ديوان محمد العيد آل خليفة

محمد العيد آل خليفة

ديوان محمد العيد آل خليفة دار الهدى عين مليلة-الجزائر

دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع سنة الطبع 2010

ـ[صورة صاحب الديوان]ـ

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة للجزائر كما للأمم العريقة في المجد والحضارة تراث أدبي وعلمي يربط حاضرها بماضيها فتبني عليه مستقبلها، وهو ضمان لحفظ كيانها، وتدعيم بنيانها، ولم تتأخر الجزائر عن ركب هذه الأمم في عصر من العصور. غير أن كثيرا من الأمم ساعدتها الظروف وساعفتها فبقي تراثها محفوظا يتلقاه أبناؤها جيلا بعد جيل، أما الجزائر فقد نسجت عناكب النسيان خيوطها على جل تراثها العلمي والأدبي ولعبت به يد الاستعمار فوضعته في زوايا الخمول، وقد أعان كل ذلك ليل الاستعمار الطويل الذي لم ينجل إلا بعد قرن وعشرات من السنين الشداد. وبعد أن أصبحت الجزائر حرة مستقلة عقدت وزارة التربية الوطنية العزم على بعث تراث الجزائر ونشره، وكان فاتحة ذلك هو نشر ديوان محمد العيد. وطبع ديوان محمد العيد أمنية عز منالها قبلا، ولقد خامرت هذه الأمنية نفوس كثير من رجال العلم والأدب والإصلاح بالجزائر، فمات البعض منهم وفي نفوسهم حرقة وأسى عميق من عدم نشر هذا الديوان لأن شعر محمد العيد ساير نهضة الجزائر الحديثة وواكبها، فهو قلبها الخافق ولسانها الناطق وترجمانها الصادق، وهو مع ما فيه من بلاغة التعبير وصدق التصوير يمثل الإيمان بالدين والوطن، ويدعو إلى الثورة المسلحة على الاستعمار قبل اندلاعها بسنين، ومن الذي ينكر قوله سنة 1937: فقم يا ابن البلاد اليوم وانهض …*… بلا مهل فقد طال القعود

وقل يا ابن البلاد لكل لص …*… تجلى الصبح وانتبه الرقود فخض يا ابن الجزائر في المنايا …*… تظللك البنود أو اللحود هذا وعسى الله أن يعين وزارة التربية الوطنية على أن تخطو بعد هذه الخطوة خطوات، وتثب في هذا الميدان وثبات بثبات، فبعونه سبحانه تتم الصالحات. أحمد طالب الإبراهيمي وزير التربية الوطنية

التقديم

التقديم لرائد الأدباء ورئيس العلماء الإمام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي (رحمه الله) نشرت في مجلة الشهاب عدد ختم القرآن الكريم سنة 1939م ــــــــــــــــــــــــــــــ الاستاذ محمد العيد شاعر الشباب، وشاعر الجزائر الفتاة، بل شاعر الشمال الإفريقي بلا منازع. شاعر مستكمل الأدوات، خصيب الذهن، رحب الخيال، متسع جوانب الفكر، طائر اللمحة، مشرق الديباجة، متين التركيب، فحل الأسلوب، فخم الألفاظ، محكم النسج ملتحمه، مترقرق القوافي، لبق في تصريف الألفاظ وتنزيلها في مواضعها، بصير بدقائق استعمالات البلغاء، فقيه محقق في مفردات اللغة علما وعملا، وقاف عند حدود القواعد العلمية، محترم للأوضاع الصحيحة في علوم اللغة كلها، لا تقف في شعره - على كثرته- على شذوذ أو رخصة أو تسمح في قياس، أو تعقيد في تركيب، أو معاظلة في أسلوب. بارع الصنعة في الجناس والطباق وإرسال المثل والترصيع بالنكت الأدبية والقصص التاريخية. ومن يعرف "محمد العيد" ويعرف إيمانه وتقواه وتدينه وتخلقه بالفضائل الإسلاميه- يعرف أن روح الصدق المتفشية في شعره إنما هي من آثار صدق الإيمان وصحة التخلق، ويعلم أنه من هذه الناحية بدع في الشعراء

رافق شعره النهضة الجزائرية في جميع مراحلها، وله في كل ناحية من نواحيها، وفي كل طور من أطوارها، وفي كل أثر من آثارها- القصائد الغر، والمقاطع الخالدة، فشعره- لو جمع- سجل صادق لهذه النهضه، وعرض رائع لأطوارها. وقد سمت نفسه في العهد الأخير إلى الشعر الفلسفي وتظهر فيه عدة مقطوعات لزومية رائعة نشر القليل منها. وإذا كان في النهضة العربية الأدبية بالجزائر، نواحي نقص، فمنها أن يبقى شعر محمد العيد غير مجموع ولا مطبوع.

البهاء زهير ينشر في هذا العصر!

جنيف في 26 شعبان 1355 البهاء زهير ينشر في هذا العصر! (1) ــــــــــــــــــــــــــــــ كلما قرأت شعر لمحمد العيد الجزائري تأخذني هزة طرب تملك علي جميع مشاعري وأقول: إن كان في هذا العصر شاعر يصح أن يمثل البهاء زهيرا في سلاسة نظمه، وخفة روحه، ودقة شعوره، وجودة سبكه، واستحكام قوافيه التي يعرفها القاريء قبل أن يصل إليها وإن التكلف لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه فيكون محمدا العيد الذي أقرأ له القصيدة المرتين والثلاث، لا أمل وتمضي الأيام وعذوبتها في فمي. كان يظن أن القطر الجزائري تأخر عن إخوته سائر الأقطار العربية في ميدان الأدب ولا سيما في الشعر، ولعله بعد الآن سيعوض الفرق بل يسبق غيره بمحمد العيد. شكيب أرسلان

_ (1) نشرت هذه القطعة بخط الأمير رحمه الله مع صورتين إحداهما له بالزي المغربي، والثانية للشاعر- فى مجلة "الشهاب" ج (1) م: (13) - 1356هـ - 1137م

فاتحة ثناء وابتهال

فاتحة ثناء وابتهال حمدتك باللسان وبالجنان …*… وحمدك غرة النعم الحسان وباسمك أبتدي وعليك أثني …*… بما أثنيت في السبع المثاني بك استعصمت من فتن الأعادي …*… كما استحصنت من محن الزمان على عملي استعنتك يا الاهي …*… وليس سواك لي من مستعان فأنت موفقي للخير فضلا …*… وأنت معلمي قول البيان فألهمني السداد ولا تزغني …*… وجنبني بليات اللسان جعلت الشعر في الدنيا نجيي …*… فكان لخاطري كالترجمان ولم أكفف عن استنهاض شعبي …*… به لأراه فى أعلى مكان لذاك رجوت أن يبقى كذخر …*… لشعبي رافع للذكر باني ويجلب لي رضاك وأنت أهل …*… لبذل رضاك لي دون امتحان ويجلب لي رضى أزكى نبي …*… إلى مرضاتك المثلى دعاني إذا روي القريض إليه أصغى …*… وردد منه حكمي المعاني لقد أصغى إلى إنشاد (كعب) …*… ومن عليه بالبرد اليماني كما أغرى به (حسان) حربا …*… فكان به المبرز في الطعان فصل عليه أزكى ما تصلي …*… عليه وأدنه عن كل داني وجاز الأهل والأصحاب عنا …*… بأوفى الأجر منك والامتنان لقد نشروا هدى الإسلام قدما …*… بما بذلوه من روح التفاني وأبقوه لنا أغلى تراث …*… له في العالمين أجل شان إلاهي إننا بحماك لذنا …*… وعذنا من جناية كل جاني لقد آتيتنا التحرير حكما …*… فألهمنا الحفاظ على الكيان بدأنا الأمر باسمك واختتمنا …*… فجد بالعون واختم بالأمان

أدبيات وفلسفيات

أدبيات وفلسفيات

الإهداء

الإهداء إلى شعب الجزائر البطل الثائر ــــــــــــــــــــــــــــــ تحرر من أمسه القاهر …*… وهب إلى غده الزاهر حليف نضال حمى أرضه …*… وحررها بالدم الزاخر وواصل ثوراته صامدا …*… ففاز بتحريره الباهر هو الشعب فانزل على حكمه …*… وأذعن لاجماعه الباتر اذ ما أصر على مطلب …*… فقل أبرمته يد القادر لقد بذر الشعر فيه الفدى …*… وحسبك بالشعر من باذر وما الشعر الا شعور سما …*… خيالا بإيحائه الساحر يهز النفوس بتياره …*… فتسمو إلى الأوج كالطائر وتسبح فى عالم شامخ …*… على الارض من إفكها طاهر شغفت به منذ عهد الصبا …*… فأبت بعمر به عامر أذبت عليه حشا مهجتي …*… وما كل من طرفي الساهر وعرضت نفسي لأخطاره …*… بما ليس يعرض بالخاطر وقفت على الشعب جهدي به …*… وكرست عمري إلى الآخر فديوان شىعري بمرآته …*… جلا غابر الشعب للحاظر كسانى (البشير) (1) برود المنى …*… بما صاغ من عقده الفاخر تفيأ ظل الرضى آمنا …*… وباء بمغفرة الغافر

_ (1) إشارة إلى الأستاذ الكبير الشيخ محمد البشير الإبراهيمي الذي يعود إليها الفضل في جمع جل قصائد هذا الديوان والتعليق على أحداثها ومناسباتها الوطنية.

ومن لم يكن للورى شاكرا …*… فما هو لله بالشاكر أقدمه مشعلا ثاقبا …*… إلى شعبي البطل الثائر ليسعى على ضوئه هادفا …*… إلى المجد فى ركبه السائر هدية من بهوى شعبه …*… تتيم مذ فطرة الفاطر تقرب للشعب زلفى بها …*… وحاشاه من وصمة الناكر اذا ما جزاه بعرفانها …*… أصاب به بغية الشاعر

يا دار

يا دار قصيدة نظمها الشاعر حوالي سنة 1925م ــــــــــــــــــــــــــــــ بيض وسود وأخيار وأشرار …*… كم تحتوين على الأضداد يا دار! العرش والفرش والأحداث بينهما …*… خير وشر فإقلال وإكثار والليل والصبح والإنسان عندهما …*… نعسان مستيقظ والماء والنار والأنجم الزهر: هذا النجم مرتفع …*… زاهي الضياء وهذا النجم منهار تبدو على الأفق أشتاتا ويجمعها …*… في سيرها فلك في الأفق دوار قد قيل في كوكب المريخ أبنية …*… مشيدات وجنات وأنهار وقيل في البحر آكام وأودية …*… كما على البر أنجاد وأغوار أتى على الميز حين وهو منتشر …*… فاش إلى أن تأتت منه اضرار كم ذا أرى المثل دون المثل محتفلا …*… به لتقضى به حاج وأوطار؟ إن كان للميز مقدار يحد به …*… فإن أحداثنا للميز مقدار ما المسك والقار الا مائع لزج …*… أحوى فكيف تنافى المسك والقار؟! وكيف صحت من الانسان تفرقة …*… بين الحصا واللئالي وهي أحجار؟! يا دار هل فيك من هاد ليرشدني …*… فإنني مستريب فيك محتار همي تقسم أشطارا ولن تجدى …*… من همه مثل همي فيك أشطار يعروه خفض ورفع في تنقله …*… كأنه كلا يذروه إعصار (أعمى المعرة) أهدى فيك تبصرة …*… لو لم تشط به في الدين أنظار قد كان عنك مشيحا وجه همته …*… حرا وقدما تجافت عنك أخرار

كفته شهوة أكل اللحم أرغفة …*… بسيطة وكفته الستر أطمار وعاش فيك حصورا غير متخذ …*… زوجا وبعض من الأزواج اصار ولم يزل فيك للذات مجتنبا …*… حتى استوى منك إقبال وإدبار مضى بمبدئه السامي الغريب ولم …*… يكن لمبدئه في الناس أنصار وعنصر الناس فخار ألم به …*… كسر وما التام بعد الكسر فخار ياكم أجاد هزار الصبح من نغم …*… ولم يصخ لهزار الصبح ديار وواصل الحزن بوم الليل ملتزما …*… (غاقا) (1) فحفته أسماع وأبصار وجار سوء ثوى أرضي فضايقني …*… فيها ومن دونه حجب وأستار! فما وعى قط صوتي وهو مرتفع …*… وما رأى قط دمعي وهو مدرار قلت له احفظ جواري وارع منزلتي …*… أولا فبارح دياري أيها الجار وخل سوء توخاني لأخلفه …*… في ذبح شاء عجاف وهي إيثار قال ابتدرها على اسم الله قلت له …*… دعني فما أنا يا ابن اللؤم جزار ومسرف منكر للبعث قلت له …*… هيهات يجديك يوم البعث إنكار أأنت تنكر حالا تستحيل إلى …*… حال وخلقك رأي العين أطوار تبارك الله هذا الكون معترف …*… بأن صانعه رحمان قهار قامت بحكمته الأرواح خاضعة …*… له فهل في ذوي الأرواح مختار؟ مات الأئمة أهل العلم- لا بليت …*… أوصالهم- ولهم في الكون آثار هم خلفوا العلم تذكارا لأنفسهم …*… وما يؤثر في السالين تذكار قد أفعموا الكتب أخبارا وما لبثوا …*… أن أصبحوا وهم في الكتب أخبار

_ (1) (الغاق): موت الغراب.

أسطر الكون

أسطر الكون هذه القصيدة من بواكير شعر الشاعر في شبابه، وهي تدل على ما ينطوي عليه ذلك الجسم الضئيل من مواهب كمينة تدرجت فيشعره، وتجلت في شعر الحكمة والمثل والنصيحة، وهي الأنواع التي بلغ فيها القمة. ــــــــــــــــــــــــــــــ سئمت على شرخ الشباب حياتي …*… فحرت ولم أملك على ثباتي أرى حظ أرذال النفوس مواتنا …*… وحظ كريم النفس غير مواتي فأوجس في نفسي من الدهر خيفة …*… لعلمي بأن الدهر ذو غمرات أرى الكون قرآنا من الله منزلا …*… على الروح والأحداث آي عظات وأقرأ من آي الشقاوة أسطرا …*… على صفحات الكون مرتسمات فسطر عياييل أمضهم الطوى …*… عراة على لفح الأثير حفاة وسطر أيامى يصطرخن توجعا …*… من البؤس لا يفتأن مكتئبات وسطر يتامى مرهقين تكبهم …*… على جرف البلوى يد العثرات وسطر شيوخ كالأهلة شيب …*… وهل شيبهم إلا نذير وفاة وسطر مشائيم غرار أذلة …*… يسامون بالارزاء والنكبات وفوقهم سطر من الخلق كله …*… جناة لعمر الحق فوق جناة جناة يرى الرائي من الليل مسحة …*… على سطرهم والظلم كالظلمات؟ فهل كان هذا الكون سيفا مشطبا …*… يمثل بالأرواح والمهجات؟ وهل كان هذا الكون سوطا مبرحا …*… يدع بني الإنسان بالسنوات؟ فمن ستة جاءت بكل ملمة …*… إلى سنة جاءت بكل آذاة

سئمت وإن كنت ابن عشرين حجة …*… حوادث لا تنفك مستعرات اردد طرفي سابرا كنه غورها …*… فيرجع طرفي خاسئ النظرات تبارك رب العرش لمست بملحد …*… أحاول طمس الحق بالشبهات ولكن وجداني ينم بحسرة …*… إلى القلب أو يوحى له بشكاة فيسكب من مزن الحقيقة سلسلا …*… وينبت في روض النهى زهرات تفتح عن غض من الشعر محكم …*… طلي شهي شيق النسمات تروح به الأيام شبه هواتف …*… تساجلن فوق الروض بالنغمات كذللث كان الشعر آليات رقة …*… على صور الابداع منطويات كلفت به طفلا فكنت أصوغه …*… سبائك تبر أفرغت بحصاة وأنظمه سمطا نضيدا منسقا …*… بديع اللئالي محكم الخرزات وقافية أمست تمثل يوسفا …*… بما فيه من يمن وحسن صفات خلعت عليها من شعوري مطارفا …*… وكللتها ما شئت من خطراتي وقوم رموها في غياهب جبهم …*… ويا كثر ما في الجب من حشرات أذقتهم كأسامن السم علقما …*… وأوسعتهم طعنا بحد قناتي وقلت لهم: من يعش عن نفع قومه …*… أقيض له جيشا من الكلمات كذلك سفر الكون وعظ وحكمة …*… وزجر وتوبيخ وقرع بغاة لو اتعظ القراء منه بختمة …*… لكانت عليهم أيمن الختمات

صدى الصحراء

صدى الصحراء من جريدة صدى الصحراء إلى الشعب الجزائري نشرت في العدد الأول من جريدة (صدى الصحراء) التي أصدرها السيد أحمد بن العابد العقبي سنة 1924 ونشرت في كتاب (شعراء الجزائر) ــــــــــــــــــــــــــــــ صفا العيش لي وامتد ريف ظلالي …*… فما لتكاليف الزمان ومالي؟ صفا العيش لي وازدان روض مواهبي …*… وأينع فضلي واستبان كمالي ولانت لي الأيام وهي عصية …*… فمالي لا أزهو بنضرة حالي سلامة أذواق ويمن مطالب …*… وعزة أعراق وطيب خلال وباقت نجوم الليل وهي طوالع …*… تزف لي البشرى بنيل سؤالي وترنو إلى وجهي بإيماض نورها …*… فيبهجها مني بديع جمالي وتوجني المقدور تاج كرامة …*… فأنحى على بؤسي وأسعد فالي كتبت فكان الحق طوع أناملي …*… وقلت فكان الصدق وسع مقالي وكنت (صدى الصحراء) أدعى لأنني …*… بسطت على الصحراء نور هلالي وواليت بالإرشاد رفع عقيرتي …*… عسى أن يهب النائمون حيالي عسى أن يهب النائمون فإنهم …*… يغطون من حقب مضين طوال يخالون آيات الحضارة بينهم …*… عجائب غيب أو طيوف خيال وتمضي الليالي السود تجهد سيرها …*… وهم بين مسلوب الشعور وسالي وهم بين منهد العزيمة خائر …*… وآخر من كل المواهب خالي

أفيقوا فهذا الدين بين ربوعكم …*… تنازله الأحداث شر نزال تحاول نكباء الضلالة نسفه …*… وترميه أشلاء الردى بنبال فقوموا مقامات الدفاع حياله …*… ليأمن هذا الدين كل ضلال ولا تهملوا أمر الحياة فإنها …*… حياة نشاط بل حياة جدال فبينكم الغربي وهو أخو العلا …*… يجد لا دراك العلى ويوالي طوى الأرض بالخط الحديدي وانبرى …*… يجول مع الأرياح كل مجال وأبدع طيارا بدون محرك …*… فهل كان هذا يستقر ببال وشبق عباب البحر والبحر مزبد …*… بغواصه ينساب غير مبالي يغوص مع الحيتان في لج بحرها …*… فتحسبه الحيتان ضرب وبال أجلوا رجال العلم بين وبوعكم …*… فقدرهم وافي الرجاحة عالي ولا تقبلوا فيهم وشاية خائن …*… ونفثة مغتاب وبغضة قالي فتلك عراقيل يعانون وعرها …*… على أنهم لا ينثنون بحال ولا تغفلوا شأن الصغاو فإنهم …*… لمستقبل الأيام خير رجال وأشبه شيء بالمرايا عقولهم …*… فصوغوا لها منكم أجل مثال ابينوا لهم طيب الفعال ليقتدوا …*… بكم، فحياة الطفل طيب فعال وهبوا إلى الاصلاح فالله كافل …*… لمن هب للاصلاح حسن مئال

هذه خطوة

هذه خطوة ألقاها الشاعر في حفل التكريم الذي أقيم للأستاذ الهادي السنوسي بمناسبة طبع كتابه ((شعراء الجزائر في العصر الحاضر)) والقصيدة نشرت في الجزء الثاني من الكتاب. ــــــــــــــــــــــــــــــ إرق بالشعر لا عدمت رقيا …*… قد عرفناك نابغا عبقريا قد عرفناك نابغ الفكر حرا …*… نابه الذكر مخلصا وطنيا قد عرفناك بالجزائر برا …*… يوم أحييت ذكرها الأدبيا يوم أحييت شعرها بعد أن لم …*… يكن الشعر في الجزائر شيا كان بالأمس مودع القبر ميتا …*… كيف أخرجته من القبر حيا؟! إنها نهضة تحاكي ضبى الهند …*… مضاء وتشبه البرق طيا أنشاطا أظهرت أم كهرباء …*… واعتزاما أشهرت أم سمهريا؟! أنت هيئته كما شئت شعرا ماثل الروح قائما فتهيا وتخيرته أغض من الروض …*… وأزكى من عارض المزن ريا وتخيرته ألذ من الوصل …*… وأحلى من العناق شهيا عجب القوم من صنيعك لما …*… جئتهم بالكتاب غضا طريا جئتهم بالكتاب يحوي قريضا …*… محكم السبك متقنا عربيا من معان مثل المرايا وضوحا …*… ومبان مثل الصبايا حليا حيث لا يسمع الالباء إلا …*… منطقا صائبا ولحنا خفيا وسطورا تمثل الحسن للرائي …*… فتحكى خيط الغزالة زيا

ورسوما تمثل الصدق والاخـ …*… ـلاص واليمن والرضى والرقيا فقفوا خاضعي النفوس صموتا …*… عندها واضعي الرؤوس مليا وخذوا في الرجاء حول حماها …*… أنه كان بالرجاء حريا إن في تلكم الرسوم شبابا …*… ناهضا يمقت الهوان أبيا لا خنوعا لغيره لا ذليلا …*… لا قنوعا بخيره لا دعيا لا خمولا لا معرضا لا بخيلا …*… لا جهولا لا معرضا لا دنيا أودع الله في الشباب قلوبا …*… ملئت حكمة وعزما قويا ومضاء موكلا بالجديديـ …*… ـن وهما معلقا بالثريا وشعورا مثل الأثير رقيقا …*… وطهورا مثل النمير زكيا لا تقولوا غوى الشباب فإني …*… قد تخليته ملاكا رضيا وتعالوا حيوا (السنوسي) ياقو …*… م فقد كان بالشباب حفيا يا أسد الشباب رأيا صحيحا …*… يا أحد الشباب عقلا ذكيا أنت أغريتني بحب حياة …*… كدت فيها أقلد المانويا (1) أنت أطلقتني وما كنت رهنا …*… أنت أنطقتني وما كنت عيا إنما لم أجد كمثلك يا خل …*… سميعاعف الضمير بريا أرسل الشعر إن رضيت رضيا …*… وهو واع وإن شجيت شجيا اعل دست الاداب يا بن علي …*… فهنيئا لك الرقي هنيا هذه خطوة لك اليوم كبرى …*… فتقبل جزاءها الأبديا

_ (1) المانوية: هم أصحب المذهب الفلسفي القائل: أن الخير كله من النور، والشر من الظلمة. وقد أشار لها أبو الطيب المتنبي في قوله: وكم لظلام الليل عندك من يد …*… تخبر أن المانوية تكذب

وقفة على بحر الجزائر

وقفة على بحر الجزائر (1) نشرت في الجزء التاسع من الشهاب عام 1930م ــــــــــــــــــــــــــــــ وقفت على بحر الجزائر ليلة …*… وناجيته لو كان يسمعني البحر فقلت له: يا بحرمالك هائجا …*… على البر مغتاظا ولم يذنب البر وما لك لا تألوه دفعا وضجة …*… وصفعا بأيدي الموج رق له الصخر لعلك مغتاظ عليه لأنه …*… كثير الرضا في النائبات له صبر تقول: لماذا يمكث البر حاملا …*… عليه هنات لا ينهنهها زجر تروح عليه الشائنات وتغتدى …*… تباعا ولا نهي عليه ولا أمر وتفشو من العاثين في جنباته …*… أمور لها وجه الشريعة يحمر ويذهب سعي الناس فيه مذاهبا …*… لكل ابن أنثى منهم فوقه أمر كسرب من الأغنام أخطأت الحمى …*… فضلت سواء القصد والجو مغبر ويأتون أفعالا عليه ذميمة …*… مخالفة، في فعلها يعظم الوزر كتجرهم بالغش والكذب والربا …*… وما كان مسموحا بها لهم التجر وزرعهم للتبغ وهو لهم أذى …*… وعصرهم للكرم وهو لهم خمر فيوسعهم في كل ذلك بسطة …*… وتشملهم منه الكرامة والبر وأعجب من هذا وذلك أنه …*… لأحيائهم مهد وأمواتهم قبر رويدك قد أنديت يا بحر وجهه …*… بتقريعه فارفق به ولك الشكر كأني (برأس المول) (1) جاءك باسطا …*… له العذر لو يفضى إلى سمعك العذر يناديك كن يا بحر بالبر مشفقا …*… رحيما لعل البر بالخلق مغتر

_ (1) رأس المول: جسر على البحر يحيط بالميناء في العاصمة. وفيه توجد ثكنة ضباط البحرية، وعليه أجهزة الرصد وقلاع المراسة.

عساه رأى خيرا لهم فأقلهم …*… لذاك، وأي الخير فارقه الشر فقد صح أن الخير ما زال جاريا …*… على أرضه منهم ولو أنه نزر وقامت عليه اليوم للعلم دعوة …*… تطوف بها للنشر طائفة غر تسير على القرآن فهو لها هدى …*… وتعتز بالإيمان فهو لها ذخر على أن هذا البر ما كان ساكنا …*… لما فيه من نكر وإن عمه النكر فكم ثار بركان وخرت بناية وأطبق زلزال به وطغى نهر نداء احتجاج منه للخلق بالغ …*… يعاد على الاستماع لكن بها وقر ومنذر سوء بالحقيقة صادع …*… ينادى على الإنسان قد غلب الخسر حوادث تستدعى من الفكر لفتة …*… إليها فيستعصى لدعوتها الفكر ويخبط في بحر من الوهم تائها …*… يغوص، وبحر الوهم ليس له قعر فيمكث بين البؤس واليأس حائرا …*… كمستعصم بالسحر قد خانه السحر ومستنكر نطق الجمادات قال لي …*… رويت حديثا لم يعد مثله الدهر يخالف إجماع الورى ولعله …*… إليك من العقل الخيالي منجر فما حركات البر ألا تصادم …*… بماء ونار منهما البرد والحر وما حركات البحر ألا تماوج …*… على سطحه يقضى به المد والجزر فصدقته فيها وقلت له اخترق …*… ظواهرها بالرأي يظهر لك السر وأرع لسان الحال سمعك منصتا …*… فإن لسان الحال يعوزه الجهر هناك ترى ما لم تكن قبل رائيا …*… وتسمع ما للعقل في ذكره ذكر بواهر آيات من الغيب فصلت …*… على الكون لم يجمع حقائقها سفر مجددة بالكون في كل لحظة …*… فماذا عسى تحصى اليراعة والحبر تعاصى على الأفواه نشر عظاتها …*… على أمم الدنيا فمنها لها النشر برئت من الإيغال في العد راجعا …*… إلى الله مشدوها يحيط بي الذعر ألا إن هذا الكون أصدق شاهد …*… بأن كمال الله ليس له حصر

بين الشك والتشكي

بين الشك والتشكي نشرت بمجلة (الشهاب) ج: 8 و 9 - غرة ربيع الأول 1352هـ جوليت 1933م ــــــــــــــــــــــــــــــ هل للحقائق في الحياة وجود …*… كادت على عقلي الشكوك تسود ما في الحياة حقيقة محدودة …*… إلا اصطلاحات بها وقيود تدعو إلى العرفان وهي جهالة …*… وتشيد بالإيمان وهي جحود مثل الدفوف على المسامع رنة …*… خلابة، وعلى الأكف جلود أو كلما أو شكت أجلو مبحثا …*… ضربت عليه من الشكوك سدود لا ريب سر الكون وهو لطيفة …*… لا يحتويه اللفظ وهو جمود دنيا على الأعمى التوت أوعارها …*… من يرشد الأعمى بها ويقود؟ ظلمات أمك يا جنين كثيفة …*… شتى وأمك يا جنين ولود صبرا على ليل الحياة وطوله …*… حتى يشق من الصباح عمود من مات لا ريب استهل فلا تخف …*… الموت دنيا واللحود مهود يا موت خولت ابن آدم راحة …*… ما بعد جودك لابن آدم جود في القبر نزل طيب وكرامة …*… كبرى وظل وارف ممدود والناس أطهر في القبورجبلة …*… ولو انهم رمم هناك ودود كم قدروا فوق التراب خلودهم …*… طمعا وما فوق التراب خلود ملكاتهم هلكاتهتم. وهباتهم …*… هباتهم بالعقل وهو مؤود ضاق الرعاة السائسون بعقل من …*… في طبعه مثل البعير ندود لا تعث ويحك يا ابن آدم مفسدا …*… إن الحياة محارم وحدود تدرى إلى من أنت فيها كادح؟ …*… أم أنت فيها للإله كنود؟ السعي أروى للنفوس، فقل لمن …*… ورد المنى أعلى السراب ورود؟

والسعي شتى فالعباد جهودهم …*… كجلودهم بيض تبين وسود ويحي على قلبي دهته قوارع …*… وعدته دنيا نضرة وسعود لا تركنن إلى السعود فطبعها …*… كالغانيات تبرم وصدود كم فاقد فردوسه متحسر …*… وشبابه فردوسه المفقود ذوت الخمائل من صباه وصوحت …*… لم ينج من تلك الخمائل عود يا دهر عاجلت الصبا بالقطف لم …*… يزهر، ولم يثمر به عنقود لا تنكر الدعوى علي معارضا …*… رأسي عليك وعارضاي شهود فكأن هذا الهم منك جهنم …*… وكأن هذا الشيب منك وقود أسفى على مسعاي في ظل الصبا …*… أيام لم تنهك قواي جهود أيام أرتشف المنى معسولة …*… وأميس في الرغبات وهي برود الحظ واف والغريزة خصبة …*… والعيش صاف والزمان ودود فعليك يا عهد الشباب تحية …*… فيحاء ما تلت العهود عهود في الكأس فضل منك فيه لذاذة …*… وتعلة ما زلت عنه أذود ما كنت أوثر أن أذود يد الأذى …*… لولا مطامح للعلا وقصود وأمانة لله قمت بحملها …*… جسمي بها متحطم مهدود وأثارة عظمى وكنز خالد …*… ومحلة غيداء حين أرود وطني الذي هموا به ودليله …*… كدليل يوسف ثوبه المقدود لا يأمنوا صب العذاب عليهمو …*… فرعون أعتى منهم وثمود آليت ما للحادثات مبارز …*… إلا على أعقابه مردود يا قلب مالك لا تعتم خافقا …*… يا طرف مالك بالدموع تجود الله أوفى الواعدين وكم خلت …*… منه بنصر الصابرين وعود فلعل أيام المشائم تنتهي …*… ولعل أيام السعود تعود

الصحو

الصحو (انقطعت الثلوج على عاصمة الجزائر برهة من الزمن، ثم هطلت بغزارة حتى غطت المنازل والشوارع. فلما بدأت هذه العاصفة تنقشع، حرك منظرها شاعرنا محمد العيد، فسجل إحساسه في هذه القطعة). وقد نشرت في مجلة (الشهاب) سنة 1935م ــــــــــــــــــــــــــــــ أصح قلبا فوجدك اليوم حمق …*… إن وجه الطبيعة اليوم طلق زانت الجونة السماء فزالت …*… ظلمات بها ورعد وبرق وبدا النور من وراء الغيابات …*… فما في خلالها اليوم ودق وبدا البحر ساكنا غير موجات …*… علتها طير أبابيل بهق وأرى الثلج ذاب إلا بقيا …*… ت بها الدور توجت فهي بلق خالعات على الربى حللا بيـ …*… ـضا بدت تحتها غلائل زرق وإذا الأرض كالسماء رواء …*… ليس بين السماء والأرض فرق فكأن الثلوج في الأرض غيم …*… وكأن الرياض في الأرض أفق هكذا كان أول الصحو رسم اللـ …*… ـه، في لونه جمال وعمق هام طرفي به وأسلم قلبي …*… مذعنا أن قدرة الله حق

لوح الخيال

لوح الخيال قصيدة في وصف السينما الناطقة بالعربية، نظمها الشاعر بعد مشاهدته لفيلم (أنشودة الفؤاد). وقد نشرت بمجلة الشهاب ج: (7) م. (8) في ربيع الأول. 1350هـ جويلية 1932م ــــــــــــــــــــــــــــــ أنت دنيا ما أنت لوح خيال …*… ما على العلم غاية بمحال أنت دنيا عريضة من بلاد …*… وعباد وأبحر وجبال بين حالي سعادة وشقاء …*… وزماني وداعة وقتال في ملاهيك جد للعين والأذ …*… ن ضروب من الرؤى والأمالي آن للذوق منك والشم واللـ …*… ـمس نوال فجد لها بالنوال ليس بدعا أن يحدث العلم فيها …*… بك إلمامة وبعض اتصال جمع الجيل فيك والجيل حتى …*… صرت يا لوح مجمع الأجيال صور من ممالك قائمات …*… وتقاليد من هدى وضلال فكأني أرى القيامة قامت …*… وأرى الخلق مهطعين حيالي فكأني أرى شريطك عرضا …*… فيه فضت صحائف الأعمال عظ به يا جماد من كان حيا …*… فمقال الجماد فصل المقال هون الموت عالم لك فيه …*… كل حي مخلد بمثال والتقى حاضر الزمان بماضيه …*… كأن لم يكن به من زوال ووعى الناس ألسنا مند شتى …*… في مغاز علمية ذات بال وتجلت فصحى اللغات كشمس …*… فخبا كل كوكب متلالي زانك الضاد من لسان بديع …*… أيها الفيلم البديع الجمال

فهو وحي إلى شهودك يوحى …*… من سماء الحجى وعرش الجلال وبدا الشرق فيك للغرب مرعى …*… للحضارات مخصبا بالرجال حي قوما أبوا سوى الكشف عما …*… أودع الشرق من عظات غوالي ناولونا من الكنانة سهما …*… ومعينا من نيلها السيال تلد مصر مثوى الفراعين في الما …*… ضي ومأوى بنيهم في الحال ضل "أنشودة الفؤاد" فؤاد …*… لم يصلها بعطفه المتوالي نسم من جوانب النيل أفشى …*… نغم النيل تحت جنح الليالي نم عن مائه النمير وعما …*… حوله من ماثر وخلال عرف الشرق مشرقا من قديم …*… وجديد على الفلا والتلال وكأني به أطل على الغر …*… ب مع الشمس ضاحكا عن لآلي وكأني بالغرب أذعن للشر …*… ق اعترافا بما له من كمال

عامان مقبل ومدبر

عامان مقبل ومدبر نشرت في جريدة السنة سنة 1933 ــــــــــــــــــــــــــــــ غشي الليل أم جلا؟ …*… لست أدري بما تلا قد مضى العام مدبرا …*… وأتى العام مقبلا وهوى العام كوكبا …*… بشرار مذيلا ساء مساء في الأخيـ …*… ـر، وأن سر أولا جد كالثوب واعترا …*… هـ على اللابس البلى وسقى الناس غب حلـ …*… ـواه سما فجدلا مجمل القول أنه …*… كان حولا محولا أيها العام سؤت فيـ …*… ـنا مقاما ومرحلا لم تكن مجملا فخذ …*… عني العتب مجملا أنا بالرغم منك لم …*… أنو إلا التحملا عل في عامنا الجد …*… يد مفازا مؤملا جل من ركب ابن آ …*… دم جسما وعدلا برأ العقل جوهرا …*… بالمعاني موكلا وطوى الغيب دونه …*… فتقفى وأولا غم تدبيره على …*… كل عبد وأشكلا أيها الزائر الذي …*… لا أرى عنه معدلا إن تصنا فمرحبا …*… أو تنكل بنافلا …*…

منظر تاعس ناعس

منظر تاعس ناعس نظمها الشاعر في مشهد من مشاهد البؤس الكثيرة في الجزائر وقد رأى بعيني رأسه هذا البؤس الذي وصفه في هذه القصيدة. ــــــــــــــــــــــــــــــ بدا لعيني تاعس ناعس …*… على الثرى في الصبح بالي الثياب جاث على الرجلين جاني الحشى …*… والظهر هاوي الجسم ذاوي الشباب فهاج من حزني ومن لوعتي …*… كما يهيج النار عود الثقاب ورحت من شعر إلى عبرة …*… والشعر والعبرة جهد المصاب وقمت أدعوه على رأسه …*… لعلني أحظى ببعض الجواب يا أيها الأوي إلى حفرة …*… فى سفح طود عند ملقى الشعاب يا أيها الهاوي على وجهه …*… تحت أديم الجو فوق التراب يا أيها الملتم في طمره …*… كالقنفذ انهالت عليه الكلاب هون من الغم عليك فما أحسـ …*… ـب إلا منه هذا الضباب أنومك الآن خدل لنا …*… أم لك أم أنك صلب الإهاب؟ لا تفعل الأحجار ما نمت في …*… جنبك والأحجار صم صلاب هل أنت إلا بشر مثلنا …*… أم أنت جن زال عنك الحجاب لا بل فقير لم تجد رحمة …*… عند ذوي (الفيلات) ذات القباب بطونهم ملأى وأكياسهم …*… وأنت خاوي البطن خالي الوطاب ونومهم طاب وإحساسهم …*… وأنت مرتاع بقفر يباب طواك عسف الدهر في حفرة …*… بجانب الطود كطي الكتاب

أقمت فيها سائر اليوم في …*… ضنى وفقر وعنا واكتئاب حتى إذا آن أوان الكرى …*… وصار جنح الليل مثل الغراب غضضت من عينيك مستغفيا …*… والسهد في عينيك قطر (1) مذاب وملت مثل القوس موتورة …*… بنبلها مشهورة للضراب منكس العنق إلى الأرض من …*… همك والهم مذل الرقاب كأنما ليلك عيش امرىء …*… منذر قوم ما لهم من متاب كأنما عينك في سهدها …*… عين علينا راصد كل باب شاهدت من شخصك ما راعني …*… ونالني منه أسى واضطراب أبعد ما روعتني مصبحا …*… يلذ لي الطعم ويحلو الشراب أقسمت ما في العيش من راحة …*… سوى منى خلابة كالسراب والناس ويح الناس في وقفة …*… أو جيئة حول المنى أو ذهاب والنفس فيهم حكمت فهي لا …*… تفتأ تدعوهم إلى كل عاب أما إذا أمعنت في مكرهم …*… فإنه والله شيء عجاب مكر يحاكي الصدق في وضعه …*… وباطل منهم يحاكي الصواب لولا الهدى من بعض أهل الهدى …*… أقسمت ما في الناس إلا الذئاب هل آن لي الظعن فقد ضاق بي …*… مكثي على رغمي بهذا اليباب؟ كيف يطيب العيش في معشر …*… شدوا عن المسكين فضل النصاب؟ كأنهم ليس لهم ذمة …*… وليس فيهم مؤمن بالحساب يا أيها المثرون هبوا إلى …*… إسعاف أهل الفقر فالفقر ناب ونال من إخوانكم واحتوى …*… عليهم والفقر أس الخراب

_ (1) القطر: النحاس الذائب.

فاستصرخوا الهمة في برهم …*… وأيدوا في الخير كل اكتتاب وأكرموا في الله سبحانه …*… عباده يكرمكم بالثواب ومن يكن لله إنفاقه …*… ينل به الزلفى وحسن المئاب

_ نشرت بـ (الشهاب) ج: (11) م: (6) غرة رجب 1349هـ ديسمبر 1930م.

وداد

وداد عرض في عاصمة الجزائر فيلم (وداد) العربي، فنظم الشاعر قصة الفيلم في هذه القصيدة بعد مشاهدته له. نشرت في جريدة البصائر سنة 1937. ــــــــــــــــــــــــــــــ إن رمت تجزى عن يد …*… بيد جزاء لن يضيع فاشكر كما شكرت (ودا …*… د) فضل مالكها الوديع إذ أدبر العيش المريـ …*… ـح وأقبل العيش المريع وابتاع سيدها الفتى …*… ما ابتاع بالدين الفظيع وأراد تأمين المبيـ …*… ـع فعز تأمين المبيع قالت له: بعني وهب …*… ثمني وإخلاصي شفيع لا أستطيع أراك كـ …*… ـلا مفلسا لا أستطيع بيعت (وداد) بالمزا …*… د وقلبها دام وجيع ومضت وراء المشتري …*… فمضت بألباب الجميع يا من رأى الظبي الأغـ …*… ـن بغارة الذؤبان ريع خلق بديع كالملا …*… ك يزينه خلق بديع وإذا بسيدها الجديـ …*… ـد أصحابه مرض سريع وبعتقها أوصى لما …*… حازته من أدب رفيع وقضى فخف الطير منـ …*… ـطلقا إلى حصن منيع وانسلت الزوج المطيـ …*… ـعة تنشد الزوج المطيع فتلاقيا بعد الإيا …*… س وهكذا يرعى الصنيع

شاعرية الرصافي

شاعرية الرصافي وقف الشاعر على كلمة تحت هذا العنوان في مجلة (الصباح) عن سقوط شاعرية (معروف الرصافي) واستنكار شعره في العهد الأخير، وفيها أن صحيفة (بغداد) العراقية نشرت مقالا في الموضوع جاءت فيه هذه الكلمة .. (ما سمعنا بشاعر مات قبل أن يموت إلا الأستاذ الرصافي .. ) فاستنكر هذه الكلمة الجافية، وتصور ما يكون لها من الأثر السيئ في قلب الرصافي لو وقف عليها، وأسف كثيرا لنضرب شاعريته الفياضة وتجرؤ محرر (بغداد) عليه بتلك الكلمة الجارحة، ولم يملك نفسه إزاء هذه المأساة القاسية، عن الاندفاع بهذه الأبيات الشعرية. نشرت في العدد 26 من جريدة البصائر سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــــــ جفاك الشعر يا (معروف) شيخا …*… وطيب فتى به وصلا وطابا رأيت الشعر أشبه بالغواني …*… يخص بصادق الحب الشبابا رثيت لشاعر في الشرق فحل …*… خبا في الشعر طالعه وخابا وناء بعبئه حملا فأزرى …*… شباب الرافدين به عتابا أقيلوه العثار فكيف يجزى …*… أبوكم في عواقبه عقابا …*… أب باسم (العراق) سما عريقا …*… وفي أفق (السواد) نما شهابا أتعرفه العشيرة وهو كهل …*… وتنكره العشيرة حين شابا وطبع الناس نسيان الأيادي …*… إذا ما غاض موردها وغابا فقل للشاعر المزرى بعيب …*… ستخلد رغم من أزرى وعابا ومهما لم يثبك ذووك فاصبر …*… ستلقى عند خالقك الثوابا

دمعة على القمر الخاسف

دمعة على القمر الخاسف نشرت في العدد 4 من جريدة البصائر سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــــــ ياللعبر …*… خسف القمر ... ماذا دهى …*… زين البها؟ غشى الحلك …*… وجه الفلك وعرا الكدر …*… صفو البشر ياللعبر …*… خسف القمر ... من ذا رمى …*… ملك السما؟ العصف قام …*… يزجي الغمام والنجم خر …*… يرمي الشرر ياللعبر …*… خسف القمر ... ما للسدم …*… سود الأدم؟ ما للجواء …*… ربد الهواء؟ لقي البصر …*… فيها الحسر ياللعبر …*… خسف القمر

كم شائنات …*… في الكائنات قل للعيون …*… غضي الجفون سام العور …*… أسمى الصور ياللعبر …*… خسف القمر ... جار الملاك …*… ماذا علاك؟ ماذا أحال …*… منك الجمال؟ هلا سفر …*… ذاك الخفر ياللعبر …*… خسف القمر ... ماذا جرى …*… لابن السرى؟ كشف الشعاب …*… وهدى الركاب وقفا الأثر …*… حتى عثر ياللعبر …*… خسف القمر ... نزل الخسوف …*… بأخي الشفوف فإذا الحداد …*… يعلو البلاد وكذا الغير …*… تبلو الخير ياللعبر …*… خسف القمر

أمن التراب …*… هذا الحجاب كيف استطال …*… عبد النعال أعيا النظر …*… سر القدر ياللعبر …*… خسف القمر ... ذات البروج …*… آن العروج هل من مقيل …*… يؤوي النزيل طال السفر …*… فمتى المقر؟ ياللعبر …*… خسف القمر

آفة العين

آفة العين نشرت في العدد 8 من جريدة البصائر سنة 1936م ــــــــــــــــــــــــــــــ ما لطرفي رنا …*… حوله فافتتن سامني في الدنا …*… بالضنى وامتحن يا مذيقي الضنى …*… لا طمعت الوسن يا لرام رما …*… ني بقوسين آفة العين ما …*… آفة العين! ... رغبة العين قد …*… طوحت بالناس جرعتنا الكمد …*… أوردتنا الياس علة في الجسد …*… بدأت بالراس فسقت آدما …*… علقم البين آفة العين ما …*… آفة العين؟! ... نظرة عن سؤال …*… نظرة عن رجاء فإذا الرشد زال …*… وإذا الغي جاء فافتكر في المال …*… إن أردت النجاء لا تشر للحما …*… م بهدبين آفة العين ما …*… آفة العين! ***

خائنات العيون …*… رأفة بالجار من وراء الجفون …*… أنفس أطهار سقتها للمجون …*… والخنا والعار إن هتك الحمى …*… ليس بالهين آفة العين ما …*… آفة العين! ... يا أخا العين لا …*… تغترر بالصور إنها للبلى …*… أجلت والحفر فادرع للملا …*… ح بغض البصر ذد ولو بالعمى …*… غارة الزين آفة العين ما …*… آفة العين!؟ ... يا فؤادا صقل …*… لوحه الصقال لا تجار المقل …*… إنها ضلال كاذبات الأمل …*… خائبات الفال عف كي تسلما …*… من أذى الرين (1) افة العين ما …*… آفة العين!! ...

_ (1) الرين: كالصدا يغشى القلب وفي القرآن الكريم. {بل ران على قلوهم ما كانوا يكسبون}.

المرء في حقيقته المجردة

المرء في حقيقته المجردة نشرت بالعدد (159) من جريدة البصائر في 31 مارس 1936م. ــــــــــــــــــــــــــــــ المرء ما المرء سليل الثرى …*… لا غرو أن يشبه جلموده عالجه الرسل بتأديبهم …*… فلم يلن تأديبهم عوده لا يخدم المرء سوى نفسه …*… ولو حوى في الخلق محوده قد يفعل الخيرله معلنا …*… وليس فعل الخير مقصوده ويوسع الكل بإحسانه …*… رفدا ليستعبد مرفوده من أثرة النفس ومن حبها …*… محبة الوالد مولوده لا تحمد المرء لمشهوده …*… فغيبه ينكرمشهوده إذا أطاع المرء ذا دعوة …*… فبأسه يلحظ أو جوده لو لم تكن نار ولا جنة …*… لما أطاع المرء معبوده

أين "ليلاي"

أين "ليلاي" أين (ليلاي) أينها …*… حيل بيني وبينها هل قضت دين من قضى …*… في المحبين دينها أصحلت القلب نارها …*… وأذاقته حينها مذ تعرفت سرها …*… وتعشق زينها روعتني ببينها …*… لا رعى الله بينها فتعلقت بالطيو …*… ف اللواتي حكينها وتعللت بالمنى …*… فتبينت مينها مالـ (ليلاي) لم تصل …*… مهجات فدينها وقلوبا علقنها …*… وعيونا بكينهما

ايه يا عيني اذرفي …*… لن تري بعد عينها السماوات والأرا …*… ضي جميعا نفينها كم تساءلت سالكا …*… أنهجا ما حوينها لم يجبني سوى الصدى …*… أين (ليلاي) أينها؟! (1)

_ (1) نشرت في (الشهاب) ج: (7) و (14) في سبتمبر1938م بتعليق الأستاذ الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس، هذا نصه: جاء في "الأغاني" ج: 3، ص: 291 ما يلي: "أخبرني عمي، قال حدثنا الحزنبل عن عمرو ابن أبي عمرو وقال .. بلغني أن الحسن بن زيد دعا بابن المولى فاغلظ له وقال: أتشبب بحرم المسلمين، وتنشد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الأسواق والمحافل ظاهرا؟ فحلف له بالطلاق أنه ما تعرض لمحرم قط ولا شبب بامرأة مسلم ولا معاهدة قط. قال فمن ليلى هذه التي تذكر في شعرك؟ فقال له .. امرأتي طالق إن كانت إلا قوسي هذه، سميتها ليلى لأذكرها في شعري. فإن الشعر لا يحسن إلا بالتشبيب، فضحك الحسن ثم قال: إذا كانت القصة هذه فقل ما شئت. فمن هي ليلى شاعرنا يا ترى؟ ليست له قوس ولكن له مروحة، فهل يعني هو الاخر مروحته؟ إن محمد العيد الذي يشعر شعور لشعب ويتخيل خيال الشعب، لا تشغله قوس ولا مروحة ولكن لا تفتنه- وهوالبلبل الغريد في قفص .. - إلا الحرية فهل يوافق على هذا بعض من ينقصهم شيء من السياسة ليفهموا؟ وقد أيد الشاعر هذا أخيرا في قصيدته الطويلة "ملحمة الثورة والاستقلال" فقال: ليلاي فيك تعطفت بوصالها!! …*… نشفت به مجنونها المستهترا

قوس قزح

قوس قزح "قوس الله لا قوس قزح" حديث شريف". نشرت في البصائر سنة 1939. ــــــــــــــــــــــــــــــ أنظر إلى الأفق ضحا …*… بكل لون وضحا تفتح القلب لإشـ …*… ـراق به تفتحا أنظر إلى قوس بدا …*… في عرضه مستملحا من نوره قدحت زنـ …*… ـد الفكر حتى انقدحا وشى به ذات البرو …*… ج ربنا ووشحا لا غرو أن تزهو كالـ …*… ـخود به وتمرحا كأنه أرجوحة …*… فيها السحاب ارتجحا أو خنجر به القضا …*… ء في الفضاء طوحا أو صحولجان في السما …*… ء بالسلام لوحا أو ذيل طاووس بها …*… في خلدها تفسحا أو كم حوراء به …*… تومي إلى من صلحا أو محجن الدهر على الـ …*… أرض به ترنحا أو قوس نصر وسع النجـ …*… ـد بها والأبطحا أو فلك بحر معلم الرأ …*… س إلى الحج انتحى قوس أغر جل عن …*… أشباهه ورجحا قد أطلق الشاعر فيـ …*… ـه طرفة وسرحا

لاكنه سرعان ما …*… لاح له حتى امحى وغاب عنه بارحا …*… يا ليته ما برحا ... ياقوس حيرت النهى …*… فمن راك سبحا لو وجد الإفصاح عنـ …*… ـك واصف لأفصحا سر الطبيعة استوى …*… فيه (إياس) و (جحا) سبحان من بك جلا …*… عنا الأسى وزحزحا زان بك الأفق كما …*… زان الصباح بالضحى أراك قوس الله ما …*… أراك قوس قزحا

يا ليل

يا ليل نشرت في العدد 145 من البصائر سنة 1951م ــــــــــــــــــــــــــــــ يا ليل طلت جناحا …*… متى تريني الصباحا أرى الكرى صد عنيي …*… بوجهه وأشاحا أمسى علي حراما …*… ما كان منه مباحا قد ضمت بالهم ذرعا …*… وما وجدت انشراحا ملت فراشي نفسي …*… واستوحشت منه ساحا كأنني رهن سجن …*… لم أرج منه سراحا كأن تحتي شوكا …*… يشوكني أو رماحا أبيت وسنان مضنى …*… أرجو المنى أن تتاحا ظمآن أنشد ماء …*… يشفي الغليل قراحا أجيل بالرأيى فكري …*… كمن يجيل القداحا وانظم الشعر وردا …*… ونرجسا وأقاحا تأبى البلابل إلا …*… ترنما وصداحا وقد أرى الجد أجدى …*… فأستحب الكفاحا وقد أرى الصبر أولى …*… فأطمئن ارتياحا وقد يهم فؤادي …*… بأن يطير جماحا وقد أسر بكائي …*… وقد أضج نواحا ولا يقر قراري …*… إلا إذا الديك صاحا

أرى أخا الشعر يسعى …*… ولا يصيب نجاحا موكلا بخيال …*… في جوه الرحب ساحا يخطو به خطوات …*… إلى الأمام فساحا لكنها خائبات …*… نهاية وافتتاحا في قلبه نزوات …*… مثل الزناد انقداحا وفي حشاه سهام …*… قد أثخنته جراحا أتى المسراب ليروى …*… يا ويحه واستماحا فلم ير السؤل جدا …*… حتى استحال مزاحا فلا جناح عليه …*… في يأسه لا جناحا أقبح بآمال نفسي …*… وإن تبدت ملاحا قد أوثقتني كتافا …*… فما استطعت براحا كتمتها منذ حين …*… لكن بها الشعر باحا إن الشعور لداء …*… أضر بي وأطاحا من لا شعور بشيء …*… له نجا واستراحا يا ليل أسرفست بردا …*… وظلمة ورياحا أطفئ حروبك عنا …*… ولا تزدها لقاحا وقف لنعقد حلفا …*… ما بيننا واصحطلاحا إنا عليك اقترحنا …*… فما أجبت اقتراحا ياليل ما فيك نجم …*… جلا الدجى وأزاحا إلا كواكب حيرى …*… لم تتضح لي اتضاحا بطيئة لست أدري …*… بها ونى أم كساحا تحكي أدلاء قومي …*… مرضى تسوس صحاحا

من غلمة تتمارى …*… وشيخة تتلاحى ودوا النزاع فكانوا …*… مثل الكباش نطاحا أخشى على الشعب هلكا …*… يبيده واجتياحا من ألسن قاذفات …*… تروى القبيح فصاحا وأنفس خائنات …*… تهوى الخنى والسفاحا ومن قوانين جور …*… سلت عليها صفاحا ومن شقاء ملح …*… غدا عليه وراحا من أين يفلح شعب …*… أبى الهدى والصلاحا خاض الميادين دعوى …*… فأعقبته افتضاحا لأنه لم يهيء …*… غير الكلام سلاحا إن كنت اعزل فارقب …*… من المغير اكتساحا لا تنتظر منه خيرا …*… ولا ترج فلاحا وإن يعدك بخير …*… يكذب عليك صراحا إن قسته بـ (سجاح) …*… في الكذب فاق (سجاحا) فايأس ولا تترقب …*… من المغير سماحا اليأس يعقب روحا …*… لليائسين وراحا واليأس بالحر أحرى …*… من أن يؤم شحاحا ياليل كم فيك عاد …*… داس الحمى واستباحا إلى متى أنت داج …*… تغشى الربى والبطاحا نفسي إلى الفجر تاقت …*… متى أرى الفجر لاحا؟ متى جناحك يطوى …*… يا ليل طلت جناحا!

يا هزاري

يا هزاري نشرت في العدد 170 من جريدة البصائر سنة 1951 ــــــــــــــــــــــــــــــ ناجني نجوى ادكار …*… واشدلي ليل نهار …*… قد دنا فك الإسار يا هزاري …*… عبثا أبكي وتبكي شجنا …*… تارة سرا وطورا علنا لم نجد في الأرض من يرثى لنا …*… غير واه في مثل الزندواري …*… فاصطبر مثل اصطباري يا هزاري …*… أنت رمزي وشعاري …*… أنت سيفي ذوالفقار …*… أنت مزماري وطاري يا هزاري! …*… غير أنا فاتنا نيل المنى …*… فتولانا فتور وعنا خبت في الشدو كما خبت أنا …*… في حياتي فتمنيت احتضاري …*… وتبرمت بداري يا هزاري! …*… عاطني كأس عقار …*… من عصارات ابتكاري …*… أنت ندماني وجاري يا هزاري …*… عاطني من خمرة الأمال جاما …*… إن فيها نشوة تحيي العظاما إن فيها لي بردا وسلاما …*… من لظى اليأس ومن نارالخسار …*… وادع لي ذات الفخار يا هزاري! …*…

أشرقت مثل الدراري …*… ورنت خلف الستار …*… ترتجى خوض الغمار يا هزاري! …*… إن تكن ولهان فيها مستهاما …*… فاقتحم معقلها الوعر اقتحاما أو ترد منها التفاتا وابتساما …*… فترنم بأهازيج الضواري …*… وتهيأ للطواري يا هزاري!! …*…

الشعر والأدب

الشعر والأدب أنا ابن جدي وقومي السادة العرب …*… وحرفتي ما حييت: الشعر والأدب أنفقت وقتي في شعر وفي أدب …*… لا شغل عندي إلا: الشعر والأدب ولا غذاء به أحيا بغير طوى …*… منعم البال إلا: الشعر والأدب أسالم الناس في عيشي فإن عمدوا …*… إلى خصامي فسيفي: الشعر والأدب وإن دعاني قومي أن أناصرهم …*… فعدتي في انتصاري: الشعر والأدب قل للملوك مقالا من أخي ثقة …*… دليله في الحياة: الشعر والأدب لا ملك لا عز فيما تفخرون به …*… ما الملك والعز إلا: الشعر والأدب وقل لمن هام في مال له لبد …*… ما المال ويحك إلا: الشعر والأدب وقل لمن هام في حب الجمال لقد …*… أخطأت إن الجمال: الشعر والأدب وقل لمن هام في رشف المدام هوى …*… ما نشوة الخلد إلا: الشعر والأدب ورب عاتبة لي في سبيلهما …*… تقول لي قد شجاك: الشعر والأدب ترجو بقائي بلا شعر ولا أدب …*… وما حياتي إلا: الشعر والأدب فقلت عفي وكفي عن معاتبتي …*… ما نعمة العيش إلا: الشعر والأدب لقد فنيت غراما فيهما فهما …*… روحي وما أنا إلا: الشعر والأدب

وصف فوارة

وصف فوارة (شاهد الشاعر فوارة بديعة الشكل في حديقة عامة بمدينة باتنة فوصفها بهذه القصيدة)! ــــــــــــــــــــــــــــــ يا حبذا عين تفور …*… حفت بحافتها الزهور باتت "بباتنة" تفيـ …*… ـض على سرائرنا السرور في روضة غناء قد …*… غنت بساحتها الطيور في حوضها ماء يجو …*… ل كأنه فلك يدور وترى الفقاقع كالكوا …*… كب فيه تطلع أو تغور وترى به الأسماك تلمـ …*… ـع كاللآلئي في النحور تلهو وتمرح لا تحـ …*… ـس بحبسها بين الصخور مثل الطيور الغاديا …*… ت الرائحات على الوكور بينا مياه في صعو …*… د إذ مياه في حدور فكأنها رتب العبا …*… د يديرها صرف الدهور أو كالرياح فمن قبو …*… ل ناوحتك ومن دبور يا حبذا فوارة …*… نضحتك من ماء طهور فكأنها قارورة …*… حوت الرفيع من العطور قد ضمختك وأسكرتـ …*… ـك ولا كسؤوس ولا خمور تركت شعورك بالعبيـ …*… ـر يطاول الشعرى العبور يا عين جددت النشا …*… ط لنا وبددت الفتور فلأنت أجمل قينة …*… غنت فأطربت الحضور

هذا خريرك يستفـ …*… ـز بلحنه أهل القبور صلت مياهك للالا …*… هـ صلاة إشراق ونور فكأنها داوود في …*… محرابه يتلو الزبور قد جئت ظلك زائرا …*… حسبي بظلك من مزور فوجدت حسنا فيك لا …*… يطغى علي ولا يجور متواضعا لا بالنفو …*… ر إذا اقتربت ولا الفخور الحسن فيك ككهرباء …*… قوية يذكي الشعور الحسن فيك مجدد …*… بين العشية والبكور الحسن فيك ممحض …*… لا ريب فيه ولا غرور ولرب ذي وجه جميـ …*… ـل نفسه مأوى الشرور قل للأديب هوى الطبيـ …*… ـعة لا يحول ولا يجور فاهو الطبيعة إنها …*… أم تحوطك بالبرور حب الطبيعة طاهر …*… لا فسق فيه ولا فجور

يا فؤادي

يا فؤادي أطلت انتقادي …*… فمه يا فؤادي لقد ذدت عني …*… لذيذ الرقاد بوخزك جنبي …*… كوخز القتاد ووريك نفسي …*… كوري الزناد أفي كا ليل …*… بويل تنادي كأنك ثكلى …*… غلت في الحداد أبى الله إلا …*… بلاء العباد بخلف التمني …*… وعكس المراد فما باختياري ضياع اجتهادي وثقت بدهري …*… لسخف اعتقادي ومن فرط حمقي …*… سخائي بزادي وقصدي صلاحا …*… بأرض الفساد وعرضي نفيسا …*… بسوق الكساد هي الأرض مهد …*… لشتى العوادي أرى ضر زيد …*… بها من زياد وتفكيرسعد …*… بها في سعاد أرى الغي يفشو …*… بها في ازدياد وفي الدين داع …*… إلى الرشد هادي

ولله لطفان …*… خاف وبادي فماخاب ملق …*… له بالقياد لك الله فاصحبر …*… بدار النكاد فكل متاع …*… بها للنفاد زماند حرب …*… لحر المبادي وجيلك مغرى …*… بجحد الأيادي خف الله وارقب …*… ثواب المعاد

جمال الريف

جمال الريف في هذه القصيدة تظهر براعة الشاعر وقدرته على الوصف بالرغم من أنه لم يكثر منه في شعره. ــــــــــــــــــــــــــــــ هزك للشعر حنات وأشواق …*… وعاودتك حساسات وأذواق اليوم صدرك للأفراح منشرح …*… فما عليه من الأتراح أغلاق أقم هنيئا فما في القلب موجدة …*… ونم قريرا فما بالعين إراق حيتك في البدو كل الكائنات به …*… الريح عازفة والروض صفاق والحقل محتفل الأشجارمن طرب …*… تشدو وتهفو به ورق وأوراق والنهر في جنبات السفح منبسط …*… والماء في جنبات النهررقراق وفي الكروم عناقيد تحف بها …*… كأنها في نحورالغيد أطواق وفي المزارع قطعان منوعة …*… ضأن ومعز وأبقار وأنياق تشدو الرعاة بسوق للغناء بها …*… وللغناء كما للشعر أسواق لهم مزامير بالألحان صادحة …*… كأنها في صدى الوديان أبواق والوحش سلوان في الغابات منطلق …*… والطير جذلان في الأوكار زقزاق والشمس زاهرة في كل آونة …*… كأن إمساءها في العين إشراق والبدر في الليل يبدوا زاهدا ورعا …*… له إلى الله إخبات وإطراق أو عاشقا ساهرا في الحي منفردا …*… وقد غفت من رعاة الحي أحداق يا ساهر الليل لا خانتك باصرة …*… ولا عداك على الغافين إشفاق إنزل إلينا قليلا نصحب زمنا …*… فكلنا لجمال البدو عشاق

الكوخ أبهى من الأفلاك نيرة …*… والقصر يعلو طاق فوقه طاق فقل لمن هو في نشدان راحته …*… إلى الحواضر بالجدان منساق دع الحواضر لا يغررك زخرفها …*… فجوها قاتم كالغاز خناق واغش البوادي تنعم في مرابعها …*… عيشا ويخطئك إعسار وإملاق عيش البوادي نضير لا نظير له …*… وجوها لعضال الداء ترياق فما كأودية البادين أودية …*… ولا كآفاقهم في الأرض آفاق أنظر تجد خلل الأكواخ مائدة …*… تميد من فوقها بالرزق أطباق مبسوطة لبني الإنسان مطلقة …*… على يد كلها بسط وإطلاق يا رب شكرك حق لست أجحده …*… فما سواك لهذا الخير خلاق

صوت من الغيب

صوت من الغيب نشرت في العدد (159) من جريدة البصائر 31 مارس 1936. ــــــــــــــــــــــــــــــ قم هنئ العشائرا …*… وأعلن البشائرا وبالمنى فحدث النفـ …*… ـس وسل الخاطرا فيومنا الحاضر لا …*… يشبه أمس الدابرا وعصرنا الآتي حر …*… ي أن يفوق الحاضرا أرى على الأفق من الـ …*… ـشرق سحابا ماطرا يوشك أن ينبت في الـ …*… ـشرق نباتا ناضرا أرى أمامي نهضة …*… كبرى وعصرا زاهرا قف بي أحدثك حديـ …*… ـثا لي طريفا نادرا أتى رئي الجن في …*… بعض الليالي شاعرا كأنما هو (شصا …*… ر) إذ أتى (خنافرا) (1) حف به في عالم النـ …*… ـوم ورف طائرا وملأ البيت على الـ …*… ـشاعر طيبا عاطرا فحدق الشاعر في …*… وجه الرئي حائرا ماذا أرى؟ أرى محيـ …*… ـا كالصباح سافرا أرى جبينا مشرق الـ …*… ـون وطرفا فاترا

_ (1) خنافر اسم كاهن من كهان العرب وشصار اسم رئي من الجن كان يأتيه بالأخبار في زعمهم.

أرى قواما كالقضـ …*… ـيب سادلا غدائرا أرى فتى من فتية الغـ …*… ـيب سادلا غدائرا أرى فتى من فتية الغـ …*… ـيب جميلا ساحرا أرى فتى يبسم عن …*… ثغر جلا الدياجرا كأنه حق عقيـ …*… ـق مفعم جواهرا يحمل في أحضانه الأ …*… عراف والأزاهرا محنية أهلة …*… مثنية ضفائرا عليه هالة من النـ …*… ـور تسر الناظرا يا عجبا تراه جنـ …*… ـنا أم ملاكا طاهرا؟ سبحان من صور لي …*… هذا الجمال الباهرا يا زائرا لم أر أبـ …*… ـهى قط منه زائرا يا مالكا عواطفي …*… علي والمشاعرا أراك أوتيت من الـ …*… ـنعمة حظا وافرا أرى عليك أثر الـ …*… ـيمن يلوح ظاهرا عساك معلنا بأنبـ …*… ـاء السماء جاهرا قل .. أتسمع لك مطـ …*… ـيعا وأجبك شاكرا قال .. طويت عالم الـ …*… ـغيب إليك سائرا مغادرا مراتع الـ …*… ـأرواح والحظائرا وحاملا إليك سـ …*… ـرا يشرح السرائرا فكن إذا لما سألـ …*… ـقيه عليك ذاكرا وكن إذا له مذ …*… يعا في البلاد ناشرا

سمعت صوتا من غيا …*… بات الغيوب صادرا قد آن للمسلم أن …*… يستمرئ المصائرا إن له في صفحة ألأر …*… ض لرسما فاخرا يأبى له الالاه أن …*… يبقى ذليلا صاغرا كوني له يا أرض فر …*… دوسا كأمس زاخرا كوني له أسرة …*… كوني له منابرا غدا يذل الله من …*… يطغى عليك جائرا غدا يصير كل مقـ …*… ـهورعليك قاعرا وهاتفا من قبل الـ …*… ـعرش يقول آمرا يا روح رح إلى بني الـ …*… ـأرض وسر مبادرا واختر لهذا الشأن في …*… الأرض سفيرا ماهرا فلم أجد غيرك للـ …*… ـكشف عليه قادرا ألست آسيا لأهـ …*… ـواء القلوب آسرا؟ إن من الشعر لوحـ …*… ـيا يكشف الضمائر! فاستيقظ الشاعر جذ …*… لان وقام باكرا ولم يزل يدعو القرى …*… لليمن والحواضرا حتى نفى الشؤم من الأ …*… رض وعاد ظافرا ومن وعى قاس على الـ …*… ـنظائر النظائرا يا شعب قم على الهمو …*… م والشؤوم ثائرا يا شعب جد الجد فانـ …*… ـهض واكسب المفاخرا يا شعب رض بالصالحا …*… ت أرضك الجزائرا

واتبع بها معالم الأ …*… جداد والمآثرا قد أنجبت وتنجب الأ …*… حرار والحرائرا ما بر أمه الولو …*… د من يراها عاقرا قل للألى هبوا إلى …*… داعي العلى نوافرا سيروا على ضوء اليقـ …*… ـين تأمنوا المعاثرا فالله خير حافظا …*… والله خير ناصرا عسى الاله أن يكو …*… ن للكسير جابرا وأن يكون لحماه …*… المستباح غائرا فهو المعز أولا …*… وهوالمعز آخرا

اقتران اضداد

اقتران اضداد رأى الشاعر ذات مرة فتاة تضحك وتمسك بحمار لها فقال متسائلا: ــــــــــــــــــــــــــــــ فتاة ضحوك أمسكت بحمارها …*… أحسن وقبح؟! كيف يجتمعان؟ إذا اختلفا في الحسن والقبح صورة …*… فما اختلفا في وحدة الحيوان وكيف تميز الشيء إلا بضده …*… لذاك ترى الضدين يقترنان تأمل تر الأضداد في كل كائن …*… فكم من قباح قورنت بحسان يشاهدها الانسان في كل حادث …*… وفي كل مرئي بكل مكان فسلم لمن أجرى- كما شاء- سنة …*… بديعة ضع من قديم زمان

يا بحر

يا بحر يا بحر أفديك بحرا …*… ملكت قلبي سحرا بهرتني بصنوف …*… من المفاتن كبرى أرى عليك مآت …*… من المناظر تترى تبدو مياهك زرقا …*… للناظرين وخضرا فليس لونك ليلا …*… كمثل لونك فجرا وليس لونك صبحا …*… كمثل لونك ظهرا حاولت حصرك وصفا …*… فلم أطق لك حصرا يا بحر أنت أنيسي …*… إن ضقت بالهم صدرا حسبي جوارك إني …*… أرى جوارك ذخرا أطريت حسنك مدحا …*… يا بحر والحسن يطرى أغريتني بك حسنا …*… فلم أزل بك مغرى من فيك يسبح جسما …*… ففيك أسبح فكرا مهما عجبت لأمر …*… فأنت أعجب أمرا يا أبيض العرض جرت …*… لك الشواطئ وزرا على الشواطئ سيل …*… من الفضائح أزرى تلقى الفتاة فتاها …*… كلاهما فيك معرى يكاشفانك فحشا …*… ويسمعانك هجرا

فالقلب من ذاك آس …*… والعين من ذاك عبري أراك كالنمر وثبا …*… أراك كالليث زأرا هل أنت ترقص لهوا …*… أم أنت تطفح سكرا قد رق جوك لطفا …*… وراق ماؤك طهرا تنوعت فيك فلك …*… بالنار والريح تجرى ففي المراسي قصور …*… قصر يشارف قصرا وإن تغص فأفاع …*… يهابها الحوت ذعرا سريعة فيك سبحا …*… ذريعة فيك مخرا كأنها قافلات …*… تجتاز صحراء قفرا فلم تدع لك مرسى …*… لم تجر فيه ومسرى ولم تدع لك جزءا …*… لم تمتلكه وشطرا ولم تدع لك سطحا …*… لم تمتلكه وقعرا فكنت للبعض حصنا …*… وكنت للبعض قبرا أخشى غدا فيه تغدو …*… ازبادك البيض حمرا أخشى وغى فيك تحمى …*… فتقلب الماء جمرا أمست مراسيك ترعى …*… مراصد الشهب سهرى فيها دوارع غبر …*… تحوي دوارع غبرا ويل لمن جاز حدا …*… أو ميت تقدم شبرا وكل من رام حربا …*… فإنما رام خسرا يا أبيض الوجه نالت …*… إفريقيا بك فخرا

نالت بفضلك خيرا …*… من الجزيرة وفرا فكم من العرب غاز …*… لها تخطاك جسرا فقام بالدين فيها …*… وبالفضيلة نشرا وقائد فيك حر …*… ساق الأعاجم أسرى والحر إن ثار يطغى …*… كالليث إن جاع يضرى أحب فيك ثباتا …*… على الخطوب وصبرا أحب فيك هزوءا …*… بالأقوياء وسخرا أحب فيك جمالا …*… من الطبيعة نضرا أحب فيك أديما …*… صفا وأشرق بشرا لأنت بالحب أولى …*… من الحسان وأحرى فلست تخلف وعدا …*… ولست تضمرغدرا ولست تهتك عرضا …*… ولست تكشف سترا حب الطبيعة دأب …*… لكل من قال شعرا أرى بك الموج جندا …*… أرى الشواطئ ثغرا ما أنشب الموج حربا …*… إلا تغلب نصرا كم زنت بالحلي كفا …*… وزنت بالحلي نحرا من شم منك نسيما …*… كأنما شم عطرا أوليتني منك فضلا …*… فجئت أوليك شكرا فهل إلى خير أرض …*… تقلني منك ظهرا عساي أطرح ذنبا …*… عني وأربح أجرا عساي أقرى بدار …*… في ظلها الحر يقرى

هببت لو كنت ريحا …*… وطرت لو كنت نسرا إلى حمى عربي …*… يسمو به الحر قدرا براك باريك جدوى …*… للعالمين وذكرا فكنت للرسم لوحا …*… وللطبيعه سفرا يقلب الدهر صحفا …*… لديك يمنى ويسرا نطالع الغيب فيها …*… كمن يطالع جفرا أراك بالموج ترمي …*… صخرا وتجذب صخرا هل أنت للبر خصم …*… أو طالب منه وترا كأن سطحك أفق …*… يبدي كواكب زهرا البدر في الليل يجري …*… أنواره فيك نهرا والشمس ي الصبح تذري …*… فيك الأشعة تبرا هل الطبيعة صارت …*… طبيعة فيك أخرى كم ليلة بت حولي …*… كالفحل تهدر هدرا دوي موجك أحلى …*… من المعازف نبرا أعز حولك شعبا …*… يساق للذل قهرا وأغن حولك قوما …*… يشكون بؤسا وفقرا هذا وداع محب …*… ينوي فراقك دهرا ما عنده رأس مال …*… إلا أماني حسرى يا بحر إن ضاق أمر …*… قد يحدث الله أمرا لا بد من بعد عسر …*… أن يجعل الله يسرا

زلزلة الأصنام

زلزلة الأصنام نشرت بجريدة البصائر عدد 288 سنة 1954م. ــــــــــــــــــــــــــــــ ويح الجزائر ما دهاها مالها …*… تدعو دراك وتستغيث رجالها ويح الجزائر أصبحت مكروبة …*… ولهى تئن فمن يكون ثمالها مفجوعة ثكلت فتاة برة …*… حسناء شوهت المنون جمالها تذري على الأصنام صيب دمعها …*… وتردد الزفرات مما نالها أسفي على الأصنام رجت دورها …*… تحت الظلام وزلزلت زلزالها مارجها الزلزال حتى ردها …*… بعد الأناقة دمنة وأحالها تجتاح أرواح الشقاء ديارها …*… وتجوس أشباح الفناء خلالها تقف الوفود بها صوامت تجتلى …*… آثارها وترى بها أطلالها تسدى العزاء إلى بقايا أهلها …*… بعد المصاب وتشكر استبسالها وتناول الجرحى وسائل برئها …*… عطفا وتجزل للجياع نوالها بدع أصاب من الزلزال أرضها …*… فأزاح بهجة عيشها وأزالها ودهى جميع قلاعها ورباعها …*… وضياعها ودهى البلاد حيالها أخلى أواهلها وخلى حولها …*… سبعين ألفا تطلب المأوى لها تتجاذب الخبراء حبل حديثه …*… وعلى حقيقته تطيل جدالها هل كان بعض صواعق جوية …*… الله قدر وحده إنزالها أم كان هزة تربة نارية …*… طغت المياه فسببت إشعالها أم كان بعض تجارب ذرية …*… بعض المخابر دبراستعمالها

لم نكتشف سببا له متيقنا …*… إلا افتراضات نحوك خيالها ما في خرائبه لشاهدها سوى …*… عبر تفك عن العقول عقالها فترى الديار على الديار أكبها …*… وترى الجبال على الجبال أمالها خرت مطأطئة الرؤوس فبددت …*… حول السفوح صخورها ورمالها فكأنها سفن ببحر هائج …*… صخب تميل يمينها وشمالها ولرب دار هزها من أسها …*… وأدارها مثل الرحى واجالها ولرب دار زجها في هوة …*… فمحا مبانيها وأقبر آلها وترى أعاصير الرياح أثارها …*… حربا تسدد للكبود نبالها وترى الكواكب في سواد قاتم …*… مثل الثكالى استشعرت اسمالها وترى أخاديد الشقوق رهيبة …*… في العمق توغل في الثرى ايغالها فكأنها أحناء أودية بدت …*… لكن بنيران البخار أسالها وترى بها القتلى هنا وهناك قد …*… طمس التراب على الثرى أشكالها بينا قضوا في النوم زلفة ليلهم …*… في دورهم متفيئين ظلالها إذ طاف بالبلوى عليهم طائف …*… خسف الديار وعجل استئصالها عجبا لها من رجة أرضية …*… ما شاهد الجيل الحديث مثالها دوت دوي الرعد ثم تدكدكت …*… بالآهلين وأخرجت اثقالها وتتابعت رجاتها وتكررت …*… أنكالها فتجرعوا أنكالها أردت قبيلة (راشد) وتذيلت …*… فاشهد (تنس) تجدبها أذيالها وبواديى (شلف) ألم و (فضة) …*… تبصر إلى (مجانة) استرسالها أودت بأعلاق التلاد وأزهقت …*… مهج العباد ومزقت أوصالها وجرت حوادث قبلها لم تجر من …*… قبل الزلازل ضاعفت أهوالها

عوت الكلاب وخارت الأبقار في …*… هلع كأن قد ألهمت اقبالها ولعل فيها عبرة لذوي النهى …*… وهدي يقي النفس اللجوج ضلالها فالنفس لم تترك غرائز خبثها …*… والآدمية لم تدع صلصالها وبنو الجزائر في سفاسف عيشهم …*… خلف اللذائذ ينشدون وصالها ترجو الجزائر أن تناضل حرة …*… عن حقها فيعرقلون نضالها وتحولت حكامها ظلامها …*… وتبدلت انصارها خذالها فلذاك أنذرنا الإله برجة …*… في كل يوم نسمع استفحالها كم كرمة ألوت بها وحديقة …*… عصفت بها ومن استغل غلالها وسراية قد زينت بأسرة …*… تؤوي عرائس لا تحد دلالها خسفت بها فتقوضت وتعوضت …*… من يمنها شؤما يقبح فالها لم تبق ربات الحجال بها كما …*… لم تبق إلا في الحضيض حجالها كم أسرة في عزها وجلالها …*… نشأت أضاعت عزها وجلالها امست مشردة تهيم فقيرة …*… تبكي سعادتها وتندب مالها كم مرضع صاد الحمام وحيدها …*… كالنسر صاد حمامة فاغتالها فتحرقت حزنا عليه وأعولت …*… ترجو إغاثة من يعي اعوالها وخريدة في الآنسات فريدة …*… نزل البلاء بها فحير بالها صرخت من الانقاض تسأل نجدة …*… عجلى فلبى المنقذون سؤالها خفوا اليها كالوعول تسابقت …*… نحو المكانس كي تجير غزالها واستنقذوها من مخالب موتها …*… والخوف يوشك أن يثير خبالها فنجت وصحت بالعلاج وأصبحت …*… برعاية الاسعاف تحمد حالها إن الجزائر بالجميل مدينة …*… لمن افتدى الأسر الضياع وعالها

شكرا لمن أولى الضحايا منة …*… ترضى ومد يدا لها فأطالها شكر الكل مكفن أمواتها …*… شكر الكل مكفل أطفالها شكرا لمن آوى اليتامى واعتنى …*… بحياتها فاسترجعت آمالها شكر المن أسدى إلى الجرحى يدا …*… بالمسعفات فأدركت ابلالها شكرا لمصر وللعراق وسوريا …*… ولمن أسا أجراحنا ورثى لها من كل جامعة سخت بإغاثة …*… وحكومة أبدت لنا أفضالها أما الفئات المهملات فقل لها …*… أن الجزائر سجلت إهمالها من قام بالحسنات فليك مكملا …*… إن الشرائع تبتغي إكمالها والله ارحم راحم سبحانه …*… وسع الخلائق رحمة وأنالها حد الحدود لها ولكن أجرمت …*… وتجرأت فاذاقها اعمالها غفرانك اللهم إنا أمة …*… رزحى يحملها الهوى أحمالها ناءت بها أغلالها فتقاعست …*… عن واجباتك فاكفها أغلالها أشهدتنا قبل القيامة صورة …*… منها تنزيل عن النهى أسدالها وترى نفوس الجاحدين حقيقة …*… هزئت بها وتعمدت إغفالها إن القيامة بالوبال نذيرة …*… عفوا فانا لا نطيق وبالها لم نتخذ ذخرا لفصل قضائها …*… إلا شفاعة من يقول أنا لها فارفق بأمة مصطفاك محمد …*… واجعل إلى كنف السلام مآلها

إسلاميات وقوميات

إسلاميات وقوميات

ذكرى المولد النبوي

ذكرى المولد النبوي أنشدت هذه القصيدة في احتفال بالمولد النبوي أقامته جمعية الشبيبة الإسلامية بنادي الترقي على عادتها. ونشرت في جريدة البصائر سنة 1937م. ــــــــــــــــــــــــــــــ ألا انعم أيها النادي …*… بذكرى مولد الهادي لقد جئناك ورادا …*… على آثار وراد وقمنا في مسرات …*… وأفراح وأعياد نحيي خير مولود …*… بدا في خير ميلاد نحيي سيدا في الخلـ …*… ـق متبوعا بأسياد نحيي مرشدا لم يبـ …*… ـغ منهم أجر إرشاد نحيي داعي الحسنى …*… نحيي راعي الضاد نحيي المصطفى المختا …*… ر آباء لأجداد نحيي منه أخلاقا …*… زكيات كأوراد نحيي منه أمجادا …*… منوطات بأمجاد نحيي شرعه الوضا …*… ح مثل الشمس في الراد نحيي عصره الممتا …*… ز في يمن وإسعاد بحفل حف في جنببـ …*… ـه أجواد بأجواد وركب ممعن الأشوا …*… ق فيها رائح غادي سقاك الله من ركب …*… مشوق للهدى صاد

به الأمال والأعما …*… ل رحل والهوى حاد تلاقت فيه أكباد …*… شجيات بأكباد ورنت فيه أصوات …*… رخيمات كأعواد ورحنا منه في ذكر …*… وتطريب وإنشاد كسرب من كرام الطـ …*… ـر فوق الدوح غراد رحلنا رحلة فيها …*… خرقنا كل معتاد طوينا الأرض والأجيا …*… ل أبعادا لأبعاد وجئنا مكة الفضلى …*… فجسناها كرواد ألا يا وادي الكعبـ …*… ـة لا أقفرت من واد قد ازدادت بد النعمى …*… لطفل فيك مزداد كريم طبعه سمح …*… كمثل الغصن مياد من الاثام معصوم …*… إلى الطاعات منقاد عن الأحساب والأنسا …*… ب والأعراض ذواد نفى ما ساد فوق الأر …*… ض من شرك والحاد سما ذكرا أبوه عنـ …*… ـد أعراب وأكراد ونالت أمه ما لم …*… تنله أم أولاد وفخر النسل فخر الأصـ …*… ـل في محص وتنقاد وهل تفرد أسياف …*… بحمل دون أغماد ألا يا حبذا ذكرى …*… أقمناها لميعاد بها نستعرض التاريـ …*… ـخ من خاف ومن باد سلوا التاريخ عن بر …*… رحيم للورى فادي

سلوا التاريخ عن طود …*… تعالى فوق أطواد سلوا التاريخ عن أرض …*… حماها من يد العادي سلوا عن دولة الإسـ …*… ـلام كم باهت بأجناد فكم فيهم من الخيل …*… جواد تحت جواد وكم فيهم من الرجل …*… رجالات كأساد وكم سادوا بإحسان …*… وكم جادوا بأرفاد وكم رددت الدنيا …*… صداهم أي ترداد سلوا عن دولة الشام …*… سلوا عن ملك بغداد حضارات فواش في …*… جماعات وأفراد وسلطان شديد البأ …*… س لم يمنح لشداد وحكم ضارب كالسيـ …*… ـل أسدادا بأسداد وأفراح لنا في الدهـ …*… ـر ما شيبت بأنكاد وأعراس لنا في الأر …*… ض لا تحصى بتعداد سحاها الدهر كالبحر …*… بأمواج وأزباد فأودى شاطئ الخلد …*… وأودى طيره الشادي وخر الروض أعوادا …*… على أنقاض أعواد تعالى الله كم أعقـ …*… ـب إعداما بإيجاد فردوا مجد ماضيكم …*… وحوطوه بأرصاد وقوا أنفسكم نا …*… ر عداوات وأحقاد يزيد الخصم أيقادا …*… لها من بعد إيقاد أتنشقون أضدادا …*… وما أنتم بأضداد؟

فلستم غيرأعضاء …*… على الإصلاح أعضاد أجيبوا كل إبراق …*… من الباغي بإرعاد ولا تعنوا لظلام …*… ولا تحنوا لجلاد بغت واستكبرت عاد …*… ولم تغلب أخا عاد دعا الله فلباه …*… بإنجاء وإنجاد وكفوا الفكر عن ميل …*… إلى الفوضى واخلاد وقيسوا الأمر إصدارا …*… من الدنيا بإيراد أعدوا نشأكم للخيـ …*… ـر فيها خير إعداد أنط يا شعب من ديـ …*… ـنك أطنابا بأوتاد وهيء مثل ما هيـ …*… ـأ حزب الله من زاد وسر في إثرهم سيرا …*… قويما غير مناد ألا فليحي حزب اللـ …*… ـه في نصر وإمداد ألا فليحي دين اللـ …*… ـه آمادا لأماد

تحية دار الحديث

تحية دار الحديث أنشد الشاعر هذه القصيدة، يوم الاحتفال العظيم بافتتاح مدرسة (دار الحديث) بتلمسان وكان الاحتفال مشهودا، حضره أعضاء جمعية العلماء كلهم، وجميع الهيآت العاملة في الجمعية من مدرسين وشعب، وتمثلت فيه جمعية العلماء بصورتها الحقيقية، وقدرتها الإنشائية. وحضرها نحو عشرين ألفا من أتباعها، ووفود من تونس ومراكش وذلك في خريف سنة 1937م. ــــــــــــــــــــــــــــــ أحيي بالرضى حرما يزار …*… ودارا تستظل بها الديار وروضا مستجد الغرس نضرا …*… أريضا زهره الأدب النضار وميدانا سترتبع المهاري …*… بساحته وتستبق المهار (1) وعينا ما لمنبعها مغاض …*… وأفقا ما لأنجمه مغار أحيي خير مدرسة بناها …*… خيار في معونتهم خيار (تلمسان) احتفت بالعلم جارا …*… وما كالعلم للبلدان جار لقد لبست من الإصلاح تاجا …*… يحق به لأهليها الفخار فكان له بها نصر وفتح …*… وكان له ذيوع واشتهار لقد بعث (البشير) لها بشيرا (2) …*… بمجد كالركاز بها يثار

_ (1) المهارى. الجمال المنسوبة إلى مهرة بن حيدان من عرب اليمن وهي مشهورة بسرعتها والمهاري، جميع مهرة ولد الفرس. (2) يريد الأستاذ العلامة الثسيخ محمد البشر الإبراهيمي الذي كان المؤسس لمدرسة (دار الحديث) والمشرف بنفسه على تشييدها.

