ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني

أبو المحاسن الحسيني

مقدمة

مقدمة ... بسم الله الرحمن الرحيم ترجمة أبي المحاسن الحسيني: هو السيد الشريف الحافظ الناقد ذو التصانيف شمس الدين أبو المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن محمد بن محمد بن ناصر بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني الدمشقي الشافعي. قال الحافظ ابن حجر: وهكذا ساق الذهبي نسبه في "المعجم المختص" ولكن سقط من بين علي وحمزة الحسن، وكذا يوجد بخط الحسيني نفسه، ولا أشك أنه سقط من نسبه عدة آباء في أثنائه والله أعلم ا. هـ. ولعل ذلك منه باعتبار ثلاث أنفس لكل مائة سنة. قال البرهان البقاعي: سمعت ابن حجر ينقل قاعدة عن ابن خلدون، وهي أنّا إذا شككنا في نسب حسبنا كم بين من في أوله ومن في آخره من السنين، وجعلنا لكل مائة سنة ثلاث أنفس فإنها مطردة. ويحكي عن ابن حجر أنه قال: ولقد اعتبرنا بها أنساب كثير ممن أنسابهم معروفة فصحت، وأنساب كثير ممن يتكلم في أنسابهم فانخرمت، على ما جاء في نظم العقيان للسيوطي. ولد الحيسني بدمشق في شعبان سنة 715هـ، وسمع من جماعة من الأعيان منهم محمد بن أبي بكر بن عبد الدائم، ومحمد وزينب ولدا إسماعيل بن إبراهيم الخباز، وأبو محمد بن أبي التائب، والمسند المعمر إبراهم بن محمد الواني الخلاطي، وأبو الحجاج المزي، والذهبي، والبرزالي، والصلاح العلائي، وابن المظفر، وأبو الحسن السبكي، والعز بن جماعة، وابن أبيك، وعدة من أصحاب ابن عبد الدائم وغيره منهم أبو الفتح الميدومي، وأحمد بن على الجزري، وزينب بنت الكمال، وخلائق يجمعهم معجمه الذي خرجه لنفسه. قال الذهبي في "المعجم المختص" عند ترجمة الحسيني: العالم الفقيه المحدث، طلب وكتب وهو في زيادة من التحصيل والتتخريج والإفادة ا. هـ. وقال العراقي لما سئل عن أربعة تعاصروا أيهم أحفظ مغلطاي وابن كثير وابن رافع والحسيني: أعرفهم بالشيوخ المعاصرين وبالتخريج الحسيني، وهو أدونهم في الحفظ ا. هـ. وقال ابن ناصر الدين: كان إمامًا حافظًا مؤرخًا، له قدر كبير، وكان حسن الخلق، رضي النفس، من الثقات الأثبات ا. هـ. وقال أبو الفضل بن فهد: كان رضي النفس، حسن الأخلاق، من الثقات الأثبات، إمامًا مؤرخًا حافظًا، له قدر كبير، طلب بنفسه فقرأ وبرع وتميز، وحفظ وأفاد، وكتب بخطه الكثير، وخرج وانتقى، وجمع ا. هـ. وقال ابن حجر: خطه معروف حلو، وكان سريع الكتابة، قرأت بخطه في آخر "العبر"

للذهبي أنه نسخه في خمسة أيام ا. هـ. وقال ابن كثير بعد أن ذكر مؤلفاته: ولي مشيخة دار الحديث البهائية داخل باب توما، وكان يشهد بالمواريث بدمشق ا. هـ. وله مؤلفات حسنة ما بين مطول ومختصر، منها "التذكرة بمعرفة رجال العشرة" اختصر فيها تهذيب الكمال لشيخه المزي وحذف منه من ليس في الستة وأضاف إليهم من في الموطأ ومسند أحمد ومسند الشافعي ومسند أبي حنيفة وقال: في أولها: ذكرت فيها رجال كتب الأئمة الأربعة المقتدى بهم لأن عمدتهم في استدلالهم لمذاهبهم في الغالب على ما رووه بأسانيدهم في مسانيدهم فإن الموطأ لمالك هو مذهبه الذي يدين الله به أتباعه ومقلديه مع أنه لم يرو فيه إلا الصحيح، وكذلك مسند الشافعي موضوع لأدلته على ما صح عنده من مروياته وكذلك مسند أبي حنيفة وأما مسند أحمد فإنه أعم من ذلك كله وأشمل ا. هـ. والتقط منها ابن حجر في "تعجيل المنفعة في زوائد رجال الأئمة الأربعة" من لم يخرج له في تهذيب الكمال خاصة، وناقشه بأن اعتماد المالكية على ما يروي به ابن القاسم عن مالك وافق الموطأ أو لم يوافق، وقد جمع ابن حزم فيما خالف فيه المالكية ما ضمنه مالك الموطأ وأشهر ذلك حديث الرفع عند الركوع والاعتدال، وبأن "مسند أبي حنيفة" تخريج ابن خسرو إنما يحتوي على بعض أحاديثه وقد جمع قبله الحافظ أبو بكر بن المقري لأبي حنيفة مسندًا استوعب فيه أحاديث لكن لم يكثر طرقها وقبله الحافظ أبو محمد الحارثي مسندًا واستوعب الطرق في كل حديث مرتبًا على مشايخ أبي حنيفة وبأن "مسند الشافعي" إنما هو رواية الأصم لما سمعه من الأم وفي أحاديثه كثرة في مبسوط المزني وكتاب حرملة ا. هـ. ومنها "الامتثال بما في مسند أحمد من الرجال ممن ليس في تهذيب الكمال" وكتاب الذرية الطاهرة سماه "العرف الذكي في النسب الزكي" و "الاكتفاء في الضعفاء" و"التعليق على ميزان الاعتدال" لشيخه الذهبي بين فيه كثيرًا من الأوهام واستدرك عليه عدة أسماء و "ترتيب أطراق المزي على الألفاظ" و "معجم الشيوخ" و"ذيل العبر" للذهبي. ومنها "ذيل طبقات الحفاظ". هذا، وقد جرى فيه على طريقة شيخه الذهبي من ذكر مشاهير شيوخ المترجم وسرد مؤلفاته وإيراد حديث بطريقه موصول السند إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- إن كان له من طريقة رواية- وإثبات وفيات كبار أهل العلم ومن له شأن في التاريخ من غيرهم ممن ماتوا سنة وفاة المترجم مع إيماء يسير إلى أحوالهم. وقد ترجم عدة من الحفاظ الأحياء ممن تأخرت وفاتهم فذكرنا وفياتهم تعليقًا. وله غير ذلك من المصنفات النافعة وكان شرع في شرح النسائي. وتوفي بدمشق في يوم الأحد سلخ شعبان المكرم أو مستهل رمضان المعظم سنة خمس وستين وسبعمائة ودفن بسفح قاسيون بصالحية دمشق -تغمده الله تعالى برحمته وغفرانه وأدخله فسيح جنانه.

مقدمة: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا. يقول جار الله بن فهد: أخبرنا بكتاب ذيل طبقات الحفاظ للسيد العلامة الحافظ الحجة أبي المحاسن محمد بن علي بن الحسن الحسيني الدمشقي الشافعي -رحمه الله تعالى- جماعة من المشايخ أهل الإسناد والعلم الراسخ، منهم حفيده السيد القدوة الإمام شيخ الإسلام ومفتي دار العدل بالشام عين الفقهاء المعتبرين محمد أبو البقاء بهاء الدين وكمال الدين بن حمزة بن أحمد بن علي ابن مؤلفه الحافظ شمس الدين محمد بن علي الحسيني الدمشقي الشافعي -تغمده الله برحمته- شفاهًا عن العلامة الحافظ الرحلة شيخ السنة تقي الدين أبي الفضل محمد بن النجم محمد بن محمد بن فهد العلوي المكي الشافعي قال: أخبرني به الشيخ الإمام العالم السيد الشريف أبو هاشم علاء الدين علي بن أبي المحاسن محمد بن علي بن حمزة بن الحسن الحسيني والعلامة الحافظ قاضي القضاة ولي الدين أبو زرعة أحمد بن الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي المصري الشافعي وأصيل الدين عبد الرحمن بن حيدر بن علي بن أبي بكر الدهقلي مشافهة قالوا: أخبرنا به مؤلفه أذنًا فقال: الحمد لله تعالى على نعمائه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خاتم أنبيائه، ورضي عن آله وصحبه خير أوليائه. وبعد، فهذه تراجم جماعة من الحفاظ وأهل الحديث الأيقاظ جعلتها ذيلًا على الطبقات الكبرى تأليف شيخنا الإمام الحافظ الكبير والعلم الشهير شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي الدمشقي الشافعي -رحمة الله عليه- فأقول مستعينًا بالله تعالى:

الطبقة الثانية والعشرون وعدتهم سبعة أنفس

الطبقة الثانية والعشرون وعدتهم سبعة أنفس ... الطبقة الثانية والعشرون وعدتهم سبع أنفس: قطب الدين الحلبي 1 عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي 2 الحافظ المتقن المقرئ المجيد أبو علي الحلبي، ثم المصري مفيد الديار المصرية: ولد في رجب سنة أربع وستين وستمائة وقرأ بالسبع على الشيخ إسماعيل المليجي3 صاحب أبي الجود سمع من ابن العماد وإبراهيم المنقذي والعز الحراني وغازي الحلاوي وابن البخاري وهذه الطبقة فمن بعدهم حتى كتب عن تلامذته وصنف وخرج وأفاد، وعمل تاريخًا لمصر بيض بعضه4 وشرح السيرة للحاقظ عبد الغني في مجلدين5 وعمل أربعين تساعيات وأربعين متباينات وأربعين بلدانيات، وشرح أكثر صحيح البخاري في عدة مجلدات6 وحج مرات، قال شيخنا الذهبي: جمع وخرج وألف تآليف متقنة مع التواضع والدين والسكينة وملازمة العلم والمطالعة ومعرفة الرجال ونقد الحديث، سمعت منه بمصر ومكة، وتوفي في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة7. قلت: وفيها مات شيخنا برهان الدين إبراهيم بن محمد الواني رئيس المؤذنين

_ 1 الدرر الكامنة 2/ 241 رقم 2485. 2 الحنفي، وهو الذي حث الحافظ عبد القادر القرشي على تصنيف "طبقات الحنفية" وأعانه فيه. وقد ترجمه القرشي في طبقاته، وحفيده المسند قطب الدين عبد الكريم بن تقي الدين محمد شيخ البدر العيني في معاجيم الطبراني، يوافقه اسمًا ولقبًا، وقد توفي هذا سنة تسع وثمانمائة. 3 بفتح الميم وبالجيم نسبة لمليج من المنوفية ذكره السخاوي، وأبو الطاهرإسماعيل المليجي هذا هو آخر أصحاب أبي الجود غياث بن فارس المتوفى سنة خمس وستمائة. 4 قال ابن حجر: جمع لمصر تاريخًا حافلًا. لو كمل لبلغ عشرين مجلدًا بيض من المحمدين في أربعة مجلدات ا. هـ. وزاد ابنه التقي المتوفى في سنة اثنين وسبعين وسبعمائة مجلدًا في المحمدين أيضًا. 5 سماه "المورد الهني" ويقول عنه السخاوي إنه نافع جدًّا. 6 وهو كبير أيضًا بيض منه إلى نصفه فبلغ ما بيض عشرة مجلدات، ومنه ومن شرح الحافظ مغلطاي، ويستمد من بعدهما من شراح الصحيح لا سميا ابن الملقن؛ فإنه يعتمد عليهما بل ينسخ منهما نسخًا، وللمترجم القدح المعلى في الكلام على بعض الكلام على بعض أحاديث المحلى لابن حزم وكانت أحاديثه تتطلب أن يتكلم فيها مثله إتقانًا وبراعة؛ لأن ابن حزم تحدى جماهير فقهاء الأمة بسلاطته المعروفة في كتابه هذ على أوهام منه في الجرح والتعديل والتصحيح والتعليل مع ما عنده من الشذوذ عن الجماهير في التفريغ والتأصيل، وله أيضًا "الإلمام" لابن دقيق العيد مع إصلاح ما وقع فيه من الأوهام من عزو الحديث إلى غير من خرجه ونحوه، وإن كان ابن تيمية يقول عن "الإلمام": إنه ما صنف مثله في أحاديث الأحكام ولا كتاب جده، ومما يذكر للمترجم من جميل أخلاقه سماحه بإعارة الكتب للطالبين. 7 ودفن بمصر خارج باب النصر جوار زاوية خاله المسند المقرئ الشيخ نصر المنجي الحنفي.

وأطيبهم صوتًا عن أكثرمن تسعين سنة حدّث عن الرضي بن البرهان وابن عبد الدائم وجماعة، ومات بعده بشهر ابنه المحدّث المفيد أمين الدين محمد عن إحدى وخمسين سنة1. حدّث عن الشرف بن عساكر وابن مؤمن وخلق، ومات في صفر مسند الشام بدر الدين عبد الله بن الحسيني بن أبي التائب الأنصاري الشاهد2 عن نحو تسعين سنة حدّث عن العراقي والبلخي3 طائفة، قلت: ومات مجود الشام بهاء الدين محمود ابن خطيب بعلبك4 محي الدين عبد الرحيم بهذه السنة، ومات بمصر الواعظ شمس الدين حسن بن أسد بن مبارك بن الأثير. سمع الحافظ المنذري والنجيب عاش أربعًا وثمانين سنة، وماتت في ذي القعدة المعمرة زينب بنت الخطيب يحيى بن الشيخ عز الدين بن عبد السلام السلمية عن سبع وثمانين سنة روت عن اليلداين6 وإبراهيم بن خليل وأجاز لها السبط7 وتفردت، ومات ملك العرب حسام الدين مهنا بن الملك عيسى بن مهنا الطائي بقرية سلمية في ذي القعدة عن نيف وثمانين سنة ولبسوا السواد لموته.

_ 1 يقول أحمد رافع الطهطاوي: وذلك لأن والده توفي في صفر من سنة 735 وتوفي هو في شهر ربيع الأول منها كما في معجم الحافظ الذهبي وغيره. وأمين الدين هذ هو الذي خرج للتقي بن تيمة أربعين حديثًا من عواليه عن أربعين من كبار شيوخه وهي الأربعون التي طبعت بمصر في سنة 1341. وستأتي ترجمة في ذيل الجلال السيوطي في الصفحة 237 وله ابن هو الحافظ شرف الدين عبد الله بن أمين الدين محمد الواني ستأتي ترجمته في ذيل التقي بن فهد. 2 قال الذهبي في المشتبه: شيخ معمر في وقتنا شاهد يروي الكثير. وقال ابن حجر: تفرد بأشياء ويقال: إنه ألحق بخطه في بعض الأجزاء فلم يوافقه أحد على ذلك ولا سمعوا عليه منه شيئًا ا. هـ. 3 هما رشيد الدين أبو الفضل إسماعيل بن أحمد بن الحسن العراقي وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي بكر أحمد بن خلف البلخي كلاهما من أصحاب السلفي وحدثا عنه بدمشق. 4 يقول أحمد رافع الطهطاوي: وقد سقط من العبارة اسم أبيه ففي "الدرر الكامنة" محمود بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب السلمي المعروف بابن خطيب بعلبك بهاء الدين المجود. عني بالخط فجوده على الغاية. ونسخ نسخة من صحيح البخاري في ثلاثة مجلدات باسم الأمير سيف الدين تنكز نائب الشام وقابلها الجمال المزي بقراءة العماد بن كثير، وهي أعجوبة في الحسن والصحة ا. هـ. وفي شذرات الذهب مجود دمشق بها الدين محمود بن خطيب بعلبك محيي الدين محمد بن عبد الرحيم السلمي. 5 يقول الطهطاوي: والذي في حسن المحاضرة وشذرات الذهب "شمس الدين حسين". 6 هو تقي الدين أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الفهم عبد المنعم بن عبد الرحمن القرشي الدمشقي اليلداني المتوفى سنة 655، وفي الشذرت: اليلداني نسبة إلى يلدا من قرى دمشق. قال السخاوي: بفتح المثناة التحتانية وفتح اللام ورأيت بخط البدر العيني في رجال معاني الآثار ضبط اللام بالسكون عند ذكر سبط بن أبي الفهم عبد الرحمن بن عبد الولي اليلداني المتوفى سنة 725 راوي معاني الآثار عن الضياء المقدسي، وهو الأظهر. 7 سبط السلفي الجمال أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي الاسكندراني المتوفى في سنة إحدى وخمسين وستمائة.

