حسن السمت في الصمت

السيوطي

إهداء

إهداء إلى روح أبي في مثواه اللهم اغفر له خطاياه اللهم أعطه كتابه بيمينه اللهم لا تخزه يوم العرض عليك آمين آمين

المقدمة

المقدمة إن الحمد لله , نحمده , ونستعينه , ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 102) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء: 1) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} (الأحزاب: 70 - 71) وبعد: الحمد لله الذي أحسن خَلْقََنا , وعدَّل خُلُقنا , ونوَّر بصائرنا , الحمد لله على نعمه المتعددة , ومننه المتجددة , نحمدك يا ربنا غير مستكثري الحمد ولا كافِّين نحمدك على نعمة اللسان فبه نشكرك , وبه نحمدك , وبه نقرأ كلامك فتُشفى صدورنا وتُروى عقولنا , ولخطر جُرم هذا اللسان نرجو منك الإعانة على ألا نستبيح به عرض أحد ولا ننهش به لحم إخواننا , ولا نتكلم إلا بما يُرضيك عنَّا, أنت ولي ذلك والقادر عليه. واعلم أيها الإنسان أن مغبة الإفراط في ذنوب اللسان تؤول بك إلى النار , فخف من لسانك وارق به عن فتات الكلام , ولا تتكلم إلا إذا نُدِبت إلى الكلام , ولا تتكلم إلا فيما يعنيك , ولا تتكلم إلا بما لابد لك منه , فمن خاف سلم , واعلم أن باللسان قد تكفر

وباللسان قد تؤمن , فاحترز من اللسان , واعلم أن أول فريسة يفترسها اللسان صاحبه فلا تكن في غفلة عن هذا وضع خطر اللسان نصب عينيك. واحذر أن تكون قتيل لسانك , فقتيل اللسان ليس شهيدًا , فلو قتلك لسانك فعقوبتك النار إلا أن يرحمك الله , فلا تكن ممن سينكبون على مناخرهم يوم القيامة. واعلم أن اللسان زارع لسيئاتك وحسناتك , فإما أن تحصد به نار جهنم وأعوذ بالله لي ولك منها , وإما أن تحصد به نعيم الدنيا والآخرة ونسأل الله هذا. ونصيحتي لك أخي إذا هممت بكلام ترى فيه معصية لله , أو نهش لحم أخيك , أو غير ذلك من آفات اللسان , أن تبدل هذا الكلام بذكر الله وتسبيحه , فالكلام وإن كان في بعض الأحيان ضروري , فالسكوت في كثير من الأحيان أفضل من الكلام , ولو كنت فصيحا فهذه نعمة , فلا تستخدم نعم الله عليك في غير طاعته , أَيَمُنُّ عليك بنعمه فتستبيحها في معصية من وهبك إياها؟! ولو كنت حقًّا فصيحا فعليك أن تعلم أن من الفصاحة قلة الكلام , فالعاقل الفطن من أغلق فمه وألجمه بلجام , فيا أخي لا تطلق العنان للسانك فتندم أشد الندم يوم عرضك على خالقك. واعلم أن للسان آفات ومحاسن , فاتق آفاته وتنعم في محاسنه , فآفاته كالكذب والنميمة , والغيبة , وذكر الناس بالباطل , ورمي المحصنات الغافلات, وسب المسلم ولعنه والجدال والمراء , وغير ذلك مما يوقعك في معصية الله , فاتق هذه الآفات , ومن محاسن اللسان ذكر الله وتسبيحه , ودعوة الناس إلى الإسلام وحث المجاهدين على الحرب , وقراءة القرآن والجهر به , فعليك أن تنعم بهذه المحاسن. ويا أخي حسن السمت في الصمت لا يعني ألا تتكلم أبدًا , بل أن تتبع قواعد الكلام وتسير على نهج نبيك (صلى الله عليه وسلم) والصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح في الكلام.

وقواعد الكلام كثيرة , منها على سبيل المثال لا الحصر: ألا تتكلم إلا فيما يعنيك وتترك ما لا يعنيك , ولا تتكلم إلا عندما تٌستدعى إلى الكلام ولا تجيب إلا عندما تسأل , ولا تجيب إلا عن علم , فالسلف الصالح كانوا يميلون إلى السكوت لا إلى الكلام , بل منهم من كان يغضب عندما يسأله شخص عن مسألة هو - أي المسئول - على علم بها , أما ما نراه اليوم من لغط الكلام وكثرته على علم وبدون علم وتعدى الناس اليوم وجرأتهم على كتاب الله وسنة نبيه , فهم يفتون في الدين بغير علم ويكذبون على رسول الله وينسبون إليه أقوالًا وأحاديث وفتاوى لم تثبت عنه , فليتبوءوا مقاعدهم من النار. كان السلف الصالح يخافون من الكلام والفتوى وهم على علم , ونحن نتكلم من غير علم - رحمنا الله وغفر لنا - ألا تعلم أنه إن كان السكوت في بعض الأحيان من الأشياء التي تندم عليها , فإن ندمك على الكلام سيكون أكبر وأعظم , بل إنك قد لا تندم على سكوتك وتندم على كلامك في كثير من الأحيان وجُلها. أما بالنسبة لطالب العلم فإن عليه أن يميل إلى السكوت أكثر من العامة , وعليه أن يتحلى بآداب الصمت وحسن السمت أكثر من غيره , " فأدب العلم أكثر من العلم" (¬1) أي أن تعلم السمت الصالح في العلم أفضل من تعلم العلم نفسه , فالسلف كانوا يتعلمون من شيوخهم هديهم قبل أن يأخذوا عنهم علمهم , فكانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا العلم عنه نظروا إلى صلاته وسمته وهيئته ثم يأخذون عنه فعن الأعمش - رضي الله عنه - ... قال: " كانوا يتعلمون من الفقيه كل شيء حتى لباسه ونعليه " (¬2) ¬

(¬1) السفاريني في " غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب " (1/ 36) , ط: دار الكتب العلمية بيروت - لبنان. (¬2) " الآداب الشرعية في شرح منظومة الآداب " لابن مفلح المقدسي: (2/ 145) , تحقيق: شعيب الأرناؤوط وعمر القيام , طبعة: مؤسسة الرسالة بيروت الطبعة الثالثة , 1419هـ / 1999م.

وعلى المتعلم بعد أن يصير عالمًا أن يٌرى حسن السمت في كل حياته وأن يتحلي به ففي شعب الإيمان " قد كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يٌرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه وبصره ويده " (¬1). وخير من اهتدينا بهديه وسمته ودله ومشيه وحركاته ونومه وكل أفعاله نبينا - صلى الله عليه وسلم - , وكانت السيدة فاطمة - رضي الله عنها وأرضاها - أقرب الناس من سمت النبي - صلى الله عليه وسلم - , كما قالت السيدة عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - (¬2). من هنا ترجع أهمية هذا الكتاب الذي يحث فيه ابن أبي الدنيا على التحلي بالصمت وقام السيوطي - رحمه الله - باختصاره وأضاف كثيرًا من الأحاديث والأبيات الشعرية إليه لتكتمل الفائدة , فقمت بإخراج هذا الكتاب مرة أخرى وبشكل جديد معتمدًا فيه على نسختين مخطوطتين , بعد أن أخرجه نجم عبد الحمن خلف عام 1987 م وطبعته دار المأمون للتراث بدمشق , أما كتاب الصمت فقد حقق أكثر من مرة تحت اسم ... " الصمت وحفظ اللسان " تحقيق وتعليق محمد أحمد عاشور طبعته دار الاعتصام سنة 1406 هـ , في 365 ص. ومرة تحت اسم " الصمت وآداب اللسان " دراسة وتحقيق نجم عبد الرحمن خلف طبعته دار الغرب الإسلامي سنة 1406 هـ بيروت في 754 ص. وأخرى قام بتحقيقه أبو إسحاق الحويني , وطبعته: دار الكتاب العربي 1410هـ , تحت اسم "الصمت وآداب اللسان " , واعتمدت في مقابلة " حسن السمت في الصمت " بكتاب " الصمت على طبعة مؤسسة الكتب الثقافية 1414هـ - 1993م بتحقيق: محمد عبد القادر عطا. ¬

(¬1) " شعب الإيمان " للبيهقي (2/ 291) , تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول , ط: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان , الطبعة الأولى 1410هـ , (1 - 7). (¬2) سنن الترمذي (3872) , تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون , ط: دار إحياء التراث العربي - بيروت ... (1 - 5).

الدراسة

الدراسة

ارتكزت هذه الدراسة على عدة ركائز أساسية: أولا: تناولت في دراستي لهذا الكتاب - بإذن الله وعونه - الحديث عن معنى السمت وكيف تكون حَسَن السمت؟ ,ومن تَحَلَّى بالسمت الحسن من الصحابة والسلف الصالح وفضيلة التحلي بالسمت الحسن والفائدة من التزامنا حسن السمت , وكيف أن الله سبحانه وتعالى أثنى على من حَسُنَ سمته , وذكرت ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حسن السمت , وكذا آراء العلماء في ذلك أيضًا , ومن اقترب سمته وهديه بالنبي صلى الله عليه وسلم. ثم قمت بالحديث عن منهج السيوطي في كتبه عامة , ثم في هذا الكتاب مدار التحقيق. *وترجمت للإمامين ابن أبي الدنيا والسيوطي. وقمت بالحديث عن الكتاب ونسبته للمصنف ووضحت رموز النسخ الخطية. هذا ما يتعلق بالدراسة , أما عن المنهج المتبع في تحقيق المخطوطتين: (1) -قمت بمقابلة النسخ الخطية معتمدًا على مطبوعة دار الكتب العلمية في " ب " ... و "ت" , والتي بدورها اعتمدت على مطبوعة " دار المأمون " , وفي فروق " ل" و "ط" اعتمدت على مطبوعة دار الكتب العلمية , وفي فروق " م1 " و "م2 " اعتمدت على نسختين خطيتين الاولى التي بدار الكتب المصرية " م1 " تحت رقم (530 مجاميع) والثانية " م2 " وهي نسخة المكتبة الأزهرية برقم (334 , 10135). فصار تحقيقي لهذا الكتاب على ستة نسخ خطية ومطبوعتين. وعن العمل في هامش التحقيق: قمت بتخريج الأحاديث.

(1) وضعت ترجمة مختصرة لجل الأعلام الموجودة في الكتاب , موضحًا المصادر التي تكلمت عنهم والتي وردت فيها أخبارهم. (2) قمت بالتعليق على بعض الفوائد في الكتاب. (3) صححت الأخطاء التي وردت في الأحاديث والآثار معتمدا في ذلك على المصادر التي نقل عنها السيوطي. (4) طابقت بين متن الكتاب وكتاب الصمت لابن أبي الدنيا باعتباره الأصل الذي اعتمد عليه السيوطي. (5) كما قمت بتوضيح ما زاده السيوطي على كتاب الصمت. (6) وما يخص عملي في الأبيات الشعرية قمت بذكر المصادر التي وردت فيها ناسبًا إياها إلى قائليها , أما الأبيات التي لم أقف على قائليها تركتها دون ذكر قائلها , كما صححت الأخطاء الواقعة في هذه الأبيات من قبل الناسخ أو من قبل السيوطي نفسه. (7) قمت بوضع فهرسة شاملة للكتاب من آيات قرآنية إلى أحاديث نبوية وآثار إلى أعلام مرتبة ترتيبًا هجائيًّا إلى الكتب التي وردت في المتن نفسه ثم قمت بعمل فهارس للأبيات الشعرية كل حسب قافيته , ثم قمت بعمل فهارس الموضوعات. وأرجو من الله تعالى أن ينفعنا وإياكم بهذا الكتاب وغيره من الكتب , وأرجو ممن يقرأ هذا الكتاب أن يدعو لوالدي بالجنة - رحمه الله -.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الهادي الأمين , المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله , بعثه الله هاديًا ومبشرًا ونذيرا , وداعيًا إلى الله وسراجًا منيرا , ونسأل الله منزل الغيث , مخرج اللبن من الفرث , موزع للناس الإرث , واهب الإناث والذكور , جاعل من شاء عقيمًا أن يرحمنا ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وبعد: بدايةً أريد أن أوضح معنى حسن السمت كما ورد في كتب اللغة حتى يتيسر لنا أن نعرف مغزى الكتاب من عنوانه , كما أريد أن أوضح ثناء الله على من يتحلى بحسن السمت من الناس , وكيف وصف الله تعالى نبيه محمدًا بأنه حسن السمت , ووٌصف نبي الله يوسف بحسن السمت كما ورد في بعض كتب التفاسير وكذلك توضيح معنى الصمت يقول ابن منظور: " السَّمْتُ: حُسْنُ النَّحْو في مَذْهَبِ الدِّينِ، والفعلُ سَمَتَ يَسْمُتُ سَمْتاً، وإِنه لحَسَنُ السَّمْت أَي حَسَنُ القَصْدِ والمَذْهَب في دينه ودنْياه" (¬1). يقول الصاحب ابن عباد في معنى السمت: " السمْتُ: فِعْلُ الخَيْرِ وحُسْنُ النَحْوِ، سَمَتَ يَسْمُت ويَسْمِتُ سَمْتاً. وهو - أيضاً -: السيْرُ بالحَدْسِ والظَّنِّ. وسَمَتَ الطرِيْقَ: لَزِمَه. وتَسَمتَه: تَعَمدَه. والتسْمِيْتُ: ذِكْرُ اللهِ على الشيءِ. وسَمتَ لهم شيئاً: أي بَينَ. وفي الحَدِيث: "سَموا وسَمتُوا" أي ادْعُوا وصَلُّوا. وسَمَت الحَق: قَصَدْته (¬2). يقول الزمخشري: " خذ في هذا السمت وهو النحو والطريق، وما أحسن سمته، وقد سمت نحوه يسمت سمتاً. ¬

(¬1) انظر لسان العرب لابن منظور مادة " سمت " (2/ 46) , ط: دار صادر - بيروت لبنان الطبعة الأولى ... (1 - 15). (¬2) انظر المحيط في اللغة مادة " سمت ".

قال: خواضع بالركبان خوضاً عيونها ... وهن إلى البيت العتيق سوامت وسامته مسامتة. وتسمته: تعمده وقصد نحوه " (¬1) يقول الجوهري: " السَمْتُ: الطريق. وسَمَتَ يَسْمُت بالضم، أي قصد. والسَمْتُ: هيئة أهل الخير؛ يقال: ما أحسن سَمْتَه، أي هَدْيه. والسَمْتُ: السير بالظنّ والحدس. وقال: ليس بها رِيعٌ لِسَمْت السامت وتَسَمَّتَهُ، أي قَصَدَهُ " (¬2) هذا ما ورد في كتب اللغة من معنى للسمت أما ما ورد في الكتب التي وضحت غريب الحديث وبينت ما اشتبه علينا من ألفاظ , " يقول الهروي أن السمت له معنيين: ألا وأن أولهما: أن يكون الإنسان حسن الهيئة في مذهب دينه , وليس بأن يكون حسن الهيئة في جمال شكله وحسن زينته , فحسن السمت أن يكون له هيئة أهل الخير ومنظرهم والمعنى الآخر أن السمت يعني الطريق , يقال: الزم هذا السمت , فمعنى السمت أن تلتزم طريقة أهل الإسلام وهيئتهم " (¬3) * هذا وقد أثنى الله تبارك وتعالى على السمت الحسن وعلى أهله في غيرما آية , يقول تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)} (الأعراف: 26). ¬

(¬1) انظر أساس البلاغة. (¬2) انظر الصحاح للجوهري. (¬3) انظر غريب الحديث لأبي عبيد الهروي: (3/ 384) , تحقيق: د. محمد عبد المعيد خان , ط: دار الكتاب العربي - بيروت - لبنان , الطبعة الأولى 1396هـ , (1 - 4) , وانظر: " غريب الحديث " لابن الجوزي: ... (1/ 495) , تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي , ط: دار الكتب العلمية - بيروت , الطبعة الأولى 1985م (1 - 2).

روى الطبري في تفسيره عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بعد أن ذكر معانٍ كثيرة لمعنى قوله تعالى: " وَلِبَاسُ 3 {وَلِبَاسُ التَّقْوَى}. " وقال آخرون: بل ذلك هو السمت الحسن. ذكر من قال ذلك: حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة , قال: حدثنا عبد الله بن داود , عن محمد بن موسى , عن الزباء بن عمرو, عن ابن عباس: وَلِباسُ التّقْوَى قال: السمت الحسن في الوجه " (¬1) وروى القرطبي _ رحمه الله _هذا القول أيضًا عن ابن عباس:" وقال ابن عباس: "لباس التقوى" هو العمل الصالح. وعنه أيضا: السمت الحسن في الوجه ". فالسمت الحسن من التقوى وخشية الله فاللهم ألبسنا لباس التقوى في الدنيا واجعله سببًا من أسباب السعادة لنا في الآخرة , اللهم آمين آمين. ووصف الله سبحانه وتعالى نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من الصحابة بأنهم أشداء أقوياء على الكفار رحماء مع بعضهم بعضا , ووصفهم بأنهم يكثرون الركوع والسجود لله , كما وصف نبيه ووصف من معه بأنهم ممن حسُن سمتهم يقول تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)} (سورة الفتح: 29) ¬

(¬1) " جامع البيان في تأويل القرآن " محمد بن جرير الطبري: (12/ 367) , تحقيق: أحمد محمد شاكر , ط: مؤسسة الرسالة , الطبعة الأولى , 1420هـ - 2000م , (1 - 24).

* قال الطبري في تفسيره: " وقال ابن عباس ومجاهد: السيما في الدنيا وهو السمت الحسن " (¬1). * ونقل ابن كثير هذا القول عن ابن عباس أيضًا قال: " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: سيماهم في وجوههم يعني السمت الحسن " (¬2). * كما وصف الله سبحانه وتعالى نبيه يوسف بحسن السمت كما ورد عن ابن كثير في تفسيره للآية (36) من سورة يوسف , يقول تعالى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)}. * يقول ابن كثير في تفسيره: " قال السدي: كان سبب حبس الملك إياهما أنه توهم أنهما تمالاَ على سمه في طعامه وشرابه , وكان يوسف عليه السلام قد اشتهر في السجن بالجود والأمانة , وصدق الحديث , وحسن السمت , وكثرة العبادة , صلوات الله عليه وسلامه " (¬3). فحسن السمت صفة لازمة للأنبياء وصفة لازمة لمن اصطفاهم الله لهم ليؤازروهم في نشر دعوتهم فقد اشتهر الصحابة رضوان الله عليهم بحسن السمت وكان ابن أم عبد وهو عبد الله بن مسعود أقرب هؤلاء الصحابة من النبي سمتًا ودلًا كما وردت بعض ¬

(¬1) " تفسير الطبري " (22/ 264) , تحقيق: شاكر. (¬2) تفسير القرآن العظيم " ابن كثير: (3/ 401) , تحقيق: سامي بن محمد سلامة , ط: دار طيبة للنشر والتوزيع , الطبعة الثانية 1420هـ - 1999م. (¬3) تفسير القرآن العظيم " ابن كثير: (4/ 387).

الأحاديث النبوية والتي فيها ذكر لحسن السمت وكيف أنه من علامات النبوة وجزءًا من أجزائها، فعن عبد الله ابن عباس - رضي الله عنه _ أنه قال: " القصد والتؤدة , وحسن السمت , جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة " (¬1). يقول هشام الأندلسي في شرحه لألفاظ هذا الحديث: " قوله: إنه كان يقول القصد والتؤدة؛ والقصد: العدل في الأمر والتوسط فيه يقال: قصد يقصد , واقتصد يقتصد , قال تعالى " واقصد في مشيك " قال عبد الرحمن بن حسان: على الحكم المأتي يومًا إذا قضى ... قضيّته أن لا يجور ويقصد والتؤدة: الرفق , اتّأد: رفق. - قوله: " وحسن السمت " السمت: الهيئة " (¬2). قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري: (التؤدة والاقتصاد وحسن السمت جزء من ستة وعشرين جزءًا من النبوة أي النبوة مجموع خصال مبلغ أجزائها ذلك وهذه الثلاثة جزء منها، وعلى مقتضى ذلك يكون كل جزء من الستة والعشرين ثلاثة أشياء، فإذا ضربنا ثلاثة في ستة وعشرين انتهت إلى ثمانية وسبعين فيصح لنا أن عدد خصال النبوة من حيث آحادها ثمانية وسبعون , قال - يقصد القرطبي في كتابه المفهم -: ويصح أن يسمى كل اثنين منها جزءًا فيكون العدد بهذا الاعتبار تسعة وثلاثين، ويصح أن يسمى كل أربعة منها جزءًا فتكون تسعة عشر جزءًا ونصف جزء، ¬

(¬1) أثر موقوف أورده الإمام مالك في الموطأ , كتاب: الشعر , باب: ما جاء في المتحابين في الله , وقد رفعه الطبراني في " تاريخه الكبير " عن عبد الله بن سرخس - رضي الله عنه - انظر موطأ مالك (17/ 1718) ص: 675 , ط: دار التقوى , تحقيق: الشيخ كامل عويضة. (¬2) " التعليق على الموطأ " هشام بن أحمد الأندلسي: (2/ 364) , تحقيق: د. عبد الرحمن العثيمين - وفقه الله دائمًا إلى الخير - , ط: مكتبة العبيكان , الطبعة الأولى 1421 هـ / 2001 م.

فيكون اختلاف الروايات في العدد بحسب اختلاف اعتبار الأجزاء ولا يلزم منه اضطراب , قال: وهذا أشبه ما وقع لي في ذلك مع أنه لم ينشرح به الصدر ولا اطمأنت إليه النفس , قلت: وتمامه أن يقول في الثمانية والسبعين بالنسبة لرواية السبعين ألغي فيها الكسر وفي التسعة والثلاثين بالنسبة لرواية الأربعين جبر الكسر ولا تحتاج إلى العدد الأخير لما فيه من ذكر النصف , وما عدا ذلك من الأعداد قد أشار إلى أنه يعتبر بحسب ما يقدر من الخصال , ثم قال: وقد ظهر لي وجه آخر وهو أن النبوة معناها أن الله يطلع من يشاء من خلقه على ما يشاء من أحكامه ووحيه إما بالمكالمة , وإما بواسطة الملك, وإما بإلقاء في القلب بغير واسطة لكن هذا المعنى المسمى بالنبوة لا يخص الله به إلا من خصه بصفات كمال نوعه من المعارف والعلوم والفضائل والآداب مع تنزهه عن النقائص أطلق على تلك الخصال نبوة , كما في حديث التؤدة والاقتصاد أي تلك الخصال من خصال الأنبياء والأنبياء مع ذلك متفاضلون فيها كما قال تعالى: { ... وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ ... } (الإسراء من الآية 55) ومع ذلك فالصدق أعظم أوصافهم يقظة ومنامًا فمن تأسى بهم في الصدق حصل من رؤياه على الصدق , ثم لما كانوا في مقاماتهم متفاوتين كان أتباعهم من الصالحين كذلك وكان أقل خصال الأنبياء ما إذا اعتبر كان ستة وعشرين جزءًا وأكثرها ما يبلغ سبعين وبين العددين مراتب مختلفة بحسب ما اختلفت ألفاظ الروايات , وعلى هذا فمن كان من غير الأنبياء في صلاحه وصدقه على رتبة تناسب حال نبي من الأنبياء كانت رؤياه جزءًا من نبوة ذلك النبي ولما كانت كمالاتهم متفاوتة كانت نسبة أجزاء منامات الصادقين متفاوتة على ما فصلناه , قال: وبهذا يندفع الاضطراب إن شاء الله) (¬1). ¬

(¬1) " فتح الباري شرح صحيح البخاري " ابن حجر العسقلاني: (12/ 368) , ط: دار المعرفة - بيروت - لبنان 1379هـ , (1 - 13).

وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه , قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمت، ولا فقه في الدين " (¬1). *ووصف كثيٌر جدًّا من السلف وكثير من العلماء بحسن السمت , وذكر ذلك المترجمون والمؤرخون , وألزموا أنفسهم بذكر حسن سمتهم إن وُصِفُوا بذلك. عبد الله بن مسعود: ممن وصف بحسن السمت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود كما ذكرت آنفًا. فعن عبد الرحمن بن يزيد - رحمه الله - قال: " سألنا حذيفةَ عن رجل قريب السَّمْتِ والهَدي والدَّلِّ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى نأخذَ عنه؟ فقال: ما أعرف أحدًا أقربَ سَمْتا وهَدْيا ودَلاّ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- من ابنِ أمِّ عبد " يقصد عبد الله بن مسعود " (¬2) ويقول ابن حجر العسقلاني: " ما أعلم أحدًا أقرب سمتًا , أي: خشوعًا , وهديًا أي: طريقة ودلاً أي: سيرة وحالة وهيئة , وكأنه مأخوذ مما يدل ظاهر حاله على حسن ... فعاله " (¬3). ¬

(¬1) رواه الترمذي في كتاب: العلم , باب: فضل العلم على العبادة (5/ 49) , وصححه الألباني (1/ 499) برقم: 278, تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون , ط: دار إحياء التراث العربي - بيروت , (1 - 5) , والأحاديث مزيلة بأحكام الألباني عليها .. (¬2) رواه البخاري في كتاب: فضائل الصحابة , باب: مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (3/ 1373) برقم: (3551) , وطرفه في: (5746) , تحقيق: د. مصطفى ديب البغا , ط: دار ابن كثير - بيروت , (1 - 6). (¬3) سبق تخريجه.

