رسالة الملائكة ت الجندي

أَبُو العَلاء المَعَرِّي

كلمة المصحح

المقدمة: "كلمة المصحح" تعاقبت سنون كثيرة ولا يعلم الناس من رسالة الملائكة إلا اسمها وأنها رسالة تشتمل على أجوبة صرفية سُئل عنها أبو العلاء على نحو ما ذكره ياقوت في معجم الأدباء وابن العديم وغيرهما. ثم عثر على قطعة منها في كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي، فتوهموا أنها هي الرسالة بعينها. ثم عثر فريق من العلماء المشارقة والمغاربة على نسخ منفردة لا تزيد عنا في الأشباه والنظائر فأطلقوا عليها رسالة الملائكة، ثم طبعت غير مرة، وعني جماعة بضبطها وتحريرها على اعتقاد أنها رسالة الملائكة بتمامها. أول ما عرفه الغربيون من هذه الرسالة: ظل علماء الغرب حينًا من الدهر لا يعلمون من أمر هذه الرسالة شيئًا حتى دخلت نسخة خطية من مقدمتها مكتبة ليدن. ثم دخلت بعض بلاد الغرب نسخ من الأشباه والنظائر تحمل في مطاويها هذه المقدمة. ولما ترجم كتاب كشف الظنون إلى بعض اللغات الأوروبية حمل إلى الغرب تعريفًا مجملًا بهذه الرسالة على نحو ما حمله كتاب معجم الأدباء بعد أن طبع ودخل الغرب. وقد ذكرها جماعة من المستشرقين فيما كتبوه أو طبعوه من الآثار

أول ما عرفه المتقدمون من المشارقة من هذه الرسالة

العربية، منهم كولسبير في شرح ديوان الحطيئة ومرجليوث في رسائل أبي العلاء وكيير في شعر الأعشى ثم طبع الأستاذ كرانشكوفسكي المستشرق الروسي هذه المقدمة سنة 1932 بعد أن صرف عشرين عاماً في تحقيقها وضبطها وبعد أن اطلع على نسخة ليدن ونسخة الجامع الأزهر ونسخة أحمد تيمور باشا وغيرها ووضع لها مقدمة ممتعة باللغة الروسية. أول ما عرفه المتقدمون من المشارقة من هذه الرسالة: ذكر بعض المتقدمين الذين كتبوا في أبي العلاء من جملة كتبه ورسائله رسالة الملائكة ومنهم ابن العديم وياقوت في معجم الأدباء. وكل ما كتبوه أن لأبي العلاء كتاب ديوان الرسائل، وأن رسائله ثلاثة أقسام: الأول رسائل طوال تجري مجرى الكتب المصنفة ككتاب رسالة الغفران وكتاب رسالة الملائكة. الثاني رسائل دون هذه الرسائل في الطول كرسالة المنيح ... والثالث الرسائل القصار التي جرت بها العادة في المكاتبة ... وقال فريق منهم إن هذا الكتاب أربعون جزءاً وقال آخر إنه ثمانمائة كراسة. واتفقت كلمتهم على أن رسالة الملائكة ألفها جواباً عن مسائل صرفية سأله عنها بعض الطلبة وأنها جزء واحد فتكون عشرين كراسة على تقديرهم. واقتفى أثرهم في ذلك صاحب كشف الظنون. وذكر في الفلك المشحون ص 44 في كتب محمد بن طولون من رجال القرن العاشر الكلام

أول ما عرفه المتأخرون من المشارقة منها

على رسالة الملائكة وهو في المسودة. ونقل في الأشباه والنظائر مقدمتها ونقل البديعي في أوج التحري قطعة من المقدمة ولم أر من تعرض لوصفها أو التعريف بها من المتقدمين ولا من ذكر شيئًا من أجوبة المسائل التي فيها. أول ما عرفه المتأخرون من المشارقة منها: لم يقف المتأخرون على هذه الرسالة كلها وإنما اطلعوا على مقدمتها في الأشباه والنظائر وقد وجدت منها نسخ في ليون والجامع الأزهر في مصر ونسخة عند المرحوم أحمد تيمور باشا ونسخة في حيدر أباد. ثم طبعت منها نسخة في مصر سنة 1910 وطبع الأستاذ عبد العزيز الميمني نسخة منها في آخر كتابه: أبو العلاء وما إليه سنة 1345 ثم طبعها الأستاذ كامل الكيلاني مع رسالة الغفران ثلاث مرات آخرها سنة 938 وقد قمنا أن الأستاذ كراجكوفسكي طبعها سنة 1932 وكل ما اطلع عليه هؤلاء وطبعوه هو مقدمة الرسالة وكانوا كغيرهم يظنون أنها رسالة الملائكة بتمامها حتى ظهرت نسخة دار الكتب الظاهرية في دمشق فاتضح للناس أن كل ما طبع أو اطلع عليه هو المقدمة. كيف ظفرت دار الكتب بهذه الرسالة: في هذه السنة قتل المرحوم السيد محمد المنير من أعيان دمشق فأهدت ورثته إلى دار الكتب الظاهرية طائفة من كتبه وكان في جملتها هذه الرسالة، رسالة الملائكة فسارع المجمع العلمي في دمشق إلى طبعها ليطلع عليها الناس وصدق قول أبي الطيب المتنبي: بذا قضت الأيام ما بين أهلها ... مصائب قوم عند قوم فوائد

التعريف بهذه النسخة

التعريف بهذه النسخة: كنت كتبت كلمة نشرت في مجلة المجمع العلمي في دمشق في ص 48 من الجزء (1 و 2) من المجلد 19 وفي ص 122 من الجزء (3 و 4) من المجلد المذكور وقد تكلفت هذه الكلمة بالتعريف بهذه النسخة تعريفًا كافيًا. ومن المفيد أن نذكر هنا ما لابد منه حتى نتبين مزية هذه النسخة ولا يحتاج المطلع عليها إلى الرجوع إلى موضع آخر. ويلخص ذلك فيما يأتي: 1 - ورق هذه النسخة ثخين مصقول وعدد صفحاتها 230 وطول كل ورقة 17 سانتيمًا وعرضها 12.5 وفي كل صفحة 13 سطراً مستوية متساوية في الحجم، وفي أطرافها الأربعة حاشية خالية من الخط تبلغ نحو 3 سانتيمات وكلها بخط واحد جيد وأكثرها مضبوط بالشكل ضبطاً تغلب عليه الصحة. وفيها كلمات يخالف رسمها الطريقة المتبعة اليوم في الرسم كرسم الهمزة ياء في كل موضع ونقطها في أكثر المواطن وكرسم يسئل ومسئلة، وحذف الهمزة من آخر الاسم الممدود ونقط الياء في مثل موسى وترى، وإهمال النقط في مثل العربيه ورائحه وجعل الضمة علامة السكون ووضعها فوق الياء والواو الساكنتين وفيها شيء من التحريف وإذا كان عدد الكراسة في عرف المتقدمين عشر ورقات فإنها لا تبلغ 12 كراسة. وقد كتب على الورقة الثانية فهرست ما في هذه الرسالة من المسائل وتحتها ذكرت عناوين المباحث التي تشمل عليها وقد أثبتناها كما هي.

وكتب على الورقة الثالثة هذا العنوان. رسالة الملائكة إملاء الشيخ الإمام أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري. والفهرست والعنوان مكن خط الرسالة. وكتب حول العنوان أسماء أناس ملكوا هذه الرسالة منهم إسحق بن إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد أخي أبي العلاء. وإسحق هذا لم أقف على ترجمته أما إبراهيم فقد توفى سنة 630 وعمره نحو خمس وثلاثون سنة على ما ذكره ابن العديم فتكون هذه النسخة ملكًا لإسحق في أوائل السابع. سبب تأليف رسالة الملائكة: ألمعنا فيما سبق إلى أن المتقدمين ذكروا أن هذه الرسالة جواب عن مسائل صرفية سأله عنها بعض الطلبة ولم يبين واحد منهم من هو السائل ولا ما هي تلك المسائل ولا تعرض أحد لتاريخ تأليفها ولا لشيء يفيد المباحث في إزالة الغموض والإبهام عن ناحية من النواحي: وقد جاء في المقدمة المطبوعة والمخطوطة هذه الجملة: "ولما وافى شيخنا أبو فلان بتلك المسائل ... ولم يعرف أحد من هو أبو فلان". وجاء في هذه النسخة: "ولما وافى شيخنا أبو القاسم على بن محمد بن همام بتلك المسائل .. فقد صرح بمن أتى بتلك المسائل. وأبو القاسم هذا لم أقف على ترجمته ولكني أعلم في التنوخيين رجلين كل منهما اسمه همام أحدهما همان بن عامر جد بني المهذب التنوخي وهذا توفى سنة 234 والثاني همام بن الفضل بن جعفر من أحفاد المهذب وهذا

كان معاصرًا لأبي العلاء وله تاريخ نقل عنه ياقوت وابن العديم وابن الوردي كثيراً من الحوادث وله ولد يقال له أبو الحسن علي بن همام وهذا كان تلميذاً لأبي العلاء وقد رثاه بأبيات منها قوله: إن كنت لم ترق الدماء زهادة ... فلقد أرقت اليوم من عيني دمًا فأما أن يكون أبو القاسم صاحب المسائل هو هذا التلميذ وقد وقع في كنيته تحريف ونسب إلى جده. وإما أن يكون لهمام ولدان أحدهما علي والثاني محمد ولمحمد يقال له أبو القاسم علي وهذا أقرب إلى القبول مع جواز أن يكون أبو القاسم غير من ذكرنا. متى ألف هذه الرسالة وأين ألفت: لم أعثر على نص تاريخي يعين الزمان أو المكان الذي ألفت فيه هذه الرسالة وقد قال الأستاذ الميمني: يظهر من فحواها أنها ألفت نحو سنة 435 تقريبًا وهو احتمال قريب ويرى الأستاذ كراجكوفسكى أنها ألفت في الزمن ألفت فيه رسالة الغفران يعني قبل ذلك ببضع سنوات. وقد ذكر أبو العلاء في المقدمة ما يدل على أنه ألفها حين صدق فجر اللمة وبلغ سن الأشياخ وانقطع عن المعاشر وأصبح الظعن إلى الآخرة قريبًا ولم يعين الزمن وهذه الرسالة إن كانت سابقة على رسالة الغفران فهي نواة لها وإن كانت متأخرة عنها فهي صورة مصغرة عنها. وعلى كلا التقديرين لا يجد الباحث في رسالة الغفران من المسائل العلمية والصرفية معشار ما يجده في هذه الرسالة.

ما تشتمل عليه هذه الرسالة

ما تشتمل عليه هذه الرسالة: سأل أبو القاسم أبا العلاء أو نقل السؤال له عن ست عشرة مسألة وهي المذكورة في فهرس هذه الرسالة فأجابه عنها أبو العلاء وقدم أمام الأجوبة مقدمة ذكر فيها إحدى وعشرين مادة بحث عن أصولها وأوزانها واشتقاقها وأحكامها وغير ذلك وهي: 1 - ملك 2 - عزرائيل 3 - منكر ونكير 4 - موسى 5 - ارزبة 6 - الجدث 7 - الريم 8 - الزبانية 9 - غسلين 10 - جهنم 11 - سفر 12 - مخاطبة الواحد بصيغة المثنى 13 - يا رضو 14 - الكمثرى 15 - سفرجل 16 - سندس 17 - طوبى 18 - الحيوان 19 - الحور 20 - الاستبرق 21 - العبقري ويظهر للمتأمل إن من هذه المسائل التي سئل عنها ما لا علاقة له بعلم الصرف كقول الراجز أين الشظاظان وأين المربعة فالظاهر من الجواب أن السؤال كان عن الوزن والمعنى وليس فيه ما يتعلق بالصرف إلا ما ذكره في اشتقاق مطبعة وكالقول في المسالة التي ذكرها ابن كيسان فلا يدل الجواب على أن المسالة صرفية وكالمسألتين اللتين ذكرهما النحويون فإن القول فيهما يتعلق بالنحو وكذلك ذكر في المقدمة مثل يا رضو ... وبهذا القدر يظهر أن قول المتقدمين إن الرسالة جواب عن مسائل صرفية مبني على أن أكثر المسائل يتعلق بعلم الصرف والعلماء يتسامحون

سبب تسميتها رسالة الملائكة

بمثل ذلك والمتأخرون كثيراً ما يشايعون المتقدمين من غير تثبيت اعتماداً على ثقتهم بهم. سبب تسميتها رسالة الملائكة: لم يصرح أبو العلاء في هذه الرسالة بسبب تسميتها ولعله جعل ذلك عنواناً لها كما سمى غيرها كرسالة المنيح والغفران والاغريض وتاج الحرة. وربما كان سبب تسميتها بذلك أنه افتتح القول فيها بالكلام على ملك وملائكة ثم ذكر جملة من أسماء الملائكة كعزرائيل واسرافيل وجبرائيل وميكائيل ومنكر ونكير ورضوان ... أول معرفتي بهذه الرسالة: أول ما وقفت عليه مقدمة رسالة الملائكة التي طبعها الأستاذ الميمني ثم التي طبعها الأستاذ الكيلاني ثم الرسالة المطبوعة في روسية. ثم تلطف الأستاذ السيد قدري الكيلاني من فضلاء حماة فبعث إلي بنسخة عنده من المقدمة نقلها من الأشباه والنظائر وعارضها بنسخة مصر ونسخ لرجل من طرابلس ثم اطلعت على ما ذكره منها البديعي في أوج التحري. هذا ما اطلعت عليه من نسخ المقدمة وأما الرسالة كلها فلم أقف لها على أثر ولا رأيت من ذكر لها خبراً قبل أن ظهرت هذه النسخة في دار الكتب الظاهرية. وقد عارضت مقدمتها بالنسخ المتقدم ذكرها ورمزت بحرف (م) نسخة الميمني وبحرف (ك) لنسخة كامل الكيلاني وبحرف (ر) نسخة كراجكوفسكي وبحرف (ح) نسخة قدري الكيلاني:

الفروق التي بين المقدمة التي في هذه النسخة وبين بقية النسخ المذكورة

الفروق التي بين المقدمة التي في هذه النسخة وبين بقية النسخ المذكورة: 1 - يتبين من نسخة دار الكتب أنها صححت بعد كتابتها بطريقتين أحدهما القراءة على شيخ لم يبين من هو. زالثاني مقابلتها بغيرها. يدلنا على ذلك أن بعض الكلمات المصححة كتبت في حواشي الصحائف وقد كتب على بعضها. "بلغت قراءة ومقابلة على الشيخ ... " وعلى بعضها "بلغت قراءة عليه أيده الله ... " والتصحيح من خط النسخة. 2 - إن كثيراً من الكلمات فيها مضبوط بالشكل ضبطًا صحيحًا. 3 - إن هذه النسخة صرح فيها باسم الرجل الذي جاء بتلك المسائل وفي غيرها كني عنه بأبي فلان. 4 - إن الخطأ والتحريف فيها أقل مما في غيرها وإن بعض الطابعين لم يوفقوا إلى الصواب في كثير من الضبط والشرح وقد بينا جملة من ذلك في الكلمة التي نشرت في مجلة المجتمع العلمي وأشرنا إلى بعضه في ذيل هذه النسخة المطبوعة الآن كما أشرنا إلى فروق أخر غير ما ذكرنا. رسالة الملائكة على حسب نسخة دار الكتب: تشتمل هذه الرسالة على مقدمة وعلى الأجوبة عن المسائل التي سئل عنها ابو العلاء أما المقدمة فقد ذكر فيها إحدى وعشرين مادة كما قلنا وهذه المواد فيها من كل واد عصا ومن كل باقة زهرة. وقد أراد أبو العلاء أن يجعل لها مناسبات تجعل منها وحدة جامعة لهذه الألفاظ وآصرة محكمة بين كل واحد وآخر منها فجعل نفسه كأنه أشرف على الموت وأراد أن يدافع ملك الموت ويشغله بالبحث عن أصل ملك واشتقاقه ثم جعل نفسه

كأنه دخل القبر فذكر أسماء لبعض الملائكة ثم خرج إلى المحشر فتصدى إلى البحث عن أسماء مسميات تكون في الجنة أو النار. وجعل من ذلك صورة خيالية ترتاح إليها النفس، واستطاع بسببها أيضًا أن يجمع بين تلك الألفاظ التي تكلم فيها ولولا هذه الصورة لما وجد الإنسان مناسبة بين ملك وجهم والكمثرى وطوبى والسندس وغيرهما وبهذه الصورة دل على قدرة واضطلاع بهذا العلم وسعة إطلاع على الغريب والنادر والفصيح. وأما الأجوبة فالمذكور منها أشرنا إلى أن بعضه لا علاقة له بعلم الصرف وأن بعضه غير مذكور وهو القول في يأجوج ومأجوج والقول في السمَّهى والقول في الحديث "أنا فرط القاصفين". وهذه لا نستطيع الحكم على ما تكلمه فيها لعدم وجوده في هذه النسخة ولأننا لم نطلع عليه في غيرها. ولا يبعد أن يكون السؤال عن يأجوج ومأجوج راجعاً إلى وزنها واشتقاقهما ونحو ذلك مما يتعلق بعلم الصرف وهما اسمان أعجميان لقبيلتين من خلق الله جاءت القراءة فيهما بهمز وبغير همز. واشتقاق مثلهما من كلام العرب يخرج من أجَّت النار إذا سمع صوت لهبها ومن الماء الأجاج وهو الشديد الملوحة المحرق من ملوحته ووزن يأجوج يعفول ومأجوج معفول. ويجوز أن يكون يأجوج فاعولاً وكذا مأجوج هذا إذا كان الاسمان عربيين أما إذا كانا أعجميين فلا تشتق الأعجمية من العربية.

قيمة الرسالة

ومن لا يهمز اللفظين ويجعل الألفين زائدين يقول يأجوج من يججت ومأجوج من مججت. وكذلك السمهي بضم السين وتشديد الميم بمعنى الباطل وفيها لغات السمَّة والسميهي والسميهاء ويقال جرى فلان السمهي أي جرى إلى غير أمر يعرفه والسمهى الهواء ولعل القول فيها يرجع إلى وزنها واشتقاقها. وقد ذكرها سيبويه في الأبنية فقال ج 2 ص 324. وجاء على فعلى وهو قليل قالوا السمهى وهو اسم والبدرى وهو اسم ولا نعلمه وصفًا. وأما القول في الحديث أنا فرط القاصفين فالمشهور في روايته أنا والنبيون فراط القاصفين وفي رواية فراط القاصفين وهذا الحديث رواه نابغة بني جعدة والفراط جمع فارط المتقدم والقاصفون المزدحمون يريد أنهم يتقدمون الأمم إلى الجنة وهم على أثرهم متدافعون متزاحمون وقيل غير ذلك. فلعل في رواية أخرى فرط القاصفين والفرط المتقدم إلى الماء يتقدم الواردة فيهيء لهم الارسان والدلاء ويملأ الحياض ويستقي لهم. فعل بمعنى فاعل ويقال رجل فرط وقوم فرط. ولعل القول في هذه المسألة يتعلق بوزن فرط ومعناهما ومعنا القاصف واشتقاقهما ونحو ذلك. قيمة الرسالة: لم يصل إلينا شيء كثير من كتب المتقدمين المختصة بعلم التصريف أو الصرف وكل ما أمكننا العثور عليه من هذا العلم مسائل ذكرها

سيبويه في كتابه والمفصل وشروحه وشراح الألفية والكافية والشافية والمراح والعزى ونحوها ولم يوفق إلى الإطلاع على كتب الأئمة المتقدمين من البصريين والكوفيين وغيرهم وإنما وقفنا على أقوال موجزة منقولة عنهم وفيها ما لا ترتاح إليه النفوس إما لذكره بغير تعليل وأما لعدم إقامة دليل عليه وإما لاختصار في بسط ذلك. ومن وقف على رسالة الملائكة اتضح لديه أن هذا العلم بلغ الذروة القصوى في ذلك العهد وأن لرجاله باعًا طويلًا في معرفة الأبنية وضبطها ووضع المقاييس ورعايتها وقدرة على البحث عن أصول الكلمات واشتقاقها وردها إلى أصولها ومعرفة الشاذ والنادر منها وبراعة في تعليل الأحكام وإيراد الأدلة والشواهد وما شاكل ذلك من الأمور التي تدل على سعة في المدارك ونموّ في الملكات وغزارة في المادة. فهذه الرسالة تمثل لنا صورة تامة عما وصل إليه هذا العلم في ذلك العصر والعصور التي قبله وعما بلغ إليه العلماء فيه كما تمثل لنا صورة كاملة عما كان يتمتع به العلماء من حرية القول والإقدام على نقد الأئمة ودحض حججهم ومناقشتهم في الدقيق والجليل من المسائل. وقلما رأينا كتاباً يمثل ذلك كله بالقدر الذي تمثله هذه الرسالة. أبو العلاء في هذه الرسالة: تواضع أبو العلاء في مقدمة هذه الرسالة وأسرف في تواضعه فزعم أن حق مثله ألا يسأل فإن سئل تعين عليه ألا يجيب فإن أجاب ففرض ألا

يسمع فإن سمع منه ففرض ألا يكتب فإن كتب فواجب أن لا ينظر فيه. إلى غير ذلك مما ذكره في المقدمة وهذا سبيله في كثير من رسائله. ولكنه عند البحث يتخلى عن هذا التواضع وتبدو له المظاهر الآتية: 1 - سعة الخيال: فإنه أبرز صورة من خياله الواسع تدل على أنه كان لبقًا في اختراع الأخيلة قادرًا على تخير الأساليب التي تنفذ كلماته إلى أعماق القلوب فقد جعل نفسه كأنه أشرف على الموت وجاءه الملك فأراد أن يدافعه فذكر له أصل ملك واشتقاقه ثم دار الحديث بينه وبين منكر ونكير إلى أن جرى ما جرى بينه وبين رضوان واتخذ ذلك وسيلة لغايات منها إيجاد مناسبة بين الألفاظ الذى ذكرها وإحداث صلة تربط بعضها ببعض. ومنها إيصال هذه المباحثات إلى النفوس بغير سآمة ولا ملل وأنه لو سردها ثم تكلم من واحد بعد الآخر لتسرب الملل إلى القارئ ولكنه أورد بعضها على شكل محاورة مع ملك وبعضها على سبيل التعجب ممن يتمتع بشيء من النعيم وهو لا يعرف اسمه ولا وزنه ولا ولا. 2 - نقده العلماء والأئمة: وبعد أن تواضع ما تواضع في المقدمة وجعل منزلته إلى الجهال أدنى منها إلى العلماء ترك ذلك كله ووقف موقف من لا يثق بغيره حتى يكاد يخيل إلى القارئ أنه في مقدمة الرسالة غيره فيما بعدها ويتجلى لك نقد الأئمة في مثل قوله: وقد يقع في الكتب ألفاظ مستغلقة فمنها ما يكون تعذر فهمه من قبل عبارة واضع الكتاب وعلى ذلك جاءت عبارة سيبويه في بعض المواضع. وقوله: أليس صاحبكم سيبويه زعم أن الياء ... قلت قد زعم

ذلك إلا أن السماع عن العرب لم يأت فيه نحو ما قال إلا أن يكون شاذًا. وقوله: وكان أبو إسحاق يزعم أن استبرق في الأصل مسمى بالفعل الماضي ... وهذه دعوى من أبى إسحق وإنما هو اسم أعجمي عرب. وقوله: وزعم الفراء أن أصل لكن لاكئن وهذه دعوى لا تثبت. وقوله: وكان الفارسي يأبى ترك صرف شيطان ... والرواية على غير ما قال والأخيار تدل على خلافه. 3 - اعتداده بنفسه وعدم اعتداده برأي غيره ويتراءى ذلك في مثل قوله في سندس: والذي اعتقده أن النون زائدة ولا أمنع أن يكون فعللا ولكن الاشتقاق يوجب ما ذكرت. وقوله في طوبى: والذي نذهب إليه إذا حملناها على الاشتقاق أنها من ذوات الياء". وقوله في إياك: والذي اعتقده مذهب الخليل. وقوله في الضمائر: ولا أمنع أن يستند شيء من ذلك. وقوله: ولا أمنع أن يجيء الفعل على فعلن وإن لم يذكره المتقدمون. وقوله: ولا أمنع أن يخالف الأول مخالف. 4 - ثقته بعلمه وسعة إطلاعه ويتضح ذلك في مثل قوله ليس في كلامهم مثل اسفرجل يسفرجل. مفقود في كلامهم الياء بعدها الواو. أحدهما أن يكون من همن وهذا فعل ممات. وقد تكون الكلمة حقيقة في اللفظ ولم ينطقوا بها فيما اشتهر من

الكلام كقولهم المدع فهذه الكلمة تشبه كلام العرب ولم يذكر المتقدمون أنهم نطقوا بها وكذلك الرمح وأشياء كثيرة. ولم يستعمل التلق ولا اللتق ولا القلت. والثالث بناء أهمل بكليته مثل الخاء والظاء والراء نحو الخظر لم تجيء هذه الكلمة ولا شيء من وجوهها. وهمن لم يذكره أحد من المتقدمين فيما أعلم. ومثل هذا الكلام لا يقع إلا ممن يثق بعلمه واستقرائه التام وسعة إطلاعه. 5 - سعة إطلاعه على اللغة وقدرته على رد الكلمات إلى الأصول التي يحملها اللفظ وتوجيهه إلى المعنى الذي يريده، وإكثاره من إيراد الأشباه والنظائر فيما يريد إثباته أو نفيه. وتتجلى قدرته على ذلك فيما أورده من الأبنية والأوزان في كلمة إياك واثنين وابن واسم ومهيمن فقد ذكر لكل واحد منها صيغًا وأوزانًا متعددة وأصولًا مختلفة ووجه كلًا منها إلى المعنى الذي يريده على كل احتمال وتقدير. 6 - معرفته القراءات المتواترة وغيرها حتى يخيل إلى الإنسان أنه أحاط علماً بكل قراءة معروفة في عصره ويظهر ذلك فيما ذكره من قراءة ابن مسعود وابن محيص ويحي بن وثاب ومكورة الأعرابي وغيرهم. 7 - كثرة ما يحفظه من قواعد هذا العلم وضوابطه العامة فتراه في خلال كلامه في كل مادة ينثر جملًا من القواعد الصرفية. مثل قوله المتقدمون لا يزنون الحروف التي جاءت لمعنى ... لا يجمعون بين علة

العين واللام. الفات الوصل لا تدخل على الأسماء التي ليست جارية على الأفعال حتى تكون نواقص من آخرها. التأنيث يدخل على التأنيث. الترخيم لا يرد الأمثلة إلى أصولها ... 8 - كثرة ما يحفظه من القواعد والضوابط العامة اللغوية فإن في كلامه كثيراً من ذلك مثل قوله مفقود في كلامهم الياء بعد الواو .. لم يستعملوا في الأفعال الماضية ما يجتمع فيه الياء أن غير عي وحي. لم يجيء بناء على افعيله وافعيل إلا إنجيل .. ليس في أبنيتهم ما فيه أربع متحركات ... ليس في كلامهم واو مكسورة بعدها ياء مشددة في صدر الكلمة. 9 - كثرة ما يحفظه من الشواهد فإنه أورد في هذه الرسالة أبياتاً لأكثر من ستين شاعرًا عرفناهم. وهناك أبيات كثيرة لم يعزها إلى أصحابها ولم نعرفهم هذا عدا ما أتى به من آيات القرآن الحكيم والأمثال السائرة وغيرها. 10 - الاستقصاء في البحث والقدرة على إيراد الأدلة والشواهد والأمثلة ومقايسة الأشياء بنظائرها وإيضاح الفروق بين المتشابهين وتعليل الأحكام وذكر القيود والمحترزات، ومن أنعم النظر فيما قاله في إياك مثلًا تبين له أنه لم يدع وزنًا يحتمله اللفظ ولا أصلًا يمكنه إرجاعه إليه إلا أورده، وذكر فوق ذلك ما يشابهه في بعض الصور ويخالفه في الحكم وبيَّن علة ذلك. ثم أورد بعد ذلك ما يمكن أن يبني على وزنه من الألفاظ الصحيحة والمعتلة وقد يأتي بالمثال فيه كلمتان فيبين السبب الذي

أتى به من أجله ثم ينتقل إلى القول في الكلمة الثانية فيبحث في أصلها أو وزنها ثم يعود إلى الكلمة الأصلية فيذكر لها وزنًا آخر أو يبحث في اشتقاقها على تقدير كل معنى يحتمله اللفظ. ولا يظهر للمتأمل أن في كلامه هذا اقتضابًا ولا تفككًا ولا يشعر باضطراب في تشبيه ولا قلق في أسلوب. 11 - الاختراع. وقلما يجد الإنسان أثرًا لأبي العلاء إلا وفيه شيء من ابتكاره فإنه في هذه الرسالة قسم بيت الشعر إلى قادر وفاتح وواسط وخاتم وكل بيت أما أن يكمل معناه فيه أو يكمل في الذي بعده أو الذي قبله أو فيهما جميعًا وهذا التقسيم لم أره لغير أبي العلاء. وصفوة القول أن الإنسان مهما إسهب في وصف هذه الرسالة ووصف مؤلفها لا يستطيع أن يوفي كلًا منهما حقه ولا يستطيع إنسان أن يعلم كنه كل منهما حتى يعترض هذه الرسالة جملة فجملة فيتضح له حينئذ ما هي هذه الرسالة ومن هو أبو العلاء ويعلم أنه صادق حيث يقول: واني وإن كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطعه الأوائل ظفر المجتمع العلمي في دمشق بهذه الرسالة فأكبرها وبادر إلى طبعها ورغب إلي أن أتولى تحقيقها وضبطها وشرح الغامض منها ليسهل الانتفاع بها لكل من أراد فنزلت عند رغبته واستفرغت المجهود في تصحيحها وتنقيحها وإيضاح المغلق منها وربما لجأت إلى إيراد البحث كاملًا أو إلى تحرير المسألة بفروعها وفروقها ليتأتى فهم ما في الرسالة من ذلك. وقد صادفت عناء في تحقيق بعض الكلمات لأن

فيها كثيراً من الألفاظ التي أهمل نقطها وكثيراً من المواطن التي يشتبه فيها حرف بحرف وأكثر ما يكون ذلك بين الكاف واللام لأن كاتبها يهمل الخط الذي يفرق بينهما، ويجعل الضمة علامة السكون ويضع فوق حرف اللين الساكن ضمة علامة على سكونه ونحو ذلك مما يورث الإبهام والشبهة. وقد تألب عليَّ في هذا العمل ضيق الوقت الذي حدد لإنجازه وفقدان مرجع الجأ إليه للمقابلة والتصحيح وانفرادي بالعمل وكثرة أعمالي الخاصة. فاضطررت إلى الإيجاز في بعض المواطن وإلى إهمال القول في بعض آخر وإلى إغفال تراجم بعض الرجال وربما تكرر القول في غير موضع ولم تسلم الرسالة من الهفوات التي تقتضيها العجلة ويوجبها كل واحد مما ذكرنا. وقد بينا بعض ذلك في آخر الرسالة وسنضيف إليه ما فاتنا في كلمة ننشرها في مجلة المجمع. وبعد كل ما تقدم فإن الأدب العربي مدين للمجمع العلمي في دمشق لطبعه هذا الأثر الجليل وإخراجه للناس في اليوم الذي يحتفلون فيه بأبي العلاء لمرور ألف سنة على ميلاده. وإني لأرجو ممن وقف على خطأ أو سهو في هذه الرسالة أن ينبهني عليه فأكون له من الشاكرين. محمد سليم الجندي عضو المجمع العلمي العربي في دمشق

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم وما توفيق إلا بالله قال (¬1) أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وعترته المنتخبين، ديانة مولاي الشيخ أدام الله عزه وسلم جسده ونفسه تبعث من سمع بذكره على الشوق إلى حضرته، فإذا أضيف إليها علمه وأدبه همَّ أن يطير بالمشتاق أربه (¬2) وليس مولاي الشيخ بأول رائد (¬3) ظعن إلى الأرض العازبة (¬4) فوجدها من النبات قفرًا ولا بآخر شائم (¬5) ظنَّ الخير بالسحابة فكانت من قطر صفرًا (¬6) وقد شهر بالفضل وسمه والمعرفة به اسمه جاءتني من فوائد ¬

_ (¬1) في النسخة الروسية. أول الرسالة الحمد لله البديع في جلاله وجماله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وصحبه وآله وبعد فقد قال أبو الفضل مؤيد بن موفق الصاحبي في كتاب الحكم البوالغ في شرح الكلم النوابغ رسالة الملائكة ألفها أبو العلاء المعري على جواب مسائل تصريفية ألقاها إليه بعض الطلبة فأجال عنها بهذا الطريق الظريف المشتمل على الفوائد الأنيقة مع صورتها المستغربة الرشيقة بسم الله الرحمن الرحيم وليس مولاي الشيخ بأول رائد ... وفي نسختي مصر أولها. قال أبو الفضل المؤيد بن الموفق .. (¬2) () الأرب الحاجة والكلف بالشيء (¬3) () الرائد الذي يتقدم القوم يبصر لهم الكلأ ومساقط الغيث. (¬4) () البعيدة وفي ر العارية. (¬5) () شام السحاب والبرق نظر إليه أين يمطر. (¬6) () خاليًا والجملتان اللتان بعدها ليستا في غير هذه النسخة ..

كأنها في الحسن بنات مخرٍ (¬1) فأنشأتُ متمثلًا ببيت صخر (¬2): لعمري لقد نبهت من كان نائمًا ... وأسمعت من كانت له أذانان إن الله يُسمع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور أولئك ينادون من كان بعيد. وكنت في غيسان (¬3) الشبيبة أود أنني من أهل العلم فشجنتني عنه شواجن (¬4) غادرتني مثل الكرة وهي المحاجن (¬5) فالآن مشيت رويدًا وتركت عمرًا للضارب وزيدًا وما أوثر أن يزاد في صحيفتي خطأ فيخلُد آمنًا من المحو وإذا صدق فجر اللمة (¬6) فلا عذر لصاحبها في الكذب ومن لمعذب العطش بالعذب (¬7) وصدق الشعر ¬

_ (¬1) بنات مخر سحائب يأتين قبل الصيف منتصبات رقاق بيض حسان. (¬2) صخر بن عمرو بن الشريد أخو الخنساء لأبيها كان شاعرًا شجاعًا فلما مات رثته أخته بقصائد كثيرة حتى ضرب بها المثل لأنه كان يحسن إليها أكثر من شقيقها معاوية. (¬3) أي حدتها ونعمتها وفي بقية النسخ في عنفوان. أي أول .. (¬4) شجنه عن الشيء حبسه وفي بقية النسخ سواجن أي حبستئي والأولى أولى لأن سجن تتعدى بنفسها. (¬5) الكرة في الأصل ما أدرت من شيء والتي تضرب بها الكرة على الدواب والمحجن العصا التي أعوج طرفها خلقة في شجرتها وكل معطوف معوج ومحجنة وفي ر وهن المحاجن وفي م رهن المحاجن. (¬6) اللمة الشعر إذا ألم بالمنكب يريد إذا ظهر الشيب باللمة. (¬7) ضبط هنا المعذب بكسر الذال والعذب بسكونها وفي النسخ بفتحها في الأول وكسرها في الثاني وفسره م بالماء الكدر والأولى الفتح في معذب والسكون في العذب والمعنى من يأتي لمن يعذبه العطش بالماء العذب أي الطيب المستساغ وهذا التركيب يستعمل في استبعاد الشيء كما يقال من لي بالشيبة في الهرم ومن لي بالضحى في الأصيل.

في المفرق يوجب صدق الإنسان الفرق (¬1) وكون الحالية بلا خرصٍ (¬2) أجمل بها من التخرص وقيام النادبة بالمعاذب (¬3) أحسن بالرجل من أقوال (¬4) الكاذب وهو أدام الله الجمال به يلزمه البحث عن غوامض الأشياء لأنه يُعتمد بسؤال رائح وغاد. وحاضر يرجو الفائدة وبادٍ فلا غرو إن كشف عن حقائق التصريف واحتج للنكرة وللتعريف (¬5) وتكلم في (¬6) همز وإدغام وأزال الشبه من (¬7) صدور الطغام فاما أنا فجلس (¬8) البيت إلا أكن (¬9) الميت لو أُعرضت إلى غربة عن النعيب إعراضي عن الأدب والأديب لأصبحت لا تحسن نعيبًا ولا يطيق هرمِها زعيبًا (¬10)، ولما وافى شيخنا أبو القسم علي بن محمد همام (¬11) بتلك ¬

_ (¬1) المفرق وسط الرأس الذي يفرق فيه الشعر والفرق الخائف. (¬2) الخرص بالضم والكسر القرط بحبة واحدة وقيل الحلقة من الذهب والفضة والتخرص الكذب. (¬3) المعاذب جمع معذبة على القياس وهي عذبة على غير القياس والمعذبة والعذبة والمثلاة خرقة تمسكها النائحة عند النوح وفي بقية النسخ بالمنادب وهي من ندب الميت إذا عددد محاسنه والمعاذب أولى لرعاية لزوم ما لا يلزم. (¬4) في م القول الكاذب. (¬5) في م للتنكير والتعريف. (¬6) في م على همز. (¬7) في النسخ عن صدور والطغام م أرذال الناس. (¬8) حلس البيت ما يبسط تحت حر المتاع وفلان حلس بيته إذا لم يبرحه وهو ذم أي أنه لا يصلح إلا للزوم البيت وفي المثل صار حلس بيته إذا لزمه لزومًا بليغًا وفي حديث أبي بكر (ض) في فتنة ذكرها كن حلس بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية. يأمره بلزوم بيته. (¬9) في النسخ إن لم أكن. (¬10) النعيب والزعيب بمعنى واحد وهو صوت الغراب وفي ر وم لا تحص نعيبًا. (¬11) في النسخ شيخنا أبو فلان بتلك ....

المسائل ألفيتها في اللذة كأنها الراح يستفزُّ من سمعها المراح (¬1) فكانت (¬2) الصهباء الجرجانية طُرق بها عميد كفر بعد ميل الجوزاء وسقوط الغفر وكان عليَّ يحياها (¬3) جلب (¬4) إلينا الشمس وإياها فلما جُلبت الهديّ (¬5) ذكرت ما قال الأسدي (¬6): ¬

_ (¬1) المراح شدة الفرح والنشاط حتى يجاوز قدره. (¬2) في النسخ وكانت والصهباء الخمر أو المعصورة من عنب أبيض والجرجانية نسبة إلى جرجان مدينة عظيمة بين طبرستان وخراسان نسب إليها الخمر وطرق أتي ليلًا والعميد السيد والكفر القرية والجوزاء نجم يعترض في جوز السماء. وبرج. والغفر ثلاثة أنجم صغار من الميزان وهو من منازل القمر. (¬3) في م. عليّ يجباها وفي ر كان على محياها. ولا يبعد أن يكون الأصل وكان عليّ يجباها أي بجمعها من جبا الماء في الحوض جبًّا وجبًّاز جمعه أو يجناها من جني الثمرة جني تناولها أو من جني الذهب جمعه من معدنه. (¬4) في ك جليت وأيا الشمس ضؤوها وحسنها. (¬5) كذا في ر وفي ك حلت الندي ولم ترد هذه الجملة في م وفي جليت المقدي ومقد قربة في الشام ينسب إليها الخمر والهديّ العروس وجليت عرضت مجلوة والندي المجلس ما داموا مجتمعين فيه كالنادي. (¬6) هو الأقيشر واسمه المغيرة بن عبد الله بن معرض بن أسد ن جزيمة ويكنى أبا معرض كان شاعرًا كوفيًّا ماجنًا مدمن الخمر قبيح المنظر توفي سنة 80 للهجرة والبيت الأول أورده ابن قتيبة في الشعر والشعراء من خمسة أبيات وروايته ويحك والخمر ورواهما ياقوت في سبعة أبيات كان أهل الكوفة يقولون من لم يروها فإنه ناقص المروءة وأولها: وصهباء جرجانية لم يطف بها ... حنيف ولم ينفر بها ساعة قدر وروايته ويحك الخمر .... تعففت عنها في العصور ... بعد ما كمل العمر وويب كلمة مثل ويل. وتجاللت ترفعت وكلأ العمر انتهى ورواه في السان. تعففت .. العصور التي خلت .. وفي الأساس تعففت .. السنين التي خلت. ولم يعزواه إلى أحد.

فقلت اصطحبها أو لغيري فأهدها ... فما أنا بعد الشيب ويبك والخمر تجاللك عنها في السنين التي مضت ... فكيف التصابي بعدما كلأ العمر وما رغبتي في كوني كبعض الكروان (¬1) ... تكلم في الخطب جرى والظليم يسمع ويرى فقال الأخنس أو الفرا (¬2) اطرق كرا اطرق كرا أن النعام في القرى وحق لمثلي (¬3) ألا يسأل فإن سئل تعين عليه ألا يجيب فإن أجاب ففرض على السامع ألا يسمع منه فإن خالف باستماعه ففريضة ألا يكتب ما يقول فإن كتبه فواجب ألا ينظر فيه فإن نظر فيه (¬4) فقد خبط في عشواء وقد بلغتُ سن الأشياخ وما حار (¬5) بيدي نفع من هذا الهذيان والظعن إلى الآخرة قريب أفتراني أُدافع ملك النفوس (¬6) فأقول أصل ملك مألك وإنما أخذ من الألوكة وهي الرسالة ثم قلب ويدلنا على ذلك قولهم ¬

_ (¬1) الكروان بفتحتين طائر قيل هو الحجل وقيل غيره والجمع كروان بالكسر فالسكون والذكر منه كرَا وفي م في خطب والظليم ذكر النعام. (¬2) الأخنس الثور من بقر الوحش والظبي. والفرـ حمار الوحش ولما سكنت همزته في الوقف أبدلت ألفًا. وفي بقية النسخ فقال الأخفش أو الفرا والأولى أليق بالمقام أطرق سكت. وأطرق أرخى عينه ينظر إلى الأرض وهذا مثل يضرب للرجل يتكلم وليس عنده غناء فيقال له اسكت وتوق انتشار ما تلفظ به كراهة ما يتعقبه فيشبه الكروان بالذليل والنعام بالأعزة والمعنى اسكن أو اسكت عند وجود من هو أعز منك. وقيل كرا مرخم كروان وفي م أطرق كرا مرة واحدة وفي الجميع أن النعامة. (¬3) في م مثلي. (¬4) في م بدون فيه. خبط خبط عشواء. (¬5) حار رجع وفي ر جاز والهذيان كلام غير معقول. (¬6) في الجميع ملك الموت.

الملائكة في الجمع (¬1) لأن الجموع تردُّ الأشياء إلى أصولها. وأنشده (¬2) قول الشاعر: فلست لأنسيّ ولكن الملأك ... تنزل من جو السماء يصوب (¬3) فيعجبه ما سمع فينظرني ساعة لاشتغاله بما قلت فإذا هم بالقبض قلت وزن ملك على هذا القول معل لأن الميم زائدة وإذا كان الملك من الألوكة فهو مقلوب من ألك إلى لأك والقلب في الهمزة وحروف العلة معروف عند أهل المقاييس (¬4) فأما جذب وجبذ ولقم الطرق ولمقه (¬5) ¬

_ (¬1) في الجميع قولهم في الجمع الملائكة. (¬2) في الجميع وأنشد. (¬3) يصوب بنزل وهذا البيت قيل لرجل من عبد القيس يمدح النعمان وقيل لأبي وجزة يمدح عبد الله بن الزبير وقيل لعلقمة بن عبدة يمدح الحرث بن جبلة بن أبي شمر الغساني ومعنى البيت أنك باينت الأنس في أخلافك وأشبهت الملك النازل من السماء في طهارتك وفضلك. (¬4) اختلفت كلمة العلماء في أصل ملك فقيل إنه من ألك بين القوم ألكا وألوكا إذا ترسل والألوك والألوكة والمألك والمألكة الرسالة فملك أصله مألك ووزنه مفعل قلبت الهمزة إلى موضع اللام فصار ملأك على وزن مفعل ثم ألقيت حركة الهمزة على اللام الساكنة قبلها وسقطت فصارت ملك على وزن معل لأن فاء الكلمة هي الهمزة وقد سقطت وقد استعمل متممًا من غير حذف كما في قول الشاعر ولكن الملأك. والأكثر استعماله محذوفًا وقيل إن ملك من لأك والملأك والملأكة الرسالة فأصل ملك ملأك على وزن مفعل فنقلت حركة الهمزة إلى اللام وسقطت الهمزة فصار ملك على وزن مفل لأن الهمزة عين الكلمة وأو العلاء يرى أن الملك إذا كان من الألوكة فهو مقلوب من ألك إلى لأك لما ذكره وهذا قول الكسائي. والميم زائدة على كل حال وعلى القول الأخير يكون وزن ملائكة معافلة لأنها مقلوبة على مآلكة على وزن مفاعلة وإنما فعلوا ذلك لأنهم لو قالوا في الجمع مآلكة لجاءت الهمزة سابقة على الألف فقلبوها وقالوا ملائكة على وزن معافلة فجاءت الألف سابقة على الهمزة وهو أخف كما قلبوا شأى إلى شاء ونأى إلى ناء هذا تحرير هذا البحث فقول أبي العلاء فكأنهم فروا إلخ واضح دال على الغرض خلافًا لما زعمه م في ذيل ص 6. (¬5) لقم الطريق وسطه وكذا لمقه.

فهو عند أهل اللغة قلب والنحويون لا يرونه مقلوبًا بل يرون اللفظين كل واحد منهما أصل في بابه فوزن الملائكة على هذا معافلة لأنها مقلوبة عن مآلكة ومنه قالوا (¬1) الكني إلى فلان قال الشاعر: (¬2) الكني إلى قومي السلام رسالة ... بآبة ما كانوا ضعافًا ولا عزلًا وقال الأعشى (¬3) في المألكة: أبلغ يزيد بني شيبان مألكة ... أبا ثُبيت أما تنفك تأتكل (¬4) فكأنهم فروا (في الملائكة) (¬5) من ابتدائهم بالهمزة ثم يجيئون بعدها بالأف فرأوا أن مجيء الألف أولًا أخف كما فروا ¬

_ (¬1) في النسخ يقال الكني. (¬2) هو عمرو بن شاس بن ثعلبة الأسدي شاعر أدرك الإسلام وأسلم وتوفي نحو سنة 30 وظاهر قولهم الكني إلى فلان برسالة أو إسلام أرسلني إليه ولكنه جاء على القلب إذ المعنى كن رسولي إليه بكذا وقد تحذف الباء فيقال الكني إلى فلان السلام كما في البيت فالسلام مفعول ثانٍ ورسالة بدل منه والآية العلامة والعزل جمع أعزل الذي لا سلاح معه وفي اللسان والذي وقع في شعر عمرو بن شاس الكني إلى قومي السلام ورحمة الـ ... إله فما كانوا ضعافًا ولاعزلًا (لكن رواه سيبويه ج 2 ص 101 كما رواه أبو العلاء. (¬3) هو أبو بصير ميمون بن قيس بن بكر بن وائل أحد الشعراء الفحول وأصحاب المعلقات وكان يسمى صناجة العرب توفي نحو سنة 6 للهجرة. (¬4) المألكة الرسالة وتاتكل من ائتكل الرجل إذا غضب وهاج وكاد يأكل بعضه بعضًا وقيل معناه تأكل لحومنا وتغتابنا. (¬5) في م فروا من المألكة من ابتدائهم ثم بحثوا بعدها ... وفيها تحريف ظاهر وفي ر فروا في الماآلكة من ابتدائهم بالهمزة ثم يجيئوا بعدها.

من شأي إلى شاء ومن نأي إلى ناء قال عمر بن أبي ربيعة (¬1) بأن الحمول فما شأؤنك نقرة ... ولقد أراك تشاء بالأظعان وأنشد أبو عبيدة: (¬2) أقول وقد ناءت بهم غربة النوى ... نوى خيتعور لا تشط ديارك (¬3) فيقول الملك من ابن أبي ربيعة وما أبو عبيدة وما هذه الأباطيل إن كان لك عمل صالح فأنت السعيد وإلا فأخسا (¬4) وراءك فأقول أمهلني (¬5) ساعة حتى أخبرك بوزن عزرائيل فأقيم الدليل على أن الهمزة زائدة فيه ¬

_ (¬1) هذا البيت لم يرد في ديوان عمر ورواه في اللسان للحرث بن خالد المخزومي وروايته مر الحمول ورواه في المزهر. فما شأونا وهو خطأ وراوه أبو زيد في النوادر مر الحمول وفي الصحاح مر الحدوح وما .. والحمول هنا الأبل عليها النساء وشأونك شفتك وقوله نقرة أي أدنى شيء والأظعان الهوادج فيها النساء والمعنى مرت الحمول فما هيجن شوقك ولا حر كن من قلبك أدنى شيء لأنك كبرت وكنت قبل ذلك يهيج وجدك إذا عاينت الحمول واستشهد بهذا البيت على أن شأى بمعنى حزن وشاق وغيرهما وفي النوادر أن تشاء بمعنى تعجب يقال شؤبت بكذا أي أعجبت ويشاء بمعنى يسبق لا معنى له هنا فليس بمقلوب فراجعه ص 41 وعمر بن عبد الله ابن أبي ربيعة المخزومي شاعر غزل مشهور توفي سنة 93 والحرث بن خالد بن العاص المخزومي شاعر غزل كان يذهب مذهب عمر بن أبي ربيعة في شعره توفي بمكة نحو سنة 80. (¬2) أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري من أئمة العلم والأب واللغة قال فيه الجاحظ لم يكن في الأرض أعلم منه بجميع العلوم وله نحو مائتي مؤلف توفي نحو سنة 209. (¬3) رواه في اللسان في ختعر أقول وقد نأت ورواه في نأى. وقد ناءت على القلب وخيتعور يجوز أن تكون بمعنى الداهية أو بمعنى الكاذبة أو التي لا تبقى وتشط بضم الشين وكسرها تبعد. (¬4) تباعد. (¬5) في النسخ فأمهلني.

فيقول الملك هيهات ليس الأمر إليّ إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. أم تراني أداري (¬1) منكرًا ونكيرًا فأقول كيف جاء اسمًا كما عربيين منصرفين وأسماء الملائكة أكثرها (¬2) من الأعجمية مثل إسرافيل وجبريل وميكاييل فيقولان هات حجتك وخل الزخرف عنك فأقول متقربًا إليها قد كان ينبغي لكما أن تعرفا ما وزن ميكاييل وجبريل على اختلاف اللغات فيها (¬3) إذ كانا أخويكما في عبادة الله فلا يزيدهما ذلك عليّ إلا غلظة (¬4) ولو علمت أنهما يرغبان في مثل هذه العلل لأعددت (¬5) لهما شيئًا كثيرًا من ذلك زلقلت لهما (¬6) ما تريان في وزن موسى (¬7) كليم الله الذي سألتماه عن دينه وحجته فأبان وأوضح فإن قالا موسى اسم (¬8) أعجمي إلا أنه يوافق من العربية وزن (¬9) مفعل وفُعلى أما مفعل فإذا (¬10) كان من ذوات (¬11) الواو مثل أوسيت (¬12) وأويت فإنك تقول موسى وموري وإن كان من ذوات الهمزة (¬13) فإنك تخفف حتى تكون الواو خالصة من مُفعلٍ تقول آنيت العشاء (¬14) فهو مؤنى فإن خففت قلت مُونى. ¬

_ (¬1) في ح أدارئ أي أدافع. (¬2) في النسخ كلها أعجمية والصواب أكثرها لأنهم قالوا أربعة من أسماء الملائكة عربية وهي رضوان ومالك ومنكر ونكير. (¬3) ذكر في التاج في ميكائيل أربع لغات ميكائيل وميكائين وميكاييل وميكئل وفي جبريل سبع عشرة لغة وفي عزرائيل فتح العين وكسرها. (¬4) في النسخ غيظًا. (¬5) في م لأعدت. (¬6) في النسخ بدون لهما. (¬7) في الثلاث اسم كليم .. (¬8) في م ك بدون اسم. (¬9) في الثلاث على وزن. (¬10) في الثلاث إذا كان. (¬11) في الثلاث بنات الواو. (¬12) في ح أو شيت فهو موشى. (¬13) في الثلاث الهمز. (¬14) في ك الفساد وهو خطأ.

قال الحطيئة: (¬1) وآنيتُ العشاء إلى سُهيل ... أو الشعري فطال بي الأناء (¬2) ويروى أكريت العشاء وقد حكى بعضهم همز مؤسى إذا كان اسمًا وزعم النحويون أن ذلك لمجاورة الواو الضمة لأن الواو إذا كانت مضمومة ضمًّا لغير أعراب وغير ما يشابه (¬3) الأعراب جاز أن تحوَّل همزة (¬4) ¬

_ (¬1) هو جرول بن أوس العبسي أبو مليكة أدرك الإسلام وأسلم وكان شاعرًا مقدمًا هجاء توفي سنة 30 تقريبًا وهذا البيت من قصيدة هجا بها الزبرقان. (¬2) آني الشيء أخره والاسم منه الأنا وسهيل والشعري كوكبان قيل الشعرى يطلع سحرًا وما أكل بعده فليس بعشاء يريد أنه انتظر معروفه حتى أيس منه وأكريت أخرت والاسم الكراء ورواه في اللسان بالوجهين في أنى وكرى. (¬3) في الثلاث أو غير ما يشاكل الأعراب. (¬4) الواو المضمومة إما أن تكون في أول الكلمة أو في غيره والتي في الأول إن جاء بعدها واو متحركة وجب قلبها همزًا مثل أو يصل مصغر واصل والأصل وويصل ومثل أول جمع أولى والأصل وول. وإن جاء بعدها واو ساكنة مثل وورى مجهول وأرى جاز قلبها همزًا وإن لم يجئ بعدها واو جاز قلبها مثل وعد ووشح ووجوه والتي في غير الأول يجوز قلبها إذا كانت ضمتها لازمة وكانت غير مشددة ولا زائدة مثل أدؤر جمع دار والأصل أدور أما إذا كانت ضمتها عارضة للإعراب مثل هذه دلوك أو لالتقاء الساكنين مثل اشتروا الضلالة أو كانت مشددة مثل التقول أو زائدة مثل الترهوك ففي كل هذه المواضع لا تقلب همزة وقراءة بعضهم وإن منهم لفريقًا يلؤون بالهمزة شاذة فكلام أبي العلاء يجب أن يحمل على الواو المضمومة في أول الكلمة إذا لم يكن بعدها واو متحركة كما يشعر به تمثيله بوقتت ووشحت.

كما قالوا وقتت وأُقتت (¬1) وحمائم وُرق وأرق ووشحت وأُشحت قال الهذلي: (¬2) أبا معقل إن كنت أُشحت حُلة ... أبا معقل فانظر بسهمك من ترمي وقال حُميد بن ثور: (¬3) وما هاج هذا الشوق إلا حمامةٌ ... دعت ساق حرٍّ ترحةً وترنمًا من الأرق حمّاء العلاطين باكرت ... عسيب أشاء مطلع الشمس أسحمًا (¬4) ¬

_ (¬1) التوقيت والتأقيت أن يجعل للشيء وقت يختص به وهو بيان مقدار المدة وفي م وك أفيت ووفيت. وفيهما حما ... وورق جمع أورق وورقاء والأورق الذي لونه بين السواد والغبرة ومنه قيل للحمامة ورقاء والتوشح أن يتشح بالثوب ثم يخرج طرفه الذي ألقاه على عاتقه الأيسر من تحت يده اليمنى ثم يعقد طرفيهما على صدره ويقال أشحه الثوب. (¬2) هو معقل بن خويلد الهذلي قال أبياتًا لأبي معقل عبد الله ابن عتيبة ذي المجنين كان يحمل ترسين وهو من نفره الأدنين أحد بني مرمض أولها هذا البيت يريد إن كنت لبست ثياب الأشراف فأبصر طريقك وروايته في أشعار الهذليين فانظر بنبلك ورواه في اللسان فانظر بذلك. (¬3) حميد بن ثور من عامر ابن صعصة صحابي جليل شاعر مجيد. (¬4) ساق حر ذكر القماري وقيل ساق حر صوت القمارى والترح نقيض الفرح والاسم الترحة والترحة المرة الواحدة منه والترنم التطريب والتغني ورواه في اللسان هكذا ثم قال والرواية الصحيحة في شعر حميد ... وفي روك نوحة وترنمًا. حماء سوداء وعلاط الحمامة طوقها في صفحتي عنقها والعسيب جريدة من النخل مستقيمة دقيقة يكشط خوصها والأشاء جمع أشاءة صغار النخل والأسحم الأسود ورواه في اللسان قضيب أشاء وفي ك عسيبًا أشما.

وقد ذكر الفارسي (¬1) هذا البيت مهموزًا (¬2) أحبُّ المؤقدين إليَّ مؤسى ... وحزره لو أضاء لي الوقود وعلى مجاورة الضمة جاز الهمز في سوق جمع ساق في قراءة من قرأ كذلك (¬3) ويجوز أن يكون جمع على فُعُل مثل أُسد (¬4) فيمن ضم السين ثم همزت الواو ودخلها السكون بعد أن ذهب فيها حكم الهمز وإذا قيل ¬

_ (¬1) أبو علي الحسن بن أحمد أحد أئمة العربية دخل بغداد وأقام عند سيف الدولة زمنًا وعاد إلى فارس فصحب عضد الدولة وله كتاب الإيضاح في النحو وغيره توفي سنة 377. (¬2) هذا البيت لجرير بن عطية بن الخطفي الكلبي اليربوعي أشعر الناس في زمانه توفي سنة 110 وموسى وحزرة أبناه وكان يكنى بالثاني وفي م وك وحرزه تقديم الراء على الزاي والصواب بالعكس وفي النسخ كلها أحب المؤقدين وحزرة لو أضاء لي الوقود وكذا في النشر لابن الجزري وفي ديوان جرير في الطبعتين أحب الوافدان .. وجعدة لو أضاءهما. وفي اللسان أحب الموقدان .. وفي المعنى المؤقدين .. وجعدة إذا أضاءهما وفي شرح شواهده للسيوطي لحب المؤقدين .. وفي شرح الشافية للرضي وحاشيتها الحب المؤقدان .. وفي الكشاف في سورة البقرة وفي شرح شواهده لحب المؤقدان إلى مؤسى وجعدة إذا أضاءهما الوقود وفي نسخة حماة لحب المؤقدان .. وحزرة إذا أضاءهما ولعل هذه الرواية الصحيحة واللام في قوله لحب للقسم وحب أصلها حبب للمدح أي صار حبيبًا والمؤقدان فاعل وموسى وجعدة عطفا بيان للموقدان وإذ أضاءهما بدل اشتمال منهما وجعدة ابنة جرير على ما في السيوطي يريد أن موسى وجعدة كان يوقدان نار القرى للضيافة فأضاء وجوهما الوقود. (¬3) نسبها البيضاوي إلى ابن كثير. (¬4) في الصحاح الساق ... والجمع سوق مثل اسد وأسد.

أن موسى فُعلى فإن جعل أصله الهمز وافق فعلى من مأَس بين القوم إذا أفسد بينهم قال الأفوه (¬1): إما تري رأسي ازرى به ... مأس زمان ذي انتكاس مؤوس (¬2) ويجوز أن يكون فعلى من ماس يميس (¬3) فقلبت الياء واوًا للضمة كما قالوا الكوسي وهي من الكيس ولو بنوا فعلى من قولهم هذا أعيش من هذا وأغيظ منه لقالوا العوشى والغوطى (¬4) فإذا سمعتُ ذلك منهما قلت لله أنتما ¬

_ (¬1) الأفوه صلاءة بن عمرو بن أود من مذحج شاعر يماني قديم زعم بعضهم أنه أدرك المسيح (ص) وكان سيد قومه وقائدهم وكان حكيمًا. (¬2) نكس الشيء قلبه على رأسه فانتكس ومؤوس مائس. (¬3) إذا تبختر واختال. (¬4) قال سيبويه هذا باب ما تقلب فيه الياء واوًا وذلك فُعلى إذا كانت اسمًا وذلك الطوبي، والكوسي ثم ذكر أنها إذا كانت وصفًا لا تقلب ياؤها واوًا وإنما يكسر ما قبلها فتسلم الياء مثل مشية حيكي وقسمة ضيزى وأجاز ابن مالك قلب الياء واوًا في الصفة فكلام أبي العلاء محصور في الصفة كما يدل عليه أعيش وأغيظ وهذه خلاصة أقوال العلماء في موسى. موسى التي هي من الحديد مشتقة عند البصريين من أوسيت بمعنى حلقت وهي مؤنثة سماعًا منصرفة قبل العلمية غير منصرفة معها وقال أبو سعيد الأموي مذكرة وجوز السيرافي اشتقاقها من أسوت الجرح إذا أصلحته فأصله مؤسى بهمز الفاء وقال الفراء هي فعلى كبشرى من الميس لأن المزين يتبختر فلا ينصرف في كل حال وأما موسى اسم رجل فقال أبو عمرو بن العلاء هو مفعل بدليل انصرافه بعد التنكير وفعلى لا ينصرف على كل حال أكثر من فعلى فحمل الأعجمي على الأكثر أولى. وقال الكسائي هو فعلى فينبغي أن تكون ألفه للإلحاق بجخدب وإلا وجب منع صرفه بعد التنكير وموسى اسم النبي (ص) أعجمي معرب واشتقاق اسمه من الماء والشجر فمو هو الماء وساهو الشجر وهو بالعبرانية موشا وقيل معنى موسى بالعبرانية المنتشل من الماء وفي التاج قال ابو العلاء لم أعلم أن في العرب من سمى موسى زمان الجاهلية وإنما حدث هذا في الإسلام لما نزل القرآن وسمى المسلمون أبناءهم =

لم أكن أحسب أن الملائكة تنطق بمثل هذا الكلام ولا تعرف أحكام العربية فإن غشي عليّ من الخيفة فأفقت وقد أشارا إليّ بالإرزبة (¬1) قلت تثبيتًا رحمكما الله كيف تصغر أن الإرزبة وتجمعانها جمع التكسير (¬2) فإن قالا أريزبة (¬3) بالتشديد قلت هذا وهم إنما ينبغي أن يقال أريزبة بالتخفيف وكذلك في جمع التكير أرازب بالتخفيف فإن قالا كيف قالوا علابيُّ (¬4) فشدَّدوا كما قال القريعي: (¬5) ¬

_ = بأسماء الأنبياء على سبيل التبرك فإذا سموا بموسى فإنما يعنون به الاسم الأعجمي لا موسى الحديد وهو عندهم كعيسى أهـ ومقتضى هذا منع الصرف متى سمي به. (¬1) الأرزبة عصية من حديد والتي يكسر بها المدر. (¬2) في م ك تكسير. (¬3) في النسخ كلها اريزبة وارازب. (¬4) علابيّ جمع علباء وهو عصب العتق الغليظ أصله علباي بزيادة الياء للإلحاق بقرطاس فقلبت همزة لتطرفها أثر ألف زائدة. والممدود إذا أريد جمعه على فعاليل ونحوها تقلب ألفه الأولى ياء لانكسار ما قبلها في الجمع وتقلب الهمزة ياء أيضًا (أو ترد إلى أصلها لزوال ما أوجب انقلابها همزة وهو الألف) ثم تدغم الياء في الياء فتقول في صحراء وعذراء وعلباء صحاري وعذراي وعلابي بتشديد الياء هذا هو الأصل وقد جاء منه قول الوليد بن يزيد بن عبد الملك: لقد اغدوا على أشقـ ... ر يغتال الصحاريا ولكنهم خففوا مثل صحراء بحذف إحدى الياءين فإن حذفت الياء الأولى الساكنة فتحت ما قبلها لتقلب الياء المتحركة ألفًا وتسلم من الحذف فتقول صحارى بفتح الراء وإن حذفت الياء الثانية المتحركة قلت صحاري بكسر الراء والأكثر أن تحذف الياء الأولى لاستثقال الياء المشددة في آخر الجمع الأقصى أما ما كانت ألفه للإلحاق كعلباء وحرباء فلا يجوز فيه فعالى بل يجب في مثله حرابي وعلابي مشددًا أو مخففًا فقول القريعي من علابيه على الأصل بالتشديد. (¬5) في ر الفريعي وفي الباقي القريعي وهو دوسر ابن ذهيل القريعي وهذا البيت من أبيات مذكورة في مجموعة أشعار العرب طبع ليبسغ ص 20.

وذي نخوات طامح الطرف جاذبت ... حبالى فلوّى من علابيّه مدّي (¬1) قلت ليس الياء كغيرها من الحروف لأنها وإن لحقها التشديد ففيها عنصر من اللين فإن قالا أليس قد زعم صاحبكم عمرو بن عثمان المعروف بسيبويه (¬2) أن الياء إذا شددت ذهب منه اللين وأجاز في القوافي حيًّا مع ظبي (¬3) قلت (¬4) قد زعم ذلك إلا أن السماع منت العرب لم يأت فيه نحو ما قال إلا أن يكون شاذًّا (¬5) قليلًا فإذا عجبت مما قالاه أظهرا لي تهاونًا بما يعلمه بنو آدم وقالا لو جمع ما علمه أهل الأرض على اختلاف الأزمنة (¬6) لما بلغ علم واحد من الملائكة يعدونه فيهم ليس بعالم فأسبح الله وأمجده ¬

_ (¬1) في م وح نجوات وفي م جاويت. حوالي. علابيه مرى وفي نسخة ليبسغ. نخوات طامح الرأس. فرحي من علابيه مدى. نخوات جمع نخوة العظمة والكبر ونجوات جمع نجوة المرة من النجا أي السرعة طامح الطرف مرتفع البضر جاذبت جذبت حبالى حبل والمراد به الرسن ولوى ثنى وعلابيه عصب عنقه مدى جذبي لعله يصف جوادًا ذا سرعة أو نخوة وطموح جذبه بالرسن فلوى عنقه وانقاد ويحتمل أن يكون أراد رجلًا ذا عظمة فشبهه بالجواد إذ انقاد له بعد كبريائه. (¬2) سيبويه أمام النحاة قدم البصرة ولازم الخليل بن أحمد وصنف كتابه المشهور في النحو توفي سنة 180. (¬3) في م ظبأ وفي ك طبيا مع طي وفي ر وح طيًا مع ظبي وعبارة سيبويه في كتابه ج 2 س 409 والدليل على ذلك أنه يجوز في القوافي ليا مع قولك ظبيًّا. (¬4) في بعض النسخ وقد زعم. (¬5) في م ر ك ح نادرًا والفرق بينهما أن الشاذ ما يكون بخلاف القياس من غير نظر إلى قلة وجوده وكثرته والنادر ما قل وجوده وإن لم يكن بخلاف القياس والملائم هنا نادر. (¬6) في جميع النسخ اللغات والأزمنة ما بلغ ..

وأقول قد صارت لي بكما وسيلة فوسعا لي في الجدف (¬1) إن شئتما بالفاء وإن شئتما بالثاء لأن إحداهما تبدل من الأخرى كما قالوا مغاثير ومغافير وأنافيُّ وأفافيُّ وثومٌ وفومٌ (¬2) وكيف تقرآن رحمكما الله هذه الآية وفومها (¬3) وعدسها وبصلها أبا لثاء كما في مصحف عبد الله بن مسعود أن بالفاء كما في قراءة الناس وما الذي تختار أن في تفسير الفوم أهو الحنطة كما قال أبو محجن: (¬4) قد كنت أحسبني كأغنى واحدٍ ... قدم المدينة عن زراعة فوم (¬5) أم هو هذا الثوم الذي له رائحة كريهة وإلى ذلك ذهب الفراء (¬6) وقد (¬7) جاء في الشعر الفصيح قال الفرزدق: من كل أغبر كالراقود حجزته ... إذا تعشى عتيق التمر والثوم (¬8) ¬

_ (¬1) في الجميع. في الجدث إن شئتما بالثاء .. فإن إحداهما. (¬2) في بعضها تقديم أفا في وفوم على اختيها. (¬3) في م ك وثومها وفي الجميع بالثاء كما. (¬4) في ر وك وح الثقفي واختلف في اسمه فقيل مالك وقيل عبد الله وقيل غير ذلك أسلم مع ثقيف وكان شاعرًا بطلًا جوادًا توفي نحو سنة 30. (¬5) في م ح ك كأغنى واجد بالجيم وهو كذلك في التاج والصحاح والواجد الغني وفي جميع النسخ من زراعة فوم أم الثوم وفي اللسان .. نزل المدينة عن زراعة. (¬6) في اللسان عن التهذيب قال الفراء في قوله تعالى وفومها الفوم مما يذكرون لغة قديمة وهي الحنطة والخبز جميعًا فتأمل. (¬7) في الجميع وجاء. (¬8) في جميع النسخ عتيق التمر وفي الأصل عقيق وفي م. ك. والفوم وهو تحريف لا يلائم الاستشهاد به وفي ديوان الفرزدق: من كان أقعس كالراقود حجزته ... مملوءة من عتيق التمر والثوم إذا تعشى عتيق التمر قام له ... تحت الخميل عصار ذو أضاميم =

فيقولان أو أحداهما أنك لمتهدم الجول (¬1) وإنما يوسع لك في ريمك عملك فأقول لله أنتما ما أفصحكما لقد سمعت في الحياة الدنيا أن الريم القبر. وسمعت قول الشاعر: (¬2) ¬

_ = والأغبر من به لطخ الغبار والأقعس نقيض الأحدب وهو من خرج صدره ودخل ظهره والراقود دن طويل الأسقل يسيع داخله بالقار والحجزة موضع شد الأزار والعتيق من التمر الخيار والقديم والذي رق جلده والخميل الثياب والعصار الفساء والأضاميم في الأصل الجماعات المختلفة وهذه البيت من قصيدة يهجو بها مرة بن محكان أخا بني الحرث بن كعب بن سعد والفرزدق أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة من تميم شاعر فحل وكان يقال لولا شعره لذهب ثلث اللغة. ولولا شعره لذهب نصف أخبار الناس وله مناقضاتا مع جرير وقد توفي سنة 110. (¬1) في م ح لتهدم الحول وفي ك لمهدم وفي ر لمهتدم وفي ح لتهدم الجول والجول بضم الجيم جدار البئر وجانبه ويقال ليس له جول أي رأي أو عقل وعزيمة تمنعه مثل جول البئر لأنها إذا طويت كان أشد لها وقال ابن الأعرابي الجول الصخرة التي في الماء يكون عليها الطي فإن زالت تهور البئر فهذا أصل الجول والمراد هنا ليس لك عقل والا رأي. (¬2) هو مالك ابن الريب بن حوط من تميم كان شاعرًا فاتكًا لصًّا ثم استصحبه سعيد بن عثمان بن عفان إلى خراسان فكف عن ذلك ولما رجع سعيد مرض مالك في الطريق وتوفي وقال قبل موته قصيدة يرثي بها نفسه قال أبو عبيدة الذي قال ثلاثة عشر بيتًا والباقي منحول ولده الناس عليه ورواها في خزانة الأدب 58 بيتًا وروايته هذا البيت إذا مت فاعتادي القبور فسلمي .. على الرمث اسقيت السجاب الغواديا وفي ذيل الأمالي للقالي ص 137 وسلمي على الرمس اسقيت السحاب وفي الجمهرة ص 288. فسلمي على الريم اسقيت الغمام .. وفي اللسان وسلمي على الريم .. الغمام وفي م وح وك فسلمي .. السحاب واعتاد الشيء صار عادة له واعتياده انتابه والريم القبر وقيل وسطه والرمس القبر أو القبر المستوي مع وجه الأرض والغوادي التي تنشأ في وقت الغداة.

إذا متُّ فاعتادي القبور وسلمي ... على الريم اسقيت السحاب الغواديا فكيف تبنيان رحمكما الله من الريم مثل إبراهيم أتريان فيه رأي الخليل (¬1) وسيبويه فلا تبنيان مثله من الأسماء العربية أم تذهبان إلى ما قاله سعيد بن مسعدة (¬2) فتجيزان أن تبنيا من العربيّ مثل الأعجمي فيقولان تُربا (¬3) لك ولمن سميت أيُّ علم في ولد آدم إنهم للقوم (¬4) الجاهلون وهل أتودَّد إلى مالك خازن النار فأقول (¬5) رحمك الله ما واحد الزبانية فإن بني آدم فيهم (¬6) مختلفون يقول بعضهم الزبانية لا واحد لهم من لفظهم وإنما يجرون مجرى السواسية (¬7) أي القوم المستوين في الشر. قال الشاعر: ¬

_ (¬1) الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي أحد أئمة اللغة والأدب وواضع علم العروض وصاحب كتاب العين وهو أستاذ سيبويه وله كتب كثيرة توفي سنة 170. (¬2) المجاشعي الأخفش الأوسط أحد أئمة اللغة والأدب أخذ عن سيبويه واستدرك على الخليل بحرًا في العروض وله كتب كثيرة وتوفي سنة 215. (¬3) يقال في الدعاء ترباله وهو من الجواهر التي أجريت مجرى المصادر المنصوبة على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره في الدعاء كأنه يدل من قولهم تربت يداه بمعنى لا أصاب خيرًا أو خاب وخسر ومن العرب من يعرفه وفيه مع ذلك معنى النصب كما ذكر ذلك سيبويه ج 1 ص 158 كما أن في قولهم رحمة الله عليه معنى رحمه الله. وفي ح تبًا لك. أي الزمك الله خسرانًا وهلاكًا. (¬4) في م. ك. ح القوم. (¬5) في ر أخبرني رحمك. (¬6) في جميع النسخ فيه. (¬7) قال ابن سبدة سواسية وسواس وسواسوة كلها أسماء جمع وقال أبو علي سواسوة جمع سواء من غير لفظه وقد قالوا سواسية فالياء منقلبة عن الواو وإنما صحت الواو في سواسوة لأنها لام أصل وقد يكون السواء جمعًا وفي الصحاح وهما في هذا الأمر سواء وإن شئت سوا آن وهم سواء للجميع وهم أسواءٌ وهم سواسية مثل يمانية على غير قياس قال الأخفش وزنه فعافلة ذهب عنها الحرف الثالث وأصله =

سواسية سود الوجوه كأنماا ... بطونهم من كثرة الزاد أوطب (¬1) ومنهم من يقول واحد الزبانية زبنية وقال آخرون واحدهم زبني (¬2) أو زُبني فيعبس لما سمع ويكفهر (¬3) فأقول يا مال رحمك الله ما ترى في نون غسلين (¬4) وما حقيقة هذا اللفظ أهو مصدر كما قال بعض الناس ¬

_ = الياء. قال فأما سواسية أي أشباه فإن سواء فعلى وسية يجوز أن يكون فعة أو فلة إلا أن فعة أقيس لأن أكثر ما يلغون موضع اللام وانقلبت الواو في سية ياء لكسر ما قبلها لأن أصله سوية. وقال الفراء هم سواسية يستوون في الشر ولا أقول في الخير ولا واحد له وظاهر قول أبي العلاء لا واحد له من لفظه .. أنه على مذهب الفراء. (¬1) أوطب جمع وطب وهو سقاء اللبن. (¬2) الزبانية الشرط لأنهم يزبنون الناس أي يدفعونهم وسمي بذلك بعض الملائكة لدفعهم أهل الناء إليها وقد اختلف القوم في مفرده فقال الكسائي زبني وقال الزجاج زبنية وعن الأخفش قال بعضهم زباني وقال بعضهم زابن وقال بعضهم زبنية مثل عفرية والعرب لا تكاد تعرف هذا وتجعله من الجمع الذي لا واحد له مثل أبابيل وعباديد. وفي التاج وإحدها زباني كسكاري ونقله عن الأخفش والمنقول في اللسان والصحاح عن الأخفش غير مضبوط بهذا الوزن وقد ضبطت زبنى الأولى في هذه النسخة بكسر الزاي وسكون الباء وكسر النون والثانية بضم فسكون فكسر وفي م زبنى بكسر الزاي وفتح الثاني وبعدها أو زباني وفي رزباني وكذلك في ك وفي ح ز بني أو زبني وذكر الميمني في ذيل ص 13 في نسخة زبنى وزبنى والذي رأيته في اللسان والتاج والصحاح ثلاثة أوزان زبني وزبنية وزباني وزباني على قول التاج ولعل ما عداها تحريف. (¬3) بعبس كيضرب وبعبس يقطب وجهه ويكفهر بعبس وقيل المكفهر المنقبض الكالح لا يرى فيه أثر لبشر ولا فرح. (¬4) الغسلين ما يغسل من الثوب ونحوه كالغسالة والغسلين في القرآن ما يسيل من جلود أهل النار كالقيح وغيره كأنه يغسل عنهم وكل جرح غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين فعلين من الغسل من الجرح =

أم واحد أم جمع أُعربت نونه تشبيهًا بنون مسكين كما أثبتوا نون قُلين (¬1) وسنين في الإضافة كما (¬2) قال سحيم بن وثيل (¬3): وماذا يدري الشعراء مني ... وقد جاوزت حد الأربعين فأعرب النون وهل النون في جهنم زائدة (¬4) أما سيبويه فلم يذكر في الأبنية فعنلا وجهنم اسم أعجمي ولو حملناه على الاشتقاق لجاز أن يكون من الجهامة في الوجه (¬5) أو من قولهم تجهمت الأمر إذا جعلنا النون ¬

_ = والدبر زيد فيه الياء والنون كما زيد في عفرين والأصمعي يرى أن عفرين معرب بالحركات بمنزلة سنين وفي الصحاح الغسل بالكسر ما يغسل به الرأس من خطمي وغيره .. قال الأخفش ومنه الغسلين وهو ما انغسل من لحوم أهل النار ودمائهم زيد فيه الياء والنون. وقال في التاج هو قول الزجاج وقد ذكره سيبويه في باب ما لحقته الزوائد من بنات الثلاثة .. ج 2 ص 326 فقال ويكون على فعلين وهو قليل قالوا غسلين وهو اسم. (¬1) قلون جمع قلة وهي خشبة صغيرة قدر ذراع تنصب وتضرب بعود كبير يقال له المقلى وأصلها قلو والهاء عوض. (¬2) في النسخ وكما قال. (¬3) سحيم مصغر ووثيل بفتح الواو وكسر الثاء وضبط في الإصابة والسيوطي في شرح شواهد المغني بضم الواو وفتح الثاء وسحيم بن وثيل الرياحي شاعر خنذبذ شريف مشهور عاش في الجاهلية أربعين سنة وفي الإسلام ستين وهذا البيت يستشهد به النحاة على كسر النون في الملحق بجمع المذكر السالم. وبدري يختل من أدرى الصيد إذا ختله وهكذا رواه في اللسان وفي ر تدري وهكذا رواه الجوهري وروى وماذا تبتغي. (¬4) يقال بئر جهنم وجهنام إذا كانت بعيدة القعر قيل وبه سميت جهنم لبعد قعرها وقال الجوهري جهنم من أسماء النار .. وهو ملحق بالخماسي بتشديد الحرف الثالث منه ولا يجري للمعرفة والتأنيث ويقال هو فارسي معرب .. وأكثر النحويين على أنها أعجمية ومنهم من قال إنها تعريب كهنام بالعبرانية وقوله أحمر جهنام .. لم أجده لغيره. (¬5) في جميع النسخ ومن قولهم. والجهامة الغلظ وتجهمه لقيه بغلظة ووجه كريه.

زائدةً واعتقدنا زيادتها في هجنف وأنه (¬1) مثل هجف وكلاهما صفة للظلم (¬2) قال الهذلي (¬3): كأن ملاءتيَّ على هجفٍّ ... يعين مع العشية للرئال (¬4) وقال جران العود (¬5): يشبهها الرائي المشبه بيضة ... غدًا في الندى عنها الظليم الهجنف وقال قوم يقال ركية جهنام إذا كانت بعيدة القعر فإن كانت جهنم عربية فيجوز أن تكون من هذا وزعم قوم أنه يقال احمر جهنّام إذا كان ¬

_ (¬1) في ر في هحنف مثل هجف. (¬2) الظليم ذكر النعمام والهجف الظليم الجافي الكثير الزف وقيل المسن والهجنف الظليم الجافي. (¬3) هو الأعلم حبيب بن عبد الله وهو أخو صخر الغي وهذا البيت من قصيدة قالها حين فر من بني عبد بن عدي وسيأتي بعضها في القول في إياك. (¬4) الملاءة الازار والريطة ويعن بضم العين وكسرها بعرض والرئال جمع رأل ولد النعام وفي م تفر مع. وفي ح تقر وهذا البيت ةرد في اللسان والتاج في عنن على هذا الوجه: كأن مُلاءتي على هزف ... يعن مع العشية للرئال والهزف الظليم الهجف ورواه البحتري في الحماسة ص 51 على هزف للريال وهو خطأ من الطابع والصواب للرئال وفي شرح أشعار الهذليين للسكري طبع ليبسغ ص 61 على هزف يعن، قال الشارح هزف وهجف وأحد يقول كأنه من شدة عدوه ظليم يعرض مع العشية من أجل الرئال. (¬5) قال الجوهري وجران العود لقب شاعر من بني نمير واسمه المستورد وفي القاموس واسمه عامر بن الحرث لا المستورد وغلط الجوهري وفي التاج وقال الحافظ هو شاعر إسلامي من بني عقيل اسمه المستورد وهذا البيت من قصيدة يصف به امرأة شبهها بالبيضة لصفائها ورقتها والندى المطر والبلل ويقال للنبت ندى لأنه نبت عن ندى المطر.

شديد الحمرة ولا يمتنع أن يكون اشتقاق جهنم منه. فأما سقر فإن كان عربيًّا فهو مناسب لقولهم صقرته (¬1) الشمس إذا آلمت دماغه يقال بالسين والصاد (¬2). قال ذو الرمة (¬3): إذا ذابت (¬4) الشمس اتقى صقراتها (¬5) ... بأفنان مربوع الصريمة مُعبل (¬6) والسين والصاد يتعاقبان في الحرف إذا كان بعدهما قاف أو خاء أو غين أو طاء (¬7) ¬

_ (¬1) في ر صقرته إذا. وفي م ك سقرته إذا وفي ح سقرته الشمس إذا. (¬2) ليس في جميع النسخ: يقال بالسين والصاد. (¬3) هو غيلان بن عقبة من مضر شاعر فحل قال أبو عمرو بن العلاء فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة وأكثر شعره في الغزل توفي سنة 117. (¬4) في م ك إذا دانت. (¬5) في م ك سقراتها. (¬6) في م ك مقبل وهذا البيت روي في الصحاح واللسان والأساس وتهذيب إصلاح المنطق وغيرها على وفق هذه النسخة وذابت الشمس اشتد حرها وصقرته الشمس إذاه حرها أو حميت عليه والأفنان الأغصان والمربوع الذي أصابه مطر الربيع والصريمة القطعة المنقطعة من معظم الرمل ويقال صريمة من أرطى وغطى أي قطعة منه وجماعة منه ويقال أرطى معبل وغطى معبل إذا طلع ورقه يصف وحشيًا بأنه إذا اشتد حر الشمس اتقى حرها بأغصان شجر مورق وذلك حين يكنس في حمراء القيظ. وخلاصة ما قاله العلماء في سقر قيل إنها اسم من أسماء جهنم مشتق من سقرته الشمس إذا لوحته وآلمت دماغه. وقيل من السقر بمعنى البعد وقيل هو اسم أعجمي علم لنار الآخرة غير منصرف للعلمية وقيل لا يعرف له اشتقاق. (¬7) ذكر ذلك سيبويه في ج 2 ص 427 في باب ما تقلب فيه السين صادًا في بعض اللغات ويفهم من قوله وأمثلته ومن كلام العلماء في ذلك أن السين إذا وقعت بعدها قاف أو غين أو خاء أو طاء في كلمة واحدة تقلب السين صادًا سواء كانت السين متصلة بأحد هذه الحروف مثل سقر وسقت أو منفصلة بحرف مثل سلغ أو بحرفين نحو ساطع وسملق أو بأكثر نحو سراط وصماليق فيقال صقر وصقت وصلغ وصاطع وصملق وصراط =

يقال سُقت وصُقت (¬1) وسويق وصويق وبسط وبصط وسلغ الكبش وصلغ فيقول مالك ما أجهلك وأقل تمييزك ما جلست هاهنا للتصريف وإنما جلست لعقاب الكفرة القاسطين (¬2). وهل أقول للسائق والشهيد اللذين ذكرا في الكتاب الكريم في قوله وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد (¬3) يا صاح انظراني فيقولان لم (¬4) تخاطبا خطاب الواحد ونحن اثنان فأقول ألم تعلما أن ذلك جائز من الكلام وفي الكتاب العزيز وقال قرينه هذا ما لديَّ عتيد (¬5) ألقيا في (¬6) جهنم كل كفار ¬

_ = وصماليق. وهذا القلب قياس لكنه غير واجب لأن الصاد توافق السين في الهمس والصفير فإن تأخرت السين عن هذه الحروف لم يسغ فيها من الإبدال ما ساغ وهي متقدمة فلا يجوز في قست قصت ولا في بخس بخص. (¬1) في م. ك. ح ر سقب وصقب والسقب ولد الناقة وسلغت تم سنها. وسلغت طلع نابها. (¬2) في م. ك. ر. والقاسطين وفي ح والفاسقين. القاسطون الجائرون الكفار. (¬3) هما ملكان أحدهما يسوقه إلى المحشر والآخر يشهد عليه بعمله. وقيل ملك واحد جامع بين الأمرين كأنه قيل ملك يسوقها ويشهد عليها. (¬4) في جميع النسخ فيقولان تخاطبنا مخاطبة. (¬5) قرينه. الملك الموكل به أو الشيطان الذي قيض له في قوله تعالى نقيض له شيطانًا فهو له قرين عتيد معد حاضر أي اعتدته وهيأته لحهنم بأغوائي. (¬6) قيل ألقيا خطاب من الله للسائق والشهيد. فلا يكون فيه شاهد وقال المبرد نزل تثنية الفاعل منزلة تثنية الفعل لاتحادهما كأنه قال الق الق وقيل الأف في القيا بدل من النون الخفيفة إجراء للوصل مجرى الوقف كما في قفا نبك ويؤيد هذا قراءة الحسن القين بالنون الخفيفة. وقيل إن العرب أكثر ما يرافق الرجل منهم اثنان فكثر على ألسنتهم أن يقولوا خليلي وصاحبي وقفا واسعدا حتى خاطبوا الواحد خطاب الاثنين وقد نقل عن الحجاج أنه كان يقول يا حرسي اضربا عنقه.

عنيد فوحد القرين وثني في الآخر كما قال الشاعر (¬1): فإن تزجراني يا بن عفان أَنزجر ... وإن تدعاني أحم عرضًا ممنعًا وكما قال امرؤ القيس (¬2): خليلي مرا بي على أم جندب ... لأقضي حاجات الفؤاد المعذب ألم ترياني كلما جئت طارقًا (¬3) ... وجدت بها (¬4) طيبًا وإن لم تطيب وأنشد الفراء (¬5): فقلت لصاحبي لا تحبسانا ... بنزع أصوله واجتز شيحا ¬

_ (¬1) هذا البيت من قصيدة لسويد بن كراع العكلي وهو شاعر فارس مقدم كان في آخر أيام جرير توفي بعد المائة وكان رجل تبني عكل وصاحب الرأي فيهم وعده الجمحي من الشعراء الجاهلين وقال ابن قتيبة إنه جاهلي إسلامي هجا بني عبد الله بن دارم فاستعدوا عليه سعيد بن عثمان بن عفان فطلبه فهرب وتوارى حتى كلم فيه فآمنه على أن لا يعاود فقال قصيدة منها هذا البيت وقد أورده أحمد بن فارس في الحاحبي 186 على هذا الوجه شاهدًا على أمر الواحد بلفظ الاثنين وكذلك الجوهري في جزز ح 1 ص 423 وروايته تزجران ازدجر والتبريزي في شرح القصائد العشر ورواه في اللسان في جزز. وإن تزجراني بان عفان. وقبله فإن انتما أحكمتماني فازجرا ... أراهط تؤذيني من الناس رضعا وقال. وهذا يدل على أنه خاطب اثنين. وعلى هذا لا شاهد فيه. (¬2) حُندج ابن حجر الكندي أشهر الشعراء عامة توفي قبل الهجرة بأكثر من قرن وهو من أصحاب المعلقات وأغزل المتقدمين وأوصفهم للخيل وهذان البيتان من القصيدة التي فضلت زوجته أم جندب علقمة عليه في قصيدته التي على وزنها ورويها. (¬3) الطروق الاتيان ليلًا. (¬4) في جميع النسخ لها. (¬5) في الجميع وأنشد أيضًا وهذا البيت نسبه الجوهري ليزيد بن الطثرية وروايته لا تحبسانا وقال وروي وأجدز ورواه الصاحبي لا تحبسانا واجدز شيحا. ورواه التبريزي لا تحبسانا .. واجتز ورواه الجاريدي والسيد عبد الله والرضي في شرح الشافية لا تحبسانا =

فهذا كله يدل على أن الخروج من مخاطبة الواحد إلى الاثنين أو (¬1) من مخاطبة الاثنين إلى الواحد سائغ (¬2) عند الفصحاء وهل أجئ في جماعة منت خمان (¬3) الأدباء قصرت أعمالهم عن دخول الجنة ولحقهم عفو الله فزحزحوا عن النار فنقف على باب الجنة فنقول يا رضو لنا إليك حاجة ويقول بعضنا با رضو فيضم الواو فيقول رضوان لى الله عليه وسلم (¬4) ما هذ المخاطبة التي ما خاطبني بها أحد قبلكم فنقول (¬5) أنا كنا في الدار العاجلة (¬6) نتكلم بكلام العرب وأنهم يرخمون الاسم الذي في آخره ألف ونون فيحذفونها للترخيم وللعرب في ذلك لغتان تختلف أحكامها (¬7) في القياس قال أبو زُبيد (¬8): ¬

_ = واجدز ورواه في اللسان لا تحبسنا ... واجتز. ورواه أيضًا في جزز لا تحبسنا ... وأجدز. قلبوا التاء دالًا في بعض اللغات ولا يقاس ذلك ورواه السيوطي وأجدذ من جذ الصوف وأنشده ثعلب والكسائي ليزيد بن الطثرية وقال ابن بري هو لمضرس بن ربعي الأسدي ثم قال ويروى لا تحبسانا ويزيد بن سلمة بن سمرة بن الطثرية من بني عامر بن صعصعة شاعر مجيد قتل سنة 127 وهذا البيت يستشهد به أهل اللغة على مخاطبة المفرد بخطاب المثنى ويستشهد به الصرفيون على أن تاء افتعل قلبت دالًا مع أن فاء الكلمة جيم مثل جز فقد ورد اجدز وهو شاذ لا يقاس عليه. (¬1) في ر. ومن. (¬2) في ر. وح شائع. (¬3) في جميع النسخ من جهابذة. وخمسان الناس خشارتهم أي سفلتهم والجهابذة جمع جهبذ النقاد الخبير بغوامض الأمور البارع العارف بطرق النقد. وهو معرف. (¬4) ليست جملة صلى الله عليه وسلم في جميع النسخ. (¬5) في ر فنقول كنا. (¬6) في الجميع. في الدار الأولى. (¬7) في الأصل أحكامها وفي الجميع حكامها قال. (¬8) هو منذر بن حرملة الطائي عاش إلى أيام عثمان وتوفي نحو سنة 30.

