حسن الظن بالله لابن أبي الدنيا

ابن أبي الدنيا

لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل

1 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدْ ُبْنُ نًَاصِرِ بْنِ مُحَمََّدِ بْنِ عَلِيٍّ السُّلَامِيُّ أَيَّدَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونَ الْمُعَدَّلُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الطَّرَائِفِيِّ أَنْبَأَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَلْطِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ رِزْقَوَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى بْنِ الْمَنْصُورِ الْإِمَامُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ بِرَّيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محُمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا الْقُرَشِيُّ قال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلَانَ الْمُهَلَّبِيُّ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ح. وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ: §لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

أنا عند ظن عبدي بي؛ فليظن ظان ما شاء

2 - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، حَدَّثَنِي حَيَّانُ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: قَالَ وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ: قُدْنِي إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ أَلَمًا بِهِ، قَالَ: فَقُدْتُهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ ثَقِيلٌ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ ثَقِيلٌ قَدْ وُجِّهَ، وَقَدْ ذَهَبَ عَقْلُهُ، قَالَ: نَادُوهُ، فَنَادَوْهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا وَاثِلَةُ أَخُوكَ، قَالَ: فَأَبْقَى اللَّهُ مِنْ عَقْلِهِ مَا سَمِعَ أَنَّ وَاثِلَةَ قَدْ جَاءَ، قَالَ: فَمَدَّ يَدَهُ , فَجَعَلَ يَلْتَمِسُ بِهَا، فَعَرَفْتُ مَا يُرِيدُ، فَأَخَذْتُ كَفَّ وَاثِلَةَ فَجَعَلْتُهَا فِي كَفِّهِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ تَقَعَ يَدُهُ فِي يَدِ وَاثِلَةَ ذَلِكَ لِمَوْضِعِ يَدِ وَاثِلَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَضَعُهَا مَرَّةً عَلَى وَجْهِهِ، وَمَرَّةً عَلَى صَدْرِهِ، وَمَرَّةً عَلَى فِيهِ، قَالَ وَاثِلَةُ: أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ شَيْءٍ أَسْأَلُكَ عَنْهُ؟ كَيْفَ ظَنُّكَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: أَغْرَقَتْنِي ذُنُوبِي وَأَشْفَيْتُ عَلَى هَلَكَةٍ؛ لَكِنِّي أَرْجُو رَحْمَةَ اللَّهِ , قَالَ: فَكَبَّرَ وَاثِلَةُ وَكَبَّرَ أَهْلُ الْبَيْتِ بِتَكْبِيرِهِ , قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: " §أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي؛ فَلْيَظُنَّ ظَانٌّ مَا شَاءَ

أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني

3 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ: §أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي

لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله؛ عز وجل؛ فإن قوما قد أرداهم سوء ظنهم بالله , فقال

4 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَجَلِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، رَضِيَّ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ؛ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَإِنَّ قَوْمًا قَدْ أَرْدَاهُمْ سُوءُ ظَنِّهِمْ بِاللَّهِ , فَقَالَ لَهُمْ: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23]

إن لله عز وجل مائة رحمة، فمنها رحمة بها يتراحم الخلق، وتسعة وتسعون ليوم

5 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَمِنْهَا رَحْمَةٌ بِهَا يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ، وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ

حسن الظن بالله من حسن العبادة

6 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ سُمَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَكَذَا قَالَ سُمَيْرٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ»

قدمت بذنوب كثيرة , محاها عني حسن الظن بالله

7 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، أَخُو حَزْمٍ الْقُطَعِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مَنَامِي , فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَحْيَى لَيْتَ شِعْرِي مَاذَا قَدِمْتَ بِهِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: «§قَدِمْتُ بِذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ , مَحَاهَا عَنِّي حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ»

عليك بمجالس الذكر، وحسن الظن بمولاك , فكفى بهما خيرا

8 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُصَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْوَزَّانُ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: رَأَيْتُ حَوْشَبًا فِي مَنَامِي , فَقُلْتُ: أَبَا بِشْرٍ كَيْفَ حَالُكُمْ؟ قَالَ: نَجَوْنَا بِعَفْوِ اللَّهِ , قَالَ: قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنَا بِهِ؟ قَالَ: «§عَلَيْكَ بِمَجَالِسِ الذِّكْرِ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِمَوْلَاكَ , فَكَفَى بِهِمَا خَيْرًا»

فلم أر مثل حسن الظن بالله عز وجل شيئا

9 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: رَأَيْتُ حَسَنَ بْنَ صَالِحٍ فِي مَنَامِي , فَقُلْتُ: قَدْ كُنْتُ مُتَمَنِّيًا لِلِقَائِكَ , فَمَاذَا عِنْدَكَ فَتُخْبِرَنَا بِهِ؟ فَقَالَ: «أَبْشِرْ §فَلَمْ أَرَ مِثْلَ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا»

إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة، وما أول ما يقولون له إن

10 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زَحْرٍ حَدَّثَهُ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنْ شِئْتُمْ أَنْبَأْتُكُمْ مَا أَوَّلُ مَا يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا أَوَّلُ مَا يَقُولُونَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ: هَلْ أَحْبَبْتُمْ لِقَائِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: لِمَ؟ فَيَقُولُونَ: رَجَوْنَا عَفْوَكَ وَمَغْفِرَتَكَ , فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ مَغْفِرَتِي "

ما حسن الظن بالله؟ قال: لا يجمعك والفجار في دار واحدة

11 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ بَكَّارٍ: " §مَا حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ؟ قَالَ: لَا يَجْمَعُكَ وَالْفُجَّارَ فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ "

أن رجلا دعا بعرفات، فقال: لا تعذبنا بالنار بعد أن أسكنت توحيدك قلوبنا , قال: ثم بكى وقال:

12 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ عَوَانَةَ، §أَنَّ رَجُلًا دَعَا بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ: " لَا تُعَذِّبْنَا بِالنَّارِ بَعْدَ أَنْ أَسْكَنْتَ تَوْحِيدَكَ قُلُوبَنَا , قَالَ: ثُمَّ بَكَى وَقَالَ: مَا إِخَالُكَ تَفْعَلُ بِعَفْوِكَ، ثُمَّ بَكَى وَقَالَ: وَلَئِنْ فَعَلْتَ فَبِذُنُوبِنَا , لَتَجْمَعَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ طَالَ مَا عَادَيْنَاهُمْ فِيكَ "

سبقت رحمتي غضبي

13 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «§سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي»

اللهم لا تشمت من كان يشرك بك بمن كان لا يشرك بك

14 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «§اللَّهُمَّ لَا تُشْمِتْ مَنْ كَانَ يُشْرِكُ بِكَ بِمَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِكَ»

إذا تلا: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت} [النحل: 38] قال: ونحن نقسم

15 - حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الصَّيْرَفِيُّ، بَلَغَنِي: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ كَانَ §إِذَا تَلَا: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ} [النحل: 38] قَالَ: وَنَحْنُ نُقْسِمُ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِنَا لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ , أَتُرَاكَ تَجْمَعُ بَيْنَ الْقِسْمَيْنِ فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَبَكَى أَبُو حَفْصٍ بُكَاءً شَدِيدًا "

إن لي في ربي جل وعز أملين: أملا أن لا يعذبني بالنار , فإن عذبني لم يخلدني فيها مع من أشرك

16 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ: " §إِنَّ لِي فِي رَبِّي جَلَّ وَعَزَّ أَمَلَيْنِ: أَمَلًا أَنْ لَا يُعَذِّبَنِي بِالنَّارِ , فَإِنْ عَذَّبَنِي لَمْ يُخَلِّدْنِي فِيهَا مَعَ مَنْ أَشْرَكَ بِهِ "

اللهم ارحم قوما لم يزالوا مذ خلقتهم على مثل ما كانت عليه السحرة يوم

17 - حَدَّثَنِي 46284 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَرَاءِ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ لَمَّا حَجَّ اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا ذَرٍّ ادْعُ بِدَعْوَةٍ، فَقَالَ: " نَعَمْ، §اللَّهُمَّ ارْحَمْ قَوْمًا لَمْ يَزَالُوا مُذْ خَلَقْتَهُمْ عَلَى مِثْلِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ السَّحَرَةُ يَوْمَ رَحِمْتَهُمْ

لله أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها

18 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قُدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْيٍ وَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ يَتَحَلَّبُ ثَدْيَاهَا , كُلَّمَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذْتُهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟» قَالُوا: لَا وَاللَّهِ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ، §لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ بِوَلَدِهَا»

لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد , ولو يعلم الكافر ما عند الله من

19 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طَمَعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ , وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ»

لله أرحم بعباده من أم الأفراخ بفراخها، اذهب بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن , قال: فذهب بهن

20 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَزِيعٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو مَنْظُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ عَامِرٍ الرَّامِ، أَخِي الْخَضِرِ قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: قَبِيلَةٌ مِنْ مُحَارِبٍ قَالَ: إِنِّي لَبِبِلَادِنَا , إِذْ رُفِعَتْ لِي رَايَاتٌ وَأَلْوِيَةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَقْبَلْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ قَدْ بُسِطَ لَهُ تَحْتَهَا كِسَاءٌ وَهُوَ جَالِسٌ , حَوْلَهُ أَصْحَابُهُ , فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ كِسَاءٌ , فِي يَدِهِ شَيْءٌ قَدِ الْتَفَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمَّا رَأَيْتُكَ أَقْبَلْتَ فَمَرَرْتُ بِغَيْضَةٍ مِنْ شَجَرٍ فَسَمِعْتُ فِيهَا أَصْوَاتَ فِرَاخِ طَائِرٍ , فَأَخَذْتُهُنَّ فَوَضَعْتُهُنَّ فِي كِسَائِي , فَأَقْبَلَتْ أُمُّهُنَّ فَاسْتَدَارَتْ عَلَى رَأْسِي , فَكَشَفْتُ لَهَا عَنْهُنَّ , فَوَقَعَتْ مَعَهُنَّ , فَلَفَفْتُهُنَّ جَمِيعًا , فَهُمْ أُولَاءِ مَعِي , قَالَ: «ضَعْهُنَّ عَنْكَ» , فَوَضَعْتُهُنَّ بِكِسَائِي , فَأَبَتْ إِلَّا لُزُومَهُنَّ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَعْجَبُونَ لِرَحْمَةِ أُمِّ الْأَفْرَاخِ بِفِرَاخِهَا؟ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ §لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ أُمِّ الْأَفْرَاخِ بِفِرَاخِهَا، اذْهَبْ بِهِنَّ حَتَّى تَضَعَهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُنَّ» , قَالَ: فَذَهَبَ بِهِنَّ فَرَدَّهُنَّ

لله أرحم بعبده يوم يأتيه , - أو يوم يلقاه - من أم واحد فرشت له بأرض قر، ثم قامت فلمست

21 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «§لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ يَوْمَ يَأْتِيهِ , - أَوْ يَوْمَ يَلْقَاهُ - مِنْ أُمِّ وَاحِدٍ فَرَشَتْ لَهُ بِأَرْضٍ قُرٍّ، ثُمَّ قَامَتْ فَلَمَسَتْ فِرَاشَهُ بِيَدِهَا , فَإِنْ كَانَتْ شَوْكَةٌ كَانَتْ بِهَا قَبْلَهُ , وَإِنْ كَانَ لَذْغَةٌ كَانَتْ بِهَا قَبْلَهُ»

لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم

22 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سَعْدٌ أَبُو مُجَاهِدٍ الطَّائِيُّ، عَنْ أَبِي الْمُدِلَّةِ، مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ»

لو كنتم لا تذنبون لأتى الله عز وجل بقوم يذنبون حتى يغفر لهم

23 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَوْ كُنْتُمْ لَا تُذْنِبُونَ لَأَتَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُمْ»

لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله عز وجل عبادا يذنبون فيغفر لهم , إنه هو الغفور

24 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§لَوْ أَنَّ الْعِبَادَ لَمْ يُذْنِبُوا لَخَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ , إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»

من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ قال: الله عز وجل قال: أفلحت ورب الكعبة , إذا يترك حقه , -