ابن سيد الناس 1 الإمام العلامة الحافظ المفيد الأديب البارع المتقن فتح الدين أبو الفتح محمد بن الإمام الحجة أبي عمرو محمد بن حافظ المغرب أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الله ابن سيد الناس الأندلسي اليعمري المصري الشافعي: ولد سنة إحدى وسبعين وستمائة، وأجاز له النجيب عبد اللطيف وجماعة، وسمع من العز الحراني وغازي الحلاوي وابن الأنماطي وخلق، وقدم دمشق ليالي وفاة2 ابن البخاري3 فلم يدركه، وسمع من ابن المجاور ومحمد بن مؤمن والتقي الواسطي وخلق، قال الذهبي: هو أحد أئمة هذا الشأن كتبه بخطه المليح كثيرًا وخرج وصنف وعلل4 وفرع وأصل، وقال الشعر البديع، وكان حلو النادرة كيس المحاضرة جالسته وسمعت بقراءته وأجاز لي مرويته، ومات فجأة في حادي عشر شعبان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، ودفن بالقرافة، وكان أثريًّا في المعتقد يحب الله تعالى ورسوله5. قلت ومات عام وفاته بمصر المعمر قاضي القضاة جمال الدين سليمان بن عمر الأذرعي الشافعي المعروف بالزرعي6 عن تسع وثمانين سنة، حدث عن ابن عبد الدائم وجماعة، وولي قضاء مصر سنة ثم قضاء دمشق بعد ابن صصري، ومات بحماة الفقيه القدوة نجم الدين عبد الرحمن بن الحسن7 اللخمي القبابي8 الحنبلي الزاهد عن ست

_ 1 الدرر الكامنة لابن حجرر العسقلاني 4/ 33 رقم 4554. 2 يقول الطهطاوي: هذه عبارة المعجم المختص للحافظ الذهبي، وفي الدرر الكامنة، ورحل إلى دمشق فاتفق وصوله عند موت الفخر بن البخاري فتألم لذلك ا. هـ. وفي طبقات الحافظ ابن رجب في ترجمة الفخر بن البخاري: ورحل إليه أبو الفتح ابن سيد الناس فوجده مات قبل وصوله بيومين فتألم لذلك ا. هـ. ومثله في في المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الأمام أحمد للقاضي مجير الدين أبي اليمن العليمي. وقد جاء في التعليق أن الفخر بن البخاري -هذا- ولد سنة ست وتسعين وخمسمائة. والذي في طبقات الحفاظ ابن رجب والمنهج الأحمد أنه ولد في آخر سنة خمس أو أول سنة ست وتسعين والأمر سهل. 3 هو فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن قدامه المقدسي المولود سنة ست وتسعين وخمسمائة والمتوفى سنة تسعين وستمائة عرف بابن البخاري؛ لأن أباه أقام ببخاري مدة يشتغل بالخلاف على الرضي النيسابوري كما ذكره ابن رجب في ترجمة والده. 4 يقول الطهطاوي: وعبارة المعجم المختص "وصنف وصحيح وعلل ... إلخ" وهو المناسب. 5 ومن مؤلفاته "عيون الأثر في المغازي والسير" و "الفوح الشذي في شرح الترمذي" إلا أنه لم يكمل. قال ابن حجر: ولو اقتصر على فن الحديق من الكلام على الأسانيد لكمل لكن قصده أن يتبع شيخه ابن دقيق العيد فوقف دون ما يريد ا. هـ. 6 ولد بأذرعات وولي قضاء زرع بالضم وكلاهما من أعمال الشام والنسبة إلى الأولى أذرعي وإلى الثانية زرعي فشهر بالنسبة إلى الثانية. 7 يقول الطهطاوي: والذي في معجم الحفاظ الذهبي وطبقات الحفاظ ابن رجب وشذرات الذهب "عبد الرحمن بن الحسين". 8 بالكسر نسبة لقباب حماة قاله السخاوي.

وستين سنة، ومات بمصر وكيل بيت المال المعمر المفتي مجد الدين حرمي بن قاسم1 الفاقوسي2 مدرس قبة الشافعي. مات في عشر التسعين، ومات الصاحب شمس الدين عدنان السلماني بمصر في عشر الثمانين، يقال: أدى في المصادر ألفى ألف درهم. البرزالي 3 الشيخ الإمام الحافظ العمدة محدث الشام ومؤرخه ومفيده علم الدين أبو محمد القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي الأصل الدمشقي الشافعي: ولد في جماد الآخر سنة خمس وستين وستمائة، وسمع في سنة ثلاث وسبعين وستمائة، وهلم جرّا حتى مات في رابع ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة محرمًا بخليص4 وسمع أباه وأحمد بن أبي الخير والشيخ شمس الدين5 وابن البخاري وابن علان والقاسم الأربلي والعز الحراني6 وابن الدَرَجي7، وأكثر عنهم وعن خلق من أصحاب ابن طبرزد والكندي8 وحنبل وابن الحرستاني، ثم عن خلق من أصحاب ابن ملاعب وابن البن وابن أبي لقمة9 وغيرهم ثم عن خلق من أصحاب ابن الصباح وابن الزبيدي وابن اللتي وابن باقا، ثم عن خلائق من أصحاب أصحاب السلفي وابن عساكر، ثم من العدد الكبير من أصحاب أصحاب البوصيري وابن كليب والخشوعي وأقرانه وفضلاء زمانه بالحرمين ومصر

_ 1 والذي في الدر الكامنة "حرمي بن هاشم" وله فيها ترجمة. الطهطاوي. 2 نسبة لفاقوس من الشرقية على ما ذكره السخاوي. 3 الدرر الكامنة 3/ 143 رقم (3242) . والبرزالي نسبة إلى برزالة-بالكسر- بطن من البربر كما جاء في شرح القاموس للزبيدي. 4 خليص بصيغة التصغير حصن بين مكة والمدينة -معجم البلدان. 5 ابن أبي عمر المقدسي. 6 عبد العزيز بن عبد المنعم بن الصيقل المتوفى في سنة 686. 7 بفتح الدال والراء كما ضبطه الدمياطي في مشيخته وهو إبراهيم بن إسمعيل بن إبراهيم بن يحيى الدمشقي المترجم هو وأبو في طبقات القرشي. أخذ عنه وعن أبيه الحافظ الدمياطي ولم يدرك البرزالي أباه وخرج لابنه مشيخة. 8 هو المسند المعمر المحدث المقرئ راوية كتب الأدب العلامة تاج الدين أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي الحنفي المتوفى سنة ثلاث عشرة وستمائة وهو ابن ثلاث وتسعين، جمع بين الرواية والدراية وملأ الدنيا بأسانيد رواياته العالية، قال الحافظ أبو شامة: كان سكنة بدمشق بجيرون بدرب العجمي، فكم ازدحم في ذلك الدرب من شيوخ العلم وطلبه أولاد الملوك وخدمته! ومتي ما أريد اعتبار ذلك فلينظر في الكتب التي عليها طبقات السماع عليه ليعلم جلالة من كان يتردد إليه، وكان واسع الرواية وافر الدراية ا. هـ. وأطراه في ترجمته في ذيل الروضتين كذا الشمس ابن الجزري المقري في طبقات القراء. 9 هو المسند المعمر أبو المحاسن محمد بن السيد بن فارس الأنصاري الدمشقي الصفار المعروف بابن أبي لقمة المتوفى سنة 632 من أربع وتسعين سنة على ما في شذرات الذهب لابن العماد.

ودمشق والقدس وحلب وحماة وإسكندرية وعدة مداين، وأجاز له ابن عبد الدائم والنجيب عبد اللطيف وابن أبي اليسر وابن عزّون، وابن علاق1 وخلق كثير بمعجمه بالسماع وبالإجازة نحو ثلاثة آلاف شيخ، وكتب الكثير من الكتب المطولة والأجزاء العالية المفيدة، وخرج لخلق من شيوخه وأقرانه، وسمع منه طوائف وحدث عنه خلق في حياته وبعد وفاته، وحج مرات حتى مات، ووقف كتبه وأجزاءه -أحسن الله جزاءه. أخبرنا الحافظ أبو محمد البرزالي وأبو الحجاج المزي بقراءتي على كل واحد منهما في شوال سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة قالا: أخبرنا المسلم بن علان وأبو الحسن بن البخاري قال: أخبرنا حنبل الرصافي قال: أخبرنا أبو القسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب2 قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: حدثنا عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: قال: حدثنا الشافعي قال: حدثنا مالك عن داود بن الحصين عن أبي سفيان3 مولى ابن أحمد بن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نهى عن المزابنة والمحاقلة، والمزابنة اشتراء التمر بالتمر في رؤوس النخل، والمحاقلة استكراء الأرض بالحنطة". رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف ورواه مسلم عن أبي الطاهر بن السرح عن ابن وهب كلاهما عن مالك. وقد مات عام وفاة شيخنا هذا عالم بغداد صفي الدين المؤمن بن الخطيب عبد الحق بن شمائل4 البغدادي الحنبلي مدرس البشيرية5 عن إحدى وثمانين سنة طلب الحديث وعمل مجمعًا وشرح المحرر في ستة أسفار، وحدث عن عبد الله بن أبي الحسن والشرف بن عساكر، وله نظم جيد، ومات بمصر قاضي حلب فخر الدين

_ 1 هو عبد الله بن عبد الواحد المتوفى سنة 672. 2 بضم الميم وسكون الذال المعجمة وكسر الهاء عرف به بعض أجداده على ما قاله ابن السمعاني في الأنساب. 3 قيل اسمه وهب وقيل قزمان ثقة - تقريب. 4 وهو صفي الدين أبو الفضائل عبد المؤمن بن الخطيب كمال الدين أبي محمد عبد الحق بن عبد الله بن علي بن مسعود البغدادي الحنبلي ولد ببغداد في جمادى الآخرة من سنة 658 وتوفي بها في صفر من سنة 739. وكان مدرسا بالمدرس البشيرية، وهي مدرسة للحنابلة ببغداد وكان والدهم خطيبا بجامع ابن عبد المطلب ببغداد احتسابا. وكان جده يعرف بابن شمائل. وللشيخ صفي الدين مؤلفات منها مختصر تاريخ الطبري ومختصر معجم البلدان الذي سماه مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع. "والطهطاوي". 5 والمدرسة البشيرية غربي بغداد، ذكره ابن رجب. 6 والذي في الدرر الكامنة عن عبد الصمد بن أبي الحسن. وفي طبقات الحافظ ابن رجب وشذرات الذهب عن عبد الصمد بن أبي الجيش، وكلا هذين صحيح؛ فإنه مجد الدين أبو الخير عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الجيش بن أبي الحسن بن عبد الله البغدادي "المتوفى بها 676 عن 83 سنة" ولكنه يعرف بالثاني أعنى ابن أبي الجيش بالجيم والشين المعجمة. وقد ذكره صفي الدين عبد المؤمن المذكور في مشيخته وقال: هو شيخ بغداد كلها إليه انتهت رياسة القراءات والحديث بها، وكذا الحافظ الدمياطي في معجمة كذا يلتقط من طبقات الحافظ ابن رجب وغيرها. "الطهطاوي".

عثمان بن الخطيب حسين بن علي بن عثمان1 الشافعي عن سبع وسبعين سنة، ومات بدمشق قاضي قضاة الإقليمين2 جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني الشافعي في نصف جمادى الأولى وله ثلاث وتسعون سنة3 ولد بالموصل وتفقه وأفتى ودرس وناظر وتخرج به خلق، ناب في القضاء لأخيه أمام الدين ولابن صصري ثم ولي خطابة دمشق ثم قضاءها ثم قضاء الديار المصرية إحدى عشرة سنة ثم نقل إلى قضاء دمشق، حدث عن الفاروثي وغيره، ومات القاضي الإمام الزاهد بدر الدين أبو اليسر محمد بن قاضي القضاة عز الدين محمد بن عبد القادر الأنصاري ابن الصائغ عن ثلاث وستين سنة حدث عن ابن شيبان والفخر وطائفة، خطب بالمسجد الأقصى ثم تركه، وكان عرض عليه قضاء دمشق وجاءه التقليد فامتنع، ومات بمصر المعمر موفق الدين أحمد بن أحمد بن محمد الشارعي من أبناء التسعين وهو آخر من حدث عن جد أبيه4 محمد بن عثمان بن مكي، ومات

_ 1 يقول الطهطاوي: وفيه تحريف من قلم ناسخ والأصل "عثمان بن خطيب جبرين علي بن عثمان" ففي طبقات التاج السبكي فقيه حلب وحاكمها ولد سنة 662 وتوفي بالقاهرة سنة 739 ا. هـ. وفي الدرر الكامنة للحافظ ابن حجر عثمان بن علي بن عثمان بن إبراهيم بن إسماعيل الطائي الحلبي فخر الدين بن خطيب جبرين الفقيه الشافعي ... إلى آخر كلامه، وفي تاريخ القاضي زين الدين عمر بن الوردي ما ملخصه: في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة في المحرم توفي بمصر شيخنا قاضي حلب فخر الدين عثمان بن زين الدين علي بن عثمان المعروف بابن خطيب جبرين ... إلى آخر كلامه. وفي موضعين من شذرات الذهب ما ملخصه: قاضي حلب فخر الدين أبو عمرو عثمان بن علي بن عثمان بن إبراهيم بن إسماعيل بن يوسف بن يعقوب الطائي الحلبي الشافعي المعروف بابن خطيب جبرين ولد في ربيع الأول من سنة 662 وتوفي بالقاهرة في المحرم من سنة 739 كما جزم به الإسنوي وابن قاضي وشهبة وغيرهما ا. هـ. فانظر كيف صنع قلم الناسخ من التحريف ما صنع! والله سبحانه وتعالى أعلم. وجبرين بكسر الجيم وسكون الباء الموحدة وكسر الراء قرية من قرى حلب. 2 يعني القطرين مصر والشام. 3 يقول الطهطاوي: والصواب "ثلاث وسبعون سنة" كما عبر الحافظ الذهبي في دول الإسلام والعفيف اليافعي في مرآة الجنان؛ لأنه ولد سنة ست وستين وستمائة كما في الدرر الكامنة وطبقات الشافعية للتقي أبي بكر بن قاضي شهبة وغيرهما. وقد كثر بين النساخ تحريف السبع بالتسع والسبعين بالتسعين والعكس، والحسن بالحسين والعكس وأمثال ذلك. 4 سماعًا.

