود الندى امتطى قمم المج ... د ونى ببنت خير أب أورثه الله كل مكرمة ... قد انطوت في سوالف الحقب بالمسعدين القضا وصارمه العض ... ب وسلسال منطق درب وبالمذاكي العتاق موطئها ... بمحكم الرأي مركز الشهب قلت ولنعم الفتى امتدحت ولا ... كسيدي في الملوك والرتب قال أزيد بن محسن ملك البطح ... اء سامي النجار والحسب الطاعن القرن كل نافذة ... تكبر في نفسها عن القطب تفتخر الطعنة الغموس به ... كفخر أعداه عنه بالهرب ورب يوم قد اكفهر به النق ... ع وقام العجاج في لجب قيل طلق الجبين مبتسم الثغ ... ر يريك الأنوار في الحجب يستوقف المقربات ثم ولا ... يشلها عن مواقف العطب يوردها كل موقف حرج ... بالخدّم البيض والقنا الأشب شنشنة الموصى محتدها الأو ... ل فاستملها من الكتب قال فممدوحي ابن فاطمة ... وابن أبي طالب ومطلب وابن الذبيحين وابن من شرفت ... به ملوك للعجم والعرب قلت نعم نعم من فخرت به ... كلا المليكين واحد النسب تراضعا المجد والعلى فغدا ... كلاهما أوحدين في الحسب قال لقد حزت في مداعبة الج ... د أولى بها من اللعب قلت اصطلحنا فكل ممتدح ... غيرهما في الأنام لم يصب نالا من المجد كل مكتسب ... كما أرادوا أو غير مكتسب مناصبها ساقها القدير لهم ... توقف طلابها على الهضب قديمة وهي من شمائلهم ... خطارة في غلائل قشب لا برحا آمنين في دعة ... محفوظة من طوارق النوب قد عقد السعد والهنا لهما ... رايات بر خفاقة العذب وقال على مصطلح أرباب الحال وهي قصيدة غريبة ربما عاكف على الخندريس ... رافل في ملابس التلبيس جهبذ يملأ الدفاتر علماً ... لم ينل بالتقرير والتدريس أيما خطة أردت تجده ... قهرمان المعقول والمحسوس يعلم السابقين من عهد طسم ... ويفيد الطلاب عصر جديس علم لم يكن على راسه نا ... ر ولكن كالنور في الحندوس ماشياً عمره على نهج الصد ... ق على ما به من التدليس دعة مرة وأونة قس ... وطوراً يمليك عن ابليس وعلم بطب علة بقرا ... طويهزو بجد جالينوس أرمه حيث شئت تلق أخا النج ... دة من آدم ومن ادريس لعب الحب منه بالجبل الرا ... سي وبالضيغم الهموس العبوس من هوى ربة الحجال ومن قد ... لعبت من دلالها بالنفوس والتي خيمت على كل قلب ... ورمت كل مهجة برسيس

وأبت أن ترى بعين محب ... قط إلا في صورة ولبوس لاح من نورها الأغر سناء ... فتراءي في ناره للمجوس قد بدت للكليم ناراً ولكن ... لا بحصر ففاز بالتقديس وغدا المانويّ منها على را ... ي صحيح لكن بلا تأسيس والنصارى ظلت على صور ش ... تى فضلت برايها المعكوس قيدوا مطلق الجمال فباتوا ... في قيود الشماس والقسيس كسف من قيدت تقيد والاط ... لاق قيد والقيد غير مقبس شأنها من محبها فتها الاكب ... اد من راس ومن مرؤس رب قلب قد تاه فيها فلم يد ... ر حسيساً ولم يمل للمسيس ظل فيها في جحفل من سرور ... وخميس يلقي الأسى بخميس كلما أسفرت له عن نقاب ... وفنى في فنائه المانوس أشرقت من وراء ذاك لعيني ... هـ بمعنى حسن الجمال النفيس فطوى كشحه على غصص الوج ... د تقى بين طامع ويؤس ذكرت بمطلع هذه القصيدة وصدرها ما حكاه العلامة البهائي في كشكوله وهو أن تاجراً من تجار نيسابور أودع جارية عند أبي عثمان الحيري فوقع نظر الشيخ عليها فعشقها وشغف بها فكتب إلى شيخه أبي حفص الحداد بالحال فأجابه بالأمر بالسفر إلى الري لصحبة الشيخ يوسف فلما وصل الري وسأل الناس عن منزل الشيخ يوسف أكثروا من ملامته وقالوا كيف يسال تقي مثلك عن بيت فاسق شقي مثله فرجع إلى نيسابور وقص على شيخه القصة فأمره بالعود إلى الري وملاقاة الشيخ يوسف المذكور فسافر مرة ثانية إلى الري وسأل عن منزل الشيخ يوسف ولم يبال بذم الناس له وازدرائهم به فقيل له إنه في محلة الخمارة فأتى إليه وسلم عليه فرد عليه السلام وعظمه ورأى إلى جانبه غلاماً بارع الجمال وإلى جانبه الآخر زجاجة مملوأة من شيء كأنه الخمر بعينه فقال له الشيخ أبو عثمان ما هذا المنزل في هذه المحلة فقال إن ظالماً اشترى بيوت أصحابي وصيرها همارة ولم يحتج إلى بيتي فقال ما هذا الغلام وما هذا الخمر قال أما الغلام فولدي من صلبي وأما الزجاجة فخل فقال ولم توقع نفسك في مقام التهمة بين الناس فقال لئلا يعتقدوا فيّ ثقة أمين فيستودعوني جواريهم فابتلي بحبهن فبكى أبو عثمان بكاء شديداً وعلم قصد شيخه انتهى وبهذه الحكاية يظهر معنى صدر هذه القصيدة ويحصل الجمع بين ما في ظاهرها من المدح والقدح وإنما نبهت على ذلك لأني سئلت مرة عن معنى ذلك فخطر لي هذا الجواب والله الملهم للصواب. رجع ومن شعر الشيخ المذكور قوله وهو مختار من قصيدة له. أتعذل في لمياء والعذر اليق ... تعشقتها جهلاً وذو اللب يعشق ولا العيش إلا ما الصبابة شطره ... وصوت المثاني والسلاف المعتق وجوبك أجواز الموامي مشمراً ... إلى المجد يطويها عذافر معنق وإن تتهاداك التنائق معلماً ... تضلك أو تهديك بيداء سملق وإن ترد الماء الذي شطره دم ... فتسقى برأي ابن الحسين وترزق وأسوغ ما بل اللهى بعد غيمة ... وأروي من الماء الشراب المروّق فدع لجج التعنيف وابك بذى اللوى ... دياراً كأنها للتقادم مهرق أحالت مغانيها السنون فأصبحت ... قوى لهريق الودق والريح مخرق وقفت بها والقلب بالوجد موثق ... كفيت الردى والجفن بالدمع مطلق أناشدها بينونة الحي عن جوى ... بقلب إذا هب النسائم يخفق شج تتصاباه الصبا وتلوعه ال ... جنوب ويشحوه الحمام المطوّق إلى الله أفعال الليالي بها وبي ... لقد كنت منبهاً دائم الدهر أفرق فسم سمة الصبر الجميل لعلها ... تذيل فإن لم تغن فالصبر أخلق فلو سلمت من حادث الدهر دمنة ... تمطي على هام الدهور الخورنق وقوله وهو قصيدة اخترت منها هذا المقدار وأصلحت بعض أبياتها بذي العلمين من شرقيّ حاجر ... توق أخا الغرام ظبا المحاجر

فكم برباه من صب عميد ... لسائل دمعه الثجاج ناهر به السود التي في السود منها ... فعال السمر والبيض البواتر فأي حشا يمر به خلياً ... وقد رمقته هاتيك الجآذر به البيض الرآبيب السوافى ... وآساد بفدفده قساور لعمرك ما سيوف الهند يوماً ... بأمضى من بواترها الفواتر عيون ما منحن السقم إلا ... لقدّ القلب أو شق المرائر مرضن وما مرضن سدىً ولكن ... لسلب قلوب أرباب البصائر بأمي ثم بي وأبي ربيب ... غضيض الطرف مكحول النواظر نحيل الخصر عبل الردف أحوى ... أزج الحاجبين أغن نافر يميل بمثل غصن البان لدن ... ترنحه الصبا والغصن ثامر ويسفر عن محيا لو رآه ... صباحاً ذو الهداية ضل حائر ويبسم عن شهيّ الظلم عذب ... ترقرق فيه سلسال الجواهر جفا جفني الكرى مذ بان عني ... فجفني مذ نأى ساه وساهر ومنه قوله أيضاً. ألآل ما أرى أم حبيب ... أم أقاح لا ولكن شنب وحرمت وهي حلال قد جرى ... في خلال الطلع منها الضرب ما درى بارق ذياك اللمى ... إن لي قلباً به يلتهب دع لما قد نقل الراوي لنا ... عن لماه ما روته الكتب آه ما أعذبه من مبسم ... وهو لو جاد به لي أعذب ليت لو أن منالاً منه لي ... غير أن البرق منه خلب جؤذر يرنو بعيني أغيد ... من مها الرمل أغنّ أغلب ومحيا كلف الحسن به ... فغدا ينشد أين المذهب هز عطفيه فلم يدر النقا ... اقنا ما هزه أم قضب رق فاستعبد أرباب الهوى ... فله في كل قلب ملعب يا لها من نعمة في ضمنها ... مهلك هان وعز المطلب وذكرت بهذه الأبيات أبياتاً لي خمرية على الوزن والروي وهي لمعت ليلاً فقالوا لهب ... وصفت لوناً فقالوا ذهب وإذا ما اندفقت من دنها ... في الدجى قالوا طراز مذهب قهوة رقت فلولا كاسها ... لم يشاهد جرمها من يشرب وتراها في يد الساهي بها ... كوكباً يسعى بها لي كوكب ألبستها الكاس طوقاً ذهباً ... وحباها باللآلي الحبب عجبوا من نورها إذ أشرقت ... وشذاها من سناها أعجب بنت كرم كرمت أوصافها ... أي بنت قام عنها العنب ومن شعره أيضاً يهجو بعض أهل عصره جرذيل التيه خنزير العجم ... وأطال الكم جهلاً وصدم وأقام الصدر زعماً أنه ... يستر الجوع محال ما زعم ورمي المنديل من منكبه ... ينقل الخطوة وزناً محتكم كغراب السوء يمشي مرحاً ... معجباً وهو أخو الشؤم الأذم ويروق العين منه منظر ... قد حشاه الجوع والفقر الأصم يغسل الثوب وفي أكتافه ... وسخ العرض وآلات التهم يا أخا العجب عجيب ما أرى ... هذه النفحة من أثمان كم اترك العجب فما أنت سوى ... رجل أما لضحك أو نعم واذكرن أيام ندعوك إلى ... سفر العالم ضوضاء القرم يوم إذ تصفع تغد ومنشداً ... إن صبر المرء للصفع كرم وقوله في الشريف أحمد بن عبد المطلب وكان يكثر من الاحرام بالعمرة مع سفكه الدماء في أيام ولايته. تستحل الدماء وتحرم بالعم ... رة دعها وعن دما الخلق أمسك ما رأينا والله أعجب أمراً ... منك أف لقاتل متنسك وقال في زيات بديع الجمال وقد أجاد في التورية ما شاء. أفديه زباتاً رنا وانثنى ... كالبدر كالشاذن كالسمهري أحسن ما يبصر بدر الدجى ... يلعب بالميزان والمشتري وقال في مليحين ينبز أحدهما بابن المهمل والآخر بابن المسيب.

القاضي محمد بن الخليل الإحسائي المكي

لله حالة مستهام والهٍ ... عبثت بمهجته عيون الربوب فقد التصبر منه حتى أنه ... قد ضاع بين مهمل ومسيب وقال في مليح اسمه قاسم يا من أبى إلا الجفاء قسمة ... للصب آه من جفاء الراحم ما الوصل كالهجر ولكنها ... ظلامة جار بها قاسم أخذه الشيخ أحمد الجوهري فقال ظبي يرى قسمته في الهوى ... حقاً لعمري إنه ظالم غيري له الوصل ولي صده ... أما تخاف الله يا قاسم وكتب هو إلى الشيخ أحمد الجوهري المذكور مستدعياً. يا أيها المولى الذي لم يزل ... يحسد فيه باطني ظاهري أريد أن أنظم سلكي بكم ... والسلك محتاج إلى الجوهري فراجعه بقوله. يا أيها المولى البليغ الذي. ... أزرى بسحبان وبالبحتري. سأنظم السلك ولكنه ... ملتقط من لفظك الجوهري ومن شعره أيضاً قوله كيف التخلص من حب الملاح وقد ... تبادرت لقتالي أعين سحره تغزو لواحظها في العاشقين كما ... تغزو سيوف بني عثمان في الكفره القاضي محمد بن الخليل الإحسائي المكي قاض قضى من الأدب الفرض. وحظي بارتشاف الضرب من لسان العرب. وما زال بكعبة الفضل طائف. حتى تقلد منصب القضاء بالطائف. وكان شديد العارضة في علم العروض. مبيناً لطلابه به منه السنن والفروض. مع المام جيد باللغة والاعراب. ومفاكهات تسني معها نوادر الاعراب. وهو من أبدع الناس خطاً. وأتقنهم للكتب نقلاً وضبطاً. كتب ما ينوف على الالوف. وخطه بالحجاز معروف ومألوف. وله شعر أجاد فيه وأبدع. وأودعه من الاحسان ما أودع. فمنه قوله مهنئاً الشيخ عبد الرحمن المرشدي بالمدرسة السليمانية لما تقلد تدريسها. لقد سرني ما قد سمعت فهزني ... بلذته هز المدام فاسكرا وذلك لما أن غدا الحق راجعاً ... لأهليه من بعد الضلال مكبرا فدونكها مفتي الأنام حقيقة ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا وقوله وشاذن كالبدر شاهدته ... عيونه الدعج تميت الأنام بدأت بالتسليم حباله ... فقال بالغنج عليك السلام وقال مخاطباً القاضي تاج الدين المالكي وقد طلب منه شيئاً من شعره لديك أخا العلياء والفضل والعلم ... ومن جلّ من بين الاخلاء بالفهم تحل رحال الظاعنين فمن غدا ... إليك بدا في حاملي العلم كالنجم لئن كان رب الفضل كالراس في الورى ... فأنت له تاج مضيء بلا كتم طلبت من النظم البديع لئالئاً ... فدونكها كالعقد في الحسن والنظم تشنف أسماع الرواة بدرّها ... وتقطع أفلاذ العييّ من الغم فيا أيها القاضي المولد طبعه ... من العلم أفناناً تجل عن العقم نوائب هذا الدهر غالت قريحتي ... ودقت عظامي بعد تمزيقها لحمي فلو أن هذا الدهر يبدي تعطفاً ... لظل بديع النثر والنظم في حكمي ولو أن جزأ من همومي مفرقاً ... على الخلق عاموا في بحار من الهم وسامح فمنديل القرار مقطع ... ورق لقلب لا يقر من العدم ودم أبداً في نعمة ضدها لها ... يطأطىء رأساً في الرغام على رغم وقال مؤرخاً خطبة خطبها القاضي المذكور لله در خطبة. بها العقول تستلب ... قصر عنها كل من. انشا ووشي وخطب يريك عيد الفطر عيد النحر فعلها العجب ... كم فطرت فيه فؤاداً. بث حقداً فالتهب كان فيها أنزلت. تبت يدا أبي لهب ... وكم فؤاد غادرت. بين خشوع وطرب بوضعها ووعظها السحر الحلال المنتخب ... لم لا وبحر درها. حبر العلوم والأدب تاج العلا حائزها. بالارث عن أم وأب ... من انتمت خطبته. به إلى أعلى نسب فحيث عزت نسبا. ومطلباً عمن طلب ... وكان من انشأها. تاجاً لارباب الرتب

قال لسان الحال لي ... تاريخها تاج الخطب وكتب إليه أيضاً وقد فوض إليه تفريق الصدقات الهندية امام هذا العصر لا ... تجعل محبك في الاضاعه ما خلت حاجاتي الي ... ك وإن نات داري مضاعه لا تنس ثدي مودتي ... بيني وبينك وارتضاعه فلقد عهدتك في الوفا ... ء أخاً تميم لاقضاعه علماً بأنك لم تود ... من التفاريق النفاعه صدقات قطر الهند قد ... صارت إليك بلا رفاعه لا تتركني في الرعا ... ع إذا تفرقت البضاعه وكتب إليه مستقضياً منه ارسال نعل كان طلبها منه وهو بالطائف قاضي الشرع فقت هذا الأناما ... بحجي ثابت وعز قدامي وذكاء يفيد كل ذكيّ ... واطلاع يخجل النظاما إن أهل الكمال عطل وتاج ال ... دين تاج يزين النظاما من أناس في بطن مكة ساروا ... إذ غدوا يمتحون فضلاً لهاما زينوا منصب الرياسة والفضل ... بفضل ومنطق لن يراما مذ حللت الحجاز ضاء ومذ ... غبت راينا عليه حيناً ظلاما كل وقت لم ننس ذكرك فيه ... فاحفظن للمحب منك الذماما واذكرن حاجة المحب وإن رك ... ادكاري لها فحاشا المقاما فراجعه القاضي بقوله مداعباً وصلت رفعة الحميم ولكن ... اقتضى النظم أن أقول الحماما وصلت يقظة عياناً وكانت ... وصلت قبل ذا مراراً مناما اذكرتني فاذكرت غير ناس ... لا تخلني أنساك حاشا المقاما وكأني أراك تعرك بالتف ... كير فيها منك القذال دواما إن تكن قد ضعفت لما تراخى ... بعثها عن وصولنا يا هماما فاعتذاري شحي بأنسك لما ... كل حين تزورنا أحلاما يا لها من مطية أمتعتنا ... بمحيا قد زارنا ابتساما قد لعمري ورّيت فيها بلطف ... واحتكمت التنكيت فيها احتكاما كل أبياتها قصور ولكن ... كان بيت القصيد منها الختاما فنشقنا فتيت مسك ختام ... زاد نشراً بما افتتحت النظاما عجل الله ذلك الفأل منه ... وأقام المحب ذاك المقاما فأعاد عليه الجواب بقوله وصلت رقعة الفريد على ما ... كان في طيها محباً فقاما وهي في كفه يفكر فيها ... أيرى ذروة لها أم سناما أم يخلى سبيلها في عفاء ... ليرى أنها تقيم النظاما وإذا احتجتها ليوم نزال ... فحميمي يكون فيها اماما زينة يوم زينة وهي في الك ... ف سلاح إذا أردنا اللطاما إلى أن قال. ثم لا زلت من أياديك تمطي ... كل وجناء لا تمل الزماما كل يوم أرى نوالك يهمي ... مخجلاً حين يستهل الغماما يا أخا الفضل إنني في زمان ... سل من جوره عليّ الحساما صدّ عني فصدّ عني صديقي ... ورآني لا أستحق السلاما هذه قسمتي جرت من قديم ... كلما رمته أراه حراما وابق يا سيدي وقرة عيني ... في سرور ونعم لا تسامي ما أجاد المطالع الغرذ والشع ... ر وما أحسن البليغ الختاما واتبع ذلك بنثر فقال. وبعد فقد وصلت المطية التي هي حمراء الوبر. المركوبة في السفر والحضر. الكافية راكبها مؤنة نفسها فلا تشرب ماءً ولا ترعى الشجر. فقبلها المملوك وما قبلها فشكر الله فضلكم. ولا أعدم أحبابكم طولكم. والسلام. قلت وتشبيهه النعل بالمطيه والراحلة وقع كثيراً في شعر العرب من المتقدمين والمتأخرين فمنه قول بعض العرب. رواحلنا ست ونحن ثلاثة ... تجنبهن الماء في كل منزل وقال أبو نواس

الشيخ تقي الدين بن يحيى السنجاري

إليك أبا العباس من دون من مشى ... علينا امتطينا الحضرمي اللّسنا قلائص لم تعرف حنيناً على طلا ... ولم تدر ما قرع الفتيق ولا الهنا وقال أبو الطيب. لا ناقتي تقبل الرديف ولا ... بالسوط يوم الرهان أجهدها شراكها كورها ومسرفها ... زمامها والشسوع مقودها وقال أيضاً. وجئت من خوص الركاب باسود ... من دارش فغدوت أمشي راكبا ولما تولى القاضي المذكور قضاء الطائف في سنة أربع وثلاثين أرخ عام ولايته الباشا محمد الشهير بعجم زاده بقوله القاضي محمد وأرخه القاضي تاج الدين بقوله. قاض بالطائف. وكان قد عزل به القاضي احسان بن المدرس ولم يكن محمود السيرة في القضاء فكتب إليه القاضي تاج الدين بقوله قاض طريقته المثلى قد اشتهرت ... فليس يخفى سناها منه كتمان يندي سريرته معلوم سيرته ... كالطرس دل على ما فيه عنوان فحبه لصلاح الخلق أجمعهم ... سجية لم يحزها قط انسان ما زال يبذل في المعروف قدرته ... حتى تناقلت الأخبار ركبان فصان عن فعل احسان حكومته ... إذ طالما استعبد الأحرار احسان الشيخ تقي الدين بن يحيى السنجاري أديب قام به أدبه المكتسب. إذ قعد به موروث الحسب والنسب. فهو ابن نفسه العصامية إذا عدت الآباء والجدود. والمنشد لسان حاله عند افتخار السيد علي المسود شعر ما بقومي شرفت بل شرفوا بي ... وبنفسي فخرت لا بجدودي سمع قول بعض الأدباء. كن ابن من شئت واكتسب أدباً. فأجهد نفسه في تحصيل الأدب واكتسابه. وغنى عن شريف النسب بانتمائه إليه وانتسابه. فتمثل فخراً على كل معرق غبن شعر إن الفتى من يقول ها أنا ذا ... ليس الفتى من يقول كان أبي فخلف من بعده خلف هدموا ما ابتناه. وخضموا ما اقتناه. فعادت إلى غيرها لميس. وأصبحت عراتهم من الفضل بالعار تميس. يدرجون في الاكمام والذيول. وهم من الخسف بمدرجة السيول. يزعمون أن أسلفهم بسنجار. من أتم حر الأصل والنجار. من أنكر قديمهم السيول. يزعمون أن أسلفهم بسنجار. من أتم حر الأصل والنجار. فمن أنكر قديمهم قذفوه. ومن عرف حديثهم قربوه يدلون بالخطابة وهي طرقتهم. ويأنفون من الحطاة وهي حرفتهم. على أن أم جميل تستصرخ أبا لهبها. من شركتهم لها في لقبها. ولو وجدت سبيلاً إلى اقتيادهم. لجعلت حبل جيدها في أجيادهم. وعهدي نتاجهم لا ترضى به ساق أنه خلخالاً. ولو ساق من طرفه سبعين عماً وخالاً. يرنح عطفيه صلفاً وقامته شبراً. ويرى وجهه مرآة الغربة وصبغه حبراً. وبلغني أن ابنه في هذا الأوان. عطس عن أنف طالما جدع على الهوان. فتعاطى الشعر والنظم. ولاك من سفسافه الشعر والعظم. وكرب من المشرف في جهل رأسه. وأحل لمضغ لحوم أهل الشرف أضراسه. ولعب بلسانه كيف شاء. وأشاع السوء من القول والفحشاء ما علم أن الذباب. لا يخبث بونيمه العباب. ولكن لا عجب للاخدل إن جمر. وللكلب إن نبح القمر. ولئن لهج بالبذاء حتى انتن الشعر فيه. وتشابهت أصوات نبحه وقوافيه. فقد جنى من غرسه لنفسه ما حلا معه الآء. ومن تمرد على العافية تمرد عليه البلا. وفيه يقول بعض العصريين مشيراً إلى حرفته. ولم يتجاوز حد معرفته. لغا بقول الخنا ولا عجب ... أغراه بالسوء قلة الأدب ما باله قد غدا بالهب ... وكان قدماً حمالة الحطب وكرر المعنى فقال لغا بقول الخنا جهراً ولا عجب ... أغراه بالسوء جهلاً قلة الأدب ما باله ويله أضحى أبا لهب ... من بعد ما كان من حمالة الحطب وأما صاحب الترجمة فله شعر يشهد بنبله. ويستجاد نظمه من مثله. فمنه قوله ملغزاً في نخلة وكتب به إلى القاضي تاج الدين المالكي أيها المصقع الذي شرف الده ... ر وأحيا دوارس الآداب والهمام الذي تسامى فخاراً ... وتناهى في العلم والاحساب والخطيب الذي إذا قال أما ... بعد أشفى بوعظه المستطاب والامام الذي تهذب طفلاً ... وزكا في العلوم والأنساب

وحوى ما حوى الأصول إلى أن ... حاز مالاً يحاز بالاكتساب جئت أرجو كشفاً لشيء تناهي ... في العلا واكتفى عن الحجاب إن تصحفه كان فيه شفاء ... وبه النص جاءنا في الكتاب ذلك الفضل إن تصحفه أيضاً ... بالغاً لا برحت سامي الرحاب مفرد إن حذفت منه أخيراً ... صار جمعاً له بغير ارتياب أو وصلت الأخير منه بصدر ... كان عدّا برأي أهل الحساب وبثان إن ضم تال إليه ... فهو خل من أعظم الأحباب وإذا ما صحفته لذ للنف ... س مذاقاً في مطعم وشراب خل نصفاً يحل عنه وبادر ... قلع عين ما أن لها من حساب قلع الله عين شانيك يا من ... قدره قد سما من الاسهاب وابق في نعمة وعز منيع ... ما حدا بالحجاز حادي الركاب فأجابه القاضي بقوله يا إماماً صلي وسلم كل ... خلفه من أئمة الآداب وخطيباً رقى فضمخ طيباً ... منبر الوعظ منه فصل الخطاب لم ينافس لدى التقدم إلاّ ... قال محرابه هو الأحرى بي أشرقت شمس فضله لا توارت ... عينها عن عياننا بحجاب وأتى روض فكره كعروس ... قد امتدت أنهارها من عباب تقتضي مني الجواب وعذري ... في جوابي حوشيت أن الجوبي بثه في حشاي فقد مهاة ... رحلت تمتطي متون الرقاب وانطوت بعد بينها بسط بسطي ... وانقضت دولة الهوى والتصابي ليت شعري بمن أهيم وشمسي ... ما لها في أفولها من اياب كيف أصبو وورده كان روض الا ... نس يزهو بها ثوت في التراب لا وعيش مضى بها في نعيم ... لست أصبو من بعدها الكعاب هات قل لي يا ملعب السرب مالي ... لا أرى فيك طيبة الأتراب قال سل حاسب الكواكب عما ... حار في دفعه أولو الألباب أصبحت من بنات نعش فكانت ... بدر تم فهل ترى من جواب فابسط العذر يا أخا الفضل فضلاً ... إن تجدني أخطأت صوب الصواب أتصيب الصواب فكرة صب ... يحتسي كأس فرقة الأحباب وتطول وأسبل الستر صحفحاً ... فهو شأن الخل المحب المحابي في جواب عن نخلة قد أتتنا ... بجني النحل في سطور الكتاب أتحفتنا باللغز في اسم أخت ... لأبينا خصت بذا الانتساب وكساها المروى من شبه المس ... لم فضلاً في سائر الأحقاب وهي ترقى من غير سوءٍ فطوراً ... يستحق الجاني أليم العذاب ثم طوراً وهو الكثر يرى الجا ... ني عليها من أنفع الأصحاب ولها إن تشأ تصاحيف منها ... مفرد فيه غاية الأغراب جاء قلب اسم جنسه وهو لحن ... لا تنافيه صنعة الاعراب ومسمى التصحيف هذا إليه الل ... هـ أوحى سبحانه في الكتاب وهو ذو شوكة وجند عظيم ... خلف يعسو به بغير حساب ذو دوي في جحفل يملأ الج ... وّ كرعد في مكفهرّ السحاب حيوان وإن تصحف جماد ... مفصح عن مراد سامي الجناب يا خليلي بل يا أنا فاتحادي ... بك يقضى بذا بغير ارتياب إن صنعي في حل اللغز باللغ ... ز بديع فلا تفه بعتاب فابق في نعمة وفي جمع شمل ... يبنيك الأفاضل الأنجاب ما سرت نفحة الأزاهير تروي ... ضحك الروض من بكاء السحاب

الشيخ أحمد بن عبد الله بن عبد الرؤف المكي

واتبع ذلك بنثر صورته. المولى الذي إذا أخذ القلم ومشى. وأرى غباره أرباب البلاغة والانشا. لا يرمي علي من رماه البين بسهمه. ولعبت صوالج الأحزان بكرة فهمه. فمن مدح المدح بالرثا. وقابل النضر بالغثا. فقد بان عذره. واتضح فعل الزمان به وغدره. وقد كنت قبل ادراج هذا الرثا في أثناء الجواب. أرقت ذات ليلة من تجرع ذلك المصاب. فنفثت القريحه. في تلك الليلة التي كاد أن لا يكون لها صبيحه. لقد كان روض الأنس يزهو بوردة ... شذا كل عطر بعض نفحة طيبها فمد إليها البين كف اقتطافه ... وامحل ذاك الروض بعد مغيبها ولم يصف لي من بعدها كأس لذة ... وكيف تلذ النفس بعد حبيبها فروّى ثراها من سحائب أدمعي ... ومن لي بان يروى بسح صبيبها فقصدت أن أثبتها في ذي الجواب وأخرياته. لما عسى أن يكون من محفوظات مولانا ومروياته. وقد طال هذا الهذا. وطغى القلم بما هو للعين كالقذا. فليحبس عنانه. ويرح سمع المولى وعيانه. والسلام الشيخ أحمد بن عبد الله بن عبد الرؤف المكي أديب بدأ أقرانه وفاق. ونفق أدبه في زمان كساده أحسن نفاق. بقريحة وقاده. وذكاء ملك به زمام الأدب وقاده. مع مشاركة في العلوم الشرعيه. وقيام دبشروطها المرعيه. إلا أنه ما طلع بدره حتى أفل. ولا ورد ظعنه حتى قفل. فمات سنون الاكتهال. ولم يسعفه الدهر بامهال. وكانت وفاته لأربع بقين من محرم مفتتح السنة ثمان وسبعين وألف. وله شعر لا يقصر عن السداد. وإن لم يكن بطلاً فمن كثير واد. فمنه قوله مادحاً سلطان الحرمين الشريفين الشريف زيد بن محسن انخ عرباً قد شمت برقك معتلى ... فحيهلاً غوثاً به الكرب ينجلي وأوضح ركاماً واطرح جهم لب ... وسر عنقاً نحو الجعافر وارمل ورد نهلاً مستبطناً من فراتها ... وعلاً فما بعد اللقا من تعلل وهيّ قلوص القصد فالجوّ مقمر ... ودرج السرى خصب ولا عذر فارحل وشيد بنا الآمال في دوحة العلا ... فلا فخر في أحيا موات التسفل وطف بنجيمات اللواتي أقمن في ... ربى ضارج الآرام مغنى التغزل يرنحن قداً كالقضيب تمايلاً ... إذا صافحته في السرى يد شمأل يخيل برق السيف في سحب هامهم ... وسح الدما قطر فما صيب الولي إذا اقتعد الجرد السلاهب خلتها ... رخاء ولكن كم بها من مجندل يتيح المنايا للنفوس التي بنت ... عن الرشد من غمر عنيد ومذغل ويحيي نفوساً بالولاية إذ عنت ... ويتحفها بالسيب بعد التبهل أيا ملكاً لم يسمح الدهر مثله ... ومولى وإني مثل سلمان يا علي جرا شاي قد سامت مديحك حقبة ... من الدهر لولا أصغر غير مقول وها قد دعاني الشان يا خير من دعى ... وأكبر من لبى ببشر التهلل ولم أحذ حذ والمستطيل عناؤه ... بنسبة من ذي معمّ ومخول ولكن بمجد جاء من دوحة العلا ... ومرجعه علياك أكرم بمؤمل فمتنى باسنادي الصحيح مؤيد ... ولست كمن يدلى بمتن مقلل عبودية أوليتها بتقادم ... لسلسة الآباء يا خير من ولى فلا غرو أن ألفيت منك تلفتاً ... فربتما يخبا ثليل التخول على أن وصفاً منك يزري فصاحة ... بعنصر طبع يلحق النظم بالحلى فيرقي على عرش القريض بلاغة ... ويخمد ما أوراه زند الترسل وأنت غنيٌّ عن زخارف مقول ... كما جاء في النص المبين المسلسل وعن خير من صلى وسلم ذو العلى ... عليه ختام الرسل طه المظلل وعن آله الغر الكرام وصحبه ... وتابعهم ذي المجد في كل محفل وذاتك في كنز الكمال خبية ... وليس لنا الانصاب الممثل

وقوله مادحاً السيد حمود بن عبد الله ومهنئاً له بزواجه على بنت الشريف زيد المذكور. تبسم ثغر الهنا عن جمان ... وقد لاح برق الوفا واستبان وأسفر بدر التباشير في ... مرأى الشهود قواف العيان ودقت بشائر سعد الوفاق ... بأيدي الكمال وحق التهان فمن في الأثير يهني سروراً ... ومن في الوجود له ترجمان وكيف وفي ذلك الازدواج ... نتاج العلى في عقيم الزمان وكيف وفي عقد آل الرسول ... نظام الوجود نثير المصان وكيف وهم أحد الثقلي ... ن ولا ريب في ذاك عند البيان ولا سيما من حمود الفعال ... حميد الخصال عقيد الرهان هزبر أجل حينه حلبة ال ... نزال ومرتعه في الطعان إذا ما امتطى حاز سلهاته ... تقاذف صبحاً لشكم العنان فيصعد غصباً طلى من طغى ... وإن كانت الصيد شم الجران وقد علهم من منون الردى ... وألبسهم من لباس الهوان عطوف فأما على مارق ... فكا السيف لا يزدريه ليان أيا سيداً جل عن مدحه ... بأوصافه الزهرات الحسان نفوس أولى الصدق مجبولة ... على نعتكم فالأمان الأمان فحسان مدحكم واحد الل ... سان وها أنا كلي لسان وماذا عسى أن تبين النعوت ... فحسبك من ذي العلى ما أبان ولكن دعتني عبودية ... وود ولا شك فيما دعان فخذها على الفور خمصانة ... من اللفظ لكن بطين المعان ودم وابق واسلم على صافن ... من المجد لا يعتريه توان مهني بعرسك لا زلت في ... مراقي الكمال بمر الأوان فقد قال سعد كما أرخوا ... فرن سعيد لنعم القران وقوله أيضاً في الغزل. حويدي اليعملات بسفح جابر ... رويداً في قتيل ظبا المحاجر فتى شرخ الشباب عليه ولّى ... بذات الابرقين وذي المحاجر منازل كن للأفراح مغنى ... وللارواح سالبة فحاذر أخان في الغرام سألت نصحاً ... فرأى العاشقين بأن تهاجر فكم من عاشق أضحى حزيناً ... فلما جل في حزن المهاجر تباشر بالوصول إلى مقام ... ترامي فيه أعناق الأكابر وألقى بالعصاة وحل نادي ... ربوع المرتع الغيد الجآذر لقد أصبحت فيهم مستهاماً ... فوا شوقي إلى تلك المسامر لعمرك إنني فيهن صب ... فمن لي أن أكون لهم مسامر وعارضه الشيخ أحمد الجوهري فقال سقى صوب السحائب شعب عامر ... وحيا منزلاً بالصفو عامر فكم سامرت فيه بدو تم ... وكم عاشرت فيه من جآذر وكم لاقيت من خل صريع ... بهاتيك المجامع والمسامر مقامات لأهل العشق فيه ... وأحوال تمنتها الأكابر صحبت به الشبيبة مع كرام ... هم فخر القبائل والعشائر أغازل فيه غزلاناً تسامت ... عُلواً أن تصاد بكف غادر ودون مرامها السمر العوالي ... ودون وصالها البيض البواتر وأسقى خمرة جليت قديماً ... بحانات الضمائر والسرائر محجبة عن الأوهام لطفاً ... تسامت عن معاطات الخواطر ويوم باسم طلق المحيا ... كان صباحه صحف البشائر أقمنا فيه للعشاق سوقاً ... تباع وتشترى فيها المخاطر وليل كان يتحف ساهريه ... بزهر من كواكبه الزواهر جريت مع التصابي فيه حتى ... نهاني الصبح عن ضرب المزامر فوا أسفاً علي نغمات وجدي ... وواشوقاً إلى تلك الدساكر

عفيف الدين عبد الله بن حسين بن جاشل الثقفي

عفيف الدين عبد الله بن حسين بن جاشل الثقفي ثقفي النسب. مثقف قناة الحسب. برى نبعة طبعه بالمروءة وثقف. وجرى إلى أماد الفتوة ملء عنانه وما توقف. وخطب عرائس الكرم والوفا. فبنى عليها بالبنين والرفا. إلى أخلاق أقطعها الروض أنفاسه. وشيم يتنافس فيها رغبة ونفاسه. وأدب أدار به رحيق البيان المعتق. وملأ الأكمام بزهر كمامه المفتق. وكم أنست إلى مؤانسته في الاغتراب. واعتضت بمجالسته عن الأهل والأتراب. فرأيته شخص كمال لا ترى العيون له نقصاً وطالعت به ديوان المسرة والمبرة مستقصى وله شعر تأخذ محاسنه السالمة من التصنع بمجامع القلوب. وفق ما قيل. حسن الحضارة مجلوب بتطرية ... وفي البداوة حسن غير مجلوب وكم أنشد الأسماع حاله المطرب ولست بنحوي يلوك لسانه ... ولكن سيلقى يقول فيعرب وقد أثبت له ما تغتبقه راحا. وتملأ بلطائفه ومحاسنه راحا. فمنه قوله مخاطباً الوالد في غرض له يا امام الهدى ومستأصل المج ... د وترب الندى وكهف الأنام وعروس الوغا إذا ستهم الخط ... ب ومردى أسد الشرى في الصدام إن عزمي والقلب في قيد حسنا ... ك وشوقي يثني إليك زمامي ضاق صدري حتى تحرج نومي ... عن جفوني وقد سئمت مقامي لا ملالاً ولا اختياراً ولكن ... من زمان مغرى بضيم الكرام نابني ما علمت من كيد واش ... منذ عامين ما هنيت مقامي غير ما قد رأيته كما يعلم الل ... هـ ولكن الزور طبع الطغام لو تصدي للجيش مثلك ندب ... نافذ العزم ثابت الأقدام ودعا للبراز كل كريم ... ما تسامت أسد الشرى بالنعام غير أن الفتى إذا ساء ظناً ... صار طبعاً يقضى على الأوهام وإذا كنت أنت صارم عزمي ... دمت في عزة بعزك سامي فانتهز فرصة الزمان أصب ... قبل تسطو به يد الأيام وانتفذني بما يكيد حسودي ... أو براي يشفي غليل أوامي وقوله مخاطباً له أيضاً أبا هاشم سدت الأنام بباذخ ... من المجد مبنى على الحزم والوفا خلقت نحيفاً والمروءة والذكا ... تصوغ الفتى ماضي الضرائب مرهفا فما شرف الانسان إلا بقلبه ... متى طاب ما واراه من شخصه كفا وقوله مراجعاً الأخ الأعز السيد محمد يحيى من قصيدة كتبها إليه سقى طلابين الأجارع واللّوى ... وحيا زماناً لم نرع فيه بالنوى ورعيا لأيام هناك سوالف ... قضينا به عصر الشبيبة والهوى بظل جناب والندامى عصابة ... كرام المساعي ترغم الخصم إن غوى على السفح ما بين القصير إلى الحمى ... إلى الحصن نطوي الودّ عنا وما انطوى ليالي لا تخطى سهام رميتي ... ولا عافني الوالي الغيور وإن زوى وأصبحت يثنيني الحجى عن هويتي ... ويمنعني دهر تمادى وما ارعوى ولله كم من يوم دجن وصلته ... بليل على الربع الجنوبي وما حوى وساعات أنس كلما عن ذكرها ... يهيجني فرط الصبابة والجوى لكل غضيض الطرف أحوي إذا رنا ... سباك النهى والصبر واستأثر القوى إذا أفتر عن ثغر حكى الدر نظمه ... وإن لاح قلت الشمس في خط الاستوا يشير فأدرى ما يقول برمزه ... فأفضى على ما في هواه بما نوى عليم بعلات الغواني وطبها ... ومفتي الندامى في محاورة الهوى جريت على طرق الغرم كما جرت ... مواهب يحيى في النوال بما احتوى فتى فيه للراجي مخايل تقتفي ... على أنه حامى الكتيبة واللوى نماه إلى العلياء غارف سادة ... مآثرهم مشهودة لمن ارتوى وصنو الذي يبدو لذي الحدس أنه ... امام هدى عن ذورة العز ما لوى

أتاني من نادى علاك خريدة ... تضمن معناها الحريري بما روى تخبر عن صب ضنين بظبية ... محجبة تحكى غزالاً بذي طوى فحسبك دين الحب ديناً فإنه ... ترقى بأرباب القلوب عن السوى ولا تبتئس من قول لاح ولائم ... لعمرك ما ضل المحب وما غوى إليك عماد الدين عقداً يصوغه ... هوى لكم بين الجوانح قد ثوى ودم وابق واسلم ما ترنم طائر ... وما زمزم الحادي بمنعرج اللوى وقوله مراجعاً له أيضاً عن أبيات أرسلها إليه خليلي هل رند الحجاز على علمي ... وهل ربرب الوادي مقيم على السلم وهل أثلات الواديين أنيقة ... تعهدها الغزلان غب الحيا الوسمي وهل ربرب الربع الجنوبي ثابت ... على ما مضى أم قد تمادي على الصرم رعى الله هاتيك المنازل إنها ... وإن بعدت شوقي إليها انتضى عزمي معاهد أنس كلما عنّ ذكرها ... لقلبي ترى عيني مدامعها تهمي فما ساعدت ورق الحمام أخالسي ... ولا روحت ريح الصبا عن أخي همّ فيا مربع الترحال قل لابن أحمد ... ربيب العلى يحيى وترب الندى المسمي أتاني من نادي علاك رسالة ... نفثت بها كلمي وزدت بها سقمي تضمن من خمسين يوماً شكاية ... فيما الحب إلا ما يمض وما يمصي فكيف بمن قاسى سنيناً من النوى ... وراح من الهجران جلداً على عظم فأحلى الهوى ما عزمته وعذبه ... منادمة الأحباب من بارد الظلم ودم وابق يا نجل الملوك معظماً ... ولا زلت كنزاً للمكارم والحزم وكتبت أنا إليه معاتباً أناسٍ عفيف الدين أم أنت ذاكر ... عهوداً سقتهن العهاد البواكر ومثلك من لم ينس عهداً وإنما ... هو الدهر لا بلفى على الدهر ناصر وما أنت ممن يخبس الود عنده ... ولكن قضاء أوجبته المقادر أروم لك العذر الجميل مصححاً ... وفاك وقد كادت تضيق المعاذر أعيذك أن أمسى لودك عامراً ... ويصبح ودي وهو عندك داثر أنا لك أصل في المرؤة طاهر ... وفضل بأنواع الفتوة ظاهر وإن تنسك الأيام عهدي فإنني ... وحقك للعهد القديم لذاكر إليك أخا الهيجاء نفثة موجع ... رآك لها أهلاً فهل أنت شاكر ودم وابق واسلم ما تألق بارق ... وهب نسيم واستهلت مواطر فراجعني بقوله أبا حسن قلبي بودك عامر ... ولم يخل من ذكراكم منه خاطر ولولا مراعاة الزمان وأهله ... لما عاقني بعد ولا صدّ زاجر ولكن لأحوال الزمان معاذر ... إذا كان هذا الدهر ممن نحاذر أعيذك لا يخطر ببالك أنني ... سلوت وإن الود عندي داثر أبى الله لي والمجد من قول قائل ... فلان لميثاق الأحبة غادر وقد تقبل العذر الخفي تكرماً ... فما بال عذري واقف وهو سافر إليك أبا المنصور عذراً تجمجت ... به نفثات الود وهي حواسر تجشمها طود العتاب ودونه ... تجشم سمر الخط وهي شواهر بقيت فإني عن جوابك محجم ... ومعتذر عنه فقل أنا عاذر وقال مخاطباً لي عند ورود الخبر بوفاة الوالدة المرحومة يا أيها العلم الندب الذي شهدت ... بفضله جملة السادات والعلما ومن تملك رق المكرمات فتى ... وشاد للحكم بيتاً قبل ما احتلما لا تبتئس من زمان فرّ ناجذه ... وفوق السهم لما أن عدا فرمى فالدهر حرب وإن أبدى مسالمة ... لم يعط سلماً ولم يبق امرؤ سلما

أبو الفضل بن محمد العقاد المكي

فالحر إن نابه دهر بآزمة ... يعبي الأسى للأسى يحيي بها علما وكتبت أنا إليه في لابس أسود مستجيزاً في عشر المحرم لا تقل البدر لاح في الفسق ... هذا سواد القلوب والحدق انسان عيني بدا باسودها ... فعاد لي إذ رمقته رمقي يا لابساً طبت شذي ... ما المسك إلا من نشرك العبق لبست ثوب الدجى فسرّ وقد ... أعرت ضوء الصباح في الأفق حتى بدا فيه وهو منفلق ... يشق ثوب الظلام من حنق فأجازه بقوله روحي فدا من أعاد لي رمقي ... لما بدا كالهلال في الشفق يهتز كالغصن في غلائله ... ويرشق القلب منه بالرشق قلت له مذ بدا يعاتبني ... ويمزج الهزل منه بالحنق لو أنصف الدهر يا شفي سقمى ... ما بت أعرى النجوم من أرق لكن عسى عطفة تسر بها ... فيها سرور القلوب والحدق وكتب هو إلي بروحي مجبولاً على الحب طبعه ... وقلبي مجبول على حبه طبعا يراقب أيام المحرم جاهداً ... فيطلع بدراً والمحب له يرعى كلفت به أيام دهري منصف ... ووجه الصبي طلق وروض الهوى مرعى جنينا ثمار الوصل من دوحة المنى ... ليالي لا واش ولا كاشح يسعى فلله أيام تقضت ولم تعد ... يحق لعيني أن تسح لها دمعا فأجزت بقولي بنفسي من قد حاز لون الدجى فرعاً ... ولم يكفه حتى تقصمه درعا بدا فكأن البدر في جنح ليله ... تعلم منه كيف يصدعه صدعا نمته لنا عشر المحرم جهرة ... يطارح أتراباً تكنفنه سبعا تبدي على رزء الحسين مسوداً ... وما زال يولي في الهوى كربلا منعا وقد سل من جفنيه عضباً مهنداً ... كأن له في كل جارحة وقعا هناك رأيت الموت تندى صفاحه ... وقاضي الأسى ينعى وأهل الهوى صرعا ومن شعره في النسيب لله در ظباء الهند ك تركت ... من ماجد دنف الأحشاء مضطرم نواعس كلما فوقن أسهمها ... تركن أسد الشرا لحماً على وضم وقوله قلت لما بدا يميس بقد ... جل من صاغ حسنه وتبارك عمر الوقت بالرجا أو بوصل ... عمر الله يا حبيبي ديارك وقوله لقد صار لي مدمع بعدكم ... يفيض على وجنتي كالعقيق لتذكار أيامنا بالحمى ... وتلك الليالي بوادي العقيق أبو الفضل بن محمد العقاد المكي هو وإن لقب بالعقاد. حلال مشكلات القريض بذمنه الوقاد. وسار سير الشمس من المشرق إلى المغرب. منتجعاً سلطانه المنصور بشعره المطرب. فوفد على حضرته السامية. وورد مناهل كرمه الطامية. فصدح بشعره شادياً في ناديه. ونال به مغانم من أياديه. وقد وقفت على خبره العبقري. من كتاب نفح الطيب للشيخ أحمد المقري. إذ قال عند ذكر موشحات أهل العصر منها قول أحد الوافدين من أهل مكة على عتبة السلطان مولانا المنصور وهو رجل يقال له أبو الفضل بن محمد العقاد وهذا هو الموشح الذي ذكره مادحاً به السلطان المذكور ليت شعري هل أروي ذا الظما ... من لمى ذاك الثغير الألعس دور وترى عيناي ربات الحمى ... باهيات بقدود ميس فلقد طال بعادي والهوى ... ملك القلب غراماً وأسر هد من ركن اصطباري والقوى ... مبدلاً أجفان عيني بالسهر عين عز الوصل من وادي طوى ... هملت أدمع عيني كالمطر فعساكم أن تجودوا كرماً ... بلقاكم في سواد الحندس دور عله يشفى كليماً مغرماً ... من جراحات العيون النعس كلما جن ظلام الغسق ... هزني الشوق إليكم شغفا واعتراني من جفاكم قلقي ... وتذكرت جياداً والصفا

وتناهت لوعتي من حرقي ... ثم أغرى الوجد بي والتلفا فانعموا لي ثم جودوا لي بما ... يطفىء اليوم لهيب القبس دور إنني أرضي رضاكم مغنماً ... لبقا نفسي ومحيا نفسي كتب قبل اليوم في زهووتيه ... مع أحيبابي بسلع ألعب ومعي ظبي بإحدى وجنتيه ... مشرق الشمس وأخرى مغرب فرماني بسهام من يديه ... قابس البين فقلبي متعب لست أرجو للقاهم سلما ... غير مدحي للامام الأرأس أحمد المحمود حقاً من سما ... الشريف ابن الشريف الأكيس ولو يورد له غير ذلك وقد نسج هذا الموشح على منوال موشح الوزير أبي عبد الله بن الخطيب شاعر الأندلس والمغرب الذي أوله جادك الغيث إذا الغيث هما ... يا ليالي الوصل بالأندلس دور لم يكن وصلك إلا حلماً ... في الكرى أو خلسة المختلس إذ يقود الدهر أشتات المنى ... ينقل الخطو على ما نرسم زمراً بين فؤادي وثنى ... مثل ما يدعو الوفود الموسم والحيا قد جلل الروض سنا ... فترى الأزهار فيه تبسم وروى النعمان عن ماء السما ... كيف يروي مالك عن أنس فكساه الحسن ثوباً معلماً ... يزدهى منه بأبهى ملبس وهي موشحة طويلة حسنة بديعة وقد عارض بها موشحة ابن سهل التي مطلعها قوله هل دري ظبي الحمى أن قد حمى ... قلب صب حله عن مكنس دور فهو في نار وخفق مثلما ... لعبت ريح السبا بالقبس يا بدوراً طلعت يوم النوى ... غرراً تسلك عن نهج الغرر ما لقلبي في الهوى ذنب سوى ... منكم الحسن ومن عيني النظر أجتنى اللذات مكلوم الجوى ... والتذاذي من حبيبي بالفكر كلما أشكوه وجداً بسما ... كالربى بالعارض المنبجس إذ يقيم القطر فيها مأتماً ... وهي من بهجتها في عرس فائدة أول من نظم الموشحات أهل الأندلس وكان المخترع لها منهم بجزيرة الأندلس مقدم بن معافا القيري من شعراء الأمير عبد الله بن محمد المرواني وأخذ ذلك عنه ابن عبد ربه صاحب العقد ثم جاء من تأخر عنهما فأنافوا عليهما في الاحسان والاجادة حتى لم يبق لهما معهم ذكر وكدت موشحاتهما ولأهل اليمن أيضاً نظم يسمونه الموشح غير موشح أهل المغرب والفرق بينهما أن موشح أهل المغرب يراعى فيه الاعراب وإن وقع اللحن في بعض الموشحات التي على طريقتهم لكون ناظمه جاهلاً بالعربية فلا عبرة به بخلاف موشح أهل اليمن فإنه لا يراعى فيه شيء من الاعراب بل اللحن فيه أعذب وحكمه في ذلك حكم الزجل والله أعلم رجع حكى الشيخ أحمد المقري في كتابه المذكور أنه اجتمع بالحضرة المنصورية أبو الفضل العقاد المكي المذكور والشريف المدني وهو رجل وافد من أهل المدينة انتمى إلى الشرف والشيخ الامام غرس الدين الخليلي الوافد إلى حضرته من بيت المقدس فقال الامام غرس الدين هذا للمنصور يا أمير المؤمنين إن المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرجال شد أهلا إليك الرحال هذا مكي وذاك مدني وأنا مقدسي ثم أنشد إن أمير المؤمنين أحمد ... بحر ندي وفضله لا يجحد فمكة وطيبة وأهلها ... والمسجد الأقصى بذاك يشهد وسيأتي ذكر الملك المنصور هذا في القسم الخامس إن شاء الله تعالى

إبراهيم بن يوسف المهتار المكي

إبراهيم بن يوسف المهتار المكي شويعر بذي اللسان. كثير الاساءة قليل الاحسان. شر ما شعر فهدر ولم يذر. سمينه غث. وجديده رث. لا يلتقي من مختاره طرفاه. ولا يسمع رديه سامع الأقال فض الله فاه. لم يزل قذف الأعراض بهجوه. ويلفظ فوه بمثل ما تلفظه وجعاؤه من نحوه. حتى ألبسه الردي ردآه. وطهر الله الوجود من تلك الجناية والردآه. ولما هلك بقي يومين في بيته. لا يعلم أحد بموته. حتى دل عليه نتن ريحه. فالق وهو جيفة في ضريحه. ولقد تصفحت ديوانه الذي جمعه. وليت من واراه حفرته أواه معه. فلم أر فيه إلا ما تمجه الأسماع. وتحقر ألفاظه ومعانيه عن السماع. إلا كلمات كادت أن تصفو من الشوائب. ومع الخواطي سهم صائب. فمنها قصيدته التي سماها بدر النظم. في وقوع أركان بيت الله المعظم. وأولها ماجت قواعد بيت الله واضطربت ... واهتزت الأرض من أقطارها وربت وأمست الكعبة الغراءُ واقعة ... فما أشك بأن الساعة اقتربت فأي خطب به أحشاؤنا انصدعت ... وأي هول به ألبابنا سلبت وأي دهر لقينا من نوائبه ... ما لو علي الشامخات الشم لانسربت أنا إلى الله من دنيا منغصة ... أيامها مستردات لما وهبت أبدت عجائب لا تقوي العقول لها ... وأي نفس من الأيام ما عجبت هي التي لعبت جدت وفت غدرت ... قست ألانت أبت دانت نأت قربت كم رام أهل النهي من قبل أعصرنا ... صفوا لعيشهم من شوبها فأبت وكم أرادوا بإدراك ومعرفة ... تقويم منّادها بالرأي فاضطربت فما نرجّي وقد ولت بشاشتها ... وأوجه الأنس من لذاته شجبت ما بعد منظر بيت الله منهدماً ... تلفى حشاشة حرّ في البقا رغبت فأي عين على ما كان ما انسكبت ... وأي روح لما قد صار ما وصبت لهفي على كعبة الله التي افترقت ... احجارها بعد ما في حبها اصطحبت لهفي على تلكم الأركان كيف هوت ... وكيف أوهت حصاة القلب إذ قلبت لهفي على تلكم الأستار كيف غدت ... أيدي سبا وبوحل السحب قد سحبت لهفي على تلك الآثار كيف عفت ... وكيف شادت ربوع الحزن إذ خربت لهفي على تلكم الأطفال كيف قضت ... وكيف جذت حبال الصبر واقتضبت لهفي على تلكم الأقمار ما شرقت ... بالماء إلا بآفاق الثرى غربت لهفي ولست لعمري منشداً أبداً ... سقى مني وليالي الخيف ما شربت فكم بأكفافها من مهجة ذهبت ... وكم جنوب على ساحاتها وجبت وكم بذلك من ذكرى ومعتبر ... لمن تذكر لكنّ النهى غربت يا خالق الخلق عفواً عن جرايمنا ... فخوف أنفسنا مما قد ارتكبت وقوله في صدر قصيدة قف بالمعاهد من ميثاء ملحوب ... شرقيّ كاظمة فالجزع فاللوب واستلمح البرق إذ تهفو لوامعه ... على النقا هل سقى حي الأعاريب يا حبذا إذ بدا يفتر مبتسماً ... أعلا الثنية من شم الشناخيب والجو مضطرم الأرجاء تحسبه ... برداً أصيب حواشيّه بالهوب يا بارقاً لاح وهناً من ديارهم ... كأنه حين يهفو قلب مرعوب اذكرتني معهداً كنا بجيرته ... نستقصر الدهر من حسن ومن طيب لم أنس بالتّلّعات الجون موقفنا ... والحي ما بين تقويض وتطنيب وقد بدا لعيون الصحب سرب ظبا ... حفت بظبي ببيض الهند محجوب لم تبد تلك الدمى إلا لسفك دمى ... ولا العذاب اللمى إلا لتعذيبي وقوله في صدر أخرى أذكى بقلبي لاعج الأشجان ... برق أضاء على ربي نعمان أجرى مدامع مقلتي أورى زنا ... د صبابتي أشجى فؤادي العاني ما شاقني إلا لكون وميضه ... بربي الهوى ومعاهد الخلان

يا برق جد بالدمع في أطلالهم ... عنى فسح الدمع قد أعياني لم أسأل الأجفان سقى عهودهم ... إلا وجادت لي بأحمر قان واها لأيام العذيب إذ اللوى ... وطنى وسكان الحمى جيران إذ كنت طوعاً للهوى واللهو في ... ظل الشبيبة ساحب الأردان تشجيني الورقاء إن صدحت على ... تلك الغصون بنغمة الألحان ويشوقني بأن النقاء وحلول وا ... ديه وحسن الدار بالسكان ومن خمرياته قوله أرح فؤادي من العذاب ... بالراح والخرد العذاب وعاطنيها عروس دنّ ... كالنار كالعسجد المذاب من كف لمياء إن تبدت ... توارت الشمس في الحجاب دعجاء بلجاء ذات حسن ... لكل أهل العقول سابي على رياض مدبجات ... حاكت سداها يد السحاب بها القمارى مفردات ... على الأفانين والروابي فبادر الأنس يا نديمي ... وقم إلى اللهو والتصابي أعط زمان الشباب حظاً ... فلذة العيش في الشباب واجسر ولا تيأسن يوماً ... من رحمة الله في الحساب وقوله قم إلى بنت الكروم ... واسقنيها يا نديمي ما ترى الليل تولى ... وانطفي ضوء النجوم وأضاء الصبح ما ب ... ين مطاريف الغيوم وبدا الطل على الأغ ... صان كالعقد النظيم وشدت قمرية الاي ... ك على الغصن القويم وسرت ريح الخزامي ... من ربي ظبي الصريم فأدرها خمرة ت ... نبي عن العصر القديم واسقنيها لتنزيل ال ... يوم عن قلبي همومي هاتها لي قهوة من ... عهد لقمان الحكيم واملأ الكاسات إني ... في الصبي غير ملوم أيها النفس تصابي ... ثم في العصيان هيمي وعن الذل تولى ... وعلى العز أقيمي واكثري الذنب فربى ... غافر الذنب العظيم وقال موجهاً بأسماء الأنغام سلام الله من صب مشوق ... جريح القلب باكي المقلتين على من حل في قلبي السويدا ... لعزته وحل سواد عين نائي بالصبر لما بان عنى ... وخلفني سمير الفرقدين فليت الركب قد وقفوا قليلاً ... على العشاق يوم نوى الحسين ومن مقطوعاته قوله طفل من العرب أحوى ... خدن الصبي والبطاله بدا بوجه كبدر ... في جيده الطوق هاله وقوله مقتبساً في مليح فقير الحال تصد وكم تصدى منك كف ... لمن لم يدر قدرك يا مفدّي وصدك عن أولى أدب وأما ... من استغنى فأنت له تصدى وقال أيضاً اسأل الرحمن ذا الفضل له العرش ربي ... حسن نظم الآن حاني ثم خط المتنبي وقال مؤرخاً أيام ولاية الشريف نامي بن عبد المطلب تأمل لديناك التي بصورفها ... أبادت على ملك تاطد سامي بدا فاضا ثم اعتدى الحق فانقضي ... فمدة نامي مثل عدة نامي وقال أيضاً ألا لا تغضبن لمن تعالى ... ولا تبدي الوداد لمن جفاك ولا تر للرجال عليك حقاً ... إذا هم لم يروا لك مثل ذاك وقال أيضاً كم ذا أغمض عيني ثم أفتحها ... والدهر ما زال والدنيا بحالتها فليت شعري ما معنى مقالتهم ... ما بين غمضة عين وانتباهتها وقال مضمناً وظبي رماني عن قسى حواجب ... بأسهم لحظ جرحها في الهوى غنم على نفسه قليبك من ضاع عمره ... وليس له منها نصيب ولا سهم

قال مؤلف الكتاب عفى الله عنه هنا انتهى الفصل الأول من القسم الأول من سلافة العصر. من محاسن أعيان العصر. بعون الله تعالى وفضله. وبقي علي ذكر جماعة من أهل مكة شرفها الله تعالى لم تحضرني أشعارهم كالشيخ علي بن جاد الله بن ظهيره وأخيه القاضي عبد القادر بن جار الله بن ظهيره وهما أرفع طبقة من الشيخ عبد الرحمن المرشدي والقاضي محمد بن عبد المعطي بن ظهيرة والقاضي أبو سعيد محمد بن علي الجم وهما في طبقة الشيخ عبد الرحمن وقوم آخرين في طبقتهم وجماعة من المعاصرين الموجودين الآن ولعل الله تعالى ييسر لي الحاق ما يصلح من ملح أشعارهم وطرف أخبارهم بهذا الفصل إن شاء الله تعالى وكان الفراغ من اتمام هذا الفصل يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقين من محرم الحرام عام اثنين وثمانين وألف أحسن الله ختامها وهذه قصيدة كتبها إلى بعض الأصحاب من مكة المشرفة ممن لا يتعاطى الشعر نظمها على لسان بعض أصحابه من أدباء العصر يحسن الحاقها بهذا الفصل ولا أعرف ناظمها بعينه وهي عدنا وأعين كل الناس تنتظر ... شوقاً لما عنكم يأتي به الخبر وعندما سألوني قمت مرتدياً ... بثوب احسانكم أزهو وأفتخر وقلت حدثت ما أرويه من خبر ... عن ابن مقلة عنه ثم فاقتصروا إن تسألوا عن علي فهو في نعم ... جلت ولكن لدى علياه تحتقر أما الرباء فقد القت مقالدها ... في سوحه وبدا في روضها زهر وأقبلت نحوه الدنيا بأجمعها ... تقول هب ما تشا مني وتعتذر واليمن خيم في يمناه حين رأى ... لليسر يسراه لم يخطر له سفر قطعت بحراً إليه كنت أعظمه ... خوفاً فألفيت بحراً ليس ينزجر ولاح لي فازدريت البدر حين بدا ... من ليس يحجبه غيم ولا فتر أغر ذا همة علياء لو بلغت ... إلى ذرى زحل للرفع تنتظر يبشر البشر منه كل مفتقر ... بما يروم ويلفي عنده الظفر فنلت ما أرتجيه من مواهبه ... صفواً كعيش له ما شابه كدر فالله للمعتفي يبقى سيادته ... ففي بقاه حياة كلها سحر فسطروا من معالي مجدكم جملاً ... لم تحو أمثالها عمراً مضى السير والكل اثني بخير عنكم وغدا ... يقول لي هكذا السادات إن ذكروا فلا برحتم وألفاظ الورى مدحاً ... فيكم إذا نظموا الأشعار أو نثروا ما استحسن الناس زهراً للثنا عبقاً ... من روض شكر له معروفكم مطر يتلوه الفصل الثاني من القسم الأول في محاسن أهل المدينة المنورة على ساكنها وآله الكرام. أفضل الصلاة والسلام. مع أصحابه الأعلام. الفصل الثاني محاسن أهل المدينة المنورة

السيد حسن بن شدقم الحسيني المدني

السيد حسن بن شدقم الحسيني المدني واحد السادة. وأوحد الساسة. وثاني الوسادة. في دست الرئاسة. القدر علي. والحسب سني. والخلق كالاسم حسن. والنسب حسيني. جمع إلى شرف العلم عز الجاه. ونال من خيري الدنيا والآخرة مرتجاه. كان قد دخل الديار الهندية في عنفوان شبابه. فصدره الشرف في مجالس أهله وأربابه. وما زال يورق في رياض الاقبال عوده. حتى أسفر في سماء الاسعاد سعوده. فاملكه أحد ملوكها ابنته. ورفع في مراتب العليا رتبته. فأجتلى عرائس آماله في منصات نيلها. واستطلع أقمار سعده في نواشي ليلها. واقتعد الرتبة القعسا. وأصبح هو رئيس الرؤسا. وكان من أحسن ما قدره من حزمه ودبره. وحرره في صفحات عزمه وحبره. ارساله في كل عام إلى بلده. جملة وافرة من طريف ماله وقلده. فاصطفيت له به الحدائق الزاهية. وشيدت له القصور العالية. ولما هلك الملك أبو زوجه.. وخوى قمر حياته من أوجه. انقلب بأهله إلى وطنه مسروراً. وتقلب في تلك الحدائق والقصور بهجة وسروراً. إلا أن الرئاسة التي انتشى في تلك الديار بكؤوسها. والمكانة التي تميز بعلوها بين رئيسها ومرؤوسها. لم يجد عنهما في وطنه خلفاً. ولم ترض أنفته أن يرى في وجه جلالته كلفاً. فانثنى عاطفاً عنانه وثانيه. ودخل الديار الهندية مرة ثانية. فعاد إلى أبهة عظمته الفاخرة. وبها انتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة. وله شعر بديع فائق. كأنما اقتطفه من أزهار تلك الحدائق فمنه قوله حين أنف عن مقامه. في وطنه بين أهله وأقوامه. بعد عوده من الديار الهندية. والانتقال من أطلال عزه الندية وليس غريب من نأى عن دياره ... إذا كان ذا مال وينسب للفضل وإني غريب بين سكان طيبة ... وإن كنت ذا علم ومال وفي أهلي وليس ذهاب الروح يوماً منيته ... ولكن ذهاب الروح في عدم الشكل وهو من قول البستي وإني غريب بين بست وأهلها ... وإن كان فيها جيرتي وبها أهلي وما غربة الانسان في ثقة النوى ... ولكنها والله في عدم الشكل وللمؤلف عفى الله عنه في المعنى وإني غريب بين قومي وجيرتي ... وأهلي حتى ما كأنهم أهلي وليس غريب الدار من راح نائياً ... عن الأهل لكن من غدا نائي الشكل فمن لي بخل في الزمان مشاكل ... ألفّ به من بعد طول النوى شملي ومن شعر السيد المذكور قوله لا بد للانسان من صاحب ... يبدي له المكنون من سره فاصحب كريم الأصل ذا عفة ... تأمن وإن عاداك من شعره ابنه السيد محمد بن حسن بن شدقم الحسيني فرع ثبت أصله فنما. وزكا جداً وأبا وابنما. طابت بطيبة مغارس جدوده وآبائه وتقرعت بها مفارع مجده وآبائه. فانفسحت خطاه في الفضائل والمآثر. وأذعن لأدبه كل ناظم وناثر. فهو مجلى الحلبة إذا تسابقت الفرسان. ومحلي اللبة إذا تناسقت فرائد الاحسان. وله شعر غرد به ساجع براعته وصدح. وأورى زناد البيان بحسن بلاغته وقدح. فمنه قوله مذيلاً بيت أبي دهبل مقتفياً للشريف المرتضي رضي الله عنه في ذلك وأبرزتها بطحاء مكة بعد ما ... أصلت المنادي بالصلاة فاعتما فارج أرجاء المعرّف عرفها ... وأضوى ضياها الزبرقان المعظما وحيا محياها الملبون وانتشرا ... بنشر محياها الممنع واللمي روّض منها كل أرض صشت بها ... تجر التصابي بين أترابها الدمي هي الشمس إلا أن فاحمها الدجى ... هي البدر لكن لا يزال متمما تجول مياه الحسن في وجناتها ... وتمنع سلسال الرضاب أخا الظما وتسلب يقظان الفؤاد رشاده ... وتكسو رداء الحسن جسماً منعما مهاة يصيد الأسد سهم لحاظها ... ومن عجب صيد الغزالة ضيغما يعللني ذكر الحمى مترنم ... وما شغفي لولا الغزالة بالحمى وأصبو لنجديّ الرباح تعللاً ... ومن فقد الماء الطهور تيمما وهذه أبيات الشريف رحمه الله التي اقتفى السيد أثرها قال رحمه الله تعالى في كتابه الدرر والغرر ذاكرني بعض الأصدقاء بقول أبي دهبل

وأبرزتها بطحاء مكة بعدما ... أصات المنادي بالصلاة فاعتما وسألني إجازة هذا البيت بأبيات تنضم إليه واجعل الكناية عن امرأة لا عن ناقة فقلت في الحال فطب ريّاها المقام وضوّأت ... باشراقها بين الحطيم وزمزما فيا رب إن لقيت وجهاً تحية ... فحي وجوهاً بالمدينة سهما تجافين عن مس الدهان وطالما ... عصمن عن الحناء كفاً ومعصما وكم من جليد لا يخامره الهوى ... فشن عليه الوجد حتى تتيما أهان لهن النفس وهي كريمة ... وألقى إليهن الحديث المكتما تسفهت لما أن مررت بدارها ... وعوجلت دون الحلم أن أتحلما فعجرت نقري دارساً ومشكراً ... وتسأل مصروفاً عن النطق أعجما ويوم وقفنا للوداع وكلنا ... يعد مطيع الشوق من كان أخرما نظرت بقلب لا يعنف في الهوى ... وعين متى استمطرتها قطرت دما وقلت أنا ناسجاً على هذا المنوال وأبرزتها بطحاء مكة بعدما ... أصات المنادي بالصلاة فاعتما فضوّء أكناف الحجون ضياؤها ... وأشرق بين المازمين وزمزما ولما سرت للركب نفحة طيبها ... تغنى بها حاديهم وترنما وشام محياها الحجيج على السرى ... فيمم مغناها ولبى وأحرما أناة هي الشمس المنيرة في الضحى ... ولكنها تبدو إذا الليل أظلما تعلم منها الغصن عطفة قدها ... وما كان أحرى الغصن أن يتعلما وأسفر عنها الصبح لما تلثمت ... ولو أسفرت للصبح يوماً تلثما إذا ما رنت لحظاً وماست تأوداً ... فما ظبية الجرعا وما بانة الحمى تراءت على بعد فكبر ذو التقى ... ولاحت على قرب فصلى وسلما وكم حللت بالصد قبل أخي الهوى ... وكان يرى قبل الصدود محرما وظنت فؤادي خالياً فرمت به ... هوى عاد دائي منه أدهي وأعظما ولو أنها أبقت عليّ أطقته ... ولكنها لم تبق لحماً ولا دما وأنشدني صاحبنا الشيخ أحمد الجوهري لنفسه وأبرزتها بطحاء مكة بعدما ... أصات المنادي بالصلاة فاعتما فشاهدت من لو أبصر البدر وجهها ... لكان به مضنى ولوعاً ومغرما ولو عرضت ربك الحجيج تصده ... للبىّ لما يدعو هواها وأحرما وعرف بالكثبان من عرصاتها ... وقال منى من دارها حين خيما فلا تعذلوا في حب ظمياء إنها ... لها مبسم يشفي الفؤاد من الظما وأعذب من صوب الغمامة مرشفاً ... وأضوء من لمع البروق تبسما وأجمل من ليلى وسلمى وعزة ... وسعدى ولبني والرباب وكلثما وكم ملك في قومه كان قاهراً ... فأضحي ذليلاً في هواها متيما يدين لما تهوي مطيعاً لأمرها ... وإن ظلمته لم يكن متظلما فظل الملوك الصيد تعثر بالثرى ... إذا قاربوا أو شاهدوا ذلك الحمى ولها أخوات أخر سيأتي كل منها في محله إن شاء الله تعالى. وأما بيت أبي دهبل لمذيل عليه فهو من قصيدة فه يصف فيها ناقته حدث موسى بن يعقوب قال أنشدني يوماً من الأيام أبو دهبل قوله ألا علق القلب المتيم كلثما ... لجاجا فلم يلزم من الحب ملزما خرجت بها من بطن مكة بعدما ... أصات المنادي بالصلاة فاعتما فما نام من داع ولا ارتد سامر ... من الحي حتى جاوزت بي يلملما ومرت ببطن البثّ تهوى كأنما ... تبادر بالادلاج نهباً مقسما وجازت على البزواء والليل كاسر ... جناحين بالبذواء وردوا وادهما فما ذرّ قرن الشمس حتى تبينت ... بعايب نخلاً مشرفاً ومخيما ومرت على أشطان دوقة بالضحي ... فما حدرت للماء عيناً ولا فما

السيد حسين بن علي بن حسن بن شدقم الحسيني

وما شربت حتى ثنيت زمامها ... وخفت عليها أن تجرّ وتكلما فقلت لها قد نلت غير ذميمة ... وأصبح وادي البرك غيثاً مديما قال فقلت له ما كنت إلا على الريح فقال يا ابن أخي أن عمك كان اذاهم فعل وهي العجاجة هكذا رواه أبو الفرج الأصبهاني في الجامع الكبير وفي رواية البيت المذيل بعض تغيير كما رأيت والروايات تختلف والله أعلم السيد حسين بن علي بن حسن بن شدقم الحسيني سيد رقى من المكارم ذراها. وتمسك من المحامد بأوثق عراها. دأب في كسب المآثر فتى وكهلاً. وسلك من مسالكها حزناً وسهلاً. فملك جوامحها ذلك المراسن. واجتلا أحاسنها مسفرة المحاسن. وهو ممن دخل الديار الهندية فسطع بها بدره. وعلا صيته وارتفع قدره. ولما اجتمع بالوالد انعقدت بينهما عقود المحبه. والقط كل منهما طائر صاحبه في فح مودته حبه. فتعاطيا كؤوس الوداد اغتباقاً واصطباحاً. وتجاذبا أهداب الاصطحاب مساء وصباحاً. ومن نوادره الحسنه. ونكته المستحسنه. ما جرى له مع الوالد في بعض الأيام. والدنيا إذ ذاك فتاة والدهر غلام. وذلك أن الوالد كان ممن يفضل أبا تمام على المتنبي. ويكشف قناع الترجيح ولا يغبي. وإذا عذله في ذلك أديب. قال أنا لا أسمع عذلاً في حبيب. وكان السيد المذكور ممن يرى لأبي الطيب الفضل. والمنطق الفصل في الجد والهزل. غير أنه يعرض بذلك عند الوالد ولا يصرح. ويمسك القول به عند المنازعة ولا يسرح. حتى اتفق أن الوالد ركب يوماً متنزهاً إلى بعض الحدائق. وفي صحبته السيد المذكور وجمع من حماة الحقائق. ولما استقربهم الجلوس. في ذلك المجلس المأنوس. أرسل الوالد يدعوني إلى الحضور. لذلك المحفل المحفوف بالسرور. فركبت إليه في جحفل من العساكر. وسرت مسرعاً لأصابح طلعته الشريفة وأباكر. فلما قربت من المكان أثارت سنابك الخيل. من الغبار ما ساوى النهار بالليل. فسأل الوالد رافع الأخبار. عن السبب المثير لذلك الغبار. فأنهى إليه الخبر. فقال السيد مبادراً صدق المتنبي وبر. فالتفت الوالد إليه عند ذلك المقال. وقال له ما عنى مولانا بهذا المقال. فقال إن سيدنا لا يزال يفضل أبا تمام. ويرى لأبي الطيب نقصاً وله التمام. وأبو الطيب مدح مولانا وولده قبل هذا بنحو من خمسمائة عام. ووصف موكبه هذا وصفاً يعرفه الخاص والعام. حيث قال كأنه شاهد هذا المقام. يشرق الجو بالغبار إذا سار علي بن أحمد القمقام فأي الشاعرين أحق بالتفضيل. وأيهما أشعر على الجملة والتفصيل. فاستحسن الوالد جميع الحاضرين منه هذه النادرة. وأحمد وافي الأدب موارده ومصادره. وله الأدب الذي بهرت فرائده. وصدق منتجعه رائده. على أنه لم يتعاط نظم الشعر إلا بعدما اكتهل. وجاءت فرسان القريض جاهدة وجاء هو مجليهم على سهل. فمن شعره قوله مادحاً الجناب النبوي عليه وآله أفضل الصلاة والسلام أقيما على الجرعاء في دومتي سعد ... وقولا لحادي العيس عيسك لاتحدى فإن بذاك الحي الفاً ألفته ... قديماً ولم أبلغ برؤيته قصدي عسى نظرة منه أبل بها الصدي ... ويسكن ما ألقاه من لاعج الوجد وإلا فقولا يا أمية إننا ... تركنا قتيلاً من صدودك بالهند يحن إلى مغناك بالطلح والفضا ... ويصبو إلى تلك الأثيلات والرند قفا نندب الأطلال أطلال عامر ... ونبكي بها شوقاً لعل البكا يجدي إلى ذات دل يخجل البدر حسنها ... مرنحة الأعطاف ميّاسة القد جهنم والفردوس قلبي ووجهها ... من الشوق والحسن البديع بلا حد سقاها الحيا ما كان أطيب يومنا ... بموردها والحي ورداً على ورد وقد نشرت أيدي الغمام مطارفاً ... كستها أديم الأرض برداً على برد وقد رفعت فوق الحزوم سرادقاً ... من الشعر والأضياف وفداً على وفد بدوت لحبيها وإلا فإنني ... من الساكنين المدن طفلاً على مهد

وملت إلى ماء البشام لأجلها ... وأعرضت عن ماء مضاف إلى الورد وغادرت نخلاً بالمدينة يانعاً ... وملت إلى السرحات من عارضي نجد وحاربت أقوامي وصادقت قومها ... وبالغت في صدق الوداد لهم جهدي فلا إثم في حبي لها ولقومها ... وإن يك أن الله يغفر للعبد ولا سيما أن جيته متوسلاً ... بمرسله خير النبيين ذي المجد أبي القاسم المبعوث من آل هاشم ... نبياً لارشاد الخلائق بالرشد دنى فتدلى من ملكي مهيمن ... كما القاب أو أدنى من الواحد الفرد ألا يا رسول الله يا أشرف الورى ... ويا بحر فضل سيبه دائم المد لأنت الذي فقت النبيين زلفة ... من الله رب العرش مستوجب الحمد يناجيك عبد من عبيدك نازح ... عن الدار والأوطان بالأهل والولد ويسأل قرباً من حماك فجد له ... بقرب فقرب الدار خير من البعد ليلثم أعتاباً لمسجدك الذي ... به الروضة الفيحاء من جنة الخلد فإن له سبعاً وعشرين حجة ... غريب بأرض الهند يصبو إلى هند إذا الليل واراني أهيم صبابة ... إلى طيبة الفرا طيبة الندّ وأسبل من عيني دمعاً كأنه ... عقيق غدا وادي العقيق له خدي سميراه في ليل غرام وزفرة ... تقطع أفلاذ الحشاشة كالرعد عليك سلام الله ما ذر شارق ... وما لاح في الخضراء من كوكب يهدي كذا الآل أصحاب الكرامة حيدر ... وبضعتك الزهراء زاكية الجد وسبطاك من حاز الفضائل كلها ... وسجادهم والباقر الصادق الوعد وكاظمهم ثم الرضى وجوادهم ... كذاك عليّ ذو المناقب والزهد كذا العسكري الطهر ذو الفضل والتقى ... وقائمهم غوث الورى الحجة المهدي وقوله مادحاً الوالد هواي لربات الخدور العوائق ... وخيل جياد صافنات سوابق وقوم ظهور العاديات حصونهم ... ومصباحهم لمع السيوف البوارق غطاريف كم بل النجيع ثيابهم ... كماة غداة الروع حاموا الحقائق أسود إذا ما زارهم ذو تهور ... تولى بقلب بين جنبيه خافق بصم القنا تذري جسوم عداتها ... وتشفي ثراها من دماء المفارق إذا أدلجت نحو العدو خيولهم ... تبات ليوث الغاب شبه الخرانق منازلهم ما بين نجد ويثرب ... جنوباً وشاماً في رؤس الشواهق غيوث إذا حل النزيل بأرضهم ... وإن أمها الباغي فهم كالصواعق كرام يجازون الجميل بمثله ... ويرعون وداً للحميم المصادق منيعون إن لاذ المخاف بظلهم ... كسوه بسربال من الأمن فائق وودتهم إذا شبهوا بفعالهم ... فعال كريم طاهر الأصل صادق أخو الجود جم الفضل أحمد من سما ... علي الناس محموداً حميد الخلائق تناهت إليه المكرمات فلا فتى ... يجاريه في ريعانها والسمالق تراه إذا ما جئته متيقظاً ... لاسعاد مخلوق وطاعة خالق فحمداً لربي إذ حباني بوده ... وصيرني من حزبه والأصادق حداني على نظم القريض صفاته ... وشكر أياديه الغوال العوابق أحب نظام الدين كونك سالماً ... وأعداك غرقي في بحار البوائق وهذا دعاء من صديق مصدق ... بحبل متين من ولائك واثق وودك يا ذا القرم والله شاهد ... بقلب سليم من نفاق المنافق وكل وداد كان لله خالصاً ... أتي بشهود مدعيه صوادق

السيد محمد بن عبد الله الموسوي المشهور بكبريت المدني

فديتك ما في الناس مثلك عارف ... وإن كان فيهم من ذكي وحاذق خصصت بأسرار المرؤة دونهم ... فلا عجب إذ ذاك منحة رازق وأكثر أهل الدهر غدر بصحبهم ... تراهم كسهم مارق اثر مارق صحبتهم دهراً فلم أر فيهم ... سوى غادر أو كاشح أو مماذق لك الفضل كل الفضل يا خير مفضل ... على الخلق طراً لاحقاً بعد سابق وإن قابلت نعماك قوم لجهلهم ... بكفر فهم لا شك مرّ الذوايق بها ثم لا ترعي عهود مودة ... ولكنها ترعي وفور العلايق فلاقوا لباس الجوع والخوف والعنا ... بما صنعوا والعذر شر الطرايق فخذها ابن معصوم إليك قصيدة ... أتتك كعقد في مقلد عاتق تهني بنيروز جديد تجددت ... سعودك فيه شامخات السرادق قضيت بها فرضاً لشكرك فائتاً ... وشكرك مفروض على كل ناطق وأبرزتها من بحر فكري عندما ... تذكرت ما بين العذيب وبارق ودم راعياً نرعي بأكناف ظله ... ونأمن فيه من شرور الطوارق السيد محمد بن عبد الله الموسوي المشهور بكبريت المدني مفرد جامع. وأديب ضوء أدبه لامع. نافست شمائله أنفاس الشمول والشمال. وقال من ظرفه وأدبه بجنتين عن يمين وشمال. كان لطيف قشرة العشره. تحسد تباشير الصباح بشره. لا تمل ندماؤه مجالسته. ولا تسأم أصحابه مؤانسته. إلى فصاحة ولسن. وتجمل بكل خلق حسن. تقنع بقناع القناعة والكفاف. واشتمل بابراد الصون والعفاف. سلك مسلك من نبذ الدنيا ورآه ظهره. ورضى منها بمسالمة خطوب دهره. ورام انتحال مذهب أهل الحال. فتكلم بعضهم في اعتقاده. ونقل عنه فلتات أشعرت بخفى الحاده. وكانت له اليد الطولى في جميع نوادر الأدب. وانسل إلى تقييد شوارد النكت من كل حدب. وله في ذلك مؤلفات وسام. كأنها في فم الدنيا ابتسام. منها رحلة الشتاء والصيف. ونصر من الله وفتح قريب. ومحك الدهر. وكتاب المباهج. ورشح البال. بشرح البال. وغير ذلك إلا أنه لم يكن له في سائر العلوم. رسوخ قدم معلوم. أخبرني الوالد بسماعه عنه أن أستاذه خالف في تعليمه النظام. وطفر به طفرة النظام. فنقله من الأجرومية إلى الكشاف. وأبدله النشاف من الارتشاف. وله شعر انتظم به في سلك من نظم فمنه ما أنشده لنفسه في رحلته مادحاً شيخ الاسلام بالقسطنطينية يحيى بن زكريا الذي ألف الرحلة باسمه قوله الجود بالجاه فوق الجود بالمال ... فكيف بالجود بالأمرين في الحال وذاك فيمن سما قدراً ومرتبة ... وخص باليمن في حال وفي قال حبر العلوم ومن أضحت براعته ... تهدى إلى الحق في حل وترحال مولي الموالي ومن أولاه خالقه ... من المكارم مجداً غير رحّال كنز العفاة ومختار الآله على ... هداية الخلق من مشهود اضلال وأكمل الناس من ألفاظه درر ... مغنى العفاة بهتان وهطال صدر الشريعة محييها بهمته ... وصرف فكر فما احياء غزّال من أفصحت نغمات الكون قائلة ... لما رأت من علاه أيّ اجلال لا زال يجنى بيحيى الفضل ما طلعت ... كواكب السعد من آفاق اقبال فيا عزيزاً علت في المجد همته ... وعاد قصاده منه بإفضال العبد يشكر ما أوليت من منن ... ويسأل الله يعلى قدرك العالي لا زلت في دولة تسمو شوامخها ... بذكرك الطهر ما حققت آمالي وقوله مورياً في عبد الرحمن العشاقي قد قلت للمجد من تهوى تواصله ... فكلنا لك ذو وجد وأشواق فقال لي بلسان غير معتذر ... لا أشتهي أن أوافي غير عشاقي وقوله وإذا جلست مع الرجال وأشرقت ... في جو باطنك المعاني الشرد فاحذر مناظرة الجهول فربما ... تغتاظ أنت ويستفيد فيجحد وقوله يا من يؤمل راحة من دهره ... صبراً على ما رمت من خطب عسر

الخطيب أحمد بن عبد الله البري الحنفي المدني

فكن اسم فعل لا يؤثر عامل ... فيه وإلا فالضمير المستتر وقوله من قال لا في حاجة مطلوبة فما ظلم ... وإنما الظالم من يقول لا بعد نعم وقوله مضمناً يا من تمادى بهجر ماله سبب ... وصد عمداً يرى في ذاك تبكيتي كان هجرك بعد الوصل يا أملي ... أوائل النار في أطراف كبريت وهو من قول بعضهم في البنفسج ولا زوردية تزهر بزرقتها ... بين الرياض على حمر اليواقيت كأنها فوق قامات ضعفن بها ... أوائل النار في أطراف كبريت وقال مضمناً أيضاً يا من يقول بأن ... طعم لمى الحبائب لم يرق وغدا يعنف في الهوى ... دع عنك تعنيفي وذق وقوله مضمناً مالي وللمجد والأيام عابسة ... والخط والحظ طول الدهر في عتب ما أصعب الشيء ترجو فتحرمه ... لا سيما بعد طول الجهد والتعب وله أيضاً. كم من يد قبلتها. ... ولو استطعت قطعتها. وهو من قول الأول وكم من يد قبلتها لتقيّه ... وكان مرادي قطعها لو أمكنا وله أيضاً ينازعني شوقي إلى الهند تارة ... وأخرى لأرض الروم والشوق لا يجدي وما الهند من قصدي ولكن بسوحها ... رأى قصده فيها الفؤاد من الوجد وأنشد لنفسه في رحلته مضمناً فارقت مكة والأشواق تجذبني ... لها ويممت طه معدن الكرم فهل درى البيت أني بعد فرقته ... ما سرت من حرم إلا إلى حرم الخطيب أحمد بن عبد الله البري الحنفي المدني خطيب صبغ بالفضل أديماً. وكأنما عنها من قال قديماً شرح المنبر صدراً لتلقيه رحيباً. ... أتري ضمخ طيباً. أم ترى ضم خطيباً له الفضل الذي بهرت روايته ... ورسخت في تخوم العلم دراينه وهطلت بالافادة غمائمه ... وسجعت على أفنان الفنون حمائمه والأدب الذي تناسقت في نظام الاحسان درره. ووضت في بهيم البيان نجومه وغرره. فهو رايض جموح الكلام. ومصرف أعنة الأفلام. ومنفق كساد المعاني والألفاظ. ومكسد خطب قس في سوق عكاظ. وخذ ما شئت من وقار وسكينه. ومكانة في التقى والزهد مكينه. وحفظ لذمام الصحبه. ورعى لعهود الأحبه. وقد أثبت من آثار براعته. ما أطربت بسجعه ايكية يراعته. فمن نثره ما كتبه إلى الوالد من المدينة المنوره يقبل الأرض من بعد وإن سمحت ... له الليالي بقرب قبّل القدما أرضاً تشرفت بمن حق لها به الشرف. وتميزت على من عداها كما تميز الدر على الصدف. واستحقت لأجله ثناياها القبل. واسترقت فكل تلك الأقطار لها خول. أرضنا تتمنى الثريا أن تكون في ثراها والزهرة أن تكون نجمة نبتت في ذراها والعيوق أن تنتعله قدم حالها. والسماك أن تمتطيه قصاد محالها. أرض ظهر بها سر شرف المكان بالمكين. وزين الجيد بالعقد الثمين. وحلية الرأس بالتاج المكلل وراحة النفس بالحبيب الأول حلّ بها سيد كريم ... من أجله شرفت ذراها السيد السند المكرم. المتصل النسب بالنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ما ضرّ من رقيت به أحسابه ... حتى بلغن إلى النبي محمد أن لا يمد إلى المكارم باعه ... ويحوز منقطع العلى والسودد متطاولاً حتى ترى أذياله ... طول الزمان عما يما للفرقد الكريم النسب. الوارث العلم عن أم فأب. ذي البيت العلى العماد. والحسب الرفيع الآباء والأجداد. مغارس طالت في ربى المجد والتفت على أنبياء الله والخلفا المنتخب من أكرم جرثومة وأنصع عرق وأشرف عنصر هذا هو الفخر فقل للذي ... يبغى فخاراً مثله يقصر ملك زمام النظام والنثار. مظهر سرانا خيار من خيار من خيار. الحائز الشرفين. الساعي على الفرقدين. فخار لوان النجم أعطى مثله ... ترافع أن يأوى أديم سماء

الفائق الأوصاف والنعوت. الملحوظ بعين عناية الحي الذي لا يموت. المتفرع من دوحة الحكم والعلوم. المترعرع من شنشنة صاحب السر المكتوم. البارع في المدارك والمفهوم. سيدنا ومولانا الأمير نظام الدين السيد احمد بن مولانا السيد محمد معصوم. لا برحت الطاف الله تعالى عليه جاريه. ولا فتئت ذاته الشريفة صحيحة سالمة في نعمة سابغة وعيشة راضية.. آمين. وينهى غب اهدائه تحية وسلاماً. من بقعة حسنت مستقراً ومقاماً. من لدن ضريح جدك أشرف المرسلين. وخيرة الله من الخلق أجمعين. تحملها إليك نسائم الأشواق. وتغدو بهما عليك حمائم الأوراق. سلام على تلك المعاهد من فتى ... مقيم على العهد الذي لم يحوّل إذا نفحته نسمة الهند خالها ... نسيم الصبا جاءت برياً القرنفل وتحية تفوق على العبير. وتروق على المسك الداري بكثير. وتزري بنشر الورد طيباً وتزدري ... شذا المندل الرطب المنم بعرفه ويعقل أن حاكي النسيم جهالة ... لطافتها حتى يعود بحتفه إنه بعث رق العبودية الماثوره. وجهز هذه الصحيفة المسطوره. وهو ومن يلوذ به بحال الصحة والسلامة. والعزة والكرامة قائماً بوظيفة الدعا والثنا. ناشراً علميهما الواجب عليهما ديدنا. مشتملاً بشمال الاشتمال على الاعتذار. والاعتراف بالقصور في عدم الكناية هذه المدة إلى شريف تلك الآثار. غير أن ذلك التقصير ليس عن جفا. ولا عن اخلال بحقوق الوفا. لكن لزوماً للأدب. ووقوفاً عند حدود الرتب. على أنه لا يزال مصيخاً إلى أخبار سيدنا وسلامته. مستفيداً ذلك من كل وارد من لدن جهته ودار اقامته. إلى أن طرفه ذلك الخبر السابق. من اختبار الله تعالى لأصفيائه رفعة لمقامهم الفائق. فاشتغل توهم اشتغال خاطر سيده خاطره. وزار سروره وما هدء سره ولا اطمأنت سرائره. ولم يجد مفزعاً إلا التمسك بشريف الأعتاب النبوية. والتنسك بلزوم الأبواب المصطفوية. حتى وافته البشائر. ونصبت للتهاني الأشاير. بأن قد أقشع ذلك السحاب. وجاء من ألطاف الله تعالى ما لم يكن في الحساب. وصفت الأحوال وسكنت الفتن. واجتمع الثمل بثمرات الفؤاد فجذل وأطمأن. فأوسع ربه حمداً وشكراً. وأخذ بحظ وافر من هذه البشرى. وتجاسر على بعث هذه العبودية. لنتوب عنه في التهنئة وتقبل تلك الكف الطاهرة الزكية. وتنهى إن هذا العبد المحب القديم. والصديق الصادق الحميم. باق على المألوف منه والمعهود. راق في معارج حفظ المودات والعهود. دأبه تذكر تلك الأوقات الشريفات. والتلهف على ما مضى من تلك الساعات وفات. يا ليت شعري هل ليالي اللقا. أبية أم مالها من إياب أيام أن يدع الهوى استجب ... فاليوم هل لي يا ترى من جواب أبلغ سلامي سيدي إنه ... دعا فؤادي شوقه فاستجاب ومن شعره ما راجع به الوالد وقد كتب إليه هذه القصيدة الفريدة قال الوالد وكان ارسالها إليه ليلة الجمعة ثامن عشر ذي القعدة الحرام سنة خمسين وألف عام زيارتي المدينة المنورة. والبقعة المطهرة. هبت نسائم آصال وابكار ... تروي أحاديث أخداني وسمّاري وأسندت عن ربي سلع وكاظمة ... ولعلع وعقيق ثم ذي قار وشيخ وادي النقا والرقمتين وعن ... بانات نجد وذات الرند والغار وعن ورود زرود واللوى وعن ... الحجاز تتلو لتذكاري واخباري والمنحني ثم جمع ثم خيف منى ... وزمزم ورد أخبار وأبرار والمستجار وأكناف الحطيم وعن ... مقام قوم زواكي الأصل أطهار وعن كدا وحجون ثم عن حرم ... قد جمعت فيه أوطاني وأوطاري وعنعت خبراً ترويه عن زهر ... بزاهر لذّ مرفوعاً بتكرار مسلسل حل بالفيحاء مسنده ... وطاف بالكعبة الزهرا لزوّار فعاد قلبي قطاة عافها شرك ... وهت به وغدت شبهاً لمخوار باتت طوال لياليها تجاذبه ... فخانها ما أعدته لتطيار لأنه نضو بين لا يطيق ذمي ... مولها ذا هلا عن حفظ أسرار

أباح ما كان ذا صون لديه فقد ... وشى به عند حي كالحيا جاري ولا وفى بالذي أبداه من جلد ... يوم الوداع تلقي خسف تسعار وهمت قلبي غداة البين فارقني ... وصوت منه عديماً مبعداً عاري وأرق الجفن بعد عن سنا قمر ... وجها ورد فا كغصن الرمل موار وريقها الخمر أم ماء الغمامة أم ... شهد ذكا أم زلال لست بالداري لأن أخبار راويه لنا اختلفت ... أنعم بمخزون در بارق ساري وقامة مثل غصن البان يجذبها ... هوى الصبا ذات ادلال واسكار وناظر أدعج بل أكحل غنج ... تفرى القلوب بسيف باتر فاري والخصل منها سقيم زاد عن سقم ... بجفنها ويصب غير مصبار والفرع كالليل إن أرخته صار دجى ... وإن جلته بدت شمساً بأزهار جلت عن الحسن والحسنى وعن هيف ... وعن جمال بحسن الخالق الباري لهفي على ليلة قضيتها فرحاً ... وبهجة وسروراً أسر أسراري غذ كان زندي عقداً في بياض هدى ... هاز بشمس الضحى مع نور أقمار وليلة بتها في جنح لمتها ... قصيرة لم أرع فيها بأضرار ضللت فيها بليل من ذوائبها ... حتى بدا وجهها صبحاً بأسفار باتت تعاتبني وهنا فقلت لها ... سقياً ورعياً لهذا العاتب الزاري بل ازمن كنت أجنى الورد بمتهجاً ... من وجنة جنة حفت بأزهار تصلى الفؤاد بنور من محاسنها ... فالعين في وجنة والقلب في نار عهد تقضي وما قضت لبانته ... منه الذي زند أشواقي له واري متيم دنف صب حليف نوى ... معذب واله بالحب والداري لكن عسى غارة المختار تنجده ... إذ حل من سوحه الحامي بمختار محمد أحمد المحمود مشهده ... لقاصد أسهدته طول أسفار خير الوجود الذي لولاه ما خلقت ... جنات عدن وروضات بأنهار رقي إلى الدوحة العلياء في نسب ... كما ترقي سماء ذات أنوار فكان كالقاب أو أدنى بحيث سما ... إلى مكان على العليا بمقدار رأى هلال السما نعلاً لأخمصه ... وشمسها هبطت قدراً بأغوار والشهب شعاً وأضواء بها ذهبت ... حتى تحير منها كل سيار والعرض موطىء أقدام له ارتفعت ... وجاوزت في المعالي شاؤ مضمار والوحي أفرغ في قلب له انقلبت ... أصنام كفر بناها جهل كفار وشاهد النور من حجب الجلال وعن ... رب الوجود تلقي نصّ أسرار راه معدن حق للحقائق إذ ... رأى سناه له في ذاته سار أناله منه ما لم يطلع أحد ... عليه من خلقه حقاً بتذكار وقوله لي مع الله الحديث أرى ... صدق الحديث صحيحاً صح عن قاري وغير ذلك من اظهار مكرمة ... له يدل عليه صدق آثار أو غرفة بيد أو نهلة بغم ... فالعجز درك هنا من غير انكار فكل من رام كرعاً من بحور على ... له يكن غامساً فيها بمنقار صلى عليه اله العرش ما سجعت ... حمائم فوق أفنان وأشجار وآله المصطفين الطاهرين كذا ... صحب له خير أتباع وأنصار فيا اماماً به طابت سجيته ... وطاب أصلاً زكا فرعاً بأثمار وحل من ذروة العلياء شامخها ... وجل عن حد القاب باحصار واستخدم العلم واستحلى خرائده ... ومن بديع المعاني كل أحرار وصار للفضل والافضال ذا علم ... متوج من سنا العلياء بالنار

حبر الأكارم بل بحر المكارم بل ... عذب فرات لايراد واصدار حللت ساحة فضل منكم شذيت ... عرفاً بعطر عروس الحسن معطار كيما أرى ما لا سماعي به شنف ... من السماع به صدقاً بابصاري فاستر على العبد ما أبداه من خلل ... إذ كنت أنت لعيب خير ستّار واصفح وسامح وغض الطرف عن زلل ... وعن قصور وعن نقص بأشعاري وامنح جواباً به تجلو صدا دنف ... أذكت حشاه لهيباً ورق أطياري ودم شهاباً منيراً يستضاء به ... وتاج دهر وأوقات واعصار وعقد جيد لأرباب الفضائل ما ... هبت نسائم آصال وابكار فراجعه الخطيب المذكور بقوله وافت قصيدك الغرا بأسحار ... كنفحة قد سرت من روض أزهار أتت إليّ فالفتني اخامقة ... مبلبل البال في همّ وأفكار أبيت حلف الأسى والوجد تحسبني ... مطالباً من يد الأيام بالثار لا همتني تنقضي في نيل مطلبي ... وليس من غاية تلفى لأوطاري اسنى قصى ووجدي لا يفارقني ... ومدمعي فازح لكنه جار فلطفت كبدي الحرا بنفحتها ... وهدأت نفسي العالي وأسراري ألفاظها من بني الزهراء نبعتها ... وسرها من شذا أنفاسها ساري ألفيتها آية للغير معجزة ... فمن عذيري إذا قدمت أعذاري لا الوقت متسع حتى أجيب ولا ... زند القريحة يا مولاي بالواري مع إنني واعتذاري بالقريض كمن ... قد قابل اللؤلؤ الصافي بأحجار فيا خلاصة أهل البيت يا علماً ... بنوره يهتدي العافون لا النار سما بك النسب الوضاح فامتلأت ... يداك بالمجد في ورد واصدار ألست نجل رسول الله سيدنا ... حامى الذمار وراعى حرمة الجار ألست أنت المضيف العلم للنسب الشر ... يف العالي ألست الكاتب القاريء ألست روحاً لجثمان الفضائل بل ... انسان عين العلى السامي بأنوار أليس مداحك الآتي بمدحته ... من بعض أوصافك الحسني بمقدار كوارد أبحر الأمداح أجمعها ... وأخذ قطرة منها بمنقار سعت إليك على تقصير مرسلها ... معروضة ذات أسمال وأطمار لكنها تزدري بالشهب هازئة ... بالأصمعي وما يروي وبشار وكيف لا وهي من ذكراك ساحبة ... ذيل الفخار على نظام أشعار حدثية أنتجت قبل الزوال ضحى ... بكر تفوق على ابكار أخدار تحل في دارك العالي سرادقها ... وتنشد الناس من باد ومن قار يا سائلي عنه لما جئت أمدحه ... هذا هو الرجل العاري من العار كم من شنوف لطاف من محاسنه ... علقن منه على أذان سمار لقيته فلقيت الناس في رجل ... والدهر في ساعة والأرض في دار فأقبل فديتك هذا العذر من ظبن ... عن الجواب منى من فرط اضطراري يحق جدك طه الحمد أحمد من ... مدت موائه حقاً لزوار صلى عليه اله العرش ما طلعت ... شمس وما إن سري في ليله ساري والآل والصحب ما فاح العبير وما ... وافت قصيدتك الغراء بأسحار وهذه الأبيات الثلاثة التي ضمنها وهي التي أولها يا سائلي عنه لما جئت أمدحه والبيتان اللذان بعده من قصيدة للقاضي أبي بكر أحمد الأرجاني ومعنى البيت الثالث منها مأخوذ من قول أبي الحسن محمد بن عبيد الله السلامي في عضد الدولة بن بوية من قصيدة وهو قوله إليك طوي عرض البسيطة عاجلاً ... قصاري المطايا أن يلوح لها القصر

فكنت وعزمي في الظلام وصارمي ... ثلاثة أشياء كما اجتمع البشر وبشرت آمالي بملك هو الورى ... ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر وألم المتنبي ببعض هذا المعنى في قوله هي الغرض الأقصى ورويتك المنى ... ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق ومنه أخذ أبو محمد عبد الحكم بن إبراهيم العراقي الخطيب حيث قال مخاطباً بعض الوزراء فلأي باب غير بابك أقرع ... وبأي جود غير جودك أطمع سدت على مسالكي ومذاهبي ... إلا إليك فدلني ما أصنع فكأنما الأبواب بابك وحده ... وكأنما أنت الخلائق أجمع رجع وقرأت بخط الأديب أحمد بن عبد الله المذكور ما نصه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى العثماني الديباجي من أولاد محمد بن الديباج سمع الحديث وتفقه وكان عالماً بمذهب الأشعري قال الشيخ أبو الفرج بن الجوزي سمعته يعظ بجامع القصر ببغداد وهو ينشد دع جفوني يحق لي أن تبوحا ... لم تدع لي الذنوب قلباً صحيحاً أخلقت بهجتي أكف المعاصي ... ونعاني المشيب نعياً فصيحا كلما قلت قد بري جرح قلبي ... عاد قلبي من الذنوب جريحا إنما الفوز والنعيم لعبد ... جاء في الحشر آمناً مستريحا قال كاتب أصله الفقير أحمد بن عبد الله البري الحنفي لطف الله بنا وبه مخمساً لها بين المصراعين ليلة الاثنين سادس عشر جمادي الآخرة سنة تسع وستين وألف قوله دع جفوني يحق لي أن تبوحا ... يا نصوحي فقد عصيت النصوحا لا تلمني فالحال زاد وضوحا ... إن عندي لمتن قلبي شروحا لم تدع لي الذنوب قلباً صحيحاً أخلقت بهجتي أكف المعاصي ... يا لقومي ولات حين خلاص كيف أصبو من بعد شيب النواصي ... والليالي قد شمرت لاقتناصي ونعاني المشيب نعياً فصيحا كلما قلت قد بري جرح قلبي ... وترجيت أن أعود لربي كبلتني أفعال سوء بذنبي ... فإذا كدت أن أتوب وحسبي عاد قلبي من الذنوب جريحا إنما الفوز والنعيم لعبد ... تائب أيب مجيد مجد خاشع ضارع منيب بقصد ... فهو إن روع الأنام يجهد جاء في الحشر آمناً مستريحا وخمسها أيضاً في صبيحة تلك الليلة على الأصل فقال يا خليلي خلياني وروحا ... واشهدا الدمع في الجفون صريحا قلت للعاذل المعذب روحا ... دع جفوني يحق لي أن تبوحا لم تدع لي الذنوب قلباً صحيحاً زاد همي وهمتي في انتقاص ... ويري القلب هول يوم القصاص ويح نفسي ما حيلتي في خلاصي ... أخلقت بهجتي أكف المعاصي ونعاني المشيب نعياً فصيحاً من مغيثي من فرط غم وكرب ... وقصور في حفظ بيت لربي حرت والله أدركوني بطب ... كلما قلت قد بري جرح قلبي عاد قلبي من الذنوب جريحا يا إلهي امنن علي بجد ... وأمان من هول عرض وكدّ ونعيم ألقاه في بطن لحد ... إنما الفوز والنعيم لعبد جاء في الحشر أمناً مستريحا ولما امتدح القاضي تاج الدين المالكي أهل المدينة المشرفة في أيام اقامته بها بقوله يا ساكني طيبة فخراً فقد ... طابت فروع منك والأصول واية الأنصار فيكم سرت ... كأنما المقصود منها الشمول تصفون محض الود من جاكم ... فما عسى مادحكم أن يقول فليهنكم ما قد خصصتم به ... فيا لها خصيصة لا تزول جاورتم المختار خير الوري ... وفزتم في سوحه بالحلول وسدتم الناس ولا بدع أن ... يسود كل الناس جار الرسول فأجابه الخطيب بقوله أعظم بأهل الركن من سادة ... في فرق العلياء جروا الذيول جيران بيت الله من قدرهم ... تارفي درك مداه العقول بمكة حلوا فحلوا بها ... جيد المعالي حلية لا تزول

الشيخ إبراهيم بن أبي الحسن المدني

من مثلهم والفضل حقاً لهم ... ومنهم التاج امام النقول رئيس هذا العصر من جملة ... سمادع غر كرام فحول أخلاقه كالروض من لطفها ... ولطفها تخجل منه الشمول أكرم به إذ قال من أجلنا ... طابت فروع منكم والأصول واية الأنصار فيكم سرت ... لكنني بالاذن منكم أقول يا نخبة الأنصار منكم بنا ... حتى شهدتم وصفكم لا يحول وأنتم جيران ذاك الحمى ... والآن أنتم في جوار الرسول جمعتم فضلاً إلى فضلكم ... فسدتم الناس وحق المقول فالله رب العرش سبحانه ... يوليكم الحسنى وحسن القبول حتى توافي القصد في نعمة ... تتري وعمر في سرور يطول ودولة الافضال تسمو بكم ... وتزدهي طوراً وطوراً تصول ما غردت ورقاء في روضة ... غناً وغنت حين طاب الوصول ومن غرايب الاتفاق ما حكاه الخطيب المذكور عن نفسه قال رأيت فيما يرى النائم في العام الذي زار فيه القاضي تاج الدين المالكي وهو عام أربع وخمسين وألف كأني في مجلس درسي بالروضة النبوية وإذا بالقاضي تاج الدين داخل من باب السلام من المسجد النبوي وهو قاصد الحضرة الشريفة فلما قضى الوطر من التحية والزيارة جاء متفضلاً إلى مجلس الدرس وجلس إلى جانبي وأشار باستمرار القراءة فألقيت الكراريس من يدي وأنشدته بديهة هذين البيتين اللذين همتا من شعر المنام أمولاي تاج الدين لا زلت ذا على ... على الهام والاوهام ليست لذي فطن إذا كنتم في مجلس كان أهله ... بأجمعهم خرساً وأنت لك اللسن قال ثم انتبهت وأنا أحفظ البيتين ثم لم يمض إلا نحو عشرة أيام من الرؤيا حتى وصل القاضي وكان دخوله من باب السلام وكنت في مجلس الدرس على الصفة المرئية ثم بعد التسليم والتحية. تفضل بالوصول إلى مجلس الدرس وجلس في المجلس الذي جلس فيه وأشار باستمرار القراءة فألقيت الكراريس من يدي وأنشدته البيتين المذكورين ثم قصصت عليه الرؤيا فقضى العجب من ذلك واستبشر ثم بعد قيامه من المجلس أنشدني هذه الأبيات لنفسه. لئن كان قدري مثل ما قلت عندما ... تواضعت إذ طبقت كتبك في الوسن فقد صح بالأحرى اتصافك بالذي ... وصفت به المملوك من طيك الحسن لأني وإن أحرزت ذاك فإنني ... لديك أخو صمت وأنت لك السن الشيخ إبراهيم بن أبي الحسن المدني فاضل املأ اهابه. عارف بايجاز الأدب واسهابه. إلى وقار ورجاحه. وصفاء سريرة اقتضى لأمله نجاحه. وهو للفضل خليل. ومحله في العلم جليل. نص عرائس المحاسن وجلاها. ولبس أثواب العمر حتى ابلاها. وله نظم حسن. أناف به عن بلاغة ولسن. فمنه قوله مؤرخاً زواج بعض الأعيان تبسم ثغر الدهر لما بدا له ... زواج ابن منصور على رغم حسد ونادى منادي السعد فيه مؤرخاً ... لقد حلت الأفراح سوح محمد وقال في تاريخ المدينة المنورة المسمى بخلاصة الوفا من رام يستقصى معالم طيبة ... ويشاهد المعدوم كالموجود فعليه باستقصاء تاريخ الوفا ... تأليف عالم طيبة السمهودي والسمهودي هذا هو نور الدين أبو الحسن علي بن عبد الله السمهودي كان عالم المدينة المشرفة توفي في آخر سنة إحدى عشرة وتسعمائة وقال السيد محمد كبريت في نصر من الله وفتح قريب في معرض كلام جرت عادة الفعال لما يريد في خلقه أن كل بلدة في الغالب تكون عوناً لغريبها حتى على سكانها وعلى الخصوص المدينة المنورة وكان المرحوم العلامة الشيخ إبراهيم بن أبي الحرم يقول ليس من الراي تعظيم الوارد إلى هذه الدار إلا بحسب ما تقتضيه الحال فإنه بتعظيمه يطاء غيره ثم يتمرد على معظمه فيطاه كذلك وتكون اساءته عليه أكثر وعلى الخصوص من لفظته القرى وألف النوال والقرى وقد اتفق لي شيء من ذلك فكتب إلي بعض أصحابي في خصوص هذا المعني يا أهل طيبة لا زالت شمائلكم ... يلطفها في الورى مأمونة العتب

