ديوان الشيخ أحمد سحنون

أحمد سحنون

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الديوان الأول

أحمد سحنون ديوان الشيخ أحمد سحنون الديوان الأول الطبعة الثانية 2007 منشورات الحبر

الكتاب: ديوان الشيخ أحمد سحنون تأليف: أحمد سحنون الطبعة: الثانية 2007 الناشر: منشورات الحبر

هذه القصائد

هذه القصائد هذه مجموعة قصائد، بل مجموعة أحاسيس رقيقة، وخلاصة مشاعر سامية لقلب شاعر حساس في فترة من أصعب وأقسى فترات حياته العامرة بالأعمال العظكيف الحافلة بالمواقف الصلبة الصامدة. وهل يوجد ما هو أصعب على القلب وأقسى على النفس من أن يعيش الإنسان منفردا معزولا مقطعا عن أهله وأحبائه مبعدا عن صحبه وخلانه؟ فكيف بالإنسان الشاعر رقيق القلب مرهف الإحساس؟ من الشعراء من يفضل الوحدة، وينشد العزلة لينظم أشعاره في هدوء، ويسرح بخياله بعيدا عن الضوضاء والضجيج، فالشاعر يضيق به صخب الحياة وضجيجها ومشاكل الناس ومضايقاتهم، فيلوذ بالخلاء أفقا أنيسا، يسرح بفكره ويسبح بروحه في الفضاء العريض، ويتأمل الكون العظيم، وينعم بالسكون الشامل، والهدوء الكامل، أو يتجول في الغابات والحقول بين الأشجار والورود والطيور، ليستمع لأفكاره، ويستوحي أشعاره من الطبيعة الخلابة، ومناظر بلاده الجميلة الساحرة. وشاعرنا شاعر الطبيعة والجمال، وعاشق البحار والجبال، فكثيرا ما تغنى بحسن الربيع وعبير أزهاره وتغريد أطياره، وجمال البحر وعظمته وأسراره، وجلال الصحراء وغموضها وسكونها وشموخ الجبال وصمودها وكبريائها. ولا أحد ينكر أن الشاعر يحتاج إلى فترات من الوحد ة يعتزل فيها الناس ويخلو إلى نفسه يعتكف بين أوراقه وكتبه، يجمع شتات فكره، ويتفرع لتنطيم نتاجه ونشر مؤلفاته، وهو في فلك مختار، مقرر بإرادته، حيث يشعر بكمال حريته وانطلاقه، أما هذه

العزلة التي فرضت عليه قسرا، وأرغم عليها ظلما وعدوانا، والتي قيدت حريته، وكبلت إرادته، وجعلته يحس برسف الأغلال وثقل القيود، وحرمته من الأماكن القريبة إلى نفسه، وأبعدت عنه الوجوه الحبيبة إلى قلبه، هذه الوحدة أثرت في نفسه الأدبية تأثيرا عميقا، وأصابت قلبه الكبير إصابة بالغة في الصميم. لقد شعر بآلام الغربة وعذاب الحرمان من وطنه وهو على أديمه وتحت سمائه، وكابد لوعة الفراق والشوق والحنين إلى أحنانه وأبناء بلده وهو قريب منهم، فأي عذاب لقلبه الذي يجيش بالحب الخالص والوفاء النادر لوطنه؟ وأي شقاء لنفسه التي تفيض بالمحبة والحنان والرحمة لأبناء بلده؟ فإذا بنات قريحته تتدفق جنباتهن شعرا صادقا يعبر عن آمالهم وآلامهم، ويصف أفراحهم وجراحهم ويصور حيرتهم واضطرابهم، ويحرك وجدانهم، ويثير طموحهم، ويحثهم على الاتحاد والتآخي والتسامح، ويزرع في نفوسهم حب الخير والتمسك بالدين والإخلاص للوطن. فالشاعر يجد السعادة القصوى والراحة الكبرى وهو بينهم يحس بمشاعرهم ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم ويساعدهم في حل مشاكلهم، ويبعث في قلوبهم الأمل، ويقوي في نفوسهم الإيمان. لذلك كان شعوره بالحرمان من ذلكم الوصال، وإبعاده المر المرير عميقا جدا لا يقدر على وصفه والتعبير عنه إلأ هذه القصائد المؤثرة التي هي أصداء نفسه ونبضات قلبه، وخلجات فكره، وزفرات روحه في تلك الفترة العسيرة من الزمن. عائشة سحنون

المقدمة

مقدمة الشاعر

مقدمة الشاعر يضم هذا الديوان جل شعري لا كله، فإن بعضه ضاع، وبعضا آخر منه حذفته أو وأدته كما يئد بعض قبائل العرب بناتهم خوف عار يلحقهم بسبب حياة هؤلاء البنات. وحتى هذا الذي أثبته أو بقي سالما بعد الضياع والحذف من شعري لولا الإلحاح المتكرر من الأصدقاء ومن الإخوة المعنيين بحفظ التراث، والموكول إليهم جمعه ونشره لما وجدت أي باعث لتقديمه إلى القراء. اللهم إلا باعثا واحدا هو حاجة الطلاب والدارسين للأدب، بالخصوص في أبحاثهم ودراساتهم، فإن في هذا الديوان- ولا شك- مادة من الأدب الجزائري-كيفما كانت هذه المادة- وفي نشره بعض ما يساعدهم في أبحاثهم ودراساتهم، وفي ذلك ما يرضي شعوري ويريح ضميري. وربما دهش القراء لهذا الزهد- فيما يحرص عليه الأدباء عدة من نشر نتاجهم ورؤيته متداولا بين الناس، وفي ذلك ما يرضي غرورهم أو طموحهم لأنه- في رأيهم- يثبت وجودهم، أو يؤكده أو يوسعه ويعمقه. وأبادر فأشرح السبب لأول: إن سبب زهدي في تقديم ديواني إلى القراء هو أنني لا أرضى عن شعري لأنني لا أراه معبرا عما أشعر به من صور وأخيلة- لأن الشعر هو شعور الإنسان- والناس يختلفون في التعبير عن شعورهم ويتفارقون، وإذا كان شعري لا يرضيني في التعبير عن شعوري، فإن معنى ذلك أنه لا يرضي غروري أو طموحي كما يحلو للناس أن يغطوا هذا الغرور بالتعبير عنه بلفظ الطموح.

وإني ما أزال أذكر كلمة لها أهميتها في هذا الباب لصديقنا الشيخ فرحات بن الدراجي رحمه الله، إذ يقول: "إنني أرى الشاعر غير معذور، فإما أن يكون شاعرا أو غير شاعر: شاعر يلفت الأنظار ويهز المشاعر ويحمل الناس على احترامه، وإلا فليدع الميدان لفرسانه، فليس عندي وجود لشاعر من الطبقة الثانية أو الطبقة المتوسطة، وإن شعرا يقال فيه: "شعر لا بأس به لا يصح أن يدعى شعرا". كما أنني لا أستطيع أن أنسى كلمة لجبران لا يقول مثلها إلا جبران، وذلك إذ يقول: "أشتاق إلى الأبدية، لأنني سأجتمع فيها بقصائدي غير المنطومة، ورسومي غير المرسومة" وبعبارة أخرى: إن أعظم معبر عن غرور الإنسان هو الشعر وإن هذا الغرور الذي طبع عليه الإنسان لا يعرف حدا ينتهي إليه، وهذا هو السبب في زهد من زهد في إظهار إنتاجه، كما أنه- في الوقت نفسه- السبب في حرص من حرص على إظهار إنتاجه. وهناك باعث آخر لنشر هذا الشعر الذي لست راضيا عنه، بالإضافة إلى واجب الحفاظ على التراث، وواجب إمداد الطلاب والدارسين، وواجب إرضاء الأصدقاء بإجابة رغبتهم-: هو أنه كان يعتبر شعرا له أهميته ومنزلته في فترة حاسمة سبقت فترتنا الحاضرة هذه، وكان فيها -حقا- حاديا في قافلة حركتنا الفكرية الإصلاحية التي سبقت الثورة ومهدت لها فكانت أساسا لها، ومن ثم فالذي يؤرخ لثورتنا التحريرية لا يسعه إلا أن يؤرخ لهذه الفترة الحاسمة التي تكون في أحشائها جنين الثورة، فإنه- بالحري- لا بد لكل ثورة مسلحة، أن تسبقها ثورة فكرية. الجزائر 9 شوال 1395 هجرية، الموافق لـ 14 أكتوبر 1975 ميلادية أحمد سحنون

ابتهال

ابتهال يا ملهما لروائع الشعر … يا موحيا بخولد الفكر يا مودع الإعجاز في الذكر … يا مبدع الرهبة في البحر يا موجد البسمة في الفجر … يا خالق الفتنة في الثغر هب لي خيال الشاعر الحر … وقوة التحليق كالنسر وقدرة الغوص على الدر … لعلني أظفر بالسر في مجتلى الفتنة والسحر … من عالم الإلهام والشعر من كل معنى معجز بكر … يومض مثل الأنجم الزهر له شذا مثل شذا الزهر … أبقى على الدهر من الدهر

إلى القاريء

إلى القاريء يا قارىء يا صديق ديواني … يا ملهمي يا أداة إحساني أنا لم أفكر في الذي صغه … من كل أشعاري وألحاني حتى لمحك في خيالي سنى … قد شع في فكري ووجداني وعرفت كنه سؤالك لي … عن غايتي من نظم أوزاني فجعلت منك معين ملحمتي … وسماء إلهامي وإيماني حسبك أني- قارئي- لم أجيء … بلفظه من غير إمعان وكل بيت صيغ لم أحبه … مني الحياة دون إتقان وكان حادي رحلتي ما دجا … من ليل آلامي وأحزاني فإن أكن قصرت عن غايتي … ولم يفز بالحمد ديواني ولم انل ما كنت أملته … في الشعر من حسن وإحسان ولم أعد من طل سعي سوى … بمحض إفلاس وخسران ولم تكن يا قارئي راضيا … عنه فحسبي بذل إمكاني

البصائر تتكلم

البصائر تتكلم* طال صمتي تحت أعباء ثقال … وعواد أخرست كل مقال طال صمتي تحت أحداث جسام … عبر الكون بها طور انتقال ظن عجزي في سكوتي وفشا … كل قيل - سيء القصد- وقال وغدا الناس فريقين فذو … مقة يمحضني الود وقال سوف يدرون بأني صارم … لم يزده غمده غير صقال فانشطوا للعمل المجدي فها … قد نشطت اليوم من أسر عقالي لم أحد عن سيرتي الأولى وإن … "طال صمتي تحت أعباء ثقال"

_ *- نشرت بالعدد الأول من السلسلة الثانية من البصائر، وكانت تعطلت عن الصدور مدة طويلة- ثم صدر العدد الأول منها في 7 رمضان عام 1366هـ الموافق 25 جويلية 1947م.

إلى المعلم

إلى المعلم نشرت بالعدد السابع من السلسلة الثانية من البصائر ثم طبعت مع قصيدة "إلى التلميذ" المنشورة بعدها ووزعت على مدارس "جمعية العلماء" باقتراح من كاتبها العام الأستاذ "أحمد توفيق المدني". هات من نشء الحمى خير عتاد … وادخرهم لغد جند جهاد! هات نشئا صالحا يبني العلا … ويفك الضاد من أسر الأعادي هاته نشئا قويا باسلا … إن دجا خطب يكن أول فاد! حطه بالإسلام من كل أذى … واحمه بالخلق من كل فساد! واهده بالعلم فالعلم سنى! … ومن القران زوده بزاد! صغه للإسلام نبراس هدى … ومثالا من ذكاء واجتهاد! سر به في طرق مأمونة … إن في كفيك امال البلاد إن في كفيك بذرا فاسقه … من ينابيع المعالي فهو صاد إن في يمناك جيلا فاهده … نهجه إنك للأجيال هاد! إن في يمناك شعبا كاملا … يتنزى بين ظلم واضطهاد لم يزل في القيد منهوك القوى … منذ ألقى للأعادي بالقياد فرقت أهواؤه أجزاءه! … ويحه لم يلتجيء للاتحاد! وتفشى كل داء قاتل … فيه من جهل سوء اعتقاد

وصل الناس إلى غاياتهم … وهو في أسر جمود كالجماد يا مربي النشء يا باني النهى … يا محل الحب من كل فؤاد! قد إلى العلياء أبناء الحمى … وإلى تحريرهم كن خير حاد لا تقل: شمس بني الضاد اختفت … وطوت أيامهم سود عواد! إن ذوى النبت فإن البذر … باطن الأرض لينمو في ازدياد لا تضق ذرعا ولا تهلك أسى … أمة الضاد ستحظى بالمراد

إلى التلميذ

إلى التلميذ لكفي كل حشى نبع وداد … يا رجاء الضاد يا ذخر البلاد شعبك الموثق لم يبق له … من عتاد، فلتكن خيرعتاد لج الاستعمار في طغيانه … كل يوم منه ألوان اضطهاد لغة الضاد التي ما برحت … لغة الإعجاز سيمت بكساد! دينك الإسلام في أوطانه … ناله المكروه من أيدي الأعادي وطباع الخير في النشء ذوت … فتولى خلقه كل فساد! وذوو المال لهم أفئدة أكباد … من جمود صورت أو من جماد! سود من الشح فما! … لهم في الخير من بيض أياد! فمتى تحمى حمى سيم الأذى … فعلى نشء الحمى كل اعتماد؟ ومتى تفدى بلادا طالما … ساسها أعداؤها فالحر فاد؟ كن لها في سلمها رمزعلا … كن لها في حربها جند جهاد وامتثل أمر مربيك وكن! … قبسا من روحه شهم الفؤاد اجعل العلم دليلا وهدى … إنما الجهل دجى والعلم هاد! واقرإ القرآن واعرف هديه … إنه نهج فلاح وسداد! "خالق الناس بخلق حسن " … فجمال الخلق عنوان الرشاد!

خلطة الأشرار داء فابتعد … من أذاها وابق منها في حياد واجتهد تدرك أمانيك فما … تدرك الآمال إلا باجتهاد. وليكن حاديك تحرير الحمى! … إن نحرير الحمى للحر حاد! هذه غايتك المثلى التي! … إن تحصلها تنل كل مراد!

كشاف

كشاف ألقيت بملعب "بولغين " وأهديت إلى كشافة "لودادا" هناك، ونشرت بالعدد الثالث من البصائر في سلسلتها الثانية. "كشاف " يا ابن الطبيعة … وابن الحقول البديعه كن للبلاد دليل … كن في الجهاد طليعه كن للجزائرعينا … ترى وأذنا سميعه! خصومها لم يزالوا … يبيتون الخديعه! صل حبل كل إخاء … واقطع حبال القطيعه أعد بغر المساعي! … لابن البلاد ربيعه أنهض أماني شعب! … غدت مناه صريعه وخذ له غير وان! … حق الحياة جميعه الفجر أبدى سناه! … لمجده ليذيعه! لا يدرك المجد إلا … ساع خطاه سريعه! ومن ونسى فمناه! … مثل السراب بقيعه! كشاف أنت مثال! … من الخلال الرفيعه لك النشاط شعار … والجد فيك طبيعه وفيك حلم وعطف … على النفوس الوجيعه وفيك رقة طبع … والصبر عند الفجيعه!

تهوى الجمال بريئا … تهوى الحياة وديعه تهوى النسيم يحيي … ذرى الجبال المنيعه "كشاف" ماضيك خصب … أوصيك أن لا تضيعه

إلى الشاعر

إلى الشاعر! * قال لي الشيخ "محمد البشير الإبراهيمي ": إن محمد العيد قد سكت، وقد كتبت إليه مرات كثيرة ليعود إلى الشعر فلم يجب " فقلت له: "إن محمد العيد الذي لا ينطق إلا بالشعر لا ينطقه إلا الشعر، فدعني له أحرك شاعريته بالشعر، فكتبت إليه على صفحات الجريدة هذه القصيدة فلما قرأها كتب إلى الشيخ ... يقول: هذا صوت يجب أن يجاب، وعاد إلى الشعر وبعث إلى الجريدة بالقصيدة التي مطلعها: "هيجت وجدي يا حمام "، جوابا على قيصيدتي: إلى البلبل الذي ملأ جو الجزائر تغريدا شجيا ساحرا، إلى الوتر الذي أسمع الدنيا أناشيد الحرية والبطولة والمجد، إلى الشاعر الذي سكت، إلى الرفيق الذي حجب وجهه وصوته إلى شاعر الجزائر العظيم الشيخ "محمد العيد": شاعر الضاد والحمى ما دهاكا … فحرمت النهى ثمار نهاك؟ ما الذي أسكت الهزار عن … التغريد يا ملهمي جعلت فداكا؟. ما الذي عاق يا أخا الوحي … والإلهام عن أن تبثنا شكواكا!؟ كنث كالطائر الصدوح فما … تنفك يوما مرددا نجواكا!. كنت لا تستطيع صبراعن الشعر فمن ذا بهجره أغراكا؟ كان نجواك، كان سلواك … إن نابك خطب وفي الهوى ليلاكا

_ *- نشرت بعدد 61 من البصائر السلسلة الثانية بتاريخ 8 صفر عام 7631 للهجرة.

كان دنياك كلها كيف لم … تشغلك عن كل شاغل دنياك! قد خلت من صداك أندية … الشعر وملء الوجود كان صداكا عجبا تستبيح صمتك يوما … ويد البغي تستبيح حماكا! أيطيب السكوت والضاد في … شدة أسر لم تلق منه فكاكا؟ أإذا طاف بالجزائر ما حرك … حتى الجماد طاب كراكا؟! أإذا أوشكت بلادك أن … تجني ثمارالمنى قطعت مناكا؟ كان حب الحمى هواك فلما … جد جد الحمى تركت هواكا! شبها ثورة على الظلم وابعثها … حروبا على الطغاة دراكا! قد شباب الحمى إلى المجد والعلياء … وأحثث إلى الجهاد خطاكا ولتسجل لابن الجزائر سفرا! … من فخار وسؤدد يمناكا! ولترتل في مسمع الدهر إنشادك … سحرا يغري النهى شفتاك قدم الشعر رافقت قدم … الوحي فقم بث بالقريض هداكا عد كما كنت شاديا فلماذا قد … حرمت الأسماع سحر غناكا؟

هذه قصيدة الشيخ محمد العيد

وهذه قصيدة الشيخ محمد العيد: هيجت وجدي ناحت عليك سواجع الاطيار … مذ أسكتتك فواجع الأغيار وتساءل الاصحاب عنك فكلهم … متطلعون لأصدق الأخبار من لي بإقناع الرفاق فإنهم … لم يقنعوا بقواطع الأعذار؟ لم يبق لي في الشعر غير بضاعة … قد لا تروج بمعرض الأفكار هيجت وجدى يا حمام بنغمة … علوية اللهوات والأوتار هب لي هوى كهوى الشبيبة يانعا … أقضي به ما رمت من اوطار ولي عن الصبوات عزمي مدبرا … ونبا عن الندوات والأشعار وعدلت متئد الخطى عن رحلة … في طيها استهدفت للأخطار وفقدت فيها المسعفين فلم اجد … سلوى سوى التسليم للأقدار وجنحت للحرم الذي فارقته … زمنا جنوح الطير للأوكار فاهتف بلحنك يا حمام ونل به … ما ناله داوود بالمزمار وابلغ به ما انت اهل بلوغه … من فتنة الأسماع والأبصار مهما شدوت أملت أغصان النقا … وأجبت بالتصفيق في الأنهار وهفت لك الاكباد في أحشائها … مشدوهة من لحنك السحار

في كونك المعطار كون منصت … فانشر صداك بروضك المعطار واقصر مداك فذو السهام وإن غفا … مترصدا ابدا لذى المنقار لا تلحني في الصمت اني أرتئي … أن الضمير أحق بالإضمار أما الحمى فهواه بين جوانحي … يرغى ويزبد زاخر التيار متدفقا كالموج لكن صنته … عن شاطئ الحمات والأكدار إن الذي هو مضغة لحمية … خلق يفوق البحر في الأغوار علق السماء وهام في عليائها … متنقلا كالكوكب السيار القلب بيت الله فهو منزه … عن ان تطيف به يد (استعمار) ولرب مغض بات في إغضائه … يقضان يرعى النجم في الأسحار ويسامر الدنيا فما يدري امرؤ … ما دار بينهما من الأسمار ويح ابن ادم من عواقب بغيه … وولوعه بالعيث والإضرار ووثوقه بالنفس وهي كحية … رقطاء فيه خفية الأجحار ورضاه في الأعمال عن حسناته … ولعل أكثرها من الأوزار وتراه يلهج بالعزائم وهو في … أيدي الضروف يدار (كالبركار) ويح العباد من العباد فجلهم … في نفرة أبدا وفي استنفار مثل الوحوش وما تسلحهم سوى … بدع من الأنياب والأضفار من أفدح الأشرار أن يقضى على … حرم الإلاه بغارة الأشرار

إن الذي زعم العدالة شرعة … آذى (الائمة) في رضى (الأحبار) ودهى العمومة في وشائج نسلها … وسطى على الأجوار بالإجوار وأحل بالقانون جرما فادحا … وأذل دين الله للدينار قل لابن صهيون اغتررت فلا تجر … إن ابن يعرب ناهض للثار! أعرضت عن خطط السلام موليا … فوقعت منها في خطوط النار لا تحسبن بأن صبحك طالع … فالبدر ويحك خاح للسار سترى امانيك التي شيدتها … منهارة مع ركنك المنهار القدس لابن القدس لا لمشرد … متصهين ومهاجر غدار يا لجنة التقسيم حدت عن الهدى … وسخرت منه فبؤت بالإنكار

جمعية العلماء أدت رسالتها

جمعية العلماء أدت رسالتها ألقيت في الاجتماع العام (لجمعية العلماء) بقاعة "الماجستيك". الأطلس- ونشرت بالبصائر في 18 ذي القعدة الحرام 1366 للهجرة. هذى الجزائر- لا خابت أمانيها- … قد وحدتها جراحات تعانيها الظلم أيقظ أهلها بها وبنى … من ضعفها قوة لا العدل بانيها وليس كالظلم يجدو أمة قعدت … عن العلا وببث العزم وانيها فهات من شعرك العذب الجميل … وصغ أغنية لشجي النفس عانيها! هات القوافي التي تزجي بسامعها … إلى الفداء وتغريه أغانيها! هات الأغانى التي ألفاظها قبس … من الحياة والهام معانيها! غن الجزائر أنغاما سماوية … حتى تميد بها سكرا معانيها غن الجزائر واهتف للألى وقفوا … في وجه كل مغير من أعاديها! واذكر جهود حماة الضاد إنهم … صانوا حماها وذادوا عن مباديها يهنى "الجزائر" أن هبت كعاصفة، … تبني المعالي ولبت صوت داعيها هبت مؤيدة بالله معلنة، … جهادها بعدما قد قام ناعيها تقودها لأمانيها وغايتها، … "جمعية العلما"جلت مساعيها "جمعية العلما" أدت رسالتها، … رغم العوادي ولم تبرح تؤديها! لم تأل جهدا ولم تخضع لطاغية، … ولم تضق بأذى ممن يعاديها

بوركت يا دار

بوركت يا دار! ألقيت في حفلة افتتاح "دار العلماء"- المركز العام- ونشرت بالعدد "54" بالبصائر، في 22 ذى الحجة الحرام عام 1367 للهجرة. بوركت يا دار لاحت لك أكدار! … فأنت معقل جنلى العلم يا دار قد كنت حلما جميلا رف طائره … بالوهم حتى اجتلتك اليوم أنظار قد كنت واجب شعب هب مندفعا … كالسيل تحدوه للأوطان أوطار قد كنت حاجة نفس للعلا طمحت … فحققت حاجة في النفس أقدار قد كنت فكرة بناء لأمته … واليوم أنت بناء ليس ينهار وهكذا العزم لا تثنيه عادية … عن المضي ولا يطفيه إعصار! عزم "البشير" أحال الضعف عاصفة … والعزم كالسيف للأخطار بتار "جمعية العلماء" اليوم إن طفرت … نشوى فكم نالها من قبل أكدار! قد هزها من وناها واستقل بها … نسر تعود خوض الجو جبار! فاليوم نستقبل الدنيا بأفئدة … شعت بها من أماني المجد أنوار واليوم نهتف بالبشرى مرددة … نشيدها الحلو أرجاء وأقطار واليوم نفرغ للأعمال في ثقة … والكل للكل أعوان وأنصار! نمضي لتحقيق غايات مقدسة … فيها يحاربنا باغ وغدار سلاحنا الحق والإيمان قائدنا … وجندنا الصبر لا يعروه إدبار "جمعية العلماء" اليوم قد وجدت … أداتها فلتسر لم تبق أعذار

فجر الحياة بدا في الأفق مؤتلقا … تهفو قلوب لمرآه وأبصار! يا دار فيك جمال الفن قد ظهرت … آياته كل جزء فيه آثار! وشى مبانيك فن من بنيك سما … كما توشي حواشي الروض أزهار يا دار يهنيك ما تجنيه من ثمر! … فيك البلاد وللأعمال أثمار يا دار فيك تعيد الضاد عزتها … وكل قلب به للضاد إكبار! وفيك يبعث ماض طالما حييت … على مجانيه أجيال وأعصار وتستعاد عكاظ فيك ثانية … بها تدوي أناشيد وأشعار تفديك دور لغير الهدم ما بنيت … بل تفتديك من الأسواء أعمار يفديك جيران سوء منك أكمدهم … جيش من السادة الأحرار جرار غصوا بهم حنقا منهم ولا عجب … ليسوا بأول جيران لنا جاروا يا فتية الضاد حان الوقت فاطرحوا … هذا الونى وانهضوا فالناس قد طاروا سيرواعلى نهج آباء لكم سلفوا … فإنهم في طريق المجد قد ساروا شقوا الزحام إلى العلياء واقتحموا … أخطارها إنما العلياء أخطار اسعوا لتحيوا حياة العز أو فردوا … حوض الردى فالردى يمحى به العار أرواح آبائكم في الخلد قد هتفت … تحرووا فجميع الناس أحرار

الصحراء

الصحراء! * أصحراء أنت الكون بل أنت أكبر … ومرآك في عيني أبهى وأبهر! بلى أنت دنيا لا تحد على المدى … إذا كانت الدنيا تحد وتحصر! بلى أنت دنيا من هناء وغبطة … وصفو على الأيام لا يتكدر! بلى أنت دنيا الوحي والشعر والحجى … فقلبي نشوان بحبك يطفر! إذا بجمال البحر قد هام معشر … وأعجبهم منه محاسن تذكر أهيم بمعنى فيك مهما اجتليته … تبدى لعيني دونه البحر يزخر وإن شاقهم منه هدير مرجع، … فصمتك ذو صوت بأذني يهدر وإن سكن الناس المدائن إنني … لجأت إلى سكنى بحضنيك يؤثر وكيف أرى سكنى المدائن بعدما … رأيت بها ما يستذم وينكر نفاق على كل الوجوه مخيم … وبغض على كل الجباه مسطر وفوضى على رغم ادعاء حضارة … بها لم تدع شيئا يحب ويقدر وسعي وراء العيش ليس بمنته … وهم على تحصيله ليس يفتر!

_ * نشرت بالبصائر في 13 ذي الحجة الحرام 1366 للهجرة.

وإن قيل: في الصحراء جدب ووحشة … وحر غدت نيرانه تتسعر! ففيها جلال يبهر العين شخصه … ولكن قليل من بمعناه يشعر وفي أرضها شب الرسول محمد … ومن أفقها انبث الهدى يتفجر أصحراء ضميني إليك فإنني! … -وحقك- من سكنى المدائن أضجر أنا ابنك قد لقيت حبك ناشئا … وإني على ذا الحب لا أتغير وشاعرك الباني علاك ومن غدا … بمجدك في الدنيا يتيه ويفخر!!

منجاة البحر

منجاة البحر! * (1) هكذا قلت في الصحراء عندنا كنت أسكن الصحراء فلما انتقلت إلى الجزائر" العاصمة" وسكنت بحي "بولوغين"- سانت أوجين- قريبا من البحر لقيني صديقي الشاعر الشيخ محمد العيد فقال لي: من حق البحر عليك وقد أصبح جارك أن تقول فيه شيئا، حي الله الشيخ العيد فما أرق شعوره أنه يذكرنا بحق الجوار حتى مع البحر. ولم تطل ساعة الاستجابة فقد أتيته في اليوم التالي وقلت له: "إن جار البحر قال في جاره شيئا"، وقرأت عليه القصيدة التالية: ماذا بنفسك قد ألم … يا أيها البحرالخضم نام الخلائق كلهم … وبقيت وحدك لم تنم فالكون في صمت عميق … غير صوتك فهو لم ... والجو مؤتلق وفي … جنباته البدر ابتسم وأرى العبوس على محياك … الجليل قد ارتسم وأرى أنينك صارخا … كالرعد دوى في الأكم وأراك كالمشفى يضج … من النسيم إذا ألم فكأن موجك وهو … يعثر بالصخور إذا اصطدم دمع جرى من موجع … فقد التصبر فانسجم! يا بحر ما هذى الشكاة … ألست توصف بالعظم؟ ماذا التبرم بالحياة … كأنما أشجاك هم؟ *- نشرت بالبصائر والشهاب.

أتضيق ذرعا كابن … آدم بالوجود وما انتظم؟ ومن المعمر إذ طغى … كم أباد وكم هدم؟ أتضج من شرف يداس … ومن المسيطر إذ ظلم! إتضج من حر يهان … ومن حقوق تهتضم؟ أتضج من جار يجود … ومن وضيع يحترم؟ أتضج من عبث السياسة … ومن أخ خان الذمم إني حيالك واقف … فكرت فيك فلم أنم! وسئمت من أرقي فجئت … إليك أطرح السأم! فلعل منظرك الجميل … يذود عن قلبي الألم وسماء وحي للأديب … حويت لمجتليك وكم حكم! كم قد طويت من القرون … وكم محوت من الأمم كم قد حويت من الرفات … وكم ضممت من الرمم أفأنت تاريخ تضمن … ما جرى منذ القدم؟ دم مسترادا للحزين … وسلوة لذوي الألم وسماء وحي للأديب … ومجتلى حسنا أتم!

مناجاة البحر

مناجاة البحر! (2) وقد كان لقربي من البحر ومجاورتي اياه أثر عميق في نفسي إلى درجة أنه جعلني أشعر بأنني بقرب صديق أطارحه الحديث وافضي إليه بذات نفسي وأسأله عن ذات نفسه وكثيرا ما أوثره على الأصدقاء الذين لا تربط بينهم إلا مصالح مادية تافهة وأخصه،- من غير ملق- بكل ثنات واعجاب. ففي ذات أمسية ساحرة حالمة من أمسيات الصيف جلست إليه على صخرة مرتفعة تداعبها الامواج الرقيقة الرخية من كل جهة، وجعلت أتأمله وأحدوا نظري فيه غير شاعر بمن حولي وإذا بي أقول، كأنني أنطر في صحيفة: يا صامتا يتكلم … وضاحكا يتألم! ويا خطيبا بليغا … ومعربا وهو أعجم! ومانحا كل سر … لشاعر يترنم! لكنه عن سواه … بسيره يتكتم! يا راضيا مطمئنا … وساخطا يتبرم ويا حليما وقورا، … وثائرا ليس يرحم يا شاديا يتغنى! … وشاكيا يتظلم يا مودعا كل لغز … يا حاويا كل مبهم حتى كأنك لوح! … فيه الحقائق ترسم يا بحر يا خير دنيا … فيها الجمال تجسم هذي قلوب صوادى … على ضفافك حوم

مطيفة بك كادت … من شوقها تتحطم يا بحر يا إلف روحي … وأنسها حين تسأم نجواك دنيا خيالي … إذا دجا الليل خيم ففي هديك شعر … به النسيم ترنم وفي صفائك سحر … كأنه سحر مبسم وفي هدوئك سر … من الحقيقة أعظم يا بحر حسبك أني … بكل ما فيك مغرم فأنت للشعر وحي … وأنت للحزن بلسم

أغنية بجرية

أغنية بجرية! واشتد الحر يوما بدرجة مفزعة فهرع الناس إلى البحر زرافات ووحدانا شيبا وشبابا رجالا ونساء ولفت نظري من بين هذه الجموع المتراصة والمتدافعة إلأى الأمواج كالأمواج منظر اسراب الأطفال الصغار وهم يتواثبون على رمال الشاطئ بثيابهم المزركشة كالعصافير الملونة فاستولى على نفسي هذا المنظر الساحر والمشهد الرائع ولم أشعر إلا بكلمات هذه الأغنية تجري على لساني وتنساب من بين شفتي: يا بحر يا رمز الجمال الساحر … ومهبط الوحي لقلب الشاعر ومطمح الأنظار والمشاعر … ومفزع الناس لدى الهواجر تفديك أرواح إليك تهفو إن أقبل الصيف وهاج الحر! … ومسنا من الحرور ضر! وعيل من لفح الهجير الصير! … فليس نطفي ناره يا بحر! إلا بماء فيك لا يجف هذى الوجوه الغضة اللطاف … طاب لها من حولك المطاف لها إلى جمالك انعطاف … وما لها عن حبك انحراف لم يرضها غير هواك إلف تغشاك أسراب من الولدان … نضوا ثيابهم عن الأبدان ونشطوا للعلوم كالحيتان … فظهروا حولك كالأغصان بروضة جميلة تحف

لك محيا رائع جليل! … ومنظر محبب جميل. فيك نسيم بارد عليل … يطيب فيك الصبح والأصيل وفيك لطف في الدجى وظرف إنا لزمنا العوم فيك دوما … وأي نفس لا تحب العوما لا نستطيع الصبر عنك يوما … ولا نلذ راحة أو نوما! إذا لم نجد خلا سواك يصفو وكنت يوما راكبا "الترام"، الذي يمر على شاطئ البحر وكان معي صديقي السيد العمري الذي أعجبه منظر البحر فقال لي: "ألا ترى البحر كيف يبتسم اليوم؟ وكنا قد تلقينا اذ ذاك خبر موت مرشد الكشافة الاسلامية الجزائرية السيد "محمد بوردس" الذي أعدمته السلطة الفرنسية في صباح ذلك اليوم فقلت على الفور: البحر أبدى ابتساما … لنا وزاد ابتهاجا! ولو درى البحر شيئا … مما درينا لهاجا! ويذكرني هذا اليوم بيوم آخر أشد وقعا على النفس وهو أول يوم من الربيع أشرقت شمسه على الجزائر والسجون والمعتقلات ملأى بالوطنيين ومن مراكز التعذيب يسمع أناين المعذبين وفي كل بيت ثكل وفي كل عين دمع وفي كل قلب ألم واذا بي أقول هذا البيت كأنني أقرؤه في صحيفة: أتضحك يا ربيع بملء فيكا … ولم أر مقلة لم تبك فيكا؟

كفا حزنا

كفا حزنا! وحينما كنت بالمعتقل "معتقل بطيوه- سان لو-" وكنت أسمع هدير البحر، فقد كان المعتقل قريبا من البحر وذكرت كيف كان البحر مجتلى ناظري في الصباح وفي المساء ومستحم جسمي في الليل وفي النهاو جاشت مشاعري بهذه الحسرة اللاذعة: كفى حزنا أني قريب من البحر … ولا أجتلي ما فيه من روعة السحر أيصبح لي جارا قريبا ولا أرى … محياه؟ ما لي عن محياه من صبر إذا ما دجا ليلي سمعت هديره … فيعصف بي شوق ينوء به صدري فأقضي سواد الليل بالحزن والأسى … إذا لج بي حزني لجأت إلى الشعر! أأحرم مرأى البحر وهو مجاوري … وقد عشت دهرا مسكني شاطئ للبحر؟ أطارحه شجوى وأشكوه لوعي … وأستلهم الأمواج عن غامض السر وأسبح فيه كي تزول لواعجي … فلا ينطفي ما في الجوانح من جمر فيا شعري هل درى البحر أنني … مجاوره أم أنه لم يكن يدري؟

إلى جار بحر الروم

إلى جار بحر الروم! يا جار بحر الروم هل من وقفة … لك في مناجاة وفي استفهام؟ كشفت لفكرك ما يكن بصدره … من زاخر الأحلام والآلام فلئن أبى الإفصاح عن أسراره … فسل الصخور أو العباب الطامي ولئن أبى الكل الإجابة فارتفع … نحو الهلال الشاعر البسام فهو الذي يوليك سحر بيانه … ما شئت من وحي ومن إلهام له شعر قد شققت عبابه! … بالروح والأفكار والأحلام كالبحر في أسراره وجلاله! … وجماله وعبابه المترامي بسكرة: أبو بكر رحمون

البحر حسبي

البحر حسبي (1) البحر حسبي- أبا بكر- مناجاة … وحسبه بأغاريدي مناغاتا! وجدت فيه لآمالي مشابهة … كما وجدت لآلامي مواساتا! يروقني منه- إن أبصرته- عظم … أرى به الكون لا يدنو محاكاتا! دنيا تتيه على الدنيا بما وسعت … قد احتوت من فنون الحسن اشتاتا كم وقفة لا على شطيه أنشده … شعرا وأشكوه من دنياي أعناتا ألقي إليه أغاريدي فتسكبها … هوادر الموج أنغاما وأصواتا وكم تيممته والليل قد سترت … أثوابه السود أحياء وأمواتا! أفضى إليه بهم ذاد لا عجه … نومي فأفلت من عيني افلاتا! والبحر خير صديق ما شكوت له … إلا وأولاك إصغاء وإنصاتا هناك أنسى جوى حزني بجانبه … ولا أحس لأتعابي معاناتا وهل أرى صاحبا كالبحر أوليه من … صفو الوداد ويوليني مصافاتا؟

قسنطينة

قسنطينة مهداة إلى إخوان لي هناك نظمتها خلال الايام التي قضيتها بقسنطينة لحضور جلسات المجلس الإداري "لجمعية العلماء" في أوائل ذي الحجة الحرام عام 1367 للهجرة، وكانت المرة الأولى التي أرى فيها قسنطينة ونشرت القصيدة بالبصائر عدد "53". "قسنطينة" أني حللت بواديك … فلله ما شاهدت من حسن "واديك " كأن عليه الجسر بات مرابطا … ليحرس هاتيك الربا من أعاديك! ذكرت به "عبد الحميد" وبأسه … وكيف تحدى كل هول ليفديك! وكيف بنى صرح المكارم عاليا … وهب لتشييد المكارم يدعوك! وجهز جيشا للجهاد مسلحا! … بعلم وللتحرير قاد عاش يحدوك! قضى عمره للمكرمات مشيدا … ومات وتشييد العلا من مآتيك وتمم ما قد خط من أسس الهدى … بنوك فهم من بعده خير بانيك "فمعهده "الباقي على الدهر كاسمه … يد- لا تحاكيها يد- من أياديك "وناديك" أحسست ابن باديس ماثلا … به ليته قد كان عاش "لناديك"! ولكنه إن لم يعش فرفاقه! … على نهجه يرعون ما قد رعى فيك "قسنطينة" لله حسنك إنه … ليوهم أن الخلد بعض مجاليك وما حسن أرض غير أرضك إن يكن، … سوى نفحة مرت بها من رواييك ولله إخوان هناك عرفتهم … عرفت بهم صدق الهوى بين أهليك

وشمت سجايا العرب فيهم صريحة! … وأين سجايا العرب إن لم تكن فيك؟ وما عشت لا أنسى مجالس فتية … عصامية أحيت مآثر ماضيك! وواسطة العقد "البشير"متى يفه … بمنطقه اهتزث سرورا نواديك! يعيد لنا مجد البيان حديثه! … ويحيى عهودا أشرقت من مغانيك و"معهدك المعمور لله حسنه … لقد كان طغرى الفن بين مبانيك قسنطينة ان لم أزرك فإن لي … فؤادا له شوق إليك يناجيك ولكن حظي كان عنك يصدني … ولو لم يعقني الحظ ما كنت أسلوك

يا بنات النيل

يا بنات النيل ألقيت في حفلة التكريم لمديرى الفرقة القومية المصرية للتمثيل "يوسف وهبي " و"زكي طليمات " بمركز "جمعية العلماء" بالجزائر العاصمة ونشرت بالبصائر عدد 108 في 3 جمادى الأولى 1369 للهجرة. يا بنات النيل هل من نفحة … من عبير النيل في أردانكم؟! لي إلى مصر هوى يا ليتني! … طائر يصدح في أفنانكم! فأرى موطن "شوقي " وأرى … نيله الموحي إلى حسانكم! كل قلب للقاكم نابض! … هزه الشوق إلى أوطانكم! قد وعيتم حق إخوان لكم! … وتذكرتم هوى جيرانكم! أبلغوا إعجابنا مصر بما! … بلغت في الفن من إحسانكم! نحن لا ننسى لكم فضلكم! … كيف ينسى الفضل من إخوانكم إنما نشكو إليكم منكم! … وحشة لم تخف عن أذهانكم لم تغيبوا قط عن وجداننا … كيف غبنا نحن عن وجدانكم نحن نصلى نار حكم بلغت! … منه شكوانا إلى آذانكم! نحن في بلداننا في غربة! … فتشوقنا إلى بلدانكم! إننا نبني ولكن من يكن … مثلنا يحتج إلى بنيانكم! فأعيوننا على تحريرنا! … تجدونا السيف في أيمانكم!

شوق إلى صديق كريم

شوق إلى صديق كريم راسلت بها الأخ "بوزيدي" الطاهر بن بلقاسم عندما غادرنا بالجزائر وذهب إلى بلده "برج طولقة" بعد أن عاد من منفاه "بجنين بورزق " بجنوب وهران: قضى الله أن نشقى بتفريق شملنا … فأسكنك الصحرا وأوطننا البحرا! نفاك إليها قبل كرها فما اشتفى … فساقك طوعا نحوها كرة أخرى فقل لي: أأرض "زاب" أرضتك موطنا … أم أنت بأرض "الزاب" لم تستط صبرا!؟ وهل بين أهل "البرح" ألفيت فتية … سراعا إلى ما يكسب الحمد والفخرا؟ وهل فيهم من كاتب يسحر النهى! … بآياته أو شاعر ينظم الدرا؟ وهل في شباب الزاب ذو وطنية … يرى نهضة الأوطان غايته الكبرى؟ وهل فيهم من صادق الود مخلص … لإخوانه لايعرف الختل والغدرا؟ فإنني لم أرض "لجزائر"موطنا … وحقك إلا مرغم النفس مضطرا ولا ملكت قلبي بروعة حسنها … ولا بحرها الجذاب أنساني الصحرا ولكن رأيت "الزاب" للضيم راضخا … ومستسلما للبغي قد ألف القهرا تمكن منه الخوف حتى حسبته! … تجرد من إيمانه واكتسى كفرا إلى أن رأينا "الزاب" للشيخ زوجة … تزوجها كرها ولم يعطها مهرا تزوج منها لاهيا ما بحبها! … ويجعل بعد العسر من أمرنا يسرا

إذا ما شكت يوما له سوء عشرة … بما نالني من زهد آبائه عذرا فكيف يطيق الحر فيه إقامه … أأمل فيه لو بقيت له خيرا ففارقته والله يعلم أنني! … أحس لذكراه على كبدي جمرا ولا سيما نشء به قد تركته … بربك يوما وهو يستعبد الحرا؟ فإن ناله مني جفاء فإن لي … وسوء خلال منه أوسعها نهرا فصبرا لعل الله يجمع شملنا … ولكن ملا عندها ابتزه قسرا!

موكب الربيع

موكب الربيع نشرت بالبصائر عدد 220 السنة الخامسة السلسلة الثانية في 20 جمادي الثانية عام 1372 للهجرة. قد تجلى لنا محيا الربيع! … رافلا في ثياب حسن وتولى الشتاء يعثر في أذياله … مسرع الخطى في الرجوع كان ضيفا على النفوس ثقيلا … لم تجد يوم بينه بدموع! كان للبائسين سوط عذاب … إذ تولى بغصة في الضلوع كان في القلب غصة ما شعرنا … وأداة للفتك والترويع! كم طريح على الثرى مات … جوعا ويتيم على الطريق صريع لم يذوقوا طعم الهناء نهارا لم … يذوقوا في الليل طعم الهجوع زمهرير يفري الجلود مذيب … وثلوج تأتي بإثر صقيع! ورعود لها هزيم مريع … ودوي يصم سمع السميع ذاك جيش الشتاء ولى كسيرا … مذ أطلت عليه شمس الربيع وتجلت فالكون دنيا من السحر … لمغرب بكل سحر ولوع! فالعصافير رجعت كل لحن … يسترق النفوس بالترجيع حضرت مأتم الشتاء لتشفى … من جراحات قلبها المفجوع وثبت من مخابيء الدوح … نشوى تتناغى بالشدو والترجيع

وعلى هامة الخمائل إكليل … من الزهر محكم الترصيع! والمروج الخضر تختال عجبا … أثوابا حبتها بها أكف الربيع والسهول اكتست من العشب … والروابي ضواحك بالزروع! وعبير الأزهار يعبق في الروض … فتشفى به جل الوجيع فزمان الربيع أغنية الدنيا … والسحر في جميع الربوع فشا البشر والطلاقة والنشوة … وعيد الورى ومهوى القطيع وجلاء القلوب من صدى … الهم وسلوى الحزين والمفجوع ونشيد الهوى وينبوع إلهام … ووحي للشاعر المطبوع! ايه! هل فيك يا ربيع انعتاق … لبني الضاد من حياة الخضوع هل يرى المسلمون فيك خلاصا … من أسار مضن ورق فظيع لك شهس طلوعها مستمر. هل … لشمس لنا اختفت من طلوع؟

وداع الربيع

وداع الربيع كانت أمسية جميلة ممتعة تلك التي ودعنا فيها الربيع الحبيب في ربض "بوزريعة" الجميل، عند صديق كريم وبصحبة كاتب وشاعر، هما الأستاذ إسماعيل العربي والأستاذ عبد الكريم العقون فإلى الإخوة الثلاثة أهدي هذه القصيدة: أي سر فصل الربيع حواه … فغزا كل ذي فؤاد هواه؟! مجتلي للجمال والحب والشعر … وعهد الصبا وطيب جناه قد تجلى الفصول بين كبدر … إن تجلى أخفى النجوم سناه مثل عهد الشباب ولى سريعا … أو كيوم اللقاء كان مداه ليته لم يغب سريعا ليروى … كل قلب من الجمال صداه ليت كل الزمان كان ربيعا … ليت الفصول كان فداه مذ أطل اكتسى الزمان شبابا … وازدهى الكون في بديع حلاه وأقامت لها الطبيعة عرسا … رن في مسمع الوجود صداه فابتسام الزهور فيض سرور … وغناء الطيور سحرغناه! وحفيف الأوراق وسوسة الحلي … وعرف الزهوو طيب شذاه وتثني الأغصان رقص عذارى … كلما نقل النسيم خطاه! ومروج النبات والزهر بسط … متى غرد الهزار حكاه ... ! أبدعت وشيه مغازلة الشمس … كل سهل به بساط كساه ... !

وصفوف الأدواح تحكي عروشا … وحاكت يد الغيوث سداه وخرير الأنهار أنغام أوتار … لم تعفر أمامهن جباه!! كل ما في الربيع جالب أنس … لأخى البؤس طارد لأساه! فكأن الربيع بعث حياة! … أو طبيب تأسو الجراح يداه أو تباشير من منى أو … أفانين نعيم لا تنتهي دنياه!! يا مراد الأحلام يا مهبط … الإلهام يا نفحة الخلود لقاه يا مجالي الصفاء والأنس يا … مهوي نفوس القطيع يا مرعاه! يا مثار الإحساس للشاعر … الشادي ومرمى أنظاره وعزاه إن تغب فانتظار قلبي للقياك … ولو بعد طول عهد مناه نشرت بمجلة "إفريقية الشمالية"

ثورة الطبيعة، أو الخريف يودع

ثورة الطبيعة، أو الخريف يودع حال لون الرياض بعد ازدهار … وتمشي الذبول في الأزهار وبدت وحشة الخمائل لما، … فارقتها سواجع الأطيار وتعرى وجه البسيطة مما … كان يكسوه من حلى النوار وعرا صفحة السماء عبوس! … فهي ترمي من غيظها بشرار وتفشي الشحوب في ورق الغصن … وجفت نضارة الأشجار تلكم ثورة الطبيعة قد … ذادت عن الكائنات كل قرار إنها الثورة التي تنذر الكون … بأن الخريف في إدبار! إنها طلعة "الشتاء" وما اسمج … مرآه الشتاء في الأنظار إن مرآه كالشجى في حلوق الناس … أو كالقذى على الأشفار يا زمانا مضى سريعا وولى … بأماني للنفوس كبار! فيك أنس الأديب إن ضاق … بالناس وسلوانه من الأكدار! فيك للشاعر الذي ينشد الحسن … مثال من ورقة الأشعار! فيك للموجع الحزين جلاء … النفس مما تشكوه من أضرار! فسلام حتى تعود إلينا، … بعد عام فنحن في الانتظار نشرت في البصائر

يا زهرة

يا زهرة! يا زهرة هي ملهى … لأنفس مكروبه! وسلوة لشجى … تذود عنه خطوبه أفديك همزة وصل … بين القلوب الكئيبه أفديك قطرة غيث … على العقول الجديبه أفديك مبعت أنس … لكن نفس حبيبه لكنما فيك ذكرى … بغيضة مرهوبه! ذكرى الشباب المفدي … يذوى ويبدي شحوبه تقضى عليه سريعا … آجالنا المكتوبه! نشرت في البصائر

أشتاء ذا أم الصيف أظلا

أشتاء ذا أم الصيف أظلا؟ يوم من أيام الشتاء أشرقت شمسه دافئة حارة منعشة! كأنه فر من أيام الصيف أو انفلت من موكب الربيع مما أوحى إلي بالقطعة التالية: أشتاء ذا أم الصيف أظلا … فتجلى البشر واليأس تولى بث في الجو سريعا دفئه … أم ربيع بمحياه أطلا؟! يا له يوما تناسينا به … ما دهى من عنت الدهر وجلا شمسه أنحت على البرد فلم … تبق للبرد ولا للثلج ظلا! هزمت كل سحاب فانجلى … ومحت كل ضباب فاضمحلا وتناسى كل عار همه … وانتشى كل فقير وتسلى حبذا الشمس حياة وسنى … وعزاء لأخي البؤس وظلا نشرت بعدد 25 من البصائر، في 19 ربيع الثاني 1367 للهجرة.

متى يبدأ الربيع

متى يبدأ الربيع؟! عصافير هذى الرياض اصدحي وغني نشيد المنى وافرحي، وعبي رحيق الهوى وامرحي، فإنك في مهرجان الربيع ففي مهرجان الربيع الجديد! يطيب الغناء ويحلو النشيد! فغني بكل نشيد بديع فإنك في مهرجان الربيع أقيمي على الشدو ولا تفتري وطوفي على الأرج المسكر وطيري إلى كل أوج رفيع فإنك في مهرجان الربيع سئمنا حياة الأسى والألم فغني لننسى دبيب السأم وننسى أسانا المرير الفظيع فإنك في مهرجان الربيع

ألا تبصرين ابتسام الزهر؟ ألا تشعرين برقص الشجر؟ فإن لم تغني لقلب صريع، فغني احتفالا بعيد الربيع ولكن ألا تسمعين الصراخ؟ لهدم البيت ليتم الفراخ لخطب مريع لموت ذريع فكيف تغنين لحن الربيع؟ وذا بلبل طار من وكره! وفر لينجو من أسر! فلم يبق أي ملاذ منيع! فكيف تقيمين عيد الربيع؟ إذا ما انجلت غمرات الخطوب وحل السلام محل الحروب فلا من دموع ولا من نجيع هنالك يبدأ عيد الربيع

منظر

منظر! يا له منظر كسا الكون سحرا … وسرى في شعاب نفسي عطرا ومشى في دمي حياة وفكرا! … وجرى في فمي خيالا وشعرا ** قد صفا الجو من سناه وأشرق … وأديم السماء فيه ترقرق! فكأن السماء نص تدفق! … وعليه الهلال يطفو كزورق! ** ضوا الليل والنهار استنارا، … فكأن الدجى استحال نهارا فشخصنا نحو السماء حيارى … ننشدا الليل أين ولى وسارا وإذا بالهلال فيها تجلى! … برداء من سحره قد تحلى ... قال: تدورون بالدحى أين ولى؟ … قد توارى مني حيا واضمحلا

أيها الطود

أيها الطود! إن أعظم ما تبرر فيه عظمة الكون ويتجلى فيه جمال الطبيعة: البحر والصحراء والجبل. وقد تقدم خلال قصائد هذا الديوان وصف البحر والصحراء. وهذه قصيدة في عظمة الجبل خاطب فيها الشاعر جبل (الضاية) - بوسوى- من وراء قضبان المعتقل إبان حرب التحرير: أيها الواقف المطل على … الدنيا برأس متوج بالإباء! يتحدى الردى ويهزأ … بالإعصار والعاصفات والأنواء لا يبالي صرف الليالي … ولا يحفل بالحادثاث والأرزاء أيها الطود ليت لي منك ما … أوتيته من مناعة واعتلاء! ليتني كنت- أيها الطود- حرا … من قيود قد حطمت كبريائي ليتني كنت منك قطعة صخر … لا تحس الغرور في الأدعياء وإذا ما الرياح مرت عليها … رمقتها بنظرة استهزاء! ليتني كنت منك حبة رمل تتهادى في حلة من ضياء! وتلاقي غذاءها من ندى … الفجر ومن صيب الحيا والهواء وتغنى الأثير بالهمس لحنا … أزلي الأنغام والأصداء ليتني كنت منك- يا طود- … جزءا مستقرا في القمة الشماء! ليتني كنت لا أبالي بما يجري … حوالي من ضروب البلاء

أيها الطود أيها الجبل … الموحي جلال الخلود للشعراء أيها المارد الذي يتحدى … كل هول بالتيه والخيلاء! أيها القوة الكبيرة يا نبع … قصدي ويا معين غنائي أنا في هذه الحياة شقي ضاق … ذرعا بما بها من شقاء أنا فيها عبد لأطماع … نفسي مستذل لسلطة الأهواء أنا نهب لكل داء ومرمى كل … سهم من نافذات القضاء فامنحيني منك الثبات فآلام … جروحي قد مزقت أحشائي وهبيني من قوة الروح ما … أسمو به فوق هذه الأدواء من ذراك المنيعة ابثق النور … على التائهين في الظلماء وتوالي الهتاف بالخطة المثلى … من الثائرين والأنبياء لم تزل مبعث الرسالات والثورات … مثوى الأبطال والزعماء أيها الطود قد بثثتك آلامي … فهل أنت سامع لندائي؟

الثلج

الثلج! ماذا أرى فوق الجبال … كأنه الثوب القشيب؟ ماذا أراه من البياض … كأنه الشيب المهيب؟ عجبا أرى! حتى الجبال … الشم يدركها المشيب! أم ذاك موج البحر يكسو … غارب الطود السليب عجبا أيعلو الموج حتى … ذروة الجبل الرهيب! أم ذاك زهر الأقحوان … كأنه الثغر الشنيب! كلا فإنا في الشتاء الجهم … في الفصل الجديب! ما ثم من زهر ولا … عشب ولا مرعى خصيب؟! أفما سمعت الطير يعلن … مأتم الكون الكئيب؟! أو ما رأيت الغيث … يبكي والرياح لها نحيب! أفما تحس الموت في … جسم الحياة له دبيب؟ ماذا البياض إذن- ككافور … حكى خد الحبيب!؟ ألأن هذا الكون مات … وذا له كفن وطيب؟! لا فالحياة لها البقاء … وغصنها أبدا رطيب! وإذا نضت أثوابها … فلكي تنام بلا وجيب! ماذا البياض إذن- وماذا … ثم من سر عجيب؟ لا سر يخفى ثم لا … لغز ولا شيء غريب! لا ما يدق ولا يشق … على الغبي ولا الأريب

ما ثم إلا صورة للحسن … ليس لها ضريب! ما ثم إلا بسمة … الأقدار للأمل القريب! ذاك ابتسام الثلج … يوحى بالروائع للأديب

زهرات

زهرات! زهرات تبسمت في حبور … لانتصار السنا على الديجور وأشارت إلى الصباح تحييه … تحايا المظفر المنصور! بعبير طوت عليه حناياها … وباحت بسره للطيور فهي تشدو بكل لحن شجي … في انتشاء كالشارب المخمور وتناجي الزهورنجوى محب … مستهام متيم مهجور! زهرات كأنهن العذارى … في خدود تضمخت بالعطور وثغور تبسمت في ازدهاء … أي سحر مثل ابتسام الزهور؟ وعيون تحيي القلوب وترديها … بما في جفونها من فتور وقدود تميس تيها إذا ما الريح … مرت بذيلها المجرور! وإذا ما الفراش خف إلى أحضانها … هائما بخمر الثغور! زهرات نمت حيالي مثالا … من جمال وألفة وسرور! سوف أرعاك -يا زهور- كجارات … حسان من كل باغ غدور وأناجيك في صباحي وإمسائي … وعند الضحى وعند البكرور وإذا لم يكن جمالك يصبي … كل قلب، لا تغضبي لا تثوري كم نفوس تسعى بغير حياة … وقلوب تحيا بغير شعور!

شجرة

شجرة! شجرة ناضرة مخضره … إلى النفوس تبعث المسره قامت حيال غرفتي في "المعتقل " … مختالة كأنها طيف الأمل ذات قوام فارع جذاب! … يأخذ بالأبصار والألباب أغصانها كأذرع الحسان … تهم بالضم والاحتضان لا غرو إن هام بها النسيم … فمثله بمثلها يهيم! أوراقها مثل صغار الطير … منظرها يطرد كل ضير! لذا أوت أسرابها إليها … وأودعت أفراخها لديها والشمس من عشق لها لما تزل … تغمرها -كل صباح-بالقبل والناس قد تفيؤوا ظلالها … والشعراء استلهموا جمالها سلمت- يا شجرتي- من الغير … ولا عراك سقم ولا كبر! ولارميت بشقاء الغربه … فقد لقيت منه كل كربه

أسيرة الطير

أسيرة الطير يا أسرة الطير مرحى … شيدت للبر صرحا! أذهبت عن كل قلب! … بسحر صوتك برحا! كل النفوس الحزانى … غدت بشدوك فرحى! لا سيما نفس حر! … بصدمة الظلم قرحى! يبيت يشكو أساه … ويشرح الهم شرحا! داوي بشدوك نفسا … بأسهم البيان جرحى! فإن شفيت جروحي … هتفت: يا طير مرحى!

ابنتاي

ابنتاي من مناغاة الطفولة تبوأتما مهجتي يا ابنتيا! … ولازم طيفاكما مقلتيا أرى البيت روضا بشخصيكما … وإن غبتما كان سجنا عليا وأسمع صوت الحياة الرخيم … إذا مس صوتاكما مسمعيا وأبصر شمسي جمال متى! … يقابل وجهاكما ناظريا متى عدت للبيت أقبلتما … قطاتين خفاقتين إليا تقبل إحداكما وجنتي … وتلثم أخراكما شفتيا وكلتاكما تتشبث بي! … وتثني على عنقها ساعديا أماشيكما كصديقين لي! … وهل أنتما غير ذاك لديا وأدخل للبيت في نشوة … عظيم السرور بما في يديا هنالك تسكن نفساكما! … بقربي وتسكن نفسي مليا وأنسى متاعب يومي فلا … أحس بها بعد ذلك شيا ويعقد ما بيننا مجلس! … يعد مثالا من الود حيا فما فيه من أثر للنفاق … يشوه وجه الوداد الوضيا وما فيه ذو هيبة في الخطاب … ولا ثم تلفى لسانا عييا! إذا فاه أصغرنا خلته! … "وأن لم يبن " شاعرا عبقريا! فما كالطفولة من بلسم … لقلب غدا بالحياة شقيا! ابنتي متعتما بالحياة! ولا زلتما إن دجت نجمتيا

_ نشرت بعدد 214 من البصائر في 7 جمادي الأولى 1372 للهجرة.

أنا وابناي

أنا وابناي الرسالة 15 فبراير 1937م أوحى إلي بهذه القصيدة ما قرأته للشاعر "محمود غنيم " من قصيدته في ابنيه وهذه هي القصيدة: وأطيب ساع الحياة لديا! … عشية أخلو إلى ولديا! إذا أنا أقبلت يهتف باسمي … الفطيم ويحبو الرضيع إليا! فأجلس هذا إلى جانبي! وأجلس هذا على ركبتيا! وأغزو الشتاء بموقد فحم! … وأبسط من فوقه راحتيا هنالك أنسى متاعب يومي … كأني لم ألق في اليوم شيا وأحسبني بين طفلي "شاها" … وأحسب كوخي قصرا عليا فكل طعام أراه لذيذا! … وكل شراب أراه شهيا وما حاجتي لغذاء وماء! … بحسبي طفلاي زادا وريا وأية نجوى كنجواي طفلي … يقول: أبي وأقول: بنيا ويا رب لغو يفوه الصبي … به فيكون حديثا شجيا وأفصح من أفصح الناس طفل … أراد الكلام فكان عييا هنا أستعيد قديم حياتي … وأرجع أطوي الليالي طيا فأنسى عذاري وأنسى وقاري … وأحسب أني عدت صبيا أيا ابني أحبب بما تتلفان! … وأهون بما تكسران عليا

يصونكما الله من حادثات … الزمان ويبقيكما لي مليا ويكفيكما الله شر البكاء … ويحفظ من وقعه أذنيا أمن كبدي أنتما فلذتان … أم أنتما حبتا مقلتيا؟ ألا ليت شعري أتمتد بي … حياتي فأجني غرس يديا!؟ وأشهد طفلي ييفع ثم … يشب ويصبح شهما أبيا! أبوك امرؤ من رجال الكلام … فكن أنت يا ابني امرأ عمليا فما احتقر الناس إلا الأديب … ولا احترم الناس إلا الثريا

عصفورة

عصفورة! من حصاد السجن عصفوة مرت على غرفتي … تشدو بلحن ساحر النبرة والناس صرعى النوم لم يفطنوا … كأنهم- بالنوم- في سكرة! مرت تغني فاستشارت جوى … قليي وأشواقي لعصفورتي عصفورة تشبهها روعة … في الوثب والتغريد والصورة عصفورتي إن جئت أرض الحمى … وشمت بيتا قد حوى صبيتي! كوني رسولا صادقا للتي … تحية الطل إلى الزهرة! قولي لها: لا تهلكي بالأسى … ولا يذب قلبك بالحسرة! وابتسمي -كالزهر- لا تعبسي … واحتفلي بالعيد في غبطة أبوك مازال حليف الوفاء … حاشاه أن ينساك في الغربة بوجهك السابح في طهره! … يحلم في النوم وفي اليقظة! وسوف تأتي ساعة الملتقى … لا بد للغائب من أوبة!

أنت

أنت! من حصاد السجن أنت عبير الزهر في روضة … أثملها الفجر بخمرالندى! أنت عناء الطير في أيكة … ترقص للطير إذا غردا أنت رفيف القلب في قبلة … منعشة تطفيئ حر الصدى! أنت دبيب البرء في مهجة … كادت تلاقي من أساها الردى ... أنت أمان الأنفس الخائفه … والهول يدنو من حماها خطاه أنت خيالات رؤى سالفه … ما بين إقبال وعز وجاه! أنت وميض اللمحة الخاطفه … من أمل حلو لذيذ جناه! أنت ظلال الواحة الوارفه … أوي إليه من هجير الحياه! ... أنت جمال الكون في ناظري … لولاك لم أبصر جمال الوجود أنت أربح الخلد في خاطري … لولاك لم أعرف معاني الخلود أنت سماء الوحي للشاعر! … ينهل منها كل معنى شرود أنت لذيذ النوم للساهر … قد ذاد عنه الهم طعم الهجود

أنت وجيب الحب في خافقي … لولاك لم يعرف فؤادي الغرام كصوفي في حبه صادق … يهجر في الله جميع الأنام! "يا فوز" لم تقض مني عاشق … ولا انجلى ليل الخطوب الجسام هل أبصرت عيناك من بارق … يشفى فؤادينا بنيل المرام!؟

إلى ولدي: رجاء

إلى ولدي: رجاء من حصاد السجن "يا رجاء" النفس يا أقصا مناها … يا حبيب الروح يا كل هواها! يا نشيد القلب في أفراحه … يا حياة الحب يا طيب جناها! يا عزائي في شقائي يا هدى … مهجتي إن أظلم الخطب دجاها يا رفيف الروض يا همس الربا! … يا دنى الأحلام يا سحر رؤاها يا جمال الزهر في رأد الضحى … يا ندى الأسحار يا عطر شذاها لا تدع حزنك يرديك فكم! … قرب الحزن نفوسا من رداها وتجلد فأمانينا على وشك … أن يسطع في الأفق سناها وستلقاني فتنسى كل ما! … ذقت من حرب الليالي وأذاها في بلاد سوف تغدو جنة … تجد الأنفس فيها مشتهاها فترقب فجر يوم مشرق … ينجلي فيه عن النفس أساها

وقفة على نهر الرون

وقفة على نهر الرون من ذكريات ما وراء البحار أمامي جمال يروع النظر … وما بفؤادي له من أثر! جمال ولكنه زائف! … لقبح وراء الجمال استتر! كحسناء لكنها مومس … رصيد الكمالات فيها هدر ورقطاء ملمسها ناعم! … ولكن بفيها هلاك البشر فإني أحس لهذا الجمال … بقلبي وخزا كوخز الإبر! هنا أمة ظلمت أمتي! وسامت بنيها شقاء العمر وساست حكومتها موطني … بأنظمة تتحدى القدر وعاشت مثالا لسلب الحقوق … ووأد العقول وخنق الفكر فثارت عليها جميع الشعوب … ودارت عليها ضروب الغير وباتت تقاسي المصير الوبيل … ويفزعها الفشل المستمر وللبغي عقبى انهيار الديار … وهدم البلاد وطمس الأثر إذا طفحت بالشرور النفوس … فماذا يفيد جمال الصور!؟

إلى أولادي

إلى أولادي! من حصاد السجن ما يبن أولادي يقيم فؤادي! … لا خير في عيش بلا أولاد! أبني ما ذكر يمر بخاطري! … لسواكم في يقظتي ورقادي قد عشت ذكركم نجى مشاعري … وغذاؤها في غربتي وبعادي فارقتكم فإذا الحياة جميعها! … في ناظري قد جللت بسواد لكن فرقتكم يهون وقعها! … إنني أفارقكم لأجل بلادي الله يرعاكم إلى أن نلتقي! … وننال بالتحرير كل مراد

إلى أبي

إلى أبي من حصاد السجن حياتك كلها كانت كفاحا … مريرا قد جنيت به النجاحا! فكنت أبا مثاليا حكيما … به نلت السعادة والفلاحا! وكنت أخا كريما أريحيا … يبادلني الفاكهة والمزاحا! وكنت معلما يقظا تقيا … يقلدني من التقوى سلاحا! يعلمني المكارم والمعالي … ويهديني الفضيلة والصلاحا حنانك كان في بؤسي عزاء … ورأيك كان في ليلي صباحا! فتحت بصيرتي وأنرت نهجي … فسرت إلى الكمال خطى فساحا ويوم فقدت أمي كنت أمي … تواسيني وتنسيني الجراحا فليس أحق منك بصفو ودي … ولا أولى احتراما وامتداحا وإن قصرت في شكري وبري … ففضلك يفحم اللسن الفصاحا سألت الله أن تبقى وحسبي … بقاؤك لي رجاء واقتراحا ليحظى ناظري بسنا محيا … مددت به إلى الجوزاء راحا

الإخوان بلسم الأحزان

الإخوان بلسم الأحزان من حصاد السجن مهداة إلى الأخ الكريم الأستاذ إسماعيل إسماعيل بمناسبة إلحاقه بنا إلى معتقل "بوسوى" القديم. اصدحي يا بلابل الأدواح … لعناق القلوب والأرواح! أنشدي لطلوع نجم من الصحب … نشيد السرور والارتياح ينجلي الهم باجتماعي باخواني … كما ينجلي الدجى بالصباح! ليس كالأصدقاء في الخطب … والأيام بالأصدقاء جد شحاح ظفرت راحتي بإخوان صدق … ووفاء كانوا أداة نجاحي! بعد ما غاب "خالد" … إسماعيل يأسو كآبتي وجراحي وإذا كانت الحياة كفاحا … فالصديق الكريم خير سلاحي

ربيع 1962م

ربيع 1962م على أثر إعلان الاستقلال راسلت بهذه القصيدة، وأنا لاجيء في مدينة "سطيف " أحد الأصدقاء 1 في الجزائر- العاصمة- على إثر إعلان الاستقلال الذي زاد في ضراوة المنظمة السرية للمستوطنين الفرنسيين المسماة "الواس" وضاعف من وحشيتها وأصبحت "الجزائر" عبارة عن مجزرة رهيبة هوجاء. جاء الربيع ومن أحب بعيد! … ما للذي فقد الأحبة عيد!! أحباب قلبي فرقتهم زعزع … فبكل أرض لاجىء وشريد!! تركوا "الجزائر" لا عقوقا إنما … هجروا الحياة يسودها التهديد والطير تهجر وكرها إن أبصرت … من حولها رامي السهام يصيد!! جاء الربيع ولم تزل أرض الحمى … "بالنازلات الماحقات " تميد!! والأفق موار الجوانب باللظى … والهول يندر والبلاء شديد وبكل مدرجة دم لمجاهد … وأريح قبر قد ثواه شهيد! وبكل نفس لوعة مجتاحة … وبكل قلب للأسى ترديد! يا إبن الأسى هل في ربيعك نفحة … تشفي الأسى وإلى الحياة تعيد؟ هل في ربيعك ما يبشر بالمنى … فيعود عهد للبلاد سعيد؟ عهد تكون به "الجزائر" حرة … لا سيد من غيرها لا "سيد" إني لأومن بانتصار كفاحنا … ونجاح من حمل السلاح أكيد فبلوغ الاستقلال صار عقيدة … من شك فيه فإنه لبليد إني لأنشق في الزهور عبيره … فالروض ينشر عرفه والبيد

_ 1. هو الأخ خالد بن يطو.

وأحس في شدو البلابل لحنه … فالبلبل الشادي به غريد لكن عدمت تصبري عن موطن … ناء أدين بحبه وأشيد! فيه تركت أحبة شوقي لهم! … ينمو على طول المدى ويزيد كانوا ملاذ القلب ألفى عندهم … ما ابتغيه من المنى وأريد ودعتهم وتركتهم لعدوهم … وعدوهم مستهترعربيد! يفاتن في تعذيبهم ليصدهم … عما قضى فيه الكرام الصيد ويهيج سورته رباطة جاشهم … فجميعهم صعب القياد عنيد يمضون كالأسد الغضاب إلى … الوغى ما فيهم وكل ولا رعديد عركوا الخطوب فلم يكن ليردهم … بطش الطغاة ولو فنوا وأبيدوا جاء الربيع وفي "الجزائر" مأتم … في كل دار والسرور طريد لم يبق بيت لم يودع راحلا … للقبر أو لم يبك فيه فقيد! أو لم يرع بالزوج فيه أيم!! أو لم يصب باليتم فيه وليد فالزهر يبسم والقلوب كئيبة … تبدى الأسى من شجوها وتعيد ليس الربيع ربيع روض مزهر … للطير في جنباته تغريد إن الربيع لفي الفؤاد يظله … أنس وعيش بالهناء رغيد إن لم تشع من القلوب سعادة … فالكون سجن ليس فيه سعيد يا "خالد" الأدب الصميم لقد دنا … يوم الجزائر هل لديك نشيد؟ ان لم تكن يوم التحرير شاعرا … فلأنت عن ساح القريض بعيد يوم التحرر يوم عيد شامل … فيه يقام بكل دار عيد

إن رمت أن تجني الخلود فهذه … ساحاته فاهتف فأنت مجيد هات القصيد الفذ هذا يومه … ما كل يوم يستجاد قصيد قد أشرق الأمل العظيم فلم يعد … يسع المقصر عذره ويفيد أيشح شعرك عن بلاد طالما … جادت عليها بالنفوس الغيد؟ فابعث هناك من "الجزائر" صيحة … نسمع صداها فالرياح بريد

محياك

محياك محياك مشرق الهاميه … ودنيا لحوني وأنغاميه ومبعث أنسي وبهجة نفسي … وسلوى همومي وآلاميه وروض قريضي وافق خيالي … ومسرى مناي وأحلاميه رضيتك من دون كل الورى … ملاذا لأشواقي الناميه علام تصديت لي بالصدود وأصليتني ناره الحاميه؟ علام تحديتني بالجفا … وجرت على روحي الظاميه؟ علام تساعد جور الزمان … ولم ترث للأدمع الهاميه؟ هلم لتحيي فؤادا ذوى ... ، … وتأسو جراحاته الداميه هلم فقد جف نبع القريض … وكدت أحطم أقلاميه هلم فليل الخطوب انبرى … إلي بأمراجه الطاميه هلم فوجهك بدري إذا … تبدى يبدد أظلاميه هلم فأنت ندى الفجر إن … ألم يفتح أكماميه تعال كفاني فقد بح صوتي … وكلت من السير أقداميه

يوم ميلاد

يوم ميلاد من حصاد السجن لقيني المجود البارع الاستاذ دليل مقران في مفتتح أكتوبر فقال لي: اليوم يوم ميلادي فكانت القطعة التالية من وحي هذه الكلمة. قال لي: اليوم يوم ميلادي … فقلت: أهلا بالوليد الجديد! وإنما أنت رهن أصفاد … فإن تحررت فأنت الوليد!! قال لي: الأيام غداره! … تودعني في قفص من حديد! وكل من يعلن أفكاره! … فهو لدى الأيام خصم عنيد! قلت له: إن كنت شهم الفؤاد … فما تبالي أي باغ مريد! وليس كالإيمان أقوى عتاد … يبلغنا من دهرنا ما نريد! قال لي: الإيمان لا يقتنى … لكنه منحة حظ سعيد! قلت له: بالحزم لا بالمنى … قد أدرك الناس المرام البعيد يا صاحب الصوت الندى الرخيم … وصاحب الخلق الرضي الحميد رتل لنا آي الكتاب الحكيم … فهي ملاذ للوجود الشريد وأفتتح المصحف من حينه … يرتل الآي بصوت مديد فانتعش الكون بتلحينه … ومات فيه كل حزن شديد

عيد 1962م

عيد 1962م يا عيد فيك عبق … من المنى وألق! فيك سنا الفجر بدا … وسيزول الغسق فجر وإن كان به … من الدماء شفق دماء أبناء الحمى … بكل درب تهرق ولحمهم على الثرى … منتشر ممزق! والوطن الغالي بأرواح … بنيه يعتق! والموت من أجل الحياة … بالأباة أخلق! يا عيد فيك أمل! … له القلوب تخفق تحرر الأوطان فيك … غاية تحقق فليعشق أعداء الحمى … فإنهم قد أخفقوا يا موطني الغالي … الذي، أحبه وأعشق يا من له بكل فرد … من بنيه فيلق! عدوه إذا رآه … من بعيد يصعق! ليهنك اليوم الذي … شمسك فيه تشرق أنعم بيوم يجد … الراحة فيه المرهق

بمناسبة إيقاف القتال

بمناسبة إيقاف القتال اليوم ينعم بال كل شهيد … في خلده ويقيم أعظم عيد! ويقول كل فدائي في حفله: … اليوم قد حطمت كل قيودي! اليوم يفتخر "الأمير" بنسله … ويقول أبنائي وفوا بعهودي وبنوا كما أبنى وشادوا للعلا … مثلي وزادوا في الفخار رصيدي اليوم يهتف كل طير في الحمى … لحنا جديدا ساحرا لتغريد وتجود كل زهوره بعبيره … من نرجس وبنفسج وورود والشمس تخطرفي مواكب نورها … عبر الشوارع والربى والبيد! تغزو قلوب الناظرين بسحرها … كأميرة في محفل مشهود وبكل وجه ومضة من بسمة … وبكل ثغر نبرة بنشيد! والشعب يهتف كله مستبشرا: … "يا فرحتي نضجت ثمار جهودي" اليوم ترفع في "الجزائر" راية … تحمي عرين أبوة وجدود وتقام فيها دولة قوامه … بالحق قائمة على التوحيد ويشاد للأحرار فيها موطن … وتزاح كل حواجز وسدود إن "الجزائر" خلدت تاريخها … بجهاد فتيتها الأباة الصيد ثارت على ظلم الطغاة فلم تدع … للظلم ركنا ليس بالمهدود فاسمع أغر قصائدي في عيدها … فبوحي ثورتها نظمت قصيدي

والشعر لا يوليك من أمجاده … حتى تكون بموضع التمجيد غر المساعي ملهمات أخي النهى … غر القوافي كابتسام الغيد اليوم عاد إلى الحمى أبناؤه … بالنصر بعد النفي والتشريد يا فرحة الأم الحزينة بابنها … وسرور كل أب بكل وليد! كم زوجة أذوى الفراق فؤادها … نعمت برؤية زوجها المفقود فإذا الحياة تشع في قسماتها … دفاقة في غصنها الأمولود!! اليوم تحتضن المدارس نشأها … مثل احتضان الأم للمولود وترن أصداء الدروس بساحها … من كل علم كالدواء مفيد! أبناؤها كالنحل يجني قوته … من كل زهر كالثغور نضيد فيحيله شهدا لذيذا شافيا! … من كل داء للنفوس مبيد والجهل داء والعلوم دواؤه … فاطرد بعلمك كل جهل مود يا ابن "الجزائر" يا مثال بطولة … ورصيد تضحية ورمز صمود اليوم تحصد ما زرعت ويقتدي … بخطك كل مقيد مصفود اليوم تبسم للحياة وتنجلي! … سحب الأسى عن شعبك المجهود اليوم تنعم بالسكينة والرضى … وبلوغ غاية سعيك المحمود اليوم أصبحت "الجزائر" حرة … لم يبق موطن سادة وعبيد أرض "الجزإئر" يا سماء كواكب … ومعين الهام ومهد أسود يا تربة الشهداء يا أرضي التي … صنعت من الأمجاد كل فريد يهنيك أنك صرت نصب قداسة … ومثار إعجاب ورمز خلود!

قد خضت معركة التحرر لم يكن … لك في الوغى من عدة وعديد وعتاد خصمك حلف "الأطس" … كله يزجي بأسلحة له وجنود! وخرجت بالمجد الأثيل وعدت … من ساح الوغى بالنصر والتأييد وشهدت صرح البغي كيف … تهدمت أركانه وانهار كل مشيد! أعلمت سر الانتصارعلى العدى … أرأيت كيف يبيد كل مبيد؟ ما النصر إلا الصبر إن يقرن إلى … الإيمان يجن النصر كل مريد لله صبرك في الكفاح فانه … أمضى السلاح لقطع كل وريد صبر به غدت الفتاة لبوءة … والطفل ليث وغى وحلف بنود فأستمسكي ما عشت بالصبر الذي … يجلو ظلامك في الليالي السود يا أيها الشعب الذي ذاق الأسى … ليذوق طعم هنائه المنشود اليوم تطوى ليلك الداجي فقد … شع النهار بنوره الممدود يا أيها الجيش الذي هزم العدى … فدنا من الآمال كل بعيد لا غرو أن تغدو لشعبك قدوة … تحظى بحب ابن له وحفيد وتظل في التاريخ مدرسة الوغى … في تاج مجدك واحظ بالتخليد فافخر بتحرير "الجزائر" درة … يجدى بذكرك موكب التجنيد

ميلاد وميلاد

ميلاد وميلاد التقى- ونحن بمعتقل "بوسوى"- ميلادان. ميلاد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم وميلاد الدولة المؤقتة لثورة التحرير الجزائرية فكانت القصيدة التالية من وحي هذه المناسبة. يا للرجاء المنعش الأرواح … يدنو جناه بعد طول كفاح ويعيد للوطن المخيم ليله! ما قد خبا من نوره اللماح! ويعاود الروض المصوح نبته … ما قد ذوى من زهره الفواح فتردد الأطيار سحر غنائها … نشوى كنشوة طافح بالراح ويذوق محروم السعادة طعمها … وتزول عنه عبوسة الأتراج ويرى طريد الظلم أفق بلاده … متبلج الإمساء والإصباح! اليوم ميلاد النيي محمد! … من جاء رمز هداية وصلاح واليوم تولد للجزائر دولة … عربية من أهلها الأقحاح وغدا ستشمل وحدة وطنية … أبناء أرض إفريقيا بجناح! يرقى بها شعب "الشمال" ذرى السهى … وتذود عنه فضول وقاح! "المغرب الأقصى" دعامة ركنها … ولها بنو الخضرا أداة نجاح! وابن "الجزائر" درة في تاجها … أو غرة بجبينها الوضاح! ومواطن الاستلام تطفر نشوة … بسلافة الأفراح لا الأقداح بنشيد الاستقلال تهتف كلها … في ضجة كبلابل الأدواح! يا ابن "الجزائر" يا سليل أماجد … خلقوا لنشر مبادىء الإصلاح

قل للأولى حكموا بلادك بالهوى … من كل سفاك الدما سفاح متطفلين على الموائد ساقهم … شره النفوس لوفرة الأرباح! راموا لشعب باسل إدماجه … فبدا كطود في مهب رياح!. إن "الجزائر" لا تخاف سلاحكم … فلها من الإيمان خير سلاح! ولها شباب صادق العزمات ذو … نسب عريق في الأباة صراح! شبوا على كرم النفوس سماحة … لكن بالعرض غير سماح! لا يفزعون لدى الحروب من الردى … فكأنهم خلقوا بلا أرواح! ولقد رأيتم منهم ما ساءكم! … وأصاب عزتكم بعمق جراح! فجرعتم كاس الهزيمة مرة! … وسلبتم ملكا رحيب الساح! يا مبعدين عن الديار وما جنوا … إثما ولا جنحوا لغير مباح! ما ذنبهم إلا محبة موطن! … فحياة الاستعمار موت ماح وتعاهدوا أن ينقذوه من الردى … بذلوا له الأرواح غير شحاح بشراكم أدركتكم آمالكم … وجهودكم قد توجت بفلاح ودنا رجوعكم إلى أوطانكم … وتعاقب الأعياد والأفراح فلتنعموا بثمار نصر باهر … ما مثله لسواكم بمتاح

تحية جيش التحرير 1961م

تحية جيش التحرير 1961م نضر الله هذه الأوجه الغر … وجوه كتائب التحرير! وحباها ما يستحق أولوا … الفضل من الاعتبار والتقدير وجزاها على الجهاد الذي أحيا … صريع الكرى وميت الفتور إن من ها هنا سينشق فجر … يمحي من سناه ليل الشرور! إن من ها هنا سيندك صرح … قد تعالى من باطل وغرور إن من ها هنا سيبعث … شعب عربي اللسان والتفكير! إن من ها هنا سينشر عهد … أبدي السنا عميم النور! وستهتز بالحياة وبالخصب بلاد … "الشمال" بعد دثور! فجبال "الأوراس " مطلع فجر! … لشعوب تعيش في ديجور! أيها الجيش يا منارا لنشرالمجد … يفديك جيش بغي وزور لم نجد في الجيوش مثلك إلا … جيش "بدر" في يومه المشهور لم تعد قط من كفاحك … إلا بلواء المظفر المنصور لم يكن فيك غير شهم حريء … يتحدى الأذى كليث هصور كل كلب عوى رماه فأراده … فيا ويح كل كلب عقور! وكذاك الإيمان ينبت ما لا … ينبت الغيث من كريم البذور أيها الجيش إن فضلك لا يخبو … شذاه على توالي العصور إنه الشمس لا يوارى سناها … لحجاب- أشرقت- أو ستور

قد هجرت الديار في الله … لم تحفل بزوج ولا وليد غرير وازدريت العيش الرخى فلم … تعبأ بنوم ولا فراش وثير واتخذت الجبال كالنسر مأوى … وكذاك الجبال مأوى النسور! وتعرضت للجليد وللثلج … ولم تخش ثورة الزمهرير تتلقى جيش الأعاصير في الليل … وجيش الأعداء عند البكور ذاك جيش التحرير يحدوه للتحرير … عزم ويقطنه في الشعور قد سعى كي يرى مصير حماه … رغم أنف الأعداء خير مصير أيها الجيش طاب مسعاك فابشر … بنجاح لسعيك المشكور! لم تلوث يديك بالظلم بل قاومت … ظلما عن شعبك المقهور! واتباع، الحق الصراح سلاح … ليس ينبو بكف ندب جسور أيها الجيش دم على ما عهدناك … من الجد في الكفاح المرير علم الصبر والثبات لمن لم … يك في حومة الوغى بصبور وبإيمانك اعتصم إن في الإيمان … تيسير كل أمر عسير أي باغ لم ينخلع قلبه رعبا … إذا ما جأرت بالتكبير! أيها الجيش يا رجاء قلوب … تفتديه ويا شفاء صدور آن أن تجتني الثمار شهيات … وتحظى بحظك الموفور ودنا يومك الأغر الذي يغدو … على الدهر يوم عيد كبير عيد حرية "الجزائر" كم تثمل … فيه من بهجة وحبور وبه تعلن البشائر بالسلم … لكون أداته حرب الدهور

وله تعقد المآتم للجيش … الذي آب أوبة المكسور! فبحرية "الجزائر" لا يبقى … لمستعمر وميض سرور لم يعد يسكن القبور ابنها البر … وللأجنبي سكنى القصور واستعمار الشعوب يصبح … تاريخا لأبنائه بغيض السطور سوف لا تترك الجزائر شعبا … -إن تحرر- في ذلة المأسور أيها الجيش هذه باقة من … ذوب قلبي لا باقة من زهور هي خجلى أمام مجد عظيم … في حياء مما بها من قصور فاحبها بالقبول تحفظ بمجد … أبدي كبندك المنشور!

البطل

البطل! من حصاد السجن رأى أرض أجداده الغاليه … تحكم فيها العدو وسادا! فأعلنها ثورة حاميه! … تقوض ما قد بناه وشادا! وهب كعاصفة عاتيه! … يبيد الشرور ويمحو الفسادا وحدق في الأفق الأوسع! … كما حدق الصقر يبغى اصطيادا فخف إلى الجبل الأمنع! … ليجو العدو ويحمي البلادا ولم يخش جلجلة المدفع! … فإيمانه كان أقوى عتادا فكان على الطود صقرا صيودا … بقوة مخلبه كم أبادا! فكل قتيل له ليس يودى!! … كل صريع له لا يفادى يريد لأمته أن تسودا … وتمحو الشقاء وتنضو السوادا فهيج أحقاد أعدائه … كما هاجت العاصفات الجرادا وساقوا الجيوش لإفنائه … فما زاده ذاك إلا عنادا وأبدى شجاعة آبائه … يلاقي الردى والخطوب الشدادا وكان له من شباب البلاد … حمى زاده قوة واعتدادا إذا سمعوا صرخة للجهاد … يهبوا جموعا ليفنوا فرادى! شباب يهيم بحب الجلاد … ويأبى لحكم الدخيل انقيادا! ولكن قنبلة غادره! … أصابت من الوطني الفؤادا

فلم يرهب القوة القاهره! … ومات شهيدا يوالي الجهادا وقال بلهجته الآسره! … بلغت المراد ومت ذيادا ودوى بصوت الرصاص الجبل … يجوب النجاد ويطوي الوهادا يحيي رفات الشهيد البطل … فماج له كل طود ومادا وأقسم أصحابه في العمل … على الموت حتى ينالوا المرادا فيا ابن العلا لم تمت إذ نأيت … ولبيت داعي الحمى حين نادى "وأوراس" لم تبك لما مضيت … ولا لبست إذ نأيت الحدادا فإنك لم تمض حتى بنيت! … لها سؤددا عز أن يستفادا، فيا من ونى عن ركاب الشباب! … تقادم فإنك خنت البلادا، فكم غادة في الجبال كعاب … غدت لظهور الشباب سنادا ففي ثورة الشعب فصل الخطاب … إذا سئم الظلم والاضطهادا أيا جبلا أظهر المعجزات … وكان لعزم الشباب امتدادا وأحيى من المكرمات الموات … وكان حمى للعلا ومهادا ستخلد ذكراك في الذكريات … وتغدو نشيدا يهز الجمادا

الفداءي

الفداءي حصاد السجن يا لنسر في سماء المجد حلق وبأهداب المعالي قد تعلق مذ غدا كالنجم في الأفق تألق عشقته كل أبصار البرإيا ذو إباء يتحادى الحدثانا لا يبالي حتفه لا يتوانى كلما حورب أو سيم هوانا! المنايا عنده دون الدنايا تخذ الذود عن الحق شعاره واصطفى من جبل الأوراس، داره كلما شام العادا أطلق ناره! إن في رشاشه ظل المنايا غير أن الموت صياد النسور قد أصاب النسر في أعلى الوكور فهوى من أفقه يبن الصخور وتلاشى البطل الحر شظايا

بلادي

ما قضى حتى قضى حق البلاد ومضى يثخن في جيش الأعادي فتلقى الموت في ساح الجهاد، باسما يهتف: قد نلت منايا الضحايا سلم للحريات! ومطايا لعلا والمكرمات لم يصل شعب إلى عز الحياة لم يكن يرقي على هام الضحايا بلادي بلادي تربيت في حضنك! وذقت السعادة في أرضك! وشمت سنا الحسن في أفقك! فلم لا أموت وأحيا لك؟ جدودي حموا أرضك المخصبه وبروا بأمهم المنجبه! فلم يعرفو! العيشة المجدبه وماتوا عليك وعاشو! لك

وها قد مددت إليك اليدا وقدمت روحي إليك فدى ولم أكترث برصاص العدا لأفني عليك وأحيا لك بلادي سأرفع فوق القمم لواءك رمز العلا والعظم وأنشر مجدك بين الأمم وأفنى عليك وأحيا لك بلادي شبابك فخر الشباب لهم عزمات الأسود الغضاب تحدوا لأجلك كل الصعاب! ليفنوا عليك ويحيوا لك "بأوواس" منهم عتاد عظيم "وورسوس" فيها شباب كريم! "وجرجرة" ذات مجد صميم! تموت عليك وتحيا لك وفي كل ناحية من ثراك! شباب تبارى ليحمي حماك ويدفع عنك ويقصى عداك ويفنى عليك ويحيا لك

بلادي ثقي ببلوغ الأمل فإن بنيك انبروا للعمل وقال رصاصهم في الجبل نموت عليك ونحيا لك بلادي إذا ما دجاك امحى! وجاء النهار وشع الضحى! فقولي لشاديك ان يصدحا! نموت عليك ونحيا لك

يا بلادي

يا بلادي من حصاد السجن كل شيء نسيته يا بلادي … وتلاشت أطيافه من فؤادي غير ذكراك فهي تكمن في قلبي … كمون اللظى بقلب الرماد! والشذا في الزهور والحب في … الأحشاء والكبرياء في الأطواد فإذا ما بدا الصباح تجلت … أغنيات سحرية الإنشاد! وإذا ما دجا الظلام تراءت … في طيوف تحوم حول وسادي وإذا ما بلابل الدوح غنت … قلت: صوت الحمى إلى المجد حاد وإذا ما الرياض أبدت حلاها … قلت حسن من "الجزائر" باد! وإذا ما النجوم أبدت سناها … خلته سحر نورك الوقاد! وإذا صافح النسيم جبيني … خلته هب من رياض بلادي يا بلادي يا أرض أهلي وأحبابي … ومأوى الأسود من أجدادي وحمى مولودي ونشأتي الأولى … ومثوى آبائي الأمجاد! والتراب الذي مشى "ابن نصير" … فوقه واحتمى به "ابن زياد" لك حبي على المدى وولائي … لك سعيي وخدمتي وجهادي قد تحملت في هواك الرزايا … وتمرست بالخطوب الشداد وحملت السلاح ضد أعاديك … ومالي سوى عداك أعاد!