وفي (دار الحديث) له صوان …*… بديع الصنع مصقول منار به عرض (البشير) فنون علم …*… وآداب ليجلوها الصغار فيا (دار الحديث) عمي نهارا …*… وعمرك كله أبدا نهار ويا (دار الحديث) عليك تلقى …*… مهمات لنا ومنى كبار وفي (بلد الجدار) كنوز دين …*… وعلم لا يليق بها ادخار (تلمسان) ابتغي أبدا مدارا …*… فأختك في السماء لها مدار ضعي عن قرنك الضافي خمارا …*… فقرن الشمس ليس له خمار (تلمسان) اكشفي عن رائعات …*… من الأثار جللها الغبار وبقيا عبقريات غزار …*… نمتها عبقربات غزار إلى (إدريس) (1) أو (زيان) (2) يومي …*… ويومض تحتها نور ونار (تلمسان) احفظي ذكر ازدهار …*… لملك فيك كان له ازدهار ففي هذا الثرى الزاكي قديما …*… لنا ازدهرت حضارات كبار وفي هذا الثرى الزاكي قديما …*… تفشى العدل وانتشر اليسار وفي هذا الثرى الزاكي قديما …*… سما (مازيغ) (3) واستعلى (نزار) عليك تآخيا أدبا ودينا …*… وحولك ضم شملها الجوار هما حميا ذمارك بالعوالي …*… قرونا فاحتمى بهما الذمار وحاصر تركك الإسبان حينا …*… فعاد عليك بالأمن الحصار مضوا لم يتركوا غير ادكار …*… لنا في قلب لو يجدي ادكار

_ (1) إدريس الأصغر بن إدريس بن عبد الله مؤسس دولة الأدارسية بالمغرب وقد كانت تلمسان ضمن المملكة الإدريسية في بعض الأحيان. (2) زيان: جد ملوك تلمسان الزيانيين، وقد بقيت بقاياهم إلى ما بعد المائة العاشرة للهجرة وهم من بني الواد، قبيلة من زناتة. (3) مازيغ: أحد الأجداد الذين يرجع إليهم معظم القبائل البربرية.

فقل لبنيهم ابنوامن جديد …*… بناء لا يهدده انهيار وصغ لبني تلمسان التحايا …*… كطاقات يرف بها العمار ووف بني تلمسان اعتبارا …*… وأدنى ما جزيت به اعتبار لقد حنت جوانحها إليهم …*… وأشراف وشوق وانتظار وسرنا بينهم جنبا لجنب …*… كمثل الزند يكنفه السوار يكبر حولنا منهم جهارا …*… رجال كل دعوتهم جهار ألم تر صورة الأجداد فيهم …*… عليها من ملامحهم إطار فقف تر غرسهم ينمو بدارا …*… بدار نحوها اشتد البدار بها (دار الحديث) لها ينادي …*… وفيها (ابن الصلاح) له يشار وليس ابن الصلاح سوى (بشير) …*… لنا انتشرت معارفه الكثار حمى أكنافها لله جند …*… وجند الله ليس له انكسار وجاءتها المواكب خاشعات …*… عليها الطهر يبدو والوقار ومن وحي السماء لها دليل …*… ومن وحي السماء لها منار ونحن بنو السماء لها انسبونا …*… فليس سوى السماء لنا نجار تخذنا الدين في الدنيا شعارا …*… وما كالدين في الدنيا شعار لنا للعلم تثويب وحفز …*… وتنقيب وكشف وابتكار وفي (دارالحديث) رياض علم …*… عليها نضرة ولها اخضرار بدت منها ثمار طيبات …*… شهيات فأرضتنا الثمار على طلابها ومعلميها …*… من البركات ديمات ثرار وطاب جنابها الحاني قرارا …*… لهم ما طاب في الخلد القرار

براك الله للذكرى حساما

براك الله للذكرى حساما نشرت بمجلة الشهاب ج (5) م (11) سنة 1936م وعليها هذا التعليق: ألقى هذه القصيدة البليغة شاعر الشباب الأستاذ محمد العيد في الحفلة التي أقامها نادي الترقي لجمعية العلماء بمناسبة ما قرره مجلس إدارتها من خروج وفودها للوعظ والإرشاد في نواحي القطر وقد كان أول مجلس افتتح للوعظ والإرشاد مساء الجمعة الأخيرة من ربيع (1) بنادي الترقي وافتتحه رئيس الجمعية عبد الحميد بن باديس بالتذكير بقوله تعالى: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا) ثم تلاه الأستاذ العربي التبسي، ثم الأستاذ الطيب العقبي. ــــــــــــــــــــــــــــــ أقم ما شئت في دعة ورزق …*… فإنك قد حللت محل صدق تصاخ إليك آذان لسمع …*… وترجع فيك أبصار لرمق وتكرم حول مائدة عليها …*… يرف الحسن من خلق وخلق رأيت بك الوجوه تحف بشرا …*… بها وتصف طلقا عند طلق يطوف عليك شبان بشتى …*… من الألوان في أدب وحذق وجاءوا بالفناجن مترعات …*… ببنت البن ما جاءوا بمذق أقم يا وفد ضيف ندى ورفد …*… وسر يا ضيف وفد هدى ورفق براك الله للذكرى حساما …*… وهل يبقى حسام دون مشق؟ فبشر بالهدى في الأرض بشر …*… وطف جنباتها غربا لشرق ومن رزق الهدى لم يخش شيئا …*… فليس لغير خالقه برق ألست ترى نفوس القوم حيرى …*… وتأبى الرشد من سفه وحمق؟؟ ألست ترى سلوك القوم فوضى …*… من الإخلال يفقد كل نسق؟

فعالج كل ذي كسر بجبر …*… وعالج كل ذي فتق برتق يكاد الخلق في الملكات يبلى …*… فأبق عليه بالبركات أبق أرى داء الشقاق بنا تفشى …*… فكيف يكون منه لنا التوقي؟ بني الإسلام خلوا الخلف إنا …*… إلى الإسلام نعزى دون فرق عدمنا الرشد في الدنيا كأنا …*… فلول معارك وغواة طرق ولو أنا على الحق اتفقنا …*… لكنا قادة الدنيا بحق أتسبقنا الشعوب إلى المعالي …*… ألسنا قبلهم أحرى بسبق؟ ألسنا بينهم خير البرايا …*… سماحة ملة وزكاء عرق؟ أرى الأنفاس مرهقة بجو …*… كمثل الغاز يوسعها بخنق يدوي بالوعيد دوي رعد …*… ويومض بالردى إيماض برق أيوثق بالأداهم كل كف …*… ويوطأ بالمناسم كل عنق؟ فمهلا يا زمان البغي مهلا …*… لقد أعيا كواهلنا التلقي رحى المهجات أنت فكم تقاسي …*… بك المهجات من سحق ومحق ورفقا منك بالإنسان رفقا …*… فما هو للهوان بمستحق لماذا توضع الأسداد ضربا …*… على فمه ألم يخلق لنطق؟ رجال العلم معذرة فمن ذا …*… اليه سواكم بالبث ألقي؟ وروحوا بيننا بالخير واغدوا …*… كمثل السحب جائدة بودق ألا فلينعم العلماء بالا …*… وحالا وليدم نادي الترقي

هذيان آشيل

هذيان آشيل "آشيل" أحد الإستعماريين الغلاة في الجزائر، وقد كتب عدة مقالات في إحدى الجرائد المتعصبة، تحامل فيها على الإسلام والمسلمين، وادعى أن القرآن كتاب مثير للحروب وعنوان على الهمجية والكراهية، وقد أثار هذا الموقف الشاعر، فقال هذه القصيدة الجيدة: ــــــــــــــــــــــــــــــ هيهات لا يعتري القرآن تبديل …*… وان تبدل توراة وانجيل قل للذين رموا هذا الكتاب بما …*… لم يتفق معه شرح وتأويل هل تشبهون ذوي الألباب في خلق …*… إلا كما تشبه الناس التماثل فاعزوا الأباطيل للقرآن وابتدعوا …*… في القول هيهات لا تجدي الأباطيل وازروا عليه كما شاءت حلومكم …*… فإنه فوق هام الحق إكليل ماذا تقولون في آي مفصلة …*… يزينها من فم الأيام ترتيل؟ ماذا تقولون في سفرصحائفه …*… هدي من الله ممض فيه جبريل؟ آياته بهدى الإسلام ما برحت …*… تهدي الممالك جيلا بعده جيل فأية ملؤها ذكرى وتبصرة …*… وآية ملؤها حكم وتفصيل كلامه الصدق لا مين ولا كذب …*… وحكمه الحق لا ميز وتفضيل فليس فيه لأعلى الناس منزلة …*… (عدن) وفيه لأدنى الناس (سجيل) ولا احتيال ولا غمص ولا مطل …*… ولا اغتيال ولا نغص وتنكيل (الإشتراكية) السمحاء مذهبه …*… في الحكم لو لم تطل فيها الأقاويل إن هو إلا هدى للناس منبلج …*… ضاحي المسمى أغر الاسم تنزيل

لئن مضت عنه أجيال وأزمنة …*… تترى فهل سامه نقض وتحويل قد كان أعدل قانون يساس به …*… أمر (الشعوب) ففيم القال والقيل؟ ما بال "آشيل" في "الديبش" يسخر من …*… ءايات محكمه لا كان آشيل!؟ ما بال آشيل يهذي في مقالته …*… كحاكم راعه في النوم تخييل؟ ما بال آشيل يزري المسلمين وهم …*… غر العرائك أنجاب بهاليل؟ أفكارهم بهدى القرآن ثاقبة …*… فلا يخامرها في الرأي تضليل وأمرهم بينهم شورى ودينهم …*… فتح من الله لا قتل وتمثيل كيف التعصب من قوم شعارهم …*… رغم الكوارث إغضاء وتسهيل لا يعدم الحق أنصارا تحيط به …*… سورا ولو كثرت فينا الأضاليل هذا (ابن باديس) يحمي الحق متئدا …*… كذاك يتئذ الشم الأماثيل إني أرى (عبده) المرحوم مندفعا …*… ينحي على الرغم (هانوتو) (2) وبرتيلو (3) (عبدالحميد) (4) رعاك الله من بطل …*… ماضي الشكيمة لا يلويك تهويل دمغت أقوال آشيل كما دمغت …*… أبطال أبرهة الطير الأبابيل عليك مني وإن قصرت في كلمي …*… تحية ملؤها بشر وتهليل

_ نشرت في مجلة الشهاب كما نشرت في الجزء الأول من كتاب (شعراء الجزائر) سنة 1923. (2) هانوتو (1953 - 1944) مؤرخ فرنسي؟ ورجل سياسة؟ يشير الشاعر إلى الموقف التاريخي الذي وقف الأستاذ الإمام محمد عبده؟ في وجه التهجمات المسمومة التي كان يشنها (هما ئوتو) على الإسلام. (3) برتيلو فليب (1866 - 1934) سياسي فرنسي؟ وله مواقف مع الأستاذ الإمام. (4) سبع مقالات متسلسلة كتبها الشيخ عبد الحميد بن باديس ردا على (آشيل). هذا وقد نشرت بـ (الشهاب) الأسبوعي.

تحية "الشهاب" للشباب

تحية "الشهاب" للشباب نشرت في مجلة الشهاب سنة 1926. ونشرت بكتاب (شعراء الجزائر). ــــــــــــــــــــــــــــــ خليا عنكما حديث احتجابي …*… عرجابي علي العلى عرجابي إركبابي متن النجاح وخوضا …*… بي عباب الإصلاح فهو عبابي واطلبا بي رغائب الشعب إني …*… في سبيل العلى وقفت طلابي إن أكن قدسكت قبل مليا …*… فلان السكوت فصل خطابي إن تقولا كيف احتجبت علينا …*… ففم الكون كافل بالجواب هذه الشمس وهي آية ربي …*… تتوارى عشية بالحجاب ذلك البدر صحنوها وأخوها …*… يتغشى بمكفهر السحاب سنة الله في الكواكب مثلي …*… أفأمسي من أجلها في اكتئاب؟ كذب المفتري وجاء ببدع …*… سوف يلقئ جزاءه في الحساب صاح ما شاء أن يصيح ولكن …*… ما على الحر من عواء الذئاب سره أنني انقلبت ولما …*… يدر أن استقامتي في انقلابي سره أنني انقلبت من اللـ …*… ـه بفضل ونعمة وثواب فلئن رحت غيلة الافتراء …*… ات فاني قد أبت خير مآب كأبى زيد السروجي لما …*… صادمته حوادث الاغتراب لم يسمه الشقاء قط ولكن …*… استعدته قوالب الانتساب فغدى الحارث بن همام يروي …*… من أحاديثه عجيب العجاب

يا شباب العلى اعتصم بالتآخي …*… زانك الله في العلي من شباب أنشر السنة الكريمة واعمل …*… بهداها وخذ بحد الكتاب إن تكن قد بنيت في الناس مجدا …*… فاحرس المجد من دواعي الخراب وإذا ما أردت تثقيف نشء …*… فارق بالنشء سلم الاكتساب ثم لا تبتئس إذا قيل إنا …*… طوحتنا طوائح الاضطراب في زمان كأنه فم واش …*… يتعايا بشائنات السباب لا ورب السماء من يجهل السيـ …*… ـل إذا كان آخذا في انسياب؟ إنما نحن نقتفي أثر (المـ …*… ـتقد) الحر تحت هذا (الشهاب)

يا معشر الطلاب

يا معشر الطلاب ألقاها في ختم درس كتاب (القطر) لابن هشام سنة 1928 حيث كان معلما إذ ذاك ببسكرة. نشرت بـ (الشهاب) سنة 1928. ــــــــــــــــــــــــــــــ فاز المجد المعتني بمرامه …*… فتنافس الأمجاد في إكرامه قد هيأت خضر الرياض طيورها …*… لكلامه وزهورها لسلامه ودنت له كل المنى وأطاعه …*… حتى الزمان فعاد من خدامه الله راعى صدقه في سعيه …*… معه فلم يحرمه من أنعامه وهو الذي أدنى إليه مقامه …*… شكرا فمن ذا يزدري بمقامه قد أدرك ابن العلم غايته التي …*… يصبو إليها منذ عهد فطامه ما زال في طلب الحقائق هائما …*… حتى شفى منها غليل هيامه والفوز للمقدام ضربة لازب …*… ما استعمل التدبير في إقدامه يا معشر الطلاب هل من منصت …*… منكم لوحي الشعر في إلهامه أسديه مني حكمة مملوءة …*… عظة يرددها مدى أيامه فالقلب مثل الارض أو كأناسها …*… والوعظ مثل القطر أو كغمامه العلم صرح مجادة وسعادة …*… ومن التعلم شيد ركن قوامه والعلم لما تنحصر أفهامه …*… فتنافسوا يا قوم في أفهامه العلم أعمال تزاول لا منى …*… تنوى فسيروا في هدى أعلامه ولرب غر ظل يرقب ليله …*… يرجو استقاء العلم من أحلامه وافاه وقت منامه فانسل من …*… برديه معتبطا بوقت منامه

وانهال والإغضاء ملء جفونه …*… في الفرش والاعياء ملء عظامه فرأى المرائي معجما فيها بما …*… لا يعجم الملموم في إلمامه حتى إذا طلع النهار وأشرقت …*… شمس النهار وحان حين قيامه نفض الإزار وقام يخطب مسهبا …*… يفتن في الإعراب عن إعجامه فخذوا بأسباب العلوم حقيقة …*… وذروا أخا الأوهام في أوهامه ** يا معشر الطلاب هل من آخذ …*… بالذكر أو متمسك بعصامه فتشرفوا بالأخذ من آدابه …*… وتعرفوا بحلاله وحرامه ولكل شيء في الحياة أذية …*… وأذية القرآن من أقوامه عملوا على التحذيرمن تفهيمه …*… فكأنهم عملوا على إعدامه هجروا مبادئه العلى وتنكبوا …*… أحكامه والخير في أحكامه زعموا بأن صوابه خطأ وفي …*… ما يزعمون زراية بكلامه أسطورة إن الذي قد قالها …*… قمن بأن يرتاب في اسلامه يا معشر الطلاب هل من ناهض …*… بالشعب حر حافظ لذمامه أو باعث في الشعب روح إباية …*… منكم فموت الشعب في استسلامه ما عاثت الذؤبان في أغنامه …*… لو كانت الاساد في آجامه من منكم لابن الجزائر مدرك؟ …*… فابن الجزائر في سياق حمامه أسقامه شتى وأنول الأذى …*… من حاكميه تزيد في أسقامه فأخو الرئاسة مولع بعذابه …*… وأخو السياسة مولع بخصامه لكم اللسان الفذ في إيضاحه …*… رغما على الساعين في إبهامه لا تهملوا هذا اللسان ففقدكم …*… في فقده ودوامكم بدوامه

فكأنما هو عقد در فائق …*… رصفا وعلم النحو سلك نظامه وكفاكم في النحو قدرا أنكم …*… راوون علم النحو عن علامه شهد (ابن خلدون) له بتفوق …*… في النحو تحظيظا على إعظامه فارعوا (لعبد الله) (1) ما أسدى لكم …*… (في القطر) واغتبطوا بحسن ختامه

_ (1) عبد الله بن هشام صاحب المؤلفات المتداولة في القواعد العربية، ومنها كتاب "القطر".

تحية أيها النادي

تحية أيها النادي ألقى الشاعر هذه القصيدة في حفلة نادي التقدم بمدينة البليدة. ونشرت في مجلة الشهاب سنة 1935. ــــــــــــــــــــــــــــــ نداء سرى في مسمعي ما سرى دمي …*… فلبيت من قلبي صداه ومن فمي نداء سرى كالكهرباء فهزني …*… وما هزني إلا لحفل مكرم وما هزني إلا لناد مبارك …*… يقل كأفق أوجها مثل أنجم منار به صوت العروبة يعتلي …*… وكهف به نشء (البليدة) (1) يحتمي وغيل منيع فانزلوه وأقبلوا …*… عليه تباعا ضيغما إثر ضيغم وركن ركين فابتنوه وأدعموا …*… ولا خير فيما يبتنى غير مدعم أقيموه تحت الشمس فوق رؤوسكم …*… لواء وكفوا عنه كف المحطم وأبقوه للإصلاح أبهر آية …*… وأظهر عنوان وأزهر ميسم أعيدوا به للدين عهد طلوعه …*… على الأرض فجرا جاليا كل مظلم ولا تنسوا الدنيا فإن متاعها …*… مشاع لكم في الكسب غير محرم لقد مر عصر السعي للروح وحده …*… ببعث بن عبد الله بعد ابن مريم تناجوا ببر واتركوا الإثم جانبا …*… ولا تهتكوا أعراضكم بالتهجم أعيذكم بالله أن تتقسموا …*… هوى فذهاب الريح عقبى التقسم توالوا فما استغنت يد قط عن يد …*… وما بطشت إلا بكف ومعصم

_ (1) البليدة: مدينة تبعد عن العاصمة الجزائرية بحوالي خمسين كلم.

ولا تبخلوا بالمال فالمال معرج …*… إلى كل معل في المنازل معلم أرى أن حاجات الشعوب جراحها …*… وليس لها من مرهم غير درهم لكل امرئ عهد بفرض محتم …*… يقوم به في جنب حق محتم ومن فرض أهل المال إسعاف عجز …*… وتكريم إخوان وإيواء هيم ومن فرض أهل العلم إرشاد حير …*… وتعليم جهال وإيقاظ نوم ألا أيها النادي تحية شاعر …*… ولوع باعلان المفاخر مغرم ويا فتية النادي سلام ورحمة …*… وبشرى فهذا اليوم أعظم موسم رفعتم به رأس العروبة عاليا …*… وعدتم على الإسلام فيه بأنعم وبيضتم وجه (البليدة) بالذي …*… زففتم إليها من فلاح ومغنم فدمتم لها كالجند عزا ومنعه …*… ودام لكم كالحصن (نادي التقدم)

يا قوم

يا قوم ألقى الشاعر هذه القصيدة في افتتاح "نادي النهضة" بمدينة البليدة. ونشرت في جريدة المرصاد سنة 1932. ــــــــــــــــــــــــــــــ نشء (البليدة) لا عداك وفاق …*… بشرى على بشرى إليك تساق بوئت بالنادي المبارك جنة …*… طابت بها الأنفاس والأذواق ناديك أفق أنت بدر نجومه …*… حاذر عليك الخلف فهو محاق! قل للخطيب به دعوت ملبيا …*… وعنت لك الاذان والأحداق (نادي البليدة) محتويك وطيرها …*… مصغ إليك وماؤها صفاق نور به الغبراء فهو منارة …*… واصعد به الخضراء فهو براق واجمع به شتى الرفاق فإنه …*… كنف عليه من الرفاق رواق يا فتية النادي ومعشره الألى …*… ساقوا إليه به القلوب وشاقوا داووا به مرض الهوى كمصحة …*… فيها لكل وجيعة ترياق واحموا به الأخلاق من إخلاقها …*… يعظم لكم في الصالحات خلاق البحث سبل فاسلكوها رشدا …*… بالعقل فهو دليلها السباق فكوا به الأعناق من أطواقها …*… فلطالما قعدت به الأطواق وعليكم القرآن فهو من الهوى …*… حام وليس كنوره إشراق والبذل للأعمال ضربة لازب …*… فاكسوا به الأعمال فهو رتاق وهبته أيدي المحسنين فأذعنت …*… لهم الرؤوس وذلت الأعناق

لا ترضخ (1) الأفكار من أرزاقها …*… حتى تدر بجنبها الأرزاق يا قوم شعبكم أحاط به الأذى …*… وسطا عليه الجهل والاملاق والوهم عشش في الرؤوس فأطرقت …*… والوهم شر بلائه الإطراق خطب الجماد الحي فاضطربت له …*… وتموجت بخطابه الافاق وبنو الجزائر مخلدون إلى الكرى …*… وكأنني بهم الغداة أفاقوا واستأنفوها نهضة جدية …*… لا الوهن يدركها ولا الاخفاق رست النوادي والمدارس بينهم …*… أسسا عليها شيدت الأخلاق يا برق غث لا كنت فينا خلبا …*… يا غيث جد لاخانك الإغداق ومن البداية بالنهاية مخبر …*… وعد الفروع بأنهم أعراق يا قوم هل لكم بها من ضارب …*… فيها له بالرابحين لحاق يا قوم لا تردوا الموارد عزلا …*… ومن الخمول على العقول نطاق فكوا النفوس من الجهالة والهوى …*… والوهم فهي على النفوس وثاق يا فتية النادي تحية فتية …*… منكم كماحي الرفاق رفاق ووصية لكم بأن تتكاتفوا …*… وتسارعوا في الخير فهو سباق آواكم للخير "نادي نهضة" …*… فيه اغنموا فرص الحياة ولاقوا دامت لكم حجراته ولضيفكم …*… نزلا وخلد عمره الخلاق

_ (1) العطاء القليل.

تحية جريدة السنة

تحية جريدة السنة قال الشاعر هذه القصيدة تحية لجريدة (السنة) إحدى جرائد جمعية العلماء. نشرت فيها سنة 1933. ــــــــــــــــــــــــــــــ تحر أساس العدل إن كنت شائدا …*… فما كان طاغ قائم الركن سائدا تنفس فجر الحق حولك صادقا …*… أغر فما غر العيون الرواقدا؟ وما بال أفناء الحضارة أقفرت …*… من الانس واكتضت وحوشا أوابدا وما بال ورقاء الحمى مستطارة …*… يطاردها نيف وسبعون صائدا؟ على أنها بين النبال سليمة …*… فما عدمت عنها من الله ذائدا أرى غلمة تذكي من النار فتنة …*… وتسدى شباكا للأذى ومكائدا وجوا من الغارات أغبر عاصفا …*… بكل جناح بارق السحب راعدا وفي كل مغنى رنة ومناحة …*… وشكوى بلا جدوى تذيب الجلامدا وأفجر أعداء البلاد خصومة …*… أقارب تستعدي عليها الأباعدا غذيري من ذي عادة وثنية …*… يحيل على الإسلام فيها الشواهدا هلم إلينا أيها الخصم نحتكم …*… إليه ونستعرض عليه العوائدا فما كان منها سنة كان صالحا …*… وما كان منها بدعة كان فاسدا أضلك ليل من هوى بت ترتمى …*… مصادر في ظلمائه ومواردا ولا صبح إلا سنة نبوية …*… فمحص بها الآراء واجل المقاصدا وحولك أسياف لها وأسنة …*… تقارع عنها المحدثات الزوائدا

رجالات إخلاص لها ومبرة …*… بها وذوو عزم يدك الشدائدا يريدون وجه الله فيما تسننوا …*… به لا يريدودن الرشى والفوائدا وما الناس إلا كالنقود فزنهم …*… بنياتهم إن كنت للناس ناقدا وحسبك من سعى ابن آدم كاشف …*… عن القصد مهما كان للقصد جاحدا أفدني فما تعيى الحقيقة جاهلا …*… يحاول تمحيص الحقيقة جاهدا أفدني برأي في النيابات هل حوت …*… أساود في قاعاتها أم وسائدا؟ وإلا فما تلك السموم التي سرت …*… فمن ذاق منها طأطأ الرأس هامدا؟ ألم يأتها أن المعابد حجرت …*… على الذاكرين العامرين المعابدا؟ وكم من مئاو أو مكاتب عطلت …*… على أنها تهدى البنين المراشدا فيا نائبا ناب البلاد بحادث …*… وخلف شعبا قائما فيه قاعدا على أي ظهر كنت سوطك منزلا …*… وفي أي نحر كنت سيفك غامدا ومالك ترغي في النيابة موعدا …*… ألم تك من قبل النيابة واعدا ويا مجلس النواب إنك قاطع …*… يدا كنت منها لو تبينت ساعدا فويحك ما هذا الجفاء الذي طغى …*… عليك فلم تنفك كالصخرجامدا تلمس فيك العون شعبك حائرا …*… ولما تزل عن عون شعبك حائدا دعا واستعان ابن البلاد فليته …*… دعا مستجيبا واستعان مساعدا ويا دولة سادت على الأرض حقبة …*… وشادت على أس الاخاء المحامدا عهدناك قدما دولة- لائكية …*… فكيف حرمت المسلمين المساجدا؟ ولا تنكري حول الإدارات أنة …*… وعتبا وشعبا بين ذلك واجدا وردي علينا الذكر في كل مسجد …*… فما زال فرضا في المساجد آكدا ثقي أن بيت الله ما دام معبدا …*… لنا تحت حكم الله ما دام واحدا

ويا أيها الداعي إلى الله لا تهن …*… ولا يك في البأساء صبرك نافدا تعز بوفد اليسر بعد فإنني …*… أرى اليسر بعد العسر لا شك وافدا وفي سبل الدنيا زبى ومصاعد …*… فسر حيث لا تلقى الزبى والمصائدا تصادف إقبالا من الشعب رائجا …*… وتصحب توفيقا من الله زائدا ويا أيها الشعب اتخذ لك أعينا …*… من الحزم واستشرف حقوقك ناشدا ومن أخذل الخذلان أنك فاقد …*… ولاءك مزهو بكونك فاقدا تناس أو انس الحقد وامش سوية …*… على المهل لا تعتص عليه معاندا وكن حيث كان الحق تخلد خلوده …*… وما كان غير الحق في الأرض خالدا

عيد الحرم

عيد الحرم هذه إحدى حوليات الشاعر التي إعتاد إلقاءها في كل سنة على إثر إنتخابات المجلس الإداري لجمعية العلماء. وقد ألقيت في الاجتماع العام لجمعية العلماء بنادي الترقي في 16 جمادى الثانية سنة 1354هـ. ــــــــــــــــــــــــــــــ اليوم عيدك لا جرم …*… فاهنأ بعيدك يا حرم لباك وفدالمصلحين …*… وطاف حولك والتزم ودعا فأمنت السما …*… ء وفاض ركنك بالنعم صفت بساحتك الوجوه …*… ورددت فيك الحكم فرأيت ما يجلو العمى …*… وسمعت ما يجلو الصمم ودخلت ظلك أستجـ …*… ـير به وأنعم من أمم فعزوت آي الضالحا …*… ت به إلى رسل الهمم من مظهر يحظي العيو …*… ن ومخبر يرضي الشيم وأتيت ميدان اللسا …*… ن به وميدان القلم فخببت في صف الجيال …*… دعساي ألحق من قدم يا وفد وقيت المكا …*… ئد والمكاره والإزم ان الجزائر ترتجى …*… فصلا وأنت لها الحكم أو ما تشاهد دهرها …*… كالفرن يقذف بالحمم أو ما تشاهد ما يصـ …*… ـب على الجزائر من نقم

أخشى من الأجيال أن …*… يصموك فيها بالتهم أخشى للينك أن يقا …*… ل ظلمتها فيمن ظلم أخشى لهونك أن تنا …*… دى في الحواضر والخيم يا راعيا والشاة تحـ …*… ـت الذئب بين يد وفم يا وفد إنك في ربا …*… ط بالمعارف مقتحم يا وفد لا تنم الليا …*… لي في رباطك لا تنم أجد المعارف فهي في الـ …*… ـدنيا موازين القيم وأشد على الإسلام أر …*… كان الفخامة والعظم دين السماحة في الفرا …*… ئض والعدالة في القسم دين اشتراع الصالحا …*… ت ودين إيفاء الذمم دين المرافق والمرا …*… شد والمكارم والعصم فامنعه من كل الأذى …*… منع الضراعم للأجم وارفعه باسمك هاديا …*… رفع المنارة للعلم وعليك بالإخلاص فهـ …*… ـو- هديت- إكسير الخدم إنبذ قصود السوء ظهـ …*… ـريا ودسها بالقدم واذا دعوتك للرشا …*… د فلا تقل لم لي وعم؟؟ اعمل كما عمل الرجال …*… الصالحون بلا سأم واعرف لأمتك الكريـ …*… ـمة حقها بين الأمم ابعث بها شمم النفـ …*… ـوس وول أوجهها القمم شمم النفوس حياة قو …*… مك فابك من فقد الشمم والعز منشود الأوا …*… خر والأوائل من قدم

يا عز ذكرك في فمي …*… وهواك في قلبي ارتسم يا عز دان لك الوجو …*… د وقدستك به النسم قسما بفخرك في الحيا …*… ة وإنه فخر القسم خير الوجود- وأنت عنـ …*… ـه بمعزل- شر العدم يا قوم طال بنا الهوا …*… ن وساءنا سفع اللمم وغدت تخاف نفوسنا …*… حتى الذباب اذا ونم خوف الورى شرك بخا …*… لقهم وصولتهم صنم حثوا إلى العز الخطا …*… ودعوا المذلة للخدم لا تيأسوا فالله جل …*… جلاله محيي الرمم حامي الهداة ببأسه …*… ومثيبهم دار الكرم يا وفد لقيت الرضى …*… ووقيت في العقبى الندم لا زلت تشرق في الجزا …*… ئر كالكواكب في الظلم وعليك شؤبوب من الر …*… حمات والبركات عم ولك الهدى ما بالهدى …*… بدأ امرؤ وبه ختم

دعاة إلى الحسنى

دعاة إلى الحسنى (0) هذه القصيدة من حوليات الشعر التي اعتاد إلقاءها بنادي الترقي في كل سنة على أثر انتخاب المجلس الإداري لجمعية العلماء الجزائريين. ونشرت بالعدد (13) سنة أولى من جريدة الشريعة في 3 جويلية سنة 1933 ــــــــــــــــــــــــــــــ ضف الجزائر فيما شئت من كرم …*… ولذبها حرما ناهيك من حرم ألم ركبك فاهتزت له وربت …*… كالأرض غب نزول الهاطل العمم غناء أغنى عن الترحيب منظرها …*… وفي المناظر ما يغنى عن الكلم البر والبحر في أكنافها اعتنقا …*… وواصلا قبلا فيها فما بفم والقاطرات بها الفلك زاخرة …*… بمعجزات من الالات والنظم والطير كاسية فيها وعارية …*… صفت بأجنحة من فوقها دهم من ذي قوادم بالأرياش منتفض …*… أو ذي لوالب بالفولاذ ملتحم والسحب غادية في الأفق رائحة …*… ما بين منسجر منها ومنسجم والشعب ريان والأزهار يانعة …*… ما بين منتثر منها ومنتظم والريح تجري رخاء حول أفنية …*… أو حول أبنية شماء كالقمم الله أكبر هذا مرتع خضل …*… يهفو به نسم من أطيب النسم أهلا بأهل حوت أعلاق نسبتهم …*… أعلاق قيمة جلت عن القيم حلوا القلوب فقد شيدت لكم أطما …*… يا ذائدين عن الحسنى بلا أطم استغفر الله هذا الحزب تحرسه …*… عين من الله لم تغفل ولم تنم

أمضوا على الصبر فالعقبى لكم سلفا …*… ما جزتم نعمة إلا إلى نعم في الأمر بعض التواء غير ذي خطر …*… فعالجوا الأمر بالآراء يستقم سوقوا البراهين ما خفت بكم تهم …*… إن البراهين لا تبقي على التهم نحن الدعاة إلى الحسنى فما أحد …*… منا بمجترح للشر مجترم ألا فقل للذي بالحرب فاجأنا …*… لا تلق بالحرب من يلقاك بالسلم وقل لمن نالنا بالظلم منتقما …*… حذار من نائل بالعدل منتقم يا أيها الشعب لذ بالحق معتصما …*… واركن إلى لائذ بالحق معتصم لا تفتننك ألحان مزخرفة …*… غنى بها القوم أوضاعا من النغم تمحلوا بينات ما لها صلة …*… بهم سوى صلة الأنوار بالظلم وكيف يطمع في إيجاد بينة …*… قوم وجودهم ضرب من العدم؟ ويح الجزائر كم يصلى الهداة بها؟ …*… من قومهم ضرما يورى على ضرم يا من تلمس من عاداته حكما …*… أخطأت ليس سوى القرآن من حكم الصلح خير وأحرى أن يلاذ به …*… ما لم تدس حرمات الله بالقدم طال الشقاق بنايا قوم وافترقت …*… منازع الهم فاستعصت عن الهمم هيا بنا نبتهل يا قوم قاطبة …*… ونرفع الصوت بالشكوى ونحتكم يا رب من كان في الإسلام مبتدعا …*… منا فوفقه للإقلاع والندم أولا فعاجله واكف الشعب فتنته …*… بما تشاء من الآيات والنقم يا ويح أنفسنا من كل طاغية …*… يسومها ألما مرا على ألم يفح كالحية الرقطاء ممتعضا …*… منها ويقذف كالبركان بالحمم بالأمس (كولنبو) أوراها كمثل لظى …*… واليوم (بيشير) (1) أجراها كمثل دم

_ (1) شخصيتان فرنسيتان استعماريتان كانت لهما مواقف غير محدودة ضد الحركة التحريرية في البلاد وقد وجه إليهما الشاعر نقده وإنكاره وذكرهما بالصلات القديمة التي كانت بين الخليفة هارون الرشيد وشارلمان ملك فرنسا.

شنوا على أمة الإسلام غارتهم …*… فما جنت أمة الإسلام في الأمم؟ أهم يريدون أن ينسوا (الفرنجة) ما …*… (للغول) بالعرب الماضين من رحم؟ (للسين) منا دان ضنوا بمورده …*… مقام (شارل) من (هارون) في القدم يا قومنا كل ساع مدرك سعة …*… في كل ضائقة فاسعوا بلا سأم من يعش عن سنن الدنيا يعش هملا …*… ومن يجاوز حدود العقل يرتطم والعلم أحصن ما لاذ الرجال به …*… من فاته العلم ديست أرضه ورمي يا نازلين على الأرحام في كنف …*… من الأخوة سامي القدر والعظم هبوا على العلم أنفاسا مباركة …*… ورفرفوا فيه أعلاما على علم واستقبلوا الفوز في العقبى على عمل …*… بالمسك مفتتح بالمسك مختتم

تحية مجلة "نور الإسلام"

تحية مجلة "نور الإسلام" حكم الله للهدى بالظهور …*… رغم حرب الهوى وحرب الفجور وألان الصدور للدين حتى …*… أصحبح الدين راحة للصدور فطوى الأرض ساريا في النواحي …*… سريان الضياء عند البكور وعنت بعد آسيا أمريكا …*… وأربا لهديه المنشور لست أخشى عليه كيد الأعادي …*… بعد إيغاله وراء البحور فله من إلاهه خير واق …*… وعليه من قومه خير سور بشرالمسلم الحنيف بما فى …*… أفق مصرمن نهضة وشعور وأحطه علما بما شع فيه …*… من شموس منيرة وبدور شيخة من أئمة الدين جدوا …*… في التداعي إلى الهدى والبرور وبـ (نور الإسلام) شقوا دجى الكفـ …*… ـر ونور الإسلام أسطع نور أخرجوها للناس نشرة جد …*… في بيان من أنفس المأثور أخرجوها للناس نشرة لب …*… وتجافوا عن خلطها بالقشور نشرة لا ترى بها غير بحث …*… مستفيض في صالحات الأمور حي مصرا وحي أعلام مصر …*… بتحايا كاللؤلؤ المنثور من فؤاد متيم بهواهم …*… متفان في (الأزهر) المعمور قل لهم إن في الجزائر نشئا …*… يتخطى إلى العلى في وعور فوق أرض من عزة الدين قفر …*… بين قوم غفل من الدين بور تحت ليل يمر فيه مجدا …*… خائفا من تكاثف الديجور

ما له غير عزمه من دليل …*… يتوخى به الهدى في المرور قل لمن ظل في الجزائر يبكي …*… عصرها المستنير بين العصور لا تكن ذاهبا إلى اليأس منها …*… كل ميت مفاجأ بالنشور جد جد الإسلام في كل أرض …*… وانجلى عن بنيه داء الفتور هذه مصر توسع الشرق نصحا …*… بنداء كأنه نفخ صور وبنو الشرق منصتون وعاة …*… مستجيبون في رضى وحبور مذهب من مذاهب الخير يفشو …*… في حماهم مستأصلا للشرور قد تخطوا رغم العراقيل فيه …*… خطوات لم تتصف بالقصور والكريم الكريم من مد جسرا …*… للبواقي واحتثهم للعبور إنما هذه الحياة مجال …*… لاكتساب العلى وذخر الأجور ليس فيها من بعد هذا وهذا …*… من متاع سوى متاع الغرور يا بني الشرق عصمة بالتآخي …*… فالتآخي مذبة للنفور حكموا الدين في الطوائف وابنوا …*… دوركم بالرجال لا بالصخور ودعونا من التشاؤم وامضوا …*… في المساعي بغبطة وسرور أفمهما التوى على الحر أمر …*… قام يدعو بالويل أو بالثبور؟؟ أو مهما أتى على الحرطاري …*… طار عقلا وضاق بالمقدور؟ يحدق الشوك بالزهور ولكن …*… هل يكف الأكف شوك الزهور؟ فليجاهد في الحق كل محق …*… وليدافع بالصبر كل صبور يا بني الشرق زاولوا العلم حيا …*… ودعونا من نبش ما في القبور لا تخافوا العثار في البحث وامضوا …*… قد يكون العثار باب العثور فبنوا الغرب أشرفوا في التفادي …*… للمبادئ فأشرفوا كالطيور

كل موت في جانب العز يحلو …*… للمفادي من أجله والغيور أمعنوأ في مناكب الأرض سعيا …*… فاحتووها واستفحلوا في الثغور واستبدوا بها فنحن إليها …*… كالأيامى نحن خلف الستور يا بني الشرق حركوا العزم فيكم …*… وثبوا في الحياة وثب النمور واستميتوا في جانب العز تحيوا …*… خالدي الذكر رغم كر الدهور!

تحية الشبيبة

تحية الشبيبة ألقيت هذه القصيدة الخالدة في الحفلة السنوية لدرسة الشبيبة الإسلامية بالعاصمة والتي اعتادت إقامتها ليلة السابع والعشرين من رمضان. ونشرت في مجلة الشهاب جزء (2) مجلد (9) مارس عام 1933م ــــــــــــــــــــــــــــــ حي حفلا كزخرف الروض عني …*… بتحايا كالعارض المرجحن وتنزل عليه يا شعر روحا …*… مطمئنا في روعه المطمئن إقتبل أوجه الوجاهة بيضا …*… مشرقات السنا طوالع يمن وقلوب الولاء منشرحات …*… طاهرات من كل ختل وضغن وأكف السخاء لم تتعقب …*… بأذاة ولم تكدر بمن ومزايا علوية من ذمام …*… في سلام وعزة في تأني ثريت في ثرى النفوس كنوزا …*… وجلتها السنون من بعد دفن بوركت في رياضكم من فروع …*… دانيات القطوف نضراء لدن مرحبا بالنفوس نشوى بخمر …*… بنت أنس لا بنت كأس ودن مرحبا بالقلوب صحفت كروما …*… والتقت في النمو غصنا بغصن ألف الله شملها بعد شت …*… وتلافى غاراتها بعد شن أيها المحتفون بالضاد هذا …*… حرم الضاد في سمو وأمن أشرفت منه نحوكم شرفات …*… قائمات على قواعد رزن من كهول به دهاة هداة …*… وشباب به أعاريب لسن يتناجون حول بر وتقوى …*… بين فصل من الخطاب ولحن

ويهيبون بالنفوس إلى ما …*… يهب الجد من نباهة شأن ساءهم أن شعبهم مستكين …*… لفتور في جسمه مستكن مقفص كالهزار جاد لحونا …*… ليس يدرى أنائح أم مغني أو غلت فيه- والأدلة شتى- …*… رادة قلبته ظهرا لبطن فأعاضت ثراه جدبا بخصب …*… وجزته على النوال بضن والعوادي تهد بعد العوادي …*… منه هد الفؤوس من كل مبنى يا حماة البلاد يا فتية الضا …*… د ترى هل لكم من الرأي مغنى؟ سار جيرانكم مع العصر شوطا …*… ووقفتم ما بين وهم ووهن تحت شتى القوى تقاسون منها …*… ما تقاسون من أذى وتجني؟ أين منكم مهابة وانتصاف؟ أم سكنتم إلى احتقار وغبن؟ لا تقولوا .. هان الجدود فهنا …*… ساء نشئ له بهم سوء ظن في "تلمسان" في "بجاية" في (تيهر …*… ت) في "القلعة" ازدهى كل فن (1) يوم كانت مهاجر الشرق والغر …*… ب مثابا كمعهد وكحصن وعليها من الملوك ذوي العز …*… ة والبأس، كل سهران فطن دعموا البر دعموا البحر بالأعـ …*… ـلام من منشئات مدن وسفن ومشوا في مناكب الأرض صيدا …*… بين جرارة ملائك جن يزعون الشعوب رأيا ورعيا …*… ويسوسونها بحكم وإذن ثم نيطوا من الظروف بمخز …*… وأحيطوا من الصروف بمخنى وطوتهم يد الزمان كما تطـ …*… ـوي يد الكاتب الكتاب وتثني فإذا العيش حالك مثل ليل …*… وإذا الربع موحش مثل سجن وإذا الأرض قفرة وإذا الجو معـ …*… ـمى تظله سحب حزن

_ (1) (تلمسان بجاية. تيهرت. قلعة بن حماد) مدن كانت عواصم وحواضر للعلم والملك في الجزائر.

وتقضى ملك الجدود فلم يبـ …*… ـق بأيدي البنين غير التمني يا لمجد مضيع غير مجد …*… عض كف عليه أو قرع سن قف معي بالجزائر اليوم واسبر …*… غور أحوالها بعين وأذن تجد الطفل في الأزقة يلهو …*… والفتى يشرب الخمور ويزني تجد الطفلة اليتيمة تشقى …*… تحت خدر تنوء أو تحت خدن أو لدى البيض (1) نصروها وقالوا …*… أكرمتها يد المسيح بحضن ولو أن الرجال منار جال …*… لم يفتها تزوج وتبني ما على خرد الجزإئر غيرا …*… ن ولا بالحدود والاي معنى والنيابات أسفرت عن مآس …*… بل مواس تحدها كالمسن كاذبات البروق من كل خب …*… يعد الناس باطلا ويمني والمشاريع، والشرائع، والآ …*… داب، والكتب، والنهى، في تعنى ومن اللسن في المجامع والأقـ …*… ـلام في الصحف شر طعم وطعن وفشا الدجل فالولاية دعوى …*… كل ذي سبحة تطول وذقن وغلا القوم في الولي فظنوا …*… أنه كالإله يغني ويقني وأبوا كوثر العلوم عطاشا …*… طمعا في ورود علم لدني ضاق موسى بعلم صاحب موسى …*… بله بله أتوا بإفك وأفن وتنادوا فبدعوا مصلحيهم …*… ومتى كان مصلح غير سني؟ أيها المسلمون طال بنا الكر …*… ب فهل لانفراجه من تسني؟ حاش لله أن يغر بشعب …*… مستجير بلطفه مستجن أرقبوا الله فيه واهدوا حيارى …*… منه ضلوا سبيل جنة عدن واعزموا عقدة العقيدة في الد …*… ين تقوها من كل فتق وفتن

_ (1) (البيض) الآباء البيض المعروفون باستدراج الأطفال السذج من الرجال والنساء إلى اعتناق المسيحية بواسطة أنواع الإحسان.

نعم أجر الجهاد بالنفس والما …*… ل وقل للغني: إياك أعني إنما راحة الجزائر في راحة حر …*… يسدي العطاء ويسني وذروا الحيف في التشكي من الحـ …*… ـف فعهدي به انقضى أو كأني وابتغوا حقكم من العيش عدلا …*… لا تميلوا لقسوة أو لجبن ارفعوا صوتكم به واستميتوا …*… فيه لا تيأسوا ولو ألف قرن صرخة الحق في المسامع تنقض …*… ض، كسهم ملء الفضاء مرن فسلام إلى سلام على الحقـ …*… ـق، ولا دك من منار وركن وسلام على السلام على الصفو …*… على البشر والرضى والتدني وسلام عليكموا وعلى الحفـ …*… ـل وما ضم من جلال وحسن

هيهات يخزى المسلمون

هيهات يخزى المسلمون ألقيت هذه القصيدة في مدرسة الشبيبة الإسلامية بالعاصمة وفي حفلتها السنوية. ونشرت في ج (3) م (10) سنة 1352هـ - 1934م من مجلة الشهاب. ــــــــــــــــــــــــــــــ حمدا لمن في الحق غاث وغارا …*… ولوجهه عنت الوجوه صغارا سبحانه زجر القوي عن الأذى …*… وحمى الضعيف من الأذى وأجارا الغالب القهار فوق عباده …*… من ذا يكيد الغالب القهارا؟ من ذا يعقب حكم من سوى القوى …*… ودرى الغيوب وقدر الأقدارا جعل الشرائع أنهجا مرضية …*… والأنبياء أدلة أبرارا واختص بالمنح العظام محمدا …*… منهم فكان الخاتم المختارا آتاه قرآنا يحض على الهدى …*… ويفصل الأحكام والأخبارا وشريعة تعطي الحقوق سوية …*… للناس لا ميزا ولا استئثارا شمس من الأفق المقدس أشرقت …*… فارتد ليل العالمين نهارا ومحجة بيضاء من لم يعتصم …*… بسوائها ضل السلوك وحارا كم سارحزب الله فيها آمنا …*… يهدي العباد ويفتح الأمصارا حتى انضوى المعمور تحت لوائه …*… وغدا حمى للمسلمين ودارا هيهات يخزى المسلمون ودينهم …*… علم الخلود يظلل الأقطارا قولوا لمن راش النبال لصيده …*… ألق النجال فإن صيدك طارا يا غارة الله السريع غياثها …*… خفي إلينا وارفعي الأكدارا كل الأراضي في النعيم رضية …*… إلا الجزائر فهي تصلى النارا

وتنازع الإخوان هذا بالأذى …*… يسطو وذاك يريد منه الثارا والفقر فاش فالنساء سوافر …*… يكدحن في طلب المعاش حيارى يبذلن حتى العرض في تحصيله …*… ليقتن أبناء لهم صغارا يا للرجال لحرمة مهتوكة …*… أفشاعرون أم الرجال سكارى؟ أجدادكم خطوا لكم خطط العلا …*… ما بالكم لم تقتفوا الأثارا؟ ما بالكم لم تقلعوا عن وهمكم …*… وتحرروا من قيده الأفكارا كونوا على المتعززين أعزة …*… كونوا على المتكبرين كبارا كونوا الجبال الراسيات مناعة …*… كونوا الحصون الحاميات ذمارا أولادكم خلفاؤكم من بعدكم …*… فلدوا الكرام وأخلفوا الأخيارا لا تتركوهم شردا واكفوهم …*… مؤن الحياة وقوهم الأشرارا ضاقت بهم حيل المعاش وأحدقت …*… بهم المخازي يمنة ويسارا وأرى رجال المال منا آلة …*… للشر فلاحين أو تجارا لا يعرفون من اقتصاد المال ما …*… ينميه إلا البخل والإقتارا أشقى عباد الله من جحد الغنى …*… وأذلهم من قدس الدينارا يا قوم هل بعد الرقاد إفاقة …*… كم نائم سمع النداء فثارا لا تيأسوا فالله قد جعل العلا …*… دولا كما خلق الورى أطوارا فلعل من بعد المهانة عزة …*… ولعل من بعد العسار يسارا

أيها السامر

أيها السامر ألقيت في مأدبة بمناسبة الاجتماع السنوي العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائيين وذلك سنة 1934م. ونشرت بمجلة الشهاب، ج9 م 10/ 1934 م ــــــــــــــــــــــــــــــ أي عقد حوى الرؤوس نظامه …*… أي أفق سقى النفوس غمامه أي ركن من الولاء ركين …*… مؤنس حله مجير حرامه أي ظل من الهناء ظليل …*… لم يكدر بالمزعجات لمامه أي روض من جنة الخلد ريا …*… هـ وكهف من السماء ذمامه وحمى بالفصاح بالعرب العر …*… باء بالصيد بالسراة ازدحامه ومجال يخب فيه رعيل …*… يتجلى عن البيان قتامه كلما جال فارس قلت هذا …*… حائز السبق فيه هذا إمامه ما أراني شهدت إلا عكاظا …*… هذه أرضه وتلك خيامه خطب اللسن فاستخف نهى القو …*… م من القول فيضه وانسجامه بين راو من البلاغة نشوا …*… ن وساق على النهى طاف جامه أيها السامرالشهية نجوا …*… هـ لحضاره البليغ كلامه مستوى القول فيك والفعل والإد …*… راك سامي العروج عال سنامه حارب الذل والخنوع وأنقذ …*… شعبك المبتلى فأنت (عصامه) واعتصم بالإله من كان عاد …*… عز من كان بالإله اعتصامه حبب الموت للمجاهد في اللـ …*… ـه وآياته ولذ اقتحامه ابن بالرأي والمشورة ما شئت …*… بناء فليس يخشى انهدامه

وإذا شل في الجماعة عضو …*… فمن الرأي فصمه لا خصامه أيها الإخوة الكرام ابسطوا العذ …*… ر لشعري فقد تعاصى زمامه ليس هذا وصية إنما هذا …*… رضى معجب بكم وسلامه واعف عني- هديت للعفو عني …*… أيها الصاحب الملح ملامه فترة الشعر أشبهت فترة الوحي …*… وإن كان للرسول مقامه ته فخارا يا معشر العلم قد دا …*… ن لك الشعب شيخه وغلامه حفظ الله معشر العلم ما طا …*… ب له بدؤه وطاب ختامه

في أذن الشرق

في أذن الشرق هذه القصيدة كلها نداء جهير للعلم، وتثويب للجزائر بأن تجد في السير حتى تلحق بالناهضين به، وكلها حفز للهمم الخامدة أن تتحرك، وللنفوس الراكدة أن تنطلق وللأيدي الجامدة أن تتبارى في البذل، وفيها تصوير بديع لحالة إفريقيا والشرق، ونعي عليهما في القعود عن مجاراة السابقين. وبالجملة، فهي مجموعة زواجر لإفريقيا والشرق كله تصلح أن تكون دستورا عمليا للإفريقيين والشرقيين، وهي كمطولات محمد العيد تفاجئ القارئ بسلسلة من المفاجآت العميقة الأثر وأن قارئها ليذهل عندما يسمعها فيجد الشاعر ملما فيها بكل ما يعتلج في النفوس، ويختج في الضمائر من أنواع الداء وأشكال الدواء. وأن في هذه الطريقة التي يسوقها شاعرنا- خصوصا في هذه القصيدة- لروعة لا تدري أهي روعة جلال أو روعة جمال. ثم تفيء إلى نفسك فتجدهما معا. وأنشدت في إحدى حفلات الشعب التي كانت تقيمها مدرسة الشبيبة الإسلامية في كل سنة عند نهاية الموسم الدراسي. ونشرت في العدد الأول من جريدة البصائر سنة 1935 وبالجزء (11) مجلد (11) من (الشهاب) 1936 وفيها إهداء من الشاعر إلى الأستاذ الشيخ الطيب العقبي رحمه الله. (محمد البشر الإبراهيمي) رحمه الله ــــــــــــــــــــــــــــــ أحدقت بالشبيبة الاعضاد …*… وفشا الذكر حولها والضاد صافح الغر يوم حفلتها الغـ …*… ـر وصافى به الجياد الجياد كل عام لنا به حفلات …*… زاهرات كأنها أعياد تسحر الأنفس الأناقة والرو …*… عة فيها والذكر والانشاد يا وجوها مثل الأهلة لاحت …*… لا خبا منك نورك الوقاد مرحبا شرفي القلوب وحلي …*… ما لدينا غير القلوب مهاد نحن قوم لنا قلوب على الصد …*… ق رواس كأنها أطواد ما رسمنا خطا إلى المجد إلا …*… وعليها أساسنا والعماد فبها لانت الصعاب العواتي …*… وبها هانت الخطوب الشداد

وبها دب في الجزائر إبلا …*… ل وإن لم يثق به العواد وبها أمست (الشبيبة) كالأ …*… م يغذى بدرها الأولاد وغدا مسرح (الأبيرا) لنا سو …*… ق عكاظ تؤمه الوراد نتواصى بالحق والصبر فيه …*… والتواصي تضامن وجهاد ربما تنجلي الشدائد عنا …*… بالتواصي وتنقضي الأنكاد ومن الشرق أمة غلب الصمت …*… عليها فعم فيها الفساد ساد فيها الهوى ولو لم تفرط …*… في التواصي لساد فيها السداد إن في العصر آية لبني الشر …*… ق ولكنهم عن الذكر حادوا أعلن الصور بالقيامة في الأر …*… ض وقامت من القبور العباد وفشا العلم في السموات والأر …*… ض وردت دويه الأبعاد أيها الصارخ المهيب بنا لبـ …*… ـاك في الكائنات حتى الجماد هتف البرق باسمك الخالد السـ …*… ـامي وحياك بالغناء (الراد) وغزا (الغاز) تحت بندك وانطـ …*… ـاد إلى أوج خلدك المنطاد واشترى الناهضون منك وباعوا …*… وغدوا رابحين فيك وعادوا وعنا الناس لاسمهم وأطاعوا …*… وأشادوا بذكرهم ما أشادو وقعدنا مع الخوالف نخزى …*… بضروب من الأذى ونكاد إن أفكارنا تحاك الغشاوا …*… ت عليها وتضرب الأسداد فمن البغي فوقنامر هفات …*… ومن الوهم حولنا أصفاد ومن الخلف دوننا عقبات …*… ينفد الجهد عندها والزاد قد وقعنا يا علم في هوة الجهـ …*… ـل ولما يتح لنا الإنجاد وانقطعنا يا علم عنك وعن كـ …*… ـل تراث أبقت لنا الأجداد

حرت في عزونا إلى العرب لولا …*… فكر خصبة ولسن حداد ونفوس لنا تهيب إلى المجـ …*… ـد بنا ما لها سواه مراد إن للعرب في الحضارة قدما …*… قدما للورى عليها استناد كم وعوا في الحجاز من قبل روما …*… وأثينا من حكمة وأفادوا وعت الأرض كل ما عاد من عا …*… د عليها وشاده شداد وأضعنا الأثار فامحت الطر …*… ق وضلت من بينها الرواد؟ أيها المشرقون في ظلم التاريـ …*… ـخ هل عصركم علينا يعاد؟ ذابت الأنفس اشتياقا لمرآ …*… كم وحنت إليكم الأكباد كل ما شدتم على الأرض من مجـ …*… ـد تليد أضاعه الأحفاد شغف القوم بالمطامع حبا …*… واستهانت بالأمة الأفراد وتفشى في الخلف خلف فذلوا …*… لسواهم حتى فنوا أو كادوا كل ذي إمرة على الأرض (سابو …*… ر) (1) وكل الشعوب فيها (إياد) ويح (إفريقيا) تفرق فيها …*… مسلموها فكلهم أضداد وتدلت بهم إلى الهون حينا …*… فتدلوا بها ومادت فمادوا إغنموا من منافع الأرض واغزوا …*… يا بنيها فإنكم أجناد وأصيبي من السيادة حظا …*… يا بلادا سادت عليها البلاد يا بلادا يخزى الكرام عليها …*… ويعز الأسافل الأوغاد يا بلادا يطوى الجميل وينسى الـ …*… ـعهد فيها ويخلف الميعاد يا بلادا لا يثبت الرأي في شـ …*… ـيء عليها ولا يدوم الوداد يا بلادا يلقى النبوغ بها الشؤ …*… م ويسعى في قتله الحساد

_ (1) سابور بن هرمز ذو الأكتاف من ملوك بني ساسان، كانت له وقائع مشهورة مع قبيلة (إياد) العربية.

يا بلادا ما للزعامة فيها …*… قوة أو لزاعميها اتحاد النيابات كلها نائبات …*… والقيادات كلها أقياد أرغم المرشدون فيك على الصمـ …*… ـت وبثت عليهم الأرصاد وأجيزوا من قومهم بظنون …*… سيئات يبثها المراد كم يلاقي من العقوبات حر …*… ذنبه الوعظ فين والإرشاد لا تسومي آسادك الغلب ضيما …*… فمن الضيم تأنف الأساد ليس إلا من اختلات المزايا …*… والسجيات تنشأ الأحقاد أبت البومة الهزار رفيقا …*… وجفته لأنه غراد إن في الموت والحياة مدى أو …*… سع فيه تفاوت الأنداد يدرك المرشد الممات فيبلى …*… وتغني بذكره الأباد إكتفي في البرور مني يا أر …*… ض بشعر به يجيش الفؤاد ذي معان أبيها مستجيب …*… وقواف عصيها منقاد كل جهدي عليك قول مقفى …*… كل مالي يراعة ومداد أنا مهما بكاك مني (امرؤ القـ …*… ـس) وحيا حماك مني زياد لست أجدى عليك يا أرض ما يجد …*… ي عليك النجار والحداد غير حي على البسيطة شعب …*… ليس فيه صناعة واقتصاد أيها الشعب قدم الكسب ذخرا …*… ليس كالكسب للشعوب عتاد شاع فيك الإهمال والجهل والغفـ …*… ـلة والفقر والضنى والكساد فإذا قمت بالفلاحة أثرى …*… في الألى أعدموا الألى فيك سادوا وإذا قمت بالتجارة أزرى …*… بالألى أسلموا الألى فيك هادوا وتفشى الربا بسوقك حتى …*… ليس عنه للكاسبين حياد.

كم ممد به ليحمي أرضا …*… لم تدم أرضه ولا الإمداد أثقلت ظهره الديون فبيعت …*… أرضه معلنا عليها المزاد أيها الشعب فيم توسع قهرا …*… ليت شعري لأي أمر تقاد؟ ليت شعري متى تمد لك الأيـ …*… ـدي وتغرى بحبك الأكباد؟ ليت شعري متى تصير عتيدا …*… ولأهليك بالنفوس اعتداد؟ إن خير البلاد في وسع أهليـ …*… ـها إذا أبدؤوا بها وأعادوا ومن العلم للمواطن تاج …*… ماجد يحتفي به الأمجاد أيها الشعب خذ من العلم حظا …*… لم يشبه زيغ ولا إلحاد! واجعل الدين للبنين دليلا …*… يسهل الطبع منهم والقياد وإذا اشتد حادث فتحمل …*… وتجمل فما يدوم اشتداد يخلد الله ذو الجلال ويبقى …*… وسوى الله منتهاه النفاد

حمتك يد المولى

حمتك يد المولى حمتك يد المولى وكنت بها أولى …*… فيا لك من شيخ حمته يد المولى وأخطأك الموت الزؤام يقوده …*… إليك امرؤ أملى له الغي ما أملى فيا لوضيع النفس كيف تطاولت …*… به نفسه حتى أسر لك القتلا ونالك في جنح الدجى بهراوة …*… فأدماك بل أدمى الكرامة والفضلا وأدمى البرور المحض والرفق والهدى …*… وأدمى الشعور الغض والحذق والنبلا وأهوى إلى نصل بكف لئيمة …*… تجرأ أن ينضى بها ذلك النصلا فأوسعتها وهنا وأوسعها قوى …*… وأجهدتها عقدا وأجهدها حلا وكادت يد الجاني "المسخر" تعتلي …*… يد الشيخ لولا الله أدركه لولا فوافتك بالنصر العزيز طلائع …*… مباركة تترى من الملا الأعلى وحفت بروح القدس شخصك فانثنت …*… مصيبتك الجلى كرامتك المثلى وغادرك الجاني الشقي موليا …*… وهل يسلم الجاني الشقي إذا ولى وإن أنس لا أنس الذين تظافروا …*… على الفتك بالجاني فقلت لهم مهلا أليس من الآيات أنك بيننا …*… تعامل بالعدل الذي أغضب العدلا وترضى ولو عمن تبرم بالرضا …*… وتسلى ولو عمن أبي منك أن تسلى وتحفظ حتى من أراد بك الأذى …*… وتنصر حتى من أراد لك الخذلا لك الله من داع إلى الله لم يثق …*… بغير كتاب الله والسنة الفضلى سعى لبني الإسلام بالخير ما سعى …*… فأبلى- رعاه الله- في الخير ما أبلى ولم يلبث الأشرار حتى تآمروا …*… عليه فلم يألوه من شرهم خبلا أرادوا به الفتك الذريع شماتة …*… وما كان للفتك المراد به أهلا فهل كان هذا شأن من يدعي التقى؟ …*… وهل كان هذا شأن من يدعي الوصلا؟! أما كان ازهاق النفوس محرما …*… على القوم أم ظنوا النفوس لهم حلا

إذا كنتم يا قوم بالحق قادة …*… فأدلوا ببرهان بليه كما أدلى تنحلتم يا قوم فعل محمد …*… وما فيكم من كان يشبهه فعلا وحملتم يا قوم هدي محمد …*… من الزيغ أقوالا ينوء بها حملا فصورتم الإسلام كالليل قاتما …*… من الزيغ والإسلام كالصبح أو أجلى فوا عظم صبري أين عهد محمد …*… تراه يتيح الله رجعته أم لا؟ ووا عظم صبري أين عهد صحابة …*… أقاموا هدى القرآن بينهم فصلا تعال (أبا حفص) تر العدل ذاهبا …*… كما شاعت الدنيا تر الظلم محتلا تر الغي مرفوع المعالم محكما …*… تر الرشد مدفوع المعالم مختلا تغيرت الآثار بعدك وانطوت …*… رسوم الهدى واخلولق الدين أن يبلى وجاء على الإسلام بعدك معشر …*… تعدوا حمى الإسلام وافترقوا سبلا فلم يحفظوا لله حصنا ولا حمى …*… ولم يرقبوا في الله عهدا ولا إلا غرار لهم في الحق دعوى عريضة …*… وإن سمعوا الحق استخفوا به جهلا فهل كان دين الحق دين جهالة؟ …*… وهل كان أهلوه زعانفة غفلا؟ فدم يا "ابن باديس " كما كنت راشدا …*… فإني رأيت الرشد يستأصل الدجلا وخذ بيمين الحق تعل عليهم …*… فإني رأيت الحق يعلو ولا يعلى وإن تك قد مستك منهم بلية …*… لذلك فالداعي جدير بأن يبلى حنانيك لا تأخذ بها الشعب إنها …*… جناية أفراد ذوي همم سفلى ولا تأس فالتاريخ- يا شيخ- حافظ …*… لأعمالك الكبرى وآمالك الجلى سيتلو على الأجيال شكرك مؤمئا …*… إليك وأنباء الورى سور تتلى!

_ (1) هذه القصيدة تسجل قصة الإعتداء الشنيع المدبر على حياة الأستاذ الإمام الشيخ عبد الحميد ابن باديس بمدينة قسنطينة، وخلاصة القصة: ان "مريدا" من مريدي طريقة صوفية معروفة، اعترض سبيل الأستاذ الإمام ليلا، فانقض عليه بالعصا ثم جرد خنجرا أراد أن يأتي به على حياة الشيخ، ولكن الشيخ استطاع- بإرادة الله وقوته- أن يأخذ بتلابيب المعتدي ويديه، ويحول درنه وبين تنفيذ الجريمة التي انتدب إليها، إلى أن وصل بعض المارة فأنقذوا الشيخ وسلموا المعتدي للسلطات ثم عفى عنه الشيخ وأعلن عفوه عنه أمام مسئولي العدالة آنذاك.

تحية ووصية

تحية ووصية ألقى الشاعر هذه القصيدة في أحد احتفالات مدرسة "الشبيبة الإسلامية" بالجزائر. ــــــــــــــــــــــــــــــ سلام عليكم روحوا الشعب بالفال …*… فقد كاد يحظى بالسلامة في الحال سلام عليكم أيها القوم سقته …*… إليكم كبسم الله في الأمر ذي البال تحية إسلام وعنوان ألفة …*… ودعوة إكرام وبرهان إجلال سلام عليكم طبتم اليوم فادخلوا …*… على اليمن مفضالا إلى جنب مفضال سلام عليكم آل فضل ونجدة …*… ونبل فبوركتم على الشعب من آل سلام عليكم عصركم عصر نهضة …*… خذوا حظكم منها بجد وإقبال خذوا حظكم منها بكل جدارة …*… فأنتم ذوو حسنى سلائل أبطال إذا قيل نبراس الهدى فهو دينكم …*… متى قر في الأرواح فهو لها جال وإن قيل آساد الشرى فجددوكم …*… فكونوا لآساد الشرى خير أشبال ولا تحسبوا العلياء وقفا عليهم …*… فكم خلف المتلو علياء للتالي وفي الزمن الحالي وجدتم لعونكم …*… قوى لم يجدها الناس في الزمن الخالي مصانع من يقصد لها يلق عندها …*… من الصنعة المثلى غرائب أشكال أرى درسها فرضا عليكم فواصلوا …*… مدى العمر ترحالا إليها بترحال خذوا حظكم منها كبيرا فإنكم …*… كبار وأمثال لها جد أمثال خذوا فانهضوها نهضة عملية …*… ولا تحصروها في زخارف أقوال وأشبه شيء بالخيالات في الرؤى …*… إشادة آمال على غير أعمال

على السعي فابنوا لأعلى الوهم مجدكم …*… ولله فاسعوا لا لقيل ولا قال وبثوا فنون العلم والحكم بينكم …*… ولا تؤثروا منها الجديد على البالي اقلوهما عدلين فوق جهودكم …*… وسيروا بها للقصد أسرع شملال بني وطني أن الحياة مفازة …*… لكم قد كساها الليل أسبغ سربال فمن يقتحم فيها السرى يحمد السرى …*… صباحا بايغال بها بعد ايغال ومن يتهاون في السرى الليل أو يهن …*… فضل بن ضل أو فريسة مغتال بني وطني كم دونكم من بضائع …*… نفائس تشرى في غدو وآصال يفوز بها في الشرق والغرب صفقة …*… ذوو الكد والتمحيص والنظر العالي أكبوا عليها طالبين ولا تنوا …*… فإن الونى كالموت حاصد آجال وضحوا ببذل النفس والمال دونها …*… فليس لها سعر سوى النفس والمال وما قيم الأشياء عند ذوي الحجى …*… بشيء إذا ما عومل البخس بالغالي بني وطني أشكو إليكم تفرقا …*… قطعتم به للشعب عدة أوصال وحكمتم الاهواء فيه فلم يزل …*… لقى بين أهواء تجيش وأهوال أناشدكم يا قوم بالخالق الذي …*… توحد في ذات ووصحف وأفعال وبالملة الحسنى التي جمعتكم …*… بقاعدة التوحيد من منذ أجيال وبالوطن الباقي على الدهر وحده …*… لكم وحدكم ذكرى سراة وأقيال وبالأنفس اللائي تمتون اخوة …*… وأبناء أعمام إليها وأخوال بأن تدرؤوا بالصلح كل تفرق …*… عراكم وتحملوا الشعب من كل زلزال ولا ترتجوا للشعب نصرة غيركم …*… فما غيركم يا قوم للشعب من والي بني وطني علم الحياة حمى لكم …*… حصين علام اجتزتموه باهمال؟ بني وطني جيرانكم سبقوكم …*… إلى قصبات السبق فيه بأميال

فكم لهم فيه مدارس جمة …*… تقل ألوفا من شباب وأطفال بنوا بيد الشورى مناهج سيرها …*… وحاكوا قضاياها على خير منوال بني وطني أعلوا المدارس تعلكم …*… بتعليم جهال وارشاد ضلال وصونوا بها الفصحى التي بكتابكم …*… اشادت ببرهان وساغت كسلسال وهزوا مشاريع الجزائر إنها …*… تنوء بمرأى منكم تحت أثقال بني وطني لا خير في كل معرض …*… عن الشعب منكم واهن النفس بطال بني وطني من كان للشعب فاديا …*… فكيلوا له البشرى بأعظم مكيال وقولوا لمن يطغى أمامك خالق …*… بشر وخير منك يجري بمثقال محضتكم جم النصائح تحفة …*… مباركة في ضمنها جم آمال ووصمي بأني نابني اليأس، سبة …*… أراها على ضعفي محالا على حالي فيا أيها اليأس الذي قيل نابني …*… بحق المعالي ما خطرت على بالي وكم غل من حر ليصلى تشفيا …*… فحف بلطف بين نار وأغلال ويا حادثات الدهران نفوسنا …*… حرائر تأبى أن تسام بإذلال ويا وطني روحي فداك وراحتي …*… وعيشي وذودي فيك عنك وتسآلي وفيك اهتمامي وانشراحي وشدتي …*… وليني وإعلالي عليك وإبلالي وبسطي وقبضي في هواك ومنطقي …*… وصمتي وهوني في رضاك وإعجالي ليسلك أبناء العقوق فما أنا …*… لفضل أب الاحسان مثلك بالسالي ويا قوم إني ما نطقت تطاولا …*… عليكم بفضل أو زهوا بادلال ولكن برورا بالاخاء وصلتكم …*… بخير الهدايا من عظات وأمثال فإن طبتم نفسا بها فبفضلكم …*… وإلا ففضل الله أزكى وأبقى لي وفزتم باكمال النعيم عليكم …*… كما فاز دين الله منه باكمال

حزب مصلح

حزب مصلح نشرت بـ (الشهاب) ج:- 8 - و 12 - نوفمبر 1936م وفي العدد- 38 - من جريدة البصائر سنة 1936م. ذعر المستعمر للمؤتمر الإسلامي الذي عقد بعاصمة الجزائر سنة 1936. الذي جمع أبناء الشعب على صعيد واحد، ووحد جهودهم في خدمة الوطن. فعمد إلى تحطيمه بتدبير حادثة إغتيال المفتي ابن دالي محمود كحول، الذي كان مناوئا لجمعية العلماء. فألصقت تهمة الاغتيال بأحد أعضاء الجمعية، وهو (الشيخ الطيب العقبي) رحمه الله فزج به ظلما في سجن بربروس مع السيد (عباس التركي) أحد أعضاء الجمعية المخلصين. وتحت تأثير هذه الحادثة وملابساتها. ألقى الشاعر هذه القصيدة في مأدبة أقامتها (جمعية العلماء) (بنادي الترقي). ــــــــــــــــــــــــــــــ سر مع التوفيق فهو الدليل …*… حصحص الحق وبان السبيل عاطني السراء كأسا بكأس …*… واسقنيها إنها سلسبيل زال عن موقفنا كل ريب …*… فهو كالمرآة صحاف صقيل ان قوما بالدم اتهمونا …*… وزرهم يوم الحساب ثقيل أوردونا موردا مسترابا …*… طعمه مر المذاق وبيل وابتلونا بالأذى فصمدنا …*… للأذى والصامدون قليل ما شعرنا- يعلم الله - حتى …*… جاءنا أن (ابن دالي) قتيل فإذا (العقبي) وهو وحيد …*… موثق في (بربروس) عليل من رأى (التركي) فيه رهينا …*… وهو (للعقبي) فيه زميل من رأى (النادي) لم يبق إلا …*… لسوى الظلماء فيه مقيل

والكنارين يموتان جوعا …*… ومواء الهر فيه عويل (1) كل شيء فيه باك حزين …*… موحش مما عراه محيل من رأى الأشياخ تملي وتمضي …*… وتجيل الرأي فيما تجيل من رأى الشبان هاجوا وماجوا وانبروا كالأسد إن غيل غيل من رأى الشعب يروح ويغدو …*… وله مثل الحمام هديل ومن الأبصار شزر وخزر …*… ومن الأفواه قال وقيل يا لها من تهمة مفتراة …*… ما لها في الحادثات مثيل لو تركنا الحزم فيها لكانت …*… فتنة فيها الدماء تسيل لم يدم كيد ولم يبق ظلم …*… إن كيد الظالمين ضئيل كل ما شادوا له من بناء …*… محكم للكيد فهو مهيل قل لقاضي البحث (فايان) أو من …*… هو في التحقيق عنه بديل ظهر الجاني فما أنت …*… قاض أمقيم حده أم مقيل نحن حزب مصلح سلفي …*… معوق في المؤمنين أصيل طوع أمر الله ما جد جد …*… في التصاريف وجل جليل ان تكن نعمى فحمد كثير …*… أو تكن بلوى فصبر جميل أيها النادي لك الأمن فانعم …*… كل ظل في حماك ظليل اخصب الوادي بأرضك مرعى …*… وشدا الشدادي ومال الخميل فكأن الأرض حولك خلد …*… فيضه بالمكرمات جزيل وكأن النصر فوقك تاج …*… قدسي صاغه جبرئيل

_ (1) كان بالنادي كناران كل منهما في قفص خاص وهو صغير، فلما وقعت حارثة الإغلاق مات الكناران جوعا، ولبث الهر يموء من الم الجوع فانتبه بعض الجيران له فكانوا يلقون إليه القوت من نوافذ منازلهم وهو رهين النادي لا يجد إلى الخروج سبيلا، حتى جاء نصر الله والفتح …*…

أيها النادي لك الخير فابشر …*… إن وفد العلم فيك نزيل أيها الحامون بالعلم أرضا …*… حرة ساد عليها الدخيل أنا منكم في شهودي وغيبي …*… لست عنكم ما حييت أميل لم يقف بي موقف القول إلا …*… أمل سام وقصد نبيل هو حظي أن يفتني حظ …*… وخليلي إن يخني خليل لا أرى الألقاب إلا بروقا …*… راجعات الطرف وهو كليل هذه آياتنا شاهدات …*… سوف يتلوهن جيل فجيل نحن للصدر وإن خلفونا …*… فلنا في الأولين رعيل لا تخف في جانب المجد موتا …*… فهو موت بالحياة كفيل من يعش حرا على الأرض يوما …*… فله في الناس عمر طويل قد رفعنا راية المجد عليا …*… وبنا للمجد جد الرحيل من يقل لا تأمنوا الغدر قلنا …*… حسبنا الله ونعم الوكيل

رفاق الخير

رفاق الخير من حوليات الشاعر التي تعود إلقائها في كل سنة بمناسبة الحفل الذي تقيمه إدارة نادي الترقي. بعد انتخاب المجلس الجديد لجمعية العلماء. نشرت في العدد (3) من "البصائر" سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــــــ طاب في ظلك السمر …*… فازدهر يا أخا القمر وجهك اليوم مشرق …*… لم يحم حوله كدر فأزح كل حالك …*… بين أحيائنا انتشر وأزل كل لمعة …*… من قذى تخدش البصر إن للناس أنفسا …*… ضاريات على الضرر وعيونا رقيبة …*… شرة تقذف الشرر كلما سار سائر …*… قلبت بعده الأثر فانج من كيدها وكن …*… من أذاها على حذر قد بلا الله من بلا …*… فيك بالسعي واختبر فتخلى الذي أبى …*… وتحلى الذي صبر أخسر الناس صفقة …*… نفر منك قد نفر قد نوينا له الهدى …*… ما نوينا له الغرر قسما بالذي كفى حزبه غارة الغير علم الله لم نرد …*… بشرا غافلا بشر نحن في الخير رفقة …*… ما لنا غيره وطر

احتملنا له الأذى …*… واقتحمنا له الخطر وبلونا بكسبه …*… كل ما ساءنا وسر ومن الخيرمعبر …*… شائك راع من عبر ومن الشرمعثر …*… لم يقم من به عثر ومن الناس أنجم …*… في الملمات أو حفر ولأعمالهم بها …*… مثل أشكالهم صور ان للخير صورة …*… نضرة تفتن النظر أيها الدهر إنما …*… أنت لوح من الذكر راسم الخير فيك لم …*… يبق في الحسن أو يذر أيها الغر شرفوا …*… نزل ناديكم الأغر رحبت ساحه بكم …*… والمقاصير والحجر وأقيمت لكم به سفـ …*… ـرة حسنها سفر سمط الأكل روضة …*… بيننا رفة الزهر والخطابات أقوس …*… حولنا والنهى أكر أيي ناد به ازدهى …*… جانب الخير وازدهر لا تضنوا بنصره …*… في مهماته الكبر لا تبثوابه قلى …*… إنه للرضى مقر لا تخافوا به أذى …*… فهو من حولكم وزر ويح قوم لم يحذروا …*… نقمة الله في سقر لا يبالون في الهوى …*… ما نهي الله أو أمر قد تحدتهم (البصا …*… ئر) بالآي والعبر

سوف نهدي بنورها …*… كل من زاغ أو كفر ونباهي بسيرنا …*… تحتها أنجم السحر قد حثثنا لها الخطى …*… وشحذنا لها الفكر أيها المسلمون لا …*… تخفروا عهد من خفر سالموا كل من طغى …*… في الخصومات أو فجر حسبنا في جهادنا …*… أن من جندنا القدر كنتم خيرأمة …*… أخرج الله للبشر لا تخافوا لا تحزنوا …*… إن عقباكم الظفر

بلادي

بلادي ألقى الشاعر هذه القصيدة في إحدى حفلات مدرسة الشبيبة بالجزائر في قاعة "لالير" بالعاصمة. ونشرت في جريدة البصائر سنة 1937م. ــــــــــــــــــــــــــــــ بلادي فداك الروح والله عالم …*… عليك سلام خالص القصد سالم يحييك مشتاق على القرب مشفق …*… من البعد مشغوف بحبك هائم له فيك ألوان من الرأي عدة …*… فأبيض وضاح وأسود قاتم تباكره في صبحه غير نائم …*… وتطرقه في ليله وهو نائم فآونة فيما يرى متفائل …*… وآونة فيما يرى متشائم على أن رأي الفال أقوى علائما …*… وتقوى الأماني حيث تقوى العلائم فهذا بحمد الله للضاد موسم …*… كريم وعيد للعروبة باسم وحفل بهي للشبيبة زاهر …*… كروض ندي باكرته النسائم تلاقى به أنصارها وحماتها …*… كما تتلاقى في السماء الغمائم وطرب فيه الناشئون وغردوا …*… كما غردت فوق الغصون الحمائم فكل لياليها وأيامها لنا …*… ولائم لم تبرح تليها ولائم تلاءم في الدين الحنيفي شملنا …*… فبات قريرا شملنا المتلائم أبى الله إلا أن يضم قلوبنا …*… إليه وأنف الكفر خزيان راغم عطاء لنا من واسع الملك واسع …*… وفضل لنا من دائم الملك دائم لقد شد بالإيمان عقد قلوبنا …*… وليس لعقد شده الله فاصم وبوأنا في العالمين مباءة …*… مباركة كالخلد لولا المزاحم

رياض دنت للطامعين قطوفها …*… فلم يمتنع منهم عن القطف طاعم هلم نذد عنها جوائح جمة …*… تهددها من حولنا وتهاجم هلم نذد عنها نسورا حوائما …*… عسى تنجلي عنها النسور الحوائم سخونا فسامتنا بكل إذاية …*… سوائم بالمكروه فينا سوائم مراتعنا للناجعين خصيبة …*… وأكنافنا للنازلين نواعم حوت أعظما للأولين رميمة …*… أثاراتها في الأخرين عظائم حوت أمة ذانت بدين محمد …*… وسارت على البيضاء والليل فاحم لقد كانت الأجداد أسدا ضراغما …*… بها، فهل الأحفاد أسد ضراغم؟ إلى الحق ولوا أيها القوم وجهكم …*… إلى الحق لا يأخذكم فيه لائم فما ضاع حق للمحامين واجد …*… ولا ذاع حق للمحامين عادم هلم نبن عن حقنا في بلادنا فكم فيه مرتاب وكم فيه واهم علام بغى الباغي بها غمط حقنا …*… أنحن جمادات بها أم بهائم؟! وما الحق إلا كهرباء خفية …*… لها القول سلك والعقول قوائم فقل لضرير القلب لا تك واجما …*… فليس يقيك الضر أنك واجم ومن أين يدري الناس ضرك بينهم …*… وأنت له في جانب الصدر كاتم وقل لبني قومي: دعوا الجبن وانهضوا …*… لفك رقاب أثقلتها الأداهم وقولوا لآتي العدل إنك عادل …*… وقولوا لآتي الظلم إنك ظالم هلم نعارك فالحياة معارك …*… هلم نقاحم فالحياة مقاحم هلم نثر في المؤمنين جميعهم …*… دويا له مثل الرعود دمادم هلم نبع لله ما ابتاع منهم …*… ففي البيع أرباح لنا غنائم هلم بني قومي إلى المجد نعله …*… فنحن له منذ القديم دعائم

هلم بني قومي إلى الذكر نمله …*… ففي الذكر أخلاق سمت ومكارم ولست أرى القرآن الا مناجما …*… أتدرون ما تحوي عليه المناجم على الدين والدنيا وعلميهما معا …*… شهودا وغيبا فهو بالكفل قائم فربوا عليه الناشئين تلح لهم …*… به طرف مشروعة ومعالم وفي سبل التمكين جدوا وزاحموا …*… سواكم فما خاب المجد المزاحم وفي سبل التعليم أعطوا دراهما …*… ففي سبل التعليم تعطى الدراهم ومن يوق شح النفس لم يك آثما …*… ولا خاسرا إن باء بالخسر آثم أحيي نفوسا بالسخاء طوافحا …*… عليهن من صدق الاخاء خواتم سقى الله حزب المصلحين سواجما …*… من النعم العظمى علتها سواجم رغبنا بهم عن حاتم وحديثه …*… ففي كل فرد منهم اليوم حاتم ألا في سبيل البر أيد كريمة …*… لهم ونهى مشحوذة وعزائم هنيئا لكم أهل التبرع والندى …*… مغانم أجر لم تشبها مغارم سيشهد شهر الصوم خير شهادة …*… لكم وتزكيه الشهور القوادم فلا تك يا ابن الدين بالصوم هازئا …*… ففيه حدود جمة ومحارم تصرم شهر الصوم إلا أقله …*… وأوشك أن ينأى الأنيس المنادم فهل أنت ساع بالهواجر دائب …*… وهل أنت سار في الدياجير حازم؟ وهل أنت راج في أجورك راغب …*… وهل أنت باك من ذنوبك نادم وهل صمت هذا الشهر لله مؤمنا …*… ومحتسبا تعفو به وتسالم وقلت لمن ناجاك بالبر ناجني …*… وقلت لمن هاجاك إني صائم؟ ألا هل لنا يا شهر فيك مراشد …*… ألا هل لنا يا شهر فيك مراحم؟ تروح وتغدو في الجزائر كلها …*… أوازم للصبر الجميل هوازم

فمن محدق بالجند ما هو ثائر …*… الى مودع في السجن ما هو جارم وفي تونس الخضراء شمل مبدد …*… وفي المغرب الأقصى أذى متفاقم وفي المقدس الباكي الحزين فضائع …*… توالت وأنكاد طغت ومآثم فيا شهر هل في الأرض يكشف كربنا …*… ويبعث فيها مجدنا المتقادم؟ وهل يبسط الإسلام في الأرض ظله …*… وتنتشر الفصحى وتعلو العمائم؟ ويا شهر هل تعطى الجزائر حقها …*… ويفرج عنها ضيقها المتلاحم؟ وهل تلتقي فيها القلوب على الرضى …*… وتخطئها أحقادها والسخائم وهل ترتقي فيها العقول وتنتقي …*… من العلم حظا للعقول يلائم؟ بلى سوف يحيي الله كل ربوعها …*… فتزكو بواديها وتزهو العواصم ومنا لها في الخوف حام وحارس …*… ومنا لها في الحيف كاف وناقم ومنا لواء في الميامين خافق …*… ومنا شهاب للشياطين راجم ومنا جبال في الحلوم شوامخ …*… ومنا بحار في العلوم خضارم وهبتك روحي يا جزائر فأمري …*… كما شئت إني خاضع لك خادم حماك ربيع لي وإن كان جاحما …*… علي وهل يصلي خليلك جاحم؟ وقرباك هم قرباي لست مباليا …*… أعاريب هم في جنسهم أم أعاجم؟ فخذ من دمي يا ابن الجزائر إنني …*… أخ لك في كل الحظوظ مقاسم ويشهد لي بالصدق قلبي فإنني …*… عليه لو استكشفت لاسمك راسم وجسمي ففيما يبتنيك هشمته …*… بكدي وإن لم تدر أني هاشم فكن واثقا بالصدق مني فأنني …*… زعيم بقول الصدق ما أنا زاعم وكن راجيا للخير مني فما أنا …*… على فعل شيء من سوى الخير عازم فإن تلتمس عفوي فإني باذل …*… وان تستثرغيظي فإني كاظم

نمتنا أصول في الحياة وثيقة …*… فلا تصر منا بالظنون الصوارم أعيذك من دنيا الغرور وشرها …*… وما شرها إلا عن الظلم ناجم فطب واستقم كالعود إن تك صاليا …*… بنار وإن يعجمك بالغمر عاجم إذا كان حظ النفس للناس ناثرا …*… فإن لهم حق الأخوة ناظم أصرح أحيانا بقصدي واضحا …*… وألحن أحيانا فهل أنت فاهم؟ أراك أخي ما زلت وسنان حالما …*… تيقظ إلى كم أنت وسنان حالم؟ تيقظ ففي دنياك أعظم نهضة …*… تضيق بمعناها اللغى والتراجم وجاهد فإن الحر فيها مجاهد …*… وقاوم فإن الحر فيها مقاوم وقم فابن ذكرا عالي الصيت ماجدا …*… كريما أواسيه الرجال الأكارم ولا تأس أن صادفت في الناس هادما …*… له فسيبني الله ما هو هادم سيغنيك حكم الله عن حكم غيره …*… وحسبك أن الله بالحق حاكم

كلمة في الرسالة

كلمة في الرسالة شرع الاله الدين للأتباع …*… ودعا إليه الخلق بالإقناع فإليه بادر بالرجوع ملببيا …*… قبل القضاء عليك بالإرجاع وله تضرع راغبا أو راهبا …*… فهو الحفيظ عليك وهو الراعي الله عز وجل ربك فادعه …*… فهو المجيب لكل عبد داعي وعليه في كل الرغائب فاعتمد …*… لا تعتمد أبدا على الأشفاع سبحانه جلى الفساد بنوره …*… وأمد منه الكون بالإشعاع الملك والملكوت قاما باسمه …*… وتساميا في النظم والأوضاع وحده في ذات وفي وصف وفي …*… فعل وفي خلق وفي إبدل واحذر شراك الشرك فهي كثيرة …*… شتى المظاهر جمة الأنواع كم واقع فيها ويحسب أنه …*… في الدين حر العقد رحب الباع الشرك داء في البرية كامن …*… مستفحل الأضرار والأوجاع الشرك ستر حيك من نسج الهوى …*… غطى على الأبصار والأسماع فاقبس من التوحيد أعظم جذوة …*… وتمش تحت ضيائها اللماع يا عبد ثق بالله يكفك وحده …*… يا عبد سله يجبك بالإسراع واصبر بباب الله نفسك ضارعا …*… يفتحه مصراعا على مصراع واليه بالطاعات كن متوسلا …*… لا بالمنى وكواذب الأطماع وبآيه المثلى فكن متهجدا …*… لا بالأغاني العذبة الإيقاع ***

يا أمة جهلت حقيقة دينها …*… فتفرقت فيها إلى أشياع العاصف الزعزاع من أهوائها …*… يشتد إثر العاصف الزعزاع في القاع ماء كيف شئت مبارك …*… فرديه واطرحي سراب القاع هذا الأخ (الميلي) فيك مثوب …*… لله بالذكرى فهل من واع؟ يجلو وجوه الشرك وهي خفية …*… للناس شان العالم النفاع اليوم من أفكاره تجنين ما …*… تجنين من علم ومن إمتاع فأوي من التوحيد خلدا طيبا …*… وتنشقي من عرفه الضواع ودعى الفئام المارقين عن الهدى …*… الخارقين حظيرة الإجماع وعلى السلوك المستقيم فقومي …*… عاداتك المعوجة الأضلاع ولعل جهلك وأقتحامك للردي …*… وهواك قد آذن بالإقلاع فترقبي حسن المثابة في الورى …*… وارجي شيوع الذكر في الأصقاع واحييى وحيي بالرضى مستقبلا …*… كالروض خصبا كامل الإمراع

_ رسالة الشرك ومظاهره لمؤلفها الأستاذ الكبير الشيخ مبارك الميلي رحمه الله وقد نشرت في مصدر الكتاب المطبوع في 1356هـ 1937 م وقد تحلى هذا الكتاب بصورة المؤلف وعليها من الشاعر هذه الأبيات: إلى الشعب أهدي صورتي ورسالتي …*… كذكرى للإخلاص له وجهادي وأسدى له العالمين نصيحة …*… أريد رضى ربي بها وبلادي وأن قبل الشعب الكريم هديتي …*… ونصحي فقد أدركت كل مرادي كما أن على القصيدة كلمة بقلم مؤلف الرسالة. وهي لقب من ألقاب الشاعر الفخرية والكلمة هي: "حسان الدعوة الإصلاحية". و"كميت" الفرقة الناجية شاعر الجزائر الفتاة مدير مدرسة الشبيبة بالجزائر الأستاذ محمد العيد آل خليفة.