25 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " أَتَى أَعْرَابِيٌّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §مَنْ يُحَاسِبُ الْخَلْقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» قَالَ: أَفْلَحْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ , إِذًا يَتْرُكُ حَقَّهُ , - وَرُبَّمَا قَالَ: إِذًا لَا يَأْخُذُ حَقَّهُ -

لما علمت أن ربي عز وجل يلي محاسبتي زال عني حزني؛ لأن الكريم إذا حاسب عبده

26 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ أَحْمَدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ فِي جِنَازَةِ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ: «§لَمَّا عَلِمْتُ أَنَّ رَبِّيَ عَزَّ وَجَلَّ يَلِي مُحَاسَبَتِي زَالَ عَنِّي حُزْنِي؛ لِأَنَّ الْكَرِيمَ إِذَا حَاسَبَ عَبْدَهُ تَفَضَّلَ»

التوكل حسن الظن

27 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ عَنِ التَّوَكُّلِ، فَقَالَ: " أَرَى أَنَّ §التَّوَكُّلَ حُسْنُ الظَّنِّ

من حسن ظنه بالله عز وجل، ثم لا يخاف الله فهو مخدوع

28 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: «§مَنْ حَسُنَ ظَنُّهُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ لَا يَخَافُ اللَّهَ فَهُوَ مَخْدُوعٌ»

حدثني بالرخص لعلي ألقى الله عز وجل وأنا حسن الظن به

29 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: قَالَ أَبِي حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: «يَا مُعْتَمِرُ، §حَدِّثْنِي بِالرُّخَصِ لَعَلِّي أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنَا حَسَنُ الظَّنِّ بِهِ»

كانوا يستحبون أن يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته لكي يحسن ظنه بربه عز

30 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يُلَقِّنُوا الْعَبْدَ مَحَاسِنَ عَمَلِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ لِكَيْ يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله

31 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: " §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: «كَيْفَ تَجِدُكَ؟» قَالَ: أَرْجُو اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَخَافُ ذُنُوبِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو , وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ»

ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، ولو لقيتني بقراب الأرض

32 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: «§ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلَا أُبَالِي، وَلَوْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً وَلَوْ عَمِلْتَ مِنَ الْخَطَايَا حَتَّى تَبْلُغَ عَنَانَ السَّمَاءِ مَا لَمْ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي لَغَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي»

لما قضى الخلق كتب عنده في كتابه، فهو عنده فوق العرش؛ إن رحمتي غلبت

33 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَمَّا قَضَى الْخَلْقَ كَتَبَ عِنْدَهُ فِي كِتَابِهِ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ؛ إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي»

إن لي ربا كثير المعروف , فأنا أرجو أن لا يعدمني بعض معروف ربي أن يرحمني قال ثابت فرحمه

34 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا، قَالَ: " كَانَ شَابٌّ بِهِ رَهَقٌ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَعِظُهُ , تَقُولُ: أَيْ بُنَيَّ، إِنَّ لَكَ يَوْمًا , فَاذْكُرْ يَوْمَكَ , يَا بُنَيَّ، إِنَّ لَكَ يَوْمًا فَاذْكُرْ يَوْمَكَ، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، قَدْ كُنْتُ أُحَذِّرُكَ مَصْرَعَكَ هَذَا وَأَقُولُ لَكَ: إِنَّ لَكَ يَوْمًا فَاذْكُرْ يَوْمَكَ , فَقَالَ: يَا أُمَّهْ §إِنَّ لِي رَبًّا كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ , فَأَنَا أَرْجُو أَنْ لَا يَعْدِمَنِي بَعْضُ مَعْرُوفِ رَبِّي أَنْ يَرْحَمَنِيَ «قَالَ ثَابِتٌ فَرَحِمَهُ اللَّهُ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ فِي حَالِهِ تِلْكَ»

لله أرحم بي من والدتي , فقبض الفتى , قال: فخرج عليه عبد الملك بن مروان، فدخلت القبر مع

35 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: " كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى الشَّامِ فِي تِجَارَةٍ، وَعِظَمُ مَا كُنْتُ أَخْتَلِفُ مِنْ أَجْلِ أَبِي أُمَامَةَ فَإِذَا فِيهَا رَجُلُ مِنْ قَيْسٍ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ , فَكُنْتُ أَنْزِلُ عَلَيْهِ وَمَعَنَا ابْنُ أَخٍ لَهُ مُخَالِفٌ , يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ وَيَضْرِبُهُ فَلَا يُطِيعُهُ , فَمَرِضَ الْفَتَى فَبَعَثَ إِلَى عَمِّهِ فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ عَلَيْهِ , فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ يَسُبُّهُ وَيَقُولُ: أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ الْخَبِيثَ , أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا؟ أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا؟ قَالَ: أَفَرَغْتَ أَيْ عَمِّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ دَفَعَنِي إِلَى وَالِدَتِي , مَا كَانَتْ صَانِعَةً بِي؟ قَالَ: إِذًا وَاللَّهِ كَانَتْ تُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ , قَالَ: فَوَاللَّهِ §لَلَّهُ أَرْحَمُ بِي مِنْ وَالِدَتِي , فَقُبِضَ الْفَتَى , قَالَ: فَخَرَجَ -[45]- عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، فَدَخَلْتُ الْقَبْرَ مَعَ عَمِّهِ , قَالَ: فَخَطُّوَا لَهُ خَطًّا وَلَمْ يُلَحِّدُوا , قَالَ: فَقُلْنَا: بِاللَّبِنِ فَسَوَّيْنَاهُ , قَالَ: فَسَقَطَتْ مِنْهُ لَبِنَةٌ , فَوَثَبَ عَمُّهُ وَتَأَخَّرَ , قُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: مُلِئَ قَبْرُهُ نُورًا , وَفُسِحَ لَهُ فِيهِ مَدَّ الْبَصَرِ "

فإن الله عز وجل أرحم بي منها، فلما مات أنزلته القبر مع غيري , فذهبت أسوي لبنة فاطلعت في

36 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: " كَانَ لِيَ ابْنُ أُخْتٍ مُرَهَّقٌ، فَمَرِضَ , فَأَرْسَلَتْ إِلَيَّ أُمُّهُ , فَأَتَيْتُهَا فَإِذَا هِيَ عِنْدَ رَأْسِهِ تَبْكِي , فَقَالَ: يَا خَالِي , مَا يُبْكِيهَا؟ قُلْتُ: مَا تَعْلَمُ مِنْكَ , قَالَ: أَلَيْسَ إِنَّمَا تَرْحَمُنِي؟ قُلْتُ: بَلَى , قَالَ: §فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرْحَمُ بِي مِنْهَا، فَلَمَّا مَاتَ أَنْزَلْتُهُ الْقَبْرَ مَعَ غَيْرِي , فَذَهَبْتُ أُسَوِّي لَبِنَةً فَاطَّلَعْتُ فِي اللَّحْدِ؛ فَإِذَا هُوَ مَدُّ الْبَصَرِ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: هَلْ رَأَيْتَ مَا رَأَيْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ فَلْيَهْنِكَ ذَلِكَ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا "

ما أحب أن حسابي جعل إلى والدي؛ ربي خير لي من والدي

37 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: «§مَا أُحِبُّ أَنَّ حِسَابِيَ جُعِلَ إِلَى وَالِدَيَّ؛ رَبِّي خَيْرٌ لِي مِنْ وَالِدَيَّ»

كان شاب به رهق فاحتضر , فقالت له أمه: أي بني، توصي بشيء، قال: نعم , خاتمي لا تسلبينيه؛

38 - حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الرِّيَاحِيُّ، حَدَّثَنَا مُرَجَّا بْنُ وَدَاعٍ، قَالَ: " §كَانَ شَابٌّ بِهِ رَهَقٌ فَاحْتُضِرَ , فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: أَيْ بُنَيَّ، تُوصِي بِشَيْءٍ، قَالَ: نَعَمْ , خَاتَمِي لَا تَسْلُبِينِيهِ؛ فَإِنَّ فِيهِ ذِكْرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْحَمَنِي , قَالَ: فَمَاتَ فَرُئِيَ فِي النَّوْمِ , فَقَالَ: أَخْبِرُوا أُمِّي بِأَنَّ الْكَلِمَةَ قَدْ نَفَعَتْنِي، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَفَرَ لِي "

خرجت يوما أريد الجبان، فإذا بثلاثة نفر يحملون جنازة ومعهم امرأة , قال: فحملت معهم حتى

39 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبَّادٌ الْمُنَقِّرِيُّ: " §خَرَجْتُ يَوْمًا أُرِيدُ الْجَبَّانَ، فَإِذَا بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ يَحْمِلُونَ جِنَازَةً وَمَعَهُمُ امْرَأَةٌ , قَالَ: فَحَمَلْتُ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْجَبَّانِ، فَقُلْتُ: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ , فَقَالُوا: أَنْتَ فَصَلِّ عَلَيْهِ، فَإِنَّمَا نَحْنُ حَامِلُونَ , قَالَ: فَصَلَّيْتُ -[46]- عَلَيْهِ، وَدَفَنَّاهُ , فَبَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ إِذْ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ , فَأُرِيتُ فِي مَنَامِي , فَقِيلَ لِي: قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِلْمَيِّتِ , قَالَ: فَانْتَبَهْتُ فَزِعًا , فَسَأَلْتُ عَنْ أَمْرِهِ، فَقِيلَ: سَلِ الْمَرْأَةَ فَهِيَ أُمُّهُ , فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: مَا تُرِيدُ إِلَى ذَلِكَ؟ فَأَخْبَرْتُهَا , فَحَمِدَتِ اللَّهَ، وَقَالَتْ: كَانَ ابْنِي مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ , فَلَمَّا احْتُضِرَ قَالَ: يَا أُمَّهْ أَلْصِقِي خَدِّيَ بِالتُّرَابِ، فَفَعَلْتُ , فَقَالَ: ضَعِي قَدَمَيْكِ عَلَيْهِ , وَاسْتَوْهِبِينِي مِنْ رَبِّي لَعَلَّهُ أَنْ يَرْحَمَنِي , وَاقْلَعِي فَصَّ خَاتَمِي؛ فَإِنَّ فِيهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , فَاجْعَلِيهِ فِي كَفِّي , لَعَلَّ ذَلِكَ يَنْفَعُنِي , قَالَتْ: فَفَعَلْتُ بِهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَقُلْتُ لِبِشْرِ بْنِ مُعَاذٍ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا عَنْ عَبَّادٍ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ مِنْ أَصْحَابِنَا

فما كراهتي أن أذهب إلى من لا أرى الخير إلا منه

40 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ جَهْوَرٍ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيِّ، قَالَ: " مَرِضَ أَعْرَابِيٌّ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تَمُوتُ , قَالَ: وَأَيْنَ أَذْهَبُ؟ قَالُوا: إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , قَالَ: §فَمَا كَرَاهَتِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَى مَنْ لَا أَرَى الْخَيْرَ إِلَّا مِنْهُ "

ما أخرج من سلطان ربي إلى غيره , ولا نقلني من حال قط إلى حال إلا كان ما نقلني إليه خيرا

41 - حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " احْتُضِرَ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَازِمٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَبْشِرْ , فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أُبَالِي , أَمِتُّ أَمْ ذُهِبَ بِي إِلَى الْأُبُلَّةِ , وَاللَّهِ §مَا أَخْرُجُ مِنْ سُلْطَانِ رَبِّي إِلَى غَيْرِهِ , وَلَا نَقَلَنِي مِنْ حَالٍ قَطُّ إِلَى حَالٍ إِلَّا كَانَ مَا نَقَلَنِي إِلَيْهِ خَيْرًا مِمَّا نَقَلَنِي عَنْهُ "

مات سلمة بن عباد بن منصور، قال: فاجتمعنا عند أبيه , قال: وحزن له أبوه حزنا شديدا، فقال له