بدمشق المفتي زين الدين عباد1 الحنبلي عن ثمان وستين سنة حدث بالصحيح عن القاسم الإربلي وولي العقود والفسوخ، ومات شيخ بلاد الجزيرة القدوة شمس الدين محمد بن محمد بن عبد العزيز2 ابن الشيخ عبد القادر الجبلي ببلاد سنجار عن تسع وثمانين سنة، حدث عن الفخر وغيره، ومات العدل شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري3 الدمشقي صاحب التاريخ الكبير4 في وسط السنة وله إحدى وثمانون سنة، روى عن إبراهيم بن أحمد والفخر بن البخاري وكان به صمم -رحمه الله تعالى. أبو حيان التوحيدي الأندلسي 5 محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي 6 الجباني الأندلسي، ثم المصري الشيخ الإمام العلامة المحدث البارع ترجمان العرب ولسان أهل الأدب أثير الدين الغرناطي المولد والمنشأ، المصري الدار والوفاة، الظاهري المذهب 7:

_ 1 يقول الطهطاوي: وصوابه "عبادة" وهو الفقيه المفتي زين الدين أبو سعد وأبو محمد عبادة بن جمال الدين عبد الغني بن منصور بن عبادة الحراني ثم الدمشقي الحنبلي الشروطي. ولد في رجب من سنة 671 وتوفي في شوال من سنة 739 سمع من القاسم الإربلي وأبي الفضل ابن عساكر وجماعة، وكان يلي العقود والفسوخ ويكثر الكتابة في الفتاوى، كذا يستفاد من معجم الحافظ الذهبي وطبقات الحافظ ابن رجب. 2 وقد سقط منه اسم جده فإنه شمس الدين أبو الكرم محمد المعروف بالأكحل بن حسام الدين أبي الفضل محمد الملقب بشرشيق بن الجمال أبي عبد الله محمد بن الشمس أبي بكر عبد العزيز بن القطب محي الدين عبد القادر الجبلي -رضي الله تعالى عنه- وقد ولد شمس الدين أبو الكرم محمد المذكور في بلدة الحيال في شهر رمضان من سنة 651 وتوفي بها في ذي الحجة من سنة 739. وقد سمع بدمشق من الفخر بن البخاري وبغيرها من غيره، كما ذكره الحافظ الذهبي في ذيل تاريخ الإسلام. والحيال بالحاء المهملة المكسورة والمثناة التحتية الخفيفة، واللام بلدة من بلاد سنجار وبها قبر والده وجده وجد والده. وقد نزلها جد والده عبد العزيز في حدود سنة ثمانين وخمسمائة. "الطهطاوي" 3 "الجزري الدمشقي ... إلخ" هو شمس الدين محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم بن عبد العزيز الجزري الدمشقي صاحب التاريخ المشهور. سمع من الفخر بن البخاري وإبراهيم بن أحمد بن كامل المقدسي والتقي الواسطي والحافظ الدمياطي والتقي بن دقيق العيد وغيرهم "الطهطاوي". 4 وسمي تاريخه الكبير بحوادث الزمان وأنبائه ووفيات الأكابر والأعيان من أبنائه على ما يقوله الحافظ الشمس ابن طولون؛ حيث ينقل عنه في المجلد الأول من الفهرست الأوسط له، وقال ابن حجر: جمع تاريخًا مشهورًا، وله شعر وسط وخرج له البرزالي مشيخة. قال الذهبي: كان حسن المذاكرة سليم الباطن صدوقًا في نفسه لكن في تاريخه عجائب وغرائب ا. هـ. والقطب اليونيني كثير النقل عن تاريخه في ذيله على مرآة الزمان لبسط ابن الجوزي. 5 الدرر الكامنة 4/ 185 (4812) . 6 نسبة إلى نفزة بكسر النون وسكون الفاء قبيلة من البربر قاله ابن العماد في شذرات الذهب. 7 قال ابن حجر: حضر مجلس الشمس الأصبهاني وكان ظاهريًّا وانتمي إلى الشافعية واختصر المنهاج، وكان أبو البقاء يقول: إنه لم يزل ظاهريًّا. قلت: كان أبو حيان يقول: محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه، وكان سالمًا في العقيدة من البدع: الفلسفة والاعتزال والتجسيم ا. هـ.

ولد سنة أربع وخمسن وستمائة في أواخر شوال بمطخشارش، وهي مدينة مسورة من أعمال غرناطة، ونشأ بغرناطة وقرأ بها القراءات والنحو واللغة وسمع كثيرًا، ونظم وأقرأ بها العربية من سنة أربع وسبعين وما بعدها، وسمع أيضًا بالمالقة والمرية والجزيرة الخضراء وجبل الفتح وغيرها، ثم ارتحل عن الأندلس في أول سنة سبع وسبعين وسمع بسبتة وبجاية وتونس والإسكندرية وقرأ بها القراآت أيضًا، وحج في هذه السنة فسمع بمكة ومنًى ورجع على جدة فسمع بها وبعيذاب1 وقوص، ثم قدم مصر في سنة ثمانين وستمائة فسمع بها الكثير من مشيخة وقته، وقرأ بها أيضًا القراآت العربية، وتصدر بها لإقراء العربية بالجامع الحاكمي والجامع الأقمر، ودرس التفسير بالجامع الطولوني والقبة المنصورية، ثم أضيف إليه مشيخة الحديث بها أيضًا فباشر هذه الوظائف كلها حتى مات، وأمضي أكثر عمره على الإقراء والتصنيف وقرأ عليه الأئمة الكبار وتتلمذوا له وأكثروا من كتبت تصانيفه في حياته والأخذ عنه، وممن سمع عليه الحديث بغزناطة الأستاذ أبو جعفر أحمد بن الزبير وأبو جعفر بن بشير2 وابن الطباخ3 أبو علي بن أبي الأحمر4 وأبو الحسن بن الصائغ5 وغيرهم، وبمالفة أبوعبد الله محمد بن عباس القرطبي، وببجاية أبو عبد الله محمد بن صالح الكناني، وبتونس أبو محمد عبد الله بن هارون وأبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن عتاب، وبالإسكندرية عبد الوهاب بن حسن بن الفرات روى له بالإجازة عن الصيدلاني وابن

_ 1 عيذاب بالفتح فالسكون ثم ذال معجمة وآخره باء موحدة بليدة على ضفة بحر القلزم هي مرسي المراكب التي تقدم من عدن إلى الصعيد. 2 يقول الطهطاوي: هو أبو جعفر أحمد بن سعيد بن أحمد بن بشير الأنصاري المقرئ كما ذكره أبو حيان في الإجازة التي كتبها للصلاح الصفدي المذكور بكمالها في تاريخه أعيان العصر وأعوان النصر. 3 "وابن الطباخ" بالخاء المعجمة وصوابه "وابن الطباع" بالعين المهملة كما في طبقت التاج السبكي وتاريخ الصلاح الصفدي والدرر الكامنة وبغية الوعاة وغيرها. وهو الأستاذ المقرئ الحافظ الخطيب أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد المعروف بابن الطباع الغزناطي "المتوفى سنة ثمانين وستمائة" وقد قرأ حيان عليه الموطأ. "الطهطاوي". 4 وصوابه "ابن أبي الأحوص" كما في الإجازة المذكورة وطبقات التاج السبكي وتاريخ الصلاح الصفدي والدر الكامنة وبغية الوعاة وغيرها. هو الحافظ أبو علي الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن عبيد العزيز بن محمد بن المعروف بابن أبي الأحوص الجياني ثم الغرناطي "المتوفى بها سنة تسع وسبعين وستمائة" وهو شيخ أبي حيان في الحديث والتفسير وغيرهما. "الطهطاوي" 5 وصوابه "أبو الحسن بن الضائع" بالضاد المعجمة والعين المهملة فإن هذا هو شيخ أبي حيان وهو أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف الكتامي الإشبيلي المعروف بابن الضائع شارح كتاب سيبويه "المتوفى سنة ثمانين وستمائة" وأما ابن الصائغ بالصاد المهملة والغين المعجمة فهو تلميذ أبي حيان وهو شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن علي الزمرذي المصري شارح ألفية ابن مالك "المتوفى سنة ست وسبعين وسبعمائة" "الطهطاوي".

ياسين والارتاحي1 وأبو بكر عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن فارس حدثه عن الكندي، وبمكة ومنى وأبو الحسن علي بن صالح الحسيني ويوسف بن إسحاق الطبري نبأه عن ابن البنا، وشيوخه بالقاهرة ومصر كثيرون منهم عبد العزيز ابن الصيقل الحراني ومحمد بن إسماعيل بن الأنماطي وعبد الرحمن بن خطيب المزة2 وغازي الحلاوي محمد بن إبراهيم بن ترجم3 وشامية بنت البكري والحافظ شرف الدين الدمياطي فأكثر عنه وعن خلق، ومن عيون تصانيفه "البحر المحيط" في التفسير و"شرح التسهيل" وهما كبيران جدًّا و"ارتشاف الضرب من لسان العرب"و "التجريد لأحكام سيبويه" وكتاب التذكرة نحو ثلاثة مجلدات، ومن الكتب الصغار ما ينيف على أربيعن تصنيفًا وغالبها في القراءات والعربية، قال الذهبي: هو الإمام العلامة ذو الفنون حجة العرب عالم الديار المصرية صاحب التصانيف البديعة، وله عمل جيد في هذا الشأن وكثرة طلب، وقال العلائي: كان علامة كثير النقل والاطلاع جدًّا إلى ما لا يوصف لكنه ظاهري التصرف جامد في البحث وكان لسانه مسترسلًا في الوقيعة في الناس جدًّا إلى آخر عمره لا يتورع عن ذكر أحد سواء كان من أئمة الإسلام المتقدمين أو المتأخرين، فالله تعالى يسامحه ولم يقلع عن ذلك إلى آخر وفاته قال: وسمعت منه أشياء من ذلك بشعة وكانت وفاته4 في ثاني عشر صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة ودفن بمقابر الصوفية. قلت: أجاز لي مروياته بخطه في آخر سنة أربع وأربعين وسبعمائة وهو ضرير البصر. أنبأنا الحافظ أثير الدين أبو حيان النفزي وحدثني عنه الحافظ صلاح الدين خليل العلائي قال: أخبرنا الأديب الكاتب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي قراءة مني عليه بمدينة تونس ضحى يوم الجمعة السادس عشر لجمادى الأولى سنة تسع وسبعين وستمائة.

_ 1 نسبة إلى "ارتاح البصر" من أعمال قيسارية بساحل الشام بها رد على يعقوب -عليه السلام- بصره نقله الداودي عن المقريزي كما في ذيل لب اللبان لأبي العباس أحمد بن العجمي، وإليها ينسب أبو عبد الله محمد بن أحمد المتوفى سنة 601، وحفيد أخيه أبو الكرم لاحق بن عبد المنعم المتوفى سنة 658، وسبط أبي عبد الله أحمد بن حامد المتوفى 659، وارتاح بفتح الهمزة وسكون الراء قلعة بحلب ينسب إليها جماعة من القدماءإلى ما في المعجم والمراصد، والظاهر أن ضبطهما واحد، ولم يعدهما الذهبي من المشتبه مع كثرة من نسب إليهما من الرواة. 2 يقول الطهطاوي: وصوابه "عبد الرحيم" كما في كلام غير واحد. وهو شهاب الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى بن أحمد بن سليم المعروف بابن خطيب المزة الموصلي الأصل الدمشقي نزيل القاهرة "المتوفى سنة سبع وثمانين وستمائة عن تسع وثمانين سنة" وسيأتي ذكره على الصواب في ذيل الحافظ تقي الدين بن فهد في الصفحة "53" والصفحة "58" والصفحة "57" والصفحة "118". 3 المتوفى سنة 692 وفي مشتبه الذهبي: ترجم بمثناة وجيم مشكولتين بالفتح المعمر محمد بن ترجم راوي الترمذي بالقاهرة عن ابن البناء ا. هـ. 4 بمنزله بظاهر القاهرة، وفيما ذكره العلائي بعض تحامل -سامحهما الله.

ونقل لنا أنه اختلط بآخره، قال: أخبرنا قاضي الجماعة الفقيه على مذهب أهل الحديث أبو القاسم أحمد بن أبي الفضل المخلدي البقوي وهو آخر من حدث عنه السماع قال: أخبرنا أبو عبد الله بن عبد الحق الخزرجي وهو آخر من حدث عنه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن فرج مولى ابن الطلاع قال: حدثنا يونس بن مغيث قال: حدثنا أبو عيسى1 قال: حدثنا أبو مروان2 قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" 3. هذا حديث جيد الإسناد رجاله كلهم علماء، وهم بين قرطبي ومدني فمن شيخنا إلى يحيى بن يحيى قرطبيون ومن مالك ألى ابن عمر مدنيون، وقد رواه مسلم عن يحيى موافقة، ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف وعن قتيبة كلاهما عن مالك -رحمه الله. وقد مات عام خمس وأربعين بدمشق الإمام العلامة قاضي القضاة جلال الدين أبو المفاخر أحمد بن قاضي القضاة حسام الدين أبي الفضائل الحسن بن أحمد بن الحسين4 ابن أنوشروان الرازي الحنفي عن ثلاث وتسعين سنة ولي قضاء دمشق وحدث عن ابن المجاور، ومات بطرابلس المجد السني5 محمد بن عيسى بن يحيى المصري ثم الدمشقي الصوفي عن اثنتين وسبعين سنة حدث بالترمذي عن ابن ترجم، ومات بدمشق شيخ الأدب نجم الدين علي بن داود اليحياوي6 الحنفي خطيب جامع تنكز، وماتت

_ 1 يحيى بن عبد الله بن يحيى القرطبي. 2 عبيد الله بن يحيى القرطبي أخو جد أبي عيسى المتقدم. 3 رواه البخاري في كتاب الآذان باب 30، ومسلم في المساجد حديث 249. 4 يقول الطهطاوي: وصوابه ابن الحسن. كما في الدرر الكامنة وعدة مواضع من الجواهر المضية وطبقات الكفوي. وما ذكره المؤلف من أن وفاة جلال الدين أبي المفاخر المذكور كانت في سنة 745هـ الصواب الموافق لما في الدرر الكامنة والجواهر المضية وغيرهما، وقد قال صاحب الدرر الكامنة في ترجمته: وكتب الخطب المنسوب على الولي الذي كان ببلاد الروم ومات 691 ثم قال في آخر ترجمته: وكانت وفاته في تاسع عشر رجب من سنة 745 ا. هـ. وبهذا يعلم ما في كلام صاحب الفوائد البهية في تراجم الحنفية من الغلط الفاحش الناشئ من اختصاره عبارة الدرر الكامنة وعدم النظر إلى ما في آخرها من تاريخ وفاة المترجم فتأمل، والله الهادي. 5 قال الطهطاوي: وصوابه "السبتي" كما في معجم الحافظ الذهبي طبقات الحفاظ له في ترجمة والده وكذا في الدرر الكامنة في ترجمته وترجمة أخته أَمة الرحيم. وهو مجد الدين أبو الخطاب محمد بن الشيخ المحدث ضياء الدين عيسى بن يحيى بن أحمد بن محمد بن مسعود الأنصاري السبتي الأصل المصري ثم الدمشقي. ولد بمصر سنة 672 وسمع من ابن ترجم جامع الترمذي وتحول إلى دمشق فسكنها وولي بها مشيخة دروس جمة، وحدث ومات في جمادى الآخرة من سنة 745. وأما والده ضياء الدين عيسى فقد توفي بالقاهرة في سنة 696 عن 83 سنة كما في معجم الحافظ الذهبي. 6 قال الطهطاوي: وصوابه "القحفازي" بالقاف والحاء المهملة والفاء والزاي كما يعلم من الجواهر المضية في باب الأنساب. وهو شيخ النحاة والأدباء بدمشق في عصره نجم الدين أبو الحسن علي بن داود بن يحيى بن كامل بن يحيى بن جبارة القرشي الزبيري القحفازي الدمشقي الحنفي وله ترجمة في الدرر الكامنة وفوات الوفيات والجواهر المضية وبغية الوعاة وشذرات الذهب ولكن ليس فيها بيان هذه النسبة ولعل أحد آبائه لقب بالقحفاز من القحفزة هي سرعة المشي فتنسب إليه، والله أعلم.

ببعلبك المعمرة أَمة العزيز بنت الحافظ شرف الدين أبي الحسن1 اليونيني2 عن سن عالية حدثت عن الشيخ شمس الدين وابن علان ونصر الله بن حواري3 وغيرهم، ومات بالصالحية المعمر زين الدين عبد الرحمن بن حسن بن مناع التكريتي عن نحو تسعين سنة حدث عن ابن عبد الدائم وغيره، ومات بها أيضًا المعمر عثمان بن سالم بن خلف البلدي4 وقد جاوز المائة حدث بصحيح مسلم عن ابن عبد الدائم، ومات بدمشق الإمام المفتي أبو عمرو أحمد بن أبي الوليد محمد بن أحمد المالكي عن بضع وسبعين سنة حدث عن ابن البخاري وغيره، ومات بالقاهرة كبير الأمراء وعالمهم سنجر الجاولي المنصوري حدث بمسند الشافعي5 عن دانيال قاضي الكرك، ومات بدمشق قاضي القضاة شمس الدين محمد بن أبي بكر بن النقيب الشافعي عن بضع وثمانين صاحب النواوي وحدث عن ابن البخاري وغيره، ومات ببرزة خطيبها الصدر سليمان بن أحمد بن علي اليانياسي عن إحدى وثمانين سنة حدث ابن البخاري، وماتت بالصالحية المعمرة حبيبة بنت إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسية عن إحدى وتسعين سنة حدثت عن ابن عبد

_ 1 قال الطهطاوي: وصوابه "أبي الحسين" لأن هذه كنية شرف الدين على ابن الشيخ الفقيه اليونيني كما في معجم الحافظ الذهبي وطبقات الحفاظ له والدرر الكامنة وغير ذلك سيأتي ذكرها على الصواب في ذيل التقي بن فهد في الصفحة "257" وابنته أمة العزيز المذكورة أكبر بناته ولدت سنة 657 وعمرت 88 سنة. 2 نسبة إلى يونين من قرى بعلبك، وفي المراصد والقاموس يونان بالضم قرية بها فعلى الثاني النسبة شاذة والقياس يوناني، ويونان أيضًا قرية بين بردعة وبيلقان كما في ذيل لب اللباب. 3 هو الشيخ شرف الدين نصر الله بن عبد المنعم بن حوراي التنوخي الدمشقي الحنفي المتوفى سنة 677هـ ذكره الذهبي. 4 والذي في معجم الحافظ الذهبي ومعجم التاج السبكي أبوعمر عثمان بن سالم بن خلف بن فضل البدي الصالحي الحنبلي ولد بقرية بديا من قرى الساحل ا. هـ. وبديا بفتح الباء الموحدة وكسر الدال المهملة المشددة وبعدها مثناة تحتية وألف مقصروة كما هو مضبوط بالقلم في المعجمين المذكورين. وقال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة: عثمان بن سالم بن خلف بن فضل الله بن أبي بكر البذي المقدسي الصالحي ثم قال: وهو منسوب إلى بذا بفتح الموحدة وتشديد الذال المعجمة مقصورًا قرية من الساحل ا. هـ. وبهذا يعرف أن كلمة البلدي محرفة وصوابها البدي بتشديد الدال المهملة أو الذال المعجمة، والله أعلم. وفي معجم البلدن في باب الباء والدال المهملة بدا بالفتح والقصر وادٍ قرب أيلة من ساحل البحر ا. هـ. ولم يضبط الدال بالتخفيف ولا بالتشديد. "الطهطاوي". 5 وله شرح كبير على مسند الشافعي جمع فيه بين شرحي الرافعي وابن الأثير.