استوح شعرك

استوح شعرك إستوح شعرك من حنايا الأضلع …*… واستجل في القسمات حسن المطلع وصغ التحية نضرة رفافة …*… كالورد وارفعها لهذا المجمع من باحث متفنن أو واعظ …*… متسنن أو قارئ متخشع ما ينتهى منهم بليغ مصقع …*… إلا يحيل على بليغ مصقع والقوم كالأسد الروابض جثم …*… من حولهم أو كالنسور الوقع قل للجزائر وهي أم مرضع …*… مثل اللبؤة أي أم مرضع!! أبناؤك الأشبال فيك تزاوروا …*… وتزاءروا قي الغيل منك بمسمع قد خانهم فيك الشريك فلم يبح …*… طيب المناخ لهم وحسن الموقع أطعمت مكثرة فأطمعت العدى …*… لا تكثري الإطعام كيلا تطمعي إن القريب الحق أولى بالقرى …*… بين الضيوف من القصي المدعي إن الجزائر مرتع معشوشب …*… مغدودق ما مثله من مرتع قل للنزيل بهاسلام طيب …*… متضوع كأريجها المتضوع إنزل على الحرم الأمين بظلها …*… ضيفا وحل على الجناب الممرع تلق الرضى ما دمت تسعى للرضى …*… في كل ناحية تحل وموضع تأبى الجزائر أن تعم بنفعها …*… من ليس يسعى للأعم الأنفع ولكل ساع في المواطن ما سعى …*… من خان خين ومن رعى فيها رعي ولربما كان الجزاء مؤخرا …*… أجلا فضاقت حيلة المتسرع قلبت أنواع الجهاد فلم أجد …*… كجهاد محتسب به متطوع

يا موطنا لي خصبه ونعيمه …*… وله هواي على المدى وتشيعي مصطافي الباهي الظليل ومخرفي …*… الزهي ومشتاي الجميل ومربعي ما زال حبك ناشئا مترعرعا …*… في ناشئ بجوانحي مترعرع أقسمت لو خيرتني في مصرع …*… ما اخترت إلا في سبيلك مصرعي إسأل أجب وأمر أطع واصرخ أغث …*… وآصفح أنب واسمع أقل وانصح أع! مضت الدهور وأنت حي سالم …*… من عهد (عقبة) والغزاة التبع ها أنت في وسط الزعازع ثابت …*… باق على الإسلام لم تتزعزع بوركت من وطن تسامى فالتقى …*… بالمنتهى في مستواه الأرفع يحميه شيب كالملائك طيبة …*… وشبيبة مثل النجوم اللمع شملوا ببرهم (الشمال) وأجمعوا …*… أن يجمعوا من شمله المتصدع ) افريقيا) دار ثووها حقبة …*… وتوارثوها أروعا عن أروع ) افريقيا) أخت الحجاز ديانة …*… وربيبة البيت الحرام الأمنع قف بي عليها برهة ننصح لها …*… أن تستعد ليومها المتوقع! العلم سلطان الوجود فسد به …*… من شئت أو ذد عن حياضك وادفع والجأ له بدل الحصون فلا أرى …*… حصنا كمدرسة سمت أو مصنع قل للجزائر أنشئي كلية …*… تمحو جهالة شعبك المتسكع الجهل أشبه بالغراب فما له …*… من منزل غير الخراب البلقع الجهل غيم فوق أرضك ضارب …*… غطى على أحيائها والأربع لن يخرق ابنك حجبه ما لم يكن …*… بمنقب في الكتب أو مستطلع الفجر يؤذن بالطلوع فرحبي …*… بالنور غب ظلامك المتقشع فردوسك المفقود سوف يرده …*… من رد قرن الشمس قبل ليوشع

يا ليت لي من بعد موتي مرجعا …*… إن آذن الفردوس فيك بمرجع وأتى الإلاه بأمة لا تنحني …*… أبدا لسوط فوقها أو مقمع تأبى سوى الإسلام فيها مهيعا …*… لسلوكها أعظم به من مهيع حتى أرى فيك المسيطر عادلا …*… وأرى لديه الحق غير مضيع وأرى على الأقطار عرشك سائدا …*… من تحت تاج بالقلوب مرصع فأزيج عن نفسي مرارة بؤسها …*… وأريح عيني من حرارة أدمعي يا نفس ما أخلفت للوطن الذي …*… غذاك من أخلاف شتى الأضرع بريه عاملة فليس بنافع …*… ان تهتفي مثل الحمام وتسجعي ويحي رجعت القول رجعا عاليا …*… ونزعت في الامال أبعد منزع ونصحت غير العاملين مقرعا …*… وأنا الفقير لناصح ومقرع قد كدت أجفو الشعر لولا أن لي …*… بالشعر بعض تعلل وتمتع الشعر من خيل الخيال فوثبه …*… وثب البراق أو البروق السرع لا يقتضي الا مجالا موسعا …*… مني ومن لي بالمجال الموسع في كل ركن راصد متسمع …*… عني بجانب راصد متسمع لا ذخر كالأعمال عند صلاحها …*… فاجعل من الأعمال ذخرك أودع واذا عزوت صنيعة محمودة …*… في أمة فإلى الصناع المبدع كم من محق قام يطلب حقه …*… بالقول باء بالإنتهار المقذع ومن المروءة أن تؤمن فزعا …*… ظنوك خير مؤمن للفزع يا دولة عنا تجافى جنبها …*… رقي لنا وعن التجافي أقلعي ننعي عليك الميز جهرا بين من …*… ترعينهم والميز من قدم نعى ما بال بعض الناس منك مشجعا …*… فينا وبعض الناس غير مشجع

يا أمة يرجو الخصوم هجوعها …*… من بعد نهضتها احذري ان تهجعي الأمن للأيقاظ فاحذي حذوهم …*… وسعي بجدك كل واجبهم سعى تركتك جارتك المجدة خلفها …*… فانوي بجارتك اللحاق وأزمعي وعلاك في الدنيا عباب محيطها …*… فتدفعي تعلي العباب تدفعي وتكتلي كالنحل حول كرامة …*… لك كالخلية أن تمس بإصبع حكم الممالك بالعدالة والرضى …*… ما حكمها بالسيف أو بالمدفع ما بال من ترجين قرب وفائهم …*… يتمنعون ولات حين تمنع لا بد من عدل القضاء وفصله …*… فتتبعي سير القضاء تتبعي لن يعدم التوفيق طالب حقه …*… المبتغيه بحكمة وتضلع بين المشارق والمغارب إخوة …*… لك عصبة بقلوبهم والأذرع مدوا اليك بها حبال إخائهم …*… فصلي حبال إخائهم لا تقطعي هلا اغثت القدس منك بلفتة …*… غيري على شعب هناك مروع القبلة الأولى تضج وتشتكي …*… من قسمة المستأثر المستنفع ضمي أحتجاجك لاحتجاج حماتها …*… واستنكري تقسيمه وأستفظعي أيه فلسطين الشقيقة لا تني …*… عن رد عدوان اليهود الأشنع ويح القلوب فكل قلب شاعر …*… متقطع لأنينك المتقطع ويح العدالة والسلام فلا أرى …*… غير العدالة والسلام بموجع باسميهما تقع المظالم جهرة …*… من كل منتسب لأصلها دعي قد يشبع ابن الوحش شلو فريسة …*… الا ابن آدم ما له من مشبع ورث ابن آدم من أخيه المعتدي …*… فيما مضى ظلم الأخ المتورع ضع في يديك عصا أو أحمل مبضعا …*… يرهبك كل اخي عصا أو مبضع

لا أستفزك للتعدي والأذى …*… ليس التعدي والأذى بالمنجع الحر لا يجري دما لم يستبح …*… والبر لا يذكى وغى لم تشرع الادمية ركنها متضعضع …*… فاشدد دعائم ركنها المتضعضع ومنابت الأخلاق لم تنبت سوى …*… حسك لراجي نبعها أو خروع أسفي على الأخلاق صوح زهرها …*… فينا وغور ما لها من منبع أين الأمانة والوفاء ومن يلي …*… غرس الأمانة والوفاء ويرتعي هل في الأمانة والوفاء مجدد …*… ذكرى السموءل وابنه والأدرع لولا التحرج قلت غير مبالغ …*… لم يبق إلا الأوكع ابن الأوكع من تستعنه يعن عليك شماتة …*… او تأتمنه يمن عليك ويخدع قف بالجزائر والح فيها أمه …*… يلهو الشباع بها بجنب الجوع شط الغلاء فما ترى من مسلم …*… بميسر فيها عليه موسع لم يلتحق بالقوت غير مقتر …*… أو يلتحف بالثوب غير مرقع وترى الأديب الألمعي مؤخرا …*… ومحقرا وهو الأديب الالمعي يدعوه للأخلاد جنب طيع …*… فيثور جنب منه ليس بطيع اربأ بنفسك ان تعيش ببيئة …*… موبؤة الأنفاس كالمستنقع قل للأديب اعمل وكن متدرعا …*… بالصبر نعم الصبر للمتدرع دنياك ضد للعباقرة الالى …*… لا يحفلون بحسنها المتصنع هي كالبغي فنصف وجه سافر …*… يرضي إلى نصف يعاف مقنع والشر في الإنسان طبع ثابت …*… والخير في الإنسان محض تطبع بالله قبل وبالنبيين ازدري …*… والقانتين الساجدين الركع ما رد كيد الناس عنك تضرع …*… فاصرف لرب الناس كل تضرع

ولعل ذنبك ان قلبك مولع …*… بهوى به الجمهور ليس بمولع ولعل ذنبك إبرة ترفو بها …*… للناس كل موشح وموشع ولعل ذنبك ريشة أوتيتها …*… أصباغها لم تشر من مستودع ولعله قيثارة تسلو بها …*… في جو لحن من لهاك مرجع ولعله ذوب الرحيق تديره …*… صرفا على الإخوان غير مشعشع ولعل من حاذيته آذيته …*… فاربع عليك من المحاذاة اربع وتبوإ الخلد الذي أعطيته …*… متنقلا في دوحه المتفرع أومض ببرقك من بعيد يستبن …*… واحرق بخورك من جديد يسطع لابد ان تعي البلاد نصيحة …*… مصحوبة لك بالدليل المقنع أو ما تراها استشرفت مثل الربى …*… لحقوقها وتدفقت كالمشرع المهتدي فيها بجنب المهتدى …*… واللوذعي بها بجنب اللوذعى دعت البلاد شبابها فأجابتها …*… عجلا وحسبك بالشباب إذا دعى أهلا وسهلا بالفدا ورجاله …*… الطامحين اليه غير القنع أذوي العمائم والعمامة شارة …*… لليعربي وزينة للأصمع من فيكم يحيي خلالا أربعا …*… يحيي الجزائر بالخلال الأربع صدق (العتيق) وعزة (الفاروق) في …*… حلم (ابن عفان) وعلم (الأصلع) أذوي العمائم سايروا قرآنكم …*… وتتبعوا هدي الرسول الأشفع أذوي العمائم راجعوا تاريخكم …*… من منذ عهد (الداي) حتى تبع أذوي العمائم علموا وتعهدوا …*… بالوعظ والذكرى ذوات البرقع آتوا النساء نصيبهن من الهدى …*… يخرجن نشئا كالرماح الشرع وابنوا المدارس نضرة مزدانة …*… تحكى المغارس في الربيع المونع

وابنوا المساجد حرة ليست إلى …*… متحكم تعزى ولا متبدع واكفوا مشاريع البلاد تبرعا …*… ما قام مشروع بدون تبرع يا شعب إن الكون حقلك فاحترث …*… وآزرع فحقل الكون أخصب مزرع لك غاية ذو العرش بارك أهلها …*… كن آمنا من كل سوء مفجع ثق بالإلاه تعش عزيز القدرلا …*… بمرغم انفا ولا بمجدع فبإذنه في البدء قد حزت الرضى …*… وبإذنه ستحوزه في المقطع

_ إعتاد الشاعر أن ينظم قصيدة حولية يلقيها في الاجتماع العام لجمعية العلماء الذي ينعقد كل سنة بالعاصمة لتجديد هيئة الأعضاء الإداريين للجمعية. وقد ألقى هذه القصيدة بقاعة المجاستيك أمام حفل حاشد. فحرك بها أوتار القلوب. وهز بها مشاعر المستمعين. وقد نشرت لجريدة "البصائر" عام 1937 م وهي من عيون الديوان.

شهرالصيام

شهرالصيام نشرت في جريدة البصائر سنة 1937. ــــــــــــــــــــــــــــــ أطل على البرية بالسلام …*… ولح باليمن يا شهرالصيام وحل على بني الإسلام ضيفا …*… كريما بين رعي واحترام وعيدا باللطائف والهدايا …*… تعود عليهم في كل عام ألم ينزل اليهم فيك قدما …*… كلام الله بورك من كلام؟ نفحت المسلمين بمثل ورد …*… من القرآن مفتر الكمام هززت قلوبهم هز الروابي …*… وسقت لها الهدى سوق الغمام فهم مهما قررت عينا …*… ببر الشيخ منهم والغلام وأمنت الخليقة وهي غرقى …*… تكابد كل دفع واصطدام حملت لها من الزيتون غصنا …*… كما حملته سالفة الحمام ويسرت التراضي للبرايا …*… فما لهم تمادوا في الخصام؟ سبرت سقام أنفسهم علاجا …*… فما أجدى علاجك في السقام فتحت لهم سماء الله بابا …*… فصدوا مخلدين إلى الرغام فيا لك داعيا للخير يأبى …*… إجابة صوته غير الكرام لقد قطعوا نهارك بالتحري …*… لصومهم وليلك بالقيام وقد صاموا عن الشبهات لا عن …*… شرابهم فحسب أو الطعام فعفوا عن مقاربة التعدي …*… وكفوا عن مقارفة الأثام نووا لله صومهم فطابوا …*… وطاب خلوفهم طيب البشام أولائك صومهم بالأجر يحظى …*… وترفعه الملائك باهتمام

رأوا نعم الفناء الى بلايا …*… تؤول فاثروا نعم الدوام وصاموا شهر ربهم احتسابا …*… له فأثابهم دار السلام أعد لهم بها (الريان) بابا …*… ليدخلهم به دون الأنام فقل لأخي الأوام اليوم أبشر …*… ستحمد في غد غب الأوام ستسقاها مشعشعة وصرفا …*… مداما لذة لا كالمدام فليس تضر شاربها بغول …*… وليس تجر شاربها لذام يطاف عليك من وقت لوقت …*… بها بين احتفاء واحتشام يشع بكل إبريق سناها …*… ويعبق طيبها من كل جام وبين يديك خيرات حسان …*… قصرن عليك في أبهى الخيام فقل ما شئت في طيب وأنس …*… وتفكهه وبشر وابتسام وقل ما شئت في أجر عظيم …*… يفوز به ذوو الهمم العظام مقامات الرجال هناك شتى …*… فلا تختر سوى أعلى مقام ولو هم الهمام بمستحيل …*… لما استعصى على هم الهمام فمد الطرف فوقك تلق قصرا …*… كمثل النجم يلمع في الغمام على الأقدار علي لا الروابي …*… وبالأنوار حلي لا الرخام فمل وانزع اليه هوى وسعيا …*… عساك إليه تحظى باستنام وراقب ليلة القدر أغتناما …*… لفرصتها الجديرة باغتنام فكم لله فيها من عطايا …*… عظيمات ومن منن جسام مفضلة النوافل مصطفاة …*… مقدسة مباركة النسام وخير يومها من ألف شهر …*… وأمن كلها حتى التمام تيمم موردا لله فيها …*… عساك اليه تخلص في الزحام وقل للنفس ويحك لا تكلي …*… وقل للعين ويحك لا تنامي

وداع إن أتى رمضان يدعو …*… به فوق النواميس النوامي يقول به لباغي الشر أقصر …*… وباغي الخير أقبل للأمام فبشرى للذي لباه بشرى …*… بهطال من الرحمات هامي ويا من صد عنه شقيت حظا …*… وبؤت بكل خزي وانتقام أراك تبعت في الدنيا فئاما …*… خوالف بئسما هم من فئام وكم من مفطر في القوم سرا …*… عديم الدين منهتك الذمام يواري وجهه في ركن بيت …*… ويزدرد المآكل بالتهام ألم يعلم بأن الله يدري …*… دبيب النمل في جنح الظلام؟ قضى ما شاء في الخلق احتكاما …*… فلم يجحف بحق في احتكام وأتقن كل شيء منه صنعا …*… وقدر كل شيء بانتظام فلم يستكمل الإنسان خلقا …*… ليتركه سدى طلق الزمام فصم صوم الكرام يثبك أجرا …*… كريما لا تصم صوم اللئام اذا ما جاءهم رمضان خروا …*… على شهواتهم صرعى غرام وكان صيامهم سبب اتحاد …*… فصار بخلفهم سبب انقسام فرهط صام يوما قبل رهط …*… وظلوا في جدال واحتدام رأوا أيام صومهم طوالا …*… فأفنوها بلغو أو منام قوام صيامهم ظمأ وجوع …*… لهم ما غير ذلك من قوام وكم من طاعم ريان منهم …*… يئن بجنبه جوعان ظامي فياويح الفقير يضيع جوعا …*… وليس له من الأقوام حامي يطوف على المزابل حيث يرجو …*… فتات الخبز أو قطع العظام ولولا الجوع لم ينبش قماما …*… ولم يشتق الى ما في القمام وقد يطوى الأزقة مستميحا …*… فيحرمه الحطام ذوو الحطام

وقد يأتي البيوت بها فتخشى …*… ذراريها وتجفل كالنعام وقد يعطى الإدام بلا رغيف …*… وقد يعطى الرغيف بلا ادام مآس كالسهام رمت فأصمت …*… بلادا مثل أهداف السهام وبؤس يترك الأحشاء منا …*… جوائش في اضطراب واضطرام تعالوا للندى قومي تعالوا …*… تنالوا بالندى أقصى المرام تعالوا نأس مطرحا جريحا …*… لعل لجرحه وشك التئام تلافوا بالندى حيا كميت …*… كأن محله بعض الرجام ألا فتدرعوا من كل بلوى …*… بإسعاف الفقير أسد لام أخا الإسلام قد آخيت دينا …*… صيامك فيه رابعة الدعام أتى رمضان وهو أجل شهر …*… أقمه لكبح نفسك كاللجام تحام الفسق فيه فليس يرجى …*… قبول الصوم الا بالتحامي اذا راماك ذو سوء بسوء …*… لإضرام العداء فلا ترام ولا تظلم فقيرا بانتهار …*… ولا تظلم حقيرا باتهام رأيت أذى احتقار الناس أقسى …*… عليهم من أذى الموت الزؤام فكن هينا لكل الناس لينا …*… وديعا لا تكن صلب العرام وقابل بالتجمل كل قذف …*… وطعن من لسان كالحسام ستنجاب الضغائن بعد حين …*… وتشتاق القلوب الى الوئام وكيف يميل للهجران جمع …*… يهدد بالنوى أو الحمام؟ تمهل برهة واصبر قليلا …*… فكل النائبات الى انهزام وما الدنيا سوى مهد ابتلاء …*… لأنفسنا وميدان اقتحام ونحن المؤمنين بها رماة …*… الى قاص من الأهداف سامي مهمتنا التماس البر فيها …*… وغايتنا بها حسن الختام

ختمت كتاب الله

ختمت كتاب الله نشرت في مجلة الشهاب (العدد الخاص بختم تفسير القرآن الكريم) سنة 1938 ــــــــــــــــــــــــــــــ بمثلك تعتز البلاد وتفتخر …*… وتزهر بالعلم المنير وتزخر طبعت على العلم النفوس نواشئا …*… بمخبر صدق لا يدانيه مخبر نهجت لها في العلم (نهج بلاغة) …*… ونهج مفاداة كانك (حيدر) حبتك عمالات الجزائر حرمة …*… مشرفة عظمى بها أنت أجدر ففي كل وفد راشد لك دعوة …*… وفي كل حفل حاشد لك منبر يراعك في التحرير أمضى من الظبى …*… وأقضى من الاحكام أيان يشهر ودرسك في التفسير أشهى من الجنى …*… وأبهى من الروض النضير وأبهر ختمت كتاب الله ختمة دارس …*… بصير له حل العويص ميسر فكم لك في القرآن فهم موفق …*… وكم لك في القرآن قول محرر قبست من القرآن مشعل حكمة …*… ينار به السر اللطيف ويبصر وبينت بالقرآن فضل حضارة …*… أقر لها كسرى وأذعن قيصر حكيت (جمال الدين) (1) في نظراته …*… كان (جمال الدين) فيك مصور وأشبهت في فقه الشريعة (عبده) (2) …*… فهل كنته أم (عبده) فيك ينشر أعد يا ابن باديس الحديث وأبده …*… بأنعمك اللاتي بها أنت تؤثر (قسمنطينة) اعتزت بأن وفدوها …*… على الخير فيها والهدى تتجمهر

_ (1) جمال الدين الأفغاني (2) الإمام محمد عبده إمام المصلحين الدينيين.

وفود سلام لا وفود خصومة …*… تبشر فيها بالرضى وتبشر وتهدى إلى (عبد الحميد) تحية …*… كزهر الربى أو أنها منه أعطر وتهنئة منها بختم مفسر …*… من القول لا يسمو عليه مفسر فواصل غر كالنجوم مطالعا …*… بها يهتدي للحق من يتحير وصحف من الله الكريم كريمة …*… مطهرة فيها كلام مطهر أقام لنا (عبد الحميد) أدلة …*… على علمها الجم الذي ليس يحصر أبان الهدى فيها لن يبتغي الهدى …*… وساق بها الذكرى لمن يتذكر لقد ناهز الخمسين في العمر دائبا …*… على الجد لا يشكو ولا يتضجر قضى ربع قرن ينشر العلم صابرا …*… على عقبات ما عليهن يصبر وربي في ظل السعادة مقبلا …*… على العلم يرعى شخصه ويقدر بدوحة عز "للمعز" رفيعة …*… على الدوح صلب فرعها ليس يكسر قسنطينة اهتزي سرورا وغبطة …*… بأنك ثغر للصناديد يثغر وإنك منحى للمكارم ينتحى …*… وانك دار للعلوم تدير وإنك مجلى للطبيعة يجتلى …*… ومنظرة منها إلى الكون ينظر نباتك ريحان وأرضك جنة …*… وصخرك مرجان وماؤك كوثر على طودك الأسمى قناطر ضخمة …*… بها يقطع الوادي إليك ويعبر وفي دورك العظمى مآثر جمة …*… اذا هد منها مأثر جد مأثر وفي ظلك الأحمى معابد فخمة …*… معظمة فيها الشعائر تكبر فيا جامعا مثل المنارة لامعا …*… تنور فيه الحق من يتنور ويا مسجدا للعلم أسس والتقى …*… وبالوعظ والإرشاد ما زال يعمر

_ (1) المعز بن باديس المنهجي أحد مؤسسي الدولة الباديسية بالقيروان وهو من أجداد الأستاذ الرئيس عبد الحميد بن باديس.

وبيتا يعز الله من بفنائه …*… يذل ويخزي الله من يتكبر أبن عن جمان فيك ينظم خالصا …*… ودر كريم في رحابك ينشر همى بك غيث (لابن باديس) هاطل …*… فأنت به ريان كاسمك (أخضر) أرى (الأزهر) المعمور فيك محددا …*… كما كان يحميه (المعز) وجوهر كأنك يوم الختم في الأرض جنة …*… مفتحة أنهارها تتفجر سلام على العلم الذي فيك يبتغى …*… سلام على المجد الذي فيك يذكر سلام على الدرس الذي فيك يغتدى …*… اليه من الفج العميق ويحضر سلام على الناس الذين به اهتدوا …*… الى آية (الناس) التي فيه تظهر سلام على ثاني الربيعين انه …*… كأوله في أشهر العام أنور سلام على (كلية الشعب) إنها …*… تحف بأنصار السلام وتخفر سلام على شيب على الخير تلتقى …*… بها وشباب للمبرة يسهر فيا محفلا ما مثله اليوم محفل …*… حوى معشرا ما مثله اليوم معشر به حلل بيض وسود كثيرة …*… وفيه رؤوس كاسيات وحسر نظيرك يرقى بالبلاد ويعتلى …*… ومثلك يحظى بالمراد ويظفر أفيدك بالقول الذي ليس يفترى …*… وأمحظك النصح الذي ليس ينكر صل العرب العرباء واحم لسانهم …*… فإنك من أصلابهم تتحدر وسر في طريق الراشدين على الهدى …*… فكل طريق غيرها لك معثر فهم أسوة الخلق التي يهتدى بها …*… وهم صفوة الله التي لا تكدر وهم مثلي العليا الذين بفضلهم …*… أتيه على كل الأنام وأفخر

_ هو "الجامع الأخضر" الذي اتخذه الأستاذ الإمام عبد الحميد بن باديس (قدص الله روحه) معهدا طوى في التدريس به كل شبابه، وفيه ختم تفسير القرآن الكريم، ومات في سنة 1940م وهو يعج بمئات من تلامذته. كلية الشعب: اسم لقاعة عمومية فسيحة بمدينة قسنطينة وكان الاحتفالان الواقعان بعد يوم الختم فيها.

تدبر كتاب الله ان كنت أهله …*… فأهل كتاب الله من يتدبر تغن به واجلب به الأنس مزهرا …*… من الخلد لا يحكيه في الأرض مزهر تعاهد مع القرآن وأب تغيرا …*… ألست ترى القرآن لا يتغير فأعرض عن الخلق الذي فيه يزدرى …*… وأقبل على الخلق الذي فيه يشكر وأقدم على خير المساعي مضحيا …*… ولا تك فيها خائفا تتحذر اذا كنت حزب الله سرا وجهرة …*… فثق أن حزب الله لابد ينصر وثق أن للإسلام غابا كثيرة …*… اذا غاب منها قسور ناب قسور وثق أن في أرض الجزائر أمة …*… تيسر سعيا للعلى وتسير وثق أن للتاريخ حكما مؤخرا …*… وكم نسخ الأحكام حكم مؤخر وثق أن ملك الأرض غير ممهد …*… لمن بات فيها بالهوى يتأمر فمن سامها بالجور هاج عبادها …*… ولم يحمه منهم سلاح وعسكر! ومن ساسها بالعدل ساد بلادها …*… كما ساد ذو القرنين أو بختنصر فيا شعب لا يحزنك أنك تبتلى …*… وانك تقصى عن علاك وتقصر فنحن الأساطين التي بك تعتلي …*… ونحن الأساطيل التي بك تمخر ونحن الرجال الثابثون عقيدة …*… على المبدإ الأسمى الى حين نقبر نقودك مأمون المسالك سالما …*… الى حيث لا تشقى ولا تتضرر

_ (1) ختم الأستاذ الرئيس الشيخ عبد الحميد بن باديس رضي الله عنه دروس تفسير القرآن الكريم في خمس وعشرين سنة، تكونت في أثنائها جمعية العلماء. وفي السنة السابقة لسنة الختم تداعى العلماء والأدباء وأفاضل الأمة ووجهاؤها واتفقوا على أن تحتفل الأمة كلها بيوم الختم إحتفالا عظيما بعظمة القرآن في صدر الأمة، وبعظمة الإمام بن باديس في نفوسها. وشكلت لجان من العلماء والتلامذة ومديري المدارس وأساتذتها وأصحاب الفكر والرأي لتدبير وتنظيم المهرجان القرآني حتى تكون تلك العظمة في إطار من النظام الكامل الذي يمس كل دقيقة وجليلة، ويفيض على كل كبيرة وصغيرة، وتم ذلك كله على وفق ما قدر، وفوق ما أمل.

ونطلب بالقول الصريح حقوقنا …*… ولكننا في القول لا نتهور ونرضى بحكم الله في كل موقف …*… فلا نكثر الشكوى ولا نتطير فثابر على الحق الذي أنت طالب …*… فإنك في تضييعه لست تعذر ولا تؤذ من آذاك فالحلم مورد …*… هنييء مرىء لم يسؤ منه مصدر وكن مستميتا في جهادك ثابتا …*… وان كنت بالجلى الرصيدة تنذر وان تكن الجلى عليك كبيرة …*… فحسبك فيها الله والله أكبر!

_ ولما جاء الوعد المقرر، وتكاملت الوفود الزاحفة على مدينة قسنطينة لشهود ذلك الاحتفال، وسماع درس ذلك الإمام الذي ختم به دروس تفسير القرآن في تفسير المعوذتين- قررت الهيئة المشرفة على نظام ذلك الهرجان القرآني العظيم، أن يقتصر اليوم الأول على درس الختم من الإمام المفسر لتبقى روعته وجلاله يفعلان به فعلهما، وأذنت في الوفود الحاشدة أن يقضوا بقية اليوم في التعارف والتناجي بأثار ذلك الدرس العظيم في نفوسهم، وأن يكون اليوم الثاني خاصا بالشعراء والخطباء، واليوم الثالث خاصا بحفلة تكريم تقيمها الأمة للمفسر العظيم، ولما جاء اليوم الثاني وقف الأستاذ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي نائب رئيس جمعية العلماء آنذاك، وألقى هذه القصيدة بنفسه نيابة عن الشاعر إجلالا لها ولقائلها.

وداع الحجاج

وداع الحجاج نشرت في جريدة البصائر سنة 1938م. ــــــــــــــــــــــــــــــ استقبلوا وجه الحجاز وسيما …*… واستنشقوا روح الاله نسيما البحر رهو كالخميلة منظرا …*… والجو صحو كالزجاج أديما والمسلمون يودعون بأنفس …*… مشتاقة ركبا أبر كريما والروح تحت العرش يسأل ربه …*… للركب حفظا أو يؤوب سليما والبيت يرتقب الحجيج مرحبا …*… ويعد نزلا للحجيج عظيما يا موكبا لبى نداء إلاهه …*… ومحمد وأبيه إبراهيما ستحج في كنف الالاه وظله …*… بيتا عزيزا في البيوت قديما الرسل والأملاك طافوا حوله …*… والطيبون من البرية خيما منه استهل هدى الاله مباركا …*… وعليه حل رضى الاله عميما أحرم له قبل النزول ملبيا …*… فلكم حمى عند النزول مضيما واستق اليه الهدي دونك مشعرا …*… واقصد به التكبير والتعظيما واذا وصلت لذي طوى قم فاغتسل …*… وادخل ذليلا من كداء حشيما فهنالك البيت الذي لجلاله …*… عنت الخلائق سيدا وخديما كبر وطف بالبيت مستلما وقف …*… خلف المقام لركعتيه مقيما والى الصفا والمروة أغد مجشما …*… في المسعى نفسك جهدها تجشيما واخبب كهاجر يوم خلفت ابنها …*… ملقى من الظمإ الشديد سقيما فاذا الاله يدر عينا ثرة …*… لابن الخليل وزوجه تكريما

واحضر اذا خطب الامام فكن لما …*… يلقى الامام من العظات فهيما وانزل منى وارحل لتشهد موقفا …*… للخلق يبدو الحج فيه فخيما عرفات ميعاد الدعاء فسل بها …*… ربا بتلبية الدعاء زعيما نادى العباد لها لنيل هباته …*… من لم يجب حرم الهبات وليما فاذا ازدلفت فرم هنالك مشعرا …*… لوقوف مثلك فيه قبلك ريما واعمد الى الساحات فالتقط الحصى …*… وبها ارم شيطانا هناك رجيما حتى اذا أتممت حجك ناحرا …*… ومحلقا طف تحمد التتميما وانهل بزمزم نهلة عدنية …*… كالشهد كان مزاجها تسنيما ثم ارتحل صوب المدينة إنها …*… لمحمد كانت حمى وحريما فزر الرسول وصاحبيه بمسجد …*… كالروض رف نضارة ونعيما تتنزل الرحمات في ساحاته …*… غدقا وتنتشر الطيوب شميما قل للمريدين المدينة منهلا …*… الموردين بها نفوسا هيما حيوا بها الأنصارفي أجداثهم …*… وعلى الرسول فسلموا تسليما وعلى الألى معه إليها هاجروا …*… من بعد ما سيموا الهوان وسيما وتجرعوا البلوى بمكة والأذى …*… وتحملوا التجويع والتأويما لا يهمل الله الصنيع فذكرهم …*… دان وأن نأت الجسوم قديما سل عنهم البيت الحرام فإنه …*… ببلائهم في الفتح كان عليما عادوا اليه فعاد مظهر حجه …*… محضا من الدين الحنيف صميما من للقصي بأن يطوف به وأن …*… يرد المدينة زائرا فيقيما نبذته أمواج القضاء بموطن …*… مثل العراء فعاش فيه مليما الشوق جنح قلبه فسما به …*… والضر حطم جسمه تحطيما

يا مك واسمك خير أسماء القرى …*… عند الندا وألذها ترخيما هل يعلم الحجاج فيك لم التقوا …*… وعلام جاءوا ينسلون وفيما؟ إن الذي فرض الفروض عليهم …*… بالحق كان ولن يزال حكيما الحج عنوان الاخاء مكبرا …*… الحج منهاج الولاء قويما الحج مدرسة التعارف شادها …*… رب الورى وأدارها تعليما قل للذين من الجزائر حزموا …*… صوب الحجاز رحالهم تحزيما الراكبين له الحديد بهيمة …*… والخائضين له الظلام بهيما أدوا الى أهل الحجاز تحية …*… وأقروا سلاما زاكيين رقيما الله بالإسلام ألف بيننا …*… قدما ووحد أرضنا إقليما بالأمس كنا ظاهرين على العدى …*… ومرغمين أنوفهم ترغيما واليوم نسعى بعد فقد فخارنا …*… أن نستعيد فخارنا ونديما واذا رغبت الى جسيم في المنى …*… فاركب اليه من الأمور جسيما حث الخطى للعز واسلك نهجه …*… ولو أن نهج العز كان جحيما لو خاف موسى أن يحل به ردى …*… في الطور لم يك للإلاه كليما يا أمة شقيت ببعض رعاتها …*… وتحملت منه العذاب أليما إبغي التحرر وانشدي الاصلاح لا …*… تبغي (الوظيف) وتنشدي التوسيما ما ساد من فلح الوجوه بكفه …*… لطما ولو نفع الأنوف لطيما الأمن أن تثقي بربك نية …*… وتشايعي قرانه تحكيما فهو الذي يزع الشعوب مساعدا …*… وهو الذي يسع الذنوب حليما

أنشودة الوليد

أنشودة الوليد طبعت هذه القصيدة وحدها بهذا العنوان بالجزائر سنة 1938 بكتاب صغير وهي من مولديات الشاعر الكثيرة، وطبع الكتب خصيصا لتلامذة المدارس العربية. ــــــــــــــــــــــــــــــ بمحمد أتعلق …*… وبخلقه أتخلق وعلى البنين جميعهم …*… في حبه اتفوق نفسي الفتية دائما …*… من حبه تتحرق وجوانحي مهتاجة …*… ومدامعي تترقرق مالي وللعب التي …*… تختار لي وتنسق ان التعلق بالرسو …*… ل ودينه بي أليق أنا مسلم أهوى الهدى …*… بسواه لا أتحقق بخلال أحمد أرتدي …*… وبحبه أتمنطق في مثل هذا الشهر لا …*… ح كبدره يتألق اليوم ألسنة العوا …*… لم بالبشائر تطلق فعلى الوجود نضارة …*… ملء العيون ورونق لا يوم أشرف فيه من …*… يوم الرسول وأسرق أهلا بشهر بالقلو …*… ب وبالنواظر يرمق أنا منذ غبت اليك من …*… حرالهوى أتشوق عرف النبي محمد …*… يشتم منك وينشق ما زلت فيه ولن أزا …*… ل بعهده أتوثق

يا خير من تعنى اليـ …*… ـه الهاديات وتعنق ذكراك أسمى ذكريا …*… ت الخالدين وأسمق أنا أسرع الفتيان في …*… ما ترتضيه وأسبق جنديك الغازي بأمـ …*… ـرك يوم يغزو الفيلق قسما بربك إنني …*… من غيره لا أفرق اني على البيضاء معـ …*… ـتدل الخطا لا أزلق لا أنثنى عنها ولو …*… أصلى الجحيم وأشنق هي ملة يمحى بها …*… ريب القلوب ويمحق والعقل منها بالعلو …*… م وبالمعارف يرزق أنفقت وقتي في هدى …*… فيه النفائس تنفق أتذوق القرآن قو …*… ت الروح ما أتذوق أتلو الكتاب مصدقا …*… إن الكتاب مصدق لا سفر أعمر منه في …*… شتى العلوم وأعمق لم لا أزاول درسه …*… وأنا اللبيب الأحذق؟ يا قائدا في الحرب صـ …*… ـف جنوده لا يخرق لي أسوة بك في دفا …*… عك يوم خط الخندق والصحب بالأحزاب تغـ …*… ـزى والمدينة تحدق ما زلت ترفد بالمدو …*… د من السماء وترفق حتى رأيت القوم يهـ …*… ـزم جمعهم ويمزق يا شعب أنداء الربيـ …*… ـع على ربوعك تهرق السوسن التحفت به …*… أكنافها والزنبق

أنا زهرة فيها تنمـ …*… ـى حرة وتنمق أنا نبعة يرعى بها …*… صدر العدو ويرشق أنا صارم في وجه من …*… ينوي ابتلاعك يمشق إن الذي يبغي (اندما …*… جك) في سواك لأحمق! لا ينمحى شعب بشا …*… رات الرسول مطوق لا تخش إيباقا فأنـ …*… ـت بوعده لا توبق لا زلت في درج المعا …*… رف والعلى تتسلق أنت الحنيف فلا تخف …*… إن الحنيف موفق

بشرى البراءة

بشرى البراءة نشرت القصيدة في جريدة البصائر سنة 1939 ــــــــــــــــــــــــــــــ أعلنوا البشرى فرادى وثبين …*… جاء نصر الله والفتح المبين إطرحوا عنكم تباريح الجوى …*… وافرحوا، فاليوم عيد المصلحين خرج الإصلاح من محنته …*… وهو عالي الرأس وضاح الجبين ونجا (العقبي) و (التركي) من …*… غمرات ناهزت بضع سنين حلق النسران في جوهما …*… وانثنت حسرى قلوب الصائدين وخطا الليثان أخطار الزبى …*… مستقلين ولاذا بالعرين أيها الخلان قد آواكما …*… حرم من جانب الشرع أمين حكم الشرع بتنزيهكما …*… ونفى بالحق دعوى المبطلين من عظيم الفخر أن زكاكما …*… في حمى الشرع عظام الشاهدين ومحامون بصدق عنكما …*… وقفوا للخصم كالسد الحصين (لادمرال) (1) الحر حام جنبهم …*… ثابت العزمة كالطود الركين النصارى واليهود استبشروا …*… عندما برئتما كالمسلمين واذا الله تولى عبده …*… أقبل الخلق عليه طائعين فهنيئا لكما ما أعقبت …*… هذه البلوى من النصر المكين سنة الله انتشال المبتلى …*… من يد البلوى ولو من بعد حين

_ (1) "لادميرال" اسم للمحامي الفرنسي الذي تولى الدفاع عن الشيخ العقبي ورفيقه السيد عباس تركي.

والبليات جسور المجد لا …*… بد منها لعبور الماجدين كيف لا نلقى أذاها بالرضى …*… وهي من أسباب فوز المرسلين فاز موسى بالمناجاة بها …*… وبتسخير العصا في طور سين وارتقى عيسى الى الله بها …*… وشفى العمي وأحيا الميتين وتلقى أحمد النصر بها …*… فغزا الأرض وساد العالمين في سبيل الله ضر مسنا فيكما دون جميع المؤمنين ولعل الله ما اختاركما …*… دوننا الا لرجحان كمين ما جنى (الطيب) الا طيبا …*… كيف يرضى حثه للمجرمين؟ كيف يرضى القتل بر مثله …*… إن قتل النفس إجرام مشين؟ هو في (الملعب) (1) هاد هادئى …*… فيه، والمفتي (بلالير) (2) طعين ما خلا الملعب حتى قيل قد …*… قتل المفتي فسرنا واجمين وسعى الساعون بهتانا بنا …*… وفشا في الشعب قول المرجفين ادخلونا مأزقا مستهدفا …*… للردى فيه وقفنا حائرين قل لهم موتوا بغيظ واذهبوا …*… حسرة إنا خرجنا سالمين هي مأساة ومسلاة معا …*… دبرت أدوارها للاعبين وشريط سينمائي حوى …*… صورا مدهشة للناظرين سجل التاريخ منها صحفا …*… بيمين الصدق فيها لا يمين ان فيها عبرا ملموسة …*… وعظات جمة للقارئين

_ (1) الملعب. يقصد "الملعب الرياضي" الذي يوجد بحي العناصر، بالعاصمة وفيه اجتمع أعضاء "حزب المؤتمر". (2) لالير: اسم النهج الذي أغتيل فيه المفتي كحول.

أيها (العقبي) أقدم ظافرا …*… أنك اليوم إمام الظافرين وتعزز بشيوخ علية …*… وشباب للبطولات خدين لم يزل طول المدى مستحكما …*… بيننا حبل من الود متين لك إلف ليس ينسى الفه …*… (وخليل) لا يحب الآفلين عنده مثلك بالصدق هوى …*… وله مثلك للشرق حنين كلما مسك ضر مسه …*… وطغى الدمع عليه والانين صحب الشعر صبيا يافعا …*… وفتى كهلا يداني الأربعين يزعم الغاوون عنه أنه …*… في بحور الشعر ربان السفين جاءك اليوم بشعر صادق …*… عاطفي الوحي قدسي الرنين لا يبالي بعد هذا الشعر أن …*… لا يقول الشعر دهر الداهرين قد عرفناك عزيز النفس لا …*… ترتضي في موقف أن تستكين كيف لا يعتز حر يعتزي …*… لبلاد (عقبة) فيها دفين؟ لم تكن في مجلس الشرع سوى …*… ثابت مستبسل القلب رزين تنقض الدعوى بقول فيصل …*… وترد الشك منها باليقين كنت فرد افيه حلت أمة …*… وسجينا معه الشعب سجين وحباك الله نصرا باهرا …*… أصبح اليوم حديث السائرين فانتصب فينا زعيما وانتهج …*… للمعالي كلى نهج مستبين إنما أنت زعيم خالد …*… بارز في الزعماء الخالدين ... أيها (التركي) أبشر بالمنى …*… واغتبط انك فخر المحسنين فلكم أسعفت بالمعروف من …*… معدم في قبضة البؤس حزين

كل من نحوك ضر ساقه …*… شاقه ما فيك من عطف ولين لا أسميك بعباس فقد …*… كنت بساما لكل الوافدين جل صنع الله في تصويره …*… للبرايا عن أسامي الواضعين لا عدمناك رفيقا صادقا …*… كاسبا ود الرفاق الصادقين ... أيها الشعب وكل اسم سما …*… فهو بعد الله للشعب مدين لك مني الشكر جزلا خالصا …*… بعد شكر الله خير الشاكرين قد تبرعت بوفر لا ترى …*… فيه منا من ألوف ومئين ولقيت الخطب جلدا صابرا …*… فانعم اليوم بعقبى الصابرين نزه العدل ولا ترتب بما …*… أسلف الشرع وثق بالحاكمين لست أعني حاكمين استظهروا …*… بالقوانين علينا جائرين أنكروا مؤتمرا قمنا به …*… نبتغي عدل فرنسا هادئين زعمونا فيه أضدادا لها …*… وخصوما بئس زعم الزاعمين إن اضداد فرنسا معشر …*… حكموا باسم فرنسا ظالمين كلما قلنا اقربوا قالوا ابعدوا …*… لا نسوي بالفرنج (الأندجين) (1) لن تنالوا البر حتى ترفضوا …*… ما لكم من عنصر باق ودين ما لهم يزهون كبرا هل لهم …*… عنصر يعزى لطيب لا لطين؟ سوف يدرون وإن طال المدى …*… أن هذا الشعب بالمجد قرين يشهد التاريخ في أسفاره …*… أنه من قبل للمجد قرين من بقايا أمة (عادية) (2) …*… وسلالات غزاة فاتحين (3)

_ (1) لاندجين: لقب أطلقه المستعمرون على الجزائريين للتفرقة بينهم وبين المحتلين لبلادهم. (2) عادية: قديمة، نسبة إلى عاد القبيلة اليمنية البائدة. (3) إشارة على الشيخ (الطيب العقبي) فهو ينتمي لبلدة (سيدي عقبة)، التي سميت باسم الفاتح العربي العظيم الذي يوجد بها ضريحه، وتقع قريبا من (بسكرة التخيل).

عن بواديهم وعن أمصارهم …*… روت الحكمة (روما) و (أثين) أيها القوم تحلوا بالرضى …*… وتحفوا بالرجال المكرمين اعملوا قد فسح الله لكم …*… كي يرى آثاركم في العالمين واحمدوا الله على نعمائه …*… أنه أهل لحمد الحامدين واجعلوا الخير قصارى قصدكم …*… حزتم الخير وفزتم أجمعين

_ على أثر الحارثة التي أعدها الاستعمار فأوحى بقتل الشيخ محمد كحول ليلصق التهمة بجمعية العلماء، ويتنوع بذلك إلى قتل الحركة التي قام بها المؤتمر الإسلامي في باريس، وقد بدأ باتهام الشيخ الطيب العقبي أحد أعضاء المجلس الإداري للجمعية وعباس التركي أحد العاملين المحسنين فاعتقلهما، ثم فضح الله الإستعمار، فظهرت براءتهما كفلق الصبح ..

يا أمة الخير

يا أمة الخير (1) نشرت في جريدة البصائر سنة 1939. ــــــــــــــــــــــــــــــ حياك شهر ربيع …*… بكل حسن بديع مذكرا برسول …*… للعالمين شفيع مبارك حل فيه …*… حلول غيث بريع أهل فيه بصوت …*… عذب وسمت وديع فكان أذكى وليد …*… وكان أزكى رضيع وكان خيررسول …*… للمشركين قريع أسدى الينا صنيعا …*… ما مثله من صنيع فجاءنا بكتاب …*… من الاله رفيع ما انفك يأسر منا …*… فؤاد كل سميع يا أمة الخير لبي …*… دعاءه وأطيعي ولا تهيني كنوزا …*… من آيه أو تضيعي محمد ليس يرضى …*… أن توصمي بشنيع محمد ليس يرضى …*… أن تخلدي لوضيع فأوى الى الله تأوي …*… الى الجناب المنيع بيعي له كل غال …*… بجنة الخلد بيعي وآزري حزب طه …*… بجهدك المستطيع إن الشقاق فظيع …*… يدعو لكل فظيع

والشاة للذئب سهم …*… إن فرطت في القطيع يا أمة الخير هبي …*… الى المتاب السريع قومي بدينك قومي …*… قوية لا تميعي فليس رخو كصلب …*… وظالع كظليع كوني لطه كجند …*… من صحب طه شجيع فدوا من الضيم طه …*… ودينه بالنجيع أزكى رضى الله عنهم …*… من صارع وصريع مجندل في الفيافي …*… أوملحد في البقيع فاقفيهم تحت ضوء …*… من الرجاء سطيع وتابعي هدي طه …*… وشايعي وأذيعي فما له من ضريب …*… في هديه أو ضريع هو المشفع فينا …*… يوم الحساب المريع فلا عدمناه نورا …*… ورحمة للجميع

ويخلد الإسلام

ويخلد الإسلام (1) نشرت بمجلة "الشهاب " ج: (6) م: (5) - 1939. وعليها تعليق يأتي في ذيل القصيدة. ــــــــــــــــــــــــــــــ أشرقي كالضحى عداك الظلام …*… يا وجوه الرضى عليك السلام وأنيري حفل الشبيبة بشرى …*… فهو حفل للمهتدين يقام طاب فيه السماع للمنصت الوا …*… عي كما طاب للبليغ الكلام وتجلى فيه الهدى وسما الذو …*… ق وعم الرضى وساد النظام والتقت في رضى الاله نفوس …*… ما لها في رضى سواه مرام جاثمات كأنها لبؤات …*… في جسوم كأنها آجام اشتراها منا الاله بفردو …*… س كريم يثويه قوم كرام نحن جند الاله في السر والجهـ …*… ـر وجند الاله ليس يضام حولنا منه في البلاء حصون …*… وعلينا منه لدى البأس لام نبتغي نصر دينه الحق يحدو …*… نا ولاء لدينه وذمام باهتمام كأنه سمهري …*… واعتزام كأنه صمصام ونوالي فيه النذارة بالحـ …*… ـق وان أبغض النذير الأنام ربما لا يفيد في الأنفس الإغـ …*… ـضاء والصفح ما يفيد الملام فرط الناس في الحدود فأمست …*… تتبارى في دوسها الاقدام نشر الكفر في حمى الدن ذكرا …*… هـ وأحيت عهودها الأصنام وغدا البغي ظافرا حوله الجنـ …*… ـد عزيزا تظله الأعلام

وفشا الزور والقمار على الار …*… ض وراج الخنا بها والمدام واستطار الفساد واستفحل الشـ …*… ـر وعم الاذى وطم الخصام هذه الأرض للقوي سماط …*… ليس فيها غير الضعيف طعام أكثر الناس يوزعون عليها …*… بالهراوي كانهم أنعام هذه أنفس البرايا مرايا …*… أصدأتها الذنوب والآثام حل فيها من الخطيئات ران …*… وعلاها من المعاصي غمام ملؤها شهوة وكبر ومكر …*… وغرور وفتنة واغتمام واحاط الهوى بها فاصيبت …*… بسقام الهوى وبئس السقام هذه الدور جلها تهتك الاعـ …*… ـراض فيها وتقطع الارحام ويشيع المغتاب فيها الاقاويـ …*… ـل فيعنى بنقلها النمام ألسن تحتوي على السم كالحيـ …*… ـات فيها ليونة وعرام لاذعات كأنها جمرات قاطعات كأنها أجلام كم اصابت بإفكها من بريء …*… لم يحم حوله مدى العمر ذام هذه الطرق للمناكر سوق …*… وعليها من العصاة ازدحام تبصر العن كل ما يؤلم القلـ …*… ـب فكم في قلوبنا آلام ينهر السائلون فيها وتستبـ …*… ـكى الايامى وتقهر الأيتام ويساق الأجير كالعير للشغـ …*… ـل على وجهه الحزين قتام ويتيه الثراة كبرا على النا …*… س وتقسو عليهم الحكام والملاهي مذاعة تعلن الافـ …*… ـواه عنها وتكتب الاقلام والمشاريع صعبة يندر البـ …*… ـناء فيها ويكثر الهدام وينادى لها الغني ويرجى …*… وهو لاه بماله مستهام

واثق بالحياة وهي غرور …*… مستعز بالمال وهو حطام والبغايا طليقة يفتن الشيـ …*… ـخ بإغوائها ويغرى الغلام آه من عشرة القصور ففيها …*… موبقات من الأمور جسام آه من عشرة القصورففيها …*… ليس ينجي من الشرور اعتصام ليتني كنت سائحا موطني البيـ …*… ـد ولبسي المسوح والأهدام وطعامي النبات من كل نوع …*… ومبيتي الكهوف والآكام وسميري النجوم والطير فيها …*… وعشيرى الوعول والآرام وجهتي للذي هداني وقصدي …*… وصلاتي لوجهه والصيام والبراري مثل الفراديس يصفو الـ …*… ـمكث في ظلها ويسمو المقام ليس فيها خطيئة وانتقاص …*… ليس فيها قطيعة وانتقام ما بها حرم الحلال بلا خو …*… ف من الله أو أحل الحرام فأقيموا شعائر الله واخشوا …*… جانب الله أيها الاقوام علموا أهلكم من العلم حظا …*… نافعا تستغله الافهام علموا الطفل ما به يتزكى …*… قبل أن يستبين منه احتلام علموا البنت ما به تحصن النفـ …*… ـس لينكف عن أذاها اللئام علموا المرء كل ما فيه مجد …*… وشفوف لقدره واحترام علموا المرأة الحقائق في الديـ …*… ـن فقد طوحت بها الاوهام علموها كيف النظام وكيف السـ …*… ـعي في بيتها وكيف القيام علموها كيف الرعاية للطفـ …*… ـل وكيف التلقين والإلهام علموها كيف التودد للزو …*… ج وكيف التقدير والإعظام علموها كيف الوقأية مما …*… هاجمتها بشره الايام

لا تغرنها بضاعة نخا …*… سين كانت بها الإماء تسام كيف تنجو من الشرور نساء …*… لا يواري وجوههن لثام؟ صار خلق العفاف أندر خلق …*… وتفشى الفسوق والاجرام عصمة المرأة احتجاب وصون …*… وإباء وعفة واحتشام علموا أمة الجزائر فالعلـ …*… ـم دليل لخيرها وزمام علموها دينا من الله سمحا …*… ليس فيه إصر ولا إرغام بثه في الورى رسول أمين …*… منقذ للورى رؤوف همام جاء والناس في ضلال وزيغ …*… فهداهم صراطه فاستقاموا ولسانا حروفه نبرات …*… مطربات كأنها أنغام أبديا لا يعتريه فناء …*… عربيا ما شابه إعجام صالحا في اللغات للدرس كالعسـ …*… ـجد تجلى شذوره وهو خام باهت البيد زخرف الروض بالفصـ …*… ـحى وتاهت على القصور الخيام واحرسوا حقكم فقد سيم نهبا …*… لا تناموا عن حقكم لا تناموا وجهوا وجه شعبكم للمعالي …*… فهي أهدافه ونحن السهام واجعلوا الدين رائدا وإماما …*… ليس كالدين رائد وإمام كل ما يشرع ابن آدم يفنى …*… ولما يشرع الاله الدوام سوف تهوي مبادئ الكفر صرعى …*… فانيات ويخلد الإسلام!!

_ ألقى الشاعر الكبير هذه القصيدة البليغة في الحفلة التي أقامتها جمعية مدرسة الشبيبة بالعاصعة. وقد كان- ولا شك- متأثرا بما يرى ويسمع من المفاسد والمظالم فتمنى أن لو فارق هذه المدينة بادية لا أنيس فيها وقد أبدع شاعرنا في تصوير تلك المفاسد والمظالم غير أن نفسه في تصوير الأولى كان أطول منه في تصوير الثانية، ولماذا؟ لأنه يعيش في وطن الجزائر .. !

فتح جديد

فتح جديد أنشدت في مدرسة (الهدى) بمدينة القنطرة، بمناسبة افتتاحها يوم الخميس 16 صفر عام 1366هـ. ونشرت في مجلة (العبقرية) العدد الأول سنة 1366هـ. ــــــــــــــــــــــــــــــ فتح جديد قد بدا …*… في فتح (مدرسة الهدى) بشرى لقنطرة سمت …*… ونمت شبابا رشدا دكوا الى العلياء وعـ …*… ـر طريقها فتمهدا بعزيمة تدلى الأشـ …*… ـم لهم وتدني الأبعدا مجد صنائع سادة …*… ما ضاع ما صنعوا سدى قد لاح مخطوطا على …*… لوح الزمان مخلدا من شأنهم ولنشئهم …*… جئنا ندشن معهدا (عبد اللطيف) بأفقه الـ …*… ـوضاء أمسى فرقدا أورى الذكاء القنطر …*… ي بعلمه فتوقدا وسقا وحاط بغرسه …*… نبع الصبا فتصعدا صان البنين هدى وبالـ …*… ـصنو (الأمين) استنجدا ما خاب من جعل (الأميـ …*… ـن) له يدا وبه اقتدى (1) حي البنين بمعهد …*… حر تمثل مأسدا فهم الشبول اليوم فيـ …*… ـه وهم ضراغمة غدا

_ (1) الأستاذ عبد اللطيف والأستاذ محمد الأمين أخوان عالمان مصلحان كانت لهما اليد الأولى في الدعوة إلى تأسيس هذه المدرسة والإشراف عليها.

ولهم بإذن الله أخبـ …*… ـار تفوق المبتدا عرضت (بقنطرة) (1) الطبيـ …*… ـعة حسنها متجردا لوح من الرسم القديم …*… به القدير تفردا أنفاسها تذكى العبيـ …*… ـر بها فتحيي الملحدا فكأنما نفس ابن مريـ …*… ـم راح فيها واغتدى وترى الحياة تبسطت …*… فيها فلن تتعقدا والقنطري ابن الطبيـ …*… ـعة يبتغي أن يسعدا فلذلك استرعى الطبيـ …*… ـعة كاسبا واسترفدا وترى الحدائق نضرة …*… خضراء بللها الندى وترى الغصون بها ثنى …*… متأود متأودا رقصت على نغم الصبا …*… رقصا يهز الجلمدا وترى الجداول حولها …*… تجري على طول المدى الماء يصبح فضة …*… فيها ويسمي عسجدا وكأن صوت خريره …*… صوت الهزار اذا شدا صوت المياه اذا جرت …*… يسلي الشجي المكمدا ولعله واتى لدا …*… وود الزبور فأنشدا ولعله دل الغر …*… يض على الغناء ومعبدا وترى النخيل مبعثرا …*… من حولها ومنضدا فكأنه جيش بثغـ …*… ـر للعدو ترصدا وترى الجبال ببألسها …*… من عهد آدم شهدا

_ (1) القنطرة ة بلدة تقع شرق الجزائر بين باتنة وبسكرة.

نحن الجبال بنو الجبا …*… ل صدى الجبال بنا حدا ركب الى العرفان أتـ …*… ـهم في سراه وأنجدا من سامنا بإذاية …*… فعلى الجبال قد اعتدى ومن استهان بنا أستها …*… ن بها فحل به الردى لا خوف من ظلم الطر …*… يق فقد جلونا المقصدا جاء (البشير) فبشر الأعـ …*… ـمى فأبصر واهتدى شعب الجزائر بالقلو …*… ب إلى (البشير) توددا من كان للوطن العزيـ …*… ـز فدى فنحن له الفدى يا أيها الشعب استبق …*… للصالحات وطل يدا إني أراك منكرا …*… بين الشعوب منكدا أحثث خطاك فمن يعش …*… وكلا يعش مستعبدا ودع الفراق فإنه …*… أقصى الرفاق وبددا ودع الهوى إن الهوى …*… لك في العدا شرالعدا! حكم هدى الإسلام تر …*… ض الله ترض محمدا واقف الهداة الراشديتـ …*… ـن الركعين السجدا صوت السماوات العلى …*… صوت الهداة له صدى فمن استجاب لصوتهم …*… نال النعيم السرمدا

رعد البشائر

رعد البشائر هذا لحن عبقري من ألحان محمد العيد، جاشت به قريحته على اثر أعمال ودروس قام بها الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء الجزائريين، في مدينة باتنة. ولكي نتيح القارئ فرصة الاستمتاع بالقصيدة، نستغني بما جاء فيها من إشارات ونكت وأعلام. وقد نشرت في العدد 3 من البصائر سنة 1947. ــــــــــــــــــــــــــــــ بباتنة رعد البشائر لعلعا …*… فأطرب (أوراسا) بها (والشلعلعا) (1) وجادت غيوث البر كل رحابها …*… فجادت وعادت للمبرات مرتعا وأخصبت الآمال فيها وأينعت …*… كما أخصب الروض الجديب وأينعا فلا غرو أن تزهى بعهد مبارك …*… لها وتهز الرأس فيه وترفعا بمدرسة دينية عربية …*… أعدت لإرواء المدارك منبعا نمت ونمى النشئ الصغير على الهدى …*… بها ووعى فيها من العلم ما وعى وشبت فأمست للشباب كقلعة …*… محصنة فيها الشباب تمنعا الى جامع لاذ الهداة بظله …*… وفاؤوا اليه قانتين وخشعا وناد بديع لو ينادى شبابه …*… الى المثل العليا للبى وأسرعا وجو عجيب ينثر الثلج ناصعا …*… كذوب لجين أو يرى منه أنصعا وشمس خلال السحب تبدو وتختفي …*… حياء ويرجوها النبات لتسطعا ودور لإكرام الضيوف تفتحت …*… وشعب الى صوت (البشير) تطلعا

_ (1) (أوراس) و (الشلعلع) جبلان من جبال الشرق الجزائري.

فأهلا وسهلا بالبشير متوجا …*… بتاج تحلى بالنهى وترصعا إمارة عرفان يسوس أمورها …*… أمير على دست البيان تربعا يواليه شعب للعروبة ينتمي …*… ويصبو كما والى اليمانون تبعا يبايع قلبي قبل كفي عالما …*… على الملك أربى قدره وترفعا- تغذى من الفصحى بمحض لبانها …*… وشب على آدابها وترعرعا أدرك من فقه الشريعة سؤله …*… وأصل في شتى العلوم وفرعا وسار الى الستين يحمل عبئها …*… وعبء المعالي ما ونى أو تزعزعا لقد عن لي من درسه أن عقله …*… بفلسفة دينية قد تشبعا أراه بها يرقى المراقي فكرة …*… وينزع فيها (للغزالي) منزعا ويكشف عن صوفية سلفية …*… الى وردها الصافي (القشيري) ألمعا وقد عن لي من لطفه أن قلبه …*… كمسك تزكى طيبة وتضوعا أشاهد منه العطف مهما لقيته …*… وألمس فيه الرفق بي والرضى معا ويرجز (كالعجاج) لي أو كرؤبة …*… وذاكرة في حفظ ما شئت أطوعا فلو شئت شأو (الشنفرى) لبلغته …*… ولم تقتنع حتى تبز (المقنعا) ولو شئت إحصاء لما قد حفظته …*… لفاخرت (حمادا) به (وابن أصمعا) رحلت الينا فاحصا متفقدا …*… ضنانا وأحكمت الدواء لينجعا فيا ليتنا نرمي الدسائس جانبا …*… ويا ليتنا ننفي الخسائس أجمعا وجزت إلى (أرض النخيل) (1) مبادرا …*… لها لتحل المشكلات وتدفعا فهل نخلت أرض النخيل شؤنها …*… وهل شرعت مشروعها المتوقعا رفيقك معمار عرفناه ماهرا (2) …*… تفنن في دار (الحديث) (3) وأبدعا

_ (1) أرض لنخيل: مدينة بسكرة وضواحيها. (2) هو السيد عبد الرحمن بوشامة المهندس وقد كان مرافقا للأستاذ في هذه المرحلة. (3) دار الحديث: مدرسة حرة شادها المحسنون بتلمسان تحت إشراف الأستاذ الرئيس الشيخ الإبراهيمي رحمه الله.

كأنك في استصحابه لك عارض …*… على نشئنا أعلى مثال ليتبعا وما نال مجدا غير من كان دونه …*… تجرع مرا راضيا ما تجرعا ولا يلحق الأحرار من لم يكن إلى …*… منازلهم بالصالحات تذرعا وما الحر إلا من تيمم معهدا …*… ليقتبس العلم الصحيح فينفعا وإلا من اعلولى عن النفس همة …*… وأعرض عن أغراضها وتورعا وإلا من اختاض الوغى في كتيبة …*… ليفتح مصرا أو يلاقي مصرعا فيا أيها الشعب الذليل أما ترى …*… لجارك هما بالسيادة مولعا بنو الغرب حازوا عالم الأرض كله …*… وإن لهم في عالم النجم مطمعا! فهل حزت في الأرض التي أنت نجلها …*… من الحكم شبرا أو من الملك إصبعا بلادك في الدنيا تلادك فارعها …*… وحاذر على أكنافها أن تروعا وأرضك في الأوطان أمك فاحبها …*… ببر ففي أخلافها عشت مرضعا ودينك في الأديان كنزك فاحتفظ …*… به إنه ما انفك منك مضيعا حياتك حرب للضعيف فكن بها …*… قويا أبيا أن تذل وتخضعا ولم أر فيها كالمصانع عدة …*… فيا ويح شعب ليس يملك مصنعا وحسن بأهل العلم ظنك إنهم …*… عطاش لكي تروى جياع لتشبعا معاذ الهدى أن يستطيب أخو الهدى …*… خبيثا وحاشا أن يخون ويخدعا يهددنا ريب الزمان بخطبه …*… ولم نك من ريب الزمان لنفجعا سل الدهر عنا كم صمدنا لشدة …*… بها شن غارات علينا وشنعا فلم نتصنع غير ما في قلوبنا …*… ويأبى لنا الإسلام أن نتصنعا وبشر أخا يخشى الوعيد بما به …*… علمنا (جريرا) قبل بشر (مربعا) (1)

_ (1) يشير إلى قول جرير: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا …*… أبشر بطول سلامة يا مربع

رأينا ولم نعذل مخالف رأينا …*… فمن كان ذا رأي إليه تشيعا لقد خلق الله النفوس عنيدة …*… وفاضل ما بين العقول ونوعا وكيف يروم الناس للطبع وحدة …*… وقد جعل الله الطبائع أربعا جزى الله عنا من سعى لصلاحنا …*… ومن كان عونا في الصلاح لمن سعى لقد رضي الاسلام عن كل فاضل …*… (بباتنة) استدعى الضيوف فأمتعا وعن محسن في المسلمين بداره …*… على العلماء المسلمين تبرعا وعن أي حر كان من أي فرقة …*… أعان على نشر العلوم وشجعا وما نحن الا امة ذات نسبة …*… سماوية الأسباب لن تتقطعا وذرية للأطلس الفخم لو به …*… تصدت لنا ذرية ما تصدعا اذا ما دعا (توقر) ابن أجابه …*… (بجرجرة) (1) ابن ليس يخذل من دعا وعفوا اذا عفنا القريض فلم نجب …*… صديقا دعانا للقريض فأسمعا فيا أسفا يدعى الحمام عشية …*… ليسجع لكن لا يميل ليسجعا ترى؟ خاف بعض الصائدين يصيبه …*… فيسقط مكسور الجناح مضعضعا أم التاث من بعض الزوابع لوثة …*… بها لم يعد يدري الهديل المرجعا لقد صدنا عن قالة الشعر أننا …*… نرى جلهم قد خاب في جل ما ادعى وما الشعر إلا محنة طي منحة …*… لذا قل من بالشعر فينا تمتعا فقد جر قدما (لامرئى القيس) حتفه …*… وشتت فكر (ابن الحسين) ووزعا وأعرى من الأنس (المعري) فامترى …*… الى أن نعى حينا على الإنس ما نعى وعذرا اذا طال القصيد فإننا …*… وجدنا مجالا للتسابق أوسعا خببنا وأوضعنا على متن ضامر …*… ومن دخل المضمار خب وأوضعا

_ (1) توقر، وجرجرة: الأول بالقاف المعقودة جبل بناحية (أوراس) الأشم، والثاني جبل عظيم ببلاد القبائل الكبرى.

وأجدر خلق الله بالفوز مؤمن …*… إلى الله أدى فرضه وتطوعا ويا أيها الوفد الموفق رحلة …*… أراك من الجوزاء أبهج مطلعا وأقم في حمانا باللطائف مكرما …*… وغادر حمانا بالقلوب مشيعا

أعزم السير

أعزم السير قيلت في حفلة تدشين المعهد الكتاني بقسنطينة ونشرت في جريدة النجاح سنه 1947. ــــــــــــــــــــــــــــــ وقف العلم داعيا ومجيبا …*… فسمعنا له دويا عجيبا هذه حفلة الى العلم آوت …*… غر أنصاره شبابا وشيبا (يا قسنطينة) احمدي سعي حر …*… ذكره في البلاد يعبق طيبا أوتر القوس لاقتناص المعالي …*… ورمى سهمه فكان مصيبا كم له منة على العلم كبرى …*… ويد تجعل البعيد قريبا (عمر) (1) البر عامر فيك دارا …*… أصبحت للعقول مرعى خصيبا أثمرت طيب الثمار وآتت …*… أكلها بيننا شهيا رطيبا جمعتنا على الهدى جمع تصحيـ …*… ـح فلم نخش في الهدى مستريبا نحن في الدين اخوة والأماني …*… لا ترى بيننا قصيا غريبا أفبعد الرضى وعهد التآخي …*… يتسنى لعائب أن يعيبا هذه فرصة الاخاء تجلت …*… من سعى للإخاء فيها أثيبا فأحيي بها شيوخا عظاما …*… فسحوا للنهى مجالا رحيبا وأحيي بها احتفالا عظيما …*… باهرا يأسر القلوب رهيبا أيها الشعب خذ من المجد حظا …*… لك واكسب من كل علم نصيبا

_ (1) الشيخ عمر الحملاوي مؤسس المعهد المذكور.

لا تكن يائسا من الخير واعمل …*… ان للشمس مطلعا ومغيبا إن ترد عيشك الهني فكافح …*… واعزم السير لا تدب دبيبا أو ترد فوزك العظيم فاخلص …*… كل من كان مخلصا لن يخيبا

وداع الحجاج

وداع الحجاج نشرت في العدد 53 من جريدة البصائر سنة 1948. ــــــــــــــــــــــــــــــ شيعوا بالقلوب وفد العتيق (1) …*… واذرفوا الدمع من دم كالعقيق هذه وقفة الوداع لركب …*… خلقي بكل أجر خليق قاصد بيت ربه مستجير …*… بحماه من كل كرب وضيق عظم الكعبة الحرام ففيها …*… كل معنى من الكمال عريق حرم حجه النبيون قبلا …*… والبرايا من كل فج عميق حيث نادى له الخليل نداء …*… واضح الحق واجب التصديق فأجب إن تكن مطيقا وذب شو …*… قا إليه إن كنت غير مطيق وأرق مدمع الاسى رب عطف …*… جره مدمع الاسى للمريق حبذا منظر الحجيج تنادوا …*… في زفير لحجهم وشهيق وطووا جانبا من الكون رحبا …*… يتبارون خشية التعويق تركوا الأهل والبنين وساحوا …*… فيه كالطير في الفضاء الطليق كلهم إخوة أشقاء يسعو …*… ن شقيقا مساعدا لشقيق أيها الراحلون شوقتم القلـ …*… ـب لما لا ينال بالتشويق غاية دونها ركوب مطايا …*… ذات مخر في السير أو تحليق واحتمال لكل مضن من الجهـ …*… ـد وطي لكل بعد سحيق إننا أصدقاؤكم فاذكرونا …*… فمن الواجبات ذكر الصديق

_ (1) (العتيق) القديم، وهو صفة لموصوف محذوف، يقصد البيت العتيق.

أذكرونا عند الوقوف بطود …*… قدسي بالذكريات أنيق أذكرونا عند المقام وفي البيـ …*… ـت وعند الرسول والصديق بدعاء مؤكد صادق العز …*… م من الله بالقبول حقيق اسألوا الله راحة للمعنى …*… واسألوا الله عصمة للغريق واسألوا الله عزة ورشادا …*… وسدادا لشعبنا الإفريقي ويح (إفريقيا) تقضت عهود …*… وهي رهن للأسر والتطويق أين اسلافها الذين بهم قبـ …*… ـل غزا (طارق) حمى (لذريق) لم نجد بعدهم بها غير خلف …*… نكبته الأغراض بالتفريق ليس أهلا ان يستقل ويرقى …*… غير شعب من الهوى مستفيق ثابت في نظاله مستميت …*… وغيور على حماه شفيق لا يطف طائف الإياس بقومي …*… قد يتاح الرحيق بعد الحريق قل لوفد العتيق نلتم مناكم …*… من طواف به ومن تحديق حقق الله حجكم ووقاكم …*… كل خطب معوق في الطريق كل من حج نال ما يترجى …*… من صلاح وفاز بالتوفيق وغدا لابسا من الأمن ثوبا …*… سابغا سالما من التمزيق فهو عند الإله دنيا وأخرى …*… في حمى آمن وعهد وثيق

الترحيب بالحجاج

الترحيب بالحجاج نشرت في العدد (94) من جريدة البصائر سنة 1949. ــــــــــــــــــــــــــــــ حباكم بحج البيت أكرم من حبا …*… فأهلا وسهلا بالحجيج ومرحبا حباكم بحج البيت جاعل ركنه …*… قياما لمن بالحج فيه تقريبا حباكم بحج البيت باسط ظله …*… أمانا لمن خاف الردى حين أذنبا ذهبتم وجئتم ظافرين بمأرب …*… شريف وجل الناس ينحط مآربا طويتم له الابعاد فوق مسخر …*… من النار والفولاذ هيئ مركبا فمن سارب في البحر يدفع لجة …*… ومن ضارب في البر يقطع سبسبا ومن سابح فوق الأثير بركبه …*… عن الريش مستغن بسبعين لولبا أشار إليه الله في الذكر قائلا …*… (ويخلق ما لا تعلمون) ليطلبا ولكن أبينا أن نجيل عقولنا …*… لنكشف عما ظل عنا محجبا ولم نسع سعي الغرب للكشف بالحجى …*… عليه فلم نكسب مع الغرب مكسبا اذا ما رأينا الغرب أبدى بدائعا …*… فغاية ما نبديه أن نتعجبا حياة الورى حرب لهم دون هدنة …*… تغلب فيها بالحجى من تغلبا لذاك أبى التمكين في الأرض وصلنا …*… وراوده المستعمرون فما أبا نقول على الله اتكلنا بزعمنا …*… ومن يتكل حقا عليه تسببا لنا وطن مثل الفراديس بهجة …*… فكيف رضينا أن يداس وينهبا وكيف رضينا أن نعيش أذلة …*… ضعافا يرانا الغير أحقر من هبا؟ حيارى كقطعان جفتها رعاتها …*… فأغرت بها خصمين ذئبا وثعلبا

ألسنا من الأجناس أفصحهم فما …*… وأسمحهم دينا وأصلحهم أبا؟ بنا درت الدنيا عليهم بخيرها …*… وأخصب منها كل ما كان أجدبا ولدنا وأنجبنا ففزنا عليهم …*… ومن ولد الصيد المناجيد أنجبا فهل أنجبوا فيها (عليا) و (خالدا) …*… و (عمرا) و (معنا) و (ابن قيس) و (مصعبا) وهل أنجبوا مثل (الغزالي) باحثا …*… ومثل (ابن خلدون) خبيرا مدربا؟ وهل أنجبوا مثل (ابن حيان جابرا) …*… وهل جربوا من قبل ما كان جربا وهل نشروا في الكون عدلا ورحمة …*… كأجدادنا أم صيروه مخربا؟ يقاسي من الأرزاء شرا منظما …*… ويلقى من الأهواء ظلما مرتبا اذا لم يكن للعلم دين يقوده …*… تحرف عن مهج الهدى وتنكبا وان لم يكن للمرء دين مسيطر …*… عليه تعدى طوره وترببا فيا معشر الحجاج فزتم برحلة …*… مقدسة تجلو عن القلب غيهبا حججتم بها البيت الحرام وزرتم …*… على إثره القبر الشريف المحببا فطوبى لعبد زار قبر محمد …*… وطوبى لعبد من شذاه تطيبا وطوبى لعبد صادق الدين صادع …*… به لا يبالي أن يقال تعصبا ويا معشر الحجاج لا ريب أنكم …*… كشفتم بحج البيت سرا مغيبا وسرتم فأفضيتم الى باب عالم …*… من النور من أفضى اليه تكهربا عرفتم شعوب المسلمين بمعرض …*… عظيم لهم هال النفوس وأرهبا قضى بولاء المسلمين جميعهم …*… ووحدتهم في الأرض شرقا ومغربا ولو أذعنوا لاسترهبوا الغرب شوكة …*… وكان لهم في كل مؤتمر نبا ولو آثروا الفصحى على لهجاتهم …*… لردوا إلى أحضانها من تغربا! فإن لسان الضاد لم يعز أصله …*… (ليعرب) بين اللسن إلا ليعربا

ألا إن حج البيت عنوان وحدة …*… من الله خطت للحنيفي مذهبا ألا ان حج البيت ريعان دوحة …*… تضم إلى أفيائها كل مجتبى أرى غاية الأبرار في الأمر كله …*… ثوابا بليه الله في الذكر ثوبا فيا أيها الإنسان دنياك صعبة …*… فكن أنت منها في كفاحك أصعبا ويا أيها الإنسان إنك كادح …*… إلى الله كدحا ما خلقت لتلعبا فإن طبت سعيا تلقه عنك راضيا …*… وان سؤت سعيا تلقه عنك مغضبا وحولك آفات من الخلق جمة …*… تنوشك فاحذر أن تصاب وتعطبا ومن فر من بعض العباد لبعضهم …*… فقد فرمن أفعى ليقرب عقربا فكن هاربا منهم الى الله وحده …*… ولم أر غير الله للمرء مهربا

_ صدر القصيدة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، بهذه المقدمة فآثرنا نشرها نقلا عن جريدة البصائر التي نشرت القصيدة ومقدمتها قال رحمه الله: "تلم بشاعر الشمال الإفريقي محمد العيد آل خليفة، في هذا العهد الأخير نوبة نفسية غريبة عن شعراء المادة، وما هو منهم، ولا هم منه، وكان من آثار هذه النوبة في نفسه إيثاره للعزلة عن الناس، وهجره لقول الشعر، وكان من ثمراتها المرة للأمة حرمانها من صوت ذلك الطائر الغريد، وهي تخشى أن تحتد هذه النوبة وتشتد، فتنعكس إلى نزعة صوفية جارفة تقضي على تلك الشاعرية الجياشة بكل شاردة من الحكم، الفياضة بكل بديع من القول- حرام أن تحرم الجزائر من نفثات شاعرها الفذ وحرام أن يبقى شعر ذلك الشعر الفحل غير مدون ولا مطبوع ولكن من المسؤول عن ذلك؟ المسؤول الأول هو الشاعر نفسه فقد أردناه على جمع شعره، وكفيناه مؤنة التصحيح والتعليق والإنفاق، فأبى وتصعب، وتفشى العنر منه وتشعب، وما ذلك في نظرنا إلا أثر من أثار تلك الحالة النفسية التي أشرنا إليها. وهذه القصيدة جديدة مملوءة بالحكم، ترسلها قريحة الشاعر العبقري في الوقت الذي يرجع فيه الحجاج من الحجاز، يهنئ فيها المستحقين بقبول التوبة، وسلامة الأوبة، ويتخلص إلى أفانين من الحكمة والوصف، وليس كل الحجاج يستحقون هذه التهنئة، فمنهم من حج زورا، وعمل منزورا، ورجع موزورا، وأهدى بدنة فكأنما قرب زرزورا. ولكن التجليات التي غمرت الشاعر، ففاضت قريحته بهذه القصيدة هي التجليات الزمنية. فهذا الوقت هو زمن رجوع الحجاج إلى مواطنهم بلا فرق بين الشرق والغرب، ولا فرق بين البار والفاجر، يهنئ الحجاح ولم يهنئ العير، ونوى أصحاب الجنة ولم ينو أصحاب السعير. والدعوات المرسلة تطير إلى أهليها، والصفات المطلقة تتوزع على مستحقيها، ولا جناح على الداعي، ولا على الواصف. وأن عسى أن تنجلى هذه النوبة فيعود محمد العيد إلى عهد استوح شعرك من حنايا الأضلع .. وإلى عهد: (حي حفلا كزخرف الروض عنى …*…) فمتى تعود تلك العهود؟

سلوا التاريخ

سلوا التاريخ نشرت في العدد (114) من جريدة البصائر 1950 ــــــــــــــــــــــــــــــ هجدت فضاع حظي في هجودي …*… ولم أقض اللبانة من وجودي رقدت فضاع في الأحلام عمري …*… كذاك تضيع أعمار الرقود أؤمل أن أرى حظي كبيرا …*… من الحسنى ونجمي في صعود وتنآى بي عن الآمال نفس …*… تنوء بوزرها تحت القيود فيا نفسي عن الكدرات عفي …*… وعودي للصفاء المحض عودي ولا تدعى هموم الدهر تطغى …*… عليك فقد أتى شهر السعود ألم تنفس بمكة في ربيع …*… بأزكى ناشئ أزكى ولود؟ ألم تنفس به طفلا يتيما …*… يتيه على اليتائم في العقود ألم تخضع لليلته الليالي …*… وتعن لمهده شم المهود فديت محمدا طفلا يربى …*… بأحضان العوارف والرفود ومقتبل الشباب يضئ وجها …*… ويزكو في الخلائق والقصود وكهلا داعيا لله حرا …*… يدين بدينه شتى الوفود وشيخا عابدا لله برا …*… وسيم الوجه من أثر السجود يواصل دعوة لله عظمى …*… وينذر باسمها أهل الجحود ويسندها الى عيسى وموسى …*… وإبراهيم قبلهما وهود فما قعدت به الستون عنها …*… وذو الستين يعذر في القعود ولم تخمد عزيمته خطوب …*… تصاب لها العزائم بالخمود

ولما تم دين الله لبى …*… نداء الله ينعم بالمجود وخلف بعده دينا قويما …*… وسلطانا يجل عن الحدود وجندا يفتح الدنيا ويغزو …*… كمثل السيل فاض على السدود ومجتمعا إخائيا تساوت …*… به الأجناس من بيض وسود وأحفادا توارثت المعالي …*… عن الأجداد صادقة الوعود فبورك عمره من عمر بر …*… وبورك لحده بين اللحود عليك أبا البتول سلام عبد …*… قصي عنك يطمح للشهود يناشدك الشفاعة وهي كنز …*… نفيس لا يقوم بالنقود ويرجو منك إقبالا وحاشا …*… لوجهك ان تعاقب بالصدود ألم تك يوم تاب اليك كعب …*… خلعت عليه خالدة البرود؟ عليك سلام شعب فيك يؤذى …*… ويرمى بالتعصب والجمود ضعيف ماله في العيش حظ …*… سوى دمع يسيل على الخدود يشح عليه بالتحرير دهر …*… سخا بالملك حتى لليهود فكاد يبوء بالخسران مما …*… يلاقي اليوم من فشل الجهود وكيف يبوء بالخسران شعب …*… يكن ولاءه لك في الكبود؟ ... بني الإسلام هذا يوم ذكرى …*… معطرة على مر العهود سلوا التاريخ عن أزكى رسول …*… رؤوف في الكتاب بكم ودود وعن دين أقام العدل ركنا …*… وأعلى بنده فوق البنود وأنصف في حكومته فسوى …*… بدعوى سيد دعوى مسود فشا بين الورى في ربع قرن …*… وعم على البسائط والنجود

سلوا إفريقيا عما أتاها …*… مع الإسلام من بر وجود سلوا عن (عقبة) الغازي وعمن …*… تلاه من السرايا والمدود سلوا (أوراس) (1) عن (حسان) قدما …*… وعن غزو الهداة من الجنود وعن اخفاق "كاهنة" تولت …*… وأصلت ملكها نار الوقود فهل للمسلمين اليوم عود …*… إلى ما ضاع من شرف الجدود وهل لرجالهم عزمات صدق …*… إلى الأهداف تقدح كالزنود؟ وهل شعب الجزائر مستفيق …*… من الأحلام مطرح الركود؟ وهل هو بالتحرر سوف يحظى …*… كأمة (ليبيا) أو (كالهنود)؟ ولا يعطى التحرر غير شعب …*… يجيب إلى المعامع حيث نودى سخي بالفدى ان سيم ضيما …*… وخوصم في مطالبه وعودى فليس يهاب زمزمة العوادي …*… وليس يخاف دمدمة الرعود أحقا أن الاستعمار أودى …*… به عدوانه أو كاد يودى اذا فمشيئة المولى تعالى …*… قضت بنشورنا بعد الهمود بني الإسلام أحيوا الدين أحيوا …*… شعائره وأوفوا بالعقود فدين محمد دين الترقي …*… ومجد محمد مجد الخلود

_ (1) أوراس .. مجموعة قمم شامخة من سلسلة جبال الأطلسي، تقع في جنوب قسنطينة، وتشرف شناخبها على الصحراء. وفي سفوحه الصحراوية مات عقبة بن نافع، وفيها تقع القرية المنسوبة إليه، والشاعر العظيم طالما تغنى بهذا الجبل العظيم. أنشد الشاعر هنه القصيدة في ذكرى المولد النبوي الشريف وهي قصيدة جامعة استطرد فيها الشاعر من لون إلى لون كعادته في مطولاته. فمن تحضيض على النهوض، إلى صرخات مستفزة، إلى وصف شائق، إلى تذكير بأمجاد التاريخ الإسلامي، ليخط الأسوة لهذه الأجيال النائمة.