وتحديت كل طاغية يسعى … لتبقى أسيرة استعباد! وتجاهلت ما حوته يداه … من نفوذ وقوة استعداد وجنود كالسيل يدفعها للحرب … حب الأجانب والفساد وهيام بالبطش والفتك طاغ … ونزوع إلى النفي والاضطهاد وعتاد تطل منه المنايا … كالحات يفل كل عتاد! ولقيت المنون وجها لوجه … في ثبات وجرأة واعتداد ليس لي في كفاح أعداء قومي … غير تحرير أمتي من قيد مراد يا بلادي هواك نجواي في … سري وجهري ويقظتي ورقادي طال شوقي إليك واشتد ما … ألقاه من حرقة النوى والبعاد هل سبيل إلى اللقاء وهل … للمبعد المدنف الحشى من معاد؟

يعز علي أني لا أراك

يعز علي أني لا أراك من حصاد السجن يعز علي أني لا أراك! … وأني لا أشم شذا ثراك! وأن أبعدت عنك كيف يسلو … فؤاد لا يسليه سواك! وأن أسكت عن شدوى وكانت … تغاريدي تردد في ذراك! وأن فارقن من أهوى برغمي … وما ذنبي الوحيد سوى هواك ولكن كل ذالك يهون عندي! … إذا كان السبيل إلى علاك بلادي إن ليلك قد تناهى! … وإن الفجر قد وشى رباك وقد لف العدى ليل طويل! … فلا يهنأ بعقباهم عداك وفتيتك الكرام قد استجابوا … كأمواج الخضم إلى نداك قد اتخذوا الفداء لهم شعارا … وقد جعلوا شبابهم فداك وهل مثل الشباب أداة شعب … لمجد قد سما فوق السماك؟ وهل مثل الشباب أداة حرب … إذا هتفت بمسعرها دراك شبابك بات لا يعنيه شيء … -وحقك- غير شيء قد عناك وأصبح فارس الهيجاء يمضي … مضى السهم يرمي من رماك سيرخص في افتداك كل غال … ويدفع كل سوء قد عراك ويرخص عن جبينك كل عار … وينفي كل ضيم عن حماك

فتأتي الصالحات من المساعي … وتبني كل مكرمة يداك أناخ بك الكرى زمنا فلما! … أناخ الضيم ثرت على كراك هديت إلى دوائك في نضال … من الموت المحقق قد شفاك وفي شغف بإحراز المعالي … من العيش المذمم قد حماك فلا تستسلمي لعداك وأمضي … لنيل مناك مسرعة خطاك فلا بنيك جندك لا يبالي … بموت إن يكن فيه مناك! جبال "زواوة" صنعته ليثا! … يبث زئيره كل ارتباك! "وأوراس" أعدت منه طودا … تزيد ثباته نذر الهلاك "وورسوس" أمدته بعزم! … يفل شباة من يبغي أذاك وإن الله إذ أعطاك جندا … شجاعا قد أحبك واصطفاك وقد جربت جندك فاطمئني … لفوزك في ميادين العراك وعيدك سوف يعلن فاستعدي … لأعياد التحرر والفكاك! فلا بلغت عداتك ما أرادوا … ولا بلغ المنى ناع نعاك ولا عاقتك أحداث الليالي … عن المسعى ولا طالت سراك إذا خنقت صداك يد العوادي … فسوف تردد الدنيا صداك

يا لها غربة

يا لها غربة من حصاد السجن من وحي أغنية "بلادي" للفتاة وردة الجزائرية. يا لها غربة عن الأوطان … نبهت ما غفا من الأشجان غربة ضوعفت بنفي وسجن … ونتاهت بقسوة السجان شل فيها فكري وأجدب … إلهامي وأدودت بحكمتي وبياني وقريضي قد عقني وتلاشى … بين جدرانها صدى ألحاني! يا لسخف الإنسان حين نراه … يتحدى الأفكار بالجدران! لست أعنو لقوة تتحدى … فكرتي غير قوة الديان! والإيمان القوي زادي وهل … ينفد زاد من قوة الإيمان وطريق التحرير قد حف بالأشواك لا بالورود والريحان واستقلال الأوطان لا بد محتاج … إلى باهظ من الأثمان فلتكن غربتي ونفيي وسجني … في سبيل التحرير للأوطان! وليكن لي من إخوتي ورفاقي … خير آس من لوعة الأحزان إنني قد عرفت في السجن إخوانا … بهم قد غفرت ذنب الزمان فيهم من بني "الجزائر" شبان … كرام من خيرة الشبان! وصناديد من "قسنطينة" الشماء … أرض الأبطال والشجعان

وليوث خاضوا الوغى في "تلمسان" … فدانت لهم قوى الطغيان وإذا ما ذكرت "وهران " … فالعرب البهاليل ثم في وهران! هاهنا إخوتي وكل مكان قد … حوى إخوتي فخير مكان! فلتكن سلوتي اجتماعي بإخواني … إذا كان موطني غير دان! وليكن عامنا الذي هل بشرى … بانقشاع الدجى وفجر الأماني وليكن عامنا الذي مر حدا لاستبعاد الإنسان للإنسان قد قضينا دهرا طويلا نعاني كل … يوم من بؤسنا ما نعاني أرضنا تنبت السعادة لكن … نحن في شقوة وفي حرمان نحن في جنة ونصلى جحيما … وسوانا يحظى بعيش هان والغريب الدخيل يضحي ويمسي … نافذ الأمر صاحب السلطان فتدارك بني "الجزائر" رباه … بلطف واشملهم بأمان واهددهم لاتحاد رأي وعزم … واحمهم من مصائد الشيطان وأنف عنهم ما في العبودية الحمقاء … من ذلة وعيش هوان رب هبنا نصرا فإنا طلبنا … ثمن النصر بالنجيع القاني! رب لم يبق مسترقا سوانا … فهب العتق للأسير العاني فاستعباد الإنسان يا رب لا … تقوي عليه طبيعة الإنسان

إن الجزائر تشكو

إن الجزائر تشكو* يا أمة جمعتها! … عقيدة الإيمان وأخوة قد تلاقوا! … على هوى الأوطان وأنفسا ظامئات! … للعلم والعرفان!! تحية من فؤاد! … في حبكم متفان!! إن "الجزائر" تشكو … لكم بدون لسان! تشكو لكم ما تلاقى! … من ذلة وهوان تشكو اغتصاب حقوق … تشكو ضياع أمان فلتنجدوها لتحيى! … كسائر البلدان! بأن تردوا إليها! … ما ضاغ منذ زمان! وأن تربوا بنيها! … فهم مناط الأماني وتطلبوا كل حق! … لها بكل لسان! وتنصروا كل ساع … وتزجروا كل وان وأن تمدوا الأيادي … بالخير والإحسان وأن تكونوا جميعا … في الخطب كالبنيان أما الشعوب فطارت! … في الجو كالعقبان! ضحوا بكل عزيز! … في خدمة الأوطان فسجلوا كل فخر! … يبقى على الحدثان ما فيهم من شحيح! … بماله أو جبان

_ *. مجلة الشهاب ج 8 م 13 أكتوبر 1937م وألقيت في حفلة بنادي الترقي (الجزائر).

ونحن لم نتتبع … ما جاء في القرآن وهو الكتاب المرقي … للكائن الإنسان وهو الدواء لمرضى … العقول والأذهان! وهو الحسام قصمنا … بحده كل شاني! فكم دعانا لخير! … بحكمة وبيان! فما فعلنا فأبنا … بالطرد والخسران ويح "الجزائر" كم ذا … تلقى من الحرمان قضت زمانا تعاني … من الأسى ما تعاني قد جرعت كل صاب … من السياسة آن! وحملت ثقل قيد … يعي به الثقلان دواؤنا لو رجعنا … إليه في القرآن! وفي اتحاد قوانا … قصينا والداني وفي المفاداة منا … بالمال والأبدان من المحال نؤدي … حقوقنا باللسان وأن نمنى بوعد … وأن نعل بثان لو اتخدنا لنلنا! … حقوقنا من زمان لكن بلينا بخلف! … أفضى إلى الخذلان فاستيقظوا واستعدوا … يا معشرالشبان فخدمة الشعب فرض … على بني الإنسان

ذكرى الثورة

ذكرى الثورة يحق لنا أن نباهي الأمم … ونرفع هامانت في شمم! لو أنا مضينا على نهجنا … تؤم الشعوب ونهدي الأمم ونبني حضارتنا فذة … محصنة بجميل الشيم! ولم ننحرف عن هدى ديننا … ولم نتخذ من هوانا صنم لقد كان آباؤنا قدوة! … على إثرهم سار كل قدم! يشقون نهج الهدى للورى … ويبنون صرح العلا والعظم أطلوا بأنوارهم كالبدور … على عالم غارق في الظلم فان أصبحوا للورى سادة … فقد بلغوا غاية لم ترم! لقد جمعوا المجد من جانبيه … لمجد الحسام ومجد القلم ففي كل أفق سنا حكمة … وفي كل جو رفيف علم ونحن هدمنا الذي قد بنوا … ولم نرع ما قد رعوا من ذمم هم ابتكروا فبنوا نهضة … حضارية تتحدى العدم! ونحن شغلنا بتقليدنا! … لمن قلدوا خطونا في القدم فيا بلدا صنع المعجزات! … وأصبح للضاد حصنا أشم وصار بإيمانه قوة! … تحدت قوى من بغي واجترم وأقسم أن يطرد الغاصبين … فنال مناه وبر القسم!

_ *. نشرت بمجلة (التهديب الاسلامي) في شهر ماي سنة 1965 م.

ولكنه بعد نيل المنى … أطاع الهوى وأضاع القيم! ألا عد إلى منهج لم يزل … يبوئ أهليه أعلى القمم! ألا عد لنحيي أمجادنا! … ونعلي من صرحنا ما انهدم! ويا أيها الشباب الذي … عليه المعول فيما أهم! وعدتنا في الخطوب الشداد … إذا ما دجا ليلنا وادلهم ويا من تحدى جميع الصعاب … أعيذك أن تتحدى القيم وأن تجهل الواجبات التي! … عليك لدين به الفضل تم وكان سلاحك في ثورة! … جلا كل باغ بها وانهزم! ألا فاذكروا شهداء الحمى! … وما بذلوا من فداء ودم! فلا تأمنوا حادثات الزمان! … فإن حوادثه لم تنم! فيا ابن "الجزائر" ذي ليلة … غدت مولدا لعلاك الأتم فان بها ولدت ثورة! … رددت بها حقك المهتضم وكان لها في جميع البلاد … ثناء يردده كل فم! وصار لها دولة لا ترام … لها غضبة الأسد المنتقم! وجيش له مقلة لا تنام … شديد المراس على من ظلم! فأعظم بها نعمة فارعها … فأهون شيء زوال النعم! وبالشكر لله فلتحمها! … تدم: إن من يحم شيئا يدم

وداعا ... وداعا

وداعا ... وداعا قيلت توديعا لرفاقي في السجن عند خروجي من السجن. وداعا وداعا رفاقي الكرام … وداع أخ لا يخون الذمام وداع أخ ذاق في قربكم! … هدوء الفؤاد وطعم الوئام أودعكم فى دامع المقتلين … كأني أساق لموت زؤام وأخرج كرها فيا من رأى … سجينا إلى سجنه ذا هيام رضيت عن السجن من أجلكم … وإن كره الناس فيه المقام فما السجن حبسك في موضع … قصي مع الأصدقاء الكرام ولكنه البعاد عمن تود … ملاقاته وجوار اللئام! ولكن يخفف وقع الأسى … ويدفع وقع الخطوب الجسام شعوري بأن الأماني الكبار … ستؤذن أنوارها بابتسام! ويطلع فجر الحياة الجميل … بأفق "الجزائر" يجلو الظلام! وتجني ثمار الكفاح الطويل … ونحظي برغم العدى بالمرام وألقاكم فوق أرض الحمى … ومن فوقنا راية لا ترام! ومن حولنا أمة ترتجي … وتخشى وتحظى بكل احترام وجيش قوي يفل الجيوش … ويمنع أمته أن تضام! وداعا إلى يوم أن نستقل … ونعلن عيد الحمى للأنام.

فرحة الأوبة

فرحة الأوبة أي عيد عاد للقلب المصاب … بعد تشريد ونفي واغتراب؟ أي بشرعاود القلب الذي … عاش في هم وغم واكتئاب؟ أأنا الآن أرى أرض الحمى … مثلما قد كنت من قبل الغياب؟ أصحيح أنني في موطني؟ … أأنا بين رفاقي وصحابي؟ أأنا ما بين إخواني هنا؟ … مكرم الأوبة مرعي الجناب؟ يا لها أمنية غالية … أن يقر القلب من بعد اضطراب عودة الحر إلى أوطانه! … دونها عودة أيام الشباب ما بلادي غير فردوس وما … غربتي عنها سوى سوط ... يا بلادي ها أنا عدت إلى … تربك الغالي وألقيت ركابي يا بلادي ها أنا عدت إلى … جوك الصافي وأدركت طلابي ها أنا عدت ولكن لم أجد … في فؤادي سلوة تطفيء ما بي! إن شوقي في أيابي لم يكن! … غير شوقي لك من قبل إيابي ظمئي للوطن الغالي حكى … ظمأ الصادي إلى برد الشراب يا بلادي يا منى نفسي ويا … موئل الأبطال والأسد الغضاب حسبك اليوم من الغبطة أن … تجتني كل أمانيك العذاب! وإذا قصر في واجبه! … واحد منا فذا يوم الحساب!

من وحي الاستقلال

من وحي الاستقلال ألقيت فى حفل ديني بالحراش لم يبق في أرض "الجزائر" حكم على ابن الضاد جائر ذهب الذين بنوا سعادنهم على موت الضمائر ومضى الذين قضت شهامتهم بتقتيل الجرائر! وقضى الذين قفوا على مليون ثائرة وثائر ذهبوا وللعنات في أعقابهم تصخاب هادر والله بالمرصاد وهو لشوكة الطغيان كاسر لم يبق إلا ابن البلاد ابن المعالي ابن المفاخر الأمر في يده وليس سواه من ناه وآمر! اليوم ليس لنا إذا لم نسع للعلياء عاذر! هيا لنبني فالبلاد خرائب مثل المقابر! نبني المكارم مثلما نبني المنازل والعمائر نبني المدارس والمساجد والمدائن والمداشر هيا لنزرع أرضنا من كل زاهي النبت ناضر هيا لنخرج من بلادنا أغلى الذخائر! هيا نعلم نشأنا! فالعلم ينهض كل عاثر!

هيا نجدد بالمعارف من علانا كل داثر! ماض لنا متألق الأضواء مثل النجم باهر لنعيد بافصحى وبالإسلام شخصية "الجزائر" فالدين والفصحى هما عز الأوائل والأواخر بهما تآخينا وقامت! بيننا أقوى الأواصر وهما جناحانا وهل بسوى الجناح يطير طائر وهما لنا النهج الذي من حاد عنه فهو خاسر يا ابن "الجزائر" كن على النعمى لربك خير شاكر لا تنس أن الله ينصر من لدين الله ناصر! واذكر بأنك كنت قبل اليوم عبدا عبد كافر! واليوم صرت منارة العز التي تعلو المنائر وغدا لك اسم في قلوب الناس مثل الحلم ساحر وأضفت تاريخا لتاريخ الجدود أغر زاهر! وغدت بلادك كعبة تهفو لرؤيتها النواظر! وغدت بطولتك الفريدة وحي فنان وشاعر وانظر فهذا محفل فذ بصفو الحب سافر! قد عمه فرح بتحرير الحمى طاغ وغامر! وبدا به علم "الجزائر" من منصور وناصر فاعمل وثابر فالنجاح حليف مجتهد مثابر!

وأطع حكومتك التي اضطلعت بأعباء المخاطر و"اهتف" لكل مناضل يسعى لتشييد "الجزائر"! ولأمة قاد أنجبت لك كل ماضي الحد باتر! ولتبتهل لله أن يرعى لها الجيش المغامر وانثر على قدميه إكبارا أفانين الأزاهر! راع إذا نام الرعاة يبيت مثل النجم ساهر! هيا نواصل سيرنا! نحو العلا فالركب سائر

يا جارة البحر

يا جارة البحر ألقيت بقاعة "الماجستيك " في الحفلة التي أقيمت لاتمام بناء مسجد الأمة بحي "بولغين " بالعاصمة صبيحة 2 جانفي 1949 م. غازلي- يا جارة البحر- العبابا … وابسمي فالحزن عن مغناك غابا واهتفي إن دجى- الليل انجلى … وشعاع الفجر قد وشى الهضابا واسلمي فالأمل الحلو دنا … ومرجى الشر للإسلام خابا إن عهدا قد تقضى مشرقا … كسنا الشمس توارى ثم آبا! هب أبناؤنا يبنون العلا … إذ رأوا أن العلا أجدى طلابا هجعوا دهرا فلما استيقظوا … أسرعوا للمجد شيبا وشبابا لم يبالوا أي صعب ركبوا … هل يبالي طالب المجد الصعابا؟ هب نشء العرب والويل لمن … عارض السيل ولم يخش العبابا إن لابن الضاد عزما لو دعا … نائي الآمال كالنجم استجابا! إن يكن أغفى فمن شيد ما … شاده إن نام دهرا لن يعابا شاد دنيا من علا واجتاح ما … شاده الباطل وافتك الرقابا بث في الكون سنا الحق وقد … كان قفرا من سنا الحق يبابا! ملأ الأرض سلاما ورضى … ودعا لله فيها وأهابا! خلق ابن العرب للمجد الذي … يبتني بالجد، لا المجد اغتصابا فهلموا فانشروا تاريخكم … وأعيدوا ماضي العرب العجابا

واصلوا سعيكم لا تحجموا … فكفى الإحجام للمسلم عابا! ابذلوا المال فما المال إذا … لم يوفر عرضا ولم يكسب ثوابا جددوا للمسجد العهد الذي … أمرعت من خصبه الدنيا جنابا وانشروا الدين الذي سدتم به … في الورى واحموا حماه أن يصابا واقتفوا آثار آباء مضوا … وانشروها لبني الدنيا كتابا وضعوا دستور أخلاق الورى … إن أخلاق الورى أمست خرابا وحدوا آركم فالخلف كم … جر آفات وكم جرع صابا! لا تهابوا بطش جبار طغى … همة ابن العرب تأبى أن يهابا أيرى من فك أغلال الورى … وبنى المجد الذي طال السحابا يقبل القيد ذليلا صاغرا … كيف لا يحدث في الدنيا انقلابا؟

المغرب العربي

المغرب العربي ألقيت بسينما "دنيا زاد" فى الاجتماع العام "لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين " ونشرت بعدد 158 من "البصائر" في 29 شعبان 1370 للهجرة. "للمغرب العربي" صولة ضار … ووثوب مقدام على الأخطار بالحب سوف يعيد سالف مجده … وبالاتحاد يفوز بالأوطار! كذب الذين نعوه بل هو لم يزل … غاب الأسود وموطن الثوار! يا ويح الاستعمار كيف تقوضت … آماله كالهيكل المنهار! يا ويح أعداء العروبة من لهم … من فاتك الأنياب والأظفار؟ قد هب كالتيار حطم سده … من ذا يعارض غضبة التيار؟ ابن العروبة لم يعد يرضى سوى … عز الحياة ورفعة المقدار! قل لابن الاستعمار خل بلاده … العرب لا يرضون باستعمار! الذئب لا يرعى القطيع ولم يكن … يوما مجيرا للهزبر الضاري! من دينه الإسلام يأبى أن يرى … أبناءه في ذلة وصغار! من حرر العاني وفك قيوده … أيعيش في الدنيا رهين إسار! من فارس والروم فتح جدوده … في داره يمسى غريب الدار؟ من "خالد " من منجبيه "وطارق" … يخشى تنقص عائب أو زار! إن نام فهو اليوم يهجر نومه … لا خير في نوم بغير قرار! واليوم يقتحم الصعاب مجاهدا … ويخوض للعليا كل غمار!

ويرى اتحاد الرأي خير وسيلة … ويرى الجهاد وظيفة الأحرار ليعيد دولته وحكم جدوده … ويعود ذا نفع وذا إضرار! ويرد دنيا الفاتحين كعهدها … في غابر الأزمان والأعصار ويصد جيش الغاصبين عن الحمى … هو أصل كل أذى وكل بوار يا ابن الغزاة الفاتحين ونسل من … رفعوا منار العدل في الأمصار الكون في فوضى تفاقم شرها … أنقذه فهو على شفير هار! قد ضل مسلكه وتاه دليله … وبه استبدت نقمة الاقدار! وبلاؤه من كل حكم جائر! … وشروره من سلطة الأشرار أنقذه بالإسلام فهو شفاؤه … إن الظلام يزاح بالأنوار! طهره بالتوحيد من أرضاره … الشرك مصدر هذه الأرضار وأقمه بالأخلاق فهي سناده … سوء الخلال أصابه بعثار! وأرفع لواء الضاد وأهتف باسمها … وانشرهدى الإسلام في الأقطار حكم الطغاة إلى زوال ظله … وزمان الاستبداد في إدبار وطلوع فجر المسلمين سيغتدي … في كل أفق ساطع الأنوار

إلى الأمة الجزائرية

إلى الأمة الجزائرية ألقيت بسينما "دنيا زاد" ونشرت بعدد 157 من البصائر في 22 شعبان 1370 للهجرة، وقدمت لها "البصائر" بهذه الكلمة: "ألقيت هذه القصيدة الرائعة المؤثرة في حفلة جامع "سانت أوجين" بسينما "دنيا زاد" بالعاصمة. إن تكوني صرت من أهل القبور … فانشري الكفن فذا يوم النشور أنا لا أومن بالموت وهل … في ذبول الزهر موت للبذور؟ أتموتين وفي كل دم … من بنيك الصيد آمال تمور؟ أتموتين وفي كل فتى … روح "باديس" على الموت تثور؟ أتموتين وفي "بسكرة" … "عقبة" يربض كالليث الهصور؟ أتموتين "وتوفيق " له قلم … إن هزه هز الشعور؟! أتموتين وفينا من له … رأي "عباس " وإقدام البشير؟ أتموتين وفينا من غدا مثل … "مصالي" على الهول جسور؟ هذه عدتك الكبرى التي … ستنالين بها الفوز الكبير! فافتحي جفنيك من هذا الكرى … وأنفضي جنبيك من هذا الفتور واستعدي لحياة حرة ما … بها عسف ولا طاغ يجور ولتكوني قوة جبارة إن … هذا العصر جبار العصور وإذا خالجك اليأس فلا … يثنك اليأس وجدى في المسير واذكري إذ كنت عنوان العلا … وهدى الدنيا وأحلام الدهور واقرأي تاريخك الضخم ترى … كل سطر منه مكتوبا بنور

وانظري كيف ذوت تلك المنى … وهوت من أفقها تلك البدور صار من كان مسودا سيدا … وغدا الآسر في قيد الأسير وامتطى الجو مسف وغدا … قانعا بالأرض جبار النسور قادة المغرب إن لم تسرعوا … بتلافي الأمر فالأمر خطير وحدوا "المغرب " إن رمتم له … قوة فالخلف بالموت نذير! ثقفوا أبناءه كي تضمنوا … فوزه فالعلم بالفوز بشير وفروا أمواله فهي له … عصمة والفقر مفتاح الشرور واجعلوا الحب شعارا بينكم … وتناسوا كل حقد ونفور! كيف بالتحرير تحظى أمة … طويت منها على الحقد الصدور؟ وانشروا مجد بني الضاد الذي … كل مجد غيره إفك وزور وقفوا للظلم صفا واحدا! … واصبروا فالنصر يجنيه الصبور لا ترعكم نأمة من هيكل … يتحايا وهو في النزع الأخير! سبب أطماعه آفاته … إنما الأطماع للحتف جسور وإذا ما حدتم عن دينكم … خطوة أنذركم سوء المصير واستعينوا الله ينصركم على … كل باغ، إنه نعم النصير!

خواطر في العيد

خواطر في العيد أطل علينا يوم العيد ونحن داخل السجن، فانتظمت ... لي هذه الخواطر في القصيدة التالية: عيد "الجزائر" هل أراك قريبا … فأذوق فيك من السرور نصيبا؟ قد طال من زمن إليك تشوقي … وسئمت حزنا في الضلوع مذيبا! هل تجتلي عيني سناك فيشتفى … قلب يشب به الغرام لهيبا؟ هل يشتفى البلد الحبيب فطالما … ذاق البلاء وكابد التعذيبا! هل ينجلي ليل الخطوب بأفقه … فكفاه أن يقضي الحياة حربيا! هل يستعيد هناءه وصفاءه … ويرى زمانا كالربيع خصيبا! ويعود كل مهاجر لبلاده … ويرى حبيب في ثراه حبيبا! شعب "الجزائر" هل أرى لك دولة … قد ألبست ثوب الفخار قشيبا؟ أأرى "الجزائر" روضة فينانة … ورأى بها غصن الحياة رطيبا؟ والزهر في أدواحها متبسما … والطير في أفنانهن خطيبا!؟ كثرت مآتمنا فأفعم جونا! … حزنا وأرجاء البلاد نحيبا! وغدت بلاد الحسن كالروض الذي … أضحى جديبا من حلاه سليبا! أو مثل حسناء جفاها إلفها … فبدا محياها الجميل كئيبا! كلا فسوف تعود بهجة حسنها … ويزيدها كسب المفاخر طيبا! وتعود بعد كفاحها أمجادها … ويقام عيد الانتصار قريبا! وأعود أكلف ما أكون بحسنها … وأصوغ أشعاري بها تشبيبا فابن "الجزائر" في الحوادث لم يكن … إلا قويا- كالقضاء- صليبا!

عام جديد

عام جديد من حصاد السجن عام جديد يقبل … هل فيه خير يؤمل؟ هل فيه من فرح يتاح، … ومن هناء يشمل؟ هل فيه للكرب المنيخ … على البلاد تحول؟ هل فيه من ذل القيود … تحرر وتحلل؟ هل فيه يرجع مبعد … هل فيه يسكت معول؟ هل فيه ينصر طالب … حقا ويخذل مبطل؟ هل للذي عاش في … ضنك حياة أفضل؟ هل للمكافح في "الجزائر" … من ثواب يجزل؟ شعب "الجزائز" في السجون … وفي الحديد مكبل، شعب "الجزائر" كالقطيع … مشرد ومقتل! شعب يذوب شبابه بيد … الخطوب ويذبل؟ شعب صباياه بنيران … الرصااص تجندل! فعلت به الأحداث والأزمات … ما لا يفعل! وتراه كالليث الهصور … بخطبه لا يحفل! وتراه كالطود الأشم … عدت عليه شمأل! رباه طال بلاؤنا! … فإلى متى نتحمل؟ رباه ما لكروبنا … إلا عليك معول! اجعل لنا العام الجديد … بكل خير يقبل!

بشرى الجزائر

بشرى الجزائر من حصاد السجن بشرى "الجزائر" بانتصار حالها … في كل معركة وكل مجال صهرتهم الأحداث حتى أصبحوا … ولهم لغايتهم مضاء نصال كانوا أسودا في لقاء عدوهم … في فيج غابات وشم جبال شنوا على الطغيان أعظم ثورة … لم يأت تاريخ لها بمثال! الرعب كان سلاحهم في حربهم … يفنى عدوهم بغير قتال ريعت نفوس الظالمين لحادث … لم يجر يوما للعدو ببال حملت به "الرشاش" ظبيات الحمى … وأذقن أهل البغي كل نكال لم يلقنا أعداؤنا إلا انثنوا … كقطيع شاء فر من رئبال غر العدو سلاحه وجيوشه … فأطال حربا لم تعد بنوال هيهات لا تغني العدو جيوشه، … وسلاحه شيئا بلا استبسال لم يدر أن ابن "الجزائر" لم يعد، … يرضى الحياة بغير الاستقلال! قد ثار ثورته ليحطم قيده! … أيعيش رهن القيد والأغلال؟! أيعيش أبناء "الجزائر" أعبدا … أعناقهم في قبضة الأنذال؟! الموت أعذب موردا من عيشة … للحر في خسف وفي اذلال قل للألى ساورا بغير تبصر، … لقتالهم، سرتم لشر مآل!

وطلبتم ما ليس يدرك فارجعوا … متعثرين بخيبة الآمال! ويح المطامع كم ترج بأهلها … فيما يعود عليهم بوبال! لولا المطامع ما استباح لنفسه … ورد الردى شعب لأجل المال لولا المطامع ما تنكب سالك … ونهج الهدى واختار نهج ضلال قل للفرنسيس الذين تجبروا … أسرفتم في التيه والإذلال لم تبق سوق للرقيق ولم يعد … ملك لأحرار ولا لموال! فاصحوا من الأحلام فاستعماركم … لمواطن الثوار محض خبال! وابن "الجزائر" لا يبيح بأرضه … لسواه من حكم ولا استغلال فاجلوا عن الوطن الكريم فإنه … مأوى الأسود ومعقل الأبطال

وطني

وطني من حصاد السجن شد ما ألقاه من طول أسايا … كل يوم حره يصلى حشايا! إن ما ألقاه من شوق إلى … وطني قد كاد يذروه شظايا! أنا لا أرضى حياتي مبعدا … عن بلادي أنا لا أسلو حمايا! فإذا لم ألق الرجعى ولم … تره عيني فيا طول أسايا! وإذا لم ألق أحبابي به! … عاجلا لا بد أن ألقى المنايا وطني يا مهبط الوحي ويا … فلك الحسن ويا مهد صبايا يا نشيد المجد يا أغنية … من أغاني الحب يا نجوى هوايا يا سماء للعلا يا ملتقى … إخوتي الصيد شبابا وصبايا عش عزيزا سيدا محترما … موضع الإكبار من كل البرايا إن في أرضك آساد وغى … لا يبالون بألوان الرزايا إن فيها فتية لا تنثني … عن مراميها ولو راحت ضحايا وضحايا قدمت أرواحها … لك قربانا عزيزا وهدايا إن فيها أمة ماجدة! … لم تدع للناس من مجد بقايا أنا من أنجبته كي يفتدي … كل جزء منك من كل البلايا أنا من ألهمته الشعر الذي … صاغه فيك ثناء وتحايا! أنا إن أحيا فكي أحظى بما … فيك من حسن ومن غر سجايا وإذا مت شهيدا بالذي … لك في قلبي فقد نلت منايا

واصل كفاحك

واصل كفاحك ألقيت في حفلة تدشين "دار الطلبة" بقسنطينة ونشرت بالبصائر. واصل كفاحك وادأب … يا أيها الشعب الأبي واجمع جهودك كلها … لتعيد دولة "يعرب"! وتصد لليوم العظيم … بيقظة وترقب! طهر صفوفك من جبان … خائر ومذبذب ومن الذي يدعو إلى … حزبية وتعصب! لا تقتحم نار الوغى … إلا بكل مجرب! من كل سباق إلى … خوض الغمار مدرب كل الشعوب تحررت … وسمت سمو الكوكب وأراك في ركب الحياة … تسير خلف الموكب! وأراك تخدع بالسراب … وكل برق خلب! يا "طالب" العلم اجتهد … لحصوله لا تلعب! العلم آية ذا الزمان … وعدة المتغلب! العلم غرس فانتفع … من كل غرس طيب! العلم أنفس مقتني … فافرغ له وترهب! واطو الليالي باحثا … فيما يفيدك واتعب لا تصحب الأشرار بل … فاهجرهم وتجنب! في خلطة الأشرار عدوى … مثل عدوى الأجرب واختر من الأصحاب إن … صاحبت كل مهذب

يا "طالب " العلم اغتبط … فرجاك غير مخيب! "جمعية العلماء" غيثك … في الزمان المجدب! قد أخصبت كل البلاد … بكل روض مخصب وحبتك مأربك الذي … أعظم به من مأرب فبنت لك الدار التي … تنسيك كل تغرب! أولتك كل عناية … حتى غدت لك كالأب! فانهض بعبئك كله … وعلى دروسك فادأب يا أيها الشعب استقم … في السير لا تتذبذب وبحبل دينك فاعتصم … وبهديه فتأدب! وعلى اتحادك فاعتمد … من يتحد لا يغلب! إن الذي يسعى لبث … الخلف أكبر مذنب! لكن شعبا يستجيب … لمكره شعب غبي! فاحذر من الخلف … المبيد فإنه الورد الوبي! يا ابن "الشمال" أخا … المعالي للنضال الأوجب سر في خطبي "عبد الحميد" … تصل لأبعد مطلب في غير تحرير "الشمال" … جميعه، لا ترغب! وابدأ ببذل المال … يسهل كل أمر أصعب! المال بعدك صائر … لسواك إن لم يوهب فابذله في تحطيم قيدك … فهو أربح مكسب ليس "الشمال" سوى … العرين لكل ليث أغلب

فلسطين

فلسطين نشرت بالعدد 8 بتاريخ 22 صفر عام 1367هـ "بالبصائر". أمواطئي أقدام النبيين والرسل! … وموطن نسل الوحي بورك من نسل! فداك العدا لا تقبلي قسمة العدا … وللموت سيري لا تبيتي على دخل! ولا تحفلي بالناس إن جار حكمهم … عليك فإن الله يحكم بالعدل! وخلفك جيش من بني العلم رابض … ليبعد عن أرض الهدى عابدي العجل! يدربه رمز الفدى بطل الحمى … ذكي الحجى ماضي العزيمة كالنصل! سيجني "بفوزي "فوزه في جهاده … ولو بلغت أعداؤه عدد الرمل! ويسنده "عبد الكريم" برأيه … ويرشده "عزام" للمسلك السهل! حوى من حماة الضاد كل مخاطر … ومن قادة الإسلام كل فتى فحل! فمن أشيب ساس الأمور مدرب … ومن حدث ندب ومن بطل كهل! جنود لها الإيمان والصبر عدة … لدى الحرب ليسوا بالضعاف ولا العزل نمتهم "دمشق" "والعراق" "ويثرب" … "ومصر" "ولبنان" على الفضل والنبل مساعير لا يثنيهم عن مرادهم … ظلال المنايا في الصوارم والنبل! يسيرون للهيجاء ملء صدورهم … ثبات وعزم لا يبالون بالقتل! لقد أقسموا أن لا تنام جفونهم … وقد بات مسلوب الكرى بلد الرسل فيا قادة الإسلام هبوا لتنفذوا … مهاجر إبراهيم بالنفس والأهل

ويا زعماء الشرق ضموا صفوفكم … ليصبح هذا الشرق مجتمع الشمل لقد جد جد العرب فاقتحموا الوغى … ولا تدفعوا جد الحوادث بالهزل ويا أغنياء المسلمين تسابقوا ... … إلى البذل والإيثار ذي ساعة البذل ويا شعراء الضاد حثوا شعوبكم! … بشعر يداويها من الجبن والبخل فما الشعر إلا ثورة غير أنها! … "تصول بلا كف وتسعى بلا رجل"! ويا أيها الجيش الذي رج ذكره … قلوب العدى باكر فلسطين كالوبل سترجع منشور اللواء مظفرا … ويرجع أعداء النبيين بالثكل!

من وحي المأساة

من وحي المأساة مأساة قتل الأخ أخاه في النزاع الدموي بين فلسطين والأردن وبين فلسطين ولبنان. جهلنا فلم نتبع ما وجب! … ولم نشكر الله فيما وهب! فحل بنا من ضروب الشقاء … كل بلاء كل عطب! كنا نضيق بظلم اليهود … فصرنا نضيق بظلم العرب! وما عجب أن شكونا العدو … ولكن شكوى الصدق العجب أفى "رجب " وهو شهر حرام … دماء تراق وحرب تشب؟ وليس لها غيرنا من وقود … فنحن اللهيب ونحن الحطب ولفت مواطننا فتنة … أشد خسارا بها من غلب بها شهر الإخوان السلاح … كل لقتل أخيه انتدب! وكان قتال وكانت جراح … وكانت مآس وكانت كرب وكانت مخاز خجلنا لها! … وكانت ذنوب ولما نتب ... وجل بنا ما أراد … اليهود فتاهوا بما بلغوا من أرب فكم شاع بينهم من سرور … وكم هزأ عطافهم من طرب ولا عجب أن يسر العدو إذا … حبلنا قد رآه اضطرب! ولم لا يسر ومجرى الأمور … في الشرق تجري على ما أحب ولم لا يسر عدو رأى! … عدوا له بات يشكو النوب إذا قتل الأخ منا أخاه! … فقل: أجل المسلمين اقترب

فيا أيها المسلمون اذكروا … عقيدتكم فهي أزكى نسب وإن ذكر الناس أنسابهم … وباهو بما عندهم من حسب! فقولوا لهم: إننا مسلمون … ولا تجهلوا فتقولوا عرب وإن تذكروا أنكم إخوة … غلبتم عداكم "ومن حب طب" وصونوا دماءكم لا تراق … لأتفه شيء وأوهى سبب! فإنكم تسفكون الدماء بشهر … حرام بشهر "رجب"! ولكن عليكم بحصد اليهود … فإنهم أصل هذا الشغب! وإنهم أصل كل بلاء … زكل عناء وكل نصب! وهم سموا جو هذى الحياة … ولم يتركوا أي شيء يحب ألا طهروا الأرض من رجسهم … ورووا الثرى بالدم المنسكب ولا تكلوا أمركم للعبيد: … عبيد العروش عبيد الرتب! عبيد البطون عبيد الفروج … عبيد الهوى وعبيد النشب ولا تجزعوا أن تكونوا أصبتم … وصبرا فمن ذا الذي لم يصب ولا تفشلوا فالمصير الرهيب … منتظر للعدى مرتقب! وأولى بنصر الإله امرؤ … تحري التقى وتحامي الريب! فمن يتحل بثوب التقى يجد … مخرجا وينل ما طلب! ويلق رضى الله من جنده … "ويرزقه من حيث لا يحتسب"

فلسطين إنا أجبنا النداء

فلسطين إنا أجبنا النداء* "فلسطين" إنا أجبنا الندا … وإنا مددنا إليك اليدا! وجئناك يا موطن الأنبياء … لنسحق كل جموع العدا! ويعلن شعبك أفراحه … ويصبح في أرضه سيدا وماذا جنى ليذوق الهوان … ويصبح عن أرضه مبعدا وأنت منار العلا مذ بنت … يد الرسل مسجدك المفتدى ومذ كنت مسرى بني الهدى … جمعت المكارم والسؤددا وكنت لأوجهنا قبلة! … نخر لها ركعا سجدا! فلا تيأسي إن عرت نبوة … فسيف "الجزائر" لن يغمدا وإن بدرت هفوة لم تكن … لتخبو العزائم أو تبردا فجرح الأسود تزيد به … ضراء وتغدو به أجردا وإن لنا همة لن تنام … على ثأرها أو تذوق الردى إلى الثأر يا معشر المسلمين … إلى القدس كي ننصر المسجدا إلى "القدس" نطرد منه اليهود … إلى "مصر" ندفع عنها العدا إلى "سوريا" كي نفك الحصار … عن أرضها ونجيب الندا "لعمان" إذ صمدت للعدا … وحق "لعمان" أن تصمدا

_ *. ألقيت هذه القصيدة ليلة ذكرى المولد النبوي الشريف.

هلم لنستأصل الظالمين … ومن حالف الظلم أو أيدا ونمحو من الأرض حكم الطغاة … وما وطد الظلم أو شيدا ننصف شعبا هدى واهتدى … وننسف شعبا بغى واعتدى وننسخ ليل الضلال الطويل … ونطلع للناس فجر الهدى فجيش "الجزائر" أقوى الجيوش … يؤدب من خان أو ألحدا سيبطل ما سن شرع الهوى … ويصلح في الكون ما أفسدا بأقدام جند النبي ائتسى … بإيمان صحب الرسول ارتدى بإصرار "عقبة" وابن "الوليد" … و"طارق" وابن "نصير" اقتدى وما كان جيش اليهود له … بكفء وإن صال أو عربدا وإن غرهم نصر يوم لهم … فإن لنا معهم موعدا. فقل لليهود وأشياعهم … لقد آن للزرع أن يحصدا فأين الفرار وأين النجاة … لمن ناصب المسلمين العدا؟ فيا نبعة الضاد يا ابن الألى … سعوا للمعالي فحازوا المدى إليك انتهى نصر دين الهدى … كما بك نشر سناه ابتدا! فكن أبدا لتعاليمه … مثال النضال مثال الفدى وقد وكل الله أمر الورى … إليك فكن للورى منجدا كن حادي الركب نحو العلا … فمثلك من للمعالي حدا ويا أمة توجتها السماء … ببعثة خير الورى أحمدا بمولده فاحتفوا إنه … غدا لهدايتنا مولدا

ومنه اقبسوا قوة في الكفاح … غدا تنصروا وتفوزوا غدا فلم يك ما مسكم من جراح! … سوى بانحراف سبيل الهدى فعودوا له إن تريدوا النجاح … وأن لا تضيع المساعي سدى وفي وحدة الصف أقوى سلاح … وان الخلاف سبيل الردى

نحن نسل الهدى

نحن نسل الهدى نحمد الله نحن أزكى وأحمد … نحن أغلى الورى تراثا وأخلد نحن لنسل الهدى ونشء المعالي … نحن جند الإله جند محمد نحن أحفاد "خالد" و"المثنى" … من له مثل ما لنا من سؤدد؟ سوف نقضي على اليهود أشياع … اليهود ومن أعان وأيد ونرد العدوان عن كل أرض … لا نقر العدوان أيان يوجد لا نبالي الأعداء مهما يكونوا … قوة، لا نخاف لا نتردد! إن إيماننا سيهدم ما شادوا … وأعلوا من كل صرح ممرد! وبإيماننا قهرنا عدانا … وبذاك العدى تقر وتشهد يا رفاق الكفاح إن بأيدينا … زمام النجاح، إن نتوحد! وبدين الإسلام نبلغ ما نأمل … من كل ما يرام ويقصد والذي لم يفز بحظ من … الإسلام فليرض بالشقاء المؤبد فلنكن شاكرين لله ما أنعم … شكرا على المدى يتجدد يا شباب الإسلام من يجعل … الإسلام دينا يعش كريما ويسعد ويجد ناصرا من الله مهما … تتجهم له الحياة وتشتد! يا رفاقا في "القدس" لا تحزنوا إن … جل خطب بمن قضى واستشهد كتب النصر للذي يحمل العبء … ويصبر في النائبات ويصمد

إننا خير أمة صاغها الله … لترقى للمكرمات وتصعد إن نكن بعد ما ارتفعنا انحططنا … فعقاب لكل شعب تمرد نحن حدنا عن الهدى وسلكنا … كل نهج سلوكه ليس يحمد وكفرنا إحسان رب كريم … شكره واجب علينا مؤكد. فلنعد للطريق مهما انحرفنا … عنه إن الرجوع للحق أرشد رب رحماك قد دجا الليل … أدركنا بصبح فالدرب أحلك أربد رب رحماك قد طغى السيل … عاملنا بلطف فصبرنا كاد ينفد وتدارك بالنصر دينك يا رب … فدين الإسلام ما زال مبعد طاردته مذاهب الكفر والإلحاد … في كل بقعة كل مطرد رب رحماك أصبح الحكم الفاصل … عند الخلاف حد المهند وغدا الإخوة الأشقاء أعداء … وشمل اتحادهم قد تبدد ورحى الحرب أصبح الشرق ميدانا … لها والسلام أضحى مهدد وإذا المسلمون هذا قتيل … دون ذنب وذا أسير مصفد! وجريح بكل أرض صريع … يتنزى جراحه لم تضمد وثكالى يصحن في كل بيت … وأيامى نشيجهن مردد! وأخو الحكم ليس يعنيه شيء … طالما حكمه سليم موطد بل هو النافخ الضرام الذي … ما زال مذ شب ناره ليس يخمد أيها المستبد بالحكم لا تفرح … فمهما تزرع من الشر تحصد

والدماء التي أريقت ستغدو … أنهرا تغرق البناء المشيد! وستلقى جزاء صنعك في يوم … عظيم فيه الجوارح تشهد! أيها المفرطون في الظلم مهلا … إن للكون خالقا كيف يجحد؟ وله الحكم فهو يخشى ويرجى … وجدير بأن يطاع ويعبد! إنه وحده بكل كمال … وجلال وقدوة قد تفرد! لا تتيهوا على الأنام بسلطان … يزول وثروة تتبدد

شبيبة البرج

شبيبة البرج نظمت تهنئة لأهالي "برج طولقة" ببناء مسجدهم. "البرج" أنمى شبابا … زكا خلالا وطابا للمكرمات تسامى … وللمعالي استجابا وهب للخير يسعى! … فلم يفته طلابا مصمما لا خجولا! … يرى ولا هياجا قد شاد ما سوف يبقى … للمسلمين مآبا من مسجد لا يضاهي … حسنا وفنا عجابا فكيف تحرم أيد … قد شيدته الثوابا؟ وكل موضع شبر … غدا دعاء مجابا؟ هذي تباشير صبح! … بدت تنير "الزابا" فما أرى البرج إلا … عضوا عن "الزاب" نابا لكن منى "الزاب" فيهم … ما هو أجدى اكتسابا يرجو التفاتا لنشء … من المعارف خابا وذاق دهرا طويلا … من الجهالة صابا! يرجوهم أن يشيدوا … لنشئهم كتابا! يلقى المعارف فيه … والفن والآدابا!

النشء إما تربى … نفى عن الشعب عابا والنشء إما ترقى … يفتح إلى الخلد بابا! النشء كالجند يحمي … بلاده أن تصابا النشء درع تقيه … لدى الحروب حرابا شبيبة "البرح" هبوا … وباشروا الأسبابا وذللوا كل صعب … أما لقيتم صعابا! وحكموا كل غل … في الشعب حز الرقابا أحيوا مآثرقوم … شادوا الفخار اللبابا ولتقرأوها كدرس … ولتنشروها كتابا! داووا من الجهل شعبا … عن حلبة المجد غابا داووه بالعلم تشفوا … بالعلم شعبا مصابا لا تحسبوا لرقيب … ولا لواش حسابا ولا تخافوا وعيدا … ولا تهابوا عقابا! لا تقبلوا أن تعيشوا … بين الورى أذنابا لا قلت إن لم تجيبوا … "البرج" أنمى شبابا

تعالوا إلى المسجد

تعالوا إلى المسجد ألقيت في الاحتفال بمسجد "تازمالت". تعالوا سراعا إلى المسجد … إلى ملتقى الركع السجد! إلى منتدى النخبة الصالحين … إلى مبتغى الخشع الهجد! إلى مشرق النور للتائهين … ببيداء في غيهب أسود! إلى عرصات الهدى والتقى … إلى مرتقى المجد والسؤدد فيا أيها الأنفس الظامئات … إلى المنهل الطيب المورد تعالى اسمعي الحكم الخالدات … وسيرى إلى الله لا تقعدي تعالي اسمعي العبر البالغات … ففي نبعها ري كل صد! ولا تسمعي لنعيق الألى … يرون الضلالة إن ترشدي فمسجدك الحر خير الأداة … لفك القيود عن الأعبد لقد صنع المسجد المعجزات … بإنهاض مجتمع مقعد وصاغ نفوس الجدود الأباة … على شرف الخلق والمقصد وأخرج جيش الغزاة الهداة … إلى الله من كل مستأسد وكل طموح إلى المكرمات … سرج لخوض الوغى مفتد! زكل سخي عظيم الهبات … حمي شديد الإبا أصيد! هنا "الله أكبر" يحيى الفؤاد … صداها ولو قد من جلمد هنا يشتفي جاهل من عمى … هنا من يجيء غاويا يهتد!

هنا النصر للمسلم المهتدي … على كل مستعمر معتد هنا يتحرر عبد الهوى … ويصبح في عزة السيد! لقد طلع الفجر يا "ابن الشمال" … فقم شاهد النور لا ترقد وواصل خطاك بدرب الحياة … ستجني ثمار المنى في غد! ولا تحن رأسك للظالمين! … ولا تخضعن لمستعبد! فإنك من نسل قوم علوا! … بهامتهم هامة الفرقد! فأحي مآثرهم واستعد … مفاخرهم وبهم فاقتد! وكن مثلا للتقى عاليا … يدل على شرف المحتد! وما لك جاهد بإنفاقه … وأنجد به كل مسترفد فإن التعاون روح الحياة … فكن خير عون بها تحمد! وخذلانك المصلح المبتنى … كنصرك للهادم المفسد! ودنياك ليست تتيح الخلود … سوى باكتساب العلا فاخلد وي أيها الوفد بوركت من … مجيب لجاعي الهدى مسعد وبورك يومك في الدهر إذ … به فتحت دفتا مسجد! فما هو يوم ولكنه، … لعمرك "عيد" به عيد

واضيعتا للغة الأحرار

واضيعتا للغة الأحرار واضيعتا للغة الأحرار … قد أصبحت صفرا على اليسار كادت تموت بعد الانتصار … ولم تمت في عهد الاستعمار سفاهة من أهلها الأغرار … وغدرة من خصمها الغدار يا فتية تلصق كل عار! … باللغة الكريمة النجار والأمة العظيمة المقدار … تشبها منها بالاستعمار ومجده المزيف المنهار … رضيت بالذلة والصغار وبؤت بالموت والانتحار … والمسخ والفناء والدمار يا لغة السؤدد والفخار! … ويا لسان السادة الأخيار ويا سجلا خالد الآثار! … على مدى الدهور والأعصار إنا سنبقى حارسي الذمار … من حدثان الليل والنهار نحميك بالأرواح والأعمار … من السقوط ومن العثار ونقتدي بالصفوة والأحرار … من المهاجرين والأنصار ونعتدي من جندك الأبرار … فتصبحين لغة "المليار" لا لغة الصفر على اليسار

السياسة

السياسة ليس التشدق بالفضول سياسة … كلا ولا ذكر المجازر والحروب أو أن تثير لدى الجالس ضجة!! … حول التقدم والتأخر في الشعوب إن السياسة أن تفكر دائما … فيما تعالجه بلادك من كروب وترى فتعمل ما ترى لعلاجها … ولو اقتحمت لها المكاره والخطوب أما التشدق بالسياسة وحدها … من غير تضحية فذاك من العيوب متى تنجلي الحرب؟ متى تنتهي هذي الحروب وتنتهي … مصائب جرتها على العالم الحرب؟ ويسترجع الكون المهيض صفاءه … وتهج عين الشرق مما جنى الغرب فقد ضاقت الأرض الفضاء بأهلها من … اليأس واستولى على الأنفس الكرب

_ نشرت بالشهاب.

الصدق

الصدق لا شيء فوق أديم الأرض يعجبني … كالصدق يبن الورى في القول والعمل وليس شيء لعمر الحق يؤلمني! … مثل النفاق ومثل الكذب في الرجل هذا ويؤلمني أن أرى أثرا … للصدق والكذب فاش غير منتقل رمضان* لحنت وانشدت في السجن بمعتقل "بوسوى" لحنها الفنان هرون الرشيد. النور شعاع بكل مكان … والكون مصغ والنجوم روان وعلى الوجوه نضارة الإيمان … يا للجمال يشع في "رمضان" "رمضان" شهر البر والإحسان … "رمضان" شهر الصوم والقرآن "رمضان" أغنية بكل لسان … "رمضان" انك غرة الأزمان "رمضان " فيك تيقظ الوجدان … "رمضان" فيك تحرر الإنسان أنا فيك مبتهل إلى الرحمن … فعسى تعود هناءة الأوطان

_ *. نشرت بالبصائر.

رجاء غد

رجاء غد من حصادالسجن عجبا نفرح باليوم الذي … ينقضي من عمرنا ليس يعود! فرح الطفل بحلوى أمه … في غد فهو سعيد بالوعود! إنها غفلة أيام الصبا … تجعل الآتي بساطا من ورود إنه بؤس بني الدنيا فما … لهم في يومهم عيش رغيد! يتمنون غدا إذ ربما … يتجلى الغد عن حظ سعيد غير أن الغد في طياته … ربما يكشف عن هم جديد إنه بؤس بني الدنيا فما … بشقاء ما عليه من مزيد انه الجهل بدنيانا التي … قيدننا من هواها بقيود! خدعتنا بسراب خادع … وأرتنا أنه عذب الورود! فلنحطم كل قيد لم يزل … عائقا عن فهم أسرار الوجود يا عين يا عين أوردت قلبي … موارد الحتف ظلما! وأنت يا قلب كم ذا … تجني على الجسم سقما؟ وأنت يا جسم تشقى … ما بين هذين حتما!

نفسي

نفسي لي نفس جريئة تتحدى … قدرة الله بارتكاب الخطايا لا تبالي سخط الإله ولا سوء … المصير ولا جيوش الرزايا! تتحلى للناس زورا وبهتانا … ثياب التقى وطيب السجايا! وهي تخفي وراء ظاهرها شرا … كأفعى فتاكة بالبرايا! بهواها تنقاد لا بهدى العقل … وان جرها الهوي للمنايا اتخاذته إله وهي لا تجهل … كم أوبق الهوى من ضحايا تتعالى بلا علو وتنفي … ما تراه لغيرها من مزايا! وتعيب البريء ظلما وتنسى … أنها قد حوت جميع الدنايا! ويح نفسي تقودني لهلاكي … وهي نفسي التي بها محيايا! كن إلهي عوني عليها فنفسي … دون كل الأنام أعدى عدايا

ربي

ربي رب إنا عن نهج دينك حدنا … حسبنا ذاك شقوة لا تزدنا حسبنا أننا هدمنا بأيدينا … علانا الذي بنينا وشدنا حسبنا أننا أضعنا أمانينا … التي طالما بها قد سعدنا وإذا في القديم سدنا فإنا … باتباع الإسلام في الناس سدنا رب إنا بدينك الحق قاومنا … عدانا وعن مباديه ذدنا! رب إن الإسلام علمنا المجد … فجدنا على الأنام وعدنا! وأضأنا درب الهدى وهدينا … كل ساع إلى المعالي وقدنا وحدونا ركب الحضارة للحق … الذي من معينه قد وردنا ووجدنا الحياة فوضى فجئنا … بحياة غير التي قد وجدنا وطردنا الشرور من كل أرض … وهزمنا جيوشها وأبدنا وهدمنا معاقل الشرك حتى … عبد الناس كلهم ما عبدنا وغرسنا في كل نفس هداها … ووددنا صفاءها وأعدنا! ونشرنا الإسلام في كل صقع … وحمينا ثغوره وشددنا! غير أن النفوس أسرى هواها … وهي في طبعها إلى الشر أدنى فنكصنا وراءنا وأضعنا! … ما ورثتا من العلا وفقدنا فاختلفنا رأيا وكنا اتفقنا! … وافترقنا حكما وكنا اتحدنا وقطعنا أرحامنا فحقدنا! … ونسينا إخاءنا فحسادنا!

وعن الدين والحياء انحرفنا … وعن الصدق والوفاء ابتعدنا وعلى الشر والفساد تواددنا … وعن مهيع الرشاد صددنا رب إنا بما اقترفنا اعترفنا … وعلى جرمنا الكبير شهدنا غير أنا إذا انحرفنا سلوكا … ما انحرفنا يا رب فيما اعتقدنا فإذا لم نكن لنصرك أهلا … إذ نقضنا العهد الذي قد عقدنا فتدارك بالنصر دينك يا رب … فنحن الألى عن النهج حدنا وإذا ساء بعضنا لا تؤاخذنا … إلهي بفعله لا تدنا بل فذاك الذي بفضلك أولى … والذي من نداك رب عهدنا هل يساوي من ساء فعلا وقصدا … ببريء قد عف قلبا وردنا! أيها المسلمون يهنيكم ذكرى … رسول نلنا به ما قصدنا نحن في ليلة أرنتا هدانا! … فاهتدينا بنورها ورشدنا إنها الليلة التي علمتنا! … ما قهرنا به العدى وطردنا وعرفنا بها طريق علانا … فبلغنا من العلا ما أردنا! فاقبسوا من ضيائها وأفيدوا … من جناها ما مثله قد أفدنا! فهي ميلادنا وفجر دجانا! … ومنار لعزنا مذ وجدنا! فلهجنا بفضلها وأشدنا … وشكرنا إلهنا وحمدنا! رب إنا إلى حماك التجأنا! … رب إنا على نداك اعتمدنا رب إنا منا إليك فررنا! … رب إنا تبنا إليك وعدنا!

صلة الشاعر بربه

صلة الشاعر بربه من حصاد السجن رباه لم تبق لنا حيلة … وما لنا حول ولا قوة! وما لنا غيرك من عاصم … يعصمنا من هذه الهوه! عشنا بأحشاء ممزقه … كأنها بالشوك محشوه! عشنا بأجفان مسهده … من أجمل الأحلام مجفوه أوطاننا الجنات لكننا … ناوى لسجن أنطق جوه أيامنا الغر استحالت إلى … صحائف للحزن متلوه! متى نرى صفحة أيامنا! كصفحة الصارم مجلوه؟ متى نرى ظلمة آفاقنا … أضحت بنور الفجر ممحوه؟ متى نرى ووضة آمالنا … مفترة الأزهار مزهوه عجل لنا بالأمل المرتجي … وافتح لنا من فرج كوه! وإن يكن ذنب أما رحمة … منك لأهل الذنب مرجوه

رب رحماك بالفقير

رب رحماك بالفقير نشرت بالعدد 213 السنة الخامسة، السلسلة الثانية بالبصائر في 30 ربيع الثاني 1372 للهجرة. رب رحماك كم يعاني الفقير … من أسى ما له عليه نصير حظه من تعاسة الحظ في … الدنيا ومن شقوة الحياة كبير يتلظى إهابه النار صيفا … وشتاء يذيبه الزمهرير ما على جسمه لباس يوقيه … ولا عنده فراش وثير كل ذنب يعزى إليه لأن … الففير ذنب عند الأنام كبير تتحامى العيون حتى … لا ترى من شقائه ما يضير! كره الناس قربه فهو منبوذ … لديهم من غير جرم حقير ما رأوه إلا اشمأزوا كأن … القرب منه شر لهم مستطير رب إن الفقير أسلمه الناس … فلا راحم له أو مجير كن له خير راحم ونصير! … أنت نعم المولى ونعم النصير

لا تطل لومي

لا تطل لومي نشرت بالبصائر عدد 215، السنة الخامسة، السلسلة الثانية في جمادي الأولى 1372 للهجرة. لا تطل لومي ولا تطلب نشيدي … أنا في شغل بتحطيم قيودي أأغني ويدي مغلولة! … وبرجلي قيود من حديد؟ أأغني ولساني موثق! … وبطوق خانق طوق جيدي؟ أيغني من غدت أمته … بعد عز الملك في ذل العبيد؟ أيغني من غدا موطنه … بين أنياب ذئاب وأسود؟ أأغني وأنا في مأتم! … بعد دهر كله أيام عيد؟ لا تطل لومي على صمتي فلو … هز قومي الشعر ما حطمت عودي بسكوتي لم يضع شعري سدى … وبشعري طالما ضاعت جهودي لم يعد للشعر تأثير ولو … رج كالمدفع أو قصف الرعود! إن قومي ألفوا طعم الكرى … هل يفيد الشعر في قوم رقود؟ لا أغني قبل أن أجني المنى … وأرى الإسلام خفاق البنود! لا أغني قبل تحرير الحمى … فإذا حرر غنيت نشيدي

دعني

دعني! تمر على النفس لحطات تضيق فيها بكل شيء فتثورعلى كل شيء وتسيء الظن بكل أحد فتنفض يدها من كل مخلوق والقصيدة التالية صورة لحالة من هذه الحالات النفسية: دعني أقاسي عاذابي … ولا يهمك ما بي ولا ترعك شكاتي … ولا يهلك انتحابي ولا تضق بشجوني … ولا يسؤك اكتئابي الدنب ذنبي لأني … وثقت بالأصحاب أودعت سري لديهم! … فانسب من كل باب كم جر لي حسن ظني … في الناس من أتعاب والحزم أن أتحلى … بالشك والارتياب إذا رأوني لقوني! … بالبشر والترحاب! وبسمة من محيا! … تغري بلمع السراب وألسن خدرتني … بمنطق خلاب! لم أعتقد غدر صحبي … ولا جرى في حسابي ولا تصورت خلي … يضيف لي كل عاب وليس يرضيه إلا … تنقصي واغتيابي ومذ تبينت أن … الرؤوس كالأذناب وأن ما فيه حتفي يجيء من أحبابي

نفضت منهم جميعا … يدي وصنت إهابي! واعتضت كل صديق … عرفته بكتاب! بصحبة الكتب تجنى … روائع الآداب! وكم ترى من صديق … منافق كذاب!

أيها المبعد

أيها المبعد من حصاد السجن كما أن القصيدة التالية تصوير لمثل هذه الحالة النفسية: أيها المبعد ما أعظم صبرك! أنت قبل الموت قد أودعت قبرك أنت لا تشكو لغير الله أمرك! أين لطف الله، كي يطلسق أسرك ... أيها المبعد قد طال بعادك أيها المبعد هل ينسى فؤادك ما تعانيه من الهم بلادك! أم ترى ضل من الخطب رشادك ... أيها المبعد قد طال غيابك! وتمادى عن محبيك احتجابك! أي يوم يا ترى فيه إيابك؟ فلقد أوشك أن يطوى كتابك ***

أيها المبعد هل تنسى حماكا؟ وله قضيت أيام صباكا! والألى قلبك يهواهم هناك! أم- ترى- أنساك من تهوى أساك! ... أيها المبعد هل تنسى صغارا! تركوا بعدك في الكوخ حيارى! دارهم قد أصبحت للحزن دارا وتلاشى البشر منها وتوارى ... أيها المبعد هل تنسى رفاقا؟ عشت عهدا بينهم رق وراقا أفتسملوهم وتعتاد الفراقا كيف لا تهلك وجدا واشتياقا؟ ... أيها المبعد كم أشقيت بعدك من نفوس لم تطق مذ غبت بعدك إذ رأت عهد الوفا والحب عهدك ورأت فقد الهنا والعز فقدك

*** أيها المبعد في أقصى الحدود! أفما تسأم من هذا الجمود؟! أفترضى العيش في هذى اللحود؟! أفما ثرت على دنيا القيود؟! ... أيها المبعد هل تفضي حياتك! هكذا؟ أنت إذن ترضى مماتك! وإذن فالأمل الأعظم فاتك! أيها المبعد هل أنسيت ذاتك؟ ... أيها المبعد هل ترضى مكانا؟! لا ترى في ظله إلا هوانا؟ ينقضي العمر به آنا فآنا! دون أن تأتي ما يرفع شانا ... أيها المبعد عن أرض حبيبه يلفظ الآهات من نفس كئيبه لا يهلك البعد فالنفس الجديبه

وحدها هي التي تحيا غريبه ... أيها المبعد ما أفدح خطبك! أن يكون الحب للأوطان ذنبك وإذا حاولت أن تنهض شعبك حاول الأعداء في أرضك حربك ... أيها المبعد أما طال بعد! عن بلاد هي للثوار مهد! وبنوها الصيد في الهيجاء أسد لم يضع جهد به يدرك مجد ... أيها المبعد في صدرك ثوره تقتضي مثلك أن يلعب دوره أن تزيل الجائر الباغي وجوره إن الاستعمار قد جاوز طوره ... أيها المبعد أرغمت العدى! بتفان وتحد للردى!

أنت لم ترضخ ولم تسلم يدا أنت للأوطان عنوان الفدى ... أيها المبعد إن عانيت ضرا فألبس الصبر له حتى يمرا سوف يغدو أعذبا ما كان مرا أفما ترضى بأن تصبح حرا؟ ... أيها المبعد في النسيان سلوى فانس من تؤثر بالحب وتهوى تنس حزنا يأكل القلب وشجوا فشباب القلب بالأحزان يذوى ... أيها المبعد للخطب انتهاء بالمنى كالليل يتلوه الضياء ويعم الكون بشر وهناء وكذا دنياك صبح ومساء ... أيها المبعد قد آن الأوان

وكأن قد زال ظلم وهوان وبدا في الأفق عز وأمان ودنا بالمبعد النائي مكان ... أيها المبعد يا رمز الجهاد! لا تبت بالهم مكلوم الفؤاد! سوف يجلو النصر ليل الاضطهاد وترى عيناك تحرير البلاد!

أين يا صلاح؟

أين يا صلاح؟ من حصاد السجن هذه الأنشودة لحنها الفنان هرون الرشيد الذي كان معتقلا معنا وغنيت في حفل عام من المعتقلين في معتقل الضاية "بوسوى". أين يا صداح ماكان دنا! … من رخاء وصفاء وهناء؟ أين ولى ذلك العهد الذي … قد جمعنا فيه أشتات المنى؟ أين دنيانا التي عشنا بها … كطيور الروض حبا وغنا؟ أين ما كان لنا من سؤدد … عز فيه كل مظلوم بنا؟ أين عز كان أخفاق اللوا؟ … أين مجد كان وضاء السنى؟ أين ملك واسع كانت به … هذه الدنيا لدينا موطنا؟ أين ذاك العهد أيان اختفى؟ … أين غابت كلها تلك الدنا؟ تعس الدهر الذي أبدلنا … بالعلا والمجد بؤسا وعنا أهي الدنيا سراب خادع … أهي الأحلام بئس المقتنى؟ لا، فلا بد لشعب باسل! … مثلنا أن يتخطاه الفنا! سوف يغدو نجمنا مؤتلقا … سوف تغدو هذه الدنيا لنا

رباه

رباه! رباه طالت غيبتي عن موطني! … فمتى أعود لموطني رباه؟! ومتى أرى ظبيا أغن تركته! … قد كان يلفظ من أساه حشاه! ويظل يرنو للطريق فلا يرى … في العائدين مع المساء أباه! ويبيت يحلم في المنام برؤيتي … فإذا جفاه النوم زاد أساه ومتى تعود سعادتي "بسعيدتي" … فلها فؤأد يكتوي بجواه! ومتى أعود إلى "رجاء" منيتي … فأرى محياه والثم فاه؟؟ ومتى أرى "فوزي" فرؤية وجهها … تشفي فؤادي أو تبل صداه؟ ومتى ترى عيناي عينى "زينب" … فالظيي زينب أولها عيناه؟ ومتى يلاقيني هزاري منشدا لحن … اللقاء وانتشى بغناه؟ فلحون "عائشتي" تبدد وحشتي … وتذود عن قلبي شجى أذواه ومتى أرى كوخي الصغير فطالما … ذقت الهوى فيه وطيب جناه؟ ومتى أرى صحبي وأهل مودتي … فيتم للقلب المشوق هناه؟ ومتى أرى حسن "الجزائر" يا ترى؟ … وأزيح ظلمة مقلتي بسناه؟ ومتى أرى سحر الخمائل والربى … وأعانق البحر الذي أهواه؟ رباه طالت غيبتي فإلى متى أهفو إلى وطني ولست أراه؟

شتاء "بوسوي"

شتاء "بوسوي" من حصاد السجن جاء الشتاء بجيش من رزاياه … تكاد تنفد من غيض حناياه! جاء الشتاء إلى جمع ضعيف من … الأسرى ليغدو سريعا من ضحاياه جاء الشتاء بجيش لا يقوم له … "أسكندر" وجيوش التتر تخشاه جيش لهام لو أن "ابن الحسان" … غدا يروم وصفا له خانته قواه جيش تألف من برد يطير له … قلب الحديد شظايا حين يغشاه ومن جليد يحيل الأرض إن لمست … كفاه منبته كالقفز مرعاه ومن ضباب يرينا باالنهار دجى … لا يهدي فيه ساريه لمرماه ومن عواصف أوهت كل ذى … جلد ووابل أغرقتنا منه أمواه ونحن ليس لنا جيش ولا وزر … ولا سلاح ولا عز ولا جاه وإذ عدمنا لحرب البرد سابغة … فبالتصبر والإيمان نلقاه والسجن والنفي زادا في بليتنا … فكل شيء يسلينا فقدناه لولا وجود كرام من أحبننا … قد خففوا ما نعاني من بلاياه وغر كتب نهلنا من مشارعها … ومأمل بمنايانا طلبناه! لضاق كل أخي صبر بكربته … وكانت الموت أدنى ما رجوناه فاحثث خطاك سريعا يا شتاء … فما وجه الشتاء بميمون فنرعاه

حنانيك

واصرف محياك كي يأتي الربيع لنا … إن الربيع لمعشوق محياه ففي الربيع سيجلو الهم أجمعه … ويجتلي كل عان ما تمناه! ونبتني لحمانا كل مكرمة … ونجتني لبنيه ما زرعناه يا رب إن بلاء الأسر طال بنا … فامنن بحرية المأسور رباه حنانيك انقضى الصيف وحل الخريف وما زلنا أسرى بمعتقل "بطيوه" بعيدين عن ميادين العمل لنجاح الثورة. حنانيك! هذا الصيف قاد مر كلمه! … وهذا الخريف انقض بالهم والبلوى يقولون: إن الصيف كالضيف ظله … فما باله قد صار أثقل من "رضوى" وأصبح مرا كل ما لذ في فمي … ولو أنه أحلى من المن والسلوى أرى السجن خنقا للمواهب والنهى … فكيف يطيق الحر في ظله مأوى وهل يستطيب العيش في السجن شاعر … تضيق به الدنيا فيجأر بالشكوى تلم به في اليوم أخيلة الحمى … وتنتابه في الليل أطياف من يهوى فيقضي بياض اليوم بالهم والأسى … ويمضي سواد الليل بالبث والنجوى فيا رب حرر موطني كي أزوره … فحرية الأوطان غايتي القصوى

يا صاحبي

يا صاحبي يا صاحبي قد دجا نهاري وأنت "مصباح" كل داج فبدد الظلمات حولي إني إلى النور في احتياج ... يا صاحبي لم يعد فؤادي ينبض بالحب والتصابي فهل لديك دواء قلب قد مات في نضرة الشباب؟ ... يا صاحبي طابت المنايا واشتاق قلبي إلى كراه فإنه لم يعد بوسعي إغضاء جفني على قذاه ... يا صاحبي قد خبا حماسي

فلست أرتاح للسعاده مذ صار أهل الحجى عبيدا وأصبح الأدعياء ساده ... يا صاحبى هذه منانا! مثل زهور الرياض تذوي واحسرتا ضاع ما بذلنا من الجهد بغير جدوى ... يا صاحبي شاهت الحياة ولف أرجاءها العفاء فلست تلقى بها صديقا! شيمته الصدق والوفاء ... يا صاحبي لا يهلك أني أزهد في الجاه والزعامه فإنني لا أطيق أحيا بلا ضمير ولا كرامه ***

يا صاحبي ما الذي دهانا حتى غدونا بلا شعور؟ فنحن دون الأنام موتى بلا حياة ولا نشور! ... يا رب رحماك بالبرإيا فإنهم لم يروا هداكا! فاقترفوا الإثم والخطايا وما لهم راحم سواكا! ... يا رب خذ بيدي فإني وقعت في هوة سحيقه عشت حليف الضنى بظني ولم أزل أجهل الحقيقه

من أين لي يوم؟

من أين لي يوم؟ يقولون: إن الدهر يومان: واحد … يسر، ويوم بالشقاوة يقدم وقد عشت دهري كله لم أذق به … سرورا ولكن عشته أتألم ومن أين لي يوم لأرى فيه راحتي … وكل ثواني العمر صاب وعلقم إذا جن ليل فالبلاء مضاجع … وإن لاح صبح فالشقاء مخيم وما الناس إلا اثنان خل مخادع … وخصم صريح شره ليس يرحم وكل بني الدنيا على الشر منطو … وإن غر ثغر منهم يتبسم أنانية في كل نفس أصيلة! … بأهوائها فينا غدت تتحكم فمن أين يرجى الخير والشر غالب … علينا، وعمر بالأذى يتصرم؟

طفع الكيل

طفع الكيل طفح الكيل وانتهينا لحال … رب رحماك إنها شر حال! فغدونا مستعبدين كان لم … نتحرر أو نحظ باستقلال! وكأن لم نخض لظى الحرب في … بأس الضواري وفي ثبات الجبال وكأن لم نذد عن الشرف … الغالي ببذل الدم الكريم الغالي وكأنا لم نكتب الآية الكبرى … ولم نضرب المثال العالي في العلا في الهدى وفي موطن … البذل وساح الفدى وكل مجال وإذا نحن قد خسرنا مساعينا … وعدنا بخيبة الآمال ومحونا الجهاد والدم والدمع … بقبح الأفعال والأقوال ونسخنا آي الكتاب بما لم … يجر للمؤمنين يوما ببال إذ نسخنا شرع الإله الذي … فيه بلوغ العلا ونيل الكمال بقوانين ضحلة وضعتها يد … كل سياسي دجال! تتحدى شرع الإله جهارا … وتبيح الحرام مثل الحلال واستجبنا بعد الهداية … للأهواء وهي تقودنا للضلال فانتهينا إلى عبودية نكرا … عبودية الهوى للرجال وأصبنا- بعد المناعة- بالداء … الذي هو شر داء عضال إذ أضعنا إيماننا وهو أصل … لصلاح الأخلاق والأعمال فأصيبت أعمالنا بانحراف … وأصيبت أخلاقنا بانحلال

وأصبنا بعد اتحاد كبنيان … متين بفرقة وانخذال وأصبنا بعد النحرر من … حكم الأعادي بهذه الأغلال وأصبنا بعد السيادة … والعز بهذا الصغار والإذلال فاليهود الأنذال قد أسسوا في … أرضنا دولة من الأنذال أسسوها في منبع النور في … مهد الهدى في مرابض الأبطال أسسوها لا بالشهامة والنبل … ولكن بالمكر والاحتيال! واشتروها لا بالدماء الزكيات … ولكن بكثرة الأموال واستباحوا حمى الأسود وداسوا … وجه كل فضيلة بالنعال! والحكومات إن تؤسس على … الباطل فهي قصيرة الآجال أرأيتم ما قد جنينا على … أمجادنا بالتفريط والإهمال كيف كنا وكيف صرنا وهل … من أمل في الشفاء والإبلال رب رحماك حسبنا لا … تؤاخذنا بأفعال نشئنا الجهال قد دعوناهم إلى الخطبة المثلى … بضرب العظات والأمثال فتمادوا في غيهم وتنادوا … بتعام عن دينهم وتعال! واستحبوا العمى فلم يثنهم … داعي الهدى عن تشبث بمحال! نبذوا كل خصلة من خصال … الخير واستمسكوا بشر الخصال! ورضوا أن يقلدوا كل من … يدعو إلى الانحراف والانحلال! أيها المعرضون عن منهل … الإرواء والقانعون بالأوشال والمبلون كل دعوة هدم … للذي شيد من صروح المعالي

حسبكم ما أضعتم وكفاكم … ما جنيتم من لعنة الأجيال وإذا رمتم البلوغ لما كان … من المجد في العصور الخوالي فاطمئنوا إلى بلوغ مناكم … إنه مطلب قريب المنال فالطريق الوحيد للغاية المثلى … التي ليس دونها من كمال والتي لم تزل على الدهر … دربا للخلود الذي بغير زوال إن عملتم بكل ما شرع … الدين القويم لم يبق من أشكال إن دين الإسلام خير طريق … لبلوغ الغايات والآمال

الإنسان بين تيارات الشقاء

الإنسان بين تيارات الشقاء فوق هذى البسيطة الغبراء … منتهى البؤس للورى والشقاء كم أديب بها شقي وإن كان … بآدابه من السعداء ومريض يئن من وهج السقم، … ولا راحم من الرحماء! وجياع معذبين يذوقون … من الجوع شدة البأساء وضعيف حقوقه غصبتها … قوة سلطت على الضعفاء! ومصاب في دينه وهو أشقى … من عرفنا في الناس من أشقياء يقطع الليل بالأسى ويناجي … ربه في تضرع وبكاء! قد صبرنا فيما قضيت ولكن … ليس في الدين عندنا من عزاء ونفوس الأحرار مهما أصيبت … ببلاء لم تكترث بالبلاء وإذا مس دينها ثار فيها … شمم لا يلين للأرزاء يكره الناس أن يموتوا وهل في … الموت إلا سعادة الأشقياء وبقدر الشقاء في هذه الدنيا … يكون الهناء بعد الفناء وهل الموت غير راحة نفس … لقيت في الحياة كل عناء؟ "ليس من مات فاستراح بميت … إنما الميت ميت الأحياء" "إنما الميت من يعيش كئيبا … كاسفا باله قليل الرجاء"

_ نشرت بجريدة الصراط.

ويحه كم يقاسي

ويحه كم يقاسي! ويحه في حياته كم يقاسي … من هموم تزول منها الرواسي! ويحه كم يذيقه دهره الباغي … كؤوسا لا تستساغ لحاس! يا له الله من شقي كثير … الحزن جم الشجون والوسواس يا له الله كيف يثمر للناس … ثمارا تجنى من القرطاس! وهو يقضي الحياة فيهم كئيبا … موجع القلب ثائر الإحساس وتدر الإثراء واليسر كفاه … ويشقى بالفقر والإفلاس كسراج أنفاسه للورى ضوء … ولكن يذوب في الأنفاس ما له راحم على ما يعانيه … ولا عاذر له في الناس! غير شكوى يبثها إن طغى … الهم عليه إلى حبيب مواس بعد عامين في المعتقل أبعد عامين في هم وفي حزن … ووحشة بفراق الأهل والوطن؟ أبقى هنا مثلما قد كنت واحربا … أن كان في مثل هذإ ينقضي زمني رباه رحماك لي قلب ولي كبد … وأفرخ بعدهم عني يؤرقني! رباه رحماك بالقلب الذي عصفت … به الرزايا وأذوقه يد المحن!

حظ الأديب

حظ الأديب لله ماذا يلاقي كل ذي أدب … وما يعانيه من ضيق ومن وصب! لكل قوم نصيب في الحياة وما … نصيبه أبدا فيها سوى النصب أي أمريء شاعر لم ينفطر ألما … وأي ذي أدب في الناس لم يصب؟ كأن ذنب الفتى آدابه وعلى … قدر العقول يصاب الناس بالنوب فالمرء إن كان ذا عقل وذا أدب … يفوته حظه في الجاه والنشب وإن يكن منهما قد نال قسمته … يفوته حظه في العلم والأدب ما حيلة المرء في الدنيا أليس له … في الموت راحته من هذه الكرب؟

الفقير الصابر

الفقير الصابر! كم أعاني الأسى ولا أتكلم … وإذا ما شكوت من يتألم؟ لم أجد في القلوب قلبا رحيما … "ما تفيد الشكوى لمن ليس يرحم"؟ كيف أشكو إلى العباد شقائي … وهم علة الشقاء المحتم؟ كل شر ألقاه في الدهر إلا … وشرور العباد أدهى وأعظم! ليس ما بي من الأسى غير فقري … ورجائي في الأغنياء تحطم! جعل الله في يديهم نصيبي … وإذا ما طلبت حظي أحرم! زادهم قسوة علي وحقدا … أنني إن رأيتهم أتكتم! وإذا الضر مسني أتحمل … وإذا ما ظلمت لا أتظلم! شيمة لي منحتها صيرتني … ساخسرا بالخطوب لا أتبرم لست أشكو بثي وحزني إلا … لإلهي فإنه بي أرحم!

قلبي

قلبي! في حنايا الضلوع قلب دام … قرحته حوادث الأيام! كل يوم به سقام ملح … وضنى زائد وحزن نام! مثخن بالجراح لم يبق فيه … موضع قد خلا من الآلام! رق سقما فلو ألمت به ريح … لهاجت بلواه بالإلمام! برم بالحياة قد ضاق ذرعا … بفسيحات كونه المترامي! لم يذق فيه راحته فتمنى … يائسا أن يذوق طعم الحمام! عاف دنيا لم تتسع لذوي … الفضل وأهل العقول والأفهام! ملئت بالشقاء والبؤس … ألوانا وغصت بالشر والآثام! تضع الشاعرالأديب وتقصي … دون ما رحمة ذوي الإلهام! والغبي البليد فيها سعيد … نال أو في الحظوظ والأقسام! يا لك الله أيها القلب من قلب … حليف الشقاء نضو السقام! دائم الاضطراب والخفق … تبدي زفرات كمثل حر الضرام! لم تجد في الأنام من مسعد يرجى … فأعرضت عن جميع الأنام! فاعتصم بالعزاء، يا قلب لا … تجزع فصفو الحياة كالأحلام! والخطوب الجسام في هذه الدنيا … لمن حصة النفوس العظام وسواء من عاش فيها سعيدا … في رخاء وغبطة وسلام! والذي قد قضى الحياة كئيبا … وغدا نهبة الخطوب الجسام! كل من في الوجود يودع لحدا … ضيقا رهن جندل ورغام!

يا عيد

يا عيد نظمت في عيد الأضحى سنة 1360 للهجرة، إبان المجاعة العالمية السوداء التي كانت إحدى عواقب الحرب الوخيمة ونتائجها السيئة. يا عيد هل أنت عيد … أم أنت هم جديد؟ لم يبتهج بك طفل … ولا اشتهاك وليد البرد فيك مذيب … والزمهرير مبيد والثلج إن غاب يوما … فلا يغيب الجليد! وللعواصف نفح … به تذوب الجلود وللمجاعة فتك … بالعالمين شديد فما لهم فيك قوت … ولا لديهم وقود ولا عليهم لباس … لا طارف لا تليد وكل ما فيه نفع … لجائع مفقود! إلا النقود ولكن … ماذا تفيد النقود فكيف أدعوك عيدا … وليس فيك سعيد؟

نجوى

نجوى أعزز علي بأن أراك كئيبا … أو أن أراك من العزاء سليبا في ناظريك أرى ظلالا للأسى … وعلى محياك الجميل شحوبا وجه كما ابتسم الربيع محبب … لا تكسه روحي فداه قطوبا هذي الحياة على ابتسامك عذبة … وإذا غضبت وجدتها تعذيبا! ماذا يطيب من الحياة جميعها … إن لم تكن لي في الحياة حبيبا! دنيا -وإن خدع الأنام سرابها- … جمعت من الألم المرير ضروبا وبدا لعيني صفوها فوردته … فوجدته بالمنغصات مشوبا! وطلبت خلا أرتضيه فلم أجد … إلا عديما للوفاء كذوبا! متطلعا للعيب في إخوانه! … فكأن فيه على أخيه رقيبا! يلقاك بالوجه الضحوك وقلبه … من بغضه قد أضمر التقطيبا دنياك قل بها الوفاء وحسبها … عدم الوفاء مساويا وعيوبا لا نشك فيها غربة فهي التي … يحيا بها الحر الكريم غريبا!

أي هم تعاني؟

أي هم تعاني؟ لمحت على وجهك الناحل! … ظلالا من الكمد القاتل! وفي جفن عينيك غرب الدموع … ترقرق في نرجس ذابل! وفي ناظريك الأسى كامنا! … ينم على ألم داخل! وقد شاع في وجنتيك الشحوب … فألوي بروض الصبا الحافل! أبن أي هم تعاني فما … عهدتك في الخطب بالذاهل وكفكف- فديتك- دمعا جرى … على ورد خديك كالوابل ودع لمحياك هذا الجمال … فلم صار كالقمر الآفل؟ فهذا الأسى- إن يدم- قاتل … وموتك- يا منيتي- قاتلي

ذكراك

ذكراك ذكراك ملء فمي وشغل لساني … وحيث أفكاري وهمس جناني وسماء أحلامي وفيض خواطري … وشفاء آلامي وسر بياني ذكراك أغنيتي التي أشدو بها … فتذوب في نغماتها أحزاني! ذكراك تطفيء ما بقلبي من جوى … قد كاد يلهب من لظاه كياني ذكراك نفح الروض تفعل بي كما … فعلت بنان الريح بالأغصان ذكراك تبعث في فؤادي نشوة … هي في فمي أحلى من الألحان ذكراك تنسيني متاعب شقوتي … وتزيد في جذلي وفي اطمئناني ذكراك فيض الحب بين جوانحي … وخيالك الموحي إلى الأذهان ذكراك دنيا الشعر كل رغائبي … في هذه الدنيا وكل أماني يهنيك قلبي أنه حرم الهوى … لك لم يحل به هوى إنسان يهنيك لو فتشته لوجدته … من لوعة الأشجان كالبركان فاحميه من نار الهوى لا تتركي … مأواك تتلفه يد النيران! فبسحر عينيك اللتين أصابتا … قلبي وسحر جمالك الفتان! إلا رحمت عذاب صب مدنف … فالحسن مشتق من الإحسان

سلطة الألحاظ

سلطة الألحاظ ليس قي الكون سلطة بخضع … الناس لها مثل سلطة الألحاظ فالعيون الوسنى نراها ضعافا … وهي أقوى في الفتك بالأيقاظ كم رمت أنفسا وأصمت قلوبا … وأذلت من تائه جواظ 1 مذ تصدى شيطان شعري إليها … رجمته من لحظها بشواظ سحرها روت ما حوت من فتور … ليس سحر الرموز والألفاظ حبيبتي! حبيبتي اطرحي الدلالا … ولا تزيدي الحشى خبالا وقصري عمر التنائي … فإنه -وهواك- طالا وداركي أكبدا صوادي … تكاد تشتعل اشتعالا! وأسفري كالصباح نورا … واشرقي كالضحى جمالا! وابتسمي كي تراك عيني … طلعت في أفقي هلالا! فوجهك البدر وهو هاد … فكيف زدت به ضلالا! وقدك الغصن لم تمله … ريح ولكنه أمالا! يا أقرب العالمين دارا … مني وأبعدهم منالا هلا رحمت كسيف بال … يا أنعم العالمين بالا

_ 1. متكبر.