الدائم وغيره وأجاز لها محمد بن عبد الهادي1 والحسن البكري وطائفة، وفي ربيع الأول منها قتل السلطان الملك أحمد بن الملك الناصر محمد بن قلاوون بالكرك -رحمه الله تعالى. أبو محمد بن المحب 2 الشيخ الإمام العالم الزاهد المحدث المفيد الحافظ محب الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي الأصل الصالحي الحنبلي: ولد في المحرم سنة اثنتين وثمانين وستمائة وأسمعه أبوه من ابن البخاري وابن العقاب3 وبنت مكي وجماعة من الموجودين حينئذ، ثم طلب هو بنفسه في سنة ثمان وتسعين فأكثر عن عمر القواس والشرف بن عساكر والغسولي4 فمن بعدهم، وعني بهذا الشأن وجمع وخرج وأفاد وسمع أولاده وكان فصيحًا بليغًا سريع القراءة، إذا حضر مع مشيختنا المزي والبرزالي والذهبي وتلك الحلبة لا يتقدمه أحد في القراءة وكان كثير التلاوة متين الديانة مات في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وسبعمائة ودفن بقرب الموفق5 -رحمه الله تعالى- وكانت جنازته مشهودة، حدث عنه الذهبي في معجمه. أخبرنا أبو الحسن علي الكاكوني6 سماعًا عليه في سنة خمس وعشرين وسبعمائة قال: أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد المصري إجازة وحدثنا الحافظ محب الدين. المقدسي يومئذ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن القزاز بقراءتي قال: أخبرنا أبو الفضل الجمال السعدي قال: حدثنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال: حدثنا أبو مطيع محمد بن

_ 1 المتوفى سنة 658 كما في الشذرات وهو الكبير وأما محمد بن عبد الهادي الصغير فسيأتي وهو متأخر بكثير. 2 ولفظ ابن رجب: أسمعه والده من الفخر ابن البخاري وابن الكمال وزينب بنت مكي وجماعة. 3 الدرر الكامنة 2/ 149 (2110) . 4 نسبه إلى غَسوله بفتح الغين المعجمة قرية من قرى دمشق كما في معجم البلدان وغيره وهو المسند المعمر يوسف بن أحمد الغسولي المتوفى سنة سبعمائة وعاش ثمانيًا وثمانين سنة روى عن الموفق وغيره وهو أيضًا من مشايخ الذهبي وطبقته، كان أميًّا لا يكتب ذكره ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب. 5 بسفح قاسيون بصالحية دمشق. 6 يقول الطهطاوي: وصوابه "السكاكري" وهو علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن أبي القاسم المعروف بابن السكاكري العدوي الدمشقي الصالحي الشروط "المتوفى في المحرم من سنة ست وعشرين وسبعمائة عن ثمانين سنة" وقد ذكره الحافظ الذهبي في معجمه والصلاح العلائي في فهرست مروياته، والحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة وصاحب شذرات الذهب.

عبد الواحد المصري إملاءً بأصبهان قال: أخبرنا علي بن يحيى بن عبد كويه2 قال: أخبرنا أحمد بن سهل العسكري بالبصرة قال: حدثنا مسدد وعبد الأعلى قال: حدثنا خالد قال: حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "م امنكم من أحد ينجيه عمله". قالوا: "ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمته" رواه مسلم3 في صحيحه من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- بمعناه وخالد هو الحذاء -رحمه الله. ابن الفخر 4 الإمام العالم الحافظ فخر الدين أبو محمد بن عبد الرحمن ابن الإمام العلامة شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الإمام فخر الدين أبي محمد عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي ثم الدمشقي الحنبلي: ولد سنة خمس وثمانين وستمائة وحضر5 في الثانية على ابن البخاري وسمع من تقي الدين الواسطي وعمر بن القواس وجماعة، ثم طلب بنفسه، فسمع أبا الفضل ابن عساكر وخلقا، قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي: تفقه وطلب هذا الشأن وارتحل فيه مرات وكتب العالي والنازل من سنة خمس وسبعمائة وهلم جرّا وخرج وأفاد الخاصّة والعامّة، سمع مني وسمعت منه وتوفي في ذي القعدة اثنتين وثلاثين وسبعمائة. قلت: وفيها مات الملك المؤيد صاحب حماة وصاحب التاريخ، وقاضي الشام علم الدين الإخنائي6 الشافعي، وكبير الأمراء بكتمر الساقي. أخبرنا الحافظ أبوعبد الله الذهبي بقراءتي، عليه أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الحافظ قال: أخبرنا إبراهيم بن علي قال: أخبرنا داود بن ملاعب قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن علي العباسي قال: أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ قال: حدثنا أحمد بن القسم بن نصر قال: حدثنا أبو همام قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله عن نافع عن

_ 1 وهو الشيخ الذي انتهى إليه علو الإسناد بأصبهان أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن أحمد المصري الأصل المديني ثم الأصبهاني "المتوفى سنة 497 وهو في عشر المائة" وله جزء حديثي رواه عنه الحافظ السلفي بأصبهان في ثاني شعبان من سنة 488. "الطهطاوي". 2 قال الطهطاوي: هو أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن كويه الأصبهاني إمام جامعها "المتوفى 422". 3 رواه البخاري في الرقاق باب 18. ومسلم في المنافقين حديث 71-73. 4 الدرر الكامنة 4/ 208 (2350) . 5 قال الطهطاوي: والذي في طبقات الحافظ ابن رجب "وسمع من ابن البخاري في الخامسة" ومثله في المنهج الأحمد والدرر الكامنة والرد الوافي وشذرات الذهب أي في السنة الخامسة من عمره وهي سنة وفاة البخاري والجمع بينهما ممكن 6 بكسر الهمزة وسكون الخاء المعجمة على ما في الضوء اللامع وغيره.

ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: "الذي يجر ثوبه خيلا، لا ينظر الله إليه يوم القيامة" 1. تابعه أبو أسامة وغيره وراه النسائي عن إسماعيل بن مسعود عن بشر بن الفضل عن عبد الله بن عمر بنحوه ورواه البخاري عن عروة. ابن المظفر 2 الشيخ الإمام العالم الحافظ المتقن الحجة المفيد شهاب الدين أبو العباس أحمد بن المظفر بن محمد بن المظفر بن بدر بن الحسن بن مفرح بن بكار النابلسي الأصل المكي الدمشقي الشافعي سبط الحافظ زين الدين خالد: ولد في رمضان سنة خمس وسبعين وستمائة وسمع زينب بنت مكي والشيخ تقي الدين بن الواسطي وعمر بن القواس والشرف بن عساكر وخلقًا كثيرًا وعني بهذا الشأن دهرًا، حدث عنه الذهبي في معجمه3، سمع منه قديمًا سنة ثلاث وتسعين وقال: له فهم ومعرفة وحفظ على شراسة أخلاقه4. قلت: ولي مشيخة العزية والنفيسية ومات في دمشق في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وسبعمائة وكان يحفظ ويذاكر. أخبرنا أبو العباس بن المظفر الحافظ بقراءتي عليه في سنة أربع وأربعين وسبعمائة قال: أخبرتنا زينب بنت مكي سماعًا عليها في شوال سنة أربع وثمانين وستمائة قال: أخبرنا حنبل المكبر5 قال: أخبرنا أبو القاسم الشبياني6 قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي7 قال:

_ 1 رواه مسلم في اللباس حديث 42، 43- 46. وأبو داود في اللباس باب 25- 27. 2 الدرر الكامنة 1/ 186 (799) . 3 يقول الطهطاوي: قال الحافظ العراقي في شرح ألقيته: قد حدث شيخنا الحافظ أبو العباس أحمد بن المظفر سنة ثماني عشرة سنة سمع منه الحافظ أبو عبد الله الذهبي سنة ثلاث وتسعين وستمائة وحدث عنه في معجمه بحديث من الأفراد للدارقطني وقال عقبه: أملاه علي بن مظفر وهو أمرد. 4 وفي الدرر الكامنة قال الذهبي في حق ابن المظفر: الحافظ المحرر أكب على الطلب زمانًا وترافقنا مدة وكتب، وخرج وفي خلقه زعارة وفي طباعه نفور، ثم قال: وعليه مآخذ وله محاسن ومعرفة، وفي المعجم الكبير: له معرفة وحفظ على شراسة خلق ثم صلح حاله، قال البرزالي: محدث فاضل على ذهنه فضيلة وفوائد كثيرة تتعلق بهذا الفن ثم ترك وانقطع وكان تفرد بأجزاء وأشياء، لم يتزوج قط ا. هـ. 5 هو الشيخ المسند راوي مسند الإمام أحمد أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج البغدادي الرصافي المكبر المتوفى سنة أربع وستمائة وهو ابن تسعين سنة ترجمه أبو شامة في ذيل الروضتين. 6 هو أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين الشيباني المتوفى سنة خمس وعشرين وخمسمائة وهو ابن أربع وتسعين سنة على ما بيّنه الحافظ ابن طولون الحنفي في الفهرست الأوسط. 7 هو أبو علي الحسن علي بن محمد التميمي المعروف بابن المذهب، توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة عن تسع وثمانين سنة ذكره الشمس ابن طولون.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي1 قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سفيان قال: أخبرني عبد الله أنه سمع ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: أنا ممن قدم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ليلة المزدلفة في ضعفاء أهله، وبه قال: حدثنا سفيان عن أبي الزبير سمعه من جابر -رضي الله عنه- قال: "كان ينبذ للنبي -صلى الله عليه وسلم- في سقاء فإذا لم يكن سقاء فَتَوْرٌ2 من حجارة" رواه مسلم عن أحمد بن يونس ويحيى بن يحيى وأبو داود عن النفيلي ثلاثتهم عن زهير ابن الزبير -رضي الله عنهما.

_ 1 نسبة إلى قطيعة الرقيق ببغداد وهو الشيخ أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب بن عبد الله القطيعي توفي سنة سبع وستين وثلثمائة عن ست وتسعين سنة كما في الفهرست الأوسط. 2 التور بالتفح إناء من صفر أو حجارة كالإجانة وقد يتوضأ منه- نهاية ابن الأثير.

الطبقة الثالثة والعشرون وعدتهم خمسة

الطبقة الثالثة والعشرون وعدتهم خمسة: الذهبي 1 الشيخ الإمام العلامة شيخ المحدثين قدوة الحفاظ والقراء محدث الشام ومؤرخه ومفيده شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الفارقي 2 الأصل الدمشقي الشافعي المعروف بالذهبي مصنف الأصل: ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة بدمشق وسمع الحديث في سنة اثنتين وتسعين وهلم جرّا وسمع بدمشق من أبي حفص عمر بن القواس وأبي الفضل بن عساكر وخلق، وبمصر الأبرقوهي3 وبالقاهرة الدمياطي، وبالثغر الغرّافي4، وببعلبك التاج عبد الخالق، وبحلب سنقر الزيني، وينابلس العماد بن بدران وبمكة التوزري، وأجاز له خلق من أصحاب ابن طبرزد والكندي وحنبل وابن الحرستاني وغيرهم من شيوخه في معجمه الكبير أزيد من ألف ومائتي نفس بالسماع والإجازة، وخرج لجماعة من شيوخه وجرح وعدل وفرع وصحح وعلل واستدرك وأفاد وانتقى واختصر كثيرًا من تآليف المتقدمين والمتأخرين وكتب علما كثيرا، وصنف الكتب المفيدة فمن أطولها "تاريخ الإسلام" ومن أحسنها "ميزان الاعتدال في نفد الرجال" وفي كثير من تراجمه اختصار يحتاج إلى تحرير5 ومصنفاته ومختصراته وتخريجاته تقارب المائة وقد سار بجملة منها الركبان في أقطار البلدان، وكان أحد الأذكياء المعدودين والحفاظ المبرزين ولي مشيخة الظاهرية قديما ومشيخة النفيسية والفاضلية

_ 1 الدرر الكامنة 3/ 204 (3527) . 2 نسبة إلى ميافارقين. 3 بفتح الهمزة والموحدة وسكون الراء وضم القاف وبالهاء نسبة إلى أبرقوه بأصبهان وهو أحمد بن إسحاق المتوفى سنة 701 على ما في شذرات الذهب. 4 قال الذهبي في المشتبه: الغرّاف بفتح المعجمة وتشديد الراء بليدة ذات بساتين آخر البطائح وتحت واسط وإليهما ينسب شيخنا تاج الدين علي بن أحمد العلوي الغرّافي محدث الإسكندرية. 5 قال السخاوي في الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التوريخ عند ذكر الميزان: عول عليه من جاء بعده مع أنه تبع ابن عدي في إيراد كل من تكلم فيه ولو كان ثقة ولكنه التزم أن لا يذكر أحدًا من الصحابة ولا الأئمة المتبوعين، وقد ذيل عليه الزين العراقي في مجلد والتقط شيخنا "يعني ابن حجر" منه من ليس في تهذيب الكمال وضم إليه ما فاته في الرواة وتراجم مستقلة مع انتقاد وتحقيق في كتابه لسان الميزان وقد حققته عليه ولي عليه بعض الزوائد ا. هـ..

والتنكزية وأم الملك الصالح ولم يزل يكتب وينتقي ويصنف حتى أضر في سنة إحدى وأربعين، ومات في ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة فى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بدمشق ودفن بمقبرة الباب الصغيرة -رحمه الله تعالى- وكان قد جمع القراآت السبع على الشيخ أبي عبد الله بن جبريل المصري نزيل دمشق، فقرأ عليه ختمة جامعة لمذاهب القراء السبعة بما اشتمل عليه كتاب التيسير لأبي عمرو الداني وكتاب حرز الأماني لأبي القاسم الشاطبي وحمل عن الكتاب والسنة خلائق، والله تعالى يغفر له. أخبرنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي سماعًا عليه سنة إحدى وأربعين وسبعمائة قال: أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي سماعًا عليه بمصر سنة خمس وتسعين وستمائة قال: أخبرنا أبو القاسم المبارك بن أبي الحسن بن أبي القاسم بن أبي الجود قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي غالب الوراق قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأنماطي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المُخلِّص1 قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي2 قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن رجلًا زار أخًا له في قرية فأرصد الله -عز وجل- بمدرجته ملكًا فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أردت أخًا لي فيه قرية كذا وكذا. قال: هل لك عليك من نعمة تبربها؟ قال: لا، إلا أني أحبه في الله تعالى. قال: إني رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته فيه" رواه مسلم 3 عن عبد الأعلى، فوافقناه بعلو ولله الحمد. وأنشد سيدنا الإمام العالم العلامة قاضي القضاة تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب ابن شيخنا العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي قال: أنشدنا أبو عبد الله الذهبي الحافظ لنفسه: تولى شبابي كأن لم يكن ... وأقبل شيب علينا تولى ومن عاين المنحني والنفي ... فما بعد هذين إلا المصلي وفي سنة ثمان وأربيعن مات بدمشق قاضي القضاة وشيخ الشيوخ شرف الدين أبو عبد الله محمد ابن القاضي معين الدين أبي بكر بن الحسام الأفرم بن عبد الوهاب

_ 1 بضم الميم وكسر اللام المشددة أبو طاهر الذهبي، وبالمخففة جماعة على ما في مشتبه الذهبي، ولم يذكر ابن حجر الأول في نزهة الألباب في الألقاب. 2 نسبة إلى جده نصر وكانت الفرس يقولون نرس فلا يفصحون به فغلب عليه كما في المشتبه. 3 في كتاب البر حديث 38.