الخطيب محمد بن الخطيب الياس المدني

لكن رعايتكم للغرب تحملهم ... على تجاوزهم للحد في الأدب فكان الجواب عن ذلك بلسان الحال مولاي إن صروف الدهر قد حكمت ... وأعوزت أن يذل الرأس للذنب كم من مقبّل كف لو تمكن من ... قطع لها كان ممن فاز بالأرب الخطيب محمد بن الخطيب الياس المدني أحد الفضلاء الأكياس. المؤثرين من نقود الأدب الفائقة على نقود الأكياس. طابت أنفاسه بأنفاس طابه. وملا من نفائس الفضائل والآداب وطابه. فهو إذا خطب خطب عرائس الفصاحة فأجيب إليها. وفضت عليه في أرايك البلاغة فبنى عليها. وإذا كتب كبت العدو والحسود. وأقر بفضله السيد والمسود. ولم يزل في جوار رسول الله. حتى انتقل إلى جوار الله. وكتب إلينا الخطيب أحمد بن عبد الله البر بخبر وفاته وأنه توفى ليلة الأحد الثاني من شهر ربيع الثاني سنة ست وسبعين وألف وله شعر سني النظام. بديع الانتظام. لم يحضرني منه الآن. ما أجمل به هذا الديوان. غير أبيات قليلة. لا تنفع من قلب غليله. وهو ما راجع به القاضي تاج الدين المالكي وقد كتب إليه مع هدية أهداها إليه. مولاي قدرك أعلى ... من كل شيء وأغلى وقد بعثت بما أن ... ينسب لقدرك قلا ولا أراه يوازي ... نداك حاشا وكلا من ذا يباري كريماً ... في الجود حاز المعلا أم من يجاري جواداً ... في حلبة الفضل حلا فأقبل لتشفع فضلاً ... به تطولت فضلا يا سيداً واماماً ... قد طاب فرعاً وأصلا فأجابه بقوله حزت المكارم قدماً ... وطبت قولاً وفعلا غمرت بالجود عبداً ... لا زلت للفضل أهلا ودمت مولي كريماً ... فأنت أحرى وأولى أخوه الخطيب عبد الله بن الخطيب الياس أديب يرفل في حلل الجال. ويرتع في رياض الكمال. إلى شمائل لرقة الشمول ناسخه. وآداب في مقر الاحسان راسخه. رأيته فرأيت البشر مجلواً من صورته. والظرف متلواً من سورته وله نثر ونظم يملكان المسامع لطفاً. ويشبهان قائلهما رقة وظرفاً. فمن نثره ما كتبه إلى الوالد وصورته. ما طلعت شمس البلاغة من آفاق الأفكار. ولا صدحت ورق الفصاحة الفائقة على ورق الأطيار. بأحسن من خطاب تضمن تحية وسلاماً. واستودع أريحية تفوق عرف الخزامي. حاكتها أيدي الوداد بأنامل الاخلاص وسبكتها في قوالب الاتحاد. فما حاكتها سبائك الخلاص تزفها نسمات الأشواق. طيبة الشميم. وتحفها ثمرات الأوراق. بما هو ألطف من النسيم. إلى الحضرة التي بحق لي أن أحن إليها وأشتاق. ويليق بي أن أطير إليها مع حمام الطائف لافد عليها لو أن ذلك مما يطاق. هي حضرة مولانا التي تهدلت أغصان دوحة رياسته. وتهللت جباه جلالته ونفاسته. الوارث المجد عن آبائه وأجداده. الشائد الفضل على أرفع عماده. ذي الشمائل المنبئة عن نصاعة الأعراق. والفضائل المعلنة بأن بدر الفضائل لم يزل باهر الاشراق. من حل من الرياسة أعلى رواق. وحاز في مضمار السياسة قصب السباق. وارتوى منى بحار العلوم فلم تزل كؤوسه دهاق. ورجح فضلاً وجوداً على سادة أهل عصره وفاق. فجميع الخلائق على فضائله ومدائحه وفاق. المتحلي بحلى الفضل والكمال. والمتوج بتاج الرفعة والعظمة والجلال. مولانا وسيدنا السيد الشريف أحمد ابن مولانا السيد معصوم. لا زال مكلؤا بعين الحي القيوم. ما ارتفعت الشمس وظهرت النجوم. ولا برحت سوق المكارم بوجوده. قائمة على ساق. ودولة المحامد بشهوده. مشدودة النطاق. ولا انفك ولطف الله عنه لا ينفك. وعين الله ترعاه أينما حل من غير شك. هذا وينهى المخلص الوداد. والمتخصص المعهود بين العباد. حباً موثوق العرى. وقلباً منبوذاً بالعرى. وشوقاً يجل عن الوصف. ولا يعبر عنه باسم وفعل وحرف أأتخذ العراق هوى ودارا ... ومن أهواه في أرض الشام بيد أن له في سعة الفضل رجا. وفي اجتماع الشمل ما تحار فيه عقول أولى الحجى. ولا يزال يتذكر سويعات مرت ما كان أحلاها. وأويقات ليس في يده إلا أنه يتمناها فيا ما كان أحسنه زماناً ... ويا ما كان أطيبه وياما وبعد كل حال فسلامتكم هي منتهى المطلب

إذا كنتم في صحة وسلامة ... فما نحن إلا فيهما نتقلب ومن مشهور شعره قوله في علم العروض وقد أجاد في التورية إن العروض لبحر ... تعوم فيه الخواطر وكل من عام فيه ... دارت عليه الدوائر وقرأت بخط السيد محمد كبريت السابق الذكر ما نصه أنشد في إجازة لنفسه النفيسة سيدي العفيف عبد الله بن الخطيب الياس. سلما من المكروه والباس. يا سيدي قم لي ولا ... من غير أن أخشى العتب كيلا يقال مقصر ... فأكون فيه أنا السبب فقلت وإن لم يبلغ الظالع شأو الظليع لم لا أقوم لسيدي ... من غير أن أخشى العتب وهو الذي قامت له ... بثنائها عليا الرتب وقلت في المعنى من بحر الحبب أقوم على الرأس مهما بدا ... جمالك لا لاجتناب العتب ولم لا أقوم وأنت الذي ... لعلياه قامت كرام الرتب انتهى ولبعضهم في المعنى قيامي والعزيز إليك فرض ... وترك الفرض ما لا يستقيم فهل أحد له عقل ولب ... ومعرفة يراك ولا يقوم وما الطف قول بعضهم معتذراً عن عدم القيام علة سميت ثمانين عاماً ... منعتني للاصدقاء القياما فإذا عمرواً تمهد عذري ... عندهم بالذي ذكرت وقاما ذكرت بهذا ما حكاه أرباب السير عن الصاحب اسمعيل بن عباد رحمه الله تعالى أنه لما كان ببغداد وقصد القاضي أبا السائب عتبة بن عبيد لقضاء حقه فتثاقل في القيام له وتحقز تحقزاً أراه به ضعف حركته وقصور نهضته فأخذ الصاحب بضبعه وأقامه وقال نعين القاضي على حقوق اخوانه فخجل القاضي واعتذر إليه. وبخط السيد محمد كبريت كتبت إلى سدته العلية يعني الخطيب المذكور يا أيها المولى الذي فاق الورى ... ببيان منطقه البديع الزين هات افتنا في زيد المخفوض في ... ما قام إلا زيد المسكين فكتب مجيباً. يا من بشمس علومه زال الكرى ... فغدا بمصباح الهدى كالعين إني أقول جوابكم وبي الجوى ... في فرد بيت زان في العينين زيد تصور جره باضافة ... للالّ وهو العهد للاثنين الشيخ شرف الدين يحيى بن عبد الملك العصامي سبق ذكر والده في الفصل الأول. وهذا فاضل عليه في الفضل المعول. لما توفى والده بالمدينة المنورة اختار هو وأخوه الاقامة في تلك الدار. ورجحا جوار رسول الله صلى الله عليه وآله فجرا ذيل الخفض من العيش بذلك الجوار. والطبع الذي ما شان سلسال قريحته جمود. وناهيك بعصامى النفس والجد. وفاضل جد في كسب الفضائل فساعده على نيلها الحظ والجد. وقد وقفت له على تأليف سماه انموذج النجبا من معشارة الأدبا. تكلم فيه شارحاً لقول الشاعر حاشا شمائلك اللطيفة أن ترى ... عوناً علي مع الزمان القاسي غير أنه لم يعرف قائله فقال لعمري أنه وإن جهل بانيه من البيوت التي أذن الله أن ستكن. فما اللفظ إلا بمعانيه وإن كان قائله الكن. ثم قال وهذا البيت مما يكثر الاستشهاد به أهل الآداب في محاضرة الأصدقاء والأحباب وهو من أربعة أبيات معمورة بلطيف العتاب. وتنزيه شمائل الانجاب. مبرورة بصدق المنطق واقتضاء الصواب. محاسنها غرر في جياد القصائد. ولمعاني البديع بها صلة ومن مفرداتها عائد. تشرق شموس التهذيب في سماء بلاغتها. وترشف الأسماع على الطرب من رقيق سلافتها. فما أحقها بقول القائل أبيات شعر كالقصور ... ولا قصور بها يليق ومن العجائب لفظها ... حر ومعناها رقيق وهي إني لأعجب من صدودك والجفا ... من بعد ذاك القرب والايناسي حاشي شمائلك اللطيفة أن ترى ... عوناً علي مع الزمان القاسي أو ثغرك الصافي يرد حشاشة ... تشكو لهيباً من لظى أنفاسي تالله ما هذي فعالك في الهوى ... لكن حظوظ قسمت في الناس

انتهى كلامه. قلت وقد وقفت أنا بالديار الهندية على مجموع قديم بخط أبي البقا الوفائي الوداعي الحنفي يقول فيه القاضي علاء الدين بن فضل الله أبي الحسن صاحب ديوان الانشا أخو القاضي شهاب الدين أحمد بن فضل الله العمري وقف على بيتين للصلاح الصفدي وهما إني لأعجب من صدودك والجفا ... من بعد ذاك القرب والايناسي حاشا شمائلك اللطيفة أن ترى ... عوناً عليّ مع الزمان القاسي فقال مجيزاً لهما أو ثغرك الصافي يرد حشاشتي ... تشكو لهيباً من لظى أنفاسي تالله ما هذي طباعك في الهوى ... لكن حظوظ قسمت في الناس انتهى. فعلم بهذا أن البيت الذي شرحه للشيخ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي وقوله أنه من أربعة أبيات ليس بصواب لايهامه أن الأربعة أبيات قائلها واحد وقد علمت أنها لشاعرين والله أعلم ومن شعر الأديب المذكور. الفائق على تغريد السواجع في المساء والبكور. قوله من قصيدة امتدح بها بعض الأعيان. موجهاً بأسماء الكتب أضحى لمشكاة العلوم محرراً ... كشافها من غير ما الباس ولديه مفتاح العلوم فمن يرم ... اتقانه يقصده بين الناس وبصدره مغن وكافي كل ذي ... لب عن التوضيح بالكراس درر الهداية من بحار علومه ... كنز ومنفقة نديم الباس لا زال يسبقني فوارس فضله ... فجزاه عندي مكين أساس لكن عجزي عنه أقعدني ولي ... س لمقعد محوى ذوى الأقراس وقوله موجهاً بأسماء الأنغام فيمن اسمه حسين وقد ورد إلى المدينة المنورة من مكة المشرفة قوله أقول لمعشر العشاق لما ... بدا ركب الحجاز وقر عيني أمنتم من نوى المحبوب فاسعوا ... له رملاً وغنوا في حسيني وما ألطف قول محمد بن جابر الأندلسي في مثل ذلك يا أيها الحادي اسقني كاس السرى ... نحو الحبيب ومهجتي للساقي حي العراق على النوى واحمل إلى ... أهل الحجاز رسائل العشاق ذكرت بهذا أبيات كنت نظمتها في الأنغام. واستعملت فيها الجناس والاستخدام. وإن لم تكن من باب التوجيه إلا أنها بديعة في بابها وهي أنالت منى قلبي المنى حين غنت ... فلم أدر هل غنته أم هي أغنت وشاقت فؤادي للحجاز وأهله ... عشية غنت بالحجاز ورنت وجنت بها العشاق لما شدت به ... وأبدت من الأشجان ما قد أجنت وسارت ركاب القوم ترمل عندما ... شدت رملاً حتى إلى الرمل حنت وإن غنت الركبي والركب سائر ... غدا حائراً ما كررته وثنت ومن بديع التوجيه بأسماء الأنغام أيضاً قول الشيخ جمال الدين العصامي جد الأديب المذكور مادحاً الشيخ عبد النافع بن عراق وقد وصل إلى مكة المشرفة من الروم بمنصب خطابة الشافعية وكانت تلك السنة مجدبة فدعا واستسقى في أول خطبة خطبها فغيمت السماء وأمطرت وهو يخطب وحصل بذلك خصب عظيم فكان يقال الشيخ عبد النافع وهو ظرف الحجاز بمقدم ابن عراق ... من بعد ما قاسى نوى العشاق فاليوم نيروز الحجاز وعيده ... إذ صام فيه وعيد ابن عراق قال الشيخ جمال الدين واتفق أن جاء القاضي حسين المالكي في موكبه إلى بيت الشيخ عبد النافع زائراً فذيل الشيخ عبد النافع البيتين السابق ذكرهما بقوله موجهاً أيضاً وله أتى الركب الحسيني زائراً ... سعياً على الآماق والأحداق ومن شعره أيضاً قوله مضمناً قد قلت لما رثا لي إذ رأى شجني ... مليك حسن علا قدراً وطاب شذا أفسدت يا منيتي قلبي فانشدني ... قد قال سبحانه إن الملوك اذا والتضمين من قول الأول مليكة الحسن جودي بالوصال على ... متيم قلبه قد ذاب منك اذا أفسدت قلبي فقالت تلك عادتنا ... قد قال سبحانه إن الملوك اذا ومن شعره أيضاً قوله رأى سقم الكتاب فمال عنه ... سقيم الجفن ذو حسن بديع فقلت له فدتك الروح هلا ... مراعاة النظير من البديع

أخوه الشيخ حسين بن عبد الملك العصامي

أين هذا من قول في مليح احمرت عيناه ليس احمرار لحاظه من علة ... لكن دم القتلى على الأسياف قالوا تشابه طرفه وبنانه ... ومن البديع تشابه الأطراف وقوله معارضاً القاضي تاج الدين المالكي في بيتيه المشهورين وقد سبق ذكرهما في ترجمته وخود من الاعراب لما تلثمت ... ببرقعها الشرقي في معشر العشق وشرق خديها الحياء بحمرة ... أرتنا هلال الأفق يبدو من الشرق وقوله قالوا أضافك يا يحيى لخدمته ... حبيب قلبك في سر وفي علن فقلت لما رآني غير منصرف ... عن حبه رام كسرى فهو يجبرني وقوله إن الدراهم مرهم ... قد جاء في تصحيفها فدع التطير قائلاً ... الهم بعض حروفها كأنه يشير إلى قول القائل النار آخر دينار نطقت به ... والهم آخر هذا الدرهم الجاري والمرء ما دام مشغوفاً بحبهما ... معذب القلب بين الهم والنار وقوله وقد أهدى نبقاً وفلاً أهديت نبقاً لنبقى في الوداد على ... صدق الوداد وارغام العدى أبدا ومعه يا سيدي فلاّ يبشركم ... بأنه فلّ من يشناكم كمدا وقوله في سفينة لعارف سفينة أشعار هي البحر درها ... نتائج أفكار وشتى معارف بها اللفظ كاس والمعاني مدامة ... وما ذاق منها نشوة غير عارف وقوله مؤرخاً ولادة مؤلف الكتاب من قصيدة مدح بها الوالد لا يحضرني منها إلا هذا البيت وتاريخه نعم الوليد أبو الحسن ... على لدين الله صدر ممهد أخوه الشيخ حسين بن عبد الملك العصامي أديب روض أدبه مثمر. وليل مداده ببدر بيانه مقمر. جمع فنون الأدب على حداثة سنه. وانتشى من سلافه بكاسه ودنه ولما سمع قول بعض السلف من حفظ مقامات الحريري نظم ونثر ما أراد. وبلغ من فنون البلاغة المراد. حفظها عن ظهر قلبه حفظاً. وانص استظهارها معناً ولفظاً. فحسن انشاؤه وقريضه. ودان له من الكلام طويله وعريضه. فأبدى في البراعة عن يد بيضا. حتى أخلت بعقله السودا فعادت تلك الفنون جنوناً. وأصبح اليقين منه ظنوناً. ولا يحضرني الآن من شعره غير قوله مقرظاً رحلة السيد محمد كبريت المدني جمعت في رحلة انشاتها أدباً ... وكان من قبل فيه أي تشتيت وقد اقرّ لك الراوون حين بدت ... تميس في حلتي در وياقوت لا تعجبوا إن جلت عنكم غياهبكم ... فإنها جذوة من نار كبريت الأديب أبو حميدة المدني شاعر مجيد. وأديب يقلد النحر والجيد. إلى رقة طبع كأنفاس النسيم. وحسن خلق كغرة الوجه الوسيم. له شعر هو السحر. إلا أنه حلال. وأدب هو البحر. إلا أنه زلال. ظريف الجملة والتفصيل. بديع التفريع والتأصيل. محسن للانشا والانشاد. متقن لما شيد من ربوع الفضل وشاد. ولا استحضر الآن من شعره غير قوله مؤرخاً داراً بناها أحد قضاة المدينة المنورة على ساكنها وآله الكرام. أفضل الصلاة والسلام وهو قوله صاح بين النقا وبين المصلي ... منزل في حلي المفاخر يجلي مجلس من أتاه يسمع منه ... مرحباً مرحباً وأهلاً وسهلا فيه حبرو همت بل فيه بحر ... جامع للعلوم عقلاً ونقلا جاء سهل التاريخ من غير عيب ... هكذا من أراد يبني والا الشيخ فتح الله بن النحاس نزيل المدينة المنورة ناظم قلائد العقيان. وفاضح نغمات القيان. الشاعر الساحر. والباهر بما هو ألذ من الغمض في مقلة الساهر. فهو صانع ابريز القريض وإن عرف بابن النحاس. ومسترق حرق الكلام فما أشعار عبد بني الحسحاس. والمبرز في الأدب على من درج ودب. وحسبك أن لقبه الأدباء بمحك الأدب. ولو لم تكن له إلا حائيته التي سارت بها الركبان. وطارت شهرتها بخوافي النسور وقوادم العقبان. لكفته دلالة على انافة قدره. واشرقا شمسه في سماء البلاغة وبدره. وله ديوان شعر لم أره. ولكني سمعت خبره. وقصيدته المشار إليها هي قوله مادحاً الأمير محمد بن فروخ أمير حاج الشنام

بات ساجي الطرف والشوق يلح ... ولدجى أن يمض جنح يات جنح فكأنّ الشرق باب للدجى ... ماله خوف هجوم الصبح فتح يقدح النجم لعيني شرراً ... ولزند الشوق في الاحشا قدح لا تسل عن حال أرباب الهوى ... يا ابن ودي ما لهذا الحال شرح لست أشكو حال جفني والكرى ... إن يكن بيني وبين النوم صلح إنما حلى المحبين البكا ... أي فضل لسحاب لا يسح يا نداماي وأيام الصبا ... هل لنا رجع وهل للعمر فسح صبحتك المزن يا دار اللوى ... كان لي فيها خلاعات وشطح حيث لي شغل بأجفان الظبا ... ولقلبي مرهم منها وجرح كل عيش ينقضي ما لم يكن ... مع مليح ما لذاك العيش ملح وبذات الطلح لي من عالج ... وقفة أذكرها ما اخضل طلح حيث منا الركب بالركب التقى ... وقضى حاجاته الشوق الملح لا أذم العيس للعيس يد ... في تلاقينا وللأسفار نجح قربت منا فما نحو فم ... واعتنقا فالتقى كشح وكشح وتزودت شذا من مرشف ... بفمي منه إلى ذا اليوم نفح وتعاهدنا على كاس اللمى ... أنني ما دمت حياً لست أصحو يا ترى هل عند من قد رحلوا ... أن عيشي بعدهم كدّ وكدح كم أداوي القلب قلت حيلتي ... كلما داويت جرحاً سال جرح ولكم أدعو وما لي سامع ... فكأني عندما أدعو أبح حسنوا القول وقالوا غربة ... إنما الغربة للأحرار ذبح أشتكي برح الجوى إن لم يرى ... كابن فروخ فتي لم يشك برح ابن من كان لعاب سيفه ... ماله الأبا على القرن مسح فإذا قيل ابن فروخ أتى ... سقطوا لو أن ذاك القول زح كل من أسهره من رعيه ... نومه اليوم بظل السيف سدح بطل لو شاء تمزيق الدجى ... لأتاه من عمود الصبح رمح بأبي أفدي أميري إنه ... صادق القول نقي العرض سمح كلما قد قيل من ترجيحه ... في الندى أو في الوغى فهو الأصح كم طروس بالقنا يكتبها ... وسطور بلسان السيف يمحو يا عروس الخيل والسيف له ... من قراع الخيل والابطال صدح يا رحان الحرب والخيل لها ... في حياض الموت بالفرسان سبح حط سيف الجود في حظى الذي ... هو كالدهر يمنّى ويشح وانتقذني واتخذني بلبلاً ... صدحه بين يدي علياك مدح طالع الادبار مالي وله ... إن يكن من كوكب الاقبال لمح كل بيت في العلى أنحته ... من نضيد الدر والياقوت صرح ناطق عني بالفضل الذي ... أن يباري فله في الفوز قدح بقواف كسقيط الطل أو ... أنها من وجنات الغيد رشح خلقت طوى يدي كيما ترى ... لا كمن يتبعها وهي تشح وله أيضاً رأى اللوم من كل الجهات فراعه ... فلا تنكروا اعراضه وامتناعه ولا تسألوه عن فؤادي فإنني ... علمت يقيناً أنه قد أضاعه له الله ظبياً كل شيء يروعه ... فيا ليت لي شيأ يزيل ارتياعه ويا ليته لو كان من أول الهوى ... أطاع عذولي واكتفينا نزاعه فما راشنا بالسوء إلا لسانه ... وما خرب الدنيا سوى ما أشاعه أشاع الذي أغرى بنا السن العدي ... وطير عن وجه التغالي قناعه وأصبح من أهوى على فيه قفلة ... يكتّم خوف الشامتين انفجاعه وآلي عليّ أن لا أقيم بأرضه ... واحرمني يوم الفراق وداعه

فرحت وسيري خطوة والتفاته ... إلى فائت منه أرجى ارتجاعه ذرعت الفلا شرقاً وغرباً لأجله ... وصيرت أخفاف المطي ذراعه فلم يبق أرض ما وطئت بساطه ... ولم يبق بحر ما رفعت شراعه كأني ضمير كنت في خاطر النوى ... أحاط به واشي السرى فأذاعه أخلاي من دار الهوى زارها الحيا ... ومد إليها صالح الغيث باعه بعيشكم عوجوا على من أضاعني ... وحيوه عني ثم حيوا رباعه وقولوا فلان أوحشتنا نكاته ... وما كان أحلى شعره وابتداعه فتى كان كالبنيان حولك واقفاً ... فليتك بالحسنى طلبت اندفاعه أبحت العدى سمعاً فلا كانت العدى ... متى وجدوا خرقاً أحبوا اتساعه فكنت كذي عبد هو الرجل والعصى ... تجنى بلا ذنب عليه فباعه لكل هوى واش فإن ضعضع الهوى ... فلا تلم الواشي ولا من أطاعه إذا كنت تسقي الشهد ممن تحبه ... فدع كل ذي عدل يبيع فقاعه وقولوا رأينا من حمدت افتراقه ... ولم ترنا من لم تذم اجتماعه وأنىّ الذي كالسيف حداً وجوهراً ... لمن رام يبلو ضره وانتفاعه وما كنتما إلا يراعاً وكاتباً ... فمل والقى في التراب يراعه فإن أطرق الغضبان أو خط في الثرى ... فقولوا فقد ألقى إليكم سماعه وقال مضمناً لا يدعي بدر لوجهك نسبة ... فأخاف أن يسود وجه المدعي والشمس لو علمت بأنك دونها ... هبطت إليك من المحل الأرفع ثم وقفت على ديوانه الذي هو درج الدر. ودرج الكلام الحر. وروض الأدب الغض. وسوق رفيقه الناصع البض. فاخترت منه ما لا يرد على سمع انسان إلا وصدر باستجادة واستحسان. فمن قوله يمدح الشيخ أبا الاسعاد بن وفا قد نفذت ذخائر الفؤاد ... فكم أرّبى الدمع للسهاد فؤاد من يحب مثل دمعه ... ودمعه مظنة النفاد إذا هدى الليل فطيف مقلتي ... يظل بالنزيف غير هاد ومن بكى من النوى فقد رأى ... بعينه تقطع الأكباد تمايلوا على الجمال ميلة ... فعلموها مشية التهادي وما سمعت بالغصون قبلهم ... مشت بها أكثبة البوادي فإن تجديدي على ترئبي ... فلا تقل لغيبة الفؤادي وإنما رفعتها لأنها ... كانت لهم حمائل الأجياد حمر الخدود إن تغب فشكلا ... بناظريّ داخل السواد لأجل ذا الدمع جرى يسوقها ... ونظم الياقوت في نجاد لا وأبي ومن يقل لا وأبي ... فإنها اليّة الأمجاد ما عثر الغمض بذيل ناظري ... ولا انثنت لطيفهم وسادي وهب رشاش مقلتيّ جائلاً ... فأين منها زلق الرفاد آه وآه إن تكن ملأ فمي ... فإنها مضمضة الصوادي قد نقض السمع حديث غيرهم ... كما نقضت الصبر من فؤادي أعاذلي وللهوى غواية ... بعت بها كما ترى رشادي ولعت بي وشعلتي كمينة ... كقادح يعبث في زناد دع الهوى يلعب بي وإن تشا ... فعدّني من عذبات وادي ما لحق اللوم غبار عاشق ... حدا به من المشيب حاد أما ترى الأقاح حول لمتى ... حكى ابتسام البرق في الدادي بشرني طلوعه بأن لي ... صبح وصال لدجى بعاد ولم أقل مناصل تجردت ... وأركزت بجانب الأغماد كان بيض الشعرات السن ... على ضياع رونقي تنادي

لبست ما أضاعني فأسوتي ... كأسوة ما انجر في الرماد وحاك في الشعر ضياء خيمة ... ذات طنابين إلى الأفواد كأنها عمامة لبستها ... من يد مولانا أبي الاسعاد مجرد العزم فرنده التقى ... وغمده تبسم الأجواد ما عرك الجدب أريم أرضه ... ومن يدية فوقها غوادي أما ولو ببابه لاذ الدجى ... لما اختشى خطب صباح عاد أو دخل النهار تحت ذيله ... ما زحف الليل على العباد رايته ومن راي بني الوفا ... فقد راي أهل الأعياد الضاربين رفرفا على العلى ... الواضحين غرر الرشاد هم البحار إن حبوا أو احتبوا ... قلنا الحبى دارت على الأطواد تميزوا في الأولياء مثل ما ... تميز الملوك في الأجناد هم الذين فرعوا خصائص ... الملوك من خصاصة الزهاد قد نقد المجد لهم صفاتهم ... نقد شباة الحسن في الجياد وقد رأيت فرقدي بنى الوفا ... كلاهما لمن يضل هادي كلاهما متبع فضل وهدى ... يكرع منه حاضر وبادي فيا مفيض البركات ذكره ... إن نفدت راحلتي وزادي أرسلني الحب إليك قاصداً ... وارتجى كرامة القصاد وفي يدي من المديح تحفة ... قليلة لمثلها الأيادي وباثنتين منك إن أجزتني ... غنيت عن جوائز الانشاد بنظرة جالبة الوداد ... ودعوة قامعة الفساد وآه يا رب عسى عناية ... وتستقال عثرة الجواد وتستقر مقلتي بملئها ... واكتفي من الوري جهادي كم أزرع الشكر وما لزرعه ... إذا أتى الابّان من حصاد واتبع الهوي بكل غادر ... ليس هواه في سوي عنادي ولى حظوظ لا تفيد جملة ... كما يحظ الطفل بالمداد تشعبت من الصبي وناصبت ... على السري مخارم البلاد بين هوي لخاتل ومدحة ... لباخل وفرقة لغادي فانفث الرقى على مخيل ... واطلب الحراك من جماد نفرت من قصائدي لأنها ... إلى الكثير سلم التعادي لا أسف على ذوات أسطر ... فإنها مراود الأحفاد اليّة لولا هوى بني الوفا ... منزل منزلة اعتقادي وإن تكن منكم لنا التفاتة ... تتبت لي في شهرة السداد لما نظمت قوله لقوله ... من القوافي الصعبة القياد لكنني ادخرتها وسيلة ... ونعم ما ادخرت من عباد وقوله يمدح الأمير منجك مالكتي تملكي. ... النفس لن تملكي وهي لكي أطوع من رعية لملك ... إن تأمري تطع وإن تدعى بها تلبك مهلك بي يا مطلبي دونك ألف مهلك ... فإن بعدت تحرقي وإن دنوت تفتك وإن صبرت لم أطق وإن خضعت نرمك ... وإن طرقت خفية أهلك بين أهلك أين لطير مهجتي الخلاص من ذا الشرك ... عيش الخلى قد صفا يا قلب فاسل واترك واقصد بنا سبيل من راح خلياً واسلك ... مامز يبيت شاكراً كمن يبيت مشتكى فاخلع عن العشاق ثوب جسمك المنهتك ... وانتهز الفرصة قبل فوتها واستدرك هذا الربيع مقبل يصحب آل برمك ... يكسو لاعطاف الربا غلائلاً لم تحك وحل في نحورها عقود در الحبك ... حتى كأنها بها مجلسنا في الفلك والنرجس اصطفت وما أحسن صف الملك ... زبرجد في فضة في ذهب لم يسبك

يرنو بلحظ عاشق ممدع الطل بكى ... والورد من سكرته على الغصون متكى يمسك أذيال الصبا بكفه الممسك ... كوجنة العذراء إن قلت لها هيت لكي والنهر في يد النسيم كالقبا المفرك ... وللغصون حوله دلائل المنهمك ألقت شباك الظل فاصطادت لخيل السمك ... والاقحوان ضاحك بمبسم لم يضحك والياسمين عرفه الفض له عرف زكي ... والطير في مغرد وواله مرتبك في روضة كأنها وصف الأمير المنجكي ... من حار في أوصافه كل لبيب وذكي بحر وفيه بالثنا الثنا كالفلك ... ترى العيون عنده البحار مثل البرك وفكره أهدى لنا وشى بلاد اليزبك ... من كل بيت يحتوي ابنة كسرى الملك له أكف مسكت مسنه غير ممسك ... تفتك في أمواله فتك المهافي النسك مشت به لاهية من عقدها المفكك ... فالدرّ ملأ مسمعي فيه وملأ الحنك ملكت رقي سيدي أفديك من مملك ... لك المعالي وعلى الفضل ضمان الدرك وقوله يمدح بعض أكابر عصره إلى م انتظاري للوصال ولا وصل ... وحتى م لا تدنو إليّ ولا أسلو وبين ضلوعي زفرة لو تبوّأت ... فؤادك ما أيقنت أن الهوى سهل جميلاً بصب زاره النائي صبوة ... ورفقاً بقلب مسه بعدك الخبل إذا طرفت منك العيون بنظرة ... فأيسر شيء عند عاشقك القتل أمنعمة بالزورة الظبية التي ... بخلخالها حلم وفي قرطها جهل ومن كل ما جردتها من ثيابها ... كساها ثياباً غيرها الفاحم الخبل سقى المزن أقواماً بوعساء رامة ... لقد طلعت بيني وبينهم السبل وحى زماناً كلما جئت طارقاً ... سليمي أجابتني إلى وصلها جمل تود ولا أصبو وتوفي ولا أفي ... وانائي ولا تنائى وأسلو ولا تسلو إذا الغصن غصن والشباب بمائه ... وجيد الرضى من كل ناتئة عطل ومن خشية النار التي فرق وجنتي ... تقاصر أن يدنو بعارضي النمل بروحي من ودعتها ومدامعي ... كسمط جمان جن من سمطه الجبل كان قلاص المالكية نوخت ... على مدمعي فارفضّ من مدره الابل وما ضربت تلك الخيام بعالج ... لقصد سوى أن لا يصاحبني العقل وجدب كان العيس فيه إذا خطو ... تسابق ظلاً أو يسابقها الظل يسمن بنا الانضاء حتى كأننا ... جياد رحى أو أرضنا معنا قفل إذا عرضت لي من بلاد مذلة ... فأيسر شيء عندي الوخد والرحل وليس اعتساف البيد عن مربع الأذى ... بذل ولكن المقام هو الذل وما أنا ممن إن جهلت خلاله ... أقامت به القامات والأعين النجل وكل رياض جئتها لي مرتع ... وكل أناس أكرموني هم الأهل ولي باعتمادي أبلج الوجه راشد ... عن الشغل في آثار هذا الورى شفل همام رست للمجد في جنب عزمه ... جبال جبال المجد في جنبها سهل وليث هياج ماعيين جفونه ... من الكحل إلا والعجاج لها كحل يقوم مقام الجيش إن غاب جيشه ... ويغمد حد النصل إن غمد النصل زكت شرفاً أعراقه وفروعه ... وطابت لنا منه الفضائل والفعل إذا لم يكن فعل الأمير كأصله ... كريماً فما تغنى المناسب والأصل من النفر الغر الذين تأنفوا ... مدا الدهر أن يأتي ديارهم النجل كرام إذا راموا فطام وليدهم ... عن الثدي خطوا النجل فانفطم الطفل

ليوث إذا صالوا عيوث إذا هموا ... بحور إذا جادوا سيوف إذا سلوا وإن خطبوا مجداً فإن سيوفهم ... مهور وأطراف القنا لهم رسل إذا قلوا تناىء العلا حيث ما نأوا ... وإن نزلا حلّ الندى أين ما حلوا توالت على كسب الثناء طباعهم ... فأعراضهم حرم وأموالهم حل أمولاي أن تمضي فغيض سما العدا ... وقامت قناة الدين وانتشر العقل وإن يك قد أفضى الزمان بسالم ... فإنك روض الوبل إن ذهب الوبل إليك ارتمت فينا قلوص كأنها ... قسّى بأسفار كأنهم نبل وما زجر الانضاء سوطي وإنما ... إليك بلا سوق تساوفت الابل وكل لحاظ لست انسانها قذى ... وكل بلاد لست صيبها محل وقوله من قصيدة من رام يعبث بالخدود ... فدونها خرط القتاد وحذار مخضوب البنا ... ن إذا تمكن من فؤاد فامسح بأذيال الصبا ... عن ملقتيك صدى الرقاد هل هذه بكر الربى ... أم هذه غرر الرشاد وانهض لكسب جديد عم ... ر من بكورك مستفاد واقنع بظلك أو بظل ... الروض عن ظل العباد ما راج من طلب المعيشة ... بين اخوان الكساد لا يعجبنك لين من ... أبصرته سهل القياد وأبيك ما لانت لغير ... الطعن ألسنة الصعاد لا تشتهي وجع الفؤاد ... مضى زمان الاتحاد وقوله من أخرى أنا والحاصل طرزي ... في الهوى مثلي غريب حسراتي هي دمعي ... ولها قلبي قليب ليس لي مال ولكن ... ذهب قولي صبيب من بني الجنس ولكني ... مع الغزلان ذيب كل يوم لي صلاح ... بخلاعاتي مشوب ومتى أمكنت الفرص ... ة أجني وأتوب في الهوى صح اجتهادي ... فأنا المخطي المصيب هذه حالتي وأحوا ... ل بني العشق ضروب وقوله من أخرى أطلق لساني واسمع عجائبه ... إن كنت ممن يهزه الطرب أنا امرؤ صنعتي التغزل والم ... دح وقنى الانشاء والخطب تلقى المعاني إلى زهرتها ... فاجتنيها والغير يحتطب وكم بيوت ملأتها حماً ... وهن إن شئت خرد عرب أسوغ من جرعة الزلال على ... القلب وفي خلق ساعدي لهب وربما ملت للمجون فما عذب ... رضاب الظباء ما الضرب أحل سحر البيان في ذهب ... القول فأسبى به فاحتابسو وقوله إن الكوكب السيار في كل بلدة ... تراعيه أعيان العلى وتجله تطوف على سمع البلاد قصائدي ... ويخدمني سهل الكلام وجزله وقوله توهمت إذ مرت بنا الغيد بكرة ... تلهب خال في لظى خد أغيد ورددت طرفي ثانياً فرأيته ... فؤادي الذي قد ضاع في الحب من يدي تنبيه لمحت بقولي في أول الترجمة فما أشعار عبد بني الحسحاس إلى قوله أشعار عبد بني الحسحاس قمن له ... يوم الفخار مقام التبر والورق إن كنت عبداً فنفسي حرة كرماً ... أو أسود اللوم إني أبيض الخلق وعبد بني الحسحاس هذا اسمه سحيم وقيل حية والأول أشهر كان عبداً أسود نوبياً أعجمياً مطبوعاً في الشعر اشتراه بنو الحسحاس فنسب إليهم وهم بطن من بني أسد وقد أدرك النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ويقال إنه تمثل بكلمة من شعره غير موزونة وهي كفى بالاسلام والشيب للمرء ناهياً فقال له أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه يا رسول الله إنما قال الشاعر كفى الشيب والاسلام للمرء ناهياً فجعل لا يطيقه فقال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أشهد أنك رسول الله وما علمناه الشعر وما ينبغي له ويقال أنه أنشد عمر رضي الله تعالى عنه قوله

الشيخ درويش مصطفى بن قاسم الطرابلسي نزيل المدينة المنورة

عميرة ودع إن تجهزت غادياً ... كفى الشيب والاسلام للمرء ناهيا فقال له عمر رضي الله عنه لو قلت شعرك كله مثل هذا لأعطيتك عليه وعن محمد ابن سلام قال كان عبد بني الحسحاس حلو الشعر رقيق الحواشي وفي سواده يقول وما ضر أثوابي سوادي وإنني ... لكالمسك لا يسلو عن المسك ذائقه كسيت قميصاً ذا سواد وتحته ... قميص من الاحسان بيض بنائقه وعن أبي سهر قال أخبرني بعض الأعراب أن أول ما تكلم به عبد بني الحسحاس من الشعر أنهم أرسلوه رائداً فجاء وهو يقول أنعت غيثاً حسناً نباته ... كالحبشي حوله بناته فقالوا شاعر والله ثم نطق بالشعر بعد ذلك وحكى محمد بن سلام قال أتى عثمان بعبد بني الحسحاس ليشتريه فأعجب به فقيل له أنه شاعر وأرادوا أن يرغبوه فيه فقال لا حاجة لي فيه إذ الشاعر لا حريم له إن شبع شبب بنساء أهله وإن جاع هجاهم فاشتراه غيره فلما رحل به قال في طريقه أشوقاً ولما تمض لي غير ليلة ... فكيف إذا سرا المطي بنا شهرا وما كنت أخشى مالكاً أن يبيعني ... بشىء ولو كانت أنامله صفرا أخوكم ومولاكم وصاحب سركم ... ومن قد توى فيكم وعاشركم دهرا فلما بلغهم شعره هذا رثوا له واستردوه فكان يتشبب بنسائهم حتى قال ولقد تحدر من جبين فتاتكم ... عرق على متن الفراش وطيب قال فقتلوه والله أعلم الشيخ درويش مصطفى بن قاسم الطرابلسي نزيل المدينة المنورة مولده ومنشأه الشام. لكنه ممن طابت بطيبة منه المشام. فانتظم في سلك جيران الرسول الشفيع. وارتفع مقامه بذلك المقام الرفيع. وهو ممن فاق في الأدب وبرع. وورد مناهله العذبة صفوا فكرع. مع مشاركة في علمي الفقه والنحو. وتحقيق ما شان اثبات آبته محو. وقد ترجم له السيد محمد كبريت. في نصر من الله وفتح قريب. بما نصه هو مولانا الشيخ درويش مصطفى بن قاسم بن عبد الكريم بن قاسم بن محيي الدين الجلبي الشافعي مذهباً الوفائي طريقة ومشرباً. وينتهي نسبه فيما أخبرني به إلى سيدي محمد بن الحنفية رضي الله تعالى عنه فيا نسباً من فرع دوحة هاشم ... ويا حسباً بالأصل قد الحق الفرعا ولد بمدينة طرابلس الشام سنة تسعمائة وسبعة وثمانين ونشا بها وتأدب على الشيخ عبد النافع الحموي مفتي الحنفية والشيخ محمد الحق الشافعي والشيخ عبد الخالق المصري وغيرهم ثم دخل دمشق الشام سنة ألف وأربعة عشر فحضر مجالس العلم وحاضر ثم دخل مصر فأخذ الفقه والنحو عن الشيخ نور الدين الزيادي والشيخ أبي بكر الشنواني وغيرهما وأخذ المنطق عن الشيخ سالم التستري والكلام عن الشيخ أحمد الغنيمي والشيخ إبراهيم اللقاني ثم دخل القسطنطينية وأخذ عن صدر الدين زاده وعن العلامة محمد أفندي المفتي مع الملازمة في الطريق ثم قدم المدينة النبوية سنة ألف وسبع وعشرين زائراً ثم قدمها ثانياً سنة اثنين وثلاثين وهو يرفل في ثياب الجمال والجلالة وأقام بها وتأهل وأحسن السيره والشهرة وتقيد بنشر العلم الشريف والتدريس بالمسجد النبوي ثم لزم حاله لما كثر الدخيل. وتقدم الدنى والعويل. وكثر في اللغو القال والقيل. وصارت مجالس المسجد لغير أهلها كما هو مقتضى الحال. في تقديم الاندال وكم قائل مالي رأيتك راجلاً ... فقلت له من أجل أنك فارس له التآليف الرائقة. والتصانيف الفائقة. منها نزهة الأبصار في السير. فيما يحدث للمسافر من الخبر. ومنها هتك الأستار. في وصف العذار. ومنها شرح تائية ابن حبيب الصفدي. سماه المنح الوفائية. في شرح التائية. ومنها الدر الملتقط من بحر الصفا. في مناقب سيدي أبي الاسعاد بن وفا. وله النظم الرائق. والنثر الفائق. ومنه وقد كتب به إلى بعض أحبابه يا غائباً يشكر اقباله ... قلبي ويشكو بعده الناظر أوحشت طرفي واتخذت الحشا ... داراً فأنت الغائب الحاضر فكتب إليه الجواب ما غبت عن طرفي ولا مهجتي ... بل أنت عندي فيهما حاضر إن غبت عن عيني تمثلت في ... قلبي فيرعى حسنك الناظر

الشيخ محمد بن مبارك باكراع الحضرمي محتدا المدني مولدا

وله تخميس فائية الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض وله ديوان شعر يشتمل على قصائد ومقاطيع وله التواريخ اللطيفة المستحسنة انتهى ومن شعره قوله مستغيثاً ومن خطه نقلت وهو مما قاله بمصر سنة خمس وعشرين وألف يا من به كل الشدائد تفرج ... وبذكره كل العوالم تلهج وعليه أملاك السماء تنزلت ... وبمدحه لله حقاً تعرج وإليه بنهى كل راج سؤاله ... والسائلون على حماه عرجوا يا قطب دائرة الوجود بأسره ... يا من لعلياه البرايا قد لجوا يا سيد السادات يا غوث الورى ... يا من بدليل الحوادت أبلج قد جئتكم أرجو الوفاء تكرماً ... لكنني للعفو منه أحوج وحططت أحمال الرجاء لديكم ... فعساكم أن تنعموا وتفرجوا ومنه قوله مؤرخاً ايواناً بناه شيخ حرم المدينة المنورة عبد الكريم المصاحب بشراك يا من صار جار الكريم ... بطيب عيش أنت فيه مقيم أصبحت في خدمة خبر الورى ... ترفل في روض جنان النعيم بطيبة طابت لمن حلها ... حديث ودي في هواها قديم طوبى لمن أمسى مقيماً بها ... يلقي أهاليها بقلب سليم مصاحب السلطان نلت المنى ... بما ترجى من غفور كريم بنيت إيواناً بها قد سما ... ببئر وذي للصديق الحميم بغاية الاحكام تاريخه ... مقعد أنس شاد عبد الكريم وقوله مؤرخاً زيارة الشريف زيد بن محسن سلطان مكة المشرفة قد سرت من مكة لغزو ... والله بالفتح قد أمدك وطالع السعد حين وافي ... لقمع أعداك قد أعدّك تاريخ درويش جاد فيه ... بالنصر يا زيد زرت جدك الشيخ محمد بن مبارك باكراع الحضرمي محتداً المدني مولداً أديب مستعذب الموارد. مقتنص الأوابد والشوارد. إلى أدب سند حديثه مسلسل. وعتيق رحيقه سلسل. ومحاضرة تنسى معها محاضرات الراغب ومحاورة يوسى باسترواحها اللاغب. ونظم نظم به عقود الجمان. وقلد بفرائده نحر العصر وجيد الزمان. فمنه ما كتبه إلى القاضي تاج الدين المالكي مهنئاً له بزيارة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم اء كليل راس المجد والفضل والتقى ... وسابق شأو السعد والعز والبها وعلامة العصر الشريف وفخره ... وفهامة الاعلام مرجع ذي النها ومن عقد الاجماع والله شاهد ... على فضله عقلاً ونقلاً ولا أزدها قدمت بحمد الله تاجاً لدينه ... ودمت بشكر الله في جبهة السها وزرت رسول الله والحال منشد ... هنيئاً مريئاً نال فضلك ما اشتهى فأجابه بقوله أيا من حوى الافضال والفضل والنهى ... وحاز التقى والدين والحسن والبها وأصبح فرداً في الكمال كأنما ... تصوّر في تكوينه مثل ما اشتهى تطولت لما أن بعثت برفعة ... إذا ما حكاها الروض قبل تشبها وكللت تاجي من جواهرك التي ... تعالى بها قدراً على مفرق السها ودمت ولا زالت صفاتك كلما ... تلاها محب زاد فيك تولها البيت الثاني ينظر إلى قول الأول خلقت مهذباً لا عيب فيه ... كأنك قد خلقت كما تشاء ورأيت بخط الوالد ما نصه من املاء الشيخ محمد باكراع بمكة سنة أرع وأربعين وألف صيرت جفني واصلاً والكرى ... راء فجد بالوصل فالوصل زين ولا تجبني في سؤالي بلا ... فالقلب يخشى كربلاً يا حسين

ثم وقفت في الريحانه على أنها للشهاب الفيومي وتقعبه بعد انشادها فقال في قوله زين ايهام غير زين لأن العلمة تقول في حرف الهجاء زين والصحيح فيها زاء بالمد والقصر ويقال زي بزنة كي وأما هذه فتحريف قبيح انتهى وأنا أقول بل هو ايهام حسن فإن الايهام يكفيه هذا القدر وإن كان في اللغة غير صحيح إذ المعنى لا يتوقف عليه لأنه لم يقصد بالزين هنا إلا الحسن لكن بمقابلة الراء وهم ارادة الزاي فاعلم كمل القسم الأول من سلافة العصر بعون الله وتوفيقه ليلة الثلاثاء مستهل صفر الخير من سنة اثنين وثمانين وألف والحمد لله رب العالمين القسم الثاني في محاسن أهل الشام ومصر ونواحيها. ومن تصدر من الفضلاء في صدور نواديها. وفيه فصلان الفصل الأول في محاسن أهل الشام

الشيخ العلامة بهاء الدين محمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي الحارثي الهمداني رحمه الله تعالى علم الأئمة الاعلام. وسيد علماء الاسلام. وبحر العلم المتلاطمة بالفضائل أمواجه. وفحل الفضل الناتجة لديه أفراده وأزواجه. وطود المعارف الراسخ. وفضاؤها الذي لا تحد له فراسخ. وجوادها الذي لا يؤمل له الحاق. وبدرها الذي لا يعتريه محاق. الرحلة الذي ضربت إليه أكباد الابل. والقبلة التي فطر كل قلب على حبها وجبل. فهو علامة البشر. ومجدد دين الأمة على راس القرن الحادي عشر. إليه انتهت رئاسة المذهب والملة. وبه قامت قواطيع البراهين والأدلة. جمع فنون العلم فانعقد عليه الاجماع. وتفرد بصنوف الفضل فبهر النواظر والأسماع. فما من فن إلا وله فيه القدح المعلي. والمورد العذب المحلي. إن قال لم يدع قولاً لقائل. أو طال لم يأت غيره بطائل. وما مثله ومن تقدمه من الأفاضل والأعيان. إلا كالملة المحمدية المتأخرة عن الملل والأديان. جاءت أخرا. ففاقت مفاخراً. وكل وصف قلت في غيره. فإنه تجربة الخاطر. مولده بعلبك عند غروب الشمس يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة انتقل به والده وهو صغير إلى الديار العجمية. فنشأ في حجره بتلك الأقطار المحمية. وأخذ عن والده وغيره من الجهابذ. حتى أذعن له كل مناضل ومنابذ. فما اشتد كاهله. وصفت له من العلم مناهله. ولى بها شيخ الاسلام. وفوضت إليه أمر الشريعة على صاحبها الصلاة والسلام. ثم رغب في الفقر والسياحه. واستهب من مهاب التوفيق رياحه. فترك تلك المناصب. ومال لما هو لحاله مناسب. فقصد حج بيت الله الحرام. وزيارة النبي وأهل بيته الكرام. عليهم أفضل الصلاة والتحية والسلام. ثم أخذ في السياحة فساح ثلاثين سنة وأوتي في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة واجتمع في أثناء ذلك بكثير من أرباب الفضل والحال ونال من فيض صحبتهم ما تعذر على غيره واستحال ثم عاد وقطن بأرض العجم. وهناك همى غيث فضله وانسجم فألف وصنف. وقرط المسامع وشنف. وقصدته علماء الأمصار. واتفقت على فضله الأسماع والأبصار. وغالت تلك الدولة في قيمته. واستمطرت غيث الفضل من ديمته. فوضعته في مفرقها تاجاً. واطلعته في مشرقها سراجاً وهاجاً. وتبسمت به دولة سلطانها الشاه عباس. واستنارت بشموس آرائه عند اعتكار حنادس الباس. فكان لا يفارقه سفراً وحضراً. ولا يعدل عنه سماعاً ونظراً. إلى أخلاق لو مزج بها البحرين لعذبا طعماً. وآراء لو كحلت به الجفون لم يلف أعمى. وشيم هي في المكارم غرر وأوضاح. وكرم بارق جوده لشائمة لامع وضاح. تتفجر بنا بيع السماح من نواله. ويضحك ربيع الأفضال من بكاء عيون أمواله. وكانت له دار مشيدة البنا. رحيبة الفنا. يلجأ إليها الأيتام والأرامل. ويفد عليها الراجي والآمل. فكم مهد بها وضع. وكم طفل بها رضع. وهو يقوم بنفقتهم بكرةً وعشياً. ويوسعهم من جاهه حناباً مغشياً مع تمسكه بالعروة الوثقى. وايثار الآخرة على الدنيا والآخرة خير وأبقى. ولم يزل آنفاً من الأنجاس إلى سلطان. راغباً في الغربة عازفاً عن الأوطان. يؤمل العود إلى السياحة. ويرجو الاقلاع عن تلك الساحة. فلم يقدر له حق وافاه حمامه. وترنم على أفنان الجنان حمامه. أخبر في بعض الثقات الأصحاب أن الشيخ رحمه الله قصد قبيل وفاته زيارة المقبل. في جمع من الأجلاء الأكابر. فما استقر بهم الجلوس حتى قال لمن معه. إني سمعت شيئاً فهل منكم من سمعه. فأنكروا سوآله. واستغربوا مقاله. وسألوه عما سمعه فأوهم. وعمي في جوابه وأبهم. ثم رجع إلى داره فأغلق بابه. ولم يلبث أن أهاب به داعي الردى فأجابه. وكانت وفاته لاثنتى عشرة خلون من شوال المبارك سنة إحدى وثلاثين وألف بأصبهان ونقل قبل دفنه إلى طوس فدفن بها في داره قريباً من الحضرة الرضوية. على صاحبها أفضل الصلاة والسلام والتحية. ومن مصنفاته التفسير المسمى بالعروة الوثقى. والتفسير المسمى بعين الحياة. والحبل المتين. ومشرق الشمسين. وشرح الأربعين. والجامع العباسي فارسي. ومفتاح الفلاح. وزبدة في الأصول. والرسالة الهلالية. والاثنى عشريات الخمس. وخلاصة الحساب. والمخلاه. والكشكول. وتسريح الأفلاك. والرسالة الأسطرلابيه. وحواشي الكشاف. وحاشية علي البيضاوي. وحاشية على خلاصة الرجال. ودراية الحديث. والفوائد الصمدية. في علم العربية.

والتهذيب في النحو. وحاشية في الفقه. وغير ذلك من الفوائد المختصرة. والفوائد المحررة. وأما أدبه فالروض المتارج أنفاسه. المتضوع بنثره ونظمه وورده وآسه. المستعذب قطافه وجناه. والمستظرف لفظه ومعناه. وها أنا مثبت من غرره ما هو مصداق خلق الانسان علمه البيان. ومورد من درره ما يزدري بأطواق الذهب وقلائد الأعناق. فمن العقيان نثره هذه الرسالة الغريبة لفظاً ومعنى. البديعة ربعاً ومغنى المعاني تسافر من مدينة القلب الانساني. إلى قرية الاقليم اللساني. فتلبس هناك ملابس الحروف. وتتوجه تلاء مدين الأعلام من الطريق المعروف. وسيرها على نوعين أما كسليمان عليه السلام فتسير على التموجات الهوائية بأفواه المتكلمين. والهوات المترنمين. إلى أمصار أصماخ السامعين. وأما كالخضر عليه السلام في ظلمات المداد. لابسة للسواد. فتسير في مراحل أنامل الكاتبين. إلى مداد أعين الناظرين وإذا وصلت بالسير الأول إلى سبا بلقيس السامعة. وانتهت بالسير الثاني إلى عين حياة الباصره. عطفت عنان التوجه من عوالم الظهور. والانجلاء بنية العود إلى مكامن الكمون والخفاء. حتى إذا نزلت في محروسات آذان السامعين. وحلت في مانوسات مشاعر الناظرين. نزعت ملابسها الجزئية. فتجردت عن ملابسها الهيولانية. وسكنت في مواطنها القلبية. ورجعت بعد قطع تلك المسالك. إلى ما كانت عليه قبل ذلك. كما بدأكم تعودون. وإلى ما كنتم عليه تؤبون. انزل مقامك فهو أول موطن. سافرت منه إلى جهات العالمتهذيب في النحو. وحاشية في الفقه. وغير ذلك من الفوائد المختصرة. والفوائد المحررة. وأما أدبه فالروض المتارج أنفاسه. المتضوع بنثره ونظمه وورده وآسه. المستعذب قطافه وجناه. والمستظرف لفظه ومعناه. وها أنا مثبت من غرره ما هو مصداق خلق الانسان علمه البيان. ومورد من درره ما يزدري بأطواق الذهب وقلائد الأعناق. فمن العقيان نثره هذه الرسالة الغريبة لفظاً ومعنى. البديعة ربعاً ومغنى المعاني تسافر من مدينة القلب الانساني. إلى قرية الاقليم اللساني. فتلبس هناك ملابس الحروف. وتتوجه تلاء مدين الأعلام من الطريق المعروف. وسيرها على نوعين أما كسليمان عليه السلام فتسير على التموجات الهوائية بأفواه المتكلمين. والهوات المترنمين. إلى أمصار أصماخ السامعين. وأما كالخضر عليه السلام في ظلمات المداد. لابسة للسواد. فتسير في مراحل أنامل الكاتبين. إلى مداد أعين الناظرين وإذا وصلت بالسير الأول إلى سبا بلقيس السامعة. وانتهت بالسير الثاني إلى عين حياة الباصره. عطفت عنان التوجه من عوالم الظهور. والانجلاء بنية العود إلى مكامن الكمون والخفاء. حتى إذا نزلت في محروسات آذان السامعين. وحلت في مانوسات مشاعر الناظرين. نزعت ملابسها الجزئية. فتجردت عن ملابسها الهيولانية. وسكنت في مواطنها القلبية. ورجعت بعد قطع تلك المسالك. إلى ما كانت عليه قبل ذلك. كما بدأكم تعودون. وإلى ما كنتم عليه تؤبون. انزل مقامك فهو أول موطن. سافرت منه إلى جهات العالم ومنه قوله سانحه قد تهب من عالم القدس. نفحة من نفحات الانس. على قلوب أصحاب العلائق الدينية. والعلائق الدنيوية. فتقطر بذلك مشام أرواحهم. وتجري روح الحقيقة في رميم أشباحهم. فيدركون قبح الأنفاس الجسمانية. ويذعنون بخساسة الانتكاس في مهاوي القيود الهيولانية. فيميلون إلى سلوك مسالك الرشاد. وينتبهون من نوم الغفلة عن البداء والمعاد. لكن هذا التنبه سريع الزوال ورحى الاضمحلال فيا ليته يبقى إلى حصول جذبة الهية تميط عنهم أدناس عالم الزور. وتطهرهم من أرجاس دار الغرور. ثم إنهم عند زوال تلك النفحة القدسية. وانقضاء هاتيك النسمة الانسية يعودون إلى الانعكاس. في تلك الأدناس. فيتأسفون على ذلك الحال. الرفيع المنال وينادي لسان حالهم بهذا المقال. إن كانوا من أصحاب الكمال

تيرى زدى وزخم دل اسوده شدازان. هان أي طبيب خست ولان مرهم ذكر وقوله سانحه قد جرى ذكري يوماً من الأيام في بعض المجالس العالية. والمحافل السامية. فبلغني أن بعض الحضار ممن يدعى الوفاق. وعادته النفاق. ويظهر الوداد. ودأبه العناد. جرى في ميدان البغي والعدوان. وأطلق لسانه في الغيبة والبهتان. ونسب إلي من العيوب ما لم تزل فيه. ونسي قوله تعالى أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه. فلما علم أني علمت بذلك. ووقفت على سلوكه في تلك المسالك. كتب إلي رقعة طويلة الذيل. مشحونة بالندم والويل. يطلب فيها الرضا. ويلتمس الاغماض عما مضى. فكتبت إليه في الجواب. جزاك الله خيراً فيما أهديت إلي من الثواب. وثقلت به ميزان حسناتي يوم الحساب. فقد روينا عن سيد البشر. والشفيع المشفع في المحشر. أنه قال يجاء بالعبد يوم القيامة فتوضع حسناته في كفة وسيآته في كفة فترجح السيئات فتجيء بطاقة فتقع في كفة الحسنات فترجح بها فيقول يا رب ما هذه البطاقة فيقول عز وجل هذا ما قيل فيك وأنت منه بريء فهذا الحديث قد أوجب بمنطوقه علي. أن أشكر ما أسديته من النعم إلي. فكثر الله خيرك. وأجزل مبرك. مع أني لو فرضت أنك شافهتني بالسفاهة والبهتان. ووجهتني بالوقاحة والعدوان. ولم تزل مصراً على شناعتك ليلاً ونهاراً مقيماً على سوء صناعتك سراً وجهاراً. ما كنت أقابلك إلا بالصفح والصفاء ولا أعاملك إلا بالمودة والوفاء. فإن ذلك من أحسن العادات. وأتم السعادات. وإن بقية مدة الحياة أعز من أن تصرف في غير تدارك ما فات. وتتمة هذا العمر القصير. لا تسمع مؤاخذة أحد على التقصير. ومن شعره قوله وقد سأله بعض سادات عصره القول على قصيدة له رثى بها والده مطلعها جارتي كيف تحسنين ملامي ... أيداوي كلم الحشا بكلام فقال رحمه الله تعالى وأجاد خلّياني ولوعتي وغرامي ... يا خليلي واذهبا بسلامي قد دعاني الهوى فلباه لبى ... فدعاني ولا تطيلا ملامي إن من ذاق نشوة الحب يوماً ... لا يبالي بكثرة اللوامي خامرت خمرة المحبة عقلي ... وجرت في مفاصلي وعظامي فعلي الحلم والوقار صلاة ... وعلى العقل ألف ألف سلام هل سبيل إلى وقوف بوادي ... الجزع يا صاحبيّ أو المام أيها السائر الملح إذا ما ... جئت نجداً فعج بوادي الخزام وتجاوز عن ذي المجاز وعرج ... عادلاً عن يمين ذاك المقام وإذا ما بلغت حزوي فبلغ ... جيرة الحيّ يا أخيّ سلامي وانشدن قلبي المعنى لديهم ... فلقد ضاع بين تلك الخيام وإذا ما رقوا لحالي فسلهم ... أن يمنوا ولو بطيف منام يا نزولاً بذي الاراك إلى كم ... تنقضي في فراقكم أعوامي ما سرت نسمة ولا ناح في الدوح ... حمام إلا وحان حمامي أين أيامنا بشرقي نجد ... يا رعاها الآله من أيامي حيث غصن الشباب غض ورو ... ض العيش قد طرزته أيدي الغمام وزماني مساعد وأيادي الل ... هو نحو المنى تجر زمامي أيها المرتقي ذرى المجد فرداً ... والمرجى للفادحات العظام يا حليف الندى الذي دمعت ف ... يه مزايا تفرقت في الأنام نلت في ذروة الفخار محلاً ... عسر المرتقي عزيز المرام نسب طاهر ومجد أثيل ... وفخار عال وفضل سام قد قرنّا مقالكم بمقال ... وشفعنا كلامكم بكلام ونظمنا الحصى مع الدر في سم ... ط وقلنا العبير مثل الرغام لم أكن مقدماً على ذا ولكن ... كان طوعاً لأمركم أقدامي عمرك الله يا نديمي أنشد ... جارتي كيف تحسنين ملامي وقوله أيضاً. أحبتنا أن البعاد لقتّال ... فهل حيلة للقرب منكم فنحتال

أفي كل آت للتنائي نوائب ... وفي كل حين للتناجي أحوال أيا دارنا بالاثل لا زال هامياً ... بريعك مسكى الغلالة هطال ويا جيرتي طال البعاد فهل أرى ... يساعدني في القرب حظ واقبال وهل يسعف الدهر الخؤون بزورة ... على رغم أيامي بها يسعد البال خليلي قد طال المقام على القذى ... وحال على ذي الحال يا قوم أحوال يمر زماني بالأماني وينقضي ... على غير ما أبغي ربيع وشوال إلى كم أرى في مربع الذل ثاوياً ... وفي الحال أخلال وفي المال أقلال ونجمي منجوس وذكري خامل ... وقدري منحوس وجدي بطال فلا ينعشن قلبي قريضاً أصوغه ... ولا يشرحن صدري فعول وفعلال ولا ينعمن بالي بعلم أفيده ... ومعضلة فيها غموس وأشكال أميط جلابيب الخفا عن رموزها ... لترفع أستار ويذهب أعضال ويلمع نور الحق بعد خفائه ... فيهدي به قوم عن الحق ضلال سأغسل رجس الذل عني بنهضة ... يقل بها حل ويكثر ترحال واركب متن البيد سير إلى العلى ... وما كل قوال إذا قال فعال اقنع بالمر النقيع وأرتوي ... وبالقرب مني سلسبيل وسلسال إذا لا مدت بالسماحة راحتي ... ولا ثار لي يوم الكريهة قسطال ولا همّ قلبي بالمعالي ونيلها ... ولا كان لي عن موقف الذل أجفال وقال يرثي والده الشيخ العلامة حسين بن عبد الصمد وقد توفى بالمصلي من قرى البحرين لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع وثمانين وتسعمائة عن ست وستين سنة وشهرين وسبعة أيام ومولده أول يوم من محرم سنة ثمانية عشر وتسعمائة قف بالطلول وسلها أين سلماها ... وروّ من جرع الأجفان جرعاها وردد الطرف في أطراف ساحتها ... وأرج الروح من أرواح أرجاها فإن يفتك من الأطلال مخبرها ... فلا يفوتنك مرآها ورياها ربوع فضل تباهي التبر ترتبها ... ودار أنس تخال الدر حصباها عدا على جيرة حلواً بساحتها ... صرف الزمان فأبلاهم وأبلاها بدور تم غمام الموت جللها ... شموس فضل سحاب الترب غشاها فالمجد يبكي عليها جازعاً أسفاً ... والدين يندبها والفضل ينعاها يا حبذا أزمن في ظلهم سلفت ... ما كان أقصرها عمراً وأحلاها أوقات أنس قضيناها فما ذكرت ... إلا وقطع قلب الصب ذكراها يا جيرة هجروا واستوطنوا هجراً ... واها لقلبي المعنى بعدكم واها رعياً لليلات وصل بالحمى سلفت ... سقيا لأيامنا بالخيف سقياها لفقدكم شق جيب المجد وانصدعت ... أركانه وبكم ما كان أفواها وخر من شامخات العلم أرفعها ... وأنهد من باذخات العلم أرساها يا ثاوياً بالمصلي من قرى هجر ... كسيت من حلل الرضوان أصفاها أقمت يا بحر بالبحرين فاجتمعت ... ثلاثة كن أمثالاً وأشباها ثلاثة أنت أنداها وغرزها ... جوداً وأعذبها طعماً وأصفاها حويت من درر العلياء ما حويا ... لكن درك أعلاها وأغلاها يا أعظما وطئت هام السهى شرفاً ... سقاك من ديم الوسمى أسماها ويا ضريحاً على فوق السماك على ... عليك من صلوات الله أزكاها فيك انطوى من شموس الفضل أضوءها ... ومن معالم دين الله أسناها ومن شوامخ أطواد الفتوة أرسا ... ها وأرفعها قدراً وأبهاها فاسحب على الفلك إلا على ذيول على ... فقد حويت من العلياء أعلاها

عليك منا سلام كلما صدحت ... على غصون أراك المدح ورقاها وقال وكتب إلى والده وهو بالهراة سنة تسع وسبعين وتسعمائة يا ساكني أرض الهراة أما كفى ... هذا العراق بلى وحق المصطفى عودوا علي فربع صبري قد عفى ... والجفن من بعد التباعد ما غفا وخيالكم في بالي ... والقلب في بلبال إن أقبلت من نحوكم ريح الصبا ... قلنا لها أهلاً وسهلاً مرحباً وإليكم قلب المتيم قد صبا ... وفواقكم للروح منه قد سبا والقلب ليس بخالي ... من حب ذات الحال يا حبذا ربع الحمى من مربع ... فغزاله شب الفضا في أضلعي لم أنسه يوم الفراق مودعي ... بمدامع تجري وقلب موجع والصب ليس بسال ... عن ثغره السلسال وله إن هذا الموت يكرهه ... كل من يمشي على الغبرا وبعين العقل لو نظروا ... لراوه الراحة الكبرى وله ومايسة الأعطاف تستر وجهها ... بمعصمها لله كم هتكت سترا أرادت لتخفي فتنة من جمالها ... بمعصمها فاستأنفت فتنة أخرى وله وثقت بعفو الله عني في غد ... وإن كنت أدري أنني المذنب العاصي وأخلصت حبي في النبي وآله ... كفى في خلاصي يوم حشري اخلاصي ومن نظمه الذي سماه رياض الأرواح ألا يا خائضاً يجر الأماني ... هداك الله ما هذا التواني أضعت العمر عصياناً وجهلاً ... فمهلاً أيها المغرور مهلا مضى عمر الشباب وأنت غافل ... وفي ثوب العمى والغيّ رافل إلى كم بالبهائم أنت هائم ... وفي وقت الغنائم أنت نائم وطرفك لا يرى إلا طموحاً ... ونفسك لم تزل أبداً جموحا وقلبك لا يفيق عن المعاصي ... فويلك يوم يؤخذ بالنواصي بلال الشيب نادى في المفارق ... بحى على الذهاب وأنت غارق ببحر الاثم لا تصغي لواعظ ... وإن أطرى وأطنب في المواعظ وقلبك هائم في كل واد ... وجهلك كل يوم في ازدياد على تحصيل دنياك الدنيه ... مجداً في الصباح وفي العشيه وجهد المرء في الدنيا شديد ... وليس ينال منها ما يريد وكيف ينال في الأخرى مرامه ... ولم يجهد لمطلبها فلامه اشارة إلى حال من صرف العمر في جمع الكتب وادخارها على كتب العلوم صرفت مالك ... وفي تصحيحها أتعبت بالك وأنفقت البياض مع السواد ... إلى ما ليس ينفع في المعاد تظل من المساء إلى الصباح ... تطالعها وقلبك غير صاح وتصبح مولعاً من غير طائل ... بتحرير المقاصد والدلائل وتوضيح الخفا في كل باب ... وتوجيه السؤال مع الجواب لعمري قد أضلتك الهداية ... ضلالاً ماله أبداً نهاية وبالمحصول حاصلك الندامة ... وحرمان إلى يوم القيامة وتذكره المواقف والمراصد ... تسد عليك أبواب المقاصد فلا تنجى النجاة من الضلالة ... ولا يشفى الشفاء من الجهالة وبالارشاد لم يحصل رشاد ... وبالتبيان ما بان السداد وبالايضاح أشكلت المدارك ... وبالتوضيح ما اتضح المسالك وبالتلويح ما لاح الدليل ... وبالتوضيح ما اتضح السبيل صرفت خلاصة العمر العزيز ... على تنقيح أبحاث الوجيز بهذا النحو صرف العمر جهل ... فقم واجهد فما في الوقت مهل ودع عنك الشروح مع الحواشي ... فهن على البصائر كالغواشي اشارة إلى نبذة من حال من تصدى للتدريس في زماننا هذا مرادك أن ترى في كل يوم ... وبين يديك قوم أي قوم

كلاب عاديات بل ذئاب ... ولكن فوق أظهرهم ثياب إذا ما قلت اصغوا للمقال ... وإن حدثت بالأمر المحال فليس لهم جميعاً من بضاعه ... سوى سمعاً لمولانا وطاعه وإن شمرت عن ساق الافادة ... جلست لهم على عالي الرفاده فأسست السؤال لمن تكلم ... ودلست الجواب لكي يسلم وقررت المسائل والمطالب ... ولست بذا لوجه الله طالب وسقت لهم كلاماً في كلام ... وقلبك من ظلام في ظلام وإن ناظرت ذا نظر دقيق ... وفكر في مطالبه عميق عدلت به عن النهج القويم ... وزغت عن الصراط المستقيم تكابره على الحق الصريح ... فإن ناجاك في نقل الصحيح طفقت تروغ عن نهج السبيل ... وتقدح في الكلام بلا دليل وأولت المراد من العبارة ... بتأويل كثلج في خيارة وعبت أئمة قالوا بذاك ... وفي تجهيلهم فغرت فاكا وأزعجت العظام الدارسات ... وبعثرت القبور الطامسات لئن لم ترتدع عن ذي الظلامة ... فبئس الحال حالك في القيامة ومن نظمه الذي سماه سوانح سفر الحجاز يا نديمي ضاع عمري وانقضى ... قم لاستدراك وقت قد مضى واغسل الأدناس عني بالمدام ... واملأ الأقداح منها يا غلام واسقني كاساً فقد لاح الصباح ... والثريا غربت والديك صاح زوج الصبا بالماء الزلال ... واجعلن عقلي لها مهراً حلال هاتها من غير مهل يا نديم ... خمرة يحيى بها العظم الرميم بنت كرم تجعلن الشيخ شاب ... من يذق منها عن الكونين غاب خمرة من نار موسى نورها ... دنها قلبي وصدري طورها قم فلا تمهل فما في العمر مهل ... لا تصعب شربها فالأمر سهل قل لشيخ قلبه منها نفور ... لا تخف فالله تواب غفور يا مغني إن عندي كل غم ... قم فألق الناي فيما بالنغم غنّ لي دوراً فقد دار القدح ... والصبا قد صاح والقمري صدح واذكرن عندي أحاديث الحبيب ... إن عيشي بسواها لا يطيب واحذرن عندي أحاديث الفراق ... إن ذكر البعد مما لا يطاق روحن روحي بأشعار العرب ... كي يتم الأنس فينا والطرب وافتتح منها بنظم مستطاب ... قلته في بعض أيام الشباب قد صرفنا العمر في قيل وقال ... يا نديمي قم فقد ضاق المجال ثم أطربني بأشعار العجم ... واطردن همّاً على قلبي هجم قم وخاطبني بكل الألسنة ... على قلبي ينتبه من ذي السنة إنه في غفلة عن حاله ... خابط في قيله مع قاله كل آن وهو في قيد جديد ... قائلاً من جهله هل من مزيد تائه في الغي قد ضل الطريق ... قط من سكر الهوى لا يستفيق عاكف دهراً على أصنامه ... تهزاء الكفار من اسلامه كم أنادي وهو لا يصغي التناد ... يا فؤادي يا فؤادي يا فؤاد يا بهائي اتخذ قلباً سواه ... فهو يا معبوده إلا هواه ومنه أيضاً قد صرفنا العمر في قيل وقال ... يا نديمي قم فقد ضاق المجال واسقني تلك المدام السلسبيل ... إنها تهدي إلى خير السبيل واخلع النعلين يا هذا النديم ... إنها نار أضاءت للكليم هاتها صهباء من خمر الجنان ... دع كؤوساً واسقنيها بالدنان ضاق وقت العمر عن آلاتها ... هاتها من غير عصر هاتها قم أزل عني بها رسم الهموم ... إن عمري ضاق في علم الرسوم أيها القوم الذي في المدرسة ... كلما حصلتموه وسوسة

فكركم إن كان في غير الحبيب ... ما لكم في النشاة الأخرى نصيب فاغسلوا بالراح عن لوح الفؤاد ... كل همٍ ليس ينحى في المعاد ومنه أيضاً كان في الأكراد شخص ذو سداد ... أمه ذات اشتهار بالفساد لم تخيب من نوال راغباً ... لم تمانع عن وصال طالبا دارها مفتوحة للداخلين ... رجلها مرفوعة للفاعلين هي مفعول بها في كل حال ... فعلها تمييز أفعال الرجال كان ظرفاً مستقراً وكرها ... جاء زيد قام عمرو ذكرها جاءها بعض الليالي ذوامل ... فاعتراها الابن في ذاك العمل شق بالسكين فوراً صدرها ... في محاق الموت أخفى بدرها مكن الغيلان من أحشائها ... خلص الجيران من فحشائها قال بعض القوم من أهل المرام ... لم قتلت الأم يا هذا الغلام قال قتل المرء أولى يا فتى ... إن قتل الأم شيء ما أتى قال يا قوم اتركوا هذا العتاب ... إن قتل الأم أولى بالصواب كنت لو أبقيتها فيما تريد ... كل يوم قاتلاً شخصاً جديد إنها لو لم تذق حد الحسام ... كان شغلي دائماً قتل الأنام أيها الماسور في قيد الذنوب ... أيها المحروم من سر الغيوب أنت في أسر الكلاب العاوية ... من قوى النفس الكفور الجانية كل صبح مع مساء لا تزال ... مع دواعي النفس في قيل وقال كل داع حية ذات التقام ... فل مع الحيات كم هذا المقام إن تكن من لسع ذي تبغى الخلاص ... أو ترد من عض هاتيك المناص فاقتل النفس الكفور الجانية ... قتل كرديّ لأم زانية أيها الساقي أدر كاس المدام ... واجعلن في دورها عيش المدام خلص الأرواح من قيد الهموم ... أطلق الأشباح من أسر الغموم فالبهائي الحزين الممتحن ... من دواعي النفس في أسر المحن وله لا يغرنك من المرء رداء رقعه ... وقميص فوق ساق الكعب منه رفعه وجبين لاح فيه أثر قد قلعه ... أره الدرهم تعرف غيه أو ورعه وله وكتب به إلى والده من قزوين وهو بالهراة بقزوين جسمي وروحي ثوت ... بأرض الهراة وسكانها فهذا تغرب عن أهله ... وتلك أقامت بأوطانها ومن دو بيتاته يا بدر دجى خياله في بالي ... مذ فارقني وزاد في بلبالي أيام نواك لا تسل كيف مضت ... والله مضت بأسوء الأحوال وقوله يا عاذل كم تطيل في عتابي ... دع لومك وانصرف كفاني ما بي لا اللوم إذا همت من الشوق على ... قلب ما ذاق فرقة الأحباب وقوله كم بت من المسا إلى الاشراق ... في فرقتكم ومطر بي أشواقي والهمّ منادمي ونقلي سهري ... والدمع مدامتي وجفني الساقي وقوله يا قوم إلى مكة هذي أنا ضيف ... ذي زمزم ذي منى وهذاك الخيف كم أعرك عيني لاستيقن هل ... في اليقظة ما أراه أم هذا طيف وقوله أهوى قمراً أسلمني للبلوى ... ما عنه لقلبي المعنى شكوى كم جئت لأشتكي فمذ أبصرني ... من لذة قربه نسيت الشكوى وقوله يا بدر دجى بوصله أحياني ... إذ زار وكم بهجره أفناني بالله عليك عجلن سفك دمي ... لا طاقة لي بليلة الهجران وقوله لما نظر الجسم نحيفاً نهكاً ... من فرقته رق لضعفي وبكي وارتاح وقال لي أما قلت لكا ... ما يمكنك الفراق ما يمكنكا وقوله يا بدر دجى فراقه الجسم أذاب ... قد ودعني فغاب صبري إذ غاب تالله عليك أي شيءٌ قالت ... عيناك لقلبي المعنى فأجاب والثاني من قول الأول

السيد نور الدين علي ابن أبي الحسن الحسيني الشامي العاملي

بالذي الهم تعذيبي ثناياك العذابا ... ما الذي قالته عيناك لقلبي فأجابا وله رحمه الله وقد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه وليلة كان بها طالعي ... في ذروه السعد وأوج الكمال فصر طيب الوصل من عمرها ... فلم تكن إلا كحل العقال واتصل الفجر بها بالعشا ... وهكذا عمر ليالي الوصال إذ أخذت عيني في نومها ... وانتبه الطالع بعد الوبال فزرته في الليل مستعطفاً ... أفديه بالنفس وأهلي ومال وأشتكي ما أنا فيه من البلوى ... وما ألقاه من سوء حال فأظهر العطف علي عبده ... بمنطق يزري بنظم اللآل فيا لها من ليلة نلت في ... ظلامها ما لم يكن في خيال أمست خفيفات المطايا الرجا ... بها وأضحت بالعطايا ثقال سقيت في ظلمائها خمرة ... صافية صرفاً طهوراً حلال وابتهج القلب بأهل الحمى ... وقرت العين بذاك الجمال ونلت ما نلت على أنني ... ما كنت أستوجب ذاك النوال ومن غريب ما حكاه في بعض كتبه أن سلطان زماننا خلد الله ملكه. وأجرى في بحار التأييد فلكه. عرض له يوماً وهو في مصيده خنزير عظيم الجثة طويل السن الخارج فضربه بالسيف ضربة نصفه بها نصفين ثم أمر بقلع سنه والاتيان بها إليه فوجد مكتوباً عليها لفظة الجلالة بخط بين مثبت نات منها فحصل له ولنا ولمن حضر المصيدة من العسكر المنصور نهاية العجب فإن ذلك من أغرب الغرائب ولما رأينها أدام الله نصره وتأييده وقال لي كيف يجتمع هذا مع نجاسة الخنزير فقلت له إن السيد المرتضى قابل بطهارة ما لا تحله الحياة من نجس العين ووجود هذا الخط على هذي السن ربما يؤيد كلامه طاب ثراه فإن السن مما لا تجله الحياة والله أعلم السيد نور الدين علي ابن أبي الحسن الحسيني الشامي العاملي طود العلم المنيف. وعضد الدين الحنيف. ومالك أزمة التأليف والتصنيف. الباهر بالرواية والدراية. والرافع لخميس المكارم أعظم رايه. فضل يعثر في مداه مقتفيه. ومحل يتمنى البدر لو أشرق فيه. وكرم يخجل المزن الهاطل. وشيم يتحلى بها جيد الزمن العاطل. وصيت من حسن السمعة بين السحر والنحر فسار مسير الشمس في كل بلدة ... وهب هبوب الريح في البر والبحر حتى كان رائد المجد لم ينتجع سوى جنابه. وبر يد الفضل لم يقعقع سوى حلقة بابه. وكان له في مبدأ أمره بالشام. مجال لا يكذبه بارق العز إذا شام. بين اعزاز وتمكين. ومكان في جانب صاحبها مكين. ثم انثنى عاطفاً عنانه وثانيه. فقطن بمكة شرفها الله تعالى وهو كعبتها الثانية. تستلم أركانه كما تستلم أركان البيت العتيق. وتستسنم أخلافه كما يستسنم المسك العبيق. يعتقد الحجيج قصده من غفران الخطايا. وينشد بحضرته تمام الحج أن تقف المطايا. وقد رأيته بها وقد أناف على التسعين. والناس تستعين به ولا يستعين. والنور يسطع من أسارير جبهته. والعز يرتع في ميادين جدهته ولم يزل بها إلى أن دعى فأجاب وكأنه الغمام أمرع البلاد فانجاب. وكانت وفاته لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثمان وستين وألف رحمه الله تعالى. وله شعر يدل على علو محله. وابلاغه هدى القول إلى محله. فمنه قوله متغزلاً. يا من مضوا بفؤادي عندما رحلوا ... من بعد ما في سويد القلب قد نزلوا جاروا على مهجتي ظلماً بلا سبب ... فليت شعري إلى من في الهوى عذلوا واطلقوا عبرتي من بعد بعدهم ... والعين أجفانها بالسهد قد كحلوا يا من تعذب من تسويفهم كبدي ... ما آن يوماً لقطع الحبل أن تصلوا جادوا على غيرنا بالوصل متصلاً ... وفي الزمان علينا مرة بخلوا كيف السبيل إلى من في هواه مضى ... عمري وما صدني عن ذكره شغل واحيرتي ضاع ما أوليت من زمن ... إذ خاب في وصل من أهواهم الأمل

في أيّ شرع دماء العاشقين غدت ... هدرى وليس لهم ثار إذا قتلوا يا للرجال من البيض الرشاق أما ... كفاهم ما بالذي بالناس قد فعلوا من منصفي من غزال ماله شغل ... عني ولا عافني عن حبه عمل نصبت أشراك صيدي في مراتعه ... الصيد فنى ولي في طرفه حيل فصاح بي صائح خفض عليك فقد ... صادوا الغزال الذي تبغيه يا رجل فصرت كالواله الساهي وفارقني ... عقلي وضاقت على الأرض والسبل وقلت بالله قل لي أين سار به ... من صاده علهم في السير ما عجلوا فقال لي كيف تلقاهم وقد رحلوا ... من وقتهم واستجدت سيرها الابل وقوله مادحاً بعض الأمراء وهي من غرر كلامه لك الفخر بالعليا لك السعد راتب ... لك العز والاقبال والنصر غالب لك المجد والاجلال والجود والعطا ... لك الفضل والنعما لك الشكر واجب سموت على هام المجرة رفعة ... ودارت على قطبي علاك الكواكب فيا رتبة لو شئت أن تبلغ السهى ... بها أقبلت طوعاً إليك المطالب بلغت العلا والمجد طفلاً ويافعاً ... ولا عجب فالشبل في المهد كاسب سموت على قب السراحين صائلاً ... فكلت بكفيك القنا والقواضب وحزت رهان السبق في حلية العلا ... فأنت لها دون البرية صاحب وجلت بحومات الوغي جول باسل ... فردت على أعقابهن الكتائب فلا الذارعات المعتمات تكنها ... ملابسها لما تحن المضارب ولا كثرة الأعدا تغنى جموعها ... إذا لمعت منك النجوم الثواقب خض الحتف لا تخش الردى واقهر العدى ... فليس سوى الاقدام في الراي صائب وشمر ذيول الحزم عن ساق عزمها ... فما ازدحمت إلا عليك المراتب إذا صدقت للناظرين دلائل ... فدع عنك ما تبدي الظنون الكواذب يبيض المواضي بدرك المرء شأوه ... وبالسمران ضاقت تهون المصاعب لأسلافك الغر الكرام قواعد ... على مثلها تبني العلى والمناصب زكوت وحزت المجد فرعاً ومحتداً ... فاباؤك الصيد الكرام الأطايب ومن يزك أصلاً فالمعالي سمت به ... ذرى المجد وانقادت إليه الرغائب بنو عمكم لما أضاءت مشارق ... بكم أشرقت منهم علينا مغارب وفيكم لنا بدر من الغرب طالع ... فلا غرو إن كانت لديه العجائب هو الفخر مد الله في الأرض ظله ... ولا زال تجلى من سناه الغياهب إلى حلب الشهباء منى بشارة ... تعطرها حتى تفوح الجوانب إذا ما مضى من بعد عشر ثلاثة ... من الدور فيها تستتم المآرب لقد حدثت عنها أولوا العلم مثلما ... جرى وانقضت تلك السنون الجوادب بدا سعدها لما علىّ بدابها ... ويا طالما قد أنحست وهو غارب وفوز عليّ بالعلى فوزها به ... فكل إلى كل مضاف مناسب كأني بسيف الدولة الآن وراداً ... إليها يلاقي ما جنته الثعالب لقد جاءها صوب الحيا بعد محلها ... وشرفها من أحكمته التجارب كريم إذا ما أمحل الغيث أمطرت ... أياديه جوداً منه تصفو المشارب أديب أريب لو تجسم لفظه ... أصابته عقداً حور للكواعب فيا أيها المنصور بشراك رتبة ... بها السعد حقاً والسرور مواظب مدحتكم والمدح فيكم تجارة ... بها تثمر النعا وتغلو المكاسب إلى باب علياكم شددت رواحلي ... ويا طالما شدت إليها الركائب

الشيخ حسن زين الدين الشهيد الشامي العاملي

بها الفضل منشور بها الجود وافر ... بها فتح من سدت عليه المذاهب وماذا عسى أن يبلغ الوصف فيكم ... إلى غاية هل ينقص البحر شارب فلا زلتم في أكمل السعد والهنا ... مدى الدهر ما مالت وماست ذوائب الشيخ حسن زين الدين الشهيد الشامي العاملي شيخ المشايخ الجله. ورئيس المذهب والمله. الواضح الطريق والسنن. الموضح الفروض والسنن. يم العلم الذي يفيد ويفيض. وجم الفضل الذي لا ينضب ولا يغيض. المحقق الذي لا يراع له يراع. والمدقق الذي راق فضله وراع. المتفنن في جميع الفنون. والمفتخر به الآباء والبنون. قام مقام والده في تمهيد قواعد الشرائع. وشرح الصدور بتصنيفه الرائق وتأليفه الرائع. فنشر للفضائل حللاً مطرزة الأكمام. وماط عن مباسم أزهار العلوم لثام الأكمام. وشنف المسامع بفرائد الفرائد. وعاد على الطلاب بالصلات والعوائد. وأما الأدب فهو روضة الأريض. ومالك زمام السجع منه والقريض. والناظم لقلائده وعقوده. والمميز عروضه من نقوده. وسأثبت منه ما يزدهيك احسانه وتطيعك خرائده وحسانه. وأخبرني من أثق به أن والده السعيد. لما ناداه الأجل فألقى السمع وهو شهيد. كان للشيخ المذكور من العمر اثنتا عشرة سنة وذلك في سنة خمس وستين وتسعمائة وتوفى رحمه الله تعالى سنة إحدى عشرة وألف. ومن مصنفاته كتاب مشفى الجمان. في الأحاديث الصحاح والحسان. وكتاب المعالم والاثنى عشريه ومنسك الحج وغير ذلك ومن شعره قوله طول اغترابي بفرط الشوق أضناني ... والبين في غمرات الوجد القاني يا بارقاً من نواحي الحي عارضني ... إليك عني فقد هيجت أشجاني فما رأيتك في الآفاق معترضاً ... إلا وذكرتني أهلي وأوطاني ولا سمعت شجا الورقاء نائحة ... في الايك إلا وشبّت منه نيراني كم ليلة من ليالي البين بت بها ... أرعى النجوم بطرفي وهي ترعاني كان أيدي خطوب الدهر منذ ناؤا ... عن ناظري كحلت بالسهد أجفاني ويا نسيماً سرى من حيهم سحراً ... في طيه نشر ذاك الرند والبان أحييت ميتاً بأرض الشام مهجته ... وفي العراق له تخييل جثماني وكم حييت وكم قدمت من شجن ... ما ذاك أول أحياء ولا الثاني شابت نواصي من وجدي فوا أسفي ... على الشباب فشيبني قبل ابّاني يا لائمي وبهذا اللوم تزعجني ... دعني فلومك قد والله أغراني لا يسكن الوجد ما دام الشتات ولا ... تصفو المشارب لي إلا بلبنان في ربع انسي الذي حل الشتات به ... تمائمي وبه صحبي وخلاني كم قد عهدت بهاتيك المعاهد من ... اخوان صدق لعمري أي اخوان وكم تقضت لنا بالحي آونة ... على المسرة في كرم وبستان لم أدر حال النوى حتى علقت به ... فغمرتي من وقوعي قبل عرفاني حتى م دهري على ذا الهون تمسكني ... هلا جنحت لتسريح بإحسان أقسمت لولا رجاء القرب يسعفني ... فكلما مت بالأشواق أحياني لكدت أقضي بها نحبي ولا عجب ... كم أهلك الوجد من شيب وشباني يا جيرة الحي قلبي بعد بعدكم ... في حيرة بن أوصاب وأحزان يمضي الزمان عليه وهو ملتزم ... بحبكم لم يدنسه بسلوان باق على العهد راع للذمام فما ... يسوم عهدكم يوماً بنسيان فإن براني سقامي أو نأى رشدي ... فلاعج الشوق أوهاني وألهاني وإن بكت مقلتي بعد الفراق دماً ... فمن تذكركم يا خير جيراني وقوله وهو من محاسن شعره فؤادي ظاعن اثر النياق ... وجسمي قاطن أرض العراق ون عجب الزمان حياة شخص ... ترحل بعضه والبعض باق وحلّ السقم في بدني فأمسى ... له ليل النوى ليل المحاق

سبط الشيخ زين بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن زين الدين الشامي العاملي

وصبري راحل عما قليل ... لشدة لوعتي ولظى اشتياق وفرط الوجد أصبح بي خليعاً ... ولما ينو في الدنيا فراقي وتعبث ناره في الروح حيناً ... فيوشك أن تبلغها التراقي وأظماني النوى وأراق دمعي ... فلا أروى ولا دمعي يراق وقيدني على حال شديد ... فما حرز الرقى منه بواق أبى الله المهيمن أن تراني ... عيون الخلق محلول الوثاق أبيت مدى الزمان لنار وجدي ... على جمر يزيد به احتراقي وما عيش لمرء في بحر غمّ ... يضاهي كربه كرب السياق يود من الزمان صفاء يوم ... يلوذ بظله مما يلاقي سقتني نائبات الدهر كأساً ... مريراً من أباريق الفراق ولم يخطر ببالي قبل هذا ... لفرط الجهل إن الدهر ساقي وفاض الكاس بعد البين حتى ... لعمري قد جرت منه سواقي فليس لداء ما ألقى دواء ... يؤمك نفعه إلا التلاقي وقوله أبهضني حمل النصب ... ونالني فرط التعب إذ مرّ حالات النوى ... عليّ دهري قد كتب لا تعجبوا من سقمي ... إن حياتي لعجب عاندني الدهر فما ... يود لي إلا العطب وما بقاء المرء في ... بحر هموم وكرب لله أشكو زمناً ... في طرفي الخير نصب فلست أغدو طالباً ... إلا ويعييني الطلب لو كنت أدري علة ... توجب هذا أو سبب كأنه يحسبني ... في سلك أصحاب الأدب أخطأت يا دهر فلا ... بلغت في الدنيا أرب كم تالف العذر ولا ... تخاف سوء المنقلب غادرتني مطرحاً ... بين الرزايا والنوب من بعد ما ألبستني ... ثوب عناء ووصب في غربة صماء إن ... دعوت فيها لم أُجب وحاكم الوجد على ... جميل صبري قد غلب ومؤلم الشوق له ... قلبي المعنى قد وجب ففي فؤادي حرقة ... منها الحشا قد التهب وكل أحبابي قد ... أودعتهم وسط الترب فلا يلمني لائم ... إن سال دمعي وانسكب واليوم نائي أجلي ... من لوعتي قد اقترب إذ بان عني وطني ... وعيل صبري وانسلب ولم يدع لي الدهر من ... راحلتي سوى القتب لم ترض يا دهري بما ... صرفك عني قد نهب لم يبق عندي فضة ... انفقها ولا ذهب واسترجع الصفو الذي ... من قبل كان قد ذهب تبت يداك مثل ما ... تبت يدي أبي لهب سبط الشيخ زين بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن زين الدين الشامي العاملي زين الأئمة. وفاضل الأمة. وملث غمام الفضل وكاشف الغمة. شرح الله صدره للعلوم شرحاً. وبنى له من رفيع الذكر في الدارين صرحاً. إلى زهد أسس بنيانه على التقوى وصلاح أهل به ربعه فما أقوى. وآداب تحمر خدود الورد من أنفاسها خجلاً. وشيم أوضح بها غوامض مكارم الأخلاق وجلا. رأيته بمكة شرفها الله تعالى والفلاح يشرق محياه. وطيب الأعراق يفوح من نشر رياه. وما طالت مجاورته بها حتى وافاه الأجل. وانتقل من جوار حرم الله إلى جوار الله عز وجل. فتوفي سنة اثنين وستين وألف رحمه الله تعالى وله شعر خلب به العقول وسحر وحسدت رقته أنفاس نسيم السحر فمنه ما كتب إلى الوالد من مكة المشرفة مادحاً له وذلك عام إحدى وستين وألف شام برقاً لاح بالأبرق وهنا ... فصبا شوقاً إلى الجزع وحنا وجرى ذكر أثيلات النقا ... فشكى من لاعج الوجد وانا دنف قد عاقه صرف الدرى ... وخطوب الدهر عما يتمني شفه الشوق إلى بان اللوى ... فغدا منهمل الدمع معنى

أسلمته للردى أيدي الأسا ... عندما أحسن بالأيام ظنا طال ما أمّل المام الكرى ... طمعاً في زورة الطيف وانّا كلما جن الدجى حن إلى ... زمن الوصل فأبدى ما أجنا وإذا هب نسيم من ربا ... حاجر أهدى له سقماً وحزنا يا عريباً بالحمى لولاكم ... ما صبي قلبي إلي ريع ومغنى كان لي صبر فأوهاه النوى ... بعدكم يا جيرة الحي وأفنى قاتل الله النوى كم قرحت ... كبداً من ألم الشوق وجفنا كدرت مورد لذاتي وما ... تركت لي من جميل الصبر ركنا قطعت أفلاذ قلبي والحشا ... وكستني من جليل السقم وهنا فإلى كم أشتكي جور النوى ... وأقاسي من هوى ليلي ولبني قد صمى قلبي من سكر الهوى ... بعما أزعجه السكر وعنى ونهاني عن هوى الغيد النهى ... وحباني الشيب إحساناً وحسنا وتفرغت إلى مدح فتى ... سنّة المعروف والافضال سنا يجد الربح سوى نيل العلى ... من مواىء المجد خسراناً وغبنا سيد السادات والمولى الذي ... أم إنعاماً وافضالاً ومنا لم يزل في كل حين بابه ... مأمنا من نوب الدهر وحصنا غمرت سحب أياديه الورى ... نعماً فهو للفظ الجود معنى نسخ الغامر من أفضاله ... حاتماً والفضل ذا الفضل ومعنا ورث السودد عن آبائه ... مثل ما قد ورثوا بطناً فبطنا حل من أوج العلى مرتبة ... صار منها النسر والعيوق أدنى تهزء الأقلام في راحته ... برماح الحظ لما تتثنى جادنا من راحتيه سحب ... تمطر العسجد لاماء ومزنا يا عماد المجد يا من لم تزل ... من معاليه ثمار الفضل تجنى عضني الدهر بأنياب الأسى ... تركتني في يد الأسواء رهنا هائماً في لجة الفكر ولي ... جسدٌ أنحله الشوق وأضنى كلما لاح لعيني بارق ... من نواحي الشام أضناني وعنا تتلظى كبدي شوقاً إلى ... صبية خلفت بالشام وافنى ركبت آمالنا شوقاً إلى ... ورد انعامك والافضال سقنا بعد ما انحلت العيس السرى ... وأبادت في فيافي البيد بدنا وبأكنافك يا كهف الورى ... من تصاريف صروف الدهر لذنا وتهنى مجدك العالي بما ... حازه بل كلما حاز تهنى وابق يا مولى الموالي بالغاً ... من مقامات العلى ما تتمنى وقوله أيضاً سئمت لفرط تنقلي البيداء ... وشكت لعظم ترحلي الانضاء ما أن أرى في الدهر غير مودع ... خلاًّ وتوديع الخليل عناء أبلى النوى جلدي وأوقد في الحشا ... نيران وجد مالها اطفاء فقدت لطول البين عيني ماءها ... فبكاؤها بدل الدموع دماء فارقت أوطاني وأهل مودتي ... وحبائباً غيداً لهن وفاء من كل مايسة القوام إذا بدت ... لجمال بهجتها تفار ذكاء ما أسفرت والليل مرخ ستره ... ألا تهتك دونها الظلماء ترمى القلوب بأسهم تصمى وما ... لجراحهن سوى الوصال دواء شمس يغار لها الشموس مضيئة ... ولها قلوب العاشقين سماء هيفاء تختلس العقول إذا رنت ... فكأنما لحظاتها الصهباء ومعاشر ما شان صدق ولائهم ... نقض العهود ولا الوداد مراء ما كنت أحسب قبل يوم فراقهم ... أن سوف يقضي بعد ذاك بقاء فسقى ثرى وادي دمشق وجادها ... من هاطل المزن الملث حياء

الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي الشامي العاملي

فيها أهيل مودتي وبتربها ... لجليل وجدي والسقام شفاء ورعى ليالينا التي في ظلها ... سلفت ومقلة دهرنا عمياء أترى الزمان يجود لي بإيابها ... ويتاج لي بعد البعاد لقاء فإلى متى يا دهر تصدع بالنوى ... أعشار قلب ما لهن قواء وتسومني فيك المقام بذلة ... ولهمتي عما تسوم اباء فأجابني لولا التغرب ما ارتقى ... رتب المكارم قبلك الآباء فاصبر على مر الخطوب فإنما ... من دون كل مسرة ضراء واترك تذكرك الشأم فإنما ... دون الشام وأهلها بيداء الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي الشامي العاملي نجيب أعرق فضله وأنجب. وكماله في العلم معجب. وأدبه أعجب. سقى روض آدابه صيب البيان. فجنت منه أزهار الكلام أسماع الأعيان. فهو للاحسان داع ومجيب. وليس ذلك بعجيب من نجيب. وله مؤلفات أبان فيها عن طول باعه. واقتفائه لآثار الفضل واتباعه. وكان قد ساح في الأرض. وطوى منها الطول والعرض. فدخل الحجاز واليمن والهند والعجم والعراق. ونظم في ذلك رحلة أودعها من بديع نظمه ما رق وراق. وقد حذا فيها حذو الصادح والباغم. ورد حاسد فضله بحسن بيانها وهو راغم. وقفت عليها فرأيت الحسن عليها موقوفاً. واجتليت محاسن ألفاظها ومعانيها أنواعاً وصنوفاً. واصطفيت منها لهذا الكتاب. ما هو أرق من لطيف العتاب. فمنه قوله علة شيبي قبل إبانه ... هجر حبيبي في المقال الصحيح ويجعل العلة في هجره ... شيبي وفي ذلك دور صريح وأنشد بعضهم في المعنى مسألة الدور جرت ... بيني وبي من أحب لولا مشيبي ما جفا ... لولا جفاء لم أشب ومنها قوله وهو مما كتب به إلى أهله بالشام تفصيل ما تدري به لا يحمل ... حملت نفسي فيك ما لم يحمل يا بدر تم جل عن نقص فما ... تلقاه إلا باذلاً لا يأفل نور الجبين وشعره من فوقه ... شمس ويغشى الشمس ليل اليل مذ شام طرفي حسنه صفد القوى ... وحماه عنه وأين منه الوصل سمحت له بالعين نفسي بعدهاودموعها منها دماء تهمل أنا في هواك كما علمت وذلتي ... لجلال وجهك أمرها لا يجهل ازداد فيك تعطفا وتذللاً ... وتزيد فيك قساوة وتدلل وعدلت بي وعدلت عني ظالماً ... يا ليت عدلك كنت عنه تعدل ومعرض عندي بذكر بثينة ... وهوى جميل ذكر هذا أجمل دع ما تزخرفه ومل يا عاطفاً ... نحو الشفاعة لي فذلك أفضل قول العواذل عندنا أهل الهوى ... في شرعنا مردودة لا يقبل والنصح غش منهم وصوابهم ... خطاء يرى وخفيفهم مستثقل لولا اشتغالي بادكار أحبة ... لقياهم عندي المهمّ الأول ما كنت يوماً عن فناه بمعزل ... كلا ولم يك عنه آنا معدل هم قيدوا منى الفؤاد واطلقوا ... جفني ولكن دمعه متسلسل وحشاشتي كادت تذوب لبعدهم ... لكنها بوصالهم تتعلل شط المرار بهم فعز لقاؤهم ... لكنهم بسواد قلبي نزّل أقسمت لا ألوي لغير هواهم ... يوماً إلى أن يحتويني الجندل هم علموني العشق حتى نالني ... من بعض ما لاقيت أمر مشكل قد كنت أشكو أمر دهر سالف ... عمر مضى يا ليته مستقبل تلخيص أشواقي بديع فنونه ... في شرح مختصر البيان مطول أو هي القوى ذكرى أحبة مهجتي ... لا غادة حوت الجمال ومنزل ورجائي في كرم المهيمن واسع ... ولقاهم منه دواماً أسأل وعليهم مني سلام نشره ... ما العنبر الشحري أو ما المندل وقوله يمدح السيد مبارك بن مطلب حاكم الحويزه

يا سائلي عن أربي في سفري ومطبي ... لي مطلب مبارك مبارك بن مطلب نجل علي المرتضى سبط النبي العربي ... الطيب بن الطيب بن الطيب بن الطيب أمان كل خائف غياث كل مجدب ... منيل كل نعمة من فضة وذهب في عدله وجوده تسمع كل عجب ... الأسد الكاسر لا يخشاه فرخ الثعلب كما السخال جملة ترعى وجود الأدوب ... والفرس والترك له دانت وله العرب إذا حللت أرضه نسيت أمي وأبي ... وأسرتي وولدي بنتاً يكون أو صبي ومن يكن حيدرة أباه والجد النبي ... فكلما تصفه من دون أدنى الرتب وقوله أيضاً يا من يحاول ما أملت بالحيل ... دع ما تخال فهذا أول الخلل واركب متون خيول السبق وأسر بها ... في جنح ليل الهدى من غير ما كسل وجانب الجانب الأدني فما ظفرت ... بالقرب منه ذوو الآمال بالأمل واقطع رجاك من الدنيا فما صدقت ... في وعدها أحداً من سالف الأزل وصل حبالك بالحبل المتين فما ... يعطى ويمنع الأعلة العلل واسلك سبيل رضاه غير متئد ... فإنه للبرايا أوضح السبل وازدد على الهجر حبالاً تملّ فما ... في ملة الحب أذى من أذى الملل وقوله أيضاً عزة النفس وانقطاع النصيب ... أو جبا ذلتي وهجر الحبيب فتعوضت عن مرامي وقصدي ... ببعادي عنه وقرب الرقيب وانقضى العمر في الأماني وما ... كنت إلى الله راجعاً من قريب هو دائي إذا يشاء ودوائي ... فهو ما زال علتي وطبيبي وقوله هو الدهر رب الجاه فيه أخو الفضل ... ولو أنه عار من الدين والعقل ورب الحجى والفضل والعلم والتقي ... إذا ما خلا منه فذاك أبو جهل وقوله يعز علينا أن تهون نفوسنا ... لذلك بالصبر الجميل أهنانا وكنا نرى لو أن أتانا مفاجياً ... معزلها فيها بذلك هنانا وقال فيها عند ذكره أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه وقلت فيه بيت شعر ما صفا ... يحصل منه أربعون ألفا تلحقها ثلاثة مئينا ... كاملة مضافة عشرينا أبيات شعر عدها كما ذكر ... والبيت هذا فتأمل واختبر عليّ رضيّ بهيٌّ وليٌّ ... صغيٌّ وفيٌّ سخيٌّ عليٌّ وشرح ذلك فقال يشتمل هذا البيت على أربعين ألف بيت وثلثمائة وعشرين بيتاً بيان ذلك أن البيت ثمانية أجزاء يمكن أن ينطبق كل جزء من أجزائه مع الآخر فتنتقل كل كلمة ثمانية انتقالات فالجزء الأول لأن علي رضي يتصور فيهما صورتان التقديم والتأخير ثم خذ الجزء الثالث فتحدث منه مع الأول ست صور لأن له ثلاثة أحوال تقدمه وتوسطه وتأخره ولهما حالان فاضرب أحواله في الحالين تكن ستة ثم خذ الجزء الرابع وله أربعة أحوال فاضربها في الستة التي لما قبله تكن أربعة وعشرين ثم خذ الخامس تجد له خمسة أحوال فاضربها في الصور المتقدمة وهي أربعة وعشرون تكن مائة وعشرين ثم خذ السادس تجد له ستة أحوال فاضربها في مائة وعشرين تكن سبعمائة وعشرين ثم خذ السابع تجد له سبعة أحوال فاضربها في سبعمائة وعشرين تكن خمسة آلاف وأربعين ثم خذ الثامن تجد له ثمانية أحوال فاضربها في خمسة آلاف وأربعين تكن أربعين ألفاً وثلثمائة وعشرين بيتاً والله أعلم ومن فوائده فيه عنه ذم الغيبة قوله وجوزوا الغيبة في مواضع ... لكنها قليلة المواقع كردع شخص يفعل القبائحا ... أو كان للشاهد أيضاً جارحا أو وصفه مما به يمتانو ... بفعله كي يحصل احتراز ففي الحديث الفاجر اذكروه ... يعرفه الناس فيحذروه وكل ذا مع عدم التقيه ... والخوف من ذي الشيم الرديه ومنها أيضاً قوله لي نفس أشكو إلى الله منها ... هي أصل لكل ما أنا فيه

فجميل الخلال لا يرتضيني ... وقبيح الخلال لا أرتضيه فالبرايا لذا وذاك جميعاً ... لي خصوم من عاقل وسفيه وقوله لك الله من دهر توالت صروفه ... علينا فأولى ضد ما نتمناه فقرّبنا ممن نود بعاده ... وأبعدنا عمن نود ونهواه وهو من قول المتنبي أما تغلط الأيام فيّ بأن أرى ... بغيضاً تنئى أو حبيباً تقرب وله أيضاً المرء لا يسلم من حاسد ... أو شامت في اليسر والعسر فهو على الحالين لا بد أن ... يلحقه نوع من الشر وله واعجبا منا ومن حبنا ... للمال ما ذلك الابوار فآخر الدرهم همّ يرى ... وآخر الدينار لا شك نار البيت الثاني من قول الأول النار آخر دينار نطقت به ... والهم آخر هذا الدرهم الجاري والمرء ما دام مشغوفاً بحبهما ... معذب القلب بين الهم والنار وقال أيضاً مدت حبائلها عيون العين ... فاحفظ فؤادك يا نجيب الدين في هجرها الدنيا تضيع ووصلها ... فيه إذا وصلت ضياع الدين وهو من قول الآخر يا قلب دع عنك الهوى واسترح ... فلست فيه حامداً أسراً أضعت دنياك بهجر وإن ... نلت وصالاً ضاعت الأخرى وعكس ذلك بعضهم فقال يا قلب لا تدع الهوى ... وارفض مقال أولى الزهاده إن كان وصل فالمنى ... أو كان هجر فالشهاده وقال أيضاً وإذا كانت الحياة إلى الموت ... فقصر الآمال أولى وأحرى فالخطايا تزداد والعيش ضنك ... فهو أولى لا شك أولى وأخرى وقال أيضاً كل امرء دون أمرين ... من الأنام مقصر أما امرؤ متوكل ... أو آخر متهور وقال في السيد خلف بن مطلب وأجاد في التورية إذا جرى ذكر ذي فضل ومكرمة ... ممن مضى قلت خلواً ذكر من سلفا الحمد لله أهل الحمد إن لنا ... عن كل ذي كرم ممن مضى خلفا وقال لما بلغه نعي الشيخ حسن بن الشهيد رحمهما الله تعالى جودي بدمع مستهل غزير ... يا عين فالخطب جليل خطير وإن رقى الدمع فسحي دماً ... ففادح الرزء بهذا جدير دك لعمري جبل شامخ ... كادت له الشم العوالي تسير طود على بحر نهىً يا له ... من أوحد ليس له من نظير وقال أيضاً ما لي على هجرك من طاقة ... ولا إلى وصلك لي مقدرة لكنني ما بين هذا وذا ... فرطت في دنياي والآخرة وقال أيضاً ما صفا الدهر لامرء قط يوماً من البشر ... فإذا مشرب صفا عاند الدهر في آخر وقال أيضاً جبت البلاد فما وجد ... ت به صديقاً صادقاً يا قلب فاحذر لا تكن ... فيها بخل واثقا وقال أيضاً وهو مما ليس في رحلته إذا كان ريح المسك ينكر ضائعاً ... لدى بلد فالمسك لا شك ضائع وقد يعذر المجروح في ترك شمه ... ففي البين داء ذلك الداء مانع البيت الأول ينظر إلى قول الشريف قتاده وما أنا إلا المسك في غير أرضكم ... أضوع وأما عندكم فأضيع وقال في رحلته كنا ببستان جلوساً إذ قدم ... شخص من الأعيان من أهل العجم فقال نحن الشام ذاهبونا ... وحج بيت الله قاصدونا وإن كتبتم لهناك رقعة ... نوصلها لكن بوجه السرعة ولم يكن الامداد أحمر ... وورق صافي الأديم أصفر فجاء في رؤيتي بيتان ... شعراً بديعاً وهما هذان فمدمعي مثل مدادي والورق ... لو ندّ لوني ولكني أرق فطلق النوم جفوني فلذا ... عوضني عنه بتزويج الأرق