السيدة فاطمة رضي الله عنها

ومما ورد عن النبي في فضائل ابن مسعود: (عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ " إِنِّى لاَ أَدْرِى مَا قَدْرُ بَقَائِى فِيكُمْ فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِى وَأَشَارَ إِلَى أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ وَاهْتَدُوا بِهَدْىِ عَمَّارٍ وَمَا حَدَّثَكُمُ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ " (¬1). وعبد الله بن مسعود هو ابن غافل بن حبيب من قبيلة مضر وكان سادس ستة في الإسلام وقد أرسله عمر بن الخطاب إلى الكوفة ليعلم الناس أمور دينهم , وأمرهم باتباعه وطاعته وقد شهد عبد الله بدرًا. * السيدة فاطمة رضي الله عنها: والسيدة فاطمة - سيدة نساء المؤمنين - كانت كذلك قريبة الشبه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سمته ودله وهديه , وكانت عليها السلام تشبهه في مشيته , ففي الصحيحين عن مسروق عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَهُ جَمِيعًا، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَةٌ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ - عَلَيْهَا السَّلاَمُ - تَمْشِى، لاَ وَاللَّهِ مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قَالَ " مَرْحَبًا بِابْنَتِى " .......... " (¬2). ¬

(¬1) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ": (5/ 385) حديث رقم: 23324 , وأخرجه الترمذي في سننه: (5/ 668) , حديث رقم: 3799 , باب: مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه , وأخرجه ابن ماجه في سننه: (1/ 37) , حديث رقم 97 , باب: فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه. (¬2) أخرجه البخاري في صحيحه: (5/ 2317) برقم: 5928 , كتاب: الاستئذان , باب: من ناجى بين يدي الناس ومن لم يخبر بسر صاحبه فإذا مات أخبر به.

وروي بطريق آخر عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلاًّ وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ فِى قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ......... " (¬1) 1). * وممن وُصِفَ بحسن السمت من غير الصحابة كثير أذكر بعضًا منهم مما وردت تراجمهم في كتب السير والتراجم. * يقول الصفدي في " أعيان العصر وأعوان النصر " في ترجمته لأحمد ابن عثمان بن مفرج: " كان حسن السمت كثير المروءة دينًا عفيفًا ". وأيضًا في ترجمته لعبد الله بن حسن , يقول: " وكان خيّرًا وقورًا , ساكنًا صبورًا حسن السمت لا يرى في حالة عوج ولا أمت ". * وفي وفيات الأعيان , يقول ابن خلكان في ترجمته لشرف الدين بن منعة: " كان إمامًا كبيرًا فاضلًا عاقلًا حسن السمت جميل المنظر " (¬2). * وفي فوات الوفيات يقول ابن شاكر الكتبي عن أبي الفضل بن النطروني: " وكان فقيهًا مالكيًا أديبًا حسن الشيبة حسن السمت " (¬3). ¬

(¬1) أخرجه الترمذي في سننه: (5/ 700) برقم 3872 , كتاب: المناقب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باب: فضل فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم- , وابن حبان في صحيحه: (3/ 1373) برقم: ... (3551) , و (15/ 538) برقم: (7063) , تحقيق: شعيب الأرناؤوط , ط: مؤسسة الرسالة - بيروت , الطبعة الثانية 1414هـ - 1993م , (1 - 18). (¬2) وفيات الأعيان لابن خلكان: (1/ 108) ترجمة رقم 45 , تحقيق: إحسان عباس , ط: دار صادر بيروت لبنان. (¬3) فوات الوفيات: ابن شاكر الكتبي: (2/ 405) ترجمة رقم: 306 , تحقيق: إحسان عباس , الناشر دار صادر / بيروت.

* وفي المغرب في حلي المغرب يقول ابن سعيد المغربي عن أبي عبد الله الإلبيري: ... " وكان حسن السمت جميل المذهب في قضائه " (¬1). * ويقول العماد الأصفهاني في خريدته عن جمال الدين أبو العباس أحمد ابن خذداذ: " حسن السمت متكلف للصمت وضئ الوجه ". * وفي نهاية الأرب يقول النويري عن ابن جامع: " وكان حسن السمت كثير الصلاة ". * فحسن السمت من الأشياء التي مدح بها الناس بعضهم بعضًا , فهي كما ذكرنا على لسان نبينا - صلى الله عليه وسلم - إحدى خصال النبوة , وهي لا تجتمع مع التقوى في منافق , فالمنافق من الممكن أن يكون حسن السمت , ولكنه لا يستطيع أن يكون تقيًا لذا أقول إن حسن السمت ليس معناه حسن المظهر الخارجي إنما المعنى الحقيقي له: التقى والعفاف في الدين، والسير على طريق ونهج الإسلام. وفي الحقيقة التمسك بالسمت الحسن ومكارم الأخلاق وعرى الإسلام من الأمور التي تميزنا عن غيرنا من أصحاب الديانات الأخرى , فكما قال الشنقيطي في تفسيره لقوله تعالى في سورة بني إسرائيل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45)} (الأنفال الآية 45). فأمره في هذه الآية الكريمة بذكر الله كثيرًا عند التحام القتال يدل على ذلك أيضاً دلالة واضحة. فالكفار خَيَّلوا لضعاف العقول أن النسبة بين التقدم والتمسك بالدين، ¬

(¬1) المغرب في حلى المغرب: ابن سعيد المغربي: (1/ 149) , ترجمة رقم: 85 , تحقيق: شوقي ضيف , دار المعارف , الطبعة الرابعة.

حث العلماء على التزام الصمت والتحلي بحسن السمت

والسمت الحسن والأخلاق الكريمة ـ تباين مقابلة كتباين النقيضين كالعدم والوجود، والنفي والإثبات. أو الضدين " (¬1). * حث العلماء على التزام الصمت والتحلي بحسن السمت: وقد حث كثير من العلماء على حسن السمت , والتزام الصمت فإن ذلك من الآداب التي يجب أن يتحلى بها المسلم عامة وطالب العلم خاصة، فمن العلماء الذين حثوا على ذلك ابن عبد البر - رحمه الله - في كتابه " جامع بيان العلم وفضله " يقول: " وأحسن ما رأيت في آداب التعلم والتفقه من النظم ما ينسب إلى اللؤلؤ من الرجز وبعضهم ينسبه إلى المأمون , وقد رأيت إيراد ما ذكر من ذلك لحسنه , ولما رجوت من النفع به لمن طالع كتابي هذا نفعنا الله وإياه به , قال: فالتمس العلم وأجمل في الطلب ... والعلم لا يحسن إلا بالأدب والأدب النافع حسن السمت ... وفي كثير القول بعض المقت فكن لحسن السمت ما حييتا ... مقارفًا تحمد ما بقيتا وإن بدت بين الناس مسألة ... معروفة في العلم أو مفتعلة فلا تكن إلى الجواب سابقًا ... حتى ترى غيرك فيها ناطقًا فكم رأيت من عجول سابق ... من غير فهم بالخطأ ناطق أزرى به ذلك في المجالس ... عند ذوي الألباب والتنافس والصمت فاعلم بك حقًا أزين ... إن لم يكن عندك علم متقن وقل إذا أعياك ذاك الأمر ... مالي بما تسأل عنه خبر فذاك شطر العلم عند العلما ... كذاك ما زالت تقول الحكما ¬

(¬1) " أضواء البيان " الشنقيطي (3/ 38) ط: دار الفكر - بيروت لبنان , 1415 هـ/ 1995 م.

والصمت فاعلم بك حقا أزين ... إن لم يكن عندك علم متقن إياك والعجب بفضل رأيكا ... واحذر جواب القول من خطائكا كم من جواب أعقب الندامة ... فاغتنم الصمت مع السلامة " (¬1) ومن جميل ما قيل من أبيات في حسن السمت والتزام الصمت وفضله , وما يضيفهما من وقار وهيبة على المتحلي بهما , تلك الأبيات التي انتقيتها حتى تثري وتؤكد على ما ذكرت من فضيلة حسن السمت والصمت نفعني الله وإياكم بهذه الأبيات وجعلنا من متخذي السمت الجميل سمة لنا , وممن يؤثرون الصمت على كثرة الكلام دون فائدة ودون علم آمين آمين , يقول الشاعر عبد اللطيف بن علي فتح الله (¬2) مفتخرًا بأن حسن السمت من الصفات التي تحلى بها كل فرد في عائلته , وذيوع ذلك بين الناس , يقول: حسن السمت شاع فينا ... مثل مسك وعنبر ثم عود * ويقول أيضًا خليل مطران مادحًا حسن السمت: السجية في كل نبيل مرآتها الهندام *ويقول الشافعي رحمه الله مرجحًا الصمت عن الجاهل والأحمق عن الدخول معهم في مشادة كلامية، وقديمًا قالوا: إذا أنت ناظرت العالم غلبته وإن ناظرت الجاهل غلبك ليس بعلمه وإنما بجهله , أما العالم فمناظرته ستعتمد على المنطق والعلم فمن السهل إن كنت على حق أن تقنعه بما تعلم يقول الشافعي: قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضًا لصون العرض إصلاح أما ترى الأُُسُد تُخْشَى وهي صامتة؟ ... والكلب يخسى (¬3) لعمري وهو نبَّاح ¬

(¬1) "جامع بيان العلم وفضله " ابن عبد البر القرطبي, (1/ 146 - 147) , ط: دار الكتب العلمية بيروت - لبنان , د ت (¬2) أديب من بيروت تولى القضاء والإفتاء توفي سنة 1260هـ - 1844م وديوانه مطبوع. (¬3) يخسى: يرمى بالحجارة.

فالشافعي - رحمه الله - يقصد إن الصمت عن الجاهل يصون عرض وكرامة الإنسان ولا يوقعه في شماتة الشامتين , ولا يوقعه في براثن التعلق بأخطائه والتي ينتظرها الناس الطامعين في النيل منه , وشبه الشافعي السكوت عن الجاهل كالأسد الساكت فسكوته هذا يخيف الناس ويرعبهم , أما من يتكلم مع الجاهل فهو كالكلب الذي يرجمه الناس بالحجارة عندما ينبح , فيالروعة وجمال التشبيه الشافعي , وشبه الشافعي سكوته بالتجارة الرابحة , وألزم نفسه به , فهو أكثر المتاجر ربحًا - للعالم بالطبع - يقول: وجدت سكوتي متجرًا فلزمته ... إذا لم أجد ربحًا فلست بخاسر وما الصمت إلا في الرجال متاجر ... وتاجره يعلو على كل تاجر * ويحذر الشافعي الناس من حصائد ألسنتهم كما حذرنا النبي من ذلك عندما حذر معاذ رضي الله عنه من شر اللسان وقال إنه يكب الناس على مناخيرهم يوم القيامة في النار يقول الشافعي: احفظ لسانك أيها الإنسان ... لا يلدغنك إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه ... كانت تهاب لقاءه الأقران * وحسن السمت والتزام الصمت فيما لا ينفع من الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها من يحفظ كتاب الله , فهو نبراس للآخرين فيجب أن يكون قدوة حسنة لغيره , والتزام الصمت لا يعني عدم الإجابة أو الرد على من يسألني في مسألة أنا أعلم بها , بل التزام الصمت عندما يكون جواب تلك المسألة ليس عندي , في هذه الحالة يجب التزام الصمت وأما عن حسن السمت لحامل القرآن فيعني الاهتمام بالمظهر الخارجي وكذلك الداخلي فيجب أن يكون حسن السمت أمام الله وأمام الناس , وكذلك التحلي بحسن السمت في

مشيته ومأكله ومشربه وكلامه وكل معاملاته مع الناس وفي ذلك يقول الآجري في كتابه "أخلاق حملة القرآن ": " فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَاً لِقَلْبِهِ، يُعَمِّرَ بِهِ مَا خَرَبَ مِنْ قَلْبِهِ، وَيَتَأَدَّبَ بِآدَابِ الْقُرْآنِ، وَيَتَخَلَّقَ بِأَخْلاقٍ شَرِيفَةٍ، تَبِينُ بِهِ عَنْ سَائِرِ النَّاسِ مِمَّنْ لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ. فَأَوَّلُ مَا يَنْبَغِي لَهُ: أَنْ يَسْتَعْمِلَ تَقْوَى اللهِ عَزَّ وجلَّ فِي السِّرِ وَالْعَلانِيَةِ، بِاسْتِعْمَالِ الْوَرَعِ فِي مَطْعَمِهِ، وَمَشْرَبِهِ، وَمَلْبَسِهِ، وَمَكْسَبِهِ، وَيَكُونَ بَصِيرَاً بِزَمَانِهِ وَفَسَادِ أَهْلِهِ، فَهُوَ يَحْذَرُهُمْ عَلَى دِينِهِ، مُقْبِلاً عَلَى شَأْنِهِ، مَهْمُومَاً بِإِصَلاحِ مَا فَسَدَ مِنْ أَمْرِهِ، حَافِظَاً لِلِسَانِهِ، مُمَيِّزَاً لِكَلامِهِ إِنْ تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِعِلْمٍ، إِذَا رَأَى الْكَلامَ صَوَابَاً، وَإِذَا سَكَتَ سَكَتَ بِعِلْمٍ، إِذَا كَانَ السُّكُوتُ صَوَابَاً، قَلِيلَ الْخَوْضِ فِيمَا لا يَعْنِيهِ، يَخَافُ مِنْ لِسَانِهِ أَشَدَّ مِمَّا يَخَافُ مِنْ عَدُوهِ، يَحْبِسُ لِسَانَهُ كَحَبْسِهِ لِعَدُوهِ، لِيَأْمَنَ مِنْ شَرِّهِ وَسُوءِ عَاقِبَتِهِ، قَلِيلَ الضَّحِكِ فِيمَا يَضْحَكُ فِيهِ النَّاسُ، لِسُوءِ عَاقِبَةِ الضَّحِكِ، إِنْ سُرَّ بِشَيءٍ مِمَّا يُوَافِقُ الْحَقَّ تَبَسَّمَ، يَكْرَهُ الْمِزَاحَ خَوْفَاً مِنْ اللَّعِبِ، فَإِنْ مَزَحَ قَالَ حَقَّاً، بَاسِطَ الْوَجْهِ، طَيِّبَ الْكَلامِ. لا يَمْدَحُ نَفْسَهُ بِمَا فِيهِ، فَكَيْفَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ، يَحْذَرُ مِنْ نَفْسَهُ أَنْ تَغْلِبَهُ عَلَى مَا تَهْوَى مِمَّا يُسْخِطُ مَوْلاهُ. لا يَغْتَابُ أَحَدَاً، وَلا يَحْقِرُ أَحَدَاً، وَلا يَسُبُّ أَحَدَاً، وَلا يَشْمَتُ بِمُصِيبَةٍ، وَلا يَبْغِي عَلَى أَحَدٍ، وَلا يَحْسِدُهُ، وَلا يُسِيءُ الظَّنَّ بِأَحَدٍ إِلا بِمَنْ يَسْتَحِقُ، يَحْسِدُ بِعِلْمٍ، وَيَظُنُ بِعِلْمٍ، وَيَتَكَلَّمُ بِمَا فِي الإِنْسَانِ مِنْ عَيْبٍ بِعِلْمٍ، وَيَسْكُتُ عَنْ حَقِيقِةِ مَا فِيهِ بِعِلْمٍ) (¬1) ا. هـ * هناك مسألة هامة في موضوع حسن السمت هذا ألا وهي: هل حسن السمت من الممكن أن نتعلمه؟ , والإجابة: بالطبع نعم من السهل أن تكون حسن السمت , فاتباعك لكلام النبي وهديه وسننه في الطعام والشراب وركوب الدابة والسفر والجماع والتعامل مع ¬

(¬1) انظر: " أخلاق حملة القرآن " للآجري: (1/ 27) , تحقيق وتعليق: أبو محمد أحمد شحاتة السكندري , ... ط: دار الصفا والمروة بالأسكندرية , الطبعة الأولى 1426 هـ / 20005 م.

الناس واللباس والكلام والمظهر الخارجي , كل هذا سيؤدي بك إلى أن تكون حسن السمت ... وكذلك فاتباع العلماء وملازمتهم والقرب منهم يجعلك تلتقط أشياء كثيرة تؤدي بك في النهاية إلى أن تكون ممن حسُن سمتهم , ولعلك في التزامك لأبيك - إن كان ممن اشتهر بحسن السمت - ما يضفي عليك حلة جمال السمت ويلبسك عباءته , من ذلك التزام الصحابة مثلًا لنبيهم صلى الله عليه وسلم , فكانوا ينظرون لكل أفعاله ويقلدوها، بل وسكناته أيضًا , ولعل التزامك بحسن المظهر يدفعك إلى تحسين ما بداخلك , لذا حث العلماء على التحلي بالزي الإسلامي كارتداء الجلباب والسروال , واستعمال السواك والتطيب وإعفاء اللحية وهي من أهم الأشياء التي تضفي على صاحبها حسن السمت وقام العلامة الشنقيطي في تفسيره لقوله تعالى: {قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)} (طه: 94) , يقول: ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن هارون قاله لأخيه موسى {قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ... } وذلك يدل على أنه لشدة غضبه أراد أن يمسك برأسه ولحيته وقد بين تعالى في "الأعراف" أنه أخذ برأسه يجره إليه , وذلك في قوله: { ... أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ ... } , وقوله: { ... وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} من بقية كلام هارون. أي: خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل، وأن تقول لي لم ترقب قولي أي لم تعمل بوصيتي وتمتثل لأمري. تنبيه: هذه الآية الكريمة بضميمة آية "الأنعام" إليها تدل على لزوم إعفاء اللحية، فهي دليل قرآني على إعفاء اللحية وعدم حلقها , وآية الأنعام المذكورة هي قوله تعالى: { ... وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ ... }.

ثم إنه تعالى قال بعد أن عد الأنبياء الكرام المذكورين: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ... } , فدل ذلك على أن هارون من الأنبياء الذين أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم، وأمره صلى الله عليه وسلم بذلك أمر لنا لأن أمر القدوة أمر لاتباعه كما بينا إيضاحه بالأدلة القرآنية في هذا الكتاب المبارك في سورة "المائدة" , وقد قدمنا هناك: أنه ثبت في صحيح البخاري: أن مجاهدًا سأل ابن عباس: من أين أخذت السجدة في "ص" قال: أو ما تقرأ { ... وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ ... } {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ... } فسجدها داود فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا علمت بذلك أن هارون من الأنبياء الذين أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم في سورة "الأنعام"، وعلمت أن أمره أمر لنا لأن لنا فيه الأسوة الحسنة، وعلمت أن هارون كان موفرًا شعر لحيته بدليل قوله لأخيه: { ... لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي ... } لأنه لو كان حالقاً لما أراد أخوه الأخذ بلحيته ـ تبين لك من ذلك بإيضاح: أن إعفاء اللحية من السمت الذي أُمرنا به في القرآن العظيم، وأنه كان سمت الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم , والعجب من الذين مضخت ضمائرهم، واضمحل ذوقهم، حتى صاروا يفرون من صفات الذكورية وشرف الرجولة، إلى خنوثة الأنوثة، ويمثلون بوجوههم بحلق أذقانهم، ويتشبهون بالنساء حيث يحاولون القضاء على أعظم الفوارق الحسية بين الذكر والأنثى وهو اللحية , وقد كان صلى الله عليه وسلم كثيف اللحية، وهو أجمل الخلق وأحسنهم صورة , والرجال الذين أخذوا كنوز كسرى وقيصر، ودانت لهم مشارق الأرض ومغاربها: ليس فيهم حالق.

نرجو الله أن يرينا وإخواننا المؤمنين الحق حقًا، ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلً ويرزقنا ... اجتنابه " (¬1). * وحب النبي صلى الله عليه وسلم لابد وأن يتبعه العمل بما جاء , يقول محقق كتاب حقوق آل البيت لشيخ الإسلام ابن تيمية: " وكان اجتماعه بهم, واقتداؤهم به في العمل عاملا رئيسيًّا في تحويل حبهم النفسي إلى حب عقلي وجداني بلغ قمته في قول الأنصار: " والله يا رسول الله لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك". وكانت عهودهم معه تنص على: أن يحموه مما يحمون به أنفسهم وأهليهم ... وبذلوا دماءهم تعبيرًا صادقًا عن حب الله ورسوله , وطاعة الله ورسوله {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ... } (¬2) عبّروا عن حبهم بالعمل على مقتضى سنته ومقتضى القرآن لا يحيدون ولا يكسلون , وعلموا: أن الحب هو الموافقة في القول والعمل والسمت والحلية وداسوا في سبيل العمل كل زينة وكل بهرج تهواه النفس بخداعها وضلالها ومحاولتها الحيدة بصاحبها عن المنهاج السوي (¬3). * فالعمل والمظهر هما وجهان لعملة واحدة وهي حسن السمت , وهما مقترنان لا يفترقان أبدًا , يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن كيفية أن تقتضي الصراط المستقيم: " الصراط المستقيم: أمور باطنة، وأمور ظاهرة، وبينهما مناسبة ,ثم إن الصراط المستقيم هو أمور باطنة في القلب: من اعتقادات، وإرادات، وغير ذلك، وأمور ظاهرة: من أقوال، أو أفعال قد تكون عبادات، وقد تكون أيضاً عادات في الطعام واللباس، والنكاح والمسكن والاجتماع والافتراق، والسفر والإقامة، والركوب وغير ذلك؛ وهذه الأمور الباطنة ¬

(¬1) أضواء البيان (4/ 161 - 162). (¬2) سورة النساء من الآية / 80. (¬3) انظر: " حقوق آل البيت " شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية , مقدمة المحقق: عبد القادر عطا ص: 7, (ط) دار الكتب العلمية بيروت - لبنان , د ت.

والظاهرة بينهما ارتباط ومناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أمورًا ظاهرة، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال يوجب للقلب شعورًا وأحوالاً. الأمر بمخالفة المغضوب عليهم والضالين في الهدي الظاهر لأمور منها: إن المشاركة في الظاهر تورث تناسبًا بين المتشابهين يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال وقد بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحكمة التي هي سنته، وهي الشرعة والمنهاج الذي شرعه له فكان من هذه الحكمة أن شرع له من الأعمال والأقوال ما يباين سبيل المغضوب عليهم والضالين، فأمر بمخالفتهم في الهدي الظاهر، وإن لم يظهر لكثير من الخلق في ذلك مفسدة لأمور منها: * أن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبًا وتشاكلًا بين المتشابهين، يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس، فإن اللابس ثياب أهل العلم يجد من نفسه نوع انضمام إليهم، واللابس لثياب الجند المقاتلة - مثلاً - يجد من نفسه نوع تخلق بأخلاقهم ويصير طبعه متقاضيًا لذلك، إلا أن يمنعه مانع. * أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب المفارقة وترك موجبات الغضب. ومنها:- * أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الانقطاع عن موجبات الغضب، وأسباب الضلال والانعطاف على أهل الهدى، والرضوان، وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين " (¬1). * قلت: واعلم أخي الحبيب أن التمسك بالسمت الحسن أي سمت النبي وسمت أصحابه والتابعين لهم هو الذي سينقذك في زمن زادت فيه الفواحش والمنكرات , وعمت ¬

(¬1) " اقتضاء الصراط المستقيم " لابن تيمية: (1/ 92 - 93) , دراسة وتحقيق: ناصر عبد الكريم العقل , ط: دار عالم الكتب بيروت - لبنان , الطبعة السابعة , 1419 هـ / 1999م.

منهج السيوطي

فيه الرذيلة، بل وأصبحت أيسر من كوب الماء , فالرذيلة صارت في كل بيت , صارت أقرب إلينا من حبل الوريد , ولن ينجو منها إلا المتمسك بالسمت الصالح سمت السلف , فها هو عبد الله بن مسعود يقول: " أنا من غير الدجال أخوف عليكم من الدجال أمور تكون من كبرائكم فأيما رجل ... أو امرأة أدرك ذلك الزمان فالسمت الأول فالسمت الأول " (¬1). منهج السيوطي. للإمام المحدث الفقيه الحافظ المفسر المؤرخ النحوي الأديب العالم الموسوعي الجليل العلامة جلال الدين السيوطي صاحب التصانيف الكثيرة والمؤلفات العديدة منهج التزم به في جٌل كتبه , ألا وهو التحقق في كل كلمة يكتبها أو ينقلها عن غيره , فالسيوطي قد عاش في عصر سادته الفوضى وساده الظلم الاجتماعي والحروب , هذا ما يتعلق بالحياتين السياسية والاجتماعية , أما ما يتعلق بالحياة العلمية فهي على النقيض تمامًا فقد ازدهرت في شتى العلوم والمعارف , كما كان قبل ذلك في العصر العباسي الثاني والذي انتشر فيه الفساد والحروب وازدهرت الحياة العلمية , ففي كثير من الأحيان يؤدي الفساد السياسي والاجتماعي إلى ازدهار الحياة العلمية , ففي الفترة العباسية المتدهورة ظهر المتنبي وأبو فراس الحمداني وابن نباتة السعدي وغيرهم من الشعراء الذين شٌهد لهم بالنبوغ الشعري, كما ظهر في هذا العصر الفضل بن العميد والصاحب بن عباد وأبو حيان وغيرهم وفي عصر السيوطي ظهر العديد من العلماء أصحاب الفضل في ازدهار العلم ليس في عصرهم فقط بل امتد فضلهم حتى الآن , من هؤلاء العلماء العالم الجليل محمد بن يعقوب الفيروزأبادي صاحب " القاموس المحيط " , والقلقشندي أبو العباس صاحب أشهر ¬

(¬1) انظر: " القواعد النورانية الفقهية " لشيخ الإسلام ابن تيمية: (69 - 70) , تحقيق: محمد حامد الفقي , ط: مكتبة السنة المحمدية , الطبعة الأولى , 1370هـ - 1951 م.

