دار الطراز في عمل الموشحات

ابن سناء الملك

المقدمات

المقدمات مقدمة المحقق للطبعة الثانية ... المقدمات: بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المحقق للطبعة الثانية: هذه هي الطبعة الثانية من كتاب "دار الطراز في عمل الموشحات" لابن سناء الملك أنشرها بعد أن نفدت طبعته الأولى منذ سنين طويلة. وكنت قد وعدت أن تكون الطبعات المقبلة أكثر تمامًا وإتقانًا ودقة، ولكن ها هي ذي السنوات تمر وتمضي، وتحملني معها مشاغلها، وأنا موزع هنا وهناك، تتقاذفني أمواج عملي الأدبي والتعليمي دون أن أقوى على إعادة النظر فيما كتبت أو نشرت أو ألفت. فهل يبقى هذا الكتاب الهام، العزيز علي، وكأنه لا يزال مخطوطًا بعد أن نفدت طبعته الأولى وأثقلت مسامعي النداءات إلى إعادة طبعه؟ أم أعيد نشره كما كان وأترك للناس والباحثين حظ النظر فيه والبحث فيما يشعه من أضواء حول فن الموشح وأصوله؟ وأخيرًا قلت: لا بد من إعادة طبعه؛ فنص الكتاب هو الجدير بالقراءة وبالبحث قبل كل أمر آخر.

وهأنذا أعيد اليوم طبعه ونشره مع بعض التحقيقات الإضافية، وبذلك تتجدد غبطتي في دوام الفائدة التي أذعتها على الناس لأول مرة عندما أقدمت على تحقيق هذا الكتاب وجعلته يرى النور. والله أسأل أن يمدنا بعونه وهدايته، وله الحمد أولًا وآخرًا. دمشق رمضان 1397هـ أيلول "سبتمبر" 1977م جودت الركابي

مقدمة المحقق للطبعة الأولى

مقدمة المحقق للطبعة الأولى: ابن سناء الملك1 "550هـ/ 1155م- 608هـ/ 1211م" حياته هو أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمد سناء الملك الملقب بالقاضي السعيد، والمعروف بابن سناء الملك، شاعر مفتنّ، أول من أدخل فن الموشحات إلى الشرق. ولد بالقاهرة أو بضواحيها في حدود سنة 550هـ "1155م"، ونشأ وافر السعادة في أسرة غنية، وتقلد منصب القضاء كأبيه وكان أحد الفضلاء والرؤساء النبلاء. قرأ القرآن على القارئ الشريف الخطيب2 وأخذ الحديث عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن أحمد السلفي الأصبهاني3 ودرّس اللغة والنحو في حلقات ابن بريّ4، وقد أفادته مخالطة هؤلاء

_ 1 للبحث عن المصادر التي اعتمدنا عليها، وللتوسع في ترجمة حياته، وفي بحث الموشحات بشكل عام انظر كتابنا: La pwesie profane sous les Ayyupipes et ses principaux representants Paris 1949 وراجع أيضًا كتابنا: "في الأدب الأندلسي" الطبعة الرابعة، دار المعارف بمصر، القاهرة 1975. 2 توفي سنة 563هـ/ 1167م. 3 توفي سنة 576هـ/ 1180م. 4 توفي سنة 582هـ/ 1186م.

العلماء فبرع في العلوم الدينية واللغوية والأدبية، ولكنه منذ شبابه أظهر ميلًا عظيمًا للشعر ولا سيما الموشح، هذا الفن الجديد الذي وجد فيه طريقه ووافق نفسه وهواه، بعد أن انبعث في بلاد الأندلس وازدهر فيها. ومع أن ابن سناء الملك يعترف بأنه لم يأخذ هذا الفن عن أستاذ أو شيخ، ولم يتعلمه في كتاب، فإننا نؤكد أنه كان على معرفة بآثار الوشاحين الأندلسيين أو الغربيين كما يسميهم كالأعمى، وابن بقي، وعبادة، والحصري وغيرهم1، فهو يذكرهم في كتابه ويتحسر لعجزه عن بلوغ شأوهم. كان ابن سناء الملك، تحت تأثير تيار التأنق اللفظي الذي كان يسيطر على الأدب في ذاك العصر، يعجب، على الأخص، بالشعراء الذين كانوا يهتمون بالصنعة وضروب البيان والبديع، ولهذا كان يفضل، من بين القدماء، أبا تمام والبحتري ويود لو يستطيع مجاراة ابن المعتز الذي يذكر له هذين البيتين بإعجاب2: وقفت بالربع أبكي فقد مشبهه ... حتى بكت بدموعي أعين الزهر لو لم تعرها دموع العين تسفحه ... لرحمتي لاستعارته من المطر وقد تمكنت منذ شبابه أواصر الصداقة بينه وبين القاضي الفاضل، فكان يجتمع إليه بالقاهرة كما كان يجتمع إليه خارج مصر، ويعرض عليه آثاره ويتقبل ملاحظاته ثم يناقشه في أمور الشعر والأدب، ولهذا كنا نرى شاعرنا يرحل إليه عدة مرات عندما كان القاضي الفاضل بدمشق؛ فيجتمع إليه، ويتحدث معه حتى إذا ما افترقا أخذا في تبادل الرسائل والكتب. وقد حفظ لنا قسم من هذه الرسائل في كتاب صنفه شاعرنا

_ 1 انظر ترجمتهم في نهاية الكتاب. 2 انظر كتاب: "فصوص الفصول وعقود العقول" لابن سناء الملك، مخطوط باريس رقم 3333.

تحت عنوان: "فصوص الفصول وعقود العقول"، وهو كتاب لا يزال مخطوطًا في المكتبة الأهلية بباريس. هذه الصداقة أوحت بعدة قصائد مدح فيها شاعرنا صديقه وفضله، وهي تبين لنا أن أثر القاضي الفاضل كان عظيمًا في توجيه ابن سناء الملك، وتكوين أسلوبه الأدبي الخاضع للمدرسة اللفظية التي كان القاضي الفاضل زعيمها حينذاك. لا ندري إذا كان شاعرنا قد تمكن من الاتصال بالسلطان صلاح الدين الأيوبي، إلا أن حبه لمؤسس الدولة الأيوبية كان كبيرًا يظهر في المدائح الرنانة التي وجهها إلى حامي الإسلام، وقاهر الصليبين. وأنت ترى خلال هذه المدائح نفسًا عربية مخلصة تجيش بالإبكار والإعظام والإجلال، نحو الرجل الذي صان الديار الإسلامية، وفرض احترامها على من حاول العبث بها، وطهر بيت المقدس من المغيرين على أرضه، فيهجر الشاعر الصنعة والتكلف عفوًا؛ ليترك العاطفة تتحدث وترتفع نشوى في أجواء النصر والمجد. ولقد قضى شاعرنا أكثر أيامه في القاهرة، المدينة التي أحبها، وتغنى بمجالسها الناعمة. وكانت حياته -كما يقول لنا ابن خلكان- مملوءة بالهناء، تتفيأ ظلال النعيم والرخاء. وكان يجتمع، في هذا الجو الحضري الملموء شعرًا ولذة وطربًا، إلى جماعة من الشعراء؛ فتجري بينهم المحاورات والمسامرات التي يروق سماعها. وعندما مر الشاعر الدمشقي ابن عنين1 بالقاهرة، في طريقه إلى سورية، طربت هذه المحافل لمقدمة، وقد بقي فيها زمنًا قبل أن يتمكن من العودة إلى دمشق يجتمع إلى إخوانه الشعراء، ولا سيما إلى ابن سناء الملك، فتجري بينهم من المناظرات والمسامرات ما سطرت عنهم. وهكذا ما زال ابن سناء الملك يعب نعيم

_ 1 ولد سنة 549هـ/ 1154م توفي 630هـ/ 1232م وله ديوان نشره بدمشق خليل مردم بك.