الشيخ محمد بن علي بن أحمد الحرفوشي الحويزي الشامي العاملي

الشيخ محمد بن علي بن أحمد الحرفوشي الحويزي الشامي العاملي منار العلم الاسمي. وملتزم كعبة الفضل وركنها الشامي. ومشكاة الفضائل ومصباحها. المنير به مساؤها وصباحها. خاتمة أئمة العربية شرقاً وغرباً. والمرهف من كهام الكلام شباً وغرباً. ماط عن المشكلات نقابها. وذلل صعابها وملك رقابها. وحل للعقول عقالها. وأوضح للفهوم قيلها وقالها. فتدفق بحر فوائده وفاض. وملأ بفرائده الوطاب والوفاض. وألف بتآليفه شتات الفنون. وصنف بتصانيفه الدر المكنون. إلى زهد فاق به خشوعاً واخباتاً. ووقار لا توازيه الرواسي ثباتاً. وتاله ليس لابن أدهم غرره وأوضاحه. وتقدس ليس للسري سره وايضاحه. وهو شيخ شيوخنا الذي عادت علينا بركات أنفاسه. واستضأنا بواسطة من ضيا نبراسه. وكان قد انتقل من الشام إلى بلاد العجم. وقطن بها إلى أن وفد عليه المنون وهجم. فتوفي بها في شهر ربيع الثاني سنة تسع وخمسين وألف ومن مصنفاته شرح الزبدة في الأصول واللآلي السنية في شرح الأجرومية. وشرح التهذيب في النحو. وشرح شرح الفاكهي على القطر وشرح شرح الكافيجي على قواعد ابن هشام والمختلف في النحو وطرائف النظام. ولطائف الانسجام. في محاسن الأشعار وغير ذلك. وله الأدب الذي أينعت ثمار رياضه. وتبسمت أزهار حدائقه وغياضه. فحلا جناها لأذواق الافهام. وتنشق عرفها كل ذي فهم فهام. فمن مطرب كلامه. الذي سجعت به على أغصان أنامله عنادل أقلامه. قوله مادحاً شيخ الشيخ شرف الدين الدمشقي سنة ست وعشرين وألف إذا ما منحت جفوني القرارا ... فمر طارق الطيف يدني المزارا فعلك تثلج قلباً به ... تأجج وجداً وزاد استعارا واني يزور فتى قد براه ... سقام يمض ولو زار حارا خليلي عرج على رامة ... لأنظر سلعاً وتلك الديارا وعج بي على ربع من قد نأى ... لأسكب فيه الدموع الغزارا فقلبي من منذ زمّ المطيّ ... ترحل عني إلى حيث سارا فهل ناشد لي وادي العقيق ... عنه فإني عدمت القرارا بروحي رشا فاتن فاتك ... إذا ما انثنى هام فيه العذارا وامارنا باللحاظ انبرت ... قلوب الأنام لديه حيارا ومن عجب أنها لم تزل ... تعاقب بالحد وهي السكارا واعجب من ذا رأينها بها ... انكساراً يقود إليها انتصارا ولم أرض قبله سافكاً ... دماء ولم يخش في القتل ثارا يعير الغزالة من وجهه ... ضياء ويسلب منه النفارا ويحمي بمرهف أجفانه ... جنياً من الورد والجلنارا تملكني عنوة والهوى ... إذا ما أغار الحذار الحذارا يرق العذول إذا ما رأى ... غرامي ويمنحني الاعتذارا ومن رشقته سهام اللحاظ ... فقد عز براء وناء اصطبارا حنانيك لست بأول من ... دعاه الغرام فلبي جهارا ولا أنت أول صب جنى ... على نفسه حين أضحى جبارا ترفق بقلبك واستبقه ... فقد حكم الوجد فيه وجارا وعج عن حديث الهوى واقرعن ... إلى مدح من في العلى لايجارا امام توحد في المكرمات ... ونال المعالي والافتخارا وأدرك شاؤ العلى يافعاً ... والبس شانيه منه الصغارا سما في الكلام إلى غاية ... وناهيك من غاية لا تبارا مناقبه لا يطيق الذكى ... بياناً لمعشارها وانحصارا غدا كعبة لاقتداء الورى ... وأضحى لباغي الكمال المنارا إليه المفاخر منقادة ... أبت غيره أن يكون الوجارا هو البحر لا ينقضي وصفه ... فحدث عن البحر تلق اليسارا إذا أظلم البحر عن فكرة ... توقد عاد لديه نهارا يفيد لراجي المعالي عُلى ... ويمنح عافي نداء النضارا

وبكر تجرر أذيالها ... إليك دلالاً وتسعى بدارا أتتك من الحسن في مطرف ... تثنى قواماً أبى الاهتصارا تضوع عبيراً وتختال في ... ملابس وشى أبت أن تعارا تشكي إليك زماناً جنى ... عليها بنوه وخانوا الذمارا وهموا بإطفاء مقباسها ... لم يجدوا حين راموا اقتدارا فباؤا بخفيّ حنين وقد ... علاهم خسار ونالوا بوارا وكيف وأنت الذي قد قدحت ... زناداً ذكاها وأوريت نارا فهاك عروساً ترجى بأن ... يكون القبول لديها نثارا ومنك إليك أتت إذ غدوت ... لها منشأ واضحاً والنجارا ودم واحد الدهر فرد الورى ... تنال سمواً وتحوي وقارا مدى الدهر ما لاح شمس الضحى ... وناوح بلبل روض هزارا وواصل صبا حبيب وما ... تذكر نجداً فحن ادكارا وقوله مادحاً الفاضل الأديب عبد اللطيف المنقاري يا ليتها إن لم تجد بوصال ... سمحت بوعد أو بطيف خيال جنحت لما رقش الوشاة ونمقوا ... من أنني سال ولست بسال كيف السلو ولي فؤاد لم يزل ... لجحيم نيران الصبابة صال ومدامع لولا زفيري لم يكن ... ينجو الورى من سحها المتوالي ونحول جسم واحتمال مكاره ... وسهاد جفن وادكار ليالي فإلى م اظماء في الهوى ومواردي ... فيه سراب أو لموع الآل ولم اختباري عن فؤادي كل من ... ألقى وقلبي عند ذات الخال هيفهاء رنحها الدلال فأخجلت ... هيف الغصون بقدها الميال في خدها الورد انجني وثغرها ... يحوي لذيذ الشهد والجريال حجبت محياها الجميل ببرقع ... كرقيق غيم فوق بدر كمال ونضت من الأجفان بيض صوارم ... ففزت بهن ولم تناد نزال فلكم عزيز يختشى من بأسه ... أضحى لديها في أشد وبال وأخو الهوى يلفى المذلة عزة ... ومذال أهل الحب غير مذال لله ليلة أقبلت بدجنة ... فرقاً من الواشين والعذال ووفت كما شاء الغرام وانعمت ... بالقرب بعد تبرم ودلال وحبت فؤادي بعد نار صدودها ... برد الوصال ومنتهى الآمال فجنيت أوراد الخدود وطالما ... امتنعت عليّ وهيجت بلبالي وبلغت منها ما يؤمل وامق ... وذهبت منها الوصل خوف زوال حتى بدا الصبح المنير كأنه ... وجه الوحيد الماجد المفضال عبد اللطيف الأريحي أخى الندى ... غوث الورى ذي النائل الهطال الا لمعى اللوذعي الهبزري ... الا وحدي محل كل كمال الفاضل الحبر الهمام ومحرز ... قصبات سبق أواخر وأوالي الكامل المولى المبين بفكره ... ما لم يلح من غامض الأشكال الواهب النعم الجسام ومانح ال ... عافي لجدواه جزيل نوال الناظم الشعر الذي لو حلت الشع ... رى له وفته بعض معالي والغيد لو شاهدنه لبغينه ... عقداً يمسن به علي الأمثال أدب يروقك بهجة وشمائل ... فاقت نسيم صبا ولطف شمال ومآثر مروية ومفاخر ... محوية بعزيمة ومقال مهلاً أمير الفضل ماذا تبتغي ... فقت الورى إذ كنت في الأطفال أصبحت كعبد قاصد وملاذ من ... وافي علاك لحادث مغتال أممت سدتك التي قد أصبحت ... مأوى الكمال ومعدن الأفضال

فانقادت الآمال نحوي وانبرت ... نحوي المطالب دون سبق سؤال والدهر جاءك تائباً من حشده ... نحوي رعال الخطب اثر رعال ودرى لأني قد لجأت لماجد ... رحب الفناء مؤمل الاقبال فإليك من درر النظام قصيدة ... جاءتك ترفل في رداء جمال تمشي على مهل وتشكرك الذي ... أوليته من فضلك المنهال ومتى يوفي بعض وصفك ناظم ... وإلى علاك مآل كل كمال واسلم على مر الزمان مؤيداً ... جذلان ذا نعم موفر بال ما أخلصت ودّاً صحيفة كاتب ... وتلا مديحاً في النوادي التال وقوله مادحاً الأمير الكبير ذا المجد الخطير محمد المنجكي ببيض الهند والسمر الصعاد ... ملاك المجد في يوم الجلاد وبذل النفس في العلياء عز ... يلذ لذى التجاول والطراد ومن يبغ اشتيار الشهد يصبر ... على مرّ اليعاسيب الحداد فدع أرضاً بها أبصرت ذلاً ... ولا تنزل بضيم في بلاد وسر في الأرض ذا نقل فلولاً ... انتقال البدر دام على الولاد ولولا نقلة الدرر الغوالي ... لما وضعت على نحر وهادي فدارك حيث صادفت اعتزازاً ... وأهلك ذو الحفيظة والوداد ولا تصحب سوى عضب نحيل ... تعشق متنه ضرب الهوادي صقيل الصفح رق وكاد لولا ... الجفين يسيل من طرف النجاد تخال به وليس به غدير ... ترقرق أو سعير ذا اتقاد وتحسبه إذا ما استل برقاً ... تالق في الدجى غب العهاد وما ماست به ماسل روح ... خلت من غبطة من ذي فراد والأظهر سرحوب سليل الفح ... ول من المطهمة الجياد حتى همى تراه مع الذميل المبر ... ح راغباً في الازدياد يرى عاراً مسابقة النعامى ... ويأنف نعله مس الصلاد فلو وطيء القطا ما ارتعن منه ... نياماً وانتبهن من الرقاد بدا كالخيزرانة من نحول ... من الادلاج في هجل البوادي يمر على الغدير به غليل ... فيهجره لفرط الاجتهاد تساوي عنده حزن وسهل ... وآكام مروعة ووادي ويوم حزت صهوته وظني ... بأن الزهر دوني في وهاد فجئت به موامي مقفرات ... تضل بها النجوم عن السداد وصلت نهارها بالليل حتى ... استغاثت من سراي ومن جوادي لا لقي أوحدياً أريحياً ... ومولا ذكره للعرف هاد وصدراً منجكي الأصل أضحى ... له الافضال من شيم وعاد فتى بلغ العلى والمجد طفلاً ... وأدرك طارفاً غب التلاد سما فلو استطاعت يوح قالت ... رويدك جزتني بالاصطعاد وفاق على الأنام وما أميطت ... تمائمه وفات على العباد له نسب إذا حلك انتساب ... منير المتن جمّ الاتقاد وبيت واسع الأبواب صب الثر ... ى نرجوه في السنة الجماد متى تحلل به تحلل جناباً ... رضيعاً للسوادي والفؤادي أمير لايهاب الدهر شيئاً ويخشى ... بطشه صعب القياد له في يوم سلم لين ظبى ... وصولة ضيغم يوم الجهاد أبي إلا مقارعة المنايا ... وكسب الحمد بالهند الحداد وبذل نواله حتى استغاثت ... خزائنه لدى حضر وباد همام عزمه الماضي حسام ... به عدل الزمان عن الفساد ربيط الجاش محمود المساعي ... أبيّ النفس قهّار الأعادي

معرس كل معضلة وخطب ... ومنبت كل مكرمة وآد يرى في يومه ما بعد يأتى ... بفكر لا يضل عن الرشاد يبيت وهمة أمر الرعايا ... بطرف لا يمل من السهاد إذا حمى الوطيس أبان بائساً ... شديداً دونه خرط القتاد فمل أن كنت ذا حاج إليه ... تنل فوق المؤمل من أيادي ودع كل الأنام وبع للموالي ... وخوف ما خلا منه المفادي من القوم الأولى حازوا فخاراً ... به شهد العدو عن اعتقاد بنوا في المجد بيتاً دان قسراً ... له أدم وقصر شاد عاد وساسوا ملكهم بوثيق عزم ... تلين لبائسه صم الجماد وراشوا من مضاء الرأي سهماً ... تأبى غير اقصاد المراد وشادوا للفضائل والمعالي ... ربوعاً دونها أعلا المصاد وخاضوا غير هيابين بحر الم ... نية بالمثقفة الصعاد ومولاي الأمير جرى على ما ... عليه مضوا حماد له حماد هو الفذ المعد لكل خطب ... ودافع كل داهية ناآد ومؤمل كل معروف وكهف الع ... فاة وللورى خير العتاد فيا طوداً لديه يدك رضوى ... ويا بحراً سواه كما النماد ويا ذا الحلم لا يعروه ذل ... وذا المجد المؤثل في اطراد جعلت علاك معمدي ووردي ... وبابك قبلتي وثناك زادي ورمتك فاتحاً للمدح باباً ... يضيق على زهير أو زياد فدونك من بنات الفكر بكراً ... أتتك أبية ذات انقياد منظمة كما انتظمت عقود ... ولكن لا تمس طلى الخراد مبرأة من الأفواه فيها ... ومن وصم الاجازة والسناد يكاد السمع يشربها ويرجو ... إعادتها المعادي للمعاد منقحة المعاني لو رآها ... لدان لها ابن ساعدة الأيادي أتتك من المدائح في رداء ... يزول الدهر وهي بلا نفاد مهنئة بعيد أنت فيه ... فؤاد أو بمنزلة السواد فلا زالت بك الأعياد تسمو ... مكررة على السبع الشداد ودمت من الحوادث في أمان ... سعيد الجد مرفوع العماد مدى الأيام ما رقمت بنان ... مديحاً أو شدا بالنظم شاد وما دامت تنال ذرى المعالي ... ببيض الهند والسمر الصعاد وقال أيضاً أنا مذ قيل لي بأنك تشكو ... ضر حماك زاد بي التبريح أنت روحي وكيف يبقى سليماً ... جسد لم تصح منه الروح وقال في الخال وشحرور ذاك الخال لم يجف ... روضة المحيا ومن عنها يميل إلى الهجر ولكنه خاف اقتناص جوارح ... اللحاظ فوافى عائذاً بحمى الثغر وقال في ذلك كأنما الخال فوق الثغر حين بدا ... وقد غدا فتنة الألباب والمقل هزار ايك سعى في روضة أنف ... لمنهل راجياً ماء فلم يصل وقال فيه أيضاً أقامت الخيلان في خده ... تحرس ذاك الورد والجلنار كأنها حبات مسك على ... لوح من الياقوت أو من نضار وقال أيضاً في الغزل من لي بهيفاء أذكت من تباعدها ... في القلب ناراً ولم تسمح لمضناها وأهالها من فتاة إن رنت فعلت ... ما ليس يفعله الهندي عيناها وقال في الشيخ محمد الجواد الكاظمي جرى في حلبة العلياء شوطاً ... بسعي ما عدا سنن السداد ففات السابقين إلى المعالي ... وما هذا ببدع من جواد وقال أيضاً يقولون في الغليون فرطت رغبة ... وليس بشيء تقتنيه وتختار فقلت لهم ما ذاك إلا لكونه ... مضاهي لا تنفك في قلبه النار وقال أيضاً

شيخنا العلامة محمد بن علي بن محمود بن يوسف بن محمد بن إبراهيم الشامي العاملي

لعمرك لم أهو الدخان ولم أمل ... إليه لا لفي نشوة وتطربا ولكنني أخفى به عن مجالسي ... دخان فؤاد بالغرام تلهبا شيخنا العلامة محمد بن علي بن محمود بن يوسف بن محمد بن إبراهيم الشامي العاملي البحر الفطمطم الزخار. والبدر المشرق في سخاء المجد بسناء الافتخار. الهمام البعيد الهمة. المجلوة بأنوار علومه ظلم الجهل المدلهمة. اللابس من مطارق الكمال أظرف حلة. والحال من منازل الجلال في أشرف حلة. فضل تفلفل في شعاب العلم زلاله. وتسلسل حديث قديمه فطاب لراويه عذبه وسلساله. ومحل رقى من أوج الشرف أبعد مراقيه. وحل من شخص المعالي بين جوانحه وتراقيه. شاد مدارس العلوم بعد دروسا. وسقى بصيب فضله حدائق غروسها. وانعش جذودها من عثارها. وأخذ من أحزاب الجهل بثارها. ففوائده في سماء الافادة أقمار ونجوم. وشهب لشياطين الأنس والجن رجوم. إن نطق صفد المعاني عن أمم. وأسمعت كلماته من به صمم. وإن كتب. كبت الحساد عن كثب. فجاء بما شاء على الافتراح. وترك أكباد أعدائه دامية الجراح. ومتى احتبى مفيداً في صدر ناديه. وجثت بين يديه طلاب فوائده وأياديه. رأيت داماء العلم تقذف درر المعارف غواربه. وقمر الفضل أشرقت بضياء عوارفه مشارقه ومغارقه. فيملأ الأسماع دراً فاخراً. ويبهر الأبصار والبصائر محاسناً ومفاخراً. وأما الأدب فعليه مداره. وإليه ايراده واصداره. ينشر منه ما هو أذكى من النشر في خلال النواسم. بل أحلى من الظلم يترقرق في ثنايا المباسم. وما الدر النظيم إلا ما انتظم من جواهر كلامه. ولا السحر العظيم إلا ما نفثت به سواحر أقلامه. وأقسم أني لم اسمع بعد شعر مهيار والرضى. أحسن من شعره المشرق الوضي. إن ذكرت الرقة فهو سوق رقيقها. أو الجزالة فهو سفح عقيقها. أو الانسجام فهو غيثه الصيب. أو السهولة فهو نهجها الذي تنكبه أبو الطيب. سا وثبت منه ما يقوم بنية هذه الدعوى. وتهوى إليه أفئدة أولي الألباب وتهوى. وإن صدف عن هذا المذهب ذاهب. فللناس فيما يعشقون مذاهب. وها أنا أعتذر إليه. من الايجاز في الثناء عليه. فما سطرته لمحة مما له أقفو. ويا عجباً مني أحاول وصفه. وقد فنيت فيه القراطيس والصحف. وله علي من الحقوق الواجب شكرها. ما يكل شباً يراعتي ذكرها. وهو شيخي الذي أخذت عنه في بدء الي. وأنضيت إلى موائد فوائده بعملات رحالي. واشتغلت عليه فاشتغل بي. وكاد دأبه تهذيب أدبي. ووهبني من فضله ما لا يضيع. وحنا علي حنو الظئر على الرضيع. ففرش لي حجر علومه. والقمني ثدي معلومه. حتى شحذ من طبعي مرهفاً. ويرى من نبعي مثقفاً. فما يسفح به قلمي إنما هو من فيض بحاره وما ينفح به كلمي إنما هو من نسيم أسحاره ومن منائح مولانا مدائحه ... لأن من زنده قدحي وايرائي

هذا ولو جعلت انبوبة القلم سادسة خمسي. وأفرغت في بياض الأرقام سواد نفسي. ورمت القيام له بأداء شكره. لا استهدفت لملام التقصير ونكره فأنا أتوسل إلى رب الثواب والجزا. أن يجعل نصيبه من رضوانه أو في الأنصبا والأجزا. وأما خبر ظهوره من الشام وخروجه. وتنقله في البلاد تنقل القمر في بروجه. فإنه هاجر إلى الديار العجمية بعد ابدار هلاله. وانسجام وسمي فضله وانهلاله. فأقام برهة من الدهر. محمود السيرة والسريرة في السر والجهر. عاكفاً على بث العلم ونشره. مؤرجاً الأرجاء بطيبه ونشره. ولما تلت الألسن سور أوصافه واجتلت الأسماع صور أقسامه بالفضل واتصافه. استدعاه أعظم وزراء مولانا السلطان إلى حضرته. وأحله من كنفه في بهجة العيش ونضوته. ثم رغب الوالد في انحيازه إلى جنابه. فاتصل به اتصال المحبوب بعد اجتنابه. فأقبل عليه اقبال الرامق الودود. وأظله بسرادق جاهه الممدود. فانتظم في سلك ندمائه. وطلع عطارداً في سمائه نجوم. حتى قصد الحج فحج. وقضى من مناسكه العج والثج. فأقام بمكة سنتين ثم عاد. فاستقبله ثانياً بالاسعاف. والاسعاد. وكنت قد رأيته حال عوده ببندر المخا. ثم رأيته بحضره الوالد وبينهما من المودة ما يربى على الاخا. فأمرنا بالاشتغال عليه. والاكتساب مما لديه. فقرأت عليه الفقه والنحو والبيان والحساب وتخرجت عليه في النظم والنثر وفنون الآداب. وما زال يشنف أذاني بفوائده. ويملا أرداني بفوائده. حتى حسدنا عليه الدهر الحسود وجرى على سحيته في تبديل الأيام البيض بالليالي السود. فقضى الله علينا بفراقه. لأمور أوجبت نكس الأمل بعد افراقه وهو اليوم. يتحلى بفضل تشد إليه الرحال. ويتجلى بأدب يروي به الامحال. وينيف برتبة يقصر عنها كل متطاول. وترجع أيدي الناس دون منالها ... وأين الثريا من يد المتناول هذا وحين أثبت من نظمه الذي تتعلق به البلاغة وتتمسك. ويتضوع به كافور الطروس ويتمسك. وتحسد حسن انتشاقه الثغور. وتغار له نجوم السماء فتغور. فمنه قوله في الغزل. أنت يا شغل المحب الواجد ... قبلة الداعي ووجه القاصد فتّ آرام الفلا حسناً فما ... قابلت إلا بطرف جامد شان قلبينا إذا صح الهوى ... يا حياتي شان قلب واحد أكثر الواشون فينا قولهم ... ما علينا من مقال الحاسد لست أصغي لأراجيف العدى ... من يغالي في المتاع الكاسد وقال أيضاً رب ساق غمزته فتغابى ... ثم أومي بناظر لا يطاق قال لي والخمار يرعد كفيه ... وروحي على يديه تراق أنت لا شك هالك بجفوني ... قلت زدني فإنها درياق فانتضبى الكاس من يدي وأهوى ... نحو فيه بالكاس وهي دهاق قال لي هاكها شراباً طهوراً ... خلصتها من خبثها الارياق وقال أحيى هواه وهواه قاتلي ... ما أربح الشامي لو أودى به وحشى قلب ضل عند ريمة ... فظل يغلي البيد في طلابه عجلان ما أضنى عليه قلبه ... لو أنه في كفه دحى به وقال قف بالمنازل حيث أوقفك الهوى ... وكل البكاء إلى الحمام العنيف إني غسلت من العيون أناملي ... ونفضت من أثر البكاء كفوفي وقفت بي والجناء بين طلولهم ... لولا مكان الريب طال وقوفي ارتاد في عرصاتهن كأنني ... طيف ألمّ بناظر مطروف فصممت حتى لا يجبن مسائلي ... وعمين حتى لا يرين عكوفي وقال لا يتهمني العاذلون على البكا ... كم عبرة موهتها ببناني يا من يفندني على ابنة وائل ... عني إليك فغير شانك شاني آليت لافتق العذول مسامعي ... يوماً ولا خاط الكرى أجفاني قالت عثيمة قد كبرت عن الصبي ... ما للكبير وصبوة الشبان ما الشيب إلا كالقذاة لناظري ... فقليله وكثيره سيان أخيال عتمة أنت الطف بالحشا ... منها واعلق في صميم جناني

سلبت أساليب الصبابة من يدي ... صبري وأغرت ناجزي ببناني وقال دارياها لعلها أن تداري ... واحملاها على طباع العذارا واجلواها وفي الكؤوس بقايا ... قبل أن ترشف الصبا الاسرارا عللاني ولو بكاس هتار ... ما أقلت يداي كأساً هتارا إن قدحي من الهموم المعلى ... فاملئا لي من الكؤوس الكبارا حلف الهم أن سينهض عنا ... فأذقنا في مكانه الاسرارا هاتها والزمان طلق المحيا ... وأديم الصبي يروق نجارا فكأني به وقد جرد الشيب ... على مفرق الشباب غرارا واسقنيها سقيت في ظل كرم ... قد جلاها عريشه إن هارا لا تسمني عن السلاف اططباراً ... لا وعينيك لا أطيق اصطباراً إن ليل الضرير يوم نواها ... وحياة الملوك عيش السكارا أجلساني على يمين نديم ... ألبسته على الشمال سوارا كلما عبّ في الزجاجة نحنى ... شغل الحلى أهله أن يعارا قد خلعت العذار فيه ولولا ... عارضاه لما خلعت العذارا هو من قده يرنح صعداً ... ومن جفن عينه بتارا زارني والدجى ينم عليه ... والدياجي لا تكتم الأقمارا فوفى لي ولات حين وفاء ... في خفوت الكرى وصد جهارا في ليال كأنهم رياض ... اطلعت من كمائم أزهارا بين زهر تخالهن أقاحا ... ونجوم تخالها نوّارا فكان الظلام نفع مثار ... وكان النجوم ركب حيارى وليال ولا كزلف غزال ... بت أرعاه والنجوم غيارا أتبكي أسا ويبكي دلالاً ... بجفون بكت بكاء السكارى في ربوع كأنهن قلوب ... أودعتها جفونه أسرارا وترى كما عطفت الحنايا ... في قباب كما عطفت السوارا فإذ بنادر الثغور مياها ... وأخلنا ورد الخدود بهارا بالتزام يعطف الأسرارا ... وعناق يفكك الازرارا وجماش لولا عيونا للواحي ... وعفاف الهوى لحل الازارا يا ليالي السرور طولي فإنا ... قد شربنا الشموس والأقمارا وارتشفنا من الكؤوس رضابا ... واحتسينا من الثغور عقارا خندرياً لولا حياء أبيها ... خطفت من عيوننا الأبصارا من بنات المجوس تطلع في جن ... بيّ ناراً وخده جلنارا أكل الدهر حرمها فاستحالت ... في الواني للطفها أنوارا يا لقوم أسيرهم لا يفادي ... لعيون قتيلها لا يوارى فاترات لو لم يكن نشاوى ... ما تشكت جفونهن الخمارا ووجوه تخالهن بدوراً ... في خدود تخالهن سرارا كل قد من الغصون معار ... هز ردفاً من النقا مستعارا نزلوا من لوى الفؤاد طلولاً ... لا لوى الرمل والطلول القفارا وعليهم من النجوم عيون ... مزقت عن خرائد أستارا في ضمير الدجى تروح وتغدو ... والدياجي تظننا أسرارا كم تناعست للرقيب عسانا ... حين يضفو ننادم الأوتارا حيث يردي من الزمان قشيب ... غصبت صبغه جفون العذارا فاجتلتني الأيام خلع رواه ... فكأني خلعت ثوباً معارا كأن عودي على الزمان صليباً ... فأعادوه بعدهم موارا كم تحك الخطوب فيه جلوداً ... وتسن النوى به أظفارا وقال وكنت إذا نزعت إلى هنات ... جريت مع الصبا طلق الرياح

فقلدني المشيب على عذاري ... لجاماً كف راسي عن جماحي وقلت لعاذلي ايه فإني ... وهبت اليوم سمعي للواحي هو القدر المتاح على الغواني ... فقل ما شئت في القدر المتاح وما حسن العيون بلا بياض ... وما ليل التمام بلا صباح وما ضيف أتاك بلا احتشام ... وأنت من الرحيل على جناح وقال أرأيت ما صنعت يد التفريق ... أعلمت من قتلت بسعي النوق رحل الخليط وما قضيت حقوقهم ... بمنى النفوس وما قضين حقوقي علقوا بأذيال الرياح ووكلوا ... للبين كل معرّج بفريق وغدوت أصرف ناجذي على النوى ... وأغص من غيظ الوشاة بريقي هجروا وما صبغ الشباب عوارضي ... عجلان ما علق المشيب بزيقي فكأنني والشيب أقرب غاية ... يوم الفراق كرعت من راووق لا رق بعدهم لخيال لناظري ... إن حن قلبي بعدهم لرحيق لعب الفراق بنا فشرد من يدي ... ريحانتي صديقتي وصديقي لله ليلتنا وقد علقت يدي ... منه بعطف كالقناة رشيق عاطيته حلب العصير وصدنا ... عن وجه حاجتنا يد التفريق ما كان أسرع ما دحته وإنما ... دهش السقاة به عن الترويق أيقظته والليل ينفض صبغه ... والسكر يخلط شائقاً بمشوق والنوم يعبث بالجفون وكلما ... رقت النسيم قست قلوب النوق والبرق يعثر بالرحال وللصبا ... وقفات مصغ للحديث رفيق باتت تحرش والقنا متبرم ... بينا لغصون وقده الممشوق فأجابني والسكر يعجم صوته ... والكاس تضحك للثنايا الروق لولا الرقيب هرقت مضمضة الكرى ... وغصصت صافية الدنان بريقي ثم انثنيت وزلفه بيد الصبا ... وشميمه في جيبي المشقوق وقال يا أخا البدر رونقاً وسناء ... وشقيق المها وترب الغزاله ساعد الجد يوم بعتك روحي ... لا وعينيك لست أبغي اقاله يا عليل الجفون عللت قلبي ... زاد جفنك علة وذباله ما لعيني كلما عنّ ذكرا ... ك تداعت جفونها الهطاله جن طرفي مذ غاب عنه محيا ... ك جنوني فلا تسل ما جرى له كنت قبل الهوى ضنيناً بقلبي ... خدعتني لحاظك الختاله لك قدّ القنا وثغر الأقاحي ... وجفون المها وجيد الغزاله من تناسى بالرقمتين ودادي ... فبعيني غصونه المياله رب ليل قصرته بغرير ... حل من عقد زلفه فأطاله من عذيري في حب طفل لعوب ... عودوه سفك الدما فحلاله كلما صد عن سواي دلالاً ... صدعني تبرماً وملاله لست أنسى يوم الفراق وقد أدر ... ك من شملنا النوى آماله غصب البين من يدي كل غصن ... سرق الغصن لينه واعتداله فرّ نشوان من يدي يتكفي ... ثقل الورد غصنه فأماله لم تدع لوعة الجوى في حشاه ... من حصاة الفؤاد غير ذباله يا لواة الديون نفثة مصدور ... إذا بت أنفاسه أوصاله إن ذوب الجفون في اثر الفادين ... أولى لناظري أولى له فليلمني العذول ما شاء إني ... لست لي في هوى الحسان ولاله وقال سرى والليل ممدود الرقاق ... وساعي الفجر يحجل في وثاق خيال من عثيمة أو لبيني ... أو الشماء أخت بني البراق يطوف في الشأم وهي عراق ... وما بعد الشأم من العراق أقول لها وقد خطرت رياح ... من الزوراء في حلل رقاق وقد برد السوار على يديها ... فأحميت القلائد بالعناق

وأعجلنا النوى حتى لكدنا ... نودع بعضنا قبل التلاق ولم يك غير موقعنا ونادى ... منادي الحي حي على الفراق أبيني في نظير لا ضنين ... بنائله ولا ترف الحقاق يرى شبحاً بلا ظل ونفساً ... يرددها التنفس في التراق بنات الشوق تفحص في فؤادي ... وطفل الدمع يعبث بالمآقي وأنت جعلتني حرز الأعادي ... ولو أحببت ما أكلوا عراقي تلوكني الخطوب على هزالي ... ويحلو لي لها طعم الزعاق ولو عقل الزمان دري بأني ... على من رامني مرّ المذاق ولم تترك صروف الدهر مني ... ومن عضبي الحراز سوى رماق أما والراقصات على الآل ... ومن حملوا على الكوم العتاق لقد أضللت في ليل التصابي ... فؤاداً غير مشدود الوثاق ألا يا صاحبي نحواي سيراً ... فقد قعد الهوى بي عن رفاقي قفا عني باقرية الفتاقي ... فواقاً أو أقل من الفواق سقى الله العراق وساكنيه ... وجاد مراتع الشدن بالطلاق إلى أهل العراق يحن قلبي ... فوا شوقي إلى أهل العراق وقال يا خليلي دعاني والهوى ... إنني عبد الهوى لو تعلمان عرجاً نقضى لبانات الهوى ... في ربوع أقفرت منذ زمان مرتع أولع عيني بالبكا ... أمر العين به ثم نهاني وقصارى الخل وجد وبكا ... فأبكياني قبل أن لا تبكياني يا عربياً منحناهم أضلعي ... وغضاهم نار شوق في جناني سودواً ما بين عيني والفضا ... ومحوا عنها سواد الديدبان إن قلباً أنتم سكانه ... ضاع مني بين شعب والقنان وقال أتراك تهفو للبروق اللمع ... وتظن رامة كل دار بلقع لولا تذكر من ذكرن برامة ... ما حن قلبي للوي والأجرع ريم باجريت العراق تركته ... قلق الوساد قرير عين المضجع في السر من سعد وسعد هامة ... رعناكم تصدغ ولم تتضعضع وقال منها قالت وقد طار المشيب بابها ... أنشبت في خلق الغراب الأبقع وتلفتت والسحر راءد طرفها ... نحو الديار بمقلة لم تخشع ولكم بعثت إلى الديار بمقلة ... رجعت تعثر في ذيول الأدمع عرفت رسوم الدار بالمتربع ... فبكت ولولا الدار لم تشعشع أملت لو يتلوم الحادي وما ... أملت إلا أن أقول وتسمع وقال ايه بذكر معاهد وأناس ... طابت بذكر حديثهم أنفاسي اذكرتني حيث الاحبة جيرة ... حالي بهم حال وكاسي كاسي هلا وقفت على منازلهم معي ... وبكيت ناساً بالهم من ناس قالت عثيمة والخطوب تنوشني ... والشيب يضحك من بكاء الآسى شابت شواتك والزمان مراهق ... والشيب يا شامي تاج الراس وقال أجدك شايعت الحنين المرجعا ... وغازلت غزلاناً على الخيف رتعا وطالعت أقماراً على وجرة النقا ... وقد كنت أنهي العين أن تتطلعا ولم أر مثل الغيد أعصى على الهوى ... ولا مثل قلبي للصبابة أطوعا ومن شيمي والصبر مني شيمة ... متى أرم اطلالاً بعيني تدمعا وقور على باس الهوى ورجائه ... فما اتحسى الهم إلا تجرعا خليلي ما لي كلما هب بارق ... تكاد حصاة القلب أن تتصدعا طوى الهجر أسباب المودة بيننا ... فلم يبق في قوس التصبر منزعا إلى الله كم أغضبى الجفون على القذى ... وأطوى على القلب الضلوع توجعا ألا حبذا الطيف الذي قصر الدجى ... وإن كان لا يلقاك إلا مودعا ألم كحسو الطير صادف منهلاً ... فأزعجه داعي الصباح فأسرعا

وناضلته باللحظ حتى إذا رمى ... بسطت له حبل الهوى فتورعا قسمت صفايا الود بيني وبينه ... سواءٌ ولكني حفظت وضيعا وحزت نياط القلب أسباب نية ... فلله قلبي ما أرق وأجزعا وقال لمن العيس جفّلا كالنعام ... يرتجمن خلفة الآرام يرتقصن الخطا ارتقاص بنات الش ... وق تحت الحشا على الآكام ووراء السجوف كل أناة الخ ... طو حيّ الحياء ميت الكلام كدمي العاج في المحاريب أو كال ... زهر غب القطار في الأكام قد تقنعن بالشغوف كما ... قنع بدر الدجى بذيل الغمام ما عهدنا الظباء ترفل في الوشى ... ولا الوحش في البرى والخداء قسم الحسن بين قاصرة الطر ... ف وأخرى مقصورة في الخيام منها كل هيفاء حيث تعتقد الحب ... سريع الخطا بطي القيام كلما أقصدت فؤاد كميّ ... بسمت لي عن مثل حب الغمام رفعت طرفها إليّ وقالت ... بأبي ما أرق قلب الشامي طالعت صاحبي ومالت إلى الس ... رب بطرف ولا كطرفي دامي وسبتني وما أبحت حماها ... بقوام واها له من قوام وعيون أعاذنا الله منها ... لعبت بالعقول لعب المدام ورسيل يطيل ناشئة اللي ... ل وناهيكما بليل التمام ورمتني وللمنية أسبا ... ب فلله ما أخف الرامي حدثتني وفي الحديث شفاي ... ما لعينيك يحملان سقامي فلتطل لوعتي عليك ووجدي ... إن قلبي يصح بالاسقام يا نديمي بالجواي كلاني ... لهنات حسرت عنها لثامي اعفياني من هجعة تملاء الع ... ين غروراً بطارق في المنام زارني والهوى يخيل للعين ... سعاداً والليل مرخى الزمام فوفى لي بكل ما تشتهي النفس ... وولى والركب صرعى غرام زارني في ذر الشأم وداري ... بالمنقى ودارها بالرجام طاف والليل مطبق بعراه ... يستقيل الكرى من الالمام قلت للطارق الذي صدع الجو ... وشابت له فروع الظلام كبرت يا ظلوم همة عين ... طمعت أن تراك في الأحلام وقال باجتلاء المدام في الأقداح ... وبمرآة وجهك الوضاح لا تذرني على مرارة عيشي ... أكل واش ولا فريسة لاح صاح كلني إلى المدام ودعني ... والليالي تجول جول القداح لا تخف جور حادثات الليالي ... نحن في ذمة الظبي والرماح طوى أيدي الحطوب رهن المنايا ... تتخطى بها إلى سفاح قلدتني من المشيب لجاماً ... كف راسي شكيمه عن جماح صاح إن الزمان أقصر عمراً ... من بكاء بدمنة ونواح رق عنا ملاحف الجو فاسمح ... برقيق من ظبعك المرتاح يا مليك الملاح إن زماناً ... أن فيه زمان روح وراح طاب وقت المدام فاشرب عساه ... يا صباحي يطيب وقت الصباح واسقنيها سقيت في فلق الفجر ... على نغمة الطيور الفصاح منها خلعت ثوبها على التفاح ... وترامت على خدود الملاح كل ريحانة أرق من السرا ... ح جلالي شقيقة الأرواح وردة فوق خده وقروحاً ... بين جنبي داميات الجراح حبذا ميعة الشباب وعيش ... قد قطعناه في ظلال الرماح زارني زورة الخيال وولى ... في كرى النوم مزعجاً بالصباح لست أقوى على الجفون المراضي ... ويح نفسي من المراض الصحاح سامح الله من دمي وجنتيه ... وعفا عن بنانه الوضاح لا تؤاخذ جفونه بفؤادي ... يا إلهي كلاهما غير صاح وقال

ما أنس لا أنسي خيالاً سرى ... يسترشد الشوق إلى مضجعي حسبت بدر التم قد زارني ... فبت لا أقفو سوى المطلع أسأل عنه الشوق لو يرعوي ... وأنشد البين به لويعى آليت والدار لها حرمة ... لا أسأل الدار وصبري معى كان دمى حجراً على حاجر ... فلم اباحته مهى الأجرع علالة كان وقوفي بها ... أبغي شفاء القلب من الموجع وقال يا نسيم الصبا ويا عذب الر ... يحان هبي عليّ وانتفضى خبريني عن اللوا خبراً ... إن ذكر الديار من غرضى لأقضي من اللوى وطراً ... ليس يدري الوشاة كيف قضى ما لبرق تجاه كاظمة ... هب من نحوهم ولم يمض وبدور طلعن من اضم ... لم تضى في العيقق أين تضى لست أرضي بصاحب بدلاً ... فاسألا من صحبت كيف رضى صدقوا ليس عنهم عوض ... وجميع الورى لهم عوضى وقالوا راضتك أصعب ما يكون قياداً ... وسلتك أهلع ما يكون فؤادا لانت حصاتك في يدي متعطرس ... أحنى عليك مع الهوى أوكادا آلت عليك وفي اليتها الهوى ... إذ لا تمزح طيفها إن عادا مرت تلاعب ظلها وتكاد من ... فرط النشاة تلاعب الأردا طارت بلبك حيث طار بها الهوى ... ورقاء قطع نوحها الأكبادا غنتك أحوج ما تكون إلى البكا ... هل تحسنين لواجد اسعادا ما أنصف الطيف الذي جلب ال ... هوى عراك عزّاً بالغرام فرادا غن الذي روى الجفون من الكرى ... أهدى إليك مع الخيال سهادا ما راب عينك من تلوّن لمة ... لبست على فقد الشباب حدادا كذب العذول والعذرا صعب مركباً ... لأناس إن نقص العذول وزادا ومهون للوجد عندي قال لي ... والعيس تقدح للفراق زنادا أفنيت دمعك في البكاء وما حدوا ... عيساً ولا شدوا لهم اقتادا لا يكذبن لقد رأيت مطيهم ... بالأمس تنقض في الفلا أجسادا خفض عليك من الملام فإنني ... عودت قلبي حبهم فاعتادا وقال شرق على حكم النوى أو غرب ... ما أنت أول ناشب في مخلب في كل يوم أنت نهب محاسن ... أو ذاهب في أثر برق خلب متألف في الجو بين مشرق ... غص الفضاء به وبين مغرب يبكي ويضحك والرياض بواسم ... ضحك المشيب على عذار الأشيب أزعمت أن الذل ضربة لازب ... فنشبت في مخلاب باز أشهب لعبت بلبك كيف شاءلها الهوى ... مقل متى جد النواظر تلعب زعمت عثيمة قد قلبك قد صبا ... من لي بقلب مثل قلبك قلب قد كنت آمل أن تموت صبابتي ... حتى نظرت إليك يا ابنة يعرب فطربت ما لم تطربي ورغبت ما ... لم ترغبي وذهبت ما لم تذهبي ولقد دلفت إليهم في فتية ... ركبوا من الأخطار أصعب مركب جعلوا العيون على القلوب طليعة ... ورموا القفار بكل حرف دغلب ترمي الفجاج وقلبها متصوب ... في البيد اثر البارق المتصوب هوجاء ما نفضت بداً من سبسب ... إلا وقد غمست يداً في سبسب تسري وقلب البرق يخفق غيرة ... منها وعين الشمس لم تتنقب تطفو وترسب في السراب كأنها ... فلك يشق عباب بحر زعزب تغلى بنا في البيد ناصية الفلا ... حتى دفعت إلى عقيلة ربرب وأتتك تخلط نفسه بلذاتها ... والحسن يظهرها ظهور الكوكب كفريدة في غبغب أو شادن ... في ربرب أو فارس في موكب

تمشي فتعثر في فضول ردائها ... بحياء بكر لا بنشطة ثيب وقال يا ضماني على الغصون الملد ... أين شرطى على الربيع ووعدي طال عمر النوى لطول الليالي ... ونسيت الهوى لبعد العهد يا نديمي وأين منى نديمي ... لحدود مبرقعات بورد ومدام كأنما اعتصروها ... من جنى الورد أو خدود المرد هي قبل المزاج في لون خد ... يك وبعد المزاج في لون خدي في ضمير الوفى نروح ونغدو ... عن وداد لم نقذه بتكدّ يا لها خطة تسوء الأعادي ... وتسر الهوى بأخذ وردّ مجلس غاب حاسدوه فبات اله ... مّ عند العدى وخلي عندي وغزال ولا كطيف خيال ... بت أرعاه والكواكب تحدي سل خيط الكرى من العين وانصا ... ع يماشي المها بظل السعد بعثت طيفها إلي وأخرى الش ... وق في قلبها وأولاه عندي يوم قالت لتربها ليت شعري ... كيف حال الشامي يا مي بعدي إن بي فوق ما به من هواه ... غير أني أخفى هواه يبدي ما درت إنني وإن طال وجدي ... في هواها نسيج وحدي وحدي وقال من أخرى هاتها هاتها سبية حول ... قد توانت ولات حين توان كسقيط الندى على وجنات الو ... رد أو كالدموع في الأجفان في يدي شادن رقيق الحواشي ... فوق خديه وردة كالدهان هي في خده سبيك نضار ... وبفيه عصارة العقيان ومنها نسخت سحر بابل مقلتاه ... فتنبى في فترة الأجفان في ربوع كأنهن جنان ... عطفت حورها على الولدان ورياض كأنهن سماء ... أطلعت أنجماً من الاقحوان بين ورق كأنهن قيان ... ركبت في حلوقهن مثاني وغصون كأنهن نشاوى ... يترقصن عن خدود الغواني وأقاح كأنهن ثغور ... يتبسمن في وجوه ألحان ونسيم الصبا يصح ويعتل ... على برده وحر جناني كلما غنت البلابل فيها ... رقص الدمع بالبكا أجفاني عطفتني على الرياض قدود ... خلعت لينها على الأغصان يتلقاني الأقاح ببشر ... وغصون النقا على حران قل لعتب وما أظن نوالاً ... عند عتب لواجد سيان أين قلبي لا أين إلا طلولاً ... أذهبتها الرياح منذ زمان أذكرتني معاهداً وربوعاً ... كاد يدمي لذكرهن بناني حيث غصني من الشباب رطيب ... وعيون المها إليّ رواني اطرد النوم عن جفون نشاوى ... بحديث أرق من جثماني وقوافي لو ساعد الجد نيطت ... موضع الدر من رقاب الغواني سائرات بيوتهن على الألسن ... سير الأمثال في البلدان قصد كالفرند في صفحات الده ... ر أو كالشنوف في الآذان عاصيات على الطباع ذلول ... يتغنى بهن في الركبان ساقطت والنوى يطل علينا ... من عيون المها حصى المرجان وقال اعفياني من وقفة في الديار ... تمتري درة الجفون الغزار ما انتفاعي بنظرة تطرف الع ... ين بتلك الطلول والآثار ما ترى البارق الذي صدع الج ... وسناه على رسوم الديار خطفات كأنهن خيول ... تجرح العين بالسيوف الهواري اذكرتني مباسماً وثغوراً ... حاليات تغص بالأنوار وكؤوساً كأنما حنكوها ... في صباها بريقة الخمار خلعت بيننا العذار ووافت ... في قميص مفكك الأزرار لو رآها العذول صم صداه ... قال مالي وللعجوز النوار

لا تروعا بكر الزمان بقتل ... إن ذوب اللجين غش النضار في سنا الشمس ما علمت غناء ... عن ضياء النجوم والأقمار طال عمر الدجى عليّ وعهدي ... بالليالي قصيرة الأعمار ما احتسيت المدام إلا وغصت ... لهوات الدجى بضوء النهار حبذا طلعة الربيع وأهلا ... بمجالي عرائيس الأزهار وزمان البهار لو عاد فيه ... غيسان الشباب عود البهار ومبيت إذا بناني مسبى ... في ظلال العريش والنوار كم تفياتها فحنت علينا ... حنة الأمهات والأطيار مرحباً بالمشيب لولا زمان ... غض مني وحط من مقداري لو وفى لي الصبا ولو عمر حين ... يا زماني أخذت منك بثاري وقال من أخرى أرقت لبارق في جوراسي ... جرضت لصوب عارضه بريقي هدته النايبات وأي ضيف ... هدت يوم الفراق إلى فروقي رفعت له بجنح الليل ناري ... فخاض الليل يعسف في الطريق ودرت ولو بضر الهام إني ... رعيت له ولو بعض الحقوق وقال أين من أودعوا هواهم بقلبي ... وصلوا نارهم على كل هضب منها كلما فوقوا إلى الركب سهماً ... طاش عن صاحبي وحل بجنبي يشتكى ما اشتكيت من لوعة البي ... ن كلانا دامي الحشا والقلب وقال ما التصابي على من شاب من باس ... أما ترى جلوة الصهباء في الكاس الناس بالناس والدنيا بأجمعها ... في درة تعطف الساقي على الحاسي يئست واليأس إحدى الراحتين وكم ... جلوت عني صدى الأطماع بالياس ومنها في كل غانية من أختها بدل ... إن لم تكن بنت راس فابنة الكراس أودعت عقلي إلى الساقي فبدده ... في كسر جفنيه أو في ميلة الكاس لا أوحش الله من غضبان أوحشني ... ما كان أبطاه عن بري وايناسي سلمت يوم النوى منه وأسلمني ... إلى عدوين نمام ووسواس ذكرته وهو لاهٍ في محاسنه ... عهود لا ذاكر عهدي ولا ناس وددت إذ بعته روحي بلا ثمن ... لو كنت أضرب أخماساً لأسداس يا ويح من أنت يا لمياء بغيته ... ما كان أغناه عن فكر ووسواس قامت تغنى بشعري وهي حالية ... به ألا حبذا المكسوّ والكاسي تقول والسكر يطويها وينشرها ... أي الشرابين أحلى في فم الكاس يا حبذا أنت يا لمياء من سكن ... وحبذا ساكن البطحاء من ناس ما إن ذكرتك إلا طار بي طربي ... وطاب ريح الصبا من طيب أنفاس ولا ذكرت الصبا إلا واذكرني ... ليالياً أرضعتني درة الكاس وجيرة لعبت أيدي الزمان بهم ... أنكرت من بعدهم نفسي وجلاسي أيام اختال في ثوبي بلهنية ... وميعة من شباب ناعم عاس عار من العار حال بالصبا كاس ... كأنني والصبا في برد أخماس أنضيت فه مطايا الجهل والباس ... عريت منه وما عرّيت أفراسي في صبية كنجوم الليل أكياس ... كان أيامهم أيام أعراس أسمو إليهم سمو النوم للراس ... أدب فيهم دبيب السكر في الحاسي باتوا بميشاء صرعي لا حراك بهم ... وإنما صرعتهم صدمة الكاس يا عاذلي أنت أولى بي فخذ بيدي ... فأنت أوقعتني فيهم على راس ويا حمام اللوى هلا بكيت معي ... على زمان تقضى أو على ناس وقال أرقت وصحبي بالفلاة هجود ... وقد مدّ فرع للظلام وجيد وأبعدت في المرمى فقال لي الهوى ... رويدك يا شامي أين تريد أهذا ولما يبعد العهد بيننا ... بلى كل شيءٍ لا ينال بعيد

أراقوا دمي وما دمى بمحلل ... إذا لم ترقه أعين وخدود أأصبر عن ليل وليلى بذي الفضا ... وصحبي بحزوي إنني لجليد هي الظبية الأدماء والبانة التي ... تميد مع الأغصان كيف تميد منها أناة كقرن الشمس أما ضياؤها ... فدان وأما نيلها فبعيد وقفنا ومنا ممسك بفؤاده ... وآخر محلول العراء عميد أليفان قد طارت بشمليها النوى ... شريد وثاو بالعراق وحيد أقول وأمر البين قد جد جده ... وحالت هضاب بيننا ووهود أما تتقين الله في متهالك ... على الحب حتى ما يقال وعيد طوى كشحه طي السجل على الجوى ... وبات وشيطان الهموم مريد إلى كم يدور الدهر بيني وبينكم ... وتبدي الليالي كيدها وتعيد فقد جعل الواشي وأنت اتبعته ... من اليوم يسعى بيننا ويرود يقول لقد أخلقت من جدة الصبى ... على رسله أن الغرام جديد وقال كليني لهمّ لا ينام ونامي ... فما الشام إن ضاقت عليّ بشام وما بي سوى أمّ أروم وجيرة ... عزاز علينا يا عثيم كرام وقد كنت قبل البين جلداً على الأسى ... تطالبني نفسي بكل مرام لصوقاً بأكباد الحسان محبباً ... إلى الغيد يحلو لي لهن كلامي يقودونني قود الجنيب إلى الهوى ... فما لي منبوذ إلى زمامي وفي الركب مدلول اللحاظ على الحشا ... يدافع عن أترابه ويحامي لقد كنت أما للمنايا بلحظة ... يكون المنايا في شفار حسام يشايعه من آل كسرى ضراغم ... براثنهم عند اللقاء دوامي يروحون والتيجان فوق رؤسهم ... الا رب تيجان زهين بهام برزت لهم والحتف مني على شفا ... أرى الموت خلفي تارة وأمامي أوارب عن صحب وأعلم أنني ... لأول مقتول لأول رام فناضلته والركب بين مفوق ... وآخر مجروح الجوانح دامي أصابت وكانت لا تصيب سهامه ... وطاشت وكانت لا تطيش سهامي كذا الغيد يا عثماء أما هاجر ... وأما ختول لا يفي بذمام وقال قم هاتها وضمير الليل منشرح ... والبدر في لجة الظلماء يستبح عجل بها وحجاب الليل منسدل ... من قبل يدري بنافي وكره الصبح واستضحك الدهر قد طال العبوس به ... لا يضحك الدهر حتى يضحك القدح فقام والسكر يعطو في مفاصله ... يكاد يقطر في أعطافه المرح يطوف والليل بالجوزاء منتطق ... بها علينا رشا بالحسن متشح في أسرة كنجوم الليل زاهرة ... لا يستخفهم في محفل فرح ورقية من عذول طار طائره ... لا الجد يثنيه عن لومي ولا المزح قاسمته قسمة ضيزى مواهبها ... لي الهنا وله من دوني الترح وذي دلال كان الله صوره ... من جوهر الحسن لولا أنه شبح أسوسه وهو غضبان وابسطه ... والسكر يخفض من صوتي فينشرح بتنا على غرة الواشي وغرته ... اغتاظ منه بلا غيظ ونصطلح جعلت عتبي إلى تقبيله سبباً ... والسكر يفتح باباً ليس ينفتح حتى إذا صيرته الراح طوع يدي ... صدفت عن بعض ما يأتي به النسح فما تبسم في وجه الصبا قدح ... حتى تنفس من جيب الدجى وضح ودعته وجبين الصبح منذلق ... وللظلام لسان ليس يجترح ولا يطيب الهوى يوماً لمغتبق ... حتى يكون له في اليوم مصطبح وقال

وفت شمائله فقلت نسيم ... وزكت خلائقه فقلت شميم قصر الكلام على الملام وإنما ... للخط في وجناته تكليم شرفت معاطفه بأمواه الصبا ... وجرى عليه بضاضة ونعيم قد كاد تشربه العيون بضاضة ... لكن سيف لحاظه مسموم وقال إذا أبصرت شخصك قلت بدر ... يلوح وأنت انسان العيون جرى ماء الحياة بفيك حتى ... أمنت عليك من ريب المنون وقال زارني والبرق يرمي بالشرر ... وعيوني شاخصات في القمر ذو دلال كلما مر حلا ... آه ما أحلى هواه وأمر بينما نحن على وفق الهوى ... نتشاكي سل قلبي ونفر وانثنى يعدو وأعدوا خلفه ... وهو يرميني بأطراف النظر ويك يا شامي لا تطمع على ... ضعف عينيه بأحداق الخزر وقال رشفت صروف الدهر ماء نضارتي ... عجلان ما أدمى الفؤاد وما رمى إن الذي صبغ الحياء بياضه ... لم يدر كيف غرقت من خجلي دما إن الذي فارقتموه ولم يمت ... يا عز كان أعز منك وأظلما وقال آه يا غصن النقا ما أميلك ... جل يا غصن النقا من عدلك قد قضى لي بتباريح الجوى ... من قضى بالحب لي والحسن لك أكل الحب فؤادي بعدما ... لاك منى ما تمنى وعلك هلك الشامي وجداً وأسى ... ما يبالي يا حياتي لو هلك قل لي فيك غراماً وجوى ... قلل الله عذولاً قللك حكم الله لفودي على ... نسخة الشيب وتسويد الحلك يا غراب البين لا كنت ولا ... كان واش دب فيهم وسلك أخذوا منا وأعطوا ما اشتهوا ... ما كذا يحكم فينا من ملك جرت في الحكم على أهل الهوى ... لا تخف فالأمر لله ولك ليت شعري أمليك في الورى ... أنت يا إنسان عيني أم ملك حكم الدهر علينا بالنوى ... هكذا تفعل أدوار الفلك أتراهم قد دروا أي دم ... هرق الواشي على تلك الفلك وقال كل شمل وإن تجمع حيناً ... سوف يمني بفرقة وشتات لا ألوم النوى فرب اجتماع ... كان أدنى إلى نوى وثبات مثل ما زيدت السهام غلوّا ... في صدور العدا بقرب الرماة وقال من قصيدة وقد جعلت نفسي تحن إلى الهوى ... حلا فيه عيش من بثينة أو مرّا وأرسلت قلبي نحو تيماء رائداً ... لي الخفرات البيض والشدن العفرا تعرّف منها كل لمياء خاذل ... هي الريم لولا أن في طرفها فترا من الطيبات الرود لو أن حسنها ... يكلمها أبدت على حسنها كبرا وآخران عرّفته الشوق راعني ... بصد كأني قد أبنت له وترا أناشد فيه البدر والبدر غاير ... وأسئل عند الريم وهو به مغرى فما ركب البيدا لو لم يمكن رشا ... ولا صدع الديجور لو لم يمكن بدرا لحاظ كأن السحر فيها علامة ... تعلم هاروت الكهانة والسحرا وقد هوى الغصن الرطيب كأنما ... كسته تلابيب الصبا ورقاً نضرا رتقت على الواشين فيه مسامعاً ... طريق الردى منها إلى كبدي وعرا أعاذلتي واللوم لؤم ألم ترى ... كأن بها عن كل لائمة وقرا بغيك الثرى ما أنت والنصح إنما ... رأيت بعينيك الخيانة والغدرا وما للصبا يا ويح نفسي من الصبا ... تبيت تناجي طول ليلتها البدرا تطارحه والقول حق وباطل ... أحاديث لا تبقى لمستودع سرا وتلقى على النمام فضل ردائها ... فيعرف للأشواق في طيها نشرا يعانقها خوف النوي ثم تنثني ... تمزق من غيظ على قدك الازرا

ألما ترى بأن النقا كيف هذه ... تميل بعطفيها حنواً إلى الأخرى وكيف وشى غصن إلى غصن هوى ... وأبدى فنوناً من خيانته تترى فمن غصن بدني إلى غصن هوى ... ومن رشا يوحى إلى رشاء ذكرا هما عذلاني في الهوى غير أنني ... عذرت الصبا لو تقبلين لها عذرا هبيها فدتك النفس راحت تسره ... إليه فقد أبدته وهي به سكرى على أنها لو شايعت كثب النقا ... وشيح الخزاما إنما حملت عطرا وقال أما الطلول فإنها خرس ... تبدو لعينيك ثم تبتئس يا مربعاً عبث البلاء به ... عهدي بربعك وهي مكتنس رقمت عليه يد الصبا صحفاً ... تبدو لقارئها وتنطمس وقف الهوى والدمع منطلق ... في جوّه القلب محتبس للطير جرس في معالمها ... فكأنما يحلوقها جرس والورق تخطب في منابرها ... فوق الغصون كأنها حبس فارشق حصاه فإنه شنب ... والثم ثراه فإنه لعس كم ليلة قضيتها خلساً ... خوف العواذل والهوى خلس قصرت عن الشكوى غياهبها ... فكأنها من قصرها نفس بتنا وشمل الليل مجتمع ... ويد النوى في شملنا تطس في فتية رقت شمائلهم ... فكأنهم في أفقه شمس بيض الوجوه وجوههم سرج ... تحت الدجى ومدامهم قبس مالوا إلى اللذات من أمم ... حتى إذا ضحك الطلا عبسوا والبدر يرفل في غلائله ... بين النجوم وللدجى عرس والماء بين مصفق طرباً ... فيه وآخر منقش يجس والا يك ضاحية وشاملة ... والبان يستدعى ويلتمس حتى إذا نطقت مزاهرنا ... خرس العذول وما به خرس غاب الرقيب ونام حاسدنا ... فوشى علينا الطيب والنفس وقال مددت إلى الطبيب يدي فولى ... يروّح راحتيه من الصلاء فقلت أصابني عين فأهوى ... إليّ وقال لي أثر الهواء وقال مادحاً الوالد وقد أشرفه على شيء من شعره لمدحة أحمد خلق الكلام ... وفي تقريظه يحلو النظام فتى ورث المعالي عن أبيه ... ود أن لباسه الليث الهمام تقصر عن مدائحه القوافي ... ويقصر عن معانيه الكلام ففي أثوابه ليث هصور ... وفوق جبينه بدر تمام مكارم لا يوازيهن رضوى ... توارثهن آباء كرام رويدك قد رقيت على البرايا ... وفقت على الأنام وهم نيام تحاضرك النجوم وهي وجوم ... ويحضرك الملوك وهم قيام فمن أدنى مراتبك المعالي ... ومن أسنى مواهبك الذمام تهاب ظباك غيلان المنايا ... ويخشي بأسك الموت الزوام ومن أمضى قضواضبك القوافي ... ومن أبهى رسائلك الحسام وأنت وأنت أفصح من أراه ... حلا فيك الترسل والنظام أتبر ما تشنف أم قريض ... ودر ما تقلد أم كلام هو السحر الحلال إذا ادعاه ... سواك فإنها دعوى حرام سمت بذرى علاك ذرى المعالي ... وجاد بسيبك الغيث الركام حججت إليك من بلد بعيد ... وأنت حطيم من صلوا وصاموا أحث إليك انضاء عجافاً ... براهن التهجرّ والظلام حملن إليك آمالاً ثقالاً ... ومن يرجو نوالك لا يضام وفي البيت العتيق حططت رحلي ... فإن محلك البيت الحرام فررت إلى جنابك من زمان ... براني مثل ما تبرى السهام ولو عقل الزمان درى بأني ... غلام فتى له الدنيا غلام فلا زالت بك الأيام تحلو ... كأنك في فم الدنيا ابتسام وقال أيضاً يمدحه من قصيدة

وإن في الشعرات البيض لو علموا ... نوراً لعيني ونوراً على عودي بيض وسود إذا ما استجمعا حسناً ... حسن البياض على أحداقها السود كم للزمان ولا أخشى بوائقه ... من ضنة ولعين الملك من جود عف الشبيبة ميمون النقيبة من ... صور الكثيبة مأمون المواعيد أخلاق أحمد في تقوى أبي حسن ... وحسن يوسف في ملك ابن داود لا يحسن الشعر إلا في مدائحه ... كالدر أحسن ما يبدو على الجيد وأنشدني ويماً شيئاً من شعره فأنشده بديهة ما نفثة السحر إلا شعرك السامي ... يا من علا كل نثّار ونظام لأنت أفصح من لاقيت من يمن ... ومن شآم على الاطلاق يا شامي فأجابني بقوله رفعت يا ابن نظام الدين أعلامي ... نوهت باسمي وإن كنت بالشامي لم ألتفت في حماكم بين أقوامي ... ألا رأيت الغني خلفي وقدامي ثم كتب إلي هذه الأبيات خبرتنا الحظوظ إن سوف يحيا ... بعلّى ميت النوال ويحيى فهما ما هما من المجد غصناً ... دوحة قد زكت نماء وفيا ما بدا لي أبوهما الندب إلا ... ورأيت الغنا يلوح عليا بهم يستقي الغمام ويمري ... درة الجود لا بنوء الثريا ما رجوت النوال إلا أشارت ... راحتاً أحمد إليّ اليا علمتني هبات أحمد كيف الجو ... د حتى وهبت ما في يديا عفت حتي المراة رغبت ألا ... تبصر العين غير مراه حيا حبذا أنتم ملوك إذا هبت ... شمال وقام شوق الحميا وقال إني نظرت إلى شأو الملوك وقد ... مدت لهم قصبات السبق فانعبثوا فجئت أنت على مهل مجيلهم ... وجاء غيرك لم يلمم له شعث وقال جرى أحمد نحو العلى وهو يافع ... وجملة أرض الله شوط ابن أحمد ففي كل يوم من يدي أحمد يد ... فلا فارقت يوماً يداً أحمد يدي وقال لا تجزعي يا بانة الأجرعي ... حوشيت من همي ومن ضيلعي كان قلبي بين شقى عصا ... في حب من شقوا عصا المجمع حلوا من القلب بوادي الفضا ... ونارهم في منحنى الأضلع وقال يا عذولي وما أظن عذولي ... يطمع اليوم في ملامي وقذعي هبك ثقلت بالملامة سمعي ... اختشى اليوم أن تثقل طبعي وقال من قصيدة هماماً هما لم يبق شيء سواهما ... تقربها العينان منذ ليال قوارير يحلو الموت وهي مريرة ... وغيد يمر الدهر وهي حوالي أباها بنضو يقسم العين أنه ... إذا ما بدا للعين طيف خيال بقلب بالأيد وفي الحي غادة ... تقلب في ثوبي صبا وحمال وفى من وفى وانحل عن قلبك الهوا ... فمن لي بقلب مثل قلبك سال وقد كان ريعان الشباب الذي ذوا ... يميني التي أسطوا بها وشمالي ألا حبذا حي بمنعرج اللوى ... لحى بزوراء العراق حلالي بكيت وهل تجري الدموع بحقها ... على مثل رسم دارس وموالي هما استفزعا صبري ودمعي كليهما ... فمن لي بخل لو شجيت بكالي وقال آه من دايين باد ودخيل ... وخصيمين مشيب وعذول بياض بالأصل ... ما على من طال ليلي الطويل عاجل القلب إليهم ناظري ... ما أضر الحسن بالقلب العجول نادمت منهم بناني ناجذي ... واستشاط القلب في اثر الحمول وبأكناف المصلى غادة ... سنحت لي مسنح الظبي الخذول عرضت شرط المفدى في مهى ... يتعثرن بأطراف الذيول قد عرفنا وقفة الركب دجى ... في سنى الجو وأنفاس القبول إذ شفيعي عند لمياء الصبا ... ورسولي خلسة اللحظ الكليل

نظرت نحوي ورقراق السني ... يخطف الأبصار عن طرف عليل حكم الله لقلبينا على ... قلق القرط ووسواس الحجول زاد شوقي يا حمامات اللوى ... عالمينا ببكاء وعويل أنا أولى بنواح وبكا ... لا بليتين بوجدي وغليلي ليت شعري والأماني ضلة ... هل صبا نجد إلى الغيد رسولي يا صبا نجد ومن لي لو دعت ... رجع قول أو أصاخت لسئول أنت أدرى يا هناتي بالجوى ... خبر يهم يالك الخير وقولي لو رأى وجه سليمي عاذلي ... لتفارقنا على وجه جميل بشرت سلمى عذولي بالنوى ... آه مما أودعت سمع العذول وقال حيث فاحيت بالمدام معاشراً ... حضروا وما ألبابهم بحضور في حيهم صرعى وما استهدوا وهم ... نشوى وما مزجوا الهوى بخمور وقال غادرتموني للخطوب رديئة ... تغدوا عليّ صروفها وترح ما حركت قلبي الرياح إليكم ... إلا كما يتحرك المذبوح وقال من قصيدة هل في القضية أن يشايعك العدي ... في ليلة فاجيت فيها سهاها هب أن للشامي فيها بالسهى ... نسباً فأين هم وبدر دجاها ليت التي بعثت إليّ خيالها ... أذنت لعيني أن تذوق كراها ومنها طرقت تخطي رقبة الواشين بي ... وعيونهم مطروفة بكراها وأنا وموار اليدين نلوذ في ... سخف الخيام كأننا طنباها وله أيضاً يا لهف نفسي على شباب ... أفنيت في عصره جميعى كان شفيعي إلى الغواني ... فمن شفيعى إلى شفيعى إن الدراري على نواها ... أدنى من الغادة الشموع وقال أيا ريح الصبا إن جئت نجداً ... فجدد بالظباء العين عهدا لقد أرضعتني ثدي الأماني ... وشبت وما بلغت به أشدا وكم رقت على طوال ليلي ... ذوائب ذلك الرشا المفدى وما نجد وأين ظباء نجد ... سقى الرحمان ماء الحسن نجدا وقال لله ما فعل المشيب ... على فراقك في شبابي أقذى عيون الغانيات ... وفت في عضد الصحاب ظلم كسفن مطالبي ... وتقلن في وجه التصابي غبّرن في وجه النديم ... ورنقت صفو الشراب الله لي من أبقع ... صبغت حلوكته ثيابي أقوى وأبلغ في القطي ... عة من دعاء مستجاب وافاك في برد الغراب ... ينعى الصبا نعي الغراب ألبسته ثوب الشباب ... فكان أكذب من سراب فإذا خضبت بياضه ... ضحك المشيب على خضابي ولنقتصر مما أردنا ايراده على هذا المقدار. فقد طال الاحتيار وطار. وليس فيه الأكل طيب مختار. ومن تجنب الاعتساف. وتجل من الانصاف بجميل الأوصاف علم صدق ما أدعيته فيه. وتحقق إني لم أوفد ولا أوفيه. يفنى الكلام ولا يحيط بفضله ... أيحيط ما يفنى بمالاً ينفد

الشيخ حسين بن شهاب الدين بن حسين بن خاندار الشامي الكركي العاملي

الشيخ حسين بن شهاب الدين بن حسين بن خاندار الشامي الكركي العاملي طودرسي في مقر العلم ورسخ. خطة الجهل بما خط ونسخ. علا به من حديث الفضل اساده. وأقوى به من الأدب اقواؤه وسناده. رأيته فرأيت منه فرداً في الفضائل وحيداً. وكاملاً لا يجد الكمال عنه محيداً. تحل له الحبي وتعقد عليه الخناصر. أوفي على من قبله وبفضله اعترف المعاصر. يستوعب قماطر العلم حفظاً بين مقروء ومسموع. ويجمع شوارد الفضل جمعاً هو في الحقيقة منتهى الجموع. حتى لم ير مثله في الجد على نشر العلم واحياء مواته. وحرصه على جميع أسبابه وتحصيل أدواته. كتب بخطه. ما يكل لسان القلم عن ضبطه. واشتغل بعلم الطب في أواخر عمره. فتحكم في الأرواح والأجساد بنهيه وأمره. غير أنه كان كثير الدعوى. قليل العائدة والجدوى. لا تزال سهام آرائه فيه طائشة عن الغرض. وإذا أصابت فلا تخطي نفوس أولي المرض. فكم عليل ذهب ولم يلف لديه فرج. فأنشد أنا العقيل بلا اثم ولا حرج الناس يلحون الطبيب وإنما غلط الطبيب اصابة المقدور. ومع ذلك فقد طوي أديمه. من الأدب على أغزر ديمه. ومتى انقهقهت لهاة قاله بالشعر. أرخص من عقود اللآلي كل غالي السعر. إلى ظرف شميم وشمائل. تطيب بأنفاسها الصبا والشمائل والمام بنوادر المجون يحلى به حديثه والحديث شجون. ولم يزل ينتقل في البلاد ويتقلب. حتى قدم على الوالد قدوم أخى العرب على آل المهلب. وذلك في سنة أربع وسبعين فأحله الوالد لديه. محلا عقد فيه نواصي الآمال بين يديه. وأمطره سحائب جوده وكرمه. ورد شباب أمله بعد هرمه. فأقام بحضرته بين خير وخير. ونقد ما شان شأنه تأخير. حتى خوى من أفق الحياة طالعه. وأدجة بأفول عمره مطالعه. فتوفى يوم الاثنين لاحدى عشرة بقيت من صفر سنة ست وسبعين وألف عن أربع وستين سنة تقريباً رحمه الله تعالى. ومن مصنفاته شرح نهج البلاغه. وعقود الدرر. في حل أبيات المطول والمختصر. والأغاني والاسعاف وغير ذلك ومن شعره قوله مادحاً الوالد دام مجده وهي من غرر القصائد بدت لنا وظلام الليل معتكر ... فقلت شمس الضحى لاحت أم القمر جاء البشير وقال الشمس قد بزغت ... ليلاً فصار عياناً ذلك الخبر فقل لمن لا منى في حبها سفهاً ... إليك عني فإني لست أعتذر هي الحبيبة إن جادت وإن بخلت ... وكل ذنب جناه الحب مغتفر سيان عندي إذا صح الوداد لها ... أقل في حبها اللاحون أم كثروا لها المودة مني ما بقيت ولي ... حظ المحب وحظ العاذل الحجر يا منية النفس إن دام الوصال لنا ... فلا أبالي أغاب الناس أم حضرو ما لذة العيش إلا ما سمحت به ... أنت الحياة وأنت السمع والبصر لم يلهني عنك مطلوب ولا وطن ... ولا نديم ولا كاس ولا وتر فقت الحسان وفقت العاشقين معاً ... فلو أرادوا لحاقاً بي لما قدروا لا غرو إن أنكروا حالي فما سمعوا ... بمثلها في الهوى يوماً ولا نظروا مالي وما لفتاة الحي قد صرمت ... حبلى وأنكرني أترابها الأخر هيفاء وافرة الأرداف مائلة الأع ... طاف ما شانها طول ولا قصر بيضاء وردية الخدين وجنتها ... يكاد منها سلاف الراح يعتصر لم يبق لي بعدها صبر ولا جلد ... ولا فؤاد ولا عين ولا أثر إن كان قد راعها فودي فلا عجب ... إن شاب راسي ففي الأيام معتبر يا منيتي لا تراعي من ضنا جسدي ... فنار حبك لا تبقى ولا تذر لا تجزعي من نحولي وانظري هممي ... قد يعجز السيف عما تفعل الابر فلا تكوني على قرب المزار لنا ... كبقلة الرمل لا ظل ولا ثمر ما الشيب عار ولا شيء أعار به ... فلا تظنينه ذنباً ليس يغتفر أن تهجريني فإني عنك في شغل ... من لذة العيش حيث الماء والشجر في ظل أروع ما زالت أوامره ... تجري على وفق ما يجري به القدر

ماضي العزيمة لا ضعف ينهنهه ... عما يروم ولا في عوده خور بحر من الجود لم تكذب خمائله ... يوماً ولا أخلقت إذ يخلف المطر وليث غاب يهاب الليث سطوته ... في مأزق يحتويه البدو والحضر إذا استدارت رحى الحرب العوان غدا ... يمشي العرضنة لأوان ولا ضجر كأنما في مثاني درعه أسد ... لم ينشب قط له ناب ولا ظفر ما جردت في لظى حرب صوارمه ... إلا وكادت قلوب الشوس تنفطر يرون منها نجوم الليل ساطعة ... عند الضحى والقنا كالغاب مشتجر فقل لمن لا منى في مدحه سفها ... هل لابن معصوم مثل حين يفتخر من أسرة شهدت غلب الرجال لهم ... بالغلب حيث يبين النبع والعشر لا يقبضون من الحسنى أناملهم ... ولا يجازون بالاسوا إذا قدروا يبيت في الأمن مولاهم وحاسدهم ... بالويل حشو حشاه الخوف والحذر لا ينكر الناس ما عاشوا سوابقهم ... ولا يساجلهم قوم وإن فخروا يا ماجداً يهب الدنيا بأجمعها ... عفواً ويعطي الضنايا وهو يعتذر تهن بالعيد والعام الجديد معاً ... فالعيش مقتبل والدهر مؤتمر ودم كرضوى دواماً لا زوال له ... تنهي وتأمر لا عيّ ولا حصر وقال يمدحه أيضاً إلى كم وقوف العيس في رادس الرسم ... وحتام استسقى من الدمع ما يظمي لقد كان لي عما تجشمته غنى ... ولكنها الأقدار تجري على حتم طحا بفؤادي حب نعم وهجرها ... فيا ويح قلبي ما يقاسيه من نعم من البيض لم تظعن بعيراً ولم ترع ... بسبي ولم تلق الرباق على البهم كأن على أنيابها ذوب سكر ... وماء غمام مازجته ابنة الكرم أحن لسقمي إذ بها كان أصله ... وحبك من صب يحن إلى السقم يحاولني قومي على ترك حبها ... ولي بالهوى شغل عن الترك والعزم أأسلوا وروحي قد تملكها الهوى ... فجردها عن عالم الروح والجسم يعزز للرائين تمثيل صورتي ... ولكنما المرئي نوع من الوهم وإن قال قوم غير ذاك وأرجفوا ... فقد تجنح الحرب العوان إلى السلم ورب فتاة يغسل الكحل دمعها ... على ما رأت بي للنوائب من وسم فديتك لا تستكثري ما ترينه ... فرب نحيف الجسم ذي شرف ضخم وما النار إن فكرت إلا شرارة ... فما هو إلا أن تشب وإن تنمي وخير الظبى ما أرهب العين خده ... ونيل العلا من ذابلات القنا الصم حنانيك أني ما تقحمت مورداً ... فأعذبته حتى أمرّ له طعمي خبير بما يرضى الخليط مجرب ... فاصمت عن حلم وانطق عن علم واضرب وجه الأرض شرقاً ومغرباً ... وبرّاً وبرحاً لا أقيم على رسم أزاحم أساد الشرى في مقيلها ... نهاراً وأنضى العيش في حالك الدهم فإن ظفرت عيني برؤية أحمد ... فقد نلت من أعلى العلى أوفر القسم وحلت ركابي في رحل ابن حرة ... له راحة تستهلك البحر إذ تهمى وليس يبالي من أقام بظله ... جناية جان أو ظلامة ذي ظلم حمى لم ترعه الحادثات كأنه ... رياض مني والخيف باكرها الوسمي تضىء دياجى الخطب من نور جبينه ... وتشرق منه غرة الزمن الجهم إذا فاضل الأعداء عاد بفضله ... ظهراً وولوا بالمذلة والرغم أشد من الليث الهصور شكيمة ... وأمضى من السيف اليماني والسهم

كلا راحتيه معدن الباس والندى ... فجود إلى جود وعزم إلى عزم هما رحمة للعالمين ونقمة ... على من تعدى ما قضاه من الحكم بواعثه مقصورة عن سوى العلا ... فيسعى لما يرضى ويسمو لما يسمي وما أعجزته همة عن مرامه ... ولو كان ما يبغيه في هامة النجم إذا ما مضى في عصبة هاشمية ... كأسد الشرى قد سربلت حلل الرقم تذل له غلب الرجال مهابة ... ويرجف منه قلب ذي المارق الدهم وإن رمق الحصن المنيع بطرفه ... تداعي لا هدم وخر بلا رجم إليك نظام الدين مني مدائحاً ... تفوق عقود الدر في الحسن والنظم لها نسب في الآخرين وإنها ... وحقك يا مولاي فاقت على القدم تهنيك بالنيروز لا زلت باقياً ... لأمثاله تسمو على العرب والعجم وقال يمدحه أيضاً لك الخير لا زيد يدوم ولا عمرو ... ولا ماء يبقى في الدنان ولا خمر فبادر إلى اللذات غير مراقب ... فمالك إن قصرت في نيلها عذر فإن قيل في الشيب الوقار لأهله ... فذاك كلام عنه في مسمعي وقر وقالوا نذير الشيب جاء كما ترى ... فقلت لهم هيهات أن تغني النذر لئن كان راسي غير الشيب لونه ... فرقة طبعي لا يغيرها الدهر يقولون دع عنك الغواني فإنما ... قصاراك لحظ العين والنظر الشزر وهل فيك للغيد الحسان بقية ... وقد ظهر المكنون وارتفع الستر وما للغواني وابن سبعين حجة ... وحلم الهوى جهل ومعروفة نكر فقلت دعوني فالهوى ذلك الهوى ... وما العمر إلا العام واليوم والشهر نشأت أحب الغيد طفلاً ويافعاً ... وكهلاً ولو أوفى على المائة العمر وهن وإن أعرضن عني حبائب ... لهن عليّ الحكم والنهي والأمر أحاشيك بي منهن من لو تعرضت ... لنوء الثريا لاستهل لها القطر ترقرق ماء الحسن في نار خدها ... فماء ولا ماء وجمر ولا جمر فيا بعد ما بين الحسان وبينها ... لهن جميعاً شطره ولا الشطر برهرهة صفر الوشاح إذا مشت ... تجاذب منها الردف والعطف والخصر من البيض لم تغمس يداً في لطيمة ... وقد ملأ الآفاق من طيها نشر تخر لها زهر الكواكب سجداً ... وتعنو لها الشمس المنيرة والبدر تخال بجفنيها منا لنوم لؤثة ... وتحسبها سكرى وهي بها سكر وقالوا إلى هاروت ينسب سحرها ... أبى الله بل من لحظها يؤخذ السحر تخالف حالي في الغرام وحالها ... لها محض ودي في الهوى ولي الهجر فيا ويح قلبي كم يقاسي من الهوى ... ويا ويله كم لا ينهنهه الزجر على أنني لأجازع إن تباعدت ... بها الدار أو عز التجلد والصبر فمدح نظام الدين دامت سعوده ... هو القصد لا بيض الكواعب والسمر شريف له في كل قلب مدينة ... عزيز له في كل جارحة مصر من النفر البيض الأولى شدت لهم ... صدور العوالي والمهندة البتر إذا عد أهل الفضل كان امامهم ... وإن عد أهل البذل كان له الفخر نهوض بأعباء المكارم كلها ... فإن ضاق عنها ماله رحب الصدر له تسعة الأعشار من رتب العلى ... وسهم بقايا الناس منها هو العشر تجل عن الدنيا وإن جل قدرها ... يمين ابن معصوم ونائله الغمر وما بي إلى نوء السماكين حاجة ... وقد لامست كفي أنامله العشر

فلا وعده خلف ولا البرق خلب ... ولا جوده مطل ولا سيبه نزر علقت بحبل منه لا عن جهالة ... فلم تلهني عنه العراق ولا مصر وخضت إليه البحر لا أرهب الردى ... فصادفت بحراً لا يقاس به بحر وأدركت من نعماه ما دونه الغنى ... فدامت لي النعمى ودام له الشكر لئن ملت يوماً عن هواه لغيره ... فلا كانت الدنيا ولا وفر الوفر فكفر أن ما أسدى إلي من الندى ... هو الكفر لا بل دونه عندي الكفر وإن أنكر الحساد سابق فضله ... أقر له الركن اليماني والحجر وما قلت ما قد قلت إلا تعللاً ... وإلا فماذا يبلغ النظم والنثر فلا زال محروس الجناب مؤيداً ... من الله ما دام السما كان والنسر وقال أيضاً يمدحه وزعم أنه عارض بها معلقة امرء القيس لمن طلل أقوى بدارة جلجل ... ذكرت به ما مر من عيشي الجلي وقفت به والعين عبرى كأنما ... يذر بجفنيها سحيق القرنفل فلم ير طرفي غير اطلال دمنة ... خلت وخوت واختل معهدها الخلي برغمي ارغام المطي على السرى ... وانزال ضيف الدمع في كل منزل إلى كم هيامي لا يزول على المدى ... وحتام قلبي في اسار التعلل إذا ما مضى يوم من الدهر مدبر ... فجعت بفينان من العيش مقبل يعنفني في الحب قومي سفاهة ... وهيهات كم خالفت في الحب عذلي يقولون بعت الحلم بالجهل عامداً ... فقلت لهم من بعشق الغيد يجهل دعوني ومن قد هام عقلي بحبها ... وقلبي لديها كالأسير المسلسل فما قربها إلا الحياة وطيبها ... وما بعدها غير الحمام المعجل بعيدة مهوى القرط خمصانة الحشا ... أسيلة مجرى الدمع ريا المخلخل صقيلة ما بين الترائب والطلى ... كحيلة طرف العين لا عن تكحل أشارت لعقلي حين جد بي الهوى ... وقالت له ما تصنع الآن فارحل فيا قلب كن عوني على ما ينوبني ... ويا كبدي ذوبي ويا عيني اهملي أساحرة العينين معسولة اللما ... ملكت فؤادي فاجملي أو تجملي أطعت الهوى والشوق فيك صبابة ... وأصبحت عن عقلي وصبري بمعزل صلي واقطعي وارضي إذا شئت واغضبي ... عليّ وجوري ما بدا لك واعذلي فلا يطمع الواشون مني بسلوة ... ولا الحبل متبول ولا الحب منسلي ولست بميال إلى كل صارخ ... ولا طالب للورد من كل منهل وإن جهلت قدري بلاد هجرتها ... مشيخاً كصوب الوابل المتهلل جزى الله موج البحر عني وفلكه ... جزاء كريم واسع الجود مفضل هما أنزلاني والحوادث جمة ... بروض أريض وافر الظل مخضلي له معهد حل السماح نطاقه ... به من قديم ثم لم يتحول حمى معدن العليا وغيث ذوي الظما ... وعون أولى البلوى وغيث المؤمل جناب نظام الدين أحمد من سما ... على الناس في مجد أخير وأول حوى ما حواه الأكرمون وفاقهم ... بسعى معم في المكارم مخول فصاحة قس في سماحة حاتم ... واقدام عمرو في وفاء السمؤل حليف الندى إن حل في صدر محفل ... وحتف العدى إن سار في صدر جحفل كأن له في كل منبت شعرة ... بداً في لظى الهيجاء تسطو بمنصل جواد إذا ضن الجواد بماله ... وقور إذا خفت قواعد يذبل غيور إذا خلى الغيور حريمه ... حمول إلى اجتثت أصول التحمل فما روضة بالحز باكرها الحيا ... بارعن رجاس منا لمزن مسبل

إذا خطرت فيها الصبا عبقت بها ... عوابق من ريا عبير ومندل يا طيب نشراً من خلائق أحمد ... ومن شك أو لم يدر ما قلت يسأل وهيهات أن أحصي علاه وجوده ... دليل على امكان كون التسلسل نديمي أدر لي كاس راح حديثه ... ودعني من ذكرى حبيب ومنزل ففيه وإلا فالحديث مضيع ... وعنه وإلا فهو عين التقول إليك نظام الدين منى مدائحاً ... تفوق على نظم الجمان المفصل وما أنا ممن يجعل الشعر همه ... وإن كان شعري نزهة المتأمل ولكن دعاني ما رأيت وشاقني ... علاك فطاب المدح فيك ولذ لي تهن بعيد أنت في الناس مثله ... تفوق عليهم بالمعالي وتعتلي وقال مادحاً أيضاً تبدت لنا والبدر للغرب جانح ... وكاس الكري في راحة الطرف طافح بحيث السهى ترنو بعين كليلة ... وانسانها في لجة الجو سابح وحيث النجوم الزاهرات كأنها ... توقد منها في الظلام مصابح كأن على الآفاق روض بنفسج ... وهن الظبا العيس فيه سوانح فلما تجلى نورها نسخ الدجا ... فلا أعزل الأغدا وهو رامح لك الله شمس يكسف الشمس نورها ... وبدر لنور البدر في التم فاضح كأن نجوم الليل ورق حمائم ... وفي كل جزء من محياك جارح خليلي عوجا بي على أيمن الحمى ... لعل سماحاً بالوصال تسامح سواء علىّ الموت أم شطت النوى ... بسمحاء أم حر الوريدين ذابح تجنبتها لا عن ملال ولا قلى ... ولكن مصاب يصدع القلب فادح مصاب إذا أخفيته مت لوعة ... ووجداً وإن أبديته فهو فاضح وإن رمت أسلو حبها حال دونه ... رسيس جوى ضمت عليه الجوانح قضى الله يا سمجاء بالبين بيننا ... إلى كل ما يقضي به الله صالح حنانيك أنت البرء والداء إنما ... يفوز ويشفي فيك دان ونازح لقد فتكت بي غارة منك شنها ... على القلب غاد من هواك ورائح فلا تنع إن شطت بك الدار أو دنت ... وسيان عندي فيك لاح وناصح سقى الله هاتيك المعاهد عارضاً ... من المزن تمريه الرياح اللواقح ليغدو بها نشر الخزاما كأنما ... يخالطه من نشر دارين نافح كأن خدود الورد والطل فوقها ... خدود الغواني فوقها الدمع ناضح كأن ابتسام الروض والجو عابس ... محيا نظام الدين والدهر كالح همام إذا يممت أعتاب مجده ... تحامتك أخطار الزمان الفوادح يزيد على اللأواء حرصاً على النوى ... كما أرهف السيف اليماني ماسح مقيم بظل المجد حيث توطدت ... أو أخيه مهما يبرح المجد بارح إذا أظلمت شهب الكمال أنارها ... وإن خمدت زند العلى فهو قادح وإن ظنت الأنواء جادت يمينه ... وإن منعت أهل الندى فهو مانح أحاتم أم كعب بن امامة مثله ... أبى الله إن الفرق كالصبح واضح وكل امرء رام الغنى دون بابه ... فقد حجبت عنه المنى والمنائح أقايسه بالبحر لا ينبغي له ... وهل يستوي عذب فرات ومالح وأزعم أن الغيث مثل يمينه ... وهيهات وشاك القطا ووطاقح هو البدر بدر التم لولا محاقه ... هو الشمس لا بل منه فيها ملامح إلى مثله عمداً وفي ظل مثله ... تحث المهارى أو تراح الروازح هو ابن رسول الله وابن وصيه ... فماذا عسى أن يبلغ القول مادح فيا مستفيد المال كيما يفيده ... إذا غل في الازم الأكف السحائح

سأكسوك من مكنون نظمي وشائعاً ... تناط بجيد الدهر منها وشائح تدوم دوام الفرقدين على المدى ... إذا لحقت بالمادحين المدائح وقال مادحاً له أيضاً ومهنئاً بعيد الفطر سرت والليل محلول الوشاح ... ونسر الليل مبلول الجناح وثغر الشرق يبسم عن رياض ... مكللة الجوانب بالأقاح كأن كواعب الظلماء روم ... على دهم تهب إلى الكفاح كأن المشتري والنجم ساق ... يدير على الندامى كاس راح فواعجباه هل يخفى سراها ... وقد أرجت برياها النواحي من البيض الحسان إذا تجلت ... تخال جبينها فلق الصباح مهفهفة يغار البدر منها ... ويخجل قدها هيف الرماح أبث لطرفها شكوى غرامي ... وهل يشكو الجريح إلى السلاح وأطمع أن يزايلني هواها ... ومن ينجو من القدر المتاح فلا تأوى لكسرة ناظريها ... فكم أودت بالباب صحاح أحن إلى هواها وهو حتفي ... كمجروح يداوي بالجراح ولا وأبيك ليس الحب سهلاً ... فكم جد تولد من مزاح خلقت من الغرام فلا أبالي ... أكان به فسادي أم صلاحي ولولا تمسك الاطمار جسمي ... لطار من النحول مع الرياح وحب الغانيات حياة روحي ... وراحتها وريحاني وراحي مجتهين ضاهت في فؤادي ... محبة أحمد طرق السماح همام إذ تجال سهام مجد ... يكون له المعلى في القداح تمازج في المكارم والمعالي ... مزاج الراح بالماء القراح تروقك منه أخلاق توالت ... على نهج النجابة والنجاح فمن شرف أناف به مصون ... يجاوزه إلى مال مباح يحاول سر سودده حياء ... وهل تخفى الغزالة في الضواحي تمر به الأماني ذات ضنك ... فتصدر ذات آمال فساح تملك قلبه حب المعالي ... وجانب ما تزخرفه اللواحي وقور الجاش أثبت من ثبير ... عشية يصبح النشوان صاحي عشية ليس يغني عن خليل ... سوى ضرب القوانس بالصفاح عشية تصبح الأبطال صرعى ... وقد قدموا له الفرس الوقاح هناك تراه كالضرغام بأساً ... وقد خلط السكينة بالطماح يخال السمر والبيض المواضي ... حسان السمر والبيض الصباح أرائض كل مكرمة شموس ... ملكت عنانها بعد الجماح إليك فريدة كالعقد تزهو ... على جيد البر هرهة الرداح تزورك وهي تمرح من نشاط ... فيثقلها نداك عن المراح ولم أمدحك كي تزداد فخراً ... ولكن كي أزين بك امتداحي فدم للخائفين أعز كهف ... وشاحك للوفود أعزّ ساح وذا شهر الصيام مضى حميداً ... وأعلى فطره لك بالفلاح فطب عيشاً بذاك وقر عيناً ... ففي الأضحي أعاديك الأضاحي وقال يمدح بعض أكابر عصره أشمس الضحى لا بل محياك أجمل ... وغصن النقا لا بل قوامك أعدل سفرت لنا حيث النجوم كأنها ... كواعب في سود المطارف ترفل كان الهزيع الأبنوسيّ حالك ... كأن الدجى ستر على الأرض مسبل كان الثريا إذ تراءت لناظري ... وشاح على جيد الزمان مفصل كان سهيلاً والنجوم تؤمه ... نوافر ورق خلن قد لاح أجدل كان السهى ذو صبوة غاله النوى ... فأنحله وللبين الصب ينحل فلما بدا مرآك شابت فروعه ... وكان مسوداً للعذائز اليل لعا لعثاري كيف لا أبلغ المنى ... وأدرك شأو نيله ليس يؤمل وقد أدركتني من أبي الجود نظرة ... فأشرق نجمي بعدما كاد يأفل منها

وللمجد فضل حيث كان وإنه ... إذا كان في زاكي الأرومة أفضل كذا الدر يزهو حيث نيطت عقوده ... ولكنه فوق الترائب أجمل وقال أيضاً سقى العهد صوب العهد سحاً وعارضاً ... وحيا الحيا تلك الربوع الفضا فضا ولا أوحش الله الشباب وعهده ... وعيشاً كأني كنت أطويه راكضا تبدلت من ذاك الزمان وطيبه ... هموماً تذيب القلب بكراً وفارضا إذا عرضت لي حاجة حال دونها ... عوارض لا تنفك تحدو عوارضا وفيض دموع كلما قلت أقلعت ... سحائبها عني ملأن المفايضا مصائب لو حلت بأكناف يذبل ... تدكدك أبو بالبحر أصبح غائضا وكل خليل كنت أرجو وداده ... أراه مريض القلب أو متمارضا إلى الله أشكو حاجة لا أنالها ... ودهراً إذا حاولت أضحى معارضا واخوان سوء ليس فيهم إذا بنت ... بي الدار إلا خاذلاً أو مناقضا أراني إذا عاهدتهم في ملحة ... ورمت ألوفاً منهم على الماء فائضا أيخدعني هذا الزمان وأهله ... وقد ذقته حلواً ومراً وحامضا فعود قناتي لا يلين لغامز ... وثوب اصطباري لا يخاف المقارضا ولست أبالي كنت للنار واطياً ... لما نابني أو كنت للماء خائضا فشأنك يا دهري وما أنت صانع ... فلست لعهد الخل ما عشت ناقضا فليس ينال المجد إلا ابن حرة ... بكون بأعباء العشيرة ناهضا وقال أيضاً هي العيس ما زالت تغرر رؤسهم ... وما زال صرف الدهر يبني ويهدم دع السانحات البارحات فإنما ... حديث الليالي غير ما يتوهم تشطرت دهراً منذ نشأت فلم أجد ... صديقاً يواسيني ولم يتألم سوى ناصح يبدي الوداد ونصحه ... عليّ من الشكوى أشد وأعظم ولست برمال ولا بمنجم ... ولن حكيم في النفوس محكم ثلاثين عاماً لم أجد لي معارضاً ... سوى حاسد من غيظه يتضرم إذا عرض الداء العضال رأيته ... يقبل كفي عاجزاً وهو محجم وهل ينكر الحساد حالي وحالهم ... وكلهم دوني فصيح وأعجم ورب أخ أهدي إليّ نصيحة ... بأمر على الدنيا به أتحكم فقلت له إن البلاد فسيحة ... وكل مكان للكريم مخيم على أنني أدري وما كنت جاهلاً ... بأن الذي قد قلت مغني ومغنم ولكن كلام النفس داء مخامر ... يمازجه سم وصاب وعلقم يقولون ما هذا وما بال حرصه ... وأطماعه تسعى به وهو مقدم وأشياء أخرى لو أشاء لقلتها ... ولكنني عن منطق اللغو ملجم رأيت ركوب البحر أجمل بالفتى ... وذو العقل يمضى للتي هي أسلم على جسره من خالص الساج لو مشت ... تساوي لديها برضين وديلم إذا زنجر الملاح طارت فلم يبن ... لطرفك منها كوثلاً أو مقدم تراها كمركوم السحاب وفوقه ... إذا شمته من ناصح الشرع أنجم كان بها جسراً على الماء آخذاً ... إلى آخر الدنيا به البحر مفعم فتلك ركابي لا سرير يقله ... على رأسه في الهند تيس معجم وفي الأرض مسرى للكريم ومسرح ... وما هي إلا جنة أو جهنم وقال أيضاً وأقسم ما الفلك الجواري تلاعبت ... بها الصرصر النكباء في لجة البحر بأكثر من شوقي وجيبا وشملنا ... جميع ولكن خوف حادثة الدهر وأنشدني الوالد بيتين في المعنى لشاعر عصري بدوي من شهران قال وهما من قصيدة طويلة نحو مائتي بيت ووالله ما الثوب الذي متقلل ... على شرف تومى الدراري بجانبه

الشيخ محمد بن علي الحر الأديب الشامي العاملي

بأكثر من قلبي خفوقاً وحيناً ... جميع وخوفي أن تنائي عواقبه وقلت أنا في المعنى واقسم بالبزل النوافخ في اليرى ... تؤم مني والنافرات ضحى النفر لما لجت الدأما يوماً تقاذفت ... بها عاصف نكباء في شاطىء البحر بأكثر من قلبي اضطراماً ولم تعث ... يد الدهر فينا بل حذ أريد الدهر وقال أيضاً يا شقيق البدر أخفي ... فرعك المسدول بدرك فارحم العشاق واكشف ... يا جميل الستر سترك وقال أيضاً جودي بوصل أو ببين ... فاليأس إحدى الراحتين أيحل في شرع الهوى ... أن تذهبي بدم الحسين ودخل علي يوماً فأنشدني لأمر اقتضى ذلك. وقد أراد القيام بانجازه فضاقت عليه المسالك. بعد بثه على شكوى أحوال ضاق بها ذرعاً. واقسم لولا الحيا والمروة لم يبق بينه وبين من عناه من الصحبة أصلاً ولا فرعاً. ثم قال ولكني أقول. فقال وبهر العقول ولقد تأملت الزمان وأهله ... فرأيت نار الفضل فيهم خامده فقن تجوش ودولة قد حازها ... أهل الرذالة والعقول الفاسده فقلوبهم مثل الحديد صلابة ... وأكفهم مثل الصخور الجامده فرأيت أن الاعتزال سلامة ... وجعلت نفسي واو عمرو الزائده الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحر الشامي العاملي علم علم لا تباريه الاعلام. وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام. أرجت أنفاس فوائده أرجاء الأقطار. وأحيت كل أرض نزلت بها فكأنها لبقاع الأرض أمطار. تصانيفه في جبهات الأيام غرر. وكلماته في عقود السطور درر. وهو الآن قاطن بأرض العجم. ينشد لسان حاله. أنا ابن الذي لم يخزني في حيائه. ولم آخذه لما تغيب بالرجم. يحيى بفضله مآثر أسلافه. وينتشىء مصطبحاً ومغتبقاً برحيق الأدب وسلافه. وله شعر مستعذب الجنا. بديع المجتلى والمجتني. ولا يحضرني الآن من شعره إلا قوله فضل الفتى بالبذل والاحسان ... والجود خير الوصف للانسان أو ليس إبراهيم لما أصبحت ... أمواله وقفاً على الضيفان حتى إذا أفنى اللهى أخذ ابنه ... فسخى به للذبح والقربان ثم ابتغى النمرود إحراقاً له ... فهوى بمهجته على النيران بالمال جاد وبابنه وبنفسه ... وبقلبه للواحد الديان أضحى خليل الله جل جلاله ... ناهيك فضلاً خلة الرحمن صح الحديث به فيا لك رتبة ... تعلو بأخمصها على التيجان هذا الحديث رواه أبو الحسن المسعودي في كتاب أخبار الزمان وقال إن الله أوحى إلى إبراهيم عليه السلام أنك لما سلمت مالك للضيفان. وولدك للقربان. ونفسك للنيران. وقلبك للرحمن. اتخذناك خليلاً والله أعلم الشيخ محمد بن علي الحر الأديب الشامي العاملي حر رقيق الشعر عتيق سلافة العرب. ينتدب له عصى الكلام إذا دعاه وندب. له شعر يستلب نهي العقول بسحره. ويحل من البيان بين سحره ونحره. فهو أرق من خصر هيفاء مجدولة وأدق. وأصفى من شهباء يشعشعها أغن ذو مقلة مكحولة الحدق. فمن قوله وأجاد في التورية بلقبه ما شاء قلت لما جليت في هجو دهر ... بذل الجهد في احتفاذ الجهول كيف لا أشتكي صروف زمان ... ترك الحر في ذوايا الخمول وقوله أيضاً يراكم بعين الشوق قلبي على النوى ... فيحسده طرفي فتنهل أدمعي ويحسد قلبي مسمعي عند ذكركم ... فتذكر وحرارات الجوى بين أضلعي وقوله أيضاً وكم غلت الأحشاء من حرارة ... من الدهر لافات الردى هامة الدهر تقدمني بالمال قوم أجلهم ... لديّ مقاماً قد رفا ضلة الظفر وقوله أيضاً يا دهر كم تحتسى منك الورى غصصاً ... وكم تراعى لأهل اللوم من ذمم بحكمة الله لكن الطباع ترى ... في رفعة النذل صدعاً غير ملتئم الأمير منجك الشامي

السيد أحمد الصفدي الدمشقي الشامي

أمير مورده في الفضل نمير. ومحله لأعلى الكواكب سمير. تأصلت دوحة فضله بالشام وتفرعت. واقتدت مكارمه بأسلافه في الكرم وتبرعت. إلى نخوة وهمة. تستنير بهما الليالي المدلهمة. وشرف ومجد. أشرق بهما كل غور ونجد. وحميد أخلاق سلمت من مساوى الزهر والكبر. وآداب تكاد بيوته إذا ذكرت يبيض من نورها الحبر. وقد وقفت له على قطعة عليها امارة الامارة. وجزالة البدو ورقة الحضارة هي عنوان ملكته في الأدب واقتداره. وعلو مقامه وسمو مقداره دنوّا فقد أوهى متجلدي البعد ... ووصلاً فقد أدمى جوانحي الصد أحن غراماً فيك خيفة كاشح ... ومن مدمعي ودق ومن كبدي وفد وبي فوق ما بالناس من لاعج الهوى ... ولكن أبي أن يجزع الأسد الورد فيا من يبيد الرشد فيمن أحبه ... متى يلتقي الحب المبرح والرشد تلاعبت بالأشواق حتى لعبن بي ... وما كنت أدري أن هزل الهوى جد بليت بقاس لا يرق فؤاده ... عليّ وها قد رق لي الحجر الصلد أعاني به ما يعجز الدهر بعضه ... واحمل ما قد كل عن حمله الجهد وارفع عنه النفس وهي عصية ... وهل يمكن الظمآن عن مورد رد إذا جئته يوماً لبث شكية ... أروح بأشجان على مثلها أغدو تهددني من مقلتيه إذا رنا ... قواضب مما يطيع الله لا الهند حداد يلوح الموت في صفحاتها ... مواض لها في كل جارحة غمد واشتاق إذا ما عن في القلب ذكره ... واطرب ما بات اللسان به يشد السيد أحمد الصفدي الدمشقي الشامي أنشدني له شيخنا العلامة محمد الشامي قوله صه يا حمام فلست المشوق ... ولا بات حالك فيها كحالي فما من تباكى كما من بكي ... ودمع الأسى غير دمع الدلال وهو من قول مهيار الديلمي جاءت تثنى بين ريحانه ... تفتق مسكاً وكثيب رمال فلا وعينيها وأردافها ... وشقوة الدعص بها والغزال ما قدها هز نسيم الصبا ... وإنما ميّل غصناً فمال حتى إذا الليل قضى ما قضى ... خفت مع الفجر خطاها الثقال فابتدرت تغنم فضل الدجى ... سبق مغاوير النجوم التوال تبكي وأبكى غيران الأسى ... دموعه غير دموع الدلال الشيخ حسن بن محمد البوريني الشامي عالم شهد بفضله العالم. وفاضل سلم له كل مناضل وسالم. محله في الفضل معروف لا ينكر. وقدره في العلم معرفة لا تنكر. ملأ صيته كل موطن وقفر. فغنى به حضر وحدا به سفر. إلى أدب ما ميط عن مثل حسنه نقاب. ولا نسقت بمثل فرائده قلائد الرقاب. ومن أجل مؤلفاته شرح ديوان الشيخ ابن الفارض. الذي هو في حسن الاختراع بكر لا فارض. فقد سار سير الامثال. وعز أن يلفى له في الشروح مثال. وأما شعره فالروض دبجته أيدي الغمام. فافترت أزهاره ضاحكة عن مباسم الكمام. فمنه قوله وأجاد ما شاء وحقك لو تشاهدني بليل ... ولي في طوله حزن طويل ولي كف غدت سنداً لخدي ... وأخرى فوق صدري لا تحول وقد أجريت من دمعي دموعاً ... غزاراً دون مجراها السيول وقد علقت جفوني في نجوم ... تزول الراسيات ولا تزول وقد أفنى النحول دمي ولحمي ... فما لي غير أفكار تجول لكنت بكيت لا أبكيت حزناً ... لحال ليس يرضاها خليل وقوله من مقصورة له بحقك يا نجم لا تنسني ... وذكر بحالي بدر الدجى فأنت سميري إذا ما سرت ... شمول الكرى في عيون الورى وقل أيها البدر هل ترحمنّ ... محباً لفرط النحول اختفى ينادي بجنح الدجا باكياً ... رعى الله عيشاً مضى بالحمى رعا الله غصناً سقاه الشبا ... ب سحاباً من الحسن حتى انتشى لمن يشتكي ما بأحشائه ... وأنت الطبيب وأنت الدوا

الشيخ عبد الرحمن العادي مفتي الحنفية بدمشق المحمية

إذا لم تكن مشتكي حزنه ... فليس له في الورى مشكى وقوله أيضاً أيا قمراً قد بت في ليل هجره ... أراقب أسراب الكواكب حيرانا جعلتك في عيني لتخفى عن الورى ... وما كنت أدري أن في العين انسانا ذكرت بهذا قول الرمادي شاعر الأندلس من حاكم بيني وبين عذولي ... الشجو شجوي والعويل عويلي في أي جارحة أصون معذبي ... سلمت من التعذيب والتشكيل إن قلت في بصري فثم مدامعي ... أو قلت في قلبي فثم غليلي لكن جعلت له المسامع موضعاً ... وحجبتها عن عذل كل عذول ولما سمع أبو الطيب المتنبي البيت الثاني من هذه الأبيات وكان معاصره قال يصونه في استه وكان الرمادي لما سمع قول المتنبي كفى بجسمي نحولاً أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني قال أظنه ضرط والجزاء من جنس العمل رجع ومن شعره قوله أيضاً سألتك يا روحي بحقك لا تطل ... مغيبك عن صب إليك مشوق إذا غبت عنه ساعة صار أعينا ... يلاحظ يا مولاي كل طريق وقال أيضاً وبمهجتي من لو تبدى وجهه ... فضح الشموس المشرقات جبينه وإذا رنا متماثلاً في عالج ... سجدت له غزلانه وغصونه وقال أيضاً تحقق أني فيه أصبحت مغرماً ... ولكنه لم يدر ما سبب الحب تعشقت منه حالة لست قادراً ... على وصفها إذ لم يذقها سوى قلبي وقال وقد أقسم من يهواه. أن لا يحل مكاناً حواه. يا مقسماً بالمثاني أن يجيء مكاني ... كفر يمينك حتماً فأنت وسط جناني متى تباعدت عني وأنت في القلب دان ... متى تغيبت عني وأنت عين عياني والله ما كنت وحدي ... إلا رأيتك ثاني وقال أيضاً لست مولاي أبتغي منك وصلاً ... لا ولا أبتغي اقتراب حماكا إنما منيتي وغاية قصدي ... وسروري من الزمان رضاك وقال في المعنى كلهم يطلبون وصلاً وقرباً ... ومرادي من الزمان رضاكا كل ما في الوجود غيرك وهم ... أبعد الله كل شيء سواكا وقال أيضاً أترى ترق لحالتي ... يا من تغافل عن شؤوني هلا رحمت مدامعاً ... سالت عيوناً من عيوني وقال أيضاً ظمئت من الزمان فصار وردي ... كورد الشاربين من السراب ولم تترك لي الأيام صبراً ... سوى قدر المودة في الصحاب وقال أيضاً وما الجزع لولا أنتم فيه برهة ... وما أهله لولا يكون لكم ذكر وما ساكنون الحي إلا لأجلكم ... لهم عندنا شوق وفي قلبنا قدر وهو ينظر إلى قول الأول أحبابنا ما الجزع ما المنحني ... ما رامة ما الشعب لولاكم ما قام هذا الكون إلا بكم ... وما الجود المحض إلاّكم وله أيضاً أرى الجسم مني يضمحل وإنما ... محبتكم تقوي عليّ وتثبت ولم يبق من غرس السلو بقية ... ولكن غصون الود في القلب ينبت وله أيضاً شغلت بحبيه عن الخلق جملة ... سوى من به شاهدت بعض صفاته وعما قليل يعدم الناس كلهم ... لديّ فلا أصبو إلى غير ذاته وله من قصيده تخيل لي نفسي على البعد سلوة ... وذلك في التحقيق سلوان سلواني وكيف سلوي عن هواك بغيره ... وما شمت انساناً سواك بإنساني وله من أخرى ما زلت أطلبه في كل ناحية ... فينظر الناس مني فعل حيران وأورد له صاحب الريحانة شعراً غير هذا لم نثبت منه شيئاً وفاء بالشرط الشيخ عبد الرحمن العادي مفتي الحنفية بدمشق المحمية

علامة الزمان. وشقيق النعمان. الناشر على العلم والعمل. والمحرز أدوات الكمال عن كمل. العمدة الرفيع العماد. المتميز على أقرانه تميز الروى على الثماد. فاضل له في الفضل فواضل واياد. وفقيه أفكاره شدت للنعمان ما يشده شعر زياد. إلى أدب ظهرت آياته وبهرت. ونشرت راياته بالمحاسن واشتهرت. فإذ عن له كل ناثر وناظم. وأعظم قدره الأكابر والأعاظم. إن قال فالبلاغة منوطة بمقالة. أو كتب فالبراعة موثقة بعقاله. وكرم هو ضرة الغمام. وايادهى الأطواق والناس الحمام. وخلق من لباب المكارم مخلوق. وشيم يستغنى بطيبها عن كل طيب وخلوق. وأشعاره درر لم يحتو على مثلها صدف. وغرر لم ينحل بمثلها صدف. فمن نظمه ونثره ما كتبه إلى الشيخ أحمد المقري وهو بمصر. إلى أهل مصر أهدي السلام ... مبتدئاً بالمقري الهمام من ضاع نشر العلم من عرفه ... ومن يضع منه الوفا للذمام أهدى تحية التحية. إلى حضرته العلية. وذاته ذات الفضائل السنية الأحمديه التي من صحبها لم يزل موصولاً بطرائف الصلاة. وبطوائل الأوحدية. الجامعة التي منها عليها شواهد. وليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد فيا من جذب قلوب أهل عصره إلى مصره. وأعجز عن وصف فضله كل بليغ ولو وصل إلى النثرة بنثره. أو إلى الشعرى بشعره. ومن زرع حب حبه في القلوب فاسبق أعلى سوقه. وكاد كل قلب يذوب بعد بعده من حر شوقه. وظهرت شمس فضله من الجانب الغربي فبهرت بالشروق. وأصبح كل صب وهو إلى بهجتها مشوق. زار الشام ثم ما سلم حتى ودع. بعد أن فرع بروضتها أفنان الفنون فأبدع. وأسهم لكل من أهلها نصيباً من وداده فكان أوفرهم سهماً هذا المحب الذي رفع بصحبته سمك عماده. وعلق لمحبته شفاف فؤاده. فإنه دنا من قلبه فتدلى. وفاز من حبه بالسهم المعلى. أدام الله لنا البقا. وأحسن لنا بك الملتقى. ومن علينا بنعمة قرب اللقا. هذا وقد وصل من ذلك الخل الوفي. كتاب كريم وهو اللطف الخفي. بل هو من عزيز مصر القميص اليوسفي جاء به البشير مشتملاً على عقود الجواهر. بل على النجوم الزواهر. بل الآيات البواهر تكاد تقطر البلاغة من حواشيه. ويشهد بالوصول إلى طرقها الأعلى لموشيه. فليت شعري بأي لسان. أثنى على فصوله الحسان. العالية الشان. الغالية الأثمان. التي هي أنفس من قلائد العقيان. وأبدع من مقامات بديع الزمان. فطفقت أرتع من معانيها في أمتع رياض. وأقطع بان في منشئها اعتياضاً لهذا العصر عن عياض. ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها ... عقود مدح فلا أرضى لها كلمي إلى غير ذلك ومن نظمه ما كتبه إلى الشيخ المذكور أيضاً شمس هدي أطلعها المغرب ... وطار عنقاء بها مغرب فأشرقت في الشام أنوارها ... وليتها في الدهر لا تغرب شهاب علم ثاقب فضله ... ينظم عقداً منه لا يثقب فرع علوم بالهدى مثمر ... وروض فضل بالندى مشغب قد ارتدى ثوب علي وامتطى ... غارب مجد قرها المركب درس غريب كل يوم له ... يملي ولكن حفظه أغرب محاضرات مسكر لفظها ... بكاس سمع راحها تشرب رياض آداب سقاها الحيا ... ففاح مسكاً نشرها الأطيب فضائل عمت وطمت فقد ... قصر فيها كل من يطنب قلوبنا قد جذبت نحوه ... والحب من عاداته يجذب إن بعدت عن غربه شرقنا ... فالفضل فينا نسب أقرب كم طلبت تشريفه شامنا ... بشرى لها فليهنها المطلب قد سبقت لي معه صحبة ... في حرم يؤمن من يرهب أخوة في الله من زمزم ... وضاعها طاب به المغرب أنهلني ثم وداداً فلى ... بالشام منه علل أعذب ضاء دجى العلم به للورى ... ما ضاء في جنح الدجا كوكب فراجعه الشيخ بقوله ما تبر راح كاسها مذهب ... ما للنهى عن حسنها مذهب يستدفع الاكدار من صفوها ... وتنهب الأفراح إذ تنهب تسعى بها هيفاء من ثغرها ... وفرعها لأنوار والغيهب