يا عُثم أدركني فإن ركيتي ... صلدت فأعيد أن تب بمائها (¬1) فيقول رضوان ما حاجتكم فيقول بعضنا أنا لم نصل إلى دخول الجنة لتقصير أعمالنا (¬2) وأدركنا عفو الله عز وجل فنجونا من النار فبقينا بين الدارين ونحن نسألك أن تكون واسطتنا إلى أهل الجنة فإنهم لا يستغنون عن مثلنا وأنه قبيح بالعبد المؤمن أن ينال هذه النعم وهو إذا سبح الله لحن. ولا يحسن بساكن الجنان أن يصيب من ثمارها في الخلود وهو لا يعرف حقائق تسميتها ولعل في الفردوس قومًا لا يدرون (¬3) أحروف كمثري (¬4) كلها أصلية أن بعضها زائد (¬5) ولو قيل لهم ما وزن كمثري على مذهب أهل التصريف لم يعلموا (¬6) ووزنه فُعّلّى وهذا بناء مستنكر لم يذكر سيبويه له نظيرًا وإذا صح قولهم للواحدة كمثراة فألف كمثرى ليست للتأنيث وزعم أهل اللغة أن الكمثرة تداخل الشيء بعضه في بعض فإن صح هذا فمنه اشتقاق الكمثرى. ¬

_ (¬1) في م ك تفيض بمائها وفي اللسان تبض. والركية البئر تحفر. صلدت. صلبت ويقال بئر صلود أي غلب جبلها فامتنعت على حافرها أعيت أعجزت تبض تسيل أو تقطر. (¬2) في الجميع لتقصير الأعمال. (¬3) في ر لا يدركون. (¬4) في اللسان الكمثرة فعل ممات وهو تداخل الشيء بعضه في بعض والكمثرى معروف من الفواكه هو الذي تسميه العامة الأجاص مؤنث لا ينصرف .. واحدته كمثراة وقال ابن دريد الكمثرة تداخل الشيء بعضه في بعض واجتماعه فغن يكن الكمثرى عربيًّا فمنه اشتقاقه وفي التاج والقاموس وهو مؤنث لا ينصرف ويذكر وفي المخصص قال الفارسي أما كمثرى فمولد ولذلك أهملناه قال الأصمعي يقال كمثراه وكمثرى مشدد ولم يعرف التخفيف وقوم يزعمون أنه لا يجوز غير التخفيف. (¬5) في الجميع زوائد. (¬6) في الجميع لم يعرفوا فعلى.

وما يجمل بالرجل من الصالحين أن يصيب من سفرجل الجنة في النعيم الدائم وهو لا يدري (¬1) كيف تصغيره وجمعه ولا يشعر أيجوز (¬2) أن يشتق منه فعل أم لا والأفعال لا تشتق من الخماسية لأنهم نقصوها عن مزية (¬3) الأسماء فلم يبلغوا بها بنات الخمسة وليس في كلامهم (¬4) مثل اسفرجل يسفرجل اسفرجالًا. وهذا السندس الذي يطؤه المؤمنون ويفترشونه (¬5) كم فيهم من رجل لا يدري أوزان فُعلُلٌ أم فُنعلٌ والذي اعتقد (¬6) فيه أن النون زائدة وأنه من السدوس وهو الطيلسان الأخضر قال العبدي (¬7): ¬

_ (¬1) في جميع النسخ الجنة وهو لا يعلم كيف .. (¬2) في الجميع لا يشعر إن كان يجوز. (¬3) في الجميع عن مرتبة. (¬4) في الجميع .. مثل اسفرجل والسفرجل ثمر معروف واحدته سفرجلة وقد قال سيبويه في الكتاب ج 2 ص 340 وليس لبنات الخمسة فعل كما أنها لا تكسر للجمع لأنها بلغت أكثر الغاية مما ليس فيه زيادة .. ثم قال فالحرف من بنات الخمسة غير مزيد يكون على مثال فعلل في الاسم والصفة فالاسم سفرجل وفرزدق وزبرجد وبنات الخمسة قليلة والصفة نحو شمردل ... وقال في ص 121 زعم الخليل أنه يقول في سفرجل سفيرج حتى يصير على مثال فعيعل وإن شئت قلت سفيريج وإنما تحذف آخر الاسم لأن التحقير يسلم حتى ينتهي إليه وخلاصة كلام غيره أن الخماسي لا يبنى منه فعل وأن تصغيره وتكسيره يكون بحذف الحرف الخامس وهما مستكرهان والعرب لا تصغره ولا تكسره في السعة ولكن إذا سئلوا كيف قياس كلامكم لو صغرتموه أو كسرتموه قالوا كذا وكذا ويجوز زيادة ياء العوض في التصغير والتكسير وسمع الأخفش سفيرجل بكسر الجيم وفي الرضى على الشافية بفتح الجيم. فتأمل. (¬5) في الجميع يفرشونه. (¬6) في الجميع نعتقد. (¬7) هو يزيد بن حذاق العبدي يصف فرسه =

وداويتها حتى شتت حبيشةً ... كأن عليها سندسًا وسدوسًا ولا أمنع (¬1) أن يكون سندس فعللًا ولكن الاشتقاق يوجب ما ذكرت (¬2). وشجرة طوبى بها كيف يستظل بها المتقون (¬3) ويجتنونها آخر الأبد وفيهم كثير لا يعرفون أمن ذوات الواو هي أم من ذوات الياء والذي نذهب إليه إذا حملناه (¬4) على الاشتقاق أنها من ذوات الياء (¬5) وأنها من طاب ¬

_ = الشموس وداوي فرسه سمنه وعلفه علفًا ناجعًا وقال الميمني شنت أخضرت من العشب وسمنت ولم أجد هذا المعنى في اللسان وغيره وحبشية يريد أنها حبشية اللون في سوادها لذلك جعلها كأنها جللت سُدوسًا وهو الطيلسان الأخضر وهذا البيت رواه الجوهري في سدس وقال سدوس بالضم الطيلسان الأخضر ثم قال وكان الأصمعي يقول السدوس بالفتح الطيلسان ثم قال والسندس البزيون. وخطأ بعضهم الأصمعي بالفتح وذكر في اللسان ذا البيت في سدس وسندس وذكر أن السدوس بالضم النيل وذكره في سندس وقال إنه رقيق الديباج ونقل قول الجوهري في الموضعين. وعن الليث السندس ضرب من البزيون يتخذ من المرعزى. وقال البزيون رقيق الديباج معربان وفي المصباح والسندس فنعل. وفي الاتقان قال الليث لم يختلف أهل اللغة والمفسرون في أنه معرب وقال شيدله هو بالهندية وفي قول الليث نظر. فقد اختلف الأئمة في وقوعع المعرب في القرآن والأكثرون على عدم وقوعه منهم الشافعي وابن جرير وأوب عبيدة والقاضي أبو بكر وابن فارس وقد بسط ذلك الأمام الشافعي في رسالته في أصول الفقه في ص 8 والسبكي في جمع الجمع ح 1 ص 186 من شرح المحلى والسيوطي في الاتقان في ح 1 ص 167 وابن فارس في الصاحبي ص 29 والسيوطي في المزهر ح 1 ص 159. (¬1) في جميع النسخ ولا يمتنع. (¬2) في الجميع ما ذكر. (¬3) في ر المؤمنون المتقون. (¬4) في الجمع حملناها. (¬5) قوله وإنها من طاب ... إلى قوله =

يطيب وليس قولهم الطيب بدليلٍ على أن طوبى من ذوات الياء لأننا إذا بنينا فعلًا (¬1) ونحوه من ذوات الواو قلبناها إلى فقلنا عيد وقيل وهو من عاد يعود وقال فإن قال قائل فلعل قولهم طاب يطيب من ذوات الواو وجاء على مثال حسب يحسب وقد ذهب إلى ذلك قوم (¬2) في تاه ¬

_ = لأننا إذا ... غير موجود في جميع النسخ وقد اختلفت كلمة العلماء في طوبى فقال كراع الطوبى جماعة الطيبة لا نظير له إلا الكومي والضوقي جمع كيسة وضيقة وقال ابن سيدة وعندي في كل ذلك أنه تأنيث الأطيب والأضيق إلا كيس لأن فُعلى ليست من أبنية الجموع. وعن السيرافي الطوب الطيب .. وقيل طوبى فعلى من الطيب أصلها طيبي فقلبت الياء واوًا لضم ما قبلها طوبى شجرة في الجنة وقيل اسم الجنة بالحبشية وقيل بالهندية وقال الرضى في شرح الشافية طوبى أما أن يكون مصدرًا كالرجعى قال تعالى طوبى لهم أي طيبًا لهم وأما أن يكون مؤنثًا للأطيب فحقه الطوبى باللام وحكمه حكم الأسماء كما قال سيبويه .. والعرب تقول طوى لك والأخفش يجيز طوباك وذهب سيبويه في قول تعالى طوبى لهم وحسن مآب مذهب الدعاء فقال هو في موضع رفع يدل على رفعه رفع وحسن مآب وقال ثعلب وقرئ طوبى لهم وحسن مآب فجعل طوبى مصدًا كقولك سقيا له. واستدل على أن موضعه تصب بقوله وحسن مآب. (¬1) ضبطت في هذه النسخة بضتين وفي جميع النسخ بكسر فسكون وهو الموافق للمثالين. والقاعدة الصرفية أن الواو إذا كانت ساكنة غير مدغمة وقبلها كسرة تقلب ياء سواء كانت فاء كميزان وميقات أو عينًا مثل قيل وعيد. (¬2) قال سيبويه ج 2 ص 361 وأما طاح يطيح وتاه يتيه فزعم الخليل أنهما فعل يفعل بمنزلة حسب يحسب وهي من الواو يدلك طوحت وتوهت وهو اطوح منه واتوه منه. ثم قال طيحت وتيهت فقد جاء بها على باع يبيع مستقيمة.

يتيه وهو من توَّهت قيل له يمنع من ذلك أنهم قالوا طيبت الرجل بالطيب ولم يحك أحد طوبته والمطيبون أحياء من قريش احتلفوا وغمسوا أيديهم في طيب (¬1) فهذا يدلك على أن الطيب من ذوات الياء وكذلك قولهم هذا أطيب من هذا فأما حكاية أهل اللغة أنهم يقولون أوبة وطوبة فإنما ذلك على معنى الإتباع (¬2) كما يعتقد بعض الناس في قولهم حياك الله وبيّاك أنه إتباع وأن أصل بياك بوَّاك أي بوَّاك (¬3) منزلًا ترضاه فخفف ¬

_ (¬1) المطيبون خمس قبائل بنو عبد مناف وبنو أسد بن عبد العزى وبنو تيم وبنو زهرة أرادت بنو عبد مناف أن تأخذ ما في أيدي عبد الدار من الحجابة والرفادة واللواء والسقاية فأبت بنو عبد الدار وعقد كل قوم على أمرهم حلفًا مؤكدًا على التناصر وأخرج لهم بنو عبد مناف جفنة فخلطوا فيها أطيابًا وغمسوا أيديهم فيها وتعاقدوا ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيدًا فسموا المطيبين بصيغة اسم المفعول هذا هو المشهور. (¬2) قال في اللسان يقال الداخل طوبة وأوبة يريدون الطيب في المعنى دون اللفظ لأن تلك ياء وهذه واو. وفي الجمهرة تقول العرب للرجل إذا قدم من سفر أوبة وطوبة أي أبت إلى عيش طيب ومآب والأصل طيبة فقالوا بالواو لمحاذاة أوبة كما قالوا الغدايا والعشايا. (¬3) بواه منزلًا: هيأه له وانزله أو جعله ذا منزل وللعلماء أقوال في معنى هذين اللفظين فقيل حياك ملكت وقيل أبقاك وقيل اعتمدك بالملك .. وقيل بياك قربك وقيل أضحكك وقيل بوأك منزلًا إلا أنها لما جاءت مع حياك تركت همزتها وحولت واوها ياء ومعناها اسكنك منزلًا وهيأك له وهذا قول خلف. وقيل بياك لازدواج الكلام. وقال أبو عبيدة في حياك الله وبياك بعض الناس بقول إنه اتباع وهو عندي ليس باتباع لأن الاتباع لا يكاد بالواو. وهذا بالواو والاتباع أن تتبع الكلمة الكلمة على وزنها أو رويها إشباعًا وتأكيدًا. وليس التابع من قبيل المترادف لأن المترادفين يفيدان فائدة واحدة من غير تفاوت والتابع لا يفيد وحده شيئًا بل شرط كونه =

الهمز (¬1) فأما قولهم للأجرّ طوب (¬2) فإن كان عربيًّا صحيحًا (¬3) فيجوز أن يكون اشتقاقه من غير لفظ الطيب إلا على رأي أبي الحسن سعيد بن مسعدة فإنه إذا بنى فُعلًا من ذوات الياء مثل (¬4) عاش يعيش وطاب يطيب فإنه يقلبه إلى الواو فيقول الطوب والعوش فإن كان الطوب الأجر اشتقاقه من الطيب فأيما أريد به والله أعلم أن الموضع إذا بني (¬5) به طابت الإقامة فيه ولعلنا لو سألنا من يرى طوبى في كل حين لم حذفت (¬6) منها الألف واللام لم يُجر جوابًا (¬7) وقد زعم سيبويه أن الفعلى التي تؤخذ (¬8) من أفعل منك لا تستعمل إلا بالألف واللام أو الإضافة تقول هذا أصغر منك فإذا ¬

_ = مفيدًا تقدم الأول عليه وليس التابع من التأكيد لأن التأكيد يفيد التقوية ونفي احتمال المجاز ولا يجب أن يكون على وزن المؤكد والتابع يفيد التقوية فقط ويجب أن يكون على زنة المتبوع وللعلماء أقوال متغايرة في هذا مبسوطة في كتاب فقه اللغة .. والاتباع والمراوجة لابن فارس. والإلماع في الاتباع والمزهر للسيوطي وأمالي القالي ج 2 ص 28. (¬1) في جميع النسخ ترضاه وأما قولهم. (¬2) في ح الطوب. (¬3) قال الجوهري الطوب الآجر بلغة أهل مصر وقال ابن دريد لغة شامية وأظنها رومية وجمع بينهما ابن سيدة وفي اللسان الطوبة الآجرة شامية أو رومية وفي المصباح قال الأزهري الطوب الآجر والطوبة الآجرة وهو يقتضي أنها عربية وقد فهم صاحب المصباح ذلك من إطلاق الأزهري. وقد فعل مثله صاحب القاموس فقال في التاج أطلقه المصنف كالأزهري فيظن بذلك أنه عربي ثم نقل قول الجوهري وابن دريد وابن سيدة وهو صريح في أنها أعجمية. (¬4) في م ر ك ذوات الياء بقلبه. (¬5) في م ك الذي يبنى به وفي ر ح الذي بني. (¬6) في الجميه لم حذف. (¬7) في الجميع لم يحر في ذلك جوابًا. ولم يحر لم يرد. (¬8) في ر توجد.

رددته إلى المؤنث قلت (¬1) الصغرى ويقبح عنده أن تقول (¬2) صغرى بغير إضافة ولا ألف ولام ولكن تقول هذه صغراك وصغرى بنانك (¬3) قال سحيم (¬4): ذهبن بمسواكي وغادرن مذهبًا ... من الصوغ في صغرى بنان شماليا (¬5) وقرأ بعض القراء وقولوا للناس حسنى على فعلى بغير تنوين وكذلك (¬6) قرأ في الكهف إما تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنى بغير تنوين وزعم (¬7) سعيد بن مسعدة أن ذلك خطأ لا يجوز وهو رأي أبي إسحاق الزجاج (¬8) لأن الحسنى عندهما وعند غيرهما من أهل البصرة يجب أن تكون بالأف واللام كما جاء في موضع آخر (¬9) وكذب بالحسنى وكذلك اليسرى والعسرى لأنها أنثى أفعل منك وزعم سيبويه أن أُخرى معدولة عن الألف واللام ولا يمتنع أن تكون حسنى مثلها وفي الكتاب العزيز ¬

_ (¬1) في الجميع هذه الصغرى أو صغرى بناتك. (¬2) في الجميع ان يقال. (¬3) من قوله ولكن إلى قوله بناتك غير موجود في الجميع. (¬4) نسبة الميمني لسحيم عبد بني الحسحاس وهو شاعر مخضرم نمثل النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من شعره وأنشد عمر قصيدته التي منها هذا البيت وكان ابن الأعرابي يسميها الديباج الخسرواني وترجمته في الأغاني والخزانة وشرح شواهد المغني وطبقات ابن سعد والإصابة وقد ذكر في هذه أبيات منها ليس فيها هذا البيت. (¬5) المسواك عود يدلك به الفم والمذهب المطلي بالذهب والصوغ ما صيغ. وفي ح بنات شماليا. (¬6) في ح قرئ. (¬7) في الجميع فذهب سعيد. (¬8) هو إبراهيم بن السري بن سهل كان يصنع الزجاج ثم تخرج بالمبرد وهو من النحاة الأعلام ولد في بغداد وتوفي فيها سنة 311. (¬9) ليس في الجميع لفظ آخر.

ومناة الثالثة الأخرى وفيه أيضًا آية أخرى لنريك من آياتنا الكبرى. قال بان أبي ربيعة (¬1) وأخرى أتت من دون نعمٍ ومثلها ... نهى ذا النهى لو تر عوي أو تفكر (¬2) ولا يمتنع (¬3) أن تعدل حسنى عن الألف واللام كما عُدلت أخرى وأفعل منك إذا حذفت (¬4) من بقي على إرادتها نكرة أو عُرف بالألف (¬5) واللام ولا يجوز أن يجمع بين من وبين حرف التعريف ¬

_ (¬1) في الجميع عمر بن أبي ... (¬2) في م. ك. ح لو يرعوى أو يفكر وفي ر لا يرعوى .. وفي الديوان لو يرعوي. (¬3) في الجميع فلا يمتنع. (¬4) في الجميع حذفت منه من. (¬5) في الجميع أو عرف باللام وقد ذكر أبو العلاء في هذه المادة أمرين الأول اشتقاق طوبى. والثاني استعمالها أما الأول. فإذا قيل إنها مشتقة فهي من ذوات الياء من طاب يطيب طيبًا وقد قال سيبويه ج 2 ص 371 هذا باب ما تقلب فيه الياء واوًا وذلك فعلى إذا كانت اسمًا وذلك الطوبى والكوسى لأنها لا تكون وصفًا بغير ألف ولام فأجريت مجري الأسماء التي لا تكون وصفًا. وكون الطيب بالياء لا يصلح أن يكون دليلًا على أنها من ذوات الياء لأننا إذا أردنا أن نبني فعلًا ونحو من ذوات الواو مثل قال وعاد تقلب الواو كسرة فنقول قيل وعيد. ولا يصح أن يقال لعل طاب واويه من باب حسب كما قالوا ذلك في تاه يتيه. لأنهم لم يقولوا طوبت وإنما قالوا طيبت والمطيبون وأطيب منه. وقد سمع توهت وأتوه وقولهم أوبة وطوبة أصلها طيبة جعلت الياء واوًا لمحاذاة أوبة كما قالوا حياك وبياك والأصل بواك فقلبوا الواو ياء لمحاذاة حياك والطوب كلمة أعجمية فإن قيل إنه عربي فيجوز أن يكون مشتقًا من الطيب على رأي الأخفش ومن غيره عند غيره. وأما الثاني فقول سيبويه إن فُعلى مؤنث أفعل من .. لا يستعمل إلا معرفة أو مضافة وقد قرأ بعضهم وقولوا =

والذين يشربون ماء الحيوان في النعيم المقيم هل يعلمون ما هذه الواو ¬

_ = للناس حسنى. تتخذ فيهم حسنى بغير تنوين وهو لا يجوز عند البصريين وإنما يجب أن تكون الحسنى بالألف واللام كما وردت في آية أخرى وكذلك حكم ما كان على وزنها كاليسرى والكبرى وأورد على ذلك لفظ أخرى وقد قال سيبويه في ج 2 ص 14 قلت فما بال أُخر لا ينصرف في معرفة ولا نكرة فقال لأن أخر خالفت أخواتها وأصلها وإنما هي بمنزلة الطول والوسط والكبر لا يكن صفة إلا وفيهن ألف ولام فيوصف بهن المعرفة ألا ترى أنك لا تقول نسوة صغر ولا هؤلاء نسوة وسط ولا تقول هؤلاء قوم أصاغر فلما خالفت الأصل وجاءت صفة بغير الألف واللام تركوا صرفها كما تركوا صرف لُكع حين أرادوا يا الكع وفسق حين أرادوا يا فاسق. وقرأ البصريان قوله تعالى وأُخر من شكله أزواج قال الزجاج. أُخر لا ينصرف لأن وحداتها لا تنصرف وهو أخرى. آخر وكذلك كل جمع على فُعل لا ينصرف إذا كان وحداته لا تنصرف مثل كبر وصغر. ولا يرى أبو العلاء مانعًا من أن تكون حسنى معدولة عن الألف واللام كما عدلت أخرى واسم التفضيل إذا حذفت منه من بقي على إرادتها نكرة أو عرف بالألف والام ولا يجوز الجميع بينهما وصريح كلام سيبويه يدل على أن طوبى اسم لا صفة لأنها لو كان صفة لجاز أن تقلب الياء واوًا ولوجب أن تكون بالألف واللام والحسنى في قوله تعالى وصدق بالحسنى قيل هي الجنة وكذلك في قوله للذين أحسنوا الحسنى. وقيل المجازاة الحسنى وقال الزمخشري صدق بالحسنى بالخصلة الحسنى وهي الإيمان أو بالملة الحسنى وهي ملة الإسلام أو بالمثوبة الحسنى وهي الجنة وفي البيضاوي وصدق الكلمة الحسنى وهي ما دلت على حق كلمة التوحيد. وفي المخصص والحسنى لا تسقط منها الألف واللام لأنها معاقبة وقوله تعالى في سورة البقرة. وقولوا للناس حسنًا قرأ حمزة والكسائي ويعقوب حسنًا بفتح الحاء والسين وقرأ الباقون حسنًا بضم فسكون أي قولًا حسنًا وسماه حسنًا للمبالغة وقرئ حسنًا بضمتين وقرئ حسنى على المصدر كبشرى والمراد

التي بعد الياء وهل هي منقلبة كما قال الخليل أم هي على الأصل كما يرى (¬1) غيره من أهل العلم.

______ = ما به تخلق وإرشاد. قال أبو حاتم قرأ الأخفش وقولوا للناس حسنى فقلت هذا لا يجوز لأن حسنى مثل فعلى وهذا لا يجوز إلا بالألف واللام. قال ابن جني هذا عندي غير لازم لأبي الحسن لأن حسنى هنا غير صفة وإنما هو مصدر بمنزلة الحسن كقراءة غيره وقولوا حسنًا وقال الفارسي أنه اسم المصدر وليس بتأنيث الأحسن لأنه لو كان كذلك للزمته الألف واللام وذكر الميمني أن أبا العلاء خالف قول سيبويه واستعمل صغرى بغير إضافة ولا ألف ولام في قوله: ومرآة المنجم وهي صغرى ... أرته كل عامرة وقفر كما استعملها أبو نواس في قوله: كأن صغرى وكبرى من فواقعها ... حصباء در على مرج من الذهب هكذا رواه والمشهور من فقاقعها. وهي هنات كأمثال القوارير الصغار مستديرة تتفقع على وجه الماء والشراب عند المزج بالماء. والفواقع الدواهي ولا معنى لها هنا وقد ذكر النحاة أن أفعل التفضيل المجرد عن ال والإضافة يستعمل في غير التفضيل كقوله تعالى وهو أهون عليه أي هين. وربكم أعلم بكم أي عالم وقول الشنفري فإني إلى قوم سواكم لأميل أي مائل وقول الفرزدق بيتًا دعائمه أعز وأطول أي عزيزة طويلة وجعل المبرد ذلك ينقاس وقال غيره لا ينقاس وهو الصحيح وإذا عرى المجرد من ال والإضافة عن التفضيل فالأكثر فيه عدم المطابقة حملًا له على أغلب أحواله وقد يطابق لخلوه عن من لفظًا ومعنى وعلى هذا خرج بيت أبي نواس وقول العروضيين فأصله صغرى وفاصلة كبرى وعده بعضهم لحنًا. (¬1) في الجميع كما قال غيره. والحيوان الحياة وكل ذي روح وعين في الجنة أو ماء فيها لا يصيب شيئًا إلا حيي وأصل حيوان حايان قلبت الياء الثانية واوًا لاستثقال اجتماع الياءين المتحركتين ولعدم نظير حييان في كلام العرب بالاستقراء وكان القياس حايان

ومن هو مع الحور العين مخلد (¬1) هل يدري ما معنى الحور ومن أي شيء اشتقت هذه اللفظة فإن الناس يختلفون في الحور (¬2) فيقول بعضهم هو البياض ومنه اشتقاق الحوّارى من الخبز (¬3) والحواريين إذا أريد بهم القصارون والحواريات إذا عني (¬4) بهن نساء الأمصار وقال قوم (¬5) الحور في العين أن تكون كلها سوداء وذلك لا يكون في الأنس وإنما يكون في الوحوش (¬6) وقال آخرون الحور شدة سواد سواد العين في شدة بياض بياضها (¬7) وقال بعضهم الحور سعة العين وعظم المقلة وهل يجوز أيها المتمتع بالحور العين أن يقال حير كما يقال حور فإنهم ينشدون هذا البيت بالياء. ¬

_ = لتحرك الياء وانفتاح ما قبلها لكن أبقوه متحركًا ليكون مطابقًا لمدلوله في التحرك كالجولان والخفقان ولذلك لم يدغموا الياء في الياء وقيل لأن فعلان من المضاعف لا يدغم ولكنهم كرهوا اجتماع المثلين فقلبوا الثانية واوًا ولم يقلبوا الأولى لأن التغيير بالآخر أولى ولم يجز قلب الثانية ألفًا لعدم موازنة الفعل قال سيبويه ج 2 ص 394 وأما قولهم حيوان فإنهم كرهوا أن تكون الياء الأولى ساكنة ولم يكونوا ليلزموها الحركة ههنا والأخرى غير معتلة من موضعها فأبدلوا الواو ليختلف الحرفان كما أبدلوهما في رحوي حيث كرهوا الياآت. وفي اللسان وأصله حييان .. هذا مذهب الخليل وسيبويه وذهب أبو عثمان إلى أن الحيوان غير مبدل الواو وأن الواو فيه أصل وإن لم يكن منه فعل وفي هذا المقام كلام مفيد في شرح الشافية للرضى ج 3 ص 73 والجاريردي ص 269. (¬1) في الجمع خالدًا مخلد وقد كتب حاشية هذه النسخة صوابه مخلد بالرفع. (¬2) ليس في م ك ر قوله ومن أي شيء .. إلى قوله يختلفون في الحور. (¬3) في م ك الخبزة. (¬4) في الجميع إذا أريد بهن. (¬5) في ر قال بعضهم. (¬6) وإنما قيل للنساء حور العيون لأنهن شبهن بالظباء والبقر. (¬7) في الجميع شدة سواد العين وشدة بياضها.

إلى السلف الماضي وآخر واقف ... إلى ربرب حير حسان جآذره فإذا صحت الرواية بالياء في هذا البيت قدح ذلك في قول من يقول: إنهم قالوا الحير اتباعًا للعين كما قال الراجز (¬1): هل تعرف الدار بأعلى ذي القور ... قد درست غير رماد مكفور مكتئب اللون مريح ممطور ... أزمان عيناء سرور المسرور حوراء عيناء من العين الحير ¬

_ (¬1) روى التبريزي في تهذيب إصلاح المنطق ص 59 هذه الأبيات الخمسة ونسبها إلى منظور بن مرثد الأسدي وروايته في البيت الأخير عيناء حوراء .. وأورد أبو زيد في النوادر ص 236 هذه الأبيات في أرجوزة عدد أبياتها ثلاثة عشر بيتًا وهذه الأبيات الخمسة غير مرتبة فيها على هذا الوجه. وروى في اللسان في ر وح الأبيات الثلاثة ونسبها لمنظور يصف رمادًا وروى الأربعة الأولى في قور. وقال التبريزي قال الفراء إنما قيل الحير لمكان العين كما قالوا إني لأتيه بالغدايا والعشايا والغداة لا تجمع غدايا وإنما جازت لما صحبت العشايا. ورواية غيره من العين الحور. ثم قال والحير جمع حوراء كسرت حاؤه وقلبت واوه ياءً والجيد أن يكون حير لغة في حور ولم يكن كما ذكروه من أنهم قالوا الحير لمكان العين لأنه قد جاء مفردًا في كلامهم. وأورد البيت السابق إلى السلف الماضي .. ثم قال هكذا رووا البيت وقال أبو زيد والحير جمع حوراء فكان ينبغي أن يقول من العين الحور ولكنه اتبع الحير العين وهذا عند حذاق أهل العربية يجري على الغلط كما قالوا هذا حجر ضب خرب والصواب خرب قال الخليل ومما يدلك على أنه غلط من قائله إنهم إذا قالوا هذان حجرا ضب قالوا خربان لا غير والذي غلطهم أن المضاف والمضاف إليه شيء واحد وإنهما موحدان مذكران ونظير هذا قوله من العين الحير لأنهما نعتان وأنهما جمعان وإنهما لمؤنثين وأن الثاني يؤكد الأول لأنه في وصف العين =

وكيف يستجيز من فرشه من الاستبرق أن يمضي عليه أبد (¬1) وهو لا يدري كيف يجمعه جمع التكسير ولا كيف (¬2) يصغره والنحويون يقولون في جمعه أبارق وفي تصغيره أبيرق وكان أبو إسحاق الزجاج يزعم أنه في الأصل مسمىً (¬3) بالفعل الماضي وذلك الفعل استفعل من البرق أو البَرَقَ (¬4) وهذه دعوى من أبي إسحاق وإنما هو اسم أعجمي عرب (¬5) ¬

_ = وليس الثاني وصفًا يأتي بمعنى يبعد من الوصف الأول .. وأبو العلاء يقول إذا صحت رواية البيت الأول سقط الاستدلال بالأبيات الأخيرة لأن حيرًا وقعت فيه صفة لربرب وليست تابعة ليعن ليقال إنها جاءت على وزنها للاتباع والقور جمع قارة وهو جبل صغير والمراد بأعلى المكان ذي القور وردست ذهبت معالمها والمكفور الذي سفت الريح التراب عليه فغطاه ومكتئب. يريد أنه يضرب إلى السواد كما يكون وجه الكئيب ومريح أصابته الريح ورواه التبريزي مروح ممطور. قال أبو زيد ولأجود أن يقال فيه مروح لأنه من الروح. وجمع ريح أرواح ولكن هذا حمله على ريح الرماد فهو مريح والأجود ما ذكرت لك وفي اللسان مكان مريح ومروح أصابته الريح وفي الصحاح مروح ومريح وممطور أصابه المطر وعيناء الأولى اسم امرأة وعيناء الثانية من العين وهو عظم سواد العين وسعتها والمراد هل تعرف الدار في الزمان الذي كانت فيه عيناء سرور من رآها وأحبها. (¬1) في الجميع أبد بعد أبد. (¬2) في م ك ح وكيف. (¬3) في ر م ك سمي بالفعل. (¬4) في ر أومن البرق. والبرق والبريق اللمعان واستبرق المكان لمع بالبرق. والبرق مصدر بَرق بصره إذا دهش فلم يبصر أو تحير فلم يطرف. (¬5) وقد اختلفت كلمة العلماء في لفظ استبرق ومعناه والأصل الذي أخذ عنه وفي حكمه فقال الجوهري هو الديباج الغليظ وهو فارسي معرب وقد ذكره في برق وأعاده في سرق وقال ابن الأثير في النهاية هو ما غلظ من الحرير والأبريسم وهي لفظة أعجمية معربة أصلها استبره وقال ذكرها الجوهري في الباء والقاف على أن الهمزة =

وهذا العبقري الذي عليه اتكاء المؤمنين إلى أن شيء نسب فأنا كنا ¬

_ = والسين والتاء زوائد وذكرها الأزهري في خماسي القاف على أن همزتها وحدها زائدة وقال أصلها بالفارسية استفره وأنها وأمثالها من الألفاظ حروف عربية وقع فيها وفاق بين العجمية والعربية وهذا عندي هو الصواب وذكرها في لسان العرب في فصل الهمزة من حرف القاف ونقل عن الزجاج أنه الديباج الصفيق الغليظ الحسن وهو اسم أعجمي أصله بالفارسية استقره (كذا في الأصل والصواب استفره) ونقل من العجمية إلى العربية كما سمي الديباج وهو منقول من الفارسية. ثم أعاد ذكرها في برق. وذكر في القاموس والتاج أقوالًا في معناه فقيل الديباج الغليظ وقيل ديباج صفيق غليظ حسن يعمل بالذهب وقيل ما غلظ من الحرير والأبريسم وقيل قدة حمراء كأنها قطع الأوثار وأقوالًا في أصله فقيل معرب استروه السريانية وقيل معرب استبره الفارسية ومعنى ستبر واستبر الغليظ مطلقًا ثم خصّ الغليظ الديباج فقيل ستبره واستبره بتاء النقل ثم عرب بالقاف بدل الهاء وقال بعضهم الصواب أن يذكر في فصل الهمزة أنه عجمي إجماعًا وهمزته قطع في صحيح الكلام لأنه مأخوذ من البرق حتى يتوهم أنه استفعل وقيل عربي ويؤيد وصل الهمزة. وقد قرأ ابن محصن بطائنها من استبرق بوصل الهمزة وفتح القاف قال ابن جني وكأنه توهمه فعلًا فتركه مفتوحًا على حاله. وقد قرأ ورش من استبرق بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ووافقه رويس على ذلك. وقال الزمخشري في الكشاف في قوله تعالى عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق. وقرئ واستبرق نصبًا في موضع الجر على منع الصرف لأنه أعجمي وهو غلط لأنه نكرة يدخله حرف التعريف نقول الاستبرق إلا أن يزعم ابن محيصن أنه قد يجعل علمًا لهذا الضرب من الثياب وقرئ واستبرق بوصل الهمزة والفتح على أنه مسمى باستفعل من البريق وليس بصحيح لأنه معرب مشور تعريبه وأن أصله استبره. وقد قال سيبويه ج 2 ص 113 وإذا حقرت استبرق قلت أبيرق وإن شئت قلت أبيريق على العوض لأن السين والتاء زائدتان لأن الألف إذا جعلتها زائدة لم تدخلها على بنات الأربعة =

نقول في الدار الأولى أن العرب كانت تقول (¬1) عبقرٌ بلاد تسكنها الجن ¬

_ ولا الخمسة وإنما تدخلها على بنات الثلاثة وليس بعد الأف شيء من حروف الزيادة إلا السين والتاء فصارت الألف بمنزلة ميم مستفعل وصارت السين والتاء بمنزلة سين مستفعل وتائه وترك صرف استبرق يدلك على أنه استفعل وعن الزجاج أنه قال كان أصل استبرق استفعل مثل استخرج والألف ألف وصل ثم نقل إلى الاسم فقطع الألف كما يلزم في مثل ذلك. ونقل عن السيرافي أن استبرق على ستة أحرف ولا يكون الاسم على ستة أحرف أصول فوجب أن يكون فيه حرف زائد إما الألف وإما السين وإما التاء لأن باقي الحروف ليس من حروف الزيادة فإن جعلنا الهمزة زائدة وما عداها أصلي خرج عن قياس كلام العرب فوجب أن تجعل السين والتاء زائدتين وحينئذٍ لم يكن بد من أن تجعل الهمزة زائدة لأنها دخلت على ذوات الثلاثة أولًا. وقال الرضي في شرح الشافية وأما استبرق فأصله أيضًا أعجمي فعرب وهو بالفارسية استبره فلما عرب حمل على ما يناسبه في الأبنية العربية ولا يناسب من أبنية الاسم شيئًا بل يناسب نحو استخرج. أو تقول يناسب نحو استخراج من أبنية الأسماء باجتماع الألف والسين والتاء في الأول فحكمنا بزيادة الأحرف الثلاثة حملًا على نظيره ولا بد من حذف اثنين من الحروف الزائدة فبقينا الهمزة لفضلها بالتصدير وليست بهمزة وصل كما كانت في استخراج حتى تحذف فحذفتا السين والتاء. ومما ذكرنا يتبين أن المنقول عن الزجاج قولان أنه أعجمي وأنه في الأصل مثل استخرج وأن تصغير استبرق أبيرق كما نص عليه سيبويه والجوهري وأما جمعه جمع تكسير فالقاعدة في الثلاثي المزيد فيه أن يحذف منه في الجمع ما حذف في التصغير سواء بأن تخلي الفضلى من الزوائد وتحذف غيرها مما يخل وجوده ببناء مفاعل ولك بعد الحذف زيادة الياء رابعة عوضًا عن المحذوف كما يفعل ذلك في التصغير ذكر ذلك الرضي في شرح الشافية ج 2 ص 192 ومقتضى هذا أن يقال في تصغيره ابيرق وابيريق وابارق واباريق وأن أبا العلاء اقتصر على قول واحد للزجاج وصيغة واحدة للجمع. (¬1) في الجميع تقول أن عبقر بلاد يسكنها.

وأنهم إذا رأوا شيئًا جيدًا قالوا عبقري (¬1) كأنه من عمل الجن إذ كانت الأنس لا تقدر على مثله ثم كثر ذلك حتى قالوا سيد عبقري وظلم عبقري قال ذو الرمة: حتى كأن حزون (¬2) القُف ألبسها ... من وشى عبقرَ تجليل وتنجيد وقال زهير: بخيٍل عليها جِنة عبقرية ... جديرون يومًا أن ينالوا أو يستعلوا (¬3) ¬

_ (¬1) أي كأنه عمل الجن. وهذا يشبه قول أبي العلاء في رثاء أبيه: وقد كان أرباب الفصاحة كلما ... رأوا حسنًا عدوه من صنعة الجن (¬2) في م ك ر حروف القف ورواه الجوهري واللسان كأن رياض القف والحزون جمع حَزْن وهو المكان الغليظ والرياض جمع روضة وهي الأرض ذات الخضرة والموضع يجتمع إليه الماء ويكثر فيه النبت والقف ما ارتفع من متون الأرض وصلبت حجارته والوشى نقش الثوب وهو يكون من كل لون والوشى نوع من الثياب والجل من المتاع القطف وإلا كسية والبسط ونحوه وجلل الشيء عم وجلله البسه وغطاه والنجد ما ينضد به البيت من البسط والوسائد والفرش أو ما ينجد به البيت من المتاع أي يزين نجده زينه. في ذيوانه وفي اللسان فيستعلوا. (¬3) وزهير بن أبي سلمى ربيعة المزني من مضر وهو حكيم الشعراء الجاهليين وأحد أصحاب المعلقات توفي قبل الهجرة وهذا البيت من قصيدة يمدح بها سنان بن أبي حارثة المري وقبله إذا فزعوا طاروا إلى مستغيثهم ... طوال الرماح لإضعاف ولا عزل بخيل عليها جنة: يريد أنهم يسرعون إلى نصرة المستغيث بخيٍل عليها رجال مثل الجن في الدهاء والمضا فيما أرادوا جديرون خليقون أن ينالوا ما طلبوا وأن يظفروا على أعدائهم ويعلوا عليهم وعبقر كجعفر موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن وكلما رأوا شيئًا فائقًا غريبًا مما يصعب عمله أو يدق أو شيئًا عظيمًا في نفسه نسبوه إليه فقالوا عبقري ثم اتسع فيه حتى سمى به السيد والكبير وحتى قالوا ظلم عبقري ومال عبقري وهذا عبقري قوم للرجل القوي وقيل العبقري الفاخر من الحيوان والجواهر-

وإن كان أهل الجنة عارفين بهذه الأشياء قد ألهمم الله العلم بما يحتاجون إليه فلن يستغني عن معرفته الوالدان المخلدون فإن ذلك لم يقع إليهم وأنا لنرضى بالقليل مما عندهم جزاء (¬1) على تعليم الوالدان فيبتسم (¬2) إليهم رضوان وبقول لهم إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون (¬3) هم وأزواجهم في ظلاٍل على الأرائك متكئون فانصرفوا رحمكم الله فقد أكثرتم الكلام فيما لا منفعة فيه وإنما كانت هذه الأشياء أباطيل زخرفت في الدار الفانية فذهبت مع الباطل (¬4) فإذا رأوا جده في ذلك قالوا رحمك ¬

_ - وقيل عبقر قرية باليمن توشى فيها الثياب والبسط فثيابها أجود الثياب فصارت مثلًا لكل منسوب إلى شيء رفيع فكلما بالغوا في نعت شيء متناه نسبوه إليه وقيل إنما ينسب إلى عبقر موضع الجن قال أبو عبيد ما وجدنا أحدًا يدري أين هذه البلاد ولا متى كانت. وفي القرآن الكريم في صفة أهل الجنة: (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان) الرفرف ثياب خضر يتخذ منها للمجالس وقيل الفرش والبسط وقيل الوسائد والعبقري قيل الطنافس الثخان وقيل الديباج وقيل البسط الموشية. () ... في الجميع أجرًا. (¬2) في م ك رفيبسم (¬3) الفاكه الناعم المتلذذ والأرائك جمع أريكة وهي السرير في الحجلة وقيل الفراش في الحجلة وفي اللسان المتكئ في العربية كل من استوى قاعدًا على وطاء متمكنًا والعامة لا تعرف المتكئ إلا من في قعدوه معتمدًا على أحد شقيه وفي المصباح وهو يستعمل في المعنيين جميعًا يقال اتكأ إذا أسند ظهره أو جنبه إلى شيء معتمدًا عليه وكل من اعتمد على شيء فقد اتكأ عليه (¬4) وقد ألم أبو العلاء بهذا المعنى في قوله ارى ابن أبي اسحق اسحقه الردى ... وأدرك عمر الدهر نفس أبي عمرو تباهوا بأمر صيروه مكاسبًا ... فعاد عليهم بالخسيس من الأمر بكسوة برد أو بإعطاء بلغة ... من العيش لا جم العطاء ولا غمر ولم يصنعوا شيئًا ولكن تنازعوا ... أباطيل تضحي مثل هامدة الجمر

الله نحن نسألك أن تعرف بعض علمائنا الذين حصلوا في الجنة بأنا واقفون على الباب نريد أن نخاطبه في أمر فيقول رضوان من تؤثرون أن أعلم بمكانكم من أهل العلم الذين غفر الله لهم (¬1) فيشتوِ رون طويلًا ثم يقولون عرف بموقفنا هذا الخليل بن أحمد الفرهودي فيرسل إليه رضوان بعض أصحابه فيقول له على باب الجنة قوم قد أكثروا الكلام (¬2) وأنهم يريدون أن يخاطبوك فيشرف عليهم الخليل فيقول أنا الذي سألتم عنه فما (¬3) الذي تريدون فيعرضون عليه مثل ما عرضوا على رضوان فيقول الخليل إن الله جلت قدرته جعل من يسكن الجنة ممن يتكلم بكلام العرب ناطقًا بأفصح اللغات كما نطق بها يعرُبُ بن قحطان أو معدُّ بن عدنان وأبناؤه لصلبه لا يدركهم الزلل ولا الزيغ (¬4) وإنما افتقر الناس في الدار الغرَّارة إلى علم اللغة والنحو لأن العربيةَ الأولى أصابها تغيير. فأما الآن فقد رُفع عن أهل الجنة كل الخطأ والوهم فاذهبوا راشدين إن شاء الله فيذهبون وهم مخفقون (¬5) مما طلبوه ثم أعود إلى ما كنت متكلمًا فيه قبل ذكر الملائكة (¬6) ¬

_ (¬1) في الجميع غفر لهم. (¬2) في الجميع أكثروا القول. (¬3) ف م ح فماذا (¬4) في الجميع عدنان لا يدركهم الزيغ ولا الزلل (¬5) في ك فيما طلبوه وأخفق الرجل طلب حاجة فلم يظفر بها (¬6) في م ر ان من اهدى. والبريرة واحدة البرير وهو ثم الأراك وقيل أول ما يظهر منه وهو حلو ونعمان بفتح النون واد ينبت الأراك بين مكة والطائف وقيل على ليلتين من عرفات وقيل غير ذلك والأراك شجر تتخذ المساويك من فروعه.

من أهدى البريرة إلى نعمان وأراق النطفة على الفرات (¬1) وشرَحَ القضية لأمير المؤمنين (¬2) فقد أساء فيما فعل ودلني كلامه على أنه بحر يستجيش مني ثمدًا (¬3) وجبل يستضيف إلى صخوره (¬4) حصى وغاضبة، من النيران يجتلب إلى جمارها سقطًا (¬5) وحسب تهامة ما فيها من السمر (¬6) وسؤال ملاي الشيخ كما قال الأول. فهذي سيوف ياصديُّ بنَ مالك ... كثير ولكن أين بالسيف ضارب (¬7) ¬

_ (¬1) أراق صب والنطفة القيل من الماء وقيل هي الماء الصافي قل أو كثر والعرب تقول للمويهة القليلة نطفة وللماء الكثير نطفة وهو بالقليل أخص ولا يستعمل لها فعل من لفظها والفرات نهر مشهور والفرات أشد الماء عذوبة (¬2) شرح بين وكشف وأوضح والقضية مصدر قضى أي حكم واسم منه وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب] ض [ويريد أبو العلاء بذلك أن يصغر نفسه ويعظم سائله فجعل نفسه إذا أجابه كأنه يهديه الشيء إلى معدنه أو حيث يكثر فيه أو من اشتهر به ومن فعل ذلك فقد أساء (¬3) استجاشه طلب منه جيشًا ويقال جاش الوادي إذا زخر وامتد جدًا وجاش البحر هاج فلم يستطع ركوبه والثمد الماء القليل يريد يطلب مني كثيرًا مع أن ما لدي قليل. (¬4) في م ك صخور ويستضيف يطلب الضيافة أو يضم (¬5) نار غاضيةَ عظيمة مضيئة أخذ من نار الغضي وهو من أجود الوقود عند العرب والجمار جمع جمرة النار المتقدة وسقط الزند بالتثليث ما وقع من النار حين يقدح قال ابن سيده سقط النار] بالتثليث [ما سقط بين الزندين قبل استحكام الوري يذكر ويؤنث وفي جميع النسخ تجتلب أي تسوق (¬6) في ر من التمر وفي ح ما ورد فيها من السمر. وثهامة مكة وفي معجم البلدان قال المدائني تهامة من اليمن وهو ما اصحر منها إلى حد في باديتها ومكة من تهامة ونقل أقوالًا أُخر عن الأصمعي وغيره والسمر جمع سَمرة من شجر الطلح (¬7) في م ك ح يا عدي بن مالك وفي كتاب ليس لابن خالويه ابن للسيف ..

لا هيثم الليلة للمطيّ (¬1) قضية ولا أبا حسن لها (¬2) وشكاة فأين الحرث ¬

_ (¬1) هذا البيت أورده سيبويه ج 1 ص 354 شاهدًا على نصب هيثم بلا وهو معرفة وهي لا تعمل إلا في النكرات وقال فأما قول الشاعر لا هيثم .. فإنه جعله نكرة كأنه قال لا هيثم من الهيثمين. وهو أحد أبيات سيبويه الخمسين التي استشهد بها ولم يعين قائلها وفي خزانة الأدب ج 4 ص 43 أن أبا عبيد أورد هذا البيت في الغريب المصنف مع أبيات وهي: قد حشها الليل بعصلبي ... مهاجر ليس باعرابي أروع خراج من الدوي ... عمرس كالمرس الماوي لا هيثم الليلة للمطي ... ولا فتى مثل ابن خيبري حشها حملها في السير أوضحها وكل ما قوي بشيء أو أعين به فقد حش به كالحادي للإبل والسلاح للحرب والحطب للنار وهذه الأبيات ورد بعضها في خطبة الحجاج وأولها قد لفها الليل أي جمعها والضمير يعود للإبل والعصلبي بفتح العين واللام وسكون الصاد الشديد الخلق العظيم أو الشديد الباقي على المشي والعمل. والمهاجر الذي هاجر إلى الأمصار من البادية فأقام فيها وخصه بالذكر لأنه أعلم بالأمور من الاعرابي أو لأنه من أهل المصر الذي يقصده فله بالمصر ما يدعوه إلى إسراع السير والأروع الحديد الفؤاد حي النفس ذكي. والذويّ المفازة ورواه في اللسان الداوي جمع داوية وهي الفلاة يريد أنه صاحب أسفار ورحل فهو لا يزال يخرج من الفلوات أو أنه بصير بالفلوات فلا يشتبه عليه شيء منها والعمر س الشرس الخلق القوي الشديد واَمرَس جمع مَرَسة الحبل وقد يكون المرس للواحد والملوي المفتول. وهيثم قيل المراد به هيثم بن الأشتر كان مشهورًا بحسن الصوت في حداثه الإبل وكان أعرف أهل زمانه بالبيداء والفلوات وسوق الإبل والمراد بابن خيبري جميل بن عبد الله بن معمر العذري صاحب بثينة وقيل غير ذلك وسياق الأبيات يدل على أنها مدح لهيثم في جودة حداثه وزعم بعضهم أنها تأسف على هيثم وابن خيبري لأنهما غائبان عن المطي تلك الليلة (¬2) وهذه الجملة أوردها سيبويه في ج 1 ص 355 في باب ما لا تغير فيه لا الأسماء عن حالها التي كانت عليها قبل أن =

ابن كلدة (¬1) وخيل لو كان لها فوارس والله المستعان على ما تصفون. والواجب أن أقول لنفسي وراءك أوسع لك (¬2) الصيف ضيعت اللبن (¬3) ¬

_ = تدخل لا. والمراد بأبي حسن علي بن أبي طالب] ض [وهو أحد الخلفاء الراشدين وباب مدينة العلم وكان مشهورًا بالشجاعة والفصاحة والتقوى قتل سنة 40 والمعنى لا أمثال على لها. والنحاة منهم من يؤول ذلك بتقدير مضاف وهو مثل. ومنهم من يؤول العلم باسم الجنس وذلك مبسوط في مواضعه من كتب النحو وزعم بعضهم أن هذه الجملة. شطر بيت من الكامل دخله الوقص وقال غيره أنها نثر من كلام عمر بن الخطاب في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ثم صار مثلًا للأمر المتعسر كما قال العلامة الخضري وفي النهاية ولسان العرب وفي حديث معاوية وقد جاءته مسألة مشكلة فقال معضلة ولا أبا حسن وفيهما من حديث عمر أعوذ بالله من كل معضلة ليس لها أبو حسن يريد المسألة الصعبة أو الخطة الضيقة المخارج وفي أسد الغابة والإصابة كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن. (¬1) الشكاة المرض والحارث بن كلدة الثقفي طبيب العرب في عصره وأحد الحكماء ولد قبل الإسلام وتوفي نحو سنة 50 وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمر من كانت به علة أن يأتيه فيتطبب عنده (¬2) ضبط في الأصل بكسر الكاف وهو مروي بالفتح والأمثال لا تغير والمعنى تأخر تجد مكانًا أوسع لك ويقال في ضده أمامك .. أي تقدم (¬3) في م ح ر فالصيف. وقد روى الصيف وروى في الصيف وضيعت بكسر التاء وأصل هذا المثل أن دختنوس بنت لقيط بن زراة كانت تحت عمرو بن عمرو بن عدس وكان شيخًا كبيرًا ففركته فطلقها في الصيف وتزوجت بفتى جميل الوجه وأجدبت فبعثت إلى عمرو تسأله حلوبة فقال في الصيف ضيعت اللبن فلما أخبرها الرسول بما قاله عمرو ضربت على منكب زوجها وقالت هذا ومذقه خير تعني أن هذا الزوج مع عدم اللبن خير من عمرو فذهبت كلمتاها مثلًا. يضرب الأول لمن يطلب شيئًا فوته على نفسه والثاني لمن قنع باليسير إذا لم يجد الخطير

ولا يكذب الرائد أهله (¬1) لو كان معي ملُ السقاء (¬2) لسلكت في الأرض المقاء (¬3) وسوف أذكر طرفًا مما أنا عليه غربت (¬4) بي العامة من شب إلى دب (¬5) يزعمون أني من أهل العلم وأنا منه خلو إلا ما شاء الله ومنزلتي إلى الجهال (¬6) أدنى منها إلى الرهط (¬7) العلماء ولن أكون مثل ¬

_ (¬1) الرائد الذي بتقدم القوم يبصر لهم الكلأ ومساقط الغيث وفي مجمع الأمثال أو موضع حرز يلجؤون إليه من عدو يطلبهم وهكذا رواه الميداني وفي اللسان الرائد لا يكذب أهله يضرب للذي لا يكذب إذا حدث وإنما قيل له ذلك لأنه إن لم يصدقهم فقد غرر بهم أي وإن كان كاذبًا لا يكذب أهله حتى يضرهم (¬2) السقاء ظرف الماء من الجلد وقيل القرية للماء واللبن (¬3) يقال مفازة مقاء بعيدة ما بين الطرفين وكل تباعد بين شيئين مقق (¬4) في م ك ر غريب في العامة والصواب غربت بي أي أولعت والعامة خلاف الخاصة سميت بذلك لأنها تعم بالشر أو لكثرتهم وعمومهم في البلد (¬5) يقال من شُب إلى دُب بفتح الباء ومن شُبٍ إلى دبٍ بالكسر والتنوين أي من لدن شببت إلى دببت على العصا أي مشيت مشيًا رويدًا تجعل ذلك بمنزلة الإسم بإدخال من عليه وإن كان في الأصل فعلًا يقال ذلك للرجل والمرأة وقد روى المثل أعييتني من شب إلى دب بالوجهين واستشكل ذلك لأن شب ودب فعلان لازمان لا يبني منهما فعل مجهول وأجاب بعضهم بأن شب هنا بمعنى أظهر يقال شعرها يشب لونها أي يظهره كأنهم أرادوا أعييتني من لدن قيل أظهر أي ولد وظهر للرائين وبني دب على سبيل الإتباع والمزاوجة لأنه لا يتعدى (¬6) في ر إلى الجهلاء (¬7) الرهط عدد يجمع من ثلاثة إلى عشرة وقيل ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه. وهذا سبيل أبي العلاء في نظمه ونثره قال في لزوم مذلًا يلزم يزورني القوم هذا أرضه يمن ... من البلاد وهذا داره الطبس قالوا سمعنا حديثًا عنك قلت لهم ... لا يبعد الله إلا معشرًا لبسوا =

الربداء (¬1) أَزعم في الإِبل أنني طائر وفي الطير أنني بعير سائر والتمويه (¬2) خلق ذميم ولكني ضب (¬3) لا أحمل ولا أطير ولا ثمني في البيع خطير (¬4) أقتنع ¬

_ = يبغون مني معنى لست أحسنه ... فإن صدقت عرتهم أوجه عبس ماذا تريدون لا مال تيسر لي ... فيستماح ولا علم فيقتبس أتسألون جهولًا أن يفيدكم ... وتحلبون سفيًا ضرعها يبس وقال: أقررت بالجهل وادعى فهمي ... قوم فأمري وأمرهم عجب وقال: من يبغ عندي نحوًا أو يرد لغة ... فما يساعف من هذا ولا هذي وقال: أطلبتموا دبًا لدي ولم أزال ... منه أعاني الحجر والتفليا وقال في رسالته إلى أبي نصر صدقة بن يوسف الفلاحي: وأن العامة عهدتني في صدر العمر استصحب شيئًا من أساطير الأولين فقالت عالم والناطق بذلك هو الظالم .. وقال في رسالة الغفران وأني لمكذوب عليه كما كذبت العرب على الغول .. يظن أني من أهل العلم وما أنا له بالصاحب ولا الخلم .. (¬1) الربداء النعامة وفي ح الرئال وهو جمع رأل ولد النعام وفي المثل. مثل النعامة لا طير ولا جمل يضرب لمن لا يحكم له بخير ولا شر. قال الجاحظ في كتاب الحيوان ج 4 ص 106 وفي النعامة أنها لا طائر ولا بعير وفيها من جهة المقسم والخزامة والشق الذي في أنفه ما للبعير وفيها من الريش والجناحين والذنب والمنقار ما للطائر ثم قال قال يحيي بن نوفل فأنت كساقط بين الحشايا ... تصير إلى الخبيث من المصير ومثل نعامة تدعى بعيرًا ... تعاظمها إذا ما قيل طيري فإن قيل احملي قالت فإني ... من الطير المربة بالو كور وفي كتاب الحيوان. والعقد الفريد ج 3 ص 354 وحياة الحيوان ج 2 ص 499 والبيان والتبيين ج 2 ص 193 كثير مما يتعلق بالنعامة (¬2) التمويه التلبيس والمخادعة وموه باطله زينه وأراه في صورة الحق (¬3) الضب حيوان بري قال البغدادي الضب والورل والحرباء والوزغ كلها متناسبة في الخلق وفي المصباح الضب دابة تشبه الحرذون وهي أنواع فمنها ما هو على قدر الحرذون ومنها ما هو أكبر منه ومنها دون العنز وهو أعظمها (¬4) الخطير النبيل والرفيع

بالحُبلةِ والسحاء (¬1) وأتعوذ (¬2) من بِني ادم في مساء وضحاء وإذا خلوت في بيتي تعللت (¬3) وإن فارقت مأواي ضللت (¬4) وذكر (¬5) ابن حبيب (¬6) أنه يقال في المثل أحيرُ من ضب وذلك أنه إذا خرج (¬7) من بيته فأبعد لا يهتدي (¬8) أن يرجع إليه وقد علم الله تعالت كلمته (¬9) أنني لا أبتهج بأن أكون في الباطن استحق تثريبًا وأدعى في الظاهر أريبًا (¬10) ومثلي مثل ¬

_ (¬1) في روم بالحيلة وفي ك من الحيلة والصواب الحبلة وهي شجرة يأكلها الضباب يقال ضب حابل: يرعى الحبلة والسحاء نبت يأكله الضب ويقال ضب ساح حابل إذا رعى السحاء والحبلة. وبهذا يتبين لك أن كل ما أطال به م في تأويل الحبلة وتوجيهها بعيد عن السداد والمراد وقد تابعه عليه ك (¬2) في م ك والعوذ. عاذ به عوذًا لاذ به ولجأ إليه واعتصم وتعوذ بالله اعتصم. وقد نقل ابن أبي الدنيا عن أنس أنه قال أن الضب ليموت هزالًا من ظلم ابن آدم فلعل أبا العلاء يشير إلى هذا (¬3) تعلل بالأمر تشاغل به وتلهى. وتجزأ (¬4) مأوى كل حيوان سكنه والضلال نقيض الهدى والرشاد (¬5) في م ك ذكر (¬6) هو يونس بن حبيب الضبي كان أمام النحاة في عصره وكان عالمًا بالأدب أخذ عنه سيبويه والكسائي والفراء وغيرهم واختلف إليه أبو عبيدة أربعين سنة توفي سنة 187 (¬7) في الجميع إذا فارق بيته (¬8) في الجميع لم يهتد. وفي حياة الحيوان ج 2 ص 110 وفي طبعه النسيان وعدم الهداية وبه يضرب المثل في الحيرة ولذلك لا يحفر حجره إلا عند أكمة أو صخرة لئلا يضل عنه إذا خرج لطلب المطعم زاد الجاحظ في كتاب الحيوان أو لبعض الخوف وفي المثل أحير من ضب وأضل من ضب كما في مجمع الأمثال وحياة الحيوان (¬9) في الجميع تعالت قدرته (¬10) في رح أدبيًا والتثريب الاستقصاء في اللوم والتوبيخ والتعبير والأديب من الأدب وهو استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا أو الوقوف مع المستحسنات أو الظرف وحسن التناول. وإطلاقه على علوم العربية مولد حدث في الإسلام. والأديب العاقل والداهية البصير بالأمور

البيعة الدامرة (¬1) يجمع طوائف من المسيحية أنها تبرئ من الحمى أو من كذا وإنما هي جدُر قائمة لا تفرُقُ بين ملطس الهادم والمسِيْعةِ بيدالها جريّ (¬2) وسيان عندها صنُّ الوبر (¬3) وما تعتصر (¬4) من ذكي الورد واست بدعًا ممن كذِب عليه (¬5) وادعى له ما ليس عنده وقد ناديتُ بتكذيب القالة (¬6) نداء خص وعم واعتذرت (¬7) من التقصير إلى من هزلَ وجدّ واعترفت ¬

_ (¬1) في الجميع. تجمع. والبيعة الكنيسة والدامرة الهالكة (¬2) الملطس المعول الغليظ بكسر الحجارة وقد ذكره في اللزوم بقوله: قد يرفع الله الوضيع بنكبة ... كالنقع زار معاطسًا بملاطس والمسيعة خشبة ملساء يطين بها وفي م المبيعة وهو تحريف والهاجري البناء (¬3) الصن بول الوبر يخثر للأدوية وهو منتن جدًا والَوبر دويبة على قدر السنور غبراء أو بيضاء حسنة العينين شديدة الحياء تكون بالغور وقد تدجن في البيوت وتسمى غنم بني إسرائيل (¬4) ضبطت في الأصل بالبناء للمجهول وفي جميع النسخ يعتصر (¬5) في م ك وليس بدعًا من كذب عليه. والبدْع الشيء الذي يكون أولًا وفي القرآن الكريم: (قل ما كنت بدعًا من الرسل) أي ما كنت أول من أُرسل قد أُرسل قبلي رسل كثير وفي المصباح. وفلان بدع في هذا الأمر أي هو أول من فعله فيكون اسم فاعل بمعنى مبتدع. (¬6) القالة جمع قائل حكى ثعلب أنهم لقالة بالحق والقالة اسم من القول. والقالة القول الفاشي في الناس (¬7) في النسخ اختلاف في هذا الموضع ففي م ك واعترف بالجهالة عند من نقص وام واعتذرت .. ونقص وام لا وجه له وأن تكلف لتأويله الأستاذ الميمني. وقوله اير أي علا أو غلب. قال أبو العلاء: ولو ملأ السهى عينه مني ... اير على مدى زحل وزادا وأبرم الحيل جعله طاقين ثم فتله هذا هو الأصل ثم قيل ابرم الأمر إذا احكمه والنقض إفساد ما أبرمت يقال نقض الحبل والبناء والعهد

بالجهالة عند من نقص ومن أبرَّ وقد حرُم علي الكلام في هذه الأَشياء لأَني طلقتها طلاقًا بائنًا لا أملك فيه الرجعة (¬1) ودلك أني (¬2) وجدتها فوارك فقابلت فِرْكها بالصلف (¬3) وألقيت المرامي إلى النازع (¬4) وخليت الخطبَ لرقاةِ المنابر وكنت في عِدّانِ المهكة (¬5) أحَدُّ (¬6) إذا زاوَلتُ (¬7) الأدَبَ كأنني عار يعتمُّ (¬8) أو أقطع الكفين يتختم (¬9) وينبغي له أَدام ¬

_ (¬1) الرجعة بالفتح على الأفصح مراجعة الرجل أهله ويقال هو يملك الرجعة على زوجته وطلاق رجعى (¬2) في م ك ح وذلك لأني وفي ر لأنني (¬3) فرِ كت المرأة زوجها تفرَكه فِركًا وفَرْكًا ابغضته فهي فارك والجمع فوارك وصلفت المرأة صلفًا لم تحظ عند زوجها وصَلفها يصلفها أبغضها (¬4) المرامي جمع مرماة والمرماة سهم الأهداف والسهم الصغير الذي يتعلم فيه الرمي وهو أحقر السهام وأرذلها وقيل قدح عليه ريش وفي أسفله نصل مثل الأصبع وفيه أقوال كثيرة. والنازع الرامي (¬5) في م في عداد المهلة وفي ك في عداد الهمل] بعد إصلاحها [وفي رح في عدان المهملة وقد أطال م ك في تأويلها وتفسيرها بما لم يقرب من الحقيقة. والصواب ما في هذه النسخة والعدان يقال كان ذلك على عدان فرعون أو كسرى أو غيرهما أي على زمان .. والمهكة بفتح الميم وضمها مع سكون الهاء والضم أعلى مهكة الشباب وهي نفحته وامتلاؤه وارتواؤه وماؤه. والمهلة جاءت بمعنى العدة والتؤدة والسكينة والرفق والمهكة اليق بالمقام (¬6) هكذا ضبطت في الأصل ولعلها بمعنى امنع أو أحد بمعنى أغضب أو من الحدة وهي ما يعتري الإنسان من النزق والغضب وفي جميع النسخ أجد. (¬7) زاول الشيء حاوله وعالجه (¬8) في م ينضم وفي ك ر يتعمم ويعتم ويتعمم بلبس العمامة (¬9) الأقطع المقطوع اليد والخاتم حلقة ذات فص من غيرها وتختم بكذا والمراد أنه كان في عهد شبابه إذا حاول الأدب لا يستطيع أن يأتي بالجيد الكثير منه ولا يحسن أن يختار الملائم فمثله كمثل من يستر رأسه ويكشف سائر جسده ويبتغي أن يلبس الخاتم وهو مقطوع اليدين

الله تمكينه أن ذكرني عنده ذاكر أن يقول دُهرَّين (¬1) سعد القين إنما ذلك أجهل من صعل الدو (¬2) خال من الحلبة كخلوِ البوِ ولو كنت في جنّ (¬3) العمر كما قيل لكنت قد أُنسيت ونسيت (¬4) لأن حديثي (¬5) لا يجهل في لزوم عطني الضيق (¬6) وانقطاعي عن المعاشر ذهاب ¬

_ (¬1) في اللسان الدُ هدُر- الباطل ومنه قولهم دُ هدُ رَّ ينِ ودهدر به للرجل الكذوب وقال أبو زيد العرب تقول دهدُر أن لا يغنيان عنك شيئًا. وقد اختلفت كلمة العلماء في هذا المثل وأصله وموضع ذكره وإعرابه وكيفية رسمه فمنهم من كتبه ده درين وسعد القين ومنهم من كتبه دهدرين سعد القين ومنهم من رفع سعد ومنهم من نصبها ومنهم من ذكره في درر كالجوهري ومنهم من ذكره في دهدر كاللسان والقاموس وقالوا دُهدُرَّين اسم لبطَلَ كهيهات اسم لبعد والقين الحداد والمعنى بطل سعد الحداد لتشاغلهم عنه بالقحط فلا يستعجلونه. وقيل المعنى جمعت باطلًا إلى باطل يا سعد. فسعد منادي والقين صفته وهو مثل يضرب في الكذب وفيه كلام كثير مبسوط في الصحاح واللسان والتاج ومجمع الأمثال 1/ 244 وفي ر ح وسعد القين (¬2) الصعل الصغير الرأس ويقال للظليم صَعل لأنه صغير الرأس والدوَ الفلاة الواسعة (¬3) في الجميع خال كخلو والحلية ما تزين به من مصوغ المعدنيات والحجارة والبو ولد الناقة. وجلد الحوار يحشى تبنًا أو ثمامًا أو حشيشًا لتعطف عليه الناقة إذا مات ولدها ثم ثم يقرب إلى أم الفصيل لتر أمه فندر عليه (3) جن العمر أوله ينال كان ذلك في جن شبابه أي أوله أو جدته ونشاطه وفي جن صباه أي في حداثته وجن كل شيء أول شدته (¬4) النسيان ضد الذكر والحفظ وفي المصباح نسيت الشيء انساه نسيانًا مشترك بين معنيين أحدهما ترك الشيء على ذهول وغفلة وذلك خلاف الذكر له والثاني الترك على تعمد وعليه ولا تنسوا الفضل بينكم أي لا تقصدوا الترك والإهمال. ويتعدى بالهمزة والتضعيف وفي م ك أنسيت أو نسيت وفي ر أنسيت ونُسيت (¬5) الحديث الحبر. وما يحدث به المحدث (¬6) العطن للإبل كالوطن للناس ثم غلب على مبر كها حول الماء والمراد هنا منزلي

السيق (¬1) ولو أنني كما يظن لبلغت (¬2) ما اخترت وبرزت للأعين فما استترت وهو يروي البيت السائر لزهير: والستر دون الفاحشات ولا ... بلقاك دون الخير من ستر (¬3) وإنما ينال الرتب في الآداب من يباشرها بنفسه ويفني الزمن بدرسه ويستعين الزهلق والشعاع المتألق (¬4) ... لا هو العاجز ولا المحاجز. (¬5) ولا جثامة في الرحل مثلي ... ولا برِمٌ إذا أَمسى نووم (¬6) ¬

_ (¬1) في ر الشبق وفي ح ك الشيق وأصلها م فجعلها السيق. والسيق من السحاب ما طردته الريح كان فيه ماء أو لم يكن وفي الصحاح الذي يسوقه الريح وليس فيه ماء. والشبق الشديد الغلمة ولا يناسب هنا والشيق المشتاق (¬2) في م ك كما يظن لفعلت كما اخترت وفي ر كما تظن لبلغت ما اخبرت (¬3) وهذا البيت من قصيدة يمدح بها هرم بن سنان والمراد أن بينه وبين الفاحشات ستر من الحياء والتقي وليس بينه وبين الخير ستر يحجبه عنه (¬4) الزِهلق موضع النار من الفتيل. والسراج ما دام في القنديل والشعاع ضوء الشمسالذي تراه عند ذرورها كأنه الحبال أو القضبان مقبلة عليك إذا نظرت إليها والمتألق اللامع المضيء والمراد من يستعين بالنور والضياء وهو المبصر (¬5) في م ك ح ولا هو المحاجز والعاجز العضيف والمقصر عن الشيء واصل العجز التأخر عن الشيء وحصوله عند عجز الأمر أي مؤخره وصار في العرف اسمًا للقصور عن فعل الشيء وهو ضد القدرة والمحاجز المسالم (¬6) جثم الإنسان والطائر لزم مكانه فلم يبرح والجثامة البليد والنوام وفي الصحاح النؤوم الذي لا يسافر وفي الأساس جثامة لا ينهض للمكارم والرحل منزل الرجل ومسكنه. وبرم ضبطت بكسر الراء فهي من البرَم السامة والضجر وفي جميع النسخ بَرَم بفتحتين وهو الذي لا يدخل مع القوم في الميسر وفي ح امسى نزورًا والنزور القليل الكلام حتى تنزره أي تلح عليه. ويقال لكل شيء يقل نزور.

ومثله لا يسال مثلي للفائدة بل للامتحان والخبرة (¬1) فإن سكتُ جاز (¬2) أن يسبق إلى الظن الحسن لأنّ (¬3) السكوت سِتر يسبل على الجهول وما أحب أن نفترِيَ (¬4) على الظنون كما افترتِ الألسن في ذكرها أَني من أهل العلم وأحلف بجروة الكذوب (¬5) وهي إذا كانت لي أعز سكان الراكدة علي لأن آزِمَ صابةً أو مقرة (¬6) آثرُ لديَّ (¬7) من أن أتكلم في هذه (¬8) ¬

_ (¬1) الخبرة بكسر الخاء وضمها العلم بالشيء وبالكسر الاختبار (¬2) في ح اسكت (¬3) في م ران السكوت (¬4) في م ك يفتري (¬5) في م بمرُوّة وقد ذكر في ذيل الصفحة أنه تصحيف لم يهتد إليه وذكر وجهًا بعبدًا وفي ك بخزوة وذكر في الذيل أن أصله بمروة أو بحروة وفي ح بمروة. والجِرْوَة النفس ويقال ضرب لذلك الأمر جِرْوته أي صبر له ووطن عليه وضرب جروة نفسهِ كذلك وضرب على الأمر جروته وطن عليه نفسه والكذوب النفس لأنها تمني صاحبها الأماني وتخيل إليه من الآمال ما لا يكاد يكون. والمروءة العفة والإنسانية وكمال الرجولية والمروة المروءة. وقد اختلفت النسخ فيما بعد الكذوب ففي م لأن ارمي صابة أو مقرًا آثر لدي .. وفي ر ك لأن ارم ... وفي ح لأن آزم .. وفي هذه النسخة زيادة وهي إذا كانت .. وفي هذا الجملة شيء من الغموض ولعل فيها تخريفًا أو نقصًا. وسياق الكلام يدل على أن المراد واحلف بمروءة النفس الكذوب وهي أعز سكان الأرض علي وإن كانت ذات لَيّ أي مطل أو من لوى لسانه بكذا ليًا كناية عن الكذب والتخرص كما في قوله تعالى يلوون ألسنتهم بالكتاب. وقوله ليًا بألسنتهم أو ذات ألي من ألا يألوا ألِيًا إذا قصر أو نحو ذلك (¬6) آرم الأرم شدة العض بالفم كله وقيل أن بعض الشيء ثم يكرر عليه ولا يرسله ومعنى أرم على الرواية الثانية اكل. والصابة شجرة مرة جمعها صاب وقيل الصاب عصارة شجر مر والَمقر قيل نبات وقيل هو الصبر وقيل شبيه به وقيل السم (¬7) آثر أفضل وأكرم (¬8) في ح بهذه

القول في إياك

الصناعة كلمة وقد تكلفت الإجابة فإن أخطأتُ فمنبتُ الخطأ ومعدنه غاوٍ تعرضَ لما لا يحسنه وإن أصبت فلا أحمد علي إلا صابة رب دواء ينفع وصفه من ليس بآسٍ (¬1) وكلمة حكم (¬2) تسمع من حليف وَسواسٍ (¬3) ولا حول ولا قوة إلا بالله أن أنشدت شاهدًا من الشعر فيجوز أن يكون له أروى وإن ذكرت قلولًا من أقوال المتقدمين فلعله به أعرف واعتمادي على تفضله في الصفح عن الزلل واغتفاره. القول (¬4) في إياك (¬5) أما موضع الكاف فهو عارف بما قال الناس فيه والذي اعتقده مذهب ¬

_ (¬1) أي طبيب وفي م ينفع وصفه من ليس بناس (¬2) في ح كلمة حكمة (¬3) في م ح بعد وسواس. تمت الرسالة بحمد الله وعونه ولطفه وصونه والحمد لله على أفضاله وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه وآله أجمعين وفي ر بعد وسواس. وقل أعوذ برب الناس وهذا آخر ما سمح به القلم وأبرزت ما فيه اسم الكلم والحمد لله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب. (¬4) هذا جواب أول مسألة من المسائل التي سئل عنها (¬5) اختلفت كلمة العلماء في إياك على ستة أقوال فذهب الخليل إلى أن أيا اسم مضمر مضاف إلى الكاف وحكى عن المازني مثله قال سيبويه حدثني من لا أتَهم عن الخليل أنه سمع أعرابيًا يقول إذا بلغ الرجل الستين فاياه وأيا الشواب. ووقع الاسم الظاهر موقع الكاف مجرورًا بالإضافة يدل على أنها اسم في محل جر بالإضافة ورد هذا القول بأن المضمر لا يضاف. وقوله وايا الشواب محمول على الشذوذ. وذهب الأخفش إلى أن أيا اسم مضمر وما يأتي بعده من كاف أو ياء أو هاء حروف مجردة عن مذهب الأسمية جيء بها للدلالة على إعداد المضمر وأحوالهم لاحظ لها في الإعراب وذهب الزجاج إلى أن أيا اسم ظاهر يضاف إلى سائر المضمرات ورد هذا القول بأن الدليل قام على أن ايا ضمير. وذهب ابن كيسان إلى أن إياك بكمالها اسم ورد هذا بأنه لا يعرف في الأسماء الظاهرة أو المضمرة اسم يكون =

الخليل وأن الكاف في موضع جرٍ لأَنا وجدنا هذه اللفظة لا تنفرد بنفسها في حال وإنما هي مضافة إلى الظاهر أو المضمر وليست كافها مناسبة لكاف ذاك والنجاك ورويدك وأورأَيتك (¬1) لأَن هذه حروف تنفرد ¬

_ = آخره مرة كافًا ومرة هاء وتارة ياء وهو مذهب الكوفيين وذهب الفراء إلى أن الياء والكاف والهاء التي تلحق أيًا هي الأسماء وأيًا عماد لها لأنها هي الضمائر في مثل أكرمتني وأكرمتك وأكرمته فلما أريد فصلها عن العامل أما بالتقديم أو التأخير ولم تكن مما يقوم بنفسه لضعفها وقلتها دعمت بايا وجعلت وصلة إلى اللفظ بها فايا اسم ظاهر يتوصل به إلى المضمر على ما نقله ابن يعيش في شرح المفصل. وحرف زبد دعامة يعتمد عليه اللواحق على ما نقله السيوطي في همع الهوامع وقال ابن درستويه انه بين الظاهر والمضمر وقال ابن يعيش قال سيبويه أيا اسم لا ظاهر ولا مضمر بل هو مبهم كني به عن المنصوب وجعلت الكاف والياء والهاء بيانًا عن المقصود وليعلم المخاطب من الغائب ولا موضع لها من الإعراب ويعزي هذا القول إلى أبي الحسن الأخفش وذكر ابن هشام في المغني أن الكاف تكون حرف معنى لا محل له ومعناه الخطاب وهي اللاحقة لاسم الإشارة نحو ذلك وللضمير المنفصل المنصوب في قولهم إياك ونحوه ولبعض أسماء الأفعال نحو جهلك ورويدك والنجاءك ولأَ رأيت بمعنى أخبرني نحو أرأيتك هذا الذي كرمت علي قال هذا هو الصحيح وهذا البحث مبسوط في شرح الدسوقي على المغني ج اص 193 وفي شرح المفصل لابن يعيش ج 3 ص 98 وفي همع الهوامع ج 1 ص 61 وفي حاشية الخضري على الألفية ج 1 ص 89. (¬1) النجاءك بمعنى انج وهو بالمد وأصله مصدر نجا ينجو نجاه ثم استعمل اسم فعل أمر بمعنى انج فالكاف حرف خطاب. لأن الألف واللام والإضافة لا يجتمعان ورويد أصله ارود اروادا أي امهل إمهالًا فصغر ارواد بحذف زيادتيه وهي الهمزة والألف تصغير ترخيم ثم استعمل مصدرًا نائبًا عن فعله وهو ارود فرويد اسم فعل منقول عن المصر والكاف حرف خطاب ولا يجوز أن يكون ضميرًا مضافًا إليه اسم الفعل لأنه لا يضاف وأرأيت بمعنى =

فيقال ذا ورويد والنجا وأرأيت ويقال أن في مصحف ابن مسعود كافًا زائدة في الخط في كل أرأيت في القرآن مثل قوله عز وجل أرأَيت الذي يكذب بالدين وقوله أرأيت أن كذب وتولى وهو يروي قول الهذلي رويد عليًا جدَّ ما ثديُ أمهم ... إلينا ولكن ودهم متماين (¬1) ¬

_ = أخبرني. ومفعولها الأول هذا والذي بيان أو بدل من هذا والمفعول الثاني محذوف أي لم كرمته عليَّ وأنا خير منه ولو كانت للاستفهام الحقيقي لكان جوابها نعم أو لا. (¬1) هكذا رواه صاحب اللسان في رود. وفي مين ورواه في جد. متنابر والصواب الأول. وعلي حي من كنانة وجد قطع ويقال جد ثدي أمه وذلك إذا دعى عليه بالقطيعة ويقال ود فلان متماين إذا كان غير صادق الخلة قال الأزهري وتفسير البيت كأنه قال رويدك عليًا أي ارود بهم وأرفق بهم ثم قال جد ثدي أمهم إلينا أي بيننا وبينهم خؤوله رحم وقرابة من أمهم وهم منقطعون إلينا بها وإن كان في ودهم لنا مين أي كذب وملق ورواه ابن كيسان ولكن بعضهم متيامن وفسره أنه ذاهب إلى اليمن قال وهذا أحب إلى من متماين ورواه سيبويه ج 1 ص 124 ولكن بغضهم متماين وأروده شاهدًا على نصب علي برويد لأنه بدل من أورد وكذلك رواه الشنتمري وقال وصف قطيعة كانت بينهم وبين كنانة ووحشة على مابينهم من القرابة والأخوة وعلي حي من كنانة بين خزيمة ابن مدركة والشاعر من هذيل بن مدركة فيقول أمهلهم حتى يؤبوا إلينا بودهم ويرجعوا عماهم عليه من قطيعتهم وبغضهم فقطيعتهم لنا على غير أصل وبغضهم أيانا لا حقيقة له. ورواه ابن يعيش في شرح المفصل ج 2 ص 40 ولكن بعضهم متماين وهذا البيت لمالك بن خالد من قصيدة مذكورة في أشعار الهذليين ويقال أنها للمعضل. وعلي ابن مسعود الأزدي كان أخا عبد مناة بن كنانة من أمه قال شارحها: فلما مات عبد مناة حضن ولده فنسبوا إليه ويقال للرجل إذا لم يصل قرابته ورحمه جد ثدي أمه إلينا أي ثدي أمهم عندنا محدد أي مقطوع وروايته بغضهم متماين قال متقادم متباعد ورواه الجمحي ودهم متمائن وفسر متمائن بقديم ص 155

وقول الراجز إذا أخذتَ النهب فالنجا النجا ... أخشى عليك طالبًا سفنّجا (¬1) فانفراد هذه الأشياء دل على أن مجيء الكاف بعدها إذا كانت غير واقعة موقع المعربات إنما هو للمخاطبة وأَما وزن إيا فإن المتقدمين الذين وضعوا أحكام التصريف وزنوا الأفعال والأسماء (¬2) بالفاء والعين واللام فجعلوهن أصولًا في الأوزان (¬3) ولم يحتاجوا في الثلاثية إلى غيرهن فلما جازوا الثلثة رأَوا أَن يكرروا اللام وكانوا في تكريرها مضطرين وذلك ¬

_ (¬1) النهب الغنيمة والأخذ وبمعنى المنهوب تسمية بالمصدر والنجا السرعة نجا ينجو نجاه أسرع وقالوا النجاه النجاه والنجا النجا فمدوا وقصروا وهو مصدر منصوب بفعل مضمر أي انجوا النجا. وقالوا النجاءك والكاف فيه للخطاب. والسفنج السريع ورواه في اللسان أني أخاف طالبًا. (¬2) المراد بالأسماء الأسماء المتمكنة التي يمكن تصريفها واشتقاقها أما الأسماء المبنية مثل من وما. والحروف فلم يتعرض لهما بل قال ابن جني الحرف لاحظ له في التصريف والسبب في ذلك أن الصرفي يبحث عن الكلمات باعتبار الأحوال الطارئة عليها من كون بعضها زائدًا وبعضها أصليًا وكونها مصغرة أو منسوبة أو غير ذلك والحرف بمعزل عن ذلك. وكذلك الأسماء المبنية لندرة تصرفها ولذلك اقتصروا على الأسماء المتمكنة والأفعال. (¬3) وذلك لأن الأصل في وضع الكلمة أن تكون على ثلاثة أحرف حرف يبتدأ به وحرف يوقف عليه وحرف يكون واسطة بينهما. لأن المبتدأ به يجب أن يكون متحركًا والموقوف عليه يجب أن يكون ساكنًا فبينهما تناف في الصفة فكرهوا مقارنتهما ففصلوا بينهما. وهذا بالنظر إلى الوضع لا الاستعمال فقد تنقص الكلمة عن ثلاثة بحذف الفاء أو العين أو اللام كعد وقل وارم وقد ذكروا أن البناء الثلاثي في الكلام أكثر من الرباعي والرباعي أكثر من الخماسي ولذلك جعلت الأصول على قدره.

اصطلاح وقع بين أهل القياس لأنهم إذا قالوا وزن جملٍ فَعلٌ ووزن جذْع فِعل لم يحتاجوا إلى غير الحروف الثلاثة فإذا وزنوا جعفرًا ونحوه ضاقت الثلاثة إن تسعة فلزمهم أَن يجيئوا بحرف رابع فكرهوا أن يجعلوه فاءً من الفعل أو عينًا فيجيئوا ببناء مستنكر فأضافوا إلى اللام مثلها لأنه قد ورد مثل ذلك في الملحقة من الأسماء والأفعال كقولهم قردَ دٌ وشملل في مشيته (¬1) والذي عليه المتقدمون ألا يزنوا الحروف التي جاءت لمعنى (¬2) ولا الأسماء المضمرة لأنها لا تشتق فيحكم عليها بالحذف والسلامة من الزوائد أو كونها من المزيدات ولو قال قائل ما وزن أُنْ وهو الأمر من آنَ يؤون أي رفق في السير (¬3) لقيل وزنه فلْ وأصله أُفعل لأنه من باب قتل يقتل ولكن الهمزة لما تحركت في يؤون بحركة الواو استغنوا عن دخول ألف الوصل إذ كانت تدخل السكون ما بعدها وحذفت الواو (¬4) لأنها ساكنة لقيتها لامُ الفعل بعد أن سكنها حكم الأمر ولو نطق بذلك ¬

_ (¬1) القردد المكان الغليظ المرتفع وإنما أظهر التضعيف فيه لأنه ملحق بفعلل والملحق لا يدغم وهو مثال من الأسماء وشملل أسرع وشمر وقد أظهر التضعيف لأنه ملحق بدحرج وهو مثال من الأفعال (¬2) أي وضعت لمعنى وحروف المعاني هي الكلمات الموضوعة لمعان المقابلة للأسماء والأفعال كمن وما ولا وأما حروف المباني فهي التي تبني وتركب منها الكلمات وهي حروف الهجاء كزاي زيد ويائه وداله (¬3) ظاهر كلامه أن الأون الرفق في السير فقط وظاهر كلام الصحاح واللسان أنه الرفق عامة تقول أنت بالشيء وأنت عليه كلاهما رفقت فتأمل (¬4) أي في صيغة الأمر

على الأصل لقيل أُوْوُنْ بواوين الأولى منهما كانت همزة فجعلت واوًا كراهةً أَن نلتقي همزتان كما فعل بالهمزة الثانية في قولك اوتمن (¬1) لأن الواو والياء إذا كانتا بدلًا من الهمزة خرجتا من حكم القلب (¬2) ألا ترى أنك إذا أمرت من أوى يأوي قلت إِيوِ فلم تقلب وكذلك قالوا رُوْيةٌ فجعلوا الهمزة واوًا (¬3) ومن قال رُيّة في رؤية الزمه القياس أن يقول أُوُّ ¬

_ (¬1) القاعدة أن الهمزتين إذا اجتمعتا في كلمة واحدة وكانت الثانية ساكنة وجب قلبها حرفًا من جنس حركة ما قبلها كآدم من الأدمة أصله أأدم وايت فعل أمر من أتى يأتي. والأصل إِئت وأؤتمن فعل ماض مجهول ائتمن بهمزتين. (¬2) ظاهر كلام أبي العلاء أن حكمها ما ذكره سواء كان الانقلاب لازمًا أم غير لازم وقد فرق بينهما الرضى في شرح الشافية ج 1 ص 26 وج 3 ص 299 (¬3) إذا اجتمعت الواو والياءُ وكان السابق منهما ساكنًا قلبت الواو ياءً وأدغمت في الياء الثانية ويشترط لذلك أن يكونا في كلمة واحدة وأن يكون سكون السابق أصليًا وأن لا يكون ذلك السابق بدلًا غير لازم. فلا قلب في نحو يدعو لعدم اجتماعهما ولا في نحو يقضي وطرا لأنهما في كلمتين ولا في نحو ويل ويوم لأن السابق غير ساكن ولا في نحو قوي بسكون الواو مخفف قوي ولا في نحو روية مخفف رؤية بالهمز لعروض الاجتماع والسكون. وبعض العرب بقلب ويدغم رؤيا ورؤية فيقول رُيا ورُية ويقيس عليه بعض النحاة فيقول في تخفيف قوي قي وحكى الكسائي الإدغام في رويا إذا خفف وقرئ شاذًا إن كنتم للرويا تعبرون وقال ابن الجزري في النشر ج 1 ص 385 أن أبا جعفر قرأ رؤيا بإبدال الهمزة حرف مد بحسب حركة ما قبلها ثم ذكر اختلاف الرواة عنه في نبئنا ثم قال واجمع الرواة عنه على أنه إذا أبدل الهمزة واوًا في رويا والرؤيا وما جاء منه يقلب الواو ياء ويدغم الباء في الياء التي بعدها معاملة للعارض معاملة الأصلي وإذا خفف نحو رؤيا ورؤية ونؤي وادغم جاز الضم والكسر في الراء كما قالوا =

فيدغم وهذا النوع لم ينطق بمثله ولم يستعمل شيء منه على التمام ولو قال قائل ما وزن أَنا (¬1) من قولك أن خير منك لم يجب أن يمثل له ذلك بالفعل إِذ كانت هذه كلمة موضوعة بغير اشتقاق ولا يجوز أن يوزن إلا أن يكره على ذلك مجبر وكذلك نت وهو وهي وما جرى مجراهنَّ لما لم ينطق منهن بفعل وجب ألاَّ يُجرين مجرى زيد وعمر وقال وضرب. والناس في الاشتقاق فرقتان (¬2) فطائفة تقول إن الأسماء والأفعال ¬

_ = لي بالضم والكسر جمع الوي الضم على الأصل في جمع أفعل والكسر على الأصل المعروف وهو أن الضمة تقلب كسرة إذا كانت قبل ياء ساكنة وهذا البحث مبسوط في شرح الرضى على الشافية ج 3 ص 140 والجار بردي على الشافية وحاشيته ص 293. (¬1) أنا ضمير مرفوع منفصل والألف والنون هو الاسم عند البصريين والألف الأخيرة اتى بها في الوقف لبيان الحركة فهي كالهاء في اغزه وارمه واذا وصلت حذفتها كما تحذف الهاء في الوصل وذهب الكوفيون إلى أنها بكمالها الاسم لثبوت الألف في حالة الوصل ومنه قراءة نافع نا أحيي وقد قالوا أَنَه فوقفوا بالهاء. ومنهم من يسكن النون وصلًا ووقفًا فيقول أن فعلت وحكى الفراء آن فعلت بقلب الألف إلى موضع العين وأما أنت فالاسم منه الألف والنون وهي التي كنت للمتكلم زيدت عليها التاء للخطاب وهي حرف معنى مجرد من معنى الاسمية وذهب الكوفيون إلى أن التاء من أصل الكلمة والكلمة بكمالها اسم وأما هو فالضمير هو الاسم بكماله عند البصريين وعند الكوفيين الاسم الهاء وحدها والواو مزيدة وكذلك الخلاف في هي. والكلام في هذا ونحوه مستوفي شرح المفصل ج 3 ص 93 وجمع الجوامع للسيوطي 1/ 6 (¬2) ذهب قوم إلى أن الكلم بعضه مشتق وبعضه غير مشتق وآخرون إلى أن الكلم كله مشتق وطائفه إلى أن =

كلها مشتقة وطائفة تذهب إلى أن بعض الأسماء مشتق وبعضها ليس بمشتق فما الأفعال فيلزم أَصحاب القياس اشتقاقها كلها من أسماء الفاعلين ومن المصادر وأما الأسماء فبعضها مشتق من بعض ومن زعم أن الأسماء قبل الأفعال لزِمه ألا يجعل اسمًا مشتقًا من فعل على أن أهل هذا الشأن يسامحون بالعبارة في ذلك. واختلف المتأخرون في اشتقاق الحروف فقال بعضهم الحروف لا تشتق وقال آخرون بل لها اشتقاق وإنما ينبغي أن يطلق هذا على ما عدده منها ثلاثة أحرف فما زاد فأما ما عدده حرفان أو هو حرف واحد لا ينفرد فلا يمكن فيه ذلك إلا أن يحكموا على الحرف بعد إخراجه من الباب فيقولون إذا سمين الرجل بمن الخافضة ثم صغرناه فلابد أن نزيد فيه حرفًا كما فعلنا

______ = الكلم كله أصل وليس منه شيء أشتق من غيره ومذهب البصريين أن المصدر أصل والفعل والوصف فرعان مشتقان منه قال في شرح المفصل وأعلم أن الأفعال مشتقة من المصادر كما أن أسماء الفاعلين والمفعولين مشتقة منها وقال في الارتشاف الأصل في الاشتقاق أن يكون من المصادر وأصدق ما يكون في الأفعال المزيدة والصفات منها وأسماء المصادر والزمان والمكان ويغلب في العلم ويقل في أسماء الأجناس كغراب يمكن أن يشتق من الاغتراب ... ومذهب الكوفيين أن الأفعال هي الأصل والمصادر مشتقة منها وذهب ابن طلحة إلى أن كلًا من المصدر والفعل أصل بنفسه وليس أحدهما مشتقًا من الآخر. وذهب بعض البصريين إلى أن المصدر أصل الفعل والفعل أصل الوصف وتفصيل هذا المقام في شرح المفصل ج 1 ص 110 وجمع الجوامع ج 2 ص 213 والعلم الخفاق ص 19 والخضري على ابن عقيل ج 1 ص 286. فقول أبي العلاء اشتقاقها كلها من أسماء الفاعلين فيه نظر.