الحياة، منشدًا الشعر على ألحان الموشحات، حتى انطفأ، والأنشودة على ثغره في العشر الأول من شهر رمضان سنة 608هـ شباط 1211م. وذكره صاحب الكمال في عقود الجمان، وقال: إنه توفي يوم الأربعاء من الشهر المذكور كما في وفيات الأعيان لابن خلكان. دار الطراز، أهمية الكتاب وتحليله: ذكرنا في كتابنا "الشعر في العصر الأيوبي وممثلوه الأساسيون" الصفات التي امتاز بها شعر ابن سناء الملك، وقلنا: إنه يخضع للمؤثرات التي طبعت شعر ذاك العصر والتي بيناها هناك1. وقد بدا لنا أن عبقرية هذا الشاعر لم تظهر بشكل بارع إلا في موشحاته، وفي مدائحه التي تتغنى بظفر السلطان صلاح الدين الأيوبي، وفي بعض أبياته الغزلية. إلا أن أصالته الحقيقية هي في فن الموشح الذي أحبه، وأكثر من النظم فيه. والحقيقة أن هذا الفن الشعري لم يظهر في أول أمره في الشرق، ونعتقد أن مخترعه هو محمد بن حمود القيري الضرير، المولد في مدينة قبره من بلاد الأندلس، وقد عاش هذا الشاعر في نهاية القرن الثالث الهجري "القرن التاسع الميلادي"، إلا أن المحاولات التي قام بها لم تكن محاولات نهائية، وكان علينا أن ننتظر مجيء الشاعر عبادة بن ماء السماء المتوفى سنة 421هـ/ 1030م لنرى الموشح قد أصبح فنًّا قائمًا بذاته، له أسسه وقواعده، وله أثره وجماله وشعراؤه. وهكذا أخذ الموشح ابتداء من القرن الرابع الهجري، يزدهر ويسمو في سماء الأندلس، فظهر شعراء وشاحون، عبقريون، ينظمون فيه القصائد الممتعة كالأعمى

_ 1 Voir "La poesie profane sous les Ayyudes et ses principaux pepresintants 2 Partie

التطيلي، وابن بقي، وغيرهما. وقد عجز كثير من المتأخرين عن تقليد هذه الموشحات، وبلوغ ذروة جمالها؛ حتى بقيت إلى اليوم مثالًا يُحتذى، ولم يتردد ابن سناء الملك نفسه عن الاعتراف بقصوره عن مجاراة الأندلسيين في هذا الفن. ويظهر أن جميع هؤلاء الوشاحين الأندلسيين لم يبينوا لنا بصورة واضحة قواعد الموشح، وإن كنا نرى، هنا وهناك، في كتب الشعر والتراجم التي تتحدث عن الأندلسيين كالذخيرة مثلًا، بعض الإشارات إلى أصول هذا الفن. ولعل ابن سناء الملك هو أول من قام بهذه المهمة؛ فحاول في هذا الكتاب الذي ننشره أن يحدد قواعد هذا الفن الشعري، ويبين خصائصه وطرق نظمه وأوزانه، فكان بذلك الشاعر الأول المنظم لقواعد الموشح في المشرق كما في المغرب. ولكن هذا الكتاب، على الرغم من التعاليم، والفوائد القيمة التي يقدمها لنا، لا يحل لنا معضلة أوزان الموشح وبحوره حلًّا نهائيًّا، وتظهر هذه المعضلة جلية في الموشحات التي لا تخضع لبحور الشعر المعروفة. ولكن ألا يجدر بنا أن نتساهل في هذه الناحية، وأن لا نطلب من الشاعر الوشاح أن يتقيد بوزن قديم معروف تقيدًا شديدًا؟ إن الذي يميز هذا الفن ويكسبه جمالًا ليس العروض المقنن بل حرية الوزن، وهي -مع هذا- حرية تقودها أذن موسيقية وضرورات التلحين، كما يصرح ابن سناء الملك في كتابه فيقول: "والقسم الثاني من الموشحات هو ما لا مدخل لشيء منه في شيء من أوزان العرب، وهذا القسم منها هو الكثير، والجم الغفير، والعدد الذي لا ينحصر، والشارد الذي لا ينضبط. وكنت أردت أن أقيم لها عروضًا يكون دفترًا لحسابها، وميزانًا لأوتادها وأسبابها، فعز ذلك وأعوز، لخروجها عن الحصر، وانفلاتها عن الكف، ومالها عروض

إلا التلحين، ولا ضرب إلا الضرب، ولا أوتاد إلا الملاوي، ولا أسباب إلا الأوتار، فبهذا العروض يعرف الموزون من المكسور، والسالم من المزحوف. وأكثرها مبني على تأليف الأرغن، والغناء بها على غير الأرغن مستعار وعلى سواه مجاز."1. وعلى هذا؛ فليس العجز هو الذي حدا بالعرب إلى أن يحجموا عن إيجاد عروض مقنن للموشح، كعروض الشعر العربي التقليدي، بل وجدوا ذلك يتنافى مع روح هذا الفن الخاضع للحرية والتلحين والغناء. ونلاحظ أن المستشرق الألماني "هارتمان" قد حاول إرجاع أوزان الموشحات إلى 146 وزنًا أو بحرًا مشتقة من بحور الشعر العربي الستة عشرة، ولكن لا يمكننا أن نرى في هذه المحاولة إلا التكلف والتصنع، إذ هناك موشحات تشذ عن الأوزان التي ذكرها هارتمان في كتابه ولا تخضع لها2. ولهذا الكتاب فائدة أخرى: إنه يضم كثيرًا من موشحات الأندلسيين أو المغربيين كما يسميهم، وهي موشحات يصعب العثور عليها مجتمعة في كتاب آخر، وقد ذكرها ابن سناء الملك كشواهد ليشرح بها نظريته، وكذلك فقد جمع المؤلف في هذا الكتاب أكثر موشحاته. تحليل الكتاب: ليس هذا الكتاب ديوان ابن سناء الملك. ويخطئ ابن خلكان عندما يسميه ديوانًا، ولعل ابن خلكان أحب هذه التسمية عندما رأى أن هذا الكتاب يحتوي على أكثر موشحات المؤلف، ولكن يجب التنبيه إلى أننا لا نجد فيه- إلى جانب المقدمة النظرية- إلا موشحات وهو خال من القصائد التقليدية. ولهذا وجب التفريق بينه وبين ديوان

_ 1 دار الطراز "مقدمة المؤلف". 2 Hartmann Das Muwassah Weimar 1897 p 199 - 200

ابن سناء الملك الذي يحتوي على قصائد الشاعر التقليدية1. ودار الطراز كتاب يرسي إلى بيان كيفية نظم الموشحات وقواعد عروضها، ويتألف من مقدمة طويلة بعض الطول "33 صفحة من مخطوط ليدن و36 صفحة من مخطوط القاهرة" ومن قسمين2. تعتبر هذه المقدمة أهم ما في الكتاب، فهي تشرح لنا نظرية ابن سناء الملك في تأليف الموشحات ونظمها؛ بل تشرح لنا قانون الموشحات بشكل عام، وقد أصطبغت بأسلوب العصر؛ فجاءت مسجعة متكلفة، وتأتي بعد هذه المقدمة موشحات الأندلسين كشواهد استقى منها المؤلف الأمثلة التي جاء بها خلال مقدمة كتابه. ويبلغ عدد هذه الموشحات 34 موشحة جمعها تحت عنوان "الموشحات المغربية على ترتيب الأمثلة" وتؤلف ما سميناه في طبعتنا هذه القسم الأول. ثم تأتي بعد ذلك الموشحات التي نظمها ابن سناء الملك وعددها 35 موشحة مرتبة على نسق موشحات القسم الأول نفسه، وقد جمعها تحت عنوان "موشحات المصنف" وهي ما سميناه بالقسم الثاني. وقد أضفنا في نهاية هذا القسم ذيلًا ضم موشحين للمؤلف عثرنا عليهما في كتابه "فصوص الفصول وعقود العقول" المذكور آنفًا

_ 1 هذا الديوان مخطوط في القاهرة والموصل ورامبور، ونسخة القاهرة تحمل رقم 4931. وقد جمع هذا الديوان أحد أفاضل العلماء ورتبه على حروف الهجاء. مأخوذ بالتصوير الشمسي عن نسخة خطية بخط الشيخ محمد ابن خالد بن خليل الأزهري اللاذقي، وقد فرغ من كتابتها في سنة 1317هـ. انظر فهرس دار الكتب المصرية ج3 ص108 القاهرة 1345/ 1927 "طبع هذا الديوان لأول مرة بتحقيق محمد عبد الحق بحيدر آباد الدكن بالهند سنة 1958 وطبع للمرة الثانية بتحقيق محمد إبراهيم نصر بالقاهرة سنة 1969". 2 ترجم هارتمان هذه المقدمة إلى الألمانية، انظر كتابه: Das Muwasah p 50 59