موسوعة أدبية تاريخية وهو كتابه " صبح الأعشى في صناعة الإنشا " , وكذلك إمام الأئمة الحبر ابن حجر العسقلاني. الذي توفى بعد مولد السيوطي بست سنوات صاحب أفضل كتب الرجال التي اعتمد عليها الناس إلى يومنا هذا , فمن منا لا يعرف كتاب " تهذيب التهذيب " و " لسان الميزان " و " الإصابة " , ومن منا لا يعرف أفضل الشروح لصحيح البخاري وهو كتابه " فتح الباري في شرح صحيح البخاري , ومن العلماء الأجلاء أيضًا الذين عاشوا في هذا العصر ابن تغري بردي صاحب " النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة " , وكذلك السخاوي عبد الرحمن صاحب " الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع". فعصر عاش فيه السيوطي كهذا العصر المؤجج بالعلماء الأفذاذ والمحدثين الفقهاء أوجب عليه الدقة في كل ما يكتب , خاصة وإن عرفنا أنه كان هناك من العلماء من يتصيد له الأخطاء والسقطات وهما معاصريه السخاوي وتلميذه الذي صار على نهجه في خصومته للسيوطي وهو القسطلاني أحمد بن محمد , وتلميذه الآخر ابن الكركي إبراهيم بن ... عبد الرحمن وكانا شديدي الخصام للسيوطي - رحمهم الله -. وابن الكركي هذا خصه السيوطي برسائل مثل " طرز العمامة في التفرقة بين المقامة والقمامة " , و " الجواب الزكي عن قمامة ابن الكركي " , و " الصارم الهندي في عنق ابن الكركي ". ومن عموم منهجه أنه عندما يكتب في علم من العلوم يكتب في شتى موضوعاته غير تارك موضوع واحد منها , فمثلًا مؤلفاته في علوم القرآن نجدها اشتملت على التفسير ... (تفسير الجلالين) الذي أكمل فيه تفسير جلال الدين المحلي الذي توفي قبل أن يتمه والتفسير بالمأثور (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) , والتفسير بمعرفة أسباب النزول (الدر المنثور في أسباب النزول) , و (الإكليل في استنباط التنزيل) , وتناول ما وقع في القرآن

من متشابه (متشابه القرآن) , و (معترك الأقران في مشترك القرآن) , وألّف في مبهمات القرآن (مفحمات الأقران في مبهمات القرآن) , بل وتطرق إلى طبقات المفسرين (طبقات المفسرين). وكذلك في علوم الحديث النبوي نجده فعل فيها مثل ما فعله مع علوم القرآن فقام بشرح كتب السنة , وانتقى منها , وتكلم عن رجال الحديث , وألف مؤلفات خاصة بالأحاديث الموضوعة , ووضع ألفية في الحديث , وكما فعل في القرآن والحديث فعل في الفقه والنحو والأدب والتاريخ والتراجم والطبقات. فالسيوطي قد التزم بمنهج علماء الحديث وهو التدقيق في التعامل مع كلام ... النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك الآثار الواردة عن الصحابة والسلف الصالح. وفي الحقيقة أن السيوطي عندما يكتب في علوم التاريخ والطبقات والتفسير والأدب والفقه واللغة , إنما يريد أن يخدم الدين وهذا هو أكثر ما يميز منهج السيوطي في كتبه وهو خدمة الدين. ومن أهم ما يميز صاحبنا ذكره أماكن استشهاداته وإرجاع نقوله إلى الأصل الذي نقل منه. أما عن كتابنا " حسن السمت في الصمت " فقد التزم السيوطي فيه الأمانة حيث ذكر أن هذا الكتاب هو اختصار لكتاب " الصمت " الذي ألفه ابن أبي الدنيا , ولم يكتفِ السيوطي باختصاره فقط بل أضاف عليه أحاديث كثيرة وأبيات شعرية تكاد تفوق عدد ما نقله من كتاب الصمت , وفي الحقيقة اختصار السيوطي لهذا الكتاب لم يخل بمضمونه ولم يذهب برونق الكتاب , بل أضاف إليه رونقًا على رونقه , وفائدة على فائدته.

ترجمة الإمام: ابن أبي الدنيا

ترجمة الإمام: ابن أبي الدنيا (¬1) اسمه ونسبه: عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي، مولاهم البغدادي المؤدب صاحب التصانيف السائرة، من موالي بني أمية. مولده: ولد سنة ثمان ومائتين، وكان يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء كذا قال ابن الخطيب في تاريخه. وروى ابن أبي الدنيا عن كثير منهم: ـ إبراهيم بن دينار البغدادي، إبراهيم بن زياد، أيوب بن محمد الصالحي، بشر بن آدم البصري , أحمد بن عيسى المصري، إبراهيم بن عبد الله الهروي، زهير بن حرب، عباد ابن موسى الختلي، عبد الله بن عون، عبد العزيز بن بحر الخلال، القاسم بن عبد الجبار محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وأبيه محمد بن عبيد بن سفيان القرشي، يوسف ابن موسى القطان، ويونس بن عبد الرحيم العسقلاني وغيرهم كثير. ¬

(¬1) انظر ترجمته في: " الجرح والتعديل " أبو حاتم الرازي: (5/ 163) , ترجمة رقم: (751) , ط: دار إحياء التراث , الطبعة الأولى 1271هـ - 1952م , (1 - 9)، " الفهرست " لابن النديم , الفن الخامس من المقالة الخامسة: (1/ 185) , تحقيق: د. محمد عوني عبد الرؤوف ود. إيمان السعيد جلال , ط: الهيئة العامة لقصور الثقافة 2006م، تاريخ بغداد: (10/ 89) , ترجمة رقم: (5209) , ط: دار الكتاب العربي بيروت (1 - 14)، " طبقات الحنابلة " لأبي يعلي: (1/ 192) ترجمة رقم: 260 , ط: القاهرة، " المنتظم " ابن الجوزي , (5/ 148 , رقم: 284) , ط: دار صادر - بيروت , الطبعة الأولى 1358هـ , (1 - 10) , " تهذيب الكمال " المزي: (16/ 72) , ترجمة رقم: (3542) , تحقيق: د. بشار عواد معروف , ط: مؤسسة الرسالة - بيروت , الطبعة الأولى 1400هـ - 1980م , (1/ 35)، " سير أعلام النبلاء " الذهبي: ... (13/ 397) , تحقيق: شعيب الأرناؤوط وأخرين , ط: مؤسسة الرسالة - بيروت 1981م - 1988 م، "تذكرة الحفاظ " الذهبي: (2/ 677) , ط: حيدر أباد الدكن في مجلدين (1 - 4)،" العبر " للذهبي: ... (2/ 65)، " فوات الوفيات " للكتبي (2/ 228) , تحقيق: إحسان عباس , ط: دار صادر بيروت، " البداية والنهاية " لأبي الفداء بن كثير: (11/ 71) , ط: مكتبة المعارف - بيروت , (1 - 14) ,و" تهذيب التهذيب" ابن حجر العسقلاني: (6/ 12) , ط: دار الفكر - بيروت , الطبعة الأولى 1404هـ 1984 م، " النجوم الزاهرة " ابن تغري بردي: (3/ 86) , ط: الهيئة العامة لقصور الثقافة 2008م.

آراء العلماء فيه وثناؤهم عليه

وروى عنه: ـ ابن ماجه في التفسير، إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي، أحمد بن محمد بن الجراح الحارث بن محمد بن أبي أسامة، أبو العلي الحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري، أبو عبد الله خلف بن محمد بن سفيان بن زياد بن عبد الله ابن مالك بن دينار، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي وغيرهم كثير. آراء العلماء فيه وثناؤهم عليه: ـ قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: " كتبت عنه مع أبي، وسٌئل أبي عنه، فقال: صدوق". وعن عبد المؤمن بن خلف النسفي: " سألت أبا علي صالح بن محمد عن ابن أبي الدنيا، فقال: صدوق , وكان يختلف معنا إلا أنه كان يسمع من إنسان يقال له: محمد بن إسحاق بلخي وكان يضع للكلام إسناداً وكان كذاباً، يروي أحاديث من ذات نفسه مناكير ". وعن أبي القاسم الأزهري: " بلغني عن القاضي أبي الحسين بن أبي عمر محمد بن يوسف قال: بكرت إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي، يوم مات ابن أبي الدنيا، فقلت له: أعز الله القاضي، فقال: رحم الله أبا بكر، مات معه علم كثير يا غلام، امض إلى يوسف حتى يصلي عليه , فحضر يوسف بن يعقوب، فصلى عليه في الشونيزية ودفن فيها". قال أحمد بن كامل: " كان ابن أبن الدنيا مؤدب المعتضد ".

مصنفاته

مصنفاته: ـ مصنفات ابن أبي الدنيا في الزهد والرقائق وغيرها كثير منها: القناعة، التوكل، اليقين، التوبة، الشكر، الموت، القبور، العزلة، الأخلاق ... الأحزان أخبار قريش، أخبار الأعراب، الجوع، دلائل النبوة، ذم الدنيا، ذم الشهوات ذم البخل، الزهد، الشكر، الشيب، الصمت، الصدقة، صفة النبي (صلى الله عليه وسلم) صفة النار صفة الجنة عقوبة الأنبياء، الفتوى، الفرج بعد الشدة، القبور، القناعة، كرامات الأولياء المطر المنامات، مقتل الزبير، مقتل الحسين، المناسك، مكارم الأخلاق محاسبة النفس، الهم، الحزن، الهدايا، الورع، الوقف والابتداء، الوجل، اليقين. وفاته: ـ توفى - رحمه الله - في سنة ثمان ومائتين هجرية. سمت بأسماء الكتب التي تم نشرها لابن أبي الدنيا مرتبة هجائيًّا: الإخلاص والنية: حققه وعلق عليه إياد خالد الطباع _ دبي - مركز جمعة الماجد , سنة 1413هـ. الإخوان: تحقيق وتعليق محمد عبد الرحمن طوالبة؛ إشراف ومراجعة نجم عبد الرحمن خلف طبعته له دار الاعتصام سنة 1408 هـ. الإشراف في منازل الأشراف: تحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم طبعته له مكتبة القرآن - القاهرة , سنة 1410هـ وهناك طبعة أخرى للكتاب , تحقيق وتعليق نجم عبد الرحمن خلف طبعته له مكتبة الرشد سنة 1400 هـ.

إصلاح المال: تحقيق ودراسة مصطفى مفلح طبعته له دار الوفاء - القاهرة سنة 1410هـ الاعتبار وأعقاب السرور والأحزان: تقديم وتحقيق وتعليق نجم عبد الرحمن خلف طبعته له دار البشير - عمّان سنة 1413هـ. التهجد وقيام الليل: قٌدّم كرسالة ماجستير بتحقيق ودراسة مصلح بن جزاء بن فدغوش الحارثي، أشرف عليها عبد العزيز بن راجي الصاعدي - المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية سنة 1412 هـ. التواضع والخمول: تحقيق وتعليق لطفي محمد الصغير , وأشرف عليه نجم عبد الرحمن خلف طبعته له دار الاعتصام - القاهرة سنة 1408 هـ. التوبة: تحقيق مجدي السيد إبراهيم طبعته له مكتبة القرآن - القاهرة سنة 1411هـ التوكل على الله: تحقيق وتعليق جاسم الفهيد الدوسري طبعته دار الأرقم - الكويت سنة 1404 هـ. وطبعته طبعة أخرى مكتبة القرآن - القاهرة تحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم سنة 1406 هـ. حسن الظن بالله عز وجل: تحقيق مخلص محمد طبعته له دار طيبة - الرياض سنة 1408 هـ. وطبعته مكتبة القرآن - القاهرة سنة 1408 هـ بتحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم.

الحلم: تحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم طبعته له مكتبة القرآن - القاهرة سنة1406هـ ذم البغي: تقديم وتحقيق وتعليق نجم عبد الرحمن خلف طبعته له دار الراية - الرياض ... سنة 1409 هـ. ذم الدنيا: تحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم طبعته له مكتبة الساعي- الرياض ... سنة 1408 هـ. ذم الغيبة والنميمة: تحقيق وتعليق نجم عبد الرحمن خلف طبعته له دار الاعتصام - القاهرة ... سنة 1390هـ. ذم المسكر: تقديم وتحقيق وتعليق نجم عبد الرحمن خلف طبعته له دار الراية - الرياض ... سنة 1409 هـ. ذم الملاهي: دراسة وتحقيق محمد عبد القادر عطا - القاهرة طبعته له دار الاعتصام ... سنة 14017 هـ. الرضا عن الله بقضائه: تحقيق ضياء الحسن السلفي طبعته له الدار السلفية بومباي سنة 1410 هـ.

الرقة والبكاء: تحقيق محمد خير رمضان يوسف طبعته دار الصميعي - الرياض سنة 1416هـ الشكر لله عز وجل: راجعه وخرج أحاديثه عبد القادر الأرناؤوط طبعته له دار ابن كثير سنة 1407 هـ. صفة النار: تحقيق محمد خير رمضان يوسف طبعته دار ابن حزم سنة 1417 هـ الصمت وحفظ اللسان: وهو الكتاب الذي لخصه السيوطي تحت اسم " حسن السمت في الصمت " طبع مرتين مرة بتحقيق وتعليق محمد أحمد عاشور وطبعته له دار الاعتصام طبعتين , الثانية منهما مزيدة ومنقحة , الأولى سنة 1406 هـ , والثانية سنة 1408 هـ؛ والمرة الثانية الذي حقق فيها حققه نجم عبد الرحمن خلف بعنوان " الصمت وآداب اللسان " طبعته له دار الغرب الإسلامي - بيروت سنة 1406 هـ. العقل وفضله: طبع هذا الكتاب ثلاث مرات , الأولى بواسطة محمد بن زاهد الكوثري الذي عرّف الكتاب وترجم لمؤلفه وصححه وطبعته مكتبة نشر الثقافة الإسلامية.؛ والمرة الثانية بتحقيق وتعليق لطفي محمد الصغير , تخت إشراف نجم عبد الرحمن خلف وطبعته دار الراية - الرياض سنة 1408 هـ؛ والمرة الثالثة بتحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم طبعته مكتبة القرآن وكان معه كتاب اليقين لابن أبي الدنيا أيضًا سنة 1408 هـ. العمر والشيب: تحقيق وتعليق نجم عبد الرحمن خلف طبعته مكتبة الرشد - الرياض 1412 هـ.

العيال: تقديم وتحقيق وتعليق نجم عبد الرحمن خلف طبعته دار ابن القيم سنة 1410 هـ الغيبة والنميمة: تحقيق وتعليق عمرو علي عمر طبعته الدار السلفية بومباي سنة 1406 هـ. الفرج بعد الشدة: تخريج وتعليق أبي حذيفة عبيد الله بن عالية طبعته دار الريان للتراث - القاهرة سنة 1408 هـ. قصر الأمل: تحقيق وتعليق محمد خير رمضان يوسف طبعته دار ابن حزم- بيروت 1415هـ قضاء الحوائج: تحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم طبعته مكتبة القرآن - القاهرة 1406 هـ. القناعة والتعفف: تحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم طبعته مكتبة القرآن - القاهرة 1409 هـ. مجابو الدعوة: تحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم طبعته مكتبة السباعي-الرياض1407 هـ محاسبة النفس: تحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم طبعته مكتبة السباعي - الرياض 1407 هـ. مكارم الأخلاق: تحقيق وتقديم وشرح جميز أبلمي - فيسبادن توزيع فرانز شتاينر - ألمانيا سنة 1393 هـ وحقق مرة أخرى بتحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم طبعته مكتبة القرآن - القاهرة سنة 1410 هـ.

مكائد الشيطان: تحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم طبعته مكتبة القرآن -القاهرة 1411 هـ. من عاش بعد الموت: تحقيق عبد الله محمد الدرويش طبعته عالم الكتب - بيروت سنة 1406هـ. وهناك طبعة أخرى بتحقيق ودراسة وتعليق مصطفى عاشور - القاهرة طبعته مكتبة القرآن 1409 هـ. المنامات: تحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم طبعته مكتبة القرآن - القاهرة 1409 هـ. الهم والحزن: تحقيق مجدي فتحي السيد طبعته دار السلام - القاهرة 1412 هـ. الهواتف: تحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم طبعته مكتبة القرآن - القاهرة 1408 هـ. اليقين: تحقيق أبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول طبعته دار الكتب العلمية - بيروت سنة 1407 هـ؛ وهناك طبعة أخرى وتحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم طبعته مكتبة القرآن - القاهرة سنة 1408 هـ طبع مع كتاب " العقل وفضله ".

ترجمة جلال الدين السيوطي

ترجمة جلال الدين السيوطي هو عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان ابن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام الحضيري الأسيوطي " (¬1). هذا اسمه كما ذكر هو في كتابه حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة والحضيري نسبة إلى محلة بغداد في الجانب الشرقي وتعرف بسوق حضير، والأسيوطي نسبة إلى أسيوط وهى مدينة غرب النيل بصعيد مصر وكذلك نٌسب فقيل: السيوطي , فذكر بعضهم السيوطي والبعض الآخر الأسيوطي. مولده: - ولد في ليلة الأحد من مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمان مئة (849 هـ). نشأته: نشأ السيوطي يتيمًا , حفظ القرآن وهو في سن ثماني سنوات وحباه الله بذكاء وسرعة تفكير وسرعة تعلم مما جعله إماماً من أئمة الدين في عصره، فتعلم النحو والفقه والفرائض. كيف لا؟!! وقد نشأ السيوطي في بيت علم , فجده الأعلى كما يقول هو في ترجمته لنفسه: " همام الدين " كان من أهل الحقيقة ومن مشايخ الطريقة " , أما من دونه " كانوا من أهل الوجاهة والرياسة , منهم من ولي الحكم ببلده , ومنهم من ولي ¬

(¬1) انظر ترجمته في، " بدائع الزهور " لابن إياس الحنفي (11، 120، 205، 281)، و " البدر الطالع " للشوكاني (32811، 335) , ط: مصر 1348هـ , (1 - 2)، و " حسن المحاضرة " للسيوطي (1/ 289) , تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم , القاهرة 1967 - 1968، و" درة الحجال في أسماء الرجال " (3/ 92ـ 94) و " المقتبس من نور القبس " (3/ 57) , و "شذرات الذهب " لابن العماد (8/ 51 ـ 53)، و " الطبقات الصغري " للشعراني (ص 17)، و " الطبقات الكبرى " للشعراني (20/ 19ـ 21)، و " تاريخ الأدب العربي " لكارل بروكلمان (2/ 145) , ترجمة د. عبد الحليم النجار وآخرين , القاهرة 1955م -1977م , ... و " معجم المؤلفين " لعمر رضا كحالة (5/ 128, طبعة: دار إحياء التراث بيروت - لبنان.، " الأعلام " للزركلي (4/ 1 ب) , دار العلم للملايين - بيروت 1979م , (1 - 8).

شيوخه

الحسبة بها , ومنهم من كان تاجرًا في صحبة الأمير شيخون وبنى مدرسة بأسيوط ووقف عليها أوقافًا ". أما والده فيقول عنه في كتابه " التحدث بنعمة الله " (¬1): " والدي هو الإمام العلامة ذو الفنون الفقيه الفرض الحاسب الأصولي الجدلي النحوي التصريفي البياني البديعي المنشئ المترسل البارع كمال الدين أبو المناقب ..... ". ويقول عن مصنفات والده في نفس الكتاب: " وللوالد تعاليق وفوائد ضاعت، ولم أقف عليها , ومما رأيته من تعاليقه حواش على " شرح الألفية " لابن المصنف وصل فيها إلى الإضافة , وهى الآن في خزانة سلطان العصر قانصوه الغوري , وحاشية على " العضد " ورسالة في إعراب قول " المنهاج " , توفى أبوه بذات الحبن وقت أذان العشاء لليلة الاثنين من صفر سنة خمسة وخمسين وثمانمائة , وكان أبوه يختم القرآن في كل أسبوع مرة. شيوخه: ـ شيوخ السيوطي بلغت ست مئة شيخ ذكر ذلك تلميذه الشعراني في طبقاته الصغرى, أما أسماء شيوخه إجازة وسماعاً بلغوا إحدى وخمسين نفسًا ولعل أبرز شيوخه كما ذكر هو في كتابه حسن المحاضرة عندما ترجم لنفسه: ـ (1) - تقي الدين الشمني الحنفي المتوفي سنة (872 هـ): لازمه أربع سنوات وكتب له تقريظًا على شرح ألفية ابن مالك وعلى جمع الجوامع. (2) - محيي الدين الكافيجي المتوفي سنة (879 هـ): لزمه أربع عشرة سنة وأخذ عنه علوم التفسير والأصول والعربية والمعاني وغير ذلك ¬

(¬1) " التحدث بنعمة الله " للسيوطي , تحقيق: إليزابيث ماري , ط: الهيئة العامة لقصور الثقافة (5).

(3) - علم الدين البلقيني: شيخ الإسلام لازمه السيوطي حتى مات , وعندما ألف جلال الدين كتابه الأول "شرح الاستعاذة والبسملة " أوقفه على شيخه علم الدين , وكان ذلك في مستهل سنة ست وستين وثمانمائة , فكتب عليه تقريظًا , ثم لازم ولده بعد وفاته. (4) - شرف الدين المناوي: لازمه بعد وفات ابن علم الدين البلقيني سنة ثمان وسبعين وثمانمائة , فقرأ عليه قطعة من المنهاج , وسمع دروسًا من شرح البهجة ومن حاشية عليها , ومن تفسير البيضاوي. (5) جلال الدين المحلي: هو أشهر من ارتبط اسمه بالسيوطي وعملا مع بعضهما تفسير الجلالين للقرآن الكريم , وقد ترجم له السيوطي. (6) - عبد القادر بن أبي القاسم الأنصاري: قاضي قضاة مكة وأحد الشيوخ المرموقين , له تأليف في الفقه المالكي وعلوم العربية والعروض , توفي في مستهل شعبان سنة ثمانين وثمانمائة. وللسيوطي شيوخ آخرين نذكر منهم على سبيل المثال: شهاب الدين الشارمساحي الذي أعطى للسيوطي إجازة بتدريس اللغة , وقاضي القضاة العز أحمد بن إبراهيم الكناني , وشمس الدين البابي. هذا وللسيوطي شيوخ من النساء وليس من الرجال فقط ومنهن: - أمة العزيز بنت محمد الإبناس. - فاطمة بنت جار الله بن صالح الطبري.

تلاميذه

- صفية بنت ياقوت المكية. - رقية بنت عبد القوي بن محمد الجاوي. - عائشة بنت عبد الهادي. - سارة بنت السراج بن جماعة. - زينب بنت الحافظ العراقي وأختاها جويرية وأم أيمن. تلاميذه: تلقى السيوطي العلم على أيدي الكثير من الشيوخ والعلماء , كما تلقى عنه العلم أيضًا كثيرًا وساروا علامات في عصرهم , منهم: (1) - شمس الدين محمد الداودي: شيخ أهل الحديث في عصره وترجم له الحافظ السيوطي , توفي يوم الأربعاء ثمان وعشرون من شوال سنة (945 هـ). (2) - ابن طولون الدمشقي الصالحي الحنفي: كان ماهرًا في النحو علامة في الفقه مشهورًا بالحديث. (3) - شمس الدين بن محمد بن أحمد الشهير بابن العجيمي: توفي ببيت المقدس في رمضان سنة (938 هـ) , أخذ أيضًا عن البرهان بن أبي شريف والقاضي زكريا , والشمس السخاوي وغيرهم. ونظرًا لعلم السيوطي ولي السيوطي مناصبًا عديدة منها إجازته في تدريس العربية في مستهل سنة (866 هـ) , وكذلك إجازته في التدريس والإفتاء سنة (876 هـ) , كما قام بتدريس الحديث بالشيخونية , وتولى مشيخة التصوف بتربة برقوق نائب أهل الشام, ... وكذا مشيخة الخانقاة البيبرسية.

مصنفاته

مصنفاته: تعددت مصنفات السيوطي في علوم الحديث والقرآن واللغة والفقه والتاريخ والأدب وغير ذلك من العلوم , قد ذكر السيوطي مصنفاته وعددها في كتابه " التحدث بنعمة الله" وقسمها إلى سبعة أقسام: * القسم الأول: ما ادعى فيه التفرد ومعناه أنه لم يٌؤلف له نظير في الدنيا فيما علمت وذكر: (1) - الإتقان في علوم القرآن. (2) - الدر المنثور في التفسير بالمأثور. (3) - ترجمان القرآن. (4) - أسرار التنزيل. (5) - الإكليل في استنباط التنزيل. وعدّ ثمانية عشر مؤلفًا. * القسم الثاني: ما أٌلف ما يناظره ويمكن العلامة أن يأتي بمثله: (1) - المعجزات والخصائص النبوية " مجلد ضخم ". (2) - لباب النقول في أسباب النزول. (3) - تكملة تفسير الشيخ جلال الدين المحلي وهي من أول البقرة إلى آخر الإسراء. (4) - حاشية على تفسير البيضاوي وصلت فيها إلى آخر سورة الأنعام " مجلد وسط ". (5) - التوشيح على " الجامع الصغير " مجلد. وعدّ السيوطي لنفسه في هذا المجال خمسين مصنفًا.