الهمداني عن بضع وثمانين سنة ودفن بميدان الحصى، وقاضي القضاة العلامة عماد الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم الطرسوسي الحنفي في ذي الحجة بالمزة عن سن عالية، حدث عن الفخر وغيره، وفي رمضان قتل المولي السلطان الملك المظفر حادي بن محمد بن قلاوون بمصر، ونائب دمشق سيف الدين يلبغا اليحياوي ببلد القابون، والأمير حسام الدين طرنطاي المهمندار الناصري أحد أمراء الألوف بدمشق حدث عن عيسى المُطعم1 وغيره، والمعمر عبد الرحمن بن الفقيه أحمد بن محمد بن محمود المَرْداوي2 بقاسيون حدث عن ابن عبد الدائم وابن جوشتكين3 وابنة كندي وطائفة، والتقى أحمد بن الصلاح محمد بن أحمد بن بدر بن سبع4 البعلي حدث عن الفخر والأمير نجم الدين داود بن أبي بكر بن محمد البعلي ثم الدمشقي عرف بابن الغرس5 حدث عن التاج عبد الخالق وغيره، والمعمر الزاهد عز الدين محمد بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر خطيب جامع قاسيون عن خمس وثمانين سنة حدث عن ابن عبد الدائم وطائفة، حدث عن6 البرزالي والذهبي والسبكي وفرج بن علي بن صالح الحسيني7 حدث عن الفخر وغيره، والصاحب تقي الدين بن هلال ناظر الدواوين بالشام شابًّا.

_ 1 كان يطعم الأشجار فلقب به، وقد يقال له: السمسار أيضًا؛ لأنه كان يشتغل بالسمسرة في الدور كما في الدرر الكامنة. 2 بفتح الميم وسكون الراء وفتح الدال المهملة نسبة إلى مردي مقصورًا قرية قرب نابلس على ما في ذيل لب اللباب. 3 قال الطهطاوي: وصوابه "وابن جوسلين" بضم الجيم وسكون الواو والسين المهملة وكسر اللام ومنهم من ضبط السين المهملة بالفتح. وهو الفقيه عماد الدين أبو الفداء إسماعميل بن إسماعيل بن علي بن جوسلين. البعلبكي الحنبلي "المتوفى سنة 681 عن سبع وسبعين سنة" وهو من شيوخ الجمال المزي والجمال بن العطار والشمس بن الخباز وقد ذكره الحافظ الذهبي في معجمه. 4 وصوابه "ابن تبع" كما في معجم التاج السبكي في ترجمته وكذا في معجم الحافظ الذهبي والدرر الكامنة في ترجمة أبيه الفقيه صلاح الدين أبي أحمد بن بدر بن تبع بن محمد بن إبراهيم البعلبكي ثم الدمشقي "المتوفى سنة 71 عن 68 سنة" وتُبع بضم المثناة الفوقية وفتح الموحدة المشددة. "الطهطاوي" 5 قال الطهطاوي: والذي في الدرر الكامنة "ابن الزئبق" والله أعلم. 6 قال الطهطاوي: والصواب "حدث عنه" وقد ذكره الحافظ الذهبي في معجمه. 7 والذي في الدرر الكامنة "فرج بن علي بن صالح الحنبلي الجيتي وفي معجم الحافظ الذهبي فرج بن على بن صالح أبو الفضل الصالحي الحنلبي المقرئ. الذي يظهر أن "الحسيني" هنا محرف عن الجيتي وهو بكسر الجيم وسكون المثناة التحتية بعدها مثناة فوقية نسبة إلى جيت من أعمال نابلس كما في القاموس. "الطهطاوي".

السبكي 1 الشيخ الإمام الحافاظ العلامة قاضي القضاة تقي الدين بقية المجتهدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام الخزرجي الأنصاري السبكي المصري ثم الدمشقي الشافعي: ولد سنة ثلاث وثمانين وستمائة، سمع بمصر من الحافظ شرف الدين الدمياطي وجماعة من أصحاب ابن باقا وغيرهم، وبالإسكندرية من يحيى بن الصواف وغيره، قدم دمشق عام سبع وسبعمائة2 وسمع ابن الموازيني وابن المشرف خلق، وعني بالحديث أتم عناية وكتب بخطه المليح الصحيح المتقن شيئًا كثيرًا من سائر علوم الإسلام، وهو من طبق الممالك ذكره ولم يخف على أحد، عرف الناس أمره وسارت بتصانيفه وفتاويه الركبان في أقطار البلدان وكان ممن جمع فنون العلم من الفقه والأدب والنحو واللغة والشعر والفصاحة والزهد والورع والعبادة الكثيرة والتلاوة والشجاعة والشدة في دينه ولي قضاء الشام سنة تسع وثلاثين وسبعمائة وخطب في الجامع الأموي في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة أيامًا، وتخرج به طائفة من العلماء وحمل عنه أمم ثم ضعف وترك القضاء لولده الإمام العلامة تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب فحكم نيابة عن والده أشهرًا ثم حكم استقلالًا في جمادى الأولى سنة ست وخمسين وسبعمائة، ثم توجه شيخنا قاضي القضاة تقي الدين إلى وطنه ومات بالقاهرة يوم الاثنين ثالث جمادى الآخرة منها، ودفن هناك -رحمة الله تعالى- ومن تصانيفه كتاب "التحقيق في مسألة التعليق" وهو الرد الكبير على شيخنا تقي الدين ابن تيمية في مسألة الطلاق وكتاب "رفع الشقاق في مسألة الطلاق" وكتاب "شفاء السقام في زيادة خير الأنام" وهو الرد على ابن تيمية وقد يسمى شن الغارة و"السيف المسلول على من سب الرسول" وأكمل على شرح المهذب للنووي في خمسة مجلدات وكتاب "الإبهاج في شرح المنهاج للنووي. ومات بدمشق هذ العام شيخنا المعمر خاتمة أصحاب ابن عبد السلام3 أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن الحفار4 عن تسعين سنة، وبالقاهرة قاضي القضاة المالكية الإمام

_ 1 الدرر الكامنة 3/ 38 (2781) ولقب بالسبكي نسبة إلى سبك من قرى مصر؛ ذكر السيوطي في لب الكتاب. 2 وصوابه "عام ست" ففي طبقات ابنه التاج السبكي في ترجمته أنه رحل إلى الشام في طلب الحديث في سنة ست وسبعمائة وعاد إلى القاهرة في سنة سبع وقال فيها -في ترجمة العلم البرازالي: ولما ورد الوالد إلى الشام في سنة ست وسبعمائة كان هو القائم بتسميعه على المشايخ "الطهطاوي". 3 قال الطهطاوي: وصوابه "ابن عبد الدائم" كما سترى أي خاتمة من حدث عنه. 4 قال الطهطاوي: وصوابه "ابن الخباز" وهو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن النجم إسماعيل بن إبراهيم بن =

العلامة نور الدين علي السخاوي حكم بالقاهرة ثلاثة أشهر، ومات ببعلبك المعمر شجاع الدين عبد الرحمن خادم الشيخ الفقيه اليونيني عن نحو مائة سنة حدثنا عن ابن البخاري غيره، والعدل بدر الدين محمد بن محمد بن عبد الغني بن البطايني عن ثمان وسبعين سنة1 حدثنا عن ابن سنان2 وغيره ومقدم العساكر بدمشق. أخبرنا قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي قراءة عليه وأنا أسمع سنة أربعين وسبعمائة قال: أخبرنا أبو الحسن3 علي بن أحمد بن عبد العزيز بن الصواف بقراءتي عليه بالإسكندرية قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمار الحراني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة السعدي قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن الخِلَعي4 قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر البزار قال: حدثنا أبو طاهر أحمد بن عمرو المديني.

_ = سالم بن ركاب الأنصاري المعروف كأبيه وجده بابن الخباز الدمشقي الحنبلي. ولد في رجب من سنة 667 وتوفي في شهر رمضان من سنة 756 وقد بكر به أبوه فأحضره على زين الدين أحمد بن عبد الدائم وغيره فتفرد في آخر عصره بالرواية عنه. وخرج له العلم البرزالي مشيخة ذكر له فيها أكثر من مائة وخمسين شيخًا وسمع عليه هو والجمال المزي والحافظ الذهبي والتقى السبكي والصلاح العلائي والعماد بن كثير والعز بن جماعة والحافظ الحسيني والحافظ ابن رجب الحافظ العراقي وأكثر عنه قال: كان مسند الآفاق في زمانه كذا يستفاد من الدرر الكامنة والمنهج الأحمد وغيرها وهو لم يدرك زمن العز عبد السلام الذي خرج من دمشق إلى الديار المصرية في حدود سنة 639 وتوفي بالقاهرة في سنة 660. 1 وصوابه "عن ثمان وثمانين سنة" لأنه ولد في شهر رمضان من سنة 668. وتوفي في رجب من سنة 756 كما في الدرر الكامنة ثم رأيت في المنهج الأحمد وشذرات الذهب أنه ولد في شهر رمضان من سنة 678 وعليه تستقيم عبارة المؤلف. "الطهطاوي". 2 قال الطهطاوي: وصوابه "عن ابن شيبان" ففي الدرر الكامنة في ترجمته سمع من أحمد بن شيبان جزء ابن الغطرف ومن الفخر مشيخته ومن الشرف ابن عساكر وغيرهم وحدث، قرأ عليه شيخنا الحافظ العراقي الحسيني وغيرهما ا. هـ. وابن شيبان هو بدر الدين أبو العباس أحمد بن تغلب بن حيدرة الشيباني الصالحي العطار "المتوفى سنة 685 عن 89 سنة" كما في شذرات الذهب وغيرها. 3 وصوابه "أبو الحسين يحيى بن أحمد بن عبد العزيز" كما يعلم من معجم الحافظ الذهبي ومعجم التقي السبكي الذي خرجه له الحافظ شهاب أبو الحسين يحيى بن أحمد بن أيبك الحسامي وغيرهما. وهو الإمام المقرئ مسند الإسكندرية شرف الدين أبو الحسن يحيى بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن علي بن عبد الباقي المعروف بابن الصواف الجذامي الإسكندري المالكي "المتوفى سنة 705 عن 96 سنة" كما في معجم الحافظ الذهبي وطبقات الحافظ له وغيرهما. وقد قرأ التقي السبكي عليه بالإسكندرية في سنة وفاته. وهو الذي ذكره المؤلف في أول الترجمة بقوله بالإسكندرية من يحيى بن الصواف. وقد وقع في النسخة التي بيدي من حسن المحاضرة في باب من كان بمصر من أئمة القراآت تحريف في سنتي ولادته يجب إصلاحه. "الطهطاوي". 4 نسبة إلى بيع الخلع؛ لأنه كان يبيعها لملوك مصر وهو أبو الحسن علي بن الحسين الموصلي المتوفى بمصر سنة 492 وخرج له أبو نصر الشيرازي الخلعيات في عشرين جزءًا على ما ذكره السيوطي في حسن المحاضرة، والخلعي بكسر الخاء المعجمة وفتح اللام كما ضبطه ابن خلكان.

قال: حدثنا أبو موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد وقرة بن عبد الرحمن ومالك بن أنس عن ابن شهاب عن أنس -رضي الله عنه- "أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أتي بلبن قد شيب بماء وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر فشرب ثم أعطى الأعرابي فضله وقال: "الأيمن فالأيمن" رواه البخاري عن إسماعيل ومسلم عن يحيى بن يحيى وأبو داود عن القعنبي والترمذي عن قتيبة والنسائي عن هشام بن عمار خمستهم عن مالك -رحمه الله تعالى. العز بن جماعة 1 الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ قاضي القضاة عز الدين أبو عمر عبد العزيز ابن الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام قاضي القضاة بدر الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني الشافعي المصري: ولد سنة أربع وتسعين وستمائة فحضر على عمر بن القواس والأبرقوهي وأبي الفضل بن عساكر والحافظ شرف الدين الدمياطي وجماعة، ثم طلب بنفسه فسمع بدمشق والحرمين والقاهرة وأسمع أولاده وعني بهذا الشأن أتم عناية حتى ولي قضاء الديار المصرية سنة ثمان أو تسع وثلاثين وسبعمائة واستقضي مرارًا ودرس وأفتى، وصنف التصانيف المفيدة منها المنسك الكبير على المذاهب الأربعة وغيره، وتنقل في الولايات الرفعية، حج وجاور بالحجاز غير مرة آخرها في موسم سنة ست وستين وسبعمائة ومات بمكة بعد المولد2 في التي تليها يوم الاثنين حادي عشر جمادى الآخرة سنة سبع وستين ودفن بالمعلاق بجانب الفضيل بن عياض -رحمه الله. أخبرنا الحافظ عز الدين أبو عمر بن جمعة بقراءتي عليه بالقاهرة في سنة سبع وخمسين وسبعمائة قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن القواس قراءة عليه وأنا حاضر قال: أخبرنا قاضي القضاة أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن السلمي قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب3 قال: أخبرنا أبو الحسين بن جميع قال: حدثنا محمد بن الحسن بالرملة قال: حدثنا محمد بن حسان الأزرق قال: حدثنا وكيع بن الجراح قال: حدثنا هشام بن عروة عن عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال: النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- "نعم إلادام الخل" 4 رواه

_ 1 الدرر الكامنة 2/ 230 (2445) . 2 قال الطهطاوي: ولعله "بعد الموسم" ويظهر لي أن قوله: "آخره في موسم سنة ست وستين وسبعمائة" وما بعده من "أنه توفي في جمادى الآخرة من سنة سبع وستين" ملحقان بكلام المؤلف وليسا منه فإن مؤلف هذا الذيل وهو الحافظ شمس الدين الحسيني توفي قبل ذلك فإنه توفي سنة خمس وستين كما جاء في ترجمته المذكورة في ذيل التقي بن فهد في الصفحة "105" وذيل الجلال السيوطي في الصفحة "364" وفي الدرر الكامنة وكتاب تنبيه الطالب وإرشاد الدارس وغير ذلك على أنه قد ألف هذا الذيل في سنة "753". 3 هو مسند دمشق وخطيبها أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب القرشي المتوفى سنة سبعين وأربعمائة. 4 رواه أبو داود في الأطعمة باب 39. والنسائي في الإيمان باب 21.

مسلم والترمذي عن الدارمي عن يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال عن هشام به. العلائي 1 هو الشيخ الإمام العلامة الحافظ العمدة الحجة الأوحد البارع صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد الله العلائي الدمشقي الشافعي سبط البرهان الذهبي 2: ولد سنة أربع وتسعين وستمائة وحفظ القرآن تعلم الفقه والنحو والأصول، وبرع في الحديث ومعرفة الرجال والمتون والعلل وخرج وصنف وأفاد، قال: الذهبي: حفظ كتبا وطلب وقرأ وأفاد وانتقى ونظر في الرجال والعلل، وتقدم في هذا الشأن مع صحة الذهن وسرعة الفهم، سمع ابن مشرف3 وست الوزراء والقاضي4 وأبا بكر الدشتي5 والرضي الطبري وطبقتهم وحدثنا في درسه عن جماعة. قلت شيوخه بالسماع نحو السبعمائة أقدمهم وفاة الخطيب شريف الدين الفزاري6 وصحب الإمام العلامة كمال الدين بن الزملكاني دهرًا طويلًا، وحضر وأخذ عنه علمًا كثيرًا وهو الذي ألبسه زي الفقهاء وكان يلبس زي الجند حتى بلغ خمس عشرة سنة، وأخذ صناعة الأدب والترسل عن الإمام شهاب الدين محمود الحلبي وغيره، ولبس خرقة التصوف من العلامة المحدث المعمرصدر الدين أبي المجامع بن حموية الجويني وأجاز له خلق أقدمهم أبو جعفر محمد بن علي بن الموازيني وأبي7 الحسن علي بن القيم8 وفاطمة بنت سليمان الأنصاري.