تاريخ تأليف "دار الطراز" 1 ذكر ابن سناء الملك في كتابه "دار الطراز" موشحتين من تأليفه "رقم 9 ورقم 16" وفيهما يمدح الأفضل أبا الحسن علي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب الذي ملك مصر بعد وفاة أخيه العزيز في المحرم سنة 595هـ واستمر بها حتى ربيع الآخر سنة 596هـ بعدما أخرجه منها عمه العادل الذي مملكها حتى سنة 615هـ بينما أعطى الأفضل ميافارقين. فإذا ما أنعمنا النظر في الموشحة رقم 16 التي يمدح فيها الأفضل أبا الحسن علي المذكور الذي كان سلطان مصر وملكها آنذاك، جاز لنا أن نؤكد أن "دار الطراز" لم يؤلف قبل سنة 595هـ، لأننا نعلم أن العادل كان خصمًا للأفضل وأنه أخرجه من مصر، وأبعده إلى ميافارقين، ولهذا نستبعد أن يؤلف هذا الكتاب في عهد العادل، ولا سيما أنه كان متصلًا به، وموظفًا في دواوينه، وإنما ألفه في عهد الأفضل أي بين المحرم سنة 595هـ وربيع الآخر الذي خرج فيه من مصر سنة 596هـ، ولو أنه ألف الكتاب في عهد العادل لحذف هذه الموشحة وأختها رقم9 أو على الأقل كان يضع بجانبها موشحات أخرى في العادل، وابنه الكامل. ومعروف أن ابن سناء الملك توفي سنة 608هـ. هذا ما يقوله الدكتور شوقي ضيف، ومع ذلك؛ فإننا لا نستبعد أن تكون أصول هذا الكتاب قد وضعت قبل سنة 595هـ، أما ظهوره فقد يكون في التاريخ المشار إليه.

_ 1يعود الفضل في بيان هذا التاريخ إلى صديقنا الكريم الأستاذ الدكتور شوقي ضيف -أمد الله في عمره- فقد لفت نظرنا إليه مع بعض التحقيقات الأخرى عندما ظهرت الطبعة الأولى من الكتاب، فرأينا من الخير إضافته إلى هذه الطبعة، فله منا خالص الشكر والامتنان.

وصف المخطوطات: اعتمدنا في نشر هذا الكتاب على مخطوطين: مخطوط القاهرة "ق" ومخطوط ليدن "ل"، ويظهر لنا أنهما الوحيدان الموجودان الآن، إذ لسنا على يقين من بقاء مخطوط، لينفراد الذي يشير المستشرق هارتمان1 والمستشرقان دخويا وهوتمسما إلى وجوده في متحف لينتغراد الآسيوي. وقد بحثنا في الفهارس التي وضعها البارون روزن للمخطوطات العربية المحفوظة في هذه المدينة؛ فلم نجد لهذا المخطوط ذكرًا. هذا ويتحتم على المحقق استعمال هذين المخطوطين لنشر هذا الكتاب: فمخطوط القاهرة ناقص، ولكنه أقدم من مخطوط ليدن وأكثر صحة، بينما نرى أن مخطوط ليدن تام ولكنه أقل دقة وترتيبًا من مخطوط القاهرة. وقد فضلنا اتخاذ مخطوط ليدن، لتمامه، أُمًّا وأساسًا لطبعتنا هذه، وأشرنا في الهوامش إلى أرقام أوراقه. مخطوط القاهرة "ق" يوجد هذا المخطوط في مكتبة دار الكتب2 تحت رقم "2038". وهو نسخة كتبت بخط نسخي واضح جميل، ويبدو أنه من خطوط القرن السابع الهجري أو الثامن على الأكثر. في الصفحة الأولى والأخيرة منها

_ 1 Das Muwassah 50 2 انظر: فهرس الكتب العربية الموجودة بالدار لغاية آخر شهر مايو 1926 ج3 القاهرة 1345هـ/ 1927م. الوصف في هذا الفهرس مختصر جدًّا.

خطوط مختلة لبعض من تملكوا النسخة، أو نظروا فيها. وفيها بعض تقطيع وترقيع في عدة مواضع أضاع بعض الكلمات والأسطر، وعدد أوراقها 83 ورقة "أي 166 صفحة" وعدد أسطر كل صفحة 11 وحجمها: طول 18* عرض14س م. وهذه النسخة مخرومة إذ بها نقص بين ورقتي 61 و62 مقداره أربع ورقات تقريبًا، لأن الأبيات الموجودة في أول ورقة 62 هي من موشح آخر غير المذكور في ورقة 61 كما يتضح ذلك من قفله ومن قافتيه. والناسخ دقيق، وبعض الكلمات مشكولة، والأخطاء النحوية والصرفية قليلة مما يدل على حسن اطلاع الناسخ. والأبيات والأقفال مرتبة ترتيبًا حسنًا في كل موشح، وكذلك الأجزاء والفقرات. وقد دلتنا هذه النسخة على تصويبات واختلافات مفيدة، وهي من هذه الناحية، تفوق مخطوط ليدن. العنوان: دار الطراز تأليف القاضي السعيد أبي القاسم هبة الله بن جعفر بن سنا الملك الكاتب رحمه الله. مطلع الصفحة الأولى: بسم الله الرحمن الرحيم رب أنعمت فزد الحمد لله استفتاحًا بحمده.... نهاية الصفحة الأخيرة: تم الكتاب بعون الله، والحمد لله على نعمه وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وسلم. مخطوط ليدن "ل" إن النسخة التي حصلنا عليها مأخوذة بالتصوير الشمسي عن النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة جامعة ليدن بهولندة تحت رقم "2047= 324

Amin" وقد تفضل حضرة المستشرق كرامر Kramers أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة المذكورة فتحمل أعباء إيصالها إلينا فله الشكر. هذه النسخة اعتمد عليها هارتمان في دراسته للموشح، وقد وصفها في كتابه وصفًا موجزًا، وقد ذكرها أيضًا دوخيا، وهوتسما في فهرسهما. عدد أوراقها 86 ورقة، وأسطر كل صفحة عشرة. وقد كُتبت بخط شرقي واضح ولكنه سريع، وأقل دقة من خط نسخة القاهرة. جميع صفحاتها تامة ومكشولة، ومظهرها الخارجي جميل غير أن الأخطاء اللغوية والنحوية والصرفية كثيرة مما يدل على جهل الناسخ. ويصعب على القارئ تمييز الأبيات والأقفال والأجزاء، والفقرات في كل موشح؛ لأنها متداخلة مشوشة لا تفصل بينها فواصل. وهي خالية من التاريخ، ولكن مظهرها يدل على أنها ليست قديمة العهد جدًّا، ولعلها كتبت في حدود القرن السابع عشر. وما من داع يحملنا على أنها نسخت عن مخطوط القاهرة، إذ أنها لا تماثلها في الأخطاء والترتيب. وقد أضيف في مبدإ هذه النسخة ثلاث ورقات ليس لها أي اتصال بموضوع الكتاب، كتب فيها بعض الأبيات الشعرية، وعبارات مختلفة لبعض من تملكوها أو نظروا فيها. وفي صفحة أخيرة مفردة من هذه النسخة موشح ماجن لابن مكانس كتب بخط يخالف خط الناسخ، لم نر فائدة من إثباته. وقد راعينا في طبعتنا هذه ذكر ترقيم صفحات هذه النسخة بعلامة عند أول كل صفحة، وأثبتنا في الهامش أمامها رقم الورقة وبجانبه حرف أدلالة إلى الوجه، وحرف ب دلالة على الظهر. وقد أفادتنا هذه النسخة في سد النقص الكائن في نسخة القاهرة. العنوان: "دار الطراز في عمل الموشحات تأليف القاضي السعيد أبي القيم هبة الله بن جعفر بن سنا الملك الكاتب رحمه الله.