المولى أحمد بن شاهين الشامي

فتانة الأعطاف نفاثة ... سحراً بالباب الورى يلعب في روضة قد كللت بالندى ... والزهر راس الغصن إذ يغصب برودها بالنور قد نمنمت ... كالوشى من صنعاء بل أعجب والماء يجري تحت جنانها ... والنار من نارنجها تلهب والظل ضاف والنسيم انبرى ... والزهر زاكي النش مستعذب والطير للعشاق بالعود قد ... غنت فهاجت شوق من يطرب أبهى ولا أبهج من منظر ... من نظم عن تقديمه الأصوب مفتي دمشق الشام صدر الورى ... من في العلى تم به المطلب علامة الدهر ولا مرية ... وملجاء الفضل ولا مهرب لله ما امتاز به من على ... بغير منّ الله لا تكسب أبدى بها الرحمن في عبده ... مظاهر الفضل التي تحسب جود بلا منّ وعلم بلا ... دعوى به التحقيق يستجلب وبيت مجد مسند ركنه ... إلى عماد الدين إذ ينسب فبرقه الشامي من شامه ... نال مراماً والسوى خلب وما عسى أبديه في مدحه ... ومدح أبناء له أنجبوا تسابقوا للمجد حتى حووا ... سبقا لما في مثله يرغب أعيذهم بالله من شر ما ... يخشى من الأغيار أو يرهب وأسأل الله لهم عزة ... بادية الأضواء لا تحجب ومن شعر العمادي المذكور قوله مضمناً في البيت أصناف فضل لست أحصرها ... وصاحب البيت أدرى بالذي فيه من جاءه خائفاً من سوء زلته ... فإن للبيت رباً سوف يحميه وقوله مضمناً أيضاً فارقت طيبة مشتاقاً لطيبتها ... وجنيت مكة في وجد وفي ألم لكن سررت بأني بعد فرقتها ... ما سرت من حرم إلا إلى حرم المولى أحمد بن شاهين الشامي شامة وجنات الشام. الشاهد بنبله من شاهد بارق فضله وشام. الدالة عليه آثاره دلالة الخصب على الغمام. المشرق نظامه ونثاره اشراق البدر ليلة التمام. أديب ضربت البلاغة روافلها بحماه. وأريب انتمت البراعة إلى منتماه. حاز قصب السبق في ميدان الاحسان والاجاده. ورواية حديث الفضل المسلسل شفاهاً لا وجاهد. فأصبحت دعوى أدبه واضحة الحجج والبراهين. وراحت جوارح أفكاره صائدة لقنص الفصاحة ولا غرو فهو ابن شاهين. وشعره في الطبقة العليا من الرقة والانسجام. وها أنا أثبت منه ومن نثره ما يدار به عليك من الأنس جام. فمنه ما كتبه إلى علامة عصره الشيخ أحمد المقري المغربي من جملة كتاب مراجعاً يا سيداً أحرز خصل العلى ... بالبأس والرأي السديد الشديد ومن على أهل النهي قد على ... بطبعه السامي المجيد المجيد ومن يزين الدهر منه حلى ... قول نظم كالفريد النضيد ومن صدي منه فكرى جلي ... نظم له القلب عميد حميد ومن له من يوم قالوا بلى ... حب جديد ما له من مزيد ومن غدا بين جميع الملا ... بالعلم والحلم الوحيد الفريد أفديك بالنفس وبالأهل لا ... بالمال والمال عتيد عديد

أقسم بالله الذي علت كلمته. وعمت رحمته. وسخرت القلوب والعقول رأفته ومحبته. وجعل الأرواح جنوداً مجندة فما تعارف منها ائتلف. وما تناكر منها اختلف. إنني أشوق إلى تقبيل أقدام شيخي من الظمآن إلى الماء. ومن الساري لطلعة ذكاء. وليس تقبيل الأقدام. مما ينفع من الشوق الأوام. وقد كانت الحال هذه وليس بيني وبينه حاجزاً إلا الجدار. إذ كان حفظه الله جار الدار. فكيف الآن بالغرام. وهو حفظه الله بمصر وأنا بالشام. وليس غيبة مولاي الاستاذ عنا. إلا غيبة العافية عن الجسم المضنى. بل غيبة الروح. عن الجسد البالي المطروح. ولا العيشة بعد فراقه. وهجر أحبابه ورفاقه. إلا كما قال بديع الزمان عيشة الحوت في البر. والثلج في الحر. وليس الشوق إليه بشوق وإنما هو العظم الكسير. والنزع العسير. والسم يسري ويسير. وليس الصبر عنه بصير. وإنما هو المصاب. والكبد في القصاب. والنفس رهينة الأوصاب. والحين الحائن وأين يصاب. ولا أعرف كيف أصف شرف الوقت الذي ورد فيه كتاب شيخي بخطه. مزيناً بضبطه. بلى قد كان شرف عطارد. حتى اجتمع من أنواع البلاغة عندي كل شارد. وأما خطه فكما قال الصاحب بن عباد هذا خط قابوس. أم جناح طاووس. أو كما قال أبو الطيب. من خطه في كل قلب شهوة. حتى كان مداده الأهواء. وأنا أقول ما هو أبدع وأبرع. وفي هذا الباب أنفع وأجمع. بل هو خط الأمان من الزمان. والبراءة من طوارق الحدثان. والحرز الحريز. والكلام الحر الأريز. والجوهر النفيس العزيز. وأما الكتاب نفسه فقد حسدني عليه اخواني واستبشر به أهلي وخلاني. وكان تقبيلي لأماليه. أكثر من نظري فيه. شوقاً إلى يد وشته وحشته. واعتياد اللثم أنامل جسته ومسته. وأما اليراعة فلا شك أنها ينبوع اليراعة. حتى جرى منها من سحر البلاغة ما جرى. فجاء الكتاب كسحر العيون بما راح يسبى عقول الورى. وينادي باحراز خصل البيان من الثريا إلى الثرى. ومن هذا الكتاب معزياً له في والدته وقد بلغه خبر وفاتها بالمغرب. أطال الله يا سيدي بقاك. ولا كان من يكره لقاك. ورعاك بعين عنايته ووقاك وأبقاك. وضمن لك جزاء الصبر. وعوضك عن مصابك الخير والأجر. ولقد كنت أردت أن أجعل في مصاب سيدي بأمه. متعه الله بعلمه وحلمه. ودفع عنه سورة همه وغمه. قصيدة تكون مرثية. تتضمن تعزية وتسلية. فنظرت في مرثية أبي الطيب لأمه. واكتفيت بنظمها ونثرها. وعقدها وحلها. وانتخبت قوله منها لك الله من مفجوعة بحبيبها ... قتيلة شوق غير مكسبها وصما ولو لم تكوني بنت أكرم والد ... لكان أبوك الضخم كونك لي أمّا لئن لذ يوم الشامتين بيومها ... فقد ولدت مني لأنفهم رغما فقلت هذه حال مولانا الراغم لأنوف الأعدا. المجد لأسلافه حمداً ومجداً. القاتل بشوقه لا خطأ ولا عمداً. ثم لما رأيت مرثيته في أخت سيف الدولة. إن يكن صبر ذي الرزية فضلاً ... يكن الأفضل الأعز الأجلا أنت يا فوق أن تعزي عن الأحبا ... ب فوق الذي يعزيك عقلاً وبألفاظك أهتدي فإذا عزا ... ك قال الذي قلت له قبلا قد يكون الخطوب حلواً ومراً ... وسلكت الأيام حزناً وسهلاً وقتلت الزمان علماً فما يعرب ... قولاً ولا يجدد فعلا

قلت والله هذه حلى مولانا الأستاذ الذي عرف للزمان فعله. وفهم قوله. قد استعارها أبو الطيب وحلى بها مخدومه سيف الدولة وكيف أستطيع ارشاد شيخي لطريق الصبر. وأذكره بالثواب والجر. وأنا الذي استقيت من ديمه. واهتديت إلى سبيل المعروف بشيمه. سلكت جادة البراعة بهداية ألفاظه. وارتقيت إلى سماء البلاغة برعاية ألحاظه. وهل يكون التلميذ معلماً. أم هل يرشد الفرخ قشعماً. وكيف يعضد الشبل الأسد. وهو ضعيف المنة والمدد. ولم يعلم الثغر الابتسام. والصدر الالتزام. ويختبر الحسام. وهو المجرب الصمصام. وهل تفتقر الشمس في الهداية إلى مصباح. وهل يحتاج البدر في سراه إلى دلالة الصباح. ذلك مثل شيخي ومن يرشده إلى فلاح ونجاح. وإنما نأخذ عنه ما ورد في ذلك من الكتاب والسنة. ونحذو حذوه في الطريق الموصلة إلى الجنة. ومن فصول هذا الكتاب ولما وصلني سيدي بهديته التي أحسن بها من كتاب الاكتفا. داخل طبعي الصفا. ونشطت إلى نظم بيتين فيهما التزام عجيب لم أر مثله وهو أن يكون اللفظ المكتفي به بمعنى اللفظ المكتفى منه فإن الاحتفا والاحتفال بمعنى الاعتناء كما أفاده شيخي فيكون على هذا الاكتفاء وعدمه على حد سوا إذ لو قطع النظر عن الاحتفال لأغنى عنه لفظ الاحتفا مع تسمية النوع فيهما وهما قوله إن احتفال المرء بالمرء لا ... أحبه إلا مع الاكتفا مبالغات الناس مذمومة ... فاسلك سبيل القصر في الاحتفا ولقد انقطع الثلج أيام الخريف وكانت الحاجة إليه شديدة بعد غيبة سيدي. عن دمشق فتذكرت شغف شيخي به فزاد على فقده غرامي. وفاض عليه تعطشي وأوامي. فجعلت في ذلك عدة مقاطيع وأحببت عرضها على سيدي أولها. ثلج يا ثلج يا عظيم الصفات ... أنت عندي من أعظم الحسنات ما بياض بدا بوجهك إلا ... كبياض بدا بوجه الحياة ثانيها قد قلت لما ضل عني رشدي ... وما رأيت الثلج يوماً عندي لا تقطع اللهم عن ذا العبد ... أعظم أسباب الثناء والحمد ثالثها ثلج يا ثلج أنت ماء الحياة ... ضل من قال ضر ذاك لهاتي ما بياض بدا بوجهك إلا ... كبياض قد لاح في المرآة قد رأى الناس وجههم في المرايا ... ولقد فيك شمت وجه حياتي وما عللت سيدي هذا التعليل. إلا لأسوقه إلى نسيم دمشق الذي خلفه سيدي عليلاً وهو على الصحة غير عليل. ولم يشف أعزه الله من الغليل. ولسيدي الدعاء بطول البقاء والارتقاء. وهذه أبيات أحدثها العبد في وصف القهوة طالباً من سيدي أن يغفر خطاءه فيها وسهوه. وهي قوله وقهوة كالعنبر السحيق ... سوداء مثل مقلة المعشوق أتت كمسك فائح فتيق ... شبهتها في الطعم كالرحيق تدنى الصديق من هوى الصديق ... وتربط الود مع الرفيق فلا عدمت مزجها بريق انتهى ومن مطولاته قوله مادحاً حضرة يحيى أفندي المكرم لا يسلني عن الزمان سؤول ... إن عتبي على الزمان يطول طال عتبي لطول عمر تجنيه ... فعتبي بذنبه موصول أنست بي خطوبه فلو اغتا ... ل سواي لغرة التبديل وأحاطت سهامه بي حتى ... سد طرق السهام مني النصول ابتغى صفوة الليالي دلالاً ... وسواد الليال ليس يحول أنا يا دهر لست إلا قناة ... لم يشنها لدى المكر النحول إن أكن في الحضيض أصبحت أني ... في ذرى الأوج كل حين أجول فطريقي هي المجرة في السير ... وعند السماك إني المقيل صنت نفسي ترفعاً وبعذري ... فكثير الأنام عندي قليل فإذا قيل لي فلان تراه ... ذا جميل أقول صبري الجميل وفرت همتي عليّ وعزمي ... ماء وجهي بسيف عرضي صقيل إن عرفت الأنام قدماً فلما ... دهمتني أنت وعندي الدليل سلبتني بالغدر كل جميل ... غير فضلي ففاتها المأمول

إن هذا الزمان يحمل مني ... همة حملها عليه ثقيل يتأذى من كون مثلي كأني ... أنا منه في الصدر داء دخيل فكأني إذا انتضيت يراعا ... بسنان علي الزمان أصول وكأن المداد إذ رقمته ... أنملي والدموع منه تسيل صبغة أثرت بخدي سواداً ... واحالته وهي لا تستحيل ليتني لو صبغت فؤادي منها ... فارعوى الشيب واستحال النصول لا أرى أنني انفردت بهذا ... كل أيام دهر مثلي شكول يا بني نوعنا تعالوا نداعي ... حظنا إنني لكل كفيل عند قاضي عساكر الروم طرا ... وشهودي من اليقين عدول عند يحيى المولى الجليل وهذا ... قدره فوق أن يقال جليل زكرياء قد حوى منه نجلاً ... مثله مريم حوت والخليل عالم الأمة الجليلة أن قي ... س فلا غرو بالنبيل النبيل عالم عامل وفي حبىّ ... فهواه على التقى مجبول رجل هذه عناصره الغر ... لجسم من الهدى مأهول جاش صدر الزمان قلبك لما ... جئته رحمة تلاشي العليل كنت ماء الحياة صادف ميتاً ... شخصه قبره رجاء قتيل إنما أنت للموالي كعقد ... زاه يزدان من رواه التليل إنما أنت فخر دولة ملك ... حاز فخراً بعزقه الاكليل نصر الله دولة لك فيها ... بأبيك الجليل أصل أصيل كلكم نابت بدوحة علم ... فرعها في السماء حتى الاصول إن يكن جاور الغفور فيحيى ... خلف صالح وذكر جميل بأبي أنت إنما أنت شمس ... لنجوم السماء منك أفول لو أعرت الهلال منك كمالاً ... ما اعتراه نقص ولا تحويل أو منحت البحر الخضم وقاراً ... فرحتي ما هيجته القبول أو غدا من مزاج خلقك فيه ... أثر كان دونه السلسبيل أو قسمت الذي حويت من العلم ... لما كان في الأنام جهول حزت حلماً لو حل فطرة ليث ... أخذته سكينة لا تزول حزت رأياً لو كان للسيف يوماً ... رونق منه ما عراه فلول نير لو بدا بليل وطرف الشمس من ... اثمد الدجى مكحول وتمنت منه العيون سواداً ... قدر ميل للكحل أعجز ميل شاركتك الكرام في الوصف لكن ... لم يكن صادقاً بها التمثيل مثل ما شاركت وفي البين بون ... غرر الخيل في البياض الحجول من يهنيك والهناء عظيم ... بمحل له بك التبجيل منصب نلته وطرف الأعادي ... من سنا نوره حسير كليل ولبست الفخار منه قشيباً ... فهو من فوق مثله مسدول لا يرى للذي حواه عديلاً ... لا ولا أنت إن قبلت عديل كيف نرجو من الزمان نظيراً ... لجواد به الزمان بخيل ولئن جئت في الزمان أخيراً ... فلخير الأوقات فيه الأصيل فتهنا فلي هناء فإني ... مستميح وجاهك المأمول قد تكفلت عند حظي بأمن ... ليس لي في ذراك عنه نكول إنه إن أتاك في كسرة الليل ... تردى بالصبح حين يؤول سيدي مسمعاً فهذي عقود ... لم يشن نظم مثلها التظويل عبدك الدهر ساني ومر لي ... القوم عن عبد بابه مسئول ليقل عثرتي سلمت يراع ... كعصى المرسل الكليم مقيل

بسطور تسلسلت كعذار ... في بياض حكاه خد أسيل غرضي أنني رفيق نكات ... عبد رق شفيعه التأميل أنا داع وليس قصدي إلا ... موطناً فيه دعوني لا تجول لا أرى غير أن يكون لحجى ... سبباً والقبول حيث الرسول إن نفسي إليه ذات اشتياق ... وفؤادي بحبه متبول لم أقل ولنى القضاء لخوفي ... إن دهري محاسب ما أقول فاغتنم فرصة الصنيعة إني ... ناهل والأكف منك سيول لا تكلني إلى الحظوظ فعندي ... لحظوظي إذا نظرت دخول كم لمولاي من يد عند غيري ... وهي بيضاء ما بها تقبيل فلئن حزتها وساعد دهري ... فلها في سواد عيني حلول ولها إن حرمت صبر جميل ... ولها إن منحت شكر جزيل يا وحيداً وافيته بمديح ... ذي خصوص وفي ثناه شمول بطوء مدحي ما كان إلا لأمر ... جال فكري به فطال الذهول وهو أني حاولت وصفاً بديعاً ... فيك يرضى ففاتني التعجيل والآن الأيام قد وقعدني ... بك والدهر في الوعود مطول وإذا كان ما يراد نفيساً ... فعجيب أن يسرع التحصيل أنت أعلا من النجوم محلا ... وعسير إلى النجوم الوصول طال تقششي الزمان وقلبي ... بك لا عنك بالسوي مشغول حزت دون الأنام عرضاً عريضاً ... أين لي مثله ثناء طويل وإذا كان ما يعطل عذراً ... واضح النهج يحسن التعليل إنما كنت في طلابك ليلاً ... علقت بالصباح منه الذيول كنت من صدمة الخطوب جواداً ... أدهماً ثم راقني التحجيل فتنائى على علاك حبيس ... إنما للرياض يهدي الهديل قد مدحت الأنام قبلك لكن ... لا لأمر لي عنك منه بذيل كنت كالكاتب المجرب خطا ... وهواه لخطه التكميل فتمتع من ذا النظام بعقد ... زانه في مديحك التفصيل درر كلها وسائط إذ لم ... يحظ قبلي بنظمهن الفحول ثقبتها يداي بكرا وهذا ... أثر السلك في الخلال ضئيل هذه سيدي قصيدة عبد ... شعره مثل طبعه مصقول نفثت في العقول سحراً وجادت ... مثل ما جاءت السلاف الشمول فترشف بكاس سمعك منها ... رشفات تزداد منها العقول هذبت حقبة فجاءت كخود ... خفر زانها وطرف كحيل إنما الشعر كالوليد إذا ما ... زاد تهذيبه يزيد القبول لا تضع سعيها وحاشاك عنه ... إن طرفي إذا فعلت همول فضل نظمي على اللآل إني ... قلته وهو في علاك مقول وابق رغم الحسود غيظ عدو ... ظلا أمن الصديق منك ظليل ما سمت نفسك الشريفة للفخر ... وما دام طوعها المامول إن هذا هو الدوام وحقاً ... ذاك عندي دعائي المقبول وقال يمدح بعض أكابر عصره ما همت بعدك أشفي العين بالأثر ... إلا عثرت بقلب ضل بالأثر ولا ذكرتك مشتاقاً على وله ... إلا وأشفقت من دمعي على بصري لم أكتحل بالكرى شوقاً إليك ولا ... خاط الجفون سوى ميل من السهر يا حبذا عهدنا في جوّ كاظمة ... صافي المشارب ضافي الظل والسمر تشارف اللهو فيه خوف مرتقب ... إن ازديار الغواني صيبة الحظر

خدين عشرين إذ عهد الهوى كبث ... وللشبيبة غصن جد مهتصر جذلان رنح عطفيه الصبا فقدا ... شروى الغصون وقد مالت مع السحر يميل تحسبه الواشون منتشياً ... وقد تمكن منه نشوة الخفر يوم لثم يد غراء ما لثمت ... إلا وأسفر منها غرة الوطر بيضاء لولا نداه مع ترافتها ... شبهتها لازدحام اللثم بالحجر يا بن الذين تردوا بالفخار ومن ... قد أحرزوا قصبات السبق والظفر من مثل قومك اجلالاً وأنت بهم ... مثل اليتيمة في عقد من الدرر عرفتهم بك والمعروف أنبأني ... كما استدل على التأثير بالأثر أعي مدى السمع منا ذكر جودهم ... وأنت أعييت اجلالاً مدى النظر زان الحياة نداهم ثم مذ رحلوا ... أثارهم زينة الأخبار والسير ذكراهم ومعاليك التي تليت ... في السن الصحف مثل الآي والسور لو كان للعز امكان بناطقة ... لراح يخطب في علياك والخطر أو كان للمجد احسان بما انعقدت ... ذؤابتاه لأضحى جد تفتخر أو كان للبدر نور من طلاقته ... لم يبق للشمس تمييز على القمر حليت جيد زمان قد مضى عطلاً ... ورحت ترفل مختالاً على الدهر لبست ثوب فخار لا يجاذبه ... فضل الرداء شريك في مدى العصر بكرت في طلب العلياء وادلجوا ... وليس مدلج قوم مثل مبتكر لو رمت منبهل ماء ما رضيت سوى ... نهر المجرة من ورد ومن نهر أو رمت عقد نظام كي تقلده ... جيد الصحائف لم تختر سوى الزهر وود حين يفر النفس من يده ... أن يستمد سواد القلب والبصر فطرسه وقطار الجبر يطرحها ... ترى النواظر حسن العين بالحور لله ما فقر كالزهر تحسبها ... مطوية وهي عند النشر كالزهر كأنها وهي في الأسطار محدقة ... نجم الجمان على اللبات والنحر مذ ناظرتها النجوم الغر وابتدرت ... تحكي سناها فلم تهدأ ولم تقر لك البلاعة لا تثني أعنتها ... فاركب لها واضح الأمجال والغرر أكني عن العزم يا ابن العزم قاطبة ... كناية عن وحيد البدو والحضر المصطفى الندب من فاضت فواضله ... والمورد العذب صفواً جل عن كدر من لو نهضت إلى الأفلاك مرتقياً ... لشمت ثمة فضلاً منه منتظري فزنت نعماه بالزهر التي زهرت ... فاستصغرتها عيوني غاية الصغر وسمتها بالمنى والوسع يسعفها ... فاستكبرتها الأماني غاية الكبر تلك المكارم عين الله تحرسها ... تفنى الأماني فلم تبقي ولم تذر مولاي دعوة مملوك به ظما ... برح لعذب نداك السلسل الحضر حسن التفاتك أعني لا فجعت به ... فهو الذخيرة لي من دهري الخطر إن الحياة حياة في ذراك ومن ... بعدوك فهو كما الأشباح والصور وماؤها كمياه البشر دافقة ... بوجهك الطلق ليست مقبة الحضر قد رق منها على الدنيا وساكنها ... غرس لنا من جناه يانع الثمر لو رمت غيرك أبغي منه عارفة ... غدا إذ ذاك ذنباً غير مغتفر أراش لحظك منى حصر أجنحتي ... فيا لحري ولشوقي فيك أن أطر قد قصر الدهر في أشكاي من حسد ... من قبل والآن لا يقوى على عذر وكنت أشكو الليالي سوء محنتها ... والآن أوسع شكراً منحة القدر وهاكها من بنات الزنج الفها ... نجل لشاهين لا يأوى إلى وكر

الشيخ خضر بن عطاء الله الموصلي الشامي

تدعى بأنثى ولكن في النظام لها ... صرامة لم تكن في الصارم الذكر تطوي الصحاف لها صوناً وإن نثرت ... تفوح سوم أريج المسك في الصور تروق كالروضة الغناء ترفل في ... ربط الثناء كزهو الخود بالحبر تلفعت ببرود الحمد تحسبها ... بكراً توشح موشياً من الأزر ساقت إليك جيوشاً من بلاغتها ... لوى المحامد فيها معلم الطرر أوشكت اقنص نسر الأفق مرتقياً ... لما خيالك أغراني على الفكر إن رمت مدحك حسناً يا ابن نجدته ... ورونقاً بفحول العرب من مضر لي في قبولك تأميل يبشرني ... أني سأظفر بالمقبول من عذر وأنني لأرى نفسي تحرضني ... أني سأشفعها من قصدي الاخر واسلم ببرح جمال أنت رونقه ... ترضى المعالي في الآصال والبكر ممتعاً بلذيذ العيش تمنحه ... وظافراً بهنى المال والعمر وله متغزلاً يا شقيق الظبي لحظاً ... والرشا في لفتاتك لست هارون ولكن ... سحره في لحاظتك جرحت قلبي وهذا ... شاهدي في وجناتك أنا أستبقي حياتي ... لتقضى في حياتك كيف يقصيك حياة ... هي من بعض هباتك الشيخ خضر بن عطاء الله الموصلي الشامي رحلة تضني إليه الرواحل. وتطوي للقياه المراحل. باعه في الفضل مديد. وسهمه في أهداف العلم سديد. لا تدرك في السبق غايته. ولا تتأخر عند ازدحام الآراء رايته. عض العلم بضرس قاطع. وأنار ظلم الجهل بنور من صبحه ساطع. وكان قد انتقل من بلده إلى البلد الحرام. فقطن به منتظماً في سلك علمائه الكرام. وبه ألف كتابه الذي سماه الاسعاف. بشرح أبيات القاضي والكشاف. وهو كتاب لم تكتحل عين الدهر له بنظير. ولا احتوى على مثل أزهار ألفاظه وثمار معانيه روض نضير. وقد دبج في ديباجته يذكر شريف مكة وسلطانها وحامي حوزة قطانها وقصادها الميمون السكنات والحركات الشريف حسن بن أبي نمي بن بركات فأجازه عليه من المال ألف دينار ومن الاقبال ما أصابه أفق أمله وأنار ولم يزل مقيماً في ذلك الحرم وأردا مناهل الفضل والكرم حتى نشاء ظلم وزير الشريف المذكور وهو الذي روع الأجنة في الأحشاء والأفراخ في الوكور ستبيح جيران بيت الله العتيق الشقي المعروف بابن عتيق فكان من مخازيه الشنيعة وفعلاته التي قبح بها صنيعه أن دعي المشار إليه إلى شهادة زور على اغتصاب شيء من متاع الدنيا المنزور فلم يجبه إلى ما دعا ولا صدقه فيما ادعى فنصب له العداوة والبغضاء وتجاوز على التجاوز والاغضاء حتى كان لا يلقبه إلا بالنصراني ولا يراه إلا بعين الآثم الجاني ولم يزل يدب له الضراء ويريد له البأساء والضراء إلى أن رماه عند الشريف ببهتانه وجرى على عادته في ظلمه وعدوانه وسعى إليه بأنه لا يزال ينسب إلى هذه الدولة المظالم وياتفك لها ما يتبرا منه مؤتفك ظالم ويكتب بذلك إلى أمراء الأروام وهو مقبول عند أولئك الأقوام ومتى لم يتلاف أمره. شب نار التلاف جمره وحسن له أجلاه عن البلد الحرام قبل أن يؤول قدحه إلى الاضرام فأذن له الشريف في اجلائه فشمر له عن ساعد بلائه والزمه بالخروج في الحال وأمره لوقته بالارتحال ولم يمهله لينقل له. أو يرى ما عليه وما له. فخرج متوجهاً إلى مدينة الرسول. وقد ترنق ورد حياته المعسول. وما أبعد عن مكة مرحلتين حتى استولى الوزير الشقي على داره. وأظهر صولة قهره واقتداره. واصطفى جميع ما فيها قبل الفوات. ونادى عليه في الأسواق كما ينادي على تركة الأموات فبلغ الشيخ الخبر في أثناء الطريق فأصبح وهو في يم الهم غريق ففاجأه أجله قبل وصوله إلي المدينة ولاقاه من أولاه دنيا ودينه وأطلق من قيد هذه الدار المحفوفة بالارزاء والاكدار وذلك في سنة سبع وألف ومن شعره قوله مادحاً الشريف حسن سلطان الحرمين وأودعها ديباجة كتابه الاسعاف بدر الملوك أمير المؤمنين أبو ... على الحسن السامي به شام

أبو الطيب بدر الدين بن رضى الدين الغري العامري الشامي

خليفة الله من دارت بنصرته ... وما يشاء من الأفلاك أجرام في كل ناد له صيت يهيم به ... في كل واد عداه خشية هاموا لو سابق الدهر لاستدراك غايته ... لرد مما حواه الدهر أعوام قل للخوارج موتوا في ضلالتكم ... فإنما الدين عند الله اسلام هذا ابن بنت رسول الله طاعته ... فرض وفيه لأنف الدهر ارغام يطيعه من أطاع الله متقياً ... ومن عصاه عليه النص الزام وفي أولى الأمر قول الله حجتنا ... وهم ائمتنا بالحق قد قاموا يا حجة الله والحبل المتين ومن ... في غير مرضاته الطاعات آثام أن يمل نابغة الجن القريض فلي ... في نظم مدحك من جبريل الهام فها كهادرة بل بحر فائدة ... لدى العقول ببذل الروح تستام تبقى وتذهب أشعار ملفقة ... كغرة في جباه الدهر أوشام واسلم ودم في سرور ثم في دعة ... ما قام بالروح بل بالله أجسام وأنشد للمعري في ترجمته من كتابه المذكور تقضى صاحب التوارة موسى ... وأوقع بالخسار من افتراها وقال رجاله وحي أتاه ... وقال الآخرون بل افتراها وما حجي إلى أحجار بيت ... كؤوس الخمر تشرب في ذراها إذا رجع الحكيم إلى حجاه ... تهاون بالشرائع وازدراها قال فأجبته أنا وقلت وحال الله من أعمى لعيني ... بصيرته تناهت في هماها يقول إذا الحكيم رعى حجاه ... تلاعب بالشرائع وازدراها فما هذا الخبيث إذاً حكيم ... ولكن ليس يدري ما طحاها وما أحسن قوله في آخر كتابه المذكور مؤرخاً عام تمامه وهو غاية في الانسجام وليك ذا الأخير من كتابي ... وما قصدته من انتحابي من شرحي الموسوم بالاسعاف ... شواهد القاضي مع الكشاف تم بعون الله مع اسعافه ... ومحض امدادي من ألطافه وجوده الغمر الذي عم الأمم ... وفضله العم المسمى بالكرم وسعد من قد ألفت سطوره ... لأجله وانتظمت نحوره ورصعت خطبته باسمه ... وحليت إذ جعلت برسمه من قد تحلت باسمه المنابر ... وافتخرت بذكره الدفاتر من عمرت بعدله البقاع ... وارتفع الشقاق والتراع وما بقى للبوم في بلاده ... من سكن فهج مع أولاده والأسد في زمانه مع النعم ... رابضة والذئب يرعى والغنم ومن بقى في عصره من جائر ... يصول ظالماً سوى الجاذر من زوال الفتنة حتى ما بقى ... منها سوى الذي يسر الخدق من ذلت الملوك والقياصره ... لعزه بل الأسود الكاسره ومن أقول في مديحه ومن ... ومن ومن إلى انقضاء ذا الزمن لا برحت سدته الشريفة ... جامعة للنكت اللطيفه حاوية لسائر المعارف ... حائزة لسائر اللطائف محط أهل العلم والآداب ... وكعبة القصاد والطلاب بجده النبيّ ثم آله ... وصحبه وتابعي منواله واتفق الفراغ يوم عاشر ... وقت الغروب من ربيع الآخر على يد المفتقر الاواه ... منشئه خضر بن عطاء الله وسائر الأتباع والأصحاب ... مؤرخاً قد انتهى كتابي أبو الطيب بدر الدين بن رضى الدين الغري العامري الشامي

شاعر فصيح. مجاله في الأدب فسيح. يسحر ببيانه العقول. ويبهر الألباب بما يقول. إن نظم فالدر الثمين كأسد. وزهر النجوم له حواسد. سار شعره مسير الشعرتين. وجلا عن قلوب أولي الأدب كل رين. ولم يزل معدوداً من أرباب الصدور. مسفرة محاسن فضله أسفار البدور. حتى أفسدت السوداء عقله. وأوجبت من مناصب العقلاء عزله. فأصبح في عقال الجنون. إلى أن فاجأه رائد المنون. وكان أول ما ظهر من خباله. وفساد عقله وباله. أن ادعى مزيناً فحلق لحيته. وغير صورته وحليته. ثم جمع شعره في منديل. وبدل هيئته أقبح تبديل. وقصد القاضي شاكياً شانه من أخيه. زاعماً أنه الذي شوه وجهه ذلك التشويه. فدعى القاضي أخاه. وتحرى جلية الأمر وتوخاه. فأنكر أن يكون رأى هذه الشناعة. أو علم بها إلا في تلك الساعه. وظهرت منه حركات دلت على فساد ذهنه. واختلال عقله ووهنه. فعلموا بحاله. وتزوير محاله ثم تفاقم داؤه وطوحت به سوداؤه حتى قيدت قدماه وانقطع عنه أصحابه وندماه أخبرني الشيخ حسن الشامي أن الشيخ العلامة محمد الحرفوشي مر عليه يوماً هو وصاحب له فوقفا بحاله وسألاه عن حاله فشكا إليهما الوحشة والانفراد وخيبة الأمل والياس من المراد وطلب منهما أن يجلسا بقربه وينفسا من خناق كربه فتقدم ذلك الرجل إليه وجلس بين يديه فتشبث به وطرحه وضربه حتى برحه ولم يفلت منه إلا بعد حين وكاد حينه أن يحين ثم التفت إلى الشيخ محمد الحرفوشي فقال له أنت شيخنا المبجل الأغر المحجل على عهد الله أن لا أفعل بك ما فعلت بصاحبك فادن مني وأزل دهشة الوحشة عني فمال عنه وانحرف وضحك من قوله وانصرف واستدعى يوماً بنورة ليطلى بها فطلى جميع بدنه حتى لحيته وشاربيه واشفار عينيه وحاجبيه فلما أنكروا عليه فعله. قال أردت أن أزبل الشعور جمله. وله في جنونه أفانين عد بها من عقلاء المجانين وهذا حين أثبت من شعره ما تستحليه وتقلد به جيد الدهر وتحليه فمن قوله مادحاً أبا السرور البكري ألا طرقتنا قبل منبلج الفجر ... معطرة الأردان طيبة النشر وحيت فاحيت من حشا مدنف قضى ... وما خلتها تقضى على الموت والنشر وجادت بما ضن الزمان بمثله ... وفاءً بلا مطل ووصلاً بلا هجر وجاءت كما شاء المنى في مطارف ... من الحسن أدناها أدق من السحر ولاحت من العذر العلي في دياجر ... فأشرق بدر التم في غسق الفجر وماست قضيباً فوق دعص فاتلعت ... من الغيد ريماً لا من الشدن العفر فبادرتها والقلب جم سروره ... وقل أن يوفي حين وافته بالنذر وقلت لها اسعي وقلت ألا اسلمي ... وأيقظت اقريها الهوادج بالنحر وعاطيتها صفراء بكراً كأنها ... إذا جليت في كاسها الشمس في البدر وجاذبتها أطراف عتب كأنه ... نسيم الصبا غب الملث من القطر ومازجتها ضما فرحنا كأننا ... خليطان من ماء الغمامة والخمر ونازعتها ذيل العفاف ولم أخل ... خليلين مثلينا استقالا من الوزر إلى أن نضا كف الصباح حسامه ... وأسفر داجي الأفق عن فلق الفجر فقامت تهادي تنفض البرد تنثني ... مرنحة الأعطاف ناحلة الخصر وهمت بتوديعي فسالت مدامعي ... وسار فؤادي خلفها حيث لا تدري فيا ليلة ما كان أزهر متنها ... لقد أذكرتني موهناً ليلة القدر وبارورة لم أنس لا أنس أنسها ... عدى عودة أم أنت لي بيضة العقر ووالله ما سببت إلا علالة ... وفي عمره من غير بحر الهوى فكري وفي همتي والله يعلم شاغل ... عن الغادة العذراء والأغيد العذري ارتع في روض الحسان وانثني ... عن الذروة الشماء يعلو بها قدري أحدث نفسي بالمعالي وأبتغي ... رفيقاً رفيقاً بي معيناً على أمري وما الناس إلا الشوك عند اختبارهم ... على أنهم في منظر العين كالزهر

سأضرب وجه الأرض أبغي مطالبي ... فريداً ولا أعبؤ بزيد ولا عمرو أبى الله لي إلا سيادة أصيد ... مجد إلى قنص العلى بالقنا السمر ولا مجد عن ارث وإن طبت محتداً ... فانمي إلى حبر يقلب بالبدر وما الفخر إلا في مقارعة الوغى ... وما المجد إلا بالسباء وبالأسر فإن أنت صاففت الأسود وخضتها ... بطعن فقل ما شئت في عالم البدر ولم تغتمض عيناي ليلة لم أبت ... أقلّب في قلب الهزبر على جمر وكم لي من صيدات عز وسودد ... ومن دونها وقع المهندة البتر ولما رأيت الذل في جانب الغنى ... تنكبت أبغي العز في جانب الفقر مناقب هماتي حكين مقانباً ... نظمن قلادات من الأنجم الزهر يبارين أحداث الزمان فتنبري ... كما ارتعد العصفور من صولة الصقر وما هي من همات قطب العلى أبي ... السرور ولا دعوى سوى عيثر العسر هو الأسد الضرغام أن عن حادث ... ملّم شديد الباس حتى على الدهر هو الشمس في أفق السماء وضؤها ... على الخلق من بيض وسمر ومن حمر هو العالم الشهم المبرز في النهي ... أخو الحسب الوضاح والشيم الغر هو البحر أما ريم ادراك شأوه ... فأين الثماد الجعفري من البحر ولا عيب فيه غير أن يمينه ... تنوف على ما في الكنبهور باليسر ومن جوده الداني الهياذ فمصر لا ... تبالي أمد النيل أم كان ذا جزر وكم من صفات راح يحوي زمامها ... عديمة أمثال تجل عن الحصر وشفد ألفاظ المديح ولا تفي ... إذا أطربت يوماً بشيء سوى النزر فصاحة قس في سماحة حاتم ... واغضاء قيس في اقتدار يدي عمرو وفقه ابن ادريس وزهد ابن أدهم ... وحلم أبي بحر وصدق أبي ذر خليلي عوجاً بارك الله فيكما ... على ساكني الفسطاط من قاطني مصر وهباً إلى كنز المآثر واقرآ ... عليه سلاماً كاللطايم في القطر وبثاً إليه فرط شوقي ولوعتي ... على ما هما فالصدق أجرد بالحر أصدر الموالي المحرزي قصب العلا ... فداء محب مخلص السر والجهر لعلك لا تنسي المسيىء من الرضى ... وعلك لا تنسى الكسير من الجبر وإني لأستعفيك مما وجدتني ... حنيذا إلى النعما بطيأ عن الشكر وما أنا نظاماً لشعر وإنما ... مديحك الوى بي على صنعة الشعر وما الشعر يا مولاي إلا تجارة ... فطوراً إلى ربح وطوراً إلى خسر فدونك يا ركن المعالي حوائلاً ... تؤمك بالتسليم قطراً إلى قطر قواف إذا ما أنشدوها تخالها ... عقود الدراري لا عقوداً من الدر ترق بماء الطبع حتى كأنما ... ترقرق في أرجائها ذائب التبر لها رونق الطلا ... ومنها استعير الظلم في شنب الثغر ودونكها بكراً إليك زففتها ... ولا غرو فهي البكر زفت إلى البكري تروم قبولاً مهرها وجديرة ... مجانبة إلا جانبك بالمهر ودم سالماً ما جاد روضاً ربابه ... وما ناح شحرور وما غرد القمري وقال يمدح عبد الوهاب أفندي مؤنبي لا برحت في عذلي ... فحبذا حبه عليّ ولي هتفت في طي ما تزخرفه ... باسم يعفي جراحة العذل عدمت الاداء يزاوله ... منه دواء يزول بالعلل لله قلب بنوبه كلفاً ... مطال مثر إلى ملام خلي كأنه في يديهما كرة ... فمن هلال الدجى إلى زحل

يلفه في هواه أونة ... حقاً دبوراً وحلتا شمل وذي دلال أغر طلعته ... شمس الضحى فوق ناعم خضل يجول في عطفه النشاط إذا ... يحل نقويه فترة الكسل رقمت في طرس خده قبلاً ... فظل يمحو بنانه قبلي وأخجل الورد في نضارته ... نبات خد في وردتي خجل وعاطيات يمسن عن مرح ... فيختلسن النهي على مهل سخن دون الغدير في حبر ... كما يشاء الهوى وفي حلل فجين أقلابهن في خرس ... والرشح مما يجلن في زجل ما لحن في الحلي وهو مؤتلق ... إلا وزن الحلي بالعطل حلفن لأرحن دون سفك دمي ... أو يعود الكحل كاسي الكحل يا بابي معهد نعمت به ... مرفه المال خالع الجدل أجر ذيل الغرام منبعثاً ... على أزاهير روضه الجذل أقوت مغانيه من أوانسه ... وحل منها الغراب في طلل لبئس ما اعتاض من تسائمه ... عواصف السافيات من بدل حبست عبدي في ملاعبه ... على فواظ الهوى بلا أجل خلعت مستنكفاً لتربته ... نعلاً من ضيم وطء منتعل سقفاه حتى يؤوب غاز به ... مزاج صرف الشباب بالعزل قضى أخو العقل دون لذته ... ونالها كل خالع عذل وعاق دون الأريب اربته ... زمان سوء يليق بالسفل أن يدرك الدينون ما انتجعوا ... حيناً فقد يقنعون بالقفل وقائل كم ونيت عن طلب الأر ... زاق تعلو غوارب الابل تقتعد الكور جنح كل دجى ... تأكل بالميس أظهر البزل لو كان في منزل بلوغ منى ... لم تبرح الشمس دارة الحمل غل غول مختالة الخطا أبدا ... ولو دهتك الغيلان بالفيل وصرف الدهر ما حييت به ... ما بين حل وبين مرتحل فقلت عبد الوهاب ما ولي القض ... اء بالشام منتهى أملي أحلني من حماه مرتبعاً ... من دون مرماه معقل الوعل وعاج بي عن لظى الخطوب إلى ... ظل من الأمن غير منتقل وأشاشني من يد الزمان وأغن ... اني حيا جوده عن الرحل ورد مني المنى على ثقة ... منه وأمر المنى إلى وجل وسامني دام مجده جهة ... وجاد عفواً بها ولم يسل طوبى لأهل الشام ما وثقوا ... بموثق منه غير منتقل أضجرنا باللهى بتابعها ... حتى لكدنا نثني على البخل كأن كفيه ديمتا هطل ... يساويان الوهاد بالقلل مهذب ما رأيت طلعته ... إلا رأيت الأنام في رجل لو كان للشمس ضوء غرته ... لم تغتمض عينها من الطفل أو كان لليل جاش عزمته ... في مستجاش الخصام لم يحل أجار هذا الورى وليس له ... من ناقة فيهم ولا جمل يبيت فيما جنوه مشتغلاً ... بالاً وعما اقتنوه في شغل ما لابن عبد العزيز مجتهداً ... بزهده والجنيد من قبل يحوز صمتاً وليس ذا حصر ... إلى مقول وليس ذا خطل ناهيك من نافذ أوامره ... على الصفاح الرقاق والذبل عف بريط النجاح متزر ... طب ببرد العفاف مشتمل وصاحب الفكر صين عن خطل ... وصادق القول صالح العمل وشيخ الاسلام غير متبع ... إلا طريق الأماجد الأول تالله لن يعثر الزمان ولا ... بنوه يوماً له على مثل

حسين جلبي بن الجزري الشامي

رأي إذا دب في كعوب قنا ... يجل عن وصمة وعن خطل يمضي بلا كلفة لطيته ... من حيث تنبو مضارب البطل وقال في صدر أخرى غنينا بدر من مقبلك العذب ... عن الشذر والياقوت واللؤلؤ الرطب وشمنا بروق البشر رقراقة السنا ... تلوح لنا لألاها في دجى العتب وفزنا بزور كان أيمن زائر ... ألمّ بنا وقع القطار على الجدب وقال متغزلاً هات اسقني حلب العصير ولا سوى ... زهر النجوم تجاه زهر المجلس انظر إليه كأنه متبرم ... مما تغازله عيون النرجس وكان صفحة خده ياقوتة ... وكان عارضه خميلة سندس حسين جلبي بن الجزري الشامي أحد صاغة القريض. البديع التصريح فيه والتعريض. العالم بشعار الأشعار. والمقتنص لابكار الأفكار. فتح بقرائحه باب البيان المقفل. ووسم من غفلة ماسها عنه غيره وأغفل. راقت بدائع آدابه ورقت. وملكت روائعه حر الكلام واسترقت. فهو إذا نظم أهدى السحر للأحداق والرقة للحضور. وشاد من أبيات أدبه ما تعنوا له مشيدات القصور. فتملك المسامع إبداعاً وإعجاباً. وكشف عن وجوه المحاسن نقاباً وحجاباً. فمن بديعه المستجاد. ومطبوعه الذي أبدع فيه وأجاد. قوله في صدر قصيدة مدح بها ابن سيفا لما نخييها رثي وربوعاً ... وحثاً نسقيها دماً ودموعا عوجاً على عاني الطلول وعرجاً ... معي واندباني والطلول جميعا ولا ترجيا القود الرواسم واعقلا ... على الرسم منها ظالعاً وظلعا خليلي خل من أصاخ بسمعه ... وبثاً لخل لا يكون سميعا فلا تعصياني في التصابي على الصبي ... وارفق ما كان الرفيق مطيعا قفا نوضح الأشجان منا بتوضح ... وننتجع الدمع الملث نجيعا ونبكي الليالي الغاديات نعيدها ... لو أن الليالي تستطيع رجوعا معاهد أنس بان عهد أنيسها ... بعيشي ريعان الشباب وريعا وجنة مأوى غاض ماء نعيمها ... وجرعت غسلينا بها وضريعا لقد غال ما بيني وبين ظبائها ... على الجذع بين ظلت منه جزوعا وغيب عن عيني أوجه عينها ... وكن شموساً لا تغبن طلوعا عقائل يعقلن الفؤاد عن السوى ... ويصرعن ذا العقل الصحيح سريعا تقد القنا منهن والصبح والدجى ... قدوداً قلت أوجها وفروعا أحاشيك بي منهن ذات تمنع ... واقتل ما كان المحب منوعا لها لحظات ما أسنة قومها ... بأسرع منها في الكمى وقوعا تمنى يزور الطيف طرفي وأنه ... لزور وإن كان المحب قنوعا وأبخل خلق الله من كان باعثاً ... خيالاً لعين لا تذوق هجوعا يكلفني فيها الهوى ما يكلف الل ... هاء ابن سيفاً منذ كان رضيعا الأديب عبد اللطيف بن شمس الدين محمد المنقاري أديب ربع أدبه آهل. نهض بأثقال المقال فما أدت له كاهل. علت شيمة بيانه وغلت. وسارت أغراض إحسانه في البلاد وأوغلت. وفاق وشى كلامه موشى البرود. وأخجل العقود في تليل الكعاب الرود. فشعره أرق من عليل النسيم إذا هب. وأجدى من نوال الكريم إذا وهب. فمن رقيق كلامه. وأنيق أزهار نظامه. قوله في صدر قصيدة مدح بها بعض أعيان عصره هاج نار الوجد في قلب الكئيب ... بارق لاح سناه من قريب أضرم النار وكانت خمدت ... واثار الشوق من بعد المغيب نبه اللوعة من هجعتها ... وسرى كالريح في فرط الهبوب عاود الداء له من بعد ما ... صح منه القلب من حر اللهيب ذكر الصب زماناً بالحمى ... مر كالنجم هوى بين الشعوب ليت شعري هل لماضي عصرنا ... من رجوع أم لدائي من طبيب

الأديب محمد الجوهري الشامي

أتمنى أوبة هيهات لا ... يرجع الماضي من العيش الخصيب ومحال رجع عصر قد مضى ... والصبى لا يرتجي بعد المشيب لست أنسى يوم سعدي مقبل ... بدنو الحب مع بعد الرقيب وتعاطينا كؤوس الزيق من ... ثغره المعسول خرجا بالضريب آه لو عادت ليالي وصلنا ... ورجعنا لمناجاة الحبيب كنت أعطي لبشيري حبة ... الناظر الغض وحبات القلوب لم يخلف في فؤادي لمعة ... غير وجد وزفير ونحيب وضلوع حشوها جمر الغضا ... ودموع العين كالغيث السكوب كدت لولا زفرتي أغرق في ... يم أجفاني من الدمع الصبيب كلما أخفيت مكنون الهوى ... باعث الأدمع بالوجد المذيب بارق لاح فلما شمته ... حن قلبي للقاء أهل الكثيب يا رعي الله غزالاً منهم ... طاب لي فيه انتسابي ونسيبي ثغره يطفىء من برد اللمى ... غلة الصدر ونيران الكروب إن بدا فالشمس تخفى خجلة ... وهلال الأفق يحنو للغروب أو تثنى هز من قامته ... ذابلاً يهزء بالغصن الرطيب وإذا ما مر في حلته ... لم ير الغصن سوى شق الجيوب مفرد في الحسن والحسنى كما ... إن مولي الوقت معدوم الضريب الأديب محمد الجوهري الشامي ناظم جواهر الكلام. وقاطف أزهار البيان بأنامل الأقلام. أخير ناف على الأوائل. وسحب ذيل الفخر على سحبان وائل. تقدم في مضمار البلاغة وما تأخر وذال صعاب البراعة بأدبه وسحر. لا يكل ليراعته لسان. ولا ينكر لبراعته إحسان فمن محاسن قوافيه. وكامل قريضه ووافيه. قوله وأجاد ما أراد باكر رياض النير بين وماسها ... وانظر إلى الأزهار في أجناسها ما بين زنبقها الأنيق ووردها ... وبديع نرجسها الفضيض واسها وترنم الأطيار فوق غصونها ... تروي لطيف الوصف عن مياسها جمعت معاني اللطف في ألحانها ... وبيان منطقها وحسن جناسها تغنيك عن صوت المثاني عندما ... تشدو بمزهرها على جلاسها فترى الغصون لما بها من نشأة ... تهوى إليك من السرور برأسها طاف القدير بها فأثمر فرعها ... وغدا يخبرنا بأصل غراسها وسرت بها ريح الصبا فتأرجت ... جلساؤها بالطيب من أنفاسها فانهض نديمي نصطبح في ظلها ... واترك تباريح الهموم لناسها وأجل لحاظ العين في أرجائها ... واجل الهموم هناك من وسواسها واستحل باللذات بين رياضها ... واستجل بكراً أفرغت في كاسها عذراء واقعها المزاج فأنتجت ... أطفال در لم ترع بنفاسها شمس تزيد سناً إذا ما غربت ... في فيك أولتك القوى بشماسها من كف مياس القوام إذا مشى ... بين الغصون قضى على مياسها أو ماس في أهل الهوى ضربت له ... أخماسها بالقهر في أسداسها ما جيد غزلان الصريم إذا انثنى ... وإذا رنا ما لحظ ريم كناسها ذو مقلة نعساً إذا شاهدتها ... أهدتك سهداً من فتور نعاسها قم يا حبيبي لا برحت ممتعاً ... داو القلوب من الكروب وآسها واسمح وانس باللقا يا منيتي ... ما دامت الأيام في ايناسها الشيخ محمد بن سعيد الكاشني الدمشقي الصوفي عارف شاد ربوع المعارف. وسالك نهج أوضح المسالك. صافي فصوفي. حتى لقب الصوفي. وله في الأدب مقام. شهدت به الطروس والأرقام. غير أن شعره وسط. وأن أطنب فيه القول وبسط. فمنه قوله في الشيخ محيي الدين بن العربي رضي الله تعالى عنه وكان يلازم طريقته. ويعتقد مجازه وحقيقته أمولاي محيي الدين أنت الذي بدت ... علومك في الآفاق كالغيث مذهما كشفت معاني كل علم مكتم ... وأوضحت بالتحقيق ما كان مبهما

أبو الفتح محمد بن حمد بن عبد السلام التونسي الأصل الدمشقي المنشأ

وقوله مؤرخا وفاته شيخنا الحاتمي في الكون فرد ... وهو غوث وسيد وإمام كم علوم أتى بها من غيوب ... من بحار منها استمد الغمام إن سألتم متى توفى شهيداً ... قلت أرخت مات قطب امام وهو عام أربع وثلاثين وستمائة وقوله في صدر قصيدة مدح بها الشيخ أحمد المقري وهي من أمثل شعره ظبي بوسط الفؤاد قائل ... أعجز بالوصف كل قايل ظبي بأجفانه سباني ... وسحرها ينتمي لبابل يرمي بسهم اللحاظ لما ... يرنو فيصمي الفؤاد جاعل قد فتن العقل من تجنى ... عليّ حتى غدوت ذاهل له قوام كخوط بان ... أو كالقنا مائد ومائل بدر بدا كامل المعاني ... في القلب والطرف راح نازل قد أسر القلب في هواه ... ومطلق الدمع فيه سايل وما بقي لي منه خلاص ... سوى مديحي مولى الأفاضل أحمد المقري من قد ... سما على البدر في المنازل مولى جواد له اياد ... كالغيث تهمي لكل سائل علامة حاز كل فضل ... مديد جود لكل آمل أبو الفتح محمد بن حمد بن عبد السلام التونسي الأصل الدمشقي المنشأ أحد الفضلاء الأعيان. وأوحد أئمة البيان. له في الأدب قدح يحول. وصوانع غرر وحجول. سدد صعاد قرايحه واشرع. وكرع من الفضل في أغزر مشرع. وقفت له على بيتين يهمى منهما صوب البلاغة ويجود. لولا يفهم منهما من القول بوحدة الوجود. والله أعلم بحقيقة اعتقاده. وهو المطلع على خفايا صدور عباده. والبيتان هما قوله بانعكاس الشعاع في المرآة ... وانعطاف الصدى على الأصوات أيقن الناس أنه ليس في الكون س ... وى مقتضى شؤون الذات الشيخ محمد خضير الدمشقي حياك بالوردة البيضاء ذو هيف ... قوامه كقضيب البان معتدل كأنها واحمرار قد تكنفها ... بياض صفحة خد زانها الخجل صدقه الشامي أنشدني له شيخنا العلامة محمد الشامي قوله في خده عرق بدا. ذو حمرة لصفائه ... هذا يصدق قولهم. الماءلون انائه الشيخ فتح الله بن محمود بن بدر الدين البيلوني الحلبي فتى العلم وكهله. وبيت الفضل وأهله. الحكيم الحكم. السائر الأمثال والحكم. معدن المعارف وكنز الافادة. وكعبة الفضائل وقبلة الوفادة. تصانيفه في سماء الوجود كواكب. وتآليفه لجمع الفوائد مواكب. إلى أدب مورده في البراعة معين. يحسد اثمد مداده كحل عيون العين. وديوان شعره عزيز المثال. وأكثر مقاطيعه حكم وأمثال. وكان له مجلس وعظ ونصح. يزدحم لسماعه البكم والفصح. فيقرع الأسماع بتذكيره وتحذيره. ويصدع قلوب أولي المنكر بنكيره. ويقص من المواعظ أحسن القصص. ويقسم من أخبار الخوف والرجاء أوفر الحصص. ولم يزل سالكاً هذه السبيل. وارداً من صفو عينها السلسبيل. حتى طوى الدهر منه ما نشر. والدهر ليس بمأمون على بشر. فتوفى سنة اثنين وأربعين وألف بحلب الشهباء ودفن بزاوية آبائه النجباء. ومن مقاطيعه المشار إليها قوله يقولون أن العتب باب إلى القلى ... فقلت وترك العتب باب إلى الحقد ورب قلي تلقاه برداً على الحشا ... ولكن نار الحقد دائمة الوقد وقوله وإذا أردت أن تكون براحة ... في صحبة الخلطاء دون جفاء فافرض قديمهم حديثاً في الولا ... واغنم ولاه بلا اشتراط وفاء وقوله وإذا أراحك صاحب من منة ... بالمنع فاشكر منعه فهو العطاء وإذا أباحك منحة فاعدد له ... شكراً وحاذر في الشهود من الخطاء وقوله من يحاول لمن أساء جزاء ... فهو فيه ومن أساء سواء خير ما استعل اللبيب احتمال ... رب داء أضر منه الدواء المصراع الأخير من هذين البيتين أورده صاحب الريحانة قائلاً أنه من أمثاله المرسلة ولم يذكر ما قبله فذكرناه لئلا يتوهم أنه مصراع قد وقوله

الشيخ مصطفى الفرفوري

إذا كنت صدر القوم قل ما تريده ... وإن كنت دوناً فاستمعهم وسلم وإن كنت فيما بين ذلك رتبة ... فكن واعياً للقول ثم تكلم وقوله لا تحقرن من الكرام صغيرهم ... فأبن الكرام بكل حال يكرم واعلن فرب صغير قوم في الورى ... بكبير قوم آخرين وأعظم وقوله إذا ما احتجت في أمر لشخص ... تكن في أسره بمقام ذلك وإن تستغن عنه تكن أميراً ... وما المملوك في أمر كمالك وهذا من قول بعض السلف احتج إلى من شئت تكن أسيره. واستغن عمن شئت تكن نظيره. وأحسن إلى من شئت تكن أميره. ومن فوائده ما نقله عن عمه أبي الثنا محمد بن بدر الدين البيلوني انه قال له لا تباحث من هو أعلا منك رتبة لأنه ربما انجر الكلام إلى مسئلة معلومة عندك لم يطلع عليها الشيخ فتحمر وجهه ثم لا تكاد تفلح إن رأيت في نفسك شيئاً ولا من هو مثلك فإنه لا يسلم لك كما أنك لا تسلم له فيفسد عليك عقلك وتفسد عليه عقله والعاصر لا يناصر وعليك بن هو دونك فإنه يستفيد منك بغير انكار وتستفيد أنت بإفادته فقد روي عن ابن الحنفية رضي الله عنه من أحب أن يظهر الخطا في وجه مباحثه فقد أخطأ هو لرضاه بالخطا والله أعلم والبيلوني قال في الريحانة نسبة إلى بيلون وهو طين أصفر تسميه أهل مصر طفلاً انتهى وفي التذكرة طفل يسمى طين فيموليا والبيلون الشيخ مصطفى الفرفوري بقوله في الشريف مسعود بن ادريس لما تولى امارة مكة المشرفة في سنة تسع وثلاثين وألف. أميرنا السيد المفضال مسعود. من وصفه العدل والانصاف والجود. توارث المجد عن ادريس والده ... أكرم به والداً أحياه مولود وله أيضاً أبا خالد أحسنت لا زلت محسناً ... رفيقاً بمن يأوي جوارك هاديا ثنيت عنان الفلك عنك مودعاً ... وداع امرء لا يرجع الدهر ثانيا الشيخ عرس الدين الحمصي الخليلي أديب أحرز من الأدب طرقاً. وحوى منه جانباً مستظرفاً. فنظم شعراً وسطاً. وصال به متشاعراً وسطاً. وكان بغيضاً إلى الطباع. بعيداً عن الانطباع. وقد حاجاً إلى مكة المعظمة. وفي نفسه ما فيها من التكبر والعظمة. فلم يلتفت إليه من أهلها أحد ولم يكن له بها من المعارف ملتحد. فخيل له فكره المريض. أن يهجوهم بالكناية والتعريض. فمنى منهم بالداء العياء. والداهية الدهياء. حتى أضرع وخضع. وألقى سلاحه وأوضع. فكفوا الألسنة. وتلافوا السيئة بالحسنة. ثم انتقل إلى المدينة المنورة فولى بها خطيباً. واستنشق من عرف ذلك الجوار الشريف طيباً. ولم يزل بها حتى بلغ عمره المدى. فألبسه المنون رداء الردى. وكان أول ما نظمه في أهل مكة قوله جيران مكة جيران الاله لذا ... لا يعبؤن بمن قد غاب أو حضرا لولا الطبيعة عافتهم لكان لهم ... اسراء روح بسر السرّ قد ظفرا ثم قال فيهم أيضاً علما مكة جاوزوا إلا فلاكا ... عزاً وحق لهم لعمرك ذاكا لولا الرئاسة في رؤس نفوسهم ... كانوا وحقك كلهم أملاكا فكان أول من انتدب لجوابه القاضي تاج الدين المالكي فقال مجيباً له عن البيتين الأولين جيران مكة غرس الدين أينع في ... قلوبهم باسقا يهدي الهدى ثمرا سقوه من أنهر الاخلاص صافيها ... فاخضل يطلع من أكمامه زهرا ومن يكن روض غرس الدين مهجته ... أسرى وفاز بسر السر حين سرى به قد اتحدوا إذ كان بينهم ... تواصل معنوي من الست جرى فحيث دارت كؤوس الاتحاد على ... الأرواح ما اعتبروا الأشباح والصورا فلما بلغته هذه الأبيات كتب إلى القاضي تاج الدين يا شهم مكة يا تاج الرؤوس بها ... يا سهم بك قد بكت من عذرا يا حبر علم يزيد الطالبين بها ... يا بحر فهم به يستخرج الدررا يا رب حذق غدا رب البيان له ... عبداً وألقى عصى التسليم مقتفرا يا ألمعياً أضاءت من لوامعه ... مشارق الذهن بالذوق الذي بهرا

يا لوذعياً بلاعي يمازجه ... أعيا وأفحم من قد قال أو شعرا يا رب ظرف ولطف كسّرا خطا ... أغصان غراسي على بعد وما شعرا هل ترفين الذي أخلقت من حالي ... أو تقبلن الذي يأتيك معتذرا فأجابه القاضي بقوله كللت إكليل تاجي بالثنا درراً ... لما بعثت بعقد المدح معتذرا مضمخاً طيب شكر عرف نفحته ... كروض غرسك حيته الصبا سحرا غرس من المبد الفياض قد سقيت ... أعراقه فنما يهدي الهدى ثمرا غرس روى حين روّى الفضل منبته ... للسمع نواره عن طيبه خبرا هدى إلى ما هو الأحرى بنا وبه ... إذا اقتفينا طريق القوم والأثرا فحرفة الفقر إن لم يوف لابسها ... بشرطها نبذته كاسباً بعرا عود البدء فمم الاعتذار ولم ... تقر إن قلت بكت الذي عذرا وقلت في حق من جازي وعرض لم ... يشعر وأغصان غرسي مخطياً كسرا قد حصحص الحق فاعلم إنما كسرت ... أغصان غرس الذي أخطا وما شعرا إني عذرت وقد عرضت معترضاً ... لعرض قوم ثناهم لم يزل عطرا أقرر بذنبك ثم اطلب تجاوزهم ... عنه فجحدك ذنب غير ما غبرا قضى بأن جرت الأقلام منك بما ... جرى به القلم المحتوم حين جرى كبا الجواد ومن يعثر يقل كرماً ... فنسأل الله غفراناً لمن عثرا فأعاد عليه الجواد ثانياً استغفر الله من وهم لنا سترا ... لعل يرفع من البابنا كدرا يا تاج ديني والدنيا بأجمعها ... يا بن السراة السراة السادة الكبرى طولت ما قصرت عنه اساتذة الا ... نشا وسادة أهل العلم والشعرا ركبت كالبرق اسراعاً براق ذكا ... وبت ترقي بفهم افهم النظرا حتى وصلت إلى قاب البيان ولم ... يزغ فؤادك عما نال بل بهرا وثم أوحى إلى القلب السليم أجل ... جبريل ذوقك ما أوحاه مستترا آياته كلها للكل معجزة ... بالفعل لا صرفة عاقت لمن شعرا كللت اكليل تاجي بالثنا درراً ... فصار شمساً على راس العلى ظهرا وقد بعثت بعقد المدح معتذراً ... إليك لكن ما ألفيت من عذرا له ضياء تجلى من فرائده ... كضوء تاجك أبداه البها قمرا تاج ولا تاج كسرى في أكاسره ... كلا ولا قيصر في قصره نظرا تاج على راس للكل محتوياً ... على المحيط ولكن يخطف البصرا هدى الهداة إلى عين اليقين ومن ... سواه أهدى إلى أتباعه أثرا بدا لعود فما عودي بمنعطف ... عمن تجاريه في المضمار حين جرى وخرقة الفقر وفاها شرائطها ... إذ صبر الوهم منبوذاً بظهر عرا أولت قولي فظلت اليوم تعتبني ... فنفسك أعتب ولا تعتب لمن شعرا قد حصحص الحق لكن ليس يعرفه ... إلا فتى مزق الأشباح والصورا إذ لست ممن يكون الدهر معترضاً ... لعرض قوم ثناهم لم يزل عطرا وجعلك الذنب لي ذنب لكم أبداً ... إن قلت بالدور أو سلسلت لي خبرا فاجمع أو أقصر ولا تفرح بها أبداً ... وقصر المنظر أو طول لنا السيرا قضى الاله بأني لا أرى لكم ... إلا صبوراً شكوراً ناقلاً أثرا لله درك من بيت ختمت به ... نظام مسك حوى في سلكه دررا فيه الشهادة لي أن الجواد نعم ... أنا الجواد بلا بخل لديّ يرا فواجب أنكم تعفون لا كرماً ... عن الكريم إذا في حيكم عثرا

لقول من جوهر الأرواح جوهره ... ونوره نور الأشباح والصورا فيما روينا أقيلوا عثرة الكرما ... فنسأل الله غفراناً لمن غفرا فكتب إليه القاضي مجيباً يا ناطقاً ولسان الحق أنطقه ... حسبي جواباً مقال منك قد بهرا قد حصحص الحق لكن ليس يعرفه ... إلا فتى مزق الأشباح والصورا در حيث دارت كؤوس الاتحاد تجد ... ذاك الفتى ثم ذرنا نترك الهذرا دعنا بحقك نطوي الكشح عنه فما ... بنشره غير إنا نبخس الدررا واخش الاله فقد عرضت ثانية ... إذ قلت لست فاتل البيت معتبرا فحسب جيران بيت الله ربهم ... يردي الذي قال فيهم وافترى نكرا لله أنت لقد وفيت شرط لبا ... س الفقر بالقول والفعل الذي ظهرا ومنعك الذنب ما لم يلف مستند ... له مكابرة تلفى لدى النظرا هذا إلى ما تلاه من منافضة ... أضحت تلوح لدى من دقق النظرا فأجابه الشيخ غرس الدين يا ناطقاً واله الخلق أنطقه ... حسبي صواباً جواب فيك قد كبرا قد حصحص الحق لكن ليس يعرفه ... إلا فتى قال شيئاً منك قد ظهرا لولا الرياسة عاقتكم لكان لكم ... سعي إلى غرسنا كي نجتني ثمرا در حيث درت فإن الطبع عاقكم ... عن العروج إلى شأو الذي قهرا ولا أقول كما قلتم بلا سبب ... رأيتم ثم ذرنا نترك الهذرا ها قد خرجتم عن الاداب فاقتصروا ... من قبل يقضي قضاء لا يرى هدرا وأحمد المرتضى من نسل فاطمة ... ترضى به قاضياً يقضى بما بصرا أشار بهذا البيت إلى السيد أحمد بن مسعود فعند ذلك أقسم السيد أحمد على القاضي تاج الدين أن لا يجيبه ثم جمعهما في منزله وأصلح بينهما فأشار القاضي إلى الشيخ غرس الدين أن يمدح أهل مكة ليكون كفارة عما سلف فقال علماء مكة جاوروا الأملاكا ... الطائفين العاكفين هناكا فتروحنوا من قربهم وتلطفوا ... وبلطفهم استعبدوا النساكا فانظر لتاج الدين تعلم صدق ما ... نظم البدايع من الهدى أملاكا أعنى الامام المالكي ومن له ... نظم كدر زين الأسلاكا لو كنت في بطحائها نادمته ... أسلاك من أحببت بل أنساكا وأجابه القاضي تاج الدين عن بيتيه الاخيرين المقدمي الذكر بقوله يا قائلاً في أهل مكة أنهم ... لولا الرياسة لاغتدوا أملاكا في معرض التعريض قلت ولم تقل ... في مدحهم هذا المقال أراكا ورميت أهل الله بالداء الذي ... أضحى دفيناً في صميم حشاكا وعنيت أن الكبر يحجب ربه ... عن كونه ملكاً فما أقصاكا وقصدت ذمهم فأصبح شاهداً ... بكمالهم فكفاهم وكفاكا لم تدر أنك بالذي قد قلته ... أخطأت فاقصر خطو رجل خطاكا اني تضاهي من يفوقك محتداً ... وعلى فلو طلت السماك سماكا فاحفظ لهم حق الجوار ولا ترم ... ادراك شأوهم فلست هتاكا وأجابه عن البيتين الأولين السيد أحمد بن مسعود أيضاً فقال غرست باللطف غرس الدين باسقة ... جنيت من نعيها مستوبياً مقرا به دفعت يقيناً في حجاحجة ... يتلون من كتب آيات الهدى سورا فاقن الهوادة واركن للهوادن إن ... رمت التنصر للدين الذي بهرا كم بين عيدانة الدين التي فرعت ... وبين غرس راينا صابه ثمرا وأجابه أيضاً الامام زين لعابدين الطبري بأبيات تقدم اثباتها في ترجمته وهي التي أولها امام التقى مغرس التقوى بروضتها ... ذات المحاسن غرس الدين قد ظهرا وقال القاضي تاج الدين فيه موالياً وعزاه إلى بعض أصحابه وهو

يا أيها الشيخ غرس الدين قد عذبت ... نفسك وبالتسمية بالفعل قد كذبت جاوزت حدك وقبل الحصرمه زببت ... ما أنت شيخ غرس حاش الله بل شيخ نبت ومن شعر الشيخ غرس الدين المذكور قوله معارضاَ لامية العجم كما زعم صيانتي في فراق الفرق والحيل ... وحيلتي في حلى الجمع لا الحلل لا مجد لي حيث فرق قائم أبداً ... والمجد لي قاعد في الجمع بالازل فيم الاقامة في أرض الطباع ولا ... سكنى سكوني بها كلا ولا أملي ناء عن القدس في ذا الحسن منفرد ... كالضيف يدأب في الترحال والتنقل فلا صديق صدوق في مصادقتي ... أبثه حزني أو منتهى جذلي طال اغترابي عن قدسي الأنيس إلى ... أن حن كلي إليه من كوى كللي وضج من لغب كوني وعج لما ... ألقاه بوني ولج الكون في عذلي أريد بسنطة جمع أستعين بها ... على أداء حقوق الفرق لي قبلي والفرق يعكس آمالي ويقنعني ... من الحقائق بعد الجد بالجدل وذي نشاط إذا رام النشيطة لا ... يزال في ناشط كالفارس البطل بادي النباهة في رعب وفي رعب ... حلو الفكاهة مرّ الجد في احلل طرقته في ظلام الليل معتجراً ... سواده خوف ومض البيض أو لاسل والقوم ما بين صاح بعد نشوته ... من صرف وجدته أو شارب ثمل فقلت أدعوك للحبلى لتجميني ... من فرقة الفرق أو من رفقة عطل فشام عيني وعين الفرق ساهرة ... وتستحيل وصبغ الحلى لم يحل فهل تعين على غي هممت به ... والرشد يزجر أحياناً عن الرجل أني أريد أحيي الحي من حرم ... وقد حماه حماة من بني ذهل يحمون بالحجب من نور ومن ظلم ... كنه الحقيقة من ادراك منثحل فالحب حيث نهى الاملاك رابضة ... حول الحجاب لها غاب من الغول نؤم ناشئة نشوى بهم زجل ... بالذكر لا بمثاني الشعر والغزل قد زاد طيب أحاديث الكرام بها ... ما بالكرائم من رعبي ومن وجل تبيت نار الهوى منهم على كبد ... حري ونور الهوى منهم على المقل يقتلن أكباد حب لا حراك بهم ... ويقتلون نفوساً في رضى الأزل يشفى اللديغ ولا يشقى بهم أبداً ... يمهل الذكر نهلاً أو على علل لعل المامه بالحي ثانية ... تثني عناني عن الأغيار والعلل ما راعني طعنة السمراء قد شغفت ... برشقة من نبال السمر في الكحل ولا ثناني الصفاح البيض وامضة ... عن رؤية البيض في الأستار والكلل ولا أغر بغزلان تغازلني ... ولو غزاني غزاة الغز عن دغل حب المعالي يثنى لب صاحبه ... على العلى ويغر الغر بالدول فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً ... من النفاق تفق بالملق والحيل ودع غمار العلى للمقدمين على ... ترك العلو وروض النفس بالأمل رضى النبيل بخفض العيش مسكنة ... والرفع عن رسيم العيس للنقل فاجزم بها الفقر تنفي النقر ناصبة ... معارضات نجوم الليل بالجدل إن العلى حدثتني وهي صادقة ... إن العلى على العلم والعمل لو أن بالجهل والبلوي بلوغ منى ... لكان أولى بها منا أبو جهل أهبت بالحض لا بالحظ صاح على ... تقوى الاله لأن الحظ ذو خطل إن قام أو نام عني لا أنهنهه ... ولا أرى نقص معتل ومعتزل أعلل النفس بالاجال أرقبها ... ما أوسع العيش لولا ضيقة الأجل

السيد محمد بن موسى الجوادي الحسني

لم يهن لي العيش والأيام ضاحكة ... فكيف يهنا وقد أبكت على علل غالي بنفسي عرفاني بها فلذا ... أصونها عن رخيص الكون مبتذل وعادة الدر أن يزهى بمنظره ... وليس يعرفه إلا ذوو حيل ما كنت آمل أن يملى عليّ بذا ... أبناء دهري من الأحداث والعمل يروم أعرجهم سبقى ومقعدهم ... ولو عدوا فيهم مشياً على مهل هذا جزاء امرء أقرانه قرنوا ... بقرنهم فتمنى عاجل الأجل وإن علاني أخو جهل فلا عجب ... إذ قد علا مدة قبلاً أبو جهل فاصبر لها ما لها عنك الزمان ولا ... نضجر ففي الصبر ما يغني عن الحيل أدنى عدوك أدنى من تعد لما ... يعدو عليك فعذ بالله واتكل فإما رجل الدنيا وواحدها ... من وحّد الواحد الأعلى على وجل وحسن ظنك بالآمال معجزة ... فظن خيراً برب الناس لا الأمل فاض النفاق وغاض الصدق واتسعت ... مسافة الخلق بين العلم والعمل وشان جمعك عند الناس فرقهم ... وهل يعادل صوفي بذي جدل إن كان ينجع شيء في مجازهم ... إلى الحقيقة فالتوفيق للعمل يا صارفاً عمره من غير فائدة ... أنفقته مسرفاً في اللهو والجذل فيم ارتكابك متن اللهو عن وله ... وأنت تسأل عن قول وعن عمل كنز القناعة لا يغنى فكن ملكاً ... بها وانفق فما تحتاج للخول ترجو البقاء بدار لا بقاء لها ... فهل سمعت بضيف غير مرتحل والصمت منجاة من يصمت فكن رجلاً ... إذا طلعت على الأسرار ذا وجل قد رشحوك فلا ترتع مع الهمل ... ورسخوك فلا تربع بلا مهل ولما نظم هذه القصيدة أرسل بها إلى القاضي تاج الدين وكتب معها أرسلنا إليكم هذه القصيدة التي عارضنا بها لامية العجم بلسان أهل الاشارة. والمسئول النظر والامعان في العبارة. هل يصلح أن ينشر ويشكر. أو يعرض عنه ويستر. فانقده غير محاب. فذلك عندنا من المحاب. ولا ينظر إليه بعين الرضا فإنها كليلة. واصرف له زمناً قليلاً كليلة وطابق بين الأصل والفرع. يظهر ما بين الأب والزرع. والسلام. فأجابه القاضي تاج الدين اصالة الرأي أضحت وهي قائلة ... صيانتي في فراق الفرق أجدر لي لا يخفى على مولانا أنه لا يفرق بين الفضلاء وأقوالهم. إلا من كان من أمثالهم. والمخلص ليس له بذلك يدان. ومن ذا يفاضل بين جهبذين طاع كل منهما عصر القوافي ودان. على أن المخلص أراد أن يختبر سبره وسيره وجمع بين القصيدتين فوقع في ساحل الحير حيث جريا في مضمار معرفته كفرسي دهان. وتعارضاً لديه كما يعارض لدى المجتهد البرهان. فكلما أراد أن يحكم لأحديهما قامت الأخرى بحجتها. وأيدت بهجة محاسنها ومحاسن بهجتها. وكلما قالت إحداهما وبضدها تتميز الأشياء. قالت الأخرى هذا بعينه دليلي عند المتصف بلا رياء ولا ارتياء. فعند ذلك استقلت معرفة المخلص قدرها واستقالت. وقالت اصالة الرأي ما قالت. والسلام كمل الفصل الأول من القسم الثاني من سلافة العصر. في محاسن أعيان العصر. ويتلوه الفصل الثاني في محاسن أهل مصر والقاهرة. ونجوم السماء الزاهرة. ؟ أهل مصر والقاهرة السيد محمد بن موسى الجوادي الحسني حسني النسب مصري الدار. علوي الحسب سني المقدار. اعترى بمصر إلى مذهب مالك. وراح وهو لازمة الفضائل مالك. وولى بها نيابة محكمة ابن طولون. وطال بنسبه على قوم بنشبهم يطولون. وله في الأدب منزلة ومكان. رفع بها من البيان محله ومكانه. فهو إذا قال اغترف من بحر. وإذا نظم قلد الجيد والنحر. فمن أزهار رياض أدبه الوريعة. قوله من أبيات في شكل نعل جده الشريفة مذ شاهدت عيناي شكل نعاله ... خطرت عليّ خواطر بمثاله فغدوت مشغول الفؤاد مفكراً ... متمنياً أني شراك نعاله

فمنهم الشيخ أبو المواهب محمد بن الشيخ الاستاذ محمد بن أبي الحسن البكري

حتى الأمس أخمصيه ملاصقاً ... قدماً لمن كشف الدجى بجماله يا عين إن شط الحبيب ولم أجد ... سبباً إلى تقريبه ووصاله فلقد قنعت برؤيتي آثاره ... فامرغ الخدين في أطلاله والبيتان الأخيران من قول الشيخ علاء الدين بن سلام بن الشيخ جلال الدين ابن خطيب دارياً وقد مر في جماعة من أصحابه بمزار السيدة زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. يا عين إن بعد الحبيب وداره ... ونأت مرابعه وشط مزاره فلقد ظفرت من الزمان بطائل ... إن لم تريه فهذه آثاره وهو قريب من قول لسان الدين بن الخطيب إن بان منزله وشط مزاره ... قامت مقام عيانه أخباره قسم زمانك عبرة أو غيرة ... هذا تراه وهذا آثاره وما أحسن قول السيد المذكور من أبيات أخرى في الفرض المتقدم يا مدعي الحب اتخذ آثار من ... تهوى لديك إذا خلوت نديماً وقلت أنا في قريب من ذلك إن لم تفز يوماً بقرب مزاره ... فاقنع بما شاهدت من آثاره واكحل جفونك من مواطىء نعلة ... واسفح دموعك في رسوم دياره المشايخ البكرية هؤلاء قوم جدهم في الخلافة مشهور. وحسام جدهم على هام الدهور مشهور هبطوا مصر فنالوا ما سالوا فوق السماء وفوق ما طلبوا ... فإذا أرادوا غاية نزلوا وقضى لهم الدهر ما كانوا له آملين ... وقالوا ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين فزكت دوحة مجدهم بها ونمت. وعلت رتبة سعدهم صهوة العز وتسنمت. فهم صدور مجالسها. ويدور حنا دسها. وشموس آفاقها. ومنعقد وفاقها. وما منهم إلا عزيز مصر. ووحيد وقته وعصره من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم ... مثل النجوم التي يسري بها الساري وها أنا ذاكر منكم من هو شرط الكتاب ومورد من منظومهم ومنثورهم ما تقتبس منه الشعراء والكتاب فمنهم الشيخ أبو المواهب محمد بن الشيخ الاستاذ محمد بن أبي الحسن البكري مفتي السلطنة بتلك الديار. وراجح الفضل الذي لا ينقص له عيار. أوصافه أشهر من أن تذكر. وكيف تجهل تباشير الصبح أو تنكر. له الدب الذي منح به شذور الذهب. ولا غرو فأبو المواهب أجدر من وهب. فمن نظمه ونثره ما كتبه إلى الشيخ عبد الرحمن المرشدي في عام ست وثلاثين وألف. أروم الصفا والقرب من جيرة المسعى ... واجعل أجفاني لأقدامهم مسعى فؤادي الفضا في مهجتي وأضالعي ... هي المنحنا والعين أرسلت الدمعا ألا يا حمام الايك هيجت لوعتي ... إلى جانب الجرعا ومن حل بالجرعا بلاد على أفق السماء محلها ... أحن إليها والذي أخرج المرعى وفيها امام فاضل متفضل ... تقي نقي أتقن الأصل والفرعا ذخيرة أهل العلم كنز أولي النهى ... له يا اله الخلق في نعمة فارعى فيا عابد الرحمن يا خير سيد ... بفتواه في الأحكام قد أحكم الشرعا إليكم مزيد الشوق مني مضاعف ... وحبي لكم بين الورى لم يزل طبعا فدمتم مدى الأيام للخلق مقصداً ... ولا برحت كل الوفود لكم تسعى

الاخلاص فيما بيننا فاتحة الكتاب والاختصاص أشهر للناس من فلق الصبح لأولي الألباب. فوالعصر أنك مفرده وساعده. وعضده وسيده. تبت يدا أعدائك فهم الكافرون للنعم. ويل لكل في موقف الحشر من التغابن عند زلة القدم. تبارك الذي جعل الانسان الكامل. وأظهر تلك النبأ الذي حلي به من عموم العالم. وخصوص آل طه ويس في صدور المحافل. واختار للطالبين مرشداً. وأنت المستعان المستغاث في حالة الندا. أهدي إليك تحيات اعرابها مبني على الضم والجمع. وتسليمات تحرك سواكن الأشواق وتطلق عوامل الدمع. كيف لا وأنت المولى الذي ل يتخذ القلب عن عطفك بدلاً. وأصبح تأسيس تأكيد الحب الصادق عندك يجتلى. أبقاك الله راقياً معارج مدارج المجد. وناهج مباهج السعد. ومروضاً روض الأدب بوابل فضله. وجامعاً في البلاغة كل شكل إلى شكله. مع عمر مديد يطاول الأبد. ومنح تستغرق العدد. في عزة تتقاصر عنها قياصر العلماء. ومجد تتطامن له رؤس العظماء. وعلم مثقف القنا مشحوذ القواضب. وفهم يحل فوق السها معافد المجد ومقاعد المراتب. حيث تخفق بنود العلوم. وتقذف أنواء الفهم. ويتضح المنطوق والمفهوم. وينفخ أسرافيل اللوح الالهي في أصوار الأسرار أرواح الالهام. ويتلو جبريل التنزيل على الأعلام في ذلك المقام آيات الأعلام. في أيها البحر الذي ملك سد زمام اليراعه. وانقادت بيده أزمة البراعه. والفصيح الذي سد على ذوي الفصاحة الطرق. وجاء بالنجم مصفداً من الأفق. وعقايل أوصافه الفاخرة تتبرج. وصل إلي كتابكم المرقوم. ودر خطابكم المنظوم. فما هو إلا نور النبراس. أو مدارك الحواس. أو لذة السمع. أو مقلة الدمع. أو نفحة الند. أو صبا نجد. أو نسيم السحر. أو بلوغ الوطر. أو عقود اللآل. أو السحر الحلال. فرأيته قد جمع منشيه فيه فنون الأوائل والأواخر. وشنف الأسماع وحلي الأجياد بقلائد العقيان والجواهر. إلى غير ذلك ومن شعره ما كتبه إلى الشيخ المذكور أيضاً في صدر كتاب ما غصون قد رنحتها شمال ... فهي نشوى ما أدبرت وشمول ما رداح قد أشرقت بجمال ... ما سعاد وعزة وشمول ما رياض أغصانها مزهرات ... صح فيها النسيم وهو عليل مثل أسنى تحية وسلام ... لامام له مقام جليل عالم العصر والزمان بحق ... هو لي والعروض نعم الخليل هو شمس قد أشرقت بالمعالي ... هو بدر لا يعتريه أفول هو فخر الورى لها لسعد قاض ... ما لشخص إلى علاه سبيل هو عبد الرحمن خير امام ... قد تسامت فروعه والأصول علمه كامل بسيط مديد ... فضله وافر سريع طويل وله منطق بديع المعاني ... ببيان حديثه مقبول وكتب إليه أيضاً من أبيات تحية فاقت نسيم الصبا ... لها فؤادي بارتياح صبا أريجها صاب وأنفاسها ... فاقت على أنفاس زهر الربا تهدي لبحر العلم والفضل من ... له الهي بالمعالي حبا للعالم العلامة المرتقى ... أوج العلى والأكرم المجتبى لعابد الرحمن شمس التقى ... كنز أولي العلم العظيم النبا مولى جليل عام مرشد ... عن كل علم لم يزل معربا لم تر عيني أبداً مثله ... بين البرايا مشرقاً مغربا فأجابه بقوله من أبيات طويلة وافتكم مختالة قوقبا ... تحية من نحو وادي قبا هبت بها ريح الصبا نحوكم ... تنوب عن صب بكم قد صبا أقام في مكة جثمانه ... والقلب في أرجائكم طنبا تهزه الأشواق قسراً كما ... تهز غصن الشيح شيح الربى تؤم ربعاً حله سيد ... في مجده قد جاوز الكوكبا امام هذا العصر من صيته ... قد طبق المشرق والمغربا فهو بمصر صدر في وقته ... مجدد للشافعي مذهبا ومن بديع شعره قوله يا من جميعي بآي الحمد ذاكره ... وشعب قلبي لديه الحب عامره

ومنهم ابن أخيه الشيخ أحمد بن زين العابدين البكري

ومن تهب صبا الأسحار توقظني ... شوقاً إليه ودفني سح ماطره والطرف في أرق يرعى النجوم أسى ... مولع القلب باكي الطرف ساهره يسامر الورق في الأغصان نائحة ... ولا يطيق سوى الورقا سامره باح السقام بما في القلب منكتم ... وصادق الحب لا تخفي أشايره وبلبل القلب داعي الشوق فانكدرت ... نجوم صبري وقلبي جل فاطره والله ما طلعت شمس ولا غربت ... إلا وأنت حليف القلب حاضره منها يا نفحة نفحت من حيه سحراً ... وضمنها من شميم الأنس عاطره تحملي من سلامي نحو حضرته ... وباريه فاهني العيش باكره تلطفي وانقلي صدق الوداد له ... وشرح حال به ضاقت دفاتره عسى تجيب باقبال القبول وإن ... كان الوصول له لاحت بشائره ورب جمع أتى بعد الشتات كما ... مرّ التصبر قد تحلو أواخره وفيه يقول الشيخ شرف الدين يحيى الأصيلي مشجراً أقبل بالحسن في مواكب ... تقيس أضوائها الكواكب بطلعة بالهلال أزرت ... فاكتن للغيظ في الغياهب وجيه غصن إذا تثنى ... فالغصن مادت به الجنايب اغزال شعري له وأما ... مدحي ففي فخر آل غالب لابس برد الكمال راقي ... روق العلى الشامخ المراتب مولى العطايا أخو السجايا ... نجل المزايا أبو المواهب وارث صديق آل طه ... ومنشىء الكتب والكتائب أحياه مولى الوري لتحيى ... مناقب الفضل والماتب هامي العطا مشرق المحيا ... حامي السطا مغدق الرغائب به الأصيلي حاز حباً ... بلغه أشرف المطالب ومنهم ابن أخيه الشيخ أحمد بن زين العابدين البكري ومن نثره قوله في صدر كتاب. اللهم يا مجري أنهار البلاغة في رياض المعاني والبيان. وموشح غصن الحكمة البديع النور بثمرات حسان. كأنهن الياقوت والمرجان. ومالىء أكمام الافهام وأردان الأذهان. من جنى جنتي العلم والعرفان. فقام شحرورها خطيباً على منابر الايقان. بأعظم بلاغة وتبيان. فما قس في الفصاحة وسحبان. نسالك أن تهب نسمات اللطف. على ذلك العطف. حتى نفوز منه بالعطف. ونقطف من ثمرات وداده اليانعه. ونراقب أنوار جنانك من جنات تلك الجنان العلميه ساطعه. ومن نظمه قوله أحن إذا جن الظلام تشوقاً ... إلى زمن بالقرب زاد تألقا واقطع ليلي ساهراً متفكراً ... لعل زمان الأنس يسعف باللقا ومنهم أخو المذكور قبله لشيخ عبد الرحمن بن زين العابدين البكري ومن نثره ما كتبه إلى بعض أصحابه بمكة المشرفة. استهتف ورقا أفنان الملكوت هاورة. واستدرف وطفاء هتان سحائب الرحمات ماطره. واستورق ظلال أدواح العناية الأحديه. واستشرف لمعاني تصور العظمة الصمديه. واستنجز عدة الله لعبد لا أعرف له في مصاعد المحبة نظيراً. وإن كنت كما يظن فأنا الضمين الملتزم بذلك تقريباً وتقديراً. مصطفوي الصفات. محرر أرقام اشارات العبارات. عين أعيان الأحباب. ومحب أبناء الصديق بلا ارتياب. المتشرف بخدمة كتابة سيد سادات ملوك عبد مناف. طراز العصابة الهاشمية وتاج مفارق هامات الاشراف. زاده الله تقرباً ونوالاً. وقبولاً واقبالاً. ومن نظمه قوله يا الله أي فتى مثلي بكم فتنا ... يبكي فتبكي حمام في الدجى شجنا أنفاسه كلهيب البرق وامضة ... وقلبه برعود الشوق ما سكنا كأنما جفنه سحب الشتاء إذا ... كانونها بهمير الدمع قد هتنا قد صار من شغف فيكم ومن أسف ... حليف وجد وأشجان بكم وضنا وأن ينادي منادي كل ناحية ... من عذب الحب بالهجران قلت أنا والله ما ملت عنكم بعد بعدكم ... ولا مللت سهاداً حرم الوسنا منها وإنني عابد الرحمن منتسب ... إلى صديق نبي أوضح السننا

الشيخ تاج العارفين بن محمد بن أمين الدين

أبي هو القطب زين العابدين ومن ... في سبل أهل المعالي اقتفى السننا الشيخ تاج العارفين بن محمد بن أمين الدين لجة علم لا تدركها الدلاء. ومحجة فضل لا يفتقر سالكها إلى الادلاء. حل من رتب المعارف المحل الاسمى. ودل عرفانه على أن الاسم عين المسمى. وكان والده مفتي الحنفية بتلك الدار. وقطب الشريعة التي عليه المدار. فنشأ ولده هذا في حجر العلم والعلى. وتحلى من الكمال بأشرف الحلى. وله أدب شاد من أبياته قصوراً. لا ترى الأسماع في اطالة احسانها قصوراً. فمن رقيق نظمه الرائق. البديع الأسلوب والطرائق. قوله اذكرت ربعاً من أميمة اقفرا ... فاسلت دمعاً ذا شعاع أحمرا أم شاقك الغادون عنك سجرة ... لما سروا وتيمموا أم القرى زموا المطي واعنقوا في سيرهم ... لله دمعي خلفهم ياما جرى ما قطرت للسير أحمال لهم ... إلا ودمعي في الركاب تقطرا فكان ظهر البيد بطن صحيفة ... وقطارهم فيه تحاكي الأسطرا وكأنها بهوادج قد رفعت ... سفن ودمع العين يحكي الابحرا رحلوا وما عاجوا على مضناهم ... واها لحظي كيف كنت مؤخرا إن كان جسمي في الديار مخلفاً ... فالقلب معهم حيث قالوا هجرا أظهرت صبري عنهم متجلداً ... وكتمت وجدي فيهم مستبشرا وغدا العذول يقول لي من بعدهم ... باد هواك صبرت أم لم تصبرا وقوله وحق من كون الأشياء تكويناً ... نار المحبة في الحشاء تكوينا وكلما هب من نجد نسيم صبا ... أزمة الشوق للأحباب تلوينا وكلما سار ركب لم نسر معه ... أجرى الدموع دماء من أماقينا هيهات نسلو وما نسلو محبتهم ... ولو أرونا من الهجران تلوينا ساروا فراح فؤادي سائراً معهم ... يقفو الركائب في أثر المحبينا جسمي بمصر وقلبي بالحجاز يرى ... من صدق حب وود حكما فينا سقياً لأيامنا ما كان أطيبها ... بالرقمتين وما أحلى ليالينا الشيخ جمال الدين المصري العلقمي أديب بديع البيان. ونجيب مؤسس البنيان. بيته أحد بيوت العلم بالقاهرة. والعلاقمة قوم فضائلهم كأنوار الصبح ظاهرة. وهذا الأديب درة من فرائد عقدهم. وغرة أشرقت في سما فخرهم ومجدهم. حاز من قداح الأدب المعلي والرقيب. واجتلى من محاسنه ما لم يصده عنه واش ولا رقيب. فمن شعره اللطيف الايناس. البديع الجنس والجناس. قوله حتى رسما لربع مية عافي ... لمسته من الرياح السوافي كان مغنى ظباء أنس الغواني ... صار مأوى ظباء وحش الفيافي كم سفحنا بسفحه دم دمع ... وكفي عن سحابه الوكاف ووقفنا به وقوف امرء القيس ... بن حجر نبكي مع استيقاف والتاسي بمن مضى جهد من لم ... يغنه الجهد وهو في العذر كاف وعلى كل فائت رحمه الله ... ولكن بكاء المحبين شاف ودعانا بوصل ميمة داع ... فتلاف الرضا تلافي التلاف وطواف بالربع فيه لروحي ... راح سر قد انطوى في طوافي ولحاني على سراي وسيري ... عاذل عاذر المطافي المطاف قلت قال العلى ولا شك فيما ... قال عندي إن المنى في المنافي قد مضى أكثر الحياة ورسمي ... بعد جسمي مني عفا في عفافي وكثير المتاع عني قليل ... فقليل منه كفا في كفافي وإذا اغثر مستغر فقولي ... سوف تبقى غداً سوا في سوافي ولقد حل بي نذير المنايا ... وهو ضيف وكم مضى في مضافي غير مسترجع زمان تقضى ... في التصابي وقد خلا في خلافي وفؤادي قد شط غياً ومهما ... رمت تقريبه التجافي التجافي الشيخ شرف الدين يحيى الأصيلي المصري

شاعر ناط شعره بالشعرى. وقلد جيد الدهر دراً سماه شعراً. يسخر انتساق نظامه بالعقد الثمين. وتتلوا السن سامعيه إن هذا إلا سحر مبين. وكم فصل ببيانه من الأدب مجملاً. شعر ألذ من السلوى وأطيب نفحة. من المسك مفتوقاً وأيسر محملاً. إلي رقة طبع وخفة روح. ودماثة أخلاق تؤسى بها الجروح. ومجون يسلب الحليم ثوب وقاره. وينسى الخليع كاس عقاره. وتعلق بفنون الألحان. يدير بها من سلاف الطرف ما يهزء بسلاف ألحان. فإذا غدا مترنماً أطرب الناطق والجماد. واهتز له عطف السامع ارتياحاً وماد. ولم يزل موفور الجاه بالديار المصرية. لا سيما عند المشايخ البكرية. حتى قصد الحج لأداء الفرض. وطوى لمشاهدة تلك المشاهد مهامة الأرض. فلما قضى مناسكه وتفته. ولم من وعثاء السفر شعثه. طافت به المنية. طوافه بتلك البنية. فانتقل من جوار بيت الله وحرمه. إلى مقر رحمته وكرمه. وذلك لثمان خلون من محرم الحرام سنة إحدى وألف وقد أثبت له ما يروق السامع والناظر. ويحسد أزهاره الروض الناضر. فمنه قوله لي في المحبة عن ملام العاذل ... بجمال من أهواء أشغل شاغل أثرت عيوني بالسهاد وإنما ... دمعي الذي أضحى بوصف السائل إن غردت ورق الحمائم جددت ... شوقاً أهاج من الغرام بلابل يأبى غزال أرض نجد داره ... لكن لواحظه عزين لبابل لدن المعاطف رق موشف ثغره ... فأعجب له من ذايل في ذابل ولحاظه حفت بأصداغ فيا ... لله من سيف سطا بحمايل تتطاول الأغصان تحكي قده ... وإلى التناهي مرجع المتطاول أعيا الفصيح نبات عارضه فقل ... قس الفصاحة من أسارى باقل وله من قصيدة بدا بوجه جميل الوصف والشان ... يقول سبحان من بالحسن وشاني كأنه روضة غناء مزهرة ... من دمع عاشقها تسقي بغدران أشبهت في حبه ورق الحمى ففدا ... كل يبيت الجوى شجواً على البان منها تقول أعطافه لما نشبهها ... بالرمح من قال إن الرمح حاكاني عطفاي حلوان مما أينعا ثمراً ... فكيف تحكيهما أعطاف مران وقوله فيمن اسمها شمس الضحى مورياً باسمه لما وفت شمس الضحى لي ... موعدي وشفت غليلي ما هدت أي عجيبة ... شمس الضحى عند الأصيل وقوله في عرب العشير وأجاد في التورية عن العشير أبعد وكن سالماً ... وكن فتى بالبعد عنهم مشير عاشرت منهم واحداً خانني ... عهدي وميثاقي فبئس العشير وقال في مليح يعرف بالمنهلي يناديك جيد المنهلي إذ أبدا ... تنقل فلذات الهوى في التنقل وقالت لنا أصحابه في مقاله ... ورد كل صاف لا تقف عند منهل وقرأت في تذكرته ما نصه قال كنا بخدمة الاستاذ محمد البكري بمنزلة ببولاق أنا وجماعة من فقرائه. وذوي ولائه. فأرسل لكل واحد حصة من الرمان وكنت أنا قد ظهرت من المنزل لقضاء حاجة فلما حضرت أخبرت بذلك فكتبت إليه مولاي يا أكرم الأنام ومن ... بحار جدوى نداه منصبّه قد جاء رمانك الورى جملاً ... والعبد ما جاءه ولا حبه فأرسل منه جملة وافرة وكتب مجيباً نأمر بالقلب واللسان بما ... يفيض منه غيث العطا صبه فليس هذا الفقير يعرف من ... ابتاعه مثلكم غدا صبه فاعذر فلا عتب في الحساب على ... مخطي محسوبة ولا حسبه فانظر إلى حسن قوله نأمر بالقلب فإنه رمان ثم قال لي احتفظ هذه الرقعه. فإنها لك غاية الرفعه. وهي تشهد علي باعترافي أني لا أعرف أحداً من أتباعي يحبني كمحبتك ويودني كمودتك. وقال أيضاً كنت أنا وشيخنا العلامة نور الدين العسيلي جالسين عنده وقد ذكر في المجلس جماعة من أفاضل الدهر. وأدباء العصر. توفوا في مدة قريبة كالعلامة الفارضي والشهاب النسفي والبرهان المبطل وخلائق آخرون فأنشد بديهة أقول وقد قيل لي كم مضى ... أديب له حسن نظم جليل دعوا كل ذي أدب ينقضي ... ويحيى العسيلي ويحيى الأصيلي

الشيخ محمد بن أحمد الحثادي المصري

ومن شعره أيضاً ما كتبه مقرظاً على نظم في العربية لبعض الفضلاء سماه الاشارات إن الاشارات للعلم العزيز حوت ... وحازت الرفع مثل المفرد العلم وإن تقل مادحاً في نعتها كلما ... ففي الاشارات ما يغني عن الكلم وقال اقترح على مولانا الشيخ شهاب الدين أحمد النسفي المالكي أن أنظم بيتين من بحر المديد عند ما وصلت في القراءة عليه إلى هذا الموضع من عروض ابن الحاجب وشرحها لابن واصل وجنة المحبوب ذات احمرار ... من لظى القلب استعار استعارا فلهذا صار قلبي كليماً ... حيث من خديه آنست نارا وقال في كتاب إلى الشريف حسن بن أبي نمي سلطان الحجاز أيد الله تعالى سيداً ... كاملاً في سره والعلن بدر فضل أشرقت أنواره ... من ذرى الشام لأقصى اليمن من حوى رق المزايا والعلى ... وشرى المجد بأغلى ثمن مجده من ذاته من أصله ... حسن من حسن من حسن الشيخ محمد بن أحمد الحثادي المصري أديب رقيق حواشي صقيل الأديم. وهو ريحانة الجليس ولا فخر ومنه مزاج كاس النديم. طلع بدر أدبه في سماء البلاغة وتجلى. وسبق جواد قلمه في ميدان البراعة وجلى. فملك زمام البيان نثراً ونظماً. وأروى بما روى من بديعه وما أظما. مع اتقان لسائر الفنون. وغوص على در الفضل المكنون. خصوصاً على الطب والحكمة. فقد أنفد في معرفتهما أمره وحكمه. إلا أنه غدا في نهج البطالة وراح. وتوج راحاته بكؤس الراح. فواصل الغبوق والصبوح. وجري في حلبة اللهو بطرف سابق سبوح. وأنصت المثالث والمثاني. ولم يثنه عن اتباع هواه ثاني. فانحط من أوج الشرف قدره. وخوى من أفق النباهة بدره. وأصبح غرضاً لسهام الملام. مكلوماً بأسنة الكلام شعر جراحات السنان لها التئام ... ولا يلتام ما جرح اللسان وذكره السيد محمد كبريت في رحلته فقال تشرفت بالاجتماع به وتحليت بمحاسن أدبه. فوجدت منه نديماً للسرور مديماً. ونفس حركسي في باب الهيام أديماً. فأزلت بطلعته السنية عن مرآة القلب صدى القسوة والغم. ونلت من حديثه. ما يسلو به الخاطر وينجلي الهم وكنت إذا حدثته أو رأيته ... تزول حرارات الصبابة والجوى ولا سيما أن ظل يتلو لمسمعي ... أحاديث أرباب الصبابة والهوى ورأيت له حاشية على البيضاوي أتى فيها بالأبحاث الرائقة. والتحقيقات الفائقة. وله رحلة جامعة لفوائد الفوائد. سماها الاسفار عن الاسفار. وديوان شعر جيد النظم والمعنى وتعليقات على فنون الحكمة وسمعت بعض أهل الشام يقدح في شأنه. أو شرف مكانه. وما أظن الحال معهم إلا كما قيل حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسداً وبغياً إنه لذميم انتهى. ومن نثره العالي الطبقة. ونظمه الذي أرج به الكون وعبقه. قوله في مرجة دمشق. بصبا المرجة المبلل ذيله. علل القلب على يبرد ويله ومر الروح أن تسيل دموعاً ... أن أبى الجفن أن يعينك سيله واذكرن بالرياض يومي حبيب ... سلفاً والسلاف ترتع خيله وتمسك بسالفيه على البعد ... عسى الكرب ينجلي عنك ليلة ومن غرر حكمه ودرر كلمه قوله تأن ولا تجزع لأمر تحاوله ... فخير اختيار المرء ما الله فاعله وما ضمن الرحمن لا تخش فوته ... ومالاً فلا تجهد فما أنت نائله دع السعي فالمسعود تطلبه المنى ... وسعي بلا سعد محال تحاوله هو السعد يدو آخر الأمر ساعياً ... وحسبك سعياً في المرام تناوله ولا تبتئس أن اخلق المجد واصطبر ... هو الشهد قد شيبت بصبر أوائله وما المجد إلا الصبر فهو أبو التقى ... وكم حامل بالصبر عزت منازله تفياء بظل الله من روض قوله ... الست بكاف تلحقنك فواضله وعزتهن دنياك واغن بتركها ... ولا تحفلن بالرزق فالله كافله

بدر الدين حسين الشهير بباشا زاده

تحل بتاجا لصنع تغد مملكاً ... يطول على هام الرجال كواهله وقوله وأجاد عرفتك دهري ليس لي فيك حيلة ... يروج بها فضلي لديك واسلك سرى الياس مما في يديك وإن يكن ... رجاء ففي الأخرى التي لست تملك وقوله أيضاً يا بني الزهراء لا لقيتم ... أبد الأيام سواء من أحد بشراكم لاح بمغنى أدم ... فلذا كل إليه قد سجد بدر الدين حسين الشهير بباشا زاده غرة جبهة الزمان. وواسطة عقد الفضل المزري بعقد الجمان. وتاريخ الحسب والمجد. وصدر الكرم والشرف النجد. الجامع بين جلية النسب ومزية الأدب. والشافع كرم نفسه النفيسة بحسن الأدب. جر على هام المجرة ذيله. وأنار بقمر فضله ليله. فأصبح وهو عزيز مصره. والفاخر على ذي التاج المحجب في قصره. أجري بمصر نيله نيلها. وما زال مانح الفضائل والفواضل ومنيلها. فساق كل فاضل فلك أمله إليه وأرجاه. تالياً يا أيها العزيز مسناً وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاه. وأما أدبه فمأدبة البراعة والاحسان. القاصر عن نثره ونظمه سحبان وحسان. وما برحت كواكب فضله مشرقة لائحة. وسواكب أفضاله غادية رائحة. حتى وافته بأجله وفاته. وعفت آثاره وبكت عليه عفاته. فتوفى في رجب سنة ثلاث وعشرين وألف ومن نظمه ونثره ما كتبه إلى القاضي محمد دراز المكي مراجعاً عن كتاب كتبه إليه معزياً له في ولده عبد الرحمن وكان قد وصل إلى مكة المشرفة للحج فتوفى بها ثامن ذي الحجة الحرام سنة ثمانية عشر ومائة وألف وافتتح القاضي كتابه بقوله على أريحي شافني بخياله ... سلام يحاكي منه طيب خصاله عشقت وما أبصرته غير أنني ... سمعت من الحاكين وصف كماله فأجابه بقوله على المعي شمت آيات فضله ... فهمت به مستغنياً عن خياله فمن أجل ذا اثني عليه ولم أقل ... سمعت من الحاكين وصف كماله لا يزال برؤياه قميص الجو معنبراً. وثناء لا ينفك بمرآه بساط البسيط معشوشباً نضراً. أطيب من النسائم صافحت أنامل الزهور. فحلت منها العقود. وأرق منها إذا اعتلت شوقاً للثم الثغور. وهز القدود. إلى من هو الآخذ من الفضل بزمامه. والصاعد من المجد فوق غاربه وسنامه فارس حلبة المعارف وكميها. وشاكي سلاحها ولوذعيها. فاني يشق لها غبار. وكيف يركض معه مبار في مضمار. أعني الفاضل الممجد. ابن دراز محمد. نسأل الله تعالى كما فرده بما جمع له من الشيم الصالحة والأفعال. أن يكثر له الأمثال. ويهيىء له الآمال. ما لمع آل. واختلفت آصال. وبعد فقد ورد من تلك الديار. ووفد من هاتيك الآثار ديار معال طال ما هاج برقها ... جفوناً أحال الوجد من دمعها دما بكر فكر ترفل من التيه في برد قشيب. دوحة فضل تميس في روض خصيب. سماء أنجم الفصاحة في أرجائها لوائح. حديقة بلابل البلاغة في منابر أفنانها صوادح. فيا لله ما أحسنه من كلام. وواعجباً ما أبدعه من نظام. ولعمري لقد غاص فجاء بالدر منضوداً. وما أخاله إلا ارتقى فأتى بالنجم مصفوداً. فلو تليت لصخر لتفجرت أنهاره. أو شدى بها في روض لتبسمت أزهاره. ولو اقتاد بها الجوزاء لانقادت. أو استمال بها جلامد القلوب للانت. أقداح ألفاظها تطوف من المعاني برحيق. فمن قرع سمعه شيء منها فسكر أني يفيق. وشاهاً ساحر بيان ليس له مماثل. بل هو سحبان وائل لو قال بالتناسخ عاقل. فأماطت فضلة النقاب. ولاحت دون ما حجاب. حركت سواكن شوق اشتعل ضرامه. واستعرت لهيب قلب اشتد أوامه. فاه لولا ما ابتهجت به الأبصار من حسن روائها. وآض به روض السرور من سلسال مائها. كيف وقد بشرت بصحتكم التي هي نهاية الآمال. وأشعرت بقيام خيام عزتكم الذي هو أوراد الاخوان بالعشي والآصال. فلله الحمد أولاً وآخراً. وباطناً وظاهراً. وقد أشرتم إلى ما أشرتم إليه. مما يأبى القلب اللسان رحمة أن ينطق به أو يعرج عليه. فإنا لله وإنا إليه راجعون ولسنا أول من رماه الدهر نبيل مصائبه. وضرسه بنابه وافترسه بمخالبه. ولنا الآن إلى مزيد الثواب مزيد استشراف. وبالدهر في أن لا يعاندنا مزيد تلطف واستعطاف. والسلام. ومنه ما كتبه إلى الشيخ عبد الرحمن المرشدي

شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري صاحب الريحانة

عندي لودك فاعلم ذاك ميثاق ... وللتملي بمراى منك أشتاق وللحلول بأرض أنت ساكنها ... قلب يحاذي الجوى والوجد يشتاق إلى حرم الفضائل الذي يأوى إليه أهل البلد الحرام. وكعبة الفواضل التي يطوف بها أهل ذلك المقام. ركن الافادة الذي يستند إليه كل فريق. وملتمس السعادة الذي يقصد من كل فج عميق. لا زالت مشكاة الشريعة مشرقة بأشعة فهمه. وألوية مذهب النعمان خافقة برياح علمه. يهدي سلاماً يصعد على ذروة الصفا. وثناه يتعرف بالوقوف بعرفات الوفا. تهب به نسائم الود على رياض المجالس. وتميس بملقاه غصون القلوب التي لم يحلها مؤانس. هذا وصدق ودك الأكيد. وفرط اخلاصنا الشديد. يقتضى أن لكم إلى استشراف أحوالنا استشرافاً. وإلى تلقي الأخبار السارة توجهاً وانعطافاً. فنحن بحمد الله داخل دائرة الصحة والسلامة. ووسط زائحة الراحة والكرامة راجين أن تكونوا كذلك. قائمين على قدم الانتظار للأخبار السارة من تلك المسالك فاتني أن أرى الديار بطرفي ... فلعلي أرى الديار بسمعي ملتمسين صالح دعواتكم في تلك الشعاب. راغبين في النيابة عنا في تقبيل تلك المعاهد والقباب. والسلام. شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري صاحب الريحانة أحد الشهب السياره. المقتحم من بحر الفضل لجه وتياره. فرع تهدل من ذواية خفاجه وفرد سلك سبل البيان ومهد فجاجه. أجرى من ينبوع الفضل ما أخجل بمصر نيلها وبالشام سيحانه. وأهدى لمشام أرباب الأدب من رياض أدبه أطيب ريحانه. إلا أنه كان كثير الاعجاب بنفسه. ساحباً ذيل الفخر والكبريا على أبناء جنسه. وما لابن آدم والفخار. وهو مخلوق من صلصال كالفخار. وشعره يجمع الغث والسمين. ويشتمل على الرخيص والثمين. وقد ترجم لنفسه في كتابه. فقال كنت بعد سن التمييز. في مغرس طيب النبات عزيز. ممتعاً في حجر والدي. بذخائر طريفي وتالدي مربى بغذاء على الظاهر والباطن. في النعيم المقيم بأرفع المساكن. ومقام والدي غني عن المدح. والورق بأوكارها لا تعلم الصدح. فلما درجت من عشى قرأت على خالي سيبويه زمانه علم العربية فجثوت بين يديه على الركب. ونافثت اخواني في الجد والطلب. ثم ترقيت فقرأت المعاني والمنطق وبقية العلوم الاثنى عشر ونظرت في كتب المذهبين مذهب أبي حنيفة والشافعي مؤسساً على الأصلين من مشايخ العصر. متنزهاً في حدائق السحر موشحاً لأدبي بحلل النظم والنثر فلولا الشعر بالعلماء يزري ... لكنت اليوم أشعر من لبيد ومن أجل م أخذت عنه شيخ الاسلام ابن شيخ الاسلام الشمس الرملي حضرت دروسه الفرعية وقرأت عليه شيئاً من مسلم فأجازني بذلك وبجميع مؤلفاته ومروياته بروايته عن القاضي زكريا الأنصاري وجلالته أشهر من الشمس كما قلت فيه فضائله عد الرمال ومن يكن ... ليحصل معشار الذي فيه من فضل فقل لفتى قد رام احصاء فضله ... تربت استرح من جهد عدك للرمل ومنهم شافعي زمانه القطب العارف بالله الشيخ نور الدين الزيادي حضرت درسه زماناً طويلاً وهو كما قلت فيه لنور الدين فضل ليس يخفى ... تضىء به الليالي المدلهمه يريد الحاسدون ليطفوه ... ويأبى الله إلا أن يتمه