* القسم الثالث: ما تم من الكتب المعتبرة الصغيرة الحجم التي هي من كراسين إلى عشرة: (1) - التحبير في علوم التفسير. (2) - معترك الأقران في مشترك القرآن. (3) - مفحمات الأقران في مبهمات القرآن. (4) - المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب. (5) - خمائل الزهر في فضائل السور. وعد له ستين مؤلفًا. * القسم الرابع: ما كان كراسًا ونحوه سوى مسائل الفتاوى: (1) - كبت الأقران في كتب القرآن. (2) - مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع. (3) - الذيل الممهد على القول المسدد. (4) - تخريج أحاديث " شرح العقائد ". (5) - أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب. وعدّ مائة ونيف مؤلفًا. * القسم الخامس: ما أٌلّف في واقعات الفتاوى: (1) - القول الفصيح في تعيين الذبيح. (2) - المصابيح في صلاة التراويح. (3) - بسط الكف في إتمام الصف. (4) - القول المضي في الحنث المعني. (5) - وصول الأماني بأصول التهاني. وعدّ ثمانين مؤلفًا.

* القسم السادس: مؤلفات لا أعتد بها لأنها على طريق البطالين: (1) - المسلسلات الكبرى مجلد. (2) - أربعون حديثًا متباينة. (3) - أربعون حديثًا توافق فيها اسم الشيخ والصحابي. (4) - الملتقط من الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر مجلد. (5) - المعجم الكبير لشيوخي يسمى حاطب ليل وجارف سيل. وعدّ أربعين مؤلفًا. * القسم السابع: ما شرحت فيه دفتر العزم عنه وكتب منه القليل: (1) - مجمع البحرين ومطلع البدرين في التفسير. (2) - مفاتيح الغيب تفسير مسند كبير جدًّا. (3) - شرح سنن ابن ماجة. (4) - شرح مسند الإمام الشافعي. (5) - مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود. وعدّ ثلاثًا وثمانين مؤلفًا. هذا ولم يذكر السيوطي كل مؤلفاته في كتابه التحدث بنعمة الله، وذلك لأن السيوطي بالطبع قد ألف كتبًا أخريات بعد كتابته لهذا الكتاب. وفاته: مرض السيوطي سبعة أيام بورم شديد في ذراعه الأيسر ومات عن عمر إحدى وستين وعشرة أشهر وثمانية عشر يومًا في سمر ليل الجمعة التاسع عشر من جمادى الأولى سنة 911 هـ في منزله بروضة المقياس وهذا هو التاريخ الأقرب للصواب.

تحقيق نسبة الكتاب للمصنف ورموز النسخ

تحقيق نسبة الكتاب للمصنف ورموز النسخ. قام محمد إبراهيم الشيباني وأحمد سعيد الخازندار بعمل دليلا جمعا فيه مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها في كل مكتبات العالم وسمياه: " دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها " (¬1). وفيها كتاب حسن السمت في الصمت وضعاه تحت رقم 669 , صفحة 142 , وفيه: كشف الظنون لحاجي خليفة (1/ 666). عقود الجوهر هدية العارفين للباباني (1/ 538). دار الكتب المصرية 530مجاميع شستر بيتي 4713 مركز المخطوطات والتراث والوثائق: 1/ 4713 (عن نسخة شستر بيتي) * لايدن 474/ 12 الخزانة التيمورية مكتبة الدراسات العليا - جامعة بغداد 1142/ 3 , مكتبة الأزهر 334 , 10135. وهي النسخة التي لم يعتمد عليها محقق مطبوعة دار الكتب العلمية , وحقيقة قام المحقق بمجهود كبير جعله الله في ميزان حسناته , إلا أن العمل العلمي خاصة مجال تحقيق التراث لابد فيه من قصور , ولابد للآتي من استدراك ما وقع فيه السابق من أخطاء وقصور. ولم يذكر واضعا الدليل نسخة دار الكتب المصرية الثانية والتي برقم (47 حديث طلعت). ¬

(¬1) " دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها " إعداد: " محمد بن إبراهيم الشيباني " و " أحمد سعيد الخازندار " من منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق / الكويت برقم: (53) , الطبعة الثانية وهي طبعة جديدة مزيدة 1416هـ - 1995م.

رموز النسخ نسخة مكتبة ليدن بهولندا (2409) رمزنا لها برمز: (ل). نسخة دار الكتب المصرية الأولى رمزنا لها برمز (530 مجاميع): (م1). نسخة مكتبة الأزهر 334 , 10135, رمزنا لها برمز (م2). نسخة دار الكتب المصرية الثانية رمزنا لها برمز: (ط). نسخة المكتبة الوطنية تونس (11329) رمزنا لها برمز: (ت). نسخة مكتبة كلية الآداب جامعة بغداد (1142/ 2) رمزنا لها برمز: (ب). أما عن المطبوعة الأولى لكتاب حسن الصمت والتي طبعتها دار المأمون للتراث بدمشق سنة 1405 هـ / 1985 , فقد كفانا محقق طبعة دار الكتب العلمية / بيروت - لبنان مؤونة الرجوع لها , فقد ذكر الفروق بينها وبين النسخ الخطية - جزاه الله عن صنيعه خيرًا , أما بالنسبة لمطبوعته والتي طبعتها دار الكتب العلمية فلم أرمز لها بل سميتها باسمها: " مطبوعة دار الكتب العلمية ". وحقيقة وجدت اختلافات بين هذه المطبوعة وبين النسخة الخطية التي وجدتها في مكتبة الأزهر وأثبت ذلك في هامش التحقيق , كما وجدنا اختلاف بين المطبوعة وبين" م1 " وهي نسخة دار الكتب المصرية التي برقم (530 مجاميع) بالرغم من اعتماد المحقق عليها وما أظن ذلك إلا سهوًا منه , كما لم يقم المحقق بتخريج الأحاديث كما يجب فخرجها من بعض كتب الحديث والسنن , ولم يخرجها من الأخرى , وأظنه اعتمد في ذلك على محقق كتاب الصمت , كما لم يقم المحقق بعمل دراسة عن الكتاب , ولم يقم بالإشارة إلى أماكن وجود الأعلام الواردين في متن كتاب " حسن السمت " , والأبيات الشعرية لم يخرجها كما يجب , وهذا ما دفعني إلى إعادة تحقيق هذا الكتاب المفيد النافع مرة أخرى.

هذا ولعل الله قد يسر لي في تحقيقي هذا , فإن وفقت فمن الله , وإن ابتعدت عن الصواب فمن نفسي , ولعلمي أنه لا يصل إلى الكمال أحد , فالكمال لله وحده , ومن فرط شغفي بياقوت الحموي أقول مثلما قال في مقدمة كتابه " إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب " يقول: " وأنا فقد اعترفت بقصوري فيما اعتمدت عن الغاية , وتقصيري عن الانتهاء إلى النهاية فأسأل الناظر فيه أن لا يعتمد العنت ولا يقصد قصد من إذا رأى حسنًا أثبته وعيبًا أظهره. وليتأمله بعين الإنصاف لا الإنحراف , فمن طلب عيبًا وجدَّ وجد , ومن افتقد زلل أخيه بعين الرضا فقد فقد. فرحم الله امرءًا قهر هواه , وأطاع الإنصاف ونواه , وعذرنا في خطإ إن كان منا , وزلل إن صدر عنا , فالكمال محال لغير ذي الجلال , فالمرء غير معصوم والنسيان في الإنسان غير معدوم. وإن عجز عن الاعتذار عنا والتصويب , فقد علم أن كلَّ مجتهد نصيب , فإنا وإن أخطأنا في مواضع يسيرة , فقد أصبنا في مواطن كثيرة ". وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. *****

الورقة الأولى من "م1"

الورقة الثانية من " م1 "

الورقة الأخيرة من " م1"

الورقة الأولى من م2.

الورقة الثالثة من م2.

الورقة الأخيرة من م2.

كتاب حسن السمت في الصمت

حُسْنُ السَّمْتِ فِي الصَّمْتِ تأليف الإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي تحقيق ودراسة أحمد محمد سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم (¬1) الحمد لله (وكفى) (¬2) , وسلام على عباده الذين اصطفى. (وبعد) (¬3): (هذا) (¬4) جزء (لطيف) (¬5) لخصته من كتاب " الصمت " لأبي بكر ابن أبي الدنيا (¬6) (مع زوائد عليه) (¬7) , وسمّيته: " حسن السمت في الصمت ". والله الموفق (للصواب). * أخرج أحمد (¬8) , والدارمي (¬9) , ¬

(¬1) في " ط " زيادة: (اللهم صلي على سيدنا محمد وآله وسلم) , وفي " ت " زيادة: (صلى الله على سيدنا ومولانا محمد وسلم) كتاب " حسن السمت في الصمت " , للإمام جلال الدين السيوطي). (¬2) سقطت من "ط". (¬3) زيادة من "م1" , "م2". (¬4) في مطبوعة دار الكتب العلمية: " فهذا " , وما أثبته نقلا عن "م1" , "م2". (¬5) زيادة من "ط". (¬6) سبقت ترجمة الحافظ ابن أبي الدنيا. (¬7) سقطت من " ب " , والصواب ما أثبتناه ليس لاتفاق كل النسخ عليه فقط , بل لوجود زيادات قام بها السيوطي بالفعل على كتاب الصمت لابن أبي الدنيا , وهذا ما سنقوم بتوضيحه في مكانه. (¬8) أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الذهلي الشيباني المروزي قم البغدادي أبو عبد الله, ولد سنة 164هجرية هذا نسبه كما ورد في تذكرة الحفاظ للذهبي, وزاد الذهبي نفسه في " سير أعلام النبلاء ": بن إدريس بن عبد الله ابن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن علي بن بكر بن وائل الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي , صاحب المسند له مؤلفات كثيرة منها: مسائل الإمام أحمد وأحكام النساء له , وغيرها كثير , جُمعت مناقبه , فقد جمعها البيهقي وأبو الفرج بن الجوزي , عاش زمن فتنة خلق القرآن وثبته الله سبحانه وتعالى ولم يتزعزع حتى مات- رحمه- الله, انظر ترجمته في " الطبقات الكبرى"لابن سعد (7/ 354) و " التاريخ الكبير " للبخاري (2/ 5 رقم 1505) , و"تاريخ الإسلام" للذهبي (291 - 250 ص 61 رقم 35) و" حلية الأولياء " لأبي نعيم الأصبهاني (9/ 143 رقم 443) , و " صفة الصفوة " لابن الجوزي (1/ 502 رقم 262). (¬9) الحافظ الدارمي هو: عبد الله بن عبد الرحمن التميمي الدارمي السمرقندي الإمام، صاحب المسند. ولد عام موت عبد الله بن المبارك. وكان من أوعية العلم يجتهد ولا يقلد. روى عنه مسلم وأبو داود والترمذي. وكان أحد الرحالين والحفاظ موصوفاً بالثقة والزهد يضرب به المثل في الديانة والزهد. صنّف المسند والتفسير وكتاب الجامع. قال أبو حاتم: ثقة صدوق، له مناقب كثيرة , اختلف في تاريخ وفاته, فقيل سنة 254 هـ وقيل سنة 255 هـ انظر ترجمته في " مرآة الجنان " لليافعي وفيات سنة 255 هـ.

والترمذي (¬1) , وابن أبي الدنيا , والبيهقي في " شعب الإيمان " عن عبد الله بن عمرو (¬2) (- رضي الله عنهما -) (¬3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال: " مَنْ صَمَتَ نَجَا " (¬4). * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي (¬5) ¬

(¬1) الترمذي: هو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك , وقيل: هو محمد بن سورة بن السكن , وقيل: أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي البوغي الضرير , والترمذي نسبة إلى ترمذ , وترمذ معناها المستفيض على الألسنة حتى يكون كالمتواتر , وقال البعض ترمذ بفتح التاء , والبعض ترمذ بضم التاء , لكن الأشهر كسرها , ولد في حدود سنة 210 هـ , وقيل أنه ولد أكمهًا , قال الذهبي: " والصحيح أنه أضر في كبره , بعد رحلته وكتابته العلم " , طاف وجال وسافر وارتحل طالبًا العلم , سمع خلقًا كثيرًا من الخرسانيين والعراقيين والحجازيين. ولم يرحل إلى مصر والشام , وقد أثنى أهل العلم عليه فذكره الحاكم وقال: " سمعت عمر بن علّك يقول: مات البخاري , فلم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والحفظ , والورع والزهد , بكى حتى عمي , وبقى ضريرًا سنين " , وذكره ابن حبان في " الثقات ", قال: " كان ممن جمع وصنف , وحفظ وذاكر " , وقال الخليل في " الإرشاد ": " ثقة متفق عليه مشهور بالأمانة والعلم " , مات رحمة الله عليه في ثالث عشر من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين بترمذ , انظر ترجمته في " البداية والنهاية " لابن كثير (11/ 67) , و " الأنساب " للسمعاني (1/ 459) , و " معجم البلدان " لياقوت الحموي (2/ 31) , و " سير أعلام النبلاء " (13/ 274). (¬2) في "ل" عمرو , وفي كل النسخ " عمر " , والصواب ما أثبته , فراوي الحديث هو عبد الله بن عمرو وليس ابن عمر - رضي الله عنهم أجمعين. (¬3) زيادة من "م1" و "م2". (¬4) صحيح صححه الألباني , وضعَّفه الترمذي , وقال: " غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة , والحديث بسند جيد عند الطبراني , وقال ابن حجر عن رواة الطبراني: رواته ثقات أخرجه الدارمي في كتاب: الرقاق , باب: في الصمت (2/ 299) , رقم: (2713) , تصوير دار الكتب العلمية بيروت - لبنان , وابن المبارك في ... " الزهد ": (385) , وابن وهب في " الجامع ": (302) , وأخرجه الإمام أحمد في مسند عمرو بن العاص - رضي الله عنهما: 2/ 159 , وأخرجه الترمذي في كتاب القيامة: (2618) , تحقيق أحمد محمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي , وابن أبي الدنيا في"الصمت ": (34 , رقم: 10) , وصححه الألباني في " الصحيحة " ... (2/ 72) برقم: (536) ط: مكتبة المعارف الرياض (1 - 7) , و " الترغيب والترهيب " للمنذري: ... 4/ 9 , طبعة: دار إحياء الكتب العربية - القاهرة , " إحياء علوم الدين " الغزالي: (3/ 93) , دار القلم بيروت , " إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين " للزبيدي: 7/ 449 , تصوير بيروت , ابن عساكر في تاريخ دمشق: 6890 , " شرح السنة " للبغوي: 14/ 318 , تحقيق: شعيب الأرناؤوط. (¬5) الحافظ البيهقي هو أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي النيسابوري الإمام الحافظ المحدث الفقيه الأصولي الزاهد , وهو ينسب إلي بيهق , وهي قرى مجتمعة ناحية نيسابور , ولد سنة أربع وثمانين وثلاثمائة في شعبان. وطلب البيهقي العلم في بلاد كثيرة منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره فرحل إلى العراق , ونيسابور , والكوفة , ومكة , والحجاز , وغيرها كثير. من تصانيفه كتاب إثبات الرؤيا , والآداب , والسنن الكبرى , والسنن الصغرى , وكتاب أحكام القرآن , والاعتقاد والزهد الكبير , ومناقب الشافعي , وغيرها كثير. توفي - رحمه الله - سنة ثمان وخمسين وأربعمائة في نيسابور , ودفن في بيهق. انظر ترجمته في " شذرات الذهب " لابن العماد الحنبلي (4/ 304).

في " شعب الإيمان " والقضاعي (¬1) في " مسند الشهاب " (عن أنس رضي الله عنه , قال: قال) (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْلَمْ فَلْيَلْزَمْ الصَّمْتَ " (¬3). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي ذر _ رضي الله عنه _ , قال: قال (لي) (¬4) رسول ... الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا أُعَلِّمُكَ بِعَمَلٍ خَفِيْفٍِ عَلَى البَدَنِ ثَقِيلٍ في المِيزَانِ؟ " (¬5) قلت: بلى يا رسول الله , قال: " هُوَ الصَّمْتُ , وَحُسْنُ الخُلُقِ , وَتَرْكُ مَا لا يَعْنِيكَ " (¬6). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن صفوان بن سليم (¬7) , قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

(¬1) القضاعي هو محمد بن سلامة بن جعفر بن علي بن حكمون بن إبراهيم بن محمد بن مسلم القاضي أبو عبد الله القضاعي الفقيه قاضي مصر , صاحب " كتاب الشهاب " , سمع أبا مسلم محمد بن أحمد الكاتب , وأحمد بن بربال , وأبا الحسن بن جهضم , وغيرهم , روى عنه أبو عبد الله الحميدي. من تصانيفه " مناقب الشافعي " و" الأنباء عن الأنبياء " و " تواريخ الخلفاء " و" خطط مصر ". ترجمته في: " اللباب " لابن الأثير (2/ 269) , " وفيات الأعيان " لابن خلكان: (1/ 585) , و " المختصر في أخبار البشر " لأبي الفداء: (2/ 190) , و" مرآة الجنان " لليافعي: (3/ 75) , و" طبقات الشافعية " للسبكي: (3/ 62 - 63) , و" شذرات الذهب " ابن العماد الحنبلي (3/ 293) , " الوافي بالوفيات " الصفدي (3/ 97 - 98) ترجمة رقم: 1055 , " الأعلام " للزركلي: (7/ 16 - 17). (¬2) في "م1" , و"م2": في مسند الشعاب عن رسول الله , والصواب ما أثبتناه. (¬3) ضعيف , أخرجه البيهقي في" شعب الإيمان" عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - (4/ 241) برقم 4937 , وأخرجه أبو يعلي (3607) في مسند أنس , " الترغيب والترهيب ": (3/ 536) , " الدر المنثور ": السيوطي: (2/ 221) ,تصوير بيروت," الإحياء ": (3/ 94) , " الإتحاف " للزبيدي: (7/ 451) , وابن أبي الدنيا في " الصمت " (1/ 13 رقم 11) , وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5625). (¬4) زيادة من " م1 " , و" م2 " , و" ط ". (¬5) في "م1" و "م2": " ألا أعلمك بعمل خفيفا على البدن ثقيلا في الميزان " , والصواب ما أثبتناه. (¬6) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (89 , رقم: 112) , والحديث في " مجمع الزوائد: 10/ 301 , " الترغيب والترهيب ": (4/ 7) , " الإتحاف ": (7/ 461) , و" الإحياء " للغزالي (3/ 109). (¬7) صفوان بن سليم الزهري , مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف يكنى أبا عبد الله , ويقال أبو الحارث المدني , روى عن ابن عمر وجابر وأنس بن مالك , وغيرهم , وروى عنه الدراوردي , وطهمان , وغيرهما. انظر ترجمته في"تاريخ الإسلام": (121هـ - 140هـ) ص: 452 , و" الجرح والتعديل": (4/ 423) ... رقم: 1858, " وسير أعلام النبلاء ": (5/ 364) رقم: 165, و" الوافي بالوفيات ": للصفدي ... (16/ 317) رقم: 439 , و" تهذيب التهذيب ": (4/ 425) ..

" أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَيْسَرِ العِبَادَةِ وَأَهْوَنُهَا عَلَى البَدَنِ؟ الصَّمْتُ , وَحُسْنُ الخُلُقِ " (¬1). * وأخرج ابن النجار عن أبي ذر (¬2) (- رضي الله عنه -) (¬3) , قال: قلت: يا رسول الله أوصني , قال: " أُوصِيْكَ بِحُسْنَ الخُلُقِ , وَالصَّمْتِ , هُمَا أَخَفُّ الأعْمَاِل عَلَى الأَبْدَاِن ... (وَأَثْقَلهما) (¬4) في الميزان" (¬5). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن الشعبي , قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أَلا أَدُلُّكَ عَلَى أَحْسَنِ العَمَلِ وَأَيْسَرَهُ؟ " قال: بلى بأبي أنت وأمي (يا رسول الله) (¬6) قال: حُسْنُ الخُلُقِ وَطُولُ الصَّمْتِ عَلَيْكَ بِهِمَا فَإِنَّكَ لَنْ َتْلَقى الله (تَعَالَى) (¬7) بِمِثْلِهِمَا (¬8). ¬

(¬1) ضعيف: أخرجه ابن أبي الدنيا في" الصمت ": (49 , برقم: 27) ," الجامع الصغير" السيوطي: 2759 , " الدر المنثور: (2/ 75) ," الإحياء" (3/ 95) ," الإتحاف" (7/ 453) , وضعفه الألباني في " ضعيف الترغيب والترهيب " (2/ 100) , برقم: (1592) , و (2/ 128) , برقم: (1710) , وقال: مرسل ضعيف , ط: مكتبة المعارف. (¬2) أبو ذر الغفاري هو جندب _ وقيل بريد _ بن جنادة بضم الجيم والنون الخفيفة ابن سفيان _ وقيل سفير _ بن عبيد بن حرام بالمهملتين ابن غفار , وغفار من بني كنانة , هكذا ورد نسبه في " فتح " (7/ 211). وكان أبو ذر قوي الإيمان منذ أن أسلم فعقب إسلامه مباشرة أقسم على أن يظهر إسلامه في قريش وبي ظهراني كفارها , وذهب حتى أتى المسجد وأعلن إسلامه , فأوجعه الناس ضربًا فأنقذه العباس _ رضي الله عنه _ منهم محذرًا إياهم من قبيلته عندما يعلموا بما فعلوه بواحد منهم , وكانت تجارة قريش تمر بأرض قبيلته , ولم يكتف أبو ذر بمرة واحدة , بل أعاد الكرة مرة أخرى وأنقذه العباس أيضًا , وأفرد البخاري _ رحمه الله _ بابًا في كتاب مناقب الأنصار سماه باب إسلام أبي ذر توفي في سنة 32هـ. (¬3) سقطت من "ل" و "ط". (¬4) في المطبوعة: " أثقلها " والصواب ما أثبتناه. (¬5) أخرجه البيهقي في"شعب الإيمان": (4/ 242) برقم: (4941) , بلفظ:"يا أبا ذر لِلَّهِ ألا أدلك على خصلتين وهما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله لِلَّهِ قال: " عليك بحسن الخلق , وطول الصمت، والذي نفس محمد بيده لِلَّهِ ما عمل الخلائق بمثلهما " , " ميزان الاعتدال ": (2/ 413) , تحقيق: علي محمد البجاوي ط: دار المعرفة - بيروت , وهو من زيادات السيوطي وغير موجود في كتاب " الصمت ". (¬6) زيادة من "ط". (¬7) زيادة من "م1" و "م2". (¬8) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (2/ 176 , رقم:650) , وأخرجه الألباني في " ضعيف الترغيب والترهيب "من حديت أبي الدرداء (1602 , 1709) , ومن حديث أنس: (3/ 54) برقم: (4867) في"مشكاة المصابيح " ط: المكتب الإسلامي الطبعة الثالثة. للأهمية انظر " السلسلة الصحيحة " (4 / حديث رقم 1938) فقد جمع الإمام الألباني - رحمه الله - الأحاديث الأربعة السابقة.

* " وأخرج أبو نعيم (¬1) عن أبي هريرة (¬2) _ رضي الله عنه _ , قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الصمت أرفع (¬3) العبادة " (¬4). * (¬5) وأخرج أبو الشيخ عن أبي عبد الله محزر بن زهير الأسلمي (¬6) ¬

(¬1) أبو نعيم الأصبهاني هو أحمد بن عبد الله بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني الحافظ المشهور صاحب كتاب " حلية الأولياء " , كان من الأعلام المحدثين والأكابر الحفاظ والثقات , وله كتاب " ذكر أخبار أصفهان ". انظر ترجمته في: " وفيات الأعيان " لابن خلكان (1 91 , 92) , و" المختصر في أخبار البشر " (2/ 162) , و" المعين في طبقات المحدثين" (126 رقم: 1394) , و (تذكرة الحفاظ " (3/ 1092 _ 1098) , و" السير " للذهبي: (17/ 453 _ 464 رقم: 305) , و" طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي: (3/ 7) , و" طبقات الشافعية " للأسنوي (2/ 474) , و" لسان الميزان " لابن حجر: (1 201 رقم: 637) , و"طبقات الحفاظ " للسيوطي: (432 رقم 960) , و" معجم المؤلفين " لعمر رضا كحالة: (1/ 282) , و" شذرات الذهب " لابن العماد: (3/ 245). (¬2) أبو هريرة هو عبد الرحمن بن صخر من ولد ثعلبة بن سليم بن دوس اليماني , واختلف في نسبه فقيل عبد الله بن عامر , وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس , فهو دوسي نسبة إلى دوس ابن عُدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر , وهو شنوءة بن الأزد , والأزد من أعظم قبائل العرب وأشهرها. والسبب في تسميته بأبي هريرة أنه وجد هرة فحملها في كمه , فقيل له يا أبا هريرة. وروي عنه أنه قال: وجدت هرة وحشية , فأخذت أولادها , فقال لي أبي: ما هذه في حجرك , فأخبرته , فقال: أنت أبو هريرة. أخباره في " جمهرة أنساب العرب ": ص: 358 , 360 , 361 , و " الاستيعاب لمعرفة الأصحاب ": (4/ 1768) ,و " تاريخ ابن خلدون ": (2/ 253) , و" معجم قبائل العرب القديمة والحديثة ": (1/ 15 - 16) , و " طبقات ابن سعد ": (2/ 362 , 4/ 325) , و" صفة الصفوة " لابن الجوزي: (1/ 785 رقم 97) , و " سير أعلام النبلاء ": (2/ 578 رقم 126) , و" الإصابة ": (1190) , و" تهذيب التهذيب ": (12/ 262 رقم 1216) , و " تهذيب الكمال " للمزي: (3/ 1654) , وقام الأستاذ محمد عجاج الخطيب في سلسلة أعلام العرب العدد رقم (23) عمل دراسة عنه بعنوان " أبو هريرة راوية الإسلام ". (¬3) من قوله: " أرفع " لإلى قوله: " ضمها على نفسه وقال " سقطت من "ط". (¬4) ضعيف, رواه أبو نعيم في"أخبار أصبهان" (2/ 73) ط: دار الكتاب الإسلامي ,"مسند الفردوس ": (4/ 260) , وضعفه الألباني في"السلسلة الضعيفة والموضوعة": (2/ 165) غير موجود في"الصمت",وهو من زيادات السيوطي (¬5) من قوله " وأخرج أبو الشيخ "سقط من م2. (¬6) محرز بن زهير الأسلمي هومحرز بن زهير ويقال بن زهر 1894) ط دار الفكر تحقيق السيد هاشم النبوي , ... و" الجرح والتعديل: (8/ 344) , رقم:1577) , دار إحياء التراث العربي- بيروت , الطبعة الأولى 1271 هـ - 1952م: , و " الإصابة في الأسلمي ذكره البغوي في الصحابة. ترجمته في " الثقات " لابن حبان (3/ 399) ط دار الفكر تحقيق السيد شرف الدين أحمد 1395 هـ 1975م , والبخاري في " التاريخ الكبير " (7/ 432 رقم تمييز الصحابة " لابن حجر (5/ 782 رقم 7751) ط: دار الجيل بيروت تحقيق علي محمد البجاوي الطبعة الأولى 1412هـ.