مطلع الصفحة الأولى: بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين وكفى به معين1 الحمد لله استفتاحًا بحمده ... نهاية الصفحة الأخيرة: والحمد لله أولًا وآخرًا، حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم صلّ على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم إلى يوم الدين آمين. من جملة ما كتبه العبد الفقير الحقير محمد آمين أكماش2 الحنفي غفر الله له ولمن دعا له بالمغفرة والمسلمين. وقد رأينا من اللازم علينا، في سبيل تحقيق بعض العبارات، وبعض الموشحات والتثبت من صحة بعض الأسماء التي يوردها المؤلف في كتابه، أن نعود إلى بعض كتب الأدب الأساسية، ولا سيما الكتب التي تبحث في الأدب الأندلسي وتاريخ رجاله كالذخيرة والمطمح، وقلائد العقيان ونفح وعود العقول" الذي يذكر فيه ابن سناء الملك ثلاث موشحات. هذه هي أهم المصادر التي عدنا إليها في تحقيق هذا الكتاب ونشره، ونعتقد أنه سيقدم إلى دارسي أدبنا فائدة جلي، ولا سيما أن فن

_ 1 كذا في المخطوط، والصواب "معينًا". 2 كذا في المخطوط، والصواب "محمد بن أر كماش" ويقال: "أر كماس" بالسين المهملة، وهو لفظ تركي معناه "لا يجفل" ,"محمد بن أر كماش" هذا من تلاميذ الحافظ بن حجر، ولد سنة 842هـ كما في ترجمته في "الضوء اللامع" للسخاوي "7/ 131" وكانت وفاته في حدود سنة 920هـ كما يقول الشيخ محمد زاهر الكوثري في رسالته التي سماها "تعطير الأنفاس بذكر سند ابن أر كماس" المطبوعة بمصر سنة 1369هـ. أفادنا بهذا الشيخ عبد الفتاح أبو غدة من حلب بعد أن اطلع على طبعتنا الأولى لهذا الكتاب فجزاه الله عن العلم وأهله خيرًا.

الموشح قد فتح أمام الشعر العربي آفاقًا جديدة، وحرره من قيوده التقليدية، ولهذا يلاقي اليوم من النقاد والشعراء اهتمامًا خاصًّا. وقد كان عملنا في تحقيق هذا الكتاب أن كنا نقابل بين النسختين المخطوطتين ونثبت ما هو أصح رواية، ونشير في ذيل الصفحات إلى اختلاف الروايات، وكنا في بعض الأحيان نثبت الرواية الخاطئة في الذيل، إذا بدا لنا ذلك مفيدًا مشيرين إلى التصحيح الذي أوردناه في النص الأصلي. وقد أهملنا ذكر الأخطاء الواضحة في ذيل الصفحات، كالأخطاء التي يرتكبها ناسخ مخطوط ليدن ويكررها؛ فهو لا يفرق بين الألف المقصورة والياء، كما لا يفرق بين واو العلة في آخر الفعل، وبين واو الضمير؛ فكان يلحق دائمًا ألفًا بعد كل فعل معتل الآخر بالواو، إن هذه الأخطاء وأشباهها لم نشر إليها. وقد أضفنا في نهاية الكتاب معجمًا صغيرًا وبسيطًا بشرح لغويًّا الكلمات التي يصعب فهمها على المبتدئين، كما ألحقنا به ترجمة مختصرة للأعلام الشهيرة التي وردت في الكتاب. وإننا لا نخفي، رغم الجهد الذي بذلناه، أن عملنا ليس تامًّا، وقد يعثر فيه على بعض الهنات، وهذا أمر قد لا ينجو منه إنسان ولا سيما إذا علم القارئ الكريم أننا هيأنا طبع هذا النص في ظروف الحرب الأخيرة القاسية. لهذا نرجو أن تكون الطبعات المقبلة أكثر تمامًا وإتقانًا ودقة، والعصمة لله وحده. ولا يمكنني، في النهاية، إلا أن أتقدم بعظيم شكري إلى جميع أستاتذتي في جامعة باريس، الذين قدموا إلي المساعدات القيمة ورعوني

في أثناء دراستي وإرشاداتهم. وأخص بالذكر من بينهم الأستاذ المستشرق ليفي بروفنسال الذي كان له الفضل في توجيه انتباهي نحو هذا الكتاب، وحثي على إحيائه، والأساتذة المستشرقين ماسينيون، وبلاشير، وسوفاجه، الذين وجهوا دراستي نحو خطط مفيدة ومنتجة، ولم يبخلوا علي بنصائحهم التي كان لها أثر كبير في نفسي. كما أشكر جميع الزملاء والأصدقاء الذين اطلعوا على عملي وآزروني بإرشاداتهم. باريس، حزيران 1947. جودت الركابي

نماذج من مخطوطة ليدن

نماذج من مخطوطة ليدن: اسكانر

اسكانر

اسكانر

اسكانر

مقدمة ابن سناء الملك في نظم الموشحات

مقدمة ابن سناء الملك في نظم الموشحات ... مقدمة ابن سنا الملك في نظم الموشحات: بسم الله الرحمن الرحيم رب "انعمت فزد 1 الحمد لله استفتاحًا بحمده، واستنجاحًا بذكره، ورحمة الله وبركاته، وسلامه وصلاته، على سيدنا وسيد النبين والمرسلين، والآخرين والأولين، محمد وآله الأقربين الأطيبين، وصحابته المنتخبين المنتجبين2. وبعد؛ فإن الموشحات مما ترك الأول للآخر، وسبق بها المتأخر المتقدم، وأجلب بها أهل المغرب على أهل المشرق، وغادر بها الشعراء من متردم3، مُلحةُ الدهر، وبابل السحر، وعنبر الشّحر وعود الهند، "وخمر القفص"4 وتبر الغرب، ومعيار الأفهام، وميزان الأذهان، ولباب الألباب، تلهى وتطرب، وتؤيس وتطمع، وتخلب وتجلب، وتفرغ وتَشغَل، وتُؤنس وتُنفِر. هزلٌ كله

_ 1 بسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين، وكفى به معين "ل" والصواب "معينًا". 2 المنتجبين المنتخبين "ق". 3 من يتردم "ل". 4 "وخمر القفص": ن في "ق".

جِدّ، وجِدّ كله هزل، ونظم تشهد العين أنه نثر، ونثر يشهد الذوق أنه نظم. صار المغرب بها مشرقًا لشروقها بأفقه، وإشراقها في جوه، وصار أهله بها أغنى الناس لظفرهم بالكنز الذي ذخرته لهم الأيام، وبالمعدن الذي نام عنه الأنام. وكنت في طليعة العمر وفي رعيل السن قد هِمتُ بها عشقًا، وشغفت بها حبًّا، وصاحبتها سماعًا، وعاشرتها حفظًا، وأحطت بها علمًا، واستخرجت خباياها، واستطلعت خفاياها، وقَلبتُ ظهورها وبطونها، وعانقت أبكارها وعُونها، وغصت على جواهرها المكنونة، وتخطيت من أخبارها المعلومة إلى أسرارها المكتومة، ولبثت فيها من عمري سنين، إلى أن عرفت أن معرفتها تزكية للعقل، وتعديل للفهم، وجهلها تجريح للطبع، وتفسيق الذهن، وأنه لا أدل على أن الذهن لطيف، والفهم شريف، والطبع فايق، والعقل راجح، إلا معرفتها فإن العارف بها قد شهدت له معرفته بذكاء الحس، وضياء النفس، وإشراق نور الفهم، ورقة حاشية العلم، كما أنه لا أدل على أن الفهم فدم، والعقل غفل، والذهن عهن والطبع طَبِع، والخلق خَلَق، إلا جهلها. فإن الجاهل بها بعد سماعها قد شهِد جهله بأنه كز الغريزة، جاسي الطبيعة، غليظ

الحاشية، فطير الفِطرة، عاميُّ الفكرة، بهيمي الهمة، لم يخرج بعد إلى وجود الأدب، ولا بينه وبين الفضل نسب. ولم أعن بالجاهل بها من لم يصنعها، بل من إذا سمعها فكأنه لم يسمعها. ولما كانت الموشحات بهذه المثابة، ولها في سوق الأدب هذه القيمة، ولم أر أحدًا صنف في أصولها ما يكون للمتعلم مثالًا يحتذى1 وسبيلًا يقتفى2، جمعت في هذه الأوراق ما لا بد لمن يعاينها ويعنى بها من معرفته، ولا غناء به3 عن تفصيله وجملته، ليكون للمنتهي تذكرة4، وللمبتدي تبصرة5، وبالله التوفيق.