إلى العلم

إلى العلم أنشدت هذه القصيدة في الاحتفال العظيم بتشييد مدرسة التربية والتعليم بمدينة بسكرة، وفي القصيدة من التذكير بالأمجاد، والإلماح إلى الكتب التاريخية ما يحرك الشاعر. وقد قال الأستاذ الرئيس محمد البشير الإبراهيمي في آخر خطبته التي افتتح بها الإحتفال ما لفظه: "ولعلكم في هذا المجلس سترتفعون بالذكريات إلى الماضي الخالد، حين تسمعون من الشعر ما يمثل لكم زهيرا والنابغة في الأولين، وأبا العتاهية والمتنبي في المحدثين، حين تسمعون الوصية ممزوجة بالحكمة مدغمة في النصيحة، معجونة بالفخر من شاعر الجزائر، بل شاعر العروبة والإسلام: محمد العيد". ــــــــــــــــــــــــــــــ أراك بلا جدوى تضج من الظلم …*… الى العلم إن رمت النجاة الى العلم أراك بلا جدوى تضج وتشتكي …*… من الخصم في كل الأمور إلى الخصم فخض في ميادين الحياة مكافحا …*… بمالك من عزم ومالك من حزم ولا تدرع الا المعارف إنها …*… سوابغ ينبو الطعن عنها فلا يدمى رعى الله في أرض الجزائر نهضة …*… مباركة في العلم تسمو الى النجم وترمي الى أهدافها بقصودها …*… موفقة الأنظار صائبة السهم وتنشئ للفصحى مدارس عدة …*… مشيدة البنيان محكمة الدعم قف اليوم بالزيبان وانزل بها على …*… مليكتها واحضر بمحفلها الفخم تجد داعيا للعلم في الصور نافخا …*… وبعثا من الأشهاد يزخر كاليم و (بسكرة الزهراء) (1) تقري جموعهم …*… بكل لذيذ مستطاب من الطعم

_ (1) أراد الشاعر "الزهراء" بسكرة الجديدة و"الغبراء" بعدها بسكرة القديمة، وهي مجموعة قرى عريقة في القدم غريقة في النخل، وفي إحداها أقام ابن خلدون في كنف أمرائها بني مزنى.

وتؤويهم في دورها وقصورها …*… محاطين بالترحيب فيها وبالنعم و (بسكرة الغبراء) تروي عليهم …*… احاديث من إسناد أطلالها البكم تحييهم بالذكريات شذية …*… وتوحى اليهم بالجلال وبالعظم وتملي عليهم من قديم عظاتها …*… دروسا وما المملي سوى دارس الرسم أقام (ابن خلدون) بها غير مرة …*… وحرر فيها بعض تاريخه الضخم وصادف فيها للعروبة دولة …*… وللعلم سوقا في الرواج وفي الغنم وكانت له مشتى جميلا وملجأ …*… حصينا من القهر المبيت والهضم ولم يزل الأحرار في كل أمة …*… يطاردهم قهر الولاة بلا جرم فهل ترجع الأيام سالف عهدها …*… وتنفض عنها ما علاها من الهدم وتجلو لنا آثارها وديارها …*… واخبارها الأولى يقينا بلا رجم أرى من حواليها مخايل جمة مبشرة دلت على وابل سجم أحيي السراة المحسنين صنيعة …*… ببسكرة الساخين بالنائل الجم وأدعوهم للبذل والبذل عصمة …*… لهم ولما شادوه من كل ما يصمي ألم تر ما قاموا به من مبرة …*… تبشر في العقبى بفوزهم الحتم بمدرسة كالطود أعلوا بناءها …*… فكانت حمى للطفل والجاهل الأمي وأما حنونا أو أبا متعطفا …*… لكل يتيم يستجير من اليتم جلوها على الانظار مرصوصة البنا …*… مقومة الهندام موشية الرقم وجادوا بوسمي السخاء فهل نرى …*… ولي سخاء منهم عقب الوسمي هلال بدا في الأفق نرقب أنه …*… يؤول على قرب الى قمر تم وطير بديع لو يضم جناحه …*… إليه لحاز الحسن اجمع بالضم (1)

_ (1) يشير الشاعر إلى أن الذي تم بناؤه إنما هو جناح واحد، ويقابله جناح آخر لم يتم، وقد أبدع في التمثيل بالطير، وفي ذكر الجناحين مع لفظ الضم. إحسان في التصريف وتصوير شعري جميل

تعالوا بني الإسلام للبذل كلما …*… دعيتم إليه في اليسار وفي العدم ولا تجعلوا الآفات للشح حجة …*… فذلك عنوان التسخط والشؤم إذا دامت الأعمال أسفر صدقها …*… وان لم تدم لم تنكشف عن سوى الزعم تعالوا بني الإسلام للحق إنه …*… به قامت الأكوان مسنونة النظم أقيموا حدود الحق في السخط والرضى …*… اقيموا حدود الحق في الحرب والسلم وروضوا على خلق الثبات نفوسكم …*… فقد كان خلق المرسلين أولى العزم وخطوا على الإخلاص أس أموركم …*… وسيروا على نهج السداد إلى القدم وكونوا مع القرآن يهد قلوبكم …*… وخلوا هواكم جانبا فالهوى يعمي ولا توقدوا نار العداوة بينكم …*… وما فحمها غير الوقيعة والشتم وما ماؤها المطفي لكل لهيبها …*… ويحمومها غير الرزانة والحلم ولا تجزموا فيما تظن نفوسكم …*… فأكثر ظن النفس يفضى إلى الاثم ولم أر مثل الصبر للحر حكمة …*… مجربة تجلو له كل طلسم فقد تسفر الأيام عن كل غاية …*… وتكشف بالأحداث ما حيط بالكتم هنالك يحضى المخلصون بغنمهم …*… ولا يستفيد الخائنون سوى الغرم تعالوا بني الإسلام نأس قلوبنا …*… فقد شفها ما لا يطاق من السقم وقل دعاة الحق فينا فلم نجد …*… أساة يداوون النفوس من الوهم تطاول ارباب الغواية واعتدوا …*… حدود الهدف تحميهم سطوة الحكم واصبح ارباب الهدى دون عاصم …*… غريبين في الدنيا كعقبانها العصم لقد طال ليل النائبات عليهم …*… فخاضوا طويلا في دياجيره الدهم ومما شجى قلبي وأحزن مهجتي …*… جماح نفوس للعلا رد باللجم تحن الى نيل الحقوق نفوسنا …*… وتأبى علينا نيلها قوة الغشم

ونقصى عن الفصحى ونلهى بغيرها …*… وليس سوى الفصحى لسان لنا (رسمي) وما نحن إلا من سلالة يعرب …*… فمن رام عنها فصلها باء بالرغم سلام كأزهار الربى طيب الشذى …*… على كل قح في عروبته شهم على العرب الأحرار من كان عاربا …*… ومن باد قدما من جديس ومن (طسم) ومن كان في استعرابه لاحقا بهم …*… نزوعا إليهم في الفصاحة والفهم ومن أتقنوا الفصحى ورضوا علومها …*… بحذق فكانوا من صوارمها الخذم ومن نشروها كاللواء وأكثروا …*… بكل مكان من معاقلها الشم لقد رفعوا رأس العروبة عاليا …*… سلام عليهم في البداءة والختم

تهنئة الأزهر بشيخه الجديد

تهنئة الأزهر بشيخه الجديد قيلت هذه القصيدة في تهنئة الأزهر بمشيخة الشيخ الخضر بن الحسيني الجزائري الأصل، ونشرت في العدد 208 من جريدة البصائر سنة 1952. ــــــــــــــــــــــــــــــ بارق من بوارق الرشد لاحا …*… جر للشرق غبطة وفلاحا حركات التطهير فيه توالت …*… فنفت عنه ضره فاستراحا أكسبته بعد المهانة عزا …*… واستعاضت عن الفساد صلاحا هذه مصر أنكرت ما دهاها …*… فدعت جيشها فخاض الكفاحا لم يرق قطرة من الدم فيها …*… أو يثر غارة ويشهر سلاحا طهر الجيش نيل مصر فما أبـ …*… ـقى به غيلما (1) ولا تمساحا واذا الجيش قام بالحكم عدلا …*… رد للشعب حقه المستباحا واذا نال حقه كل جان …*… عرف الشعب جده والمزاحا نصر الله جيش مصر وأبقـ .. ـاه وأعلى (لواءه) اللواحا انجبت مصر وهي أزكى ولود …*… للمعالي (نجيبها) الطماحا مثلما انجبت بنيها الغيوريـ …*… ـن على مجدها الطهورين ساحا مصطفاها سليل (كاملها) الذا …*… ئع صتا و (سعدها) النضاحا و (عرابيها) الجرىء الذي شـ …*… ـق على الجور غارة ملحاحا رفعت مصر رأسها (بنجيب) …*… عاليا يوم بالرؤوس أطاحا

_ (1) الغيلم: السلحفاة، أو الضفدع.

قد أسا داءها القديم فأمست …*… كل اعضائها المراض صحاحا واذا ما الطبيب بالمبضع المر …*… هف أدمى فآلم الأشباحا فاعذل المدنف المفرط في التطـ …*… ـبيب قبلا لا تعذل الجراحا صوت حق دعا المليك فلبى …*… مسرعا والوزير والفلاحا والإدارات والمعاهد والأحـ …*… ـزاب طرا فعمها إصلاحا وحبا الازهر الشريف رئيسا …*… عبقريا ومصلحا مسماحا واماما مجددا مغربيا …*… رفع المغرب المهيض جناحا هنئ الازهر الشريف بشيخ …*… طاب أنسا به وزاد انشراحا رأس الأزهر الشريف فخلنا …*… سادن البيت أوتي المفتاحا وجلا الحق (بالهداية) حينا …*… فنفى عنه غيمه وأزاحا حارب الجهل والتعب والإلـ …*… ـحاد والدجل والخنا والسفاحا بيراع يفري المشاكل عضبا …*… وحجى يكشف الدجى لماحا حاز آل الحسين (بالخضر) الحـ …*… ـر مدى فخرهم وفازوا قداحا أورث الله منه (طولقة) (1) العر …*… ق وأورى بنفطة المصباحا (تونس) تقبل التهاني نشوى …*… وتهادي (الجزائر) الأفراحا ان كلتا الأختين من خمرة البشـ …*… ـرى تعاطت على الصفا أقداحا قد طوى سبعه وسبعين عاما …*… ناشرا نور علمه وضاحا (2)

_ (1) طولقة (بالقاف المعقودة) واحه ثرية المياه تابعة لبسكرة عاصمة الصحراء في جنوب قسنطينة. وأصل عائلة الشيخ الحسين من هذه الواحة، ودارهم بها معروف إلى الآن، وهاجر أبوه بعد سنوات من الاحتلال الفرنسي للجزائر إلى الجريد في الجنوب التونسي. (2) ولد فضيلة الأستاذ محمد الخضر بن الحسين شيخ الأزهر في سنة 1293هـ 1875م ببلدة (نفطة) من عمل الجريد بالقطر التونسي، وأصل عائلته من بلدة طولقة بجنوب عمالة قسنطينة في القطر الجزائري فهو حفظه الله تونسي النشأة جزائري الأسرة.

رائع المنشآت يفتن كالرسـ …*… ـام فيها ويعرض الألواحا طيب الخلق طيب الذكر كالريـ …*… ـحان يذكى أريجه نفاحا مد في عمره الاله وأبقا …*… هـ منارا لنا وبدرا لياحا يا بني الأزهر المبارك طلتم …*… أيديا عصت الربى والبطاحا انما الازهر المبارك روض …*… بث في الكون طيره صداحا فاستطيبوا بطيبه واستظلوا …*… دوحة فيه فاقت الأدواحا قد رمى شيخكم بكم مطلع النجـ …*… ـم فسيروا خطا إليه فساحا يا بني الأزهر المبارك انتم …*… السن الدين فانشروه فصاحا ان للأزهر الشريف رسالا …*… ت أراكم لمتنها شراحا واذانا على الأقاليم غدا …*… ء بأصوات وعضكم رواحا أنتم ذادة الهدى من رميتم …*… من عداكم أثخنتموه جراحا قد ظهرتم بسنة لاسنان …*… وشهرتم صحائفا لا صفاحا وكفى بالبيان والحجج الغر …*… اء منكم صوار ما ورماحا أذكرونا في الزاحفين فإنا …*… قد شهدنا صفوفكم أرواحا يا بني الشرق أكرعونا من العلـ …*… ـم فقد در في ثراكم قراحا قد بعثنا البعوث من فتية القطـ …*… ـر الى الشرق رادة نزاحا وبعثنا البعوث من ساسة القطـ …*… ـر ينيرون حقه إيضاحا وبعثنا (الفضيل) (1) أجرأنا قلـ …*… ـبا وأقوى دعاتنا إفصاحا كم به طوح الزمان طويلا …*… فتحدى زمانه الطواحا وتصدى له العدو ولكن …*… كان اقسى على العدو جماحا!

_ (1) الأستاذ الداعية الإسلامي الكبير الشيخ الفضيل الورتلاني (رحمه الله وطيب ثراه).

وبعثنا (البشير) (1) مدرهنا الند …*… ب وسحباننا لكم سواحا سافراعن منى البلاد سفيرا …*… بخفياتنا لكم قد باحا معربا عن معارف واسعات …*… قلدته من الثناء وشاحا واجدا حيث حل نزلا كريما …*… ورفاقا تمد للود راحا وعيونا ترنو إليه جلالا …*… وقلوبا تهفوا إليه ارتياحا وبعثنا سلائل المغرب الأقـ …*… ـصى وفتيان تونس النصاحا ينشدون الحقوق في الشرق لما …*… وجدوا الغرب لا يجيب اقتراحا إن في الغرب بالمواعيد قوما …*… أسخياء وبالحقوق شحاحا انكر الغرب حقنا وهو يبدو …*… كسنا الزند في الدجى قداحا كلما لاح حقنا من بعيد …*… قطب الغرب وجهه وأشاحا قد رأينا الشعوب بالقيد تمنى …*… ثم يسمي لها الفكاك متاحا ورأينا السجون تعمر بالاسر …*… ى وتخلى فينعمون سراحا ورأينا الذين بالليل ناموا …*… فأطالوا يستيقضون صباحا وعجبنا لربة الديك تلحى …*… من صحا من كراه والديك صاحا من يقل بالبراح من أي قطر …*… رازح تحتها تقل لا براحا كل يوم تبدى اشتدادا وعنفا …*… فمتى تظهر الرضى والسماحا رب قد سار فلكنا يمخر البحـ …*… ـر إلى قصدنا ويشأو الرياحا فاحفظ الفلك من مداهمة المو …*… ج وأرشد الى الهدى الملاحا أنت أودعت ني الهدى كل خير …*… من أصحاب الهدى أصاب النجاحا

_ (1) الأستاذ الكبير الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء (طيب الله ثراه).

بشرى للجزائر

بشرى للجزائر نشرت بالعدد 249 من جريدة البصائر سنة 1953م. ــــــــــــــــــــــــــــــ هات البشائر للجزائر هاتها …*… إن الجزائر أبصرت غاياتها عقدت لها عزماتها فمن الذي …*… غير الاله يحل من عزماتها؟ وتدفقت كالسيل ليس يردها …*… خذلان قرباها وظلم عداتها لولا كوارث بين جنبيها جرت …*… لعددت هذا اليوم عيد حياتها مراكش امتحنت وتونس روعت …*… وهما المقربتان من أخواتها الله اكبر هؤلاء جنودها …*… لبوا لنجدتها نداء دعاتها نفروا الى الميدان ليس سلاحهم …*… الا عزائمهم بحد شباتها ميدان بذل بالمكارم زاخر …*… تتسارع الايدي به لهباتها اليوم يوم المحسنين فمرحبا …*… بوجوههم والغر من قسماتها اليوم يوم المحسنين فمنهم …*… نرجو من الآلاف بذل مآتها أين الذين يجاهدون بمالهم …*… في نفع أمتهم ودفع أذاتها المال قبل النفس واقرأ إن تشأ …*… سور الكتاب تجده فى آياتها دار التلاميذ البهيجة أصبحت …*… تستقبل الضيفان في غرفاتها وتهيأت لتضم نحو الألف من …*… أبناء معهدها الى حجراتها فغدا ستطلعهم برائق أفقها …*… مثل البدورتنير في هالاتها ونرى بها الأشبال وهي قريرة …*… في الأمن تنعم تحت حضن لباتها

من سره أن يطمئن مثابة …*… ويصح من أبنائنا فليأتها يا ابن الجزائر خل بؤسك واغتبط …*… رشدت بلادك فاسع في مرضاتها أسفي عليك تنازعتك عوامل …*… شتى اراك تئن من إعناتها واستأثرت بك نوبة حزبية …*… جئت الكبائر تحت تأثيراتها سامح بلادك واعف عن أحزابها …*… واقبل طوائفها على علاتها من كان مشغوفا بحب بلاده …*… لم يكشف الأستار عن عوراتها فادع الجميع لوحدة شعبية …*… نفي المصائب عنك في إثباتها لا تحص لي الأشياع تستكثر بها …*… في أمة قطعت حبال صلاتها أجدى الحساب لأمة مغلوبة …*… في طرح فرقتها وجمع شتاتها حسب الجزائر نهضة فكرية …*… كالكهرباء سرت بكل جهاتها واشكر مساعي هيئة علمية …*… نوامنا انتبهوا على أصواتها سقت المغارب من مناهل علمها …*… وإلى المشارق أرسلت بعثاتها سيحصلون من المعارف لبها …*… كالنحل تجني الحلو من ثمراتها ويبادرون إلى الرجوع لأرضهم …*… لعلاج مرضاها ونذر غواتها مارد للأوطان سابق برها …*… من سلحته فلم يخف غمراتها يا معشر السروات هذا محفل …*… نهضت به الآمال من عثراتها فتبرعوا بالمال فيه لمعهد …*… حر ودار أسندته بذاتها وتسابقوا في الصالحات فإنكم …*… اهل لنيل السبق في حلباتها (وقل اعملوا) اوصى الإله بها فمن …*… يعمل له حسنى ينل حسناتها انتم صناديد الجزائر فابعثوا …*… مجد الجزائر واهتفوا بحياتها!

_ كتب الأستاذ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي على هذه القصيدة- هذا التعليق- احتفلت جمعية العلماء الجزائريين يوم 8 نوفمبر 1953 بافتتاح إحدى مؤسساتها العظيمة، "دار الطلبة" التابعة لمعهد عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة، المخصصة لسكنى طلبة المعهد، وقد تم تشييدها على نمط عصري صحي في موقع عظيم من مواقع قسنطينة التاريخية، وقد جهزت تلك الدار بجميع اللوازم المريحة للطالب، من أسرة ودواليب ومطابخ ومسخنات للتدفئة، وتيسير المطالعة على الطالب، وكان يوم الإحتفال يوما مشهودا تمثلت فيه الجزائر العربية المسلمة بمقاطعاتها الثلاثة، كما اشتركت فيه الوفود من تونس وغيرها. وتجلت فيه عظمة جمعية العلماء، وعظمة الشعب المستجيب لدعائها. وفي هذا الاحتفال المؤثر المهيب الذي هو إرهاص لما بعده من أحداث وطليعة من طلائع الثورة الحالية وقف الشاعر فألقى هذه القصيدة في جو فياض بالإحساسات الجياشة. القاهرة: محمد البشير الإبراهيمي.

تحية المسلم الجديد "بنوا على سليمان"

تحية المسلم الجديد "بنوا على سليمان" نشرت في العدد 266 جريدة البصائر سنة 1954م ــــــــــــــــــــــــــــــ زفت إليك عرائس الإلهام …*… فطرحت عنك بوالي الأوهام وبحثت في الأديان بحثا منصفا …*… فجنحت بعد البحث للإسلام هذا هو الكنز الدفين كشفته …*… ببصيرة نفذت وفكر سامي (بنوا) لقد أبليت في حرب الهوى …*… حسنا وما باليت باللوام ونصرت في باريس دين محمد …*… بصراحة برئت من الإبهام لو كان للاسلام فيها دولة …*… مرعية رفعنك فوق الهام بهرتك (ظاهرة) بدت من (مالك) …*… فجلت دجاك ببرقها البسام (1) إني أراك علوت قومك رتبة …*… و (سلمت) من شرك ومن إجرام (2) فالحق بـ (إتيان) و (جونسو) رفعة …*… وكرامة واخلد على الأيام (3) هذا هدى من قام مضطلعا به …*… أم الرجال وشم كالأعلام (سلمان) فاق الفرس أجمعهم به …*… و (صهيب) فاز به على الأروام وبلال ساد به على الأحباش ما …*… دوى الآذان بمطرب الأنغام (بنوا) بنو الإسلام من أقطارهم …*… حيوك بالترحيب والإعظام

_ (1) إشارة إلى كتاب (الظاهرة القرآنية) الذي ألفه الأستاذ مالك بن نبي واستعان به هنا المسلم الجديد على تحقيق مباحثه الإسلامية. (2) إشارة إلى اسمه الجديد: (علي سليمان). (3) هما المسلمان الفرنسيان: نصر الدين أتيان ديني، وعبد الكريم جونسو.

أنت الفرنسي الحنيف فمرحبا …*… بك من شقيق راجب الإكرام الدين إذعان لرب واحد …*… سبحانه هو غافر الآثام ولكل قوم شرعة مسلوكة …*… والأنبياء أدلة الأقوام فمحمد من بعد عيسى في الهدى …*… من بعد موسى هم ذوو أرحام لكن محترفي الديانة حرفوا …*… أحكامها ومسيطرى الحكام (بنوا) أمامك واجب فانهض به …*… متقلدا ذكراك كالصمصام إن الحقيقة أصبحت مهضومة …*… في الغرب تحت مواطئ الأقدام جلجل بها كالرعد غير مجمجم …*… وازأر بها غضبان كالضرغام واغز العقول بعدة علمية …*… بالحق ظاهرة وبالإقدام كم معقل للوهم والتضليل لم …*… تنسفه غير قنابل الأقلام إسلام (بنوا) حجة قامت على …*… أسرى العقول مضللي الأفهام المسلمين الساخرين بدينهم …*… تبعا لمن كفروا من الأعجام الساقطين هوى على شهواتهم …*… صرعى كمن عكفوا على الأصنام لو أنهم فحصوا الأدلة لاهتدوا …*… في بحثهم لفواصل الأحكام ما أنت يا إنسان إلا هادف …*… لمداك طبق سوابق الأقسام بيد الإله زمام أمرك كله …*… فإذا أصبت هداك فهو الرامي من أدركته من الإله تاية …*… خلعت عليه مطارف الإنعام

في يوم باتنة العظيم

في يوم باتنة العظيم القصيدة التي ألقاها الشاعر محمد العيد يوم 5 سبتمبر1954 الموافق لـ 8 محرم 1374 بمناسبة افتتاح مدرسة باتنة العربية الحرة التابعة لجمعية العلماء. ــــــــــــــــــــــــــــــ حثثنا نحو باتنة المطايا …*… وجئناها نزف لها التحايا ونهديها تهانيء طيبات …*… تنم على عواطفنا شذايا ونذكرها روائع ذكريات …*… كوامن في جوانحنا خبايا ونتلو والشواهد ساطعات …*… فواصل من محامدها جلايا أليست دار إحسان وحسن …*… على البلدان فائقة المزايا أليست أخت (أوراس) المعلى …*… وجارة (توقر) الخصب الحنايا أليست مهد شعب أريحي …*… سخي بالندى سمح السجايا حفي بالعلوم وناشريها …*… وفي بالمواثق والوصايا سلام أيها الشعب المجلى …*… بميدان العوارف والعطايا وهذا عيدك العلمي وافى …*… فأعلن عن مكارمك الخفايا نزيلك أكرم النزلاء فانهض …*… وقدم ما يجل من الهدايا لقد أصغى إليك الدهر أذنا …*… ليروي ما تسجل من قضايا فسجلها له آثار صدق …*… مخلدة بأيديك السخايا ولا تسجيل للآثار إلا …*… ببذل المال أو بذل الضحايا بنيت لنشئك الميمون حصنا …*… يقيه الزاحفات من الدنايا وينشئه أبيا يعربيا …*… حنيفي العقائد والطوايا

تبوأه لانتاج وسعي …*… كما تتبوا النحل الخلايا ووقع فيه ألحانا حسانا …*… فأبدع (أرغنا) فيها (ونايا) نفوس النشء تقبل كل خير …*… فقد جبلت على الفطر النقايا فثقف أيها الأستاذ واطبع …*… نفوس النشء بالصور البهايا ولا تيأس من الثمر المرجى …*… فإن ثراك مخضر الحشايا وكيف يموت شعب عبقري …*… به الفتيان تنبغ والفتايا ولي وطن حبيب لي خصيب …*… وقفت على محاسنه هوايا وكنت له من الأحرار عبدا …*… له روحي وما ملكت يدايا اذا آنست من بلواه نارا …*… فإني قد وجدت بها هدايا أصابك يا جزائر عهد سوء …*… ظللنا بائسين به خزايا أعيدي للورى عهدا سنيا …*… رقيت به إلى الرتب السنايا وشاع العدل فيه وذل حكما …*… فأحرزت الرعاة رضى الرعايا ولا تخشي رزايا فيك طالت …*… مدى فستنجلي عنك الرزايا وتنقشع المظالم بائدات …*… على صوت المطالب والشكايا وتزدهر المعارف كاشفات …*… مجاهل من مآثرنا غبايا وما للجهل بقيا في بلاد …*… لغنم العلم عبأت السرايا لقد بدت الظواهر بينات …*… بأن الشعب وفق فيك غايا تنافس في مدارسه فكانت …*… أدل شواهدا وأجل آيا وآوى الناشئات إلى حجور …*… على الصبيان تحنو والصبايا سترتضع اللبان بها غزارا …*… وتكترع الكؤوس بها روايا وتنشأ راشدات مرشدات …*… تقود إلى الهدى الشيع الغوايا

تذود عن الجزائر مرهقيها …*… وتحيا في أراضيها رضايا ولا أشهى لأحرار المبادي …*… من التحرير للنسم السبايا بلادي لا تركت إلى بغاة …*… تشينك بالفساد ولا بغايا أغذي للمعالي السير وامضي …*… ولا تهني بجهدك أن تعايا فنحن يداك في كسب المعالي …*… ونحن فداك من كل البلايا بنا مقدارك العالي تسامى …*… وفينا مجدك البالي تحايا ونحن سلائل الحنفاء دينا …*… ورثناهم يدا وفما ورايا علينا من مخائلهم ظلال …*… وفينا من شمائلهم بقايا ويا أحرار باتنة استعدوا …*… لتذليل الصعاب من الثنايا حذار من الشقاق فإن أقمتم …*… عليه عصاكم انكسرت شظايا وكم جر الشقاق إلى دواه …*… وسول في خصومته خطايا خذوا بالعروة الوثقى وشدوا …*… مواثقكم بإخلاص (النوايا) ولا تلهوا عن الأهداف وامضوا …*… إليها كالسهام من الرمايا فما فوق البسيطة غير سوق …*… على الغدوات تعمر والعشايا يجاهد كل ذي أمل عليها …*… إلى أجل وتطويه المنايا وتنشر ذكره الدنيا دليلا …*… عليه وتلك عاقبة البرايا

تحية شاعر إلى الرئيس جمال عبد الناصر

تحية شاعر إلى الرئيس جمال عبد الناصر نشرت بمجلة المعرفة لوزارة الأوقاف الجزائرية في العدد الثاني بتاريخ صفر 1983هـ جوان 1963م ــــــــــــــــــــــــــــــ أقبل على البشرى ويمن الطائر …*… وانزل فأهلا بالنزيل الزائر واجلل شفاء للضنى ومسرة …*… ملء الفؤاد وقرة للناظر وأقم فأنت محل حسن رجائنا …*… وضياء أبصار لنا وبصائر إن العروبة دوحة لم تنمنا …*… الا فروعا لا تلين لكاسر مهما تسر باسم العروبة خطوة …*… كنا بجنبك في الركاب السائر إن الجزائر أخت مصر تلاقتا …*… في شعبنا المتواصل المتزاور لا فرق في أقطارنا وديارنا …*… ما بين مصري بها وجزائري بشرى العروبة بابنها البر الذي …*… وصل القرابة بالولاء الجابر هذا (صلاح الدين) منصف خصمه …*… أم (كامل) رب البيان الساحر؟ هذا (جمال الدين) حر الفكر أم …*… هذا جمال الشرق (عبد الناصر) أهلا وسهلا بالكفاح مجسما …*… والعبقرية في المثال النادر اليوم تأخذ ثورة عن ثورة …*… اسمى العهود، وثائر عن ثائر اليوم يلقى (عقبة من نافع) …*… فوق الجزائر (عقبة من عامر) عهد العبادلة استعاد فتوحه …*… فالصحب فيها وراد عن صادر وجنود (عقبة) عبر إفريقية …*… تطوى الفجاج بمنسم وبحافر الله أكبر عاد عهد (محمد) …*… والراشدين وباد عهد الكافر

يا قائد العرب الذي عن فتحهم …*… ورث الممالك كابرا عن كابر إن الجزائر رحبت بك واحتفت …*… وأتتك في جمهورها المتباشر حفت إليك جموعها محشورة …*… ما غير فرحتها لها من حاشر إن الجزائر بوأتك بأرضها …*… أكباد أحرار بها وحرائر ضحكت حدائقها إليك بزهرها …*… وثمارها ضحك الحبيب السافر واهتز شاطئ بحرها لك عازفا …*… ومصفقا بهدير موج زاخر وعنت شواهقها لمجدك خشعا …*… ورنت إليك بكل شوق ظافر وتكلم (الأوراس) عنها خاطبا …*… ود (المقطم) باللسان الشاكر واستقبلتك سهولها وحقولها …*… وربيعها الزاهي بحسن مناظر وبدت لك الصحراء في فردوسها …*… من باطن تؤتي الغلال وظاهر طابت ظلال نخيلها لنزيلها …*… واعذوذبت أعذاقها للتامر فترى النخيل بأرضها مجلودة …*… مثل العرائس سادلات ضفائر والحافلات بطرقها تطوي الفلا …*… طيا كغزلان بها وجآذر والطائرات تحوم في أجوائها …*… كطيورها من وادع أو كاسر والنفط في قنواتها يجري كما …*… تجري الجداول عب غيث هامر فاليوم نجني من خصائص أرضنا …*… ما عز من غلل بها وذخائر إن الجزائر قد تساوى كل من …*… في حكمها من عامل أو تاجر واستثمر الفلاح كد يمينه …*… فنجا به من كل فقر فاقر وأزال حكم الشعب كل معمر …*… غصب البلاد ومستغل فاجر ففقيره كغنيه وضعيفه …*… كقويه وكفيفه كالباصر كم من بنين من التشرد أنقذوا …*… كم من بواد شيدت كحواضر

الاشتراكيون ساد نظامهم …*… ومضى بلا رجعى احتكار الحاكر قوم أبوا إلا التقشف عيشة …*… والعدل حكما والرضى للصابر وإذا قسى حكم الطبيب فوصفه …*… شاف وجروح الطب ليس بضائر واذا الطريق تمهدت وتوطدت …*… للسالكين فلا لعا للعاثر إنا هنا نحمي (الجزائر) بالفدى …*… ونذود عنها بالسلاح الباتر أعقاب (عقبة) في الجهاد و (طارق) …*… أقران (مقراني) و (عبد القادر) قوم اذا دجت الخطوب تجملوا …*… وتحملوا البلوى ببأس قاهر من غاب عنهم عوضوه بكفئه …*… ورعوا مئاثره بقلب ذاكر ثرنا على المحتل أعظم ثورة …*… ذهبت بدولته كأمس الدابر ثم اتخذنا للعروبة دولة …*… منا دعمناها بعقد خناضر هذا (جمال) زارنا متلطفا …*… في عهدها فأثار أنس الخاطر أهلا به وبركبه وبصحبه …*… اهلا بكل مساند ومناصر يا رائد العرب استقمت على الهدى …*… وأقمت أعلام الهدى للحائر صنت العروبة من عوامل نقضها …*… وجمعت شمل نظامها المتناثر الوحدة الكبرى وضعت أساسها …*… في وحدة نظمت ثلاث أواصر وبدت كواكبها الثلاثة قرة …*… للعين زهرا في اللواء الزاهر بالأمس (مصر) و (العراق) و (سوريا) …*… واليوم موعد ركبنا المستأخر إنا مع اليمن اعتزمنا رحلة …*… باليمن في الفلك السعيد الدائر فالمغرب العربي أصبح كاسمه …*… للعالم العربي خير مظاهر والعالم العربي أمسى وحدة …*… قومية في عنصر متظافر فمن الخليج الثائر انتظمت عرى …*… عبر الشمال إلى المحيط الهادر

وكأنما هي حلقة قد أفرغت …*… لم يدر منها أول من آخر يا فحل مصر أثرت مصر وشعبها …*… وأدرت دولتها بحذق ماهر (فلسفت ثورتك) الحكيمة بالحجى …*… ورعيت وجهتها بطرف ساهر وأقمت برهانا عظيما باهرا …*… من سد (أسوان) العظيم الباهر وصمدت كالطود الأشم مرابطا …*… في (بور سعيد) وخاب كيد الغادر فاليوم مصر منارة مرموقة …*… في أوجها مرفوقة بمنائر ركبت صواريخ الفضاء وسابقت …*… شهب السماء بـ (ظافر) وبـ (قاهر) (قال الرئيس) (1) كفى به لك شاهدا …*… كم ضم من درر غلت وجواهر خصصت كتبك للدفاع مكافحا …*… للغرب واستعماره المتآمر وأبنت عن روح العدالة باحثا …*… عن كل مجتمع سليم قادر وكشفت ما نكبت به (إفريقيا) …*… من حكم إقطاع وميز عناصر وفضحت إسرائيل فيما أضمرت …*… أو أظهرت من شرها المتطأير فمتى نرى شعب العروبة آمنا …*… في الأرض من شعب اليهود الخاسر ونرى (فلسطين) استعادت عهدها …*… والى حماها عاد كل مهاجر ونرى اليهود جلوا هناك كما جلوا …*… عن أرض يثرب في الزمان الغابر السافكين دم النبوة شقوة …*… والساجدين هوى لعجل السامرى وافاك عيد النحر ضيفا عند من …*… يلفاك محتفيا كأول ناحر (2) فاسلم به واغنم حياتك طيبا …*… وانعم بعمر بالجلائل عامر واليك من وحي الضمير قصيدة …*… زفت إليك مع البريد الضامر وبدت غضيض الطرف منك حيية …*… فاسدل عليها منك ستر العاذر

_ (1) قال الرئيس: اسم كتاب جمع كثيرا من خطب الرئيس جمال عبد الناصر ومقالاته. (2) أول ناحر: هو حبيب الأضياف ومكرمهم سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام.

ما قصدها الا رضاك بها وما …*… عنوانها إلا تحية شاعر! حياك عن شعب الجزائر نائبا …*… وأشاد باسمك غائبا كالحاضر لا زلت يا وطني المفدى ملهمي …*… شعر الحبيب ومستثير مشاعري ما انفك قلبي هائما بك مثلما …*… بالعامرية هام قلب العامري أصبحت يا وطني المفدى موسما …*… لمواكب الدنيا وعيد بشائر بالأمس زارك عاهل مترفق …*… للمغرب الأقصى بركب فاخر واليوم زارك قائد متفوق …*… من مصرمكتنف بوفد ظافر يا أمة العرب اسلكي سبل العلا …*… ذللا وأبدي عن جناها الناضر إن الحياة تجددت طاقاتها …*… وتعددت ذراتها للخابر قد آن أن تلدي النوابغ مثلما …*… أنبغت منهم في الزمان الباكر مثل (ابن رشد) و (ابن خلدون) به …*… وطبيبك (الكندي) فيه و (جابر) ما كان حبك غير حب محمد …*… فخر العروبة و (الكتاب) الطاهر إن الذي أعطاك حكمة رسله …*… أعطاك عزتهم بفضل وافر مهما امتحنت فأنت انت شهامة …*… وسمو أهداف وكسب مفاخر هيهات أن ترقى لشأوك أمة …*… في نبل أخلاق وحسن مآثر

العروبة أمتنا الكبرى

العروبة أمتنا الكبرى ألقيت هذه القصيدة، في الاحتفال الذي أقيم بمدينة (باتنة) على شرف البعثة الأزهرية ونشرت بمجلة المعرفة لوزارة الأوقاف. عدد (14) ربيع الثاني 1384هـ أوت 1964م. ــــــــــــــــــــــــــــــ بشرى لشعب بالعوارف …*… يرفد وإليه أعلام المعارف توفد ألقى السلاسل كلها متحررا …*… ولطالما آدته وهو مقيد باهى بثورته الشعوب ولم يزل …*… لله بعد نجاحها يتحمد يجزى جميع الأوفياء له بها …*… شكرا وأوفى الأوفياء المسعد وأخصهم بالشكر جمهورية …*… عربية في حكمها تتوحد يا مصر أنشأك الاله كنانة …*… مثلى سهامك للسداد تسدد إن الذي حلاك حلية خلده …*… لك بالحضارة من قديم يشهد ما أنت الا ربوة بقرارها …*… ومعينها تحلو الحياة وتسعد هذا قديمك كان يزخر بالغنى …*… وبسدك العالي غدا سيجدد فالنيل سوف ينيل أرضك ثروة …*… كبرى بها شأن الصعيد سيصعد إن (الكناني) (1) المبارك عندنا …*… ليحج كالبيت العتيق ويقصد كم فيه من متعلم يجني لنا …*… ثمر العلوم وناسك يتعبد لا زال (شلتوت) الامام يديره …*… وينيره تفكيره المتوقد شكرا له ولكل تلميذ له …*… يروي فنون العلم عنه ويسند

_ (1) الجامع الأزهر.

من كل منطيق اللسان كأنه …*… سحبان يرغي بالبيان ويزبد أو كل صديق الجنان كأنه …*… لقمان يوصى بالعظات ويرشد والأزهري إذا انبرى متكلما …*… فله الكلام موطأ وموطد يبري القلوب الغلف من صدإ الهوى …*… نصحا كما يبري الحديد المبرد ويعالج المهج المراض بوعظه …*… متطببا يأسو الجراح ويضمد ما أجدر العلماء ان يعنى لهم …*… ويطاع أمرهم الأسد الأرشد فهم الملوك ولاؤهم لا ينقضى …*… والأغنياء ثراؤهم لا ينفد في كل عهد غابر أو حاضر …*… عرش يشاد لهم وتاج يعقد يا موكب العلم المنير تحية …*… من شاعر يرعى الصنيع ويحمد أهل الجميل لديه أهل جزائه …*… لا كان من ينسى الجميل ويجحد فنضالكم ردء لنا و (جمالكم) …*… في زحفنا علم لدينا مفرد نعماؤكم نصب العيون فشكرها …*… أبدى المحيا عنه والفم واليد إني أرى بكم الجزائر أخصبت …*… رغدا وتثقيف المدارك مرعد وارى بكم تغريبها متبخرا …*… وأرى بكم تعريبها يتجسد وأرى جميع ربوعها قالت لكم …*… أهلا وسهلا فالمقام ممهد ورياضها رفعت إليكم زهرها …*… وهفا إليكم غصنها المتأود وغياضها حفت بكم أشجارها …*… وحمى حماكم شعبها المستأسد أنتم بباتنة دعائم حكمة …*… رسخت فباتنة بكم تتمجد الرأس منها للعلا متشامخ …*… والوجه منها بالرضى متورد قد ضمكم (أوراسها) متعطفا …*… متألفا وهو الأشم الأصيد أنتم ضيوف رحابه وبحسبكم …*… أن المضيف (مصطفاه) (1) الأمجد

_ (1) مصطفى بن بولعيد، بطل الثورة في المنطقة.

الثائر الفادى الذي سن الفدى …*… لبني الجزائر فاقتفوه وقلدوا هذا الحمى حرم له ولكل من …*… في ظله اغتنموا الفدى واستشهدوا ثاروا على الأعداء أعظم ثورة …*… تاريخها سامي الجلال مخلد ضحوا على أعتابها أرواحهم …*… لله قربانا ونعم المعبد هجروا لها ابناءهم ونساءهم …*… وديارهم ولما رجوه تجردوا وزكت سرائرهم بها وقلوبهم …*… فكأنما في كل قلب مسجد شهداؤنا الأبرار أعلام الهدى …*… ومعالم الحسنى بهم نسترشد تمضي السنون وذكرهم أنشودة …*… في كل حنجرة لنا تتردد إن الشهيد مخلد الذكرى له …*… نصب لدينا في القلوب مشيد حسب الشهيد رضى الإله كرامة …*… ورضى الإله هو العلا والسؤدد تسمو إلى الافاق رفعة قدره …*… فترى الثريا دونه والفرقد يروى لنا القران قصة فضله …*… لا (الأصمعي) يقصها أو (عجرد) فحياته في النشأتين حياته …*… يحيا ويرزق وهو ميت ملحد وثوابه عند الإله مضاعف …*… بشرى ومغفرة وعيش أرغد يا سادة سادوا الزمان وأهله …*… علما ومن هو دون علم سيد؟ غذوا المدارك بالمعارف إنها …*… ضمأى وبعثة مصر نعم المورد وتعهدونا بالنصائح إننا …*… لنجل كل أخ بها يتعهد فاجلوا بإثمدها بصائر شعبنا …*… إن النصيحة للبصيرة مرود مرت بنا محن لنا في طيها …*… منح يفوز بكسبها من يصمد لم يرض فيها أن يطاطئى رأسه …*… شعب لغير إلاهه لا يسجد مهما اصطلى بلوى بدا ياقوته …*… فهو المبيد لنارها والمخمد

حتى جنى استقلالها متكاهلا …*… نضجا كما يهوى النضال وينشد ونجا بقوة صبره مستنجدا …*… والصبر في البأساء منج منجد واذا نما الإيمان ذل لبأسه …*… بأس الحديد وذاب منه الجلمد لستم هنا غرباء بل في أرضكم …*… ودياركم إن الغريب المبعد ما نحن إلا إخوة من أسرة …*… كرمت أرومتها وطاب المحتد الملة السمحاء آصرة لنا …*… فوق الأواصر والعروبة مولد هيهات تقدر أن تفرقنا يد …*… والله يجمع شملنا ومحمد إن العروبة امنا الكبرى التي …*… في الأمهات نظيرها لا يوجد قد أنجبتنا كالسيوف مواضيا …*… في الضرب عضب كلنا ومهند إنا بنو الهيجاء نصلي نارها …*… من يستبد من العدى أو يفسد مهما جبهناهم بها ذاقوا الردى …*… وأصحابهم منا المقيم المقعد نبني العروبة من جديد قلعة …*… من حولها قصف المدافع يرعد فلتحي وحدتنا بها في منعة …*… ومن المحيط إلى الخليج تمدد ولتحي مصر مع الجزائر في رضى …*… ومحبة وصداقة تتأكد وليحي شعبانا كشعب واحد …*… وكلاهما متقرب متودد وليحي في ظل العروبة ودنا …*… ملء القلوب وعهدنا المتأبد

يا فتية العلم شدوا العزم

يا فتية العلم شدوا العزم هذه القصيدة حيا بها الشاعر طلبة شمال افريقيا المسلمين عند انعقاد مؤتمرهم الثاني بعاصمة الجزائر وألقاه عليهم في حفلة تكريمية بنادي الترقي في 27 أوت سنة 1932م وقد نشرتها جمعية الطلبة بنشرتها السنوية في نفس الوقت. ــــــــــــــــــــــــــــــ اليوم أسدي على نول من الأدب …*… مطار في من خيوط الشمس للشهب اليوم أهدي تحياتي وموعظتي …*… إلى العباقرة الصيابة النخب النازلين كقطر الغيث منسكبا …*… في ظل قطر لهم بالبشر منسكب الزاحفين لغارات النهى طلبا …*… والجامعين عليها الهم في الطلب كم في الشمالي من إفريقيا كرب …*… وهم كتائبه الفراجة الكرب بروه نشأ ورباهم أبا فهم …*… في أرضه خير نشء تحت خير أب يا فتية طلعوا كالزهر في وسط …*… كالأفق جالت به الأكدار كالسحب النجدة النجدة ارعوا للشمال يدا …*… عليكم فهو بين النزع والعطب هزوا القلوب قنا واعلوا النهى حصنا …*… وأنقذوه سراعا من يد الغلب ألستم نسل آباء به سلفوا …*… كانوا له وزرا عن غارة النوب وإذا أعد له (عثمان) عدته …*… وإذ رماه من الأصحاب بالنجب وما غزا (ابن أبي سرح) ممالكه …*… حتى هوى عرش (جرجير) من الرهب غدت عليه من الأصحاب غادية …*… فأسفرت فيه عن فينانة عجب عقيدة ما لها بالشرك من صلة …*… وسلطة ما لها بالظلم من سبب ومنطق في اللها ساغت روايته …*… كأنه في اللها ضرب من الضرب

وألف الله في إفريقيا نسبا …*… حرا وحسبك بالإسلام من نسب سل (عقبة) يوم سل السيف مقتحما …*… أدغالها وغزا الرومان بالعرب بأي برنامج أو أي داعية …*… أو أي عين سرى بالجند في الشعب هي العزيمة إن جدت وإن صلبت …*… في المرء نال بها ما شاء من رتب كأنها فلك نوح في المسير بها …*… فخض بها واقتحم ما شئت من عبب يا فتية العلم شدوا العزم راحلة …*… وامضوا كدأبكم المحمود في الدأب اليوم سعي عليكم واجب وغدا …*… عز لكم واجب وعد بلا كذب وفي الجزائر منكم قد سرف أمل …*… لما حللتم بها كالبرء في الوصب يهنيكم ما لكم في العلم من نظم …*… وما تكبدتم فيها من التعب لقد خلدتم خلود الراسيات بها …*… في الأرض فازروا على الأيام والحقب وواصلوا السعي فيها وانعموا أملا …*… فإنكم قد ذخرتم أعظم القرب

دعاك الأمل

دعاك الأمل نظم الشاعر هذه القصيدة في تلمسان بمناسبة حفلة تدشين دار الحديث. ــــــــــــــــــــــــــــــ دعاك الأمل …*… لخير العمل فخل الونى …*… وقم عن عجل أضعنا المنى …*… بفرط المهل فهل نفخة …*… تزيل الفشل؟ وهل صرخة …*… تهز القلل؟ ... رجال الحمى …*… حماكم سأل فلبوا الحمى …*… كجند نسل وسيل همى …*… وغيث هطل! أراه احتمى …*… بكم واحتفل فحلوا الحبى …*… وشدوا العضل وضموا القرى …*… ولموا الكتل علام الجفا؟ …*… وفيم الدغل؟ إلام الونى؟ …*… ومم الوجل؟ وفينا دم …*… صفا واستقل

دم لم يضع …*… سدى أو يطل زكا في الألى …*… زكوا في الأول ومنهم جرى …*… لنا وانتقل وفينا يد …*… أبت أن تغل بها في الوغى …*… رددنا الغيل!! وكم في العلى …*… لنا من مثل أبى جدنا …*… علينا الهزل فأخلاقنا …*… بدت كالشعل كشفنا بها …*… جميع الظلل وترياقنا …*… يزيل العلل وتأييدنا …*… جرى في الازل!! به ربنا …*… لنا قد كفل فسبحانه …*… إلها عدل! أنار النهى …*… لنا والمقل وإحسانه …*… إلينا اتصل وقرآنه …*… علينا نزل لقد خصنا …*… بخير الملل ولم يفترض …*… بها من ثقل فلا نبتغي …*… بها من بدل حنيف الورى …*… أبونا الأجل

بنى ركنها …*… لنا فاعتدل وبالمصطفى …*… هداها اكتمل أتت أرضنا …*… كصبح أطل فأمست بها …*… كخلد رفل وإفريقيا …*… بلاد الغلل وأرض بها …*… رؤى لا تمل ففاخر بها …*… عداك العذل وسل برقة …*… وطنجة سل وما حدتا …*… بها من دول سل الكل عن …*… سلام وصل ودين أتى …*… وكفر رحل وعن عقبة …*… بها حيث حل وحساننا …*… وموسى البطل وعن طارق …*… نزيل الجبل خطيب الوغى …*… بليغ الجمل وأجناده …*… تسل الأسل ولذريق في …*… ذراه اختبل وضاقت به …*… جميع الحيل وإذ طارق …*… عليه حمل أحل الردى …*… به فانجدل

وراع …*… العدى …*… بما قد فعل فهذا قضى …*… وهذا ارتحل وهذا عنا …*… له وامتثل وحل الهدى …*… جميع الحلل ... أرى حضرا …*… على الغيب دل أرى فجرنا …*… بدا واستهل تلمسان قد …*… غدت في جذل غدت غادة …*… صباها اقتبل بدت في الحلى …*… لنا والحلل حمى كانف …*… لنا لم يزل فصل أعظما …*… عليها اشتمل أيا نجل صن …*… حمى من نجل وحي اسمه …*… بأزكى القبل وهم في الحمى …*… هوى لا تبل فؤادي اكتوى …*… به واشتعل وبالنفس ما …*… بها من ثمل فيا ناهلا …*… سقيت العلل ويا عاملا …*… وقيت الزلل تكثر قوى …*… فمن قل ذل

وكن شاكرا …*… لخير حصل وسر لا تخف …*… سوى الله جل فما خاف من …*… عليه اتكل وما خاب من …*… إليه ابتهل ... دعاك الحمى …*… لأمر جلل فقل عاجلا …*… له قل أجل! أعد الجدى …*… له لا الجدل وقم ناشطا …*… وخل الكسل وجد للحمى …*… ولو بالأجل

الثورة العظمى كسبنا نصرها

الثورة العظمى كسبنا نصرها قف بي نحي معاشر الأعلام …*… بتحية كالعارض البسام ونوفهم شكرا وتمجيدا لما …*… بذلوه في التعليم من إسهام قد وجهوا الجيل الجديد وجاهدوا …*… للكشف فيه عن النبوغ الخام من رام برهانا على إنتاجهم …*… فأمامه هذا الشباب النامي ما مثل تنشئة البنين فضيلة …*… للقائدين لهم بخير زمام إن المعلم رائد الأفكار في …*… أنظارها ومنور الأفهام فهو الأمين على القرائح والنهى …*… وهو القمين بمنتهى الإكرام من لي بشعر (البحتري) أبثه …*… من خاطري وأصوغ منه كلامي شكر الرادة نشئنا وحماته …*… ومعلميه مبادئ الإسلام رسل الثقافة والفصاحة والحجى …*… وفدوا كراما من بلاد كرام ولقد تقدم شعب (مصر) مبكرا …*… وأنار في التاريخ كل ظلام وأهاب بالنوام حتى استيقظوا …*… فابن الكنانة موقظ النوام اولا تراه على العروبة قائما …*… يحتل منها الصدر في القوام أو لم يكن لبعوثها متبنيا …*… ومضحيا ليفوز بالإتمام؟ يا جيرة الوادي المبارك منبعا …*… ومشيدي السد الكبير السامي انا وان نأت المسافة إخوة …*… في وحدة الآمال والآلام في الدين والدم واللسان أواصر …*… ما بيننا تقضي بكل وئام (الأزهر) المعمور كان ولم يزل …*… كالبيت في حج وفي إحرام

يغشاه طلاب (الجزائر) للهدى …*… والعلم في عزم وفي إقدام إن الذين بنوا قواعد بيته …*… حازوا كـ (إبراهيم) خير مقام قل للشباب الباتني المحتمى …*… بالمعهد العربي وسط زحام يا أيها الجيل السعيد بعهده …*… وبفتح معهده لري الظامى اليوم تشهد فيه ختما زاهرا …*… يسمو بمكسبه على الأختام فهنا استمدت ثورة من ثورة …*… وتعزز (الأوراس) بـ (الأهرام) وهنا تلقى ثائر عن ثائر …*… أسمى دروس الضاد والإسلام أوصيك من شعري بخالص نصحه …*… والشعر فيض الوحي والإلهام قم بالشعائر ما استطعت مصليا …*… ومزكيا ومؤديا لصيام كن مؤمنا كن محسنا كن مخلصا …*… كن مستقيما كن وفي ذمام! كن كـ (ابن باديس) الإمام مجاهدا …*… أو كن كـ (عبد القادر) المقدام واشكر شيوخك كلهم واعمل بما …*… أحرزته من علمهم بدوام واذكر لهم ما كابدوه تطوعا …*… في نشر دعوتهم من استعصام إن الذي لم يرع عهد شيوخه …*… لم يجن غير خسارة وملام من بثني علما شكرت صنيعه …*… ابدا وكنت له من الخدام يا معشر الطلاب هذا عهدكم …*… فاسعوا لكسب المجد سعي عظام هذا زمان الكشف عن سر الحجى …*… ومجاله للطالب الغنام انتم رجاء الشعب انتم ذخره …*… وحماه في مستقبل الأيام أنتم خلائفنا على ميراثنا …*… وتراثنا العربي والإسلامي إني أرى فيكم مخايل فطنة …*… كالبرق تومض من خلال غمام وأرى دراستكم دراسة خبرة …*… ودراية ورعاية ونظام

وأرى بدايتكم بها في يومكم …*… تومى الى غدكم بخير ختام ما مثل معهدكم لكم من معقل …*… يحمي مدارككم من الأوهام ويعدكم للشعب جندا باسلا …*… متسلحا بالكتب والأقلام إن القرائح في حماه تفتحت …*… كتفتح الأزهار في الأكمام وجنى الفنون بدا على أفنانه …*… فاجنوه أقساما من الأقسام أسلافكم بالبأس سادوا والقرى …*… من كل مطعان إلى مطعام نشروا الهدى بين المدائن والقرى …*… وعلى الجبال حموه والآكام فهم الذين بنى بهم تاريخنا …*… مجد الخلود على أشد دعام إنا لهم خلف وانتم بعدنا …*… خلف إماما يقتدى بإمام فتدارسوا القرآن فهو هدى لكم …*… وشفاء انفسكم من الأسقام وتعلموا فصحى اللغات فإنها …*… علوية الأسرار والأنغام كونوا مع التعريب واحموا جنبة …*… لا تنسخوه بنقطة الإعجام لا تجنحوا للعنصرية إنها …*… تفضي إلى التفريق والإعدام ما العنصرية غير داء مزمن …*… صعب العلاج ومعول هدام ومن استجم من العناء فلا يطل …*… فاللهو آفة كل ذي استجمام فإذا فرغتم فانصبوا عملا بما …*… أمرت وصية ربنا العلام إن الحياة مجال حق كادح …*… يلقى من البطلان كل خصام أنصاره المتجردون عن الهوى …*… والمغرمون به أشد غرام الساهرون عليه طول حياتهم …*… والهاجرون له ألذ منام الذائقون لأجله مر الأذى …*… من جور ظلام وكيد لئام؟ كونوا عماليق الشباب شهامة …*… وكرامة واسموا عن الأقزام

إن الشباب اذا سما بطموحه …*… جعل النجوم مواطئ الأقدام في كل قلب منه قلحب مجاهد …*… وبكل نفس منه نفس عصام الخلق تخلية وتحلية وما …*… أس الفضائل غير ترك الذام قد أفلحت نفس زكت وتطهرت …*… وسعت لكبح جماحها بلجام ما عز مجتمع يعيش شبابه …*… متسكعا في الطرق كالأنعام يغشى المخامر والمقامر بكرة …*… وعشية ويعوم في الآثام يرمي بألحاظ وألفاظ معا …*… ما عن في الساحات من آرام كم مرتع للصيد جال به فتى …*… فنجت رميته وصيد االرامي أسفى على غاوي الشباب فقد جرى …*… طلق العنان وراء كل حرام متهافتا مثل الفراش على الخنا …*… والراقصات وسيئ (الأفلام) القى إلى الشيطان حبل قياده …*… سفها فأودى الذئب بالأغنام فدعوا الهوى والعاكفين على الهوى …*… ان الهوى صنم من الأصنام لقد استقلت ارضكم وتحررت …*… في حكمها ونجت من الظلام إن الجلاء وإن يكن لم يكتمل …*… سر النفوس بأعذب الأحلام!! الثورة العظمى كسبنا نصرها …*… والجبهة اكتسحت قوى الإجرام شعب الجزائر كله أبطالها …*… من حارث فيها ومن همام والشعب قاضي الشعب وهي قضية …*… غلبت بحكمتها على الحكام إن أصدر الأحكام نفذ حكمه …*… أو قال كان القول قول حذام وهو المعقب إن يشأ مستأنفا …*… في حكمه بالنقض والإبرام يا شعب (باتنة) احترم شهداءنا …*… وفداتها الأحياء تحت رجام إن الجزائر أصبحت بجهادها …*… تغزو البلاد بصيتها المترامي

فاسأل (نوفمبر) عن بنيها إنه …*… ادري بثورتهم على الأروام قد دك فاتحه المعاقل فاتحا …*… فغدا بذلك غرة الأيام واذكربـ (باتنة) الفدى المأثور عن …*… ثوار (أوراس) الرفيع الهام فهم الليوث تلقنوا درس الفدى …*… عن (مصطفى بو العيد) في الآجام هم نكلوا بعدوهم وتكتلوا …*… في البأس ضرغاما إلى ضرغام حتى تولى نصف (مارس) فانتهى …*… ما مارسوه من الكفاح الدامي واحتل (يوليو) عرشه الأسمى على …*… أسس الضحايا من بني الأعمام البائعين نفوسهم لله في …*… سوق الجهاد بجنة الإنعام السافكين دماءهم لحياتهم …*… فجرت بترتبهم كسيل طامي طابت بريح دمائهم فشميمها …*… لا ريح أطيب منه للشمام قل لابنة الثورات طبت وطاب ما …*… بثراك من غرس نما ورغام فترحمي ابدا عليهم واكفلي …*… من خلفوه إليك من أيتام لا حر أحرى من شهيد بالرضى …*… وأحق بالتمجيد والإكرام يلقى المنايا هاتفا بنشيده …*… وهتافه أصدى من الأرزام وفداه أحمى للحمى من جحفل …*… وفؤاده امضى من الصمصام إن (الجزائر) لم تزل في نسلها …*… أما ولودا خصبة الأرحام تلد النوابغ من خطيب مصقع …*… أو شاعر يفتن أو رسام يا أيها الوفد الموفق دعوة …*… ورسالة في رحلة ومقام ترجو الجزائر منك عودا مسرعا …*… فارحل بتكرمة وعد بسلام يا معشر العلماء والأدباء قد …*… قلدتم الثوار خير وسام وخلفتم الشهداء في أيتامهم …*… بالرعي في عطف وفي استرحام

إن التواضع من سمات البر من …*… يعتده فهو البر في الأقوام إني أشيعكم بقلب راجف …*… راج لعودتكم وطرف هامي وأكن في قلبي لكم ذكرى ذكت …*… بشذى لكم عن خلقكم نمام ياليت عهد القرب طال ولم تكن …*… فرص الزيارة فيه ذات لمام فتآلف الأرواح منا قد أبى …*… في الأرض غير تآلف الأجسام خف الفؤاد مع الركاب مفارقا …*… ما الجسم بعد البين غير حطام ما عيش من فقد الأحبة بعدهم …*… الا سرى شبح ونبش رمام أدوا إلى مصر السلام وأبلغوا …*… رأس العروبة قبلة الإعظام إن العروبة تستعد لنسف ما …*… بذر اليهود لها من الألغام ما ضم مؤتمر العروبة شملها …*… إلا ليعلن عن فداها الحامي قد أرعب العرب اليهود بعقده …*… ومحا الإمام خرافة الحاخام لابد أن ينهار ركن حكومة …*… بنيت على التضليل والإيهام سنرى فلسطين العزيزة مثلما …*… كانت مثابة حرمة وذمام ونرى بني صهيون منها قد جلوا …*… بالطوع إن شاؤوا أو الإرغام واللاجئين بها ثووا واستمرؤوا …*… عيش الحضارة بعد عيش خيام والعالم العربي أصحبح حلقة …*… قد أفرغت في شعبه الملتام أنا بنوا العرب الأعارب ما لنا …*… غير العروبة من دم وقوام وطن العروبة كله وطن لنا …*… في (مصر) أو (بغداد) أو في (الشام) فلتحي دولة شعبنا عربية …*… عرباء إسلامية الأحكام ولتحيى (مصر) وشعب مصر وكل من …*… بنضالها قد قام خير قيام وليزدهر وطن العروبة وليدم …*… مجد العروبة فيه والإسلام

_ باتنة -الجزائر- 18 صفر 1384هـ، 28 جوان 1964م.

أخلاقيات وحكميات

أخلاقيات وحكميات

تحية العلماء

تحية العلماء ألقيت هذه القصيدة الخالدة في الاجتماع التأسيسي الأول لجمعية العلماء الجزائريين بنادي الترقي بعاصمة الجزائربـ (الشهاب) ج 6 - 7 غرة صفر 1350 جوان 1931. ــــــــــــــــــــــــــــــ على الرحب حلوا أجمعين على الرحب …*… فأنتم ضيوف في حمى الله والشعب طلعتم علينا كالكواكب في الدجى …*… وسرتم الينا كالسحائب في الجدب جحاجحة عرب القرائح واللغى …*… فأهلا وسهلا بالجحاجحة العرب بسطنا لكم منا قلوبا حفية …*… فدوسوا عليها لا تدوسوا على الترب وقمنا وللآذان منا بصاخة …*… اليكم فهاتوا من حديثكم العذب وأفضوا الينا يا ذوي اللب بالذي …*… يتم فيه التوفيق بين ذوي اللب مضى زمن والبعد كالسيف مصلت …*… عليكم مشت للجميع بلا ذنب وقد حل هذا العيد باليمن جامعا …*… لشملكم فاستأصل البعد بالقرب فيالك من عيد تجلى كأنه …*… عروس تجلت في مطارفها القشب على صدرها عقد تألق مثلما …*… تألق هذا الحفل بالسادة النجب هنيئا لكم هذا اللقاء فإنه …*… بشير بما تبنون من راسخ الحب فخطوا له منكم حدودا منيعة …*… من العلم والشورى ومن صالح الكسب وأبقوه للأجيال صرحا ممردا …*… دليلا عليكم خالدا طيلة الحقب أعيدوا على الاسلام هدي محمد …*… بما كان يمليه على الآل والصحب وسيروا على نهج التفاهم والرضى …*… وتحت هدى التوفيق جنبا الى جنب

وحي على نشر العلوم فإنها …*… حصون لحفظ الشرق من خطر الغرب توخوا بها البحث اليسير وأخلصوا …*… مداركها للناس من بحثها الصعب وخوضوا بها بحر الحياة تكن لكم …*… سفينة أمن فيه مأمونة الثقب حنانيكم بثوا التواصي بينكم …*… كما يتواصى الجيش في موطن الحرب خذوا حذركم في القول والفعل وابسطوا …*… لنا منهما الأجدى المفرج للكرب وإنا لشعب يعلم الله أنه …*… كريم حصيف الرأي مرتفع الكعب سليل جدود نابهين أعزة …*… مغاوير شوس كالضراغمة الغلب ولكن عثا الحدثان في الشعب طاغيا …*… عليه كما تطغى السيول على العشب فأصبح مغبونا من العيش مرغما …*… على الهون مرهونا كيوسف في الجب وغاب عن الأبصار لولا مخايل …*… تلوح كومض البرق من خلل السحب وتظهر في بعض الظروف جلية …*… كمظهر ركب العلم بورك من ركب فكم سرني اقباله واقتباله …*… ببشر على بشر وخصب على خصب وكم سرني حظ الجزائر عندما …*… تناهى إليها سالما آمن السرب وكم سرني جم الشعب حادب …*… عليه كمثل الطير في مورد الشرب يحدق منه في وجوه كأنها …*… مغاطيس تقتاد النواظر بالجذب ويسمع رجع القول منه مفصلا …*… فيحجوه منثورا من اللؤلؤ الرطب وللغة الفصحى جلال وروعة …*… عنا لهما الغربي وهو أخو العجب وللنصح آذان وأفئدة تعي …*… وللصابرين الفوز والأجر في الغب فيا عصبة العرفان يا قادة الهدى …*… تعالوا نرد الشعب ملتئم الشعب

تعالوا نخفض في الصالحات ونستبق …*… فرائضها سيرا على واضح الدرب وقفت عليكم للتحيه معلنا …*… بشعر مصوغ من فؤادي منصب وقلت مفيضا في التحية مطنبا …*… وما كان إطناب التحية من دأبي ولا تنكروا فرط ابتهاجي فإنني …*… صبوت وفي لقيا الأحبة ما يصبى شكرت لكم يا رفقة العلم وصلة …*… أعدتم بها معنى السرور الى قلبي فدوموا بها مستعصمين أعزة …*… وعودوا برضوان وفضل من الرب

أيها الرافعون القصور

أيها الرافعون القصور ألقيت في حفلة الجمعية الخيرية بالعاصمة، بقاعة الماجستيك. ونشرت بمجلة (الشهاب) ج: (5) م: (1) محرم 1352 أفريل 1934. ــــــــــــــــــــــــــــــ سلام على الأوجه الزاهره …*… سلام على الأنفس الطاهرة سلام على النخبة المرتضاة …*… سلام على العصبة الظافره على كل من فرج الكرب أو …*… أجار من الأزمة الجائره على كل من شد أزر الفقيـ …*… ـر وقوم أيامه العاثره على كل من مد كف النوال …*… وشارك في الحفلة الحاضره وقفت أرجي الرحاب الخصاب …*… وأستمنح الأيدي الماطره رجال الشعور أفيضوا البرور …*… وقوا الأنفس القسوة القاهره أيرضي الشعور ابتسام الثغور …*… ومن حولها أدمع هامره؟! قد استنفر الناس داعي الحنان …*… فكونوا طليعته الناصره فشا الجوع واشتد عسر المعاش …*… وعادت سنو يوسف الغابرة وعم الكساد عروض البلاد …*… فسائر صفقاتها خاسره وود غريق الديون الخلاص …*… فعاقته أمواجها الغامره متى تجد الشغل أيدي العباد …*… متى تنفق السلع البائره متى يستظل بظل النعيم …*… مساكين يصلون بالساهره علام يهين القوي الضعيف …*… أليس له كبد شاعره

تفاقم كرب الفقير الكسير …*… أما عندكم من يد جابره يشق عليه الرغيف الطفيف …*… وتعوزه الخرقة الساتره لقد ودع القلب منه الضلوع …*… وطار مع الخبزة الطائره فيا أيها الرافعون القصور …*… إلى الجو في الأمة القاصره ويا أيها الوادعون النيام …*… على الخز في السرر الفاخره ويا عامر الجيب خلو الفؤاد …*… قرير البصيرة والباصره ويا ثاني العطف بين الجما …*… هير يا واضع الكف في الخاصره ويا من يعب كؤوس الشراب …*… وينعم بالأوجه الناضره ويا من يسود عليه الغرور …*… وتملكه الفرحة الطافره ويا من ترف عليه الورود …*… وتنفحه النسمة العاطره ألا تذكرون حفاة عراة …*… أصابهم الفقر بالفاقره ألا تكرمون ألا تنقذون …*… وجوها تكبكب في الحافره قصرتم عليكم فنون الطعام …*… وما شف من كسوة باهره وآثرتم أهلكم بالهبات …*… وبالمتع اللذة الوافره ألا تسمعون ألا تبصرون …*… مآسي من حولكم صائره شكا الطفل حر الطوى واستغاث …*… وطافت به أمه حائره تنادي العموم ألا من يقوم …*… بنا وأدوم له شاكره ألا من يجير فؤاد الصغير …*… ويسكن لوعته الثائره تقول ارحموا ذلتي يا رجال …*… أعزوا كرامتي الصاغره صلوا رحما صد عنها البنون …*… ولم تبق نفس لها ذاركه أتنسون ما بيننا في الجوار …*… وفي الآدمية من آصره

لك الله يا أخت هذا النداء …*… تثور له الأعظم الناخره فضحت البخيل بهذا العويل …*… وسقت الدليل له جاهرة وأجهر منك نذير الممات …*… بسوف دلائله الظاهره ففي كل ثانية من زمان …*… نفوس الى ربها سائره على ظهر أيد لها حاملات …*… ومن تحت أيد لها قابره فما للجياع بكل البقاع …*… تصيح الشباع بهم ناهره وما للقلوب إذن لا تذوب …*… وما للجنوب إذن فاتره فيا شيخة القطر ها من حكيم …*… يداوي جراحاتنا الناغره ويا نشأة القطر حق التناد …*… إلى رد عزتنا الدابره نقلتم عن الغرب عري الرؤوس …*… وبعض بهارجه الساحره فأين ملاجئه القائمات …*… وأين مكاتبه العامره وأين معامله الصاخبات …*… وأين معارفه الزاخره اذا أصبح الناس غلف القلوب …*… فما تنفع الأرؤس الحاسره لقد آن أن تستفز النيام …*… أذانات (خيرية) باكره اذا صاح (عقبيها) (1) للغياث …*… أجابته عقبانها الكاسره الى الجود يا قوم فالمعوزون …*… من الناس في عسرة عاسره فمن جاد ساد اسمه في الحياة …*… وكان له الخلد في الآخره

_ (1) الشيخ الطيب العقبي رئيس الجمعية الخيرية رحمه الله.

في ظلال الخير

في ظلال الخير ألقت في حفلة الجمعية الخيرية بالعاصمة. ونشرت بمجلة (الشهاب) في ماي 1935م. ــــــــــــــــــــــــــــــ الحمد لله معطي الحسنيين معا …*… لكل حزب على طاعته اجتمعا الحمد لله ما في الصالحين أخ …*… منا أجاب أخا للصالحات دعا الحمد لله هذا الحفل ظاهرة …*… دلت على أن شأن الأمة ارتفعا آمنت أن عصورالخير مقبلة …*… لا ريب في صدق برق قبلها لمعا اليوم أيقنت أن الشعب أجمعه …*… قد اشرأب لفعل الخير واطلعا هذا (المجستيك) يعلو في جوانبه …*… صوت الجميل فطوبى للذي استمعا طوبى لمن كان بالاحسان متصفا …*… طوبى لمن كان بالانفاق مضطلعا يا أيها الناس أنتم في السلالة من …*… أب وأم فكونوا إخوة شرعا لا تقطعوا لا تخونوا في معائشكم …*… ما ألف الله من أنسابكم ورعى لا تزرعوا الشر فالأيام محصدة …*… كل امرئ حاصد فيها الذي زرعا أنتم من الأرض فوق الأرض قاطبة …*… ركب الى الأرض يأوي بطنها تبعا ما سخر الله ما فيها لكم عبثا …*… لكن ليعلم أيا للصلاح سعى والعيش ما العيش سوق ملؤها سلع …*… فأحسنوا التجر فيها واصطفوا السلعا

_ (1) الماجستيك: اسم لقاعة سنيمائية بالعاصمة.

والموت ما الموت عقبى العقبيات فمن …*… أفضى اليها عداه السعي وانقطعا من مهد المهد شق اللحد في نظري …*… للعقبيات ومن سمى الوليد نعى ونعمة المرء في دنياه عاجلة …*… يحظى بها لمحا في العمر أو لمعا وآخر الأمر أحرى قبل أوله …*… بأن يراعى كمنهاج ويتبعا القصر في الارض يدعونا لنسكنها …*… والقبر في الارض يدعونا لأن ندعا ما بال قوم اليها أخلدوا سفها …*… وآثروا فوقها اللذات والمتعا ما بال قوم على مولاهم اجترأوا …*… حتى اذا اقتص منهم أعولوا جزعا ما بال قوم بدعوى الراحة احتكموا …*… وهم يشنون باسم الراحة الفزعا الحكم لله كم غلت يدا يده …*… والامر لله كم أعلى وكم وضعا مهيمن كل شي تحت قبضته …*… ومالك كل سلطان له خضعا عياله كل نفس في الورى نفست …*… وحزبه كل عبد بالتقى ولعا قل للمثير على أنصاره فتنا …*… من حارب الله في أنصاره صرعا اخش الضعيف كما تخشى القوي ولا …*… تهزأ بمن كان بالأقدار مدرعا وقل لمن ود يلقى الله ملتحقا …*… بالصالحين تجمل مثلهم ورعا أسعف ذوي البؤس من شاك ومصطبر …*… وصل ذوي الفقر معترا ومقتنعا كم ضارب منهم في الأرض منتشر …*… ما حاول الرزق الا اعتاص وامتنعا وعاطل صنع الكفين مقتدر …*… مهما أتى معملا عن بابه دفعا ومستغيث وجل الناس في شغل …*… عنه وطاو وجل الناس قد شبعا وساهد لم يجد ضوء المنزله …*… الا الفؤاد ذبالا والحشا شمعا وعاثر الجد لم يظفر بمنتشل …*… حر يقيل عثارا أو يقول لعا

وثاكل واصلت ندب البنين فما …*… قلب لها حن أو ظرف لها دمعا وأيم ويتامى حولها اصطرخوا …*… في الليل واصطرخت من بينهم هلعا قالوا متى الصبح إن الضر أزعجنا …*… قالت وماذا يفيد الصبح إن طلعا قالوا متى الأكل ان الجوع احرقنا …*… قالت إذا منح المعروف من منعا قالوا وأين أبونا كيف أهملنا …*… قالت به وقع الأمر الذي وقعا الموت طار به كالنسر مختطفا …*… والموت طاح به كالسيل مقتلعا بني مات أبوكم لم يدع أثرا …*… الا الأماديح بين الناس والسمعا قد خلف الروع في نفسي فما هدأت …*… وأذهب النوم عن طرفي فما هجعا كأن كل نسيم منه قد نسمت …*… وكل ساجع روض عنه قد سجعا فيم الإقامة في الدنيا لأرملة …*… ريعت ونشء يتيم حولها فجعا في مد أعمارهم مد لشقوتهم …*… لعل اسلمهم من نفسه بخعا أسفرت يا أم ما هذا الكلام وما …*… هذا الظلام الذي قد خضته قطعا؟ رفقا بنفسك رفقا بالبنين فقد …*… جرعتهم من مرارات الأسى جرعا كفي فان وراء العسر ميسرة …*… كفي فإن وراء الضيق متسعا كفي عن الندب والإعوال وانتجعي …*… أرضا بها حمد المرعى من انتجعا من تحتها أعين المعروف قد نبعت …*… وفوقها ثمر الإحسان قد ينعا (خيرية) تحت حزب ظل يكلأها …*… في جانب الله لا خوفا ولا طمعا على اسمها التف كالدوحات محتفلا …*… وباسمها اقترح الخيرات واقترعا في حفلة شرف الجنسان ساحتها …*… وآزرت في حماها اللبوة السبعا دامت لنا حرما أمنا وجامعة …*… كبرى نلم بها الاحزاب والشيعا ولا عدتها يد عادت بمنفعة …*… على المقلين والعقبى لمن نفعا

دار الخيرية

دار الخيرية ألقاها الشاعر في افتتاح دار الجمعية الخيرية بالعاصمة ونشرت في جريدة (الإصلاح) عام 1940. ــــــــــــــــــــــــــــــ يا دار شادك للخيرات أخيار …*… فيضي على الناس بالخيرات يا دار يا حبذا يوم حادي العشر من رجب …*… فإنه بك في الأيام مختار كان افتتاحك حفلا فيه منتظما …*… تمتعت فيه أسماع وابصار في عام ألف من الهجري تجمعها …*… إلى مئات ثلاث فيه أعصار إلى ثمان وخمسين افتتحت كما …*… تفتحت في الربيع الطلق أزهار كوني سماء اليها الخلق راغبة …*… وغيثها نازل للخلق مدرار داوي المريض وربي البنت عاطفة …*… على اليتيم فما في ذاك إنكار بشرى الجزائر صنت اليوم صبيتها …*… كما تصون فراخ الطير أوكار لا زلت كالبيت فيه قبلة وحمى …*… عليك من منن المنان أستار ودمت زاخرة بالبر زاهرة …*… ما فاز بالأجر عند الله أبرار

يا شباب

يا شباب ألقى الشاعر هذه القصيدة في احتفال مدرسة بسكرة نشرت في العدد 11 من جريدة البصائر سنة 1947. ــــــــــــــــــــــــــــــ أنت من عنصر الخلود لباب …*… كن الى المجد طامحا يا شباب مشعل العلم في يمينك يهدى …*… كل سار به ويجلى الضباب لك دين مدى الدهور عزيز …*… يبذل المال دونه والرقاب لك ماض ما مثله قط ماض …*… تتباهى بمجده الأحقاب ولسان لم يدن منه لسان …*… وكتاب لم يدن منه كتاب تلك فينا وديعة السلف الزا …*… كي فهلا تصونها الأعقاب نازعتنا يد الزمان عليها …*… وتغالى في نهبها النهاب يا شباب اتجه الى الشرق واحفظ …*… كل كنز له إليه انتساب انما الشرق نسبة العرب الأحـ …*… ـرار لم تنقطع لها أسباب انما الشرق للعروبة كهف …*… آمن الظل بالأذى لا يصاب انما الشرق للعروبة وكر …*… من بنيها تؤمه أسراب انما الشرق للعروبة ورد …*… بارد الماء سائغ مستطاب هو صفو وغيره لك شوب …*… فرد الصفو لا ترد ما يشاب أي كنز مخلد لك باق …*… حاضر لو يزاح عنه التراب فادرس الكتب باحثا عن معاليـ …*… ـك وسل صحفها ففيها الجواب وتنكب عن السراب فما يغنيـ …*… ـك شيئا عن الشراب السراب

ساءنا من شبابنا ناشئات …*… طائشات تغرها الألقاب عاكفات على مذاهب سوء …*… وفساد كأنها أنصاب نتمنى لك الثبات على الر …*… شد وما أنت عندنا مستراب نتمنى بالدين أن تتحلى …*… من تحلى بدينه لا يعاب انما الدين لليوث عرين …*… لا تغرنك بالعواء الذئاب انما الدين في المباديء رأس …*… المجد منها وغيره أذناب فاشأ للمجد طائرا في مجاليـ …*… ـه طليقا كما يطير العقاب هذه الأرض سوف تنبت عزا …*… إن تصافت في ظلها الأحزاب كلنا إخوة من الدين والجنـ …*… ـس عليها وكلنا أحباب نبتغي العيش في الجزائر حرا …*… مطلقا لا يحفه إرهاب أرشدينا السبيل أيتها الحمـ …*… ـراء إنا قوم اليك ركاب حاد عنك الدليل أيتها الحمـ …*… ـراء منا وحيرته الشعاب هل إلى وصل بيننا من سبيل …*… غبت عنا وطال منك الغياب أنت في الجود بالنفوس وبالأمـ …*… ـوال سر غطى عليه الحجاب أيها الشعب أنت موضع شعري …*… وشعوري لا زينب والرباب لا تلمني على اطراحي للشعـ …*… ـر فعذري مستوضح منجاب أيها التاعبون في عمل الخيـ …*… ـر يستأتي بأجرها الأتعاب أصمدوا للعدى وإن ضايقوكم …*… لا تهابوا من العدى لا تهابوا حسبنا الله في الأمور ومن ذا …*… وكالله قاهر غلاب فأبداوا باسمه الأمور وأنهوا …*… إنه باسمه تذل الصعاب

إذا كان صوت الحق للأذن قارعا

إذا كان صوت الحق للأذن قارعا ألقيت هذه القصيدة في الحفل الذي أقيم ببسكرة النخيل لاستكمال مدرستها الحرة التابعة لجمعية العلماء. ونشرت في العدد (233) من البصائر سنة 1933م ــــــــــــــــــــــــــــــ سلام عليكم بالنصائح يشفع …*… يقدم في اللقيا إليكم ويرفع سلام عليكم أيها القوم طيب …*… كزهر الروابي بالشذى يتضوع سلام على غر الوجوه وبيضها …*… فنور هداها في الأسارير يسطع على محفل فيه الضراغم جثم …*… على محفل فيه الكواسر وقع على محفل لم يحو غيرسميذع …*… ينافسه في الصالحات سميذع تطلع فيه الحاضرون لنفحة …*… من البذل تعلي القدر فيه وترفع وقفت به أستنهض القوم صادعا …*… بإنذارهم والحر بالحق يصدع أجاذب حبل الشعر حتى يعينني …*… عليهم وحبل الشعرعاص وطيع يعاندني طورا فيرفض دعوتي …*… ويسلس لي طورا فأدعو فيسمع ويسجع لي مثل الحمام مساجلا …*… فؤادا بألحان الأحاسيس يسجع فؤادا على حب الجزائر ينحني …*… فؤادا الى خير الجزائر ينزع يصفق من تحت الضلوع مرفرفا …*… كطير بأشتات السهام يروع ويهفو اذا الداعي دعا لقضية …*… مشرفة تجدي البلاد وتنفع ويدعو مع الداعي إليها مؤازرا …*… دعاء له قلب المكابر يخشع اذا كان صوت الحق للأذن قارعا …*… ليصغي فصوت الحق للقلب أقرع

تنادوا لبذل المال يا قوم وانهضوا …*… به إنه فرض عليكم موزع فبذل ذوي الإعسار منكم مضيق …*… وبذل ذوي الإيسار منكم موسع ولا تتركوا مشروعكم بعد فيضه …*… يغور رويدا فهو للنشء مشرع أهاب بكم مستنصرا متلهفا …*… لتسديد دين ظهره منه موجع تلوم في اشتصراخكم متمهلا …*… فلم يبق في قوس التلوم منزع وقفت عليكم عاذلا غير عاذر …*… لكم بعد ما لم يبق للعذر موضع فإني أرى مشروعكم تحت دينه …*… يئن وانتم للمدينين مفزع ومالي أرى مجهودكم متفككا …*… كأجزاء بيت الشعر حين يقطع أخاف عليكم ان يقال فشلتم …*… فضيعتم الحق الذي لا يضيع وفرطتم في جنب أم كريمة …*… تدر النشء العلوم فيكرع ولكنها ظمأى الى المال ترتجي …*… من المال ما يشفي صداها وينقع فصبوا عليها من مآت ألوفكم …*… دلاء لها أيدي الأجاويد منبع وهبتم لها شتى الملايين برهة …*… وهبتم فأعيتكم ملايين أربع الا فاجمعوها اليوم جمع سلامة …*… وصدوا عن التكسيرمن قام يجمع وسدوا ببذل المال حاجة قلعة …*… لكم سدت الثغر الذي فيه يطمع وضموا الى الطير الجميل جناحه …*… فلا طير الا بالجناحين يطلع (1) وخير ضروب البذل نقد منزه …*… عن البخل أو وعد به البذل يتبع وغيرهما ضرب من المطل باطل …*… يلوح كما لاح السراب فيخدع

_ (1) أنظر قصيدة: "إلى العلم " ني سنة 1951، من هذا الديوان، وفيها قوله: وطير بديع لو يضم جناحه …*… اليه، لحاز الحسن أجمع بالضم مع تعليق لطيف لرائد الأدباء والعلماء بالجزائر الأشستذ محمد البشير الابراهيمي (رحمه الله).