مساجلة أدبية

مساجلة أدبية! اجتمع الأساتذة: بدوي جلول، أحمد سحنون، محمد العيد، في أحد المنتزهات الجميلة بالعاصمة "الجزائر" فمر أمامهم ما حرك شاعريتهم بالأبيات التالية، وكأنهم خاطبوا في ذلك الشخص المرئي شخصا آخر غير مرئي "الشهاب". بدوي: وفتاة مرت بنا ذاصباح … تتثنى كأنها غصن بان! سحنون: ثم ولت وما رثت لقلوب … رشقتها بلحظها الفتان العيد: قربت وصلها القلوب ولكن … حال من دونها اختلاف اللسان بدوي: ربة الدل داركي أنفسنا … تعاني من الضنى ما تعاني لفتة ترجع الحياة إلى القليل … وعطفا يعيد ميت الأماني سحنون: وارتشافا من خمر ريقك يطفي … ما بنا من لواعج الأشجان وابتساما ينير ظلمة نفس … عذبت بالصدود والهجران العيد: أحسني فالحسان في شرعة … الآداب أولى الأنام بالإحسان ملك الحسن أمرنا فأرانا … كيف يبلى الإنسان بالإنسان

البصائر تحيي قراءها

البصائر تحيي قراءها بمناسبة توديعها سنتها الخامسة ونشرت بعدد225 من البصائر في 26 محرم الحرام سنة 1372 للهجرة. يا أحبائي وقرائي سلاما … كنتم للدين والفصحى دعاما! عشت دهرا بينكم مرعية … وكذاك العرب يرعون الذماما سوف أرعاكم وأوليكم جنى … طيبا تجنونه عاما فعاما سوف أغدو روضة فواحة … تقطفون الورد منها والخزامى غير أن النار إن أعوزها … حطب باخت ولم تزدد ضراما أنا مصباح وضوئي باهر … وبدون الزيت لا أجلو الظلاما فأمدوني بزيت وابذلوا … كل غال تدفعوا عني الحماما أنا مجد الضاد إن لم تحرسوا … مجدكم لم تصحبوا الدنيا كراما

المجلس الإسلامي الأعلى

المجلس الإسلامي الأعلى ليهنك يا شعب العلا المجلس الأعلى … فما المجلس الأعلى سوى المثل الأعلى حلمت به دهرا وغنيت باسمه! … فكنت به أولى وكنت له أهلا فيا ابن العلا سر في طريق العلا ولا … تقل للأولى يحدون ركب العلا: مهلا دنت منك آمال كبار فلا تبت … على اليأس وابسم للحياة وكن جذلا وقل: مرحبا أهلا بوفد محمد … وقل- لعمري- أن يقال له: أهلا وكن خير عون بامتثالك أمره، … يعد كل صعب في طلاب العلا سهلا وإن لم تكن عونا له لم يكن له … غناء كرام صائب لم يجد نبلا! فلا تفعلوا إن المصير لفادح … يصب عليكم من مصائبه وبلا! وتبقوا بلا دين وأية أمة … تعيش بلا دين ترى الخسف والخبلا هلموا لدين الله ننشر لواءه … ونهزم به الفوضى وندفع به الجلى فإنا بدين الله كنا أعزة! … فلو لم نعق الدين لم نعرف الذلا! وكنا منارالعلم والفهم والحجى … فلو لم نفرط فيه لم نعرف الجهلا! فعودوا إليه إن أردتم هداية … فمن حاد عنه "وهو نهج الهدى" ضلا وأعظم ما أهدى لنا الله دينه … فكل عطاء دونه جل أو قلا! ونحن بدنيانا نسيرعلى شفا … بأسفله يلقى الردى كل من زلا

وما الخطة المثلى لمن رام خطة … سواه فلا تنأوا عن الخطة المثلى فلا تحسبوا التحرير يغنى عن الهدى … ولا محض الاستقلال يكسبنا الفضلا فلا كان الاستقلال إن جانب الهدى … ولا بقى التحرير إن حارب العدلا فلم نطلب التحرير بالدم والفدى … لنغدو قطيعا سائما عدم العقلا ولا أننا ثرنا لتحطيم قيدنا! … لنجعل في أعناقنا للهوى غلا أعيذكم أن تمسخوا الثورة التي … بذلتم فأغليتم لإنجاحها البذلا وسودوا بهذا الدين في الناس آخرا … كما سدتم كل الأنام به قبلا! وذودوا سهاما صوبت نحوه فلم … يزل يتلقى من خصوم الهدى نبلا فمن لم يذد عن دينه ما يسوؤه … فليس بذي دين وإن صام أو صلى

أهلا وسهلا

أهلا وسهلا قيلت تحية لأحد الوفود العلمية المصرية في زيارتها للجزائر. وفد مصر الكريم أهلا وسهلا … سوف تلقى ما بيننا لك أهلا! لح بأفق "الجزائر" الجهم بدرا … وعلى جدب أرضها فاغد وبلا! أمح من أفقها المعبس دجنا … وانف من أرضها الكئيبة محلا! صف بها كل ما تشاهد وانقل … لبني النيل ما تشاهد نقلا! قل لهم إن في "الجزائر" شعبا … عربيا يسام خسفا وذلا! قل لهم إنه يكابد ظلما! … قل لهم: إنه يقاوم جهلا! فامنحوها معارفا وامنعوها … لم تزل مصر للمكارم أهلا! لم تزل من قديمها موطن … الفن غذته طفلا وحاطته كهلا! وملاذا للدين والضاد مذ … كانت لدين الإسلام والضاد ظلا سوف نرعى إحسانكم ما حيينا … ونرد الجميل قولا وفعلا

وفد العروبة

وفد العروبة نظمت بمناسبة زيارة وفد المعلمين العرب إلى الجزائر وإقامة حفلة للدكتورة بنت الشاطئ بالأوقاف. انهض إليه مسلما … بعث النبي معلما وانثرعلى أقدامه … الورد النضير معظما واجعل فؤادك … بالمحبة للمعلم مفعما واقبس سناه لتهتدي … واتبع خطاه لتغنما رضي المعلم أن يكون … لكل خير سلما!! فرمى بطرف لا يحيد … عن العلا نحو السما! ومشى أمام السائرين … مسارعا متقدما! يهوى البلاد متيما … وعلى الجهاد مصمما يا شاعرا إن يشد … بذ المنشدين وأفحما هات النشيد العذب … واهتف منشدا مترنما وفد العروبة جاء … يحمل للجزائر بلسما!! أهلا بإخوتنا الكرام … الذائدين عن الحمى! هذا القطاع من العروبة … كاد يتلفه الظما

جفت منابعه وغاض … رواؤه وتجهما!!! وخبا ضياء العلم … والآداب فيه فأظلما!! وأناخ بين ربوعه … الجهل البغيض وخيما فلتطلعوا فيه بدورا … ولتلوحوا أنجما! أهلا برائدة النساء … الوافدات على الحمى أهلا بأعظم حامل … من بعد مي مرقما! أهلا" بعائشة" التي … قدر البيان بها سما!! كم دبجت، ببراعتها … للضاد سفرا قيما!!! حلي بأرض طهرت … من كل رجس بالدما لم يبق فيها أي قيد، … كل قيد حطما! وغدت كروض فانزلي … فيه وطيبي مقدما! ثم امنحينا من بيانك … كل ما يجلو العمى ويعيد لابن الضاد … منزله الأعز الأكرما فمن العجائب أن يظل … ابن العروبة أعجما ويرى بغير لسانه!!! … في أرضه متكلما من لم يكن بتراثه … يعتز لم يك مسلما

أيها الصقر

أيها الصقر! نظمت وألقيت في 28 جوان 1969 م تحية للأستاذ أحمد "صقر" بمناسبة زيارته "الجزائر". مرحبا "بالصقر" قد جاء إلى … بلد الثورة من أرض الصقور كلنا شوق إلى رؤيته … وقلوب طافحات بالسرور مرحبا بالعلم فالعلم حيا!! … مؤذن من بعد موت بالنشور مرحبا بالأدب الجم الذي … هو خصب بعد محل ودثور مرحبا بالخلق السمح الذي … هو عنوان على صدق الشعور أيها "الصقر" الذي قد طار … من وكره إنك في خير الوكور أنت في الأرض التي كم أنجبت … من صقور للمعالي ونسور أنت في الأرض التي قد صنعت … ثورة قد هزمت حلف الفجور أنت في الأرض التي قد حطمت … كل كبر في فرنسا وغرور!!! أنت في الأرض التي كم شيدت … من علا يبقى على كر الدهور ولها شوق إلى كل فتى … همه السعي لإحياء الشعور!! فلتقم ما بيننا محترما مثل … شمس قد أحيطت ببدور

ضيوف

ضيوف! قيلت بمناسبة زيارة وفد فني مصري "للجزائر". ضيوف ولكن هم على النفس أكرم … من الأهل والأبناء والله يعلم ضيوف من الشرق الذي منه أشرقت … أشعة نور الوحي والكون مظلم!! من النيل من مهد الحضارات من حمى … أبي الهول والأهرام حوليه جثم من البلد الفادي من الوطن الذي … بآفاقه شع العلا والتقدم!!! بلاد بها "قطب" وفيها رفاقه … أحن إليها كل يوم وأحلم!!! فيا نبت وادي النيل أهلا ومرحبا … حللتم بأوطان تحن إليكم!!! لقد شاركت ألحانكم في جهادنا!! … فكانت كجيش للمغيرين يهزم إذا كان للرشاش فضل ففنكم … حداء له فضل عليه مقدم وإن أصبحت أرض "الجزائر" حرة … فمنكم لها في الرأي جيش عرمرم فليلتكم غراء لاح بأفقها!! … بمقدم أبناء الكنانة أنجم! فمطلعكم للبشر والألنس مطلع … ومقدمكم للمجد والعز مقدم فكل لسان بالمحامد ناطق!! … كل فؤاد بالمحبة مفعم!!! فغنوا لنا لحن السرور فطالما … أناخ بنا حزن به الطفل يهرم وهاتوا لنا الفن الذي فيه برؤنا … من الهم، إن الهم داء محطم

فلله هذا الشعب كم ذاق من أسى … فأكثر أهليه يتيم وأيم!! ففي كل عين في "الجزائر" أدمع … وفي كل قلب حرقة وتألم!! ولكنها لم تستكن لعدوها … ولم يثنها في العيش صاب، وعلقم إلى أن علت في الأفق راية نصرها … وأصبح فيها كل قيد يحطم!! وغادر جيش الاحتلال ربوعها … ولم يبق فيها للفرنسيس مغنم وأعلنت الأفراح في كل بقعة!!! … فللطير تغريد بها وترنم!! وها هي شحارير الكنانة بيننا … تشاركنا عيدا له الكون يبسم وذا "خالد" يصغى إلى لحن "كارم" … ولحن "نجاة" وهو نشوان مغرم يحاول أن يوحي له بقصيدة … "فخالد" في نظم الروائع ملهم وها هي أفلاذ "الجزائر" تحتفي … بكم كسوار أنتم فيه معصم فغنوا فذا عرس العروبة إنها … اذا عرست لم يبق في الأرض مأتم

يا شبابا النيل

يا شبابا النيل!!! نشرت في 178 من البصائر في 9 ربيع الثاني 1371 للهجرة. مصر ذا نهجك فامضي لا تحيدي … لتعيدي عهد ماضيك المجيد! لا تهابي الموت ما الموت سوى … سلم المجد ومفتاح الخلود! حبذا ورد المنايا إنه … منفذ الأحرار من عيس العبيد لا تضيعي الوقت في القول سدى … ليس بالأقوال تحطيم القيود أتلاقين بسيف من هبا! … من يلاقيك بسيف من حديد منطق القوة أجدى فاجعلي … قوة العدة منه والعديد! واطردي الضيف الذي لم يرض من … صاحب البيت سوى قطع الوريد واحفظي حرمة أبناء لقوا … حتفهم في البحر أو فوق الصعيد ذهبوا في الوثبة الأولى فدى … لك من ثورة بركان مبيد! يا شباب النيل هذا يومكم! … فأرونا فيه أقدام الأسود لا تلينوا للعدا وادرعوا … بثبات الجأش والعزم الوطيد واجعلوا الإيمان أقوى عدة … تغنموا النصر على الباغي العنيد قوة الإيمان لا ترهب ما … حشد الطغيان من "جيش عتيد" قوة الإيمان لا تعد لها … قوة النار ولا بأس الحديد من لمصر اليوم إن لم تطردوا … من حماها كل شيطان مريد!؟

ابذلوا أرواحكم من دونها … تبذلوا في برها أقصى الجهود واشتروا حرية الوادي بها … نهي لا تشرى بجاه أو نقود! كيف للمسلم أن يخشى الردى … وهو يخشى فوته أجر الشهيد! كلنا للنيل جند مخلص … ذاك فرض ليس عنه من محيد! يا بني "التأميز" قد أسرفتم … وتعدى ظلمكم كل الحدود! ما الذي أغضبكم من أمة … نزلت فيكم على حكم الجدود! بلغ ابن النيل أقصى رشده … فارفعوا الحجرعلى الابن الرشيد! وإذا أبطركم إنكم! … لم يزل نجم علاكم في صعود! فتجبرتم وقلتم إننا! … أهل بطش وأولو بأس شديد! فاتقوا عاقبة البغي التي … أهلكت عادا وأودت بثمود! إن يوما فيه يهوى نجمكم … لهو يدوم منكم غير بعيد! يا بني الإسلام كنتم أمة … تتحدى كل جبارعنيد! سستم الناس بعدل شامل … فتساوى الناس في عيش رغيد! كيف صرتم تطمئنون إلى … سلطة الأشرار والعيش الزهيد فلتعودوا قوة جبارة! … وليكن جندكم أقوى الجنود وليسد دين التآخي وليزل … ظل الاستعمار من هذا الوجود عم دنياكم ظلال حالك … فأروا الدنيا سنا فجر جديد

يا موكب الله

يا موكب الله تحية لوفد القراء العراقيين في زيارتهم "للجزائر". يا موكب الله يا تالين قرآنه … إن القلوب للقياكم لظمآنه أهلا بكم كلنا راض ومغتبط … بكم يراكم بعين الحب إخوانه شعب الضحايا يرى فيكم أساة هدى … فشنفوا بهدى القرآن آذانه رانت على قلبه أحزانه وشكا … آلامه فلتذودوا عنه أحزانه يا أهل بغداد مازلتم شموس علا … وأرضكم لم تزل بالمجد مزدانه بغداد كانت لأهل العلم عاصمة … وروضة بفنون العلم فينانه تهفو إليها قلوب الناس قاطبة … كل ليحى بالعرفان بلدانه وهل رأى الناس لليونان فلسفة … لولا بنان من المأمون فنانه بنى لها دارعلم واستحث لها … من قد أتموا بنقل العلم بنيانه فمن يكن ناسيا للمحسنين يدا … لسنا بناسين "للمأمون" إحسانه بنى لها الشرف الأعلى فلا عجب … إذا غدا كلنا في المدح إحسانه فمن يكن من بني "الأفرنج" مدعيا … سبقا لعلم فضحناه وبهتانه السبق للشرق لا للغرب نعرفه … أعطاه علما كما أهداه إيمانه لولا يد الشرق مات الغرب من زمن … أو ظل أبناؤه للشرق عبدانه وسوف نبصره عادت إمامته … للغرب واسترجع الإسلام سلطانه يا وفد بوركت من وفد ودمت لنا … غمامة بهدي القرآن هتانه!! لا خير في مسلم يهديه خالفه … قرآنه ثم يجفو الدهر قرآنه

من هنا

من هنا القصيدة التي نطمت وألقيت في مهرجان الشعر في 28 أفريل 1975 م بقاعة "المقار" "الجزائر". من هنا من ساحة … المجد وأفق العظمات من هنا من باحة الضاد … وأرض المعجزات!! من سماء العدل والحق … ومن دنيا الهداة من روابينا ميادين … الفدى والتضحيات! من هنا من ملتقى … الأبطال مهد الثورات! من حمى المليون … والنصف الصناديد الأباة وهبوا للوطن الغالي … النفوس الغاليات! من هنا من هذه الأرض … بدا نور الحياة! الحياة الحرة المثلى … على رغم العداة! وتعالى الضوء فانجاب … حجاب الظلمات! وبدا منه محيا … مشرق بالبسمات! وجه دنيا غضة … مطلولة بالنشوات! وجه عهد طافح … بالبشر جم الرغبات نجتلي في ظله الوارف … أغلى الأمنيات! ونرى المستقبل المأمول … وضاء السمات

إخوتي: يا قادة الفكر … ويا وفد البناة! أي عيد نلتقي … فيه جميل القسمات ضم إخوانا نمتهم … للعلا أسمى اللغات هو عيد الشعر … عيد الكلمات الملهمات التي كم شحذت … واستهضت من عزمات وأثارت عبقريات … وأحيت موهبات! وأنارت لخطى السارين … درب الحريات! هو عيد الذكريات … الباقيات الصالحات مرحبا بالذادة الأحرار … والصيد الحماة مرحبا بالألسن الفصحى … وأحلى النغمات مرحبا بالعيد عيد … الشعر باني النهضات إنه أقوى سلاح … إنه خير أداة! مرحبا أهلا وسهلا … وتحايا طيبات! كل أرض بكم تزهو … وتسخو بالنبات! ولهذي الأرض تاريخ … ندى الصفحات! تربها الزاكي عبير … من دماء زاكيات! طالما كان مجالا … لحروب طاحنات! كل شبر فيه قبر!! … لفتى أو لفتاة! ليس من خاف من … الموت جديرا بالحياة إخوتي: يا صاغة الشعر … ويا ركب الحداة

يا رفاقا أقبلوا … كالطير من كل الجهات لبلاد عزمها … حطم آمال الغزاة! شوقها شوق صد … ظمآن لماء الفرات! فانفحوها من جنى … الشعر بأزكى النفحات! واجعلوا الشعر جهادا … مستميتا للطغاة ورصاصا يحمل الموت … لأعداء الحياة وصروحا شاهقات … لمعلا والمكرمات واجعلوا منه غذاء … للعقول النهمات ليكن حثا وكسبا … للعلوم النافعات! لا تضعها فيها نصرك … غريقا في سبات ليكن دربا إلى النصر … وجسرا للنجاة! كن أخي حربا على … تلك الفنون المائعات وعلى الشعر الذي … يغرى بفعل المنكرات لا يكن شعرك خلوا … من معاني الكلمات! هيكلا من غير روح … وصراخا في فلاة! لا يكن يدعو إلى … نوم النفوس اليقظات! ليكن شعرك جندا … في "فلسطين" الفتاة! لا يبالي الهول لا … يرهب خوض الغمرات! ضع له شعرا له … ثورة أقوى العاصفات! ضع له خير مثال … للشعوب التائرات!

التي تاريخها يعطي … الدروس البالغات! أي شعب، شعب هذا … البلد الجم الهبات؟ أي شعب جاد بالروح … وضحى بالحياة؟ ذلكم شعبي الذي … قلم أظفار البغاة! وجنى نصرا سيبقى … أثرا في الخالدات! غير أنا اليوم جرنا … عن طريق المكرمات وانطلقنا في سباق … لانتهاك الحرمات! وتقاعسنا ونمنا عن … أداء الواجبات! وتخاذلنا أمام … النظم المستوردات! وتجاهلنا الذي تملكه … من ثروات! وتحالفنا على رفض … المبادئ الصالحات وركعنا وسجدنا … للمبادي الوافدات وظللنا نؤثر … التقليد كالببغوات ومن التقليد ما … يضحك حتى الثاكلات ومن التقليد أن أضحى … الفتى مثل الفتاة بشعور مرسلات … وقدود مائلات! وثغور ذهبيات … الثنايا لامعات! من تري يحمي حمى … الأوطان عند النائبات فلنعد سيرتنا الأولى … بعزم وثبات حينما كنا منارا في … الليالي الحالكات!

ودروعا سابغات … تتحدى الأزمات لا نبالي بالمنايا … في سبيل الأمنيات يا شباب العرب الأمجاد … يا نسل الهداة لا تدع ثروتك العظمى … وترضى بالفتاة إنها العدة فيما خضته … من غمرات أيقظوا بالشعر من عاش … في ماض وآت

محرم

محرم!! ألقيت بنادي (الرشاد) في الاحتفال برأس السنة الهجرية ونشرت بعدد 14 من السلسلة الثانية من البصائر في 3 محرم الحرام عام 1367 للهجرة. هيا بني الضاد هيا … جند الشباب تهيا قد هب من طول نوم … وجد في الخير سعيا رعى حقوق بلاد … له تقاضه رعيا سقيا له من شباب … يرعى الحقوق ورعيا إن الشباب ليحيي … بلاده حين يحيا يا فتية الضاد هذا … شهر"الحرم" حيا! شهر تألق فيه … تاريخنا عبقريا! يبدو به كل عام … كغرة في محيا! ثأر يحكم سفر مجد … مضى ويبقى نقيا! أحداثه تتجلى … درسا تسامى عليا! لكنكم قد نبذتم … تاريخكم ظهريا!! ولو سلكتم خطاه … لما غدا منسيا!! عودوا إليه ففيه … ما يستفز الخليا!! عودوا له إن أردتم … نشئا قويا فتيا!! متيما بالمعالي … ومسلما وطنيا!

عودوا لهجرة طه!! … تروا من المجد دنيا! قد أعلن الحق فيها … للخافقين جليا! فشع في كل أفق … ومد في الأرض فيا! وطالما قد توارى … وعاش سرا خفيا! محمد من قريش!! … قد سيم كيدا وبغيا! ما ازداد حلما وصفحا! … إلا وتزداد غيا! فراح يهجر أرضنا!! … لم تستمع منه هديا قد حكمته غلاما … وحاربته نبيا!! والحر إن سيم خسفا … رام المكان القصيا! فأم "يثرب" يبغي! … بها مجيرا وفيا لما أتاها أقامت … له احتفالا سنيا! تنظرته اشتياقا … صباحها والعشيا! خفت إليه جميعا … شيخا بها وفتيا!! كل يحس نزوعا … به يدب قويا!! يسمو لمرأى نبي … قد اصطفاه وليا!! فاستقبلته كنور … يهدي الصراط السويا! وكان في الدهر يوما … أبقى صدى ودويا! ألقى "بيثرب" جمعا … من الشباب زكيا! حمى به الدين حتى … غدا به محميا! وراح طه قريرا … بما أصاب رضيا!

رآى حواليه جندا … بنصر طه حريا! لما يريد مطيعا … على العتاة عتيا! وأبصر الدين فيهم … معظما مرعيا! فمد إذ ذاك طرفا … إلى الأمام سميا فأبصر الكون يهوى … به الضلال هويا والناس في الشرك غرقى … عن الحقائق عميا! على الضعاف عتاتا … حول الطغاة جثيا! فتابع الفتح يزجى! … له شبابا كميا! حتى غدا الكون طرا … بهديه مهديا! يا نش! ء طه المرجى … وجنده المفديا! ومن بذكراه أضحى … رغم العوادي حفيا محمد ليس يرضى! … بأن تعيش شقيا! وإن قنعت بدون … يكون منك بريا! إن لم تكن مثل طه … فلست من طه شيا تبني كما كان يبني … مجدا يطول الثريا إلى الأمام لنحيي! … ما كان بالأمس حيا إلى الأمام لنقصي … عن الحمى الأجنبيا! عار على جند طه! … أن لا يكون قويا!!

شهاب محمد

شهاب محمد!!! ألقيت بحفلة ذكرى المولد النبوي بنادي "المولودية" بالجزائر العاصمة، ونشرت بعدد 23 من "البصائر" بتاريخ 5 ربيع الثاني عام 1367 للهجرة. شباب محمد نعم الشباب … إذا نودوا لمكرمة أجابوا يميل بهم إليه هوى ملح! … ويحدوهم إليه هوى عجاب ويزجيهم إلى الذكرى وفاء … لصاحبها كما يزجى السحاب أتوا يتطلعون إلى قطاف … من الآداب فيها يستطاب لقد صدئت نفوس من أساها … وخير جلائها الأدب اللباب حياة محمد فيها حياة!! … وسيرته إلى العلياء باب ومجد محمد "إن غال مجدا!! … ذهاب" ليس يعروه ذهاب وليس يضيره الإغفال شيئا … كما لا يخلق السيف القراب ونور الشمس إن حجبته سحب … فهل يمحو سنا الشمس الحجاب؟ فيا جند الشباب إلى المعالي … مضيا مثلما يمضي الشهاب إذا لم تقتفوا آثار طه … فليس لكم إلى طه انتساب ولستم بالأسود إذا رضيتم … بأن تسطوا بأرضكم الذئاب ولستم نسل آباء كرام … وأنفسكم كأرضكم- نهاب!! أيمسي ابن البلاد غريب … دار ويرى للدخيل بها جناب

ويمسي ابن الفتوح رهين أسر … وطعم الأسرار للأحرار صاب؟ تحارب بنت "يعرب" في حماها … وينشب في ابنها ظفر وناب!! أتخشون الحمام وليس فيه … حياة بالأذى أبدا تشاب؟ لقد شبث بأرض الشرق نار … لها في القبلة الأولى التهاب؟ وأنتم خير من خاضوا لظاها … فكيف يروعكم هذا الذباب؟ سيغدو الموقدون لها وقودا … ومن رام الخراب له الخراب رسول الله ها هي ذي أفاقت … شعوب العرب يحدوها الشباب تسير إلى العلا بمضاء عزم … وإقدام تذل له الصعاب!! لها الإيمان إن ضلت دليل … ودين إن أصابت لا يصاب وقد جئنا نبايع من جديد … بأنا للحمى أسد غضاب!! ندافع كل من يبغي أذانا … وحقك لا نفر ولا نهاب علينا العهد أن نرضيك جندا … تفك به من الرق الرقاب دماء جدودنا فينا تنزت … تطالب والجدود بنا أهابوا فلا عاش الجبان ولا استقلت … بهياب إلى مجد ركاب!!

إن أردت النصر

إن أردت النصر إن أردت النصر في كل قضيه … فانصر الحق ولا تخش أذيه!! واتخذ من يوم بدر مثلا … إنه حجتك المثلى القويه!! نصر الله به من نصروا … دينه من كل ذي نفس زكيه خرجت فيه قريش ما لها … هدف تسعى إليه أو قضيه خرجت كي تطفيء النور الذي … هو نور العدل نور المدنيه لترى الأمة من بعد الهدى … قد تردت في ضلال الهمجيه فانثنت مدحورة مقهورة … ترتدي ذلا وخزيا ودنيه وحبا الله بنصر حاسم … حزبه الداعي لخير البشريه يا لها مكرمة خالدة!! … من معالينا خلود الأبدية

ذكريات المجد

ذكريات المجد نظمت وألقيت بمعتقل "الضاية" في المولد النبوي. ذكريات المجد في الماضي المجيد … مغرياتي كل يوم بنشيد!! والمساعي الغر ينبوع النهى … كم أمدتها بآيات الخلود!! من له ماض كماضي العرب في … صفحات المجد والصيت البعيد! كانت الدنيا ظلاما مطبقا! … طافحا بالشر والظلم المبيد! وإذا الكون تغشاه السنا … مشرق الأنوار من ثغر وليد وإذا ابن العرب طه قد أتى … منقذا صرعى الهوى أسرى الجمود! وإذا بالشرك ولى القهقري … بعد ما كان منشور البنود وإذا بالظلم منهوك القوى … ناكس الأعلام مقهور الجنود وإذا ابن البيد والقفر له … في مواريث العلا أقوى رصيد يا لطفل بسم الحظ له … فغدا في قومه بيت القصيد يا لشعب نهض الكون به … من عثار منذر بالموت مود يا ليوم أصبح العرب به!! … بابن عبد الله في عز وطيد هل رأى التاريخ في أبطاله … مسعرا في الحرب مثل "ابن الوليد"؟ أم رأى مثل "ابن عوف" أو رأى … "كابن عفان" أخا فضل وجود؟

هل رأى مثل "أبي بكر" إذا … ضلت الآراء ذا رأي سديد؟ أو رأى مثل "علي" مثلا … للتقى والعلم والبأس الشديد؟ هل رأى مثل "صلاح الدين" … في ساسة العالم أو مثل "الرشيد"؟ إننا أحفاد أبطال الورى … إننا أبطال تايخ مجيد! وإذا أرخى الكرى أجفاننا … "فالكرى يغمض أجفان الأسود" غير أنا قد هجرنا نومنا!! … ونهضنا للمعالي من جديد كلنا حن إلى تحريره!! … كلنا هب لتحطيم القيود! كلنا اشتاق إلى استقلاله … كلنا ضاق بأغلال العبيد! يا رسول الله صرنا قوة … لا تبالي أي جبار عنيد! عجز الشيطان عن إغوائنا … مذ قهرنا كل شيطان مريد! إننا أمتك المثلى على … رغم أيام على ابن الضاد سود لم تزل فينا تعاليم الهدى … لم تبد فينا مواريث الجدود لم ينل من عزمنا ظلم العدى … عزمنا أقوى من الظلم العنيد إذ لنا عزم كتيار طغى … ليس تثنيه منيعات السدود ولأهل الظلم يوم فلقد … ذهب الله بعاد وثمود! يا فتى العرب الأولى شادوا العلا … وهدوا للحق والخلق الحميد لا تعد ترضى قعودا بعدما … ذقت طعم الموت في هذا القعود لا تعد تقبل ضيما لا تعد … راضيا بالدون والعيش الزهيد أنت قبل اليوم حر سيد … وأراك اليوم في ذل القيود!

ذلة الأحرار في النفس لها … غصة من دونها حز الوريد ذلة الأحرار في أوطانهم … شقوة ليس عليها من مزيد إننا ثرنا على جلادنا … وتمردنا على كل مريد! إننا ضقنا بأحكام الهوى … فتطلعنا إلى الحكم الرشيد فامض لا يصرفك عن نيل المنى … خلب الوعد ولا زيف الوعيد واستهن بالبذل في نيل العلا … وأرض بالأشواك من أجل الورود لا يبالي طالب المجد بما … في سبيل المجد من جهد جهيد لا تهب إن رمت تحرير الحمى … ما تراه من عتاد وعديد لا تخف فالخوف موت عاجل … والردى جسر إلى العيش الرغيد أيخاف المؤمن الموت وقد … كتب الله له أجر شهيد؟ نجم أعدائك أمسى آفلا … وأرى نجمك أضحى في صعود

ذكرى رأس السنة الهجرية

ذكرى رأس السنة الهجرية من حصاد السجن أي تاريخ كتاريخ جدود؟ … كل يوم منه سفر من خلود! كل يوم ثورة جبارة! … تنجلي عن نصرة الحق الطريد ونضال في سبيل الله كم! … شاد من طارف مجد وتليد وضحايا من بني الإسلام قد … غمرت أشلاؤهم كل صعيد مولد الإسلام ميلاد هدى … من ضلال وحياة من جمود مولد الإسلام ميلاد علا … لبني الأرض وتحطيم قيود إنه النور الذي أخرجهم! … من ظلام الشرك والظلم المبيد خير تاريخ على وجه الثري! … يولد اليوم لأنضاء الوجود إنه تاريخ من قاد الورى! … للسجايا الغر والخلق الحميد هجرة الإسلام للأرض التي … نصرته بدء تاريخ الجدود إذ غدا يعلن عن قوته! … فتوارى كل شيطان مريد ومضى يكتسح الأرض التي … قاومته من سهول ونجود فإذا أعداؤه أضحوا له … قوة تخشى من الخصم اللدود وإذا دولته مرهوبة … بحجى"عمرو" وسيف "ابن الوليد" وإذا الإسلام في كل وغى … خاضها يعلن عن فتح جديد

وإذا الشعب الذي أرهقه … حكم جلاديه من عهد عهيد فصبا واشتاق للحكم الذي … كان فيه سيدا غير مسود ومضى يسعى لتحرير الحمى … يتلقى الموت في بأس الأسود امض كالإعصار جبار الخطى … في تفان وتحد وصمود وانتصب كالطود في وجه العدى … وتجاهل هول نار وحديد وادرع للخطب لا تخش الردى … فالردى أهون من عيش العبيد "جبهة التحرير" لا يصرفها عن … هواها أي جبار عنيد! ولها الجيش الذي قوته! … قوة التيار تودى بالسدود أيها المسجون لا تأس على … ما تعانيه من الخطب الشديد لا تقل طال حنيني للحمى! … لا تقل طال اشتياقي لوليدي من يكن يعرف ما يطلبه! … هان ما يبذل فيه من جهود ثمرة الجهد الذي تبذله! … أن ترى شعبك خفاق البنود وترى أغلاله قد حطمت! … وترى أجناده أقوى الجنود وترى آماله قد حققت! … وترى نجم بنيه في صعود ولقاد أوشك أن تجني ما! … بذرت كفاك للشعب المجيد فترقب عيد تحرير الحمى! … فهو في تاريخه أعظم عيد واحمد الله على الجهد الذي … حرر الأوطان واهتف بالنشيد

ذكرى الإسراء والمعراج

ذكرى الإسراء والمعراج هذه الليلة من أمجادنا سرها كالروح في أجسادنا ذكرها يوحي إلى أولادنا أننا من أمة لا تهرم هذه الليلة قد غاب دجاها يسنا خير عباد الله طاها فعلا منزلة جل مداها وبنى المجد الذي لا يهدم قد سرى للقدس في جنح الظلام موطن الأديان والرسل الكرام حيث صلوا كلهم وهو الإمام أي فضل بعد هذا يزعم؟ إن في هذا دليلا قاطعا! ديننا المتبوع ليس التابعا كل من يدخل فيه طائعا يحمد العقبى به ويكرم

وارتقى يغمره فيض السنا! ودنا من ربه ثم دنا! وجنى من كل علم ما جنى! ودرى السر الذي لا يعلم راكبا أول صاروخ ظهر! يدرك الغاية في لمح البصر! ذاك صنع الله لا صنع البشر! إنه خلق الإله الأعظم كم تحدى الروس بالعلم وتاه! زاعما صاروخه لغز الحياه! أين علم الخلق من علم الإله؟ كيف لا يزهى بهذا مسلم؟ أين نحن الآن من هذا المدى؟ كل هذا المجد قد ضاع سدى وضللنا نهجنا بعد الهدى ذاك جرح المسلمين المؤلم كيف ضاغ المجد كيف انذثرا!؟! وهوى عقد العلا وانتثرا؟! إنه الدين الذي سدنا الورى! بهداه لم يعد يحكم!!

فإذا عدنا إلى دين الهدى! عاد ما ضاع من المجد سدى! فلنعد ولنبذل الروح فدى فالعلا دون الفدى لا يسلم

ليلة الشك

ليلة الشك ليتها تسفر عن صبح أغر! ينشر النور على دنيا البشر! فهو في ليل تدجى واكفهر! ليل كفر وتحد وبطر هذه الليلة هل فيها منانا؟ هل نرى فيها سنى من رمضانا ذلك النبع الذي يروي صدانا ذك الضيف الحبيب المنتظر ذلك الشهر الذي يغمرنا! بسنا النور الذي يشعرنا بمبادينا وما كان لنا! من بطولات وأمجاد غرر

يوم كنا للورى خير الأمم سادة الدنيا سجايا وشيم أعدل الناس وأوفاهم ذمم أطهرالخلق سجايا وسير كانت الدنيا بنا تزدهر! والمروءات بنا تنتصر! والبطولات بنا تفتخر! إننا للأرض شمس ومطر إن ترد تبلغ به أقصا المدى إن ترد تبلغ أقصا المدى فاجعل الشهوة للعقل فدى تدرك المجد وتظفر بالوطر غير أن الخير لم يقصر على زمن بل كل من رام العلا سلك الدرب الذي يفضي إلى قمة المجد ولو لاقى الخطر

هكذا الإسلام في كل زمان إن يكن ميلاده في رمضان فهو للمسلم عز وأمان! أبد لى الدهر وفوز وظفر! وإذا النكسة قد حلت به! وتشكي اليوم من أوصابه فالذي يشكوه من أسبابه! أنه من بعد إيمان كفر إنه قد شك في إسلامه وعصى الخالق في أحكامه أترى يسلم من آلامه من مشى فوق طريق من إبر! هل رأى المسلم كالإسلام فخرا يكسب العز به دنيا وأخرى إن دينا يجعل الذلة كفرا ما البرايا دونه غير صور!

أيها الشعب إلى أين المسير! احذر العقبى وفكر في المصير إنما العيش بلا دين حقير أي عيش لضمير قد فجر؟ أفضل الأشهر ما فيه نزل أفضل الكتب على خير الرسل يرشد الناس إلى خير السبل ذلك القرآن دستور البشر فاغنموا أيامه الغر صياما ولياليه المنيرات قياما طالما أنفقتم الليل نياما وبياض اليوم لغوا وهذر إنما العمر لنا أعظم فرصة فليكن منه لنا أعظم حصه فهو إن أفلت منا صار غصه وسئلنا عنه إن ضاع هدر

يوم بدر

يوم بدر يا يوم "بدر" لأنت في القدر … تكاد تفضل "ليلة القدر" ذكراك للمسلم ذكرى العلا … والمجد ذكرى العز والفخر ذكرى الندى بالنفس ذكرى الفدى … ذكري ثبات القلب والصبر ذكرى البطولات التي توجت … برغم أنف الدهر بالنصر ذكراك تحي في النفوس المنى … ببعث أيام لنا غرا! فإننا- يا بدر- قد أظلمت … أيامنا بعد سنا الفجر! لم يبق للإسلام حكم ولا … لشرعة الإسلام من قدر ليت لنا يوما كبدر يرى … فيه ظهور الحق كالبدر والدين يسمو نجمه مثلما … كان سما في سالف الدهر ويرجع الحكم لنا نافاذا … ممتثلا في النهي والأمر إنا سئمنا حال من قيدت … رجلاه والواقع في الأسر فإن من قلد في سيره … يسعى إلى الموت ولا يدري أبعد أن ثرنا على قيدنا … وزال قيد الذل والقهر نرضى بقيد آخر مرهق! … للحر؟ قيد العقل والفكر!؟ وقد جنينا النصر في ثورة … كان جناها أمل العمر لكننا لما بلغنا المدى … من ربحنا صرنا إلى خسر لما منحنا نعمة الله لم … نقابل النعمة بالشكر

يا غزوة جبريل من جندها … يبث ووح الخوف والذعر يسير قي جيش عظيم من … الأملاك أهل البر والطهر! قد امتطوا خيلا على أهبة … لسحق أهل الزيغ والكفر! كي يطمئن المؤمنون إلى … أن لهم عاقبة الأمر ما كان أحراك بأن تخلدي … بخالد الألحان في الشعر وأن تكوني مثلا يحتذي … وقدوة خالدة الذكر! فإننا نحي على نسبة! … لأهل بدر الأنجم الزهر لم نشعل الثورة لو لم تكن … دماؤهم في دمنا تجري فليخش من كدر من صفونا … وسامنا بالسوء والمكر وحول االثورة عن نهجها … وعامل الأحرار بالغدر وعاث في أرض لنا حرة! … طاهرة بالإثم والشر! ورام أن يغرق سكانها … بعد دم الثوار بالخمر إنا بنو بدر وهيهات أن … يرضى بنو بدر سوى الصدر لسنا أميركانا ولا ننتمي … للروس في سر ولا جهر لكننا من أمة حرة! … قد أنجبت كل فتى حر جئنا إلى الدنيا بدين الهدى … مثل شعلال في الدجى يسري فمن يرم منا الهدى نعطه … هدى بلا من ولا أجر! ومن يرم كفرا فنحن الأولى … جئنا لكي نقضي على الكفر

ذكرى بدر

ذكرى بدر يوم به قد عظم القدر … للمسلمين وضوعف الأجر يوم التقى الجمعان في غرة … للحق فيها كتب النصر! جمع لأهل الحق في قلذة … وجمع كفر أعدادهم كثر ذلك يوم قد غدا غرة … للدهر لم يحلم به الدهر! وأي يوم حازما حازه! … ذاك الذي قيل له بدر جنى به أصحاب طه المنى … ونال خزيا من دينه الكفر سبعون قتلى جندلوا في الثرى … حياتهم وموتهم خسر ومثلهم أسرى يساقون في … ذل ويغشى وجوههم قهر وأي ذل كالأسر فالموت … خير من حياة يظلها الأسر فليطمئن لخير عاقبة … شعب وفي لدينه بر! نحن بنو"بدر" التي أصبحت … أمثولة النصر ولا فخر! وكل نصر بعدها لم يكن … غير جنى وهي له بذر! ثم غدت "بدر" بسفر العلا … أغرودة خلدها الشعر وفجرت بالخير طاقتنا! … فانهزم الباطل والشر وأصبح الإيمان ذا دولة! … يرهبها الطغيان والكفر

وانتشر النور وعم الضيا … بعد الدجى وانبلج الفجر وأصبحت "يثرب "مهد العلا … كمكمة يحجها السفر! لكن خبا إيماننا وانطفا! … كما خبا وانطفأ الجمر! فحلت الفوضى وشاع الخنا … وانتشرت ما بيننا الخمر! وصار من يدعو إلى خطة … مثلى يظن بعقله شر! ويلحظ المؤمن والمتقى … من الشباب النظر الشزر! ومن يكن مثل بني جنسه … في زيه فهو الفتى الغر! يا حسرتا ضاعت مقاييسنا … وانطمست أخلاقنا الغر! وانقلب الوضع لدينا فلم! … يبق لنا عرف ولا نكر! ومذ نتكرنا لتاريخنا … وديننا حل بنا الخسر! فهل سنبقى هكذا لا يرى … لشأننا وزن ولا قدر من بعد ما كنا ملوك الورى … وأمرنا ما فوقه أمر! وقادة للناس يعنو لنا … فيما نريد العبد والحر وقدوة في الصالحات كما … يهدى الركاب الأنجم الزهر بل إننا للناس نبراسهم … كأننا الشمس أو البدر منا الأولى أسماؤهم لم تزل … على فم الدنيا لها ذكر! لم يطوها الموت ولم يحوها … كما حوى أصحابها القبر من "كأبي بكر" الذي قد غدا … لفتنة الدين به جبر؟!

وهل فتى في العلم أضحى له … حظ "علي"؟ أنه البحر! ومن كـ"سعد" و"المثنى" إذا … ما اشتد خطب وأعوز الصبر؟ و"خالد"! ليت لنا خالدا! … آخر يشفي بسيفه العصر إن سمعت أعداؤه ذكره … يرجهم من بأسه الذعر وكيف يطوي الموت أسماء من … بهم لرايات العلا نشر؟ مثل "ابن رشد" "وابن سينا " … الذي به استناروا أخصب الفكر فكيف نخشى إفلاسنا ولنا … من ثروات جدودنا ذخر؟ فلننتفع بتراثتا قبل أن … يقضي على أرواحنا الفقر! ولنتحد ولنقد سفيتنا … من قبل أن يطوينا البحر وحسبنا هذي الدماء التي … ليس لنا في سفكها عذر إذا "فلسطين" بكت شجوها … يمسنا لبكئها ضر! ليس لنا عذر إذا لم يكن … منا لما تسعى له نصر إنا لأخوان ومن حقنا … أن لا يرى لدمائنا هدر فلنتعاون ولنكن قوة … خارقة يعنو لها الدهر

ذكرى بدء نزول القرآن

ذكرى بدء نزول القرآن من حصاد السجن آن للسائر في ليل الحياة! … يطأ الأشواك أن يلقي عصاه طالما اشتاق لأن يجني المنى … ويريح النفس من طول سراه ويذوق الأمن في ظل الرضى … ويرى في سعيه طيب جناه! ها هو الفجر نضا ثوب الدجى … وتحلى كل أفق بسناه! وبدا في كل وجه ألق! … مشرق يعرب عن نيل رجاه طالما جرع من الآمه … ما تمنى معه ورد رداه طالما ضج من القيد الذي … عاقه عن سعيه نحو علاه طالما حورب في أفكاره! … وحماه البغي عن صون حماه يا له من تائه في مجهل … متناء ليس يدري منتهاه غير أن ابن العلا من "يعرب" … عاف أن يبقى أسيرا لعداه فوثبنا للمعالي وثبة … بددت عن كل مكروب أساه ثم ثرنا ثورة صادقة … زلزلت أصداؤها عرش الطغاه وكذاك الخطب إن طاف على … نائم هب سريعا من كراه! واضطهاد الحر في أوطانه … طالما شب لظى الحرب لظاه يا رسول الله لو تبصرنا! … نتحذى كل أعداء الحياه

نتحدى السجن والنفي معا … نتحدى الموت في كل اتجاه لو ترانا أمة واحدة … كلنا ينصر في الخطب أخاه كلنا يبذل ما في وسعه … كلنا تسرع في الخير خطاه كلنا هب لتحرير الحمى … جاعلا تحريره أقصى مناه من فتى كالسهم سباق إلى … مورد الحتف ليجني مبتغاه وفتاة روحها في كفها! … ضربت خير مثال للفتاه لو ترانا خلتنا عدنا كما! … كنت فينا لمباديك حماة يا شباب الضاد يا نسل الأولى … لم تلن منهم لجبار قناه! يا سليل المجد يا نبت العلا … من "بني مزغنة" الصيد الأباه لست، من طه ولا من حزبه … إن تحد عن نهج طه وهداه! ثمار النصر يجنيها الأولى … جاهدوا في الله يبغون رضاه كيف يجني النصر عباد هوى … لا يبالون بعصيان الإله يا فتى الإسلام هذي ليلة … جمعت ما جل من عز وجاه هذه الليلة من تاريخنا! … ذكرها يجلو عن القلب أساه ولد الإسلام فيها مثلما … يولد الحب بإعلان الشفاه نزل القرآن فيها مثلما … ينزل الغيث على الأرض الفلاه ليلة السابع والعشرين لم … تك غير النور في ليل الحياه! إنه الشهر الذي قد حاز ما … لم يحز شهر ولم يبلغ مداه فيه "بدر" مبدأ النصر الذي … كم عنت فيه وكم ذلت جباه

وبه "الفتح" الذي تم به … نصر دين الله وانجاب دجاه يا رهين السجن من أجل الحمى … ما جنى إثما ولا شرا أتاه! إنما طالب بالحق الذي! … إن ينم عنه يكن شر الجناة! لا يخنك الصبر في معضلة … إنما الصبر سبيل للنجاه! واعتصم بالله يعصمك … ولا تخش مخلوقا ولا ترج سواه لا تقل نحن قليلون فما! … تضعف القلة من جند الإله لا تقل ليست لنا أسلحة … وعتاد مثلما عند الطغاه! عدة الإيمان أقوى عدة … كم أبادت من معدات العتاه لك في "بدر" دليل قاطع … إذ جنى العزل من النصر جناه فانصر الله تجده ناصرا … وأبذل الخير وجانب ما عداه كلنا يحصد ما يزرعه! … كلنا رهن بما تجني يداه! وامض في النهج الذي ترسمه … "جبهة التحرير" في حرب البغاه إن يوما فيه تغدو سيدا! … سوف يجلو ظلمة اليأس ضحاه

يا لها من ليلة

يا لها من ليلة يا لها من ليلة شع سناها … مجدنا فيها إلى الشمس تناهى كيف لا نشعر بالعزة في … ليلة زدنا بها عزا وجاها قد تلقى الوحي فيها شرعة … سمحة خير عباد الله طه ليلة القدر وما أدراك ما … ليلة القدر التي جل سناها كلها محض سلام وصفا … وسنا نور جلا عنها دجاها نزل القرآن فيها رحمة … وشفاء،! فازدهى الكون وناها ليلة القرآن ما أعظمها … ليلة قد شمل الدنيا سناها هي بالقرآن نالت رتبة … لم تنلها ليلة أخرى سواها أين نحن الآن من سفر العلا؟ … أين دنيا من كمالات بناها؟ أي مجد قد أضاعت أمة … بسوى القرآن لم تبلغ مناها أعرضت عنه وقد أيقظها … من كراها، ثم عادت لكراها وغدت نقفو خطى أعدائها … وهي كانت تقتفي الدنيا خطاها وغدت تشكو إليهم فقرها … بعد أن كانت مثالا في غناها عجبا! قد بلغت في مجدها … قمة "لم تبلغ الطير ذراها" وتهاوت لحضيض مخجل … أمة لم يدرك الناس مداها كيف كنا أمة واحدة … تتحدى كل من يبغي أذاها

فغدوها أمما شتى بلا … قائد يسعى بها نحو هداها! وإذا الأمة صارت أمما … بددت ما جمعته من قواها وإذا ما فقدت قوتها … فهي لا تلبث أن تلقى رداها ربنا: تدعوك من أعماقها … أمة طال على الشوك سراها لم تعد تشكوك من أبنائها … بل شكت أبناءها مما عراها لم تر الراحة في استعمارها … ولدي استقلالها زاد شقاها قد دعت في ليلة القدر ومن … قد دعا فيها ينل طيب جناها فاشفها مما بها والطف بها … وأهدها نهج الهدى واحم حماها

رباه ندعوك ليلة القدر

رباه ندعوك ليلة القدر رباه ندعوك ليلة القدر … اردد لنا ما ضاع من قدر وانصر مساعينا لنشر الهدى … يا ناصر الإسلام في "بدر" وأحقظ مبادينا فقد حوربت … من شيعة الإلحاد والكفر وتبت اللهم أقدامنا! … إنا من الموت على جسر من بعد ما كنا هداة الورى … إلى العلا كالأنجم الزهر كان لنا دين ودنيا فلم … يبق بأيدينا سوى القشر صرنا إلى الإفلاس من كل … ما شدناه من عز ومن فخر! ولم نعد نعني بغير الذي … يفضي بنا للشر والخسر فالخمر راجت سوقها فوق ما … راجت بأرض الشرك والكفر وأي شيء مهلك للورى … وجالب للشر كالخمر؟ نهيتنا عنها وسميتها! … رجسا لما في الرجس من ضر لكننا من جهلنا لم نكن … ندري بما في الأمر من سر واليوم قد صارت لها دولة … وأهلها صاروا أولى الأمر أما الربا فهو الأساس الذي … قامت عليه نهضة العصر فأكلهم سحث وكأس الطلا … شربهم في السر والجهر وصار بيع العرض في عصرنا … محللا من غير ما نكر له قرار بيننا نافذ! … وعمل الناس به يجري وصار من تنهاه عن غيه … كأنما النهي له مغر!!

رباه قد ضل سبيل الهدى … نسل الهداة السادة الغر وسار في درب الضلال الذي … يفضي إلى الموت ولا يدري مقتفيا خطو دعاة الهوى … من كل مسلوب الحجى غر ممثلا دور القرود الذي … يدعونه دور الفتى الحرا!! رباه: هذي حالنا لم تدع … يا رب من صبر لذي صبر!! فالصبر لا يحمد في موطن … يساس فيه الخير بالشر!! كلا ولا يحسن في أمة … لا تعرف النفع من الضر!! كلا ولا يحسن في موضع … تداس فيه حرية الفكر!! ولا إذا ما الدين لم تحترم … آدابه في اليسر والعسر!! فما لكسر الدين من جابر … ولا لموت الروح من نشر!! فلا تؤاخذنا بما قد جنى … صرعى الهوى يا رب من شر فحكمك العادل حاشاه أن … يجرى سوى الوازر بالوزر وإن يكن ذنب فما زلت ذا … عفو عن الذنب وذا غفر!! رباه: إنا أمة المصطفى … من قد سما في الفضل "والقدر" ونحن أبناء الهداة الألى كانت … لهم منزلة الصدر قد حملوا مشعل دين الهدى … إلى أقاصي البر والبحر فأصبح الإسلام ذا دولة … مطاعة في النهي والأمر فهب لنا أخطاءنا إننا … ندعوك ربي "ليلة القدر"

ليلة المولد النبوي

ليلة المولد النبوي هزم النور الظلاما ومحا الحب الخصاما وانزوى الباطل لما هازم الباطل قاما! وانطوى حكم الطواغيت الذي أشقى الأناما! وتهاوت من علاها دولة الشرك حطاما وأفاقت من كراها أنفس ماتت مناما! وتوارت خقبة ذاقت بها الموت الزؤاما وتصافى الناس لما أخذ الكفء الزماما وتفشى العدل لما خيرهم صار إماما وأظل الكون عهد شع أمنا وسلاما وغدا ابن البيد في أوج المعالي يسامى في سبيل الله قد جاهد لا يخشى الحماما! ومن الأمجد قد شيد ما يبقى دواما! أي شيء قد جرى حتى اكتسى الكون ابتساما وغدا كالروض حسنا فاح وردا وخزامى؟ حادث أنعش في الأنفس آمالا عظاما! إن مولودا يتيما لم يكن مثل اليتامى! أسفرت غرته كالبدر إذ يجلو الظلاما! إنه ميلاد أوفى الخلق عهدا وذماما!

إنها البشرى بأن النهج للخير استقاما! إننا في ليلة الذكرى التي جلت مقاما! أسفرت عن مولد الطفل الذي ساد الأناما والليالي ربما تفضل إحداهن عاما! وكذاك الناس تلقاهم كراما ولئاما! تجد الأبله فيهم مثلما تلقى الإماما! هذه الليلة تحكي ليلة القدر تماما أمتي: يا أمة السؤدد شيخا وغلاما! أمة الأبطال من كانوا لدنياهم دعاما! لم يعيشوا عالة في الناس بل عاشوا كراما! لم يكن شعبك أذنابا ولكن كان هاما! أين ذاك المجد أنى غاب أم أين أقاما! كيف صارت تلكم الوحدة خلفا وانقساما؟ ولماذا لم يجد دين الهدى منك اهتماما؟ كيف صارت أمة الإسلام لا تلقي احترما؟ بعد ما كانت به اسمى بني الدنيا مقاما نحن بالإسلام سدنا ليت ذاك العهد داما آثر الدنيا على الدين وبالشهرة هاما! ونرى النشء على اللذات واللهو أقاما!

وبنات اليوم لا تلقى لديهن احتشاما! كل يوم ببنات الغرب يزددن هياما! إننا لم نعتصم بالدين والخلق اعتصاما! كلنا أصبح بالدنيا معنيا مستهاما! لا نبالي ما أصبنا! أحلاما أم حراما! قد نبذنا شرعة الله ولم نخش ملاما! وتجاوزنا المدى حين تعاطينا المداما! والربا في بلد الإسلام قد صار نظاما! نجست فينا دمانا مذ غدا العيش حراما كيف نرجو بعد هذا السوء للداء انحساما كيف نرجو لجراحات "فلسطين" التئاما؟ كيف نرجو وحدة تستأصل الداء العقاما؟ فعلاما نرتضي الخسران يا قوم علاما؟ فتعالوا نتدبرأمرنا لا نتعامى! سوف تفنى هذه الدنيا فلن تبقى دواما وأرى العاقل من بادر دنياه اغتناما نحن أنشأنا الحضارات وأيقظنا الأناما ووهبنا الناس أخلاقا وعلما ونظاما وأزحنا عن جميع الناس أعباء جساما!

ومنحنا الكون بالعدل جمالا وانسجاما! فبلغنا ما سما من كل فضل لا يسامى كيف سرنا الآن خلفا بعد ما كنا أماما؟ وانتهينا لحياة لم نكن فيها كراما! خمدت جذوتنا أعظم ما كانت ضراما وخبت ثورتنا الكبرى التي شبت دواما والتي قد حطمت كل الطواغيت القدامى وسرت تلتهم الباطل والشر التهاما! بينما كانت على المظلوم بردا وسلاما ورضينا "بعد ما سدنا سوانا" أن نضاما لم نعد نثار للعرض ولا ندفع ذاما! لم نجد بالروح للإسلام حبا وغراما! لم نعد من أجله نقتحم الهول اقتحاما! نبصر الإلحاد يغزونا ولكن نتعامى! ونرى المعني بالأمر عن الواجب ناما!

الليلة الغراء

الليلة الغراء ألقيت بنادي الترقي في الحفلة التي أقامتها جمعية الشبيبة الإسلامية الجزائرية إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف ونشرت بالبصائر: من ذا الذي قد أتى للعالمين هدى؟ … ومن دعا للعلا والمجد مجتهدا؟ ومن تعرضت الدنيا إليه فلم … يقبل عليها ولم يمدد إليها يدا ومن أتيحت له لذاتها فنائى … عنها، وفي طيبات العيش قد زهدا ومن تصدى له الأعداء أجمعهم … فلم بخفهم ولم يرهب لهم عددا ومن أقام على الأخلاق دولته … فمن سما خلقه فيها كمن عبدا أساسها العدل والشورى دعامتها … وروحها الرحمة الكبرى هنا وغدا لا غرو أن سعد المستمسكون بها … فكل راض بحكم الله قد سعدا محمد ذاك ينبوع الكمالات من … في هذه الليلة الغراء قد ولدا جاء الوجود فألفى الناس في عمه … والجهل فرقهم في دينهم بددا والعرب في فتن أفنت جموعهم … غاراتهم ليس تخبو بينهم أبدا! ودولتا فارس والروم أمعنتا … في ظلمهم، ونظام الكون قد فسدا هذى من الشرق لا تنفك تبغتهم … في كل حين فتسبى المال والولدا! وتلك من غرببهم تصلى لحومم … نارا لسيوف وصبر العرب قد نفدا حتى أتت رحمات الله تنفذهم … فأشرق الكون مذ نجم الرسول بدا والله يحيي بمفرد واحد وأمما؟ … كالغيث يهمي الأرض والبلدا دعا الأنام إلى التوحيد ينذرهم … عواقب الشر إن لم يمنحوه يدا

والعرب تعرفهم ما العرب إنهم … قوم أبوا أن يولوا أمرهم أحدا وليس بالسهل توحيد لكلمتهم … من بعدما افترقوا رأيا ومعتقدا لكنه لم يزل فيهم يقارع! … بقوة الحق لم يرهب لهم عددا حتى أتو خضعا قد بايعوه على … أن يمنحوه بنيهم والنفوس فدى ذاك الإباء الذي قد كان غطرسة … في العرب حوله إيمانهم رشدا وذلك الخلف قد لانت ضراوته! … برحمة تخضع الشحناء واللددا وأصبح الكون إخوانا وليس لهم … من غاية غير نشر الدين مطردا فلم يزالوا ونشر الدين رائدهم … حتى، تآلف جند الله واتحدا! ودعوة الحق إن لاقت مصادمة … وحاربتها نفوس أفعمت حسدا لا بد أن تغمر الدنيا بأجمعها! … ويفتديها الذي بالأمس قد جحدا يا أمة رضيت بالقيد صاغرة! … وضيعت مالها من سؤدد خلدا! وملكت أمرها من ليس يرحمها … وأعرضت عن كتاب الله وهو هدى هذا الذي غير التاريخ وجهته … دينا وفكرا وأخلاقا ومعتقدا غيرتم دينه جهلا بقيمته! … وخنتم عهده من بعدما فقدا كنتم جنودا له تحمون دعوته … فصرتم- بعد تقليد العدو- عدا أضعتم ما به تعلون قدركم … وتصلحون من الأخلاق ما فسدا فإن أردتم شفاء من شقاوتكم … فليس في غيره إصلاحكم أبدا!

يا أملا تجددا

يا أملا تجددا نظمت وألقيت بمسجد "باب الوادي" ليلة المولد النبوي من سنة 1394 للهجرة. يا أملا تجددا للعرب في شهر الهدى شهر به أيقظنا الله وكنا هجدا! شهر قد بعث الله لنا محمدا وأنقذ الله به حياتنا من الردى وكان فيه نصرنا على طواغيت العدى وكل من جاهد في الله به تأيدا! شهر به كل شباب العرب قد تجندا! وفيه كل وطن الإسلام قد توحدا واجتمع الشمل الذي بالأمس قد تبددا فلا ترى غير أخ يمد لاخ اليدا! يقسم غير حانث يمينه المؤكدا! أني على غير جهادي قط لن أعتمدا وأنني سوف أوالي زحفي المؤيدا! وأبذل الجهد الذي أجني به النصر غدا فيصبح ابن السادة الأحرار حرا سيدا لا نوم بعد اليوم حتى لا أرى مستبعدا إنا ورعدنا وحلفنا أن نبر الموعدا!

إنا عزمنا كلنا لم يبق من ترددا إنا تعاهدنا على أن نبذل الروح فدى إنا نوصينا بأن لا نغمد المهندا! إن جرد السيف فلا حق له أن يغمدا! حتى ننال كل ما له الحسام جردا! لسنا نهاب خطرا لسنا نخاف أحدا! فليستعد شعب صهيون ليوم أسودا! يغدو به جمعهم مشتتا مشردا! وليس ذا بدعا فذا تاريخهم منذ بدا! لم ير شعب مثله! مشردا مضطهدا! اذ ليس شعب مثله في الأرض قد تمردا يقتل حتى من أتى له رسولا مرشدا! لم ير إلا مفسدا مستهترا مذ وجدا إذن فقد آن لزرع مثله أن يحصدا وآن للشوك الذي يؤذي الورى أن يحصدا يا أمة قد رفعت للناس أعلام الهدى وشيدت مجدا سيبقى خالدا على المدى لا تتركي القدس لمن عاث به وأفسدا! تلك بقاع أصبحت ملكا لنا مؤيدا!

والمسجد الأقصى غدا للمسلمين مسجدا منذ غدا ابن العاص فاتحا له مؤيدا! كم مسلم قاتل في ذاك الثرى واستشهدا واليوم صهيون ذا صال به وعربدا! أصليه نارا واصمدي فإنه لن يصمدا أو فاطرديه إنه آن له أن يطردا! واسترجعي أرضك لا تبقى له مستوردا الذئب مهما صال لا يصبح يوما آسدا رباه كن عونا لنا وكن لنا مؤيدا! ابعث لنا ملائكا كيوم "بدر" مددا واجعل جيوش الظالمين المعتدين بددا يا أمتي لا تخدعي بالصلح إن صلح بدا لا خير في الصلح الذي للموت يمسى موردا صلح بلا حق يعود لا يكون أبدا! صلح اليهود خدعة ليست تغر أحدا! لأنه الخلق الذي عليه قد تعودا! يا أمة الإيمان يا رمز الجهاد والفدى الصبر خير عاصم من يعتصم به اهتدى كوني لدى البأساء صفا واحدا متحدا!

واتخذي من الشباب الناهضين عددا! يا أمة قد كرمت! سجية ومحتدا! واختارها الله لدينه القويم سندا احمي حماك واحرسي تراثك المخلدا يا أمتي لا تتركي دينا ولا معتقدا هما طرفا نصرنا الأول والنصر غدا أمضي ولا تستسلمي- يا أمتي- إلى العدا لا تتركي النصر الذي أحرزته يمضي سدى

هنا ولد الإسلام

هنا ولد الإسلام نظمتها عند زيارتي للبقاع المقدسة سنة 1968م، وألقيتها في عرفات في حفلة ضمت نخبة من الإخوان العلماء والأدباء والأصدقاء: هنا ولد الإسلام وأنهزم الكفر … وتم لأنصار الحنيفية النصر وأنزل قول الله: "أكملت دينكم" … فحق علينا "ما حيينا" له الشكر هنا كل شبر منبع للسنا هنا … مواطيء جبريل إهنا "البيت والحجر" هنا "زمزم" يروي الظماء هنا "الصفا" … "والمروة" يسعى في أديمها السفر هنا "عرفات " ها هنا المجد كله … هنا حلت التقوى هنا ولد الفخر هنا "غار ثور" حيث كان محمد … توارى ونسج العنكبوت له ستر هنا "أحد" مثوى البطولة والفدى … هنا ملتقى النصر العظيم هنا "بدر" هنا "مكة" حيث العلا حط رحله … هنا "يثرب" حيث البراءة والطهر! وأي بلاد حازت الفضل مثلها … بلاد بها قد خط للمصطفى قبر؟ ولما تحدته قريش غدت له! … مهاجره والخير ينكره الشر! فكانت له عند الملمات بلسما … وأنصاره قد كان أبناؤها الغر وكانت له من عصبة السوء والأذى … حمى عاصما، والعسر يعقبه اليسر وصارت له دارا يحف بها السنا … ويعرفها جبريل والآى والذكر هنا عرفت دنيا الفضائل وانطوت … حياة من الآلام وانكشف الضر وإن ضلام الليل ليس بدائم! … فلا بد من نور إذا طلع الفجر

هنا صارت الصحراء روضة جنة … فلا جد بها جدب ولا قفرها قفر فمن أين للدنيا بمثل بلادنا … مآثرها لا يستطاع لها حصر! معالم باتت للمعالي معالما … يعيش بها التقوى ويحيا بها الفكر ومن ها هنا كان النبي محمد … يسير جند الله يقدمه النصر! وقادته "سعد" و "زيد" و"خالد" … لهم هيبة تغنو لها البيض والسمر وتخشاهم أعداؤهم فكأنهم … بغاث ترائ في السماء لها صقر لقد آمنوا بالله وأعتصموا به … فما نابهم ضعف ولا خانهم صبر إذا انتصروا يجنوا ثمار انتصارهم … مغانم أو ماتوا فحظهم الأجر فيا أمتي هذا هو البلد الذي … به كنت في عز وكان لك الصدر لأن به الإسلام أشرق نوره … ودانت له الدنيا وتم له الأمر وهل بسوى الإسلام نجمك قد سما … وطابت لك الأيام وابتسم الدهر وقبلتنا إما نصلي ومأمن … فلا خوف يعرو من أتاه ولا ذعر وحج له فرض على كل مسلم … يؤدي به شكر ويرجى به ذخر ويرقى به عند الإله منازل … ويروي به شوق ويمحى به وزر فأين توارى ما لنا من مكارم! … وكيف تهاوى كله ذلك القدر؟ لقد كنت ذا قدر تسامى إلى السما … كأنك بدر كيف قد أفل البدر؟ تيقظت في العصر الذي نام أهله … وصرت لنوم حينما استيقظ العصر وذو الجد يمضي ليله غير نائم … فكيف له بالنوم إن طلع الفجر تنكبت نهج المصطفى وهو واضح … فحلت بك البلوى وحاق بك الخسر

وسرت بنهج ليس يهدى سلوكه! … إلى غاية لكنه للردى جسر ولم تحفظي العهد الذي مذ نقضته … شقيت فلم يعصمك بر ولا بحر وحدت عن الدين الحنيف وهديه … فلا نهيه نهى ولا أمره أمر وأصبح ما قد كان قبل محرما … مباحا بقانون به حلت الخمر وأصبح سوق للبغاء ميمم! … ونشأك في سوق البغاء هم التجر فعودي إلى النبع الذي مذ هجرته … ظمئت فلا يرويك نبع ولا نهر وذي فرصة العمر التي إن أضعتها … ولم تغنميها ضاع من يدك العمر ألا جددي العهد الذي قد بدأته … بذا الوطن الغالي وعيشك مغبر فأصبحت في عيش رغيد ونعمة … لواؤك خفاق وثغرك مفتر فإن فعلي جددت ما ضاع من علا … وروضك بسام وربعك مخضر ألا أيها الوفد الكريم تحية … وبورك منك الحج والعيد والنحر وعشت إلى أن يصبح الدين سائدا … ويصبح من أنصاره البيض والحمر وكل بلاد الله تحت لوائه! … وقانونه حر وأنت به بر! فلا خير في الدنيا إذا هي أفقرت … من الدين والأخلاق وانتشر الكفر

يا لها أمنية أحيت مواتي

يا لها أمنية أحيت مواتي نظمت خلال إقامتي بأرض الحرمين الشريفين لأداء الحج للمرة الثانية سنة 1972م. يا لها أمنية أحىت مواتي … وشفت كل تبايح حياتي! وأعادت خصب أرضي وسقت … زرع أفكاري وغدت رغباتي وأحالتني شبابا طامحا … طافحا بالأمنيات الباسمات وإذا النشوة تسري في دمي … وفمي يشدو بأحلى النغمات أأنا في "مكة" مهد الهدى … وبلاد الذكريات الخالدات أأنا في يقظة أم حلم! … أصحيح أنني في "عرفات"؟ مع إخوان كرام لم يكن … همهم غير بناء المكرمات أهنا نحن بساحات "منى" … قد تلاقينا لرمي الجمرات؟ يا لها أمنية غالية! … عذبة بل هي أغلى أمنياتي أأنا أمشي على الأرض التي … كان يمشي فوقها خير الهداة؟ أأنا انشق ريح المصطفى؟ … أأنا اآان بأرض المعجزات؟ أأنا في "زمزم " أشرب من … خير ماء قد سقى خير لهاة إذ سقى طه وأحيى هاجرا … وابنها كان له حبل نجاة كم هتفنا: إننا في ظمإ … فاسقنا -رباه- من قبل الممات ظمأ الروح الذي لا يرتوي … كم شكونا منه حر اللفحات

إنه مزرعة الخير فلا … تخرجوا منه بأيد صفرات إنه مدرسة جامعة … فخذوا منها الدروس النافعات غير أنا لم يعد ينفعنا كل … ما في هذه المؤتمرات! حيث إن المسلمين اشتغلوا … عن معاني حجهم بالترهات زهدوا في كل ما ينفعهم … واكتفوا بالجمع للمقتنيات لم يروا في الحج إلا صورا … من طواف ودعاء وصلاة انهم لو أدركوا ما فيه من … حكمة لم يكتفوا بالشكليات ليت أن المسلمين انتبهوا … إنهم ما برحوا صرعى سبات يا وفود الله هل فكرتم … في الذي حل بنا من مثلات؟ غربة الإسلام في أوطانه … نكبة أعظم بها في النكبات أهله قد نسخوا الحكم به … بقوانين مستوردات حصروه في العبادات وقد … أبعدوه عن مجالات الحياة إنها الكارثة الكبرى التي … قد لقيناها بصبر وثبات إنها المظلمة الأولى التي … قد قبلناها بحلم وأباة فلتعد ثورتنا الكبرى التي … أنست الدنيا جميع الثورات ترجع الحق إلى أصحابه … وتعيد المجد وضاء السمات وتفك الأسر عن دين الهدى … فنرى الأحكام فيه نافذات هذه غايتنا قد وضحت … فلنجاهد دونها حتى الممات إنه شوق ملح مقلق! … لنرى تلك البقاع الطاهرات

ها هنا يرقد طه المجتبى … ها هنا قبر حوى خير رفات ها هنا كم أرسلت من آهة … ها هنا كم أرسلت من عبرات ها هنا موطن أشتات المنى … من يذد عنه يمت بالحسرات يا رفاقي في إجلاء النور من … مشرق النور ومثوى الرحمات ضاعفوا الجهد فهذى فرصة لا … تقل: إن هي ضاعت سوف تأتي هذه الفرصة كالعمر فلا … تدعوها لضياع وفوات كفروا عن كل ذنب واجمعوا … كل يوم ثروة من حسنات يا وفود المصطفى يا موكبا … في سبيل الله خاض الغمرات وسرى يحدوه شوق وهوى … مسرع السير حثيث الخطوات تخذ الجو مطاياه ولم … يرض بالسير على متن الفلاة يا حجيج البيت يا ركب الهدى … يا سليل المجد يا نسل الأباة جعل الله لنا مؤتمرا … فيه قد ألفنا بعد شتات إنه مؤتمر الحج الذي … سنه الله لنا كنز عظمات! إنه أوطانكم قد جمعت … فيه مثل الطير من كل الجهات هو للمسلم حقل مثمر … يجتني منه لذيذ الثمرات إنه متجركم فلتحرصوا … أن تفيدوا منه خير الصفقات

عظمة محمد - صلى الله عليه وسلم -

عظمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ليس العظيم الذي قد ساد أمته … بسحر منطقه أو خلقه الحسن! أو استرد لها حقا بصارمه … أو ذاد عنما العدى أو عسف ممتهن إن العظيم الذي مذ جاء أمته … سادت به أمما سادت مدى الزمن حلت محلا به ما حله أحد! … وحل منها محل الروح للبدن! من ذاك؟ من ذا تحدى كل ذي عظم … في الكون؟ إن لم يكن محمدا فمن؟ ذاك اليتيم حليف الحزن كيف دعا … إلى الهدى ساخرا من كل ذي وثن ذاك الفقير ربيب القفر كيف بنى … حضارة مثلها في الدهر لم يكن! ذاك الذي ما تلا حرفا ولا كتبت … يمناه سطرا تحدى كل ذي لسن ووحد العرب أهواء ومعتقدا! … وكان بعضهم لبعض ذا إحن! لتلك معجزة التاريخ كم دهشت … أمامها من نهى جلت ومن فطن؟ فأين أمة طه؟ أين موطنها؟ … واحر قلباه قاد صارت بلا وطن أبعد أن ملكت روما وقيصرها … وملك كسرها غدت مفقودة السكن؟ وأين أعلام جيش العرب خافقة … على المدى في سهول الأرض والحزن؟ وأين "خالد" سيف الفتح أين ثوى؟ … وأين "عقبة" نار الحرب كيف فنى؟ إنى لأخجل إذ ألقى شبيبتنا … حليفة اللهو في لج من الفتن! والأجنبي حليف الجد منهمك … من حولهم في بناء المجد ليس ينى نار من الحزن في قلبي يؤججها … شهود حال حمى يدعو إلى الحزن

شهود أندلس أخرى قد احتضرت … والموت دون حياة القيد والرسن فاسترجعوا يا شباب الضاد مجدكم … فمثلكم من ينشر المكرمات عنى مستقبل الشعب في أيدي شبيبه … فاسترخصوا في المعالي غالي الثمن لا تأمنوا أجنبيا حل بينكم! … فما العدو على مجد بمؤتمن ردوا المنية إن رمتم حياة علا … فما تتاح لذي جبن وذي وهن بئست حياة يعاني الموت صاحبها … وحيدا الموت أن أنجى من المحن حسب "الجزائر" هذا النوم إن به … موت الشعوب، وشر الموت في الوسن

مات ابن باديس

مات ابن باديس! نظمت هذه القصيدة يوم مات الفقيد العظيم بالذات في 16 أفريل سنة 1940، في أول عهدي بالشعر وهي أول ما نظمت من شعر الرثاء، ولذلك آثرت أن أتركها نظمتها أول مرة لم أدخل عليها أي تعديل: مات ابن ياديس حادى أمة العرب … إلى المعالي وحامي دولة الأدب مات ابن باديس يا للمسلمين فكم … عرا الجزائر من هول ومن شغب مات ابن باديس يا للمسلمين فكم … دهى الجزائر في ابن صالح وأب مات ان باديس سيف العرب وأحربا … من للعروبة بعد السيف بالغلب؟ مات ابن باديس لم تفلل عزيمته … من النضال ولم يسأم من الدأب ولم يمد لغير الله منه يدا! … ولم يخف بطش جبار ولم يهب "جمعية العلماء" اليوم والهة! … لم تستطع جلدا من شدة الوصب قد ودعت خير آس في نوئبها … وشيعت خير فاد ساعة الكرب والجامع الأخضر اهتزت جوانبه … مما عراه من الأرزاء والنوب فكل موضع شبر منه مضطرم … وكل طالب علم جد منتخب!! لله نعشك إذ حف الجلال به … والخلق تغمره في موكب لجب سبعون ألفا على الأعناق تحمله … جميعم بين محزون ومكتئب وكلهم لابن ياديس تلاميذة … يفدونه كلهم بالروح والنشب

هيهات لو كان في ورد المنون فدى … فداه سبع ملايين1 من العطب! من "للجزائر" وارباه، إن بحثت! … عن قائد كابن باديس فلم تصب أو اشنكت من أذى باغ ومضطهد … لذائد غير هياب فلم تجب من للشهاب وقد أودى محرره … بكاتب لا يشوب الجد باللعب؟ من "للبصائر" بعد اليوم يبرزها! … يراعه الحر في أثوابها القشب؟ قد كان في كل أسبوع يصدرها … بنفحة منه في أسلوبه العجب ومن لتفسير آي الله يرسلها … على رؤوس خصوم الحق كالشهب؟ ومن لآمال أبناء تملكهم … من بعده اليأس من إدراك مطلب؟ كان ابن باديس يغذوهم معارفه … فودعوا مذ تولى فيه خير أب كان ابن باديس خصم الجهل ما فتئت … يمناه تصرعه في كل مضطرب كان ابن باديس عف النفس مقتنعا … من دهره بحياة العلم والأدب كان ابن باديس رحب الصدر مبتسما … يلقى الخطوب بقلب غير مضطرب كان ابن باديس للإسلام سابغة … ترد عنه سهام الطعن والريب كان ابن باديس لا ينفك ذا كلف … بالصالحات وللعلياء ذا طلب كان ابن باديس في أوصافه رجلا … لكنه كان في أخلاقه كنبي فاليوم يبكي بنو الإسلام قاطبة … على ابن باديس من عجم ومن عرب فأي طرف عليه غير منسفك؟ … وأي قلب عليه غير ملتهب؟ لم يبق طعم لعيش بعد مصرعه … إن الحياة بلا باديس لم تطب

_ 1 - كان سكان الجزائر إذ ذاك يقدرون بهذا العدد.

ما حال جسم إذا ما الرأس فارقه … لا خير بعد ذهاب الرأس في الذنب باديس نم في جوار الله معتصما … بحفرة القبر من هم ومن نصب ومن خيانة أخوان وكيد عدى … ومن رياء ومن حقد ومن غضب القبر أوسع من دنيا تضيق بها … نفس الأديب وتضنى الحر بالتعب عليك من رحمات الله أدومها … بكل غيث على مثواك منسكب ودام مجدك نجما يستضاء به … في كل داجية إن غبت لم يغب

اكسفي يا شموس

اكسفي يا شموس اكسفي يا شموس … واحتجب يا قمر واطلعي بالنحوس … يا نجوم القدر وأطيلي العبوس … يا ثغور الزهر قد غدا باديس … مودعا في الحفر * كالئى الإسلام … حارس للضاد! حارب الأوهام … ونفى الإلحاد واستحث الأنام … لحياة الجهاد وسما بالنفوس … واتقى بالفكر * اكسفي يا شموس … واحتجب يا قمر واطلعي بالنحوس … يا نجوم القدر وأطيلي العبوس … يا ثغور الزهر قد غدا باديس … مودعا في الحفر * ليت باديس لم … يرتحل مسرعا ليته قد أتم … ما بنى مبدعا ليته لم ينم … في الثري مضجعا غير أن الرؤوس … للمنايا أكر * اكسفي يا شموس … واحتجب يا قمر واطلعي بالنحوس … يا نجوم القدر

وأطيلي العبوس … يا ثغور الزهر قد غدا باديس … مودعا في الحفر * ما لهذا الوجود … قد كساه السواد؟ واحتوه الركود … وبدى في حداد وتفشى الخمود … في جميع البلاد وعرا كل بؤس … كل نفس وقر * اكسفي يا شموس … واحتجب يا قمر واطلعي بالنحوس … يا نجوم القدر وأطيلي العبوس … يا ثغور الزهر قد غدا باديس … مودعا في الحفر * أيها الشعب لذ! … بالعزاء الجميل ثم بالله عذ … من مصاب جليل وعلى الرزء خذ … كل أجر جزيل واحتسب في الرئيس … كنزك المدخر * اكسفي يا شموس … واحتجب يا قمر واطلعي بالنحوس … يا نجوم القدر وأطيلي العبوس … يا ثغور الزهر قد غدا باديس … مودعا في الحفر

عبد الحميد بن باديس في ذكراه الأولى

عبد الحميد بن باديس في ذكراه الأولى ألقيت بنادي المولودية "بالجزائز" العاصمة ونشرت بجريدة البصائر: باديس يا حب الجزائر … يا شهيد غرامها وحسامها الحامي حما … ها من مريد حمامها ومعيد غابر مجدها … والبيض من أيامها وطبيبها من جهلها … والجهل أصل سقامها تبكيك أيامك المصابة … في أعز كرامها قد كنت شمس نهارها … قد كنت بدر ظلامها حققت من آمالها … وشفيت من آلامها ونظرت في أخلاقها … فغسلتها من ذامها ودحضت حجة من يريد … الكيد من أخصامها فغدت وموتك موتها … القاضي على أحلامها كانت تؤمل فيك … يا باديس نيل مرامها من ذا لها من بعد ما … رميت بفقد إمامها؟ من ذا لها إن أوذيت … أو نيل من إسلامها؟ قد كنت موضع حبها … من شيخها وغلامها قد كنت إن خطب ألم … بها شباة حسامها

قد كنت إن طاشت … نهاها آخذا بزمامها قد كنت قائدها الجريء … لخيرها وسلامها قد كنت للفصحى وفيا … راعيا لذمامها! وشريعة الإسلام كنت … تعد من أعلامها قد عشت ترفع دائبا … من شأنها ومقامها تعني بنشر علومها! … وحلالها وحرامها فجلوت من أسرارها! … وبحثت عن أحكامها لم تدخر في برها! … وسعا وفي إكرامها وقد كنت نفسا عافت … الدنيا وجمع حطامها هامت بحب بلادها … وقضت حقوق هيامها ضمئت إلى نيل المنى … حتى قضت بأوامها ذكراك يا باديس لا … أقوى على إيلامها شبت بقلبي فاكتوى … قلبي بمس ضرامها وتمثلت في أنفس … فقضت على إلهامها عقلت وحقك ألسنا … ما جمجمت بكلامها ذكراك في الدنيا … ستبقى حية بدوامها ذكراك أنت فأين أنت … ألست عقد نظامها؟ نجواك طيب حديثها … ودعاك مسك ختامها

روح باديس

روح باديس ألقيت في الذكرى الثانية لوفاته أثناء حفلة فخمة أقيمت "بنادي المولودية" بالجزائر "العاصمة". ونشرت في العدد 187 - السنة الخامسة- السلسلة الثانية من البصائر بتاريخ 26 رجب الحرام عام 1371 للهجرة: آن أن يهجر الكرى الأحرار … ويثور لحقهم ويغاروا آن أن تكسر القيود بلاد! … ذل فيها ابنها وعز الجار رب خطب قد ضم شملا شتيتا … رب ضربه انتفت أضرار كل خطب وإن تناهى اشتدادا … فوقه في البلاء الاستعمار أي صوت دعا البلاد فلبت … وتداعى كبارها والصغار؟ تلك- والله- روح باديس دبت … في بنيها كما تشب النار!! روح باديس ثورة في دمانا … تتتنزى فيحدث الانفجار روح باديس يقظة الروح إن … شعت تولى الدجى وشع النهار روح باديس للجزائر روح … كيف تتثنى مضاءها الأخطار؟ روحها نفحة الحياة لشعب … عيل منه على الهوان اصطبار كيف ينسى شعب الجزائر … باديس وباديس نجمه السيار؟ كيف ينسى شعب الجزائر … باديس وباديس سيفه البتار؟ كيف ينسى شعب الجزائز من … كان على حقه المضاع يغار؟ إن خلت منه أعين ما خلت من … ذكره ألسن ولا أفكار!!

أو يغب منه في ثرى القبر جسم … لم تغب منه في الثرى آثار لو تأتي من المنايا فداء … أرخصت في افتدائه الأعمار مات عبد الحميد بالكره منا … وبكته القلوب والأنظار كل قلب لديه حزن عميق … كل عين بها دموع غزار مات عبد الحميد لم يفده فاد، … ولا هابه الردى الجبار مات لكن ما مات من كابن … باديس تباهي بمجده الإعصار مات لكن جهاده الفذ … يحييه إذا ما عرا الأنام اندثار مات لكن ما مات حتى بدت … من غرسه لبلاده أثمار مات حرا وحسبه ذاك فخرا … لم يحم حوله مدى العمر عار وحوى قبره من المجد بحرا … ما حوت مثل ما حواه البحار يا ابن باديس ها هم اليوم … أبناء الحمى بل أبناؤك الأبرار قد حداهم حب وشوق ملح … ووفاء يزينه إكبار!! من رآهم يقل خضم من الناس … ترآءى أو جحفل جرار!! حشدتهم ذكراك من كل صوب … ولقد يحشد الجموع اذكار جلسوا خشعا لذكراك قد … غشى جلال جوههم ووقار إنك اليوم بيننا تشهد الحفل … وإن لم تعلق بك الأبصار مصغيا للتنشيد نشوان للآي … طروبا تهزك الأشعار رفرفت روحك الحبيبة فرحى … فوقنا والملائك الأطهار نم قريرا "عبد الحميد" فأبناؤك … جند الحمى بسيرك ساروا

نم قريرا ففي "الجزائر" أسد … بهم في الخطوب يحمى الذمار نم قريرا "عبد الحميد" بمثواك … فمثواك فيه يرعى الحوار نم قريرا فالقبر للحر خير … من حياة سادت بها الأشرار نم قريرا فالقبر أوسع دارا … لامرئ لم تسعه في الأرض دار نم قريرا فقد تعبت كثيرا … وتحرر فليس ثم إسار!! يا فتى الضاد والحنيفية السمحة … يا ابن الألى على الظلم ثاروا قم ففد أدبر الظلام وشعت … في سماء الجزائر الأنوار قم فتى الضاد فالربيع تجلى … وشدت في الخمائل الأطيار وصفا الجو وازدهى الروض … وافترت للقياك تبسم الأزهار روح باديس في دمائك قد … ضحت ففيم الونى وفيم القرار؟ ثر على القيد في الحياة فقد … ثار عليه آباؤك الأحرار لا تخف واشيا ولا كيد باغ! … إنما الخوف في الشعوب بوار قم فما في الوجود غير فتى الضاد، … ومن كاده طواه الدمار! إن ما شاده الهدى أبدا … يبقى وما شاده الهوى ينهار جاهد الجهل والتفرق والجبن … فعقبى جهادك الانتصار

الذكرى الثالثة للشيخ عبد الحميد ابن باديس

الذكرى الثالثة للشيخ عبد الحميد ابن باديس نشرت بتاريخ 8 جمادى الثانية بالبصائر: إذا غال عبد الحميد القدر … فغادر دنيا الأذى والكدر وصار إلى غاية كلنا … لها صائر ليس منها مفر! فآثاره تتحدى البلى … فإن تذهب العين يبق الأثر فكم هالك ذكره خالد! … بصالح آثاره قد نشر! وحي بنسيانه ميت! … وإن لم يكن جسمه قد قبر لقد كان "عبد الحميد" امرأ … كبير الفؤاد جليل الخطر قضى العمر يبني صروح العلا … ويهدم ما شاد ظلم البشر وينشئ للضاد جيلا قويا … ليدرأ عن جانبيها الخطر! يسير على نهج آبائه! … يجدد من مجدهم ما اندثر فكم نشر العلم في أمة … ظلام الجهالة فيها انتشر وأحيى هدى الدين في أنفس … بها كل داء عياء وقر! رمى "بالشهاب" دجى ليلها … ونور البصائر حتى انحسر تفجر من جانبيه البيان … قويا تفجر ماء النهر! ففسر آي الكتاب الكريم … وأظهر ما قد حوى من عبر وصور إعجازه للورى … وروعة ذاك البيان الأغر

ووجد في النشء روح الفدى … وحب العلا وسمو الفكر تمثل في شخصه "عبده"! … بروح سمت وذكاء ندر! وصدق تجلى بأعماله … وصبر تحدى وعزم بهر خلال زكت فحكت رقة … نسيم الصبا وأريج الزهر بدت في الشبيبة آثارها … وغذى بها عصره فازدهر فيا مسلما عينه للكرى! … وكانت حليفة طول السهر ويا هادئ النفس تحت الثرى … وقد كان من ثورات القدر ويا صارما أبدا مصلتا! … حمى الدين ممن بغى أو فجر ونافح عن موطن طالما! … تعذب من أجله فاصطبر علام ارتضيت الثرى مضجعا … وما عود السيف غمد الحفر؟ تركت الحمى لخصوم الحمى … وأسلمت أبناءه للغير! فهلا تمهلت حتى ترى … بعينك غرسك يؤتي الثمر؟ على أننا سنحث الخطى … ونمضي لنجني ثمار الظفر وتغدو الجزائر تاج البلاد … ويرجع من عزها ما غبر! وتخلع هذ القيود التي … بها قعدت عن بلوغ الوطر! حملت الأمانة منذ الصبا … وما حلت عنها طوال العمر وحملت نشأك أعباءها … فطب يا ابن باديس نفسا وقر

أعظم بها سيرة

أعظم بها سيرة نظمت إحياء لذكرى الشيخ مبارك الميلي ونشرت بعدد 26 من البصائر بتاريخ 26 ربيع الثاني عام 1367 للهجرة: ذكراك لم تبرح مثار شجون … وغليل أكباد وسهد جفون! لم أستطع مر الليالي محوها … ولسوف تبقى بعد مر قرون كم من دفين في الثرى وكأنه … من ذكره المأثور غير دفين ما فاه باسمك في "الجزائر" ذاكر … إلا وشفعه يفيض شؤون لم ينس شعبك يا مبارك عالما … رواه من ورد النهى بمعين لم يقض بالتأبين بعض حقوقه … وأقلهن إقامة التأبين ودعت في يوم عبوس وجهه … ورحلت عنه في الليالي الجون لم ينس شعبك جلف جد لم يمل … أبدا للذة راحة وسكون! سدت جميع فراغه أسفاره … وغدا له التأليف خير قرين لم ينس شعبك بانيا يبراعه … أسس العلا ودعائم التمكين والعلم نهج للسعادة أول … وسلاح شعبك في الوثاق رهين شعب أسير فكره بجموده … بتحرر الأوطان غير قمين حررت من سوء اعتقاد بالذي … حررته في الشرك من تبيين وجلوت تاريخ "الجزائر" بعدما … عفى معالمه غبار سنين أحكمت من لغة البيان أصولها … وجمال أسلوب أغر مبين!

وقرنت بالأخلاق ما أوتيته … من جم آداب ونضج فنون وطبعت ذلك كله بتواضع! … وصحيح ود لا يشاب ودين! أديت قسطك من جهادك وافيا … وقضيت ثقل مغارم وديون ومضيت لم تعلق بعرضك وصمة … لجوار ربك بين حور عين وتركت جرحا ليس يبرح داميا … وحمى من الأخلاق غير مصون أعظم بسيرتك التي لو تحتذي … لم يبق شعبك في قيود سجين

الذكرى الأولى لوفاة الإمام محمد البشير الإبراهيمي

الذكرى الأولى لوفاة الإمام محمد البشير الإبراهيمي في 19 ماي سنة 1966 م لا تقل يا ناعي الأحرار ماتا … لم يمت من علم الناس الحياتا كيف يطوي الموت من خلف ما … يقهر الموت فأحيا وأماتا؟ إنه أحيا بلادا لقيت! … حتفها جهلا وضعفا وشتاتا!! وأمات الجهل والدجال بما … علم الشعب غلاما وفتاتا! لم يمت باني النهى ساقي الحجى … من أحيا آدابه عذبا فراتا! مذ شدا ألحانه ساحرة … هب من مات جمودا وسباتا! كسا الفصحى حلى زاهية … زادت الفصحى خلودا وحياتا وتلقى دونها كل أذى! … وتفانى في هواها واستماتا وحدا أبناءها نحو العلا … فمضوا كالشهب للمجد سعاتا! غير هيابين قوات العدا … عصبة الإيمان لا تخشى الطغاتا وحمى ميراث باديس الذي … بهر العالم عزما وثباتا! وجنى حرية الشعب التي … أنفق من أجلها العمر وماتا! كيف أنت الآن يا نشء الحمى … لم تعد ميراثه الضخم التفاتا؟ كيف هادنت الألى لم يخجلوا … أن يكونوا لمباديه عداتا؟ ويكونوا للتعاليم العدا … ومباديهم حماتا ودعاتا! يا بناة الثورة الكبرى التي … أفزعت ألباب من عاشوا عتاتا أين ما كان لكم من غيرة … لم تكن ترضى لكم قط هناتا؟!

أين نلك الهمة الشماء كم … سخرت ممن نسميهم دهاتا؟ أين إقدام وعزم وفدى؟ … يا لدنيا انفلتت منا انفلاتا؟ إن تحررنا فإنا أعبد … لهوى عاق علانا وأفاتا؟ قيم الروح التي سدنا بها … زمنا صرنا لها اليوم عدتا، ما الذي نشكوه من أعدائنا … إن نكن نحن على الدين جناتا فاحذروا أعداءكم ان لهم … غرة إما انحرفتم وبياتا! يا أخا المجد ويا ترب العلا … يا أبيا شرف الصيد الأباتا! يا مثالا من تفان ووفا! … نم قريرا طبت روحا ورفاتا عشث عنوان خلا فذة … أدبا جما وحلما وأناتا! عشت نبعا صافيا يروي النهى … لترى أبناءها صيدا كماتا عشت ترى النشء كي يسمو إلى … مستوى النضج كما ترعى النباتا عشت نبعا صافيا يروي النهى … عشت نجما ثاقبا يهدي السراتا عشت عمرا كله سعي إلى … وحدة تصبح للمجد أداتا! عشت تبني فتهدمت بما … عشت تبنيه وأتعبت البناتا نم قريرا كل ما شيدته … سوف نغدو ذادة عنه حماتا سوف لا ينساك منا أحد … بل سنبقى لمباديك رعاتا كيف ننسى بانيا آثاره … سوف تحيي ذكره إن هو مات كل من يخلص في أعماله … لم يكن يعدم أنصارا ثقاتا

الذكرى الثانية لوفاة الإمام محمد البشير الإبراهيمي

الذكرى الثانية لوفاة الإمام محمد البشير الإبراهيمي سنة 1967 للميلاد تبا لدنيا ترفع الأنذال … وتحارب العظماء والأبطال وتبارك المتلونين وتحتفي! … بالخائنين وتكرم الجهالا وتسوم أهل الفضل جحد جوهودهم … وجهادهم وتخيب الآمالا النبل فيها مهدر ومطارد! … والعدل أبعد ما يكون منالا وعلى الهوان بها أقام ذوو النهى … لم يلق ذو أدب بها إقبالا يا ويح حظ المسلمين أكلما! … بأن النجاح لهم يؤول خبالا فجعوا بمن موت المكارم موته … وحياته تهب الحياة كمالا ويعيد للفصحى نضارتها التي … كانت بها العليا تتيه دلالا فقد "البشير" أحال لون صباحها … ليلا يمد على الوجود ظلالا لا كنت يا يوما نعيت لنا العلا … لما نعيت الضيغم الرئبالا وأصبت آمال البلاد فصوحت … ورميت صرح المكرمات فمالا رزء جسيم لو أناخ على ذرى … جبل بكلكله لدك وزالا؟ يا ناشر الفصحى وباعث مجدها … نلت المنى فقشيت أنعم بالا خلدتها -رغم العدا- وكسوتها … أدبا به زادت سنى وجمالا ذكراك ما زالت منار حياتنا … تهدى السرى وتوجه الأجيالا ذكراك ما زالت مثار شجوننا … هدت عزائمنا وكن جبالا قد عشت تبني للعروبة والحمى … مجدا يطول النيرات جلالا

وخرجت من دنياك لم تملك بها … شبرا ولم تترك لأهلك مالا لكن تركت من المحامد ثروة … تبقى إذا فنى الثراء وزالا علمتنا كيف الثبات فكلما! … قد ناب خطب زدته استبسالا كانت مقالات "البصائر" أسهما … نفاذة تصم العدا ونصالا لكن خجلنا آذ رأينا نكسة … قد زلزلت آمالنا زلزالا تلك التعاليم التي لم تألها … سقيا ورعيا أهملت إهمالا والضاد بعد بيانك الخصب اشتكت … جدب المكان وأعولت إعوالا وأستأسدت بعد الأسود أرانب … تبدي زئيرا في الحمى وصيالا كل له رأي يحاول فرضه … في الدين زاد المسلمين خبالا والأمر فوضى والشريعة عطلت … إذ صار ما قد حرمته حلالا وإذا بميراث النبي محمد … لم يلق تقديرا ولا إجلالا!! وأخجلنا أيضيع ميراث العلا … منا ونطمع أن نعد رجالا عجبا! مسخنا بالهوى استقلالنا … أم كيف ندعو موتنا استقلالا!