_ 1 يحتذى "ل". 2 يقتفي "ل". 3 غِنًا بها "ل". 4 تذكره "ل". 5 تبصره "ل".

حَدّ الموشح1: الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص، وهو يتألف في الأكثر من ستة أقفال وخمسة أبيات، ويقال له: التام، وفي الأقل من خمسة أقفال، وخمسة أبيات، ويقال له: الأقرع. فالتام ما ابتدئ فيه بالأقفال، والأقرع ما ابتدئ فيه بالأبيات. فمثال التام موشح الأعمى، وهو "الذي سارت به الركبان"2: ضاحك عن جمان ... سافر عن بدر ضاق عنه الزمان ... وحواه صدري فهذا الموشح ابتدئ بقفله. ومثال الأقرع: سطوة الحبيب ... أحلى من جنى3 النحل وعلى الكثيب ... أن يخضع للذل أنا في حروب ... مع الحدق النجل ليس لي ... بأحور فتان من رأى4 جفونه ... قد5 أفسدت دينه

_ 1 هذا العنوان ناقص في "ق" وظاهر على الهامش في "ل". 2 "الذي سارت به الركبان": ن في "ق". 3 جنا "ل، ق". 4 رأى "ل". 5 لقد "ل".

"فهذا الموشح ابتدئ ببيته"1 والأقفال هي أجزاء مؤلفةٌ يلزم أن يكون كل قفل منها متفقًا مع بقيتها، في وزنها وقوافيها وعدد أجزائها. والأبيات هي أجزاء مؤلفةٌ مفردة أو مركبة يلزم في كل بيت منها أن يكون متفقًا مع بقية أبيات الموشح في وزنها، وعدد أجزائها لا في قوافيها، بل يحسن أن تكون قوافي كل بيت منها مخالفة لقوافي البيت الآخر، والقفل، كما تقدم، يتردد في الموشح ست مرات في التام، وخمس مرات في الأقرع. وأقل ما يتركب القفل من جزءين فصاعدًا إلى ثمانية أجزاء، "وقد يوجد في النادر ما قفله تسعة أجزاء"2 وعشرة أجزاء، ولم أجد للمغاربة منه ما أثق بنسبه فلهذا لم أذكر مثالًا منه. والبيت لا بد أن يتردد في التام وفي الأقرع خمس مرات، وأقل ما يكون البيت ثلاثة أجزاء، وقد يكون في النادر من جزءين، وقد يكون من ثلاثة أجزاء ونصف، وهذا لا يكون إلا فيما أجزاؤه مركبة، وأكثر ما يكون

_ 1 "فهذا الموشح ابتدى ببينه" ن في "ل". 2 "وقد يوجد في النادر ما قفله تسعة أجزاء" ن في "ق".

خمسة أجزاء والجزء من القفل لا يكون إلا مفردًا، والجزء من البيت قد يكون مفردًا، وقد يكون مركبًا، والمركب لا يتركب إلا من فقرتين أو من ثلاث فقر، وقد يتركب في الأقل من أربع فقر. وسنكتب ههنا مثالًا لكل ما ذكرناه ليتلخص1 ويتشخص وينتقل ما ندركه2 بالقول سماعًا إلى أن تراه بالخط عيانًا فأمثلة الأقفال: القفل المركب من جزءين: شمس قارنت بدرًا ... راح3 ونديم المركب من ثلاثة أجزاء: حلت يد الأمطار ... أزرَّة النوار ... فياخِدني المركب من أربعة أجزاء: ادر لنا أكواب ... ينسى بها الوجد ... واستحضر الجلاس ... كما اقتضى الود

_ 1 ليتخلص "ل". 2 يدركه "ل". 3 كأس "ل".

المركب من خمسة أجزاء: يا من أجود ويبخل ... على شحي1 ... وافتقاري أهواك وعندي زيادة ... منها "شوقي وادكاري"2 ... المركب من ستة أجزاء ميتات الدِّمَن ... أحيين كربي ... وهل يتمكن عزاء لقلبي3 ... مت يا عزاه ... شاه المركب من سبعة أجزاء: الموشح المعروف بالعروس، وهو موشح ملحون واللحن لا يجوز استعماله في شيء من ألفاظ الموشح إلا في الخرجة خاصة فلهذا4 لم نورد مثاله. المركب من ثمانية أجزاء: على عيون العين ... رعى الدراري ... من شغف5 ... بالحب واستعذب العذاب ... والتذ حاليه6 ... من أسف ... وكرب وقد يندر في بعض الموشحات الشاذة التي لا يعول عليها أن

_ 1 سحى "ل". 2 ولهذا "ق". 3 "شوقي وادكاري" ن في "ق". 4 من شغف "ل". 5 عن القلبي "ق". 6 حالبه "ل".

تكون1 أققالها مختلفة أعداد الأجزاء كالموشح الذي أوله: بأبي عِلْقُ2 ... بالنفس عليق وهذا الموشح لعُبادة* فإن قفله الأول جزءان، وبقية أقفاله ثلاثة، وسيأتي هذا الموشح "منسوقًا"3 في جملة ما نذكر4 من الموشحات التي ذكرت الأمثلة منها، فإني أذكر في آخر هذه الأوراق كل موشح ذكرت المثال منه؛ ليكون أنس المتعلم بها أكثر5 وعلمه بها في نفسه أرسخ. أمثلة الأبيات: أمثلة ما أجزاؤه مفردة ما هو منها على ثلاثة أجزاء أرى لك مهند ... أحاط به الإثمد ... فجرد ما جرد فيا ساحر الجفن ... حسامك قطاع

_ 1 يكون "ل". 2 علق "ل". 3 "منسوقا": ن في "ل". 4 يذكر "ل". 5 "ليكون أنس للمتعلم، وبها فكره أكثر وأغزر" "ل".

ما هو منها على أربعة أجزاء قد باح دمعي بما أكتمه ... وحنّ قلبي لمن يظلمه رشا تمرن في لا فمه ... كم بالمنى أبدًا ألثمه يفتر عن لؤلؤ متسق ... من للأقاح بنسيمه العبق أمثلة الأبيات التي أجزاؤها مركبة ما تركب "بيته"1 من فقرتين وثلاثة أجزاء أقم عذري ... فقد آن أن أعكف على خمر3 ... يطوف بها أو طف كما تدري ... هضيم الحشى مخطف إذا ما ماد ... في مخضرة الأبراد رأيت الآس ... بأوراقه قد ماس ما تركب من فقرتين وثلاثة أجزاء ونصف من أودع الأجفان ... صوارم الهند وأنبت الريحان ... في صفحة الخد قضى على الهيمان ... بالدمع والسهد أنى وللكتمان

_ 1 "بيته" ن في "ق". 2 خمري "ل".

للهايم المغرم ... بدمع نم ... إذ يسجم ... بما يكتم ... من السر في عاطل حال ... غرير ساط ... علي بالدعج ما تركب من فقرتين وأربعة أجزاء ما حوى محاسن الدهر ... إلا غزال معرق الخدين من فهر ... عم وخال نسبة للنايل الغمر ... وللنزال فأنا أهواه للفخر ... وللجمال وجهه وجه طليق ... للضيوف مشرق ... ويد تسطو على الأسد ... فتفرق2 ما تركب من فقرتين وخمسة أجزاء هن الظباء3 الشمس ... قنيصهن الضيغم ما إن4 لها من كنس ... إلا القلوب الهيتم القرب منها عرس ... والبعد عنها مأتم تلك الشفاه اللعس ... يحي بهن المغرم لها لحاظ نعس ... ترنو إلى من يسقم5

_ 1 حالي "ل". 2 فتفترق ل". 3 الظبا "ق". 4 أن "ل". 5 تسقم "ق".

بأعين الغزلان ... وتبتسم ... عن جوهر ... الأسماط قضى لها الغيران ... أن تكتتم ... في مضمر ... الأنياط وقد يندر في بعض الموشحات ما يكون بيته جزءين مركبين من فقرتين، وهو شاذ جدًّا "وهو"1: باكر إلى الخمر ... واستنشق الزهرا فالعمر في خسر ... ما لم يكن سكرا فقل ما أسلو ... عن مرشف الأكواس ... وساحرالطرف ... مساعد الجلاس فسقيني بنت2 الزراجين ما تركب من ثلاثة فقر وثلاثة أجزاء من لي به يرنو ... بمقلتي ساحر ... إلى العباد ينأى به الحسن ... فينثني نافر ... صعب القياد وتارة يدنو ... كما احتسى الطاير ... ماء الثماد فجيده أغيد ... والخد بالخال منمق ... تكتمه3 الحجب ... فلي إلى الكلة تشوق

_ 1 "وهو" ن في "ل". 2 تنبت "ل". 3 يكتمه "ل".