_ 1 الدرر الكامنة2/ 51 (1667) . 2 إبراهيم بن عبد الكريم بن راشد المحدث أبو إسحاق القرشي الذهبي القطاع أخذ عن ابن عبد الدائم والزين خالد ولد سنة 630 ومات سنة 718. 3 قال الطهطاوي: "سمع ابن مشرف" بصيغة اسم المفعول من التشريف وهو شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن أبي العز بن مشرف بن بيان الأنصاري الدمشقي الصالحي البزاز "المتوفى سنة 707 عن 87 سنة" وقد سمع الصلاح العلائي عليه صحيح البخاري في سنة 704. 4 وهو تقي الدين سليمان المقدسي. 5 نسبه إلى دشت محلة بأصبهان على ما ذكره ابن العماد في الشذرات وهو أبو بكر بن محمد بن أبي القسم الدشتي المتوفى سنة 713 عن ثمانين سنة وهو من مشايخ الذهبي وطبقته أخذ عن أبي الحجاج يوسف بن خليل وطبقته في رواياته عجائب وغرائب كعمِّه. 6 هو أحمد بن إبراهيم بن سباع شرف الدين خطيب دمشق ومحدثها ونحويها المتوفى سنة خمس وسبعمائة عن خمس وسبعين سنة. 7 يقول الطهطاوي: وصوابه "وأبو الحسن" وهو القاضي بها الدين أبو الحسن علي بن عيسى بن سليمان بن رمضان بن أبي الكرم المعروف بابن القيم المصري الشافعي ناظر الأوقاف بمصر. ولد سنة 613 وتوفي في ذي القعدة من سنة 710 كما ذكره الحافظ الذهبي ففي معجمه قال: وكان والده قيم قبة الإمام الشافعي -رضي الله عنه- وما في التعليقات التي بأسفل الصفحة المذكورة من أنه توفي سنة 690 سهو كيف وقد ذكر المؤلف أنه ممن أجاز للصلاح العلائي وذكر قبل ذلك أن الصلاح العلائي ولد سنة 694؟! وجلَّ من لا يسهو. 8 هو علي بن عيسى بن سليمان المعروف بابن القيم ولي نظر الأحباس في عهد الظاهر بيبرس، أخذ عن سبط السلفي وغيره. توفي سنة 690.

ومحمد بن يوسف الإربلي وسبط زيادة، ومما خرجه من الحديث لنفسه متكلمًا على أسانيده ومتونه كتاب "الأربعين في أعمال المتقين" في ستة وأربعين جزءًا وكتاب "الأربعين المعنعنة1 بفنون فنونها عن المعين" في اثني عشر جزءًا أو كتاب "الوشي المعلم في ذكر من روى عن أبي عن جده النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-" ستة عشر جزءًا وكتاب "الأربعين الإلهية" ثلاثة أجزاء و"عوالي مالك السباعيات" ستة أجزاء2 و" المجالس المبتكرة" عشرة أجزاء والمسلسلات ثلاثة أجزاء وغير ذلك من الأجزاء المفردة في معانٍ متعددة، ومن الكتب العلمية "النفحات القدسية" أربعون مجلدًا ومقدمة كتاب نهاية الإحكام في دراية الأحكام خمسة عشر جزءًا وكتاب "تحفه الرائض بعلوم آيات الفرائض" وكتاب "رهان التيسير في عنوان التفسير" وكتاب "المباحث المختارة في تفسير آية الدية والكفارة" وكتاب "جامع التحصيل لأحكام المراسيل" وكتاب "تحقيق منصب الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة" وكتاب "تيسير حصول السعادة في تقرير شمول الإرادة" وكتاب "تلقيح المفهوم في تنقيح صيغ العموم" وكتاب "شفاء المسترشدين في حكم اختلاف المجتهدين" وكتاب "تفصيل الإكمال في تعارض بعض الأقوال والأفعال" وكتاب "تحقيق الكلام في نية الصيام" وكتاب "فصل القضاء في أحكام الأداء والقضاء" و"رفع الاشتباه عن أحكام الإكراه" و" رفع الالتباس عن مسائل البناء والغراس" وكتاب "إتمام الفرائد المحصولة في الأدوات الموصولة" وكتاب "الفصول المفيدة في الواو المزيدة" و"المعاني العارضة عن الخافضة"، وله غير ذلك من التآليف المفردة في علوم متعددة3 ولي مشيخة الحديث بالمدرسة الناصرية بدمشق قديمًا ونزل بيت المقدرس وولي التدريس بالصلاحية والتنكزية وغيرهما ودام على الأشغال والاشتغال بالتصنيف والإفادة وجاور بالحجاز غير مرة ومات يوم الاثنين ثالث المحرم سنة إحدى وستين وسبعمائة بالقدس الشريف ووقف أجزاءه بالخانقاه السميساطية -والله يغفر له. أخبرنا الحافظ الإمام صلاح الدين العلائي سماعًا عليه بالمسجد الأقصي قال: أخبرنا شيخنا أبو الفضل سليمان بن حمزة بقراءتي قال: أخبرتنا كريمة بنت أحمد سماعًا قالت: أنبأنا محمد بن أحمد العباسي قال: أخبرنا محمد بن محمد الزينبي قال: أخبرنا محمد بن عمر بن زنبور قال: حدثنا عبد الله البغوي قال: حدثنا أحمد بن حنبل وجدي وزهير بن حرب

_ 1 يقول الطهطاوي: ولعله "المغنية" من الإغناء أو "المستغنية" من الاستغناء، ويظهر أن الصلاح العلائي أخذ اسم كتابه هذا من اسم كتاب الأربيعن البلداينة للحافظ السلفي وهو كتاب الأربعين المستغني بتعيين ما فيه من المعين، والله أعلم. 2 وهي "البغية والملتمس في عوالي الإمام مالك بن أنس". 3 كإثارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفرائد المسموعة بين فيها شيوخه ومسموعاته منهم، وله جزء تصحيح حديث القلتين و "سلوان التعزي بالحافظ أبي الحجاج المزي" و "المجموع المذهب في قواعد المذهب" وغير ذلك، وله مع مغلطاي ما يكون بين المتعاصرين. وكان بينه وبين الحنابلة خصومات كثيرة وكان أشعريًّا متصلبًا.

وسريح بن يونس وابن المقري قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: مر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- برجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال: النبي -صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء من الإيمان" 1 هذا حديث حسن صحيح فرد عزيز لاجتماع هؤلاء الأئمة فيه رواه مسلم عن زهير بن حرب ورواه الترمذي عن أحمد بن منيع جد البغوي ورواه2 عن ابن المقري فوقع لنا موافقة عاليه لهم مع اختلاف الشيوخ. أنشدنا الإمام صلاح الدين قال: أنشدنا المعمر شهاب الدين محمد بن محمد بن دمرداش لنفسه قوله: أقول لمسواك الحبين لك الهنا ... بلثم فم ما ناله ثغر عاشق فقال وفي أحشائه حرقة الجوي ... مقالة صبٍّ للديار مفارق تذكرت أوطاني فقلبي كما تري ... أعلله بين العذيب وبارق ابن خليل 3 الشيخ الإمام العالم الحافظ القدوة البارع الرباني بهاء الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي بكر 4 بن خليل العسقلاني ثم المكي المقري المالكي 5 نزيل القاهرة: ولد سنة أربع وتسعين وستمائة بمكة وتفقه، وعني بالحديث ورحل فيه وأخذ عن بيبرس العديمي بحلب، وعن القاضي تقي الدين وست الوزراء وطائفة بدمشق، وعن التوزري6 والرضي الطبري بمكة، وعن طائفة بمصر وقرأ في المنطق، قال الذهبي: كان حسن القراءة جيد المعرفة قوي المذاكرة في الرجال كثير العلم متين الديانة كبير الورع مؤثر الانقطاع والمخمول، كبير القدر انقطع بزاوية بظاهر الإسكندرية على البحر مرابطًا قلت: ثم استوطن القاهرة وساءت أخلاقه، والله تعالى يغفر له.

_ 1 رواه البخاري في الإيمان باب 16 ومسلم في الإيمان حديث 57-59. 2 هنا بياض ولعل الأصل "ورواه ابن ماجه عن ابن المقري" وفي سنن ابن ماجه: حدثنا سهل بن أبي سهل ومحمد بن عبد الله بن يزيد قال: ثنا سفيان عن الزهري الحديث. ومحمد بن عبد الله بن يزيد هو ابن المقري. 3 الدرر الكامنة 2/ 177 "2212". 4 وسيأتي في ذيل الجلال السيوطي "عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن خليل" ومثله في حسن المحاضرة له وفي الدرر الكامنة بزيادة عبد الله بين محمد وأبي بكر. ورأيت في معجم الحافظ الذهبي وشذرات الذهب ما يوافق ما هنا في ترجمته وفي ترجمة أبيه شيخ الحرم وفقيهه رضي الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن خليل بن إبراهيم القرشي العثماني المكي الشافعي "المتوفى سنة 696" وكذا في أواخر طبقات الحافظ عند ذكره، والله أعلم. "الطهطاوي". 5 وسيأتي في ذيل السيوطي أنه شافعي المذهب. 6 نسبه إلى توزر بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وراء مدينة في أقصى إفريقية من نواحي الزاب الكبير من أعمال الجريد- معجم البلدان.

أخبرنا الحافظ الزاهد بهاء الدين بن خليل المكي قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة قال: أخبرنا بيبرس العديمي بقراءتي عليه بحلب قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف الكشغري قال: أخبرنا أبو الحسن تاج القراء وأبو الفتح بن البطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله البانياسي قال: أخبرنا أبو الحسن بن الصلت قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: "الكوثر نهر في الجنة حافتاه الذهب مجراه الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وأشد بياضًا من الثلج" رواه ... 1 عن الأشج موافقة.

_ 1 هنا بياض في النسخة ولعل الأصل "رواه ابن ماجه عن الأشج" لأنه أخرجه في سننه عن واصل بن عبد الأعلى وعبد الله بن سعيد وعلي بن المنذر قالوا: ثنا محمد بن فضيل الحديث، وعبد الله بن سعيد هو أبو سعيد الأشج.

الطبقة الرابعة والعشرون وعدتهم عشرة

الطبقة الرابعة والعشرون وعدتهم عشرة: ابن عبد الهادي 1 الإمام العلامة شمس الدين عبد الله محمد ابن شيخنا الزاهد عماد الدين أبي العباس أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن محمد بن يوسف 2 بن قدامة المقدسي الجماعيلي الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي: ولد سنة خمس3 وسبعمائة، وسمعه أبو القاضي تقي الدين سليمان وأبا بكر بن عبد الدائم وعيسى المطعم وخلق من هذه الطبقة، وبعد هذا أكثر عن شيخنا أبي الحجاج المزي ولازمه نحو عشر سنين واعتنى بالرجال والعلل وبرع وجمع وصنف وتصدر للإفادة والاشتغال في القراآت والحديث والفقه والأصلين والنحو واللغة وولي مشيخة الحديث بالضيائية والغيائية ودرس بالمدرسة المنصورية وغيرها، وسمع من طائفة وروى شيخنا الذهبي عن المزي عن السروجي عنه، ومات يوم الأربعاء عاشر جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وسبعمائة، ودفن بقاسيون وتأسف الناس عليه، وسمعت شيخنا الذهبي يقول يومئذ وهو يبكي: ما اجتمعت به قد إلا واستفدت منه -رحمه الله تعالى. ومات في عامه القاضي الإمام بالديار المصرية برهان الدين إبراهيم بن علي بن أحمد بن علي بن يوسف الحنفي4 بن سبط عبد الحق بدمشق حدث عن الفخر وغيره، والمعمر أبو العباس أحمد بن عمر بن عفان5 الموشي6 أخو حيدر عن ثلاث وتسعين سنة.

_ 1 الدرر الكامنة 3/ 201 "3521". 2 يقول الطهطاوي: والصواب تقديم يوسف علي محمد كما في كلام غير واحد من مؤرخي الحنابلة وغيرهم وسيأتي ذكره على الصواب في ذيل الجلال السيوطي في الصفحة "351". 3 أو ست، وكان عمره حين توفي دون أربعين سنة إما ثمانيًا وثلاثين سنه أو تسعًا وثلاثين سنة، قال الصفدي: لو عاش لكان آيةً ا. هـ. أقول: ولكان أنضج وأهدأ في العلم، وكان أحسن علومه معرفة أحاديث الأحكام وعللها، وسيأتي ذكر مؤلفاته في ذيل السيوطي. 4 المعروف بابن عبد الحق نسبة إلى جد أبيه لأمه عبد الحق بن خلف الواسطي الحنبلي كما في الدرر الكامنة. 5 وصوابه "ابن عفاف" كما في معجم الحافظ الذهبي ومعجم التاج السبكي والدرر الكامنة بعين مهملة مفتوحة وفاءين بينهما ألف وهو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن عفاف بن عمر الموشي ثم الدمشقي العطار المعروف بأخي حيدر "المتوفى بدمشق في رجب أو شعبان من سنة 744 عن 93 سنة" وفي كتاب المشتبه للحافظ الذهبي أحمد بن عمر بن عفاف الموشي العطار حدثنا عن ابن عبد الدائم ا. هـ. وفيه ضبط عفاف بالقلم بتشديد الفاء الأولى، والله أعلم. "الطهطاوي". 6 بضم الميم وسكون الواو بعدها معجمة قاله الحافظ ابن حجر.

حدث عن ابن عبد الدائم وغيره، والحافظ شمس الدين محمد بن علي بن أيبك السروجي بحلب شابًّا، وبالقدس القاضي شرف الدين محمد بن العلامة شهاب الدين محمود وكيل بيت المال بدمشق، وبحلب المفتي الإمام شمس الدين السفاقسي المالكي، وبدمشق المعمر زين الدين عبد الرحيم بن إبراهيم بن كاميار1 القرويني عن ثلاث وتسعين سنة حدث بالإجازة عن عثمان بن خطيب القرافة2 والحسن البكري وخلق، والمسند شهاب الدين أبو القاسم عبد الله بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال الأزدي عن بضع وسبعين سنة حدث عن ابن علان ويحيى بن حنبل3 حضورًا4 وسمع من طائفة، والمعمر بدر الدين حسن ابن محمد بن إسماعيل بن منصور والمعروف بابن الطحان عن بضع وثمانين سنة حدث عن أبي بكر بن السني5، والكمال بن عبد وجماعة، والشخ شرف الدين محمد بن عبد الله بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي المنجنيقي6 بالكرك حدث عن ابن البخاري. أبو الفتح السبكي 7 الشيخ الإمام العلامة الحافظ الفقيه الأديب تقي الدين محمد بن عبد اللطيف بن يحيى بن علي بن تمام السبكي أحد من جمع بين الفقه والحديث والأدب: ولد في ربيع الآخر سنة خمس وسبعمائة وحضر أبا الحسن بن القاسم8 وعلي بن هارون

_ 1 بكسر الميم وتخفيف التحتانية وآخره مهملة آخر من أخذ عن ابن خطيب القرافة، ووهم الحسيني في تاريخ وفاته، والصحيح أنه توفي ثالث عشر صفر سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة على ما يقوله ابن حجر. 2 هو الشيخ المسند أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد الغرس ابن خطيب القرافة المتوفى سنة ست وخمسين وستمائة كما ذكره الذهبي وغيره. 3 يقول الطهطاوي: وصوابه "يحيى بن الحنبلي" في الدرر الكامنة في ترجمة الشهاب أبي القاسم بن هلال المذكور وأحضره أبوه على يحيى بن الحنبلي ا. هـ. وهو سيف الدين أو زكريا يحيى بن عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن عبد الواحد الأنصاري المعروف كسلفه بابن الحنبلي المقدسي الأصل الدمشقي "المتوفى سنة 672 عن ثمانين سنة" فيكون الشهاب أبو القاسم بن هلال المذكور أُحضر مجلس تحديثه وهو ابن سنة أو أكثر بيسير لأنه ولد في المحرم من سنة 671 كما في معجم التاج السبكي والدرر الكامنة. 4 يعني أُحضر وهو صبي في مجلس تحديثهما تبركًا. 5 قال الطهطاوي: والذي في الدرر الكامنة "عن أبي بكر محمد بن علي السبتي" ولعله الصواب. 6 كانت رياسة عمل المنجنيق انتهت إليه فاتفق أنه كان في حصار فرفع المنجنيق ليصلحه فسقط ميتا كذا في الدرر الكامنة. وقد ذكر المؤلف أنه محمد بن عبد الله بن أحمد بن عمر إلخ والذي في الدرر الكامنة محمود بن الجمال عبيد الله بن أحمد بن عمر بن أبي عمر بن أبي عمر المقدسي المنجنيقي سمع من ابن البخاري مشيخته وحدث سمع منه الشريف الحسيني. "الطهطاوي". 7 الدرر الكامنة 4/ 16 (4050) . 8 وصوابه "ابن القيم" كما في طبقات التاج السبكي فقد قال: وأحضره والده على أبي الحسن علي بن عيسى بن القيم ا. هـ. ومثله في الدرر الكامنة. وقد سبق ذكره في كلام المؤلف في الصفحة44 في ترجمة الصلاح العلائي وأنه ممن أجاز له وذكرنا هناك ما هو الصواب في تاريخ وفاته ولو كانت وفاته في سنة 690 كما جاء في التعليقات التي بأسفل الصفحة المذكورة لما تأتى إحضار أبي الفتح السبكي عليه، كيف وأبو الفتح ولد في سنة 705 كما ذكره المؤلف والتاج السبكي في طبقاته أو في التي قبلها على ما في شذرت الذهب؟!. "الطهطاوي".