قال: قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _: " الصَّمْتُ (¬1) زَيْنٌ لِلَْعالِمِ وَسَتْرٌ لِلْجَاهِلِ " (¬2). * وأخرج الديلمي عن أنس (¬3) (-رضي الله عنه -) (¬4) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الصَّمْتُ " سَيِّدِ " (¬5) الأَخْلاقِ " (¬6). * وأخرج أبو القاسم الزجاجي (¬7) في " أماليه" , والطبراني (¬8) عن عبادة بن الصامت (¬9):" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات يوم (فسافر) (¬10) على راحلته , فقال له معاذ بن جبل: أي الأعمال أفضل؟ فأشار رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى فيه , وقال: الصمت إلا في خير ". ¬

(¬1) وردت في الأصل " الستر " , والصواب ما أثبتناه. (¬2) ضعيف , أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " عن سفيان بن عيينة بلفظ " الصمت زين للعالم وستر للجاهل " , وهو الصواب , وأخرجه الديلمي (2/ 271) , معلقًا عن زافر بن سليمان , وضعفه الألباني في الضعيفة ... (8/ 286) برقم (3820) والحديث من زيادات السيوطي. (¬3) أنس بن مالك هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم أبو حمزة الأنصاري البخاري الخزرجي , أمه أم سليم بنت ملحان , خادم النبي , وهو آخر أصحابه موتًا , روى عن النبي , وعن أبي بكر , وعمر , وعثمان , وأسيد بن حضير , وأمه أم سليم , وابن مسعود , وغيرهم. روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة والنسائي. توفي سنة ثلاث وتسعين للهجرة. انظر ترجمته في: " صفة الصفوة ": (1/ 289 , رقم: 104). (¬4) سقطت من "ل" و"ط". (¬5) وردت تحت لفظ " زين " في م1 , والصواب ما أثبتناه. (¬6) أخرجه الديلمي (2/ 271) عن سعيد بن ميسرة عن أنس بن مالك مرفوعًا بلفظ " الصمت سيد الأخلاق " , وضعفه الألباني في: " الضعيفة ": (8/ 287 , برقم: 3821) وقال: " موضوع" , من زيادات السيوطي. (¬7) أبو القاسم الزجاجي هو أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي النحوي البغدادي دارًا ونشأة , والنهاوندي أصلًا ومولدًا , كان إمامً في علم النحو , توفي رحمه الله في رجب سنة ... سبع وقيل تسع وثلاثين وثلاثمائة , وقيل في شهر رمضان سنة أربعين , والأول أصح وهو من زيادات السيوطي. (¬8) الطبراني هو سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير أبو القاسم اللخمي الطبراني , من أهل طبرية الشام , سمع بالشام ومصر. توفي سنة ستين وثلاثمائة. (¬9) عبادة بن الصامت هو عبادة بن الصامت بن قيس ينتهي إلى عوف بن الخزرج الأنصاري السالمي أبو الوليد , مات بفلسطين سنة أربع وثلاثين للهجرة ودفن بالقدس. (¬10) في المطبوعة " فسار " , وما أثبتناه هنا عن " م1".

" قال " (¬1) معاذ (بن جبل) (¬2): وهل يؤاخذنا الله بما (تتكلم) (¬3) به ألسنتنا؟ فضرب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - على فخذ معاذ , ثم قال: يا معاذ (بن جبل) (¬4) ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت به ألسنتهم , فمن كان يؤمن بالله عز وجل (واليوم الآخر) (¬5) , فليقل خيرًا أو يسكت عن شر , قولوا خيرًا تغنموا واسكتوا عن شرّ تسلموا" (¬6) * وأخرج ابن عساكر (¬7) عن أنس (- رضي الله عنه -) (¬8) , قال: " قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: ¬

(¬1) وردت في م1 بلفظ " وقال " بزيادة الواو. (¬2) سقطت من "م1" و"ب". (¬3) في "ل": تكلم , والصواب ما أثبتناه. (¬4) سقطت من "م1". (¬5) سقطت من "ت" و"ل" و"م1" , وسقطت "عز وجل " من "ب". (¬6) رواه الحاكم في " المستدرك ": برقم: (7774) , عن عبادة بن الصامت , قال: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم على راحلته , وأصحابه معه بين يديه , فقال معاذ بن جبل: يا نبي الله أتأذن لي في أن أتقدم إليك على طيبة نفس ? , قال: نعم , فاقترب معاذ إليه فسارا جميعًا , فقال معاذ: بأبي أنت يا رسول الله أسأل الله أن يجعل يومنا قبل يومك , أرأيت إن كان شيء - ولا نرى شيئا إن شاء الله تعالى - فأي الأعمال نعملها بعدك? , فصمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فقال: الجهاد في سبيل الله , ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: نعم الشيء الجهاد , والذي بالناس أملك من ذلك , فالصيام والصدقة , قال: نِعْم الشيء الصيام والصدقة , فذكر معاذ كل خير يعمله ابن آدم , فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: وعاد بالناس خير من ذلك , قال: فماذا بأبي أنت وأمي عاد بالناس خير من ذلك ? , قال: فأشار رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى فيه , قال: الصمت إلا من خير , قال: وهل نؤاخذ بما تكلمت به ألسنتنا قال: فضرب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فخذ معاذ , ثم قال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت به ألسنتهم , فمن كان يؤمن بالله - عز وجل - , فليقل خيرًا أو يسكت عن شر؛ قولوا خيرًا تغنموا واسكتوا عن شرّ تسلموا". (¬7) ابن عساكر هو أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين أبو القاسم بن أبي محمد بن أبي علي الشافعي الحافظ , أحد أئمة الحديث المشهورين والعلماء المذكورين , ولد في المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة , ومات في الحادي عشر من رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة , وقد بلغ من السن اثنتين وسبعين سنة وستة أشهر وعشرة أيام. من أشهر مؤلفاته " تاريخ دمشق " , انظر ترجمته في: " المنتظم ": (10/ 261) , و" وفيات الأعيان ": (0 3/ 309) , و " مختصر ابن الدبيثي ": (3 121) , و " تذكرة الحفاظ ": (1328) , و" عبر الذهبي ": (4/ 212) , و" سير أعلام النبلاء ": (20/ 554) , و" طبقات السبكي ": (7/ 215) , و" طبقات الأسنوي ": (2/ 216) , و" خريدة القصر " لابن العماد في قسم الشام: (1/ 274) , و " البداية والنهاية " لابن كثير: (12/ 294) , و " طبقات الحفاظ ": (474) , و " معجم الأدباء " لياقوت الحموي ": ... (4/ 1697 رقم 743). (¬8) سقطت من "ل".

" (لمََّا) (¬1) أَهْبَطَ الله آدَمَ إِلَى الأَرْضِ مَكَثَ مَا شَاءَ الله أَنْ يَمْكُثْ , (ثم قال) (¬2) بنوه: يا أبانا تكلم , فقام خطيبًا في أربعين ألفا من ولده وولد ولده , (وولد ولد ولده) (¬3) , فقال: إن (الله) (¬4) أمرني , فقال: يا آدم ثقّل كلامك ترفع (¬5) إلى جواري " (¬6). * وأخرج الخطيب , وابن عساكر عن ابن عباس (- رضي الله عنه-) (¬7) , قال: " لما أهبط الله آدم إلى الأرض أكثر ذريته فنمت , فاجتمع إليه (ذات يوم) (¬8) ولده وولد ولده , وولد ولد ولده , فجعلوا يتحدثون حوله , وآدم (_عليه السلام _) (¬9) ساكت لا يتكلم فقالوا: يا أبانا ما لنا نحن نتكلم وأنت ساكت (لا تتكلم) (¬10) , فقال: يا بني إن الله (تعالى) (¬11) لما أهبطني من جواره إلى الأرض (¬12) عهد إلي , فقال يا آدم أقل الكلام حتى (ترجع) (¬13) إلى جواري " (¬14). ¬

(¬1) سقطت من "م1". (¬2) في "م1": (فقال). (¬3) سقطت من "م1". (¬4) في "ب": (الله تعالى). (¬5) في المطبوعة (يقل كلامك ترجع) , وما أثبتناه نقلًا عن "م1". (¬6) ضعيف , أخرجه المديني في " منتهى رغبات السامعين ": (1/ 255 / 1) , عن أنس بن مالك مرفوعًا , , وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة: (2961) , وقال: موضوع , ولم أقف عليه في كتاب الصمت وهو من زيادات السيوطي. (¬7) في "م1" عنهما. (¬8) سقطت من "م1". (¬9) زيادة من "م1". (¬10) في المطبوعة قال المحقق إن هذا الكلمة سقطت من "م1" وهي لم تسقط. (¬11) زيادة من "م1". (¬12) انتهى السقط في م2 إلى هنا. (¬13) في "م1" و"م2": ترتفع. (¬14) أخرجه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد ": (7/ 328) , ط: دار الكتب العلمية , ميزان الاعتدال ": ... (1/ 495) , " لسان الميزان " لابن حجر العسقلاني: (2/ 213) الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت - لبنان , الطبعة الثالثة 1406 هـ - 1986 م , تحقيق: دائرة المعارف النظامية - الهند. وهو لم يرد في كتاب " الصمت " فهو من زيادات السيوطي , وقد ورد في الصمت عن: بشر بن الحارث، رحمه الله قال: " قال الله عز وجل لآدم عليه السلام: يا آدم، إني قد جعلت لفمك طبقا، فإذا هممت أن تتكلم بما لا ينبغي فأطبقه، وجعلت لعينيك طبقا، فإذا رأيت ما لا ينبغي فأطبقهما، وقد سترت فرجك بستر، فلا تكشفه إلا عندما يحل لك " ... (334 - 335 , رقم: 616).

* وأخرج الطبراني عن أبي ذر (¬1) (- رضي الله عنه -) (¬2) , قال: قال (لي) (¬3) رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليك بطول الصمت إلا من خير , فإنه مطردة ... (للشيطان) (¬4) عنك وعون لك على أمر دينك " (¬5). * وأخرج البيهقي في " الزهد " عن وهيب بن الورد (¬6) , قال: " كان يقال: الحكمة عشرة أجزاء تسعة منها في العزلة وواحد في الصمت " (¬7). ¬

(¬1) أبو ذر هو جندب بن جنادة , وقيل جندب بن سكن , أحد السابقين الأولين في الإسلام , كان خامسًا في الإسلام , وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب إلى قومه ليدعوهم , وهاجر إلى المدينة. توفي سنة 32 هـ. ترجمته في " تاريخ الإسلام " (405 - 413) عهد الخلفاء الراشدين , و" صفة الصفوة " (1/ 584 - 600 رقم 64) , و " تهذيب الكمال " (3/ 1602) , و" كنز العمال " (13/ 311) , و" طبقات ابن سعد " (4/ 219 - 237) , و " حلية الأولياء " (1/ 152 - 163 رقم 36). (¬2) سقطت من "ب" و"ل". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) في "م1" و"م2" (للشياطين). (¬5) جزء من حديث طويل أورده الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1352) , عن أبي ذر- رضي الله عنه- , قال: " قلت: يا رسول الله ما كانت صحف إبراهيم؟ , قال: كانت أمثالا كلها أيها الملك المسلط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض , ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها وإن كانت من كافر, وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله أن يكون له ساعات , فساعة يناجي فيها ربه , وساعة يحاسب فيها نفسه , وساعة يتفكر فيها في صنع الله عز وجل , وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب , وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنًا إلا لثلاث: تزود لمعاد , أو مرمة لمعاش , أو لذة في غير محرم , وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه , مقبلا على شأنه , حافظًا للسانه , ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه , قلت: ... يا رسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام؟. قال كانت عبرًا كلها عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح , عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك ,عجبت لمن أيقن بالقدر , ثم هو ينصب , عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها , ثم اطمأن إليها , عجبت لمن أيقن بالحساب غدًا , ثم لا يعمل , قلت يا رسول الله زدني: عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمر الله , قلت يا رسول الله زدني: قال ليردك عن الناس ما تعلمه من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي , وكفى بك عيبًا أن تعرف من الناس ما تجهله من نفسك. (¬6) وهيب بن الورد هو أبو عثمان المالكي العابد القدوة مولى بني مخزوم , واسمه عبد الوهاب , أبو أمية توفي سنة 153 هـ. ترجمته في " تاريخ الإسلام " للذهبي (141 هـ - 160 هـ / 662) و " الجرح والتعديل " (9/ 34) , ... و " طبقات ابن سعد " (5 488) , و " التقريب " (2/ 339) , و " تهذيب التهذيب " (11/ 170) , ... و " حلية الأولياء " (8 119 , رقم: 398). (¬7) أخرجه البيهقي في " الزهد الكبير " عن وهيب بن الورد: (1/ 95 رقم 126). وسيأتي تخريجه.

* وأخرج البيهقي في " الزهد " , وابن لال (¬1) في " مكارم الأخلاق " عن أبي هريرة ... (-رضي الله عنه-) (¬2) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الحكمة عشرة أجزاء تسعة منها في العزلة , وواحد في الصمت " (¬3). * وأخرج ابن أبي الدنيا , وأبو نعيم في " الحلية " , والبيهقي في " الزهد " عن ... (وهيب) (¬4) بن الورد , قال: " كان يقال الحكمة عشرة أجزاء (تسعة منها) (¬5) في الصمت وواحد في العزلة" فعالجت (¬6) " نفسي على شىء من الصمت فلم أقدر عليه , فصرت إلى العزلة (¬7) فحصلت (لي) (¬8) التسعة " (¬9). * وأخرج أبو نعيم , والبيهقي , عن وهيب بن الورد , قال: ¬

(¬1) ابن لال هو أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الفرج أبو بكر الهمذاني الشافعي الفقيه المعروف بابن لال , سمع أباه وغيره , وروى عنه جماعة , كان إمامًا ثقة مفتيًا له مصنفات في علوم الحديث , غير أنه كان مشهورًا بالفقه , وله كتاب " السنن " , و " معجم الصحابة " , توفي سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة , ترجمته في: " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي: (4/ 318 , و" العبر في خبر من غبر " للذهبي: (3/ 67) , و" طبقات الشافعية " للسبكي: (2/ 86) , و" شذرات الذهب " لابن العماد: (3/ 151) , و" الوافي بالوفيات " للصفدي ... (7/ 142) , و" كشف الظنون " لحاجي خليفة (1572 - 1575). (¬2) سقطت من "ب" و "ل". (¬3) ضعيف: أخرجه البيهقي في " الزهد ": (1/ 95 رقم 127) , وابن عدي: (6/ 2434) , ونسبه السيوطي في " الجامع الصغير " إلى ابن لال , وقال: حسن , والديلمي (2/ 102) عن أبي هريرة مرفوعًا به, وقال البيهقي: " إسناده ضعيف ومتنه مرفوع منكر " , وضعفه الألباني في " الضعيفة " (8/ 22 , رقم: 3526) , وقال ضعيف جدّا , وهو أيضًا من زيادات السيوطي. (¬4) في "ل" (وهب). (¬5) في "ب" (تسعة ومنها) , وفي "ل" (فتسعة منها). (¬6) في الأصل " فأرددت " , وفي المطبوعة (فأردت) , والصواب ما أثبته فبها استقام المعنى. (¬7) في "ل" و"ب" والعاشر عزلة الناس. (¬8) سقطت من "ل" و"م1" و"م2". (¬9) أخرجه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (8/ 153) في ترجمته لوهيب بن الورد عن عثمان بن محمد العثماني أبو نصر بن حمدويه , حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب , ثنا الحسين بن محمد بن خنيس , قال: قال وهيب بن الورد " الأثر", وأخرجه البيهقي في " الزهد الكبير": (1/ 95 رقم 26) , والخطابي في العزلة (ص: 24 - 25) , وابن أبي الدنيا في " الصمت " (1/ 38 رقم 36) عن وهيب بن الورد بلفظ: " الحكمة عشرة أجزاء: فتسعة منها في الصمت، والعاشرة عزلة الناس ".

قال حكيم من الحكماء: العبادة - أو قال: الحكمة - عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت والعاشر: عزلة الناس " (¬1). * وأخرج (ابن الضريس) (¬2) في " فضائل القرآن" , وأبو يعلي عن أبي سعيد الخدري (¬3) (- رضي الله عنه-) (¬4) قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم -: " عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير , واخزن لسانك إلا من خير , فإنك بذلك تغلب الشيطان" (¬5). * وأخرج ابن أبي الدنيا , وابن عساكر , عن عقيل بن مدرك أن رجلا قال لأبي سعيد الخدري: أوصني , قال:" عليك بالصمت إلا في الحق فإنك به تغلب الشيطان " (¬6). * وأخرج الحاكم , والبيهقي في " شعب الإيمان " , والخرائطي في " مكارم الأخلاق " عن أنس- رضي الله عنه-: " أن لقمان كان عند داود -عليه السلام- وهو يسرد الدرع فجعل يفتله (هكذا) (¬7) بيده (فجعل) (¬8) لقمان يتعجب , ويريد أن يسأله (وتمنعه حكمته أن يسأله) (¬9) , فلما فرغ ¬

(¬1) سقط هذا الحديث بأكمله من"م1"وم2". (¬2) في "م1" و"م2" ابن الضرس , والصواب ما أثبتناه , فصاحب كتاب " فضائل القرآن اسمه " ابن الضريس " وليس ابن الضرس , وانظر في ذلك:" تفسير الطبري" (8 450) و (10/ 141) , تحقيق: أحمد محمد شاكر , طبعة مؤسسة الرسالة , الطبعة الأولى1420هـ - 2000م , عدد الأجزاء 24 , وانظر تفسير ابن كثير (1/ 101) و (1/ 150) و (2/ 11) , تحقيق: سامي بن محمد سلامة , طبعة دار طيبة , الطبعة القثانية 1420 - 1999م, عدد الأجزاء: 8. (¬3) أبو سعيد الخدري هو سعد بن مالك بن سنان , استُصغر يوم أحد فرُد , وشهد - رحمه الله - الخندق وما بعدها , مات أبوه في غزوة أحد. ترجمته في " صفة الصفوة " لابن الجوزي (1/ 290 رقم 105). (¬4) سقطت من "ل". (¬5) أخرجه أبو يعلي في مسنده: (2 - 283) , برقم (1000) في مسند أبي سعيد الخدري , وفيه زيادة " عليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلمين , عليك بذكر الله وتلاوة كتابه , فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء , ط: دار المأمون - دمشق , وأخرجه ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري: (79 , رقم: 91) بلفظ: " عليك بالصمت إلا في حق؛ فإنك به تغلب الشيطان ". (¬6) سقط الحديث من "م1" و"م2" , وروى الحديث ابن المبارك في " الزهد " 289. (¬7) في "م1" و"م2": (هذا). (¬8) في "ل": وجعل. (¬9) ما بين المعكوفتين سقط في م 2 , وفي "ل" حكمه.

منها (حبسها) (¬1) على نفسه , وقال: نعم درع (للحرب) (¬2) هذه , فقال لقمان: (¬3) الصمت حكمة وقليل فاعله كنت أردت (أن أسألك) (¬4) فسكت حتى كفيتني " (¬5). * وأخرج ابن عدي والبيهقي , والقضاعي في " مسند الشهاب" عن أنس (- رضي الله عنه) (¬6) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - , قال: " الصمت حكم وقليل فاعله " (¬7). * وأخرج أبو بكر (المقري) (¬8) في " فوائده " عن عمر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" الصمت حكمة وقليل فاعله " (¬9). * وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل (¬10) (- رضي الله عنه -) (¬11) " أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان؟ , فقال: " أن تحب لله , وتبغض لله , وتستعمل ... (لسانك) (¬12) في ذكر الله عز وجل , قال: ¬

(¬1) في المطبوعة " فضمها " وما أثبته نقلًا عن "م1" و"م2" و"ل". (¬2) في المطبوعة (الحرب) , وما أثبته عن "م1" , و"م2" , و"ل" , وسقطت الكلمة من "ط". (¬3) في المطبوعة (إن الصمت من الحكمة) , وما أثبته نقلًا عن "م1" , و"م2" , و"ل" و"ط". (¬4) سقطت من "م1"و"م2". (¬5) صحيح , أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان ": (4/ 264 رقم 5026) , وقال: " هذا هو الصحيح عن أنس أن لقمان , قال: " الأثر ", وأخرجه وكيع في " الزهد ": (79) , وأخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق ": (488) , وأخرج أيضًا عن شرحبيل بن مسلم الخولاني أن لقمان الحكيم كان يقول: " أقصر اللجاجة ولا أنطق فيما لا يعنيني , ولا أكون مضاحكًا من غير عجب , ولا مشّاء إلى غير أرب , الصمت حكم وقليل فاعله " (484) ولم يرد في كتاب " الصمت " فهو من زيادات السيوطي. (¬6) سقطت من "ل" و"ط". (¬7) ضعيف , رواه القضاعي عن أنس بن مالك مرفوعًا , وابن عدي (5/ 169) , وعنه البيهقي في " الشعب " (2/ 76 / 2) , وضعفه الألباني في " الضعيفة والموضوعة " (5/ 444 رقم2424) , لم يرد في الصمت. (¬8) في "ط" العربي " والصواب ما أثبتناه. (¬9) سبق تخريجه. (¬10) معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس من بني سلمة الأنصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن , شهد العقبة وبدرًا؛ توفي سنة 18 هـ , ترجمته في: " تاريخ الإسلام " للذهبي (عهد الخلفاء الراشدين) (175 - 179) , و " طبقات ابن سعد ": (3/ 583 - 590) , و " طبقات خليفة ": (103 و 303) , و " حلية الأولياء ": (1/ 212 226 رقم 36) , و" الاستيعاب ": (3/ 355 - 361) , و" المستدرك " للحاكم: (3/ 268 - 274) , ... و" أسد الغابة ": (5/ 194) , و" الإصابة ": (3/ 426 رقم 8037) , و" تهذيب الكمال " للمزي: ... (3/ 1337) , و" تهذيب التهذيب ": (10/ 186 - 188 , رقم: 347). (¬11) سقطت من "ل" و"ط". (¬12) ما بين المعكوفتين سقط من م 2.

وماذا يا رسول الله؟ (قال) (¬1): وأن تحب للناس ما تحب لنفسك , وتكره لهم ما تكره لنفسك , وأن (تقول) (¬2) خيرًا أو تصمت " (¬3). * وأخرج البيهقي في " شعب الإيمان " عن أنس (- رضي الله عنه -) (¬4) , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , (ثلاث مرار) (¬5): " (يرحم) (¬6) الله امرأ تكلم فغنم أو سكت فسلم " (¬7). * وأخرج أبو يعلي والبيهقي عن أنس (- رضي الله عنه -) (¬8) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقي أبا ذر , فقال: " يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر , وأثقل في الميزان من غيرهما؟ " قال: بلى يا رسول الله قال: " عليك بحسن الخلق , وطول الصمت , (والذي) (¬9) نفس محمد بيده ما عمل الخلائق بمثلهما " (¬10). ¬

(¬1) في "ط" قال. (¬2) في "م1" و"م2" تقل , والصواب ما أثبتناه. (¬3) وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -أنه قال: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت " , أخرجه البخاري في صحيحه: (4/ 71) , ومسلم في صحيحه: (1/ 68) , وأحمد في مسنده: (5/ 247) ط: مؤسسة قرطبة , وأبو داود في سننه: (5145) , والترمذي في سننه: (2500) من عدة طرق عن أبي هريرة. ... لم يرد في كتاب الصمت. (¬4) سقطت من "ل" و"ط". (¬5) في المطبوعة ثلاث مرات , وما أثبته نقلا عن "م1" و"م2". (¬6) في المطبوعة " رحم " وما أثبته نقلا عن "م1" و"م2". (¬7) أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان ": (4/ 241 رقم 4938) , وأخرج ابن أبي الدنيا في " الصمت " عن حزم بن أبي حزم , قال: " سمعت الحسن يقول: ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - , قال: رحم الله عبدًا تكلم فغنم، أو سكت فسلم " (57 , رقم: 41). (¬8) سقطت من "ل" و"ط". (¬9) في المطبوعة " فوالذي " , وما أثبته نقلا عن "م1"و"م2". (¬10) صحيح, أخرجه البيهقي في" شعب الإيمان": (6/ 239, رقم: 8006) , وأبو يعلي في مسنده: (3298) , عن أنس " به " , وأخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (313 , رقم: 558) , وصححه العلامة الألباني في " السلسلة الصحيحة ": (4/ 576) , رقم: (1938) , وانظر صحيح الجامع: (4048).