بدٍم ويٍد في التصغير فإذا قلنا في تحقير من بعد التسمينة بها مُنَيُّ ومُنَيْنٌ (¬1) وجب أن يقل وزن من فِعْ ووزن كم على هذا فَعْ ووزن رب فعل فإذا خفقت فوزنها فُع وأسماء الأضمار جرت عندهم مجرى الحروف المفردة في أنها لا توزن ولو فعلنا بأنا ما فعلنا بمن لجاز أن نقول وزنه فعل إلا أن ذلك خروج من الباب ومن قال مثل هذ في أنا لزمه أن يقول أنَّ أنت وزنه فعْتَ لأن التاء إنما دخلت للمخاطبة وقد يجوز إذا أخرجنا أنا من الباب أن يقال وزنها فعى لأن بعض العرب قد قال أن بسكون النون في معنى أنا وهذا ما لا يصح حتى يخرج الحرف من الباب كما أن قائلًا إذا قال لك ما وزن قد في قولك قد قام فلان لم يصح أن تزنها له حتى تخرجها من الباب فيضطرك إلى زيادة فيها تصغير أو جمع ¬

_ (¬1) ما هو على حرفين مما لا أصل له أو ما لا يعرف أصله مثل عن ومن وكم وأن الشرطية إذا سمى به ثم صغر يتمم فيُقال مني وكمي وأني وذلك أن هذه الحروف نقصت حرفًا وليس على نقصانها دليل من أي الحروف هو فتحمله على الأكثر وأكثر المحذوفات من الواو والياء. والواو ترجع في التصغير إلى الياء لاجتماعها مع ياء التصغير مثل أبي وأخي وبني فلما كانت تؤول إلى الياء جعلوا الزائد ياء من أول أمره نص على ذلك سيبويه ج 2 ص 123 وابن يعيش في شرح المفصل ج 5 ص 119 والرضى في شرح الشافية ج 1 ص 218 والسيوطي في جمع الجوامع ج 2 ص 187 ونقل عن ابن مالك وجهًا آخر وهو أن يضاعف الحرف الأخير من جنسه فيقال في من منين وعن عنين وهذا الوجه الثاني لا يتأتي فيما كان ثانية حرف علة مثل ما ولو وكي لأن المعتل يجب تضعيفه عند التسمية به قبل أن يصغر فلا يتأتى أن يزاد فيه حرف علة لغير التضعيف.

فأما أسماء الأضمار فجنسان متصلة ومنفصلة فالتاء في ضربت ليس لمدٍع أن يدعي أنها فاء من الفعل ولا عين ولا لام ولا أنها أُخذت من لفٍظ آخر فجعلت في هذا الموضع وكذلك أنا وأنت ما داما في باب الإضمار فلا يجوز أن يحكم عليهما بوزٍن كما لا يحكم أن تاء المتكلم هي التاء التي تلحق المضارع من ذوات الأربعة لأنها مضمونة ولا أن تاء المخاطب هي التاء التي تلحق المضارع المفتوح الأول لأنها مفتوحة (¬1) وكان واجبًا في حكم القياس أن يكون المنفصل في المضمرات بمنزلة المتصل لأنهم (¬2) توصلوا إلى انفصاله بأن جعلوا عدته أكثر من عدة المتصل ¬

_ (¬1) ذهب بعض المتقدمين إلى أن لفظ أن مركب من ألف أقوم ونون نقوم. وأنت مركب من ألف أقوم ونون نقوم وتاء تقوم وقد رد ذلك أبو حيان. جمع الجوامع ج 1 ص 60 (¬2) كذا في الأصل وظاهر سياق الكلام يدل على أن أصله. ألا أنهم توصلوا ... وقد قال بعض العلماء إنما أتى بالمضمرات كلها لضرب من الإيجاز واحترازًا من الإلباس. أما الإيجاز فظاهر لأنك تستغنى بالحرف الواحد عن الإسم بكمله فيكون ذلك الحرف كجزء من الإسم. وأما الإلباس فلأن الأسماء الظاهرة كثيرة الاشتراك فإذا قلت زبد فعل زبد جاز أن يتوهم في زيد الثاني أنه غير الأول وليس للأسماء الظاهرة أحوال تفترق بها إذا التبست وإنما يزيل الالتباس منها في كثير من أحوالها الصفات كزبد الطويل والرجل العالم والمضمرات لا لبس فيها فاستغنت عن الصفات لأن الأحوال المقترنة بها من حضور المتكلم والمخاطب وتقدم ذكر الغائب تغني عن الصفات وكان القياس أن تكون كلها متصلة لأنها أوجز لفظًا وأبلغ في التعريف وإنما أتى بالمنفصل لاختلاف مواقع الأسماء التي تضمر فبعضها يكون مبتدأ مثل أنت قائم أو هو كاتب والابتداء ليس له لفظ يتصل به الضمير فلذلك وجب أن يكون ضميره منفصلًا =

وليس موافقة (¬1) قولهم أنا لفظ أنىَ يأني (¬2) وما كان نحوه بدليٍل على أنه مشتق وكذلك قولهم أنت مشابه قولهم أنت من الأنيتِ (¬3) وهو نحو الطحير والضمير المنصوب جاٍر مجرى المرفوع فالكاف في ضربتك لا يجوز أن يحكم عليها بوزن ولا بأنها مأخوذة من شيء وإِياك جارية مجراها إلا أن إِياك مركبة من شيئين والكاف في ضربتك حرف واحد يسكن في الوقف ويحرك في الوصل فإذا سكن فهو شيء واحد وإذا ¬

_ = وبعضها يتقدم على عامله مثل إياك وإياه أكرمت ولا يتأتى أن يؤتى بالضمير متصلًا مع تقديمه. وبعضها يفصل بينه وبين عامله مثل ما ضربت إلا إياه أو إياك ولا يمكن إتصاله مع إلا. ويدلك على صحة هذا أن الإسم المجرور لما كان عامله لفظيًا ولا يجوز تقديمه عليه ولا فصله عنه لم يكن له إلا ضمير متصل والضمير المتصل أقل حروفًا من المنفصل ومنه ما كان على حرف واحد كالتاء في قمت والكاف في أكرمك طلبًا للإيجاز والاختصار وأما المنفصل فلا يكون إلا على حرفين فأكثر لأنه منفرد عن غيره فهو بمنزلة الاسم الظاهر في استقلاله بنفسه وعدم افتقاره إلى ما يتصل به ولا يمكن إفراد كلمة على حرف واحد وإذا ثبت أن الغاية من الإتيان بالضمير الاختصار والإيجاز وأن المتصل أخصر كان النطق بالمتصل أوجز وأوفى بالغاية ولذلك لا يستعمل المنفصل في المواضع التي يمكن أن يقع فيها المتصل وتحقيق هذا المبحث في كتاب سيبويه ج 1 ص 380 وشرح المفصل ج 3 ص 101 وجمع الجوامع ج 1 ص 62. (¬1) في الأصل موافقه (¬2) أي حان وأدرك (¬3) في الصحاح واللسان والتاج الأنيت الأنين أنت بأنت أنينًا وأنته الناس بأنتونه حسدوه فهو أنيت ومأنوت محسود والطحير النفس العالي والطحير من الصوت مثل الزحير أو فوقه والزحير إخراج الصوت والنفس بأنين عند عمل أو شدة. وقوله مشابه قولهم أنت أي مشابهه في لحروف فقط لأن أنت الضمير بكون النون وأنت الفعل بفتح النون إلا إذا كان مصدره جاءَ على فعل بفتح فسكون.

تحرك فهو شيئان حرف وحركة واحد الشيئين اللذين ركبت منهما إياك هو الكاف وحكمها في بنيتها لا في موضعها حكم الكاف في ضربتك (¬1) والشيء الآخر إيا وعددها أربعة أحرف لأن فيها تشديدًا يحكم على الحرف بأنه اثنان وقد خالفت المضمرات في الطول وذلك أنها لم تبلغ هذه العدة تقول هو فتجيء بها على حرفين واللغة الفصحى تحريك الواو ومن العرب من يُسكنُ الواو (¬2) كما قال النظار الأسدي كأنما هو حبشي مائلٌ ... عار عليه من تلادٍ هِدمان (¬3) وكلما طال الشيء قرب من الاشتقاق أعني من هذه الحروف التي وضعت للإضمار ولا أَمنع أن يشذ شيء من ذلك فأما إياك فخلافها قد وضح ومن زعم أن الكاف لا موضع لها كانت على قياس رأيه أبعد من الاشتقاق والوزن لأنها أَشد تحققًا بالمضمرات إذ كان المضمر لم تجر عادته أن يضافَ ومن زعم أن إياك مضافة فللسائل أن يسأله عن اشتقاقها كما ¬

_ (¬1) لأن الكاف في ضربتك موضعها النصب وفي إياك لا محل لها عند الجمهور ومحلها الجر بالإضافة على قول (¬2) مذهب البصريين أن هو وهي أصلان وتزاد الميم والألف والنون في المثنى والجمع فيقال هما هم هن وقال أبو علي كلها أصول ولم يجعل الميم والألف والنون زوائد ومذهب الكوفيين والزجاج وابن كيسان أن الضمير من هو وهي الهاء فقط والواو والياء زائدان كالبواقي لحذفهما في المثنى والجمع. وقد تسكن الهاء منهما بعد الواو والفاء وثم واللام وهمزة الاستفهام وكاف الجر وقد تسكن الواو والياء وهي لغة قيس وأسد وقد تشددان وهي لغة همدان. وقد تحذفان للضرورة (¬3) حبشي أسود كأنه من الحبشة المائل القائم المنتصب والمائل اللاطئ بالأرض ضد والتلاد القديم والهدم الثوب الخلق المرقع وقبل الكساء البالي من الصوف دون الثوب

يسأله عن اشتقاق معزي ووزنها إذا قال معزاك (¬1) والألفاظ تتقارب وتتفق في السمع وهي مختلفة في المعنى والوزن وليس ذلك في كل الألفاط وإنما هو في بعٍض دون بعض فإذا جرى الكلام في وزن أيًا قال القائل يجوز أن يكون على فعلى وألفها للتأنيث أو فعلىً وأَلفها للإلحاق أو إِفعل في وزن أصبع ثم يكون القياس مسلطًا بعد ذلك على اختيار أحد هذه الوجوه أو تسويته بينها في القوة. ¬

_ (¬1) المعز بسكون العين وفتحه قال أبو عبيدة السكون أقيس في العربية من الفتح وقد قرأ ابن كثير والبصريان وابن عامر بفتح العين وقرأ الباقون بالسكون ومعزى بكسر الميم وقد اجتمع فيها الميم مع ثلاثة أصول. والألف مع ثلاثة أصول وزيادة الميم أولًا مع ثلاثة أصول كثيرة ولكن لما ثبت مجيء معز بمعناه وقد ثبتت فيه الميم وسقطت الألف حكموا بأن الألف هي الزائدة والميم أصيلة فوزنه فِعلى لا مفعل وألفه للإلحاق بدرهم لا للتأنيث. وقد قال سيبويه ج 2 ص 9 وأما معزي فليس فيها إلا لغة واحدة تنون في النكرة وقال ص 107 وإن جاءت هذه الألف لغير التأنيث كسرت الحرف بعد ياء التصفير وصارت ياء وجرت هذه الألف في التحقير مجرى ألف مرمى لأنها كنون رعشن وهو قوله في معزى معيز كما ترى وفي أرطى أريط كما ترى .. والعرب تقول لا آتيك معزى الفزر أي أبدًا وموضع معزى نصب على الظرف أقامه مقام الدهر وهذا اتساع. وقال الأصمعي قلت لأبي عمرو بن العلاء معزى من المعز قال نعم واستيفاء هذا البحث في لسان العرب والصحاح وكتاب سيبويه وشرح الشافية للرضى ج 2 ص 340 وشرحها للحاربردي ص 204 وشرحها لشيخ الإسلام والسيد عبد الله ص 142 ومراد أبي العلاء من زعم أن أيًا من إياك مضافة إلى الضمير الذي بعدها فهي مثل معزي في وزنها وإضافتها إلى الكاف.

فمن قال أن أيًا فعلى وألفها للتأنيث فإنها تحتمل نوعين من الاشتقاق (¬1) أحدهما أن تكون من أوى فإذا كانت كذلك فأوى لها موضعان تكون من قولهم أويت إلى المنزل وتكون من قولهم أوَيت له أي رققت فإذا كان من أويت إلى المنزل جاز أن يعني بها النفس التي تأوي إلى الجسد وجاز أن يعني بها الجثة التي تأوي نفس الإنسان إليها وتكون من الباب الذي يسمى فيه الشيء بتسمية ما صاحبه أو جاوره (¬2) كما يقال للإناء كأس وللخمر كأس وظعينة للهودج وظعينة للمرأة وكما سميت المرأة بيتًا لأنها في البيت تكون قال الشاعر: ¬

_ (¬1) ذكرنا فيما سبق ستة مذاهب في أيا فقيل أنها الضمير وما بعدها دليل ما يراد به من متكلم أو مخاطب أو غيره وقيل أنها ضمير مضاف إلى ضمير وقيل وقيل .. وأيا على اختلاف هذه الأحوال ليست مشتقة من شيء .. وسئل أبو اسحق عن معنى قوله تعالى إياك نعبد ما تأويله فقال تأويله حقيقتك نعبد قال واشتقاقه من الآية التي هي العلامة قال ابن جني وهذا القول من أبي اسحق غير مرَضي لأن جميع الأسماء المضمرة مبني غير مشتق وقد قامت الأدلة على أن أبا اسم مضمر فيجب ألا يكون مشتقًا. وذهب أبو عبيدة وغيره إلى أنها مشتقة ثم اختلف هل اشتقاقها من لفظ أو من قوله فأو لذكراها إذا ما ذكرتها .. وقيل من الآية فتكون عينها ياء واختلف في وزنها فقيل إِفعل والأصل إِوْوَو اواوي وقيل فعيل إبوو أوإِوي وقيل فعول والأصل أوو. واوي وقيل فعلى والأصل اويا أو إِووي. وفيها سبع لغات قرئ بها تشديد الياء وتخفيفها مع الهمزة مكسورة ومفتوحة وإبدال الهمزة هاء مكسورة مع تشديد الياء وتخفيفها. ومفتوحة مع تخفيف الياء. والتشديد مع الكسر قراءة الجمهور هذا مجمل ما ذكره صاحب اللسان والصحاح وجمع الجوامع والتاج وزاد في القاموس إبدال الهمزة واوًا تقول وياك. وأبو العلاء ذكر وجوهًا واحتمالات أكثر من هذا كما ترى (¬2) أي من المجاز المرسل الذي علاقته المجاورة.

هنيئًا لأرباب البيوت بيوتهم ... وللعزب المسكين ما يلتمس (¬1) فأصل إبا على هذا القول إِوْ يا فقلبت الواو ياًء لسكونها وانكسار ما قبلها كما قلبت في قيٍل وعيٍد وأدغمت في الياء التي بعدها ولو بنيت من طويت اسمًا على مثال فعلى لقلت طِيا وكذلك من غويتُ ورويت غِيًا وريِّا ولا يمتنع أن تكون إيَّا في الأصل فُعلى فيكون أصلها أُوْ يا إلا أنهم لما قلبوا الواو إلى الياء لسكونها اختاروا لكسرة وهذا على قياس قولهم قرونُ ليٌّ في جمع قرن ألوى فيضمون اللام على الأصل ويكسرونها من أجل الياء كما أنك لو بنيت اسمًا على فُعٍل من طويتُ لجاز أن تقول طُيٌّ على الأصل وطِي فتكسر وذكر المازني أنك لو بنيت أسمًا على فُعُل من جاء يجيء لقلت جُييُء فإن خففت الهمزة جاز لك أن تضم وتكسر فتوقل جِيٌّ وُجي وهذا على قياس قول الخليل وسيبويه (¬2) فأما سعيد بن مسعدة فإنه إذا بنى اسمًا على ¬

_ (¬1) العزَب الذي لا أهل له أي لا زوج وزعم الشتمري أن عزبًا في الأصل مصدر وصف به ولا فعل له يجري عليه .. وفي المصباح واللسان ما يخالفه وفي اللسان العزب اسم للجمع كخادم وخدم ويتلمس يطلب أو يطلب مرة بعد أُخرى وهذا البيت أورده سيبويه ج 1 ص 160 شاهدًا على أن هنيئًا له كذا بدل من قوله ليهنئ له كذا. ولم يسم قائله. (¬2) قال سيبويه ج 2 ص 391 وتقول في فُعل من شوبت شي قلبت الواو ياءً حيث كانت ساكنة بعدها ياءٌ وكسرت الشين كما كسرت ناءُ عني وصادُ عصى كراهية الضمة مع الياء ... وقد ضم بعض العرب الأول. ثم قال وقالوا قرن ألوى وقرونُ لي سمعنا ذلك منهم.

فُعُل من ذوات الياء قلبها إلى الواو في الواحد دون الجمع (¬1) فيقول في فعل من البيع بوع ومعيشة عنده مفعَلة لا غير وهي عند الخليل وسيبويه مفعِلة ولا يمتنع أن تكون مَفعُلًة وسعيد بن مسعدة يذهب إلى أنه لوُ بني من العيش مثل مفعُلٍة لقال معوشة ومن ذهب إلى هذا الرأي ¬

_ (¬1) مذهب سيبويه أن مثل بيض جمع أبيض وعين جمع أعين أصله بيض بضم الفاء لأنه جمع أبيض وأبيض يجمع على فعل كأحمر وُحمر ولكن تقلب ضمة الفاء كسرة لتسلم الياء فيقال بيض ووافقه الأخفش على ذلك في الجمع واختلفا في غير الجمع المذكور فسيبويه بقلب الضمة كسرة لتسلم الياءُ والأخفش يبقى الضمة وبقلب الواو ياءٌ ويظهر الفرق بين القولين إذا بنينا فعلًا على وزن يرد من البيع فسيبويه يقلب الضمة كسرة لتسلم الياء ولا يقلب الياء واوًا لأن الواو أقل تغييرًا فيقول بيع والأخفش بعكس الأمر فيقلب الياء واوًا ويبقى الضمة فيقول بوع ومعيشة عند سيبويه يجوز أن يكون وزنها مفعلة بالكسر نقلت فيها الكسرة من الياء إلى العين ويجوز أن تكون مفعلة بالضم نقلت الضمة إلى ما قبل الياء ثم قلبت الضمة كسرة لتسلم الياء. ومعيشة عند الأخفش مفعلة بالكسر إذ لو كانت بالضم لزم أن تكون معوشة على مذهبه وأورد على سيبويه مضوفة في قول الهذلي فإنها مفعلة من ضاف ضيافة وأجاب بأنه شاذ والكلام في هذا مستوفي في شرح الجاربردي على الشافية ص 291 وشرح شيخ الإسلام ص 202 وشرح الرضى ج 3 ص 136 وشرح المفصل ج 10 ص 67، 81 وأما مؤونة فقيل أنها من مأن فهمزتها أصلية وقيل من مان يمون فهمزتها لإنضمام وأوها قال الجوهري تهمز ولا تهمز وهي فعولة وقال هي مفعلة من الأين وهو التعب والشدة وقال الخليل لو كانت مفعلة لكانت مثينة كمعيشة وعند الأخفش يجوز أن تكون مفعلة من الأين وقيل أنها مفعلة من الأون

أجاز أن تكون مؤونة مفعُلة من الأين ومضوفة مفعلة من ضاف يضيف في قول الهذلي: (¬1) وكنت إذا جاري دعا لمضوفٍة ... أشمرُ حتى ينصف الساق مئزري فأما قول العجاج (¬2) وقد نُرى إذِ الحياة حِيُّ ... وإذ زمانُ الناس دَغْفلي (¬3) ¬

_ (¬1) روى الجوهري هذا البيت لأبي جندب الهذلي وكذلك صاحب اللسان وهو من أحد عشر بيتًا مذكورة في أشعار الهذليين مع ترجمته ص 89 وأبو جندب ابن مرة من بني سعد بن هذيل وقد كان لمرة هذا عشرة أولاد كلهم شعراء دهاة سراع لا يدركون عدوًا وأُشدهم أبوجندب وكان ذا شر وبأس وكان قومه يسمونه المشؤوم وقد ذكر صاحب الأغاني طرفًا من أخباره في ترجمة أخيه أبي خراش ج 21 ص 44، ص 46. والمضوفة الأمر يشفق منه ويخاف وقد روى هذا البيت على ثلاثة أوجه المضوفة والمضيفة والمضافة. وشمر ازاره وثوبه رفعه ونصف الازار ساقه يَنصفها إذا بلغ نصفها والمئزر الإِزار وهو ما يستر أسفل البدن وفي هذه النسخة ميزري بالياء وفي رواية الصحاح واللسان في غير موضع وشرح المفصل مئزري بالهمز. ونص ابن جماعة في حاشية الشافية على أنه مهموز ولذلك صححنا هذه النسخة وفي أشعار الهذليين إذا جار دعا. والجار المجاور والذي أجرته من أن يظلمه ظالم وهو المراد هنا والمعنى إذا دعاني جاري لحادث أو نائبة شمرت عن ساقي وقمت في نصرته (¬2) العجاج هو عبد الله بن رؤية التميمي كان شاعرًا راجزًا وهو أول من رفع شأن الرجز وشبهه بالقصيد وهو والد رؤية الراجز المشهور ولد في الجاهلية ثم أسلم وعاش إلى أيام عبد الملك وتوفي نحو سنة 90 (¬3) هكذا في هذه النسخة ورواه الجوهري وقد ترى إذ وهو كذلك في ديوان العجاج المطبوع في ليبسغ. ورواه في اللسان في حيي. كأنها إذ الحياة .. ورواه في دغفل وقد ترى إذا الجنى جني. وقال قوله إذا الجنى جَنيَ كما تقول إذا الزمانَ زمان =

فالحي الحياة والمعنى إذا الحياة حياة كما تقول إذ الناس ناس ويجوز أن يكون حِيّ على فعٍل أو على فُعل ثم كسرت الحاء لأجل الياء وكان الفراء يزعم أن الحي جمع حياة على حدفولهم خشبة وخُشب وأكمة وأكُم وساحة وسوح وكان يجيز الضم في الحاء كما قالوا قرون لُيٌّ على الأَصل ولِيٌّ لأجل الياء. والوجه الآخر في اشتقاق أيُّا أن يكون من همزة ويائين فيكون أصلها من أصل آية والآية العلامة والشخص ويقال خرج القوم بآيتهم أي علامتهم وجماعتهم. قال البرجُ بن مسهر (¬1) خرجنا من النقبين لا حي مثلنا ... بآيتنا نزجي العتاق المطافلا (¬2) ¬

_ = وجنى جمع جَناة مثل خشبة وخشب. والجنى ما يجني. قال الجوهري وزعموا أن الحِي بالكسر جمع الحياة وأنشد البيت الأول وقد ترى إذا الحياة حِمى وقال في دغفل وعام دغفل أي مخضب وأنشد البيت الثاني وفي اللسان والحِي بكسر الحاء جمع الحياة وقال ابن سيده الحِي الحياة زعموا. وأنشد البيتيَن ثم قال. قال الفراء كسروا أول حِي لئلا تتبدل الياء واوًا كما قالوا بيض وعين قال ابن بري الحياة والحيوان والحِي مصادر وتكون الحياة صفة كالحِي. (¬1) من شعراء طِي أحد المعمرين قيل أنه وفد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) كان نديمًا للحصين بن الحمام ثم نشبت بينهما حرب فأَصره الحصين ثم أطلقه فلحق ببلاد الروم فلم يعرف له خبر. السيوطي 98 (¬2) رواه في الصحاح واللسان ترجى اللقاح. والنقب الطريق أو الطريق الضيق في الجبل بآيتنا بجماعتنا نزجي نسوق وندفع والعتاق جمع عتيق وفرص عتيق رائع كريم والمطافل جمع مُطفل وهي ذات الطفل من الإنسان والوحش معها طفلها وهي قريبة عهد بالنتاج وكذلك الناقة وعلى رواية الصحاح واللسان اللقاح جمع لقوح ذوات الألبان من النوق وقيل غير ذلك.

وذلك راجع إلى العلامة لأن جماعة الشيء هي التي بها حقيقته وقيل للشخص آية لأنه الذي يعلم به حقيقة الإنسان وقالوا تأَييت بالمكان مثل تمكثت والمعنى أني غادرت به علامًة بنفسي وأظهرت فيه آيتي أي شخصي قال الكميت: (¬1) قف بالديار وقوف زائرْ ... ونأيّ إنك غير صاغر (¬2) وقالوا تآييت الشيء إذا تعمدت آيته (¬3) قال لبيد (¬4) فتآيا بطرير مرهف ... جفرة المحزم منه فسعل (¬5) فيكون معنى إياها هنا معنى الشخص والحقيقة وهو راجع إلى المعنى الأول فإذا قلت إياك أردت فالمعنى حقيقتك طلبت لأن شخص الإنسان حقيقته. ¬

_ (¬1) الكميت بن زيد بن خنيس الأسدي الكوفي كان شاعرًا عالمًا بآداب العرب وأخبارها وهو من أصحاب الملحمات وأشهر شعره الهاشميات وهي قصائد في مدح آل هاشم ويقال أن شعره أكثر من خمسة آلاف بيت توفي سنة 126 (¬2) تأي أي تلبث وتحبس وتوقف والصاغر الراضي بالذل والضيم (¬3) أي شخصه وقصدته (¬4) لبيد بن ربيعة بن مالك العامري أحد الشعراء الأشراف الفرسان وأصحاب المعلقات أدرك الإسلام وترك الشعر وكان كريمًا وقد نذر ألا تهب الصبا إلا أطعم توفي نحو سنة 41 (¬5) هذا البيت نسبه في اللسان. في أيا إلى لبيد ونسبه في جفر إلى الجعدي ولم يعزه في سعل إلى أحد ونسبه الجوهري في جفر إلى الجعدي تآيا تعمد وتصد وسهم طرير وسنان طرير: مطرور محدود وجُفرة كل شيء وسطه ومعظمه ومَحزِم الدابة ما جرى عليه حزامها. وقالوا رماه فسعل الدم أي ألقاه من صدره

ويجوز إذا قيل أن إِيا مركبة من همزة وياءين أن يكون اشتقاقها من أياة الشمس وأيائها (¬1) وهو ضوءُها فيراد بإِيا النفس التي بها ضياء الجسد ومتى خلا منها ذهب حسنه ونضارته قال الإِبادي: حلّت عليه إياةُ الشمس أوراقا واياة الشمس راجع إلى اشتقاق الآية لأَن فور الشمس علامة لها ولا يحكم على أن اياة الشمس مأخوذ من همزة وواو وياء لأَنها لو كانت كذلك وجب أن تصح الواو لعلة الياء إذ كانوا لا يجمعون بين علة العين واللام ولذلك قالوا قوِي (¬2) ورويَ فأصحوا الواو ولم يصحوها في خاف وبابه (¬3) لأنهم وجدوا الياء معتلًة في المضارع إذ قالوا يقوى ويرْوى فلو علوا الواو لخرجوا عن القياس ولا تجعل اياة الشمس مأخوذًا من همزة وياًء وواو لأنه مفقود في كلامهم الياء بعدها الواو فأما حيوَةُ وحيوَان فمن الشاذ (¬4) ولا تُحمل الأشياء على ما شذ ولكن تُحملُ على ما كثرو لا يمتنع ¬

_ (¬1) إيا الشمس وإياؤها وإياتها وأياتها نورها وضوؤها وحسنها وقد كان في الأصل وأيايها. (¬2) قوي فعل مضاعف أصله قَوِو. قلبت واوه الأخيرة ياء لتطرفها وانكسار ما قبلها فصارت قوي فلو قلبت الواو الأولى ألفًا لاجتمع إعلالان في كلمة واحدة وهذا لا يجوز عند الجمهور وقد ذكر الرضى في شرح الشافية ج 3 ص 93 إنهم جمعوا بين أكثر من إعلالين في كلمة واحدة وذلك نحو قولهم من أويت مثل إجزِد إِي وفيه ثلاث إعلالات ثم قال ولعلهم قالوا ذلك في الثلاثي من الاسم والفعل .. فراجعه (¬3) المراد ببابه كل فعل ثلاثي عينه واو مكسورة وليس الوصف منه على أفعل كخاف ومات (¬4) ذكرنا في المقدمة عند الكلام على ماء الحيوان أن سيبويه يجعل أصل حيوان حييان قلبت الياء الثانية واوًا وأن =

في هذا الباب أن تكون إِيا فعلى بالضم على ما تقدم ويقوّى ذلك زعم سيبويه أن ضِيزي فعلى بضم الفاء وأنهم فرُّوا إلى الكسرة لتصح الياء (¬1) وكذلك قال بعضهم الضيقي في معنى الضوقي (¬2) وقرأ مكوَزَةٌ الأعرابيُّ طيني لهم (¬3) وحسن مآب فإذا جعلت ألف إيا للإلحاق لم يمتنع أن يدَّعى فيها الضم فتكون مثل بهمي لأن الف بُهمى إذا صح قول العرب بهماة جعلت من الملحقات ولم يثبت ذلك وقلل بعضهم البهمي واحد وجمع ¬

_ = واو حيوان أصل عند المازني وأن حيوة شاذ. وفي هذا المقام كلام مفيد مبسوط في كتاب سيبويه ج 2 ص 394 وشرح الشافية للرضى ج 3 ص 73 والجاربردي ص 369. (¬1) خلاصة مذهب سيبويه أن فُعلى إذا كانت عينه ياء فإن كان اسما تقلب الياء واوًا كطوبى وكومى. وأن كان صفة تبقى الياء وتقلب الضمة التي قبلها كسرة كضيزي وحيكي فإنهما فُعلى بالضم لا فعلى بالكسر لأن فِعلى بالكسر لا تكون صفة وإنما قلبت الياء واوًا في الإسم دون الصفة للفرق بينهما وكانت الصفة أولى بالياء لثقلها وأورد عليه عِزْهاة وكيصي والكلام في هذا مستوفي في كتاب سيبويه ج 2 ص 321 و 371 وشرح الرضى على الشافية ج 3 ص 135 والجاربردي ص 291 (¬2) قال كراع الضوقَى جمع ضيقة قال ابن سيده ولا أدري كيف ذلك لأن فُعلى ليست من الجموع إلا أن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء كبهماة وبهمى وقد قالت امرأة لضرتها تساميها ما أنت بالُخورى ولا الضوقي حِرا الُخورى فُعلى من الخير والضوقى فُعلى من الضيق أصلها ضيقي فقلبت الياءُ واوًا من أجل الضمة فهي كالكومى من الكبس (¬3) مكوزة الأعرابي إنما كسر مكوزة الطاء لتسلم الياءُ كما صرح به الكشاف وحكى أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال قرأ علي أعرابي بالحرم طيبي لهم فأعدت فقلت طوبى فقال طيبي فأعدت فقلت طوبى فقال طيبي فلما طال علي قلت طوطو. فقال طي طي.

فالألف عنده للتأنيث (¬1) لأن فعلى بناء غلب على المؤنث وليس بجار مجرى ارطاٍة وعلقاٍة لأن الإلحاق كثر فَعلى (¬2) ¬

_ (¬1) البهمي نبت من خير أحرار البقول رطبًا ويابسًا يقال للجمع والواحد يُهمى والأَلف للتأنيث كما ذكره سيبويه ج 2 ص 9 وقال في ص 320 ولا يكون فُعلى والألف لغير التأنيث إلا أن بعضهم قال بُهماة واحدة وليس هذا بالمعروف. أي وعلى هذا تكون الألف للإِلحاق لا للتأنيث كما قال السيرافي وقال المبرد هذا لا يعرف ولا تكون ألف فعلي بالضم لغير التأنيث (¬2) الأزطى شجر ينبت بالرمل ينبت عصيًا من أصل واحد يطول قدر قامة وله نور مثل نور الخلاف ورائحة طيبة واحدته أرطاة وبها سمي الرجل وكني. والعلقي شجر تدوم خضرته على القيظ ولها أفنان طوال وورق لطاف قال الجوهري في الصحاح علقى نبت وقال سيبويه تكون واحدة وجمعًا والفه للتأنيث فلا ينون قال العجاج يصف ثورًا "فحطَّ في علَقى وفي مكسور" وقال غيره الفه للإلحاق وينون الواحدة علقاة ونقل ذلك عنه ملخصًا صاحب اللسان ونقل عن المحكم أن البيت يسنن في علقى .. ثم قال وقال ولم ينونه رؤبة. وقد قال سيبويه في ج 2 ص 9 في باب ما لحقته الألف في آخره .. وكذلك الأرطي كلهم يصرف وتذكيره مما يقويك على هذا التفسير وكذلك العلقى لأَنهم إذا انثوا قالوا علقاة وارطاة لأنهما ليستا ألفي تأنيث ثم قال وبعض العرب يؤنث العلقى فينزلها بمنزلة البهمى فيجعل الألف للتأنيث قال رؤية يسنن في علقى وفي مكور فلم ينونه. وقال في ص 12 ومن العرب من يؤنث علقى فلا ينون. وقال ص 107 في باب تصغير ما كان على ثلاثة أحرف ولحقته ألف التأنيث كحبلي وبشرى. وإن جاءت هذه الألف لغير التأنيث كسرت الحرف بعد ياء التصغير وصارت ياء وجرت هذه الألف في التحقير مجرى ألف مرمًى لأنها كنون رعشن وهو قوله في مِعزًى معيز كما ترى وفي أرطًى أربٍط كما ترى وفيمن قال علقًى عليٍق كما ترى .. وقال ص 320 وتلحق: الألف: رابعة لا زيادة في الحرف غيرها لغير التأنيث فيكون على فَعلي نحو عَلقي وتترى وأرطي ولا نعمله =

وحكى المازني أنه سمع أبا عبيدة يقول ما أكذب النحويين يزعمون أن التأنيث لا يدخل على التأنيث وأنا سمعت رؤبة بن العجاج يقول علقاة يعني الواحدة من العلقى وهو ضرب من الشجر مرّ ينبت في الرمل قال الشاعر يخاطب جمله فمت كمدًا أو كل على غير شهوٍة ... أفانين علقى مرّةٍ بأميل (¬1) الأميلُ رمل يتعقد ويستطيل فيكون أميالًا وربما كان مسيرة يومين أو ثلاثة وليس ما ذهب أبو عبيدة إليه مبطلًا مذهب النحويين لأن من قال علقاةٌ بالهاء جعل الألف لغير التأنيث فلا يلزمهم ما قال وإذا جعلت إيا على وزن أصبع وجب فيها من الاشتقاق ما وجب فيما قبلها إلا أن أحكامها مختلفة والقول الذي ذهب فيها أقوى لأنا إذا جعلناها على إفعٍل وجعلناها من أوى احتجنا إلى الجمع بين همزتين فتبدل الثانية ياءّ وإذا أُبدلت الهمزة كان القياس ألا تدغم لأنهم قالوا في الأمر من أوى يأوي إِيو فلم يدغموا وكذلك قال أكثر العرب رُيَةٌ لما خففوا رُؤيًة فلم يدغموا وقد قال بعضهم رُيّةٌ في رُوية وريةٌ أَيضًا فكسروا لأجل الياء فيكون أصل إيا إذا كانت على إِفعل من أوى إِئوى فجعلت ¬

_ = جاء وصفًا إلا بالهاء فكلامه يدل على ترجيح أن ألف علقي وأرطى للإلحاق ولو كانت للتأنيث لما قيل أرطى وعلقي منونتين لأن ألف الثانية لا تنون. ولما قيل في الواحد ارطاة لأن التأنيث لا يدخل على تأنيث. وللعلماء أقوال في هذا المقام ذكر معظمه في شرح المفصل ج 5 ص 28 واللسان في ارط وعلق وشرح الشافية للرضى 2/ 343. (¬1) الكمد هم وحزن لا يستطاع امضاؤه

الهمزة الثانية ياء بإجماع من العرب وأهل القياس (¬1) ثم بقيت الياء المبدلة واوًا لازمة وهما في كلمة واحدة فقلبت وإن كان أصلها غير ذلك كما قلبوا في مصدر احواوَيتُ فقالوا احوِياء والأصل احوِيواء (¬2) وكان يجب ¬

_ (¬1) لأن القاعدة أن الهمزتين إذا وقعتا في كلمة واحدة وكانت الثانية ساكنة وجب قلبها حرفًا من جنس حركة ما قبلها كراهة لاجتماع همزتين مع عسر النطق بالثانية ساكنة مثل آدم وإِيت فعل أمر من أتى وأوتمن فعل ماض مجهول ايتمن يأتمن والأَصل أدم وائت وأؤتمن فقلبت في آدم الفًا لفتح ما قبلها وفي ابت ياء لكسر ما قبلها وفي اوتمن واوًا لضم ما قبلها مع سكونها في الجميع. وإنما قلبت الثانية لأن الثقل حصل منها. وإنما دبرت بحركة ما قبلها لتناسب الحركة والحرف الذي بعدها فتخف الكلمة هذا هو الحكم الغالب وأما قراءة أؤتمن وائلافهم بتحقيق الهمزتين ابتداء فنادرة لا يقاس عليها وأما مثل ءأتمن زيد عمرًا فليس من هذا الباب لأن الهمزة الأُولى للاستفهام والثانية فاء الفعل فليستا من كلمة واحدة واستيفاء الكلام في هذا الموضوع في كتاب سيبويه ج 2 ص 68 أو الرضى على الشافية ج 3 ص 53 والجاربردي وابن جماعة ص 360 (¬2) اُلحَّوة سواد إلى الخضرة وقيل حمرة تضرب إلى السواد يقال حَوِي واحواوي وقيل واحووَّي أيضًا واحواوت الأرض اخضرت والفرس كان لونها كيتًا واحواوي افعالل من اُلحوَّة وأصله احواوو. ولم يدغم لسبق الإعلال على الإدغام ولكون الكلمة به أخف ومصدره أحوياء واحويواء ولم يذكر سيبويه إلا الأول. قال سيبويه ج 2 ص 391 وإذا قلت أحواويت فالمصدر أحوياء لأن الياء تقلبها كما قلبت واو ايام. وقد نظر سيبويه إلى أن المصدر أصل للفعل فلا يكون الياءُ فيه بدلًا من الألف في الفعل بل الألف في الفعل بدل من الياء في المصدر. ومن قال احويواء بلا قلب ولا إدغام فإنه نظر إلى أن الياء عارضة في المصدر للكسرة وأصلها الألف في احواوي فصارت لعروضها لا يعتديها كما لا يعتد بواو سوير وبويع لكونها بدلًا من الألف في ساير وبايع وذكر بعض الصرفيين أن احويوا ترك فيه الإدغام ليناسب فعله في صورته وذكر =

ألا تدغم هذه الياء كما لم تدغم الواو في سوير وبويع ولكن لما بنيت في المصدر وهو جاٍر مجرى الأسماء كان القلب فيها أولى وقد ذكر السيرافي أن قومًا من النحويين لا يدغمون في مصدر احواَاوَيت لأجل العلة الماضية والقول الأول أكثر ولو قال قائل في إفعٍل من أَوبت ايوى فلم يدغم لكان قد ذهب مذهبًا إلا أن النحويين ذكروا أنك إذا بنيت مِن أوى مِثلَ إِوزٍة قلت إِياةٌ فدل ذلك على أَنهم يرون إدغام الياء التي كانت همزًة واوزةٌ عندهم إفعلةٌ واستدلوا على أن الهمزة زائدة بقولهم وَزّ (¬1) وإذا قيل إِن إِبا على مثال أصبع وأنها مأخوذة من همزة وياءين ¬

_ = آخرون أن عدم القلب في سوير وبويع لخوف الالتباس بنحو سير المبني للمجهول في مثل قوله تعالى وإذا الجبال سيرت وقد قال سيبويه ج 2 ص 373 وسألت الخليل عن سوير وبويع ما منعهم أن يقلبوا الواو ياء فقال لأن هذه الواو ليست بلازمة ولا أصل وإنما صارت للضمة حين قلت فوعل ألا ترى أنك تقول ساير وبايع فلا تكون فيهما الواو .. راجع كتاب سيبويه وشروح الشافية للرضى ج 3 ص 120، 238 وشيخ الإسلام 195 وشرح المفصل ج 10 ص 120. (¬1) الإِوَز من طير الماء وقيل هو البط واحدته إِوزة ورجل إِوز قصير غليظ أو غليظ لحيم في غير طول. والأنثى إِوزة والوز البط واحدته وزة لغة في الأوز كما نص عليه الجوهري فالهمزة في أوز زائدة دون الحرف المضعف لقولهم وز بمعناه وأصل إِوزة إِوزَزَة على وزن إِفعلة نقلت حركة الزاي الأُولى إلى الواو ثم أُدغمت في الزاي الثانية فإذا بنيت من أوى مثل إِوزة قلت إِياة مدغمًا والأصل إِأوية قلبت الهمزة الثانية ياء لزومًا فصارت إِيوَيَة ثم قلبت الواو ياء وأُدغمت في الياء فصارت إبية تحركت الياءُ وانفتح ما قبلها فصارت إياه كذا في شرح الرضى للشافية ج 3 ص 299 والجاربردي 363 وشيخ الإسلام 260 وفيه أكثر من إعلالين فتأمل

اجتمعت فيها الهمزتان أولًا فجعلت الهمزةُ الثانية ياء وكان الإدغام واجبًا لأن المثلين التقيا ولمدّع أن يدعي أن أيا جائز أن يكون من الوأى من قولك فرسّ وأى وقد اختلفوا في معناه فقيل المجتمع الخلق المقتدرة وقيل هو الطويل (¬1) وقال أصحاب الاشتقاق الوأي الذي إذا نظرت إليه دَلَّك على أنه قويٌّ شديد الجري كأنه مأخوذ من وأيتُ أي وعدتُ أَي هو يعد (¬2) الجري فيكون أصله ايأي (¬3) وخففتِ الهمزة الثانية تخفيفًا لازمًا كما خففت في ¬

_ (¬1) لم أجد في اللسان والتاج والأساس والمصباح أن الوأي بمعنى الطويل وإنما قالوا الوأي من الدواب السريع المشدد الخلق. والفرس السريع المقتدر الخلق. والشديد. والضخم الواسع. وقال أبو عبيد في كتاب الخيل ص 118 والوأي المعتر الشديد الحبال الشهم الحديد وأبو العلاء ممن يوثق بنقله (¬2) في الأصل بعد الجري (¬3) هكذا في الأصل وحقه الأصل إِوء قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فصارت إِي ثم خففت الهمزة بأن قلبت ياء وادغمت في الياء صارت إَي. وقوله تخفيفًا لازمًا كما خففت في ذرية ونبي .. هو مذهب سيبويه قال في الكتاب ج 2 ص 170 وقالوا نبي وبرية فألزمها أهل التحقيق البدل وليس كل شيء نحوهما يفعل به ذا وإنما يؤخذ بالسمع. وقد بلغنا أن قومًا من أهل الحجاز من أهل التحقيق يحققون نبيء وبريئة وذلك قليل رديء فالبدل ههنا كالبدل في منسأة وليس بدل التخفيف وإن كان اللفظ واحدًا .. فكلام سيبويه وغيره من النحويين كالزمخشري القلب والإدغام في نبي وبرية ملتزم وقد أورد على هذا أن نافعًا يقرأ النبيء بالهمز في جميع القرآن وأن نافعًا وابن ذكوان يقرآن البريئة بالهمز فتحقيق الهمزة ثابت في القراآت السبع فقول سيبويه رديء: فيه نظر وأجاب بعضهم عن ذلك بأن المراد أنه قليل في كلام العرب رديء فيه لا أنه رديء في القياس وقيل لعل القراآت السبع عند سيبويه ليست متواترة وإلا لم يحكم =

ذرية ونبي لأن من كلامهم أن يتركوا الشيء الذي هو أصل في الكلمة فلا يستعملوه كما رفضوا همزة الخابية وهي من خبأت (¬1) وكما قالوا يرى (¬2) فلم يستعملوا الهمزة إلا عند ضرورة كما قال الشاعر: لما استبدَّ بهم شيحان مبتجح ... بالبين عنك بهم يرآك شأنا (¬3) ¬

_ = برداءة ما ثبت وأنه من القرآن الكريم. واعلم أن القراءة قسمان يؤدى باللفظ ولا يعرف من الخط كالمد والقصر وتخفيف الهمزة والإمالة والتفخيم. وقسم يعلم من الخط واللفظ جميعًا كوعدنا وواعدنا والقراآت السبع متواترة في النوع الثاني وأما النوع الأول فقال إلا كثرون متواترة أيضًا واختار ابن الحاجب عدم التواتر فيه فعلى قول الجمهور تخفيف الهمزة من المتواتر وعلى قول ابن الحاجب غير متواتر وعلى هذا القول يجب ألا يكون قول القراء أقل من غيرهم بل هو أولى لأنهم ناقلون عمن ثبتت عصمته من الغلط وهم أعدل من النحاة فالمصير إلى قولهم أولى. ولذلك لو قيل كثر ذلك في برية ونبي لكان أولى ولهذا قال ابن الحاجب في الشافية وقولهم التزم في نبي وبرية غير صحيح ولكنه كثير. (¬1) قال أبو منصور تزكت العرب الهمزة في اخبيت وخبيت وفي الخابية لأنها كثرت في كلامهم فاستثقلوا الهمزة فيها (¬2) يرى أصله يرأى كيرعى القيت حركة الهمزة التي هي عين الكلمة على الراء وحذفت والتزموا ذلك لكثرة الاستعمال حتى لا يجوز استعمال الأصل والرجوع إليه إلا للضرورة سواء أكان يرى من الرؤية أم من الرأي أو الرؤيا وقد التزم أيضًا في أرى يرى من باب أفعل وكل ما كان من تركيب رأى إذا زيد عليه حرف آخر لبناء صيغة وسكن راؤه وجب حذف همزته بعد نقل حركتها إلا مر أي ومرآه وذلك لكثرة الاستعمال راجع الرضي على الشافية ج 3 ص 41 شيخ الإسلام 176 وابن جماعة والجاربردي 254 وشرح المفصل 10 ص 110 (¬3) هذا البيت رواه في اللسان في بجح. ثم استمر بها شيحان .. بالبين عنك بما يرآك شنآنا ورواه في شيخ لما استمر بها ... بها يرآك .. ورواه =

الشيحان المجد في الأمور شآن فعال من الشأن من قولك شأن شأنًة إذا فعل فعلًة وإنما يذكر مثل هذا لأنه يجوز أن يقال والذي مضى في أول الاشتقاق هو القياس وأماما ذكره أبو عبد الله بن خالويه -رحمه الله (¬1) -في إيا فقول يشبه أقوال النحويين إلا أنه يلزمه مثل ذلك في جميع ما ينطق به من الكلام لأن القائل لو قال أصل أرطى راء ساكنة فلم يمكن النطق بها فأضافوا إليها طاء وزادوا في أولها الهمزة لسكونها وزادوا الالف في آخرها لبعد الصوت لكان مثل ما قيل في أيا وأصل النطق والله أعلم الهام سبق من الله سبحانه لأول الناطقين (¬2) فقال القائل من العجم والعرب على حسب ما ركب فيه ¬

_ = في شرح المفصل كرواية اللسان الأولى ورواه أبو زيد في النوادر من ثلاثة أبيات ص 184 لما استمر بها .. بالبين عنك بما يرآك وفي رواية الجميع استمر بها .. شنآنا والضمير بعود إلى الدنيا في بيت قبله وهو: إذ نحن في غرة الدنيا وبهجتها ... والدار جامعة أزمان أزمانا لما استمر بها شيحان قال أبو زيد رجل شيحان فسروه تفسيرين أحدهما أنه الجاد في أمره والآخر الغيور السيء الخلق. والمتبجح المفتخر وأورده في اللسان شاهدًا على أن التبجح بمعنى فرح وقد فسر أبو العلاء شآنا على روايته والشنآن على رواية غيره البغض ورجل شنآن بغيض وقال أبو حاتم: مبتجحًا ومبتجح. (¬1) أبو عبد الله الحسين بن خالويه كان كبيرًا في اللغة والنحو أصله من همذان ودخل بغداد وأقام في حلب عند سيف الدولة وتوفي فيها سنة 370 وله شرح مقصورة ابن دريد. ليس في كلام العرب والجمل في النحو وغيرها (¬2) اختلفت كلمة العلماء في واضع اللغة فقيل أنها كلها وحي وتوقيف وقيل أنها وضع واصطلاح وقال أبو إسحق الاسفرائيني أن القدر الذي يدعو به الإنسان غيره إلى التواضع

وهو غير عالم بما نطق ولا منتقل في ذلك من رتبة إلى رتبة فكان القائل في أول البدء قام وجلس إنما هو كالغراب إذا تعب وكالفرس إذا صهل وإنما الفائدة فيما شرحه النحويون الدلالة على قدرة الله سبحانه لا أن ذلك وقع من العرب باعتماد ومثل ذلك مثل الأعضاء التي يذكر الأطباء حالها في الشرح فتدل على قدرةٍ من الله عظيمة والرجل يولد له الولد وهو جاهل بذلك كله وأما المطالبة بأن تكون الهمزة إذا كان الأمر على ما ذكره أبو عبد الله (¬1) بهمزة وصل فلا تلزم بوجه لأنه ليس سكون الأول من الأصول علةً لاجتلابهم ألف الوصل في كل السوا كن بل قد يزيدون ألف الوصل تارة وألف القطع أخرى والهمزة المقطوعة في الأسماء التي ¬

_ = يثبت توقيفًا وما عداه يجوز أن يثبت بكل واحد من الطريقين والمعتزلة على أن اللغات بأسرها تثبت اصطلاحًا. (¬1) لم يتسن لنا الاطلاع على ما قاله ابن خالويه في هذا الشأن والظاهر من كلام أبي العلاء وتمثيله بارطى أن ابن خالويه يقول أصل ايا. ياء ساكنة ثم أضيف إليها ياه ثانية ليمكن النطق بها ثم زيد في أولها همزة لسكونها ثم زيد في آخرها الف لبعد الصوت فقال أبو العلاء هذا يلزمه في كل كلمة ينطق بها تكون على هذا الشكل. ويدل أيضًا على أن هذه الزيادات من وضع البشر وأبو العلا يذهب إلى أن واضع اللغة هو الله والنحاة يدلون بما يذكون من التوجيه والتعليل على قدرة الله وحكمته ولا يلزم ابن خالويه على قوله هذا أن تكون الهمزة همزة وصل لأن كثيرًا من الكلمات دخلت عليها همزة قطع في أولها وما بعدها حرف ساكن بل هي أكثر من الكلمات التي دخلت عليها همزة الوصل ومعناه أن دخول الهمزة في أول الكلمة إذا كان ما بعدها ساكنًا لا يوجب أن تكون الهمزة همزة وصل بل تكون للوصل والقطع وهو أكثر من الأول هذا خلاصة ما يقوله أبو العلاء

ليست جارية على الأفعال أكثر من همزة الوصل إذ كانت الهمزة الموصولة دخلت على أسماء معدودة وهمزة القطع لحقت اسماءً لا يدركها العدد فافتنوا فيها بالحركات الضمة والفتحة والكسرة فقالوا في المضمومة أبلم واترج وأسلوب وأسكوب (¬1) وقالوا في المفتوحة أفكل وأيدع واحمر وأصفر (¬2) والمكسورة نحو إصبع وإسنام (¬3) وهو ضرب من الشجر فأوائل هذه الأسماء كلها إذا أخذ منه الأصلي ساكن وقد لحقها همزة القطع ولم يفتنوا في الف الوصل كافتنانهم في هذه الهمزة لأنها أمكن وأقوى وليس كل اسم سقط ممن آخره حرف أو من أوسطه تزاد فيه الف الوصل ولم تجئ مضمومة في الأسماء غير المتمكنة على أن أهل اللغة حكم بعضهم أسم في اسم فإن صح ذلك فهو شاذ (¬4) وهذه الهمزات ¬

_ (¬1) الأبلم بفتح الهمزة واللام وضمها وكسرها خوص المقل وأترج جمع أترجة قال السخاوي همزته زائدة وهي في الأصل أنزج والظاهر أنها محرفة عن أثرج والأسلوب الطريق. والفن. والاسكوب الهطلان الدائم وماء أسكوب جار (¬2) الأفكل رعدة تعلو الإنسان ولا فعل له وهمزته زائدة والأبدع الزعفران أو صبغ أحمر (¬3) في أصبع عشر لغات والمراد هنا ما كسرت همزته والاسنام قيل ثمر الحلي (¬4) اسم أصله سمو مشتق من السمو وهو الرفعة لأنه تنوبه ورفعه والمذاهب منه الواو فوزنه افع واختلف في تقدير أصله فقيل فعل كجذع وقيل فعل كقفل وهمزته همزة وصل وفيه أربع لغات إسم بالكسر واسم بالضم وسم وسم وفي المصباح فالناقص منه اللام ووزنه افع والهمزة عوض عنها وهو القياس أيضا لأنهم لو عوضوا موضع المحذوف لكان المحذوف أولى بالإثبات وذهب بعض الكوفيين إلى أن أصله وسم لأنه من الوسم وهو العلامة فحذفت الواو وهي فاء الكلمة وعوض عنها الهمزة وعلى هذا فوزنه اعل. وهذا ضعيف لأنه يصغر على سمي لأعلى وسيم ويجمع على أسماء لأعلى أوسام

المقطوعات كلها زوائد منها ما يستدل على زيادته بالاشتقاق ومنها ما يحكم عليه بغلبة الباب مثل أفكل يحكم على همزته بالزيادة لأن العادة جرت بأن يجيء هذا الباب كله مزيدًا في أوله ووضحت شواهد ذلك من الاشتقاق فدل قولهم الحمرة والحمر على أن همزة أحمر زائدة وحكموا على أن همزة افكلٍ كذلك لأنهم الحقوه بالباب المطرد وأن كانوا لم يقولوا الفكل ولا الفكل (¬1) ولم يصرفوا منه الفعل فيقولوا فكل (¬2) وجرى ¬

_ (¬1) كذا في الأصل ولعل الأصل الفكل والفكل الأولى جمع والثانية مصدر (¬2) يريد أنهم استدلوا على زيادة الهمزة في أول الكلمة مع ثلاثة أصول بالاشتقاق كأحمر بزيادة همزته لأن بعدها ثلاثة أصول. ولأنها مشتقة من الحمرة وتجمع على حمر ولما كثر ذلك فيما علم بالاشتقاق كأحمر وأخضر وازرق وأصفر حملوا عليه ما لم يعرف اشتقاقه من هذا القبيل كأفكل فإنه حكم عليه بزيادة الهمزة لغلبة الباب وأن لم يكن له مصدر كالفكل ولا فعل كفكل ولا جمع على فكل كحمر وإنما جمعه أفاكل لأن افعل إذا كان أسما يجمع على أفاعل كأجدل وأحوص وإذا كان صفة يجمع على فعل كحمر وصفر قال سيبويه ج 2 ص 3 بعد أن ذكر نحو افكل ويرمع واعلم أن هذه اليا والألف لا تقع واحدة منها في أول حرف رابعة إلا وهي زائدة ألا ترى أنه ليس اسمع مثل أفكل يصرف وأن لم يكن له فعل يتصرف ومما يدلك أنها زائدة كثرة دخولها على بنات الثلاثة وكذلك الياء أيضا. وبعض المتقدمين خالفوا ذلك وقالوا ما لم نعلم بالاشتقاق زيادة همزة المصدر حكمنا باصالتها فقالوا افكل كجعفر ورد عليهم سيبويه بأننا إذا سمينا رجلا بافكل وجب منعه الصرف للعلمية ووزن افعل ولو كان وزنه فعللا لصرف وأيضًا لو كان فعللا لجاء في باب فعلل يفعلل فعللة ما أوله همزة. فتأمل

الاصطلاح (¬1) فيما سمع من كلامهم على أن الفات الوصل لا تدخل على الأسماء التي ليست جاريةً على الأفعال حتى تكون نواقص من أواخرها ولم يشد ذلك فيها إلا في قولهم ايمن على رأي البصريين لأنه اسم لم يحذف من آخر شي إلا أنه قليل التمكن في بابه وهمزات القطع ليست كذاك ¬

_ (¬1) ابتداء الكلام لا يكون إلا بمتحرك فإن كان أول الكلمة متحركا ابتدئ به ولا يحتاج إلى شيء آخر يتوصل به إلى الابتداء به وأن كان ساكنا احتيج إلى همزة الوصل وهذه الهمزة مكسورة لأنها جيء بها لدفع الابتداء بالساكن فناسب الكسرة لما بينها وبين السكون من التقابل والدليل على أن قياسها الكسر كثرة الاستعمال وأنهم لا يعدلون عنه إلا لعارض. وذلك فيما بعد ساكنه ضمة أصلية ومثل اقتل فإنها تضم لكراهة الانتقال من الكسرة إلى الضمة وبينهما حرف ساكن وليس في الكلام مثله وفتحت مع لام التعريف لكثرة الاستعمال فطلب التخفيف بفتحها وفتحت في أيمن لمناسبة التخفيف لأن الجملة القسمية يناسبها التخفيف لأنها مع جوابها في حكم جملة واحدة ولذلك حذف الخبر وجوبا في أيمن. ولعمرك وحذف النون من أيمن وهذا يكون في الأسماء والأفعال والحروف وهو في الأسماء سماعي وقياسي والسماعي في عشرة أسماء وهي ابن وابنة واببنم واسم واست واثنان واثنتان وامرؤ وامرأة وأيمن والقياسي في كل مصدر بعد الف ماضيه أربعة فصاعددا وهي أحد عشر بناء وهي ما كان على وزن انطلاق واجتماع واحمرار وحميرار واستخراج واعشيشاب واخرواط وقعنساس واسلنقاء واحر نجام واقشعرار. وأما الأفعال ففي أفعال هذه المصادر الأحد عشر ماضيا كان أو أمرا وفي صيغة أمر الثلاثي الذي لم يعتل من مضارعه الفاء والعين نحو عد وقل فإنهما لا يحتاجان إلى الهمزة لتحرك أولها. وأما الحرف ففي لام التعريف وميمه إذ التعريف باللام وحده والهمزة زائدة عند سيبويه وعند الخليل ال حرف ثنائي يفيد التعريف وهمزته أصلية للقطع وقد قالوا إن الهمزة في الأسماء العشرة السماعية عوض مما أصابها من الوهن =

لأنها تدخل على ذوات الثلاثة كثيرًا فربما لم يكن في الاسم زائد غيرها

______ = لأنها ثلاثية ضعيفة الخلقة وقد حذفت لاماتها نسيا أو هي في حكم المحذوف وهو وهن على وهن لأن المحذوف نسيا كالعدم فلما نهكت بالاعلال الذي حقه أن يكون في الفعل شابهت الأفعال فلحقتها همزة الوصل عوضًا عن المحذوف بدلالة عدم اجتماعهما في نحو بنوي فأصل ابن بنو. وابنة بنوة واسم سمو واست سته واثنان ثنيان وثنتان كذلك وتاؤه مبدلة من الياء وخرج عن ذلك ابنم وامرؤ وايمن أما ابنم فليس بمحذوف الآخر والميم بدل من اللام أي الواو على أنه قيل أن الميم زائدة كميم زرقم واللام محذوفة وأما امرؤ فليس بمحذوف الآخر أيضًا ولكن النون في ابنم والراء في امرئ تتبع حركتها حركة الاعراب بعدهما فصارتا كحرف الاعراب وأما أيمن فأن نونه تحذف كثيرًا كايم الله والقسم موضع التخفييف فصارت النون الثانية كالمعدوم هذا ملخص ما قيل في هذا الموضوع وتفصيله في شرح الرضى 2 ص 251 والجاربردي ص 163 ومنه يتضح أن قول أبي العلاء ولم يشذ إلا ايمن .. فيه نظر. وقوله على رأي البصريين ... أيمن عند سيبويه اسم مفرد موضوع للقسم مشتق من اليمن وهو البركة كأنهم اقسموا بيمن الله وبركته وهمزته للوصل والدليل عليه تجويز كسر همزته فقد حكى يونس ايمن الله بكسر الهمزة وإنما غلب فتحها لكثرة استعماله ويستبعد أن تكون الهمزة في الأصل مكسورة ثم فتحت تخفيفًا لعدم إفعل بكسر الهمزة في الأسماء والأفعال ولذا قالوا في الأمر انصر من نصر بضم الهمزة ويستبعد اصالة افعل في المفردات أيضًا وقيل أن هذا الاسم غير متمكن لا يستعمل إلا في القسم وحده فضارع الحرف بقلة تمكنه ففتح تشبيهًا بالهمزة اللاحقة لام التعريف. وقد تلاعبوا به فقالوا مرة أيمن الله ومرة أيم الله ومرة إيم الله ومرة م الله ومرة م ربي فلما حذفوه هذا الحذف المفرط واصاروه مرة على حرفين ومرة على حرف قوي شبه الحرف عليه ففتحوا همزته تشبيهًا بالهمزة الداخلة على لام التعريف وذهب الكوفيون إلى أن همزته قطع وأنه جمع يمين لا مفرد وسقطت همزته في الوصل لكثرة الاستعمال

وربما كان معها زيادة أخرى نحو قولهم إمليس وأملود (¬1) وهاتان الهمزتان الزائدتان للقطع والوصل دخلتا على الأسماء والأفعال والحروف فأما الف القطع فإنها دخلت على الأسماء الموضوعة أكثر من دخولها على الأسماء الجارية على الفعل إذ كانت لا توجد في اسم الفاعل وإنما توجد في ضرب واحد من المصادر وهو مصدر افعل مثل الإكرام والإحسان وأما الأفعال فإنها دخلت فيها إذا أراد المخبر أن يخبر عن نفسه وعم بذلك جميع أصناف الفعل ثلاثية ورباعية وما كان منه بزيادة أو متعريا من الزيادة (¬2) ودخلت في الحروف في مثل إن الخفيفة التي تجزم وأن التي تنصب الفعل وغيرهما من الحروف وأما همزة الوصل فدخلت على صنوف الكلام الثلاثة فأما الأسماء فكان دخولها في المصادر منها كثيرًا وذلك أنها لحقت ثلاثة أصناف من المصادر فالصنف الأول مصدر ما أصله ثلاثة وهو ثمانية أبنيةٍ إلا أنه مزيد ¬

_ = وهذا البحث مبسوط في شرح الكافية للرضي ج 2 ص 336، وشرحه للشافية ج 2 ص 251 - 254 وشرح المفصل ج 9 ص 92 والجاربردي 164 واللسان في يمن وسيبويه ج 2 ص 272. (¬1) الإمليس الأرض التي ليس بها شجر ولا يبيس ولا كلأ ولا نبات ولا يكون فيها وحش. قال في اللسان كأنه إفعيل من الملاسة أي أن الأرض ملساء لا شيء بها والأملود. الناعم رجل املود وامرأة املود من الملد وهو الشباب الناعم قال ابن جني همزة املود وإمليد ملحقة ببناء عسلوج وقمطير بدليل ما انضاف إليها من زيادة الواو والياء معها (¬2) يريد الهمزة الزائدة في أول المضارع الموضوع للمتكلم وحده مثل اكتب وادحرج واكرم وافرح واقاتل وانطلق واستخرج

فيه وذلك انفعل وافتعل واستفعل وافعو على وافعول وافعنلى وافعل وافعال وتاسع ملحق وهو افعنلل وافعنلى ملحق أيضًا والصنف الثاني ما كان من بنات الأربعة وهو بما آن افعلل مثل اقشعر وافعنلل مثل احر نجم والصنف الثالث همزة وصل تلحق مصدر تفاعلت وتفعلت وتفعللت (¬1) وما زيدت فيه هذه التاء وبعدها حرف يصلح أن يدعم فيه فتقول تدحرج تدحرجا وتطير تطيرًا وتثاقل تثاقلاً فإذا ادغمت هذه التاء فييما بعدها لحقت همزة الوصل ضرورة وفي الكتاب الزيز قالوا اطيرنا بك وبمن معك وقوله اثاقلتم إلى ¬

_ (¬1) الذي ذكره صاحب الشافية تفعل وتفاعل واقتصر عليهما صاحب المفصل وخلاصة هذا البححث أن تاء الماضي من باب تفعل وتفاعل تدغم في فاء الكلمة إذا كانت الفاء أحد الحروف الاثني عشر وهي التاء والثاء والجيم والدال والذال والزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظظاء فإذا وقع شيء من هذه الحروف بعد تاء تفعل أو تفاعل واردت الإدغام قلبت التاء حرفًا من جنس الحرف الذي بعدها وأدغمتها فيه نحو اترس واثاقل واجاءر وادارأ واذا كر وازين واسمع واشاجر واصابر واضارب واطير واظالم والأصل تترس وتثاقل وتجاءر وتطير وتظالم .. وإذا ادغمت صار الحرف الأول ساكنًا ولا يمكن الابتداء به فتأتي بهمزة الوصل فتقول في تزين ازين وفي تططير اطير وفي تثاقل اثاقل وفي تدارأ ادارأ وهكذا الباقي. وهذا الإدغام مطرد في الماضي والمضارع والأمر والمصدر واسمي الفاعل والمفعول هذا مجمل ما في شرح المفصل ج 10 ص 52، والرضى على الشافية ج 3 ص 291 والجاربردي 355 وكتاب سيبويه ج 2 ص 425 وقد قال سيبويه وتقول في المصدر ازبنا وادارأ وصريح كلامهم يدل على أن تفعال جاء مصدر التفعل كتحمل تحمالا وتملق تملاقا

الأرض فإنما الأصل تطيرنا وتثاقلتم فإذا اردت أن تنطق بمصدر اطيرنا وبابه فلك فيه وجهان أحدهما أن تجيء به على لفظ التطير فتقول اطير إطيرًا واثاقل اثاقلاً وكذلك حكي عن العرب أنها تقول اطوفت بالبيت اطوفًا (¬1) واثاقلت اثاقلاً والآخر أن تنبيه على التفعال لأن من العرب من يقول: تطيرت تطيارًا أو تفرق القوم تفر اقا وعلى هذا يروى بيت تأبط شرًا: (¬2) طيف ابنة الحر اذ كنا نواصلها ثم اجتنبت بها بعد التفراق وقال أبو زبيد الطائي: (¬3) فثار الزاجرون فزاد منهم ... تقرابًا وصادفه ضبيس فتقول على هذا في مصدر اطير واثاقل اطيار واثيقال وإن كان ¬

_ (¬1) والأصل تطوفت تطوفًا وفي اللسان والتاج اطوف اطوافًا والأصل تطوف تطوفًا والقياس ما قاله أبو العلاء وهو اطوفا وقد نقلناه عن سيبويه فلعل الألف التي بعد الواو زائدة من قلم الناسخ (¬2) هو ثابت بن جابر من مضر شاعر فحل معدود في الفتاك والعدائين توفي قبل الهجرة بنحو 80 عامًا وإنما لقب يتأبط شرًا لأنه تقلد سيفًا وخرج فقبل لأمه أين هو فقالت تأبط شرًا وخرج وقيل أن أمه قالت له في زمن الكمأة أن غلمان الحي يروحون على أهلهم بالكمأة فقال اعطني جرابا فذهب فملأه أفاعي وأتى متأبطًا به فألقاه بين يدي أمه فسعت الأفاعي في بيتها فهربت فقال لها نساء الحي ما الذي تأبطه ثابت اليوم فقالت تأبط شرًا. وقيل غير ذلك وهذا البيت لم أره في قصيدته القافية (¬3) هو حرملة بن ثابت وقد ذكر في غير هذا المكان. والضبيس الجبان والقليل الفطنة الذي لا يهتدي للحيلة والصعب العسر

اثاقلت ليس على وزن اطيرت ولكنهما يتساويان في المصادر ووزن اثيقال انفيعال (¬1) ووزن اطيار اتفعال وأما الافعال فإن ألف الوصل كثرت فيهن لأنها دخلت في الأمر بالثلاثية وفي أفعال هذه المصادر التي تقدم ذكرها وأما الحروف فإن الف الوصل لحقت لام التعريف لا غير فقالوا الرجل والأحمر وإذا تحرك ما بعد الف الوصل فسقوطها هو الوجه إلا أنهم قالوا إذا القوا حركة الهمزة على لام التعريف الحمر فاثبتوا لما كانت الحركة ليست أصلا وإنما هي منقولة من حرف إلى حرف وقد قال بعضهم لحمر فحذفوا الهمزتين همزة الوصل وهمزة القطع (¬2) وعلى هذا تجمل قراءة أبي عمرو عادًا لولى إنما هي الأولى فلما حركت اللام بحركة ¬

_ (¬1) في الأصل انفيعال (¬2) إذا دخلت أل على اسم في أوله همزة كأحمر واريد تخفيفه فالأكثر أن تحذف همزة أحمر وتقلى حركتها على اللام قبلها وتبقى همزة ال فيقال الحمر ولا تحذف وأن تحركت اللام بعدها لأن حركتها غير معتد بها لأنها عارضة فهي في حكم الساكن والأقل أن تحذف همزة الوصل للاستغناء عنها بحركة اللام وأن كانت عارضة فيقال لحمر وعلى الأقل جاء قراءة أبي عمرو ونافع عاد لولى لأن قياس اللغة القليلة بعد نقل حركة الهمزة إلى اللام وحذف همزة الوصل أن يقال عادن لولى بسكون التنوين واعتد بحركة اللام فأدغم التنوين في اللام فصارت عادلولى بتشديد اللام وأما اللغة الكثيرة فيجب تحريك التنوين كما كان قبل التخفيف ولا يدغم فيقال عادن لا ولى بكسر التنوين وحكى الكسائي والفراء أن من العرب من يقلب الهمزة لامًا في مثل هذا فيقول في الأحمر والأرض اللحمر واللرض ولا ينقل الحركة محافظة على سكون اللام والمعرفة. راجع الرضى 3 ص 52 والجاربردي ص 258 وشيخ الإسلام ص 129 وشرح المفصل ج 9 ص 115

الهمزة سقطت همزة الوصل وقوله قالوا الآن جئت بالحق وما كان مثله يجوز فيه قالوا أن بإظهار الواو (¬1) وقالوا لأن بحذفها فمن البتها كانت حجته إنها حذفت لالتقاء الساكنين فلما تحرك الساكن الذي حذفت للقائه وجب أن تثبت ومن حذفها فحجته أن الكلام بقي على حاله من قبل نقل حركة الهمزة إلى اللام ومن هذا الباب بيت أنشده الرماني: (¬2) وقد كنت تخفي حب سمراء حقبة ... فبح لأن منها بالذي أنت بائح (¬3) وقرأ بعض الإعراب هياك نعبد فهذا أبدل الهاء من الهمزة كما قالوا أما والله وهما والله وهرقت الماء وأرقت (¬4) وأنشد ¬

_ (¬1) لأن اللام متحركة فلم يلتق ساكنان (¬2) هو أبو الحسن علي بن عيسى الرماني أصله من سامراء ومولده ووفاته ببغداد وكان من كبار النجاة والمفسرين توفي سنة 384 وفي الصحاح واللسان وأنشده الأخفش (¬3) هذا البيت نسبه الجرجاوي في شرح شواهد ابن عقيل إلى عنترة العبسي. وهو عنترة بن عمرو ابن شداد العبسي أحد فرسان الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات وهو من أهل نجد توفي قبل الإسلام بنحو ربع قرن وقد وضعت قصة رائعة تشتمل على حروبه وشجاعته وحبه عبلة ابنة عمه وسمراء اسم امرأة والحقبة من الدهر مدة لا وقت لها والحقبة السنة وباح بالشيء أظهره. والشاهد في قوله لأن أصلها الآن نقلت حركة الهمزة الثانية إلى الساكن قبلها فالتقى ساكنان هي والسكون الذي بعدها فحذفت لالتقاء الساكنين ثم حذفت الهمزة الأولى للاستغناء عنها بتحرك ما بعدها وقيل أن لأن لغة في الآن (¬4) سمع من الغرب ابدال الهاء من الهمزة في مثل هرقت الماء وهرحت الدابة وهنرت الثوب وهردت الشيء والأصل ارقت وارحت وانرت واردت وفي هياك والأصل اياك قال مضرس بن ربعي الفعقسي: فهياك والأمر الذي أن توسعت ... موارده ضافت عليك المصادر وقد قرئ هياك نعبد وهيياك نستعين وقرئ اياك بفتح الهمزة وهياك بقلبها هاء وقالوا هما والله لقد كان كذا والأصل أما والله

الكسائي في كتابه في القرآن. (¬1) وأتت صواحبها فقلن هذا الذي ... منح المودة المودة غيرنا وجفانا يريد أذا الذي فجعل همزة الاستفهام هاء وأحكام هياك في الاشتقاق والهمز مثل أحكام إياك لأن الهاء مبدلة من الهمزة إلا أن من قال في إيا هي افعل لزمه أن يقول إذا ابدل الهمزة وزنها هفعل لأن النحويين يمثلون حروف الزوائد على جهاتها فيقولون وزن عثمان فعلان فيزيدون الألف والنون لأنهما زائدتان في عثمان وهفعل بناء مستنكر وقد ادعى بعض الناس أن قولهم في صفة الكلب هبلع (¬2) على وزن هفعل وأنه مشتق من البلع وليس يثبت مثل هذا ولو زعم زاعم أن هياك بناء آخر وأن الهاء غير مبدلة من الهمزة لجاز أن يكون اشتقاقه من الهوى الذي هو هوى النفس ومن الهواء الذي هو ¬

_ (¬1) هذا البيت أنشده اللحياني عن الكسائي لجميل بن معمر العذرى واللحياني أبو الحسن علي ابن حازم اللحياني كان من كبار أهل اللغة وكان أحفظ الناس للنوادر عن الكسائي والفراء والأحمر توفي سنة وجميل بن عبد الله بن معمر بن جناح العذري القضاعي صاحب بثينة الشاعر الغزل المبدع توفي نحو سنة 82 والكسائي أبو الحسن علي بن حمزة الأسدي الكوفي أحد القراء السبعة وأئمة النحو ومؤدب الرشيد توفي سنة 189 بالري وله كتب منها معاني القرآن. ومنها القراآت النوادر ومختصر في النحو وغيرها (¬2) الهبلع على وزن درهم الأكول والهبلع الكلب السلوقي وقد قال الأخفش أن هبلع للأكول من البلع وحكم بزيادة الهاء وخالفه العلماء في ذلك لعدم وضوح الاشتقاق ولمجيء درهم فلا تكون الهاء زائدة قال الرضى. وأكثر الناس على ما قال ابن جني وهو أن الهبلع فعلل لقلة زيادة الهاء

هواء الجو. لأن الفعل من ذلك هوي وهوى فإن بني منه فعلى أو فعلى فإنك تقول هيا وهيا ويجوز أن تكسر الهاء لجوار الياء كما كسرتها في قولك حي بالمكان أي حي فيه (¬1) ويجوز أن يكون قولهم هويت وهويت مأخوذًا من الهوة فيكون أصله من واوين إلا أنهم كرهوا اجتماعهما إذ كانوا لا يقولون هو وت وثقل عليهم في التثنية أن يقولوا هو وان فقلبوه إلى الياء ولس لقائل أن يقول هياك إذا كانت للمضمر من لفظ هو وهي (¬2) لأن ذينك وضعا للمرفوعات وليس تشديد من شددهما ¬

_ (¬1) هكذا جاءت لفظة حي بكسر الحاء وأصلها حي بضم الحاء مبنية للمجهول وقد قال ابن الحاجب في الشافية وكثر الإدغام في باب حي للمثلين وقد بكشر الفاء فأجاز الكسر في حي المبنى للفاعل إذا ادغمت. وأيده الشراح على ذلك حتى قال الجاربردي ص 279 وقد تكسر الفاء إذا ادغم فمنهم من يبقي فتحة الفاء للخفة ومنهم من يكسر للمناسبة كقولهم في جمع الوى لي بكسر اللام وضمها ثم فرق بين الفتحة في حي والضمة في لي. وتبعه المحشي على ذلك وقال الرضى في شرح الشافية ج 3 ص 116 قوله وقد تكسر الفاء يعني في حي المبنى للفاعل. والظاهر أنه غلط نقله عن المفصل وإنما أورد سيبويه في المبنى للمفعول حي وحيي كقولهم في الاسم في جمع قرن الوى قرون لي بالضم والكسر وقد ذكر ابن يعيش في شرح الفصل ج 10 ص 117 أن حي المبنية لما لم يسم فاعله يجوز فيها الضم والكسر والكسر أكثر واستوفى الكلام في ذلك ومن هذا يتبين أن قول المفصل حي وعي بفتح الفاء وكسرها غير موافق وأن ابن الحاجب تبعه في ذلك. وأن ما قاله أبو العلاء هنا هو الصحيح الموافق للمنقول عن سيبويه وغيره. وإنما قال حي باالمكان ليصح بناء حي للمجهول لأنه لازم فيقوم الجار والمجرور مقام الفاعل (¬2) هو وهي ضميران منفصلان للغائب المرفوع وهما أصلان عند البصريين وزيدت الميم والألف والنون في المثنى والجمع وقال أبو علي ضمائر الرفع كلها أصول ولم يجعل الميم والنون والالف =

بحجة على هذا القول لأن من العرب من يقال هو وهي فيشدد قال طرفة (¬1) وكاين ترى من يلمعى محظرب ... وليس له عند العزائم جول ومن مرثعن في الأمور مواكلٍ ... وهو بسمل المعضلات نبيل (¬2) ¬

_ = زوائد وقال الكوفيون والزجاج الضمير من هو وهي الهاء فقط والواو والياء زائدتان لحذفهما في المثنى والجمع والمفرد في انة. وقد تسكن الهاء منهما بعد الواو والفاء وثم واللام. وقد تسكن الواو والياء وهي لغة قيس وأسد وقد يشدد الواو والياء وهي لغه همدان. وقد تخذفان للضرورة وهي لغة كما قلننا والصواب أن كل واحد أصل وأن هو بنيت على الفتح تقوية بالحركة ولأن الفتحة اخف الحركات وأن الإسكان تخفيف والتضعيف لكراهية وقوع الواو طرفًا وقبلها ضمة. (¬1) طرفة بن العبد البكري الوائلي شاعر جاهلي من شعراء الطبقة الأولى ومن أصحاب المعلقات اتصل بعمرو بن هند ثم هجاه فقتله علي بن المكعبر عامله على البحرين وذلك قبل الهجرة بنحو نصف قرن فأكثر (¬2) كائن بمعنى كم واليلمعي الداهي الذي يتظنن الأمور فلا يخطئ وقيل الذكى المتوقد الحديد اللسان والقلب والمحظرب الشديد الخلق المفتوله وقيل الضيق الخلق ولجول العقل أو العزيمة. ليس له جول أي عقل وعزيمة تمنعه مثل جول البئر لأنها إذا طويت كان أشد لها. والمراد أنه مسدد حديد اللسان حديد النظر فإذا نزلت الأمور وجدت غيره ممن ليس له نظره وجدته أقوم بها منه وهذا البيت رواه في اللسان في لمع كما هنا وروى شطره الأخير في جول كذلك ورواه في حظرب .. لو ذعي محظرب .. عند العزيمة .. ورواه الجوهري في حظرب ولمع كما هنا والمرثعن الضعيف المسترخي والذي لا يمضي على هول والمواكل العاجز الذي يتكل كثيرًا على غيره وسمل. سعى في إصلاح معيشة وسمل بينهم اصلح والمعضلة المسألة الصعبة أو الخطة الضيقة المخارج نبيل ذكي. عاقل. حاذق رفيق بإصلاح الأمور

ويروى إذا اشتد الزمان نبيل وبعضهم ينشد بيت (¬1) طفيل بالتشديد إذ هي احوى من الربعي حاجبه ... والعين بالاثمد الحاري مكحول (¬2) والتخفيف في بيت طفيل أجود وأكثر ومن ادعى أن اياك جائز أن تكون من وايت وجعلها فعلى مع ذلك فإنه يقول أصلها وئياك فجعلت الهمزة ياء وجعلت الواو المكسورة في أولها همزة لأن العرب يفعلون ذلك كثيرًا فيقولون وسادو إساد ووشاح ¬

_ (¬1) طفيل بن عوف من بني غني من قيس غيلان شاعر فحل وهو أوصف العرب للخيل وربما سمي طفيل الخيل لكثرة وصفه اياها عاصر زهيرًا وتوفى الهجرة بنحو 13 سنة (¬2) الحوة. حمرة تضرب إلى السواد والحوة في الشفة سمرة والحوة في النبات شدة خضرته وكثر في كلامهم حتى سموا كل أسود أحوى. ويقال شادن احوى فمن أراد من السواد أراد الذي يحفو به خطتان سوداوان والربعي ما ينتج في الربيع والحاجب العظم الذي فوق العين بلحمه وشعره وقيل الشعر الذي على العظم والأثمد حجر يكتحل به والحاري نسبة إلى الحيرة. وفي المصباح بالاثمد الخازي ولعله محرف وحق الكلام والعين بالاثمد مكحولة ولكنه ذكر مكحولاً لأنه بمعنى كحيل وفعيل إذا كانت تابعة للموصوف لا تلحقها علامة التأنيث وكذلك ما هو بمعناها وقيل لأن العين لا علامة للتأنيث فيها فححملها على معنى الطرف والعرب تجترئ على تذكير المؤنث إذا لم تكن فيه علامة تأنيث وقام مقام لفظ مذكر حكاه ابن السكيت وابن الانباري وقد أورد سيبويه هذا البيت ج اص 240 شاهدًا على تذكير مكحول وهو خبر عن العين وهي مؤنثة لأنها في معنى الطرف قيل يجوز أن يكون مكحول خبرًا للحاجب والتقدير حاجبه مكحول بالاثمد والعين كذلك فلا ضرورة فيه وحمل سيبويه على العين لقربها منه. وصف امرأة فشبهها بظي أحوى ولد في الربيع وهو أفضل من غيره ورواه في شرح المفصل فهى أحوى واستشهد على أن النسب إلى الحيرة حاري.