التغلبي1 وجماعة، وسمع من الحسن بن عمر الكردي وأحمد بن محمد العباسي وعلي بن عمر الواني ويونس2 وخلق من هذه الطبقة فمَن بعدهم، وأجاز له عام مولده الحافظ برهان الدين الرشاطي وعدة3، وكتب بخطه المليح الصحيح جملة4 وانتقى على بعض شيوخه ودرس بالقاهرة ودمشق وناب بالشام عن شيخنا قاضي القضاة تقي الدين حتى مات في ذي القعدة سنة أربع وأربيعن وسبعمائة ودفن بقاسيون -رحمه الله تعالى- وذكره شيخنا أبو عبد الله الذهبي في المعجم المختص وأثنى على علمه وديانته وذكره أيضًا في تجريد الحافظ ولم يقيض لي السماع منه -رحمه الله تعالى. ابن رافع 5 الشيخ الإمام العالم الحافظ المتقن المفيد الرحال تقي الدين أبو المعالي محمد ابن الشيخ العالم المحدث الفاضل جمال الدين أبي محمد رافع بن أبي محمد

_ 1 قال الطهطاوي: وصوابه "الثعلبي" بالثاء المثلثة والعين المهملة كما نبه عليه التقي بن فهد في ذيله الآتي عند ذكر ابنه أبي الفرج عبد الرحمن. "وجاء" في التعليقات "أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد الفرس ابن خطيب القرافة ... إلخ" وفيه اختصار نسبه وتحريف في نسبته فإنه نجم الدين أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الواحد القرشي الأسدي الدمشقي المعروف بابن خطيب القرافة "المتوفى بالقاهرة في ربيع الآخر من سنة 656 عن 84 سنة". 2 يعني ابن إبراهيم بن عبد القوي الكناني المتوفى سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وهو المعروف بالدبوسي، ويقال: الدبابيسي وكان من مسندي عصره، ويتكرر ذكر الدبوسي في هذه الطبقة. 3 "له عام مولده الحافظ برهان الدين الرشاطي وعدة" والذي في طبقات التاج السبكي في ترجمة أبي الفتح المذكور "وأجاز له في سنة مولده الحافظ أبو محمود الدمياطي وغيره" ومثله في الدرر الكامنة، ولقب الحافظ الدمياطي شرف الدين كما ذكره غير واحد في ترجمته وهو المراد في عبارة المؤلف وفيها تحريف من قلم ناسخ وإن كان تحريف شرف الدين ببرهان الدين بعيدًا ولم يذكر أحد أن الحافظ الدمياطي لقب ببرهان الدين. وأما الرشاطي صاحب كتاب الأنساب المسمى اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب الصحابة ورواة الآثار، وهو أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن خلف بن أحمد بن عمر اللخمي الأندلسي المرييّ فهو متقدم؛ لأنه ولد سنة 466 وتوفي بالمرّية سنة 542 ولا نعرف أحدًا عرف بالرشاطي غيره وهو بضم الراء بعدها شين معجمة مخففة ثم طاء بعد الألف. "الطهطاوي". 4 علق تاريخًا للمتجددات في زمانه ذكره ابن العماد في الشذرات. 5 الدرر الكامنة 3/ 267 (3809) .

هِجْرَس 1 بن محمد بن شافع الصميدي 2 الأصل المصري ثم الدمشقي الشافعي: ولد سنة أربع وسبعمائة وسمع من حسن سبط زيادة وابن القيم3 وجماعة حضورًا، وارتحل به أبوه سنة أربع عشرة فأسمعه من القاضي تقي الدين سليمان الحنبلي وأبي بكر بن عبد الدائم وطائفة، وأجاز له الحافظ شرف الدين الدمياطي، قال الذهبي: سمعه أبوه جميع تهذيب الكمال من الحافظ أبي الحجاج المزي ثم توفي والده4 فحبب إليه هذا الشأن فحج وقدم علينا سنة ثلاث وعشرين، وقد صار ذا معرفة فسمع الكثير ثم رجع إلى وطنه فأقام يقرأ ثم قدم من قدم من العام القابل فازداد استفادة ثم قدم سنة تسع وعشرين وذهب إلى حماة وحلب، روى لنا عن أبي حيان قصيدة وأشياء، قلت ثم رجع إلى وطنه فأقام دهرًا ثم قدم سنة تسع وثلاثين وسبعمائة إلى دمشق فاستوطنها، وسمع جملة من أصحاب ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر ومن بعدهم، وولي مشيخة النورية والزاوية والفاضلية والعزية وحج عام اثنين وخمسين، وحدث بطريق الحجاز الشريف وخرج لنفسه معجمًا استوعب فيه شيوخه وعمل تاريخ بغداد5. أخبرنا الحافظ تقي الدين محمد بن رافع السلّامي 6 بقراءتي عليه في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بدمشق قال: أخبرنا إبراهيم بن علي بن محمد بن غالب الأنصاري وأبوعلي الحسن بن علي الكردي قالا: أخبر نا أبو الحسن علي بن محمد السخاوي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا الخليل بن عبد الجبار التميمي قال: أخبرنا علي بن الحسن القاضي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي النقاش قال: أخبرنا أبو صالح.

_ 1 بكسر هاء وسكون جيم وكسر راء وبسين مهملة ذكره صاحب مجمع بحار الأنوار في المغني. 2 بضم المهملة وفتح الميم وتخفيفها وإسكان التحتية نسبة إلى قرية من قرى دمشق ذكره في ذيل لب اللباب، وهو مصري المولد والمنشأ نزيل دمشق وأصله من صميد بحوران. 3 يعين علي بن عيسى المارّ ذكره لا ابن قيم الجوزية. 4 قال الطهطاوي: وقد توفي والده بالقاهرة في ذي الحجة من سنة 718 وكانت ولادته بدمشق في سنة 668، وهو ممن أخذ بدمشق عن الفخر بن البخاري والشمس بن أبي عمرو بالقاهرة عن الشرف الدمياطي والتقي بن دقيق العيد وقد لازم الثاني وقرأ عليه الأربعين التساعية التي خرجها لنفسه في ثاني عيد الأضحى من سنة 698 بدار الحديث الكاملية بالقاهرة. 5 معجمه في أربعة مجلدات وتاريخه ذيل على ذيل ابن النجار على تاريخ بغداد للخطيب البغدادي. قال جار الله ابن فهد: أقول: وكان إمامًا علّامة حافظًا من كبار الفقهاء مع الورع والزهد والصيانة لكنه ابتلي أخيرًا بالوسوسة وبالغ فيها إلى أن مات بعد وفاة المؤلف على تلك الحالة في يوم الثلاثاء الثامن عشر من جمادى الأولي سنة أربع وسبعين وسبعمائة -رحمه الله- ا. هـ. قال ابن حجر: وله الوفيات ذيل البرزالي كبيرالفائدة وذيله على ابن النجار في أربعة مجلدات. 6 ضبطه ابن العماد في الشذرات بتشديد اللام.

القاسم بن الليث قال: حدثنا المعافى بن سليمان قال: حدثنا فليح بن سليمان عن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعيد بن يسار عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي". الحسامي 1 الشيخ الإمام العالم الحافظ المخرج المفيد شهاب الدين أبو الحسن أحمد بن أبيك بن عبد الله الحسامي المعروف بالدمياطي محدث مصر: ولد بها سنة سبعمائة وسمع ابن رشيق وست الوزراء وخلقًا بمصر، وقدم دمشق عام أربعين فسمع الجزري2 والمزي ومشيخة العصر فأكثر فظهرت معرفته وحسن مشاركته، وخرج لشيخنا قاضي القضاة تقي الدين السبكي معجمًا في عشرين جزءًا ولم يستوغب شوخه وذيل في الوفيات على الشريف عز الدين الحسيني3 وخرج لجماعة وانتقي عليه شيخنا الذهبي جزءًا حدث به بدمشق ثم رجع إلى بلده ومات في طاعون سنة تسع وأربعين وسبعمائة -رحمه الله تعالى. أخبرنا الحافظان أبو الحسن الدمياطي وأبو الحجاج المزي قال الأول: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن وهب القشيري، وقال الثاني: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن يونس الإربلي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الجُمَّيزي4 قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي ح وقرئ على أبي العباس الجزري قيل له: أخبرك محمد بن عبد الهادي حضورًا عن السلفي فأقرّ به قال: أخبرنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي قال: حدثنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: حدثنا محمد بن يعقوب الأصم قال: حدثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني قال: حدثنا أيوب بن سويد قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن عامر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء

_ 1 الدرر الكامنة 1/ 67 "299". 2 ومراده به الشهاب أبو العباس أحمد بن علي بن حسن بن داود الكردي الجزري ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي "المتوفى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة عن أربع وتسعين سنة" وليس مراده به الشمس الجزري المؤرخ السابق ذكره كما جاء في التعليقات؛ فإن هذا توفي سنة تسع وثلاثين وسبعمائة كما سبق في كلام المؤلف عقب ترجمة العلم البرزالي في الصفحة "22" وذلك قبل قدوم الشهاب الحسامي إلى دمشق بسنة والله أعلم. "الطهطاوي". 3 وقال البدر الزركشي: شرع في تخريج أحاديث الرافعي ولم يتم وخرج للدبوسي معجمًا وجمع أيضًا للختني مشيخة. 4 بضم الجيم وتشديد الميم المفتوحة وبالزاي قال الذهبي: هو الإمام أبو الحسن هبة الله ابن بنت الجميزي سمع من السلفي وشهدة وابن عساكر.

أقامه وإن شاء أزاغه" 1 وكان رسول الله -صلى الله عليه وآلة وسلم- يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، والميزان بيد الرحمن يرفع أقوامًا ويخفض آخرين إلى يوم القيامة" حديث حسن أخرجه النسائي من حديث ابن المبارك وغيره تفرد به ابن جابر. وكان الطاعون العامّ الدائر في البلدان عام تسع وأربيعن فمات فيه شيخنا تاج الدين عبد الرحيم بن أبي اليسر وشيخنا المعمر بهاء الدين علي بن العز بن أحمد المقدسي الشروطي عن تسع وثمانين سنة؛ لأنه ولد في سنة ستين وستمائة حدث بصحيح مسلم في ابن عبد الدائم مرات، والقاضي زين الدين عمر بن نجيح الحنبلي2 حدث عن التقي بن الواسطي وغيره، وأخوه أبو بكر حدث عن الفخر وغيره، والحافظ شرف الدين عبد الله بن الحافظ أمين الدين محمد بن إبراهيم الواني الحنفي شابًّا حدثنا عن عيسى بن المطعم3 وغيره، وشيخنا شهاب الدين محمد بن أحمد بن هارون الشافعي شيخ حانفاه القصاعين حدث بالترميذي عن ابن البخاري، شيخنا عماد الدين محمد بن الشيرازي محتسب دمشق وناظر الجامع الأموي حدث عن الفخر وغيره، وشيخ الشيوخ علاء الدين علي بن محمود القونوي الحنفي، وصاحب ديوان الإنشاء بالإقليمين شهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله العمري حدث بالإجازة عن الأبرقوهي وصنف "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" في عدة أسفار، ومن رفقائنا المحديثن الحافظ نجم الدين سعيد الدهلي، وشهاب الدين أحمد بن علي بن سعيد الشرايحي، وشمس الدين محمد بن جرير النقيب الحربي التيمي، وشهاب الدين أبو الفتح أحمد ابن شيخنا المحب عبد الله بن أحمد المقدسي، وعمه الشيخ إبراهيم المحب4 وناصر الدين محمد بن طولوبغا السيفي ومحمد بن عبيد، وأحمد بن عيسى الكركي، وشيخنا الإمام بهاء الدين محمد بن محمد بن أبي الفتح الحنبلي، وأُمه

_ 1 رواه الترمذي في القدر باب 7. ومسلم في القدر حديث 17. 2 قال الطهطاوي: وهو القاضي الفقيه الفرضي المحدث زين الدين أبو حفص عمر بن سعد الله بن عبد الأحد بن سعد الله بن عبد القادر الشهير بابن نجيح الحراني الأصل الدمشقي الحنبلي. ولد سنة 685 وتوفي في رجب من سنة 749 وهو ممن ولي مشيخة الضيائية. وذكر الحافظ الذهبي في المعجم المختص بالمحدثين وأثنى عليه. 3 قال الطهطاوي: والصواب حذف كلمة "ابن". 4 والمناسب أن يقال: إبراهيم بن أحمد بن المحب فإنه البرهان أبو إسحاق إبراهيم بن أبي العباس أحمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن الجمال أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي ثم الصالحي. وأما ابن أخيه المذكور قبله فهو الشهاب أبو الفتح أحمد بن المحب عبد الله بن أبي العباس أحمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن الجمال أبي بكر محمد إلى آخر ما ذكر وسيأتي ذكره في ذيل التقي بن فهد ووالده هو الذي سبقت ترجمته.

سكينة بنت الحافظ شرف الدين اليونيني، وبمصر صالح القيمري وخلق لا يحصيهم إلا الله تعالى. ابن كثير 1 الشيخ الإمام العالم الحافظ المفيد البارع عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ذرع 2 البصروي الأصل الدمشقي الشافعي: ولد بمجدل القرية3 من أعمال مدينة بصرى في سنة إحدى وسبعمائة إذ كان أبوه خطيبًا بها ثم انتقل إلى دمشق في سنة ست وسبعمائة وتفقه بالشيخ برهان الدين الفزاري4 وغيره وسمع ابن السويدي5 والقاسم بن عساكر وخلقًا، وصاهر شيخنا الحافظ المزي فأكثر عنه6 وأفتى ودرس وناظر وبرع في الفقه والتفسير والنحو، وأمعن النظر في الرجال والعلل وولي مشيخة أم الصالح والتنكزية بعد الذهبي، ذكره الذهبي في مسودة طبقات الحفاظ وقال في المعجم المختص: هو فقيه متقن ومحدث7 محقق ومفسر نقاد وله تصانيف مفيدة، قلت فمن تصانيفه كتاب "التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل" جمع بين كتاب التهذيب والميزان وهو خمسة مجلدات وكتاب "البداية والنهاية" في أربعة وخمسين جزءًا وكتاب "الهدي والسنن في أحاديث المسانيد والسنن" جمع بين مسند الإمام أحمد والبزار وأبي يعلى وابن أبي شيبة إلى الكتب الستة وله غير ذلك.

_ 1 الدرر الكامنة 1/ 218 (945) . 2 قال الطهطاوي: والمعروف "ابن زرع" بالزاي. 3 قال الطهطاوي: هو اسم للبلدة التابعة لبصرى التي كان أبوه يخطب وهي بلد صغير وفي كلام الحافظ ابن ناصر الدين أن اسمها مجيدل القرية وعليه يكن التقييد بالقرية للتمييز بينها وبين البلدة الكبيرة التي تسمى المجيدل وبدون تقييد وهي بلدة من بلاد فلسطين بين الناصرة وحيفا. وفي ترجمة والد العماد بن كثير من الدرر الكامنة أنه كان يخطب بالقرية من عمل بصرى ويظهر أن فيه اقتصارًا على القيد المميز، والله أعلم. 4 وهو ابن الفركاح البرهان إبراهيم بن عبد الرحمن الغزاري المتوفى سنة 729. 5 وقرأ عليه تهذيب الكمال جميعه قال الحافظ بن حجر في ذيل معجمه: وقد قرأت بخطه -في آخر تهذيب الكمال- قرأته من أوله إلى آخره على مؤلفه وأجزت روايته عني لكل من وفق على خطي هذا ا. هـ. وأفاد بهذا أنه داخل في إجازته هذه لكنها عامّة وإن كان فيها بعض خصوص والحافظ ابن حجر لا يعول على الرواية بالإجازة العامة وإن كان فيها ذلك الخصوص كما حققته في أواخر كتابي المسمى "إرشاد المستفيد إلى بيان وتحرير الأسانيد. "الطهطاوي". 7 قال ابن حجر: لم يكن على طريقة المحدثين في تحصيل العوالي وتمييز العالي من النازل ونحو ذلك من فنون الحديث وإنما هو من محدثي الفقهاء وقد اختصر مع ذلك كتاب ابن الصلاح ا. هـ. وإن كان الغالب عليه السعة في حفظ المتون لم يكن بحيث لا يميز العالي من النازل باعتبار معرفته بطبقات الرواة وأحوالهم بل ذلك مما لا يخفي على من هو دونه بمراحل في معرفة الرجال، كيف وقد لازم المزي في ذلك مدة طويلة وعني بجمع التكميل؟!. وفي تراجم من شُهروا بالبراعة تبدو كوامن ابن حجر -سامحه الله.