اذا لم يصن ذو المال بالمال عرضه …*… فماذا به غير الصيانة يصنع؟ وأجحد خلق الله لله باخل …*… يجود عليه بالغنى وهو يمنع ومن كان عن كسب المفاخر قاعدا …*… فكيف يرجي الحمد أو يتوقع؟ دعوا عنكم التسويف في البر واعجلوا …*… به إن خير البر ما فيه يسرع فلا شكر إلا للذي يشكر الغنى …*… ولا أجر إلا للذي يتبرع

هذه قمة الفتوة

هذه قمة الفتوة نظمت هذه القصيدة العصماء بمناسبة اختتام السنة الدراسية بالمعهد الإسلامي بمدينة باتنة صيف سنة 1965. ــــــــــــــــــــــــــــــ أيها الشعر أنت وحي جناني …*… وصدى خاطري وسحر بياني أنت مني بمنزل الروح لكن …*… لست مني ان لم تجب من دعاني لست مني إن لم تر الفضل فضلا …*… وتجاز الإحسان بالإحسان لست مني حتى تحيي عني …*… بالتحايا الحسان من حياني لست مني حتى تؤدي عني …*… شكر من برني من الاخوان لست مني حتى تبلغ للغـ …*… ـر من الناجحين غر التهاني ختم المعهد الدروس وأنهى عقد أيامها بعقد امتحان وتبارى الطلاب فيه فجلى …*… كل من جد فائزا بالبرهان هذه حفلة الختام فهل أنـ …*… ـت مجيز سوابق الفرسان قم فقدم جوائز النصح أعلا …*… قا لأكفائها من الشبان بنيت حكمة العقول على النصـ …*… ـح وقامت شرائع الأديان أيها الطالب الذي ركب العز …*… م إلى العلم فارها كالحصان قف قليلا أفدك بعض الوصايا …*… وأزودك عدة الميدان أنت عندي أخو ابن لقمان فاظفر …*… بوصاياك من أخي لقمان أخلص القصد جاعلا نية الأعـ …*… ـمال أصلا كما روى الشيخان انما المرء بالقصود رهين …*… ومدين بما جنته اليدان

واستعن بالاله يمنحك عونا …*… وكفى بالاله من مستعان وعلى الصدق فابن واعمل بعلم …*… لا بجهل يجر للخسران قدم الفقه والفرائض واستقـ …*… ـرئ أصول التوحيد بالإتقان وتعلم قواعد النحو والصر …*… ف ورضها بمنطق وبيان إنها كلها وسائل فهم …*… لمعاني الحديث والقرآن واذا نلت من لسانك حظا …*… وافرا فانتفع بكل لسان لا تكن قانعا وقل رب زدني …*… منك علما ولا تمل للتواني ليس للعلم في الدراسة حد …*… فاطلب العلم جاهدا كل آن وتجرد له تكن فيه بحرا …*… كالغزالي أو أبي حيان لا تضع فرصة الشباب وبادر …*… بانتهاز الشباب في العنفوان فهو من خمسك التي هي أولى …*… باغتنام من قبل خمس دواني وتحمل رسالة العلم واصدع …*… وترفع عن وصمة الكتمان واذا ساءك الجحود فسامح …*… لا تجاز النكران بالنكران هذه قمة الفتوة فاصعد …*… مستواها تكن فتى الفتيان وصن العلم بالفضيلة يجللـ …*… ـك ويحللك رتبة (الجرجاني) في (يقولون لي) شمائل غر …*… كلها رفعة وعزة شان كل من حاد من ذوي العلم عنها …*… فهو هاو إلى حضيض الهوان واركب الهمة العظيمة فيما …*… أنت رام إلى مداه وراني همة المرء أمنعت في الصحاري …*… فجلت ما جلته بالإمعان كم كنوز نفيسة كشفتها …*… تحت تلك الرمال والكثبان من معين بها ونفط وغاز …*… حول خام منوع الألوان

وهوت في البحار تفحص عما …*… عز من لؤلؤ ومن مرجان ورقت في الفضاء تبحث عما …*… في الدراري اختفى من السكان قد غزتها الجيوش كالأرض فتحا …*… وهي كبرى عجائب الإنسان إن نفس الإنسان إن راضت الفطـ …*… ـرة عادت للجوهر الروحاني واذا علمت فنونا من العلـ …*… ـم استنارت بكشفها العلماني واستثارت دفائن الكون كشفا …*… عن مداها واستأثرت بالحسان لو رجت مطلبا بعزم وراء النـ …*… ـجم فازت به بلا نكران كيف يسمو عن همة الروح سؤل …*… وهي سر الإله في الأكوان أيها الشعب قم بدينك وابعث …*… قيم الشعب من ثرى النسيان ان دنياك فتنة ومتاع …*… ومداها المصير للديان فاغتنمها قبل الممات بكسب …*… لك منج في العرض والميزان كيف ينسى الفتى بها أجل اللـ …*… ـه وقد قاد نفسه بعنان كيف يلهو الفتى بها عن فروض …*… وحقوق حتمية الإتيان كيف يلهو الفتى بها عن صلاة …*… هي في الفرض أول الأركان كيف يلهو الفتى نهارا وليلا …*… عن صلاة يقيمها في ثوان كيف يلهو الفتى بها عن زكاة …*… هي طهر له من الأدران وهي للبائس الفقير وللمسـ …*… ـكين والكل عصمة والعاني كيف يلهو الفتى بها عن صيام …*… كجمام للنفس والجثمان كيف يلهو الفتى عن الحج بالحا …*… جات والحج موعد الغفران يلتقي المؤمنون فيه وفودا …*… ليفوزوا برحمة الرحمان أقم العدل بين جنسيك واجنح …*… للذي يستوي به الجنحان

علم البنت فهي للبيت أس …*… وقوام لهيكل البنيان إنما الشعب عنصر بشري …*… من نساء نما ومن ذكران فاذا عمت الثقافة جنسيـ …*… ـه استقلت بجسمه الرجلان واذا خصت الرجال فعرجى …*… في خطاها تدب بالعرجان قف بجنسيك في الحياة رجالا …*… ونساء مواقف الأقران واذا ما تعاونا في مرام …*… فعلى البر لا على العصيان بين هذا وهذه من عفاف …*… برزخ حاجز فلا يبغيان بين هذا وهذه واجبات …*… وحقوق عن فعلها يسألان ومجالات نجدة ونشاط …*… وقضايا تعاون وتداني قد أعانت خديجة سيد الرسـ …*… ـل برأي وثروة وحنان ولقد سن للرجال وصايا …*… ومزايا لعشرة النسوان أوما استعطف الرجال عليهـ …*… ـن وأوصى برفقهم بالعواني أوما أنقذ الفتاة من الوأ …*… د وهضم الحقوق والحرمان أوما بشر المربي للبنـ …*… ـت بأمن اللضى وسكنى الجنان هذه قيمة الفتاة لدى الشر …*… ع فدع عنك غمطها بامتهان وجه النشء للصلاح وحبب …*… للبنات العفاف والشبان انما يسعد البلاد شباب …*… ذو حفاظ لعرضه وصيان لا شباب باع الحياء وأمسى …*… بين (حان) يحسو الخمور (وخان) أو شباب يظل هيمان يلغو …*… بالأغاني معاكسا للغواني أو شباب على التراث تعدى …*… فتردى في هوة الكفران رب مستهزئ بمبدإ ديني …*… بين قومي كما يراه يراني

صده عن تراثه كل رأي …*… أجنبي فتاه في الوديان قال لي خذ بمنهجي قلت مهلا …*… كيف أختار قاصيا عن داني؟! قال لي إنه على الغرب أجدى …*… قلت جوي وجوه ضدان قال لي إنه تقدم فكر …*… قلت مرعى وليس كالسعدان لست ما عشت للتقدم ضدا …*… غير أني على الحمى غير جاني إن حفظ المقومات حياة …*… كل شعب أضاعها فهو فاني خل عني المستوردات ودعني …*… فكفاني وردي النمير كفاني أو فخذ لي ما كان منها شرابا …*… مستطابا لشعبي الضمآن وتعلم ما شئته من علوم …*… وفنون بحكمة واتزان هذه صفوة التقدم فافهم …*… لا تكذب ما تبصر العينان قد عجمنا من التجارب دنيا …*… لم تكن للأعجام في حسبان يوم قمنا نجلو العقول وناموا …*… في ظلام الكهوف والغيران ليس بدعا أن نشهد اليوم بعثا …*… عربيا من معجز الأذهان ليس بدعا أن نغزو الكون علما …*… بانطلاق إلى الحضارة ثاني ليس بدعا أن نخضع البأس للحـ …*… ـق بزحف مظفر غير واني أو ما تبصر الجزائر ثارت …*… ثورة حطمت قوى الطغيان قد حمدنا عند الصباح سرانا …*… وغنمنا غنائم الشجعان وبذلنا دماءنا بسخاء …*… وكفى بالدماء من أثمان فكسبنا بألف ألف شهيد …*… دولة لا تدين للأوثان وتولى على (الجزائر) حكم …*… لاشتراكية (الجزائر) باني عربي اللسان والوعي ثور …*… ي المبادي جزائري الكيان!

نن شعب الفدى به قد ظهرنا …*… وانتصرنا في كل حرب عوان كلنا شعب إخوة ما القسنطيـ …*… ـني منا الا أخو الوهراني ولنا أمة العروبة أم …*… ذات عطف على (الجزائر) حاني (وحدة المغرب) استعدت ظهورا …*… واستعزت بوحدة العربان فتحت (ليبيا) إلينا يديها …*… وعلى الأوسط انحنى المغربان وإلينا (الحجاز) و (اليمن) انحا …*… زا وجاد (الكويت) بالرنان نحن في (مصر) و (العراق) هوى الشعـ …*… ـب وفي (سوريا) وفي (لبنان) و (بشرق الأردن) حزنا وفي (ما …*… لي) على رفعة وفي (السودان) إن (إفريقيا) لنا اليوم أوفت …*… بالذي أوثقت من الايمان وشعوبا من (آسيا) وشعوبا من (أروبا) لنا من الأعوان هذه غاية الكفاح لشعبي …*… وهي أغلى أمنية في الأماني نحن شعب الفدى (فلسطين) منا …*… وإلينا والحكم للأرجواني قل لمن سامها احتلالا وغصبا …*… سوف تدري بلاءنا في الطعان يا ابن صهيون لا أرى لك بدا …*… من عدول عن كيدك الشيطاني ان (نهر الأردن) للعرب نبعا ومصبا من أقدم الأزمان و (فلسطين) لـ (ـلجزيرة) جزء …*… عربي من عهدها الكنعاني لم يفدك الجواب مناغيابا …*… فتهيأ لما ترى في العيان يا بني (مصر) للعروبة فيكم …*… مركز القطب خص بالرجحان ان (مصرا) أرض الحضارة والعلـ …*… ـم ومهد النبوغ والعمران تتجلى المآثر الشم فيها …*… عن ذكاء النهى وفن البنان هل كمثل (الأهرام) أوكـ (ـأبي الهو …*… ل) يرى في معالم البلدان

أين منها ماثر (الروم) قبلا …*… أين منها ماثر (اليونان)؟ لم تعقكم حضارة الفكر قدما …*… عن تلقي حضارة الإيمان شرف الدين أرضكم فاقتبلتم …*… بالأيادي هداه والأحضان ونشرتم هداه شرقا وغربا …*… وكسرتم عناصر العدوان ورفعتم رأس العروبة رعيا …*… فهي من حسن رعيكم في أمان واصطفيتم (جمالها) فهو فيها …*… (مصطفى كامل) بلا نقصان أيها الوفد جئت (عقبة) ضيفا …*… فتبوأت قمة العقبان مد (أوراس) سفحه لك ظلا …*… إن (أوراس) مكرم الضيفان فغرست العلوم للنشء روضا …*… ومددت الفنون كالأفنان كيف نجزيك عن أياديك إنا …*… لا نراها ترد بالشكران قد عجزنا عن الجزاء صنيعا …*… فرأينا أداءه بالمثاني وثواب الإله للعبد في أخـ …*… ـراه أولى من الثواب الفاني أيها الناشرون للعلم فينا …*… علما عندنا رفيع المكان فاض عرفانكم على الارض حتى …*… أصبح (النيل) منه كالغيران كم لكم في الجزائر اليوم من سـ …*… ـد يباهي السدين في أسوان إنما هذه المعاهد سد …*… بعد سد تفيض بالعرفان إنما هذه المعاهد برها …*… ن على علمكم إلى برهان ودليل أن (الجزائر) قد سا …*… دت وعادت لأصلها العدناني باء منا (جمالكم) بجلال …*… وارتقى (عزكم) إلى (حسان) (1) عمرت أرضكم بوارث عمرو …*… وهنيئا لها بكفء (ابن هاني)

_ (1) هو الشيخ عز الدين علي السيد الأديب الشاعر عضو بعثة الأزهر الشريف المدرس سابقا بالمعهد الاسلامي التكميلي بباتنة.

رب خل رأض الأوابد عن شعـ …*… ـري بمختار شعره أغناني وقصيد مني بدا لقصيد …*… منه صنوا كما بدا التوأمان قد سلوت القريض في عهد …*… شيبي وثناني عن حبه ما ثناني ولكم كان مؤنسا لي حبيبا …*… رائعا والشباب في الريعان هذه وقفة الودل فويحي …*… من أساها المثير للوجدان إن يوم الفراق أصلى فؤادي …*… بشواظ من مارج النيران هذه مهجتي تذوب من البيـ …*… ـن وصدري يجيش بالأحزان فوداعا بلا انقطاع وصبرا …*… في بلاء النوى على ما نعاني نحن في القرب والنوى ما فتئنا …*… في اقتراب بودنا واقتران في ائتلاف الأرواح منا وصال …*… نتحدى به نوى الركبان ونطاق القلوب أوسع رحبا …*… بيننا من مناطق الأوطان بلغوا (مصر) شوقنا وهوانا …*… ورضانا في السر والإعلان وسلام على (الكنانة) منا …*… ما استنارت بـ (ـالأزهر) المزدان وعلى أمة العروبة في كـ …*… ـل مكان يضمها وزمان سنوالي الجهود حتى نراها …*… فخمة الحكم ضخمة السلطان ولواء الإسلام في كل أرض …*… خافقا يحمي به الخافقان

تارك الصلاة

تارك الصلاة أيها التارك الصلاة أبن لي …*… أي عذر له تركت الصلاة أي عذر له تركت صلاة …*… تكسب العبد خشية وأناة أغرورا تركتها أم نفورا …*… أم كفورا أم سخطة أم شماتا؟ كل يوم تقول سوف اصلي …*… سوف أقضي من فرضها ما فاتا هكذا ينقضي زمانك ليلا …*… ونهارا تؤجل الاوقاتا بادر الفرض واستر العرض أولا …*… فترقب من ربك الإعناتا هذه دار كلفة لا توان …*… فاجعل الصبرعدة والثباتا أيها المطمئن فيها اغترارا …*… بالأماني متى ملكت الحياة؟ إنها ساعة تمر كأن لم …*… تغن فيها عشية أو غداة كم غني بالفقر فوجئي يوما …*… ومعافى إذا به قيل ماتا

تارك الزكاة

تارك الزكاة أيها التارك الزكاة لماذا …*… لا تزكي وقد ملكت النصابا مر حول عليك من بعد حول …*… مثلما يتبع السحاب السحابا تكنز المال ضامئا لست تروي …*… منه عبا مهما استزدت شرابا كل يوم تقول هل من مزيد …*… كلظى زادها المزيد التهابا تزرع الزرع آملا منه رزقا …*… لك وفرا وترتجي الاخصابا قد ترى بذل عشره وهو بذر …*… ثم تأبى زكاته حيث طابا تغرس النخل باسقات وتجني …*… من جناها التمور والارطابا وتذود الفقير بالنهر والمسـ …*… ـكين عنها كما تذود الذبابا إن فرض الزكاة يدعوك فاسمع …*… صوت إنذاره ورد الجوابا فكأني بك اخترمت بموت …*… خاطف بعده تلاقي الحسابا وكأني بك احتملت الى القبـ …*… ـر ووسدت في التراب الترابا وكأني بالاهل بعدك حازوا …*… مند ميراثهم منابا منابا قم فقدم زكاة مالك وارقب …*… بركات الزكاة وارج الثوابا قم فقدم زكاته فهي أرجى …*… لك من كنزه وأنجى مآبا

فوض إلى الله

فوض إلى الله (دع المقادير تجري في اعنتها) …*… فللمقادير سر غامض عالي فوض إلى الله ما يعروك من نوب …*… (ولا تبيتن إلا خالي البال) (ما بين غمضة عين وانتباهتها) …*… يسلو الحزين كما قد يحزن السالي إن ساءت الحال فارقب أن تطيب فقد …*… (يحول الله من حال إلى حال)

وعظ دقات القلوب

وعظ دقات القلوب (تشطير بيتين لشوقي) ــــــــــــــــــــــــــــــ (دقات قلب المرء قائلة له) …*… عجل بما يبقى فإنك فاني ما في حياتك للملاهي فسحة …*… (إن الحياة دقائق وئواني) (فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها) …*… بصنائع المعروف والاحسان من نال رفع الذكر عاش مخلدا …*… (فالذكر للانسان عمر ثاني)

متى أنت راجع

متى أنت راجع يقولون لي أمست بالشعر لامعا …*… فهل أنا بعد الموت بالشعر لامع؟ فيا ويح نفسي من دعاو كثيرة …*… يصانعني قولا بها من يصانع ورب كلام قلته أو سمعته …*… به أنا في وادي الأضاليل واقع إذا لم يداركني من الله عفوه …*… فإطراؤهم إياي للجنب صارع عبى نفسه فليبك من كان قادما …*… على الله إن أجدت عليه المدامع بأي بيان عنده وبلاغة …*… يجادل عن أعماله ويدافع؟ وهل هو ناج في المواقف كلها …*… وراق الى أوج الكرامة طالع؟ بلى رحمة الرحمان أقرب ساحة …*… إلينا ولكن أبعدتنا الموانع تنادي المنايا للمتاب بلا ونى …*… وتشغلنا آمالنا والمطامع فيا أيها العبد الذي ظل آبقا …*… عن السيد الأعلى متى أنت راجع؟

فتاة العصر!

فتاة العصر! ما بال سر فتاة العصر منحرفا …*… يهوي بها في مهاوي الإفك والزور ان الجزائر أمست بنتها غرضا …*… لكل رام بسهم الغي مأجور ما بالها هجرت آداب ملتها …*… ما بالها أعرضت عن خير دستور إن الذي برأ الجنسين خولها …*… حقوقها في كتاب منه مسطور لو انها اقتبست من نوره وجنت …*… من روضه التحقت في الطهر بالحور عافت تقاليدها المثلى وقد سطعت …*… أنوارها وارتمت في كل ديجور ما جل ارائها المستحدثات سوى …*… مستوردات مداها غير مشكور في كل مرحلة تزداد ظلمتها …*… في الرأي فاقرأ عليها سورة النور (1)

_ (1) سورة النور فى القرآن الكريم اشتملت على بيان بعض حقوق النساء وواجباتهن، وقد ورد في الحديث الشريف: (علموهن سورة النور).

نحن أبدا مع الأبرار

نحن أبدا مع الأبرار لأرباب القلوب عهود صدق …*… وأقوال تصدقها الفعال على القلب السليم بنوا وشادوا …*… لهم ملكا وبالملكوت جالوا وبالظن الجميل جنوا ثمارا …*… زكيات بها زكت الخلال رضوا أبدا بقسم الله حظا …*… وهل في قسمه إلا الكمال على السراء شكران وحمد …*… وفي الضراء صبر واحتمال فليس لهم على القدر انتقاد …*… وليس لهم على العمل اتكال جمال الله أذهلهم فهاموا …*… وادهش بالهم منه الجلال فما سكنوا إلى الدنيا قلوبا …*… وما ركنوا لزخرفها ومالوا وبالهمم الكبار غدوا كبارا …*… لسطوة بأسهم يعنو الرجال ترى الأحوال حائلة عليهم …*… وليس يغرهم بالله حال وتشتد الزوابع عاصفات …*… بما عصفت به وهم الجبال لذاك أعزهم ابدا بعز …*… رفيع لا يحوم به انخذال وكيف يذوق طعم الذل قوم …*… لهم عز به ولهم دلال اذا ابصرتهم أبصرت قوما …*… عليهم من ههابته ظلال فكن أبدا مع الأبرار واجنح …*… لهدي إمامهم فهو مثال رسول سن سنته طريقا …*… معبدة يتاح بها الوصال ولا يفتنك بالدنيا هواها …*… زخرفها فأكثره ضلال وكيف تريد في الدنيا خلودا …*… وعن قرب تسير بك الرحال دع الدنيا وزخرفها وعرج …*… إلى الأخرى هوى فهي المآل

الخمر

الخمر الخمر شربة رجس أم ارجاس …*… الخمر صاعقة تهوي على الراس الخمرمحنة سوء من اصيب بها …*… أصيب في كل وعي منه حساس الخمر فاس خراب هدمت أسرا …*… مصونة عاث فيها صاحب الفاس يا شارب الخمر ما ترجوه من دون …*… للعرض غول عقول لص أكياس ما الخمر إلا ظلام للنفوس فلا …*… يغررك منها شعاع لاح في الكاس على الفؤاد بها النيران موقدة …*… وفي الدماغ لها دقات أجراس وكيف تظفئ نبراسا حباك به …*… رب البرايا وتبقى دون نبراس فحطم الكاس واهجر كل رفقتها …*… تعش وتأمن ألسن الناس

يا ابن الليل!

يا ابن الليل! قيام الليل حلية كل بر …*… بباب الله قام له خديما إذ جن الظلام عليه أغفى …*… وقام يسابق الليل البهيما بنافلة يطيل بها قياما …*… وقرآن يرتله قويما مضى متهجدا كالنجم يسري …*… وجد يسبح الله العظيما تضن بسره سود الليالي …*… وتضرب حوله سترا جسيما تناجيه الملائك في دجاها …*… وترضى ان يكون لها نديما فيا ابن الليل بار النجم واقطف …*… جنى الأسحار واغنمها نسيما ويا ابن الليل باه الصبح نورا …*… متى حيا محياك الوسيما فما عفرته لله إلا …*… تهلل مشرقا وصفا أديما وليس يراه من يلقاك الا …*… رأى أثر السجود عليه سيما تمتع من شميم رباك طيبا …*… فإن عرارها أزكى شميما وما قدمت من خير خفي …*… فإن الله كان به عليما

اجتماعيات وسياسيات

اجتماعيات وسياسيات

باخرة الموت

باخرة الموت علام يظل دهرك مستريبا؟ …*… تسائله ويأبى أن يجيبا ويغضى عن شكاتك مستخفا …*… كأنك في شكاتك لن تصيبا فيا لله من دهر تغافى …*… عن البلوي ولم يبصر قريبا ويا لله من دهر تجافى …*… عن الذكرى واكبر أن ينيبا ألم يوقن بأن الخطب خطب …*… تكاد له البصائر أن تغيبا ألم يوقن بأن الخطب أنجى …*… على العمال شبانا وشيبا قسا البلد الحريج وضاق ذرعا …*… بهم فتيمموا البلد الرحيبا وأدرك ربعهم جدب مشت …*… لهم فاستقبلوا الربع الخصيبا وقالوا إن في باريس عيشا …*… يروق غضاضة ويلذ طيبا وقالوا انها تسلي المعنى …*… وقالوا انها تؤوي الغريبا وإن لها من الحسنى لحظا …*… وان لنا من الحسنى نصيبا ألسنا المخلصين لها حضورا …*… السنا المخلصين لها مغيبا محضناها المحبة واغتدينا …*… نطارحها التغزل والنسيبا ولبينا مهيب الحرب لما …*… أهاب بنا فأرضينا المهيبا فسدت في وجوههم النواحي …*… مسالكها ولم ترحم حبيبا وقامت ضجة في الغرب كبرى …*… تصب عليهم النقد مريبا فكم من قائل أخشى وحوشا …*… تدب بأرض باريس دبيبا

وكم من قائل اخشى زنوجا …*… تبيح القتل والذام المعيبا فقل للقائمين على فرنسا …*… انيبوا وارتأوا رأيا لبيبا وقل للقائمين على فرنسا …*… تعالوا فاشهدوا الخطب العجيبا جسوم في "فروش " (1) مجدلات …*… تعاني تحته الغاز الرهيبا وأجساد ممزقة الحشايا …*… تكاد لها النواصي أن تشيبا حديد "فروش" يفريها شظايا …*… وعزف "فروش" يبكيها نحيبا مشائيم أناخ البؤس فيهم …*… فمزق ثوب أمنهم القشيبا وصب عليهم الارهاق سوطا …*… من البلوى فكان لهم مذيبا فريح القر تعصف زمهريرا …*… وفيح الحر يلفحهم لهيبا مصاب نملأ الدنيا احتجاجا …*… عليه عسى المناوئ ان ينيبا فحسبك أيها الخطب المفاجى …*… لقد أشهدتنا اليوم العصيبا فأبكيت الهلال به وطه …*… وابكيت ابن مريم والصليبا وسر في ذمة التاريخ خطبا …*… رهيبا في مسامعنا مهيبا وحسبك ان أثرت شجون نضو …*… كئيب يألف النضو الكئيبا اذا ما صوت الناعي بأرض …*… تراه بسفك عبرته مجيبا يناغي البائسين كما يناغي …*… لعمري العندليب العندليبا ويحيي في رثائهم الليالي …*… وينهض في مصارعهم خطيبا بقلب يلفظ الأنفاس حرى …*… وعين تذرف الدمع الصبيبا فيا ظئر (الجزائر) يا فرنسا …*… أيجدر بالجزائر أن تخيبا؟ تناويك الممالك وهي تصبو …*… إليك فهل رأيت لها ضريبا؟

_ (1) فروش: محرف من اسم الباخرة، والعامة تسمى هنا الثغر الذي تحمل الباخرة اسمه هكذا: "سيدي فروش"

ويا ولد الجزائر صن …*… حماها وكن برا بساحتها أديبا ولا تخش الوقاع بها فإني …*… رأيت الله مطلعا رقيبا

_ في الاستعمار الفرنسي عدة صفات من جهنم منها: أن من ابتلى به لا يموت ولا يحيا، كما أن من دخل جهنم لا يموت فيها ولا يحيا. والاستعمار الفرنسي في الجزائر كله دائر على هذه الصفة. فهو بعد أن جرد الجزائريين من أسباب الحياة وتركهم حفاة عراة جياعا، ليسجل عليهم العبودية المؤبدة للسادة الأروبيين، يعملون لهم ليلا ونهارا في سبيل القوت المقتر، فإن زاد فتح لهم طريق في فرنسا للعمل بسواعدهم لا بعقولهم في مصانعها وكان الجزانري الذي يصل إلى فرنسا يعد نفسه سعيدا فيها لارتفاع الأجور نوعا ما، بحيث تكفيه وتكفي أولاده المتخلفين، وكانت كثيرا ما تثور ثائرة المعمرين لنقصان الأيدي العاملة في كرومهم الواسعة وحقول القمع المترامية الأطراف، فتعود الحكومة إلى استرضائهم بتحجير السفر على الجزائريين. وفي ذات مرة ضاقت الحياة بجماعة أولئك العملة ففروا إلى فرنسا متسللين في باخرة اسمها (سيدي فرج) باسم الثغر الذي أنزل منه أول جندي فرنسي من جنود الاحتلال الأول …*… وأخفاهم صاحب الباخرة في عنابر سفلية مظلمة مشبعة بالغازات، خالية من الهواء، وأغلق عليهم الأبواب، فما كادوا يصلون مرسى (مرسيليا) وتفتح عنهم الأبواب حتى مات منهم أحد عشر رجلا بالاختناق، وكان الآخرون بمقربة من الموت .. وكانت ضجة عظيمة بعد أن افتضحت هذه الحقيقة الشنيعة، ذلك كله أثر في نفس الشاعر، ففاضت بهذه القصيدة يصف المأساة ويتوجع لها وينعي على فرنسا هذه الجريمة التي تسببت عن تحجير سفر العمال إلى فرنسا.

يا نفس

يا نفس نشرت في (الشهاب) ج 1 و8 جانفي 1932 غرة رمضان 1350. ــــــــــــــــــــــــــــــ عرفتك يا نفس أزهري أو ترهبي …*… على كل حال مذهبي فيك مذهبي عرفتك نفسا بالغرور مريضة …*… قديما فما تجدي ضروب التطبب مباءة نكران وورد ضلالة …*… ومنبت خسران ومهد تقلب إخالك ليثا بين جنبي أغلبا …*… فمن لي لليث بين جنبي أغلب يروعني بالوثب والزأر دائما …*… ويحبسني ما بين ناب ومخلب أفي كل يوم منك باللوم غارة …*… علي لقد أتعبتني شر متعب تريدين يا نفس الحياة طليقة …*… وتهوين أن تلهي عليها وتلعبي تريدين يا نفس الحياة طويلة …*… لتقضي عليها مأربا إثر مأرب مارب لا تنفك تترى كأنها …*… كواكب تبدو كوكبا إثر كوكب ذري في الدعاوي والمنى كل رغبة …*… فمزن الدعاوي والمنى غير صيب وغري بغيري لا تغري بعارف …*… خبير ببرق من عفافك خلب فما لك ان شع السراب بمهمة …*… من الأرض يممت السراب لتشربي؟ حسبت شعاع الشمس في الأرض موردا …*… وما هو فوق الأرض غير التلهب حسبت شعاع الشمس في الأرض ثابتا …*… وأيان ما تغرب به الشمس يغرب ردي الترب والأحجار والريح والعنا …*… فذلك ما يبلى به كل أشعبي وذي مأرب في نفسه لم يفز به …*… يراني ظلما دونه لسد مأرب فان القه يخلد الي وينشرح …*… وان أعده يعتب علي ويغتب

ألم يكفه أني أحارب حية …*… فيرميني منه بأروغ ثعلب ولي مطلب صعب الوسائل موعر …*… فيا ويح نفسي من وسائل مطلبي سأحملها فيها على الموت ساخرا …*… من الموت أو ترمي شعار التهيب ذريني أنصب للعلى جهد طاقتي …*… فلم يرق فيها منصبا غير منصب خذي الجد زادا في مسيرك والحقي …*… بها واليها فاركبي كل مركب فليس بحر من يرى العز ممكنا …*… ويبقى أسير الذل تحت التغلب وأغرب خطب هالني خطب موطن …*… لنا منعته الشمس أسراب أغرب (1) كما حبست عنه الرياح وعارضت …*… له دون سيل القطر من كل مسرب بأجنحة سود كأن خيالها …*… ظلام بليل قاتم الوجه غيهب فيالك فردوسا تحولت دمنة …*… ويا وحشتا من أغرب فيك نعب ويا وحشتا من محنة نكبت بها …*… سلالة مازيغ وفتية يعرب تسام بخسف وهي ولهى حزينة …*… وتوسم إفكا بالخنى والتعصب وكم قائل فازت بنيل حقوقها …*… ولما تفز إلا بعنقاء مغرب ويا نفس كم نفست كربك في الصؤبى …*… بجم الأماني وهي شنشنة الصبى فلا تعذليني في التشاؤم بعد ما …*… نبت بي صروف الدهر عن كل طيب تريدين خوضي في الأماني تعلة …*… وذلك أمر إن اخض فيه أكذب وتشكين مني عزلة وتجنبا …*… ومن فرط وجدي عزلتي وتجنبي وما أنا إلا طائر فوق بانة …*… يردد سجعا خافتا ذات مغرب يسر به تحت الدجى متسترا …*… ليأمن رمي الصائد المترقب

_ (1) هذه الأبيات والتي تليها كانت مثار مضايقات للشاعر من الدوائر الاستعمارية، ومن (ميرانت) مدير الشؤون الأهلية بالولاية العامة آنذاك.

فلا تحقري صوتي الرقيق فإنه …*… عن الشعب كالسلك الرقيق المكهرب ولا تحقري ضعفي وليني ففيهما …*… رضى الله لا في قوتي وتصلبي وكم من أخ في الدين خان فلم أخن …*… ولاطفته أرجو السماح كمذنب أخوه أنا ما دام يقبلني أخا …*… وفي حرمتي ما دام في حرمة الأب ولست لغير الله أرهب سطوة …*… فما كان غير الله عندي بمرهب وما كان غير الرفق عندي صالحا …*… لشعب مريض بالهوى والتحزب فيا أيها الداعي الى الله لا تحد …*… عن الرفق إن الرفق أربح مكسب

هذه جدوة

هذه جدوة نشرت في العدد (43) من جريدة البصائر سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــــــ خاطر هاجس …*… من غد واجس ورؤى لونها …*… حالك عابس ومنى دونها …*… مهمة طامس وجوى في الحشا …*… ناخر ناخس وأسى لم يذق …*… مثله بائس تلك حال امرئ …*… شعبه ناعس نح على أمة …*… حظها تاعس أمة مجدها …*… دارج دارس أمة ما لها …*… قائد سائس في مهب الهوى …*… نبتها …*… مائس قد نبا سيفها …*… وكبا الفارس أبإصحلاحها …*… يهمس الهامس؟ وبإفسادها …*… يجرس الجارس؟ كل رأس بها …*… مطرق ناكس كل قلب بها …*… حائر يائس

خصمها دائب …*… فوقها دائس وبنوها أخ …*… لأخ باخس وهوى منهم …*… لهوى عاكس وجهول على …*… عالم نافس هل درى قائم …*… باسمه جالس انه غامط …*… حقنا غامس؟ غره ما به …*… يلبس اللابس رب حدس به …*… حازف الحادس وقياس به …*… أخطأ القائس؟ هذه كسرة …*… هل لها كابس جرها نابز …*… بالأذى نابس أترى ينثني …*… عوده اليابس أم ترى ينجلي …*… عذره الحابس ان جو الهدى …*… مشرق آنس نحن في بيئة …*… لصها حارس فارع فيها الجنى …*… أيها الغارس؟ قل لشعب سجى …*… ليله الدامس هذه جذوة …*… هل لها قابس؟

يا فرنسا

يا فرنسا نشرت في مجلة الشهاب ج 4/ 12 جوليت سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــــــ يا فرنسا بك الجزائر لاذت …*… وأكنت لك الولاء الشديدا فاز فيك (اليسار) فاليوم لا عسـ …*… ـر أليس اليسار فألا حميدا فاز فيك (اليسار) فالأمة اليو …*… م ستفدى بما عسى أن يفيدا فاز فيك (اليسار) فاقتربت منـ …*… ـك وناطت بك الرجاء الوطيدا أجمعت أمرها (لمؤتمر الشعـ …*… ـب) فوفته مهرجانا وعيدا صرخ الشعب فيه صرخته الكبـ …*… ـرى وناداك يسترد الفقيدا ليس حقا أن تحرمي الشعب حقا …*… لقي النار دونه والحديدا ليس حقا أن تستريحي ويشقى …*… ليس حقا أن تسكني ويميدا ليس حقا أن تستجدي ويبلى …*… ليس حقا أن تخلدي ويبيدا يا فرنسا ردي الحقوق علينا …*… وأقلي الأذى وكفي الوعيدا نحن رغم الطغاة في الأرض أحرا …*… ر وان خالنا الطغاة عبيدا نبتغي السلم والهدوء ونأبى …*… أن يكاد امرؤ لنا او يكيدا حسبنا العدل لا نهم بأن ثـ …*… ـأر من حاكم بغى أو نقيدا فدعي الماضي الحزين بما فيـ …*… ـه وهاتي الغد الرضي السعيدا

هل من جديد

هل من جديد القصيدة نشرت في العدد (14) من جريدة "البصائر" سنة 1936 وفي مجلة (الشهاب) بهذا التعليق: اقترحنا على الشاعر الشباب بل أمير شعراء الجزائر الأستاذ (محمد العيد) أن ينظم لنا أبياتا في مخاطبة (لجنة البحر العليا) بمناسبة اجتماعها الأخير، ومقال جريدة (الطان) الذي أقام الأمة وأقعدها تخليدا لذكرى هذه الحادثة وإبقاء لها ما بقي التاريخ لأن الشعر يحفظ ولا ينسى، فأجاب الاقتراح وعبر عن شعورنا وأعرب عما في ضميرنا بهذه الأبيات العامرات الخالدات، إن شاء الله. ــــــــــــــــــــــــــــــ يا لجنة البحر خبرينا …*… هل فيك للشعب من مفيد جريدة (الطان) (1) أنذرتنا …*… بحادث السوء من بعيد وأنت تدعيننا لنوم …*… منعم بالرؤى سعيد إلئ متى تنشدين فينا …*… أنشودة الأم للوليد؟ يا لجنة البحر لا تحيفي …*… عن جانب العدل أو تحيدي هل من جديد لديك يعطى …*… للشعب في عامه الجديد؟ هل من جديد فقذ سئمنا …*… سياسة الوعد والوعيد؟

_ (1) جريدة الطان: من أوسع الجرائد الفرنسية انتشارا في تلك الفترة.

يا شرق

يا شرق لا يقتصر شعر محمد العيد على القضايا المحلية أو العربية، بل يساير الحركات التحررية في افريقيا وآسيا، ويشارك في القضايا الانسانية عموما .. وهذه القصيدة عن سقوط الحبشة الافريقية في يد إيطاليا العاتية. وقد نشرت هذه القصيدة في العدد (21) من جريدة البصائر سنة 1936م. ــــــــــــــــــــــــــــــ من يسكت الليث ومن يسكن؟ …*… إن هدوء الليث لا يمكن غاب عن الغاب فلا موطئ …*… يرضيه كالغاب ولا موطن دعوه يرأز واثبا بعدها …*… فالزأر والوثب له ديدن نجا النجاشي ناشدا مأمنا …*… وما على وجه الثرى مأمن (أديس أبابا) اليوم ديست فلا …*… أوراقها تندى ولا الأغصن نوح طير الروض من حولها …*… وصوح الزنبق والسوسن صال عليها جيش (روما) فهل …*… صاوله الأحباش أم أذعنوا ما حالهم والنار تصليهم …*… والجيش عاث فيهئم مثخن؟ والغاز في الاخلاق يغزوهم …*… وفي الكمامات لهم يكمن آدتهم أيد حديدية …*… تحصد خلق الله لا تحصن يبغي بها الباغون أن يحظروا …*… حرية الأشخاص لا يحضنوا قالوا مددناها لتمدينهم …*… فبئس ما مدوا وما مدنوا مال بال (روما) للأذى جردت …*… سيفا لها في دينها يطعن!؟

هل بالأذى يسمح (عيسى) لها …*… وهل به إنجيلها يأذن!؟ أيزدري بالدين (بطريقها) …*… ويسكت (البطريرك) الدين هل (فاتكان) القوم عن فتكهم …*… بالخلق يرضى أم له يحزن؟ قد لقن الحكمة رهبانها …*… فلقبوا رسلا بما لقنوا معاذ رسل الله أن يركعوا …*… فوفا لغير الله أو يركنوا (نيرون) روما قام من قبره …*… في أرضها يفتن من يفتن قد أعول العالم من معول …*… يهدم فيه السلم لا يهدن وأرعب الأرعن جيرانه …*… فهل درى من أرعب الأرعن؟ في أمة (السكسون) غيظ على …*… غيظ ستذكي ناره الأزمن والشرق- ويح الشرق- مستغرق …*… في النوم لم تطرف له أجفن يا شرق خذ حذرك من جيرة …*… هاموا بحب الجور مذ هيمنوا يؤمن في الجيرة وحش الفلا …*… يا شرق والغربي لا يؤمن يبدي لك الغرب رؤى حلوة …*… وتحتها يبطن ما يبطن أما ترى الأحباش لم يحمهم …*… حام سوى ما يدهن المدهن دخائل الأقوام مدخولة …*… فلا يغرنك ما أعلنوا (إثيوبيا) اليوم مثاباتها …*… تخزى وذكرى ملكها تخزن اليوم والأعراب تغرى بها …*… يذاد عنها كنزها الأثمن اليوم لا ينجو على ضهرها …*… لا منبت خصب ولا معدن اليوم ينفى كل (رأس) بها …*… حر ويخفى حقها البين يا مهجرا كالخلد فيما مضى …*… لاذ به واستأمن المؤمن هل تذكرالأصحاب تسرى بهم …*… الى حماك الأينق الأيمن؟

أذ (بكة) تبكي وهم في الدجى …*… عنها (ابن مظعون) بهم يظعن واذ رسول الله يرجو لهم …*… ما يجمع الشمل وما يضمن واذ قريش في صنوف الأذى …*… وراءهم تمعن ما تمعن إنا مدينون لخل خلا (1) …*… نحيي له الذكرى ولا ندفن أكرم فيك الصحب فاستمرأوا …*… في ظله مرعاك واستوطنوا ولابنك العالي له في الورى (2) …*… ذكر به غر الورى أذنوا الصابر الموقن في محنة …*… يذهل فيها الصابر الموقن يا معشر الاحباش صبرا لما …*… يدمي من الجرح فما يدمن أنتم لنا رغم النوى إخوة …*… فما علينا خطبكم هين ما عندنا حول سوى ما به من التعازي تنبس الألسن فأسمعوا الأحرار شكواكم …*… حرى عسى أذن لكم تأذن لا يحسب الباغون عقباهم …*… حسنى فعقبى البغي لا تحسن

_ (1) هو النجاشي أصحمة الذي آوى بعض الصحابة المهاجرين إلى أرض الحبشة. (2) هو بلال بن رباح الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يا وفد

يا وفد نشرت في العدد 29 من جريدة البصائر سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــــــ صادف رضى والق رفدا …*… يا وفد بوركت وفدا وأم باريس ركبا …*… باليمن تحدو وتحدى باسم الجزائر فاسأل …*… باريس لا تخش ردا ان الجزائر ترجو …*… باريس أن لا تصدا خاب الذين أقاموا …*… بين البلادين سدا غدا بباريس تلقى …*… عطفا وتكسب حمدا غدا ستسمع فيها …*… صوت العدالة يصدى فاكشف لها السر واصدع …*… بالحق لا تأل جهدا وابسط مطالب شعب …*… نادى بها واستعدا يا وفد أمرك جد …*… فاصرف له العزم جدا قل للدليلة سيري …*… بنا إلى الورد قصدا إطوي بنا السير طيا …*… ولا تمديه مدا فكم أماني ظماى …*… أتتك تطلب وردا أوردتها مثل (سعد) …*… لا بل تجاوزت (سعدا) (1) يا وفد ذكر فرنسا …*… عهدا تقادم عهدا

_ (1) إشارة إلى قول الشاعر: أوردها سعد، وسعد مشتمل …*… ما هكذا يا سعد ترود الابل

قل مسنا الضر قبلا …*… وخاننا الصبر بعدا متى تفين بوعد …*… يا أعذب الناس وعدا؟ لا بد أن تمنحينا …*… ما لا نرى منه بدا فكم وسعناك برا …*… وسعته اليوم جحدا وكم بخلت فقلنا …*… لعلها سوف تندى وكم ظلمت فقلنا …*… لعل للظلم حدا الحرب تشهد أنا …*… كنا بجنبك أسدا أئن دجا الخطب ندعى …*… وإن جلا الخطب نعدى؟ أيحرم النفع شعب …*… عليك بالنفع أجدى؟ فخففي الحجرعنا …*… إنا نضاهيك رشدا انا نقاضيك دينا …*… قد ان أن يستردا حقا لنا منك يقضى …*… لا نعمة منك تسدى جئناك كالأم نشكو …*… أخا علينا تعدى (معمرا) لك أخلى …*… وبانيا لك هدا لم يعمر الدار إلا …*… ليوسع الجار طردا صاحبنا مستغلا …*… وساسنا مستبدا إن أبصر الحسن أخفى …*… أو أبصر القبح أبدى لقد تهيأ سرا …*… لحربنا وتصدى وود لو لم نصادف …*… من (جبهة الشعب) ودا (1)

_ (1) في سنة 1936، قامت في فرنسا حكومة ائتلاف من أحزاب اليسار اطلقوا عليها اسم (الواجهة الشعبية) واغتر الجزائريون بالمظاهر التي ظهرت بها تلك الحكومة، وكان من نتائج ذلك أن تداعى العلماء والنواب المسلمون، ومن ورائهم الأمة كلها إلى عقد مؤتمر تمثلت فيه الجزائر كلها، وقرر المؤتمر بالإجماع تشكيل وفد إلى باريس يحمل نسخة من مطالب الأمة الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية.

إلى متى وهو يجزي …*… عن خالص الحب حقدا؟ الى متى وهو يشقي …*… شعبا ليسعد فردا؟ أيجعل الضد حلفا …*… ويجعل الحلف ضدا؟ ويحسب العبد حرا …*… ويحسب الحر عبدا؟ نحن الحنيفون دينا …*… نحن المنيفون مجدا من سامنا الهون اذى …*… (محمدا) (ومعدا) ... يا وفد خلفت ذكرق …*… تبقى على الأرض خلدا زنت (الجزائر) حشرا …*… لها وزانتك حشدا رح امنا واغد جذلا …*… وطب مراحا ومغدى يا شعب بشراك هذا …*… خير لجيلك يهدى زال الردى عنك فاسلم …*… نحن الحمى كيف تردى فخط للعز صحرحا …*… وخط للذل لحدا وسل من الموت قربا …*… تنل من الموت بعدا فلم نزل لك حصنا …*… و (للجزائر) جندا إن (الجزائر) منا …*… بالروح والمال تفدى

_ = وقد كان لاجتماح هذا المؤتمر تأثير عظيم في نفس الشعب الجزائري، وبعث الآمال الكمينة، رالتشوف إلى الغايات التي يرجوها، ويعمل لها العاملون من أبنائه. وفي غمرة هذا التأثير، جاشت قريحة شاعرنا بهذه القصيدة يخاطب بها الوفد ويودعه ويتيمن بهذا الوفادة وفيها أبيات كانت معانيها سائغة في ذلك الوقت الذي كان الشعب الجزائري يقنع فيه ببعض الحق، أما اليوم، قد جاوز الأماني إلى العمل فقد أصبحت تلك المعاني ممجوجة في ذوقه بود أن أصبح السيف هو الحكم بينه وبين فرنسا. فمعذرة لقراء الديمان إذا أثبتنا تلك الأبيات التي هي تصورات في زمن غير هذا الزمن. وللشاعر مع هذا فضل أي فضل في تنبيه الأفكار قبل ذلك الزمن إلى الغايات التي يجب أن يسعى لها الشعب متئدا متدرجا. القاهر (محمد البشير الإبراهيمي)

ذكرى المؤتمر

ذكرى المؤتمر أنشدت في الذكرى الأولى للمؤتمر الإسلامي التي أقيمت بالعاصمة في شهر أغسطس سنة 1937م. ونشرت في مجلة الشهاب ج: (6) م: (13) ــــــــــــــــــــــــــــــ أقيمي لا تفارقك السعود …*… سلام الله أيتها الوفود شهدت اليوم مؤتمراعظيما …*… أغر لمثله يجب الشهود به تبنى الجزائر من جديد …*… وتستحيا الماثر والجدود ونبعث صوتنا الشعبي حرا …*… يدوي مثلما دوت رعود ونقتحم السدود الى حقوق …*… حرمناها وإن علت السدود بلغنا رشدنا يا كون فاشهد …*… وأدركنا فأذعن يا وجود وجدد أيها التاريخ جدد …*… لنا عهدا تدين له العهود سجلك شرعة بالحق تقضي …*… وقانون تقام به الحدود فسجل واجبات الشكر سجل …*… لشعب عن كرامته يذود ويا أملا تآلق من بعيد …*… كمثل النجم ان لك الصعود هلم بنا نصل حبلا بحبل …*… ألما يكفنا هذا الصدود؟ ركبنا للقضية كل صعب …*… نرود من المراجع ما نرود وأقسمنا بكل يمين صدق …*… لها بسوى المطالب لا نعود وجاءتنا الردود بألف بشرى …*… فما أغنت بها عنا الردود

متى توفى الوعود فقد مللنا …*… تساؤلنا، متى توفى الوعود؟ أعد لنا بوادي (السين) ورد …*… مصفى لو يتاح لنا الورود أنظمأ للعدالة يا فرنسا …*… وعندك ماؤها العذب البرود؟ اصابتنا الجوائح والرزايا …*… وأعوزت المرافق والرفود حنت أعناقنا الاغلال ظلما …*… وحزت في سواعدنا القيود وأعلنا المظالم والشكايا …*… فأخفتها الدسائس والكيود وأنغضت الرؤوس لنا هزوءا …*… وإنكارا وصعرت الخدود؟ الم نوسعك في الجلى جهودا …*… ألم تحم الحمى تلك الجهود فما هذا التجاهل والتناسي …*… وما هذا التنكر والجحود وان نبعد وإن نشرد قلوبا …*… فمنك البعد باد والشرود فسوسي المسلمين بكل عدل …*… وخلي ضيمهم فهم الأسود لهم في مقبل الأيام شأن …*… به يتمخض الزمن الولود فقم يا ابن البلاد اليوم وانهض …*… بلا مهل فقد طال القعود وقل يا ابن البلاد لكل لص …*… تجلى الصبح وانتبه الرقود تنادى المسلمون لأخذ حق …*… أقر به النصارى واليهود ونحن المسلمين رجال سلم …*… وحرب فيهما زكت القصود بذلنا فيهما الأعمار جودا …*… وليس وراء بذل العمر جود وأحسنا السياسة وهي صدق …*… ولا رتب هناك ولا نقود أنخزى والإلاه لنا ولي …*… ومنتصر ونحن له جنود؟ معاذ الله أن نخزى فيرضى …*… ويجزي بالقلى وهو الودود فخض يا ابن الجزائر في المنايا …*… تظللك البنود أو اللحود

باخلاص واقدام وعلم …*… يسود على البرية من يسود وفي حسن القيادة كل خير …*… فلا يسيء القيادة من قيود ويا شعب اجتنب حرب التعادي …*… وخل اللغو فهو لها وقود ولا تزعجك بادرة افتراق …*… بدت فلكل عاصفة ركود ولا تيأس من الفوز المرجى …*… فقد يخضر بعد اليبس عود بغى الباغي رداك فخاب سعيا …*… للباغي الردى ولك الخلود

يوم الشعب

يوم الشعب ألقاها الشاعر في يوم الذكرى الثانية للمؤتر الإسلامي الجزائري سنة 1937. ونشرت في مجلة الشهاب ج: (5) م: (13) جويلية. ــــــــــــــــــــــــــــــ اليوم موسمك الأغر …*… يما أيها الشعب الأبر اليوم تمتحن السرا …*… ئر في هواك وتختبر اليوم يظهر من وفى …*… بالعهد فيك ومن غدر اليوم تجتمع الوفو …*… د على ولائك والزمر اليوم فيك جفاك يحـ …*… ـسى اليوم عهدك يدكر اليوم نرجو أن نحقـ …*… ـق ما نؤمل من وطر اليوم يوم الجد يو …*… م السعي فينا والنظر اليوم يوم الشعب حـ …*… ـل اليوم يوم المؤتمر ذكرى معطرة ترفـ …*… ـف كمثل أفواف الزهر ذكرى مشرفة لمؤ …*… تمر عليه الحول مر ذكرى المطالب والحقو …*… ق لعرضها شعب حضر يا شعب باركك المهيـ …*… ـمن باسمه الأعلى وبر يا شعب لقيت الرضى …*… يا شعب وقيت الضرر يا شعب بالأمس ائتمر …*… ت وذاع أمرك واشتهر وركبت عزمك راجيا …*… أن لا يطول بك السفر

أتممت غرسك للمنى …*… وبقيت تنتظر الثمر فمتى يواتيك القضا …*… ومتى يواليك القدر؟ ومتى الوفاء؟ فطالما انـ …*… ـتظر الوفاء من انتظر! ومتى يمن عليك بالـ …*… ـبشرى وتحظى بالظفر؟ حتام ينظر في المطا …*… لب والحقوق ويفتكر؟ حتام مبتدأ المطا …*… لب والحقوق بلا خبر؟ أبت السياسة في الجزا …*… ئر أن نعامل كالبشر ولعل من نظم السيا …*… سة أن نغش وأن نغر ولعل منها أن يدسـ …*… ـس لنا ونجذب للحفر ولعل منها أن نما …*… طل كي يساورنا الضجر والملك في علم السيا …*… سة معرض الحيل الكبر كم للسياسة فيه ألـ …*… ـواح منوعة الصور كفي فحكمك ياسيا …*… سة في الورى سوس نخر واليك عنا يا فجا …*… ر فليس فينا من فجر هل نحن إلا للبرو …*… ر وأهله أزكى نفر؟ ما الشرع والقانون فيـ …*… ـك سوى صحائف تستطر تمحى بحد السيف إن …*… لم تمح بالعلل الأخر تلهو السياسة بالمصا …*… لح كالصوالج والأكر فبرمية منها نساء …*… ورمية أخرى نسر لم يخل ميدان السيا …*… سة قط من كر وفر يا جارة السين الاما …*… ن بك الأمان من الغير

فمن الأذى غب الأذى …*… ذقنا الأمر على الأمر نشكوك أم نشكو اليـ …*… ـك أذى تفاقم وانتشر إن الجزائر جوها الـ …*… ـوضاح كالليل اعتكر إن الجزائر خلدها الـ …*… ـزاهي استحال الى سقر إن الجزائر شعبها افـ …*… ـتقد المرافق وافتقر والمدعي العمران فيها …*… اليوم يخرب ما عمر أبدا يسيء بنا الظنو …*… ن ونحن لم نهمم بشر أيظننا خطرا عليـ …*… ـك ونحن ذواد الخطر نحن البراء من الجحو …*… د السالمون من البطر نحن الأعفاء الضما …*… ئر والأصحاء الفطر العائذون من استعا …*… ذ العاذرون من اعتذر المكرمون لضيفينا …*… شكر الضيافة أو كفر المؤثرون السلم إلا …*… أن نهان ونحتقر أنجاب عن طلب الحقو …*… ق بان نراع وننتهر؟ ونعد من شر الشرا …*… ر ونحن من خير الخير هيهات يأبى الله يأ …*… بى المصطفى تأبى مضر الحق أجدر أن يحكـ …*… ـم في الشعوب وفي الأسر يا مبطل الحق اقترفـ …*… ـت جناية لا تغتفر من أبطل الحق استحـ …*… ـق السخط فالحذر الحذر!! أمر الالاه بأن نحقـ …*… ـق الحق فيما قد أمر أين المفر من الإلا …*… ـه وحكمه أين المفر؟!

أو تبتغي وزرا يصو …*… نك منه كلا لا وزر؟! عبثا تحاول بالمنى …*… جبرا اذا القلب انكسر بالعدل والإحسان دا …*… وكسير قلب أو فذر بالعدل والإحسان سس …*… شعبا من الضيم انفجر العدل والإحسان رو …*… ح الله في الأرض استقر يا أيها الشعب استقم …*… في السير واتبع الأثر يا أيها الشعب اتعظ …*… في السالكين بمن عبر كن حازما جلدا جلدا ودع …*… عنك الميوعة والخور سر تحت مؤتمرالجزا …*… ئر فهو فيها كالقمر واحفل بفكرته الموفـ …*… ـقة المجيدة في الفكر وانفر اليه فانه الـ …*… ـركن الشديد لمن نفر وأضف الى الحجر المقا …*… م بصلبه صلب الحجر لا در در العامليـ …*… ـن لنقضه ما در در سيجيء يوم للجزا …*… ئر فيه تطرح الكدر!! وتظل سيرة أهلها الأ …*… سياد سيدة السير فكأنني بالحق فيـ …*… ـها بعد حين قد ظهر! وكأنني بالخصب عـ …*… ـم وبالنعيم بها زخر وكأن باديها ازدهى …*… وكأن حاضرها ازدهر فلكل شيء منتهى …*… ولكل أمر مستقر!!

تقريظ كتاب محمد عثمان باشا

تقريظ كتاب محمد عثمان باشا حين صدر كتاب (محمد عثمان باشا) للأستاذ أحمد توفيق المدني استقبله صديقه الشاعر بهذه القصيدة مقرظا ومنوها بتاريخ الجزائر ودولة الأتراك. ونشرت القصيدة في (البصائر) سنة 1937. ــــــــــــــــــــــــــــــ أبحث فلن تعدم من يخبر …*… قد تنشر الأيام ما تقبر واستخبر التاريخ عن دولة …*… مرت على اجلائها الأعصر كان لها في أرض "مزغنة" …*… ملك وسلطان بها يزخر كانت به تفخر مزهوة …*… وكان مزهوا بها يفخر حدث عن الترك وعن بأسهم …*… فبأسهم في الحرب لا ينكر حدث- خلاك الذم- عن عسكر …*… لهم خلوا ما مثلهم عسكر من كل جندي يخوض الوغى …*… كأنه في ساحها قسور أو قائد راياته تعتلي …*… أو (رايس) (1) أسطوله يمخر و (الداي) فيهم مورد مصدر …*… ما يورد الديوان (2) أو يصدر حكومة الديوان دلت على …*… عدل من الترك لهم يشكر قامت على الشورى فما دونها …*… وال بأمر الحكم يستأثر قف حول بحر الروم مستفسرا …*… فكم وعى الأخبار مستفسر

_ (1) الرايس. قائدة السفينة الحربية. (2) الديوان: مجلس الدولة.

وقل له مستطلعا قل له …*… هل تذكر الأتراك هل تذكر؟؟ هل تذكر (الرياس) تعنو لهم …*… قراصن البحر وتستأسر؟ صالوا فلا الإسبان تثنيهم …*… ولا الفرنسيس بهم تظفر عرش على الدأماء قد شاده …*… من لا يخاف الموت أو يحذر جرى الدم الأحمرمن حوله …*… فكاد يخفى موجه الأخضر يا بحر في عهدك خلف مضى …*… فهل تصون الحلف أو تغدر؟ (مزغنة) (1) حولك مأزومة …*… ويسرها المرجو مستعسر لا عربها في كل حي بها …*… عرب ولا بربرها بربر قد أدبر المقبل من أمرها …*… وحكمها مذ أقبل المدبر فكل أرض خصبة جدبة …*… وكل ربع عامر مقفر ضاقت بنا الدنيا على رحبها …*… وساءنا المنظر والمخبر هل زلزلت أرض بنا فدفد …*… أم عصفت ريح بنا صرص؟ دجى من الأحداث ملنا بها …*… لليأس لولا بارق يظهر ومعشر من نبت مزغنة …*… في البر لم يلحق بهم معشر لاحوا على اليمن بأفاقها …*… كما يلوح العارض الممطر من عالم في نصحها لايني …*… أو كاتب عن حقها يجهر أو باحث في درس تاريخها …*… يدأب كالأفلاك لا يفتر أما ترى (أحمد) كيف اجتلى …*… للترك عصرا نيرا يبهر (محمد عثمان باشا) به …*… ينهى بسيف الحق أو يأمر ويستشير الجند مستفسرا …*… كالليث في أشباله يزأر حكومة زهراء في عصرها …*… دل عليها كوكب أزهر

_ (1) (مزغنة): اسم قديم لمدينة الجزائر.

دل عليها كاتب ماهر …*… كأنما أنجبه عبقر لا يبخس الأبطال حقا ولا …*… يمن بالأعمال يستكثر تلك الأيادي لا دعاو بها …*… يهذر كالمحموم من يهذر فاهنأ أخي (توفيق) وابشر وكن …*… أجدر من يهنأ أو يبشر وضعت في الميزان جيلا مضى …*… ما فيه تستوفي ولا تخسر وقمت بالتبشير في أمة …*… لباك منها السامع المبصر فادأب على التاريخ واكشف به …*… حضارة عن أهلها تستر نحن لأدواح العلى ننتمي …*… وفرع شانينا هو الأبتر من كل خسران بنا محدق …*… نعوذ بالله ونستنصر نصبر ما استكبر أعداؤنا …*… في الأرض والعقبى لمن يصبر فمجدنا أعظم من مجدهم …*… والله من أكبرهم أكبر!!

تقسييم فلسطين

تقسييم فلسطين نشرت في جريدة البصائر سنة 1937. ــــــــــــــــــــــــــ يا قسمة القدس انت ضيزى …*… لم يعدل القاسمون فيك مضوا على الحيف لم يبالوا …*… بما جرى من دم سفيك القدس للعرب من زمان …*… لن يقبلوا فيه من شريك قد سامه الأجنبي خسفا …*… وهد من ركنه السميك يا (لندرا) لو درى بنونا …*… لم يأمنوا الغدر من بنيك إخال شعب اليهود سرا …*… سباك بالعسجد السبيك أهكذا تفصل القضايا …*… بحكمها لجنة المليك؟ قد دل طغيان أنكلترا …*… على فناء لها وشيك

يا وادي السان

يا وادي السان نشرت في جريدة البصائر سنة 1937. ــــــــــــــــــــــــــ يا (وادي السان) أوردنا بإحسان …*… ولا تمتنا صدى يا وادي (السان) (1) ألا اسقنا من رحيق بالشذى عبق …*… لا تسقنا من حميم بالأذى ان (2) أنصف عطاشا أرادوا منك أن يردوا …*… فذادهم كل فتاك وفتان لهم عليك أياد جمة شهدت …*… بها وقائع (لامارن) و (فردان) (3) انا قنعنا فلم نسأل سوى ثمن …*… بخس لما ابتعت منا من دم قاني ما للحقوق إلينا غير واصلة …*… وقد سمعنا بها من منذ أزمان؟ هل عاقها البحرعنا فهي عاجزة …*… عن قطع ما فيه من لج وشطان؟ أم راقها البحر حسنا فهي سابحة …*… تلهو بما فيه من در ومرجان؟ أم الحقت ببنات البحر فاحتجبت …*… عن كل قاص من الرائين أوداني؟ يا باحثا ممعنا في (كشف حالتنا) …*… إلى متى أنت في بحث وإمعان؟ الى متى أنت منا خائف حذر …*… كأننا في البرايا جنس غيلان قد (ائتمرنا) فبينا رغائبنا …*… جميعها فأجب عنها بتبيان أو لا فأنجز حقوقا قد مطلت بها …*… وعدا وإن كان فيها بعض نقصان وكل برنامج في خير ملتنا …*… وجنسنا فهو مقبول بشكران

_ (1) السان: النهر الذي يشق مدينة باريس. (2) آن: شديد المرارة. وفي القرآن. {يطوفون بينها وبين حميم آن}. (3) لامارن: و (فيردان) موقعان في الأرض الفرنسية لمعركتين في الحرب العالمية الأولى.

شريعة الله أولى في الشرائع أن …*… تمتاز عنها بتفضيل ورجحان وكيف ننسخ أو ننسى شريعته …*… ونحن أمة إسلام وإيمان ويل لأشياخ بلدان عتوا وعثوا …*… فيها كأنهم خراب بلدان خفوا (لمؤتمر الأميار) (1) واحتشدوا …*… به احتشاد ذئاب حول خرفان لن يقبلوا الحق الا رغم أنفهم …*… ولو أقمنا عليهم ألف برهان قل للألى حصروا حق الرعية في …*… إسعاف مرضى وفي إطعام جيعان غذوا القلوب وداووها فقد بقيت …*… مما تلاقيه من جور وعدوان واهدوا العقول ودلوها فقد بقيت …*… حيرى تهيم بلا علم وعرفان وخلدوا بجميل الذكر ملككم …*… فلم يدم أبدا ملك لإنسان

_ (1) مؤتمر الأميار جمع محرف عن اللغة الفرنسية. مفرده (مير): شيخ البلدة، والشاعر يشير إلى اجتماع شيخ البلديات بالجزائر للاجتماع ضد مشروع (بلوم فيليت) المطالب: بالاندماج!!

بعد هذا

بعد هذا نشرت في جريدة البصائر 1937م. ــــــــــــــــــــــــــ إلى (لجنة البحث) ترنو العيون …*… وفيها تروح وتغدو الظنون (1) ومنا تفرق فيها الرواة …*… طوائف واختلف القائلون فمن قائل: تتقصى الرعاة …*… وتحصى عليهم جميع الشؤون ومن قائل: تستميل القلوب …*… لهم وتبث الرضى والسكون ومن قائل: لجنة كاللجان …*… ستمضي وتمضي عليها السنون وتبقى الجزائر تحت النعال …*… تداس وتسقى كؤوس المنون فيا لجنة زعم البرلمان …*… وواجهة الشعب: أن لا تخون ألا حققي ثقة الواثقين …*… يجدد بك الثقة الواثقون ولا تضمري الغدر للمسلمين …*… فقد ظن خيرا بك المسلمون أقيمي الأدلة وادعي الشهود …*… لدى البحث يظهر لك المجرمون وصوني الأمانة حتى الأدا …*… ء ولا يخدعنك من لا يصون وقولي لباريس ما في الشمال …*… سوى أمة لم تشأ أن تهون وما في أهاليه الارجا …*… ل أباة نزيهون عن كل دون يذادون عنك بشتى الصنوف …*… من الترهات وشتى الفنون

_ (1) لجنة البحث: كونتها حكومة الواجهة الشعبية الفرنسية برئاسة (ليون بلوم) يوافق البرلمان الفرنسي على إرسالها إلى الجزائر للبحث في المطالب التي تقدم بها وفق المؤتمر الإسلامي باسم الشعب الجزانري في سنة 1936م.

اذا لم يثوروا ولم يثأروا …*… ففي المنصفين لهم ثائرون وما في الجزائر الا نوائـ …*… ـب يجري بها الدهر كالمنجنون يهان بها عظماء النفوس …*… ويكرم فيها عبيد البطون وترمى حرائرها بالهنات …*… وينذر أحرارها بالسجون ويلزم تجارها بالمغا …*… رم كرها وهم رزح بالديون وتحمى المساجد عن عاملايـ …*… ـها وهم قادة الخير والمرشدون فيا جبهة الشعب أين الحقوق …*… فإن الرعاة لها يرقبون؟ ويا أيها البرلمان الجديد …*… أفدنا بما حقق النائبون يخطون فينا البرامج سرا …*… وجهرا ونحن لها جاهلون ونلهى ففي كل يوم لنا …*… شؤون بأمر لهم وشجون صرخنا فكانت لهم لفتة …*… وبحث ومن بعد ماذا يكون؟؟

يا وفد سائل فرنسا

يا وفد سائل فرنسا ألقى الشاعر هذه القصيدة بنادي الترقي في حفلة وداع الوفد المسافر إلى فرنسا باسم الجزائر لمتابعة المطالب الوطنية التي كان قد قدمها في الوفادات السابقة وينبه الوفد إلى الشباك المنصوبة في طريقه والمكائد المترصدة لمطالبه. نشرت في "البصائر" سنة 1938م. ــــــــــــــــــــــــــ يا ابن الجزائر كن مستوفز الحذر …*… فإن قانونك الشخصي في خطر اللجنة اقترحت بالأمس واقترعت …*… فارفض بها كل رأي سيء الأثر احتج ان احتجاج الشعب ظاهرة …*… بأنه مرهف الإحساس في البشر وودع اليوم وفدا عنك مرتحلا …*… الى فرنسا كريم الورد والصدر يا وفد سائل فرنسا عن مطالبنا …*… الى متى هي تحت البحث والنظر يا وفد حذر فرنسا من مماطلة …*… كدنا نميل بها لليأس والضجر لا ترض للدين لا محوا ولا غررا …*… تنزه الدين عن محو وعن غرر فمن يعيش بلا دين يدين به …*… كمن يعيش بلا سمع ولا بصر يا وفد نب عن بلاد فيك واثقة …*… أزكى النيابة وانشد كامل الوطر وسر بحزم على اسم الله متحدا …*… مارست بالحزم إلا عدت بالظفر

من الشعر الرمزي

من الشعر الرمزي نشرت في مجلة الشهاب ج: (8) م: (14) في شعبان 1357 هـ أكتوبر 1938م. ــــــــــــــــــــــــــ يا رياض الجنى والظلال …*… في صعيد الخلود إنعمي بألذ الغلال …*… وأغض الورود واسلمي من عوادي الشمال …*… وعواتي الرعود ... أيها الحراس …*… الشداد الباس لا تبثوا الياس …*… في قلوب …*… الناس تورثوها الضنى زحزحوا بالفاس …*… دفة المتراس واتركوا الانفاس …*… تستطيب الاس …*… تنشق السوسنا ... يا بنات الجنان اسفرى …*… يا بنات الجنان اذكري يوم كنا اذكري …*… في قديم الزمان نتناجي على عبقري …*… في العلالي حسان نحن في الانساب …*… فتية الاداب فافتحي الابواب …*… نقطف الأرطاب …*… من بديع الجنى اننا أنجاب …*… للمنى طلاب فاعصرى الأعناب …*… واملئي الاكواب …*… من رحيق المنى

يا رحيقا حلا في المذاق …*… وصفا في الكؤوس خف ساقيه مثل البراق …*… طائفا بالشموس حبذا رشف كاس دهاق …*… منك تحيي النفوس ... هذه الاثار …*… كلها أوتار تسمع الاحرار …*… صوت مجد سار …*… ذكره في الدنى كل نجم غار …*… خلفه أخبار تملأ الاقطار …*… يا يد الاقدار …*… جددي مجدنا

كن قويا

كن قويا ألقاها الشاعر في أحد اجتعاعات جمعية العلماء ونشرت بمجلة (الشهاب) ج: (3) م: (15) في ربيع الأول 1358 أفريل 1939م، وعليها هذا التعليق: ما ينفك شاعر الجزائر الفحل الأستاذ محمد العيد آل خليفة مرهف الإحساس لا يصيب الجزائر، فياض الشعور بما يجيش به صدرها، فلا يمر يوم من أيامها إلا وكان له فيه موقف ينطق فيه بلسانها، ويسجل شعوره الخالد آلامها. ومن ذلك هذه الدرة التي ألقاها في اجتماع شعب جمعية العلماء في شأن قانون 8 مارس المشؤوم. كما نشرت في جريدة البصائر 1939م. ــــــــــــــــــــــــــ حثك المجد فاعتن …*… واكسب المجد واقتن اسخ بالنفس دونه …*… فهو أغلى مثمن لا تقل مشعلي خبا …*… واحتوى اليل مسكني وزقا حولي الصدى …*… فاختفى صوت أرغني لك في الأرض راحة …*… من جنى الخلد تجتني وفم يطرب النهى …*… بالحداء الملحن انما الشاعر امرؤ …*… في الورى غير هين يبتني المجد قادرا …*… ماهرا حيث يبتني ويلي النفع باذلا …*… وسعه فيه لا يني فانفع الناس كلهم …*… من مسيء ومحسن واجعل الصبر ديدنا …*… أنه خير ديدن غر لشعب معذب …*… مستضام مفتن ولسان غزته في …*… أرضه جم ألسن

يبتغي الخصم دفنه …*… تحتها شر مدفن وهو عال مردد …*… في نداء المؤذن القوانين حوله …*… كالسلاح المسنن (1) والقرارات ضده …*… معلن إثر معلن ذنبه أن سفره …*… خالد منذ أزمن موغل في انتشاره …*… ممعن في التمكن ايه في بيانها …*… معجزات التفنن فهي راحات أنفس …*… وهي قرات أعين فل لنشء بعلمها …*… وهداها ملقن شعبك اليوم يبتلى …*… في سبيل التدين شعبك اليوم جازع …*… فاقد كل مأمن شعبك اليوم واقع …*… بين ناب وبرثن فكه لا تقل ارى …*… فكه غير ممكن ساحة المجد وعرة …*… لم تمهد للين كن قويا بها تفز …*… بالنجاح المضمن كل صعب مذلل …*… للقوي المهيمن؟

_ (1) من أخطر هذه القوانين: قانون 8 مارس 1938م الذي يعتبر اللغة العربية لغة أجنبية في الجزائر، وفتح مدرسة عربية تتطلب رخصة لجمعية محلية لها، ورخصة أخرى لمعلم يكون المسؤول عن التعليم فيها. وهذا لا تمنح له هذه الرخصة أبدا لا سيما إذا كان من تلامذة وأعضاء جمعية العلماء. ورغم هذا فقد كون الشعب الجزائري للغته العربية مئات المدارس وجند لها آلافا من أبنائه للتعليم بها. وصمد الشعب وصمد المعلمون لكل أنواع التعذيب والإرهاق، وهذا كله بفضل القيادة الحكيمة والتوجيهات القيمة من أمثال شاعرنا وصحبه الأبرار. وقصيدته هذه إحدى دعائم هذه الاستماتة وهذا الصمود.

لا أنسى

لا أنسى مأساة 8 ماي 1845 التي ذهب ضحيتها قرابة 45 ألف شهيد وطني لأنهم نادوا بحرية الجزائر عندما كان الحلفاء يحتفلون بالانتصار في الحرب الثانية .. هذه المأساة خلفت في نفس كل جزائري جراحات لا تندمل، وذكرى لا تنسى …*… وفي هذه القصيدة يعبر الشاعر عن إحساسه إزاء هذه المأساة الدامية. ــــــــــــــــــــــــــ أأكتم وجدي أو أهدئ إحساسي …*… و (ثامن ماي) جرحه ما له اسي وأرقب ممن أحدثوه ضماده …*… وهم في جماح لم يميلوا لإسلاس تمر الليالي وهو يدمي فلم نجد …*… له مرهما منهم سوى العنف والباس اذا ما رجونا برأه ثر دافقا …*… بأحداث سوء وقعها مؤلم قاسي فيا لجريح ظل ينكأ جرحه …*… ويؤذى بلا ذنب على أعين الناس ويا لضعيف في الشعوب معذب …*… غدا تحت نير الظلم منحني الراس يضج ويستعدي بغير نتيجة …*… ويشكو بلا جدوى الى غير حساس وينشد (عهدا) كالرحيق أمامه …*… ترقرق مفترا وأشرق في الكأس ولكنه لم يحظ منه برشفة …*… فما كان غير (الأطلسي) له حاسي وينعي على المستعمرين دجنة …*… من الحكم طالت لا تضاء بنبراس رأى ما دعوا من رعيه محض خدعة …*… فأوجس منهم خيفة أي إيجاس فظائع (ماي) كذبت كل مزعم …*… لهم ورمت ما روجوه بإفلاس ديار من السكان تخلى نكاية …*… وعسفا وأحياء تساق لأرماس وشيب وشبان يسامون ذلة …*… بأنواع مكر لا تحد بمقياس

وأحباس شر أجمعت سجناؤها …*… ومعتقلوها أنها شر أحباس ومعتقلات في العراء مبيدة …*… عليها لصوص في ملابس حراس وغيد من البيض الحسان أوانس …*… تهان على أيدي أراذل أنكاس ويسلبن من حلي لهن مرصع …*… بكل كريم من جمان وألماس وينكبن في عرض لهن مطهر …*… مصون الحواشي طيب العرف كالاس فيا لك من خطب تعذر وصفه …*… فلم تجر أقلام به فوق أطراس ولا خير في عد المظالم وحدها …*… اذا لم نبن عن مرهفات وأتراس سئمنا من الشكوى الى غير راحم …*… وغير محق لا يدين بقسطاس وقفت أجيل الطرف في الأرض باحثا …*… وأضرب أخماسي الجميع بأسداسي اذا أبي أرى فيها الضعيف يجيله …*… شراء وبيعا في الورى كل نخاس أرى الأرض زادت ظلمة فوق ظلمة …*… على أهلها واستوحشت بعد إيناس أرى كرة ترمى إلى شر غاية …*… تبارى عليها الأقوياء بأقواس وما وعدهم الا سراب بقيعة …*… وما عهدهم الامداد بقرطاس فيا أيها المستعمرون تنزهوا …*… ولا تسموا وجه الحياة بأرجاس ألم يكفكم ما مر من قتل أنفس …*… ومن كم أفواه ومن خنق أنفاس ولا تطمعوا أن تستلينوا قلوبنا …*… فتلك قناة لا تلين لجساس يا أيها الشعب المروع لا تضق …*… بدنياك ذرعا واطرح خلق الياس وقل للذي اذاك لا وصل بيننا …*… وموعدنا العقبى فما أنا بالناسي

هيجت وجدي

هيجت وجدي هذه القصيدة نشرت في العدد (20) من جريدة البصائر سنة 1948م وهو جواب عن رسالة شعرية وجهها إليه الشاعر الجزائري الشيخ أحمد سحنون. ــــــــــــــــــــــــــ ناحت عليك سواجع الاطيار …*… مذ أسكتتك فواجع الأغيار وتساءل الاصحاب عنك فكلهم …*… متطلعون لأصدق الأخبار من لي بإقناع الرفاق فإنهم …*… لم يقنعوا بقواطع الأعذار؟ لم يبق لي في الشعر غير بضاعة …*… قد لا تروج بمعرض الأفكار هيجت وجدى يا حمام بنغمة …*… علوية اللهوات والأوتار هب لي هوى كهوى الشبيبة يانعا …*… أقضي به ما رمت من اوطار ولي عن الصبوات عزمي مدبرا …*… ونبا عن الندوات والأشعار وعدلت متئد الخطى عن رحلة …*… في طيها استهدفت للأخطار وفقدت فيها المسعفين فلم اجد …*… سلوى سوى التسليم للأقدار وجنحت للحرم الذي فارقته …*… زمنا جنوح الطير للأوكار فاهتف بلحنك يا حمام ونل به …*… ما ناله داوود بالمزمار وابلغ به ما انت اهل بلوغه …*… من فتنة الأسماع والأبصار مهما شدوت أملت أغصان النقا …*… وأجبت بالتصفيق في الأنهار وهفت لك الاكباد في أحشائها …*… مشدوهة من لحنك السحار في روضك المعطار كون منصت …*… فانشر صداك بروضك المعطار

واقصر مداك فذو السهام وإن غفا …*… مترصدا ابدا لذى المنقار لا تلحني في الصمت اني أرتئي …*… أن الضمير أحق بالإضمار أما الحمى فهواه بين جوانحي …*… يرغى ويزبد زاخر التيار متدفقا كالموج لكن صنته …*… عن شاطئ الحمات والأكدار إن الذي هو مضغة لحمية …*… خلق يفوق البحر في الأغوار علق السماء وهام في عليائها …*… متنقلا كالكوكب السيار القلب بيت الله فهو منزه …*… عن ان تطيف به يد (استعمار) ولرب مغض بات في إغضائه …*… يقضان يرعى النجم في الأسحار ويسامر الدنيا فما يدري امرؤ …*… ما دار بينهما من الأسمار ويح ابن ادم من عواقب بغيه …*… وولوعه بالعيث والإضرار ووثوقه بالنفس وهي كحية …*… رقطاء فيه خفية الأجحار ورضاه في الأعمال عن حسناته …*… ولعل أكثرها من الأوزار وتراه يلهج بالعزائم وهو في …*… أيدي الضروف يدار (كالبركار) ويح العباد من العباد فجلهم …*… في نفرة أبدا وفي استنفار مثل الوحوش وما تسلحهم سوى …*… بدع من الأنياب والأضفار من أفدح الأشرار أن يقضى على …*… حرم الإلاه بغارة الأشرار إن الذي زعم العدالة شرعة …*… اذى (الائمة) في رضى (الأحبار) ودهى العمومة في وشائج نسلها …*… وسطى على الأجوار بالإجوار وأحل بالقانون جرما فادحا …*… وأذل دين الله للدينار قل لابن صهيون اغتررت فلا تجر …*… إن ابن يعرب ناهض للثار! أعرضت عن خطط السلام موليا …*… فوقعت منها في خطوط النار

لا تحسبن بأن صبحك طالع …*… فالبدر ويحك خاح للساري سترى امانيك التي شيدتها …*… منهارة مع ركنك المنهار القدس لابن القدس لا لمشرد …*… متصهين ومهاجر غدار يا لجنة التقسيم حدت عن الهدى …*… وسخرت منه فبؤت بالإنكار القبلة الاولى التي استصغرتها …*… هي للعروبة قبلة الأنظار اصبحت من بين اللجان مدينة …*… عند الإلاه لرسله الأبرار موسى وعيسى والأمين محمد …*… سيطالبونك بالنجيع الجاري إن التلافي ممكن لك فادرئي …*… بيد السلام بوادر الإعصار وارعي (صلاح الدين) في أحفاده …*… لصنيعه المأثور في الأخيار ما زال رمزا للشهامة والحجى …*… والرفق والإنصاف والإيثار ردوا جميل الشرق وارعوا عهده …*… يا معشر الحلفاء والأنصار أفبعد تحرير الرقيق جميعه …*… ترضون رق سلائل الأحرار سيسجل التاريخ كل صغيرة …*… وكبيرة بوثائق الأسفار فلصالح الأعمال جدوا واعملوا …*… إن الخلود لصالح الاثار

_ وهذا نص رسالة الشيخ أحمد سحنون إلى شاعر الجزائر إلى البلبل الذي ملا جو الجزائر تغريدا شجيا ساحرا، إلى الوتر الذي أسمع الدنيا أناشيد البطولة والحرية والمجد، إلى الشاعر الذي سكت، إلى الرفيق الذي حجب وجهه وصوته، إلى شاعر الجزائر العظيم الأستاذ محمد العيد: شاعر الضاد والحمى ما دهاكا؟ …*… فحرمت النهى ثمار نهاكا؟ ما الذي أسكت الهزار عن التغـ …*… ـريد يا ملهمي جعلت فداكا!

ما الذي عاق يا أخا الحزن والا …*… لام عن ان تبثنا شكواكا كنت كالطائر الصدوح فما تنـ …*… ـفك يوما مرددا نجواكا كنت لا تستطيع صبرا عن الشعـ …*… ـر فمن ذا بهجره أغراكا؟ كان نجواك كان سلواك إن نا …*… بك خطب وفي الهوى ليلاكا كان دنياك كلها كيف لم تشـ …*… ـغلك عن كل شاغل دنياكا قد خلت من صداك أندية الشعـ …*… ـر وملء الوجود كان صداكا عجبا تستبيح صمتك يوما …*… ويد الظلم تستبيح حماكا أيطيب السكوت والضاد في شد …*… ة أسر لم تلق منه فكاكا أإذا طاف بالجزائر ما حر …*… ك حتى الجماد طاب كراكا؟ أإذا أوشكت بلادك أن تجـ …*… ـني ثمار المنى قطعت مناكا؟ كان حب الحمى هواك فلما …*… جد جد الحمى تركت هواكا شنها ثورة على الظلم وابعثـ …*… ـها حروبا على البغاة دراكا قد شباب الحمى الى المجد والعلـ …*… ـياء واحثث إلى الجهاد خطاكا ولتسجل لابن الجزائر سفرا …*… من فخار وسؤدد يمناكا ولترتل في مسمع الدهر إنشا …*… دك سحرا يغرى النهى شفتاكا قدم الشعر رافقت قدم الوحـ …*… ـي فقم بث بالقريص هداكا عد كما كنت شاديا فلماذا …*… قد حرمت الأسماع سحر غناكا

_ نشرت في العدد 16 من جريدة البصائر سنة 1947.

جد في هزل .. وهزل في جد

جد في هزل .. وهزل في جد إن رمت شبعا وريا …*… وأن تعيش هنيا وأن تكون سليما …*… من الظنون نقيا وان تعز وتعطى …*… ما تشتهي وتحيا فلا تكن حر فكر …*… ولا تكن وطنيا ولاتسل أو تحاول …*… من المطالب شيا وكن كسولا خمولا …*… غر الفؤاد غبيا هذا الذي تترضى …*… به الفتاة (مريا) (1) هذا الذي سوف تمسي …*… به لديها حظيا وإن ترد غير هذا …*… فللتجني تهيا فما تعدك الا …*… شر العباد شقيا

_ (1) إشارة إلى الإدارة الاستعمارية، وفي القصيدة ما فيها من سخرية لاذعة بأساليب الحكم الاستعماري بالجزائر.