واشاح فزعم الجرمي (¬1) أنه مسموع وزعم المازني (¬2) أنه مطرد ولا يفعلون ذلك في غير الواو الأولى لا يقولون في مساور مسائر وفي مخاوف مخائف ومن هذه اللغة قول الهذلي (¬3): ¬

_ (¬1) الجرمي أبو عمر صالح بن اسحق البجلي كان فقهيًا ورعًا حسن المذهب عالمًا بالنحو واللغة أخذ عن الاخفش ويونس والاصمعي وأبي عبيدة وحدث عنه المبرد وتوفى 225 وله كتب كثيرة منها الفرخ، والابنية، والعروض، ومختصر في النحو تفسير غريب سيبويه وغيرها (¬2) المازني أبو عثمان بكر بن محمد من مازن وهو أحد ائمة النحو من البصريين توفي 249 وله كتب منها الألف واللام. ما تلحن فيه العامة، التصريف العروض القوافي وغيرها. ويريد أبو العلاء إن المازني يرى قلب الواو المكسورة المصدرة همزة قياسًا نحو اشاح واعاء في وشاح ووعاء وقد قرأ سعيد بن جبير فبدأ باوعيتهم قبل اعاء أخيه والجرمي وغيره يرى ذلك موقوفًا على السماع. وذكر ابن جماعة في حاشيته على الجار بردى عن ابن عصفور أن المازني لا يجيز همز الواو المكسورة بقياس بل يتبع في ذلك السماع. فالنقل عنه مختلف. وقال أيضًا ذكر أبو حيان أن الجمهور على الجواز قياسًا وقال ابن عصفور إنه الصيح وصرح في التسهيل بأنه لغة راجع الجاريردي ص 270 والرضى على الشافية ج 3 ص 78 وشرح المفصل ج 10 ص 14 وسيبويه ج 2 ص 355 (¬3) هو الأعلم واسمه حبيب بن عبد الله وهو أخو صخر الغى الهذلي ثم الخثعمي وهذان البيتان من قصيدة قالها بعد أن فر من بني عبد بن عدي بن الدئل وكان ورد عليهم ماء فشرب وانصرف فتبعه رجل منهم يقال له جذيمة ولم يكن في القوم اعدى منه وتبعه القوم ففاتهم واعجزهم فقال هذه القصيدة وهي في اشعار الهذليين المطبوعة في لييسغ ص 60 بنجو بجائي يخلص خلاصي. والنجاء السرعة أيضًا. والهواء الفارغ. والهواء الجبان لأنه لا قلب له فكأنه فارغ الواحد والجميع في ذلك سواء والبعل الزوج واستمات الرجل ذهب في طلب الشيء كل مذهب. والمستميت المستقل والوعاء ظرف الشيء والخيال خشبة يلقى عليها الثوب للغنم إذا =

فلا وأبيك لا ينجو نجائي ... غداة لقيتهم بعض الرجال هواء مثل بعلك مستميت ... على ما في اعائك كالخيال يريد وعائك فقلب فتكون الهاء في هياك بدلاً من الهمزة والهمزة بدلاً من الواو ومن زعم أنها فعلى من الو أى فإنه يحدث حادثين قبل تصيير الواو الأولى همزةً لأنه يخفف الهمزة في وؤيا ثم يكسر وزعم قطرب أن من العرب من يقول أياك فينفخ فإذا صحت هذه اللغة وجب أن يقال أن الأصل الكسر وأنهم فتحوا استثقالاً للكسرة مع الياء كما فعلوا ذلك في ليانٍ مصدر لويته بالدين ليانًا إذا مطلته (¬1) قال ذو الرمة. تريدين لياني وأنت ملية ... وأحسن يا ذات الوشاح التقاضيا (¬2) ومن زعم بدعواه أن إيا إفعل لم يمكنه أن يجعل أيا بفتح الهمزة أفعل ¬

_ = رآه الذئب ظن أنه إنسان وفي الصحاح الخيال خشبة عليها ثياب سود تنصب للطير والبهائم فتظنه انسانًا. والمراد لا ينجو نجائي رجل منخوب الفؤا مستميت على ما في وعائك من الزاد لبخله وهو كالخيال لا غناء عنده وفي النسخة المطبوعة ما في وعائك بالواو فلا شاهد فيها. (¬1) في اللسان لواه دينه وبدينه كيانا ولبانا. قال أبو الهيثم لم يجيء من المصادر على فعلان إلا ليان وحكى ابن بري عن أبي زيد ليان بالكسر وهو لغية وفي شرح الرضي ج 1 ص 159 وأما فعلان فنادر نحو لوى ليانا قال بعضهم أصله الكسر ففتح للاستثقال ورواية اللسان تطيلين ليانى. وفي الصحاح تريدين لياني .. مليئة وفي شرح المفصل تطيلين .. مليئة ج 4 ص 36 و 6/ 45 (¬2) الليان المطل مليئة غنية مقتدرة ويجوز البدل والادغام والوشاح كرسان من لؤلؤ وجوهر منظومان يخالف بينهما معطوف أحدهما على الآخر تتوشح به المرأة، تقاضاه الدين قبضه منه

لأنه توصل إلى الياء في الباب الأول الذي يكون الاشتقاق فيه من أوى أو من الآية بكسر الهمزة ومن بنى أفعل من أوى قال آوى ولو بناه من أبة لقال آيا لأنه يجعل الهمزه الأصلية ألفًا لاجتماع الهمزتين ومن قال إيا من وأى على ما تقدم من الترتيب لم يمكنه مثل ذلك في المفتوح لأنه لو بنى مثل أفعل من وأى قال أو أى فإن جعلت فتحة الهمزة في أيا أصلاً لها فللقائل أن يقول قد وجدناهم إذا بنوا فعلى اسمًا في التأنيث من ذوات الياء يقلبون في الغالب إلى الواو فيقولون الشروى وهو من شربت والتقوى وهو من تقيت (¬1) فإن كانت أيا فعلى من أويت وجب أن تقول أوى لأن الواو إنما انقلبت في النوع الأول لأجل الياء فالجواب في ذلك أنهم ربما استعملوا الأشياء على أصولها ليدلوا بذلك على حقيقة الاستعمال كما قالوا في اسم الرجل حيوة وضيون (¬2) للهر وإنما القياس أن ¬

_ (¬1) إذا كان الناقص على وزن فعلى بفتح الفاء فأما أن يكون واويًا أو يائيًا فإن كان واويًا لا تقلب واوه ياء سواء اكان اسمًا كالدعوى والفتوى أم صفة كشهوى ونشوى مؤنث شهوان ونشوان وأن كان يائيًا فإن كان إسمًا قلت واوه ياء كالتقوى الشروري والرعوى والطغوى. من وقيت وشريت ورعيت وطغيت وأن كان صفة لا تقلب واوه ياء نحو خزيا وصديا راجع شرح المفصل ج 10 ص 111 والرضى ج 3 ص 177 والجاربردي 308 وسيبويه ج 2 ص 384 (¬2) حيوة اسم رجل قلبت الياء فيه واوًا لضرب من التوسع وكاهية لتضعيف الياء. وفي الصحاح إنما لم يدغم كما ادغم هين وميت لأنه اسم موضوع لا على وجه الفعل وقال غيره قلبت الياء الثانية واوًا في العلم خاصة لأن الأعلام كثيرًا ما تغير إلى خلاف ما يجب أن تكون الكلمة عليه تنبيهًا على خروجها عن وضعها الأصلي =

يقولوا حية وضين ومن هذا الباب القصوى (¬1) ولو جاء على المطرد لقيل القصيا وقد قالته العرب على الوجهين ويجوز أن تكون أيا جاءت في أصل الوضع مجيء الصفات كما قالوا الريا لأنثى الريان وهو من رويت فالصفة في هذا مخالفة للاسم ويجوز أن تكون إيا بالكسر فعيلاً وترتيبه في الشرح على ما تقدم (¬2) ¬

_ = كموهب وموظب وواو حيوة أصل عند المازني والضيوف السنور الذكر وهو نادر خرج على الأصل وهو اندر من حيوة لأنه جنس والعلم يجوز فيه ما لا يجوز في غيره. ووزنه فيعل لا فعول لأن باب ضيغم أكثر من باب جهور وقد اجتمعت فيهما الواو مع الياء الساكنة السابقة فكان القياس القلب والإدغام حية وضين. (¬1) تقلب الواو ياء في فعلى إذاا كانت اسمًا كالدنيا والعليا أصلهما الدنوى والعلوى من دنا يدنو وعلا يعلو وهما وأن كانا صفتين في الأصل ولذلك يقال الدار الدنيا والمنزلة العليا إلا أنهما غليتهما الاسمية لا يجيء كل منها صفة إلا في حال التعريف ولذا لا يقال دار دنيا ومرتبة عليا وحكم الصفة أن تستعمل نكرة ومعرفة وشذ القصوى والقياس القصيا لأنه غلبت عليه الأسمية وأن كان في الأصل صفةً وجاء القصيا على القياس وهي لغة تميم، وإذا كان صفة لا تقلب فيها الواو ياء وعكس ابن مالك وقال ابن جماعة والصحيح في هذه المسألة ما ذهب إليه أبو علي الفارسي وائمة اللغة وهو أن الياء تبدل من الواو لاما لفعلى صفة محضة كالعليا والقصيا والدنيا أنثى الأدنى أو جارية مجرى الأسماء كالددنيا لهذه الدار إلا فيما شذ كالحلوى بإجماع والقصوى عند غير تميم فإن كانت فعلى اسمًا فلا ابدال كجزوى اسم مكان وفي هذا المقام اختلاف وتوجيه مبسوط في شرح الشافية للرضي ج 3 ص 178 وشيخ الإسلام ص 216 والجاربردي ص 308 وشرح المفصل ج 10 ص 112 وسيبويه ج 2 ص 384 (¬2) والأصل ابيي بثلاث يا آت قلبت الأخيرة ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت ايا وهذا أقل الوجوه تكلفًا لو ساعد عليه وضه الكلمة

القول في آية وغاية وثاية

القول في آية وغاية وثاية (¬1) للنحويين في آية ثلاثة أقوال الأول قول الخليل وهو أن آية وزنها فعلة بتحريك العين وأصلها ايية فلما قلبت الياء ألفًا لانفتاح ما قبلها وحركتها في نفسها وجب أن تصح الياء التي هي في موضع اللام فإن قيل فما يمنع أن تكون آية فعلةً أو فعلة لأنا إذا بنينا شيئًا على هذا الوزن لزمنا فيه القلب إذ كان الذي يوجبه حركة المنقلب وانفتاح ما قبله ولو بنينا مثل معدة من باع وقال لقلنا باعة وقالة (¬2) وكذلك لو بنينا مثل لبؤة فالالفاظ الثلاثة تستوى في الانقلاب على حال الضم والفتح والكسر قيل لا يمتنع مثل ذلك ولكن الحمل على الأكثر هو القياس لأنا نجد فعلاً في ذوات الياء والواو كثيرًا ومع هذا فإن باب خشبة أشيع في الكلام من باب سبعة ومعدة (¬3) ولم تنقلب الياء التي بعد الألف في آية همزة كما انقلبت الياء في سقاءٍ ووشاءٍ (¬4) لأنه من سقيت ووشيت ¬

_ (¬1) هذا جواب المسألة الثانية والآية العلامة والغاية مدى الشيء وأقصاه ومنتهاه والثاية مأوى الغنم والبقر والابل. وأن تجمع شجرتان أو ثلاث فيلقى عليها ثوب فيستظل به وهذه الألفاظ شاذة لأن عين الكلمة اعلت في كل منهما والأولى أعلال اللام لأنه آخر الكلمة كما في هوى ونوى (¬2) في الأصل باعه وقاله (¬3) يريدون ما كان على وزن فعلة بفتتين اشيع وأكثر في الكلام مما كان على وزن فعلة بفتح وضم وفعلة بفتح فكسر (¬4) الأصل سقاي ووشاي لأنهما من سقيت ووشيت. والياء إذا وقعت طرقًا بعد الف زائدة تقلب الفًا ثم همزة كرداء وسقاء أما إذا وقعت بعد الف غير زائدة فإنها لا تقلب وذلك مثل زاي وثاي فإن الألف فيهما منقلبة عن حرف أصلي لأنهما من زويت وثوبت ولواعلت الياء لاجتمع =

إذ كانت العرب لا تجمع على الحرف الواحد علة العين واللام ولكن يقتصرون على علة أحد الحرفين ولم يصرفوا الفعل من آية اعني فعل الثلاثة لأنهم لو نطقوا به صاروا إلى ما يستثقلون إذا كانوا لو بنوه مثل باع لزمهم أن يقولوا في الماضي آي فيجيئوا بآخر الفعل على هيئة لم تنطق بمثلها العرب ولو نطقوا بذلك لزمهم أن يردوا في المضارع الياء إلى أصلها كما ردوا في يبيع ويعيب وكانت تجتمع ياء آن في آخر الفعل المضارع ولا يجيز البصريون مثل ذلك وقد أجاز أهل الكوفة هو يحي ويعي في يحيى ويعيى (¬1) وأنشد الفراء: (¬2) ¬

_ = في الكلمة الواحدة اعلالان اعلال العين واللام وهذا بمنعونه وكذلك الياء التي بعد الالف في آية لو اعلت لاجتمع اعلال العين واللام وفي هذا المقام اعتراض وجيه لابن جماعة ص 307 وتحقيق دقيق للرضي ج 3 ص 173 وشيخ الإسلام ص 225. (¬1) إذا كانت عين الفعل ولامه ياءين مثل حيي وعيي جاز الفلك والادغام فتقول جيي يحيا وعيي يعيا وحيّ يحىّ وعيّ يعيّ والادغام أكثر لأأن الحركة لازمة وإذا سكنت الياء مثل يحيى مضارع أحيا ويعيى مضارع أعيا امتنع الإدغام كقوله تعالى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى. وفي اللسان وإذا سكن ما قبل الياء الأولى لم تدغم كقولك هو بعيي ويحييء ومن العرب من أدغم واحتج الفراء لذلك بالبيت المذكور وأنكر البصريون الإدغام في مثل هذا ولم يعبأ الزجاج بهذا البيت وقال أبو إسحق النجوي هذا غير جائز عند حذاق النحويين وذكر أن البيت الذي استشهد به الفراء ليس بمعروف وقال الأأزهري والقياس ما قاله بو اسحق وكلام العرب عليه واجمع القراء على الإظهار في قوله تعالى يحيي ويمييت وتتمة هذا البحث في سيبويه ج 2 ص 388 وشيخ الإسلام ص 194 وابن جماعة ص 281 والرضي ج 3 ص 122 وشرح المفصل ج 10 ص 118 وفيها أسباب أخرى لامتناع الادغام في يحيى. (¬2) الفراء أبو الفضل يحيى بن زياد أمام الكوفيين وكان يقال له أمير المؤمنين في النحو كان فقيهًا متكلمًا عالمًا أيام العرب عارفًا بالنجوم والطب له كتب كثيرة توفي سنة 207

وكأنها بين النساءً سبيكة ... تمشي بسدة بيتها فتعي (¬1) ولو بنوا من آيةٍ فعلاً للزمهم أن يسقطوا في الجزم أو يدغموا كما أدغموا في يفر ومن شأنهم أن يتبعوا الشيء نظيره ليتجانس الكلام كما قالوا قام يقوم قيامًا فهو قائم فأعلوا في الألفاظ الأربعة. فعلة قام كون الواو ألفًا وعلة يقوم سكون الواو وعلة قيام كون الواو ياءً وعلة قائم الهمز (¬2) ولو بنوا من آية على فعل يفعل للحقهم في ذلك أشد مما فروا منه في باع يبيع لأنهم لم يبنوا في هذا الباب شيئًا على يفعل ولو رخمت رجلاً أو امرأةً اسمه آية لقلت فيمن قال يا حار يا آي فلم تقلب كم كنتً فاعلاً في شكايةٍ ودراية إذا سميت بهما لأن الألف التي قبل ¬

_ (¬1) سبك الذهب والفضة ونحوهما من الذائب ذوبه وافرغه في قالب والسبيكة القطعة المذوبة منه وفي المصباح سبكته اذبته وخلصته من خبثه والسبيكة من ذلك وهي القطعة المستطلية وربما اطلقت على كل قطعة متطاولة من أي معدن كان والسدة الفناء وقبل غير ذلك واعا الماشي يعيي كل (¬2) في الأصل قايم بالياء وأكثر اسماء الفاعل من المعتل مكتوبة بالياء في هذه النسخة وقد صححناها في أكثر المواطن لأن الواو والياء بعد ألف فاعل تقلبان الفائم تقلب الألف همزة كقائل وبائع أصلهما فأول وبايع ولفظ هذه الهمزة خطأ ولذلك خطؤا الحريري بقوله في الرسالة الرقطاء في المقامة السادسة والعشرين نايل يديه فاض. وقوله فلا يوجد قايل. وقوله شايم برقه. وحقه نائل وقائل وشائم. وحكى أن أبا علي الفارسي دخل على واحد من المتسمين بالعلم فإذا بين يديه جزء فيه مكتوب قابل منقوطًا بنقطتين من تحت فقال له أبو علي هذا خط من قال خطي فالتفت إلى صاحبه كالمغضب وقال قد أضغنا خطواتنا في زيارة مثله وخرج من ساعته. وسبب ذلك وتفصيله في الجاربردي ص 286

الياء في آية معتلة ولأن هذه الألف من نفس الحرف والف شكايةٍ ودرايةٍ زائدة وليست منقلبةً عن شيءٍ (¬1) والقول الثاني في آية أن أصلها ايّة بالتشديد وأنهم فروا من المشدَّد إلى الألف كما فروا إلى الياء في دينار وجمعه يدل على أن أصله دنار ولولا ذلك لقالوا ديانير ولم يقولوا دنانير (¬2) واستثقالهم للياء أكثر من استثقالهم لغيرها من الحروف والألف أخف حروف اللين وكان القلب هاهنا أولى منه ف قولهم حاري إذا نسبوا إلى الحيرة يقولون رجل حاري وإنما القياس حيري ففروا إلى الألف (¬3). ¬

_ (¬1) قلنا أن الواو والياء إذا وقعتا طرفا بعد الف زائدة تقلبان الفًا ثم همزة مثل كساء ورداء وإذا كانت بعدهما تاء تأنيث يعتد بها فلا يعتبران طرفين فتبقى الواو والياء على حاليهما ولا تقلبان مثل شقاوة وسقاية فإذا أردت ترخيمهما بحذف التاء قلت ياشقاء وياسقاء بابدال الواو والياء همزة لوقوعهما آخرًا إثر الف زائدة على لغة من لا ينتظر ويا شقاو. ويا سقاي على لغة من ينتظر وهي الكثيرة راجع جمع الجوامع ج 1 ص 185 والرضي على الكافية ج 1 ص 155 (¬2) الدينار فارسي معرب أصله دنار بتشديد النون بدليل قولهم في جمعه دنانير وفي تصغيره دنينير والجمع والتصغير يردان الأشياء إلى أصولها فقلبت احدى النونين ياء لئلا يلتبس بالمصادر التي تجيء على فعال ككذاب وقال أبو منصور دينار وقيراط وديباج أصلها أعجمية غير أن العرب تكلمت بها قديمًا فصارت عربية وزعم بعضهم أن أصله فيعال ورد بأنه لو كان كذلك لوجدت الياء في الجمع قال سيبويه في ج 2 ص 427 في باب التحقير ومن ذلك أيضًا قيراط ودينار تقول قريريط ودنينير لأن الياء بدل من الراء والنون إلا تراهم قالوا دنانير وقراريط وصرح في ص 313 أن الياء تبدل من مكان الحرف المدغم نحو قيراط ودينار فراجعه (¬3) الحيرة بلد بجني الكوفة والنسبة إليها حيري على القياس وحاري على غير قياس قال ابن سيده وهو من نادر معدول النسب قلبت الياء فيه ألفًا وهو قلب شاذ نادر

قال امرؤ القيس: فلما دخلناه أضفنا ظهورنا ... إلى كل حاري جديد مشطب (¬1) وهذا القول في آية قول الفراء وقد حكاه سيبويه عن قوم من النحويين لم يسمهم ولا شك أن الفراء تبعهم في ذلك. والقول الثالث في آية قول ينسب إلى الكسائي وهو أن آية أصلها فاعلة فإذا صح ذلك فلابد من حذفٍ ولا يكون المحذوف إلا أحد حرفين الهمزة أو الياء فإذا قيل ان المحذوف همزه فأصلها آئية فحذفوا الهمزة وكان حذفها هاهنا أقيس منه في قولهم هو شاك السلاح ومكان هار (¬2). وقد حكى الخليل أن العرب قالت سؤته سوايةً والأصل سوائيةً فحذفوا الهمزة لما فيها من الكلفة (¬3) ¬

_ (¬1) هذا البيت من قصيدة مطلعها خليلي مر ابي على أم جندب والضمير في دخلناه يعود إلى المحل المذكور في الأبيات التي قبله. اضفنا سنددنا حاري سيف منسوب إلى الحيرة مشطب فيه شطب أي طرائق. يريد أنهم احتبوا بالسيوف (¬2) شاك الرجل بشاك شوكًا ظهرت شوكة وحدته وفي اسم الفاعل منه ثلاثة أوجه الأول شائك بالهمز وهو القياس الثاني. شاك كقاض على تأخير العين إلى موضع اللام ووزنه فالع نقول هذا شاك ومررت بشاك ورأيت شاكيًا. والثالث أن تحذف العين فوزنه قال فنقول هذا شاك ومررت بشاك ورأيت شاكا ويقال هار الجرف من باب قال إذا انصدع ولم يسقط وفي اللسان هار البناء إذا سقط فهو هائر على القياس وهار بنقل الهمزة إلى ما بعد الراء كقاض وبحذفها على نحو ما تقدم في شاك وفي هذا البحث كلام واعتراض على الزمخشري في هار ونو ذلك من الفوائد مبسوط في كتاب سيبويه ج 2 ص 388 والجاربردي ص 286 والرضي ج 2 ص 51 و 3 ص 128 وشرح المفصل 10 ص 77 (¬3) قال سيبويه سألت الخليل عن سوائية فقال هي فعالية بمنزلة علانية قال والذين قالوا سواية حذفوا الهمزة كما حذفوا همزة هارولاث.

وقد قالوا ناس وأصلها أناس فحذفوا الهمزة وحذفها في آية إذا كانت فاعلة أقيس لأنها وقعت بعد الألف والألف مجانسة للهمزة وقبل تلك الألف همزة وبعد الهمزة المحذوفة ياء فكان الطرح كالواجب في هذا الموضع وإذا قيل بهذا القول وجب أن تكون جارية على فعل أميت كأنه في وزن باع من آية فقيل آيت تئي (¬1) فهي آتية مثل آمت تئيم فهي آئمة فاعتلت الألف في الماضي كما اعتلت في آم وباع فهمزت في اسم الفاعل لما التقى ساكنان وهما ألف فاعل والألف التي كانت معتلةً بالقلب في الماضي ولم يكونوا ليردوها إلى أصلها وقد أعلوها في الفعل لأنهم يرغبون أن تكون الأفعال وأسماء الفاعلين مستويةً في العلة أو في الصحة فإذا صح أنهم حذفوا في شاك وبابه كان الحذف هاهنا ألزم وأحسن وإذا قيل أن المحذوف ياء فالعلة في ذلك أنهم كرهوا اجتماع الحرفين المثلين اللذين يكره اجتماع مثلهما إذ كانا ليسا كالدالين في رادّ وبابه (¬2) لأن الياء والواو لهما مزية في الإلقاء إذا كانتا مستثقلتين ولم يجئ في كلامهم مثل حايية بالإظهار ولا مثل حاي بالإدغام وقد كثر ذلك في غير الياء واستعملوا تضعيفها في الماضي دون المستقبل فقالوا حيَّ وعيَّ ولم يستعملوا مثل ذلك في الواو ولم يأت عنهم قو وأن كان من القوة ولاحو إذا نطقوا ¬

_ (¬1) في الأصل تيئ .. وتئم (¬2) إذا اجتمع حرفان متماثلان في كلمة واحدة وكانا متحركين وجب ادغام أحدهما في الآخر كرد ومد واستعد في الفعل. وكذلك حكم الاسم الثلاثي المزيد فيه إذا وازن الفعل مثل راد وماد ومستعد ومستعد فالمراد بقوله في راد وبابه كل اسم مضاعف على هذا الوزن كعاق وشاق وشاد

بالفعل من الحوة وكل ذلك لثقل الواو عليهم فإذا جمعت آية على قول الخليل على مثل آكمٍ جمع أكمٍ وأكٌم جمع أكمةٍ (¬1) قلت في الرفع والخفض هذه آي يا فتى وعجبت من آي قرأهنَّ فلان ولو نصبت لقلت سمعت آييًا فاتعظت غير أن هذا شيء لم ينطق بمثله إلا أنَّه على باب أظبٍ (¬2) وأنت قائل في الصب رأيت أظبيًا ولا يمكنك أن تدغم إذا نصبت في قولك رأيت آييًا لأنك تصير بالاسم إلى ما يستثقلون ولكنك تخفي أن شئت (¬3) ومن أدغم يحي ويعي على رأي الفراء كان الإدغام في رأيه أيسر منه في رأي الخليل لأنه لا يرى الإدغام في قولك رأيت محييًا ومعييًا (¬4) ولكنه يرى الإخفاء والإظهار والمخفى عنده في وزن المظهر وكذلك عند غيره من أصحابه ألا ترى أن سيبويه أنشد هذا البيت على الإخفاء. إني بما قد كلفتني عشيرتي ... من الذب عن أعراضها لحقيق (¬5) ¬

_ (¬1) الأكمة محركة التل من القف من حجارة واحدة وقيل هو دون الجبال جمعها أكم كثمرة وثمر وجمع أكم آكم كجبل وأجبل ولها جموع أخر مذكورة في اللسان والتاج (¬2) أظبٍ بفتح الهمزة وكسر الباء آخره منون جمع ظبي وزنها أفعل فابدلوا ضمة العين كسرة لتسليم الياء فصارا ظبي ثم عومل معاملة قاضي فتقول هذه أظب ومررت بأظب ورأيت أظبيا (¬3) يريد تخفى أول المثلين أخفاء يشبه الإدغام وليس بادغام (¬4) لأن حركة الياء الأخيرة عارضة وقد منعوا الإدغام في يحيى لئلا يقع الضم على الياء وهم يرغبون أن يكون اسم الفاعل مساويًا للفعل في العلة أو الصحة. (¬5) أي جعلتني عشيرتي بينها وبين من تعرض لمفاخرتها ومهاجاتها فأنا حقيق بالذب عن أعراضها والمدافعة عنها. وهذا البيت أورده

يخفي الباء في الميم في قوله بما ولا تكون الباء عنده إلا متحركةً لأن سكونها كسر في رأيه ورأي غيره وكذلك قول الراجز: (¬1) وغير سفعٍ مثلٍ يحامم أنشده سيبويه على الإخفاء وهذا لا يجوز إلا أن تكون الميم المخفاة متحركة وإذا جمعت آيًا على ثمل أزمان وأجمال قلت آياء فقلبت الياء الآخرة همزة كما فعلت في سقاء وقضاء ولو صغرت على رأي الخليل لجاز لك أن تقول إيية وأيية كما تقول ثدي وثديٌّ (¬2) ولو صغرت على القول الآخر وهو مذهب من يرى أن أصلها إية بالتشديد لقلت كما قلت في القول الأول لأنه يرجع إلى مثل حاله فأما من زعم أنها فاعلة في الأصل فيلزمه أن يقول في تصغيرها أوية لأن الألف عنده الف فاعلة وليست منقلبةً عن ياءٍ وإنما هي كألف ضارب وطالب وهذه الألف تصير واوًا في التصغير والجمع فتقول طويلب وغويلب وإذا سميت رجلاً ¬

_ = سيبويه في ج 2 ص 408 شاهدًا على إخفاء الباء عند الميم من قوله بما لاشتراكهما في المخرج لأن الإدغام لا يمكن لأنه يؤدي إلى كسر البيت فجعل الإخفاء بدلاً من الإدغام والمراد بالإخفاء إخفاء أول المثلين إخفاء يشبه الإدغام وقد قال سيبويه فلو اسكن لانكسر الشعر ولكنا سمعناهم يخفون ولو قال اني ما قد كلفتني فاسكن الباء وأدغمها في الميم في الكلام لجاز لحرف المد. (¬1) هذا البيت أورده سيبويه ج 2 ص 408 لغيلان بن حريث شاهدًا على إخفاء الميم إذ لم يمكن إدغامها لأنه يؤدي إلى انكسار الشعر والسفع الأثافي لسوادها ومثل منتصبة ويحامم أصلها يحاميم جمع يحموم وهو الأسود وقد حذف الياء للضرورة (¬2) ثدي على وزن فعول وثدي بكسر الثاء لما بعدها من الكسر

طالبًا قلت في جمعه طوالب ولو أن الاشتقاق والفعل دلا على أن آيةً من ذوات الياءين لجاز أن يدعى فيها أنها من أوى كأنها علامة يأوي إليها الضال فتكون الفها منقلبةً من الواو وتصح الياء لأجل علة العين ولو صغرت على هذا الرأي لقيل أوية لأنها ترد إلى الأصل كما ترد الساحة إليه (¬1) وغاية (¬2) استدلَّ على أنها من ياءين بقولهم غييت غايةً وهي نحو الراية وقالوا غيابة للسحابة (¬3) ولولا ذلك لجاز أن تقول في غاية إذا عني بها الراية إنها من ذوات الواو مأخوذة من قولهم تغاوى القوم إذا اجتمعوا (¬4) كأنهم يريدون الاجتماع إلى الراية المنصوبة ورواية (¬5) يذكرها النحويون في هذا الباب وقد همزها بعض العرب وإذا همزت فهي من رأيت وليست من باب آيةٍ لأنها حينئذ فعلة بسكون العين ولم يجتمع فيها ما اجتمع في آية من حروف العلة ¬

_ (¬1) الساحة الناحية. وفضاء يكون بين دور الحي وعينها واو لأنهم قالوا في جمعها سوح وفي تصغيرها سويحة والتصغير يرد الأشياء إلى أصلها (¬2) الغاية مدى كل شيء. والغاية الراية. والفه أصلها باء لأنه مؤلف من غين وياءين وقال أبو زيد غييت للقوم تغييًا جعلت جعلت لهم غاية (¬3) في اللسان والغيابة السحابة المنفردة وقيل الواقفة وكل شيء اظلك فهو غياية (¬4) التغاوي التجمع والتعاون على الشر وتغاووا عليه جاءوا من هنا ومن هنا (¬5) في اللسان الراية العلم لا تهمزها العرب وأصلها الهمزة وحكى سيبويه راءه بالهمز شبه الف راية وأن كانت بدلاً من العين بالألف الزائد فهمز اللام كما يهمزها بعد الزائدة في نحو سقاء وشقاء ورييتها عملتها كغيبتها

فإن قيل فقولهم للشجرة آءة وجمعها آء من قول زهير: (¬1) له بالسي تنوم وآء (¬2) هل يجوز أن يكون مشتقًا من أصل آية وقلبت الياء الآخرة همزة أو من اويت فقلبت الواو الفًا واجتمعت في الحرف علتان قيل لا يجوز ذلك عند أهل القياس على أن شذوذ الحرف الواحد أو الحرفين لا ينبغي أن يمنع منه مانع بحالٍ لأن الأشياء قد تخرج عن القياس والأقيس في آء أن يكون مبنيًا من همزتين بينهما حرف عليل فيكون من باب غاغةٍ وطاطٍ (¬3) وهو مما لم ينطقوا منه بالفعل لأنهم كرهوا أن يقولوا آء يؤؤ ¬

_ (¬1) زهير بن أبي سلمى الشاعر الحكيم وقد تقدم ذكره (¬2) هذا شطر بيت وأوله أصك مصلم الأذنين اجنى. يشبه فييه ناقته بظليم كأنه مقطوع الأذنين لصغر اذنيه وقصرهما واجنى صار له جنى يجني فيؤكل والسي أرض معروفة والتنوم شجرة غبراء تأكلها النعام والظباء. والآء جمع آءة شجر وهو من مراتع النعام وقيل ألآء شجر له ثمر يأكله النعام وتسمى الشجرة سرحة وثمرها الاء قال ابن بري والصحيح عند أهل اللغة أن الآء ثمر السرح وقد يسمى الشجر باسم ثمره فيقال في بستاني السفرجل والتفاح والممراد شجرهما ومنه قوله تعالى فنبتنا فيخا حيًا وعنيًا وقضبًا وزيتونًا والآء مركب من واو بين همزتين والأصل اوء والدليل على أن أصل هذه الألف التي بين الهمزتين واو قولهم في تصغير آءة أو يأة. وفي اللسان ولو بنيت منها فعلا لقلت أوت الأديم إذا دبغته به والأصل أؤت بهمزتين فأبدلت الثانية واوًا لانضمام ما قبلها فيه أيضًا ويقال. أوته بالآءآ أفهو مؤء مثل معوع (¬3) الغاغة واحدة الغاغ وهو الحبق نبات طيب الرائحة من الرياحين وهو واوي والطاط الفحل المغنلم الهائج يوصف به الرجل الشجاع والجمع طاطة واطواط وطاط الفحل يطوط طووطا كعقود وطاط يطبط طيوطًا فالكلمة واوية يائية وقد جاء الطاط لمعان كثيرة

مثل عاع يعوع وإذا اجتمعت الواو والياء في صدر الكلمة كرهوا أن يصرفوا منها الفعل وذلك مثل يوم (¬1) وويح وويل وويس وويب والوين وهو العنب الأسود ويقال الزبيب لم يبنوا من هذا كله فعلاً لأنهم لو فعلوا ذلك لم يكن لهم بد من الأعلال فيقولون وآل يويل وواس يويس ¬

_ (¬1) قال الرضي في شرح الشافية ج 3 ص 72 اعلم أن كون الفاء ياء والعين واوًا لم يسمع إلا في يوم ويوح. ولم يسمع العكس إلا في نحو ويل وويح وويس وويب. واليوم. من طلوع الشمس إلى غروبها وبوح الشمس لا يدخله الصرف والألف واللام ويقال فيه يوحى وويل كلمة عذاب وويح كلمة رحمة وقيل ترحم وتوجع وويس كلمة في موضع رأفة واستملاح كقولك للصبي ويسه ما املحه. وويب كلمة مثل ويل وويب وويح وويس وويل أربعة ألفاظ متوافقة لفظًا ومعنى لا خامس لها وأن وقع خلاف في أن بعضها يكون في الخير وبعضها يكون في هلكة وزاد ابن فارس عن الخليل وبه وويك. وعد ابن القطاع الأفعال التي لا تنصرف تسعة نعم وبئس وليس وعسى وويح زيد وويبه وويله وويسه والمازني ذكر أن الأربعة الأخيرة مصادر ونقل ابن عصفور أن من الناس من استعمل فعلاً من ويج وزاد أبو العلاء الوين قال ابن جني امتنعوا من استعمال أفعال الويل والويس والويح والويب لأن القياس نفاه ومنع منه وذلك لأنه لو صرف الفعل من ذلك لوجب اعتلال فائه وعينه كوعد وباع فتحاموا استعماله لما كان يعقب من اجتماع اعلالين وهذا لا يتأتى في الماضي لأن الفاء لا تعل فيه وإنما يتاتي في المضارع لأن مضارع ويس يويس وقعت فيه الواو بين ياء وكسرة فتحذف فتبقى الياء متحركة وما قبلها مفتوح فتقلب الفًا فيجتمع بذلك اعلالان في كلمة واحدة أحدهما بالحذف والثاني بالقلب وأبو العلاء جعل علة الكراهة وقوع الواو بين ياءين في مثل يويس واجتماع ياءين بعدهما واو في ييوم ثم جعلت بقية احرف المضارعة تابعة للياء كما تبعتها في باب يعد ويزن لأن الياء حذفت من يوعد لوقوعها بين باء وكسرة وتبعها في ذلك أعد ونعد وتعد. فتأمل

ويام ييوم ولعلهم كرهوا ذلك لأجل الياء التي تلحق في المضارع ثم جعلوا حروف المضارعة تابعةً للياء كما جعلوها تابعةً لها في باب يعد ويزن ولم يفعلوا بالهمزة مثل ذلك ولكن أجروها مجرى الحروف الصحاح فقالوا آن الأمر يئين وآمت المرأة تئيم وآب الغائب يؤوب وكرهوا مثل ذلك في الآء لأنه أثقل من هذه الأشياء إذ كان طرفاه همزتين ولو صرفوا منه الفعل لوجب أن يقولوا في الأمر أوء فلم يكن لهم بد من تخفيف الهمزة فيجعلونها واوًا لانضمام ما قبلها فيصيرون إذا خاطبوا الواحد بالأمر كأنهم خاطبوا الجماعة إذا امروهم من وأي أي وعد لأنك تقول للواحد إو وعدًا حسنًا كما تقول ق زيدًا وللاثنين إيا وللجميع أوا فكلما كثرت الحروف التي جرت عادتها بالإبدال والعلة كانوا في تركها أرغب ويحكم على آءٍ أنه من ذوات الواو لأنها الغالبة على هذا الباب وإذا جهل أصل شيء من ذلك فعليها يحمل (¬1) فتقول في تصغير آءة أؤيئة ولو جمعنا آءً على ¬

_ (¬1) الألف لا تكون أصلاً في اسم متمكن ولا فعل لأن الاسم أما ثلاثي أو رباعي أو خماسي أما في الثلاثي فلا تكون الألف أولاً لأن الابتداء بها محال وأما في الوسط فلا يكون لأن الوسط يتحرك في التصغير وأما في الآخر فلا يكون لأنه محل الحركات الإعرابية وأما في الرباعي فلا يكون الأول والثاني والرابع لما مر في الأول والثالث لتحركه في التصغير وأما في الخماسي فالأول والثاني والثالث لما مر في الثلاثي والرباعي والخامس لأنه مورد الإعراب والرابع لكونه معتقب الإعراب في التصغير والتكيسر وأما الفعل فلا يكون في الثلاثي لأن احرفه الثلاثة تتحرك في الماضي وأما في الرباعي فلا تباعه الثلاثي ونقل الرضي عن بعضهم أن الف حاحى وعاعى وها هي أصلية وليس منقلبة عن واو ولا ياء وقد بينه في شرح الشافية ج 2 ص 370 فإذا كان أصل الألف مجهولاً حمل على الواو لأن قلبها عن الواو أكثر من قلبها عن الياء كما ذكره أبو العلاء

مثال أبواب لقلنا آوآء ولو جمعناه على مثل أنور لقلنا آوء يا فتى فصححنا الواو كما صححناها في أنورٍ وادورٍ ومن كان من لغته أن يهمز هذه الواو فيقول أدؤر وأقوس فإنه لا يجوز له أن يهمز في آوءٍ لأنه يجمع بين همزتين ولكنه أن أراد ذلك خفف الهمزة الثانية فجعلها واوًا ثم قبلها إلى الياء كما فعل في باب أدل (¬1) وهذا ينتقض لأن الضمة التي أوجبت الهمزة للواو تحول إلى الكسرة ولو جمعت آءعلى مثل نيران لقلت إيان فإن خففت الهمزة الثانية قلت إوان فرددت الياء إلى أصلها ولو جمعت أيا على فعلان لقلت إيان فأما شاء فألفه منقلبة من واو وهمزته مبدلة من الهاء (¬2) ¬

_ (¬1) أدل جمع دلو. ليس في الأسماء المتمكنة اسم آخره واو قبلها ضمة وإنما يجيء ذلك في الفعل كيغزو. وفي الأسماء غير المتمكنة نحو هو وذو فإذا أدى قياس إلى وقوع واو قبلها ضمة آخر اسم متمكن غير وعدل إلى بناء غيره وذلك مثل دلو إذا جمعته على أفعل فالقياس أن يقال ادلو، فتقلب الواو ياء والضمة كسرة فيصير أدلي ويعل اعلال قاض فتقول هذه أدل ونظرت إلى أدل واشتريت أدليا. وقيل قلبت الضمة كسرة فانقلبت الواو ياء وتحقيق هذا في الجاربردي ص 302 وشيخ الإسلام ص 213 وسيبويه ج 2 ص 381 (¬2) الشاة الواحد من الغنم يكون للذكر والأنثى حكى سيبويه عن الخليل هذا شاة بمنزلة هذا رحمة من ربي وقيل الشاة تكون من الضأن والمعز والظباء والبقر والنعام وحمر الوحش وقال الجوهري والشاة الثور الوحشي. وربما شبهوا به المرأة والشاة أصلها شاهة لأن تصغيرها شويههة فحذفت الهاء الأصلية وبقيت هاء العلامة التي تنقلب تاء في الإدراج فصارت شاة والجمع شياه كما قالوا ماء والأصل ماهة وماءة وجمعوها مياها وذكر ابن الأثير في تصغيرها شوية وأما عينها فواو قال ابن سيده والجمع شاء أصله شاه وشياه وشواه واشاوه وشوي وشيه وشيه كسيد الثلاثة اسم للجمع =

يدلك على ذلك قولهم شويهة في التصغير وشياه في الجمع وليس قولهم شوي في معنى شاءٍ بدليل على أن الهمزة في شاءٍ منقلبة من ياءٍ لأنهم قد يخففون الشيء تخفيفًا لازمًا كما فعلوا ذلك في برية ونبي وكأن العرب مجمعة على ترك الهمز في الشويّ. قال الراجز: أن بني يربوع أرباب الشوي ... قوم يلبون السويق بالمني من يشرب المني يحبل بصبى (¬1) ¬

_ = وفي اللسان وأما شوي فيجوز أن يكون أصله شويه على التوفية ثم وقع البدل للمجانسة لأن قبلها واو وياء وهما حرفا علة ولمشاكلة الهاء الياء. ألا ترى أن الهاء قد أبدلت من الياء فيما حكاه سيبويه من قولهم ذه في ذي وقد يجوز أن يكون شوي على الحذف في الواحد والزيادة في الجمع فيكون من باب لأل في التغيير إلا أن شويا مغير بالزيادة ولأل بالحذف وقال الجوهري الشاة من الغنم تذكر وتؤنث وفلان كثير الشاة والبعير وهو في معنى الجمع لأن الألف واللام للجنس ... والجمع شياه بالهاء في العدد تقول ثلاث شياه إلى العشر فإذا جاوزت فبالتاء فإذا كثرت قيل هذه شاء كثيرة وجمع الشاء شوي وفي اللسان. والعدد شياه والجمع شاء فإذا تركوا هاء التأنيث مدوا الألف وإذا قالوها بالهاء قصروا وقالوا شاة وتجمع على الشوى. وقال ابن الأعرابي الشاي والشوى والشيه واحد. وفيه أيضًا وجمع الشاء شوي. وفيه الشوي اسم جمع للشاة وقيل هو جمع لها نحو كلب وكليب هذا مجمل ما قاله العلماء في هذه الكلمة ومنه يتبين أن الف شاء منقلبة عن واو ون همزته مبدلة من الهاء وأن كلمتهم مختلفة في شاء وشوي على ما ذكرنا. (¬1) يربوع أبو حي من تميم وقوله يلبون المعروف يلتون يقال لت السويق ونحوه إذا بله والسويق دقيق الشعير أو القمح المقلو والراجز يشير إلى حادثة خلاصتها أن أبا سواح وهو رجل من ضبة جاور بني يربوع ثم سابق صرد بن حجلة من بنى يربوع وهو عم مالك ومتمم ابني نويرة بن جمرة فسبقى أبو سواج على =

فكان الشويَّ أصله الهمز لأنه في معنى الشاء كما أن المعيز في معنى المعز والضئين في معنى الضأن والشويُّ موافق فعيلاً من شويت لأنا نقول شويت اللحم فهو مشوي وشوي والقياس أن يجعل شوي من لفظ الشاء لا من لفظ شويت لأنه إذا جعل من لفظ الشاء كان مخصوصًا

______ = فرس له يقال لها ندوة وكان صرد على حصان له يقال له القطيب فقاال أبو سواج أبياتًا يفتخر بها وجعل صرد يحدث الناس أنه يختلف إلى امرأة أبي سواج فأمر أبو سواج عبده نبتلا أن ينكح جارية له ويفرغ منيه في عس ففعل ثم حلب عليه وخاضه وأمر زوجته أن تسقي صردًا منه فسقته فوجد طعمًا كرهه فقالت إنما هذا من طول ما انقع فلما وقع في بطنه وجد الموت فخرج هاربًا إلى أهله وأصحابه لا يعلمون بشيء من هذا فلما جن الليل أمر أبو سواج بابله وأهله وغلمانه فانصرفوا إلى قومه وابقى فرسه وكلبه في داره فجعل الكلب يينبح والفرس يصهل (ساروا ليلتهم فلما أصبح ركب فرسه وأخذ العس فأتى مجلس بني يربوع فقال جزاكم الله خيرًا من جيران فقد أحسنتم الجوار وكنتم أهل ما صنعتم قالوا ما بدالك في الانصراف عنا وقد كنا بك اضناء قال أن صرد بن جمرة لم يكن فيما بيني وبينه محسنًا وقد قلت شعرًا في ذلك وأنشدهم بيتين من الشعر ثم قال. اعلموا أن هذا القدح قد أحبل منكم رجلاً وهو صرد بن جمرة ثم رمى بالعس على صخرة فانكسر ثم ركض فرسه فتنادوا عليكم الرجل فأعجزهم ولحق بقومه فبنو يربوع يعيرون شرب المني وقد قال الفرزدق لجرير ولئن حبلت لقد شربت رئية ... ما بات يجعل في الوليدة نبتل وقال الأخطل مني العبد عبدابي سواج ... أحق من المدامة أن تعيبا وقال أبو العلاء فإن بني نويرة أدر كتهم ... مسبتهم بعبد أبي سواج

بالتسمية ولو جعل من شويت لشركه في ذلك جميع المشويات لأنه قد يشوى لحم الجزور ولحم الضائنة (¬1) ولحم الماعز ويدخل في ذلك الحيتان وغيرها من الطير وجميع مايؤ كل من أصناف الحيوان فإذا قيل أن شاءً من لفظ شاة وأن الهمزة فيه منقلبةً من الهاء فيجوز أن قال اشتقاق شاهٍ من الشوه وهو من الأضداد يكون في معنى القبح وفي معنى الحسن فأما القبح فهو الظاهر في كلامهم يقولون شوه الله خلقه وشاه وجهه وأما كونه في معنى الحسن فقولهم فرس شوهاء أي حسنة وكذلك فسروا قول أبي دواد: (¬2) فهي شوهاء كالجوالق فوها ... مستجاف يضل فيه الشكيم وقيل الشوهاء الواسعة الفم ويقال للذي يصيب بالعين اشوه ومن قال فيي تصغير شاه شويهة وجعل شاءً كالجمع لشاة فإنه يجب أن تقول في التصغير شوية لأن شاة عنده فعلة من اه يشوه فحذفت الهاء الأصلية وأعلت الواو ومن زعم أن شاءً همزته ليست مبدلة من هاء وأنها أصل في ¬

_ (¬1) في الأصل الضانية (¬2) أبو داود جارية وقيل جويرية ابن الحجاج من إياد بن نزار بن معد شاعر قديم يقال أنه أوصف الناس للفرس وأكثر شعره في وصف الخيل قيل فرس شوهاء طويلة رائعة مشرفة وقيل المفرطة رحب الشدقين والمنخرين وقيل التي في رأسها طول وفي منخريها وفمها سعة وقيل الواسعة الفم وقيل الضيقة الفم والجوالق بضم الجيم مع فتح اللام وكسرها وعاء معرب. مستجاف متسع وفي الأصل مستحاف وهو مصحف يضل يغيب والشكيم في اللجام الحديدة المعترضة في فم الفرس ورواه في اللسان فهو فوهاء في مادة شكم

الباب فإنه يقول في التصغير شوي إذا ذهب به مذهب قوم (¬1) فإن ذهب به مذهب إبل وخيل قال شوية وإذا كان على مذهب شاة لم يجز أن يحمل في التصغير إلا على باب نخل وبقر وذلك أن ما كان بينه وبين واحده الهاء من المجموع جاز فيه التذكير والتأنيث فإذا صغر وجب أن يلزم فيه التذكير ليقع الفرق بين تصغير الواحد والجمع فمن قال هذه نخل حسنة قال في التصغير نخيل ليفرق بين تصغيره وتصغير نخلة وأما طاية وهي السطح فهي من باب آية في أن لامها صحت لأجل علة العين وكأنها من طويت فانقلبت الواو ألفًا قال الشاعر: ¬

_ (¬1) اللفظ الدال على أكثر من اثنين بيقسم إلى أقسام الجمع وهو ما دل على احاد مقصودة بحروف مفرده مع تغيير كمسلمين وأسد ورجال ومسلمات فإن دل على الجمع وليس له مفرد من لفظه فهو اسم جمع كقوم ورهط وأبل ونساء وكذا إذا كان له مفرد ولكنه ليس من أوزان الجمع كركب وصحب وأن كان موضوعًا للماهية من حيث هي فهو اسم جنس وهذا الأخير أن صدق على القيل والكثير سمي افراديًا كماء وضرب. وأن فرق بينه وبين واحده بالتاء كتمرة وتمر أو بالياء كروم ورومي سمي جميعا وأن صدق على واحد لا بعينه سمي احاديًا كأسد واسم الجمع يصغر على لفظه سواء جاء من تركيب واحده كركبب وسفر تقول ركيب وسفير أم لم يجئ كقويم ونفير في تصغير قوم ونفر واسم الجنس كذلك تقول تمير وتفيفيح في تمر وتفاح ومذهب الأخفش أن ركبا وسفرا جمع راكب ومسافر وهو يقتضي رد مثلهما إلى الواحد نحو رويكبون ومسيفرون وفي هذا المقام تحقيق مفيد في شرح الرضي على الكافية ح 2 ص 178 وشرحه على الشافية ج 1 ص 265 والجاربردي ص 92 وسيبويه ج 2 ص 140 - 142

كأن المحال الغر في حجراتها ... عذارى على طايات مصر تطلع (¬1) فلو صغرت طاية لقلت طوية وثاية إذا أردت مراوح (¬2) الابل وهي عازبة فإنها من هذا الباب ويجب أن يكون اشتقاقها من ثويت بالموضع إذا أقمت إلا أن ثبت أنها من ذوات الياء ولو جمعت طايةً على طاي وثاية على ثاي ثم جمعته على أفعل مثل أزمن وآكم لقلت في الرفع والخفض هذه اطو ومررت بأطو وهذه اثو ومررت بأثو فإذا نصبت قلت رأيت أطويًا وأثويًا (¬3) إلا أن تثبت أنها من ذوات الياء فتجريها مجرى آية وقد مر ذكرها وقد زعم قوم أن شاء شاذ فهذا يدل على جمعهم بين العلتين فأما الماء المشروب فهو مثل شاء إذا قلنا أن همزته من الهاء (¬4) وليس البدل عندهم كالعلة ولولا ذلك لم يجمعوا بين بدل اللام وعلة العين وحروف ¬

_ (¬1) لم نعلم ما قبل هذا البيت ليثبين المراد منه فإن المحال جاءت لمعان منها جمع محالة وهي الفقرة من فقار البعير، والمحال ضرب من الحلي يصاغ مفقرًا أي محززًا على تفقير وسط الجراد والحجرات جمع حجرة وهي الناحية والحجرات بضمتين وبضم ففتح جمع حجرة وهي حظيرة الإبل فيحتمل أن يكون المراد وصف فقرات الناققة في حظيرتها ويحتمل أن يكون وصفًا للحلي في نواحي المتحلية به كما يحتمل غير ذلك (¬2) في الأصل مراج قال في اللسان والثانية مأوى الإبل وهي عازبة أو حول البيوت وفيه والثاية والثاوة غير مهموز والثوبة مأوى الغنم والبقر قال ابن سيده وأرى الثاوة مقلوبة عن الثابة. وفيه. وجمع الثابة ثاي (¬3) على نحو ما تقدم في أدل جمع دلو (¬4) في اللسان وهمزة ماء منقلبة عن هاء بدلالة ضروب تصاريفه فإن تصغيره موبه وجمعه أمواه ومياه وفي الجوهري الهمزة فيه مبدلة من الهاء وفي موضع اللام وأصله موه بالتحريك

المعجم (¬1) التي هي باء وتاء وثاء إنما هي أصوات محكية في الأصل فإذا ¬

_ (¬1) قال سيبويه ج 2 ص 34 وأما البا والتا والثا واليا والخا والحا والرا والطا والظا والفا فإذا صرن أسماء مددن كما مددت لا. إلا أنهن إذا كن أسماء فهن يجرين مجرى رجل ونحوه ويكن نكرة بغير الألف واللام ودخول الألف واللام فيهن بذلك على أنهن نكرة إذا لم يكن فيهن ألف ولام. ثم قال وأعلم أن هذه الحروف إذا تهجيت مقصورة لأنها ليست بأسماء وإنما جاءت في التهجي على الوقف ويدلك على ذلك أن القاف والصاد والدال موقوفة الأواخر فلولا أنها على الوقف حركت أواخرهن ونظير الوقف ههنا الحذف في الباء وأخواتها وإذا أردت أن تلفظ بحروف المعجم قصرت واسكنت لأنك لست تريد أن تجعلها أسماء ولكنك أردت أن تقطع حروف الاسم فجاءت كأنها أصوات يصوت بها إلا أنك تقف عندها لأنها بمنزلة عه ثم قال وأعلم أنك إذا جعلت حرفًا من حروف المعجم نحو البا والتا وأخواتهما اسما للحرف أو للكلمة أو لغير ذلك جرى مجرى لا إذا سميت بها تقول هذا باء كما تقول هذا لاء فاعلم قال أبو سعيد أعلم أن حروف التهجي إذا أردت التهجي مبينات لأنهن حكاية الحروف التي في الكلمة والحروف في الكلمة إذا قطعت كل حرف منها مبني لأن الإعراب إنما يقع على الاسم بكماله فإذا قصدنا إلى كل حرف منها بنيناه وهذه الحروف التي ذكرها من الباء إلى الفاء إذا بنيناها فكل واحد منها على حرفين الثاني منهما فهي بمنزلة لا وما فإذا جعلناها أسماء مددنا فقلنا باء تاء كما تقول لاء وماء إذا احتجنا إلى جعلها أسماء وتدخلها الألف واللام فتتعرف وتخرج عنها فتتنكر وقال بعضهم الحا هو مقصور موقوف فإذا جعلته اسمًا مددته ومدته يا آن وكل حرف على خلقتها من حروف المعجم فألفها إذا مدت صارت في التصريف ياءين والحاء وما أشبهها تؤنث ما لم تسم حرفًا وتقول بييت باءً حسنة وحسنًا وتبيت تاء وثييت ثاء وطييت طاء وظييت ظاء وفييت فاء وهكذا ذكر ابن سيده الحاء في المعتل وقال أن =

عربت فإنما نقلت من باب إلأى باب وإنما قالوا باء فنطقوا بلفظ الحرف ثم قووه بألف ليمكن النطق به ثم مدوا ارادة للبيان فلما اجتمعت الفان همزت الأخرى منهما فهذه الحروف ما دامت في بابها جارية مجرى الأصوات التي هي على هذا الوزن مثل غاق وواق ونحو ذلك فإذا أخرجتهن إلى باب الأسماء أجريت الألف مجرى المنقلبة كما أنك إذا أخرجت ترخيم حارث في قول من قال يا حار إلى باب الأسماء أجريت الفه مجرى الف باب ونار والراء اسم شجر يجري في التصغير مجرى غيره فيحكم على الفه بأنها واو في الأصل حتى يثبت السماع بغير ذلك ويحكم على همزته أنها أصلية ليست بالمنقلبة (¬1) وإذا نسبوا إلى آيةٍ فإنهم يجيزون ثلاثة أوجه (¬2) آئي بالهمزة وآوي بقلب ¬

_ = ألفها منقلبة عن وا ويقال قصيدة بيوية رويها الباء وتيوبة رويها ويقال في النسبة إلى الباء بائي وباوي وإلى الثاء ثائي وثاوي وإلى الهاء هائي وهاوي وهوي والكلام في هذا مستوفى في اللسان والتاج ونحوهما. (¬1) والراء حرف من حروف التهجي تقول منه ريأت راء إذا كتبتها والراء شجر سهلي له ثمر أبيض واحدته راءة وتصغيره رويئة (¬2) قال سيبويه ج 2 ص 76 وسألته عن الإضافة إلى راية وطاية وثاية وآية ونحو ذلك فقال أقول رائي وطائي وثائي وآئي وإنما همزوا لاجتماع الياآت مع الالف والألف تشبه بالياء فصارات قريبا مما تجتمع فيه أربع ياآت فهمزوها استثقالا وابدلوا مكانها همزة لأنهم جعلوها بمنزلة الياء التي تبدل بعد الالف الزائدة لأنهم كرهوها هاهنا كما كرهت ثم. وهي هناا بعد الف كما كانت ثم وذلك نحو ياء رداء. ومن قال آيي قال آيي ورابي بغير همزة لأن هذه لام غير معتلة وهي أولى بذلك لأنه ليس فيها أربع يا آت ولأنها أقوى وتقول واو فتثبت كما ثبتت في غزو ولوا بدلت مكان الياء الواو فقلت ثاوى وآوي وطاوي وراوي جاز

الياء واوًا وآيي على الأصل فبعضهم يرى أن الهمز هو الوجه وبعضهم يختار الياء لأنهم قد كثر في كلامهم مثل هذا إذ كانوا يقولون رجل عيي وحيى وهذا مكان مجي فيه وأمر معيي به وأما قلبهم إلى الواو فلا جل الياآت والهمز فروا إليه لاجتماع الحروف التي جرت عادتها بأن تعتل ولقائل أن يقول الأصل آيي بلا امتراء فالهمزة هل حدثت عن الياء أم عن الواو فيقال له كل ذلك يجوز فإن شئت قلت قلبوا الياء واوًا ثم همزوا الواو لأنها مكسورة كما قالوا في وشاح إشاح وكان هذا الزم لأن بعد الواو ياءين ألا ترى أن همزة بعدها ياء مشددة قد جاءت في كلامهم صدرًا للكلمة فقالوا إياك وإيل (¬1) للذي في الجبل وليس في كلامهم واو مكسورة بعدها ياء مشددة في صدر كلمة البتة وقد جاءوا بالهمزة المفتوحة وبعدها الياء المشددة في مواضع كثيرة ولم يفعلوا ذلك في الواو ألا تراهم ¬

_ = لك كما قالوا شاوي فجعلوا الواو مكان الهمزة وخلاصة القول في هذا أن من قال رائي وآئي .. فحجته في ذلك أن الياء في هذه الكلمات وقعت بعد ألف وقياسها أن تهمز ولكهم صححوها شذوذا كما قدمنا فلما نسبوها ردوها إلأى ما كان يوجبه القياس ومن قال راوي وآوي ... فإنه استثقل الهمزة بين الياء والألف فجعل مكانها حرفا يقاربها في المد واللين ويفارقها في الموضع وهي الواو. ومن قال رايي فقد أثبت الياء لأن هذه الياء صحيحة تجري بوجوه الأعراب قبل النسبة كياء ظبي فلما كانت النسبة إلى ظبي من غير تغيير الياء كان رايي مثله هذا ملخص ما في السيرافي وللرضى كلام في هذا في ج 2 ص 51 وظاهره أن الاقيس ترك الياء بحالها فراجعه. (¬1) الإيل الذكر من الاوعال وقيل المفرد أيل كسيد والجمع إيل بكسر الهمزة وضمها

قالوا للرجل أيم وللمرأة ايم (¬1) وقالوا أي القوم معك ورجل ايد وايده الله (¬2) وليس في كلامهم مثل ويل ولا وير وأما قلبهم الياء إلى الهمزة فكما (¬3) قلبوها في قولهم يدي وادي وهو (¬4) العيش الواسع ويلنجوج وألبحوج (¬5) والياء إذا كانت متحركة بالكسر وقبلها ما يسكت عليه فهي جارية مجرى ما يبتدأ به في بعض الجهات ولا ريب في أنهم آثروا الابتداء بالهمزة على الابتداء بالياء ألا ترى أن افعل في الأسماء أكثر من يفعل فباب أحمر وأصفر لا يقاس به في الكثرة باب يرمع ويلمع واليرمع حجارة رقاق تنفت باليد واليلمع البرق والسراب وقالوا إصبع وأبلم ولم يقولوا يرمع وقد حكي يعفر (¬6) على الاتباع وقال بعض أهل اللغة ¬

_ (¬1) الأيم الذي لا زوج له من الرجال والنساء سواء تزوج من قبل أم لا وسواء كانت بكرا أم ثيبا (¬2) رجل أيد كسيد قوي وأيده الله قواه من الأيد وهو القوة (¬3) في الأصل فكلما (¬4) يقال ثوب يديُّ وأدىّ واسع وقال التوزي ثوب يدي واسع الكم وضيقه من الاضداد وأنشد. (عيش يدي ضيق ود غفلي) وقالوا قطع الله أديه يريدون يديه ابدلوا الهمزة من الياء قال ابن سيده ولا نعلمها أبدلت منها على هذه الصورة إلا في هذه الكلمة وقد يجوز أن يكون ذلك لغة لقلة ابدال مثل هذا وحكى ابن جنى عن أبي على قطع الله أده يريدون يده قال وليس بشيء (¬5) الألنجوج والبلنحوج والالنججج واليلنجج عود يتبخر به والهمزة والياء فيها للالحاق بدليل ظهور التضعيف وإنما جاز الالحاق بالأول لأنه انضم إليه زائد آخر وهو النون (¬6) في الأصل أصبع مضبوطة بضم الباء وفتحها وقد كتب فوقها لفظ معا بخط دقيق وابلم مضبوطة بضم الهمزة واللام ويرمع مضبوطة بكسر الياء وفتح الميم ويعفر بضم الياء والفاء والظاهر أن مراده جميع هذه الأوزان أي ورد مما أوله همزة على وزن افعل بكسر الهمزة مع فتح العين

ليس في كلامهم اسم أوله ياء مكسورة إلا قولهم اليسار لليد هكذا قال ابن دريد (¬1) وغيره يقول يسار بالفتح (¬2) فإذا كان ذلك على ما تعرفه العامة فقد فقدت ياء مكسورة في أول الأسماء إلا أن يجيء في مصدر فاعلت فإنهم يضطرون إلى ذلك إذا قالوا ياسرت الرجل يسارًا وقد استغنوا بالمياسرة وكذلك قالوا يا منت أي أتيت اليمن ولعلهم يجتنبون اليمان في المصدر ويفرون منه إلى الميامنة (¬3) ويدلك على أن الكسرة عندهم مع الهمزة أيسر منها مع الياء أنهم يقولون إعلم وإستعين وإخال فيكسرون ¬

_ = وضمها وأفعل بضمها ولم يرد مما أوله ياء على هذه الأوزان لأنهم لم يقولوا يرمع بكسر الياء مع فتح الميم وضمها وأما يعفر فقد حكى السيرافي في الأسود بن يعفر ثلاثة أوزان يعفر كينصر ويعفر كيكرم ويعفر بضم الياء والفاء فأما الأولان فاصلان وأما الثالث فعلى الاتباع أي اتبعت الياء ضمة الفاء من يعفر الأولى أو اتبعت الفاء ضمة الياء من يعفر الثانية وفي ابلم لغات كسر الهمزة واللام وفتحهما وضمها. (¬1) هو محمد بن الحسن بن دريد الازدي من أئمة اللغة وله المقصورة المشهورة وكتب كثيرة توفي سنة 321 (¬2) قال الجوهري وااليسار خلاف اليمين ولا تقل اليسار بالكسر وفي اللسان واليسار نقيض اليمين الفتح عند ابن السكيت أفصح وعند ابن دريد الكسر وليس في كلامهم اسم أوله ياء مكسورة إلا في اليسار وإنما رفض ذلك استثقالا للكسرة في الياء (¬3) يأتي مصدر فاعل على مفاعلة وعلى فعال وفيعال كقاتل مقاتلة وقتالا وقيتالا والمقيس منها مفاعلة. وفعال مسموع كثيرا فيما ليس فاؤه ياء ونادر فيما فاؤه الياء لاستقال الكسر عليها فتقول باسر مياسرة وياوم مياومة وحكى ابن سيده بواما وهو نادر راجع الرضى على الشافية ج 1 ص 166 وحاشية ابن جماعة ص 65 وسيبويه ح 2 ص 243

مع الهمزة كما يكسرون مع التاء والنون (¬1) وقد قرأت بذلك القراء يحيى ابن وثاب وغيره ويروى أنه قرأ فأمتعه قليلاً ثم اضطره بكسر الهمزة من اضطره (¬2) وكذلك يفعل في غيرها من حروف المضارعة فقرأ يوم ¬

_ (¬1) قال الرضي وأعلم أن جميع العرب إلا أهل الحجاز يجوزون كسر حرف المضارعة سوى الياء في الثلاثي المبني للفاعل إذا كان الماضي على فعل نكسر العين فيقولون أنا إعلم ونحن نعلم وأنت تعلم وكذا في المثال والأجوف والناقص والمضاعف نحو إيجل وإخال وإشقى وإعض. والكسرة في همزة إخال وحده أكثر وأفصح من الفتح. وإنما كسرت حروف المضارعة تنبيها على كسر عين الماضي ولم يكسر الفاء لهذا المعنى لأن أصله في المضارع السكون. ولم يكسر العين لئلا يلتبس يفعل لمفتوح بيفعل المكسور فلم يبق إلا كسر حروف المضارعة ولم يكسروا الياء استثقالاً إلا إذا كان الفاء واوا نحو بيجل لاستثقالهم الواو التي بعد الياء المفتوحة وكرهوا قلب الواو ياء من غير كسرة ما قبلها فاجازوا الكسر مع الواو في الياء أيضًا لتخف الكلمة بانقلاب الواو باء فأما إذا لم يكسروا الياء فبعض العرب يقلب الواو ياء نحو ييجل وبعضهم يقلبه الفا لأنه إذا كان القلب بلا علة ظاهرة فالى الالف التي هي الأخف أولى فكسر الياء لينقلب الواو ياء لغة جميع العرب إلا الحجازيين وقلبها ياء بلا كسر الياء وقلبها الفالغة بعضهم في كل مثال واوي وهي قليلة ثم ذكر كسر حرف المضارعة في أبى وحب ثم قال وكسروا غير الياء من حروف المضارعة فيما أوله همزة وصل مكسورة نحو أنت تستغفر وتحر نجم تبينها على كون الماضي مكسور الأول وهو همزة ثم شبهوا ما في أوله تاء زائدة من ذوات الزوائد نحو تكلم وتغاقل وتدحرج بباب انفعل لكون ذي التاء مطاوعًا في الأغلب كما أن انفعل كذلك فتفعل وتفاعل وتفعلل مطاوع فعَّل وفاعل وفعلل فكسروا غير الياء من حروف مضارعاتها فكل ما أول ماضيه همزة وصل مكسورة او تاء زائدة يجوز فيه ذلك وتتمة هذا في الرضي ج 1 ص 146 وسيبويه ج 2 ص 256 (¬2) نقل ذلك عنه الزمخشري في الكشاف ويحيى بن وثاب أسدي كوفي تابعي ثقة كبير من العباد الأعلام روى عن ابن عمر وابن عباس وكان من أحسن الناس قراءة توفي سنة 102

القول في اسم وحقيقة الحذف منه

تبيضُّ وجوه (¬1) وتسودُّ وجوه ولا تركنوا إلى (¬2) الذين ظلموا فتمسكم النار وهذه لغة للعرب فيما كان على فعل يفعل وما جوز الأربعة نحو أسود واقشعر وإذا صاروا إلى الياء فروا إلى الفتح فلم يقولوا يعلم كذلك يقول سيبويه وقد حكاها الفراء عن قوم من العرب وأن صحت فهي شاذة وليس هذا من باب ينحل (¬3) وقرأ أصحاب القراءة التي مر ذكرها أن تكونوا تيلمون (¬4) فإنهم يألمون كما تيلمون فكسروا مع التاء ولم يكسروا مع الياء فهذا يبين حال آية في النسب والحمد لله وهذه الأسماء التي ظهرت فيها الياء وهي على مثل آية تجري في النسب مجراها هـ القول في اسم وحقيقة الحذف منه (¬5) وكان أصل الأسماء أن تجيء غير محذوفات وإما يستدل على حذفها بالاشتقاق والتصغير والجمع والعلل الجارية عليها في أنحاء العربية فكأن ¬

_ (¬1) في الكشاف وقرئ تبيض وتسود بكسر حرف المضارعة وتبياض وتسواد (¬2) قال الزمخشري وعن ابي عمرو بكسر التاء وفتح الكاف على لغة تميم في كسرهم حروف المضارعة الا الياء في كل ما كان من باب علم يعلم ونحوه قراءة فتمسكم النار بكسر التاء ومن قول ابي العلاء والرضي والزمخشري وغيرهم يتبين أن جواز الكسر في أحرف المضارعة الثلاثة منحصر فيما كان من باب علم يعلم ويرد على هذا قراءة اني اخلق قال في النشر ج 2 ص 232 واختلفوا في اني أخلق فقرأ المدنيان بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها وقول ابن مهران الكسر لنافع وحده غلط ونقل البناء في اتحاف فضلاء البشر ص 259 عن المطوعى تبخسوا وتعثوا بكسر التاء فيهما وركن ليست من باب علم (¬3) نخل الجسم جاء من باب منع وتعب وفي القاموس كمنع وعلم ونصر وكرم (¬4) لأن التاء لما كسرت أبدلت الهمزة باء (¬5) هذه المسألة الثالثة

قائلاً في الأصل قيل له ما فرس أو ما رجل فقال اسم فوقع للسامع أن الهمزة من الأصل لأنه سمع جرسًا على مثل إذن وابط وادل (¬1) والإدل اللبن الحامض فقال السامع هذه همزة أصلية فيجب أن يكون اشتقاقها من اسم ياسم فرجع إلى أصل الكلام وما روت الثقات منه فلم يجد فيه ذلك فقال يجب إذ فقدت هذه اللفظة أن يجعل اسم من وسم يسم كأنه وسم ثم قلبت الواو همزة كما قالوا ولدة وإلدة (¬2) ووطاء وإطاء فاستقر في نفسه ذلك ثم سمع الفصحاء تقول سمعت اسمك وهذا اسم زيد ويستمر على ذلك ولا يجريه مجرى إذن وازل وهو الكذب لأنها لو أجرته مجرى ذلك لنطقت بالهمزة في إدراج الكلام فقال السامع يجب أن يكون هذا لما كثر آثروا فيه الخفة ثم سمعهم يقولون في التصغير هذا سميك وسمي أخيك فانتقض عليه ما اعتقد لأن الأمر لو كان كما توهم لوجب أن يقولوا أسيم كما يقولون في أشاح أشيح فيثبتون الهمزة وزاده ريبًا فيما ظن جمعهم أياه على أسماء فعلم أن ما ذهب إليه باطل ونظر فإذا العائد في التصغير لا يخلو من أن يكون واوًا أو ياء وأن السين سكنت في أول النطق فنطقوا بالهمزة قبلها ليكون وصلة إليها واسقطوا عند الغناء واعتبر كلام العرب فرآهم يقولون سموت سموًا وإذا أرادوا أن يخبروا أنهم ¬

_ (¬1) في الأصل إذن وايط وإدل. والإذن مصدر أذن به إذنا أي علم والإبط باطن المنكب والإدل اللبن الخاثر المتكبد الشديد الحموضة زاد في التهذيب من ألبان الإبل (¬2) الولد ما ولد أيا كان يقع على الواحد والجمع والذكر والأنثى وقد جمعوا فقالوا أولاد وقالوا ولدة وإلدة كما قالوا ولادة وإلادة على البدل والوطاء خلاف الغطاء

جعلوا للرجل اسمًا قالوا سميته ورآهم لم يستعملوا السمى فحكم على أن الذاهب من اسم واو وأنهم وضعوا هذه الكلمة وهو يريدون بها ظهور أمر الإنسان وعلوه وأن يعرفوا به غيره لأن من لا يعرف له اسم فهو خامل مجهول وقالوا اسم وسم في المسموع فدل ذلك على أنهم بنوه تارة على فعل وتارة على فعل وقد انشدوا أبياتًا لوجهين (¬1) منها قول الراجز: والله سماك سمًا مباركًا ... آثر الله به إيثار كا (¬2) وقال آخر: وعامنا أعجبنا مقدمه ... يكنى أبا السمح وقرضاب سمه (¬3) وأما قول الآخر: فدع عنك ذكر اللهو واعمد بمدحة ... لخير معد كلها حيث ما انتمى (¬4) لأجودها كفًا وأكرمها أبا ... وأحسنها وجهًا وأرفعها سما فزعم قوم من أهل اللغة أن السما (¬5) ... بعد الصيت والأجود أن يكون سم ¬

_ (¬1) كذا في الأصل ولعله بالوجهين (¬2) في اللسان والصحاح والله أسماك (¬3) في اللسان والصحاح يدعى أبا السمح (¬4) رواهما في اللسان حيثما انتمى وروى البيت الثاني لأعظمها قدرًا وأكرمها أبا ... وأحسنها وجهًا وأعلنها سما وفسرها بالصيت وقال ويروى لأوضحها وجهًا وأكرمها أبا ... واسمحها كفًا وأبعدها سما قال والأول أصح (¬5) قال في اللسان قال أبو العباس السمى مقصور سمى الرجل بعد ذهاب اسمه وأنشد البيتين السابقين شاهدًا على ذلك وفسره بالصيت كما تقدم وفي القاموس واسم الشيء بالكسر والضم وسمه وسماه مثلثتين وفي التاج وقرئ في الشواذ بسما الله الرحمن الرحيم

على ما تقدم وألفه للنصب وأن لم يكن سمع في غير هذا البيت فلا وجه له إلا القول الأخير ولو كانت الالف في اسم اصلية لقالوا في جمعه آسام كما قالوا في جمع إرب وهو العضو آراب فإن قيل فما ينكر من أن تكون همزة اسم مبدلة من واو ثم قلبت في الجمع لأنهم يستعملون التغيير في المعتل فيقولون كاع وكائع وهار وهائر (¬1) قيل الذي يمنع من ذلك أنهم لم يقلبوها في الجمع وحده ولكن قلبوها في جميع ما صرفوه من اسم فقالوا سميت وسمي وأسماء فدل ذلك على علة هذا القول ودلهم وصلها في غير الابتداء على أنها كغيرها من الألفات التي لحقت الأفعال وهذا النوع من الأسماء فأما أسامة (¬2) فليس من لفظ الاسم في الحقيقة وأن كان مجانسًا له في الجرس ويجب أن يكون اشتقاق أسامة من الاسم وهو ممات وقد يجوز أن يكون أسامة من الوسام وهو حسن الوجه فبني على فعالة وهمزت الواو لما ضمت في أول الكلمة وإذا حمل على هذا القول جاز أن يكون من الوسم إلا أن همزته في ذلك أصلية لأنها بدل من الواو وقلبهم الواو المضومة همزة شائع كثير يقولون ولد له أولاد وألد له وفي الكتاب العزيز وقتت وأقتت وهو من الوقت (¬3) وقولهم أد (¬4) بن طابخة يجوز أن ¬

_ (¬1) كاع يكيع جبن فهو كائع على الأصل وكاع على القلب وهار البناء تهدم أو سقط فهو هائر على الأصل وهر على القلب (¬2) اسلمة من أسماء الأسد لا ينصرف واسم الرجل (¬3) قرأ أبو عمرو بالواو مع تشديد القاف على الأصل لأنه من الوقت والهمز بدل من الواو. وقرأ ابن وردان بالواو وتخفيف القاف وقرأ الباقون بالهمز والتشديد (¬4) اد بن طابخة بن الياس بن مضر أبو قبيلة

يكون أصله ود قلبت الواو همزة (¬1) ويجوز أن يكون مأخوذًا من الأد وهي القوة أو من قولهم أدت الابل إذا حنت حبنينًا (¬2) شديدًا فأما قولهم أسماء في اسم المرأة فالنحويون المتقدمون يجعلونه جمع اسم (¬3) وإذا سموا به الرجل لم يصرفوه لأنه اسم غلب عليه كونه للمؤنث كماان زينب غلب عليه أن يكون اسم امرأة وليس فيه علم للتأنيث وليس أسماء عندهم بمنزلة حمراء فيلزم أصحاب هذا القول أن يقولوا مررت بأسماء وأسماءٍ أخرى فيصرفوها في النكرة لأنها ليست كحمراء عندهم وإنما هي أفعال مثل أبناءٍ وأحناءٍ (¬4) ولو كانت مثل حمراء لم تنصرف في النكرة (¬5) ولا يمتنع في القياس أن تكون أسماء من الوسامة إلا أن الواو قلبت إلى الهمزة وقلب الواو المفتوحة إلى الهمزة قليل إنما جاء في احرف معدوجة كقولهم أحد واصله وحد وكقولهم للمرأة أناة وأصله وناة (¬6) هذا في رأي من ¬

_ (¬1) قال الأزهري وكان لقريش صنم يدعونه ودا ومنهم من يهمز فيقول أدَّ وقال ابن دريد احسب أن الهمزة في اد واوًا لأنه من الود أي الحب فأبدلت الواو همزة كما قالوا أقتت وورخ الكتاب (¬2) في الأصل جنت (¬3) ويجعلون همزته قطعًا زائدة ويستدلون على ذلك بقولهم في تصغيرها سمية ولو كانت الهمزة أصلية فيها لم تحذف (¬4) جمع حنو وهو كل شيء فيه أعوجاج (¬5) الهمزة الأخيرة في أبناء واحناء منقلبة عن واو. وفي حمراء للتأنيث فحمراء تمنع من الصرف ولو كانت نكرة وأما أسماء فإذا نكرت صرفت (¬6) قال الأصمعي الأناة من النساء التي فيها فتور عن القيام وتأن وقال الليث يقال للمرأة المباركة الحليمة المواتية أناة وقيل امرأة أناة أي رزينة لا تصخب ولا تفحش قال سيبويه أصله وناة مثل أحد ووحد من الونى وقال ابن بري أبدلت الواو المفتوحة همزة في =

زعم أنها من الوني وقد يجوز أن يكون مأخوذًا من التأني في الأمر فتكون موصوفةً بالمصدر فيقال امرأة اناة أي ذات اناةٍ لأنها إذا كانت ثقيلة الجسم اداها ذلك إلى تأنيها فيما تمارس وقد قالوا الزكاة تذهب أبلة المال أي وخامته وذهبوا إلى أن أصلها ويلة وأنها من قولهم كلأ وبيل أي وخيم وكون أسماء في معنى الوسامة أشبه بأسماء النساء كما سموا حسناء وجيداء وغيداء (¬1) فيكون على هذا فعلاء ولا تصرف إذا نكرتها كما لا تصرف مراء ولو نطق على هذا بالمذكر فجيء به على الأصل لقيل أوسم فإن جيء به على القلب قيل اسم فخففت الهمزة الثانية لأنه مثل آدم ولو صغرت أسماء على هذا تصغير الترخيم لقلت أسيمة كما تقول في خنساء خنيسة (¬2) والذي قوى رأي النحويين في أن أسماء إذا كان اسم ¬

_ = أناة حرف واحد وحكى غيره أين أخيهم أي سفرهم وقصدهم وأصله وخيهم وزاد أبو عبيد كل مال زكي ذهبت أبلته أي وبلته وهي شره وزاد ابن الأعرابي واحد آلاء الله ألى وأصله ولى وزاد غيره أزير في وزير وحكى ابن جني أج في وج اسم موضع واجم في وجم. (¬1) الجيد طول العنق وحسنه. جيد جيدا فهو أجيد وفي التهذيب امرأة جيداء طويلة العنق حسنته لا ينعت به الرجل ويقال غيد غيدا مالت عنقه ولأنت أعطافه فهو أغيد والغيداء المرأة المتثنية الأعطاف والألف في حسناء وأختيها للتأنيث فتمنع من الصرف ولو كانت نكرة كحمراء (¬2) تصغير الترخيم. أن تحذف الزوائد كلها من الاسم ثم تصغره فإذا أردت تصغير نحو خنساء حذفت الألف والهمزة المزيدتين في آخره للتأنيث فيبقى خنس فتلحقه التاء ويصغر على خنيسة وتصغير الترخيم مختص بالأعلام عند الفراء وثعلب وعند الجمهور يجوز في الأعلام وغيرها وهو قياسي عندهم وقال ابن معطي هو شاذ لما فيه من كثرة الحذف والالتباس فهو مقصور على السماع عنده.

امرأة جمع اسم قولهم في ترخيم التصغير سمية ولم ينقل في أسماء النساء أسيمة وبنوا سما وسمًا على لغتين كما قالوا فعل وفعل في أشياء كثيرة قالوا عضو وعضو وجرو وجرو وطبي وطبي (¬1) وإذا أجروا على بعض الأسماء حكماً من حذف أو زيادة لم يجروه على نظيره وإنما نقل كلامهم بالسماع فقيس منه ما اطرد وردَّ ما خرج عن القياس إلى نقل السامعين فلا يلزمهم أن يقولوا في جرو جر وجر كما قالوا في اسم سم وسم ولا أن يدخلوا ألف الوصل في أوله فيقولوا اجر كما قالوا ابن واسم لأن هذه أشياء خصت بالحذف والزيادة ولو لزمهم مثل ذلك لوجب عليهم أن يكونوا قد نطقوا من الضرب باسم في وزن إثمد وجعلوه واقعًا في بعض الأشياء ولوجب أن يحذفوا الهمزة من أوائل أمير وأجير وأخير ونحو ذلك كما حذفوها من أناس لما قالوا ناس ولا يقبل احد دعوى من يلزمه مثل ذلك وزعم أبو إسحق الزجاج أنه لم يتكلم قبله في اشتقاق اسم ولا مرية في أنه كما قال لأنه الثقة (¬2) في هذا وغيره إن شاء الله فإن قيل فما ينكر أن تكون ألف اسم أصلية ثم حذفت لكثرة الاستعمال كما حذفت الهمزة في ويلكّه (¬3) قيل الذي منع من ذلك جلالة الاشتقاق على غيره وحكم على أن ¬

_ (¬1) العضو بضم العين وكسرها مع سكون الضاد كل عظم وافر بلحمه والجرو بتثليث الجيم مع سكون الراء ولد الكلب والأسد والسباع وطبي بضم الطاء المهملة وكسرها مع سكون الباء حلمات الضرع التي فيها اللبن من الخف والظلف والحافر والسباع وفي الأصل عضو وعضو وجرو وطبي. (¬2) في الأصل النفه. (¬3) قيل أصل ويلمه ويل أمه ثم حذفت الهمزة لكسرة الاستعمال وكسروا لام ويل إتباعاً لكسرة الميم ومنهم من يقول أصله ويل لامه فحذفت لام ويل وهمزة =

ألف أم ألف أصلية وغن كانت قد حذفت في قولهم ويلمه لأن الغالب على كلام العرب ان يقطعوا همزة أخ (¬1) وكذلك ما صرفوه منها لأنهم قد قالوا الأمومة وقد ادعى بعض النحويين المتقدمين ان الف أم قد توصل وليس ذلك لانها الف وصل وإنما هو اتفاق لضرورة كما قال حاتم: (¬2) أبوهم ابي والأمهات أمهاتنا ... فأنعم ومتعني نفيس بن جحدر وقد وصلوا الفات القطع في مواضع وانما ذلك في ضرورة الشعر كما قال ابو زبيد الطائي: فأيقن كدر إذ صاروا ثمنية (¬3) ... ان قد تقرَّد أهل البيت بالثمن ¬

_ = أم فصار ويلمه ومنهم من قال أصله وي لأمه فحذفت همزة أم غير واللام في ويلمه مكسورة على كل قول وذكر في اللسان والتاج ويلمه بضم اللام وكسرها وأورد سيبويه ج 2 ص 272 هذا البيت وهو: ويلمها في هواء الجو طالبة ... ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب شاهدا على الوجهين ونسبة إلى النعمان بن بشير ونسبه ج 1 ص 353 لامرئ القيس فتأمل. وقولهم ويلمه مدح خرج بلفظ الذم كما يقولون اخزاه الله ما اشعره قيل كأنهم قصدوا بذلك أن الشيء إذا رآه الانسان فأنثى عليه خشي ان تصيبه العين فيعدل عن مدحه الى ذمة خوفاً عليه من الأذبة. وقيل ان هذا الممدوح قد بلغ غاية الفضل وحصل في حد من يذم لأن الفاضل تكثر حساده وعيابه والناقص لا يذم ولا يسب بل يرفعون أنفسهم عن سبَّه ومهاجاته. (¬1) كذا في الأصل وسياق الكلام يدل على انه ام بدل أخ وان كانت همزته مقطوعة. (¬2) حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي شاعر جواد يضرب بجوده المثل توفي قبل الهجرة بنحو 45 سنة. (¬3) كذا في الاصل وقد ذكر السيوطي في جمع الجوامع ان الالف تحذف من ثمانية وثماني بالياء.

وإنما هو اكدر على مثال احمر واكدرها هنا اسم كلب وقال آخر: يا للرجال لحادث الأزمان ... ولنسوةٍ من آل أبي سفيان وهذا مرفوض قليل وقد أفردوا أما بحكم ليس لغيرها من الأسماء وذلك ان الفراء وغيره يزعمون ان العرب يكسرون همزة أم اذا وقعت قبلها كسرة أو ياء (¬1) وقد قرأ بذلك الكوفيون مثل قوله فلإمه السدس وفي بطون إمهاتكم (¬2) وليس وصلهم الهمزة في قولهم ويلم بدليل على انها الف وصل لأن هذه الكلمة شذّت عن سائر الكلام ويجب ان يكون الاسم على رأي ابى اسحاق جارياً مجرى الذبح والطحن (¬3) لان المصدر فعل مفتوح اذا رد إلى الاصل ولو كان اسم من الوسم او من الاسم لقيل اسمت الرجل ووسمته وليس القلب من اسم إلى سما مثل القلب من رأى إلى راء ومن شأى إلى شاء لان المعتل كثر فيه ذلك وأمر وبابه ليس من هذا ¬

_ (¬1) قال سيبويه ج 2 ص 272 وقالوا ايضاً لإمك وقالوا اضرب الساقين إمك هابل فكسروها جميعاً كما ضم في ذلك وفي اللسان جعلها بعضهم لغة. (¬2) قال في النشر ج 2 ص 239 واختلفوا في أم من فلامه السدس فلامه الثلث. في امها رسولا في القصص في أم الكتاب في الزخرف فقرأ حمزة والكسائي بكسر الهمزة في الاربعة اتباعاً ولذلك لا يكسرانها في الآخرين الا وصلا فلو ابتدآ ضماها وكذلك قرأ الباقون في الحالين وأما ان أضيف الى جمع وذلك في أربعة مواضع في النحل والزمر والنجم بطون أمهاتكم وفي النور بيوت امهاتكم فكسر الهمزة والميم حمزة وكسر الكسائي الهمزة وحدها وذلك في الوصل وقرأ الباقون بضم الهمزة وفتح الميم فيهن واتفقوا على الابتداء فيهن كذلك. (¬3) الذبح بالفتح مصدر ذبح الشاة أو غيرها اذا قطع الحلقوم من باطن والذبح بالكسر اسم ما ذبح أو ما أعد للذبح. والطحن بالفتح مصدر طحن البر وغيره والطحن بالكسر الدقيق ففعل بمعنى المفعول والمراد هنا بالكسر في اللفظين.

النحو وكذلك قولهم آسار في اسآر (¬1) ليس من ذلك النحو لانهم كرهوا ان يقولوا اسآر فيجمعوا في الكلمة الواحدة بين همزتين فقالوا آسار لأن المد ايسر واخف قال الشاعر وأنشده ابو عبيدة: إنا لنضرب جعفرا بسيوفنا ... ضرب الغريبة تركب الاسارا يريد الأسآر. وأنشد سيبويه: (¬2) لقد لقيت قريظة ما سآها ... وحلَّ بدارها ذلٌّ ذليل يريد ساءها ولو بنيت من اسم مثل افعل لقلت اسمى يا فتى على مثال اعمى والهمزة فيه همزة افعل ولو بنيت منه مثل إثمد قلت هذا اسم في الرفع ومررت باسم ورأيت اسمياً في النصب والفه زائدة ليست من الف اسم في شيء لأن تلك زيدت على شرط من البنية اذا زال بطلت بلا اختلاف ولو بنيت منه مثل ابلم لقلت اسم في الرفع والخفض ورأيت اسميًا في النصب فقلبت واوه كما قلبت واو أدل وأجر واذا نسبت إلى اسم فحذفت الألف ورددت قلت سموي وانما يردون من المنسوبات فيما ذهب منه موضع اللام لأنها التي يلحقها التغيير والعين بعيدة من ذلك والفاء أبعد فلو نسبت إلى عدة وجهة اذا سميت بهما لقلت عديّ وجهيّ (¬3) فلم تردَّ ¬

_ (¬1) السؤر بقية الشيء والجمع أسآر وقد يقلب آسار كما قيل آبار وآرام في بئر ورئم. (¬2) ج 2 ص 130 لكعب بن مالك البدري الانصاري الخزرجي الصحابي من الشعراء المجيدين في الجاهلية وكان شاعر النبي (ص) في الاسلام توفي سنة 55 ورواية سيبويه وحل بدارهم ورواه في اللسان كما هنا وهذا البيت يقوله كعب في ظهور النبي (ص) على بني قريظة ومعنى قوله ذل ذليل بالغ متناه. (¬3) هذا الكلام ليس على اطلاقه لأن الاسم المحذوف الفاء إذا نسب اليه لا يخلو

وكذلك لو سميت رجلاً بمذ لقلت في النسب مذيٌّ لان الذاهب العين (¬1) والنسب عندهم اردُّ من التثنية والجمع لأنه الزم فأما التصغير فالجمع على قياسه فلابدَّ من الرد فيهما لأنه يضطر اليه الناطق فيقول في عدة وعيدة ولا يجد عن ذلك مندوحة ولو جمعتها جمع التكسير لوجب ان تقول وعد لأنك تردها إلى باب سدرة وكسرة وقول الراجز: تلفه الرياح والسميُّ (¬2) لا يدل على ان اصل الكلمة من ياء كما لا يدل قولهم الدُّلى على أنهم ¬

_ = من أن يكون صحيح اللام أو معتلها فان كان صحيح اللام كعدة وجهة لم يرد اليه المحذوف فيقال عدي وجهي وإن كان معتل اللام كشية وجب رد المحذوف واصل عدة وشية وعد ووشي بكسر الواو وسكون ما بعدها فيهما فنقلت كسرة الواو لما بعدها وحذفت وعوض عنها التاء. ويجب عند سيبويه فتح العين بعد الرد فنقول وشوي بكسر الواو الاولى على أصلها وفتح الشين والاخفش يقول وشيي بسكون الشين وكسر ياء الكلمة لأجل ياء النسب والفراء يجعل الفاء المحذوفة في الرضى على الشافية ج 2 ص 62 والجار بردي ص 118 والخضري على ابن عقيل ج 2 ص 271 وسيبويه ج 2 ص 85. (¬1) قال عبد القاهر لا يوجد شيء حذف عينه أكثر من اثنين مذوسه وأما ثبة فالاكثر على أن لامها محذوف من ثبيت اذا جمعت واجاز ابو اسحق أن يكون من ثاب يثوب وبعضهم يجعل رب مخففا من هذا النوع. (¬2) هذا البيت من ارجوزة طويلة للعجاج استشهد به الجوهري على أن سماء بمعنى المطر تجمع على فعول وروايته كما هنا وهو مذكور على هذا الوجه في ارجوزة العجاج المطبوعة في ليبسيغ ص 69 وفي مصر ص 180 ونسبه في اللسان الى رؤبة وروايته تلفه الارواح والسمي وقال الصواب ما أورده.