فرحات أي فراغ قد تركت لنا

فرحات أي فراغ قد تركت لنا؟ ودعت داءك إذ ودعت دنياك … فاهدأ فلا داء بعد اليوم يلقاكا كافحت جيشا من الأسقام مدرعا … بالصبر محتسبا في الله بلواكا إن يشك يوما أخو ضر لعائده! … فأنت لم تبد للعواد شكوكا!! وتلك همة نفس قد عرفت بها … ما حدت عنها إلا أن زرت مثواك والداء مطهرة للمؤمنين فعد … مبرأ النفس من ذنب لمولاكا فرحات أي قلوب قد رحلت بها … وأي ثكل به عمرت مأواكا وأي حزن به ودعت كل أخ؟ … وأي ثكل به عمرت مأواكا؟ وأي يتم لأطفال وأي أسى … لزوجة عشت ترعاها وترعاك؟ فرحات أي فراغ قد تركت لنا؟ … وأي سهم من الأقدار أصماكا؟ أخذت من بين صحب كلهم جزع … لو يستطيع الفدى بالروح فاداك فرحات ليتك لم تسرع بفرقتنا … وليت سهم المنايا قد تخطاكا!! فرحات! إن ينس ذو ود أحبته … فالله يعلم أني لست أنساكا!! وكيف أنسى وفي "ناجي"* وإخوته … متى لمحتهم تجديد ذكراكا؟! وكيف ينساك من في الناس خدن وفا … أغلى أمانيه في دنياه لقياكا؟ فرحات: إنا فقدنا فيك مكتبة … حوت ثمار النهى لما فقدناكا!! فرحات إنا دفنا فيك طود علا … وزاخرا من علوم اذ دفناكا!!

_ *. ابن الفقيد.

رباه دارك بلطف منك أنفسنا … فما لنا طاقة يا رب لولاكا في كل يوم لنا نوديع مرتحل!! … يعز تعويضه رباه رحماك فرحات: نم في ظلال الخلد مبتعدا … عن الأذى واطرح أعباء دنياكا عدمت كل صفاء في مواردها … فرحت تبحث عن صفو بأخراكا فرحات: تهنيك دار قد نقلت لها … في ظلها رحمات الله تغشاكا!! لا تشك من وحشة فيها فان بها … "مباركا" و"ابن باديس" رفيقاكا!

عبرات على فقد والده الشيخ الدراجي

عبرات على فقد والده الشيخ الدراجي إلى صديقنا الشيخ فرحات أدرع للأسى ولذ بالعراء … إنما الصبر شيمة العظماء عالم الأرض ليس يخلو من … الآلام والحر عرضة للبلاء ليس في الموت والحياة كما تدري … شقاء سوى انتهاء شقاء ليس في الموت مايكدر صفوا … إنما الموت راحة من عناء في سبيل الإله ما أنت لاقيه … أخي من فوادح الأرزاء في سبيل الإله فقد أب … لكم عدة لدى البأساء لم تمتع براحة بعد فقد الأهل … حتى فجعت في الأبناء وإذا الموت واقف لك … بالمرصاد يودي بأكرم الاصدقاء بأب لك كان آخر ما أبقى … لك الدهر من خيوط الرجاء قد رماه بالأمس سهم فلبى … دعوة الحق من سهام القضاء كان "والحق ليس ينكر" … في الناس مثالا من همة ومضاء كان "والحق ليس ينكر" للإصلاح … مهما يدعى من النصراء كان أقصى مناه أن تك … في يوم قريب من أكبر العلماء أمطر الله قبره صيب المزن … ولقاه منه خير الجزاء!!! وعزاء أخي فذي غاية … الإنسان والكل صائر للفناء!!!

يا أميرا على القلوب

يا أميرا على القلوب نظمت بمناسبة نقل رفات الأمير عبد القادر إلى الجزائر. عاشها في عبادة وجهاد … وقضى رهن غربة لم يضع سيفه ولم يهجر المصحف بل عاش هاجرا للرقاد لم يعقه جهاده لحماه عن حقوق لدينه والضاد واذا ما قضى الحقوق جميعا مال نحو القريض والإنشاد وأنال التألف منه التفاتا فحبانا منه بأكرم زاد!!! ذاك شأن الأميلا لم يك مغترا بدنيا مصيرها للنفاد لم يدع وقته يمر بلا نفع، فأبقى للنفع أقوى عتاد! انه نبعة الرسول الذي قد كان خير العباد والزهاد من يكن مثله مثالا لشعب لم يفته بلوغ أي مراد!!! أيها الشعب يا سليل البطولات وسر الآباء والأجداد ها هو القائد المظفر قد عاد لأرض الحمى برغم الأعادي ها هو ابن "الجزائر" البر قد أضحى قريب المزار للوراد! وأتاك الأمير بعد انسحاب الاحتلال وموت الاستعباد إن يكن مات نائي الدار إنا قد أعدناه مكرما للبلاد وبناة الأوطان أولى بدفن في ثراها من كل باغ وعاد

ليناموا بحضنها بعد طول الجهد مثل السيوف في الأغماد وهي في شوقها إليهم تضاهي شوق أم لرؤية الأولاد أيها الشعب لست أخليك من عتب فبعض العتاب محض الوداد كيف تنسى ما شاد قائدك الفادي من المكرمات والأمجاد؟ كيف تنسى ما كان من خلق سمح ودين واع وصدق اعتقاد؟ كيف تنسى فكرا يضيء دياجي كل علم كالكوكب الوقاد!؟ كيف أعددت في الجزائر قبرا للأمير المظفر الأجناد!؟ قبل تطهيرها من الزيغ والإلحاد والإثم والخنى والفساد فرفات الأمير أولى بأن تدفن بين القلوب والأكباد!! أن خير الوفاء ما كان للأهداف لا للرفات والأجساد!! فترسم خطاه في الدين والخلق وحب العلا وصدق الجهاد لم يكن قائد "الجزائر" يرضى غير حكم الإله بين العباد! كان ذا غيرة على الدين والأخلاق ذا ثورة على الإلحاد!! كان جم الحيا أصم عن الفحشاء عف اللسان شهم الفؤاد فليكن قدوة لنا ولندع تقليدنا للأسافل الأوغاد!! كيف نأبى تقليد آبائنا من حيث نرضى تقليدنا للأعادي؟ يا أميرا على القلوب ويا عنوان فضل وحكمة وسداد ومثالامن البطولة والمجد ورمز الفدى والاستشهاد كم هزمت العدى وكم قد تقحمت من الهول والخطوب الشداد

قر عينا وانعم بعقباك بألا … برجوع لموطن في جوار المجاهدين الألى قد ثبتوا في الجهاد كالأطواد قد وفوا لبلادهم فحموها وفدوها أكرم بهم من فاد رحمات الإله تغشاك في القبر وتغشاهم ليوم المعاد وعليك السلام واخلد بذكر وثناء يبقى بغير نفاد!

ماذا جنى قطب

ماذا جنى قطب؟ ألم بنا من فاجع الهم ما جلا! … وحل بنا من فادح الظلم ما حلا!! وأصبح مرمى للأذى كل مؤمن … وذل من الأحرار من لم يكن ذلا وديست كرامات الرجال وأزهقت … نفوس لها الصف الأمامي في الجلى وأصبح حكام البلاد شرارها … إذا ما تولوا أهلكوا الحرث والنسلا وعاث فسادا كل من نال رتبة … وحاد عن الإسلام من لم يحد قبلا أيقتل "قطب" أي خطب مزلزل؟ … وأي مصاب حل بالأمة الثكلى؟ أيعدم "قطب" كيف؟ يقبل مسلم … بأن يفقد الإسلام قائده الأعلى؟ أتشنق مصر خير أبنائها حجى … وتقوى وأخلاقا فما أفضع القتلا؟ أتخنق مصر مجدها وندوسه؟ … لقد عدمت مصر الكياسة والعقلا؟ وأغضبت الإسلام والضاد والعلا … وباءت بخزي يمسح الفضل والنبلا وماذا جنى"قطب" لتزهق روحه … ويشنق اين العدل؟ قد شنقوا العدلا وما ذنب "قطب" غير ايقاظ قومه … ونشر تعاليم الحنيفية الملى؟ لئن كان ذنب "قطب" وصحبه … فما أبخس العليا وما أضيع الفضلا! لقد فقد الإسلام خير رجاله … ومن لم نجد بين الدعاة له مثلا فعاد ظلام الجاهلية ثانيا … وأطفيء نور طالما أوضح السبلا ألا ثورة للعلم تغسل عارهم! … وتكتسح الفوضى وتستأصل الجهلا؟ وترجع للإسلام هيبة حكمه … وعزة أهليه ودولته الفضلى

ولم لا يثور العرب ضد طغاتهم … إذا كان صمت الحر يغري به النذلا؟ كفاكم سكوتا فلتهبوا لتنقذوا … كرامتكم إن كنتم للعلا أهلا وجودوا ببذل الروح من أجل دينكم … وفي نصرة الإسلام فلترخصوا البذلا ولا تنصبوا للحكم إلا أخا هدي … يغار على الدين الحنيفي أن يبلا ولا تقبلوا للرأي حكما فإنه … حليف هوى قد خالف الله والرسلا وهل يحكم المخلوق والله حاكم … بنص كتاب لم يزل بيننا يتلى وما الكفر إلا الحكم بالرأي والهوى … ومن ها هنا قد ضيع العرب السؤلا ومن ها هنا كانت بداية ضعفها … ومن ها هنا صرنا لهوتنا السفلى فلم يبق بعد اليوم للصبر موضع … ولا خير في الصبر الذي يورث الذلا فثر، لا تقل! صبرا شباب محمد … وثب واقتحم نار الوغى لا تقل: مهلا وعودوا إلى ما كنتم من جهادكم!! … سينصر حزب المؤمنين وإن قلا وذودوا عن الأحكام من جار أو طغى … وردوا إلى الإسلام من ضل أو زلا ومن يغترر بالملك فالملك زائل … فإن الليالي للورى بالأذى حبلى ولا دام حكم قام بالجور ولهوى … ولكن حكم الله يعلو ولا يعلى

أتونس خطبك خطب الشمال

أتونس خطبك خطب الشمال نظمت في رثاء "المنصف" باي تونس ونشرت بعدد 51 من البصائر في 24 ذي القعدة الحرام عام 1367 للهجرة. لقد عصف الموت "بالمنصف" … فما أنت يا موت بالمنصف! أتعصف بالذائدين الحماة! … وبالمستبدين لم تعصف؟ وتنسف ركنا سما للعلا! … وابنية البغي لم تنسف! أيا موت ويحك ماذا جنيت … لما قضيت على "المنصف"؟ أبحت حمى "تونس" للمغير … بإغماد صارمها المرهف! وأذويت آمالها الناضرات … وهي جنى بعد لم يقطف وهجت أساها وأبديت من … مقاتلها للعدى ما خفى أ "منصف" خطبك أوهى القوى … وأعيا البيان فلم يسعف! بكتك العيون بفيض الدموع … ولكن بحق الوفا لا تفي! وهل يطفيء الدمع من ثاكل … جوى في الجوانح لا ينطفي لقد كنت للشعب رمز الثبات … ورمز المفاداة للمقتفي! تغربت عنه فلم تنسه! … ولم تسل بالغير أو تكلف! وأوذيت فيه بمر الأذى … فلم ينب صبرك أو يضعف! وزلت وذكراك لما تزل … وطيفك لم ينأ أو يختف! وعرضك في الناس لم يتهم … بقول محق ولا مرجف

"تونس" خطبك خطب الشمال … فلوذي بصبرك لا تأسفي! وجرح الجزائر لم يشفه … تأس إذا كل جرح شفي! أ "تونس" ترعاك عين الإله … إذا غاب عنك الصديق الوفي سينتقم الله ممن بغى! … وما الله للوعد بالمخلف

مات محيي الدين

مات محيي الدين! قيلت في رثاء الزعيم الإصلاحي "محيي الدينالقليبي" التونسي ونشرت بالعدد 296 من "البصائر": أي وجه أطفأ الموت سناه؟ … أي طود عاصف الدهر طواه؟ أي كنز من فخار وعلا! … وكمالات ثرى القبر حواه؟ أي بنيان من المجد هوى … بعد أن شارفت النجم ذراه؟ أي نسر صاده سهم الردى … أي نعي ردد الشرق صداه؟ مات محي الدين ما أشأمه … ناعيا جدد للقلب أساه! مات لكن لم يمت من عمره … كله في طاعة الله قضاه! عاف دنياه فلم يستهوه … كل ما فيها ولم يغو حجاه! إنما كل أمانيه بها … يقظة الشرق وتحرير حماه لم يعش عبد هوى لكنه … عاش حرا طيب الله ثراه

لا تمت إنه مات طه

لا تمت إنه مات طه ألقيت في جنازة "طه سلطاني" نجل صديقنا الداعية الإسلامي القدير "الشيخ عبد اللطيف سلطاني" تعزية للصديق الكريم في مصابه الجلل بفقد نجله الذي اختطفته المنية غريبا عن وطنه في الولايات المتحدة حيث كان يدرس العلم إثر حادث اصطدام: لا تمت إن مات طه إنه عمر تناهي هذه الأرض ملايين ثوت تحت ثراها! وهم بالأمس قال كانوا نجوما في سماها! والمنايا لم تزل تملأ بالأحياء فاها! واذن نحن بنو الموتى علاما تنساهى؟؟ ولنا يوم سيطوينا كما كان طواها! يا لنا حمقى بدنيا سوف تفنى نتباهى! كلنا صب بها يفنى غراما في هواها! قلبه ليس به فضل لمحبوب سواها! أيحب القلب دنيا ليس ينجو من أذاها يا أخا عاش لذى الأمة نجما في دجاها لا تمت حزنا فيخبو في لياليها سناها! ابق كي تقضي على الجهل الذي صال وتاها أنت من شعب بنوه ليس يحنون الجباها قد بنوا بالصبر والإقادام للأوطان جاها إن يمت طه فقد مات رسول الله طه

عظم الرزء

عظم الرزء!! نظمت رثاء الفقيد العزيز صديقنا الكريم الحاج محمد معقل الذي توفى في منتصف ديسمبر 1973م: عظم الرزء وجل الحادث … وطوى هضبة فضل حدث أيوارى تحت أطباق الثرى … ذلك الجد الذي لا يعبث؟ أيوارى هكذا في لمحة! … تالد العلياء والمستحدث ومثال من إباء وتقى! … لم يحم حول حماه رفث! يا لدنيا كلما قلنا صفت! … ذهب الصفو وران الخبث إن من يحلف أنا عرض … للمنايا صادق لا يحنث أرأيتم كيف يطوينا الردى؟ … كل شيء ذاهب لا يلبث "معقل" أورثتنا الحزن الذي … ليس يبلى، بل سيبقى يورث "معقل" عشت ملاذا للوفا … في زمان أهله قد نكثوا ولقد أنجبت نسلا صالحا … كل يوم خيره مستحدث سوف لا ينسون روحا نفثت … فيهم العزة فيما تنفث "معقل" زرعك آتى أكله … كل ساع حاصد ما يحرث

لا ينجى من الموت "معقل"

لا ينجى من الموت "معقل" كما نظمت هذه القطعة لنفس الغرض: "أمعقل" لا ينجى من الموت معقل … ومن عجب أنا عن الموت نغفل منيتنا تأتي على حين غفلة! … وكل على حكم المنية ينزل! فتبا لدنيا لا تدوم لأهلها … وكل مقيم من بنيها سيرحل وإن كتاب العمر لابد تنتهي … صحائفه والموت للكل منهل "أمعقل" إن الموت أخطر رحلة … نمر بها والقبر للمرء منزل وما القبر بعد الموت آخر منزل … ولكن وراء القبر ما هو أعضل "أمعقل" أيام الهناء قصيرة … وأيام بلوانا من الدهر أطول وأعظم خطب فرقة بعد عشرة … فذاك هو الخطب العظيم المزلزل أيا غافلا عن غاية صائر لها! … تزود من التقوى إذا كنت تعقل ويا من أضاع العمر في غير طائل … ستسأل عما كنت بالأمس تعمل فليس سوى التقوى يفيدك في غد … وليس على غير الإله المعول

دع الأسى

دع الأسى نظمت في 22 أكتوبر 1941م تعزية للصديق الكريم السيد العمري بن بلقاسم في ابنه محمد الذي توفى في 18 من الشهر المذكور سنة 1941م: دع الأسى وتجلد … واصبر لموت محمد! ما في الأنام موقى … من الردى أو مخلد! وكل حي سيغدو! … بين الجنادل ملحد! فما البكاء بمجد! … ولا العويل المردد! آهات قلبك تفنى … ودمع عينيك ينفد! ولا يردان شيئا … مما يضيع ويفقد! كفكف دموعك واصبر … فالصبر أجدى وأحمد!

إلى أخي العمري

إلى أخي العمري ذلك الصديق الذي عصف الموت بأركان بيته: زوجته وابنه وأخته. فإلى هذا الصديق الكريم أقدم هذه الأبيات لعله يجد فيها بعض العزاء: أعزيك في الزوج أم في الولد … وأوصيك بالحزن أو بالجلد؟ حياتك نضاحة بالأسى … ودنياك مملوءة بالكمد! ودهرك ما يأتلى راميا … يصيبك في القلب أم في الكبد مضى "سالم" لم تمتع به … قليل المقال قصير الأمد! وأختك من قلبه ودعت … وغال الردى بعده من تود! فكيف أعزيك فيما دهى … وخطبك لم يك شخصا فقد؟ ولكنه خطب بيت طواه موج … الردى بين جزر ومد فها قد عرفت غرور الحياة وما … قد حوت من ضروب النكد فما هي والموت في اثرنا! … سوى معبر لحياة الأبد! وما نحن إلا عوار بها … وأية عارية لا ترد؟ وان الورى غرض للردى … وسهم الردى ليس يخط أحد

_ نشرت في 16 ذي الحجة الحرام 1368 للهجرة.

كلنا للفناء

كلنا للفناء قيلت رثاء لوالد صديقنا الأديب الشيخ البشير بن داود في 22 ديسمبر سنة 1940م: لذ جاهدا بالعزاء … فكلنا للفناء! ما للقضاء مرد … فاستسلمن للقضاء تبا لعيش بدنيا … رهينة بالشقاء! فليس فيها صفاء … يخلو من الأقذاء وليس فيها موقى … من محنة وبلاء وليس فيها أديب … يذوق طعم الهناء كل الخلائق … فيها يلقون كل عناء فإن أصبت برزء … من أعظم الأرزاء فإنما أنت فرد! … من جملة البؤساء وإن أبوك تولى! … مفارق الأحياء! وعاف دنيا البلايا! … وطار نحو السماء فهذه الدار ليست! … لنا بدار بقاء! فجاد كل سحاب … ثراه بالأنواء ولا عدمت اصطبارا … أخي وحسن عزاء

الله أكبر

الله أكبر! قيلت في رثاء الأخ العامل السيد "رشيد بطحوش" وألقيت على قبره يوم دفنه: الحق نادى يا رشيد … ما من إجابته محيد! ولأنت أولى من يلبي … أمر بارئه المجيد! والموت ليس بمفلت … أحدا فنطمع في الخلود! الله أكبر إن رزءك … وقعه فينا شديد! الله أكبر يوم نعيك … قد تفتتت الكبود! لم يبق جفن بالدموع … على فراقك لا يجود! هذي "الجزائر" كلها … تبكي أخا الخلق الحميد هذي الجموع بأسرها … صفت حيالك كالجنود جمدت تجاه الخطب … لا تبدي كلاما أو تعيد قد كنت عفا طاهر … الأذيال ذا رأي سديد قد كنت لا تنفك ذا … عمل لشعبك أو يسود كم قد بذلت إلى المشا … ريع المفيدة من جهود هذي "الشبيبة" لم تزل … أثرا على الدنيا جديد لم تألها جهدا ولا قصرت … في عمل يفيد! نم في ضريحك آمنا … فلأنت حي لا تبيد لحد تحل به رفاتك … لهو من خير اللحود!

المعري

المعري! ألقيت بالذكرى الألفية للمعري "بنادي المولودية" بالجزائر "العاصمة" ونشرت بالعدد 8 من البصائر في 3 ذي القعدة عام 1367 للهجرة. عاش في دنياه محروما حريبا … وقضى أيامه فيها غريبا ملهم أجدب فيها وله … نبع شعر يخصب المرعى الجديبا عبر الشاطئ فيها ناصبا! … لم يدق من راحة فيها نصيبا رفض الدنيا ولم يعبأ بها … فمضى منها كما جاء سليبا لم يرد مالا ولا نسلا ولم … يتخذ زوجا ولم يعلق حبيبا ضاق بالكون فلم تسكن به … نفسه واشتاق أن يلقى شعوبا يا لها نفسا ترى الكون لها … ضيقا والقبر تلفيه رحيبا! أي نفس تلكم النفس التي … كبحت أهواءها كبحا عجيبا أي نفس تلكم النفس التي … تجد الراحة أن تلقي شعوبا تلكم نفس المعري من غدا … بيننا اليوم بذكراه قريبا تلك نفس الشاعر الفذ الذي … خلد الدهر له شعرا حلوبا كان ذا قلب كبير ثائر! … في إهاب كاد أن يمحى شحوبا كان كالبركان لا يلفظ من … فمه إلا زفيرا ولهيبا! أبصر الدنيا ظلاما قاتما … ورآى للظلم سلطانا رهيبا

فانزوى في كوخه منفردا! … ساخرا بالكون مهتاجا غضوبا ساخطا منقبضا لم يبتسم … أبدا يوما ولم يبصر طروبا عافه كونا حقيرا مفعما! … بمساوي الناس مكتظا عيوبا كان فخر الضاد كم ألبسها … من غوالي شعره ثوبا قشيبا شعره فيه من الروعة ما … ينعش الروح وستهوى القلوبا كان مرآة لما في عصره … بث من آرائه فيه ضروبا وجلا الدنيا به واضحة … لم يغادر جانبا فيها معيبا إيها الشاعر كم نال الأسى … منك في الدنيا وكم ذقت الكروبا هل وجدت القبر منها منقذا … للذي يقضي بها العمر كئيبا؟ هل ببطن الأرض للشاعر ما … يمكن النفس وينسيها الخطوبا؟ هل به نوم لمن لم تكتحل … عينه بالنوم أنبئني مجيبا؟ نحن أنضاء الأسى يا ليتنا! … قد قطعنا هذه الدنيا وثوبا!

دمعة على "مصباح"

دمعة على "مصباح" مات "مصباح" فانطفا مصباح … ودجى الليل واختفى الإصباح! وعرا صفحة السماء قطوب … وكسا الكون من أساه وشاح! وسرى في النفوس حزن وذعر … وتواوى السرور والانشراح! إنه الموت إن بدا تكتسي … الدنيا اكتئابا وتنطوي الأفراح!. غير أنا إن غاب "مصباح"عنا … لم يغب علمه ولا الإصلاح! كان سيفا لم يعرف الغمد يوما … عاش يحمى به الهدى والصلاح كان "مصباح" ثورة تفزع البغى … ونارا لهيبها يجتاح! عاش "مصباح "مثلما عاش … مصباح ضياء تهفو له الارواح قاهرا للظلام لم يثنه الاعصار … يوما ولم تخفه الرياح! طاهر الثوب طاهر القلب … بسام المحيا عبيره فواح! وقضى مبعدا وقد هده … طول الكفاح وأثخنته الجراح! أيذاد عن الحمى كل صب … بحماه وللعدو يباح؟ يا أخا حبه وفاء وصدق … وهواه هو اللباب الصراح لم يخف بطش مستبد ولم … يرهبه جيش ذو سطوة أو سلاح كنت لا تعرف الفرار كطير … دأبه الوثب والغنا والصداح! كت، رمز الثبات والصبر … كالطود الذي لا تهزه الأرياح! إنه الموت لا مفر من الموت … وكل له انتهاء يتاح

وحياة الإنسان في هذه الدنيا … كسجن والموت فيها سراح! يا أخا من صفاته الصدق … والإخلاص والنبل والندى والسماح وبها أحرز النجاح وهل يحرز … إلا بمثلهن النجاح؟ عشت عمرا من الكفاح طويلا … نم قريرا فما عليك جناح

مصرع زهرة

مصرع زهرة كان لمصرع تلك الزهرة: "عابدة خير الدين" التي قطفتها يد المنية وهي ما تزال غضة الاهاب ريانة العود تأثير كبير في نفسي بل كان كزلزال عنيف هز كياني وألهب وجداني فعلى تلك الزهرة أسكب هذه العبرة. هادوؤك في الظلمة البارده … عزيز على النفس يا "عابده" ونومك وحدك في حفرة … أطار المنام عن الوالده تمثلتها في جوي عاصف … بها فهي واجمة جامده تمثلتها يستبد الأسى … بها فهي ثائرة حاقده تمثلتها صعقت إذ رأت … بنيتها جثة هامده تمثلتها بعد مدفنها … قضت ليلها كله ساهده فتبا لدنيا مسراتها … كأنفاس أبنائها نافذه تخادعنا بضروب المنى … وآفاتها للمنى راصده تحاربنا بجيوش الهموم … علينا بها أبدا وافده فيا زهرة لم تزل غضة … وما رجمتها اليد الحاصده علاما تعجلت هذا الرحيل … ولست لدنياك بالعائده؟ أتألف نفسك سكنى الثرى … وتهجر أسرتها الواجده؟ فهل أوحشتها شرور الورى … فعادت إلى ربها صاعده؟

فان تزهدي في نعيم الحياة … فهل أنت في مجدها زاهده؟ وكنت بها مثلا يحتذي … من الخلق والسيرة الماجده فنامي بلحدك في غبطة … فذكراك رغم البلى خالده

_ نشرت بالبصائر عدد 237 في ذي القعدة 1372 للهجرة.

الحب في الله

الحب في الله مهداة الى الداعية المجاهد في الله الشيخ "عبد اللطيف سلطاني" بمناسبة زواج ابنه فيصل في 1 ماي 1969م. الحب في الله أقوى! … من كل شيء وأبقى من فاز منه بحظ! … الذي فاز حقا! ولي أخ عاش يسعى! … للمكرمات ويرقى! من أطهر الناس ثوبا … من أنبل الخلق خلقا! محضته كل ود! … من قطرة الغيث أنقى وإن ظمئت فإني … من وده المحض أسقى لم نختلف قط يوما … فالحب أوسع أفقا! عشنا رفيقي كفاح … ندعو إىا الله وفقا! لم نرج مطماع دنيا … لم نخش في الله خلقا! نحمي حمى الدين ممن … يروم للدين محقا! له علينا حقوق! … غدا لها مستحقا! أقل حق علينا! … أنا نموت ويبقى! ونحن أصدق عهدا … من أن نضيع حقا! نريد للدين عزا … وللعقيدة عتقا! إلى متى نحن نرضى … للدين وأدا وخنقا؟

كيف تسعد أرض … بها العقيدة تشقى؟ وهل تحرر قوم … يرضون للدين رقا؟ أيقبل الحر كفرا … يغزو حماه وفسقا؟ أتغرق الخمر أرضا … عاشت من الدم غرقى؟ إذن لقد زاد عصر … الكشوف جهلا وحمقا واحسرتا كم يعاني … الإسلام منا ويلقى! بعد التحرر ذل … الإسلام غربا وشرقا خيانة ليس نرضى … بها شعارا وخلقا وإن رضينا غششنا … دينا محضناه صدقا "من غشنا ليس منا" … ونال بعدا وسحقا! وان سكتنا فانا … خنا الحقيفة نطقا! "عبد اللطيف" بلغت … المنى بنسلك حقا! بهم عنيت فحازوا … بحسن رأيك سبقا! وكنت خير مثال … لهم فجاروك طبقا! أن عق نسل فإنا … لم نلف نسلك عقا! إليك باقة زهر! … تزيد جوك عقبا! ولا أرى بين شعر! … أزجيه والزهر فرقا وإن يكن ثم فرق … فالشعر أغلى وأرقى! ولنمض "بعد"سويا … لخدمة الدين طلقا

نحمي له كل يوم! … حقا ونرتق فتقا ولا نبالي عدوا! … إذ ليس نرهب خلقا وكيف بالله نخشى … من ليس يمنع رزقا؟ حتى نرى الدين أضحى … من كل سوء موقى وكل من رام سوءا! … بالدين يعدم شنقا لم يعطنا الله دينا … لكي نضل ونشقى

إلى الأستاذ مبارك الميلي

إلى الأستاذ مبارك الميلي تهنئة بإبلاله برئت من السقم الذي أنهك الجسما … وهدد فيك العلم والأدب الجما فكان على الإصلاح برؤك نعمة … وكان على أعدائه نقمة عظمى تمنى رجال أن تموت لأنهم! … رأوا منك في إقناعهم رجلا شهما ولكن لطف الله جاء بضد ما … تمنوه فازدادوا على غمهم غما وما لك ذنب غير أنك جئتهم … بدعوة إصلاح فكنت لهم خصما تصديت صوب الشرك تمحو رسومه … وتثيت للتوحيد أبنية شما فأرشدت مخلوقا وأرضيت خالقا … ونافحت عن دين أرادوا له هدما لذلك أبقاك الإله نكاية! … لهم ونفى عن جسمك الضر والسقما ومن كان في نصر الإله فإنه … سيحرسه حقا وينصره حتما! أهنيك بالبرء الذي لم يكن سوى … نجاح جديد للمبادئ قد تما

رسالة الشرك

رسالة الشرك تقريظ لكتاب "رسالة الشرك" الذي ألفه الشيخ "مبارك الميلي" ونشرت بالبصائر: هي ليست رسالة الشرك … والله ولكن رسالة التوحيد! والذي يقرأ الرسالة لم يلق … لغير التوحيد من ترديد وإذا الباطل امحى ثبت الحق … جليا برغم أهل الجحود حبذا تلكم الطريقة في إبطال … دعوى مكابر وعنيد! كم حوت تلكم الرسالة من … دقة بحث سما ومن تجديد! قد خلت من مذاهب أحدثت … للناس في الدين بدعة التقليد فهي ليست سوى حديث صحيح … أو نصوص من الكتاب المجيد دجتها يراعة لم تكن تعتاد … غير الإبداع والتجديد قلم لم يكن لغير فتى "ميلة" … ذي الرأي والمقال السديد أنت أرضيت "يا مبارك" شعبا … بالذي قد بذلته من جهود أنت أبصرت في العقائد داء … فتكفلت بالعلاح المفيد! سفرك اليوم بلسم لجراحات … بدت في عقيدة التوحيد هو ضرب من الخلود ولا … غزو فقد عشت مغرما بالخلود

"توفيق" أعطيت توفيقا وتسديدا

"توفيق" أعطيت توفيقا وتسديدا أهدي إلى الصديق الكريم الشيخ احمد توفيق المدني" نسخة من مؤلفه الجديد: "جغرافية القطر الجزائري" فأعجبت بالروح الوثاب في مؤلف الكتاب الذي ما يزال حواما في أجواء تاريخ الجزائر يعرض منه من حين لآخر صفحات مثل قطع الرياض خدمة لبلاده واستمرارا في جهاده وأكبرت في "توفيق" هذا التوفيق: "توفيق" أعطيت توفيقا وتسديدا … فاتب وجدد عهود الضاد تجديدا منحت موهبة التارخ فأحي به … ألمجد قومك إحياء وتخليدا! منذ اعتقلت يراعا لم تزل كلفا! … به وطرفك بالمجهول معقودا نهجت في البحث نهجا قد عرفت به … شر المناهج ما قد كان تقليدا "وللجزائر" ماض مشرق عبق! … ما ذنبها أن يظل الدهر موؤودا "مبارك" قد قضى حقا لها ومضى … وأنت لم تألها حبا وتمجيدا كلاكما قد بنى بالعلم صرح علا … وليس كالعلم للعلياء تشييدا لو كان للشعب بناؤون مثلكما … لم يبق في قبضة الأعداء مصفودا

باقة من الشعر في عرس صديق

باقة من الشعر في عرس صديق خير ما في الوجود ساعة أنس … بين صحب ينسى بهم كل بؤس غير أن النفوس ذاقت من الآلام … ما يخنق السرور وينسى يا أخا قد عرفته أريحيا … كنبات نماه أكرم غرس وصديقا يرعى الجميل وفيا إن … أصيب الوفاء يوما بنكس لا تلمني إن شح نبعي فلم … أسمعك لحنا يغري بأعذب جرس دوحة الشعر في "الشمال" وما … كانت طيور الشمال يوما بخرس غير أن "الشمال" طال أساه … ومن الهم ما يؤود ويؤسي وسئمنا ارتقابنا مطلع الفجر … فعذنا بالله من كل يأس ليت شعري هل تنجلي هذه السحب … فتبدو في الأفق أسطع شمس مس حرية الجزائر كي يجلو … سناها الهموم عن كل نفس ويعود "الشمال" جنة عدن … طهرته الآلام من كل رجس ذاك يوم لابد آت وفيه سيقيم … "الشمال" أعظم عرس وسينسى شعب "الجزائر" ما يحظى … وضع يبني على خير أس وسنبني حياتنا من جديد كل … به في غد جراحات أمس

تذكار أدبي

تذكار أدبي يهدى الى قاضي الحكومة الجزائرية المؤقتة بسطيف الأخ الأديب الأستاذ "محمد الشريف خرشي" تخليدا الذكرى مجلسنا عشية 12 مارس 1962م، بمنزل العامل الصديق السيد العياشي: خير ما تقتنيه نفس زكيه … تنشد المكرمات تأبى الدنيه خلصت كالنضار من كل شوب … فهي نور به حياة البريه همها أن تكافح الظلم عن شعب كريم يحيا حياة شقيه ويفك القيود عن أمة طال بها الانتظار للحريه! وتعيد المجد السليب لأرض تنبت المجد بالدماء السخيه طالعتني هذى السمات النبيلات بوجه "الشريف" ذات عشيه ذلك الكوكب المشع مضاء … وإباء وغيرة وطنيه! فحمدت الأرض التي أنبتته … فهي مهد النبوع والعبقرية وشكرت اليد التي جمعتنا … فهي بالشكر والثناء حريه

ما أوحش الدنيا بغير صديق

ما أوحش الدنيا بغير صديق! مهداة إلى الأخ الحاج سليمان نجار في حفل تزويج إحدى بناته في بلدة "عين البنيان" في 6 جويلية سنة 1968م: ما أوحش الدنيا بغير صديق … ولو أنها تغري بحسن بريق إن الحياة بلا صديق مخلص … كالسجن حف بظلمة وبضيق وأنا نحمد الله فزت بأخوة! … كل أخو ود أبر وثيق! كالروض بساما بغير تكلف … كالشمس شعاعا بغير حريق والحب في ذات الإلاه سعادة … ليست تصاب بلوعة التفريق هي من نصيب المؤمنين وحظهم … ليست تتاح لملحد زنديق! كأخي "سليمان" الذي جربته … فوجدته في الله خير رفيق وهو الرفيق بصحبه ورفاقه … وبما له في الخير غير رفيق و"بصالح" صلحت جميع أموره … فغدا بمجد أبيه جد خليق رباه من صغر على الدين الذي … سلكت به العلياء خير طريق وبلوته فوجدته مثل أسمه … يسعى بطرف في الكمال طليق ولسوف يبلغ ما يروم من العلا … كالنسر طاف الجو بالتحليق اهنأ "سليمان" بأكرم أسرة … وانعم بحظ في الكرام حقيق إنا لنرجو من بنيك جميعهم … تتويج إرث علاك بالتطبيق

تحية الوفد بعودته من باريس

تحية الوفد بعودته من باريس أيها الوفد ما علمتم سيبقى نشرت بالبصائر وبالرابطة العربية: مرحبا معشر الحماة الكرام … يا مثال الثباث والأقدام! مرحبا بالمنافحين بجد … عن حمانا وعزنا المستضام مرحبا ثم مرحبا ثم أهلا … ثم أزكى تحية وسلام! فتحت صدرها البلاد للقياكم ولاقتكم بقلب ظامي أنتم راحة البلاد فلما … ودعتكم لم تكتحل بمنام أنتم عزها وهيهات أن تقبل ألا رجوعكم بسلام! أنتم سيفها تذودون عنها … غرة الظلم عند كل اصطدام أنتم قلبها المفكر فيها! … أنتم بلسم الجراح الدوامي قد رأيتم آلامها فتألمتم … لما نالها من الآلام! وتضجرتم لما قد فشا فيها من الانخذال والانقسام فاندفعتم تناضلون عداها بالحجى واليراع قبل الحسام وتجشمتم لها كل صعب … وتجاهلتم م ورود الحمام وأتيتم باريس تبغون إنصافا … فلاقتكم بكل احترام! وتحفت بكم وهشت للقياكم واصغت لما لكم من كلام واستجابت إلى الحقوق التي كانت لكم واجبا على الأقوام حينما قامت الحروب على ساق ودارت على رؤوس الأنام

والمنايا على الورى حائمات ظامئات الى اختطاف الهام كان لابن "الجزائر" السبق فيها يتلظى سعيرها باقتحام أمن الحق أن نكون سواء في الرزايا وفي الخطوب الجسام واذا ما انجلى الغبار رددنا عن حظوظ لنا وعن أقسام أيها الموطن المفدى بنفسي طالما عشت عيشة الأنعام طالما فيك قد تحكم قوم من دعاة الأحداث والأوهام همهم في بطونهم ليس إلا أوردونا موارد الإعدام فلتجاهدهم فما لك فيهم غير تشويه سمعة الإسلام إنما جندك المدافع عن حقك والمفتدي بلا إحجام هذه العصبة الجريئة قلبا … فأطع أمرها تفز بالمرام بايعوك على الوفاء الى الموث مضحين بالنفوس الكرام أيها الوفد ما علمتم سيبقى … أثرا خالدا على الأيام فالأممام الأمام يا صفوة الشعب ويا خير قومه للأمام

أطلت الغياب

أطلت الغياب من المراسلات الشعرية كنت في سريري بمصحة "القديس لوقا" بمدينة ليون الفرنسية قسم طب العيون وعيناي معصوبتان لا تريان النور اثر عملية جراحية اذ دخل عليا الأخ الأستاذ عيسى دوس وبيده جريدة "البصائر" وبها القصيدة التالية بالعنوان اعلاه وبإمضاء: عبد الكريم العقون مع التقديم التالي: مهداة إلى رفيقي الشاعر الأستاذ أحمد سحنون الذي نزح إلى أوربا منذ شهرين للاستشفاء فطالت غيبعه وانقطعت عنا أخباره فاشتقنا الى مجلسه وعهوده: رفيق الصبا وصديق العمر … عليك سلام ندى عطرا! يحفظك في غربة ما بها! … صديق يواسيك عند الخطر رحك عن الصحب يا خيرهم … وخلقت في النفس أقوى الأثر وطرت عن الروض يا طائرا … تغني مساء وعند السحر! يشنف أسماع كل الورى … فيشفي جراح الأسى والغير وعقد الرفاق الذي صغته … نقد كاد بعدك أن ينتثز فكل مضى نحو آماله! … وفارق صحبا بهم يفتخر نأى عن مجالسهم ويحهم … فلولا معارفه لاندثر!

أطلت الغياب أيا "أحمدا" … فعد ليعود لذيذ السمر فان "رجا" قلبه خافق … وزينب مشتاقة تنتظر "وحمزة" يسأل في كل حين … و"توفيق" أشواقه تستعر و"بعزيز" لما يزل لاهجا … بذكركم كما قد عبر!! فكل غدا بعدكم ذكرا! … أحاديث تلك الليالي الغرر و"منبرنا" عطلت آيه … فكل قد اشتاق تلك الدرر وطوقت أعناقنا بالجميل … وأحييت أثار مجد غبر!! عهدناك تهفو إلا رفقة! … فما لك أمسكت حتى الخبر ترى هل نسيت عهودا خلت … ملونة بأجل الصور؟ نداعب أحلامنا الراقصات … ونشدو بلحن المنى المبتكر شفاك الإله فعد سالما … لتطلع في أفقناكالقمر الجزائر- عبد الكريم العقون

إلى أخي عبد الكريم

إلى أخي عبد الكريم وبما أن هذه تحية يجب أن تقابل بأحسن منها أو ترد كما قال الله عز وجل: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} فقد بت ليلتي تلك أراود قريحتي علها تسعفني بما يريح عن كاهلي هذا الدين ويؤدي عني هذه التحية فما كاد الصبح يتنفس حتى كانت القصيدة تتنفس معه نفس الحياة وعاد إلي الأخ عيسى فأمليت عليه القصيدة من ذاكرتي لأن الكتابة متعذرة علي بسبب المرض فكتبها وبعث بها إلى الجريدة. وهذا هو نصها: إلى أخي الكريم الأستاد "عبد الكريم": ردا على قصيدته الأخوية الرائعة. أخا الحب والذكريات الغرر … وخدن القوافي وحلف السمر وحقك لم أنس عهدا مضى … جميلا سريعا كلمح البصر! قطفنا به من ثمار المنى … أفانين من يانعات الثمر يرف خلال عهود الصبا … رفيف الفراشة حول الزهر وما زلت رغم تنائي الديار … ذاك الصديق الوفي الأبر مواثيقنا غضة ما تزال … وعقد الهوى بيننا ما انتثر وهل أنا ناس أخا شاعرا … بدائعه خالدات الأثر! اقمنا معا سوق حر الفريض … وصغنا لآلئه والدرر وكان مثال الوفاء الذي! … يعز ويندر بين البشر بعثت بقلبك في أسطر … يلج به شوقه المستعر!

ولكن كأنك لم تدر ما … ألم بخدن الصبا من غير غريب بروحي وجسمي معا … حليف الهموم ضجيع السهر أقضي نهاري على طوله … بلذع الدواء ووخز الأبر وعيناي كلتاهما عصبت … بأربطة حرمتني النظر فمن أين لي طاقة بالجواب … يطمئن صحبي برد الخبر؟ ومن أين أقضي حقوق الرفاق؟ … وهل أستطيع تحدي القدر؟ ولكن أيام هذا البلاء … ستمضي ويعقبها ما يسر! وأرجع نحو الرفاق الكرام … قرير الفؤاد معافى البصر ويجتمع الشمل بعد الفراق … وننعم بالصفو بعد الكدر فقل للرفاق إلى الملتقى … سنظفر بالأمل المنتظر وعاقبة الصبر معروفة … لأصحابها ببلوغ الوطر مصحة القديس لوقا بليون

وداع بعد غياب

وداع بعد غياب من المراسلات الشعرية إلى صديقي الكريم سيدي عبد الكريم العقون وإلى كل صديقق لم أتمكن من توديعه لمفاجأة عودة المرض التي اقتضت عودتي حالا إلى طبيبي الخاص بمدينة ليون بفرنسا: مثال الوفاء وصدق الإخاء … وقى الله عينيك كل ابتلاء فقد عاود الداء عيني فما … نعمت طويلا بطعم الشفاء وعدت لمنفاي خلف البحار … كما كنت مستسلما للقضاء وخلفت بعي فراخي الصغار … يذيبون أعينهم بالبكاء! وعوجلت عن رؤيتي للرفاق … وتوديع إخواني الأوفياء فبلغ سلامي لهم واعتذاري … وسلهم بربك حسن الدعاء وإني لراج من الله أن! … يزيل عنائي ويكشف دائي ويرجعني للحمى عاجلا … لأوفيه حقه في الفداء! وأنشر تاريخ أمجاده … وأبني له منزلا في السماء وأجعل أنشودتي حبه … وأوثرها وحده بالغناء فتلك أقل حقوق الحمى … علي وأيسرها في الأداء ومن عاش ينكر حق البلاد … عليه فذاك عديم الوفاء مصحة القديس لوقا بليون.

حنين إلى صديق نازح

حنين إلى صديق نازح من المراسلات الشعرية أيها النازح في أرض بعيده … لست تدري أن آلامي شديده برحت بي لم تدع من عمري … ساعة واحدة تمضي سعيده ويح نفسي كلما فارقها … من أحبت عافت الدنيا وحيده ويح نفسي قد قضت أيامها … من نوى أحبابها حيرى شريده لا رعى الله الليالي إنها! … أبعدت عني أخا أهوى شهوده كل يوم لي بذكراه أسى! … كل يوم لي تباريح جديده! أيها الغائب عن عيني وفي … خاطري ذكراه لم تبرح نشيده لا يطل حزنك إن طالت نوى … ولتكن نفسا لدي الخطب عنيده إن عهدا قد تقضى جامعا … شملنا عل الليالي أن تعيده نشرت بالبصائر عدد 21.

سلمان منا أهل البيت

سلمان منا أهل البيت قال هذه الكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في سلمان الفارسي رضي الله عنه، حين سمعتها أثرت في تأثيرا بالغا، فهذا رجل من فارس لا صلة له من حيث النسب بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن تقواه قربته هذه القرابة من رسول الله وهذه هي القرابة التي تنفع صاحبها وبهذه الكلمة أو بالأحرى بهذه الشهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفنا منزلة هذا الصحابي الجليل حتى تمنيت لو ولد لي ولد أن أسميه ااسلماناا وولد لي حفيد فتحققت لي هذه الأمنية وفي يوم ختانه نظمت هذه القطعة: أعظم شيء به تهنا … قول الرسول: "سلمان منا" "سلمان" من صفوة كرام … عاش لدين الإسلام ركنا موطنه فارس ولكن … بموطن الروح كان يعنى لم يرض دين المجوس دينا … فكان في حيرة معنى! فسار يبغي الهدى فلقي … "بمكة" ملجأ وحصنا! وصار من أهل بيت طه … وقال طه: "سلمان منا" "سلمان" يا سلوة لروحي … ويا عزاء لها وأمنا! يا شعاع الهدى بقلبي … ان لاح لم يبق فيه حزنا كنت الرجاء له فلما … أتيت كنت هوى وخدنا دنيا الطفولة خير دنيا … تكاملت بهجة وحسنا لكن أذا لم تكن جديرا … باسمك "سلمان" صرت غبنا

"سلمان " ياروضة عليها … سخا الحيا والهزار غنى! هذا ختانك وهو عيد … أزف فيه إليك لحنا! كل حبيب سوى"رجاء"1 … فأنت للقلب منه أدنى! وإن غدا عتابا "فؤاد"2 … فليهن بألا وليطمئنا! فان تكن زهرة بروضى … فإنه كان فيه غصنا! وإن أكن قلت فيك شعرا … فهو الشريك بكل معنى عشت غالى أن أراك رمزا … لكل مجد يعلى ويبنى

_ 1. الابن الوحيد للشاعر. 2. حفيده الأكبر وشقيق "سلمان".

فؤاد

فؤاد خصوصيات فؤاد هوالحفيد البكر الذي عرفه بيت الشاعر فملأه بهحة وسرورا وأفعمه أريجا منعشا نشق فيه الشاعر عبير السعادة وفتح لعينيه آفاقا جديدة وعوالم كانت مجهولة فنظر إلى محياه الجميل يوما وكان - اذ ذاك - في سنته الثانية فقال: فؤاد يا مهوى الفؤاد ويا … أثمن ما في منزل الشاعر ويا مثالا من جمال الصبى … وآية من حسنه النادر! اني لفي شوق إلى قبلة … أقطفها من فمك الساحر تشفي فؤادا لم يزل يصطلى … نار الأسى من دهره الغادر إلى حفيدتي "ناعمة" التي هي الآن تخطو إلى سنتها الثالثة: يا حسنها من وردة ناعمه … تدعى لدى أسرتها "ناعمه" هي تحفة في البيت نادره! … وأميرة في بيتها حاكمه ومطاعة فيما تشير به … مخدومة في البيت لا خادمه إن لم تطع أسرتها أمرها … فهي لديها أسرة ظالمه وأن ترد حلوى ولم تعطها … حالا تثر ثورتها العارمه يا صورة للحسن رائعه … وفتنة يقظانة نائمه أدامك الله مثالا على … نعمته السابغة الدائمه

بسمة الحظ

بسمة الحظ خصوصيات تلطف صديقي الشاعر الأستاذ "عبد الكريم" "العقون" فأسند إلي تسمية ابنه الثاني الذي فتح عينيه على شمس ربيع الأول سنة 1368هـ فاستعرضت أسماء عدة علقت بذاكرتي فخف على لساني منها اسم الوليد فاخرته للوافدالجديد: فإلي الوليد الجديد اهدي هذا اللحن الجديد: بسمة الحظ في ابتسام الوليد … فاحتفل لاقتبال عهد سعيد! كم تمنيت أن يتيح لك الحظ … رفيقا إلى "رضاك " الوحيد؟ أي سحر يشع في البيت إن … هل وليد وأي عيش رغيد؟ إن بدرين في سمائك قد … لاحا وعيدا أطل من بعد عيد فافرغ اليوم للقريض وشنف … كل سمع بكل لحن جديد!

إلى الأخ الشاعر

إلى الأخ الشاعر خصوصيات بمناسبة زواجه "ربيع" هذا ربيع ينسيك حسن الربيع! هذا ربيع التلاقي فما ربيع الزروع؟ يحيي الشعور ويوحي بكل معنى بديع! وكل لفظ عصى يأتيك خير مطيع! سحائب الشعر فيه تهمي كغيت مريع! ما الحب للشعر إلا كالماء للينبوع! فاقطف ثمارا لأماني وانعم بشمل جميع! نشرت بعدد 80 من البصائر في 25 رجب 1368 للهجرة.

عمر الزهر

عمر الزهر إلى الوالد الثاكل صديقي أحمد شقار الذي فجع بموت ابنه "حسن البنا" الذي لم يعمر غير ستة أشهر: لا شيء مثل فرقة الأولاد أدعى إلى حرارة الأكباد كالنار إذ تقدح بالزناد لكنها الدنيا إلى نفاد والمرء فيها رائح وغاد لإي غفلة، والموت بالمرصاد يلحظه بمقلتي صياد سهامه لدمه صواد فكيف يلهو حاضر أو باد بالعيش، أو يهنا بالرقاد من عنقه في قبضة الجلاد؟ شقا وصبرا إن عدت عواد على رياض الشعر والإنشاد فعصفت بالغصن المياد وسحقت فاكهة الفؤاد في عمر الأزهاو والأولاد ما أقرب الموت من الميلاد

زمانك تاب من صلف

زمانك تاب من صلف خصوصيات رزق صديقنا الأستاذ علي السايح، بعد طول انتظار وطول حرمان، غلاما أغر مباركا طلب إلي أن انتخب له اسما فلم أجد مثل اسم: الحسن وهل كاسم "الحسن البنا" الذي جدد الله بقوة روحه وقوة بيانه وقوة استعداده وقوة حجته وقوة تضحيته قوة سلطة الإسلام على الأرواح والعقول والأفكارم. فإليك - يا أب الحسن - يا علي - هديتي الشعرية في القطعة التالية: ليهنك يا أبا "الحسن" … تبسم حظك الحسن ولا تحزن فغرته! … ستجلو ظلمة الحزن زماك تاب من صلف … وحسبك توبة الزمن أطال الله مدته … وصان به حمى الوطن نشرت بعدد 236 من البصائر في 29 شوال 1372 للهجرة.

هنا قبر "سعدان"

هنا قبر "سعدان"! نقشت على قبر سعدان ونشرت بالبصائر: هنا صارم أغمدته المنون … وما كان يألف غمد الجفون! هنا جسد أنهكته السقام … وقلب ألحت عليه الشجون! هنا نام طرف تحدى الكرى … ولم يلتفت لحياة الفتون! هنا قبر "سعدان " رمز الفدى … سقته الغوادي بغيث هتون لطيفة مهداة إلى الأخ الداعية الشيخ "عبد اللطيف سلطاني" بمناسبة ولادة ابنته "لطيفة": يا زهرة غضة لطيفه … حتى غدت وإسمها "لطيفة" يحرسك الله من عواد … تعدو على الدوحة الوريفه "عبد اللطيف" أبوك كني … لنيل أخلاقه حليفه! لم تبق من قيمة لبنت … إلا بأخلاقها الشريفه!

إلى الشباب

إلى الشباب! * إلى القلب النابض بالحياة والقوة في هيكل الإنسانية إلى معقد أملها ومناط ثقتها إلى شعلة الإحساس والحيوية المتأججة في صدر الوجود: إلى الشباب، إلى "شباب المؤتمر الإسلامي الجزائري" الذي يمثل الشباب العامل المجد ويسير إلى أداء رسالته بجرأة وإخلاص تحت قيادة زعيمه المجاهد الأستاذ الأمين العمودي أقدم هذه الباقة الشعرية: ليهنك اليوم يا شباب! … جند إلى الخير قد أهاب يهنيك جند غدا قويا! … مسدد العزم لا يهاب يهنيك جند لدى المعالي… والمجد يستسهل الصعاب آماله في الحياة شعب! … في حبه استعذب العذاب فجد لا ينثتي ليحظى! … من بغية المجد بالنصاب يقوده قائد "أمين"! … شعاره: العز للشباب! يسعى لتحريره بلادا! … ذاقت من الظلم كل صاب يسعى لتحطيمه غلولا … بحملها ناءت الرقاب إلى العلا يا شباب إنا … نفديك بالروح والإهاب *. أهديت إلى شباب المؤتمر الإسلامي ونشرت بالبصائر.

يا له من ثائر

يا له من ثائر يا له من ثائر لم يغلب! هب للحرب بإيمان نبي! غاضبا لم يرض حكم الأجنبي! يا له من ثائر لم يغلب! ... ثار كالإعصار في وجه الطغاة سار والنصر حليف لخطاه همه المجد وتحرير حماه! يا له من فاتك إن يغضب اسأل التاريخ عن أمجاده كل مجد جاء من أجداده واسأل الثورة عن أحفاده إنهم كانوا وقود اللهب هذه الثورة صارت علما سون تهدي بسناها الأمما وستبقى للمعالي سلما

وبها يدرك أقصى مأرب نحن قد ثرنا لتحرير الوطن نحن أرخصنا له كل ثمن فبدلنا الروح فيه والبدن لنراه فوق هام الشهب يا فتى مازيغ يا ابن العرب يا حفيد الأسود "المغرب" لك بالعلياء أقوى سبب فامض في كسب المعالي وادأب

عودة المبعدين من حصاد السجن دنا مثل ضوء النهار…شعاع الأمل فهيا لنجني الثمار…ثمار العمل ثمار الكفاح الطويل…كفاح الطغاه كفاح العدو الدخيل…عدو الحياه! حياة الإخاء الكريم…حياة الوئام! حياه السمو العظيم…حياة السلام! شباب الشمال الأشم…شباب البلاد! ألا عد فأرضك لم…تعد في حداد! بلاد "الجزائر" ما…أحبت سواك! فسارع لأرض الحمى…وودع أساك! سعيت فنلت الخلود…خلود الزمن! فهيا رفاقي نعود! …لأرض الوطن

العامل الجزائري

العامل الجزائري من حصاد السجن أخوض غمار العمل! … وأهوى حياة الكفاح لأقطف زهر الأمل! … وأجني ثمار النجاح ... أحب اقتحام الصعاب … وأهوى ركوب الخطر وهل مثل عزم الشباب … كفيل بنيل الوطر ... أنا ابن "الشمال" الأبي … خلقت كأطواده! نماني ثرى "المغرب"! … لتشييد أمجاده! ... أنا ابن "الجزائر" من … له مثل آبائيه! أنا ابن "الأمازيغ" لن … أذل لأعدائيه! ... أنا صخرة راسيه … يقوم عليها الأساس أنا ثورة عاتيه … أنا شعلة من حماس ... سأبذل روحي فدى … لتحرير أرض الجدود فلا يهنأن العدى … فاني خلعت القيود

العمال

العمال من حصاد السجن نحن عمال البلاد! … نحن رمز الاتحاد! ما لدينا من مراد … غير إسعاد الوطن ... ما لإدراك الأمل … غير إتقان العمل فلنجد لا نمل … ولندع طيب الوسن ... نحن أبناء "الشمال" … قد خلقنا للنضال قد زكت منا الفعال … وصفت منا الفطن ... نحن جند وعتاد! … في ميادين الجهاد كم محونا من فساد! … وأزلنا من فتن ... انتدبنا للفدى! … ووثبنا للردى لم نهب قوى العدى… ان نهب نحن فمن؟ ... إنما نحن أسود … عن عريننا نذود كل عاد لنسود… رغم أحداث الزمن ... نحن حصن للوطن … نحن درع ومجن نحن روحا وبدن… نتقي عنه المحن ... نحن للجزائر! … موطن المفاخر نحن للمآثر! … نحن للخلق الحسن كل ما يرقي البلاد! … فله نحن عماد نحن للعز سناد … نحن للمجد ثمن

نشيد الشباب الجزائري

نشيد الشباب الجزائري نشر بالبصائر عدد 210 من السنة الخامسة -السلسلة الثانية في 5 ربيع الثاني عام 1372 للهجرة. أهلا بكم يا جنود … با نسل خير جدود… وثبتم كالأسود للمعالي أنتم شباب البلاد… أنتم عتاد الجهاد… نهضتم للجلاد والنظال أنتم شعاع الأمل… أنتم أداة العمل… أنتم لعمري المثل للكمال إن الجزائر لا… تبغي بكم بدلا… نمتكم للعلا كالجبال هبوا إلى الصالحات… حثوا على المكرمات … كونوا مثال الثبات في النزال كونوا مثال الفدى… كونوا ردى للعدى… ومن طواه الردى

لا يبال الظلم قد خيما … والكون قد أظلما … فلتنقذوا العالما من وبال لما يزل حائرا … عن الهدى جائرا … إلى الورا سائرا في ضلال آباؤكم في القدم … كانوا هداة الأمم … شادوا صروح العظم بالعوالي هم أيقظوا الهمما … هم علموا الأمما … هم لقنوا الأقوما في الخلال تاريخكم حافل … في مجده رافل … وغيره آفل! للزوال كتابكم لم يزل … خير كتاب نزل … ما زال منذ الأزل

ذا جلال لسانكم في الزمان … خلد مجد البيان … قد طال كل لسان ذا مقال هيا انهضوا يا جنود … أبى حياة الخلود … ستحكمون الوجود في المآل

حارس الشرق غاب

حارس الشرق غاب النشيد الذي نظم للذكرى الأربعينية لوفاة أمير البيان "شكيب أرسلان" ونشر بالعدد الأول من السلسلة الثانية من البصائر بتاريخ 7 رمضان 1366 هـ 1947 م وأقيمت ذكرى الأربعين "بنادي المولودية" بعاصمة "الجزائر" وألقيت عدة خطب وقصائد من بينها هذا النشيد الذي وضع له لحن خاص وأنشده تلاميذ "مدرسة الرشاد": حارس الشرق غاب … في خضم العدم! وقضى ليث غاب … وهوى بدرتم! وتردى عقاب! … من سماء العظم! وثوى في التراب … طود مجد أشم! يا له من مصاب … جل هولا وعم! أمة العرب كم! … ذاد عنها العدى وكفاها النقم … وحماها الردى! كم جلا من ظلم … وهدى وافتدى ورمى من ظلم … وأجاب الندا ومحا ما يعاب! … وبنى ما انهدم حارس الشرق غاب … في خضم العدم ما "شكب" سوى … شعلة من حماس

وحجى قد حوى … كل عزم وباس أي نجم هوى! … في ثرى الأرماس فأثار الجوى! … في نفوس الناس وبكاه الشباب … بدموع ودم حارس الشرق غاب … في خضم العدم ذاك نجم البيان! … في سماء الأدب قد بدا للعيان! … ضوؤه واحتجب! فلو أن الزمان! … تارك ما وهب! ظفر المشرقان! … ببلوغ الأرب غير أن الشهاب! … ضوء لم يدم حارس الشرق غاب … في خضم العدم إن توارى "شكيب" … في عباب الزمن إنه لن يغيب … منه غير البدن و"شكيب" الأديب … ذو الحجى والفطن سيحل القلوب … وهي خير وطن! وسيبقى كتاب! … مجده كالعلم! حارس الشرق غاب … في خضم العدم

يا أخي

يا أخي يا أخي يا ابن بلادي…يا رفيقي في الجهاد! يا سليل "ابن نصير"…وحفيد "ابن زياد" يا عتادا للعلا والمجد يا خير عتاد! مشعل الحق الذي تحمل للأجيال هاد! صوتك المفعم بالصدق إلى التحرير حاد فاشف بالتحرير شعبا … بات مكلوم الفؤاد يا أخي أنت أداتي في كفاحي وسنادي همك الموجع همي … وعواديك عوادي وبلاد عشت فيها … وتربيت بلادي والذي يعشقه قلبك يهواه فؤادي هات يمناك لنمضي … في تحد واتحاد! الحمى يدعوك والشعب … إلى لقياك صاد! والبنود الخضر نادتك … لميدان الجهاد! يا أخي تاريخك المشرق مثل الشمس باد! بمآتيك تغني! … كل صداح وشاد! لا تقل قد أنذر الأفق … بأرزاء شداد!

وارتدى شعب "بني مازغ" … أثواب الحداد! فصباح النصر ينضو عنه جلباب السواد! يا أخي يا حارس الأوطان من باغ وعاد! والذي كان على أعدائه صعب القياد! والذي كان له من صبره أعظم زاد! سوف تجني ثمر النصر … وتحظى بالمراد! ويزول الضيم والعسف وعهد الاضطهاد لا تضق بالنفي والسجن ولا طول البعاد سوف تنسى كل هم يوم تحرير البلاد

لغتي

لغتي! لغتي بها شاد العرب مجدا به ساد الأدب إن ذدت عنها لا عجب فلغيرها لا أنتسب لغي هي الكنز اللباب لغي هي السحر العجاب مذ أصبحت لغة الكتاب شاب الزمان ولم تشب لغتي هواها لي نشيد! حبي لها أبدا جديد سأعيد ماضيها المجيد غضا كشمس لم تغب هيا نشيد بذكرها ونعيد ساطع فجرها إنا كتيبة نصرها لسنا نبالي من غضب

نشيد جمعية العلماء

نشيد جمعية العلماء يا بني شعب الجزائر الأباة…للمعالي أنتم نسل "الأمازيغ" الكماة…في النزال كل من ضحى بنفسه فمات…لا يبالي فالأمام الأمام…لا تولوا القهقري ليس نرضى أن نضام…في الورى أو نقهرا أنتم نسل الألى قادوا الأمم…للنجاة أخرجوها من غياهب الظلم…للحياة ملأوا الأرض علوما وحكم…وانتباه فالأمام الأمام…لا تولوا القهقري ليس نرضى أن نضام…في الورى أو نقهرا لغة القرآن تدعوكم فلا…تخدلوها شرعة الإسلام دينكم فلا…تهملوها

وبلاد أنجبتكم…للعلا حرروها فالأمام الأمام…لا تولوا القهقري ليس نرضى أن نضام…في الورى أو نقهرا أيها القوم ارجعوا مجد الجدود…من جديد كل شعب عن حماه لا يذود…لا يسود فاكتبوا بدمكم صك الخلود…في الوجود فالأمام الأمام…لا تولوا القهقري ليس نرضى أن نضام…في الورى أو نقهرا لقنوا الأبناء أنما الحياة…في النضال واسلكوا بهم طريق المكرمات…في الخلال ولتكونوا رمز جد وثبات…وكمال فالأمام الأمام…لا تولوا القهقري ليس نرضى أن نضام…في الورى أو نقهرا

نشيد حياة الجزائر

نشيد حياة الجزائر حياة الجزائر أمنيتي! …وحب العروبة أنشودتي وتحرير أبنائها بغيتي…فسيرى إلى المجد يا أمتي فأنا بنو المجد منذ القدم فهيا بنا يا جنود الوطن…لتخليد آثارنا في الزمن ونشر الهدى والفعال الحسن…فنحن الألى طوقوا بالمنن رقاب الورى ووفوا بالذمم حياة الجزائر أمنيتي، فإني أسمع صوت الجدود…يهيب بنا من وراء الوجود! يقول: انهضوا للعلا يا أسود…وخطوا اسمكم في سجل الخلود ولا تكتبوا المجد إلا بدم حياة الجزائر أمنيتي، منحنا معارفنا المشرقين…فتحنا بأسيافنا المغربين ملأنا بآثارنا الخافقين…بلغنا بعزتنا الفرقدين وشدنا المعالي وسدنا الأمم

حياة الجزائر أمنيتي، لنا لغة الضاد خير اللغات … ودين هدى الناس للصالحات وسفر حوى الحكم البالغات … فهبو! سراعا غالى المكرمات فتاريخكم حافل بالعظم حياة الجزائر أمنيتي! … وحب العروبة أنشودتي وتحرير أبنائها بغيتي! … فسيري إلى المجد يا أمتي فإنا بنو المجد منذ القدم

من مثلنا في الأمم؟

من مثلنا في الأمم؟ من مثلنا في الأمم! في حلبة التقدم! وفي علو الهمم! من مثلنا في الأمم؟ سدنا وقد ساد الظلام جدنا بما أعيا الكرام قدنا إلى الخير الأنام من مثلنا في الأمم؟ نحن الهداة والحداة نحن الحماة والبناة نبني العلا والمكرمات من مثلنا في الأمم؟ تاريخنا زان الوجود أمجادنا سفر الخلود إن لم نسد فمن يسود؟ من مثلنا في الأمم؟

منا الثقاة العالمون منا الثقاة العاملون منا الغزاة الفاتحون من مثلنا في الأمم؟ هل أنجبت مثل عمر؟ كل سلالات البشر حكما ورأيا ونظر! من مثلنا في الأمم؟ أو أنجبت "كابن الوليد"! في الحرب والبأس الشديد أو أنجبت مثل الرشيد؟ من مثلنا في الأمم؟ من كان نسر قشعم! لم يهو غير القمم نحن بنو التقدم من مثلنا في الأمم؟

من مثلنا في الأمم؟ في حلبة التقدم؟ وفي علو الهمم؟ من مثلنا في الأمم؟

نشيد "المليون ونصف شهيد"

نشيد "المليون ونصف شهيد" موطن المليون والنصف شهيد…حاز فخر لم يجزه موطن! سوف يبقى خالدا ليس يبيد! …مجد شعب رددته الألسن! أي أرض قد حوت مجد السماء…تلك أرض الشهداء المنجبه تنبت الأبطال والصيد كما…تنبت الزهر الحقول المخصبه إننا شعب البطولات الألى…قهرنا كل باغ معتد! نسل "مازيغ ونسل يعرب"! …وسليل كل هاد مهتد نحن لم نسع إلى سفك الدماء! …بل ثأرنا للحقوق المهدره! فأقمنا للمعالي سلما…وحفرنا للطغاة مقبره! "طارق" شيد "للجزائر"…من فخار ما تحدى الزمنا "وابن باديس" و"عبد القادر"…صيرها للفخار موطنا وبلغنا بعدهم هام السهى…وبنينا مثلهم مجد الخلود! نحن في بدء العلا والمنتهى…أمة الأمجاد في هذا الوجود! أيها الثابت في ساح الجهاد…مثل "أوراس" ومثل "جرجره" صاغك الله لتحرير البلاد…مثلا تقفو الشعوب أثره فارفع الرأس وسر في كبرياء…وتقدم كل ساع للعلا فمباديك مبادي الأنبياء…ومساعيك مساعي البسلاء

مجالسة الكتاب

مجالسة الكتاب قال لي أحد الأصدقاء، عندما زارني إلى منزلي ورأى المكتبة تشغل الجزء الأكبر من المنزل: أظن أن هذه الكتب الكثيرة لا تتركك تنام إلا قليلا، فقلت هذه الأبيات: جليسي الكتاب أبر الصحاب…به قد جنيت الأمني العذاب وإن نزلت بي صعاب الحياة…فزعت إليه فأنسى الصعاب فكيف أنام وحولي كتبي؟ …وفي النوم أفقد دنيا الكتاب ودنيا الكتاب هي الروض عندي…به كل ما لذ طعما وطاب فما شئت من كل خلق ودين…وعلم غزير وفن عجاب! وما شئت من سمر لا يمل…به للقلوب الغذاء اللباب ومن صحبة الصالحين التي…يداوى بها كل خلق يعاب إلى صحبة الراسخين التي…يزال بها الشك والارتياب وكم من حقائق تعي العقول…يكشف عنها الكتاب النقاب وإن الكتاب لأوفى صحابي…فكيف افرق أوفى الصحاب وهل أطمئن لنوم به…وتمر حياتي مر السحاب؟ وإن الحياة بجانب كتبي! …تجدد في حياة الشباب! وبيت بغير كتاب به…تطيب الإقامة بيت خراب

الديوان الثاني

أحمد سحنون ديوان الشيخ أحمد سحنون الديوان الثاني الطبعة الأولى 2007 منشورات الحبر

الكتاب ديوان الشيخ أحمد سحنون تأليف أحمد سحنون الطبعة الأولى 2007

بسم الله الرحمن الرحيم

قصائد من السجن

قصائد من السجن

أول يوم في الزنزانة

أول يوم في الزنزانة لا أبالي بالسجن إن كان في السجن … رضا خالقي فذلك حسبي إن خطبا فيه سلامة ديني … ورضا الله لهو أيسر خطب هل "عبد الحميد"1 في السجن مثلي؟ … هل يكون "عبد اللطيف" بقربي؟ لست أدري، لكن سعياهما عسي … فذنبهما إذن مثل ذنبي عجبا: كيف يصبح النصح دنبا … في بلاد تحتاج نصح المربي؟ يا إلهي إني عبدتك حبا … فتقبل- يا رب- خالص حبي يا إلهي قد أصبحت دعوة الإسلام … تشكو بأرضنا كل جدب فأغثها من بعدنا بدعاة … صالحين يولونها كل خصب كن لها حارسا من الزيغ والفتنة … - يا رب- ليس غيرك ربي ثاني يوم في الزنزانة إن تكن زنزانتي ضيقة … إن ذكر الله قد وسعها إن من ينسى الذي أبدعه … يذكر الدنيا التي أبدعها ما حياة الناس إلا فرصة … قد أتيحت ويح من ضيعها إن ذكر الله زاد وغذى … لنفوس طالما أشبعها

_ 1 - عبد الحميد الطبيب الذي حفظ القرآن في السجن وهو تلميذ الشاعر.

اليوم الثالث في السجن

اليوم الثالث في السجن اليوم ثالث يوم … أعيش فيه سجينا ولم أجد لي ذنبا … به أكون مدينا اليوم أدركت أني … أخطأت في التقدير إذ كنتت أحسب نصحي … يأتي بخير كثير إذا بنصحي ذنب … يجر أقسى عقوبه فهل تصحح يوما … أوضاعنا المقلوبه؟ حسبت أني حر … أقول ما أرتئيه واليوم قد بان جهلي … بما تورطت فيه لكنني لست آسى … على الذي كان مني فسوف أبلغ قصدي … وسوف يصدق ظني

الإخوان بلسم الأحزان

الإخوان بلسم الأحزان1 مهداة إلى الأخ الكريم والصديق المثالي الشيخ إسماعيل بمناسبة لحاقه بنا من معتقل "بوسوي" الجديد إلى معتقل "بوسوي" القديم. اصدحي يا بلابل اللأدواح … لصفاء القلوب والأرواح!! انشدي لطلوع نجم من الصحب … نشيد السرور والارتياح ليس كالأصدقاء في الخطب … والأيام بالأصدقاء جد شحاح ينجلي الهم باجتماعي بإخواني … كما ينجلي الدجى بالصباح ظفرت راحتي بإخوان صدق … ووفاء كانوا أداة نجاحي!! بعد ما غاب "خالد" جاء "إسماعيل" … يأسو كآبتي وجراحي كل شيء أحبه فيه من صدق … وحلم وعفة وسماح!! وإذا كانت الحياة كفاحا … فالصديق الكريم خير سلاح!! معتقل بوسوي القديم 9 - 10 - 1958م

_ 1 - عثر من بين الأوراق على ورقة هذه الأبيات "الإخوان بلسم الأحزان" بخط يد الشاعر وإمضائه وتاريخ نظمها 09 - 10 - 58 في معتقل "بوسوي" وهي ما زالت جديدة وكأنها كتبت اليوم! فآثرنا نقلها في صورة طبق الأصل كما هي زيادة على إثباتها في الديوان.

السجين دفين

السجين دفين! إن كان يدفن قبل الموت إنسان … فهو السجين عليه الدهر سجان وقبره السجن يقضي فيه مدتة … بدون نفع ولا معنى له شان دنياه أضيق دنيا عاشها بشر … إن لم يكن عنده صبر وإيمان والسجن للمجرم الجاني، ومن برئت … كفاه فهو له ظلم وعدوان وقد سجنا بلا جرم ومن عجب … أن عد من ذنبنا فضل وإحسان إذ نحن كنا دعاة للهدى وإلى … ما يستقيم به شيب وشبان فإن يكن مذنبا من قام يدعو إلى … إسعاد أمته لم يعل بنيان وهل إذا قلبت أوضاعنا صلحت … أحمالنا؟ كيف يهدي الركب عميان؟ إن الحياة لسجن كيف زيد بها … سجن به من صنوف الهم ألوان؟ يا رب جودك لم يبرح يراوحني … وأنت بالفضل والإحسان منان فامنن بحريتي ربي فقد سئمت … نفسي حياة بها الأحرار عبدان

أشنع تهمة

أشنع تهمة أأخوض حربا لأغصب حكما … أي ذنب يناط بي أي تهمه؟ هكذا قيل لي، فأي غرور … وجنون وأي حرص ونهمه أليغدو فرد سعيدا يضحى … ببلاد عظيمة وبأمه؟ أي ساع بفتنة جاء كي يلقي … أذاه فينا وينفث سمه؟ كيف لابن ست وشبعين أن يصبح … خوض معامع الحرب همه؟ كيف للمقتدى به أن يرى … يوما يخون عهدا ويخفر ذمه؟ ألهذا المصير صرنا فما أعظم … ما قد أصابنا من ملمه؟ وإذن قامت القيامة إذ لا … أهل دين بقوا ولا أهل همه العنف والإقناع عجبا للخصوم لم يرحمونا!! … نسبونا للعنف واتهمونا كيف نرضى بالعنف أسلوب إقناع … لخصم لو أنهم فهمونا!! إنما العنف ليس بثمر إلا … العنف وهو الدمار دنيا ودينا

أي عيش؟

ليس يجدي مثل التحاور بالحجة … فليستح الألى ظلمونا وهدى الله ليس يدرك … بالإكراه لو بعقولهم يهتدون ولذا كان أول الفرض في الإسلام: … "إقرأ" لو أنهم يعلمونا يا دعاة الإسلام؛ ادعوا بإقناع … وعلم لعلكم تنجحونا فالنجاح في كل أمر منوط … بتحري الإقناع لو تفقهونا نحن لا ندعي هداية من لم … يهده الله أيها المصلحونا فتحروا رضى الإله يبكم … وتفوزوا بما له تعلمونا أي عيش؟ أي عيش بين جدران بها سجن حر؟ … لم يكن فيما أتى من عمل للناس ضر! إنما نبه للوضع الذي ليس يسر!!! … إذ رأى شعبا بحلو اللفظ والوعد يغر راضيا بالليل بعد الفجر لا يعنيه أمر … وهو من نسل الألى كان لهم علم وفكر ولهم في عالم الإصلاح والتحضير ذكر! … نحن في عصر غريب الوضع لا يحكيه لم يعد فيه لأهل الفكر والتوجيه قدر … عصر يقتل المصلح فيه وله يكرم غر!!

سجنا بسعي خصومنا

سجنا بسعي خصومنا سجنا ولم نعلم بأسباب سجننا … سوى أننا كنا دعاة لديننا ومن كان لا يرضى بدين محمد … فإنا لنأبى ذكره بلساننا ونكره أن نرنو له بعيوننا … ونمقت أن يجري اسمه في ظنوننا وكيف نوالي من يعادي الذي دعا … إلى كل ما فيه صلاح شؤوننا ونلنا به في الناس مجدا ورفعة … وذكرا به قد شع نور يقيننا سجن وسجين قضى السجين نهاره … بصحة منهاره وما قضى الليل إلا … بحرقة ومراره يقول من غير وعي … هل قادم لزياره؟ ومن يخبر عنه … صحابه وصغاره؟ ماذا جناه فيأوى … سجنا ويترك داره؟ ويحرم الناس منه … علما حباهم ثماره فلم يجد غير نصح … يسديه كان شعاره لأنه كان فرضا … في الأمة المختاره فكيف أصبح ذنبا … تضيق عنه العباره يا كاشف الضر فرج … عن أنفس محتاره فمن سواك لعان … يفك عنه حصاره

سجين الدار

وموثق ليس ينسى … ربا يقيل عثاره ومن يدافع عنه … كالقدرة الجباره ومن كدينك أولى … بأن ينال انتصاره سجين الدار سجنوني بالدار إذ حسبوا … داري سجنا فأخطأوا في الحساب إن داري ليست بسجن ففيها … كتبي، وهي من أجل صحابي هي "سوق عكاظ" لكنها قد … عوضت كل شاعر بكتاب ما نظرت إلا وأبصرت فيها … من ثمار الأفكار كل لباب وإذا الدار أصبحت مثل بستان … بها كل مشتهى الألباب إن أردت التفسير ألفيت فيها … من فنون التفسير كل عجاب أو أردت التاريخ تظفر من التاريخ … فيها بالرائع المستطاب أو أردت القريض والأدب الخالص … تظفر بالساحر الخلاب كل ما تبتغيه تلقه فيها … من فنون العلوم والآداب بالسجن يري السجين به ما … فيه طرد الهموم والأوصاب صحبة الكتب تجعل السجن دارا … في حماها يزول كل اغتراب!!! وإذا ما أضيقت الدار للكتب … تناسى السجين كل عذاب

ربيع السجن "1"

ربيع السجن "1" يا لخطب عرى وهول فظيع … روع النفس أيما ترويع جاء فصل الربيع يختال عجبا … وأنا لا أرى جمال الربيع أنا في البيت لا أرى غير بيتي … جعلوه سجني ولا من شفيع لا أرى الروض حافلا بالأزاهير … ولا النهر في خرير بديع لا ولا العشب في الهضاب وفي … السفح ولا الطير ساحر الرجيع لا ولا أشهد المراعي وقد … خف إليها القطيع بعد القطيع والحياة تميس حسنا … وبشرا كعروس محفوفة بالجموع لا ترى في الربيع غير مزيح … للهموم وللسرور مذيع غير هذا السجين في البيت لا يشعر … إلا بحسرة في الضلوع يا ربيعا أغيب عنه سلاما … من مشوق للعهد غير مضيع إن يغب شاعر الربيع فمن ذا … يتغنى إذن بحسن الربيع ربيع السجن "2" يا معنى هذا الربيع أطلا … بعد عام تحياه في الدار كلا لم نقدم نفعا ولم تسد خيرا … لشقي من بؤس دنياه ملا عاد والبلبل المغرد ما زال … سجينا يلقى هوانا وذلا إن يغرد فليس يسمعه إلا … اثنتان من أهله ليس إلا زوجة وابنة أو المنزل العابس … مذ صار للشقاء محلا

ربيع ولكن

عاد فصل الربيع يختال عجبا … ناشرا من بدائع الحسن ظلا غير أن الربيع عاد غريبا … في وجود يشكو اكتئابا وثكلا التآخي قد صار بغضا وحقدا … والتهادي قد صار بطشا وقتلا وبلاد الإسلام ذل بها الإسلام … والعز في بنيها اضمحلا والسجايا التي بها العرب سادوا … قد توارت وكل مجد تولى لم يعد للربيع في النفس سحر … إنه لم يعد كما كان قبلا الربيع الذي له النفس تهفو … حسنه من نفوسنا يتجلى كيف تهفو نفوسنا لربيع … يجد الأخ عن أخيه تخلى؟ بل يرى الأمر جاوز الحد إذ فيه … الشقيق دم الشقيق استحلا ربيع ولكن!!! ربيع ولكن لم أشاهد محياه … ولم تكتحل عيني أخيرا بمرآه أتى وأنا في البيت رهن إقامة … برغمي لأني قلت ما قاله الله ومن كان مثلي لا يبارح بيته … فأي ربيع داخل البيت يلقاه أنا الطائر المحبوس في القفص الذي … أعد لكي يبقى مدى الدهر سكناه وما ذنبه إلا رخامة صوته … أيجزى بشر من يك الخير مأتاه؟ وذا مثل الداعي إلى الخير لا يرى … معينا عليه بل يحارب مسعاه ولا سيما في عصرنا إذ طغت به … أنانية معشوقها المال والجاه سأنظم شعرا فيك يخلد ذكره … وإن فات قلبي فيك ما يتمناه! بدون ربيع يفقد الكون حسنه … فما الحسن إلا اسم وأنت مسماه

مقدم الصيف

مقدم الصيف تتوالى الفصول فصلا فصلا … وأنا قد فصلت عنهن فصلا لا أرى جنة الربيع ولكن … بجحيم الحرمان والبعد أصلى وأتى اليوم موكب الصيف لكن … لا أرى حسنه كما كنت قبلا أنا في البيت مثل آنية البيت … أريد نقلا فأمنع نقلا!! قلت ماذا أذنبت حتى ألاقي … ما يلاقيه مذنب ساء فعلا هل سرقت أو هل قتلت عظيما؟ … خبروني فإنني ازددت جهلا قيل لي: قد نصحت والنصح ذنب … عندنا يستحق أهلوه قتلا!!! قلت: إني أريد موتا لأني … عفت عيشا به أجرع ذلا!!! والحياة في ظل حكم بلا عدل … هي الموت بل أرى الموت أولى

الخريف يستهل

الخريف يستهل الخريف قد استهل وما زلت … ببيتي رهين حكم جائر أسأبقى مدى الحياة سجين البيت … لا أجتلي جمال "الجزائر"؟ وأنا من بناتها ومربي … نشئها البر من أديب وشاعر كيف لا يسكن البلاد بنوها … من أقاموا لها عظيم المفاخر؟ وبها يسكن الألى حاربوا … أمجادها ومحرريها الأكابر أفأبقى ألقى القطيعة والحرمان … في موطني الجميل الساحر؟ كيف جاز لمن به قد تولى … الحكم أن يسجن البريء الطاهر؟ كيف يرضى "عبد اللطيف" … و"عباس" بشيء يشين وجه "الجزائر"؟ وهما من حمى حماها ومن شاد … علاها وووثوها المآثر كيف يرضى "عبد اللطيف" و"عباس" … بأن يأتي الكبار الكبائر؟ سوف يأتي يوم به تتجلى … واضحات حقائق وسرائر وبه يظهر المحق عيانا … وعلى من بغى تدور الدوائر

غياب فيه حضور لئن غبت عنكم ولم أحضر … فما غاب سمعي ولا بصري فعيني ترى من خلال الكتاب … ما لا يرى الناس بالمجهر وأذني تعي كل ما تشتهي … بواسطة الهاتف المخبر وفكري يحلق في كل أفق … ويأتي بكل جنى مسكر فهل بلغ الظالمون الذي … أرادوه بالرائد المبصر؟ وهل ربحوا وغدا خاسرا … وهل ظفروا وهو لم يظفر؟ وكيف من النقص يأتي الكمال؟ … ويثمر ما ليس بالمثمر؟ وهل يكرم الله حزب الضلال … ويبخل عن حزبه الخير؟ ولا ينصر الله أهل الفساد … ومن يخذل الحق لا ينصر فخاب الطغاة وفاز الهداة … ومن ربح الحق لم يخسر

علام

علام؟ علام كفرت إحساني … وجاهرت بعدواني وحرضت على قتلي … وقاتلت مع الجاني وكيف تقابل الإحسان … والخير بكفران؟ فهل تصنع ما تصنع … مدفوعا بإيمان؟ أو أنك آخذ فيما … فعلت بنص قرآن؟ أو أن الأمر لا يعدو … وشاية حاقد شاني؟ وما أسرع مسعاة … الوشاة لنسف بنيان!! وتفتيت لطاقات … وتشتيت لإخوان!! وتقريب لأشرار … وتخريب لعمران فراجغ ما عزمت عليه … من إثم وعصيان وعوضه بما يحسن … من خير وإحسان ولا تسمع لوسواس … لإنس أو لشيطان فما أكثر ما يروى … سوى كذب وبهتان ألا فاحرص على الربح … وجانب كل خسران وخير الربح نفع الناس … في سر وإعلان فلست بغير إفضال … وإحسان بإنسان

نصحتك فعاقبتني

نصحتك فعاقبتني! نصحتك إحسانا فعاقبتني ظلما … وغشك أقوام فأوسعتهم حلما وما هكذا الأخلاق والدين والحجى … أترضى بأن تحيا ولم تستفد علما؟ وكنت حريا أن تكرم ناصحا ... … وتطرد غشاشا وتوسعه ذما ولكنني أشكو إلى الله أننا … نعيش بعصر يؤثر الحرب لا السلما إذا بلد لم يحترم أوفياؤه … وساد به الأنذال فارض له الهدما عجبت لنفسي عجبت لنفسي كيف جرت على … نفسي وأذللتها طوعا لمن سرهم حسبي يبيتون حراسا علي وإنني … لأحبوهم مما حبوت به نفسي ولا عجب إن كنت أحسنت للذي … تعمد إيذائي وشارك في تعسي "فأحسن إلى من قد أساء" شعار من … أراد مقام القرب من حضرة القدس فيحظى برضوان الإله وقربه … ويمسى غنيا عن معاشرة الإنس وفي صلة الإنسان بالناس وحشة … وخلوته بالله مجلبة الأنس ولم أجن ما يقضي بحسبي وإنما … دعوت إلى الإسلام بين بني جنسي وهل يأمر الإسلام إلا بما به … خروج بني الإنسان من حماة الرجس؟ وإن كان ذنبا أن ندين بديننا … فحالتنا -والله- تدعو إلى اليأس وماذا استفدنا من تحرر أرضنا … سوى بيعنا الإسلام بالثمن البخس؟

فراغ الوقت

فراغ الوقت أأفقد حريتي بعدما … قضيت حياتي حرا طليقا؟ وأصبح في البيت طيرا سجينا … ويصبح بيتي الفسيح مضيقا وأسمع "الله أكبر" لكن … إذا رمت تلبية لن أطيقا وأحرم لقيا الصديق فلا … صديقا يؤانسني أو رفيقا وإني أرى كل دنياي سجنا … رهيبا إذا ما عدمت الصديقا وما عاد يسمع لي مسجد … كلاما مضيئا ينير الطريقا فيكربني ضيق صدري أسى … وكيف لمثلي أن لا يضيقا وكيف تصير حياتى فراغا … وبالجد كانت خضما دفيقا أعني إلهي على ما قضيت … لأغدو لما قد قضيت مطيقا فراغ البال كنت أرجو الفراغ في الوقت حتى … يتأتي للفكر جمع اللآلي فإذا بي في السجن أظفر بالوقت … ولكن بلا فراغ البال لا يفيد الفراغ في الوقت إن لم … يفرغ البال من أسى ونكال فمتى يجد المفكر يا رب … خلاصا من خيبة الآمال؟

ذكرى الميلاد في البيت

ذكرى الميلاد في البيت ذكراك يا خير البرية عيد … وأنا عن العيد السعيد بعيد إذ أنني في البيت مشلول الخطى … قيدت عما أشتهي وأريد حقا أنا في البيت لا في مسجد … للآي في جنباته ترديد وكسته ألوان العبادة بهجة … وتجاور الإنشاد والتجويد والناس في أنس وفيض مسرة … مثل الغصون مع النسيم تميد وأنا الوحيد رهين بيتي في أسى … ينمو وحب للنبي يزيد لست الملوم على تخلفي الذي … فيه اعتراني الهم والتسهيد لا ذنب لي إلا نصيحة أمتي … والنصح فرض -كالجهاد- أكيد يا ليلية الميلاد تيهي وافخري … وليهنك التمجيد والتخليد فيك استبان النهج وانتشرالهدى … والشرك أدبر وازدهى التوحيد

السجين جار المسجد

السجين جار المسجد وجار لبيت الله قضى حياته … بغشيان بيت الله للصلوات قضى الله أن يمسي ويصبح هاجرا … له وهو لا يخلو من الحسرات يرى الناس يغشون المساجد دائما … وبالرغم منه يهجر الجمعات فيشكو إلى الله العليم بجاله … وتختنق الآهات بالكلمات فإن كنت يا ربي قضيت بشقوتي … فما لي مفر من شقاء حياتي ولكن جار الأكرمين ممنع … وإن مسه ضر فخير أساة وقد مسني ضر وفضلك واسع … وقد قل أنصاري وغاب حماتي فلا تخلني من فضلك الجم واكفني … خيانة إخواني وكيد عداتي

السجن في الدار

السجن في الدار عرفت السجن في السجن ولم أعرفه في الدار … فإن أخرج من السجن فلم أخرج من الدار ولا أشكو من الله ولا من حكمه الجاري … ولكن من أخي الإنسان ذاك السبع الضاري وحاشا سبع الغابة أن يصبح إنسانا!!! … فما في حيوان الغاب من يأكل إخوانا!!! وأشكو جدب هذا الكون من حرية الفكر … فلا قيمة للإنسان يقضي العمر في الأسر!!! ورغم دعاية الناس ورغم الواقع المر!! … فلا تعرف دنيانا وجود الرجل الحر السجن والقرآن!! لجأت إلى القرآن في وحشة السجن … فلا نور كالقرآن في ظلمة الحزن فإن كلام الله يحيي قلوبنا … حياة موات الأرض من صيب المزن وإن كلام الله يشفي نفوسنا … لدى الخوف والبأساء بالأنس والأمن وهل ككلم الله أعظم نعمة … على الناس نقضي باليقين على الظن؟ ولا ينفع القرآن دون تدبر … كما لا يخاض البحر إلا على السفن وفي السجن جو للتدبر صالح … وهل من فراغ للتدبر كالسجن؟

عاد الخريف

عاد الخريف عاد الخريف ولم تعد حريتي … حريتي هي كل ما أتطلب أطلقت من حبسي ولكن لم أزل … متعقبا أنى أسير وأذهب ذنبي العظيم حماستي لعقيدتي … إن مسها سوء أثور وأغضب والدين أفديه ببذل حشاشتي … أسعى لما يحمي علاه وأدأب ليعود دستور البرية كلها … فهو الشفاء لما به تتعذب هل كان هذا الدين إلا ثورة … شع ألسنا منها وزال الغيهب في الدين تأمين الحياة من الأذى … وهل الحياة بغير دين تعذب؟ أنا مؤمن بالله لست منافقا … أنا ثابت كالطود لا أتذبذب فليرتدع من ظل يرقب غفلتي … قلبي بحول الله لا يتقلب من كان مأرب نفسه دنيا بلا … دين فمالي غير ديني مأرب

هل يسجنون الكلام

هل يسجنون الكلام سجنت وهل يسجنون الكلام؟ … وإن كان سجني يسر اللئام!! فقد سجن الأنبياء الكرام!!! … وهل يبغض النور إلا الظلام؟ سجنت ولكنني ما جزعت!!! … لسجني ولكنني قد صبرت!! وبالله فيما أصبت اعتصمت! … فليس بغير الإله اعتصام! سيمضي نهار ويأتي نهار … وينتصر الحق أي انتصار ويندحر الظلم أي اندحار … ويمضي البلاء ويأتي السلام فلا يطمئن دعاة الظلام … ولا يقنطن هداة الأنام سيعقب هذا العبوس ابتسام … فما لانحراف الطريق دوام حب التسلط بيتي الذي قد بناه الله لي سكنا … قد صار سجنا يثير الهم والحزنا وذاك فعل بني الإنسان إن لهم … مصالحا جعلوها بينهم وثنا ضحوا بكل نفيس في الوصول لها … وصار كل قبيح عندهم حسنا منها التسلط كم من أرؤس قطعت … من أجله وبلاد أصبحت دمنا وكم أهاج حروبا غير عادلة … أفنت شعوبا كم قد أحجثت فتنا حب التسلط ضعف شل قوتنا … ولم يدعنا نحب الله والوطنا

أهكذا تمر الحياة؟؟

أهكذا تمر الحياة؟؟ أتمر الحياة بي هكذا مملولة … ما بها نهار جديد؟ تلك حال السجين تشتبه … الساعات فيها فكل ماض يعود منظر واحد فأيامه مثل … لياليه حالكات سود!!! أنا ميت والبيت قبري فهل … أخشى من الموت إذ حياتي همود؟ لي حنين إلى الحياة وهل يطلب … ما هو حاضر موجود؟ واشتياق إلى صديق وفي … يطرد الهم خلقه المحمود والحياة التي أحن إليها … هي تلك التي تبني وتشيد هي تلك التي يسارع فيها … كل أبنائها إلى ما يفيد ليت حريتي تعود فأسعى … في اجتناء ما ابتغي وأريد قد سعينا وما أتينا بشيء … في حياة هناؤها مفقود!! أو تدب المنون في جسمي … الفاني فينحل هيكلي المهدود والنعيم الذي ننافس فيه … كل يوم منغص محدود

أفداح ما لقيت!!