أخبرنا الحافظ عماد الدين بن كثير بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب وقد أجاز لي أيضًا أحمد المذكور قال: أخبرنا أبو المنجا بن اللتي قال: أخبرنا أبو الوقت الصوفي قال: أخبرنا محمد الفارسي قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي سريج1 قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: أخبرنا أبو الجهم الباهلي قال: حدثنا الليث بن سعد بن أبي الزبير عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشجرة النار" 2. رواه أبو داود والترمذي والنسائي عن قتيبة عن الليث. ابن سعد 3 الشيخ العالم المحدث المتقن المخرج شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يحيى بن محمد بن سعد بن عبد الله المقدسي الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي: ولد سنة ثلاث وسبعمائة وسمع أباه والقاضي تقي الدين عيسى المطعم وأبا بكر بن عبد الدائم وست الوزراء وهذا الطبقة وخلقًا سواهم بإبادة والده وغيره، قال الذهبي: طلب لنفسه4 سنة إحدى وعشرين وكتب ورحل وخرج للشيوخ وغيرهم، قلت: سمع كثيرًا وجمًّا غفيرًا بدمشق وحلب والقدس وبعلبك وغيرها من البلاد وقرأ الكتب الكبار والمطولة وكتب بخطه ما لا يحصى كثرةً وخرج لخلق من شيوخه وأقرانه، ومات في ذي القعدة سنة سبع وخمسين وسبعمائة5. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يحيى المقدسي وأبو محمد عبد الله بن محمد الواني بقراءته في ذي القعدة سنة أربعين وسبعمائة قالا: أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن سعد قال: أخبرنا جعفر الهمداني ح وقرئ على أبي العباس أحمد بن علي الجزري وأنا أسمع قلت: أخبرك أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي سنة اثنتين وخمسين وستمائة قالا: أخبرنا أبو

_ 1 قال الطهطاوي: بالسين المهملة والجيم والصواب "ابن أبي شريح" بالشين المعجمة والحاء المهملة مصغرًا. وهو محدث هراة أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى الأنصاري الهروي "المتوفى سنة 392 عن 85 سنة" وله جزآن حديثان أحدهما رواية أبي عاصم الفضيل بن أبي منصور الهروي عنه. والثاني رواية أم الفضل بيبي الهرثمية عنه. وقد ذكرت أسانيدهما في كتابي المذكور. 2 رواه الترمذي في المناقب باب 57، 58. 3 الدرر الكامنة 4/ 175 (4779) . 4 قال الطهطاوي: وعباره الحافظ الذهبي في المعجم المختص "طلب بنفسه" وهو الصواب. 5 والذي في الدرر الكامنة والمنهج الأحمد وشذرات الذهب "أنه توفي في ذي القعدة سنة تسع وخمسين وسبعمائة" والظاهر أنه الصواب فإنه قد خرج التاج السبكي معجم شيوخه وذكر في آخره أنه فرغ من تخريجه في الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة سبع وخمسين وسبعمائة بسفح جبل قاسيون ثم قرأه على المخرج له بعد في عدة مجالس. ففي عبارة المؤلف تحريف من قلم ناسخ. "الطهطاوي".

طاهر السلفي قالا: الأول سماعًا والثاني إجازة قال: أخبرنا أبو القاسم بن الفضل الثقفي قال: حدثنا أبو الفتح هلال بن جعفر قال: حدثنا أبو عبد الله الحسن1 بن يحيى بن عباس القطان قال: حدثنا أبو الأشعت أحمد بن المقدام العجلي قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سليمان التيمي عن يسار عن أبي أمامه -رضي الله عنه- قال: إن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله تعالى قد فضلني على الأنبياء"، -أو قال: "أُمتي على الأمم، بأربع أرسلني إلى الناس كافة وجعل الأرض كلها لي ولأمتي طهورًا ومسجدًا فأينما أدركت الرجل من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره ونصرت بالرعب يسير بين يدي مسيرة شهر 2 في قلوب الأعداء وأحلت لي الغنائم". أبو بكر بن المحب 3 هو المحدث الإمام الأوحد الحافظ المتقن أبو بكر محمد ابن شيخنا الحافظ الإمام محب الدين أبي محمد عبد الله ابن شيخنا الإمام المحدث الثقة المعمر شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن الحافظ محب الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد المقدسي 4 الصالحي الحنبلي: ولد سنة اثنتي عشرة وسبعمائة وحضر القاضي تقي الدين سليمان وعيسى المطعم وطائفة من هذه الطبقة ثم طلب هو بنفسه وسمع الكثير بإفادة والده وغيره على خلق من أصحاب ابن عبد الدائم وطوائف فمن بعدهم، وعني بهذا الشأن وله اليد الطولى في معرفة الرجال، ذكره الذهبي في مسودة طبقات الحفاظ وقال في ترجمته في المعجم المختص: حدث وانتقى لشيخه المطعم وكتب عنه، خرج المباينات لنفسه والمزي والبرزالي ونسخ تهذيب الكمال ومهر ورتب رجال المسند5. قلت: عنده عقل وسكون وانقباض من الناس مشتغل بنفسه6.

_ 1 وصوابه الحسين "مصغرًا" ابن يحيى بن عياش بالمثناة التحتية والشين المعجمة كما في كتاب المشتبه وغيره، وهو مسند بغداد الثقة أبو عبد الله الحسن بن يحيى بن عياش السلمي القطان الميموني البغدادي "المتوفى سنة أربع وثلاثين وثلائمائة". "الطهطاوي". 2 قال الطهطاوي: هنا بياض لكن الأصل "يقذف في قلوب الأعداء" كما في مسند الإمام أحمد عن أبي أمامة. 3 الدرر الكامنة 3/ 282 "3882". 4 قال الطهطاوي: وصوابه محمد بن إبراهيم بن أحمد كما في الدرر الكامنة وغيرها ويعلم ذلك مما ذكرناه قريبًا. 5 ورتب مسند أحمد على حروف المعجم في أسماء المقلين. قال ابن حجر: كان عاملًا متقنًا منقطع القرين ا. هـ. 6 توفي بعد وفاة المصنف بصالحية دمشق في ليلة الأحد خامس شوال سنة تسع وثمانين وسبعمائة ودفن بسفح قاسيون على ما ذكره ابن حجر في الدرر الكامنة ومثله بخط جار الله بن فهد في حاشية الأصل.

حدثنا الحافظ أبو بكر محمد بن المحب المقدسي من لفظه في شعبان سنة خمس وأربعين وسبعمائة قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد بن غالب الأنصاري سماعًا عليه غير مرة قال: أخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا الخليل بن عبد الجبار التميمي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسين القاضي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن النقاش قال: أخبرنا أبو صالح القاسم بن الليث الرَّسْعَني1 قال: أخبرنا أبو محمد المعافى بن سليمان الحراني قال: حدثنا أبو يحيى فليح بن سليمان المدني قال: حدثنا نافع قال: كان ابن عمر -رضي الله عنه- إذا أراد أن يخرج إلى مكة اغتسل وادَّهن بدهن ليست له رائحة ثم خرج يصلي ركعتين في مسجد ذي الحليفة فإذا خرج من المسجد ركب فإذا استوت به راحلته أحرم ويقول: "رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين استوت به راحلته أحرم". السَّرُوجي 2 الإمام الحافظ المفيد البارع شمس الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن أيبك بن عبد الله السروجي المصري الحنفي: ولد في سنة أربع عشرة وسبعمائة وطلب الحديث بعد الثلاثين وسبعمائة فسمع من يحيى المصري وحسين بن الأثير والشمس بن العفيف، قال الذهبي: قدم علينا سنة ست وثلاثين وسمع من زينب وابن الرضي والمزي وبحماة وحلب والثغر وخرج لنفسه تسعين حديثًا متباينة الإسناد وسمعناها منه ثم كملها مائة. قال: وله فهم ومعرفة وبصر بالرجال سمع منه المزي والبرزالي، توفي غريقًا وتأسف المحدثون على حفظه وذكائه في ثامن ربيع الأول سنة أربع وأربعين وسبعمائة. قلت: سمعت الحفاظ من مشيختنا قاطبة يثنون على حفظه ومعرفته وكثرة اطلاعه وتحرير قوله وكان فيه شهامة وقوة نفس3 وقد تقدم ذكر من مات في هذا العام من المشهورين والحمد لله. القطب الدهقلي الإمام الحافظ المفيد المتقن قطب الدين أبو محمد حيدر ابن الشيخ الإمام زين الدين علي بن أبي بكر الدهقلي الشيرازي: قدم علينا سنة ثلاث وأربعين وسمع من مشايخنا بمصر ودمشق وإسكندرية وكان صائم الدهر ناسكًا عابدًا ورعًا متمسكًا بسيرة

_ 1 بفتح الراء وسكون السين المهملة وفتح العين المهملة وفي آخرها النون نسبة إلى مدينة رأس العين ذكره القرشي وغيره. 2 الدرر الكامنة 4/ 37 "4144". وهو بفتح السين المهملة والراء المضمومة والواو الساكنة والجيم، نسبة إلى سروج مدينة بنواحي حران من بلاد الجزيرة. 3 شرع في جمع الثقات ولو كمل لكان في أكثر من عشرين مجلدة قال ابن حجر: قرأت بخطه مجلدًا فيه أسماء الأحمدين ورأيت بخطه مجلدًا أيضًا في الكتب والأجزاء ما لا يحصى.

العلماء سألته عن مولده فقال: سنة أربع عشرة وسبعمائة ثم رجع إلى بلاده ثم قدم علينا سنة إحدى وخمسين وقد صار ذا معرفة فسمع الكثير وكتب بخطة المليح تهذيب الكمال وأطراف أصول السن وشرح مسلم للنووي والمطلب العالي لابن الرفعة، وكتب كثيرًا من الكتب وهو في كثرة الاشتغال يختم كل يوم ختمة، وقد عرض عليه الوظائف بدمشق فزهد عنها، وله اليد الطولى في علم المعاني والبيان، ودرس الكشاف في السميساطية وسمعنا عليه وحضر مجلسه أكابر العلماء وفحول الأدباء1. الدِّهلي2 الحافظ المفيد الرحال نجم الدين أبو الخير سعيد بن عبد الله الهندي الجلالي مولاهم3 البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي: نشأ ببغداد وطلب الحديث ثم قدم دمشق فسمع ابن الرضي وبنت الكمال والجزري والمزي وخلائق، وسمع بمصر وحلب وحماة والثغر والقدس فأكثر وجمع فأوعى، وكانت له معرفة جيدة بأحوال الرواة ومواليدهم ووفياتهم عارفًا معاني الحديث وفقهه، قال الذهبي: له عمل جيد وهمة في التاريخ وتكثير المشايخ والأجزاء وهو ذكي صحيح الذهن عارف بالرجال حافظ، مات في طاعون سنة تسع وأربعين عن بضع وثلاثين سنة وقد حدث المزي عن السروجي عنه. أنشدنا الحافظ نجم الدين أبو الخير الدِّهلي في سنة أربعين وسبعمائة قال: أنشدنا الإمام جلال الدين عبد القاهر بن الفُوَطي ببغداد قال: أنشدنا والدي -رحمه الله تعالى- لنفسه: كرر عليَّ حديث البان والسمر ... إن الحديث على أهل الحمى سمري قد كان لي وطر يصبو إلى وطني ... فاليوم لا وطني يصبي ولا وطري يا حادي العيس لا تعجل عسى نفس ... تسري إلى من الأحباب في السحر

_ 1 سمع الكثير وأسمع أولاده وكتب الطباق بخطه وأخذ من أصحاب الفخر وغيرهم ثم سكن الهند ومات غريقًا سنة خمس وثمانين وسبعمائة على ما ذكره ابن العماد في شذرات الذهب، قال ابن حجر: هو والد شيخنا عبد الرحمن ا. هـ. وعبد الرحمن هذا ترجمه السخاوي في الضوء اللامع. 2 بكسر الدال نسبة إلى دهلي بالهند وهي الأقيس، والأشهر في النسبة إليها دهلوي بالواو. قال ابن حجر في الدرر: الدهلي بكسر الدال المهملة وسكون الهاء. انظر الدرر الكامن 2/ 81 "1815". 3 وعبارة الحافظ ابن ناصر الدين "الحريري مولاهم" وفي طبقات الحافظ ابن رجب "الحريري مولى الصدر صلاح الدين عبد الرحمن بن عمر الحريري" ومثله في المنهج لأحمد وسيأتي في ترجمته في ذيل الجلال السيوطي "الحريري الجلالي" والكل صحيح؛ لأن مولاه الحريري المذكور يلقب بجلال الدين، وقد قال صاحب الدرر الكامنة: الجلال عبد الرحمن بن عمر بن حماد بن عبد الله بن ثابت الربعي البغدادي ثم قال: وهو مولى المحدث سعيد الباهلي ا. هـ. وقد توفي الجلال عبد الرحمن المذكور ببغداد في شعبان من سنة تسع وثلاثين وسبعمائة عن ثلاث وستين سنة. "الطهطاوي".

ففي العقيق غزال قوس حاجبه ... يرمي السهام إلى قلبي بلا وتر كالبدر قلبي وطرفي من منازله ... والقلب والطرف يختصان بالقمر بدر على غصن يهتز في كثب ... يستل عن حور يفتر عن زهر لولا اخضرار عذاريه لما علقت ... روحي بحيث رياض الزهر والخضر يا ريح رامة بل يا بدر يا غصنًا ... يا غرة البدر يا قضيب البسر ألا ترق لروح أنت راحتها ... إذا خطرت لما بانت على خطر هواك غطي على قلبي وقد صدقوا ... الحب يعمي عن الأشكال والحور يئس الغرام على صدري عساكره ... ظلمًا فلم يبق لي صبرًا ولم يذر قال: العواذل لي صبرًا فقلت لهم ... هيهات أصبر عن سمعي وعن بصري قد سار حبك في روحي وفي جسدي ... وفي عظامي وفي شعري وفي بشري يا ساكني شط بغداد ودجلتها ... من العزية ذات النخل والشجر لأهدين اليكم في دياركم ... بردًا من الشعر لا بردًا من الشعر عملت هذا الذيل في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بدمشق المحروسة. وفي آخر الأصل هذا آخر ما وجد من ذيل الإمام الحافظ جمال الدين أبي المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن أبي المحاسن العلوي الحسيني الدمشقي الشافعي -رحمه الله تعالى وطيب ثراه وجعل الجنة مأواه- على كتاب تذكرة الأئمة البررة الحفاظ المهرة لعمدة الحفاظ أبي عبد الله محمد الذهبي -رحمه الله تعالى. ونقلت هذه النسخة المباركة -إن شاء الله تعالى- من خط جدِّ والدي الحافظ العمدة شيخ السنة تقي الدين أبي الفضل محمد بن محمد بن فهد الهاشمي العلوي المكي -رحمه الله تعالى- وذلك في ثلاثة مجالس آخرها في يوم الأربعاء سادس شهر ربيع الثاني عام أربعة وأربعين وتسعمائة بمنزل سلفي بمكة المشرفة علي يد كاتبه وراقم حروفه الفقير إلى لطف الله وكرمه الملتجئ إلى بيته وحرمه محمد المدعو جار الله بن عبد العزيز بن عمر بن تقي الدين محمد بن فهد الهاشمي المكي الشافعي -لطف الله به وبالمسلمين أجمعين- والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.

§1/1