ومنهم العلامة في سائر الفنون علي بن غانم المقدسي الحنفي حضرت دروسه وقرأت عليه الحديث وكتب لي إجازة بخطه. ومنهم العلامة الفهامة خاتمة الحفاظ المحدثين إبراهيم العلقمي قرأت عليه الشفا بتمامه وأجازني به وبغيره. وممن أخذت عنه الأدب في الشعر شيخنا أحمد العلقمي ومحمد الصالحي الشامي. وممن أخذت عنه العروض الشيخ محمد المغربي المعروف بركروك وممن أخذت عنه الطب الشيخ داود البصير. ثم ارتحلت مع والدي إلى الحرمين الشريفين وقرأت على الشيخ علي بن جار الله وعلى حفيد العصام وغيره. ثم ارتحلت إلى قسطنطينية فتشرفت بمن فيها من الفضلاء والمصنفين واستفدت منهم وتخرجت عليهم وهي إذ ذاك مشحونة بالفضلاء الأذكيا كابن عبد الغني ومصطفى بن عزمي. وممن أخذت عنه الرياضات وقرأت عليه اقليدس وغيره وأجلهم إذ ذاك سعد الملة والدين بن حسين ولما توفى قام مقامه صنع الله ثم ولده ثم انقرضوا في مدة يسيرة فلم يبق بها عين ولا أثر وصار الدين ملعبة وسخرية وآل الأمر إلى اجتراء السلاطين والوزراء على قتل العلماء واهانتهم. ولما عدت إليها ثانياً بعد ما توليت قضاء العساكر رأيت تفاقم الأمر وغلبة الجهل فذكرت ذلك للوزير ظناً بأن النصح يفيد. فإذا هو كما قيل. هو الوزير ولا ازر يشد به ... مثل العروض له تجر بلا ماء فكان ذلك سبباً لعزلي وأمري بالخروج من تلك المدينة واظهار العداوة لمن هو في زي العلماء مع أنه لم يبق بها من يحسن قراءة الفاتحة. ومن تأليفي الرسائل الأربعون وحاشية تفسير القاضي في مجلدات. وحاشية شرح الوامض. وشرح الدرر. وطراز المجالس. وكتاب السوانح. والرحلة. وحواشي الرضى. والجامي. وشرح الشفا. وغير ذلك. ولى من النظم ما هو مسطور في ديواني. ومن المنثور رسائل ومكاتيب لم أجمعها انتهى ملخصاً. وها أنا أثبت من نتائج بيانه. بعد تمييز خزفه من عقيانه. ما يروقك ساه. ويشوقك لفظه ومعناه. فمن نثره قوله في فصوله التي سماها الفصول القصار. في نتائج الاعمار. ساعد زينته بسوار المنايح. حري بأن يمرى لك ضروع الثنا والمدايح. رب موقد نار بها يحترق. ومحسن للشيخ في اللجة غرق. كيف ينجو من ظلمة الجهل المدلهمة. ويبغى نسل الفضل والحكمة. من كان مقعد العزم عقيم الطلب عنين الهمة. الصديق والسكن. من تأنس به أنس العين بالوسن. من أمثال العامة. حمار نزلت عنه لا تبال بمن يركبه. وشهر لا خير فيه لا تعد أيامه. وكل شهر لا خير فيه عدك أيامه جنون. في الأثر مداومة أكل اللحم عشية وغدوة. تورث القلب غلظة وقسوة. وفلان يأكل ليلاً من عيور الغلمان. ونهاراً بغيبة الاخوان. لكل قلب هوى. كما أن لكل داء دوا فما اعتل نسيم الصبا. ألا تحب زهور الربى. أنا في مبارقة من أريد وصحبة من لم أرد. كواجد من لا يشتهيه ومشته ما لا يجد. نصح البليد عناء لا يفيد وصقل السيوف. بلا جوهر. يبين من عيبها ما خفى. من جهل زمانه. عد الخمول زمانه. الحوت لا يهدد بالغرق. والبحر لا يخاف من الشرق. لو هم الفلك برفعة ماجد في الأبد. ما قدم الثور في منازلة على الأسد. ما أنصف الشيب من ستر وقاره. فسود وجهه واطفاء أنواره. الدهر خصم الد. وبلوغ الأسد البلاء الأشد. المعروف والصنيعه. عند الأحرار وديعه. ليس الصديق من إذا رآك قام. بلى من إذا أقعدك الدهر أقام. ليس باتحاد الاسمي. تتحد ذات المسمى. حمرة الخد جمال. وحمرة العين اعتلال. من كان دليله الغراب. رضي بالمنزل الخراب. الحكما الجهال. رسل عزرائيل للاستعجال. مقاومة من لا تقاومه خرف ولولا مقاومة البدر للشمس ما انكسف فصل فإذا أقول لقوم أجثوا منى ثمر مقال دانية القطاف. وقالوا في ظلال الرأفة والألطاف. فإذا عطف الدهر وهو لهم مساعد. كنت لديهم ككف بغير مساعد. فحالي معهم في المبره. كحال الناس والابره كست قيصراً ثوب الجمال وتبعا ... وكسرى وجاءت وهي عارية الجسم وقد كنت أعيب على الخوارزمي قوله كفى حزناً أن لا صديق ولا أخ ... يفيد غنى إلا تداخله كبر فلا نال فوق القوت مثقال ذرة ... صديق ولا أوفى على عسره اليسر وما ذاك إلا رغبة في وصاله ... وإلا حذارا أن يميل به الدهر

ظناً مني أنه بدل. علي خبث الطويه. وفساد العقيدة والنيه. فإذا هو قد حلب الدهر أشطره. وذاق حلوه ومره فقلت لله دره ما أخبره. ومن شعره لا وغصن راق للطرف ورق ... وعليه حلل الظرف ورق وشموس لم تغب عن ناظري ... والشعور الليل والخد الشفق وعيون حرمت نومي وما ... حللت لي غير دمعي والأرق ما احمرار الراح إلا خجل ... من رضاب سكرت منه الحدق والذي قد حسبوه صبياً ... فوق خد الكاس قطرات العرق وهو على منوال قول الشيخ قطب الدين الحنفي المكي المتوفي سنة تسعين وتسعمائة لا وفرع كدجى الليل غسق ... وجبين ضوءه الفلق ومحيا كلف البدر به ... وخدود من حواليها شفق ما أرى الغزلان إلا سرقت ... منك جيداً والتفاتاً وحدق ثم خافت فتولت شرداً ... كيف لا يشرد خوفاً من سرق رجع ومنه قوله في صدر قصيدة كتبها إلى أبي المعالي الطالوي قبلت مصطحباً شفاه لا كؤس ... والصبح يبسم لي بثغر العس حتى غدت منه الغزالة واختفى ... مسك الدجى عند الجواري الكنس والنهر سيف بالنسيم فرنده ... وله حمائل من خمائل سندس أو صدر خود فتحت أطوافها ... أو شققت للوصل حلة أطلس والطير تشدو والغصون رواقص ... في وشى ديباج الربيع السندس وعلى الخلاعة ليس جيدي عاطلاً ... من حلية المجد العزيز الأنفس ولواحظ مرضى بها اعتل الصبا ... والصب بالسقم المبرّح مكتسى فتنت بأنفسها ففيها علة ... من وجدها وفتور مهجور نسي فلكم قطفت ثمار لهو أينعت ... وغفلت عما قد جنى الزمن المسى وطردت آمالي براحة عفتي ... إن التمني رأس مال المفلس رام التلمس نزر شعري برهة ... فطرحته كصحيفة المتلمس وكحلت طرفي بالسهاد صبابة ... ووهبت نومي للعيون النعس ونظرت خد الورد لما احمر من ... خجل وقد بهتت عيون النرجس ذكرت بهذه الأبيات قصيدة لي على هذا الوزن والروى راجعت بها السيد حسين ابن علي من شدقم الحسيني عن قصيدة مدح بها الوالد فأمرني بإجابته عنها فقلت وهو صدرها. ماست فازرت بالغصون الميس ... وأتتك تخطو في غلال سندس وتبرجت جنح الظلام كأنما ... شمس تحلت في دياجي الحندس تختال بين لداتها فتخالها ... بدراً بدا بين الجواري الكنس أرجت برياها الصبا وتضوعت ... أنفاسها والصبح لم يتنفس ووفت بموعدها وبات وشاتها ... للوجد بين عم وآخر أخرس والبرق يخفق قلبه من غيرة ... والنجم يرمقنا بمقلة أشوس يا طيب ليلتنا بشرقي الحمى ... ومبيتنا فوق الكثيب الأوعس إذ بات شملي في ضمان وصالها ... والقرب يبدل وحشتي بتأنسى والليل يكتم سرنا ونجومه ... ترنو إلينا عن لحاظ نعس وسنا المجرة في السماء كأنه ... نهر تدفق في حديقة نرجس باتت تدر على من ألحاظها ... كأساً وأخرى من لماها الألعس حتى إذا رق النسيم وأخفقت ... من أفق مجلسنا نجوم الاكوس قالت وقد واليت هصر قوامها ... ضاق الخناق من العناق فنفس ثم انثنت حذر الفراق مروعة ... في هيئة المستوحش المستأنس تتنفس الصعداء من وجد وقد ... غص الظلام بصبحه المتنفس واستعجلت شد النطاق وودعت ... توديع مختلس بحيرة مبلس لله غانية غنت لضيائها ... شمس الضحى إذا شرقت في الأطلس سلبت عقول أولى الغرام صبابة ... بجمالها الباهي السنى الأنفس لم انسها يوماً فاذكر انسها ... لا كان من ينسى الأحبة أونسى ومن شعره أيضاً قوله في مليح لابس فروة سمور

السيد محمد وفا بن زين العابدين الحسيني المصري

وظبي من السمور ألبس فروة ... وماس كما هزت صبا سحرة سروا والا عيون الناس من دهشة به ... تخلف أهداباً فتحسبها فروا وله أيضاً يا يوسف الحسن الذي لم يزل ... عذابه للصب مستعذبا سري نسيم منك في طيه ... نشر لكرب القلب قد أذهبا لو لم أكن يعقوب حزن لما ... أزال أحزاني نسيم الصبا وله أيضاً قل للأحبة أنتم مذ غبتم ... لم ألق وجهاً للسلو جميلا فجعلت أيام الوصال قصيرة ... ولبست ليلاً للهموم طويلا وقال من قصيدة في خاله الشيخ أبي بكر بن إسمعيل الشفابي فرائد تزهو في ترائب مدحه ... وعندي لولا الجيد ما حسن العقد سقى الله هاتيك الربى سحب راحة ... لها نسمات من عواطفها تحدو وإن بقا عاقد سقاها بنانه ... لينبت في أرجائها الفخر والمجد والبيت الأول من قول المتنبي وأصبح شعري منهما في مكانه ... وفي عنق الحسناء يستحسن العقد وأحسن منه قول الشيخ حسين الحكيم وللدر فضل حيث نيطت عقوده ... ولكنه فوق الترائب أجمل وأعذب من ذلك كله قول شيخنا محمد العلامة الشامي لا يحسن الشعر إلا في مدائحه ... كالدر أحسن ما يبدو على الجيد ومن شعر الشهاب المذكور قوله وأجاد وليلة زارني والسعد وافى ... على رغم المنافق والمداجي رأى ليلاً عيون الشهب رمداً ... فعصبها بمسود الدياجي وقوله أيضاً جيوش مالها في الملك نفع ... حكت صوراً تصور في كتاب رأيت قتالهم من غير نبل ... كمثل الضرب في كتب الحساب وله مضمناً صقيل خدوده مرآت قلبي ... وماء الحسن رق به وراقا تحيط به العيون إذا تبدى ... وهل طرف يطيق له فراقا فخالوا صورة الأهداب فيه ... عذارا قد كسى بدراً محاقا وظلنا نجتلي منه محيا ... كأنّ عليه من حدق نطاقا وهو من قول الأرجاني أعد نظراً فما في الخد نبت ... حماه الله من ريب المنون ولكن رق ماء الخد حتى ... أراك خيال أهداب الجفون وأما تضمينه فليس من الحسن في شيء فإن النطاق لا يكون للمحيا وإنما هو للخصر وما أحسنه في قول المتنبي الذي ضمنه منه وخصر تثبت الابصار فيه ... كان عليه من حدق نطاقا وفي معناه للسري الرفا أحاطت عيون العاشقين بخصره ... فهن له دون النطاق نطاق وقد نص أرباب البديع على أن أحسن التضمين ما صرف عن معنى غرض الناظم الأول كقول الشيخ شهاب الدين بن أبي حجله قل للهلال وغيم الأفق يستره ... حكيت طلعة من أهواه بالبلج لك البشارة فاخلع ما عليك فقد ... ذكرت ثم على ما فيك من عوج وأما إذا لم يصرفه عن معناه الأصلي فهي استعانة ليس لها موقع ومنى الشهاب المذكور بعداوة بعض شعراء عصره فقال يهجوه إذا نظم المدائح والأهاجي ... شهاب الدين أحمد الخفاجي فلا تعبأ بذلك واطرحه ... ومن يعبأ بقوقاة الدجاج وقال أيضاً شهاب الدين دع عنك اللجاجه ... فلست تعدّ من عليا خفاجه نسبت إليهم ظلماً لعمري ... كما نسبت إلى الطير الدجاجه أتقوى أن تهاجيني بشعر ... وهل تقوى على الحجر الزجاجه ولما وقف على كتابه الريحانة كتب عليه لما رأى من قلة جدواه هذا الخفاجي الذي لم تزل ... سوأته غادية رائحه أهدى لنا من سوء أفكاره ... ريحانة ليس لها رائحة وهو من قول لسان الدين بن الخطيب في أهل سلا أهل سلا صاحت بهم صائحه ... غادية في دورهم رائحه يكفيهم من غرر أنهم ... ريحانهم ليس لها رائحة السيد محمد وفا بن زين العابدين الحسيني المصري

الشيخ داود الأنطاكي الحكيم المشهور بالبصير

سيد جمع بين شرفي السيادة والزهادة. ولم يفارق مهده حتى وضع على النجم مهاده تقيل في الاباء أباه وأسلافه. واصطبح من معتق الأدب رحيقه وسلافه فهو السري في الورع ولا أنسبه إلى السقط. وهو السري في فنون الأدب ولا أقول في الشعر فقط أنشدني بعض السادة له أبياتاً تمتزج بالأرواح. ويطرب مكررها في الغدو والرواح وهي قدحت زناد الراح في الأقداح ... قبسا فأغنتنا عن المصباح مصباح راح في زجاجة راحة ... كالكوكب الدري في الاصباح مشمولة تسري الشمول بنشرها ... في طيه من طيبها الفياح مزجت فكادت أن تطير وإنما ... حبست بنسج الدر في الأقداح تسري بسر الشكر في أسرارنا ... لكن يباح بهادم البواح شنف بها الكاسات مع أكياسها ... ودع الصحاة وخالفن نصاحي الشيخ داود الأنطاكي الحكيم المشهور بالبصير أعمى قائداه التوفيق والتسديد. ومحجوب كشف عنه غطاؤه فبصر ذكائه حديد أدرك ببصيرته ما لم تدركه أولوا الأبصار. وفطن بمصر فسار صيته في الأمصار. جمع فنون العلم جمعاً أصبح به علماً فرداً. وسرد متونه وشروحه عن ظهر قلب سرداً. إلى أدب بهر بتبيانه. وأظهر حكمة شعره وسحر بيانه. فهو عالم في شخص عالم. وعلم شيدت به دوارس المعالم. واعتنى بالطب فصار به طباً عديماً. وفاق أربابه حديثاً وقديماً. حتى كان يقول لو رآني ابن سينا لوقف ببابي. أو ابن دانيال لاكتحل بتراب أعتابي. وله فيه مؤلفات حرر مطولاتها بباع غير ذي قصر. وهذب موجزاتها ففاقت كل مبسوط ومختصر. منها تذكرة الاخوان. في طب الابدان. وشرح نظم القانون. المتكفل بحل هذه الفنون. ومختصر القانون وبغية المحتاج وقواعد المشكلات. ولطائف المنهاج. واستقصاء العلل. وشافي الأمراض والعلل. والنزهة المبهجة. في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة. وفي غير الطب شرح قصيدة ابن سينا وفي الأدب تزيين الأسواق. بتفصيل أشواق العشاق. إلى غير ذلك وكان قد هاجر في ابتداء حاله إلى مصر فباهى ببحر علمه نيلها. وأنال أهلها فواضل فضل ما كان سواه لينيلها. حتى دب داء الحسد في علمائهم. وثقلت وطأته على هام عظمائمهم. فرموه بالالحاد. وفساد الاعتقاد. وزعموا أنه يرى رأي القدماء من الفلاسفة والحكماء ويعتقد أن العالم قديم وأن الأرض والسماء لا يطوي لها أديم وما ثبت قديم امتنع عدمه وأن الخلق لا يعاد له أول. وقوله تعالى كما بدانا أول خلق نعيده ونحوه متأول إلى غير ذلك من مقالاتهم وشبهات ضلالاتهم فلما كثر منهم فيه اللغط وعاد ثمر منه قتاداً يخترط ركب متن عزمه على الفرار من ذلك الكمين فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين. وتوجه تلقاء البيت الذي من دخله كان آمناً وكان صنع الله تعالى بنجابة ضامنا فألقى عصاه بالبلد الأمين وحل من أهله محل الفريدة من العقد الثمين وخدمه سلطان الحرمين الحسن ابن أبي نمي وآوى من كنفة في ظل ظليل بعد صكة عمي. وألفت من اليوم الأسود والموت الأحمر. إلى النعمة البيضاء والعيش الأخضر واستناف من الحياة عمراً جديداً ومد إلى نيل أمانيه باعاً مديداً حتى تصرمت لياليه وأيامه وفوضت من هذه الديار خيامه فتوفى سنة تسع وألف رحمه الله تعالى وها أنا ملي عليك من ابكار شعره وعونه ومحاسن قريضه وعيونه. ما يروق وتستهدي لمعانه البروق. فمنه قوله بروحي أقي من خلتها حين أقبلت ... على أثر حزن تنثر الدمع في الخد قضيباً من الكافور يمطر لؤلوءاً ... من النرجس الوضاح في فرش الورد وقوله نظرت إليها والسواك قد ارتوى ... بريق عليه الطرف مني باكي تردده من فوق در منظم ... سناه لأنوار البروق يحاكي فقلت وقلبي قد تفطر غيرة ... أيا ليتني قد كنت عود أراك فقالت أما ترضى السواك أجبتها ... وحقك ما لي حاجة بسواك وقوله لقد فقت أرباب المحاسن كلهم ... وزدت عليهم بالرشاقة والعقل فمذ أعجز المغتاب شيء بقوله ... رماك بأوصاف القطيعة والبخل فلا تثبتي بالهجر زور مقاله ... ولكن صليني أو عديني بالوصل

السيد محمد بن عبد الله بن الامام شرف الدين يحيى الزيدي اليمني

ولا تمطلي بالوعد شباً معذباً ... وإن قيل إن الشيء يعذب بالمطل وقوله أقول لها هل تسعفين بزورة ... مريضاً كواه البين بالهجر والسقم فقالت إذا ما فارق الروح زرته ... لأن محالاً جمع روحين في جسم وقوله في الجناس هواك مازج روحي قبل تكويني ... وأنت ظلماً بنار الهجر تكويني صبرت فيك على أشياء أيسرها ... ذهاب نفسي وقوم عنك تلويني وكلما قلت صحت لي محبتها ... أرى ودادك مزوجاً بتلويني قد حل عقد اصطباري طول هجرك لي ... وليس غير وصال منك يبريني إذا شممت شذا رياك منتشقاً ... فما نسيم أتى من نحو يبرين وقوله أفدي فتاة فتنت مهجتي ... وقد أذيب القلب من صدها مالي وللدنيا إذا لم تزر ... وليس يحلو العيش من بعدها يقول لي الأسى وقد راعه ... ما بفؤادي من جوى بعدها خذ ماء ورد ولسان معاً ... واشربه بالماء ذي من شهدها قد صدق الأسى فهذا الدوا ... هو الشفا لو كان من عندها بان يكون الشهد من ثغرها ... يجني وماء الورد من خدها وقوله موجهاً بأشكال الرمل سألتها عن بياض. في وجنتيها وحمره. ... إذا طريق اجتماع. قالت وراية قصره وأحسن منه قولي وذو هيف ما زال بالرمل مولعاً ... إذا ما سالت الوصل منه تبلدا ووشى نقي الخد منه بحمرة ... فقلت طريق للوصال تولدا قال المؤلف عفى الله عنه هذا ما تيسر ذكره واثباته من محاسن أهل مصر والقاهرة. واقتطافه من رياض آدابهم الزاهرة. مع علمي بأنه قطرة من ماء. ونجمة من سماء وقل من جد وغيض من فيض وكيف وفي مصر وأهلها يقول القائل قل للذي سار بلاد الورى ... وأظهر القوة والباسا من لا أرى مصر ولا أهلها ... فما رأى الدنيا ولا الناسا ولكن بعد ديارنا من ديارهم أوجب عدم الوقوف على آثارهم والاطلاع على محاسن أحبارهم. وأين الديار المصرية. من الديار الهندية. وفيها يقول ابن القريه. أرض الهند شاسعة نائية. بلد كفرة طاغية. على أني لم آل جهداً. ولم أهمل شيئاً من ذلك هداً إذا بذل الانسان غاية جهده ... فليس عليه بعد ذاك ملام والله سبحانه أعلم. القسم الثالث في محاسن أهل اليمن. المقلدين بدر أشعارهم جيد الزمن السيد محمد بن عبد الله بن الامام شرف الدين يحيى الزيدي اليمني

سيد تفرع من دوحة النبوة والرسالة. وأيد ترعرع في روضة الفتوة والبسالة. زبدة سلالة السراة من لؤي بن غالب. ونتيجة مقدمات القضايا التي هي للعدل والجور موجبات سوالب. تاط طرف مجده بين الرئاسة والسيادة وجمع بين كرم الأصل والخطاب الفصل فاجتمعت له الحسنى والزيادة وآباؤه من سادات كوكبان الأعظمين وأئمة الزيدية المتسمين بأمرة المؤمنين الذين أرغموا أنف الدهر بشمم أقدارهم واركوا أديم الخطوب بهمم اقتدارهم فطلعوا في آفاق الشرف شموساً وأقماراً واقتطفوا من حدائق الرئاسة زهوراً وماراً وما زالوا هناك مستولين على تلك الحصون والأطراف منازل الأشراف حتى غزت جيوش بني عثمان اليمن واستولت على القصور منها والدمن فنازلوهم في ديارهم وحصونهم وظهروا على ظاهرهم ومصونهم وشددوا حصارهم وفرقوا أنصارهم إلى أن جنحوا للسلم قسراً فتركوهم في مواطنهم كأنهم أسرى ثم دالت الدول ونال أواخرهم ما لم ينله الأول كما سيأتي ذكره مجملاً إن لم يكن مفصلاً وكوكبان هذا مقر ملكهم ومستقر ملكهم وهو حصن على جبل باليمن ينيف بقلة سماء ويخوض براسه في عنان السماء تسقط قوادم الأبصار قبل الوقوع عليه وتهمي خوافي اللحاظ دون التلحيق إليه وأخبرني من رأه أنه يرى من مسيرة ثلاثة أيام ولما دخلت العساكر العثمانية إلى الأقطار اليمنية كان كبير السادة المذكورين الامام شرف الدين جد السيد محمد المذكور ثم عمه السيد مطهر بن شرف الدين فأظهرا الطاعات للسلطان واذناً في الخطبة له في تلك الأوطان وكتبا بذلك إليه وعرضا طاعتهما عليه ثم وقع بينهما وبين الأمراء الرومية جدال أفضى بهم لى جلاد وقتال. ولما بلغ ذلك السلطان سليمان كتب إلى السيد مطهر بن شرف الدين هذا الكتاب وضمنه شديد التهديد والعتاب وصورته هذا مثالنا الشريف السلطاني وخطابنا المنيف الخاقاني لا زال نافذاً مطاعاً بالعون الرباني والمن الصمداني أرسلناه إلى الأمير الكبير العون النضير الهمام الظهير الشريف الحسيب الأديب النسيب فرع الشجرة الزكية طراز العصابة العلوية نسل السلالة الهاشمية السيد مطهر ابن الامام شرف الدين نخصه بسلام أتم وثناء أعم ونسند لعلمه الكريم أنه لم يزل يتصل بمسامعنا الشريفة العالية المنيفة اخلاصه لدينا وقيامه بقلبه وقالبه في مرضاة سلطنتنا والانقياد لجنبانا وبمقتضى ذلك كان حصل شكرنا التام وثناؤنا العام على مناصحته ولما برزت أوامرنا الشريفة سابقاً بتعيين وزيرنا الأعظم والدستور المكرم سليمان باشا إلى البلاد الهندية لفتح تلك الولاية السنية احياء لسنة البلاد وقطعاً لدائرة أهل الكفر والعناد فاستبشر لذلك كل مسا فرحاً وسروراً ووقع ما قدر الله وكان أمر الله قدراً مقدوراً فرجع وزيرنا المشار إليه ووجد طائفة من اللوتدية تملكوا بلاد زبيد من المملكة المحمية وحصل منهم غاية المشاق وأذى الرعية وزاد ظلمهم وجورهم على العباد وعم ضررهم كل حاضر وباد فتتبع آثارهم وقطع دابرتهم واستنقذ الرعايا من أيديهم وصارت مملكة زبيد من جملة ممالكنا الشريفة وعادت إلى أعتابنا العالية المنيفة.

وأبرز بريده مكتوبكم ومكتوب والدكم يتضمنان الاخلاص في طاعتنا واتباع مرضاتنا وأنهما صارا من أتباعنا ومن اللائذين بأعتابنا وتحققنا ما بلغنا عنهما من الأخبار على السنة المترددين إلى شرائف أعتابنا من تلك الديار وأنهما صارا من توابعنا ومملكتهما من جملة ممالكنا ثم بلغنا عنهما خلاف ذلك وتغيير ما كاتبانا عليه في السابق وأنه وقع بينهما وبين أمرائنا بتلك الجهات خلف كبير ووقائع متناقضة عم ضررها المأمور والأمير وهذا عين الخطأ المحض المترتب عليه ذهاب الأرواح لمن عقل وفهم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فإن مقامنا الشريف السلطاني الخنكار الخاقاني قد ملك بعون الله بساط الأرض شرقاً وغرباً وبعداً وقرباً وصارت سلطنتنا الباهرة كالابريز المصفى والخلاص المستسفى ورقم سجل سعادتنا بآيات النصر وختم لنا في شرقها وغربها على أهل العصر واستديم فخرنا على سائر الملوك باحياء سنة الجهاد إلى يوم العرض ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض وعساكرنا المنصورة حيث سلكت ملكت وحيث حلت فتكت لا يعجزهم صغير ولا كبير ولا هم جليل ولا حقير ولو شئنا لجاءكم منا شرذمة قليلون مائة ألف أو يزيدون ونتبع العسكر بالعسكر والجيش بالجيش حتى تصير عساكرنا المنصورة أولهم في البلاد اليمنية. وآخرهم في مملكتنا المصرية. ولا يخفاه قدرة سلطتنا. وتشييد أركان دولتنا. وإن أكابر الملوك ذو التيجان. وأصحاب القوة والامكان. لا يزالون خاضعين لمرتبتنا العالية. مطأطئين رؤسهم خشية مما يحل بهم عند المخالفة من القضايا القاضية. وذلك مشهور معلوم. ظاهر ليس بمكتوم. لكن غلب حلمنا عليه كونه من سلالة سيد المرسلين. ومن آل بيت النبوة الطاهرين. فلزمنا أن ننبهه قبل اتساع الخرق عليه. ونعرفه بما يؤول أمره إليه. وكونه أوى إلى جبال يتحصن بها ويزعم أن ذلك ينجيه عين المحال. وتدبيره تدميره على كل حال. جهل ذلك أو علم. لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم. أين المفر ولا مقر لها. وقد اقتضت أوامرنا الشريفة تعيين افتخار الأمراء الكرام. محترم. ذوي القدر والاحترام. مصطفى باشا أن يكون باشا على العساكر المنصورة من المشاة والرماه. والعادة والحماه. معونة للأمير إذ دمر باشا بلغه الله ما شاء. وحال وصوله إلى تلك الديار. لا بد لك من الحضور إلى خدمته. والسعي إلى مقابلته. بقلب منشرح. وصدر منفسح. وتمشي تحت صنجقنا الشريف. العالي المنيف. وتدخل تحت طاعتنا المعظمة. وأحكامنا المكرمة. وتكون مع عساكرنا المنصورة على قلب رجل واحد. موالياً لمن والانا. معادياً لمن عادانا. من كل معاند وجاحد. فإن مصطفى باشا رأس عساكرنا المنصوره. وأمير جنودنا المبرورة. خليفتنا في أمرنا. كلامه من كلامنا. وحكمه من حكمنا. ومن أطاعه فقد أطاعنا. ومن خالفه فقد خالفنا. والعياذ بالله من المخالفة. فليتفكر العاقل لنفسه. ويتدبر بآراء حسه. قبل حلول رمسه. وينبه من رقدته. ويصح من غفلته وسكرته. فمن انضم إلى سلطنتنا. وانقاد لامرتنا. فقد رحم نفسه وصان مهجته. وحقن دمه وحفظ حرمته. وله في دولتنا العادلة كل جميل ورعاية. وما يتمناه من الزيادة إلى حد النهاية. وقد أمرنا مصطفى باشا بأنه إذا دخل تحت طاعتنا. ومشى على الاستقامة وانضم إلى عساكرنا. أن ينعم عليه بأمرنا الشريف. بسنجق منيف. لا معارض له في ذلك. وليكن مستقلاً فيما هنالك. فإن فعلت فأنت من الفائزين. لا تخف ولا تحزن أنك من الآمنين. وإن حصل والعياذ بالله مخالفة واستمر في العناد والضلال. وخاض في بحر الوبال. فاثمه في رقبته. وهو المهلك نفسه بطلبته. ويكون من الداخلين. في قول أصدق القائلي. يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين. وينتقل من الوجود إلى العدم. ويندم حيث لا ينفعه الندم. وقد حذرناه رأفة به وتحنناً عليه. فإذا خالف أتيانه بجنود لا قبل له بها. وأخرجناه منها ذليلاً صاغراً لا ملجأ له من سلطنتنا إلا إليها. ومثله لا يدل على صواب فليعتمد ذلك وعلامتنا الشريفة حجة عليه. وهذا آخر ما انتهى منا إليه. حرر بمعمورة قسطنطينية بأوائل شوال سنة سبع وخمسين وتسعمائة وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم. فراجعه السد بما صورته. نور الله شموس الاسلام واطلعها. وفجر عين معين الشريعة النبوية ومتعها. وفتح أكمام ثمار السعادة الأبدية

وأينعها. ولألأ كواكب الدين الحنيف وأسطعها. وأعلى منار الملة الحنيفية البيضاء ورفعها. وكسر نواجم قرون الشرك والبغي وقمعها. وزلزل جموع الظلم والعدوان وزعزعها. وأرعد قلوب الجبابرة المردة وأفزعها. وألف بين قلوب المؤمنين والمسلمين وجمعها. بدوام دولة مولانا السلطان العظيم. ذي الملك الباهر القاهر العقيم. القاطع بسيوف عزمه عنق كل جبار أثيم. هماز مشاء بنميم. الهادي بأوامره ونواهيه إلى سواء الصراط المستقيم. الذي أوتي الحكمة والتحية والله يؤتي من يشاء من فضله العميم. شمس سماء الخلافة وقمرها المضيىء في الليل البهيم. ظل الله في أرضه. القائم بإحياء سنته وفرضه. ودينه القويم. حجة الله الواضحة. ودلالته الناصحة. للخلق على التعميم. امين الله على خلقه. وخليفته القائم بحقه. بتقدير العزيز العليم. المستنم بحماية آل الرسول. وأبناء فاطمة البتول. وسلالة النبي الكريم. الباسط عليهم ظلال عدله فلا ينالهم حر الجحيم. فهم راتعون في رياض من إحسانه لها نبت ونسيم. وكارعون من حياض امتناعه التي لا يشوب صوفها صرف الدهر المليم. سامي الفخار. وزاكي الأصل والنجار. الفائز بحوز قصبات السبق في الحسب الصميم. الكاف لأكف من تجافى عن الهداية. وسلك مسالك الغوايه. وكان له في الجهالة والعجوفة تصميم. الذي لا تحصى صفاته تعداداً. ولو أن الشجر أقلام والبحر مداداً. وسل بذلك كل خبير عليم. الخنكار الكبير. والخاقان الأعظم الشهير. سليمان بن سليم. واصل إلى جنابه الشريف نجائب ركائب التحية والتسليم. ورحمته الطيبة. وبركاته الصيبة. الموصولة بنعيم دار النعيم. حرس الله مقامه العالي. ولألأ كواكب الدين الحنيف وأسطعها. وأعلى منار الملة الحنيفية البيضاء ورفعها. وكسر نواجم قرون الشرك والبغي وقمعها. وزلزل جموع الظلم والعدوان وزعزعها. وأرعد قلوب الجبابرة المردة وأفزعها. وألف بين قلوب المؤمنين والمسلمين وجمعها. بدوام دولة مولانا السلطان العظيم. ذي الملك الباهر القاهر العقيم. القاطع بسيوف عزمه عنق كل جبار أثيم. هماز مشاء بنميم. الهادي بأوامره ونواهيه إلى سواء الصراط المستقيم. الذي أوتي الحكمة والتحية والله يؤتي من يشاء من فضله العميم. شمس سماء الخلافة وقمرها المضيىء في الليل البهيم. ظل الله في أرضه. القائم بإحياء سنته وفرضه. ودينه القويم. حجة الله الواضحة. ودلالته الناصحة. للخلق على التعميم. امين الله على خلقه. وخليفته القائم بحقه. بتقدير العزيز العليم. المستنم بحماية آل الرسول. وأبناء فاطمة البتول. وسلالة النبي الكريم. الباسط عليهم ظلال عدله فلا ينالهم حر الجحيم. فهم راتعون في رياض من إحسانه لها نبت ونسيم. وكارعون من حياض امتناعه التي لا يشوب صوفها صرف الدهر المليم. سامي الفخار. وزاكي الأصل والنجار. الفائز بحوز قصبات السبق في الحسب الصميم. الكاف لأكف من تجافى عن الهداية. وسلك مسالك الغوايه. وكان له في الجهالة والعجوفة تصميم. الذي لا تحصى صفاته تعداداً. ولو أن الشجر أقلام والبحر مداداً. وسل بذلك كل خبير عليم. الخنكار الكبير. والخاقان الأعظم الشهير. سليمان بن سليم. واصل إلى جنابه الشريف نجائب ركائب التحية والتسليم. ورحمته الطيبة. وبركاته الصيبة. الموصولة بنعيم دار النعيم. حرس الله مقامه العالي. وحرمه المحرم من صرف الأيام والليالي. بما حفظ به الأيات والذكر الحكيم وبعد فإنه ورد إلينا من تلقائه أطال الله للاسلام والمسلمين في بقائه. مرسوم سطعت أنواره وطلعت للمسرات شموسه وأقماره وتضاحكت في عرصات المجد كمائمه وأزهاره. وجرت في جداول رياض المحامد أنهاره وزخرت بما تقربه العيون وتصلح به الأحوال إن شاء الله تعالى والشؤن بحاره وتحاسد على شرفه ليل الزمان ونهاره فوجدناه أشفى من الدرياق وأبهى من الاثمد في دعج الأحداق. يتبلج تبلج البرق ويتحلب بالخيرات تحلب الودق يفوق اللؤلؤ الثمين منثوراً ويفضح شقائق النعمان زهوراً. ويجعل ممدود الثناء عليه مقصوراً. فتعطرت الأفئدة بنشره. وأعلنت الألسن بحمده وشكره. وهب في البوادي والأمصار نسيم ذكره. ودخلت الناس أفواجاً تحت نهيه وأمره. حبذا مدرج كريم جليل. زانه منشا كريم جليل لفظه الدر في السموط وفحوا ... ومعناه سلسل سلسبيل

فإذا المدرجات كانت ملوكاً ... فهو فيها وبينها اكليل مدرج فيه للبهاء غدو ... ورواح ومسرح ومقيل فلله أنامل رصعته بجواهر البلاغة. وضمنته ما يعجز عنه قدامة وابن المراغة. لو رآه الملك الضليل لطأطأ خاضعاً. أو لبيد البليغ لخر ساجداً أو راكعاً. وعرفنا ما ذكره سلطان الأمم. ومالك رقاب العرب والعجم. المختص بحماية الحرم المحترم. من الاحاطة بطاعتنا لجداله. ودخولنا تحت لواء أقواله وأفعاله. فالحمد لله الذي وفقنا لطاعته. وذادنا عن السلوك في مسالك مخالفته. وإن لنا بذلك الأسنى. والنصيب الأوفر من الخير الحسني. ونرجو إن شاء الله تعالى نيل الشرف الكامل وبلوغ المنى. ومن استمسك بعروتكم الوثقى فاز بمطالبه. وحاز الغاية القصوى من مآربه. وكان في أمن من حوادث الدهر ونوائبه. تختضع له رقاب البرية. وترفع له الدرجات السامية العلية. وتمم له كل مسؤل ومأمول وأمنية. ويحظى بعيشة هنيئة راضية مرضية. لا يخاف دركاً ولا يخشى من قضية. وهذه طريقة لنا معروفة. وشنشنة قديمة مألوفة. لا نميل عن الوفا. ولا نكدر من ذلك المشرب ما صفا. وكيف وطاعتكم من طاعة الملك الخالق. ومعصيتكم تظلم منها المغارب والمشارق. ونحن من مودتكم على يقين. ونرجو أنكم لا تصغون إلى قول الفاسقين. ولا تهملون رعاية الصالحين والمتقين. ولا تقطعون حقاً لذرية النبي الأمين.

وأبناء على الأنزع البطين. كرم الله وجهه في عليين. قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ذلك نص الكتاب المبين. وأنتم أولى برعاية ما أمر الله به أن يرعى. وأحق من أولى ما تقربه عترة النبي عيناً وسمعاً. وكم لكم من محامد مذكورة. ومفاخر مشهورة. ومعال حميدة منثورة. نؤمل أن تشقوا بحسامها. يوافيخ الوشاه. وتقطعوا طوق الواصلين بالأكاذيب والمشاه. وتردوا كيد كل كائد لا يراقب الله ولا يخشاه. والذي نقله إليكم أرباب الزور. وذووا الأفك من الناس والفجور. من تحولنا عن طاعة السلطان الأعظم. ومخالفتنا لما سبق من مودتنا وتقدم. كذب يعلمه الداني والقاص ومعنى للين الذي لناقله اشد الاختصاص. وحاشا الله وكلا أن نرضى مخالفة. أو نميل عن تلك الأحوال السالفة. أو ننكر تلك المعارف العارفة. نعوذ بالله من الحور بعد الكور. أو نكون من تعدي الحد والطور. أو نتقاعد عن طاعتكم وهي التي يجب السعي إليها على الفور. فتكون كمن اشترى الضلالة بالهدى. والتحول عن مواقف السلامة إلى مخاوف الردى. وآل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أعرف الناس بالصواب. وأدراهم بمعاني السنة والكتاب. أطيعوا الله وأطيعوا السلطان الحديث. فكل من نسب إلينا خلاف ما ذكرناه فهو مأمن خبيث. فتقوا بالمودة الراسخة أطنابها. والمحبة الشامخة قبابها. والرعاية المفتحة أبوابها. والذي أشرتم إليه في ساقة الكتاب. وبطاقة الخطاب. من بلوغ مخالفتنا لعساكركم المنصورة. وكتائبكم الواسعة الموفورة. ليس له صحة ولا ثبات. ولا كان منا إلى حربهم تعد ولا التفات. بل قصدونا إلى هذه الأقطار والجهات وجلبوا علينا تركاً وأرواماً. وهتكوا عهوداً بيننا وبينهم وذماماً. وما راعوا لأوامركم الشريفة فينا أحكاماً. وضيقوا علينا مسالك المعيشة خلفاً واماماً. ورمونا بمدافع لا يرمى بها إلا الذين يعبدون أوثاناً وأصناماً. ولم يعلموا أنا ممن أوجب الله له رعاية واحتراماً. نحيي الشرائع ونميت البدائع. ولم نلق اثاماً. ومن الذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً. فدافعنا عن نفوسنا وأولادنا ما أمكن من الدفاع. وذدنا عن محارمنا وترك الذيادة عنها لا يستطاع. وأخذنا بدينار الحكم مع الصبر طريقاً. وقرأنا بها أن الباطل كان زهوقاً. ونحن في مهاجر يسير. ومكان يأوى إليه الضعيف من الأنام والصغير. لا يناقش من اعتصم به. واقتصر فيه على طاعة ربه. ولو أن عساكركم المنصورة الألوية. المسلمة إن شاء الله تعالى من صروف الأقضية. وجهوا هممهم العلية. وعزائمهم الصلبة القوية. إلى الجهات العاصية الكفرية. اذن لنالوا من الخير نيلاً عظيماً. وسلكوا إلى السعادة صراطاً مستقيماً. واصلوا أفئدة الكفار ناراً وجحيماً. وأدركوا من فضل الله سبحانه وتعالى جنة ونعيماً. غير أنهم تشاغلوا بحربنا عن جميع الحروب. وفوتوا بذلك كل غرض مطلوب. وأهملوا جهاد الكفار حتى سقط للجنوب. وهب في ديار الاسلام صباً للشرك وجنوب. وحين وصل المرسوم المشرف. والمثال الكريم المغوف. والخطاب الفخيم المزخرف. طبنا به نفوساً. وسكنا به محلاً من الأمن مأنوساً. ودفعنا به عن وجه المسرة ظلاماً وعبوساً وبوساً. فإن امتثل من حولنا من الأمراء الأكابر. ما صدر منكم من النواهي والأوامر. وثبتوا ما ذكرتم من الموارد والمصادر. فذلك البغية المقصودة. والضالة المنشودة. والدرة الثمينة المفقودة. والنعمة الشاملة المحمودة. وإن خالفوا أوامركم المطاعة. وقابلوا نواهيكم اللازمة بالاضاعة. فحسبهم عذابكم الوبيل. وما تعدونه لمن خالفكم من التنكيل. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وحرر ثالث عشري رجب الحرام سنة ثمان وخمسين وتسعمائة ثم لما توفى السلطان سليمان. وقع بين السيد المذكور والأمراء خلف في العهود والايمان. فخرج السيد عليهم ثائراً. وقصدهم في جموعه سائراً. فقتل منهم كثيراً. وأصبح لنار الحرب مثيراً. واستولى على أكثر البلاد. وصدقهم الجهاد والجلاد. حتى أرسل السلطان سليم وزيره سنان باشا وجهز معه من الجيوش فورد اليمن وأسر من أسر واسترد ما ذهب. وأطفأ ثائرة ذلك اللهب. ولم تزل الأقطار اليمانية. في حوزة العثمانية. حتى قضى الله للأئمة الزيدية بالنصر. فغلبوهم عليها في أوائل هذا العصر. وأخرجوا جميع الأروام منها. وكفوا أكف المتغلبين عنها. بعد أن قتلوهم القتل الذريع. وتركوهم بين سليب وصريع. وكان آخر وزير دخل اليمن من الأروام قانصوه الوزير فإنه قدم مكة المشرفة لعشر بقين من حرم الحرام افتتاح عام تسع وثلاثين وألف فقتل الشريف أحمد بن عبد المطلب وتوجه إلى اليمن فلم يتم له مرام. ولا صح له نقض ولا ابرام. فرجع راضياً من الغنيمة بالاياب. لا يملك إلا ما عليه من الثياب. فاستبدت الزيدية. بالممالك اليمنية. وقضت ما في أنفسها من الأمنية. فهم اليوم ولاتها حزناً وسهلاً. ورؤساؤها فتى وكهلاً. وامام اليمن في عصرنا هذا وهو سنة اثنين وثمانين وألف الامام المتوكل على الله إسمعيل بن القاسم وقد ذكرت نسبه في سلوة الغريب. وأسوة الأريب وهذا وإن كان خارجاً عن غرض الكتاب. إلا أن الاستطراد اقتضى ذكره ولا يخلو مع ذلك من فائدة. ولنعد الآن إلى ما نحن بصدده. وللسيد محمد بن عبد الله صاحب الترجمة من النظم والنثر ما يبهر الألباب. ويدخل إلى المحاسن من كل باب. فمن نثره ما كتبه إلى والده السيد عبد الله وهو يشتمل على شيء من شعره وصورته بسم الله الرحمن الرحيم مطالعة المملوك وطليعة باله. ولسان حاله وترجمان بلباله. وحديث سره. وبيان خبيئة صدره. مظهر جليل برجائه. ومصدر دخيل دائه. عبرة أجرتها عين جنانه. في عبارة لسانه. وزفرة صعدها لوعة أشجانه. في اشارة بيانه. ومهجة أهدتها في أثناء سلامه. لهبة أوامه. وحشاشة أثارتها نار غرامه. في لسان أقلامه هي نفسي أودعتها نفس الشوق ... وقلبي تجري به الأفلام وهي دمع تفيض من لوعة البين ... وفي أدمع المشوق الكلام بل هي رجع صدى وساوس الشوق الكلام والنزوع. ومجرى الزفرات المرددة من وهيج الضلوع. برهان ما أكن من الداء الدفين. وعنوان ما أحسن من كلف الفؤاد الحزين هي مرآة صفائي إنما ... أترآى لك في مرآتها فإذا ما شاهدتها مقلة ... شاهدت نفسي على علاتها مرآة نفس رقت وجداً وكآبه. ولم يدع منها صبابة الفراق غير صبابه. فلو أنها عرض لكانت هوى في فؤاد مهجور. أو لوعة في ترائب مصدور. ولو كانت قلباً لثوى في جوانح عاشق. أو دمعاً لما جرى إلا من محاجر وامق. ولو أنها جرم لكان ياقوتة راح. أو جوهر لما كان إلا من جوهر الأفراح. شمس الفضل المستوي على عرش الكمال. وقمر الفخر السائح في فلك السؤدد والفعال. مركز السماحة والحماسة. ومعدن الكرم والرئاسة. وقدوة الملوك الساسة فتى من طينة المجد ... وما السودد العد جواهر مجده انتظمت ... نظام جواهر العقد كريم عرف رياه ... يفوح بنفحة الند مساعيه مشغفة ... يواقيت من المجد شمائله مقتدة من برد النسيم. وأخلاقه منتسخة من الروض الوسيم. ومحاورته مختلسة من الدر النظيم. وأنواره يقتبس منها محيا البدر في الليل البهيم. ذكره أطيب من نفس الحبيب. وروحه أخف من مغيب الرقيب. ومفاكهته أشهى من رشف الثغر الشنيب. وصدره أوسع من الأفق الرحيب. رحيب فناء الصدر ليس يضيق ... ولا حرج لكن يعيد كما يبدي ففيه مجال للتواضع والعلى ... وفيه نصيب للفكاهة والجد

نور العثرة وفخرها. وملاك الأمة وسرها. وسيد الأسرة بأسرها. ابن نجدتها وأبو عذرها. الطب اللب. السري الندي. الواضع الهنا مواضع النقب. الندس المهذب الحول القلب. غذيقها المرجب. وحجيرها الماوب. حسنة الدهر. ودرة تقصار الفخر. الرحلة العلامة الشهير مصباح زيت النبوة. وسيدار باب الفتوة. كريم الحرولة والابوه فحسبه صميم. ونسبه كريم. واباؤه أهلة المحامد. وأقمار المشاهد. وشجي فؤاد الحاسد فهم المجلون في حلبات العليا. والفائزون من أزلام الدين والدنيا. والمحلقون في قضاء الغوالي الغاية القصوى. بيض لها ليل يستسقى الغمام بهم ... في المحل إن ضن يوماً هاطل الديم يفوق عرف المعالي إن ذكرتهم ... ويعبق المسك من حديثهم هم أرومة سيد الأسره. وجرثومة سرة السره. من علماء العتره. غرة أبناء البطين. ناظورة أهل بيت النبي الأمين. محيي الدين. المفضل عبد الله ابن أمير المؤمنين. يحيى شرف الدين. سلسلة من ذهب. منوطة بالشهب. ونسبة ترددت بين وصي ونبي سبحان من قدسها من سيآت النسب. لا برح نسبه تميمة في أجياد الحسب. ولا انفك حسبه رقية في لبات المكارم والأرب. ولا زال أدبه حلياً لعاطل الأدب. وجمالاً لشرف الأسماء والنسب. ولا فتئت أردية العلماء محبرة بمساعيه. ومطارف المحامد مفوفة بمعاليه. وريطة الفضل معلمة بأياديه. وركاب الفضائل والفواضل معكوفة بناديه. ولا برح عاكفاً تحت سرادق الكرم. واقفاً في رواق من حسن الشمائل والشيم. تخفق عليه أعلام العلم. وتنشر أماه ألوية الحلم. ما طلع نجم في برجه. ولاح نوره. ونجم طلع في مرجه. وفاح نوره. دام في روضة النعيم تغنيه ... على ايكة الهنا الأفراح لا خلا من هلاله فلك المجد ... ولا غاب نجمه الوضاح فلجيد العليا منه عقود ... ولعطف الفخار منه وشاح فلا أصابته عين الكمال. ولا سلب الدهر بفقده ثوب الجمال. ولا برح كعبة للجود. وعصرة للمنجود. ونوراً يلوح في أثناء الوجود. فإنه لما نفحت سمات الأشواق. ودارت على كؤوسها دون الرفاق. قدمت كتابي إلى الحضرة ينهى. إلى مولاي أن شوقي إلى مرآه البهي. ومحياه السني. شوق الغريب إلى الوطن. والنازح إلى السكن والمهجور إلى العناق. والمخمور إلى الدهاق. والصديان إلى الماء القراح. والحيران إلى تبلج الصباح. يحدثه أني من بينه فقيد الجلد. عميد الخلد. جديد الكمد. بالي الصبر والجسد. تهزني إليه نسائم الأصيل. وتبكيني مباسم البرق الكليل. وتشجيني نوح الحمام على الهديل. وإني لا أزال من فراقه متلفعاً بأبراد الضنى. متعلقاً بأذيال المنى لا يجمعني والسلوان فنا. ولا يفرق بيني وبين الأسف إلا القرب وإلا الفنا. ولعمري لولا رأفة سيدي بولده. وبضعة جسده. وفلذة كبده. قد أبر على كل مألوف. وأربى على عطف كل أب عطوف. لارخيت عنان القلم في ميدان الشكوى. ولكني ثنيته طاوياً الكشح على البلوى. فرقاً أن تالم نفس مولاي. وإشفاقاً أن يلتاح قلبه من جواي. وأمرته أن يرد فناء سيدي مسروراً فرحاً. وأن يسحب ذيله في ساحاته مرحاً. ويسفر طلاقة وبشراً. ويفتر ثمة عن ثغر خريدة عذراً. ملتثماً للأرض بين يديه. قاضياً بعض ما يجب من الثناء عليه. إذ ليس بممكن أداء الثناء بوجهه. ولا بلوغ غايته وكنهه. هيهات هيهات ذاك أعز من بيض الأفوق. وأبعد من العبوق. والا بلق العقوق. غير أن الحياء من عظمة تلك العفوه. والجلال لابهة تلك الربوه قد كسر من نشاطه. لما ضرب الحيا بسياطه. فلم يقدم إلا مدهوننا فشلاً. مصوباً بناصيته خجلاً. فليصرف سيدي زنديه صفحاً. ويضرب عن تتبع تبعاته عفواً وصفحاً. فقد جاء ملقياً للمعاذير. معترفاً بالقصور لا التقصير. وسيدي أكرم الناس شنشنه. وأولى من ستر سيئة ونشر حسنه. فلعل سيدي أن يغمض عن قذاه عين التغاضي. ويلحظه بعين محب راضي. فإن الرضى عينه عن العيوب حسيره. كما أن عين السخط بالذنوب بصيره. والكريم من أقال عثرة الكرام. واللئيم على هفوة المعترفين نمام. والانسان إلى شاكلته يجمح. وكل اناء بالذي فيه يرشح ما كريم من لا يقيل عثارا ... لكريم ويستر العوراء إنما الحر من يجر على الزلات ... منه ذيلاً ويغضي حياء

هذا وأنا أهدي إلى سيدي سلاماً رقيق الورود دقيق البرود. ألطف من ورد الخدود وأحسن من تفاح النهود. وأعذب من ماء البارق. وأرق من فؤاد العاشق. وأزهى من نور غيضه. وأبهى من روضة في بيضه. وأبهج من خريدة مشنفه. في حبرات مفوفه. وأحلى من رشف الثغور. وأسنى من الدر في نحور الحور. سلاماً لو تصور لكان مسكاً فائحاً. ونوراً لائحاً. يفوح في مقعد صدق قدسي. ويلوح من فوق عرش وكرسي. تهبط السكينة بأسراره المصونة. وتنزل به الملائكة والروح. إلى تلك الربوات والسوح. ويغشى تلك النفوس. التي لا يتلوث بها رحيق رجس النفوس. ويحيها عن الحي القيوم. بختام الرحيق المختوم. ورحمة الله سبحانه. وروحه وريحانه. فراجعه والده بقوله رجوع شباب أم ورود كتاب ... أزال خطوباً للنوي بخطاب وأبدل وهني قوة وأعاد لي ... وقد كنت شيخاً عنفوان شبابي سطور بها شرح الصدور وجدتها ... طلاسم قد جاءت بكل عجاب فعلقها عند الكروب تميمة ... لتفريج هم أو لنيل طلاب وما ذاك نفث السحر إذ هو باطل ... وهذى أنت ملأي بكل صواب فلا غرو أن غاضت مياه قريحتي ... وتاه بها عقلي وغاب صوابي فإني ترى لي في الاجابة مسلكاً ... يناسبها إن رمت رد جوابي فبسطاً لعذري أيها الولد الذي ... بخفض جناح منه رفع جنابي روضة بلاغة أنيقه. وحديقة فصاحة غديقه سقت سماء المعاني أرض ألفاظها كإنباتها وهبت عليها لواقح البيان فنتجت في أحسن الصور أبناؤها وبناتها. وتبختر فيها ربيع البديع بزخرف حلل أنوار أنواره. فاهتزت وربت بزواهي زواهر مكنونات أسراره. فأوراقها من ورق الجنه. وأزهارها ضاحكة مفتنه. مفترة عن كل ثغر بديع. فكل فصولها دائمة الفواكه دانية القطوف وكل فصل منها ربيع. تتبادر فرسان نفائس المعاني على مضمرات سراكيب تراكيبها من يكون المجلى والسابق. ويتنافس منظومها ومنثورها في السبق إلى ما بين العذيب وبارق. فكلها مجل هناك لا مقبل ولا لاحق. فقر تبالغت في البلاغة إلى أن غدت لفوائد أساليبها خوارق. موشحة بسموط نظم لها معبد من نفسها ومخارق. خآر يد لم ترض همة منشيها من أبكارها إلا ما هو مبتكرها. وأبت أنفة قريحته التزين بعواري العواري وألذ لذوقه. مكررها. فبرزت للجنان جنان حور عين لم يمطمثهن أنس قبله ولا جان. فلا ينفعك المتنعم بها كل آن هو في شان. حتى ينتهي إلى ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على الأذهان. ولم لا يكن كذلك ومنشئها ذو اليد البيضاء في معجزات البلاغة الذي آنس من جانب الطور نارا. والضارب بقلمه بحرها فلم يقبل الدر إلا كباراً. فلذلك رجع وهو من نفثة سحرها الكريم الكليم. وأصبح وعصى حجته تلقف ما صنع منهم كل سحار عليم. حتى ألقى سحرتها سجداً ومؤمنين برب حديثها القديم. قد رأوا من آياته عجباً من أسرار كهف صدره والرقيم بل هو ناموس البلاغة خاتمهم الأحمد المحمد. وكيف لا يكون كذلك وهو من العترة المحمديه ابن عبد الله محمد. فعليه من السلام أسناه. ومن الثناء أنماه وأهناه. وبعد فإن الولد الفذ البذ. المتخلق من طيب الخلال بما طاب وعذب ولذ. نور مصابيح زجاجات القلوب وروح الأرواح. وهز معاطف الأعطاف ورنح أغصان الأشباح. وسر أسرار نفيس الأنس وشرح سطور الصدور. بنفائس عرائس حور المعاني المقصورات من الاعجاز في القصور. التي اقتعدت مقاعد الصدق من صدور تلك الدور. التي كل موضع مفرداتها ومركباتها من المنظوم والمنثور. لملوك معانيها العزيزة في مقاعد اعجاز العزيزة كلها صدور. فهي سماوات فضل دارت أفلاك فخرها بدراري أنوار فصلا لخطاب.

وازدان رفيع منيع رقيمها بمصابيح السليقة العربية التي اختارها الله لأفضل نبي وأجل كتاب. فلا برحت قريحته السمحة السليمة عذيب بارق نصاح ينابيع الأدب. ولا انفكت مجلية تصلي وراها لواحق آداب من تأدب. وذلك أنها أخذت بجميع مجامع أحاسن أجناس القول وفصوله. ولم تدع نوعاً من محاسن الاحسان إلا وأحاطت بذاتيته وعرضيته ومقطوعه وموصوله. ولا غادرة بهيج زخرف بديع إلا وسحبت فواضل حبر حسنه في ميادين ايحاز الاعجاز وتطويله. محيطه بفنون الافتنان فلذلك انتظمت في أساليب الحسن. في كل فن منعمة بلطيف الادماج المسير بلطيف طرقه إلى استتباغ كل معنى حسن. لم تترك طريقاً من البلاغة إلا طرقته. ولا معنى من الفصاحة إلا خرقته. فلم تدع لمتكلم في قوس المعاني مترعاً. ولا أبقت لمنطيق في مواضع الاحسان موقعاً. فبماذا يجي من حاول الجواب لذلك القول الجامع. وقد أخذ من جميع طرق الاحسان بالمجامع. إلا عسى بالاغارة على ما حوته من اللفظ والمعنى. والقنوع بأنواع هنات السرقات ومن ذا بالسرقات استغنى. ولو شاء موشيها لترك للاجابة طريقه. ووسع لمخاطبه في الاشتفاء بمطارحته طريقه. فكم أردت ذلك فتبين بعد المناسبة بين بيانه وبياني. وكنت كلما حاولت ذلك يضيق صدري ولم ينطق به لساني. فلم أر في شرع البلاغة مجيزاً. لأن أقابل بحديد فكري من معدن ذهب منشيها ابريزاً. لكن لزوم الاجابه. أوجبها مع الاصابه وغير الاصابه. ولو اشترط استواء الابتدا والجواب في حسن المخاطبه. وأن لا يتفاوتا في كمال المناسبة. لما سمى رجع الصدا جواباً ولا عدت حركات الحواجب وغمزات الجفون بين الأحباب خطاباً لكن ذلك عجز لماء حوض ملىء سري سروراً به حتى قال قطنى فلم أفزع منه على ما فاتني من الاحسان سنى. إذا كان عجزاً ممن يقول أنا منك وأنت مني وأقول له أنا أبوك وأنت ابني وإني لي بالشكر على ذلك وهو ممن يقول أنت شجري وأقول له أنت ثمري فغير بدع أن تفضل الشجرة الثمره فليجعل الولد البر من بره أن يعذر أباه عن عجزه في الاساءة فضلاً عن الاحسان فان أباه ولكنه عجزاً عاد الفرح به شباب السرور. وشب نار الحياة في القلب فشب شيخ السرور والحبور. فلا برحت غريزتك في العلوم النون. ولسانك في البيان القلم وصدرك اللوح وما يسطرون. والله سبحانه أسال أن يجعلك ممن هو على خلق عظيم وأجره غير ممنون. وأن لا يقطع عنك وعنا المراعاة بمعقبات رعايته إنه حميد مجيد. صبور رشيد. وسلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين. والسلام ومن نظم السيد محمد المذكور هذه القصيدة الطائيه التي خاطب بها ابن عمه السيد عز الدين محمد بن شمس الدين بن شرف الدين وعاتبه فيها لكلام بلغه عنه أعاتبه وهو المليك المكرم ... وقبل افتتاحي بالعتاب أسلم سلام على أخلاقك الغر كلما ... تألق علويّ السنا المتبسم سلام كزهر الروض صافحه الصبا ... وراح بريا نشره يتنسم كماء الصبا يجري بخد خريدة ... فيزهو به ورد الخدود المنعم سلام كأنفاس الحبيب اعتبقنه ... ففاح به ثغر شهي ومبسم على حضرة الملك الأعز الذي له ... على صهوات النجم خيم مخيم له شرف تهوى الدراري لوانها ... لها شرف والشأو أعلى وأعظم وبيت تملى فيه ذرارة ما أحبتي ... ولا نهشل فيه يسوح مفخم ولكنه بنيان مجد يشيده ... امام محن أو مليك معظم قواعد مجد للفخار قديمة ... تأخر عن أدنى مداها المقدم ليحيى أمير المؤمنين أساسها ... وفيها لشمس الدين مثوى وملزم وقفاهما في بيت رفع علاهما ... فيقضي عليهم ما يشاء ويحكم هو الفارس الحامي الذمار محمد ... حميد الثنا بدر الكمال المتمم بدا في سماء الفخر شمساً منيرة ... تطيف به من آله الغرم أنجم همام له فوق المجرة همة ... مضت حيث لا يمضي الحسام المصمم وليث هصور يتقى جيشه به ... وطيس الوغى والحرب نار تضرم

علا للمعالي حد أرفعها على ... وشيدها إذ أوشكت تتهدم صبا قلبه بالمجد والمجد دمية ... وما مهرها إلا بمعترك دم ومن عشق العليا شاق فؤاده ... حسام وخطى وطرف يحمحم فيا حائز الغايات آياتك التي ... سبقت بها مكشوفة ليس تكتم رداء المعالي كان غفلاً فحيثما ... ترديته حبرته فهو معلم أمولاي يا خير الأنام نداء من ... مودته ما عاش لا تتصرم نداء أخ ما زال يسدي لسانه ... عليك ثناء كالعبير ويلحم ثناء يغير الوشى وهو مفوف ... ويخجل منه الدر وهو منظم ويفتر عن زهر الفراديس هرها ... وباكرها دمع من المزن مثجم كأجنحة الطاوس حسناً وبهجة ... يذل له الروض الربيع المنمنم ثناء لو أن الدهر ألبس برده ... لما كان منه ماجد يتجرم ثناء فتى شاقته منك شمائل ... حلت فهي شهد أثملت فهي عندم ودقت فكانت كالنسيم لطافة ... وراقت فليست كالشمائل تسأم وطابت ففاحت عنبراً وتنسمت ... عبيراً فكادت في الوجوه تبسم فما بالها في وجه ودي قطبت ... وكاد محيا بشرها يتجهم وقول أتاني عنك قلبي بسيفه ... كليم وبعض القول كالسيف يكلم تبيت له في القلب مني قوارض ... تورقني والناس حولي نيم يهيم ببحر الفكر منذ سمعته ... فؤادي إذا السمار ناموا وهوموا أقول أخي قد أصبح اليوم واجداً ... ووجد أخي يشجي فؤادي ويؤلم وكيف يظن السوء في لنيرب ... نماها إليه شيخ سوء مذمم وماذا الذي إن كان حقاً كلامه ... ستحويه كفى ساء ما يتوهم فتبت يداه كيف يعزو إليّ في ... مقامك أسراً ليس لي فيه ملزم وبعد معاداة المعادين غبطة ... بلى علة ينحو عليها فتحسم كآدم إذ عاداه ابليس عامداً ... وليس له دخل عليه ولا دم سعى بي واش لا سعت قدم به ... وزخرف أقوالاً فقال وقلتم اما قسماً بالمسبحن بطيبة ... وحلفي عن حنث ابر وأكرم لئن كان قد بلغت مني جنابة ... لمبلغك الواشي أغش وأظلم فرقاً ورعياً للاخاء فإنني ... أخوك الذي يلوى عليك ويرام يصون ويرعى سالفات عوارف ... وينبى عن مكنونها ويترجم فيا مالكاً قد جاني عنك انة ... تمر بسمعي وهي صاب وعلقم يقول فلان أنتم تعلمونه ... وهل علموا إلا الذي أنت تعلم وهل ذمتي إلا الحسود فإنه ... ليعلم ما يشجيه عني ويرغم ولو جاز اطرائي لنفسي سمعته ... ولكن مدح المرء للنفس يحرم عليك فسل عن شيمتي غير حاسد ... يبث جميل الذكر لا يتلوم يقل هو لا جعد على الوفر كفه ... إذا ناله من بذله يتبرم ولا ضرع إن فاقة فوقت له ... سهاماً وللنعي وللبؤس أشهم ولا هو إن نال الغنى قصر الغنى ... على نفسه بل وفره متقسم ولا هو منه إن راح عطلاً من الثرى ... يرح وهو عطل من جلى القصد معدم يكف جماح القول لا عن فهاهة ... وإن قال لاعى ولا هو مفجم وياتلق النادي بسحر بيانه ... كان سناه في دجي الخط أنجم وتحوى الغواني إن منظوم فكره ... ومنثوره في حليهن ينظم طغى قلمي فاصفح فإنك هجته ... بمالكة فيها عليّ تحكم

تجنيت لي ذنباً لتعذر جانياً ... كذا الغر إذ يكوى صحيحاً ويسلم فلا غرو إن فار الاناء بمائه ... ومن تحته نار الفضا تتضرم وإن كمالي منتم ونقيصتي ... إليك وإن أثلم فإنك تثلم فعرض أخي عرضي وعرضي عرضه ... ولي لحمه لحم ولي دمه دم أمولاي يا من خلقه الروض ناظراً ... يروح له يرتاح من يتوسم أعيذكما لا حزت خصل رهانه ... فجاوزت شاؤاً دونه النجم يحجم وحلماً تزول الراسيات وركنه ... شديد المباني لا كمن يتحلم وقلباً ذكياً مشرباً المعية ... اياس لديها أغلق القلب أفدم أعيذك أن تصغي إلى قول كاشح ... يحبر زوراً وشيه ويسهم يوافيك في برد التملق كاذباً ... وتحسب غفلاً برده وهو أرقم وكيف وأنت الفحل جاز محاله ... عليك لعمري أنت أذك وأعلم وهل في قضايا العقل مولاي أنه ... لديك يصدي صارمي ويكهم أخي إن كففت الخير فالشر كفه ... كفافاً يكن إن الكفاف لمغنم فرفقاً بنفس من مقالك أوشكت ... تذوب وكادت حسرة تتصرم أقول إذا جاشت عليه وأزرمت ... وعادتها من جفوة الخل ترزم هنيئاً مريئاً غير داء مخامر ... لمولاي مني ما يحل ويحرم أمولاي من يرضيك كل خلاله ... وأي فتى في الناس قدح مقوم كفى المرء نيلاً أن تعد ذنوبه ... فتحصى ومن ذا من أذى الناس يسلم وإني على ما كان مثن وشاكر ... مدى الدهر لا أشكو ولا أتظلم ولست بناس ذكر أخلاقك التي ... بها أنا مهما عشت مغرى ومغرم فلا تحسبني صارماً للثناء إن ... ثناك من الواشين ظن مرجم وحقك إني ما حييت لوامق ... شمائلك الحسنى محب متيم وهل يقلع الانسان مقلة نفسه ... وإن بات من هوارها لا يهوم وليس انتزاحي عن جنابك جاحداً ... عوارف يدري حقها اللحم والدم ولكن اخواناً أبوا لي فراقهم ... فطاوعتهم والقلب بالشوق مقيم ولا صارفاً ودي لغيرك صادقاً ... به عنك يابي لي الوفا والتكرم فؤادك أبغى أن يكون مكانتي ... به حيث لا يوفى وشاة ولوم إذا صح لي من قلبك الود وحده ... ظفرت فلا أسى ولا أتشدم وما لي إلى ماء سوى النيل حاجة ... ولو أنه استغفر الله زمزم

السيد محمد بن عبد الله بن الهادي

ثم اتبع ذلك بنثر فقال. المقر المشمحز علواً. الشامخ رفعة وسمواً. مركز دائرة الكمال ونقطة بيكار المجد والفعال. قطب فلك الكرم. وينبوع مكارم الأخلاق والشيم. معدن السودد العد. وفرع دوحة شرف النجار وكرم المحتد. كعبة الكرم والجود. وحرم الخائف المنجود. وهلالة هلال الوجود. ربيع الوفاد. وتمال المرتاد. ومقصد الحاضر والباد. مقام شدت الجوزاء لخدمته عقد نطاقها. وعنت الكواكب لعلياء شاخصة بأحداقها. وجرت لطاعته دورة الأفلاك. واقترنت حسب إرادته السبعة الأملاك. ربوة الفخر العليا. وبهجة الحياة الدنيا. ودوحة المجد التي سقاها ماء النبوة ريا. غرة الأمة نور الغمه. زبدة سلالة الأئمة. من كرم جده وسماء جده. وتغلغل في الشرف صيته وشرف مجده. وتضوع في مرابع الكرم شكره وحمده. مؤيل آل يس. وملك أبناء الا نزع البطين. سلطان عترة سيد المرسلين. محمد بن شمس الدين. لا زال للصريخ نصره. وللمنجود عصره وللعصر البهيم غره ما جن غاسق. وحن عاشق. وطلع نجم ولاح في رجه. ونجم طلع وفاح في مرجه. أمين. أما بعد فصدورها من أخيه ورقه. المعترف بموجبات حقه. حليف الأشواق إلى سوحه العالي. وأليف الأتواق إلى مقامه مرتبع المعالي. دائم الولوع بذكراه. وعقيد النزوع إلى محياه. منهية عن محبرها سلاماً رق حتى ود النسيم. لو اشتمل ببرده. وطاب حتى تمنى الروض الوسيم. لو تنفس بعبيره ونده. يفتر عن ساحته. غبطة وسروراً. ويسفر في حضرته. روضة وغديراً. ويتردى برداء العروس بالصيف رقرقت فيه العبيرا. أحلى من رشف الثغور. وأشهى من ضم تفاح الصدور. وأنق من يتيم الدر في نحور الحور. وألذ من خلس الوصال عند العاشق المهجور. وأعطر من نفس جرى بين شقات عذاب. وأرق من نسيم عتاب. مردود بين الأحباب. شعر سلام حكى لذة العاشق ... ين بطيب العناق وطيب القبل كروض الخدود كلين القدو ... د كدر العقود كورد الخجل يفوح كأنفاس خود سرت ... لعاشقها من بديد رثل يرق كما رق قلب المشو ... ق عند سماع رقيق الغزل سلام كمثل سلام الحبي ... ب على الصب بعد الجفا والملل يحكى أخلاق من أهدى إلى مقامه. ويشاكل شمائل من ألقى إلى مصامه. فتلقاه باكرامه. قبل فض ختامه. مؤدية لما يجب من أداء السلام الطريف. والتهنئة بسالف عيد التعريف. وتقدم ذلك اليوم الشريف. ثم ماثلة لتعرف لسيدي أن أخاه. ومملوك ممخوض ولاه. ولا زال ينشر مطارف شكره. ويفتح نافح مسك ذكره. ويجلو على أيدي الاسماع لعيون القلوب حدائق نعوت فخره. وأنه قد طويت حنايا فؤاده. على كنوز صدق وداده. واشتملت شغاف قلبه. على أصداف در حبه وإنه على ما يعهد من أخيه من الرعاية لحقوق الوداد. والصيانة لشروط الاخوة في القرب والبعاد. أنا باق على ودادك مولاي مداماً ما بقيت ود الصديق. لست ممن يخون في ظهر غيب ... ومراع لواجبات الحقوق فما بال سيد وأنا منصف إلى نار الوفا. منطو على معين الاخلاص والصفا. غير قانع من صدق المودة باللقا. قد صدق في مرجمات الظنون. وجرعني من كاس موجدته زآم المنون. إذ قال في كتابه إلى سيدي حمال الدين بن لطف الله المطهر ما قال. ونسجني في تلك المقالة أنا ومن يحب اثارة الفتن بمنوال. في عبارة يركن من يركن إليها فيرفع ما يحب منها ويقيس ما يشاء عليها. وحين عثرت على ذلك الكتاب. ومر بسمعي صاب ذلك الجواب. جعلت أقول ما هذا من مولاي إلا نفثة في سورة غضب. ونار قد خبا منها اللهب. يزخرف زور أنهاه إليه خب خبور. والآن لم يبق لها لهب يصدع ولا دخان يثور. بل سكت غضبه في اثرها. ولم يتشرف فؤاده بورتها. فهو أصفى الناس قلباً. وأطهر الخليقة نفساً وسرباً. إلى غير ذلك. السيد محمد بن عبد الله بن الهادي

السيد حسين بن المطهر اليمني

فرع من تلك الأرومه. وفرد ظاهر إلا كرومه. جده أحد أولئك الأئمة. ومجده تشهد به الأمة. رفعت رايات المكارم فكان غرابتها. وازدحمت شكوك الافهام فكشف أرابتها. بذكاء يؤتي منه بقبس. وفهم بوضح من المعاني ما التبس. وأدب إن نثر فالورد محمر خجلاً. أو نظم فالدر مصفر وجلاً. ولا يحضرني من كلامه غير كتاب كتبه إلى القاضي محمد دراز المكي مراجعاً عن لسان بعض أصحابه. وهو روض ممطور. ودر منظوم. في رق مسطور. وقراضات ذهب ساقطها اليراع من الأحرف النورانية فهي نور على نور. وشموس من الكلام. أطلعها أفقها في بروج من القراطيس وكواكب من الانتظام. تبلجت في سماء البلاغة وتنوعت وتذبحت فما هي إلا أجنحة الطواويس. وردت من تلقاء مولانا الأفندي علامة زمنه. عبد حميد الكتابة في شامه ويمنه. وغرة وجه الكتاب المعتبرين من مكة إلى عدنه. جمال الاسلام. وواسطة العقد النفيس من العلماء الأعلام. ودرة تاج المفاخرين السيوف بالأقلام. محمد بن حسن دراز حما الله حماه. وجعل درة ذاته الكريمة في صدفة من الكلاية ووقاه من كل سوء وحماه. وأهدى إلى حضرته العلية. وسدته التي هي بأبلغ ما يوصف به مليه. سلاماً تنزل بركاته غيوثاً هاميه. وتتوالى موارداته غصوناً من شجرات رحماته المتكاثرة ناميه. وتساوي أوقاته طيباً برداً وسلاماً على الجديدين من أوقاته التي لا تزال ركائبها لبلاغ المقاصد الصالحة متراميه. فإنه وافى ذلك المسطور النافثة بالسحر عقود أقلامه. الطالعة شموس عباراته في سموات الحقائق خافقة مسار الأخبار الطيبة على أعلامه. فشربنا من ماء تحقيقه زلالاً. وتلقينا من بين سطوره من البيان سحراً حلالاً. وشاهدنا منه الرياض المزهرة في الأوراق المكتوبه. ورأينا العقود المنظومة من الدرر في أجنية سطور البراعة المضرويه. فلله من وشح تلك السطور وسهم حواشي برودها. وذبح تلك الحلل التي نسجت من البلاغة على منوالها وعودها. واستعبدت العبدين حتى صارا من خؤلها وجنودها. وجاءت في زي الفصاحة المتناهي. ووافت في حلل جمال البلاغة التي هي ما هي. ناشرة مطويات تلك الأخبار التي مسراتها لا تحصى. قائلة سبحان الذي أسري بروح هذا الروح من المسجد الحرام إلى هذا القطر الأقصى. لقد جنيناها ثمرات ذات ألوان. واهتصرنا غصون حقائقها صنواناً وغير صنوان. وتقابلنا على سرر مشروحاتها المتقابلة اخواناً للصفا وغير اخوان. عسلاً ماذياً في لهوات الأصدقا وعلقماً مريراً تشرق به حلوق الحساد مغصاً مشرقاً. وذكرتم صلاح تلك الحال التي أعقبت نعماً. ومطرت سماؤها من عاندكم في هذه الأرض نقماً. تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار والسلام السيد حسين بن المطهر اليمني درة من ذلك العقد الفريد. وغرة أطلعها الشرف في أفقه كما يريد. سطع نور فضله وأشرق. وأغص الحساد بزلاله وأشرق. فقامت به سوق الأدب على ساق. واقتاد حقائب البلاغة والبراعة وساق. بنثر يهزا بالدر النثير. ونظم تحسده دراري الأثير فمن نثره ما كتبه إلى القاضي محمد دراز مراجعاً. حمداً لمن اطلع في سماء البلاغة شمساً لا يعتريها أفول. وبدر تم ليس للانمحاق إليه وصول. وبحر فضل أبدى العجائب فحدث عن البحر ولا حرج. وقاموس علم يخرج منه اللؤلؤ منظوماً ومنثوراً. فكان منظومه لاجساد المنثور مهج. فالنثر كالنثرة والشعر كالشعرى ضياء فوق ضوء الشهاب فأقسم بنجم سماء بديعه. وصبح فلق تسجيعه. وضحى شمس تسجيعه. وتجلى نهار تنميقه وتقميعه وضياء مصابيح ترصيعه. وتردد ألحان سواجعه وترجيعه. لقد أرسل رب البلاغة رسولها المعزز. فأظهر معجز البلاغة وقطع به أعناق الملحدين ورزز. واستنزل عصيم البلاغة من أعاليها. وأخذ بها بنواصيها. واستخدم العبدين. ورفع بالاضافة إليه ذكر الطايبين أديب إذا أنشا وأنشدا قائلاً ... ترى الشعر كالشعرى وكالنثرة النثرى أن تكلم استشار على ابن الأثير. وأخبر أنه فارس ميدان البلاغه ولا ينبئك مثل خبير شعر حاز المحامد حتى ما لذى شرف ... في صورة الحمد لا جسم ولا ذات وإن كتب حار ابن مقلة عند تلك العيون. وودت الحمائم إن لو سجعت على أفنان ألفات تلك الغصون. وود ابن الكاتب لو اتخذه العماد. والصاحب لو صاحبه وجعل له من السوادين المداد

السيد حاتم بن السيد أحمد الأهدل الحسيني

كاتب يبذل النضار صحيحاً ... ويصون الشذور في الادراج أعنى بذلك شعر الأديب الذي إذا قال شعراً ... كان للدر ناظماً والدراري من غاص بحر البلاغه. وأرغم ابن المراغه سيد للمديح فيه وجود ... حين أضحى من غيره كالعديم البليغ الذي أروى ببلاغته غلة الصاد. والكريم الذي ليس هو لجوده عن العفاة بالصاد مولانا الذي ارتقى ذروة المجد العظمى ونشر لواء العز العلي الأسمى ضارب هام الضلالة بعضبه الجراز. مولانا الأفندي محمد بن حسن دراز. لا زال للدين الحنيفي ركناً وعماداً. قامعاً لمن بغى بغياً وفساداً وبعد فالمنتهى إلى حضرته المعمورة بالعدل والانصاف المألوفة بحسن لطائف الألطاف أولا سلاماً تتعطر بنشره المشارق والمغارب وتتارج بذكره الاخلاء والحبائب سلام كما فاح العبير لناسم ... عليك أبا العليا خلال النواسم أحي به ذاك الجلال وإنما ... أحيى به شخص العلي والمكارم وثانياً وصول مشرفه الذي احتلب العقول. واعيا الفحول تخالنا منه سكارى وما ... دارت بأيدينا كؤوس الشراب أطربنا حتى ظنناه قد ... عاودنا بعد المشيب الشباب ولم ندر أهو الشهد المذاب. أم ضرب الرضاب. وزهر الكمام. أم زهر الظلام. وكلام البشر. أم السحر سحر. فلله در فكرة صاغت جواهره. وأنامل نظمت قلائده وجنت أزاهره. إلى غير ذلك ومن نظمه قوله عج بالمطي وحي الاثل والبانا ... واستنجد الصبر إن الحي قد بانا واسفح دموعك في سفح رعيت به ... غيد الظبا زرافات ووحدانا وأنشد فؤادك إذ زمت مطيهم ... هل سار في أثرهم أم ضل حيرانا من أين للصب صبر بعد بعدهم ... إذا تذكر أوطاراً وأوطانا والشوق يرسل سحب الدمع ماطره ... والوجد يقدح في الاحشاء نيرانا يا حادي العيس مرخاة أزمتها ... بلغت خيراً إذا ما جزت نجرانا فقف على أربع أقوت معاهدها ... وقل لا مثلها أساً وبنيانا والله ما استبدل المشتاق منذ نأى ... بالأهل أهلاً وبالجيران جيرانا وقوله من أخرى هذا العذيب وتلك برقة ثمهد ... مغني الغواني والظباء الخرد لا غرو إن لعب الغرام بمهجتي ... وقضى عليّ هوى الغزال الأغيد وأطعت من أغرى فؤادي بالهوى ... وعصيت كل مؤنب ومفند وأنا الفداء لظبي أنس لم يصد ... بلحاظه غير الهزبر الأصيد ريان من ماء النعيم يميس في ... أبراده كالغصن في الورق الندي لعب الصبا بقوامه لعب الصبا ... غب الهواطل بالغصون الميد ما لاح يثني عطفه إلا أرى ... قمراً تجلى فوق رمح أملد وله أيضاً لله ما صنع الفراق بمهجتي ... وأحبني ما للفراق ومالي ما كنت أقنع بالتلاقي منهم ... واليوم أقنع منهم بخيال وهو من قول الشهرزوري وقد كنت لا أرضى من الوصل بالرضى ... وآخذ ما فوق الرضا متبرما فلما تفرقنا وشط مزارنا ... فنعت بطيف منك يأتي مسلما السيد حاتم بن السيد أحمد الأهدل الحسيني

قطب دائرة الشرف. وعماد بيت المجد العالي الشرف. وبحر العرفان الخضم. وصدر المكارم الذي جمع شملها وضم. سالك مسالك الشريعة والحقيقة. ومالك ممالك الفضل الذي أظهر حقه وتحقيقه. ذو الكرامات الظاهره. والمقامات السامية الباهره. الجامع بين الفرع والأصل. والعارف بمواقع الفصل والوصل. المتحلي من حلى الأدب بما أبان تفضيله. والحائز من محاسنه ما تحكم له شواهده بالسبق وتقضي له. إن نثر فما زهر الربيع. تختال في وشيه البديع. أو توسل إلى النظم وتوصل. فما عقد الثريا متعرض تعرض أثناء الوشاح المفصل. ومن كراماته التي لهجت بها الألسنة. وارتاحت لها الأسماع ارتياح المقل للسنه. أنه كان يهوى فتاة رائعة الوصف والجمال. رائقة الظرف والكمال. لا ترى الشمس إلا من طلعة محياها. ولا يستضوع المسك إلا من نفحة رياها. فاتفق أن وشى به إليها بعض الوشاه. وسعى بينهما حتى أضرمت نار الهجر في حشاه. فلما علم بذلك قال في موشح له على طريقة أهل اليمن يا ورد نيسان يا بهجة الدن ... والدان من علمك نقض العهود يبلى بثعبان يلذع لسانه ... يا فتان حتى يصير في اللحود فسعت حية في تلك الليلة إلى لسان ذلك الواشي ولذعته. ونفثت في فيه ذعاف سمها وأفرغته. فأصبح وهو في عرصات الفنا هالك. وأسلمه قابض الأرواح إلى اتباع مالك. ومن نثره قوله من كتاب. يقصر عن جسم معاليك قميص الثنا فيفوت الوصاف. ويرفل زهواً إذا فصلت لمعانيك حلل الأوصاف. ويعترف بالعجز سحبان. إذا سحب ذيول البيان. ويقر المعري بالتعري عن لفظك الحريري المشتمل على الجواهر الحسان. ويلحق القاضي الفاضل النقص في هذا الميزان. ويذوب البناني عند طلوع شمس معانيك البديعة التبيان. ومن شعره قوله مذيلاً بيت أبي دهيل وأبرزتها بطحاء مكة بعدما ... أصات المنادي بالصلاة فاعتما وسرحت عيني في رياض خدودها ... فشاهدت روضاً كالربيع منمنما سقته مياه الحسن فازداد بهجة ... وغادر قلبي بالحطيم محطما حسينية حسناء لمياء نحوها ... توجه قلبي بالغرام وأحرما سعيت إليها بالصفاء مسلماً ... لروحي وقلبي طاف سبعاً وزمزما غزال تعير الظبي لفتة جيدها ... وعن قدها المياس سل بانة الحمى فتاة تعير الشمس بهجة وجهها ... سناها بغير الحسن لن يتلثما عدى خصرها جسمي سقاماً وجفنها ... تعدى على جفني وللنوم حرما إليها ثنت قلبي الثنايا صبابة ... فياما أحيلا ذلك الثغر واللما إذا حدثت فاح الأناي وأظهرت ... برمزتها مني الحديث المكتما وقوله مخمساً لي حبيب ما زار إلا وحلا ... عقد صبري ومرّ عيشي تحلا قلت لما سعى لداري مهلاً ... مرحباً مرحباً وأهلاً وسهلاً بحبيب ما زال للفضل أهلاً جاد بالوصل والأنام هجود ... وبقلبي من الصدود وقود ثم لما لم يبق مني وجود ... زارني والوشاة عني رفود وفؤادي من القلى يتقلى أرخص الصب حسنه وتغالى ... وتسامى عن جانبي وتعالى قلت يا منية النفوس تعالى ... قال ماذا تريد قلت وصالا قال بالروح وصلنا قلت سهلاً أنت رب الجمال عذب المعاني ... أنت برد أم أنت للبدر ثاني طال شوقي إلى سماع المثاني ... قال فانهض وقم وبادر لحاني وكؤوسي على المحبين تجلى من شفيعي إلى الجمال البديعي ... الذي سار حبه في جميعي لست أنسى إذ قال لي بخشوع ... قم إلى بابنا وقف بخضوع وتذلل إن رمت مني وصلاً جاوب العود نطق صوت اليراع ... وسرى الناي في لطيف الطباع فانجلى في المقام وجه السماع ... فتتكت عند طيب استماعي وخلعت العذار لما تجلى سجسج اللطف هب في غير جمعي ... فالرخا بالمخا يؤثر شفعي قد تخلصت من مثيمة طبعي ... فحلا بالكمال قلبي وسمعي وسقاني وقال قم فتملى وله تصدير وتعجيز على فائية الشيخ ابن الفارض أوله

السيد زيد بن علي بن إبراهيم الحجاف

قلبي يحدثني بأنك متلفي ... عجل به ولك البقا وتصرف قد خلت حين عرفته وعرفتني ... روحي فداك عرفت أم لم تعرف ومنه أنت القتيل بكل من أحببته ... فلك السعادة بالشهادة يا وفي ولد وصفت لك الغرام وأهله ... فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي وقال في الجناس الملفق لالي ثغور أم بدور تشف عن ... لآلي بحور أم بروق نحور سما لثمها عني فيا لهفي على ... فوات نحور من فواتن حور وقال فيه نأى الحب فاشتد الجوى بي فصرت في ... فيافي فناي في سياق طريح ألا فابعثوا لي نفحة وانظروا إلى ... مساق طريح في مساقط ريح وقال فيه أيضاً مقاتل يهدي عرف معروفه إلى ... مجال سعود في مجالس عود وكم مقعد قد قام مذ شد سمعه ... مناطق عود من مناطق قعود وقال فيه إلى الحق أهل الحق ما بين سالك ... مريد ومجذوب إليه مراد ولا بد للمجذوب من أخذه على ... مدارج هاد أو مدار جهاد وقد أولع الناس بهذا النمط كثيراً وأول من نظمه الحاكم المطوغ من شعر اليتيمة في قوله أرى مجلس السلطان تفضي عفاته ... إلى روض مجد بالسماع مجود وكم لجباه الراغبين لديه من ... مجال سجود في مجالس جود وأكثر منه الصلاح الصفدي فجاء بالغث أكثر من السمين فمنه قوله بكيت على نفسي لنوح حمائم ... وجدت لها عندي هدية هاد تنوب إذا ناحت على الايك في الدجى ... مناب رشاد في منابر شاد وقوله أيضاً وساق غدا يسقي بكاس وطرفه ... يجرد أسيافاً لغير كفاح إذا جرح العشاق قالوا أقمت في ... مدارج راح أم مدار جراح وقلت أنا في ذلك أنوح اليتامى في نواحي ديارهم ... فيرحمني اللاحي لفرط نواحي فلم أدر أحرّ البين بكاي من ... مراحم لاح أم مراح ملاح السيد زيد بن علي بن إبراهيم الحجاف غيث الجود وغوث النجود. وبدر الوجود وروضة المجود. وطود السياسة والتدبير. المستخف عند ثباته رضوى وثبير. ناشر علم الباس المنصور. وفاطر قلب الأسد الهصور. الشهير الذكر والصيت. المعلن بفضله كل داع ومصيت. بحر عنبري الارج فحدث عن البحر ولا حرج. أما الخلق فكما اشترطه الايمان. وأما العدل فهو مستقر الأمان. وأما الجاه فدونه مناط الثريا. وأما البشر فبدر منبلج المحيا. وأما الأدب فمنه استمدت بحوره. وتلت بدراريه ودرره أفلاكه ونحوره. ولما دخلت المخا عام ست وستين كان هو الوالي عليها. وقبلة القاصد إليها. ومالك أزمة أمورها. ومرجع همات جمهورها. فاجتليت نور طلعته المضيه. واجتنيت نور مكارمه الوضيه. ورأيت من بره وعطفه. وكرم أخلاقه ولطفه. ما أربى على شفقة الوالدين. وافر العين وملأ الدين. وشاهدت منه أبا تجني مبراته قطوفاً. ويصدق قول النحاة زيد أبوك عطوفاً. هذا وإني معترف بالتقصير في وصف فضله. وقائل ما قاله نادرة باخرز في ترجمة مثله. لو ذهبت أصف ما تلقانا به من تشريف وتقريب. وأهلنا به من تأهيل وترحيب. لخرجت عن شرط هذا الكتاب. واستهدفت من السنة النقاد لسهام العتاب. وهذا محل اثبات شيء من درر فكره. وغرر شعره. التي تجتح إليها البلاغة جنوح المفرخ إلى وكره. أنشدني شيخنا العلامة جعفر بن كمال الدين البحراني. قال أنشدني السيد المذكور لنفسه بالمخاسنة ثمان وستين وألف ولي عتب على قوم أساؤا ... معاملتي وساموني اغترارا جنوا عمداً وما راعوا حقوقاً ... وما اعتذروا وساموني صغارا سأضرب عنهم صفحاً واعصبي ... مخافة أن أقلدهم شنارا ولو أني ركبت متون عزمي ... إذا لسقيتهم مرّا مرارا ولو أني هممت بأخذ حقي ... لولوني ظهورهم فرارا قال وسألني القول عن ذلك فقلت لك العتبي ومنك الصفح يرجى ... إذا لم تستبن منهم وقارا

السيد محمد بن أحمد بن الامام حاكم بندر المخا سابقا

وإن هم قد جنوا عمداً وجهلاً ... وما راعوا وما طلبوا اعتذارا فإن البدر لا يشنيه شيء ... من العجما صباحاً أو جؤارا وأنت على أذاهم ذو اقتدار ... على أن لا تسامي أو تباري فطب نفساً فكلهم ذليل ... لعزتك اختياراً واضطرارا وللسيد المذكور أيضاً ومالي والهم الذي أنا حامل ... ولي صلة من لطف ربي وعائد إذا عادة الله التي أنا آلف ... تذكرتها هانت عليّ الشدائد فلا تتقي هولاً وارهب طارفاً ... ولي ثقة بالله ما قام عابد وأنشدني صاحبنا الشيخ أحمد الجوهري له قال كتب إلي وقد طلبت منه شرح النهج لابن أبي الحديد في بيتين من الشعر أتاني نظمك المنضود يمشي ... من الاحسان في ثوب جديد ووافى جوهري اللفظ لطفاً ... ومعنى صيغ من درّ نضيد سمحت بذاك وهو أجل قدراً ... لأن يأتيك بابن أبي الحديد ربحنا في التجارة وارتضينا ... لطيف الدر عن ثقل الحديد قال فراجعته بقولي أخا الهيجاء ذا الرأي السديد ... غياث الملتجي مأوى الطريد طويل الباع في كسب المعالي ... بسيط الفضل كالبحر المديد أتاني منك نظم فوق طرس ... كدر زان في نجر وجيد فما أبصرت بيتاً منه إلا ... وقلت بأنه بيت القصيد فشعرك يعجز الشعراء عنه ... ونثرك مخجل لابن العميد وقد حزت المعاني كالمعالي ... وقت بها على جمع عديد فلا زالت بك الأيام تزهو ... وجاهك كل يوم في مزيد قال وكتب أيضاً صوغ القريض على اختلاف رجاله ... ما بين حصباً لا تعد وجوهر وإذا أردت بأن تفوز بدرة ... نظماً فخذه من صحاح الجوهري السيد محمد بن أحمد بن الامام حاكم بندر المخا سابقاً رأيت منسوباً إليه في بعض الدفاتر بيتين دلا على إن حسام أدبه مرهف باتر وهما قوله شبهت نرجسة وافى إليّ بها ... خلي وقد جئت في التشبيه بالعجب كف من الفضة البيضاء ساعدها ... زمرد حملت كأساً من الذهب قلت حق له التصديق ووجب ... فقد جاء في التشبيه بالعجب السيد إسماعيل بن إبراهيم الحجاف كتب إلى السيد زيد بن علي المقدم الذكر قوله يا غائبين وفي قلبي محلهم ... وعاتبين لبعد العهد بالكتب وصفي لشوقي محال أن أسطره ... فالشوق نار وأقلامي من القصب فأجابه الشيخ أحمد الجوهري عن ذلك الشوق نار له الأقلام عاجزة ... عن أن تسطره في الصحف والكتب لكن معجز قلبي قد أثار هوى ... مؤلفاً بين نار الشوق والقصب السيد محمد بن عبد القادر المقاطعجي اليمني أحد سحرة القريض. ومقتطفي نور روضه الأريض. نطق عن لسان الاحسان. ونثر من البلاغة رفرفها الخضر وعبقريها الحسان. إلى مجد ونسب. ومنطق يملك الأسماع إذا مدح أو نسب. وله ديوان يشتمل على غرر وقلائد. وفرائد تحسدها عقود الولائد وقفت عليه فاخترت منه قوله من قصيدة يمتدح بها السيد الحسن بن الامام القاسم أخا الامام محمد المؤيد ملك اليمن ويهنيه بعيد الفطر أولها ألام هلال لاح أم نون حاجب ... بدا بجبين الأفق في ليلة الفطر أم العيد من صافي اللجين بخنجر ... تمنطق أم سيفاً تقلد من تبر أقوس لملك الغرب صيغ بعسجد ... وعلق موتوراً على قصره الدري أم الكأس ساقي القوم ليلاً أدارها ... ليسقى النداما قهوة العيد كالخمر أشكل سوار ذاك أم شق دملج ... بساعد ليلي بأن في غرة الشهر أم الغادة الحسناء خلخال ساقها ... ابانته للعشاق من كوة القصر توهمت ليس الأمر ما قد ذكرته ... وشبهت والتشبيه يحسن في الشعر

وما هو إلا هيكل في قلادة ... على طوق ملك قلد الملك بالفخر هو السيد المعروف معروف جوده ... ومن كفه بالغيث تزري وبالبحر هو الحسن الأخلاق والأسم من سما ... بهمته قدراً على فلك النسر هزبر الوغى ليث الشري ضيغم العدى ... مؤيد أعلام المؤيد بالنصر خضم الندى من في أكف عطائه ... زمام الغني المغني لراجيه باليسر أتحسب إن السحب يمطر صيباً ... وإن بطون البحر تقذف بالدر وما ذاك إلا أن نائل جوده ... أنال سحاب الغيث فانهل بالقطر وما الدر إلا أن نيسان كفه ... حشا البحر حتى عاد فيضاً إلى البر وما أحمر شفاف اليواقيت مشرقاً ... فأصبح منظوم العقود على النحر ولكنه من نار غيظ حيائه ... توقد حتى صار في شعلة الجمر وما انفتحت أكمام روض وعطرت ... بنفحتها الآفاق بالنور والزهر ولكنه أخلاقه الغر أثرت ... وفيها سرت طيباً ففاح شدي النشر وما غردت في الأيك يوماً حمامة ... ولا ناح من شوق به صادح القمري ولكنها تدعو الإله تضرعاً ... ليبقى له ملك الولاية في القطر وما اكتسب البدر المنير ضياءه ... من الشمس لما لاح في ليلة البدر ولكن لاحت من محياه لمعة ... فعمته بالأنوار في عالم الأمر وما البرق إلا لمحة من حسامه ... إذا شمته في الجو يلمع أو يسري ولا ساعقات الجو إلا قواطع ... بأحكامه ان نقدتها يد القهر وقائعه تنبي اللبيب بشأنه ... وأخباره تهدي التحير للفكر هذا ما وقع عليه الاختيار منها وقد شبه الهلال في أولها بعشرة أشياء قال الصفدي وقد جمع بعض الأفاضل في أولها تشبيه الهلال ما يقارب السبعين قلت وجمع الشيخ جمال الدين بن نباتة جملة منها في قصيدته الرائية التي مدح بها الملك المؤيد صاحب حماه التي أولها قوله يا شاهر اللحظ حبي فيك مشهور ... وكاسر الجفن قلبي منك مكسور فإنه هناه فيها بعيد الفطر واستطرد فيها إلى تشبيه الهلال فقال كان شكل هلال العيد في يده ... قوس على مهج الأعداء موتور أو مخلب مده نسر السوء لهم ... فكل طائر قلب منه مذعور أو منجل لحصاد الصوم منعطف ... أو خنجر مرهف الحدين مطرور أو فصل تبر أجادت في هديته ... إلى جواد ابن أيوب المقادير أو راكع الظهر شكراً في الظلام إلى ... من فضله في السماء والأرض مشكور أو زورق جاء فيه العيد منحدراً ... حيث الدجى كعباب البحر مسجور أولاً فقل شفة للكأس مائلة ... تذكر العيش إن العيش مذكور أولاً فنصف سوار قام يطرحه ... كف الدجى حين عمته التباشير أولاً فقطعة قيد فك عن بشر ... أخنى الظلام عليه فهو مأسور أولاً فمن رمضان النون قد سقطت ... لما مضى وهو من شوال محصور وزاد على ذلك فخر الدين بن مكانس في ارجوزته المشهورة التي سماها عمدة الحرفا. وقدوة الظرفا. فقال يصف ليلة أنس يا طيبها من ليلة لو أنها طويلة ... ساعاتها قصار وكلها أنوار بدا بها الهلال يزينها الجمال ... من جانب الغمامه كالحب في العمامه ولمعة السراج والصدع في الزجاج ... وجانب المرآة والنصل في الفلاة أو كشفاه الأكوس والحاجب المقوس ... قلت له حين وفا ورق لي وانعطفا كغصن بان أعوج والفخ أو كالدملج ... معوجاً كالنون وهيئة العرجون يشبه طوق الدره في الصحو بين الخضره ... يا صفوة الأقمار يا مبدأ الأنوار

الشيخ عبد الصمد بن عبد الله باكثير

يا من يحاكي العنبه والقينة المنقبه ... وزورق السباحه والظفر في التفاحه أصبحت في التمثيل تشبه ناب الفيل ... فياله حيث وثب قربوس سرج من ذهب أو منجل الثمار أو قسمة السوار ... أو مخلباً للطائر أو مثل نصل الحافر يا مشبة القلامه هنيت بالسلامه ... والبدر والدراري والكنس الجواري ملك لدى سمائه يختال في إنائه ... في وجهه آثار كأنه دينار يشرق في الديجور كجامة البلور ... بين الظلام سار كالوجه في العذار وما أحسن قول ابن المعتز فيه هذا هلال الفطر جاء مبكراً ... الآن فاغد على المدام وبكر انظر إليه كزورق من فضة ... قد أثقلته حمولة من عنبر وقوله أيضاً انظر إلى حسن هلال بدا ... يهتك من أنواره الحندسا كمنجل قد صيغ من عسجد ... يحصد من زهر الدجى نرجسا وقول الوزير الطغرائي فيه قوموا إلى لذاتكم يا نيام ... ونبهوا العود وصفوا المدام هذا هلال الفطر قد جانا ... بمنجل يحصد شهر الصيام ومن أحسن ما قيل قول علاء الدين النابلسي هلال شوال ما زالت مطالعه ... يرنو إليها الورى من شدة الفرح كاصبعي كف ندمان أشار إلى ... ساق لطيف يروم الأخذ للقدح رجع ومن شعر السيد المذكور قوله من أبيات متغزلاً أحوى حوى الرق مني شعره الشنب ... ومبسم لاح في جرياله الحبب حلو التثني إذا ريح الصبا عطفت ... معاطف القد منه تخجل القضب مهفهف العطف مياس القوام إذا ... ما اهتز كالغصن ليناً هزه الطرب دمي مباح لسيف من لواحظه ... إن كان غير هواه للحشا أرب ومنها لا تعذلوني إذا ما همت من شغف ... بمن سباني منكم أيها العرب قد بان عذر غرامي في محبته ... عند العذول وشأني في الهوى عجب وصدر وعجز أبياتاً من أول البرآة فقال وأجاد ما شاء أمن تذكر جيران بذي سلم ... كسيت برداً من الأحزان والسقم أم من فراق ربوع كنت تعهدها ... مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم أم هبت الريح من تلقاء كاظمة ... فأظهرت كامن الأشجان والألم أم لاح بارق ليلي عند ما ابتسمت ... وأومض البرق في الظلماء من أضم فما لعينيك إن قلت اكففا همتا ... بصوب دمع كغيث المزن منسجم وما لنفسك إن قلت اسكني اضطربت ... وما لقلبك إن قلت استفق بهم أيحسب الصب إن الحب منكتم ... وشاهد الحال يفشيه بكل فم وكيف يخفي واحشاه ومقلته ... ما بين منسجم منه ومضطرم لولا الهوى لم ترق دمعاً على طلل ... به اكتفى روضه عن وابل الديم ولا قلقت لريح الشيح من شغف ... ولا أرقت لذكر البان والعلم وقال في صدر أخرى إن كان ذنب صبابتي لا يغفر ... فبأي نعت في المحامد أشهر أو كان تهيام الغرام مذمة ... فلأي معن قيس ليلى يذكر وعلام تضرب في الملا أمثاله ... وحديثه فوق الطروس يسطر منها كم ذا أكتم في هواه صبابتي ... طوراً أقربها وطوراً أنكر أعلى لوم في معذب مهجتي ... إن قلت أن هواه لي مستأسر الشيخ عبد الصمد بن عبد الله باكثير

خاتمة مغلقي الشعراء باليمن. ونابغة العصر وباقعة الزمن. ينتهي نسبه إلى كنده وهو نسب تقف الفصاحة قديماً وحديثاً عنده وكان كاتب الانشا للسلطان عمر بن بدر ملك الشحر وشاعره الذي ينفث في عقود مدائحه سحر البيان وبيان السحر وله ترسل وانشاء تصرف في اعجازهما كيف شاء وديوان شعره مشهور تتلو محاسنه السن الأيام والشهور وقد وقفت عليه وصرفت عنان النظر إليه. فاستصغيت منه ما اصطفيت وأوردت منه ما أردت ولم يزل كاتباً للسلطان المذكور في عهده ثم لولده عبد الله بن عمر من بعده حتى انقضى أجله وعمره وخوفي من أفق الحياة قمره فتوفى بالشحر عام خمس وعشرين وألف وكان قد عمر طويلاً ولبس من العيش ثوباً جميلاً وهذا حين أتيت ما اخترته من ديوانه والتقطته من فرائده وعقيانه فمنه قوله منه قصيدة أولها رعيا لأيام تقضت بالحما ... فزنا بها ووشاتنا غفلاء جاد الزمان بها وأسعفنا بمن ... تهوى ولم تشعر بنا الرقباء ومنادمي بدر على غصن على ... حقف له قلبي العميد خباء عذب المقبل عاطر الأنفاس در ... باق النفوس شفاهه اللعساء متبسم عن أشنب شيم له ... مهما تبسم في الدجى لالاء ما مسك دارين بأطيب نكهته ... منه وقد ضاعت له رياء عبر النسيم يجر فضل بروده ... فحبته من كافورها الانداء فتعطرت من طيب فائح نشره ... أرواحنا وسرت لنا السراء فسقى الاله مراتع الغزلان من ... وادي النقاء وهمت الأنواء وتهللت برياضها سحب الحيا ... وسرت عليها ديمة وطفاء حتى يراها أبهج روضة ... فيروقه الاصباح والامساء والطير عاكفة بكل حديقة ... فكأنها بلحونها قراء والروض مبتهج الحياء فكأنه ... وافاه من عمر الندى ايماء وقوله في صدر أخرى هذي المرابع والكثيب الأوعس ... وظبا الخيام الانسات الكنس قف بي عليها ساعة فلعل أن ... يبدو لي الخشف الأغن الألعس فلطالما عفت الكرى عن ناظري ... شوقاً إليه ومدمعي يلتجس ينهل سحاً مثل منهمر الحيا ... فوق المحاجر مطلقاً لا يحبس واغن ناعم طرفه سلب الكرى ... عني فطرفي ساهر لا ينعس اشتاقه ما لاح صبح مسفر ... في أفقه أو جن ليل حندس منها يا عاذلي دعني وشأني إن لي ... قلباً بغير الحب لا يستأنس لك قدرة أن لا تلوم وليس لي ... صبر به دون الهوى اتلبس كيف السلو عن الأحبة بعدما ... دارت على من الصبابة أكؤس نقل الصبا نشر الحبيب وحبذا ... نشر به ريح الصبا تتنفس آها ولا يجدي التأوّه والأسى ... فالصبر أجمل والتجمل أكيس وقال أيضاً جاد الغمام مواقع الغزلان ... ومرابع الرشاء الأغن الغاني وسرى عليها كل أسحم هاطل ... غدق سبح بوابل هتان يحيى ربوعاً طالما لعبت بها ... الغيد الحسان نواعس الأجفان من كل فاترة اللحاظ إذا رنت ... سلبت سحر اللحظ كل جنان فكأنها الأقمار تطلع في دجى ... ليل من المسترسل الفينان وكأنما تلك القدود إذا انثنت ... قضب تمايل في ربى الكثبان وبمهجتي خشف أغن مهفهف ... أصمى فؤادي إذ رنا فرماني ظبي من الأعراب في وجناته ... قوت القلوب وسلوة الأحزان بالله ما طالعت طلعة وجهه ... إلا ورحت براحة النشوان ماء الشبيبة فوق ورد خدوده ... يجري على متلهب النيران ذابت عليه حشاشتي وجدا به ... وصبابة وجفا الكرى أجفاني لم أنس أيام التواصل واللقا ... والشمل مجتمع بوادي البان ومنادمي من قد هويت وبيننا ... الصرف الكميت تدار في الأدنان

شمس مطالعها سعود كؤوسها ... بين الندامي في مروج تهاني في روضة مفروشة أرجائها ... بالورد والمنثور والريحان تتراقص الندماء من طرب بها ... بتراجع النغمات والعيدان لم لا يواصلنا السرور ونحن في ... الفردوس بين الحور والولدان وقال في صدر أخرى اشتاق من ساكني ذاك الحمى خيما ... لأجلها زاد شوقي في الحشا ونما ولاعج البين والتبريح من كمد ... أجرى من العين دمعاً يخجل الديما ما جن ليلي إلا بت من كلف ... ارعى النجوم بطرف يستهل دما لولا هوى شادن في القلب مرتعه ... ما اشتقت وادي النقا والبان والعلما ولا طربت غل نظم القريض ولا ... عليّ بالوجد سلطان الهوى حكما نفسي الفداء لظبي وجهه قمر ... وبرجه في سما قلبي العميد سما يصمى فؤادي بنبل من لواحظه ... عن قوس حاجبه مهما رنا ورما في ثغره الدر منظوماً فيا لك من ... ثغر شنيب يريك الدر منتظما جل الذي صاغه بدراً على غصن ... على كثيب وأبداه لنا صنما لم يكسه الحسن ثوباً من مطارفه ... إلا كسبي جسدي من عشق سما وقال أيضاً بنشر وادي الفضا نشر النسيم سرى ... فافهم الصب عن أهل الحمى خبرا أهدي التحية من أهل الخيام إلى ... حليف وجد يقاسي الوجد والسهرا لكنه جد في وجدي واذكرني ... تلك الربوع وبان الحي والسمرا منها ولي من العرب ظبي ما رأى بصري ... شهباً له في الورى بدواً ولا حضرا كالبدر وجهاً وبدر التم مبتسماً ... والظبي جيداً وغصن البان إن خطرا كم ليلة زارني فيها على وجل ... مستوفزاً خائفاً مستعجلاً حذرا يمشي الهوينا حذار الكاشحين وقد ... أرخى الستور ظلام الليل واعتكرا قبلت مبسمه عشراً على عجل ... فقام عني إلى التواديع مبتدرا فكدت أشربه لثماً وأهصره ... ضما وأثنى عناقاً قده النضرا وقال أيضاً يا مولعاً بالصد والاخلاف ... متعمداً بصدوده اتلافي ما كان ضرك لو وصلت وجدت لي ... قبل التلاف من اللقا بتلافي كلفتني أرعي النجوم ومدمعي ... كالعارض المتهلل الوكاف متمزق الأحشاء من ألم النوى ... هل عطفة يا مايس الأعطاف أم هل تجود على الكئيب من اللما ... العذب الرضاب بأول الأعراف قسماً بمنظرك المنير وقدك الل ... دن النضير وردفك المتجافي إني بعشقك صرت مشترك العنا ... بين اللما والقد والأرداف وقال أيضاً وعجز كل بيت معكوس كلمات ... صدره وفيه رد الصدر على العجز تيمني من هواه واكمدي ... واكمدي من هواه تيمني حيرني من سناه حين بدا ... حين بدا من سناه حيرني ترشقني بالنبال مقلته ... مقلته بالنبال ترشقني عذبني بالصدود واتلفى ... واتلفى بالصدود عذبني صيرني فيهواه ذا قلق ... ذا قلق في هواه صيرني يمطلني باللقا ويمطلني وكلها على هذا الأسلوب. وله من أخرى عاذلاً في الغرام مهلاً فقلبي ... حملته الأحباب ما لا يطيق كيف يصغى إلى اللوائم صب ... في حشاه من الفراق حريق سلبته اللواحظ البابليات ... وأودى به القوام الرشيق وسباه أغن أحوى رداح ... يسند العشق حسنه المعشوق قد كفاه عن المهند لحظ ... وعن الرمح قده الممشوق