القسم الأول

القسم الأول: الموشحات المغربية على ترتيب الأمثلة: الموشح التام: ضاحك عن جمان ... سافر عن بدر ... ضاق عنه الزمان ... وحواه صدري آه مما أَجِدْ ... شفنّي ما أَجْدُ قام بي وقعد ... باطشٌ متُئدُ كلّما قلت قدْ ... قال لي أَين قدُ وانثنى خُوطَ بان ... ذا مهَزٍّ نَضْرِ1 ... عابثته2 يدان ... للصَّبا3 والقَطْرِ ليس لي منك بُدّ ... خذ فؤادي عن يد لم تدَعْ لي جَلَد ... غير أَني أَجهد مُكرع من شُهْد ... واشتياقي4 يشهد

_ 1 هذا الموشح للأعمى التطيلي، انظر: ديوانه "تحقيق إحسان عباس"، جيش التوشيح للسان الدين بن الخطيب "تحقيق هلال ناجي"، المغرب لابن سعيد، نفح الطيب للمقري، دار الطراز "المقدمة". 1 نظر "ل". 2 عاتبته "ل". 3 الصبا "ل". 4 وغرامي "ل".

ما لبنتِ الدنان ... ولذاك الثَّغر ... أَين مُحيّا الزمان1 ... من حُميَّا الخمر بي هوىً مضمرُ ... ليت جهدي وَفْقُه كلما يظهرُ ... ففؤادي أْفقْهُ ذلك المنظرُ ... لا يُداوي عشقُه هل إليك سبيل ... أو إلى أن أَيأسا ذُبت إلا قليلْ ... عَبْرَةّ أو نَفَسا ما عسى أن أقول ... ساء ظني بعسى وانقضى كل شان ... وأنا أَستَشْري ... خالِعاً من عِنان ... جزعي وصبري ما على يلوم ... لو تناهى عّنَي هل سوى حُبّ ريم ... دينه التجني أنا فيه أهيم ... وهو بي يغني قد رأيتك عَيان ... ليس عليك سَاتدري ... سايطول الزمان ... وستنسى ذِكري

_ 1 محيا الأمان "ل" محيا الزمان "ق" والمعنى يقضي بأن نقرأ "محب" ولو اختل الوزن. 2 دزتي "ق".

الموشح الأقرع

الموشح الأقرع: سطوة الحبيب ... لأحلا من جَنَى1 النحل وعلى الكئيب ... أن يخضع للذل أنا في حُروب ... مع الحدق النُّجل ليس لي يدان ... بأحور فتان ... من رأى جفونه ... فقد2 أَفسدت دينه ينبغي التجنّي ... لمثلك في الإنس لو قبلتَ مني ... لتهتَ على الشمس غايةَ التمنّي ... هلمَّ إلى الأنُس أنت مهرجاني3 ... وخدك بستاني4 ... غَطِّ ياسمِينَه ... إن الناس يَجنونَه خطط الوزير ... بخُطه إيثارِ5 فانتهى السرور ... إلى غير مقار6 رُدّت الأمور ... إلى أسد ضار7

_ 2 هذا الموشح للأعمى التطيلي، انظر: ديوانه، وجيش التوشيح. 1جنا "ق" 2 لقد "ل" 3 مهرجان "ل". 4 بستان "ل"ز 5 إيثاري "ل". 6 مقداري "ل". 7 ضاري "ل".

ثابت الجنان ... صفوح عن الجاني ... قد حمى عرينه ... بالزرق المسنونه خل كل مين ... إلى الحق منقادًا من رأى بعين ... في ذا الخلق من سادًّا1 كأبي الحسين ... ويفديه من جادا2 كل ذي امتنان ... لا بل كل3 هتان ... رام أن يكونه ... جودًا فأتى دونه أظهر المقام ... في الغربة حرمانًا فأنا آلام ... إسرارًا وإعلانًا قلت والكلام ... يصرح إحيانًا فزت بالأماني ... ما جاد بإحسان ... صاحب المدينة ... أعلى4 الله تمكينه

المركب قفله من جزءين

المركب قفله من جزءين: شمس قارنت5 بدرًا ... راح6 ونديم أدر أكؤس الخمر ... عنبرية النشر ... إن الروض ذو بشر وقد درع النهرا ... هبوب النسيم وسلت على الأفق ... يد الغرب والشرق ... سيوفًا من البرق

_ 3 هذا الموشح لابن زهر، انظر: ابن أبي أصيبعه، والوافي للصفدي، ونسب المقري هذا الموشح أيضًا إلى حاتم بن سعيد المتوفى سنة 593هـ. 1 حادا "ل". 2 سادا "ل" 4 أعلا "ل" 4 لا بكل "ق" 6كأس "ل".

وقد أضحك الزهرا ... بكاء الغيوم ألا إنّ لي مولى ... تَحكَّم فاستولى ... أما إنه لولا دموعٌ تفضح1 السرا ... لكنتُ كتوم2 أنّى لي كتمان ... ودمعيَ طوفان ... شبَّت فيه نيران إذا لامني فيه ... من رأى تجنّيه ... شدوت أُغنّيه لعل له عذرا ... وأنت تلوم

المركب قفله من ثلاثة أجزاء

المركب قفله من ثلاثة أجزاء: حلّت يد الأمطار ... أزرّة النُوّار ... فيأخذني إشرب طاب الصبَّوح ... في ذا اليوم في روضة تفوح ... لدى الغيم قد أشرقت تلوح ... لذي 3القوم ووجه ذا النهارِ ... مغُطّى بِخمِارِ ... من الدَّجنِ

_ * أرجح أن يكون هذا الموشح لابن زهر الذي كان كثير المديح للمنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن 1 دمع يفضح "ق". 2 الصواب "كتوما". 3 لدى "ل".

ظَلمتَ إذ بَعٌدْت ... عن الصب فَعُد كما قد كنت ... إلى قربي غدرت ونفرت ... فيا حبِي أفديك من غدّار ... تدين1بالنَّفَار ... ولا تدني2 هذا الهوى يجور ... فما صنُعْي قد ضاق با منصور ... به ذرعي إذ ليس لي نصير ... سوى دمعي فيا ضعفَ انتصاري ... إذ أدمعي أنصاري ... على حزني محبوبي هَبْ رضاكا ... وخذ عمري وعَلّني لَماكا ... من الثغر بما حوت عيناكا ... من السحر بَرِّدْ غليل نَاري ... وَشِم ظبُي4 ... الأشفار ... لا تقتلني لَمَّا أطال حزني ... ولم يَرْحَم وزاد 5في التجني ... وما سَلّم شدوته أُغني ... غِنا مغرم حبيبي أَنت جاري ... دارك بجنْبِ داري ... وتهجرني؟

_ 1 يدين "ق". 2 يدنى "ق". 3 في "ق" هذا البيت وهذا القفل متقدمان على البيت والقفل السابقين.

المركب قفله من أربعة أجزاء

المركب قفله من أربعة أجزاء: أدر لنا أكواب ... يُنسى بها الوجد ... واستحضر الجُلاس ... كما اقتضى الودّ دِنْ 1بالصِبا شرعاً ... ما عشت يا صاح ونزّه السمعا ... عن منطق اللاَّحي فالحكم أن تسعى ... عليك بالراح أناملُ العُنَّاب ... ونُقْلك الورد ... حُفَّ بصُدغَي آس ... يلويهما الخدّ لله أيام ... دارت بها الخمر والروض بسّام ... باكره القطر وَصلٌ وإلمام ... وأوجهٌ زهُر فنحن بالأصحاب ... قد ضَمَّنا عقد ... ويا أبا العباس ... لا خانك الجدُّ خليفةٌ مِنْكا ... فينا أبو بكر2 ناب لنا عنكا ... في النهي والأمر لا نتّقي 3ضنكاً ... من نُوَبِ الدهر

_ هذا الموشح لأعمى التطيلي، انظر: ديوانه، وجيوش التوشيح 1 الضبا "ل". 2 أبا بكر "ل". 3 ينتقي "ل".