أفداح ما لقيت!! وأفدح ما لاقيت من عنت الدهر … فراقي لأبنائي الألى رفعوا فدري هم أودعوا سجنا وأفردت دونهم … سجينا ببيتي مكمدا عادم الصبر فهم بين أنس واجتماع وألفة … وبين حوار منعش كشذا الزهر ولكنني ما بين هم ووحشة … وشدة آلام يضيق بها صدري ويحسدني من ليس يدري على الذي … أكابده من محنة السجن والأسر أيحسدني من ليس يدري على الذي … يضيق به صدري ويشقى به عمري؟ أيحسدني من ليس يدري لأنني … مقيم ببيتي أشتكي وحشة القبر؟ فيا رب إني رغم بؤسي ووحشتي … رضيت بما ترضاه يا كاشف الضر ولاسيما إن كان يوقظ أمتي!! … وينصر دين الله في السر والجهر وما نحن إلا من وسائل نصره … ولا خيرفينا إن قعدنا عن النصر خواطر ... بقيت في منزلي للحبر والورق … فما اهتمامي بأمر الخبز والمرق لزمت بيتي وهل في غيره عوض … عنه إذا كانت في ضيق وفي قلق وعفت دنيا خلت مما يسر به … ولم تزل بؤرة للزيف والملق وهل أرى مثل بيتي في سكينته … سلامتي من أذى الأسواق والطرق ما بين ورقي وكتبي و"عائشة" … ابنتي جمعت الوفاء والأنس في نسق

العيد الحزين

العيد الحزين يمرالعيد بي وأنا سجين … بيتي لا أزار ولا أزور ومن نكدي منعت حضور صحبي … وحول الباب حراس حضور لأني قلت: شرع الله حق … وشرع الخلق بهتان وزور إذا لم ينتشر عدل وأمن … نكاثرت المفاسد والشرور وأظلمت النفوش وغاض منها … رضاها وانطفى منها الحبور ويوم العيد يفرح كل قلب … ولا عجب إذا عم السرور فعيدان لنا عيد صغير … ويأتي بعده عيد كبير!!! ونحن اليوم في عيد كبير … ولكن شأننا شأن صغير وهل يبقى لعيد أي معنى … وبين ربوعنا قلب كسير؟ إذا لم تبتسم منا قلوب … فلا جدوى إذا ابتسمت ثغور

بكيت على عمري

بكيت على عمري بكيت على عمري يضيع بلا نفع … وعمري الذي قد ضاع أغلى من الدمع وماذا يفيد الدمع من ضاع عمره … وهل تنفع الألحان منعدم السمع؟ فيا فتية الإسلام جدوا لتربحوا … شبابكم قبل الذهاب بلا رجع فإنا خسرنا إذ خسرنا شبابنا … فكل عطاء بعده غير ذي نفع ولا تنسوا اليوم الذي فيه نلتقي … بأعمالنا يوم التغابن والجمع فذلك يوم لا يرى الناس مثله … فكم فيه من خفض وكم فيه من رفع ففيه يعز الله أنصار دينه … ويكرمهم فيمن يودون بالشفع وفيه سيلقى الظالمون جزاءهم … من الخزي والضرب المبرح والصفع فيا من تناسى ذلك اليوم إنه … لأعظم يوم للعطاء وللمنع ألا أكرموا الإسلام كي تكرموا … به فإكرام دين الله من كرم الطبع

النسيان!!

النسيان!! بوركت يا أيها النسيان من آس … لقد قضيت على همي ووسواسي لقد تجلت به لله رحمته … فيما يحل من الأرزاء بالناس لولا معالجة النسيان حطمنا … ما لا يفارقنا في الدهر من باس وفي الحياة مآس طالما شقيت … بها النفوس وقاست ضيق أنفاس لله في كل شيء حكمة عظمت … لم تخف عن كل ذي فكر وإحساس كم يحمد الناس ذا حفظ وذاكرة … ولو دروا حمدوا النسيان في الناسي لولا اللجوء إلى النسيان أسلمنا … طول المعاناة والإرهاق للياس

عرفتك ربي

عرفتك ربي عرفتك ربي لا بشكل وصورة … ولا بشهود في مكان وبقعة ولكن بما أبدعته من عوالم … تدل على علم وإتقان صنعة عرفتك لا بالكنه والكيف بل ولا … بحد وتعريف وإثبات رؤية عرفتك لا فكرا ولا بتصور … ولكن بفضل لا يحد ونعمة إذا مسني سقم دعوتك ضارعا … فتكشف ما بي من سقام وعلة وإن نابني خطعب فبابك وجهتي … وإن نالني ضيم فوجهك قبلتي سألتك ربي العفوعما جنت يدي … وما كان مني من ضلال وغفلة وقد حل بي ما لا أطيق احتماله … وما لم أفكر فيه من شر تهمة وأنت ملاذي في الحياة وعدتي … وأنت الذي أرجو لتفريج كربتي ومن ذا الذي أرجو إذا ما طردتني … وأنت رجاء الخلق في كل شدة! فحقق رجائي- يا إلهي- ومنيتي … وجنب بلادي كل شر وفتنة

السأم!

السأم! أحسن بنفسي صراخ الألم … قويا ليسلمني للعدم وما ألمي سقم قد ألم … ولكنه سأم قد جثم وأخطر ما فيه أن لا يلذذ … ذو سأم أي شيء طعم ولو أنه المجد والمكرمات … وكسب لحمد وهجر لذم ومن خير ما في جنان الخلود … أن ليس يوجد فيها سأم فتبا لهذي الحياة التي … تواجهنا كل يوم بهم وليست تتم بها لذة … وبالموت يختم فيها الألم "إذا تم شيء بدا نقصه … توقع زوالا إذا قيل: تم" نصف العمر ... نصف عمري ضاع في النوم سدى … فاجعل اليقظة- يا رب- هدى إن في النوم لموتا عاجلا … كيف يهوى النوم من يخشى الردى؟ كيف واليقظة صارت غفلة … ضاعفت موت الذي قد رقدا كيف صار العقل مشلول الخطى … كيف تغدو النفس من بعض العدا عفوك اللهم إني حائر … لم أجد في حيرتي ملتحدا عجز العقل ونفسي جهلت … فاهدني وامدد لإنقاذي يدا

يا لعمر قد قضيته

يا لعمر قد قضيته يا لعمر قد قضيته … كسراج جف زيته عشت أسعى كالذي … يسعى لأن يخرب بيته ليتني بالصدق والإخلاص … قد كنت بنيته كل ما أوجبه الله … من الدين ازدريته والذي حرمه الله … من الإثم أتيته وجميع الخطو فيما … يسخط الله مشيته ليتني أنفقت ما كنت … من الدنيا اقتنيته وتصدقت بما كنت … قديما قد حويته كنت مخدوعا بما … كنت من الحسن اجتليته فاغفر اللهم ما … كنت من الإثم جنيته تدهور الأوضاع كيف نشمكو تدهور الأوضاع … ثم ننسى أسبابها والدواعي وأهم الأسباب أنا انحرفنا … عن طريق اليقين والاقتناع تستقيم الأوضاع إن نستم نحن … على منهج الرسول الداعي سنة المصطفى هي النهج لا ما … نتردى فيه من الابتداع لم لا نسلك الطريق المؤدي … للنجاة ونحن شعب واع؟

أتظلمني وأنت أخي؟

أتظلمني وأنت أخي؟ أتطلمني وأنت أخي المرجى … لدفع ملمة وهجوم خطب؟ وتحزن إن رأيت سرور نفسي … وتفرح إن شعرت بحزن قلبي؟ وكيف تكون ذا وجه بشوش … وقلب حشوه بغضي وحربي؟ وكيف تقابل الإحسان مني … بكل إساءة من غير ذنب؟ وكيف اخترت منزلة الأعادي … وأنت تعد من أهلي وحزبي؟ وأنت صديق عمري منذ كنا … وحلف مودتي ورفيق دربي؟ أتلك طبيعة أم ذاك إرث … لئيم مثل أرض ذات جدب؟

سأرحل

سأرحل سأرحل عن دنيا بلوت شقاءها … وعشت بها حتى مللت بقاءها لقيت بها ما لا يسر ولم أزل … أسر بمرآها وأهوى لقاءها بها كدر أنى اتجهت لقيته … أمامي ولكني فقدت نقآءها فألفيتها دارا تفاقم شرها … وألفيت أعداء الهدى أصدقاءها وأين أرى صفو الحياة وهذه … نفوس صحابي ما رأيت صفاءها؟ تخذت صحابا أستعيين برأيهم … على هذه الدنيا فكانوا بلاءها ولا خير في الدنيا إذا لم يكن بها … أخ إن لقيناه نسينا عناءها فصار عناء من تخيرته أخا … فكيف تراني أستسييغ إخاءها؟ فيا رب لا تخطر بقلبي ذكرها … ولا تبق فيه حبها وولاءها فحسبي ما عانيته من بلائها … وإلا فعجل للحياة فناءها

انتظار

انتظار انتظرنا متى يعود الصفاء … فالحياة بلا صفاء بلاء ونظرنا فما اعتبرنا بدنيا … عز فيها الأوغاد والأدعياء وطلبنا الوفاء فيها فلم نعثر … عليه وأين أين الوفاء؟؟ وبحثنا عن العدالة حتى … نال منا في بحثنا الإعياء ثم عدنا باليأس مما طلبنا … وإذا العدل غاب، غاب الهناء ووصلنا طريقنا ننشد الصدق … فبالصدق يستقيم البناء وإذا الصدق ما له من وجود … ولهذا عم الوجود الشقاء قد سئمنا الحياة مذ أجدبت من … كل خير ومات فيها الصفاء وإذا أقفر الوجود من الأخلاق … فالموت والحياة سواء لا وداد لا رحمة لا إخاء … لا وفاء لا غيرة لا حياء

الإيمان غذاء وسلاح

الإيمان غذاء وسلاح ويح من لم يكن له إيمان … كيف يحي وما له اطمئنان؟ إن من يعدم القرار شقي … ربحه في حياته خسران!! هو يحيى كريشة في مهب الريح … كيف يرضى بذا إنسان؟ الإيمان، الإيمان، فالماء في البحر … غذاء تحيا به الحيتان أنا لولا الإيمان ضقت بما ألقاه … ذرعا واجتاحني البركان إنما هذه الحياة كفاح … والسلاح بها هو الإيمان بين الهواء والهوى قال لي ولدي رجاء: "أصابني هواء"، فنظمت القطعة التالية: نحن ما بين هواء وهوى … في بلاء ما لنا منه دوا والهوى أخطر داء كم هوى … بذوي القدر كم شرا حوى والنوى قد زاد في إفلاسنا … ربنا رحماك من هذا النوى إن نوى الواحد منا صالحا … فالنوى يبطل ما كان نوى ما لنا يا رب من ذنب سوى … تهم لفقها كلب عوى كم بها من طاقة قد عطلت … وشباب ناضر العود ذوى

ما هذا التلون؟

ما هذا التلون؟ علام تروم منقصتي علاما؟ … أحربا ما تحاول أم سلاما؟ وماذا من محاربتي ستجني … وكيف اخترت حربي والصراما؟ ألم تك لي صديقا لا يسامى … ومشغوغا بحبي مستهاما؟ كنت تزورني يوما فيوما … تبادلني الولاء والاحتراما فكيف عدلت عن خلق التصافي … وكيف نقضت عهدي والذماما؟ وما هذا التلون أي خلق … به تغدو الحياة لنا حماما

أخي!!!

أخي!!! أخي لا تكن من رحمة الله يائسا … وكن باسما إن كان دهرك عابسا فلا شيء يبقى في الحياة كما ترى … فلا تبتئس إن عاد غصنك يابسا ولا تحسبن الأمر فوضى كما ادعوا … ولا عبثا، بل إن للكون سائسا كن مصلحا إن كان غيرك مفسدا … فإن على كل الخلائق حارسا كن غارسا ما فيه نفع فإنما … ستجني الذي قد كنت بالأمس غارسا كن بالذي أعطاك ربك راضيا … ولا تك في جمع الثراء منافسا فإنك إن جاريت نفسك حرصها … على المال لم تبرح تعاني الوساوسا وكن حذرا من خلطة الناس إن ترد … سلامة دين إن فيهم أبالسا وإن رمت أن تغشى من الناس مجلسا … فكن لذوي الآداب منهم مجالسا نصحنك فاقبل نصح من عاش دهره … لأحوال أنواع العباد ممارسا الأمل الأمل! تبارك الله ما أجل … أرسى الحياة على الأمل لولا التشبث بالمنى … ما طاب سعي ولا عمل نودع في السجن دون أن … يشلنا الخوف والوجل ويهجم الداء لانهاب … به هجمة الأجل نهزأ بالموت والبلاء … ونتعالى على العلل!

الرحمة الكبرى

تبدو الحياة لنا ربيعا … يختال في أبهج الحلل دنيا الصراع تحيلها … الآمال تزخر بالقبل واليأس موت فكم دنى … خربها اليأس والملل آل الرجاء إلى النجاح … واستسلم اليأس للفشل الرحمة الكبرى تعالى الله يحيي ألف ميت … بدعوة واحد في غيرعسر وهل كمحمد أحيا ألوفا … من الأموات من جهل وكفر يقتل بعضهم بعضا جهارا … ويحيا الكل في فزع وذعر فجاء الرحمة الكبرى ليحيي … نفوسا جدبة كجديب قفر فأحياهم وصاروا خير جند … لنشر الدين في سهل ووعر كذاك الأرض تحيا بعد جدب … إذا ما جادها وابل قطر ولكن، هل تخذناه إماما … نتابع خطوه في كل أمر؟ وننشر دينه في كل أرض … ولا نرتاع من بطش وقهر

شريعة الله

شريعة الله شريعة الله أين اليوم مغناك؟ … إنا فقدناك واشتقنا للقياك إذ أبدلوك بأحكم ملفقة … قد اختفى في ثناياها محياك فاليوم لا ضاحك في الناس مبتهج … بل ليس في الناس إلا عابس باك يبكي الشريعة إذ زالت معالمها … يبكي العدالة إذ زالت بمنعاك وكيف نسعد في دنيا يداس بها … شرع الإله، فلا ناه ولا شاك؟ لا شيء يسعد دنيانا سوى عمل … بشرعة الله في وعي وإدراك واليوم نشؤك لا يدري لشقوته … ما الفرق ما بين نساك وفتاك والمسلمون غدوا أسرى لغيرهم … لما جفوك ولم يرعوا مزاياك والمصلحون الألى كانوا منار هدى … يبنون مجدك صاروا من ضحاياك قسما بالله قسما بالله: بالفرد الصمد … واهب الوالد منا والولد باعث القوة فينا والجلد … بالذي يسر تحرير البلد سوف نبقى مسلمين للأبد … لن يخون دين منا أحد

نحن بالإسلام أخرجنا البشر … من جمود عبدوا فيه الحجر مثلما قد عبد الهند البقر … نحن لا نقبل فينا من غدر نحن لا يحكم فينا من فجر … لا نوالي بل نعادي من كفر إننا بالصدق والصبر انتصرنا … وغلبنا كل باغ وقهرنا وأضأنا كل داج وأنرنا … ونهينا كل غاو وأمرنا وبأخلاق النبيين اشتهرنا … وحمدنا من حبانا وشكرنا فهلموا يا بني الدنيا إلينا … تجدوا كل أمانيكم لدينا ديننا قد أوجب الشكر علينا … وبه كم قد هدمنا وبنينا فإذا نحن على الدين التقنيا … ارتقيتم مثلما نحن ارتقينا طالما أغرق دنيانا الظلام … ورأى الناس بها الموت الزؤام في حروب لم يكن فيها سلام … وإذا ما فقد الناس الوئام وتفشى الخلف فيهم والخصام … لم يخلصهم سوى ورد الحمام يا بني أمة خير المرسلين … يا بقايا الفاتحين الأولين يا شباب المسلمين الوارثين … لتراث الخلفاء الراشدين يا بني ثوارنا المستشهدين … أعلنوا أمجادكم دنيا ودين

الغمرات ثم ينجلينا

الغمرات ثم ينجلينا قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- لأصحابه يوما: أي اللذات أعظم؟ فكل أجاب بما يعرف، وكان في المجلس عمرو بن العاص ولم يكن أجاب عن السؤال فقال له عمر: وأنت ما رأيك يا أبا عبد الله؟ فقال: "الغمرات ثم ينجلينا" فرأيت تخليد هذه الكلمات بقطعة هي هذه: قد قالها ابن العاص مذ سنينا … يجيب سيد المحدثينا: عمرعن سؤاله مبينا … عن خير لذة لنا تغرينا فيا لها من حكمة تجدينا … - إذا وعيناها- دنيا ودينا وذا تراثنا غدا قمينا … كل إكبار في العالمينا وهو الحضارة التي تغنينا … فلم يزل كنزا لنا ثمينا نورثه- من بعدنا- بنينا … لكي نعيد مجدنا الدفينا فنحن أولى الناس أجمعينا … بأن نكون المتقدمينا وأن نسوس الناس عادلينا … وأن نقودهم لعليينا

المنايا ولا الدنايا

المنايا ولا الدنايا مثل عربي قديم "المنايا ولا الدنايا" فمن يرض … الدنايا فذاك شر البرايا والذي باع دينه بمتاع … زائل لم يكن شريف السجايا فهادايا الإله قد فاقف … الحصر ودين الإسلام خير الهدايا والذي لم يغر على العرض … لم يبق له غير أن يذوق المنايا وهل الناس غير عرض ودين؟ … فهما الأصل في جميع المزايا والحياة بلا مزايا هي الموت … الذي دونه جميع الرزايا ومزايا الإنسان لم يبق منها … بعد موت الأحرار إلا بقايا قلة الفهم قلة الفهم أثمرت كثرة الشر … وعاثت في المسلمين فسادا فإذا ما أردت بنيان مجد … فاجعل العلم أسه والعمادا كم جهول قد قام يحكم في الناس … فسر العدى وأشقى البلادا وإذا ما نصحته حسب النصح … اعتداء مستوجبا أن تعادى ولذا كان أول الدين: اقرأ … ليكون الإسلام أقوى عتادا

والنبي يرى التعلم فرضا … ويراه مثل الجهاد جهادا ودماء الشهيد توزن والحبر … فلا تفضل الدماء المدادا قيمة الناس ما لديهم من الفهم … فلا يفضل الجماد الجمادا إنما المسلمون كانوا بما نالوا … من العلم والهدى أسيادا وإذا ما اهتدوا وعادوا إلى العلم … فلا شك أن يسودوا العبادا كيف لا يرجعون للعلم والإسلام … بالعلم كم أقام وشادا؟ ولماذا لا ينفضون غبار … الجهل، والجهل كم محا وأبادا؟ أيها المسلمون لا تهدموا … الأمجاد إن لم تشيدوا الأمجادا لا تسيئوا إلى الجدود فالاستسلام … للكفر يؤلم الأجدادا وبقاء انقيادكم لأعاديكم … يثير عليكم الأحفادا "خالفوا المشركين" قال رسول الله … إن تفعلوا تصيبوا رشادا وتناسوا خلافكم فالخلافات … تثير الأضغان والأحقادا إنكم إخوة بنص كتاب الله … كيف نبذتم الاتحادا؟ كل شيء قد يستساغ سوى أن … تقبلوا أن تحملوا استعبادا "كنتم خير أمة أخرجت للناس" … موتوا من أجلها استشهادا

جهلنا!

جهلنا! جهلنا فلم ندر ماذا عملنا … فيا رب عفوك فيما جهلنا فإنا ندمنا فإن نحن عدنا … إلى الذنب خذنا بما قد عملنا فيا رب قد خطونا لا تكلنا … لأنفسنا قد لجأنا إليك فإنك إن لم تقدنا ضللنا … فإن اعتماد العباد عليك فيا رب أنت الغني القدير … بقولك: كن قد أقمت الحياه وكل إلهي ضعيف فقير … فنحن العباد وأنت الإله إذا لم نتب من قبيح الذنوب … فأنت الغفور وأنت الرحيم وإن نحن تبنا فإنا نتوب … بفضل نداك العميم العظيم إلهي تداعي علينا الطغاة … وغاب الحماة وغم المصير فوحد إلهي صفوف الدعاه … وكن خير حام وخير نصير مرضت أخلاقنا مرضت أخلاقنا مذ تبعت … أمة الأخلاق أخلاق سواها إن أخلاقا نمت في ظلها … عزة الإسلام فاقت ما عداها أمة القرآن قد نالت بما … قد حوى قرآنها أقصا مناها كيف عن أخلاقها قد أعرضت … وتبنت كل أخلاق عداها!؟ كيف لا ترضى بأخلاق بها … سادت الدنيا ونالت مبتغاها؟

نعمة الذكاء

وهي لما هجرت أخلاقها … هدمت بنيانها عزا وجاها!! أمتي يا أمة القرآن يا … أمة الإسلام يا أمة طاها! احفظي أخلاقك الغر التي … قد هدى كل بني الدنيا سناها نعمة الذكاء ما كالذكاء موهبة … يمنحا الله هبه للمصطفى من خلقه … في عقله وخلقه بها يصير شاعرا … بكل معنى شاعرا كما يكون ناثرا … يقول قولا ساحرا كما يصير عالما … من يعشق المكارما ويهتدي لربه … في يقظة من قلبه وبالغا من التقى!! … مكانة لا ترتقى من اتقى الله سما … بعلمه إلى السماء ونال بالفطنة ما … يغدو به معظما أعظم به من سبب … لنيل كل مطلب ومن يرم نيل العلا … بلا ذكاء فشلا

زرعنا نصحا

زرعنا نصحا زرعنا ولكن ما انتفعنا بزوعنا … لأنا عدمنا المستفيد من الزرع ومن لم يجد في الناس أهلا لنصحه … فلا خير في نصح يكون بلا نفع ولكن درب النصح يفضي إلى العلا … وليس يفيد النصح من ليس ذا سمع ألا فلنواصل سيرنا عبر دربنا … فلا بد يوما من وصول إلى النبع فنطفئ ما نشكوه من حرقة الظما … ونبلغ ما نرجوه للشمل من جمع وننصر دين الله في الأرض كلها … ونرجع ما قد ضاع من هيبة الشرع فلا خير في الدنيا إذا لم يكن بها … من الله شرع ناسخ شرعة الوضع فليس لغير الله حكم وإن يكن … فما هو غير العسف والقهر والقمع وهل مثل صنع الله صنع لخلقه … ألا جل صنع الله للخلق من صنع

الحياء والنصح

الحياء والنصح منبع الخير في الحياة الحياء … فالحياة بلا حياء بلاء نحن في بيأة الحياء نشأنا … فاستقام على الأساس البناء وبإسداء نصحنا قد بدأنا … فتوارت من حولنا الأذواء وإذا لم يكن حياء ولا نصح … فلا بد أن يحل الشقاء إذ تسود الفوضى وتقلب أوضاع … الحياة وتستباح الدماء مثل ما صارت البلاد إليه … ففشت بين أهلها الأرزاء ورأينا من الفواحش والآثام … ما لا يرضى به العقلاء ورأينا ما فيه هدم ونقض … لبناء قد شاده الأنبياء نحن أفضل أمة فلماذا … قادنا في بلادنا الدخلاء؟

عجزنا عن الإصلاح

عجزنا عن الإصلاح عجزنا عن الإصلاح إذ مسخ الخلق … وهل يمكن الإصلاح إن فسد الخلق؟ إذا ما تلمسنا طريق خلاصنا … عدمنا الذي نرجوه وانسدت الطرق ضللنا وقد كنا نسير على هدى … وهل من هدى يرجى إذا أظلم الأفق؟ وإن نحن عشنا دون خلق ولا هدى … فما ذاك عيش بل هوالمحق والسحق ولكن ليل المسلمين سينجلي … ونمسي كما كنا لنا الفوز والسبق ولسنا على يأس نعيش وإنما … على ثقة أن سوف ينتصر الحق وإن فشلت كل الوسائل في الذي … نروم من الإصلاح لن يفشل الصدق الهدى والهوى الهدى والهوى طريقان للناس … وكل له دعاة وأهل والذي قاد للهداية عقل … والذي قاد للغواية جهل واحتمال الشقاء صعب ولكن … احتمال الهناء لا شك سهل

استقم!

استقم! استقم فالحياة لا تستقيم … طالما أنت في الضلال مقيم استقم لا تقم على الشر إن كنت … حكيما فالشر رأي سقيم استقم إن ترد مقاما رفيعا … كيف يعطى الثمار فكر عقيم؟ استقم يستقم لك الدين والدنيا … وتظفر بالمجد وهوعظيم استقم فاستقامة المرء عنوان … على أنه حصيف حكيم والذي عاش في الضلالة لا يهدي … خطاه إلا الحكيم العليم استقم واحترس من اليأس فالله … رءوف بالمذنبين رحيم غرور الحياة غفلنا وليس الموت عنا بغافل … وجرنا ولم نرهب حكومة عادل وإنا أمنا دهرنا وصروفه … وأيامه محفوفة بالغوائل وذاك غرور بالحياة وغفلة … وما غرت الدنيا امرءا غير جاهل ولم ننتفع بالعقل وهو دليلنا … ومن ضل بعد العقل ليس بعاقل ولم ننتفع بالدين وهو سبيلنا … لعاجل نفع في الحياة وآجل إذن فالذي يهدي هو الله وحده … وما عقلنا والدين غير وسائل فهيا نبادر بالتدارك ولنعد … إلى الله ولننفض غبار التثاقل

يا ضيعة العمر

يا ضيعة العمر يضيع العمر أكثره هباء … ونغفل عن نهايتنا غباء نشيع ميتا في كل يوم … ونلقى الموت صبحا أو مساء ونأمل فوق ما نحيا ونبقى … كأن الناس قد منحوا البقاء ولكن الحياة لها انتهاء … وننسى أن للعمر انتهاء سأترك هذه الدنيا برغمي … لألفي عند خالقي الجزاء فما أدري أفي الفردوس نزلي … أجاور في الجنان الأنبياء فأحمد حسن عاقبتي وألفي … هناك رفاق عمري الأوفياء هنالك لا أرى ضيقا وكربا … ولا ألقى نفاقا أو رياء فإني قد سئمت هنا حياة … لقيت بها من الناس العناء وإن كانت جهنم لي مقرا … فقد ذهبت مشاريعي هباء ولكني إذا ما ساء فعلي … ففضل الله يشمل من أساء فيا من فضله عم البرايا … مطيعهم وعاصيهم سواء سألتك رحمة تمحو الخطايا … وحاشا أن تخيب لي رجاء

ليت الحياة!

ليت الحياة! ليت الحياة صفت من الأشواب … وخلت من الآفات والأوصاب ووفت وما خانت ولم تطبع على … غدر الصديق وفرقة الأحباب لكنها لم تخل من كدر ولم … تخلص لأهل الفضل والآداب الأنبياء بها أشد شقاوة … من كل نشال بها نصاب والمصلحون يحاربون وما لقوا … فيها سوى الأرزاء والأتعاب دنيا تغر ولا تسر وليتها … تبقى ولا تفنى فناء حباب يا عاشق الدنيا حجاك أضعته … لا يعشق الدنيا أولوا الألباب دنيا الغرور! كم تغر الحياة من حكم الله … عليه بأن يعيش الحياتا فهي تبدو حسناء ذات محيا … ساحر يسلب التقي الثباتا جمعت كل ما يشوق فما منا … مطيق من قبضتيها انفلاتا نحن أسرى سلطانها حيث لا نملك … إلا الخضوع والإخباتا وترانا نذمها! عجبا نغذو … دعاة ولا نكون حماتا إن نذم الذي نحب ونهوى … نك في المنطق الصحيح جناتا رب ألهم عقولنا الرشد حتى … لا نعير دنيا الغرور التفاا

دنيا

دنيا دنيا تجر إلى الهلاك … ما من مشاكلها فكاك لا يسلم المتعلقون … بها ولو بلغوا السماك المال فيها فتنة … والأقربون هم الشراك والدين يلقى ما يذوب … له الفؤاد من انتهاك والمصلحون بكل متتجه … لهم نصبب شباك والمفسدون تأمروا … ما فيهم أحد يشاك يتمتعون بما اشتهوا … وبهم مصائرنا تحاك والناس في حرب وليسوا … ينتهون من العراك والحكم للأقوى وأنصار … الهدى ليسوا هناك وأرى الشقاء لمن غدا … وله بذا الغرب احتكاك إن المقلد ميت … قبل الممات بلا حراك يا غافلا عما يصير … إليه أوشك منتهاك إن الهلاك لمن أطاع … هواه فلتحذر هواك

هذه الدنيا

هذه الدنيا تبا لدنيا يسود الجاهلون بها … ويحكم الناس ظلام وضلال لا صدق فيها ولا دين ولا خلق … وكيف يحلم بالعلياء جهال؟ وكل ذي أدب فيها أخو نصب … والشاعر الفحل لم ينعم له بال وصاحب الدين منبوذ ومجتقر … والعالم الحر قد ضاقت به الحال والبنت قاضية فيها وشرطية … والأمر فوضى وعم الناس زلزال لذا ترى عقلاء الناس قد زهدوا … فيها فلم يغرهم جاه ولا مال الناس فيها كركاب بباخرة … تقاذفتها أعاصير وأهوال زهرة جميلة ولكنها تذوي كم هذه الدنيا جميلة … لو أنها تبقى جميله لكنها تذوي كما … تذوي أزاهير الخميله ما هذه الدنيا سوى … كالحلم متعتها قليله والناس مذ فتنوا بها … عدموا المروءة والفضيله فالكل يسعى جهده … كي يجعل الدنيا حليله ماتت ضمائرهم فماتوا … ميتة الأمم الذليله أيضل ذو عقل وذو … بصر- علىعلم- سبيله؟

كيف نفهم الحياة!

كيف نفهم الحياة! علام عصينا الإله؟ … ونحن نحب الحياه وكيف تطيب الحياة؟ … بغير اتباع الإله لأن اتباع الإله … طريق لفهم الحياة وليس لفهم الحياه … سوى فهم شرع الإله ألا فأطيعوا الإله … لتجنوا ثمار الحياه الموت والحياة أفظع الأشياء أن الموت آت … إنه يأتي لإنهاء حياتي أي شيء مفزع كالموت أم … أي شيء هو أغلى من حياتي يا حياتي أنت يوما تنقضي … ما الذي يبقى إذا ضاعت حياتي؟ غير أني إن أكن أعددت ما … فيه خير لم تكن ضاعت حياتي فحياتي هذه مرحلة … لحياة هي خير من حياتي وحياة ألتقي في ظلها … بإلهي، هي والله حياتي

حياة أو ردى؟؟؟

حياة أو ردى؟؟؟ علام أضاع الناس وقتهم سدى؟ … فلم يكسبوا علما ولم يطلبوا هدى فكان فراغا وقتهم مثل فكرهم … خلا من معان تثمراليوم أو غدا وباءوا بسخط الله إذ كفروا به … وهل مهتد مثل الذي ضل واعتدى؟ كم ثروة في الوقت ضاعت بجهلنا … وكم جاهل لم يدر ما كان بددا لماذا خلقنا إن خسرنا حياتنا؟ … وكانت فراغا لا تسر سوى العدى إذا ما خلت من كل نفع حياتنا … فليس ببدع أن نسميها الردى تجارب الحياة!!! أنا لست آسى على أن أموت … وأخلص من سجني الأفظع! ولكن تجارب عمر الطويل … إذا أنا مت تموت معي!! وما الحي إلا تجاريبه!!! وما شع من فكره المبدع تجاريب تحوي ثمار العقول … وأسرار مجتمع أروع! ولولا التجاريب ضاقت بنا … رحابة عالمنا الأوسع! وعفوك يا رب إني جنيت … وجرت على قدسك الأرفع فما في التجايب لي من … يد فأنسبها لي أو أدعي!! ولكن لك الفضل في كل ما … علمت وجربت يا مبدعي

متى متى؟؟

متى متى؟؟ متى يا إلهي تنتهي صولة الكفر … ويصبح دين الحق حرا من الأسر فحاشاك ربي أن تؤيد باطلا … وتخذل حقا لا يعيش بلا نصر ودينك هو الحق والكفر باطل … فكيف استبد الكفر يا رب بالأمر؟ ولم تبق للإسلام دولته التي … بها عم ظل العدل في البر والبحر وأنت إلهي عالم بالذي جرى … ولست إلهي راضيا بالذي يجري ونحن ضغاف عن محاربة العدى … وليس لنا إلا القليل من الصبر فخلص إلهي دينك الحق إنه … يعاني عذاب الأسر في قبضة الكفر وليس له يا رب غيرك ناصرا … وإلا سيبقى موثقا أبد الدهر الكنوز الثلاثة الدين والإيمان والخلق الكريم … في هذه الدنيا هي الكنز العظيم هذي الثلاث أساس كل سعادة … فإذا عدمناها فدنيانا جحيم لا شيء كالإيمان يهدي خطونا … ويقودنا عبر الصراط المستقيم ويردنا عن فعل كل قبيحة!! … ويمدنا بالصبر والخلق السليم والدين معيار الكمال فمن يعش … من غير دين فهو شيطان رجيم وملاك ذلك كله الخلق الذي … يوحى به الإيمان والدين القويم

كيف

خلق يعم الناس نفح عبيره … كالورد ينقل عطره مر النسيم إن الحياة غنية بكنوزها … وأهمها وأجلها الخلق الكريم كيف كيف ننسى الموت والموت ذكور … وهو لا يفتأ يغشى ويزور؟ كيف ننسى طالبا لا يختفي … مرسلا من حاكم ليس يجور؟ كيف ننسى الحكم بالإعدام أم … كيف لا نرتاع من هول المصير؟ نحن محكوم علينا بالردى … كلنا يفنى وإن طال المسير يا لها من غفلة مضحكة … عن مصير فادح الهول خطير هذه الغفلة من آفاتنا … بل هي العلة في كل الشرور ولو أنا لم نكن في غفلة … ما استسغنا أبدا طعم السرور سوف لا ننسى لدى يقظتنا … أننا لم نك إلا في غرور

درس

درس لم نرع للدين لا عهدا ولا نسبا … ولم نخف نقمة لله أو غضبا ولم نحافظ على أمجاد أمتنا … بل كل يوم نرى من حمقنا عجبا أنمنع الدرس يا للخزي وهو لنا … قد كان في نيل ما نسعى له سببا؟ فإن خلا منه بيت الله صار بلا … نور وكيف ونور المسلمين خبا وإن صبرنا على إسكات دعوتنا … فإننا سوف نشكو الويل والحربا وكيف نحيا بلا دين ولا خلق … ومن يكن ذهبا منه فقد ذهبا والناس قد عبدوا أهواءهم وغدوا … مثل الألى جعلوا معبودهم ذهبا والحر من لم يكن عبدا لشهوته … فإن دعته إلى ما لا يليق أبى الناس والدين إذا انفلت الناس من دينهم … فقل: إن مدتهم لن تطول فلا يصلح الجسم من غير روح … ولكنه للفناء يؤول وما الدين إلا ملاك الحياه … تزول الحياة إذا ما يزول لنا خالق في رضاه الهدى … وليس لإرضائه من وصول سوى أن نسيرعلى نهجه … فثم الرضاء وثم القبول فقل للذي عاش من غير دين … ضللت السبيل فعد للسبيل ولا تترك العمر يمضي سدى … فذلك فعل ضعاف العقول

الدين والعقل

الدين والعقل متى يهتدي الإنسان بالدين والعقل … فيخرج من تيه الضلالة والجهل؟ فلم يبرح الإنسان في جاهلية … ولم ينتفع بالعقل أو بهدى الرسل ولم تبرح الأهواء تفسد دينه! … وتفسد دنياه فيطغى ويستعلي ويسعى لما فيه شقاء وجوده … وإفناء أهليه فيسرف في القتل ويمعن في استهتاره وجنونه … فينشر ما يأتيه من سيء الفعل ولو كان ذا عقل لأخفى عيوبه … فكيف وستر الفضل من جملة الفضل؟ ومن لم يفده الدين والعقل عاش في … جحيم عذاب واغتراب عن الأهل وما الأهل إلا أسرة الدين والحجى … أولئك أهل الصدق والجد والفضل ألا أيها الإنسان ويحك ما الذي … أصابك حتى تترك الجد للهزل؟ وما الجد إلا أن تكون على هدى … وما الهزل إلا أن تبيت على ذل وما الذل إلا الذنب ينقل فاضلا … شريفا عظيم المكرمات إلى نذل فيا رب لا يرجى لإصلاح حالنا … سواك، فأنت البر ذو الحلم والبذل

لله هذا الدين!

لله هذا الدين! لله هذا الدين كم أسدى لنا … من نعمة وأجلها الإيمان لولا يد الإيمان تنقدنا من الأحزان … هدت عزمنا الأحزان إن المصائب في الحياة كثيرة … كم هد من رجاتها بنيان لكن للإيمان قوته التي … لا يستقر أمامها الحدثان إن كان للطغيان سلطان فما … يطغى على إيماننا سلطان يا موقظ الأمم التي نامت على … ضيم وأخرس نطقها الطغيان ثم استجابت للنداء فجلجلت … صرخاتها وتفجر البركان قد خطو أمتنا لتبنى مجدها … وأساسه الإيمان والإحسان الصبر أساس الصبر للدين الحنيف أساس … وعليه أقدار الرجال تقاس والصبر معراج لإدراك العلا … وبه الغرائز والنفوس تساس فالحلم صبر والشجاعة والفدى … والجود والإيثار والإيناس من كان ذا صبر ينل ما يشتهي … أو لا فإن نصيبه الإفلاس

لماذا؟

لماذا؟ لماذا يشيع الظلم في أمة العدل؟ … وكيف يضيع الفضل في منبع الفضل؟ ونحن منا ر العلم ماذا أصابنا؟ … فصرنا مثالا للغباوة والجهل!! رضينا بوضع ليس يرضاه عاقل … وهل منع بذل النصح يرضاه ذوعقل؟ لذلك ساد الشر واستفحل الأذى … وأصبح دين المكرمات بلا أهل علام النفاق علام يريد الناس إخفاء أفكاري؟ … وإلباس ثوب مستعار لأشعاري؟ لقد ألف الناس النفاق فمن يكن … صريحا يلاقي منهم كل إنكار ولست بذي وجهين في الناس إنما … مصير ذوي الوجهين حتما إلى النار وما لي جلد غير جلدي وإنما … إعارة جلد غير جلدي من العار ومذ دخل التقليد للغير أرضنا … أسأنا لمجد شامخ غير منهار وهل لشعوب الأرض مجد كمجدنا … وهل يقبل الأخيار تقليد أشرار؟ ونحن الألى سدنا الشعوب جميعها … وقدنا لتحرير الألى غير أحرار وجدنا على الدنيا بأسمى حضارة … أضاءت دجى الدنيا بباهر أنوار وعدنا لسوء الحظ أضعف أمة … ومركابنا قد لفه شر إعصار فصرنا إلى الإفلاس من بعد ثروة … ومن بعد إقبال أصبنا بإدبار

دولة القرآن

دولة القرآن نحن أهل القرآن والإيمان!!! … قد خصصنا بالفضل والإحسان إذ زرعنا في كل أرض هدى الله … فسدنا على بني الإنسان ثم جدنا على الضعاف فذدنا … عنهم كل معتد وأناني ثم عدنا للجاهلية من غير … اضطرار للكفر والعصيان وارتكسنا في الظلم والجهل من بعد … حياة في العدل والعرفان ورضينا بعد الإمامة بالتقليد … من غير حجة أو بيان ورفضنا الأصيل من حيث قابلنا … الدخيل بالحب والإذعان يا لهذا الإنسان يسمو فلا يعلوه … شيء في هذه الأكوان ثم ينحط للحضيض فيمسي … بعد هذا السمو رمز هوان

قطيع بلا راع

قطيع بلا راع كم ليلة قضيتها ساهرا … لا أغمض الجفن ولا أستريح ألقى من الآلام أضعاف ما … يلقاه مكسور الجناح جريح مفكرا فيما أصاب الورى … وما أصاب الكون من نتن ريح من ردة عمت وطمت فلا … تلقى سوى فوضى وكفر صريح والدين في كل بلاد غدا … مثار هزء واتهام قبيح! والناس قد أمسوا قطيعا بلا … راع فلا من مرشد أو نصيح قد فقدوا ما وهب الله من … خلق وتمييز وعقل صحيح وانسلخوا من دينهم جملة … إذ قد أباحوا كل ما لا يبيح تدارك- اللهم- دين الهدى … ولو بإنزال لعيسى المسيح التفكير في العواقب تكلفني النفس أعلى الأمور … وليس من العجز لا أنشط ولكن بمقدار قرب المكان … تكون سلامة من يسقط بقدر الصعود يكون الهبوط … فإياك والرتب العاليه وكن في مكان إذا ما سقطت … تقوم ورجلاك في عافيه

وفد الحج

وفد الحج أيها الذاهبون للحج بوركتم … وفودا تطير لله حبا غيرأنا من بعدكم لم نطق صبرا … فبتنا للشوق والوجد نهبا إن ذكرنا ما أنتم فيه من قرب … وفوز نزد بلاء وكربا لم يكن باختيارنا أن تخلفنا … وكيف نأبى من الله قربا حسبنا عنكم عوائق شتى … لم نطاق دفعها فلم نجن ذنبا غير أنا إذا حرمنا فلم نحرم … دعاء من طاف منكم ولبى فامنحونا الدعاء فهو دواء … ناجع كم أعاد لله قلبا

الشح بالمال

الشح بالمال يا من يشح بمال وهو يتركه … وراءه قد أضعت المال مختارا! فإن ترد حفظه فابذله مبتغيا … رضى الإله ولا تمسكه إقتارا فالبخل يمسكه والبذل يحفظه … مضاعفا كهطول الغيث مدرارا من شح شح عن النفس التي أمرت … بالبخل واستوجبت ببخلها النارا فالنفس أمارة بالسوء مغرية … فاحذر هواها وعش بالخير أمارا مانع الزكاة يا شحيحا بماله كيف ترضى … أن تعيش مثل الفقير فقيرا! أفتشقى بالجمع والمنع يا ويحك … إذ فى غد ستصلى سعيرا؟ ثم يبقى ما قد جمعت لمن لم … يؤت رشدا أو يحسن التدبيرا فإذا ما جمعت يذهب أدراج … الرياح مبذرا تبذيرا وإذن لم تكن بشحك إلا … ذا غباء وجاهلا مغرورا ابذل المال يكثر المال فالمال … القليل بالبذل يغدو كثيرا مثلما تزرع القليل من البذر … وعند الحصاد يلفى وفيرا ليس بالشح يحفظ المال أو ينمو … فانفق وجانب التقتيرا إن شحا لا يحفظ المال خير … منه بذل يستوجب التقديرا كيف والمال بالسماحة ينمو … كالنبات تسقيه ماء نميرا ليس كالشح آفة توجب المقت … وتولي الخراب والتدميرا

نفسي

آفة البخل أصلها آفة الحرص … الذي كان بالشقاء نذيرا إن بالحرص قد عصى أبوانا … ومصير العصيان كان خطيرا إذ حرمنا بالحرص جنة عدن وفقدنا العيش الهنيء القريرا وكذا الحرص أوقع الطير في الفخ … فكان له الهلاك مصيرا حبة القمح لم تكن تعدل العمر … لو أن الحرص كان بصيرا والحياة مهما تطل بعدها الموت … ويبدو العمر الطويل قصيرا رب سخ قلب الغني وكن عونا … لمن بات في الشقاء أسيرا ليس للبائسين ربي نصير … كن -إلهي- للبائسين نصيرا نفسي تعذبني نفسي بفرط طماح … وترهقني هما بطول جماح وأخطر أعداء العباد نفوسهم … فيا طالما أوحت بغير صلاح وكم فشل جرته للأمم التي … قضت زمنا تسعى لنيل نجاح ومن شقوة الإنسان أن تك نفسه … عدوا له تدعو لغير فلاح وأي شقاء مثل شقوته التي … بها يرهق الإنسان طول كفاح؟ فنفسي إلى ما فيه ضري تقودني … وتمعن في حربي بغير سلاح ويقتادها الشيطان وهو عدوها … عدوان راما صرعتي وجراحي فيا رب كن عوني على نفسي التي … أسرت لها إني طلبت سراحي وإن طال بي أسري ولم أغد معتقا … أطلت بكائ واحتسبت نواحي

الى أين انتهينا؟

الى أين انتهينا؟ إلى أين نحن رفيقي انتهينا؟ … وماذا من المخزيات أتينا؟ وماذا من المنكرات ارتكبنا؟ … وهلما نحن عن كل خير نأينا؟ نعم قد جنينا جميع المخازي … ولم نرع حقا ولم نقض دينا ولم نخش من عمنا خيره … وكل أوامره قد عصينا ولم نتق الله في خلقه … وكيف؟ وإنا قتلنا الحسينا فلا نحن للصالحات نهضنا … ولا نحن بالصالحين اقتدينا ولم نتورع -أخي- عن حرام … ولم نتصدق بما في يدينا وإنا نرى الظلم يفشو فلا … نقوم، لتغيير ما قد رأينا فيا رب عفوك إنا اعترفنا … بأنا اقترفنا وأنا اعتدينا وأنا ضعفنا وأنا جهلنا … فلا تأخذنا بما قد جنينا فلولاك يا ربنا ما خلقنا … ولولاك يا ربنا ما اهتدينا

فرصة العمر

فرصة العمر إلهي لقد أعطيتني الفرصة الكبرى … لك الحمد ربي حين أعطيتني العمرا وهل مثلها من فرصة ذهبية … تبلغني المجد الذي يرفع الذكرا؟ ولكن لفرط الجهل مني أضعتها … ولم أنتفع بالعمر دنيا ولا أخرى وهل حسرة في الدهر تشبه حسرتي؟ … وهل مثل خسري في الحياة ثرى خسرا؟ وهل فرصة كالعمر ضيعتها سدى؟ … وهل ثروة كالوقت قد ذهبت هدرا؟ وليس كتوفيق الإله موجه … خطاي إلى ما يعصم العقل والفكرا فلا تخلي يا رب منه فطالما … هداني بليلي حين كان لي الفجرا

إلى الله أشكو

إلى الله أشكو إلى الله أشكو ما تقاسيه أمتي … وما هي فيه من هموم وأحزان فذا عالم قد باع بالفلس دينه … وذا حاكم من غير عدل وإحسان وهل طائر دون الجناحين طائر … وهل هو يعلو دون ما طيران؟ جناحا المعالي عالم متحرر … وحاكم عدل عاش غير أناني فإن لم يكونا فالحياة شقية … يذوق بها الإنسان كل هوان وإن وجدا عشنا حياة سعيدة … نحل من العلياء كل مكان فيا رب عجل للأنام بعالم … يسير بهم نحو العلا بأمان تحلى بحسن الخلق والدين والحجى … حريص على خير الورى متفان وسدد ولي الأمر في كل خطوة … لنيل أمانينا بغير توان وليس يرى في الدين خصما مناوئا … يتابع أهلوه كل مكان له سند من عالم متحرر … بصير بأمر الدين غير جبان يوجهه فيما به نشر دينه … وينصحه في رقة وحنان ويوقظه من جهله وغروره … ويحميه من جور ومن زوغان فإن يجتمع هذا لأمتنا تفز … بعزة سلطان ورفعة شان

رباه!

رباه! رباه أمرك نافذ ومطاع … قاد السفينة في الخضم رعاع والمسلمون وأنت مولاهم لقد … حادوا عن النهج القويم فضاعوا والحزن ساور كل أهل عقيدة … مذ ساءت الأحوال والأوضاع والناس إلا قلة معدودة … أسرتهم الشهوات والأطماع والحر قد أمسى بلا حرية … مثل السوائم يشترى ويباع لا تصلح الدنيا بلا دين ولا … داع يحض على الهدى فيطاع كنا الأئمة للشعوب إذا بنا … بين الشعوب جميعها أتباع يا قادة الإسلام لا تتواكلوا … وجب الفدى وتأكد الإسراع ودعوا الخلاف فما فشا في أمة … إلا وعم أسى وحل ضياع والاتحاد هو الدواء ولم يكن … بالمستحيل لو اختفت أطماع إنا بنو بلد توحد أهله … ليست به فرق ولا أوزاع فعلام هذا الخلف يستشري فلا … يتعاون الرؤساء والأتباع

في محكمة الأمن

في محكمة الأمن نحن في "محكمة الأمن" حضرنا … ولما تصدره فينا انتظرنا ذنبنا أنا بما يجدي أمرنا … وعلى ما ناب من خطب صبرنا وبما يحيي معالينا جهرنا … وعلى ما يعجز الناس قدرنا وبهذا الدين كم باغ قهرنا … وجيوش قد هزمنا ودحرنا وعلى كل العراقيل انتصرنا … وإذا نحن بذا الخير اشتهرنا وبنينا كل مجد ونشرنا … وإليه قد دعونا وأشرنا رب: إنا كم حمينا وأجرنا … فأجرنا فبك الله استجرنا ولنعماك حمدنا وشكرنا بعد الخروج من السجن قد خرجنا من قبرنا وبعثنا … وسجون الأحرار مثل القبور هل نرى - يا ترى- الذي قد فقدنا … ويذوق الفؤاد طعم السرور؟ أم نلاقي ما قد لقيناه في السجن … من الهم والأسى والشرور غير أني أرى الحياة كسجن … فيه يحيا الطليق كالمأسور وإذن نحن بين سجن وسجن … في شقاء المقيد المقهور يا لبؤس الإنسان يخدع بالدنيا … وما هي غير إفك وزور إنها مثل ما حكى الله في محكم … تنزيله "متاع الغرور"

ما أشبه الليلة بالبارحة!

ما أشبه الليلة بالبارحة! قد خرجنا من سجننا غيرأنا … لم نذق بعد نعمة الحريه أينما نتجه نجد وجه شرطي … يراقب خطواتنا بحميه فمتى نستريح رباه من رؤية … وجه للشرطة السريه؟ لم يكن ذنبنا سوى أننا ندعو … لبعث للأمة العبقريه وننادي كل الشعوب بإخلاص … لإيجاد ثورة خلقيه فانعمي أيها الحكومات بالا … ليس فيما ندعو إليه أذيه ليس من همنا أنقلاب ولا حكم … فإنا ذوو نفوس أبيه سراح أطلق الشاعر من محبسه … ليرى وجه الربيع الباسم بعد أن عاش زمانا لا يرى … غير وجه للجدار القاتم إن دفن الحي لم يبق سوى … في نظام المستبد الظالم غير أن الله يحمي حزبه … من أذى كل ظلوم حاكم يبغض العلم وكم أرشده … رجل العلم لرأي حازم وأولوا الحكم ضعاف إن أبوا … في القضايا أخذ رأي العالم

بين السياسة والوطنية

بين السياسة والوطنية

الحاكم إمام المسلمين

الحاكم إمام المسلمين حاكم المسلمين يدعى إماما … كيف عادى إمامنا الإسلاما؟ وتوارى عن شعبه وتعالى … وتعدى حدوده وتعامى فاستحل الحرام وهو إمام … وإذا بالحرام ليس حراما وإذا قام عالم ونهاه … عن تعدي الحدود "يلق أثاما فيضاعف له العذاب" ويلقى … في ثرى سجنه يعاني السقاما وتطول به الإقامة في السجن … كجان وقد يذوق الحماما كابن تيمية الذي مات في السجن … بلا موجب وكان إماما رب قيض للدين صاحب دين … كابن عبد العزيز يرعى الذماما ويرى المسلمون عزتهم عادت … به والتقي يلقى احتراما إن حكام عصرنا مذ تولوا … عزلوا عن حياتنا الإسلاما كيف نرجوهم لدين جفوه … واستمدوا من غيره الأحكاما؟

انتخاب الرئيس

انتخاب الرئيس انتخاب الرئيس شيء عظيم … فالرئيس هو الصديق الحميم وهوالمرشد الأمين لخير الشعب … والوالد العطوف الرحيم غير أن انتخاب من هو كفء … هوعبء على الشعوب جسيم إنه أعظم الأمانة إذ فيه … الهناء أو الشقاء المقيم والكرام بكل أرض ولكن … ليس يدري الكرام إلا الكريم واختيار الأكفاء من غير أكفاء … به الاختيار لا يستقيم وبلادي -والحمد لله- فيها … من كرام الأكفاء قدر صميم رب فاهد لمن رضينا لحكم الشعب … أنت الهادي وأنت الحكيم

أين السلام؟

أين السلام؟ يا "ابن عبد السلام " أين السلام؟ … والسلام أساسه الإسلام ذهب الأمن والسلام ولم تصلح … شعوب لنا ولا حكام هل تطيب الحياة إن ذهب الأمن … ولم يبق في الحياة سلام؟ هل تطيب الحياة عطل فيها … من تعاليم ديننا الأحكام؟ وفشا الجور واختفى العدل واجتاح … الشباب تفرق وانقسام وتوارى الإخاء والحب والود … وضاع الحياء والاحتشام ولمحنا الفوضى تدب وكاد … اليأس يغشى الحمى وضج الأنام يا "ابن عبد السلام" هل من علاج … لبلاد حاقت بها الأسقام؟ إن أرضا قد أنجبتك لتدعوك … إلى حسم دائها. والسلام

يا لسخف الحياة!

يا لسخف الحياة! يا لسخف الحياة ساد اليهود … كيف للعرب بعدهم أن يسودوا لم يعد للأسود قدر إذا ما … ولي الأمر في الحياة القرود! عاش أجدادنا أسودا ألا نهلك … حزنا إن أنكرتنا الجدود؟ قد ذللنا - يا رب- من بعد عز … هل إلى عزنا قريب نعود؟ يا رسول الإله يا رحمة للخلق … يا من به استنار الوجود قومك اليوم سامهم كل ضيم … لم تعد راية لهم أو جنود قوم موسى وقوم عيسى غزوهم … وسبوهم والحارسون رقود وفلسطين لم تذق لذة الغمض … ولم يسترح بنوها الصيد قد قصوا في جهادهم نصف قرن … والرزايا في كل يوم تزيد والحكومات يشهدون ولكن دون … جدوى ولومهم لا يفيد إن ذكراك لم تعد حافزا مذ … أثقلتهم سلاسل وقيود! غير أن الإسلام أهل لنصر الله … إذ بسناه يحيى الوجود ويعم الهدى وينتشر العدل … وترفع للإسلام بنود

قم أيها المسلم!

قم أيها المسلم! قم أنر درب العلا للسائرين … وأعد عهد الهداة المهتدين لم ير العالم عهدا صالحا … مثل عهد الخلفاء الراشدين كيف أخليت الحمى من حارس؟ … كيف قد أطمعت فيك المعتدين؟ كيف يرضى المؤمنون المتقون … بسلوك الكافرين الفاسقين؟ أنت لم تخلق لتحيا خاضعا … لسوى الخالق رب العالمين أنت لم توجد لتبقى رازحا … تحت نير الجائرين الظالمين أمة الإسلام تدعوك إلى … وحدة تجمع شمل المسلمين ورسول الله يدعوك إلى … نهضة شاملة دنيا ودينا والملمات التي حاقت بنا … كيف لا توقظ منا النائمين؟ والخلافات وما أفظعها … أخذت تفتك كالداء الدفين أيها الذائد عن دين الهدى … يا سليل الفاتحين الأولين إن عارا تاريخيا مخجالا … حل بالأمة قد أندى الجبين أن يرى "القدس" أسيرا صاغرا … في يدي صهيون ذا طرف حزين وفلسطين تعاني جرحها … وحدها تشكوك بالدمع السخين

قم أعد دورك في دنيا العلا … فالورى حادوا عن الحق المبين و"دساتيرهم" قد أفلست … وتوارى زيفها منذ سنين وإذا العالم محتاج إلى … منقذ يرقب دور المسلمين لم يعد لنقذه من دائه … غير ما جاء به طه الأمين إنه دين علا دين حجى … إنه دين هدى للعالمين أنت مسؤول عن الدين الذي … لم يزل يرسف في قيد مهين قد تداعى الشرق والغرب على … حربه وهو هدى للحائرين وذووه ما نجا من ظلمهم … أي ظلم مثل ظلم الأقربين؟

خير الأمم

خير الأمم هذه الأمة خير الأمم … وهو حكم الله في نتزيله منذ أن أوجدها من عدم … وحباه المجد في تفضيله ** كيف كانت كيف صارت لا تسل … وانظر الواقع فهو الشاهد بينما هي جهاد لا يمل … إذ بها اليوم رماد خامد ** واكتفت في سيرها أن تقتدي … بالألى كانوا بها مسترشدين ويحها، ما بالها لا تهتدي … بتراث الخلفاء الراشدين؟ ** يوم كانت دولة متحده … تطلع الشمس عليها وتغيب وهي في نشر الهدى مجتهده … تتحدى الضعف في عزم عجيب ** وإذا الدولة صارت دولا … بعضها يقتل بعضا كالعداى همها السلطة لا تأسى على … ما أضاعت من معاليها سدى **

ما لهم حرية إذ أصبحوا … أعبدا "للروس" أو "أمريكا" والذين استعمروا لن يفلحوا … مثل عصفور يلاقي شركا! ** فارعنا- اللهم- واجمع شملنا … وابعث النخوه في ولاتنا فالألى كانوا تولوا قبلنا … هم بناة المجد في أمتنا ** فإذا رام الهدى ولاتنا … سلكوا النهج الذي قد سلكوا ولتسر في إثرهم خطواتنا … ندرك المجد الذي قد أدركوا ** أمتي كوني بدنياك قويه … إنما الضعف طريق للفناء أمة القرآن لم تخلق شقيه … فأقيمي للعلا أقوى بناء

أين الاستقلال؟ أين الاستقلال أين ارتحلا! … أين ذاك الحلم أين انتقلا؟ أين حكم الله في الأرض التي … سجدت لله مذ دهر خلاض؟ قد بذلنا الجهد لكن لم نذق … ثمر الجهد فماذا حصلا؟ انتظرنا ثلث قرن عبثا … ضيع الجهد الذي قد بذلا! نحن قد ثرنا لنبني مجدنا … نحن قد ثرنا لنجني الأملا وسئمنا كل حكم جائر … فطلبنا حكم عدل قد خلا! كيف لا يعدل حكم من أخ … إن يكن بالأخ ظلم نزلا! فتردى الوضع فالدين غدا … عند جل الناس كما مهملا والألى كانوا إلى الله دعوا … أعرضوا عنه وضلوا السبلا كل حكم غيرحكم الله لا … يأمل الناس به أن يعدلا إن الاستقلال أغلى فرصة … فلنكن أهلا لتشييد العلا ليس الاستقلال رقصا ماجنا … أو غناء فاحشا مبتذلا! يا شبابا عربيا مسلما … ابق للشعب المفدى معقلا ابق رمزا ابق عنوانا على … أمة تعشق تشييد العلا ابق للإسلام حصنا وحمى … واغد للعدل المرجى موئلا

استقلال بدون استقرار

استقلال بدون استقرار إذا لم يك استقرارنا متحققا+ فغاية الاستقلال لم تتحقق ومن أين الاستقرار والظلم حاكم … يخرب ما شدنا معا غير مشفق؟ ويحتقر الدين الحنيف ويعتدي … عليه ويرمي بالأذى كل متق ومهدرة حرية الرأي بيننا … فإن يدع ذو علم إلى الدين يشنق فأصبح دين الله خصما يدينه … أخو سلطة في حكمه لم يوفق لقد ضاع الاستقلال منا ولم يعد … به ديننا الأسمى فماذا الذي بقي؟ ومن ضاع منه دينه وبلاده … ولم يك ذا رأي فذلكم الشقي!

الراعي والرعية

الراعي والرعية إذا الراعي غدا ذئبا … فمن ذا يحفظ الغنما؟ وصارالناس ليس لهم … رعاة تحفظ الذمما لذا قد عمت الفوضى … وحبل وئامنا انصرما وهل تصلح للناس … حياة أسها انهدما صلاح الناس بالدين … الذي يؤويهم القمما ويجعل منهم حصنا … يصون الخلق والقيما وإن تركوا بلا دين … أضاعوا العرض والشمما وصار نهارهم ليلا … وصار وجودهم عدما وهل نحن بغيرالدين … صرنا نفضل الأمما؟

الداعيه

الداعيه ألا إن أفضلنا الداعيه … بما اختار من رتبة عاليه وهل مثل مرتبة الأنبياء … والرسل مرتبة ثانية؟ تصدوا لإعلاء مجد السماء … فكانت مساعيهم بانيه وعاشوا يداوون مرضى النفوس … فكانت علاجاتهم شافية ولم يغفوا أن يبثوا الحماس … لكي يوقظوا الهمم الغافيه! وإن الشقاء سقام النفوس … وإن السعادة في العافية وكم واجهوا من صعاب ومن … عذاب ومن محن قاسيه ولم يثنهم ذاك عن سعيهم … لكي يدركوا الغاية السامية فأعظم به شرفا لم يتح … سوى للرسول أو الداعيه

فتنة السياسة

فتنة السياسة فرقتنا سياسة الأعداء … ففقدنا أخوه الأصدقاء وغدا بعضنا لبعض عدوا … يا لها من سياسة خرقاء إننا كلما قفونا خطى الأعداء … تهنا في فتنة عمياء انتخاباتنا وبال علينا … وأنتما آتنا طريق شقاء إنما الحزم أن نخالف ما سن … العدو فذاك حبل الرجاء خالفوا المشركين قال رسول … الله وهو جدير بالإصغاء وهي أسمى سياسة إن سلكناها … نجونا بها من الأخطاء أين منها سياسة سنها … الغرب فتلك سياسة الأهواء إنما نحن أمة صاغها الإسلام … عنوان عزة وإباء إن تسر خلفها الشعوب لكي … تجلو دجاها تعش حياة ضياء

تحت الضغط الاستعماري

تحت الضغط الاستعماري أثناء بحثي بين أوراقي المبعثرة عثرت على قطعة شعرية كنت نظمتها تحت تأثيرالحكم الاستعماري الغاشم، وهي هذه: نحن لا نشتكي ولا نتكلم … نحن في الناس أمة تتألم ذبحوها لكنها لم تمت كي … لا يموت العذاب فيها فترحم نحن لسنا أحيا ولسنا بموتى … نحن نحيا حياة أهل جهنم حكمونا بغير ما أنزل الله … وهل في الأحكام من ذاك أظلم؟ إنه الكفر، إنه المسخ، بل ما … قد بلينا بما أشد وأعظم فلماذا هذا السكوت؟ أما للمرء … نطق؟ أم أنه صار أبكم؟ فلنثر ثورة الأسود على الظلم … فتغدو صروحه تتحطم وإذا نحن قد رضينا بحكم الظلم … فالخير أن نموت ونعدم

رابطة الدعوة الإسلامية

رابطة الدعوة الإسلامية برابطة الدعاة يطل عيد … أمتنا ستبلغ ما تريد ويخرس كل باغ مستبد … ويقتل خصمها الحزن الشديد فرابطة الدعاة بشير عهد … يعود لنا به المجد التليد ويكمل ما بدأنا من بناء … ودولتنا بوحدنتا تعود فوحدتنا وقد عادت سيدنو … بعودتها لنا الأمل البعيد بموقفنا الموحد سوف نمضي … على النهح القويم فلا نحيد بموقفنا الموحد سوف نجني … ثمارا لا تزول ولا تبيد فيا شعب الجزائر ته فخارا … فخظك في الورى الحظ السعيد فواصل ما بدأت بلا توان … وخلد ما بناه لك الجدود فإن تفعل فإنك سوف تحظى … بما ترجو وعقباك الخلود فذكرك قد سرى في كل ناد … وصيتك في الورى الصيت البعيد فلا تيأس وثق بالنصر وابشر … فإنك سوف تبلغ ما تريد فإنك نسل من شادوا وسادوا … وإنك مثلما سادوا تسود قد اتحد الدعاة فلا نكوص … عن الأمر المقرر أو محيد

وهذا المولد النبوي بشرى … بأنا مثلما كنا نعود! ألا أيها الداعون فامضوا … لمسعاكم فمسعاكم حميد وإن يصدر من الباغين سوء … فنصحهم هو الرأي السديد فليس كمنهج الإقناع داع … إلى أن يذعن الخصم العنيد وإن لم يجد فيهم أي نصح … فإن الصخر يقطعه الحديد و"جبهتنا" الفتية سوف تمضي … إلى الهدف الموحد لا تحيد ترافق أمتها في كل درب … تناوئ من يناوئ أو يكيد فقل للجاحدين ألا أفيقوا … فليس يفيدكم هذا الجحود وقل للقاعدين ألا فقوموا … فليس يفيدكم هذا القعود وقل للجامدين متى تهبوا … وإلى متى هذا الجمود وقل للحاكمين لقد نهضنا … ووحدت المواقف والجهود ألا فلتعلم الدنيا جميعا … بأنا أمة ليست تبيد

أمة طه

أمة طه نحن، من نحن؟ نحن أمة طه … مجدنا ما انتهى ولن يتناهى نحن عند الإله خير بني الدنيا … جميعا دينا وخلقا وجاها قد رضينا بالله ربا فلم نخضع … لغير الإله منا الجباه نحن أهل الإيمان لا نرهب الكفر … ولا من بكفره يتباهى قد ملكنا جميع ما تسع الدنيا … عنت أرضها لنا وسماها نحن سدنا على الورى كيف عدنا … للورا، أتذل أمة طه؟ كيف نام من أيفظ الناس من نوم … وضل من قد هداهم وتاها فتعالي- يا أمتي- ننشرالضوء … فهذ الحياة عم دجاها وتعالي نوقظ بنيها من النوم … فهذ الحياة طال كراها ولتعودي فالجاهلية عادت … فجأة بضلالها وعماها واغرسي القيم التي تتثمر الإيثار … والحب، واتركي ما عداها يا سليل الأمجاد يا طارد الأعداء … من أرضه وحامي حماها عد كما كنت هاديا أمما ضلت … سبيل الهدى تقود خطاها ولتسرداعيا بني هذه الدنيا … جميعا كي يطيعوا الله

إنهم قد عصوا فحل بهم ما … قد جنوا وتحملواعقباها يا شباب الإسلام يا معقد الآمال … يا قوة تخيف عداها وحد الصف لا تخض أبدا حربا … بلا وحدة تدسك رحاها والجهاد هو السبيل إلى النصر … ونيل المنى وطيب جناها أنت للمكرمات خير أداة … يا شباب الإسلام يا جند طه

بين القرآن والسلطان

بين القرآن والسلطان من وحي قول عثمان بنا عفان رضي الله عنه: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ما أحوج القرآن للسلطان … لو آمن السلطان بالقرآن كيما يطبق حكمه بنفوذه … وبذا تكون سعادة الإنسان فبغير قرآن وسلطان معا … ينهار ما يعلو من البنيان ويعيش أبناء البسيطة مثلما … تقضي حياة فصائل الحيوان ويصير للفوضى وجود شامل … في كل متجه وكل مكن الناس بالقرآن والسلطان في … عز وفي أمن وفي اطمئنان والملك- إن ترك الملوك الحكم … بالقرآن- غير موطد الأركان الحكم حكم الله جل جلاله … لكن ينفذه ذوو السلطان والحكم من غير الكتاب تحكم … يفضي إلى الخسران والحرمان والمسلمون شقوا بنبذ كتابهم … والعز كل العز في القرآن! لم ننفع من جهلنا بتراثنا … وكذا السفيه يبوء بالخسران الماء مبذول ويقتلنا الظمأ … والماء يطفئ غلة الظمآن يا ويحنا لم ننتفع بعقولنا … والعقل أصل هداية الإنسان يا ويحنا إنا اتهمنا ديننا … وكتابنا بالزور والبهتان أنحمل القرآن كل نقيصة … والله برأه من النقصان ونحيد عن منهاجه بسلوكنا … لا نستحي بالذنب والعصيان

الله لم ينسخه تكريما لنا … وزيادة في الفضل والإحسان لكن نسخناه بسوء سلوكنا … وعدولنا عن نهجه الرباني إنا جهلنا قدر نعمته فلم … نتلقها بالشكر والإذعان الجهل أكبر دائنا فلننسلخ … من دائنا بالعلم والعرفان لو أن من وثبوا إلى الحكم دروا … ماذا أتوا وجنوا على الأوطان فدعوا إلى ما فيه خير بلادهم … بالحكم بالإسلام أعظم بان وبنوا على آدابه وأصوله … تربية الفتيات والفتيان ورموا بهاتيك القوانين التي … جاءوا بها في لجة النسيان لتحول الوضع السفيه وهيمنت … في كل أرض دولة الإيمان لكن طغيان الملوك أبى لهم … أن يذعنوا للحق والبرهان ورأوا نفوسهم أحق ألوهة … وعبادة من مبدع الأكوان وزعيمهم فرعون لم يخجل بما … نادى به في غابر الأزمان حين ادعى كذبا وزورا أنه … رب العباد وما له من ثان فطواه موج البحر ثم رمى به … والبحر يلفظ جيفة الإنسان يا للغرور يكون ربا وهو … يفنيه الردى والرب ليس بفان لم يشك دين الله ذا جرم مدى … التاريخ ما يشكو ذوو التيجان هوأصل كل بلية حلت بنا … يا ليتنا نبقى بلا سلطان!!

اغتيال "ضياء الحق"

اغتيال "ضياء الحق" أيخبو "اضياءالحق" والكون مظلم … بكل أخي حكم يجور ويظلم وهل كضياء الحق يجلو دياجيا … يضل بها الساري فينجو ويسلم وإن ضياء الحق أقسم أنه … بغير هدى إسلامه ليس يحكم وإن ضياء الحق قد عاش داعيا … لدين به تسمو النفوس وتعظم ويا طالما كانت به العرب سادة … وعاشت زمانا بالسعادة تنعم فأردت "ضياء الحق" أيد أثيمة … ترى الخير في أن لا يرى النور مسلم ولكن أمر الله في الناس غالب … بأن ينصر الإسلام والكفر يهزم ألا يا "ضياء الحق" كنت علامة … لعهد يسود الحق فيه ويكرم وتخرس أفواه الطغاة وتختفي … عروش وما قد شاده الظلم يهدم وإنا بغيرالعدل لا نحكم الورى … وإنا بغير الحق لا نتكلم ألا يا ضياء الحق مجدك خالد … وذكرك سيار وفقدك معقم فنم مطمئنا في الخلود منعما … فأنت شهيد الشهيد منعم شرفت بدين قد حوى المجد كله … له تبذل الدنيا ويسترخص الدم فمن ذاد عنه فاز بالمجد كله … ومن حاد عنه فهو لا شك يندم

محنة لبنان

محنة لبنان لبنان يا بلد الجبال الشم يا دنيا الخيال يا مهبطا للوحي والإلهام يا مهد الجمال يا نبع "جبران" الذي أوحى له السحر الحلال يا وحي "ميخائيل" رمز العبقري من الرجال يا أرض "إيليا" التي قد أثمرت أشهى الغلال إني ليحزنني -وحقك- ما أمضك من نكال وأراك قد حملت ما لا يستطاع له احتمال وأراك موشكة لزوال وأنت في أوج الكمال قامت قيامتك التي رجت لوقعتها الجبال الطائفية بين أهلك كانت الداء العضال

داء تحاشاه العلاج ولم يفد فيه احتيال لبنان يا دنيا المكاتب والمطابع والرجال في وحدة الصف النجاة من التلاشي والزوال اصمد صمود جبالك الشم وخذ منها المثال لبنان ليس يزول إن زواله موت الجبال لبنان معجزة الجمال فلن يزول ولن يزال لبنان تبقى آية لله تشهد بالجبال

لبنان والطائفية

لبنان والطائفية الطائفية داء لا دواء له … وهل هناك دليل مثل لبنان؟ وأي داء كداء الخلف إن له … إنذار عاصفة أو هول بركان؟ إذ دمر الخلف ما شادت مواهبه … بنار حرب لها انساق الشقيقان لبنان موطن أديان وحيث ترى … تفريق دين ترى تفريق أوطان سعادة الناس في تشريع خالقهم … ومن شقاوتهم تشريع سلطان وشارع الدين للإنسان خالقه … والكفر تشريع إنسان لإنسان وديننا دين توحيد ومحنتنا … أنا ابتلينا بتعديد لأديان لبنان جرحك جرح العرب قاطبة … وجرح كل أخي دين وإيمان وإن جرحك جرح لا اندمال له … إلا بتوحيد إيمان وإخوان ولا سبيل إلى التوحيد إلا على … دين أتانا بتوحيد وقرآن وهو الذي سمي الإسلام وانتشرت … به الهداية في سر وإعلان وأصبح الناس عبادا لخالقهم … ولم يعودوا به عباد أوثان

نكبة "الكويت"

نكبة "الكويت" ما الذي كان وماذا قد جنيت يا "كويت"؟ أنسيت الله إذ أعطاك مالا فاغتنيت؟ أنسيت النار لم تشعر بها حتى اكتويت؟ أنسيت الجائع العريان مما قد حويت؟ أنسيت العدل والإحسان؟ ماذا قد أتيت؟ أضللت الآن عن نهج الهدى؟ هلا هتديت؟ هذه الدنيا غرور في غرور لو دريت!!! سوف تمضي بعد أن تترك ما كنت اقتنيت عد إلى الله وتب في الحال يا شعب الكويت وسيمحو الله بالتوبة ما كنت جنيت!! وترى الفرحة بعد الحزن حلت كل بيت! والذي مات شهيدا هو حي غير ميت

الغارة الحاقدة

الغارة الحاقدة غارة "واشنطن" على ليبيا … بدافع الطغيان والكبرياء وقتلت فلذاتنا الأبرياء … إذا خبا شعاع وحدتنا نعش أبد الدهر أشقياء ... الدم في "إيران" لما يزل … والقتل في "بغداد" سخط نزل والخطب في "لبنان" خطب جلل … والجرح في "الصحراء" لم يندمل ... فالخلف قد ضاعف أدواءنا … هذا الذي جرأ أعداءنا فلتجمع الآلام أهواءنا … ولنتبع في الحرب آباءنا فإنهم كانوا لنا قدوة … والحب قد كان لهم عدة ... والصبر قد كان لهم قوة … والدين قد كان لهم عصمة أبناء بحر العرب لا تأمنوا … غدر بني الروم ولا تجبنوا لا تهنوا اليوم ولا تحزنوا … فأنتم الأعلون إن تؤمنوا

جهاد "أفغانستان"

جهاد "أفغانستان" صدق الجهاد وخالص الإيمان … عادا لنا في ثورة "الأفغان" ما كل من خاض المعارك صادق … ولو أنه من أعظم الشجعان إن الجهاد الحق ثورة مؤمن … قد عاف عيش مذلة وهوان سجنا غدت هذ الحياة وشانها … ما شاع من ظلم ومن عدوان منذ انطوى علم الجهاد سعى إلى … حكم الشعوب مغامر وأناني إن الجهاد يذود كل مسلم … من غير أهليه عن الأوطان من قال: إني مسلم فليجتهد … في أن يميت الوحش في الإنسان فلقد تمرد واستبد به الهوى … فغوى وصار مطية الشيطان فلنطرح هذا التواني ولنسر … في موكب الثوار في "الأفغان" ولنبذل الأموال والأرواح في … تأييد إخوتنا بكل تفان إن التعاون كان سر نجاحنا … في دولة الإنصاف والإحسان فإذا أردنا فوزنا فلنتحد … متعاونين تعاون البنيان يا ثائر "الأفغان" ذكرك خالد … أحييت ذكر مجاهد رباني اتبع "جمال الدين" في إقدامه … كالليث لم يرضخ لذي سلطان فغدا مثالا للجهاد وللفدى … متحديا للظلم والطغيان يسعى لتحرير البلاد لأنه … يسعى لعودة دولة القرآن

جرح فلسطين

جرح فلسطين لله جرحك يا فلسطين … قد مزق القلب منه سكين جرج مضى دهر ولم يندمل … ولا رثاء أجدى ولا تأبين والعرب هل ماتوا فلا غيرة … قد بقيت فيهم ولا دين؟ ما كان للعرب أن يموتوا فما … زال لهم عز ولا تمكين لولا هم لم تبق ماثلة … حضارة شعت وتمدين قد أشرقت مننهم شموس هدى … وبهم قد امتلأت ميادين لكن أذلتهم ملذاتهم … والمال والجاه والسلاطين واليوم هم في يد أعدائهم … مستضعفون عزل مساكين هانوا وكانوا سادة للورى … ذلوا فقلوا وهم ملايين صاروا بغاثا لا يحس بهم … وهم نسور وشواهين أيستهان بهم كأنهم … أضعف شعب وهم به براكين؟ لكنما الأسد دائما أسد … فلتحن أرؤسها الثعابين والأدعياء يلقون مصرعهم … إلى متى تخدع العناوين؟ ألست مسرى طه ومعراجه … ومدفن الرسل يا فلسطين؟ لا تيأسي سوف تنصرين ويعتز … بنوك الغر الميامين وليخز أعداؤك اليهود فلن … يفلح أعداؤك الملاعين ما في الوجود مثل اليهود أذى … وسوء خلق إلا الشياطين

جهاد فلسطين!

جهاد فلسطين! فلسطين جرحك جرح الكرامه … وجرح الكرامة يأبى التآمه ألم يكف هذا الجهاد الطويل؟ … فهل يوم نصرك يوم القيامة؟ متى تظفرين بنيل المنى؟ … متى تنعمين بطيب الإقامه؟ متى تطهرالأرض من رجسها؟ … فرجس اليهود يفوق القمامه فلسطين لا تأمني واحذري … عديمي المروءة والاستقامه ولا تثقي بمواعيدهم … فكم جر موعدهم من ندامه ولا تخدعي بابتسامتهم … فكم خدع الناس بالابتسامه كما يخدع الغر لين الأفاعي … وفي ذلك اللين يلقى حمامه فهم سلموك لحكم اليهود … فصرت لصهيون دار إقامة ألا إن دنيا يسود بها … أراذالها لا تساوي قلامه وهل كاليهود أخس طباعا؟ … وهل كاليهود أشد لامه؟ فلسطين صبرا فلم يبق من … يصون حماك ويرعى ذمامه سوى شعبك المتحدي الصعاب … مثال الإباء ورمز الشهامة فلسطين سوف يجيء الصباح … ويدبر ليل سئمت ظلامه ويثمر هذا الكفاح الطويل … سلاما طويلا يكون ختامه ويلتئم الشمل بعد الشتات … فكم بت تنتظرين التآمه لقد عشت رمز الكفاح المجيد … إلى أن بلغت مقام الزعامه

متى يا فلسطين؟

متى يا فلسطين؟ يا فلسطين متى يبرأ جرحك … خبرينى ومتى يطلع صبحك؟ ومتى يجلو السنى هذا الدجى … ومتى يا ليل يطوي الكشح جنحك؟ يا فلسطين لقد جل الأسى … نفد الصبر وما ينفد برحك جرحك الدامي سيبقى سبة … للألى ما همهم كالنفس جرحك هم لعمري إخوة لكنهم … لم يكن منهم سوى الأقوال منحك فاصمدي وحدك للخطب ولا … تهلكي حزنا فلن يهدم صرحك إن إسرائيل لن تبقى ولا … بد من يوم به يظهر نجحك وإذا ما ذلك اليوم أتى … لا يكن منك لمن قصر صفحك يا مثال الصبر يا رمز الفدى … أن ذبح الدين والأخلاق ذبحك اليهود! الحرب ما بين اليهود وبيننا … هي سبة للمسلمين جميعا عشنا أعز الناس ثم أذلنا … من عاش ذلا كالحمام فظيعا ذل اليهود وأي ذل مثله … ذل به يذوي الإباء صريعا فإذا تمادى بالشعوب فإنه … سم يموت به الشعور سريعا وإذن فنحن أذل خلق الله إذ … فقنا اليهود مذلة وخضوعا أو لا فكيف أذلنا من دوننا … عددا فيحصدنا اليهود جموعا؟ يا رب عاقبنا بكل مصيبة … عظمى فلن تجد الجميع جزوعا إلا اليهود فلن نطيق بلاءهم … إن اليهود هم البلاء جميعا

بين العراق وإيران

بين العراق وإيران بين العراق وبين إيران … شبت بهذا العصر ناران نار العداوة وهي محرقة … ما شاع من فضل وإحسان وهي التي قد شبت النار التي … تأتي وعلى الإنسان والبنيان نار تدمر كل شيء ثابت … وتدك ما شادت يد الإنسان أين الذي شرع الإله وسنه … للناس من عدل ومن إيمان؟ النار نار الله تحرق من عصى … أحكامه وانقاد للشيطان في ذلك اليوم الذي - لا غيره- … يدعى بيوم الربح والخسران يوم به الأعمال توضع كلها … ما جل أو ما دق في الميزان ما للعباد وللعداء أما دروا … بأخوة الإنسان للإنسان؟ ولم استباج المؤمنون قتال من … كانوا -يقينا- إخوه الإيمان؟ أتكون بين مجاهد ومجاهد … حرب يخوض غمارها الأخوان؟ وبها يباد المؤمنون بغير ما … جرم ويشهر موتهم ببيان بل إننا لنتيه فخرا عندما … يتكاثر القتلى من الإخوان فنقول: ألفا قد قتلنا في العراق … وقد تكون الألف في إيران لا فرق فالقتلى جميعا إخوة … والأمر فيما بيننا سيان!! لا خير في حرب تثار حمية … فالخاسرون بها هم الطرفان والمسلمون جميعهبم قد شاركوا … بسكوتهم في الإثم والعدوان رباه إنا قد أسأنا كلنا … فتولنا بالعفو والغفران

"أمريكا" و"روسيا"

"أمريكا" و"روسيا" "أمريكا" و"روسيا" اقتسما الأرض … فشطر لذا وشطر لذاك لهما أصبح البرايا رعايا … لا يطيق الجميع منهم فكاكا وأشاعا الخلاف بين البرايا … واستحال الخلاف حربا دراكا والضعيف وقودها خلضعا كرها … ليجلو عدوه السفاكا والقوي يستعمر الخلق لا يحولو … له غير أن يكون كذاكا كيف للاخ أن يريد لإخوان … له شقوة لهم وهلاكا؟ كيف يا مدعي الحضارة ترضى … أن يعم الأنام ظلما أذاكا؟ وترى أنك السعيد إذا أشقيت … كل الورى، فما أغباكا! لو عقلت لما رضيت بخير … لا يعم الأنام أين حجاكا؟ رب كيف لم ينفع الناس عقل … وهو يهدي لأنه من سناكا؟ رب إن الهدى هداك فمن عاش … شقيا حرمته من هداكا

بلادي الحبيبة!

بلادي الحبيبة! يا بلادي التي أحب وأهوى … وأصوغ فيها الروائع نشوى وأباهي بمجدها وأناجي … بعلاها الأشم أروع نجوى كم لقيت من المعادين ظلما … ولقيت من المحبين شجوا!! فالبيوت غدت مثابة حزن … والسجون غدت لأهليك مأوى لم تكوني أذنبت لكن إيمانك … جر على محبيك بلوى إن يطل بك ما تعانين من بلوى … فإني بالحزن أفنى وأذوى ليس لي منك يا بلادي بديل … ليس لي في سوى مغانيك مثوى سوف أبني علاك -ما عشت-حتى … تصبحي في البلاد جنة "مأوى" ربنا إننا أسأنا وأخطأنا … وإنا تبنا فصفحا وعفوا وأعد صفوفا الذي كان إنا … لم نذق مذ تلبد الجو صفوا هذه الصحوة التي كم تشوقنا … إليها لم تترك الجو صحوا وأضعنا استقلالنا وهدمنا … ما بنينا مذ أصبح الجد لهوا يا عروس الشمال يا جنة الدنيا … ومأوى لكل مجد ومثوى دمت مهدا للمكرمات وأفقا … للجمال وللكمالات مهوى لا يهلك المصاب إن سنا الفجر … سيمحو غياب الليل محوا وكذا المعدن النفيس إذا ما … دخل النار زاد حسنا وصفوا والعدو الذي يحارب دين الحق … يصلى نار الجحيم فيشوى والبناء الذي يقوم على الظلم … سيهوي والحق يسمو ويقوى

بلدي الجميل

بلدي الجميل بلدي الذي قد عشت تحت سمائه … ونعمت فيه بمائه وهوائه وقضيت فيه شبيبتي وكهولتي … وشغفت فيه بحسنه وبهائه إني سأحرسه وأحمي أرضه … وسأبذل الغالي لأجل فدائه وأذود عنه الطامعين وكل من … يشري سعادة نفسه بشقائه ويسوؤني أني أراه مسخرا … لمسخر لسواه من أبنائه!! كم مدع كذبا وزورا حبه … وعداؤه أربى على أعدائه يسعى ليقبر مجده وتراثه!! … ويشين سمعته بسخف غبائه يعنى بحسن ثيابه وبشعره … وبعقد ربطته ولمع حذائه وبدينه لا يعتني ولو أنه … يؤذى النبي وآله بإزائه والخمر والفحشاء في جيرانه … والكفر والإلحاد في أبنائه وتراه يهدم بيته ليعيش في … بيت الذي يسعى الهدم بنائه شخصية الإنسان سر وجوده … وبدونها ينهار من عليائه إن المقلد عاش عبدا بل قضى … أيامه ميتا بمحض رضائه رضي الفناء لنفسه ولو أنه … لم ينتبه أو يعترف بفنائه بلد الجزائر أنت أجمل بقعة … غنى عليها الشعر خير غنائه في كل شبر منك وقفة شاعر … جادت له بالسحر من إيحائه

أرضي الحبيبة

وبكل منعطف رفات مجاهد … لقي الردى "والمجد ملء ردائه" لقنت الاستعمار درسا خالدا … وحكمت باستئصاله وفنائه واليوم فاحذر أن يعود فربما … عاد العدو مع القطيع التائه ينجو القطيع إذا حماه رعاته … ويضيع إن نامت عيون رعائه أرضي الحبيبة أرضي يا منبت العلا … لله كم أنت تألمين غرقت بالأمس في الدما … واليوم في البؤس تغرقين أين الكفاح وما جنى … جهاد سبع من السنين؟ هل أثمر الأمن والمنى … وبهجة الأهل والبنين؟ أم أثمر الهم والعناء … وضاع ما كنت تأملين؟ يا أرض أجدادي الألى … سادوا الأنام دنيا ودين وحملوا مشعل الهدى … والرشد للناس أجمعين تفديك نفسي من الردى … ماذا البكاء وذا الأنين؟ ستظفرين رغم العدى … بما أردت ستظفرين ما دام مطمحك العلا … لا تيأسي سوف تبلغين

اتحد!!!