الشيخ عبد الرحمن بن المهدي العقبي اليمني

روض خديه جنة لاح فيها ... جلنار وسوسن وشقيق وله مبسم يضيئ سناه ... عن شتيت حكاه در نسيق ظلمه في لماه شهد مذاب ... في سلاف رياه مسك فتيق خصره يشتكي من الردف فاعجب ... كيف يقوى عليه وهو رقيق وله أيضاً جاد وبل الغمام شيحاً وضالا ... ورياضاً بالسفح مدت ظلالا لا جفاها الحيا فلى ثم ربع ... لم أزل مكثراً عليه السؤالا تسحب الغيد في رباه ذيولاً ... تتهادى من النعيم اختيالا ورشيق القوام ما ماس إلا ... أخجل الغصن قامة واعتدالا ما تثنى إلا ثني كل قلب ... نحوه تابعاً إذا مال مالا صاد قلبي لما تصدى لقتلي ... بلحاظ يريش منها النبالا لوعتي في هواه أزكت غرامي ... وأعادت آناء ليلي طوالا كلما لاح بارق من زرود ... فاض وادي عقيق دمعي وسالا ويعجبني من موشحاته على طريقة أهل اليمن قوله وهو مما يتغنى به وكان سبب نظمه له أنه أتى زائراً بعض سادات عصره. فأراد السيد أن يسمع شيئاً من شعره. وكان للسيد ولد جميل الصورة. له في المحاسن أعظم آية وسوره. فأمره أن يلبس أفخر ثيابه. ويمر عليهما في ذهابه وايابه. فلما مر متمايلاً. أنشأ الشيخ قائلاً زلّ يخطر مثل خوط البان مايس ... شادن زان الملابس ورمى قلبي بفاتر طرف ناعس ... لحظه نائل وقائس لؤلؤي الثغر معسول اللواعس ... عيطلي في القلب كانس بيت خاله الزنجي لورد الحد حارس ... لا تدنسه اللوامس قلت وامحبوب قلبي هل تواصل ... والذي تهواه حاصل لا تخف واشي ولا نمام ناقل ... لا ولا تدري العواذل جد بطيب الوصل يا حلو الشمائل ... إن عقلي فيك ذاهل بيت ما ألذ الوصل في ديجور دامس ... وحبيب القلب آنس جنتي في بهجة الخد المورد ... واعتناق الخد الأملد وارتشا في سلسل الريق المبرد ... من لمى الثغر المنضد لو سمح لي بالتداني ظبي ثمهد ... لاشتفى قلبي من الصد بيت وانجلى عن مهجتي غيم الوساوس ... وانطفى حر المقابس ويح قلبي كلما إن الحمائم ... لم يزل ولهان هائم كم أقاسي كم أكايدكم أكاتم ... كم أداري من لوائم ساهر الأجفان دمعي كالغمائم ... والذي أهواه نائم نصب عيني شخصه قائم وجالس ... فرداً وبين المجالس بيت عاذلني دعني فما قلبي بك أشبه ... لا ولا ذقت المحبه لو صفا لك من رحيق العشق شربه ... كان قلبك قد تنبه سر طريق أهل الهوى وإلا تنبه ... تعتلق منهم بصحبه ينجلي همك وتحظى بالنفائس ... من مصونات العرائس وقد كتبته على مصطلحهم وتقدم التنبيه على أنهم لا يراعون الاعراب في هذا النوع من النظم بل اللحن فيه مقصود والله أعلم الشيخ عبد الرحمن بن المهدي العقبي اليمني قرأت في تذكرة القاضي محمد دراز المكي ما نصه لما ولى الخطابة والامامة والفتوى الشيخ العلامة شيخ الاسلام شرف المدرسين عبد الرحمن بن الشيخ العلامة عيسى بن مرشد العمري في آخر عام تسع عشرة بعد الألف امتدحه الأفاضل من تلامذته وغيرهم إلا انه لم يشنف سمعي بارق من قصيدة الشيخ الفقيه العلامة صاحبنا وجيه الدين عبد الرحمن بن المهدي العقبي اليمني التي أنشده إياها مهنئاً له وهي قوله أنعمت بالجميل ذات الجمال ... وتجلت في حلة الاقبال وصلت صبها ولكن من بع ... د صدود جنت به ومطال حبذا زورة أتت لا بحول ... اعمل الصب لا ولا باحتيال

الشيخ علي بن حسن المرزوقي اليمني

وجدت في الحشا حرارة وجد ... اطفائها ببرد ماء الوصال لا عدا ربعها انهلال غواد ... مستهل بها انهلال الغوالي كم أعادت به شبيبة شيخ ... نفحات من مسكها والغوالي أنا لم أدر ما الصبابة لولا ... نظرة الريم من خلال الحجال منية دونها المنية والآجال ... نيطت بأعين الاجال لورثت لي لا لصقتني بما ... بين مجال القروط والأحجال غير أن الهوى شديد محال ... يفتك الريم فيه بالريبال لذت من حربه بسلم فما زا ... د سوى تيه عزة ودلال أشكلت قصتي وها أنا أعدد ... ت لها رأي موضح الأشكال طاهر الأصل ظاهر الفضل زاك ... علم الاهتدا شمس الكمال مرشد مبرز الحقائق من بين ... خبايا غوامض الاجهال منتض من قواطع الحجج البي ... ض حساماً مبتراً للضلال وله شائد الزمان صنيعاً ... لا تؤدي له جزاء بحال فاض جوداً وكان من قبل هذا ... حين يدعى يعد في النجال وسما طالع به أوجب السعد ... لعبد الرحمن اسمي المنال فشهدنا جمال يوم سناه ... مشرق من تبسم الآمال وانجلت خلعة الهناء ونودي ... في النوادي بجودها والنوال واشتدت معالم بذراها ... يالها من معالم ومعال ومقام بفضه شهد الضد ... ودانت له رقاب الرجال مدد سابق العناية أجرا ... هـ وفيض من سابغ الافضال أحرزت كفوها المناصب حقاً ... وتباهت بعالم مفضال وتحلت أجيادها بعقود ... أخجلت في البها عقود اللآلي هكذا هكذا المواهب تأتي ... لا بسعي بها ولا بذل مال هو أهل لذاك وهو جدير ... أن أغالي في مدحه وأعالي هذه مدحة ومنحة ورد ... لمقام السناء والاجلال بكر فكر تضمنت طيب ذكر ... لمعال أتت فخام جزال فلدا لا تنال عند اجتلاها ... بأذى حاسد ولا قدح قال وردت من جنابه المنهل العذب ... وحيث الثمل كل الثمال نسأل الله أن يديم به النفع ... ويحيى به دوارس الامالي ويبقيه مفزعاً في المهمات ... حياة لصالح الأعمال ويوالي له الهنا والمسرات ... بمر البكور والآصال وصلاة من الاله دواماً ... ما همت سحب مغدق هطال لرسول الاله والآل والصحب ... فأكرم بخير صحب وآل قلت مخلص هذه القصيدة من قبيل قول أبي الطيب على الأمير يرى ذلي فيشفع لي ... إلى التي تركتني في الهوى مثلاً وقال أبو نواس سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد ... هواها لعل الفضل يجمع بيننا والأصل في هذا المعنى لقيس بن ذريح حين طلق زوجته لبناً فتزوجت غيره ثم ندم على طلاقها وكان مشغوفاً بها فشبب بها وما زال يشكو لوعة فراقها في أشعاره حتى رحمه ابن أبي عتيق فسعى في طلاقها من زوجها وأعادها إلى قيس فقال قيس يمدحه جزى الرحمن أحسن ما يجازي ... على الاحسان خيراً من صديق وقد جربت اخواني جميعها ... فما ألفيت كابن أبي عتيق سعى في جمع شملي بعد صدع ... ورأي حدت فيه عن الطريق وأطفأ لوعة كانت بقلبي ... أغصتني حرارتها بريقي فلما سمعها ابن أبي عتيق قال لقيس يا حبيبي أمسك عن مدحك هذا فما يسمعه أحد إلا ظنني قواداً الشيخ علي بن حسن المرزوقي اليمني

أديب شاعر نبيه. مقامه في الأدب كاسمه وشعره كاسم أبيه ورأيته بحضرة الوالد وقد أحنى عليه الكبر. وهو يرقم من برود الشعر ما يزري بموشي الرقوم والحبر. ولم يزل يخدم حضرته الشريفة بفرائد أفكاره. ويستنشق روح الأمل من نسائم آصاله وأبكاره. حتى استأذنته في العود إلى وطنه. والرجوع إلى مستقره وغطنه. فأذن له. بعد ابلاغه أمله. ومن شعره قوله معارضاً قصيدة الوالد المقدم ذكرها ومادحاً له تالق من نحو الكثيب ووهده ... بريق تلالاً في حمائل برده ترآى لعيني قد تقرح جفنها ... وعوض عن طيب المنام بسهده فهيج وجداً مضمراً في سرائري ... وأبدى مصوناً ما استطعت لرده فبت كئيباً واله القلب شقا ... ببحر غرام بين جزر ومدّه وما افتر إلا جاد بالدمع ناظري ... واذكرني ماء العذيب ورده ومسرح غزلان يرحن عشية ... بذات اللوى والأبرقين وثمده ومياد غصن مذ تثنى بعطفه ... لوى عقربى صدغيه خفاق بنده كثير التجني والمجون وطالما ... جنى سيف لحظ منه وهو بغمده له حدق صحت بسقم جفونها ... ومن عجب تقويم شيء بضده وإني إذا ما جن ليلي تخالني ... أحن حنين الثاكلات لفقده ويطربني صدح الحمام بايكه ... إذا صاح قمري البشام برده وتنبيه شحرور يرتل شدوه ... بغنته ادغام ولبن بمده وترجيع صوت العندليب كأنه ... غدا راهباً فيه زعيماً بورده وإن شق نحر الفجر ناجت بلابل ... تسبح لله القديم بحمده وإني على ودي مقيم على الوفا ... وما ملت بل باق على حفظ عهده كأني وما أرجو كثير عزة ... متى حار فكري فيه أو بشر هنده إلا في سبيل الله دهر قضيته ... على ظماء لم يروه ماء صده أبيت على جمر الفضا متقلباً ... وفي طي أحشائي تلظ بوقده وقد جبلت نفسي على حبه كما ... جبلن أيادي أحمد قبل وعده فما البحر إلا من شآبيب جوده ... وما المزن إلا من سحائب رفده رؤف رحيم ناسك متبتل ... وطلق المحيا عند اقبال وفده هو الضيغم الكرار في حومة الوغى ... يروّى عطاش السمر بعد فرنده يشق قتام الجحفلين بابلج ... أغر رحيب الصدر أجدل زنده يمد على قصر مقدم نحره ... ويحرص تاليه على بعد قصده فلا زال محروساً بعين عناية ... من الله ما افترت كمائم ورده وما دار كاس العتب في ملة الهوي ... على مذهب العشاق في شرع جنده وقال يخاطب العفيف عبد الله بن حسين الثقفي وقد كتب إليه الوالد بأبيات يسأله فيها عن حاله في علة اعتلها. وقرظ أبيات الوالد ومدحه أرحيق أم شمول أم ضرب ... أم أقاح أم زلال أم حبب أم نسيم الوصل أهدى خبراً ... طيب النشر سحيراً حين هب وشفى جسماً عليلاً طالما ... شفه الوجد واضناه الوصب يا رضيع الود بل غايته ... ما جزا من حب إلا أن يحب وقديم العهد في صحبته ... فاز في السبق بغايات الرتب لا تشم برق زرود واللوى ... يا أخا الحب إذا الحب اقترب أي عقد رام يحكى نظمه ... قل له فاتك والله الشنب در لفظ ساقه الفكر على ... قالب الحسن وتقصار الذهب حارت الألباب في تأليفه ... ومعانيه التي لا تكتسب بطل يحمي حماه بالقنا ... وعروس الخيل إن رام انتدب باسل في الحرب إلا أنه ... شمس عرفان فخذ عنه الأدب وعباب الفضل في ساحله ... جوهر فرد إذا الدر احتجب

شهاب الدين أحمد بن محمد الأنسي اليمني

وخضم الجود يوليك المنى ... ظله الممدود إن عز الطلب لا تقل كانوا كراماً سلفوا ... وبقى ذكرهم يروى عجب فابن معصوم ختام لهم ... سابق من كان منهم قد ذهب فتمسك بعراه أنه ... عروة وثقى لمن يخشى العطب زده يا مولاي من فضلك ما ... يثلج الصدر إذا الوجد غلب قد تناهى الأمر خذ يا سيدي ... بيد العبد وأبلغه الأرب وقال مخاطباً الوالد وقد انتقل من القلعة إلى البلد. ومؤرخاً ذلك سواك يقول ولا يفعل ... وغيرك يجبن أو يكسل وأنت الذي بشبا سيفه ... يذل له الأسد المشبل أتدري المنازل من حلها ... أضاء بها بدرها الأول رسا في مقر العلى يذبل ... وعاد إلى غمده المنصل وأرخت الدار من بشرها ... أضاء بأصحابه المنزل شهاب الدين أحمد بن محمد الأنسي اليمني شاعر حظي من الأدب بنصيب. وهو مع ذلك تارة يخطى وطوراً يصيب. ورد مكة المشرفة فمدح بها سلطانها السيد الشريف زيد بن محسن بقصيدة طويلة الذيل. فأجازه عليها جائزة سنية الذيل. على أن نظام أبياتها غير مؤتلف. وانتساق معانيها يتفاوت ويختلف. فهي كما قيل درة وآجره. وقحبة وتجاورها حرة. وأولها قوله سلوا آل نعم بعدنا أيها السفر ... أعندهم علم بما صنع الدهر تصدى لشت الشمل بيني وبينها ... فمنزلي البطحا ومنزلها القصر وإني ونعماً لاهيين 3 فغالنا ... فشلت يد الدهر الخؤون ولا عذر فوالله ما مكر العدو كمكره ... ولكن مكراً صاغه فهو المكر هذا البيت ساقط جداً ويتلوه ما بعده فقولاً لأحداث الليالي تمهلي ... ويا أيها ذا الدهر موعدك الحشر سلام على ذاك الزمان وطيبه ... وعيش تقضى لي وما نبت الشعر فتلك الرياض الباسمات كان في ... عواتقها من سندس حلل خضر هذا البيت ملحون القافية إذ صوابها النصب لأنها صفة لحلل وهي اسم كان والظرف المقدم خبره رجع تنضد فيها الاقحوان ونرجس ... كأعين نعم إذ يقابلها الثغر كان غصون الورد قضب زبرجد ... يحال من الياقوت أعلامها الحمر إذا خطرت في الروض نعم عشية ... تفاوح من فضلات أردانها العطر وإن سحبت أذيالها خلت حية ... إلى الماء تسعى ما لأخمصها أثر هذا من قبيح التشبيه على ما فيه من الخلل كساها الحمال اليوسفي ملابساً ... فأهون ملبوس لها التيه والكبر فكم تخجل الأغصان منها إذا انثنت ... وتغضي حياء من لواحظها البتر لها طرة تكسو الظلام دياجياً ... على غرة إذ أسفرت طلع الفجر وصحنان خد أشرقا فكأنما ... مصابيح رهبان أضاء لها الدهر هذا البيت ملحون أيضاً إذ صوابه وصحنا خد بحذف نون التثنية لمحل الاضافة وفيه تشبيه المثنى بالجمع وقافيته مردوفة بخلاف ما قبله وما بعده وهو من السناد الذي هو من عيوب الشعر وجيد من البلور أبيض ناعم ... كعنق غزال قد تكنفها الذعر ونحر يقول الدر أن به غنى ... عن الحلى لكن بي إلى مثله فقر وحقان كالكافورتين علاهما ... من الند مثقال فندبى الصبر رويدك يا كافور إن قلوبنا ... ضعاف وما كل القلوب هي المصر ادخل لأم التعريف على مصر وهي ... علم للبلدة المشهورة وهو غير جائز بدا القد غصناً باسقاً متأوداً ... على نقوى رمل يطوف به نهر تكاد تقد الخصر من هيف به ... روادفها لولا الثقافة والهصر لها بشر مثل الحرير ومنطق ... رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر هذا البيت من قصيدة ذي الرمة المشهورة وقد انتحل من غير تنبيه على ذلك رأتني سقيماً ناحلاً والهابها ... فأدنت لها عوداً أناملها العشر

بدر الدين محمد بن سليمان أبو فاضل المرهبي اليمني

وغنت ببيت يلبث الركب عنده ... حيارى بصوت عنده يرقص البر أراد بالبر خلاف الفاجر إذا كنت منظوراً فلا زلت هكذا ... وإن كنت مسحوراً فلا برىء السحر فقلت لها والله يا ابنة مالك ... لما شفنى إلا القطيعة والهجر رمتني العيون البابليات أسهماً ... فاقصدني منها سهامكم الحمر فقالت وألقت في الحشا من كلامها ... تأجج نار أنت من ملكنا حر فوالله ما أنسى وقد بكرت لنا ... بإبريقها تسعى بها القينة والبكر تدور بكاسات العقار كأنجم ... إذا طلعت من برجها أفل البدر نداماي نعم والرباب وزينب ... ثلاث شخوص بيننا النظم والنثر على الناي والعود الرخيم وقهوة ... يذكرها ديناً لأقدامنا العصر فتقتص من ألبابنا ورؤسنا ... فلم ندر هل ذاك النعاس أم السكر يريد أن هذه القهوة عصرناها بأقدامنا فاقتصت من رؤوسنا وهو معنى حسن إلا أنه ضعف التركيب غبر في وجهه وهو من قول أبي نواس عاقرتم معقورة لو سالمت ... شرابها ما سميت بعقار ذكرت حقاً يدها القديمة إذ غدت ... صرعى تداس بأرجل العصار ورنت لهم حتى انتشوا وتمكنت ... منهم فصاحت فيهم بالثار وإنما نبهت على ذلك كله لأن بعض أهل العصر يغالي في استحسانها زاعماً أنها من أعلى طبقات الشعر وليس الأمر كما توهم ولا حاجة بنا إلى اثبات جميعها ومن مديحها قوله مليك له سر خفي كأنما ... يناجيه بالغيب ابن داود والجفر فإن كذبوا أعداء زيد فحسبه ... من الشاهد المقبول قصته البكر ليالي إذ جاء الحصي وأكثروا ... أقاويل عني ضاق ذرعاً بها الصدر فأيقظه من نومه بعد هجعة ... من الليل بيت زاد فخراً به الشعر كأن لم يكن أمر وإن كان كائن ... لكان به أمر نفاذ لك الأمر وفي طي هذا عبرة لأولي النهى ... وذكر لمن كانت له فطنة تعر يشير بذلك إلى ما وقع للشريف المذكور وهو أن سلطان الروم وجه خادماً خصياً من أعاظم خدامه إلى مكة المشرفة وأمره بالقبض على الشريف وتقييده وأن يأتي به إليه وشاع اخبر بذلك فلما بلغ الشريف قلق واهتم فسمع في بعض الليالي هاتفاً ينشد هذا البيت كأن لم يكن أمر وإن كان كائن ... لكان به أمر نفاذ لك الأمر فلم يصل الخادم إلى وادي فاطمة حتى وافى البريد يخبر موت السلطان والأمر بعدم التعرض للشريف بمكروه فعد ذلك من غرائب الوقائع والله أعلم بدر الدين محمد بن سليمان أبو فاضل المرهبي اليمني

أحد فضلاء اليمن. وواحد أدباء الزمن. إن نثر أزري بزهر المروج. وأوفى على زهر البروج. وإن نظم أخجل جواهر العقود. وفعل بالألباب فعل ابنة العنقود. وكلامه يطرب الأسماع. ويأخذ بمجامع القلوب والأسماع. على أنه كان مغالياً بشعره. أسفا أن يقرن شعر أقرانه بشعره. وإذا ذكر معه أحد من الشعراء. قال ايقاس الفحل بالعشراء. وقد وقفت له على نثر اتبعه بنظم. نهك فيه من أدباء بلده اللحم والعظم. وهو رسالة كتبها إلى جمال الاسلام والمسلمين. علي بن المتوكل على الله أمير المؤمنين. وقد أحسن التوجيه فيها بأسماء السور. وجلا معانيها في أحسن الصور. وصورتها مولانا جمال الاسلام. وبهجة الايام. لا زالت آيات الثنا عليه منزلة. وسور المدائح لديه مجملة ومفصلة. فإن الشعراء ببابك العالي كالنمل. ولو طاب ما يخرج في أفواههم لقلت كالنحل. قد ملؤا الحجرات. وأشبهوا بأكمامهم الصافات. وبسرعة عدوهم إلى السفرة العاديات. فهم كالانعام لدى المائده. ما منهم إلا من يرى الحذر في الأطعمة. ولا يجيز الترتيل للقم البارده. قد جودوا الأكل لكنهم يرون اظهار البلع في موضع الاخفاه. ويلزمون العشا القصر والمقلاة الامالة وهذا مخالف لما عليه القراء طالما وقفوا في السفرة حيث لا يحسن الوقوف. وكم سمعت لهم عند رؤية الثريد غنة تنبىء عن معرفتهم بمخارج الحروف. يستجيدون في اللقم الادغام. ولا يقنعون من الطبائخ بالاشمام. لهم في تسهيل النجم تدقيق. وعند تفخيم الهضبات ترقيق. فأما فلان فللوغد عند صوته فخامه. ومتى أنشد قصيدة ظن السامع أنها الحاقة أو القيامه. لا يحسن العصص. ولا يجيد الفاتحة ولا المخلص. ليس له حجر إبراهيم. ولا عرفات بالطلاق والتحريم. يروم أن ينظم ما حرروه لقمان من الحكم. فيأتي من كهف خياله بقصة يونس وما لقي من الألم. فسبحان من أسرى بعقله من تلك الثياب. وصيره ضحكة بين الأحزاب. وأما فلان فما أحقه أن يتلى له الواقعه. ويرمي بجميع ما قاله في القارعه. لأن البقرة عنده انسان. وله عند الأنفال نضنضة افعوان. طالما نسجت على شعره العنكبوت. وضاقت بما قاله المنازل والبيوت. وتبرم به البلد. واستجار بالمعوذات منه كل أحد. يحب التكاثر ويبخل بالماعون. ويحضر الجمعة هو والمنافقون. وأما فلان وإن عز ببابه الغاشيه. وأعجب قاعداً بالانشاد على ركبه الجاثيه. وادعى أنه فرد العصر. وأنه لا يأتي الزمان بمثل إلى الحشر. فإنه يستعين في زخرف نظمه بالزمر. وكثيراً ما تراه لا يفرق في البروج بين النجم والشمس والقمر. فإذا رأيته يزمزم بالفتح في الكلام. ويتشبه بمحمد عليه الصلاة والسلام. فنعوذ بالله من جهل كالليل المظلم. وانسان في صورة الفيل المفلم. نعم أجمع أهل الشورى على أن يذري جميع ما قالوه في الذاريات. ويحال جوائزهم فيه على النازعات. ويؤمروا بالحج والتوبه. وأن لا يكون لهم إلى تعاطي الشعر من أوبه. ويخوفوا بالنبأ. وتتلى عليهم الأواخر من سبأ. وقد نظم المملوك قصيدة صعد بها الأعراف. وأتى فيها من أوصاف النساء بمحاسن الأوصاف. وأجاد فيها تشبيه العذار بالدخان والأرداف بالأحقاف. ووشحها بتقاصير الحكم. وعوذها من الناس بتبارك وحصنها من الجن بالقلم. وقطع في تنقيح مرسلات أمثالها شطر الدهر. واشتغل بتنميقها عن رعاية القدر في ليالي هذا الشهر. قضاء لحق نعمتك التي أحلتني الطور. وأقبستني النور. فإن تقض بالفرق بين شعري وشعرهم فكرتك الممتحنة. وتحقق أن فضل قافيتي على قوافيهم كالضحى مردوفة بالبينة. وتميز بين النظمين بالتباين. وإلا وقع في المعارج التغابن. وربما قطعت عليهم النشيد. وبرزت في الصف شاكاً في الحديد. لا زال النصر قرين لوائك. والزلزلة في بيوت أعدائك. وتبت يدا معاديك. وقر بالاخلاص قلب مواليك. والقصيدة الموعود بها هي هذه أما آن أن ترقي الجفون السواجم ... وتقصر هاتيك القلوب الهوائم وقد سمعت زهر النجوم دعايتي ... وملت مناجاتي لهن الحمائم إلى الله حتى البرق أعداه رقة ... نحولي واعتلت لجسمي النسائم ومن حر ما ألقاه من مهيع الصبا ... غدت نسمات الحي وهي سمائم وقد ذهبت لوني يد الشوق واكتسى ... أصيل الحمى من صغرتي وهو نائم

ولولا بكاي في المعاهد سحرة ... لما سمعت للطير فيها مآثم وكم يستمد القيظ من حر زفرتي ... وتمتار من أجفان عيني الغمائم وما الرعد إلا أنه من جوانحي ... تنم بما زارته مني الحياء دم فحتام قلبي في الصبابة هائم ... وإنسان عيني في المدامع عائم خليلي كم أخفى الهوى وتذيعه ... جفون مساعي الدمع فيها النمائم ولم أر مثل القلب عوناً على الهوى ... تشب به نار الجوى وهو كاتم وفي كبدي من حب اسما جراحة ... تعز على الأسى فيها المراهم وإن شفائي ما استدار نطاقها ... عليه وما ضمنته منه المباسم ودون لقاء أسماء من بأس قومها ... سباسب ما سارت عليها المناسم ومن ذا على خوض المهالك مسعدي ... وقد قل في هذا الزمان المسالم أخلاي طرا حاسد ومفند ... وقال ومغتاب وواش ولائم سقى تلعات الجزع فالشط فاللوى ... فسفح النقا سار من المزن ساجم مغان قضت فيها الشبيبة حقها ... سروراً وغصن اللهو ريان ناعم ولي بين هاتيك المعاهد ظبية ... تبات حواليها الليوث الضراغم من الهيف نعساء النواظر طفلة ... لها السمر والبيض الرقاق تمائم تنام فلم يلمم بها الطيف غرة ... بفحش ولم يحلم بها قط حالم ترى علمت أني بها الدهر مغرم ... وأن فؤادي في الصبابة هائم وإن لقلب لوعة يستثيرها ... إذا هدأت جنح الظلام الهمائم لئن درست تلك المعاهد أو عفت ... فلم تعف من شهوى إليها معالم وأن زماناً قد قضت لي صروفه ... بفرقة هاتيك الديار لظالم وهل جاز لي أرض عن الدهر أواري ... به ضاحكاً والفضل غضبان واجم ومالي لا أشكو الزمان وقد هوت ... بأهل النهى أحقاده والسخائم يحار ذا ما سيل لم أخصب الفتى ... جهولاً ولم أكدى بها وهو عالم وما هي إلا حكمة دون فهمها ... فلاة مطي العقل فيها روارم تقاصرت الأوهام عنها كأنما ... عليها لتضليل العقول طلاسم وأسلم شيءٍ أن يقال بأنها ... حظوظ قضى الباري بها ومقاسم ألم ترني أستنهض الجد عاثراً ... وأستنطق الأقدار وهي أعاجم وأستنجح الأيام وهي حوائل ... وأستمطر الأنواء وهي حوائم وذنبي أن في البلاغة صادح ... وغيري في أسر الفهاهة باغم وفي الناس من يستقصر الشعر رتبة ... وما الناس لولا الشعر إلا بهائم فبي ختمت رسل الفصاحة وانتهت ... إلى ابن أمير المؤمنين المكارم فتى يسعد الآمال والفضل عنده ... وتشقى القنا في كفه والدراهم بمن ذا من الأجواد يوماً أقيسه ... وقد جاز في مسعاه كعب وحاتم أنال الخراد البيض وهي كواعب ... وأعطي عتاق الخيل وهي كوائم غدا حاكماً شرق البلاد وغربها ... وآمالنا فيما حواه حواكم يجل صغير الأمر في عين غيره ... وتصغر في عينيه منه العظائم أنيطت به الأحكام طفلاً وأنها ... تمائم مخصوص بهن الأكارم نديماه يوم السلم شعر وعالم ... وخدناه يوم الروع رمح وصارم ترج نداه المغني وهو نافع ... ولذ بحماه أمناً وهو عاصم تخيلته في الدست بدراً متوجاً ... ولكنه في السرج ليث ضيارم رسائله السمر العوالي إلى العدا ... وكم حمدت سمر العوالي العوالم إذا سارا قذى مقلة الشمس عثيراً ... وروعت الجوازا به والنعائم وسد الفضا الرحب بالخيل والقنا ... وضاقت به أنجاده والتهائم

الأديب صارم الدين إبراهيم بن صالح المهتدي الهندي اليمني

وأدلج في ليل من النقع مظلم ... كواكبه فيه الظبا واللهازم له كل يوم غارة ينتجي بها ... أساطين من باس العدا ودعائم فتنفعل الاشيا له قبل كونها ... ويهزم من بعد إذا قيل قادم فأراؤه تردي أعاديه لا القنا ... وصولته تغتالهم لا الصوارم وذا حال من يعنا الاله بشانه ... يعاد القضا في أمره وهو نائم ويسعده برجيس فيما يرومه ... ويمسى بهرام عليه يصادم أبو الحسن الراقي من المجد منصباً ... نسيف الخوافي دونه والقوادم وأكرم من ترجى المطايا لبابه ... وترسم في البيدا ثناه الرواسم ترحل شهر الصوم عنا فأعلنت ... عليك المبادي بالثنا والخواتم ولو كان معني الصوم شرعاً موافقاً ... له لغة ما قيل أنك صائم لأنك لا تفنك بالخير آمراً ... وكفك فيها للنوال مزاحم لقد جردت منك السماحة مرهفاً ... تجذبه للعس عنا غلاصم وبحر نوال كلما غب زاخراً ... رأيت بحار الأرض وهي كظائم إذا لم أشم في المحل برق غمامه ... فإني لبرق العرف منك لشائم وإن لاح وجه الأرض في الجذب عابساً ... فإن ثغور الجود منك بواسم وهاك ثناء أبرزته قريحتي ... كما أبرزت زهر الرياض الكمائم وما كل شعر يشبه الدر نظمه ... فما الدر إلا ما أنا فيك ناظم بقيت بقاء الشمس في أفق العلا ... يرجيك مظلم ويخشاك ظالم ولا زلت مخدوماً لك الفلك الذي ... عليه مدار الأمر والسعد خادم فلا تحرم الأقدار ما أنت رازق ... ولا ترزق الأقدار ما أنت حارم الأديب صارم الدين إبراهيم بن صالح المهتدي الهندي اليمني هندي الأصل عربي اللسان. اتكأته البلاغة على رفرفها الخضر وعبقريها الحسان. أعرب بمقاله وما أعجم. وأقدم بصارم قاله وما أحجم. فلو أدرك عصره صاحب اللواء الكندي. لقال خذوا حذركم قد سل صارمه الهندي. دخل والده اليمن فمن الله عليه بالاسلام. وقادته العناية الأزلية إلى دار السلام. ونشأ ولده هذا بالقطر اليماني. فبلغ من غلة العرب أقصى الأماني. والمرء من حيث نما. لا من حيث انتمى. وقديماً ما قال الرستمي. يفتخر وينتمي إذا نسبوني كنت من آل رستم ... ولكن لساني من لؤي بن غالب ولم يزل يصدح ويمدح. ويقدح ويكدح. حتى عب عبابه. وخلص من القشر لبابه. وشعره مجمع بين الرقة والجزاله. فهو عرين أسد وكناس غزالة. وقفت له على قصائد مدح بها ملوك اليمن. وسادات الزمن. أطنب فيها وأسهب. وأورى زناد بلاغته فيها وألهب. فمنها قوله مادحاً امام اليمن إسمعيل المتوكل على الله وهي قوله نعم ما لريات الحجول ذمام ... وما لعهود الغانيات دوام أغر إلى م البرق عندك خلب ... وحتام سحب الوصل منك جهام تقلص ظل من وفائك سابغ ... ظليل وعاد الري وهو أوام تخذت القلى والصد والبعد حسبة ... مللت ولا أن الملال سلام وتلك لعمري في الحسان سجية ... وللشيح في المامهن لزام ولكنه في حقه ممدح ... وحلال أما في الرجال حرام قصارى جمال الغيد وجد ولوعة ... لها بين أثناء الحشا ضرام تعصيت حتى ما لمضناك حصة ... من الوصل إلا من رناك سهام حسبت بأن الحسن باق ورما ... غدا نبعه يا غر وهو تمام وكل شباب بالمشيب مروع ... وإن لم يرعك الشيب راع حمام ألم تعلمي أن المحاسن دولة ... يزول إذا زالت جوى وغرام ولو دامت الدولات كانوا لغيرهم ... رعايا ولكن ما لهن دوام

إذا ازددت بعداً أو أظلت تجنياً ... رحلت وجسمي لم يذبه سقام وما فضل رب السيف إن فتكت به ... جفون كليلات المضاء كهام أينصبن لي من هدبهن جآلة ... وهل صيد في فخ الغزال همام ولي همة لا توطئها صبابة ... وحزم فتى بالخسف ليس يسام وعزمة ندب لا يذل فؤاده ... وجانب حر لن تراه يضام هيامي في نهد أقب مطهم ... إذا القوم في نهد المليحة هاموا ولم يك عندي غير كتب نفيسة ... تروق وإلا ذابل وحسام ولي قلم كالصل أما لعابه ... فسم وأما نفثه فمدام وإن رامني الدهر الخؤون بحادث ... فلي من أمير المؤمنين عصام امام الهدى اسمعيل أفضل قائم ... به لاح بدر الحق وهو تمام امام عظيم السر أما نهاره ... فصوم وأما ليله فقيام رياض الأماني في حماه نضيرة ... وسحب الندى من راحتيه سجام وفي سرحه حوض لمرواه منزع ... نمير يمير الناس منه غمام وكم ملكت حرا جوادي هباته ... ببيض أيادي حولهن ركام وطوق أعناق الملوك فكلهم ... له بأغاريد الثناء حمام أخو الصدقات الدائمات صلاتها ... مساع وأيد في النوال جسام وذو الخلوات اللاء يصعد أمرها ... عليها لأملاك السماء زحام تحمد سر المصطفى بسريرة ... وسيرة عدل لا تكاد ترام وصح به الدين الحنيفي مهجة ... وأتمك منه غارب وسنام تدفق بحر العلم في طي صدره ... أوادي لج درهن تؤام هو الجادة العظمى إلى الله فاعتمد ... عليه ويمم فالامام امام لقد قام بالحق المبين بدعوة ... قياماً له شرع النبي قيام اماماً خطيباً ليس إلا مشطباً ... ومنبره يوم الكريهة هام ولاح بأفق الرشد شمساً منيرة ... به انجاب جنح الغي وهو ظلام وجر ذيول الخيل وهي عوابس ... وقام زمام الجيش وهو لهام وقد غبر السبع السموات نقعه ... فظلت سماء الأرض وهي قتام وزينها منه نجوم أسنة ... مجرتها بيض لهن ضرام ووسع أكناف الهدى بصوارم ... لهن بأحشاء الضلال كلام إليك أمير المؤمنين قد انبرت ... وللمدح فيها روضة وكمام أتتك بطرس خف حملاً وربما ... تصدع منه يذبل وشمام وفي قلبها من فرط بعدك لوعة ... وللعتب فيها شرهة وغرام وقد أرسلت أمثال عقل وحكمة ... وأمثالها في الخافقين عقام مصدقة في ذكر مجدك أنها ... لعمر أبي فيما تقول حذام وكم سامها ملك سواك ورامها ... وهيهات أكفاء المديح كرام فهلا قضى منك الفخار برعيها ... عليك صلاة جمة وسلام وها مقل الآمال نحوك شخص ... قد استيقظت دهراً وليس تنام ولي همة عن قصد غيرك في الورى ... ترفع منها جانب ومقام فعطفاً أمير المؤمنين ورقة ... فإنك للغر الكرام ختام وله أيضاً يمدح أمير المؤمنين المهدي لدين الله السيد أحمد بن الحسن بن أمير المؤمنين المنصور بالله القاسمي. دع العز وقم بالله مجتهداً ... وابشر فعقد الهنا باليمن قد نضدا وأمدد يداً منك للرضوان بيعتها ... إن الخلافة قد مدت إليك يدا

أن يمض بعد محاق بدرها فلقد ... طلعت في أفق الاسلام شمس هدا أن يغمدوا في قراب الرمس مرهفها ... فإن مرهفك الهندي ما غمدا هزت إليك بنود طالما خفقت ... على اللواء لواه بالثنا عقدا فانهض بأعبائها العظماء نهضة من ... يهد حدى مزايا مجده أحدا قم واعتصم بعرى الجبار ملتفتاً ... إلى راضه ودع من قام أو قعدا أنت الذي رمز الجفر الخفي لنا ... من الحقيقة ما في سره جحدا هل تجحد الشمس إن الشمس واضحة ... هل يجحد البحر من للبحر قد وردا لدعوة القائم المهدي قد وضحت ... طرق الرشاد وعادت مهيفاً جددا صدر الخلافة مثلوج ببيعته ... من بعدما كاد يشكو البث والكمدا فحل عنك بنيان الطريق وجز ... بهدية الجادة العظمى تصب رشدا عنت له رؤساء الدين وابتدرت ... لما دعا غدا الاجماع منعقدا بنو أبيه بنو العم الذين سعوا ... إلى مراضيه معدودون في السعدا فيا بني القاسم انتالوا إليه إذا ... ما رمتموا أن تطولوا في الأنام يدا واجمعوا أمركم كي يستديم ولا ... تفرقوا فتثيروا حسداً وعدا وسارعوه ولبوا نحو دعوته ... فالله للقائم المهدي قد عضدا العالم العامل القوام في غلس ... والشهب تسهو وطرف النجم قد رفدا هل مثل ماضيه ما بين الصفوف إذا ... ما صلت البيض والخطي قد سجدا هل مثله وبنو العرفان قد بهتوا ... والمشكلات ترد الأذكيا بلدا هل السحابة تحكى صوب أنمله ... إذا همى بنوال يفرق البلدا ألم يكن بأسه المخشي دونكم ... كم راع في الروع عن يعفوركم اسدا بأس يهاب بأرجاء العراق وفي ... موارد النيل والأكناف من صفدا لولا قوائم بيض من صوارمه ... لم يرفعوا للسموات العلى عمدا ولا محياه لم يرفع لكم قمر ... على الورى في مراقي العز قد صعدا هو المعد لدفع النائبات بكم ... إذا الملمات فتت منكم العضدا هو الوفي لما يرجاه من أدب ... جوداً وكم خولتنا راحتاه يدا بر رحيم بحال المؤمنين وكم ... يحنو عليكم حنو الوالد الولدا تيقظوا واعرفوا نهج الصواب به ... فالناس ما بين أحساب وبين عدا وفي الرسالة من قاضي القضاة لنا ... أدلة ليس تخفى منكم أحدا هذا الامام امام المسلمين معاً ... هذا المشقق من أرماحكم أودا خذها إليك أمير المؤمنين فما ... يهدى لمثلك إلا الحلة الزردا أنت المجد للدين الحنيف وما ... رثت مبانيه لكن شدتها جددا بك الخلافة قد عادت محاجرها ... بخلا وكانت لعمري تشتكي الرمدا مدت منابرها الأجياد حامدة ... ألقابك الغر إذا هدت لك الجيدا تكاد أعوادها يورقن مايسة ... بذكر اسمك للعدل الذي وجدا جاءت تجر ذيولاً من غلائلها ... قد ألبست من نسيج المكرمات ردا أحرزتها بصداق يستفيض له ... في الأرض بحران لكن من ندا وجدا لو أنها غازلتها عين ذي مرح ... لغرها النوم واعتاضت به السهدا حسمت بالباس خلطاً في جوانحها ... قد كان ينبت بؤساً في الأنام ودا لولاك كان ضرام الشر ملتهباً ... لكن بالرأي إن وبخته خمدا من أعظم الخطب إن أودى الخليفة ... إسمعيل أفضل من زكى ومن عبدا فقمت إذ كاد يعرو الاضطراب به ... روعاً ففر قتار للهدا وهدا

ما كاد أن يدلهم الخطب معتكراً ... حتى طلعت بوجه الرشد متقدا وزدت طخيه ديجور المخاف فعن ... حزن وسهل رعا سرحانه النقدا يشد أزرك ذو العليا أبو حسن ... ناهيك ناهيك منه فارساً نجدا محمد المتقي المختار عنصره ... من أحمد بحميد السعى قد حمدا وصنوك الماجد البر الصحيح تقي ... نجل الخليفة تلو الغاديات ندا إليك أزمع من صنعا في فئة ... من فتية العلم تبغي الحق والرشدا ومن يرد أن يكون الحق متضحاً ... ومن يساوي ببحر خضرم ثمدا فدم وهز قناة للهنا ثنيت ... فقد تثنى بك الاسلام وانفردا وصل ونول تصحح للقلوب ولا ... في الود وأجر على العهد الذي عهدا وله أيضاً يحرضه على نجاز أمر الخلافة ليلة عيد الفطر سنة 1089 هل الرسل الأذبل وعراب ... وهل غير بيض المرهفات كتاب ولا خاطب إلا على منبر الطلا ... غزارة فضل واضح وخطاب صفيحة ماض لا صحيفة راقم ... طلاها وهل يتلو السيوف قراب أجبها أمير المؤمنين وافتها ... فقد سألت والمشرفي جواب ترى ما عسى الأقوام يبغون دون ما ... دعوت إليه إن ذا لعجاب هو الفضل إلا أن تقام شريعة ... وتأمن سبل للهدى وشعاب وهل غير فرقان النبي محمد ... وسنته الغرا فأين ذهاب ترى وجبت بالنص فيهم لقاسم ... لفرط اشتياق عند ذاك يجاب بلى دون ما ظنوه كل ثنوفة ... سحالف لم يعسل بهن ذئاب هو البر إلا أنهم وسعوا به ... مسالك ما يرجون منه فخابوا واطروا به اطراء عين مشرع ... وما ليس يرضى الشرع فيه سباب على أنه الحبر الخشوع تعبداً ... أمن بعد محراب يكون حراب لقد خدعوه واستلانوا قناته ... ومال به غي بهم وشباب وقد يخدع الحر الكريم سجية ... إذا راوغته أسرة وصحاب دعوت إلى الدنيا بما يظهرونه ... إلى طلب الأخرى وذاك كذاب وعند من يرجو رضى الله فتنة ... تثار وهل إلا إليه إياب فحقق ذوي التقميص يا قاسم العلى ... فثم ذئاب فوقهن ثياب أجلك قدراً أن تصيح لرايهم ... فقد وقدت حرب وثار لهاب لقد أحسنوا أمر التفرق فيكم ... وجالوا بدهماء الثراء وجابوا وشقوا عصى الاسلام والدين جامع ... وأنتم على سر النبي صلاب وقد رقش الأقوال منهم عصابة ... ولله دين ما عليه حجاب أعد نظراً في أمرهم متيقظاً ... تجد قيعة فيها الخليج سراب ويا أيها المهدي الامام أصح لها ... فما بعدها للناصحين خطاب واحرص على هذي الخلافة أنها ... العروس وما غير الدماء خضاب فيطالما حالت بحقن دمائهم ... ولكن رؤوس أينعت ورقاب تراموا على حب الرئاسة غرة ... وثم مواب دونها وهضاب مهالك يصخب بها الذئب نفسه ... ولا طار فيها بالجناح غراب به حاولوا نيل المزايا وأملوا ... جوامع ما يبغونه وأصابوا وقد ملكوا الدنيا لديك وأحرزوا ... بطاعتك الأخرى وصح مثاب دعوتهم نحو الهداية مشفقاً ... عليهم وماء الود ليس يشاب فظنوك سلما عند ذاك وما دروا ... روابض أسد تتقى وتهاب ألا فادعهم والمرهفات معاتباً ... فما غيرها للمارقين عتاب

على السيف أسس ما بنيت فكلما ... شددت على أس الوداد خراب دعى المصطفى دهراً إليه فلم يجب ... وقد لان منه جانب وخطاب وقالوا له أما خوارق آية ... فسحر وأما ما تلا فكذاب فلما دعى والسيف صلت بكفه ... به آمنوا واستسلموا وأنابوا على السيف خيل الله سر رعيلها ... وجهز جنود الله حيث تتاب وسر ذوي الرايات أعلام حاشد ... فهيهات أن ينسد دونك باب وصل ببكير فتية الحرب إنهم ... عرانين أسد ماجدون نجاب امام الهدى أجرر ذيول جيوشها ... همام له السيف المشطب ناب أبا حسن ضغم الدسيقة من له ... مضاء إلى ما يبتغي وغلاب محمد الريبال صفوة أحمد ... أبا طالب من لم ترعه صعاب واعقد لواء النصر والطير عكف ... كلاها ففيها في المكر عقاب إذا قدحت شهب الفوارس في الظبا ... جماراً وقد أورى الزناد ضراب هنالك تلقى الحق أبلج وأضحا ... وللشمس من نسج العجاج نقاب فصل ببني العم الذين دعوتهم ... بداعيك في دين الهدى وأجابوا ولم تفد الدنيا خرائم عيسهم ... ولكن طابوا مشرعاً فأطابوا من الصفوة اسمعيل قدس سره ... لهم جيبئة نحو التقى وذهاب وحسبك عز المكرمات محمد ... فتى ليس للدنيا لديه حساب على أنه قاض بما يستحثه ... إلى الدين منها لم يرعه مصاب وصل بعلي منهم تلق سيداً ... له نهج ملك في الفخار صواب هو الخاطب المنطيق ذو القلم الذي ... كمرهفة البتار ليس يعاب ببائس يقد الصلد عند نفوذه ... وجيش له موج الحتوف شراب وعجم حسيناً تلق قدح كنانه ... ينال بها مرمى العلى ويصاب هو الأسد المقدام عند نزاله ... ولكنه عند النوال عباب سرى وهلال العيد يهدي لطرفه ... من التبر سرجاً والسماك ركاب جواد كان الشهب منها قلائد ... عليه ومن جنح الظلام أهاب ولا تنس منهم أحمداً بشهاده ... فذلك طود شامخ وهضاب هو المرهف الماضي الفرند وإنما ... حواه من العلم الرسوخ قراب ولله من آل الحسين بن قاسم ... موارد في الدين الحنيف عذاب وحسبك منهم أحمد بن محمد ... له نسب في المكرمات قراب له العسكر المجر المثير نقعه ... سعيراً بقطر الغرب منه لهاب يسابق عيد الفطر بالنحر ذابحاً ... كباش العدى مذ ناوشوه ونابوا أطاعتك أكناف الأقاليم عن يد ... فما حجر في هنوم وتراب وأرجو لأبناء المؤيد فتية ... يكون لها نحو السداد مآب ولا تنس يحيى بن الحسين فإنه ... هو البدر إن قلنا سواه شهاب وصل ببني القادات من آل قاسم ... بسيف يروع الليث منه ذئاب أجل وبنيك الشامخين سياده ... لها فوق أفلاك النجوم قباب وناهيك سيف الله منهم محمد ... هزبر له بين الأسنة غاب يحاذره المريخ باساً وسطوة ... له نوب الدهر الخؤون تناب وهل للحسين القسوري منابذ ... وشم الصياصي من سطاه تراب همام له كهف الخلافة غاية ... وفي كل قطر من نداه سحاب ورع بعلى ما قذفته من الذرى ... ففيه لأفيال الجبال عقاب يصرّف رمحاً للطعان كأنه ... إذا ما رمى بوح الدلاص جناب

هو البارز طوراً والغضنفر تارة ... تظل لديه الأسد وهي سقاب إليك أمير المؤمنين معدة ... لها بين مصر والصعيد ركاب وقد نفعت من نبغ عزمك أسهماً ... لهنّ بأثناء العراق رقاب وما خصصت ترويعها بشهادة ... فكم دار منها في الثغور لعاب مزاياك هالتها لفرط ظهورها ... وهل تحمل البحر الخضم رياب فدم وأمر الأسياف تعمل بحكمها ... فقد طاب أعذار وطاب عتاب وله أيضاً حين دخل الامام المسجد فوقع قنديل من القناديل بمجرد دخوله فتشاءم الامام من ذلك فأنشده في ذلك الوقت لا تعجبوا إذ غدا القنديل منكسراً ... فما عليه أهيل الفضل من حرج رأى الامام كشمس عند مطلعها ... وعند شمس الضحى لاحظّ للسرج القسم الرابع في محاسن أهل العجم والبحرين والعراق وايراد ما رق من لطائفهم وراق وفيه فصلان الفصل الأول في محاسن أهل العجم الأمير محمد باقر بن محمد الشهير بالداماد الحسني طراز العصابة. وجواز الفضل سهم الاصابة. الرافع بأحاسن الصفات أعلامه. فسيد وسند وعلم وعلامه. اكليل جبين الشرف وقلادة جيده. الناطقة السن الدهور بتعظيمه وتمجيده. باقر العلم وتحريره. الشاهد بفضله تقريره وتجريره. ووالله إن الزمان بمثله لعقيم. وإن مكارمه لا يتسع لبثها صدر رقيم. وأنا بريء من المبالغة في هذا المقال. وبر قسمي يشهد به كل وامق وقال وشعر وإذا خفيت على الغبيّ فعاذر ... أن لا تراني مقلة عمياء إن عدت الفنون فهو منارها الذي يهتدى به. أو الآداب فهو مؤملها الذي يتعلق بأهدابه. أو الكرم فهو بحره المستعذب النهل والعلل. أو النسيم فهو حميدها الذي يدب منه نسيم البرء في العلل. أو السياسة فهو أميرها الذي تجم منه الأسود في الاجم. أو الرياسة فهو كبيرها الذي هاب تسلطه سلطان العجم. وكان الشاه عباس أضمر له السوء مراراً. وأمر له حبل غيلته امراراً. خوفاً من خروجه عليه. وفرقاً من توجه قلوب الناس إليه. فحال دونه ذو القوة والحول. وأبى إلا أن يتم عليه المنة والطول. ولم يزل موفور العز والجاه. مالكاً سبيل الفوز والنجاه. حتى استأثر به ذو المنه. وتلا بآيتها النفس المطمئنه. فتوفي في سنة إحدى وأربعين وألف من مصنفاته في الحكمة القبسات. والصراط المستقيم والحبل المتين. وفي الفقه شارع النجاه وله حواش على الكافي في الفقه والصحيفة الكاملة وغير ذلك ومن انشائه البديع الاسلوب. الأخذ بمجامع القلوب ما كتبه إلى الشيخ بهاء الدين مراجعاً رحمهما الله تعالى لقد هبت ريح الأنس. من سمت القدس. فأتتنى بصحيفة منيفة كأنها بفيوضها. بروق العقل بوموضها. وكأنها بمطاويها. أطباق الأفلاك بدراريها. وكان أرقامها بأحكامها. أطباق الملك والملكوت بنظامها. وكان ألفاظها برطوباتها. أنهار العلوم بعذوباتها. وكان معانيها بأفواجها. بحار الحق بأمواجها. وأيم الله أن طباعها من تنعيم. وأن مزاجها من تسنيم. وأن نسيمها لمن جنان الرمضوت. وأن رحيقها لمن دفاق الملكوت. فاستقبلتها القوى الروحية. وبرزت إليها القوة العقلية. ومدت إليها فطنة صوامع السر أعناقها من كوي الحواس وروزاة المدارك وشبابيك المشاعر وكادت حمامة النفس تطير من وكرها شغفاً واهتزازاً. وتستطار إلى عالمها شوقاً وهزازاً. ولعمري لقد ترويت. ولكني لفرط ظمائي ما ارتويت شربت الحب كاساً بعد كاس ... فما نفد الشراب ولا رويت

الميرزا بن الميرزا إبراهيم الهمداني

فلا زالت مراحمكم الجلية. مدركة للطالبين. بأضواء الأعطاف العلية. ومروية للظامئين بجرع الألطاف الخفية والجلية. ثم أن صورة مراتب الشوق والاخلاص التي هي وراء ما يتناثر ما لا يتناهى أظنها هي المنطبعة كما هي عليها في خاطركم الأقدس الأنور الذي هو لأسرار عوالم الوجود كمرآة مجلوه. ولغوامض أفانين العلوم ومعضلاتها كمصفاة مطحوه. وأنكم لأنتم بمزيد فضلكم المؤملون لامرار المخلص على حواشي الضمير المقدس المستنير. عند صوالح الدعوات السانحات في مينة الاستجابة. ومظنة الاجابه بسعد الله ظلالكم. وخلد مجدكم وجلالكم. والسلام على جنابكم الأرفع الأبهى. وعلى من يلوذ ببابكم الأسمى. ويعكف بفنائكم الأوسع الأسنى. ورحمة الله وبركاته أبداً سرمداً. ومن غريب رسائله رسالته الخليعه. وهي مما يدل على تاله سريرته. وتقدس سيرته. وصورتها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد كله لله رب العالمين. وصلاته على سيدنا محمد وآله الطاهرين. كنت ذات يوم من أيام شهرنا هذا وقد كان يوم الجمعة سادس عشر شهر رسول الله شعبان المكرم لعام ثلاث وعشرين وألف من هجرته المقدسة في بعض خلواتي اذكر ربي في تضاعيف إذكاري وأورادي باسمه الغني فاكرر يا غني يا مغني مشددها بذلك عن كل شيء إلا عن التوغل في حريم سره والامحا في شعاع نوره وكان خاطفة قدسيه قد ابتدرت إلي فاجتذبتني من الوكر الجثماني ففككت حلق شبكة الحس وحللت عقد حبالة الطبيعة وأخذت أطير بجناح الروح في وسط ملكوت الحقيقة وكأني قد خلعت بدني. ورفضت عدني. ومقوت خلدي. ونضوت جسدي. وطويت اقليم الزمان وصرت إلى عالم الدهر فإذا أنا بمصر الوجود بجماجم أمم النظام الحملى من الابداعيات والتكوينيات والالهيات والطبيعيات والقدسيات والهيولانيات والدهريات والزمنيات وأقوام الكفر والايمان وارهاط الجاهلية والاسلام من الدارجين والدارجات والغابرين والغابرات. والسالفين والسالفات. والعاقين والعاقبات. في الازال والاباد بالجملة آحاد مجامع الامكان ودارت عوالم الامكان بقضها وقضيضها وصغيرها وكبيرها بإثباتها وبإبدائها حالياتها وافياتها وإذا الجميع زفة زفة وزمرة زمرة يجذبهم قاطبة معاملون. وجوه ما هياتهم شطر بابه سبحانه شاخصون بأبصار نياتهم تلقاه جنابه جل سلطانه من حيل لا يعلمون. وهم جميعاً بالسنة فقر ذواتهم الفاخرة والسن فاقة هوياتهم الهالكة في صحيح الضراعة وصراخ الابتهال ذاكروه وداعوه ومستصرخوه ومنادوه يا غني يا مغني من حيث هم لا يشعرون. فطفقت في تلك الضجة العقلية. والصرخة الغيبية. اخر مغشياً على وكدت من شدة الوله والدهش أنسى جوهر ذات العاقلة وأغيب عن بصر نفسي المجردة وأهاجر ساهرة أرض الكون وأخرج من صقع قطر الوجود راساً إذ قد ودعتني تلك الخلسة الخالسة حيناً حيوناً إليها وخطفتني تلك الخطفة الخاطفة تائقاً لهوفاً عليها. فرجعت إلى أرض التيار. وكورة البوار. وبقعة الزور. وقرية الغرور تارة أخرى. هذا منتهى الرسالة المذكورة والله سبحانه أعلم. الميرزا بن الميرزا إبراهيم الهمداني برهان العالم القاطع. وقمر الفضل الساطع. ومنار الشريعة ومنير جمالها. ومحقق الحقيقة ومفصل اجمالها. وجامع شمل العلوم وناسق نظامها. ومعلي كلمة الحق ومضاعف اعظامها. المقتني نفاس جواهرها. والمجتني أزاهر بواطنها وظواهرها. ملك أعنة الفضائل وتصرف. وبين غوامض المسائل فافهم وعرف. وأسرى ينابيع الحكمة وفجر وبكر إلى نيل الزلفى لدى ربه وهجر. وزاد به الدين الحنيفيّ رفعة ... وشاد دروس العلم بعد دروسها وأحيا موات العلم منه بهمة ... يلوح على الاسلام نور شموسها

الحكيم أبو الحسن بن إبراهيم الطبيب الشيرازي

إلى تاله وتنسك. وتعلق بأسباب العرفان وتمسك. وعفة وزهاده. وصلاح وطد به مهاده. وعمل زان به علمه. ووقار حلى به حلمه. وبلاغة وبراعه. ثقف بها لسانه ويراعه. وأخبرني غير واحد أن سلطان العجم الشاه عباس قصد يوماً زيارة الشيخ بهاء الدين محمد فراي بين يديه من الكتب ما ينوف على الألوف فقال له السلطان هل في العالم عالم يحفظ جميع ما في هذه الكتب فقال الشيخ لا وإن يكن فهو الميرزا إبراهيم وناهيك بها شهادة بفضله. واعترافاً بسمو مقداره ونبله. وكانت وفاته سنة ست وعشرين وألف ومن انشائه الذي بلغ من البلاغة الأرب. وعجز عن الحوك على مواله مدارة العرب. ما كتبه إلى الشيخ بهاء الدين المذكور وهو الاتحاد الحقيقي يقتضي سماحة توشيج مفتتح الخطاب. وترشيج مبتدا الكتاب. بما استقر عليه العرف العام. واستمر عليه الرسم بين الأنام. من ذكر المحامد والألقاب. ونشر المزايا في كل باب. مع أن ذلك أمر كفت شهرته مؤنة التصدي لتحريره. وأغنى ارتكازه في الأذهان عن شرحه وتقريره. فلو أطلقت عنان القلم في هذا المضمار. وأجريت فلك التبيان في ذلك البحر الزخار لكنت كم يصف الشمس بالضياء. ويثني على حاتم بالسخاء. فلذلك ضربت صفحاً عن ذلك. وطويت كشحاً عن سلوك تلك المسالك. واقتصرت على الايماء إلى نبذة من عموم مديده. سلم برهان السلم عدم انحصارها. وشرذمة من غموم عديه. لا ينطبق دليل التطبيق على عشر معشارها. واكتفيت عن الاطناب في هذا الباب. بما تضمنه قول بعض ذوي الألباب. وأظنه العارف النسائي جفاى جرخ وغم دهر انجنانم كرد ... كه ازدوكس بودم حسرت ازجكر خارى يكى برانكه زراهى عدم بملك وجود ... ينامد وخبرش نيست زين كرفتارى دبكر برنكه درين خاكدان غم برور ... بخواب رفت ونكر دار زوى بيدارى نسأل الله سبحانه مفتح أبواب السرور. بقطع علائق عالم الزور وحسم عرائق دار مغرور. وتبديل الأصدقاء المجازيين. بالاخلا الروحانيين. والانزوا في زاوية العزله. والانفراد عن جلسا السوء والذله. وصرف الأوقات. في تلافي ما فات. واعداد الزاد. ليوم المعاد. فإن ذلك أعظم المقاصد وأعلاها. وأهم المطالب وأولاها. نان جوين وخرفه بشمين اب شور ... سى باره كلام حديث بيمبرى هم نسخه سرجارز علمه كه نافع است وزدين ان لغوبو على وزاز بحترى ... رين مردمان كه ديوان شياف حرز كند در كوشيه نهان شده بنشته دون برى بايك دو اشتكاه نيرزد بنيم جو ... در بيش ملك همت شان ملك سنجرى اين ان سعاد تست كه بروى حسد برد ... آب حيات ورونق ملك سكندرى وهذه لمعة من كثير. وجرعة من غدير في القلب أشياء كثيره. لا سبيل إلى تقريرها. ولا طريق إلى تحريرها. زبان حموش وليكن ذهان براز عربست هذا ولقد أوجع قلبي. وأزعج لبي. ما صرحتم من حكاية السقطة التي ألمت قدم قدوة المتأهلين. وأوهنت رجل سلطان المتولهين. لكن ألقى هاتف الغيب في بالي أن السقوط مبشر بالارتقا. والهبوط مخبر عن غاية الاعتلا. فإن القطرة لما هبطت صارت لؤلؤه والحبة لما سقطت على الأرض صارت سنبله. مع أن المصيبة والابتلا. موكل بالانبيا ثم الأوليا. فيجب الشكر على التشبه بهم. والتهنئة بالانخراط في سلكهم. تهنيت جزدر مصيبت بيش ما عيب است ... عيب عيد رادر مارسم مبارك بادنيست ثم نسأل الله تعالى التوفيق لانتظام الأحوال وتحقيق الآمال هذا وابلاغ السلام إلى ثمرات دوحة السيادة والنقابه. وأغصان شجرة الامامة والنجابه. بلغهم الله أرفع معارج الكمال مأمول مسئول والسلام عليكم أولاً وآخراً. وباطناً وظاهراً الحكيم أبو الحسن بن إبراهيم الطبيب الشيرازي

الحكيم الآسي. والطبيب النطاسي. المديد الباع. المشيد الرباع. فارس حكماء فارس. المحيي من آثار الحكمة كل عارف ودارس. بلغ على فتا سنه ما لم يبلغه المشايخ الكبار. وبرع في فن الطب براعة لا يشق لها غبار. فلو أدركه الشيخ الرئيس. لقضى له بالرئاسه. أو ابن النفسي. لقال له فضلك الجدير بالنفاسه. أو المعلم الأول. لأذعن بأنه الذي عليه المعول. أو التالي. لقال إليه فليثن الأعنة الثاني. ولو راجعته البروق شاكية لزال خفقانها. أو الشمس عند الغروب لأذهب برقانها. إلى تقدس نفس وذات ومكارم أخلاق مستلذات واطلاق كف وطلاقة محياه يحيى بهما عفاة كرمه وعلمه إذا حيا ورد علينا من الهد في سنة خمس وسبعين وهو يرفل من الشباب في برد قشيب. ويتخلق من الوقار والسكينة بأخلاق الشنيب. فعاشرت منه صديق صدق ووفا. وصفي محبة وصفا. وحافظ لازمة الصحبة والعهود. وقائل من حدائق الفتوة في روض معهود. واعتنى في مدة يسيرة بأدب العرب. فملا منه الدلو إلى عقد الكرب. وأبرز فيه نثراً ونظماً. وأجرى من سلسال طبعه ما ينوب عن الماء الزلال لمن يظما وأما نظمه بلسانه فما زهر ربيعه وورد نيسانه وقد أقر له أقرانه بالاعجاز والتفرد في نوعي الحقيقة منه والمجاز وهذا حين أثبت من شعره العربي ما هو شرط الكتاب ونجعة المشاب فمنه قوله متغزلاً من أودع الشهد والسلاف فمه ... والجوهر الفرد فيه من قسمه وواو صدغيه فوق عارضه ... يا ليت شعري بالمسك من رقمه ووافر الحسن والجمال له ... من دون كل الحسان من رسمه وخده الورد في تضرجه ... ما ضره لو محبه لثمه دمي ودمعي بلحظه سفكا ... فلا شقى منه ربه سقمه كم من قتيل بسيف مقلته ... لم يخش ثاراً لما أباح دمه كتمت حبي عن الوشاة فما ... ظن به كاشح ولا علمه وكم محب أعيت مذاهبه ... أذاع سر الهوى وما كتمه وقوله أيضاً وأجاد في الجناس ما شاء قضى وجداً بحب أهيل رامه ... وما نال الذي في الحب رامه محب لم يطع فيهم عذولاً ... ولا قبلت مسامع الملامه بهاه عن الهوى لاحيه سراً ... فقال له جهاراً في الملامه فقولوا يا أهيل الود قولوا ... علام هجرتم المضني علامه وقد أمسى بحبكم قتيلاً ... وحبكم له أضحى علامه وكتبت إليه وقد تخلف عن زيارتي لعذر سنح شوقي إليكم يا أهل ودي ... ألف بين الأسى وبيني هذا وشوقي لكم أراه ... شوقاً لنفسي من غير مين وصدق ما أدعيه فيكم ... أن علياً أبو الحسين فأجاب وأجاد يا أيها السيد الحسيني ... شرف قدراً أبا الحسيني إن بنت عنكم فلي فؤاد ... لديكم لم يمل لبين دمت مدا الدهر في سرور ... رحيب صدر قرير عين تذري مساعيك في المعالي ... بذى نواسٍ وذي رعين وقال أيضاً كشف الصبح اللثاما ... وجلا غنا الظلاما فأجل لي الكاس ونبه ... أيها الساقي النداما علنا نقضي كما رم ... نا من الأنس المراما ما ترى الورق على الا ... يك يجاوبن الحماما وزهور الروض أصبحن ... يفتقن الكماما والحيا يبكي عليه ... نّ فيضحكم ابتساما ووميض البرق قد سل ... على الأفق حساما وحبيب النفس قدلاح لنا بدراً تماما أي عذر لك إن لم ... تصل الراح مداما فاغنم الأنس وباين ... من لحا فيه ولاما وعارض بهذه الأبيات أبيات بلدية الشيخ سعدي الشيرازي التي هي يا نديمي قم بليل ... واسقني واسق النداما خلني أسهر ليلى ... ودع الناس نياما اسقياني وهدير الر ... عد قد أبكى الغماما في أوانٍ كشف الورد ... عن الوجه اللثاما

الملا فرج الله الشوشتري

أيها المصغي إلى الزه ... اد دع عنك الكلاما فز بها من قبل أن يج ... علك الدهر عظاما قل لمن عير أهل ال ... حب في الحب ولاما لا عرفت الحب هيهات ... ولا ذقت الغراما لا تلمني في غلام ... أودع القلب سقاما فبذاك الحب كم من ... سيد أضحى غلاما الملا فرج الله الشوشتري أحد مفلقي شعراء العجم. الذي طلع نبت مقاله في روض البلاغة ونجم. علا في البراعة شعره. فغلا في سوق الأدب سعره. رايته بمجلس الوالد وقد جاوز السبعين وهو يهدي السحر من بيانه إلى عيون العين. وديوانه في هذا الأوان. يزاحم بعلو طبقته كيوان. وفيه كل معنى مستبدع. ولفظ هو للحسن مستقر ومستودع. ونظمه بالعربيه محرز خصل الاجاده. وسأثبت مما ساقه غيث احسانه وجاده. فمنه قوله من قصيدة مدح بها الوالد عدتها مائة وثمانية وخمسون بيتاً. ما بين دجلة والفرات مراتع ... هي للنفوس معارج وسماء ومنازل هي للقلوب منازل ... لا جاوزتها ديمة هطلاء لا الجزع يسليني ولا وادي الف ... ضا عنها ولا النجّا ولا الدهناء لا رامة رومي ولا حزوي ولا ... وادي النقا والخيف والخلصاء سقت الغوادي روضها وفلاتها ... ورعت بمرعها مهاً وظباء أصبو إلي سكانها طول المدا ... لم تلهنى خود ولا هيفاء إن الأمكان تستحب لأهلها ... أعروّة وجميعهم عفراء بهم أشبب لا بعاتكة وكم ... في مهجتي من بينهم برحاء أسماؤهم ملأت خروق مسامعي ... لا ميّ تسكنها ولا أسماء للناظرين على الفراق مواطن ... لهم بهن عن الجنان غناء وبسوحهن مراتع وملاعب ... الليل فيها والنهار سواء مستوطن الآمال غايات المنى ... للغانيات بها الغداة ثواء يرتعن بين ضلوعنا فكأنما ... أرباعها الألباب والاحشاء آرام أنس للنفوس أوانس ... داءٌ ولكن للعيون دواء يصغي إليهن الجليس فينتشي ... وهناك لا خمر ولا صهباء حل الربيع متى حللن بمنزل ... فكأنهن عوارض وحياء وإذا ارتحلن ترى الديار كأنها ... من فقدهم سباسب قفراء كم من مناهل للفرات وردنها ... وصدرن وهي لعودهن ظماء لا تعجبن إن لم يفين بموعد ... إن الغواني ما لهن وفاء سكان تلك الأرض كلهم لهم ... عندي هوى وصداقة واخاء أن يسلبوا عني السرور ببينهم ... فلمهجتي بحديثهم سراء فهم مناط مسآءتي ومسرتي ... وهم لقلبي شدة ورخاء أكبادنا نار الغضا من بعدهم ... تذكي الأسى وجفوننا أنواء الظاعنون القاطنون قلوبنا ... هم واصلين وقاطعين سواء وإذا المحبة في الصدور تمكنت ... فقد استوى الابعاد والادناء القتني الأيام من أرض إلى ... أرض لها أرض العراق سماء شتان ما بيني وبين مزارهم ... هيهات أين الهند والزوراء كيف احتيالي في الوصول إليهم ... إن الوصول إليهم لرجاء لا تركبهن ظهر الرجاء مطية ... إن الرجاء مطية عرجاء وكواذب الآمال لا تهدى بها ... دعها فتلك هدية عمياء يا ساكني دار السلام عليكم ... مني السلام ورحمة ودعاء أين العزاء وأهله وضجيعه ... روحي له ولما حواه فداء ومن مديحها الأحمد المحمود كل فعاله ... ما شاءه وقضى به فقضاء ما للعقول وفوق ساحة وصفه ... قد ضلت الافهام والآراء فله يد وله أنامل فعلها ... الانعام والاحسان والاعطاء

لا كالبحار تظل تجمع ماءها ... بل كالجبال يسيل عنها الماء دار المعاني والبحار كليهما ... يوم العطاء لدى يديه هباء خلق الأنام لقهره ونواله ... فهو الذي نشأت له الأشياء فلسيبه وعطائه بسؤاله ... ولسبيه ولسيفه الأعداء شرك الأفاضل في خصائص فضلهم ... وله خصائص دونها الاحصاء إن لم أخص مشاعري بمديحه ... لا القلب ينفعني ولا الأعضاء إن لم تسعه منازلي ومعاهدي ... فمحله بين الضلوع فضاء مال الخلائق حيث مال كأنه ... شمس السما وكأنهم حرباء عادت عصافيراً بذات زمانه ... وتصاغرت لجلاله الكبراء ومنه أنت العليّ ومن سواك أسافل ... أنت الامام وما وراك وراء فعليك القاء الكلام على النهى ... وعلى العقول السمع والاصغاء مروانه واملك واعط وامنح إذ ... على الأيام إلا الطوع والامضاء قم هم وافتح وامض واعزم وانتصر ... فعلى الزمان لحكمك الاجراء يا أيها الشهم المومل بايه ... يا من له الأحكام كيف يشاء كنا نضاء بكل ضوءٍ فاختفت ... لما بدوت لضوءك الأضواء حسبي سموا إن تكن بي عارفاً ... ما ضر أن ينكرني الضعفاء الكل أنت فإن علمت طويتي ... لا ضير إن جهلتني الاجزاء لا غرو إن لم تفصح الأيام بي ... الدهر ابن عطا وغني راء وبذا جرى طبع الزمان وأهله ... دفن الكمال وأهله أحياء لك في مجاري الروح ودّ كامن ... منه انبرى ذا القدح والابراء هب لي قصوري واغفرن ذنبي فما ... أنا منه في هذا الهذاء براء ما الجود مخصوص ببذل المقتنى ... بل منه عندي العفو والاغضاء هذا مديح من خلوص عقيدة ... معلومة وتحية وثناءٌ تنبيه أشار بقوله الدهر ابن عطاء وإني راء إلى واصل ابن عطا المعتزلي وذلك أنه كان الثغ قبيح اللثغة في الراء فان يخلص كلامه منها ولا يفطن بذلك حتى ضرب به المثل واستعمل الشعراء ذلك في شعرهم كثيراً فمنه قول أبي محمد الخازن من قصيدة مدح بها الصاحب بن عباد وهي قوله. نعم تجنب لا يوم العطاء كما ... تجنب ابن عطاء لثغة الراء وقال آخر محبوب يلثغ بالراء أعد لثغة لوان واصل حاضر ... ليسمعها ما أسقط الراء واصل وقال آخر أجعلت وصل الراء لم تنطق به ... وقطعتني حتى كأني واصل رجع وقال أيضاً يمدح الوالد وهي من غرر القصايد اليلة قدر أم ليالي الرغائب ... ليال قطعناها بوصل الحبايب ليال تجلت بالوجوه وزينت ... بها لا بأقمار ولا بكواكب وما اسمن الأنظار والقلب وامق ... إذا كان مرعاها خدود الكواعب رأيت وما آنست نوراً كوجهها ... وطفت بقاع الأرض من كل جانب إذا خفيت لاحت وأخفت إذا بدا ... سنا وجهها مثل النجوم الثواقب تعرضتها شاكي السلاح أخاف من ... صوارم لحظ أو سهام صوايب لئن أخطأت بعض القلوب سهامها ... فما كل ما يرمى السقيم بصائب لرويتها كلي عيونٌ وكلها ... بهاءٌ وحسن لم يزين بجالب وما جثأت نفسي لدى الصد والنوى ... ويعرف قدر المرء عند النوايب ولا أتحاشى الموت إن كان مقتلي ... بسهم لحاظ من قسيّ الحواجب وكيف يخاف الموت من كان هلكه ... باشباه اطراف القنا والقواضب مسافة بين الخافقين يذكرها ... لا قرب مما بين عين وحاجب فل أدر إذ طال السرى بحديثها ... مشيت برجلي أم مشت بي ركائبي اراقت دمي أم لم ترقه فإنني ... وإن أتلفتني لست عنها براغب

لكثرة ضربي باليدين قد أنمحت ... لها أسفاً يوم الوداع رواجبي رجعنا وما أبصارنا برواجع ... وابنا وما ألبابنا بأوائب تراني يا سلم ابن ود لصاحب ... وصاحبة يستعذبان مشاربي فلا أستقي إلا بحبل مساجلي ... ولا أرتوي إلا بكاس مصاحبي وما خفت شخصاً اتقاء لشره ... ولكن لأن يلقاه شر بجانبي وما بخلت نفسي ولا ضاقت ساعة ... بلين لسلم أبو بحزن لحارب أجيب المنادي سائلاً أو مسايلاً ... وأعراض عمّن لا أراه مجاوبي فمن يرتضى قربي قليلاً وصلته ... ولست لمن لم يهوه بمقارب وتلك سجايا ليس يعرفها الورى ... سوى سيد السادات من آل غالب نظام الورى ديناً ودنيا وحشمة ... وعلماً وراياً مرغباً للنواصب مناقبه بين المناقب مثلة ... ومث اسمه فخر الكنى والمناقب تزاحمت الآمال طرّاً ببابه ... في الناس إلا بين جاء وذاهب لديه تمنى كل باد وحاضر ... إليه قصارى كل سار وسارب مصائبنا من قربه في مصيبة ... فنحن بلقياه مصاب المصايب مواهب رب العالمين كثيرة ... وأنت لنا منها أجل المواهب بك اعتلت العلياء لا أنت بالعلى ... وما أنت إلا رافع للمناصب فأنت الذي تكسى وتكسب منحة ... وما الخلق إلا بين كاس وكاسب بغير حساب ما تنيل ومنة ... فلست بمنّان ولا بمحاسب وأنت الذي عمت جوائزه الورى ... فما لك للاخّاذ إلا لغاصب وأنت الذي حاز المحاسن كلها ... وجمع وجوه الحسن ليس بواجب أيا دهر اعط القوس باريها اذن ... وراع على هذا صلاح العواقب امام لدي الهيجا امام لدي الحجى ... مشير مجيرٌ هازم للكتائب مصيب بضرب السيف والطعن بالقنا ... قويّ قدير عارف بالمضارب شجاع كميٌّ لوذعي غشمشم ... يد السيف ظهر الرمح قلب المواكب يدٌ لو رآها البحر أصبح ناضباً ... ظلمت متى شبهتها بالهواضب بصير بأعماق الأمور مجرب ... كان جرّب الدنيا بكل التجارب أتيتك مهتوفاً بروحي كما أتى ... نبي الهدى سلما سواد ابن قارب وفقري إليك الدهر أغنى من الغنى ... وذلك فقر لست عنه بهارب فلا أشتفي إلا بمدحك أن أفز ... بلفظ غريب أو بمعنى مناسب ولم اشتغل إلا بذكرك أن أجد ... لساناً فصيحاً ناطقاً بالمطالب فهذا مديح من خلوص عقيدة ... واخلاص ودّ لم يشب بشوائب لزمت ذمامي إن قبلت وذمتي ... وإلا فقد ألقيت حبلي بغاربي فلا زلت في الدنيا أماناً لخائف ... وغوثاً لملهوف وكهفاً لهارب وبابك للاجين مأوى ومؤل ... وجودك مبذول لعاف وطاب

يشير بقوله. أتيتك مهتوفاً بروعي كما أتى. نبي الهدى سلماً سواد بن قارب. إلى اتيان سواد بن قارب. إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً لما أتاه ريبة بظهوره عليه السلام والخبر ما رواه أصحاب السير من حديث محمد بن كعب القرطبي قال بينما عمر ابن الخطاب رضي الله عنه جالساً إذ مر به رجل فقيل يا أمير المؤمنين هذا سواد بن قارب الذي أتاه ريبة بظهور النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عمر رضي الله تعالى عنه أنت سواد بن قارب قال نعم قال أنت على ما أنت عليه من الكهانة فغضب فقال عمر رضي الله عنه سبحان الله ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه فأخبرني باتيانك ريبك بظهور النبي صلى الله عليه وسلم فقال بينما أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني فضربني برجله وقال قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي واعقل إن كنت تعقل انه قد بعث وسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته ثم أنشا بقوله عجبت للجن وتطلابها ... وشدها العيس باقتابها تهوى إلى مكة تبغي الهدى ... ما صادق الجن ككذابها فارحل إلى الصفوة من هاشم ... ليس قداماها كأذنابها قلت دعني أنام فإني لست ناعياً فلما كانت الليلة الثانية أتاني فضربني برجله وقال قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي واعقل إن كنت نعقل أنه قد بعث رسول من لؤي ابن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته ثم أنشا يقول عجبت للجن وتخبارها ... وشدها العيس بأكوارها تهوى إلى مكة تبغي الهدى ... ما مؤمن الجن ككفارها فارحل إلى الصفوة من هاشم ... بين روابيها وأحجارها قلت دعني أنام فإني أمسيت ناعساً فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله وقال قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي واعقل إن كنت تعقل أنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته ثم أنشأ يقول عجبت للجن وتحساسها ... وشدها العيش بأحلاسها تهوى إلى مكة تبغي الهدى ... ما خيّر الجن كأنجاسها فارحل إلى الصفوة من هاشم ... وانظر بعينيك إلى رأسها قال فرحلت ناقتي وأتيت المدينة فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه حوله فأنشأت أقول أتاني نجيّ بين هدو ورقدة ... ولم أك فيما قد بلوت بكاذب ثلاث ليال قوله كل ليلة ... أتاك رسول من لؤي بن غالب فشمرت عن ذيلي الأنوار ووسطت ... بي الذعلب الوجناء بين السباسب فاشهد أن الله لا رب غيره ... وأنك مأمون على كل غائب وأنك أدني المرسلين وسيلة ... من الله يا ابن الآمنين الأطائب فمرنا بما يأتيك يا خير من مشى ... وإن كان فيما جاء شيب الذوائب وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة ... بمغن فتيلاً عن سواد بن قارب

قال ففرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه فرحاً شديداً فقام إليه عمر رضي الله تعالى عنه فالتزمه وقبل بين عينيه وقال كنت أشتهي أن أسمع هذا الحديث منك فهل يأتيك ريبك اليوم قال أما منذ قرأت القرآن فلا أنتهي. قال مؤلف الكتاب عفا الله عنه أعيان العجم وأفاضلهم الذين هم من أهل هذه المائة كثيرون العدد. متوفرون المدد. غير أن أكثرهم لم يتعاط نظم الشعر العربي اهتماماً بما هو أهم منه ولعل لهم ترسلاً وانشا بالعربية ولكني لم أقف عليه فلهذا لم اذكر منهم إلا من ذكرت فمن أعظم فضلائهم. وأكبر نبلائهم. الذين لم أترجم لهم في هذا الكتاب للعذر المذكور جدي الأمير محمد معصوم بن إبراهيم بن سلام الله ابن عماد الدين مسعود بن صدر الدين محمد بن غياث الدين منصور الحسيني كان يلقب سلطان الحكماء وسيد العلماء توفى رحمه الله عام خمس عشرة وألف وله مصنفات جليلة منها اثبات الواجب وهو ثلاث نسخ كبير وصغير ووسط وغير ذلك ومنهم أخوه الأمير نصير الدين حسين المتوفى سنة ثلاث وعشرين وألف وكانا يشبهان بالشريفين المرتضى والرضى رضي الله عنهما ومنهم السيد تقي الدين محمد النسابه المتوفى سنة تسع عشرة وألف والمولى عبد الله بن الحسين التردي استاذ الشيخ بهاء الدين محمد المقام المذكر كان علامة زمانه من غير نزاع ولم يدانه أحد في جلالة القدر وعلو المنزلة وكثرة الورع وله مؤلفات مفيدة كشرح القواعد في الفقه وشرح العجالة والتهذيب في المنطق وغير ذلك ومنهم ابنه المولى حسن علي خلفه الصالح. وقدوة كل فالح. توفى سنة تسع وستين وألف رحمه الله تعالى ومنهم الميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الاسترابادي صاحب كتب الثلاث رجال المشهورة نزيل مكة المشرفة توفى بها لثلاث عشرة خلون من ذي القعدة الحرام سنة ثمان وعشرين وألف وله شرح آيات الأحكام ورسائل مفيدة رحمه الله تعالى ومنهم صهره المولى محمد أمين الجرجاني صاحب الفوائد المدنية جاور بمكة المشرفة وتوفى بها سنة ست وثلاثين وألف رحمه الله تعالى ومنهم السيد حسين الشهير بخليفة سلطان صهر سلطان العجم توفى سنة ست وستين وألف ومنهم المولى صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي المعروف بالملا صدر كان أعلم أهل زمانه بالحكمة متفنناً بسائر الفنون له تصانيف كثيرة عظيمة الشان في الحكمة وغيرها منها شرح الكافي في مجلدين توفى بالبصرة وهو متوجه للحج في العشر الخامس من هذه المائة رحمه الله تعالى ومنهم المولى العلامة محمد بن المرتضى الشهير بملا محسن القاشاني له كتب ومصنفات جليلة في الفقه والحديث والكلام والحكمة وهو من أهل العصر الموجودين الآن ومنهم الملا خليل بن غازي القزويني وهو من أهل العصر أيضاً له شرحان على الكافي عربي وفارسي وشرح العدة في أصول الفقه ومؤلفات أخر ومنهم الميرزا رفيع الدين الشهير بالميرزا رفيعاً كان أفضل أهل عصره توفى سنة ثمانين وألف رحمه الله تعالى وله تعليقة جليلة على الكافي وغيرها من المصنفات ومنهم الميرزا محمد هادي بن معين الدين محمد وزير فارس ابن غياث الدين الشيرازي كان فاضلاً متفنناً آية في الذكاء والأدب والمحاضرة توفى سنة إحدى وثمانين وألف رحمه الله تعالى ومنهم الأمير محمد زمان بن محمد جعفر الرضوي المشهدي كان من عظماء عصره توفى سنة إحدى وأربعين وألف ومنهم الاغا حسين الخسناري علامة هذا العصر الذي عليه المدار. وآماله الذي تخضع لمقداره الأقدار ومنهم المولى محمد باقر الخراساني أحد المجتهدين. في علوم الدين. وغيرها من فنون العلوم. وأصناف المنطوق والمفهوم. ورد مكة المشرفة عام ثلاث وستين وجاوريها سنة فتشرفت برؤيته ولم يتفق لي الأخذ عنه إلا أني حضرت مجلسه ومباحثه مراراً ثم عاد إلى العجم وهو الآن بها وخلائق آخرون بعدت عنا أرضهم وسماؤهم. فلم يبلغنا إلا أسماؤهم. هم تجوم الأرض. وشموس السنة والفرض. يعترف لسان القلم عن حصرهم بالحصر والوجوم. ومتى حصرت نجوم السماء حصرت هذه النجوم. والله أعلم. الفصل الثاني محاسن أهل البحرين والعراق السيد أبو علي ماجد بن هاشم

بن علي بن المرتضى بن علي بن ماجد الحسيني البحراني أنا ابتدى هذا الفصل.

بن علي بن المرتضى بن علي بن ماجد الحسيني البحراني أنا ابتدى هذا الفصل. بمن يرجع إليه الفرع والأصل. وأقدمه لنسبه الذي به تقدم. وإن كان مدح فالنسيب المقدم. هو أكبر من أن يفي بوصفه قول. وأعظم من أن يقاس بفضله طول. نسب يؤول إلى النبي. وحسب يذل له الأبي. وشرف ينطح النجوم. وكرم يفضح الغيث السجوم. وعز يقلقل الأجيال. وعزم يروع الأشبال. وعلم يخجل البخار. وخلق يفوق نسائم الأسحار. إلى ذات مقدسه. ونفس على التقوى مؤسسه. واخبات ووقار. وعفاف يرجع من التقى بأوقار. به أحيا الله الفضل بعد اندراسه. ورد غريبه إلى مسقط راسه. فجمع شمله بعد الشتات. ووصل حبله بعد البتات. شفع شرف العلم بظرف الأدب. وبعدر إلى احراز الكمال وانتدب. فملك للبيان عياناً. وهصر من فنونه أفناناً. فنظمه منظوم العقود. ونثره منثور الروض المعهود. ومما يسطر من مناقبه الفاخره. الشاهدة بفضله في الدنيا والآخره. أنه رحمه الله كان قد أصابته في صغره عين. ذهبت من حواسه الشريفة بعين. فرأى ولده النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه فقال له أن أخذ بصره فقد أعطى بصيرته ولقد صدق وبر صلى مه عليه وآله وسلم فإنه نشا بالبحرين فكان لها ثالثاً. وأصبح للفضل والعلم جارثاً ووارثاً. وولي بها القضاء. فشرف الحكم والامضاء. ثم انتقل منها إلى شيراز. فطالت به على العراق والحجاز. وتقلد بها الامامة والخطابه. ونشر حبر فضائله المستطابه. فتاهت به المنابر. وباهت به الأكابر. وفاهت بفضله السن الأقلام وأفواه المحابر. ولم يزل بها حتى أتاه اليقين. وانتقل إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين. فتوفى سنة ثمان وعشرين وألف رحمه الله تعالى وهذا محل نبذة من شعره. ونفثة من بيان سحره. ولا أراني أثبت منه غير اللؤلؤ البحراني وأخبرني بعض الأصحاب أنه كان أنشأ في يوم جمعة خطبة أبدعها. وأودعها من نفائس البراعة ما أودعها. فلما ارتقى ذروة المنبر. أنسي ما كان أنشأ وحبر. فاستأنف لوقته خطبة أخرى ... وختمها بهذه الأبيات التي كست فنون القريض فخراً وهي قوله ناشدتك الله إلا ما نظرت إلى ... صنيع ما ابتدا الباري وما ابتدعا تجد صفيح سماء من زمردة ... خضراء فيها فريد الدر قد رصعا ترى الدراري بذاتين الجناح فما ... يجدن غب السرى عيا ولا ضلعا والأرض طاشت ولم تسكن فوقّرها ... بالراسيات التي من فوقها وضعا فقرّ طائشها من بعد ما امتنعا ... وانحط شامخها من بعد ما ارتفعا وأرسل الغاديات المعصرات لها ... فقهقهت ملاء ثم اكتست خلعا هذا ونفسك لو أمّ الخبير لها ... لأرتد عنها كليل الطرف وارتدعا وليس في العالم العلويّ من أثر ... يحير اللب إلا فيك قد جمعا وهذه الأبيات لو كانت عن روية لا فحمت مصافع الرجال فكيف وهي عن بديهة وارتجال. وقال يحن إلى الغد ووطنه. حنين النجيب إلى عطنه. يا ساكني جدّ خفض لا تخطفكم ... ربب المنون ولا نالتكم المحن ولا عدا زاهرات الخصب واديكم ... ولا أغب ثراه العارض الهتن ما الدار عندي ولو ألفيتها سكناً ... يرضاه قلبي لولا الألف والسكن مالي بكل بلاد جئتها سكن ... ولي بكل بلاد جئتها وطن الدهر شاطر ما بيني وبينكم ... ظلماً فكان لكم روح ولي بدن مالي ومالك يا ورقاء لا انعطفت ... بك الغصون ولا استعلى بك الفنن مثير شجوك اطراب صدحت بها ... ومصدر النوح منى الهم والحزن وجيرتي لا أراهم تحت مقدرتي ... يوماً والفك تحت الكشح محتضن هذا وكم لك من أشياء فزت بها ... عني والزمنا في عولة قرن وقال أيضاً متغزلاً قالت ترحلت عنا قلت طيفكم ... عندي وقلبي لديكم غير منساق ما فرق الدهر بين اثنين قد علقت ... يمين كل من الثاني بميثاق

لله وقفة توديع شددت بها ... برمة من حبال الوصل أخلاقي جزت بها حدق الحسنا من حدقي ... رمزاً واطراقاً باطراق لا ضم صدر إلى صدر يبل صدا ... قلب ولا لي أيد فوق أعناقي ثم انصرفت وقلبي ثم أكثره ... وقد تشبث قح الحب في الباقي كأنما لعبت أيدي السقاة به ... إلا عقابيل لم يذهب بها الساقي تقطعت منك أسباب الوصال سوى ... طيف على عدواء الدار طراق وقال أيضاً وهي من غررا لقصائد طلعت عليك المنذرات البيض ... وابيض منك الفاحم الممحوض صرحن عندك بالنذارة بعدما ... لم يفنها الايماء والتعريض ست مضين وأربعون نصحن لي ... ولمثلهن على التقى تحضيض وافى المشيب مطالباً بحقوقه ... وعليّ من قبل الشباب قروض أيقوم أقوام بمسنون الصبي ... مستوفراً ويفوتني المفروض لا حق هذا قد نهضت به ولا ... أنا بالذي يبغي المشيب نهوض إن الشياب هو المطار إلى الصبي ... فإذا رماه الشيب فهو مهيض بادرته خلف الصبي إذ لاح لي ... بممارق الغورين منه وميض فنشا وحاز السبق أذانا قارح ... جذع بمستن العذار ركوض وأسود في نظر الكواعب منظري ... إذ سودته النائبات البيض والليل محبوب لكل ضجيعة ... تهوي عناقك والصباح بغيض عريت رواحل صبوتي من بعد ما ... أعيا المناخ بهن والتقريض قد كنت أجمح في العنان فساسني ... وال يذلل مصعبي ويروض عبث الربيع بلمتيّ وعاث في ... تلك المحاسن كلهن مقيض هذا فما غفل عنه السيد رحمه الله فإن المقيظ المشاله لا بالضاد ففي القافية أكفا وإن قصد ذلك على رأي من عده من الجناس اللفظي ولو كان في القوافي فلا يعد أكفاء ومنه قول أبي حجه قد حرت من شوقي إليكم ... فكيف أطق مكنة بأرض وحيث لم أحظ بالتلاقي ... فغايتي أن ألوم حظى عاد شعر السيد رحمه الله تعالى يا علو إن قصر الشباب فإنما ... حظى طويل في هواك عريض جهلاً حسبت بأن عهدك بعدما ... نقض الشباب عهوده منقوض نصل السواد ضيع حبك في الحشا ... كالشيب ليس لصبغه تعويض ما دام طرفك لا يصح فإنما ... قلبي على الحدق المراض مريض وقال متغزلاً حسناء سأت صنيعاً في مثيمها ... يا ليتها شفعت حسناً باحسان دنت إلينا وما أدنت مودتها ... فما انتفاع امرء بالباخل الداني وقال وقد سمع مليحاً يقرأ على القبور ويت ... لو القران بنغم الزبور وقار لآي الذكر قد وقفت بنا ... تلاوته بين الضلالة والرشد بلفظ يسوق الزاهدين إلى الخنا ... ومعنى يسوق العاشقين إلى هند وقال وأجاد في الجناس ما شاء وذي هيف ما الورد يوماً ببالغ ... مدا وجنتيه في احمرار ولا نشر برئنا من العلياء أن سيم وصله ... علينا بما فوق النقوس ولا نشري وقال على هذا النمط وأحوى أطار القلب مني وما انطوى ... عليه جناحا مضرجيّ ولا نسر عققتا العلى إن سامنا دلج السرى ... إليه إلى أحقاف قاف ولا نسري وقال أيضاً يعز جناب الظبي إن قسته به ... وما هو منه في سكون ولا نفر فرتنا ظبا الاعدا أن قال قائل ... فروا كل جيب في هواه ولا يعرى ولمؤلفه رحمه الله وعفى عنه على هذا المنوال وأهيف قد قد القلوب بلحظه ... وما هو عن حدّ سنان ولا نصل صلتنا لظى الهيجاء إن سامنا هوى ... على حبه صلى النفوس ولا نصلي ولمؤلفه أيضاً ومزرٍ بضوء الشمس لم تر وجهه ... ولا ما تلته في علو ولا نبل

السيد أبو محمد حسين بن حسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني

بلينا جوى إن رام منا تذللاً ... من الحب ابلاء النفوس ولا نبلي وقال السيد المذكور يرثي خاله السيد جعفر بن عبد الرؤوف حلت عليك معاقد الانداء ... ونحت ثراك قوافل الأنواء وسرت على أكناف قبرك نسمة ... بلت حواشيها يد الأنداء منها هتفت أياديك الجسام بأعيني ... قسمحن بالبيضاء والحمراء أنى يجازي شكر نعمتك التي ... جللتنيها قطرة من ماء منها بادرة سمحت بها الدنيا على ... يأس من الاحسان والاعطاء واسترجعتها بعد ما سمحت بها ... بخلا كذلك شيمة البخلاء منها فلئن قصرت من الاقامة عندنا ... حتى كأنك لمحة الايماء فلقد أقمت بنا قريباً بالعلى ... وكذا تكون إقامة الغرباء السيد أبو محمد حسين بن حسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني ذو نسب يضاهي الصبح عموده. وحسب أورق بالمكرمات عوده. وناهيك بمن ينتهي إلى النبي في الانتما. وغصن شجرة أصلها ثابت وفرعها في السما. وهو بحر علم تدفقت منه العلوم أنهارا. وبدر فضل عاد به ليل الفضايل نهاراً. شب في العلم واكتهل وهي صيب فضله واستهل. فجرى في ميدانه طلق عنانه. وجنا من رياض فتونه أزهار افتنانه. إلا أن الفقه كان أشهر علومه. وأكثر مفهومه ومعلومه. عنه تقتبس أنواره. ومنه يقتطف ثمره ونواره. وكان بالبحرين امامها الذي لا يباريه مبار. وهمامها الذي يصدق خبره الاختبار. مع سجاي تستمد منها المكارم. ومزايا تستهدي محاسنها الأكارم. وله نظم كثير ما يمده بالفخر. وكأنما يقده من الصخر. فمنه قوله رحمه الله تعالى. قل للذي غاب فعاب الذي ... قلت وقلت النبر مني ضروس لا تمتحنها تمتحن أنها ... دليلة قد دليت عن مروس بل وقناتي صعدة صعبة ... تخبر أني الهبرزي الشموس وكانت وفاته في سنة إحدى وألف رحمه الله تعالى ولما بلغ شيخه الشيخ داود ابن شافير البحراني استرجع وأنشد بديهة هلك القصر يا حمام فغنى ... طرباً منك في أعالي الغصون وقال الشيخ جعفر بن محمد البحراني الخطي يرثيه جد الردى سبب الاسلام فانجد ما ... وهد شامخ دين الله فانهدما وسام طرف العلى غمضاً وقد غربت ... شمس الضحى وحسام المجد قد ثلما الله أكبر ما أدهاك مرزئة ... قصمت ظهر التقى والدين فانقصما أحدثت في الدين ثلماً لو أتيح له ... عيسى ابن مريم يأسوه لما التحما أي امرؤ يك أفجعت الأنام به ... فاستشعروا بعده التزفار والالما كل يزير ثناياه أنامله ... حزناً عليه ويدميها له ندما وينثرون وسلك الحزن ينظمهم ... على الخدود عقيق الدمع منسجما لهفي وما لهفي مجد عليّ على ... مجد تفرق أشتاتاً فما التأما لهفي على كوكب حل الثرى وعلى ... بدر تبوء بعد الأبرج الرجما ايهٍ خليلي قوماً واسعدا دنفاً ... أصاب أحشاه رامي الحزن حين رمى نبكي خضم علوم جف زاخره ... وغاض طاميه لما فاض والتطما نبكي فتى لم يحل الضيم ساحته ... ولا أباح له غير الحمام حمى ذا منظر يبصر الأعمى برؤيته ... هدى وذا منطق يستنطق البكما لو علّم الوحش ما ينشيه من حكم ... لراحت الوحش من تعليمه علما أو أسمع الأسد شيئاً من مواعظه ... لظلت الأسيد خوفاً تكرم الغنما لو أنصف الدهر أفناناً وخلّده ... وكان ذلك من أفعاله كرما ما راح حتى حشا أسماعنا درراً ... من لفظه وسقى أذهاننا حكما كالغيث لم ينأ عن أرض ألم بنا ... حتى يغادر فيها النبت قد لجما كأنه وضريح ضم جثته ... ذو النون يونس لما أن له التقما يا قبره لأعداك الدهر منسجم ... من المدامع هامٍ يخجل الديما

السيد أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحسيني بن إبراهيم بن شبابه البحراني

السيد أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحسيني بن إبراهيم بن شبابه البحراني علم العلم ومناره. ومقتبس الفضل ومستناره. فرع دوحة الشرف الناضر. المقر بسمو قدره كل مناضل ومناظر. أضآت أنوار مجده مأثراً ومناقباً. كالبدر من حيث التفت رأيته يهدي إلى عينيك نوراً ثاقباً. أما العلم فهو يجره الذي طما وزخر. وأما الأدب فهو صدره الذي سما به وفخر. أن نثر فالنثر منه في خجل. أو نظم فالثريا من استلابه عقدها في وجل. طالما استنزل الدراري بقلمه. واستخرج الدر من البحار بكلمه. فاطلعها في سماء بيانه. ونظمها في سلك عقيانه. وناهيك بمن تهابه النجوم في سمائها. وتخشاه اللآلي في دائها. وكان قد دخل الديار الهندية فاجتمع بالوالد ومدحه بمدائح نقضت عن غزل الحارث بن خالد فعرف له حقه. وقابله من الاكرام بما استوجبه واستحقه. وذكره عند مولانا السلطان بما قدم لديه. وفداً من المواهب الجليلة بين يديه. ولما قضى آماله من مطالبها ارتحل إلى الديار العجميه. وقطن بها فلقى بها تحية وسلام. وتنقل في المراتب حتى ولى مشيخة الاسلام. وهو اليوم نازل بأصبهان. ورافع من قدر الأدب ماهان. ومن نثره ما كتبه إلي من ديار العجم سنة سبعين وألف وأنهى أبهى سلام شدت بنغمات السرور أطياره. وبدت على صفحات الدهر أنواره. وأصلح دعاء تعاضدت شرائط إجابته. وترادفت وسائط إصابته. وسمت مصاعد قبوله. ونمت فوائد فروعه وأصوله. وأنفس ثناء ثنيت بالوفاء وسائده ومسائده. وبنيت علي الولاء قواعده ومقاعده وخالص اخلاص حديث خلوصه قديم. وحظ خصوصه مستقيم. يخدم به المجلس العالي. ببدر المعالي. والمحفل السامي. بالفرع النامي. سيدنا الأمجد. ومخدومنا الأنجد. شمس سماء المحامد والفضائل. وغرة سماء الأماجد والأفاضل. ديباجة صفحتي الشرف والفتوه. ونتيجة مقدمتي الولاية والنبوه. صاحب ذبول العز الشامخ. صاحب أصول المحتد الباذخ. مريع الكرم والجود. مرتع الآمال والمقصود. الذي نيطت أعمدة فضائل أحسابه الفائقه. بسلاسل أنسابه السامقه. وأصبحت كعوب أعراقه في الكرم متناسقه. وشعوب أخلاقه في الهمم متوافقه. لا زالت زوايا أشكاله عن أشكال الحصر والحد خارجه. وقضايا أحواله لنتائج السعد والجد ناتجه. ولا برح تهذيب أخلاقه كافياً في استبصار كل فقيه. ودلائل اعجاز سلسلة أعراقه الذهبية شافية في ايضاح مطول نعته النبيه. وبعد فإن المخلص المشتاق وإن حجبته ضروب الخطوب المتكانفه. وصنوف الصروف المتكاثفه. عن الاستنارة بتلك الغرة البهيه. والطلعة السنيه. لكن مناطق النطق بالثناء على اللسان مشدوده. وعقائد الولاء في الجنان معقوده. وأيدي الدعاء في المظان ممدوده. بدوام توفيقكم لاستجلاء عرائس العلوم الفائقه. واستقصاء الفنون اللائقه. سائلاً منه سبحانه أن يرفع لكم المراتب الفاخره. ويجمع المطالب في الدنيا والآخره. ويجري بأيدي عنايته أقلام أقضيته وأقداره. بنظمنا في سلك جلاس ذلك المجلس الأنيس وحضاره. هذا وإن عطفت عواطف اشفاقكم. على بلة غلة مخلصكم ومشتاقكم. برشحة من رشحات أقلامكم. في صفحة من صفحات أرقامكم. فذلك من كرم أخلاقكم لا زلتم بدولة في دائرة الارتفاع دائره. ونعمة في آفاق الاتساع سائره. ما خطبت على منابر السطور خطباء الأقلام. بالحمد والثناء والدعاء والسلام. ومن شعره قوله مادحاً الوالد وهي من فرائد القصائد أرى علماً ما زال يخفق بالنصر ... به فوق أوج السعد تلعو يد الفخر مضى العمر لا دنيا بلغت بها المنى ... ولا عمل أرجو به الفوز في الحشر ولا كسب علم في القيامة نافع ... ولا ظفرت كفى بمغن من الوفر فأصبحت بعد الدرس في الهند تاجراً ... وإن لم أفز منها بفائدة البحر طويت دواوين الفضائل والتقى ... وصرت إلى طي الأماني والنشر وسودت بالأوزار بيض صحائفي ... وبيضت سود الشعر في طلب الصفر وبعت نفيس العمر والدين صفقة ... فيا ليت شعري ما الذي بهما أشرى إذا جننى الليل البهيم تفجرت ... عليّ عيون الهم فيها إلى الفجر تفرقت الأهواء منى فبعضها ... بشير ازدراء العلم والبعض في الفكر

وبالبصرة الفيحاء بعض وبعضها ... القويّ ببيت الله والركن والحجر فما لي إلى الهند التي مذ دخلتها ... محت رسم طاعاتي سيول من الوزر ولو أن جبرائيل رام سكونها ... لا عجزه فيها البقاء على الطهر لئن صيد أصحاب الحجى بشباكها ... فقد تأخذ العقل المقادير بالقهر وقد يذهب العقل المطامع ثم لا ... يعود وقد عادت لميس إلى العتر هذا تلميح إلى المثل المشهور وهو قولهم عادت إلى عترها لميس أي رجعت إلى أصلها والعتر بكسر العين المهمله وسكون المثناة من فوق الأصل يضرب لمن رجع إلى خلق كان قد تركه وليس هو المثل بعينه حتى يعترض بأن الأمثال لا تغير. راجع مضت في حروب الدهر غاية قوتي ... فأصبحت ذا ضعف عن الكر والفر إلى م بأرض الهند أذهب لذتي ... ونضرة عيشي في محاولة النضر وقد قنعت نفسي بأوبة غائب ... إلى أهله يوماً ولو بيد صفر إذا لم تكن في الهند أصناف نعمة ... ففي هجرٍ أحظى بصنف من التمر على أن لي فيها حماة عهدتهم ... بناة لمعالي بالمثقفة السمر إذا ما أصاب الدهر أكناف عزهم ... رأيت لهم غارات تغلب في بكر ولي والد فيها إذا ما رأيته ... رأيت به الخنسا تبكي على صخر ولكني أنسيت في الهند ذكرهم ... بإحسان من يسلى عن الوالد البر إذا ذعرتني في الزمان صروفه ... وجدت لديه الأمن من ذلك الذعر وفي بيته في كل يوم وليلة ... أرى العيد مقروناً إلى ليلة القدر ولا يدرك المطري نهاية مدحه ... ولو أنه قد مد من عمر النسر وفي كل مضمار لدى كل غاية ... من الشرف المنصان لي سابق يجري إذا ما بدت في أول الصبح نقمة ... ترى فرجاً قد جاء في آخر العصر فقل لي أبيت اللعن أذعن مفضع ... أأصبر أم أحتاج للأوجه الغر إذا لا علت في المجد أقدام همتي ... ولا كان شعري فيك من أنفس الشعر وإن مشكل وافاك ثم سليته ... غنيت بقس فيك عن نظر السفر وإني لأرجو من جميلك عزمة ... تبلغني الأوطان في مدة العمر تقر عيوناً بالفراق سخينة ... وتبرد أكباداً أحر من الجمر وتؤنس أطفالاً صغاراً تركتهم ... لفرقتهم ما زال دمعي كالقطر وعيشي بهم قد كان حلواً وبعدهم ... وجدت لذيذ العيش كالعلقم المر إذا ما راوني مقبلاً فرأيتهم ... تقول أيوم القر أم ليلة التفر وما زلت مشتاقاً إليهم وعاجزاً ... كما اشتاق مقصوص الجناح إلى الوكر ولكنما حسبي وجودك سالماً ... ولو أنني أصبحت في بلد قفر فمن كان موصولاً بحبل ولائكم ... فليس بمحتاج إلى صلة البر وقال مراجعاً الوالد ومادحاً له وقد كتب إليه بأبيات يهنيه بقدوم ولده أولها ليهنك أيها العلم العليم ... لقا أنجل له وجه وسيم فأجابه عنها بقوله أسحر جاء أم در نظيم ... فمنه قد تحيرت الفهوم كان كواكب الجوزاء غارت ... له فتناثرت منها النجوم كلام يعجز الفصحاء نظماً ... ويسحر من بلاغته الفهيم يكاد لحسنه لفظاً ومعنى ... يضيىء بنوره الليل البهيم كان مصاقع البلغاء عادوا ... وعاد لبدئه العصر القديم بأبيات غدت للشعر روحاً ... وبالأرواح تنتعش الجسوم دقائق لو تمر على نسيم ... لمرت لا يحسّ بها النسيم ومثل السيل وافت بانسجام ... بها يتحدر الطبع السليم وأنت لواحد في الفضل فرد ... ولكن لا يكون له قسيم

زعيم بالمفاخر والمعالي ... ولكن عنده قس زعوم له في كل مكرمة حديث ... يصححه له مجد قديم له بنت المكارم بنت عز ... به ركن المطالب والحطيم كان وفوده من كل قطر ... تسير إليه خط مستقيم هو البحر المحيط وأي بحر ... سواه مرام ساحله عديم أتاه العلم من يتبو وحيّ ... ومنه قد تفجرت العلوم له فهم كأن الوحي يلقى ... إليه وعنده ملك كريم له ثنيت وسادة كل علم ... ليبلغ كل ساع ما يروم وقد جمعت له من كل نوء ... فضايل لا يحيط بها الرقوم لاقدام الاكابر من قديم ... إلى تقبيل الدين القويم توافق في اسمه لفظ ومعنى ... واعرب عن بناء الأصل خيم له علمان من علم وحلم ... بلامين هنا للخلق نيم التامة بكسر النون النعمة راجع هو المولى ولكن عند عبد ... يسير كأنه الخل الحميم فما ولد الزمان له ضريباً ... كان لضربه ضرب عقيم خفيض بالمفاخر والمعالي ... ولكن جوده أبداً عميم ولما أن دهت نوب الليالي ... وفرق جمعنا الدهر الشؤوم وجدنا من فواضله نظاماً ... بدا فتفرقت عنا الهموم وأصبحنا بنعمته بأمن ... ولو أن الأنام لنا خصوم ألا يا مخرس الفصحاء عفواً ... فنظمي حول نثرك لا يحوم ولكن المعالي والمباني ... لمن قد رام مدحك تستقيم وتزدوج اذدواجاً ثم تأتي ... مقومة وليس لها مقيم تروم بذكركم شرفاً عظيماً ... لعمري ذلك الشرف العظيم لئن جاريتم في نظم شعر ... فقد تجري مع الشمس النجوم وما مولى جرى إلا ويجري ... وراء ركابه العبد الخدوم وكيف أطيق حمل كثير فضل ... وما بقليله شكري يقوم وساحل شكركم أضحى بعيداً ... لمن في بحر نعمتكم يعوم ولكن جوهر الاخلاص صاف ... وحبل الودّ أحكمه الحكيم لكم مني بلاءٌ من وداد ... مغارسه من القلب الصميم فلا برحت من الله الأيادي ... عليك كسعدك الباقي تدوم ولا زالت صفاتك في البرايا ... تضوع كأنها المسك الشميم وقال مراجعاً له أيضاً عن أبيات كتبها إليه وهذه القصيدة غاية في الانسجام أحمد من صعد كعب أحمد ... وذروة المجد وهام السودد بالعلم والفضل وطيب المحتد ... وهمة تدوس فوق الفرقد السيد الندب الجواد الأوحد ... من لا يحاط وصفه بالعدد همته مصروقة في مددي ... ولم تفارق يده قط يدي فمن جزيل فضله المجدّد ... ولطفه بعبده محمد بليلة بها الزمان مسعدي ... قد أسفرت صبح يوم أحد أهداؤه العنب الذي مذاقه ... ألذ من وصل الحسان الخرد أحلى من السكر في الطعم وإن ... تستشهد الشهد بذاك يشهد لو قلت لم تحو الجنان مثله ... طعماً ولوناً وشذى لم تبعد قد كاد لطفاً أن يذوب عندما ... تلمحه العين كذوب البرد من نال شيئاً منه في زمانه ... كأنما نال حياة الأبد كأنما الشمس إذا ما طلعت ... قد لبست من لونه المورد ترى إذا رأيته شمس الضحى ... طالعة في كرة الزبرجد قد جاءنا من دوحة المجد التي ... ما برحت أثمارها كالعسجد قد بسقت أفنانها وظلها ... جلل كلاً منهم ومنجد من سيد مكرم معظم ... مبجّل مفضل ممجد ذي همة ونجدة أخبرنا ... كل الورى عن شرف في المحتد