فلسطين العزيزة

فلسطين العزيزة نظمت في نكبة فلسطين فى جمادى الأخيرة سنة 1367هـ ــــــــــــــــــــــــــ فلسطين العزيزة لا تراعي …*… فعين الله راصدة تراعي وحولك من بنى عدنان جند …*… كثير العد يزأر كالسباع اذا استصرخته للحرب لبى …*… وخف إليك من كل البقاع يجود بكل مرتخص وغالي …*… ليدفع عنك غارات الضباع بليت بهم صهاينة جياعا …*… فسحقا للصهاينة الجياع ستكشف عنهم الهيجاء سترا …*… وترميهم بكل فتى شجاع وكيف يصادف العبري نجحا …*… وما أخلاقه غير الخداع قد اشتهر اليهود بكل قطر …*… بأن طباعهم شر الطباع قد اغتر اليهود بما أصابوا …*… بأرض القدس من بعض القلاع متى كان اليهود جنود حرب …*… وكفؤ اللأعارب في الصراع فلسطين العزيزة لا تخافي …*… فإن العرب هبوا للدفاع بجيش مظلم كالليل غطى …*… حيالك كل سهل أو يفاع وما أسيافه إلا نجوم …*… رجوم لليهود بلا نزاع يرابط في ثغورك مستعدا …*… على الأهبات للأمر المطاع سيهجم من مراكزه عليهم …*… هجوم الاكلين على القصاع ويتركهم على الغبراء صرعى …*… وما أنصارهم غير النواعي

ونحن بني العروبة قد خلقنا …*… نلبي للمعارك كل داعي لنا في الحرب غارات كبار …*… وأيام مخلدة المساعي وهمات تهون كل خطب …*… إلى نيل الشهادة في اطلاع وكيف نذل أو نرضى انخفاضا …*… ونجم جدودنا نجم ارتفاع

خطر العلم على البشرية

خطر العلم على البشرية نشرت في جريدة البصائر سنة 1950م ــــــــــــــــــــــــــ كرة واحدة في "هورشيما" …*… تركت كل مبانيها هشيما هذه معجزة العلم التي …*… فضحت بالجهل من كان عليما أمريكا زرعتها بذرة …*… تدع الكون من السلم عديما هل ستنجو روسيا من بأسها …*… أم ستصلى في الوغى منها جحيما أم لها فيها يد سرية …*… أوتيت في الفتك سلطانا عظيما تتغابى روسيا فيها وهل …*… يتغابى غير من كان فهيما؟ نشأ العلم ملاكا طاهرا …*… واستحال اليوم شيطانا رجيما أصبح اليوم جحيما بعدما …*… كان بالأمس على الأرض نعيما عاد في الأرض فسادا وأذى …*… لم يدع شبرا من الأرض سليما وابتلى أسلحة الأرض فلم …*… تكفه فاختار للفتك السديما وانتقى شتى سموم يبتغي …*… بثها في الجو للخصم شميما ومضى يهدم ما كان بنى …*… من حضارات فتنقض حطيما يطرد السلم من الأرض كما …*… يطرد الصياد في القنص ظليما لا أرى العلم هدى ما لم يكن …*… صافحا عن زلة الجهل حليما وأمينا عادلا في حكمه …*… وكفيلا بالمؤاخاة زعيما يعرض الحق على الخلق كما …*… يرشد الخلق الى الحق حكيما هذه مأثرة لمعلم التي …*… قد أثرناها على العلم قديما

سل معي (الذرات) عن أحداثها …*… في غد واستكشف السر البهيما تجد الهول فظيعا فوق ما …*… تصف الألسن والخطب جسيما كل ضوء سوف يخبو حمما …*… كل صرح سوف يندك رميما كل ما كان ولودا منتجا …*… سوف يغدو فاقد النسل عقيما وترى في الأرض قحطا شاملا …*… وعذابا ينشر الرعب أليما وترى سوطا عليها نازلا …*… يوجع السيد ضربا والخديما وترى السلطان فيها جائرا …*… فوق ما أبدى من الجور ذميما (كاهن الحي) (1) أفدنا عن يد …*… ظلمت هل تجد الظلم وخيما ومتى تحصد ما قد زرعت …*… وتجازى عن أذى أمسى عميما شم لنا في الجو برقا جامعا …*… شملنا إنك أهل أن تشيما ناجنا من فيك بالسجع الذي …*… طالما نسقته درا نظيما (كاهن الحي) سل الأنجم عن …*… (كاهن الشعر) فقد بات سقيما ساء في التمدين رأيا فغدا …*… لا يرى إنسانه خلقا كريما قتل الإنسان لا يرضى اذا …*… أوتي القوة إلا أن يضيما فهو في الهيجاء مثل الوحش لا …*… راحم طفلا ولا راع حريما شكت الأرض الى خالقها …*… من كريم فوقها صار لئيما أوقد الفتنه في أقطارها …*… وأبى الهدنة فيها أن تقيما رب رحماك بنا لا تشقنا …*… فلقد كنت بنا ربا رحيما أنزل الرشد على الخلق فقد …*… أخطأ الخلق الصراط المستقيما

_ (1) يخاطب الشاعر بهذا البيت والأبيات بعده الأستاذ الرئيس محمد البشير الإبراهيمي وكان قبل ذلك ينشر كلماته الشهيرة بعنوان (سجع الكهان) وبإمضاء "كاهن الحي" ويعني بـ (كاهن الشعر) نفسه.

يا قوم هبوا

يا قوم هبوا زار شاعرنا مدينة قسنطينة، منبع الحركات العلمية والوطنية، فأقام له تلامذته حفلا عبروا به عن تقديرهم لأستاذهم، وألقى فيه هذه القصيدة الوطنية. وفيها كعادته نصائح عالية، وإرشادات حكيمة، ووصف لمدينة قسنطينة، وتشريح للداء والدواء. نشرت في جريدة المنار سنة 1950. ــــــــــــــــــــــــــ حثوا العزائم واصدقوا الامالا …*… إن الزمان يسجل الأعمالا يحصي ويكتب في صحائف سفره …*… أعمالنا ويذيعها أقوالا وشهادة التاريخ أوثق حجة …*… تجلو الأمور وتكشف الأحوالا فتدارسوا التاريخ والتمسوا به …*… للنشء رمزا عاليا ومثالا إن الزمان بكم أهاب مؤذنا …*… في فجر نهضتكم ففاق بلالا يا قوم هبوا لاغتنام حياتكم …*… فالعمر ساعات مر عجالا الأسر طال بكم فطال عناؤكم …*… فكوا القيود وحطموا الأغلالا والشعب ضج من المظالم فانشدوا …*… حرية تحميه واستقلالا لا أمن الا في ظلال مرفرف …*… حر لنا عال ينير هلالا من فوق جند بالعتيد من القوى …*… يلقى العدو ويصمد استبسالا واذا أراد الشعب نال مراده …*… ولو انه كالنجم عز منالا الله في عون الشعوب فمن يرم …*… تعويقها بالقمع رام محالا هل للقسنطيني من تاريخه …*… قبس به يستكشف الأجيالا ويرى به نسج الأوائل قبله …*… في الصالحات فيتبع المنوالا

من كان رئبالا أبوه وجده …*… وحماه غيلا فليكن رئبالا فاختر (بسرتا) حيث سرت بقطرنا …*… واضر بفطنة أهلها الأمثالا واذكر أوائلها بني فينيقيا …*… واذكر بها الرومان والوندال واذكر بها أتراكها لان اعتدوا …*… حالا فقد حرسوا الرعية حالا واذكر من البايات (أحمد) (2) إنه …*… ذاد العدى عنها وصال وجالا واذكر من البايات فيها (صالحا) (3) …*… فقد اعتنى وبنى بها فأطالا واذكر بدخلتها (ابن عيسى) (4) ثائرا …*… يلقى المغير ويستميت قتالا واذكر بها العباد في خلواتهم …*… واذكر بها العلماء والأبطال ماض من الأعصار ناء زاخر …*… بالحادثات ذكرته إجمالا نبني عليه كما نشاهد حاضرا …*… يبني عليه شبابنا استقبالا حلقات أعصار يماسك بعضها …*… بعضا على أجيالنا تتوالى سبحان من جعل الملوك خلائفا …*… والملك إرثا بينهم وسجالا واختص بالملك المخلد وحده …*… أبدا فلا يخشى عليه زوالا قم حي أخت (الآستانة) نشأة …*… وحضارة ونضارة وجمالا سرح بساحة "باب واديها" الخطا …*… وانظر يمينا دورها وشمالا واسأل معالمها الصوامت واستمع …*… فمن المعالم ما يجيب سؤالا

_ (1) سرتا هو الاسم الفينيقي لمدينة قسنطينة. (2) الحاج أحمد باي، آخر بايات قسنطينة. (3) صالح باي (1771 - 1793) كان عهد ولايته على قسنطينة عهد نهضة ورخاء. ترجمه مفصلة في كتاب (محمد عثمان باشا) للأستاذ توفيق المدني. (4) ابن عيسى باش حانبة، أحد المدافعين الأبطال عن العاصمة الشرقية عند هجوم الفرنسيين عليها. وكان قائدا عسكريا للحاج أحمد باي.

ومن المعالم ما يفوه بحاله …*… ما لا يفوه به الفصاح مقالا فترى القصور الشامخات أعاليا …*… وترى الجنان الوارفات ظلالا وترى المتاجر والمصانع والورى …*… تسعى بها وتواصل الأشغالا وترى المعاهد فتحت أبوابها …*… وترى الشباب يؤمها اقبالا سارت إلى (سرتا) الركائب تبتغي …*… ريا بها فتفجرت سلسالا آوت اليها الطالبين فأصبحت …*… مثل اللبوءة تحضن الأشبالا قد أكسبت قطر الجزائر كله …*… فخرا ففاق بها وتاه دلالا هي فيه عاصمة العلوم وإن تقل …*… هو شاعر في وصفها يتغالى مهما حللت بها ذكرت إمامها …*… (عبد الحميد) وخلقه المفضالا وذكرت من إصلاحه وكفاحه …*… ذكرى مشوقة تهيج البالا ورأيت فيها نهضة علمية …*… من غرس همته تطيب غلالا وشممت فيها نفحة عطرية …*… تدع الخواطر بالعبير ثمالى لطف الهواء بها فمهما تنتشق …*… لم تنتشق إلا صبا وشمالا وفشا الجمال بها فمهما تلتفت …*… لم تلق الا جؤذرا وغزالا الأرض فيها كالسماء بدت لنا …*… وقد اكتست من ليلها سربالا والكهرباء تراقصت أنوارها …*… فكأنما هي أنجم تتلالا تيهي بحسنك يا قسنطي وافخرى …*… وعلى العواصم فاسحبي الأذيالا بلد الهواء دعوك أم بلد الهوى …*… إني أراك لذا وذاك مجالا قد ضمك الطود الأشم لصدره …*… وتعطف الوادي عليك ومالا وجرى بجنبك ماؤه فكأنه …*… عاف يريد بجنبك استظلالا وازدان سفحك واستطال كأنما …*… هو ذيل طاووس مشى مختالا

وعلت جسورك في الهواء فأوثقت …*… ما بين كلتا عدوتيك وصالا ولرب جسر أحكمته بناته …*… وافتن فيه مهندسوه فهالا شقوا له الصخر الأصم وأوثقوا …*… في الجانبين من الحديد حبالا فهواؤه كالبحر وهو بعرضه …*… كسفينة أرست عليه رحالا لم أدر حين رأيته متنائيا …*… أيقل ناسا أم يقل نمالا؟ يا جيرة الوادي الرهيب مناظرا …*… والعذب ماء والرطيب رمالا وسلالة الطود الرفيع شناخبا …*… والضخم صخرا والمنيع دغالا اني حللت رحابكم لا أرتجى …*… إلا مودتكم قرى ونوالا ومعي بنو قلبي الذين أعدهم …*… كي ينهضوا بالواجبات رجالا طمحوا إلى التمثيل وهو أريكة …*… للفن تسمو روعة وجلالا إن الممثل للحقائق كاشف …*… خيرا وشرا أو هدى وضلالا إن الممثل واعظ ومعلم …*… يهدي الغزاة ويرشد الجهالا إن الممثل قائد ببيانه …*… يغزو الحصون ويفتح الأقفالا وقصيدة قد قلتها كي يهدي …*… بعظاتها ما قلتها ليقالا قدمتها هبة لكم وكأنني …*… قد صغتها من طودكم تمثالا فتقبلوها بالرضى وارجوا لها …*… أن تستحق رضى الإلاه تعالى فهو الموفق للمراشد مبدأ …*… وهو الموفق للأجور مالا

يا مصر

يا مصر في سنة 1952 ألغيت معاهدة 1936 التي كانت قيدا لمصر، فقام الانجليز بأحداث مؤلمة في منطقة القتال، فردت مصر على ذلك بإعلان الجهاد لاسترداد حقها بالسلاح. وقد شاركت الجزائر شقيقتها مصر آلامها ومشاعرها بهذه القصيدة على لسان شاعرها محمد العيد. ونشرت القصيدة في العدد 179 من جريدة البصائر سنة 1952م ــــــــــــــــــــــــــ أغار على الكنانة شر عاد …*… فقل: يا مصر حي على الجهاد أعدي كل بأسك واستعدي …*… لرد الزاحفين بلا اتئاد جنوا باسم الحماية منك حينا …*… مجاني زودتهم خير زاد وكنت لجيشهم في الحرب حصنا …*… تحطم عنده زحف الأعادي أمن شكر الصنيعة ان يجازوا …*… ببيض صفاحهم بيض الأيادي؟ كذاك اللؤم يأبى ان يجازي …*… صلاح السعي إلا بالفساد فشنيها عليهم حرب ثأر …*… وشبيها لضى ذات اتقاد وخطيها كتائب غير كتب …*… وصحفا من دم لا من مداد أيعدو الإنجليز عليك زحفا …*… ويعثو في الحواضر والبوادي ويحتجز المدائن عنك قصرا …*… ويسرف في الخصومة والعناد؟ ويحتكر القنال له رقيبا …*… على السفن الروائح والغوادي ويغزو العزل فيك بكل جيش …*… كثير العد موفور العتاد وترضى هيئة الأمم اضطهادا …*… كهذا دونه كل اضطهاد؟

إذن ضحي ببذل النفس ضحي …*… ونادي للجهاد الحق نادي وخوضيها ميادين امتحان …*… وتمحيص بصبر واتحاد ولا تخشى من الباغي وعيدا …*… ولو أملي الوعيد بلا عداد ولا تثقي بوعد غير صدق …*… تألق كالسراب لكل صاد يراد به المطال بغير جدوى …*… وتضميد الجراح بلا ضماد وليس كمصر للشرقي مصر …*… وليس له كوادي النيل وادي وما (السودان) الا صنو مصر …*… وتوأمه المبارك في الولاد قد ارتضعا لبان النيل دهرا …*… وشبا حوله أخوي وداد وعاشا عيشة رغدا وأمنا …*… سواء في الغذاء وفي المهاد ألا تبت يد تبغي بظلم …*… أذاتهما بفصل أو بعاد وتبغي لـ (ـلكنانة) شر قمع …*… بلا ذنب سوى وعي الرشاد فاه لـ (ـلكنانة) من يقيها …*… جحافل زاحفات كالجراد؟ بـ (ـمنطقة القنال) تصول تيها …*… وتدعو الامنين الى البداد وغير مقيمة لدم الضحايا …*… بها وزنا وأرواح العباد تحل بهم عوادي سافرات …*… وتزعم دفع أسباب العوادي واه (للسويس) تسام عزلا …*… مطوقة بأسلاك حداد واه (للقنال) فقد تبدت …*… به الأجواء حالكة السواد ووا أسفاه بالاهات جدنا …*… وما بالنفس فينا من جواد أكل سلاحنا (رفع احتجاج) …*… على العدوان او (فتح اعتماد)؟ ولا يحمي المواطن غير جند …*… سخي بالفدى واري الزناد فعذرا يا بني (الأهرام) عذرا …*… لقد قصر المريد عن المراد

غمرتم شعبنا مننا جساما …*… ونبتم عنه في النوب الشداد وكنتم للثقافة خير رسل …*… بتأسيس المعاهد في البلاد وكم للأزهر المعمور فضل …*… علينا كل يوم في ازدياد فبين مجاوريه لنا جنود …*… تؤمل ان ترد الى معاد لكم حقا علينا ألف حق …*… حماد لكم اشقتنا حماد وردتم في قضاياكم جميعا …*… موارد لا تكدر بانتقاد "فلسطين" الشهيدة قدرتكم …*… حنائف ملة وحماة ضاد وأمة (ليبيا) للملك سارت …*… فسرتم في ركائبها الهوادي ومن (إيران) بالأمس استفدتم …*… من الأعلاق أنفس مستفاد تمادوا في مواقفكم تمادوا …*… فإن الفوز عاقبة التمادي اساء (الإنجليز) اليوم زرعا …*… فموعدكم به يوم الحصاد عدته المقمرات من الليالي …*… فضل الرشد في ظلم الدادي وكل حكومة عسفت وحادت …*… عن الحق المقدس وهو باد فبشرها بنسف بعد عصف …*… كما فعلت بعاد ريح عاد ويا (مصر) الشقيقة فزت عقبى …*… وطاب حديث بأسك في النوادي هتافات الشمال إليك تعلو …*… صدى وعهوده لك كالعهاد خذي الأهبات للغمرات وامضي …*… فنصرك قائد والله هادي

بلادنا أسيرة

بلادنا أسيرة أزرى بنا الذل يا خليلي …*… فهل الى العز من سبيل؟ بلادنا اصبحت ذلولا …*… أسيرة في يد الدخيل وحكمنا اليوم شرحكم …*… وجيلنا اليوم شرجيل متى نرى قائدا حكيما …*… يبين عن رأيه النبيل أنرتجي للهدى وصولا …*… ونحن ركب بلا دليل لكن سنسعى برغم هذا …*… لرد سلطاننا الجليل لا تحسبوا رده بعيدا …*… فإنه غير مستحيل

استقلال ليبيا

استقلال ليبيا وجود الشاعر واسع، وشاعرنا له في كل حادثة عربية وفي أي جزء جولة، والآفاق العربية متعددة، وقضاياها متشعبة وأنك لواجد في هذا الديوان مصداق ذلك، ومنه هذه القصيدة في تحية استقلال ليبيا. وقد نشرت في العدد 183 من جريدة البصائر سنة 1952م. ــــــــــــــــــــــــــ أمل تحقق بعد طول نضال …*… ومثال فوز كان خير مثال وأريكة أزرت بكل أريكة …*… رجحان مرتبة وعز منال وغنيمة للصابرين عظيمة …*… بالعز كافلة وبالإقبال أرأيت أعظم غبطة من أمة …*… مهضومة حضيت بالاستقلال قد يستجد بعبقري طامح …*… ماضي العزيمة كل شعب بال أو ما استجدت ليبيا (بمحمد …*… إدريس) عاهل ليبيا المفصال ملك بنى عرشا وأسس دولة …*… في ليبيا بجهاده المتوالي وسما الى الأعلام في عليائها …*… بمثلث ذي نجمة وهلال وجد احتلال حماه عارا فاضحا …*… فحماه من محتله المحتال إن (ابن غازي) وهي حضرة ملكه …*… كان اسمها للنصر أيمن فال ليس (المنار) ولا الغديركلاهما …*… الاسمائي نجمها المتلالي اغريتنا بالليل فاشتقنا السرى …*… يا هادي الركبان في الترحال يا باعث الامال من أجداثها …*… يهنيك أنك باعث الامال إن الوشائج بيننا لا تقتضي …*… كالجسم غير تعاون الأوصال اليوم أمة ليبيا قد حطمت …*… ما أحكم الطليان من اغلال

شملت أقاليم البلاد بوحدة …*… ليبية كالعقد نظم لالي ليست (طرابلس) وفزان سوى …*… جزء (لبرقة) دارة الأبطال إن (السنوسيين) شهب دجنة …*… وعتاق ميدان وأسد نزال سن الإغارة (احمد) الغازي لهم …*… كالليث سن الفتك للأشبال يتبادلون بها التهاني غبطة …*… فكأنما هي موكب استقبال إن البطولة في الوغى عهد لهم …*… عهدت به الاباء للأطفال ومضى بهم (عمر) الشهيد يقودهم …*… للحرب ينأم نأمة الرئبال خاض الجهاد مضفرا حتى انجلى …*… عما انجلى والحرب ذات سجال لقي الشهادة فيه شنقا مرهقا …*… تحت الأسنة موثقا بحبال كتب الإله له الشهادة مرة …*… ليفوز منه بطعمها العسال ويكون حيا غير ميت عنده …*… جذلان يرزق أطيب الاكال في كل قلب مؤمن ذكرى له …*… أبدية قرنت بكل جلال إن الشهيد يجل عن تخليده …*… بالنحت في نصب وفي تمثال اما الذين قضوا عليه بشنقه …*… فجزاؤهم خزي مدى الأجيال وجلاؤهم متحسرين أذلة …*… متعثرين بأقذر الأذيال ذوقوا عواقب بغيكم وتجرعوا …*… خيباتكم يا عصبة الأنذال إن الذين شقوا بكم وبحكمكم …*… سعدوا بما غنموا من الأنفال قعد الزمان بكم فكان سلاحهم …*… ومن السلاح تبدل الاحوال هل تنكرون جهاد شعب باسل …*… في أربعن من السنين خوالي أيكون من نهج الصواب منكبا …*… من قال للباغي صواب مقال دعني من الدنيا أنل حريتي …*… وأشم كل صبا بها وشمال

وأذد بقدر مناعتي عن موطني …*… وأدر بقدر كفا أتي أشغالي ولقد شجت قلبي وهاجت عبرتي …*… ورقاء في شرف بعيد عال حمراء حرر جيدها من طوقها …*… في الورق فهي عديمة الأمثال هتفت فقمت مجاوبا لهتافها …*… ولحنت عن قصد فقلت تعالي شرقية في الطير ام غربية …*… ما دمت واصلة فلست أبالي والهفتاه عليك حسنك فاتن …*… وهواك ممنوع ووصلك غال من كان في العشاق باسمك ناطقا …*… فكأنما هو ناطق بمحال قد أحدق الرقباء والعذال بي …*… ويحي من الرقباء والعذال عز اللقاء ولست منك ببائس …*… فلعل بعد البين قرب وصال يا ليبيا تيهي بتاجك رفعة …*… وتمايلي بلوائك المختال وبعرشك اصطحبي العروش مدلة …*… وبقيلك افتخري على الأقيال لا زلت ظافرة بحقك حرة …*… تتقدمين بصالح الأعمال محكومة بالحق حاكمة به …*… ومال اهل الحق خير مال

أطلال "وقفة على تمقاد"

أطلال "وقفة على تمقاد" (تيمقاد) (بالقاف المعقودة)، خرائب مدينة رومانية عظيمة، شادها الرومان في سفوح جبال أوراس الشمالية ليردوا بها غارات البربر المتحصنين بتلك الشواهق، على السهول والمزارع التي استعمرها الرومانيون، وأطلالها اليوم مجلى للعبر، ولا يزال مسرها قائما بمدرجاته، وشوارعها ظاهرة للعيان على تخطيطها الروماني، ولا تزال آثار الحصون المبثوثة حولها، ماثلة للعيون تشهد للرومان بالعظمة. نشرت في العدد 293 من جريدة البصائر سنة 1954. ــــــــــــــــــــــــــ وقفت على (تمقاد) وقفة جائل …*… وطفت بها مسترشدا بالدلائل أردد في اثارها طرف عبرة …*… لعلي منها أن أعود بطائل وأسألها مستفهما عن عهودها …*… وأنى لها أن تستجيب لسائل عجبت لها من بلدة أثرية …*… خلت منذ أجيال طوال دوائل لقد عمرت من قبل عيسى وبعده …*… بحزبين: كفار به قوائل صحائفها منقوشة بلسانها …*… على من يرى معروضة كالرسائل فكم من تواريخ ومن حكم ومن …*… بيان تقاليد بها وفعائل تماثيلها تبدي لنا كل بادن …*… قويم من الأجسام جعد الخصائل تدل على عيش بها طال حقبة …*… ولكنه ولى كأحلام قائل (1) طرائقها بالصخر رصت ودورها …*… فما انقض منها غير دور قلائل مبان كأمثال الجبال شماخة …*… تروع النهى بالذكريات الجلائل فمسرحها ذكرى لإبداع فنها …*… وساحتها ذكرى لعرض المسائل

_ (1) القائل هنا النائم في القيلولة.

ومعهدها ذكرى لبث علومها …*… وديوانها ذكرى لصون الفضائل وكم مستحمات وكم برك بها …*… وأقبية معقودة كالخمائل وكم من كراسي بها مرمرية …*… ممهدة كانت مراح الخلائل ومستودعات أقفرت من عروضها …*… وباعتها والمشترين العوائل (1) وكم من سوار ينطح الجو هامها …*… تنم على فن من النحت هائل ومن فيفساء بالتصاوير جملت …*… بما لم يمثله الخيال لخائل فمتحفها يحوي زخارف جمة …*… الى اليوم باق لونها غير حائل والاتها معروضة في خزائن …*… زجاجية للقافلات الجوائل فأين بنو الرومان في عز ملكهم …*… وتمقادهم في عهدها المتفائل لقد أخليت من ساكنيها وأحرقت …*… قديما وهدت باتفاق القبائل برابر كانت تحت نير مذلة …*… مسخرة للسعي من غير نائل يجرعها الرومان كل مجرع …*… مرير بها مفض الى الموت ايل فضجت أخيرا منهم وتبرمت …*… بحكم لهم عات عن الحق مائل وثارت بإجماع عليهم ووحدة …*… فأجلتهم عنها بكل الوسائل ولم يغنهم (جوبتير) رب ربوبهم …*… ولكن هوى من عرشه غير شائل (2) ولم تغنهم (لمبيس) وهي معسكر …*… عظيم لهم اوى مئات الفصائل أقام بها سبعون الف مدجج …*… من الجند لا يخشون صولة صائل ولكن أساؤوا للرعايا ونكبوا …*… بها واستباحوا فعل كل الرذائل فصب عليهم ربنا سوط بأسه …*… وعاقبهم عما جنوه بغائل لقد نصبوا شتى الحبائل للورى …*… فاوقعهم في مثل تلك الحبائل

_ (1) العوائل القائمون بتمويل عيالهم. (2) الشائل المرتفع يقولون شال الميزان إذا ارتفعت إحدى كفتيه.

فمن مبلغ الرومان أن عبيدهم …*… غدوا سادة غرا كرام الشمائل؟ رعت دولة الإسلام بالعدل أرضهم …*… فصار ابن مازيغ أخا لابن وائل! وجدت مجالا لادكار وعبرة …*… فجلت برأي صائب غير فائل (1) ورددت في سرى (فتلك بيوتهم) …*… وحسبي به قولا لأصدق قائل فهل ترعوى عن ظلمها وفسادها …*… أواخر لم تجهل مال الأوائل (2) لقد جر شرا للبرايا جميعها …*… تنافسها في ملكها المتضائل ولا ملك إلا ملك من دام حكمه …*… اذا زالت الدنيا فليس بزائل!

_ (1) الرأى الفائل هو المخطئ الضعيف. (2) كان الشاعر مدير للمدرسة العربية الحرة "بعين مليلة" وإمام خطيبا لمسجدها الحر، وكان قد تعرض كثيرا للبحث والتفتيش البوليسي والتهديد والإنذار من طرف الإداريين الفرنسيين بها. ولكي يكون جوابه على كل استفزازاتهم- أقذع وأرفع، نظم هذع القصيدة ونشرها في حينها.

استقلال السودان

استقلال السودان يتجاوب الشاعر محمد العيد مع الأحداث العربية في كل جزء من الوطن العربي، وهذه إحدى قصائده يحي فيها استقلال السودان الشقيق. وقد نشرت في العدد (355) من جريدة البصائر سنة 1956م. ــــــــــــــــــــــــــ فوز سرت بحديثه الركبان …*… فالشرق مغتبط به جذلان والسمحة البيضاء تعلن بشرها …*… ولو ازدرت بحقوقها الأديان والنيل يجري صاخبا ومصفقا …*… طربا فترقص حوله الشطان وبنو العروبة يهتفون لمركب …*… في النيل أبحر ركبه العربان والأزهر المعمور يدعو بالهدى …*… (للأزهري) فإنه الربان ما أسعد السودان باستقلاله …*… فاليوم يرفع رأسه السودان اليوم يعقد تاجه من أنجم …*… أرضية تسمو بها التيجان وتظل رايته القباب كأنها …*… قوس السحاب تزينها الألوان ما الرأى إلا ما يرى زعماؤه …*… ما الجيش الا قومه الشجعان البائعون نفوسهم لله لا …*… فشل يساورهم ولا خذلان الذاكرين الله عند حدوده …*… ذكرا يطيب بطيبه الوجدان أما النهار فهم به أسد وان …*… جن الظلام فهم به رهبان علماؤه لصالحهم عظماؤه …*… فهم الولاة عليه والأعيان وهم الهداة المنشدون لحذقهم …*… صقل القلوب اذا علاها الران

شبوا على حب الرسول فجلهم …*… بجماله وجلاله هيمان حفلات ذكراه السعيدة عندهم …*… سوق بضاعتهم بها الاحسان فإلى الموائد تبسط الأيدي بها …*… وإلى القصائد ترهف الاذان كم موسرأعطى بها متشكرا …*… ما لا يكاد يحده الحسبان أو شاعر هز المشاعر منشدا …*… مدح الرسول كانه حسان هل كان كالسودان شعب صالح …*… فيه استقام الشيب والشبان أنسابهم كالشهب تلمع في الدجى …*… فبها إليهم يهتدي الحيران كم فيه من بيت نماه محمد …*… أوعمه العباس أو قحطان أنى لنا أن نستقل جهاده …*… وقد استقل فحسبه البرهان أم كيف ننسى فيه أعظم ثورة …*… اثارها لم تمحها الأزمان ما كاد حاكمه يسوء حكومة …*… ويسود فيه الجور والطغيان حتى بدا (المهدي) يعلن دعوة …*… في (كردفان) قوامها الإيمان طلعت طلوع الفجر يجلو نورها …*… سجف الدجى فاستيقظ الوسنان لما رماها (الأنكليز) بكيده …*… طافت عليه كأنها طوفان وتمخض السودان عن عهد نما …*… فيه الحجى وتدفق العرفان وحضارة في قلب (إفريقية) …*… دهشت لها في (لندن) البيضان شاد الشيوح به المدارس مثلما …*… أم المعاهد نشؤه الفتيان وتقدمت فيه التجارة وأرتقت …*… فيه الصناعة وازدهى العمران فإذا الصحاري جنة مخضرة …*… غناء فيها الروح والريحان بالأمس نال الزبر من أفنانها …*… واليوم أتت أكلها الأفنان ما أمة السودان إلا أمة …*… عربية وكتابها القرآن

الأكثرية للحنيفيين في …*… أبنائها فلهم بها الرجحان فاعجب لتصريح الوزير (مبارك) …*… من بعد كيف تقره الأذهان هلا اقتفى دستور مصر فإنه …*… لكتاب مصر ودينها عنوان من مبلغ السودان عنا أننا …*… شيع له بشعورنا خلان نتبادل القبلات باستقلاله …*… فرحا وإن طافت بنا الأحزان متسائلين عن (الجزائر) هل دنا …*… تحريرها أم حظها الحرمان؟ ومتى تقرر كالشعوب مصيرها …*… فقد اقتضى تقريره الإبان؟ ومتى يكف عن الخصومة خصمها …*… أو يرعوي محتلها الغضبان؟ ومتى تفوز بنعمة استقلالها …*… فقد استقلت دونها الأوطان؟ ... يا أمة السودان دولتكم رست …*… طبتم وطاب لكم بها السلطان ضمت لجامعة لنا عربية …*… أعضاؤها عرب بها خلصان لا تنقضوها بالخلاف فإنه …*… لا يستقيم به لكم بنيان فعن الشقاق تنزهوا وتمسكوا …*… بعرى الوفاق فكلكم إخوان يا مصر حلاك الرئيس بحكمه …*… لا غرو فهو (جمالك) المزدان صان الأمانة ثم أداها إلى …*… أهل الأمانة ما بها نقصان حييه عني واقرئيه نصيحتي …*… والقدر منه معظم والشان لا تنس للسودان سالف عهده …*… واعطف عليه فإنكم جيران ولعله أسوان مما جد من …*… سد تقيم بناءه أسوان سو المشاكل كلها معه ولا …*… تنس المنافس إنه يقظان وأعد على (سر هغرى) ما قاله …*… للأنجليز (محمد) المعوان (1)

_ (1) إشارة إلى الكلمة المأثورة للمغفور له المحسن محمد الشريف باشا الكبير وهي قوله للانجليز (إذا تركنا السودان فإن السودان لا يتركنا)!!

لا يترك السودان مصر ولو بد …*… ترك له من مصر أو هجران النيل يغمر أرضكم بنعيمه …*… ونزاعكم لجميله نكران والدين والتاريخ والدم كلها …*… لبناء شامخ مجدكم أركان والناس من بدء الخليقة بعضهم …*… في الصالحات لبعضهم أعوان هذا لهذا مرشد أو مسند …*… وبمثل ذلك يكمل الإنسان

كلام الناس

كلام الناس نشرت في مجلة "الجزيرة الدمشقية" سنة 1956هـ. ــــــــــــــــــــــــــ وقائلة علام أبيت وصلى …*… وعفت لقاي من دون الأنام (1) وكم حر كمثلك حول بابي …*… قد استلم الرغام من الغرام فقلت لها ابتلي الأحرار تدري …*… تباينهم نفوسا في المقام وقلت لها اعذري فالبر بيني …*… وبينك طامس والبحر طامى وقلت لها أرى الافكار تأبى …*… على الرغم القيادة بالزمام وقلت لها أرى الأبصار يقظى …*… مصوبة الينا كالسهام لو انك تعلمين بباس قومي …*… وغيرتهم كففت عن الملام كلام الناس يكلم كل عرض …*… يعرضه أخوه للاتهام اذن حسبي وحسبك من بعيد …*… مبادلة التحية والسلام

_ (1) لعل الضمير في هذه القصيدة يعود إلى (الحرية) وهي من الشعر الرمزي.

اللزوميات

اللزوميات

إيراد وإصدار

إيراد وإصدار نشرت في مجلة الشهاب سنة 1935. ــــــــــــــــــــــــــ النفس والعقل معبودان من قدم …*… والمرؤ عبدهما لو أنه داري ما النفس والعقل الا للأذى التقيا …*… فينا (كغدارة) (1) في كف غدار والناس طاغ على طاغ الى أمد …*… كالموج يقذف هدارا بهدار ومن مواطن ضعف المرء طيبته …*… فلا تكن طيبا الا بمقدار! لا تغترر وتجرد فالمال بلى …*… واظمأ فما العيش الا ورد أكدار طال المقام بنا والدار موحشة …*… متى الرحيل بنا من هذه الدار يا مانع الصفو أن تروى به كبد …*… أقمتنا بين إيراد وإصدار

_ (1) الغدارة في اصطلاح بعض المغاربة هي: المسدس.

الدنيا

الدنيا نشرت في مجلة الشهاب غرة جمادى الثانية 1354هـ / سبتمبر 1935 ــــــــــــــــــــــــــ أرى دنياك تعفو كل عين …*… بها وتجر للاثر العفاء فلا تطلب صفاء العيش فيها …*… أفي الكدرات تلتمس الصفاء ولا يغررك حلف من بنيها …*… فلست أرى لأكثرهم وفاء قد اختاروا الظهور بها ولولا …*… فساد الرأي لاختاروا الخفاء وبين حشاي بر بي رفيق …*… صددت عن الرفاق به اكتفاء وليس الصد من شيمي ولكن …*… جفاء الدهر علمني الجفاء ارى دنياك أصل ضناك فارغب …*… إلى أخراك إن ترد الشفاء

خلا القلب

خلا القلب نشرت في مجلة الشهاب- ج: (8) م: (11) نوفمبر 1935 ــــــــــــــــــــــــــ سمعتك تدعو الميت في القبر ضارعا …*… فيا عجبا للحي يستصرخ الميتا تخذت من الدعوى لباسا ولو ترى …*… بها ما يرى أهل النهى لتعريتا رويدك قول الناس في الناس ظنة …*… فمن قائل كيتا ومن قائل كيتا علمت بأن الامر لله وحده …*… فنزهت قولي عن لعل وعن ليتا خلا القلب من حب العباد وبغضهم …*… وأصبح بيتا للذي حرم البيتا

وليت نحوك وجهي

وليت نحوك وجهي نشرت في العدد (16) من جريدة البصائر سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــ ظننت في الناس خيرا …*… فخاب ظني وخبت كم قلت شيئا كثيرا …*… في مدحهم وكتبت لقد كذبت فحسبي …*… في شأنهم ما كذبت حسبت للناس عهدا …*… فلم أجد ما حسبت كم سرني من راني …*… وساءني يوم غبت وكم حسود قلاني …*… وضاق بي فرحبت عجبت منهم ومني …*… ومن مقالي عجبت من كنت أرغب فيه …*… منهم فعنه رغبت ويحي توقعت عتبا …*… من الصحاب فهبت ماذا أكتسبت سوى أن …*… ندمت عما اكتسبت؟ ماذا جرى غير أني …*… عفت القبيح وعبت؟ إلى متى أنا ثاو …*… غبراء فيها اغتربت؟ لا الأرض حولي فيها …*… أرض ولا النبت نبت طلبت فيها هناء …*… فادني ما طلبت شربت من كل ورد …*… فلم يرق ما شربت عوجلت بالهم طفلا …*… وفي شبابي شبت في صحتي هد جسمي …*… وفي هواي نكبت

وفي الاناسي ونفسي …*… مع الأناسي استربت انست بالخلق حينا …*… والأنس بالخلق جبت (1) حتى بلوت خبايا …*… طباعهم فاجتنبت وليت نحوك وجهي …*… وتبت يا رب تبت!

_ (1) الجبت: عبارة ما دون الله.

يا قلب

يا قلب نشرت في العدد 28 عن البصائر سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــ تحرر وانطلق يا قلب حينا …*… إلى كم أنت للشهوات قن (1) الى كم أنت سار تحت ليل …*… عليك بكل غاشية يجن تطبب والتمس يا قلب برءا …*… ففيك ضنى قديم مستكن أفق يا قلب من سكر التصابى …*… فلا يرضاه لي دين وسن ودع يا قلب عنك من الأماني …*… فجل حديثها رجم وظن أتطلب كل عاجلة تولى …*… وترقب كل اجلة تعن؟ وتخفق كلما خطرت مهاة …*… غضيض الطرف أو رشأ أغن؟ فكيف يقر في الدنيا قراري …*… وبين جوانحي جرس يرن؟ وكيف يزان عرضي في البرايا …*… وأنت بكل شائنة تزن (2) تشوق أو تحرق أو تمزق …*… فلست أحن قط لما تحن أقلني جانب الدنيا أقلني …*… فإني من متاعبها أئن إلى الأخرى فعرج بي تفرج …*… على ناء يكاد بها يجن هواي فرائض للحق تلقى …*… على كتفي واداب تسن رضيت بأن أكون لها أسيرا …*… رضيت ورب أسر فيه من!

_ (1) قن: عبد. (2) تزن: تتهم.

لو ...

لو …*… نشرت في العدد 39 من جريدة البصائر سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــ تردد (لو) بعد المصيبة نادما …*… وما قول (لو) بعد المصيبة نافع لقد قدر الله المقادير كلها …*… وما ثم مشفوع ولا ثم شافع أحاط قضاء الله بالخلق كلهم …*… فلم يمتنع شيخ ولم ينج يافع ألا فارجع الطرف الذي أنت طامح …*… به واخفض الرأس الذي أنت رافع فما لك فيما يدفع الله جالب …*… ولا لك فيما يجلب الله دافع

جولة طرف

جولة طرف نشرت في العدد (41) من البصائر سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــ أجلت في الناس طرفا …*… بالاعتبار قمينا فما وجدت قويا …*… على الضعيف أمينا أو مبدأ بالأماني …*… وبالحقوق ضمينا وما حمدت شمالا …*… ولا حمدت يمينا من يسهر الليل يوما …*… يغرعلى النائمين ومن يرد فض دعوى …*… فحبسه أن يمينا فيا له من قضاء …*… بسهمه قد رمينا أرى الوفاق جليا …*… أرى النفاق كمينا أرى الثمين رخيصا …*… أرى الرخيص ثمينا أرى ربائب دنيا …*… إلى العلى ينتمينا وأعينا مبصرات …*… عن الصلاح عصينا وأيديا عاملات …*… على أذى المسليمينا وألسنا هاتفات …*… بالنصر للظالينا أقسمت ما كان خير …*… في أكثر العالمينا

مع الشعب

مع الشعب نشرت في العدد 42 من جريدة البصائر سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــ قف حيث شعبك مهما كان موقفه …*… أولا فإنك عضو منه منحسم تقول أضحى شتيت الرأي منقسما …*… وأنت عنه شتيت الرأي منقسم فكن مع الشعب في قول وفي عمل …*… إن كنت بالرحل الشعبي تتسم ولا يرقك شفيف الذات مائعها …*… كالماء فيه وجوه الناس ترتسم أعدى عدى القوم من يغزى لهم نسبا …*… ويسمع القدح فيهم وهو يبتسم!

مالي وللأذى

مالي وللأذى نشرت في العدد (45) من جريدة البصائر سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــ الشر والخير في البرايا …*… حظان كالقبح والجمال فقابل الخير باعتراف …*… وقابل الشر باحتمال كن طاهرا كالملاك نفسا …*… لا تضمر الحقد كالجمال ان الفتى من سخا بقلب …*… ليس الفتى من سخا بمال يا فاعلا باليمين خيرا …*… لا تفعل الشر بالشمال كم نملة بارتكاب ظلم …*… جنت على الغار والنمال يا قارعا بالأذى صفاتي …*… دعني فما للأذى ومالي؟ كم من أذى لم أعره بالا …*… فغاض كالماء في الرمال مالئى على الخير كل ساع …*… ما خاب في الخير من يمالي إن هاجك الغيظ من جنوب …*… فاستروح الحلم من شمال أو فاتك الفوز بالأماني …*… فعلل النفس بالأمالي لا تلتمس في الورى ثمالا …*… فما سوى الله من ثمال سبحانه خص كل حي …*… بالنقص واختص بالكمال

وداع رمضان

وداع رمضان نشرت في العدد 47 من جريدة البصائر سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــ الصوم لنفس عرش من جوانبه …*… فاضت بوادر خير دونها البدر (1) أظل دارا سناها مشرق أبدا …*… لو لم يغطن سناها المشرق المدر الصوم للملإ العلوي مرتفع …*… والفطر للملإ السفلي منحدر يا نفس أزمع عنك الصوم رحلته …*… فودعيه يودع جوك الكدر ما بال جسمك طول الليل مطرحا …*… كأنما فيه وهن أو به خدر تهجدي في الليالي العشر وارتقبي …*… في ليلة القدر ما يسخو به القدر ولا تكوني بطيب الورد قانعة …*… لا يحمد الورد حتى يحمد الصدر

_ (1) (البد): جمع بدرة: كيس يحتوي على ألف دينار.

بني التاميز

بني التاميز نشرت في مجلة الشهاب سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــ بني (التاميز) قد جرتم كثيرا …*… فهل لكم عن الجور ازدجار أفي أسواقكم نصبا وغصبا …*… تسوم (القبلة) الاولى التجار إخال (القبلة) انسجرت دماء …*… كما للبحر باللجج انسجار تشاجرت العمومة في ذراها …*… ولولا كم لما وقع الشجار غدا العبري للعربي خصما …*… بها وكلاهما لأخيه جار ترون لها سوى العربي أهلا …*… وتأبى الترب فيها والحجار فليس لها بلا فمه لسان …*… وليس لها بلا دمه نجار الم يؤلمكم حرم مباح …*… وشعب يستجير ولا يجار ونكبة أوجه بالكشف غر …*… لمثل جمالها صنع العجار (1) كم احتجت لظلمكم وضجت …*… ولكن في قلوبكم انحجار اذن فالحرب للعربي دأب …*… وهل تخفى (البسوس) او (الفجار) شددتم قهره فعلا انفجارا …*… وعقبى شدة القهر انفجار

_ (1) (العجار): ثوب تلفه المرأة على استدارة رأسها. ثم تجلبب فوقه بجلبابها والعجار في العامية الجزائرية: البرقع الذي تستعمله المرأة لستر وجهها.

الحق

الحق نشرت في مجلة الشهاب سنة 1937. ــــــــــــــــــــــــــ ما أجدر الحق أن تحنى الرؤوس له …*… وأن يشال على الأعناق كالعلم الحق ثوب تعالى الله ناسجه …*… تبت يدا كل عاث فيه بالجلم فمل الى الحق في الدنيا تصب أملا …*… ينسيك ما قد يشوب الحق من ألم وكن على البغي حربا لا تكن سلما …*… فالنصر للحرب ليس النصر للسلم لا تخش سيفا من الباغي ولا قلما …*… فغارة الله فوق السيف والقلم الظلم في الأرض سار كالظلام بها …*… وكاشف الظلم فيها كاشف الظلم

سر الكون

سر الكون نشرت بجريدة البصائر سنة 1937. ــــــــــــــــــــــــــ الأرض تربة سوء فالغبي بها …*… من يرتجي من ربيب الارض إحسانا قد اغتذينا جميعا من قساوتها …*… فبات آليننا فيها كأقسانا لم نجمل الصنع في قول ولا علم …*… سبحان من بجميل الصنع واسانا الله أذكرنا اثار نعمته …*… على الخليقة والشيطان أنسانا كم أنطقت من ذوي الإقرار ذا بكم …*… وأخرست من ذوي الإنكار ملسانا لكنها لم تزل في الكنه مغلقة …*… عن فهم كل الورى جنا وإنسانا وجوهر الكون سر لم يلم به …*… حي بن يقظان أو ميت بن نعسانا

الناس

الناس نشرت في مجلة الشهاب سنة 1937م. ــــــــــــــــــــــــــ يا راجي الصدق في الدنيا وليس بها …*… الا الخيانة والتزوير والملق رجوت فتح رتاج في البرية من …*… عهد تقادم لم يفتح له غلق الناس للناس عيابون جلهم …*… اذا رأوا غمزوا أو حدثوا سلقوا قد اكتشفت بأن الداء قربهم …*… فيما اكتفت وأن الحميه الطلق لا أمنح الناس ميثاقي ولا ثقتي …*… وان أحاطت بي الأفواج والحلق اغراني الله بالحسنى لأعلقها …*… فكيف أعلق من جرثومه علق عداني الصدر فاستأخرت منقلبا …*… الى خوالف في أخلاقها خلق اصبحت أيأس صاد لا يعللني …*… حتى السراب فلا ماء ولا ألق حيران كالتائه الظليل ليس له …*… هاد بأجرف واد كلها زلق ما أجبن الحر في البلوى واحصره …*… وإن أتيح له الإقدام والذلق يا لامع الخلق والأخلاق داجية …*… كأنما خلقه من بينها فلق منك الرفاق لقوا رفدا ومكرمة …*… فهل لقيت كما منك الرفاق لقوا أخلصت للناس فاحتالوا وصنتهم …*… فضيعوا وصدقت القول فاختلقوا كن صابر الجفاء الناس أو قلقا …*… لا يعطف الناس لا صبر ولا قلق

ضيف كريم

ضيف كريم شرفت بيتي الخطاطيـ …*… ـف كضيف لي "كريم" صار بيتي ككناس …*… والخطاطيف كـ"ـريم" إن بيتي بالتهاني …*… والرضى لا شك "ريم"

تفاؤل

تفاؤل نشرت في كتاب "النصوص المختارة" الذي طبعته وزارة التربية الوطنية الجزائرية ــــــــــــــــــــــــــ أرى جل أصحابي ازدروا بوظيفتي (1) …*… وقالوا هموم كلها ووجائع وقد زعموا عمري مع النشء ضائعا …*… وتالله ما عمري مع النشء ضائع سيروون عني العلم والشعر برهة …*… وتطلع للإسلام منهم طلائع فمنهم خطيب حاضر الفكر مصقع …*… ومنهم أديب طائر الصيت شائع ومنهم ولوع بالقوافي لفكره …*… بدائه في ترصيفها وبدائع ومنهم زعيم للجزائر قائد …*… له في مجالات الجهاد وقائع فهذا رجائي قلته متفائلا …*… وللشرع رأي في التفاؤل ذائع

_ (1) إشارة إلى مهنة التعليم التي كان يشغلها الشاعر.

رهين المحابس

رهين المحابس رأيت سني الدنيا كواسر للورى …*… وإن جبروها بالسنين الكوابس فأرعرض عن الدنيا بوجهك عابسا …*… وان كان طلقا وجهها غير عابس جفاها رهين المحبسين وعافها …*… فكيف يواليها رهين المحابس أفوض أمري للذي غمر الورى …*… بالائه من كل رطب ويابس نفضت يدي من كل ما اقترفت يدي …*… وجردت نفسي من قبيح الملابس

فتنة الوجوه

فتنة الوجوه نشرت في جريدة البصائر سنة 1939. ــــــــــــــــــــــــــ تعن لك الوجوه مقسمات …*… فتفتنك الوجوه بما تعن على سكنات أهليها وقار …*… وفي حركاتهم أدب وفن رأيت رواءهم فظننت خيرا …*… وباطنهم يخالف ما تظن وكم نفس كمثل الخمر رجس …*… يواريها من الأشخاص دن ألا ليت النفوس لها شكول …*… وأعيان ليبدو ما تكن أراك تطن بالدعوى كذوبا …*… كذك الطين فارغه يطن خذ الماء القراح ودعك ممن …*… يقبحه بأن الظرف شن وفضل أن تصاب بألف داء …*… وعرضك بالمعائب لا يزن سيكشف ما تسن الدهر فاعدل …*… عن السوأى وأحسن ما تسن

المسجونون من العلماء

المسجونون من العلماء عمد الاستعمار الفرنسي في فورة من فورات جنونه وطيشه. إلى سجن أربعة من جمعية العلماء من بلدة واحدة في الصحراء الجزائرية بتهمة لفقها الحاكم العسكري لتلك المنطقة. ومدار التهمة على أنهم فتحوا مدارس عربية في تلك القرية وباشروا التعليم فيها بأنفسهم بدون رخصة. وفي هذا نظم الشاعر هذه القطعة. نشرت بالجزء (7) م (15) من مجلة "الشهاب" الصادرة في رجب 1358هـ أوت 1939م. ــــــــــــــــــــــــــ تساءل الشعب في ضيق وفي حرج …*… هل للمساجين من عفو ومن فرج؟ هل للذين بسجن "الكدية" (1) اعتقلوا …*… روح من العفو صفو طيب الأرج قل للولاة دعوا التضييق واقتصدوا …*… فربما جرنا التضييق للمرج وليس يصلح سير التابعين لكم …*… ما دام في سيركم ضرب من العرج عودوا على الشعب بالحسنى فإنكم …*… على كواهله ترقون في الدرج

_ (1) الكدية: اسم السجن المدني لمدينة قسنطينة وفيه سجن ثلاثة من أعضاء جمعية العلماء وهم: الشيخ عبد العزيز بن الهاشمي، والشيخ علي بن سعد، والشيخ عبد القادر الياجوري.

يا فؤادا

يا فؤادا نشرت في العدد (82) من جريدة البصائر سنة 1939. ــــــــــــــــــــــــــ يا فؤادا به احترق …*… لاعج الهم فاحترق ما عسى يدفع الأسى …*… طارقا بالأذى طرق ما عسى ينفع الأسى …*… أمة شملها افترق الملمات كالقنا …*… فالبس الصبر كالدرق (1) واجعل الرأي هاديا …*… فهو كالنجم إن شرق ويح شعب معذب …*… قد فنى صبره ورق من لحيران في الدجى …*… مسه الضر والأرق يخبط الليل ساريا …*… متعبا عمه العرق كلما شام بارقا …*… خاله بالمنى برق كلما حن حنة …*… قيل للخبز والمرق يسأل الحق خائفا …*… فعل من خان واسترق ويحه ضاع كل ما …*… في الوغى من دم هرق كيف يرجو الهدوء من …*… بث في الأمة الفرق (2) كل وعد له مضى …*… فهو حبر على ورق قد (تولى بركنه) …*… فترقب له الغرق

_ (1) الدرق: ج درقة: الترس. (2) الفرق: بالفتح الخوف.

ابن آدم

ابن آدم أنا المرء في مثل خلق الملاك …*… أنا العبد في صورة العاهل أنا سيد الحيوانات في الكو …*… ن من صادح فيه أو صاهل أنا الهيكل الاهل العرصات …*… فحدث عن الهيكل الاهل أنا الناهل المستلذ الحياة …*… وإن دست السم للناهل ذهلت عن الموت وهو اليقين …*… ولست عن العيش بالذاهل واياي تستمهل الكائنات …*… وما أنا في السعي بالماهل حملت الأمانة دون السماوا …*… ت والأرض فيها على كاهلي لظلمي وجهلي اقتحمت الصعاب …*… فويحي من ظالم جاهل

جاهل نفسه

جاهل نفسه لا تحزننك قولة …*… يهذى بها أو يهذر واحذر خصومة قائل …*… متجرىء لا يحذر يستقذر القول البذيـ …*… ـيء وقوله يستقذر الغر يجهل نفسه …*… لا سيما اذ ينذر كالبغل يحسب انه …*… بين البهائم جؤذر لا ترج من أرض نبا …*… تا ليس فيها يبذر حللت أخلاق الورى …*… فعذرت من لا يعذر

يا عام

يا عام نشرت في مجلة الشهاب سنة 1938. ــــــــــــــــــــــــــ يا عام حياك غيث …*… ثجت غواديه ثجا يا عام هل فيك خير …*… للمسلمين يرجى أخوك يا عام فيه …*… ليل المظالم دجى صب الأذى فيه صبا …*… فرجت الأرض رجا الم تر الشرق فيه …*… من المظالم دجى سيمت فلسطين خسفا …*… عج الحمى منه عجا هذا عن الأهل أقصي …*… وذاك في السجن زجا وفي الشمال هنات …*… يمجها الذوق مجا والشرق ولهان يرجو …*… أن يسلك الأمن فجا يود إقناع خصم …*… في غمطه الحق لجا ويبتغي ردع جان …*… وجه العدالة شجا يا عام أشبهت طفلا …*… بالأبجدية هجا فاقرأ من الحكمة اقرأ …*… من حاجج العزل حجا هل يبلغ الشط أمر …*… كالفلك فيك يزجى وهل تنجى قريبا …*… من الأذى هل ننجى؟

الإخوانيات

الإخوانيات

بين كاتب وشاعر

بين كاتب وشاعر "دعابة إبليس" نشرت هذه القطعة في جريدة البصائر بتاريخ 18 محرم 1355هـ - 10 أفريل 1936م مع التعليق التالي. كتب الكاتب للأستاذ مصطفى صادق الرافعي في مجلة "الرسالة" مقالين بعنوان:"إبليس يعلم" و "دعابة ايليس" وقد اطلع عليها أمير شعراء الجزائر الأستاذ محمد العيد، فشاءت له شاعريته وشاء شعوره أن يرسل إليه بهذه الأبيات مخاطبا له ومداعبا. ــــــــــــــــــــــــــ سخرت بإبليس في علمه …*… وأمعنت كالنجم في رجمه أهنيك أنك في المنشئين …*… ثارت لادم من خصمه وأحذر أن يهمس القارؤون …*… وقد طال كشفك عن ظلمه دعابة ابليس للرافعي …*… مخايل دلت على وهمه ومن همز إبليس همس الشفاه …*… فلذ بالإله وعذ باسمه

بين عالم وشاعر

بين عالم وشاعر القصيدة منشورة في مجلة الشهاب سنة 1936م. ــــــــــــــــــــــــــ أبي (البشير) سلام …*… زاك وشوق كبير لا زلت فينا منارا …*… بضوئه نستنير وافى كتابك (1) يهدي …*… الى المنى ويشير تذكو العبارة فيه …*… ما ليس يذكو العبير اذا فؤادي سال …*… به وطرفي قرير قد ارتددت بصيرا …*… فكيف يغوي البصير؟

_ (1) نظم الشاعر هذه القصيدة جوابا على رسالة الأستاذ الكبير الشيخ محمد البشر الإبراهيمي هذا نصها. إلى ولدي الروحي الأستاذ محمد العيد ولدي طالما قرأت في وجهك الشاحب آيات الحزن، وتلمحت ني قسماتك دلائل الهم والأسى، وحركتك بمعاريض من القول، علني استبين شيئا من حقيقة هذا الهم الدفين الذي تنطوي عليه أحشاؤك، وهذا الأسى المبرح الذي أعلم أنك تقاسيه، فكنت كمن يستجلي المعنى الدقيق من اللفظ المعقد. وأن بين التعقيد ونفوس الشعراء (الأتقياء) نسبا وثيقا. ويا لله للنفوس الشاعرة التقية وما تلاقيه من عناء ممض، يتلقاها الشعر إطلاقا فيتقاضاها التقي تقييدا …*…. لها الله، فماذا تفعل؟ أتظن أننا جاهلون بهذه المنازع العجيبة التي تترعها في شعرك وبمآسيك من نفسك، فاحمد الله، على أن في قومك من يعرفها ويتذوقها ويطرب لها.؟ ما لهذه النفس الكبيرة في هذا الهيكل الصغير، يهفو بها الشعر في مضطربه الواسع، فلا يبلغ مداه حتى يقول: خلا القلب من حب العباد وبغضهم …*… وأصبح بيتا للذي حرم البيتا ويقولا: وتبت يا رب تبت؟؟ ويقول اليوم: ولولا رجاء الذي …*… إليه أنا زالف إنها وأبيك- لنزعة الشعر تعتلج في الفؤاد بنزعة التقي، طالما سعت منك كلمة (اليأس) وبودي أن لا أسمعها منك مرة أخرى، لأنني أعدها غميزة في شاعريتك. ولولا شذوذ نعرفه في نفوس الشعراء كأنه من معاني كمالهم، لما صدقنا باجتماع اليأس والشعر. وكيف ييأس الشاعر؟ يو ملك مملكة الآمال، وسلطان جو الخيال.

قميص يوسف ألقى …*… به علي البشير يا اسي اليأس زدني …*… كشفا فأنت خبير اليأس داء عسيف …*… والبرء منه عسير فرجت عن مستطار …*… بلاؤه مستطير وكدت تجلو ضميري …*… لو كان يجلى الضمير فليس يجزيك عني …*… الا الالاه القدير غفرانه لم يشقى …*… في الخلق جم غفير؟ شق المرائر إربا …*… هذا الشقاء المرير كم للمعافين جار …*… من بؤسه يستجير يرى كجذلان حر …*… وهو الأسيف الاسير يا لاهج الذكر باسمي …*… والجاحدون كثير لا باد فينا لك اسم …*… ولا انقضى لك خير عفوا فإن يراعي …*… عي وباعي قصير عفوا فما لي جناح …*… به اليك أطير لاقفو أثر سريي …*… فوق الثريا يسير

_ فإن كان تقيا رجع من رجاء الله إلى ما لا يحد له أمد فكيف ييأس الشاعر لولا ذلك الشذود، لقد قال أولكم: حرك مناك إذا أغتممـ …*… ـت فإنهن مراوح وما قالها لغيره إلا بعد أن جربها في نفسه …*… .. فلا تيأس يا بني ولا تكذب الذي يقول: خلق الشاعر سمحا طربا. قرأت زفراتك هذه الساعة في (الشهاب) وأنا طريح الفراش أعالج زكاما ونزلة شعبية وسعالا مزمنا، وأولادا يطلبون القوت أربع مرات في اليوم. وتلاميذ يطلبون الدرس سبع مرات في اليوم والليلة. فقلت وهذه أخرى: أن ولدنا هذا لذو حق. وكتبت لك هذه الكلمات كما يكتب الأب الشفيق، إلى ولده الرفيق. وعسى أن يكون فيها ترويح لخاطرك. محمد البشير الإبراهيمي

نفحتني بخطاب …*… كالزهر وهو نظير فهل تعير بيانا …*… لرده هل تعير؟ يعي الفرزدق عما …*… تقوله وجرير يا واصف الخير زدني …*… من وصف ما تستخير يدق بين ضلوعي …*… قلب كسيف كسير اخشى عليه انتكاسا …*… والانتكاس خطير صف وصحفة لي أخرى …*… فيها الشفاء الأخير

باقة شعر

باقة شعر أهدي الشاعر هذه القطعة إلى صديقيه، الأستاذ الطيب العقبي .. والسيد عباس التركي بعد أن أطلق سراحهما من السجن ظلما من طرف الاستعمار الفرنسي. وقد نشرت في العدد (34) من جريدة البصائر سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــ خذا لكما عني من الشعر باقة …*… كذكركما الزاكي تضوع وتعبق مضت لكما في الدهر أيام محنة …*… وساعات عسر بالأماثل تلحق بها يمحص الله المحقين في الورى …*… ويسحق دعوى المبطلين ويمحق ففي ذمة التاريخ بلوى مريرة …*… وذكرى كمثل الجمر في القلب تحرق إذ الجور صادي الصوت والعدل خافت …*… اذا الغي عالي الرأس والحق مطرق ولا همس الا زفرة إثر زفرة …*… بجنح الدجى أو أدمع تترقرق رعى الله يوما فيه أفرج عنكما …*… ولا زال في الأيام كالنجم يشرق ولا زلتما رمزي نجاة وعصمة …*… لكل امرئ في جانب الله دوامه يحييكما الله الكريم ورسله …*… وكل حنيف بالشهادة ينطق

بين أميرين

بين أميرين "أمير الكتاب وأمير الشعراء" أمير شعراء الجزائر وأمير كتابها، نشرت في مجلة الشهاب في أكتوبر سنة 1937م مع هذا التعليق: هذه درة من درر شاعرنا ألقاها بحر شعوره الفياض بمناسبة حادثة السيارة التي كادت تؤدي بحياة الأخ الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي وسلمه الله منها. ــــــــــــــــــــــــــ فر منك الموت يخزى بالملامه …*… وتخطاك فأبشر بالسلامه خاب كيد الموت فيما حاكه …*… لك لم يغنم به غير الندامه لم يطق وضعك في قبضته …*… إنه ألفاك كالطود أمامه جلتما حتى اذا أعييتما …*… قمت كالليث وولى كالنعامه هكذا الحظ يواتي ربه …*… هكلذا النصر يوافي والكرامه ايها الحاكي ابا شبرمة (1) …*… اذ رماه الدهر بالضر ورامه ليتني جئت كيحي عائدا …*… ناذرا عتق غلام وغلامه حبس العذر صديقا موفيا …*… لك يخفي مثلما يبدي احترامه نزل الخطب عنيفا فادحا …*… فاجعا لكن أبى الله دوامه لم يطل دهرك في تقطيبه …*… إنه سرعان ما أبدى ابتسامه اكبر الحادث نفسا حرة …*… منك اذاها فلم تجزع قلامه

_ (1) إشارة إلى ما حكاه لبن قتيبة في الجزء الثالث من عيون الأخبار .. أن القاض أبا شبرمة سقط عن دابته فوثئت رجله فدخل عليه بحيي بن نوفل وانشده أبياتا من الشعر.

ورفيقيك المصابين فقد …*… لقيا مثلك بالصبر اصطدامه (1) فاغتبط بالقدر الجاري ولا …*… تلق الا بالرضى منك احتكامه واحمد الله على الجرح الذي …*… عن قريب يسر الله التامه وأرض عن بعض رضوض بقيت …*… فهي للأجرعلى الضر علامه في تلمسان بك الزهر احتفى …*… فاسقه وافتح على الخير كمامه بلغت "دار الحديث" (2) المنتهى …*… كبلوغ البدر في الافق تمامه ودرى الناس جميعا أنما …*… هي فيها بمساعيك مقامه فاحي في الشعب عظيما نابها …*… خالد الذكر الى يوم القيامه!

_ (1) رفيقا الشيخ في السيارة هما الشيخ الهادي السنوس، والسيد جلول الحج سليمان. (2) دار الحديث: المدرسة العربية الكبرى التي تم تأسيسها وبناؤها على يد الأستاذ الإبراهيمي، وكانت إذ ذاك على وشك الانتهاء.

هنيئا

هنيئا هنأ الشاعر بهذه القصيدة صديقه الأستاذ فرحات الدراجي ببنتيه التوأمين. ونشرت في جربدة البصائر سنة 1937. ــــــــــــــــــــــــــ أخي (فرحات) (1) طب بالا …*… بما أعقبت من نسل لما ضاعفت من خير …*… جزاك الله بالمثل حباك الله بنتين …*… معا فضلا على فضل فعش برا ببنتيك …*… وكن برا أبا عدل هنيئا لك ما أنتجـ …*… ـت في قول وفي فعل أعيذك يا أخا العرفا …*… ن أن توصم بالجهل فلولا البنت ما خلـ …*… ـف نسلا سيد الرسل ولم تجمع شعيبا وابـ …*… ـن عمران يد الشمل ولولا البنت في الدنيا …*… لباد النسل من قبل ولولا البنت ما امكن …*… وصل الفرع بالأصل رأيت البنت للابا …*… ء أوفى الناس في الأهل براها الله من خلق …*… كريم طيب سهل دعا الأرحام للوصل …*… فكانت همزة الوصل وكم بنت تفوق ابنا …*… بما تحويه من نبل

_ (1) الأستاذ فرحات الدراجي صديق الشاعر وزميله في (مدرسة الشبيبة).

وليس الورد في الأسوا …*… ق مثل الورد في الحقل وان لم تقتنع رأيا …*… وحن الليث للشبل فمن قد جاد بالطفلـ …*… ـة سوف يجود بالطفل

بين شاعرين

بين شاعرين ما مسني بطر بل مسني مطر …*… لكنني رغم هذا جئت أعتذر هيهات اترك أحبابي وأهجرهم …*… لا زهد لي فى أحبائي وان هجروا (1)

_ (1) البيتان جوابا من الشاعر إلى صديقه الشيخ حمزة بوكوشة الذي بعث إليه ببيتين نشرهما في جريدة الوزير التونسية سنة 1937 وهما: ما كنت أحسب أن الخلف شيمتكم …*… حتى يؤخركم عن وعدكم مطر إن لم تجيئوا بأعذار مسلمة …*… أقل- برغم الاخا- هل مسكم بطر؟

له خبر

له خبر أيها الشاعر الذي …*… حذق الشعر في الصغر (1) هكذا الشعر ينتقى …*… هكذا الشعر يبتكر ليس كالشعر حافز للنهى بالغ الأثر

_ (1) هذه الأبيات بمثابة تعليق على قطعة نظمها تلميذ الشاعر عثمان بوقطاية وألقاها في حفل ختان، والقطعة هي: فتية المجد مرحبا …*… ايها الأنجم الغرر المصابيح في الدجى …*… المغاوير في الخطر فتية المجد انتم الـ …*… ـسمع للشعب والبصر انتم اليوم قلبه …*… انتم جنده الأبر اسد الله بينكم …*… إنه اليوم قد زأر قد دعاكم الى الهدى …*… ببليغ من السور عاش حرا تحفه …*… راية النصر والضفر دام بالسعد حفلكم …*… ختنوا واختنوا القمر يلعب الشعر بالنهى …*… لعب القوس بالأكر انما الشعر ريشة …*… كل نفس لها وتر انما الشعر لوحة …*… غير محدودة الصور أقرض الشعر وأتله …*… في العشيات والبكر واصحب الشعر واثقا …*… إنه الصاحب الأبر

متعة الانس في النهى …*… وحمى النفس في الخطر إن (عثمان) شاعر …*… سحر اللب إذ شعر شعره اليوم مبتدا …*… بعد حين له خبر!

ذكرى زفاف الشيخ جلول البدوي

ذكرى زفاف الشيخ جلول البدوي نشرت هذه القطعة في مجلة الشهاب ج (3) م: (13) 1356هـ 1937 م والقطعة كتبت على الصورة الشمسية التي تجمع أساتذة مدرسة الشبيبة وهم: فرحات الدراجي، ومحمد العيد، وجلول البدوي، وعبد الرحمان الجيلالي، وباعزيز بن عمر. وقد اعتذرت الشهاب على نشر الصورة لنقص فني في التصوير. ــــــــــــــــــــــــــ خير رسم في طيه خير ذكرى …*… لقران مبشر بالهناء هو ذكرى قران أحمد جلو …*… ل وبشرى صحابه القرناء آية الشمس خلدت آية النفـ …*… ـس فدلت على السنا والسناء فاهن يا خل بالزواج وودع …*… كل ضر مضى وكل عناء ان في نعمة الزواج لذي الديـ …*… ـن غناء ما بعده من غناء

سلبت روايتك النهى

سلبت روايتك النهى هذه القصيدة نظمها الشاعر سنة 1369هـ- 1949م وبعث بها كتقريظ لمسرحية "الولد" التي ألفها الشيخ عبد الرحمن الجيلالي ومثلت مرارا في المسارح الجزائرية آنذاك. ــــــــــــــــــــــــــ أخلص لربك تحظ بالامال …*… ما أحسن الاخلاص في الأعمال وانهض لإدراك العلى بعزيمة …*… جبارة كعزيمة الرئبال إن الجليل من استقل ببحثه …*… وجلا الحقائق كالفتى (الجيلالي) ما زال بالأبطال يكلف باحثا …*… حتى انتهى للفذ في الابطال في (المولد) الميمون أعظم عبرة …*… وأجل رمز للمثال العالي خير الموالد ما انجلى عن مصطفى …*… وأبان مولد أيمن الأطفال سلبت روايتك النهى فتخطرت …*… مثل العروس بذيلها المختال خلعت على التمثيل كفك حلة …*… عربية أدبية المنوال هذا هو الهم البعيد فطل به …*… شرفا وته فخرا على الأمثال إن (الجزائر) أنجبتك محققا …*… متحليا بالصدق في الأقوال عزت بمثلك في الشباب فاصبحت …*… مثل اللباة تعز بالأشبال اني لأشهد والشهادة وعرة …*… وعلى الرقاب ثقيلة الأحمال أجهدت فكرك في شبابك باحثا …*… وعمرت وقتك فيه بالأشغال متحملا عبء الدراسة معرضا …*… عن كل لهو شاغل للبال حتى جنيت جناك غير منغص …*… وظفرت منه باطيب استغلال

فكرت في الدنيا وفي أحداثها …*… ودرست ما فيها من الأحوال وسبرتها نقما فلم أر نقمة …*… مثل النبوغ يصاب بالإهمال وسيرتها نعما فلم أر نعمة …*… كخلود طيب الذكر في الأجيال

قدوة للشباب

قدوة للشباب أصدر الشيخ محمد الصالح الصديق الجزائري كتابه (أدباء التحصيل) فأهدى منه نسخا لطائفة من أصدقائه الأدباء والقراء، كان في مقدمتهم صديقنا الأستاذ محمد العيد الذي ما كاد يطالع الكتاب حتى جادت قريحته في وصفه والتنويه بجهود مؤلفه بالقطعة الرائعة. ونشرت في العدد 189 من جريدة البصائر سنة 1932. ــــــــــــــــــــــــــ حلل فإنك باحث منطيق …*… وانقد فإنك بالصواب خليق وانهج لناشئة الجزائر منهجا …*… حرا بأحرار العقول يليق واكشف لهم أدب العروبة إنه …*… عنهم خفي كالسهى وسحيق اسفي على الفصحى تحول نبعها …*… وشلا وكدر صفوه الترنيق صدئت جواهرها وغاب ضياؤها …*… لولا بصيص نادر وبريق يبدو على أقلام نشء ناهض …*… واع كمثلك دأبه التحقيق اعددت للتحصيل سفرك عارضا …*… ثمر العقول يزينه التنسيق زاولت في الزيتونة الاداب عن …*… أقطابها ودليلك التوفيق ولبثت تروي عن (أبي شربية) (1) …*… فإذا شرابك كوثر ورحيق وإذا بحوثك خمرة علوية …*… يصحو معاقرها بها ويفيق وجلوتها فجلا الظلام شعاعها …*… وسمت بها الاكواب والإبريق وحنى الندامى للكؤوس رؤوسهم …*… ادبا وأنت تديرها وتذيق

_ (1) الشيخ (أبو شريبة) من علماء جامع الزيتونة.

وسمعت مرحى بعد مرحى منهم …*… وعلا الهتاف وأطبق التصفيق لم لا تكون لما تروم من المنى …*… كفؤا وانت (الصالح الصديق) سر في سبيلك رائدا فطنا فما …*… كطريق رواد العقول طريق إن الركاب من الشباب ستقتدي …*… بك جلهم لك في الطريق رفيق ابرزت جزءا من كتابك أولا …*… فبدا هلالا منك وهو رشيق فأتمه بدرا وليس بوجهه …*… كلف وليس به المحاق يحيق واهدف الى مرماك وامض موفقا …*… إن الموفق بالنجاح حقيق

شاعران يلتقيان

شاعران يلتقيان نشرت القطعتان في العدد (212) من جريدة البصائر سنة 1953 م. ــــــــــــــــــــــــــ زورة حلوة وشعر أنيق …*… ووفاء بالإعتبار خليق يا صديقي شرحت بالوصل صدري …*… بعد ما سامه من البعد ضيق كنت من قبل في القريض رفيقي …*… ورفيق القريض نعم الرفيق إن قلبي كعهده بالقوافي …*… مغرم منتش بها لا يفيق (1) هي ريحاني الشذى وروحي …*… كيف أرضى فراقها او أطيق

_ (1) زار الأستاذ أحمد سحنون الشاعر في بيته وحياه بقطعة قال فيها: سيدي إنني إليك مشوق …*… وعوادي الزمان عند تعوق إنني مذ فقدت وجهك لم أضـ …*… ـفر بوجه من الأنام يروق سيدي كيف حال قلبك بعدي …*… في زمان قد عز فيه الصديق؟ هل كما كان للحياة طروبا …*… هل له بعد بالقريض خفوق؟ فأجابه الشاعر بالقطعة الأولى ..

إذ الحجى نعم العطاء

إذ الحجى نعم العطاء في الشاعر محمد العيد نزعة وطنية اجتماعية مظهرها الأعلى في مدح الصناعات والمصانع تراها مبثوثة في كثير من قصائد هذا الديوان، في معرض التألم لأمته أن لا تكون لها مصانع وهذه واحدة منها، قالها في صديق له تعلق بالصناعات بموهبة خاصة فيها. ونشرت القصيدة في العدد 220 من جريدة البصائر سنة 1953م. ــــــــــــــــــــــــــ (لإبراهيم خير الدين) فكر …*… يجيد من الصنائع ما يشاء تفوق في صنائع نافعات …*… وما أستاذه إلا الذكاء فنجار وحداد بحق …*… وبناء إذا لزم البناء وزر إن شئت مصنعه ففيه …*… عتاد سخرته الكهرباء والات يقيم بها دليلا …*… على أن الحجي نعم العطاء ولو أن الجزائر أنصفته …*… لساعفه التمول والثراء وكان لها به وبمن يربي …*… من الأبناء فضل واتقاء ولكن الجزائر من قديم …*… لها بالحذق والنبل ازدراء اذا حرم الجزاء بها نبيه …*… فعند الله لم يضع الجزاء فقل للشيخ إبراهيم صبرا …*… اذا عظم التنكر والجفاء وقد أثنى عليك الشعر فاقبل …*… فإن الشعر شيمته الوفاء وحق العبقرية أن تزكى …*… وان يهدى لصاحبها الثناء

تهنئة الإبراهيمي بعضوية المجمع اللغوي

تهنئة الإبراهيمي بعضوية المجمع اللغوي (هذه تهنئة الشاعر الكبير الأستاذ محمد العيد، باسمه وباسم الأمة الجزائرية، للأستاذ الرئيس محمد البشير الإبراهيمي، بمناسبة انتخاب فضيلته عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة). نشرت في العدد 264 من البصائر سنة 1954. ــــــــــــــــــــــــــ حي الرئيس الأريحي شمائلا …*… العبقري فواضلا وفضائلا وارفع إليه عن الجزائر كلها …*… شكر الطائله المخلد طائلا فلقد أقام بها يجاهد مرشدا …*… ويذود عنها البيان مناضلا متعصبا في حقها متصلبا …*… متسامحا في حقه متساهلا غرس المدارس في الجزائر فازدهت …*… بالنشء والتفت عليه خمائلا فإذا رأيت بها رأيت ازاهرا …*… وإذا سمعت بها سمعت عنادلا جاب المشارق رائدا لبعوثها …*… فصفت لهم عند النزول مناهلا ثم انتحى صوب الكنانة فانبرى …*… فيها بأسواق الخطابة جائلا حتى أقام على شفوف مقامه …*… حججا لأرباب النهى ودلائلا ) المجمع اللغوي) فيها اختاره …*… عضوا بإجتماع الشيوخ مراسلا هذا هو الشرف الذي ما فوقه …*… شرف فباه به الجحود الناكلا قل "للبشير" رفعت هامة أمة …*… ذلت وشعب كان قبلك خاملا ما زلت تكشف عن خفي نبوغه …*… حتى تبين للنواظر ماثلا أخجلت أقطاب البيان فمن يكن …*… سحبان أو قسما يلاقك باقلا

أدركت في الفصحى مدارك لم يكن …*… في العصر ذو أدب إليها واصلا باريت فيها المجد عبر محيطه (1) …*… والمجد لا يعدو المجد العاملا ناهيك بالخطب الفصاح شواهدا …*… أدهشت أشهادا بها ومحافلا مهما خطبت لفظك لهجة …*… وأصبت في المعني كلى ومفاصلا تالله لا أوفيك حقك كله …*… مهما نسجت لك المديح غلائلا لا زلت في فلك المعارف كوكبا …*… قطبا يلوح لنا وبدرا كاملا

_ (1) يشير بالمجد إلى مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي،! بالمحيط إلى كتاب (القاموس المحيط).

بين أستاذ وتلميذه

بين أستاذ وتلميذه هذه الأبيات أرسل بها شاعر الجزائر إلى أحد تلامذته (البشير كاشه) ئحد أفراد بعثة جمعية العلماء في بغداد تهنئة له بفوزه في الامتحان: ونشرت في العدد (57) من جريدة البصائر سنة 1954. ــــــــــــــــــــــــــ هو الفوز لا يحضى به غير صابر …*… طموح إلى نيل المعالي مثابر لئن نلت فوزا يا (بشير) فإنني …*… ازف اليك اليوم ازكى البشائر اتاني كتاب منك بالفوز منبئي …*… فكهرب إحساسي وأنعم خاطري لك الله فاطمح للمعالي فإنني …*… اراك حريا باعتلاء المنابر رزقت بيانا كالخضم تدفقت …*… به لحج من ويحك المتكاثر لك الشكر مني خالصا ولبعثة …*… لنا شرفت في الشرق قدر الجزائر ودمتم جميعا للجزائر أنجما …*… تنير لها طرق العلا والمفاخر

أديبان يزوران شاعر الجزائر

أديبان يزوران شاعر الجزائر زار الأديبان الجزائريان: عثمان بوقطاية، ومحمد الأخضر السائحي، وكلاهما من تلامذة الشاعر، زراه في بيته بمدينة عين مليلة أيام كان يدير مدرستها الحرة. وعند توديعهما له شيعهما بهذه القطعة الرائعة: ــــــــــــــــــــــــــ ولدي قد انعشتماني غبطة …*… بلقاكما وغمرتماني جودا فشعرت بالأمل الذي عني ناى …*… بخياله متأهبا ليعودا يا مرحبا بالشاعرين تلطفا …*… بزيارة بلت صداي ورودا عثمان سحبان الاذاعة لهجة …*… و (السائحي) المستفيض مجودا لله در شبيبة ميمونة …*… ذكرتماني عهدها المحمودا لا تحسبا نأيي البعيد وعزلتي …*… عن أهل ودي جفوة وجحودا لكن ما حكم الاله به على …*… أبناء آدم لم يكن مردودا اني أرى الأدب الجديد كساكما …*… حللا ترف بحسنها وبرودا فتعهدا الأدب القديم فإنه …*… أحلى محاورة وأصحلب عودا وعلى الرفادة والوفادة فانزلا …*… متباشرين وبالسعادة عودا

شهر الصوم

شهر الصوم لقد لاح شهر الصوم باليمين طالعا …*… فأرجاؤنا مزدانة بطلوعه تذكر به القرآن ينزل نافثا …*… به الروح في قلب الرسول وروعه وقم فاغتنمه للإنابة فرصة …*… فقد تختم الأنفاس قبل رجوعه

ثوريات

ثوريات

صرخة ثورية

صرخة ثورية ألقيت هذه القصيدة في إحدى حفلات مدرسة (الشبيبة) بالجزائر سنة 1932م. وهذه القصيدة والقصيدة التي تليها هما من قصائده الثورية التي كانت كإرهاص لثورتنا المسلحة، فقد نظمهما قبلها بعدة سنين: ــــــــــــــــــــــــــ أحييك هذا مقام التحيه …*… أحييك بالنفحات الزكيه أحييك من محفل عبقري …*… تلاقت به الأنفس العبقريه سكنا الى ظله امنين …*… كما تسكن الطير عند العشيه تؤلفنا الملة المرتضا …*… ة وتجمعنا الرحم اليعربيه شباب الجزائر طب بالاخا …*… ء فقد حزت في رعيه الأسبقيه وطف حول مورده المستطاب …*… كما طافت النحل الخليه أناديك للخير خير النداء …*… وأوصيك بالحق حق الوصيه ذر الخوف تعرف ثنايا السلوك …*… فمن هاب خاب وضل الثنيه رأيت المنايا سبيل المنى …*… فخاطر تصب منية أو منيه اذا زلزلت بالخطوب البلاد …*… فلا خير في حذر أو تقيه تولى زمان الرضى بالهوان …*… ووافى زمان الفدى والضحيه أنصلى الجحيم، ونسقى الحميم، …*… ونرعى الوخيم، ونعطى الدنيه؟ ومن حولنا تستباح الديار …*… ويخزى الصبي بها والصبيه أتخضع للضيم يا بن الأباة …*… وتطرق مستسلما للأذيه أما في عروقك أزكى الدما؟ …*… أما في فؤادك أذكى الحميه؟ حنانك أنت رسول النجاة …*… فأدرك من الهالكين البقيه

ولا تنتصر للبكا بالبكا …*… وتبد الشكية عند الشكيه اذا كان كفك غير سخي …*… فماذا تفيد الدموع السخيه؟ الى البذل فهو الملاذ المنيع …*… إلى العلم فهو السبيل السويه إلى الكشف عن تركات الجدود …*… فكم بينها من كنوز خفيه إلى بعث سلطاننا المشرقي …*… وبعث فتوحاتنا المغربيه زمان (الرسول) إلى الواجهات …*… يعبي السرية بعد السريه زمان الخلافة عليا اللوا …*… على الكسروية والقيصريه زمان العمائم فوق العروش …*… وصوت العروبة يعلي دويه فيا عظم شوقي إلى الفاتحين …*… رجال الشهامة والأريحيه ويا عظم شوقي إلى العاقدين …*… مع الله تلك العقود الوفيه ويا عظم شوقي إلى السابقين …*… من المؤمنين ذوي الأفضليه سلوا المشرقين سلوا المغربين …*… سلوا سائر السير العالميه كم استعمروا من أراض قفار …*… وكم أسعدوا من شعوب شقيه أيا ابن الحنيفية اخلع كراك …*… فأنوار صبحك تترى جليه تجمع من حولك الصائدون …*… وإنك للصائدين الرميه فطر وابن وكرك بين الصخور …*… مع العصم في الشاهقات العليه ونفسك بعها مع البائعين …*… كرام النفوس لباري البريه وجسمك رضه يسل كالمصب …*… ويشتد كالصعدة السمهريه وذلله للروح في الصالحات …*… فما هو للروح إلا مطيه وداو الميول بهدي الرسول …*… فقد مسها طائف الطائفيه ذئاب الشقاق عوت في البلاد …*… فأين الرعاة لحفظ الرعيه؟

أنزعم أنا من المسلمين …*… وفينا بقايا من الجاهليه؟ عتبت ولكن عتاب الوداد …*… وألمعت لكن لذي الألمعيه بثثت النصيحة بث السلام …*… ويسقت الهداية سوق الهديه ولا أسأل الحفل إلا رضاه …*… ولا أسال الشعب الا رقيه

من للجزائر؟

من للجزائر؟ حولية من حوليات الشاعر التي أعتاد إلقاءها في "نادي الترقي" بعد انتهاء انتخابات المجلس الإداري لجمعية العلماء الجزائريين. ونشرت بمجلة "الشهاب" ج: (11) (9) 1933م. ــــــــــــــــــــــــــ يا لامع الجنات هل …*… برق على الجنبات هل؟ حييت من متلالئ …*… بضيائه البصر اكتحل ملأ على الأدب احتوى …*… وعلى معالمه اشتمل متبوئ حلل التها …*… ني، لابس حلل القبل بعثت به أم اللغى …*… وعكاظ والعرب الأول المغرب ازدحمت به …*… خيل الرسول لها زجل سبحان من يحيي البلى …*… ما شاء من أمر فعل في كل ظاهرة رضى …*… وبكل خافيتة جذل وعلى وجوه القوم لمـ …*… ـع مشرق بهر المقل يا شاهدا سمر الهدا …*… ة، بلغت في الدنيا الأمل الصادقون هنا فثق …*… والعالمون هنا فسل والواعظون يفجرو …*… ن الشهد من خلل الجمل شرع الكلام إلى مدى …*… يا قوم فالعمل العمل الشعب منحل العرى …*… خزيان مختلف العلل صاد وليس به صدى …*… ثمل وليس به ثمل

ضربت على يده القوى …*… وفشت بجانبه الحيل لبلائه ذعر الورى …*… وبصبره ضرب المثل من للجزائر يفتد …*… يها اليوم من سفه السفل؟ من كل مبتكر المكا …*… ئد في عقائده دخل يغري النفوس كأنه …*… ذئب على حمل حمل يا مشهرين من العزائم …*… مثل مرهفة الأسل خوضوا بها الأمواج واعـ …*… ـلوا الشهب واقتلعوا القلل من قال جل عدوكم …*… قولوا له المولى أجل نحن الدعاة ولا ونى …*… نحن الحماة ولا وجل في الله نحتمل الأذى …*… في الله نقتحم الأجل ما طابت العقبى سوى …*… للمخلص الفادي البطل فتبوؤوا بعلى العلى …*… وتفيأوا ظلل الظلل وردوا الحياة لذيذة …*… عللا يساغ على نهل ما الأفق أشرق بالنجو …*… م سنا وما البدر اكتمل

مناجاة بين أسير "وأبى بشير"

مناجاة بين أسير "وأبى بشير" لما اندلعت الثورة ألقي القبض على الشاعر وزج به في السجن ثم أطلق سراحه بعد المحاكمة، ثم امتحن بتجربة استعمارية قاسية فنجاه الله منها بلطف خاص والحمد لله، فغادر "عين مليلة" إلى بسكرة فألزم بالإقامة الإجبارية وحرم من حق حرية الاجتماع وطوق برقابة شديدة إلى انتهاء الثورة سنة 1962. وفي فترة من فترات وحدته المضنية سمع صوت هذا الطائر الجميل داخل منزله وكأنه يحييه بصوته العذب تحية طيبة مباركة فاستبشر بذلك وتفاءل خيرا بقرب انفراج الأزمة وأبت له شاعريته إلا أن يرد تحية زائره المحبوب ويناجيه بهذه النجوى الطريفة: ــــــــــــــــــــــــــ جزمت بقرب إطلاق الاسير …*… غداة سمعت صوت (أبي بشير) (1) فقمت مرحبا بنزيل يمن …*… علي بكل إكرام جدير وجئت أبثه نجواي سرا …*… ومن للحر بالصوت الجهير أناجيه بامالي وحالي …*… وأستفتيه عن شعبي الكسير كما ناجا الأمير أبو فراس …*… حمامته بشعر مستثير فقلت أبا بشير أنت ضيف …*… قراك الشعر لا حب الشعير رأيتك فابتهجت فكن سميرا …*… لمشتاق إلى سمر السمير وواع ما تقول ورب مصغ …*… لصوتك ما وعى غير الصفير أراك أبا بشير ضيف خير …*… وطائر رحمة للمستخير وكل سفارة لك فهيي بشرى …*… فأهلا بالسفارة والسفير

_ (1) ابو بشير: طائر صغير في حجم العصفور يستبثسر الناس عادة برؤيته وسماع زقزقته ولذلك كنوه بهذه الكنية.