اتحد!!! اتحد فالنجاح في الاتحاد … يا شباب الفدى ونشء الجهاد إننا أمة اتحاد به سدنا … وعدنا على جميع العباد اتحدنا رأيا وفكرا وخلقا … واتحاد الشعوب أقوى عتاد وإذا نحن قوة تتحدى … كل ذي قوة وذي استبداد ما دهانا حتى أصبنا بخلف … عاث فينا كمنجل الحصاد؟ غيرأنا لم يخب فينا سنا القوة … إنا كالنار تحت الرماد فلنعد لاتحادنا مثلما كنا … يعد ما لنا من الأمجاد ولنعد للإخاء والحب رفافا … وصدق الولا وصفو الوداد يا شباب الإسلام يا جند طه … يا كريم الآباء والأجداد أتنام عيناك والبلد الطيب … يشكو تسلط الأوغاد؟ كيف ترضى انتشار هذ المخازي؟ … كيف تغفو عن كل هذا الفساد؟ يا شباب الإسلام يا زارع الإحسان … والفضل في الربى والوهاد في الصحاري وفي الحواضر في البر … وفي البحر في جميع البلاد في أراضي كسرى وقيصر والأحباش … واصل مسيرة الأمجاد ادع للخير للفضيلة للعدل … لنشرالسلام للاتحاد يا شباب الإسلام حسبك أن تدعى … شباب الإسلام رغم العوادي

أين أخوة الإسلام؟

يا شباب الجهاد في أحلك الأيام … جاء الصباح قم للجهاد ربنا يا ميسر الخير يا هادي … العباد لشقوة أو رشاد!! نحن نهفو وأنت تعفو ولا نخجل … من ذي الإيجاد والإمداد مزقت شملنا الأنانية الحمقاء … فاستحوذت علينا الأعادي وغزانا حب الظهور فكل … الوقت نقضيه في الحديث المعاد فاجمع الشمل وافضح الزيف … واستأصل فئات النفاق والإلحاد!! وانصر المسلمين واخذل أعاديهم … ليسمو نجم الهدى في البلاد أين أخوة الإسلام؟ أيقتل مسلم عمدا أخاه … بكل قساوة القلب الحقود لشبر من تراب؟ قد مسخنا … قرودا، بل أحط من القرود وتوقد نار حرب كل يوم … يزج بها بآلاف الجنود ويهدم ما تعالى من بناء … ويهدر ما تعاظم من جهود وتقطع كل آصرة لقربى … فنمعن في التحجر والجمود فأين أخوة الإسلام منا … وحفظ للمبادئ والعهود؟ أترخص أمة الإسلام حتى … ثكون أقل شيء في الوجود؟

تقاتل المسلمين

تقاتل المسلمين أأقتل إخوإني وما اقترفوا ذنبا؟ … ولا ذنب مثل القتل ما أعظم الخطبا! تفشى وباء القتل في عصرنا الذي … دعوه بعصر النور، تبا لهم تبا فإنا بهذا القتل صرنا لحالة … من الكفر والعصيان سودت القلبا أقطعة أرض بين جارين أصبحت … مثار خلاف بيننا تشعل الحربا؟ وما بين بغداد وإيران شاهد … بأنا تخلفنا ولم نلحق الركبا وماذا الذي نجنيه بعد اقتالنا … إذا نحن أفنينا الأقارب والصحبا؟ تعالوا لنحي لا لنقتل إننا … دعينا إلى الإحياء فلنلزم الدربا

أطفال الجزائر في انتفاضة الجزائر

أطفال الجزائر في انتفاضة الجزائر أتباهى بأنني ابن الجزائر!! … إنها نسبة العلا والمفاخر تربة تنبت البطولات والمجد … كما تنبت الرياض الأزاهر يتبارى أطفالها للمعالي … لا يبالون بالردى والمخاطر يتحدون كل هول ويسعون … إلى الموت كالليوث الكواسر كالسيول المزمجرات وكالإعصار … كالموج كالسيوف البواتر وكذا الطفل في الجزائر … جندي شجاع يهابه كل جائر يقذف الرعب في القلوب بما … يقذفه من حجارة كالخناجر!! والجزائر آية الله في الكون … تحدى أبناؤها كل فاجر سوف يلقي سلاحه كل باغ … وسيلقى جزاءه كل غادر وسيدري من ليس يدري بأن … الله في ملكه قوي قاهر فاذكرالعهد أيها الجند واحفظ … ما ائتمنت فأنت جند الجزائر

نحن!

نحن! نحن شعب إلى المعالي نهضنا … واندفعنا نهدي الشعوب الحيارى ثم من بعدما ارتقينا هوينا … ووقعنا لدى العدو أسارى إذ أسأنا سلوكنا وانحرفنا … وعدلنا عن الطريق جهارا وارتمينا نسير في كل درب … في محاكاة غيرنا نتبارى ونسينا أنا التدين هدينا … من حكينا لو قد بقينا غيارى يا لسخف العقول كيف ارتضينا … دون عذر تقليدنا للنصارى؟ والنصارى أعداؤنا منذ كانوا … قاتلونا وحاربونا مرارا حشدوا كل ما لديهم من الجند … وساقوه جحفلا جرارا مثلما جندوا الضغائن والأحقاد … واستعملوا الصليب شعارا ثم باءوا بكل خزي وخسر واثنوا موقرين ذلا وعارا وانثنى المسلمون بالسؤدد الباقي … على الدهر عزة وانتصارا تلك كانت ثمار إيمانهم في … كل حرب وقد كفتهم فخارا وثمار الإيمان أعمال بر … وبها ذكرهم تعالى انتشارا غير أنا من بعدهم قد تقاعسنا … وساءت أعمالنا آثارا

فجنى الأولون سبقا ومجدا … وجنينا تخلفا وبوارا! فلنتب ولنعد إلى الله فالنهج … القويم لنا أطال انتظارا وإذا لم نعد سريعا فإنا … قد رضينا بأن نموت انتحارا إننا خير أمة كيف نرضى … أن نزول من الحياة اختيارا؟

أفانين

أفانين

ثروات كثيرة

ثروات كثيرة ثروات كثيرة قد حبانا … من حبانا حياتنا وحمانا ثروة الدين والعقيدة والصحة … والعقل والهدى والبيانا ثروه المال ثروه الخلق والخلق … السوي وكل لك كانا ثم إنا عباده ثم … إنا خلفاء له على دنيانا ثم إنا نحيا حياتين دنيانا … حياة ومثلها أخرانا كيف نعصي الإله هذا الذي أجزل … هذا الجميل والإحسانا؟ رب إنا ندعوك أتمم علينا … كل ما قد أوليتنا غفرانا كي نرى الفضل كله لك- يارب - … فزدنا تفضلا وامتنانا

النسيان رحمة

النسيان رحمة جعلت لنا النسيان- يارب- رحمة … فلولا يد النسيان حطمنا اليأس لأنا نلاقي في الحياة نوائبا … شدادا ولا عون لدينا ولا بأس على أن للنسيان تأثيره الذي … يداوي ويأسو كالطبيب الذي يأسو وإنا لفي عصر تفاقم شره … ويوشك يوما أن يفيض به الكأس به قد أصيب الرأس لا الجسم بالأذى … وماذا يفيد الجسم إن مرض الرأس؟

ضعف العقول

ضعف العقول يا لضعف العقول والأفهام … ولأسرى الشكوك والأوهام أمل فوق ما نعيش ونبقى … وحياة تمر كالأحلام!! نطمئن إلى الحياة ومحكوم … على الكائنات بالإعدام أي عقل هذا الذي ليس يجدي … أهله في مزلة الأقدام؟ أي عقل هذا الذي أهله يحيون … مسخدمين كالأنعام؟ ما حياه الذي يعيش بلا عقل … ولا يستضيء بالإسلام؟ إن من عاش دون عقل ودين … لم يكن عاش عمره في سلام إنما عاش في شقاء وبؤس … واضطراب وفتنة وخصام

في الناس ...

في الناس ... في الناس ذو عقل وتجربة … فهو أخو نفع وتوجيه تحتاجه الأمة في عسرها … يخرجها من ظلمة التيه وفيهم من لم يكن عنده … علم ولا رأي يزكيه فهو على أمته عالة … يضعفها الضعف الذي فيه وفيهم ذو ثروة همه … أن يبني المجد ويحميه يجعل من ثروته سلما … يرقى به نحو أمانيه وفيهم ذو سلطة عادل … في شعبه يحمي معاليه وفيهم ذو جرأة ناصح … نيل الأماني في مباديه وفيهم ذو أدب شاعر … يذكر الشعب بماضيه وفيهم الداعي إلى دينه … تنشر الأضواء من فيه فاحرصن على أن لا تني باذلا … ما ينشر الضوء ويبقيه لا خير في من لا رصيد له … في الخير كل بين أهليه

أتغضب؟

أتغضب؟ أتغضب؟ يا للعجب … وماذا يفيد الغضب؟ كأن الذي قد جرى … بلا حكمة أو سبب ألا فانس ما قد جرى … وخذ في الذي قد وجب كن ثابتا حازما … لتحظى بنيل الأرب ولا تك عبدا الهوى … فتحرم أغلى النسب لأنك عبد الإله … العظيم الرفيع الحسب وهل نسب مثله؟ … يحصله من طلب؟ أتغضب؟ كم غاضب … جفاه الذي قد أحب وكم غاضب لم ينل … من السعي غيرالتعب ولو لم يطع حمقه … لما فاته ما طلب أتغضب مما عرى؟ … ومن ذا الذي لم يصب؟ وهل لك من حيلة … تقيك الأذى والعطب؟ وليس الذي قد جرى … بمنجيك منه الهرب وهل أنت ملك لربك … أم أنت ملك الغضب؟

تكبرت!

تكبرت! تكبرت هل فكرت فيم تكبرت … أأنت جدير بالذي فيه فكرتا؟؟ ألم تدر أن الكبر لله وحده؟ … وأنت ضعيف الحول كيف تجبرتا؟ ومن أي شيء قد خلقت؟ ألم تكن … خلقت من الماء المهين وصورتا؟ أتكذب؟ إن الكبر أعظم كذبة … لأنك قد أشركت حين تكبرتا وكيف رضيت الشرك وهو كبيرة؟ … كيف ضللت النهج كيف تحيرتا؟؟ وأعطيت عقلا كيف عطلت نفعه؟ … وأعطيت تدبيرا فهلا تدبرتا؟ ألا فتواضع واترك الكبر إنه … لربك لو فكرت شيئا وقدرتا يا مرائي يا مرائي لم يأت شيئا من الأشياء … إلا بدافع من رياء لم يكن مخلصا بقول ولا فعل … فلم ينتفع بفضل الذكاء إذا غدا؟ سعيه كرماد … بعثرته الرياح عبر الفضاء نسي الخالق الذي كان سواه … ووفاه حظه في العطاء شغلته أطماعه عن سواه … وهواه عن سائر الأهواء

الحسود!

وإذا ما تشابهت هذه الأخلاق … كان الرياء كالكبرياء يتعالى كلاهما يبتغي الشهرة … بين الرياء والخيلاء خلقان تباريا في اقتناص المجد … دون جدارة أو حياء لا تكلني-ربي- لنفسي، فنفسي … عذبتني بكثرة الأسواء واحمني من شرور كل مراء … يتزيى بأخدع الأزياء الحسود! ليس أغبى من الحسود ولا … أضعف عقلا ولا أقل حياء هو لا يستحي من الله إذ لم … يرض منه لخلقه إعطاء إنه باعتراضه يتحدى الله … لم يخش سخطه والجزاء والبخيل أقل شرا وإن كانا … جميعا لم يحسنا وأساءا غير أن الحسود شح بما لم … يك يحويه خسة رعناء وأحق الجميع بالفضل من يؤثر … بالفضل كالغمام سخاء وتراه لا يقرب السوء مهما … فسد الناس عزة وإباء

الإسراف

الإسراف يسرف الناس في الكلام ولا … يدرون أن الكلام جسر الخصام مثلما يسرفون في النوم والنوم … عدو الحياة صنو الحمام وكما يسرفون في اللهو والمزخ … وفي الحب والعداء العقام ذاك داء الإسراف في كل شيء … وهو داء قد عم بين الأنام غير أنا من أكثر الناس إسرافا … خلافا لمنهج الإسلام البخل والجبن البخل والجبن لا أرضاهما أبدا … لمؤمن فهما في اللؤم صنوان والمؤمنون أجل الخلق شيمتهم … أن يهجروا شر ما يعزى لإنسان فالبخل يمنع فعل الخير صاحبه … والجبن يمنع قول الحق سيان خلقان شرهما لم يحكمه خلق … ولم يضارعهما في اللؤم خلقان والناس همهم بخل وجبن فلم … يعنوا بحق ولم يسعوا لإحسان إلا القليل، وهل يغني القليل إذا … ما قد وجدنا لتعمير وبنيان

الأنانية والحرص

الأنانية والحرص أنانية الأنسان أضل شقائه … وشدة حرص المرء أصل بلائه من الحرص يأتي كل داء ومن يكن … حريصا فما من مطمع في شفائه متى ما يرى ما لا تمنى امتلاكه … وشمر يسعى جاهدا لاحتوائه وما حسد الإنسان إلا لحرصه … ولا شح إلا خاضعا لندائه ولا قتل النفس الحرام سوى به … كما مات قابيل قتيلا بدائه وما سرقت كف ولا خان خائن … ولا نشبت حرب سوى بحدائه ومن جنة الفردوس اهبط آدم … بحرص منه قد ذاق طعم شقائه فلا داء مثل الحرص صير نجمنا … برغم السنا لا نهتدي بضيائه فيا رب إن الحرص قد شل خطونا … إليك فخلص خطونا من رشائه دعوناك- ربي- فاستجب لدعائنا … فلا رأي للمضطر غير دعائه

إهدار العقل

إهدار العقل شغف الناس بالحياة التي تفنى … ولم تعنهم حياة الخلود وهو شيء مناقض لسمو العقل … وهو محكم في الوجود كيف يحيا هذا التناقض أم كيف … سنحيا في ظله المنكود كيف يختار عاقل ظلمة الليل … البهيم على الصباح الجديد هل يفوز الإنسان من غير حظ … من ضياء بطيب عيش رغيد؟ إنما العمل كالضياء الذي يهدي … خطى الركب في ظلام البيد إنما العقل قائد كيف أضحى … "باتباع الأهواء" شر مقود؟ يا لبؤس الإنسان يحسب حرا … وهو "يحيا مكبلا بالقيود! يا أخا العقل إن تسر بهدى العقل … تجد ما تريد غير بعيد! وإذا لم يقدك عقلك لم تبلغ … مناك وعشت عيش الطريد ليس كالعقل نعمة- لا تكن أبله- … يا خير كائن في الوجود واستشر عقلك الذي هو مصباحك … في ظلمة الليالي السود

ثقل النصح على الناس

ثقل النصح على الناس لا يبغض الناس شيئا مثل نصحهم … والنصح أعظم ما يهدى إلى الناس وليس يبغض ما فيه سعادته … إلا امرؤ غير ذي عقل وإحساس يا ناصح الناس إن الناس أكثرهم … أعداء من نصحوا فاصبر على الباس كم ناصح رام إنهاضا لأمته … لم يجز إلا بإخماد لأنفاس ومن غدا الغش للأوطان ديدنه … نجا وأصبح محمولا على الراس وإنما الدين نصح مثمر أدبا … من صدق حب وإيثار وإيناس

الفكر كنز

الفكر كنز أعطيت كنزا فلم تقدر مزاياه … وليس كالفكر في أسنى هداياه وأنت بالفكر مخلوق له خطر … يسمو على كل مخلوق بدنياه على روائعه شيدت حضارتنا … والفن من نبعه قامت زواياه في السلم والحرب لم تنضب موارده … منذ القديم ولم تنفد عطاياه لكنما الفكر لم يستغن عن مدد … من السماء ليهديه ويرعاه لأن للفكر طغيانا سيحمله … يوما على هدم ما شادته يمناه لا بد للفكر من دين يذكره … بالله- إن رام غيرالخير- يخشاه وليس يصلح من قد صيغ من حمإ … سوى ضميرعن الفحشاء ينهاه

حسن الخلق

حسن الخلق أبيت على هم وأصبح في هم … فمن هو أولى منك يا دهر بالذم؟ وكل بلاء أصله الظلم في الورى … ومن ذا الذي في الناس ينجو من الظلم؟ فكم من صديق غرني بابتسامه … وما هو إلا الشهد يمزج بالسم وما قيمة الدنيا بغير صداقة … تخفف ما نلقى من الهم والغم وليس كحسن الخلق كنز ومن يعش … على حسن خلق ليس يخشى من العدم ومنذ أضعنا خلقنا ضاع سلمنا … فليس لنا في حربنا اليوم من سلم وليس كمثل الظلم للحرب معلنا … وليس يعيد السلم كالصفح والحلم الصبر! ثبت الله أرضنا بالجبال … وقلوب الرجال بالاحتمال قوة الصبر أشبهت قوة الطود … بدنيا الهموم والأوجال تتحدى الإنسان في هذه الدنيا … ضروب الأسى كسود الليالي فيلاقي جيوشها بتحد … صامد دونه صمود الجبال فإذا مات فالمصاب جليل … وإذا عاش عاش للأهوال

الصدق

عاش كي يشهد الأحبة صرعى … في ذهول وحيرة وخبال يا لهذا الإنسان ماذا يلاقي … من بلاء لا ينتهي ووبال فكأن الإنسان جاء ليشقى … ثم يفنى ويختفي كالخيال الصدق بلغني أنني ذكرت عند بعض الاصد قاء في جملة أسماء فقال: "هو أصدقهم، ومن أجل ذلك فهو سيتعب كثيرا" فقلت: يكلفني صدقي متاعب جمة … فأحملها حرصا على ميزة الصدق لأني رأيت الصدق قل وجوده … لدى الناس حتى صار كالغل في العنق وهل ثم خلق مثله فأريده … شعارا به أسمو لدى الله والخلق؟ ولو عم هذا الخلق في الناس لانبروا … إلى الخير، كل يبتغي قصب السبق وقد كان خير الخلق في الصدق قدوة … لذلك يدعى "الصادق" الصادق الخلق ولو أن خلق الصدق يلبس صورة … تميزه كانت له صورة الحق وفائدة الصدق الجميل عظيمة … تضارعه في النفع فائدة الودق فكن صادقا مهما لقيت من الأذى … ولو أن خلق الصدق قادك للشنق

الصدق والنفاق

الصدق والنفاق قيل لي: إن صدقك في مجتمع خسر- في جملة ما خسر- مزية الصدق سيتعبك جدا، فنطمت الأبيات التالية: نعم: إن صدقي سوف يتعبني جدا … ولكن بغير الصدق لا أبتني المجدا فإني بغير الصدق أخلف موعدي … وإني بغير الصدق لا أحفظ العهدا وأزداد مقتا من قريبي وصاحبي … ومن خالقي سخطا وعن غايتي بعدا أيطلب مني أن كون منافقا … وأصبح كذابا وأغدو مرتدا؟ لماذا؟ أأختار الضلال على الهدى؟ … لأربح دينارا به أخسر الحمدا وما كنت أرجو الحمد للحمد ذاته … ولكن لأن الصدق يمنحني الجدا بل الجد هو الصدق في الأمر كله … فمن يتحر الصدق يبلغ به القصدا وأكثر أخلاق الرجال حبائل … لصيد رخيص لا يكلفهم جهدا وما كنت أرضى أن أبيع كرامتي … مقابل شيء يجلب المقت والحقدا سأبقى- ولو لم يصدق الناس- صادقا … وإن لم أنل منهم ثناء ولا ودا

في غيبة الصدق

في غيبة الصدق في غيبة الصدق ضاع الجد والشرف … إذ ضيع الخلف ما قد شيد السلف كانت منازلنا في المجد شامخة … ونحن في وحدة والشمل مؤتلف الشرع قائدنا والخلق رائدنا … والخلف منصرم والهم منصرف كل لكل أخ يرعى مودته … ولم يصب مجدنا هدم ولا تلف

حياة بلا دين

حياة بلا دين حياة بلا دين حياة حقيرة … تصرفها الأهواء والشهوات كما كان أهل الجاهلية في عمى … وجهل به قد عمت الظلمات وهل نحن من بعد اطراح لديننا … سوى صور ليست بهن حياة؟ وأي حياة للذي لم يكن له … نظام حياة؟ إنها لممات!! وإنا نعيش اليوم في جاهلية … مثقفة عمت بها النكبات تجادل في مكر لتأييد باطل … ودحض لحق أكدته ثقات فهل عقل هذا العصر يولد كافرا … يحارب من للحائرين هداة؟ ويمعن في وضع العراقيل ضدهم … ولكن، لتشريع الإله حماة فيا معرضا عن نهج ربك جاهلا … متى تنجلي عن عقلك الغمرات؟ إذا لم تعد قبل الفوات إلى الهدى … فقد عشت عمرا كله هفوات

الدين النصيحة

الدين النصيحة علام يغش الناس بعضهم بعضا … وقد جعل الله تناصحهم فرضا بل الدين هوالنصح إذ ليس مثله … يصح دواء للأصحاء والمرضى إذا لم يكن نصح محا الغش كل ما … بنى الله لم يترك سماء ولا أرضا ومن عجب أن يبغض الناس نصحهم … أنانية لم تحفظ الدين والعرضا فيا رب أيقظ في النفوس رشادها … ليرضى الألى أوجدتهم بالذي ترضى التقوى ساء ذوقي وساء رأيي لما … ساء فعلي فلم يعد لي وزن أي أضعت نفسي بسوء سلوكي … فليطل بالذي أساء الحزن إن هذ الحياة- والله- بحر … والسلوك الحميد فيها السفن والسلوك الحميد غرسة إيمان … فحيث الإيمان حيث الأمن والسبيل لكل خير هو التقوى … فغير التقوى ضياع وغبن

وصية

وصية سرب من الطالبات … يدعو لخير الفتاة قد جاء طلب … مني وصية للبنات يقول لي في حياء … وحيطة وأناة نرجوك تقديم نصح … لنا ومنح وصاة فقلت: كن مثالا … للنسوة الصالحات وابقين رغم العوادي … على المدى مسلمات فليس في الناس خلق … يفوق خلق الثبات بدونه لا يذوق … الإنسان طعم الحياة ولا يتم بناء … للمجد والمكرمات وبالتذبذب ضاعت … جهود أقوى البناة فإن وعيتن نصحي … تكن خير البنات

حياة ودنيا!

حياة ودنيا! حياة تمر مرور السحاب … وميل إلى الغي لا ينتهي ودنيا تغر غرور السراب … وعمل أسير بما يشتهي ... وحرص يطول ولا يقصر … وعمر يسير ولا يرجع وموت يطوف ولا يفتر … وجهد يضير ولا ينفع ... ومن ملك المال لا ينفق … ومن خلق الخلق لا يعبد ومن ولي الأمر لا يشفق … ومن وهب الرزق لا يحمد ... ومن يدع للخير يلق الهوان … وفوضى تعيش بغير حدود ومن يدع للشر يعطى الأمإن … ودعوى نظام بغير وجود ... أهذ حياة- ترى- أم منون؟ … فيا رب عفوك عما أقول وهل نحن في سكرة أم جنون؟ … فإنا نعيش بغير عقول

دنيا النفاق

دنيا النفاق أ"رضوان"1 ما دنيا النفاق لنا مأوى … فهل في غد نأوي إلى جنة المأوى لقينا بها ما ساءنا وأمضنا … فهل نحن نلقى في غد كل مال نهوى أرضوان فلنلجأ إلى الله ولنقل: … ألا فاحمنا يا كاشف الضر والبلوى دعوناك فارحم ضعفنا وتولنا … ولا تخزنا يا عالم السر والنجوى وخلص دعاة الحق من قبضة العدا … وقد خطونا ونهج بنا منهج التقوى تفاوت أترضى بأني لا أمر بفيكا … وأني قد أفنيت عمري فيكا؟ ومالي فكر في سواك وليس لي … بقلبي فراغ يقتضيه شريكا وإني على التوحيد في الحب لم أزل … وإني من المكروه عشت أقيكا فعاملتني عكس الذي قد عملته … ولم أك لو فكرت غير أخيكا سأبقى- وإن لم تبق- للود حافظا … وأرعى حقوقا للهوى وأفيكا

ضيعة الآمال

ضيعة الآمال سلبني اللصوص كيس نقودي الذي كان يحتوي مبلغا ضخما، فرج رجاء -ابني الوحيد- رجة عنيفة، فأنشأت هذه الأبيات: "أرجاء" ضاعت من يدي كل آمالي … فلست أبالي بالذي ضاع من مالي وأعظم ما ضيعت صحبي ومن يعش … بغير صحاب لم يعش ناعم البال وهل ذاق طعم العيش من عاش وحده … بعيدا عن الأصحاب في المهمه الخالي؟ على أننى وإن خان صحبي لم أخن … صحابي وإن يسلوا فما أنا بالسالي وتسمية الأنسان تشعر أنها … لتحقيق معنى الأنس بالصحب والآل "أرجاء" إن المال ليس بنافع … إذا كان في أيدي شحاح وجهال "أرجاء" ليس المال إلا وسيلة … لتشييد أمجاد وتحقيق آمال ولكن هذا المال قد صار آفة … لتدمير أوطان وتمزيق أوصال فلا كانت الأموال إن لم تكن … سوى قيود بأعناق الرجال وأغلال

معيار

معيار مرضت فصح ود الناس عندي … وكنت أظن ودهم نفاقا وأضحى ملتقى صحبي سريرى … وأضحى الاختلاف لنا اتفاقا فزاد بعلتي للناس ودي … وقلبي زاد بالحب ائتلاقا وإيماني تضاعف بامتحاني … وسوق معارفي زادت نفاقا كأن القلب من تبر فيصفو … ويشرق كلما زاد احتراقا هل لهذا البلاء حد؟ "أرضوان" هل هذا البلاء له حد؟ … فما زال يقوى كالحريق ويمتد إذا قلت: حان السلم، فالسلم لم يحن … وإن قلت: زال الكرب، فالكرب يشتد وقد كان لي صبر أفيء لظله … فلم يبق لي صبر ولم يبق لي جهد كم لي من الإخوان من كان عهده … وثيقا فأمسى وهو ليس له عهد ولكنني أبقيت لي منهم أخا … وإن لم يدم من واحد لهم ود "ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى … عدوا له ما من صداقته بد"!

الأصنام!

الأصنام! لا تظنوا عهد العبادة للأصنام … ولى فلم تعذ أصنام إنما قد تطورت فإذا أصنامنا … اليوم مرأة وغلام وإذا المال صار يعبد … والناس ركع من حوله وقيام وكذاك الوظيف والمنصب العالي … وجاه يهفو إليه الأنام بعدما عاش أكثر الناس … والأصنام فيهم حجارة ورجام أيعيش الإنسان عبدا لأصنام … فأين العقول والأفهام؟ أنعم الله بالعقول على الناس … فنعم الإفضال والإنعام وحباهم من وحيه ما ينمي … فيهم العقل وهو شرع يقام فاستهانوا بالعقل والشرع لم … ينفعهم العقل لا ولا الإسلام رب إن الهدى هداك فلولاك … ضاع الهدى وضل الأنام

بين المنى والمنايا

بين المنى والمنايا المنايا تحول دون الأماني … يا لدنيا ليست بدار أمان بينما نحن في لذيذ من العيش … وفي غفلة من الحدثان إذ بنا نفقد العزيز علينا … فنعاني من حزننا ما نعاني ليس من موتنا مفر ولو عشنا … طويلا فالكل لا بد فان ألف عام قد عاش نوح ولكن … مات فالموت غاية الإنسان وعسى أن يكون في الموت والخوف … من الموت يقظة الوسنان غير أن الإنسان في غفلة لم … يصح منها يعيش كالسكران والغريب في الأمر غفلة من سوف … يموت كغفلة الحيوان ولضعف الإيمان آثاره فيما … شكونا من فتنة الشيطان وقوي الإيمان ليس عليه … من شرور الشيطان من سلطان ياقوي الإيمان لا تخش من شيء … إذا ما اعتصمت بالإيمان وألذ الأشياء في هذه الدنيا … جميعا قراءة القرآن!! وألذ اللذات دنيا وأخرى … ما وعدنا من رؤية الديان فلنعش عمرنا مطيعين لله … بصدق في السر والإعلان ولنواظب على التلاوة للقرآن … نحظ بالعفو والغفران ونفز بأعز ما يطلب المؤمن … من ربه بخير مكان بشهود للحق في حضرة القدس … أجل مراتب الإحسان

صحتي ثروتي

صحتي ثروتي صحتي ثروتي التي عشت … لا أذكر فأصبحت بالأدواء فذكرت الذي نسيت من … الصحة فالداء نافع كالدواء من يعش غير ذاكر نعمة … تعد يرم بفادح الأرزاء ليعود إلى الذي وهب الصحة … بالشكر دائما والثتاء يا أخا النعمة التي لم تكن … لها نعمة بلا استثناء نعمة الصحة التي إن عدمناها … نعش رهن شقوة وعناء اغتنم ما وهبت تظفر بما ترجوه … من صحة وطول بقاء

إن أردت

إن أردت إن أردت الربيع تلقاه في … كل زمان وفي جميع الفصول لا ربيعا يأتي زمانا ويمضي … مثل ضيف أو مثل طيف جميل فتلفت صوب الكتاب فما … فيه من الحسن ما له من مثيل وربيع الكتاب أبقى على الدهر … - إذا قيس- من ربيع الحقول ليس يعرو روض الكتاب ذبول … ورياض الربيع رهن الذبول هو دنيا الجمال والسحر فيه … لجميع المنى طريق الوصول وإذا ما أردت علما ففي … المصحف أصل المعقول والمنقول وإذا اشتقت أن ترى قدرة الله … فانظر صورة الكون تحظ بالمأمول إنما الكون آية الله خططتها … يداه، عليه سحانه أقوى دليل بل أرى الكون شاهدا على من أبدع … الكون لينفي به ارتياب العقول وإذا ما أردت خلا وفيا … ليس في صدق وده بدخيل ثابتا لا يحول فاستغن عن … مال لديه تفز بكل قبول وإذا ما أردت عرضا … من الذم سليما فلذ بصمت طويل وإذا ما أردت عيشا حميدا … مستقرا فلتعتصم بالخمول وإذا الحق ناله عسف جبار … فكن مثل صارم مسلول وكذا السيف يلزم الغمد في … السلم وينضى في كل خطب مهول لحقوق مهضومة ولعرض … مستباح ومبدإ مغلول

أيها الإنسان

أيها الإنسان أيها الإنسان ما أعجب أمرك … كيف لا تعرف عند الله قدرك؟ لم تزل في غفلة فاضحة؛ غفلة … الطفل الذي لم يك أدرك كيف لا تعرف ما أوتيحه … من مزاياك التي تسكن صدرك؟ أنت عن رب البرايا نائب … كيف لا تذكر من يعلن ذكرك؟ كيف تبقى عن سناه صابرا … تعس الصبر الذي يشبه صبرك لو نصرت الله في أحكامه … كنت قبل اليوم قد حققت نصرك أنت لو سرت على منهاجه كنت … قد سدت الذي قد ساد عصرك كانت الدنيا ظلاما لا ترى … أي نور قبل أن تبصر فجرك كيف خالفت التعاليم التي إن … تخالفها تكن أظهرت كفرك؟ وتبنيت التعاليم التي … عشت في باطلها تنفق عمرك هي خسر كيف لا ترفضه … كيف ترضى أيها المسلم خسرك؟ عد إلى الله تنل رضوانه … عد إليه قبل أن يهتك سترك عد إلى ربك يا نائبه … إن من أغضبته يملك أمرك

طول العمر

طول العمر نؤمل طول العمر دون تبصر … بآفات طول العمر في الجسم والعقل إذا لم يصح الجسم والعقل لم يكن … بدودنهما للعمر إن طال من فضل وكيف يعيش ابن الثمانين حجة … بجسم بلا ضعف وعقل بلا خبل؟ ولم يبق من أترابه أي صاحب … يؤانسه في بيأة الظلم والجهل يعيش ضعيف الجسم والفكر والحجى … ويحيا غريب الروح والصحب والأهل المثل الأعلى لنا مثل أعلى فهلا اتبعناه … فنلنا الذي كنا قديما طلبناه ولكن تمردنا ولم نتبع سوى … هوانا أفأردانا الهوى إذ أطعناه وكيف وقعنا في الضلال وعندنا … دليل ولكن الدليل عصيناه؟ ومن ذا الذي يعصي الدليل سوى … الذي أطاع على عدم هواه فأرداه فيا ربنا ارزقنا الهدى إنما الهدى … هدية من سوى الورى وهو الله وإنك مولى من أردت صلاحه … وقد خاب عبد لم تكن أنت مولاه

يراعي

يراعي ليراعي مكانة لا يساميها … لساني لأنها أبديه ما يقول اللسان يفني وما خط … اليراع حياته سرمديه وينوب عن اللسان إذا كان … رسولا إلى الجهات القصيه ويراعي هو اللسان الذي يبقى … إذا أدكت حياتي المنيه والحضارات كلها لم تكن ثبقى … بدون اليراع منها بقيه ولذا أقسم الإله به فاقتعد … المجد والسجايا السنية القلم لي لسانان فإن يصمت لسان … نطق الثاني بإعجاز البيان قلم يبني الحضارات التي … تتحدي بمبانيها الزمان قلم قد أقسم الله به … أحرز الفضل على كل لسان قلم سوف أغذيه دمي … فهو عن أسرار قلبي ترجمان يا إلهي لك حمدي كلما … أفصح الإثنان عما في الجنان

ستنقشع السحب

ستنقشع السحب ستنقشع السحب رغم العدى … ويظهر بعد الضلال الهدى ويندحر الظلم والظالمون … ويذهب ما بيتوه سدى فإنا جنود الإله الألى … بإصرارها تتحدى الردى ونحن شرعنا دروب العلا … ونحن ابتدعنا سبيل الفدى ونحن الذين بنا يحتمى … ونحن الذين بنا يفتدى وإن لشرع الإله الدوام … وحكم الطغاه قصير المدى ويجني الهداة مناهم ولا … ينال المنى من بغى واعتدى ستلين الأمور ستلين الأمور بعد اشتداد … وسيغشى طعم السرور فؤادي ذاك طبع الحياة تكدر حينا … ثم يأتي صفو الحياة العادي إذ عرفت الحياة بعد اختبار … فإذا كل حاله لنفاد بينما أهلها بأحسن حال … فاجأتهم بالسوء سود عواد وإذا بالسرور قد عاد حزنا … وإذا النور عاد ليل سواد وإذن أنا لا أضيق بشيء … هو فان في أقصر الآماد إنما ينبغي الرضى بقضاء الله … فهو الهدى وعين الرشاد

الجراد

الجراد أقمنا كل سوق للفساد … فهوجمنا بأسراب الجراد وإن من الجراد لشر جند … يصيب ذوي الشرور من العباد وإنا كالجراد أذى وشرا … كلانا قد أغار على البلاد إلهي لا تؤاخذنا فإنا … لنبرأ من فساد ذوي الفساد جار وفار الجار والفار عاثا في منازلنا … يا رب رحماك مط فأر ومن جار والفرق بينهما في الشر متضح … فالجار أعظم إضرارا من الفار الفار يأكل ما في الدار من سغب … والجار يهدم ما يبنى من الدار ورب جار قضيت العمر أطعمه … مودتي خان أوطاني وأوطاري حياتنا قد خلت من كل ذي ثقة … بعدا لها من حياة الخزي والعار

"ياسين" المسكين

"ياسين" المسكين يا لطفل أضاعه والداه … في طلاق لم يدركا عقباه لم يمت والده لكنه أمسى … يتيما يجتر طعم أساه إن حنت أمه عليه فضمه … لديها فقد أضاع أباه وإذا ما أبوه أمسكه لم … يلق أما ما مثلها يرعاه فهو في الحالتين لم ينتج من … يتم فيا لياسين ما أشقاه!

حجنا وحجاجنا

حجنا وحجاجنا "في هذا العصر" مما يلفت النظر بشكل واضح ومحير أن معظم حجاجنا يعودون بعد حجهم أشد إقبالا على الدنيا وأكثر تكالبا عليها بحيث لا يكادون يتصدقون على فقير أو يتورعون عن حرام مما أوحى إلي بهذه الأبيات: تحجون إلى البيت الحرام … ولا تتورعون عن الحرام وهل للحج من معنى إذا لم … نتب من بعده عن كل ذام؟ وإن الحج تطهير خطير … يدنسه القليل من الآثام وإن الذنب بعد التوب شر … من الذنب الذي قبل الفطام وكل عبادة لم تحي قلبا … أراها كالجهام من الغمام فيا حجاجنا انتفعوا بحج … به يرقى إلى أسمى مقام ولا تتهاونوا بفروض دين … به أدركتم أقصى مرام وذوبوا في عبادتكم خشوعا … تنالوا الأجر من رب الأنام وأكبر فرصة حج متاح … فأولوا حجكم كل اهتمام!! فما فرضت مكررة لشخص … وإن كانت تكرر كل عام

عودة الحجاج

عودة الحجاج أحجاج بيت الله لا تنقضوا العهدا … وإلا فلا ترجوا لزرعكم حصدا وإذا ما قصدتم أن تتوبوا بحجكم … فبالله يا حجاج لا تفسدوا القصدا أتبنون قصرا ثم ترضون هدمه … ومن ذا الذي يرضى لما قد بنى هدا؟ إذا عدتم من حجكم فلتحافظوا … على حجكم إن رمتم الخير والرشدا وكونوا مثال الجد والصدق تنجحوا … وإلا فقد ضيعتم الأجر والجهدا كيف وقد أحرمتم وسعيتم … وطفتم ولبيتم وجددتم العهدا ألا إن لب الدين تهذيب خلقنا … وإن كان سوء الخلق قد جاوز الحدا وإن كنتم أذنبتم قبل حجكم … فدون اقتراف الذنب فلتجعلوا سدا ودوموا على حمد الإله وشكره … فإن الذي أوتيتم يوجب الحمدا

عجز الطب

عجز الطب أعجز الطب كثزة الأدواء واختلاف الميول والأهواء في زمان تقدم الطب فيه … بكشوف على يد العلماء غير أن الأدواء زادت فلم … تكف جهود الأساة والخبراء يحضر الناس كل يوم ضروبا … من غذاء تربو على الإحصاء كيف يرجى لمالئ بطنه من … كل هذا الطعام طعم الشفاء؟ إن طعم الشفاء أطيب من كل … طعام إذ فيه طعم الهناء غير أن الذي قضى العمر عبدا … لهواه لم ينفع بالدواء وإذا قيل في الزمان الذي … نحيا زمان تقدم وارتقاء لم نعارض في أننا قد تقدمنا، … ولكن تقدما للوراء غير أنا نرجو السعادة والعصر … الذي نحن فيه عصر الشقاء قد تبارت فيه المذاهب في حرب … تسيل بها بحار الدماء ورياح البغضاء دبت إلى البيت … فصار الأبناء كالأعداء والذي زاد في شقاوة هذا … العصر ضعف اليفين والاهتداء مرض النفس جالب مرض الجسم … وضعف اليقين أصل الداء فتدارك باللطف يارب نفسا … لم تزل في شقاوة وبلاء

اجتماع النقيضين

اجتماع النقيضين نثور على الظلم إما ظلمنا … ولا ننكر الظلم إما ظلمنا وكيف اجتماع النقيضين حتى … قبلنا به وله قد حكمنا؟؟ أنانية ما رأينا لها … شبيها ولا مثلها قد علمنا وهل ننكر الظلم من غيرنا … ونقبله إن يك الظلم منا؟ ولا شيء كالظلم يقضي على … بناء المعالي الذي قد أقمنا ولا سيما من قريب حميم … نفر إليه إذا ما ظلمنا وهل يزرع الحقد بين القلوب … كالظلم لو أننا قد فهمنا؟ فبالظلم كم من شعوب أبدنا … وبالظلم كم من صروح هدمنا فيا رب إنا سئمنا الحياة … ولم لا؟ ومن شرها ما سلمنا؟ سئمنا حياة بلا راحة … وعفنا وجودا به قد سقمنا سقمنا بكون سقيم جديب … مزايا الكمال به قد عدمنا عدمنا العدالة فيه فما … بخير ولا بهدوء نعمنا قدمنا إليه صحاحا وصرنا … مراضا، فيا ليتنا ما قدمنا

ما هذا التلون؟

ما هذا التلون؟ علام تروم منقصتي علاما؟ … أحربا ما تحاول أم سلاما؟ وماذا من محاربتى ستجني … وكيف اخترت حربي والخصاما؟ ألم تك لي صديقا لا يسامى … ومشغوفا بحبي مستهاما؟؟ وكنت تزورني يوما فيوما … تبادلني الولاء والاحتراما فكيف عدلت عن خلق التصافي … كيف نقضت عهدي والذماما؟ وما هذا التلون أي خلق … به تغدو الحياة لنا حماما؟ فرص الحياة عجبا لنا! فرص تتاح لنا! … وتضاع منا دون فائدة لنا وأهمها هذ الحياة بطولها! … وتمر مسرعة ولا تبقى لنا وأهم من هذ الحياة شبابنا … هو زهرة العمر التي منحت لنا ونضيعه جهلا ونحسب أننا … نلنا به ما فيه تكريم لنا لله كم فرص أضعناها وكم … غصص جرعناها معاقبة لنا

وفي ظل البيت

وفي ظل البيت في ظلال البيوت تأوي السعادة … في سياج من التقى والعبادة قد أقام الإسلام بنيانها … بالعدل والحب والحيا والزهاده وتولى تسييرها رجل يعرف … فيها بقوة في الإراده غير أن البيوت صارت جحيما … مذ تولى النساء فيها القيادة كيف والله خص من دفعوا المهر … وزادت عقولهم بزياده؟ وهي أن يمنحوا القيادة للبيت … ويعطوا على الجميع السياده إن شعبا لم يرض لله حكما … لهو شعب يسير نحو الإباده لست أخشى لست أخشى إلا الذي يملك … الضر وفي يده حياتي وموتي ولذا فإذا أمرت بما فيه رضى … الله لست أخفض صوتي وإذا كان في يد الله رزقي … فهو آت بلا ضياع وفوت

ليلة ليلاء

ليلة ليلاء يا ليلة رج فيها الرعد والتمعت … فيها البروق وعم الذعر والفزع في كل ثانية للرعد دمدمة … وللبروق التماع ليس ينقطع متى نرى فيك ضوء الصبح فهو … لنا أنس فلسنا بنوم فيك ننتفع لا شيء كالأمن لكنا نعيش بلا … أمن وليس لنا في نيله طمع إذ ليس في هذه الدنيا سعادتنا … لكن نغر بدنيانا وننخدع عام مضى وأتى عام عام مضى وأتى عام ونحن على … ما يسخط الله من قول ومن عمل أما لنا عبرة فيما مضى فإذا … كنا زللنا فلا نمضي مع الزلل وإن نكن قد فعلنا ما يليق بنا … فنحن نمضي كما كنا على عجل

عتبت على نفسي

عتبت على نفسي عتبت على نفسي وإن لم يفد عتبي … لتوريطها إياي في حمأة الذنب وثقت بها من غير علم بشرها … ولم أدر أن الشر مسكنه قلبي ففالت: أليس الذنب دنبك والذي … يطيع هواه ليس ينجو من الكرب أطعت الهوى والعقل أولى بطاعة … ومن لم يقده العقل ضل عن الركب ففلت لها: أنت الهوى وأنا الذي … أطعتك مخدوعا فحدت عن الدرب ولكن مرد الأمر لله وحده … ييسر ما نلقى من المأزق الصعب فما زال يهدينا سوي سبيله … وما زال يحبونا المزيد من القرب

الشيطان!

الشيطان! ألا أيها الشيطان لا شر أعدائي … ولا طالبا ضري وجالب أدوائي ويا ساهرا ليل الشتاء بطوله … وقد نام حتى الليل والكوكب النائي ونامت جموع الطير في وكناتها … كما نام حتى الحوت في لجج الماء وأنت تقضي الليل لم تطعم الكرى … كأنك ذو داء ولست بذي داء تفكر فيما يجلب الشر للورى … وتبحث في شيء ترى فيه إيذائي ألا بئسما تختاره من وظيفة … أتسعد بالشيء الذي فيه إشقائي؟ جعلت شقاء الناس دأبا وعادة … وأول من أشقيت أول آبائي إذا كنت أشقيت العباد جميعهم … فإنك أشقى الخلق عند الألباء

يا دنيا

يا دنيا عرفتك اليوم يا دنيا التفاهات … يا مرتعا للمخازي والسخافات يا دار غم لأحرار الرجال ويا … مثوى شقاء لأرباب المروآت يا بؤرة للأسى والحزن يا شركا … فيه الحتوف لآمال وغايات يا مومسا لم تزل تغري بفتنتها … صرعى هواها ومهدا للغوايات لم يخل فيك كرام الناس من عنت … هجرتك اليوم يا دنيا المعاناة!! لو لم يكن فيك غير الموت يصرعنا … لكنت أجمع دار للشقاوات كم من رضيع بصدر الأم عاجله … حمامه بين غصات وأنات ومن كعاب كبدر التم طلعتها … في ليلة العرس زفت للمنيات ومن مريض يكاد السقم يسلمه … إلى الردى بين ساعات وساعات ومن سجين بلا ذنب ولا سبب … يقضي الحياة دفينا في دجنات أما الوفاء وأما الصدق فاحتجبا … وشاع غدر وزيف في الصداقات ولا وجود لإيثار ولا كرم … ولا إخاء يرجى في الملمات ولا ضمير ولا دين ولا خلق … عرفتك اليوم يا دنيا التفاهات

"دار الحديث" بتلمسان

"دار الحديث" بتلمسان هنا روح بان تطوف بنا … بنى للعلا فأجاد البنا هنا صوت داع يهيب بنا … من الخلد يدعو لوحدتنا هنا عالم طالما حثنا على كل ما فيه عزتنا لقد شاد دارا لأمته … بها كم قطفنا ثمار المنى لقد شاد "دار الحديث" التي … نتيه بها وتتيه بنا وهل في بناة العلا ماجد … كمثل "البشير" بأمتنا؟ وأهل "تلمسان" من مثلهم … يشيد العلا ويجيد البنا؟ فكانوا له خير عون على … مشاريعه الطيبات الجنى ولم أر كالعلم أس بناء … ونهج كمال ونبع سنا ولا "كالجزائر" أرض جهاد … ترى كل صعب به هينا فيا أمة قدوة في العلا … وعنوان مكرمة تقتنى ليهنك "دار الحديث" التي تمد شباب الحمى بالمنى مضى نصف قرن عليها ولم … تزل آية تتحدى الفنا فمن رام يبني صروح العلا … لأمته فليجئ ها هنا فأرض تلمسان أرض العلا … و"دار الحديث" منار السنا

ذكرى دار الحديث

ذكرى دار الحديث الحياة تبنى وتهدم والمجد … لبان لا هادم للبناء "والبشير" بنى فأعلا ولم يهدم … سرو الجهل فهو أخبث داء وإذا لم تصدق القول فانظر … لبناء مطاول للسماء!!! إن دار الحديث أقوى دليل … يتحدى معاول الأعداء ليس كالعلم في الحياة بناء … ليس تفنيه عاديات الفناء والحديث خير العلوم مع القرآن … فليخرسن كل ادعاء أمتي أمة المكارم لا أمة … رقص مستفحش وغناء يا بلادي يا منبت العز والفخر … مثوى الأجداد والآباء وعرين الأسود مذ وطئت … أرضك جند الصحابة البسلاء جددي عهدك الذي أخرج … الدنيا من الظلمات للأضواء

بين وحشة المرض وأنس الكتاب

بين وحشة المرض وأنس الكتاب أرأيتم ذاك النشاط العجيبا … صار ذاك النشاط مني دبيبا قد عراني داء المفاصل حتى … صرت في منزلي أعيش غريبا ليس لي مؤنس سوى صحبة الكتب … وأعظم بها صديقا حبيبا فإذا لم تجد صديقا ففي الكتب … تجد ذلك الصديق الأديبا

شعري!

شعري! شعري يدون ما يجول بخاطري … ويسجل المكنون من أفكاري!! ويمدني بالسحر من آياته … والسحر ضمن عرائس الأشعار ويكون أنسي حين تعظم كربتي … ببياض ليلي واسوداد نهاري وله أعبر عن محبة خالقي … وأداء شكري للعظيم الباري وأحرض المتخلفين ليلحقوا … بالركب: ركب كتائب الأحرار وأجاهد المتقاتلين لصالح … المتربصين بنا من الأشرار وأبث في الجبناء روح حماسة … لتزول خشيتهم من الأخطار هذا هو الشعر الذي ندعو له … لا شعر كل مخنث ثرثار!!! لم يبق للأدب المخنث موضع … إذ هو داء شبابنا المنهار العصر عصر الأقوياء فمن يكن … فيه ضعيفا يلق كل بوار!! ما الشعر إلا دعوة بناءة … تبني العلا وتشيد كل فخار الشعر من وحي الذي أوحى الشرائع … والكتاب لرسله الأبرار من لم يكن للوحي أهلا لم يكن … أهلا لوحي روائع الأشعار فليسكت المتخنتون فإنهم … لا يصلحون لخوض أي غمار

مكتبتي صديقتي

مكتبتي صديقتي أمكتبتي ما أنت إلا صديقتي … وفيت وخان الصحب صفو مودتي وجدت صديق اليوم ليس بنافع … وجودك أغناني بأعظم ثروة ولا مال مثل العلم فالعلم خالد … وليس بقاء المال إلا لمدة وهل كرياض العلم روض أزاهر … أزاهره تبقى ليوم وليلة؟ ولكن زهر العلم ليس بذابل … يحييك مهما جئته بابتسامة عجبت لمن يخلي من الكتب بيته … ويملأه من كل تبر وفضة وهل ذهب كالعلم ينفع أهله … بدنيا ويحظى في الحساب بجنة؟

مكتبتي المبعثرة

مكتبتي المبعثرة يا كنوزا مبغثره … وهي للعرب مفخرة يا تراثا من الحجى … والعقول المفكره! يا ورودا جميلة … يا بساتين مثمره يا نفوسا نبيلة … يا عيونا معبره فيك من كل ماسة … فيك من كل جوهره قد تصدت لك ابنة … كسنا الصبح خيره 1 فأزاحت عنك الغبار … فأصبحت مسفره وغدوت وضيئة … الوجه كالشمس نيره وبدوت كروضة تبهج … النفس مزهره عشت يا زينة المكاتب … بالخير ممطره! واحة ظلها ظليل … بصحراء مقفره إن بيتا بلا كتاب … لشبيه بمقبره!

_ 1 - ابنتي وكاتبتي عائشة التي تقوم دائما بتنطيف المكتبة وتنسيقها وتنظيم كتبها.

داري!

داري! داري التي انفتحت على المسجد … كنت وإياها على موعد مشرقها المسجد فهي على نور … فمن ينزل بها يهتد ومن يعش فيها ففي مأمن … من مجرم باغ ومن معتد بوأني الله بها معبدا … يا حبذا المسجد من معبد وليس لي جار سوى بيته … أو الإمام الناصح المرشد يحقها روض وتزهو بها … مكتبة كالروض للمجتلي ومن بنى دارا ولم يتخذ … مكتبة فيها فلم يرشد وإن مكتبتي غدت مثلا … ما مثل مكتبتي لدى أحد فمنزلي مسجد ومكتبة … وروضة نضرة إلى الأبد فالحمد لله على أنعم … لم تنقطع يوما ولم تنفد

رفيف القلب

رفيف القلب

دموع اللقاء

دموع اللقاء لقيني ولدي "رجاء" بعد اعتقالي في زيارة لي بالمستشفى فلما وقع نظره علي خنقته العبرة وطفر الدمع من عينيه ومر على الحادث عام وشهران ثم تمثل لي فجأة لينتزع من نفسي هذه القطعة الطافحة بالألم: لا تبك عينك في اللقا … يكفي بكاؤك في الفراق واستبق دفعك إنه … ذوب الحشاشة في المآقي واغنم أويقات الصفا … ما بين لثم واعتناق ليست خطوب الدهر … تحلم عنك للدمع المراق والدمع ليس بمطفئ … ما بالفؤاد من احتراق أ "رجاء" يا رمز الوداد … المحض في دنيا النفاق أنت العزاء لذي فؤاد … مثخن مما يلاقي!! فإذا ذهبت ضحية … الأحزان إني غير باق

إلى ولدي رجاء

إلى ولدي رجاء عندما زارني ولدي "رجاء" بمستشفى "عين النعجة" انهمرت دموعه الساخنة على وجهي وهو يقبلني فأحسست بها نارا ملتهبة تحرق قلبي وتفتت كبدي -وكنت فاقد النطق- فلم استطع أن أعبر عما يجيش بنفسي ويختلج في صدري من ألم وعذاب، وشوق وحنان، وعندما خرج ولدي ودعته عيناي الحزينتان وقلبي الدامي يتفجر بهذه الأبيات، التي أمليتها فيما بعد على ابنتي وكاتبتي: رجاء أنت رجائي … وبلسم لشفائي لو لم أهبك حياتي … لما رضيت بقائي لكن أعيش لتبقى … ممتعا بالهناء وأئقي عنك دهرا … يلح في الإيذاء ويبتلي كل حر … بفادح الأرزاء فكن ببيتك بعدي … من أعقل الأبناء وكن- إذا غبت يوما- … كأعظم الآباء ولا تضيقن صدرا … بالهم والبرحاء وعش "لسرين" واسلم … على المدى "لعلاء" واحرس "نبيلا" لينجوا … من الأذى والبلاء

الحفيد الغائب

الحفيد الغائب إلى حفيدي، رضا سحنون الذي فرقت بيننا وبينه الأقدار مدة طويلة: يا "رضا" أين أنت؟ طال غيابك … ليت شعري، متى يكون إيابك؟ أنت لم تدر من أبوك ولا في … أي بيت من البيوت انتسابك أنت لم تجن أي ذنب لكي ترمى … بهجر يطول فيه عذابك يا "رجاء" رضا ابنك البكر قد كان … مناك وأنت غض شبابك لا تطل- يارجاء- بعدك عنه … فهو ذنب به يطول عتابك لا "رضا" سوف تعرف الأب والجد، … أهلا بهم يعز انتسابك وستحلو لك الحياة وتنسى … كل آلامها ويذهب مصابك يا "رضا" أنت من سلالة بيت … ماجد فليزد به إعجابك لا تطأطئ رأسا ولا تبك حزنا … قد حوى المجد والفخار إهابك فرجاء أبوك والجد سحنون … فلا تخش سبة أصحابك وإذا ما الكل قصر فالجد … سيرعاك فلتنم أعصابك أنا "سحنون " يا رضا لا تخف شيئا … فسوف ترضى ويعلو جنابك أنا أرضيك يا رضا وأراعيك … وأسعى لكي يزول مصابك وسيبدي لك التلاميذ ودا … وسيولونك الرضا أترابك فلتعش يا رضا سعيدا فقد زالت … مآسيك وانتهت أوصابك

ختان حفيدي علاء سحنون

ختان حفيدي علاء سحنون ختان "علاء" مبعث للتفاؤل … بتحقيق ما يسعى له كل عامل وحفل "علاء" في الربيع مبشر … بعهد سعيد للربيع مماثل ووجه علاء كالربيع صبا ضحة … وروعة حسن مثل ورد الخمائل لذلك نرجو أن يكون ختانه … بداية عهد بالمسرات حافل حفيدتي نسرين سحنون أأنت ورد أم أنت "نسرين"؟ … أم أنت كلتاهما وياسمين؟ بل أنت أبهى الزهور أجمعها … بل أنت تطوير وتمدين من أين للورد لون خديك أم … من أين للنسرين تلوين؟ وإنما أنت سحر عصفورة … لها غناء حلو وتلحين فلا "علاء" ولا "نبيل" له … سحرك فلتسعدن "نسرين"

نجاح نسرين

نجاح نسرين إلى حفيدتي نسرين سحنون بمناسبة نجاحها في امتحان شهادة البكالوريا. "نسيرين" خير من النسرين لو فطنوا … فكيف سموك - يا نسرين- نسرينا؟ والورد خير من النسرين لو علموا … فوردة أنت تكوينا وتلوينا والاسم ليس ببان وحده شرفا … إن لم تضيفي إليه العلم والدينا بسمة غضة إلى حفيدي الصغير "عادل سحنون" بوجهك ألمح يا "عادل" … حيا يسيرها عادل فتغدو به أرضنا جنة … ويطلع كوكبنا الآفل وتشرق في الأفق شمس … السلام وذلك ما يأمل الآمل أ "عادل" دم بسمة غضة … بها يختفي يأسنا القاتل ويحيا الرجاء بقلب "رجاء" … ويورق روض المنى الذابل

أعادل

أعادل إلى حفيدي، الجميل الفنان الحساس: عادل سحنون. "أعادل" يا كوكابا في سمائي … ويا ثمرا ناضجا من عطائي ويا نغمة حلوة من غنائي … ويا بسمة عذبة في شقائي!! ويا ومضة أشرقت في "رجائي" … ويا زهرة عبفت بالسخاء ويا صحورة حية من إبا … سلمت لتبقى مثال الوفاء وصدق الولاء ونبل الإخاء إلى ابنتي سعيدة "سعيدة" يا حلم نفس سعيده … وبسمة فجر الحياة الجديدة وتمثال نبل عزيز المنال … وصورة حسن ستبقى فريده حياتي سأنفقها كلها … لتحقيق كل مناك البعيده وأبذل كل الذي في يدي … لكي تظفري بالحياة الرغيدة

إلى ابنتي الغالية، سعيدة

إلى ابنتي الغالية، سعيدة أي ابنة كسعيده … لها المزايا الفريده نبلا وهمة نفس … كالنيرات بعيده وحسن رأي وذوق … مع السجايا الحميده أما الجمال ففيه … بين اللدات وحيده حازت من الغصن قدا … حوت من الظبي جيده فكل بيت حواها … حوى الحياة السعيده لا يعرف الحزن يوما … ولا الخطوب الشديده بل كل يوم تجلى … له، رأى فيه عيده سعيدة ابنتي زارتني ابنتي سعيدة وأنا رهن الإقامة الجبرية بمنزلي، فرأيت الحزن مخيما على وجهها الصبوح وتنطق به ملامحها الجميلة، فعانقتني وانفجرت باكية، فتأثرت تأثرا عميقا أوحى إلي بهذه الأبيات: سعيدة عادت لي بكل كيانها … بنبل محياها وصدق حنانها وقد رجها الخطب الذي لم يكن له … شبيه، ولم تعرفه دنيا جنانها أيحبس دنيا الخير باغ مسلط … وتطلق دنيا الشر في عنفوانها؟ ويحبس "سحنون" أبوها بداره … وكان أبوها آخذا بعنانها إذا ما أراد الله إهلاك أمة … أتاح لها من يستهين بشانها

تبا لها دنيا!!

تبا لها دنيا!! موت الأكباد!! مهداة إلى روح ابنتي "سعيدة" أتينا إلى الدنيا برغم اختيارنا … ونرحل عنها مثلما قد أتينا لقينا بها ما لا نطيق احتماله … من الهم والآمال فيها أضعناها وهذ منى نفسي "سعيدة" لم أذق … هناء حياتي مذ فقدت محياها بها نزل الموت المفرق فجأة … كصاعقة! لم ندر كيف فقدناها ولم يرحم البيت الذي هي روحه … ولا أسرة تحنو عليها وترعاها ولم يقدر العشر الأواخر قدرها … ولا العيد إذ في ليلة العيد وافاها ولم يرحم البنت الوحيدة بعدها … "نعيمة" إذ كادت تلاقي مناياها ولم يك- لما زارها الموت عندها- … سواها فكادت أن تجن لبلواها ولا حافظ القرآن منية أمه … "مرادا" ولا الآي الكريمة راعاها ولم يرع "سلمانا" ولا بكر أمه … "فؤادا" ولا الزوج الذي ليس ينساها وإني من هول المصاب شقيقها … "رجاء" ولم يصبر أبوها لمنعاها ولا أخوات لم يصبن بمثلها … صعقن جميعا للردى إذ توخاها فلله ما أشقى الورى بحياتهم … ولله ما أشقى الحياة وأقساها

وتبا لدنيا لا يدوم صفاؤها … ولا تنقضي آلامها ورزاياها ويا عجبا ممن يغر بزيفها … ويعبدها حبا وينسى بلاياها فيا عالم النجوى ويا راحم الورى … وكاشف بلواها وسامع شكواها سألتك إيمانا برحمتك التي … وسعت بها الدنيا وعمت عطاياها سألتك لطفا عاجلا يطفأ الجوى … وصبرا يقي نفسي مفاتن دنياها الجزائر آخر يوم من رمضان 1415 للهجرة.

ساعة الدفن

ساعة الدفن مهداة إلى روح ابنتي "سعيدة" ليس شيء يفتت الأبادا … مثل أن يدفق الأب الأولادا قطع تسكن القلوب فتغزوها … المنايا فتسكن الألحادا! وأنا مذ دفنت إحدى بناتي … واكتسى بيتها الوديع الحدادا! لم أذق للحياه طعما ولم أشعر … سوى بالهموم تغزو الفؤادا!! يا سعيدة مذ دفنتك لم أشتق … طعاما ولا استسغت رقادا! وإذا ما أردت نسيان ذكراك … ذكرت من بعدك الأولادا! أو أنسا "نعيمة" طلعة الشمس … وهل أستطيع أنسى "فؤادا"! ثم "سلمان" وهو قد هده الخطب … أأنساه ثم أنسى "مرادا"!! يا لدنيا الغرور كم نتتفاني في … هواها حبا وكم نتعادى!!! كل يوم نزداد فيها شقاء … وبلاء وما بلغنا مرادا!! ثم ننسى ما سوف نلقى من … الموت وما بعده وننسى المعادا رب فارحم "سعيدة" واعف عنها … وارعها وارع بعدها الأولادا ومر الصبر أن يجاور مثواهم … ليمحو الأسى ويجلو السهادا وتداركهم بلطفك واحفظهم … وزدهم تآلفا واتحادا!! الجزائر في أول يوم من شوال 1415 للهجرة.

غياب سعيدة

غياب سعيدة "سعيدة" غابت ولم ترجع … فيا لك من نبإ مفزع ظنناه محض خيال غريب … تصوره مرجف مدع "سعيدة" ماتت كأن لم تعش … بأحلامها بغد ممرع هو الموت يأكل أحلامنا … ويأكلنا وهو لم يشبع سعيدة إن لم تعيشي ولم … تعودي فنحن على المهيع سنلحق يوما بمن قد مضوا … بسير حثيث الخطى مسرع "سعيدة" نومك رهن الثرى … أطار هجوعي فلم أهجع عيد "سعيدة" الناس في أهليهم قد عيدوا … "وسعيدة" قد عيدت في قبرها وجميعهم نعموا بشمل جامع … "ونعيمة" ذهب المصاب بصبرها من يوم أن ذهب الحمام بأمها … فشغلت عن كل الأمور بأمرها

أعائش

أعائش 1 أعائش: يا دنيا لحوني وأنغامي … ومسرح آمالي ومشرق إلهامي إذا طفحت نفسي بآلام دهرها … ذكرتك فانجابت همومي وآلامي كلامك في أذني كالشهد في فمي … ونثرك مثل الشعر يبرئ أسقامي ودمعك ما أجريته حين نلتقي … على الخد إلا زاد شقوة أيامي فلا تذرفي- بالله- دمعك إنني … أحس به سهما على قلبي الدامي لئن غاب عن عيني محياك لم يغب … خيالك عن قلبي ولا حبك النامي وإن غاب عن أذني حديثك إن في … خطابك ما يشفي بتعبيره السامي فصبرا على الخطب المفرق بيننا … فعقباه أن نحظى بعز وإعظام ولا تيأسي فالليل لا بد منته … دجاه بصبح مشرق النور بسام ويجتمع الشمل الشتيت وننتشي … بتحقيق آمال كبار وأحلام

_ 1 - "عائش" هي ابنة الشاعر وكاتبته، وكان يدللها بعائش، وعيش وما إلى ذلك من أسماء التدليل.

أعائشتي

أعائشتي أ "عائشتي" أنت أمنيتي … وأنت نشيدي وأغنيتي جمال بديع وذوق رفيع … وذهن سريع، صفات ابنتي فيا شغل فكري ويا وحي شعري … ويا خمر سكري ويا نشوتي أعيذك من نزوات النفوس … وأهوائهن ومن غضبة أعيذك من حسد ملحف … يهد قواك ومن غيرة! أعيذك من كل خلق يشين … فضائلك الغر يا ظبيتي فحسبك أنك لي كوكب … ينير بلؤلئه ظلمتي وحسبك أنك سلوى الفؤاد … تذودين حزني في غربتي

ابنتي كاتبتي

ابنتي كاتبتي إلى ابنتي عائشة أأنت ابنتي أم أنت كاتبتي التي … حفظت بنات الفكر من كل ضيعة وإلا لضاعت واستبد بها الردى … وفي ذاك تضييع لأعظم ثروتي وأوتيت حسن الخط أعظم ميزة … خصصت بها أغنتك عن كل ميزة وحسبك أن الله أقسم معلنا … لقيمته الجلى بأقدس آلة فقد أقسم الرحمن بالقلم الذي … به خلدت آتار كل حضارة ألا سلمت تلك الأنامل إنها … تسجل أشعاري تراثا لأمتي إلى ابنتي وكاتبتي "عائشة"! لك فضل على خلود بياني … يا مثال الذكاء والإتقان أنت لي الكاتب المعبر عما … في ضميري وما يكن جناني بيراع يغني بجودة خط … وبيان عن آلة الإنسان أقسم الله باليراع ولم يقسم … بفضل اللسان في القرآن إن فضل اليراع أبقى على … الدهر وأثرى من معطيات اللسان لا تظني أني نسيت الذي … قدمته يا ابنتي- من الإحسان أنت ذكرى أمي وهيهات أن … يدنو منها طيف من النسيان

إلى أم أولادي

إلى أم أولادي "أعائشتي" كوني بأمك برة … فلو لم تكن كانت حياتك مرة فلا تغضبي يوما عليها فتهلكي … ولا يك عصيان لها منك مرة فأمكم كانت سياجا عليكم … وكانت ملاكا عفة ومبرة تضحي لكم بالنفس حبا ورحمة … وتدعو لكم بالحفظ سرا وجهرة وإن مسكم يوما سقام تفزعت … وكادت تلاقي الموت هما وحسرة فإن تغضبوها تغضبوا الله ربكم … وتجنوا عليكم سبة ومعرة همسة في أذني حفيدي "فؤاد ومراد" صبوتي بين فؤاد ومراد … صبوة الروح إلى أعظم زاد فكلا ابني مثال نادر … من ذكاء وكمال ورشاد غير أني في اشتياق مقلق … "لفؤاد" كل يوم في ازدياد لم يزرني- فليزرني مسرعا- … أيعيش الجسم من غير "فؤاد"؟

أفؤاد عش

أفؤاد عش إلى حفيدي فؤاد بمناسبة عقد قرآنه، بعد وفاة أمه سعيدة: أفؤاد عش دنيا السرور … ولا تعش دنيا الحزن فلسوف تلقى في الزواج … شفاء قلب يمتحن! ولسوف تنسى ما لقيت … من المصائب والمحن!! الحزن بئس الزاد في … دنيا الكوارث والفتن والصبر نعم الزاد … فهو الكنز ليس له ثمن دنياك فرصتك الوحيدة … لا تضيعها إذن!! عشها كعدن فهي … عدن قبل أن تلقى عدن وارحم "سعيدة" فهي لم … تفرح وماتت بالحزن الجزائر في 27 جويلية 1995م.

يا فؤاد

يا فؤاد إلى حفيدي فؤاد في يوم زفافه: يا فؤاد: ليطمئن فؤادك … صافحتك المنى وزال سهادك إذ بنيت العش الجميل … وأكرمت بزوج بها يتم مرادك! فيها ستعيش عيشا كريما … تتوالى في ظله أعيادك!! فالحياة بدون زوج كسجن … ليس يرجى في ظله إسعادك والزواج كجنة فاغتنم حطك … منه وليستفد منه زادك ولتكن برفيقة العمر برا … وليحطها على الدوام ودادك شيمة المؤمن الوفاء على طول … المدى وليكن عليه اعتمادك الجزائر في 21 مارس 1996م.

دنيا الطفولة

دنيا الطفولة إلى سعيدة الصغرى، ابنة حفيدي فؤاد دنيا الطفولة دنيا لا تدانيها … دنيا ولو أنها الدنيا وما فيها والطفل في البيت روح البيت يملؤه … حبا وطهرا وتقديسا وتنزيها والبيت روضة أنس إن بحل به … طفل رأت رداء الأنس كاسيها والبيت ليس به طفل كمقبرة … قد ألجم الصمت من حلوا بواديها والطفل أول موجود قد احتفلت … له الحياة وآوته مغانيها وأينا لم يكن طفلا غداة أتى … هذ الحياة وأمسى من أهاليها والعقم داء به تشقى الحياة وفي … سحر الطفولة ما يشفي مآسيها وهل كعصفورة في الروض شادية … تحيي النفوس بعذب من أغانيها؟

رسائل صغيرة إلى فراخي الصغار

رسائل صغيرة إلى فراخي الصغار سعيدة سعيدتي يا منية الأسرة … لا تهلكي بالهم والحسرة عائشة أعائشتي يا صورة المجد … لا تحزني فالحزن لا يجدي رجاء رجاء يا ينبوع إلهامي … أنت الرجاء لقلبي الدامي زينب وفوز أعائشتي أبلغي زينبي … تحية أب بها معجب وقولي لها: إن فوزا أخوك … فلا تحسديه على منصب فإن يك لك حسن الغزال … ففوز له حيلة الثعلب أم أولادي حامية العش عليك السلام … عيشي لأفراخي حمى لا يضام

أحمد سحنون الصغير

أحمد سحنون الصغير قال لي ولدي رجاء عندما رزق بولده الصغير أحمد: سأسميه- يا أبي- أحمد ليخلد اسمك ويكون أحمد سحنون الصغير، فسرني ذلك وهنأته بهذه الأبيات: رجاء يهنيك "أحمد" … إذ هو مجد تجدد بنوك مثلك حسنا … كالشمس ضوءا وسؤدد من كنت أنت أباه … فالنبل فيه مؤكد "رجاء" ذكرك باق … على الزمان مخلد

باقة شعر للأحبة

باقة شعر للأحبة

تحية

تحية إلى الأخ الكريم إمام الدعوة الإسلامية الشيخ محمد الغزالي حفطه الله. بمثل "الغزالي" تحيا الأمم … وتبلغ في المجد أعلى القمم إمام تبوأ عرش القلوب … وأثنى على فضله كل فم أنارت معارفه كل أفق … كغيث سقى أرض وعم

مراد هبة السماء

مراد هبة السماء إلى الإمام والواعظ والخطيب والخلق السمح: مراد خيشان من المعجب به والمباهي به: والده الروحي أحمد سحنون. "مراد" يا هبة السماء … "مراد" يا روعة الوفاء "مراد" يا نعمة الضياء … "مراد" يا قمة العطاء "مراد" يا يسمة الرجاء … "مراد" يا ومضة الذكاء يا آية الطهر والنقاء … يا نبعة الحب والولاء "مراد" يا لذة الشفاء … "مراد" يا نشوه اللقاء متعك الله بالبقاء … وفي أمان من البلاء "مراد" يا هبة السماء الرفيق الوفي إلى أفضل جليس وخير أنيس، إلى الإبن الروحي: الوفي النقي عبد الحكيم عمرون الذي سعدت بطيب صحبته وجميل رفقته. يا رفيقا كل ما فيه جميل … قلبه الطاهر والخلق النبيل تخذ الصدق شعارا والوفا … ووفاء الناس في الدنيا قليل لك حبي وولائي فلتعش … مطمئن النفس يا نعم الخليل وليعش بيتك رمزا للعلا … في سلام إنه الظل الظليل

زرعنا الطيب

زرعنا الطيب مهدة إلى شبيبة "أسامة بن زيد" ألا يا زرعنا الطيب … سقاك المطر الصيب فأما خلقك السمح … فرأس المال والربح فما أتقى وما أهدى … شبابا يعشق المجدا شبيتنا ذخيرتنا … بها تقوى عزيمتنا بها تحمى عقيدتنا … بها تعلوم مكانتنا فيا أغلى أمانينا … ويا أحلى أغانينا ويا صبحا لنا أنور … ويا حلما لنا أخضر سأحميك مدى العمر … من الإلحاد والكفر فتغذو القدوة المثلى … وتمسي المثل الأعلى ويا عالمنا السحري … إليك هدية الشعر فإنك قمة الفخر … وإنك غرة الدهر

يا طبيبا

يا طبيبا إلى الأخ الطبيب "عبد الحميد صايشي" يا طبيبا لم أدعه بل أتاني … لعلاجي تطوعا وابتداء!!! طرق الباب، قلت: من طرق … الباب، فقال: أنا طبيب جاء حاملا للشفاء قال: لمن يحمل … في نصحه إلينا الشفاء قلت: أهلا لمن يطب لشعب … عاش يشكو الأدواء والأرزاء وسلاما "عبد الحميد" ومرحى … بالطبيب الذي يزيح الشقاء!! أنت رمز الفداء في أمة … تحتاج منا تضحية وفداء أنت ممن يعطون من قبل أن … طلب منهم تكرما وسخاء!!! إن في اسمك ما يذكر باسم … خالد عاش يحمل الأعباء إنه اسم "عبد الحميد" الذي … سر الصدق وأكمد الأعداء أنت للطب و"ابن باديس" … فكل بنى فأعلى البناء للعلم ولذا سوف يحفظ اسمك شعب … ليس ينسى البناء والبناء

عبد الحميد صايشي

عبد الحميد صايشي "الطبيب الذي حفظ القرآن في السجن" يا حافظ القرآن وهو طبيب … تفديك أجسام لنا وقلوب كنت الرقيب على الجسوم فصنتها … واليوم أنت على القلوب رقيب فاشف الجسوم بطبك المحيي … فكم أنقذت جسما بالسقام يذوب ثم اشف بالقرآن داء قلوبنا … فبه القلوب من الشرود تؤوب يهنيك- يا عبد الحميد- فضائل … ما نالها-بين الرفاق- طبيب!! طب وقرآن وخلق آسر … فاهنأ فإنك للجميع حبيب تحية إعجاب للحكيم سعيد شيبان شيبان أوتي علم الطب والدين … فكان أرأف بالمرضى المساكين والله يؤتي "بفضل منه" حكمته … من اصطفاه لتشييد وتمكين والطب والدين في الإسلام ما … اجتمعا إلاعلى كل تعمير وتمدين ليت الأطباء كانوا مثله لنرى … حضارةه الضاد في كل الميادين 3 شعبان 1408 للهجرة 21 مارس 1988 م

إلى شاعر الصحوة الإسلامية مصطفى الغماري يا "مصطفى" يا شاعر الصحوة … هذ حياة الهم والشقوة الشاعر الغريد لا ينتهي … من محنة إلى محنة يعيش ما بين أناس بلا … فهم يقضي العمر في غربة يجتر ما يشكوه لم يلق من … يسمع ما يشكوه من كربة لمن تغني يا هزار الحمى … والناس في نوم بلا يقظة؟ لا يطربون إذا شدوت ولا … يدرون ما في الشعر من روعة إن رمت أن تشدو فاقصد إلى … إخوتك الأطيار في روضة هناك تلقى من يصيخ إلى … غنائك الساحر في نشوة!! فاصدح وغرد واطرب كما تشتهي … واقض هناك العمر في غبطة كطائر يأوي إلى شكله … يعيش في أنس وفي بهجة يا بلبل الفصحى وغريدها … وفخرها "يا شاعر الصحوة" إن نحن سمينا بروادكم … فأنتم في الشعر في القمة عشر دواوين وأربعه … ما مثلها أبلغ في الحجة!! لا تترك الشعر فدرب العلا … يقطعه الشاعر في وثبة دنيا بلا شعر كزهر بلا … عطر وإيمان بلا عفة لا تجمل الدنيا بلا شاعر … يعلن ما فيها من الحكمة

هنيئا ... يا أبا الأجيال

هنيئا ... يا أبا الأجيال إلى الأديب الكبير الداعية المجاهد الشيخ أحمد سحنون سلاما لا نجي الغربة الخضرا … سلاما أيها الشاعر ويا شاهد عصر لم يزل بشرى … وطبعا ضمه الخاطر يفيء إليك ظل النخلة … السمرا لأنك فيئها الغامر وتغدق تينة بالكلمة العذرا … ومنك هتافها الساحر ومنك الوجد بوح الشهقة … السكرى بليل الحضرة الساهر دموع من لقاء الله لا تعرى … وقلب بالهدى عامر وفيك المجد رغم الموجة … النكرا تلم غثاءها العابر وتعصر من سراب وارد … خمرا وتحا حالمها العاطر ... هنيئا أبا الأجيال … بعد العيد أعياد وطير العمر يا … أعياده حر وغراد وموسم صحوة الأوراس … أمجاد وأمجاد مداها الخالدان … الأخضران الذكر والضاد وأنت الرمز لا يثتيه … إرعاد وإرباد

ولا المد الذي مدوا … ولا الكيد الذي كادوا فكان لنا مع الإفلاس … يا للعار ميعاد أبا الأجيال ما … للدرب تحفر فيه أوتاد فرابطة بلا ربط، … وإنقاذ، وإرشاد ومجهلة ... قصاراها … تسابيح .. وأوراد ... وأرسدة وفرنسة … ومركسة وإلحاد أبا الأجيال منك شفاء … من زلوا ومن حادوا فوحدنا على قدسية … سمحى ... هي الزاد هنيئا يا أبا الأجيال … بعد العيد أعياد وطائر عمرك الميمون … في الأعياد غراد مصطفى الغماري

إلى شاعر العواطف الصادقة

إلى شاعر العواطف الصادقة مصطفى الغماري أيا ملحمة كبرى … ويا فارسنا الظافر ويا ثورتنا العطمى … على الملحد والكافر ويا غضبة شعب … مسلم مستبسل ثائر ويا روضتنا الغناء … يا غريدنا الساحر تفجرت لنا نهرا … وفجرا صادقا باهر وقد أسمعتنا شعرا … كنفح الروضة العاطر فحلق في سماء الشعر … يا أكثر من شاعر وخض في بحره الطامي … فإنك سابح ماهر فشعرك وجه الشعر … إلى منبعه الطاهر وضمد جرحنا الدامي … بشعر ساحر آسر فشعبك لم يزل يشكو … أذى المتجبر الكاشر وللشاعر ثورته … على المتسلط الجائر فكن يا "مصطفى" حربا … على الخائن والغادر وته بقريضك الحادي … عالى متشاعر فاجر فأنت الكوكب الهادي … وأنت المثل السائر

إلى ابننا الشاعر الصوفي مصطفى الغماري

إلى ابننا الشاعر الصوفي مصطفى الغماري سبحات أوحت بها ليلة القدر … شفاه جبريل تأسو الجراحا رددتها شفاه قيثارة الشعر … فأحيا القلوب والأرواحا مذ شدا "مصطفى" غدا شاعر الدنيا … وكان على الزمان اقتراحا وسرى شدوه ليأشو دنيانا … فصارت أحزاننا أفراحا أيها النائمون قوموا فهذا الشعر … قد حرك الربى والبطاحا وتهادى بالسحر لللطود والدوح … فهز الأطواد والأدواحا كم دعوا شاعرا وليس له شعر … وسموه بلبلا صداحا أجدبت روضة القريض وشحت … منذ صار حمى القريض مباحا إن للشعر أهله فإذا غابوا … فقل للجميع ألقوا السلاحا

أبا غدة!!

أبا غدة!! كنت قد قرأت كتاب: "صفحات من صبر العلماء" لمؤلفه أبو غدة عبد الفتاح، وأعجبت به كثيرا وتمنيت لو أكمل هذا الموضوع بإضافة جزء آخر يستوعب فيه ثمار الصبر في سائر المجالات، فإن الصبر أساس كل عمل ناجح. ولما زارني الؤلف في منزلي يوم 17 شوال 1402 للهجرة 7 أوت 1982م عندما زار الجزئر في الملتقى السادس عشر للفكر الإسلامي فاتحته في هذا الوضوع وعرضت عليه الاقتراح ضمن هذه الأبيات: "أبا غدة" قد زرتنا بعد مدة … ذكرناك فيها بالجميل من الذكر على"صفحات" فذة قد كتبتها … تبين أن العلم يدرك بالصبر وبالصبر يبنى كل مجد ويرتقى … وبالصبر يعنو كل صعب من الأمر فليتك حققت المنى وأتيتنا … بسفر به تزداد فخرا إلى فخر فحقق أمانينا بسفر تضمه … إلى سفرك الماضي تنل وافر الشكر

في سبيل الفضائل

في سبيل الفضائل مهداة إلى الدكتور ثابت قد كان يدعى ثابتا … لينال كل مرامه فوفى بمعناه وراح … يعيش في أحلامه لكن أحلام العظيم … تزيد في آلامه ضربوه ظلما ما له … ذنب سوى إسلامه ضربوه ضربا كاد … لورد يسلمه حمامه جعلوا فضائله التي … تعفيه من إجرامه تعس ابن آدم إذ … يكون الفضل من آثامه قد حاربو لأنه … قد سادهم بسلامه سجنوا الطبيب فمن … يداوي الشعب من أسقامه؟ لله ما يلقاه هذا … الشعب من حكامه تبا لعصر لا يسود … به سوى ظلامه

إلى أخي العظيم، أبي بكر جابر

إلى أخي العظيم، أبي بكر جابر سبفت إلى أسمى المعالي أبا بكر … كما عاش سباقا إليها أبو بكر وأصبحت نجما في العلا يهتدى به … كما يهتدى في ظلمة الليل بالبدر ولا عجب إن كانت سميت جابرا … فكم من مهيض نحوه قمت بالجبر كم من يد أسديتها لي عقرتني … بها عن أدائي نحوها واجب الشكر فلا زلت في دنيا المكارم آية … تضيف لها دنيا من الصيت والذكر هدية متواضعة إلى ابننا الكريم الأستاذ عبد العزيز السلومي الذي احتفى بمقدمي إلى أرض الحرمين الشريفين وأكرمني غاية الإكرام شكر الله صنيعه: أقر الله عينك "بالحكيم" … ولا خابت ظنونك في "تميم" ودام لك النعيم بوجه طفل … جميل قد تسمى "بالنعيم" وإن الطفل يشبه والديه … بما يأتيه من خلق كريم!! أيا "عبد العزيز" لقيت خيرا … بما أسديت من فضل عظيم مكة المكرمة 12 ربيع الثاني 1408 للهجرة 4 ديسمبر 1987م.

إلى الصديق الصادق الأخ "بوقادوم" عبد الرحمن

إلى الصديق الصادق الأخ "بوقادوم" عبد الرحمن الذي لم يتخل عني في محنتي لست أنسى- ما عشت- خير صديق … كان رمز الوفاء في يوم ضيق كيف أنسى "عبد الرحن" الذي عاش … مع الأصدقاء وسط الحريق؟ كيف أنسى من ليس ينسى صديقا … أو ينسى حر رفاق الطريق؟ لست أنسى من كان لي بعد … إبراهيم أرعى لعهد حب وثيق دمت "عبد الرحمن" رمز وفاء … للإخاء وصورة للصديق إلى ابني البار عز الدين معاش سميت "عز الدين" ثم عززته … فأصبحت عز الدين صدقا وتطبيقا وبالخلق والعقل اكتملت حصافة … فصرت بتكريم الكرام خليقا ولم تنسني في محنتي بل رعيتني … وكنت لي ابنا طيعا وصديقا سأبقى على صدق الوفاء محافظا … ويبقى لساني بالثتاء طليقا

إلى مجلد كتبي "أبو جمعة"

إلى مجلد كتبي "أبو جمعة" ما كان من حق "أبي جمعة" … نسياننا أكثر من "جمعة" لم يرحم المحبوس في بيته … وهو أحق الناس بالرحمة وإن يكن يصبر عن صحبه … فإنه للكتب ذو صبوة فليأتني فورا فإن لم يطق … فليسأل "الهاتف" عن حاجتي هذا ولا أنسى له فضله … بما حبا كتبي من خدمة الصدق مهداة إلى الصيق الصادق والعالم الجليل "الأستاذ عبد الرحمن شيبان" تبينت نورا شع في وجه صاحبي … فبت قرير العين أهتف مسرورا أعيذك من دعوى الصداقة ناصحا … فلا تك بالبهتان والزور مغرورا فما كل من يدعى صديقا بصادق … سوى من ترى للصدق في وجهه نورا

إلى ابننا البار "كمال" لغويني

إلى ابننا البار "كمال" لغويني ما "كمال" إلا مثال كمال … وبأمثاله تشاد المعالي ذو سجايا قد جنبته الدنايا … ومزايا تشع بالآمال! ويراع يخط كل جميل!!! … وجمال اليراع سر الجمال! وإذا فزت يا "كمال" بزوج … ذات خلق بلغت كل منال! يا كمال كملت دينا ودنيا … ليت كل الشباب مثل "كمال" صحبة "رضوان غليد" رضيت من الدنيا بصحبة "رضوان" … لما فيه من نبل وفضل وإحسان وهل كان "رضوان" سوى بسمة الرضى … تداعب أحلامي وتذهب أحزاني فدل بأن الصدق لم بخب نوره … على رغم ما عانيت من بعض إخواني أ "رضوان" عش للنبل والمجد والعلا … عليك من المولى سحائب رضوان وإياك أن ترضى بصحبة معشر … رضوا أن يعيشوا كالعبيد لسلطان فدنياك دنيا الزيف والحيف والأذى … قد امتلأت من كل زور وبهتان ولا خير في الدنيا إذا لم تقم بها … حكومة عدل من حديث وقرآن

أخوان

أخوان مهداة إلى الأخوين "عبد الرحمن سعادة ومحمد سعادة" أخوان تعاونا في البناء … فاستحقا معا عظيم الجزاء ورأى الناس منها الصدق … والإخاص فاستوجبا جزيل الثتاء ونجاح البناة حب من الله … ومن خلفه طويل البقاء شاد "عبد الرحمن" مجدا وجاراه … أخوه "محمد" في البناء هكذا فليك الإخاء سباقا … للبناء فذاك لب الإخاء عبد الرحمن سعادة ما "لعبد الرحمن" بين الرجال … في جليل الأعمال من أمثال شاد بنيانها العظيم على الصدق، … فلم يع بالجهود الثقال ورأى الله صدقه فحمى … مشروعه بالعظيم بين الرجال ليس فضل الرجال محض ادعاء … إن فضل الرجال بالأعمال

محمد سعادة

محمد سعادة لأنت أخي صورة للسعادة … فلا عجب أن تسمى"سعاده" سبقت كل معاني الكمال … جمال خصال وحسن عبادة ورمز سخاء ونبل حياء … ومجد إباء وصدق زهاده فدم يا "محمد" عنوان فضل … ولابن الجزائر أزكى شهاده هنيئا حجك المبرور نظمت بمناسبة عودة صهري عمر مسعودي من أداء حجته. غبت عني والمشكلات حضور … وتوارت مسرة وحبور وتوالت مصائب وهموم … واستجدت بعد الأمور أمور وتلفت لم أجدك بجنبي … فإذا هذه الحياة غرور إن من لم يكن لديه صديق … تتحداه في الحياة الشرور عمر -يا رفيق عمري- هنيئا … لك- ما عشت- حجك المبرور

مصطفى

مصطفى مهداة إلى ابني "مصطفى لونيس" بمناسبة زواجه. مصطفى يا مثال نضج الشباب … يا نبيل الآداب والأحساب يا بناء من الفضيلة يا رمز … وفاء للأهل والأصحاب يا نشاطا ويا حماسا ويا جدا … دؤوبا يمضي مضي الشهاب رب فرد يفوق جمعا وجمع … دون نفع مثل الصدى في اليباب أو سراب يظن ماء ولا ماء … ولكنه خداع السراب "مصطفى" يا رصيد مجد سيبقى … يتحدى تطاول الأحقاب هذه باقة من الشعر أهديها … إلى باقة من الآداب ذاك يا مصطفى مكانك من … كل المحبين من ذوي الألباب ليلة العرس هذه ليلة العمر … وهل هي منه غير اللباب فاغتنمها وانعم بها وانس ما كان … من الاضطراب والاكتئاب إن يوما بلا زواج ليوم … هو في الطول مثل يوم الحساب يا شباب استجب لدعوة طه … لا تعش يا شباب عيش اغتراب إن تركت الزواج عشت بلا دين … ولم تخل من أسى وعذاب

ليس كالتزويج

ليس كالتزويج مهداة إلى الصديق الكريم الشيخ "عبد اللطيف سلطاني" بمناسبة تزويج ابنه "توفيق". ليس كالتزويج فرحه … أيها الباذل نصحه بلسم يستأصل الداء … ويشفي كل قرحه وإذا حابك الدهر … فقد يعلن صلحه قر عينا إنما "توفيق" … من روضك نفحه طالما لاقيت في إصلاح … هذا الشعب ترحه إن من يدعو لدين … الحق لا يعدم برحه نحن جاهدنا لكي … نشفي لهذا الشعب جرحه جرحه القاتل أن لا … يدرك المسلم نجحه نحن جاهدنا لكي … نعلي للإسلام صرحه وسعينا كي نرى … المسلم قد ضاعف ربحه وانطوى ليل أساه … وأزال الصبح جنحه فمتى ينبلج الصبح … لمن يرقب صبحه؟ فلنواصل عرض هذا … الدين للناس وشرحه

ولنتابع دعوة العالم … للسلم وللخير ونصحه لا يخاف المؤمن … الحق ولو أيقن ذبحه وكذا المصباح يفنى … وهو يغطي الناس رشحه يا فتى الإسلام هذا … الكون يرجو منك فتحه كن متى تدعوه سمحا … شرعة الإسلام سمحه وادع بالحكمة تضمن … نصرة الحق ونجحه أنا لا أهديك إلا … الشعر إن الشعر ملحه أي طعم لطعام إن … تذق لم تلف ملحه؟ الجزائر في 9 ذي القعدة 1401 للهجرة الموافق 8 سبتمبر 1981م.