قالوا الدلي اذ كانوا يجمعون ذوات الياء على هذا النحو فيقلبون وكذلك قالوا عصي وقفي (¬1) وانما يذكر مثل هذا ليعلم انه ليس في كلامهم السمي الا مماتًا أو كالممات وأما زعمهم (¬2) ان الواو حذفت بعد سكونها لانهم استثقلوا الكسرة او الضمة عليها فلما لقيها التنوين وجب حذفها فان هذا القول قد يجوز ان يكون مثله وقد يجوز ان يمتنع وامتناعه أولى لأنهم لم يطردوا القياس عليه ولا فعلوا ذلك بكل ما كان على هذه الزنة وليس هو جاريًا مجرى ادل وقاض لان هذين في بابهما اصلان ولهما نظائر كثير وليس حذفهم في اسم مثل ذلك وانما تلك العلة شيءٌّ يتوصل به النحويون إلى تكثير المنطق ولا يعلم كيف سجية حذفهم للواو الا ان يدعى مدع انه في غريزة الناطق بهذه الكلمة في بدء الخلق وقد مضى القول في ان الفاظ الآدميين التي جبلهم الله سبحانه عليها انما هي كصياح الطير وصهيل الخيل على ان قول من زعم ان الواو حذفت منها الحركة ثم حذفت بعد ذلك (¬3) ¬

_ (¬1) عصي بضم العين وكسر الصاد وبكسرهما جمع عصا وكسرت العين لما بعدها من الكسر وأصل وزنها فعول وكذلك قفي وقفي جمع قفا وهو مؤخر العنق وقد ضبطت في الاصل عصي بكسرتين وقفي بضم فكسر والمناسب للتمثيل ضم الاول فيهما. (¬2) البصريون يقولون أصلا اسم سمو بوزن حبر وقفل بدليل قوطم سم وسم بكسر السين وضمها حذفت الواو لاستثقالهم الحركات الاعرابية عليها ونقل سكون الميم الى السين لتتعاقب تلك الحركات عليها وأتي بهمزة الوصل ومذهب الكوفيين ان اصله وسم أي علامة والمختار المذهب الأول. (¬3) يريد أن بعضهم زعم ان اسما أصلها سمو فاستثقلت الضمة على الواو فحذفت فالتقى ساكنان الواو والتنوين فحذفت الواو. وهذا يشبه ما يقوله النحويون في باب الاعتلال. ولكنه لا يصلح أن =

يشبه اعتلال النحويين ولكننا وجدناهم يحذفون الحرف الصحيح من بعض الأسماء ولا يمكن الاعتلال بمثل هذه العلة فيه لأنهم إذا جاءوا بمثل قول زهير: (¬1) يأبى لحار فلا يبغي به بدلا ... أب بريُّ وخال غير مجهول وقد علموا ان الثاء حذفت لا محالة وفيها الحركة فهل يجوز أن يدّعي مدع أنهم اسكنوا الثآء لما ارادوا الحذف لما اجتمعت مع التنوين حذفت لالتقاء الساكنين وهذا ما لا يحسن في القياس لأنه يؤدي إلى تكلف يشهد المعقول بخلافه ولأن الذين قالوا في مرواه يا مرو فحذفوا الالف والنون لا يجوز أن يدعى لهم أنهم استثقلوا الضمة على النون فحذفوها فالتقى ساكنان فحذفت النون ثم حذفت الالف والنحويون يذكرون في الترخيم حذف الزيادتين اللتين زيدتا معًا فان كانت زيادتهما وقعت في حال واحدة فكذلك يجب أن يكون الحذف وعلى هذا يمضي القول على عثمن (¬2) ومنصور وشراحيل اذا رخمت شيئَا ذلك من ضرورة ¬

_ = يكون علة مطردة موجبه لحذف الحرف لأنهم حذفوا الحرف في ترخيم مثل حارث ومروان من غير أن يكون سبب حذفه حذف حركته وقد وقع في الأصل في هذه المسألة كثير من التحريف والخطأ في النقل والشكل فاصلحناه من غير أن نشير إليه لكثرته. (¬1) لم أجد هذا البيت في يداون زهير ولا أشار إليه الأعلم في شرحه. (¬2) ذكر السيوطي في جمع الجوامع ج 2 ص 240 أن الألف تحذف مما كثر استعماله من الاعلام الزائدة على ثلاثة أحرف سواء كانت عربية كمالك أم عجمية كاسحق وهرون وفى ص 241 ذكر انها تحذف من علم في آخره الالف والنون كمروان وعثمان. وهذه النسخة لم تجر على طريقة واحدة فتارة يأتي فيها مثل عثمان بالالف وتارة يأتي بغير ألف.

القول في اثنين واثنتين

وغير ضرورة وكلما كثرت المحذوفات دل ذلك على بطلان قول من زعم أن الواو سكنت في سمو لما استثقلت الضمة أو الكسرة عليها ولو صح ذلك لكانوا قد فروا إلى حذف الواو من جمعهم بين سواكن ثلاث لان الميم في اصل البنية حظها السكون والواو سكنت لاستثقال الضمة ثم استقبلها التنوين بعد ذلك ورأى من زعم هذه المقالة يلزمه أن يكون حذفها في الوصل لان التنوين انما يلحق في أدراج الكلام واذا قال القائل سمو في الوقف فانه لا يضطر إلى حذف كانوا يجمعون في الوقف بين ساكنين بغير اختلاف ولا ينظرون أكان الساكن همزة أو واوًا أم ياء أم حرفًا من غير هذه الحروف والقول في هذا يتسع وقد مر ما فيه كفاية. القول في اثنين واثنتين (¬1) هذه الأسماء التي حذف من أواخرها حرف العلة وزيدت في أوائلها همزة الوصل مخالفة لغيرها من الاسماء وهي موضوعة في أصل اللغة وضع الأصول وأكثرها لحقه التأنيث على حد التذكير فقالوا ابن وابنة واثنان واثنتان وامرؤ وامرأة (¬2) فاما اسم فلم يحتاجوا فيه إلى التأنيث لأنه ¬

_ (¬1) هذه المسألة الرابعة. (¬2) ذهب الجمهور الى أن الابتداء بالساكن كن متعذر وقال ابن جني أنه متعسر لا متعذر. وعلى الاول: الاصل أن يكون أول حرف من حروف الكلمة متحركًا ولا يكون ساكنا على وجه القياس الا في الافعال وما يتصل بها من المصادر كانطلق وانطلاق واجتمع واجتماع وذلك لكثرة تصرف الافعال وكونها أصلا في الاعلال والحذف وثقل الحركة على ما هو مبين في كتب الصرف ولم يأت ذلك في الاسم الصرف الا في اسماء معدودة غير قياسية وهي عشرة ابن وابنة وابنم واسم ولست واثنان =

جرى مجرى الصوت واللفظ والوجه والرأس وانما يستنبط النحويون اصولا لمعتلات بالاشتقاق الحاكم على الأصول أو بالتصغير والجمع. ولهم ايضًا بالنسب دلالة والعرب قالت اثنان (¬1) فثبتوا على هذه البنية ولم ¬

_ = واثنتان وامرؤ وامرأة وايمن الله ولم يأت أيضًا في الحرف الا في لام التعريف وميمه والهمزة التي في الاسماء العشرة عوض مما أصابها من الوهن لانها ثلاثية ضعيفة الخلقة وقد حذفت لاماتها نسيا او هي في حكم المحذوف وهو وهن على وهن فلما نهكت بالاعلال الذي حقه ان يكون في الافعال شابهت الافعال فلحقتها همزة الوصل عوضا عن المحذوف بدليل عدم اجتماعهما نحو ابني وبنوي. واورد على هذا ابنم وامرؤ وايمن فانها ليست محذوفة الآخر فقيل في الجواب ان النون والراء في ابنم وامرئ تتبع حركتهما حركة الاعراب بعدهما فصارتا كحرف الاعراب وقال بعضهم ان ميم ابنم زائدة واللام محذوف واما ايمن فان نونه تحذف كثيراً والقسم موضع التخفيف فصارت النون الثانية كالمعدومة. هذا ملخص ما ذكره الرضي في شرح الشافية ج 2 ص 251 ومما ذكرناه يتضح ان الذي لحقه التأنيث منها ثلاثة فقط. (¬1) الاثنان من اسماء العدد اسم للتثنية حذفت لامه وهي ياء وتقدير الواحد ثني بفتحتين فعل على وزن سبب وجمل حذفت لامه وهي الياء وسكنت فاؤه وهي الثاء ثم عوضت همزة الوصل عن اللام المحذوفة وقيل للمذكر اثنان وللمؤنثة اثنتان كما قيل ابنان وابنتان وفي لغة تميم ثنتان كبنتان ولا واحد له من لفظة والتاء فيه للتأنيث فأصل اثنان ثنيان كفيتان وجملان وأصل اثنتان ثنيتان كشجرتان والدليل على ان لامه ياء قولهم في النسب ثنوي وقولهم في الفعل ثنيت الشيء اذا جعلته اثنين والدليل على ان اصله فعل قولهم في النسب ثنوي بفتحتين ولو كانت الثاء مضمومة او مكسورة لظهر ذلك في النسبة ولو كانت العين ساكنة لقالوا ثنيي كظبيي بالاسكان وفي اللسان والاثنان ضعف الواحد .. والمؤنث الثنتان تاؤه مبدلة من ياء ويدل على أنه من الياء انه من ثنيت لأن الاثنين قد ثني احدهما الى صاحبه وأصله ثني يدلك على ذلك جمعهم ايه على اثناء بمنزلة أبناء وآخاء فنقلوه من فعل

ينطقوا بغير ذلك فلما صاروا إلى التأنيث قوي الاسم الناقص فاتسعوا فيه وقال اكثرهم اثنتان وهي اللغة التي جاء بها القرآن وقال بعضهم ثنتان وهي كثيرة في الشعر أنشد ابن الأعرابي: فقلت مهلًا لا تلومي ياهنه ... أنا ابن ثنتين وسبعين سنة (¬1) وقال آخر: لقيت ابنة البكري زينب عن عفر ... ونحن حرام مسي عاشرة العشر فقبلتها ثنتين كالثلج منهما ... وأخرى على لوح أحر من الجمر (¬2) ¬

_ = إلى فعل كما فعلوا ذلك في بنت وليس في الكلام تاء مبدلة من الياء في غير افتعل الا ما حكاه سيبويه من قولهم أمستوا (كذا في اللسان وصوابه اسنتوا) وما حكاه ابو علي من قولهم ثنتان. وقال الجوهري واثنان من عدد المذكر واثنتان للمؤنث وفي المؤنث لغة اخرى ثنتان بحذف الألف ولو جاز أن يفرد لكان واحده اثنا واثنة مثل ابن وابنة وألفه الف وصل. وقال الليث اثنان اسمان لا يفردان قرينان لا يقال لأحدهما اثن كما ان الثلاثة اسماء مقترنة لا تفرق وفي هذا الموضوع كلام في اللسان والصحاح والتاج والمصباح في مادة: ثنى، وفي الجاربردي ص 164 والرضي ج 1 ص 220 وج 2 ص 68 و 359 وسيبويه ج 2 ص 81 و 82 و 314. (¬1) يقال للرجل في النداء من غير ان يصرح باسمه ياهن اقبل وللمرأة ياهنه اقبلي وقيل معناه: يا رجل اقبل وقال الليث هن كلمة يكنى بها عن اسم الانسان كقولك اتاني هن واتتني هنة. وفيه اقوال في صيغة ومعناه مبسوطة في كتب اللغة. (¬2) العفر طول العهد يقال ما القاه الا عن عفر أي بعد حين وقيل بعد شهر ونحوه ويقال رجل حرام داخل في الحرم وكذلك الاثنان والجمع =

فقولهم ثنتان استدل به النحويون على أن أصل الثآء في قولهم اثنان أن تكون مكسورة واستدلوا بقولهم ثنوي على أن الثآء يجب أن تكون مفتوحة فتنازع في اثنين أصلان أحدهما ان يكون واحدهما على فعل مثل ثني والآخر أن يكون على ثنى مثل رحى إلا أنه لحقه التغيير وقد يجوز ان يجيئ الاسم الواحد على فعل وفعل كما قالوا حرج وحرج وحلس وحلس وشبه وشبه (¬1) واستدلوا بقولهم ثنيت وثنى على أن المحذوف ياء وقد حكى أن بعض العرب تقول الاثن (¬2) فيجيء به على لفظ ابن ووزن اثن على هذا القول إفع ووزن اثنين يجب أن يكون افعين واثنتان وزنهما افعتان وثنتان وزنهما فعتان وقد حكي ثنوت (¬3) في معنى ثنيت فاذا صح ذلك جاز ان يكون المحذوف واواً فأما ابن فبعض الناس يذهب إلى ان الذي حذف منه واو وذلك اختيار سعيد بن مسعده وكان يستدل على ذلك بقولهم البنوة وكان غيره يذهب إلى ان الساقط من ابن ياء لأنه ¬

_ = والمؤنث والمسي بضم الميم وكسرها المساء وهو ضد الصباح وجعله بعضهم من بعد الظهر الى صلاة المغرب وقيل الى نصف الليل. وعشر القوم صيرهم عشرة فهو عاشر. وهو عاشر عشرة أي كملها بنفسه يريد في مساء الليلة التي كملت العشرة بنفسها وفي الأصل مسي بضمتين. وبعدها عاشرة العشر واللوح بالفتح والضم أعلى العطش أو اخفه والمراد قبلتها قبلتين احداهما كالثلج يرد بها قلي والثانية على عطش شديد أي شوق. (¬1) الحرج والحرج الإثم والحلس والحلس كل شيء ولي ظهر الدابة تحت الرحل والقتب والسرج والشبه والشبه المثل والمثل. (¬2) لم نجد فيما لدينا من كتب اللغة من ذكر هذا وقد قدمنا من كلام الجوهري وغيره ما يدل على انه ليس له مفرد وابو العلاء اكثر اطلاعًا على اللغة ممن ذكرنا. (¬3) وهذا لم نره في كتب اللغة.

من قولهم بنى الرجل على امرأته يبني وكان بعض النحويين يجيز ان يكون الذاهب واوًا وان يكون ياًء وذلك رأي ابي اسحق (¬1) الزجاج وقولهم ¬

_ (¬1) للعلماء في ابن وما تفرع منه اختلاف كبير وتناقض بين فقد قال الجوهري والابن اصله بنو والذاهب منه واو كما ذهب من اب واخ لأنك تقول في مؤنثه بنت واخت ولم نر هذه الهاء تلحق مؤنثًا الا ومذكره محذوف الواو بدلك على ذلك اخوات وهنوات فيمن رد. وتقديره من الفعل فعل بالتحريك لأن جمعه ابناء مثل جمل واجمال ولا يجوز ان يكون فعلا او فعلا اللذين جمعهما ايضًا افعال مثل جذع وقفل لأنك تقول في جمعه بنون بفتح الباء ولا يجوز ايضًا ان يكون فعلا ساكن العين لأن الباب في جمعه انما هو أفعل مثل كلب واكلب او فعول مثل فلس وفلوس .. ويقال ابن بين البنوة والتصغير بني .. والنسبة الى ابن بنوي وبعضهم يقول ابني. وفي اللسان عن ابن سيده الابن الولد ولامه في الاصل منقبلة عن واو عند بعضهم ... وقال في معت الياء الابن الولد فعل محذوف اللام مجتلب لها الف الوصل. وانما قضي انه من الياء لأن بنى يبني أكثر في كلامهم من يبنو والجمع ابناء .. وقال الزجاج ابن كان في الأصل بنو او بنو والألف الف وصل .. ويحتمل ان يكون اصله بنيا. والذين قالوا بنون كأنهم جمعوا بنيا. وابناء جمع فعل او فعل وبنت تدل على انه يستقيم ان يكون فعلا ويجوز ان يكون فعلا نقلت الى فعل كما نقلت اخت من فعل الى فعل. والاخفش يختار ان يكون المحذوف من ابن الواو قال لأنه أكثر ما يحذف لثقله والياء تحذف ايضًا لأنها تثقل قال والدليل على ذلك ان بدا قد اجمعوا على ان المحذوف منه الياء ولهم دليل قاطع مع الاجماع يقال بديت إليه بدًا ودم محذوف منه الياء والبنوة ليس بشاهد قاطع للواو لأنهم يقولون الفتوة والتثنية فتيان فابن يجوز أن يكون المحذوف منه الواو او الياء وهما عندنا متساويات وقال في المصباح الابن اصله بنو بفتحتين لأنه يجمع على بنين وهو جمع سلامة وجمع السلامة لا تغيير فيه وجمع القلة أبناء

بنت (¬2) يدل على ان اصل ابن فعل وقولهم بنون وبنات يدل على أن أصله ¬

_ = وقيل أصله بنو بكسر الباء مثل حمل بدليل قولهم بنت وهذا القول يقل فيه التغيير وقلة التغيير تشهد بالاصالة وقال سيبويه ج 2 ص 124 في الكلام على تصغير أن وإن وعن على عنى وأنى. وذلك ان هذه الحروف قد نقصت حرفًا وليس على نقصانها دليل من أي الحروف هو فتحمله على الاكثر والا كثر ان يكون النقصان ياء الا ترى ان ابن واسم ويد وما اشبه هذا انما نقصانه الياء ثم قال: ويدلك علىّ انه انما ذهب من اسم وابن اللام وانها الواو او الياء قولهم اسماء وابناء قال في ص 81 في النسبة الى ابن واسم واست واثنان واثنتان وابنة: فان شئت تركته في الاضافة على حاله قبل ان تضيف وان شئت حذفت الزوائد ورددت ما كان له في الأصل فاذا تركته على حاله قلت اسمي واستي وابني واثني في اثنين واثنتين وحدثنا يونس ان ابا عمرو كان يقول وان شئت حذفت الزوائد التي في الاسم ورددته الى اصله فقلت سموي ونبوي وستهي. وذكر ابن يعيش في شرح المفصل ان اصل ابن بنو كجبل بدليل جمعه على ابناء وانه لا يجوز ان يكون فعلا كجذع ولا فعلا كقفل لقولهم في جمع السلامةبنون بفتح الباء وفى النسب بنوي بفتحها والمحذوف منه واو هي لامه لقولهم في المؤنث بنت كأخت وهنت فأبدلوا التاء من لامها وابدال التاء من الواو اكثر من ابدالها من الياء وعلى الاكثر يكون العمل وقد ذكر ابو العلاء ان الاخفش اختار ان المحذوف من ابن هو الواو واستدل على ذلك بقولهم البنوة وقد نقلنا لك عنه انه قال والبنوة ليس بشاهد قاطع للواو لأنهم يقولون الفتوة والتثنية فتيان وبين النقلين تباين ظاهر. ومعنى قوله البنوة ليس بشاهد للواو .. لقولهم الفتوة .. ان وجود الواو في البنوة لا يوجب ان يكون المحذوف من ابن هو الواو لوجود الواو في الفتوة مع ان لام الفتى ياء بدليل قولهم في التثنية فتيان وفي الجمع فتية وفتيان واعترض بعضهم على هذا بأن الفتى اختلف في لامه فقيل انا ياء لقولهم في التثنية فتيان وفي الجمع فتية وفتيان وفتي وقيل انها واو لقولهم في التثنية فتوان وفي الجمع فتوة وفتّو وفتوان والكلام في هذا طويل مبسوط في التاج واللسان. (¬2) قال في شرح المفصل ج 9 ص 133 أصل بنت

فعل وقولهم ابناء يستدل به على انه ليس بفعل ساكن العين حملًا على الاكثر من الكلام اذ كان جذع واجذاع وحمل وأحمال اشيع في اللغة من زند وازناد وفرخ وافراخ وانما تحمل الأشياء على ما كثر (¬1) وليس لقائل ان يقول وكيف لا نجيز ان يكون اصل ابن والواحد من اثنين على فعل لأنا قد وجدنا ما ما يدل على كسر الأول وفتحه ودليلًا ينبيء عن حركة الأوسط اذا فتح الأول وهو ان افعالًا جمع فعل وفعل مثل جمل وزمن وجذع وحسل ويقوّي مذهب من زعم ان الساقط من ابن الواو تشبيه النحويين المتقدمين قولهم اشياء بقولهم أبينون من قول الشاعر: زعمت تماضر انني إما أمت ... يسدد أبينوها الأصاغر خلتي (¬2)

______ = بنو فنقلوه الى فعل ألحقوه بجذع بالتاء كما الحقوا أختا بالتاء بقفل ويرد فصارت الصيغة علمًا للتأنيث اذ كان هذا علمًا اختص بالمؤنث. (¬1) قدمنا قول الجوهري ان باب فعل بفتح فسكون يجمع على افعل وفعول كاكلب وفلوس وان ابناء لا يجوز ان يكون جمعًا لفعل وفعل بكسرالفاء وضمها مع سكون العين لقولهم بنون بفتح الباء. (¬2) الخلة الفرجة في الخص والثقبة ويقال للميت اللهم اسدد خلته أي الثلمة التي تارك وهذا البيت رواه في اللسان لسلمى بنت ربيعة وروايته يسدد بنيوها .. وعلى هذه الرواية لا شاهد فيه ورواه ابو زيد في النوادر ص 120 من ابيات نسبها الى سلمان بن ربيعة الضبي او سلمى كما هنا وقال قال ابو الحسن جمع ابن ابناء وابنون في أقل العدد فمن صفر بنون وهو للعدد الكثير رده الى العدد القليل ثم صفر لئلا يكون المكثر مقللًا فنقول ابيناء وهذا اكثر في الاستعمال وان قال ابينون فقد صغر. وقال: قوله. ابنون ليس بخارج عن القياس ولكن لم يكثر الاستعمال به واستشهد به شارح المفصل على انه يجوز ان لا يؤتي بنون التوكيد في فعل الشرط مع إن الشرطية =

ومعنى تشبيههم اشياء بأبينون ان الواو نقلت من آخر الاسم إلى أوله فصار وبينون فقلبت الواو همزة لانها مضمومة كما نقلوا الهمزة من شيئاء إلى أول الاسم فقالوا أشياء ولو قال قائل إنهم جمعوا ابناء على افعل كما قالوا جرو واجر ثم جمعوه بعد ذلك بالواو والنون لكان مذهبًا حسنًا كما قال الراجز: (¬1) ¬

_ = المقرونة بما والزجاج يلتزم توكيده ورواه الرضي في شرح الكافية ج 2 ص 183 كما رواه ابو العلاء حيث قال الشاذ من جمع المذكر بالواو والنون كثير منها ابينون ثم ذكر البيت ثم قال وهو عند البصريين جمع أبين وهو تصغير أبنى مقدراً على وزن أفعل كاضحى. فشذوذه عندهم لأنه جمع لمصغر لم يثبت مكبره وقال الكوفيون هو جمع ابين وهو تصغير ابن مقدوراً وهو جمع أبن كأدل في جمع دلو فهو عندهم شاذ من وجهين كونه جمعاً لمصغر لم يثبت مكبره ومجيء أفعل في فعل كأجبل وأزمن. وقال الجوهري وتصغير ابناء أبيناء وان شئت ابينون على غير مكبره قال الشاعر (وهو السفاح بن بكير اليربوعي من قصيدة وهي في المفضليات ج 2 ص 57). من يك لا ساء فقد ساءني ... ترك ابينيك الى غير راع كأن واحده ابن مقطوع الالف فصغره فقال ابين ثم جمعه فقال ابينون قال الرضي قال الجوهري شذوذه لكونه جمع ابين تصغير ابن بجعل همزة الوصل قطعًا. وقال ابن بري قول الجوهري كأن واحده ابن صوابه كأن واحده ابنى مثل اعمى ليصح فيه انه معتل اللام وان واوه لام لا نون بدليل البنوة. أو ابن بفتح الهمزة على ميل الفراء انه مثل اجر واصله ابنو. (¬1) روى في اللسان البيت الأول والثالث وروايته قد رويت غير الدهيدبنا ورواه في بكر قد شربت الا الدهيدهينا ورواه في التكملة قد رويت الا دهيدهينا ابيكرات واببكربنا ورواهما في الصحاح وروايته قد رويت الا دهيدينا وروى الرضي الأول والثالث =

قد وردت الا الدهيد هينا ... إلا ثلاثين وأربعينا قليصات وأبيكرينا فجمع أفعلا بالياء والنون وذلك في ابن أقيس لأنه لما يعقل وليس الف ابن من الف ابناء ولا أبينين في شيء لأن تلك همزة الجمع وهذه همزة وصل وقطعهم إياها في كل المواطن يدل على مخالفتها الهمزة في اول ابن واذا قالوا ثنتان (¬1) فالاقيص ان تكون التاء للتأنيث فأما بنت ففي ¬

_ = في شرح الشافية كما رواه ابو العلاء ورواهما في شرح الكافية ج 2 ص 183 قد شربت الا .. وراهما سيبويه ج 2 ص 142 قد شربت الا دهيدينا وهذه الأبيات من رجز لم يعرف قائله وقد أنشدها ابو عبيد في الغريب المصنف وقبلها يا وهب فابدأ بيني أبينا ... ثمت ثن بيني أخينا وجيرة البيت المجاورينا ... قد رويت الا الدهيدهينا الا ثلاثين ... والدهداء صغار الابل والقلوص الفتية من الابل والبكر بكسر الياء الفتى من الابل وقيل في الانثى بكر بلا هاء وقد يجمع على أبكر وقد جمع الدهداه بالواو والنون وحذف الياء من الدهيديهينا للضرورة قال في الصحاح كأنه جمع الدهداه على دهاده ثم صغر دهاده فقال دهيده ثم جمع دهيدها بالياء والنون وكذلك أبكر جمع بكر ثم صغر فقال ابيكر ثم جمعه بالياء والنون وقال سيبويه فكأنه حقر دهاده فرده الى الواحد وهو دهداه وأدخل الياء والنون كما تدخل في أرضين وسنين. وأما ابيكربنا فانه جمع الابكر كما يجمع الجزر والطرق فنقول جزرات وطرقات ولكنه أدخل الياء والنون كما أدخلها في الدهيدهين. (¬1) قال في شرح المفصل ج 9 ص 133 وكذلك ابنة هو ثانيث ابن والتاء فيه للتأنيث على حدها في حمزة وطلحة. فأما بنت فليست التاء فيه للتأنيث على حدها في ابنة يدل على أنها ليست للتأنيث سكون ما قبلها وتاء التأنيث يفتح ما قبلها على حد قائمة وقاعدة وإنما هي بدل من لام الكلمة يؤيد ذلك قول سيبويه لو سميت رجلا ببنت وأخت =

تائها قولان أحدهما أنها بدل من واو والآخر انها تاء التأنيث فاذا قيل ان تاءها تاء التأنيث فوزنها فعت واذا قيل انها مبدلة من واو أو ياء فوزنها فعل والتأنيث في ثنتين أقوى لأنهم قد دلوا على انه جاء مؤنثًا على حد التذكير إذ قالوا اثنان واثنتان ولم يقولوا اثنة (¬1) ولا أدفع أن تكون تاؤه مبدلة من حرف علة وتاؤه أشبه التاآت بتاء بنت ودلوا بقولهم ابن وابنة على أن تأنيث ابن على حد التذكير انما هو بقولهم ابنة ومن شأن تاء التأنيث ان يكون ما قبلها مفتوحًا مثل طلحة وتمرة إلا أن ¬

_ = لصرفتهما معرفة وهذا نص من سيبويه الا ترى أنها لو كانت للتأنيث لما انصرف الاسم كما لم ينصرف نحو طلحة وحمزة وقال في ص 134 وأما اثنان فأصله ثنيان لأنه من ثنيت. واثنتان التاء فيه للتأنيث كابنتين وثنتان كبنتين التاء فيه للالحاق وكلامه صريح في أن التاء لا للتأنيث وتفصيل هذا البحث في لسان العرب وشرح المفصل والرضي على الشافيه ج 2 ص 5 و 255 والرضى على الكافية ج 1 ص 48 فقول أبي العلاء وإذا قالوا ثنتان فالاقيس أن تكون التاء للتأنيث مخالف لقول الجمهور ويجوز أن تكون المبارة محرفة والاصل وإذا قالوا اثنتان .. وحينئذ يوافق كلامه كلامهم وكلام سيبويه في هذا المقام متناقض فقد قال ج 2 ص 13 وان سميت رجلا ببنت أو أخت صرفته لأنك بنيت الاسم على هذه التاء والحقتها ببناء الثلاثة كما ألحقوا سبنته ببناء الاربعة ولو كانت كالهاء لما اسكنوا الحرف الذي قبلها .... وقال في ص 82 واما بنت فانك تقول بنوي من قبل أن هذه التاء التي للتأنيث لا تثبت في الإضافة كما لا تثبت في الجمع بالتاء واجابوا عن ذلك بانه تجوز منه في اللفظ لانه أرسله غفلا وقد قيده في باب ما لا ينصرف أي ص 82. (¬1) لعل أصل العبارة إذ قالوا اثنان ... واثنة غير منقوطة في الأصل.

يكون ألفًا فتسكن مثل ارطاة ومدعاة وهذه الألف وان كانت ساكنة فان حركتها الأصل الا انه قد يشدّ الحرف بعد الحرف لاسيما فيما غير عن سبيل غيره كما شذ الكسر قبل هاء التأنيث في قولهم هذه (¬1) ولم يحك عن العرب انهم قالوا ثن ولا ثنان ولابن في ابن فأما قولهم بنات (¬2) فدليل على ان أصل ابن فعل فان كان من ذوات الواو فأصلها بنوات وان كان من ذوات الياء فالأصل بنيات واما بنون فيدل على أن أصل ابن بنى لأن الباء تنفتح وتتحرك النون فتجعل مثل رحى وعصا ولا تجعل مثل سبع وكتف لأن باب فعل أكثر من فعل وفعل وهذا رأي المتقدمين. ولو ذهب ذاهب إلى ان أصله فعل أو فعل لم يكن مخطئاً وله في ذلك وجه من القياس وذلك أنهم اذا جعلوا أصل ابن بنى فجمعوه على ما يجب في الألف التي في مثنى ومعلى وجب ان يقولوا بنون كما قالوا ¬

_ (¬1) ذا اسم اشارة للمذكر وهو ثلاثي ووزنه فعل بسكون العين محذوف اللام والفه منقلبة عن ياء فهو من مضاعف الياء وذي تأنيث ذا ووزنه فعل كبنت والياء فيه أصل وليست للتأنيث إنما هي عين الكلمة واللام محذوفة كما كانت في ذا. وصحت الياء لانكسار ما قبلها وأما ذه فهي ذي والهاء فيها بدل من الباء ولست للتأنيث أيضًا والدليل على ذلك وتعليله مبسوط في شرح المفصل ج 3 ص 126 و 131 وشرح الكافية للرضي ج 2 ص 31 وبهذا يتبين أن الهاء في هذه ليست للتأنيث وإنما هي بدل من الياء والكسر قبلها لمناسبة الياء. (¬2) قال الرضى في شرح الكافية ج 2 ص 188 وتقول في جمع بنت وابنة بنات وهي جمع أصلهما لأن الاصل بنوة كما أن بنون جمع أصل ابن أي بنو على حذف اللام نسيا في الجمعين وكذا أخوات جمع أصل أخت أي اخوة بغير حذف اللام. وأخون جمع أخ على حذف اللام نسيا.

مصطفون وكذلك الحكم في كل اسم آخره الف مقصورة تجري مجرى الف رحى وعصا ولو سمينا رجلا رحى وعصا ثم جمعناه الجمع السالم لقلنا رحون وعصون. ولو بنينا اسما على فعل من الغزو أو على فعل لقلنا في الجمع غزون فهذه حجة قوية لمن يعتقد ان أصل ابن فعل أو فعل وأنه يستعمل على باب شج وعم إلا ان المتقدمين أجازوا فيه التغيير في جميع وجوهه لأنه جاء مخالفًا للباب فيكون حذفه في القول الأخير كالحذف الذي يقع في قولك شجون وعمون اذا عنيت جمع شج وعم وهو في الباب الأول كيد ودم. فأما اثنان اذا اردت ان تبني على وزنهما (¬1) من ضرب فإنك تقول ¬

_ (¬1) وضع علماء التصريف بابا ذكروا فيه مسائل للتمرين ليمرنوا متعلم هذا الفن فيما علمه وهو كباب الاخبار لابواب النحو فيقولون كيف تبني من ضرب مثلا مثل جعفر. وقد اختلف العلماء في قولهم كيف تبني من كذا ... فذهب الاكثرون الى أن معناه اذا فككت صيغته التي كان عليها ونقلت الى ما طلبت مماثلته تجعله مثله في الحركة والسكون وترتيب الزوائد والاصول وأن عرض في الفرع قياس يقتضي تغييراً فعلت فكيف تنطبق به. وقيل غير ذلك فإذا قيل لك ابن من ضرب مثل قاض فمعناه فك صيغة ضرب وضع من حروفها الاصول مثل هذا الذي سئلت أن تبني مثله أي قاض بان تضع الاصل في مقابلة الاصل والزوائد في مقابلة الزائد إن كان في الكلمة التي تبني مثلها زائد والمتحرك في مقابلة المتحرك والساكن في مقابلة الساكن وتجعل حركات المبني على حسب حركات المبني مثله من ضم أو فتح او كسر واختلفوا أيضًا في البناء فقال الجرمي لا يجوز بناء ما لم تبنه العرب لمعنى كضريب ونحوه لانه اختراع الفاظ لا معنى لها. وقال سيبويه يجوز صوغ وزن =

أضران على رأي من يجيز ذلك لأن بعض النحويين يرى انه اذا قيل له ابن لنا اسمًا على وزن كذا مما لم تبن مثله العرب وجب أن تأتي بمثل ذلك البناء والى نحو من هذا ذهب سعيد بن مسعدة في بنائه الأعجمية التي لا نظير لها من كلام العرب فاذا قيل له ابن مثل إبراهيم واسماعيل من ضرب تكلف بناء ذلك فقال اضرابيب والخليل وسيبويه لا يريان ذلك فلا يبنى على مذهبهما ان يبنى مثل اثنين من غز وقضى فتقول اغزان واقضان واذا أنثت قلت اغزتان واقضتان واكثر ما يحذف من أواخر الاسماء الناقصة الواو والياء لانهما ضعيفتان. وقد يجوز حذف الهمزة ويطرد في التخفيف (¬1) فيقول هذا خب وجز ¬

_ = ثبت في كلام العرب مثله فتقول ضريب على وزن جعفر بخلاف ما لم يثبت في كلامهم مثله فلا يبنى من ضرب وغيره مثل جالينوس لأن فاعيلولا وفاعينولا لم يثبتا في كلامهم. واجاز الاخفش ان تبني من العربي عربيا ورد مثله في كلام العرب أو لم يرد ومن أعجمي أعجميا وعربيا وكلام سيبويه أقيس وكلام الأخفش أوغل في الرياضة وكلام الجرمي ليس بوجيه لان بناء مثله ليس ليستعمل في الكلام لمعنى حتى يكون اثباتا لوضع غير ثابت وانما هو للامتحان والتدريب وتتمة القول في هذا في الجاربردي ص 361 والرضي على الشافية ج 3 ص 295. (¬1) وحكمها أن تنقل حركة الهمزة الى ما قبلها وتحذف الهمزة لأن حذفتها ابلغ في التخفيف وقد بقي من عوارضها ما يدل عليها وهو حركتها المنقولة الى الساكن قبلها وهذا غير مختص بالهمزة الواقعة آخر الكلمة بل في كل همزة متحركة إذا كان قبلها حرف صحيح ساكن كخبُّ ومسألة =

وردٌّ ورأيت خبا وجزا وردا ومررت بخب وجز ورد في تخفيف خبء وجزء فيكون حاله كحال دم ويد الا أنك اذا صغرت أو جمعت رددت ضرورة قال حسان (¬1). ورهنت اليدين عنهم جميعًا ... كلُّ كف لها جز مقسوم ويحذفون الهاء من الأواخر لأنها خفية كما فعلوا في سنة (¬2) ويجوز ان يحذف أحد حرفي التضعيف وكذلك يقول النحويون في رجل سمي بان التي للجزاء ثم صغر أتين فيزيدون حرفا من جنس الحرف الأخير وكذلك لو سموا بقد من قولك قد كان كذا قالوا هذا قديد (¬3) وكان ¬

_ = أو واو أو ياء اصليتان كما في شيء وسوء أو زائدتان للالحاق كجيأل للضبع وحوءب اسم ماء أو موضع والياء والواو فيهما للالحاق بجعفر قال سيبويه وقد قال الذين يخففون: ألاَّ يسجدوا لله الذي يخرج الخب في السموات .. وفي الكشاف وقرىَّ الخب على تخفيف الهمزة بالحذف والخبا على تخفيفها بالقلب وهي قراءة ابن مسعود ومالك بن دينار وفي اتحاف فضلاء البشر. ووقف على الخبء بالنقل مع أسكان الباء للوقف على القياس حمزة وهشام. (¬1) حسان بن ثابت الانصاري الخزرجي الصحابي الجليل شاعر الانصار في الجاهلية وشاعر النبي في عهد النبوة وشاعر اليمانيين في الاسلام عاش نحو ستين سنة في الجاهلية ونحوا منها في الاسلام وتوفي نحو سنة 54 رهن الشيء عن الشيء جعله رهنًا بدلًا منه يريد جعلت اليدين رهنا عنهم أي ضمنتهم والشاهد في قوله جز واصلها جزء. (¬2) السنة العام وهي ناقصة اللام والذاهب منها يجوز أن يكون هاء وواوا لقولهم في الجمع سنهات وسنوات. (¬3) والسبب في ذلك أنه لا يجوز أن يصغر اسم على أقل من ثلاثة أحرف لأن أدنى ابنية التصغير فعيل وذلك لا يكون الا من بنات الثلاثة لان ياء التصغير تقع ثالثة ساكنة وأدنى ما يقع بعدها حرف يكون حرف الاعراب كرجيل وجميل =

الفراءُ يجيز فما جُهلَ من هذا أن يُحاءَ به على التضعيف أو يُجعل المحذوف منه هاءً أو ياءً فتقول في تصير انِ التي للجزاء إذا سمي بها أُنين على أضن المحذوف واو أو ياء وأُنَيْهٌ على أن المحذوف حرف التضعيف وأُنيٌّ على أن المحذوف هاء (¬1) وقال أبو صخر الهذليُّ في تخفيف التضعيف: ¬

_ = في رجل وجمل ولو صغر ما هو على حرفين لوقعت ياء التصغير ثالثة طرفًا فكان يلزمها أن تحرك بحركات الإعراب وهي لا تكون الا ساكنة وكان يؤدي ذلك الى قلبها الفا لتحركها وانفتاح ما قبلها أو حذفها اذا وقع بعدها التنوين وكل ذلك محظور لما يلتزم فيه من نقص الغرض باجتلاب ياء التصغير فان كان الاسم المتمكن على حرفين وقد حذف منه شيء رد اليه في التصغير سواء كان المحذوف فاء أو عينا او لاما فتقول في عدة وعيدة وفي مذ منيذ وفي دم دمي. وهكذا تفعل في كل منتقص منه فتقول في تصغير ان المخففة من الثقيلة ورب المخففة اذا سميت بهما انين وربيب وان سمي بما هو على حرفين مما لا أصل له أو ما لا يعرف أصله مثل من وكم وان التي للجزاء وان التي تلغى مع ما النافية تمم بالياء فتقول مني وكمي واني لان أكثر المحذوفات من الواو والياء نحو أب ويد والواو ترجع في التصغير الى الياء لاجتماعها مع ياء التصغير نحو أبي وأخي فلما كانت تؤول الى الياء جعلوا الزائد ياء من أول الامر وبعضهم يتممه بتضعيف ثانيه ثم يصغر فيقول في تصغر من وهل وكي اعلاما منين وهليل وكيي والاول لا يتأتى في مثل كي ولو لان المعتل يجب تضعيفه عند التسمية به قبل أن يصغر فيقال لو وكي بالتشديد ثم يصغر بعد تضعيفه فلا يتأتى أن يزاد فيه حرف علة لغير التضعيف وتمام هذا البحث في حاشية الخضري ج 2 ص 260 وكتاب سيبويه ج 2 ص 63 و 123 وشرح المفصل ج 5 ص 118 والرضي على الشافية ج 1 ص 218 وجمع الجوامع ج 2 ص 187. (¬1) هكذا جاء في الأصل. والذي يظهر لي أن في الكلام تحريفا وأن أصله فتقول في تصغير ان التي للجزاءِ إذا سمي بها أنين على التضعيف وأني على أن المحذوف واو أو ياء وانيه على أن المحذوف هاء. فتأمل ..........

إذا اختصم الصبى والشيب عندي ... فأفلجتُ الشباب فلا أُبالي (¬1) حلول الشيب ما لم أجنِ ذنباً ... يكون سواهُ أتوَ حلٍ حلال (¬2) في قوافي فيقولون معّد في معَدّ وأَضلْ يريدون أضلّ قال أبو داود: وشباباٍ حَسن أَوجههم ... من اياد بن نزارِ بن معد فلا يجوز أن تكون الدال ها هنا إلا مخففة ومثله كثير فأما قولهم ابنم (¬3) فانهم زادوا الميم في آخره وهم يتبعون ما قبلها حركتها فيضمون النون إذا كانت الميم مرفوعة ويفتحونها في حال النصب ويشكرونها في حال الجرّ ويجرونها مجرى امرئ في الوجوه الثلاثة (¬4) فإذا ثنوا لزموا الفتحة لأن الميم يلزمها الفتح بكونها قبل الف التثنية وقال الكميت: ومنا لقيطٌ وابنماهُ وقعنبٌ ... مورث نيران المكارم لا المجني (¬5) ¬

_ (¬1) يقال أفلج فلانا على خصمه أي غلبه وفضله وأبو صر عبد لله بن سلمة الهذلي شاعر اسلامي من شعراء الدولة الاموية وهو من الشعراء الموجودين. (¬2) الأتو: العطاء وأتت النخلة كثير حملها أو بدا ثمرها. (¬3) ابنم هو ابن زيدت عليه الميم للمبالغة والتوكيد كما زيدت فى زرقم بمعنى الازرق وليست الميم بدلاً من لام الكلمة على حدها في فم لأنها لو كانت بدلاً من اللام لكانت في حكم اللام وكانت اللام كالثابتة وكان يبطل دخول همزة الوصل هذا ما قاله الجاربردي وابن يعيش وقال الرضي أن الميم بدلمن اللام اى الواو ثم نقل القول الاول. (¬4) في اللسان: ومنهم من يعزبه من مكان واحد فيعرب الميم لأنها صارت آخر الاسم ويدع النون مفتوحة على كل حال. (¬5) فى الأصل لفيط وورث النار وأرثها أوقدها.

وقال الهذلي: فلا أعرفنَّ الشيخ يصبح قاعداً ... بأوْ لا مال لديه ولا ابنم فالنون في هذا الممونة لأن الميم مرفوعةٌ ويكرسونها في قول العجاج: ولم يحلها حزنٌ على ابنم (¬1) ويفتح في قول المتلمس: أبى الله إلا ان اكون لها ابنم (¬2) وقياس النحويين يوجب أن يكون وزن ابنم افعما ولو قيل ان ميمه بدل من الواو التي تظهر في البنوة لكان قولاً حسناً لأن الميم تقاربُ الواو في الشفة ولأنهم أَبدلوا الميمَ من الواو في فمٍ فوزن ابنم على هذا إِفعلٌ وتكون ميمه من نفس الحرف الا أَنها مبدلة من واو وتكون حاله كحال ¬

_ (¬1) هذا البيت من أرجوزته التب مطلعها "يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي" وقبله وبعده غراء لم تسغب تجوع يلحها حزن على ابنم ولا ابن ولا اخ فتسهم غراء بيضاء تسغب تجوع يلحها بغيرها فتضمر ومنهم كفتح وكرم وسهم بالبناء للمجهول ضمر (¬2) المتلمس جرير بن عبد العزى شاعر جاهلي من أهل البحرين من ربيعة =وهو خال طرفة ابن العبد هجا عمرو بن عند ثم ذهب إليه فأعطاه صحيفة إلى عامله يأمره فيها بقتله فلما علم ما بها مزقها وقد ضرب المثل بها فيل اشأم من صحيفة المتلمس توفي قبل الهجرة بنجو نصف قرن. وكان مكث في اخواله بني يشكرحتى كادوا يغلبون على نسبه وسأل عمرو بن هند الحرث بن النوءم اليشكري عن المتلمس وعن نسبه فأراد الحرث أن يدعيه فقال المتلمس يذكر نسبه ويثبته ابياتاً منها قوله: ولو غير اخوالي ارادوا نقيصتي ... جعلت لهم فوق العرانين ميسما وهل لي ام غيرها ان ذكرتها ... ابى الله الا ان اكون لها ابنما وفي النسخة الأصلية أبا الله.

امرئِّ ومن ثني ابنما وجب ان يجمعه جمع السلامة فيقول ابنُمون في الرفع وفي النصب والخفض رأبت ابتِمين ومررت بانِيمن قال الشاعر: أتظلمُ جارتيك عقالَ بكرٍ ... وقد أُوتيت مالاً وابنمينا (¬1) فهذا يُنشج بفتح النون وكسرها وقد يجوزان يكونوا يقرون الفتحة فيه في الرفع والنصب والخفض كما قال بعضهم هذا امرَأ ورأيت امرَأ ومررت بامرإ وأنشد الفراء بأبي امرَأ والشام بيني وبينه ... أتتني ببشرى بردهع ورسائله (¬2) ولو صغرت ابنما على مذهب النحويين لقلت بني تحذف الميم وحاله في الوزن كحال ابن لا فرق بينهما في ذلك الا أَن الميم زيدت فيه وأما امرؤ (¬3) ¬

_ (¬1) الجارة المجاورة والضرة والزوجة والعقال الحبل الذي يعقل به البعير أي يثني وظيفة مع ذراعه ويشدهما في وسط الذراع (¬2) هذا البيت انشده الفراء باسكان الباءِ الثانية وفتح الياءِ والبصريون ينشدونه ببني امرؤ (¬3) قال في اللسان والمرء الانسان تقول هذا مرء وكذلك في النصب والخفض تفتح الميم هذا هو القياس ومنهم من يضم الميم في الرفع ويفتحها في النصب والخفض تفتح الميم هذا هو القياس ومنهم من يضم الميم في الرفع ويفتحها في النصب ويكسرها في الخفض يتبعها الهمزة على حد ما يتبعون الراء إياها إذا ادخلوا الف الوصل. وزعم السكري ان هذيل تكسر الميم مع فتح الهمزة ويثنى هذا الاسم ولا يكسر ولا يجمع على لفظه ولا يجمع جمع السلامة لا يقال امراء ولا امرؤ ولا مرؤن ولا أمارئ وإنما جمع المرء رجال والمراة نساء على قول المصباح وقد ورد في الحديث أحسنوا ملأكم المرؤن جمع المرء وهو الرجل ومنه قول رؤبة ابن يريد المرؤن. وقد انثوا فقالوا مرأة وخففوا التخفيف القياسي فقالوا مرة وهذا مطرد وقال سيبويه قالوا مراة وذلك قليل. وألحقوا المؤنث ألف الوصل فقالوا مرة وهذا مطرد وقال سيبويه قالوا مراة وذلك قليل. وألحقوا المؤنث الف الوصل فقالوا امرأة وهي مفتوحة الراء على كل حالة فإذا عرفوها قالوا المراة. وحكى ابو علي الامرأة =

فالعرب إذا أدخلت الالف واللام حذفوا الهمزة فقالوا هذا المرء ورأيت المرء فاذا حذفوا الالف واللام جاؤا بهمزة هذا معظم كلامهم ويقولون هذا مرء فيضمون الميم في الرفع ورأَيت مرءاً فيفتحونها في النصب ومررت بمرءٍ فيكسرونها في الخفض واجود اللغتين اقرارها على الفتح لان القرآء مجمعون على قراءة هذا الحرف بين المرء وقلبه. (¬1) وقد حكي عن بعضهم بين المرء وقلبه بكسر الميم ووزن المرء الفعل وقد ثبت أن المرء تتحرك في قولهم امرؤ وقلبه بكسر الميم ووزن المرء الفعل وقد ثبت أن المرء تتحرك في قولهم امرؤ فتتبع حركة الهمزة فيجوز أن يكون الراء مما فيه لغتان في الاصل فَعَل (¬2) وفَعْل مثل سطر وسطر ونهر ¬

_ = وقال ابن الأنباري للعرب في المراة ثلاث لغات يقال هي امرأته. ومرأته ومرَته وتصغير المرأة المريئة ومنه قول الحطيئة. لا احد اذل من حطيئة ... هجا بنيه وهجا المريئة وبعضهم يرويه. الحطية. والمرية. وتصغير المرء المريئ وفي الصحاح ان جئت بألف الوصل كان فيه ثلاث لغات فتح الراء على كل حال وضمها على كل حال واعرابها على كل حال تقول هذا امرؤ ورأيت امرأ ومررت بامرئ معرباً من مكانين. وقد ذكرنا فيما سبق ان سبب اجتلاب همزة الوصل للأسماء العشرة هو ما أضابها من الوهن بسبب حذف أواخرها فلحقتها الهمزة عوضاً عن المحذوف وان امرأ ليست بمحذوفة الآخر ولكن لما كانت الراءُ فيها تتبع حركتها حركة الاعراب صارتا كحرف الاعراب هكذا قالوا وهذا يصح على قول من يتبع حركة الراء حركة الهمزة أمت من يفتحها أو يضمها على كل حال فلا يصح له هذا التعليل فتأمل. (¬1) أي على قراءته بفتح الميم. فقد قال الكشاف والبيضاوي في هذه الآية وقرئ بين المرّ بتشديد الراء ووجهه انه قد حذف الهمزة والقى حركتها على الراءِ. وقوله وقد حكىِ عن بعضهم يناقض قوله مجمعون. الا ان يريد بالقراء ارباب القراءّات المتواترة. (¬2) في الاصل فَعُل.

ونهر وقالوا امرأة فلزمت الراء الفتحة فدل ذلك على انها متحركة في الاصل فاما الميم فلا يجوز أن تكون ساكنة أول لكلمة وانما طرأ عليها السكون فوزن امرأة افعله فاذا حقرتها قلت مريئة مثل ما تصغر اكمة ونحوها وتحذف همزة الوصل كما حذفتها في بني وسمي وقول العامة امراة ضعيف جداً الا انه يجوز على قول من قال كلاك الله وهناك الطعام (¬1) واذا صغرت على قول من خفف قلت مرية كما تقول في حصاة حصيه واذا ادخلت الالف واللام قلت المرأة وقد حكى الفراء ان العرب ربما جمعوا بين الالف واللام والهمزة وهو رديء وقلما (¬2) يقولون رأَيت مرأ صالحاً إنما يقولون رأيت امرءاً وقد استعملوا ذلك قال الشاعر: ولست أرى مرءاً تطول حياته ... فتبقي له الأيام خالاً ولا عما ¬

_ (¬1) كلاك وهناك بغير همزة قال الفراء في قوله تعالى قل من بكاؤكم بالليل والنهار من الرحمن. هي مهموزة ولو تركت همز مثله في غير القرآن قلت بكلوكم بواو ساكنة ويكلاكم بألف ساكنة مثل يخشاكم ومن جعلها واواً ساكنة قال كلات بألف يترك النبرة منها ومن قاتل يكلاكم قال كليت مثل قضيت وهي من لغة قريش وكل حسن الا انهم يقولون في الوجهين مكلو اكثر مما يقولون مكلي ولو قيل مكلي في الذين يقولون كليت كان صوابا. واورد سيبويه ج 2 ص 170 قول الفرزدق. راحت بمسلمة البغال عيشة ... فاوعي فزارة لا هناك المرتع شاهداً على ابدال الألف من الهمزة للضرورة وحقها ان تجعل بين بين لأنها لو جعلت ك 1 لك لانكسر البيت. (¬2) في الاصل وقل ما. وقد قال في الهمع وجرى ابن داريتوبه والزنجاتي على عدم وصل فلما والأصح الوصل.

فأما الذين قالوا المرّ فشدوا فانها لغة للعرب اذا ارادوا تخفيف الهمزة القوها وشددوا الحرف الذي قبلها وقد قرأ بعض الناس ما يفرقون بين المرّ وزوجه وتنسب هذه القراءة إلى الحسن (¬1) ولو حقرت على هذه اللغة لوجب أنَ ترد فتقول مريء الا ان يدعي مدع أن قولهم المرُّ بتشديد الراءِ من أصل آخر سوى المرء فيقول في التصغير مرير فاما تشديد الحرف الذي قيل الهمزة الملقاة فقد حكي (¬2) ومنه قول الشماخ: (¬3) رأًيت عرابة اللوسي يسمو .... إلى الغايات منقطع القريت واشتقاق المرء والله اعلم من المروءة والمعنى في ذلك أَن المرء وهو الواحد من بني آدم يتميز بفعله من أصناف الحيوان كما تقول في فلان انسانية أي يفعل أفعالاً جميلة وكذلك قولهم فيه مروءة أي هو امرؤ وهذا يحتمل وجهين أحدهما ان يكون أريد به في الاصل تفضيل ابن آدم على غيره من حيوان الارض والثاني أن يكون أُريد به التفضيل في النية ¬

_ (¬1) الحسن بن يسار البصري امام اهل البصرة وأحد العلماء والفقاء والفصحاء والنساك في زمنه ولد سنة 21 وتوفي سنة 110 وشب في كنف علي بن أبي طالب وكان حبر الامة في زمانه. (¬2) حكى الكسائي والفراء ان من العرب من يقلب الهمزة لاماً في مثل الاحمر والأرض فيقول اللحمر واللرض ولا ينقل الحركة محافظة على سكون اللام الَمَعرفة وقد قدمتا ذلك فيما سبق. (¬3) الشماخ معقل بن ضرار المازني الذبياني ادرك الجاهلية والاسلام وأسلم وكان قوي الشعر وارجز الناس على البديهة توفي نحو سنة 22 وعرابة ابن اوس بن قيظي الاوسي الجارثي الانصاري من سادات المدينة ومن الأجود المشهورين ادرك النبي [ص] واسم صغيراً وتوفي نحو سنة 60 ومنقطع القرين ليس له مثل ورواه في اللسان يسمو إلى الخيرات.

كما يقولون فلان رجل وقد علم أن الرجال كثير وأنه كغيره منهم إنما اراد أنه ممن يحكم له بالتفضيل (¬1) وهذا يشبه قولهم ما كل زيد زيدًا وما كل عمرو عمرًا وفي الحديث ان يهوديًا رأي عليًا عليه السلام يبتاع جهازًا (¬2) فقال له بمن تزوجت فقال بفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم فقال اليهودي لقد توجت بامرأة (¬3) فهذا على معنى التعظيم والخصوصية كما قال الهذلي: لعمر أبي الطير المربة بالضحى ... على خالًد إن قد وقعن على لحم (¬4) وأما دمٌ (¬5) فان المحذوف منه ياٌء وبعض الناس برى أن وزنه دميٌ ¬

_ (¬1) كذا في الأصل وفي هامش الاصل بالفضل. (¬2) جهاز العروس ما تحتاج إليه بفتح الجيم وكسرها والكسر لغة رديئة. (¬3) قال في النهاية وفي حديث علي لما تزوج فاطمة قال له يهودي اراد ان يبتاع منه ثيابًا لقد تزوجت امرأة. يريد امرأة كاملة كما يقال فلان رجل أي كامل في الرجال. (¬4) ارب بمكان كذا اقام به ولزمه. (¬5) اختلفت كلمة العلماء في المحذوف من لفظ دم وفي وزنه فقال سيبويه ج 2 ص 122 في التصغير هذا باب ما ذهبت لامه فمن ذلك دم تقول دمي يدلك دماء على انه من الياء او من الواو ومن ذلك أيضًا يد تقول يديه يدلك ايد على انه من بنات الياء والواو ودماء وايد دليلان على ان ما ذهبت منهما لام. وقال ص 190 في باب التكسير: اما ما كان اصله فعلا فانه اذا كسر على بناء ادنى العدد كسر على افعل وذلك نحو يد وايد وان كسر على بناء اكثر العدد كسر على فعال وفعول وذلك قولهم دماء ودمي. فكلامه يدل على ان دما ذهب لامه وانها واو او ياء وان وزنه فعل بفتح فسكون. وقال ابو اسحق أصله دمي ودليل ذلك قوله دميت يده وقوله جرى الدميان بالخبر اليقين ويقال في تصريفه دميت يدي تدمى دمى فيظهرون في دميت الياء والألف اللتين لم يجروهما في دم قال ومثله -

على مثال ضرب وإنه مسكن الأوسط في الأصل ولا يلزم أنه محرك الأوسط لأجل قول الشاعر (¬1): ¬

_ = يد أصلها يدي وقال قوم أصله دمي غلا انه لما حذف ورد اليه ما حذفت حر كت الميم لتدل الحركة على انه استعمل محذوفًا وقال الجوهري الدم أصله دمو بالتحريك وانما قالوا دمي يدمى الحال الكسرة التي قبل الياء كما قالوا رضي يرضى وهو من الرضوان ثم أورد قول الشاعر .... قلو أنا على حجر ... ثم قال وبعض العرب يقول في تثنيته دموان وقال المبرد اصله فعل بالتحريك وان جاء جمعه مخالفًا لنظائره والذاهب منه الياء والدليل عليهما قولهم في تثنية دميان الا ترى ان الشاعر لما اضطر أخرجه على أصله فقال: فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على اعقابنا تقطر الدما فأخرجه على الأصل ولا يلزم على هذا قولهم يديان وان اتفقوا على ان تقدير يد فعل ساكنة العين لانه انما ثنى على لغة من يقول لليد يدًا وهذا القول أصح ثم قال ويقال دمي الشي يدمى دما ودميًا فهو دم مثل فرق يفرق فرقًا فهو فرق والمصدر متفق عليه انه بالتحريك وانما اختلفوا في الاسم. وقال ابن بري الدم لامه ياء بدليل قول الشاعر جرى الدميان بالخبر اليقين وفي المصباح ويقال أصل الدم دمى بسكون الميم لكن حذفت اللام وجعلت الميم حرف اعراب وقيل الاصل بفتح الميم ويثنى بالياء فيقال دميان وقيل أصله واو ولهذا يقال دموان وقد يثنى على لفظ الواحد فيقال دمان وقال ابو الهيثم الدم اسم على حرفين وفي التاج وتشديد الميم لغة. وقال الكسائي لا أعرف أحدًا يقل الدم. وقد بينا ان ابن اسحق والمبرد استدلا بقول الشاعر جرى الدميان .. على ان اصل دم دمي بتحريك الوسط ويقول ابو العلاء ان البيت لا يوجب ان يكون أصل الدم دميًا لما ذكره فهو يبطل استدلال ابي اسحق والمبرد ومن وافقهما ويؤيد قول سيويه ان أصله دمي بفتح فسكون. (¬1) هذا البيت من أبيات ثلاثة رواها ابن دريد في المجتبي لعلي بن بدال السلمي وهي: لعمرك انني وابا رباح ... على حال التكاشر منذ حين لابغضه ويبغضني وايضًا ... يراني دونه وأراه دوني

فلو أنا على حجٍر ذبحنا ... جرى الدميان بالخبر اليقين لأن سيبويه إذا ردّ الساقط ترك الحركة اللازمة على حالها قبل الرد وكذلك رأيه في عدة وجهة إذا رد الواو يقول وعدة ووجهة ورأي ابي الحسن سعيد بن مسعدة ان يقول وعدة ووجهة فيرد البنية إلى ما يجب من قبل الحذف وقال بعض النحويين دٌم أصله فعٌل وجعله كالمصدر لدمي يدمة دمى كما يقال عمي يعمى عمى ولمي يلمى لمى من لمى الشفة وهو سمرتها وسوادها وقد حكى أبوزيد أنه يقال دمى على مثال رحى فاذا صح ذلك فقد بطل الكلام وقد أنشدوا هذا البيت (¬2):

______ = ولو أنا على حجر. وفي النسخة المخطوطة على حجر. والتكاشر هنا المباسطة في الكشر وهو التبسم يقال كشر في وجهه بسم وكاشره ضحك في وجهه وباسطه. وكشر السبع عن نابه اذا حر للحراش ورواه في الجمهرة على طول التجاور. وقوله على حجر هكذا رواه بعضهم بتقديم الحاء على الجيم وروي على جحر بتقديم الجيم على الحاء والجحر بضم الجيم وسكون الحاء الشق في الأرض ومعنى قوله جرى الدميان .. أراد بالخبر اليقين ما اشتهر عند العرب من ان دم المتباغضين لا يمتزجان وهذا تلميح قال ابن الاعرابي معناه لم يختلط دمى ودمه من بغضي له وبغضه لي بل يجري دمي يمنة ودمه يسرة وزعم قوم انه للفرزدق ونسبه قوم لمرداس بن عمرو وقيل للأخطل ونسبه ابن هشام والعيني الى المثقب العبدي وفي البيت كلام مفيد في شرح المفصل ج 4 ص 151. (¬2) هذا البيت من قصيدة جيدة للحصين بن الحمام المري الذبياني الجاهلي الفارس المعدود من أوفياء العرب قال ابو عبيدة اتفقوا على أن اشعر المقلين ثلاثة المسيب بن علس والحصين بن الحمام والمتلمس توفي قبيل الاسلام وقيل أدرك الاسلام والصواب في روايته: فلسنا على الاعباب تدمى كلومنا * ولكن على اقدامنا يقطر الدما كما رواه شارح المفصل ج 4 ص 153 واورده شاهدًا علي أن دم يقال منقوصا ومقصورًا وإنما يتم الاستشهاد بهذا البيت إذا كان فتح الميم قبل حذف اللام. وكانت =

ولكن على أعقبانا يقطر الدّما وعلى أن الألف أصليٌة ليست للاطلاق وأنشد ابوزيد: كأطوم فقدت برغزها ... أعقبتها الغبس منه عدما غفلت ثم أنت تطلبه ... فاذا هي بعظام ودما (¬1) فان كان هذا صحيحًا فقد يجوز أن يستعمل الشيء ناقصًا وتامًا كما قالوا أبٌ وقال بعضهم أبًا ويٌد فعٌل بسكون العين (¬2) واستدلوا على ذلك بقولهم أيدٍ قاسوه ¬

_ = يقطر بالياء التحتية وكان الدما بمعنى الدم وفي كل واحد من هذا بحث ذكره البغدادي في الشاهد 566 من شواهد شرح الكافية. ومعنى البيت إذا جرحنا في الحرب كانت الجراحات في مقدمنا وسالت الدماء على اقدامنا لا على أعقابنا لاننا لا نفر. 1) الأطوم كصبور سمكة في البحر غليظة الجلد وسلحفاة بحرية غليظة الجلد وهنا البقرة الوحشية سميت بذلك على التشبيه بالسمكة الغليظ جلدها والبرغز كجعفر وقنفذ ولد البقرة والغبس والذئاب جمع اغبس ورواه في اللسان في برغز كما هنا وفي وفي أطم. الغبس منها ندمًا. وقوله بعظام ودما أراد ودم ثم رد اليه لامه في الشعر ضرورة وهو الياء فتحركت وانفتح ما قبلها فانقلبت الفا وصار مقصورا. والالف على هذا أصلية وليست للاطلاق. وقال ابن بري وعلى هذا قول الآخر ... ولكن على أعقابنا يقطر الدما. والدما في موضع رفع بيقطر وهو اسم مقصور. (¬2) وكذلك اختلف في يد في أصلها ووزنها فقال سيبويه ج 2 ص 78 وانما يد وغد كل واحدة منهما فعل ... يستدل على ذلك بقولهم أيد وانما هي أفعل وأفعل جماع فعل وقال في ص 122 في باب ما ذهبت لامه: ومن ذلك يد تقول يدية يدلك أيد على أنه من بنات الواو أو الياء. .. وأيد دليل على أن ما ذهبت منه لام وفي ص 124 في تصغير أن وعن وذلك أن هذه الحروف قد نقصت حرفا وليس على نقصانها دليل من أي الحروف هو فتحمله على الاكثر والاكثر أن يكون =

على كلب وأكلب وشهد على أن أصله الياء فولهم يديت إلى الرجل (¬1) ولو لم يسمع يديت لوجب ان يكون الذاهب ياء لأنه لم يأت في كلامهم فعل ثلاثي أوله ياء وآخره واوٌ وقد أتى ضد ذلك ما اوله واوٌ وآخره ياءٌ مثل وعيت وونيت ووقيت فوزن يدٍ فعٌ وقالوا يديّ في الجمع فجاؤوا به على مثال كلب وكليب وعبد وعبيد وأنشد أبوزيد لضمرة بن ضمرة: (¬2) ¬

_ = النقصان ياء ألا ترى أن ابن واسم ويد وما أشبه هذا إنما نقصانه الياء وقال في ص 190 أماما كان أصله فعلا فانه اذا كسر على بناء أدنى العدد كسر على افعل وذلك نحو يد وأيد وان كسر على بناء اكثر العدد كسر على فعال وفعول وقد تقدم بعض ذلك وكلامه يدل على أن وزن يد فعل بفتح فسكون وان الذاهب منه اللام وهي واو او ياء على ما يشعر به كلامه الاول وياء على كلامه الثاني وقال أبو اسحق اليد .. محذوفة اللام. زنها فعل يدي فحذفت الياء تحفيفا فاعتقبت حركة اللام على الدال. وقال الجوهري أصلها يدي ساكنة العين لان جمعها أيد ويدي وهذا جمع فعل مثل فلس وافلس وفلوس ولا يجمع فعل على افعل الا في حروف يسيرة معدودة مثل زمن وجبل وعصا. وقد جمعت الايدي عللى اياد وقال بعضهم واحد الايادي يدا مثل عصا ورحى ومنا ثم ثنوا فقالوا يديان وروحيان ومنوان وانشد يديان بيضاوان ..... وقال أبو الهيثم تجمع اليد يديا مثل عبد وعبيد وتجمع أيديا ثم تجمع الايدي على ايدين ثم تجمع الايدي أيادي (¬1) يقال يديت الى الرجل يدا صنعتها ويديت الرجل أصبت يده قال ابن بري والدليل على أن لام يد ياء قولهم يديت اليه يدا (¬2) ضمرة بن ضمرة النهشلي. شاعر جاهلي. وهذا البيت من ابيان اجاب بها الاسود بن المنذر وقد ذكر ابوزيد في النوادر خمسة ابيات منها في ص 53 وذكر في الاغاني ج 10 ص 25 خمسة ابيات مع اسبابها ورواية البيت في الاغاني فان له فضلا علينا وانعما ولا شاهد فيه على هذه الرواية ورواه في اللسان كما هنا ونسبه الى الاعشى ثم نقل عن ابن بري انه لضمرة وروى الجوهري الشرط الأخير كما هنا ولم يعزه إلى أحد.

فلن أذكر النعمان الا بصالح ... فإن له عندي يديّا وانعما فقيل (¬1) يديّ جمع يدٍ على مثال عبد وعبيد واجاز الفراء ان يكون على مثال ثديّ وفرُّوا الى الفتحة من اجل الياء وأقيس من هذا ان يكون يديّ فعيلاً في معنى مفعول كأنه قال يديت الجميل فهو ميديُّ ويديُّ كما يقال مرميُّ ورميُّ وقالوا هو في عيش يديّ أي واسع (¬2) فيجوز أن يكون بيت ضمرة من هذا أيضًا وكل ذلك يرجع إلى معنى واحد وأنشد الفراء: جزاني يديي انني كنت ربما ... جفوت له في الزاد بعض عياليا وحكى بعضهم يدى على مثال رحى وأنشدوا أبياتّا تجوز ان تكون مصنوعًة منها: قد اصبحوا لا يمنحونك نقرًة ... حتى تمدّ اليهم كفَّ اليدا (¬3) ¬

_ (¬1) قال أبو زيد ص 54 يدي جمع يد وايد ثم قال واليدي جماعة اليد على فعيل كما قالوا الكليب والضئين وهو يردي الايادي ثم قال ص 56 والايادي جمع يد فتأمل وفي اللسان اليد النعمة والاحسان تصطنعه .. والجمع أيد وأياد جمع الجمع كما تقدم في العضو ويدي ويدي في النعمة خاصة وقال الجوهري في قوله يديا وانعما. انما فتح الياء كراهة لتوالي الكسرات ولك ان تضمنها (¬2) قالوا ثوب يدي وأدي واسع ومنه قول العجاج بالدار اذ ثوب الصبا يدي ... واذ زمان الناس دغفلي هكذا رواه في اللسان وهو في ديوان العجاج ص 67 بتقديم البيت الثاني على الاول وقال التوزي ثوب يدي واسع الكم وضيقة من الاضداد وانشد عيش يدي ضيق ودغفلي (¬3) رواه في اللسان لا يمنحونك نفعة. قال ابن بري ويروى لا يمنحونك بيعة. والنقرة كغرفة النقير وهو النكتة في ظهر النواة والسبيكة.

وقول الراجز: ياربُّ سارٍ بات مانوسدا ... الاذراع العنس أو ظهر اليدا (¬1) فان صحَّ ذلك فهول فعلٌ لا غير إلا أنه قد يجوز في الشيء لغتان فعلٌ وفعل فأما قول الآخر: (¬2) ¬

_ (¬1) رواه في اللسان يارب سار سار ماتوسدا ... الا ذراع العنس او كف اليدا وفي الصحاح بات ما توسدا ... او كف اليدا ومثله في شرح المفصل 4/ 152 والساري من يسير ليلاً وتسد ذراعه نام عليه وجعله كالوسادة له أي وضع رأسه عليه والعنس الناقة الصلبة. أي ما توسد الاذراع ناقة او كف يده وموضع اليد جر بالاضافة وفيها الشاهد وهو اعرابها كاعراب رحى. وبعضهم جعل كف فعلاً ماضيًا واليد مفعوله وعلى هذا لا شاهد فيه ولكن الجمهور يستشهدون به على انم يدا كرحى (¬2) رواه الجوهري ... عند محرق ... قد ينفعانك منهما ان تهضما وفي اللسان عند محلّم ... قد يمنعانك بينهم ان تهضما قال ويروي عند محرق. قال ابن بري صوابه كما أنشده السيرافي وغيره قد يمنعانك ان تضام وتضهدا. ورواه الرضى 4 - 114 قد يمنعانك ان تضام وتضهما. وابن يعيش 4 - 115 عند محلم ... قد تمنعانك ان تضام وتضهدا. قال ويروى محرق وابن الشجري قد تمنعانك ان تذل وتقهرا واليد البيضاء التي لا تمن والتي عن غير سؤال قيل لهذا ذلك لشرفها في أنواع العطاء ومحرق عمرو بن هند ملك الحيرة لقب بذلك لأنه حرق مائة من بني تميم. والحرث بن عمرو ملك الشام من آل جفنة وهو أول من حرق العرب في ديارهم. ومحلم رجل ويقال انه ملك من ملوك اليمن تهضم تظلم وتقهمر وتضهد بمعناه وهذا البيت يستشهد به على شذوذ يديان لأن الاسم الساقط اللام اذا كانت ترد في الاضافة فنها ترد في التثنية مثل أخ واب تقول في تثنيتهما هذان اخوان وابوان لانك تقول في اضافتهما اخوك وأبوك. واذا كانت لامه لا ترد في الاضافة فانها لا ترد ايضا في التثنية مثل دم ويد فتقول في تثنيتها

يديان بيضاوان عند محرّقٍ ... قد تمنعانك ان تضام وتضهدا فمن أنشده بتحريك الدال يجوز ان يكون على مذهب من قال يدى على مثال رحى وعلى مذهب من قال يد يافتى لانه يجعله مثل قوله دميان في دم على رأي من زعم أن وزن دم فعلٌ بسكون العين في الأصل فهذا مما حذفت منه الياء وأما الواو فحذفت من غد وقلةٍ (¬1) وغيرهما وحذفها كثير وقالوا غٌد في معنى غٍد ومن ذهب إلى أن الرَّدَّ يجب أن تقرَّ معه الحركة لزمه ألا يجعل غدوًا مردود غٍد ولكن يجعله لغًة اخرى لأنه لو ردَّ غدًا على رأي من يقول أنَّ دمًا فعل ويقول في تثنيته دميان لوجب ان يقول غدًا ¬

_ = دمان ويدان لأنك تقول في اضافتهما يدك ودمك ولذلك حكموا بشذوذ جرى الدميان ويدان بيضاوان وجعلن من قبيل الضرورة وقال ابن يعيش والذي اراه ان بعض العرب يقول في اليد يدى في الاحوال كلها يجعله مقصورًا كرحى وفتى ومن ذلك قول الراجز يارب سار بات ... وتثنيتها على هذه اللغة يديان مثل رحيان وكذلك دم يقال منقوصًا ومقصورًا وعليه قول الشاعر فلسنا على الأعقاب تدمى .. فلذلك قال جرى الدميان كما تقول فتيان ورحيان (¬1) الغد اليوم الذي يأتي بعد يومك وأصله غدو فحذفت لامه بلا عوض ولم يستعمل تامًا الا في الشعر قال لبيد: وما الناس الا كالديا وأهلها ... بها يوم حلوها وغدوا بلافع وقال الليث غداغدك وغدا غدوك ناقص تام وقال سيبويه ج 2 ص 79 وغد فعل يستدل على ذلك بقول ناس من العرب آتيك غدوًا يريدون غدا وأنشد بيت لبيد. وقال قال الرضى في شرح الكافية 2 - 175 ان لامه لا ترد في التثنية. والقلة عود يجعل في وسطه حبل ثم يدفن ويجعل للحبل كفة فيها عيدان فاذا وطيء الظبي عليها عضَّت على اطراف اكارعه؛ والقلة خشبة صغيرة تضرب بعود كبير يقال له المقلى. أصلها قلو والهاء عوض وقال الفراء انما ضم أولها ليدل على الواو.

في وزن عصًا فيقلب (¬1) الواو ألفًا لأن قبلها فتحة وهي طرفٌ وأما الهاء فحذها أقلُّ من حذف الوار والياء لأنهم (¬2) قالوا سنة (¬3) وقالوا في تصغيرها سنيةٌ وقالوا نخلة سنهاء اذا أصابتها سنة شديدة فدلوا بذلك على انها من ذوات الهاء وقد ذهب قوم إلى أن المحذوف منها واٌو واستدلوا بقولهم سنواتٌ إلا أن الهاء تحذف لخفائها ولأنها تجانس حروف المد واللين (¬4) لأنهم يجعلونها وصلاً (¬5) في الشعر كما يجعلون الواو والألف ¬

_ (¬1) في الأصل ان تقول غدا وقوله فيقلب لم ينقط فيه ما قبل القاف وسياق الكلام يقضي ان يكون: ان يقول ... (¬2) في الأصل لا انهم (¬3) السنة العام وهي منقوصة والذاهب منها اللام وقد اختلفوا فيها فقيل انها واو بدليل قولهم في الجمع سنوات. واسنى القوم إسناء اذا لبثوا في موضع سنة. واسنوا اتى عليهم العام وساناه مساناة استأجره السنة. وأصابتهم السنة السنواء الشديدة وقالوا في التصغير سنية وقيل إنها هاء بدليل قولهم سنهات وسانهه عامله بالسنة او استأجره لها وسانهت النخلة وهي سنهاء اذا حملت سنة ولم تحمل أخرى والتي أصابتها السنة المجدية وقالوا في التصغير سنيهة وأصل السنة على القول الأول سنوة كشهوة وعلى القول الثاني سنهة بوزن جبهة فحذفت لامها ونقلت حركتها الى النون فبقيت سنة هذا ما قاله في الصحاح واللسان والمصباح وكلام القاموس يدل على ان السنة يائية واوية. والنحاة يقولون أصل سنة سنو او سنة حذفت لامه وعوض عنها هاء التأنيث (¬4) قال ابو منصور واجود ما قبل في السنة سنيهة على ان الاصل سنهة كما قالوا الشفة أصلها شفهة فحذفت الهاء قال ونقصوا الهاء من السنة كما نقصوها من الشفة لأن الهاء ضاهت حروف اللين التي تنقص من الواو والياء والألف مثل زنة وثبة وعزة وعضة ... (¬5) الوصل من احرف القافية وهو حرف مد ينشأ من اشباع حركة الروي مثل الكتابا واكلتابو والكتابي او هاء تلي حروف الروي

القول في سيد وميت

والياء ويزيدونها في الوقف على معنى الاستراحة في أشباهٍ كثيرة (¬1) وقد ابدلت منها الياء في قولهم دهدية وأصلها دهدوهة والدُّهدوهة ما دحرج يقال دهدوهة الجعل ودهديته لما يدحرجه (¬2) وشبهت الحاء بالهاء لأنها تقاربها في المجرى (¬3) فحذفت في حرفٍ واحد. (¬4) القول في سيدٍ وميت (¬5) الترخيم لا يجب ان ترد به الأمثلة الى اصولها لأن الردّ إنما يقع فرارًا من مجيء شيءٍ على غير أمثلة العرب وليس ذلك في سيدٍ ¬

_ (¬1) الوقف موضع الاستراحة وفي الهاء لين وهمس فهي تلائم الوقف لسهولة السكوت عليها ولذلك يبدلون التاء هاءً في الوقف في مثل رحمة ويزيدونها وجوبا في مثل ره وقه مما بقي بعد الحذف على حرف واحد وجوازاً في مثل لم بخشه الكلام في هذا مستوفى في الجاربردي ص 178 والرضي على الشافية 2 - 296 وعلى الكافية 2 - 408 ويبويه 3 - 277 (¬2) الدهدهة قذفك الجارة من أعلى الى اسفل دحرجة دهده يدهده وقد تبدل هاؤها ياء فيقال دهدى يدهدي ودهدوهة الجعل ما يجعمه من الحرء ويقال فيها دهيته على البدل وفيها لغات ذكرها صاحب اللسان (¬3) كذا في الاصل ولعله يريد المخرج أو أنها محرفة عن المخرج وقد ذكر سيبويه ج 2 ص 405 وغيره ان مخرج الهاء من أقصى الحلق والحاء من أوسطه فهما متقاربان (¬4) لعله يريد بهذا الحرف حٌر فإن اصله حرح بكسر فسكون وقد حذفت حاؤه الاخيرة على حد الحذف في شفة قال سيبويه في تصغير ما ذهب لامه ج 2 ص 122 ومن ذلك شفة تقول شفيهة يدلك على أن اللام هاء شفاه وهي دليل أيضًا على ان ما ذهب من شفة اللام وشافهت. ومن ذلك حر تقول حريح يدلك أن الذي ذهب لام وان اللام حاء قولهم احراح وقال في باب الاضافة 2 - 80 وتقول في حر حري وحرحي لان اللام حاء تقول في التصغير حريح وفي الجمع احراح (¬5) المسألة الخامسة

وبابه لأن سيدًا وميتًا على وزن فيعل وفي رأي البصريين (¬1) وزعم الرؤاسيُّ (¬2) أن أصله فيعلٌ فنقل الى فيعل وهذا راجٌع الى القول الأول وزعم الفراء أن أصله سويٌد ومويتٌ وكذلك يزعم في جميع هذه المعتلات وكأن مذهبه أن الواو سكنت وأدغمت في الياء والادغام يغير الأول الى ال الثاني فأصل سيد على القولين الأولين سيودٌ وأصله على القول الثاني سويٌد ثم ¬

_ (¬1) إذا اجتمعت الواو والياء في كلمة واحدة وكان السابق منهما ساكنًا سكونًا أصليًا ولم يكن بدلاً غير لازم تقلب الواو ياء وتدغم في الياء ويكسر ما قبلها ان كانت ضمة فلا يقلب مثل يغزو يوما ويقضي وطرا ولا نتحو قوي بسكون الواو مخفف قوي ولا نحو رويا مخفف رؤيا بالهمز لعروض الاجتماع والسكون وانما جعل الانقلاب الى الياء لأنها أخف وانما شرطوا سكون الأولى ليمكن الادغام سيد اجتمع فيها الواو الوياء ووزنه عند المحققين من البصريين فيعل بكسر العين وذهب البغداديون الى انه فيعل بفتح العين كضيغم نقل الى فيعل بالكسر على غير قياس لأنه ليس في الصحيح ما هو على وزن قيعل بالكسر ورد هذا فأصل سيد سسيود الواو عين الكلمة والياء زائدة وفي الصحاح. تقدير سيد فعيل وهو مثل سري. ونقل قول البصريين. وذكر في المصباح في جيد ثلاثة أقوال أحدهما جويد ككريم وشريف استثقلت الكسرة على الواو فحذفت فاجتمعت الواو وهي ساكنة والياء فقلبت الواو ياء وادغمت في الياء والثاني قول البصريين فيعل بسكون الياء وكسر العين والثالث مذهب الكوفيين فيعل بفتح العين لأنه لا يوجد فيعل بكسرها في الصحيح الا صيقل اسم امرأة والقليل مخمول على الصحيح فتعين الفتح قياسًا على عيطل ونحوه وكذلك ما أشبهه فتأمل (¬2) الرؤاسي محمد بن الحسن قيل له الرؤاسي لأنه كبير الراس وهو أول من وضع من الكوفيين كتابًا في النحو وهو استاذ الكسائي والفراء وكان استاذ اهل الكوفة في النحو وله كتب مذكورة في بغية الوعاة ص 34 ونزهة الالباء ص 65 والفهرست 96

نقل إلى سويدٍ والفراء يعتل لمذهبه بقولهم طيّبٌ وطيّاب فجاؤا به على فعيلٍ وفعّال كما قالوا طويلٌ وطوّالٌ وأنشد (¬1) إنا بذلنا دونها الضرابا ... لما وجدنا ماءها طيّابا وقال الآخر: جاء بصيد عجب من العجب ... ازيرق العينين طوّال الذنب (¬2) وكل هذه المذاهب في الترخيم (¬3) تجتمع على قول واحد لأنهم اذا قالوا يا حار تركوه على حاله قبل الحذف فقالوا ياسي ويامي بكسر الياء وإذا قالوا يا حار ردوه إلى باب حيّ وطيّ فضموا الياء فقالوا يا سيّ ¬

_ (¬1) رواه في الصحاح واللسان نحن أجدنا دونها الضرابا ... انا وجدنا ماءها طيابا ماء طياب طيب (¬2) قال الجوهري الطوال بالذم الطويل يقال طويل وطوال فاذا افرط في الطول قيل طوال بالتشديد (¬3) الترخيم في اصطلاح النحويين حذف آخر الكلمة في النداء. ويجوز في المرخم لغتان احداهما ان تنوي الحرف المحذوف منه ويعبر عنها بلغة من ينتظر الحرف والثانية ان لا تنوي الحرف ويعبر عنها بلغة من لا ينتظر الحرف فاذا رخمت الاسم على اللغة الأولى تركت الباقي منه بعد الحذف على ما كان عليه فتقول في ترخيم حارث وثمود وسقاية يا حار ويا ثمور ويا سقاي بكسر الراء في الأول وابقاء الواو والياء في الثاني الثالث واذا رحمته على اللغة الثانية عاملت الحرف الباقي بعد الحذف بما يعامل به لو كان هو آخر الكلمة وضعًا فتقول يا حار بضم الراء ويا ثمي ويا سقاء فتقلت الواو ياء في ثمود لتطرفها بعد ضمة وتقلب الضمة كسرة لأنك تعامله معاملة الاسم التام ولا يوجد اسم معرب آخره واو قبلها ضمة الا ويجب قلب الواو ياء والضمة كسرة لمزيد الثقل بالواو وتقلب الياء في سقاي همزة لتطرفها بعد الف زائدة كما تقلبها في كساء ورداء.