42 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: " §مَاتَ سَلَمَةُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَ أَبِيهِ , قَالَ: وَحَزِنَ لَهُ أَبُوهُ حُزْنًا شَدِيدًا، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا أَبَا سَلَمَةَ، إِنْ كُنْتَ حَرِيًا أَنْ لَا يَظْهَرَ مِنْكَ هَذَا الْجَزَعُ قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى إُلْفِهِ وَلَا فِرَاقِهِ وَلَكِنَّهُ مَاتَ عَلَى حَالٍ كُنْتُ أَحِبُ أَنْ يَمُوتَ -[47]- عَلَى حَالٍ أَحْسَنَ مِنْهَا قَالَ: فَلَمَّا وَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ لَقَدْ صِرْتَ إِلَى أَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ مِنَ الْغَدِ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا سَلَمَةَ، رَأَيْتُ سَلَمَةَ الْبَارِحَةَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: غُفِرَ لِي قُلْتُ: بِمَاذَا؟ قَالَ: مَرَرْتُ بِمُؤَذِّنِ آلِ فُلَانٍ يَوْمًا وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَشَهِدْتُ مَعَهُ فَكَأَنَّهُ خَفَّفَ حُزْنَهُ "

مات لمضر ابن كانت فيه خلال تكره فحزن عليه حزنا شديدا فقلت: هذا من مثلك كثير تحزن على ولد

43 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: " §مَاتَ لِمُضَرَ ابْنٌ كَانَتْ فِيهِ خِلَالٌ تُكْرَهُ فَحَزِنَ عَلَيْهِ حُزْنًا شَدِيدًا فَقُلْتُ: هَذَا مِنْ مِثْلكَ كَثِيرٌ تَحْزَنُ عَلَى وَلَدٍ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ لَكَ ذُخْرًا وَيَكُونُ نَفْعُهُ لَكَ بَاقِيًا قَالَ: فَبَكَا، ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ الَّذِي تَرَاهُ مِنْ حُزْنِي وَجْدًا عَلَيْهِ وَلَا ظَنًّا لِتَغَيُّبِ شَخْصِهِ عَنِّي؛ وَلَكِنْ حُزْنِي عَلَيْهِ وَاللَّهِ لَهُ عَلَى ذُنُوبِهِ، قَالَ حَكِيمٌ: ثُمَّ رَجَعَ وَاللَّهِ بَعْدُ إِلَى حُسْنِ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ مَا دَخَلَ قَلْبِي مِنَ الْجَزَعِ لَهُ وَالْخَوْفِ عَلَيْهِ مِنْكَ وَالْحَذَرِ أَنْ تَكُونَ نَظَرْتَ إِلَيْهِ مَسْرُورًا بَعْضَ مَا نَهَيْتَهُ عَنْهُ فَقُلْتُ: اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَلَسْتُ أَغْفِرُ لَكَ أَنَا. إِلَهِي، وَإِنَّ كُنْتَ جَعَلْتَنِي لَهُ وَالِدًا وَأَسْكَنْتَ قَلْبِي مِنَ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ مَا قَسَمْتَهَا لِلْوَلَدِ مِنَ الْوَالِدِ فَلَسْتُ أَبْلُغُ فِي ذَلِكَ مُنْتَهَى جُزْءٍ كَأَقَلِّ مَا يَكُونُ مِنَ الْعَدَدِ وَأَخَفُّ مَا يَكُونُ مِنَ الْوَزْنِ مِنْ أَجْزَاءٍ أَمَلِي لَهُ فِيكَ وَلِلْمُذْنِبِينَ مِنْ رَحْمَتِكَ وَمَغْفِرَتِكَ يَا رَحِيمُ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا ذَكَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ: أَسْلَمْنَا إِلَى مَنْ تَوَلَّى صُنْعَهُ وَخَلْقَهُ وَوَعَدَهُ مَغْفِرَتَهُ "

ألا أخبركم عن عبدين من بني إسرائيل: أما أحدهما فيرى بنو إسرائيل أنه أفضلهما في الدين

44 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْآدَمِيُّ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ آلِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ: " §أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ عَبْدَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيَرَى بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ أَفْضَلُهُمَا فِي الدِّينِ وَالْعِلْمِ وَالْخُلُقِ، وَالْآخَرُ تَرَى أَنَّهُ مُسْرِفٌ عَلَى نَفْسِهِ فَذُكِرَ عِنْدَهُ صَاحِبُهُ فَقَالَ: لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ فَقَالُ اللَّهِ: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ؟ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي وَأَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ لِهَذَا الرَّحْمَةَ، وَأَوْجَبْتُ لِهَذَا الْعَذَابَ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلَا تَأْلُوا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

كان رجلان في بني إسرائيل فكان أحدهما به رهق والآخر عابدا فكان لا يزال يقول له: ألا تكف

45 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ الْهِفَّانِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ الرَّسُولَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي طَلَبِ صَاحِبٍ لِي، فَإِذَا رَجُلٌ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا فَقَالَ لِي: يَا يَمَامِيُّ ادْنُهْ فَدَنَوْتُ، فَقَالَ لِي: يَا يَمَامِيُّ، لَا تَقُولَنَّ لِأَحَدٍ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ وَلَا يُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ نَهَيْتَنِي عَنْ شَيْءٍ كُنْتُ أَقُولُهُ إِذَا غَضِبْتُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِي وَحَشَمِي قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَكَانَ أَحَدُهُمَا بِهِ رَهَقٌ وَالْآخَرُ عَابِدًا فَكَانَ لَا يَزَالُ يَقُولُ لَهُ: أَلَا تَكُفُّ أَلَا تَقْصُرُ فَيَقُولُ: مَالِي وَلَكَ، دَعْنِي وَرَبِّي قَالَ: فَهَجَمَ عَلَيْهِ يَوْمًا فَإِذَا هُوَ عَلَى كَبِيرَةٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، وَاللَّهِ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمَا مَلَكًا فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا فَلَمَّا قَدِمَ بِهِمَا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: " ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي وَقَالَ لِلْعَابِدِ: حَظَرْتَ عَلَى عَبْدِي رَحْمَتِي أَكُنْتَ قَادِرًا عَلَى مَا تَحْتَ يَدِي؟ انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى النَّارِ " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ»

أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان وأن الله قال: من ذا الذي تألى علي أن لا أغفر لفلان

46 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ جُنْدُبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ: " §أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ وَأَنَّ اللَّهَ قَالَ: «مَنْ ذَا الَّذِي تَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» أَوْ كَمَا قَالَ

قال رجل فيمن مضى: والله لا يغفر الله لفلان أبدا فأوحى الله إلى نبي في زمانه أن أخبره أني

47 - حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: " §قَالَ رَجُلٌ فِيمَنْ مَضَى: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ أَبَدًا فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيٍّ فِي زَمَانِهِ أَنْ أَخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ أَعَلَيَّ تَأَلَّى؟ "

ابنك قد غفر له بحسن ظنه بربه

48 - زَعَمَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ أَبَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنِ ابْنِ أَخِي الشَّعْبِيِّ، أَوْ عَنِ ابْنِ عَمِّهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشَرَةِ أَوْلَادٍ لَهَا، فَقَالَتْ: هَؤُلَاءِ أَوْلَادِي مَعَكَ اغْزُ بِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو بِهِمْ فَكَانَتْ تَسْأَلُ عَنْهُمْ حَتَّى اسْتُشْهِدَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ فَكَانَتْ بِمَنْ مَضَى مِنْهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا مِنْهَا بِمَنْ بَقِيَ حَتَّى بَقِيَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فَكَانَ أَصْغَرَهُمْ وَكَانَ فِيهِ الْتِوَاءٌ فَمَرِضَ فَكَانَتْ أُمُّهُ عِنْدَ رَأْسِهِ تُمَرِّضُهُ وَتَبْكِي فَقَالَ: يَا أُمَّهْ، مَا لَكِ لِمَ تَبْكِينْ؟ لَإِخْوَتِي كَانُوا خَيْرًا لَكَ مِنِّي وَكَانَ فِيَّ عَلَيْكِ الْتِوَاءٌ؟ قَالَتْ: لِذَلِكَ أَبْكِي قَالَ: يَا أُمَّهْ، أَرَأَيْتِ لَوْ أَنَّ النَّارَ بَيْنَ يَدَيْكِ أَكُنْتِ تُلْقِينِي فِيهَا؟ قَالَتْ: لَا قَالَ: فَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَرْحَمُ بِي مِنْكِ قَالَ: فَمَاتَ؛ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §ابْنَكِ قَدْ غُفِرَ لَهُ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ»

ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من

49 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُزَنِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُبْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَا أَحَبَّ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْآيَةِ {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ» } [الزمر: 53]

لم تقنط الناس؟ ثم قرأ {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} [الزمر:

50 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ، قَالَ: " مَرَّ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى قَاصٍّ يَذْكُرُ النَّارَ فَقَالَ: يَا مُذَّكِرُ، §لِمَ تُقَنِّطُ النَّاسَ؟ ثُمَّ قَرَأَ {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53] "

أحب آية في القرآن إلي: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء:

51 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " §أَحَبُّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ إِلَيَّ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] "

من أصاب في الدنيا ذنبا فعوقب به فالله أعدل من أن يثني عقوبته على عبده، ومن أذنب في الدنيا

52 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ أَصَابَ فِي الدُّنْيَا ذَنْبًا فَعُوقِبَ بِهِ فَاللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّي عُقُوبَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ، وَمَنْ أَذْنَبَ فِي الدُّنْيَا ذَنْبًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ»

بتنا ليلة مع رجل من العابدين على الساحل بسيراف، فأخذ في البكاء، فلم يزل يبكي حتى خفنا

53 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: " §بِتْنَا لَيْلَةً مَعَ رَجُلٍ مِنَ الْعَابِدِينَ عَلَى السَّاحِلِ بِسِيرَافَ، فَأَخَذَ فِي الْبُكَاءِ، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى خِفْنَا طُلُوعَ الْفَجْرِ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ، ثُمَّ قَالَ: جُرْمِي عَظِيمٌ، وَعَفْوُكَ كَبِيرٌ، فَاجْمَعْ بَيْنَ جُرْمِي وَعَفْوِكَ يَا كَرِيمُ قَالَ: فَتَصَارَخَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ "

وإن كان كل ما عصيت به عظيما، فإنه في سعة رحمتك صغير

54 - زَعَمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنَّ شُعَيْبَ بْنَ مُحْرِزٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطٍ، قَالَ: " سَمِعْتُ أَبِي ذَكَرَ الْمَعَاصِيَ، فَأَكْبَرَهَا وَأَعْظَمَهَا ثُمَّ قَالَ: §وَإِنْ كَانَ كُلُّ مَا عَصَيْتُ بِهِ عَظِيمًا، فَإِنَّهُ فِي سَعَةِ رَحْمَتِكَ صَغِيرٌ "

سبحانك إلهي، إمهالك المذنبين أطمعني لهم في حسن عفوك عنهم، سبحانك إلهي، لم يزل قلبي يشهد

55 - زَعَمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مِسْمَعٌ، قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ ذَاتُ عَقْلٍ وَدِينٍ: «§سُبْحَانَكَ إِلَهِي، إِمْهَالُكَ الْمُذْنِبِينَ أَطْمَعَنِي لَهُمْ فِي حُسْنِ عَفْوِكَ عَنْهُمْ، سُبْحَانَكَ إِلَهِي، لَمْ يَزَلْ قَلْبِي يَشْهَدُ بِرِضَاكَ لِمَنْ نَالَ عَفْوَكَ، سُبْحَانَكَ إِلَهِي تَفَضُّلًا مِنْكَ وَامْتِنَانًا عَلَى خَلْقِكَ»

لا تزال المغفرة تحل بالعبد ما لم يرفع الحجاب، قيل: يا نبي الله، وما الحجاب؟ قال: الشرك

56 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي مَذْعُورٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا تَزَالُ الْمَغْفِرَةُ تَحُلُّ بِالْعَبْدِ مَا لَمْ يُرْفَعِ الْحِجَابُ» ، قِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَمَا الْحِجَابُ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِهِ، وَمَا مِنْ نَفْسٍ تَلْقَاهُ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا إِلَّا حَلَّتْ لَهَا الْمَغْفِرَةُ مِنَ اللَّهِ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهَا، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهَا» ، ثُمَّ قَالَ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ قَرَأَ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]