* وأخرج الخرائطي في " مكارم الأخلاق " عن ابن مسعود (¬1) - رضي الله عنه- قال: " أتى رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ آت , فقال: يا رسول الله إني مطاع في قومي (فبما آمرهم) (¬2) , فقال له: مرهم بإفشاء السلام , وقلة الكلام إلا فيما يعنيهم " (¬3). * وأخرج الطيالسي (¬4) , وأحمد عن جابر بن سمرة , قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طويل الصمت " (¬5). ¬

(¬1) عبد الله بن مسعود هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي وكنيته أبو عبد الرحمن مات أبوه في الجاهلية وأسلمت أمه وصحبت النبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك كان ينسب إلى أمه أحيانا , أم عبد000وأم عبد كنية أمه - رضي الله عنهما -. وكان أقرب الناس سمتا وهديًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - , شهد بدرًا والمشاهد كلها , كان صاحب سواد - بكسر السين - رسول الله يعني: صاحب سره , وكان صاحب وساده يعني: فراشه , وصاحب سواكه , ونعليه , وطهوره , وكان ذلك في السفر فقط , توفي - رحمه الله - في المدينة سنة 32هـ ودفن بالبقيع. ترجمته في " الاستيعاب ": (2/ 316 - 324) , و " الإصابة ": (2/ 368 رقم 4954) و" الثقات " لابن حبان: (3/ 208) , و " تاريخ الإسلام ": (عهد الخلفاء الراشدين) (379 - 389) , و" حلية الأولياء ": (1/ 122 رقم 31) , و " صفة الصفوة ": (1/ 155 , رقم: 19). (¬2) في المطبوعة: فما أمرهم به , وما أثبتناه عن "م1" و"م2" وهوالصواب والله أعلم. (¬3) أخرجه الخرائطي في" مكارم الأخلاق": (480) عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به. لم يرد في "الصمت". وورد في جامع الترمذي عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الحياء والعي شعبتان من الإيمان , والبذاء والبيان شعبتان من النفاق " , العي: قلة الكلام , والبذاء: الفحش في الكلام , والبيان: كثرة الكلام؛ صححه الألباني في " صحيح سنن الترمذي " (2027). (¬4) الطَّيالسي سليمان بن داود الطيالسي. مُحدِّث، من الحفاظ المتقنين، فارسي الأصل. سكن البصرة، ورحل إلى بلدان كثيرة. روى عن جرير بن حازم، وحمّاد بن زيد، وحمّاد بن سلمة، وشعبة، وسفيان الثوري، وهشام الدستوائي وغيرهم؛ روي عنه أنه قال: " كتبت عن ألف شيخ "؛ روى عنه: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وعمرو ابن علي الفلاس، ومحمود بن غيلان وغيرهم؛ أكثر من الرواية عن شعبة وكان من المقدَّمين الراوية عنه؛ كان قوي الحفظ، ويعتز بذلك , جُمعت أحاديثه في مسند عُرف باسم " مسند الطيالسي ". توفي بالبصرة سنة 204 هـ. (¬5) أخرجه أحمد في " مسنده " مسند البصريين (5/ 86 برقم: 20829 , و 5/ 88 برقم: 20846 , طبعة: مكتبة قرطبة , مذيل بأحكام شعيب الأرناؤوط , وفيه: عن سماك , قال: قلت لجابر بن سمرة: " أكنت تجالس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ , قال: نعم , فكان طويل الصمت , قليل الضحك , وكان أصحابه يذكرون عنده الشعر , وأشياء عن أمورهم فيضحكون وربما تبسم " حسَّنه الأرناؤوط , لم يرد في " الصمت ".

* وأخرج الطبراني , والدارقطني (¬1) في " الإفراد " , والضياء في " المختارة" , وابن عساكر عن أبي مالك الأشجعي (¬2) عن أبيه , (قال) (¬3): " كنا نجلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم _ فما (رأينا) (¬4) أطول صمتًا منه , وكان إذا تكلم أصحابه (فأكثروا) (¬5) الكلام تبسم " (¬6). * وأخرج ابن أبي الدنيا والحاكم والبيهقي في " شعب الإيمان " عن أنس بن مالك ... (- رضي الله عنه-) (¬7) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أربع لا (يجتمعن في أحد من الناس) (¬8) إلا بعجب: ¬

(¬1) الدارقطني أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي، الإمام الحافظ المجوِّد، شيخ الإسلام، المقرئ المحدّث من أهل محلة دار القطن ببغداد. صنّف الكثير حتى بلغت مصنفاته أكثر من 80 مصنفاً، من أبرزها كتابه " العلل والسنن " , و" الأفراد والغرائب" , و" المؤتلف والمختلف في أسماء الرجال " , و" الضعفاء والمتروكون " , و" الإلزامات على صحيحي البخاري ومسلم "؛ تُوفي -رحمه الله - سنة 385هـ ودُفن في بغداد في مقبرة باب الدير قريباً من قبر معروف الكَرْخيّ. ترجمته في: " البداية والنهاية " لابن كثير: (11/ 317 - 318 , و"مرآة الجنان " لليافعي: (2/ 424 - 426). و" تذكرة الحفاظ " للذهبي: (3 / / 991 - 995) , و" العبر " للذهبي: (3/ 28 , و" النجوم الزاهرة " لابن تغري بردي (4/ 172) , و" المنتظم لابن الجوزي (7/ 183) , و" معجم البلدان " ياقوت الحموي: (2/ 422) , و"تاريخ بغداد ": (12/ 34) , و" الكامل " لابن الأثير: (9/ 115) , و" وفيات الأعيان ": لابن خلكان (3/ 297) , و" الأنساب " للسمعاني ": (5/ 73) , و" الوافي بالوفيات " الصفدي: (21/ 231 - 232). (¬2) أبو مالك الأشجعي هو سعد بن طارق أبو أشيم أبو مالك الأشجعي , روى عن أبيه وربعي بن حراش وكثير بن مدرك , روى عنه الثوري وشعبة وأبو عوانة وغيرهم. قال عنه يحيى بن معين " ثقة " , ووثقه أيضًا أحمد بن حنبل, وقال عنه النسائي " ليس به بأس " , وقال أبو حاتم: ... " صالح الحديث ". انظر: " الجرح والتعديل " لأبي حاتم الرازي (378) , و " لسان الميزان " لابن حجر (3065) , و " تهذيب الكمال " (ج 10 , رقم 2211) , ط: مؤسسة الرسالة , مراجعة د: بشار عواد معروف , سنة 1980 م _ 1400هـ , و " تقريب التهذيب " (8335). (¬3) في المطبوعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (¬4) في المطبوعة: (رأيت) , وما أثبته نقلا عن "م1"و"م2" , وهو الصواب فبه استقام المعنى والله أعلم. (¬5) في المطبوعة: وأكثروا , وما أثبته نقلا عن "م1" و"م2". (¬6) أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق ": (4/ 63) , باب جامع في صفة أحواله , وأخرجه الهيثمي في " مجمع الزوائد ": (11/ 210) , ط: دار الفكر، بيروت، طبعة 1412هـ، 1992م , لم يرد في " الصمت ". (¬7) سقطت من "ل" و"ط". (¬8) في المطبوعة " لا يصبن " , وفي " ل" لا يضر , وما أثبتناه نقلا عن "م1" و"م2" , وهو الصواب فبه استقام المعنى والله تعالى أعلى وأعلم.

الصمت وهو (أول العبادة) (¬1) , والتواضع لله (¬2) , والزهادة في الدنيا (¬3) , وقلة الشيء" (¬4). ¬

(¬1) في "ط" أولى. (¬2) كان النبي - صلى الله عليه وسلم - من أكثر الناس تواضعًا لله وللخلق , واشتهر النبي بهذا وإلا لم ينجح في دعوته فالإسلام دين التواضع , فوالله الذي لا إله إلا هو ما نجح المتكبرون أبدًا في حياتهم , فالكبر يقتل القلب , وينسف الإيمان نسفًا , فما طرد الشيطان من الجنة إلا بسبب كبره , فالكبر يولد الظلمة في القلب , ويولد العناد , والعناد يولد الكفر , فالسبب في دخول أبي جهل وأبي لهب النار هو الكبر والعناد , يقول د عائض القرني في كتابه " محمد كأنك تراه ": " كان صلى الله عليه وسلم عجيبًا في ذلك , فتواضعه تواضع من عرف ربه مهابة , واستحيا منه وعظمه وقدره حق قدره , وتطامن له , وعرف حقارة الجاه والمال والمنصب , فسافرت روحه إلى الله وهاجرت نفسه إلى الدار الآخرة , فما عاد يعجبه شيء مما يعجب أهل الدنيا , فصار عبدًا لربه بحق: يتواضع للمؤمنين , يقف مع العجوز , ويزور المريض , ويعطف على المسكين ............................ ويتألف الناس , ويقول: " إنما أنا عبد: آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد " " ا. هـ" محمد كأنك تراه " , د: عائض القرني (ص 42 - 43) ط: دار ابن حزم , الطبعة الثانية سنة 1426 هـ _ 2005 م. (¬3) الزهادة من الزهد , والزُّهد والزَّهادة في الدنيا , ولا يقال الزُّهد إِلاَّ في الدين خاصة، والزُّهد: ضد الرغبة والحرص على الدنيا، والزهادة في الأَشياء كلها: ضد الرغبة. والتزهيد في الشيء وعن الشيء: خلاف الترغيب فيه. وزَهَّدَه في الأَمر: رَغَّبَه عنه .. (انظر لسان العرب) , يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ليزهد الناس في الدنيا ويحببهم في الآخرة: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)} (الحديد 20 - 21). يقول ابن كثير في تفسيره: (يقول تعالى موهناً أمر الحياة الدنيا ومحقراً لها: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} , أي: إنما حاصل أمرها عند أهلها هذا, كما قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (آل عمران 14) , ثم ضرب تعالى مثل الحياة الدنيا في أنها زهرة فانية ونعمة زائلة فقال: {كمثل غيث} وهو المطر الذي يأتي بعد قنوط الناس , كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا ... }) , انظر: تفسير ابن كثير (8/ 24) طبعة: دار طيبة , تحقيق: سامي بن محمد سلامة , الطبعة الثانية 1420هـ / 1999م , في ثمانية أجزاء. وقد اشتهر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالزهد في الدنيا وكان يقول: " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة " - أخرجه البخاري ومسلم -. ومن بعده الصحابة , بل اشتهر السلف بالزهد أيضًا وأخبارهم مبثوثة في كتب التراجم والتاريخ , بل ألف السلف - رحمهم الله - في الزهد مؤلفات كثيرة ومتنوعة , ككتاب الزهد الكبير للبيهقي , وكتاب الزهد للإمام أبي داود السجستاني , وغيرها كثير. (¬4) ضعيف , أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان ": (4/ 455 رقم 4982) , والحاكم في " المستدرك ": ... (7864) , و " الطبراني في " المعجم الكبير ": (1/ 37 / 1) , وابن عدي في " الكامل ": (81/ 1) , ... وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة: (4/ 427) , وأخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " عن وهيب أن عيسى عليه السلام , قال: " به ": (2/ 173 , رقم: 647). ولفظ الحديث في المطبوعة: " أربع لا يصبن إلا بعجب: الصمت وهو أول العبادة , والتواضع , وذكر الله , وقلة الشيء " , وما أثبتناه من "م1" و"م2" , وأظنه الصواب , والله تعالى أعلى أعلم.

* وأخرج البخاري , ومسلم , وابن أبي الدنيا عن أبي هريرة (- رضي الله عنه-) (¬1) , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا ... أو ليصمت " (¬2). * وأخرج البخاري , ومسلم , عن أبي شريح الخزاعي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت " (¬3). * وأخرج ابن أبي الدنيا , والبيهقي في " شعب الإيمان " عن الحسن (¬4) - رضي الله عنه - قال: " ذكر لنا أن (النبي) (¬5) - صلى الله عليه وسلم - قال: " رحم الله عبدًا تكلم فغنم أو (مسك) (¬6) فسلم " (¬7). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه , قال: " وار شخصك لا تذكر , واصمت تسلم " (¬8). * وأخرج ابن أبي الدنيا , والبيهقي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - , أنه كان يقول: ¬

(¬1) سقطت من "ل" و"ط". (¬2) متفق عليه أخرجه البخاري (4/ 71) , ومسلم (1/ 68). (¬3) الزيادة من المطبوعة , وسقط هذا الحديث من "م1"و"م2". (¬4) الحسن هو الحسن بن علي أبو محمد الهاشمي , ابن بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - ولد في منتصف رمضان في السنة الثالثة للهجرة , وأذن النبي في أذنه , روى عن أبيه وجده , توفي سنة تسع وأربعين للهجرة بالمدينة , انظر:" تاريخ الإسلام ": (41 - 60) ص: 33 ,و" صفة الصفوة": (2/ 39 رقم: 132) , و " وفيات الأعيان": (2/ 65 رقم 155) , و " مقاتل الطالبيين: (46 - 77) , و " الإصابة ": (1/ 328 , رقم: 1719) , و " تهذيب التهذيب ": (2/ 295 , رقم: 528). (¬5) في المطبوعة " نبي الله " , وما أثبتناه نقلا عن "م1" و"م2". (¬6) في المطبوعة "سكت " , وما أثبتناه نقلا عن "م1" و"م2". (¬7) صحيح أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان ": (4934) , والقضاعي في " مسند الشهاب": (1/ 339) من طريقين عن الحسن مرفوعًا مرسلًا , ط: مؤسسة الرسالة , تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي , وأخرجه ابن المبارك في " الزهد ": (برقم: 380) , وأحمد في " الزهد ": (ص: 277) ط: دار الكتب العلمية بيروت, وقال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (7/ 579): " رواه ابن أبي الدنيا في " الصمت " والبيهقي في " الشعب " عن أنس بسند فيه ضعف " ا. هـ , وأخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق ": باب: حفظ اللسان وترك المرء الكلام فيما لا يعنيه: (507) , وابن أبي الدنيا في " الصمت ": (56 - 57 , برقم: 41) , وصححه الألباني في " الصحيحة ": (855). (¬8) سقط من "ل" و"م1" و"م2" , وما أثبتناه نقلا عن المطبوعة , والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا: (333,برقم: 613)

" يا لسان قل خيرًا تغنم , واصمت تسلم من قبل أن تندم " (¬1). * وأخرج ابن أبي الدنيا , والبيهقي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقول: " يا لسان قل خيرًا تغنم , واسكت عن شر تسلم " (¬2). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن ميمون بن مهران (¬3) , قال: " جاء رجل إلى سلمان , فقال: (أوصني) (¬4) قال: لا تتكلم , قال (لا) (¬5) يستطيع من عاش في الناس أن لا يتكلم , قال: (فإن) (¬6) تكلمت فتكلم بحق أو اسكت " (¬7). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن سفيان بن عيينة (¬8) , قال: " قالوا لعيسى - عليه السلام - ¬

(¬1) صحيح , سقط من "م1" و"م2" , وما أثبتناه نقلا من المطبوعة , والأثر في " شعب الإيمان " (2/ 91 / أ) , وأخرجه ابن أبي الدنيا في"الصمت " (41 , برقم: 18) , وانظر " الإحياء " 3/ 100, والإتحاف (7/ 469) , " مجمع الزوائد للهيثمي (10 299 - 300) , وفي الصمت زيادة وهي: " قالوا: يا أبا عبد الرحمن , هذا شيء تقوله , أو شيء سمعته؟ قال: لا , بل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم , يقول: " إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه ". (¬2) سقط الحديث من "م1" و"م2",وما أثبتناه نقلا عن المطبوعة, وهو في " الصمت ": (59 , برقم: 45) , وانظر " الزهد " لابن المبارك: (برقم 370) , " والزهد " لأحمد: (188 - 189) , و"حلية الأولياء": (1/ 328). (¬3) ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب مولى لبنى أسد , كان مملوكا لامرأة من أهل الكوفة من بني نصر فأعتقته وبها نشأ ثم نزل الرقة؛ روى عن ابن عمر , وابن عباس , وأم الدرداء , والضحاك بن قيس , وعمر بن ... عبد العزيز, وعمرو بن عثمان بن عفان , روى عنه الحكم بن عتيبة , والحجاج بن أرطاه , وأبو بشر جعفر بن أبى وحشية , وابنه عمرو بن ميمون , وحبيب بن الشهيد , وجعفر بن برقان , وأبو المليح الحسن بن عمر الرقي انظر " الجرح والتعديل": (1053) , و"تهذيب الكمال " للمزي: (6338) ,و" تهذيب التهذيب " (10 290) , و"تاريخ الإسلام ": (ص: 485 رقم 582) , وشذرات الذهب: (1/ 154) ,و " التاريخ الكبير ": (7/ 338) , و " التاريخ لابن معين ": (2 599 رقم 5396). (¬4) في "م1" و"م2" أوصيني. (¬5) في المطبوعة (ما) , وما أثبتناه نقلا عن "م1" و"م2". (¬6) في "ل" و"ط": (إن). (¬7) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " (58 - 59 , برقم: 44) عن عبد العزيز بن أبي داود , ولم أجده عن ميمون بن مهران كما ذكر السيوطي إلا في تهذيب الكمال وبدون ذكره عن سلمان , وقال هارون بن أبي هارون العبدي عن أبي المليح الرقي قال ميمون بن مهران لقد أدركت من لم يتكلم إلا بحق أو يسكت وأدركت من لم يكن يملأ عينيه من السماء فرقا من ربه عز وجل وأدركت من كنت أستحيي أن أتكلم عنده إلا بحق "؛ انظر: " تهذيب الكمال " في ترجمته لميمون. (¬8) سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون مولى محمد بن مزاحم الهلالي أبو محمد الكوفي ثم المكي , الإمام الأمين , ذو العقل الرصين , والرأي الراجح الركين , ولد سنة 107هـ , سمع من الكثير وتلقى عنهم العلم , ثم بعض أن نضج تزاحم عليه طلبة العلم من كل مكان , وذلك لسنده العالي وحفظه المتين , قال الشافعي: " لولا مالك وسفيان بن عيينة لذهب علم الحجاز " , حيث كان - رحمه الله - من أعلم الناس بحديث الحجاز , توفي في سنة 198 هـ ترجمته في " تاريخ الإسلام ": (191 - 200/ 189 رقم 109) , و " طبقات ابن سعد ": (5/ 497) , و" تاريخ الثقات " للعجلي: (194 رقم 577) , و " التاريخ " لابن معين: (2/ 216) , و " معرفة الرجال " للعجلي أيضًا (رقم 587) , و " طبقات الأولياء " لابن الملقن (270) , و " حلية الأولياء ": (7/ 252 - 293 , رقم: 390) , و " تهذيب التهذيب ": (4/ 117 , رقم: 205).

دلنا على عمل ندخل به الجنة , قال: لا تنطقوا أبدا , قالوا: لا نستطيع ذلك , قال: لا تنطقوا إلا بخير " (¬1). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - (¬2) , قال: " الصمت داعية إلى المحبة " (¬3). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن وهب بن منبه (¬4) , قال:" (اجتمعت) (¬5) الأطباء على أن رأس الطب الحمية , (واجتمعت) (¬6) (الحكماء) (¬7) أن رأس الحكمة الصمت " (¬8). ¬

(¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت " (58 - 59 , برقم: 46) , وانظر: " إحياء علوم الدين ": (8/ 1540). (¬2) علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي , أبو الحسن , أحد العشرة المبشرين بالجنة , رابع الخلفاء الراشدين , تولى الخلافة بعد مقتل عثمان - رضي الله عنهم أجمعين - ابن عم النبي وصهره , وهو الذي غالى الشيعة في حبه هو وأهل بيته , حتى أشركوا بالله بحبهم له , تولى الخلافة سنة 35 هـ وهو العام الذي قتل فيه عثمان ثالث الخلفاء الراشدين ذو النورين , قتل علي - رضي الله عنه - في 17 من رمضان سنة 40 هـ , روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث كثيرة. ترجمته في " الاستيعاب ": (3/ 1089 - 1133) , و" أسد الغابة": (4/ 91 - 25) و" الإصابة ": (2/ 501 - 503 رقم 5690) , و " حلية الأولياء ": (1/ 65 - 86 رقم: 4) , و" صفة الصفوة ": (1/ 121 - 130 رقم 5) , و" الكامل في التاريخ " لابن الأثير: (حوادث سنة 40 هـ) , و " تاريخ الطبري ": (6/ 83) , و" معجم الأدباء " لياقوت الحموي: (4/ 1809 - 1813) , وأخباره في كتب ومصادر لا تعد ولا تحصى - رضي الله عنه وأرضاه -. (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (379 , برقم: 712) , وفي المطبوعة (رضي الله عنه) , بدلا من (كرم الله وجهه) , وما أثبته نقلا عن "م1" و"م2". (¬4) وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن الأسوار الأبناوي , نسبة إلى من ولد باليمن من أبناء الفرس , أبو عبد الله الصنعاني , روى عن ابن عباس، وأبي هريرة, وعبد الله بن عمرو وغيرهم , وثقه أبو زرعة والعجلي والنسائي, وروى عنه عبد الصمد بن مغفل , وعمرو بن دينار , وعوف الأعرابي, مات في المحرم سنة 114 هـ. ترجمته في: " تاريخ الإسلام " للذهبي: (101 - 120 رقم 599 ص: 497) , و " طبقات ابن سعد ": ... (6 395) ,و" تاريخ ابن معين": (2/ 636 رقم 257) , و " حلية الأولياء": (4/ 24 - 66 رقم 350) , و " صفة الصفوة " لابن الجوزي: (1/ 477 - 479 رقم 244). (¬5) في المطبوعة أجمعت , وما أثبتناه نقلا عن "م1" و"م2" و"ط". (¬6) في المطبوعة أجمعت , وما أثبتناه نقلا عن "م1" و"م2" و"ط". (¬7) في "ط" الأطباء. (¬8) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (338, برقم 623) , بلفظ: " أجمعت الأطباء ......... وأجمعت الحكماء .......... ".

* وأخرج ابن أبي الدنيا , وابن عساكر عن الأوزاعي (¬1) , قال: " قال سليمان بن داود - عليهما السلام (¬2) -: " (إن كان الكلام من فضة) (¬3) (فالصمت من ذهب) (¬4) " (¬5). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد الله بن المبارك (¬6): " أنه سئل عن قول لقمان لابنه: إن كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب؟ , فقال ابن المبارك: إن كان الكلام من فضة , فإن الصمت عن معصية الله من ذهب " (¬7). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عمر بن عبد العزيز (¬8) , قال: ¬

(¬1) الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو بن يُحمد أبو عمرو الأوزاعي , روى عن عطاء بن أبي رباح , والقاسم بن مخيمرة , وقتادة وغيرهم , روى عنه يونس بن مزيد , وسفيان , وشعبة , ومالك وغيرهم , توفي سنة 220 هـ. ترجمته في " تاريخ الإسلام " (141 - 160 ص 483) , و " التاريخ الكبير " (5/ 326 رقم 1043) , ... و " الجرح والتعديل" (5/ 266 رقم 1257) , و " تاريخ ابن عساكر: (23/ 127) , و " لسان الميزان ": (6/ 55) , و" سير أعلام النبلاء": (7/ 107 رقم 48) , و" حلية الأولياء ": (6/ 118 - 129 رقم 354) , و " العبر": (1/ 226). (¬2) في المطبوعة (عليه الصلاة والسلام) , وما أثبتناه من كل النسخ عدا "ط". (¬3) في المطبوعة (لو كان الكلام في طاعة الله) , وما أثبتناه نقلا عن "م1" , و"م2" , و"ط". (¬4) في المطبوعة (فإن الصمت في معصية الله من ذهب) , وما أثبتناه نقلا عن "م1", و"م2". (¬5) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " (60 , رقم: 47) , وورد الأثر في" كشف الخفا ومزيل الألباس " للعجلوني معزوًا لابن أبي الدنيا (1/ 260) ,ط: مكتبة القدسي - القاهرة. (¬6) عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي ثم المروزي , كان مولده في سنة 118 هـ , وتوفي سنة 181 هـ , روى عن سليمان التميمي , وعاصم الأحول , وحميد، والأوزاعي وغيرهم , روى عنه أبو إسحاق الفزاري والثوري وأبو داود ويحيى القطان وغيرهم. ترجمته في" تاريخ الإسلام ": (181 - 190 , رقم: 193) , و " طبقات ابن سعد: (7/ 372) , و "تاريخ الثقات ": للعجلي (رقم 876) , و " الجرح والتعديل ": (5/ 179 رقم 838) , و " صفة الصفوة ": ... (4/ 134 , رقم: 695) , و " حلية الأولياء ": (8/ 137 163 , رقم: 399) , و " تهذيب التهذيب ": ... (5/ 382 , رقم: 657) , و " تقريب التهذيب ": (1/ 445 , رقم: 583). (¬7) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (60 , رقم: 47) لكن عن الأوزاعي وليس عن عبد الله بن المبارك وأظنه الأثر السابق إلا أنه ورد بلفظين مختلفين وراويين مختلفين لذا آثرت أن أكتبهما , وذلك لسقوط هذه الفقرة بأكملها من المطبوعة , وما أثبتناه نقلا عن "م1" و"م2". (¬8) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم , أبو حفص القرشي الأموي , الخليفة ولد سنة 60 هـ بالمدينة , أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب , روى عن أبيه , وأنس بن مالك , وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب , روى عنه ابن المنكدر , ورجاء بن حيوة ووغيرهما , توفي سنة 101 هـ. ترجمته في " تاريخ الإسلام ": (101 - 120 رقم 196) , و " الطبقات الكبرى ": (5/ 330 - 408) , و " التاريخ الكبير ": (6/ 174 , رقم: 2079) , و " الجرح والتعديل ": (6/ 122 , رقم: 663) , ... و " سير أعلام النبلاء ": (5/ 114 , رقم: 408) , و " حلية الأولياء": (5/ 225 رقم 323) , ... و " تهذيب التهذيب ": (7/ 475 , رقم: 790) , و" تقريب التهذيب ": (2/ 59 , رقم: 476).