وياميُّ وكلما قربت الياء من الطرف كانت أقوى وكان قلب الواو اليها أوجه وذلك أنهم قالوا معزيُّ وهو من الغزو ومجفيٌّ وهو من الجفوة (¬1) ولكن رخموا ضيونًا اذا سموا به وحيوة (¬2) اذا كان اسمًا لوجب ان يقولوا في قول من قال ياحار بالإظهار. ومن قال يا حار وجب أن يدغم لأنه ليس في كلامهم مثل ضيو وحيو لأن الواو تضعف في الطرف اذا كانت على هذا المثال وكنت تقولي يا ذييُّ أقبل ويا حيُّ أقبل وهذه اسماءٌ فيها الياء تذكر مع سيّد وميّت اذا كان لها حكم في الترخيم فمن ذلك أنهم لو رخموا صايدًا وهو فاعل من صيد البعير (¬3) وهو داءٌ يصيبه في رأسه لقالوا ¬

_ (¬1) وهذا شاذ والقياس مغزو ومجفو لأنه مفرد واجاز ابن يعيش في شرح المفصلقلب الواو في المفرد في ج 10 ص 110 وقد روي قول عبد بغوث الحارثي قد علمت عرسي مليكة انني ... انا الليث معدياً عليه وعاديا بالياء على القلب وبالواو على الأصل وفي المقام كلام مبسوط في سيبويه ج 2 ص 383 وشرح الشافية للجاربردي ص 306 وشيخ الاسلام 215 والرضي 3 - 172 وشرح المفصل 10 - 110 (¬2) الضيمون الذكر من السنانير وحيوة اسم رجل وقد اجتمعت فيهما الياء والواو والسابق منهما ساكن فقياسهما ان تقلب الواو ياء وتدغم في الياء ولكنهما جاءا شاذين قال في الصحاح انما لم يدغم في ضيون لأنه اسم موضوع وليس على وجه الفعل وكذلك حيوة اسم رجل وفارق هينا وميتا وسيدا وجيدا وقيل وزن ضيون فيعلى لا فعول لأن فيعلان اكثر وكون الواو عيناً اكثر منها ياء .. وقوله ولكن رخموا ... ثم قوله لوجب ان يقولوا يدل على ان لو ساقطة من قلم الناس فاما ان يكون الأصل ولكن رخموا او .. ولو رخموا بدون لكن فتأمل (¬3) صيدا والصيد داء يصيب الإبل في رؤوسها فيسيل من أنوفها مثل الزبد وتسمو عند ذلك برؤوسها ولا تقدر ان تلوي معه أعناقها ومنه =

يا صاي في قول من قال يا حار ومن قال يا حار فانه يخرجه الى باب الاسماء التي لم يحذف منها شيءٌ فيقول يا صاء فتقلب الياء همزة لنه يجعل الألف كأنها من نفس الحرف فتخرجها إلى باب ما اعتلت غينه ولامه همزة مثل جاءٍ وبابه ويجعل الهمزة في هذا كالأصلية لأنه اذا قال ياحر فالألف وقد صارت عنده مثل العين وليست كالزائدة فهو حينئذ على وزن باب وجار لأنها لو كانت زائدة لكان على مثال فاع ولو جمعته لقلت أحوارٌ كما كنت قائلاً في حار وباب ولك في صايد وجه آخر وهو ان تخرجه الى باب آي وغاي فتقر الساء على حالها وتجعل الألف معتلة ولا تقلب الياء مخافة ان تجمع بين علتين كما فعلت ذلك في آية وبابها (¬1) ولو قال قائل لا يجوز ترخيمه في قول من قال ياحار لكان قد ذهب مذهبًا لأنه أقرَّ الياء فقد أثبت ياءً قبلها الف زائدة (¬2) وان قلبها فكأنه قد أعلَّ العين بالقلب الى الألف والياء بالقلب (¬3) الى الهمزة فأما معايش لو سميت بها ثم رخمتها ¬

_ = قيل للملك أصيد لأنه لا يلتفت يمينًا ولا شمالا. وصايد اسم فاعل من صيد ولا يقال ان الواو والياء تقلبان همزة في فاعل كقائم وبائع لأن هذا القلب انما يجب فيما كان فعله معتلاً كقال وباع وصام وكال اما ما لم يعتل فعله فانه يبقى على حاله نحو عاور وصايد اسم فاعل من عور وصيد فانهما لا يعلان تبعًا لفعلهما نص على ذلك شيخ الاسلام في شرح الشافية ص 200 وهذا البحث في الجاربردي ص 286 والرضي على الشافية ج 3 ص 125 و 128 (¬1) لقائل ان يقول ان بين آي وصاي فرقاً لأن أصل آي ايي كما تقدم فأعلت الياء الأولى وانقلبت ألفًا فهي عين الكلمة وأما صاي فألفها زائدة لوزن فاعل (¬2) وهذا يجب في مثله ان تقلب همزة (¬3) وهذا فيه جمع بين اعلاين وهم لا يجيزونه

على قول من يقول (¬1) ياحار يا معاء قفلبت الياء همزة لأن الألف زائدة إلا أنك تخرجها إلى باب مفعل مثل مجاءٍ من جاء ولا يجوز ان يجمع بين علة الألف وعلة الياء فان جعلت الألف زائدة فقد أخرجتها الى باب فعال وجعلت الميم من معايش أصلية ولولا ذلك لم يجز القلب في الياء لأنك لو قلبتها واعتقادك في الالف انها كألف مفعل اذا قلت مفاء ومجاء لكنت قد جمعت بين علتين في العين واللام فخرجت الى ما كرهوه في آية وغاية والقول في معايش كالقول في صايد ولو جمعت (¬2) سيدّا جمع التكسير لقلت سيائد فهمزت لاجتماع ياءين بينهما الف وكان بعض النحويين المتقدمين يرى أل يهمز في هذا الباب فمن همزة فانه يقرُّ الهمزة على حالها في الكسر ويضمها في قول من قال ياحار ومن كان رأيه ألا ¬

_ (¬1) في الأصل لفظ قال فوق يقول بين السطرين كأنه اشارة الى انه جاء في نسخة قال وفي اخرى يقول (¬2) تقدم الكلام على سيد مستوفى وقد ذكروا له جمعين سادة وسيائد قال الجوهري فهو سيد وهم سادة تقديره فعلة بالتحريك لأن تقدير سيد فعيل وهو مثل سري وسراة ولا نظير لهما يدل على ذلك انه يجمع على سيائدة بالهمز مثل افيل وأفائلة وتبيع وتبائعة. وقال اهل البصرة تقدير سيد فيعل وجمع على فعلة كأنهم جمعوا سائدا مثل قائد وقادة وذائد وذادة وقالوا انما جمعت العرب الجيد والسيد على جيائد وسيائد بالهمز على غير قياس لأن جمع فيعل فياعل بلا همز. وقال كراع جمعه سادة ونظره يقيم وقامة وعيل وعالة قال ابن سيده وعندي ان سادة جمع سائد على ما يكثر في هذا النحو واما قامة وعالة فجمع قائم وعائل لا جمع قم وعيل كما زعم لأن فيعلا لا يجمع على فعلة انما هو بالواو والنون وربما منه شيء على غير فعلة كأموات واهوناء

يهمز فإنه اذا قال ياحار همز ولا تخلو في هذه الأسماء من أن تجعل الزائد كالاصلي لأنك إذا قلت سيائد فوزنه فياءل فاذا رخمت في قول من قال ياحار فقلت ياسياء فلا يخلوا من أحد أمرين إن زعمت انك أخرجته الى باب فعال فقد جعلت الياء الزائدة أصلية وان قلت هو فياع فقد اخرجته الى بناء مستنكر لا يعرف مثله في الأوزان العربية الا ان يكون نادراً والأصل في سيائد سياود على رأي من قال انه فيعٌل ومن زعم انه فعيل فأصل سيائد عنده سوائدو كأن اهلمزة اذا قيل إن أصله سويد يكون مثل همزة عجائز لأن الياء زائدةٌ واذا قيل ان الياء هي المنقلبة عن الواو التي في سيودٍ فهي أصلية وليس همزة اذا قيل سيائد على منهاج همزه اذا قيل ان الأصل سويٌد لأن الهمز وقع هاهنا لأجل اجتماع حروف العلة التي جرت عادتها بالتغيير وأقرت الياء على حالها ليكون الجمع على منهاج الواحد ولو ردَّت الى اصلها القيل سياود. وعجائز (¬1) ولا يجوز أن تجعل همزتها ¬

_ (¬1) إذا كان ما قبل لام الاسم حرف مد لاحظ له في الحركة وجمعته على وزن مفاعل او فعائل قلبت حرف العلة الواقع بعد الف التكسير همزة فتقول في رسالة وعجوز وصحيفة رسائل وعجائز وصحائف واذا كان حرف المدعين الكلمة فانك تبقيه ولا تقلبه همزة فتقول في مقامة ومعيشة مقاوم ومعايش وقد يهمز معايش تشبيهًا لمعبشة بفعيلة ومناور تشبيهًا لمنارة بفعالة والاكثر ترك الهمز وفي الكشاف ج 1 ص 322 عن ابن عامر انه همز معايش تشبيهًا بصحائف وفي البيضاوي ج 1 ص 415 وعن نافع انه همزه تشبيهًا بما الياء فيه زائدة وفي شرح المفصل ج 10 ص 97 فأما قراءة أهل المدينة معائش بالهمز فهي ضعيغة وانما أخذت عن نافع ولم يكن قبل في العربية [والقب رئيس القوم وشيخهم ويجوز أن

ياء على رأي سيبويه ولكن تجعل همزتها بين بين وحكى ابو عمر الجرمي ان ذلك جائ وقد حكي همز مدائن (¬1) وهو الاكثر وحكي ترك الهمز فان كانت من مدن فلا كلام فيه وان كانت من دنت فهمزها ردئ كهمز معايش وإذا قيل إن مدائن من المدن فوزنها فعائل وإذا قيل انها من دنت فهي جمع مدينة والميم زائدة فاذا قيل أن أصلها مديونةٌ ففيها القولان المعروفان أحدهما رأي الخليل وسيويه (¬2) أن المحذوف واو ¬

_ = تكون محرفة عن قويا] وقال ابن جماعة اشتهر ذلك عن نافع من رواية خارجة وهو غلط عند النحويين. ونقل عن الحلبي في اعرابه ان نافعًا لم ينفرد بها بل رويت عن ابن عامر وقرأ بها زيد بن علي والأعمش والاعرج وقال الفراء ان قلب هذه الياء تشبيهًا لها بياء صحيغة قد جاء وان كان قليلاً. ولم يذكر ابن الجوزي في النشر هذه القراءة عن نافع ولا غيره وقال صاحب اتحاف فضلاء البشر ص 222 واتفق على قراءة معائش بالياء بلا همز لأن ياءها أصلية ... وما رواه خارجة عن نافع من همزها فغلط فيه اذ لا يهمر الا ما كانت الياء فيه زائدة نحو صحائف ومدائن. (¬1) قال في اللسان مدن بالمكان أقام به فعل ممات ومنه المدينة وهي فعيلة وتجمع على مدائن بالهمز ومدن ومدن بالتحفيف والتثقيل. وفيه قول آخر انه مفعلة من دنت أي ملكت ورجح ابن بري الأول فقالو لو كانت الميم في مدينة زائدة لم يجز جمعها على مدن وقال الفراء وغيره المدينة فعيلة تهمز في الفعائل لأن الياء زائدة ولا تهمز ياء المعايش لأنها أصلية والجوهري لم يجعل مدن فعلا مماتا (¬2) قياس اسم المفعول ان يكون على وزن مضارعه كاسم الفعال ولكنهم لما حذفوا الهمزة في باب أفعل أدى ذلك الى ان يكون اسم المفعول على وزن مفعل فلو أرادوا ان يجعلوا اسم المفعول من الثلاثي على وزن مفعل كمضرب من يضرب لالتبس المجرد بالمزيد فغيروا الثلاثي الى مفعول بضم الميم ولكنهم فتحوها =

مفعول فمدينة عندهم مفعلٌة ومدائن مفاعل والآخر رأي سعيد بن مسعدة وهو أن المحذوف الياء الاصلية ويعتلُّ في ذلك بأن الاصل مديونةٌ فسكنت الياء لأن ضمتها القيت على الدال اشتقالاً للضمة عليها وحولت ضمة الدال كسرة لتصح الياء أو سكنت الدار والياء فكسرت الدال لالتقاء السكانين والتقت الياء والواو وهما ساكنتان فحذفت الياء واستقبلت واو مفعول كسرة الدال فصارت ياء فمدينة على رأيه مفولة وان جئت بها على ما صارت اليه من القلب قلت مفيلة ووزن مداين على هذا مفايل والقول فيها كالقول في معايش على رأي الخليل اذا كانت من دنت فأما عائش وبائع اذا سميت به ثم رخمته فانك لا تغيره الا بالضم في قول من قال ياحار ويلزم فيه مثل العلة اللازمة فيما قبله لانك ان جعلت الالف زائدة أخرجت الى باب فعٍ وان جعلتها

______ = لئلا يتوالى ضمتان بعدهما واو وهو مستثل وجعلوا ضمتها مقدرة والواو في حكم الحرف الناشئ من الاشباع. فصيغته من جميع الثلاثي مفعول واذا كانت عينه واوًا او ياء نفلت حركة العين الى ما قبلها فاجتمع ساكنان مثل مقول أصلها مقوول فسيويه يحذف الواو الثانية وان كان القياس حذف الأولى اذا اجتمع ساكنان والأول مدة لأنه رأى الياء في اسم المفعول اليائي ثابتة بعد الاعلال مثل مبيع أصلها مبيوع والاخفش يحذف الساكن الأول في الواوي واليائي كما هو قياس التقاء الساكنين فقيل له ينبغي ان يبقى مبوع فما هذه الياء في مبيع فقال لما نقلت الضمة الى ما قبلها كسرت الضمة لأجل الياء. وقد خالف كل منهما اصله في هذه المسألة وإيضاحها في شرح الكافية للرضي ج 2 ص 203 وشرح الشافية له ح 3 ص 146 والجاربردي ص 295 وشيخ الاسلام ص 207

كالأصلية أخرجته الى باب تعتل فيه العين واللام الا انك اذا جعلت الفه كالاصلية جعلت همزته كهمزة جاء فعلى هذا يصح أن تقوله والذين وضعوا قياس الترخيم اذا حملت هذه الاشياء على ما وضعوه وجب أن يمتنع كثير من الاسماء من ترخيم على قول من قال ياحار كما امتنع من ذلك طيلسان فيمن كسر اللام وحبلوي (¬1) ونحوه ولو سميت رجلاً قاضيًا تريد النسب الى قاض وناجيّا تريد النسب الى ناجية لقلت في قول من قال ياحار ياناجي أقبل فسكنت وكذلك ياقاضي أقبل لانك نسبته الى قاض وناجية فوجب ان يجيء على فاعلي فكأنه في الاصل ناجي وقا ضي (¬2) فاستثقلت الكسرة على الياء الاولى فحذفت ثم حذفت الياء ¬

_ (¬1) إذا كان في آخر العلم زيادتان واريد ترخيمه تحذف منه الزيادتان مثل حبيليان وحبلوي علمين فاذا رخمتهما قلت حبلي وحبلو وعلى لغة من ينتظر تقلب الياء والواو الفا لتحركهما وانفتاح ما قبلهما وقد قال المبرد لا يجوز ذلك لانه يؤدي الى أن تكون الف فعلى منقلبه عن ياء أو واو ولم تعهد ألا للتأنيث غير منقبلة عن شيء وقياس قول الاخفش جوازها لانه يكون اذن ملحقا بجخدب بفتح الدال. والسيرافي أجازها وان لم يثبت فعللا قال لان هذا شيء عرض وليس بنية أصلية وذكر المبرد عن المازني في كل ما أدى نية الاستقلال فيه الى وزن لا نظير له انه لا يرخمه الا على نية المحذوف نحو طيلسان على لغة كسر اللام وفرزدق وقد عمل وسعود وهندلع وعنفوان واجاز السيرافي ترخيم جميعها على نية الاستقلال نظراً الى ان المثل ليست باصلية الا ترى أنه يجوز اتفاقا أن تقول في منصور على نية الاستقلاليامنص وفي خضَّم باخض مع أن مفع وفع ليسا من ابنيتهم. فتقول ياطيلس ويافرزدو ويا قذعم ويا سعي ويا هندل وياعنفي وتتمه هذا البحث في شرح الكافية ج 1 ص 155 (¬2) بكسر الياء التي الوالى التي هي لام الكلمة

لالتقاء الساكنين والساكنان الياء الاولى الاصلية والياء التي هي احدى ياءي النسب وهي الاولى منهما فان حذفت ياءي النسب رجعت الياء الاصلية وسكنتها كما كنت فاعلاً في قولك مررت بالقاضي وياقاضي أقبل ومن قال ياحار فكذلك لأن تسكين الياء المكسورة والمضمومة في هذا الموضع لازم الا أن يضطر اليه شاعر وهذا موضوع النحويين في هذه المسألة ولو ذهب ذاهب الى حذف الياءين وترك الرد لكان قد ذهب مذهبًا فأما قيوم (¬1) فانك اذا رخمته في الوجهين جميعًا جئت به على لفظ واحد إلا ان الضمة مختلفة لانك اذا قلت باقيّ في قول من قال ياحار فالضمة للبناء كالضمة (¬2) وهي التي كانت في قيوم واذا قلت باقيّ في لغة من قال ياحر فالضمة للنداء كالضمة في قولك يا زيد وطرأت على الضمة الاصلية فزالت تلك وصارت هذه في موضعها وهذا يشبه قولك قنديل ثم تقول في الجميع قناديل وفي التصغير قنديل فكسرة الدال في قنديل هي غير الكسرة التي في قناديل ويدلك على ذلك أن الدال في ¬

_ (¬1) قيوم وزنه فيعول من القيام وأصله ثيووم فأبدل من الواو ياء وادغمت الياء في الياء فصار قيوم وليس وزنه فعول بفتح فتشديد لانه لو كان ذكذلك للزم أن يقال قووم لان عين الفعل واو (¬2) كذا في الاصل وقد مد فوق قوله كالضمة خط دقيق كانما اشير به زيادتها وابطالها وهو الظاهر ومعنى الكلام على الغائها أنك اذا قلت باقي بضم الياء على لغة من ينتظر فالضمة التي على الياء من أصل بناء الكلمة أي صيغتها وعلى لغة من لا ينتظر هي ضمة البناء لاجل النداء طرأت على ضمة الصيغة وبنية الكلمة لان المنادى مفرد علم.

قناديل وما كان مثلها مما يقع موقعها لو كان ضمومًا أو مفتوحًا لم يكن له بد من الكسر في الجمع فلو جمعت سرداحًا لقلت في الجمع سراديح وكسرت الدال ولو جمعت قردودًا لقلت في الجمع قراديد فحولت الضمة والفتحة الى الكسرة لأن ما بعد الالف من هذا الجمع لا يكون الا مكسورًا وحكمها في ذلك حكم ما بعد ياء التصغير فاذا قلت زبرج ثم قلت في تصغيره زبيرج فكسرة الراء في التصغير غير الكسرة التي كانت في زبرج لانك اذا جمعت (¬1) شيئًا على هذا الوزن والذي في موقع الراء منه مضموم أو مفتوح فانك تكسره لا غير فتقول في درهم دريهم وفي جلجل جليجل وكذل كحكم اول جمع التكسير وأول المصغر فاذا قلت مساجد فالفتحة في الميم غير الفتحة التي كانت في مسجد لأنك لو جمعت ¬

_ (¬1) كذا في الأصل والصواب اذا صغرت كما يقتضيه التمثبل بدريهم وجليجل والمراد أن الكسرة التي في نحو قنديل من أصل وضع الكلمة والتي في قناديل كسرة تقتضيها صيغة الجمع سواء كانت في المفرد كقنديل وإزميل أم لم تكن كمفتاح وسرداج وعصفور وقردود فان ما قبل حرف المد في هذه المفردات يجب أن يكسر بعد الف الجمع فتقول قناديل وازاميل ومفاتيح وسراديح في الثالثين وكذلك ما بعد ياء التصغير يجب كسره لاجل صيغة التصغير سواء اكان في الاصل مكسورا كزبرج أو مفتوحًا كدرهم أو مضموما كبرثن فانك تقول في التصغير زبيرج ودريهم وبرئن فالكسرة بعد الف الجمع وبين ياء التصغير طارئة اجتلبت لاجل الصيغة وهي غير الكسرة الاصلية في المفرد والكسرة في التصغير غير الكسرة في الجمع لان كلا منهما اجتلب لغرض خاص.

مخدعًا أو مفتحًا (¬1) لقلت مخادع ومفاتح ففتحت وكذلك ضمة سدوس فيمن (¬2) ضم السين إذا أردت به الطيلسان هي غير الضمة في تصغيره إذا قلت سديس لأنك لو صغرت عروسًا وذراعًا لقلت عّريس وذريّع فضممت ولو رخمت أبيًا في قول من قال يا حارِ لقلت يا أبي أقبل فحذفت الياء التي هي آخر الاسم وأقرت الياء التي قبلها على حالها ومن قال يا حارُ قال يا أُبا فقلب الياء أَلفًا لأن الياء لا تقع طرفًا وقبلها فتحة في الأسماء ومن كان لغته (¬3) أن يقول في الوقف هدي ورحي ويصل على ذلك فأنه يجوز أن يقول في الترخيم يا أُبي لأنه إذا كان يقلب فيما لم تجر العادة فيه بالقلب فإقراره هذه الياء أولى من قوله هدي إذا وصل ومن ذلك القراءة التي تروى عن أبي إسحاق فمن تبع هدايَّ فلا خوف عليهم ولا هم ¬

_ (¬1) في الأصل مخدعًا أو مفتحا. (¬2) في الأصل فمن ضم ... والسدوس بالضم الطيلسان الأخضر وكان الأصمعي يقوله بالفتح. (¬3) الاسم المقصور وهو ما كان آخره ألفا يقسم إلى قسمين منصرف وغير منصرف فالمنصرف مثل عصا وغير المنصرف مثل حبلى والأول تسقط ألفه في الوصل لسكونها وسكون التنوين بعدها فتقول عصا ورحى فإذا وقفت عادت الألف وكان الوقف عليها فتقول هذه عصا ورأيت عصا ومررت بعصا وذلك لخفة الألف. والثاني ألفه ثابتة مثل حبلى وسكري فتبقى في الوصل والوقف ومثلها ما لا يدخله التنوين مثل العصا وبعض العَّرب يبدلون من هذه الألف ياء في الوقف فيقولون هذه أفعي وحبلي وهي لغة فزارة وناس من قيس ومنهم من يجعلها واوًا فيقولون أفعو وهى لغة طيء ومنهم من يجعلها همزة فيقولون افعأ وتقول في عصا عصي وعصو وعصأ وإيضاح هذا البحث في جمع الجوامع 2 - 206 وسيبويه 2 - 287 وشرح المفصل 9 - 76 والرضي على الشافية 2 - 286 والجاربردي 183.

يحزنون هذه على لغة من قال هدي وعلى هذا ينشد قول أبي ذؤيب: (¬1) تركوا هويَّ واعنفوا لهواهم فَتخُرِّموا ولكل جنب مصرع ولو أُنشد هواي لم يكن بالوزن بأس والاستشهاد بالشعر على نوعين أحدهما لا مزية فيه للمنظوم على المنثور والآخر يكون حكم الموزون فيه غير حكم ما نُثر فالضرب الأول كبيت أبى ذؤيب الذي مرَّ وكقول الآخر: (¬2) ¬

_ (¬1) أبو ذؤيب خويلد بن خالد بن محرث شاعر فحل مخضرم من بني هذيل من مصر أسلم وسكن المدينة وشهد فتح افريقية ومات في مصر سنة 27 وله شعر جيد وأشهره مرثيته العينية التي يرثى بها بنيه الذين هاجروا إلى مصر فماتوا في سنة واحدة ومنها هذا البيت. الشاهد فيه هوي أصله هواي فأبدل من الألف ياء لوقوعها موقع كسرة ولا تمكن الكسرة فيها وهكذا تفعل هذيل في كل مقصور والضمير في تركوا وما بعدها يعود على بنيه المذكورين في بيت سابق: أودى بني فأعقبوني حسرة ... واعنقوا: أسرعوا، تخرموا: تخرمهم الدهر أي أقتطعهم وأستأصلهم يريد أن هواي أي ما أهواه وأحبه هو أن يبقوا أحياء وأموات قبلهم وهواهم أن يسرعوا إلى الموت قال الأصمعي أي ماتوا قبلي ولم يلبثوا لهواي وكنت أحب أن أموت قبلهم وأعنقوا لهواهم جعلهم كأنهم هووا الذهاب إلى المنية لسرعتهم إليها وهم لم يهووها في الحقيقة. (¬2) هذا البيت للمرار الأسدي هو المرار بفتح فتشديد بن سعيد بن حبيب من فقعس من أسد بن مدركة من مصر وهو من مخضرمي الدولتين وبعد هذا البيت علاه بضربة بعثت بليل ... ... نوائحه وارخصت البضوعا وقاد الخيل عائدة لكلب ... ... ترى لوجيفهاّ رهجا سريعا ومعنى البيت يصف أباه بأنه صرع رجلا من بكر يقال له بشر فوقعت عليه الطير ترقب موته لتتناول منه ووقوعًا جمع واقع. كجلوس وقعود =

أنا ابن التارك البكريّ بشرٍ عليه الطير ترقبه وقوعا فخفض بشر ونصبه لا فضيلة فيه للوزن وكذلك خفض البكري ونصبه لأنه قويمٌ في الحالين ومثله كثير. والضرب الآخر هو الذي يكون الوزن ان غير عما استشهد به عليه لحقه إخلالٌ كقوله: (¬1) ¬

_ = جمع جالس وقاعد والمراد أنها ترقبه واقعة عليه غير طائرة وهي منصوبة على الحال من الضمير في ترقبه أو في عليه وهذا البيت استشهد به سيبويه ج 1 ص 93 على إضافة التارك إلى البكري تشبيهًا بالحسن الوجه وإعراب بشر عطف بيان واستشهد به الزمخشري في المفصل ج 3 ص 73 وابن الحاجب في الكافية ج 1 ص 343 وأنكر المبرد رواية الجر وقال لا يجوز في بشر إلا النصب على أنه بدل وإيضاح ذلك مبسوط فيما ذكرنا. (¬1) هذان البيتان للمنخل اليشكري قيل هو ابن عمرو وقيل ابن مسعود وقيل ابن الحرث من يشكر بن بكر بن وائل شاعر مقل من شعراء الجاهلية زعموا ان المتجردة امرأة النعمان بن منذر تنهم به فركب النعمان ذات يوم وأتاها المنخل فأخذت قيدًا فجعلت إحدى حلقتيه في رجله والأخرى في رجلها ووكلت وليدة ترقب النعمان حتى إذا جاء آذنتها بذلك فغفلت الوليدة عن ترقب النعمان وجاء فرأى المتجردة مع المنخل مقيدين فدفعه إلى عكب اللخمى صاحب سجنه ليعذبه فعذبه حتى قتله وقال المنخل قبل ان يموت هذه الأبيات وبعث بها إلى ابنيه وهى: الا من مبلغ الحرين عنى ... بأن القوم قد قتلوا أبيا وإن لم تثأروا لي من عكب ... فلا أرويتما أبدا صديا يطوّف بي عكب فى معدٍ ... ويطعن بالصميلة فى قفيا هكذا رواها فى الأغاني وروى الأولين أيضًا (الا من مبلغ الحيين ... ) فإن لم تثأروا ... فلا رويتم ابدًا صديا ورواها فى شرح المفصل ج 3 ص 33 يطوف بي عكب في معد ... ويطعن بالصملة في قفيا

ألا من مبلغ الحرَّين عني مغلغلًة وخصَّ بها أبيّا يطوّف بي عكبٌّ في معدّ ويطعن بالصملة في قفياّ فهذا لا يمكن إلا على لغة من قال قفى ولو رخمت حسينًا وعبيدًا لاجريتهما مجرى أبي فى الوجهين وكذلك سهيلٌ وفي السماء النجم المعروف بهذا الاسم إذا رخمته كأنك ناديت النجم الآخر على كماله فتقول إذا رخمت على لغة من ضمَّ يا سهى أقبل فكأنك ناديت السهى النجم. ولو رخمت أعين إذا كان أسمًا لقلت في قول من قال يا حار أعي فجعلت الهمزة من أعين كظاء ظبي وأعي أفع فى الحقيقة ولو رخمت أُسيّد لقلت فى قول من قال يا حار يا أسيُّ والأقيس في الهمزة أن تجعلها بمنزلة فاء الفعل ليخرج إلى بناء يكثر. ولو رخمت هبيَّخًا إذا سميت به وهو الوادي الواسع لقلت يا هبيّ ووزن هبيّخ فعيّل وكنت تخرجه إلى باب معدٍ وقد حكي سيبويه عن

______ فإن لم تثأراني من عكب ... فلا رويتما أبدًا صديا واستشهد بهما على قلب الألف المقصورة ياء إذا أضيفت إلى ياء المتكلم في لغة هذيل وموضع الاستشهاد قفيا وصديا. والمغلغله بفتح الغينين الرساله المحمولة من بلد إلى بلد والمغلغلة بكسر الغين الثانية المسرعة من الغلغلة وهي شدة السرعة والصملة كعتلة العصا وفي الأصل بالصملد وهو تحريف والصدى ذكر البوم وكانت العرب تقول إذا قتل قتيل فلم يدرك بثأره خرج من رأسه طائر وهي الهامة والذكر الصدى فيصيح على قبره اسقوني فإن قتل قاتله كف عن صياحه. والصدى جثة الميت فى قبره.

أبي الخطاب أنهم يقولون للصبيّ هبيُّ فهو فعلٌّ (¬1) وإلى مثل ذلك كنت تخرج مرّخم هبيّخ لأن فعيّا بناءٌ مستنكرٌ ولأجل استنكار البناء كره النحويون أن يخففوا ما نسب إلى مهيّم وهو اسم الفاعل من هيمت (¬2) وهذا بابٌ يتسع ولو طولب النحويون بالثبات على البناء المعروف لضاق عليهم كثير من الأشياء لأنهم قد أخرجوا ميتًا إلى بناءٍ مستنكر وإذا قالوا فى النسب ميتيٌّ فخففوا فهو أيضًا بناءٌ مستنكر ومن قال إن سيدًا وميتًا فيعلٌ ثم قال ميت وسيد فإنه لا يخلو من أحد أمرين إما أن يكون الذي حذف هو الواو الأصلية فيكون البناء قد صار على مثال ¬

_ (¬1) قال ابن سيده الهبي الصبي الصغير والأنثى هبية حكاهما سيبويه وقال وزنهما فعلٌّ وفعّلَّة وليس أصل فعل فيه فعلل وإنما بني من أول وهلة على السكون ولو كان الأصل فعللا لقلت هبيا فى المذكر وهبياة فى المؤنث فإذا جمعت هبيّا قلت هبائي لأنه بمنزلة غير المحتل نحو معد. (¬2) قال فى المفصل ج 5 ص 147 وتحذف الياء من كل مثال قبل آخره ياءان مدغمة احدهما فى الأخرى نحو قولك فى أسيد وحمير وسيد وميت اسيدي وحميري وسيدي وميثي ثم قال وأما مهيم تصغير مهوم فلا يقال فيه الامهييمي على التعويض والقياس فى مهيم من هيمه مهيمي بالحذف. وقال في الشافية وتحذف الياء الثانية فى نحو سيد وميت ومهيم من هيم .. فإن كان نحو مهيم تصغير مهوم قيل مهييمي بالتعويض والمبرد لا يحذف شيئًا سواء أكان مهيم من هيمه أو كان مصغر مهوم وإيضاح هذا المقام فى شرح المفصل 5 - 147 وسيبويه 2 - 86 والرضي على الشافية 2 - 33 والجابردي -108 وشيخ الإسلام -71 ومما ذكرنا يتضح أن قول أبي العلاء كره النحويون أن يخففوا .. يوافق قول المبرد.

القول فى ترك القراء إمالة يا إذا كان حرف نداء

فيل وهذا بناءٌ مستنكر (¬1) وإما أن يكون المحذوف هو الياء الزائدة ثم استثقلت الكسرة على الياء التي أصلها واو فسكنت وخشي عليها انقلب إذا أُقرَّت حركتها وقبلها فتحة وهذه دعوى لا تصح والقول الأول أقيس ومن زعم أن سيدًا فعيلٌ ثم قال سيدٌ فخفف فإنه إن كان حذف الياء التي أصلها الواو فقد بقي البناء على فيل أيضًا وهو راجعٌ إلى مثل القول الأول ولو رخمت رجلًا اسمه إربيان وهو ضربٌ من السمك (¬2) لأقررت ياءه فى قول من قال يا حار على الفتحة وسكنتها فى قول من قال يا حار كما سكنت ياء أظب ونحوه (¬3) القول فى ترك القراء إمالة يا إذا كان حرف نداء (¬4) الإمالة أصلها (¬5) للأفعال لأنها كثيرة التغيير لأنك تقول مضى ¬

_ (¬1) يجوز أن يقال ان هذا البناء شيء عرض بعد الإعلال والحذف وليس بنية اصلية الا ترى ان السيرافي اجاز قلب الياء والواو الفًا فى ترخيم حبليان وحبلوى وان لم يثبت فعللا وقال لأن هذا شيء عرض وليس بنية اصلية كما تقدم. (¬2) ابيض كالدود يكون بالبصرة. وقيل هو نبت. (¬3) أظب بفتح الهمزة وكسر الباء جمع ظبي أصلها اظبي بفتح الهمزة وضم الهاء كأكلب جمع كلب قلبت الضمة كسرة لتصح الياء فصارت اظبي ثم اعل اعلال فاض. (¬4) المسألة السادسة. (¬5) الامالة ان ينحى بالفتحة نحو الكسرة وقيل ان ينحى بالألف نحو الكسرة والأهم أعم لشموله الامالة فى مثل رحمة والكبر واسبابها كسرة قبل الألف كعماد او بعدها كعالم. وباء قبل الألف كشيبان وسيال او بعدها كمبايع اسم فاعل وانقلاب الألف عن الياء كباع. وانقلابها عن مكسور للتنبيه على ما كانت عليه الألف مثل خاف أصلها خوف. وبعضهم جمع مثل باع وقال فى سبب واحد فقال: وكسرة تعرض =

ويمضى ويبنى الفعل على أبنية مختلفة فتظهر حال الياء ثم اتسعوا في ذلك فأجروا الأسماء لقوَّتها مجرى الأفعال والامالة توجد فى كلامهم على سبعة

______ = في بعض الأحوال وذلك اذا كانت الألف مبدلة من عين ما يقال فيه فلت بكسر الفاء وذلك نحو خاف وطاب فإنك تقول اذا لحقته تاءُ الضمير خفت وطبت على وزن فلت لأن عينه حذفت بخلاف ما يقال فيه فلت بالضم مثل قمت فإنه لا يمال وتشبيه الف بالألف المنقلبة عن الياء نحو الكبا وامالة لامالة وهذا النوع إما ان يكون فى كلمة أو فيما هو كجزء الكلمة وإما ان يكون فى كلمتين والأول مثل عمادا اميلت فتحة الدال فى حالة الوقف لامالة فتح الميم ومثل نأى اميلت فتحة النون لامالة فتحة الهمزة وكلاهما فى كلمة واحدة ومثل معزانا اميلت فتحة نون نا لامالة فتحة الزاي وجاز ذلك وان كانت نا كلمة برأسها لكونها ضميرًا متصلًا وهى كجزء الكلمة وهى في الآخر وهو محل التغيير واما ما كان فى كلمتين فان تميل فتحة فى كلمة لامالة مثل تلك الفتحة فى نظير تلك الكلمة فى الفواصل كقوله تعالى والضحى اميل ليزاوج قلى وسهلٍ ذلك كونه فى اواخر الكلام ومواضع الوقف وذكر بعضهم أسبابًا أخر وقال فريق ملخصها انها ترجع الى شيئين الياء والكسرة وهذه الأسباب ليست بموجبة الامالة وانما هي مجوزة عند من هي فى لغته وقد شذ عن القياس امالة الحجاج علمًا لأنه ليس فيه كسرة ولا ياء ولا نحوهما من اسباب الامالة وانما اميل لكثرة الاستعمال وهذا فى الرفع والنصب اما في حالة الجر فالامالة سائغة غير شاذة لأجل كسرة الإعراب ومثله الناس وذهب صاحب المفصل الى ان الألف فى آخر الفعل تمال كيف كانت وقال شارحه ان غزا ودعا تجوز فيهما الامالة لأن هذا البناء قد ينقل بالهمزة الى افعل فيصير واوه ياء نحو اغزيت وادعيت فتقول اغزى وادعى بالامالة وقد يبنى لما لم يسم فاعله فيصير الى الياء نحو غزي ودعي فتخيلوا ما هو موجود فى الحكم موجودًا فى اللفظ وهو الظاهر من كلام الشافية فى الألف الصائرة ياء. وصريح كلام سيبويه ج 2 ص 360 حيث يقول والامالة فى الفعل لا تنكسر اذا قلت غزا =

أنحاءٍ إمالة لياءٍ موجودة كإمالة شيبان وعيمان وإمالة لياءٍ غير موجودة فى اللفظ وهي فى البناء منقلبةٌ كإمالة باع وسار لأنه من البيع والسير وإمالة لكسرة موجودة كإمالتهم ألف عماد وكافر وإمالةٌ لكسرة غير موجودة ولكنها مقدرة فى أصل البناء كإمالتهم خاف لأجل الكسرة التي فى خفت وإمالةٌ لإمالةٍ كقولك رأيت عمادًا فأمالوا الألف التي بعد الدال إذا وقفوا لإمالتهم الألف التي بعد الميم وإمالةٌ للتشبيه وهي إمالةٌ شاذة نحو قولهم الحجاج أمالوا الاسم من هذا النوع دون الوصف وليست حروف المعاني مما تحب فيه الامالة وإنما حكي النحويون يا زيدُ (¬1) لأن يا عندهم فى هذا الموضع واقعةٌ موقع الفعل فكأنهم قالوا أدعوا زيدًا فأمالوا هذا الحرف كما أمالوا الفعل إذ كان واقعًا موقعه وقوّى الإمالة ان فيه ياًء موجودة وقد قالوا فى حروف التهجي باتا فأمالوا ليفرقوا بينها وبين غيرها (¬2) ولأنهم حكوا ببيت باء فدلوا بذلك على أنها ¬

_ = وصفا ودعا وانما كان في الفعل متلئبًا لأن الفعل لا يثبت على هذه الحال للمعنى ألا ترى أنك تقول غزا ثم تقول غزي فتدخله الياء وتغلب عليه ... فإذا قلت افعل قلت اغزي. وقد جعل أبو العلاء امالة غزا للتشبيه كالمكا وهو خلاف ما نقلناه عن سيبويه وغيره. (¬1) قال فى المفصل ج 9 - 65 وقد اميل بلى. ولا في قولهم امالا ويا فى النداء لإغنائها عن الجمل. (¬2) وإنما اميل أسماء حروف التهجي مثل با. تا .. لأنها وان كانت أسماء مبينة كإذا وما لكن وضعها على ان تكون موقوفًا عليها بخلاف اذا وما فأميلت لبيان الفاتها كما قلبت الف نحو أفعى فى الوقف ياء. والدليل عليه =

من ذوات الياء والقراءة سماع وقياس واختيار فإذا سُمع الحرف وكان السامع له من أهله المعرفة قاسه على نظائره بعد صحة الخبر فيه فإذا وضح له أنه مستقيم كان الاختيار بعد ذلك إليه فنقول ان القراء تركوا إمالة يا لأن الحروف أصلها الاّ تدخلها الإمالة ولم يطالبوا بأن يحملوا القراءة على ما يجوز فى كلام العرب كما أنهم لا يطالبون بأن يقرؤوا ولله على الناس حِجٌّ البيت ولا يلزمهم إذا كان في الحرف من الكتاب لغتان أو ثلاث ان يستعملوا ذلك كله بل قراءتهم مردودة الى الرواية كما ان قياس الفقهاء معلق بالكتاب والخبر وهم مجمعون على قراءة المشعر الحرام بالفتح وقد حُكي ان كسر الميم منه أكثر فى كلام العرب (¬1) وانما تحمل القراءة على معظم الكلام وأقومه فى قياس العربية والممال عند البصريين هو الألف فيجعلونها ثلاثة أنواع ألف تفخيم وألف ترخيم وهى ألف الإمالة وكذلك سماها سيبويه فى كتابه وألفٌ بين بين وانما سمى تلك ألف ترخيم لأن النطق بها أخف من النطق بالمفخمة وأما الفراء فدل كلامه على أن الممال هو الحرف الذي قبل الألف لأنه جعل النون هي المكسورة ¬

_ = أنها لا تمال اذا كملت بالمد نحو باء وتاء وثاء لأنها لا تكون اذا موقوفًا عليها ولقوة الداعي الى إمالتها اميلت مع حرف الاستعلاء نحو طا وظا. بخلاف نحو طالب وظالم. (¬1) فى الصحاح والمشعر الحرام أحد المشاعر وكسر الميم لغة وفى اللسان ويقولون هو المشعر الحرام والمشعر ولا يكادون يقولونه بغير الألف واللام وفي القاموس وتكسر ميمه. وفى المصباح وميمه مفتوحة على المشهور وبعضهم يكسرها على التشبيه باسم الآلة وكلامهم هذا يدل على ان فتح الميم هو أكثر من كسرها ولعل أبا العلاء قال وقد حكي إشارة إلى أن غيره هو المشهور.

في قولهم إنا لله وهذا قول حسن وإنا لله من الامالة الشاذة لأنه ليس موضع إمالة وانما كثر استعماله ولزمته اللام المكسورة التى فى اسم الله سبحانه فشبه بألف فاعل ومفاعل وأمالوا إما لا وهذا أيضًا شاذ وإنما فعلوا ذلك لأن الاستعمال كثر فآثروا التخفيف وقد مضى القول فى أن الإمالة أخف من التفخيم وقول الفراء يقوى فى أن الممال هو الحرف الذى قبل الألف لأن الامالة تبين فى الحرف حدثًا ليس فى التفخيم والألف لا تحتمل ذلك لأنها ضعيفة جدًا وغيرها بالتغيير أليق وهو له أجمل وقد أمالوا الفتحة فى الحجر والضرر فدلَّ ذلك على ان الإمالة إنما هي في الحرف الذي قبل الألف وكذلك قول بعضهم نعمة فى الوقف الكسرة على الميم بينة فأما الهاء فبريّةٌ من ذلك وليست الهاء بأضعف من الألف بل لها مزية في القوة لأن الهاء تمكن حركتها والألف لا تحتمل شيئًا من الحركات (¬1) وأنت اذا جئت فى الفواصل بحرف ممال وحرف مفخم تبينت في ذلك تنافرًا من اللفظ ألا ترى أنك اذا قلت في المثل أنكحنا الفرا فسترى (¬2) ¬

_ (¬1) هاء التأنيث تشابه الألف فى المخرج والخفاء ومن حيث المعنى لأن الألف تكون للتأنيث ولأجل هذا اميل ما قبل الهاء كما اميل ما قبل الألف وذلك حسن فى مثل رحمة لعدم الراء وحرف الاستعلاء وتقبح في نحو كدرة لوجود الراء. (¬2) الفرأ حمار الوحش او الفتي منها. وقولهم انكحنا الفرا على التخفيف البدلي ليوافق سنرى فلما سكنت الهمزة ابدلت الًا لإنفتاح ما قبلها ومعناه قد طلبنا عالي الأمور فسترى اعمالنا بعد. هذا قول ثعلب وقال الأصمعي يضرب مثلًا للرجل اذا غرر بأمر فلم ير ما يجب اي صنعنا الحزم فآل بنا إلى عاقبة سوء وقيل معناه قد

ففخمت الفرا وأملت ترى فقد جئت باللفظين متباينين ومن تفقد ذلك وجده كثيرًا في فواصل السجع وقوافي الشعر ويقوى ترك الإمالة فى الحروف التي ليست مشتقة فيحكم على الفاتها بانها منقلبات على ياءات ولو قويت الإمالة فى شيْ منها لقويت في لكن (¬1) لأنها على هيئة فاعل وبعد الفها كسرة واختلف النحويون فحكي عن المازني أن لكن ¬

_ = نظرنا في الأمر فسننظر عما ينكشف وفي مجمع الأمثال قاله رجل لإمراته حين خطب اليه ابنته رجل وأبى ان يزوجه فرضيت أمها بتزويجه فغلبت الأب حتى زوجها منه بكره وقال انكحنا الفرا فسترى ثم اساء الزوج العشرة فطلقها يضرب في التحذير من سوء العاقبة والفرا ليس فيه سبب يوجب الإمالة وترى الفه منقلبة عن ياءٍ فى بعض الصور. (¬1) لكن حرف مركب من خمسة احرف وهو أقصى ما جاء عليه الحرف وقد اختلفت فيها فقال البصريون انها بسيطة وقال الكوفيون انها مركبة واختلف هؤلاء فقال الفراء انها مركبة من لكن ساكنة النون وان المفتوحة المشددة طرحت منها الهمزة ثم حذفت نون لكن لإلتقاء الساكنين. وقال بعض الكوفيين انها مركبة من لا وان المكسورة المصدرة بالكاف الزائدة وأصلها لا كإن فنقلت كسرة الهمزة الى الكاف وحذفت الهمزة وقال آخرون هي مركبة من لا وكأن واختاره السهيلي. فإذا قلت قام زيد لكن عمرًا لم يقم فكأنك قلت لا كأن عمرًا لم يقم والمعنى فعل زيد لا كفعل عمرو ثم ركبت وغيرت للانتشار بحذف الهمزة وكسر الكاف. وقال السهيلي لما كان أصل كأن ان المكسورة وفتحت للكاف كسرت الكاف عند حذف الهمزة لتدل على المحذوف لكثرة التغيير وما نقلناه عن الفراءنقله عنه السيوطي فى جمع الجوامع وقد تخفف لكن بالحذف لأجل التضعيف كما تخفف ان فيسكن آخرها لأن الحركة انما كانت لإلتقاء الساكنين وقد زال أحدهما فبقي الحرف الأول على سكونه.

الخفيفة مأخوذة من الثقيلة وقال غيره بل هي على حالها وقد زعم الفراء أن أصلها لا كئن واحتج بدخول اللام في الخبر وأنشد: (¬1) ولكنني من واحد لكميد وهذه دعوى لا تثبت وإن صح دخول اللام فى خبر لكن فيجوز أن يكون شاذًا وقد زادوا اللام فى مواضع كما قال الراجز: (¬2) أم الحليس لعجوز شهر به وهى المسنة التي فيها بقية والبيت معروف وقد حكى الفرآء دخول اللام على اللام فى قول الشاعر: ¬

_ (¬1) كذا في الأصل والكميد الحزينوهي رواية والمشهور فى روايته لعميد وهو الذي هذه العشق وأوله ... يلومونى فى حب ليلى عوازلي ... واللام الداخلة عليه لام الابتداء وهي لا تدخل الا على خبر ان المكسورة واستدل الكوفيون على جواز دخول اللام في خبر لكن بهذا الشطر وهم يقولون اصل لكن وان زيدت عليها اللام والكاف وهذا ضعيف والبصريون يجيبون عن هذا الشاهد بأجوبة منها أنه لا يعرف له قائل. ومنها ان اللام زائدة وليست باللام التي تدخل على خبر ان. ومنها انه يجوز ان يكون اصل الكلام ولكن انني فحذفتالهمزة وادغمت النون في النون على حد قوله تعالى لكنا هو الله والأصل لكن انا هو الله. (¬2) نسب العيني هذا البيت الى رؤبة وتمامه ترضى من اللحم بعظم الرقبه وهو مذكور في اراجيز رؤبة المطبوعة فى ليبسك ص 170 والحليس تصغير حلس وهو ثوب يجعل تحت البردْعة وام الحليس هنا كنية امرأة. شهر به كبيرة ومن للبدل ليصح المعنى لأن العظم ليس من اللحم ونسبه الصغاني في العباب الى عنترة بن عروس وقد اختلف فى اللام الداخله على عجوز فقيل إنها زائدة وقيل للإبتداء والتقدير لهي عجوز. فهى داخلة على مبتدٍأ محذوف.

لددتهم النصيحة أى لدٍ فمجوا النصح ثم ثنوا فقاوءا فلا والله لا يرجى لما بي ولا للما بهم أبدًا دواءُ (¬1) ويروي شفاء وفى قول الآخر: فلئن قوم أصابوا غرة وأصبنا من زمان رنقا للقد كنا لدى ارحلنا لصنيعين لباس وتقى (¬2) ¬

_ (¬1) هذان البيتان من قصيدة امسلم بن معبد الوالبي شاعر اسلامي من شعراء الدولة الأموية كان غائبًا فكتب ابله لعامل الزكاة وكان رقيع وهو عمارة ابن عبيد الوالبي عريفًا فظن مسلم أن رقيعًا اغراه وكان مسلم ابن اخت رقيع وابن عمه فقال اباتًا اولها: بكت ابلي وحق لها البكاء ... وفرقها المظالم والعداء واكثرها مذكور فى خزانة الأدب ج 2 ص 268 اللد ان يؤخذ بلسان الصبي فيمد الى احد شقيه ويوجر في الآخر الدواء فى الصدف بين اللسان وبين الشدق واصل اللد ان يكون في الاجسام كالدواء والماء وقد استعمله هنا في الاعراض وهي النصيحة ومج الشيء من فيه رماه. ثنوا عطفوا وقاء الشيء الذي اكله القاه وروى البيت في شرح المفصل ج 7 ص 17 فلا والله لا يلفى لما بي ... ورواه غيره. فلا وابيك لا يلفى. وجملة لا يلفى جواب القسم اي لا يوجد شفاء لما بي من الكدر ولا لما بهم من الحسد واللام الثانية في قوله للما مؤكدة للاولى وقد دخل حرف الجر على مثله وهو شاذ لا يحمل عليه غير ورواه صاحب منتهى الطلب: فلا والله لا يلفى لما بي ... وشأنهم من البلوى دواء وعلى هذه الرواية لا شاهد فيه. (¬2) في الاصل من زمان رفقا. والغرة الغفلة والرنق الكدر والارحل المنازل والصنيع المصنوع صنع اليه معروفًا قدمه اليه والبأس الشجاعة والشدة في الحرب والحرب والتقى التقوى يقال اتقى الشيء حذره والمراد ان كان قوم اصابوا غفلة

إلا أن قول الفراء يقوي ترك الإمالة في لكن لا صدرها لا النافية وقراءة الكسائي جرت على هذه العلة وترك الإمالة في مثل قولك يخرج (¬1) وأنت تريد يا فلان أخرج وفي مثل قوله ألا يا سجدوا (¬2) وفى مثل قول الشاعر: الا يا سلمى ثم اسلمي ثمت اسلمي ثلاث تحيات وان لم تكلمي (¬3) ¬

_ = من الدهر فسروا واصبنا يقظة منه فتكدرنا فقد كنا في منازلنا أرصدنا أنفسنا لعملين محمودين الشجاعة والتقوى. وروي فلئن يومًا أصابوا ... ... للقد كانوا لدى أزماننا ... بصنيعين .. ... قال في شرح التسهيل أجاز الفراء أن يجمع بين لامي توكيد تقول إن زيدًا للقد قام وانشد البيتين. (¬1) هكذا جاءت في الاصل على صورة المضارع وعلى الجيم ضمه والصواب يا اخرج بصيغة فعل الأمر مسبوقة بيا. (¬2) وكذلك جاء يا سجدوا بغير همزة قبل السين ويا اسلمي بغير همز وقد قرأ الكسائي الا خفيفة وقرأها الباقون بالتشديد فمن خفف جعلها تنبيهًا ويا نداء والتقدير الا يا هؤلاء اسجدوا لله ويجوز أن يكون يا تنبيهًا ولا منادى هناك وجمع بين تنبيهين تأكيدًا لأن الأمر قد يحتاج إلى استعطاف المأمور واستدعاء إقباله على الأمر وأما قراءة الجماعة فعلى أن ان الناصية دخلت عليها لا النافية والفعل المضارع بعدها منصوب وحذف النون علامة النصب فالفعل على القراءة الاولى مبني لأنه أمر وعلى الثانية معرب لأنه مضارع. (¬3) اختلف العلماء في حذف المنادى وإبقاء حرف النداء فجزم ابن مالك بجوازه قبل الأمر والدعاء وخرج عليه قوله تعالى الا يا اسجدوا وقول الشاعر يا لعنة الله والأقوام .. وقال أبو حيان الذي يقتضيه النظر لا يجوز لأن الجمع بين حذف فعل النداء وحذف المنادى إجحاف ولم يرد بذلك سماع من العرب فيقبل ويا في الآية والبيت ونحوهما للتنبيه وقال ابن يعيش يحتمل أن يكون المنادى محذوفًا أي يا قوم وان يكون يا لمجرد التنبيه. وقد استشهد بهذا البيت على تأكيد الجملة بأسرها تأكيدًا لفظيًا كما يؤكد المفرد فإنه أكد الجملة الأمرية بتكريرها.

واجب على رأى البصريين لأن الألف ذهبت لإلتقاء الساكنين وإنما تكون الإمالة للألف فمن أمال في قولك يا زيد لم يمكنه أن يميل في هذا الموضع لأن الألف قد ذهبت فإذا وقف الواقف فأظهر الألف فالواجب الا يميل ليكون حال الوصل كحال الوقف وإذا سقطت الألف لم يبق للإمالة مدخل لأن أصل الإمالة إنما وضع لهذا الحرف وإن كانوا قد أمالوا أشيآء إلى الكسرة وإلى الضمة ألا أن معظم الباب للألف على رأى البصريين فأما على رأى الفراء إذا كان اعتقاده أن الإمالة للحرف الذي قبل الألف فلا تجب بعد سقوطها لأنها من أجل الألف تحدث فمن قال على رأيه يا زيد فأمال لم يبق له إلى الإمالة سبيل إذ قال يا اشكر محمدا وهو يريد يا فلان اشكر محمدًا (¬1) ومن زعم أنك تميل إذا قلت يا زيد لأن الحرف مشبه بالفعل قويت عنده الإمالة في قول الشاعر: يا لعنة الله والأقوام كلهم والطيبين على سمعان من جار (¬2) ¬

_ (¬1) لأن الألف سقطت لإلتقاء الساكنين فلا يتلفظ بها فلم تمكن إمالتها. (¬2) هذا البيت أورده سيبويه في ج 1 ص 320 شاهدًا على حذف المدعو: المنادى لدلالة حرف النداء عليه والمعنى يا قوم ولذلك رفع اللعنة ولو أوقع عليها النداء لنصبها فلعنة مبتدأ وعلى سمعان خبر وروايته والصالحين على سمعان ورواية المفصل والصالحون قال ابن يعيش ج 2 ص 24 ويروى والصالحون والصالحين فالخفض بالعطف على لفظ الجلالة كما خفض المعطوف الأول والرفع على وجهين أن يكون محمولًا على معنى أسم الله إذ كان فاعلًا في لمعنى وان يكون معطوفًا على المبتدأ وهو لعنة أي ولعنة الصالحين ثم حذف المضاف وأعرب المضاف إليه بإعرابه وقوله من جار للبيان متعلق بمحذوف وتقديره على سمعان الحاصل بين الجيران أو حاصلًا من الجيران وسمعان روى بكسر السين وفتحها والفتح أكثر.

القول في قول الراجز: أين الشظاظان وأين المربعه ... إلخ

لأنه قد جعل يا كالمستغنية ولم يجعلها كغيرها من الحروف لأنك إذا قلت ان وليت ونحو ذلك لم يكن بد من أن تجيء بالاسم ويا هذه قد خالفت الحروف في أنها تحذف تارة ويحذف اسمها أخرى والذي أذهب اليه أنهم أمالوا يا زيد لأجل الياء الموجودة وإذا قيل ذلك فإمالتهم يا جذع أقوى من إمالتهم يا عمرو لأن الجيم من جذع مكسورة والعين من عمرو مفتوحة والياء المنقلبة أجذب إلى الإمالة من الياء الموجودة. القول في قول الراجز (¬1) أين الشظاظان وأين المربعه وأين وسْقُ الناقة الجلنفعه الأبيات التي يسأل عنها على أربعة أضرب بيت فارد وهو الذي ليس بعده شيء ولا قبله وبيت فاتح وهو المبتدأ به وبعده بيت آخر وبيت واسط وهو الذي قبله بيت وبعده بيت وبيت خاتم وهو الذي يكون آخر الأبيات وكل بيت يسأل عنه فأنه لا يخلو من أحد أمرين إما أن يكون معناه قد كمل فيه وإما أن يكون معناه يكمل في الذى بعده أو الذى قبله أو فيهما جميعًا وإنما قدمت ذلك لأن هذا الشعر الذى سال عنه يتردد في كتب اللغة وهو على ما ذكر ليس قبله شيء ولا بعده وهو بيتان لأن قوله: (أين الشظاظان وأين المرْبعه) بيتٌ (¬2) على رأى النحويين المتقدمين والمتأخرين ألا ترى الذين عدوا شواهد كتاب سيبويه عدُّوا قول العجاج: قواطنا مكة من ورق الحمي (¬3) ¬

_ (¬1) المسألة السابعة. (¬2) من مشطور الرجز. (¬3) هذا البيت من أرجوزة

بيتًا وكذلك قول الآخر دار لسعدى إِذهِ من هواكا (¬1) وعدوا قول الآخر: رُب ابن عمّ لسليمى مُشمعل طباخ ساعات الكرى زاد الكسل (¬2) بيتين وكذلك جميع ما تسميه العرب رجزًا اذا عدَّه أهل العلم بالعربية ¬

_ = للعجاج مطلعها يا دار سلمى يا اسلمى ثم اسلمي وقد أورده سيبويه ج 1 ص 8 شاهدًا على أنه يجوز في الشعر حذف ما لا يحذف يشبهونه بما قد حذف واستعمل محذوفًا ورواية البت فيه كما هي هنا وفى ديوان العجاج المطبوع أو الفا مكة. قواطن: سواكن والورق جمع أورق وهي ما كان على لون الرماد والحمي أراد به الحمام وللأعلم الشنتمري كلام في توجيه الحذف فراجعه في كتاب سيبويه 1 - 8. (¬1) وهذا البيت أورده سيبويه أيضًا في ص 9 شاهدًا على حذف الياء من هي في قوله إذه والأصل إذ هي وهو من الأبيات الخمسين التي أوردها ولم يعلم قائلها. واستشهد به في الكافية على أن المصدر وهو هواك بمعنى اسم المفعول أي مهويك وعلى أن الياء قد تحذف ضرورة من هي واستشهد به في المفصل ج 3 ص 97 على أن الكوفيين يقولون إن الهاء من هي هي الاسم وحدها وروي له في الخزانة أول وهو هل تعرف الدار على تبراكا. وتبراك بكسر فسكون موضع في ديار بني فقعس. (¬2) المشمعل السريع الماضي والميم زائدة فيه الطباخ من يعالج الطبخ وهو إنضاج اللحم وغيره باستواء واقتدار والكرى النوم والزاد طعام السفر والحضر جميعًا وهذان البيتان نسبهما الاعلم إلى الشماخ معقل بن ضرار وفي نسخة ديوانه المطبوع أنهما لأبن أخيه جبار بن جزء وهما فيه على هذا الوجه: رب ابن عم لسليمى مشمعل ... يحبه القوم وتشناه الإبل ... في الشول وشواش وفي الحي رَفِل ... طباخ ساعات الكرى زاد الكسل تشناه تبغضه. وشواش خفيف سريع الشول الإبل التي خفت ألبانها ورَفِل أخرق باللباس وكل عمل وقد أوردها سيبويه ج 1 ص 90 شاهدًا على إضافة

جرى عدده على ما تقدم ذكره والشظاظان تثنية شِظاظ وهو عود يُدخل في عروة الجوالق (¬1) قال الراجز: نبهتُ ميمونًا بأشمذين فقال لي وأنَّ أَنّتين أما ترى ما قد أصاب عيني من الشظاظ ومن الحنوين (¬2) والمربعة عصًا قصيرةٌ تدخل تحت الجوالق ويأخذ الرجلان بطرفيها إذا أراد رفعهُ يقال ربعنا الحمل وارتبعناه. وفي الحديث أنه مر بقوم يرتبعون حجرًا وفى رواية أخرى يربعون حجرًا أى يرفعونه (¬3) ويقال رابعتُ الرجل والمرأة إذا فعلتَ أنتَ وأحدهما ذلك بحمل أو حجر (¬4) ¬

_ = طباخ إلى الساعات ونصب الزاد على التعدي والتقدير طباخ الكرى على تشبيه الساعات بالمفعول به لا على الظرف ولما أضاف الطباخ إلى الساعات على هذا التأويل اتساعًا ومجازًا عداه إلى الزاد يقول إذا كسل أصحابه عن طبخ الزاد عند تعريسهم وغلبة الكرى عليهم كفاهم ذلك وشمر في خدمتهم. ويجوز إضافة طباخ إلى الزاد والفصل بالظروف ضرورة قال الاعلم والأول أجود واستشهد به شارح المفصل ج 2 ص 46 وج 3 ص 40. (¬1) وقيل هو خشيبة محددة الطرف تدخل في عروتي الجوالقين لتجمع بينهما عند حملهما على البعير. (¬2) اشمذان بفتح الهمزة والميم وسكون الشين تثنية اشمذ جبلان بين المدينة وخيبر نزلهما جهينة وأشجع وأنّ من الأنين صوت أو تأوه والحنو بكسر فسكون كل شيء فيه اعوجاج وحنو الرجل والقتب والسرج كل عود معوج من عيدانه. (¬3) يقال ربع الحجر يربعه ربعًا وارتبعه شاله ورفعه وقيل حمله وقيل الربع أن يشال الحجر باليد بفعل ذلك لتعرف به شدة الرجل وفي الحديث أنه مر بقوم يربعون حجرًا أو يرتبعون فقال عمال الله أقوى من هؤلاء. الربع اشالة الحجر ورفعه لإظهار القوة. (¬4) المرابعة أن تأخذ بيد الرجل ويأخذ بيدك تحت الحمل حتى ترفعاه على البعير وتقول رابعت الرجل إذا رفعت معه العدل بالعصا على ظهر البعير.

وأنشد ابن الأعرابي: يا ليت أُم الغمر كانت صاحبي مكان من أَنشا على الركائب ورابعتني تحت ليل ضاربِ بساعدٍ فعمٍ وكفّ خاضب (¬1) وقيل رابعتني أي أخذت بيدي. والوسق الحمل وفيه لغتان فتح الواو وكسرها والجلنفعة الغليظة الجافية (¬2) ومن روى المطبَّعة فانه يعني التي قد أُثقل حملها يقال طبَّعتُ الناقة والسفينة إذا أوقرتها ولذلك قالوا للنهر المملوء ماًء طِبعٌ (¬3) قال الهذليّ: (¬4) وما حمل البختي عام غياره عليه الوسوق بُرها وشعيرها أتى قريًة كانت كثيرًا طعامها كرفغ التراب كل شيء يميرها فقيل تحمل فوق طوْقِك إِنها مطبَّعة من يأتها لا يضيرها (¬5) ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل أم الغمر وفي الصحاح واللسان أم العمر وكذا في شرح المفصل وفيه: مكان من اشتى وانشأ اقبل ابدل الهمزة لضرورة الشعر والركائب جمع ركاب وهى الإبل التي يسار عليها واحدتها راحلة ولا واحد لها من لفظها فعم ممتلئ والكف مؤنثة وقد ذكرها على إرادة العضو كقول الأعشى كفا مخضبا وخاضب ذو خضاب أو على حد عيشة راضية. وأورده ابن يعيش 1 - 44 شاهدًا على إدخال اللام على عمرو. (¬2) الجلنفعة الناقة الغليظة التامة الشديدة وقال الأزهري ناقة جلنفعة قد اسنت وفيها بقية واستشهد بهذا الرجز. (¬3) قال الأزهري المطبعة المثقلة وتكون المطبعة التي ملئت لحمًا وشحمًا فتوثق خلقها وتربة مطبعة طعاماً مملوءة وانشد قول الهذلي. مطبعة من يائها. (¬4) هو أبو ذؤيب. (¬5) البختي جمل منسوب إلى البخت والبخت دخيل في العربية أعجمي معرب وهي الإبل الخراسانية تنتج من بين عربية وفالج وهو البعير ذو السنامين وقيل البختي عربي وغيار مصدر غارهم الله بخير ومطر كغيرهم غيرا وغيارا =

يعني أن هذه القرية مملوءةٌ من الطعام ويجوز أن تكون المطبَّعة في البيت قد وقعت في طبع وهو النهر لأنَّ الإبل قد توحل كما جرت عادتها ألا ترى إلى قول لَبيدٍ (¬1) فتولوا فاترًا مشيهم كروايا الطبع همت بالوحل (¬2) ¬

_ = أصابهم بمطر وغيث والوسوق جمع وسق. والقرية الضيعة أو كل مكان اتصلت به الأبنية واتخذ قرار وقد تطلق على المدن وغيرها والرفغ الأرض الكثيرة التراب ويقال جاء فلان بمال كرفع التراب في كثرته وتراب رفغ وطعام رفغ لين قال بعضهم أصل الرفغ اللين والسهولة. والرفغ الناحية وقول أبي ذؤيب يفسر بجميع ذلك وماره يميره جلب له الميرة وهو الطعام تحمل احمل طوقك طاقتك وقدرتك مطبعة مملوءة لا يضيرها لا يضيرها أي لا يضر أهلها لكثرة ما فيها ويروى من نابها لا يضيرها وهذه الأبيات جاءت في الأصل مجرفة كثيرًا أولها ما حمل التحني. كرفع التراب. فأصلحنا على ما جاءت في اللسان وجاء فيه أتى قرية كما هنا بالياء المثناة هذا يشكل على قول الأزهري المتقدم وقربة مطبعة فلعل في إحدى الروايتين تحريفًا والبيت الثالث أورده سيبويه ج 1 ص 438 شاهدًا على رفع يضيرها على نية التقديم. والتقدير لا يضيرها من يأتها وروايته فقلت تحمل وأورده شارح المفصل شاهدًا على إرادة التقديم أو إرادة الفاء يصف الشاعر قرية كثيرة الطعام من امتاز منها وحمل فوق طاقته لم ينقصها. (¬1) لبيد بن ربيعة. (¬2) تولوا ذهبوا فاترًا ضعيفًا لينًا والروايا جمع راوية وهى الإبل التي تحمل الماء وبها سميت المزادة راوية والطبع النهر المحفور سمي طبعا لأن الناس ابتدؤا حفره فهو بمعنى المفعول والأنهار التي شقها الله لا تسمى طبوعًا إنما الطبوع الأنهار التي أحدثها بنو آدم واحتفروها لمرافقها يريد أن الروايا اذا وقرت المزايدة مملوءة ماء ثم خاضت أنهارًا فيها وحل عسر عليها المشي فيها والخروج منها وربما ارتطمت فيها ارتطامًا إذ كثر فيها الوحل فشبه القوم الذين حاجوه عند النعمان فأدحض حجتهم حتى زلقوا. بروايا مثقلة خاضت أنهارًا ذات وحل فتساقطت فيها.

القول في قراءة ابن عامر على ما حكى في بعض الروايات من قوله افئيدة

القول (¬1) في قراءة ابن عامر على ما حكي في بعض الروايات من وقله: أفئدة (¬2) اختلف أهل العلم في مستنكر القراآت فكان بعضهم يجترئ على تخطئة المتقدمين وكان بعضهم لا يقدم على ذلك ويجعل لكل شيء وجهًا وإن كان بعيدًا في العربية واحتج من أجاز غلط الرواة بأن الذين نقلوا القراءة كان فيهم قوم قد أدركوا زمن الفصاحة فجاؤوا بها على ما يجب وقوم سبقتهم الفصاحة ولم يكن لهم علم بقياس العربية فلحقهم الوهم الذي لا يتعرى منه ولد آدم صلى الله عليه وسلم وأفئيدة بناء مستنكر لم يجئ مثله في الأحاد ولا في الجموع ولم يحك سيبويه ولا غيره فيما أعلم شيئًا على مثال أفعيلة بفتح الهمزة ولا على مثال أفعيل إلا ما روي في قراءة الحسن من أنه ¬

_ (¬1) المسألة الثامنة. (¬2) اختلف القراء في افئدة من قوله تعالى فاجعل افئدة من الناس تهوي إليهم ... الآية 37 السورة 14 فردي الحلواني من جميع طرقه عن خشام عن ابن عامر بياء بعد الهمزة في هذه الآية خاصة وهي رواية العباس بن الوليد عن أصحابه عن ابن عامر وروى الحلواني من أكثر الطرق عن أصحابه وسائر أصحاب هشام عنه بغير ياء وكذلك قرأ الباقون وقال الحلواني عن هشام هو من الوفود فأن كان قد سمع فعلى غير قياس وإلا فهو على لغة المشبعين من العرب الذين يقولون الدراهيم والصياريف وليست ضرورة بل لغة مستعملة. وتفصيل هذا البحث في النشر ج 2 ص 288 واتحاف فضلاء النشر 273 وفي الكشاف ج 1 ص 509 والبيضاوي ج 1 ص 639 وقرئ آفدة وفيه وجهان أحدهما أن يكون من القلب كقولك آدر في أدؤر والثاني أن يكون اسم الفاعل من افدت الرحلة أي جماعة يرتحلون إليهم ويعجلون نحوهم. وقرئ أفدة وفيه وجهان أن تطرح الهمزة للتخفيف وأن كان الوجه أن تخفف بإخراجها بين بين. وأن يكون من أفد-

كان يفتح همزة الانجيل وهذا في الشذوذ يشبه قراءة ابن عامر هذه (¬1) والانجيل قد وافق ألفاظ العربية فأن كان له فيها حظ فقد زعموا اشتقاقه من قولهم استنجل الوادي إذا ظهر فيه نجل وهو الماء المستنقع (¬2) ويجوز أن يكون اشتقاقه من النجل وهو الولد كأن هذا الكتاب ولد للكتب المتقدمة وقد جاءت الألفاظ كلها يشبه أن يكون الانجيل مشتقًا منه لأن النجل السعة في العين فيجوز أن يكون هذا الكتاب سعة في الدين وكذلك قولهم نجلت الإبل الكمأة إذا استثارتها بأخفافها فيجوز أن يكون الانجيل استثير من العلم القديم وكل نون وجيم ولام في العربية وأن اتسع ذلك لا يمتنع أن يكون اشتقاق الإنجيل منه (¬3) ¬

_ = وكلام أبي العلاء في المنقول عن هشام عن ابن عامر أي افئيدة قال في اتحاف فضلاء النشر ص 170 وعن الحسن الإنجيل بفتح الهمزة حيث وقع. قال الزمخشري في الكشاف ج 1 ص 135 والتوراة والانجيل اسمان اعجميان وتكلف اشتقاقهما من الورى والنجل ووزنها بتفعلة وافعيل أنما يصح بعد كونهما عربيين وقرأ الحسن الانجيل بفتح الهمزة وهو دليل على العجمة لأن أفعيل بفتح الهمزة عديم في لغة العرب. (¬1) قال الزجاج وللقائل أن يقول هو اسم اعجمي فلا ينكر أن يقع بفتح الهمزة لأن كثيرًا من الأمثلة الأعجمية يخالف الأمثلة العربية نحو آجر وإبراهيم وهابيل. وفي اللسان والإنجيل كتاب عيسى [ص] .. وهو اسم عبراني أو سرياني وقيل هو عربي. وقيل اشتقاقه من النجل الذي هو الأصل يقال هو كريم النجل أي الأصل والطبع وهو من الفعل افعيل. (¬2) في الحكم النجل النز الذي يخرج من الأرض والوادي. (¬3) جاء النجل بمعنى النسل والولد والوالد والأصل والرمي والقطع واشلق والما السائل والماء المستنقع والنز والجمع الكثير من الناس والمحجة الواضحة وسلخ الجلد من قفاه والسير الشديد ومحو الصبي اللوح ونحو ذلك.

وقيل الإنجيل الأصل وهو مع هذا جائز عليه أن يكون أعجميًا وافق ألفاظ العربية وذلك به أشبه كما أن يعقوب اسم النبي صلى الله عليه وسلم لا يحمل على أنه مأخوذ من اليعقوب الذي هو ذكر الحجل وأما فتح الهمزة في إنجيل فمها يقول بعض الناس أنه غلط لأنه لا قياس له ولم ينقل مثله في الشعر الفصيح ولا الآثار الثابتة. وأما أفئيدة فأن صح أنها قرأ بها موثوق به فب الفصاحة فأنها والله أعلم أفئدة في الأصل كما قرأت الجماعة ثم زيدت الياء بعد الهمزة لأن الكشرة فيها لازمة (¬1) فتكون هذه القراءات مشاكلة لقراءة من قرأ فذانيك برهانان وزيادة الياء في أفئيدة أقوى منها في ذانيك لأن نون التثنية ليست ثابتة كثبات غيرها من حروف الاسم اذ كانت تسقط في الواحد وفي الإضافة وقد وجدنا العرب زادوا الألفات والياءآت والواوات وقد حملوا قراءة ابن كثير إنه من يتقي ويصبر (¬2) على ¬

_ (¬1) قال في النشر ج 2 ص 288 ذكر الأمام ابو عبد الله بن مالك في شواهد التوضيح أن الاشباع من الحركات الثلاث لغة معروفة وجعل من ذلك قولهم بينا زيد قائم جاء عمرو. أي بين أوقات قيام زيد فأشبعت فتحة النون فتولدت الألف. وحكى الفراء أن من العرب من يقول اكلت لحما شاة أي لحم شاة. (¬2) قالوا ائنك لأنت يوسف قال انا يوسف وهذا اخي قد من الله علينا أنه من يتق ويصبر فأن الله لا يضيع أجر المحسنين. آية 90 - 12 قرأ يتقي بأثبات الياء وصلا ووقفا قنبل من طريق أي مجاهد عن ابن كثير ولم يذكر في الشاطبية غيره. ووجه بأنه على لغة اثبات حرف العلة مع الجازم كقوله الم يأتيك. وقيل هو مرفوع ومن موصوله وجزم يصبر المعطوفة على يتقي للتخفيف. وابن كثير عبد الله بن كثير بن المطلب المكي أمام أهل مكة في القراءة ولد بمكة سنة 45 ولقي جماعة من الصحابة ولم يزل الأمام المجتمع عليه في القراءة بمكة حتى توفي سنة 120.

أن الياء التي بعد القاف حدثت لتمكين الكسرة كأنه كان أنه من يتق ويصبر كقراءة الجماعة ثم زيدت الياء لأجل الكشرة وإلى هذا الرأي ذهب الفارسي (¬1) فأما المتقدمون فكانوا يحملون عذا على أنه من رد الأشياء إلى أصولها فالياء في يتقي على رأي من تقدم هي أصلية لأنها لام يفتعل وعلى قول الفارسي تكون زائدة وعلى هذين القولين يجري قول الشاعر (¬2): ¬

_ (¬1) أبو علي الحسن بن احمد احد الأئمة في علم العربية دخل بغداد وقدم حلب سنة 341 فأقام عند سيف الدولة وعاد إلى فارس فصحب عضد الدولة وله كتب منها الايضاح والتذكرة وله اجوبة عن اسئلة سئل عنها في كل بلد ولد في سنة 337. (¬2) هذا البيت لقيس بن زهير بن جذيمة العبسي كان يلقب بقيس الرأي لجودة رأيه وثد كان اميرًا داهية شجاعًا خطيبًا شاعرًا وله كلمات مأثورة ووقائعه مع ذبيان وفزارة مشهورة توفي في عمان نحو سنة 10 للهجرة وكان احيحة الجلاح وهبه درعًا يقال لها ذات الحواشي فأخذها منه الربيع بن يزاد العبسي وابى أن يردها عليه فأغار قيس على ابل الربيع فأخذ اربعمائة ناقه وقتل رعاتها وفر إلى مكة فباعها وفي ذلك يقول هذا البيت وما بعده. والأنباء الاخبار. تنمي ترتفع. واللبون الناقة ذات اللبن. وابن اللبون ولدها إذا استكمل سنتين وطعن في الثالثة لأن أمه وضعت غيره فصار لها لبن ويروى قلوص. والقلوص الناقة الفتية وهذا البيت استشهد به سيبويه ج 2 ص 59 على اسكان الياء في يأتيك في حال الجزم حملًا لها على الصحيح وقد قال: فجعله حين اضطر مجزومًا من الأصل وقال الأعلم وهي لغة لبعض العرب يجرون المعتل مجرى السالم فاستعملها ضرورة واستشهد به في شرح المفصل ج 8 ص 24 على زيادة الباء وقال الرماد مالاقت لبون بني زياد ويجوز أن يكون الفاعل في النية والمراد الأهل أتاها الأنباء فعلى هذا تكون الباء مزيدة مع المفعول. واستشهد به صاحب المغنىج 1 ص 16 على زيادة الباء في الفاعل للضرورة. ونقل عن ابن الضائع أن الباء متعلقة بتنمي وأن فاعل يأتي مضمر فالمسألة =

ألم يأتيك والانباء تنمي ... بمالاقت لبون بني زياد ويوقى قراءة ابن كثير أن قراءات الجماعة اجتمعت فيها متحركات أربعة وهي التاء الثانية من يتق والقاف والواو والياء وهم يستثقلون الجمع بين متحركات في هذا العدد ولذلك لم يجيء توالي هذه العدة من المتحركات في الشعر إلا عند زخارف (¬1) وليس في أصل أبنيتهم أن يجيء مثل ذلك فأما قولهم علبط وهو الغليظ والمكثير يقال قطيع من الغنم علبط إذا كان كثيرًا متراكبًا وهدبد وهو العشا في العين ويقال هو اللبن الغليظ وما كان مثليهما فإنما جاء على الحذف والأصل علابط وهدابد (¬2) وقد زادوا ¬

_ = من باب الإعمال لأن كلا من يأتي وتنمى يطلب ما لاقت الأول يطلبه على انه فاعل والثاني على انه مفعول واعمل الثاني فجره بالباء واضمر في الأول فاعله وهذا على مذهب البصريين من انه يضمر الفاعل قبل الذكر وقد رواه ابن جني في سر الصناعة ألم يأتك. ولا شاهد فيه. وفيه كف الجزء الأول مفاعيلن ورواه الأصمعي وهل أتاك. ولا شاهد فيه أيضًا وفيه قبض الجزء الأول. (¬1) كقول العجاج. قد جبر الدين الاله فجبر. فقد جاء فيه اربعة متحركات الهاء والفاء والجيم والباء فوزنه متعلن وأصله مستفعلن دخل عليه الخبل. (¬2) قال سيبويه ج 2 ص 335 فليس في الكلام من بنات الاربعة على مثال فعلل ولا فعلل ولا شيء من هذا النحو لم نذكره. ولا فعلل الا ان يكون محذوفًا من فعالل لأنه ليس حرف في الكلام تتوالى فيه اربع متحركات وذلك علبط انما حذفت الألف من علابط والدليل على ذلك انه ليس شيء من هذا المثال الا ومثال فعالل جائز فيه تقول عجالط وعجلط وعكالط وعكلط ودوادم ودودم ... وقالوا جندل فحذفوا الف الجنادل كما حذفوا الف علابط اهـ. والعجلط اللبن الخاثر جدًا ومثله عكلط وعكالط وعثلط وعثالط. ودودم شيء يشبه الدم يخرج من السمرة. وقال الجاربردي ص 34 علم بالاستقراء =

الياء للزوم الكسرة في مواضع كثيرة قالوا سواعيد في جمع ساعدٍ وانما المعروف سواعد قال التغلبي: وسواعيد يختلين اختلاء ... كالمغالي يطرن كل مطير يختلين يقطعن مثل ما يختلى الزرع والمغالي السهام انتي يغلى بها أي يرمي بها فهذه ضرورة وأنشد الفرآء قول زهير: عليهن فرسان كرام لبساهم ... سوابيغ زغف لا تخرقها نبل (¬1) فهذه زيادة بغير ضرورة لأنه لو حذف الياء لم يضر بالبيت وكذلك قولهم حواجيب في جمع حاجب وتوابيل في جمع تابل (¬2) هو من هذا الباب وقياس قول الفراء انك إذا قلت فواعل كان دخول الياء فيها ¬

_ = أنه لا يوجد كلمة فيها اربع حركات متوالية. والدليل على انهم يستثقلون توالي اربع متحركات انهم يسكنون آخر الماضي الثلاثي اذا اتصل بضمير الرفع المتصل فيقولون ضربت باسكان الباء حتى لا تتوالى حركات اربع فيما هو كالكلمة الواحدة لأن التاء كجزء الكلمة. (¬1) رواية البيت في ديوان زهير هكذا: عليها أوسد ضاريات لبوسهم ... سوابغ بيض لا تخرقها النبل والسوابغ جمع سابغة يقال درع سابغة وهي التي تجرها في الأرض أو على كعبيك طولًا وسعة والزغف المحكمة أو اللينة أو الصغير الحلق والجمع زغف على لفظ الواحد والنبل السهام مؤنثة لا واحد لها من لفظها وإنما يقال سهم ونشابة وحكى نبال وانبال. (¬2) قال الرضي في شرح الشافية 2 - 151 قياس فاعل بفتح العين وكسرها في الاسم فواعل قياسًا لا ينكسر وقد جاء فواعيل باشباع الياء كطوابيق ودوانيق وخواتيم وليس بمطرد وتوابل القدر أفحاؤها جمع فحا أي أبرازها كالفلفل والكمون ونحوهما وقيل البصل وتوبل القدر وتبلها وتبَّلها والمفرد توبل ويقال تابل وبعضهم يهمزها ولم أجد حواجيب وتوابيل في اللسان والصحاح والتاج.

أصلح من دخولها في غيرها لأنه قد جاء فاعول في معنى فاعل كقولك رجل حاطوم وقاشور (¬1) ويجب على قياس قوله أن يكون دخول اليآء في مثل مذاود (¬2) أقوى منها في فواعل لأن مفاعل ومفاعيل تشتركان كثيرًا ولان مفعلًا مقصور من مفعال (¬3) وقولك في منخر (¬4) منخير أقوى من قولك في مسجد مسجيد لان مفعيلًا قد كثر نحو المعطير والمحضير (¬5) ومفعيل قليل على أن الفراء قد حكي مسكين بفتح الميم (¬6) في كتاب التثنية والجمع وحكى أبو مسحل (¬7) منديل في منديل وهذه ¬

_ (¬1) الحاطوم السنة الشديدة لأنها تحطم كل شيء .. والحاطوم الهاضوم وهو كل دواء هضم طعامًا ولم أجد حاطومًا صفة لرجل والقاشور المشؤوم والذي يجيء في الحلبة آخر الخيل. (¬2) جمع مذود كمنبر وهو اللسان لأنه يذاد به عن العرض أي يدفع ومذود الثور قرنه وفي الأصل مذود وهو تحريف. (¬3) قالوا ان مفعلًا مقصور من مفعال وإن كان مفعلًا أكثر استعمالًا ويؤيد ذلك ان كل ما جاز فيه مفعل جاز فيه مفعال نحو مقرض ومقراض ومفتح ومفتاح وليس كل ما جاز فيه مفعال جاز فيه مفعل. ولذلك صحت العين في مخيط ومجول ولم تقلب كما قلبت في مقام ومقال قالوا لأنها مقصورة عما تلزم صحته وهو مخياط ومجوال لوقوع الالف بعدها. شرح المفصل 6 - 111. (¬4) المنخر بفتح الميم وكسر الخاء وقد تكسر الميم اتباعًا لكسرة الخاء كما قالوا منتن وهما نادران لأن مفعلًا ليس من الأبنية قال في التهذيب ويقولون منخرا وكان القياس منخرا ولكن ارادوا منخيرا وكذلك قالوا منتن والاصل منتين. (¬5) المعطير الكثير التعطر والمحضير الكثير الحضر وهو ارتفاع الفرس في العدو وهما من أوزان المبالغة. (¬6) في اللسان المسكين والمسكين الاخيرة ادرة لأنه ليس في الكلام مفعيل. وهو الذي لا شيء له وفي التاج فتح الميم لغة لبني أسد حكاها الكسائي وهي نادرة. (¬7) هكذا في الأصل وفي بغية الوعاة عبد الوهاب بن أحمد أبو مسحل الاعرابي حضر من البادية إلى

نوادر لا يطرد عليها القياس وقولنا مفاعيل في مفاعل عند الضرورة أقوى من قولهم أفاعيل في أفاعل إذا كانت أفعل جمع أفعل مثل أحمر وأحامر لأنه لا يجيء مثل افعال (¬1) في الواحد إلا وهو يراد به الجمع فمن باب أفئيدة قول عبد مناف بن ربع الهذلي: وللقسي أزاميل وغمغمة ... حس الشمال تسوق الماء والبردا (¬2) فأزاميل جمع ازمل وهو الصوت وانما القياس أزامل وقولهم في الضرورة أزانيد أسوغ من قولهم أزاميل لأنهم قالوا زند (¬3) وازند وجآء أزناد فاذا قيل أزانيد كان على ازناد واذا قيل ازاند وهو الوجه كان على ازند قال أبو ذويب: ¬

_ = بغداد وأخذ النحو والقرآن عن الكسائي وروى عن علي المبارك أربعين ألف بيت شاهد على النحو وصنف النوادر والغريب وفي غاية النهاية في طبقات الفراء لابن الجوزي والفهرست عبد الوهاب بن جريش المعروف بأبي مسحل. (¬1) هكذا في الأصل ولعلع محرف عن افاعل إذ لا مناسبة لافعال مع الكلام السابق قال سيبويه ج 2 ص 316 وليس في الكلام أفعيل ولا أفعول ولا أفعال ولا أفعيل ولا أفعال إلا أن تكسر عليه إسماً للجمع ولا أفعال ولا أفعايل إلا للجمع نحو أجادل وأقاطيع. (¬2) روي في اللسان الشطر الأول في مادة غم وحس كما رواه هنا وفي مادة زمل وللقسي أهازيج وأزملة. وروي الشطر الثاني في الموضعين حس الجنوب والقسي جمع قوس والأزمل الصوت وأزملة القسي رنينها والغمغمة الكلام الذي لا يبين وأصوات الثيران عند الذعر وأصوات الأبطال في الوغي عند القتال وجعله عبد مناف للقسي. والاهازيج جمع أهزاج جمع هزج صوت مطرب أو فيه بحح والحس الرنة. (¬3) الزند العود الأعلى الذي يقتدح به النار جمعه أزند وأزناد وزنود وجمع الجمع أزاند.

اقبا الكشوح أهضمان كلاهما ... كعالية الخطي واري الازاند (¬1) ومن هذا البيت الذي أنشده سيبويه (¬2) تنفي يداها الحصى في كل هاجرة ... نفي الدراهم تنفاد الصياريف (¬3) ¬

_ (¬1) القبب دقة الخصر وضمور البطن فهو أقب والكشوح جمع كشح وهو ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف وهو من لدن السرة إلى المثنى وقال ابن سيده الكشحان جانبا البطن من ظاهر وباطن وهما من الخيل كذلك والهضم خمص البطون ولطف الكشح رجل اهضم الكشحين منضمهما والهضم انضمام الجانبين وهو في الفرس عيب يقال لا يسبق اهضم من غاية بعيدة أبدًا والخطى الرمح وعاليته راسه وروى الزند اتقد وويقال أنه لوارى الزند إذا رام أمرًا أنجح فيه وادرك ما طلب يريد أن كلامهما كرأس الرمح في مضيه ناجح في مطلبه ورواه في اللسان اقبا الكشوح ابيضان. (¬2) هذا البيت للفرزدق وهو ابو فراس همام ابن غالب بن صعصعة التميمي من اهل البصرة وهو شاعر فحل عظيم الأثر وكان يقال لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث اللغة وله مع جرير مناقضات وكان زير نساء وقد توفي سنة 110. (¬3) قال سيبويه ج 1 ص 10 وربما مدوا مثل مساجد ومنابر فيقولون مساجيد ومنابير شبهوه بما جمع على غير واحده في الكلام كما قال الفرزدق. تنفى بداها. وروايته نفي الدنانير تنقاد. ورواه الأعلم نفي الدراهم ورواه في اللسان في حرف كما رواه ابو العلاء وفي نقد نفي الدنانير وقال رواية سيبويه نفي الدراهم. والشاهد في البيت زيادة الياء في الصيارف تشبيهًا لها بما جمع على غير واحد كذكر ومذاكير وسمح ومساميح. تنفى تنحى والهاجرة نصف النهار عند اشتداد الحر والتنقاد النقد وهو تمييز الدراهم واخراج الزيف منها والصيارف جمع صيرف وهو النقاد والصراف. والدرهم بكسر الدال. مع فتح الهاء وكسرها فارسي معرب وجمعه دراهم وحكى بعضهم درهام قال الجوهري وربما قالوا درهام قال الشاعر: لولا ان عندي مائتي درهام يصف الشاعر ناقته =

فهذا البيت ذكره في ضرورة الشعر والاشبه أن يكون المراد به زيادة الباء في الصياريف لان الواحد صيرف والباب صيارف كما انك اذا جمعت جيدرًا وهو القصير قلت جيادر ومن روى الدراهم فانه يحتمل وجهين احدهما ان يكون من باب سواعيد وهو اقوى منه لان فعلالا كثير ويجوز أن يكون على قول من قال درهام فان كان درهام نطقوا به في غير الضرورة فليس في قول الفرزدق الدراهيم شيء يحمل على الاضطرار لان الباب على ذلك كما تقول عرزال وعرازيل (¬1) وقنطار وقناطير وان كانوا لم يقولوا درهام الا في الضرورة كما قال الراجز: لو ان عندي مائتي درهام ... لابتعت دارًا في بني حرام وعشت عيش الملك الهمام ... وسرت في الأرض بلا خاتام (¬2) ¬

_ = بسرعة السير في وقت الهاجرة التي يتعذر فيها السير وان بديها لشدة وقعهما في الحصى تثيرانه وتنفيانه عن مكانه فيقرع بعضه بعضًا ويسمع له صوت كصوت الدراهم والدنانير اذا نفي الصيرف رديئها من جيدها وقال ابن بري شبه خروج الحصى من تحت مناسمها بارتفاع الدراهم عن الاصابع اذا نقدت وقد سبق امرؤ القيس إلى هذا المعنى حيث يقول: كأن صليل المروحين تشده ... صليل زيوف ينتقدون بعبقرا وبيت الفرزدق هذا يستشهد به النحاة على اضافة المصدر إلى المفعول ثم رفعه الفاعل فكلمة نفي مفعول مطلق أي نفيا كنفي وتنقاد فاعل نفي. (¬1) العرزال عرية الاسد وبيت يتخذه الملك إذا قاتل وسقيفة الناطور. (¬2) روى الجوهري البيتين الأولين لو أن عندي مائتي درهام لجاز في افاقها خاتامي وتبعه صاحب اللسان والصواب ما رواه أبو العلاء وهو ما رواه صاحب التكملة والخاتام ذكره الجوهري واللسان واستشهد عليه الفراء بشعر لبعض بني عقيل وقال سيبويه الذين قالوا خواتيم إنما جعلوه تكسير فاعال وإن لم =

فإن دراهيم يجوز أن يشبه بما ذكره النحويون من الضرورة التي يلتزمها الشاعر خشية النقص على الوزن وان لم يكن استعمال غيرها نخلًا بالنظم كما أنشدوا للهذلي (¬1): أليت على معاري فاخرات ... بهن ملوب كدم العباط فزعموا أنه فتح الياء للضرورة ولو قال على معار فاخرات لم يخل بالبيت وانما كان ينقصه حركة لا يشعر بها في الغريزة ولا تعدم قصيدة من قصائد العرب والمحدثين اذا كانت على وزن بين الهذلي الذي قافيته العباط ان تجيء فيها مواضع كثيرة قد حذفت منها الحركات والابيات قويمة في الغريزة ومما زادوا فيه الياء كما زبدت في افئيدة قولهم شيمال في شمال وبعضهم ينشد بين امرئ القيس: ¬

_ = يكن في كلامهم وهذا يدل على أنه لم يعرف خاتاما. (¬1) هذا البيت للمتنخل ألهذلي وهو مالك بن عويمر. من هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر .. أبو أثيلة قال الاصمعي أجود طائية قالتها العرب قصيدة المتنخل راجع الأغاني ج 20 ص 145 والشعراء والشعراء ص 254 وهذا البيت أورده سيبويه ج 2 58 شاهدًا على اجراء المعتل مجرى السالم في حالة الجر للضرورة والمعاري جمع المعرِّى يقال امرأة حسنة المعرى أي المجرد أي حسنة عند تجردها من ثيابها والمعاري جمع معرى ومعارى المرأة يداها ورجلاها ووجهها والمراد بالمعارى هنا الفراش على قول ابن سيده والاعلم وكان حقه أن يقول على معار كجوار ولكن اجراها مجرى الصحيح لانه آثر اتمام الوزن ولو قال لا دخل العصب على مفاعلتن فاخرات: جيدات وفي سيبويه واضحات وقد رواه اللسان في عدة مواضع واضحات وكذلك الجوهري والواضحات البيض ملوب ملطخ بالملاب وهو الزعفران والعبير أو غيرهما والعباط جمع عبيطة وهي التي نحرت من غير داء ولا كسر.

كأني بفتخاء الجناحين لقوة ... دفوف من العقبان طأطأت شيمالي (¬1) يريد شمالي واما قول الراجز: لا عهد لي بالنيضال ... كأنني شيخ بال (¬2) ¬

_ (¬1) الفتخ اللين ويقال عقاب فتخاء لينة الجناح لأنها اذا انحطت كسرت جناحيها وغمزتها ولقوة بفتح اللام وكسرها خفيفة سريعة الاختطاف دفوف تدنو من الأرض في طيرانها اذا انقضت وطأطأ فرسه نخره بفخذيه وحرّكه للحضر والمراد حركت واحثثت ويقال نافة شمال وشملال أي خفيفة سريعة مشمرة وروى بيت امرئ القيس بالوجهين وروى على عجل منها اطأطئ شملالي يريد كأني حين طأطأت لهذه الفرس طأطأت بعقاب خفيفة في طيرانها يشبهها بالعقاب في سرعتها والشمال قال الحياني لم يعرف الكسائي ولا الاصمعي شملالا وعندي أن شمالا انما هو في الشعر خاصة اشبع الكسرة للضرورة ولا يكون شمال فيعالا لان فيعالا انما هو من ابنية المصارد والشمال ليس بمصدر انما هو اسم. (¬2) رواه في اللسان. بينضال اصبحت كالشن البال يقال ناضلة مناضلة ونضالا ونيضالا باراه في الرمي. وقد جاء لباب فاعل ثلاثة مصادر الاول مفاعلة وهو الذي لا ينكسر ابدا قال سيبويه ج 2 ص 243 جعلوا الميم عوضا من الالف التي بعد أول حرف منه. والهاء عوض من الالف التي قبل آخر حرف منه وذلك قولك جالسته مجالسة .. وجاء كالمفعول لان المصدر مفعول ويريد أن في فعال حذفت الالف التي كانت بعد الفاء وفي مفاعلة حذفت الالف التي قبل الآخر فعوض منها فهو كالمقتل مصدر قتل جاء على غير قياس فعله .. والثاني فيعال نحو قاتلته قيتالا وهذا قد استوفى جميع حروف فاعل ويكسرون أوله على حد اكرام واخراج فتقلب الالف ياء ويزيدون الالف قبل الآخر والثالث فعال وهو بحذف الياء من فيعال تخفيفا قال الرضى في شرح الكافية ج 1 ص 166 وفيعال وفعال في فاعل وإن كان قياسًا لكنه صار مسموعًا لا يقاس على ما جاء منه وفعال مقصور فيعال والياء في مكان الف فاعل وقال سيبويه وجاء فعال على فاعلت كثيرًا كأنهم حذفوا =

فإنه أراد النضال فزاد الياء وهذا مردود إلى الاصل فهو اقوى من أفئيدة لأنك إذا قلت قاتلت وضاربت فأصل المصدر أن يجيء على فيعال مثل ضيراب وقيتال ليكون على عدة مصادر ذوات الأربعة بالزيادة وغير الزيادة نحو الاكرم والحراج والكذاب وأما زيادتهم الألف فكقولهم العقراب في العقرب وهذا رديء لأنه يخرج الى بناءٍ مرفوض وإنما يجيئ فعلال في المضاعف قالوا بالناقة خزعال أي ضلع (¬1) وحكم الضرورة ليس كحكم غيرها في الأبنية ألا تراهم يقولون فعل لم يجيء منه إلا شيء قليل مثل إبل وإطل للخاصرة وبلزوهي المرأة الضخمة في أشياء نوادر ولا يعتدون بقولهم في الضرورة دبس وبكر يريدون الدبس والبكر في أشباه لهما كثيرة قال أبو زبيد (¬2): ¬

_ = الياء التي جاء بها أولئك في قيتال ونحوها واما المفاعلة فهي التي تلزم ولا تنكسر كلزوم الاستفعال استفعلت وقال ثعلب اشبع الكسرة فاتبعها الياء كما قال الآخر ادنو فانظور اتبع الضمة الواو اختيارًا وهو على قول ثعلب اضطرار. (¬1) كذا في الأصل ولعل اصله أي بها ظلع وهو عرج وغمز في مشيتها. (¬2) قال في الاغاني 11 - 26 كان أخوال أبي زبيد بني تغلب فمروا بغلامه فدفع اليهم ابل أبي زبيد وقال انطلقوا أدلكم على عورة القوم واقاتل معكم ففعلوا والتقوا فهزمت بهراء وقتل الغلام فقال ابو زبيد قصيدة منها قوله: فبهرة من لقوا حسبتهم ... احلى وأشهى من بارد الدبس لا ترة عندهم فتطلبها ... ولا هم نهزة المختلس والنهزة الفرصة وحسبنهم لعل صوابها حسبتهم كما في الاغاني والبهرة لعلها من البهر بمعنى البعد أو الخيبة.