أحسنوا أيها الناس برب العالمين الظن؛ فإن الرب عند ظن عبده به

57 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ، وَفِي مِثْلِ هَذَا الشَّهْرِ فَقَالَ: «§أَحْسِنُوا أَيُّهَا النَّاسُ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ الظَّنَّ؛ فَإِنَّ الرَّبَّ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ بِهِ»

إذا كان يوم القيامة وفرغ الله من قضاء الخلق يبقى رجلان فيؤمر بهما إلى النار فيلتفت أحدهما

58 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ: أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، وَعُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، حَدَّثَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَفَرَغَ اللَّهُ مِنْ قَضَاءِ الْخَلْقِ يَبْقَى رَجُلَانِ فَيُؤْمَرُ بِهِمَا إِلَى النَّارِ فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: «رُدُّوهُ» فَيُرَدُّ فَيُقَالُ لَهُ: «لِمَ الْتَفَتَّ؟» فَيَقُولُ: كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تُدْخِلَنِيَ الْجَنَّةَ قَالَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: لَقَدْ أَعْطَانِيَ اللَّهُ حَتَّى لَوْ أَنِّي أَطْعَمْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا نَفِدَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي شَيْئًا قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَهُ يُرَى السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ "

إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما فقال الرب: أخرجوهما فأخرجا فقال لهما: لأي شيء اشتد

59 - قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: وَحَدَّثَنِي أَيْضًا، يَعْنِي رِشْدِينَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَنْعُمَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِنَّ رَجُلَيْنِ مِمَّنْ دَخَلَ النَّارَ اشْتَدَّ صِيَاحُهُمَا فَقَالَ الرَّبُّ: أَخْرِجُوهُمَا فَأُخْرِجَا فَقَالَ لَهُمَا: لِأَيِّ شَيْءٍ اشْتَدَّ صِيَاحُكُمَا؟ قَالَا: فَعَلْنَا ذَلِكَ لِتَرْحَمَنَا قَالَ: رَحْمَتِي لَكُمَا أَنْ تَنْطَلِقَا فَتُلْقِيَانِ أَنْفُسَكُمَا حَيْثُ كُنْتُمَا مِنَ النَّارِ قَالَ: فَيَنْطَلِقَانِ فَيُلْقِي أَحَدُهُمَا نَفْسَهُ فَجَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا وَيَقُومُ الْآخَرُ فَلَا يُلْقِي نَفْسَهَ فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُلْقِيَ نَفْسَكَ كَمَا أَلْقَى صَاحِبُكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تُعِيدَنِي فِيهَا بَعْدَمَا أَخْرَجْتَنِي فَيَقُولُ الرَّبُّ: لَكَ رَجَاؤُكَ فَيَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ جَمِيعًا بِرَحْمَةِ اللَّهِ "

يؤمر بإخراج رجلين من النار فإذا خرجا ووقفا قال الله لهما: كيف وجدتما مقيلكما وسوء

60 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " §يُؤْمَرُ بِإِخْرَاجِ رَجُلَيْنِ مِنَ النَّارِ فَإِذَا خَرَجَا وَوَقَفَا قَالَ اللَّهُ لَهُمَا: كَيْفَ وَجَدْتُمَا مَقِيلَكُمَا وَسُوءَ مَصِيرِكُمَا؟ فَيَقُولَانِ: شَرَّ مَقِيلٍ وَأَسْوَأَ مَصِيرٍ صَارَ إِلَيْهِ الْعِبَادُ فَيَقُولُ لَهُمَا: بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمَا وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ قَالَ: فَيَأْمُرُ بِصَرْفِهِمَا إِلَى النَّارِ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَيَعْدُو فِي أَغْلَالِهِ وَسَلَاسِلِهِ حَتَّى يَقْتَحِمَهَا، وَأَمَّا الْآخَرُ فَيَتَلَكَّاُ فَيَأْمُرُ بَرَدِّهِمَا فَيَقُولُ لِلَّذِي عَدَا فِي أَغْلَالِهِ وَسَلَاسِلِهِ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ وَقَدْ خَبُرْتَهَا؟ فَيَقُولُ: إِنِّي قَدْ خَبُرْتُ مِنْ وَبَالِ الْمَعْصِيَةِ مَا لَمْ أَكُنْ أَتَعَرَّضُ لِسَخَطِكَ ثَانِيَةً قَالَ: وَيَقُولُ لِلَّذِي تَلَكَّأَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَيَقُولُ: حُسْنُ ظَنِّي بِكَ حِينَ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَلَّا تَرُدَّنِي إِلَيْهَا فَيَرْحَمُهُمَا وَيَأْمُرُ بِهِمَا إِلَى الْجَنَّةِ "

ينصب أو يوضع للأنبياء عليهم السلام منابر من ذهب فيجلسون عليها ويبقى منبري لا أجلس عليه أو

61 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يُنْصَبُ أَوْ يُوضَعُ لِلْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ مَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا وَيَبْقَى مِنْبَرِي لَا أَجْلِسُ عَلَيْهِ أَوْ لَا أَقْعُدُ عَلَيْهِ فَإِنَّمَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّي مُنْتَصِبًا لِأُمَّتِي مَخَافَةَ أَنْ يَبْعَثَ بِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَتَبْقَى أُمَّتِي بَعْدِي فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، عَجِّلْ حِسَابَهُمْ فَيُدْعَا بِهِمْ فَيُحَاسَبُونَ فَمِنْهُمْ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِي فَمَا أَزَالُ أَشْفَعُ حَتَّى أُعْطَى صِكَاكًا لِرِجَالٍ قَدْ بُعِثَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ حَتَّى إِنَّ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، مَا تَرَكْتَ لِلنَّارِ لِغَضَبِ رَبِّكِ لِأُمَّتِكَ مِنْ نِقْمَةٍ "

إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك

62 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرْوِيُّ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36] وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {إِنَّ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنَّ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَكَا، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي وَبَكَا فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَاسْأَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ: «§إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوؤُكَ»

أوحى الله إلى نبيه محمد عليه السلام أتحب أن أجعل أمر أمتك إليك؟ قال: لا يا رب أنت خير لهم

63 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: " §أَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتُحِبُّ أَنْ أَجْعَلَ أَمْرَ أُمَّتِكَ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَا يَا رَبِّ أَنْتَ خَيْرٌ لَهُمْ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: إِذَنْ لَا أُخْزِيكَ فِيهِمْ "

لو علمتم قدر رحمة الله لاتكلتم وما عملتم من عمل ولو علمتم قدر غضبه ما نفعكم

64 - وَحَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا مُوسَى الْإِسْوَارِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَو عَلِمْتُمْ قَدْرَ رَحْمَةِ اللَّهِ لَاتَّكَلْتُمْ وَمَا عَمِلْتُمْ مِنْ عَمَلٍ وَلَوْ عَلِمْتُمْ قَدْرَ غَضَبِهِ مَا نَفَعَكُمْ شَيْءٌ»

لو يعلم العبد قدر عفو الله ما تورع من حرام ولو يعلم قدر عقوبته لبخع

65 - وَحَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَوْ يَعْلَمُ الْعَبْدُ قَدْرَ عَفْوِ اللَّهِ مَا تَوَرَّعَ مِنْ حَرَامٍ وَلَوْ يَعْلَمُ قَدْرَ عُقُوبَتِهِ لَبَخَعَ نَفْسَهُ»

ليغفرن الله عز وجل يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر

66 - حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصُّفَيْرَاءِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§لَيَغْفِرَنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْفِرَةً لَمْ تَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بِشْرٍ»

ما رأيت أحدا كان أعظم رجاء للموحدين من محمد بن سيرين رحمه الله؛ كان يتلو هؤلاء الآيات

67 - حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْظَمَ رَجَاءً لِلْمُوَحِّدِينَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ؛ كَانَ يَتْلُو هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات: 35] وَيَتْلُو {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [المدثر: 43] وَيَتْلُو {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 15] "

من أحسن منكم فليحمد الله، ومن أساء فليستغفر الله، ثم إن عاد فليستغفر الله، ثم إن عاد

68 - وَحَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَخْزُومٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: " خَرَجَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ نَاحِلُ الْجِسْمِ، فَخَطَبَ كَمَا كَانَ يَخْطُبُ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ §مَنْ أَحْسَنَ مِنْكُمْ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ أَسَاءَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ، ثُمَّ إِنْ عَادَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ، ثُمَّ إِنْ عَادَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ؛ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لِأَقْوَامٍ أَنْ يَعْمَلُوا أَعْمَالًا وَضَعَهَا اللَّهُ فِي رِقَابِهِمْ وَكَتَبَهَا عَلَيْهِمْ "

ما في القرآن آية أوسع من {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن

69 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: " أَيُّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ أَوْسَعُ؟ فَجَعَلُوا يَذْكُرُونَ آيًا مِنَ الْقُرْآنِ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110] أَوْ نَحْوَهَا فَقَالَ عَلِيٌّ: §مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَوْسَعُ مِنْ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] "

أكبر آية في القرآن فرجا آية في سورة الغرف: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} [الزمر:

70 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُتَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، يَقُولُ: " إِنَّ §أَكْبَرَ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ فَرَجًا آيَةٌ فِي سُورَةِ الْغُرَفَ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الزمر: 53] فَقَالَ مَسْرُوقٌ: صَدَقْتَ "

يخرج من النار - قال أبو عمران: أربعة قال ثابت: رجلان - فيعرضون على ربهم فيأمر بهم إلى

71 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ - قَالَ أَبُو عِمْرَانَ: أَرْبَعَةٌ قَالَ ثَابِتٌ: رَجُلَانِ - فَيُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ فَيَأْمُرُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، قَدْ كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ لَا تُعِيدَنِي فِيهَا قَالَ: فَيُنْجِيهِ اللَّهُ مِنْهَا "

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية {يا عبادي الذين أسرفوا} [الزمر: 53] على

72 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رَبِيعَةَ، وَحَجَّاجٌ الْأَنْمَاطِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ: " أَنَّهَا §سَمِعْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةِ {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} [الزمر: 53] عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وَلَا يُبَالِي {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] "

لا يخرج المؤمن من إيمانه ذنب كما لا يخرج الكافر من كفره إحسان

73 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ شَيْبَةَ الْحَرَّانِيُّ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ شَاكِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يُخْرِجُ الْمُؤْمِنَ مِنْ إِيمَانِهِ ذَنْبٌ كَمَا لَا يُخْرِجُ الْكَافِرَ مِنْ كَفَرِهِ إِحْسَانُ»

أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها أمتي

74 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفُضَيْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْهَا أُمَّتِي»

فمن آمن بي وأقر بذنبه غفرت له

75 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا حَجَّ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَضَى نُسُكَهُ أَتَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ بِالْأَبْطَحِ، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا آدَمُ: أَمَا إِنَّا قَدْ حَجَجْنَا هَذَا الْبَيْتَ قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَقَالَ آدَمُ: يَا رَبِّ، قَدْ قَضَيْتُ نُسُكِي فَمَا لِي؟ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْ سَلْنِي يَا آدَمُ مَا شِئْتَ قَالَ: فَإِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي وَلِوَلَدِي قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا آدَمُ، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَصَيْتَنِي وَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ وَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ ذَنْبَكَ الَّذِي عَصَيْتَنِي، وَأَمَّا وَلَدُكَ §فَمَنْ آمَنَ بِي وَأَقَرَّ بِذَنَبِهِ غَفَرْتُ لَهُ "

لما صبر إسحاق نفسه للذبح أعطي دعوة فدعا لمن قال: لا إله إلا الله أن يدخله الله عز وجل

76 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ، قَالَ: " §لَمَّا صَبَرَ إِسْحَاقُ نَفْسَهُ لِلذَّبْحِ أُعْطِيَ دَعْوَةً فَدَعَا لِمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَنْ يُدْخِلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ "

ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون

77 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ وَلَا مَنْشَرِهِمْ وَكَأَنِّي بِأَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رَؤُوسِهِمْ، وَيَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ "

من أسوأ هذا الجمع حالا؟ قال: الذي يظن أن الله عز وجل لا يغفر لهم

78 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: " جِئْتُ إلَى سُفْيَانَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَهُوَ جَاثٍ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَعَيْنَاهُ تَهْمِلَانِ فَبَكَيْتُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقُلْتُ: §مَنْ أَسْوَأُ هَذَا الْجَمْعِ حَالًا؟ قَالَ: الَّذِي يَظُنُّ أَنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُغْفَرَ لَهُمْ "

لا تأس على ما فاتك واعلم أنك لو رزقت شيئا لأتاك، ثم قال لي: أبشر فإنك على خير تدري من دعا

79 - حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُمَرَ بْنِ شَدَّادٍ التَّيْمِيُّ، مَوْلًى لِبَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ: " قَالَ لِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَكُنْتُ طَلَبْتُ الْغَزْوَ فَأَخْفَقْتُ وَأَنْفَقْتُ مَا كَانَ مَعِي فَأَتَانِي حِينَ بَلَغَهُ خَبَرِي وَقَدْ كَانَ عَرَفَنِي قَبْلَ ذَلِكَ بِطُولِ مُجَالَسَتِهِ فَقَالَ لِي §لَا تَأْسَ عَلَى مَا فَاتَكَ وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَوْ رُزِقْتَ شَيْئًا لَأَتَاكَ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَبْشِرْ فَإِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ تَدْرِي مَنْ دَعَا لَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ دَعَا لِي؟ قَالَ: دَعَا لَكَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَدَعَا لَكَ نَبِيُّ اللَّهِ نُوحٌ قَالَ: نَعَمْ، وَدَعَا لَكَ خَلِيلُ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: قُلْتُ دَعَا لِي هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ قَالَ: نَعَمْ وَدَعَا لَكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْتُ فَأَيْنَ دَعَا لِي هَؤُلَاءِ قال: فِي كِتَابٍ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [غافر: 7] قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ دَعَا لِي نَبِيُّ اللَّهِ نُوحٌ؟ قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [نوح: 28] قَالَ: قُلْتُ فَأَيْنَ دَعَا لِي خَلِيلُ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَهُ {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: 41] قَالَ: قُلْتُ فَأَيْنَ دَعَا لِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَهَزَّ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19] فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْوَعَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَبَرَّ بِأُمَّتِهِ وَأَرْأَفَ لَهَا وَأَرْحَمَ مِنْ أَنْ يَأْمُرَهُ بِشَيْءٍ فَلَا يَفْعَلُهُ "

إن لآدم عليه السلام من الله موقف في فسح من العرش عليه ثوبان أخضران كأنه نخلة سحوق ينظر

80 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ دِينَارٍ، حَدَّثَنِي قُثَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " §إِنَّ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ اللَّهِ مَوْقِفٌ فِي فَسَحَ مِنَ الْعَرْشِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقُ يَنْظُرُ إِلَى مَنْ يَنْطَلِقُ بِهِ مِنْ وَلَدِهِ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَنْظُرُ إِلَى مَنْ يَنْطَلِقُ بِهِ مِنْ وَلَدِهِ إِلَى النَّارِ قَالَ: فَبَيْنَا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْطَلِقُ بِهِ إِلَى النَّارِ فَيُنَادِي آدَمُ: يَا أَحْمَدُ، يَا أَحْمَدُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ يَا أَبَا الْبَشَرِ، فَيَقُولُ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِكَ يَنْطَلِقُ بِهِ إِلَى النَّارِ فَأَشُدُّ الْمِئْزَرَ وَأَهْرَعُ فِي أَثَرِ الْمَلَائِكَةِ وَأَقُولُ: يَا رُسُلَ رَبِّي، قِفُوا، فَيَقُولُونَ: نَحْنُ الْغِلَاظُ الشِّدَادُ الَّذِينَ لَا نَعْصِي اللَّهَ مَا أَمَرَنَا وَنَفْعَلُ مَا نُؤْمَرُ فَإِذَا أَيِسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ بِيَدِهِ الْيُسْرَى وَاسْتَقْبَلَ الْعَرْشَ بِوَجْهِهِ فَيَقُولُ: رَبِّ، أَلَيْسَ قَدْ وَعَدْتَنِي أَلَّا تُخْزِيَنِي فِي أُمَّتِي فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ الْعَرْشِ: أَطِيعُوا مُحَمَّدًا، وَرُدُّوا هَذَا الْعَبْدَ إِلَى الْمَقَامِ، فَأُخْرِجُ مِنْ حُجْزَتِي بِطَاقَةً بَيْضَاءَ كَالْأُنْمُلَةِ فَأُلْقِيهَا فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ الْيُمْنَى وَأَنَا أَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ فَتَرْجَحُ الْحَسَنَاتِ عَلَى السَّيِّئَاتِ، فَيُنَادِي: سَعِدَ وَسَعِدَ جَدُّهُ وَثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ، انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رُسُلَ رَبِّي قِفُوا أَسْأَلُ هَذَا الْعَبْدَ الْكَرِيمَ عَلَى اللَّهِ فَيَقُولُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مَا أَحْسَنَ وَجْهَكَ وَأَحْسَنَ خَلَقَكَ فَمَنْ أَنْتَ؟ فَقَدْ أَقَلْتَنِي عَثْرَتِي، وَرَحِمْتَ عَبْرَتِي فَيَقُولُ: أَنَا نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ، وَهَذِهِ صَلَوَاتُكَ الَّتِي كُنْتَ تُصَلِّي عَلَيَّ وَقَدْ وَفَّيْتُكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهَا "

لو أدخلني الله النار فصرت فيها ما أيسته

81 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ: «§لَوْ أَدْخَلَنِي اللَّهُ النَّارَ فَصِرْتُ فِيهَا مَا أَيِسْتُهُ»

ما تقولون في رجل يقتل في سبيل الله؟ قالوا: الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

82 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: «§مَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟» قَالُوا: الْجَنَّةُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " الْجَنَّةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ: فَمَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَنَّةُ إِنَّ شَاءَ اللَّهُ قَالَ: فَمَاذَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَاتَ فَقَامَ رَجُلَانِ ذَوَا عَدْلٍ فَقَالَا: لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْجَنَّةُ إِنَّ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ: فَمَاذَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَاتَ فَقَامَ رَجُلَانِ ذَوَا عَدْلٍ فَقَالَا: لَا نَعْلَمُ خَيْرًا " قَالُوا: النَّارُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَبْدٌ مُذْنِبٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ رَحِيمٌ»

ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله عز وجل والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله

83 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْعَثِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ §مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَا يُحْسِنُ عَبْدٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الظَّنَّ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ظَنُّهُ ذَلِكَ بِأَنَّ الْخَيْرَ فِي يَدِهِ»

أنا عند ظن عبدي بي فإن ظن بي خيرا فله الخير فلا تظنوا بالله إلا خيرا

84 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي صَالِحٌ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «§أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَإِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ الْخَيْرُ فَلَا تَظُنُّوا بِاللَّهِ إِلَّا خَيْرًا»

لا تذهب الدنيا حتى يقوم البكاؤون باك يبكي على دينه، وباك يبكي على دنياه فأحسنهم حالا

85 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْكَاهِلِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَقُومَ الْبَكَّاؤُونَ بَاكٍ يَبْكِي عَلَى دِينِهِ، وَبَاكٍ يَبْكِي عَلَى دُنْيَاهُ فَأَحْسَنُهُمْ حَالًا أَحْسَنُهُمْ ظَنًّا بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

ما أدري ما أقول لكم إلا أنكم ستعاينون غدا من عفو الله ما لم يكن لكم في حساب قال: ثم ما

86 - حُدِّثْتُ عَنْ بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الصَّوَّافِ، قَالَ: " دَخَلْنَا عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِي الْعَشِيَّةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا فَقُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: " §مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا أَنَّكُمْ سَتُعَايِنُونَ غَدًا مِنْ عَفْوِ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُنْ لَكُمْ فِي حِسَابٍ قَالَ: ثُمَّ مَا بَرِحْنَا حَتَّى أَغْمَضْنَاهُ "

إني لأرجو أن ترى من عفو الله عز وجل يوم القيامة ما تخرق له كساءك هذا من

87 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ شَيْخٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: " لَقِيَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَبَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ مَالِكٌ: إِلَى كَمْ تُحَدِّثُ النَّاسَ بِالرُّخَصِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا يَحْيَى، §إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَرَى مِنْ عَفْوِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا تَخْرِقُ لَهُ كِسَاءَكَ هَذَا مِنَ الْفَرَحِ "

إني قد خلقت ابن آدم لثلاث؛ أخرج منه ذرية يعبدوني وتلا {يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من

88 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَزْرَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: " لَمَّا أُرِيَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَأَى رَجُلًا يَعْصِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَدَعَا عَلَيْهِ، ثُمَّ آخَرَ، ثُمَّ آخَرَ، ثُمَّ آخَرَ فَدَعَا عَلَيْهِمْ فَهُلِكُوا، فَنُودِيَ: يَا صَاحِبَ الدَّعْوَةِ، §إِنِّي قَدْ خَلَقْتُ ابْنَ آدَمَ لِثَلَاثٍ؛ أُخْرِجُ مِنْهُ ذُرِّيَّةً يَعْبُدُونِي وَتَلَا {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرُجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} [يونس: 31] أَوْ يَتُوبَ إِلَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْهَرَمِ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ وَلَا تَأْخُذُنِي عَجَلَةُ الْعِبَادِ أَوْ يَتَمَادَى فَالنَّارُ مِنْ وَرَائِهِ "

من أعظم خصلة ترجى للمؤمن أن يكون أشد الناس خوفا على نفسه، وأرجاه لكل

89 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: «§مِنْ أَعْظَمِ خَصْلَةٍ تُرْجَى لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ النَّاسِ خَوْفًا عَلَى نَفْسِهِ، وَأَرْجَاهُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ»

الله عز وجل أوحى إلى بعض أنبيائه: بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي وما يكابدون في طلب

90 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: بَلَغَنِي " أَنَّ §اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ: بِعَيْنَيَّ مَا يَتَحَمَّلُ الْمُتَحَمِّلُونَ مِنْ أَجْلِي وَمَا يُكَابِدُونَ فِي طَلَبِ مَرْضَاتِي أَتُرَانِي أَنْسَى لَهُمْ عَمَلًا؟ كَيْفَ وَأَنَا الرَّحِيمُ بِخَلْقِي؟ وَلَوْ كُنْتُ مُعَاجِلًا بِالْعُقُوبَةِ أَحَدًا أَوْ كَانَتِ الْعُقُوبَةُ مِنْ شَأْنِي لَعَاجَلْتُ بِهَا الْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِي وَلَوْ يَرَى عِبَادِيَ الْمُؤْمِنُونَ كَيْفَ أَسْتَوْهِبُهُمْ مِمَّنْ ظَلَمُوهُ، ثُمَّ أَحْكُمُ لِمَنْ وَهَبَهُمْ بِالْخُلْدِ الْمُقِيمِ فِي جَوَارِي إِذَا مَا اتَّهَمُوا فَضْلِي وَكَرَمِي "

لو كانت المعاصي التي عصيتها طاعة أطعت فيها ما زاد على النعم التي تنيلها، وإنك لتزيد في