" إذا رأيتم الرجل يطيل الصمت ويهرب من الناس فاقتربوا منه فإنه يلقي الحكمة" (¬1). *وأخرج ابن أبي الدنيا , وابن عساكر عن عبد الله بن حبيب (¬2) , قال: " إن داود (النبي) (¬3) - عليه السلام - , قال:" رُبّ كلام قد ندمت عليه , ولم أندم على صمت قط" (¬4). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن وهيب بن الورد (¬5) , قال: " وجدت العزلة (¬6) سكوت اللسان " (¬7). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن سفيان قال: " كان يقال: طول الصمت مفتاح العبادة " (¬8) * وأخرج الخطيب في تاريخه عن سفيان - رضي الله عنه - , قال:" (الصمت أول العبادة) (¬9) , ¬

(¬1) ضعيف , ضعفه السيوطي في " الجامع الصغير حيث ورد مرفوعًا بلفظ: " إذا رأيتم الرجل قد أعطى زهدًا في الدنيا , وقلة منطق , فاقتربوا منه , فإنه يلقي الحكمة " , انظر: " الجامع الصغير للسيوطي: (635) , وأخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (2/ 183 , رقم: 656). (¬2) عبد الله بن حبيب بن ربيعة أبو عبد الله السلمي , من المعمرين , سمع من عثمان وعلي وابن مسعود وعمر بن الخطاب , روى عنه إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وإسماعيل السدي وغيرهم كثير. ترجمته في " تاريخ الإسلام ": (61 هـ- 80 هـ , رقم: 274 , ص: 556) , و " الطبقات الكبرى ": (6/ 172) , و " التاريخ الكبير ": (5/ 72 , رقم: 188) , و " الجرح والتعديل ": (5 37 , رقم: 164) , و " سير أعلام النبلاء ": (4/ 276 رقم 97) , و " تهذيب التهذيب ": (5/ 183 , رقم: 317) , و " تقريب التهذيب ": (1/ 408 , رقم: 250) , و " حلية الأولياء ": (4/ 166 - 169 , رقم: 369). (¬3) زيادة من "ل" و"ط". (¬4) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " , (316 , رقم: 568). (¬5) وهيب بن الورد أبو أمية, ويقال: أبو عثمان المكي , اسمه عبد الوهاب فصغر فقيل: وهيب توفي سنة 153 هـ. ترجمته في"تاريخ الإسلام ": (662) , و" الجرح والتعديل ": (9 34) , و " طبقات ابن سعد ": (5 488). و" التقريب ": (2/ 339) , و" تهذيب التهذيب": (11/ 170) , و " حلية الأولياء ": (8/ 119 - 136 , رقم: 398) , و" صفة الصفوة: (1/ 436 - 442 , رقم: 214). (¬6) العزلة: البعد والتنحي. (¬7) أخرجه ابن أبي الدنيا في" الصمت ": (55 , رقم: 38) ,وانظر" صفة الصفوة ": (2/ 221) , و" الحلية ": (8/ 153). (¬8) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (257 , رقم: 436). (¬9) في المطبوعة (أول العبادة الصمت) , وما أثبتناه هنا نقلا عن "م1" و"م2" , وبالرغم من اعتماد محقق دار إحياء الكتب العلمية على "م1" إلا أنه لم يذكر ما ورد بها , فأعتقد أنه سهو والله أعلم.

ثم طلب العلم , ثم حفظه , ثم العمل به , ثم نشره " (¬1). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن مجاهد , قال: " كان يكتفون من الكلام باليسير " (¬2). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن " عبد الرحمن " (¬3) بن شريح (¬4) , قال: " لو أن عبدًا اختار لنفسه ما اختار شيئًا أفضل من الصمت " (¬5). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن موسى بن علي (¬6) , قال: " قال ربيط بني إسرائيل: " زين المرأة الحياء , وزين الحكيم الصمت " (¬7). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن (أبي) عبد الله الخرشي (¬8) , قال: " سمعت بعض العلماء ممن قدم على عمر بن عبد العزيز , يقول:" الصامت على علم كالمتكلم على علم " ¬

(¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد ": (6/ 5) عن ابن اليمان , قال: قال سفيان " أول العبادة الصمت ثم طلب العلم ثم حفظه ثم العمل به ثم نشره ". (¬2) لم أقف عليه في كتاب الصمت لابن أبي الدنيا. (¬3) في م1 وم2 " عبد الملك , وفي المطبوعة (عبد الملك بن جريج) , والصواب هو ما أثبته , فراوي الحديث هو عبد الرحمن بن شريح وليس عبد الملك بن جريج. . (¬4) عبد الرحمن بن شريح أبو شريح , كان منكر الحديث مات سنة 167 هـ في خلافة المهدي , انظر " طبقات ابن سعد " الطبقة الرابعة. (¬5) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت: (315 , برقم: 564). (¬6) موسى بن علي بن رباح اللخمي أبو عبد الرحمن المصري وكان أمير مصر لأبي جعفر المنصور ست سنين وشهرين روى عن حبان بن أبي جبلة وأبيه علي بن رباح اللخمي ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ومحمد بن المنكدر وغيرهم , روى عنه أسامة بن زيد الليثي وهو أكبر منه وبكر بن يونس بن بكير ق وأبو الحارث روح بن صلاح بن سيابة بن عمرو الموصلي ثم المصري وروح بن القاسم البصري وزيد بن الحباب وغيرهم كثير , قال عنه ابن سعد في " الطبقات ": " وكان ثقة إن شاء الله , قال مكي بن إبراهيم: قدمت مصر سنة أربع وستين ومائة فقيل لي: مات موسى بن علي بالأسكندرية وقال محمد بن عمر: مات موسى بن علي سنة ثلاث وستين ومائة في خلافة المهدي. انظر " طبقات ابن سعد " الطبقة الرابعة من أهل مصر بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , و " تهذيب الكمال " للمزي: (6284). (¬7) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (316 , رقم: 567) , وأخرجه ابن الأثير في " النهاية في غريب الحديث والأثر " (2/ 186) , تحقيق: طاهر أحمد الزواوي - ومحمود محمد الطناحي , ط: المكتبة العلمية - بيروت / لبنان , 1399هـ - 1997م , وقال أن معنى " زين الحكيم الصمت ": " أي زاهدهم وحكيمهم الذي ربط نفسه عن الدنيا , أي شدها ومنعها " ا. هـ. (¬8) في م1 وم2 " ابن عبد الله الجرشي " وفي المطبوعة " أبي عبد الله الجرمي , والصواب ما أثبته فراوي الأثر هو أبي عبد الله الخرشي.

" فقال عمر: إني لأرجو أن يكون المتكلم على علم " أفضلهما " (¬1) يوم القيامة حالًا وذلك أن منفعته للناس , وهذا (صمته) (¬2) لنفسه " قالوا ": يا أمير المؤمنين فكيف " بفتنة المنطق " (¬3)؟!؟ , قال: فبكى عمر بكاءً شديدًا " (¬4). * وأخرج عبد الجبار الخولاني في " تاريخ داريا " (¬5) عن أبي مسلم الخولاني , قال:" (نوم الصائم) تسبيح وأين (الصائم) (¬6) إلا من لزم الصمت وأقل من فضول (¬7) الكلام" (¬8). * وأخرج الشيرازي في " الألقاب " (¬9) عن عبد الله بن المبارك , قال: " (اجتمع) (¬10) أربعة من العلماء عند بعض الملوك , فقال: ليتكلم كل رجل منكم بكلمة خفيفة جامعة فقال الأول: " إن أفضل علم العلماء السكوت " وقال الثاني:" (إن أنفع الأشياء للرجل) (¬11) أن يعلم (¬12) قدر منزلته , ومبلغ عقله (¬13) , ويتكلم على قدر ذلك , وقال الثالث: " (ليس بأجزم من ألا يسكت إلى حادث نعمة , ولا يطمئن إليه ولا تكلفه مؤنته) " (¬14). ¬

(¬1) في م1 وم2 " أفضلهم " , والصواب ما أثبته. (¬2) في "ل" و"ط" صمت. (¬3) في م1 وم2 " يتبعه النطق " , والصواب ما أثبته. (¬4) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ") 347 , برقم 648). (¬5) في م1 وم2 " تاريخه دارسًا " والصواب هو ما أثبته. (¬6) في "م1" و"م2" الصامت , والصواب ما أثبتناه. (¬7) فضول الكلام: هو الكلام الذي لا فائدة فيه , ووردت في "ت" فضل. (¬8) أخرجه عبد الجبار الخولاني في " تاريخ داريا " في ذكره لكلثوم بن زياد المحاربي , لم يرد في كتاب الصمت (¬9) في "م1" و"م2" الألباب , والصواب ما أثبتناه فالشيرازي له كتاب مفقود اسمه " الألقاب " وليس " الألباب " فلعله هو والله أعلم. (¬10) في "ط" اجتمعت. (¬11) في "م1" و"م2" (إن أقوم الأشياء الرجل) , والصواب ما أثبتناه , ولم يثبت محقق المطبوعة هذا الاختلاف. (¬12) في "ل" (لا يعلم). (¬13) في المطبوعة (ومبلغ عقله فيعمل) , وما أثبتناه من "م1" و"م2" و"ب" و"ت". (¬14) في المطبوعة (ليس بأحزم من أن لا تسكن إلى جاري نعمة ولا تطمئن إليه ولا تكلفه مؤنة) , وما أثبته نقلا عن "م1" و"م2" و"ب" و"ت".

وقال الرابع: " ليس شىء بأروح على البدن من الرضا بالقضاء والقنوع " (¬1). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي مسهر (¬2) , قال: " " الصمت " دعاء " (¬3) الأخيار " (¬4). وأخرج ابن أبي الدنيا عن صعصعة بن " صوحان" (¬5) , قال:" الصمت رأس المروءة " (¬6) * وأخرج ابن أبي الدنيا عن محمد بن النضر الحارثي (¬7):" كان يقال: كثرة الكلام تذهب الوقار" (¬8) * وأخرج ابن أبي الدنيا عن محمد بن عبد الوهاب (الكوفي) (¬9) , قال:" الصمت (يجمع للرجل) (¬10) خصلتين: السلامة في دينه , والفهم عن صاحبه " (¬11). وأخرج ابن أبي الدنيا , وأبو نعيم عن الفضيل بن عياض (¬12) , قال: ¬

(¬1) لم يرد في كتاب الصمت. (¬2) واسمه عبد الأعلى بن مسهر الغساني من أهل دمشق , وكان راوية لسعيد بن عبد العزيز التنوخي وغيره من الشاميين؛ سجن في بغداد بسبب فتنة خلق القرآن , مات في غرة رجب سنة ثماني عشرة ومائتين , فأخرج ليدفن فشهده قوم كثير من أهل بغداد , انظر " طبقات ابن سعد ". (¬3) في كتاب الصمت (وعاء) , وبكليهما يستقيم المعنى. (¬4) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (365 , برقم 699). (¬5) في م1 وم2 " سرحان " , وفي "ل" ابن أبي صوحان , والصواب ما أثبته. (¬6) أخرجه ابن أبي الدنيا في"الصمت " (2/ 230 رقم 704) بلفظ " الصمت حتى يحتاج إلى الكلام رأس المروءة " (¬7) محمد بن النضر الحارثي يكنى أبا عبد الرحمن , وكان من أعبد أهل الكوفة. انظر " صفة الصفوة " لابن الجوزي (2/ 703,رقم 448). (¬8) أخرجه ابن أبي الدنيا في"الصمت " (62, رقم: 52) ,وعزاه الزبيدي لابن أبي الدنيا في"الإتحاف ": (7/ 465). (¬9) في"ل" السكوني",وفي"م1"و"م2" السكوتي, وفي "ط" الشكوني, وما أثبتناه نقلا عن كتاب الصمت لابن أبي الدنيا. (¬10) سقطت كلمة " الرحل من"ط",وفي"م1"و"م2" " مجمع للمرء " , وما أثبتناه نقلا عن المطبوعة وكتاب الصمت. (¬11) أخرجه ابن أبي الدنيا: (63 , برقم 55). (¬12) الفضيل بن عياض أبو علي الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي الطالقاني الأصل كان إمامًا ثقة حجة صدوقًا ولد بخراسان بكورة أبيورد وقدم الكوفة وهو كبير فسمع الحديث من منصور بن المعتمر وغيره ثم تعبد وانتقل إلى مكة إلى أن مات بها في أول سنة سبع وثمانين ومائة في خلافة هارون , وكان ثقة ثبتًا فاضلًا عابدًا ورعًا كثير الحديث. قال فيه ابن المبارك: " ما بقي على ظهر الأرض أفضل من الفضيل بن عياض " , وقال إبراهيم بن الأشعث: " ما رأيت أحدًا كان الله في صدره أعظم من الفضيل , كان إذا ذكر الله أو ذُكر عنده أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن, وفاضت عيناه حتى يرحمه من بحضرته",وقال سفيان بن عيينة: " ما رأيت أحدًا أخوف من الفضيل وابنه ". ترجمته في " تاريخ الإسلام ": (ص 331) , و" العبر في خبر من غبر " للذهبي: (1/ 231 , و " سير أعلام النبلاء ": (8/ 372 , رقم: 114) , و " الطبقات الكبرى " لابن سعد: (5/ 500) , و " الجرح والتعديل ": (7/ 73 , رقم: 218) , و " ميزان الاعتدال ": (3/ 361 , رقم: 6768) , و " طبقات الحفاظ " للسيوطي: (110) , و " تهذيب التهذيب": (8/ 294 , رقم: 538) , و " التقريب ": ... (2/ 113 , رقم: 67) , و " حلية الأولياء ": (8/ 71 - 119 , رقم: 397).

" لا حج ولا جهاد ولا رباط أفضل من حفظ اللسان " (¬1). * وأخرج أبو نعيم عن وهب بن منبه: " أن رجلا قال له: إن الناس قد وقعوا فيما وقعوا فيه , وقد حدثت نفسي ألا أخالطهم , فقال: لا تفعل , فإنه لابد للناس منك ولابد (لك) (¬2) من الناس لهم إليك حوائج (ولك) (¬3) إليهم حوائج , ولكن كن فيهم أصم سميعًا وأعمى بصيرًا سَكوتًا نَطوقًا " (¬4). * وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو نعيم عن وهيب (بن الورد) (¬5) , قال: " إن العبد ليصمت فيجتمع له لبه " (¬6). * وأخرج أبو نعيم عن عمر بن عبد العزيز (- رضي الله عنه -) (¬7) (قال) (¬8): " من عد كلامه من عمله قل كلامه " (¬9). ¬

(¬1) في المطبوعة: " أشد من حبس اللسان " , وما أثبتناه هنا نقلا عن "م1" و"م2". أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (349 , برقم 655) , وأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 92) عن الفيض بن إسحاق بلفظ (لا حج ولا جهاد ولا رباط أشد من حبس اللسان , لو = ... = أصبحت يهمك لسانك أصبحت في غم شديد , وسجن اللسان سجن المؤمن , وليس أحد أشد غمًا ممن سجن لسانه. قال: وسمعت الفضيل يقول: تكلمت فيما لا يعنيك فشغلك عما يعنيك , ولو شغلك ما يعنيك تركت ما لا يعنيك " ا. هـ. وعن محمد بن يزيد بن خنيس , قال: قال رجل: مررت ذات يوم بفضيل بن عياض , فقلت له أوصني بوصية ينفعني الله بها , قال: يا عبد الله أخف مكانك وأحفظ لسانك واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات كما أمرك " ا. هـ " الحلية " (8/ 82). وعن إبراهيم بن الأشعث , قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: المؤمن قليل الكلام كثير العمل , والمنافق كثير الكلام قليل العمل , كلام المؤمن حكم , وصمته تفكر , ونظره عبرة , وعمله بر , وإذا كنت كذا لم تزل في عبادة " ا. هـ." الحلية " (8/ 82). (¬2) سقطت من "ل". (¬3) في "م1" و"م2" لك , وما أثبتناه نقلا عن المطبوعة. (¬4) أخرجه أبو نعيم في " حلية الأولياء ": (8/ 123) , طبعة دار إحياء التراث , ولم يذكره ابن أبي الدنيا في كتاب " الصمت ". (¬5) سقطت من "م1" و"م2". (¬6) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " (61 , رقم: 49) , وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8/ 130) , طبعة دار إحياء التراث. (¬7) سقطت من المطبوعة وما أثبتناه من "م1" وم2". (¬8) زيادة من المطبوعة. (¬9) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (314 , رقم: 562) , وأبو نعيم في " حلية الأولياء ": (8/ 133) , وانظر " الزهد " لابن المبارك: (129).

* وأخرج أبو نعيم عن أبي بكر بن عياش (¬1) (- رضي الله عنه -) (¬2) , قال: " اجتمع أربعة (من الملوك) (¬3): ملك فارس , وملك الروم , وملك الهند , وملك الصين , فتكلموا بأربع كلمات كأنما رمي بهن عن قوس (واحد) (¬4). فقال أحدهم: أنا على (رد) (¬5) ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت " وقال الآخر: الكلمة إذا قلتها ملكتني وإذا لم أقلها ملكتها. وقال الآخر: لا أندم على ما لم أقل , وقد أندم على ما قلت. وقال الآخر: عجبت لمن يتكلم بالكلمة إن (رفعت إليه) (¬6) ضرته , وإن لم ترفع إليه لم تنفعه " (¬7). ¬

(¬1) أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي , أحد الأئمة الكبار مولى واصل بن حيان الأحدب الأسدي , من أشهر أسمائه شعبة , وقيل محمد وقيل مطرف , والصحيح كما يقول ابن الجوزي في " صفة الصفوة " أنه لا يعرف إلا بكنيته , ولد سنة 95 هـ , قال عنه أحمد بن حنبل: " ثقة ربما غلط وهو صاحب قرآن وخير " , وأخرج أبو نعيم عنه في " الحلية ": " أدنى نفع السكوت السلامة , وكفى بالسلامة عافية , وأدنى ضرر النطق الشهرة , وكفى بالشهرة بلية " , وله أقوال كثيرة أخرجها أبو نعيم في حليته ولكني اقتصرت منها على ما يفيدنا في كتابنا هذا. ترجمته في: " تاريخ الإسلام ": (رقم: 372) , و " طبقات ابن سعد ": (6/ 386) , و " تاريخ الثقات " للعجلي: (492 , رقم: 1913) , و " الثقات " لابن حبان: (7/ 668) , و " سير أعلام النبلاء ": ... (8/ 435 , رقم: 131) , و " تهذيب التهذيب ": (12/ 34 رقم: 151) , و " حلية الأولياء ": ... (8/ 264, رقم: 423) طبعة: دار إحياء التراث, و" صفة الصفوة" لابن الجوزي: (2/ 705 , رقم: 451) (¬2) أشار إليها محقق المطبوعة في الهامش , وما أثبتناه نقلا عن "م1" و"م2". (¬3) في المطبوعة " ملوك " وما أثبتناه نقلا عن "م1" و"م2". (¬4) في المطبوعة " واحدة " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬5) في المطبوعة " قول " , وما أثبتناه نقلا عن "م1" و"م2" , وأظنه الصواب فبه استقام المعنى واتضح , فالمعنى أنك تستطيع أن ترد ما لم تقل عن ردك ما قلت , والله أعلى وأعلم. (¬6) في المطبوعة " رجعت عليه " , وما أثبتناه هنا نقلا عن "م1" و"م2". (¬7) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (67 , رقم: 65) بلفظ: " اجتمع أربعة ملوك فرموا رمية واحدة بكلمة واحدة , ملك الهند وملك الصين وكسرى وقيصر , قال أحدهم: أنا أندم على ما قلت ولا أندم على ما لم أقل , وقال الآخر: إني إذا تكلمت ملكتني ولم أملكها , وإذا لم أتكلم ملكتها وما ملكتني , وقال الثالث: عجبت للمتكلم إن رجعت عليه كلمته ضرته , وإن لم ترجع لم تنفعه , أنا على رد ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت " ا. هـ. وأخرجه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (8/ 144, رقم: 399 في ترجمته لعبد الله بن المبارك) , وعزاه الزبيدي في " الإتحاف " لابن أبي الدنيا: (7/ 457) , وانظر " إحياء علوم الدين " للغزالي: (3/ 96).

* وأخرج ابن باكويه عن أبي علي الروزبادي (¬1) , قال: " الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت والفكر , فأطلق الله ألسنتهم بما ليس بينهم و (بينه) (¬2) " (¬3). * وأخرج ابن باكويه عن إبراهيم بن أحمد بن بشار (¬4) , قال: " اجتمعنا ذات يوم (فما منا) (¬5) أحد إلا تكلم بشيء , إلا إبراهيم بن أدهم , فإنه ساكت , فلما (تفرقت) (¬6) الناس عاتبته على ذلك , فقال: الكلام يظهر (خبث الرجل , وعقل الرجل) (¬7) , قلت: فلم نتكلم , فقال: إذا" اغتممت" (¬8) للسكوت أحب إلي من أن أندم للكلام " (¬9). ¬

(¬1) في "ط" الروذباري , وفي "م1" و "م2" و"ل" الروذبادي وفي المطبوعة " الروزباري (¬2) في المطبوعة " وبين غيره " وما أثبتناه نقلًا عن " م1" و"م2" و"ب" و"ت". (¬3) لم يرد في كتاب الصمت. (¬4) في المطبوعة " إبراهيم بن نعمة , وما أثبتناه هنا نقلا عن "م1" و"م2" , وأظنه إبراهيم بن بشار الرمادي الإمام المحدث المفيد، أبو إسحاق إبراهيم بن بشار الجرجرائي ثم البصري الرمادي، صاحب سفيان بن عيينة , روى عن: ابن عيينة، وأبي معاوية، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وعبد الله بن رجاء المكي، وعدة. حدث عنه: أبو داود في " سننه "وإسماعيل القاضي، وتمتام وغيرهم. قال البخاري: يهم في الشيء بعد الشيء وهو صدوق، وقال ابن حبان: كان متقنًا حافظًا صحب سفيان سنين كثيرة، وقال ابن معين: ليس بالشيء، قال النسائي: ليس بالقوي " الضعفاء والمتروكين " (1/ 148)، وقال محمد بن أحمد الزريقي: كان أزهد أهل زمانه، توفي - رحمه الله تعالى - سنة أربع وعشرين ومائتين بالبصرة. انظر عنه " الطبقات الكبرى " لابن سعد: (7/ 308) , تحقيق إحسان عباس الطبعة الأولى دار صادر 1968م, " التاريخ الصغير ": (2/ 302) , " العلل ومعرفة الرجال " لأحمد بن حنبل (3/ 438) , الناشر المكتب الإسلامي , دار الخاني - بيروت والرياض , الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988م , تحقيق: وصي الله بن محمد عباس , " تهذيب الكمال " للمزي: (2/ 56) , الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت , الطبعة الأولى 1400 هـ - 1980م , تحقيق: د بشار عواد معروف , هذا والله أعلى وأعلم. (¬5) في المطبوعة " فما منا من " , وما أثبته نقلا عن "م1" و"م2". (¬6) في المطبوعة " تفرقت " وما أثبته هنا نقلا عن "م1" و"م2". (¬7) في المطبوعة " حمق الرجل , وعقل العاقل " , وما أثبته نقلا عن "م1" و"م2". (¬8) في م1 وم2 "غصصت " والصواب ما أثبته. (¬9) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 18 , رقم: 394 في ترجمته لإبراهيم بن أدهم) عن إبراهيم بن بشار بلفظ: "اجتمعنا ذات يوم في مسجد فما منا أحد إلا تكلم , إلا إبراهيم بن أدهم فإنه ساكت , فقلت: لم لا تتكلم؟ فقال: الكلام يظهر حمق الأحمق , وعقل العاقل , فقلت: لا نتكلم إذا كان هكذا الكلام , فقال: إذا اغتممت بالسكوت فتذكر سلامتك من ذلل اللسان " ا. هـ.