لو شئت أن تظفر في الدهر بما ... قارب مثل مثله لم تجد بحر خضم لا ترى ساحله ... بعلمه يقذف لا بالزبد وواضع الفضل لمعنى مفرد ... كأنه لغيره لم يقصد قد كثر النظر ولكني أرى ... نظماً بغير مدحه لم يحمد قد أخذ الأخلاق عن أجداده ... نقلاً صحيحاً بحديث مسند فكلها حميدة محمودة ... يسندها أحمد عن محمد يسفر عن نجابة تهللت ... بوجهه الأغر عند المولد وكل شمل للعلى مفرق ... جمعه بملله المبدد لو صور العقل صفات قلبه ... ولم تشبه شائبات الحسد رأيت أرواح الكمالات غدت ... سارية في ملك مجسد كم منة في العلم قد ناظره ... فعاد عند علمه كالمبتدى لم أر في الدهر وهوباً مادحاً ... أوسع فضلاً باللسان واليد غير الذي قد حمدت أخلاقه ... نظام دين الله حقاً يا أحمد وكيف أحصي من ثناء سيد ... لكل مجد في الورى مشيد وافتخر الدهر بأن صار له ... عبداً ولكن من أقل الأعبد وكل ذي حاج تراه مدلجاً ... يؤم بيت جوده المصمّد قد جاد في الدهر بكل جي ... د لكنه بعرضه لم يجد ما زلت من ألطافه أعهد ما ... ينسي غريب الدار ذكر المعهد وكنت أخشى قبله الدهر فمذ ... خدمته أمنت صرف الأبد أصبح في الدهر لنا مؤيداً ... كفى به والله من مؤيد قيدني احسانه وما أرى ... للحر كالاحسان من مقيد لمخلصيه وعلي أعدائه ... كالصارم المهند المجرد صيرتني مجتهداً ولم أكن ... في غير مدحي لك بالمجتهد لكن تفاءلت بقول مرشد ... والفوز مقرون بقول المرشد وصرت في الشكر له مجتهداً ... وصار من أنعامه مقلد وفقه الله لكل مطلب ... يرومه في دهره ومقصد عفواً فقد قابلت دراً بحصى ... وبحر نظم شعركم بالثمد ولي لسان طال في مدحكم ... إذ قصرت عن المجازاة يدي واعلم بأني مذ وصلت حيكم ... ما خطر الفراق لي في خلد لكن أرى صعب أمور دونها ... تستسهل الروح فراق الجد لا برحت تترى عليكم نعم ... عظيمة من الاله الصمد ممتعاً بالعز والاقبال ما ... حن إلى الوالد قلب الولد وما سلي بفضلكم مغترب ... عن بلد الأهل وأهل البلد وكتب إليه أيضاً أو إن سفره إلى فارس ما كنت أحسب إن الدهر يبعدني ... عن سيد قربه في الدهر مطلوب لكن جرى قلم التقدير من قدم ... إن الفراق على الألفين مكتوب وكتب إليه في المعنى أيضاً ما كنت أحسب أن الدهر يحرمني ... عن الحضور بذاك المجلس العالي لكن جرى قلم التقدير من قدم ... أن لا يدوم نعيم قط في حالي وكتب إليه من فارس سنة سبعين وألف لولا مضايق أحوال وقعت بها ... لم تبق لي سيداً يوماً ولا لبدا لما جرى بشكاة الدهر لي قلم ... ولا جمعت عليه اصبعاً أبدا والحر ما زالت الأقدار تقحمه ... شدايد الدهر حتى يفقد الجلدا ما زلت في موقف الاخلاص منت ... صباً وفي مجاهدة الأعداء مجتهدا وكنت عندك في قرب ومنزلة ... فليت شعري ما بعد البعاد بدا لا زال عمرك بالتأبيد متصلاً ... وعضد عزك بالتأييد معتضدا ومن شعره أيضاً ما كتبه إلى ولده الآتي ذكره بليت بدهر بالأفاضل غادر ... وأنت على علاته غير عاذر قطعت حبال الوصل خوف خصاصة ... ولم تك في الضراء عندي بصابر

ابنه السيد عبد الله بن محمد البحراني

وبعدك عني إن سلكت طريقة ... تودي إلى رشد فليس بصابر فإن شئت أن أرضي عليك فلا تكن ... على غير منهاج الصلاح بسائر عسى الدهر يوماً أن يلم شتاته ... وتقطع أسباب النوى والتهاجر وذلك موكول إلى رحم راحم ... ومنة منان وقدرة قادر ولله تدبير وللدهر رجعة ... وللعسر تيسير بحكم المقادر وما غلقت أبواب أمر على امرءٍ ... فصابر إلا فتحت في الأواخر تحية مشتاق وتسليم والد ... إلى غايب بين الجوانح حاضر وقال مضمناً ولما أن تراءت من بعيد ... خيامكم لعين المستهام تأجج وجده ونما جواه ... وذاب القلب من وجد الغرام وأعظم ما يكون الشوق يوماً ... إذا دنت الخيام من الخيام وقال على طريقة أهل الحال لعمري لقد ضل الدليل عن القصد ... وما لاح لي برق يدل على نجد فبتّ بليل لا ينام ومهجة ... تقلب في نار من الهم والوجد وقلت عسى أن أهتدي لسبيلها ... بنفحة طيب من عرار ومن رند فلما أتيت الدير أبصرت راهباً ... به ثمل من خمرة الحب والود فقلت له أين الطريق إلى الحمى ... وهل خبر من جيرة العلم الفرد فقال وقد أعلى من القلب زفرة ... وفاضت سيول الدمع منه على الخد لعلك يا مسكين ترجو وصالهم ... وهيهات لو أبلغت نفسك بالكد إذا زمرة العشاق في مجلس الهوى ... نشاوى غرام من كهول ومن مرد ألم تر إنّا من مدامة شوقهم ... سكارى ولم نبلغ إلى ذلك الحد فكم ذهبت من مهجة في طريقهم ... وما وصلت إلا إلى غاية البعد فقلت أأدنوا قال من كل محنة ... فقلت أأرجو قال شيئاً من الصد ألم ترنا صرعى بدهشة حبهم ... نقلب فوق الترب خداً إلى خد فكم طامع في حبهم مات غصة ... وقد كان يرضى بالمحال من الوعد ابنه السيد عبد الله بن محمد البحراني أديب قام مقام والده وسد. ولا عجب للشبل أن يخلف الأسد. فهو نفحة ذلك الطيب وأريجه. ونهر ذلك البحر وخليجه. المنشد لسان محتده. وهل ينبت الخطي إلا وشيجه. أثمر أغصان أقلامه اليانعة بثمرات البيان. وضم هوامل الكلام لقمة النهج وغنى وراءها الحاديان. فنثره الورد ولكن في رياض النفوس لا الغروس. ونظمه العقود لكن في ترابب الطروس لا العروس. وهو أحد من خدم الوالد ومدحه. وأورى زند فكره لشكره وقدحه. ولم يزل في فيض فضله وسعته. بين خفض العيش ودعته. حتى صدرت منه هفوة بعد هفوه. كدرت منه مورد اقباله وصفوه. فلما علم سقوط منزلته لديه وعرف. ودع حضرته السامية وانصرف. ومن فوائد قصايده قوله مادحاً له دام مجده ما ترت ليلة المزار الازارا ... هند إلا لتهتك الأستارا أطرقتنا ولاة حين طروق ... حبذا زاير إذا النجم غارا رق بعد الصدود عطفاً برق ... ورعى حرمة العهود فزارا غير ما موعد ألم ولما ... ترتقب للمنام منه ازديارا قابلتنا بطلعة قد أرتنا ... الشمس ليلاً فأوهمتنا النهارا طفلة تخلب العقول بطرف ... وبدل تستعبد الأحرارا دمة لو تصورت لمجوس ... تخذوها الاها وعافوا النارا ناهد تسلب النفوس بطرف ... غنج زاده الفتور احورارا ذات خد جنى لنا الورد غصناً ... وشتيت جلا علينا العقارا وفم مثل خاتم من عقيق ... عمر الدر في نواحيه دارا ولحاظ تصمي القلوب وخصر ... زاده باسط الجمال اختصارا وإذا ما ترنح القد منها ... قلت قد هز ذابلاً خطارا غادة لذّ لي بها هتك ستري ... في طريق الهوى وخلعي العذارا وعجيب ممن توغل أمراً ... في الهوى أن يروم منه استتارا

أيسر الهوى وشان دموع ... الصب بالصب تظهر الاستارا والذي عقله غدا بيد الغيد ... أسيراً لا يستبد اختيارا كيف أرجو من الخطوب خلاصاً ... بعد ما انشبت بي الأظفارا أرهفت إذ عدت علي نصالاً ... ليس ينبو فرندها وشفارا قصدت أن تسومني الخسف ظلماً ... والسري الابيّ يا بي الصغارا ما درت أنني رفعت مقاماً ... بحمى أحمد وزدت اعتبارا وهو أسمى في رتبة المجد من أن ... يدرك الضيم لمحة منه جارا سيد ساد في البرية نبلاً ... وزكى عنصراً وطاب نجارا ماجد نال رتبة في المعالي ... لم ينلها من قبل كسرى ودارا أريحيّ إذا أراح لنيل ... أرسلت سحب راحته الأمطارا وهي طويلة جداً فلنقتصر منها على هذا القدر وقال يمدحه ويصف جوداً حمله عليه لأي آلائكم أشكر ... وأي نعمائكم أذكر وأي صنيع لكم يحتوي ... أقله من حمدي إلا كثر وأي اكرامكم انتمى ... به إلى العلياء أو أفخر وأي أعلام جميل به ... أعلام مدحي لكم تنشر إني على حد أياديكم ... العظام لا أقوى ولا أقدر أربت على عد الحصى فهي لا ... تحصى لمن حد ولا تحصر أوليتم المملوك منكم يداً ... لم يولها الفضل ولا جعفر بيضاء طوبي عن مدى فضلها ... طايل شكري أبداً يقصر وكم وكم من صلة عايد ... إليّ منها لطفكم بيدر من بعضها الجابل في حلبة ... الثناء مني الأجود الأشقر أحجل يعبوب له غرة ... تهزأ بالصبح إذا يسفر طلق يمين فيه باليمن قد ... تطابق المخبر والمنظر مطهم أقود رحب المطا ... فعم طويل باعه طمر مقلد نهد سليم الشظا ... مؤدب ما راعه محضر أطوع للفارس من نعله ... عاداته بالسبق لا تنكر طرف يراه الطرف في ركضه ... خاطف يرق لم يكد يبصر يغادر الريح إذا ما جرى ... حسرى بأذيال السفا تعثر جواد خيل جاد فيه لنا ... خير جواد في الورى يذكر السيد الندب النبيه الذي ... ألقى له اقليده المفخر العالم الحبر الذي لم تزل ... مجالس العلم به تحبر الفاضل الصدر النقاب الذي ... يكاد غما لم يكن يجبر أزهر في الاشراق أخلاقه ... يغار منها القمر الأزهر أشم في الفضل أحاديثه ... يسندها للأصغر الأكبر أغر طلاع الثنايا فتى ... عن شأوه كل فتى مقصر سميدع أطمح أنظاره ... إلى سوى العلياء لا تنظر نديّ راح راح يجتاحها ... عند العروض العارض الممطر بحر خضم في الندى قازف ... تغرق في تياره الأبحر مملك في السلم يزهى به ... السرير والكرسي والمنبر وفي مشار النقع يزهي به الا ... شهب والأبيض والأسمر غضنفر يروي المواضي إذا ... شب من الحرب اللظي المسعر من ذكره في كل اكرومة ... يطرب ما لا يطرب المزهر من لفظه ودّ ومن علمه ... بحر ومن أعرافه عنبر إن نظام الدين شمس به ... أضاءت الأكوان والأعصر بلغه الله من سؤل ما ... يظهره الدوما وما يظهر وزاده من زائد العمر ما ... طالت به الأعوام والأشهر يا أيتها المولى الذي فضله ... عن حد أوهام الورى يكبر لا غرو إن أطلق في فض ... لك الأكبر من مملوكك الأصغر

فشكركم فرض على مخلص ... في برد نعمائكم يخطر وقال يمدحه أيضاً أغار في تيهه وأنجد ... فصوب الفكر بي واصعد وجد في مطلب التجني ... فجد حبل الوداد بالصد أتيت أشكو إليه وجدي ... فصد كبراً وصعر الخد سما به عجبه فأضحى ... يضن عند السلام بالرد ظبي بديع الجمال أحوى ... أغن حلو الدلال أغيد مهفهف تخضع العوالي ... إذا تثنى ورنح القد مجازب ردفه لخصر ... ورق فخفنا عليه من قد ذو مبسم بالرضا حال ... من حوله اللؤلؤ المنضد كم بات يروي لنا قديم ال ... حديث نقلاً عن المبرد فنال منا المدام مم ... اقد لم تنله مدام صرخد بدر تغار النجوم منه ... إذا سنا وجهه توقد نضا على المستهام عضباً ... من جفنه اذرنا وجرد متى يقل ها له مثيراً ... على معنى به فقد قد أحل قتل الأنام عمداً ... ولا قصاصاً يرى ولا حد لا رسم لفظ يبين معنى ... جماله مجملاً ولا حد ما هلّ يوماً لعاشقيه ... إلا وخروا لديه سجد كل عميد به عميد ... وكل مولى له معبد أطلق حبي له فأمسى ... قلبي به واجباً مقيد هويته عامداً لمعنى ... منه أتى بالجمال مفرد ولست أبغي به بديلاً ... وإن تجافى قلب وإن صد ما زلت شوقاً إليه أصبو ... وعهد ودي له يجدد كما صبا للندى ارتياحاً ... سيدنا ابن النبي أحمد أرفع من ترفع المعالي ... طراً إلى مجده وتسند وخير من بالندى إليه ... أعنق مسترقد واسأد أشجع منه أمست ظبآه ... لها رقاب الأسود معمد سما به مجده إلى أن ... انشاء نحو المساء يصعد نماه في سودد وفضل ... ورفعة أمجد لأمجد كم جمعت للكرام شملاً ... يد له مالها مبدد وكم أقالت عثار قيل ... أطاحه دهره وأقعد زناده للسماح وار ... إذا زناد الكرام أصلد كم رد نحو الديار شخصاً ... أشخصه فقره وأبعد يجر ذيل الغني اختيالاً ... بكشر نعماءه ويحمد العالم العامل المسدد ... الفاضل الكامل المؤيد ما زال احسانه إلينا ... تفضلاً وأصلاً مردد أكثر حسادنا وأكمد ... عائد معروفه المجدد أصبحت من جوده وجيدي ... بفضل آلائه مقلد ضاعف لي لطفه مزيداً ... فصار رقي له مجرد لست له محصياً ثناءً ... عمري ولو أنني مخلد أبا عليّ فداك نفسي ... وما حوته يداي من يد أنت الذي لم نجد سواه ... إذا رمانا الزمان مقصد وهاكها يا أجل مولى ... وسيداً بالعلى تفرد عذراء راقت لها معان ... ألفاظها فاقت الزبرجد قلدها مدحكم عقوداً ... يفخر منها بها المقلد تهز رب الندا ارتياحاً ... إذا اغتدت بالنداء تنشد من مخلص ينتمي ولاء ... ورامق بالدعاء قد مد وابق بقاء الدهور ما إن ... أضاء بدر ولاح فرقد وقال يعتذر إليه ويتنصل. ويتقرب إلى رضاه ويتوصل. ولم يتفق له انشادها إياه أيا با يا أبا يحيى أيا با ... فقابل بالتجاوز من انابا ولا تبعد من الغفران رقاً ... أقر بذنبه عمداً وتابا نخالك داخلاً للصفح بيتاً ... وامك قارعاً للعفو بابا

تنصف من ذنوب مرقبات ... عظام لا يطيق لها عذابا وأمل من نداك جميل ستر ... لجرم ليس يحصيه كتابا ولم يك ما أتاه سلمت عمداً ... ولكن سابق الخطأ الصوابا وليس عن المقدر من مفر ... إليه يرى أخو حزم ذهابا ويحسن عفو مقتدر لجان ... خصوصاً أن تنصل واستنابا ومثلك من عفا عن حوب عبد ... وإن جلت جنايته اكتسابا ورب جريرة جرت لقتل ... فعاد عقاب فاعلها ثوابا وإني إن جنيت لديك ذنباً ... فقد أعددت فضلك لي مثابا فرفقاً يا أبا الاحسان رفقاً ... فأنت أجل مدعواً أجابا فقدني ما لقيت نوى وحبي ... من الابعاد ما وافا عقابا وأنت الناس أن تغضب علينا ... رأينا الناس قاطبة غضابا واقسم لو غضبت على جبال ... لأضحت من مخافتها ترابا ولو أوعدت ماء البحر زجراً ... لامست من مهابته سرابا ولو رمت استوا فعال دهر ... لما استعن انعكاساً وانقلابا أمنت مكايد الأيام لما ... خدمت على الولاء لكم جنابا وبت من الطوارق رب أمن ... منيعاً لا مخاف ولا مهابا وكيف أخاف سطوة أسد دهر ... وما طرقت لعز حماك غابا وكنت متى رميت بسهم أمر ... وإن أبعدت في المرمي أصابا ومن خدم الملوك غدا مطاعاً ... ملبى نحو دعوته مجابا وراح يجر للراحات ذيلاً ... ويجتلب السعادات اجتلابا وإني أيها المولى لرق ... قديم في قديم الرق شابا وما استنشي لغيرك عرف عرف ... ولا لسوى أياديك استصابا وقد جربته فخبرت منه ... عقايل مخلص لن تسترابا منها قصدت إليك من بلد بعيد ... وباعدت المنازل والرحابا وجانبت الأقارب والأهالي ... وخليت الأخلة والصحابا وغادرت الأحبة من فراق ... مواصلة بكاء وانتحابا لاولي عن فواضلكم نصيباً ... وأعطي من فواضلكم نصاباً واجمع بين اثراءٍ وعز ... وأسرع نحو مثواي انقلابا وأسند من فضايلكم حديثاً ... يخال حديثه المصغى شرابا وأنشد مطرباً في كل ناد ... قريض مديح عرفك مستطابا وأقضى للعلى قبلي حقوقاً ... لبست بمطلها عاراً وعابا ولولا ما عهدت لكم قديماً ... من البر الذي ملك الرقابا لما واصلت بعد القطع هنداً ... ولا قاطعت سلمى والربابا ولا استعذبت من بحر أجاجاً ... ولا استبررت من بر ببابا ولا أثقلت لي في الهند ظهراً ... يسرب لا أطيق به انسرابا ولم أترك أباً شيخاً كبيراً ... يسقي صاب هجريه مصابا له بولايكم عهد وثيق ... صميم لن يحل ولن يشابا وما حظ ألاقي ببال عند ... وإن أولاه مولاه اجتنابا ولكن حادثات الدهر تجري ... بقلب مراد أغلبنا غلابا وتعكس مستقيم الرأي منا ... وتجعل صدق تقوانا كذابا وتولى الحر اعراضاً وهجراً ... وتسلب حال من شرف اغتصابا ولم تضل الأفاضل من قديم ... تلقى من صوارمها ضرابا وكنت لديك في قرب وعز ... ومنزلة بها طلت الهضابا ونعمة مترف لم أحص منها ... قليلاً لو أطقت لها حسابا ولم تنح الخصاصة لي بباب ... ولا قضبت إلى ربعي ركابا فلم يزل الزمان لسوء طبع ... يحاول بزة الحال استلابا ومنها وخدمتكم لنا شرف وعز ... ومرتبة بها العيش استطابا ونفخر أن نكون جوار جار ... لرقتكم لنرجي أو نهابا

وكم من سيد ندب تمنى ... يكون لسرج عبدكم ركابا وذي تاج يفاخر لو يداني ... لارفع عيسكم نسباً قرابا وأنت أجل من يدعي لجلي ... وأزكى من زكى أصلاً وطابا وهز إلى المكارم منه عطفاً ... وثار لكسب منقبة وثابا وسار جميله في كل قطر ... وشاهد فضله من كان غابا وليس لآل طه من مجير ... سواك إذا سطا زمن ونابا ويأخذ ثارهم من كل باغ ... ويسكن من مروعهم اضطرابا ومثلك من ينيل بلا سؤال ... ويرغب في الثواب إذا أنابا ويصطفد الحوامل والمتالي ... وينتهب المسوّمة العرابا ويبتدر الوفود بحسن قول ... وجود يخجل القطر الربابا وعز لو حوته الأرض أضحت ... تباهي في معاليها السحابا وتلك فضيلة لك من قديم ... خصصت بها اصطفآءً وانتخابا سلكت بها سبيل أب كريم ... بدا بسماء كل علا شهابا وجدد للمآثر شاد بيتاً ... أجد لكل قصد مستجابا وأنت الشمس منزلة وصيتا ... وذو الأشبال قهرا واحترابا ألا يا أغزر الفضلاء علماً ... وأطهر كل ذي تقوى ثيابا وارحب كل ذي عز جنابا ... وأضرب كل من ضرب القبابا أقلتي عثرة قد كدت أقضي ... بها أسفاً وهبنيها مثابا وهب لي زلة قد نغصتني ... على وجل طعامي والشرابا ولا تلزم ذنوب الدهر قنا ... أناب إليك ملتجاه وآبا وعد بالبر إحساناً لمن قد ... تعود وصل عائدك احتسابا وسرّ بعز قرب منك عبداً ... يؤمل من جميلك أن يثابا وأصلح فاسد الأحوال منه ... وأبدله من الخفض انتصابا وحز بجميل فضلك منه شكراً ... يفوق المسك نشراً وانتسابا وعبدك عاجز كلٌّ ضعيف ... أسير سامه الزمن اغترابا وخذها أيها المولى فتاة ... نضت مقلة لسيدها النقابا بنية ساعة من طبع رق ... ترق إذا سمعت لها خطابا بها الجوزاء قد علقت نطاقا ... كذا الكف الخضيب صبا خضابا ولو بلغت معاصرة جريراً ... لهز العطف منه بها اعتجابا صبت شوقاً لعز حضور مولى ... وسارت وهي تنجذب انجذابا وجدّ بها إلى لقياه وجد ... أجدّ لنار صبوتها التهابا تمادى الوقت فيها عن زفاف ... فأبدت ضيقة العنس اكتئابا وخافت أن يشيب لها قذال ... ولم تسعد بحضرته كعابا أتتك تجر مطرقها حياء ... وتسيل فضل بردئها حجابا لتنشق طيب أخلاق غوال ... إليها كل غالية تصابى وتسال منك للعاني فكاكاً ... وتأمل منك للجاني مثابا وتلتبس القبول له مآلا ... وتقتبس الوصول له مآبا فلا يرجع لها مولى سوالاً ... فترجع مثل من أكدى وخابا ودم لا زال جدك ذا سمو ... وغيث نداك ينصبّ انصباب ولا برحت ربوعك عامرات ... تناخ به أمانينا خصابا ولا فتئت جواري الوفد تجري ... إليك لتستثيب وتستثابا وقال يمدح الميرزا محمد طاهر كاتب الوقائع لسلطان العجم أوجهك أم برق تالق أم بدر ... ولفظك أم در تناثر أم سحر وقدك أم غصن يرنحه الصبا ... وردفك أم موج به قذف البحر وفتانة العينين عذّرته الهوى ... فمال لمعنى لا يهيم بها عذر تبسم عن ثغر كان رضابه ... إذا زين ماء المزن شيب به الخمر بنفسي من زارتني ليلاً بهمة ... يسايرها من صبح طلعتها فجر فقالت سلام قلت أهلاً ومرحباً ... بمن زار غياً بعدما نفد الصبر

السيد ناصر بن سليمان القاروني البحراني

وباتت لنا حتى الصباح نديمة ... إذا ما طواها السكر ضاع لها نشر تدير علينا من كؤوس حديثها ... عتيق سلاف راح يسنده الثغر كما أسندت في العلم والحلم والتقى ... أحاديث من ثمه ثم له الشكر أمير به غصن المكارم يانع ... نضير وضوح المجد منه له زهر كريم بنا للجود بيتاً مصمداً ... رفيعاً له في كل زاوية فخر فتى زاد كل الخلق رأياً وحكمة ... وأعزب حتى قيل فيه هو الدهر فتا أمره بالفضل والبذل والندى ... فسار له في كل قافلة ذكر تراه الورى شفعاً لصحبته النهي ... ولكنه ما بين أهل النهي وتر فاقسم لو أن شاء مطرٍ مديحه ... وساعده في ذلك النظم والنثر لما بلغوا معشار عشر صفاته ... ولو فنيت فيه القراطيس والحبر إليك أبيت اللعن سارت ركائب ... وجاء لحاديها بحيها لها زجر تكاد من الشوق العظيم إليكم ... تطير بنا شوقاً وأنّى لها الصبر ولاحت لها من أصبهان بوارق ... توقد منها بين أخفافها جمر فلو لم نعوّذها بنصف لا حرف ... من اسمكم ما ذل منها لنا ظهر سوى نظمنا الاخلاص في سلك خدمة ... يقوم بنا يوماً إذا قعد الدهر السيد ناصر بن سليمان القاروني البحراني هو من قوم لم يجنح المجد عن خطتهم إلى التخطي. وفيهم يقول شاعر البحرين جعفر بن محمد الخطي. آل قارون لا كبا بكم الدهر ... ولا زلتم رؤوس الرؤوس وهذا السيد ناصر عزهم. وناشر بزهم. وصفوة مجدهم. وبؤة مجدهم. وفرقد سمائهم. وأوحد عظمائهم. وراس رؤسهم. وباسق غروسهم. الخطيب الشاعر. الرحيب المشاعر. نثر فأكثر. ونظم فأعظم. وصاب فأصاب. وجاد فأجاد. وقضى وشرع. ونضا وأشرع. ففرع وفنن. وبرع وتفنن. فنظمه وشح الزمان. ونثره نجح الأمان. يفضل زهر المروج. بل يفضح زهر البروج. ويفوق سجع الحمام. بل يخجل سفح الغمام وقد أثبت من كلامه. وزهرات أقلامه. ما تنافح به القمارى. وتصادح به القماري. أخبرنا شيخنا العلامة جعفر بن كمال الدين البحراني. قال كنت ذات يوم جالساً في مسجد السدرة أحد مساجد القرية المعمورة المسماة بحد حفص أحد قرى البحرين وهو مدرسة العلم. ومجمع أولي الفضل والحلم. وكان عميد البلاد وكبيرها. وقاضيها القايم به تدبيرها. السيد حسين ابن عبد الرؤوف جالساً في ذلك المجلس وإلى جنبه السيد ناصر المذكور. وأحد المدرسين يقري كتاب القواعد المشهور. فجاء ابن أخ السيد حسين المشار إليه نافحاً كمه. وزحزح السيد ناصر عن مكانه وجلس بجنب عمه. فغضب السيد ناصر وعتب. وتناول القلم مسرعاً وكتب. لا تعجبن من تقدم ذي البنان الخاضب. على ذي البيان الخاطب. وذي الطرف الفتون. على ذي الظرف والفنون. وذي الجسم الفاصل. على ذي الجسم الفاضل. وذي الطول. على ذي الطول. فإن الزمان طبع على هذه الشيمة. منذ كان في المشيمه. وكتب ناصر بن سليمان البحراني. ورمى بالبطاقة وقام. وأقام على المعنى من بلاء ما أقام. وأنشدني شيخنا المذكور للسيد ناصر هذا أيا من يغالي في القريب ويشتري ... قرابة انسان بألف أباعد تعال فإني ليتني لا قريب لي ... أبيعك منهم كل ألف بواحدٍ وأنشدني أيضاً قال ونظم هذه الأبيات وهو في السفينة وقد عصفت بهم الريح وأشرفوا على الغرق فقال خليلي لو ذقت النبا قبل هذه ... وحدثني عنها الصديق المصدق لعمركما لم أرتحل قيد اصبع ... ولو كنت أحيى بالرحيل وأرزق فلا تسلا عني فإني ميت ... بلا مرية والملتقى يوم تخلق فإن عشت حياً ثم عدت لمثلها ... فإني أخو الخرقا بل أنا أخرق وأنشدني له أيضاً ألا رب ليل بت غير مدثر ... على خفر فيه وغير موسد تسامرني فيه البعوض وكاسها ... معتق جسمي لا معتق صرخد وأنشدني له من مرثية المرحوم نجم بن علي بن حوز الساري البحراني أولها

السيد عبد الرضا بن عبد الصمد الولي البحراني

بالبحر بحر من السماحة غارا ... بعد ما مد فيضه الأنهارا وقليب من المروة طام ... غاض صافي زلاله فانهارا طعن اللوم في المروة طعناً ... أنهر الدهر فتقها أنهارا ولنجم هدى ولم يك قدماً ... يخلق الدهر نؤه الأمطارا أيها النايمون والدهر يقظا ... ن أصاحون أنتم أم سكارى طالما نمتم فهبوا من النو ... م فداعي المنون يدعو جهارا هو داع إذا أهاب بمن في ... رأس نشوة أطار الخمارا هو داع يجيبه من دعاه ... كارهاً للقاء أو مختارا هو ذا منزل الملوك برغم ... لرغام من الصياصي اقتسارا هو هذا مكسر عظم كسرى ... ومدير رحي المنون بدارا وانتهازاً لفرصة ليس تبقى ... قبل أن تسلبوا عليها الخيارا وهدايا هدية سبل المجد ... وقد ضلها اللئيم وجارا وصلات به وصلن المعالي ... رافعات لربهن منارا وعطايا بغير منّ ونذر ... عم فيها الورى وحصن نزارا كان برّاً بهم رؤوفاً رحيماً ... عرّف الحق قادراً مختارا خطب الناس كلم منه صهراً ... فأبى غيرهم له أصهارا وارتضاهم ليرتضى الله عنه ... يوم يلقى أباهم المختارا فلذا أنتجت مساعيه منهم ... صالحات وسادة أبرارا وأنشدني له قال وكتبها على قبر السيد حسين بن عبد الرؤوف البحراني الحكم والامضاء والأمر ... والحلم والاغضاء والصبر فيك اجتمعن وإن واحدة ... منها يحق بها لك الفخر وقال يهجو بعض أهل بلده يا ليتنا بنصر من سآنا ... وألبس العالم بهتانه تاجاً من الليف على رأسه ... وجبة من شعر العانه السيد عبد الرضا بن عبد الصمد الولي البحراني الرضي المرتضى. والحسام المنتضى الصحيح النسب. الصريح الحسب. مجمع البحرين بحر العلم وبحر العمل. ومقلد النحرين. نحر الأدب ونحر الأمل. ثنى إلى الفضل أزمة رحاله. فأصبح في الأفاضل علماً فرداً. وأنشد لسان حاله. ليس الجمال بمئزر ... فاعلم وإن رديت بردا إلى أدب مستفاض. وبيان وساع فضفاض. ومع ذلك فطبقة شعره وسطى. وإن مد له من مديد القول بسطا. وقد وقفت على ما لم يهز الاستحسان منه لا كثره عطفه. ولا كساء الاحسان رقته ولطفه. فمما اخترته من مطلع قصيدة بان يسقيني من الثغر مداماً ... ذو بهاء يخجل البدر التماما حلل الوصل وقد كان يرى ... وصل من يشتاقه شيئاً حراما ويرى سفك دم العشاق فرضاً ... في هواه ويموتون غراما جاءني في حلة من سندس ... ثمل الأعطاف سكراً يترامى فاعترتني دهشة من حسنه ... حين أرخى لي عن الوجه اللثاما منها ليلة كانت كابهام القطا ... أو كرجع الطرف قصراً وانصراما حين كان العيش غضاً والصبى ... مجمع اللذات والدهر غلاما يا حماماً ناح في ايكته ... صادحاً ما كنت لي الا جماما تندب الألف ولا تذرف دمعاً ... ودموعي تشبه الغيث انسجاما ومنها أيها الريح إذا ما جئت سلعاً ... فاقرعني ذلك الحي السلاما جيرة إن بعدوا عني فهم ... في فؤادي ضربوا تلك الخياما يا أهي المنحنى في الحب جرتم ... ومنعتم جفن عيني أن يناما وأسرتم في حبال الشوق قلبي ... وتجنيتم فلم ترعوا ذماما إن عدلتم عن ودادي إن لي ... بالنبيّ المصطفى الهادي اعتصاما وقوله في مناجاة له وهي قصيدة هذا منتقاها على الورى لك فضل ... وجودك الغمر جزل لسان كل ثناء ... أي المحامد يتلو

أخوه لسيد أحمد بن عبد الصمد البحراني

عليك يا رب نثنى ... بما له أنت أهل إنىّ نوفيك شكراً ... وقد عرا الكل كل يا من تقدس شاناً ... عن أن يدانيه مثل وكنهه ليس فيه ... لزائد الفكر دخل أرادك العقل علماً ... فعافه عنه جهل وتاه سكراً وأنى ... له إلى ذاك سبل ولا يحدّك جنس ... ولا يساويك فصل ولا يحلك شيء ... ولا حواك محل طوبى لمن حاز قرباً ... وناله منك وصل وأنفق العمر فيما ... له به الشأن يعلو قوم لهم بك شغل ... ولا لهم عنك شغل وقد أديرت عليهم ... خمر الوصال فضلوا باب الرضا لازموه ... طوعاً فعزوا وجلوا وطاولوا السبع فخراً ... وفي ذرى العز حلوا يا ليتني كنت معهم ... فأين حلوا أحل يا رب إن جل ذنبي ... فالعفو منك أجل وإن غفران حوبي ... عليك يا رب سهل عبد الرضى منك يرجو ... رضاك وهو الأفل إن لم يصبني وبل ... من الرضاء فطل وقوله وكتبها على قبر السيد حسين بن عبد الرؤف طل على الناس أيها القبر فخراً ... واسم شاناً على جميع البقاع إن من حل في ثراك مقيماً ... كان فخر الزمان بالاجماع أخوه لسيد أحمد بن عبد الصمد البحراني هو للعلم علم. وللفضل ركن ومستلم. مديد في الأدب باعه. جليد كريم خيمه وطباعه. خلد في صفحات الدهر محاسن آثاره. وقلد جيد الزمن قلامة نظامه ونثاره. فهو إذا قال صال. وعنت لشبا لسانه النصال. ولا يحضرني من شعره غير ما أنشدنيه له شيخنا العلامة جعفر بن كمال الدين البحراني لا بلغتني إلى العلياء معرفتي ... ولا ادّعتني العلى يوماً لها ولدا إن لم أسرّ على الأعداء مشربهم ... مرارة ليس يحلو بعدها أبداً السيد علوي بن إسماعيل البحراني فاضل في النسب والأدب معرق. وكامل تهدل فرع مجده وأعرق. وهو اليوم شاعر هجر. ومنطيقها الذي واصله المنطق الفصل وما هجر. يفسح للبيان مجالاً. ويوضح منه غرراً وأحجالاً. ويطلع في آفاقه بدوراً وشموساً. ويروض من صعابه جموحاً وشموساً. ويشتار من جناه عسلاً. ويهز من قناه أسلاً. ومعظم شعره فائق مستجاد. فمنه قوله في الغزل وقد أجاد بنفسي أفدي وقلّ الفدا ... غزالاً بوادي النقا أغيدا مليحاً إذا نض عن وجهه ... نقاب الحيا خلت بدراً بدا غزالاً ولكن إذا ما نصب ... ت شراكاً لاصطاده استأسدا سقيم اللواحظ مكحولها ... ولم يعرف الميل والاثمدا رشيق القوام إذا هزه ... رأيت الغصون له سجدا له ريقة طعمها السكري ... يجلى الصداء ويروى الصدا ولحظ كعضب ولكنه ... يشق القلوب وما جردا تفرد بالحسن دون الملا ... فسبحان مولى له أفردا ناىء بعد فهو لغيري ولي ... قريب المزار بعيد المدا رعى الله أيامنا الماضيات ... وعيش الغناء بها أرغدا وصبّ على ترب تلك الربوع ... متعنجراً مبرقاً مرعداً فكم قد أقمنا به لم نخف ... عدواً ولم نرتقب حسدا إلى حيث أحنت صروف الزمان ... وشمل الوصال بها بددا وأضحت قفاراً وليس به ... ن مقيم من الجمع إلا الصدا إذا قلت أين حبيبي غدا ... يجيب باين حبيبي غدا وقوله أيضاً أشيم البرق وهو عليّ شوم ... ويثنيني له الشغف القديم واصبر للهوى العذريّ ما إن ... شدى القمريّ أو هب النسيم رعاك الله يا قمريّ نجد ... تنوح فلا تنام ولا تنيم أرقت ولا كما أرق النسيم ... قلقت ولا كما قلق السقيم

السيد عبد الله بن السيد حسين البحراني

وكابدت الأسى والحزن أذلاً ... أخ يدري بذاك ولا حميم زعمت بأن وجدك فوق وجدي ... وذاك لأنني صب كتوم أعرض أن بكيت بذكر حزوي ... ولا حزوى عنيت ولا الغميم ولولا المنجدون لما شجتني ... طلول بالغوير ولا رسوم ألا يا منجدون ولم يعودوا ... لقد أبطأتم فمتى القدوم وله أيضاً وليلة باتت براغيثها ... ترقص إذ غنى لها البق فكدت من همي وأفراحها ... أنشق لولا الصبح ينشق السيد عبد الله بن السيد حسين البحراني أديب يبين أفراد الأعيان. الممثلين فرايد البيان للعيان. ينظم شعراً جزلاً. فيجيد جداً وهزلاً. ويزيل به عن المسامع أزلاً. ونثره أحسن مغنى وأتقن لفظاً ومعنى. وقد صحبني سنيناً. وما زلت بفراقه ضنيناً. حتى فرق الدهر بيننا. فمن نظمه ونثره ما كتبه إلي. فخر العلى بحر المكارم لم تزل ... بكم المعالي تستطيل علاء طوقتني طوق السرور فهاك من ... جيد تطوّق بالسرور ثناء فمتى أقوم بشكر برك سيدي ... والنذر لا أسطيعه احصاء ويود مني كل عضوانه ... يمسى ويصبح ناطقاً ثنّاء عبداً ملكتم سامحوه تفضلاً ... إذ كنتم السمحاء والفضلاء نجل ساحة رافع قواعدها ساطع آيات الكمال. ونقبل راحة جامع فوايدها بالغ آيات الفضيلة والافضال. من نيط بهمته الرفيعة نياط النجوم. فمتى يشاكل أو يماثل. وميط بعزمته المنيعة بساط الهموم. فمتى يساحل أو يساجل. الحايز قصبات السبق فلا يدرك ثناؤه. وإن أرخى العنان. الفايز بوصلات الحق فاستنارت أراؤه. بشموس التبيان. المحدد لجهات مكارم الأخلاق. المجدد لسمات المفاخر على الاطلاق. الحاوي لعلوم آبائه الأكابر وراثة كابر عن كابر. برج سعادة الاقبال. أوج سعادة الأقيال. مطلع شمس العلوم والمعارف. مجمع بحري الحلوم والعوارف. من أوقفت نفسي بأعتابه موقف الارقاء. فارتقيت عن حضيض الامتهان غاية الارتقاء. كيف لا وهي كهف اللائذ. ورقيم القائذ. وصفا الصفا. ومروة المروة والوفا. وعرفات العرفان. ومنى المنى ومظنة الاحسان. لا زالت منهلاً للواردين. ولا برحت مؤملاً للقاصدين. حميد الذمار. أبية الوصم والعار. ولا فتئت كعبتها معمورة ومحروسة. وندوة أنديتها بالفيض مغمورة ومأنوسه. بمنه وإحسانه. وكرمه وامتنانه. ومن شعره قوله في النسيب أتت تحمل الابريق شمس الضحى وهناً ... ولو سمحت بالريق كان لها أهنى حكاها قضيب الخيزران لأنه ... يشاركها في الاسم والوصف والمعنى ترينا الضحى والليل ساج وما الضحى ... وتلعتها من نور طلعته أسنى مهفهفة الأعطاف حور وخلتها ... من الحور إلا أن مقلتها وسنى لها كفل كالدعص ملء ازارها ... وقدّ إذا ماست به تخجل الغصنا عليها برود الأرجوان كأنها ... شقايق أو من وجنتيها غدت تجنى ولا عيب فيها غير أن مليكها ... براها بخلق يعقب الحسن بالحسنى تقوم تعاطينا سلافة ثغرها ... على وجل نلنا به المن والأمنا هي الروح والريحان والراح والمنى ... عليها بها معطي المواهب قد منّا قصرت عليها محض ودي فلم يكن ... سواها له في القلب ربع ولا معنى الشيخ داوود بن أبي شافين البحراني البحر العجاج. إلا أنه العذب الأجاج والبدر الوهاج. إلا أنه الأسد المهاج. رتبته في الاناءة شهيرة. ورفعته أسمى من شمس الظهيرة ولم يكن في مصره وعصره. من يدانيه في مده وقصره. وهو في العلم فاضل. لا يسامى. وفي الأدب فاصل. لم يكل الدهر له حساما. إن شهر طبق. وإن نشر عبق. وشعره أبهى من شف البرود. وأشهى من رشف الثغر البرود. ومرشحاته الوشاح المفصل. بل التي فرع حسنها واصل. ومن شعره قوله أنا والله المعاني بالهوى شوقي أعرب ... كل آنٍ مرّ حالي في الهوى يا صاح أغرب

كل ما غنى الهوى لي أرقص القلب وأطرب ... وغدا يسقيه كاسات صبابات فيشرب فالذي يطمع في سلب هوى قلبي أشعب ... قلت للمحبوب حتام الهوى للقلب ينهب وبميدان الصبا واللهوساء أنت تلعب ... قال ما ذنبي إذا شاهدت نار الخد تلهب فهوى قلبك فيها ذاهباً في كل مذهب ... قلت هب أن الهوى هبّ فألقاه يهب هب أفلا تنقذ من يه ... واك من نار تلهب وقوله طال في الحب غرامي إذ رمى المهجة رامي ... فأصاب القلب مجروحاً بمسموم السهام والهوى فوقي وتحتي وورائي وأمامي ... ويميني ويساري وهو لا شك أمامي قايداً قلبي إلى نار هوان وهيام ... قلت للمحبوب حتام نيران الغرام من ضريع الشوق والأحزان أكلي وطعامي ... وشرابي من حميم الهجر أغرى بي حمامي لا تغنى في أراك الوصل في وقت حمامي ... قال قف واصبر على بلوى الهوى صبر الكرام فعسى تحظى بجنا ... ت وصالي وسلامي ومن موشحاته الفايقة قل لأهل العذل لو وجدوا ... من رسيس الحب ما نجد أوقدوا في كل جارحة ... زفرة في القلب تتقد فاسعد الهايم. أيها اللايم ... فالهوى حاكم. إن عصى أحد أو أراد القلب أن يردد ... سنة العشاق أو يبعد قال سلطان الغرام اعبد ... خاضعاً واسجد كما سجدوا فاتركن الصب. دمعه ينصب ... فالهوى بالقلب يتحد فاعذرن إن كنت لا تسعد ... لو تهم العين إن ترقد صاح ناطور الهيام اقعد ... ساير العشاق ما رقدوا فاتبع الزفره. وكف العبره ... لا تدع قطره. ليها الكمد واترك الأقوال والأهوا ... وانتظم في سلك من تهوى ظامياً في الحب لن تروى ... وارداً في العشق ما وردوا واقض بالحسره دايم الفكره ... واجهد القدره كلما جهدوا واصطبر للضرب من بتار ... طرف ريم أدعج سحار واصطبر للطعن من خطار ... مايس ما شانه أود والحط الجؤذر قد نضا الخنجر ... طرفه الأحور حوله الأسد بينما المجروح بسهام قد ... قلبه المفرى من قناة القد راح مطعوناً وإن يجحد ... فيه من كل الورى شهدوا ها أنا القايل طرفه الذابل ... بل ومن ذابل قده عمدوا فاسقني خمر الهوى يا ريم ... وادخلن في جنة النعيم عاشقاً من شانه التسليم ... وهو للعشاق مستند مغرم يروى من حرٍ جوى ... علم الأهوا كل من يردّ بجرود ذاخر لجيّ ... يغرق العشاق لا ينجي مظلماً من نوره الزنجي ... تبصر الأمواج ترتعد قاتم الأعماق سفنه الأشواق ... تحمل العشاق تطرد كم بها من صايح باكي ... يشتكي من لحظ فتاك ظالم لا يرحم الشاكي ... قلبه مستجمد صلد معجب مختال فإنك قتال ... حامل عسال لا يجد غير طعن في حشا الناظر ... بعد ضرب الصارم الباتر من غرير ساهر ماهر ... ما نجا من سحره أحد كم وكم تيم. بل وكم هيم ... عاشقاً مغرم شفه الكمد كلما هاجت لظى الأشواق ... واعتدى في دمعه المهراق سابحاً في بحره الدقاق ... صاح يا سبوح يا صمد سكن الحسره واحبس العبره ... وادفع العسره ما بقى جلد

أبو البحر جعفر بن محمد حسن بن علي بن ناصر بن عبد الامام الشهير بالخطي البحراني العبيدي أحد بني

واسكن المحبوب في داري ... خالياً في خده الناري ورد حسن ماؤه جاري ... فوقه والنار تتقد وهو وسط الدار. ساطع الأنوار ... حوله الأقمار قد سجدوا والنجوم الزهر قد أفلت ... كلها من نوره خجلت والمصابيح التي شعلت ... خجلت من نوره خمد كلما أزهر. نوره الأنور. ... ناظري أمطر. واغتدى البرد ضاحك في بارق عذب ... باسم عن لؤلؤ رطب برده يطفى لظى الكرب ... جارت النظار إذ شهدوا وجهه الوضاح. فالق الأصباح. ... يشبه المصباح. يتقد أبو البحر جعفر بن محمد حسن بن علي بن ناصر بن عبد الامام الشهير بالخطي البحراني العبيدي أحد بني عبد القيس بن شن بن قصي بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان رحمه الله تعالى ناهج طرق البلاغة والفصاحة. الزاخر الباحث الرحيب المساحة. البديع الأثر والعيان. الحكيم الشعر الساحر البيان. ثقف بالبراعة قداحه. ودار على السامع كؤوسه وأقداحه. فأتى بكل مبتدع مطرب. ومخترع في حسنه مغرب. ومع قرب عهده فقد بلغ ديوان شعره من الشهرة المدى. وسار به من لا يسير مشمر وغني به من لا يغنى مفرداً. وقد وقفت على فرائده التي لمعت. فرأيت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. وكان قد دخل الديار العجمية فقطن منها بفارس. ولم يزل بها وهو لرياض الأدب جان وغارس. حتى اختطفته أيدي المنون. فغرس بفناء الفنا وخلد عرايس الفنون. وكانت وفاته سنة ثمان وعشرين وألف رحمه الله تعالى ولما دخل أصبهان اجتمع بالشيخ بهاء الدين محمد العاملي وعرض عليه أدبه فاقترح عليه معارضة قصيدته الرائية المشهوره التي مطلعها سرى البرق من نجد فجدد تذكاري ... عهوداً بحزوى والعذيب وذي قار فعارضها بقصيدة طنانة أولها هي الدار تستسقيك مدمعك الجاري ... فسقيا فخير الدمع ما كان للدار ولا تستطع دمعاً تريق عيونه ... لعزّته ما بين نوء وأحجار فأنت امرءٌ قد كنت بالأمس جارها ... وللجار حق قد علمت على الجار عشوت إلى اللذات فيها على سنى ... سناء شموس ما يغبن وأقمار فأصبحت قد أنفقت أطيب ما مضى ... من العمر فيما بين عون وأبكار نواصع بيض لو أفضن على الدجى ... سناهن لاستغنى عن الأنجم الساري حراير ينصرن الأصول بأوجه ... تغص بأمواه النضارة أحرار معاطير لم تغمس يداً في لطيمة ... لهن ولا استعقبن جونة عطار أيحنك ممنوع الوصال نوازلاً ... على حكم ناه كيف شا وأمّار إذا بت تستسقى الثغور مدامة ... أتتك فحيتك الخدود بأزهار أموسم لذاتي وسوق مآربي ... ومجني لباناتي ومهبط أوطاري سقتك برغم المحل أخلاق مزنة ... تلفّ إذا جاشت سهولاً بأوعار وفج كما شا المجال حشوته ... بعزمة عواد على الهول كرار تمرس بالأسفار حتى تركته ... بدقته كالقدح أرهفه الباري إلى ماجد يعزى إذا انتسب الورى ... إلى معشر بيض أماجد أخيار ومضطلع بالفضل زر قميصه ... على كنز آثار وعيبة أسرار سمي النبي المصطفى وأمينه ... على الدين في إيراد حكم واصدار به قام بعد الميل وانتصبت به ... دعائم قد كانت على جرف هار فلما أناخت بي على باب داره ... مطاياي لم أذمم مغبة أسفار فكان نزولي إذ نزلت بمغدق ... على المجد فضل البرد عار من العار أساغ على رغم الحوادث مشربي ... وأعذب ورد العيش لي بعد امرار وأنقذني من قبضة الدهر بعدما ... ألح بأنياب عليّ واظفار

جهات على معروف فضلي فلم يكن ... سواه من الأقوام يعرف مقداري ولما انتهى إلى هذا البيت في الانشاد قال له وأشار إلى جماع من سادات البحرين وأعيانهم كانوا عنده وهؤلاء يعرفون مقدارك إنشاء الله تعالى رجع على أنه لم يبق فيما أظنه ... من الأرض شبر لم تطبقه أخباري ولا غرو فالا كسيراً أكبر شهرة ... وما زال من جهل به تحت أستاري متى بلّ لي كفاً فليس بأسف ... على درهم إن لم ينله ودينار فيابن الأولى أثنى الوصي عليهم ... بما ليس تثنى وجهه يد انكار بصفين إذ لم يلف من أوليائه ... وقد عض نابا للوغى غير فرار وأبصر منهم حرب جن تهافتوا ... على الموت إسراع الفراش إلى النار سراعاً إلى داعي الحروب يرونها ... على شربها الأعمار مورد أعمار أطاروا غمود البيض واتكلوا على ... مفارق قوم فارقوا الحق فجار وأرسلوا وقد لاثوا على الركب الجثى ... بروكاً كهدي أبركوه لجزار فقال وقد طابت هنالك نفسه ... رضيّ وأقروا عينه أيّ اقرار فلو كنت بواباً على باب جنة ... كما أفصحت عنه صحيحات آثار يشير بذلك إلى همدان وهي قبيلة من اليمن ينتهي إليهم نسب الممدوح وكانوا قد أبلوا يوم صفين بلاء حسناً فروى أنهم في بعض أيامها حين استحق القتل وراوا فرار الناس أغمدوا سيوفهم فكسروها وعقلوا أنفسهم بعمائهم وجثوا على الركب وبركوا للقتل فقال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لهمدان أخلاق ودين يزينها ... وبأس إذا لاقوا وحسن كلام فلو كنت بواباً على باب جنة ... لقلت لهمدان ادخلوا بسلام وقال فيهم يوم الجمل لوت تمت عدتهم ألفاً لعبد الله حق عبادته وكان إذا رآهم تمثل بقول الشاعر ناديت همدان والأبواب مغلقة ... ومثل همدان ثنى فتحة الباب كالهند وإني لم تقلل مضاربه ... وجه جميل وقلب غير وجاب ذكره ابن عبد ربه في كتاب العقد وهمدان بسكون الميم وبعدها دال مهمله وإن همذان بفتح الميم والذال المعجمة فبلد من بلاد العجم وهي أول عراق العجم وإليها ينسب بديع الزمان الهمذاني في صاحب المقامات الذي اقتفى الحريري أثره فيها وتمام القصيدة يؤخذ من ديوان الشاعر المذكور ولما أتم انشادها كتب إليه الشيخ بهاء الدين مقرظاً. أيها الأخ الفاضل الأعز الألمعي بدر سما أدباء الاعصار. وغرة سيما بلغاء الأمصار. أيم الله إني كلما سرحت بريد نظري في رياض قصيدتك الغراء. ورويت رايد فكري من حياض خريدتك العذرا. زاد بها ولوعي وهيامي واشتد إليها ولهي وأوامي. فكأنما عناها من قال قصيدتك الغراء يا فرد دهره ... تنوب عن الماء الزلال لمن يظما فنروى متى نروي بدائع نظمها ... ونظمأ إذا لم نرو يوماً لها نظما ولعمري لا أزال إلا آخذاً فيها بأزمة أو أبد اللسن. نقودها حيث أردت. ونورها إني شئت وارتدت. حتى كأن الألفاظ تتحاسد على التسابق إلى لسانك. والمعاني تتغاير في الانهيال على جنانك. والسلام. ومن بديع قصايده أيضاً قوله في صباه يمدح وزير البحرين ركن الدين محمد بن نور الدين وهي أول قصيدة أثبتها في المدح وأنشدها يوم عيد الفطر للسنة الحادية بعد الألف ماذا يفيدك من سوال الأربع ... وهي التي إن خوطبت لم تسمع سفه وقوفك في رسوم رثة ... عجماء لا تدري الكلام ولا تعي فذر الوقوف على محاني منزل ... عافٍ لمختلف الرياح الأربع وامسك عنان الدمع عن جريانه ... في دمنة لا تحمدنك ومربع الله جارك هل رأيت منازلاً ... عطلت فحلتها عقود الأدمع واستبق قلباً لا تعيش بغيره ... وشعاع نفس إن يغب لم يطلع واصرف بصرف الراح همك إنها ... مهما تفرق من سرورك تجمع كرميّة تذر البخيل كأنما ... نزل ابن مامة من يديه باصبع

فهي التي آلت اليّة صادق ... أن لا تجاورها الهموم بموضع مع كل ساحرة اللحاظ كأنما ... ترنو بناظرتي مهاة مرضع وكأنما تثني على شمس الضحى ... أما هي انتقبت حواشي البرقع وكأنما وضع البرى منها على ... عشر تعاوره الحيا أو خروع يا من يفر من الخطوب وصرفها ... إني أراه يفر عنها يتبع لذ بالوزير فإنما تأوى إلى ... الكنف الأعز المنع ابن الأمنع ملك رقى درج الفخار فلم يدع ... فيها لراق بعده من مضمع وتناولت كفاه أشرف رتبة ... لو قام يلمسها السهى لم يسطع أندى من الغيث الملث إذا اجتدى ... أحمى من الليث الهزبر إذا دعى التارك الأبطال صرعى في الوغى ... فكأنهم اعجاز نخل منقع يذر الجماجم في المكر سواقطاً ... سقط الثمار من المحب الزعزع أفديه وهو على أغر محجل ... ظامي الغصوص سليم سبر الأكرع نهد المراكل واللبان بعيد ما ... وضع العنان به عصيّ طيّع فكأنه لما استقام تليه ... مضع تلقف نباة من برقع في جحفل كاليمّ إلا أنه ... لا ماء فيه غير لمع الأدرع حتى ترجل للصلاة ولم نجد ... أسداً يصلي قبله في مجمع بيناه أفتك فاتك أبصرته ... في النسك أخشع خاشع متخشع حييت يا كسرى الملوك تحية ... تربى على كسرى الملوك وتبع يا ابن الأولى جعلوا مراكز سمرهم ... حب القلوب بكل يوم مفظع واستبدلوا للبيض من أغمادها ... في الحرب هامة كل ليث أروع النازلين من العلى في رتبة ... هام السهى منها بأدنى موضع ما حدثت نفس امرءٍ ببلوغها ... إلا ومات بغلة لم تنفع وإليك من عرب الكلام خريدة ... جآتك مسفرة ولم تتبرقع عذراء أولى ما جلاه لناظرٍ ... نظمي وأول ما تلاه لمسمع من شاعر ذرب اللسان مفوه ... طب بتركيب القوافي مصفع فاضمم عليه يديك تحظ بآحظ ... أزكى من المتقدمين وأبرع فليسمعنّك إن بقى لك بعدها ... ما تستبين لديه ذل الأشجع قال مؤلفه عفا الله عنه لما وقفت على هذه القصيدة راق لي هذا الوزن والروي فأحببت أن الظم عليها وبالله التوفيق يا دار مية باللوى فالأجرع ... حياك منهمل الحيا من أدمعي وسرى نسيم الروض يسحب ذيله ... بمصيف أنس في حماك ومربع لو لم تبيتي من أنيسك بلقعا ... ما بت أندب كل دار بلقع لم أنس عهدك والحبة جيرة ... والعيش صفو في ثراك الممرع أيام لا أصغي للومة لائم ... سمعاً وأن تفر الصبابة أسمع حيث الربا تسري برياها الصبا ... والروض زاهي النور عذب المشرع تحنو عليّ عواطفاً أفنانه ... عند المبيت به حنو المرضع والورق في عذب الغصون سواجع ... تشدو بمراي من سعاد ومسمع كم بت فيه صريع كاس مدامة ... حلف البطالة لا أفيق ولا أعي أصبو بقلب لا يزال موزعاً ... في الحب بين معمم ومقنع مستهتر طوع الصبابة في هوى ... قمري جمالٍ مسفراً ومبرقع ما سآني أن كنت أول مغرم ... بجمال رب ردا وربة برقع يعتادني زهو الشباب وعفتي ... فيه عفاف الناسك المتورع لله أيامي بمنعرج اللوى ... حيث الهوى طوعي ومن أهوى معي لم أنسه والبين ينعق بيننا ... متصاعد الزفرات وهو مودعي إن شب في قلبي الغضا بفراقه ... فلقد ثوى بالمنحني من أضلعي

أتجشم السلوان عنه تكلفاً ... والطبع يغلب شيمة المتطبع رجع. ومن غرر قصايده أيضاً قوله يصف حاله وقد ضربته في وجهه سمكة تعرف بالسبيطية فشجته وهو خارج من قرية يقال لها مرى بكسر الميم وتشديد الراء المهملة وبعدها ياء مثناة من تحت متجاوز من بحرين يقال لأحدهما البلاد والأخر نويلي ومعه ابنه حسان ومن تأمل هذه القصيدة عرف سمو مقداره في البلاغة وأخذه برقاب الكلام وتلاعبه بمحاسن المعاني وهي قوله برغم العوالي والمهندة والبتر ... دماء أراقتها سبيطية البحر ألا قد جنى بحر البلاد ونويلي ... عليّ بما ضاقت به ساحة البر فويل بني شن ابن قصي وما الذي ... رمتهم به أيدي الحوادث من وتر دم لم يرق من عهد نوح ولا جرى ... على حد ناب للعدوّ ولا ظفر تحامته أطراف القنا وتعرضت ... له الحوت يا بؤس الحوادث والدهر لعمري أبى الأيام أن باءً صرفها ... بثار امرءٍ من كل صالحة مثر فلا غرو فالأيام بين صروفها ... وبين ذوي الأخطار حرب إلى الحشر ألا فابلغ الحيين بكراً وتغلباً ... فما الغوث إلا عند تغلب أو بكر أيرضيكما أن امرأ من بنيكما ... وأي امرءٍ للخير يدعي وللشر يراق على غير الظبا دم وجيه ... ويجري على غير المثقفة السمر وتنبو ينوبٌ عنه أيضاً وينثني ... أخو الحوت عنه دامي الفم والثغر ليقض امرء من قصتي عجباً ومن ... يرد شرح هذا الحال ينظر إلى شعري أنا الرجل المشهور ما من محلة ... من الأرض إلاّ قد تخللها ذكري فإن أمسي في قطر من الأرض أن لي ... بريد اشتهار في مناكبها يسري طوالع بي صرف القضاء ولم يكن ... لتجري صروف الدهر الأعلى الحر توجهت من مرّى ضحى فكأنما ... توجهت من مرّى إلى العلقم المر تلججت خور القريتين مشمراً ... وشبلي معي والماء في أول الجزر فما هو إلا أن فجئت بظافر ... من الحوت في وجهي ولا ضربة الفهر لقد شق يمنى وجنتيّ بنطحة ... وقعت لها دامي المحيا على قطر فخيّل لي أن السموات أطبقت ... عليّ وأبصرت الكواكب في الظهر وقمت كجدي ندّ من يد ذابح ... وقد بلغت سكينه ثغرة النحر يطوحني نزف الدماء كأنني ... نزيف طلا مالت به نشوة الخمر فمن لامرءٍ لا يلبس الوشي قد غدا ... وراح موشى الجيب بالنقط الحمر ووافيت بيتي ما رآني امرؤ ولم ... يقل أو هذا جاء من ملتقى الكر فها هو قد أبقى بوجهي علامة ... كما اعترضت في الطرس اعرابة الكسر فإن يمح شيئاً من محياي أثرها ... بمقدار أخذ المحو من صفحة البدر فلا غرو بالبيض الرقاق إذا لها ... على العنق ما لاحت به سمة الأثر وقل بعد هذا للسبيطيّة افخري ... على سائر الشجعان بالفتكة البكر وقل للظبا مهلاً إليك عن الطلى ... وللسمر لا تهززن يوماً إلى صدر فلو همّ غير الحوت لي لتواثبت ... رجال يخوضون الحمام إلى نصري فأما إذا ما عزّ ذاك ولم يكن ... لادراك ثاري منه ما مد في عمري فلست بمولى الشعر إن لم أزجه ... بكل شرود الذكر أعدى من العسر أمر على الأجفان من حادث العمى ... وأبلى على الآذان من عارض الوقر يخاف على من يركب البحر شرها ... وليس بمأمون على سالك البر تجوس خلال البحر تطفح تارة ... وترسو رسو الغيض مبتدر القعر لعمر أبي الخطيّ إن بات ثاره ... لدى غير كفوء وهو نادرة العصر

فثار عليّ بات عند ابن ملجم ... وأعقبه ثار الحسين لدى شمر ولما عرضت هذه القصيدة على الشريف العلامة ماجد بن هاشم البحراني قدس الله سره كتب عليها مقرظاً قوله. أجلت رايد النظر في ألفاظها ومعانيها. وأحللت صاعد الفكر في أركانها ومبانيها. فوجدتها قرة في عين الابداع. ومسرة في قلب الاختراع. والحق أحق بالاتباع. فالحمد لله على تجديد معالم الأدب بعد اندراسها. وتقويم راية البلاغة بعد أساسها. ورد غرايب الفصاحة إلى مسقط راسها وإزالة وحشتها وإيناسها. وكتب ماجد بن هاشم البحراني وقال وهو بشيراز وكتبها إلى أهله بالبحرين يتشوق إليهم. ويبث لواعج أشجانه عليهم سلام يغادي جوكم ويراوحه ... ونشر ثناء تحكيم روايحه ولا زال مرفوع الثناء يؤمكم ... على كاهل البرق الشمالي صالحه أأحبابنا والمرء يا ربما دعى ... أخا النأي إن ضاقت عليه منادحه هل الدهر مدنيني إليكم فمبرد ... لهيب اشتياق يرمض القلب لافحه ومجمع دمع كلما هتفت به ... دواعي هواكم قرح الجفن سافحه كفى حزناً أني بشيراز مفرد ... أبا كرما يضني الحشا وأرايحه وفرط هموم لو تضيفون يذبلا ... تضاءل واستعلت عليه أباطحه وشوقاً لو استجلى ثناء أخو الدجى ... لأغناه عن ضوء المصابيح قادحه غدا وهو عنوان الحوادث فاستوى ... لديه به خافي البداد وواضحه وأشياء ضاق النظم عنها وبعضها ... يلوذ بظل الاستقالة جارحه أحن فلا ألفي سوى هاتف الضحى ... يطارحني شكوى النوى أطارحه يقطع آناء النهار بنوحه ... إلى أن يرى وجه الظلام يصافحه وإنّ له بعد الهدو لعولة ... وأجزى وأشجى النوح ما لح نايحه شكا وحشتي سجن وناى فأجرشت ... له رقة مما يحن جوارحه يكاد إلى هز الجناح فخانه ... تغص بترجيع الحنين جوانحه خلا أنه ذو رفقة فمتى دعا ... تجبه على قرب المكان صوادحه وإني إذا ما اشتقتكم حال دونكم ... ودوني غيلان الفلا وصحاصحه وملتطم الأمواج ما عبثت به ... يد الريح إلا وامتطى النجم طافحه على أنه في السجن أرغد عيشة ... ولا يستوي داني القرين ونازحه يشن عليّ البعد غارات جوره ... وتهتف بي من كل فج صوائحه له الغلب فليثن الأعنة مبقياً ... عليّ فما عندي جنود تكافحه ولا المفرد العاني يهز رماحه ... لطعن ولا تنضي الضروب صفائحه سقى جد حفص البيض سحا ولو سما ... لها الدمع أغناها عن الغيث راشحه ولا زال خفاق النسيم إذا سرى ... عليلاً يماسي جوها ويصابحه بلاد أقام القلب فيها فلم يزل ... وإن طمحت بالجسم عنها طوامحه هل الله مستبق ذمامي بعودة ... إليها يريني الدمع قد هش كالحه ويصبح هذا البعد قد ريض صعبه ... وأمكن من فضل المفادة جامحه وقال في صدد آخر لعبت بعطفيه الشمول فمادا ... كالغصن حركه الهوى فأنادا ريم أعار مهى الصريم لواحظاً ... نجلاً وآرام الحمى أجيادا خنث اللحاظ وأنها لا شد من ... بيض الظبا يوم القراح جلادا هاتيك جاورت الجفون وهذه ... أبت الجفون وحلت الأكبادا نازعته راحا كبرد رضا به ... طعماً وجمرة خده ايقادا فانقاد كالمهر الجموح جذبته ... رفقاً ثنى لعنانه فانقادا والليل زنجي الملاة لناشر ... لمماً كأحداق الحسان جعادا فضا دجاه بغرة أوفى بها ... حسناً على البدر المنير وزادا قسماً بخوص كالحنيّ ضوامر ... وصلت بتدآب السرى الأسادا

يحملنّ شعثاً من ذوابة وائل ... شم المعاطس سادة أمجادا لأفارقن الخط غير معول ... فيها على من ضن أو من جادا بلد تهين الأكرمين بلومها ... تروى الزمان وتكرم الأوغادا وقال أيضاً عاطنيها قبل ابتسام الصباح ... فهي تغنيك عن سنا المصباح أنت تدري أن المدامة نار ... فاقتدحها بالصب في الأقداح فهي تمحو بضوءها صبغة اللي ... ل فيغدو بها الدجى وهو ضاح وإذا ما أخاط بي وقد همّ ... مهدياً إلى طرائف الأتراح فأرسلنها وردية كدم الكبش ... أسالته مدية الذبّاح فهي تقصي إذا دنت وارد الهم ... وتدني شوارد الأفراح الحفت في السؤال هل من فكاك ... لا سير ما إن له من سراح مزجوها فقيدوها فلو تترك ... صرفاً طارت بغير جناح يا خليلي ولا أرى لي من النا ... س خليلاً إلا فتى غير صاح يتلقى عذل العذول بهيهات ... ويحثو في أوجه النصاح ألف الراح فهو بين اغتباق ... لا ينادي وليده واصطباح رح على الراح بي فليس على الأ ... جسام عيب في السعي للأرواح واسقنيها صرفاً فللنار أنائي ... جانباً عن وصال ماءٍ قراح خير ما يشرب المدام عليه ... وجه خود من الحسان قراح ذات قد تثنى الغصون عليها ... حين تجفو به نسيم الرياح فقوه طرة تظل محيا ... جايلاً ماؤه مضيىء النواحي فهي من نور وجهها وظلام الش ... عر في حالتي مسا وصباح وثغور يخلن في بارد الظلم ... حباباً يطفو على وجه راح ما ترى الدهر كيف رقت ليا ... ليه فشقت عن أوجه الأفراح وقال أيضاً خذ في البكا أن الخليط مقوض ... فمصرح بفراقهم ومعرض واذب فؤادك فالنصير على النوى ... عين تعيض ومهجة تتعضض هاتيك أحداج تشد وهذه ... أطناب أحبية تحل وتنقض ووراء عيسهم المناخة عصة ... أكبادهم وهم وقوف تركض وقفوا وأحشاء الضماير بالأسى ... تحشى وأوعية المدامع تنفض يتخافتون ضنى فمطلب أنة ... ومطامن من زفرة ومخفض قبضوا بأيديهم على أكبادهم ... والشوق ينزع من يد ما تقبض فإذا هم أمنوا المراقب عرضوا ... بشكاتهم وإذا استرابوا أعرضوا رحلوا وأرآء البكاة وراءهم ... شتى فسافح عبرة ومغيض أتبعتهم نفساً ودمعاً نادراً ... تشوى الرياض وماء ذاك يروض من ناشد لي بالعقيق حشاشة ... طاحت وراء الركب ساعة قوضوا لم تلو راجعة ولم تلحق بهم ... حتى وهت مما تطيح وتنهض أترى رماتهم دروا من أوغلوا ... في قلبه تلك السهام وخضخضوا أنا قد رضيت بما أراقوا من دمي ... عمداً على سخط القتيل فهل رضوا فهناهم صفو الزمان وإن هم ... بالريق يوم وداعهم لي أجرضوا باتوا أصحاء القلوب وعندنا ... منهم على الناي المعل الممرض يا صاح أنت المستشار لمن عدا ... من حادث الأيام والمستنهض أشكو إليك صباتعين على دمي ... برق تالق بعد وهن يومض فمن المذم على المحاجر من سنا ... برق لصل الرمل حين ينضض فلق الوميض فليس يغمض طرفه ... ليلاً ولا يدع المحاجر تغمض نشرت له ليلاً على كثب الحمى ... حلل تذهب تارة وتفضض أحيا الدجى نبضاً وأحياني فما ... أجلى سناه وفي عرق ينبض

ويمنحني الجرعاء حي ثوروا ... بالقلب ثايرة الظعون واربضوا ولقد دعوت ووجد شوقي مقبل ... بهم ووجه الصبر عني معرض ردوه أحيا يرده أو فالحقوا ... كلى به فالحي لا يتبعض نفسوا بردهم النفيس وعوضوا ... عنه الأسي بعداً لما قد عوضوا يا صاح هل يهب التجلد واهب ... أو يقرض السلوان عنه مقرض وأبي لقد عز العزاء وما بقى ... بيديّ من سيف التجلد مقبض أنفضت من زاد السلو وما عسى ... يبق عقيب نفاد زاد منفض ومن محاسن مراثيه قوله يرثي الشيخ أبا علي عبد الله بن ناصر بن حسين بن المقلد من بني وائل للسنة الحادية بعد الألف أكف البرايا من تراسهم صفر ... وبيض المنايا من دمائهم حمر وخيل الرزايا ما تزال معدة ... تقاتلنا فرسانها ولها النصر تكر علينا البيض والسمر بالردي ... فتبلغ ما لا يبلغ البيض والسمر ومورد هذا الأمر مر وأنه ... لأعذب شيءٍ عندنا ذلك المر خليلي من أبناء بكر بن وائل ... قفا واندبا شيخاً به فجعت بكر وبدراً ترآى للنواظر فاهتدت ... به برهة ثم اختفى ذلك البدر وعضباً ثنت أيدي النوايب حده ... وكان اعتراها من مضار به عقر أرامي الردى أخطأتنا وأصبته ... أسأت بنا شلّت أناملك العشر فيا أيها الثاوي الذي اتخذ الثرى ... مقاماً فهل لا كان في صدري القبر وهل لاستخار الغاسلون مدامعي ... لجسمك غسلاً ثم شيب به السدر فإن جعل الماء القراح بزعم من ... راه لكم طهراً فأنتم له طهر وإن بليت أكفانك البيض في الثرى ... فما بلى المعروف منك ولا الذكر كأنك مغناطيس كل مهذب ... فما كامل إلا وفيك له قبر ليهنك فخراً إن ظفرت بتربه ... يعفر خداً دون إدراكها العفر ثوابك من آل المقلد سيد ... هو الذهب الابريز والعالم الصغر فتى كرمت أباؤه وجدوده ... وطابت مساعيه فتم له الفخر عفيف ملاث البرد عن كل زلة ... وفي أذنه عن كل فاحشة وقر جواد له في كل أنملة مجد ... بصير له في كل جارحة فكر ويا بلد الحظ اعتراك لفقده ... مدا الدهر كسر لا يرام له جبر من الآن بدؤ الشر فيك وأنه ... لمتصل باق وآخره الحشر فأي فتى لا يرهب الضيم جاره ... فقدت ويسر لا يمازجه عسر وليث وغى لو قبابل الليث أعزلا ... وحاربه لم يغنه الناب والظفر فاقسم لولا موته في فراشه ... لجردت البيض المهندة البتر وأرعشت الملد المثقفة السمر ... وأقبلت الخيل المسومة الشقر عليهن من آل المقلد غلمة ... مساعير حرب لا يضيع لهم وتر تثقف ملاّد الرماح أكفهم ... وتمنحها طولاً إذا شأنها قصر كأنهم والسابغات عليهم ... إذا ما دجى ليل الوغى أنجم زهر ولو خلد المعروف في الناس واحداً ... لخلد عبد الله نائله الغمر ولكنها الأيام جاءته تبتغي ... نوالاً فأولاها نوالاً هو العمر فيا قبره حيّاك منعبق الكلا ... ونشّر من ابراده حولك الزهر بنيه اصبروا فالصبر أجمل حلة ... تردي بها من مس جانبه الضر فلولا انقضا الأعوام ما فني الدهر ... ولولا فنا الأيام ما نفد الشهر ودونكم من لجة الفكر درة ... منظمة يعنو لها النظم والشهر وعذراء من حر الكلام خريدة ... بأمثالها في الشعر يفتخر الشعر

السيد أبو الغنايم محمد الحلي

وما مهركم إلا قبولكم لها ... لقد كرمت ممهورة وغلى المهر وكان بينه وبني الشريف العلامة ماجد بن هاشم البحراني رحمه الله تعالى مطارحات ومحاورات في الأدب فمن ذلك ما حكاه في ديوانه قال كنت عنده ليلة والسماء دكناء الجلباب. كاسية السحاب. فأخذنا في الأدب فقلت توشحت السماء ببرد غيم ... فاجمل بالموشح والوشاح فقال الشريف العلامه فقم وانهض إلى فرط التصابي ... فليس عليك فيها من جناح. فقلت امط فدم البراني واجل منها ... بآفاق الكؤوس شموس راح. فقال الشريف كميت أن تشب بنمير ماءٍ ... يسكن ما اعتراها من جماح. فقلت تولد فوقها حببٌ إذا ما ... تغشاها فتى الماء القراح. فقال الشريف وتنزل من فم المبزال نبضاً ... كما نبض الدماء من الجراح. فقلت بكف مخضب الكفين رخص ... فسادي في محبته صلاحي قلت وللمتقدمين من هذا النمط كثير والاجازات في المصاريع أصعب منها في الأبيات وعلى كثرة ما ذكره أرباب الأدب من النوعين فلم أسمع ألطف مما حكى أن أبا بكر بن المنخل وأبا بكر الملاح الشلبيين المغربيين كانا متواخين متصافين ولهما ابنان صغيران قد برعا في الطلب وحازا قصب السبق في حلبة الأدب فتهاج الاثنان بأقذع هجا فركب ابن المنخل في سحر من الأسحار مع ابن عبد الله فجعل يعتبه على هجا ابن الملاح وقال له يا بني قد قطعت ما بيني وبين صديقي وصفني أبي بكر في اقذاعك بابنه فقال له ابنه أنه قد بدا والبادي أظلم. وإنما يلحى من بالشر تقدم. فعذره أبوه فبينما هم على ذلك إذ أقبلا على واد تنق فيه ضفادع فقال أبو بكر لابنه أجز. تنق ضفادع الوادي. فقال ابنه. بصوت غير معتاد. فقال الشيخ. كان تفتق مقولها. فقال ابنه. بنو الملاح قصاد. فلما أحست الضفادع بهما صمتت فقال أبو بكر. وتصمت مثل صمتهم. فقال ابنه. إذا اجتمعوا على زاد. فقال الشيخ. فلا غوث لملهوف. فقال ابنه. ولا عيث لمرتاد. ولا خفاء إن هذه الاجازة لو كانت من الكبار لحصلت منها الغرابة فكيف بمن هو في سن الصبي والله أعلم أهل العراق. السيد علي بن خلف بن مطلب بن حيدر المشعثي ملك الحويزة في هذا العصر أخبرني بعض الوافدين من تلك الديار قال كان بينه وبين السيد حسين الشهير بخليفة سلطان. رابطة محبة فلما بلغته أنه ولى الوزارة لسلطان العجم أنشد بديهة قوله بشرت بالخير يا بشير ... جئت على الوقف من ضميري لو أحد طار من سرور ... لطرت من شدة السرور السيد أبو الغنايم محمد الحلي فرع من ذوابة عبد مناف. ودوحة علم مخضرة الأكناف. له في منهل الفضل ايراد واصدار. ومورد لم يشب صفوه للنقص أكدار وكان قد دخل الهند فخدم ملكها أكبر شاه وليس من برود الجاه ما طرزه العز ووشاه ولم يزل في خدمته محمود الجناب راسخ الأوتاد مشدود الأطناب حتى وسوس الشيطان للسلطان فادعى الربوبية في تلك الأوطان واستكبر واستعلى وقال أنا ربكم الأعلى وزعم أن كل من أذن وكبر إنما يعنيه بقوله الله أكبر فأكبر السيد هذه المقالة واستقاله من خدمته فأقاله فانفصل عنه غيرة على الاسلام وأنفة لشريعة جده عليه الصلاة والسلام وقد وقفت له على أبيات هي في سور البلاغة آيات وهي أنا الذي شهدت بالمعجزات له ... أقلامه وحروف الخط والنقط أخذت في كل فن من عجائبه ... حتى تعجب مني الفن والنمط يسطو على البحر سطر من تموجه ... للناظرين وبدر ليس يلتقط يفوح زهر حديثي عن شذا أدبي ... كما يفوح بريا عطره السفط لكنكم معشر لا در درهم ... سيان عندهم التصحيح والغلط خابت قوافل آمالي بساحتكم ... كما يخيب برأس الأقرع المشط السيد حسين بن كمال الدين بن الأبرز الحسيني الحلي سيد ساد بالجد والجد وجد في اكتساب المعالي فقطع طمع اللاحق به وجد وسعى إلى نيل غايات الفضائل ودأب وأنشد لسان حاله وما سودتني هاشم عن وراثة ... أبى الله أن أسمو بأم ولا أب

الشيخ عبد علي بن ناصر بن رحمه الحوزي

وهو في الأدب. عمدة أربابه ومنار الأحبة ولجة عبابه. وقفت له على رسالة في علم البديع سماها درر الكلام. ويواقيت النظام وأثبت فيها من نثره في باب الملايمة قوله فيمن ألف الرسالة باسمه مكي الحرم برمكي الكرم هاشمي الفصاحة حاتمي السماحة يوسفي الخلق محمدي الخلق خلد الله ملكه وأجرى في بحار الاقتدار فلكه ولم أسمع من شعره غير قوله مذيلاً لقول أبي الطيب أتى الزمان ينوه في شبيته ... فسرهم وأتيناه على الهرم وهم على كل حال أدركوا هرماً ... ونحن جيناه بعد الموت والعدم وكنت أظنه هو المبتكر لهذا المعنى حتى وقفت على أنه عقد لقول الحافظ الحجازي صاحب المسهب في أخبار المغرب فإنه حكى عن نفسه في كتابه هذا أنه سأل عمه أبا محمد عبد الله بن إبراهيم عن أفضل من لقى من أجواد حلبة عصره وهم المعتمد بن عباد ومنه في طبقته فقال يا ابن أخي لم يقدر أن يقضى لي الاتصال بهم في شباب أمرهم وعنفوان رغبتهم في المكارم ولكن اجتمعت بهم وأمرهم قد هرم وساءت بتغير الأحوال ظنونهم وملوا الشكر وضجروا من المرؤة وشغلتهم المحن والفتن فلم يبق فضل للافضال وكانوا كما قال أبو الطيب أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرهم وأتيناه على الهرم ثم قال الحجازي قلت أنا إن يكن أتاه على الهرم فإنا أتيناه وهو في سياق الموت انتهى. ولا خفاء في أن هذا هو المعنى الذي نظمه السيد المذكور بعينه على أنه في المعاني التي تتبادر إلى الأذهان بل هو من البديهيات لأهل كل زمان بعد ذلك الزمان والله أعلم والأبرز بفتح الهمزة وسكون الباء الموحد وضم الزاي وبعدها راء مهملة هكذا ينطق به ولا أعرف معناه. الشيخ عبد علي بن ناصر بن رحمه الحوزي فاضل قال من الفضل بظل وريف. وكامل حل من الكمال بين خصب وريف. فالأسماع من زهرات أدبه في ربيع ومن ثمرات فضله في آخر خريف. إن إنشاء أبدى من فنون السجع ضرائب. أو طفق بنظم أهدى الشنوف للأسماع والعقود للترايب. ومؤلفاته في الأدب. أحلى من رشف الضرب. بل أخدى من نيل الأرب. ومتى جاراه قوم في كلام العرب. كان النبع وكانوا القرب. واتصل بحكام البصرة وولاتها. فوصلته بأسى أفضالها وأهنى صلاتها. وهبت عليه من قبلهم رخاء الاقبال. وعاش في كنفهم بين نضرة العيش ورخاء البال. ولم يزل بها حتى انصرمت من الحياة أيامه. وفوضت من هذه الدار الفانية خيامه. ومن مؤلفاته المعول. في شرح شواهد المطول. وقطر الغمام. في شرح كلام الملوك ملوك الكلام. وغير ذلك وله ديوان شعر بالعربية وانتخب منه نبذة سماها مجلى الأفاضل وله أشعار بالفارسية والتركية. إلا أنها عند العارفين بها متروكة منسية. ومن انشائه ما كتبه إلى القاضي تاج الدين المالكي. طبقات صحائف الأوراق. وإن كانت السبع الطباق. وأعلام الأقلام. وإن كانت عدد الأجام. وبحار المداد. وإن سفحت على الأطواد. ليست بمستقلة بالاحاطة بيسير من كثير الاشتياق. وليس ضرب الصفح. وطي الكشح. عن أعلامه من مكارم الأخلاق. فرقمت هذه الصحيفة عن سويداء القلب بسواد الأحداق. انموذجاً يستدل به الاخوان على الأحزان. بما جرى من شان عن الشان. محيلة ما تجده القلوب عليها مرجعة ما يطلب منها إليها. وحق من أرتجي شفاعته ... يوم تكون السماء كالمهل ما سرت عنكم ولا حشا بسوى ... خيالكم مذ نأيت في شغل يا تاج الاخاء ما أنا من ... يعقل عنكم ركائب الرسل لكنني قد جعلت معتمدي ... ما أثبتته لنا يد الأزل وخذ على البعد ما همى مطر ... تحية من أخيه عبد علي فراجعه القاضي تاج الدين بقوله. وصل الكتاب الذي تفتقت كمايم ألفاظه عن زهور معانيه فإذا هي من حميد حكمي. وتلا المخلص عند وروده أنه ألقى إلى كتاب كريم فقبله المخلص ألفاً وقراه حرفاً حرفاً ولم يكد يستطع أن يتجاوز فقرة منه إلى أخرى واعترف أن منشيه بالتقدم في محراب البلاغة أحرى. وأما الشوق فلو دخل التسلسل في دائرة الامكان. لأنهى المخلص ما يجد من الهيمان. وكيف ينهى شوق لا يتناهى. وتوق كلما وصل إلى رتبة تجاوزها وتعداها. لكن نفث بانموذج من ذلك نفثة مصدور. وتنفس من البين مزتور.

والله والله ثم ثالثة ... بخاتم الأنبياء والرسل تجر اشتياقي إليك منسرج ... ما سار ركب العشاق في رمل وليس في توسلي طلب ... غير حصول اللقاء بالعجل يا سيداً أكدت سيادته ... تسمية فضلت من الأدب كلّلت تاجي لؤلؤاً فعلى ... بذاك دين الأخافي الملل عليك ما هبت الصبا سحراً ... تحية من محب عبد علي ومن بديع شعره قوله يمدح علي باشا ابن قرا سباب حاكم البصرة ويهنيه بعيد الفطر لمن العيس عشياً تترامى ... تركتها شقق البين سهاما كلما برقعها ريح صبا ... لبست من أحمر الدمع لثاما وترامت خضعاً أعناقها ... كلما هزله البرق حساما شفها جذب براها للحمى ... وهي تثنى لربا نجد زماما وتلقيها نسيماً حاملاً ... عن ثرى وجرة أنفاس الخزاما ما على من حملت لو وقفوا ... ساعة نشرح وجداً وغراما ومن الجهل ارتجائي يقظة ... ارباً لا أترجاه مناما يا بني عذرة هل من أخذ ... بدمي المسفوك من حل الخياما قمر لو لم ير البدر دجى ... ما حوى البدر كمالاً وتماما غادر لم يرع مني نسباً ... دون أن يحفظ عهداً وزماما نسباً أيسره أن الحشا ... مثل خديه لهيباً واضطراما ولجسمي من بقايا حبه ... شبه الطرف فتوراً وسقاما يا نديميّ دعا خمريكما ... أن أراق الحب من فيه مداما وتثنى يا قضيب البان إذ ... رنحت سكر اللمى ذاك القواما واصغ يا روض أناجيك إذا ... فلقد لاح لنا الثغر ابتساما أيها الظاعن عن عيني وفي ... مهجتي قد شاد ربعاً ومقاما عاقب الله بأدهى صمم ... أذني إن سمعت فيك ملاما وعشت يوم ترى ذاك إليها ... مقلتي إن زارها النوم لماما أنا من ينظر في شرع الهوى ... كل شيء ما سوى الموت حراما فقت أهل العشق طراً مثل ما ... فاق في المجد عليٌّ وتساما ملك راحته غيث ندا ... رشحها يخجل بالسح الغماما وهزبر يصدم الموت إذا ... ما تنادت أسد الحرب الصداما رب سيب فاض من أنمله ... فكفى رزق أيامى ويتاما وعنيد كسرت صولته ... وحمام قد أذاقته حماما ومكرّ كسفت شمس الضحى ... فيه وانصاع سنا الأفق ظلاما طلعت فيه نجوم من ظبا ... وتردت عوض الليل قتاما موقف لا يبصر الطرف به ... إن رنا إلا حساماً أو هماما انعل الخيل بأجساد العدا ... بعد ما قد توج السمر اللهاما وثنا عنه الظبا مخمورة ... والكؤوس الروس والدم المداما قلب الطرف به فكراً تجد ... ديمة تهمى وضرغاماً شهاما وأخا فضل إذا ما انسجمت ... سحبه أخجل سحبان نظاما أبحر الدنيا إذا ما سجلت ... جوده أقعدها الفخر وقاما لو أتاه يوم حشر سائل ... وهو لا يملك إذ ذاك حطاما لتلقاه بأعلى همة ... وحباه بالذي صلّى وصاما أيها المولى الذي من ربه ... سمّى المولى وسميّت الغلاما لا تضعني وأجد تربيتي ... تلفني إذ صدق الجد تماما واهن بالعيد الذي أنت بنا ... مثله في الدهر فضلاً واحتراما وألقه شكراً ببشر إذا أتى ... بعد أن صمت فوفيت الصياما واسم واسلم بالمعالي مقصداً ... نحوك الخلق رجاء تترامى

وقال يمدحه ويستأذنه لحج بيت الله الحرام. وزيارة نبيه عليه الصلاة والسلام لمع البرق في أكف السقاة ... وبدا الصبح من سنا الكاسات فالبدار البدار حي على الراح ... وهبوا لأكمل اللذات نار موسى بدت فأين كليم الذ ... ات يمحو بها حجاب الصفات صاح ديك الصباح يا صاح بالرا ... ح فوات الأفراح قبل الفوات واصطبحها اصطباح من راح لا يف ... رق بين الشموس والذارات تلق فيها العقول منتقشات ... كانتقاش الأشخاص في المرآة فهي الشربة التي عثر الخضر ... عليها في عين ماء الحياة وتقصى الاسكندر البحث عنها ... فعداها وتاه في الظلمات سكنت من حضاير القدس حانا ... جل عن أن يقاس بالحانات نور حق بنفسه قام ما أحتا ... ج إلى كرة ولا مشكاة قبس أشعلته أيدي التجلي ... فأضاءت به جميع الجهات حجبت بالزجاج وهي عيان ... كاحتجاب البدور بالهالات يا نديمي أجل عرايس ستر ... بغواشي الكؤوس محتجبات هات راحي وناد خذها فإني ... لست أنسى يوم اللقا خذ وهات فلقد هد ركن نحسي لما ... سعدت بالحبيب كل جهاتي هي شهد الشهود بل راحة الار ... واح بل حسن طلعة الحسنات غير بدع ممن حساها إذا ارتا ... ح وقال الوجود بعض هباتي قام زين القياد من شربها قطباً ... عليه دارت رحي البينات فتلاشى بشعلة فتح العي ... نين منها إلى عيون الذوات وخطت بالجنيد لجة بحر ... غرقت فيه أكثر الكائنات ورمت بالحسين حتى ترقى ... بانا الحق أرفع الدرجات أسمعتنا من شيح بسطام ما أع ... ظم شاني بالنفي والاثبات وقصاري خلع العذار بها ني ... ل مقام يقاوم المعجزات رب وفر منها نصيب فتى المجد ... عليّ العلى سريّ السراة فهو في سره المنزه سرى ... وإذا لم يهم بجوز الفلاة حاد عن ظاهر التقشف وانحا ... ز إلى مذهب الحماة الكماة وتردى برد البواطن والأص ... ل خلوص الأعمال بالبينات فهو في السر خادم الفقر عاف ... وهو في الجهر ضيغم الملك عات وله في مراتب الفضل ذهن ... هو مفتاح مقفل المشكلات كتمته الدهور حيناً فأبدت ... هـ على فترة من المكرمات فأفادت بمجده البصرة الفي ... حاء حلى المعاهد العاطلات حل من خفض نفسه للمساكي ... ن بسنام المراتب العاليات أسد في ملاحم الحرب غيث ... في الندى خضرم بعلم اللغات كفه مقلة العدو فلا ينفك ... كل عن شيمة المرسلات وكذا خيله وأفئدة الأعدا ... ء سيان في وحا العاديات وكذا ما له وأرواح من عا ... داه في كونهن في النازعات أن يضع وقت من سواي فأني ... لي بعلياه أشرف الأوقات شملتني منه العناية حتى ... شمخت همتي على النيرات يا امام الكرام يا صادق الوعد ... إذا لم يف الورى بالعدات وهماماً تعود الحلم والجود ... وهاتان أكرم العادات نلت من جودك العميم نوالاً ... وجبت فيه حجتي وزكاتي عرف الناس في حماك وقوفي ... فأجزني الوقوف في عرفات ومرادي لك الثواب وللرق ... قضاء المناسق الواجبات

طوف بيت الله الحرام وتقبي ... ل ثرى قبر سيد السادات لم أفارق حمى عليّ لبيت ... غير بيت العلي ذي الدرجات وابق واسلم على الرجال مليكاً ... طوع ما تشتهي الزمان المواتي وقال أيضاً وهي من حر الكلام وناصع النظام قام يجلوها في الأجفان غمض ... والندامى نوّم بعض وبعض والضيا يرمى به الفجر الدجى ... ولخيل الصبح في الظلماء ركض وكان الليل غيم مقلع ... لمعان الكاس في جنبيه ومض في رياض نسجت فيها الصبا ... ولها في زهرها بسط وقبض ضرج الورد بها وجنته ... والأقاحي ضحك والآس غض وكان النرجس الغض بها ... أعين العين وما فيهن غمض وكان البان قدّ مايس ... كل غصن منه عرق فيه نبض وكان الأرض مما أنبتت ... نهرها جو السما والجوّ أرض مجلس طل دم الكاس به ... وله ظل له طول وعرض نظمت فيه اللآلي حبباً ... حين عنها صدف الدن يغض بي وبالراح الذي أجفانه ... تحسب البيض صحاحاً وهي مرض كيف ترجو البيض نحوي رسمها ... ولها في حدها رد ونقض ما وفت ديني منها ولها ... في فؤادي أبداً نشر وقرض يا حبيباً قد غدا معتزلي ... ليس لي عن سنة العشاق رفض إن يكن قد شيب دمعي بدمي ... حمرة فالود بالاحشاء محض مستقر نهك العظم به ... بعد أن ذاب به لحم ونحض وبقلبي عقرب الصدغ له ... كلما هب الصبا نهش وعض حملت جسمي أعباء الهوى ... وهو لا يمكنه بالثوب نهض وقال أيضاً وهي قصيدة تشتمل على أنواع من البديع قلبي وطرفك منصوب وكسور ... كلاهما مطلق منا ومأسور ناديت دمع جفوني كي ترخمه ... يا مستغاثي مالي عنك تحذير حاكى فؤادي منك الوجه وافترقا ... فذاك نار لتعذيب وذا نور قدري وقدك مخفوض ومنتصب ... والثغر والدمع منظوم ومنثور بخفض قدري فيك الناس تعرفني ... وهكذا الحب تعريف وتنكير قد أعرب الحب نحواً بيننا حسناً ... فالشعر والشعر مرفوع ومجرور يا طرف من نهبت قلبي محاسنه ... ذكرى كسيفك في الآفاق مشهور ينجاب ذو الجهل عنى حين يبصرني ... كأنما أنا أصبح وهو ديجور لو رمت فخراً على المحبوب قلت له ... دمعي وثغرك ياقوت وبلور أصناف جورة عطار بطلعته ... فخاله عنبر والخد كافور أقام سوى الهدى خد له أبداً ... لحبة القلب فيه اليوم تسعير لا ترج مني امتناعاً عن محبته ... وطرفه قادر والقلب مقدور لنا بمقلته النجلاء ذو شطب ... له على فلك المريخ تدوير أبدى ضروب بديع طرفه فله ... في فتية العشق تصريع وتشطير حمت لواحظه معسول ريقته ... يا كوثراً متعتنا ورده الحور يقول إن صدقتنا القول مقلته ... يا محرمي العشق إني كعبة زوروا قد أخلصت كيمياء الحب وجنته ... كأنها للهوى العذري أكسير لو لم يكن كيمياء ما تيسر لل ... أنفاس والدمع تصعيد وتقطير يحيى بجعفر دمعي فيه فضل وفى ... أنا الرشيد به والقلب مسرور يا دمع مقلتي الكشاف أنت لفي ... تقدير للحب تأويل وتفسير وسعت بالدمع أشكالاً خلقت بها ... اقليدساً ولها في الخد تحرير

الشيخ جمال الدين محمد بن عبد الله النجفي المالكي من أولاد مالك الأشتر

لله مجلسنا والغصن يعطفه ... من نسمة الصبح تقديم وتأخير والنهر جسم بثوب الزهر ملتحف ... والزهر برد من الريحان مزرور فصل الربيع إذا ما العشق وافقه ... للقلب فيه وللأشجار تقطير وللسماء التباس بالرياض لما ... حكت كواكبها منها التصاوير فالزهرة الورد والسعد الشقائق والم ... جرة النهر والجوزاء منثور تصرفت بي أيامي لتنقصني ... فما تغيرت والتصريف تغيير لا ينفع المرء تدبير يهذبه ... إلا إذا عضد التدبير تقدير وقال أيضاً شهودي على أني لاذن العلى قرط ... لباس التقى والعلم والشعر والخط فإن قبلت مني الشهادة أثبتت ... مرادي وإلا فالصوارم والخط حويت ملاك المجد من قبل أن يرى ... لمسك عذاري في صفا عارضي خط ولم يقض لي الدهر الخوون مطالبي ... وها قد بدا للشيب في لمتي وخط ألا أتشكى من زماني وقد غدا ... سلاحاً به يسطو على الأجدل البط وتفترس الضان احتقاراً أسوده ... ويقصر عما يدرك الجعفر الشط وتخضع شمس الأفق منه لدى السهى ... ويسجد لليل النهار وينحط تخالف حكم الفضل والنقص عنده ... فهذا به قبض وهذا له بسط وليس لأهل النظم فيه محرك ... فلا ماجد يعطى ولا شاذن يعطو إلى الله أشكو جور دهري وجيرة ... نأوا بالجفا عني ولم ينأهم شحط تباين ما بيني وبين أحبتي ... كان لم يكن وصل لدينا ولا ربط نصيبهم مني دنو إذا جفوا ... رضا ونصيبي منهم أبداً سخط ولو صوبوا أنظارهم بي وحاولوا ... خطا وصواباً لم يصيبوا ولم يخطوا وقال بدا شيب المحب فبان لما ... عذار حبيبه في الخد لاحا فهذا صبحه أمسى مساءً ... وذاك مساءه أضحى صباحاً وقال دع الدنيا ولا تركن إليها ... فزخرفها سيذهب عن قليل وإن ضحكت بوجهك فهو منها ... كضحك السيف في وجه القتيل وأنشدني له شيخنا الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني في مرثية له في السيد مبارك بن مطلب قال وهو مما زعم أنه لم يسبق إليه وكان يقول لو لم يكن لي من الشعر إلا هذان البيتان لكفى سفها توهم ما أرقن من الظبا ... أيدي القيون من الأشعة جوهرا هذا عمود الماء طلقاً جارياً ... وافاه ما صدع العلى فتكسرا قلت فإني لأعجب من زعمه أنه لم يسبق إليه وليس فيه غير تشبيه فرند السيف بالماء المتكسر وهذا المعنى في قول أبي العلا المعري من قصيدته المشهورة وكل أبيض هندي به شطب ... مثل التكسر في جار بمنحدر وقلت أنا في السيف وأظن أني لم أسبق إليه والله أعلم لا تحسبن فرند صارمه به ... وشياً أجادته القيون فأبهرا هذا ندى يمناه سال بمتنه ... فغدا يلوح بصفحتيه مجوهرا الشيخ جمال الدين محمد بن عبد الله النجفي المالكي من أولاد مالك الأشتر ذو النسب الأشتري. والأدب البحتري. سماء فضل مشرقة البروج. وحديقة دب مزهرة المروج وطود حلم لا تزعزعه الرياح وبحر علم لا يفيض الامتياح طلع في سماء البيان سراجاً وعلي في سبع الطباق منها معراجاً ونهد إلى معاقل المعاني ببلاغته ففتحها وشرع أرشية أقلامه إلي قلب البديع فمنحها. ونظم في أسلاك القريض درة المنتقى. وأجرى سلسال ترسله بين العذيب والنقي إلى أخلاق وشمايل قال منها في رياض وخمائل. وصفاء سريرة وضمير. كرع منه في عذب نمير. إن ذكرت الفتوة فهو شيخها وفتاها. أو المروة فهو مصيفها ومشتاها. ولقد عاشرته حضراً وسفراً. فألفيته على العسر واليسر كما قال الشنفري. فلا جزع من خلة متكشف ... ولا مرح تحت الغنى متجيل

وهو ممن دخل الهند وخدم سلطانها. وبوأته الجلالة في غربته أوطانها. وها أنا مثبت من قلايد عقيانه. وفرائد بيانه. ما تهتز له الأعطاف طرباً. وترشفه الأذواق ضرباً. فمن انشائه ما كتبه إلي مراجعاً في سنة ثلاث وسبعين وألف. الله يعلم أني لم أخم بفكرتي مبسم القلم. لا رسم خد القرطاس باسم ذلك العلم. إلا وبسطت الحيرة بناني. وقبض الحصر بياني. وصدرت بين أن أصدر الكلام بالسلام. أم أفتح الكتاب بالعتاب. وهل أقدم ثنائي عليه. أم أذكر أشواقي إليه. أحد كل أليف بصدر الكلام. من الكواكب في صدر الظلام. وأحلى بوجه الكتاب. من العقد في نحر الكعاب. إلا أن للنوي شيطاناً يوسوس في الصدور. ويبهم واضح الأمور. فلم أعلم أيهما أحسن موقعاً لديه. وأكرم موضعاً بين يديه. لعلي أنثر ألفاظاً تشرق بمعانيها. شرق الجواهر بمائها وتشرق بمبانيها. اشراق الزواهر بسمائها. وانظم كلاماً تذوب له حدا ثغور الحور. وتنقد غيرة منه عقود النحور. هيهات أن دون هذه المسرة. ورود نهر المجرة وقبل إدراك تلك المطالب. اجتناء نرجس الكواكب. وأي بليغ يتسع ذراعه. ويطول باعه. لئن يحرر ما يحسن وقعه. ويحمل ما يحمل رفعه. إلى الجناب الذي لو طاف به خطباء الأوائل. وأنكروا فصاحة سحبان وائل. ولو وقف به ابن ساعده. لتبؤ من العي مقاعده. ولعلم ثم كيف تشبه الألفاظ بالجواهر. والمعاني بالنجوم الزواهر. ولم ينسب النثر إلى الفرائد. والشعر إلى العقود والقلائد. ومتى يبرز الرق المسطور. بنضارة الروض الممطور. حرس الله تلك السماء التي تبهر بسهاها البدر. ولو أقلعت عنها تلك السحابة التي تغمر بقطرها البحر. ولا برح ذلك النادي الذي خزمت خلقته عرنين الندى. وتزينت بكواكبه سماء الهدى. وأضحى لبحر العلم قراره. وأمسى لبدر الفضل داره. حرماً لا يلجه صرف الزمان. إلا مقلداً بعهود الأمان. ولا زال تمر عليه الليالي حوالي الأجياد. والأيام في ذي الأعياد. أسأل الله أن يثني على ما أعانيه من ظماء القلب. إلى ورود ذلك المنهل العذب. وما أقاسيه من فحول الخاطر. لبعد ذلك الغمام الماطر. عودة يخضر لها عودي. ويورق بها غصن سعودي. وأن يوفقني لشكر الغمامة التي صدرت عن لج ساحته. والروضة التي وردت من سحابة راحته. فقد أحييت بقطر وأنهار. وحبيت برياحين وأزهار. إنه أرحم الراحمين. وكان كتب إلي كتاباً أخلى فقراته من السجع. وجرى فيه من استرسال الطبع. فكتبت. إليه. ما هذه البلاغة الفروية. وما هذه البديهة والروية. أكلما نشرت يمينك ورقة وضمت قلماً جلوت من الصحيفة ثغراً ومن المدام لمى. مهلاً أيها الخطيب المدرى. كم تحرص علي التلاعب بالكلام ونثره طوراً تبعثه سجعاً مقفى. وعسلاً مصفى. وتارةً فرائد امداداً. وطرايق قداداً. أما والبراعة وما وضعت. واليراعة وما رضعت. لقد رعت الدراري والدرر. وأرعبت الحجول والفرر. أملاعب يراع أنت أم ملاعب أسنه. وصاحب كتب أم كتايب مطلقة إلا عنه. لا بل الفضل أصبح لك وصفاً ونعتاً. وسمر اليراع انفردت بها برياً ونحتاً. فسللت من البلاغة سمتاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتى عذراً أيها العلم. مما ظغى به القلم. فقد بهرني نور كلامك. عن رد سلامك وشغلت عن رد السلام. فكان شغلي عنك بك. وقد وصل الكتاب الذي ألبس الثناء. وسلب العناء. وأشكى البث والحزن. وأنهل انهلال المزن. فلم أداري اليدين منه وأشكر. وأي الحسنين أصف وأذكر. أيد مبانيه التي أهدت الدر. أم يد معانيه التي كشفت الضر. فجدد المقلة. وأكد الثقة. إلى غير ذلك. فكتب إلي مجيباً. وسلك من البلاغة نهجاً عجيباً. أيد المخدوم بنصره. ودفع إلى يد اختياره زمام عصره. ما زلت أظن أن رحى البلاغة. تدور على قطب براعتي. وأن رياض الفصاحة. تشفى من رشح براعتي. وأن سحر البيان من نفثات أقلامي. وأن نور البديع من أكمة كلامي. حتى وقفت على ديباج الفضل. ودرج الكلام الفصل. وعقود يتيمات اللآل. وعقد السحر الحلال. وروضة الأدب الأنف. وعقيلة الرسائل والصحف. فتبين ثم صدى الأبنية. من رعد الغمام. وطنين الذباب من رنين الضرغام. وتميز رضاض الغبرا. من دراري الخضرا. فسرحت سوام نظري في ذلك الروض الأغن. وأكثرت من تلاوة أن بعض الظن. وجعلت أقلب في ممر تلك الأنامل الوابلية. وممشى تلك البراعة البابلية. التي ما للجداول رسوم مشيها ولا لمساقط الوسمي أثر لعابها. ولا لمحاجة

النحل حلاوة رضا بها أحداق دهش بدايع منيعها. طرب برايق بديعها. وأعجب بحسن تزودي راغباً في لطيف تنميقها حلاوة رضا بها أحداق دهش بدايع منيعها. طرب برايق بديعها. وأعجب بحسن تزودي راغباً في لطيف تنميقها يا طالب العلم العجاب ... لا تعد في هذا الكتاب وانظر به يم الفضائل ... وهو ملتظم العباب في سجعه سجع الحما ... م وفصله فصل الخطاب والسطر سمط الدر متسقاً ... على نحر الكعاب والحرف كالقنديل والمعنى ... به مثل الشهاب يغنيك عن كاس المدامة ... والنقاط عن الحباب مثل الرياض وينتمى ... لأنامل مثل السحاب أكرم بمنتسب ومنتسب إلي ... هـ وانتساب جعل الله تلك اليد التي أهدت لنا في الحرف. نزهة الطرف. وفي السطر. برد السحر. وفي الفصل. روض الفضل. وفي السجع. فرط السمع. مصونة لا تمد إلا لتقبييل حاقد. أو موآساة وافد. إنه السميع المجيب. ومن انشائه أيضاً ما كتبه إلى الشيخ مخدوم المخاطب بفاضل خان وقد أنعم عليه مولانا السلطان بسيف في سنة إحدى وسبعين وألف. مخدومي الذي روايته أمضى في مجال الحجى. من صارم الفجر في أهاب الدجى. وآثاره الجسام. أليق في طرفه الوسام. من الفرند في متن الحسام. الذي إن نابني حادث غمدت نصلي وجردت ذكره. وإن استلامت لمازق نبذت حمايلي وتقلدت من شكره. على أن قبضي على وده أشد لمصادمي. من قبضي على قايم صارمي. وحملي منه على عاتقي في برازي. أكثر هيبة من نجاد جوازي. سد الله بفضله كل خلل. وفصل مجده كل أمر جلل. بلغني أن السلطان الذي أقام هذا الدين بالسيف. وقطع بعزاز لذبات الجنف والحيف. لا زالت سيوفه سواطع الحدود قلده من نداه بحسام يروق حسنه العيون. وتغبط جفنه الجفون. ويحد الهلال نعله. والقضاء المبرم فعله. ويدهش البوارق لمعه. ويشداء الصواعق فعله. كأنه شواظ نار. يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار. وأيم الله لق جاد ببرق لامع. على سحاب هامع. وتفضل بنهر على ذي ماء. بل بمجرة على سما. فقلت وإني متوحشاً أنسه. وأفضل ما يهدي إلى الشيء جنسه. فإنه إن عد هذا الفضل الرقاب. نقل عد هذا لفصل الخطاب. وإن هز ذاك لقرع المجن. فقد هز هذا لقطع المجن. ثم إن كانت التهنئة لمن روى زنده. وسعد جده. ونفذ فيما أراد حده. فنحن بأن نهنى المهدي أليق وأولى. من أن نهنى بذلك المولى. أجل بذلك مولى. أجل بارك الله له بكف هو منها بمنزلة الشعاع من البدر. والخليج من البحر. والذوآبة من الشهاب. والشواظ من ذات الالتهاب. وجعله فيها آية الفتح والنصر. وحرزا واقياً من آفات العصر. وجعل بأعدائه ما بفرنده من النوا. وبأودايه ما بمتنه من استوا. إن شاء الله تعالى. ومن شعره ما كتبه من أصبهان إلى أصحابه بالعزي أياريج هل باكرت حي بنى بكر ... فقد هاج شوقي ما بطيك من نشر هززت قدوداً ثم رنحها الصبا ... خلال الرماح السمر والأغصن الخضر وجزت رياضاً خلتهن ليالياً ... تفتح فيها النور كالأنجم الزهر خليلي قد عاشت بصبري يد الهوى ... وأحلى الهوى ما مر يلعب بالصبر لقد راعني فعل السحاب بدارها ... ورب مريب فعله وهو لا يدري أسايلكم عن بارق تأنسونه ... أمتقد الأحشاء أم باسم الثغر سقى العهد من أرض العزي معاهداً ... بها يتقي ليث الوغى ظبية الخدر فيا لك من أرض تتيه حصاتها ... على الدرة الزهر أو الكوكب الدري بها قاتل القرنين عمرو ومرحب ... مروي المواضي في حنين وفي بدر عليّ وليّ الله صنو محمد ... أبو ولديه زوج فاطمة الطهر مراكز سمر تخطر السمر بينها ... كفاها جلاد البيض عن بيضها الغر تذكرني هدي الكواكب معشراً ... أناروا ضراب السمر في العثير الكدر أنادم من حاسى المدامة عنهم ... شهاباً يعب الشمس من راحة البدر

هزبراً إذا ضاق المكر به سطا ... من اللدن والصمصام بالنار والظفر إذا ما ثغور البيض يوماً تبسمت ... يكلم من يرضى بالسنة السمر إذا ما انتضى الصمصام هزته نشوة ... فتحسبه غصناً تلوى على نهر ستثنى على تلك البحار قصايدي ... ثناء أزاهير الرياض على القطر إذا ما نجوم الشعر باتت لوامعاً ... طلعن على أفرادها طلعة الفجر وما كان لفظي في القوافي نفاسة ... أخا الدر حتى كان قلبي أخا البحر ومنه ما ما كتبه إلي مادحاً. ولزند البلاغة قادحاً أتاك بها الهوى تختال كبراً ... فتاة من سلاف الدل سكرى تكلف جفنها المخمور نهضاً ... فيطفح كاسه غنجاً وسحرا فمن نظم النجوم الزهر عقداً ... وقدّ لها أديم البحر نحرا ومن جعل السحاب لها جفوناً ... وصاغ لها وميض البرق ثغرا إذا خطرت سقاك الدل كأساً ... وإن نظرت سقاك الغنج أخرا تخيل ثغرها حبباً إذا ما ... رشفت من الرضاب العذب خمرا رأتني فاعتراها الوروع جهرا ... وما علمي بما تخفيه سرا أرتني الدر من ثغر وطرف ... غداة وداعنا نظماً ونثرا كشفت لها إذاً عن صبر حر ... تظل النائبات لديه أسرا فهزته النوى فرأته طوداً ... وزاحمه الهوى فرآه صخرا سلي غيداً لهوت بهن دهراً ... وخضت الحب ضخضاخاً وغمرا عدلهن فهل شكوت لهن وصلاً ... وجرن فهل شكوت لهن هجرا شربت الصبر شهداً في مساغ ... يرى فيها الوقور الشهد صبرا أعد فتوّتي في المجد فرعاً ... واذكر مالكاً في الفخر بحرا نجيب لم يلد إلا نجيباً ... أغرّ لم يلد إلا أغرا أب درّ له أبناء حرب ... غدوا لو طيسها شرراً وسعرا وخاث لهم بنجد كل صقر ... مضي لم يرض غير المجد وكرا يموت بكفه الطيّ رعباً ... فيودعه فؤاد الشهم قبرا ويغشى عثير الهيجاء ليلاً ... فيفلق فيه للصمصام فخرا هم سبكوا السجايا الغر تبراً ... وأبقوهن للأبناء ذخرا سرى في نحو روض العز عزم ... يريني الشهب بين يديّ زهرا فاقحمني حبات البحر شهباً ... وأوطاني حصى المغراء جمرا إذا ما لحت في أفق هلالاً ... فسرعته عساك تصير بدرا وجز كالسيل ساحة كل واد ... عساك تموج حيث أقمت بحرا نعم لولا اجتناب الفلك سيراً ... لما أمسى لجين الشمس تبرا فمن ذم النوى فلها برجلي ... أياد لا أقوم بهن شكرا أرتني يا ابن أحمد خلق حر ... رأينا كل خلق فيه حرا رأيت عليّ أهل الفضل طرا ... يداً واسماً ومرتبةً وقدرا فقل صافحت بعد البحر بحراً ... بناديه وبعد البر برا فتى أروى من الذاماء قلباً ... وأوسع من فضاء البيد صدرا وابرد من فؤاد الثلج عيشاً ... والهب من شواظ النار فكرا وأمضى من ذباب السيف عزماً ... وأسرى من خيال الطيف مجرى عزايم لّهنّ فكن بيضاً ... وهز متونهن فكن سمرا ترى غيث المكارم مبتهلاًّ ... بساحته وروض المجد نضرا يزدن قرونه منه ذكاءً ... ويلقى قرنه منه هزبرا فتى يقضي على الأيام حتى ... له والأبيض الهندي ظفرا أعد الأسمر الخطيّ ناباً ... تكاد تخاله للدهر دهرا ويورق طامسات السمر صفرا ... فيصدرهن بعد الري حمرا تشاهد حربه الأولى عواناً ... وتلقى جوده المأثور بكرا بعزم أفعم الغبراء فخراً ... وعدل أثقل الخضراء خضرا