أخ لا ينام

أخ لا ينام أجريت عملية جراحية للأخ الكريم الشيخ "عبد اللطيف سلطاني" وهو رهن الإقامة الجبرية بمنزله "بالقبة" وبلغني النبأ الفاجع وأنا مثله رهن الإقامة الجبرية وبلغني أنه لا ينام لشدة الآلام، فبت ليلتي في أرق شديد ولما أسفر الصبح لم أشعر إلا وهذا البيت يجري على لساني: أأنام ولي أخ لا ينام … من جراحاته التي لا تنام؟ فنظمت على أساسه القصيدة التالية وفاء لأخوة الشيخ! أخ لا ينام أأنام ولي أخ لا ينام؟ … من جراحاته التي لا تنام؟ نزعت منه قطعتان لذا في … موضعين من جسمه آلام قطعة من جبينه حيث يهوي … بالسجود وكله استسلام وأزيلت من رجله القطعة الأخرى … فتشكو آلامها الأقدام وإذا ما أضيف جرح بقلب … دونه ما تحسه الأجسام وأضيفت إليها علة السنن … تزيد الآلام والأسقام عاش "عبد الطيف" يدعو إلى … الله جريئا كأنه الضرغام

فأثار الأحقاد في الأنفس المرضى … التي لا يروقها الإسلام فأشارت بأن يوجه للشيخ … اتهام يبنى عليه انتقام نفذ الأمر ثم هوجم ليلا … ما له جنحة ولا إجرام وهو قد جاوز الثمانين في العمر … فأين العقول والأحلام؟ أأنام إذن- وفي بلدي ما … ليس يرضى وجود الإسلام؟ أأنام ملء الجفون وبيت الله … يشكو قد غاب عنه الإمام؟ أأنام وليس في أي قطر … من بلاد الإسلام حد يقام؟ إن إفلاسنا كبير لأنا … لم يعد بالتراث منا اهتمام ما بنينا مجدا ولكن هدمنا … ما بناه لنا الجدود العظام

تهنئة

تهنئة إلى ابننا الأستاذ حمو بن حرشاش بزواجه السعيد. ليهنك أن أحرزت من دينك الشطرا … بإحراز زوج يوجب الحمد والشكرا وخير متاع في حياتك زوجة … تقر بها عينا وتسمو بها قدرا إذا لم يدم بين الصحاب مودة … فإن وداد الزوج يصحبك العمرا إذا غبت عنها لم تخنك لأنها … تدين بدين لا يجيز لها الغدرا وإن نظرت عيناك يوما لوجهها … رأيت بها الحسن الذي في الصدرا وتنجب للإسلام فتيته الألى … يزيد بهم عزا ويجني بهم نصرا فحافط على الكنز الذي إن حفظته … سعدت مدى الأيام لا تعرف الفقرا

الزوجة الفاضلة

الزوجة الفاضلة إلى صديق بمناسبة زواجه ما أضيق الدنيا على رحبها … إذا خلت من زوجة فاضله وآدم لو لم يجد زوجة … قضت عليه الوحدة القاتله حياتنا بحر ولا بد من … سفينة تبلغنا ساحله أو صاحب يصدق في حبه … وليس مثل المرأة العاقله فيا شبابا عاش في وحدة … أو صحبة لامرأة سافله اخرج من الوحدة لا ترضها … واحذر زواج المرأة الجاهله فأنت في سجن وفي غربة … فاحرص على أن تدرك القافله قافلة الأزواج فهي التي … تحيا حياة الغبطة الكامله يا زوج عش بالحب في جنة … ما الحب إلا جنة عاجله

طلعة وليد

طلعة وليد رزق ابننا الأديب الأستاذ سليمان بن الفقيه بابن ذكر بعد خمس بنات سماه -باقتراح مني- محمد، متعه الله بسلامته وطول حياته، فشاركت الأسرة النبيلة- أسرة ابن الفقيه- فرحتها بهذه الأبيات. يا "سليمان" أي عهد جديد … فزت فيه بطلعة من وليد؟ من تراه يلقي على البيت نورا … بعد ليل من الظلام مديد؟ غير وجه "محمد" مثلما أشرق … وجه محمد في الوجود طالما عشت ترقب الأمل الباسم … في لهفة وشوق شديد فإذا "بمحمد" قد بدا مثل … هلاهل بدا بليلة عيد يا لآل الفقيه يغمرهم حظ … سعيد وأي حظ سعيد؟ أي حظ كطلعة من صبي … بعد خمس من الحسان الغيد؟ فاحمدوا الله واشكروه يزدكم … فهو ما زال منعما بالمزيد وتقبل هدية الشعر يا رمز … الوفاء فالشعر رمز الخلود إن دين محمد سوف يعلو … بجهاد "محمد" من جديد

إلى شريف الخصال

إلى شريف الخصال الأخ في الله "ابن علي بلقاسم" بمناسبة ولادة بنت له سماها " نور الهدى". لقد لاح نور الهدى … بميلاد "نور الهدى" وإنك أهل لأن … تسر وأن تسعدا لأنك في شرف … الخصال بلغت المدى سجايا تسر الصديق … وأخرى تسوء العدى فلا زلت يا "بن علي" … مثالا به يقتدى وكهفا به يحتمى … ونجما به يهتدى ولا زلت في نعمة … وعشت "لنور الهدى" ولا حل سوء بها … ووقيت سوء الردى

تهنئة بالوليد محمد

تهنئة بالوليد محمد أهدي المقطوعة التالية إلى الابن الباز الأستاذ "مصطفى الأونيس" الذي طلب إلي أن أختار اسما لابنه الأول متعه الله ببقائه وطول حياته. بحثت عن اسم لابننا بسمة الغد … فلم أر في الأسماء مثل محمد فيا مصطفى ابشر بالوليد فإنه … سيصبح للإسلام أعظم مفتد وسوف تراه ثابتا في جهاده … وسوف تراه منجزا كل موعد وسوف تراه هادما كل عائق … وسوف تراه بانيا كل سؤدد وما الابن إلا صورة الأب إن غوى … غوى الابن أو يرشد أبو الابن يرشد ومن يطلب ابنا صالحا فليكن له … أبا صالحا فالابن بالأب يقتدي لقد كان من لقيا الربيع بموعد … ليحيا بمجد كالربيع مخلد!! 3 شعبان 1408 للهجرة 21 مارس 1988م

أهنيك يا "يحيى"

أهنيك يا "يحيى" مهداة إلى ابننا الإمام يحيى صاري بمناسبة ولادة ابنه البكر "لقمان". أهنيك يا "يحيى" بميلاد "لقمان" … فبسمه "لقمان" نهايه أحزان وحكمة "لقمان" ستمحو غباءنا … فحكمة "لقمان" منارات عرفان سيقبل عهد بالمسرات باسم … ويدبر عهد من نفاق وبهتان فنرجو "للقمان" حياة مديدة … لتنتعش الذنيا بحكمه "لقمان"

فراق الأحبة

فراق الأحبة

فراق الأحبة!

فراق الأحبة! إلى الله أشكو فراق الأحبة … وما ذقت من كل هم وكربه! وما قد تحملت من غربة … وهل كفران الأحبة غربه؟ وما هي غربة جسم يموت … ويمرض دون ارتقاء وجذبه ولكنها غربة الروح والروح … تبقى وتحيا بصفو المحبه فإن فارقت من تحب ذوت … ومال الرواء ليقضي نحبه وفي جمع شملي غذاء لروحي … وأنس لمن أوحش الشوق قلبه فيا رب عبدك يرجو قبولا … لما قد دعا أن تقرب صحبه فقد طال عن صحبه بعده … ومنيته أن تحقق قربه!

مات توفيق

مات توفيق القصيدة التي نطمت غداة وفاة صديقي الكريم الشيخ: "أحمد توفيق المدني" 13 محرم الحرام 1404هـ، للهجرة 19 أكتوبر 1983م. مات توفيق! كيف يا توفيق؟ … يتحدى اجتماعنا التفريق؟ كيف يعدو كف المنايا على … الصف فيجتاح صفنا التمزيق؟ ومشاريعنا التي قد بنينا … كيف يجتث صرحها التعويق؟ مات توفيق! أين تمضي أخي … قل لي؟ وأين اللقاء؟ أين الطريق؟ مات توفيق! أي طعنة سكين … لها في حشاشبتي تمزيق مات توفيق! يا له خبرا يذهل … لم يستطع له تصديق يا لهول المصاب يا نكبة ما … مثلها نكبة بشعب تحيق ألهذا توفيقا نحن خلقنا؟ … يا لهول المصير يا توفيق؟ أخلقنا لكي نموت فلا يبقى … طويلا مع الصديق الصديق؟ كيف ننسى اجتماعنا حيث لا … نكتب إلا مما ينتقى ويروق؟ حيث في مكتب "البصائر" لقيانا … وكل إلى اللقاء مشوق! يا أخا الجد والدؤوب: أيا نسرا … هوى كان دأبه التحليق

إنني لأحس ضيقا بصدري … والحياة بلا صديق تضيق دارنا هذه متاع غرور!! … ليت أنا من الغرور نفيق مت "توفيق" يا رفيق حياتي … وأنا بتراب بيتي لصيق لا أطيق تشييع نعشك للقبر … فعفوا إن كنت لست أطيق لم أعد في الحياة حرا طليقا … ليتني في الحياة حر طليق إن وجها لصاحب لم يذب … حزنا لموت صديقه لصفيق أنا إن أبق- بعد صحبي- فكي … أبكيهم ثم ليس يبقى الرفيق لم نعد نلتقي- أخي- إن بعدا … دونه القبر لهو بعد سحيق ولي الله بعد موتك فالدنيا … على رحبها علي تضيق وفؤادي إن ودع الصحب لا … يبرحه الحزن فهو حزن عميق يا صديقا زان الصداقة بالخلق … الكريم فلم يعبه صديق قاده الحلم والتواضع للمجد … فلم يك بالصعاب يضيق يا حليف التأليف أنفق فيه … عمره واليراع نعم الرفيق نم قريرا -أخي- فإن الذي … شيدت للضاد بالبقاء خليق فالبناء الذي يشيده العلم … الصحيح هو البناء الوثيق ووداعا فليس نعدم لقيانا … بدار الخلود "يا توفيق"

في ذكرى الشيخ محمد العيد آل خليفة

في ذكرى الشيخ محمد العيد آل خليفة ذكرت شاعر هذا الموطن الغالي … شيخ القريض وباني صرحه العالي ذكرت أخلاقه المثلى ذكرت به … دنيا من الود لم تخطر على بال ولم أك قد نسيت "العيد" فهو أخي … ولست للأخ بالناسي ولا السالي كان الوفاء لنا دينا نقدسه … وحبنا ليس بالفاني ولا البالي والشعر والحب عاشا توأمين كما … عاش الندى والشذى في روضه الحالي الشعر يأوي إلى قلب أقام به … حب وليس لقلب المبغض القالي "العيد" عيد القوافي الغر فهو لها … مجدد بعدما عاشت بأسمال "العيد" بلبلها الغريد منذ شدا … شفا "الجزائر" من رق وإذلال كم كابدت في عهود الرق أمتنا … من جور حكم ومن هم وبلبال الشعر حاد حداها نحو غايتها … حتى هداها إلى تحطيم أغلال يا "عيد" يا رافعا للشعر رايته … يهنيك ما نلت من حب وإجلال ومن خلود لشعر صغت جيده … يبقى حديثنا لأزمان وأجيال نحن الألى حرروا بالشعر أمتهم … وخلدوها بأقوال وأفعال

إن الحياة بلا شعر نلوذ به … لنبع حزن وآلام وأوجال لا خير في روضة لا شدو فيها ولا … في شاعر بات فيها خالي البال ومن يمت حسه فالشعر ليس له … إلا كمثل الصدى في المهمه الخالي "العيد" قد ضمه قبر يضيق به … من قبل تحقيق أهداف وآمال ونحن من بعده حتما سنلحقه … فبعضنا سابق وبعضنا تال

في ذكرى الشيخ العربي التبسي

في ذكرى الشيخ العربي التبسي عاش للدين والوطن … لم يرد راحة البدن يومه مثل ليله … لم يذق لذة الوسن إنما ذاقكل ما!!! … يرهق النفس من محن قد تحدى الصعاب … والظلم والحرب والفتن!!! باع لله نفسه!!! … ورضاه هو الثمن داره عرضها السموات … والأرض في "عدن" كان مثل اسمه على … لغة العرب مؤتمن حارسا للحمى غيورا … على سمعة الوطن!! كان إيمانه له … قوة تقهر الزمن! جمع العلم والتقى … والمروءات في قرن! فهو إن عاش أو قضى … لم يكن بالذي غبن فاسمه بالعلا … وبالمكرمات قد اقترن كان مثل "البشير" في … علمه وبه وزن و"ابن باديس" في تقاه … فمن مثله إذن؟ قام يدعو لله ما … هاب بطشا ولا جبن يعلن الحق لا يبالي … بسخط ولا إحن

كن صريحا شعاره … لا تنافق ولا تخن وتحل بالجد لا … تتهاون ولا تهن كان فذا في فهمه … للكتاب وللسنن فبمثل الفقيد من … قادة الرأي في الوطن قد وصلنا إلى المنى … وحصلنا على المنن وانتبهنا من الكرى … وانتفضنا من الكفن وعرفنا طريقنا … وارتقينا إلى القنن وقهرنا عدونا … وانتصرنا على المحن فإذا نحن قد حزنا … فما أبخس الثمن فبه زال بؤسنا … ونسينا به الحزن وكفى أنه الذي … جاد بالروح والبدن فإذا مات لم يمت … بعده ذكره الحسن يا سماء من المعالي … ودنيا من المنن وعفافا بلا رياء … وبذلا بغير من قر في عليين واسلم … من اللهم والفتن إن في عليين سكنى … الفؤاد الذي امتحن

تأبين شيخي العظيم الإمام "محمد خير الدين"

تأبين شيخي العظيم الإمام "محمد خير الدين" يا لدنيا نحيا بها عرضة … للنائبات وتنتهي بالفناء!!! كل يوم منها يمر نلاقي … ما يدك الأطواد من أرزاء أي رزء أشد من موت من تحيا … البلاد به من العلماء؟ وإذا ما خلت بلاد من العلم … فذاك لها نذير شقاء! إننا اليوم قد فقدنا إماما … كان بدرا في الليلة الظلماء كان ملهمي الذي قد حدانى … بهتافاته إلى العلياء! كان رائدي الذي قد هداني … رأية لبلوغ كل رجاء!! كان ذا حكمة ورأي وحزم … وتفان وحكة ودهاء! رحم الله عالما قد فقدناه … على قلة من العلماء ورعا الله أمة فقدته … وهداها إلى جميل العزاء!! نحن في حاجة إلى عالم … يبني ويعلي البناء كالآباء نحن في حاجة إلى قائد كفء … وكيف السبيل للأكفاء يا بلادي يا منبت المجد يا أرض … الجهاد يا موطن العظماء لا تحيدي عن نهج آبائك … الصيد الأباة لا ترجعي للوراء

واتركي السير خلف من كنت … تهديهم ودومي للناس نجم اهتداء! نحن أتباع صفوة الخلق طه … نحن أولى الورى كل ثناء! رب عجل للمسلمين بنصر … واحمهم من مكائد الأعداء ليس مثل الإسلام دين به نرجو … النجاة من معضل الأدواء فاهدنا لاتباعه فهو لم يبق … لدينا منه سوى الانتماء!! وانتماء بلا اقتداء وتطبيق … لكل الأحكام محض افتراء!!

هكذا تنقضي الحياة

هكذا تنقضي الحياة القصيدة التي رثى بها الشاعر صديقه "الشيخ عبد اللطيف سلطاني" رحمه الله 10 رجب الحرام 1404هـ للهجرة، 12 أفريل 1984م. هكذا تنقضي الحياة ويمضي … الصالحون وتنتهي الآجال هكذا تأفل النجوم ويشتد … الظلام وتصرع الآمال هكذا يخلص السجين من … السجن فبالموت تكسر الأغلال فليفق من غروره كل مغرور … بدنيا يسطو عليها الزوال ما أشد المصاب ما أفدح … الخطب وأقساه أن يموت الرجال جاءني هاتف بمنتصف … الليل بنعي تندك منه الجبال قال: عبد اللطيف مات، فهد … الخطب عزمي ورجني الزلزال إن عبد اللطيف نصفي الذي … مات فكيف المصير كيف المآل؟ وحياة مصيرها الموت … ليست بحياة، لكنها أوجال كيف عبد اللطيف خلفتني … فردا بدنيا سأءت بها الأحوال؟ وتوارى الأخيار واستأسد … الأشرار فيها وعاثت الأنذال؟ كان "عبد اللطيف" كالطود … لا يثنيه عن رأيه الجريء نكال

كان "عبد اللطيف" لا يرهب … الموت ولا تستفزه الأهوال كان من طبعه الصراحة إن … هاب الرجال يقدم به استبسال ولذا طار للجنان التي يثوي … الكرام بها ويأوي الكمال فهنيئا -أخي- تخلصت من … دنيا الأذى وانتهى بك الترحال سوف تلقى هناك في جنة … الخلد ربيعا لا يعتريه زوال وستلقى هناك إخوانك … الأبطال إذ ثم يلتقي الأبطال سوف تلقى "عبد الحميد" أبا النهضة … حيث الجنى وحيث الظلال وستلقى "البشير" من شاد … للفصحى صروحا من العلا لا تطال وستلقى "فرحات" و"العربي" … الشهم من هو للكمال مثال وستلفى أستاذ "ميلة" من … لوالاه أودى بمجدنا الإهمال إذ تولى تسجيل تاريخنا … فاحتل من مجدنا ذرى لا تنال وهنا ما تركت إلا إخاء … كاذبا مثلما تراءى الآل وعناء لا ينتهي ورجاء … لا ينال وعثرة لا تقال

في جنازة

في جنازة الأخ الشيخ عبد اللطيف سلطاني رحمه الله مات من بعدما سخا بالحياة … لبلاد عاشت "ظروف" ممات عاش يحيي شعورها مثلما يحيي … نزول الحيا أصول النبات وتحدى من أجلها السجن والموت … ولم يكثرت ببطش الطغاة يا "لعبد اللطيف" أصبح في … الناس مثالا من جرأة وثبات وغدا بين صحبه موضع … الإجلال إذ كان من أجل الدعاة مات في داره سجينا فكان … موته عبرة ورمز عظات إذ تراءت للشعب آية صدق … للفقيد من آيه البينات فتداعى لداره مسرع الخطو … تداعي الأمواج مندفعات معربا عن وفائه للذي … جاد لجمهوره بأغلى الهبات في وداع ما بعده وداع … والوداع الأخير عند الوفاة إن يكن ذاك واجبا فهو في … حق المربين أيسر الواجبات فوداعا أخي إلى حين أن نلقاك … في ملتقى الكرام الأباة في جنان الخلود حيث سيحظى … العاملون بأطيب الثمرات ما عملنا نلقاه أعظم أجرا … فهنيئا للمتقين الهداة وعليك من رحمة الله أضعاف … الذي قد بذلت من خدمات 11 رجب الحرام 1404 للهجرة 13 أفريل 1984م

في أعقاب الفاجعة

في أعقاب الفاجعة القصيدة التي قيلت في أعقاب مواراة جثمان الأخ العظيم الشيخ: "عبد اللطيف سلطاني" رحمه الله يوم رجب الحرام 1404 للهجرة 13 أفريل 1984م. جنازة "عبد اللطيف"علامه … على موقف الحشر يوم القيامه وما مثلها آية في الوفاء … والنبل والصدق والاستقامه وما مثل شعب الجزائر شعب … يقيم البناء ويرسي دعامة ويحفظ للدين أحكامه … ويحمي حماه ويعلي مقامه ويقضي على نزوات الطغاة … فأورد عز فرنسا حمامه وحطم أسطولها المعتدي … فولى ذليلا يجر انهزامه وللظالمين المصير الوبيل … وللمؤمنين الرضى والسلامه ولم أنس إذ مات "عبد اللطيف" … مثال الإباء ورمز الشهامه وقد خرج الشعب في ثورة … وجثمان "عبد اللطيف" أمامه وما مثل يوم الوداع الأخير … هولا سوى هول يوم القيامه! تداعت جموع الشباب كبحر … يموج على القيد يبدي انتقامه! تلاقت جميعا على موعد … تعبر عن سخطها في صرامه! وتعلن صامتة أنها متى … عرض الهول خاضت عرامه وتغدو لإسلامها معقلا … فتصون حماه وترعى ذمامه وأعظم به رافضا للخضوع … لمن خانه أن يقود زمامه عشقتك شعبي مثال الوفاء … وصدق الولاء وحفظ الكرامه

أين عبد اللطيف؟

أين عبد اللطيف؟ القصيدة التي ألقيت في حفل توزيع الجوائز بمسجد "عبد الحميد" بالقبة وهو المسجد الذي كان الفقيد يلقي فيه دروسه ويقوم بكل أعماله الدينية روح "عبد اللطيف" لما تزل تخطر … ما بيننا هنا وتطوف إنه طالما تردد في هذا … المكان حديثه المألوف أين "عبد اللطيف"ما باله لم … يسمع اليوم صوته المعروف؟ ها هنا كان موضع الشيخ ماذا … قد جرى؟ ليس طبعه التسويف إنه ليس بالكسول ولا ممن … يقول: قد أخرتني الظروف ذو نشاط وجرأة ليس يثني … عزمه عائق ولا تخويف!!! طالما جابه الصروف التي يخشى … أذاها فلم تعقه الصروف إن "عبد اللطيف" صلب قوي … رغم سود الخطوب شهم أنوف إن "عبد اللطيف" دوحة أمجاد … وفضل لها جنى وقطوف ذو طموح ما كان يعنيه في دنياه … إلا التدريس والتأليف وصواب في القول والفعل لا يرزي … به الانحراف والتحريف ووفي ما خان- إن خان صحب- … فله الاحترام والتشريف ووجود من غير دين وأخلاق … تزين هو الوجود السخيف فاجتباه شعب الجزائر فالشعب … بأوفى رجاله مشغوف

لست أنسى عبد اللطيف الذي … غالته من قبل أن أراه الحتوف إنه مات وهو في الدار مسجون … كشمس محا سناها الكسوف فإذا بالظلام خيم والشعب … مهول برزئه ملهوف يا محبي عبد اللطيف اسألوا الله … له العفو فهو بر رءوف واجعلوا منه قدوة فهو رمز … لجهاد ترتاع منه الصفوف وكذا الناس واحد مثل ألف … إذا تحامت عبد اللطيف الألوف الجزائر 19 رمضان 1404 للهجرة.

فقد صديق

فقد صديق ضللت طريقي مذ فقدت صديقي … وأصبحت في دربي بغير رفيق وكيف يطيب العيش بعد أحبتي؟ … ولا خير في الدنيا بغير صديق وموت أحبائي نذير نهايتي … وأني إلى موتي عرفت طريقي ومذ قيل لي: "عبد اللطيف" مضى … إلي منازله الأخرى شرقت بريقي سلام على دنيا شقيت بأهلها … ولم أك من بأسائها بمفيق وذقت بها كل الطعم سوى الردى … وما أنا من قيد الردى بطليق فلم أر فيها كالصداقة نعمة … تفرج ضيقي إن أصبت بضيق

سئمت الحياة

سئمت الحياة سئمت حياة ليس فيها هناء … وعفت وجودا ليس فيه صفاء وعفت رجالا ليس يبدون غيرة … وعفت نساء ما لهن حياء وأفدح خطب حل بي فقد إخوة … بهم تم في عصر الخراب بناء وجربت صحبا غيرهم فنبذتهم … وأخطر أعدائي هم القرباء وضقت بقلب للحقائق لم يزل … يداس به نبل ويؤذى إباء وهل بعد أن ودعت كل أحبتي … تطيب حياة أو يسر بقاء؟ لقد أفلت كل النجوم وأظلمت … منازل لم يخمد بهن ضياء ولم يبق لي "عبد اللطيف" وقبله … خبا ضوء "عباس" فعم بلاء و"توفيق" غالته المنون فأجدبت … رياض أمانينا فهن خلاء! سعادة دنيانا وجود أحبة … كرام، وإلا فالحياة شقاء

وفاة صديق

وفاة صديق السجن الصغير، والسجن الكبير طار من سجنه الذي ضاق … ذرعا بالذي فيه من أذى وبلاء غير أن الرفيق إذ طار لم يحفل … بمن لم يطر من الرفقاء لا عليه فإنه ليس يبقى … بعده واحد من السجناء لسمت أعني السجن الذي شاده … المخلوق بل ما بناه رب السماء إنه هذه الحياة بما … فيها من الكارثات والأرزاء والجميع بها سجين ومحكوم … علينا جميعنا بالفناء غير أنا بعد الفناء سنحيا … في خلود لا ينقضي وبقاء ونعيم إذا فعلنا جميلا … وجزاء الجميل خير الجزاء أو جحيم نصلاه إن نحن … خالفنا تعاليم خاتم الأنبياء

تخلفت عن الركب

تخلفت عن الركب تخلفت عن الركب … لتسحقني رحى الخطب وأبقى للأسى وحدي … أعاني شدة الكرب أقلب في جحيم الحزن … من جنب إلى جنب فلا برح الضنى جسمي … ولا ذاق الكرى هدبي أودع كل يوم صاحبا … من خيرة الصحب أودع فيه ما يحلو … وأفقد فرحة القلب وهل تحلو الحياة إذا … خلت من خالص الحب؟ وأمست ساحة كبرى … لعرض مشاهد الحرب فيا ربي قد اشتقت … إلى لقياك يا ربي فحسبي ما أحس من … الورى من وحشة حسبي ولا سيما وقد حادوا … -بما ابتدعوا- عن الدرب سنوا الخصب جلت عنا … وغالتنا سنو الجدب وقرب الناس لا يجدي … فجد لي منك بالقرب

رزء عباس

رزء عباس أيها الدنيا سلاما … لم أجد فيك سلاما لم تكوني دار أمن … كيف أرضاك مقاما؟ لست أوليك ثناء … بل سأصليك ملاما إن تري شخصا له … فضل تذيقيه الحماما أ "لعباس" أردت … الشر والموت الزؤاما؟ إن "عباس" عظيم … القدر بل كان إماما كان في دنياه … بالأمجاد صبا مستهاما كان -والله- أبي … النفس لم يقرب حراما كيف حاربت أخا … الفضل وسالمت اللئاما؟ إن هذا الجرح لا … ألفي له قط التئاما رزء "عباس" أحال … النور في عيني ظلاما شر ما في هذه الدنيا … التي ساءت مقاما أن ريب الدهر … لا يسلبنا إلا الكراما موت "عباس" نعى … نفسي لأتلوه لزاما

أنا إن طابت حياتي … بعده خنت الذماما كان "عباس" طرازا … من إخاء لا يسامى أيها الغافل والراغب … أن يبقى دواما نحن هلكى كيف غرت … هذه الدنيا الأناما؟ إنها دنيا كحلم … طاف بالناس مناما غير أن الناس … يزدادون بالدنيا غراما الجزائر يوم 14 جمادى الثانية 1403هـ للهجرة، 29 مارس 1983م يوم دفن الصديق العزيز عباس التركي.

من آثار موت الأحبة

من آثار موت الأحبة أتى الموت "عباسا" فقلت على الإثر: … منية "عباس" طريقي إلى القبر كيف سأبقى بعد رفقتي التي … أقامت صروح المجد خالدة الذكر؟ ولا سيما "عباس" من عاش صورة … ورمزا لصدق الود والشيم الغر أ "حمزه" لا تغتر بالعيش بعده وكن … من هجوم الموت يوما على ذكر كيف يطيب العيش "حمزة" بعدما … فقدنا صديق العمر في زمن العسر ومن جاوز السبعين أضحى على شفا … من الموت إذ قد صار في آخر العمر وهل بلغ السبعين طه نبينا … لو أن الذي يغني سوى الخير والبر وهبنا بلغنا عمر نوح فما لنا … بقاء، ولو عشنا إلى آخر الدهر!!! كفانا غباء ولنبادر بتوبة … تكفر ما كنا جنينا من الوزر علمنا ولكن ما عملنا فما لنا … إذن في الذي كنا جنيناه من عذر وهيهات لا يجدي المقصر عذره … أمام إله الخلق في ساحة الحشر أ "حمزة" "عباس" مضى لسبيله … فقم نتدارك ما يفوت من الأمر أ "حمزة" حرص المرء ينسيه موته … لذا تنقضي أيامه وهو لا يدري ويا ليتها تمضي بما فيه نفعه … ولكنها تمضي ضياعا وفي خسر

ومن عاش في الدنيا ولم ينتفع بها … فما عاش إلا كالذي هام في قفر وكم من أناس لم يعيشوا حياتهم … لأنهم لم يعرفوا باطن السر!!! وهل من حياة للذين قضوا بها … حياتهم من غير وعي ولا فكر و"عباس" قد عاش الحياة وذاقها … وأدرك فيها ما يفيد وما يغري وحقق فيها كل خير لقومه … وقاوم فيها كل داع إلى الشر لذاك فعباس غدا علما ولم يمت، … بل سيبقى في الورى خالد الذكر

يا راحلا!!!

يا راحلا!!! الذكرى الأولى لوفاة عباس التركي 28 مارس 1984م يا راحلا كان دنيا … من الكمالات تبنى وكان نهج حياة … أضفى على الكون حسنا وما ترحل حتى … قد نال ما يتمنى دينا ودنيا وذكرا … مخلدا ليس يفنى! "عباس" قد مر عام … على رحيلك عنا! وما ذكرناك إلا … تضاعف الشوق منا "عباس" يهنيك أنا … لكل خير سبقنا! ولم نخل بعهد … ولا نكصنا وخنا! ولا خشينا "فرنسا" … ولا ذللنا وهنا! لكن يحز بنفسي … ويملأ القلب حزنا أن شيعوك وأنا … في دورنا قد سجنا فلم نشيعك فيمن … قد شيعوا فجزعنا "عباس" أوتيت فضلا … قد عم ريفا ومدنا وقد رزقت ثباتا … وعفت في الناس جبنا

وكنت للدين كهفا … و"للجزائر" حصنا وكنت للصدق أفقا … وللصداقة ركنا وعشت للعلم عونا … ترعاه حسا ومعنى بل قمت فيه بما لم … نكن به نحن قمنا فكنت أعظم قدرا … وكنت أرفع شأنا فأنت تاريخ شعب … قد ساد حربا وأمنا "عباس" ذكراك منا … قريبة حيث كنا ذكراك لا تتلاشى … حتى تزول ونفنى

ذكرى "مصباح"

ذكرى "مصباح" ذكرت خلال سجني بالمنزل أخي "مصباح الحويذق" وما كان من إبعاده وموته مبعدا عن محل سكناه "بالحراش" فأوحت إلي ذكراه الأليمة بالقطعة التالية: إذا تذكرت "مصباحا" بكيت أسى … وقلت: أين رفاقي؟ كلهم ذهبوا إذا بقيت ولم أالحق بهم بقيت … نفسي بغربتها تبكي وتنتحب وغربتي فقد أصحابي، ومن فقدوا … أصحابهم فهموا حقا قد اغتربوا "مصباح" عنوان آداب ورمز علا … ونبع صدق بدنيا أهلها كذبوا "مصباحا" قد عاش "مصباحا" لأمته … فحين مات توارى النور واللهب قد عاف دنيا يهان الصالحون بها … ولا يراعى بها فضل ولا أدب ليست بدار مقام وهي راحلة … والصفو منعدم والشمل منشعب

كيف فارقتنا؟

كيف فارقتنا؟ رثاء أخي الشيخ "حمزة بوكوشة رحمه الله" "أحمزة" رزؤك رزء الوفاء، … وصدق الإخاء ونبل الشيم أحمزة فارقتنا مثلما … تفارق جدب البقاع الذيم أتترك إخوانك الأوفياء … يعانون كل ضروب الألم وقد شرد المعشر الكارثات … وقد خضبت كل أرض بدم! أحمزة قد كنت نعم الصديق … تفي بالعهود وترعى الذمم أحمزة كيف تركت الرفاق … وآثرت مثواك بين الرمم؟ فهل ضقت ذرعا بدنيا الغرور … ومرضى الشعور وموتى الهمم؟ وقد كانت ذا أمل راسخ … برجعى إمامة خير الأمم!! أحمزة كنت أخا حكمة … تشع كما كنت إحدى القمم فنم في ظلال الخلود فكم … سهرت تعاني ضروب الألم

تتابع صحبي

تتابع صحبي تتابع صحبي للأفول كأنجم … فيا ليتني قد مت قبل صحابي فإن الذي يبقى الأخير ولم يمت … يعاني من الأحزان كل عذاب إذا مات من واحد عظه الأسى … كأن الذي في القلب وقع حراب فضاقت به الدنيا وبان نعيمها … كحلم منام أو كلمع سراب أمن بعد "توفيق" و"عباس" قبله … يطيب طعامي أو يسوغ شرابي ومن لم يصب يوما بفقدان صاحب … فما هو مهما يبتلى بمصاب!! وسلني فإني ذقت فقد أحبتي … فكان كسم أو عصارة صاب فيا رب لا أشكو القضاء وإنما … وفيت لأصحابي رفاق شبابي للحزن وقت ثم يخبو وإنما … حوادث دنيانا كمر سحاب

أدنياي

أدنياي أدنياي يا دنيا الغرور إلى متى … تزيدين في كربي وتسعين في قتلي؟ أكلت صحابي قبل أكلي فما بقوا … ولست بتأخيري نجوت من الأكل ولكن من حانت منيته مضى … وألحق بالصحب الذين مضوا قبلي وعلة تأخيري لأشقى بفقدهم وإلا … فما يجدي انفرادي عن شكلي فإنهم صحبي الذين اتخذتهم … رفاقي الأولى زالت بهم ظلمة الجهل وإن حياتي لا تطيب بدونهم … فإني وإياهم لكالشخص والظل فإن أقفرت منهم حياتي كرهتها … لأنهم أصل المروءة والنبل وإني سأحيي ذكرهم بقصائدي … وأذكرهم ما عشت بالحمد والفضل

مات دون البلوغ

مات دون البلوغ مات تحت الردم وهو يافع لم يبلغ الحلم "فيصل رزاز" شقيق الأستاذ "محمد السعيد رزاز"، فجالت القريحة بهذه الأبيات الجريحة. مات دون البلوغ يا لهفة الأم … أتحيا من بعده أم تموت؟ إن موت البنين صاعقة … تندك منها معاقل وبيوت لا محيص من الردى إنه … يقتل أبناءنا ونحن صموت وإذا مت قضى الإله بموت … ليس للمؤمنين إلا السكوت إنما الموت ليس يشبع والناس … له دائما طعام وقوت والذي لم يمت سريعا فهل ينجو … من الموت؟ إنه لا يفوت ليس ينجو في الغاب ليث ولا … في الجو نسر وليس يفلت حوت 10 رمضان 1407 للهجرة 13 ماي 1987م.

خطبك يا رزاز!

خطبك يا رزاز! في جنازة الأستاذ محمد السعيد رازز رحمه الله خطبك- يا رزاز- لا ينسى … وجرحك الغائر لا يؤسى وموتك ارتجت له أمة … أرخصت في خدمتها النفسا وأمك الولهى براها الأسى … لطول ما جرعت البؤسا بالأمس قد ودعها "فيصل" … واليوم تودع بعده الرمسا كنت الرجاء لها فلما خبا … رجاؤها جرعتها اليأسا شبابك الغض ذوي فجأ … مثل الكسوف إذا عرا الشمسا شعبك ما أصبح في بهجة … إلا وفي الحسرة قد أمسى تبا لدنيا يسطو عليها الردى … لا دنبا يبقي ولا رأسا إن تك قد فارقتها لم تكن … فارقت إلا الهم والبؤسا "رزاز" هل حقا سكت فلم … نعد نرى بحثا ولا درسا؟ ولم نعد نسمع من صوتك … المعهود لا نطقا ولا جرسا رحلت- يا رزاز- من قبل أن … تبني وترسي لبيتك الأسا إن الثلاتين التي عشتها … مرت كحلم يخادع النفسا "رزاز" قد أودعتنا وحشة … من بعد ما كنت لنا أنسا موتك -يا رزاز- رزء العلا … فكيف لا نحزن أو نأسى؟

موث رجال الفكر زلزلة … تهدم من بنياننا الأسا "رزاز" سوف ترى رفاقا لنا … سبقوا وتلقى عندهم أنسا!! أبلغهم عنا تحياتنا … وأننا للعهد لا ننسى!! وانعم بقرب الله فهو لمن … عاش نقيا لم يقرب الرجسا قد عشت تدعو لدينه جهرة … ولم تكن تدعو له همسا 19 سبتمبر 1987م 25 محرم الحرام 1408 للهجرة.

لا تموتي أم رزاز!

لا تموتي أم رزاز! لا لأم فقدت أبناءها … فغدت تبحث عن آثارهم جمعت صورا لهم ثم مضت … تطلب المخبوء من أخبارهم وهي لا تنفك تبكي مذ رأت … قصر الآجال في أعمارهم "فيصل" لم يبلغ الحلم لذا … لم يكن إلا صدى إنذارهم و"سعيد" بعده فارقهم … يا لحزن قد ثوى في دارهم لا تموتي -أم رزاز- ولا … تهلكي بالحزن في آثارهم إنهم في جنة ليس بها … من بني الدنيا سوى أطهارهم إن في الموت خلاصا عاجلا … من بني الدنيا ومن أوضارهم 15 صفر 1408 للهجرة 8 أكتوبر 1987م.

في ذكرى الشيخ أحمد باشن

في ذكرى الشيخ أحمد باشن رحمه الله مسجد "النص" غاب عنه الإمام … والوفاء للغائبين ذمام مر عالم على غياب أبي عبد … الرحيم الذي طواه الحمام مسجد "النص" لم تغب عنه ذكراه … ولم ينسه الشباب الهمام عالم زان علمه بتقاه … وتحلى بما تحلى الكرام عاش كالنجم هاديا عاش كالنهر … كريما به يزول الأوام! عاش نهب الآلام لم يفقد الصبر … وإن برحت به الآلام! ومضى بعد أن قضى ما به … تدنو الأماني وتثمر الأحلام! ويسود الإخاء والحب والإخلاص … بين ربوعنا والسلام رحم الله من دعا فلباه … وجاد قبرا حواه الغمام وجزاه على الجهود التي بها … عز المسلمون والإسلام وإذا ما الردى طواه فذكراه … لدنيا لم تطوها الأيام وستبقى على المدى نبع إلهام … لنشء قد غاب عنه الإمام 7 ربيع الأول 1408 للهجرة، 30 أكتوبر 1987م.

موت أخي مصطفى!

موت أخي مصطفى! أخي مات والأخ لا يخلف … فتبا لدنيا بها نكلف نعيش بها عرضة للردى … وفيها نفارق من نألف لقد فضح الموت دنيا بها … نموت وأعياننا تتلف وإنا كأغصان دوح متى … يمر بها عاصف تقصف أخي لم أودعك قبل الرحيل … فحزني لفقدك لا يوصف فراقك يا "مصطفى" رجني … وأذهلني وقعه المتلف وبغض لي طيبات الحياة … وأنكرت منها الذي أعرف وكيف تطيب الحياة وقد … ترحل عني الأخ المسعف؟ لقد مات غما بما بثه … وروجه خصمه المرجف وكان غيورا على عرضه … يعذبه حسه المرهف فضاق بما لم يطق ذرعه … فأودى به حزنه المتلف فيا رب كم قد عفوت وكم … غفرت لخلقك ما أسلفوا إذا ما أساء أخي أو هفا … فليس سواك به يرأف 25 شوال 1406هـ للهجرة، 2 جوليت 1986م

لسنا سواء

لسنا سواء ليس الرجال سواء … ولا النساء سواء فواحد مثل ألف … أراجلا ونساء وكم رأينا ألوفا … من الرجال هباء موتى وإن حسبتهم … عيوننا أحياء وكم رأينا كراما … بما لهم أسخياء وآخرين رأينا لئاما … بما لهم بخلاء ومدعين لعلم … لا يحسنون الهجاء! وسائرين حيارى … لا يعرفون اهتداء! إذا استقاموا صباحا … لم يستقيموا مساء! كم رأينا بناة … لا يتقنون البناء وكم رأينا نساء … أهديننا عظماء لا يفتأون حماة … لدينهم أوفياء مجاهدين هداة … أكارم أتقياء كم نساء بهن الهناء … صار عناء

فلا يطقن جميلا … ولا يردن ثناء ولا يسامحن زوجا … إن كان يوما أساء وليس ذا بعجيب … فالأرض ليست سواء وهن حرث بهذا … جبريل بالوحي جاء يا ابني "سعادة" إني … أزف شعري عزاء في رزء أم حبنا … بمن أجادوا البناء بمناسبة وفاة والدة الإخوة "سعادة" رحمها الله بتاريخ 8 صفر 1407 للهجرة12 أكتوبر 1986م.

من السجن إلى القبر

من السجن إلى القبر مهداة إلى روح "شراطي يخلف" رحمه الله من السجن إلى القبر … وما من أحد يدري بما بيت من أمر!! … وما دبر من شر!! وما أخفي من مكر!! وما قد حيك من غدر لكل مفكر حر!! … متى يا عالم السر؟ تحررنا من الأسر … لقد ضقنا بما يجري على الأحرار من قهر … كفى لم يبق من صبر وغابت بسمة الفجر … ولم يبق سنا الفجر كفى يا كاشف الضر … كفانا شقوة العمر وضغط الألم المر … فهل في ضجعة القبر تحررنا من الأسر … ودفن شقاوة العمر

من وحي الطبيعة

من وحي الطبيعة

اختلاف الفصول

اختلاف الفصول في اختلاف الفصول أعظم عبره … إن نظرنا نخرج بأعظم خبره زمهرير الشتاء ينذرنا الله … به في الحساب إن نعص أمره وسموم في الصيف ينذرنا بالنار … إن نحن لم نقدره قدره وجمال الربيع بشرى بما نلفيه … في الخلد من جمال ونضره واعتدال الخريف نلقاه في جنة … عدن ما بين ماء وخضره كل شيء لم يخل من حكمة لله … تبدو لكل صاحب نظره رب إني آمنت بالعلم والقدرة … فيما أبدعت علما وقدره كل ما في الوجود آية صدق … تتحدى من راح يعلن كفره

حر شديد

حر شديد حر ولكن دون حر جهنم … قد طال منه تضجري وتبرمي إن كان حر الصيف يؤذيني فما … صبري على حر الجحيم المؤلم فأجر عبادك رب من أهوالها -فلذاك أولى بالكريم المنعم إطلالة الخريف لعام 1407 للهجرة قد أطل الخريف ملتحفا بالسحب … في عزة وفي كبرياء!! يتهادى ما بين صفين من زهر … وعشب كالغادة الحسناء والنسيم العليل يخطر نشوان … بشدو الطيور في إصغاء حل والناس من سموم وحر … في بلاء أعظم به من بلاء فبدا كابتسامة الفجر في الليل … وكالبرء للمصاب بداء إن إطلالة الخريف بشير … بابتسام المستقبل الوضاء إن فيه جني الثمار وما أحسن … أن تجتنى ثمار الرجاء

في الشتاء درس

في الشتاء درس إن هذا الشتاء كم فيه من درس … لمن يفهم الدروس العميقه إنه يكشف الحقيقة للغافل … عنها وجاهل بالحقيقه إنه يشعر الشقيق بألوان … البلاء التي تهد شقيقه فييواسى شقيقه بالذي يدفع … عنه عسر الزمان وضيقه إنه غضبة الطبيعة تجتاح … الضعيف مريدة تمزيقه إن هذا البلاء مبعث عطف … وإخاء ورحمة بالخليقه والذي فجر الزلال من الصخر … ليهدي من ضل منا طريقه والحياة تعاون وهو من أهداف من … أهدافها ليتنا نرى تحقيقه غير أنا قد نعرف الهدف الأسمى … ولكن قد لا نرى تطبيقه الشتاء والفقير قد أطل الشثاء ويح الفقير … كم يعاني من شدة الزمهرير يسمع الرعد قاصفا فتراه … خائفا من وقوع شر كبير ويرى السحب في السماء فيهتز … اهتزاز المروع المذعور ما يرا الغني من نعمة الله … يراه الفقير لسع شرور للغني الزرع الذي يطلب … الغيث وليس للجائع المقرور

غير أن الفقير عوضه الله … بحس لم يتسم بالغرور ليس فيه من كبرياء ولا شح … وفيه قناعة باليسير وهو في يوم حشره ليس يخشى … من حساب على الكثير عسير يا ذوي المال لا تشحوا بما ليس … بباق بل صائر للدثور واذكروا إخوة لكم لا يبيتون … شباعا أو في فراش وثير إنهم مثلكم قد اندفعوا … كالسيل في خوض ثورة التحرير ليس عدلا أن يرمو (الكوخ في حين … سواهم يحظى بسكنى القصور سوف يأتي يوم يكونون فيه … أغنياء في غبطة وسرور وتكونون في افتقار وبؤس … حيث لم تشعروا ببؤس الفقير إن يكن ما لكم كثيرا فأنتم … مفلسون من رحمة وشعور وغدا تفلسون من رحمة الله … ورضوانه بيوم النشور فاذكروا الملتقى العظيم لدى … اليوم العظيم وفكروا في المصير أنفقوا المال في المهم من … الأوجه لا في الإسراف والتبذير إنما المال فرصة وابتلاء … وسبيل إلى اغتنام الأجور فاربحوا ما لكم ولا تخسروه … بالمعاصي والشح والتقتير

ربيع هذا العام

ربيع هذا العام 1412 للهجرة يا ربيع احتجبت فلست ربيعا … أنا لم ألق فيك حسنا بديعا أنا إن لم يك الربيع بقلبي … لا أبالي أن لا أناجي الربيعا إن يكن موطني جريحا وآمالي صرعى يخر قلبي صريعا أيها الطائر المغرد صمتا … فالطيور هنا تموت سريعا وتحفظ فالأمن لم يبق أمنا … بل غدا الأمن عندنا ترويعا إن أردت السلام في هذه … الأرض التي تستباح لن تستطيعا أيها الزهر كيف تبدي ابتساما؟ … وعيون الأطفال تذري الدموعا أيها البحر كيف تبدي هدوءا؟ … وانتشاء والهول هد الربوعا أيها الكون كيف ترجو سلاما … والجزائر أوشكت أن تضيع؟ لا سبيل إلى السلام إذا لم … يصبح العدل منهجا مشروعا

تحية وذكرى

تحية وذكرى ستة أيام "بدلس" يا لها من أيام هانئة حلوة أتيح لي أن أقضيها في بلدة "دلس" الجميلة مع نخبة من الأبناء البررة شرفوني بدعوتهم الكريمة، فكانت أياما خصبة عامرة بالمفيد النافع من الدروس والمحاضرات والنقاش والمحاورات، كما كانت أقوى دليل على كرم أبناء "دلس" ونبلهم. فإلى تلك النخبة الكريمة من أبناء تلك البلدة الجميلة وفي مقدمتهم: "الحاج محمد لونيس" ومدرس الرياضيات "مصطفى لونيس". ولا أنسى رفيقي من الجزائر الأستاذ "حمو". أزجي هذه التحية، وأهدي هذه الباقة الشعرية: ما كان أسعدني ما بشاطئ "دلس" … ما يبن أبنائي وبين صحابي ما فيهم إلا مثال صادق … للدين والأخلاق والآداب بهم يعيد الدين سالف مجده … والحكم فيه بسنة وكتاب لله ما أحلى المقام "بدلس" … والبحر يبدو فتنة الألباب والموج يهمس للنسيم بسره … فيجيبه بالبشر والترحاب والشمس تبعث بالشعاع تحية … تنساب بين جنادل وعباب فيغار موج هادر لا ينثني … يبدي الأسى بملامة وعتاب ما كان أشبه "دلسا" في حسنها … ببلاد "أندلس" وعهد شباب يا طالبي سحر الطبيعة سارعوا … تجدوا بهذا الربض كل طلاب

جبال "صوحان"

جبال "صوحان" جبال "صوحان" إني جئت ملتمسا … لديك راحة قلب متعب عان لاقى من الهم أضعافا مضاعفة … فعاش نهبا لآلام وأحزان هل فيك يلقى إذا وافى ظلالك ما … يشفي الجراحات أو يسمو بإيماني؟ يممت ساحات في شوق وفي أمل … فاستقبليني بترحاب وتحنان أقيم عندك أياما أزيح بها … عن كاهلي ما أعاني منذ أزمان يا حبذا فيك ظل وارف خضل … يشفى به كل مكروب وولهان إني سئمت مقامي في مواطن لا … أرى بها غير مفتون وفتان يشكو بها كل من تلقاه مشكلة … فكل مشكلة نيطت بإنسان أظل أبحث عن حل لمشكلة … فإن أصب حلها أرضيت وجداني وإن عدمت لها حلا تضاف إلى … مشاكلي وبها تزداد أحزاني جبال "صوحان" من يأتي لرؤيتها … لا شك ينسى بها جبال "لبنان" للطير فيها أناشيد مرددة … على منصات أدواح وأفنان وللنسيم لدى الأسحار هينمة … وفي الأصائل يحكي مشي نشوان وللطبيعة أسرار تبوح بها … لكل مفتتن بالحسن هيمان فلتبق أجبال "صوحان" محط منى … فقد وجدت بها برءا لأشجاني وسوف تصبح ذكراها الحبيبه لي … ينبوع وحي وإلهام لوجداني

من وحي الجبال

من وحي الجبال ألا يا جبال "صوحان" … حكيت جبال لبنان هواؤك برء مكروب … وحسنك ري ظمآن وفيك سكينة تغري … وتلهم كل فنان فررت إليك من زيف … ومن حيف وعدوان ومن كذب ومن ملق … ومن زور وبهتان وجئت إليك ملتمسا … لديك شفاء أحزاني مواطننا غدت سجنا … عليه ألف سجان وفي حضن الجبال ملاذ … كل معذب عان منحتك كل ما عندي … أناشيدي وألحاني سأحبوك مدى عمري … بإيثاري وإحساني وأوليك صباباتي … فحبك ملء وجداني

صحراؤنا!!

صحراؤنا!! لصحرائنا فضل يذاع ويذكر … ويوصف بالمجد الذى ليس ينكر ألم تكن الصحراء مشرق شمسنا … يشع على الدنيا سناها وينشر؟ فيا ليت أني قد أقمت بأرضها … ولم أرتحل عنها إلى حين أقبر وإني لذو شوق إليها يهزني … إليها ولكنى برغمي أصبر وهل أنا إلا ذرة من ترابها؟ … وهل أنا في تركي لأرضي مخير؟ فيا زائر الصحراء يهنيك أن ترى … بلادا يروع المجد فيها ويبهر وتسمع الآذان صوت أذانها … فتهفو إليه كل نفس وتسحر وتسمع في كل المنازل قارئا … يرتل ما يحيي القلوب ويأسر فقف ساعة تحمل إليها تحيتي … فمثل بلادي بالتحية أجدر على أن أرضي بالذي قد سخت به … علي لما تحتاج مني أكثر ولكن تحياتي لها إذ أبثها … تترجم عن شوقي لها وتعبر فإن بقلبي لوعة لفراقها … يؤججها ذكر لها ليس يفتر ولكن حبي سوف يرجعني لها … ففي الحب ما يحدو ويسطو ويقهر فتربة أرضي ريحها برؤ علتي … وأفدح داء بعد أرضي وأخطر فيا من سكنتم أرض صحرائي التي … أباهي بها كل البلاد وأفخر هنيئا كم بوئتم خير بقعة … فمن مثلكم بالحمد والشكر أجدر؟ تعيشون أحرارا كراما أعزة … فلا حاكما تخشونه أو مسيطر

البحر أكرم جار

البحر أكرم جار كنت جارا للبحر خلال الأيام التي قضيتها للعلاج من داء المفاصل بمركز "سيدي فرج" الصحي في شهر ربيع الأول من سنة 1407 للهجرة، نوفمبر 1986م، فأوحى إلي البحر بالقطعة التالية: بقربك يا بحر قر قراري … وهل كجوارك حسن جوار؟ نأيت به عن هموم الحياة … وبطش الطغاة وبأس الضواري وجدت بقربك يا بحر سلوى … لقلبي وإنهاضه من عثار!!! وعاد إلي هدوئي الذي … به أنتج الفكر طيب الثمار وأني انتفعت بوقتي الذي … تلاشى سدى كتلاشي البخار أنا عاشق البحر- يا بحر- فانعم … بقربك من عاشق للبحار إذا ما تبسمت كنت سلاما … لنفسي وحريتي من إساري وإن ثرت ثارت بحار شجوني … وأصبح شعري براكين نار فنفسي بحر، فطورا تثور … وطورا تحاكي هدوء البحار فحسبك أنك ملهم شعري … لذاك اتخذت هواك شعاري

أيها البحر!

أيها البحر! أيها البحر لا عدمتك جارا … ليس ممن خان الجوار وجارا عدت يا بحر عن جديد إلى ما … فيك يغري العقول والأنظارا أيها البحر عشت عمرا طويلا … ووعيت الأحداث والأخبارا فارو لي ما وعيت يا بحر واذكر … كم عظيم على أديمك سارا والحروب التي بمائك شبت … والدماء التي جرت أنهارا وأبن لي كم من عروش وتيجان … وملك تحت الخضم توارى وارو كم كنت مدفنا لجمال … الشباب جم المنى وعذارى أيها البحر إن منظرك الساحر … يوحي للشاعر الأشعارا ولهذا أتيت- يا بحر- أستلهمك … الذكريات والأسرارا أنت يا بحر شاعر تلهم الشاعر … في الشعر جدة وابتكارا والذين لا يدركون جمال … البحر للجهل والجمود أسارى

ظل الله

ظل الله يا بحر ما أنت إلا بحر أسرار … وذكريات وآيات وأفكار وليس يدرك ما تحويه من عظم … غير امرئ قلبه بحر لأسرار فيه الذي فيك من سخط ومن غضب … ومن عناد وإقدام وإصرار ومن هدوء ومن صمت ومن دعة … ومن متاهات أعماق وأغوار يا بحر هل أنت تدري من يناجيك في … ليل كبحر من الأسرار موار؟ وهل يناجيك إلا شاعر كلف … بالبحر، كالبحر تيارا بتيار ما أنت يا بحر شطآنا ولا زبدا … وإنما أنت ظل الخالق الباري

من وحي رمضان

من وحي رمضان

طالعنا رمضان

طالعنا رمضان رمضان طالعنا طلوع هلله!! … فجلا عبوس نفوسنا بجماله من لم يكن حاز الكمال فإنة … فيه سيحظى موقنا بكماله رمضان ميلاد لشعب طالما … قد عاش رهن شقائه وضلاله فالفرحة الكبرى لنا بقدومه … والعزة القعساء في استقباله! فليغتنم فيه هدايته امرؤ … ضل السبيل ولم يطب لحاله هي فرصة عظمى فمن لم يغتنم … إدركها فليرض سوء مآله

أهلا رمضان

أهلا رمضان رمضان يا رضوان حل … هل للمشاكل فيه حل؟ هل يطلق المسجون في … رمضان يا رضوان هل؟ هل فيه تسعد أفمتي … الثكلى بتحقيق الأمل؟ هل فيه تعلن دولة … الإسلام رائدة الدول؟ هل فيه ينتشر السلام … فلا ارتياع ولا وجل؟ رمضان يا شهر الفتوح … ونصر آبائي الأول! أيعود من دنيا المكارم … والمفاخر ما افل؟ واحسرتا لإبن الجزائر … بعد عز كيف ذل! واحسرتا للمرشد … الهادي لدين الحق ضل! وارحمتا للنسر نسر … الجو كيف هوى وزل! واحسرتا فالمنكرات … بكل أرض تستحل فكأن قانون السماء … طوى الصحائف وارتحل والجاهلية أقبلت تطوي … السننين على عجل والناس يقتل بعضهم … بعضا بلا أدنى خجل لا يعرف المقتول … ماذا قد جنى حتى قتل

وكذاك يجهل قاتل ماذا … جرى حتى قتل فوضى تدمر ما بنى … الباني وما شاد الأول رباه إنا مسلمون … على صراطك لم نزل خطب ألح عليهم ما … مثله خطب جلل!! رمضان يا خير الشهور … ومن به المجد اكتمل بالصوم بالقرآن … بالفتح المبين قد استهل أهلا بمقدمك الكريم … بخير ضيف قد نزل إنا لفي شوق كما … تشتاق للضوء المقل فلأنت سائقنا … وهادينا إلى خير العمل ولأنت حادينا إلى … من حبه كل الأمل رب الخلائق كلهم … سبحانه عز وجل

رمضان هذا العام

رمضان هذا العام 1412 للهجرة رمضان هذا العام كيف تكون … والشعب فيك مكبل مسجون؟ من للتراويح ومن يسعى لها … المسجد المأسور فيك حزين؟ أين الجماهير التي فيما مضى … ما مسجد إلا بها مشحون؟؟ أين الدعاة وأين قد ذهبوا بهم … تبكي قلوب فقدهم وعيون؟ والناس هذا مثخن بجراحه … فقد الدواء وما لديه معين ومشرد عن أهله ومحاصر … في بيته ومطارد مفتون والمسلمون بأرضهم في غربة … هذا بلا مأوى وذاك مدين والحاكمون استأسدوا وتنمروا … لا يرحمون ولا لديهم دين وهم الألى وصلوا إلى غاياتهم … بحهاد شعب بالجهاد يدين يا حاكمون نسوا حقوق شعوبهم … والشعب ذاك العاقل المجنون!! إياكم أن تغضبوه فتندموا … فالشعب إن يغضب فليس يلين ولتحذروا أن تمنعوه حقوقه … فوجودكم بوجوده مرهون وبقدر ما تولونه من بركم … يتضاعف التأييد والتمكين غضب الملايين احذروه فإنه … غضب الأسود إذا استبيح عرين إني نصحت لكم فلا تسترسلوا … في غيكم إن النصيح أمين

أيا عجبا!

أيا عجبا! أيا عجبا نصوم عن الطعام … ولكن لا نصوم عن الحرام وهذا الصوم يشبه صوم طفل … يذاد عن الحليب لدى الفطام فيا لله من فرص كبار … تمر بلا اهتمام واغتنام وكم من فرصة تأتي وتمضي … وأعظم فرصة شهر الصيام حبانا الله فيه كل خير … وأكرمنا به في كل عام فشهر الصوم مدرسة لقوم … لهم شغف بأخلاق الكرام وإن الفضل يدركه رجال … عظام من ذوي الهمم العظام فاتح رمضان 1408 للهجرة 18 أفريل 1988م.

رمضان ابتسم

رمضان ابتسم رمضان ابتسم فلست عبوسا … لست تلقى في المؤمنين يؤوسا ابتسم طالما طلعت على الدنيا … بدورا في ليالها وشموسا إن تاريخنا سجل بطولات … ملأنا بالمعجزات الطروسا نحن جند محمد نحن قد ثرنا … لأن الأدناب صارت رؤوسا ولأن الأحرار صارث عبيدا … ولأن الأسود صارت تيوسا ليس مثل الإسلام دين تلقى … من جميع الأنام حربا ضروسا وتلفى أبناؤه من ضروب … العسف ما مثله يشيب الرؤوسا وهو باق "رغم العدى" وسيبقى … مشمخر البناء يأبى الدروسا نحن أهل التوحيد والاعتقاد … الحق لسنا بوذية أو مجوسا لم نثلث ولم نجسم ولم نشرك … كما كان قوم عيسى وموسى إن صوت القرآن حين دعا … للعلم "اقرأ" أحيا صداه النفوسا وتحدى إعجازه العرب فانصاعوا … إليه يطأطئون الرئوسا رمضان ابتسم ولح بدر تم … في الدياجي يمحو سناه النحوسا إن "اقرأ" أصل لكل الحضارات … أتاحت لكل جيل دروسا

رمضان ابتسم كفانا اكتئابا … رمضان ابتسم كفانا عبوسا فبك الأميون سادوا عضلى الناس … وعاشوا أئمة ورؤوسا ابتسم سوف تنجلي هذه السحب … برغم العدى وتغدو شموسا يحكم الخلق مبدع الخلق من ذا … غصب الحكم واسترق النفوسا سيدين الإله من حكم الخلق … وجارى في شره إبليسا رمضان ابتسم، فمستقبل … الإسلام يجلو عن الحياه العبوسا أنت شهر الفتوح شهر انتصار … الروح تبدو بين الشهور عروسا

ليلة النصف من رمضان

ليلة النصف من رمضان كاد السنا يخبو فصبر جميل … لم يبق من رمضان إلا القليل قد كان شمسا باهرا نورها … يهدي الحيارى وينير السبيل لم يبق إلا النصف والنصف لا … يكفي ولا يشفي الفؤاد العليل والنصف لا يبقى ولكنه … بعد قليل مؤذن بالرحيل تبا لدنيا خيرها زائل … وشرها يحظى بعمر طويل! لم يسترح فيها الجواد الكريم … ولم يفز فيها الشحيح البخيل! لكنها مزرعة كم سعى … فيها ذوو الرأي لفعل جميل!

من نعمة الصوم!!!

من نعمة الصوم!!! من نعمة الصوم تنبيهي إلى السحر … ذاك الذي ذقت فيه أطيب الثمر ونلت أعظم لذاتي مضاعفة … كان فيه بلوغي أعظم الوطر إذ فيه ناجيت ربي خاليا يقظا … بكل ذاتي بكل السمع والبصر فيا لها نعمة لا أستطيع لها شكرا … ولو عشت في شكر مدى العمر من وحي رمضان بين العقل والشهوة آفة الإنسان تحكيم الهوى … وبه في هوة البؤس هوى ونداء العقل لا يسمعه … وهو بالعقل على الكون استوى لو بنور العقل قد كان اهتدى … نال ما كان تمنى ونوى!!! سخر الله له بالعقل ما … قد تحدى كل حي من قوى إن هذا العقل أغلى نعمة … من حواه كل خير قد حوى غير أن العقل قد أهدره … معظم الناس فأودى وذوى وإذا الشهوة صارت ملكا … بلغت في الحكم أعلى مستوى

يوم بدر

يوم بدر يوم بدر كليلة القدر في القدر … وفي رفع راية الإسلام ليلة القدر أنزل الله فيها … ما يرقى الإنسان من أحكام وحمى دينه ببدر فتمت … نعمة الدين والهدى للأنام أكرم الله حزبه فيه بالنصر … وأخزى العدو بالانهزام يوم بدر وليلة القدر كانا … درتي رمضان شهر الصيام رمضان شمس الحياة فلولاه … لعشنا حياتنا في الظلام

فتح مكة

فتح مكة بفتح مكة تم النصر والغلب … وسارعت لقبول الدعوة العرب فمكة مركز القوى وعاصمة … للعرب وهي إلى توحيدهم سبب وموقف لرسول الله منفرد … في فتح مكة ترويه لنا الكتب عفا به عن قريش ثم قال لهم: … ألا اذهبوا، لم يؤاخذهم بما اكتسبوا فكان أحلم خلق الله قاطبة … إذ لا يسامى له خلق ولا أدب!! وأي حلم سوى حلم الرسول له … ترجو قريش التي منها أتى العطب فكان حلم ابن عبد الله معجزة … ومن يكن قدوة مثلى فلا عجب ولم يرد فرقة الأنصار إنهم … جند الإله الذي لنصره انتدبوا فعاد صحبتهم نحو المدينه لم … يعد لسكنى سواها عنده أرب واختار مضجعه فيها فكان لها … نعم الجزاء ونعم المجد والحسب وأصبحت كعبه أخرى يحج لها … كل قلب إليها بالهوى يثب والأرض تسعد أو تشقى بساكنها … وأسعد الناس من بقربه كسبوا والناس أهل لمن يعنى بأمرهم … ومن لخيرهم يسعى ويحتسب

احفظوا عهد رمضان

احفظوا عهد رمضان إذا ما انقضى شهر الصيام فإننا … سنحفظ عهد الصوم لا ننقض العهدا فليس الذي لا يحفظ العهد مسلما … ولو أنه في صومه استنفد الجهدا فلا تأمنوا من ليس يحفظ عهده … فليس على شيء وإن أظهر الزهدا إذا ما انقضى شهر الصيام رأيته … وقد كان ذا دين لشهوته عبدا!! فيا رب تبتنا على العهد إننا … ضعاف، ووفقنا لما يبعث المجدا وحقق لنا النصر الذي قد وعدتنا … ولا تطو للإسلام في بلد بندا رمضان غرة الأزمان "رمضان " شهر ما له من ثان!!! … ولفضله قد خص بالقرآن شهر التطهر والتحرر والتقى … شهر العطاء الثر والإحسان والأرض فيه بالسماء تعانقت … وتعاونا لسعادة الإنسان وإذا اغتدى شعبان شهر تحول … فالفضل مرجعه إلى رمضان إذ فيه بدء الوحي بدء خلاصنا … بحصول ما نلنا من الإيمان وتعد منه بألف شهر ليلة … والصوم فيه والجهاد سيان فإذا هما اجتمعا ببدر فليكن … رمضان فيه غرة الأزمان

ليلة القدر

ليلة القدر أيا ليلة قد أوتيت عظم القدر … مدى الدهر حتى سميت ليلة القدر تجلى إله العرش فيها لخلقه … وخولهم فيها مضاعفة الأجر!! وليس يرد الله فيها سؤالهم … ولو أنه يربو على زبد البحر!! وأنزل فيها وحيه لمحمد وقال … له: "اقرأ" وهي مكرمة العمر وكان بها "الروح الأمين" وجنده … نشيدهم فيها: "سلام" إلى الفجر وفضلها الله على الدهر كله … فلا غرو أن ندعوها ليلة الدهر فهل أمة في مجدها تبلغ الذي … بلغنا فإنا أمة المجد والفخر فيا رب أهلنا لشكرك إننا … لنعجز ما عشنا عن الحمد والشكر يوم بدر وليلة القدر بيوم بدر وليلة القدر … فزنا بما يبقى مدى الدهر إنا جنينا النصر لم نعتمد … إلا على الإيمان والصبر سبعون صرعى قد لقوا حتفهم … من شيعة الطغيان والكفر ومثلهم سبعون لم يسلموا … إلا ليلقوا ذلة الأسر يا يوم بدر دم لنا آية … خالدة للمجد والفخر فيك أعز الله حزب الهدى … وباء حزب الكفر بالخسر ذكراك يا بدر شفاء لما … بتنا نعانيه من الضر

رمضان رمضان رمضان

نشقى بما كنا شقينا به … قدما فيا لتعاسة العمر أهواؤنا لعبت بوحدتنا … لعب الرياح بهدأة البحر وتحطمت ما بيننا وحدة … كانت وسيلتنا إلى النصر كل توجه نحو غايته … من غير تدبير ولا فكر يا رب حقق نصرنا مثلما … حققته يا رب في بدر!!! 17 رمضان 1408 للهجرة 4 ماي 1988م رمضان رمضان رمضان أي شهر قد ساد كل الشهور … فتجلى في حلة من نور!! وتوالت فيه الفتوحات وانجابت … عن الكون حلكة الديجور والشياطين صفدت فهي لا تغوي … وتغري بكل إفك وزور كل خير فيه يسير وفعل الشر … فيه تلفيه غير يسير أي شهر غير الذي أنزل … القرآن فيه فكان خير الشهور رمضان الذي به ولد الإسلام … دين الإنشاء والتعمير رمضان شهر الهداية … والتوبة شهر التحرير والتطهير شهر تزكيه النفوس وتهذيب … العقول بالعلم والتنوير! شهر تقوية الإرادة والصبر … وشهر التوجيه والتذكير شهر تخليصنا من الشرك … والإلحاد والإثم والخنى والفجور ليتنا نستغله في الذي يجدي … ويهدي لصالحات الأمور

ليتنا لا نضيعه في السخافات … ولا نستغله في الشرور ليتنا ننشد الكمال ونهتم … بلب الأمور لا بالقشور ليت إخواننا يتوبون فيه … عن حروب الخراب والتدمير إنها الفرصة التي إن أضعناها … ندمنا عند الحساب العسير وخسرنا ما هيأ الله في الصوم … من الربح والعطاء الكثير وإذا ما انقضى ولم نشف من داء … فنحن نحيا بدون شعور رمضان هو الربيع إذا غاب … الربيع بخصبه الموفور رمضان يغني بترتيل آيات … الكتاب عن سحر شدو الطيور وعبير أنفاس من صام أو سبح … فيه ينسي عبير الزهور نحن أهل القرآن أهل التعاليم … التي بددت ظلام العصور رب وحد صفوفنا واحم شبان … البلاد من الهوى والغرور وأنر دربنا إليك فإنا … قد ضللنا فلم نزل في ثبور واهد من حاد عن سبيلك … واحفط سالكيه من زلة وعثور وانصر المسلمين في كل أرض … ما لنا غير ربنا من نصير لا تدع لليهود حكما ولا ملكا … فجنس اليهود أصل الفجور واحم وارحم وانصر فسلطين … والقدس وكن للضعيف خير مجير قد دعوناك ليلة القدر نشكوك … خصوم الحمى وظلم العشير ليلة القدر موسم سنوي … للعلا للهدى لمنح الأجور رب قيض للدين من ينصر الدين … ويقضي على جميع الشرور وجهاد الأفغان داركه يا رب … بفوز يبقى حديث الدهور

فضل الأواخر

فضل الأواخر كم للأواخر من سبق وتقديم … فاستوجبت كل تبجيل وتعظيم فليلة القدر في العشر الأواخر قد … حازت على ألف شهر كل تكريم وعشر ذي الحجة الباقي له قدم … في الصالحات بتخصيص وتعميم وآخر الأمم امتازت بخيرية … بحكم خالقها من غير تحكيم!! فالسبق للفضل لا للوقت ظاهرة … قد أحرزت كل تأييد وتسليم وهكذا الكون ينبي عن مكونه … بكل ما فيه من علم وتنظيم يا معرضا عن تعاليم الإله ألا … عد عاجلا إنها خير التعاليم عشنا عشنا ثلانين يوما في ظلال هدى … ونور تقوى وإيمان وإسلام عشنا خلال ليالي الصوم مجتمعا … كم رام هدما له آلاف هدام وعاش في رمضان النور مؤتلقا … لم يستطع محوه آلاف ظلام ونور أمجادنا لم يخب منذ بدا … يهدي خطانا إلى تحقيق أحلام وأيفظ الناس من نوم ومن عمه … ولم يكن موقظو الدنيا بنوام عشنا نشيد صروح المجد عالية … وننشر العدل في حزم وإقدام فاذهب كما جئت يا شهرا أتاح لنا … صفو الحياة بإعزاز وإكرام

وداع رمضان

وداع رمضان وداعا أيها الضيف … الذي حل بوادينا وعاشرنا بآداب … جعلناها لنا دينا أقام ولم يقم فينا … ثلاثا بل ثلاثينا أيا رمضان قد كنت … سلاما في مآسينا أيا رمضان قد كنت … غذاء لأمانينا ورمزا لحضارتنا … ونبعا لمبادينا وكنت لنا معلمنا … وكنت لنا مربينا تعلمنا محبتنا … تعلمنا تآخينا تعلمنا إرادتنا … تعلمنا تعالينا تبصرنا بحاضرنا … تذكرنا بماضينا! لقد جلت أياديك … التي ملأت أيادينا كما كانت حروف … اسمك نورا في ليالينا!

في الدقائق الأخيرة من رمضان

في الدقائق الأخيرة من رمضان الطبيب الماهر لم يبق من رمضان غير دقائق … ويزول مثل زوال أمس الدابر يا حسرتا لفراقه ففراقه … ما كان غير فراق عهد زاهر رمضان ما رمضان عهد حضارة … بعطائها زخرت كبحر زاخر رمضان عنوان الكمال لأمة … صنعت على عين الحكيم القادر أكرم به شهرا كأكرم زائر … أعطى وأجزل مثل غيث غامر رمضان يوفده الإله معالجا … لسقامنا مثل الطبيب الماهر رمضان ينسينا الهموم بعطره … بين الشهور كمثل روض زاهر فإليك يا رمضان خير تحية … من حافظ عهد الصديق وشاكر

مناسبات وأعياد

مناسبات وأعياد

الفرحة الكبرى

الفرحة الكبرى نزف إليهم البشرى … بقرب الفرحة الكبرى بأسنى المجد في الدنيا … وأوفى الأجر في الأخرى بأنا فاتح الشهر … الذي قد طاول الدهرا سنفتح "مسجد الأرقم" … يا ما أعظم البشرى فشهر الصوم والقرآن … لم يعدل به شهرا نقيم به التراويح … ونجعلها له ذكرى ونجعل صومه زلفى … ونجعل نطقنا ذكرا ونقضي الشهر منهمكين … فيما يعظم الأجرا ونرعى حرمة الدين … إلى أن نسكن القبرا فزدنا -ربنا- مجدا … وزدنا -ربنا- نصرا ورفقنا لما تر ض … وافرغ علينا صبرا ولا توهن لنا عزما … ولا تهتك لنا سترا ولا تترك أخا غدر … يبيت ضدنا غدرا!!! فخذ -رب- بأيدينا … إلى أن نعبر الجسرا ودنيانا لنا جسر … نمر به إلى الأخرى إلى الله إلى الجنة … حيث الراحة الكبرى! فكم لك من أياد جمة … تستوجب الشكرا ألقيت بمناسبة الإعلام بقضاء شهر رمضان بمسجد "دار الأرقم الجديد" لسنة 1407 للهجرة 1987.

مسجد دار الأرقم

مسجد دار الأرقم عمل سوف لا يبيد مدى … الدهر ويبقى منارة الأجيال وخلود الأعمال مرتهن بالصبر … والجد في مساعي الرجال وخلود الرجال يحظى به من … رامه في جلائل الأعمال حبذا المسجد الذي طالما قد … عاش في الناس معقد الآمال سوف يغدو عما قريب بما … يثمر للناس مضرب الأمثال فتية قد سمت سلوكا وأخلاقا، … وزادت صبرا وطول احتمال بذلوا فيه ما يضن به من … ليس أهلا للخير والإفضال فغدا آية من الفن والإبداع … عنوان روعة وجمال إنه المسجد الذي سوف يحدو … من يريد الهدى لخير مآل وسيغدو علامة الصحوة الكبرى … ورمز العلا ومهوى الكمال مسجد "الأرقم" الذي نشر … الضوء وأدنى أقاصي الآمال كان حلما مراودا كل نفس … فغدا واقعا بعزم الرجال إن أوتاد هذه الأرض أفذاذ … رجال هم لها كالجبال رحمة الله لم تدع هذه … الأرض ترج العباد بالزلزال يا جنودا الإله يا أمة الإسلام … يا خير من يسعى للمعالي

قد بلغتم ما عشم تتمنون … ونلتم ما رمتم من منال فاسمعوا الآن ما يقول كتاب … الله للمصطفى من الأقوال "فإذا " ما "فرغت فانصب" فلم … تخلق سوى لجلائل الأعمال فالحياة حقل فهيا بنا نزرع … هذي الحياة دون نكال وقبيح بصاحب الحقل أن … يتركه للضياع والإهمال يا شباب الإسلام والضاد يا من … لم يزالوا في الناس خير مثال ... لا تحيدوا عن نهجكم إنه … نهج يؤول بكم لخير مال فاتح رمضان 1407 للهجرة 29 أفريل 1987م.

غدا عيد الاستقلال

غدا عيد الاستقلال غدا عيد الاستقلال وهو نتيجة … لطول جهاد حارب الكفر والظلما وإن جهاد الكفر والظلم واجب … فمن لم يجاهد لم يذق للمنى طعما لذا جعل الله الجهاد وسيلة … لرع الذي يبغي لدين الهدى هدما وقد شيدت أمجادنا بجهادنا … فسدنا الألى سادوا أوائلنا قدما وإن الجهاد الحق إصلاح أمة … بتطهيرها من كل ما يكسب الإثما وقد ساد هذا العصر من كان ذا هوى … إذا ما تولى الحكم لم يحسن الحكما تسربل ثوب الجهل رغم ثقافة … فلم ير إلا ما يبيد الورى علما إذا لم يفدنا العلم خلقا ولا تقى … فتبا لعلم يثمر الهم والغما تفنن هذا العصر في صنع آلة … تسوق إلى الحرب التي تقتل السلما فهل مثل هذا الجهل علم يفيدنا؟ … فلا كان علم ينشر الثكل واليتما فيا أمة سادت قديما بدينها … ففازت بدنيا تعرف العدل لا الظلما ولا تعرف الحقد اللئيم ولا الأذى الذ … ميم ولكن تعرف الصفح والحلما على نهجه فاستأنفي السير تظفري … بأعظم مجد ينصف الروح والجسما ولا تطلبي ود الألى عبدوا الهوى … وكانوا وما زالوا لدين الهدى خصما

ولا تأمنيهم بعد ما ذقت شرهم … فمن جاور الحيات لم يأمن السما ومن عجب أنا ابتلينا بودهم … فكنا لهم برءا وكانوا لنا سقما إذا ما اقتفينا خطوهم في سلوكنا … فلا عجب أن نخطئ الدرب كالأعمى رضينا بوضع ليس يرضاه مؤمن … ومن لم يكن ذا غيرة رضي الذما إذا كان في استقلالنا حسم دائنا … فيا رب داء ما استطعنا له حسما

في ذكرى التحرير

في ذكرى التحرير 9ربيع الأول 1408 للهجرة، 1 نوفبر 1987م. ليتنا نستفيد من ثورة التحرير … درسا بهجرنا كل ظلم كيف يرضى باظلم من حارب … الظلم ولم يخش من عقاب ملم؟ وكفى الظلم أنه توأم الكفر … بنص من الكتاب وحكم إن ذكرى التحرير توحي بتحرير … النفوس من كل خبث ولؤم وتقيم البناء أوثق مما … كان بالدين قائما والعلم وتري الناس أننا أعدل الناس … وأولاهم جميعا بحكم كيف حدنا عن الطريق وجرنا … وارتكبنا في حكمنا كل جرم؟ وغدا الأخ يقتل الأخ في حرب … ضروس ورافضا كل سلم والإخاء في الله صار عداء … والشقيق قد صار ألأم خصم والعدو غدا صديقا حميما … أي إثم؟ وأي داء وسقم؟ يا رفاق الطريق ماذا دهانا … فرضينا بعد البناء بهدم؟ "فاستقيموا على الطريقة" وامضوا … وتخلوا عن كل سوء وإثم وتحلوا بكل خلق كريم … وسلوك بر وحزم وعزم!

أي غنم نجنيه من ثورة التحرير … إن ضل سعينا أي غنم؟ رب إن ساء فعلنا لا تؤاخذنا … بذنب وجد بعفو وحلم سفهاء لنا جنوا غير أنا … قد سكتنا عنهم فبؤنا بإثم زينوا للشباب كل قبيح … وحموهم من كل نقد وذم وحبوهم كل الوسائل للإجرام … حتى غدوا نماذج جرم لا تؤاخذ بفعل كل سفيه … من أساء بصمته دون علم شهداء البلاد عذرا إذا لم … نستطع بعدكم إزالة ظلم

بمناسبة ذكرى الثورة التحريرية

بمناسبة ذكرى الثورة التحريرية 1404 للهجرة 1983م. مرارة الظلم شبت نار ثورتنا … فحاذروا الظلم يا حكام دولتنا فإن للظلم لذعا غير محتمل … ولو يكون به تحصيل غايتنا لا سيما من قريب يستعين بنا … ونستعين به في دفع كربتنا إنا انتصرنا على قوات ظالمنا … وكان ايماننا أصلا لقوتنا فليخش حكمنا عقبى تجبرهم … ولا يقولوا: سنفنيكم بعدتنا فنحن عدتهم بل أصل قوتهم … لم يبلغوا غاية بلا معونتنا فلا يتيهوا بما نالوا بقوتنا … بقولهم: لستم سوى رعيتنا ما الحاكمون بغير الشعب غير يد … بلا سلاح فلا يجحف بقيمتنا نحن الجنود الألى نحمي البلاد كما … حكمنا قادة تسعى لرفعتنا كلا الفريقين مسؤول ومؤتمن … يسعى بجد وإخلاص لخدمتنا فإن جر حاكم أو يستبد فلا … يظفر ولو كان ذا قربى بطاعتنا يا رب إنك تدري ما ألم بنا … وما نكابده من سوء حالتنا فإننا قد خذلنا بعد نصرتنا … وإننا قد أهنا بعد عزتنا فلا تكلنا إلى تدبير أنفسنا … فنحن نعجز عن تطبيب علتنا

وإن إصلاح أمر الشعب مرتبط … في كل حال لإصلاح لقادتنا فهم بمنزلة القلب الذي ارتبطت … به الجوارح إبقاء لصحتنا فامنن بإصلاح حكم البلاد … ففي إصلاح دولتنا إصلاح أمتنا ثم احم إيماننا واحرس مسيرتنا … وقد بنور الهدى خطوات فتيتنا وانصر مبادئنا واخذل مناوئنا … واسلك بثورتنا منهاج دعوتنا واحقن دماء أريقت دون ما سبب … واهزم صفوف أعادينا بوحدتنا

رجب الحرام

رجب الحرام رجب شهر رفعة ومحبه … فيه لاقى خير النبيين ربه ثم ناجاه دون أي حجاب … أي فضل وأي زلفى وقربه وبه شرع اللقاء مع الله … بفرض الصلاة في خير صحبه فهو ذكرى كريم كل مصل … ولذا صار للكمالات تربه أي شهر قد كان مسرى … ومعراجا لطه وملتقى للأحبه فيه قد أنسى النبي أساه … وشفاه اللقاء من كل كربة ولقاء الرسول بالله ينسيه … لقاء الألى يريدون حربه ولقاء العباد داء ولكن … لقاء الإله قد كان طبه رجب شهر رؤية ولقاء … فغدا ضمن أشهر هي نخبه رؤيه الله واللقاء به قد … بوآ خير خلقه خير رتبه

في ذكرى الإسراء والمعراج

في ذكرى الإسراء والمعراج ما ليلة الإسراء في القدر … أقل مجدا من ليلة القدر في ليلة الإسراء كان لقاء … ما مثله يحدث في الدهر لقاء خير الخلق -يا حبذا- … بالله رب الخلق والأمر أي لقاء مثل هذا اللقاء … تم بجنح الليل في سر بين حبيبين ما أجلهما … يدرك ذلك كل من يدري إن الذي خص به المصطفى … مجد سيبقى خالد الذكر رجب تبوأ خير منزله … أضحى بها كالدهر لا الشهر إذ صار شهر الحب شهر … الرضى شهر العطاء الغامر الثر شهر العلا والمجد شهر المنى … شهر الهدى والفوز والنصر يا ليلة المعرج يا ليلة … في الدهر أضحت غرة الدهر تيهي على كل الليالي بما … حويت من مجد ومن فخر

من وحي الإسراء والمعراج

من وحي الإسراء والمعراج أي شهر قد جل قدرا وجاها … إذ توارت به متاعب طه جاوزت طورها قريش بإيذاء … نبي الهدى وزادت سفاها ليتها إذ تنكرت لهداه … تركت منهج الهدى لسواها لم تراعي للبيت حرمته الأولى … فضل الصواب منها وتاها أي معنى للبيت يبقى إذا ما لم … تعفر فيه العباد الجباها؟ أي أمن يبقى إذا عدم الأمن … ببيت به الأمان تناهى؟ فأتى الطائف الذي ظن أن … نصرا لدينه في حماها يلفي فرمته بما تنوء به شم … الرواسي من ظلمها وأذاها ورأى ربه البلاء الذي يغشاه … في كل بقعة يغشاها فحماه من الأذى ودعاه … ليرى الرؤية التي ما رآها إنه "رجب" العظيم الذي فيه … رئى الرجل العظيم الله ورئى كل ما شفى النفس من … حمق قريش وما أزال أساها أي شيء أجل من رؤية الله … وأعلى قدرا وأعظم جاها؟ ذاك حب الإله يمنحه … الله أحباءه ومجد تناهى

وهو نصر لكل داع إلى الله … على كل من تحدى الله رب رحماك إننا في انتكاسات … بها استهتر العدو وتاها نحن نحيا في مثل ما كان يحياه … الرسول خير النبيين طه تتحدى قوى الضلال قوى الحق … وتقفو عين الطغاة خطاها فتدارك -رباه- شرعتك المثلى … براع ذي غيرة يرعاها وتدارك دعاتها -رب- بالنصر … لكي ينشروا ضياء هداها

شهر التحول "شعبان"

شهر التحول "شعبان" ته دلالا شعبان في كل عام … حزت ما تستحق من إكرام في تاريخ الإسلام قد كنت … تحويلا لإرساء منهج الإسلام حولت قبلة الصلاة من "القدس" … إلى "مكة" لمعنى سام هو تحويل دعوة الحق من أبناء … إسحاق بعد طول مقام ليقوم بها بنو الأخ إسماعيل … آباء يعرب بدوام فبشعبان حولت قبلة الدين … وفيه قد كان فرض الصيام وهو باب لشهر رمضان شهر … الخير شهر الصيام شهر القيام شهر وحي القرآن شهر حياة … القلب شهر الإحسان والإنعام فلنحول حياتنا فهي قد … آلت لشر الذنوب والآثام ولنجدد صفاءها فلقد … أزرت بنا بين سائر الأقوام بعد ما كان وجهها مشرق … الحسن ودنيا الصفاء والابتسام فتعالوا نحقق اليوم معنى … "كنتم خير أمة" في الأنام ونبث السلام في الأرض إنا … قوم من قد أتى لنشر السلام نذر الحرب قد توالت ولا … يبعد أن تشمل الورى بحمام كيفف ينسا خليفة الله ما يطلب … منه من وحدة ونظام كيف ينسى أن لا تقم حياة … بسوى الحب خالصا والوئام إن هذي الحياة يهدمها الحقد … وتسمو بالحب والاحترام

يا عيد

يا عيد 1412 للهجرة يا عيد هل أنت لنا عيد … أم أنت للأحزان تجديد؟ هل شملنا يا عيد مجتمع … كما مضى أم عم تبديد؟ هل نحن في أمن وفي دعة … أم حظنا قمع وتهديد؟ إخواننا في السجن في مأتم … وليلهم هم وتسهيد!!! والبيت لم يبق له عائل!! … لم تحوه الصحراء والبيد والزوجة الولهى كواها الأسى … لحزنها مذ غاب تصعيد أين أبي يسأل أبناؤها؟ … أين أبي قد أقبل العيد؟ وما لها علم فيسكتهم … يتم بلا يتم وتشريد لكن سننسى كل آلامنا … فإنها للمجد تمهيد!! والدولة العظمى التي شادها … فيما مضى آباؤنا الصيد ننشر أعلامها التي طويت … تحدو كتائبها الأناشيد يا عيد إن نظفر بآمالنا … فذاك عيد النصر يا عيد

أين العيد؟

أين العيد؟ العيد؟ أين العيد يا مسلم؟ … وكل ما تبصره مؤلم الليل قد خيم في أرضنا … فما بها صبح لنا يبسم غاب سنا الصبح فما من سنا … فكل يوم حالك مظلم زماننا في يد أعدائنا … وقلما من شرهم نسلم والثقة العمياء في غيرنا … تجتاحنا من حيث لا نعلم والحرب -يا للهول- أودت بنا … تزهق أرواحنا ولا ترحم والدم لم تبق له حرمة … وأي أرض لم يصبها الدم؟ لم يسلم "القدس" ولم يسترح … "لبنان " فالموت به يجثم وفي "فلسطين" أقام الأسى … يتيمها يصرخ والأيم وبين "إيران" و"العراق" جرى … دم به أمجادنا تهدم ياويح من يقتل إخوانه … ظلما ولا يبخل أو يندم والناس في "الصحراء" لم يعرفوا … نوما وبالراحه لم ينعموا والحال في "الأفغان" أدهى ففي … "لأفغان" شعب مؤمن يعدم والجوع في إفريقيا قاتل … بغير ملء البطن لم يحملوا

ومن لديه المال لم يكترث … بما يعاني البائس المعدم كم شح بالمال حازه غيره … من بعده وهو به يأثم والدين لم يبق له حكمه … والخلف بين العرب مستحكم دنيا بلا دين ودين بلا … حكم ووضع سيء مؤلم وأي طعم لحياة بها … قد استوى الصالح والمجرم؟ فهل لنا عيد نسر به … كغيرنا، أم عيدنا مأتم؟

عيدان

عيدان عيدان: عيد النصر والفطر … رمزان للمجد وللفخر لا جامعا بدرين في ليلنا … ليل انتشار الظلم والكفر كأنما كانا على موعد ... … لمحفل البهجة والبشر لكن قلبا شاعرا لم يكن … يشعر بالأعياد أو يدري لأنه قد كان في معزل … عن كل ما يبهج أو يغري إذ أنه قد كان في غربة … قاسية إذ كان في الأسر وأي عيد لامرئ أهدرت … قيمه من غير ما وزر ... فالعيد قد آل إلى مأتم … والخير قد آل إلى شر والأنس قد آل إلى وحشة … والأمن قد آل إلى قهر وانقلب البشر إلى ترحة … وانقلب الربح إلى خسر رباه هل عيد لنا يرتجى … ننسى لديه شقوة العمر؟ عيد يعاد الوضع فيه كما … كان لنا في سالف الدهر حيث كتاب الله دستورنا … نذعن فيه للنهى والأمر أما إذا دام لنا وضعنا … فخطونا يسرع للقبر وشر ما في الأمر أنا على … علم ولا نهتم للأمر

عيد المرأة

عيد المرأة كنت عيدا على الدوام مديدا … وعجيب أن يجعلوا لك عيدا هم أرادوا أن يمدحوك فما زادوا … على أن أروك هجوا جديدا أنت أم وأنت بنت وأخت … ثم زوج تشيد بيتا سعيدا كيف قد أنزلوك عن مستةى … صاغك فيه الإسلام عقدا نضيدا ثم صاغوا قضية منك لم … تبرح حديثا مكررا لن يفيدا أنت نصف مكمل نصفك الآخر … لن يستطيع عنك محيدا لم يريدوا خيرا بفصلك إذ فصلك … كان عليك خطبا شديدا خدعة لليهود جازت على- المرأة فاستسلمت لها تقليدا كنت في البيت درة زانت البيت … وكنت نجما يضيء بعيدا بل لقد كنت ربة التاج فيه … لم تعاني بؤسا ولا تنكيدا جردوك وأبعدوك عن البيت … وما كنت قد فعلت حميدا إنما البيت برلمانك فيه … قد تقلدت تاجاك المعقودا فانتقلت إلى المعامل تقضين … النهار شغلا وجهدا جهيدا نلت في البيت ما هويت مدى … عمرك حبا جما وعيشا رغيدا ذاك نهج الإسلام من شيد … الله به للأنام مجدا تليدا من يحد عنه لم يجد راحة … النفس وذاق الحرمان والتشريدا فلماذا عدلت عنه لتشريع … يزيد حياتنا تعقيدا؟

عرفة

عرفة لله مجد "عرفه" … من الذي ما عرفه؟ يوم جليل القدر … ما أعظمه وأشرفه تم به الإسلام دين … الله دين المعرفه "اليوم أكملت لكم" … له شعار وصفه علم كتاب الله أين … منه لغو الفلسفه؟ من عاش محروما من … القرآن عاش في سفه ومن يحد عن نهجه … الواضح خان سلفه ومن يلازم نهجه … يدرك لباب المعرفه أحبب بيوم ضاعف … الإسلام فيه شرفه ما العيد يوم النحر … إن العيد يوم عرفه

من وحي "عرفات"

من وحي "عرفات" هذه أمة طه … مجدها لا يتناهى! مجدها دام وزالت … كل أمجاد سواها! لا يجارى ما أقامت … من معالي أو يضاهى! فتأمل شيخها يسبق … في الفضل فتاها أقبلت من ريفها تسعى … وهبت من قراها! وأتت من كل فج … شوقها يحدو خطاها جعلت طاعة مولاها … وتقواه مناها أمة قد بلغت من … كل ما تهوى مداها شيدت ما لم يشيده … سواها من علاها وأقامت دولة العدل … التي عم سناها أنصفت أبناءها فيها … ولم تظلم عداها وجنى كل الألى عاشوا … بها طيب جناها. فتساوت أمم الأرض … جميعا في هواها جعل الله الذي … ينوي لها الشر فداها وبنوها كلهم كالأسد … يحمون حماها هم لغير الله لم يعنوا … ولم يحنوا الجباها

الأضحية سنة مؤكدة

"عرفات" هذه يعبق … بالمسك ثراها كل شبر منه قد … فاخر بالفضل وتاها جمعت من كل أرض … أعظم الأمة جاها كلهم مستغرق في كل … ما يرضي الإله كل من يسعى لما يفنى … فقد ضل وتاها يا بني الدنيا جميعا … "هذه أمة طه" الأضحية سنة مؤكدة نحرنا أضاحينا وصنا مبادينا … فلم نخسر الدنيا ولم نخسر الدينا وقد عدم الإيمان من ليس راحما … فقيرا ولم يرع الضعاف المساكينا فقل للألى لم ينصفوا السنة التي … بها شيد الإسلام صرح تآخينا ضللتم طريق العدل حين دعوتم … لإشباع بطن أن تجيعوا ملايينا ألا إنما الإسلام دين عدالة … ومن أجل نشر العدل كانت مساعينا

عيد الأضحى عند المسلمين

عيد الأضحى عند المسلمين يذج المسلمون كالأغنام … في بلاد تدين بالإسلام يذبحون وذابحوهم أشقاء … استباحوا قطيعة الأرحام هكذا عيدنا أضاحيه من فتياننا … الغر لا من الأنعام أي عيد- إذن- لمن فقد الأمن … وبات مهددا بالحمام؟؟ أيها المسلمون يا أمة سادت … وجادت بفضلها للأنام وأبادت ما في الوجود من … الآفات والفاحشات والآثام ثم شادت دنيا العدالة … والإحسان: عودوا لسالف الأيام 1406 للهجرة 1986م رأس السنة الهجرية 1404 للهجرة مر عام وحل عالم وهذا … العمر منا يفر عاما فعاما غافلين عما سنلقاه من خزي … أمام من شرع الإسلاما ونسينا أنا سنسأل في … حين ملأنا ملفنا آثاما عجبا للذي نراه بصيرا … كيف يعمى؟ أو أنه يتعامى؟ نحن أهل الإسلام أعظم دين … وبه نحن قد فضلنا الأناما كيف صرنا دون الأنام فهل أننا … مسخنا دون الورى أنعاما؟ فلنراجع حسابنا ولنسدد … ديننا ولنحقق الأحلاما ولنحطم كل العراقيل ولننشد … حياة كريمة أو حماما الجزائر في 1 محرم الحرام 1404هـ 7 أكتوبر 1983م.