أرح قلبي برقزقة الأماني …*… ومتعني بمنظرك النضير وأنبئني عن الامل المرجى …*… وحدثني عن الحدث الخطير فقال: لقد أتيتك من بعيد …*… فأصغ الي وارو عن الخبير كما أصغى (سليمان) قديما …*… الى أنباء هدهده الصغير سيحمد شعبك العقبى قريبا …*… ويحرز نصره بيد القدير ويشهد بعث دولته فيرضى …*… ويحضى بالهلالي المنير ويحكم حكمه الشوري حرا …*… وخير الحكم حكم المستشير اذا كان الوفاق له دليلا …*… فمجلوب إلى خير كثير وان كان الشقاق له سبيلا …*… فمنكوب بشر مستطير فقم واهتف بوحدته وحرض …*… عليها فهي كهف المستجير وكن عبدا لها واطلب رضاها …*… ولو بالصبر والذل المرير أذانات السلام غدا تدوي …*… فيسكت صوتها صوت النفير كاني بالجزائر في ابتهاج …*… بنصرتها على الباغي المغير لقد شطت فرنسا في أذاها …*… وحطتها الى الدرك الحقير سقتها بالعذاب كؤوس صاب سواه …*… وآخر سقيها شرب المدير فقل لمن استعار حمى سواه …*… أعده بغيرمطل للمعير كأني بالمواكب وهي نشوى …*… من التحرير ترفل في الحرير وتهتف للجزائر عابرات …*… بشتى الطرق تعبق بالعبير وما شعب الجزائر غير شعب …*… سخي بالفدى حر الضمير وحسبك ثورة الأحرار حكما …*… أخيرا منه في العهد الأخير لقد ضحى بثورته فأضحى …*… بها في الصبر منقطع النظير

ولا تزعجك الاف الضحايا …*… وما أجراه من دمه الغزير فتلك شهادة الشهداء فيه …*… وذلك أجر مطلبه الكبير أتى استقلاله حتما فأبشر …*… وبشر ما لقولك من نكير ودع عنك التشاؤم فهو وهم …*… وهم ليس يجمل بالبصير فليس لأمة بالحق ثارت …*… مصير غير تقرير المصير!

أبا المنقوش

أبا المنقوش قصيدة ناجى به الشاعر جبل (بومنقوش) القريب من بسكرة جنوب الجزائر في أيام إقامته الإجبارية. ــــــــــــــــــــــــــ أبا المنقوش هل تدري بحالي …*… فأنت اليوم جاري في الجبال ببسكرة النخيل حططت رحلي …*… وأنت بأرضها حامي الرحال رأيتك مشرفا أبدا عليها …*… كإشراف الولي على العيال رماني حول سفحك موج دهري …*… أسيرا بعد أحداث طوال فعشت به كيونس في سقام …*… لدى قومي ولكن في انعزال إخال إقامتي خبرا كقبر …*… حملت إليه كالجثث البوالي أرى الأحياء من حولي قريبا …*… وهم بالعيش عني في اشتغال وأعذرهم فعين الخصم يقظى …*… ترى شزرا وتنذر بالوبال يعيش الحر مثلك وهو حر …*… يلاقي كل عصف وهو عالي اراك تطاول الأحداث رأسا …*… وتصمد في شموخ واعتدال كأنك قائد لغزاة فتح …*… ترابط مستعدا للقتال تلقنهم بصخرك درس صبر …*… وتحفزهم ببأسك للنضال أبا المنقوش خبرني فإني …*… أحب شفاه مثلك بالسؤال ففي منقوش صخرك رائعات …*… من الأسرار والحكم الغوالي وألغاز على الأجيال تملى …*… يفوز بحلها واعي الخيال متى يأتي بربك نصر …*… شعب يقاسي كل ألوان النكال

مضت حجج له خمس شداد …*… وموطنه بنار الحرب صالي اكل عصوره أمد اضطهاد؟! …*… وكل عهوده أمد احتلال؟! لقد بذل الفدى ثمنا وضحى …*… بكل دم عزيز منه غالي فهل آن الأوان له ليحضى …*… بما يرجو المجاهد من منال فقال أجل سيلقى الشعب عزا …*… ويرقى بالفدى رتب الجلال معاذ الله أن يشقى ويبقى …*… رهين الذل يوطأ بالنعال ترقب خير مولود جديد …*… بمولده تمخضت الليالي فإن الثورة اكتشفت مداها …*… ولاح لها التحرر كالهلال وما في الجو من غيم كثيف …*… وإن طال المدى فإلى زوال وقل لابن الجزائر كن صمودا …*… فنصر الله للبأساء تالي تحد الأقوياء بكل صبر …*… ووال الاحتجاج ولا تبال وإن لم ينتصر لك أي مولى …*… أتاك النصر من مولى الموالي

صوت جيش التحرير

صوت جيش التحرير نحن جيش التحرير جند النضال …*… نحن أسد الفدى نمور النزال دمدم الطبل للنفير فثرنا …*… وهززنا البلاد كالزلزال واتخذنا من الجبال قلاعا …*… نقرع السمع بالصدى كالجبال فالإذاعات تنبئ الناس عنا …*… بانتصاراتنا بكل مجال كم أقمنا شواهد الحق فيها …*… وضربنا شوارد الأمثال واقتحمنا الهيجاء نارا تلظى …*… كل صال منا بها لا يبالي وأدرنا رحى الوغى فانتصرنا …*… وأذقنا الأعداء مر النكال وقبرنا استعمارهم وفككنا …*… شعبنا من سلاسل الأغلال فاسألوهم عن رفقنا بالأساري …*… واحترام النساء والأطفال واسألوهم عن رعينا للمبادي …*… ووفاء الوعود بالأفعال نحن صدق عند اللقاء وصبر …*… في اشتداد البلاء والأهوال! كل من كان مثلنا فهو رمز …*… صادق للجزائري المثالي كل إفريقيا إلينا استجابت …*… واستقلت بوحدة الأوصال نحن إفريقا، وافريقيا نحـ …*… ـن اتحادا، ونحن قطب الشمال أيها الشعب إننا عنك ذدنا …*… فظفرنا بأنفس الأنفال قد ذهبنا الى الميادين نغزو …*… ورجعنا منها بالإستقلال ان حرية الجزائر حق …*… ليس فيها من ريبة أو جدال فارتفع عاليا ورفرت علينا …*… خالد العز يا لواء الهلال قد ركزناك في القلوب لتبقى …*… ومنحناك بالفدى كل غال

وحرسنا حماك من كل عاد …*… وسهرنا عليك سود الليال رحم الله كل حر شهيد …*… لك بالنفس في الوغى مبذال شهداء الأوطان شهب دجاها …*… وشهود الفدا والإستقلال هذه ثورة عليها اجتمعنا …*… وارتفعنا لقمة الأبطال لا تقل لي أنا ولا أنت فيها! …*… كلنا قومها على كل حال!! كلنا إخوة من الدين والأر …*… ض اشتركنا في أشرف الأعمال كلنا شعب وحدة واعتصام …*… ليس نرضى في أرضنا بانفصال كل كيد يحوكه أهل كيد …*… فهو نسج من العناكيب بالى من أراد استعمارنا من جديد …*… فهو لا ريب طامع في المحال خيب الله كل من كاد الشعـ …*… ـب بفصم العرى وقطع الحبال خيب اللهمن مشى فيه بالدس …*… فأوهى روابط الأجيال جبهة الشعب أختنا البرة الكبر …*… ى نرى قدرها بعين الجلال ونرى دولة الجزائر فينا …*… دوحة تحتها وريف الظلال بل نراها أما علينا عطوفا …*… ونرى برها أجل الخصال ايه يا دولة الجزائر لبيـ …*… ـك فوالي نداءنا للمعالي قد أجبنا "نعم" ففزنا جميعا …*… و"نعم" في الجواب فصل المقال كان يوم استقلالنا عيد شعب …*… طافح البشر ساحب الاذيال فالزغاريد والهتافات تعلى …*… بين قرع الطبول والازجال والأناشيد في الميادين تتلى …*… من نساء وصبية ورجال قد رفعنا الهامات بالنصر تيها …*… وشكرنا لربنا المتعال فهو مؤتي الجزائر اليوم نصرا …*… وهو مجلي محتلها المحتال قوله الحق وهو بالنصر قاض …*… وله الملك ما له من زوال

ثورة بنت الجزائر

ثورة بنت الجزائر ساهمي في الجهاد جند الجهاد …*… وأعدي الفدا لنصر البلاد يا فتاة البلاد شعبك نادى …*… فاستجيبي بعزمة للمنادي جد جد النساء وانطلق الركـ …*… ـب مع الركب للمدى باتحاد واستدار الزمان فالسعي للجنـ …*… ـسين حتم عليهما والتفادي كيف يرضرى الجمود من كان حيا …*… ليس يرضى الجمود غير الجماد إنما الأمهات دولاب عمرا …*… ن ودوحات عصمة واستناد هن أنس البيوت والأهل تدبيـ …*… ـرا وأس الأزواج والأولاد نحن عون الرجال في كل حال …*… أي سعد لم يستفد من سعاد ويمين لم تستعن بشمال …*… وسراج لم يستضيء بوقاد فلنثر ثورة على الظلم كبرى …*… ولنحطم سلاسل الأقياد ولنقم من رقادنا فهو عار …*… هل يفيد الرقاد غير الكساد ولنصح صيحة اللبؤات في الغا …*… ب لنحظى بحرمة الآساد و"الجميلات " ذكريات اصطبار …*… وانتصار على الخطوب الشداد قد سبقن الرجال في البأس صبرا …*… وتحملن فتنة الأضداد وأثرن الأبطال للثأر منهم …*… فاستباحوا زروعهم بالحصاد صهرتنا الخطوب حتى ظهرنا …*… بالبطولات في كفاح الأعادي كم غدونا إلى جريح طريح …*… فأسونا جراحه بالضماد وحنونا على شهيد مجيد …*… خط تاريخه بأزكى مداد

واتخذنا من الرصاص عقودا …*… وانتطقنا به على الأكباد واعتقلنا رشاشنا ساهرات …*… شاهرات له على استعداد وقدحنا زنادنا فقهرنا …*… وبهرنا العدا بقدح الزناد فاذا جنسنا اللطيف عنيف …*… وشريف في ساحة الأمجاد أنا ثورية سلاما وحربا …*… فكرتي عدتي وعلمي زادي! وعفافي درعي وصبري دفاعي …*… وصلاحي حصني وديني عمادي! أنا بنت الجزائر اليوم أقضي …*… حق أمي بخدمتي واجتهادي قد غذتني بدرها مذ نمتني …*… ورعتني ببرها المزداد وابتغت نجدتي فما قمت الا …*… بقليل من واجب الإنجاد كيف أنسى قومي وموطن قومي …*… كيف أنسى عروبتي أو ضادي؟ كيف أنسى، أبي وأمي وأهلي …*… أهل بري وحرمتي وودادي؟ كيف أنسى شعبي، وتاريخ شعبي، …*… وابن شعبي، وما له من أيادي؟ كيف أنسى مجد الجزائر قدما؟ …*… كيف أنسى مآثر الأجداد؟ لست أنسى مفاخري فاطمئني …*… وثقي بي في ثورتي يا بلادي!!

تهنئة الجيش وتحية العلم

تهنئة الجيش وتحية العلم دعا صور إسرافيل من مات للنشر …*… وأقبل يوم البعث يزخر بالحشر وأشرق نور الله في الأرض فانتفض …*… من الموت حيا واطرح حفرة القبر فقم قومة الأبرار للخلد آمنا …*… من الخوف طلق الوجه مزدهر البشر وسارع الى أخذ الثواب فإنه …*… عظيم على قدر ارتفاعك في القدر حباك الفدا أجر الفدا فاغتبط به …*… وحسبك باستقلال أرضك من أجر أقمه مقام الروح في الجسم واحتفظ …*… به مستعزا إنه أنفس الذخر وأعل هتفات التحايا مرحبا …*… بجيشك واستقبله منشرح الصدر وقدم إليه "الغار" جذلان باسما …*… فقد عاد بالزيتون من ساحة النصر تطوع بالتجنيد للشعب فاجزه …*… بحمد على حمد وشكر على شكر ألم يبذل النفس العزيزة للحمى …*… ويفتكه بالقهر من سلطة القهر؟ وخاض ميادين الجهاد مجددا …*… مواقف (عبد القادر) البطل الحر! وثار على جوز الطغاة بعاصف …*… كعاصف عاد عاد في سبعها الغبر فكان على الأعداء عملاق ثورة …*… ومسعر حرب في معاركه الحمر سنو يوسف السبع الشداد تصرمت …*… وأعقبها عام الإغاثة والعصر سلوا عنه اطواد الجزائر إنها …*… صفائحها ذكرى صحائفه الغر سلوا عنه أطواد الجزائر إن في …*… معاقله اللاتي بها كان يستذري سلوا عنه أطواد الجزائر كلها …*… فغاراته فيها تجل عن الحصر لقد غاب عنا والقلوب مروعة …*… وعاد إلينا بالأمان من الذعر وحل علينا حاملا في يمينه …*… لواء عزيزا عاليا غالي السعر

بدا بدم المستشهدين مضرجا …*… فضمخ أجواء الجزائر بالعطر تألق برقا لامعا في سمائها …*… وحلق يصطاد المشاعر كالصقر فيا رايتي قد فزت منك بغايتي …*… وحققت حلمي الحلو فيك بلا نكر رأيتك تستعلين في الجو فانحنى …*… إليك فؤادي بالتحية والشكر وأعلنت بالتكبير لله شاهدا …*… بكلمته العليا على كلمة الكفر ويا علمي تحيا على رأس أمتي …*… شعار شموخ تسحب الذيل بالفخر وتاج لجين شده بزمرد …*… هلال عميق زانه كوكب دري ويا علمي تحيا بأجواء أمتي …*… وآفاقها بدرا يتيه على البدر تسير على أضوائه مستدلة …*… على الهدف المنشود بالأنجم الزهر ويا علمي إني أرى بك عالمي …*… بدا بعد ما أخفته عني يد الستر فأنت حياتي أنت روحي وراحتي …*… وراحي وريحاني ويسري من عسر وأنت صدى عزي وأنت ند يدي …*… وأنت هدى قلبي وأنت مدى عمري أحييك من قلبي بما أنت أهله …*… تحية عذري الهوى صادق العذر يذوب اشتياقا للعناق وطيبه …*… ولكنه مستعصم بعرى الصبر رآك رفيعا فاحتفى بك واكتفى …*… برفع يد حتى اشتفى من لظى الهجر فيأيها الشعب "الخليلي" (1) محنة …*… تبارك من أنجاك من لهب الجمر هنيئا لك النصر المبين فقد بدت …*… طلائعه مثل التباشير في الفجر وعاودك الحظ السعيد فعش به …*… سعيدا مجيدا بالفدى طيب الذكر وقافلة استقلالنا مستمرة …*… على السير للأهداف في السهل والوعر

_ (1) يشير الشاعر إلى إبراهيم الخليل عليه السلام حيث ألقى في النار فأنجاه الله منها وكذلك شأن شعبنا في

ومغربنا الحر الكبير موحد …*… مع العرب الأحرار في كنف اليسر وجبهتنا تجلو الظلام، وجيشنا …*… لنا حارس يحمي البلاد من الخسر وأمتنا مجموعة الشمل حرة …*… ودولتنا مسموعة النهي والأمر ودام لنا تحريرنا ونظامنا …*… ودام لنا استقلالنا أبد الدهر

وقفة على قبور الشهداء

وقفة على قبور الشهداء هذا القصيد ألقاه الشاعر بمقبرة الشهداء بالأوراس في يوم عيد الأضحى ونشرت بمجلة المعرفة لوزارة الأوقاف عدد 18 الصادر في ذي الحجة 1384هـ أفريل 1965م. ــــــــــــــــــــــــــ رحم الله معشر الشهداء …*… وجزاهم عنا كريم الجزاء وسقى بالنعيم منهم ترابا …*… مستطابا معطر الأرجاء هذه في الثرى قبور حوتهم …*… أم قصور تسمو على الجوزاء؟ لا تخل معشرا قضوا في سبيل اللـ …*… ـه موتى، بل هم من الأحياء انهم عند ربهم حول رزق …*… منه في نعمة وفي سراء هكذا أخبر الإله فصدق …*… نبأ الله أصدق الأنبياء أيها الزائرون ساحة طهر …*… قدسي وعزة قعساء قد وطئتم ما طاب منها فطبتم …*… وسعدتم بزورة السعداء شهداء التمدين في كل عصر …*… سرج الأرض بل نجوم السماء لم أجد في الرجال أعلى وساما …*… من شهيد مخضب بالدماء ان ذكرى الشهيد أرفع من أن …*… ترفعوها بالصخرة الصماء فأقيموا لهم تماثيل عز …*… في قلوب ثورية الأهواء اقتدوا وائتسوا بهم في المزايا …*… إنهم أهل قدوة وائتساء واخلفوهم بالصدق في خدمة الشعـ …*… ـب وفي أهلهم وفي الأنباء إنهم قادة الفيالق في الزحـ …*… ـف لخوض المعارك الحمراء انهم رادة البطولة في النصـ …*… ـر وعز الحمى ورفع اللواء

انهم أوفوا العهود فهل أنـ …*… ـتم لميثاقهم من الأوفياء؟ إنما تربة الجزائر مهد …*… عبقري لثورة العظماء وهي أرض الإسلام ذي المبدإ السمـ …*… ـح وأرض العروبة العرباء ما شككنا والشعب فيها كليم …*… إن نار (الأوراس) من (سيناء) حيث صارت طور التجلي وصرنا …*… كلنا حولها من الكلماء نتلقى بها الخطاب ونلتذ …*… ذ بما طاب من كريم النداء هكذا كانت الجزائر ميعا …*… دا كريما لأقدس الإيحاء تتعالى منائر الحق فيها …*… من بعيد لخائضي الظلماء ثورة الشعر أنتجت ثورة الشعـ …*… ـب، وعادت عليه بالآلاء كل من لم يثر على الهون والذلـ …*… ـة، داسته أرجل الأقوياء أيها الشعب أنت ملهم شعري …*… في كفاحي وملهب الأحشاء حي عيد الأضحى وحي الضحايا …*… كلها والذبيح في الأنبياء يوم لبى الخليل دعوة مولا …*… هـ لذبح ابنه وحمل البلاء فاذا الكبش منه في يد جبريـ …*… ـل قريب مقدم للفداء هكذا يكشف البلاء فصبرا …*… ليس عقبى البلاء غير الرخاء أين منا ما سامنا من عذاب …*… أين منا ما ساءنا من شقاء جل من أخضع الطغاة فذلوا …*… وعليهم قضى بحكم الجلاء أصبحت أرضنا مثالا من الفر …*… دوس في أمن شعبها والهناء أيها الشعب قد ظفرت بحكم …*… يتقاضى تجارب الحكماء فتقلد أمانة أمانة الحكم بالحكمـ …*… ـة واعهد بها إلى الأمناء كل حكم لصاحبيه ابتلاء …*… وامتحان لسيرهم في القضاء

فاذا أنصفوا قضوا فيه دهرا …*… واذا أسرفوا مضوا للفناء من بنى في الرجال صرح نضال …*… فليبت ساهرا لحفظ البناء فاحتفظ بالذي ائتمنت عليه …*… وتعهده منك بالإنماء ولمن مند قد مضى ألف رحمى …*… ولمن عاش مند طول البقاء

الذكرى العاشرة لفاتح نوفمبر

الذكرى العاشرة لفاتح نوفمبر ألقيت في حفلة إحياء ذكرى الثورة ليلة غرة نوفمبر 1964م. ونشرت بالعدد 17 من مجلة المعرفة لوزارة الأوقاف الجزائرية في ذي القعدة 1384هـ مارس 1965م. ــــــــــــــــــــــــــ نوفمبر قد وافى على اليمن والبشرى …*… بعاشرة الذكرى لثورتنا الكبرى نوفمبر قد وافى فأهلا ومرحبا …*… بشهر ركبنا فيه مركبنا الوعرا نوفمبر قد وافى الجزائر طاويا …*… من الثورة الكبرى سنين لها عشرا نوفمبر وافانا فذكرنا الفدى …*… وثورتنا العظمى وأعوامها الغبرا نوفمبر وافانا فطيبنا شذى …*… بذكرى ضحايانا وضمخنا عطرا نوفمبر وافانا وهل كنوفمبر …*… درى دارس الثورات فيما درى شهرا نوفمبر عملاق الشهور ببأسه …*… وجبارها تحنى الرؤوس له جبرا نوفمبر "شمشون" الشهور بأرضنا …*… أليس على محتلها هدم القصرا؟ نوفمبر "هاروت" الشهور بعصرنا …*… و"ماروتها" أبدى بثورتنا السحرا وعلمنا الإيمان والصبر والفدى …*… وجل مقاما أن يعلمنا الكفرا نوفمبر أذكى من فوآدي شعوره …*… وألهب إحساسي وألهمني الشعرا نوفمبر جلى عن بلادي ظلامها …*… نوفمبر في آفاقها أطلع الفجرا ففاتحه قد كان أعظم فاتح …*… لنا كسب التحرير وانتزع النصرا أذاق فرنسا علقما بكفاحه …*… ومنا بفضل الصبر جرعها الصبرا وثبنا عليها كالنمور جراءة …*… وثرنا كأسد الغاب نرعبها زأرا وقمنا الى رشاشنا برصاصنا …*… نفند دعواها ونبطلها جهرا

زحفنا عليها نزدري بعتادها …*… وبالنار والبارود نصهرها صهرا وفي النار والبارود أبلغ حجة …*… ترد بها الدعوى على من طغى كبرا وأرفع صوت مسمع كل ظالم …*… لصوتك لا يصغي كأن به وقرا اذا سامك المحتل قهرا بحكمه …*… فلا ترض الا أن تباريه قهرا ومهما عثا بالبغي في الأرض مفسدا …*… فلا ترض إلا ان تواريه البحرا صبرنا على المكروه حتى أمضنا …*… وذقنا من الإرهاق ما يفلق الصخرا فلما ابى إلا العتو عدونا …*… وما زاد الا في الغرور به سكرا نهضنا إلى الغارات نمحو غروره …*… بحد المواضي فارعوى وصحا فكرا اذا جيشنا لاقى الفرنسيس ساقهم …*… فلولا الى قفر فكان لهم قبرا الى جبهة التحرير ذلت جباههم …*… ومن جيشنا ترتاع أبطالهم ذعرا وما جبهة التحرير إلا عريننا …*… وما جيشنا إلا الليوث به تضرى سلوا عنه "أوراس" العتيد فرأسه …*… لهم منحن عطفا، بهم شامخ فخرا سلوا عنه اطواد البلاد جميعها …*… ففيها بحق طابق الخبر الخبرا ونحن رجال السلم إن رمت سلمنا …*… ونحن جبال الحرب ان سمتنا نكرا دعاة الى الاسلام والسلم رحمة …*… وعاة لما يوحي الإله به أمرا اذا الخصم والانا قبلنا ولاءه …*… وان هو أغرانا بإيذائه نغرى فراياتنا بيض وخضر بسلمنا …*… ولكنها في حربنا رفرفت حمرا نوفمبر يا أسمى الشهور تفديا …*… وأسمعها صوتا وأسمقها قدرا تقبل سلاما جاءك اليوم تحفة …*… من العرب الأحرار أنت به أحرى وحفلا جليل القدر في خير ليلة …*… كليلة قدر قد زكت مثلها طهرا تصافت قلوب المسلمين بظلها …*… وبشت من الأفراح أوجههم بشرا

وسالمهم ريب الزمان فكلهم …*… سليم دواعي القلب منشرح صدرا ألا أيها الشعب الذي بجهاده …*… أعاد جهاد الصحب يقفوهم أثرا لقد ثرت في التاريخ أعظم ثورة …*… تسجل تبرا في الصحائف لا حبرا أراك بلغت اليوم ما كنت راغبا …*… ونلت مزايا لا تطيق لها حصرا ويسرت للعسرى عدوك نادما …*… على حكمه الباغي، ويسرت لليسرى فسل ربك المنان ان يسبغ الرضى …*… عليك بلا سلب ويوزعك الشكرا اذا اجترأ الإنسان في حال فوزه …*… على الله بالعصيان أعقبه خسرا ومن شكر الآلاء لله محسنا …*… الى خلقه كان المزيد له أجرا خف الله فيما نلته وارج روحه …*… ومنه فلا تيأس ولا تامن المكرا ودع عنك أسباب التنازع واعتصم …*… بميثاقك الثوري واشدد به ازرا وحكم كتاب الله في كل فتنة …*… فتحكيمه لا بد أن يطفىء الجمرا تعود لسان الضاد نطقا تعد به …*… معدا إلى الدنيا وتنشر به فهرا ألسنا وإن طال المد نسل يعرب …*… تطول بنا فرعا ونزكو بها جذرا فأوطاننا ارض العروبة كلها …*… سواء بها نثوي الجزائر أو مصرا لقد جمعتنا وحدة عربية …*… على الحق جمعا لا نخاف له كسرا وكن سامعا صوت الجزائر إنها …*… تناديك بعد النصران تبني الوكرا ولا تنس فضل السابقين الى الفدى …*… من الشهداء الطيبين بها ذكرا ترحم عليهم واحتفظ بقبورهم …*… ورب بنيهم واتخذ عهدهم ذخرا وهل عهدهم الا وصايا على الحمى …*… لجيش وفي لا يكن لهم غدرا تعاهد أن يحيا وفيا لعهدهم …*… وأقسم ان يرعى مكاسبهم دهرا عليهم سلام الله ما خلفوا لنا …*… سلاما به نحيا ونغتنم العمرا

علم الجزائر

علم الجزائر علم الجزائر يا رفيع الشان …*… أشرف ورفرف زاهي الالوان في حلة من لؤلؤ وزبرجد …*… موشية بهلالك المرجاني فوق الادارات الشوامخ للعلا …*… وعلى قلاع جنودنا الشجعان تشؤو الكواكب لامعا متلألئا …*… وعلى الصقور تتيه والعقبان مهما تحلق هافيا لي خافقا …*… حياك ها في القلب بالخفقان يا ضوء باصرتي ونور بصيرتي …*… يا عز نفسي يا هوى وجداني ومنار خوض الشعب في دأمائه …*… وشعار زحف الجيش في الميدان ما أنت في الاعلام هل علم زكا …*… كالطور أم علم على السلطان؟؟ لم لا أراك اليوم أرفع راية …*… وقد اشتريت بأرفع الأثمان قسما بأرواح الذين استشهدوا …*… بحماك مطعانا إلى مطعان وبما شهدت من المعارك شامخا …*… تعلو على الأطواد والكثبان وبما غنمت من المكاسب بعدما …*… خضت الغمار مضرج الأردان لأسخرن لك الجوارح كلها …*… ولأخدمنك خدمة العبدان وأضحين عليك من نفسي ومن …*… مالي بما يرضيك من قربان حتى أحلك في أعز مكانة …*… يسمو بها وطني على الأوطان

من وحي الثورة والاستقلال

من وحي الثورة والاستقلال للشاعر قصيدة مطولة سماها: (وحي الثورة والاستقلال) سجل فيها بعض أحداث الثورة الجزائرية وبعض أحداث عهد الاستقلال وبعض الأحداث العربية وهو يأمل أن يطبعها مستقلة مصدرة بمقدمة لبعض أدباء العرب في فرصة أخرى ونقتطف منها لديوانه ما يلي: ــــــــــــــــــــــــــ ميلاد التحرير وطني المفدى بالكفاح تحررا …*… ومصيره بعد النجاح تقررا فابن الجزائر صار سيد أرضها …*… والغاصب المحتل ولى مدبرا بشرى لنا بحكومة عربية …*… شعبية رعت البلاد لتعمرا قد كان تحرير الجزائر غاية …*… مثلى لثورتنا وفتحا أكبرا أبدى نظاما للرشاد ممهدا …*… وأقام حكما للبلاد مطورا وقضى بتعريب الجزائر كلها …*… مستقبحا تغريبها مستنكرا سوت حكومته مشاكل أمنها …*… فاستأمنت شعبا وعزت عسكرا جمعية الأمم اصطفتها دولة …*… وبنت لها بين المنابر منبرا هي سؤلنا الأسمى الذي من أجله …*… ثرنا على الباغي المغير لنثأرا لم ننس (مايو) لا ولا مأساته …*… حتى جبهنا الغاصب المتجبرا لما ازدرى بحقوقنا متصلبا …*… في كبره قلنا له (أطرق كرى) (1) وتحولت لغة التخاطب بيننا …*… لغة بها جو السلاح تعكرا

_ (1) مثل يضرب لتوبيخ المتكبر وكرى مرخم كروان وهو طائر معروف.

ذكرى الاستقلال وعيد النصر

ومنها. ذكرى الاستقلال وعيد النصر ــــــــــــــــــــــــــ ما جاء (يوليو) واستهل هلاله …*… إلا تهلل شعبنا واستبشرا قد كان خامسه خميسا قاهرا …*… لمآت آلاف الجنود مقهقرا فاعجب لجيش قل في عدد وفى …*… عدد تحدى الأطلسي الأشهرا بصموده ووفائه بعهوده …*… رد الغزاة الغاصبين وأخرا هيهات يحرز غاصحب نصرا ولو …*… بالجن والانس احتمى واستنصرا واعجب لشعب قام حيا بعدما …*… قد كان مذ قرن وثلث أقبرا عتق الرقاب حياتها من موتها …*… ونشورها بعد الفناء لتحشرا أحيا أبو بكر (بلالا) بعد ما …*… أودى كما أحيا (علي) (قنبرا () 1 ( أنظر لأهل الكهف كيف تمثلوا …*… في شعبنا مستيقظين من الكرى من كان ينكر بعثه من موته …*… فالله أطلعه عليه وأعثرا زف البشير إليه بشرى نصره …*… من بعد عدوان أطال فاضجرا حيا بها كقيص (يوسف) وجهه …*… فرآى كـ (ـيعقوب) الضياء وأبصرا يا شهر (يوليو) أنت وافد رحمة …*… ونزيل يمن نستطيب له القرى أنت (المسيح) ونحن من أحييتهم …*… فارق السماء مقدسا ومقدرا أنت المتوج والشهور رعية …*… تاجا تسود به الشهور منضرا أنت المتوج فوق كل متوج …*… ما كان ذو تاج عليك ليفخرا قد جاء نصرك غاسلا للشعب من …*… عار احتلال الأجنبي مطهرا ) 1 (قنبر اسم مولى من والي علي كرم الله وجهه.

كم محفل فيك انبرت خطباؤه …*… كالخيل أمهر في السباق فأمهرا وتساجلت شعراؤه بالسحر لا …*… بالشعر أسحر للقلوب فأسحرا اليوم يذكر شعبنا حرية …*… بالشكر منه حرية أن تذكرا باع النفائس والنفوس لأجلها …*… وبها اشترى في العمر أغلى ما اشترى نال النجاح بها وأصبح منجزا …*… أهداف ثورته بها وموفرا ودرى بها معنى الحياة ولم يكن …*… من قبل ذاك لكنهها متصورا فقضى على أحلاكه بحكومة …*… طلعت على الآفاق فجرا نيرا واختارها عربية شعبية …*… تأبى الدخيل عليه والمستأثرا إن الجزائر قد أتى تحريرها …*… لدفائن الأمجاد فيها مظهرا وأبان تاريخ الجزائر بعد ما …*… فرضت عليه قيودها أن يغمرا بعث (ابن محي الدين) واستحيا اسمه …*… وبرسمه صك النقود ودنرا يا يوم عيد النصر صفوك قد جلا …*… ما كان ران على القلوب وكدرا ذكراك ملء القلب حاضرة به …*… هيهات أن تنفك عنه وتعبرا أقررت أعيننا فكل مواطن …*… لك هاتف يعلى الهتاف مكررا فالشعب أجمع يحتفى بك راضيا …*… مستبشرا ويراك عيدا أكبرا

المراثي

المراثي

رثاء رشيد

رثاء رشيد شخصية (رشيد) في هذه القصيدة. شخصية خيالية لقصة بطلها طالب جزائري اسمه) رشيد) وطالب فرنسي اسمه (فرانسو) درسا جنبا لجنب أحرزا على نفس الشهادة، أول يوم دخلا ميدان الحياة فرقت العنصرية بينهما فشق (فرانسو) طريقه في الترقية الاجتماعية والإدارية، بينما أوصدت الأبواب في وجه رشيد لأنه جزائري. فمات غما وكمدا من هذه الحياة البائسة الجائرة التي لا تراعي القدرات العلمية بقدر ما تراعي الفوارق العنصرية. وموضوع القصة كان ميدان مسابقة للشعراء أعلن عنها (الشهاب) الأسبوعي سنة 1925 وفي جنح الصحافة الجزائرية إلى مثل هذه الطرق التعبيرية الغير المباشرة في مثل هذه المواضيع الحساسة - صورة واضحة عما كان يعانيه الشعب من اضطهاد اجتماعي وفكري، في تلك الفترة من الاستعمار، وفي كل فترات الاحتلال المشؤوم. ــــــــــــــــــــــــــ نعم لك في العلى عمل مجيد …*… ولكن ما جزاؤك يا رشيد؟ أمت على الصبى أسفا وحزنا؟ …*… كذلك ينتج الضغط الشديد علام (فرنسوا) يعلوك كعبا …*… وأنت لمثله الكفؤ الوحيد ألم تك يا رشيد له شقيقا …*… زمان أبوكما العلم المفيد وكنت بجنبه في الحرب لما …*… أمض قواكما الجهد الجهيد حياتك كلها مأساة حزن …*… يشيب لهول منظرها الوليد وموتك يا شهيد العدل ذكرى …*… مؤثرة يلين لها الحديد وقفت عليك أشعاري عظات …*… بما أولى لك الدهر العنيد ونحت عليك في ظلم الدياجي …*… وهل يجدي نواحي أو يفيد؟ وإن تك قد قضيت العيش بؤسا …*… فعند الله طالعك السعيد

إلى صديقي الجيلالي

إلى صديقي الجيلالي رثى الشاعر بهذه القصيدة العالم البحاثة الدكتور محمد بن أبي شنب الجزائري، وقد نشرت في كتاب ألفه الأستاذ عبد الرحمن الجيلالي بعنوان (ذكرى بن أبي شنب) سنة 1933. (محمد بن أبي شنب) ولد قرب المدية سنة 1869. وتوفى بالجزائر العاصمة 1929 عالم بحاثة. حقق وألف وترجم ما يقرب من خمسين كتابا. أنتخب عضوا في المجمع العلمي العربي في دمشق سنة 1920 وفي نفس السنة تقدم لنيل الدكتوراه برسالتين. الأولى (أبود لامه) والثانية (الألفاظ التركية والفارسية المستعملة في الجزائر). درس بجامعة الجزائر من سنة 1903 حتى وفاته. أتقن لغات عدة. ــــــــــــــــــــــــــ صفحة تحتوي علوا وفخرا …*… سوف تبقى لابن الجزائر ذخرا طويت بالمنون وهي رحى الخلـ …*… ـق فأعقبتها على الطي نشرا ومحاها البلى فجددت منها …*… رغم محو البلى سطورا وحبرا صفحة من حياة أعظم شيخ …*… كان في مطلع الجزائر بدرا كان سمحا ملاطفا كان ثبتا …*… كان شهما محافظا كان حرا فأجد في ذكراه ما شئت وصفا …*… إن ذكرى (محمد) خير ذكرى إن ذكرى (محمد) نار موسى …*… سوف يأتي من بعدها الخير يترى فابن منها للناشئين ممرا …*… وانح بالناشئين ذاك الممرا فلهم فيه أسوة ان أرادوا …*… أن ينالوا من صائب العلم قدرا يا رجال الغد اجعلوه إماما …*… فهو في العلم بالإمامة أحرى ابعثوا العلم مستمرين فيه …*… إنه كان باحثا مستمرا كان فيكم مؤلفا كان فيكم …*… مغرما باللغى وبالكتب مغرى

هذه صفحة من المجد جدت …*… فأجدوا لها صحائف أخرى في حياة الماضين سفر عظات …*… فادرسوه بالبحث سطرا فسطرا ان قوما من الجزائر كانوا …*… يملكون الجهات برا وبحرا ولهم في الهدة وفي العلم شأن …*… جاء قوم فأوجسوا منه نكرا فرموهم بالشائنات وقالوا …*… ما وجدنا لهم من السعي أمرا وجلا البحث في الثرى عن تراث …*… ستروه عن أعين الناس سترا ويحهم يغمطون آثار شعب …*… كان كالنجم مشرقا مشمخرا كان للبحر مالكا حيث تجتز …*… سفنهم فيه تعطه عنه أجرا وقضى الله بالقضاء عليه …*… لا حمى من قضائه لا مفرا فتناءى عنه النعيم وأمسى …*… خابي النور خالي الدور قفرا كل يوم لله في الخلق شأن …*… فعساه يديل بالعسر يسرا هذه نفحة من الشعر هبت …*… بك (عبد الرحمن) توليك شكرا أو بكائي على تراث مضاع …*… بدموع تنهل شفعا ووترا أنت ذكرتني بمن كان فلكا …*… سائرا يمخر المعارف مخرا سار في العلم ناشئا ثم كهلا …*… ثم شيخا ثم انتهى واستقرا وقضى تاركا بنين كراما …*… وشبابا في العلم يقفوه إثرا فعسى الله خصه بالمعالي …*… وحباه من طيب النزل وفرا ما تقدم نفس الى الله من خيـ …*… ـر تجده خيرا وأعظم أجرا

رثاء شاعر النيل حافظ إبراهيم

رثاء شاعر النيل حافظ إبراهيم ألقيت في حفلة أقيمت لتمجيد شاعرية حافظ بقاعة الخلدونية في حاضرة تونس الخضراء في شهر جمادى الأولى سنة 1351 وناب عنه في إلقاءها طالب جزائري لعدم تمكن الشاعر من الحضور بنفسه. وقد اشترك في هذه الحفلة شعراء من أقطار الغرب العربي: الجزائر، تونس، ليبيا. ــــــــــــــــــــــــــ قم عز مصر وعز الشرق أقطارا …*… ففحل مصر خبا كالنجم وانهارا خطب جرى في ضفاف النيل زلزلة …*… وثار ملء جواء الشرق اعصارا وطار كالبرق ينعى شاعرا لبقا …*… الى أقاليم فيها صيته طارا يا ويح مصر خلت (من حافظ) وخلا …*… في الهامدين كأن لم يثوها دارا كأنه لم يجدها كالحيا أدبا …*… جما ولم يروها كالنيل أشعارا يا موت فاجأت من لو ضفت ساحته …*… مهلا لوفاك ترحيبا واكبارا وطبت نزلا بأخلاق مهذبة …*… أذكى بها النورللأضياف لا النارا يا موت عدت بنفس خصبة نبتت …*… فيها المبرات مثل الروض أنهار وغلت ليثا بجنب النيل كان له …*… زأر به أوسع (التاميز) إنذارا يا موت طفت من الأيدي على عضد …*… فذ وحطمت في الأسياف بتارا ونلت بالقطع في الأدواح باسقة …*… زكت ظلالا وأفنانا وأثمارا نزلت كالجيش في ثار أغار على …*… أرض ثرية أمن تجهل الثارا وانهلت كالسيل في سد تعرضه …*… فاجتاحه وعلى أنقاضه سارا ورحت تقتحم الدنيا كما اقتحمت …*… دبابة الحرب أنجادا وأغوارا

كأنما أنت لم تستثن من أجل …*… جابي المغارم لم يستثن ديارا يا شاعرا حن بالفصحى ورن مدى …*… كالطير زقزقة والعود أوتارا عربت في مصر شمسا وارتجحت بها …*… ركنا وصوحت في إكليلها غارا أبعد ما كنت صدرا في محافلها …*… وسدت أتربة فيها وأحجارا؟ نآى بك الموت عن اشهادها فدهى …*… منهم قلوبا وأسماعا وأبصارا طواك سفرا على الأخبار محتويا …*… وبث نعيك في الآفاق أخبارا أجلاك عن دار كتب كنت ناظرها …*… وجارها فأراع الدار والجارا قد عاود (البؤساء) اليوم بؤسهم …*… فمن يواسيهم عطفا وإيثارا؟ ولم يتح (لسطيح) النيل راوية …*… عدل كمثلك يروي عنه أسرارا يا راحلا ونوادي الشرق تندبه …*… ولهى وترفعه كالشمس مقدارا بالله ما حال فكر كان غادية …*… في فيضة ولسان كان قيثارا؟ وأين منه قريض صاغه نغما …*… فهز مصرا به بل هز أمصارا؟ وأين عهدك بالدار التي عهدت …*… منك المعري بالشكوى وبشارا؟ وكيف حالك في دار نزلت بها …*… ضيفا عساك بها للخلد مختارا؟ عزاء مصر عزاء الشرق في ملك …*… ساس القريض فما استخذى ولا خارا أقام مأتمه الدنيا وأقعدها …*… ودام فيها عشيات وأبكارا وفي الجزائر من وجد بمأتمه …*… هول عليها طغى كالموج تيارا وابن الجزائر بابن الشوق مرتبط …*… وإن أحاطت به الأشواك أسوارا يا رحمة الله هبي نفحة وهمي …*… غيثا على حافظ في القبر مدرارا في ذمة الله لا أنساه ثانية …*… حسبي بحبي له عهدا وتذكارا

إلى روح شوقي

إلى روح شوقي نشرت بمجلة (الشهاب) ج 1 م 9 غرة رمضان 1351 جانفي 1933. ــــــــــــــــــــــــــ عجبا للدار، كيف تدور؟ …*… نكب الشعر بها والشعور ذهب الشعر بها حسرات …*… وعرته وحشة ونفور فقد الشعر من الشرق شمسا …*… لم يزل منها على الشرق نور فقد الشعر من الشرق سرحا …*… طالما غنت عليه الطيور فقد الشعر أبا الشعر (شوقي) …*… فطغا الويل به والثبور فمساري الهم منه غواض …*… ومجاري الدمع منه بحور أي بلوى مضة الوقع فيها …*… وهن الجلد وطاش الصبور أيها الباكي بمأتم (شوقي) …*… أرأيت النجم كيف يغور أرأيت الصبح كيف يولى …*… أرأيت الأرض كيف تمور قم فعز الشعر بالشعر فيه …*… فأيادي الشعر منه وفور قف نودع راحلا لم يودع …*… عذره أن المقام غرور لا تخل أنا بظل حياة …*… نحن موتى والقصور قبور حاطنا دون الحياة محيط …*… وعلى جسر الممات العبور يا أمير الشعر عفوا فإنا …*… قعد العي بنا والقصور إن خلف البحر دور ائتناس …*… دب فيها الحزن فهي ديور رددت وقع الأنين الزوايا …*… وتحلت بالسواد الستور

فلأهليها خشوع طويل …*… ونفوس غيب وحضور وقلوب قلبت وأكف …*… وخدود خددت ونحور يا أمير الشعر حسبك ذكر …*… قدسي في الحياة طهور علم الهاوين في الدرك منا …*… كيف تعلو في السماء الصقور لا تأذى بالبلى لك لحد …*… دفن الحذق به والبرور يا أمير الشعر أين غوان …*… ما لها الا حجاك خدور أين رصف محكم عبقري …*… رفع المعنى به فهو سور وروايات سرت كهرباء …*… دنت البيد بها والعصور نفخ الصور بها في القوافي …*… فعلتها هبة ونشور أتت الفصحى فرفت وزفت …*… مثلما يأتي الطيور البكور وأضاءت حولها فهي نار …*… والورى موسى وشخصك طور سار في الدنيا قريضك جيشا …*… فله زحف بها وكرور وصفا في الذوق فهو لباب …*… ما عليه كاللباب قشور وعلا فاشتد في الشعر سروا …*… فغصون لدنة وجذور وجلا الأبعاد من كل أفق …*… بصرا لا يعتريه حسور فترا آي الشرق والغرب فيه …*… وتلاقت بالسهول الوعور يا فؤادي لا ترعك العوادي …*… خلق الدنيا أسى وسرور عرف العشاق منها بغيا …*… فحضاة عندها ودحور لا أرى الأجسام الا كسفن …*… ماخرات والقبور ثغور وأرى الأرواح فيها كركب …*… فإناث منهم وذكور فرفاق في الذيول ذيول …*… ورفاق في الصدور صدور

فمقام نقمة وبلايا …*… ومقام نعمة وأجور ويك يا دنيا علتك الدعاوي …*… فلأهليها عليك ظهور كم تعالى في جوائك نمل …*… وتردى في زباك هصور لا تحلى لي هواك بقلبي …*… فبقلبي من هواك فتور أين شوقي أين منه طروس …*… من قوافي حكمة وسطور أين شوقي أين منه خيال …*… يسبق الأرياح حين يثور نضرة من جنة الشرق ولت …*… وتلتها ذبلة وضمور أيها الشرق اعتصم بالتعزي …*… فالتعزي عصمة وبرور كتب الموت على كل نفس …*… والى الله تسير الأمور

قصة شهيدين

قصة شهيدين في فتنة من فتن الإنتخاب المعروفة في الجزائر سقط شابان جزائريان بمدينة بسكرة النخيل على أيدي الشرطة العتاة، المطلقة أيديهم في رقاب الجزائريين، وكادت تكون مقتلة عظيمة بين الفريقين .. الوطني الأعزل، والبوليس المسلح، ومن ورائه جميع قوى الحكومة، فجاشت قريحة الشاعر بهذه القصيدة المؤثرة الصادقة التصوير! ــــــــــــــــــــــــــ شهمان في الخطب لم يهابا …*… ناداهما الخلد فاستجابا تلقيا في الحشا رصاصا …*… مفرغا للردى مذابا فمن رأى عند ما أصيبا …*… رأى شهابا تلا شهابا خرا إلى الأرض في مصاب …*… لم نحتمل مثله مصابا يا مودع الشهب في تراب …*… الشهب لا تودع الترابا أخطط لها في السماء قبرا …*… ووار أجرامها السحابا إن (العزيلات) (1) قد أنارت …*… لا ريب واستأنست رحابا وجد فيها البلى كأن لم …*… تمض الدهارير والحقبا ان الشهيدين قد ألما …*… بظلها فازدهى وطابا يا تربة أشرقت قبورا …*… وأشرقت كالربى قبابا ريح صن الخلد فيك هبت …*… وعارض منه فيك صابا يا واديا غب كل غيث …*… يسقي ربى حوله وغابا أطفئى على حافتيك نارا …*… أتت على الأنفس التهابا ) 1 () العزيلات): مقبرة في بسكرة.

واغسل على حافتيك أرضا …*… من الدماء اكتست خظابا كانت مثابا لكل أمن …*… فأصبحت للأذى مثابا إن انتخابا جرى بحيف …*… في دورها أعقب انتحابا تبت يدا حاكم غشوم …*… يجر للأمة التبابا بغير جرم من الأهالي …*… عليهم ينزل العقابا فهو الذي بالغثاء يلقي …*… وهو الذي يوقد الثقابا يا شاهرا للأذى حرابا …*… هل آن أن تغمد الحرابا أشبهت وحش الفلا افتراسا …*… وفقته مخلبا ونابا أخشى الأذى يوقع انفجارا …*… عليك أو يحدث انقلابا يا دولة يعتزي ذووها …*… للعدل والرحمة انتسابا نشكو إلى حكمك المؤاخي …*… من حاد في حكمه وحابا ممهد السلم شب حربا …*… لو ابتلاها الصبي شابا وحارس الأمن عاث فيه …*… وزاد في حبله اضطرابا (الشرطة) استكبرت وجارت …*… وأصبحت تعدم الرقابا أبت لفرط العتو منها …*… أن تسمع اللوم والعتابا فجدلت من رمت ومرت …*… كأنما جدلت ذبابا "بسكرة" اليوم في حداد …*… أمست كأطلالها خرابا القتل والجرح في حماها …*… خطبان باسم السلام نابا أخاف آرامها البواكي …*… تهيج آسادها الغضابا دم الشهيدين لم يعتم …*… يستصرخ الأهل والصحابا فأنصفي المشتكين فيها …*… وأرشدي السلطة الصوابا

العدل للأمن خير باب …*… فلا تحلي سواه بابا ويا شبابا بظل ناد …*… على الهدى يجمع الشبابا إعمل حكيما تصل سليما …*… ولا تهب من يقول هابا بالصبر والحلم والتأني …*… والرفق فاستقبل الصعابا لا تقذف النفس في مجال …*… من يقذف النفس فيه خابا في شرعة الله لا يزكى …*… من كان لا يملك النصابا يا قومنا للندى دعيتم …*… يا قومنا أحسنوا الجوابا أهل الشهيدين في عذاب …*… فخففوا عنهم العذابا وأيدوا لجنة الضحايا …*… ووفروا كيسها اكتتابا آووا يتاماهم إليكم …*… واكفوهم القوت والثيابا إن الذي باليتيم أوصى …*… أعد للمحسن الثوابا

الوداع الوداع

الوداع الوداع الأمير خالد، حفيد الأمير عبد القادر، وهو أحد الأبطال الجزائريين الذين كافحوا عن القضية الجزائرية في مطلع هذا القرن بالقلم واللسان .. وقد مات منفيا بعيدا عن مسقط رأسه، الجزائر-. ورثاه الشاعر بهذه القصيدة. ونشرت في العدد (5) من جريدة البصائر سنة 1936. ــــــــــــــــــــــــــ ما أطول الموت باعا …*… لم يخش حتى السباعا سطا علينا بسوط …*… من القضاء فراعا وأودع الترب نجما …*… منه اقتبسنا شعاعا وصارما هاشميا …*… به هشمنا القلاعا اليوم يا قلب فاهلك …*… تحسرا والتياعا واليوم يا طرف فاذرف …*… منك الدموع تباعا أبك الزعيم المفدى …*… أبك الأمير المطاعا أبك الكريم المرجى …*… أبك الغيور الشجاعا أبك الجليل مزايا …*… أبك الجميل طباعا يا شعر إنك أوفى …*… من صان عهدا وراعى إني أعدك ظهري …*… وساعدي والذراعا هلم يا شعر فانجب …*… معي لركن تداعى هلم نذكر فنشكر …*… (لخالد) السعي ساعا هلم نذكر فنشكر …*… (إقدامه) والدفاعا) 1 ( ) 1 (جريدة (الإقدام) كان يصدرها الأمير خالد باللغتين العربية والفرنسية.

ما للجزائر فينا …*… لم ترع الا الرعاعا تجفو الكرام وتحنو …*… على اللئام اتضاعا ما للأناسي فيها …*… يأبون الا الخداعا ان صادقوا فادعاء …*… أو صاحبوا فانتفاعا هل في الجزائر حر …*… يأتي الجميل اتزاعا؟ قل للجزائر أدي …*… حق الزعيم المضاعا هلا اصطنعت جميلا …*… لدى الجميل اصطناعا هلا ذكرت كفاحا …*… مضى له وصراعا كم ذاد عنك وقاسى …*… فيك الأذى والنزاعا سلي المطالب كم ذا …*… اشاعها وأذاعا وكيف قام فوفى …*… بالواجبات اضطلاعا وكيف ناب وثوقا …*… بصدقه واقتناعا وكيف نادى فدانت …*… له الرؤوس اتباعا حتى اذا طار صيتا …*… وطال فيك ارتفاعا وبيت الدهر غيبا …*… له الخطوب الفظاعا وقطبت واكفهرت …*… له الوجوه امتقاعا نوى النوى عنك قطعا …*… ولا أقول انقطاعا نزيل (بيروت) كم ذا …*… رجوت فيها ارتجاعا كم ذا رفعت الشكايا …*… بليغة والرقاعا كم ذا ترقبت فيها …*… إجابة واستماعا الفال أكذب فالا …*… والآل أجدب قاعا

لو اطلعت علينا …*… لما حمدت اطلاعا دفين (جلق) إنا …*… في غمرة نتناعى عز العزاء مصابا …*… لم يأله ما استطاعا دفين (جلق) سقيا …*… ورحمة واتساعا العيش أنقع سما …*… والموت أوقى قناعا واللحد أوفر ظلا …*… والخلد أوفى متاعا لعل في الخلد لقيا …*… ببعضنا واجتماعا يا راحلا لم نمتع …*… به الوداع الواداعا

في ذمة الله يا خالد

في ذمة الله يا خالد أبيات رثى بها الشاعر الزعيم السياسي الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر، وقد ذيلت بها صورة (الأمير الراحل) التي نشرتها (الشهاب) في ج 19/ 19 / ذي القعدة 1354هـ/ فيفري 1936م. ــــــــــــــــــــــــــ سيذكرك الشعب دهرا مديدا …*… فأنت لأبنائه والد وأنت- قريبا لهم وبعيدا …*… وحيا وميتا- لهم قائد نودع فيك زعيما وحيدا …*… لنا مجده طارف تالد خلدت جميل الثناء حميدا …*… ففي ذمة الله يا خالد!

رثاء غازي الأول ملك العراق

رثاء غازي الأول ملك العراق قيلت في رثاء الملك الشاب: غازي بن فيصل في الحادثة المدبرة له من الاستعمار الإنجليزي وعملائه بالعراق! ــــــــــــــــــــــــــ بغداد كوكبها خبا …*… يا شؤم ذلك من نبا نعت الاذاعة عاهلا …*… فيها تحرر منصبا نعت الاذاعة "غازيا" …*… فخر الشباب الأنجبا سيف العراق المنتضى …*… وعقابه المتوثبا وحمى العراق المرتجى …*… ولواءه المتغلبا ومليكه الشهم الذي …*… أعيا المنافس مطلبا غذى شبيبته بألـ …*… ـبان العلوم وهذبا وأعد عسكره المغا …*… مر للحروب ودربا حث العراق الى مبا …*… راة الشعوب ورغبا فجرى به شوطا ولـ …*… ـكن القضاء به كبا اليوم حق على الفرا …*… ت ودجلة أن ينضبا اليوم حق على العرو …*… بة أن تنوح وتندبا يا ذاهبا كاد الصوا …*… ب وراءه أن يذهبا ذابت جوانحها عليـ …*… ـك تلهفا وتلهبا أبكى مصابك مشرق الـ …*… ـدنيا وأبكى المغربا

لبس (السواد) من السوا …*… د حداده وتجلببا وبكى المليك الهاشمـ …*… ـي الأريحي الطيبا والفارس الطيار والـ …*… ـبطل الجريء المرعبا حفزته همته الى …*… غزو الحمام فما أبى ومضى له كالليث …*… لا وجلا ولا متهيبا فارتد مطعون المفا …*… تل بالدماء مخضبا يا من رأى قصر الزهو …*… ر (وروضه) المعشوشبا هذا خلا من أنس آ …*… هله وهذا أجدبا كشفت جواري القصر حسـ …*… ـن وجوهها المتحجبا وبرزن يند بن الفتى الـ …*… ـمتعطف المتحدبا لو كن يملكن الفدا …*… ء فدينه أن ينكبا لابد للنجم المنـ …*… ـير شعاعه أن يغربا لا حي باق في العبا …*… د ولو على الشمس احتبى أين ابن داوود الذي …*… تخذ العواصف مركبا ودعا الوحوش فأقبلت …*… تسعى اليه الهيدبى والطير في ديوانه …*… تحنى الرؤوس تأدبا والجن تخدم ملكه …*… وتخافه أن يغضبا فسبا بذلك لب (بلـ …*… ـقيس) التي ملكت سبا لم يبق منه سوى حديـ …*… ـث من وعاه تعجبا (بغداد) يا أخت (الجزا …*… ئر) يا ربيبة (يعربا) وريثة (المجد) المؤث …*… ثل في (دمشق) ويثربا

إنا وان سقنا الرثا …*… ء اليك منا مسهبا لم نقض من شتى المآ …*… رب فيه إلا مأربا ما كل حقك أن نشا …*… طرك الحداد وننحبا لو أن ورد الشرق عـ …*… ـز لما تكدر مشربا ولكان منا منكب …*… فيه يساند منكبا وتألف الجنس المشتـ …*… ـت شمله وتقربا ) بغداد) يا مهد النبوغ …*… وورده المستعذبا لا توسعي الأقدار منـ …*… ـك تسخطا وتعتبا قد ناب عن زين الشبا …*… ب وليده زين الصبا الله يهدي شعبه …*… ويقيه أن يتنكبا عاش (العراق) مظفرا …*… بتين الشعوب مغلبا

عزاء لتركيا

عزاء لتركيا رثاء الغازي مصطفى كمال (أتاترك). نشرت في مجلة الشهاب سنة 1938. ــــــــــــــــــــــــــ هوى من أفقه البازي …*… صريعا أم قضى (الغازي) قضى اليوم أبو الترك …*… فمن ذا لابنه العازي؟ وأودى (مصطفى) الموت …*… بسيف غير هزهاز تولى (مصطفى) عمن …*… تولاهم بإعزاز قد انحاز الى كون …*… عن الضوضاء منحاز وأبقى وهو مجتاز …*… ثناء غير مجتاز تحدى قادة الغرب …*… فأعياهم بإعجاز فلم يلحق به (الدتشي) …*… لدى البأس ولا (النازي) أعزي تركيا في مسـ …*… ـتخف بالردى هازى أعزي تركيا في قا …*… ئد للحرب نهاز أعزي تركيا فيه …*… وأرثيه بإيجاز سيجزي سعيه التاريـ …*… ـخ ما لم يجزه جاز

رثاء رشيد بطحوش

رثاء رشيد بطحوش رشيد بطحوش رجل من رجال الإصلاح العاملين الدائبين عليه، المؤمنين به قولا وعملا، وكان عضوا بارزا من أعضاء إدارة جمعية الشبيبة الإسلامية الجزائرية وأحد الأعضاء العاملين في إدارة (نادي الترقي) بالعاصمة الجزائرية الذي هو معقل الإصلاح ومركز جمعية العلماء من يوم تأسيسها إلى جزء كبير من عمرها .. وقد مات، فكان لموته حزن عميق في الأوساط الإصلاحية في الجزائر كلها! ــــــــــــــــــــــــــ جوانحي في التهاب …*… وأدمعي في انسكاب أصبحت ولهان مضنى …*… في لوعة واكتئاب مروعا ليس يدري …*… غير الإلاه بما بي الحزن ملء فؤادي …*… والسقم ملء اهابي أوشكت أفقد رشدي …*… من الأسى وصوابي وا حسرتي وبلائي …*… ونكبتي وعذابي فقد (الرشيد) دعاني …*… لصرختي وانتحابي فقد (الرشيد) رماني …*… من الجوى في عباب فقد الرشيد مصاب …*… مطأطئ للرقاب فقد الرشيد مصاب …*… يا هوله من مصاب يا صاحبا كان عوني …*… ومؤنسي في الصحاب يا ذاهبا أتمنى …*… لحاقه في الذهاب أحس بعدك نفسي …*… في وحشة واغتراب

العيش بعدك أسمى …*… في مطعمي مثل صاب تبا لدار غرور …*… خداعة كالسراب ويح ابن آم يلهو …*… والموت منه كقاب الموت نوء رياح …*… والمرء عود ثقاب لا بد أن سوف يخبو …*… كل امرء غير خاب ... يا ساقي الود صرفا …*… كمثل ماء السحاب قد كنت للناس سلما …*… في وصلة واجتناب وفي "الشبيبة"عضوا …*… مستسهلا للصعاب احطتها بافتقاد …*… وصنتها بارتقاب تبكي "الشبيبة"عضوا …*… ملأ لئا كالشهاب خبا فأحدق ليل …*… باارها والرحاب قد أنشب الموت فينا …*… أظفاره كالعقاب فافتك عضو نشاط …*… منا وعضو اكتساب فيا رشيد وداعا …*… اليوم يوم الغياب اليوم كالشمس …*… تمسي وتختفي بالحجاب اليوم تغدو رهينا …*… موسدا للتراب اليوم تستل منا …*… كصارم من قراب كان احتضارك بشرى …*… لنا بصدق الكتاب لقيت ربك تصغى …*… لآيه في الكتاب لقيت ربك هشا …*… بشا وديع الجواب

لقيته بثبات …*… لم تلقه باضطراب لقيته بيقين …*… لم تلقه بارتياب والشهر شهر صيام …*… وقربة واحتساب وليلة القدر منا …*… د آذنت باقتراب فمل لأبرد ظل …*… ولذ بأعلى جناب آواك ربك فاغنم …*… ما عنده من ثواب في جنة ذات دور …*… رفيعة وقباب محمد لك جار …*… وشافع في الحساب فاركن له وتمتع …*… من حوضه بالشراب يا فوز من طاب ذكرا …*… ونال حسن المآب

يا قبر

يا قبر ارتجل الشاعر هذه المقطوعه عندما وقف لأول مرة على قبر إمام النهضة الجزائرية الأستاذ الرئيس، عبد الحميد بن باديس وقد نقشت على رخامة، وعلقت على ضريحه. ــــــــــــــــــــــــــ يا قبر طبت وطاب فيك عبير …*… هل أنت بالضيف العزيز خبير؟ هذا (ابن باديس) الامام المرتضى …*… (عبد الحميد) الى حماك يصير العالم الفذ الذي لعلومه …*… صيت بأطراف البلاد كبير بعث الجزائر بعد طول سباتها …*… فالشعب فيها بالحياة بصير وقضى بها خمسين عاما كلها …*… خير لكل المسلمين وخير (1) ومضى اليك تخصه بثنائها …*… وإليه من بين الرجال تشير (عبد الحميد) لعل ذكرك خالد …*… ولعل نزلك جنة وحرير ولعل غرسك في القرائح مثمر …*… ولعل وريك للعقول منير لا ينقضى حزن عليك مجدد …*… وأسى له بين الضلوع سعير نم هادئا فالشعب بعدك راشد …*… يختط نهجك في الهدى ويسير لا تخش ضيعة ما تركت لنا سدى …*… فالوارثون لما تركت كثير نفحتك من رحمات ربك نفحة …*… وسقاك عيث من رضاه غزير

_ (1) الخير، بفتح المعجمة: ضد الشر. والخير (بكسرها) الشرف والكرم.

دمة منهمرة على فتاة منتحرة

دمة منهمرة على فتاة منتحرة رثى الشاعر بهذه القصيدة فتاة من أحد الأسر الإصلاحية، ألم بها عارض طغى فيه اليأس على الرجاء، والهوى على العقل، شأن الفتيات الغريرات، فانتحرت بالتردي من شاهق بوادي قسنطينة الشهر، (وادي الرمال) وتركت لأبويها حزنا يمده الدمع، ووصل النبأ بذلك الحادث إلى الشاعر فقال هذه القصيدة المؤثرة التي نشرت في العدد (204) من "البصائر" سنة 1952م. ــــــــــــــــــــــــــ أذرت عليك دموعها الانداء …*… يا زهرة عصفت بها النكباء ماذا دهاك من الحياة فعفتها …*… وعرتك فيها نظرة سوداء ألقيت نفسك من شفير شاهق …*… يخشى الوقوف بجنبه الجرآء ما هابه الليث الهصور من الردى …*… قدرت عليه الظبية الهيفاء صدمتك من وادي الرمال صخوره …*… وطواك منه لدى الهوي هواء وسقطت صرعى لم يقلك في الثرى …*… فرش ولم يسدل عليك غطاء وقضيت لا قربى تحوط ولا يد …*… تأسو ولا عطف ولا إدناء فبكتك في (سرتا) ظباء كناسها …*… وشبولها وغياضها الغناء وتساررت فيها بنعيك ورقها …*… ورقاء تهدل إثرها ورقاء أسفي عليك ذوى شبابك فجأة …*… قبل الجنى وجنى عليه جفاء ضاقت بك الدنيا بما حبت فما …*… وسعتك أرض أو وقتك سماء وأجلت طرفك في الوجوه جميعها …*… فاذا الضياء أمامه ظلماء فسخوت بالدنيا وزهرتها لمن …*… في البؤس عز بها عليه سخاء

الموت جاءك خاطبا فرضيته …*… زوجا وباء بصدك الخطباء فزففت في عرس لزوجك …*… صاخب لكن خضابك يا عروس دماء أما صداقك يا عروس فلوعة …*… حرى تذوب بنارها الاحشاء وفجيعة بك يا عروس وجيعة …*… نكبت بها الأهلون والقرباء لا أستبيح لك التردي إنه …*… رغم اضطرارك زلة نكراء لا أستطيب لك الردى ولو أنه …*… لك من جميع النائبات وقاء في كل كارثة لكل موحد …*… أمل له في كشفها ورجاء من كان مرتكز اليقين فعسره …*… يسر عليه وبؤسه نعماء ماذا جنت أم جبتك حنانها …*… وأب عليك له يد بيضاء؟ مستهما الضراء منك أليمة …*… ودهتهما من بؤسك البأساء فكلاهما آس عليك وآسف …*… قد برحت بحشاهما البرحاء أخطأت رأيا في انتحارك إنه …*… ذنب يشين وفكرة حمقاء ليس انتحارك كان رزءا واحدا …*… في وقعه بل إنه أرزاء ما كان حل المشكلات بحادث …*… للنفس فيه على الشقاء شقاء إني وقفت عليك وقفة شاعر …*… أرثيك إن أجدى عليك رثاء متحسرا ومن التحسر ندبة …*… ومعاتبا ومن العتاب بكاء عرضت عرضك للظنون وعسفها …*… إن الظنون مطية عمياء أزرى بعرضك ما يقال توهما …*… ولعله مما يقال براء وأصاب نفسك ما يجل مصابه …*… ولعل نفسك للنفوس فداء ولعل رزأك نوبة نفسية …*… أوعثرة في السير أو إغماء أو لفحة بك في ذكائك أحرقت …*… منك الحجى ومن الذكاء ذكاء

قد حفت الأيدي بنعشك فاعتلى …*… كالفلك تزخر تحته الدأماء ما شيعتك جنازة بل أمة …*… نشرت فلم يستوفها إحصاء ذابت قلوب جميعهم لك رحمة …*… ورضى الرحيم يناله الرحماء هل فوق نعشك جثة أم توأم …*… لبنات نعش أم هي الجوزاء؟ أم فلذة من قلب أروع ضاحك …*… للنائبات جبينه وضاء لا تيأسي من روح ربك إنه …*… ماحي الكبائر محسن معطاء أضفى عليك الله حلة عفوه …*… وسقتك من رحماته أنواء واذا ابتلى الله العباد فجهدهم …*… صبر له وتضرع ودعاء ... قل للشباب المستبد برأيه …*… المستفزة وجده الأهواء من يتغظ بسواه في أخطائه …*… تلهمه وجه صوابه الأخطاء إن انتحار اليائسين جناية …*… عظمى يبوء بخزيها الجبناء دنياك معركة يفوز بكسبها …*… رأي أسد وهمة قعساء والأرض سوق بالنقائض أفعمت …*… دأب الورى بيع بها وشراء الفوز والإخفاق بعض عروضها …*… يعطى ويأخذ منهما الأحياء من فاته فيها الرجاء فمفلس …*… لا يرتجى أبدا له إثراء والخلق صيد النائبات فكلهم …*… غرض لها في الرصيد وهي رماء من ينج من بلوى يقع في مثلها …*… فمن البلاوي لا يتاح نجاء والله يحكم ثم يمضي حكمه …*… في الكائنات كما يرى ويشاء سبحانه خفيت حقائق علمه …*… عنا فلم تستجلها الآراء ما فاز الا مؤمن متوكل …*… متجمل مهما عراه بلاء فله بأسباب الإله تمسك …*… وله بأحكام الإله رضاء

تأبين الشاذلي خزندار

تأبين الشاذلي خزندار فقدت تونس شاعرها الكبير الشاذلي خزندار .. وفي حفلة التأبين التي أقامها النادي الأدبي للجمعية الرشيدية بتونس العاصمة ألقيت هذه القصيدة نيابة عن الشاعر، نشرت في العدد (261) من جريدة البصائر سنة 1954م. ــــــــــــــــــــــــــ ساءنا رزء به الدهر رمانا …*… فأمانا أيها الدهر أمانا لم يزل يمعن في محنتنا …*… ويعادينا ملحا في أذانا هل لدينا لك ثارات خلت …*… لم تزل تطلبها آنا فآنا؟ كلما ألفيت منا غرة …*… ثرت للزحف علينا ثورانا ومتى اغتلت فلانا لم تكد …*… تنتهي إلا لتغتال فلانا من بناة المجد في تاريخنا …*… وذوي الإنتاج علما وبيانا ضاقت الأرض على أحرارها …*… فغدا الرحب عليهم كشتبانا (1) فقدوا أندادهم فاسترخصوا …*… عيشهم واستوحشوا منه عيانا واسترابوا في المرائي فمتى …*… أبصروها لم يروا إلا دخانا آه مما حل بالخضراء من …*… فاجع كل عزيز فيه هانا فقدت تونس من آفاقها …*… كوكبا قطبا وبدرا إضحيانا (2) أين منها الشاذلي المرتضى …*… خزندار السمح كفا وجنانا

_ (1) قمع يركزه الخياط في انملته ليستعين به على الخياطة. (2) الاضحيان .. المضيء، قاد مهيار الديلمي .. أبلج تجلى الخطوب سودا …*… بقمر منه أضحيان

كل ناد بات فيها نادبا …*… يذرف الدمع عليه أرجوانا كان أشجى بلبل في أيكها …*… أطرب الأنفس بالشدو زمانا كان أضرى ضيغم في غابها …*… أذعر الخصم زئيرا فاستكانا كان بحرا بالقوافي زاخرا …*… طافحا يلفظ درا وجمانا كان برا كالغزالي له …*… نهج نسك فيه يفتن افتنانا ما بروح النسك يحظى غير من …*… أوتي الهمة والنفس الحصانا كان في الشعر أميرا مالكا …*… لقوافيه له الصعب استلانا هتف الموت فلبى راضيا …*… ورمى التاج وألقى الصولجانا وطوى سبعين عاما فطوى …*… سفر مجد خط بالتبر دهانا وارتضى القبر رفيقا بعدما …*… رافق الشعر فوفاه ائتمانا إن عرش الشعر آس آسف …*… بعده يبكي مزاياه الحسانا قم نعز المغرب الأكبر في …*… شاعر أكبر مرموق مكانا إن شر الناس في أخلاقه …*… جاحد بالعبقريين استهانا أيها المغرب أجمل في الأسى …*… وعزاء في عزيز عنك بانا انه بالبر أرضى ربه …*… ورعى الآداب في الشعر وصانا وسقة تونس من أشعاره …*… كوثريا أينعت منه جنانا وعن الدستور في أدواره …*… كلها أعلن رأيا وأبانا وسعى في حزبه الحر فتى …*… طافر العزمة لم يخش امتحانا اذا الحاكم بالجور قضى …*… في الرعايا لم يخف الا الجبانا واذا الريح على النار طغت …*… لم تزد للنار الا هيجانا إنما تونس عضو جد في …*… هيكل المغرب فاشتد كيانا

حبذا (الأعظم) فيها من أب …*… وسع الابناء برا وحنانا قد سبحنا أمدا في أفقه …*… واقتبسنا من دراريه سنانا وأذعنا من رسالات الهدى …*… كل ما طيب ذكراه وزانا يا بني الخضراء هذا جهدنا …*… في مصاب كلنا منه حزانى كلنا فيه سواء فليكن …*… كلنا فيه معينا ومعينا بورك المغرب من دار لنا …*… بوأتنا من مغانيها كنانا نحن فيها أسرة واحدة …*… إخوة دينا وجنسا ولسانا فتت الفرقة في أعضادنا …*… إن منها ابدا كل ضنانا عالجوها باتحاد جامع …*… ناجع المفعول ينفي الشنآنا ضمن الله به العز لنا …*… ونفى الذلة عنا والهوانا إنما الدنيا مجال للورى …*… من سما هما بها فاز رهانا كل من أحسن صنعا فليثق …*… أن يجازى عنه خيرا ويدانا إن وعد الله حق آجل …*… فإذا حانت منايا الناس حانا والبرايا للمنايا عرضة …*… كلها تصبح أخبارا لكانا كلها تفنى ولا يبقى سوى …*… من تعالى عن جميع الخلق شانا

فقدنا مليكا عادلا

فقدنا مليكا عادلا للمغفور له الملك عبد العزيز آل سعود عاهل الجزيرة العربية مكانة سامية في نفوس المصلحين بالجزائر، لما اشتهر به من إقامة ححود الله، والقضاء على البدع والأضاليل. وإحياء السنة النبوية، وتأمين سبيل الحج وقد نعاه الشاعر بهذه القصيدة معزيا بها آله وشعبه وكل المسلمين. ــــــــــــــــــــــــــ لك الويل من نعي به هتف البرق …*… فريع له الإسلام واضطرب الشرق وردده المذياع من كل موطن …*… فصمت به الآذان واحتبس النطق وفاضت به أنهار كل صحيفة …*… كما فاض من آماقنا دمعها الودق فقدنا مليكا عادلا ظهر الهدى …*… بإنصافه في الحكم وانتصر الحق أقام حدود الله بالسيف وازعا …*… وبالدين قانونا فدان له الخلق وحاط حجيج البيت بالأمن بعد ما …*… عثا في الحجاز البدو وانسدت الطرق وشق الثرى واستخرج الماء دافقا …*… بكل النواحي لا يكف له دفق

وأخرج تبر الأرض يلمح بالغنى …*… ويلمع للرائي كما يلمع البرق وأنبع آبارا من النفط جمة …*… بأجهزة في الكشف لم يعيها عمق لعمرك إن النفط للشعب ثروة …*… وعلق نفيس ليس يشبهه علق فعادت به أرض الجزيرة خصبة …*… كأن لم يشع جدب بها ويضق رزق سلام على ليث الجزيرة في الثرى …*… مسجى بطيب الذكر يندبه الصدق لقد خلف الأشبال تحمي عرينه …*… ضواري في رعي الذمار لها حذق وفي الخلف الميمون سلوى لشعبه …*… وبشرى بنجم فيه أطلعه الأفق ألا أيها الحامي الجزيرة إننا …*… نحييك عن شعب برى جهده الرق عطفت على من جاء منه مهاجرا …*… فلم تلتفت منه الى أرضه عنق وعدت على بعثاتنا بمبرة …*… مضاعفة الجدوى بها رتق الفتق

فحمدا على حمد به تلهج اللها …*… لفضلك تمجيدا كما تسجع الورق وشكرا على شكر لسبقك بالندى …*… وآل سعود كلهم لهم السبق خلائف أبطال وأعقاب ذادة …*… زكا الفرع منهم مثلما قد زكا العرق وما نحن إلا إخوة رغم بيننا …*… أشقاء في الإسلام ما بيننا فرق وقد يرتجي للشرق جمع شتاته …*… كما يرتجى للعبد من رقه عتق

عزاء في فجيعتنا

عزاء في فجيعتنا إثر الانفجار المريع الذي وقع في ميناء عنابة وكان سببا في كارثة ذهب ضحيتها عشرات الأرواح البشرية جادث شاعرية شاعرنا بهذا القصيد. وقد نشرت بمجلة (المعرفة) لوزارة الأوقاف العدد (13) ربيع أول 1384 هـ/ جويلية 1964م. ــــــــــــــــــــــــــ رماني بالأسى سهم معادي …*… أصاب بني العروبة في الفؤاد دهى (عنابة) ومواطنيها …*… بخطب هز أركان البلاد عروس الشرق من وطني تجلت …*… ولكن في جلابيب السواد فقد نكبت بكارثة انفجار …*… وعادية تجل عن العوادي بدا في بحرها (نجم) تجلى …*… من (الإسكندرية) في اتقاد ولكن خرمحترقا غريقا …*… بمرفئها فحار إلى رماد خسرنا اليوم باخرة أتتنا …*… محملة بأصناف العتاد من الوطن الشقيق، وهل كمصر …*… لنا وطن أخ صافي الوداد لقد شبت بها النيران ليلا …*… ودبت بالحرائق والفساد كزلزلة تهز الأرض هزا …*… وتنسف ما عليها من عماد يدوي صوتها كدوي رعد …*… أجابته الفرائص بارتعاد وهبت ريحها تذكي لظاها …*… وتنقلها إلى الدور البعاد وتقذف بالصواري والشظايا …*… وأثقال الحديد بكل وادي لا تسأل هناك عن الضحايا …*… فقد حصدت بها أشقى حصاد

ولم تسلم بها إلا بقايا …*… من الجرحى تئن على المهاد وهب الشعب يسأل في ذهول …*… أبركان طغى أم ريح عاد يرى ملء الفضاء بها صنوفا …*… من الأنقاض تنزل كالجراد وأعضلت الخسائر في مدارها …*… فهل تحصى بحصر في عداد وخف الجيش معتضدا بحزم …*… ومن كالجيش أولى باعتضاد؟ وخاض النار مقتحما لظاها …*… يلبي بالفدى صوت المنادي فشكرا أيها الأبطال شكرا …*… على روح التناصر والتفادي وما قدمتموه من الضحايا …*… وما مثلتموه من المبادي ويا أبناء (بونة) قد أضفتم …*… إلى الشهداء رقما غير عادي إلى شهداء ثورتنا انسبوهم …*… فهم منهم بصدق واعتداد نعزيكم ونوصيكم بصبر …*… فإن الصبر عنوان الرشاد ويا شعب الجزائر قم وأسعف …*… وعجل باكتتاب واعتماد وقم بعيادة الجرحى وبادر …*… إليهم بالإغاثة والضماد فقد يسرت للحسنات كفؤا …*… لها وعرفت بالشعب الجواد وقدم منك للشهداء فيضا …*… من الرحمات كالديم الغوادي وقل لبني (الكنانة) سوف تبقى …*… ضحاياكم لنا رمز اتحاد وما شهداؤكم إلا ضيوف …*… على شهدائنا بأعز نادي وددنا أننا كنا فداهم …*… وأنا قد نكبنا بانفراد ولكن القضاء مضى فصبرا …*… ومعذرة على عكس المراد تلقوا ما جرى بثبات جأش …*… كما كنتم وكنا في الجهاد عزاء في فجيعتنا فإنا …*… سواء في الرزية والحداد

أبت النفس أن تراك عديما

أبت النفس أن تراك عديما القصيد الخالد الذي ألقاه شاعر المغرب العربي وشيخ شعرائه الأستاذ "محمد العيد" في الحفل الشعبي الرهيب الذي أقامه الشعب الجزائري لتوديع الراحل الكبير، الإمام المصلح ورائد الثقافة العربية في العالم العربي والإسلامي الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، رحمه الله ورضي عنه في الخالدين وذلك أمام ضريحه بمقبرة "سيدي أمحمد" بالجزائر العاصمة يوم الجمعة 20 محرم 1385هـ - 21 ماي 1965م. ــــــــــــــــــــــــــ قم بحق الإخاء وارث حميما …*… راحلا مخلص الولاء صميما صد عنك الذي دنا منك ودا …*… وحنا عاطفا عليك كريما صد عنك "البشير" شب حنايا الصـ …*… ـدر نارا وهدها تحطيما حم موت البشير فاكتأب الشعب …*… وأصغى إلى النعي كظيما فجعت أمة العروبة في الها …*… دي لمن ظل نهجها المستقيما كان للعلم في الجزائر روضا …*… مستطابا يحي النفوس شميما ولقد أسس المعاهد فيها …*… منذ عهد وخطط التعليما فقد "المجمع الكناني" عضوا …*… نادر الكفء بالغريب عليما كان بحرا من المعارف زخا …*… را وذخرا من الفنون جسيما ودماغا وعى "المحيط " محيطا …*… ولسانا حوى "اللسان" قويما راض فصحى اللغى فأوتي فيها …*… منطقا ساحرا وذوقا سليما رافق الكتب والمكاتب دهرا …*… وتقصى أعلامها تعميما فبدا عصرها القديم جديدا …*… وبدا عصره الجديد قديما

كان لـ"لأصعي" و"ابن دريد" …*… و"الكسائي" في الليالي نديما بادل "الصاحب" الاديب نثيرا …*… مثلما ساجل "الخليل" نظيما يا أخي الحق لست أنسى حديثا …*… عندما عدتك استرق نسيما قبل ما قلت فيه: نحن على العـ …*… ـد عهدناك للعهود مديما وبلوناك في البلاء وقورا …*… وصبورا على الجفاء حليما مستقر اليقن لا ترتضي الريـ …*… ـب ولا العيب والنفاق الذميما إن قبرا آواك ضم منارا …*… من ذكاء ما ضم عظما رميما وترابا حواك أرض جلال …*… وكمال نرى لها التحريما يا رعى الله أمة بك برت …*… وأقرت لفضلك التقديما خرجت نحو نعشك اليوم تسعى …*… وعلى القبر سلمت تسليما شاطرت "آل طالب" في أساهم …*… وأستهم لأجرهم تعظيما فعزاء "آل البشير" عزاء …*… كلنا اليوم بالفجيعة ريما إنما الموت راحة الحر مما …*… كان مرا من المتاع وخيما انما الموت فرقة الروح للجسـ …*… ـم على الخلق حتمت تحتيما سنة سنها الذي أنشأ المر …*… ء فما زال راحلا ومقيما وعزاء يا نخبة الشعب فيمن …*… كان للشعب سيدا وخديما!! كان في العلم رائدا وإماما …*… ورئيسا وقائدا وزعيما! يا أخي الحق إن قصرت عن القو …*… ل فما قصر الفؤاد كليما فسلاما ولا أقول وداعا …*… أبت النفس أن تراك عديما وأبى القلب أن يفارق قلبا …*… طافحا بالرضى وعقلا فهيما وصديقا يرعى الحقوق ويأبى …*… أن يضام الصديق أو أن يضيما

أنت بيضت وجه شعبك فخرا …*… بيض الله منك وجها وسيما فلقد كنت للعروبة فينا …*… ولدين الإسلام رمزا حكيما ولقد كنت للجزائر طودا …*… بين أطوادها تشق السديما تحضن النشء كافلا وتربي …*… وتعبي وتحكم التصميما فائت أخراك مطمئنا ففيها …*… ضفت رحمان للعباد رحيما وتسنم فردوسها وتنسم …*… روحها روايا بها تسنيما إن حسن الرجاء في الله ذخر …*… ترتجي عنده به التكريما فإلى موطن الكرامة بارح …*… عالما يحرج الكرام لئيما عشت فوق الثرى عظيما فأحرى …*… بك أن تسكن السماء عظيما!