فنهزة من لقوا حسبنهم ... أشهى إليه من بارد الدبس وقال أوس بن حجر (¬1): لنا صرخة ثم إصماتة ... كما طرقت بنفاس بكر (¬2) وقال الراجز في العقرب (¬3): أعوذ بالله من آل العقراب ... المصغيات الشايلات الأذناب وقد ادهى قوم أن قولهم استكان (¬4) إنما هو من استكن أي افتعل ¬

_ (¬1) أوس بن حجر بن مالك بن تميم شاعر تميم في الجاهلية وله شعر جيد وتوفي قبيل الهجرة. (¬2) رواه في الصحاح. لنا صرخة ثم اسكاته وكذلك التبريزي في تهذيب اصلاح المنطق ص 224 وفي اللسان لها صرخة ثم استكاتة الصرخة الصيحة الشديدة عند الفزع أو المصيبة ومن أمثالهم كانت كصرخة الحبلى. يقال للامر يفجؤك واصمت الرجل أطال السكوت والاصماتة المرة منه. وسكت الرجل وأسكت خلاف نطق. ويقال تكلم ثم سكت بغير ألف فاذا انقطع كلامه فلم يتكلم قيل اسكت اسكاتا وطرقت المرأة. وكل حامل: إذا نشب ولدها في بطنها ولم يسهل خروجه وقال الليث اذا خرج نصفه ثم نشب يريد لنا صرخة ثم يعقبها سكوت كما تصيح المرأة عند كل طلقة ثم تسكت اذا خف ما بها. (¬3) روى في التاج: أعوذ بالله من العقراب ... الشائلات عقد الاذناب قال وعند أهل الصرف الف عقراب للاشباع لفقدان فعلال بالفتح وشالت العقرب بذنبها رفعته. (¬4) اختلف العلماء في استكان فقيل إنها من باب افتعل من السكون فزيدت الالف لاشباع الفتحة كما زيدت في ينباع في قول عنترة ينباع من دفري غضوب جسرة .. وفي بمنتزاح في قول ابن هرمة وقيل إنها من باب استفعل واختلفوا في أصلها على قولين فقيل إنها من الكون لانه يقال استكان اذا ذل وخضع اى صار له كون خلاف كونه كما يقال استحال اذا تغير من =

من السكون ثم زيدت عليه الألف وهذا نقض للقياس لا يجوز أن يهذب إليه ذاهب عرف أصول العربية لأنهم لم تجر عادتهم بمثل ذلك ولو فعلوه في موضع لم يجعلوه أصلًا يقاس عليه وقد قالوا يستكين ومستكين قال ابن أحمر (¬1): ولا تصلي بمطروق إذا ما ... سرى في القوم أصبح مستكينًا وإنما استكان استفعل ومستكين مستفعل وهو مأخوذ من قولهم كان كذا وكذا أي المسكين (¬2) كأنه شيء قد كان أي ذهب ومضى ويجوز أن يكون مأخوذًا من الكين وهو لحمة الفرج يراد أنه قد ذل وضعف كأنه قد صار من ذلك فاذا كان من الكون فألفه منقلبة من الواو ¬

_ = [حال] إلى حال الا أن استحال عام في كل حال واستكان خاص بالتغيير عن كون مخصوص وهو خلاف الذل وقيل انها من الكين وهو لحم الفرج لأنه في أسفل موضع وأذله أي صار مثله في الحقارة والذل قال ابو علي الفارسي في قوله تعالى فما ضعفوا وما استكانوا لا أقول انه افتعلوا من السكون وزيدت الألف كما في منتزاج لكنه عندس استفعلوا مثل استقاموا والعين حرف علة ولذا ثبت في اسم الفاعل نحو مستكين وفي نحو يستكين على انه يجوز ان يكون من الزيادات اللازمة كما قالوا مكان وهو مفعل من الكون ثم قالوا أمكنة واماكن وتمكن واستمكن على توهم اصالة الميم للزومه وثباته في جميع تصرفاته وجعل ابن الحاجب استكان من الفعل المحمول على الفعل الثلاثي لانه استفعل من كان لا افتعل من السكون لبعد ان تكون المدة زائدة كما في منتزاح ولقولهم في مصدره استكانة لان افتعل لا يجيء منه افتعالة. وكلامه يدل على ان الأكثر على انه افتعل من السكون. (¬1) ابن احمر عمر بن احمر بن فراص بن معن بن اعصر يخاطب امرأته وقد رواه في الصحاح كما هنا ورواه في اللسان ولا تحلي بمطروق ورجل مطروق ضعيف لين. (¬2) كذا في الأصل والصواب المستكين.

وإذا كان من الكين فهو من ذوات الياء واستكان على القول الذي حكي (¬1) وزنه افتعال ويستكين وزنه يفتعيل ومستكين وزنه مفتعيل وهذه أبنية مستنكرة وإنما يستعمل مثلها في الضرورة فأما في عمود اللفظ فلا يجوز أن تقع وقد روي أن الحسن قرأ واعتدت لهن متكآءً (¬2) بالمد فهذا مفتعال وهو يضاهي في الألف باب افئيدة في الياء ومن مفتعال المستعمل في الضرورة قول الشاعر أنشده الفارسي وعن شتم الرجال بمنتزاح (¬3) يريد يمنتزح وما أعتقد أن شاعرًا قويًا في الفصاحة يريد مثل هذه الزيادات وإنما هي شواذ ونوادر وقد يجوز ان ينطبق بها غير فصيح لأن ¬

_ (¬1) أي على أن وزنه افتعل. (¬2) اتكأ على الشيء تحمل واعتمدوا لموضع متكأ وقالا لمفسرون متكأ طعاماً وانما قيل له متكأ لأن القوم اذا قعدوا على الطعام اتكؤوا وقد نهيت هذه الأمة عن ذلك والتاء فيه بدل من الواو وأصله من الوكاء وقد اختلفت القراء في متكأ فقرأ ابو جعفر متكا بتنوين الكاف وحذف الهمزة بوزن متقى خفف بترك الهمزة وعن المطوعي متكأ بسكون التاء وبالهمز وعن الحسن بالتشديد والمد قبل الهمز اشبع الفتحة فتولد منها الف. والباقون بتشديد التاء والهمز مع القصر (¬3) هذا شطر بيت لابن هرمة يرثي ابنه وأوله فأنت من الغوائل حين ترمي ورواه في اللسان ومن ذم الرجال وكذلك رواه الصحاح ورواه البغدادي في شرح شواهد الجاربردي حيث ترمى ومن ذم وقي انه يمدح به بعض القرشيين وكان قاضياً لجعفر بن سليمان بن علي ومعنى انت بمنتزح من الامر. انت ببعد منه وقد أراد الشاعر بمنتزح فأشبع فتحة الزاي فتولدت الألف وابن هرمة ابراهيم بن علي بن هرمة الكناني القرشي شاعر غزل وهو من مخضرمي الدولتين وهو آخر من يستشهد بكلامه وتوفي سنة 150.

البيت إذا قاله القائل حمله الراشد والغوي وربما أنشده من العرب غير الفصيح فغيره بطبعه الرديء ومن زيادة الألف على رأي أبي علي قول الراجز: إذا العجوز غضبت فطلق ... ولا ترضاها ولا تملق (¬1). فهو يرى أن هذه الألف زيدت بعد الجزم وليست الألف التي في قولك هو يترضاها والمذهب القديم ان الألف هي الأصلية لأن ردهم الأشياء إلى أصولها عند الضرورات أشبه من اجتذاب ما يستحدث من الزيادات وعلى هذا يجري القول في بيت عبد يغوث ابن وقاص (¬2): ¬

_ (¬1) هذان البيتان لربة بن العجاج من الرؤي المقيد وبعدهما. واعمد لأخرى ذات دل مؤنق * لينة المس كمس الخرنق * اذا مضت فيه السياط المشق تملقه وتملق له تودد وتلطلف مؤنق معجب والخرنق ولد الأرنب ومشقه ضربه والشاهد في قوله لا ترضاها فانه اثبت الالف مع الجازم. وقد روى ولا ترضها وقال قوم ان لا نافية وليست بناهية جازمة والواو للحال والتقدير فطلقها حال كونك غير مسترض لها وقد قال في شرح المفصل ج 10 ص 106 وقد شبه بعضهم الألف بالياء في موضع الجزم كما شبهوا الياء بالألف حين اسكنت في موضع النصب وأنشد البيتين. (¬2) عبد يغوث بن صلاءة بن وقاص من بني الحارث بن كعب بن قحطان شاعر جاهلي يماني فارس وكان سيد قومه وقائدهم توفي قبل الهجرة بنحو 40 سنة غزا بني تميم فأسرته وقد أسره غلام أهوج من بني عمر بن عبد شمس فانطلق به إلى أهله فقاله له أم الغلام من أنت قال أنا سيد القوم فضحكت وقالت قبحك الله من سيد حين أسرك هذا الغلام الأهوج فقال قصيدته المشهورة: ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا ... فما لكما في اللوم نفع ولا ليا والقصة في الأغاني ج 15 ص 71 وقد أشار في هذا البيت إلى ضحك أم الغلام الشيخة من جاوزت الخمسين عبشمية منسوبة إلى عبد شمس وهذا البيت روي على وجهين الأول ثري بياء المؤنثة المخاطبة وأصلها ثرين فحذفت النون للجازم وليس فيه شاهد =

وتضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم تري قبلي أسيرًا يمانيًا فمن روي تري على المواجهة فلا ضرورة في البيت ومن روى ترى على الغائب المؤنث فهو مردود إلى الأصل على القول المتقدم والألف فيه هي الياء التي كانت في رأيت وهي من نفس الحرف وهي على رأي الفارسي مجتلبة لأجل فتحة الراء والقول الأول أقيس لأنهم قد ردوا الأشياء إلى أحكامها في أصول الأبنية كما قالوا رادد (¬1) في رادٍ وقاضي في قاضٍ فاذا فعلوا ذلك جاز أن تلحق الألف بالهمزة كما قال الشاعر: وكنت أرجي بعد نعمان جابرًا ... فلوًأ بالعينين والأنف جابر (¬2) وإنما هو لوى بغير همزٍ فكأنه قال لوى فلم يستقم ذلك فعدل إلى الهمزة لمجانستها الألف. وأما زيادتهم الواو لأجل الضمة فكقولهم القرنفول قال الراجز: خود أناة كالمهاة عطبول ... كأنما نكهتها القرنفول (¬3) ¬

_ = على هذا الوجه وإنما فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب الثاني ترى بالألف على الأخبار على المؤنثة الغائبة فقيل أصله ترأى فلما دخل الجازم حذفت الألف فصار لم ترأ فخففت الهمزة وجعلت ألفاً ونقلت حركتها إلى الساكن قبلها وهي الراء فالألف على هذا التقدير بدل من الهمزة التي هي عين الكلمة واللام محذوفة للجزم وقيل غير ذلك وإيضاح هذا البحث في شرح المفصل ج 10 ص 107. (¬1) في الأصل أرادد. (¬2) في اللسان لوّأ الله بك بالهمز أي شوه وانشد البيت وقال أي شوه وقد ذكرها في لوأ وفي التهذيب في لوى وكذلك في التاج ويقال هذه والله الشوهة واللوأة واللوة بغير همز. (¬3) الخود الفتاة الحسنة الخلق الشابة ما لم تصر نصفا اناة حليمة بطيئة القيام والهمزة فيه بدل من الواو. عطبول جميلة فتية ممتلئة طويلة =

ويقال إن طيئًا تقول أنظور في معنى (¬1) انتظر وقد أنشد الفراء: لو أن عمرًاهم أن يرقودا يريد يرقد ويجب أن يكون من هذه اللغة قول الوليد بن يزيد (¬2): إني سمعت بليل ... نحو الرصافة رنه خرجت اسحب ذيلي ... أنظور ماشأ نهنه وقد ينشد أنظر بغير واو وذلك كسر في البيت (¬3). وأما قول من يحتج لأفئيدة أنها من الوفود غلا فائدة فيه لأنها لا تخرج بذلك الى وجه محتمل وانما جعلها رديئة كونها في وزن مستنكر فمن أي شيء اخذت على ذلك فهي مستكرهة وليس معنى القراءة اذا كانت بالياء إلا كمعناها بغير ياء واذا جعلوا أفئيدة من الوفود لزمهم في ذلك أشياء أولها لأنهم همزوا واو وفود لضمتها همزًا لازمًا ثم جمعوها على أفعلة لأن فعولًا وفعالًا قد يجمعان على افعلة أما فعول فيشبه بفعول مثل عمود واما فعال فيشبه بحمار وبابه وقد قالوا استرة في جمع ¬

_ = العنق والنكهة ريح الفم والقرنفل والقرنفول نبات هندي طيب الرائحة وقيل انما اشبع الفاء للضرورة ورواه في اللسان كأن في انيابها القرنفول. (¬1) وقد ورد: واننى حوثما يثني الهوى بصري ... من حوثما سلكوا أدنو فأنظور واستشهد به النحاة على ان الواو في انظور حدثت من اشبع ضمة الظاء وحوث لغة في حيث وقيل اصل حيث الواو قلبت ياء طلباً للخفة. (¬2) الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان كان ظريفًا شجاعًا منهمكًا في اللهو ولي الخلافة سنة وثلاثة أشهر ثم قتل سنة 126. (¬3) لأن البيت من المحتث ووزنه مستفع لن فاعلاتن والواو في انظور تقابل الفاء من تفع وهي لا يجوز حذفها لأنها ثاني =

ستر كأنه جمع ستور أو ستار (¬1) وقالوا افرخة في جمع فرخ كانه جمع فروخ أو فراخ فهو جمع الجمع قال الشاعر: أفواه أفرخة من النغران (¬2) فكانهم قالوا أفود أو وفاد على مثل كعب وكعاب ثم همزوا الواو في وفاد للكسرة ثم جمعوا ثانية فكان القياس أن يقولوا آفدة كما قالوا إناء وآنية وإهاب وآهبة (¬3) ثم كرهوا ان يجيئوا بأفعلة التي للجمع في لفظ فاعلة فأخروا الهمزة كما قالوا رآء ورأى فقالوا أفئدة ثم زادوا الياء بعد ذلك لمكان الكسرة كما زادوها فيما تقدم ذكره وإذا ¬

_ = وتد مفروق. وفي ديوانه المطبوع في دمشق سنة 1355 أقول ما شانهنه ولا شاهد فيه على هذه الرواية. (¬1) لم أجد في الصحاح واللسان والتاج والمصباح استرة جمع ستر وإنما ذكروا له ثلاثة جموع استار وستور وستر بضمتين وابو العلاء ثقة فيما ينقل ولو قيل ان استرة جمع ستار بمعنى الستر لكان من باب حمار واحمرة ومثال وأمثلة وفرش وافرشة واما افرخة فقد ذكروا انه نادر. (¬2) أوله أفواقها حذة الجفير كأنها .. أفواق جمع فوق وهو من السهم موضع الوتر وقيل مشق رأس السهم حيث يقع الوتر وحذة بمعنى حذاء وازاء والجفير جعبة من جلود لا خشب فيها او من خشب لا جلد فيها والجفير الكنانة والنغران جمع نغر طائر يشبه العصفور او فرخ العصفور وهو البلبل عند أهل المدينة. (¬3) الاناء الوعاء والجمع آنية وجمعها أواني والألف في آنية مبدلة من الهمزة وليست بمخففة عنها لانقلابها في التكسير واوا ولولا ذلك لحكم عليه دون البدل لأن القلب قياسي والبدل موقوف والاهاب الجلد من البقر والغنم والوحش ما لم يدبغ والجمع الكثير أهب بضمتين والقليل آهبة قال الشاعر. سود الوجوه يأكلون الآهبة.

جعلوا أفئيدة في معنى افئدة جمع فؤاد فقد استغنوا عن هذا الاحتيال في الهمزة وتغييره وتكون العلة واحدة في زيادة الياء للكسرة وقد روى عطاء بن أبي رباح (¬1) عن عبد الله بن عباس (¬2) في قوله تعالى أفئدة من الناس تهوي اليهم ما يدل على أنه جمع فؤاد لأنه فسر تهوي (¬3) تحن وهذا هو قياس التفسير ويجوز أن يكون قوله افئدة يراد به اصحاب الافئدة ثم حذف كما يحذف المضاف ومثله في القرآن كثير كقوله واسأل القرية (¬4) ¬

_ (¬1) وأبو رباح أسلم بن صفون ولد عطاء في آخر خلافة عثمان ونشأ بمكة وسمع العبادلة الأربعة وغيرهم وهو من كبار التابعين ومن مفتي أهل مكة وكان ارضى الناس عند الناس واتفق على توثيقه وجلالته وامامته تّوفي بمكة نحو سنة 115. (¬2) والعباس عم النبي [ص] ولد عبد الله قبل الهجرة بثلاث سنين وكان يقال له حبر الأمة والبحر لكثرة علمه وترجمان القرآن وكانت تشد اليه الرحال قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ما رأيت أحداً أعلم من ابن عباس بما سبقه من حديث رسول الله وبقضاء ابي بكر وعمر وعثمان ولا افقه منه ولا اعلم بتفسير القرآن وبالعربية والشعر والحساب والفرائض وكان يجلس يومًا للفقه ويومًا للتأويل ويومًا للمغازي ويمًا للشعر ويومًا لأيام العرب وما رأيت عالمًا قد جلس اليه الا خضع له ولا سائلًا سأله الا وجد عنده علمًا وتوفي سنة 68 بالطائف. (¬3) قرئ تهوي بالبناء للفاعل من هوي يهوي اذا احب ضمن معنى تنزع فعدي تعديته والمعنى تسرع اليهم وتطير نحوهم شوقًا ونزاعًا. وقرئ تهوى اليهم بالبناء للمفعول من اهواه غيره اليه. (¬4) في قوله تعالى واسألا لقرية وامثاله يجوز أن يكون من المجاز المرسل من ذكر المحل وارادة الحال فيه على حد جرى الميزاب. فليدع ناديه ويجوز أن يكون من المجاز بالحذف والمحذوف جزء جملة مضاف وهذا هو المشهور وقال التاج السبكي يحتمل ان تكون القرية باقية على حقيقتها والسؤال =

ونحوه وكقول الشاعر (¬1): حسبت بغام راحلتي عناقًا ... وما هو ويب غيرك بالعناق اراد بغام عناق ولو كانت افئيدة كملة موحدة لجاز ان يكون اشتقاقها من الأفد وهو السرعة اذ كانوا قد قالوا هو افد أي عجل وقد افد البين أي حان قال ابن أبي ربيعة (¬2): ¬

_ = على وجه الاعجاز وقال بعض العلماء الاولى ابقاء القرية على ظاهرها وعدم اضمار مضاف إليها ويكون الكلام مبنياً على دعوى ظهور الأمر بحيث أن الجماد قد علم به. وهذا معنى لطيف ولكنه لا يخلو عن ارتكاب مجاز والجمهور على خلافه واكثرهم على انه من مجاز الحذف. ونقل داود الظاهري ان اسم القرية مشترك بين المكان وأهله ولا حاجة على هذا القول إلى تكلف شيء والراجح عن العلماء ان التجوز والاضمار أولى من الاشتراك فحمل الآية على احدهما أولى من حملها عليه. فالأولى حملها على مذهب الجمهور وهو ما ذكره ابو العلاء. (¬1) هو ذو الخرق الطهوي واسمه قي دينار بن هلال وقيل قرط اخو بني سعيد بن عوف بن مالك من حنظلة بن طهية من تميم شاعر فارس جاهلي قديم وهذا البيت من أبيات قالها في وصف ذئب وهي في اللسان في عقا وقبل هذا البيت: ألم تعجب لذئب بات يسري ... ليؤذن صاحبًا له باللحاق وبغام الناقة صوت لا تفصح به والراحلة كل بعير نجيب ذكرًا كان أو أنثى والراحلة الصالحة لأن ترحل فاعلة بمعنى مفعولة او سميت راحلة لأنها ذات رحل والعناق الأنثى من المعز وويب كلمة مثل ويل نصب نصب المصادر وقالوا ويبك وويب غيرك والشاهد في قوله عناقًا فانه أراد حسبت بغام راحلتي بغام عناق فحذف المضاف وأقام المضاف اليه مقامه. ورواه في اللسان في عدة مواضع "وما هي ويب". (¬2) أكثر عمر بن ابي ربيعة من الشعر في عائشة بنت طلحة حتى هم بنو تيم بأن =

القول في المسألتين اللتين ذكرهما النحويون من قولهم أزيدا لم يضربه إلا هو وأزيد لم يضرب إلا إياه

يا أم طلحة ان البين قد أفدا فكان يكون معناه جماعة عجلة وهو على انه جمع لا يمتنع من مثل هذه الدعوى وكونه من افد أقيس من كونه من الوفود لأنه اذا كان من افد نقص رتبة في التغيير لأن الهمزة فيه غير منقلبة (¬1). القول في المسألتين اللتين ذكرهما النحويون (¬2) من قولهم أزيدًا لم يضربه إلا هو وأزيد لم يضرب إلا إياه (¬3) جعل ¬

_ = يقذفوا بنات مخزون بالعظائم واخبر عمر بذلك فقال لهم والله لا اذكرها في شعر أبداً ثم قال بعد ذلك فيها وكنى عن اسمها. يا أم طلحة ان البين قد أفدا ... قل الثواء لئن كان الرحيل غدا أمسى العراقي لا يدري اذا برزت ... من ذا تطوّف بالاركان أو سجدا (¬1) يريد ان الهمزة في أفد أصلية غير منقلبة وفي أفود غير اصلية لأنها منقلبة عن واو فاذا جعلنا من أفئيدة من أفد ففيها تغيير وهو زيادة ما بعد الفاء واذا جعلناها من وفود ففيها زيادة على ذلك قلب الواو الاولى همزة ويظهر للمتأمل ان في كلا الوجهين تكلفاً بعيدًا وأقرب الوجود في أفيئدة أن تكون افئدة جمعًا لفؤاد وهو جمع قياسي فقد ذكر سيبويه ج 2 ص 192 ان فعالا اذا كسرته على أدنى العدد كسرته على افعله كحمار وأحمره وخمار وأخمره. وفعالا في بناء أدنى العدد بمنزلة فعال لأنه ليس بينهما شيء الا الضم والكسر وذلك نحو غراب وأغربة وبغاث وأبغثة .. وفؤاد وأفئدة. ثم اشعبت كسرة الهمزة فتولدت منها الياء على أننا قدمنا انها لغة مستعملة معروفة فتأمل. (¬2) هذه المسألة التاسعة. (¬3) إذا قلت زيدًا ضرب وجعلت الضمير في ضرب عائدًا على زيد لا يجوز ذلك وكذلك ضرّبه زيد على ان زيدًا مفسر للضمير لأن القياس ان لا يكون التخالف المعنوي بين المفسر والمفسر هو الغالب المشهور =

النحويون المنفصل في هذا الباب من الضمير بمنزلة الاجنبي فقالوا ازيدًا لم يضربه الا هو كما قالوا ازيدًا لم يضربه الا عمرو وهذا بين واضح لأنهم جعلوا ما قرب الى الاسم أولى به واذا قالوا ازيد لم يضرب الا اياه فكأنهم قالوا ازيد لم يضرب الا عمرًا فارتفاع زيد في احدى المسألتين بفعل مضمر يفسره الفعل الذي بعده وانتصابه كذلك والتفسير فيما ظهر من الفعل وقال قوم يرفع على الابتداء (¬1) ويتصل بهذه المسألة انهم لا يقولون زيد ضربه وهم يقولون زيد ضرب نفسه وقليل في ملامهم زيد ضرب اياه لانهم استغنوا بنفسه عن ذلك ولانه مان الاصل ان يتعدى فعله الى الهاء ثم انهم رفضوه كما رفضوا غيره مما فيه لبس لانهم لو قالوا زيد ضربه وهم يريدون ضرب نفسه لالتبس بقولهم زيد ضربه وهم يريدون الكناية عن غائب فينبغي أن يجري اياه في المسألة مجرى الاجنبي وكذلك هو لانالو وضعنا في موضعهما أجنبيين ¬

_ = حتى يكون تفسيره له ظاهراً ومن المعلوم أن تخالف الفاعل والمفعول وتغايرهما هو المشهور ولذلك لم يجز زيدًا اعطيته على ان يكون الضمير لزيد وان المعنى اعطيته نفسه لأن المشهور تغاير المفعولين في مثله أما إذا كان الفاعل أو المفعول ضميرًا منفصلًا فيجوز أن تقول في الفاعل زيدًا لم يضرب الا هو وفي المفعول اياه ضرب زيد لأن المنفصل من حيث انفصاله واستقلاله صار كالأسم الظاهر حتى جاز فيه ما لا يجوز في المضمرات نحو اياك ضربت تجمع بين ضميري الفاعل والمفعول لواحد ومثله لا تضرب إلا إياك ولا يجوز مثله في المتصلين فالضمير المنفصل بمنزلة الأجنبي والكلام في هذا مبسوط في شرح الكافية ج 1 ص 165 وهمع الهوامع 2 - 111. (¬1) الاسم الذي اشتغل عنه عامله بضميره اذا تقدمه استفهام يجوز نصبه بفعل مضمر ويجوز رفعه على الابتداء.

لصلح الكلام فكنا نقول ازيد لم يضرب الا عمرًا وهذا كلام لا خلاف في حسنه وكذلك نقول ازيدًا لم يضربه الا عمرو فلا مرية في جوازه وانما يقوى المنفصل هاهنا (¬1) لان خرف الاستثناء حال بينه وبين ما قبله فالمسألتان واضحتان ليس فيهما إشكال ¬

_ (¬1) تقدم عند الكلام على وزن انا واشتقاقه ان الغاية المقصودة من وضع الضمائر أمران احدهما الاحتراز من الالباس والثاني الايجاز أما الالباس فلأن الأسماء الظاهرة كثيرة الاشتراك فإنك اذا قلت زيد اكرم زيدًا جاز أن يتوهم أن زيداً الثاني غير الأول وليس للاسماء الظاهرة أحوال تفترق بها اذا التبست وانما يزيل الالتباس منها في كثير من الأحوال الصفات كقولك مررت بزيد الطويل. والمضمرات لا لبس فيها فان لفظ انا وأنت لا تصحان الا لمعين وكذا ضمير الغائب نص في ان المراد منه مرجعه فاستغنت عن الصفات لأن الاحوال المقترنة بها قد تغني عن الصفات. والأحوال المقترنة بها حضور المتكلم والمخاطب والمشاهدة لهما وتقدم ذكر الغائب الذي يصير بمنزلة الحاضر المشاهد في الحكم وأما الإيجاز فظاهر لأنك تستغني بالحرف الواحد عن الاسم بكماله فيكون ذلك الحرف كجزء من الاسم والمتصل أخصر من المنفصل لأنه قد يكون من حرف واحد والمنفصل لا يكون الا من حرفين فأكثر لأنه متفرد عن غيره بمنزلة الاسماء الظاهرة ولما كان المتصل أقل حروفاً وأوجز كان التعلق به أخف ولذلك لا يستعملون المنفصل في المواضع التي يمكن ان يقع فيها المتص لأنهم لا يعدلون عن الأخف إلى الأثقل الا لضرورة فلا يقولون ضرب أنت لأنه يجوز ان يقع المتصل هنا فيقال ضربت ومن مواضع الضرورة أن يقع الضمير بعد الا وهذا مراد أبي العلاء في قوله وانما يقوى المنفصل ها هنا ... وفي هذا المقام كلام مفيد في شرح المفصل ج 3 ص 84 و 101 وشرح الكافية ج 2 ص 3.

القول في المسألة التي ذكرها ابن كيسان في كتاب المهذب وهو قوله هذا هذا هذا هذا أربع مرات

القول (¬1) في المسألة التي ذكرها ابن كيسان في كتاب المهذب (¬2) وهو قوله هذا هذا هذا هذا أربع مرات فذكر على قول الكوفيين ان الأولى تقريب والثانية مثال وهو اسم الفاعل والثالثة فعل والرابعة مفعول وهذه المسألة بينة أما قوله تقريب فهو من قرب الشيء (¬3) كقولهم من كان يريد الماء فهذا النهر ومن كان يريد الكسوة فهذه البرود ومنه قول جرير: هذا ابن عمي في دمشق خليفة ... لو شئت ساقكم إلي قطينا (¬4) ¬

_ (¬1) المسألة العاشرة. (¬2) ابن كيسان هو أبو الحسن محمد ابن أحمد بن محمد بن كيسان كان فاضلاً خلط المذهبين وأخذ عن الفريقين وقد ذكر له صاحب الفهرست ص 120 كتباً كثيرة منها كتاب المهذب. وفي كشف الظنون مهذب في النحو لابي الحسن محمد بن أحمد المعروف بابن كيسان النحوي المتوفي سنة 320 وقد اخذ عن ثعلب والمبرد وترجمته في بغية الوعاة. (¬3) الإشارة الإيماء إلى حاضر والنحويون يقسمون اسم الاشارة إلى ثلاثة أقسام ذا للاشارة إلى القريب اذا تجردت من قرينة تدل على البعد فإذا ارادوا الاشارة إلى بعيد زادوا الكاف وجعلوه علامة لتباعد المشار اليه فقالوا ذاك فان زاد بعد المشار اليه اتوا باللام قبل الكاف فقالوا ذلك فاستفيد باجتماعها زيادة في التباعد لأن قوة اللفظ مشعرة بقوة المعنى أو زيادة اللفظ مشعرة بزيادة المعنى. هذا هو الاصل وقد ينزل القريب منزلة البعيد وبالعكس لغرض. (¬4) يريد بابن عمي عبد الملك بن مروان. والقطين المماليك والخدم والأتباع وقبل هذا البيت. مضرا بي وابو الملوك فهل لكم ... يا آل تغلب من اب كأبينا قال في الاغاني ج 7 ص 59 لما بلغ عبد الملك قول جرير. هذا ابن عمي .. قال ما زاد ابن المراغة على ان جعلني شرطيا أما إنه لو قال لو شاء ساقكم إلي قطينا لسقتهم إليه كما قال.

وقوله مثال يريد أنه على معنى التشبيه الذي أسقطت منه مثل (¬1) كما تقول زيد عمرو أي مثل عمرو ثم يحذف فكأنه يريد هذا مثل هذا أي نائب منابه وقوله هو اسم الفاعل كلام صحيح وليس مراده به ان الفعل تقدمه كما تقدم في قولك قام زيد وانما يريد به ان الفعل وقع منه ولا يبالي أمتقدمًا كان أم متأخرًا كما أنك إذا قلت زيد ضرب عمرًا فزيد اسم الفاعل وإن كان مرفوعًا بالابتداء وقد بان أمر المسألة فيما ذكر وهو جلي لا يفتقر الى إطالة (¬2) وقد يقع في الكتب الفاظ مستغلقة (¬3) فمنها ما يكون تعذر فهمه من قبل عبارة واضع الكتاب لأنه يكون متسورًا (¬4) على ما بعد من الألفاظ وعلى ذلك جاءت عبارة سيبويه في بعض المواضع ومنها ما يستبهم (¬5) لأن صاحب الكتاب يكون قاصدًا ¬

_ (¬1) أي التشبيه المؤكد. (¬2) هذا جلي بالنسبة الى أبي العلاء لانه وقف على أصل المسالة وأما بالنسبة الينا فانه يفتقر الى شيء من الاطالة والذي فهمته من هذه المسألة ان هذا الأولى والثانية والرابعة أسماء اشارة اشير بكل واحدة منها الى مشار اليه معين فالأول زيد مثلا والثاني عمرو والثالث بكر. وهذا الثالثة فعل على وزن فاعل من هذى يهذى اذا تكلم بغير معقول لمرض أو غيره يقال فلان يهاذي اصحابه أي يكلمهم بالهذيان ويكون المعنى حينئذ هذا أي زيد مثل هذا أي عمرو هاذى بمنطقه. هذا أي بكرا أي ان زيداً هاذى بكرا مثلما هاذاه عمرو وكونه اسم فاعل لانه شارك المشبه في فعله ويحتمل أن يكون المراد غير ما ذكرت. (¬3) استغلق الباب عسر فتحه واستغلق عليه الكلام ارتتج عليه واستغلق الرجل ارتج عليه فلم يتكلم. (¬4) يريد يكون مشتملًا عليه. (¬5) يستغلق.

القول في قول الراجز يا أيها الضب الخذو ذان

لإبهامه ويقال إن النحويين المتقدمين فعلوا مثل ذلك ليفتقروا اليهم في إيضاح المشكلات ومن ألفاظ الكتب ما يستعجم (¬1) لتصحيف يقع فيه فان الحرف ربما زاغ عن هيئته فأتعب الناظر وشغل قلب المفكر وربما كان الكلام قد سقط منه شيء فيكون الإخلال به أعظم ومعناه أبعد من الانابة. القول في قول الراجز (¬2) يا أيها الضّب الخذوّ ذان هذا البيت ينشد على أنه خاطب الواحد ثم خرج الى خطاب اثنين وهو على معنى قوله (رب ارجعون (¬3)) ومثل ذلك موجود إلا أن البيت قبح فيه مثل ذلك لأن التثنبية وقعت موقع النعت فتبين الخلل في اللفظ واذا أنشدوا الخذوذّان فاشتقاقه من الخذاذات (¬4) وهي ما يقطع من أطراف الفضة والمعنى أن هذين الضبين يحتفران فيقطعان الصخر والجندل كما تقطع الفضة والضب معروف بالحرف ولذلك قالوا ضب دامي الاظافير قال الشاعر: كضبّ الكدى أدمى أنامله الحفر (¬5) ¬

_ (¬1) استعجم عليه الكلام استبهم. (¬2) المسألة الحادية عشرة. (¬3) قال في الكشاف. خطاب الله بلفظ الجمع للتعظيم كقوله فان شئت حرمت النساء سواكم. وفي البيضاوي الواو لتعظيم المخاطب وقيل لتكرير قوله ارجعني كما قيل في قفا واطرقا. (¬4) لم أجد في الصحاح واللسان والتاج والمصباح. في مادة: خذذ الاخذ الجرح خذا وخذبذا اذا سال منه الصديد. وأخذ أصد ولم اجد في خذأ وخذا وخذي ما يدل على أن الخذاذة ما يقطع من أطراف الفضة ولا وجدت خذوذي ونحن نعلم أن هذه الكتب لم تحط بكل اللغة وأبو العلاء أوسع اطلاعًا على اللغة من أصحابها. (¬5) الكدي جمع كدية مثل مدية ومدى ارض الصلبة تكتب بالياء =

القول في مهيمن

وإذا قيل الخذ وذيان فهو تثنية خذ وذى مأخوذ من الخذا وهو الاسترخاء يقال وقعوا في ينمة خذواء وهي ضرب من النبت أي قد طالت واسترخت ومنه قيل الخذا في الذن (¬1) ووزن خذوذ فعوّل (¬2) ووزن خذوذى على رأي سيبويه فعوعل (¬3) وعلى رأي غيره فعلعل وكلا الوجهين له مذهب وجهة. القول في مهيمن (¬4) جاءت في القرآن أشياء لم يكثر مجيئها في كلام العرب فمنها مهيمن (¬5) وأجمع الناس على أنه مفيعل وانه مكبر وإن وافق لفظه لفظ التصغير ¬

_ = ويجوز أن يكتب بالالف كما في المصباح وإنما قيل ضب الكدى ضباب الكدى لأن الضباب مولعة بحفر الكدي ادمي أنامله أخرج الدم منها. (¬1) يقال خذيت الاذن خذى وخذت خذوا اذا استرخت من أصلها وانكسرت منقلبة على الوجه فهي خذواء يكون ذلك في الناس والخيل والحمر خلقه أو حدثا. (¬2) مثل عطوَّد أي طويل. (¬3) قال سيبويه في الكتاب ج 2 ص 329 ويكون على فعوعل في الصفة نحو عثوثل وقطوطي. وقال في ص 345 وأما قطوطي فمبنية أنها فعوعل لأنك تقول قطوان فتشتق منه ما يذهب الواو. ويثبت ما الالف بدل منه وكذلك ذلولى لانك تقول اذلوليت وانما هى افعوعلت وكذلك شجوجى وان لم يشتق منه لانه ليس في الكلام فعولى وفيه فعوعل فتحمله على القياس فهذا ثبت فعلى هذا الوجه تجعل الالف من نفس الحرف. (¬4) المسالة الثانية عشرة. (¬5) وردت لفظة مهيمن في موضعين من القرآن الأول في سورة المائدة. وانزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه ... آية 51 سورة [5] والثاني في سورة الحشر هو الله الذي لا إله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ... آية 23 سورة [59] وقد روي عن ابن محيصن

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

______ = ومهيمنًا عليه بفتح الميم الثانية والجمهور على كسرها ووردت في قول العباس بن عبد المطلب من ابيات يمدح بها النبي [ص]. حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندف علياء تحتها النطق وفى بيت آخر ذكره صاحب اللسان ولم يعزه الى أحد ألا ان خير الناس بعد نبيه ... مهيمنه التاليه في العرف والنكر ونحن نلخص ما قاله العلماء في أصل مهيمن ووزنه ومكعناه لنبين مذاهبهم فيه وما زاده أبو العلاء عليهم قال الجوهري المهيمن الشاهد وهو من أمن غيره من الخوف وأصله أأمن فهو مؤأمن بهمزتين قلبت الهمزة الثانية ياء كراهة لاجتماعهما فصاؤ مؤيمن ثم صيرت الأولى هاء كما قالوا أراق الماء وهراقه وقال الزمخشري في الكشاف في سورة الحشر المهيمن الرقيب على كل شيء الحافظ له فيعمل من الأمن إلا ان همزته قلبت هاء وقال في سورة المائدة ومهيمنا ورقيبا ... وقرئ ومهيمنا عليه بفتح الميم أي هو من عليه بان حفظ من التغيير والتبديل. والذي هيمن عليه الله عز وجل او الحفاظ في كل بلد ... وتبعه البيضاوي في الموضعين حذو القذة بالقذة وفي الأساس هيمن الطائر على فراخه وهيمن على كذا اذا. كان رقيباً عليه حافظاً وفى اللسان المهيمن والمهيمن اسم من اسماء الله في الكتب القديمة وقال معناه الشاهد وذكر نحواً مما تقدم عن الجوهري ثم ذكر عن بعضهم ان مهيمن بمعنى مؤمن والهاء بدل الهمزة كما قالوا هرقت وارقت واياك وهياك وعن الازهري ان هذا على قياس العربية صحيح مع ما جاء في التفسير أنه بمعنى الأمين ونقل أقوالا في معنى المهيمن فقيل القائم بامور الخلق وقيل المؤتمن وقيل الشديد وقيل الرقيب وقيل ... ونقل أقوالا في تفسير بيتك المهيمن. فقيل بيتك الشاهد بشرفك وقيل أراد بالبيت نفسه لأن البيت اذا حل فقد حل به صاحبه وقيل أراد بالبيت شرفه والمهيمن من نعته ثم ذكر قول عكرمة في على [رض] كان أعلم بالمهيمنات أي القضايا من الهيمنة وهي القيام على الشيء جعل الفعل لها وهو لاربابها القوامين بالامور وذكر قول عمر [رض] انى داع فهيمنوا. قيل أمنوا قلب احد حرفي التشديد في امنوا باء فصار ايمنوا ثم قلب الهمزة هاء .. وقال ابن الأثير اشهدوا. وقيل مهيمن =

وهو جار على فيعل واذا حمل على الاشتقاق فانه لا يخلو من أمرين أحدهما أن يكون من همن وهذا فعل ممات وان كان كذلك فليس يجب أن يخرج من كلام العرب لأن اللغة واسعة جدًا ولا يمكن أن يدعى حصولها في الكتب عن آخرها وقد تكون الكلمة حقيقًة في اللفظ ولم ينطقوا بها فيما اشتهر من الكلام كقولهم المدع (¬1) فهذه الكلمة تشبه كلام العرب ولم يذكر المتقدمون أنهم نطقوا بها وكذلك الرَّمح (¬2) في أشياء كثيرة ¬

_ = في الأصل مؤيمن وهو مفيعل من الامانة وذكر الهيمان ومعانيه. والمهيمنة الامانة ونقل في التاج معظم ما في اللسان وزاد عليه هميان بن قحافة العبدي وهمانية كعلانية وهمينيا قرية ببغداد وهمينة كجهينة بنت خلف أو خالد الخزاعية صحابية هاجرت الى الحبشة مع زوجها خالد بن سعيد بن العاص وفي الاصابة اميمة بنت خلف والصواب أمينة بنون بدل الميم الثانية وقيل فيها همينة بهاء بدل الهمزة ووقع في الاصابة تحريف في اسمها وفى اسد الغابة همينة هذا مجمل ما ذكره اهل اللغة المذكورون في مادة هيمن. (¬1) المدع مضبوطة في الاصل بسكون الدال وليس على الميم علامة حركة وهذه المادة أهملها الجوهري وذكر في اللسان ميدوع اسم فرس وفي التاج، المدعة كخمرة النارجيل المفرغ لبه يغترف به والميدع كحيدر سمك بحري صغير وميدعان ومدع كعنب حصن باليمن وميدوع فرس. فقول أبي العلاء لم يذكره المتقدمون. لعله يريد المدع بفتح فسكون او لعله يريد لم يذكروا فعلا او صفة منه. (¬2) الرمج لم يذكره الجوهري وفي اللسان ذكر الرمج وهو القاء الطائر ذرقه. والرامج كالغارب وهو الملواح الذي يصاد به الصقور ونحوها من جوارح الطير والترميج افساد السطور بعد تسويتها وكتابها بالتراب ونحوه زاد في القاموس الرماج كسحاب كعوب الرمح وانابيبه، ولعل أبا العلاء يريد أن المتقدمين لم يذكروا منها فعلا ولا وصفا.

إذا تصفح ما ينقلب من الثلاثي وجدت فيه لأن الأشياء التى هى أصول الأسماء ثلاثة الثلاثي والرباعي والخماسي. فالثلاثي على ثلاثة أضرب أولها إن يستعمل بكليته في حال انقلابه وذلك ستة أبنية مثل القاف والراء والميم فقد استعمل قرم وقمر ومقر (¬1) وهو دق العنق ومرق وهو النتف ورمق وهو مصدر رمقه يرمقه (¬2) ورقم مصدر رقم يرقم إذا كتب. والثاني أن يستعمل بضعها ويهمل بعضها مثل القتل استعملت هذه اللفظة ولم يستعمل يستعمل التلق ولا اللتق ولا اللقت واستعملوا القلت (¬3) والثالث من الثلاثي بناء أهمل بكليته مثل الخاء والظاء والراء نحو الخظر لم تجئ هذه الكلمة ولا شيء من وجوهها. والثاني من الأصول هو الرباعيّ وهو ينقلب أربعاً وعشرين قلبة ولم يستعمل منه إلا الأقل. والثالث الخماسي وهو أقل في الاستعمال من الرباعيّ لأنه ينقلب مائة وعشرين قلبة (¬4) وإنما تجد اللفظة منه وحدها في الباب كقولك سفرجل ¬

_ (¬1) جاء في الأصل بعض هذه الكلمات مضبوطاً بسكون الوسط وبعضها بضمة والمناسب أن تكون كلها على وزن واحد وان تكون على فعل بفتح فسكون فالقرم الفحل يترك من الركوب والعمل ويودع للفحلة والقمر ان تغلب الرجل بالقمار والمقردق العنق. (¬2) نظر اليه. (¬3) القلت بفتح فسكون النقرة في الجبل تمسك الماء وكذلك كل نقرة في أرض أو بدن. (¬4) اذا كان الاسم ثلاثياً يمكن أن يخرج منه ست صور لأنك اذا ابتدأت بحرف منه امكنك ان تأتي بصورتين ناشئتين من تقديم كل حرف على الثاني مثال ذلك ما ذكره فانك اذا جعلت القاف أولًا خرج منه قمر وقرم فاذا ابتدأ بالميم خرج مرق ومقر فاذا ابتدأت بالراء خرج =

فلم يستعمل من مائة وعشرين بناء غير هذه اللفظة وكذلك أكثر الخماسي. وهمن هو من الباب المتوسط من أبواب الثلاثي (¬1) ولم يذكره أحد من المتقدمين فيما أعلم وقد كان في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم امرأة يقال لها ¬

_ = رمق ورقم فان كان الاسم رباعياً خرج منه اربع وعشرون صورة حاصلة من ضرب أربعة أحرف في ست صور لكل حرف مثال ذلك جعفر فانك اذا جعلت الجيم اولا خرج ست صور جعفر وجعرف وجفعر وجفرع وجرعف وجرفع فان جعلت العين أولاً خرج ست صور تحصل من تقديم بعض الحروف على بعض فإذا ضربنا أربعة عدد الحروف في ست عدد الصور كان المجموع اربعاً وعشرين صورة أو قلبه فان كان الاسم خماسياً خرج مائة وعشرون صورة او قلبة حاصلة من ضرب خمسة عدد الحروف في اربع وعشرين عدد الصور التى تخرج مثال ذلك سفرجل فانك اذا جعلت السين أولاً والفاء ثانياً حصل معك ست صور سفرجل سفرلج سفجرل سفجلر سفلجر فان جعلن الراء ثانياً حصل ست صور اخرى سرفجل سرفلج .. فان جعلت الجيم ثانيا حصل ست صور اخرى سجفرل سجلفر .. فإن جعلت اللام ثانياً حصل ست صور أخرى سلرفج سلجفر .. فهذه أربع وعشرون صورة فاذا ضربت اربعاً وعشرين عدد الصور في خمسة عدد حروف سفرجل كان المجموع مائة وعشرين صورة ومن هذا يتضح ان زيادة حرف واحد على الثلاثي يزيد ثماني عشرة صورة وزيادة حرفين على الثلاثي تزيد الصور عليه مائة وأربع عشرة صورة وعلى الرباعي ستاً وتسعين صورة وهذه الصور بحسب التقسيم العقلي اما بحسب الاستعمال فكما ذكره ابو العلاء. (¬1) أي مما استعمل بعضه وأهمل بعضه لأنه جاء منه الهنم ضرب من الثمر والنهم إفراط الشهوة في الطعام والمهن العمل في الصنعة والنمة التحير ولم يجئ منه منه وجاء همن على الوجه المذكور.

همينة وكانت فيمن هاجر الى الحبشة وهذه من الهمن لا محالة وموضع يعرف بهمانية (¬1) وهو من الهمن أيضًا. والوجه الآخر في مهيمن أن يكون من الأمن والأمانة وقد أبلدت الهاء من الهمزة وقد يبدلونها من الهمزة كثيرًا كما قالوا هبرية وإبرية لما يتساقط من وسخ الرأس وهرقت وأرقت وهرحت الدابة وأرحتها وهما والله وأما والله ولما سمع في القرآن مهيمن اعتبره أهل النظر فوجدوه يحتمل أمرين التكبير والتصغير فلم يجز أن يحمل على التصغير لأنه جاء في صفات الله سبحانه وعزَّت صفاته عن ذلك فلما لم يمكن أن يجعل مثل مخدع تصغير مخدع (¬2) ولا مثل مفيتح تصغير مفتح (¬3) ولا مثل مديخل تصغير مدخل (¬4) ولا أن يحمل شيء (¬5) من هذه المصغرات وجب أن يحمل على مكبرات الأسماء فوجدوا حروفه كلها من الحروف التي يمكن زيادتها لأن الذين حصروا حروف الزيادة جمعوها في قولهم اليوم تنساه وهويت السمان وسالتمونيها ونحو ذلك. فلما نظروا في حروف مهيمن وجدوا ما حصر من حروف الزيادة يتناول جميعها في الظاهر فعلموا أنَّ جميع حروف الشيء لا يمكن أن ¬

_ (¬1) همانية مضبوطة بضم الهاء في الأصل وكذا في معجم البلدان وقد ضبطها في القاموس كعلانية وقد ذكرنا ما ورد من هذه المادة في كلام المتقدمين. (¬2) المخدع البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير حكى فيه كسر الميم وفتحها وضمها وهو المراد هنا. (¬3) المفتح المفتاح. (¬4) يريد انه لم يمكن ان يجعل مثل مفعل بضم الميم وكسرها وفتحها. (¬5) لعل الاصل ان يحمل على شيء.

تكون زوائد فابتدؤا بالنظر في الميم التي هى أول حروفه فعلموا أن لها ثلاثة مواضع إذا كانت زائدة تزاد أولاً ووسطاً وآخراً فاذا كانت أول الاسم وبعدها ثلاثة أحرف من الأصول حكم عليها بالزيادة ولم ينظروا إلى الحروف الأصلية أمعها زائد غير الميم أم لا فإذا كانت الحروف الأصلية مجردة من الزيادة سوى الميم فهي مثل قولك المخدع والمرسن والمدخل والمدهن (¬1) وإذا كان مع الأصلية زائد آخر فهو مثل قولك المرداس والمفتاح والمعلوق لواحد المعاليق (¬2) وحكموا على ميم مغرود بالزيادة وهو ضرب من الكمأة لأنهم حكوا مغروداً أو مغروداً فقولهم مغرود بفتح الميم يحكم على أنه مفعول لان هذا المثال كثر في مثل مضروب ومقتول وان لم يصرّفوا من مغرود الفعل الا انهم قد قالوا الغرد والغرد (¬3) لضرب من الكمأة وقالوا في الجمع الغردة قال الشاعر: ¬

_ (¬1) المرسن بفتح الميم مع كسر السين وفتحها موضع الرسن من انف الدابة ثم كثر حتى قيل مرسن الانسان أي انفه والمدهن بضم الميم والهاء آلة الدهن وهو أحد أسماء الآلة التي شذت وجاءت على مفعل كمنخل ومكحل. والقياس أن تكون على مفعل. (¬2) ردس الشيء دكه بشيء صلب والمرداس ما ردس به والمعلوق ما علق من عنب ولحم وغيره. والمعلوق ما يعلق عليه الشيء. وفي اللسان لا نظير له الا مغرود ومغفور ومغثقور ومغبور ومزمور. (¬3) في الأصل والغرد بضم الراء والذي ورد في كتب اللغة الغرد والغردة بفتح وسكون والغرد والغردة بكسر فسكون والغرد والغردة محركتين والغراد والغرادة بفتحتين والجمع غردة كعنبة وغراد ككتاب.

تنفي الحصى زيمًا أطراف سنبكها ... نفي الغراب بأعلى انفه الغرده (¬1) وإذا حكموا على أن الواو زائدة في مغرود وهي كذلك بقي على ثلاثة أحرف من الأصول وفي أوله الميم فالحقوه بغيره من الأبنية في الحكم ولم يجعلوه مثل فعلول لأن ذلك بناء مستنكر (¬2) وانما جاء في صعفوق لواحد الصعافقة ويقال انهم قوم يحضرون الاسواق بلا رؤس اموال اموال وآل صعفوق خول باليمامة (¬3) وانما قالوا مغرود فضموا للاتباع كما قالوا منخر فكسروا لذلك. وإذا كان بعد الميم ثلاثة أحرف فيها ألف نظر في أمرها إن كانت للتأنيث أو منقلبة من واو أو ياء أو ملحقة فإن كانت للالحاق أو للتأنيث فالميم أصلية وإن كانت منقلبة فالميم زائدة فالملحقة مثل معزى ¬

_ (¬1) تنفي تنحي أو تثير زيما متفرقًا والسنبك طرف الحافر وجانباه من قد. يصف فرسًا بانه شديد الوطء في سرعته حتى انه يثير او يطير الحصى ويفرقه في عدوه. (¬2) وقد قالوا لم يجيء على فعلول شيء الا صعفوق وقد اشار ابو العلاء الى ذلك بقوله في اللزوم: مفعول خيرك في الأفعال مفتقد ... كما تعذر في الاسماء فعلول (¬3) الصعافقة رذالة الناس. وقوم كان آباؤهم عبيدًا فاستعربوا وقيل هم قوم باليمامة من بقاءا الأمم الخالية ضلت أنسابهم واحدهم صعفقي وقيل هم خول هناك اى خدم أو عبيد ويقال لهم بنو صعفوق وآل صعفوق وقيل هم خول لبني مروان وقيل سكنوا قرية باليمامة يقال لها صعفوق فسموا بذلك وقيل صعفوق ممنوع من الصرف للعلمية والمعجمة وبعضهم يقول صعفوق بالضم والخلاصة اذا قلنا ان صعفوق عربي فهو وزن نادر واذا قلنا انه اعجمي فوزن فعلول معدوم.

يستدل على أن الميم من الأصل بقولهم معيز ومعز ويستدل على أن الألف للالحاق بأنها تنون فتقول مررت بمعزىً أمس وكذلك ينشد هذا البيت: ومعزىً هدبًا يعلو ... قران الأرض سودانا (¬1) ولو بنيت الفعلى من قولك هذا أمجد منك لقلت في التأنيث المجدى فحكمت على أن الميم أصلية وأن الالف للتأنيث لأنه من المجد. وأما المنقلبة من الواو والياء فمثل قولك المعزى والمقضى لأنه من غزوت وقضيت فهذا يحكم على أن ميمه زائدة لأن بعده ثلاثة أحرف من الاصول وكذلك يحكم على قولهم مراجل لضرب من الثياب بأن الميم فيه زائدة في أصح الاقوال فأما قول الراجز: (¬2) ¬

_ (¬1) هدبا أراد به كثير الشعر وقران الجبل جمع قرن أعلاه واراد الامكنة المشرفة من الأرض وهدبا صفة على اللفظ وسودان صفة على المعنى وهذا البيت أورده سيبويه ج 2 ص 12 على ان اناسًا يذكرون معزى وان ألفه للالحاق واستدل به شارح المفضل ج 9 ص 147 على ان الالف في معزى ليست للتأنيث بدليل تذكيرهم اياه قال الشاعر وصف معزى بالمذكر فدل على انه مذكر ولو كانت الالف للتأنيث لكان مؤنثاً واستشهد به أيضًا على أن أفعل الذي مؤنثه فعلاء يجمع على فعلان نحو حمران وبيضان وسودان وهو في كل الروايات هدبا يعلو ورواه في اللسان تعلو والصواب يعلو. (¬2) هذا البيت للعجاج من ارجوزة يمدح بها يزيد بن معاوية وقبل هذا البيت: تبدلت عين النعاج الخذل ... وكل براق الشوى مسرول بشية كشبه الممرجل. والشيه سواد في بياض او بياض في سواد .. وكل لون يخالف معظم لون الفرس وغيره والمرجل القدر من النحاس والحجارة والممرجل ضرب من ثياب الوشي فيه صور المراجل وهذا البيت استشهد به سيبويه ج 2 ص 345

بشية كشية الممرجل فان الميم لما كثر لزومها البناء أدخلوا عليها الميم التي تلحق المفعول في مثل مدحرج وبابه كما قالوا تمسكن فجعلوا الميم كأنها من الأصل وانما هو من السكون وكذلك قالوا تمدرع من المدرعة وانما القياس تدرع لأنها من الدرع. وعلى ذلك يحمل موسى اذا أريد به موسى الحديد فاذا جعل مفعلا فالميم فيه زائدة وان جعل فعلى فالميم فيه اصلية فأما موسى اسم النبي صلى الله عليه وسلم فليس من العربية وان كان قد وافق لفظ موسى الحديد كما أن لوطًا ونوحًا ليسا من أسماء العرب وان وافقا فعلًا من ناح ينوح ولاط الحوض يلوطه اذا طلاه بالطين. واذا كان بعدها أربعة أحرف من الأصول مجردة أو غير مجردة وكانت على زنة أسماء الفاعلين او المفعولين حكم عليها بالزيادة مثل مدحرج ومسرهفٍ وهو الحسن الغذاء فهذا فيه بعد الميم أربعة أحرف جردت من الزيادة وأما مقشعر ومحر نجم (¬1) فبعد الميم أربعة أحرف معها زيادة فأحد الراءين في مقشعر زائدة وكذلك نون محر نجم. ¬

_ = على أن ميم الممرجل أصلية وهي عنده مفعلل والميم الثانية فاء الفعل لأن ممفعلا لا يوجد في الكلام وغير سيبويه يزعم أن الممرجل ممفعل وان ميميه زائدتان ويحتج مجيئهما زائدتين في مثل هذا بقولهم تمدرعت الجارية اذا ليست المدرع وهو ضرب من الثياب كالدرع وتمسكن الرجل اذا صار مسكينًا والمسكين من السكون وميمه زائدة قال الأعلم وهذا قريب الا ان سيبويه حمل الممرجل على الاكثر في الكلام لقلة ممفعل وكثرة مفعلل. (¬1) من اقشعر بمعنى تقبض وتجمع واحر نجم القوم ازدحموا واجتمع بعضهم إلى بعض.

وإذا كان البناء الذي في أوله الميم على غير أبنية الفاعلين والمفعولين حكمت على الميم التي في أوله بغير الزيادة اذا كان بعدها أربعة أحرف من الأصول مجردة أو غير مجردة مثل قولك المردقش والمردقوش (¬1) وهو ضرب من النبت ويقال إنه الزعفران قال الشاعر: وريح المردقوشة والشهودا فالميم ها هنا من الأصل لأن بنات الاربعة لا تلحقها الزوائد في أولها إلا أن تكون أسماء فاعلين أو مفعولين او ازمنة او امكنة او مصادر لأن الفعل ذا كان عدده أربعة فما زاد جاء مصدره في لفظ مفعوله وكذلك اسم الزمان والمكان منه فتقول أكرمت زيدًا مكرمًا وانت تريدا كرامًا وكذلك هذا مكرم بني فلان أي الموضع الذي أكرموا فيه وجئتك مكرن بني فلان أي وقت أكرموا وقوله تعالى بسم الله مجراها ومرساها يجوز أن يكون المجرى والمرسى مصدرين في معنى الارساء والاجراء ويجوز أن يكونا اسمين للزمان ويكونا في موضع نصب تقديره اركبوا ¬

_ (¬1) قال في الصحاح المردقوش المرزنجوش ويقال هو الزعفران وانا أظنه معربًا وزاد في اللسان المردقوش معرب معناه اللين الاذن وزاد في التاج والمردقوش طيب تجعله المرأة في مشطها يضرب الى الحمرة والسواد وعربيته السمسق كجعفر وفي شفاء الغليل مرزنجوش ومردقوش الزعفران او نبت آخر طيب الرائحة وليس في كلام العرب مردقوش نبت الأذين [كذا] وسموه مزرنجوش ومردقوش وقال الجوهري اظنه معربًا وقال ابن البيطار يقال مرزجوش ومردقوش وهو فارسي معرب واسمه بالعربية السمسق والعبقر وحبق الفنا فهؤلاء متفقون على ان الكلمة اعجمية ولم يذكر واحد منهم مردقش وابو العلاء ممن يوثق بنقله فتأمل.

فيها بسم الله وقت إجرائها ووقت إرسائها واذا كانت الميم متوسطة (¬1) حكم بأنها أصل حتى يدل الاشتقاق على غير ذلك وإنما تزداد وسطًا في مواضع قليلة من ذلك قولهم دلامص وهو البراق يحكم على أن الميم فيه زائدة وكذلك يروى عن الخليل لانهم قالوا دليص (¬2) في معنى دلامص قال امرؤ القيس: كنائن يجري فوقهن دليص (¬3) وقال أبو دؤاد: ككنانها الزغري جللها من الذهب الدلامص (¬4) ¬

_ (¬1) قال سيبويه ج 2 ص 352 فأما الميم فإذا جاءت ليست في أوائل الكلام فإنها لا تزاد إلا بثبت لقلتها. وهي غير أولى زائدة واما ما هي ثبت فيه فدلامص لأنه من التدليص. راجع تتمة البحث فيه. (¬2) الدليص البريق واللين البراق الأملس كالدلص والدلاص بفتح الدال وكسرها والدلامص البراق الذي يبرق لونه والدلص مقصور منه. (¬3) أوله كأن سراته وجدة ظهره مسراته أعلى متنه والجدة الخطة التى في ظهر الحمار تخالف لونه كنائن جمع كنانة وهى جعبة السهام من جلود لا خشب فيها أو من خشب لا جلود فيها. ودليص ذهب له بريق يصف بهذا البيت ظليما شبه به ناقته. وروي هذا البيت في ديوان امريء القيس كما رواه ابو العلاء ورواه في اللسان يجري بينهن. (¬4) هذا البيت لأبي دؤاد الايادي رواه في اللسان في زغز ككتابة الزغرى غشاها من ... ورواه في دلمص ككنانة العذري زينها ... ورواه ياقوت ككتابة الزغرى زينها وزغر كزفر قرية بمشارف الشام واياها أراد الودواد وغشاها وجللها بمعنى والدلامص البراق وخلاصة قول الخليل ان الميم في دلامص زائدة فوزنه فعامل والدليل على ذلك قولهم دليص ودلاص فان سقوط الميم منهما دليل على زيادتها في دلامص وقال ابو عثمان لو قال قائل أن دلامص ......................... .

وزعم غير الخليل أن ميم دلامص أصل وأنها لفظة قاربت لفظ دليص كما قالوا سبط وسبطر وجحد وجحدل (¬1) ألا أن معنى جحد أنكر ومعنى ¬

_ = من الأربعة ومعناه دليص وهو لي سبمشتق من الثلاثة لكان قولاً قويًا كما أن لآل لألأ منسوب إلى اللؤلؤ وليس من لفظه وكما أن سبطرا معناه السبط وليس منه قال ابن يعيش ومعنى هذا الكلام أنه إذا وجد لفظ ثلاثي بمعنى لفظ رباعي وليس بين لفظيهما إلا زيادة حرف واحد فليس أحدهما من الآخر يقينا نحو سبط وسيطر ودمث ودمثر ألا ترى أن الراء ليست من حروف الزيادة فحاز أن تكون فيما أبهم امره كذلك. هذا وإن كان محتملاً إلا أنه احتمال مرجوح لقلته وكثرة الاشتقاق وتشبعه. السبط والسبطر بمعنى يقال شعر سبط وسبطر أي مسترسل ورجل سبطر وسبط أي طويل ويقال مكان دمث أي سهل (1) أنكر الجرمي كون اللام من حروف الزيادة وذهب غيره إلى أنها من حروف الزيادة وهو الصواب إلا أن زيادتها قليلة مثل زيدل وعبدل وفحجل كجعفر وهو الذي يتدانى صدر اقدميه ويتباعد عقباهما فقولهم زيد وعبد وافحج بمعنى زيدل وعبدل وفحجل دليل على زيادة اللام فيها ولا يفهم من كلامهم أنه كلما وجد لفظان وزاد أحدهما على الآخر لامّا في أخره يجب أن نحكم بزيادة اللام بل إذا كان هناك دليل على الزيادة حكمنا بها كما في زيدل وفحجل وإن لم يكن دليل نحكم بأن كل واحد منهما من نركيب غير الآخر كما في حجد وحجدل وقد يكون اللفظ محتملاً لزيادة ولزيادة غيرها فلا يجزم بواحد منهما مثل هيقل وهو ذكر النعام فإنه يجوز أن يكون من الهيق فاللام فيه زائدة ووزنه فعلل والياء أصل فيه ويجوز أن يكون من الهيق فتكون اللام أصلية والياء زائدة ووزنه فيعل والأول أكثر لأنهم قالوا هيقل وهيقم ومما ذكرنا يتضح أن قول أبي العلاء ألا أن معنى جحد أنكر ومعنى جحدل صرع لا يرد على الخليل ولا على أبي عثمان ولم يذكر أصحاب الصحاح واللسان والقاموس أن اللام في جحدل زائدة وبين جحد وجحدل وبين سبط وسبطر فوق وهو أن الراء ليست من حروف الزيادة باتفاق العلماء.

جحدل صرع وحكى عن الأصمعي أنه كان يجعل قولهم للأسد هرماس من الهرس فالميم فيه زائدة على هذا القول ووزنه فعمال ووزن دلامص إذا كانت الميم زائدة فعامل وأما زيادة الميم في الأواخر فهي أكثر من زيادتها في الأوساط إلا أنه لا يحكم عليها بذلك إلا بعد اشتقاق كقولهم للأزرق زرقم لأنه من الزرق وللمرأة الخدلة الساق خد لم (¬1) ومن ذلك قولهم للبعير شد قم لأنه من سعة الشدق (¬2) قال الشاعر: تمشي الدفقيّ من مخافة شدقم يمشي العجيلي والخنيف ويضبر (¬3) فلما نظروا في زيادة الميم أوجبت الصورة أن تكون ميم ميهمن الأولى ¬

_ (¬1) الزرقم الشديد الزرقة ووزنه فعلم زادوا الميم فيه للالحاق ببرثن مبالغة لأن قوة اللفظ مؤذنة بقوة المعنى وخدلة الساق ممتلئه وخد لم بكسر الخاء واللام وسكون الدال بمعنى خدلة قال الاغلب. يارب شيخ من لكيز كهكم ... قلص عن ذات شباب خدلم شيخ كهكم يكهكه في يده أي بنفس فيها ليسخنها بنفسه من شدة البرد فيقول كه كه (¬2) الشدقم الواسع الشدق وقد زيدت فيه الميم مثل زرقم وتهم وقد جعله ابن جتى رباعيا من غير لفظ الشدق والشدقم الاسد (¬3) يمشي الدفقي إذا أسرع وباعد خطوه وهي مشية بتدفق فيها ويسرع والعجيلي ضرب من المشي في عجل وسرعة. والخنيف المرح والنشاط ويضبر بعدو أو يجمع قوائمه ويثب. وهذا البيت رواه في اللسان في تمشي العجيلي .. ... تشدقم يمشي الدفقي .... ورواه في دفق كذاك ...... ... والحنيف ويصبر ..... وفي التاج تمشي العجيلي .. ... امشي الدفقي والحنيف

زائدة لأنه على مثال مهينم وهو الذي يتكلم كلامًا خفيًا (¬1) قال أوس بن حجر: هجاؤك ألا إنما كان قد مضى ... عليّ كأثواب الحرام المهينم ثم نظروا إلى الهاء فعلموا أنها من الأصول لأن زيادتها تقع في الأواخر للسكت وللتأنيث إذا وقفت كقولك أغزه في الوقف وطلحة ونحو ذلك فأما قولهم مهراق (¬2) فإن الهاء بذل من الهمزة فكأن أصله مؤراق فالهاء زائدة لأنها وضعت موضع الهمزة وليس ذلك إلا في هذا البناء وحده وتقول مهريق ومهريق ومهراق ومهراق فتحرك وتسكن ومن ذلك قول امرئ القيس: فإن شفائس عبرة مهراقة وقال آخر (¬3): فكنت كمهريق الذي في سقائه ... لرقراق آل فوق رابية صلد ومثل مهراق هرحت الدابة وهنرت الثوب إن صحّا فالبناء واحد ¬

_ (¬1) والياء فيه زائدة. (¬2) يقال أراق الماء وهراقه وأهرقه. والفاعل من اهراق مهربق. والمفعول منه مهراق والمفعول من هراق مهراق وفي أصل أراق وفي لغات هراق اختلاف شديد خطئ فيه الجوهري وغلط ثعلب والفصيح وغيرهما وإيضاح ذلك في اللسان والتاج وأبو العلاء أجمل ولم يفصل أصل كل واحد من الأوراق التي ذكرها (¬3) هذا البيت للعديل بن الفرخ من كما في اللسان والتاج ولم أجد هذا وإنما المذكور في الأغاني العديل بن الفرج من بكر بن وائل وهو شاعر مقل من شعرا الدولة الأموية له حديث مع الحجاج في ج 20 ص 11 وفي اللسان والتاج رابية جلد اهرق الماء صبه والسقاء جلد السخلة يتخذ للماء والآل السراب ورقرافه بصيصه وتلألؤه والرابيه المكان المرتفع صلد صلب شديد أولا

على أفعلت وقد زادوا الهاء في أمهات وهو نادر (¬1) فحكموا على أن هاء مهيمن من الأصل وهي مع ذلك يجوز أن تكون مبدلًة من همزة ولما صاروا إلى الياء علموا أنها زائدة لأنها مع ثلاثة أحرف من الأصول وهي تزداد أولاً ووسطًا وآخرًا فإذا زيدت أولاً جاءت مع التجريد في مثل يرمع وبلمع (¬2) ومع غير التجريد في مثل بعسوب ويعقوب ويعضيد (¬3) وإذا زيدت وسطًا افتنت في الزيادة فجاءت في فيعل مثل بيطروصيرف وفي فعيل مثل ظريف وكريم وغير ذلك وتكون وحدها زائدة في الاسم وتكون معها غيرها كقولهم مسكين ومحضير ومريح وخمير (¬4) وإذا كانت زائدة في الطرف فإنها تقلب وتصير للالحاق وقد اختلف في الياء الملحقة فقيل إن الهمزة تقلب عنها وهو أقيس وقال قوم بل تكون الهمزة هي ¬

_ = ينبت وجلد من الجلادة وهي الصلابة والشدة (¬1) قال ابن سيده الأمهة لغة في الأم وقال أبو بكر الهاء في أمهة أصلية وهي فعلة بمنزلة ثرهة وأبهة وخص بعضهم بالأمهة من يعقل وبالام مالا يعقل وفي التهذيب والأم في كلام العرب أصل كل شيء واشتقاقه من الام وزيدن الهاء في الامهات لتكون فرقا بين بنات آدم وسائر أناث الحيوان (¬2) اليرمع الحصى البيض تلألؤ في الشمس أو حجارة رخوة. واليلمع السراب (¬3) اليعسوب امير النحل وذكرها واليعقوب ذكر الحجل والقطا واليعضيه بقلة من الاحرار لها زهرة صفراء تشتهيها الإبل والغنم والخيل أيضا تعجب بها وتخصب عليها فيرمع ويلمع زيدت الياء في أولهما مع تجريدهما من حرف آخر من أحرف الزيادة ويعسوب واخواه زيدت في أولها الياء وهي غير مجردة. بوجود الواو في الأولين والياء في الأخير (¬4) قالوا مسكين مفعيل من السكون مثل المنطق من النطق وفرس محضير شديد الحضر أي العدو. ومريح من المرح وهو النشاط والخفة وخمير شريب للخمر دائمًا وفي الأصل حمير

الملحقة وعلى ذلك يجري القول في علباء وبابه ويحكم على ياء در خاية (¬1) بالزيادة وهي في الطرف وإن كان بعدها هاء التأنيث لأن حروف التأنيث لا يحتسب به (¬2) ألا أنه قد عمل هاهنا في ظهور الياء ولو حذفت منه لقيل درحاء بالهمز, وهذه حال الياء مع الأصول الثلاثة فإذا كانت بعدها أربعة من الأصول ولم تكن في أول فعل مضارع مثل قولك يدحرج ويسرهف فهي أصلية كقولهم يستعور (¬3) وهو اسم موضع قال عروة بن الورد: (¬4) أطعت الآمرين بصرم سلمى ... فطاروا في عضاه اليستعور (¬5) ¬

_ (¬1) يقال رجل درحايه أي كثير اللحم قصير سمين ضخم البطن لئيم الخلقة وهو نعلابه ملحق بجعظارة وهو القصير الرجلين الغليظ الجسم وقيل الطويل الجسم الأكول الشروب البطر الكافر (¬2) كذا في الأصل والصواب أن يقال لأن حرف التأنيث (¬3) قال في المفصل والياء إذا حصلت معها ثلاثة أحرف أصول فهي زائدة اينما وقعت كيلمع ويهير ويضرب وعثير وزبنيه ... وإذا حصلت معها أربعة فإن كانت أولا فهي أصل كيستعور وألا فهي زائدة كسلحفية (¬4) عروة ابن زيد من بني عبس أحد شعراء الجاهلية وفرسانها واجوادها وكانوا يلقبونه بعروة الصعاليلك لأنه كان يجمعهم ويقوم بأمرهم توفي قبل الهجرة بنحو ربع قرن (¬5) العضاه كل شجر له شوك واليستعور موضع قبل حرة المدينة فيه عضاه وسمر وطلح وهذا البيت رواه في اللسان فطاروا في البلاد اليستعور. ورواه في معجم البلدان في بلاد اليستعور وقال ويروي في غضاه اليستعور جبال لا يكاد بدخلها أحد ألا رجع من خوفها وقد ذكر أن عروة سبي امرأة فتزوجها وأقاما عنده حينا وولدت منه ثم طلبت منه أن تزور أهلها فحملها اليهم وكان يحبها حبا شديدًا فلما انتهت إلى أهلها أبت الرجوع معه فاجتمع به اخوها طلق وبن عمها جبار وجماعة فسقوه خمرًا =

فهذا طرف من أحكام الياء ولما صاروا إلى الميم الثانية من مهيمن علموا أنها من الأصل ولم يحتاجوا في ذلك إلى اشتقاق لأنهم لو جعلوه مشتقًا من هاء وياء ونون لصاروا بالميمين إلى بناء مستنكر لأنهم كانوا بذلك يجعلون الميم الثانية من الزوائد فيصير وزن الفعل منه فعمل وليس ذلك من أبنية الأفعال ولما بلغوا إلى النون حكموا بأنها أصلية لأن فعلن ليس من الأبنية المذكورة في الأفعال وقد ذهب قوم إلى أن النون في قولهم ارحجنّ زائدة لأنهم أخذوه من الرجحان وليس ذلك رأي البصريين لأنهم يجعلون ارجحن (¬1) افعلّل ولا يجعلون في أبنية الأفعال افعلنّ وإنما تزاد النون في أواخر الأسماء بالقياس الصحيح أو بالاشتقاق الذي يجري مجرى القياس فيحكم على نون سكران وبابه بأنها زائدة لأنه ليس في كلامهم مثل فعلال في غير المضاعف نحو الزلزال والبلبال وما كان مثله ألا في قولهم خزعال وقد مرّ فإذا رأوا النون في شيء من هذه الأمثلة حكموا عليها بالزيادة ولا ¬

_ = وسألوه طلاقها فطلقها فلما صحا ندو وقال. سقوني الخمر ثم تكنفوني ... عداة الله من كذب وزور وقالوا لست بعد فداء سلمى ... بمضن مالدبك ولا فقير أطعت الآمرين بصرم سلمى ... فطاروا في بلاد اليستعور ألا يا ليتني عاصيت طلقا ... وجبار ومن لي من أمير طلق اخوها وجبار ابن عمها والأمير المستشار (¬1) ارجحن الشيء اهتز. ومال وقد ذكر ابن سيده والأزهر والجوهري هذا الحرف في حرف النون على أن نونه أصلية وغيرهم يجعلها زائدة من رجح الشيء إذا ثقل

يحكمون على نون فعلان بذلك وإن كثرت الزيادة في موقعها حتى يثبت الاشتقاق لأن فعلالاً قد كثر فقالوا قرطاس في قرطاس وقسطاطس (¬1) وحكى أبو ملك (¬2) حملاق العين في حملاق (¬3) وهذا حكم المتقدمين والذي يوجب القياس أن يحكم على نون فعلان بالزيادة إلى أن يثبت أنها أصل لأن هذا البناء لم يكثر كثرة غيره فثعبان فعلان لأنه من الانثعاب (¬4) وعثمان كذلك (¬5) لأنه من العثم يقال جبرت يده على عثم إذا لم يستوجبرها فكثرت زيادة هذه النون في الجمع والمصدر مثل القضبان والكثبان والكفران والرجحان فأما فعلان فينبغي أن يتوقف عن الحكم في نونه أكثر من التوقيف عن نون فعلان وإن كانت تكثر زياده في هذا الموضع لأنها جاءت في الجمع والمصدر اللذين كثرا في المسموع مثل الغربان والغلمان والحرمان والعصيان وفعلال كثير موجود وكل فعل في آخره ¬

_ (¬1) القرطاس بكسر القاف وضمها الصحيفة التي يكتب فيها وزعم في القاموس أنه مثلث القاف وأنه كجعفر ودرهم القسطاس اعدل الموازين واقومهما بكسر القاف وضمها (¬2) كذا في الأصل ولم أعلم من هو أبو ملك والظاهر أنه أبو مالك عمرو بن كركرة الأعرابي ويقال إنه كان يحفظ لغات اعرب. وكان ابن مناذر بقول. كان الاصمعي يجيب في ثلث اللغة وأبو عبيدة في نصفها وأبو زيد في ثلثيها وأبو مالك فيها كلها وإنما عن توسعهم في الرواية والفتيا لأن الاصمعي كان يضيق ولا يجوز إلا أفصح اللغات ولا يجيب في القرآن والحديث ولأبي مالك كتب مذكورة في بغية الوعاة ص 367 والفهرست ص 66 (¬3) والحملاق بالكسر والضم قيل باطن الجفن الذي يسوده الكحل وقيل غير ذلك (¬4) يقال ثعب فلان الماء والدم فجره فانثعب فانفجر ويقال دم ثعب والثعوب والثعبان بالضم سائل (¬5) العثمان فرخ الحية وكنية الحنش أبو عثمان. والعثمان فرخ الحبارى. وعلم لرجل.

نون وعدده أربعة أحرف وليس في أوله همزة فإن النون تجيء في مصدره ملتبسةً بنون فعلان حتى يكون الاشتقاق مميزًا بين النونين فيقول في مصدر سلعن (¬1) وهو ضرب من المشي السلعنة والسلعان فيلتبس السلعان والنون فيه أصلية بالسلعان إذا جعلته جمع سلع وهو ضرب من الشجر مر والنون فيه زائد (¬2) ولو استعملت المصدر من هيمن يهيمن لقلب الهيمان فكانت النون تشبه نون فعلان من هام يهيم وجاءت أشياء في آخرها النون ملتبسة بنون فعلان منها الشيطان فسيبويه وأهل النظر يجعلون النون فيه أصلية ويأخذونه من الشطن وهو من قولك شطن إذا بعد فكأنه بعد من الخير (¬3) وهذا البيت ينشد على وجهين بالسين والشين. فانا سلطن عصاه عكاه ... ثم يرتو عليه بالأغلال (¬4) ¬

_ (¬1) سلعن في عدوه عدا شديد (¬2) لم يذكر الجوهري وصاحب اللسان والقاموس سلعانا جمع سلع فلعل كلام أبي العلاء محمول على الفرض أي لو جميع على سلعان لا لتبس ...... (¬3) قيل الشيطان فيعال من شطن إذا بعد وهذا قول من يجعل النون أصلا ودليله على ذلك جمعه على شياطين ولو كان وزنه فعلان لم يجمع على فعالين واستدلوا على أصالة النون بقولهم تشيطن. وبقول أمية إنما شاطن عصاه وقيل الشيطان فعلان من شاط إذا هلك واحترق مثل هيمان من هام وغيمان من غام (¬4) هذا البيت لأمية بن أبي الصلت يذكر فيه سليمان بن داود [ص] وامية بن عبد الله بن ابي الصلت الثقفي شاعر جاهلي حكيم اطلع على الكتب القديمة ولبس المسوح وحرم على نفسه الخمر توفي سنة 5 للهجرة وأهل اللغة لا يحتجون بقوله لأنه أتى في شعره بألفاظ لا تعرفها العرب. وهذا البيت رواه في اللسان والصحاح إيما شاطن أراد إيما شيطان والشاطن بالسين والشين الخبيث عصاه خالفه وعكاه في الحديد او الوثاق شده. ويرتو يشد وفي الصحاح واللسان ثم يلقي في السجن والأغلال

فإذا قيل شاطن فهو في معنى الشيطان وإذا قيل ساطن فهو الذي أعيا خبثًا والمعنى متقارب واستدلوا على النون في شيطان أنها أصل بقولهم تشيطن لأنه لو كان من الشيط لامتنع هذا البناء كما يمتنع هيمان من أن تقول في الفعل تهيمن لأن تفعلن بناء لم يذكره المتقدمون في أبنية الفعل ولو سميت رجلاً بشيطان لصرفته على هذا القول لأنه مثل بيطار ومن جلعه من شاط يشيط لم يصرفه إذا كان اسمًا (¬1) وقد سمت العرب شيطان وشيطان بن مدلج في هوازن وشيطان بن الحكم في غنّى وقد جاء به طفيل غير مصروف فقال: بقد منت الخذواء منًا عليهم ... وشيطان إذ يدعوهم ويثوب (¬2) وكان الفارسي يابي ترك صرفه ههنا إلا بعلة فيجعله اسما لقبيلة والرواية على غير ما قال والأخبار تدل على خلافه وقال بعض من يحتج لهذا المذهب يجوز أن يكون نوّن شيطانًا وواقع على التنوين حركة الهمزة في إذ وهذا لا يمتنع ولكن فيه تكلف وقد كثر من يقول إن الشيطان يحتمل أن يكون من الشطن ومن الشيط فكأنه في بيت طفيل من الشيط (¬3) واستدلوا على أن شيطانًا فيعال بقولهم شيطانه لأن الهاء قلما تدخل على ¬

_ (¬1) لوجود الألف والنون مع العلمية (¬2) الخذواء فرس شيطان بن الحكم بن جاهمة أو جلهمة الغنوي ورواه في اللسان وقد منت ورواه وقد متت الحذواء متا وثوب الداعي إذا عاد مرة بعد أخرى وأصله أن الرجل إذا جاء مستصرخًا لوح بثوبه ليرى ويشتهر فكان ذلك كالدعاء فسمى الدعاء تثويبا لذلك وكل داع مثوب. (¬3) لأنه غير منصرف للعملية وزيادة الألف والنون ولو كان من شطن لانصرف

فعلان ألا أن هذا ينتقص لأنهم قد قالوا رجل سيفان وامرأة سيفانة وهو الضامر البطن الممشوق وقالوا موتان الفؤاد (¬1) والأنثى موتانة قال الشاعر: عي البازل الكوماء لا شيء غيره ... وشيطانة قد جن منهاجنونها (¬2) وقولهم في الجمع شياطين يدل على أن شيطانًا فيعال لأنهم لا يكسرون فعلان على فعالين وقد حكى الفراء غراثين في جمع غرثان (¬3) وذلك قول مستنكر فأما قولهم للنخل الطوال عيدان (¬4) فهو من باب شيطان وقد حكموا عيدنت النخلة إذا صارت عيدانة (¬5) فإذا حمل على هذا التصريف وجب أن يكون عيدنت على فعيلت لأن فعلت مستنكرة واشتقاقها على هذا من العدون من قولهم عدن بالمكان إذا قام به وقولهم للواحدة عيدانه يدل على أنها فيعالة لأن الغالب على فعلان ألا تدخل الهاء في واحدته ولو لم يقولوا عيدنت لجاز أن يكون العيدان من العود ويكون جاريا مجرى الريحان فيقال أصله عيدان مثل التيحان والهيبان (¬6) ثم خفف كما قالوا ميت وميت وهين وهين فإن قلنا ¬

_ (¬1) غير ذكي ولا فهم كان حرارة فهمه بردن فماتت (¬2) البازل الذي انشق نابه وذلك في السنة التاسعة والكوماء العظيمة السنام (¬3) غرثان جوعان ولم أجد غراثين في اللسان وغيره. (¬4) العيدانة النخلة الطويلة والجمع عيدان. (¬5) قال الأزهري من جعل العيدان فيعالاً جعل النون أصلية والياء زائدة ودليله على ذلك عيدنت النخلة ومن جعله فعلان مثل سبحان من ساح يسح جعل الياء أصلية والنون زائدة (¬6) التيحان الذي يعرض في كل شيء ويدخل فيما لا بعنيه ولا نظير إلا فرس سيبان ورجل هيبان أي جبان وتيحان وهيبان بفتح الياء =

إن المحذوف الواو التي انقلبت إلى الياء كما انقلبت في ميّت فوزن عيدان على هذا فيلان لأن العين ذهبت وإن قيل إن الياء الزائدة هي الساقطة ثم أقرت الياء الثانية على حالها في القلب وسكنّت لثقل الحركة فوزنه فعلان وحكم ريحان حكم عيدان لأنه من الروح ألا أن العيدان ينتزعه أصلان (¬1) والريحان ليس له إلا أصل واحد وقولهم للأتان الوحشية بيدانة إن كانت من البيد ولزومها الأرض القفر فهي فعلانة وإن كانت من البدن وغلظة ومن البدن فهي فيعالة والأحسن فيها أن تكون من البيد ونونها زائدة ولم يقولوا للذكر بيدان (¬2) وذلك نظير قولهم للناقة عيرانه (¬3) ولم يقولوا للذكر عيران وأصحاب الاشتقاق يزعمون أنها سميت عيرانه تشبيهًا بعير الفلاة في شدته وصلابته ولو قال قائل إنها فيعالة من قولهم عرنت الناقة إذا جعلت في أنفها العران وهو عود يدخل في انفها لكان ذلك مذهبًا سائغًا ¬

_ = قال سيبويه 2 - 323 ويكون على فيعلان في الاسم والصفة فالاسم فيقبان وسيسبان والصفة الهيبان والتيحان ولا نعلم في الكلام فيعلان في غير المعتل ونقل الكسر عن أبي العلاء وغيره (¬1) لأنه يجوز أن يكون من عدن أو من عود والريحان من الروح فقط (¬2) قل في اللسان في تسمية الاتان البيدانه قولان أحدهما أنها سميت بذلك لسكونها البيداء [الفلاة والمفازة لا شيء فيها] وتكون النون فيها زائدة وعلى هذا القول جمهور أهل اللغة والقول الثاني أنها العظيمة البدن وتكون النون فيها أصلية. والبدن الجسد والبدن السمن والضخامة (¬3) العيرانة من الإبل الناجية في نشاط قيل ميت بذلك لكثرة تطوافها وحركتها يقال عار الرجل إذا ذهب وجاء ورجل عيار كثير المجيء والذهاب. وقيل شبهت بالعير في سرعتها ونشاطها وليس هذا بقوي

وكان يزيده قوةً دخول الهاء في آخرها فأما فعلان وفعلان وفعلان فيحكم على النون فيها بالزيادة من غير اشتقاق لأن فعلالاً ليس في كلامهم وكذلك فعلال وفعلال فعلى هذا يجري بابه فإذا سئلت عن وزن ورشان (¬1) ونحوه فقل فعلان من غير ائتمار وإذا كانت النون أخيرًا في مثل فعال وفعول وفعيل جكمت عليها بالأصل لأن الاشتقاق يضطر إلى ذلك وكذلك جميع هذه الأبنية التي يكون فيها حرف لين وحرفان أصليان مع النون مثل قولك عمان وعران وفتون وجمان وأمون وأمين (¬2) فإذا كان قبل الألف التي بعدها النون أربعة أحرف من الأصول حكمت عليها بالزيادة مثل قولك الزعفران والشبرمان لضرب من النبت والعقربان لذكر العقارب وكذلك إن كان في الأربعة التي قبل الألف حرف من حروف الزيادة فإن الغالب على النون أن تحسب زيادًة كقولك ¬

_ (¬1) فعلان مثل سبعان وهو قليل كسلطان اسم وهو قليل أيضًا وفعلان كظربان وقطران الورشان ككروان طائر يشبه الحمامة. وحملاق العين الأعلى (¬2) عمان كغراب اسم بلد أو اسم رجل سمي به البلد مأخوذ من عمن كضرب وسمع إذا أقام والعران ككتاب خشبة تجعل وثرة أنف البعير وهو ما بين المتخزين والفتون جمع فتنة الشيء إذا أعجب به. والفتون الجنون والجمان جمع جمانة حبة تعمل من الفضة كالدرة ويقال ناقة أمون أي أمينة وثيقة الخلق قد أمنت أن تكون ضعيفة وهي التي أمنت العثار وفعول هنا في موضع مفعولة كحلوب والأمين القوي وضد الخائن وإنما حكمنا بإصالة االنون في مثل أمين لأن الاشتقاق بدل على ذلك فيقال أمن فعل وأمن مصدر وآمن فاعل فالنون ثابتة في هذه السيغ وهو دليل احالتها ولو كانت زائدة لحذفت

الضميران لضرب من النبت والكيذبان (¬1) للكذب فأما الواو إذا كانت بعدها النون وقبل الواو ثلاثة أحرف من الأصول فإن النون تجعل من الأصل حتى تثبت أنها زائدة مثل قولهم برذون (¬2) تجعل نونه أصلية لأنه على مثال فعلول ولأنهم قالوا برذن يبرذن فجاؤا بالفعل على فعلل وفعلول موجود (¬3) وفعلون مفقود والكديون عكر الزيت (¬4) يجعل على فعيول (¬5) لأنهم لو جعلوا الياء أصلية لجعلوه على فعلول ومن قال بزيون بكسر الباء وفتح الياء (¬6) فهو جار مجري ¬

_ (¬1) بفتح الذال وضمها وفي الضميران حرفان من أحرف الزيادة الياء والميم وفي كيذبان الياء فقط (¬2) البرذون من الخيل ما كان من غير نتاج العرب وبرذن الفرس مشى مشي البراذين وبرذن الرجل قال ابن دريد واحسب ان البرذون مشتق من ذلك وسألته عن كذا فبرذن لي أي أعيا ولم يجب فيه (¬3) قال سيبويه ج 2 ص 336 ويكون على مثال فعلول في الاسم والصفة فالاسم نحو فردوس وبرذون وحردون والصفة نحو علطوس وفلطوس وما ألحق به من الثلاثة نحو عذبوط وكل شيء من نبات الأربعة على مثال فعلول فهو ملحق بجر دحل من بنات الخمسة. والفردوس البستان أو الوادي الخصيب قيل عربي وقيل رومي عرب والحرذون بالذال المعجمة الغطاءة. والحرذون من الإبل الذي يركب حتى لا تبقى فيه بقية والعلطوس الناقة الخيار الفارهة أو المرأة الحسناء والفلطوس الكمرة العريضة. والعذبوط الذي إذا أتى أهله أبدى أي سلح أو أكسل (¬4) وقيل هو دقاق التراب يخلط بالزيت فتجلى به الدروع وبه فسر قل النابغة في صفة دروع جليت بالكدبون والبعر. [علين بكديون وأبطن كرة فهن وضاء صافيات الغلائل] (¬5) قال سيبويه 2 - 326 ويكون على فيعول فيها وهو قليل فالاسم نحو كديون وذهبوط والصفة نحو عذبوط وذهبوط موضع (¬6) قال في التاج البزيون كجردحل ووقع في إصلاح المنطق بفتح الباء وفي =

الكديون وهو أعجمي معرب فجرى مجرى العربي فأما زيتون فقج أختلف فيه فذكر ابن السراج (¬1) أنه من الأبنية التي أغفلها سيبويه وكان الزجاج يأبى ذلك لأنه لا يجعل سيبويه أغفل ألا الثلاثة أبنية شميضير (¬2) وهو اسم موضع والهندلع وهو اسم بقلة (¬3) ودرداقس وهو عظيم يصل العنق بالرأس (¬4) فمن جعل زيتونا من الزيت فوزنه فعلون (¬5) ومن جعله من أصل ممات وهو الزتن فهو عنده فيعول (¬6) وقد ذهب قوم إلى أنه كالجمع لزيت (¬7) كما تقول زيد والزيدون إلى ذلك ذهب ¬

_ = الصحاح مثل عصفور السندس. ونقل عن أبي حيان أن وزنه فعلون فهو إذا معتل وقد رجعنا إلى تهذيب إصلاح المنطق فوجدناه قد ذكره في ج 2 ص 23 في باب ما جاء مضمومًا. (¬1) هو ابو بكر بن محمد بن السري البغدادي قرأ على المبرد واشتغل بالموسيقى. وكان يقال مازال النحو مجنونًا حتى عقله ابن السراج بأصوله أخذ عنه الزجاجي والسيرافي والفارسي والرماني وتوفي شابًا سنة 316 وله كتب كثيرة مذكورة في بغية الوعاة ص 44 والفهرست ص 93 (¬2) كذا في الأصل والذي في كتب اللغة شمنصير وكذا في معجم البلدان قيل جبل في بلاد هذيل وقيل جبل بساية قيل يجوز أن يكون مأخوذًا في شمصر عليه إذا ضيق عليه (¬3) قيل إنها عربية فالنون زائدة (¬4) في اللسان يفصل بين الرأس والعنق وقيل إنه اعجمي (¬5) نسب هذا القول إلى السيرافي وعليه مشى الجوهري والزمخشري والمجد (¬6) قال ابن عصفور في كتابه الممتع وأما زيتون ففيعول كقيصوم وليست النون زائدة بدليل قولهم ارض زتنة أي فيها زيتون وأيضًا تؤدي الزيادة إلى إثبات فعلون وهو بناء لم يستقر في كلامهم (¬7) لم أجد هذا في كتب اللغة والذي في اللسان يقال للشجرة زيتونة وللثمرة زيتونة والجميع زيتون.