91 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ ابْنُ السِّمَاكِ: «تَبَارَكْتَ يَا عَظِيمُ، §لَوْ كَانَتِ الْمَعَاصِي الَّتِي عَصَيْتُهَا طَاعَةً أَطَعْتُ فِيهَا مَا زَادَ عَلَى النِّعَمِ الَّتِي تُنِيلُهَا، وَإِنَّكَ لَتَزِيدُ فِي الْإِحْسَانِ إِلَيْنَا حَتَّى كَأَنَّ الَّذِي أَتَيْنَا مِنَ الْإِسَاءَةِ إِحْسَانًا، فَلَا أَنْتَ بِكَثْرَةِ الْإِسَاءَةِ مِنَّا تَدَعُ الْإِحْسَانَ إِلَيْنَا، وَلَا نَحْنُ بِكَثْرَةِ الْإِحْسَانِ مِنْكَ إِلَيْنَا عَنِ الْإِسَاءَةِ نَقْلَعُ، أَبِيتَ إِلَّا إِحْسَانًا وَإِجْمَالًا وَأَبَيْنَا إِلَّا إِسَاءَةً وَاجْتِرَامًا فَمَنْ ذَا الَّذِي يُحْصِي نِعَمَكَ وَيَقُومُ بِأَدَاءِ شُكْرِكَ إِلَّا بِتَوْفِيقِكَ وَنِعَمِكَ وَلَقَدْ فَكَّرْتُ فِي طَاعَةِ الْمُطِيعِينَ فَوَجَدْتُ رَحْمَتَكَ مُتَقَدِّمَةً لِطَاعَتِهِمْ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمَا وَصَلُوا إِلَيْهَا فَنَسْأَلُكَ بِالرَّحْمَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ لِلْمُطِيعِينَ قَبْلَ طَاعَتِهِمْ لِمَا مَنَنْتَ بِهَا عَلَى الْعَاصِينَ بَعْدَ مَعْصِيَتِهِمْ»

من رجا شيئا طلبه، ومن خاف شيئا هرب منه، ما أدري ما حسب رجاء امرئ عرض له بلاء لم يصبر عليه

92 - حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ صَاحِبٍ لَهُ قَالَ: قَالَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ: «§مَنْ رَجَا شَيْئًا طَلَبَهُ، وَمَنْ خَافَ شَيْئًا هَرَبَ مِنْهُ، مَا أَدْرِي مَا حَسْبُ رَجَاءِ امْرِئٍ عُرِضَ لَهُ بَلَاءٌ لَمْ يَصْبِرْ عَلَيْهِ لِمَا يَرْجُو، وَلَا أَدْرِي مَا حَسْبُ خَوْفِ امْرِئٍ عُرِضَتْ لَهُ شَهُوَةٌ لَمْ يَدَعْهَا لِمَا يَخَافُ»

اللهم ارحم قوما أطاعوك في أحب طاعتك إليك: الإيمان بك والتوكل عليك، وارحم قوما أطاعوك في

93 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ خُزَيْمَةَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَابِدِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: " §اللَّهُمَّ ارْحَمْ قَوْمًا أَطَاعُوكَ فِي أَحَبِّ طَاعَتِكَ إِلَيْكَ: الْإِيمَانِ بِكَ وَالتَّوَكُلِ عَلَيْكَ، وَارْحَمْ قَوْمًا أَطَاعُوكَ فِي تَرْكِ أَبْغَضِ الْمَعَاصِي إِلَيْكَ: الشِّرْكِ بِكَ وَالِافْتَرَاءِ عَلَيْكَ قَالَ: فَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: إِنْ كَانَ كُلُّ مَا عُصِيَ اللَّهُ بِهِ عَظِيمًا؛ فَإِنَّهُ فِي سَعَةِ رَحْمَتِهِ صَغِيرٌ "

ليغفرن الله عز وجل يوم القيامة مغفرة ما خطرت على قلب بشر، والذي نفس محمد بيده ليغفرن الله

94 - حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ §لَيَغْفِرَنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْفِرَةً مَا خَطَرَتْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيَغْفِرَنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْفِرَةً يَتَطَاوَلُ لَهَا إِبْلِيسُ رَجَاءَ أَنْ تُصِيبَهُ»

إن الذي أدرك منك عدوك بقنوطك من رحمة الله أعظم من ذنبك الذي أذنبت، فقال الرجل: هاه،

95 - حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ يُونُسَ، قَاضِي جَرْجَرَايَا، حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: " قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ هَاهُنَا رَجُلًا قَدْ خُولِطَ وَلَمْ يَكُنْ بِحَالِهِ بَأْسٌ فَظَنَنَّا أَنَّهُ أَذْنَبَ ذَنْبًا يَرَى فِي نَفْسِهِ أَنَّ ذَلِكَ الذَّنْبَ لَا يُغْفَرُ لَهُ فَصَارَ إِلَى مَا تَرَى قَالَ: عَلَيَّ بِهِ، فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " اسْمَعْ مَا أَقُولُ لَكَ: §إِنَّ الَّذِي أَدْرَكَ مِنْكَ عَدُوَّكَ بِقُنُوطِكَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَنْبِكَ الَّذِي أَذْنَبْتَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: هَاهْ، فَأَفَاقَ "

خفت نفسي ورجوت ربي فأنا أحب أن أفارق من أخاف إلى من أرجوه

96 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: سَمِعْتُ زُهَيْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا شَيْبَةَ الزُّبَيْدِيَّ، يَقُولُ: «§خِفْتُ نَفْسِي وَرَجَوْتُ رَبِّي فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أُفَارِقَ مَنْ أَخَافُ إِلَى مَنْ أَرْجُوهُ»

أخرج من بين ظهراني من أخاف فتنته وأقدم علي من لا أشك في رحمته. وأخبرني عبد الله قال: قيل

98 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: " لَمَّا احْتُضِرَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلِيمِيُّ ضَحِكَ وَقَالَ: §أَخْرِجْ مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانِي مَنْ أَخَافُ فِتْنَتَهُ وَأَقْدِمْ عَلَيَّ مَنْ لَا أَشُكُّ فِي رَحْمَتِهِ ". وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قِيلَ لَهُ أَوْصِي بِدَيْنِكَ قَالَ: «أَنَا أَرْجُو رَبِّي لِذَنْبِي لَا أَرْجُوهُ لِدَيْنِي فَلَمَّا مَاتَ قَضَى عَنْهُ دَيْنَهُ بَعْضُ إِخْوَانِهِ»

وإني لأرجو الله حتى كأنني ... أرى بجميل الظن ما الله صانع

أَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ النَّمَرِيُّ: [البحر الطويل] §وَإِنِّي لَأَرْجُو اللَّهَ حَتَّى كَأَنَّنِي ... أَرَى بِجَمِيلِ الظَّنِّ مَا اللَّهُ صَانِعُ

ما رأيت أحدا كان أعظم رجاء لهذه الأمة من محمد بن سيرين وأشد خوفا على نفسه

99 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْظَمَ رَجَاءً لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَأَشَدَّ خَوْفًا عَلَى نَفْسِهِ مِنْهُ»

صلى محمد بن المنكدر على رجل من أهل المدينة كان يؤبن بشر وقال: إني لأستحيي من الله عز وجل

100 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: " §صَلَّى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانَ يُؤَبِّنُ بِشَرٍّ وَقَالَ: إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعْلَمَ مِنْ قَلْبِي أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّ رَحْمَتَهُ عَجَزَتْ عَنْهُ

وقف الحسن رحمه الله على قبر وكيع بن أبي الأسود، فقال: اللهم ارحم وكيعا؛ فإن رحمتك لن تعجز

101 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: " §وَقَفَ الْحَسَنُ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَى قَبْرِ وَكِيعِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْ وَكِيعًا؛ فَإِنَّ رَحْمَتَكَ لَنْ تَعْجِزْ عَنْ وَكِيعٍ "

لله أحب إلي من عيني هاتين أتراه معذبي بعدها

102 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ مِسْكِينٍ، قَالَ: " قِيلَ لِلْفَرَزْدَقِ عَلَامَ تَقْذِفُ الْمُحْصَنَاتِ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ §لَلَّهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ أَتُرَاهُ مُعَذِّبِي بَعْدَهَا "

يا أبا فراس ما أعددت لهذا؟ قال: شهادة ألا إله إلا الله منذ ثمانين سنة فقال: اثبت عليها

103 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا شَمْلَةُ بْنُ هَزَّالِ أَبُو الْحَتْرُوشِ الْبَخْتَرِيُّ، قَالَ: " سَمِعْتُ الْحَسَنَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي جِنَازَةٍ فِيهَا الْفَرَزْدَقُ وَالْقَوْمُ حَافِّينَ بِالْقَبْرِ يَتَذَاكَرُونَ الْمَوْتَ فَقَالَ الْحَسَنُ: §يَا أَبَا فِرَاسٍ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا؟ قَالَ: شَهَادَةُ أَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً فَقَالَ: اثْبُتْ عَلَيْهَا وَأَبْشِرْ أَوْ نَحْوَ هَذَا " وَفِي غَيْرِ حَدِيثِ الْأَزْهَرِ قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: نِعْمَتِ الْعُدَّةُ وَنِعْمَتِ الْعُدَّةُ

نفعتني الكلمة التي راجعت بها الحسن عند القبر

104 - حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ لِبطَةَ بْنِ الْفَرَزْدَقِ، قَالَ: " رَأَيْتُ أَبِي فِي النَّوْمِ فَقَالَ: أَيْ بُنَيْ §نَفَعَتْنِي الْكَلِمَةُ الَّتِي رَاجَعْتُ بِهَا الْحَسَنَ عِنْدَ الْقَبْرِ

مهما صنعت فلا تقنطن

105 - وَحَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ لِبطَةَ بْنِ الْفَرَزْدَقِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا الْفَرَزْدَقُ، فَقَالَ أَرَى قَدَّ مُمْيَتِكَ صَغِيرَتَيْنِ، وَكَمْ مِنْ مُحْصَنَةٍ قَدْ قَذَفْتَهَا وَإِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْضًا عَرْضُهُ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى كَذَا وَكَذَا فَإِنِ اسْتَطَعْتَ فَلَا تُحْرَمْهُ فَلَمَّا قُمْتُ قَالَ: «§مَهْمَا صَنَعْتَ فَلَا تَقْنَطَنَّ»

إن من وراء ابنك ثلاث خلال أما أولها فشهادة ألا إله إلا الله، وأما الثانية فشفاعة رسول

106 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: " أَبْطَأَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَخٌ لَهُ كَانَ يَأْنَسُ بِهِ فَسَأَلَهُ عَنْ إِبْطَائِهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ مَشْغُولٌ بِمَوْتِ ابْنٍ لَهُ، وَأَنَّ ابْنَهُ كَانَ مِنَ الْمُسْرِفِينَ عَلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: §إِنَّ مِنْ وَرَاءِ ابْنِكَ ثَلَاثَ خِلَالٍ أَمَّا أَوَّلُهَا فَشَهَادَةُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَشَفَاعَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَرَحْمَةُ اللَّهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ "

بينا رجل مستلق إذ نظر إلى السماء وإلى النجوم فقال: إني لأعلم أن لك ربا وخلاقا اللهم اغفر

107 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §بَيْنَا رَجُلٌ مُسْتَلْقٍ إِذْ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ وَإِلَى النُّجُومِ فَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ لَكِ رَبًّا وَخَلَّاقًا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ "

كان رجل يعمل السيئات، وإنه خرج إلى البرية فجمع ترابا فاضطجع عليه مستلقيا فقال: يا رب،

108 - حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبِ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ مُوَرِّقٍ، قَالَ: " §كَانَ رَجُلٌ يَعْمَلُ السَّيِّئَاتِ، وَإِنَّهُ خَرَجَ إِلَى الْبَرِيَّةِ فَجَمَعَ تُرَابًا فَاضْطَجَعَ عَلَيْهِ مُسْتَلْقِيًا فَقَالَ: يَا رَبِّ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لِيَعْرِفُ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ وَيُعَذِّبُ فَغَفَرَ لَهُ "

بينما رجل خبيث فتذكر يوما إذ قال: اللهم غفرانك اللهم غفرانك فغفر له

109 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ، قَالَ: " §بَيْنَمَا رَجُلٌ خَبِيثٌ فَتَذْكُرَ يَوْمًا إِذْ قَالَ: اللَّهُمَّ غُفْرَانَكَ اللَّهُمَّ غُفْرَانَكَ فَغُفِرَ لَهُ "

إن عبدا في جهنم ينادي ألف سنة: يا حنان يا منان فيقول الله عز وجل لجبريل عليه السلام: اذهب