ذكريات

ذكريات

ذكرى شاعرين

ذكرى شاعرين قيلت في رثاء الشاعرين الكبيرين: شوقي وحافظ، وأنشدت في حفل عظيم أقامته جمعية العلماء الجزائريين لتأبينهما في (نادي الترق) بعاصمة الجزائر، في شهر شوال عام 1351هـ. نشرت بالشهاب ج 4 م 10 غرة ذي الحجة 1352/ 17 مارس 1934. ــــــــــــــــــــــــــ خلق الموت فناء لبقاء …*… وجزاء من نعيم أو شقاء ولقاء في فراق باغتا …*… كل نفس أو فراقا في لقاء حاشر الخلق الى خلاقها …*… ومزجيها الى فصل القضاء هو معفي العقل من تكليفه …*… ومريح الجسم من جهد البلاء هو منجى الأرض من اشرارها …*… منقذ ابن الأرض من دنيا العناء أيها الانسان هل أنت لما …*… راع من شتى المراءي فيك راءى حمت كالطير بسر أزلا …*… لا بريش في صحفاء لا هواء حول عرش من سناء وسنا …*… وكمال وجلال وبهاء اذ جرى العهد واذ قلت بلى …*… فيه لو شفعت وعدا بالوفاء وتلاعمت (هيولى) فالتقى …*… حمأ الأرض وإشراق السماء عنصران امتزجا في صورة …*… نضرة رصا بها رص البناء واذا الطير بفخ مثقل …*… عجب الصنعة من طين وماء فتنزى رهنه حتى اذا …*… حطم الفخ تنزى في الفضاء

دامي الجرح عليه مسحة …*… من شحوب وبه وخز حياء كدت أجلو الروح لولا أن من …*… أمر ربي صونه تحت الخفاء هو لغز الله عماه فما …*… كشفه غير خيال وادعاء عجز العقل عن الروح وما …*… زال بين اليأس فيه والرجاء أستميح العفو في خوضي فما …*… هو إلا من هيام الشعراء أي هواة الفن أحرار الحجى …*… حصفاء الذوق أبرار الإخاء أدركوا بالعطف أما ثاكلا …*… لم تبارحها عوادي البرحاء رزئت بكرين لن ترزأهما …*… قط أم مبكر بالنجباء هذه أناتها رنانة …*… رددتها اليوم أصداء الجواء ناحت الفصحى على (شوقي) على "حافظ" بعدهما صبح مساء وتخلت عن مباراة اللغى …*… بعد نهدين لها قيدي ظباء خاطفي برقين سهمي صائد …*… صائب ريحي رخاء ورخاء صحف الشرق جرت أنهارها …*… عبرات بعبارات الرثاء أعربت لا بسواد الحبر بل …*… بسواد العين عن سوء سواء أي قلب لم يكدر بالأسى …*… أي طرف لم يفجر بالبكاء؟ هل على الدوار من نسريه أو …*… فرقديه بعض حسن وضياء أفلا أندب نجمين به …*… أفلا، بعد ازدهار وازهاء؟ سائلوا البرزخ عن ضيفيه هل …*… لهما صيت كما في الأرض نائي سائلوا البرزخ عن طيريه هل …*… غردا فيه بنوح أو غناء؟ ضرب الحجر على حنجرة …*… صوتها غاد على الأحياء جاءي ملأ الصمت عليها ملأ …*… ملكي الجمع قدسي الرواء

لا تحس النفس الا أنها …*… فيه لاذت من فناء بفناء قست الأرض فقاسينا على …*… ظهرها كل ضنى فيها عياء نبذتنا لجة الغيب بها …*… نبذ ذي النون قديما بالعراء فاذا الجدة فيها للبلى …*… واذا العمران فيها للخلاء ونرى أعراض أمراض على …*… أهلها تبدو عويصات الشفاء حول حاجات عدت طور الحجى …*… وهنات كدت صفو الهناء ونرى الشرق بها كالغرب كم …*… من شموس غربت فيها وضاء دولة الشعر من الشرق انقضت …*… وانقضى فيها مراء الأمراء ولواء الضاد في الشرق انحنى …*… فانحنى الشرق على ذاك اللواء عفت الدنيا فلا (شوقي) ولا …*… (حافظ) غير أحاديث الثناء أين منها نكت من (حافظ) …*… مسفرات عن ذكاء كذكاء أين منها أدمع من شعره …*… ناب فيها عن عيون البؤساء طالما ناح بها مستصرخا …*… مهج العطف وراحات السخاء أين منها لهو (شوقي) بالنهى …*… وتغنيه بمجد القدماء في قواف يأنس الشرق بها …*… مثلما يأنسى ركب بالحداء يا بني الشرق ذروا الدمع لمن …*… لاذ بالدمع ولوذوا بالعزاء لا تقولوا أصبحت أعراضنا …*… عرضة للطعن فيها والهجاء فوراء الغاب أشبال حمت …*… حرم الغاب شديدات الضراء أنتم الأطواد فليجمع لكم …*… أمره الغرب ويسرف في العداء مهد الشرق لكم أكنافه …*… فاحرسوها بتحاصين الولاء

عاش وقفا على الجزائر

عاش وقفا على الجزائر ألقيت في الحفل المقام لذكرى الإمام عبد الحميد بن باديس في مدينة باتنة يوم 21 أفريل سنة 1965م ــــــــــــــــــــــــــ حي ذكرى عبد الحميد الإمام …*… وتذكره بالرضى والسلام وترحم عليه في كل حين …*… فهو في العلم قدوة الأعلام وهو في الزحف قائد الجيل حقا …*… وهو في الدين حجة الإسلام وهو واعي الذكر الحكيم وداعـ …*… ـيه وراعي ما فيه من أحكام وهو حامي هدي الرسول وناهيـ …*… ـك بدع له من الزيغ حامي كان عبد الحميد رائد بر …*… طيب القلب راحما للأنام طاوي الكشح عن نزاع البرايا …*… صادفا عنه صارفا للوئام علويا في العلم نفسا ودرسا …*… عمريا في الحكم والإلهام عاش وقفا على الجزائر والإسـ …*… ـلام يرعاهما وفي الذمام وغيورا على الشريعة يأبى …*… غير تشريعها لفض الخصام وغيورا على العروبة يفشي …*… ضادها لاهجا به في الكلام وغيورا على الجزائر قومـ …*… ـيا صميما من سادة الأقوام لم تعقه الأتعاب عن خدمة الشعـ …*… ـب ولا ضر معضل الأسقام لا، ولا أرهبته سيطرة البطـ …*… ـش ولا الكيد تحت جنح الظلام فاذا حمت الهزاهز فيها …*… كان عضب المهز كالصمصام وإذا طمت الخطوب رأينا …*… هـ يدوي كالرعد بالإرزام

كان عبد الحميد في الرأي قطبا …*… مرشدا للعقول والأفهام مثل (عبد الحميد) خطط منهـ …*… ـا قويما لقادة الأقلام (1) يمحض الشعر للكفاح ويوصي …*… بالتسامي عن لوثه بالغرام والتجافي عن الغرابة لفظا …*… واجتناب الغموض والإبهام ... يا ابن باديس يا أبا الشعب قم فانـ …*… ـظر بفخر لشعبك المقدام قم تجد شعبك المخلف قبلا …*… سار شوطا مع الشعوب النوامي قم تجد دولة الجزائر قامت …*… وأقامت بالحكم حر النظام قم تجد راية الجزائر تعلو …*… فوق كل الربوع والآكام شبت الثورة التي منك هبت …*… ريحها حين شب عود الضرام واستتبت أسبابها فاستحالت …*… كل أنغامنا إلى ألغام صد جيش التحرير فيها قوى البغـ …*… ـي ورد العرين للضرغام كيف تنسى الجزائر اليوم وفدا …*… كنت تحتل صدره في المقام يوم جابهت بالدفاع (دلادي) (2) …*… وهو يرغي مهددا بانتقام قلت بالمدفع اغتررت وحسبي …*… مدفع فوقه به الله رامي موقف حاسم شهرت به الإنـ …*… ـكار في وجه من طغى كالحسام كتحدي أبي حنيفة للمنـ …*… ـصور أو مالك برفض الحرام وسعيد والمنذر بن سعيد، …*… أو كعمر والعز عبد السلام

_ (1) هو عبد الحميد الكاتب وله رسالة مشهورة أوصى فيها الكتاب باحترامهم لمهنتهم وطرقهم أنفع المواضيع وكذلك كان الأستاذ ابن باديس يوصي الكتاب والشعراء بتحري المواضيع المفيدة التي تناسب ظروف الشعب الجزائري وتعود عليه بالنفع العميم. (2) دلاري: رئيس وزراء فرنسا ووزير دفاعها يوم أن ذهب وفد المؤتمر الإسلامي الجزائري إلى فرنسا يحمل مطالب الشعب الجزائري سنة 1936م.

أو كيعقوب، وابن يعمر يحيى …*… وابن تيمية فقيه الشام (1) هكذا أعلن الأئمة قبلا …*… سيف إنكارهم على الظلام ويح من أسخط الإله وأرضى …*… بالهوى من طغى من الحكام يا ابن باديس هذه فئة الحـ …*… ـق بذكراك تحتفي كل عام وتحي (أفريل) شهر توفيـ …*… ـك وتوفيك شكرها باحترام إن ذكراك موعد عربي …*… وطني لنا كثير الزحام إن ذكراك تبعث الوعي في الشعـ …*… ـب كبعث الأرواح في الأجسام شعب عبد الحميد ها هو وافى …*… فالق عبد الحميد بالإكرام رفرفت روحه عليك وناجتـ …*… ـك فهاجتك للدموع الهوامي قد تبناك بالبرور وربا …*… ك بنصح كوالد قوام لا تضع ما ورثت منه من المجـ …*… ـد وكن فيه راشد الأحلام إن ما جد من مشاريعك الغر …*… ر امتداد لمجده المترامي وقوام الشعوب خلق سليم …*… مستقيم فكن قوي القوام وبتقوى الإله تقوى فخذها …*… لك زادا لعيش دار الدوام شغلتنا حياتنا عن مداها …*… فأمنا مصائر الأيام ليس غير المتاب حبل نجاة …*… في حياة لجية الآثام رب فاقبل متابنا واعف عنا …*… وأثبنا الرضى وحسن الختام

_ (1) هؤلاء أئمة الإسلام وأعلام العلم والعلماء الذين باعوا حياتهم في سبيل الله وسبيل الذود عن دين الله فأبو حنيفة النعمان، سجنه المنصور وأمر بضربه فمات من أثر الضرب والتعذيب. والإمام مالك أهين وسجن وضرب حتى خلعت كتفه. وسعيد بن جبير الذي قتله الحجاج. فلما هم بقتله ضحك. فقال الحجاج مم تضحك؟ فقال أضحك متعجبا. فقال مم تعجب؟ قال عجبت من جرأتك على الله وحلمه عليك. والمنذر بن سعيد البلوطي الأندلسي الذي يجاهر بالإنكار على عبد الرحمن للناصر، بالرغم من إكرامه له. والعز بن عبد السلام. سلطان العلماء كما كان يلقب وهو الذي باع الأمراء في السوق. وقصته مبثوثة في الكتب. ومنها كتاب وحي القلم للرافعي في مقال بعنوان أمراء للبيع …*… الخ.

يا رائد الشعب

يا رائد الشعب القصيد الخالد الذي ألقاه شاعرنا بنفسه في حفل الذكرى الأولى لوفاة فقيد العلم والعلماء ورائد الثقافة العربية والنهضة الوطنية بالجزائر الشيخ محمد البشير الإبراهيمي مساء يوم السبت 30 محرم 1386هـ 21 ماي 1966م بقاعة ابن خلدون بالعاصمة. ــــــــــــــــــــــــــ ذكرى وفاتك إحياء لأعمال …*… من صنع عزمك أم بعث لأجيال ام نشر صحف جهاد ذدت عن قيم …*… عليا به ونضال منك ذي بال أم عرض ثورة شعب كنت قائدها …*… بالرأي من قبل ان يصلى بها صالي يا رائد الشعب للأهداف سرت به …*… دينا ودنيا بفكر منك جوال إني دعيت الى الذكرى لأشهدها …*… وإنما تعرض الذكرى على السالي تالله ما خطرت سلواك في خلدى …*… يوما ولا عبرت ذكراك من بالي كأن موتك ما مرت فجيعته …*… ولا خلت لحظة من عامه الخالي هنا بنوك الذين استمسكوا أبدا …*… من رمزك الخالد السامي باذيال لقد تساقوا شراب العهد بينهم …*… على اسم ذكراك سلسالا بسلسال وقدموا لك أعلاقا منسقة …*… على موائد تكريم وإجمال فأتحفوك عيونا من قصائدهم …*… أقر سامعها بالسحر للتالي انت الغني بما خلدت من مثل …*… عن مدح قافية أو رفع تمثال أحييت بالعلم شعبا سيق معظمه …*… للقبر في كفني جهل وإهمال وجئت بالنور في يمناك ترفعه …*… تجلو الغياهب عن أبصار ضلال

هل كنت عيسى الذي أحيا الرفاة بما …*… أحيا وبدل آجالا بآجال أم البشير الذي ألقى القميص على …*… يعقوب طبا بنور للأسى جالي أم البشير الذي القى العظات على …*… شعب الجزائر مرموقا باجلال حرية الفكر والتعبير عشت لها …*… رمزا بما رمت من تحطيم أغلال حرية الفكر والتعبير ظاهرة …*… فضلى لكل شجاع القلب مفضال ورب قولة صدق منك هادفة …*… أعلنتها تتحدى كل صوال ونهضة كنت فيها شامخا أنفا …*… كالطود عن كل تشويش وإخلال أعطيت في الصبر درسا للدعاة سما …*… مغزى فلم تجز أنكالا بأنكال وكان نصرك يمنا بعد مشأمة …*… على البلاد وأمنا بعد أهوال يا شعب حفلك في يوم البشير بدا …*… غيلا تلاقت به أشبال رئبال ذكرى الرجال منار للرجال لهم …*… هاد وقدوة أبطال بأبطال ولا وفاء لحي بعد ميته …*… إلا بحفظ لما أبقى وإكمال إن البشير أديب العصر عالمه …*… فذ الأسانيد أملى فذ أنقال اذا روى الشعر والأخبار كان بها …*… كـ (ـالأصمعي) وإن أملى فـ (ـكالقالي) جمعية العلماء استخلصته لها …*… فكان في كفها كالصارم الحالي يرتاح للمجد لكن ما ازدى أحدا …*… ولم يصعر له خدا كمختال وكان يمزح احيانا بمجلسه …*… عذب الحديث بأرجاز وأزجال لكن اذا جد جد الشعب قام به …*… يملي العظات وقورا غير هزال سل المدينة عما قد روى وحوى …*… كتبا وواصل من بحث وتسآل سل الرياض وسل أم القرى فهما …*… أدرى بما نال من عز وإقبال وسل دمشق فقدما جاد تربتها …*… بمرجحن من الآداب هطال

وامتاز فيها بحفظ نادر فروى …*… مطولات بسرد منه منهال سل العراق وباكستان عن حكم …*… على الجماهير ألقاها وأمثال سل الكويت فقد أسدى له خططا …*… مختارة في قضايا العلم والمال سل الكنانة عما بث من فكر …*… ثورية وروى من صدق أقوال وحل للمجمع العلمي من عقد …*… في الكشف عن نكت الفصحى وأقفال واختار من كلم كالدر في قيم …*… أثرى الجديد بها مذ أفلس البالي وسل فلسطين كم نادى لنصرتها …*… في موقف منه قوال وفعال سل الجزائر عما سن من نظم …*… مثلى وضحى لها من عمره الغالي وعن دروس الى صلاح داعية …*… بمحكمة لم تثر إنكار عذال وعن (عيون) مقالات له كشفت …*… هدى (البصائر) تنفي كل اضلال وعن مناهج تعليم وتربية …*… عليا لتخريج أعلام وأبطال وحله مشكل التعريب حيث راى …*… تيسيره وتحامى كل اشكال فقال نبدؤه مما نلقنه …*… في الدرس من كلم فصحى لأطفال وسوف ينقل من أوساط معرفة …*… بالإحتكاك إلى أوساط جهال قل للمعلم اكثرت الحلول الى …*… أن صرت في حيرة منها وبلبال وكيف تجمل بالأستاذ حيرته …*… في رد فرع لأصل دون إخلال ما كان شغلك إلا صنع أدمغة …*… او صوغ ألسنة من معدن عالي أراك في حملة التعريب قائدها …*… فكيف تفشل من تثبيط خذال أد الرسالة ما واتاك حاضرها …*… وكن بمستقبل التعريب ذا فال إن الفروع به تنمو بفطرتها …*… إلى الأصول فطعمها بآمال حافظ على الروح فيما تقتنيه ومل …*… عن كل مستورد للروح قتال

وخذ ودع من فنون العلم مقتنيا …*… فإنها ذات ألوان وأشكال ما أحوج الشعب في العصر الجديد الى …*… نشء جديد لعلم العصر نخال مخضرم القطف يذكو من ثقافته …*… عرف الورود وريح الشيخ والضال الزهد في الشعر أخفى كل موهبة …*… وعاق عن كل إبداع وافضالي وأخمل النابهين السابقين بما …*… باؤوا به من جحود أي إخمال كم ناشئ فيه لو يعنى به ادبا …*… لذاع صيتا كشوقي أو كإقبال ويح النبوغ بلا راع فغايته …*… إفلاس موهبة أو خوض أو حال ما للشباب تخلى عن وظائفه …*… وصار مشتغلا بالقيل والقال جاب الشوارع بطالا فيا أسفا …*… على شباب بزهر العمر بطال ارى العطاش بلا حد فشوا وأرى …*… أشقى العطاش نفوسا وأردى الآل هيا الى العلم نكرع من موارده …*… ونعقب الشرب إنهالا بإعلال لعلنا نقتفي أثر البشير به …*… في كل غرس له خصب واغلال وما له من يد طولى وتوعية …*… للشعب في الثورة العظمى وأعمال كم خطط الخطط المثلى لها وجلا …*… أهدافها وتحرى خير منوال وجال في عاصمات الشرق منتصرا …*… بالحمس من قادة فيها وأقوال حتى علت جبهة التحرير وانتصرت …*… وقررت وضع أوزار وأثقال واقبل الجيش مرفوع اللواء على …*… أرض الجزائر طلق الوجه والبال وكيف يهزم أبطال لنا شفعوا …*… رمي الرصاص بتكبير وإهلال! فأورثوا الشعب تحرير البلاد كما …*… باؤوا من الغاصب الجالي بأنفال وكيف لا تذعن الدنيا لثورتنا …*… وقد بلت بأسنا في كل زلزال وما لنا اليوم لا نلقي الرجاء على …*… حكم لنا ناهض عنا بأحمال

الحكم لله ثم الشعب مرجعه …*… مهما تغير من حال الى حال نحن الحنائف ماضينا وحاضرنا …*… صنوان سيان في حل وترحال نهوى الجميل ونهوى من يمثله …*… للناس في حلل أو بين أسمال وما هدفنا الى شخص نقدسه …*… لكن إلى حسن أخلاق وأفعال نواكب الحق مهما سار موكبه …*… سلما وحربا ونأبى كل إذلال شعارنا أننا نحمي شعائرنا …*… من كل ناف لها بالريب عطال نرعى العهود ونأبى أن نخيس بها …*… وحسبنا الله من كاف ومن والي

الرفات الحي

الرفات الحي أهلا وسهلا بالأمير القصيد الرائع الني نظمه الشاعر بمناسبة نقل رفات رمز الكفاح الجزائري الأمير عبد القادر من سوريا إلى أرض الوطن في جويلية 1966م. ــــــــــــــــــــــــــ تبارك نصر بالبطولات شاهد …*… وعيد به عاد الأمير المجاهد تبارك عيد النصر عاد بآية …*… كآية (عيسى) ما لها اليوم جاحد رفات كريم للممات مفارق …*… وميت عظيم للحياة معاود رفات على نعش وإن قلت واصفا …*… مليك على عرش فما أنت حائد أرى الطالع الميمون ألف شملنا …*… بقائدنا الأعلى وخاب المباعد ألا يا عهود الفخر والمجد أقبلي …*… وعودي (فعبد القادر) اليوم عائد لقد عاد محمولا على الهام عاليا …*… تبايعه الأيدي وتحمي السواعد وترمقه كل العيون فركبه …*… تنافس محسود عليه وحاسد وحيا فحيت دولة عربية …*… كما كان يرجو بعثها ويناشد فقائدها الثوري قائد ركبه …*… ومجلسها الثوري للامن ماهد ومن جيشها الشعبي للركب حارس …*… أمين وحام للنظام مساند يؤدي التحايا بالسلاح وفوقه …*… لواء هلالي إلى الجو صاعد يصفق ترحيبا به وهو راقص …*… طروب من البشرى به متواجد وخف إلى استقباله الشعب مكبرا …*… مجلا كما يستقبل البيت عابد يجلجل بالتكبير من كل جانب …*… كما جلجلت في الأفق مزن رواعد

فأهلا وسهلا بالأمير مشرفا …*… حماه عزيزا والزمان مساعد وأهلا وسهلا أنت أكرم وافد …*… علينا ومن في العصر مثلك وافد؟ وأهلا وسهلا أرضك اليوم حرة …*… وجيشك منصور وشعبك راشد مضت لك في أرض الجزائر ثورة …*… يباهي بها تاريخنا ويماجد أغرت على الغازين غارات شدة …*… وبأس بحملات لها أنت قائد وخضت غمار الحرب للدين ناصرا …*… تكابد من ويلاتها ما تكابد فلقيت فيها (ناصر الدين) حلية …*… بها في مجال البأس حلاك والد ورب مجال للفروسة جلته …*… وتحتك نهد للأوابد صائد مرقت به كالسهم تعلوه واثبا …*… فهابك خصم للفروسة ناقد ورب مقام للتفاوض قمته …*… وقولك مسموع ورأيك سائد بلغت به الصلح الذي رمت ورده …*… برأيك لكن كدرته المكائد ثبت ولكن خانك الجد عاثرا …*… فعاقك واستعصت عليك المقاصد اذا طال باستسلامك المر جرحنا …*… فمن جبهة التحرير للجرح ضامد وكنت لها في ثورة الأمس قائدا …*… وأنت لها في ثورة اليوم رائد! لواؤك معقود بنفس لوائها …*… وليس له الا جهادك عاقد فحسبك سلطانان ماض وحاضر …*… ومجدان في الدنيا طريف وتالد رعى المجلس الثوري عهدك فاصطفى …*… لعودك عيدا يوم ذكراه خالد الى الوطن المحبوب ردك مكرما …*… كما رد صمصاما إلى الغمد غامد فألفيت في أرض الجزائر أمة …*… نممت وبأيديها تساس المقالد أطاحت بحكم المستبد وحطمت …*… سلاسله والظلم لابد نافد جلا غاصب أجلاك عنها ببغيه …*… كما باد طاغ ظن أنك بائد زرعت بها زرعا تأخر طيبه …*… وها أنت في العقبى لزرعك حاصد

سيسعد شعب أنت مهدي عصره …*… وأنت عليه اليوم باليمن وافد ويأسف شعب كان يرعاك رافدا …*… نفى كدر المنفى بما هو رافد أتيح من العاصي حمى لك عاصم …*… ومن بردي ماء لسقياك بارد أرى شهر (يوليو) زادنا بك رفعة …*… وعز فأغنانا بما هو زائد له الله من شهر أغر محجل …*… مصادره ثورية والموارد تلقتك أرجاء الحمى بأريجها …*… وحيتك فيها المنشآت الفرائد تضمخ أنداء المعارف جوها …*… عطورا ودور العلم فيها شواهد تغذي بألوان العلوم شبابها …*… وهل هي الا للشباب موائد؟ وللعرب الأحرار فيها رسالة …*… مؤكدة الجدوى لها الشعب حامد فيالك كنزا غاليا حل عاليا …*… (بعالية) تعلو عليها المشاهد لقد زينت زهر النجوم سماءها …*… أشرق فيها البدر والبدر واحد ضريحك فيها مرقد الفوز والرضى …*… وأنت بها في جنة الخلد راقد أرى سوريا أخت الجزائر محتدا …*… وتأبى سوى وصل الفروع المحاتد رعت لابن محي الدين حيا وميتا …*… من العهد ما يرعى الكرام الاماجد فشكرا لأخت واصلتنا ببرها …*… وشعب يوالي شعبنا ويعاضد وشكر الصنع الدولتين فإنه …*… لمحمدة منها تغادر المحامد ومن يحده حادي العلا مترنما …*… ولم يتحرك نحوها فهو جامد وصفنا وصورنا على ضوء حسنا …*… وقد يسعد الحس الخيال المراود وما الشعر الا مرصد خارق المدى …*… على قمة شماء للغيب راصد له صور منظومة فاق حسنها …*… بها حكم منثورة وفوائد تزول من الارض الزيوف وتنمحي …*… وتصمد كالاطواد فيها العقائد ويقضي بها الأشخاص لا ريب نحبهم …*… وتبقى عليها الذكريات الخوالد

فابشر يا بن محي الدين

فابشر يا بن محي الدين قيلت بمناسبة ذكرى الأمير عبد القادر رحمه الله ــــــــــــــــــــــــــ امير السيف والقلم المفدى …*… ذكرتك فاعتراني الحزن جدا ذكرتك يوم قمت تشن حربا …*… لرد المعتدي وتشد شدا ذكرتك يوم قدت الجيش تغزو …*… ويوم جعلت الاستسلام حدا وما استسلمت عن وهن ولكن …*… حرمت معونة فحرمت جدا (1) ومنك بطانة السوء استفادت …*… مصالحها ولم تصدقك ودا مضى لك مذ وضعت السيف قرن …*… وست سنين مثل الدهر عدا تلقى الشعب فيها ما تلقى …*… من الإرهاق فاستخذى وكدا ولم يعدم من الدنيا رجاء …*… فمن عدم الرجاء بها تردى

_ (1) الجد: (بالفتح) الحظ.

ولكن قام فيه شباب صدق …*… يذود عن الجزائر من تعدى كأني بالجزائر يوم هبت …*… أرى روح الجهاد بها استجدا فأبشر يا بن محي الدين أبشر …*… فشعبك في الورى بلغ الأشدا فقدنا الملك فيه وما محال …*… لملك ضاثع ان يستردا ذكرت بني الجزائر يوم قاموا …*… بها في أوجه العادين سدا ويوم جنوا بشد الأزر فخرا …*… ويوم أتوا بخلف الرأي إدا وهل يبقى على الأيام حكم …*… عنيف فيه صاحبه استبدا عتيق سنه "نيرون" بال …*… كأن العنكبوت عليه سدا تجلى رسمك الزاهي كبدر …*… لنا من شمس همتك استمدا نراه فنقبس الأنوار منه …*… ومن توقيره لم نلف بدا

وفيه نحس ايمانا ويمنا …*… ومنه نشم غالية وندا وانك بالذي اسلفت أهل …*… لأن تجزى نعيما لن يحدا وتنزل جنة الفردوس دارا …*… فتحمد عند خالقك المردا

متفرقات

متفرقات

5 يولية 1830

5 يولية 1830 نظم الشاعر البيتين في يوم الاحتفال القرني للاحتلال الفرنسي 1930 ــــــــــــــــــــــــــ في مثل هذا اليوم ريعت أمتي …*… بالاحتلال ونالها ما نالها ولعل من جعل الصليب يظلها …*… سينير من خلف الغيوم هلالها الضيف الثقيل وقال أيضا في هذه المناسبة أطلت بجانبي يا ضيف فارحل …*… لحاك الله من ضيف ثقيل مضى لك مذ نزلت على قرن …*… متى يا ضيف تؤذن بالرحيل؟

كدر

كدر خاطب الشاعر بهذين البيتين بعض أصدقائه منكرا عليه فراقه الطويل نشرت بجريدة المرصاد الجزائرية سنة 1932م. ــــــــــــــــــــــــــ على عكس ما يقضي به اسمك كنت لي …*… ففالي بما يقضي به اسمك فائل تكدرت بعد الصفو لي فصرمتني …*… كما صرم (البصري) من قبل (واصل) (1) هزات أرضية وقعت في عاصمة الجزائر حوالي 34 - 1935 هزات أرضية متوالية خلدها الشاعر بهذين البيتين الذين عبر بهما عن ما كان- آنذاك- يختلج في خاطر كل جزائري. هذه الدور في الجزائر تترى …*… هاويات ترتج فيها ارتجاجا كثر العسف بالخليقة فيها …*… فعسى الإرتجاج منها احتجاجا

_ (1) البصري هو الإمام الحسن البصري وواصل بن عطاء تلميذه.

تشطير لبيتي الرؤوس

تشطير لبيتي الرؤوس نشرت صحيفة البصائر هاذين البيتين واقترحت على الأدباء تشطيرهما فشطرهما الشاعر بما يلي: ــــــــــــــــــــــــــ (وقد يبغض الحيات أولاد آدم) …*… وإن نفوس البعض منهم نفوسها فأبغض ما فيهم إلينا رؤوسهم …*… (وابغض ما فيها إليهم رؤوسها) (وما ابتليت يوما بشر قبيلة) …*… كتسويدها في أرضها من يدوسها تقصيت أضرار الشعوب فلم أجد …*… (أضر عليها من سفيه يسوسها) ويح الشيوخ نشرت في البصائر سنة 1937 أبت البلاد على (الشيوخ) رزوحها …*… من تحت حكمهم الثقيل الباهض نهض الشباب مطالبا بحقوقه …*… ويح (الشيوخ) من الشباب الناهض

ويح الشباب

ويح الشباب ولما رأى بعض الشباب استخف بالقيم ونبذ التقاليد السماوية ظهريا وعدها من أسباب التخلف وعلائم التعصب ساءه ذلك فقال: ــــــــــــــــــــــــــ جار الشباب على القيم …*… ورمى الشرائع بالتهم وأبى النصيحة تابعا …*… لهواه يخبط في الظلم ويح الشباب من الهوى …*… إن الهوى فيه احتكم هجر الهدى وسبيله …*… وعلى الغوايات ازدحم أين الشباب ووعيه …*… ونشاطه مهما عزم؟ أين الشباب المهتدي …*… إني هتفت به فلم …*… ثب يا شباب إلى الهدى …*… إن الضلال عليك عم الدين عاصمك الذي …*… ينفي هواك بما عصم مل للمتاب مسارعا …*… واجنح له قبل الندم من ظن أن الدين من …*… خور النفوس فقد وهم تبكي السعادة آيسا …*… وتظن معناها انعدم إن السعادة في حمى الـ …*… ـإيمان راسخة القدم إن السعادة نعمة الـ …*… ـإسلام وهو أبو النعم أقبل عليه فإنه …*… دين به سعد الأمم

سحر البيان

سحر البيان نشرت بجريدة (البصائر) سنة 1937 ــــــــــــــــــــــــــ هم العرب الفصاح لهم بيان …*… مبين ليس فيه أقل وصمه مقيم اللسن فظلهم بيانا …*… وشعرا، منة منه ورحمه وإن من البيان لنا لسحرا …*… وإن من القريض لنا لحكمه احتساب المعلم سألزم بيتي قانعا بمعيشتي …*… رفيقا لكتبي قابسا بعض نورها وأخرج من بيتي لتعليم فتية …*… بمدرسة آوتهم في حجورها فإن أثمر التعليم فيهم ثماره …*… فذاك منى نفسي وأقصى سرورها وإن تكن الأخرى فحسبي غنيمة …*… براءة نفسي واحتساب أجورها

رسم الإمام ابن باديس

رسم الإمام ابن باديس (وهو ينظر إلى المصحف الشريف في حالة تدبر واتعاظ) ــــــــــــــــــــــــــ هذا ابن باديس في القرآن مفتكر …*… يجلو معانيه كالدر والماس أحيا الجزائر بالعرفان فانتعشت …*… وذاد عن حقها بالعزم والباس وود من شعبه أن يستجيب له …*… ويستنير من الذكرى بمقباس فكن له سامعا إن رمت منزلة …*… رفيعة القدر عند الله والناس مثال التآخي (هذه الأبيات ذيلت بها الصورة التي ضمت الشيخ عبد الحميد بن باديس والزعيم التونسي عبد العزيز الثعالبي إثر عودته من منفاه، وقد نشرتهما مجلة (الشهاب) ج 7 م 13/ رجب 1356 سبتمبر 1937. هذا مثال التآخي …*… يا حسنه من مثال رسم الزعيمين فيه …*… رمز اتحاد الشمال كلاهما اليوم ركن …*… وموئل للهلال كلاهما بدر تم …*… كلاهما نجم فال عاش الزعيمان دهرا …*… في ألفة واتصال ويسر الله سعيا …*… قاما به للكمال

صورة شوقي

صورة شوقي نظر الشاعر متأملا صورة أمير الشعراء أحمد شوقي وهو مسند رأسه إلى يده في حالة تفكر عميق ففافت شاعريته بهذه الأبيات: ــــــــــــــــــــــــــ صورة فذة (لأحمد شوقي) …*… تتجلى مظاهر الشعر فيها فتأمل تجد دماغا كبيرا …*… زاخرا بالمنى ووجها وجيها وتأمل تجد شعورا عميقا …*… وحجى راجحا وفكرا نبيها ما له واضعا على الكف راسا …*… يا ترى أي نوبة يشتكيها ما له ناظرا بطرف كليل …*… يا ترى أي لوحة يجتليها عله في الحياة ضل طريقا …*… وبصحرائها تحير تيها هكذا تفعل القوافي، فويح …*… للقوافي وللذي يقتفيها صالح الأعمال أجعل قرينك حسن خلقك تلفه …*… لك مسعدا في سائر الأحوال وبصالح الأعمال ما عشت اتجر …*… رأس التجارة صالح الأعمال

ضحك الناس

ضحك الناس لو يكشف الناس طرا عن بواطنهم …*… لم تلق في الناس إلا ماكرا أفكا قد يضحكون ونار الحزن تلذعهم …*… فيتركونك في التعليل مرتبكا فلا تجامل بضحك منهم أبدا …*… لا سوقة ضاحكا منهم ولا ملكا إني أرى الوجه طلقا كالغضا ضرما …*… والثغر مبتسما كالستر منهتكا لو كنت ذا سلطة في الناس قاهرة …*… عاقبت بالجلد والتغريب من ضحكا في حافلة عمومية ركب الشاعر مرة في حافلة عمومية، وكان يرتدي ملابسه العربية التقليدية، وفي وسط هذه الحافلة ألفى نفسه الوحيد في ملابسه. إذ كان جميع من في الحافلة يرتدون الزي الافرنجي. وهناك ارتجل هذين البيتين. ما في الجزائر مجلس ألهي به …*… نفسي وأستهوي إليه فؤادي أمسيت لا منها ولا من أهلها …*… والقوم قومي والبلاد بلادي

أنشودة حلوة الغنة

أنشودة حلوة الغنة أعيدوا حلوة الغنه …*… بها اللهوات مفتنه اعيدوها مغردة …*… كساجعة على قنه أعيدوها مجلجلة …*… تمد الشعب بالمنه لنا مستقبل حسن …*… بإذن الله ذي المنه فنحن ذوو محافظة …*… على القرآن والسنه ضمائرنا مطهرة …*… منزهة عن الضنه وعزمتنا مثابرة …*… الى الغايات مستنه وعدتنا مذخرة …*… ليوم البأس مكتنه اذا خضنا الحروب بها …*… اخفنا الإنس والجنه وطاعتنا لخالقنا …*… من البلوى هي الجنه نريد رضى الإلاه بها …*… ونرجو الخلد في الجنه

الوعد المكذوب

الوعد المكذوب بيتان فتحت بهما مجلة الشهاب وجريدة البصائر مسابقة لتشطيرهما ووضعت لهذه المسابقة ثلاث جوائز أحرز عليها ثلاثة من شعرائنا. ودام نشر البيتين وتشطيرهما عدة أسابيع تعريضا بحكومات اليسار الفرنسي آنذاك. ــــــــــــــــــــــــــ أيا من بالوعود أجبتمونا …*… شفاها في المجالس أو كابه تبين منكم إخلاف وعد …*… خجلنا منه عنكم بالنيابه! وعد تحقق وقال في عهد الاستقلال تعليقا على البيتين السابقين: وعد تحقق بعد الخلف منبثقا …*… عن ثورة فرجت عن كل مكروب لقد تصرم عهد المخلفين له …*… وأصبح الوعد وعدا غير مكذوب

يا كامل!

يا كامل! رأى الشاعر في الجزائر العاصمة عجوز أعمى يطوف الشوارع وهو يردد كلمة "يا كامل! " فاستشف من العجوز ومن كلمته التي يرددها معنى من معاني الكشف الروحي، فخلده في هذين البيتين. ــــــــــــــــــــــــــ أشجاك شيخ في الجزائر خامل …*… أعمى يطوف مناديا: يا كامل يا ليت شعري والمقاصد تختفي …*… أمدجل؟ أم واعظ؟ أم سئل؟! العيد أخي جاءك العيد مستبشرا …*… يبش إليك بوجه حسن فأهدى اليك التهاني من …*… فؤاد ودادك فيه استكن وأرجو بقاءك في غبطة …*… سليم الفؤاد سليم البدن وتحيا لأمثال امثاله …*… رضيا هنيا ويحيا الوطن

رجاء

رجاء هذه القطعة أجراها الشاعر مجرى السؤال والجواب بينه وبين أولاده. ــــــــــــــــــــــــــ سؤال: بني ارجو من المولى لكم سلفا …*… مستقبلا زاهرا بالسعد مقرونا يا ليت شعري ووجه الغيب مستتر …*… من بعد عشرين عاما ما تكونونا؟ جواب: نكون جندا بإذن الله منتظما …*… في سلك جندية الاسلام ميمونا نحمي البلاد وننفي كل غائلة …*… عنها وندفع عنها العار والهونا سؤال: بني أرجو …*……*……*……*……*… .. الخ …*… من بعد خمسين عاما ما تكونونا؟ جواب: نكون بنا باذن الله شيب تقى …*… وقد سلكنا طريقا فيه مسنونا أبناؤنا حولنا يرعون حرمتنا …*… ونحن هادون للأبناء راعونا

تعلم

تعلم …*… من لم يضف للعلم علما زائدا …*… في كل يوم فهو في نقصان من لم يكن للإختبار محضرا …*… ومراجعا بشره بالخسران تفاوت الكتاب تفاوت الكاتبون رأيا …*… فاستعرضوا الصحف كالشريط فكاتب يستمد عقلا …*… كأنه غرزة المخيط وكاتب يستمد عقلا …*… أبعد غورا من المحيط لله في العالمين سر …*… ضاقت به حيلة المميط

الرحالة المسلم الكبير "محمود بشير المغربي"

الرحالة المسلم الكبير "محمود بشير المغربي" حل الرحالة المذكور بعاصمة الجزائر ولما تعرف إلى الشاعر رغب منه أن يسجل له كلمة في سجل كبير كان يصحبه معه فكتب الشاعر له هذه الأبيات. ــــــــــــــــــــــــــ رأيت الأرض للساعين خلدا …*… لهم في ظلها خير كثير فباطنها لهم كنز ثمين …*… وظاهرها لهم مهد وثير بنو الاسلام أحرى أن يغوصوا …*… بأبحرها وأجدر ان يطيروا ألم ينزل لهم في الذكر: (فامشوا) …*… ألم ينزل لهم: (أفلم يسيروا)؟ فهل لبوا لخالقهم نداء؟ …*… كما لباه (محمود البشير) ألا أهلا بزائرنا وسهلا …*… فأنت بكل إكرام جدير لتهنك رحلة في الأرض كبرى …*… وعلم عن مواطنها غزير

الرحالة التركي "مصطفى احسان"

الرحالة التركي "مصطفى احسان" حل بعاصمة الجزائر الرحالة التركي "مصطفى احسان " في رحلة بحرية علىزورق مزود بمحركين وشراع وأقيمت له حفلة تكريم بنادي الترقي خطب فيها بعض من حضر من العلماء والأدباء وطلبت الكلمة من الشاعر فقام وارتجل هذين البيتين: ــــــــــــــــــــــــــ نادي الترقي اليوم زاه زاهر …*… بنزيله مستبشر جذلان فليزدهر نادي الترقي وليعش …*… ضيف الترقي "مصطفى إحسان" قلعتنا بيتان كتبهما الشاعر بقلمه في رسالة وجهها إلى زميله في التعليم: الشيخ عبد الرحمن الجيلالي. في أكتوبر 1954. إثر صدور كتابه: "تاريخ الجزائر" نشأنا على حب الجزائر فتية …*… وليس لنا غير الصلاح بها شغل بلاد حماها الأطلسان فأصبحت …*… لنا قلعة ما في القلاع لها مثل

العلم المرجى

العلم المرجى متى يا أيها العلم المرجى …*… أراك مرفرفا فوق البلاد؟ (1) وحولك أمة تفيدك حبا …*… وعنك تذود غارات الأعادي ابن النار ارى ابن النار معتديا علينا …*… فما نفعله من خير أباه أبانا أن نخلد حيث آذى …*… أبانا البر مزدريا أباه (2)

_ (1) البيتان نظما في أيام الاحتلال، وقد من الله علينا بنعمة الاستقلال وحقق رجاء الشاعر فرأى ورأينا معه علم الجزائر مرفرفا فوق البلاد. وانظر في باب "الثوريات" من هذا الديوان قصيدة: (تهنئة الجيش وتحية العلم) وفيها: ويا علمي تحيا على رأس أمتي …*… شعار شموخ تسحب الذيل بالفخر وتاج لجين شده بزمرد …*… هلال عقيق زانه كوكب دري (2) مزدريا أباه: يعني الطين الذي هو أصل أبينا آدم عليه السلام.

ومن يخلد إلى العلماء يخلد

ومن يخلد إلى العلماء يخلد ألقى الشاعر هذه القصيدة في حفلة التكريم التي أقامتها هيئة نادي الترقي بالعاصمة للمجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. ونشرت بالعدد 19 السنة الأولى من جريدة المرصاد الجزائرية بتاريخ 12 صفر 1351هـ الموافق ليوم 17 جوان 1932 م. ــــــــــــــــــــــــــ بنينا فارتضى الشعب البناء …*… وعوضنا من الشغب الهناء وأرأسنا ابن باديس ففزنا …*… وأدركنا على يده الرجاء فرعيا للرئيس وألف رعي …*… وحاط بنا حمى وسما لواء ودام لنا أبا برا ودمنا …*… بنين له كراما أوفياء وما جمعية العلماء الا …*… مثابة إخوة صدقوا الإخاء وفي بلد الجزائر عائلات …*… تبادلها المهودة والولاء وتشملها بإحسان وعون …*… لوجه العلم لا ترجو الجزاء فشكرا فتية النادي وحمدا …*… لقد كرمتم العلم احتفاء عرفناكم لأهل العلم أهلا …*… وأسرع مت يجيب لهم نداء وأوفى الناس بالقيم اعتناقا …*… وأولى الناس بالأدب اعتناء ومن يخلد إلى العلماء يخلد …*… ويؤجر مثل أجرهم سواء وأزكى المحسنين يدا وأحظى …*… بأجر الله من حذر الرياء رعاك الله من ناد كريم …*… شهدت به الكرام الأصفياء

ونجوى أفرغت نغما فلولا …*… جلال العلم لابتكرت غناء جرت فيه على الآذان شعرا …*… طبيعيا وفى الأفواه ماء كلام لو أصاخ اليه مضنى …*… لأدرك من معانيه الشفاء ومن أعلى الجهاد كلام حر …*… يذود به عن الشعب البلاء بني النادي ارى الأبصار ترنو …*… لمجدكم الذي بلغ السماء فسيروا في سبيل المجد وامضوا …*… ولا تقفوا بحضكم اكتفاء ودمتم أنجما في الأفق زهرا …*… نسير على أشعتها اهتداء وحزتم كل ما رمتم وفزتم …*… بفضل الله بدءا وانتهاء

مناجاة شعرية

مناجاة شعرية بين الشاعر وأحد الشعراء من تلامذته بمناسبة حلول عيد الفطر من عام 1952 ميلادي أرسل الشاعر الحساس الأستاذ بن محمد عبد القادر مفتش أكاديمية قسنطينة الآن تهنئة عيدية في قطعة شعرية لطيفة إلى الشاعر فأجابه عنها بهذه القطعة. ــــــــــــــــــــــــــ (يا لها من تحفة) أيها الهاتف ساجلت حماما …*… قابعا في الوكر بالعزلة هاما جاءه منك كتاب فاخر …*… وقريض صف كالعقد نظاما يا لها من تحفة عيدية …*… قدرها عند ذوي الذوق تسامى يا كتابي سر إلى باتنة …*… وات عبد القادر الشهم الهماما قل له حييت مني بالرضى …*… تبوأت من العز سناما بالهدى عيدت عيدا زاهرا …*… وعلى السنة أتممت الصياما آدنا الشمل التئاما فاصطبر …*… واقتنع بالكتب للشمل التئاما واكتف اليوم بنجوانا على …*… بعدنا، وفقت بدأ وختاما

عد إلينا بصباح مشرق

وهذه قطعة الشاعر الأديب ابن محمد: (عد إلينا بصباح مشرق) ــــــــــــــــــــــــــ إحملي يا نسمة العيد سلاما …*… وتحيات وأشواقا عظاما إحمليها لأب الروح الذي …*… دام يسقي بالمنى القلب الحطاما وإذا أبت اتركي في بيته …*… خير ذكرى لك تستهوي الكراما وابعثي الآمال من مرقدها …*… إن في الآمال ما يشفي السقاما عد إلينا أيها العيد بما …*… يثلج الصدر وما يجلو الغماما عد الينا بصباح مشرق …*… قد مللنا أيها العيتد الظلاما وابعث الرحمة في قلب الورى …*… إن في الرحمة بردا وسلاما

سأمضي ... وأترك شعري

سأمضي …*… وأترك شعري سأمضي الى دار البقاء كما مضت …*… خلائق قبلي لا تعد ولا تحصى وآوي إلى أكناف أرحم راحم …*… برحمته عم الورى وبها أوصى وأترك شعري من ورائي خلدا …*… عزيزا على الأجيال تأبى له الرخصا ولا أدعي من كل عيب خلوه …*… فإن كمال العبد يستصحب النقصا فسل لي أن أعطى من الله عفوه …*… فأرضى وأن أدنى إليه فلا أقصى وغاية كل الخلق لا ريب رجعة …*… إلى الله داعيهما يجاب ولا يعصى 31 مارس 1960 ببسكرة

يا سامر الأنس

يا سامر الأنس اقترح على الشاعر وصف مجلس أنس في سهرة لطيفة إثر مأدبة عشاء أقامها المحسن السيد الحاج الزبيري لجمع من العلماء والأدباء والأعيان بواسطة صهره السيد عبد الحميد مدير مطبعة البعث بقسنطينة فقال: ــــــــــــــــــــــــــ يا سهرة بهرتنا …*… بخيرها المتكاثر في مسكن ضم جمعا …*… من الوجوه الأكابر (عبدالحميد) دعانا …*… لمأكل فيه فاخر ومجلس مستطاب …*… مستعذب القول عاطر في سامر متصاف …*… على الهدى متآزر كنا يسامر بعض …*… بعضا به يذاكر مذاكرات فنون …*… بها تطيب المشاعر على الأوائل طافنا …*… في بحثنا والأواخر جلنا مجالات رأي …*… فيما لنا من مآثر كان (النعيمي) فيها …*… يملي عيون النوادر ويسرد القول سردا …*… بخاطر منه حاضر فتارة هو راو …*… وتارة هو شاعر وتاره هو سفر …*… عن علمه الجم سافر حوى أسانيد شتى …*… لم تتفق لمعاصر

إن النعمي بحر …*… من النوادر زاخر وفارس لا يجارى …*… على متون المنابر يا مجلس الأنس هذا …*… فضل من الله وافر فلنستبق كل خير …*… شكرا له ونبادر ولنقترب منه نرجو …*… غفرانه فهو غافر وهو (الحميد) دعانا …*… (عبد) له وهو شاكر إلى ضيافة حر …*… صهر له ومناصر إن (الزبيري) جواد …*… في حلبة الجود ظافر لا زال في خيرعيش …*… وبيته الرحب عامر يا سامر الأنس شكرا …*… فانت بالخير سامر أراك طالع يمن …*… على ربوع الجزائر

حسن الظن بالله

حسن الظن بالله عاد الشاعر صديقه الحميم الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي في مرض وفاته ولما أراد الانصراف من عنده ودعه مرتجلا للبيت الأول من هذه الأبيات الثلاثة ثم أضاف إليه البيتين التاليين: ــــــــــــــــــــــــــ عليك بحسن الظن بالله انه …*… يخص بحسن الاجر من أحسن الظنا وكم محسن للظن بالله جاءه …*… ففاز بما اضفى عليه وما منا اذا كان حسن الظن بالخلق نافعا …*… فكيف برحمان رحيم له دنا هدى وشفاء كتاب الله كنز ليس يفنى …*… وشمس لا يغيب لها ضياء هدى للمتقين فكن تقيا …*… وسله من الهداية ما تشاء تداو به من الأسقام تبرأ …*… ففيه لكل ذي سقم شفاء

الأعمى

الأعمى نظرت إلى الأعمى وبؤس حياته …*… فألفيته بالعطف أجدر إنسان فخذ بيد الأعمى وقده وسله …*… وصله ولا تبخل عليه بإحسان قلعة الشبيبة لقد أصبحت دار الشبيبة قلعة …*… أرى الشعب جندا حارسا بفنائها وآل دمرجي (1) هم خزائن سرها …*… وعند استراق السمع شهب سمائها

_ (1) أسرة جزائرية من أبرز أفرادها السيد محمد علي دمرجي وكان رئيسا لجمعية الشبيبة الإسلامية الجزائرية وأخوه السيد الحاج يوسف وكان أمين مالها.

مراحل ديواني

مراحل ديواني كان الأخ الأستاذ محمد الطاهر فضلاء يراسل الشاعر بكل ما يتجدد من مراحل طبع ديوانه ليطمئنه عليه فأجابه قائلا: ــــــــــــــــــــــــــ مراحل ديواني قطعت صعابها …*… يؤازرني أنصاري الشرفاء أراك بها تبدي النشاط مضاعفا …*… شعارك فيها عزمة ومضاء تمثل جمعا من ذوي الفضل طاهرا …*… وهل أنت إلا طاهر فضلاء باتنة 6 سبتمبر 1967

هي الهمة القعساء

هي الهمة القعساء تقريظ كتاب (القواعد) تأليف الأستاذ أحمد السرحاني مدير (ثانوية عباس لغرور) بباتنة. ــــــــــــــــــــــــــ أفدت بني الفصحى بجم الفوائد …*… وعدت على الفصحى بغر العوائد وجاهدت فيها دارسا وموجها …*… بتوجيهك الأسمى لنشء مجاهد وألفت سفرا للقواعد نافعا …*… حريا بأن يدعى (كتاب القواعد) زرعت به للجيل بذرا مباركا …*… بمزرعة يغنى بها كل حاصد وأودعته ما شئت من كل ضابط …*… بأمثلة حررتها وشواهد تؤدي إلى (أهلية عربية) …*… وترقي إلى عليائها كالمصاعد وما ضل من سماك (أحمد) في الورى …*… فغرسك حمد مثمر للمحامد هي الهمة القعساء أفرع دوحة …*… على الأرض تؤتي أكلها للمكابد وشتان منا بين بان وهادم …*… وبين مجد لا يكل وقاعد فيا نشأنا الشرقي هيا إلى العلى …*… كركب له فصحى اللغات كرائد لسان كتاب الله والمصطفى معا …*… ومفخرة العرب الجدود الأماجد وكنز علوم الشرق في عصر نهضة …*… لنا سادت المعمور من غير جاحد ولا ينكر الفصحى وحسن مرانها …*… ووفر غناها غير خصم معاند وحي على درس اللغات وحفظها …*… ففي حفظها قنص العلوم الشوارد قد استظهرت بعض اللغات ببعضها …*… كمثل الزنود استظهرت بالسواعد فمن نال منها اثنين فاثنان شخصه …*… وما كان واعي واحد غير واحد

ويا داعي الفصحى وراعي فوجها …*… وحارس مرماها بناظر ناقد لك الله فاهنأ بالذي أنت أهله …*… من الحمد واظفر بالمنى والمراشد بعارفة للضاد منك رفعتها …*… وقدمتها للناشئات الصواعد أثارة علم في الأثارات سمحة …*… وخالدة محمودة في الخوالد باتنة 3 جمادى الثانية 1387هـ 7 سبتمبر 1967م

عز الأوطان

عز الأوطان إذا ما رمت للأوطان عزا …*… فجد بالنفس واستبق الفداء وان حمل الخصوم عليك يوما …*… فقم لنضالهم وخض الدماء ألم تر (جعفرا) قطعت يداه …*… بحرب الروم فاحتضن اللواء وقدم نفسه للموت سمحا …*… فنال بها الشهادة والثناء

رسم تاريخي

رسم تاريخي اجتمع أعضاء جمعية "الشبيبة الإسلامية" وشيوخ مدرستها وتلامذة صفوفها كلهم في صحن المدرسة الواسع لتؤخذ لهم صورة عامة وقبل التقاطها كتب الشاعر على سبورة نصبت بينهم هذين البيتين. ــــــــــــــــــــــــــ هنا "الشبيبة" في "دار الفلاح" هنا (1) …*… خير الكهول، هنا خير الشباب، هنا رسم يخلد للأجيال حامية …*… من الشبيبة تحمي الدين والوطا قومي بنو الإسلام كلما سئل الشاعر عن نسبته انتسب إلى المسلمين وإلى العرب عامة تفاديا من الدوائر الضيقة التي تثير الطائفية والعنصرية إلا لضرورة التعارف. وقد سأله بعض الناس من قومك؟ فقال قومي بنو الإسلام ثم ارتجل هذه الأبيات: يا حاسبا أني أميز مسلما …*… عن مسلم أخطأت في الحسبان إن تعزني فإلى ذوي حقيقة …*… وهم الألى إيمانهم إيماني قومي بنو الإسلام من حمر ومن …*… صفر ومن بيض ومن سودان

_ (1) دار الفلاح هي المدرسة التي وهبتها جمعية الفلاح لجمعية الشبيبة وما تزال هذه الدار إلى الآن بعاصمة الجزائر مدرسة للتعليم تحمل اسمها المعروف: الشبيبة الإسلامية الجزائرية.

إمام داع وشباب واع

إمام داع وشباب واع كان العالم الواعظ الشيخ محمد الصالح النيفر الإمام بجامع سيدي الكتاني في قسنطينة يقوم بتوعية إسلامية في أوساط الشباب الجزائري بقسنطينة وغيرها من المدن الجزائرية بواسطة الخطب الوعظية والدروس الدينية. وقد شكر الشاعر له هذه المواقف المحمودة فحياه بالأبيات التالية: ــــــــــــــــــــــــــ حي الإمام (النيفري) وقل له …*… بشرى لنا بك من إمام داعي إن الجزائر بوأتك مكانة …*… مرموقة لندائك السماع لك في مساجدها مجالس دعوة …*… كمجالس (البصري) و (الأوزاعي) تدعو لإحياء التراث شبابها …*… وتدله بأدلة الإقناع لم لا يكون من اقتدى بك صالحا …*… وقد استجاب لـ (صالح) نفاع واصلت توعية الشباب فحاد عن …*… سبل الضلال ومال للاقلاع إن الشباب إذا اهتدى بلغ المدى …*… من وعيه وأقر عين الراعي وهل ارتقت شتى الشعوب وهل نمت …*… إلا على أيدي الشباب الواعي

الأقلام أسلاك المناجاة

الأقلام أسلاك المناجاة بهذا العنوان نشر الأديب الأستاذ محمد الهادي السنوسي في كتابه (شعراء الجزائر في العصر الحاضر) هذه المناجاة الشعرية الأدبية التي دارت بين الشاعر في شبابه وداعية الإصلاح الشيخ الطيب العقبي رحمه الله قال الشاعر: ــــــــــــــــــــــــــ أدب يروق إلى جلال الشان …*… هذا لعمرك مفخر الإنسان لا تبك حظك في الحجاز فإنما …*… لك في الجزائر ميزة الرجحان إني عهدتك في صدى آرجائها …*… شيخ العلوم ومنبع العرفان ولأنت فيها زهرة فيحاء ما …*… برحت تروق لزائري البستان (1) يا صاحب الطبع اللطيف ومنتج الشـ …*… ـعر الظريف و"طيب" الأفنان منذ استمعت رقيق شعرك مرة …*… أدركت سر تمايل الأغصان أوعيت أسرار البلاغة كلها …*… من قبل عن قس وعن سحبان؟ أم نلتها قدرا على عهد الصبا …*… فسبكتها في قالب الأوزان؟ أسست من هذا وذلك مركزا …*… لك في الجوانح ثابت الأركان عممت بالآداب إخوان الوفا …*… وكذاك كل مهذب الوجدان فكأنما سماك قومك (طيبا) …*… لتطيب منك مجالس الاخوان هذا شعوري نحو شخصك هاكه …*… طي الكتاب ودم مدى الأزمان

_ (1) يريد بالبستان بستان بسكرة الكبير وقد كان ملتقى لعلمائها وأدبائها في ذلك العهد

وقد أجابه الشيخ الطيب بقوله: ــــــــــــــــــــــــــ روض الأديب وزهرة الشبان …*… وافى نظامك بل عقود جمانى ودهشت من ترصيف ما أبدعته …*… لم أستطع ردا على سحبان واليوم عيد الفطر حقا قد أتى …*… فعجبت اذ عيدان يلتقيان ونطقت بالشعر الصحيح وزانه …*… لكن بشعرك خف في الميزان يا (عيد) أنت العيد أفت (خليفة) …*… والعيد إن يأت التقى عيدان فاهنأ بذا العيد الجديد ويهنأ الـ …*… ـعيد السعيد بمفخر الأوطان قلبي أقدمه إليك هدية …*… والشعر فوق القلب كالعنوان بيني وبينك وصلة أدبية …*… علمية تنمو مدى الأزمان إني أحبك لا لشيء غير ما …*… أوتيت من أدب وحسن بيان فاصفح فإن بضاعتي المزجاة لا …*… ترقى مع الأسوام في الأثمان إلا إذا أغمضت في استصحابها …*… لتدسها إن جاء يوم رهان هذى حقيقة من أقر بعجزه …*… وقصوره في حلبة الميدان ولأنت أولى باقتناء فضيلة …*… فاحفظ تحز شرفا على الأقران أما أنا فالحادثات يرعنني …*… وبليت بعد الحظ بالنسيان ولك التقدم فاجتهد واحرص على …*… نيل العلوم فتلك عمر ثاني رحم الإله أباك إذ رباك بالـ …*… ـعلم الصحيح ومحكم القرآن

يسألونني

يسألونني نشرت في مجلة المعرفة لوزارة الأوقاف الجزائرية. ــــــــــــــــــــــــــ يسائلني عن نسبتي كل وافد …*… علي وعن شعري وعن كنه مطلبي فقلت لهم أرض العروبة موطني …*… وديني هو الإسلام والقدوة النبي ومن مطلبي جمع العروبة كلها …*… على وحدة عظمى بشرق ومغرب وتهيئة الجيل الجديد لفوزه …*… من الدين والدنيا بأشرف مأرب ونشر الثقافات السليمة حرة …*… وكسب المعالي لا لجاه ومنصب رضعت قريضي في لبان أمومتي …*… ومن منهل الأحرار واصلت مشربي تسامحت والإسلام دين تسامح …*… وآمنت بالقرآن دون تعصب إذا كنت في ديني وفي وطني أخا …*… فلست أبالي أن تخالف مذهبي

كلمة شكر (إلى هيئة اتحاد الكتاب الجزائرين)

كلمة شكر (إلى هيئة اتحاد الكتاب الجزائرين) نظم هذا القصيد مجيبا به (اتحاد الكتاب الجزائريين) بعد تسلمه جائزتها الأولى لسنة 1966. ــــــــــــــــــــــــــ هل تبسمت عن رباك بزهر …*… ام تنسمت عن شذاك بعطر ام ترسمت سير رواد جيل …*… من ركاب الكتاب إثرا باثر يا بلادي أكرمت مثواي ردحا …*… ليس بدعا ان تكرمي اليوم شعري إنني صغته لجيدك عقدا …*… عبقري السنا بحبك يغري مجلس الثورة ارتضى ان يجازي …*… كل واع من قادة الفكر ثوري انها منة تخلد مجدا …*… ويد تثمر الرضى دون نكر أيها الوفد مرحبا بك فانزل …*… بفؤادي قبل الحلول بوكري حي محروسة الجزائر عني …*… إنها للنضال اقدم ثغر وأباة بها على الضيم ثاروا …*… ثورة توجت حماها بنصر وجدوا مشكل الجزائر يأبى …*… اي حل، فعاجلوه ببتر نحن أبطال فكرة وسلاح …*… في الميادين بين بيض وحمر في سبيل اعتزازنا ما أرقنا …*… من دم طيب العبير وحبر نطلب العلم باللغات جميعا …*… لا نبالي منها بسهل ووعر قد فتحنا لها المجال فسيحا …*… ولسان الفصحى أحق بصدر كيف يقضى بموته وهو حي …*… في شراييننا مع الدم يجري

غير انا لا نكتفي بلسان …*… عن لسان مهما تناهى كبحر فمن اليعربي نقبس نورا …*… ومن الاعجمي بالكشف ندري ومن العدل ان يسيرا سواء …*… مستجيبين للجوار بيسر و (اتحاد الكتاب) دوحة ادا …*… ب إليها تضم اعلام فكر شع انتاجهم كبدر منير …*… واحاطوا به كهالة بدر انهم عصبة اليراعة اطروا …*… حكمة القول والجوائز تطري اخجلوا بالجميل منهم زميلا …*… فانحنى شاكرا ولاذ بستر عمموا برهم ومن اجل هذا …*… كان شفعا صنيعهم غير وتر إنهم باعترافهم قلدوني …*… وزميلي (ديب) الاديب بفخر وأجازوا إنتاجنا باعتبار …*… أدبي ولفتة ذات قدر طوقوا مهنة الاديب بطوق …*… شرفي ما قوموها بسعر انما نوهوا بروح كفاح …*… وصمود على الاداء وصبر ورعوا مبدأ وأرضوا ضميرا …*… وحموا فكرة وبروا بعمر وسأزداد غبطة ان اجازوا …*… زملائي الكتاب أحرار قطري إنهم زودوا الجزائر زادا …*… مستفيض الغنى به الفكر يثري وأجادوا صقل النهى وأشادوا …*… بالحضارات من قديم وعصري قل لمن توجوا نتاج يراعي …*… باحترام يجل عن كل اجر انا ان كنت عن حماكم بعيدا …*… فسأرعى صنيعكم طول دهري قد تخلفت آسفا وكفاني …*… مسليا علمكم بصادق عذري قعد العجز بي عن الركب سيرا …*… والهوى مصعد مع الركب يسري واليكم ازف الف سلام …*… مستطاب في طيه الف شكر

الألغاز

الألغاز

لغز أدبي

لغز أدبي في عام 1937 كثر الكلام في الصحف عن الحرب العالمية الثانية فنظم الشاعر فيها هذا اللغز فالمراد من الأنثى الحرب ومن النسر ألمانيا لأنه شعارها وكونه منتعلا إشارة إلى حلفه مع إيطاليا التي تمثل على الخريطة صورة الجزمة (النعل) وأشار بالزعفران إلى حلفه مع اليابان لأنه من الجنس الأصفر والمراد من الليث بريطاني لأنه شعارها ومن الوحش أحلافها والمراد من الديك فرنسا ومن الطير أحلافها والمراد من أبي الحرب الظرف الزمني هل يساعد ألمانيا أم يخذلها؟ نشرت في البصائر سنة 1938م. ــــــــــــــــــــــــــ إليك تساق أبيات كلغز …*… وتسلية بها يلهو الأديب فما أنثى نبت عن كل أنثى …*… بها كثر التغزل والنسيب؟ تجنت فالضعيف لها عدو …*… مبين والقوي لها حبيب أتاها النسر منتعلا تحيي …*… يد بالزعفران له خضيب سمعنا عنهما نبأ مريبا …*… ولما يثبت النبأ المريب فبعض قال وصلهما بعيد …*… وبعض قال وصلهما قريب

فقام الليث يزأر من بعيد …*… وقام الديك من قرب يهيب فمن في الوحش عندك من يلبي …*… ومن في الطير عندك من يجيب وهل تستكشف الأنثى مراما …*… خفيا حوله عكف الصليب؟ وهل يرضى بخطبتها أبوها …*… وهل يحظى بها النسر الخطيب؟ وهل لك في مواقفها نصاب …*… وهل لك من غنائهما نصيب؟ وان رمت الجواب فقل مصيبا …*… فأحرى الناس بالقول المصيب

لا النافية

لا النافية ما كلمة واحدة …*… لكلمتين تجمع؟ تصل هذه لنا …*… بتلك ثم تقطع تسل رمحين معا …*… منها على من يطمع فهي سلاح كل من …*… يأبى السخا ويمنع لكنها في قولنا …*… لها مقام أرفع بذكرها في كلمة (1) …*… بها الحنيف يصدع فاكشف لناعن لغزها …*… ولا تقل لا ينفع

_ (1) (هي كلمة الإخلاص: لا إله إلا الله).

اللغز

اللغز شيء به تختبر العقول …*… صعب اليه يعسر الوصول يلهو به السائل والمسؤول …*… فحبله بينهما موصول كأنه حمامة تجول …*… يصطادها الحذاق والفحول فبعضهم مخيب مخذول …*… وبعضهم موفق مقبول وفكرك الآن به مشغول …*… فما ترى فيه وما تقول؟؟

لغز في الطربوش

لغز في الطربوش أسود الشعر أحمر الذات أزهر …*… ذو علو يسبي العيون ويبهر أجنبي عن العروبة أمسى …*… عربيا به العروبة تظهر مله قومه وساموه هجرا …*… ومن الظلم أن يمل ويهجر كيف يقلى بعد الوداد ويلقى …*… وهو بند وجنده ليس يحصر؟ وهو غمد وسيفه ضم علقا …*… معنويا لا من نضار وجوهر فاقبل اللغز تحفة لك مني …*… وتأمل في حله وتفكر

لغز في الأذن

لغز في الأذن ما وردة بديعة الإحكام …*… من غير أوراق ولا أكمام؟ شجرها مفرع الأغصان …*… لكنه خال من العيدان عديمة السقي بلا ذبول …*… مفتوحة في سائر الفصول راقت بحسن الشكل للأنظار …*… واستأثرت بسائر الأخبار قامت تباهينا على سفح جبل …*… وأصبحت في الورد مضرب المثل فاكشف لنا عنها بلا ارتياب …*… وفقك الله إلى الصواب

لغز في الأسنان

لغز في الأسنان أي جند مرابط وكمين …*… مستعان ببعضه مستعين هو في جسمه الأصيل أروبـ …*… ـي وإن طال عهده فهو صيني ليس يربو على ثلاثين واثنـ …*… ـين ويفني أعداءه بالمئين فترى أرضه من الدم حمرا …*… ء وقد حاطها كأسد العرين حارسا راصدا على باب كهف …*… مستعدا لخصمه كل حين يتلقاه بالحراب فتصغي …*… لصليل في سلها ورنين فاتكا يعدم المغير ويلقيـ …*… ـه دفينا على باقايا دفين فتأمل في لغزه فهو لغز …*… ليس يدري معناه غير فطين

لغز في النعلين

لغز في النعلين عجبت من فارس وحيد …*… قد اعتلى فوق مهرتين بغير سرج ولا ركاب …*… ولا لجام مسوقتين ولا غذاء ولا شراب …*… أقلتاه بغير ذين لم تألما تحته بضرب …*… أو تشعرا مطلقا بأين في كل يوم نراه يعدو …*… عليهما سادل اليدين لو اكتفى منهما بإحدى …*… رأته بالسخر كل عين فاكشف لنا ما هما سريعا …*… وقل لنا الحق دون مين

لغز في قريون

لغز في قريون جار لكم لا يخون …*… يرعى الحمى ويصون سما عليكم جميعا …*… فكلكم منه دون حمى (مليلة) دهرا …*… فلم تشنه الظنون فرد من الخلق لكن …*… لم تخترمه المنون فعمره طال حتى …*… مرت عليه قرون أما اسمه إن تسلني …*… عن لفظه ما يكون؟ فأول اللفظ قاف …*… وآخر اللفظ نون (1)

_ (1) قريون (بالقاف المعقورة) جبل يشرف على قرية (عين مليلة) قرب مدينة قسنطينة.

الجارية السوداء

الجارية السوداء نظم الشاعر البيتين الأولين في بداية الحرب العالمية 2 حيث فقدت "القهوة" وهي "الجارية السوداء". ونظم البيتين الأخيرين بعد الحرب وآلامها. ــــــــــــــــــــــــــ وجارة سوداء عز منالها …*… على البيض واستعصى عليهم وصالها تولت وصدت عنهم فتعوضوا …*… جواري أخرى لا يطاق احتمالها ... وها هي قد عادت وجادت بوصلها …*… لنا بعدما غابت وطال ارتحالها اذا حضرت في مجلس طاب أنسه …*… وأغناه عن شرب الحرام حلالها

الأناشيد

الأناشيد

نشيد كشافة الرجاء

نشيد كشافة الرجاء نشرت في مجلة الشهاب ج: 6م (12) جمادى 1 جمادى 2 1355 هـ/ أوت سبتمبر 1936. ــــــــــــــــــــــــــ خضناك للمجد والعلاء …*… يا ارض تيهي على السماء فنحن كشافة "الرجاء" …*… ونحن جوابة البلاد إنا على ربنا اعتمدنا …*… إنا بتاريخنا أعتددنا إناعلى الناس قبل سدنا …*… وسيد الناس لا يساد "سرتا" (1) لنا معقل حصين …*… ونحن جند لها أمين "سرتا" لأبنائها عرين …*… وهم ليوث بها شداد نطوف في أرضها الزكيه …*… كالطير في الصبح والعشية لنسعد الانفس الشقيه …*… وندني الإخوة البعاد أخلاقنا الصدق والأمانه …*… والرفق والحذق والفطانه والعلم والحلم والرزانه …*… والعزم والحزم والرشاد في عزمنا اليوم أن نعيدا …*… تاريخنا الماضي المجيدا ومن يكن عزمه شديدا …*… لابد أن يبلغ المراد

_ (1) سرتا: اسم قديم لمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري.

نشيد الشباب

نشيد الشباب نشر بمجلة الشهاب ج: (1): (13) 1356هـ 1937م. ــــــــــــــــــــــــــ صوت بعيد المدى …*… هل يجاب ناداكم للندى …*… بالرقاب الى الفدى إلى الفدى …*… يا شاب! ... كنتم أساطين البناء …*… في الوجود بيعوا حياة الفناء …*… بالخلود من لا يبالي الردى …*… لا يهاب ... قولوا تقولوا السديد …*… في المقال نحن الشباب العتيد …*… في النضال سدنا وأنف العدى …*… في التراب ... قمنا لأخذ الحقوق …*… من جديد ما في تمادي الوثوق …*… ما يفيد ضاع التشكي سدى …*… والعتاب

هيا نقاض الخصوم …*… للسماء قد خضبتنا الكلوم …*… بالدماء وحن فينا الصدى …*… للشراب ... هيا إلى الطيبات …*… في الخصال سيروا على البينات …*… للكمال وفقتم للهدى …*… والصواب ... صوت بعيد المدى …*… هل يجاب؟ ناداكم للندى …*… بالرقاب إلى الفدى إلى الفدى …*… يا شباب!

نشيد كشافة الإقبال

نشيد كشافة الإقبال نشر في مجلة الشهاب ج: (3) 1356هـ 1937م. ــــــــــــــــــــــــــ نفديك بالوح والبدن …*… يا موطن الأشبال فنحن في السر والعلن …*… حماتك الأبطال ونحن إن أعرض الزمن …*… "كشافة الإقبال" نحن السخيون كالمطر …*… الغر كالأنوار نهب كالطير في البكر …*… والريح في الأسحار لنسدي النفع للبشر …*… في سائر الأقطار أدلة الخير في الورى …*… طلائع الركبان نواصل السير في السرى …*… في خدمة الأوطان ونعمر المدن والقرى …*… بالعلم والعرفان لبيك يا موطنا هتف …*… بذكرنا لبيك يا مشبه الدر في الصدف …*… والروض بين الأيك أنا بجنبيك لا تخف …*… بأسا على جنبيك

نشيد كشافة الصباح

نشيد كشافة الصباح منشور في مجلة الشهاب (1) مجلد (14) 1937م. ــــــــــــــــــــــــــ نحن كشافة "الصباح" المجلى …*… نحن صيابة الشباب المعلى يا صباحا لنا أغر تولى …*… قبل هلا تعود من بعد هلا؟ ... يا صباحا لنا من الشرق لاحا …*… وغزا الغرب أفقه واستباحا عد كما كنت مغنما ومراحا …*… ومفازا لنا وأمنا وظلا ... عد الينا فقد أطلت المغيبا …*… وانفح الأرض من سناك نصيبا عد إلى الشرق عد إليه قريبا …*… انه قد جفا الرقاد وملا ... حي كشافك الذي بك حيا …*… أوجها في الثرى تباهي الثريا وشبابا للعقبيات تهيى …*… وخلالا بها الشباب تحلى ... يا ثرى ضم أعظم الفاتحينا …*… ورفات الأيمة الصالحينا كن لنا مثلما لهم كنت حينا …*… ساحة للوغى وحينا مصلى ... نحن أبناؤك الكرام البنوه …*… نحن فتيانك العظام الفتووه قد أخذنا من قوة الله قوه …*… واعتصمنا بالله عز وجلا

نشيد الإخوان

نشيد الإخوان نشر بمجلة الشهاب الجزء الأول المجلد 15 محرم 1338 فيفري 1939م. ــــــــــــــــــــــــــ نحن الإخوان …*… أهل الجنه أهل القرآن …*… أهل السنه ... نحن الرواد …*… للأرواح ندعو الأشهاد …*… للاصلاح باسم الإسعاد …*… والإنجاح نتلوا لإنشاد …*… حلو الغنه نحن الإخوان …*… الخ نحن الأعلام …*… في الأقوام أهل الإنعام …*… والإكرام فلنعل الهام …*… بالإسلام إن الإسلام …*… عالي القنه نحن الإخوان …*… الخ نحيي الآثار …*… بالتنويه لا نؤذي الجار …*… لا نخز

لا نجني العار …*… لا نبغيه يأبى الأطهار …*… قرب الظنه نحن الإخوان …*… الخ داعي الإحسان …*… نادى هيا نادى من كان …*… منكم حيا ارضوا الإيمان …*… واعصوا الغيا وارجو الرحمن …*… رب المنة نحن الإخوان …*… الخ

نشيد نساء الجزائر

نشيد نساء الجزائر نشر في مجلة الشهاب/ ج: 9 م/ 14/ 1357 هـ / 1937. ــــــــــــــــــــــــــ سرن سير الحرائر …*… خلف ركب العشائر يا نساء الجزائر سرن نحو الذي دعا …*… للمعالي فأسمعا يا نساء الجزائر قمن من رقدة الكسل …*… وتحركن للعمل يا نساء الجزائر قمن لله بالقرب …*… وتحلين بالأدب يا نساء الجزائر صن أعراضكن عن …*… كل ريب وكل ظن يا نساء الجزائر من رعت واجب الشرف …*… فهي كالدر في الصدف يا نساء الجزائر قرن في البيت إنه …*… يقتضيكن فنه يا نساء الجزائر كن في البيت للرجل …*… نسوة فذة المثل يا نساء الجزائر كن في البيت للولد …*… هاديات إلى الرشد يا نساء الجزائر

عشن للجيل ألسنا …*… مرشدات وأعينا يا نساء الجزائر عشن كالزهر في السرى …*… آية الله للورى يا نساء الجزائر عشن للصالح الحسن …*… في حمى الله والوطن يا نساء الجزائر

نشيد مدرسي

نشيد مدرسي نظم الشاعر هذا النشيد سنة 1950م لتلامذة مدرسة (العرفان) بمدينة عين مليلة. ــــــــــــــــــــــــــ كلنا كلنا جنود …*… تحت راية النبي كلنا كلنا أسود …*… في عرين المغرب نبتغي عز الوطن …*… والفدى له ثمن لا نبالي بالمحن …*… إن نفر بالمأرب كلنا صادق نزيه …*… مستقيم المذهب كلنا حاذق نبيه …*… لا يرى فينا غبي كلنا تحدرا …*… من صناديد الورى عربا وبربرا …*… طيبا من طيب إيه يا فتية المنى …*… أطلبي العلم اطلبي واجتني طيب الجنى …*… من رياض المكتب ها هنا ربة الحنان (1) …*… ها هنا ضئر الصبي ثديها دافق اللبان …*… كوثري المشرب كم شدا فيها غلام …*… بأناشيد السلام مثل تغريد الحمام …*… أو بغام الربرب كن كأحرار الامم …*… راكبا متن الهمم كن كـ (قريون) (2) الأشم …*… صامدا للأجنبي

_ (1) المراد بربة الحنان المدرسة. (2) قريون جبل يقع شرق مدينة عين مليلة.

نشيد عقبة

نشيد عقبة زار الشاعر في أواخر عام 1965 - قرية "سيدي عقبة" لزياة مسجد الفاتح الإسلامي بها، فاحتفى بمقدمة أهلها، فأراد أن يستفز همم الشباب منهم بهذا النشيد الذي أهداه إليهم. ــــــــــــــــــــــــــ يا أرض عقبة اسلمي …*… من الشرور واغنمي فانت أرض المسلم …*… وداره المفضله بلغت في المجد المدى …*… وكنت مطلع الهدى وصنت دين أحمدا …*… من اليد المضلله تاريخك الماضي لنا …*… فيه السناء والسنا وفيه تصميم البنا …*… للنشأة المستقبله عقبة ضرغام هدم …*… بأرضنا كل صنم ونحن عقبانا القمم …*… على البغاة مرسله ثورتنا فزنا بها …*… لم نخش من عذابها فنحن من أقطابها …*… وشهبها المشتعله وديننا دين السلام …*… دين الجهاد والنظام دين سعادة الأنام …*… والفطرة المكتمله قرءانتا فيه الدوا …*… من الضلال والهوى من يسمع لما حوى …*… أطاع من قد أنزله لساننا أفصح ما …*… به فم تكلما

يا فوز من تعلما …*… بيانه وحصله نحن شباب فاضل …*… بكل بر حافل مجاهده مناضل …*… مقدم للأمثله نترك أسباب القلى …*… فلا تباغض ولا سوى شواهد الولا …*… للوحدة المؤمله الطفل فينا راشد …*… شيمته المحامد وشغله المعاهد …*… وكتبها المؤهله البنت فينا مسلمه …*… عن علمها مستفهمه لبيتها منظمه …*… وعرضها مجمله قريتنا على القرى …*… سمت بنا الى الذرى يؤمها كل الورى …*… للعظة الممثله قرية عقبة البطل …*… وعصبة الفتح الأول آثارها تحيي الأمل …*… بدمهم مسجله هنا مشاهد السلف …*… الى الفدى تهدى الخلف الى حماية الشرف …*… بالأنفس المسبله من زارها كأنما …*… بأرض مكة احتمى طوبى لمن لها انتمى …*… أو من له بها صله أهلا بكل زائر …*… يحل بالجزائر بلاد كل ثائر …*… على القوى المنكله أنا حفيد عقبة …*… أنا حنيف الملة أنا مقيم السنة …*… في أرضي المبجله

أحييتا سنة النبي …*… فيها ومجد العرب أنا ابن عقبة الأبي …*… عقبة لي وأناله! افريقيا أنارها …*… فبوأته دارها لقد غزى أقطارها …*… مرحلة فمرحله أتى المحيط فدفع …*… جواده دون هلع وقال قولة صدع …*… بها مضت مجلجله لو خلت برا ثانيا …*… خلف المحيط نائيا لخضت فيه ماضيا …*… في الفتح حتى أكمله

أمير المؤمنين غنمت نصرا

أمير المؤمنين غنمت نصرا هذا القصيد نظمه الشاعر إثر عودة الملك الزعيم "محمد بن يوسف" من منفاه إلى بلاده مظفرا منصورا باستقلال بلاده وتوجه وفد عن المجلس الإداري لجمعية العلماء إلى الرباط لتهنئته. ورغم أن القصيد نشر في العدد (246) من جريدة البصائر بتاريخ 9 جمادى الأولى 1375هـ 23 ديسمبر 1955 - إلا أننا غفلنا عن إدراجه في مكانه من الديوان، فاضطررنا إلى وضعه بعد هذا الباب فمعذرة للشاعر وللقراء. ــــــــــــــــــــــــــ أطل البدر وضاح الجبين …*… فعم الأفق بالنور المبين وعاد إلى مطالعه مشعا …*… كأن لم ينأ عنها منذ حين فقل لقوافل الأحزاب سيري …*… على إشعاعه وبه استعيني وقل للمغرب الأقصى هنيئا …*… لقد شرفت بالعلق الثمين بدا استقلالك الموعود فاحمل …*… وظائفه وخذها باليمين فإنك في البلاد به قمين …*… وحسبك بالمناضل من قمين (1) وأسرع بالتفاوض فيه واصدع …*… بحقك لا تكن بالمستكين وهل يرجو العزيز سوى عزيز …*… وان شدت عليه يد الضنين (2) أراك بما حويت من المزايا …*… رفيع القدر عن غبن الغبين (3) تؤلف بين (أبيض) ذي جمال …*… أغرو "أطلسي" ذي رنين (4)

_ (1) جدير وحقيق. (2) بخيل. (3) المبخوس في حقوقه. (4) البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.

الى أشبالك الأحرار أهدي …*… تحيات من الأدب الرصين أحاشي برهم بك ان يهموا …*… بإجهازعلى الوطن الطعين فذكرهم بوحدتهم ليحموا …*… وشائجها من الخلف المشين وكيف يريبهم في النصر ريب …*… وهذا الليث عاد الى العرين على الملك الزعيم سلام شعب …*… أخ للمغرب الاقصى قرين وتهنئة معطرة الحواشي …*… معبرة عن الحب الكنين (1) لقد رجحت اماني الشعب وزنا …*… بعود "محمد" الملك الرزين أمير المؤمنين غنمت نصرا …*… كأنك عدت من غزو يمين (2) وما الابعاد للاحرار إلا …*… كإقرار بحجتهم ضمين وتمهيد لغزوهم المرجى …*… وكشف عن مكانهم المكين تركت المغرب الاقصى شجيا …*… نجيا عنك يهمس بالأنين يرى- متأسفا- عرشا رهينا …*… ولا يقوى على فك الرهين ولما عدت عاد العرش حرا …*… وعاد البشر للشعب الحزين صفحت عن "القلاوي" صفح حر …*… وملت اليه في رفق ولين وقلت له اطمئن فان شعبي …*… وانك منه- في حصني الحصين مضى الماضي وبالآتي اشتغلنا …*… لعل بغيبه أزكى حنين وفدت على "الرباط" وفود يمن …*… على الأشراف فيها والقطين (3) وسرت فزرت أمك في ثراها …*… (بفاس) ما هدأت من الحنين لقد ذاقت بنفيك كل صاب …*… وتاقت منك للوجه الحسين

_ (1) المستور. (2) ميمون مبارك. (3) الخدم والاتباع.

فبعد غيابك افتقدتك عشرا …*… طوالا من ليال كالسنين (1) تحس كأن مهجتها تلظت …*… فتسعفها بمدمعها المعين ولم تلبث بها ان أسلمتها …*… الى الرحمان صادقة اليقين وضم ضريحها كنزا دفينا …*… رعاه الله من كنز دفين وكان خطاب عرشك مستفيضا …*… يهز إليك إحساس الأذين (2) زأرت به كمثل الليث حرا …*… فرعت به فؤاد المستهين وأسفر عن نظام مستقل …*… مضيء بالمصالح لا دخين وجاءتك الوفود مهنئات …*… بنيل مناك من دنيا ودين فآثرت الجزائر باحتفاء …*… بمقدم وفدها الحر الامين تقدمت الجزائر بالتهاني …*… فأدت يعض حقك كالمدين وأدلى المغرب الأقصى اليها …*… ببرهان على الود الكمين وكيف يصد عنها وهي أخت …*… تمت اليه بالنسب المتين وقمت بواجب الشورى مضيفا …*… لرأيك كل رأي مستبين تساندك الشيوخ بكل نصح …*… ويوليك الشباب يد المعين ويبني باسمك (البكاي) صرحا …*… سميكا جل عن حجر وطين فيستقصي دعاة الرأي بحثا …*… ويقصي كل ذي رأي مهين ومن ساس المصاعب بالتروي …*… ألان قيادها للمستلين ورأيك كالمنار الضخم يهدي …*… الى شطآنه كل السفين وفيت فلم تخن للشرق عهدا …*… ومثلك من رعى عهدالخدين (3)

_ (1) تعرب سنين في لغة بالحركات لا بالحروف. (2) السامع. (3) الصديق.

فأكدت الصلات به لتبقى …*… وحاشيت الصريح من الهجين (1) وكيف يتاح للانسان وعي …*… بلا قلب له واع فطين فإن مواطن الاسلام جسم …*… وموطن شرقها مأوى الوثين (2) فشا الاسلام في شرق وغرب …*… وألف بين مصري وصيني وذللت المعارف كل صعب …*… بعصر "الذر" عصر الهيدروجين فليس لأمة الاسلام عذر …*… اذا اقتنعت بغث عن سمين أدام الله فوزك في اطراد …*… وصان علاك من كيد الضنين (3) وأذكى فرقديك سنى وأزكى …*… سناءهما بأفقك كل حين وألهم سائر الاحزاب صفحا …*… يبرئها من الحقد اللعين وصدقا يغسل النيات مما …*… يكدرها من الغرض الدرين (4) إذا بنيت على الصدق المساعي …*… فقد بنيت على الركن الركين

_ (1) الصريح الخالص في نسبه العربي، والهجين ضده. (2) عرق منوط بالقلب. (3) المتهم. (4) المتسخ من الدرن وهو الوسخ.

المجد للباني

المجد للباني كم في قسنطينة من حسن بنيان …*… ومنظر حسن للقلب فتان ومن بساتين خضر في جوانبها …*… كالعقد تصطف بستانا لبستان ومن مبان بها للجو شامخة …*… ومن عيون بها تجري ووديان مهما نزلت بها ضيفا رأيت بها …*… ما سرني من فنون ذات ألوان قد زرت (مطبعة البعث) التي اشتهرت …*… فيها بذوق وإبدل وإتقان وطاب لي ولإخواني بزورتها …*… أن ليس يعمل فيها غير إخواني من سابقين بها امتازوا بتجربة …*… ومن كهول ذوي حزم وشبان مسخرين لآلات مكهربة …*… كأن اجراءها اعضاء إنسان تسعى كأبرع ساع غير وانية …*… في السعي مزرية بالعامل الواني ما كان يصنعه الصناع في مدد …*… شتى تقدمه للناس في الآن قام (الزبير) عليها حازما يقظا …*… وافتن فيها يدا خطاطها (الهاني) وزان مكتبها (عبد الحميد) بما …*… يرضي الزبائن من حسن وإحسان ولست أنسى لهم فضل الصنيع بما …*… أبدوه من حزمهم في طبع ديواني لقد بنوها لبعث الشعب مطبعة …*… تحيي مآثره والمجد للباني

اعتراف بجميل

اعتراف بجميل سيحمد ديواني لـ "أحمد طالب " …*… يدا منه طولى قدمته لينشرا تحمل أعباء الوزارة قادرا …*… فأورد عن رأي سديد وأصدرا ووكل بالديوان أكفأ نخبة …*… بتبصرة أعطى بها القوس من برى لقد أدلجت والصدق رائد ركبها …*… فلا ريب عند الصبح أن تحمد السرى بسكرة في 10 شعبان 1385هـ - 8 ديسمبر 1965م.

§1/1