عاشوراء! عاشوراء!

عاشوراء! عاشوراء! يا عاشورا يا خزينا في عاشوراء … يا دمنا الأغلى المراق في العراء ليست دماء حيوان بل دماء … سبط محمد إمام الأنبياء يا عاشوراء لم تمت يا عاشوراء … يا موسم الحزن وملتقى البلاء يا موت خير المؤمنين الأتقياء … يا من سيبقى حزنه بلا انتهاء موت الحسين موت ميراث الوفاء … يوم به لم يبصر الناس الضياء موت به غابت عن الدنيا ذكاء … وخيم اليأس وفارق الرجاء فاطمة الزهراء يا خير النساء … يا من ولدت شبها للأنبياء وسيد الشباب في دار الجزاء … ومن أبوه رابع للخلفاء سعدت إذ لم تحضرى "بكربلاء" … ولم تعيشي لتري يوم البلاء!!! يوم ترين ابنك تبكيه السماء … مجند لا يخوض في نهر الدماء يقتله أشقى الورى بلا مراء … من لم يكن في وجهه أدنى حياء ولم يكن في صدره أي إباء … ولا مروءة ولا أي وفاء يا أمة قد أسخطت رب السماء … فانحدرت بعد الصعود والعلاء إلى مهاوي الاندثار والفناء … كيف احتملت أمتي هذا الشقاء؟ يا أمتي إن جاء يوم عاشوراء … فلتذكري أنك عدت للوراء منذ قتلت سبط خير الأنبياء … فلتعلمي أنك أشقى الأشقياء ولتقبلي عسف اليهود الأدعياء … ذاك جزاء الجهلاء الأغبياء الجزائر في 10 محرم 1404للهجرة 16 أكتوبر 1983م.

مولد المجد

مولد المجد 12 ربيع الأول 1408 للهجرة 4 نوفمبر 1987م يا لمجد ما مثله أي مجد … لا يقوم بحمده أي حمد!! قبس نحن من ضياء أتى الدنيا … ليجلو الدجى وللحق يهدي ولد المجد يوم مولد طه … يا لعهد ما مثله أي عهد عاش طه يبني من المجد ما لا … يستطيع بناءه أي فرد! وتنوء به جهود الملايين … ويبقى في المجد رمز التحدي غير أن الظلام عاد على … الدنيا وعادت أخلاقنا للتردي يا رسول الأخلاق إنا شغلنا … عن سجايا العلا بما ليس يجدي لم نعد نقتفي خطاك كما … كنا فهنا في دولة المستبد وبقينا في التيه نمشي بلا هاد … ولم ندر ما نعيد ونبدي وفقدنا البند الذي كان يحدونا … وكيف نسود من غير بند؟ إن من كان هاديا ضل عن نهج … هداك فسار من غير رشد وإذا ما الرعاة ضلوا فقد ضاع … القطيع ولم يفد أي جهد وزهدنا فيما لدينا وأولينا … الذي عند غيرنا كل ود مجدنا كان لا يضاهيه مجد … كيف صرنا وما لنا أي مجد؟ ولقد كان عندنا خير جند … فغدونا وما لنا أي جند

ليلة المولد

غير جند مستبسل في قتال … الشيخ والطفل باذلا كل جهل بسلاح الأعداء يزهق أرواح … الأشقاء ناقضا كل عهد سخرته بلا رضى منه تجار … الحروب من كل خصم ألد اعترفنا بما اقترفنا فيا رب … اعف عنا فليس غيرك يهدي لا خيار للعبد فالسيد المالك … لا يترك الخيار لعبد ليلة المولد أيا ليدة ما مثلها قط في الدهر … لقد فضلت على ليلة القدر وما هي إلا ليلة المولد التي … تجلى دجاها عن أجل من البدر تجلت عن الهادي البشير الذي به … تجلى عن الدنيا دجى الجهل والكفر لقد كانت الدنيا خلاء من الهدى … تعيث بها قوى التمرد والشر فبدد عنها ظلامها وظلامها … وأخرجها من حمأة الرجس للطهر فصارت به الدنيا مباءة رحمة … وروضا من الآداب والفضل والبر وهل تصلح الدنيا بغير محمد … وما عبقت إلا بأخلاقه الغر؟ وفي الروض حسن غير أن وجوده … يقوم على نهر بباطنه يجري

ربيع الأول شهر الذكرى الأولى

ربيع الأول شهر الذكرى الأولى ما الذي صير الوجود ربيعا … فاكسى -كالربيع- حسنا بديعا؟ كل ما شاق شاع فيه ولولاه … لما كان شائق أن يشيعا وأقيمت للطير والزهر فيه … حفلات تحوي الجمال جميعا حل شهر"الربيع" من منح الله … العباد به المقام الرفيعا إذ تجلى وجه الوليد الذي لم … يكن سواه للأنام شفيعا وجه طه الذي استطاع من … الأعباء ما ليس غيره مستطيعا وحد العرب تحت راية توحيد … الإله والشرك خر صريعا وأقام العدل الحقيقي في الأرض … وسوى بين الأنام جميعا ودعا للإخاء والسلم والرفق … وشاد للحب حصنا منيعا وتصدى للجاهلية والفوضى … بحرب ليست تريق نجيعا إنما هي رحمة ومؤاخاة … وليست قتلا وهدما فظيعا وسما بالحياة واحترام الإنسان … واستأصل السلوك الوضيعا وأقام الحضارة الحقة المثلى … فعمت نفعا وجلت صنيعا تلك حقا حضارة جمعت دون … سواها العلوم والتشريعا إن ذكرى الميلاد توحي بأن … المجد في أن تطاع لا أن تطيعا

مولد محمد

مولد محمد "صلى الله عليه وسلم" نحن في مولد النبي "محمد" … كل شيء من حولنا يتجدد كل شيء تدب فيه حياة … لم تكن قبل مولد النور توجد فبدا البشر في الوجوه دليلا … ناطقا بالسرور بالنور يولد وكذا الطير صادحات تغني … بلحون تزري بألحان "معبد" والسماء ازدهت صفاء وحسنا … وعلى البحر بسمة البشر تشهد والجبال اكتست جلالا فكل … إصبع بالجلال لله تشهد آذن الله للوجود الذي مل … الكرى أن يكون لله معبد إن ذكرى "محمد" خير ذكرى … إذ بها نجتلي حياة "محمد" غير أنا لم نتبع صاحب الذكرى … فصرنا نعصي الإله ونجحد وإذن فلتكن لنا هذه الذكرى … انطلاقا منا لما فيه نزهد ولنتب توبة إلى الله تمحو … ما اجترحنا من كل ما ليس يحمد ولنعاد الخلاف ولنتعلم … من عدانا اليهود أن نتوحد فمن العار أن نسوى بإسرائيل … في أي موطن أو مشهد إن هذا يؤذي النبي فكيف الأمر … لو أصبحوا أعز وأمجد وإذا كانت الهزيمة منا … من أمام اليهود فالأمر أنكد

مولد طه

مولد طه بمولد طه رفعنا الجباها … ألا نتباهى بمجد تناهى؟ وكان انتصارا وكان اختبارا … وكان شعارا وكان فخارا! وقد كان فجرا وقد صار ذخرا … كما صار ذكرى توجه فكرا فنحن الأيمه وأعظم أمه … وأرفع همه وأطهر ذمه وأحفظ عهدا وأصدق وعدا … وأوثق عقدا وأكمل رشدا سنبقى مثالا لمجد تعالى … وخلق تلالا هدى وجمالا

يا هدى الحائرين

يا هدى الحائرين في ذكرى المولد النبوي قد خبا النور واكفهر الظلام … وشكا ظلم أهله الإسلام وتوالت مصائب وتتالت … نوب وتضاعفت آلام! واختفى الحب والإخاء وشاع … الحقد والخلف بيننا والخصام لا حياء لا غيرة لا تغاض … لا إباء لا رحمة لا وئام! لا حنان لا رأفة لا أناة … لا ثبات لا وحدة لا نظام يا رسول السلام لو أبصرت عيناك … كيف يموت فينا السلام فاستباح الأخ اغتيال أخيه … لا عقابا يخشى وليس يلام لم يعد للسلام في الأرض ظل … فالحروب لم يخب منها ضرام! وخلت أنفس الأنام من … الرحمة وهي لكل خير دعام أمة المسلمين أمة أخلاق، … فأين الأخلاق والأحلام أين غاب الوفاء أين اختفى الصدق، … وأين العهود أين الذمام؟ وفشا الخوف وانتفى الأمن … وانهارت صلات وقطعت أرحام وإذا لم يقم على الخلق ما نبني، … فعقبى ذاك البناء انهدام يا رسولا للإنس والجن يا … نورا مبينا يفر منه الظلام يا إماما للرسل يا خاتما … للوحي يا من على الدوام إمام يا شفيعا يا رحمة يا سلاما … يا منارا للعدل إنا نضام!

يا هدى الحائرين، إنا ظللنا … وبنا يهتدي ويهدي الأنام! لو ترانا نسير في كل درب … في ضلال كأننا أنعام ربنا فاهدنا وسدد خطانا … واعف عنا فكلنا آثام نحن نشكوك إخوة نقضوا عهد … الإخاء وهم لنا حكام وشكونا أعداءنا قبل أن … نشكو لإخواننا فأين السلام؟ وإذا لم نجد سلاما على الأرض، … فكيف بها يطيب المقام؟ لا رعى الله عيشنا فهو موت … "رب عيش أخف منه الحمام" رب هذي ذكرى نبيك قد … عادت وآمال شعبه آلام الجراح لم تندمل والرزايا … ما انتهت والعيون ليست تنام والبيوت لم يبق فيها رجال … وبنوهم يا ويحهم أيتام!! والعيال في حاجة لطعام … والرجال في السجن كيف الطعام؟ رب رحماك أعضل الخطب … واشتداد البلاء وضلت الأفهام رب فاكشف عنا البلاء فإن … كنا هفونا فالعفو منك يرام وإذا لم نطعك يا رب فيما … قد شرعت فحسبنا الإسلام كم لقينا من الأذى من أعاديه … وفي حبه يطيب الحمام إن أهل الإسلام أعظم عند … الله قدرا وغيرهم أقزام نظمت هذه القصيدة في ربيع الأول عام 1413 للهجرة بمدينة دلس- الجزائر.

ميلاد محمد - صلى الله عليه وسلم - ميلاد أمة

ميلاد محمد - صلى الله عليه وسلم - ميلاد أمة يوم ميلاد الهدى ميلاد طه … فيه نور الحق في الدنيا تناهى يوم ميلاد النبي المصطفى … منح الدنيا التي ضلت هداها بدأت فيه حياة فذة … في العلا والمجد تأبى أن تضاهى لم يك الإنسان في الدنيا سوى … سائر قد ضل مسراه وتاها فأتى الرائد يهديه إلى … من يرى في قربه عزا وجاها والذي ليس يؤدى شكره … غير أن يحنى له الناس الجباها ما الذي جاء به طه سوى … أعظم الأديان إذ أرضى الإله فأقيمي دينه يا أمة … بلغت بالمصطفى أقصى مناها بلغت منزلة عالية … لم تصلها أمة أخرى سواها إن دعا عيسى فأحيا ميتا … واحدا معجزة عظمى أتاها إنما طه دعا أمته … فأفاقت ثم قامت من رداها أين شخص واحد من أمة … بلغت أسمى مكان في علاها؟ كل أديان الهدى فيما حوت … بلغت في دين طه منتهاها

مجد محمد

مجد محمد - صلى الله عليه وسلم - إن ما أوتي النبي محمد … كل يوم آثار تتجدد كيف يفنى الذي يزيد ولا ينقص … بل هو خالد ليس ينفد إن ما أوتي النبي هو الدين … الذي من به تمسك يسعد وخلال كريمة أوجدت جوا … من الطهر مثله ليس يوجد وكنوز من حكمة فجرت في … الأرض نور الهدى الذي ليس يخمد وعليه القرآن أنزل ينبوعا … من الصدق والبيان المخلد أعجز الألسن الفصيحة واقتاد … إلى الله من به كان ألحد والذي لم يكن ليحدث حتى … بعث الله صفوة الخلق أحمد هو تحقيق وحدة العرب حتى … أصبح العرب كالبناء المشيد بعد خلف به الحروب استمرت … والبقاء للعرب أضحى مهدد ثم مجد المعراج من بعد إسراء … كلا الحادثين مجد تفرد في العروج التقى مع الله وانجاب … الحجاب عن الكمال الأوحد وراى ذا الجلال في بهرة النور … بلا صورة وكيف محدد وبإسرائه التقى بالنبيين الكرام … في خير حفل ومشهد ثم صلى بهم إماما فأعظم … بصلاة تقام في خير مسجد والإمام ما مثله من إمام الله … والمصلون رمز فضل مؤبد

مولد المصطفى

يا له من سجل مجد تعالى … ما أعظم الرسول محمد! حاز ما لم يصل إليه النبيون … جميعا من كل فضل وسؤدد فغدا قدوة لكل عظيم … في الوجود يثنى عليه ويحمد كيف نشقى ونحن أمة طه … من غدا ذكره من الشمس أخلد؟ مولد المصطفى 12 ربيع الأول 1408 للهجرة 4 نوفبر 1987م. ألجم الباطل والزيف اختفى … يوم ميلاد النبي المصطفى مولد النور الذي لما بدا … عمت الرحمة والدر صفا فتصافى الناس فيما بينهم … وإذا الخصم عن الخصم عفا وغدا الكل إلى الكل أخا … واحتمى من كل ظلم واشتفى ورأى الناس أمانا شاملا … واختفى كل بلاء وانتفى!! ثم عادت ظلمة الليل التي … عمت العالم والنور انطفا ثم عاد النور في صحوتنا … ووفى للدين من كان جفا وسنبقى أبدا ندعو إلى … نورنا من ضل عنه وهفا

في ذكرى المولد النبوي الشريف

في ذكرى المولد النبوي الشريف هدفي في الحياة أن أنشر الدين … الذي قد دعا إليه محمد وأغالي في مدحه وأباهي … بموارثه التي لا تنفد وأصافي من اهتدى بهداه … وأجافي من حاد عنه وألحد فالذي قد أحبه ليس يشقى … والذى لا يحبه ليس يسعد والذي يقتفي خطاه سيرقى … كل يوم إلى المعالي ويصعد يا رسول الهدى ويا معدن الخلق … العظيم ويا سنى ليس يخمد يا سماء للعدل يا منبعا … للفضل يا مشرق العلا والسؤدد قد عثرنا وليتنا إذ عثرنا … قد نهضنا لنستمر ونصمد وشعرنا بأننا قد هدرنا … وحدة الصف والإخاء المشيد وحدة الصف قوة تتحدى … كل صعب وكل باغ تمرد! وإذا ما تصدعت صخرة … الوحدة فالشعب بالفناء مهدد يا شعوبا تفرقت فهي فوضى … إن أصل الشقاء شمل تبدد فلنعد لاتحادنا مثلما كنا … فإنا -والله- شعب موحد إن حظينا بوحدة ترأب الصدع … فنيل المراد شيء مؤكد يا صباحا لمحته من بعيد … بالأماني والبشريات مورد نحن أسرى شوق إليك شديد … ليس يبلى لكنه يتجدد! وإذا ما الصباح لاح سناه … فالظلام من حولنا يتبدد ضل من لم يسر على نهج طه … خاب من لم يدن بدين محمد

مولد النور

مولد النور يا مولد النور يا شهر الكرامات … يا مشرقا للمعالي والهدايات يا شهر أمجادنا الكبرى ومولدها … يا مبعثا للهدى خير الرسالات يا شهر طه الذي مذ هل مطلعه … باهت به الأرض أملاك السموات لذاك تدعى "ربيعا" إذ خصصت بما … لم يؤت غيرك من شتى الكمالات في ليلة منك غراء قد انطلقت … بمولد "المصطفى" عظمى البشارات وعم نور الهدى فس الأرض قاطبة … من بعد دهر قضته في الضلالات والله يسعد من حقت سعادته … من العباد بأسباب السعادات والله يعلم من حقت سعادته … وكان مستوجبا عليا المقامات وأسعد الناس في دنيا وآخرة … من خص دون البرايا بالشفاعات وأعظم الرسل قدرا إذ به ختمت … وعممت ما منحنا من رسالات "محمد" خير خلق الله كلهم … ومنقذ العرب من موت الجهالات وحقق الوحدة الكبرى وكيف بها … من بعد حرب عداوات وثارات؟ ليهن أمة طه أنها حظيت … بما تؤمل من تحقيق غايات!

يوم الجمعة

يوم الجمعة يا ليوم حسنه ما أبدعه … ولأنوار الهدى ما أجمعه هو يوم رسم الله له … خطة محكمة متبعه حقق الله به وحدتنا … في اجتماع شامل ما أروعه كل أسبوع به موعظة … لإمام كم هدى من سمعه إن يوما هو خير كله … هو يوم الأمة المجتمعه ليس في الأيام ما يفضله … أفضل الأيام يوم الجمعه وحدة الأمة عنوان على … أنها في القمة المرتفعه والذي أوجبها في شرعه … هو دين الحكمة المبتدعه وإذا وحدتنا أدركها … وهن أحدث فينا زغزعه وتفرقنا فكل لم يعد … يوم جد الجد يدري موضعه فلنا يوم به أمتنا … سوف تسعى للمعالي مسرعه وتحيل الكون فردوسا كما … صنعت أيدي الجدود المبدعه إن من كان مع الله فهل … لا يكون الله والناس معه؟

بمناسبة العام الجديد

بمناسبة العام الجديد 1984 للميلاد هكذا العمر يمر … هكذا الحلو يمر تعست دنيا بها … حالاتنا لا تستقر! بينما ننعم بالصحة … إذ يحدث ضر ويقل الخير فيها … بينما يكثر شر وبها يسعد نذل … حيث لا يسعد حر لا يرى فيها أبي … النفس بالعيش يسر فالذي لا يعرف … الدنيا بمرآها يغر؟ والذي يعرفها … يعرض عنها ويفر! خاب من أضحى … على إيثار دنياه يصر رب إني بخطايايا … وتفريطي مقر إنني تبت وأقلعت … وما في الأمر سر هذه الدنيا التي … تخدعنا لا تستمر إنما هي إلى الدار … التي تبقى ممر!

في ذكرى أول ماي

في ذكرى أول ماي عام 1983م قد دعينا إلى العمل … ونهينا عن الكسل وخلقنا لما دعينا … فحيا على العمل فإذا نحن قد فعلنا … فذا غاية الأمل ذا هو العيد عيد كل … أخي همة بطل ليس عيد الفراغ عيد … التثاؤب والملل أي عيد لمن قضى … يومه غير مشتغل إن للشغل نشوة … دونها نشوة الثمل وأخو الشغل وقته … يتقضى على عجل لا يحس سآمة … لا ولا وطأة الثقل لا أحب الحياة في … عمل غير متصل إن من عاش فارغا … ليس يخلو من الزلل

شهر الفجائع 8 ماي

شهر الفجائع 8 ماي شهر الفجائع لا عليك سلام … إذ فيك حرب ليس فيك سلام قد أصبح الإنسان وحشا كاسرا … وتوارت الرحمات والأرحام وتظافر الأعداء في عدوانهم … وتوالت الأرزاء والآلام! في كل بيت مأتم وجنازة … وأرامل وتكاثر الأيتام لم ينج شيخ أو عجوز لا ولا … أعفى الرضيع ولا الجنين حمام إذ تبقر الأم التي في بطنها … بنت ستوضع أو يعيش غلام هل للرضيع جرائم فيدان أم … للأجنة في الحشى آثام؟؟ كيف استباحوا قتل مخلوق بلا … ذنب وهم متمدنون عظام؟ هل هذه مدينة؟ بئست إذن فاحرص … على مدنية قد شادها الإسلام لا خير في مدينة ليست على … غير المجازر والحروب تقام أيباد أبناء الجزائر جهرة … ويذبحون كأنهم أغنام؟ ذاك الذي رامت فرنسا مثلما … صنع التتار ولم يتم مرام! إذ خاض هذا الشعب ثورته على … أعدائه واستيقظ الضرغام وإذا "الجزائر" دولة مرهوبة … ورأى العدا ما يصنع الإسلام ورأت فرنسا كيف أخفق سعيها … وهوت جميعا تكلم الأحلام والنصر لا يجنيه إلا أهله … وعلى الطغاة الظالمين حرام ليت الذين تغرهم قواتهم … علموا بأن لا يفلح الظلام واللاهثين وراء زيفهم اهتدوا … لضالالهم واستيقظ النوام!

من وحي الثامن ماي

من وحي الثامن ماي شعب الجزائر شعب الصبر والجلد … شعب الشجاعة والإقدام كالأسد أبناؤه صمدوا في كل ملحمة … لأنهم آمنوا بالواحد الصمد ما حاولته فرنسا من إبادتهم … آل إلى ضده من وفرة العدد والزرع تدفعه إن رحت تقطعه … إلى نمو سريع منه مطرد والمسلمون هم زرع الإله فمن … يرد مساءتهم يصدر ولم يرد!! وهم بحق جنود الله قد خلقوا … لنصر ما صح من دين ومعتقد!! ومن يحاربهم يرتد مندحرا … ولم ينل غير محض الهم والكمد ومن يعش عاش منصور اللواء ومن … يمت يفز بخلود الروح والجسد باعوا نفوسهم لله خالصة … فهل يخافون بعد الله من أحد؟ قد جاهدوا في سبيل الله مذ وجدوا … لم يثنهم عنه حب المال والولد خمسون ألفا بأسبوع فقط قتلوا … ولم يريدوا سوى حرية البلد وما استفاقت فرنسا من غوايتها … إلا على صوت شعب غاضب حرد قد أعلن الثورة الكبرى لأن بها … فكاك شعب من الأغلال مضطهد سبعا ونصفا من الأعوام أنفقها … شعب "الجزائر" في بؤس وفي نكد

لكنه نال ما قد كان يأمله … من عتق نفس ومن عز ومن رغد يا ابن "الجزائر" يا ابن الثائرين لقد … عرفت نهجك فالزمه ولا تحد تحل بالدين والأخلاق إنهما … مجد الخلود الذي يبقى إلى الأبد ولا تكن أبدا في الناس إمعة … كببغاء بلا فكر ولا خلد ما ينفع الناس يبقى لا يبيد ولا … يبيد إلا عديم النفع كالزبد عش كي تفيد ولا تعش بلا هدف … فإنما أنت ظل الواحد الصمد هلم فاعمل لدنيا قد خلقت بها … ولا تقل: أنا مخلوق لدنيا غد ازرغ لتحصد وابذل ما يفيد تجد … ما قد بذلت وإن فرطت لم تجد ما دمت حيا فلا تقعد بلا عمل … ولا تكن عالة يوما على أحد بادر من الآن قبل الموت منطلقا … فإنما أنت موجود إلى أمد

يوم المجاهد

يوم المجاهد من سمت نفسه تسامى عن الظلم … فما الظلم غير خسة نفس وظلام في الحس جر إلى ظلمة … ظلم فالظلم ظلمة حس والفرنسي من طبعه الظلم فالظلم … -إذن- شيمة لكل فرنسي والذي يستكين للظلم لا أظلم … من ظلمه الذميم الأخس إنه بقبوله الظلم قد جرأ … أسرى الهوى على كل رجس أي رجس كالظلم يقضي على … الأمن فنحيا حياة هم وبؤس وبلادي لم تقبل الظلم بل ثارت … على الظلم في حماس وبأس طردت كل أجنبي ولم تبق … على أي خادع مندس غير أن عدوى تعاليمه لما … تزل في البلاد طالع نحس إن هذا يوم "المجاهد" جاهدنا … به الظالمين من كل جنس وسنقضي عليهم مثلما كنا … قضينا عليهم بالأمس وتدوي "الله" في كل … مكان ويختفي كل رجس

ذكرى يوم المجاهد

ذكرى يوم المجاهد "يوم المجاهد" يا بناء أمجاد … وفخار كل فدائي ومجاهد فيك التقى صيد الرجال ليرسموا … لبلادهم خط النضال الصامد قد أقبلوا متحمسين وكلهم … ذو جرأة مثل الهزبر الحاقد غضبا على مستعمري الوطن … الذي لم يعن إلا للإله الواحد وتخيروا -كالأسد- غيلا نائيا … في عزلة عند "الصمام" الخالد وهناك قرر "للجزائر" ما به … تحيا حياة مكرمين أماجد "يوم المجاهد" لم تكن أسطورة … بل أنت شغل أقارب وأباعد ذكراك لم تبرح منار بطولة … وسماء إلهام ونبع محامد أعظم شاهد في ذكرى يوم المجاهد 1983م. "يوم المجاهد" أنت أعظم شاهد … بأجل أمجاد لنا وأماجد شعب تدل عليه أعظم ثوره … كتبت له تاريخ نصر خالد شعب "الجزائر" ذاك أصبح معلما … للثائرين على النظام الفاسد قد علم الأمم الشجاعة والفدى … والصبر في محن لها وشدائد "شعب الجزائر" عش منار مكارم … ومثال إقدام وشعب محامد

مناجاة

مناجاة

ابتهالات!

ابتهالات! فضلك الجم يا إللهي باهر … مثلما حكمك الخلائق قاهر كل ناء طلبته منك دان … كل ما غاب من أماني حاضر كنت -يا رب- لي كما كنت أرجو … ليتني أنني على الشكر قادر أنت حقا -يا رب- رب جميع الخلق … رب الخفي رب الظاهر رب من في السماء والأرض رب … الكون رب لسابح ولطائر آمن الكل أنك الخالق البارئ … فالكل خاضع لك صاغر أنا يا رب عبدك الطائع الراضي … بكل الذي به أنت آمر فارض عني وقد خطاي فإن لم … تتدارك أمري فحظي عاثر لا تكلني ربي لنفسي فإني … تائه الخطو ضائع الرشد حائر ومصيري إن لم تقد خطواتي … في الطريق السوي شر المصائر رب حسبي رضاك عني فإن نلت … رضاك فالخير واف ووافر وإذا لم أنله "لا قدر الله" … فما في الوجود مثلي خاسر

لا تؤاخدني إلهي

لا تؤاخدني إلهي لا تؤاخدني إلهي بالذي … كان مني من ذنوب وخطايا فأنا عبد ضعيف عاجز … عادم القدرة في كبح هوايا لم أجد لي بياة صالحة … أو صديقا صادقا يأبى الدنايا عشت في مجتمع ممتلئ … بالدنايا ومحاط بالرزايا كم به من فتنة عارية … وشرور من خمور وبغايا ومعي النفس التي ما فتئت … تمقت النهج الذي فيه هدايا فاحمني -يا رب- من فتنتها … وعلى نهج الهدى ثبت خطايا فلقد عودتني الفضل الذي … طالما ضاعفت لي منه العطايا لك الحمد ربي نظمتها بمناسبة خروجي من مستشفى "سيدي فرج" معافى: مرضنا وعوفينا وعدنا كما كنا … فيا رب مما قد أتحت لنا زدنا هديت وأهديت الكثير ولم نكن … حمدناك -يا رب- لك الحمد ما عشنا وعافيتنا من كل سوء وفتنة … وأي عطاء مثل دفع الأذى عنا؟ وما النعمة الكبرى سوى الصحة التي … إذا لم نجدها لم نجد بعدها أمنا وما الأمن إلا للسعادة موئل … فإن لم يكن، فرت سعادتنا منا ومن يعتصم بالله يبلغ مراده … ولم يلق في دنياه هما ولا حزنا

من أرضي إلى أرضي

من أرضي إلى أرضي قلتها في الطائرة أثناء رجوعي من أرض الحرمين الشريفين إلى أرض الوطن. قد عدت من أرضي إلى أرضي … بكل ما يغني وما يرضي من موطن الوحي وأرض الهدى … إلى بلاد الخصب والخفض من مبعث الثورة ضد الخنى … لمواطن الثورة والرفض من مولد الإسلام من مهده … إلى ربوع الخلق المحض من مشرق الإيمان من أفقه … إلى بلاد الأدب الغض من سدة المجد وعرش العلا … إلى ملاذ الدين والعرض فمن صحارينا لشطآننا قد … عدت من أرضي إلى أرضي 16 ربيع الثاني 1408 للهجرة 7 ديسمبر 1987م النعمة والشكر فضلك اللهم لا أحصيه كثرة … فأنا لا أستطيع الدهر شكره كيف والشكر عليه نعمة … تقتضيني شكرها في كل مره بعض ما أوليتني من نعم … شكره يستغرق الإنسان عمره وهو ذو مقدرة محدودة … ومع الشيطان لا يملك أمره إنما النعمة صيد نافر … فهي دون الشكر ليست مستقرة فأعني كي أوفي شكرها … إنها بالشكر تبقى مستمره

شوق وذوق!!!

شوق وذوق!!! يا أرض ميلاد النبي محمد … بوركت من أرض ومن ميلاد يا منبع التقوى ويا أفق العلا … يا منبت الآباء والأجداد يا زينة الدنيا ويا نبع الحجى … يا ملتقى العباد والزهاد يا سر أعماق الوجود ولبه … ومنارة التوجيه والإرشاد يا غرة التاريخ يا رشد النهى … يا مطلع الإيجاد والإمداد يا موطن الحرمين يا مهد الهدى … يا مشرق النور المبين الهادي جبرل سار على ثراك وخالد … قاد الجيوش لخوض خير جهاد!! وتعطرت تلك البطاح وبوركت … ساحاتها بدماء الاستشهاد وتأسست للعرب أول دولة … جعلت من الإخلاص خير عتاد قامت على عدل وإحسان فلم … توصم بطغيان ولا استبداد شوقي إليك على المدى متجدد … وهواك لم يبرح حليف فؤادي ما زرت أرضك مرة إلا نما … حب لأرضك ليس بالمعتاد! وإذا حبست عن الزيارة إنني … لأحس حزنا مثل وري زناد! وتهب ريح منك أشعر أنها … ري وبرء للفؤاد الصادي! يا ليتني ما غبت عنك فإن أمت … كانت هناك منيتي ورقادي يا أمة الأمجاد لا تتخلفوا … عن أن تزوروا منبت الأمجاد!

بين البيت والمقام

بين البيت والمقام بمقام إبراهيم كان مقامي … والحجر والبيت الحرام أمامي وبمشرق الأنوار قد أنزلتني … يا رب حسبي قد بلغت مرامي استنشق العرف الزكي وأنثشي … بأريج أرض الوحي والإلهام يا ليتني أبقى هنا يا ليني … ألقى هنا عند الحمام حمامي! يا ليت قبري خط في هذا الثرى … فصبابتي تثوي هنا وغرامي فالأرض كل الأرض صارت … بؤرة للإثم والعدوان والإجرام! وقرابة الأرحام قد عبثت بها … أيد تبيح قطيعة الأرحام وأخوة الإسلام أسكت صوتها … صوث النحيب وصرخة الآلام فالحرب قائمة بكل ضراوة … تقضي على الآمال والأحلام حرب على طول المدى لا تنتهي … ودعاتها لم يقبوا بسلام يا رب إن أوليتني ما أرتجي … فلأنت أهل الفضل والإنعام يا من يجيب دعاء من يدعونه … أدعوك من قلب جريح دام!! قيض لدينك من يفك حصاره … ويعيد عزة أمة الإسلام! واحرس مبادئه ووفق أهله … كي يجعلوه مصدر الأحكم 10 ربيع الثاني 1408 للهجرة 2 ديسمبر 1987م.

لك الحمد يا رب

لك الحمد يا رب لك الحمد كم أوليت يا رب من فضل … وآتيت من علم ووقيت من جهل ووفقت من بر وألهمت من تقى … ومن خلق سهل ومن منطق جزل فإن كنت -يا رب- عن الشكر عاجزا … فما شكر هذا الفضل بالعمل السهل سرينا سرينا لأرض العلا والخلود … ونبع الصفاء وسر الوجود! ودنيا كمال بغير حدود!!! … وكعبة فضل وقمة جود سرينا إلى أن طوينا البعيد … إلى أن أوينا لركن شديد لأفق حوى كل مجد تليد … نطير بأجنحة من حديد سرينا نروم شفاء القلوب … فقد مرضت باقتراف الذنوب وما من شفاء سوى أن نتوب … فقد جنحت شمسنا للغروب سرينا وأشواقنا حاديه … إليها وآمالنا هاديه وأرواحنا بالهوى صاديه … وألبابنا بالمنى شادية سرينا إلى التربة الحالية … كل مآثرنا الخالية لطيبة للروضة الغاليه … لمكة في فرحة طاغيه وها قد وصلنا إلى ما قصدنا … كل الذي قد قصدنا وجدنا لك الحمد يا ربنا إذ عبدنا … إلها يبلغنا ما أردنا

أعظم بها بشهرى

أعظم بها بشهرى رأيت مناما وجه من جاء رحمة … فأنعم بها بشرى وأعظم به ذخرا وهل كرسول الله ذخرا مخلدا … فينفع في الدنيا ويشفع في الأخرى فيا رب إذ فضلتنا بمحمد … فأوليتنا مجدا وخلدتنا ذكرا أنلنا اتباعا للذي جاءنا به … فنصبح في الدنيا أجل الورى قدرا ليكمل أوليتنا باتباعه … وتملأ سمع الدهر ألسننا شكرا ذكر الله! ذكر الله تضيق بي الدنيا فأفزغ للذكر … وهل مثل ذكر الله أرحب للصدر؟ وهل مثل ذكر الله أشفى لدائنا؟ … وهل مثل ذكر الله أجدب للصبر؟ وهل مثل ذكر الله أدنى إلى الغنى؟ … وهل مثل ذكر الله أبعد للفقر؟ وهل مثل ذكر الله أوصل للمنى؟ … وهل مثل ذكر الله أنفع في العسر؟ وهل مثل ذكر الله أقهر للعدى؟ … وهل مثل ذكر الله أدفع للشر؟ وهل مثل ذكر الله للهم طارد؟ … وهل مثل ذكر الله أجمع للفكر؟ وهل مثل ذكر الله أزجر للهوى؟ … وهل مثل ذكر الله أعظم للأجر؟ فيا رب مالي غير ذكرك عدة … فلا تخل قلبي -يا إلهي- من الذكر

قيام الليل

قيام الليل يا ممضيا ليله مناما … أتيت ما يوجب الملاما فالعمر شطران منه شطر … ليل فلا تمضه حماما والليل خير الشطرين فيه … تلقى الهدوء والانسجاما ولا تحس ضوضاء صوت … ولا صياحا ولا كلاما والقلب يخلو من الخطايا … والفكر يصفو وبه تماما كم أنتج الباحثون فيه … معارفا تنفع الأناما واكتشف العارفون فيه … معارجا ترفع المقاما فيا أخي إن تنم كثيرا … تخسر كثيرا فكن هماما فإن أردت حصول تقوى … فاطو الظلام به قياما وإن أردت اكتساب علم … تجلو بأنواره الظلاما شمر على ساعديك واصمد … واسهر ولا تطلب المناما غناك في الليل فالتمسه … به ستغنى به دواما ولا تنمه تعش فقيرا … ولن ترى في الكرى مراما علام تقضي الحياة موتا … وأنت ذو فطنة، علاما؟

غربة الإسلام

غربة الإسلام لقد أصبح الإسلام في دار غربة … فلست ترى إلا عدوا محاربا ولست تراى إلا صديقا منافقا … ولست ترى إلا حقودا مشاغبا وما نفموا منه سوى الصدق والهدى … وعدل وإيمان تحدى الكتائبا وقد كان رمزا للسيادة والعلا … ومن كان مغلوبا به صار غالبا وهل كان إلا سلما لرقيهم … به بلغوا مذ طبقوه الكواكبا وهل كان إلا ثورة خلقية … حضارية في النفع تحكي السحائبا وهل كان إلا نور علم وحكمة … وهل كان إلا الصبح يجلو الغياهبا وهل كان إلا دين فكر ومنطق … فلا رحمة ترجى إذا كان غائبا متى تنتهي -يا رب- غربتنا التي … عدمنا بها من كان بالأمس صاحبا

غربة المسلمين

غربة المسلمين مر بي الشاب "ناصر الدين" وأنا أفكر في غربة المسلمين، فأجرى الله على لساني هذه الأبيات رثاء لحال المسلمين: يا "ناصر الدين" هل للدين أنصار … وأنت مستعبد والناس أحرار؟ بالأمس كانت لنا الدنيا بأجمعها … واليوم ليس لنا أهل ولا دار والقول ما قال أهل الغرب وحدهم … والأرض يحكمها بالعسف جبار كل التعاليم والآداب مهدرة … وكل ما شيد ابن الضاد منهار ولا ترى غير أشلاء ممزقة … ومن دماء بني الإسلام أنهار عار على أمة الإسلام غربتها … لا العار -يا رب- نرضاه ولا النار يا أمة المصطفى إن لم تقومي بما … أتى به المصطفى فالنار والعار وأنت مسؤولة عن نصره فإذا … لم تنصريه فما للدين أنصار

دين الله؟

دين الله؟ رب إنا بغير دينك نشقى … وبتحكيمه نسود ونرقى لم نكن خير أمة بسوى … الإسلام إنا به نفوز ونبقى خاب من حاد عن هداه فلم … يقض على باطل ولم يقض حقا إن دين الإسلام دستور من … شرعه للعباد حقا وصدقا عجبا كيف يترك الناس ما … يجعلهم سادة ويرضون رقا؟ من هنا ندرك الحقيقة للإنسان … فهو الضعيف فكرا ونطقا هو لولا فضل من الله جم … سحقته حوادث الدهر سحقا يا بعيدا عن ربه وهو محتاج … إليه دوما حياة ورزقا عد إليه فأنت عبد لدنياك … تجد عنده من الرق عتقا وتنل ما تريد دنيا وأخرى … وإذا لم تعد فإنك تشقى دار القرآن طف بدار القرآن واسع إليها … فستلقى القرآن يتلى لديها وستلقى بناتنا وبنينا … حائمات مثل الطيور عليها تلك أمنية الجزائر، كم قد حنت … لإدراكها نفوس ذويها

سر إليها وطف بها واقر فيها … وتحمل أزكى سلامي إليها وإذا ما لقيت نفسا بنتها … فتواضع لها وقبل يديها

ألا كيف؟

ألا كيف؟ ألا كيف ينسى الناس من ليس ينساهم؟ … ومن هو بالإحسان والفضل يرعاهم وما انفك لم يشغله عنهم سواهم … وتشغلهم عنه توافه دنياهم وكيف استطاع الناس نسيان ربهم … ومنه -لعمري- عيشهم ومناياهم؟ ولم ينسهم من رحمة أو كلاءة … وما كان محتاجا لنيل عطاياهم وكلهم يحتاج فيض عطائه … فأين مزاياهم وحسن سجاياهم؟ ولا عيب في الإنسان مثل جحوده … جميل الألى تبني الحياة مزاياهم والأم منه جاحدو فضل ربهم … فتلك لعمر الله كبرى خطاياهم سأبكي سأبكي إلى أن ينفد الدمع من جفني … وأحزن حتى ألفظ الروح في حزني فلم يبق في هذي الحياة مساعد … على ما تفشى في الحياة من الغبن فكم من أخ قد كنت أحسبه أخا … بذلت له ودي فخاب به ظني فضاقت بي الدنيا الرحيبة بعدما … بلوت أذاها فهي أضيق من سجن فخذ بيدي يا كاشف الضر واحمني … فإئك ذو فضل علي وذو من

أشكوك يا رب

أشكوك يا رب كتبت عشر قطع شعرية جديدة في دفتر صغير وخبأته في مكان ما ريثما أعطيه لكاتبتي- التي هي ابنتي عائشة- لتنقلها مع القصائد الأخرى ثم نسيت المكان الذي خبأت فيه الدفتر، فبت مشغول الفكر حائرا من هذا النسيان الذي بسببه أضعت الكثير، فقلت هذه الأبيات: أشكوك -يا رب- نسيانا ألح على … ما عشت أودع من علم بذكرتي ومن تجارب لا أحصي لها عددا … فصرت أحيا بلا علم وتجربة وقد أضعت الذي قد صغت من قطع … عشر، فأصبحت محتاجا لتعزية لقد نسيت مكنا فيه دفترها … فلم أصب مثلها يوما بكارثة رباه! ذاكرتي ضاقت بموهبتي … وليس لي حيلة في حل مشكتي بدنيانا سكنا بدنيانا بلا قصد سكنا … ونتركها برغم الأنف منا فإن نشرب من اللذات كأسا … بها نشرب من الآفات دنا فهل ستكون عقبانا عقابا … شديدا أم سيعفو الله عنا على أنا إذا كنا أسأنا … فإنا لم نسيء بالله ظنا بأن الله ذو فضل ومن … ونرجو دائما فضلا ومنا

بكيت

بكيت بكيت ولم يشفني ما بكيت … على ميت خلا منه بيت على هدم كل الذي قد بنيت … وما ضاع من كل ما قد حويت بكيت على كل دنب جنيت! … بكيت على خطوات مشيت! بكيت على أنني قد سعيت!! … إلى ما رمته واشتهيت! وأني كل الثمار جنيت!!! … شربت ولكنني ما ارتويت أكلت ولكنني ما اكتفيت … أمرت ولكنني قد أبيت! نهيت ولكنني قد عصيت … وأني لما لا يفيد اقتنيت وأني بحضن الهوان ارتميت … وأني بأعداء ديني اقتديت وأني بأهل الضلال اهتديت … وأني لدار الغرور أويت! وأني لبهرجها قد هويت! … وأني بدنيا الطغاة احتميت وأني ابتسمت لهم وانحنيت … وأني بغدر الصحاب اكتويت وأني رأيت ويا ما رأيت! … رأيت الورى كل حي كميت لذا قد بكيت ويا ما بكيت … ولم يشفني كل ما قد بكيت

رب سبحانك

رب سبحانك رب سبحانك أبدعت الوجودا … رحمة منك وإحسانا وجودا إنه آيتك الكبرى التي … لم تزل تثبت لله الوجودا فإذا ما جحد الناس ففي … صنعك الباهر ما ينفي الجحودا رب إني لك قد وجهت وجهي … رب إني لك أخلصت السجودا رب إني بك آمنت فهب لي … ما به أزداد صبرا وصمودا بين المقدرة والمغفرة رب هب لي من لدنك مقدره … أو فهب لي إن عجزت مغفره إن أرد ما فيه نفع لم أجد … قدرة حتى كأني لم أرد فإذا لم أبلغ القصد فلا … ذنب لي لكن حرمت الأملا إن شوقي لسناك غالب … غير أني لم يكن لي قارب رب هيء لي أسباب الهدى … وأنر دربي لألقاك غدا

أنا مسلم

أنا مسلم أنا مسلم وكفى بأني مسلم … حوت المكارم كلها أنا مسلم أنا مسلم رغم العدا فهم الألى … كانوا العد، حسدا لأني مسلم أنا مسلم ما عشت لا أخشى الردى … لكن أسر به لأني مسلم أنا مسلم تشفي الجراح جميعها … وتحل مشكل وضعنا أنا مسلم أنا مسلم سبب الوصول لخالقي … ووسيلتي لرضاه أني مسلم أنا مسلم سأفوز يوم لقائه … بجميل رؤيته لأني مسلم أنا مسلم داري هناك بجنة … الفردوس تخليدا لأنى مسلم أنا مسلم حزت السعادة كلها وحظيت بالحسنى لأني مسلم أنا مسلم كانت بداية لمجدنا … وتكون آخر مجدنا أنا مسلم أنا مسلم سمة الخلود لأمتي … قد عقنا من لم يقل أنا مسلم الجهل أصل البلاء إن جهلي يا رب أصل بلائي … فقني من مزالق الجهلاء واعع ضعفي ولا تكلني لنفسي … واعف عما ارتكبت من أخطاء واهدني للذي تحب وترضى … واحمني من مكائد الأعداء إن حسبي رضاك إن ترض عني … نلت ما أبتغي بغير عناء

أسلموا! أسلموا!

أسلموا! أسلموا! بمناسبة اعتناق "غارودي" للدين الإسلامي الحنيف، بعد رحلته الطويلة بين الأديان اللأخرى. أيها الناس الألى لم يسلموا … أسلموا قبل حلول الأجل أسلموا تغئنموا فرصكم … أسلموا تجنوا ثمار الأمل ** إن هذا العمر أغلى فرصة … سيضيع العمر إن لم تغنم إنكم لم تخلقوا كي تكفروا … بالذي أوجدكم من عدم ** إنما أوجدكم كي تعبدوا … ربكم فلتعرفوا سر الوجود أسلموا فورا ولا تنتظروا … نفد العمر وما زلتم رقود ** إن "غارودي" الشيوعي لقد … صار بالإسلام ذا حظ عظيم إن من لم يحظ بالإسلام لم … يحظ من دنياه بالخير العميم

يا أمة القرآن حسبك

يا أمة القرآن حسبك نحن أمة القرآن وكفانا فخرا أننا أمة القرآن لأن أمتنا صنعها القرآن صنعا لا يصنعه غير القرآن، ما أبين عجز الإنسان، أمام القرآن المعجز للإنسان: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}. يا أمة القرآن حسبك أننا … ندعى بحق أمة القرآن فعليك بالقرآن فالتزمي به … أو لا فإنك بؤت بالخسران والله أكرمنا بحفظ كتابه … والله ذو كرم وذو إحسان وإذا حفظناه ولم نحفط به … أحكامه فالحفظ كالنسيان ما أنزل القرآن كي نشقى وكي … نحيا حياة تعاسة وهوان والله فضلنا على كل الورى … والفضل منه لا من الإنسان

أمة القرآن

أمة القرآن أمة القرآن تشقى؟ … أيكون الأمر صدقا؟ وإذا ما شقيت … من يا ترى يسعد حقا؟ وإذا مات صحيح … هل مريض الجسم يبقى؟ وإذا لم يرق ذو علم … هل الجاهل يرقى؟ أمة القرآن لا ثشقى … ولا تدرك سبقا إنها أكمل خلق الله … إيمانا وخلقا وإذا حل بها الداء … الذي تشكو وتلقى! وغدت في لجة الآلام … والأرزاء غرقى إنه جهد الذي حقق … ما جل وشقا وستصحو وسيغدو … نجمها أشرق أفقا

العلم والخلق

العلم والخلق سألزم نفسي كل ما يرفع النفسا … وأمنعها أن تقرب الإثم والرجسا إذا هبطت أخلاقنا ساء حالنا … وإن كرمت أخلاقنا لم تخف بأسا فقل للذى لم يسم بالعلم خلقه … ضلل فلم ترشد ولم تفقه الدرسا فلا خير في علم عقيم وإنني … أرى العلم دون الخلق لا يرفع الرأسا هل الغيث يعطي ثروة الزرع وحده … إذا الأرض لم تصلح لأن تحضن الغرسا فسبحان من لم يجعل الخلق نسخة … مكررة جنا من الخلق أو إنسا بل اختلفوا في كل شيء لحكمة … قد اختلفوا معنى كما اختلفوا حسا بل اختلفوا عقلا وخلقا وصورة … ودينا وتفكيرا كما اختلفوا جنسا فيا رب قد خطوي إلى ما ينيلني … رضاك وذكرني رضاك فلا أنسى فغاية آمالي رضاك فإن أنل … رضاك فلا عزا فقدت ولا أنسا

إنابة

إنابة رب أعطيتني من العمر ما يكفي … لإصلاح وضعي المنهار إن ستا من السنين وسبعين … من العمر أطول الأعمار كيف أجدبتها من الخير كالأرض … التي أجدبت من الأثمار كيف ضيعتها فلم أحظ منها … بسوى الموبقات والأوزار كيف لم أنتفع بعمري ولي عقل … يقيني ضلالتي وعثار أين عقلي إن لم يكن لي إيمان … يشير بالخير والإيثار أين رأي وحكمة بهما كان … على معضل الأمور انتصار فتفضل يا رب بالعفو عني … وتقبل إنابتي واعتذار مطلبي الله مطلبي الأجل … حتى يحل بي الأجل فهو الملاذ فليس لي … في غيره أبدا أمل والعبد ذو ظلم وإن … الله كرم من عدل ما زال بالنعم السوابغ … منعما منذ الأزل أفلا يقوم بشكره … أدبا فيخلص في العمل لكنه عبد الهوى … ضل السبيل ولم يزل يحيا بلا هدف بلا … معنى بلا أدنى خجل

لماذا خلقت؟

لماذا خلقت؟ خلقت كي أرضي إلهي بأعمالي … فيا خجلي إن ضاع عمري بإهمالي وأوقفني ربي وألقى سؤاله … علي لكي يبدي الذي كان من حالي وقال: ألم أجعلك أعظم كائن … فأصبحت بين الخلق بالموضع العالي؟ فكيف رضيت الدون من بعد رفعة … بأقبح أفعال وأسوئ أقوال؟ وهل عملي إن لم أكن فيه مخلصا … يخلصني من نار هم وبلبال؟ وإن ظهرت في موقف الحشر خيبتي … سيكثر نوحي عند ذاك وإعوالي فيا رب وفقني لما قد خلقتني … فإن به -يا رب- تحقيق آمالي وإن نلت بعضا من رضاك فإنه … ليكثر -يا رب- على الخير إقبالي

عظم الخطب!

عظم الخطب! رب مالي إلا إليك التجاء … عظم الخطب وادلهم البلاء أينما سرت لا أرى غير ألوان … انحراف يضج منها الإباء إذ غلونا في حبنا للمحاكات … كأنا ما عندنا آباء من يرانا يقل مسخنا نصارى … أو يهودا لا أننا أصلاء تحن ثرنا على الأجانب حتى … ما تبقى بأرضنا دخلاء فلماذا نقلد الآن أعداء … البلاد كأنهم أصدقاء؟ إن هذا التقليد يقتل فينا … عزة النفس وهو داء عياء فلنثر ضد موتنا إننا الأحياء … حقا، ما مثلنا أحياء نحن خير من الذين نحاكيهم … فكيف يقلد الأدنياء إنما المسلمون أفضل خلق الله … إذ بهم استقام البناء

الله أكبر!

الله أكبر! "الله أكبر" آية التوحيد … فغدت تردد أيما ترديد "الله أكبر" أصل كل حقيقة … "الله أكبر" في الحياة نشيدي "الله أكبر" كم أقضت مضجعا … وقضت على مستهتر عربيد "الله أكبر" قوة كم دمرت … من صرح بغي للطغاة مشيد "الله أكبر" حصن كل مجاهد … وعتاده للنصر والتأييد "الله أكبر" بلسم لجراحنا … ودواء داء للأنام مبيد "الله أكبر" قوتنا وطعامنا … وصلاتنا ونشيدنا في العيد "الله أكبر" ذكرنا وشعارنا … وهتافنا لله بالتمجيد

صوت المؤذن

صوت المؤذن صؤت المؤذن صوت المجد من قدم … من لم يجبه يصب بالخزي والندم لأنه صوت إيمان بخالقنا … وموجد كل مخلوق من العدم "الله أكبر" عنوان لقوتنا … لا نرهب الموت لا نأسى لسفك دم فنحن بالله في أمن وفي دعة … وإننا خير من يمشي على قدم "الله أكبر" لم نبرح نرددها … فهي النشيد لنا في كل محتدم لكن حماستنا قد جف منبعها … فلم يعد عندنا شوق إلى القمم وقد خبت بيننا روح الإباء فلم … نغضب لتقصيرنا عن سائر الأمم ودب كل خلاف بيننا وفشا … موت الضمير ونقض العهد والذمم كانت لنا همم عظمى بلغنا بها … ما قصرت عن مداه همة الأمم حتى اهتدت أمم الدنيا بحكمتنا … واليوم ما بالنا صرنا بلا همم؟ رباه إنا أضعنا كل ثروتنا … من المكارم والأمجاد والعظم فامنن علينا بإيقاظ لهمتنا … لنسترد الذي قد ضاع من قيم وامنن علينا يإنهاض لكبوتنا … لنلحق الركب أو نشفى من السقم ولا تكلنا إلى تديبر أنفسنا … فنحن نعجز عن إصلاح منهدم

الحياة سجن

الحياة سجن سمت حياتي فهي "سجن مؤبد" … وليس بغير الموت أخلص من سجني صديق بلا صدق وعلم بلا تقى … ودين بلا فهم وأمن بلا أمن ونقض لميثاق وخلف لموعد … وهتك لأعراض وحزن على حزن وفرط غرور بالحياة وزيفها … وما الحي فيها غير ميت بلا دفن وإني في الدنيا كراكب لجة … وقد كاد موج البحر يذهب بالسفن غريب فما لي من قريب ولا أخ … وكم من قريب لي كم لي من خدن حياة تجلى قبحها وخداعها … ولم تك دارا للجمال وللحسن الرجاء لا يموت أنا إن أظلمت الدنيا فما أظلم قلبي … أنا إن زاد بلائي زاد إيماني بربي أنا إن أجدب روضي بعد إثمار وخصب … وتوارى النور من أفقي وأخفى الشوك دربي سطعت في داخلي شمس "رجائي" وهو حسبي … وإذا حل بي الموت فما أعظم كسبي إذ به أرجع لله بإيماني وحبي!! … وأرى ما كنت أرجو من مناجاة وقرب وإذا حزت رضى الله فيا فرحة قلبي … أي حظ مثل حظي من إلهي رغم ذنبي أسير لنهايتي أحس بأني سائر لنهايتي … وأني على وشك الرحيل من الدنيا ولا ضير إن أرحل فقد عشت حافظا … مدى سنوات العمر للقيم العليا

القرار الأخير

القرار الأخير سأهجر دنيا الزيف والزيغ والرجس … وأخلو إلى نفسي لتسعد بي نفسي فحسبي نفسي فهي دنياي كلها … ولست أبيع النفس بالثمن البخس فإنا بدنيانا كراكب لجة … يظل على خوف قريب من اليأس تحف به الأخطار من كل جانب … ويصبح فيما يتقيه كما يمسي فمن يأمن الدنيا تصبه شرورها … وينقل فيها من نعيم إلى بؤس فكن- يا أخا الدنيا- على حذر وكن … خبيرا، بصيرا، واعيا، مرهف الحس وقدم بها ذخرا لنفسك بما غد … فما الغد إلا غرسة اليوم والأمس وجند بها طاقاتك الخمس كلها … لتحمد عقبى الجد في حضرة القدس إن يريدوا قتلي إن يريدوا قتلي ولم يرد الله … قتلي فذاك محض جهاله إنما الأمر أمر من خلق … الإنسان لا أمر من يريد قتاله فنجوت ولم لنالوا مرادا … والمنافق يكشف الله حاله غير أني عفوت عنهم وإن لم … أعف عنهم عددت ذاك سفاله وأنا أحمد الذي من باللطف … وأخزى أهل الأذى والنذاله قصتي حجة على كل من يقتل … شخصا أو يستبيح اغتياله

يستريح الكتاب

يستريح الكتاب يستريح الكتاب مني إذا كنت … استرحت من الحياة بموتي وصريخ اليراع يسكت إن يعلن … صريخ الحمام لإسكات صوتي النهاية فكرت في أني سأترك منزلي … يوما وأترك من أحب ورائي فشعرت بالموت الذي سيحل بي … قد دب مثل السم في أحشائي والموت يوقظني من الحلم الذي … لم أستفق منه لفرط غبائي والحزن بعدي سوف يلزم أسرتي … زمنا ويلزم من يود لقائي ويزول حزنهم علي إذا نسوا … ذكري كما ينسون صدق ولائي وإذا الحياة قد انتهت وإذا الردى … قد حل بالأحياء والأشياء

الشعر المنثور

الشعر المنثور

حوار!

حوار! رأتني أعمل فقلت لي: اعمل، ولا تقض حياتك هائما في أودية الخيال! وقل شعرا تشيد فيه بالعمل، فيعلم الناس أنك تعيش في دنيا الواقع، لا في دنيا الخيال، فلم أجد ما أقول لك إلا أن أحيلك على ما نشر لي من شعر، فكثيرا ما كان الشعر مرآة لصاحبه تعكس صورة حياته، وتكشف عن وجه سلوكه، فقلت لي: إنني لم أقرأ شعرك، وإنما أسمعني بعض معارفي شيئا منه، فقلت لك: إذا لم تقرأ شعري فانظر إلى عملي، فإن عملي يعطيك صورة من نفسي التي يعرب عنها شعري! فقلت لي: يجب أن تعمل، وتقول شعرا في العمل. فلم يبق لي معك إلا أن أقول لك: سأعمل وسأقول شعرا في العمل، وسأهدي إليك هذا الشعر، وأصبحت أعمل، وأصبحت أنظم، وإليك ما نظمت:

شعري

شعري رب ألهمتني شعرا، فألهمني شكرا. ووهبتني فكرا، فهب للساني ذكرا. إن نعمك زادت على قدرتي على شكرك وذكرك. فأنا -يا رب- أعجز ما أكون عن شكرك وذكرك. وهذا ما يسبب شقائي وحرماني، فإن نعمة الاتصال بك لا تعد لها نعمة، وإن لذة مناجاتك لا تفوقها لذة. فيا الله، ما أشقى من حرم نعمة قربك، ولذة الاتصال بك. رب ألهمتني شعرا أدون به مظاهر قدرتك، وسوابغ نعمك. وأسجل به عبارات شكرك وتمجيدك، وأعرب به عن امتناني لك، وشعوري بجلالك وإفضالك. إن مجد القلم والفكر الذي خصصت به طائفة من خلقك لمجد لم يظفر به إلا من أضفيت عليهم رضاك ورعايتك، فكيف نستطيع أن نفي بحقك من التقدير والشكر؟

الشاعر

الشاعر زاد سكان قريتي يوما إضافيا في توزيع الماء، ليستغلوه في إحداث مزرعة مشتركة للبطيخ، وكان في القرية رجل واسع الحيلة، بارع النكتة، حلو الحديث، وكان هو الرجل الوحيد الذي لم يثمر بطيخه رغم كبر أوراقه. فكان يسبق جيرانه مطلع كل صبح فيأخذ من بطيخهم ويضعه تحت ورق بطيخه، حتى إذا جاء وقت جني البطيخ رأد الضحى ذهب مع الناس وأخذ من البطيخ كما يأخذون، ولكنه كان يهمس في آذان أوراق بطيخه الكيبرة قائلا: "عليك الورق وعلي الثمر" هكذا الشاعر مع روضة. هي ورق بلا ثمر، قبل أن يقف بها شاعر ويتأمل فيها. فإذا أسعدها الحظ بشاعر يقضي حيالها لحظات، عادت جنة مثمرة لا ينفد ثمرها، ولا يعروه ذبول، وأصبحت في الوجود صفحة مشرقة من كتاب الخلود ... ميلاد! في ساعة بين الليل والنهار أخدت مجلسي تحت شجرة، وأمام روضه، أشهد الصباح يولد فيولد الكون ويتنفس فتتنفس الحياة. كل شيء هادئ، وادع ساحر، يدعو إلى الغبطة، ويغري بالنشوة، ويبعث على الاستغراق في التأمل والتفكير، الزهور تتفتح في سكون، والندى يتدحرج إليها من أعالي الأفق فيقبل ثغورها في صمت. والنسيم المرح النشوان بروعة المشهد يتسلل إليها من مخدعه السحري على بساط الأثير فيحتضنها في رفق، ويناجيها في همس، ويغازلها في خشوع.

وصغار الطير الملونة الأجنحة والمناقير تستيقظ نشيطة فتحرك أجنحتها في بطء وتمد مناقيرها إلى أعلى تتحسس الحياة وتترقب اليقظة لتتأهب للنهوض من أعشاشها وتنطلق حيث تتجمع حلقا على منصات الشجر، وفوق ذوائب الأغصان لترتيل أنشودة الصباح والسماء الساجية مصحية صافية قد اختفت من صفحتها النجوم، وانحسرت عن محياها الغيوم، وارتدت وشاحا أبيض لماعا كأنما فصل من اللجين، أو صيغ من حور العين. ولم تلبث عصائب الطير أن تجمعت من أعشاشها واندفعت في جوقة مؤتلفة متسقة ترسل من حناجرها الصغيرة ألحان أنشودة الصباح! فسرت الحياة في كل شيء، ودبت اليقظة في كل حي، ولم يبق أسير نومه إلا هذا الجاهل المغرور الذي يسمى"الإنسان"، ويتبجح بأنه سيد الأكوان، وهو يبيع أطيب ساعات يومه، بساعة من نومه. ليت الذي ينام هذه الساعة، عرف قيمة ما أتلف من بضاعة وليت المصر على هذه الهفوه، يدرك مقدار ما بدد من ثروه، في هذه الغفوه. لو أدرك المسكين ما في هذه اللحظات القصار، من صدر النهار من سحر وفتنة، وصفاء ورقة، لترقبها مطلع كل فجر ترقب الظماء إلى برد الماء .. إنه يعلم ولكنه قلما انتفع بما يعلم. ولما عدت إلى البيت بعد أن أرويت غلتي من روعة هذا المشهد وسمع صرعى الكرى، وقع أقدامي على الثرى، ارتفعت حناجرهم بصيحات الاستنكار لأنني حرمتهم من نومهم، وكدرت عليهم صفاء يومهم. … فيا لغباوة الإنسان!

وطني!

وطني! يا أرض أحلامي، وسماء إلهامي. يا مهد صباي، ومعهد هواي. يا مسرح أفكاري، ودنيا أشعاري. يا ملتقى رغباتي، ومستودع ذكرياتي. يا مرقد أجدادي، وموطن أمجادي. فوق خصب أرضك، وتحت سحر أفقك، نشأت وتربيت، وبطيب هوائك وعذوبة مائك انتشيت وتغذيت وفي حدائقك الزاهية وشواطئك الحالية نظمت قصائدي ومقطوعاتي ومن صخور جبالك الشاهقة ورمال صحاراك الواسعة، صغت أناشيدي وأغنياتي. ومن صباياك الفاتنات وعذاراك الساحرات تعلمت الغزل ومن أجلك وحدك يا وطني كان لي في الحياة أمل كل شيء فيك -يا وطني- يسحرني ويغريني بالحياة سماؤك الصافية، وشواطئك الحالية، ورياضك الزاهية، وطيورك الشادية. وذلك الطفل النشيط ينتبه في الصباح الباكر مذعورا كالظبي أو كما انتفض العصفور بلله القطر، فيغسل أطرافه ويبدل ثيابه ويصفف شعره، ثم يطبع على فم أمه قبلة ويتناول محفظته وينطلق إلى المدرسة ليثقف عقله ويسر أهله ويخدم أمته. وتلك البنت المطيعة المهذبة التي تخطر في البيت كما تخطر الفراشة في الروض غادية رائحة في مساعدة أمها حتى إذا فرغت من شأنها في البيت أصلحت من شأن

نفسها، فرجلت شعرها وقسمته ضفيرتين وأرسلت به على الكتفين، ثم تناولت سلتها وأخذ تسمتها إلى السوق في تصون وخفر، لتعود بها مملوءة خضرا وفاكهة. وذلك العامل الكادح الذي يهب من نومه لعمل يومه، فيعول أهله ويعلم طفله ويعد منه للوطن مواطنا صالحا وجنديا باسلا. سماؤك -يا وطني- أصفى سماء، وشمسك أسطع شمس، وبحرك أجمل بحر، وجبالك أمنع الجبال، وصحاراك أجل الصحارى وتربتك أخصب تربة، وثمارك أشهى الثمار، وأبناؤك أبر الأبناء فأنت خير الأوطان. إن عملي لك، ودفاعي عنك، وتحريري كل شبر من أرضك، وموتي من أجلك، ونومي في ثراك، هي كل ما يجول في رأسي من أفكار، ويختلج في قلبي من آمال، ويتردد على لساني من نجوى يتمثل في حركاتي من أعمال. لقد زاحمني فيك -يا وطني- حليف جشع، وأسير طمع، لم ينبت في أرضك، ولم ينحدر من صلبك، ولم يجر في عروقه دم أبطالك، إنما رمى به حب الاستعمار، من وراء البحار، ليصبح شجى في الخلق وقذى في العين، وكابوسا على الصدر، فدافعته بالحسنى فلم ينفع، وقاومته بالمنطق فلم ينجح، فامتشقت السلاح، وصممت على الكفاح وأعلنت الثورة. فلم يحترم ثورتي ولم يعترف بحريتي، وقابل النار بالنار، وواجه الحديد بالحديد، فلم تزدد الثورة إلا ضراما، ولم تزدد الخصومة إلا عراما، ولم يكن خصمي شريفا، فأقصاني عنك وحرمني منك وجعل حرماني من قربك عقابا لي على حبك. ولكن كن واثقا يا وطني بأنني سأطهر أرضك من أقدام هذا الطفيلي الوقح، وسأعود إليك وفي يدي نسيج رايتك، وعلى لساني نشيد حريتك. فانعم بالا، وقر عينا، ولا تكترث بأعدائك، فأنا جنديك الباسل، وابنك البار، وخادمك الأمين ...

الحرية!

الحرية! حبيبتي حمراء الخدين بلون الدم الفاني ذات شعر أسود لامع مجدول، كسلاسل من حديد مصقول، لها عينان نجلاوان ترميان بالشرر، كعيارين ملتهبين حين ينطلقان إلى الهدف! صوتها ذو رنين قوي مثير شجي تنخلع له القلوب، وتطيش له الأحلام كصليل السلاح عند تحريكه لتنفيذ حكم الإعدام. حبيبتي نشوى بمجد الجمال، والهيمنة على قلوب الرجال. حبيبتي شرود متمردة، تياهة متكبرة، لا تسلس لي قيادها إلا بعد أن تجرعني عنادها، ولا تجود لي بوصالها إلا بعد أن تعذبني بدلالها، ولا تقنع مني إلا ببذل الروح في سبيلها. وحتى بذل الروح أبت أن ترضى به سهلا يسيرا، بل لا تقبله إلا على طريق محفوف بالأخطار، مزروع بالأشواك، متخلل بالعقبات مملوء بما يمض القلب ويضني الجسم ويسهر الجفن. من أجل ذلك تحملت مفارقة الوطن، وتجرعت مرارة الغربة، وزج بي في السجن، وطوح بي إلى المنفى، وألقي بي في خضم من المتاعب والمكاره، لألفظ روحي

على التدريج وأهبها في مهل وبطء، وفي ضيق وعسر، لحبيبتي الغالية المدللة "الحرية". الحرية التي أحبها كل ذي شعور، وكل ذي طموح! يتطلع إلى المجد، ويتوق إلى الكمال. ولكنها لم تحب إلا الذين وهبوها أرواحهم، ومنحوها حياتهم ففازوا برضاها، وظفروا بقربها، أو أصابهم سهم الردى الذي تصدوا له راضين مطمئنين، فماتوا شهداء حبها مبتسمين مبتهجين. إنها الحرية: معشوقة العظماء، ومعبودة الشعراء. على أن حبيبتي، رغم شرودها وعنادها، ودلالها كبريائها، لا تبرح سريري، ولا تغادر غرفتي، إنها تأوي إلى مضجعي كل ليلة، إنها في متناول يدي، إنها رهن إشارتي، وطوع إرادتي، فهي إذن قريبة بعيدة، وليس في الأمر غرابة. إنها قريبة ممن له إرادة تسيطر على هواه، وتقتل في نفسه جراثيم الخوف مما يعترض سبيله إليها من مكاره الحياة. وهي بعيدة ممن استعبدته نفسه فأخلد إلى الأرض واتبع هواه. وهل أضاع من أضاع حريته إلا بعد أن أضاع إرادته؟ حبيبتي: "إنني طوع إرادتك فكوني طوع إرادتي"!

في السجن

في السجن في السجن: وجدت الفراغ الذي كنت أنشده فلا أجده، ولقيت رفاقي الذين كنت أسمع عنهم ولا أسمع منهم، وعثرت على "المختبر" الأساسي للإيمان، والمسبار الحقيقي للأخلاق. في السجن: عرفت زيف الحياة وباطلها، فقد كنت قبل أن أدخل السجن أتمنى لو أتيح لي فراغ أنظم فيه أشعاري، وألم شعث أفكاري، وأصل إلى ما لم أستطع أن أصل إليه في ضوضاء الحياة من معرفة أسرار الحياة. فلما دخلت السجن فقدت استقرار النفس، وهدوء البال، فلم أنتفع بالفراغ، وأدركت أن فراغ الوقت بدون فراغ البال لا قيمة له ولا جدوى منه. في السجن: أدركت شقاء الوجود وعجز الإنسان عن الوصول إلى سعادته، فقد كنت قبل أن أدخل السجن أشقى بضوضاء الحياة فلما دخلت السجن شقيت بقيود الحياة. في السجن: عرفت أن للأحرار قيودا كما أن للسيوف غمودا وذكرت قول ابن الجهم: "قالوا: حبست-. فقلت: ليس بضائري حبسي، وأي مهند لا يغمد؟ " وقلت: كيف لا يضير المهند أن يغمد؟ وما جدوى المهند في الغمد؟ "وما تصنع بالسيف إذا لم تك قتالا؟ " في السجن: أكلت من شجرة المعرفة التي أكل منها الإنسان الأول فعرف؛ عرف الخير والشر، فعرف سر الحياة. وإن أدى ثمن هذه المعرفة غاليا بحرمانه من الجنة التي أخرج منها، كما أديت أنا ثمن هذه المعرفة غاليا، بإخراجي من جنة بلادي إلى هذا السجن ...

عزلة

عزلة صدم نفسي الصخب المعربد، وصدع رأسي الفضولي المستأسد، في حجرة مخثنقة الأنفاس، بازدحام الناس، يفعمها دخانا خمسون إنسانا، ويملأها ضجيجا خمسون لسانا، فخرجت أطلب لي في العزلة أمانا، فلم تتح لي إلا بعد جهد جهيد، وبحث شديد، إذ كلما جلست مجلسا ظننته منعزلا سقط علي فيه من لا يسعني طرده، ولا أرتاح إلى ظله. وعندما ظفرت من الفراغ بلحظات محدودة، فوجئت بما ردني إلى صوابي، ونبهني إلى خطئي في ضيقي بالناس، وضجري بالضوضاء، لقد وجدت في العزلة ظلا من السكون، ولكنه من السكون الذي يحرك الشجون، فقد أتاح لي جو العزلة أن أفكر، وأتاح لي التفكير أن أعرف، ولكن معرفة ما ينغص علي عزلتي، ويضاعف قلقي، وإن هداني إلى الحقيقة المرة التي يجب أن أعرفها، ولو أقضت مضجعي، وشردت النوم عن عيني، وأطارت الهدوء من نفسي، عرفت تفاهة الحياة، وزيف الأحياء، وعرفت مع ذلك أنني مرغم على أن أحيا هذه الحياة مع هؤلاء الأحياء مرغم على أن أعود إلى الصخب الذي منه فررت، والفضول الذي به ضقتط وإذا وجد ما يحرر من هذا الرق، ويخلص من هذا السام، فهو الموت الذي يعالج الألم بالألم، وينسخ الوجود بالعدم، ويقدم بنا على عالم مجهول، يكتنفه غموض مهول، جعلنا نلج من الموت فرارا، ونرضى بالحياة اضطرارا، وهكذا خرجت من عزلتي القصيرة، بتجربة خطيرة تكون لي في فترات ضيقي بالحياة خير ذخيرة، وهي أن الحيا كل لا يتجزأ، ووحدة لا تتفرق، هي لقاح من خير وشر، ومزيج من حلو ومر، وأن من قضي عليه بأن يحيا هذه الحياة لا بد أن يبلو خيرها وشرها، ويذوق حلوها ومرها. وإن الذي يحسب الحياة خيرا بلا شر، وحلوا بلا مر، لهو الذي جهل الحياة ولم يهتد فيها إلى سر، رحماك اللهم، ما أجل حكمتك، وأعظم قدرتك، وأسمى تدبيرك ...

القلم!

القلم! أنت صديقي العزيز يا قلم، كم أزحت بك من ألم! وأطرت من سأم!! وكم جلوت بك للشعر عرائس، وخططت على الورق حدائق، كم قطفت بك من رياض الكتب أزهارا. وجنيت من بساتين الأفكار ثمارا. كنت لي خير شفيع إلى من أحب. ونعم الترجمان عما أكن. كم حفظت بك من ذكريات، وسجلت من مشاهد، ودونت من معارف. إن سنك -يا قلم- لأعظم قدرا، وأكبر جدوى من سن المحراث فإذا كان المحراث يقوت بطونا، فأنت تقوت عقولا، ولئن كنت دون المحراث حجما، وكنت منه أضعف جسما، فإن فيما تنتج من بدائع الفكر، وروائع الفن، وحقائق العلم، لأعظم دليل على أن الأشياء لا تقوم بكبر الأحجام وعظم الأجسام وإنما تقوم بالنتائج والآثار، وإنك لأعظم في الأثر، وأجل في الخطر، من المطر، وأخلد على الزمن، من الزمن، لله أنت -يا قلم- لولاك لما كان للبشرية تاريخ، ولما اتصل ماضيها بحاضرها، ولما انتفع آخرها بتجاريب أولها، لله أنت -يا قلم- تغمس منقارك الذهبي في المادة السوداء، ثم تسعى على الرقعة البيضاء، فتأتي بالمعجزة الكبرى. إذ تخلق كائنات حية عجيبة تتكلم وهي صامة، وتخبر عن قديم العصور وسحيق الدهور، وتتحدث عن اكتشافات الفلك، واختراعات العلم، وابتكارات الشعر، ودقائق الفلسفه، فتجعل من الورق روضة للعين، ونزهة للقلب ومدرسة للفكر، وتراثا خالدا تتداوله الأيدي، وتتوارثه الأجيال ... لله أنت يا قلم، إذ أراك تسبق الرصاصة إلى الطريق. فإذا كانت الرصاصة قدحت زناد الثورة، فأنت خططت برامجها ورسمت أهدافها فكنت صاحب الخطوة الأولى في طريق التحرير ...

ورقة!

ورقة! أحببتك -يا ورقة- كما يحب الفلاح أرضه الطيبة. فأنت أرضي الطيبة الخصبة التي أبذر فيها حب قلبي، فتنبت الثمار الشهية التي تغذي القلوب، وتوقظ المشاعر، وتضمد الجروح، وتطفئ اللواعج، أحببتك، يا ورقة، كما تحب الحسناء مرآتها التي ترى فيها وجهها، فأنت مرآة قلبي التي أرى فيها ما يمور فيه من آمال وآلام، وأشواق وأحزان، وصحو وضباب، ونور وظلام، أحببتك، يا ورقة، كما يجب الطفل لعبته المفضلة، التي يجد فيها هوى نفسه، فيقضي معها معظم وقته، فأنت هوى قلبي، وموضع حبي، وهوايتي المفضلة، أحببتك، يا ورقة، كما يحب الشاعر صفحة السماء، وأديم الماء، وكما يحب العليل المسهد وجه الصباح المشرق، أنت، يا ورقة، بيضاء كقلوب الأطفال، نقية كسرائر الأنبياء، رقيقة كعواطف الشعراء، ناعمة كأحضان الأمهات، لهذا، يا ورقة، أودعتك ما يكنه قلبي من أشواق، وائتمنتك على ما يحويه صدري من أسرار، وبثثتك ما تعانيه نفسي من آلام، واتخذتك صديقا، واصطفيتك نجيا، ورضيت بك نصيبا من كل هذه الحياة ...

فراشة!

فراشة! لله أنت، يا فراشة، جسم ضعيف، وإهاب لطيف، وجناح شفيف، ولكن أثرك في النفس كبير، وإيحاؤك للقلب عميق، وصورتك للعين باهرة، من أين أقبلت، يا فراشة؟ من روض غني با لزهور والعطور خارج أسوار هذا السجن؟ أم من هذه الأصص الصغيرة المرصوفة المكونة من علب الصفيح، التي زرعتها ونسقتها وألفت من مجموعها روضا حاليا بالزهر، نافحا بالعطر، أنامل بستانيين مهرة من هؤلاء المحكوم عليهم بالحرمان من أوطانهم، والإقامة في هذه الرقعة الصغيرة المسورة بالأسلاك المحروسة بالجند، التي تسمى المعتقل؟ ومن أي شيء صاغ الله إهابك هذا اللطيف، وجناحك هذا الشفيف؟ من نعومة الحرير، أم من نضرة الزهور، أم من رقة الخدود والنحور؟ وما هذا التطواف الدائب الذي لا يقف ولا يفتر، بكل باسم من الزهر، أو حال من الشجر، أو زاه من العشب، كأنما أنت عاشق لا يمل قرب من يحب، ولا يرتوي صداه من النظر إليه، ولا تشبع نهمته من لثم شفتيه؟ لله أنت، يا فراشة، ما أبدع تكوينك، وما أروع سحرك وما أحبك إلى النفس الحساسة المولعة بكل رائع جميل، فكأنما لفرط رقتك وشفافيتك وسحر ألوانك، وخفة حركتك، وسرعة تنقلك، قطعة ملونة متموجة مضطربة من الهواء الرقيق المنعش، لا يراها إلا شاعر بعين الخيال، ...

الصديق!

الصديق! أين مني ذلك الصديق الممتاز: الذي يوجه خطوي، ويكمل نقصي؟ ويسعى في نفعي، ويجد في درء الخطر عني؟ أين الصديق الذي تنعكس أفراحي وأحزاني على صفحة وجهه كما تنعكس صور الأشياء على المرآة المصقولة الصافية، فيفرح لفرحي، ويحزن لحزني، ويشعرني بذلك أنه جزء متمم لي؟ أين الصديق الذي يحس الألم يجثم على صدري، والأسى يحز في نفسي، فأقرأ سطور الألم مكتوبة على محياه، وأتبين لذعات الأسى يتغضن لها جبينه، وتنقبض لها أساريره؟ أين الصديق الذي يتفحصني كلما لقيني ليرى ما ينقصني فيكمله وما يهمني فيعينني عليه، وما يكربني فيدفعه عني؟ أين الصديق الذي إذا حضر استروحت السعادة في قربه، وإذا غاب أحسست جزءا هاما من وجودي ينقصني، فأنا في شوق ملح جامع حتى يعود فتعود سعادتي؟ أين الصديق الذي إذا سمع الثناء علي والإعجاب بي لم يحسد ولم يحقد، بل أرى وجهه يشرق بالبشر والابتهاج، ولسانه ينطق بالإكبار والإعجاب؟ أين الصديق الذي يمحضني نصحه، ويهبني قلبه، ويقاسمني زاده، ويعتذر إلي من تقصيره لأن منزلة الصديق عنده فوق كل منزلة؟ أين هذا الصديق؟ وهل هو موجود؟ أم أن هذا الصديق ثالث المستحيلات، كما يقولون؟

السعادة!

السعادة! لكل إنسان أمل، وأمل كل إنسان أن يحيا سعيدا، وسعادة كل إنسان في حصوله على ما يعوزه ويحتاج إليه، وتطيب حياته من أجله. فإن كان ضيق العيش، فارغ اليد، فسعادته في الحصول على مال يقيم أوده، ويسد عوزه، ويصون ماء وجهه، وإن كان سيء الصحة مختل المزاج، فسعادته في عودة صحته، واعتدال مزاجه، وإن كان جديب المنزل من ابتسام الطفولة ومرح الأطفال فسعادته في أن تشرق جنبات بيته بولي عهده، ووارث اسمه، وإن كان يعيش في بلد مستعبد فسعادته في أن يرى وطنه حرا، وأبناءه أعزة. وإن كان رهن السجن أو المعتقل، فسعادته في إطلاق سراحه وعودته إلى بلاده واجتماع شمله بأهله وأبنائه، وإن كان ممن أصابه الحب بسهمه، فسعادته في قربه من حبيبه ينتشي برياه، وتكتحل عينه بمرآه، ويعب من رحيق الحب ما يطفئ غلته، ولكن قد تجتمع للإنسان كل هذه الألوان من السعادة وهو أظمأ ما يكون إلى السعادة، ذلك لأن السعادة شعاع لا ينبعث إلا من داخل النفس، وما هذه الألوان التي يطلبها الناس خارج النفس، ويرون فيها سعادتهم غير وسائل قد تتخلف عن الوصول بهم إلى السعادة أما السعادة الحقة التي يحس كل إنسان حلاوتها ولذاتها

فهي في راحة البال التي تعقب أداء الواجب لسعادة المجموع فكم من أناس ظفروا بكل ألوان السعادة من صحة ومال وولد واجتماع شمل، ولكنهم لا يفتأون يحسون فراغا في نفوسهم وخواء في قلولهم، وشفاء في حياتهم، ذلك لأن لهم بالا يعذبهم وضميرا يؤنبهم، لأنهم جلبوا الشقاء لغيرهم، إما بالإساءة إليهم، وإما بعدم سعيهم فيما يجلب السعادة لهم، فتخلوا بذلك عن أداء واجبهم في ميدان النفع العام، فباتوا يرون أنفسهم كائنات منحطة أقل شأنا من ذباب يلد العسل، ودود يلد الحرير، وأزاهير تنفح بالعبير، لأن كلا من هذه الكائنات الضعيفة كانت قوية بمساهمتها في النفع العام، فما أتفه الإنسان إذا لم ينفع به أبناء جنسه، ولم يعش إلا لنفسه، السعادة الحقة -إذن- أن تحس أن القلوب من حولك تخفق بحبك، لأنك كففت عن الناس أذاك، واحتملت منهم أذاهم، وبذلت لهم نفسك ومالك، فبت قرير العين، هادئ النفس، ناعم البال، تهتصر أفنان السعادة وترتشف رحيقها، وتشعر بأنك إنسان كامل، ومخلوق ممتاز، جدير بمكانه في الوجود، بين عظماء الرجال ...

أشعار من الخلان

أشعار من الخلان

حتى سحنون!

حتى سحنون! مهداة إلى العلامة الجليل "الشيخ أحمد سحنون" من "أحمد الطيب معاش" رصاص الطيش والغدر … رمى شيخي ولم يدر بأن الغدر مكروه … وقتل النفس كالكفر رمى "سحنون" قناص … فلم يهتم بالأمر لأن الشيخ في شغل … عن التقتيل بالذكر وإن الشيخ في منأى … عن العصفور والوكر وإن الشيخ لا يقوى … على التقريع بالجهر أتى المحراب مسنودا … وقد يحبو من الضر ولم يشفق على نفس … ولم يبخل على الغير فينوي ركعتي فجر … فيغدو الفجر كالوتر لأن الطلق أثناه … فحار الشيخ في الأمر وألغى الركعة الأخرى … رصاص الكفر والغدر وسار الشيخ محمولا … على الأعناق كالبدر ولم يعبأ بمن أدمى … ولم يحفل بما يجري أتم الفجر والقاني … على الخدين والصدر ناجى ربه جهرا … ولم يغفله في السر فقال الناس للجاني … ألم تخجل من الفجر؟ فيا شيخي وقى الله … مثال الصدق والصبر

ويا شيخا بلا كوخ … ودون القدر في قصر فهل شر جزا خيرا … وهل خير جزا الشر سؤل صغته عمدا … وعذري أقبح العذر فما لوي على جهل … وما لؤمي على الدهر فإن اللوم يا شيخي … على الشعراء والشعر!! فكم واد به هاموا … فزاد الغير في القهر وكل اللوم -يا مثلي- … على الأمثال كالدر رضعناها بأثداء … وقرآن مدى العمر فنلنا بعد آماد … عباب المد والحزر ونالت أرضنا نهرا … رمى الأحلام في البحر وتقتيلا بلا حد … وتسخيرا بلا أجر فصار الموت غداء … ورواحا بنا يزري!! وضاع الشعب من فقر … وشاع الفقر كالكفر ومحي فتنة أودى … بكل الناس هل يدري؟ ويمضي الجرح لا يصغى … وعمق الجرح كالقبر ويمضي الشيخ محمولا … فغنى الحزن في الفجر وطالت ليلة أخرى … وغابت ليلة القدر الجزائر في 3 أوت 1996م

سحنون ... الله حافظكم

سحنون ... الله حافظكم مهداة إلى فضيلة الشيخ "أحمد سحنون" من "الأخضر بن الطاهر" شيجي ... أحقا رصاص الغدر قد حاما … لما رأى النور في عينيك بساما؟ وهل أصاب الأذى محراب معتكف … قد كان عند صلاة الفجر قداما؟ وهل توارى جناة السوء عن حرس … وهل "أسامة" يشكو اليوم آلاما؟ كيف أدركت أن السهم منتظر … فقلت للابن: مهلا ... فالردى قاما؟ خابت يد الجهل في طمس الهدى علنا … لم تخدش علما ولا سنا وأسقاما بشراك "سحنون" إن الله حافظكم … من كل طيش ومن يرضاه إجراما تبقى نجاتك يا "سحنون" في خلدي … كيوم "باديس" حين العدا موته راما هل يقتل الشيخ في أرجاء مسجده … والقلب في لجة الإيمان قد عاما؟ أنصاره فتية للحق ساجدة … تبدي الثتاء وترجو العمر أحلاما روحي فداك- أيا شيخي ويا أبتي- … أهديك شعرا وأتلو النصر أنغاما أهواك في الله -يا فخر الحمى- زمنا … وإن تناءت بنا الأقدار أعواما أنت الإمام وإن أصواتنا خرست … أنت الذي أيقظ بالعزم نواما قد كنت للشعب نبراس الهدى أملا … بل كنت كالنجم للظالمين مقداما في دعوة الله كم عانيت من ظلم … هيهات أن يسعد الرحمن ظلاما

على المنابر كم ألقيت من درر … لوحدة الصف كم ناديت أقواما والدرس بعد رحيل الصحب مزدهر … تمحو عن النشء أحقادا وأوهاما حتى الشجون فقد ثارت بمعتقل … لما اللسان عن التغريد قد صاما ديوان شعرك في الأعماق مسكنه … "كنوزنا" قد حى شرحا وأحكما ماذا أقول ونار الحقد في وطني … عمياء تقتل أشبالا وأعلاما رباه رحماك إن الخطب منشر … في كل دار ... متى تطويه إعداما؟ تبا لمن مزق الأوتار في فرح … وأجهض البسمة الحبلى وإلهاما لولا التقى لهجرت الناس كلهم … لقد سئمت رصاصا ثم أصناما سر في خطى المجد لا تجزع لنائبة … فالله حارس كل الخلق إكراما الأخضر بن الطاهر 14 أوت 1996م

رسالة إلى "الوزير شيبان عبد الرحمن"

رسالة إلى "الوزير شيبان عبد الرحمن" مهداة إلى الشاعر "أحمد سحنون" من الشاعر "عبد الرحمن زناقي" لقد جئته صبحا مجيئة زأئر … لأشهد عملاقا بأثواب شاعر وقائد أفكار يقود جيوشها … إلى النصر محفوفا بكل المفاخر وقد كان طلق الوجه فيه مهابة … تنبئ عن نبل بأقصى السرائر فذكرني جمعية سلفية … بها شرف المولى جميع المنابر وأعلى بها قدر الجزائر في الورى … وأطلق منها بغتة كل ثائر فزودني والزاد كان وصية … بها قد رأيت الله في حلم خاطري وأقرضني ديوانه كي أرى له … حصاد سجون القهر في عهد جائر ولما قرأت السفر يممت مسجدا … بهضبة مجد في ضواحي الجزائر لكي أرجع الأشعار صبحا لربها … وقد خرزت في السفر مثل الجواهر ولكن وجدت الشاعر الفحل غائبا … ومسجد ما فيه ظل لزائر ولما سألت القوم قال كبيرهم: … وهم في مكان عامر بالمخاطر لقد سجن الصقر الذي كان فكره … يقود إذا ما طار مليون طائر فصليت شفعا ثم إني بلا ونى … لفظت كلاما فيه أرقى المشاعر وعدت إلى داري بصحبة هاتف … يردد قولا في كهوف ضمائري سأوصل أسفارا إلى خير شاعر … له انقادت الأبيات طوعا كناثر ولو أنني في السجن صرت … لأنني أوفي ديوني أولا قبل آخر ومن بعد أيام رجعت وإنني … وجدت حبيب الله بين العساكر

فقلت: -لعمر الله- سحنون قد غدا … أميرا بربع بالنبالة زاهر وكان "رجال الأمن" في الحي كله … عيونا، ألا يا بؤس تلك النواظر لقد أصبحت أرض الجزائر مسرحا … وقد مثلت فيها فصول "المساخر" أيسجن شيخ في الثمانين سنه … وتفتح حانات لمليون ساكر؟ ويسرق أشخاص جهارا بأرضنا … وتبنى لأجل الفسق أرقى المواخر فماذا جنى حتى رأينا ظلاله … تجاوز من عاشوا بشر العنابر لقد أذنب الشيخ الجليل لأنه … بأقواله إحياء موتى البصائر لقد قال للحكام في كل حقبة … كلاما يقود الناس نحو المآثر ألا فاتركوا الإنسان في الأرض كلها … يقول الذي يبغي بثغر مجاهر فحرية الإنسان فعلا ومنطقا … ألذ لنا من كل تلك المظاهر نطقنا فقال الحاكمون بأننا … نريد به تضليل كل الدساكر ومن بعد قالوا مثلنا، فغدت لهم … كفوف جميع الناس مزمار ساحر ألا يا وزيرا، حاز كل فضائل … ومن هو فعلا كابر من أكابر ومن عنده طبع به ساد في الورى … ومن كان يعفو عن جميع الجرائر ألست من القوم الذين بخيلهم … بدا الظلم يغفو في كهوف المقابر أ "شيباننا" أدرك أخاك فإنه … غدا حزن سكان القرى والحواضر ألسنا جميعا أسرة؟ فادفع الأذى … عن الشيخ سحنون بأفعال قادر فإنك -يا شيبان- في كل حقبة … به ربطت -والله- كل الأواصر

§1/1