وأنتم أرباب ... ماشيد المجد ... وإن بلونا الناس ... فهم لكم ضد حليت الدنيا ... من بعد تعطيل وجاءنا يحيى ... بين اليهاليل أغر بالعليا ... من فوق تحجيل يختال في أثواب ... طرزها الحمد ... وأفرط الإيناس ... فما له حد1 بينا أنا شارب ... للقهوة الصرف وبين أنا2 تايب ... لكن على حرف إذ قال لي صاحب ... من حلبة الظرف نديمنا قد تاب غن3 له وأشده ... واعرض عليه الكأس عساه يرتد

المركب قفله من خمسة أجزاء

المركب قفله من خمسة أجزاء: يا من أجود ويبخل ... على شحتي4 وافتقاري أهواك وعندي زيادة ... منها شوقي وادكاري أما يستحي مطالك ... من طول ما أشتكيه وهلا كان وصالك ... أدنى لمن يرتجيه

_ 6 أرجح أن يكون هذا الموشح لابن زهر. 1 خد "ق". 2 وبيننا "ق". 3 غني "ل". 4 سحي "ل".

وأين غاب خيالك ... مذ ساحت المزن فيه1 ولا تقل ربما ضّلَّ2 ... أثناء 3تلك المساوي ذكراك ... قد أورى زنادَه ... مِن وجدي ومن أُواري أنا المشتاق المعنَّى ... ولكني لا أبوح إن كان الكتمانُ معنى4 ... فلي لفظة الفصيح يا من جَنَى وتجنَّى5 ... شكوى لو كانت تريح صِلْ وما أراك تفعل ... ولكن عيل اصطباري حاشاك ... من شكوى مُعَادَه ... تَحُشٌ نارًا بنار ما لي وللشوق يَهْمِي ... عيني ويَهيمُ قلبي وكيف رأيتَ سُقْمي ... وتدّعي جهلَ حبي سَلْ بيَ من أنسابيَ اسمي ... واستعدَى على لُبي ولا تأمن6 حين تسأل7 ... حسَّادي زهر الدراري عيناك ... أولى بالشهادة ... وأدرى بما أدراي مولايَ أبا العلاء8 ... ولي لو شيتَ مقالُ

_ 1 مذ ساجيت الشهد فيه "ق" 2 طل "ل" 3 إنني بتلك "ل". 4 إن للكتمان معنا "ل" 5 ويجني "ل". 6 يأمن "ل". 7 يسأل "ل". 8 العلا "ل".

وما أكنى بالآباء1 ... إلا ليزهى الجمالُ هل بعد وشك التنائي2 ... قطيعة أو وصالُ هبني أُقيم وترحل ... والدهر جم العِثَار مضُناكْ ... من يَغْشَى وسادَه ... في ضيق ذاك 3الإسارِ تَعَرُّضًا للوصال ... طفتُ بتلك الربوع طوافًا غير حلال ... جماري 4فيها دموعي فَغَنِّ 5عن الدلال ... وراسل عن الخضوع بالله يا طيرًا مدلّل ... ومرّبى في القِفار إياك ... تجرَّك العادة6 ... ترمي صخيرة 7فِداري

المركب قفله من ستة أجزاء

المركب قفله من ستة أجزاء: مَيْتات الدِّمَنْ ... أحيَيْن كربي ... وهل يتمكن ... عزاء لقلبي ... مت يا عزاه شاه يا رسْمَ الذي ... أتاح حَيْني ظَمِيت فَذِي ... دموع عيني

_ 1 الابا "ل". البنا "ل". 3ذات "ق". 4 خمارى "ل". 5 فعن "ل". 6 تحرك عاده "ل". 7صخرة "ل".

تَهْمِي فاغتذِ ... منها بعين بل يا منْ ظعنْ ... عليك ذنبي فقد آن لي أن ... أقضيَ نحبي ... فويلتاه واه يا ربع الهوى ... هل أنت مُودِي فذاك الجوى ... إلى مَزيد أتتك النوى ... إثر الصدود فيا ممتحن بكل خطب كم تأسى وتحزن ... وتشفى بحب سالٍ هواه لاه عذالي لا ... أروم سَلْوَه أنا المبتلَى ... بريم ذِروَة ذكراه على ... حشاي حلوة فكل حَسَن ذكراه دابي ... أسا وأحسن ... وموضع لُبَي ... عمن سواه ساه كم يطمعُني ... طيف الخيال ويمنعُني ... طيب الوصال لو يسمعنُي ... شكوتُ حالي ولكنّ لنْ يرثي لصَب ... أسرَّ وأعلن ... وكم من محبّ ... إذا دعاه تاه كم أمسى وكم ... أضحى نديمي

_ 1 آه "ل". 2 اتتك "ل". 3 ناه "ل".

نُقلي منه فم ... دُرٍّ نظيم وقول نعم ... يُدني1 نعيمي وكل ددَن معي وحسبي2 أحوى باسِمُ3 ... عن حُلو الطعم عذب أمص فُّاه زاه قلت والردى ... إليّ ساعي إذا قال غدا ... أمضي زماعي ومَدٍّ يدا ... إلى وداعي4 استودع مَن ودعت ربي وأسأله5 ... أن يصبَر قلبي على نواه آه

المركب قفله من ثمانية أجزاء

المركب قفله من ثمانية أجزاء: على عيون العين ... رَعَى الدرّاري ... مَنْ شُغِف ... بالحب واستعذب العَذاب ... والتذّ حاليه ... من أسف ... وكرب نُجْل العيون سقت ... نفوسنَا كأس الرحيق أحداقها أحدقت ... بكل بستانِ أنيق

_ 8 أرجح أن يكون هذا الموشح لابن اللبانة شاعر المعتمد. 1 تدنى "ق". 2 حبي "ل". 3 ياسمين "ق". 4 عناقي "ل". 5 أسئلة "ل". 6 ن في "ق". 7 من شغف "ل".

من وَجْنَةٍ ... شُقّقت ... عن سوسنِ ... وعن شقيق وتحت نور ... الجبين ... آسُ عِذارِ ... ينعطف ... كي يُنبي بأن ماء الرضاب ... حام حواليه ... منصَرِف ... عن قربي لا كان يومُ النوى ... مَنْ مُلبسي ثوب الضنى الوى غزال اللِوَى ... فيه بصبري إذ رنا وظنّ أن الهوى ... ذنب فضنَ بالمُنى فقد أصار الضنين ... نور اصطباري ... في سَدَف ... من نحبي والقلب خوف العقاب ... رجا حنانَيه ... فاعترف ... بالذنب شرَّدَ عيني الكرى ... فبتُّ أَشكو ما أجد إلى جياد ترى ... متونها بي تطّر وما حَمِدت السُّرى ... حتى رأيت المعتمد رأَيت دنيا ودين ... به نباري ... من سلف ... فَيُربي وكلُّ َمْن فيه عاب ... يلقى جنابَيْه ... مِن شرف ... في حجب

_ 1 نون "ل" 2 تنعطف "ل". 3 تنبي "ل". 4 فظن "ل". 5 أساء الظنين "ل". 6 سدف "ل، ق". 7 جنى جنانيه "ل". 8 لي "ل. 9 يباري ق". 10 حنانيه "ل".

مؤيّدُ نصره ... لَدْن القنا عَضْبُ الحسام يندى به دهره ... لدى الرياض بالغمام كأنما ذكره ... آيات ذِكْرٍ في الأنام حالاه شَدٌّ ولين ... فقل حذارٍ ... إن وقف ... في حرب وقل بأن السحاب ... لو شام كَفَّيه ... لم يَكفِ ... من رعب لو رايتم مُقْلَين ... نزل بداري ... ووقف ... بجنبي لما رأى المحناب ... سوّى جناحيه ... وانصرف ... بقلبي

الموشح المختلف الأفعال

الموشح المختلف الأفعال ... الموشح المختلف الأقفال: بأبي عِلْقُ ... بالنفس عليق هويت هِلالًا ... في الحسن فريدًا

_ 9 هذا الموشح لعبادة القزاز، انظر: دار الطراز "المقدمة. 1 لو رأيتم مقلتين "ل". 2 بجنبي "ق". 3 المحياب "ل".