الزجاج فأما القيطون (¬1) وإن كان أعجميًا فإنك لا تجعل ياءه إلا زائدة لأن فيعولاً أكثر من فعلون وكذلك زرجون (¬2) تجعله فعلولاً لأنه أغلب من فعلون فأما الدبدبون وهو اللهو والحيزبون وهي العجوز التي فيها بقية فتجعل النون فيها من الأصل حتى يثبت الاشتقاق بغير ذلك لأن فيعلولا أكثر من فيعلون فأما السيلحون (¬3) فإن نونها تثبت زيادتها بقولهم في النصب والخفض السيلحين فأجروها مجرى قنسرين وفلسطين والياء إذا كانت قبل النون فحكمها حكم الواو فتقول إن الكرزين وهو الفاس الغليظة نونه أصلية لأن فعليلاً كثير وفعلين فأما غسلين فقد اختلف فيه وقيل إنها لفظة من الفاظ الاعاجم جاءت في القرآن وإنها ليست مما كان يكثر في كلام العرب (¬4) ومنهم من يجيز غسلون في الرفع فيجعلها بمنزلة عشرين إلا إن إجماع القراء على كسر النون فدل ذلك على أنها ليست نون جمع وإن كانوا قد عربوا بعض هذه النونات وأثبتوها في الإضافة قال الراجز: مثل القلات ضربت قلينها (¬5) ¬

_ (¬1) القيطون المخدع أو بيت في بيت قيل أعجمي وقيل بلغة مضر (¬2) الزرجون الماء الصافي يستنقع في الجبل عربي صحيح والزرجون الخمر قيل هو فارسي معرب (¬3) السيلحون موضع قرب الحيرة. منهم من يجعل الأعراب في النون ومنهم من يجريها مجرى مسلمين. (¬4) لم أجد هذا في اللسان والتاج والصحاح وقد تقدم الكلام فيها في المقدمة (¬5) في اللسان مثل المقالي ضربت وهذا الصحيح لأن القلات جمع قلة مثل قلين وأما المقالي فجمع مقلي أو مقلاه وهو العود تضرب به القلة

وإنما هو جمع قلة وإنما كان يجب ضربت قلوها ومثله قول الآخر: (¬1) دعاني من نجد فإن سنينه ... لعين بنا شيبًا وشيبننا مردا فإذا كانت النون في آخر الاس وليس قبلها ألف ولا واو ولا نون فهي من الزيادة أبعد وإنما تجيء مزيدة في أشياءً قليلة وليس زيادتها بمجمع عليها كقولهم الفرسن وعندهم أنه فعلن وأنه من الفرس (¬2) وكقولهم امرأة سمعنه نظرته وهو من السمع والنظر (¬3) وكقولهم في الرجل خلفنة أي خلاف (¬4) فمن حمل القياس على ما أصله المتقدمون لم يجز له أن يجعل نون مهيمن زائدة ولا مبدلة من ياء لأن حروف الأبدال أحد عشر حرفًا يجمعها قولك يوم نطؤها تجد (¬5) وليس تبدل النون من الياء على هذا الشرط (¬6) ولا امنع أن يخالف الأول مخالف إذا أقام الحجة وأبان الدليل ولو بنوا من همي يهمي مثل مفيعل لقالوا في النصب رأيت ¬

_ (¬1) هو الصمة بن عبد الله القشيري من مضر من شعراء العصر الأموي وكان بدويًا غزلاً متيمًا سكن بادبة العراق وانتقل إلى الشام ثم خرج غازيًا فمات في طبرستان سنة 95 والشاهد في البيت أنه جمع بين النون والإضافة في سنينه كقول الراجز قلينها والصحيح أن هذا مقصور على السماع (¬2) الفرسن للبعير كالحافر للدابة قال ابن السراج النون زائدة لأنه من فرست وقد حكاه سيبويه في الثلاثي فهو فعلن ونقل في اللسان أن النون أصلية (¬3) امرأة سمعنة بضم السين والعين وتشديد النون وبكسر السين وفتح العين مع تشديد النون وتخفيفها ومثلها نظرته أي جيدة السمع والنظر أو مستمعة سماعة وفيها لغات أخرى (¬4) في اللسان والنون زائدة (¬5) في المفصل بجمعها قولك استنجده يوم ثال زط (¬6) أي على قول المتقدمين لأنهم يبدلون النون من الواو واللام ولم يبدلوها من الياء كما في شروح الشافية وقوله على هذا الشرط أي قول المتقدمين

مهيمنًا (¬1) وفي الرفع والخفض هذا مهيم مثل قاض في الحكم ولو رخموه ترخيم التصغير لقالوا همي ولو فعلوا ذلك بمهيمن من صفات غير الله سبحانه لقالوا همين فأما هميان (¬2) فاشتقاقه من الهمى النون فيه زائدة لأن فعلانا أكثر من فعيال والهمى أكثر من الهمن ويقال هم بهيمان كذا أي بإزائه قال الشاعر أنشده أبو عمرو الشيباني: وماشن من وادي الفتين مشرقًا ... فهميانه لم ترعه أم كاسب (¬3) وإنما قالوا للذي يشد في الوسط هميان لأنه يكون بازاء وسط الإنسان فلو جعل اشتقاق هميان من الهمن لكان في الأصل موافقًا لمهيمن فكانا يستويان في ترخيم التصغير فمهيمن إن كان من الهمن أو من الأمن والأمانة فوزنه مفيعل وهو قول المتقدمين ¬

_ (¬1) كذا في الأصل والظاهران تكون مهيميا (¬2) قال في المصباح الهيمان كيس بجعل فيه النفقة ويشد على الوسط وجمعه هما بين قال الأزهري وهو معرب دخيل في كلامهم ووزنه فعيال وعكس بعضهم فجعل الياء أصلا والنون زائدة. وقد ذكره الجوهري في همى فقط وذكره في اللسان والقاموس في همي وهمن إشارة للقولين (¬3) هذا البيت رواه في معجم البلدان عن نوادر أبي عمرو الشيباني في مادة الفتن روايته وادي الفتيين والظاهر أن إحدى الياءين زائدة لأن راء مشرقًا عليها شدة ولا يستقيم مع التشديد إلا بحذف إحدى الياءين ثم قال في تفسيره. أم كاسب امرأة وهيمانه جباله وماشن. ما انفراد ولم أجد من ذكر هيمان بمعنى ازاء وأبو العلاء كما قلنا ممن يوثق بنقله وأبو عمرو واسحاق بن مرار الشيباني الكوفي كان رواية أهل بغداد واسع العلم باللغة والشعر كثير السماع قصر به عند العامة أنه اشتهر بالنبيذ قيل كان معه من السماع والعلم عشرة اضعاف ما كان مع أبي عبيدة توفي سنة 205 وله كتب مذكورة في البغية ص 192 والفهرست ص 101

واذكر بعد ذلك شيئًا مما يجوز أن يقال قد يدخل في قياس العربية أن يكون مهيمن على وزن مهفعل وتكون هاؤه بدلاً من همزة كما قالوا هراق وأراق (¬1) كأنهم بنوا فعلا على أفعل من اليمن فقالوا أيمن ثم كرهوا أن يأتوا به على الأصل كما قالوا مؤرنب (¬2) وكما قال الراجز: (¬3) فإنه أهل لأن يؤكرما فأبدلوا من همزة افعل هاءً فقالوا مهيمن والأصل مؤيمن من اليمن والاسماء التي يراد بها المدح لا يمتنع أن تشق من كل محمود ثم تنقل من موضع إلى موضع وأن ظن السامع أن ما نقلت إليه بعيد مما نقلت عنه وإنما قلت ذلك لأن مهيمنًا في جميع مواضعه لا يمتنع أن يكون من الأمن ¬

_ (¬1) قدمنا في أول البحث ما فيه كفاية وغناء عن الإعادة (¬2) يقال كساء مؤرنب إذا خلط في غزله وبر الأرنب وهو أحد ما جاء على أصله (¬3) هذا بيت من رجز لم نعرف قائله وقد زعم الجاربردي ص 58 أن قبله «شيخ على كرسيه معمما» والصحيح أن هذا البيت من ارجوزة للعجاج في ص 88 من ديوانه المطبوع في ليبسغ والرواية فيه شيخًا على ... وليس فيها قوله أهل لأن يؤكرما وقد ذكر العلماء أن الفعل المضارع يتحقق بزيادة حرف من أحرف المضارعة على الماضي فمضارع أفعل كاكرم ياتي على يؤفعل وتؤفعل ونؤفعل وافعل وقد اجتمع في الأخير همزتان فخفف بحذف أحداهما. وحملت أخواته عليه وهي المبدوءة بالياء والتاء والنون والمحذوف في مثل أؤكرم الهمزة الثانية والقياس يقضي بان تقلب واوًا كما في أويدم ولكنهم لكثرة استعمال مضارع باب الأفعال اعتمدوا التخفيف البليغ وأن كا خلاف القياس وكثيرًا ما يطرد في الاكثر الحكم الذي ثبت عليه في الأقل كحذفهم الواو في تعد ونعد واعد لحذفهم لها في بعد. ولأجل ذلك كان قوله يؤكر ما شاذ وتحقيق هذا البحث في كتاب سيبويه ج 2 ص 330 والجاربردي ص 58

والأسماء التي يراد بها المدح لا يمتنع أن تشقق من كل محمود ثم تنقل من موضع إلى موضع وأن ظن السامع أن ما نقلت إليه بعيد مما نقلت عنه وإنما قلت ذلك لأن مهيمنًا في جميع مواضعه لا يمتنع أن يكون من الأمن ومن اليمن كما أنا نقول إن الإله اسم اشتق من أحد أمرين (¬1) إما من ¬

_ = والرضي على الشافية ج 1 ص 143 (¬1) روى المنذري عن ابي الهيثم أنه سأله عن اشتقاق اسم الله في اللغة فقال كان حقه ألاه أدخلت الألف واللام تعريضًا فقيل الإله ثم حذفت العرب الهمزة استثقالا لها فلما تركوا الهمزة حولوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف وذهبت الهمزة أصلا فقالوا أبلاه فحركوا لام التعريف التي لا تكون الا ساكنة ثم التقى لامان متحركتان فادغموا الأولى في الثانية فقالوا إليه وقيل أصل الاه ولاه فقلبت الواو همزة كما قالوا للوشاح أشاح ومعنى ولاه أن الخلق يولهون إليه في حوائجهم ويفزعون إليه في كل ما ينوبهم كما يوله كل طفل إلى أمه وقيل الله أصله إلاه على فعال بمعنى مفعول لأنه مألوه أي معبود كقولنا أمام فعال بمعنى مفعول لأنه مألوه أي معبود كقولنا أما فعال بمعنى مفعول لأنه مؤتم به فلما أدخلت عليه الألف واللام حذفت الهمزة تخفيفا لكثرته في الكلام ولو كانت عوضًا عنهما لما اجتمعتا مع المعوض منه في قولهم الإلاه. وقطعت الهمزة في النداء تفخيما لهذا الاسم. وقال الجوهري سمعت أبا علي النحوي يقول أن الألف واللام عوض منها. قال ويدل على ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم والنداء وذلك في قولهم أفالله لتفعلن ويا الله ااعفر لي الا ترى أنها لو كانت غير عوض لم تثبت في غير هذا الاسم وقال الجوهري لاه بليه بها نستر وجوز سيبويه أن يكون لاه أصل اسم الله تعالى قال الشاعر كحلقة من أبي رياح يسمعها لاهه الكبار أي الاهه دخلت عليه الألف واللام فجرى مجري الاسم العلم وقيل مأخوذ من اله إذا تحير لأن العقول تأله في عظمثه وأصل أله وله. وقيل من أله إلى كذا إذا لجأ إليه لأنه المفزع الذي يلجأ إليه وهناك أقوال آخر مذكورة في اللسان والتاج والصحاح وفي شرح المفصل ج 1 ص 3 وفي خزانة الأدب للبغدادي. ج 2 ص 231 وأكثرها يرجع إلى ما قاله أبو العلاء

الوله لأنه يوله إليه في الحوائج وعند الشدائد التي توله أي تذهب العقل وإما من ألهت العين تأله إذا حارت فيراد به أنه يحار في أمره وعجائبه ثم أبدلت من الهمزة اللام فقالوا الله وكأنهم لما قالوا الله جعلوا الألف واللام بدلاً من الهمزة هكذا عبارة المتقدمين ويجوز أن تكون حركة الهمزة ألقيت على اللام فقيل أللاه وهي لغة كثيرة وبها قرأ ورش (¬1) عن نافع في مواضع كثيرة من القرآن وقال الشاعر: وجدت أبي قد أورثه أبوه خلالً قد تعد من المعالي ثم أدغموا اللام الأولى في الثانية فقالوا الله وهذا أقيس من أن يكونوا حذفوا الهمزة من غير أن ينقلوا حركتها إلى اللام وإنما ذكرت ذلك لأن الأسماء قد تجيء فيما يختص بشيء ليس هو لغيره فيجوز أن تكون مهيمن اختص بأن هاءه بدل من همزة أفعل كما خص اسم الله سبحانه بهذا التغيير وإنما كان ينبغي أن يجعل نون مهيمن بدلاً من ياء لو كانوا استعملوا المهيمي في صفات الله عز وجل ولم يفعلوا ذلك ولم تجدهم بنوا ¬

_ (¬1) قال في النشر ج ص 402 باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وهو نوع من أنواع تخفيف الهمز المفرد لغة لبعض العرب اختص بروايته ورش بشرط أن يكون آخر كلمة وأن يكون غير حرف مدوان تكون الهمزة أول الكلمة الأخرى سواء كان ذلك الساكن تنوينًا أو لام تعريف أو غير ذلك فتحرك ذلك الساكن بحركة الهمزة وتسقط هي من اللفظ لسكونها وتقدير سكونها. وتتمة البحث في الموضع المذكور وفي ص 408 وفي الاتحاف ص 59 ونافع ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم أحد القراء السبعة ثقة صالح أصله من اصبهان وكان اسود اللون حالكا وإليه صار قراءة أهل المدينة وبها تمسكوا إلى اليوم وتوفي سنة 169 وقيل أقل وقيل أكثر وورش عثمان ابن سعيد بن غزوان مولاهم القبطي المصري شيخ القراء وإليه انتهت رئاسة الإقراء =

فيعل في الماضي من ذوات الياء ولا الواو اللتين هما لامان لم يقولوا غيزي من غزا ولا قيضي من قضى فأما قولهم كميت وكمنت (¬1) فليس هوا بدلاً تصريفيًا وإنما هو أبدال سماع يبدل فيه الحرف مما قاربه وباعده فإن قيل فما تنكر أن يكون قيل مهيم وهو مفيعل من الهمي ثم قوي التنوين فجعل نونًا قيل يمتنع ذلك من وجهين أحدهما أنهم لم ينطقوا بالمهيمي فيدعي ذلك فيه والآخر أن هذا شيء يزعمه بعض الناس في ضرورة الشعر كأنهم يقولون مررت بعمرو ثم يقولون التنوين وقد اجترؤا على زيادة النون في القوافي كما اجترؤا على تنوين ما فيه الألف واللام منهن (¬2) ¬

_ = بالديار المصرية في زمانه ولد في مصر ورحل إلى نافع ابن ابي نعيم فعرض عليه القرآن عدة ختمات وقيل أن نافعًا لقبه بالورشان لأنه كان يلبس ثيابا قصاراً على قصره وكان إذا مشي بدت رجلاه مع اختلاف أنواعه فكان نافع يقول هات يا ورشان واقرأ يا ورشان ثم خفف فقيل ورش وقيل الورش شيء يصنع من الجبن لقب به لبياضه وتوفي بمصر سنة 197. (¬1) كمن كمونًا اختفى وكمى الشيء ستره. (¬2) النحويون يقسمون التنوين إلى أقسام منها تنوين يقال له تنوين الترنم وهو يستعمل في الشعر والقوافي للتطريب وهو قسمان أحدهما أن يلحق القافية المطلقة بدلا من حرف المدمتممًا للبناء مكملا للوزن كقول امرئ القيس في انشاء كثير من بني تميم: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلن وقول جرير: اقلي اللوم عادل والعتابن وقوله: سقيت الغيث ابتهما الخيامن فالنون معاقبة لحرف المد وهو الياء في الأول وللألف في الثاني وللواو في الثالث وقالوا: دانيت اروى والديون تقضن وقالوا: يا ابتاعلك أو عساكن فجاؤوا بالنون مع الفعل في الأول ومع الضمير في الثاني كما تجيء حروف الإطلاق =

وذلك حكم لا يجوز في الكلام المنثور لأن الألف واللام والتنوين لا يجتمعان وقد حكى المتقدمون التنوين في القوافي وأن كانت الكلمة غير منونة اسمًا كانت أو فعلاً فحكموا عن العرب أنهم يقولون (من طل أقفز ثم أنهجا (¬1)) فينوّنو وينشدون: يابتا غلك أو عساكا (¬2) بالتنوين وكذلك ينشد بعض العرب قول امرئ القيس بريا القرنفل (¬3) منونًا فلما كانوا يفعلون ذلك رأوا النون قال الراجز: ¬

_ = وهذه النون ليست زائدة على بناء البيت بل هي من تمامه. القسم الثاني أن يلحق القافية المقيدة وهو زائد على الوزن مثل قول رؤبة: وقاتم الاعماق خاوي المخترقن فالنون في المخترقن زائدة على الوزن والاخفش يسمي هذا التنوين الغالي من الغلو وهو الزيادة وتجاوز الحد لأنه زائد على أصل الوزن وهو ضرب من الترنم والكلام فيه كتاب سيبويه ج 2 ص 298 والشرح المفصل ج 9 ص 33 والخضري على ابن عقيل ج 1 ص 32 والرضي على الكافية ج 2 ص 402 (¬1) الطلل ما شخص من آثار الدار واقفر خلا وانهج اخلق وبلى والذي اورده سيبويه في هذا المكان قول العجاج: من طل كالاتحمي انهجن وهو من ارجوزة منسوبة للعجاج والاتحمي ضرب من البرود شبه الطلل به في اختلاف آثاره (¬2) هذا البيت من ابيات نسبها ابن يعيش لرؤية وهي في ديوانه المطبوع ص 181 ونسبه سيبويه له ويستشهد به على وضع ضمير النصب موضع ضمير الرفع ج 1 ص 388 (¬3) أوله:

قد تعلم العيس العتاق أني أحدو بها منقطعًا شسعني (¬1) يريد شسعي وقال آخر: (¬2) وأنت يا بني فاعلم أني أحب منك موضع الو شحن وموضع الإزار والقفن فكان لغة هذا الراجز أن ينون القوافي فيقول القفًا ثم اجترأ فشدد وأنشد (¬3) ابن الأعرابي عن المفضل (¬4) ¬

_ = إذا قامتا تضوع المسك منهما ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل (¬1) روى في اللسان: ويل لاجمال الكري مني ... إذا غدوت وغدون أني ... احدو بها منقطعًا شسعني والعيس الابل يخالط بياضها شيء من الشقرة جمع اعيس وعيساء والعتاق الكرام احدو بها اسوقها والشسع أحد سيور النعل وهو الذي يدخل بين الاصبعين والنون زائدة فيه (¬2) وهو دهلب بن قريع يخاطب ابنًا له وهكذا رواه الأزهري وروى في اللسان والصحاح البيت الثالث «موضع اللبة والقرطن» قال في الصحاح واللسان يعني الوشاح وقال الأزهري زاد نونا في الوشح. والوشاح بفتح الواو وكسرها ينسج من اديم عريضًا ويرصع بالجواهر وتشده المرأة بين عاتقيها وكشحها ووشح بضمتبن جمعه والأزار ما يستر اسفل البدن والقفا مؤخر العنق واللبة موضع القلادة من الصدر والقرط نوع من حلي الأذن بعلق في شحمتها قال الجوهري وإنما يزيدون هذه النون المشددة في ضرورة الشعر. وقد اورد أبو زيد في النوادر ص 167 ابياتا من هذا الوزن والروى ونسبها إلى دهلب أو فارب سالم. وهي في ديوان العجاج طبع ليبسك ص 66 (¬3) هو أبو بكر محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي الكوفي كان عالمًا باللغة راوية ناسبًا لم ير احد في علم الشعر أعلم منه وله كتب كثيرة توفي في سامرا سنة 231 (¬4) المفضل بن محمد بن يعلي الضبي كان راوية عالمًا بالادب لزم المهدي وصنف له المفضليات وله كتب وتوفي سنة 168

لم يبق منها غير موقدنه وغير آثار بها سفعنه (¬1) وفي هذه الأبيات: لا تهزئي منا سليمي أنه أنا لوقافون بالثغرنّه (¬2) والكلام في هذا يتسع والقول يطول ولا أمنع أن يجيء الفعل على فعلن وأن كان المتقدمون لم يذكروه لأن الاسم إذا جاء على ذلك وجب أن يجيء عليه الفعل إذا كان الاسم أصلاً والفعل متفرع منه وقد قالوا ناقة رعشن (¬3) وهي من الارتعاش وامرأة خلبن وهي من الخلابة (¬4) واختلفوا في الضيفن فروى عن الخليل أنه كان يجعل النون فيه زائدة ¬

_ (¬1) موقد موضع النار وفي الأصل موقدنه مضبوطة بضم الميم وكسر القاف وفتحها وفوقها لفظ معا بخط دقيق كأنه يشير إلى جواز موق بكسر القاف من الثلاثي وبفتحها من أوقد وسفع سود جمع اسفع وسعفاء. (¬2) الثغر موضع المخالفة من فروج البلدان (¬3) قال سيبويه ج 2 ص 327 في بحث النون. وتلحق رابعة فيكون على فعلن في الصفة قالوا رعشن وضيفن وعلجن ولا نعلمه جاء اسمًا وقد قال الجاربردي حكم على رعشن بأنه فعبلن مع عدمه في البنيتهم لظهور اشتقاقه من الرعش بالتحريك وهو الرعدة فالنون زائدة فيه. والذي ذكره في اللسان جمل رعشن وناقة رعشنة وفي القاموس والتاج والرعشن من الظلمان والجمال السريع وهي بهاء وناقة رعشنة وفي الصحاح رجل رعشني وجمل رعشن. وفي اللسان وهو الرعشن والرعشنة فكلامهم متفق على أن رعشنا وصف للمذكر وأبو العلاء جعلها وصفًا للناقة فلعل النسخة محرفة أو هناك قول لم نطلبع عليه ويقال الرعشن بناء رباعي على حدة (¬4) في اللسان في مادة رعش كما قالوا للمرأة الخلابة خلبن وقال في خلب وفي الصحاح الخلبن الحمقاء قال ابن السكيت وليس من الخلابة قال رؤية يصف النوق وخلطت كل دلاث علجن ... تخليط خرقاء اليدين خلبن وروى خلباء اليدين وهي الخرقاء الدلاث السريعة علجن صلبة كناز اللحم.

ويأخذه من الضيف (¬1) وحكى عن أبي زيد أنه قال ضفن الرجل إذا جاء مع الضيف وهو على رأي أبي زيد فيعل وعلى رأي الخليل فعلن ويقوي قول أبي زيد أنهم قالوا رجل ضفن وامرأة ضفنة (¬2) قال جرير: تلقى الضفنة من بنات مجاشع ولها إذا انحل الإزار حران (¬3) وأنما قلت ذلك لأن مهيمنًا يجوز أن يجعل مفعلنًا ويكون من الهيم كأن الإنسان من خوفه الله يهيم في الأرض وهذا مناسب لقولهم إله لأنه يوله من من الو له أو يأله الإنسان فيه أي يحار ويجوز بعد هذا كله أن يكون المهيمن اسمًا أصله غير عربي ولكنه وافق ألفاظ العربية كما وافقها يعقوب واسحق وعزير لأن ما ظهر من لفظ يعقوب مساو لفظهم باليعقوب الذي هو ذكر الحجل أو القا وواحد اليعاقيب من قولهم طير يعاقيب إذا جاءت في عقب الجيش وخيل يعاقب أي ذوات أعقاب في الجري قال سلامة بن جندل: (¬4) ¬

_ (¬1) يقال ضفن مع الضيف إذا جاء معه والضيفن الذي يجيء مع الضيف قال النحويون نون ضيفن زائدة قال ابن سيدة وهو القياس (¬2) الضفن على وزن هجف الاحمق من الرجال مع عظم خلق يقال امرأة ضفنة. (¬3) مجاشع بن دارم بن مالك أبو قبيلة من تميم وهو من أجداد الفرزدق وقد روى هذا البيت في ديوان جرير هكذا: تلقى ضفن مجاشع ذا لحية ... وله إذا وضع الازار حران الضفن الأحمق الكثير اللحم أو العظيم الحلق والازار ما يستر اسفل البدن وحران مثنى حر وهو المفرج وهذا البيت من قصيدة يجيب فيها الفرزدق والاخطل ويهجو محمد بن عمير بن عطار والبيت على رواية الديوان أشبه بأسلوب جرير في مثل هذا الموطن من رواية أبي العلاء (¬4) سلامة بن جندل بن عمرو بن كعب التميمي =

ولّى حثيثًا وهذا الشيب يطلبه لو كان يدركه ركض اليعاقيب وإسحاق يواطئ مصدر اسحقه الله اسحاقا (¬1) وعزيز موافق تصغير العزر وهو أصل بناء التعزير (¬2) ويقوي مجيء فعلن في أبنية الأفعال الماضية قول من يزعم أن ارجحن افعلن وأن أصله رجح (¬3) ولو بنيت من المضاعف مثل مهيمن لا وجب قياس التصريف أن تدعم (¬4) فتقول في مثل مهيمن من سر إذا كان مفيعلاً على القول القديم مسير فتدغم وتجمع بين ساكنين وإن كان الأول منهما لم يكمل فيه اللين (¬5) كما قالوا ¬

_ = شاعر جاهلي حجازي جيد الشعر في شعره حكمة توفي قبل الهجرة بنحو ربع قرن وهذا البيت من قصيدة مشهورة مذكورة في المفضليات أولها: أودى الشباب حميدًا ذو التعاجيب ... اودى وذلك شأو غير مطلوب ولي حثيثًا ... واليعقوب قيل ذكر الحجل والقطا اليعاقيب الخيل سميت بذلك تشبيهًا بيعاقب الحجل لسرعتها وبها فسر هذا لبيت (¬1) بمعنى ابعده (¬2) العزر والتعزير ضرب دون الحد لمنعه الجاني من المعاودة وردعه عن المعصية والعزر المنع والعزر والتعزير الاعانة والنصر والتقوية (¬3) ارجحن مال من ثقله وتحرك. أورده الجوهري في حرف النون على أن النون أصليه وغيره يجعلها زائدة من رجح يرجح إذا ثقل (¬4) لأنك تقول مسيرر فيجتمع مثلان متحركان فيدغمان والأول من المدغمين ساكن وقبله الياء ساكنة فيجتمع ساكنان. (¬5) حرف العلة إذا سكن يسمى حرف لين فإن جانسه حركة ما قبله سمي حرف مد وكل حرف مد حرف لين من غير عكس. والألف حرف مد دائمً لأنها لا يكون ما قبلها ألا من جنسها أي مفتوحًا والواو والياء يكونان تارة حرفي لبن كما في قول وبيع وتاره يكونان حرف مد كما في يقول ويبيع

أصيم (¬1) فجمعوا بينهما وإن كان ما قبل الياء مفتوحًا وحكوا المعيدّي بتشديد الدال (¬2) فأما حكاية بعضهم هيلل إذا قال لا إله إلا الله فإذا صح ذلك عن الفصحاء جاز فيه وجهان أحدهما أن يكون جاء ظاهر التضعيف على الشذوذ من بابه كما قالوا ألل السقاء (¬3) وضبب المكان (¬4) والآخر ¬

_ = وتارة لا يكونان حرفي مد ولا لين بل هما بمنزلة الصحيح وذلك إذا تحر كامثل وعد ويسر والساكنان يفتقر التقاؤهما في حالة الوقف بغير شرط وإما في حالة الدرج فلا يجوز التقاؤهما ألا بشرط منها أن يكون الأول حرف مد ولين ومنها أن يكون الثاني مدغمًا ومنها أن يكونا في كلمة واحدة وذلك مثل دابة وخويصة تصغير خاصة وتمود الثوب فالياء في مسير حرف لين فقط لأن ما قبلها مفتوح وأن كان الأول منهما لم يكمل فيه اللين (¬1) تصغير اصم والياء فيه حرف لين فقط لأن ما قبلها مفتوح لأن ياء التصغير وضعت ساكنة وملازمة للسكون فلا يجوز نقل حركة ما بعدها إليها قال الرضي ج 1 ص 193 وإذا حصل بعد ياء التصغير مثلان ادغم أحدهما في الآخر فيزول الكسر بالادغام نحو اصيم ومدبق وبعد هذا من باب التقاء الساكنين على حده (¬2) معد اسم رجل والنسبة إليه معدي وفي المثل تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. يضرب لمن كان خبره خير من مرآته وأول من قاله النعمان للصقب بن زهير الهندي. وكان الكسائي يرى التشديد في الدال ويقول إنما هو تصغير رجل منسوب إلى معد وغير الكسائي يخفف الدال استثقالاً للجمع بين تشديدتين ويشدد ياء النسبة وقال ابن السكيت إذا اجتمعت تشديدة الجرف وتشديدة ياء النسبة خففت ياء النسبة (¬3) ألل بالكسر أي تغيرت ريحه وهذا أحد ما جاء باظهار التضعيف (¬4) ضبب البلد كثر ضبابه وهو أحد ما جاء على الأصل من هذا الضرب وقد ذكره ابن السكيت في حروف اظهر فيها التضعيف وهي متحركة مثل قطط شعره أي قصر وجعد ومششت الدابة اصابها المشش وهو ورم يأخذ في مقدم

أن يكون أصله هلل فأبدلوا الياء من اللام لما اجتمعت ثلاثة أحرف متجانسة والبدل ههنا أقيس منه في أما إذا قالوا أيما كما قال ابن أبي ربيعة: رأت رجلاً أيما إذا الشمس عارضت فيضحى وأيما بالعشي فيخصر (¬1) ورأي سيبويه (¬2) أن يظهر في سيرر ويدغم في مثل اغدو دن من سر وفي ذلك ونظر لم يسمع مثل اغدودن من المضاعف مدغمًا ولا مظهرًا وقولهم هلّل إذا قال لا إله إلا الله كلمة استعملت في الإسلام ولا تعرف من قبله وهي مأخوذة من حروف لا إله إلا الله عز وجل استعملت اللامات منها والهاء وحذف ما سوى ذلك وقد جاءت الفاظ ممتزجة من كلمتين كما حكى بعضهم حيعل إذا قال حي على الصلاة وفي كتاب العين ¬

_ = عظم الوظيف وألل السقاء (¬1) عارضت اعترضت في الأفق وارتفعت وقيل أنت العارضة أي وسط السماء يضحى يظهر للشمس ويخصر يبرد يقول رأت رجلا إذا ارتفعت الشمس برز لها وسار نهاره وإذا جاء الليل برد والشاهد فيه ابدال الميم الأولى من أما ياء استثقالا للتضعيف (¬2) قال سيبويه ج 2 ص 401 وإذا ضاعفت اللام وكان فعلا ملحقًا ببنات الأربعة لم تدغم لأنك إنما أردت أن تضاعف لتلحقه بما زدت بدحرجت .. وقال في ص 402 وإذا قلت افعوعات وافعوعل كما قلت اغدودن قلت اردود يردود مثل يسبطر واردودوت نجربه في الادغام مجرى احمررت لأنه لا نظير له في الأربعة نحو احروجمت واحروجم .... وتقول في فوعل من رددت رودد اسمًا وأن كان فعلاً قلت روددت ورودد يرودد وكذلك فيعل. اسما ريدد وأن كان فعلا قلت ريدد لأنه ملحق بالأربعة فاردت أن تسلم تلك الزنة كما سلمتها في جلبب فكما لم تغير الزنة حين الحقت بالتضعيف كذلك لا تغيرها إذا الحقت بالواو والياء ويلخص كلام سيبويه بأن مثل سيرر زيدت فيه الياء للالحاق بدحرج فلا يدغم لأن الادغام يغيره عن =

هذا البيت أقول لها وضوء الصبح باد ... الم تحزنك جيعلة المنادي (¬1) ولا أدفع أن يكون هذا الشعر مصنوعًا وقد أنشدوا بيتّا آخراً: وما إن زال طيفك لي عنيقًا (¬2) ... إلى أن حيعل الدّاعي صباحا وقالوا حمدل إذا قال الحمد لله وجعفل إذا قال جعلني الله فداك وبسمل إذا قال بسم الله وأنشدوا بيتًا يجوز أن يكون مولدًا ولا أحكم عليه بالتوليد: لقد بسملت ليلى غداة لقيتها ... فياحبذا ذاك الحبيب المبسمل فهذه الألفاظ تشبه قولهم عبشمي في النسب إلى عبد شمس وعبدري في النسب إلى عبد الدار وعبقسي في النسب إلى عبد القيس فإذا قيل ¬

_ = الوزن الذي اريد الحاقه به وزيد عليه حرف من أجله. ومثل اغدودن ليست الزيادة فيه لأجل الالحاق بوزن آخر وإنما هي لمعنى آخر غير الالحاق وهو المبالغة وإذا تأملنا تبين لنا أن الزيادة في مثل اغدودن وأن كانت لغير الالحاق ألا أنه اريد المبالغة على هذا الوزن وأن الادغام في مثل اسرور واردود يجعله على وزن اسبطر وهو من اوزان الرباعي المزيد فيه فإذا قيل اسرورو واردود على وزن اقشعر حصل التباس فلا يدري هذا الوزن أمن الثلاثي المزيد فيه ثلاثة أحرف أم من الرباعي المزيد فيه حرفان وقد منعوا الادغام فيما يؤدي إلى لبس واشتباه بناء ببناء كسرر وطلل لأننا لو ادغمنا نحو سرر فقلنا سر لم يعلم هو فعل مثل طنب وعنق وقد ادغم أو هو على فعل اصلا كجب ودر وكذلك طلل إذا ادغم لا يعلم هل هو فعل بفتحتين أو فعل كصد وجد ولعل أبا العلاء قال وفي نظر لأجل هذا (¬1) رواه في الصحاح واللسان: «اقول لها ودمع العين جار» وفي الصحاح ألم يحزنك وقال الجوهري حكى سيبويه عن أبي الخطاب أن بعض العرب يقول حي هل الصلاة يصل بهل كما يصل بعلى فيقال حي على الصلاة ومعناه ائتوا الصلاة واقربوا من الصلاة (¬2) عنيقا معانقا

ما وزن عبشمي فإن النظر يوجب وجهين أحدهما وهو الأقيس أن تخرجه إلى باب جعفر فتقول فعلليّ كما أنك إذا قلت يا حار فضممت أخرجته إلى باب حار ودار وجعلته كالمعتل الألف والآخر أن تقول وزنه فعفى لأنك أخذت من عبد العين والباء ومن شمس الشين والميم وعبدري على هذا القول فعفل لأنك حذفت الألف من الدار وهي مكان العين وعبقسي هذا القول فعفلي لأنك حذفت الألف من الدار وهي مكان العين وعبقسي فعفلي أيضًا فأما قولهم حمدل إذا قال الحمد لله فعلي أي الوجهين حملته قلت وزنه فعلل لأنك أن أخرجته إلى باب دحرج فالنطق به كذلك وأن جعلت اللام زائدة فهو على اللفظ الأول ونظيره من الأسماء عبدل إذا جعلت اللام زائدة ووزنه فعلّل وكذلك لو جعلتها من الأصل وقولهم جعفل إذا أرادوا جعلني الله فداك فكأنه مبني من جيم جعل وعينه ثم جاؤوا بفاء فداك ثم ردوا لام جعل فكأنه إذا حملت على قولك فعفي في عبشمي فعفل وعلى هذا النحو يجري حكم هذه الأسماء فأما هلل فأحسن ما يقال فيه أنه فعّل لأنك إذا حكمت عليه بهذه الأحكام احتجت أن تأخذ الهاء من إله وهي موضع اللام ثم تجيء بثلاث لامات لا تدري من أين اجتلبن ألا أن أقيس ذلك أن يكن ممتزجات من لامات إلا واسم الله عز وجل وألا غير محكوم على وزنها ما دامت في الباب (¬1) كما مضى في إياك ويدلك على رأي النحويين أنك إذا بنيت من سرّ مثل مهيمن ¬

_ (¬1) يريد أن الحرف ليس له حظ في التصريف ولذلك لا بتعرض له فغي علم التصرف ولا يبحث عن وزنه واشتقاقه إلا إذا خرج عن باب الحرفية وصار علما وقد تقدم الكلام في ذلك.

قلت مسير على غير قول سيبويه أنهم قالوا لو بنيت من ردّ مثل اغدودن لقلت اردود (¬1) يا فتى فادّغمت والادغام في مفيعل أقيس لأنه أقل لفظًا من اغدودن (¬2) ولأن وقوع الياء المفتوحة (¬3) قبل المدغم مستعمل في تصغير أفعل من المضاعف مثل أجمّ وأجم وأمر وأبرّ ولا نجد في مفرد كلامهم حرفًا مدغمًا قبله واو مفتوح ما قبلها وإنما تجد ذلك في المنفصلين مثل قولك قدت الخيل قود دريد فأما المضموم ما قبلها فتجيء قبل المدغم في فعل ما لم يسم فاعله إذا كانت فيه قبل الرّد ألف مثل قولك تذام القوم وتماد والثوب بينهم واحمارّوا في المكان فإذا رددته إلى ما لم يسم فاعله قلت تذوم في بلادكم وتمود الثوب واحمور بمكان كذا ولو بنيت من اقشعر مثل مهيمن لجاء على الوجهين الماضيين أحدهما أن يمتنع من ذلك لأنك إذا مثلته لم يكن لك بدّ من حذف حرف من الأصول والآخر أن تنبيه لأنك إنما قيل لك مثل كذا ولم يقل لك اجعله من كلام العرب فالمسألة صحيحة فكنت تقول مقشع فتحذف حرفًا من الأربعة لأن اقشعر وأن كان ستة أحرف فهو مأخوذ من قشعر وأن لم ينطق به ويقوي هذا القول أنهم قالوا في تصغير سفرجل سفيرج وفي جمعة سفارج فأسقطوا الأصلي لما احتاجوا إلى ذلك (¬4) ويقويه أيضًا ¬

_ (¬1) والأصل اردودد (¬2) قدمنا رأي سيبويه في مفيعل وأن الزيادة فيها للالحاق وبينا رأيه في اردود على مثل اغدودن (¬3) كذا في الأصل وظاهر كلامه يقتضي أن يكون هكذا ولأن وقوع الياء المفتوح ما قبلها قبل المدغم مستعمل. (¬4) قدمنا قبلا أن تصغير الخماسي ضعيف. وسبب ذلك أنه ثقيل =

قولهم في حكاية صوت العندليب (¬1) وهو البلبل العندلة فحذفوا الباء لما اضطروا إلى ذلك كما حذفوا آخر الخماسيّ في التصغير والتكسير ولا يقول أحد من أهل القياس أن مبيطراً وبابه مصغرات وإنما يقال انهن وافقن لفظ المصغر وهذه الحكاية التي جعل فيها مبيطر ومسيطر من ذوات التصغير ذكرها أهل اللغة (¬2) وهم يتجوزون في العبارة ولا يوفون التصريف ما يجب له كما ذكر بعضهم أن أولاً فوعل وذلك ما لا يجوز ¬

_ = وبالتصغير يزداد ثقلاً ولأن تصغيره بوجب اسقاط حرف أصلي منه وفيه على ضعفه ثلاثة أوجه الأول أن يحذف الحرف الخامس كما يحذف في جمع التكسير وهذا اجودها فنقول في سفرجل سفيرج كما نقول سفارج الثاني أن يحذف ما أشبهه الزوائد أي ما كان من الحروف الزوائد في الجنس أو في الشبه فنقول في جحمرش جحيرش بحذف الميم لأنها من الزوائد والثالث أن تبقى حروفه فتقول في سفرجل سفيرجل قال الأخفش سمعت من يقول سفيرجل بكسر الجيم والقول الأول هو الأجود والأقرب إلى القبول والقول الثاني ذهب إليه الزمخشري وابن الحاجب وغيرهما وفيه بعد والثالث قيل بفتح الجيم وإيضاح هذا في شرح الرضي على الشافية ج 1 ص 204 والجاربردي 78 وشرح المفصل ج 5 ص 116 (¬1) العندليب قيل هو البلبل وقيل هو الهزار وقيل طائر يصوت الوانا وفي اللسان العندليل طائر بصوت الوانا والبلبل بعندل أي يصوت وعندل الهدهد إذا صوت عندلة. وقال الأزهري العندليب طائر أصغر من العصفور ... وجعلته رباعيًا لأن أصله العندل ثم مد ياء وكسعت بلام مكررة ثم قلبت ياء والشد لبعض شعراء غني والعندليل إذا زفا في جنة ... خير أحسن من زفا الدخل (¬2) نقل في التاج عن شيخه أن المبيطر مما الحقوه بالمصغرات وليس بمصغر قال أئمة الصرف هو كأنه مصغر وليس فيه تصغير ومثله المهينم والمبيقر والمبيطر والمهيمن ولم يوجد من ذكر أن هذه الألفاظ من ذوات التصغير

في حكم التصريف حتى كأنه لا يشعر أنه لا ينصرف في بعض الجهات وإنما أول أفعل بلا مرية وبناؤه في الأصل عند أهل البصرة من واوين ولام فكأنه مأخوذ من الوؤل وأن كانت هذه كلمةً لا ينطق بها ولو تكلفوا ذلك لجعلوا الواو الأولى همزة (¬1) واختلف النحويون إذا صغرت مبيطراً وبابه فقال قوم تقول مبيطر فتحذف الياء وتجيء بالمصغر على لفظ المكبر (¬2)، وإن شئنا عوّضنا فقلنا مبيطر وقال آخرون إذا صغرنا مبيطرًا لم يكن لنا بد من التعويض ليقع الفرق بين التصغير وغيره وهذا وجه ¬

_ (¬1) اختلف العلماء في وزن أول فقال بعضهم وزنه فوعل إمامن آل أصلها أول فحروفه الأصلية الهمزة والواو واللام ادغمت الواو التي هي عين الكلمة فصار أول أو من وأل وأصله ووأل فنقلوا الهمزة إلى موضع الفاء وادغموا الواو في الواو فصار أول وإنما ذهبوا إلى ذلك لأن الواو تزاد ثانية كثيرًا كجوهر وكوثر وقال آخرون وزنه أفعل واستدلوا على ذلك بمجيء الأولى في مؤنثه والأول في جمعها والفعلى والفعل لا تجيئان من فوعل لأن مؤنثه فوعلة وجمعه فواعل كجوهر وجوهرة وجواهر وهذا هو المختار وقد حكم فيه بالاشتقاق لا بغلبة الزيادة وقد اختلف أيضًا أصحاب هذا القول قال بعضهم أنه أفعل من وول فحروفه الأصلية واو ثم واو ثم لام فاصله أوول فادغمت الفاء في العين وقال آخرون أنه من وأل قلبت الهمزة واوًا وادغمت وقال آخرون أنه من أول قلبت الهمزة واوًا وادغمت والصحيح أن وزنه افعل وأنه من وول لما يلزم من مخالفة المقياس على المذهبين الآخيرين وأصل أولى على المذهب المختار وولي قلبت الواو الأولى همزة لزوما وأن كانت الثانية ساكنة حملا على الأول راجع الجاربردي ص 205 والرضي على الكافية ج 2 ص 202 وعلى الشافية ج 2 ص 340 (¬2) قال الرضي وإذا صغرت مبيطرا أو مسيطرا كان التصغير بلفظ المكبر لأنك تحذف الياء كما تحذف النون في منطلق وتجيء بياء التصغير في مكانه

حسن ولقائل أن يقول أنا إذا صغرنا مبيطرًا وبابه وجب أن نحذف الميم فتقول ببيطر لأنا قد حذفناها من مدحرج ومسرهف فإذا كانت تحذف في بعض المواضع كان حذفها ههنا أولى لأن الياء في بيطر وإن كانت زائدة فهي ملحقة بحاء دحرج وما ألحق بالشيء فهو مثله في الحكم وقياس مبيطر وبابه أن تقول في جمعه مباطر ومهامن في مهيمن فإن عوّضت قلت المباطير والمهامين وليس في الجمع لبس كما كان في التصغير فأما قولهم البياطرة فهو جمع بيطر أو بيطار أوبيطر (¬1) لأنهم قد قالوا ذلك كله ومن ذهب إلى أن يقول في تصغير مبيطر بييطر جاز أن يجعل بياطرة جمع مبيطر على حذف الميم ومهيمن إذا كان لغير اسم الله سبحانه فقياس جمعه مهامن ومهامين ومهامنة لأن هذه الهاء تجيء عوضًا من الياء ومن ذهب إلى أن مهيمنًا ¬

_ (¬1) ذكر في اللسان البطير والبيطر والبيطار والببطر مثل هزبر والمبيطر وهو من يعالج الدواب ولم يذكر بياطرة والظاهر أنه جمع لغير بيطر ومبيطر كما قال أبو العلاء وقد نص سيبويه ج 2 ص 201 على أن صيقل يجمع على صياقلة وصيرف على صيارفة وقال الرضي في شرح الشافية ج 2 ص 190 وقد تكون التاء في اقصى الجموع لتأكيد الجمعية نحو ملائكة وصياقلة والتاء في اناسية قيل عوض من أحدى ياءي اناسي وقال في ص 188 وقد يبدل التاء في اقصى الجموع من ياء غير النسبة نحو حجاحجة في حججاح والأصل حجاجيح. والتاء في زنادقة وفرازنة يجوز أن يكون بدلا من الياء إذا يقال زناديق وفرازين وزنادقة وفرازنة وإن تكون دليل المعجمة. وقد ذكر النحاة أنه يجوز أن يعوض مما حذف في الثكسير ياء قبل الآخر سواء كان المحذوف أصليًا أم زائداً فالياء في مهامين عوض عن المحذوف من مهيمن والتاء في مهامنة عوض عن ياء مهامين.

مهفعل فليس كذلك يجب أن يقول لأن الهاء ليست بحذاء دال دحرج ولو صحّ ذلك لجاز أن يقال في جمعه ميامن إذا كان من اليمن كما أنك لو جمعت مؤرنبًا لقلت مرانب وقد ذهب قوم إلى أن همزة مؤرنب وأرنب وأفكل اصلية لأنهم فقدوا الرنب والفكل في الكلام (¬1) ومن ذهب إلى هذا الوجه وجب أن يقول في تكسير مؤرنب أرانب كما تقول في تكسير مدحرج دحارج لأن الهمزة عنده أصلية (¬2) والبصريون ¬

_ (¬1) قال الليث ألف ارنب زائدة وقال أبو منصور هي عند أكثر النحويين قطعية وقال الليث لا تجيء كلمة في أولها ألف فتكون أصلية ألا أن تكون الكلمة ثلاثة أحرف مثل الأرض والأرش والأمر وذكروا أن مؤرنب أحد ما جاء على أصله وقال سيبويه ج 2 ص 312 فالهمزة تزاد إذا كانت أول حرف في الاسم رابعة فصاعدا والفعل نحو افكل واذهب وفي الوصل في ابن واضرب وقال الرضي ج 2 ص 372 لما ثبت لنا بالاشتقاق غلبة زيادة الهمزة أولا إذا كان بعدها ثلاثة أصول في نحو أحمر وأصفر وأعلم رددن إليه ما لم نعلم منه ذلك بالاشتقاق كأرنب وايدع وهو قليل بالنسبة إلى الأول وبعض المتقدمين خالفوا في ذلك وقالوا ما لم نعلم بالاشتقاق زيادة همزته المصدرة حكمنا باصالتها فقالوا افكل كجعفر ورد عليهم سيبويه بوجوب ترك صرف افكل لو سمي به ولو كان فعللا لصرف وأيضًا لو كان فعللا لجاء في باب فعلل ما أوله همزة ومما ذكرنا بتضح أن القول الراجح زيادة الألف في ارنب وافكل ومؤرنب. وأن أبا العلاء فرض المسألة على قول اصحابه المذهب المرجوح (¬2) والقاعدة أن الرباعي إذا كان فيه حرف زائد وأريد تكسيره يحذف ذلك الحرف الزائد مثل مدحرج وفدوكس وهو الرجل الشديد فتقول في جمعها وحارج وفداكس إلا إذا كان الزائد حرف مد قبل الآخر فإنه لم يحذف ولكن يجمع الاسم على فعاليل كقرطاس وعصفور وقنديل فتقول في جمعها قراطيس وعصافير =

لا يرون ذلك ولكن يجملون أفكلا واثلبًا على ما كثر من زيادة الهمزة ولو بنيت من اقعنسس مثل مهيمن لوجب أن تقول مقيعس لأن النون واحدى السينين زائدتان وكذلك الميم في أوله فكأنك قلت في الأصل قيعس فهو مقيعس وسيبويه (¬1) يقول في تصغير مقعسيس مقعيس فيجيء على لفظ اسم الفاعل من فيعل والمبرد يختار أن يقول قعيسس وإنما استجاز أهل اللغة أن يتجوزوا في عبارتهم عن مهيمن وبابه فيجعلوه مصغرًا لأنهم رأوا كثيرًا من المصغرات على اختلاف الأبنية يجيء على مفيعل وكل ما في أوله ميم زائدة وبعدها ثلاثة أحرف من الأصول مجردة فإنه يجيء على هذا اللفظ (¬2) وكذلك ما صغرته من باب مفتعل ومنفعل (¬3) فإنك تقول ¬

_ = وقناديل وإذا كانت همزة أرنب أصلية فإن مؤرنب تجمع على أرانب كمدحرج على دحارج (¬1) قال سيبويه تحذف النون واحدي السينين لكون الميم افضل منهما وقال المبرد بل تحذف الميم كما تحذف في نحو محرنجم لأن السين للالحاق بحرف أصلي قال الرضي وقول سيبويه أولى لأن السين وأن كانت للالحاق بالحرف الأصلي وتضعيف الحرف الأصلي لكنها طرف أن كانت الزائدة هي الثانية أو قريبة من الطرف أن كانت هي الأولى والميم لها قوة التصدير مع كونها مطردة في معنى (¬2) مثل مقتل ومضرب ومكرم (¬3) إذا كان في الاسم زيادتان أحداهما غير مدة فلابد من حذف أحداهما لأنه قدر الضرورة وبه نصير الكلمة على بنية التغير وهانان الزيادتان أما أن تكونا متساويتين وأما تفضيل أحداهما الأخرى فإن كانتا متساويتين فأنت مخير في حذف أية واحدة منهما شئت فتقول قلنسوة قليسية وقلينسة بحذف النون في الأولى والواو في الثانية وفي حبنطى حبينط وحبيط والحبنطى الممتلئ غضبًا أو بطنة وأن كانت أحداهما تفضل الأخرى ابقيت الفاضلة وحذفت المفضولة والفضل يكون بأنواع منها أن تكون الزيادة في الأول =

فيه مفيعل مثل منطلق ومنكسر ومقتدر ومعتذر تقول مطيلق ومعيذر ومكيسر ومقيدر ومن بني على القياس من مقشعر وغيره من الرباعيات مثل مهيمن وجب أن يمتنع من بناء مثل ذلك من الخماسي مثل سفرجل وهمرجل (¬1) لأنهم قد حذفوا الخماسي حتى صار على أربعة ولم يحذفوه حتى صار على ثلاثة وليست الأصول جارية مجرى الزوائد لأن قولهم يامرو في مروان ليس في هذا الباب (¬2) وأن احتج محتج بقول لبيد: (¬3) درس المنا بمتالع فأبان (¬4) ¬

_ = كميم منطلق ومقتدر ومقدم ومحمر .... فإنك تبقي الميم في هذه الألفاظ وتحذف ما عداها فتقول في تصغيرها مطيلق ومقيدر ... لأن الميم أول الحروف وهي أولى بالابقاء من الأواخر لأن الأواخر محل التغيير لثاقل الكلمة إذا وصلت إليها ثم بعد ذلك الأوساط أولى واما الأوائل فهي أقوى وامكن منهما وهي مصونة عن الحذف ألا في القليل النادر وللميم في الأمثلة المذكورة فضيلتان اخريان كونها الزم من الزائد المتأخر لأنها مطردة في جميع اسمي الفاعل والمفعول من الثلاثي المزيد فيه ومن الرباعي. وكونها طارئة على الزائد المتأخر والحكم للطارئ (¬1) المهمرجل الجواد السريع والميم فيه زائدة كما قال الجوهري (¬2) يعني انهم حذفوا اللام في سفرجل للتصغير أو الجمع فبقي الاسم الخماسي على أربعة ولم يحذفوا منه حرفين حتى يبقى على ثلاثة ولا يرد على ذلك مروان إذا رخم وحذف منه حرفان لأنه ليس من الخماسي بل هو ثلاثي حذف زائده (¬3) لبيد بن ربيعة بن مالك العامري أحد الشعر الفرسان الأشراف الأجواد وأصحاب المعلقات عاش طويلاً وأدرك الاسلام فأسلم ولم يقل بعد الاسلام ألا بيتًا واحدًا وتوفي سنة 43 (¬4) وتمام البيت بالحبس بين البيد والسوبان وقيل عجزه فتقادمت بالحبس فالسوبان متالع جبل بناحية البحرين بين السودة والاحساء في سفحه عين يقال له عين متالع وقيل ابانان جبلان في البادية أحدهما أبان والآخر متالع وإنما قيل =

يريد المنازل ويقول أبي دواد: يلدسن جندل حائر لجنوبه فكأنما تنفي سنابكها حبا (¬1) يريد حبا حبا فإن هذا شاذ لا ينبغي أن يجعل أصلاً يرجع إليه وإذا كان الغرض في قول القائل ابنوا من هذه الكلمة مثل هذه وهو لا يحفل أنطقت به العرب أم لا إنما هو بناؤه الكلمة على معنى التمثيل فذلك لا يمتنع منه شيء (¬2) فلو بنيت على هذا الرأي من سفرجل مثل ¬

_ = لهما ابانان على سبيل التغليب كما يقال القمران. والحبس بكسر الحاء وفتحها جبل لبني اسد والسوبان جبل أو ارض اراد لبيد درس المنازل فحذف الزاي واللام وذلك قبيح (¬1) لدسه بيده ضربه وبالحجر رماه به والجندل الحجارة والحائر المكان المطمئن الوسط المرتفع الحروف والجنوب جمع جنب تنفي تنحني والسنابك أطراف الحوافر من قدم وحباحب قيل أنه رجل كان لا يوقد ألا نارًا ضعيفة مخافة الضيفان فقالوا نار الحباحب لما تقدحه الخيل بحوافرها. وقيل نار الحباحب ما اقتدح من شرر النار في الهواء من تصادم الحجارة وقيل نار حباحب أو نار أبي حباحب الشرر الذي يسقط من الزناد وقال الجوهري وربما قالوا نار أبي حباحب وهو ذباب يطير بالليل كأنه نار وقيل غير ذلك وهذا البيت رواه في اللسان هكذا: يذرين جندل حائر لجنوبها ... فكأنها تذكي سنابكها الحبا بذري يطير وتذكي توقد وتشعل يريد أنها إذا جرت أثارت الحصى في جريها فأصابت جنوبها وذلك لشدة جريها ووطئها والشاهد في قوله الحبا فقد حذف حرفين كالبيت السابق (¬2) ذكرنا قبلً أن أهل التصريف وضعوا مسائل التمرين وغايتهم من ذلك أن يمرنوا المتعلم فيما تعلمه ويعودوه وليس الغرض أحداث أبنية جديدة لم تبنها العرب وقلنا أن الحرمي لا يجوز بناء ما لم تنبه العرب لمعنى مثل ضربب وسيبويه يجوز صوغ وزن ثبت في كلام العرب كضربب وضرنبب على وزن جعفر وشرنبث بخلاف ما لم يثبت كجالينوس فلا يبنى من ضرب على وزنه لأن فاعيلولا وفاعينولا =

مهيمن لقلت مسبفر فحذفت الجيم واللام وكان الخماسي اشدّ احتمالاً للحذف من الرباعي لأنك لما حذفت منه حرفين بقيت ثلاثة أصول ولما حذفت من الرباعي حرفين بقي حرفان أصليان إلا أنهم اعتمدوا على الألف في حذف الحباحب وجعلوها كالأصلي وكذلك ميم منازل وألفها جعلوهما بمنزلة ما هو في نفس الحرف وكذلك لو قيل لك إبن من زلزلت مثل مفيعل لامتنعت من ذلك على رأي الخليل وسيبويه لأنك لا تجدله نظيراً في كلامهم وأن كان غرضك أن تأتي باللفظة في نطقك مثل ما تنطق بالظاءين المتواليتين وأن كانت العرب قد رفضت ذلك وكما تنطق بالضاد بعد الظاء فإنك تجدهم قد اختلفوا في بناء زلزال فقال امتقدمون من البصريين وزنه فعلل وليس هو من الزليل بل هو بناء آخر (¬1) كما أن سطرًا ليس من البسط وقال المتقدمون من أصحاب اللغة وزن زلزل فعفع وقال ¬

_ = لم يثبتا في كلام العرب والأخفش أجاز صوغ وزن لم يثبت في كلامهم للامتحان والتدريب وهذا البحث مبسوط في شرح الشافية للرضى ج 3 ص 295 والجاربردي ص 360 وشيخ الإسلام ص 256. (¬1) فهو من الرباعي وليس فيه تكرير الفاء ولا العين لوجود الفصل بين المكررين ولو قيل أنه مكرر لكان وزنه فعفع وهو ممتنع لأنه يستلزم بقاء الكلمة بغير لام ومذهب الكوفيين في نحو زلزل أي فيما يفهم المعنى بسقوط ثالثه أنه مكرر الفاء وحدها فزلزال من زل والحرف الزائد فيه هو الثالث بشهادة الاشتقاق فوزنه فعفل وقال السرى الرفاء زلزل من زل كجلبب من جلب يعني أنه كرر اللام للالحاق فصار زلل فالتبس بباب ذلل يذلل تذليلاً فأبدل اللام الثانية فاء قال الرضى هو قريب ولكنه يرد عليه أن فيه ابدال بعض ما ليس من حروف الابدال كالكاف في كركر بمعنى كر.

بعضهم وزن زلزل فعفل وإلى ذلك ذهب الزجاج فإذا قبل أن زلزل فعلل فاستكرهت البناء على مهيمن من زلزل قلت مزيلز فحذفت اللام الآخرة كما حذفت جيم دحرج وكما حذفت باء عندليب لما قلت العندلة ومن قال أن زلزل وزنه فعفع فإن مثل مفيعل لا يتهيأ منه لأن مفيعلاً فيه لام أصلية وليس ذلك في فعفع ومن زعم أنه فعفل فإنه يحذف الزاي الثانية حتى يخلص له من ذلك فعل ثم يقول في وزن مهيمن منه مزيل فيدغم كما قال مسير أو يظهر فيقول مسيرر ومزيلل على رأي سيبويه ومن ذهب إلى أن مهيمنًا مفعلن وأنه من هام يهيم فإنه إذا بني مثله من ضرب قال مضربن ومن قام مقو من ومن باع مبيعن ويبعد أن يبني مثله من دحرج ألاعلى قياس قولهم الجعفلة والحمدلة وذلك شذوذ لا يطرد لأنك لو بنيت مثل مفعلن لحذفت الجيم الأصلية وجئت بالنون الزائدة وكذلك حالة في زلزل وبابه إلا أنك إذا استكرهت الكلمة قلت في مثل مهيمن من زلزل إذا جعلته فعلل مزلزن وإذا جعلته فعفع لم يمكنك ذلك لأنه لالام فيه وإذا جعلته فعفل قلت مزلن لأنك تحذف الفاء وتجمع بين العين واللام ومن زعم أن مهيمنًا مهفعيل وبني مثله من ضرب قال مهضرب ومن عدّ وسرّ مهعدّ ومهسرّ ومن قام وباع مهقم ومهسع (¬1) على مثال مهريق وهذه قياسات تنبسط وفيما ذكر كفاية ¬

_ (¬1) كذا في الأصل مهقم ومهسع بغير نقط على شكل السين وقوله على مثال مهربق يقضي بأن يكون مهيع

القول في اللفظ المنقول من كتاب المراغي

القول (¬1) في اللفظ المنقول من كتاب المراغي (¬2) إذا أشكلت الألفاظ في الكتب والغرض معلوم فما ينبغي للناظر أن يحفل بذلك وليقصد أخذ المعنى والفاء ما يظهر من اللفظ الفاسد وأن كان الغرض غير مفهوم فعند ذلك يجب التوقف والذي قصده المراغي بين واضح والكلام الذي نقل قد سقط منه شيء يحتمل أن يكون عبارةً من عبارات مختلفة ولا يفتقر إلى تمثيله لأن الباب في هذا أن الياء إذا كانت في الواحد مخففة فهي في الجمعغ كذلك وإذا كانت مشدّدة في الآحاد رجع التشديد في الجموع مثال ذلك أنك تقول أضحية وأمنية وتقول في الجمع أمانيّ وأضاحيّ وقد يجوز في مثل ذلك التخفيف وأن كانوا لم يخففوا الواحد لأنهم قد قالوا الأماني بالتخفيف والتشديد هو اللغة العالية قال الشاعر في التخفيف: فيازيد علّلنا بمن يسكن الغضا وإن لم يكن يا زيد ألا أمانيا وقال جرير: ترا غيتم يوم الزبير كأنكم ضباع بذي قار تمنىّ الأمانيا (¬3) ¬

_ (¬1) المسألة الثالثة عشرة (¬2) هو أبو بكر محمد بن علي من أهل المراغة كان عالمًا دينًا على الزجاج وله كتاب مختصر في النحو كتاب شرح شواهد سيبويه وتفسيرهما وقد ذكره صاحب الفهرست والسيوطي في بغية الوعاة ولم نقف على كتاب المراغي لنعلم موطن الإشكال وإنما يفهم من الجواب أن الكلام في جمع ما آخره ياء وبيان الموضع الذي يجوز فيه تشديد الياء وتخفيفها والموضع الذي لا يجوز فيه ألا التخفيف (¬3) وبعد هذا البيت: وآب ابن ذيال باسلاب جاركم ... فسميتم بعد الزبير الزوانيا

وكذلك قالوا أثفيه بالتشديد وقالوا في الجمع أثافي فكان تشديد الياء هو الوجه كما قال زهير: أثافي سفعا (¬1) وقد يجيء مخففة قال الراعي (¬2): نصبت لها بعد الهدو الأثافيا وقال قوم أن العرب تلزم تخفيف الأثافي في الجمع والقول في هذا أن الواحد إذا كان مشددًا فالوجه تشديد الجمع ويجوز تخفيفه وهو إذا شدد تام وإذا خفف ناقص وإذا كان الواحد مخففًا فالتخفيف في الجمع ¬

_ = وابن ذيال عمرو بن جرموز قاتل الزبير وسالفه سيفه وفرسه وخاتمه وأصل الرغاء صوت الابل رغا البعير صوت فضيح ويقال للضباع والنعام وتراغوا رغا واحد هاهنا وواحد ها هنا. وتصايحوا وتداعوا وذو قار موضع والزبير بن العوام الصحابي الجليل أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وهو أول من سل سيفًا في سبيل الله وشهد كثيراً من الوقائع والفتوح ترك القتال يوم الجمل فانصرف فلحقه جماعة فقتلوه بوادي السباع بناحية البصرة سنة 36. ويدعي جرير أن الزبير كان جارًا للنعر ابن زمام المجاشعي ولم يكن اجاره فهو يهجو الفرزدق وقومه وبعيره ذلك ويقول انكم يوم قتل الزبير واخفر ذمتكم عمرو بن جرموز لم يكن منكم الارغاء كأنكم ضباع تمني الأماني (¬1) هذا البيت من معلقة زهير وتمامه: أثافي سفعًا في معرس مرجل ... ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلم الأثافي الحجارة التي توضع عليها القدر الواحدة اثفية سفع سود والمعرس هنا الموضع الذي يكون فيه المرجل وهو القدر من حجارة أو حديد أو غيرهما والنؤي حاجز يجعل حول الخباء وجذم الحوض بقيته ولم يتلثم أي ذهب أعلاه ولم يتكسر باقية قال التبريزي في شرح القصائد العشر ويروي أثافي سفعًا بتخفيف أثاف والتخفيف أكثر وإن كان الأصل الثقيل لكثرة استعمالهم اياها ولكن في اللسان أن شئت خففت. وفي موضع آخر وقد تخفف الياء (¬2) الراعي عبيد بن حصين النميري من مضر شاعر فحل هجاه جرير هجاءً مراً وهو من أصحاب الملحمات توفي سنة 90

واجب لا يجوز إلا ذلك تقول جارية وجوار ومارية وموار فهو ناقص في الرفع والخفض فإذا نصب تم فقلت رأيت جواري وقد يجيء التشديد في الجمع إذا كان الواحد ممدودًا كما قالوا صحراء وصحاري وعلباء وعلابي (¬1) وكذلك لو جمعت مفعالاً مثل معطاء ومهداء لقلت في الجمع معاطيّ ومهادي (¬2) كما تقول في جمع مطعام مطاعيم ولو بنيت مفعيلاً من أتيت ونحوه ثم جمعته كما تجمع مسكينًا على مساكين لقلت مآتيّ فالتشديد في هذا الباب ليس له مزية على غيره من باب مفتاح وأما التخفيف فأنه إذا وجد في الواحد وجب أن يكون الجمع مخففًا فنقول سارية وسوار والسواري فتثبت الياء مع الألف واللام ويكون هذا الوجه كما كان الوجه إذا جمعت ضاربةً أن تقول ضوارب وكره أن تقول ضواريب ألا عند الضرورة فهذا نظير لقولك الجارية والجواري وقولك الكافور والكوافير والمسكين والمساكين والملعون والملاعين ¬

_ (¬1) صحراء إذا أردت جمعه قلت صحاري بتشديد الياء وهو الأصل لأن الألف الأولى منها تقلب ياء في الجمع لانكسار ما قبلها وتقلب الهمزة أيضًا ياء ثم تدعم لكنهم خففوه بحذف أحدى الياءين فإن حذفت الثانية المتحركة قلت صحاري بالكسروان حذفت الأولى الساكنة فتحت الراء لتلقت الياء المتحركة الفًا وتسلم من الحذف فتقول صحاري وأما علابي فلا يجوز فيها ألا وجهان كسر الياء مع التشديد والتخفيف ولا يجوز فتح الياء وقد تقدم هذا في الكلام على ارزبة (¬2) لأن مفعالاً يجمع على مفاعيل فتقلب الفه ياء في الجمع لانكسار ما قبلها ثم تقلب الهمزة ياء وتدغم وقد قال سيبويه ج 2 ص 397 وقد كرهوا الياءين وليستاتليان الألف حتى حذفوا أحداهما فقالوا اثاف ومعطاء ومعاط ... ولو قال إنسان احذف في حمع هذا إذا كانو يحذفون في نحو اثاف واواق ومعطاء ومعاط حيث كرهوا الياءين قال قولاً قويًا .....

نظير لقولك بختي (¬1) وبخاتي لأنك تنظر في الزائد الذي قبل الحرف الآخر وكره تخفيف المشدد في الأثافي والأماني كراهًة غير شديدو لأنّ التضعيف مكروه في الياء إذا كانت حرف على واستثقال فآثروا فيها التيسير ويدلك على كراهتهم أن يجمعوا بين الياءين أنهم قالوا حيّ الرجل وعيّ بالأمر ولم يستعملوا من الأفعال الماضية ما يجتمع فيه الياء آن غير هذين النوعين وما تصرف منهما ومن قال في جمع مصباح مصابح وفي مفتاح مفاتح فهو الذي يخفف ياء اثافي وبخاتي قال الشاعر: بخاتي قطار مدّا عناقها السفر ومن حذف في الجمع لم يحذف في الواحد لأن لاجمع تحذف الزوائد فيه ومن العبارات التي يصلح بها الكلام الذي في كتاب المراغي وهي كثيرة أن يقال وليس كذلك بخاتي لأن الياء فيه مشددة وكذلك في ¬

_ (¬1) البخت والبختية دخيل في العربية أعجمي معرب وهي الابل الخراسانية تنتج من بين عربية وفالج بعضهم يقول أن البخت عربي ... جمل بختي وناقة بختية .... ويجمع على بخت وبخات وقيل الجمع بخاتي غير مصروف لأنه بزنة جمع الجمع ولك أن تخفف الياء فتقول البخاتي والاثافي والمهاري ... وقيل في جمعها بخاتي وبخات هذا خلاصة الياء فتقول البخاتي والاثافي والمهاري ... وقيل في جمعها بخاتي وبخات هذا خلاصة ما في الصحاح واللسان وقال الرضى بعد أن ذكر الوجوه الثلاثة المتقدمة في صحاري. وقد الحق بباب صحاري وإن لم يكن في المفرد الف تأنيث لفظان نجاتي ومهاري [جمع مهرية إبل منسوبة إلى مهرة: قبيلة] فجوز فيهما الاوجه الثلاثة والتشديد أولى ولا يقاس عليهما فلا يقال في أثفية وعارية أثافي وعواري بالألف.

واحدة وبتشديد الياء وتخفيفها يجب القياس في الناقصة والتامة فإن قيل فما تصنع فقل (¬1) ¬

_ (¬1) هذا آخر ما وجد في هذه النسخة ومنه يتبين أن المذكور فيها الجواب عن اثنتي عشر مسألة تامة وبعض الثالثة عشرة ولا يعلم مقدار الناقص منها ولا مقدار الجواب عن المسائل الباقية إلا أن الباقي من هذه النسخة ورقتان خاليتان من الكتابة وكل كراسة في هذه النسخة مؤلفة من عشر ورقات وليس في الكراسة الأخيرة إلا أربع ورقات اثنتان مكتوبتان واثنتان خاليتان فإن كانت النسخة مقدرة على قدر الرسالة فالناقص منها ست ورقات ويحتمل أن يكون أكثر من ذلك.

أبواب الكتاب كلمة المصحح 1 مقدمة المؤلف 55 جواب المسألة الأولى: القول في إياك 101 جواب المسألة الثانية: القول في آي، وغاية، وثاية 125 جواب المسألة الثالثة: القول في اسم وحقيقة الحذف منه 138 جواب المسألة الرابعة: القول في اثنين واثنتين 168 جواب المسالة الخامسة: القول في سيد وميت 185 جواب المسالة السادسة: القول في ترك إمالة يا إذا كان حرف نداء 195 جواب المسألة السابعة: القول في قول الراجز: أين الشظاظان ... 200 جواب المسألة الثامنة: القول في قراءة ابن عامر على ما حكى في بعض الروايات من قوله افئيدة 222 جواب المسالة التاسعة: القول في المسألتين اللتين ذكرهما النحويون ... 225 جواب المسالة العاشرة: القول في المسألة التي ذكرها ابن كيسان في كتابه المهذب، وهو قوله هذا هذا هذا هذا أربع مرات. 227 جواب المسألة الحادية عشرة: القول في قول الراجز: يا أيها الضبُّ الخذوَّ ذان 228 جواب المسالة الثانية عشرة: القول في مهيمن 280 جواب المسألة الثالثة عشرة: القول في اللفظ المنقول من كتاب المراغي

فهرست أسماء الأعلام الورادة في رسالة الملائكة في المتن والحواشي (ا) احمد بن فارس 24 الأحمر 93، 133 الأخطل 115، 161، 264 الأخفش 70، 97، 117، 150، 261 أدّ بن طابخة 128 آدم 18 الأزهري 31، 57، 102، 129، 198، 199، 229، 245 ابن أبي اسحق 42 ابو اسحق الاسفرائيني 82، 135 أسلم بن صفوان 220 الأسود بن المنذر 163 الأصمعي 20، 26، 44، 67، 97، 129، 210، 241، 246 ابن الأعرابي 17، 114، 140، 198، 262 الأعرج 165 الأعشى 7، 163، 198 الأعلم الهذلي 21، 97 الأعمش 163 الأفوه الأودي 13 الأقيشر 4 امرؤ القيس 22، 24، 105، 132، 239، 242، 260، 261

أميمة بنت خلف 230 أمينة بنت خلف 230 أمية بن ابي الصلت 247 ابن الأنباري 96، 156 أوس بن حجر 213، 242 أياد بن نزار بن معد 153 (ب) أبو بكر الباقلاني 28 بثينة جميل 45 البحتري 21 البرج بن مسهر 72 ابن بري 25، 72، 110، 160، 163، 164، 175، 209 البصريان 34، 67 البغدادي صاحب الخزانة 215، 258 ابو بكر بن قحافة 220، 243 البيضاوي 12، 156، 174، 229 ابن البيطار 238 (ت) تأبط شرًا 90 التبريزي 24، 37، 38، 213، 281 التغلبي الشاعر 205 (ث) ثعلب 25، 130، 225 (ج) الجاحظ 48، 49

الجاربردي 36، 61، 78، 81، 87، 88، 89، 94، 97، 99، 100، 103، 105، 113، 117، 168، 170، 173، 176، 180، 184، 196، 204، 157، 271، 272، ..... جارية بن الحجاج (ابو داود) 116 جبار 244 جبريل 9 ابن الجزري 60 جران العود 21 الجرجاني عبد القاهر 135 الجرجاوي 92 الجرمي 97، 175، 240، 277 ابن جرير 28 جرير بن عطية 12، 17، 108، 115، 225، 260، 264، 281 الجعدي 73 ابن جماعة 71، 79، 81، 97، 100، 101، 123، 175 الجمحي 57 جميل بن معمر 93 أم جندب 24 ابو جندب الهذلي 71 ابن جني 36، 239، 240 الجواهري 20، 21، 24، 31، 37، 40، 41، 52، 70، 71، 72، 83، 76، 79، 100، 114، 123، 135، 144، 145، 163، 164، 165، 170، 173، 208، 209، 230، 242، 245، 253، 358، 262، 268، ....

(ح) أبو حاتم السجستاني 35، 75، 82 حاتم الطائي 132 ابن الحاجب 81، 271 الحارث بن التوءم 154 الحارث بن جبلة بن أبي شمر 6 الحارث بن خالد المخزومي 8 الحارث بن عمرو 165 الحارث بن كعب 17 الحارث بن كلدة 46 الحافظ 21 الحجاج 23، 45، 242 حسان بن ثابت 151 الحسن البصري 23، 158، 200، ... الحصين بن الحمام 72، 161 الحطيئة 10، 156 حمزة المقريء 34 حميد بن ثور 11 أبو حيان 193، 253 (خ) خالد بن سعيد بن العاص 230 ابن خالويه 44، 82، 83 أبو خراش الهذلي 71 أبو الخطاب 268، 184 الخليل بن أحمد 15، 18، 27، 34، 36، 55، 69، 70، 79، 86، 107، 108، 111، 150، 175، 264، 278

(د) الداجوني 200 داود الظاهري 221 دختنوس بنت لقيط بن زرارة 46 ابن درستويه 56، 157 ابن دريد 26، 123، 160 الدسوقي 56 ابن أبي الدنيا 49 ابو دؤاد الأيادي 74، 153، 239، 277 دهلب بن قريع 262 (ذ) ذو الرمة 22، 41، 98 أبو ذؤيب الهذلي 181، 198، 199، 207 ابن ذّيال 280، 281 (ر) الراعي الشاعر 274، 281 الربيع بن زياد 203 الرشيد 93 رضوان 9، 43 الرضي شارح الشافية 12، 36، 40، 60، 61، 63، 29، 81، 88، 89، 99، 100، 101، 102، 104، 111، 121، 124، 125، 135، 139، 140، 168، 171، 176، 180، 184، 205، 211، 258، 261، 266، 271، 272، 273، 278، ..... الرّماني 92، 353

الرؤاسي 169 رؤبة الراجز 71، 155، 191، 216 (ز) الزبرقان 10 أبو زبيد 25، 9، 132، 212، ... الزبير بن العوام 281 ابو اسحق الزَّجاج 19، 20، 32، 34، 38، 39، 40، 55، 68، 69، 95، 101، 102، 142، 145، 159، 201، 153، 279 الزمخشري 34، 39، 105، 124، 125، 201، 71 الزنجاني 157 زهير بن أبي سلمى 41، 53، 110، 137، 205، 274، 281 أبو زيد 8، 37، 38، 52، 144، 164، 202، 262، 264 زيد بن علي 175 (س) سحيم بن وثيل 20، 32 ابن السراج 253 السري الرفاء 278 ابو سعيد الاموي 13 ابن سعيد بن حبيب 181 سعيد بن عثمان بن عفان 17، 24 سعيد بن مسعدة 18، 31، 32، 69، 70، 150، 161، 176 السفاح بن بكير اليربوعي 145 السكري 21، 155 ابن السكيت 96، 263

سلامة بن جندل 264 سلمان بن ربيعة 144 سلمى بنت ربيعة 144 سليمان بن داود عليه السلام 247 السمِّي أبو العباس 127 سنان بن أبي حارثة 41 ابو سواج 114، 115 سويد بن كراع العكلي 24 سيبويه 7، 15، 18، 20، 22، 27، 29، 32، 33، 34، 35، 36، 39، 40، 45، 49، 55، 56، 57، 63، 69، 70، 74، 75، 76، 78، 79، 85، 87، 89، 96، 99، 100، 102، 105، 107، 108، 109، 113، 117، 120، 129، 133، 134، 135، 140، 146، 147، 150، 152، 155، 157، 159، 161، 166، 168، 175، 180، 182، 183، 184، 186، 194، 195، 196، 199، 203، 204، 208، 209، 210، 211، 222، 226، 228، 236، 237، 238، 250، 252، 253، 257، 261، 263، 267، 273، 274، 275، 278، 279، ابن سيده 29، 31، 44، 72، 75، 118، 123، 143، 184، 243، 245 ... السيرافي 13، 76، 121، 253 سيف الدولة 12، 82، 203 السيوطي 12، 56، 63، 72، 132، 137، سنة 280 السهيلي 190 (ش) الشافعي 28 ابن الشجري 165 الشماخ 158، 196

الشنتمري 69 الشنفري 35 الشيباني (ابو عمرو) 256 شيخ الاسلام 97، 8، 101، 102، 113، 70، 7، 176، ... ، 278 شيطان بن الحكم 248 شيطان بن مدلج 248 (ص) صخر 21 صدقة بن يوسف 48 صرد بن حجلة 114، 115 الصمة بن عبد الله القشيري 255 (ض) ابن الضائع 203 الضبي 49، 262 ضمرة بن ضمرة 163 (ط) طرفة بن العبد 95، 154 طفيل بن عوف 96 ابن طلحة 62 طلق 244 الطهوي ذو الحرق 221 (ع) ابن عامر 67، 174، 175، 200، 201

عامر بن صعصعة 11 عائشة بنت طلحة 231 العباس بن عبد المطلب 220، 229 العباس بن الوليد 200 عبد الله بن دارم 24 عبد الله بن الزبير 6 عبد الله بن عباس 124، 220 عبد الله بن عمر 124 عبد الله بن كثير 202 ابو عبد الله بن مالك 202 عبد الله بن مسعود 57 عبد الملك بن مروان 71، 225 عبد مناة بن كنانة 57 عبد مناف بن ربع 207 عبد الوهاب بن أحمد 206 عبد يغوث الحارثي 170 عبد يغوث بن صلاءة 216 عبد يغوث بن وقاص 216 عبيد الله بن عبد الله 220 أبو عبيدة 8، 17، 30، 42، 45، 49، 67، 68، 97، 134، 261، 256 عثمان بن عفان 25، 220 العجاج 71، 76، 135، 154، 164، 165، 204، 257، 262 أبو عدنان 11 عدي بن مالك 44 العديل بن الفرخ 242 عرابة بن أوس 58

عروة بن زيد 244 عروتة بن الورد 244 عزرائيل 8، 9 ابن عصفور 97، 111 عضد الدولة 12، 203 عطاء بن رباح 220 ابن عقيل 261 عكب اللخمي 182 عكرمة 229 ابو عمرو بن العلاء 13، 22، 67 ابو العلاء المعري 1، 6، 7، 10، 13، 19، 33، 34، 35، 40، 42، 44، 49، 50، 60، 62، 67، 68، 83، 87، 90، 94، 97، 111، 112، 115، 125، 140، 145، 160، 184، 186، 188، 201، 209، 219، 226، 227، 229، 230، 232، 235، 238، 242، 247، 256، 258، 264، 273، 274 علقمة بن عبدة 6 على بن أبي طالب 44، 46، 159، 229 على بن بدال السلمي 160 على المبارك 207 على بن محمد بن همام 3 علي بن مسعود الأزدي 57 على بن المكعبر 95 عمارة بن عبيد الوالي 192 عمر بن أبي ربيعة 8، 33، 221، 268

عمر بن أحمر 214 عمر بن الخطاب 46، 220، 229 أبو عمرو القارئي 91 عمرو بن شاس 7 عمرو بن عمرو 46 عمرو بن كركرة 246 عمرو بن هند 154، 165 عنترة 92، 213 العيني 191، 161 (ف) ابن فارس 28، 111 الفارسي أبو علي 12، 26، 35، 94، 155، 203، 215، 216، 253، 248، 258 فاطمة بنت محمد 159 الفرَّاء 13، 16، 19، 24، 37، 49، 61، 72، 91، 93، 102، 107، 130، 152، 155، 158، 164، 169، 170، 175، 189، 190، 191، 193، 194، 205، 206، 249، ... الفرزدق 16، 17، 115، 157، 161، 208، 209، 264، 281 الفيروزابادي 31، 253، ... (ق) القالي أبو علي 17 بن قتيبة 4 القريعي دوسر 14 ابن القطاع 111

قيس بن زهير 203 (ك) ابن كثير 12، 67، 202، 204 الكسائي 6، 13، 19، 25، 34، 49، 60، 91، 93، 133، 158، 160، 207 كعب بن مالك 134 الكميت بن زيد 73، 153 ابن كيسان 55، 57، 66، 225 (ل) لبيد 73، 166، 199، 276، 277 اللحياني 93 الليث 28، 274 (م) المازني 55، 69، 75، 77، 97، 190 مالك 9 ابن مالك 63، 100، 192 مالك بن خالد 57 مالك بن الريب 17 مالك بن عويمر 210 مالك بن نويرة 114 المبرد 35، 160، 177، 182، 225 المتجرد (امرأة النعمان) 182 المتلمس 154 متمم بن نويره 114 المثقب العبدي 161

مجاهد 202 أبو محجن 16 ابن محيصن 39، 228 مرة بن محكان 17 مرداس بن عمر 161 المرار الاسدي 181 ابو مسحل 206 مسلم بن معبد 192 المسيب بن علس 161 مضرس بن ربيعي 25، 93 معاوية بن أبي سفيان 46 معد بن نزار 43 المعضل 57 معقل بن خويلد 11 المفضل (انظر الضبي) ابن مقطوع 145 المنخل اليشكري 182 المنذري 258 أبو منصور 81، 167، 274 منظور بن مرثد 37 منكر 9 المهدي العباس 262 ابن مهران 125 الميمني 15، 33، 35، 50، ... (ن) نافع بن أبي نعيم 174، 175، 259

النبي (عليه السلام) 13، 46، 72، 134، 232 النظار الأسدي 66 النعر بن زمام 281 النعمان بن بشير 132 النعمان بن المنذر 6، 182 نكير 9 أبو نواس 35 (و) ورش 259 الوليد بن يزيد 14، 218 (هـ) هشام المقري 200، 201 ابن هشام 56، 161 همينة بنت خلف 230 الهذلي 70، 57، 154، 159 أبو الهيثم 98، 163، 258 (ي) يحيى بن نوفل 48 يزيد بن حذافة 27 يزيد بن الطثرية 24، 25 يزيد بن معاوية 236 يعرب بن قحطان 43 يعقوب 34 ابن يعيش 56، 57، 63، 171، 194، 198 يونس 97 يونس بن حبيب 49

فهرست بعض مراجع الشرح والتصحيح (ا) الاتباع والمزاوجة لابن فارس اتحاف فضلاء البشر الاتقان في علوم القرآن للسيوطي أساس البلاغة للزمخشري أسد الغابة أشعار الهذليين الاصابة الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني الالماع في الاتباع لابن فارس الأمالي للقالي (ب) بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي البيان والتبيين للجاحظ (ت) تاج العروس تفسير البيضاوي تهذيب اصلاح المنطق (ج) جمع الجوامع للسيوطي جمع الجمع للسبكي جمهرة أشعار العرب (ح) حاشية الخضري على الألفية حاشية ابن جماعة على الشافية (خ) خزانة الأدب للبغدادي (د) ديوان ذي الرمة ديوان العجاج ديوان زهير بن أبي سلمي ديوان الشماخ ديوان الوليد بن يزيد (ر) رسالة أبي العلاء إلى أبي نصر صدقة بن يوسف رسالة الشافعي في أصول الفقه رسالة الغفران للمعري (ش) شرح الشافية للجاربردي شرح الدسوقي على المغني شرح المفصل لابن يعيش شرح الرضي على الشافية شرح الشافية لشيخ الإسلام شرح مقصورة ابن دريد

شرح شواهد ابن عقيل شرح الرضي على الكافية شرح القصائد العشر للتبريزي شرح المحلي على جمع الجوامع الشعر والشعراء لابن قتيبية ص الصاحبي لابن فارس الصحاح ط طبّاب الشعراء للجمحي ع العقد الفريد لابن عبد ربه ف فقه اللغة للثعالبي الفهرست لابن النديم ق القاموس للغيروابادي ك كتاب الحيوان للدميري كتاب سيبويه الكشاف للزمخشري كشف الظنون لحاجي خليفة ل لزوم ما لا يلزم للمعري اللسان لابن منظور الافريقي م المجتبى لابن دريد مجمع الأمثال للميداني المزهر للسيوطي المصباح معجم البلدان لياقون المغني لابن هشام مفردات ابن البيطار المفضليات ن نزهة الألباء للأنباري النشر في القراءات العشر لابن الجزري النوادر لأبي زيد النهاية لابن كثير هـ الهاشميات همع الهوامع للسيوطي

فهرست أسماء الملائكة اسرافيل 9 جبرائيل 9 رضوان 25 السائق والشهيد 22 عزرائيل 8 مالك 18 منكر 9 ميكائيل 9 نكير 9 فهرست أهم الأماكن والبلدان والجبال افريقية 181 البصرة بغداد 203 تهامة 44 الجرجانية 4 حلب 203 ذي قار ذو القور شميضير 253 زغر 239 عبقر 40، 41 الفرات 44 ليبسيك 91 مكة 202 المدينة 16 مشارق الشام 239 مصر 181 نعمان 44 وادي الفتين 256 اليستعور 244 فهرست الارهاط والقبائل بنو اسد بن عبد العزى 30 بنو تميم 221، 260، 265 بنو تيم 3 بنو زهرة 30 بنو عبد الدار 268 بنو عبد بن عدي 97 بنو عبد شمس 268 بنو عبد مناف 30 بنو عمر بن عبد شمس بنو عبد العتيس 268 بنو مروان بنو يربوع 114، 115 بني يشكر 154

§1/1