110 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ أَبِي ظِلَالٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّ عَبْدًا فِي جَهَنَّمَ يُنَادِي أَلْفَ سَنَةٍ: يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: اذْهَبِ ائْتِنِي بِعَبْدِي هَذَا قَالَ: فَيَذْهَبُ جِبْرِيلُ فَيَجِدُ أَهْلَ النَّارِ مُنْكَبِّينَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فَيَرْجِعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُخْبِرُهُ فَيَقُولُ: ائْتِنِي بِعَبْدِي؛ فَإِنَّهُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا قَالَ: فَيَجِيءُ بِهِ فَيُوقَفُ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ لَهُ: يَا عَبْدِي كَيْفَ وَجَدْتَ مَكَانَكَ؟ وَكَيْفَ وَجَدْتَ مَقِيلَكَ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، شَرُّ مَكَانٍ وَشَرُّ مَقِيلٍ، فَيَقُولُ: رُدُّوا عَبْدِي فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ تُعِيدَنِي فِيهَا فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: دَعُوا عَبْدِي "

اللهم فأقل العثرة وعاف من الزلة وجد بحلمك على جهل من لم يرج غيرك، ولم يثق إلا بك؛ فإنك

111 - حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ حَيَّانَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، قَالَ: " تَمَثَّلَ مُعَاوِيَةُ عِنْدَ الْمَوْتِ: [البحر الطويل] هُوَ الْمَوْتُ لَا مَنْجَا مِنَ الْمَوْتِ وَالَّذِي ... نُحَاذِرُ بَعْدَ الْمَوْتِ أَدْهَى وَأَفْظَعُ ثُمَّ قَالَ: §اللَّهُمَّ فَأَقِلِ الْعَثْرَةَ وَعَافِ مِنَ الزَّلَّةِ وَجُدْ بِحِلْمِكَ عَلَى جَهْلِ مَنْ لَمْ يَرْجُ غَيْرَكَ، وَلَمْ يَثِقْ إِلَّا بِكَ؛ فَإِنَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ لَيْسَ لِذِي خَطِيئَةٍ مَهْرَبٌ إِلَّا أَنْتَ ". قَالَ: فَبَلَغَنِي أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ بَلَغَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: «لَقَدْ رَغِبَ إِلَى مَنْ لَا مَرْغُوبَ إِلَيْهِ مِثْلَهُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَلَّا يُعَذِّبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»

إن تناقش يكن نقاشك يا رب، عذابا لا طوق لي بالعذاب، أو تجاوز فأنت رب رحيم عن مسيء ذنوبه

112 - حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الْمُنْذِرِ الْكُوفِيِّ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ جَعَلَ يَقُولُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ: «§إِنْ تُنَاقِشْ يَكُنْ نِقَاشُكَ يَا رَبِّ، عَذَابًا لَا طَوْقَ لِي بِالْعَذَابِ، أَوْ تُجَاوِزْ فَأَنْتَ رَبٌّ رَحِيمٌ عَنْ مُسِيءٍ ذُنُوبُهُ كَالتُّرَابِ»

اللهم إن ذنوبي عظمت فجلت عن الصفة، وإنها صغيرة في جنب عفوك فاعف عني

113 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: " لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ كَلَامًا عَلَى أَعْوَادِهِ هَذِهِ حَسَدْتُهُ عَلَيْهِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: §اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي عَظُمَتْ فَجَلَّتْ عَنِ الصِّفَّةِ، وَإِنَّهَا صَغِيرَةٌ فِي جَنْبِ عَفْوِكَ فَاعْفُ عَنِّي "

وإني لآتي الذنب أعرف قدره ... وأعلم أن الله يعفو ويغفر

114 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَنْشَدَنِي أَبُو عِمْرَانَ السُّلَمِيُّ: [البحر الطويل] §وَإِنِّي لَآتِي الذَّنْبَ أَعْرِفُ قَدْرَهُ ... وَأَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ يَعْفُو وَيَغْفِرُ لَئِنْ عَظَّمَ النَّاسُ الذُّنُوبَ فَإِنَّهَا ... وَإِنْ عَظُمَتْ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ تَصْغُرُ "

كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يبغض الحجاج فنفس عليه بكلمة قالها عند الموت: اللهم اغفر

115 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: " §كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ يَبْغُضُ الْحَجَّاجَ فَنَفَّسَ عَلَيْهِ بِكَلِمَةٍ قَالَهَا عِنْدَ الْمَوْتِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّكَ لَا تَفْعَلُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَحَدَّثَنِي غَيْرُ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ أَنَّ ذَلِكَ بَلَغَ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ فَقَالَ: أَقَالَهَا، قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: عَسَى "

إذا كان يوم القيامة دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار وبقي الذين عليهم الحساب نادى

116 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا سَدُوسٌ، صَاحِبُ السَّابِرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ وَبَقِيَ الَّذِينَ عَلَيْهِمُ الْحِسَابُ نَادَى مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: يَا أَهْلَ الْجَمْعِ تَتَارَكُوا الْمَظَالِمَ بَيْنَكُمْ وَثَوَابُكُمْ عَلَيَّ "

يجيء المؤمن يوم القيامة قد أخذ صاحب الدين فيقول: ديني على هذا فيقول الله عز وجل: أنا أحق

117 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: " كُنْتُ فِي جَيْشٍ بِالشَّامِ فَجَمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْقَاضِي أَمِيرُ الْجُنْدِ فَحَدَّثَنِي الْقَاضِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: " §يَجِيءُ الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدْ أَخَذَ صَاحِبَ الدَّيْنِ فَيَقُولُ: دَيْنِي عَلَى هَذَا فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْ عَبْدِي قَالَ: فَيَرْضَى هَذَا مِنْ دَيْنِهِ وَيَعْفُو لِهَذَا "

فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم؛ فإن الله عز وجل يصلح بين المؤمنين يوم

118 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ الْحَبَطِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ إِذْ رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَالَ: رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي جَثَيَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَبِّ، خُذْ لِي مَظْلَمَتِي مِنْ أَخِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَعْطِ أَخَاكَ مَظْلَمَتَهُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، لَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِي شَيْءٌ قَالَ: يَا رَبِّ، فَلْيَحْمِلْ عَنِّي مِنْ أَوْزَارِي فَفَاضَتْ عَيْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَيَوْمٌ عَظِيمٌ يَوْمٌ يَحْتَاجُ النَّاسُ فِيهِ إِلَى أَنْ يُحْمَلَ عَنْهُمْ مِنْ أَوْزَارِهِمْ قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُطَالِبِ: ارْفَعْ رَأْسَكَ فَانْظُرْ إِلَى الْجِنَانِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: يَا رَبِّ، أَرَى مَدَائِنَ مِنْ فِضَّةٍ وَقُصُورًا مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةً بِاللُّؤْلُؤِ لِأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا؟ لِأَيِّ صِدِّيقٍ هَذَا؟ لِأَيِّ شَهِيدٍ هَذَا؟ قَالَ اللَّهُ هَذَا لِمَنْ أَعْطَانِيَ الثَّمَنَ قَالَ: يَا رَبِّ فَمَنْ يَمْلِكُ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَنْتَ تَمْلِكُهُ، قَالَ: بِمَاذَا يَا رَبِّ؟ قَالَ: بِعَفْوِكَ عَنْ أَخِيكَ قَالَ: يَا رَبِّ، قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: خُذْ بِيَدِ أَخِيكَ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: §فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

عود لسانك: اللهم اغفر لي؛ فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائلا

119 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ أَيْ بُنَيْ §عَوِّدْ لِسَانَكَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّ لِلَّهِ سَاعَاتٍ لَا يَرُدُّ فِيهِنَّ سَائِلًا "

التقى رجلان في السوق فقال أحدهما للآخر: يا أخي، تعال حتى تدعو الله في غفلة الناس ففعلا،

120 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ ابْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: " §الْتَقَى رَجُلَانِ فِي السُّوقِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: يَا أَخِي، تَعَالَ حَتَّى تَدْعُوَ اللَّهَ فِي غَفَلَةِ النَّاسِ فَفَعَلَا، ثُمَّ مَاتَ أَحَدُهُمَا فَأَتَاهُ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ: يَا أَخِي، عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لَنَا عَشِيَّةَ الْتَقَيْنَا فِي السُّوقِ "

ما منتهى الخوف؟ قال: إجلال الله عن مقام السوءات، قال: قلت: فما منتهى الرجاء؟ قال: تأميل

121 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَطَرٍ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: " قُلْتُ لِزِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ: §مَا مُنْتَهَى الْخَوْفِ؟ قَالَ: إِجْلَالُ اللَّهِ عَنْ مَقَامِ السَّوْءَاتِ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا مُنْتَهَى الرَّجَاءِ؟ قَالَ: تَأَمِيلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ الْحَالَاتِ "

لو لم تذنبوا لجاء الله عز وجل بقوم يذنبون، ثم يغفر لهم

122 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعْدَانَ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُجَاهِدِ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُدِلَّةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، ثُمَّ يَغْفِرُ لَهُمْ»

إنما جعلت الرحمة للذنوب

123 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: «§إِنَّمَا جُعِلَتِ الرَّحْمَةُ لِلذُّنُوبِ»

إن أحق من استغفر له المذنب

124 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§إِنَّ أَحَقَّ مَنِ اسْتُغْفِرَ لَهُ الْمُذْنِبُ»

جاء حبيب أبو محمد إلى خشبة ابن برجان وهو مصلوب فجعل يدعو له ويترحم عليه فقيل له: تدعو

125 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُجَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ قَالَ: " §جَاءَ حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ إِلَى خَشَبَةَ ابْنِ بَرَّجَانَ وَهُوَ مَصْلُوبٌ فَجَعَلَ يَدْعُو لَهُ وَيَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ فَقِيلَ لَهُ: تَدْعُو لِابْنِ بَرَّجَانَ؟ قَالَ: فَلِمَنْ أَدْعُو؛ لِلْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ قَالَ: فَرُؤيَ لِابْنِ بَرَّجَانَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ قَالَ: دَخَلْتُهَا بِدَعْوَةِ حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ "

إن الله عز وجل يحب أن يغفر

126 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: " بَيْنَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ أُصَلِّي إِذْ قُلْتُ: لَوْ عَلِمْتُ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَرْضَاهَا لَهُ أَجْهَدْتُ فِيهِ نَفْسِي فَغَلَبَتْنِي عَيْنَايَ، فَأَتَيْتُ فِي مَنَامِي فَقِيلَ لِي: إِنَّكَ تُرِيدُ أَمْرًا لَا يَكُونُ؛ §إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ "

إني لأرجو ربي وقد صمت له ثمانين رمضان

127 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: " دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ نَعُودُهُ فَذَهَبَ بَعْضُ الْقَوْمِ يُرَجِّيهِ، فَقَالَ: §إِنِّي لَأَرْجُو رَبِّي وَقَدْ صُمْتُ لَهُ ثَمَانِينَ رَمَضَانَ "

ما أكره لقاء ربي

128 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَزْهَرُ: دَخَلْنَا عَلَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ نَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ: «§مَا أَكْرَهُ لِقَاءَ رَبِّي»

إذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين خلقه قال: من كان مسلما فليدخل الجنة

129 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ ذَهَبَ عَنِّيَ اسْمُهُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنِ} [الحجر: 2] قَالَ: " §إِذَا فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ خَلْقِهِ قَالَ: مَنْ كَانَ مُسْلِمًا فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ "

كبرت علي خطاي وكثرت حتى لقد آيستني من عظيم عفو الله، ثم قال: وأنى آيس منك وأنت الذي جدت

130 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: قَالَ فَتْحٌ الْمَوْصِلِيُّ: " §كَبُرَتْ عَلَيَّ خُطَايَ وَكَثُرَتْ حَتَّى لَقَدْ آيَسَتْنِي مِنْ عَظِيمِ عَفْوِ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: وَأَنَّى آيَسُ مِنْكَ وَأَنْتَ الَّذِي جُدْتَ عَلَى السَّحَرَةِ بَعْدَ أَنْ غَدَوْا كَفَرَةً فَجَرَةً، وَأَنَّى آيَسُ مِنْكَ وَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَخَيْرٍ، وَأَنَّى آيَسُ مِنْكَ وَأَنْتَ الْمُغِيثُ عِنْدَ الْكُرَبِ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ: وَأَنَّى آيَسُ مِنْكَ حَتَّى سَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ "

رأيت أبا عبد الله مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة فسلمت عليه فلم يرد علي السلام فقلت:

131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنِي أَعْيَنُ الْخَيَّاطُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: " §رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَنَامِي بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ فَقُلْتُ: لِمَ لَا تَرُدُّ عَلَيَّ السَّلَامَ؟ قَالَ: أَنَا مَيِّتٌ فَكَيْفَ أَرُدُّ عَلَيْكَ السَّلَامَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَمَاذَا لَقِيتَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَا مَالِكٍ عِنْدَ ذَلِكَ وَقَالَ: لَقِيتُ وَاللَّهِ أَهْوَالًا وَزَلَازِلَ عِظَامًا شِدَادًا قُلْتُ: فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا تَرَاهُ يَكُونُ مِنَ الْكَرِيمِ، قَبِلَ مِنَّا الْحَسَنَاتِ، وَعَفَا لَنَا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَضَمِنَ عَنَّا التَّبِعَاتِ قَالَ: ثُمَّ شِهِقَ مَالِكٌ شَهْقَةً فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَلَبِثَ بَعْدَ ذَلِكَ أَيَّامًا مَرِيضًا مِنْ غَشْيَتِهِ، ثُمَّ مَاتَ فِي مَرَضِهِ فَيَرَوْنَ أَنَّ قَلْبَهُ انْصَدَعَ "

من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شيء هرب منه

132 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي حَازِمُ بْنُ جَبَلَةَ بْنُ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَفَعَهُ قَالَ: «§مَنْ رَجَا شَيْئًا طَلَبَهُ وَمَنْ خَافَ مِنْ شَيْءٍ هَرَبَ مِنْهُ»

خف الله خوفا يحول بينك وبين الرجاء، وارجه رجاء يحول بينك وبين الخوف قال: فقال: أي أبه،

133 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: " يَا بُنَيَّ §خَفِ اللَّهَ خَوْفًا يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الرَّجَاءِ، وَارْجُهُ رَجَاءً يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْخَوْفِ قَالَ: فَقَالَ: أَيْ أَبَهْ، إِنَّمَا لِي قَلْبٌ وَاحِدٌ إِذَا أَلْزَمْتُهُ الْخَوْفَ شَغَلَهُ عَنِ الرَّجَاءِ، وَإِذَا أَلْزَمَتْهُ الرَّجَاءَ شَغَلَهُ عَنِ الْخَوْفِ قَالَ: أَيْ بُنَيْ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَهُ قَلْبٌ كَقَلْبَيْنِ يَرْجُو اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَحْدِهِمَا وَيَخَافُهُ بِالْآخَرِ "

لو جيء بميزان تريص فوزن خوف المؤمن ورجاؤه كانا سواء، يذكر رحمة الله فيرجو ويذكر عذاب الله

134 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: «§لَوْ جِيءَ بِمِيزَانٍ تَرِيصٍ فَوُزِنَ خَوْفُ الْمُؤْمِنِ وَرَجَاؤُهُ كَانَا سَوَاءً، يُذْكَرُ رَحْمَةُ اللَّهِ فَيَرْجُو وَيُذْكَرُ عَذَابُ اللَّهِ فَيَخَافُ»

من أغر الغرة انتظار تمام الأماني، وأنت أيها العبد مقيم على المعاصي. قال: وسمعته يقول: لقد

135 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبَايَةُ بْنُ كُلَيْبٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ §مِنْ أَغَرِّ الْغُرَّةِ انْتِظَارَ تَمَامِ الْأَمَانِيِّ، وَأَنْتَ أَيُّهَا الْعَبْدُ مُقِيمٌ عَلَى الْمَعَاصِي. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقَولُ: لَقَدْ خَابَ سَعْيُ الْمُعْرِضِينَ عَنِ اللَّهِ. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا نُؤَمِّلُ إِلَّا عَفْوَهُ وَغَلَبَهُ الْبُكَاءُ فَقَامَ "

ابتغ رحمة ربك عند محبته، واحذر نقمته عند معصيته ولا تقطع رجاءك منه في خلال ذلك، ثم ولى

136 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ الْحِمْيَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ الْقَارِئُ، قَالَ: " رَأَيْتُ فِيَ مَنَامِي رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا وَالنَّاسُ يَتَّبِعُونَهُ قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ، فَقُلْتُ: أَوْصِنِي رَحِمَكَ اللَّهُ، فَكَلَحَ فِي وَجْهِي قُلْتُ: مُسْتَرْشِدًا فَأَرْشِدْنِي أَرْشَدَكَ اللَّهُ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: §ابْتَغِ رَحْمَةَ رَبِّكَ عِنْدَ مَحَبَّتِهِ، وَاحْذَرْ نِقْمَتَهُ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ وَلَا تَقْطَعْ رَجَاءَكَ مِنْهُ فِي خِلَالِ ذَلِكَ، ثُمَّ وَلَّى وَتَرَكَنِي "

لا يستوي من غدا وراح يعمر عقد الآخرة لنفسه فيقدمها أمامه قبل أن ينزل به الموت حتى يقدم

137 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قَالَ: " دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ حَازِمٍ الْأَعْرَجِ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَقُلْنَا: يَا أَبَا حَازِمٍ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُنِي بِخَيْرٍ، أَجِدُنِي رَاجِيًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَسَنَ الظَّنِّ بِهِ إِنَّهُ وَاللَّهِ §لَا يَسْتَوِي مَنْ غَدَا وَرَاحَ يُعَمِّرُ عُقَدَ الْآخِرَةِ لِنَفْسِهِ فَيُقَدِّمُهَا أَمَامَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ الْمَوْتُ حَتَّى يَقْدَمَ عَلَيْهَا فَيَقُومُ لَهَا وَتَقُومُ لَهُ، وَمَنْ غَدَا وَرَاحَ فِي عُقَدِ الدُّنْيَا يُعَمِّرُهَا لِغَيْرِهِ وَيَرْجِعُ إِلَى الْآخِرَةِ لَا حَظَّ لَهُ فِيهَا وَلَا نَصِيبَ "

حسن ظني بحسن عفوك يا ... رب جميل وأنت مالك أمري صنت سري عن القرابة والأهل ... جميعا، وكنت

أَنْشَدَنِي مَحْمُودٌ الْوَرَّاقُ: [البحر الخفيف] §حُسْنُ ظَنِّي بِحُسْنِ عَفْوِكَ يَا ... رَبِّ جَمِيلٌ وَأَنْتَ مَالِكُ أَمْرِي صُنْتُ سِرِّي عَنِ الْقَرَابَةِ وَالْأَهْلِ ... جَمِيعًا، وَكُنْتَ مَوْضِعَ سِرِّي ثِقَةٌ بِالَّذِي لَدَيْكَ مِنَ السَّتْرِ ... فَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ نَشْرِي يَوْمَ هَتْكِ السُّتُورِ عَنْ حُجُبِ الْغَيْبِ ... فَلَا تَهْتِكَنَّ لِلنَّاسِ سِتْرِي لَقِّنِّي حُجَّتِي، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ يَا رَبِّ ... لِي حَجَّةٌ وَلَا وَجْهُ عُذْرٍ

ما زلت أغرق في الإساءة دائبا ... وتنالني بالعفو والغفران لم تنتقصني إذ أسأت وزدتني ...

وَأَنْشَدَنِي مَحْمُودٌ الْوَرَّاقُ أَيْضًا: " [البحر الكامل] §مَا زِلْتُ أَغْرَقَ فِي الْإِسَاءَةِ دَائِبًا ... وَتَنَالُنِي بِالْعَفْوِ وَالْغُفْرَانِ لَمْ تَنْتَقِصْنِي إِذْ أَسَأْتُ وَزِدْتَنِي ... حَتَّى كَأَنَّ إِسَاءَتِي إِحْسَانُ تُولِي الْجَمِيلَ عَلَى الْقَبِيحِ كَأَنَّمَا ... يُرْضِيكَ مِنِّي الزُّورُ وَالْبُهْتَانُ وَكَأَنَّنِي بِالذَّنْبِ أَلْتَمِسُ الرِّضَا ... إِذْ لَمْ يُضِرْ بِي عِنْدَكَ الْعِصْيَانُ

إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا} [النحل: 99] قال: ليس له سلطان على أن يحملهم على ذنب لا

138 - حَدَّثَنَا سَعْدَوَيْهِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ " {§إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا} [النحل: 99] قَالَ: لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى أَنْ يَحْمِلَهُمْ عَلَى ذَنْبٍ لَا يُغْفَرُ "

وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} [البقرة: 195] قال: أحسنوا بالله الظن

139 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ: " {§وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195] قَالَ: أَحْسِنُوا بِاللَّهِ الظَّنَّ "

إنما سمى نفسه المؤمن؛ لأنه أمنهم من العذاب

140 - حُدِّثْتُ عَنْ يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: «§إِنَّمَا سَمَّى نَفْسَهُ الْمُؤْمِنَ؛ لِأَنَّهُ أَمَّنَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ»

وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} [آل عمران: 103] قال: إني لأرجو أن لا يعيدكم

141 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " {§وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103] قَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يُعِيدَكُمُ اللَّهُ إِلَيْهَا بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَكُمْ مِنْهَا "

قرأ {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} [الأنبياء: 107] فقال: إني لأرجو أن لا يعذبكم الله عز

142 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنَّهُ ": §قَرَأَ {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] فَقَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يُعَذِّبَكُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "

طوبى لأمتك من قال منهم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له

143 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أَخْبَرَنَا مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ، حَدَّثَنِي صَخْرُ بْنُ صَدَقَةَ، قَالَ: " أَخَذَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمًا بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، §طُوبَى لِأُمَّتِكَ مَنْ قَالَ مِنْهُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ "

أن شيخا كبيرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعم على عصا فقال: يا نبي الله، إن لي

144 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ جَابِرِ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، " §أَنَّ شَيْخًا كَبِيرًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعَمُ عَلَى عَصًا فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ لِي غَدَرَاتٍ وَفَجَرَاتٍ فَهَلْ يُغْفَرُ لِي؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَشَهَّدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ» قَالَ: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَفَرَ لَكَ غَدَرَاتِكَ وَفَجَرَاتِكَ» فَانْطَلَقَ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ

لله عز وجل مائة رحمة، وإنما أنزل منها رحمة واحدة بين الناس والجن والبهائم والهوام فبها

145 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِائَةُ رَحْمَةٍ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَ مِنْهَا رَحْمَةٌ وَاحِدَةٌ بَيْنَ النَّاسِ وَالْجِنِّ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ وَبِهَا تَتَعَاطَفُ الْوَحْشُ عَلَى أَوْلَادِهَا وَادَّخَرَ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً لِيَرْحَمَ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

هل جزاء من أنعمت عليه بالإسلام إلا الجنة؟ هل جزاء من قال: لا إله إلا الله إلا

146 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ عُبَيْدَةَ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، فِي قَوْلِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60] ، قَالَ: " §هَلْ جَزَاءُ مَنْ أَنْعَمْتُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ إِلَّا الْجَنَّةُ؟ هَلْ جَزَاءُ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَّا الْجَنَّةُ؟ "

هل جزاء من قال: لا إله إلا الله، إلا الجنة

147 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُقَاتِلَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60] قَالَ: " §هَلْ جَزَاءُ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِلَّا الْجَنَّةُ "

ثنيا من ربنا على جميع القرآن

148 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو فَاطِمَةَ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] قَالَ: «§ثُنْيَا مِنْ رَبِّنَا عَلَى جَمِيعِ الْقُرْآنِ»

ما يسرني بهذه الآية الدنيا وما فيها: قول الله عز وجل: {ما سلككم في سقر} [المدثر: 42]

149 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: " §مَا يَسُرُّنِي بِهَذِهِ الْآيَةِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا: قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر: 42] الْآيَةَ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ خَيْرٌ؟ "

إن لله عتقاء من النار في كل يوم وليلة، ولكل عبد منهم دعوة مستجابة

150 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - شَكَّ الْأَعْمَشُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَلِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ»

§1/1