أعار الغزالا ... ألحاظًا وجيدًا وتاه جمالًا ... لم يبغ مزيدًا بدر يتلالا في حُسْنِ اعتدال ... زانه رَشْقُ ... والقَدُّ رشيق بدرٌ يتغلّب ... بالحسر المبين عِذارٌ مُعَقْرَب ... على ياسمين سوسانٌ مُكَتَّب ... بِورْدِ مصون لَمَّا لاحَ يسحب ذيولَ الجَمَال ... عَنَّ لي خَلْق ... بالعشق خليق جفاني يعيش ... لوقفي عليه لو بالنفس ريش ... لطرتُ إليه للحسن جيوش ... على مقلتيه واللحظ المَرِيش بالسحر الحلال ... فله مَشْقُ ... والقلب مشوق تَعَمَّدَ هَجْري ... مُذْ دنت بوده

_ 1 يستحب "ق". 2 من وجدي عليه "ل". 2 يعيش "ل". 3 وعقلي يطيش "ل". 4 من وجدي عليه "ل". 5 ذبت "ل".

وَبَدَّتْ صبري ... على طول صَدِّه ماءُ الحُسْن يجري ... بصفحة خدَهِّ ثناياه تُزري بنظم اللآلي ... فَمُهُ حُقُّ1 ... باللثم حقيق لَمَّا أن تسربل ... ثوب الحسن زيًّا أدرتُ أُقَبِّل ... لَمَاه الشهيا فقال تمثَّلْ ... بالشعر أبِيَّا ومال2 تدل بأحلى مقالِ ... أنا أقول قوقو ... لَيْس بالله تذوقوا

أمثلة الأبيات

أمثلة الأبيات: الموشح الذي بيته ثلاثة أجزاء مفردة: أأُفردْتَ بالحسن3 ... أم خَلقك إبداع أرى لك مهنّد ... أحاط به الإثمد ... فجرَّد ما جرَّد

_ 10 أرجح أن يكون هذا الموشح لابن بقي 1 حق "ل". 2 وتاه "ل". 3 في الحسن "ل".

فيا ساحر الجفن ... حسامك قطاع أيا فتنة القلب ... خَفِ الله في صَبِّ ... قتيلٍ من الحب تُمَنّيه بالمزن ... وبرقك خداع متى يُقْتضي 1دين ... يُدان به البين ... عليَّ لكمُ عين فما تنثني مني ... عيونٌ وأسماع ركايبكم شَدٌّوا ... وفي سيرهم جَدُّوا ... سَلّمت وما ردُوا وقد عَلِموا أني ... من البيت مرتاع لقيت من البُعد ... أسىً جلَّ عن حَدّ ... فقلت من الوجد حبيبي مضى عني ... متى نجتمع ماعو2

_ 1تقتضي "ل". 2 ماعوا "ق".

الموشح الذي بيته أربعة أجزاء مفردة

الموشح الذي بيته 1أربعة أجزاء مفردة: كم ذا يؤرقني ذو حَدَقِ ... مرضى صحاح لا بُلينَ 2 ... بالأرق قد باح دمعي بما أكتمه ... وحَنَّ قلبي لمن يظلمه رشًا تمرَّن في لا فَمُهُ ... كم بالمنى أبدًا ألثمه

_ 11 هذا الموشح لابن اللبانة شاعر المعتمد بن عباد، انظر المغرب لابن سعيد 1 "من " ز في "ل". 2 تلين "ل".

يفترُّ عن لؤلؤ متسق ... مَنْ للأقاحِ ... بنسيمه العَبقِ هل من سبيل لرشف القبل ... هيهات من نيل ذاك الأمل كم دونه من سيوف المقل ... سلّت1 بلحظ وقاح2 خجل أبدى لنا حمرة في يَقَقِ ... خَدُّ الصباح ... فيه حمرة الشفق من لي بمدح بني عبَّاد ... ومَنْ بحمده 3إحمادي تلك الهبات بلا ميعاد ... عَذَرتُ من أجلها حسادي حكتْنَي الوُرْق بين الوَرَق ... راشوا جناحي ... ثم طوقوا عنُقُي لله مَلْك عليه أعتمدا ... من يَعْرُبٍ وهو اسناهم يدا وهم إذا عنّ وَفْدٌ وَفَدا ... سالوا بحارًا وصالوا4 أسّدا إن حوربوا أو دُعُوا في نسق ... راحوا براح ... للندى وللعلّقِ طاب الزمان لنا واعتدلا ... في دولة أورثتنا جَذَلا5 ردّت علينا الصبِّا والغزلا ... فقلت حين حبيبي رحلا أهْدِ السلام لصَبٍّ قَلِق ... من الرياح بالأنام لا يثق6

_ 1 سلمت " ل" 2 وفاح "ل" 3 محمدهم "ل" 4 أوصالوا "ل" 5 جدلا "ل" 6 تثق "ق"

أمثلة الأبيات التي أجزاؤها مركبة: 12 ما تركب بيته من فقرتين وثلاثة أجزاء: كذا1 يقتاد ... سنا الكوكب الوقَّاد ... إلى الجلاس ... مشعشعة الأكواس أقم عذري ... فقد آن أن أعكُف علي خمر ... يطوف بها أوطَف كما تدري ... هضيم الحشا مُخْطَف إذا ما ماد ... في مخضّرَة الأبراد ... رأيت الآس ... بأوراقه قد ماس ما الأنس ... وإن زاد في النور على الشمس ... وبدر الديجور له نفسي ... وما نفسُ مهجور غزالٌ صاد ... ضراغمة الآساد ... بلحظِ جاس ... خلال ديار الناس 2ألا دعني ... من الصد والهجر وخذ مني ... حديثين في الفخر وقل إني ... أحدث عن بحر

_ 12 هذا الموشح لابن اللبانة، انظر: جيش التوشيح، المغرب. 1 يعتاد "ل". 2 ابتداء من: "ألا دعني" إلى: ".. رشيد بني العباس": ن في "ق".

أمثلة الأبيات التي أجزاؤها مركبة

أمثلة الأبيات التي أجزاؤها مركبة ما تركب بينه من فقرتين وثلاثة أجزاء ... سطا وجاد ... رشيد بني عبَّاد ... فأنسى الناس ... رشيد بني العباس جلا1 الأحلاك ... بنور الهدى مرآه فما الأفلاك ... تريد سوى علياه كذا الأملاك ... عَبِيد عُبَيْد الله فمّنْ أراد ... قياسك بالأمجاد ... فجهلًا قاس ... سنا الشمس بالنِّبْراس لك الفضل ... وإنك من آلِهْ رأى الكل ... بكم ئَيْل آمالِهْ فما يخلو2 ... من يُنشد في حاله بني عَبَّاد ... بكم نحن في أعياد ... وفي أعراس ... لا عدمتمو للناس

_ 1 جلي "ل". 2 يخلوا "ل، ق".

ما تركب بينه من ثلاثة أجزاء ونصف

ما تركب بينه من ثلاثة أجزاء ونصف: من أودع الأجفان ... صوارم الهند وأنبت الريحان ... في صفحة الخد قضى على الهيمان ... بالدمع والسهد أتى وللكتمان للهايم المغرم ... بدمع نَمْ ... إذ يسجم ... بما يكتم

_ 13 أرجح أن تكون هذه الموشحة لابن اللبانة الذي عرف بغزلة في نساخ اسمه أحمد.

من السر ... في عاطلٍ حالٍ ... غريرٍ ساط ... عليّ بالدُّعْج يا بِأبي أحور1 ... كالبدر في التم يفترّ عن جوهر ... مستعذب اللثم وخده الأزهر ... يَدْمى من الوهم فكيف أن أُعذر وقد سرى أرقم ... على عَنْدم ... فلا يلثم ... وقد حَكّم من السحر ... لقتل أبطال ... مع الأنباط ... جيش من الزنج أجزّ2 للنور ... كصاحب الطور كبدر ديجور ... في قَدّ خيزور كغصن بلّور ... في دِعْص كافور بنفس مهجور أُفدي وإن يَتّم ... ففي مختم ... ثنايا فم ... وقد نظّم من الدُّرِ ... راحي وسلسالي ... على أسماط ... عطرية الفلْج3 الحسن موقوف ... عليك يا أحمد والأمر مصروف ... إليك يا أغْيَد

_ 1 جؤذر "ل". 2 آخر "ل". 3 العطر "ل".

§1/1