فيا من لم أقل بنداه إلا ... وانحلت الورى بدواً وحضرا تركت بحبك الأحشاء بحراً ... وقلت بمدحك الألفاظ درا أطعت الحب فيك وكنت مراءً ... أبياً لم يطع للحب أمرا فدم واقصر هواك على المعالي ... وطل بدوامها باعا وعمرا وقال مادحاً السيد حسين بن علي بن شدقم الحسيني المدني زفت إلى ابن المزنة الخمر ... والشرط أن عقولنا مهر حمراء يلقاك الحباب بها ... متبسماً فكأنه ثغر وكأنه شمس يطوف بها ... زاهي الجبين كأنه بدر وكأنه ما بيننا قمر ... دارت عليه الأنجم الزهر ساق تكاد تسيل من سرف ... أعضاؤه وفؤاده صخر أنفقت عمري في سياسته ... وبمثل ذلك ينفق العمر غنىّ وقال لي اصغ مستمعاً ... إن كان يحفظ قلبك الصدر واسرق مرادك آمناً فلقد ... أغفي على تفريدي الدهر ما زال يسقيني ويشربها ... حتى تسهل خلقه الوعر فحتى إذا أخذت مآخذها ... منه ومال بقده السكر قبض الحجاب من الحياء يداً ... فمضى به وتهتك الستر فتلمست شفتاي وجنته ... خلساً كما يتلمس الجمر وجرى لنا سر أضن به ... والسر لم يسمح به الحر حتى أمال البدر حجفته ... عنا وسلّ حسامه الفجر يوم هو الأضحى وصلت به ... من وصله ليلاً هو القدر في بقعة تزهو جوانبها ... فكأنهن مطارف خضر عشق السماء رياضها فبكي ... فيها الحيا وتبسم الزهر يجري بها نهر تدفقه ... ويد الحسين كلاهما غمر للجود ذا ماء براحته ... وبكل راجية له نهر ما ضر سبروتا يمر بها ... إلا بصوب بحيها القطر أنست در كلامه فأنا ... بالله أشهد أنه بحر زره تعد صبا بحضرته ... قد يتّمتك فعاله الغر وانظر سحاباً فطر جبهته ... ماء الحياء وبرقه البشر واغضض جفونك إذ تقابله ... كيلاً يطيش بلبك الذعر كم نلت منه يداً خدلجة ... جاءت تخلخل شوقها العذر يا دوحة والمكرمات لها ... فرع نما والمصطفي عتر تنظيم وصفك فوق مقدرتي ... والشهب لا يصطادها الصقر وصف يطل به الحجى دمه ... ويضل بين شعابه الفكر كن في السماء فتلك مرتبة ... جلت وأوجبها لك القدر شهدي مشاهدتي جمالكم ... والصبر عنكم كاسمه صبر أنا مغرم ذابت ضمائره ... حباً ووافق سره الجهر نطقت بما تولى قريحته ... مدحاً كما يتنظم الدر دخرت لجودك شكرها زمناً ... ولمثل جودك يدخر الشكر كم حاولت تثني عليك هوى ... فإذا ذكرتك هابك الشعر واستدعيته ليلة إلى مجلس اجتمع فيه جمع من الأجلا وانتظم فيه عقد شمل من الأخلا فكتب إلي معتذراً ولأفنان البلاغة مهتصراً قوله يا بارعاً في حيازة الحسب ... وبارزاً في شرافة النسب وحاوياً نور كل مكرمة ... فضيها بين نرجس الشهب عز على عبدك المتيم إن ... دعوته مكرماً فلم يجب عارضه من زكامه حصر ... أصبح منه الفؤاد في لهب فخاف إن زاركم بعارضه ... يمنعه من رعاية الأدب فأجبته بقولي وكانت أبياته الغراء مكتوبة في ورقة صفراء يا بالغاً من بلاغة العرب ... أقصى الأماني ومنتهى الأرب ويا بليغاً حوت بلاغته ... در المعاني وجوهر الأدب ويا اماماً سمت فصاحته ... قيساً وقساً في الشعر والخطب ما الراح في صفوها ورقتها ... مفترة عن مباسم الحبب ولا عروس الكعاب ضاحكة ... تبسم عن لؤلؤءٍ من الشنب

أشهى وأبهى من نظم قافية ... أهديتها للمحب عن كثب أفادت النفس من مسرتها ... ما لم تفده تلافة العنب ألبستها نظمك البديع وقد ... وافت بليل عقداً من الشهب فبت منها في نشوة عجب ... معتبقاً للسرور والطرب وفزت منها بوصل غانية ... ترفل في حلة من الذهب فأي قلب لم توله طرباً ... وأي عقل دعته لم يجب ضمنتها العذر فاستلبت بها ... فنون هم من قلب مكتئب إن لم تجب دعوتي فأنت فتى ... يملا دلو الرضى إلى الكوب سبحان موليك فطرة العتب ... بالنظم والنثر أيما لعب دمت من العيش في بلهنية ... تجر أذيالها مدى الحقب ولما وقف على مرثيتي للوالد التي شنفت المسامع وألفت بين نار الأحزان وماء المدامع عارضها بقصيدة تركت الجوهر عرضاً وشبت في الأحشاء نار الغضا وها أنا مثبت للقصيدتين وجامع بين الخريدتين وقد اجتمعا ويشوقك استماعهما فالأولى قصيدتي وهي هذه هدّ الحمام لآل عبد مناف ... جبلاً أناف علاه أي مناف أودى بأبلج من ذوآبة هاشم ... يجلو بغرته دجى الأسداف بالجوهر الشفاف بل بالوابل ... الوكاف بل باللهذم الرعاف من لم يزل من بأسه ونواله ... مردي العداة ومورد الأضياف من لم يزل للقاصدين جنابه ... رحب الفناء وموطأ الأكناف من لم يزل للواردين حياضه ... ذا ماء يرويهم بعذب صاف من لم يزل للطالبين علومه ... بالكشف بغنيهم عن الكشاف من لم يزل يملى جليل جميله ... أوصافه العليا على الوصاف من كان يطرب من سؤال عفاته ... طرب النشاوى من كؤوس سلاف لله أي رزية رزأت به ... لا يستقال تلافها بتلاف رغمت أنوف السمهرية والظبي ... لما أصبن بمرغم الاناف بالمورد السمر العطاش من الكلي ... يوم النزال ومطعم الأسياف وتقوضت عمد المواهب والندى ... لما رزئن بواهب الآلاف ومطوق الأعناق من أفضاله ... بثقال أطواق عليه خفاف أقريش قد ذهب الآلاف فمن لكم ... من بعد أحمد في الورى بالاف ابني الهواشم إن طودكم هوى ... وأرى النفوس على هواه هرافي ذهب الذي أحيى وجدد فضله ... لبني النبي مآثر الأسلاف وطوى الردى من كان ينشر في الوغى ... حلل الردى قصراً على الأعطاف إني لأقسم عن يمين برة ... قسم المحق ولست بالحلاف ما خص رزؤك يا ابن هاشم عصبة ... لكنه عم الورى بتلاف هذي جموع المكرمات بأسرها ... فصم المنون وفاقها بخلاف عادت بحار المجد بعدك والعلى ... يبساً وأذّن ماؤها بجفاف وغدت نفوس أولي العلى مغفلّة ... لما ذهبت ولم تجد من شاف وبنوا الرجال تبدلت أنوارها ... بغياهب وشهادها بدعاف وتضعضعت أركان كل قبيلة ... وتشبه الأذناب بالأعراف والأسد قد فقدت لأجلك بأسها ... فغدت براثنهن كالأظلاف من يرتجى للجود بعدك والندى ... والفضل والاسعاد والاسعاف هيهات إن المكرمات جميعها ... طارت بهن قوادم وخوافي يا درة سمح الزمان لنا بها ... حيناً وأرجعها إلى الأصداف لا كان رزؤك في الرزايا إنه ... شرف الكرام وغصة الأشراف عجباً لوجهك كيف إذ غشوه لم ... يغش العيون بنوره الخطاف

عجباً لنعشك كيف لم يره الطلى ... لما غدا يعلو على الأكتاف عجباً لموعدك المقابر كيف لم ... يودعك بين جوانب وشغاف عجباً لقبرك كيف لا يعلو على ... القمرين في الاشراق والاشراف فجيء الأنام عشاً بنعشك سائراً ... فتبادروا أركانه بطواف وقروا جيوبهم عليك وبادروا ... من حسرة عضا على الأطراف ومروا من الأجفان سحب مدامعٍ ... تبكي عليك بها طل وكاف لا غرو إذ كانوا بسوحك في غنى ... عن مربع خضر وعن مصطاف إن كفنك فإن جسمك لم يزل ... يجتال في بردي تقي وعفاف أو غسلوك فلن تزال مطهر ال ... أقوال والأفعال والأوصاف أو حنطوك فلن تزال مطيباً ... طيباً تضوع به قرى وفيافي صلى عليك الله قبل صلاتهم ... وحباك بالرضوان والألطاف يا سيد الاباء سمعاً لابنك المض ... نى فقد أضناه طول تجافي قد كنت بي براً وكنت مواصلاً ... وجميل برك كافل لي كافي فاليوم مالك قد أطلت تجنبي ... وهجترني هجر الحبيب الجافي أجفا وما عودتني منك الجفا ... وعظيم حزني ليس عنك بخاف لا بل طوتك يد البلي ومنعت عن ... رد الجواب لسائل ولعاف ولو استطعت لك الفداء لكنته ... ووقيت جسمك من ثرى الأجداف لكنني باق على حسن الوفا ... حتى أراك به على الأعراف لا زال يتحفك الاله برحمة ... من فضله بلطائف الاتحاف وعليك مني ما حييت تحيةً ... تغشى ضريحك دائماً وتوافي هذه قصيدة الشيخ الأجل. التي حنى نورها من روض الأدب المخضل وأعار رقتها أنفاس النسيم المعتل أودي أخو الاسعاد والاسعاف ... فتيقظ العاني ونام العافي أودى فما المجد الأثيل من العلى ... أولى بصوب المدمع الزراف وتجاذب الأحداث أهداب المنى ... جذلاً برحلة سيد الأشراف من آيس الأخلاق من درك المنى ... وأباك نقض أفاضل الأسلاف من يعتفيه المجتدى بعزيمة ... ثقة بنائله الكفيل الكافي من لم نجد من غيره منّاً بلا ... منّ ولا وعداً بلا اخلاف ما اخضر روض علائه الأعلى ... سحب الندى وجداول الأسياف ما دام انصاف الزمان يد الورى ... والدهر ليس بدايم الانصاف فمضى ومن درر المدايح عزه ... مثل السماء مكوكب الأطراف أبقى الجفون سحائب منهلة ... ومضى مضيّ البارق الخطاف يا من إذا ما استنهضوه لحادث ... نهض الغمام مهدل الأكناف ومتى تربع للعطاء بمحفل ... وقف الزمان هناك للاتحاف سعدت بك الآلاف إلا أنه ... كان الندى بك أسعد الآلاف كم ماجد نسل الزمان جناحه ... قد رشته بقوادم وخوافي صدروا يجرون الذيول غنى وقد ... وردوا عليك عواري الأكتاف أغفو هنالك في ظلال بشاشة ... عنها عيون الحادثات غوافي مزقت أسداف الشدايد عنهم ... بعزايم ككواكب الأسداف فلأبكين عليك يا بحر الندى ... بمدامع كجواهر الأصداف فلئن بقى للمجد عندك ذمة ... فعليّ ابنك بالأذمة وافي أبقيت منه للمعالي ماجداً ... فرساً تلافاهنّ قبل تلافي قمراً تركت لهالة وغزالة ... لطفاوة ومهنداً لغلاف

جمال الدين محمد بن عواد الحلي الشهير بالهيكلي

إن شئت تلقي البحر في تياره ... فاسأله وانظر هزة الأعطاف أو رمت تلقى البدر في اشراقه ... فانظره بين كواكب الأضياف يا ضيغماً يسطو بمخلب سيفه ... الأحنى وناب سنانه الرعاف إن كان أحمد وابلاً فلقداري ... بك سيل ذاك الوابل الوكاف لو مر كالسيل الآتي فأنت يا ... بحر العطاء له الغدير الصافي أو جاء بالداء العضال فراقه ... فلأنت منه لنا الدواء الشافي أعليّ دع للصبر في طرق الأسى ... أثراً يغور إذا قفاه القافي أعياك للصبر الجميل وإنني ... ليذوب من جزع عليه شغافي إن كان هب عليك عاصف حادث ... منه ففي برديك طود العافي أنت الذي قد أرهفت آراؤه ... أيدي التجار أيما ارهاف وزهت به أوصافه حتى غدت ... كالزهر بين حدايق الأوصاف لا زال بيتك بيت حج للورى ... وفناؤه الوافي فناء ظواف جمال الدين محمد بن عواد الحلي الشهير بالهيكلي شاعر متقعر في الكلام. يقرع السمع من حواشي ألفاظه ما يربى على قواعد الملام. دخل الديار الهندية فمدح عظمائها بمدايح. نال بجوائزها المنى والمنايح. فمنها قوله في صدر قصيدة مدح بها أحد وزرا مولانا السلطان ولعلها أمثل شعره مهفهفة نجلاء عطبولة عطل ... خدلجة السافين هركولة الكفل حكى جيدها إذا عرضت ريم رامة ... وألحاظها في الرمي تحكى بني ثعل سقتني كميتاً خندريساً معتقاً ... وباتت تداوي القلب بالقل والنهل ومن مديحه مليك حكى بالجود معنى وحاتماً ... وناف بما تهوى يداه على الأول سخيّ نخي أروعيّ غضنفر ... تقي نقي ذو يراع وذو أسل فلولاه كان المجد تعفو رسومه ... ولولاه كان الوفد في الهند كالمهل غدا مثلاً بين الملوك عطاؤه ... وبين الملا طرا وفي السهل والجبل رحيب فناءٍ لم يخب قط أمل ... بساحته حاشاه من خيبة الأمل شجاع أخو لا واء قرم شمردل ... هزوب لهامات العدى أصيد نكل النكل بالتحريك الرجل القوي المجرب المبدي المعيد وكذا الفرس ومنه أن الله يحب النكل على النكل يسقى نجيعاً سيفه كلما صدى ... وليس سوى هام العداة له خلل وإن حميت نار الوطيس وزمجر ... الخميس وأضحى للمواضي به زجل سطا فوق طرف كالظليم وقلبه ... جريءٌ بعزم قاطع غير ذي فشل وجندل منهم كل اشوس أصيد ... وأبطل مغرى كل قرن لهم بطل سريت من الفيحاء فوق عرندس ... قطعت به النبخاء والوهد والقلل لا حظى بعز بعد ذل بربعه ... ولا أختشي إن جار دهري أو عدل ولما جرى مجرى الخشاش أجبته ... أيا جملي لا تخش باساً وجيهل فحبّ سريعاً في الهواجر راقصاً ... وكم مهمه في دلجة الليل قد عسل إلى أن نزلنا في حماه وربعه ... أجل حمي فيه أخو أمل نزل ففاضت علينا من عطاياه أنعم ... حمى غيثها بالبتر لا القطر إذ همل فيا مالكاً جيد الأنام بجوده ... ويا مخجل الأجواد إن جاد أو بذل مضى جود معن عند جودك وانقضى ... وأنت الذي أضحى به يضرب المثل لمدحك زف الهيكلي خريدة ... مرصعة بالدر والحي لا عطل كساها جلابيب البهاء قبولكم ... وألبسها أفضالكم أفضل الحلل فدم في سرور وارتفاع وعزة ... وسعد واقبال إلى آخر الأزل ولا زلت يا ابن الكرام معانقاً ... لجيد العلى والمجد ما دامت الدول الشيخ عيسى بن حسين بن شجاع النجفي

أحد من عاني الشعر ونظم. وخضم فيه الكلام وقضم. له أشعار له يعن بتنقيحها وتهذيبها وكأنه لم يسمع بقول القائل. وإذا عرضت الشعر غير مهذب ... عدوه منك وساوساً تهذي بها كان قد قصد الوالد بالديار الهندية. مستنشقاً روايح منايحه الندية. فوافق طالعه إن كان أول شاعر وفد على عتبة داره. وهي لم تحتوي على بعد على المصاقع والمداره. ورغبة الوالد في الأدب إذ ذا وافره وبدور مكارمه لسراة ليله سافره. فوقع عنده موقعاً جميلاً. وراح لطوله بقوله مستميلاً. وكانت بينهما في النظم مراسلات طويلة الذيل. ولكن أين تباشير الصبح من نواشي الليل. ولما حصل من أمله على مراده. وقضى أربه من انتجاع مراده. ثنى عنانه. للقصد إلى أوطانه. فركب البحر قاصداً وطنه عن يقين. فحال بينهما الموج فكان من المغرقين. ومن شعره قوله مراجعاً الوالد عن قصيدة كتبها إليه مطلعها مطالع أنوار البدور الثواقب ... شوارقها فلب من الحب ذائب فراجعه بهذه القصيدة وهي أمير شعره الذي جمع فيها كل إحسانه على ما فيها. بقلبي من عين سهام ثواقب ... تسددها كحلاء والقوس حاجب لنا حاجب من كل سهم نرده ... وليس لسهم الحب والله حاجب سقيم أجفان وكشح وموعد ... أرى السقم يبري وهي فيه تغالب إذا برزت فالناس فيها ثلاثة ... طعين ومضروب وساه يراقب ولم ير عسال سوى قد بانة ... وليس لها إلا الجفون قواضب وإن أسفرت ليلى جلى الليل وجهها ... وخرت لها خوف الكسوف الكواكب وإن طلعت يوماً فللشمس ضرة ... عليها من الجعد الأثيث غباهب ومن عجب للبدر والشمس مغرب ... وليلى بها كل القلوب مغارب إذا ما النوى زمت ركاب أحبتي ... فللشوق في قلبي تحول ركائب ولبي مسلوب وجسمي واهن ... ودمعي مسكوب وقلبي واجب وما العيش إلا والحبيب مواصل ... وما الحتف إلا أن تصد الحبايب لك الله من قلب أصايد سهمها ... ومن كبد منها الظباء لواعب ومن جسد قد أسقمته يد الهوى ... ومع سقمه للحب فيه ملاعب عليه لأنواع الخطوب تناوب ... فإن فاته خطب عرته نوايب تعودتها كالألف حتى لو أنني ... تفقدتها حلت لفقدي مصايب يريد به معنى قول المتنبيء حلفت الوفا لو أعدت إلى الصبي ... لفارقت شيبي موجع القلب باكياً وأين موقع السيل. من مطلع سهيل طويت على شكوى الزمان ضمايري ... وأغضيت عنه باسماً وهو قالب ولو أنني يوماً نبذت أقلها ... لضاقت بها ذرعاً عليّ المعاتب وإني على مر الزمان لصابر ... وإن ساءني دهر فما أنا عاتب وللصبر أحلى من شماتة حاسد ... وقول خليل ملّ شكواك صاحب ولم أخش ضنكاً من حياة لأنني ... شروب وإن سدت عليّ المسارب مبشر آمالي مسكن روعتي ... بأني إلى البحر الزلال لذاهب تطالبني في كل حين يمر بي ... مديحك نفسي والفؤاد يجاذب لأنك يا نجل الرسول هوى لها ... كذا كل نفس في هواها تطالب إلى أن قال عن آبائه هم سادة الدنيا هم شيدوا العلى ... بهم لا بها تعلوا العلى والمراتب هم قادة الأخرى بهم قامت الدنا ... بهم قد سقتنا الغاديات السحائب هم العروة الوثقى هم كعبة الورى ... نثاب ونعطي فيهم ونعاقب فذلك فضل الله يؤتيه من يشا ... ولله لا تحصى عليكم مواهب لقد طبت فرعاً حيث طبت أرومه ... نعم طيب حيث الأصول أطايب وللورد ماء الورد فرع يزينه ... ولليث شبل الليث مثل يقارب عشقت العلى طفلاً ولم يك عاشق ... سواك وشبه الشيء للشيء جاذب

وايراد شيء من نثرهم ونظمهم المطرب

فأنت لها ابن وأنت لها أب ... وأنت لها صنو وأنت الأقارب كذاك عشقت العلم والجود والتقى ... وللناس فيما يعشقون مذاهب قذفت لنا يا أيها البحر موجةً ... من النظم في أثنائها الدر راسب وكلفتني حالاً محالاً بأنني ... أعارض دراً لم يثقبه ثاقب فلم أستطع خلفاً لأمرك أنه ... لأمر على كل البرية واجب فكنت كمن قد عارض الدر بالحصى ... فها أنا بالتقصير طبعي أحاسب وحسبي عذيراً إنني لك طابع ... كما أن حسبي إنني فيك راغب ولا زلت في روض من العيش ناضر ... إلى دارك العليا تؤب الرغائب وله مؤرخاً الدار التي بنيت لسكناه بالديار الهنديه يا من له دار المكارم ساميه ... من عهد آدم في القرون الخاليه لك بيت فضل لا يحاكى رفعة ... فبنيت داراً للنواظر حاكيه شيدتها وسمائها حتى غدت ... للسبع ثامنة فصرن ثمانيه حاشا لفضلك أن يساميه بنا ... ولبيت مجدك أن تنال أعاليه هذا البيت ملحون القافية إذ صوابها أعاليه بسكون اليا لأنها في محل الرفع على أنها مفعول ما لم يسم فاعله لن تبن قبل وبعد دار مثلها ... ولو أن أفلاك الزمان البانيه طيبت نكهتها فخلنا إنما ... أجزاؤها من عنبر في غاليه هذا لسان الحال أبلغ خاطب ... قد قام ينشد للقصور الساميه وهب العلى صنو العلى غيث الورى ... نجل الرسول من المنازل عاليه هذا البيت أيضاً مختل القافية إذ صوابها عاليها لأن الضمير راجع إلى المنازل والسعد طاف بركنها مترنماً ... متغنياً ومن السرور بحاشيه لما تغالت غبطة في ربها ... شمس الزمان وذي السجايا الزاهيه مني اسمعوا وبي اقتدوا تاريخها ... دار النعيم لأحمد متعاليه فانعم ولذ وداً لها متملكاً ... ما دامت الشمس المنيرة جاريه ولم أر من شعره ما أرضى اثباته غير هذا والله أعلم القسم الخامس في محاسن أهل المغرب وايراد شيء من نثرهم ونظمهم المطرب قال المؤلف عفا الله عنه لم أسمع في باب التلميح ومدح هذه الطبقه بأحلى مما حكاه أبو الوليد الشقندي في آخر رسالته التي فضل بر الأندلس فيها على بر العدوه حيث قال وأنا أحكي لك حكاية جرت لي في مجلس الفقيه الرئيس أبي بكر بن زهر وذلك أني كنت يوماً بين يديه فدخل علينا رجل أعجمي من فضلاء خراسان وكان ابن زهر يكرمه فقلت له ما تقول في علماء الأندلس وكتابهم وشعرائهم فقال كبرت. فلم أفهم مقصده واستبردت ما أتى به وفهم عني أبو بكر ابن زهر أني نظرته نظر المستبرد المنكر فقال لي قرأت شعر المتنبي قلت نعم وحفظت جميعه فقال على نفسك اذن فلتفكر وخاطرك بقلة الفهم فلتتهم فذكرني بقول المتنبي كبّرت حول ديارهم لما بدت ... منها الشموس وليس فيها شموس فاعتذرت إلى الخراساني وقلت له قد كبرت في عيني بقدر ما صغرت نفسي عندي حين لم أفهم نيل مقصدك انتهى أبو العباس أحمد المنصور بالله بن أبي عبد الله المهدي القاسم بأمر الله الشريف الحسني سلطان المغرب وابن سلطانه ملك تفزع منه جرثومة الملك والنبوة. وتدرع جلباب الشرف والمجد والفتوة. فطلع من المغرب بدر على مشرقاً. وراج لعداته بماء حسامه مغصاً مشرقاً. فهو كما قلت فيه. لما بلغني من احتفاله بالفضل وتحفيه. بدر على مشرقه المغرب ... ومبدع في مجده مغرب له مزايا لا تناهي ولا ... يعرب عن تبيانها المعرب

إلى همة تزاحم الكواكب بالمناكب. وعزمة تغادر جواسق الأعدا كبيوت العناكب. اقتدار لو شاء لامتطى للفلك سناما. وانتضى من لامع البرق حساماً. أو أراد لنصل المريخ لقناته سناناً. وثنى لجموح الدهر بعزماته عناناً. أو أحب لأورد نهر المجرة خيله. وسحب على همم الأفلاك ردنه وذيله. وجاز الجوزاء سمواً. وعبر الشعري العبور علواً. وكرم لو ساجلته البحار لفاضت غيظاً. أو استمدته الثماد لفاضت فيضاً. وأدب أمضى به قلمه كإمضائه حسامه. ومن رأى براعته وشجاعته. قال سبحان من علم باقلم اسامه. فهو متى كتب وخط. فاخرت يراع الخط رماح الخط. على أن لكليهما الحظ منسوب. وفضله باعترافه إلى يمناه محسوب. ويعود الكلام. في نزاع السيوف والأقلام. فغن كلاً منهما يقصم بابر يمنه. إنه الحائز الفخر بمقر يمينه. وإذا رمنا تحقيق الحق لها وإثباته. أحلنا الحكم على رسالة ابن نباته. فهذا قول من الافتنان في المقال. واطلاق للسان القلم من عقال. وماذا أقول في ملك كسر بصيته الأكاسر. وقصر القياصر. وإن قميصاً خيط من نسج تسعة ... وعشرين حرفاً عن معاليه قاصر ولم يزل على سرير الملك سامياً. وغيث نواله على عفاته هامياً. لا يرفع قصر المجد إلا بدعايم الرماح. ولا يسقي رياض الفخر إلا بغمايم الشماح. وليس لبيضه إغماد سوى الطلى. ولا لسمره مراكز غير الكلي. تسعد به الأصحاب والشيع. وتشقى به الروم والصلبان والبيع. لا يدانيه في سمو قدره مدان. حتى أنزل عنه منزل سيف بن ذي يزن من رأسه عمدان. فدجت بعد اشراقها مغاربة. وفلت بعد امضائها مضاربة فبكت عليه ممالكه وجنوده. وخفقت قلوب أوليائه كما كانت تخفق بنوده. وهذه غاية كل ملك ومملوك. ونهاية كل غني وصعلوك. وهذا حين أثبت من فرائد لياليه. ما يعذب لك حلوه ويروقك حاليه فمن ذلك قوله وأجاد تبدى وزند الشوق تقتدح النوى ... فتوقد أنفاسي لظاه وتضرم وهش لتوديعي فأعرضت مشفقاً ... فلي كبد حري وقلب يقسم ولولا ثواه بالحشا لأهنتها ... ولكنها تعزى إليه فتكرم فاعجب لأساد الشرى كيف أحجمت ... على أنه ظبي الكناس ويقدم وقال مورياً. إن يوماً لناظري قد تبدا ... فتملى من حسنه تكحيلا قال جفني لضؤه لا تلاقٍ ... إن بيني وبين لقياك ميلاً وقال في وردة مقلوبة بين يدي محبوبة وهي من أوليات شعره ووردة شفعت لي عند مرتهني ... وافت وقد سجدت للفاتر الحدق كأن خضرتها من فوق حمرتها ... خال على خده من عنبر عبق وقال أيضاً. شادن نم عليه عرفه ... من خلاصي من سهام كامنه احلال منه أني خايف ... وغزالي بعد خوفي أمنه وقال في ابن حديد المعتزلي شارح نهج البلاغة والفلك الدائر على المثل السائر لقد أتى صارماً صقيلاً ... ولم يرث ذاك من بعيد شديد بأس منى بعادي ... وشدة البأس للحديد وقصد بذلك الرد على من قال فيه لقد أتى بارداً ثقيلاً ... ولم يرث ذاك من بعيد فهو كما قد علمت شيءٌ ... أشهر ما كان في الحديد ومن نظمه أيضاً قوله مورياً لله تمر طيب ... واف على البشر انطوى يا حسنه مجتمعاً ... يحلو لنا بلا نوى ومن بديع التورية بالنوي قول أبي الحسين الجزار وقد أتى مودعاً الصاحب كمال الدين بن أبي جراده عند قصده الرحيل من مصر فاتفق ان صاحب مصر أرسل إلى ابن أبي جراده شيئاً من التمر الذي يؤتى به من أعلى صعيد مصر في المركب المبشر بزيادة النيل على وجه البركة فأمر ابن أبي جرادة أن يقدم ذلك التمر للحاضرين فأكلوا فقال الجزار ارتجالاً أطعمتنا التمر الذي ... للبركات قد حوى لله ما أطيبه ... لو لم يشبه بالنوى ومن التورية به قول الشيخ جمال الدين بن نباته أيضاً عجباً لمثلي ما على ... نايء الحبيب له قوى يقوى لنيل الراشقين ... وليس يقوى للنوى أخذه الصلاح الصفدي على جاري عادته فقال

السيد أحمد الحسني المغربي

تنآءى الذي أهوت فمت صبابة ... فقال عجيب كل أمرك في الهوى صبرت للحظي إذ رمتك سهامه ... ولم تتصبر إذ رميتك بالنوى عاد شعر الملك المنصور فمن قوله مورياً بمصانعه الثلاثة البديع والمسرة والمشتهى بستان حسنك أينعت زهراته. ولكم نهيت القلب عنه فما انتهى وقوام غصنك بالمسرة ينثنى ... يا حسن مايسه البديع المشتهى وقوله أيضاً طرقت حماه والأسواد حوادر ... به فتولى في الظبا وهو يبعد فعلمت أساد الشري كيف أقدمت ... وعلم غزلان النقى كيف تشرد وهو من قول أبي الثنا شهاب الدين محمود تثنى وأغصان الأراك نواضر ... فحنّت وأسراب من الطير عكف فعلم بانات النقى كيف تنثني ... وعلمت ورقاء الحمى كيف تهتف وأخذه الصلاح الصفدي فقال لم أنسه في روضة ... والطير يصدح فوق غصن فاعلم الورق البكا ... ويعلم البان التثني قال الشيخ أحمد المقري في عرف الطيب وأطنب الكلام على ترجمة مولانا الملك المنصور المذكور صاحبنا الوزير الكبير الشهير سيدي عبد العزيز ابن محمد الفشتالي في كتابه المسمى بمناهل الصفا. في فضايل الشرفا. وعهدي به أكمل منه ثمان مجلدات وهو مقصور على دولة مولانا السلطان المذكور وذويه وألف كاتب أسراره الرئيس أبو عبد الله محمد بن عيسى فيه كتاباً سماه الممدود والمقصور في سنا الملك المنصور. وهذه التسمية وحدها مطربة انتهى. قلت قد لا ينتهي كل أحد إلى وجه الحسن في هذه وبيانه أن السناء بالمد الرفعة والعلو وبالقصر الضوء والنور فكان هذا الكتاب مصنفاً لذكر رفعة السلطان وضوئه وهي تسمية ما على حسنها تعمية والله أعلم السيد أحمد الحسني المغربي هذا سيد ورد إلى مكة المعظمه. متحلياً بعقود الأدب المنظمه. فمدح السيد زهير بن علي أحد شرفائها بقصيدة طائيه. غبرت في وجوه القصايد البحتري والطائيه. وذكر فيها أنه من سلالة الحسن السبط. وأنه فاطمي ما شان أصله قط روم ولا قبط. وأن جده امام المغرب سلطان عصره. وخليفة رب العالمين بأرضه ومصره. كما ستقف عليه فيها. وتراه في أثناء قوافيها. فاشتهرت هذه القصيدة كل الاشتهار. وظهرت ظهور الشمس في رابعة النهار. ثم لما وقفت على كتاب الريحانة للخفاجي رأيته عزا صدرها إلى محمد الصالحي الهلالي الشامي. فعلمت أن أحدهما منتحل. والله أعلم بمن هو منهما لحرمتها مستحل. فإن كليهما كانا في عصر واحد. وكلاً منهما لانتحالها جاحد. غير أن فيها أبياتاً لا يقولها إلا فاطمي حسني. وذو مقام في الشرف سنى. وجميع القصيدة محوكة على منوال فاخر. لا يختلف لها أول ولا آخر. فيبعد أن السيد انتحل بعضها وزاد فيها ما يوافق حاله. فإن الذي يقول هذه الزيادة لا يروم ادعاء شعر غيره وانتحاله. ولو كان لاختلف نسجها. وتوعر في سبل البلاغة نهجها. والقصيدة هي سقى طللاً حيث الأجارع والسقط ... وحيث الظباء العفر من بينها تعطو هزيم همول الودق منبجس له ... بأفنائه في كل ناحية سقط ولو أن دمعاً يروّي رحابه ... لما كنت أرضى عارضاً جوده نقط ولكن دمعي صار أكثره دماً ... فأنى يرجى أن يروّى به قحط ولما رماني البين سهماً مسدداً ... فاقصدني والحي الوى به سخط نحوت بأصحابي وركبي أجارعاً ... فلا نفل ينفى لديها ولا خمط وجبت قفاراً لو تصدت لقطعها ... روامس ارباء لاعيت فلم تخط مفاوز لا يجتاب شخص فجاجها ... ولو أنه المطرود أو حارب ملط يسوف بها الهادي التراب ضلالة ... ويغدو كعشواء لها في السرى خبط سريت وصحبي قد أديرت عليهم ... سلاف كرىً والعيس في سيرها تنطو وقد مالت الأكوار وانتحل العرى ... لطول السرى حتى ذوى الألسع المفط كانا ببحر اللآل والركب منجد ... ونحن ببحر الغور نعلو وننحط

كمثل غريق ليس يدري سباحة ... وقد صار وسط الماء يطفو وينغط وقفنا برسم الربع والدمع خاشع ... نسائله عن ساكنيه متى شطوا فلو أن رسماً قبله كان مخبراً ... لقال لنا ساروا وفي القلب قد حطوا كان فناء الدار طرس وركبنا ... صفوف به سطر ورسم به كشط رعى الله طيفاً زار من نحو غادة ... وحيا وفود الليل ما شابه وخط فحييت طيفاً زار من نحو أرضها ... ومن دوننا والدار شاسعة سقط فيا طيف هل ذات الوشاحين واللمى ... على العهد أم الوى بها بعدنا الشحط وهل غصن ذاك القد يحكى قوامه ... إذا خطرت في الروض ما ينبت الخط وهل ذلك الشعر المرجل لم يزل ... يمج فتيت المسك من بينه المشط وهل عقرب المدغين في روض خدها ... بشوكتها تحمي وروداً به تغطو وهل خصرها باق على جور ردفها ... فعهدي بذاك الردف في الجور يشتط وهل حجلها غصان من ماء ساقها ... وهل جيدها باق به العقد والقرط وهل ريقها يا صاح كالخمر مسكر ... فعهدي به قدماً وما ذقته اسفنط وهل ردنها والذيل مهما تفاوضا ... يضوعان عطراً دونه المسك والقسط وهل سرها ما ساء عشاق مثلها ... وقد نزفوا للبين دمعاً وقد أطو وهل نسيت علوى وقد دار بيننا ... حديث كمثل الدر سمعي له سفط وهل علمت أني نظمت قلايداً ... فدر المعاني في المباني هو السمط مديح زهير الفضل من قلد الورى ... عوارف مثل البحر ليس لها شط أبو زاهر أزكى الأنام أرومة ... وأكرم من ضمته في مهده القمط ومن لم يزل يقظان في المجد والعلى ... وقد نعس الأقوام في المجد أو غطو همام لدى الهيجاء تعنو لبأسه ... أسود الشرى يوم الهياج إذا يسطو خبير بكر الخيل في حوة الوغا ... إذا راع نكس القوم من صوتها عط إذا طال قرن أو تعرض مارق ... فهذا له قدّ وهذا له قط إذا ما نحا الدرع الدلاص برمحه ... فما هي إلا أن تشك فتنعط كأنّ انسياب الرمح في الدرع سابح ... من الرقش في وسط الغدير له غط يجازي على المعروف عبداً أو سيداً ... وليس عليه يوم يعطي الندى شرط وما شان ما يوليه منّ ولا أذى ... ولا شان ما يولاه كفر ولا غمط إليه الندى ألقى مقاليد أمره ... وقال إليك القبض فالبذل والبسط فما قال لا يوماً لراجي نواله ... ولا قصر الجدوى بنان له بسط ولا عيب فيه ما عدا أنه الذي ... له خلق كالروض ما شانه سخط يجود وما سام العفاة نواله ... وكم شان ذا جدوى وقد أخلط اللط ينادي منادي الجود من شط أو دنا ... إلى بذله سيروا سراعاً ولا تبطوا إذا ما يدا وهط الحجاز وحبذا ... منازل من يعلو بساكنه الوهط بلاد زهير إن حللتم بداره ... وشاهدتم النادي ففي سوحه حطوا إليك أثيل المجد وجهت مطلبي ... فما خاب من رجى غياث الورى قط عسى نظرة من عين رحماك سيدي ... يكون لمثلي من مكارمها قسط وإني غريب الدار أحمد من له ... غرائب لا تحصى ولا يمكن الضبط وما أنا إلا البحر للدر معدن ... وكل بصير باللآلي له لقط وحسبي فخراً أن جدي حيدر ... وإن أبي خير الورى الحسن السبط وجدي امام الغرب سلطان عصره ... بطاعته قد طاعت الجند والرهط

خليفة رب العالمين بأرضه ... إلى علمه في حكمه الحل والربط وما أنا إلا فاطمي مهذب ... وما شان أصلي قط روم ولا قبط وما ذمني إلا غبي وحاسد ... ومن كان مثلي جاءه الذم والغبط وشعري كما زهر الربيع محاسناً ... وغيري له شعر ولكنه خمط لعمري هي الأقدار والحظ سائر ... وكم من له حظ وليس له خط ودم في أمان الله ما قال شاعر ... عليّ يمين عن ديارك لا أخطو تنبيه قوله إذا ما بدا وهط الحجاز وحبذا ... منازل من يعلو بساكنه الوهط يشير إلى قرية بالطايف كان يسكنها الممدوح وقال صاحب القاموس بستان كان لعمرو ابن العاص بالطايف على ثلاثة أميال من وج كان يغرس على ألف ألف خشب شراء كل خشبة درهم انتهى وهو الآن قرية تشتمل على بيوت وبساتين ومزارع دخلتها غير مرة وقال صاحب معجم البلدان الوهط بفتح أوله وسكون ثانيه وطاء مهملة المكان المطمئن المستوى ينبت الفضاة والسمر والطلح وبه سمى الوهط وهو مال كان لعمرو بن العاص رضي الله عنه بالطايف وهو كرم كان على ألف ألف خشبة شرى كل خشبة بدرهم وقال ابن العربي غرس عمرو بن العاص رضي الله عنه الوهط ألف ألف عود كرم على ألف ألف خشبة كل خشبة بدرهم فحج سليمان بن عبد الملك فمر بالوهط فقال أحب أن أنظر إليه فلما رآه قال هذا كرم مال وأحسن وما رأيت لأحد مثله لولا هذه البحرة في وسطه فقيل له ليست بحرة ولكنها شظاظ الزبيب وكان زبيبه جمع في وسطه فلما رآه من البعد ظنه جرة سوداء وقال ابن موسى الوهط قربة بالطائف على ثلاثة أميال من وج كانت لعمرو بن العاص رضي الله عنه انتهى وقول ابن موسى هذا صريح في أنه قرية وحكى الشمردل وكيل آل عمر بن العاص رضي الله عنه قال قدم سليمان بن عبد الملك الطائف وقد عرفت استجاعته فدخل هو وعمر بن عبد العزيز وأيوب ابنه إلى بستان هناك يعرف بالوهط فقال ناهيك بمالك هذا لولا جرار فيه قلت يا أمير المؤمنين إنها ليست بجرار ولكنها جرن الزبيب فضحك ثم جاء حتى ألقى صدره على غصن شجرة هناك وقال يا شمردل ما عندك شيء تطعمني وكنت قد استعددت له فقلت بلى والله عندي جدي كانت تغدو عليه حافلة وتروح عليه أخرى فقال عجل به فجيت به مشوياً كأنه عليه سمن فأكله لا يدع عمر ولا ابنه حتى إذا بقى فخذ قال يا عمر هلم فقال إني صايم ثم قال يا شمردل ما عندك شيء قلت بلى دجاجات خمس كأنهن رئلان النعام فقال هات فأتيته بهن فكان يأخذ رجلي الدجاجة حتى يعري عظامها ثم يلقيها حتى أتى عليهن ثم قال ويحك يا شمردل ما عندك شيء قلت بلى سويق كأنه قراضة الذهب ملتوت بعسل وسمن قال هلم فجئته بعس يغيب فيه الرأس فأخذه فلطم به جبهته حتى أتى عليه فلما فرغ تجشى كأنه صارخ في جب ثم التفت إلى طباخه فقال ويحك أفرغت من طبخك قال نعم قال وما هو قال نيف وثمانون قدراً قال فآتيني بها قدراً قدراً فعرضها عليه فكان يأكل من كل قدر لقمتين أو ثلاثاً ثم مسح يده واستلقى على قفاه وأذن للناس ووضعت الموايد فقعد فأكل مع الناس كأنه لم يطعم شيئاً قال المؤلف عفى الله عنه لما وقفت على هذه القصيدة أحببت النظم عليها فقلت متغزلاً سرت موهناً والنجم في اذنها قرط ... وعقد الثريا في مقلدها سمط هلالية يعلو الهلال جبينها ... وعليا هلال حين تفري لها رهط ألمت بنا والليل مرخ سدوله ... فضاء بصبح ميط عن نوره المرط وارج أرجاء الحمى نشر طيبها ... فلم يدر مسك ما تضوع أو قسط وقد أقبلت ترنو بمقلة مغزل ... أضلت بجرعاء الحمى شادناً يعطو تميل كما مال النزيف كأنما ... يرنحها من راح صرخد اسفنط وتخطر تيهاً حين تخطو تأوداً ... بأسمر مما أنبت الله لا الخط تجل عن التشبيه في الحسن غادة ... إذا قيس في أوج بها البدر ينحط وإن قيل إن الريم يحكي لحاظها ... فأين القوام اللدن والشعر السبط

على أن مرعاها وما صوح الكلي ... حشاشة نفسي لا الااراك ولا الخمط وتسطو أسود الغاب بالريم جهرة ... وهذي بأساد الشري أبداً تسطو بنفسي فتاة تغبط الشمس حسنها ... وفي مثل هذا الحسن يستحسن الغبط لها طرة تصفو على صبح غرّة ... يسافط مسكاً من غدايرها المشط شفعت بها ليلاً تقاصر وهنه ... فطال وللآمال في طوله بسط وبتنا على رغم الحسود وبيننا ... حديث رضى بالوصل ما شابه سخط تعللني من دلها ورضابها ... بخمرين لم أسكر بمثلهما قط وعاطيتها صرفاً حكت دم عاشق ... مراقاً عليه من مدامعه نقط فمالت ولم تسطع حراكاً كأنما ... أتيح لها من عقد أحبولة نشط هناك جنيت الوصل من ثمر المنى ... وبت ولا عهد عليّ ولا شرط ومزقت جلباب العفاف ولم أزل ... أقلبها حتى التقى الحجل والقرط فلم تصح إلا والنجوم خوافق ... وفرع الدجى جعد ذوايبه شمط وقد ضاء مسود الظلام بشمعة ... من الصبح لم يفرز ذبالتها قط فقامت لتوديعي بوجد مروعة ... وللوجد في جنبيّ من لوعة فرط وأذرت دموعاً من لحاظ سقيمة ... هي الدر لكن ما لمنثوره لقط وسار على اسم الله تنقل أخمصاً ... إلى ما استقلت لا تكاد بها تخطو وشطت بقلبي في هواها ولم يزل ... ببحر غرام لا يرام له شط وقد قدح التفريق بين جوانحي ... زناد هموم لا يبوح لها سقط نعم قد حلت تلك الليالي وقد خلت ... وأي دنو لا يقارنه شحط لعمري لقد ألوت بأيام وصلنا ... حوادث أيام أسوادها رقط وبدلت من قرب الوصال بخطة ... من الهجر لا يمحى بدمعي لها خط تؤرقني الذكرى إذا عن بارق ... يلوح بفود الليل من لمعه وخط ويوقظ مني الوجد ورق حمايم ... إذا هدأ السمار بات لها الغط أبيت على مثل القتاد مسهداً ... ودون الذي أرجو القتادة والخرط لئن جار دهري بالتنائي ولم يزل ... يجور علينا كل آن ويشتط فإني لها باق على العهد والوفا ... ولي من هيامي في الهوى شاهد قسط وأصبو إلى دار بها حط أهلها ... على أنهم من أجلها في الحشا حطوا ولو لم يكن سقط العقيق محلها ... لما شاقني وادي العقيق ولا السقط فيا ليت شعري هل رباها مريعة ... كما هي عهدي أم لوى خصبها قحط وهل سربها يرعى بأكناف حاجر ... مروجاً عليها من نسيج الحيا بسط وهل رتعت أترابها ولدانها ... بمرتعها حيث المسرة والغبط فعهدي بهاتيك المعاهد لم تزل ... شوادنها تعطو وأغصانها تغطو فلاغبها غاد من المزن رايح ... له كل حين في أجارعها سقط وإني ليملكني الاعجاب بقصيدة أبي الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدو المغربي التي هي على هذا الوزن والروى ولا بأس بإيرادها وهي شحطنا وما بالدار نأيٌ ولا شحط ... وشط بمن نهوى المزار وما شطوا أأحبابنا ألوت بحادث عهدها ... حوادث لا عهد عليها ولا شرط لعمركم إن الزمان الذي قضى ... بشت جميع الشمل منا لمشتط وأما الكرى مذ لم أزركم فهاجر ... زيارته غب والمامه فرط وما شوق مقتول الجوانح بالصدى ... إلى نطفة زرقاء أضمرها وقط بأبرح من شوقي إليكم ودون ما ... أدير المنى عنه والخرط وفي الربرب الأنسيّ أخرى كناسه ... نواحي ضميري لا الكثيب ولا السقط غريب فنون الحسن يرتاج درعه ... متى ضاق ذرعاً بالذي حازه المرط

السيد علي المغربي المعروف بالأخضري

كان فوادي يوم أهوى مودعاً ... هوى خافقاً منه بحيث هوى القرط إذا ما كتاب الوجد أشكل سطره ... فمن زفرتي شكل ومن عبرتي نقط الأهل أتى الفتيان أن فتاهم ... فريسة من يعد ونهزة من يسطو وأن الجواد الفائت الشاءو صافن ... يحرنه شكل واذرى به ربط وإن الحسام العضب ثاو بجفنه ... وما ذم من غربية قد ولا قط عليك أبا بكر بكرت بهمة ... لها الخطر العالي وإن نالها حط إلى بعد ما هيل التراب على أبي ... ورهطي فداه حين لم يبق لي رهط لك النعمة الخضراء تندي ظلالها ... عليّ ولا جحد لديّ ولا غمط ولولاك لم تثقب زناد قريحتي ... فينتهب الظلماء من نورها سقط ولا ألفت أيدي الربيع إذا هرا ... فمن خاطري نهر ومن روضه لقط هرمت وما للشيب وخط مفرقي ... ولكن لشيب الهم في كبدي وخط وطاول سوء الحال نفسي فاذكرت ... من الروضة الغنا طاولها قحط مئون من الأيام خمس قطعتها ... أسيراً وإن لم يبد شد ولا ربط أتت بي كما نبط الأناء من الأذى ... وأذهب ما بالثوب من دون مشط أتدنو قطوف الجنتين لمعشر ... وغايتي السدر القليل أو الخط وما كان ظني أن تغر بي المنى ... وللغر كالعشواء في ظنه خبط أمان أرتني النجم موطىء أخمصي ... لقط أوطأت خدي لأخمص من يخطو ومستبطىء العتبى إذا قلت قداتي ... رضاه تمادي الخطب واتصل السخط وما زال يدنيني فيأبى قبوله ... هوى سرف منه وصاغبه فرط ونظم ثنائي في نظام ولائه ... تجلت به الدنيا لآلئه وسط على خصرها منه وشاح مفضل ... وفي رأسها تاج وفي جيدها سمط عدى سمعه عني وأصغى إلى عدي ... لهم في أديمي كلما استمكنوا عط بلغت المدى إذ قصروا فقلوبهم ... مكامن أضغان أساودها رقط يدلونني عرض الكريهة والقلى ... وما دهرهم إلا النفاسة والغبط ولما انتهو بي بالتي لست أهلها ... ولم يمن أمثالي بأمثالها قط فررت فإن قالوا الفرار رابه ... فقد فر موسى حين هم به القبط وإني لراج أن تعود لبدئها ... إلى الشيمة الغراء والخلق السب وحلم امرء تعفو الذنوب بعفوه ... وتمحي الخطايا مثل ما محي الخط فمالك لا تختصني بشفاعة ... يلوح على دهري لمبسمها غبط يفي بنسيم العنبر الورد ريحها ... إذا شعشع المسك الأحم به خلط فإن أسعف المولى فنعمى هنيئة ... تنفس عن نفس الظبآء بها ضغط وإن باب الأقبض مبسوط كفه ... ففي يد مولى فوقه القبض والبسط السيد علي المغربي المعروف بالأخضري سيد ضرب عليه الشرف قبابه. وفتح له مقفل البلاغة بابه. فجال من الأدب في خمائله وتنسم نشر صباه وشمائله. فنظم عقوده. وانقضى نقوده. وكان بالبصرة عند واليها. في أياد يوليه إياها ويواليها. أخبرني صاحبنا الشيخ أحمد الجوهري رحمه الله إنه اجتمع في البصرة به فاستفهمه عن معتقده ومذهبه فأخفى وأبهم ولم يفصح له عما استفهم. غير إنه قال له إني لما دخلت اليمن. أقمت به برهة من الزمن. فبلغ عني امامه. ما خشي إني أدعي معه الامامه. فأمرني بالخروج والارتحال. فسرت إلى هذا البلد على هذا الحال. فانتقل ذهن الشيخ وذهب. إلى أنه زيدي المذهب. وعندنا خبر سيرته. والله أعلم بسريرته. ومن شعره ما أنشدنيه له بعض أصحابه مخاطباً علي باشا ابن أفر أسباب حاكم البصرة أيا عقد ملك قد تواخت فرائده ... وفي لبة الفيحاء دارت قلائده ويا شائد العز الذي قد تأسست ... على هام أفق الدجلتين قواعده سميّك أما عقله فهو طائر ... إليكم وأما حبكم فهو صائده

أبو فارس عبد العزيز محمد الفشتالي

وأصبح من أشواقكم صلة الذي ... بذيل هواكم قد تعلق عائده وله أيضاً لديّ صوف كجسمي بالضنا خلق ... بالتوالى عليه حادث الزمن ما رمت اقلبه كيماً اجدده ... إلا وأنشدني قلبي يحدثني وهو من قول بعضهم قد كان لي صوفاً جديداً طالما ... قد كنت اقلبه بغير تكلف والآن لي قد قال حين قلبته ... قلبي يحدثني بأنك متلفي وله أيضاً لقد عنفونا في الدخان وشربه ... فقلت دعوا التعنيف فالأمر أحوجا إلا أن عفريت الهموم بصدرنا ... عصانا فدخنا عليه ليخرجا وأحسن منه قول الآخر وما شربي التنياك من أجل لذة ... به لا ولا ريح يفوح كما العطر ولكن أداوي نار قلبي بمثلها ... كما يتداوى شارب الخمر بالخمر أبو فارس عبد العزيز محمد الفشتالي كاتب الملك المنصور. وربيب تلك الدولة المشيدة القصور. وخادم سناها الممدود والمقصور. المعترف لسان البراعة عن حصر مناقبه بالقصور. فاضل زهت به الأقلام والأعلام. وأقرت بفضله العلماء الأعلام. وخضعت لأدبه سماسرة الكلام. وأضاءت بأنوار بلاغته حنادس الظلام. فهو إذا نثر أفحم الورقاء ذات السجع. وإذا نظم أفحمت أفكاره دراري السماء ذات الرجع. فجاء بما شاء وكيف شاء. من محاسن الأشعار والانشاء. وناهيك بمن يقول فيه سلطان المغرب على ما ذكره الشيخ أحمد المقري في عرف الطيب. إن الفشتالي نفتخر به على ملوك الأرض ونباري به لسان الدين ابن الخطيب. وهذه منه شهاده. تعم بالمدح رباه ووهاده. لا يحتاج معها في وصفه إلى الاسهاب. إلا إذا احتاج إلى ضياء الشهاب. قال الشيخ أحمد المقري في كتابه المذكور وقد بلغتني وفاته وأنا في مصر بعد عام ثلاثين وألف انتهى وهذا حين أثبت من قنا كلامه ما ترنحت به عذبات أقلامه. فمن نثره ما كتب به مراجعاً الشيخ المقري المذكور بعد تصدير الكتاب بهذه الأبيات يا نسمة عطست بها أنف الصبا ... فتضمخت بعبيرها تلك الربى هبي علي ساحات أحمد واشرحي ... شوقي إلى لقياه شوقاً مطنبا وصفي له بالمنحني من أضلعي ... قلباً على جمر الغضا متقلبا بأن الأحبة عنه حتى قد ثوى ... منهم وآخر قد نأىء وتغيبا فعساك تسعد يا زمان بقربهم ... فأقول أهلاً باللقاء ومرحبا

السيادة التي سواها الله من طينة الشرف والحسب. وغرس دوحتها الطيبة بمعدن العلم الزاكي والنسب. سيادة العالم الذي تمشي تحت علم فتياه العلماء الأعلام. وتخضع لفصاحته وبلاغته صيارفة النثر والنظام. وجملة الأقلام. كلما خطب أو كتب. وإذا استطار بفكره الوقاد سواجع السجع الثالث عليه من أوكارها ونسلت من كل حدب. وحكت بانسجامها السيل والقطر في صبب. الفقيه العالم العلم. والمحصل الذي ساجلت العلما لتدرك شاؤه فلم. سيدنا الفقيه الحافظ حامل لواء الفتيا. ومالك المملكه في المنقول والمعقول من غير شرط ولا ثنيا. أبو العباس سيدي أحمد ابن محمد المقري أبقاه الله للعلم يقتنص أبكاره. ويجني من روضه اليانع ثماره. وسلام عليكم ورحمة الله وبركاه. كتبه المحب الشاكر عن ود راسي العماد. ثابت الأوتاد. مزهر الأغوار والأنجاد. ولا جديد إلا الشوق الذي تحن إلى لقياكم ركايبه وترتاح. وتحوم على موارد الأنس بكم حوم ذات الجناح. على العذب القراح. جمع الله الأرواح. المؤتلفة على بساط السرور وأسرة الهناء. وارتاح للنفوس من حسن محاضرتكم قطف المشتهى وهو غض الجنى وقد اتصل بالمحب الودود الذي رأفت من سواد النفس وبياض الطرس سيئاته. وأرانا معجز أحمد فبهرت آياته. وخبا سقط الزند لما أشرقت من سماء فكركم آياته. فأطربنا بتريد طيور همزاته. على أغصان ألفاته. وعوذنا بالسبع المثاني بناناً أجادت نثر زهراته. على صفحاته. ثم مررنا بتضاعيفه بسوق الرقيق. فرمتا السلوك على منحاها فعمي علينا الطريق. وقلنا واها على سوق ابن نباته وكساد رقيقها. واستلاب البهجة عن نفيس دررها وأنيقها لا بسوق نفق فيها سوق الغزل. وقد ألقينا السلاح وجنحنا للسلم. وتهيأنا للسباحة فوقفنا بساحل الميم. وسلمنا لمن استوت به سفينة البلاغة على الجودي. وأبنا والحمد لله على السلام بالفهاهة والعي. وقلنا مالنا وللانشا. وهو فضل الله يؤتيه من يشاء. وعذراً أيها الشيخ عن البيت الذي عطست به أنف الصبا فقذفت به البديهة على الفم. وشرقت به صدر قناة القلم كما شرقت صدر القناة من الدم وأما ما تحمل الرسول من كلام. في صورة الملام. لا بلد مدام. به سلاف المحبة كان وجام. فلا وربك ما هي إلا نفحة هززنا بها جذع أدبكم كي يساقط علينا رطباً جنيا. ويهمي ودقه الربع المحيل من أفكارنا وسمياً وولياً. فجاد وروى. وأجاد فيما روى وأحيا من القرائح ميتاً كان حديثاً يروى. وطرساً بين أنامل الأيام ينشر ويطوى. أحيا الله قلوبنا بمعرفته. وبنواسم رحمته. وعرج بأرواحنا عند الممات. إلى المحل الأخص بالمؤمن من حضرته. إلى غير ذلك. وأما شعره فمن مطولاته قوله يمدح سيد الوجود. وغوث المنجود. صلى الله عليه وعلى آله أرباب الكرم والجود. وتخلص إلى مدح السلطان المنصور. صاحب المغرب المذكور. وهي من أطول القصائد هم سلبوني الصبر والصبر من شأني ... وهم حرموا من لذة الغمض أجفاني فهم أخفروا في مهجتي ذمم الهوى ... فلم يثنهم عن سفكها حبي الجاني لئن أترعوا من قهوة البين أكوشي ... فشوقهم أضحى سميري وندماني وإن غادرتني بالعراء حمولهم ... لقى أن قلبي جاهد أثر أظغان قف العيس وأسال ربعهم أية مضوا ... اللجزع ساروا مدلجين أم البان وهل باكروا بالسفح من جانب اللوى ... ملاعب أرام هناك وغزلان وأين استقلوا هل بهضب تهامة ... أناخوا المطايا أم على كثب نعمان وهل سال في بطن المسل تشوقاً ... نفوس ترامت للحمى قبل جثمان وإن زجروها بالعشيّ فهل ثنى ... أزمتها الحادي إلى شعب بوان وهل عرسوا في دير عبدون أم سروا ... يؤم بهم رهبانهم دير نجران سروا والدجى صبغ المطارف وانثنى ... بأحداجهم شتى صفات وألوان وأدلج في الأسحر بيض قبابهم ... فلحن نجوماً في معارج كثبان لك الله من ركب يرى الأرض خطوة ... إذا زمها بدناً نواعم أبدان أرحها مطايا قد تمشى بها الهوى ... تمشي الحميا في مفاصل نشوان

ويمم بها الوادي المقدس بالحمى ... بها الماء صدى والكلا نبت سعدان واهد حلول الحجر منه تحية ... تفاوح عرفاً زاكي الرند والبان لقد نفحت من شيح يثرب نفحة ... فهاجت مع الأسحار شوقي وأشجاني وفتّت منها الشرق في الغرب مسكة ... سحبت بها أرض دارين أرداني واذكرني نجداً وطيب عراره ... نسيم الصبا من نحو طيبة حياني أحن إلى تلكا لمعاهد إنها ... معاهد راحاتي وروحي وريحاني وأهفو مع الشواق للوطن الذي ... به صح إيناسي الهني وسلواني وأصوب إلى أعلام مكة شايقاً ... إذى لاح برق من شمام وشهلان أهيل الهوى زوروا على الدهر زورة ... أحث بها شوقاً لكم عزمي الواني متى يشتقي جفني القريح بلحظة ... تزوج بها في نوركم عين أجفاني ومن لي بأن يدني لقاكم تعطفاً ... ودهري عني دائماً عطفه ثان سقى عهدهم بالخيف عهد تمده ... سوافح ومع من شروين هتان وانعم في شط العقيق أراكة ... بأفيائها ظل الهوى والمنى زان وحيا ربوعاً بين مروة والصفا ... تحية مشتاق بها الدهر حيران ربوعاً بها تتلوا الملائكة العلى ... أفانين وحيٍ بين ذكر وقران وأول أرض باكرت عرصاتها ... وطرزت البطحا سحايب أعيان وعرس فيها للنبوة موكب ... هو البحر طام فوق هضب وغيطان وادي بها الروح الأمين رسالة ... أفادت بها البشرى مدايح عنوان هنالك فض ختمة أشرف الورى ... وفخر نزال من معدّ بن عدنان محمد خير العالمين بأسرها ... وسيد أهل الأرض من أنس أو جان ومن بشرت في بعثه قبل كونه ... نوامس كهان وأحبار رهبان وحكمة هذا الكون لولاه ما سمت ... سماء وما غاصت طوافح طوفان ولا زخرفت من جنة الخلد أربع ... تسبح فيها أدم حور ولدان ولا طلعت شمس الهدى غب وجنة ... تجهم من ديجورها ليل كفران ولا أحدقت بالمشركين شفاعة ... يذود بها عنهم زبانيّ نيران له معجزات أخرست كل جاحد ... وسلت على المرتاب صارم برهان له انشق قرص البدر شقين وارتوى ... بمائهما من كفه كل ظمان وانطقت الأصنام نطقاً تبرأت ... إلى الله فيه من زخارف ميان دعا شرحة عجماً فلبت وأقبلت ... تجر ذيول الدهر ما بين أفنان وضاءت قصور الشام من نوره الذب ... علا كل أفق نازح القطر أو دان وقد بهج الأنوا بدعوته التي ... كست أوجه الغبراء بهجة نسيان وإن كتاب الله أعظم آية ... بها افتضح المرتاب وانباس الشأني وعدّى على شأو البليغ بيانه ... فهيهات منه سجع قس وسحبان نبي الهدى من اطلع الحق أنجماً ... محا نورها أسداف أفك وبهتان لعزتها ذل الأكاسرة الأولى ... همو سلبوا تيجانها آل ساسان وأحرز للدين الحنيفي بالظبا ... تراث الملوك الصيد من عهد يونان وانقع من سمر القنا اللدن قيصراً ... فجرعه منها مجاجة ثعبان وأضحت ربوع الكفر والشرك بلقعاً ... ينادي الصدى فيهن هاتف شيطان وأصبحت السمحاء ترفو نضارة ... ووجه الهدى بادي الصباحة للراني أيا خير أهل الأرض بيتاً ومحتداً ... وأكرم كل الخلق عجم وعربان فمن للقوافي أن تحيط بوصفكم ... ولو ساجلت سبقاً مدائح حسان

إليك بعثناها أمانيّ أجدبت ... لتسقى بمزن من أياديك هتان أجرني إذا أبدى الحساب جرائمي ... وأثقلت الأوزار كفة ميزاني فأنت الذي لولا وسائل عزه ... لما فتحت أبواب عفو وغفرن عليك سلام الله ما هبت الصبا ... وماست على كثبانها ملد أغصان وحمل في جيب الجنوب تحية ... يفوح بمسراها شذا كل ديان تحيي علياً عرفها وأريجها ... يولي على سبطيك أوفر رضوان إليك رسول الله صممت عزمة ... إذا أزمعت فالسخط والقرب سيان وخاطبت منى القلب وهو مقلب ... على جمرة الأشواق منه قلبان فيا ليت شعري هل أزم قلايصي ... إليك بداراً أو أقلقل كيراني وأطوي أديم الأرض نحوك راجلاً ... نواحي المهارى في صحاصح قيعان يرنحها فرط الحنين إلى الحمى ... إذا غرد الحادي بهن وغناني وهل تمحون عني خطايا اقترفتها ... خطا لي في تلك البقاع وأوطان وماذا عسى عنا يقال وإن لي ... بآلك جاهاً صهوة العز أمطاني إذا ندّعن زوارك الباس والعنا ... فجود ابنك المنصور أحمد أغناني عمادي الذي أوطا السماكين أخمصاً ... وأوفى على السبع الطباق فأوفاني متوج أملاك الزمان وإن سطا ... سيوفاً عظاماً في معاقد تيجان وقاري أسود الغالب بالصيد مثلها ... إذا اضطرب الخطيّ من فوق خذران هزير إذا زرا البلاد زئيره ... تضاءل في أجناسها أسد خفان وإن أطلعت جيش القتام جيوشه ... وأرزم في مركومه رعد نيران صببن على ارض العداة صواعقاً ... أسلن عليهم بحر خسف ورجفان كتايب لو يعلون رضوى لصدعت ... صفاه الجياد الجرد تعدو بعقبان عديد الحصا من كل أروع معلم ... وكل كميّ بالرديني طعان إذا جن لي الحرب عنهم طلا العدا ... هدتم إلى أوداجها شهب خرصان من اللاء جرعن العدا غصص الردى ... وعفرن في وجه الثرى وجه شنان وفتحن أقطار البلاد فأصبحت ... يؤدي الخراج الجزل أملاك سودان امام البرايا من عليّ نجاره ... ومن عترة سادوا الورى آل زيدان دعائم ايمان وأركان سودد ... ذووهم بها قد عرست فوق كيوان هم العلويون الذين وجوههم ... بدور إذا ما أحلكت شهب أزمان وهم آل بيت شيد الله سمكه ... على هضبة العلياء ثابت أركان وفيهم فشى الذكر الحكيم وشيدت ... بفضلهم آيات ذكر وفرقان فروع ابن عم المصطفى ووصيه ... فناهيك من فخرين قرباً وقربان ودوحة مجد معشب الروض بالعلى ... يجود بأمواه الرسالة ريان بمجدهم الأعلى الصريح تشرفت ... معدّ على العربا عاد وقحطان أولئك فخري إن فخرت على الورى ... ونافس بيتي في الولا بيت سلمان إذا اقتسم المداح فضل فخارهم ... فقسمي بالمنصور ظاهر رجحان امام له في جبهة الدهر مبسم ... ومن عزه في مغرق الدم تاجان سما فوق هامات الملوك بهمة ... يحوم بها فوق السموات نسران وأطلع في أفق المعالي خلافة ... عليها وشاح من علاه وسمطان إذا ما احتبى فوق الأسرة وارتدى ... على كبرياء الملك نخوة سلطان توسمت لقمان الحجى وهو ناطق ... وشاهدت كسرى العدل في صدر ايوان أيا ناظر الاسلام سم بارق الحمى ... وباكر لروض في ذرى المجد فينان

قضى الله في علياك أن تهلك الدنا ... وتفتحها ما بين مصر وسودان وإنك تطوي الأرض غير مدافع ... فمن أرض سودان إلى أرض بغدان وتملاها عدلاً يرف لواؤه ... على الهرمين أو على رأس غمدان فلم هنأت أرض العراق بك العلى ... ووافت بك البشرى لأطراف عمان فلو شارفت شرق البلاد سيوفكم ... أتاك استلاباً تاج كسرى وخاقان ولو نشر الأملاك دهرك أصبحت ... عيالاً على علياك أبناء مروان وشايعك السفاح يقتاد طائعاً ... برايته السوداء يؤم خراسان فما المجد إلا ما رفعت سماكه ... على عمدي سمر طوال ومران وهاتيك أبكار القوافي جلبتها ... تغازلهن الحور في دار رضوان أتتك أمير المؤمنين كأنها ... لطايم مسك أو خمايل بستان تعاظمن حسناً أن يقال شبيهها ... فرايد در أو قلايد عقيان فلا زلت للدنيا تحوط جهاتها ... وللدين تحميه بملك سليمان ولا زلت بالنصر العزيز مؤزراً ... تقاد لك الأملاك في زيد عبدان ومن شعره أيضاً قوله في بعض المباني المنصوريه معاني الحسن تظهر في المغاني ... ظهور السحر في حدق الحسان مشابه في صفات الحسن أضحت ... تمنّ بها المغاني للغواني مفصلة القدود مثلثات ... مواصلة العناق من التداني تردت سابريّ الحسن يذري ... بحسن السابري الخسرواني وتعطو الخيزرانة من دماها ... بسالفة القطيع البهرمان لمجدك تنتمي لكن نماها ... إلى صنعاء ما صنع اليدان يدين لك ابن ذي يزن ويعنو ... لها غمدان في الأصل اليماني غدت حرماً ولكن حل فيها ... لوفدك الأمان مع الأماني ميان بالخلافة آهلات ... بها يتلو الهدى السبع المثاني هي الدنيا وساكنها امام ... لأهل الأرض من قاص ودان قصور ما لها في الأرض شبه ... وما في الأرض للمنصور ثان ومن قوله وهو ما كتبه وهو في قبة للملك المذكور بمرمر أبيض في أسود لله بهو ليس منه نظير ... لما زها كالروض وهو نضير صاغت حلاه نقوش رصف قلايد ... قد نضدتها في النحور الحور فكأنها والتبر سال خلالها ... وشي وفضة تربها كافور وكان أرض قراره ديباجة ... قد زان حسن طرازها تحبير وإذا تصعد قده نواً ففي ... أنماطه نور به ممطور شاؤ القصور قصورها عن وصفه ... سيان فيه خورنق وسدير فإذا أجلت اللحظ في جنباته ... يرتد وهو بحسنه محسور وكأن موج البركتين امامه ... حركات سجف صافحته دبور صبغت بصبغته تماثل فضة ... مثل النقوش لحسنها تصوير فتدير من صفو الزلال معتقاً ... يسري إلى الأرواح منه سرور ما بين أساد يهيج زئيرها ... وأساود يسلي لهن صفير ودحت من الأنهار أرض زجاجة ... وأظلّها فلك يضيء منير راقت فمن حصبائها وفواقع ... يطفو عليها اللؤلؤ المنثور يا حسنه من مصنع فيهاره ... باهى نجوم الأفق وهي تنور وكأنما زهر الرياض بجنبه ... حيث التفتّ كواكب وبدور ولدسته الأسمى تخيّر رصفه ... فخر الورى وامامها المنصور ملك أناف على الفراقد رتبة ... وأقله فوق السماك سرير قطب الخلافة تاج مفرق دولة ... رميت بجحفلها اللهام الكور وجرى إلى أقصى العراق لوعيها ... جيش على جسر العراق عبور

الشي أحمد بن محمد الشهير بالمقري المغرب المالكي

نجل النبي ابن الوصي سليل من ... حقن الدماء وعف وهو قدير بحر الندى لكنه متموج ... سيف العلى لكنه مطرور طود يخف لحلمه ووقاره ... ولجيشه يوم النزال ثبير دامت معاليه ودوام فخاره ... طوقي على جيد العلى مزرور وتعاهدته على الفتوح يشاير ... يغدو عليه بها مسا وبكور ما دام منزل سعده يرتاده ... نصر يرف لواؤه المنشور وجرت به مرحاً جياد مسرة ... وأدار كأس الأنس فيه سمير الشي أحمد بن محمد الشهير بالمقري المغرب المالكي هو كما ترجمه أصحابه. الشائمين برق فضله وسحابه. بحر زار تلاطم أمواج الفضائل عبابه. وحبر ادخر لفتح ما أغلق من عويصات الأمور بابه. ومرجع اتخذ لتيسير ما عسر في الاستخراج على الباب الكمل لبابه. أخذ بلهازم أبيات الأمور فذلل جامحها. وسهل طامحها. وأدنى من قطوف المباحث العلمية ما كف مطامع النظار ومطامحها طبع الأنام على الخلاف وفضله ... في الناس مسئلة بغير خلاف طرز حلل العلوم بوشي أرقامه رمى. أغراض الفنون بسام أقلامه سهم إذا ما راشها ببنانه ... أصاب بها قلب البلاغة والنحرا صفت عن مواقع القذى مناهل أنظاره وسحت من غمام الأوهام آفاق أفكاره. وشج ببراعة يراعته صدور المهارق. وأتى من معجزات بلاغته بالخوارق إن نظم أذرى بعقد الجمان والثريا. وانثر خجل لروضه الباسم المحيا. له زهر منظوم أرق من الدمع ومنثور يقطف ببنان السمع بكل لفظ كأنه نفس ... غير ممل لطول ترديد إذا نطق يطلع نور الفضل من أفق بيانه وإذا كتب يجري زلال الأدب من ميزاب قلمه ببنانه قلم أقام وفضله متداول ... ما بين مشرق شمسها والمغرب هو المتقدم في البلاغة وقد أربى على سحبان وائل. المتأخر زماناً وقد أتى بما لم تستطعه الأوائل. استخدم القلم فاغرب وأعرب. وأبدع وأطرب. وجاء بلفظ كاد من العذوبة يشرب يا رب معنى بعيد الشاو أسلكه ... في سلك لفظ قريب الفم مختصر فإن فاق من الآفاق وهو منهم فالمسك بعض دم الغزال. والياقوت من جملة أحجار الجبال. وليلة القدر منتظمة في سلك الليال. لو قيل إنه من الفضل تجسد لصدق القائل. أو نقل كون الفضل من تجسم لم يتهم الناقل مناقب مثل عداد الرمال ... تكل أنامل حسابها وتتعب السن دراسها ... وتفني قراطيس كتابها

انتهى. وأما خبره فإنه نقل في كتابه عرف الطيب عند ذكره تلمسان فقال هي مدينتنا عفت بها التمايم وبها ولدت أنا وأبي وجدي وجد جدي وفرات بها ونشأت إلى إن رحلت عنها في زمن الشبيبة إلى مدينة فاس سنة تسع وألف إلى أن ارتحلت منها للمشرق أو آخر شهر رمضان سنة سبع وعشرين وألف ودخلت مصر في رجب من عام ثمانية وعشرين وألف والشام في شعبان عام سبع وثلاثين وألف وابت منها إلى مصر أواخر شوال من العام انتهى ولما عاود الرجوع إلى فاس في السنة التي ذكرها ولي بها الامامة والخطابة وكان أول حجة حجها في سنة ثمان وعشرين وألف على ما ذكره في أوائل هذا الكتاب وقال فيه ولما رجعت القاهرة كررت الذهاب منها إلى البقاع الطاهرة فدخلت لهذا التاريخ الذي هو عام تسعة وثلاثين وألف مكة خمس مرات. حصلت لي بالمجاورة في المسرات. وأمليت فيها على قصد التبرك دروساً عديدة. والله يجعل أيام العمر بالعود إليها مديدة. ووفدت على طيبة المعظمة ميمماً مناهجها السديدة سبع مرار واطفأت بالعود غليها ما بالأكباد الحرار. واستضاءت بتلك الأنوار. وألفت بحضرته صلى الله عليه وسلم ما من الله به علي في ذلك الجوار. وأمليت الحديث النبوي بمرآى منه عليه وآله الصلاة والسلام وسمع. ونلت بذلك وغيره ولله المنة ما لم يكن فيه مطمح ولا مطمع. ثم أبت إلى مصر مفوضاً لله في جميع الأمور. ملازماً خدمة العلم الشريف بالأزهر المعمور. وكان عودي من الحجة الخامسة في صفر سنة سبع وثلاثين وألف للهجرة انتهى. ولم يزل مقيماً بمصر إلى أن انتهى عمر وانقضى. وحان حينه فقضى وكانت وفاته سنة ستة وأربعين وألف وأما مؤلفاته فمنها عرف الطيب. في تاريخ الأندلس الرطيب. وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب. وهو في ثلاث مجلدات. قال في آخره وكفى إنه لم يوجد مثله في فنه ومنها أزهار الرياض. في أخبار عياض. وما يناسبها مما يحصل به للنفس ارتياح وللعقل ارتياض. ومنها فتح المتعال. في مدح النعال. المتشرفة بخير الأنام. عليه وآله الصلاة والسلام. واختصوه في كتاب سماه النفحات العنبرية من وصف فعال خير البرية. ولما وقفت عليه كتبت على ظهر نسخة منه. مثال نعل رسول الله ذي الكرم ... شفاء كل عليل من ضنى السقم أكرم به من مثال ذانه شرف ... من أشرف الرسل خير الخلق كلهم محمد أحمد المحمود من شرفت ... بوطي نعليه أرض القدس والحرم فألثمه لثم محب لم يفز بلقا ... حبيبه فرأى الآثار للقدم وعفر الخد فيه واكتحل نظراً ... به فرؤيته تشفي من الألم واحمله تظفر بما ترجوه من أمل ... واحفظه تحفظ من الأسواء واللمم وكم نجاحاً ملوه الحافظون له ... من سوء خطب ملم فادح عمم وراجع النفحات العنبرية في ... وصف النعال التي فاقت على القمم تظفر بما يبرئ الأبصار من رمد ... والقلب من كمد والسمع من صمم لله در امام حبرّت يده ... تلك الدراري التي صيغت من الكلم وكم فتى فاته لثم النعال غدا ... يرجو ويأمل أن يلقاه من أمم وراح ينشد والأشواق تزعجه ... مثال نعليه هلا قبلة بفمي

ومن مؤلفاته روض الأس. العاطرة الأنفاس. في ذكر من لقيته من أعلام مراكش وفاس. ومنها كتاب الشفا. في بديع الاكتفاء. وقطف المهتصر. من أفنان المختصر. وذلك غير نثره فمن قوله من جملة رسالة أين الاسكندر ويونانه. وشداد وبنيانه. والنمرود وعدوانه. وفرعون وهامانه. وقارون وطغيانه. وكسرى أنوشروان وإيوانه. وقيصر وبطارقته وأعوانه. وسيف بن ذي يزن وغمدانه. والمنذر ونعمانه. إلى أن قال وأين بنو عبيد وظلالهم. وبنو بويه وجلالهم وبنو سلجوق ونظامهم. وبنو سامان واعظامهم وبنو أيوب وصلاحهم. والجراكسة ومبانيهم وسلاحهم ثم قال في ملوك المغرب. وأين عبد الرحمن الداخل وامرؤه. والناصر وزهراؤه. والحاكم ووزراؤه. والمؤيد وظهراؤه. أم أين المنصور بن أبي عامر وغزواته ومواليه والمظفر وأدواته ومعاليه. أم أين بنو أحمر وعلاهم. وأوصافهم وحلاهم وبنو أجهور وحزمهم. وبنو أباديس وعزمهم. وأين معتضد بني عباد. ومعتمدهم الذي سنا كرمه للمعتفين باد. وبني ذي النون ومزيتهم. وبنو اصد ومريتهم. وبنو الأفطس وبنو هود. وما كان لهم من المكارم في المحفل المشهود. وأين لمتونه. وصبرهم الذي ركبوا متونه. أم أين الموحدون وناصرهم ومنصورهم. ومصانع وقصورهم أم أين بنو الأحمر وغرناطتهم. وإزالتهم أدناس المعتدين وإماطتهم. أم أين بنو مزين وفارسهم. ومغانيهم ومدارسهم. وأين بنو ريان ومنازلهم الشاهقة. وأشجار غروسهم الباسقة. وأين الحقصيون. ومستقرهم الذي قضى للمعالي الديون وأبو فارس الذي شنفت بأخباره أذان الطروس والفهارس. طحنت والله الجميع رحى المنون. وتأيمت الأزواج وتيم البنون. وطالت الأيام والسنون. وبقيت القصور العالية خالية والرسوم المتكاثرة. والسلوك المنظمة متناثرة. وعن قريب يقف الكل بين يدي رب الأرباب. في كل يوم تذهل فيه الألباب. وتنقطع إلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله الأسباب. ويقتص للمظلوم من الظالم. وتنبهم للنجاة الطرق والمعالم. وتبلي السراير لدى من هوبها عالم. يوم تجد كل نفس ما علمت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أبداً بعيداً. يوم يحكم الله في الخلق بالحق حسبما سبق في علمه إذ جعلهم قريباً وبعيد. وشقياً وسعيد. اللهم اجعلنا في ذلك اليوم العصيب ممن فاز بالنجاة. وحاز شفاعة نبيك ومصطفاك ذي الحرمة والجاه. صلى الله عليه وآله وسلم. وشرف وكرم. ومنه قوله من كتاب كتبه إلى شهاب الدين أحمد بن شاهين وصدره بهذه الأبيات يا من له طاير صيت علا ... في الجو فاصطاد الشريد الشديد يا نجل شاهين البديع الحلى ... تمل بالعز الطويل المديد وفز بخصل السبق بين الملا ... وسر بنهج للمعالي سديد ورد مع الأحباب عذباً حلا ... منتظماً در الأماني البديد وأرفل على طول المدى في ملا ... مسرة رافت وعز جديد تبدى الذي في الأجياد من عوارفه أطواق. وفي البلاد من معارفه ما تشهد به الفطرة السليمة والأذواق. وتسند إلى مجده المطنب الذي لا يخط له رواق الأشواق وتعمر بفرائده من الآداب الأسواق. وتنقطع دون نداه. السحب السواكب. وتقصر عن مداه في السمو المواكب. والله سبحانه له واق. المولى الذي ألقت إليه البلاغة أفلاذها واتخذت البراعة طاعته عصمتها وملاذها. إذ بدا فزادها وأفذادها. وأمطرت سماء أفكاره على كل محب وكاره. طاير في جوا ومستقر في أوكاره. صيبها ورذاذها وفاخرت دمشق بعلاه أقطار البسيطة ويغذاذها. ومنه وأنت الذي نفست عني مخنقاً وأصفيت مشربي وكان مرتقاً. وكاثرت بما به أثرت وما استثارت رمل النقاء. فلو رآك المأمون بن الرشيد. لعلم أنك المتمني ببيتي الغناء الذي غني به والنشيد وإني لمشتاق إلى قرب صاحب ... يروق ويصفو إن كدرت عليه عذيري من الانسان لا إن جفوته ... صفا لي ولا إن كنت طوع يديه

ولم يقل أعطني هذا الصديق وخذ مني الخلافة. وأنا أقول قد ظفنا به بحمد الله ولم نر أحداً في دهره وافق الغرض فلم نر خلافه. ومنه فهذه يا بن شاهين أياديك البيض. تفرخ لك الشكر وتبيض. فلا دليل على ولاءي كاملاءي. ولا شاهد على ما في أحناءي كثناءي. ولا حجة على ودادي كتكرار شكرك وتردادي. انتهى. ولا خفا ما لهذا النثر من البلاغة. وحسن الصناعة والصياغة. وأما شعره فمن قوله مضمناً سلا أحبه من لم يذب كمداً ... يوم الوداع وإن أجري الدموع دما يا من يعز علينا أن نفارقهم ... من بعدكم هد ركن الصبر وانهدما وإن ناي الجسم كرهاً عن منازلكم ... فالقلب ثاوٍ بها لم يصحب القدما وما نسينا عهوداً للهوى كرمت ... نعم قرعنا عليها سنناً ندما وأظلمت بالنوى أرجاء مقصدنا ... وصار وجدان ألف بعدكم عدما وقوله أيضاً. يا جيرة بانوا وأبقوا حسرة ... تجري أموري بعدهم وفق القضا كم قلت إذ ودعتهم والأنس لا ... ينسى وعهد ودادهم لن ينقضا يا موقف التوديع إن مدامعي ... فضت وفاضت في ثرى ذاك الفضا وقوله في الشام حين فارقها حمدت وحق الله للشام رحلة ... أباحت لعينيّ اجتلا محياه وبعد التناءي صرت ارتاح للصبا ... لأن الصبا تسري بعارض رياه فلله عهد قد أتاح بجلق ... سروراً فحياها الاله وحياه وقال أيضاً وأجاد تركت رسوم عزي في بلادي ... وصرت بمصر منسيّ الرسوم ورضت النفس بالتجريد زهداً ... وقلت لها عن العلياء صومي وقال أيضاً وهي قصيدة فريد أودعها ديباجة كتابه عرف الطيب سبحان من قسم الحظو ... ظ فلا عتابه ولا ملامه أعمى وأعشى ثم ذو بص ... ر وذرفاء اليمامه ومسده أو جائر ... أو حائر يشكو ظلامه لولا استقامة من هدا ... هـ لما تبينت العلامه ومجاور القرر المخيف ... له البشارة بالسلامه وأخو الحجى في ساير إلا ... وفات مرتقب حمامه وكما مضى من قبله ... يمضي ولم يقض التزامه والجاهل المغتر من ... لم يجعل التقوى زمامه فليرفض العصيان من ... يخشى من الله انتقامه وليعتبر بسواه من ... لصلاحه صرف اهتمامه فليبق في الدنيا الدن ... ية غير مرجوّ الادامه من أرضعته ثديها ... في سرعة تبدي فطامه من عز جانبه بها ... تنوي على الفور اهتضامه وإذا نظرت فأين من ... منعته أو منحت مرامه ومن الذي وهبته وصلاً ... ثم لم يخش انصرامه ومن الذي مدت له ... حبلاً فلم يخف انفصامه كم واحد غرته إذ ... سرته مخفرة ذمامه قعدت به من حيث لم ... يعلم فلم يملك قيامه أين الذين تقيأوا ... ظل السيادة والزعامه أين الملوك ذووا الريا ... سة والسياسة والصرامه وبنوا أمية حين جمع ... عصرهم لهم قيامه وتمكنوا ممن يحاول ... نقض ما شاؤا انبرامه وتعشقوا لما بد ... لهم محيا الأرض شامه حتى تقلص ظلهم ... وأراهم الدهر احترامه أين الخلائق من بني ... الباس والبر القسامه أين الرشيد وأهله ... وبنوه أصحاب الشهامه ووزيره يحيى وجعفر ... ابنه الراوي احتشامه والفضل مدنيّ يقول ... لمن يلوم على الندامه أم أين عنترة الشجاع ... وذو الجدى كعب بن مامه والزاعمون بجهلهم ... إن القبور صدى وهامه

والمكثرون من المجون ... إذا شكى الفكر اغتمامه أين الفريض ومعبد ... أو أشعب وأبو دلامه أين الأولى هاموا بسعدى ... أو بثينة أو امامه وبكوا لفرط جواهم ... والليل قد أرخى ظلامه وتتبعوا آثار من ... عشقوا بنجد أو تهامه وتعللوا والشوق يغلب ... بالاراكة والبشامه أضنى النوى قيساً فقا ... سي لاعجاً أغرى غرامه وغوى هوى غيلان إذ ... أبدي بميته هيامه أين الأكاسر والقياصر ... ة المجلون القمامه أين الذي الأهرام من ... بنيانه الحاكي اعتزامه أم أين غمدان وسيف ... والوفود به امامه أين الخورنق والسدير ... ومن شفى بهما أوامه ومداين الاسكندر الأ ... تى لها أعلى دعامه أين الحصون ومن يصون ... بها من الأعدا حطامه أين المراكب والمواكب ... والعصايب والعمامه أين العساكر والدساكر ... والندامى في المدامه وسقاتها المتلاعبون ... بلب من أعطوه جامه من كل أهيف يزدري ... بالغصن أن يهزز قوامه ذي عزة لألاؤها ... تمحو عن النادي ظلامه فالشمس في ازاره ... والبدر في يده قلامه يعمى القلوب إذا رمى ... عن قوس حاجبه سهامه ويروق حسناً إن رنى ... ويفوق أراما برامه إنّ لها ثغر جلا ... ذوقاً لمن رام التثامه إن لها وجه يشب ... بقلب مبصره ضرامه استغفر الله للغوٍ ... لا يرى الشرع اعتيامه بل أين أرباب العلوم ... أولو التصدر والامامه وذوو الوزارة والحجابة ... والكتابة والعلامه كائمة سكنوا بأندلس ... فلم يشكو سآمه هي جنة الدنيا التي ... قد أذكرت دار المقامه لا سيما غرناطة ال ... غراء رابقة الوسامه وهي التي دعيت دمشق ... وحسبها هذا فخامه لنزول أهليها بها ... إذ أظهر الكفر انهزامه وأتت جيوش الشام من ... باب نفي الفتح انبهامه فسلوا بها عن حلق ... إذ أشبهتها في القسامه وندا لهم وجه المنى ... وأراهم الثغر ابتسامه وتبوّؤها حضرة ... تبرى من المضنى سقامه بروائها وبمائها ... وهوائها النافي الوخامه ورياضها المهتزة الأع ... طاف من شدو الحمامه وبرمجها النضر الذي ... قد زين الله ارتسامه وقصورها الزهر التي ... يأبى بها الحسن انقسامه يا ليت شعري أين من ... أمضى بها الملك احتكامه وأتيح في حمرائها ... عزاً به زان اتسامه أين الوزير ابن الخطيب ... بها فما أحلى كلامه فلكم أبان العدل في ... أرجائها وبها أفامه ولكم أجار عداً وكم ... أجرى ندا والى انسجامه راعت صروف الدهر دول ... ته وما راعت ذمامه حتى ثوى أثر النوى ... في حفرة نثرت عظامه من زارها في أرض فا ... س أذهبت شجواً منامه إذ نبهته لكل شمل ... شتّت الموت التئآمه هذا لسان الدين أسك ... ته وأسكنه رجامه ومحا عبارته فمن ... حياه لم يردد سلامه فكأنه ما أمسك ال ... قلم المطاع ولا حسامه

أبو الحسن علي بن أحمد الشامي المغربي أديب له في الأدب مذهب. طرازه بحسن البلاغة مذهب. وشعره ألطف من

وكأنه لم يعل مت ... ن مطهم بارى النعامه وكأنه لم يرق غا ... رب الاعتزاز ولا سنامه وكأنه لم يجل وج ... هاً حاز من بشر تمامه وكأنه ما جل في ... أمر ولا نهي وسامه وكأنه ما نال من ... ملك رجاه ولا احترامه وكأنه لم يلق في ... يده لتدبير زمامه مذ فارق الدنيا وقوّض ... عن منازلها خيامه أمسى بقبر مفرداً ... والترب قد جمعت عظامه من بعد تثنية الوزا ... رة جاده صوب الغمامه لم يبق إلاّ ذكره ... كالزهر مفتّر الكمامه والعمر مثل الضيف أو ... كالطيف ليس له إقامه والموت حتم ثم بع ... د الموت أهوال القيامه والناس مجزيون عن ... أعمال ميل واستقامه فذوو السعاد يضحكون ... وغيرهم يبكي ندامه والله يفصل ف ... يهم ما شاء ذلاً أو كرامه ويشفّع المختار ف ... يهم حين يبعثه مقامه وعليه خير صلاته ... مع آله تتلو سلامه والتابعين ومن بدا ... برق الرشاد له فشامه ما فاز بالرضوان عبد ... كانت الحسنى ختامه وقال في الشام محاسن الشام أجلى ... من أن تسام بحد لولا حمى الشرع قلنا ... ولم نقف عند حد كأنها معجزات ... مقرنة بالتحدي وقال فيها موطئاً للبيت الثامن أما دمشق فحضرة ... لعبت بألباب الخلائق هي بهجة الدنيا التي ... منها بديع الحسن رائق لله منها الصالحي ... ة فاخرت بذوى الحقائق والغوطة الغناء حيث ... بالورود وبالشقائق والنهر صاف والنسي ... م اللدن للأشواق شائق والطير بالعيدان أبدت ... بالغنى أحلى الطرائق ولآلئ الأغصان حلت ... جيد غصن راح فائق ومراود الأمطار قد ... كملت به حدق الحدائق لا زال مغناها مصوناً ... آمناً كل البوائق وقال وقد وصلته كتب من الشام قلت لما أتت من الشام كتب ... والليالي تتيح قرباً وبعدا مرحباً مرحباً وأهلاً وسهلاً ... بعيون رأت محاسن سعدى والمقرى ضبط على وجهين. أحدهما بفتح الميم وسكون القاف وعلى هذا الوجه سمى ابن مرزوق كتابه الذي ألفه في التعريف بالشيخ محمد أحمد بن محمد المقرى جد الشيخ أحمد المذكور بالنور البدري في التعريف بالفقيه المقري. الوجه الثاني وهو الذي عليه الأكثرون أنه بفتح الميم وتشديد القاف وهما لغتان في البلدة التي نسب إليها وهي من قرى زاب افريقيه والله أعلم أبو الحسن علي بن أحمد الشامي المغربي أديب له في الأدب مذهب. طرازه بحسن البلاغة مذهب. وشعره ألطف من دل الحبيب. وأسحر من مقلة الشادن الربيب. يتصور فيه ولا يتكلف. ويتقدم ولا يتخلف. فهو إذا تغزل أهدى نفحات نجد. وإذا تذكر أورى لفحات شوق ووجد. على أن عليه من الجزالة ديباجه. تفوق عبقري الوشي وديباجه. لا يشينه من الكلام حوشيه. ولا يلم بساحة أنسه وحشيه. فمن نفثات قلمه السحار. ونسمات كلمه الفائقة نسائم الأسحار. قوله محياً الكاتب عبد العزيز الفشتالي عن الأبيات التي كتبها إلى الشيخ أحمد المقري في صدر كتابه المقدم ذكره نمت نوافح عرف أنفاس الصبا ... فنما بها روض الوداد وأخصبا نشرت جواهر سلكها فتتوّج الغ ... صن النضير بدرها وتعصبا ورنت محاجر منحنى ذاك الحما ... فغدا بها خيف القلوب محصبا وروت أحاديث الغرام صحيحة ... فشفت فؤاداً من بعادك صوبا لا غرو إن طارت حشاشة لبه ... طرباً فما خلو الغرام كمن صبا

لا زلتم والزهر ينشق عرفكم ... والزهر تحسد من كمالك منصبا وقال الشيخ أحمد المقري المذكور في فتح المتعال وأنشدني لنفسه بمحروسة فاس عام سبع وعشرين وألف وأشار فيها إلى كتابي الموسوم بأزهار الرياض. في أخبار عياض دعوا شفة المشتاق من سقمها تشفى ... وترشف من آسار ترب الهدى رشفا وتلئم تمثالاً لعل كريمة ... بها الدهر يستسقى الغمام ويستشفى ولا تصرفوها عن هواها وسؤلها ... بعدلكم فالعدل يمنعها الصرفا ولا تعتبوها فالعقاب يزيدها ... هياماً ويسقيها مدام الهوى صرفا جفّها بكتم الدمع بخلاً جفونها ... فمن لامها في اللثم فهو لها أخفى لئن حجبت بالبعد عنهم فهذه ... مكارمهم لم تبق ستراً ولا سجفا وإن كان ذاك الخيف ملفى وصالهم ... فما نفحة الافضال قربت الملفى فحركت الأشواق منا لروضة ... أباح لما الاسعاد من زهرها قطفا زماناً به موصولنا نال عائداً ... وأكد لعت الوصل من نحوهم عطفا تولى كمثل الطيف إن زار في الكرى ... وإلاّ كمثل البرق إن سارع الخطفا ومنها كأنا وما كنا نجوب منازلاً ... يوّد بها المشتاق لو راهق الحتفا ولم تبصر الأبصار منها محاسناً ... ولم تسمع الآذان من ذكرها هتفا كذاك الليالي لم تحل عن طباعها ... متى واصلت يوماً تصل قطعها ألفا فلا عيش لي أرجوه من بعد بعدهم ... وهيهات يرجو العيش من فارق الإلفا ومنها أيا من نأت عنه ديار أحبة ... فمن بعدهم مثل على الهلك قد أشفى لئن فاتنا وصل بمنزل خيفهم ... فما نفحة من عرفهم للحشا أشفى وهذيك أنفاس الرياض تنفست ... بريّاهم فاستشفينّ بها تشفى وقل للأولى هاموا اشتياقاً لبابهم ... هلموا لعرف البان نستنشق العرفا فصفحة هذا الطرس أبدت نعالهم ... وصارت له ظرفاً فيا حسنه ظرفا تعالوا نغالي في مديح علائها ... فرب غلو لم يعب ربه عرفا ولله قوم في هوانا تنافسوا ... وقد عزفوا من بحر أمداحها عزفا وإنا وإن كنا على الكل لم نطق ... نحاول بعض البعض من بعض ما يلفا لئن قبلوا ألفاً نزد نحن بعدهم ... على الألف ما يستغرق الفرد والألفا وإن وصفوا واستغرقوا الوصف حسبنا ... نجيل بروض الحسن من وصفهم طرفا ونقبس من آثارهم قدر وسعنا ... ونركض في مضمار آثارهم طرفا ومن مديحها في سيد البشر. الشافع المشفع في المحشر. عليه وعلى آله الأعلام. أفضل الصلاة والسلام. أناديك يا خير البرية كلها ... نداء عُبيد يرتجي العفو واللطفا وأين محق في هوى حبك الذي ... يفل جيوش الهم إن أقبلت زحفا وما أنا فيه بالذي قال هازلاً ... أليلتنا إذ أرسلت واردهاً وحفا وأشار بهذا إلى القصيدة الفائية الطنابة الشهيرة عند أدباء الشرق والغرب وهي من شعر متنبي الغرب محمد بن هانىء الأندلسي يمدح بها جعفر بن علي صاحب الزاب وأولها أليلتنا إذ أرسلت وارداً وحفا ... وبتنا نرى الجوزاء في أذنها شنفا وبات لنا ساق يصول على الدجى ... بشمعة نجم لا تقط ولا تطفى أغن غضيض خفف اللين قده ... وثقّلت الصهباء أجفانه الوطفا ولم يبق ارعاش المدام له يدا ... ولم يبق أعناق التثنى له عطفا نزيف قضاه السكر إلا ارتجاجة ... إذا كل عنها الخصر حملها الردفا يقولون حقفٌ فوقه خيزرانة ... أما يعرفون الخيزرانة والحقفا جعلنا حشايانا ثياب مدامنا ... وقدّت لنا الظلماء من جلدها لحفا

فمن كبد تدنى إلى كبد هوى ... ومن شفة توحى إلى شفة رشفا بعيشك نبه كأسه وجفونه ... فقد نبّه الابريق من بعد ما أغفى وقد فكت الظلماء بعض قيودها ... وقد قام جيش الليل للفجر واصطفا وولت نجومٌ لثريا كأنها ... خواتم تبدو في بنان يد تخفى ومر على آثارها دبرانه ... كصاحب ردءٍ كمنّت خيله خلفا وأقبلت الشعري العبور ملمة ... بمرزمها اليعبوب تجنبه طرفا وقد قابلتها أختها من وارئها ... لتخرق من ثيي مجرتها سجفا تخاف زئير الليث قدم نثرة ... وبربر في الظلماء ينسفها نسفا كأن السماكين اللذين تظاهرا ... على لبدتيه ضامنان له حتفا فذا رامح يهوي إليه سنانه ... وذا أعزل قد عض أنمله لهفا كأن الرقيب النجم أجدل مرقب ... يقلب تحت الليل في ريشه طرفا كأن بني نعش ونعشاً مطافل ... بوجرة قد أضللن في مهمه خشفا كأن سهيلاً في مطالع أفقه ... مفارق إلف لم يجد بعده إلفا كأن سهاها عاشق بين عوّد ... فآونة يبدو وآونة يخفى كأن معلي قطبها فارس له ... لوا آن مركوزان تذكره الزحفا كأن قدامى النسر والنسر واقع ... قصصن فلم تسم الخوافي به ضعفا كأن أخاه حين دوّم طائراً ... أتى دون نصف البدر فاختطف النصفا كأن الهزيع الآبنوسي أونة ... سرى بالنسيج الخسرواني ملتفا كأن ظلام الليل إن مال ميلة ... صريع مدام بات يشربها صرفا كأن عمود الصبح خاقان معشر ... من الترك نادى بالنجاشيّ فاستخفى كأن لواء الشمس غرة جعفر ... رأى القرن فازدادت طلاقته ضعفا وقد جاشت الظلماء بيضاً صوارما ... ومارنة سمراً وفضفاضة زغفا وجاءت عتاق الخيل تردى كأنما ... تخط له أقلام آذانها صحفا هنالك تلقى جعفراً غير جعفر ... وقد بدّلت يمناه من رفقها عنفا وكأن تراه في الكريهة جاعلاً ... عزائمه برقاً وصولته خطفا وكأن تراه في المقامة جاعلاً ... مشاهده فصلاً وخطبته حرفا وتأتي عطاياه عداد جنوده ... فما افترقت صنفاً ولا اجتمعت صنفا ويعي بما يأتي خطيب وشاعر ... وإن جاوز الإطناب واستغرق الوصفا هو الدهر إلاّ أنني لا أرى له ... على غير من ناواه خطباً ولا صرفا إذا شهد الهيجاء مدت به يد ... كأن عليها دملجاً منه أو وقفا وصال بها غضبان لو سقي الذي ... تريق عواليه من الدم ما استشفى جزيل النوى والبأس تصد كفه ... وقد نازلت ألفاً وقد وهبت ألفا وهي طويلة جداً فلنقتصر منها على هذا المقدار وقد نقلته من ديوانه ولأبي الحسن حازم بن محمد القرطاجني قصيدة مثلها في الحسن والوزن والقافية أولها سلا ظبية الوعساء هل فقدت خشفا ... فأنا لمحنا في مراتعها ظلفا وقولاً لخوط البان فليمسك الصبا ... علينا فإنا قد عرفنا بها عرفا سرت من هضاب الشام وهي مريضة ... فما ظهرت إلاّ وقد كاد أن تخفى عليلة أنفاس تداوي بها الجوي ... وضعفاً ولكن لا نرجي بها ضعفا وها وقفة بالبان تملي غرامها ... علينا وتتلو من صبابتها صحفا عجبت لها تشكي الفراق جهالة ... وقد جاوبت من كل ناحية إلفا ويشجو قلوب العارفين حنينها ... وما فهموا مما تغنت به حرفا

ولو صدقت فيما تقول من الأسى ... لما لبست طوقاً ولا خضبت كفا أجارتنا أذكرت من كان ناسياً ... وأضرمت ناراً للصبابة لا تطفا وفي جانب الماء الذي تردينه ... مواعيد لا ينكرن لباً ولا خلفا ومهزوزة للبان فيها شمائل ... جعلن له في كل قافية وصفا لبسنا عليها بالثنية ليلة ... من السود لم يطو الصباح لها سجفا لعمري إن طالت علينا فإننا ... بحكم الثريا قد قطفنا لها كفا رمينا بها في الغرب وهي ذميمة ... ولم تبق للجوزاء عقداً ولا شنفا كأن الدجى لما تولت نجومه ... مدبر حرب قد هزمنا له صفا كأن عليه للمجرة روضة ... مفتحة الأنوار تنثره زغفا كأنا وقد ألقى إلينا هلاله ... سلبناه جاماً أو قصمنا له وقفا كأن السهى انسان عين غريقة ... من الدمع تبدو كلما ذرفت ذرفا كان سهيلاً فارس عاين الوغي ... ففر ولم يشهد طراداً ولا زحفا كأن سنا المريخ شعلة قابس ... تخطفها عجلان يقذفها قذفا كأن أفول النسر طرف تعلقت ... به سنة ما هب منها ولا أغفى كأن نصير الملك سل حسامه ... على الليل فانصاعت كواكبه كسفا وإنما لقب الأديب المذكور صاحب الترجمة بالشامي لأن جده قدم من الشام على حضرة فاس فاشتهرت بنوه بالنسبة إلى الشام.. قال الشيخ أحمد المقري وهو ممن بلغتني وفاته بعد الثلاثين بعد الألف والله أعلم أبو عبد الله بن أحمد المكلاني الفاسي كاتب الدولة المنصورية وأمينها. ومثقف يراعها التي تسطو بها في السر يمينها. وله في الفضل محل ومقام. شهد بسمو مقدارهما من رحل وأقام. وأما الأدب فهو حامل رايته. وجهبذ روايته ودرايته. إن نثر فلق الدر وانفصمت أسلاكها. أو الدراري نثرتها أفلاكها. وإن نظم فقل في ثغور الخرد النعس. انتظمت ما بين اللثاة الحو والشفاه اللعس. ومن نظمه قوله في كتاب أزهار الرياض بأخبار عياض للشيخ أحمد المقري وقد رسم فيه مثال النعل الشريف بماء الذهب واللازورد فأخجل الرياض ذات البهار والورد قوله أهذه أزهار هذي الرياض ... أم هذه غدرانها والحياض سالت بماء التبر خلجانها ... على شواذ روان منها البياض وأزرق الصبح بها إذ جرى ... تخاله نهراً على الطرس فاض تمثال نعل المصطفى شكلها ... جعلت خدي تربها عن تراض ففاخر الترب نجوم السما ... فالشهب من آفاقها في انقضاض تحسده الزرقاء في لثمه ... فالبرق من أحشائها في انتماض نبه كليم الوجد من شوقه ... فجفنه من وجده في اغتماض وقل له بالله هذا طوى ... فاخلع وكن في ملة الشوق راض وانتشق الأزهار من روضها ... واستشف منها بالعيون المراض كم بات معتل الصبا بينها ... يروى أحاديث الشفا عن عياض أيا إماماً جامعاً للعلى ... ومن غدت أبحاثه في افتياض أبكار فكري بين أبوابكم ... تنزه الأحداق بين الرياض إليكم قد رفعت أمرها ... فافض على الأبكار ما أنت قاض قد بايعت بالحق سلطانكم ... توفية بالعهد دون انتقاض وقال فيه أيضاً أتى برياض في عياض وردها ... مظالم كانت قبل معضلة الداء وفاضت بنيل العلم منه أصابع ... ومن عجب فيض الأصابع بالماء خليلي هذي معجزات لأحمد ... فلا تنكرا إن رد عيناً إلى الراء وقد ألم في هذا المعنى بقول أبي القاسم بن المالق في عياض ظلموا عياضاً وهو يحلم عنهم ... والظلم ما بين الأنام قديم جعلوا مكان الراء عيناً في اسمه ... كي يكتموه وإنه معلوم لولاه ما فاضت أباطح سبتة ... والروض حول فنائها معدود

الشيخ محمد بن يوسف المراكشي الناسلي أحد فقهاء المغاربه. الممتطين سنام الفضل وغاربه. عالم ماضي شبا اللسان والقلم. وعلم فضله أشهر من نار على علم. له في الأدب يد لا تقصر عن إدراك غايه. وباع تلقى بدراية البلاغة فكانت عرابة تلك الرايه. ومن نوابغ كلمه قوله في جملة كتاب. فعذراً لمن كان أخرس من سمكه. وأشد تخبطاً من طائر في شبكه. ومنه وحقوقكم المتأكدة دين علينا. والأيام تمطل قضائها وتوجه الملام إلينا. فآونة أقف فأقرع السن ندماً. وآونة أستنيم إلى فضلكم فأتقدم قدماً. وفي أثناء هذا لا يخطر بالبال حق لكم سابق. إلا وكر عليه منكم آخر لاحق. حتى وقفت موقف العجز. وضاقت علي العبارة فكدت لا أتكلم إلا بالرمز.. ومن نظمه قوله مخمساً البيتين المشهورين المنسوبين إلى أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه إذا أزمة نزلت قبلي ... وضقت وضاقت بها حيلي تذكرت بيت الامام علي ... رضيت بما قسم الله لي وفوّضت أمري إلى خالقي لأن إله الورى قد قضى ... على خلقه حكمه المرتضى فسلم وقل قول من فوّضا ... كما أحسن الله فيما مضى كذلك يحسن بما بقى وله أرجوزة ضمن فيها مصاريع من ألفية ابن مالك ومدح بها الشيخ أحمد المقري منها ذاك الامام ذو العلاء والهمم ... كعلم الأشخاص لفظاً وهو عم فلن ترى في علمه مثيلاً ... مستوجباً ثنائي الجميلا ومدحه عندي لازم أتى ... في النظم والنثر الصحيح مثبتا أوصاف سيدي بهذا الرجز ... تقرب الأقصى بلفظ موجز فهو الذي له المعاني تعتزي ... وتبسط الوعد بلفظ منجز رتبته فوق العلا يا من فهم ... كلامنا لفظ مفيد كاستقم لقد رقى على المقام الباهر ... كطاهر القلب جميل الظاهر وفضله للطالبين وجداً ... على الذي في رفعه قد عهدا قد حصل العلم وحرر السير ... وما بإلا أو بإنما أنحصر في كل فن ماهر صفه ولا ... يكون إلا غاية الذي تلا سيرته سارت على نهج الهدى ... ولا يلي الاختيارا أبدا وعلمه وفضله لا ينكر ... مما به عنه مبيناً يخبر يقول دائماً بصدر انشرح ... عرف بنا فإننا نلنا المنح يقول مرحباً لقاصديه من ... يصل إلينا يستعن بنا يعن ومنها والزم جنابه وإياك الملل ... إن يستطل وصل وإن لم يستطل واقصد جنابه ترى مآثره ... والله يقضي بهبات وافره وانسب له فإنه ابن معطي ... ويقتضي رضا بغير سخط واجعله نصب العين والقلب ولا ... تعدل به فهو يضاهي المثلا هذا ما اخترته منها وقد ضمن غير واحد أكثر مصاريع الملحة للحريري وأما ألفية ابن مالك فلم أسمع تضمينها إلا من هذا الفاضل ولا أعلم هل سبقه إلى ذلك أحد أم لا والله أعلم قال مؤلف الكتاب علي صدر الدين المدني. ابن أحمد نظام الدين الحسيني الحسني. أنالهما الله تعالى من فضله السني هذا آخر ما من الله سبحانه باثباته ويسره. وسهله بفضله الذي تزال به كل معسره. من تراجم أعيان العصر. وإن كانت في الحقيقة ليست على الاستقصاء والحصر. غير أني أوردت ما قدرت عليه. كما تقدمت الاشارة سابقاً إليه. وأنا أعتذر إلى من لم أذكره في هذا الديوان. من أعيان هذا العصر والأوان. بعدم الاطلاع على آثارهم. والعثر على نظامهم ونثارهم. وأقول ما قالته ملائكة الله العظيم. سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. وأين آدم فينبئا بأسمائهم. أم أين لنا أخبارهم. وقد نزحنا عن أرضهم وسمائهم. ثم التمس ممن وقف على هذا الكتاب. أن لا يجتح إن رأى خطأ إلى الملام والعتاب. بل يصلح الخلل. ويستر الزلل. ما كريم من لا يقيل عثاراً ... لكريم ويستر العوراء إنما الحر من يجر على الزلا ... ت ذيلاً منه ويغضي حياء

وإن يجعل ذلك في مقابلة ما قيدت له من الشوارد. وأهديت إليه من القلائد والفوائد. وأن يحضر قلبه أن أول ناس أول الناس من ذا الذي ما ساء قط ... ومن له الحسنى فقط ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء فخراً أن تعد معائبه جعلنا الله وإياكم ممن سبقت له الحسنى. وأحلنا بكرمه من دار المقامة المقام الأسنى. والحمد لله سبحانه على ما رزقنا من فضله التام. والشكر له سبحانه على ما يسره من حسن الابتداء والختام. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الهداة الأعلام. وعلى صحبه الذين اتبعوا رضاه وأعرضوا عمن عنف ولام. صلاة وسلاماً يعتنقان اعتناق الألف واللام قال المؤلف رحمه الله تعالى وكان الفراق من تأليف هذا الكتاب عصر يوم الخميس المبارك لسبع خلون من شهر ربيع الثاني أحد شهور سنة اثنتين وثمانين وألف أحسن الله ختامها والحمد لله رب العالمين وكان الفراغ من كتابة هذه النسخة المباركة نهار الأربعاء سابع عشر شهر جمادي الآخرة سنة خمس وثلاثين ومائة وألف على يد العبد الفقير المعترف بالذنب والتقصير محمد بن محمد بن زيادة الميداني عامله الله بلطفه الخفي قد تم بحمد الله وتوفيقه طبع هذا الكتاب الطبعة الثانية بمطابع علي بن علي الدوحة قطر في سنة 1382 هجرية الموافق لسنة 1963 ميلادية والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

§1/1