* وأخرج البيهقي , وابن عساكر في تاريخه , (وابن باكويه) (¬1) عن بشر بن الحارث (¬2) - رضي الله عنه - قال: " الصبر هو الصمت , والصمت هو الصبر ولا يكون المتكلم أورع من (الصامت) (¬3) إلا رجل عالم يتكلم في موضعه , ويسكت في موضعه (¬4) " (¬5). * وأخرج ابن باكويه عن أحمد بن خلاَّد (¬6) عن أبيه , قال: " أدنى نفع الصمت السلامة , وأدنى ضرر (النطق) (¬7) الندامة , والصمت (بما) (¬8) لا يعني من أبلغ (الحكم) (¬9) , والناطق (من غير) (¬10) (علم غير ناج من الزلل , والصامت بما لا يعلم ليس بخارج عن الإيلاج) (¬11) " (¬12). ¬

(¬1) سقطت من "م1" و"م2" , وما أثبته هنا عن المطبوعة. (¬2) بشر بن الحارث بن عبد الرحمن أبو نصر المروزي , ثم البغدادي , يعرف ببشر الحافي , ولد في سنة 150هـ , توفي في ربيع الأول سنة 227 هـ. ترجمته في"تاريخ الإسلام" للذهبي (رقم: 79 , ص: 105) ,و " الطبقات الكبرى " لابن سعد ": (7/ 342) , و " الثقات " لابن حبان: (8/ 143) , و" الجرح والتعديل ": (2/ 356 رقم 1354) , و"طبقات الصوفية " للسلمي: (12 , 76 , 137) , و" طبقات الأولياء " (109 - 118) , و" تهذيب التهذيب ": (1/ 44 , رقم: 818) , و " تقريب التهذيب ": (1/ 98., رقم: 49) , و" سير أعلام النبلاء ": (10/ 469 , رقم: 153) , و " حلية الأولياء ": (8/ 296 , رقم: 437) و " صفة الصفوة ": (1/ 496 - 502 , رقم: 261). (¬3) في المطبوعة " الصابر " وما أثبته نقلا عن "م1" و"م2". (¬4) سقطت من "م1" و"م2" , وما أثبته من المطبوعة. (¬5) أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان ": (4/ 268 , رقم: 5051) , وأخرج أيضًا عن الحارث قال: " إذا أعجبك الكلام فاصمت, وإذا أعجبك الصمت فتكلم " ا. هـ (4/ 269 , رقم: 5052) , لم يرد في كتاب الصمت (¬6) أحمد بن خلاد هو أحمد بن يوسف بن أحمد بن خلاد بن منصور بن أحمد بن خلاد، أبو بكر العطار , في تهذيب التهذيب قال عنه الحافظ ابن حجر: " روى له البخاري في خلق أفعال العباد ليس له ذكر في التواريخ وكأنه أحمد ابن خالد الخلال الذي تقدم ذكره " (1/ 25 رقم 44 في ذكر من اسمه أحمد) , وفي " التقريب " لابن حجر " أحمد بن خلاد عن يزيد بن هارون يحتمل أن يكون هو بن خالد الخلال وهو من العاشرة " (1/ 79) الناشر: دار الرشيد - سوريا , الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م , وفي المطبوعة أثبت " خالد " , ولعل الاثنان صواب فقد اختلف في اسم أحمد الخلال هل هو أحمد بن خلَّاد أم أحمد بن خالد. (¬7) في المطبوعة " المنطق " وما أثبتناه عن "م1" و"م2" و"ب" و"ت". (¬8) في المطبوعة " عما " وما أثبتناه عن "م1" وم2". (¬9) قال المحقق في المطبوعة - مطبوعة دار الكتاب -: " في "ل" و"م" الحكمة " , و"م" بالنسبة له هي "م1" هنا في تحقيقنا نحن , والحقيقة أن هذه الكلمة في "م1" ليست الحكمة بل هي الحكم , لذا فقد أثبتها كما هي. (¬10) في المطبوعة " بغير " وما أثبتناه هنا عن "م1" و"م2". (¬11) سقطت هذه الفقرة من المطبوعة , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬12) لم يرد في كتاب الصمت.

* وأخرج ابن باكويه عن سهل بن عبد الله (¬1) (- رضي الله عنه -) (¬2) قال: " يصح الأدب بكماله في هذه (الأربع خصال): (¬3) التوبة , و (منع) (¬4) النفس من الشهوات , والصمت , والخلوة ". * وأخرج ابن باكويه (عن الأصمعي) (¬5) عن سفيان بن عيينه - رضي الله عنه - قال: "كان يقال: لا يكون المؤمن مؤمنًا حتى يطول صمته , ويحسن (لفظه) (¬6) , ويقل كذبه ويخلص ورعه ". * وأخرج ابن باكويه عن إبراهيم بن أدهم (¬7) - رضي الله عنه - قال: ¬

(¬1) سهل بن عبد الله هو سهل بن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله بن رفيع , وكنيته أبو محمد , أسند الحديث وأًسند عنه , مات سنة 283هـ عن عمر يقترب من الثمانين عامًا. من أقواله: " شكر العلم العمل وشكر العمل زيادة العلم. وقال: " لا معين إلا الله ولا دليل إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ولا زاد إلا التقوى , ولا عمل إلا الصبر ". وقال: " الأعمال بالتوفيق , والتوفيق من الله ومفتاحه الدعاء والتضرع ". كان مالكيًا وكان له كلام في الصوفية , روى عن خاله محمد بن سوار , وصحبه ذي النون المصري وغيرهما. انظر ترجمته في " طبقات الصوفية " للسلمي: (206 - 211 , رقم: 10) , و " المنتظم ": لابن الجوزي (5/ 136 رقم 306) , و " شذرات الذهب " لابن العماد الحنبلي: (2/ 182 - 184 وفيات سنة 283هـ" , و " سير أعلام النبلاء " للذهبي: (13/ 330 , رقم: 151) , و" طبقات الأولياء " لابن الملقن (232 / رقم 43) , و " طبقات المفسرين " للداوودي (1/ 210) , و " الطبقات الكبرى للشعراني ": (1/ 90) , ... و " صفة الصفوة " (2/ 884 - 883 , رقم: 645) , و " حلية الأولياء " لأبي نعيم (10/ 158 - 178 , رقم: 544). (¬2) سقطت من المطبوعة. (¬3) في المطبوعة " الخصال الأربع , وما أثبتناه هنا عن "م1" و"م2". (¬4) في "ط" قلع. (¬5) في المطبوعة " من طريق " وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬6) في "ط" نطقه. (¬7) إبراهيم بن أدهم هو إبراهيم بن أدهم بن منصور أبو إسحاق العجلي , وقيل التميمي , البلخي الزاهد , ثقة روى عن أبيه ومالك بن دينار وغيرهما , توفي سنة 161هـ , وذكره ابن العماد في الشذرات في وفيات سنة 162 هـ. ترجمته في "تاريخ الإسلام" للذهبي: (ص 43 , رقم: 3) , و " الثقات " لابن حبان: (9/ 24) , و" مشاهير علماء الأمصار"لابن حبان: (1/ 183 , رقم: 1455) , ط: دار الكتب العلمية - بيروت 1959م , و " طبقات الصوفية ": (13) , و " طبقات الأولياء " لابن الملقن (5 رقم 1) , و " الطبقات الكبرى " (1/ 8) , ... و" تهذيب التهذيب": (1 102 رقم 176) , و " حلية الأولياء ": (7 335 - 355 و 8/ 5 - 51 رقم 394) و " صفة الصفوة " (25/ 946 - 950 رقم 701) و " شذرات الذهب ": (1/ 255 - 256).

" (الخدم) (¬1) في المجالسة أن يكون الكلام على قدر الضرورة والحاجة مخافة الزلل , فإذا أمرت فاحكم , وإذا سألت (فأوضح) (¬2) , وإذا طلبت فأحسن , وإذا أخبرت فحقق , واحذر الإكثار والتخليط , (فمن أكثر) (¬3) كلامه كثر سقطه " (¬4). * وأخرج ابن باكويه عن (ابن الحارث) (¬5) قال: " كان (ابن عون) (¬6) يسكت فَقِيْلَ له لما لا تتكلم؟ , فقال: أَوَ يَنْجُو صَاحِبُ الكَلامِ " (¬7). * وأخرج البيهقي , وابن عساكر عن إسحاق بن خلف (¬8) - رضي الله عنه - قال: " الورع (في النطق أشبه) (¬9) منه في الذهب والفضة " (¬10). * وأخرج ابن أبي الدنيا , والبيهقي, وابن عساكر عن عبد الله بن أبي زكريا (¬11) الدمشقي ¬

(¬1) في المطبوعة " الحزم " وما أثبته عن "م1" و"م2". (¬2) في المطبوعة " فأفصح " , ما أثبته هنا عن "م1" , و"م2" , و"ل" , و"ط". (¬3) في المطبوعة "من مثر " , وما أثبته عن "م1" و"م2". (¬4) في "ل" قُدِّم هذا الأثر على الذي قبله. (¬5) في المطبوعة " بشر بن الحارث , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬6) في "ت" ابن عروة. (¬7) ابن عون هو عبد الله بن عون بن أرطبان , أبو عون المزني البصري , الحافظ للسانه , الضابط لأركانه , ذو القلب السليم , أحد الأئمة الأعلام , كان يقال له سيد القراء في زمانه , روى عن أبي وائل والكبار. قال عنه هشام بن حسان: " لم ترى عيناي مثل ابن عون ". وقال قرة: " كنا نعجب من ورع ابن سيرين فأنساه ابن عون ". وقال عنه عبد الرحمن بن مهدي: " ما كان بالعراق أعلم بالسنة من ابن عون ". وقال أبو إسحق: " هو ثقة في كل شيء ". توفي في رجب سنة 151 هـ. ترجمته في: " تاريخ الإسلام " (ص 460) , و " طبقات ابن سعد ": (7/ 261) ,و " الجرح والتعديل ": (5/ 130) , و " التاريخ " لابن معين: (2/ 324 رقم 3353) , و " شذرات الذهب " (1/ 230 وفيات سنة 151 هـ) و" سير أعلام النبلاء" (6 375رقم 157) , و " طبقات الفقهاء ": (90) , و " صفة الصفوة ": (2/ 793 - 795 رقم 532) و" حلية الأولياء ": (3/ 36 - 42 رقم 304). (¬8) إسحاق بن خلف الزاهد ص (4) الحسن بن صالح من أهل الكوفة سكن الشام وحدث عن حفص بن غياث روى عنه أحمد بن أبي الحواري ونسبه فقال ابن سالم بن خلف. (¬9) في المطبوعة " في المنطق أشد " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬10) أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق ": (8/ 205) , وفيه زيادة: " والزهد في الرئاسة أشد منه في الذهب والفضة لأنك تبذلهما في طلب الرئاسة ". (¬11) عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي , كان ثقة قليل الحديث , صاحب غزو , وكان من أهل دمشق , توفي سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك , قال: وقال هشام بن عمار عن صدقة بن خالد عن ابن جابر , قال: " رأيت ابن أبي زكريا لا يغير شيبه ".

قال: " تعلمت الصمت (عما) (¬1) (لا يعنيني) (¬2) عشرين سنة , فما بلغت منه ما أردت" (¬3). * وأخرج ابن سعد , وابن أبي الدنيا عن مورق العجلي (¬4) , قال: " (أمرٌ) (¬5) أطلبه منذ (عشرين سنة) (¬6) لم أقدر عليه ولست (بتارك) (¬7) طلبه , (قال) (¬8): ما هو؟ قال: الصمت عما لا يعنيني " (¬9). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن " أرطاة " (¬10) بن المنذر , قال: " تعلم الرجل الصمت (أربعين سنة) (¬11) بحصاة يضعها في فمه (ولا) (¬12) ينزعها إلاعند الطعام أو الشراب ... أو (النوم) (¬13) ". ¬

(¬1) في المطبوعة " مما , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬2) في "ب" لا يعني. (¬3) أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (11/ 66 رقم 4860) عن ابن أبي جملة , قال: سمعت عبد الله بن أبي زكريا قال: عالجت الصمت عشرين سنة قبل أن أقدر منه على ما أريد قال: وكان لا يغتاب في مجلسه أحد، ويقول: " إن ذكرتم الله أغناكم، وإن ذكرتم الناس تركناكم ". وأخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (312 , برقم 556) , بلفظ: " عالجت الصمت عما لا يعنيني عشرين سنة , قَلَّ أن أقدر منه على ما أريد , قال: وكان لا يدعُ يُغتاب في مجلسه أحد , يقول: إن ذكرتم الله أعنَّاكم , وإن ذكرتم الناس تركناكم", وانظر"الزهد" أحمد بن حنبل: (ص: 68) ,"صفة الصفوة " لابن الجوزي: (4/ 216). (¬4) مورق العجلي هو مورق بن المشمرج العجلي ويكنى أبا المعتمر وكان ثقة عابدا , ذكر هـ ابن العماد في "الشذرات " وفيات سنة 101هـ (1/ 122) , وانظر ترجمته في " الطبقات الكبرى " لابن سعد , ووردت في "ط" البجلي بدلا من " العجلي. (¬5) في "م1" و"م2" أمرًا. (¬6) في المطبوعة " عشر سنين " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2" و"ب" و"ت". (¬7) في المطبوعة " تبارك " وأظنه خطأ مطبعي , والله أعلى وأعلم. (¬8) في المطبوعة " قالوا " وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬9) أخرجه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " في ترجمته لمورق العجلي , وأخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " (90 - 91,رقم: 118) ,وأخرجه أحمد في"الزهد": (305) ,وابن حبان في"روضة العقلاء": (50) , ط: دار الكتب العلمية / بيروت - لبنان , والغزالي في " الإحياء ": (3/ 97) , و" الزبيدي في " الإتحاف ": (7/ 462). (¬10) في م1 " أرطاي " والصواب ما أثبته. (¬11) سقطت من "ب". (¬12) في المطبوعة "لا" , وما أثبتناه عن "م1" و"م2" و"ط". (¬13) في المطبوعة " القوم " , وما أثبتناه عن " م1" و"م2" و"ب" و"ت" , وأظنه الصواب فالمعنى به قد استقام , فالمعنى ينم عن أن هذا الرجل كان يضع في فيه حصاة , وكان لا ينزعها إلا عند الطعام حتى يستطيع أن يأكل , أو عند الشراب حتى يستطيع الشرب , أو عند النوم حنى يقدر على النوم , وعند اعتماد المعنى الذي في المطبوعة وأن الرجل كان ينزع تلك الحصاة عند القوم , فهذا سوف يضير بالمعنى فما السكوت إلا عند ملاقاة القوم فكيف به سينزعها , هذا بالطبع خطأ , هذا والله أعلى وأعلم. أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " (92 , برقم: 436) , وانظر " الزهد " أحمد بن حنبل: 405 , وروضة العقلاء: 50 , والإحياء للغزالي: 3/ 97 , والإتحاف: 7/ 462 , والحلية: 2/ 235 ..

* وأخرج ابن أبي الدنيا عن شيخ من قريش , قال: " قيل لبعض العلماء إنك تطيل الصمت , قال: (إني رأيت لساني) (¬1) سبعًا (عقورًا) (¬2) " أخاف أن أخلي عنه " (¬3) ... (فيعقرني) (¬4) " (¬5). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن " وهب بن منبه " (¬6) , قال: " كان في بني (إسرائيل) (¬7) رجلان بلغت (عبادتهما) (¬8) أن مشيا على الماء , فبينما هما يمشيان في (البحر) (¬9) إذا هما برجل يمشي في الهواء , فقالا له: يا عبد الله بأي شيء أدركت هذه المنزلة؟ قال: بيسير من الدنيا فطمت نفسي " عن " (¬10) الشهوات وكففت لساني عما لا يعنيني ورغبت فيما دعاني إليه , ولزمت الصمت " فإن " (¬11) أقسمت على الله أبر قسمي , وإن سألته أعطاني " (¬12). ¬

(¬1) سقطت من المطبوعة , وما أثبتناه عن "م1" و"م2" , وهكذا ورد في كتاب الصمت لابن أبي الدنيا. (¬2) في "م1" و"م2" عقورٌ. (¬3) في م1 " إذا خلا عنه " والصواب ما أثبته. (¬4) في المطبوعة " فيعقورني " , ولعله سهو. (¬5) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت (366 , رقم: 703). (¬6) في م 1 " وهب بن أبي منبه " والصواب ما أثبته. (¬7) سقطت من "ب" (¬8) في المطبوعة " بهما عبادتهما " , وما أثبتناه عن "م1"و "م2". (¬9) في "ب" و"ل" و"ط" الحر. (¬10) في م 1 " من " والصواب ما أثبته. (¬11) في م 1 " فأنا " , والصواب ما أثبته. (¬12) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " (383 - 384 , رقم 754). والله سبحانه وتعالى يبر قسم الضعفاء المتضعّفين , عن حارثة بن وهب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول: " ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره , ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر " أخرجه البخاري في صحيحه (4918) , ومسلم في صحيحه (2853). والضعيف هو من نفسه ضعيفة لتواضعه وضعف حاله في الدنيا , والمستضعف المحتقر لخموله في الدنيا. قاله ابن حجر في " فتح الباري ". قال ابن عثيمين - رحمه الله - في شرحه لرياض الصالحين: " إن الإنسان يكون ضعيفًا متضعفًا , أي لا يهتم بمنصبه أو جاهه , أو يسعى إلى علو المنازل في الدنيا , ولكنه ضعيف في نفسه متضعف , يميل إلى الخمول وإلى عدم الظهور - ليس قصد الشيخ رحمه الله الخمول الذي بمعنى الكسل وإنما الخمول عن الظهور بين براثن الشهرة وأضواء الانتشار بين الناس - لأنه يرى أن المهم أن يكون له جاه عند الله عز وجل , لا أن يكون شريفًا في قومه أو ذا عظمة فيهم , ولكن همه كله هو أن يكون عند الله سبحانه وتعالى ذا منزلة كبيرة عالية؛ ولذلك نجد أهل الآخرة لا يهتمون بما يفوتهم من الدنيا , إن جاءهم من الدنيا شيء قبلوه , وإن فاتهم شيء لم يهتموا به , لأنهم = =يرون أن ما شاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن , وأن الأمور بيد الله , وأن دوام الحال من المحال , وأنه لا يمكن رفع ما وقع ولا دفع ما قدر إلا بأسباب الشرعية التي جعلها الله تعالى سببًا. وقوله: " لو أقسم على الله لأبره " يعني لو حلف على شيء ليسر الله له أمره , حتى يحقق له ما حلف عليه , وهذا كثيرًا ما يقع؛ أن يحلف الإنسان على شيء ثقةً بالله عز وجل , ورجاء ثوابه فيبر الله قسمه , وأما الحالف على الله تعاليًا وتحجرًا لرحمته , فإن هذا يخذل والعياذ بالله " ا. هـ (" شرح رياض الصالحين " 2/ 136). قلت: ومن الأسباب الشرعية التي تدفع البلاء " الدعاء " فعلى الإنسان أن يدعو ربه كثيرًا فإن لم يجب الله له مسألته التي سأله إياها قد يدفع الله عنه ضررًا قد كتبه عليه. وضرب ابن عثيمين - رحمه الله - مثالاً لكل حالة من حالتي القسم على الله , الحالة الأولى: من يقسم على الله أملًا في رجائه وعفوه وقدرته متيقنًا من داخله أن الله قادر على كل شيء وأن إرادته بين الكاف والنون , إن أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون. وضرب مثلًا للحالة الثانية: والتي فيها يقسم الناس على ربهم تعاليًا منهم , واستبعادًا لرحمة الله جل وعلا , معجبين بأنفسهم. يقول العلامة ابن عثيمين: " وهاهنا مثلان: المثل الأول: أن الربيع بنت النضر وهي من الأنصار , كسرت ثنية جارية من الأنصار , فرفعوا الأمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فأمر النبي أن تكسر ثنية الربيع؛ لقوله تعالى (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس) ... إلى قوله (والسن بالسن) فقال أخوها أنس بن النضر: والله يا رسول الله لا تكسر ثنية الربيع , فقال - صلى الله عليه وسلم -: " يا أنس كتاب الله القصاص " فقال: والله لا تكسر ثنية الربيع. أقسم بهذا ليس ردًّا لحكم الله ورسوله , ولكنه يحاول بقدر ما يستطيع أن يتكلم مع أهلها حتى يعفوا ويأخذوا الدية أو يعفوا مجانًا دون دية , كأنه واثق من موافقتهم , لا ردًا لحكم الله ورسوله , فيسر الله سبحانه وتعالى فعفى أهل الجارية عن القصاص , فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ". وهنا لا شك أن الحامل لأنس بن النضر هو قوة رجائه بالله عز وجل , وأن الله سييسر من الأسباب ما يمنع كسر ثنية أخته الربيع. بنفسه أما المثل الثاني: الذي أقسم على الله تألِّيًا وتعارضًا وترفعًا , فإن الله يخيب آماله , ومثاله: ذلك الرجل الذي كان مطيعًا لله عز وجل عابدًا , يمر على رجل عاص , كلما مر عليه وجده على المعصية , فقال: والله لا يغفر الله لفلان , حمله على ذلك الإعجاب بنفسه , والتحجر بفضل الله ورحمته , واستبعاد رحمة الله عز وجل من عباده. فقال الله تعالى: " من ذا الذي يتألّى علي ألّا أغفر لفلان , قد غفرت له , وأحبطت عملك " , فانظر الفرق بين هذا وهذا ". أ. هـ (شرح رياض الصالحين 2/ 137). فاللهم اجعلنا من الضعفاء الذين يرجون لقاءك ويحبون رؤية وجهك الكريم , ويرضون من الدنيا بالقليل , ويعملون بما أوتوا من قوة لكسب رضاك , واجعلنا ممن يعملون بسنة نبيك ومن القائمين عليها. وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لم أقسم على الله لأبره ". رواه مسلم (2622). والأشعث هو ذلك الرجل شديد الفقر الذي لا يجد ما يدهن به شعره من زيوت وغيره , ولا يجد حتى ما يرجل به شعره , وهو عديم القيمة بالنسبة إلى الناس حتى إنه " مدفوع بالأبواب " أي: إن ذهب إلى باب أحدهم فإنه يدفع الباب في وجهه لقلة قيمته عند أولئك الناس , ولكن قد تكون له قيمة كبيرة عند الله بماذا؟ بأعماله الصالحة وتقواه, وخوفه من الله في كل الأوقات وفي جميع الأماكن , وليس من الضروري أن كل أشعث أغبر يقسم على الله فيبر الله قسمه , إذ المقياس هنا هو قدر قربه من الله وقدر ثقته بربه , ومعاملته مع ربه كيف هي , فإن حسنت أبر الله قسمه وإلا ما أبر قسمه.

* وأخرج ابن أبي الدنيا عن " مخلد " (¬1) , قال: " كان رجل من بني إسرائيل كثير الصمت , فبعث إليه ملكهم (يسأله) (¬2) فلم يكلمه فبعث به (معهم) (¬3) إلى الصيد , فقال: لعله يرى شيئا (فيخبر عن أحواله) (¬4) فرأوا صيدًا فصاح , (فسرّعوا) (¬5) إليه (طير باز) (¬6) فأخذه , فقال الرجل: (السكوت حسن لكل شيء) (¬7) حتى للطير " (¬8). * وأخرج ابن أبي الدنيا من طريق الأعمش (¬9) ¬

(¬1) في م 1 " فله " والصواب ما أثبته. وأظنه مخلد بن الحسين ويكنى أبا محمد وكان من أهل البصرة وهو بن امرأة هشام بن حسان وكان راوية عنه وكان ثقة فاضلا فتحول فنزل بالمصيصة ومات بها سنة إحدى وتسعين ومائة في خلافة هارون. ترجمته في " الطبقات الكبرى " (7/ 489) , و " أخبار القضاة " لوكيع (1/ 276 و 3/ 27) , و " الجرح والتعديل " (8/ 347 رقم 1365) , و " تهذيب التهذيب " (10/ 72 رقم 124) , و " تقريب التهذيب " ... (235 رقم 976) و " معرفة الرجال " لابن معين (1/ 119 رقم 581) , و " حلية الأولياء " (8/ 230 - 232 رقم 405). (¬2) في المطبوعة ليسأله , وما أثبتناه عن "م1" و"م2" و"ب" و"ت". (¬3) سقطت من "م1" و"م2" , وما أثبتناه عن المطبوعة. (¬4) كُتبت في هامش المطبوعة , وكتب بدلا منها في المتن: " فيتكلم فخرجوا به , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬5) في المطبوعة " فسرحوا " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬6) أشار إليها ناسخ "م2" وكتبها في الهامش. (¬7) في المطبوعة " السكوت لكل شيء جيد " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2" , وأشار محقق مطبوعة دار الكتب أن كلمة " جيد " سقطت من "م1" , ولكنها لم تسقط بل العبارة مختلفة تمامًا .. (¬8) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت ": (324 , رقم 591) عن مخلد بلفظ: " كان رجل من بني إسرائيل كثير الصمت، فبعث إليه ملكهم، فسأله، فلم يكلمه، فبعث به معهم إلى الصيد، فقال: لعله يرى شيئا فيتكلم، فخرجوا به فرأوا صيدا فصاح، فسرحوا عليه طير باز فأخذه، فقال الرجل: السكوت لكل شيء جيد حتى للطير ". (¬9) الأعمش هو سليمان بن مهران الأعمش , الإمام أبو محمد الأسدي الكاهلي مولاهم الأعمش , روى عن ابن أبي أوفى وأبي وائل والكبار , وكان محدث الكوفة وعالمها. ولد سنة 61 هـ وتوفي في ربيع الأول سنة 148 هـ. قال عنه ابن المديني: " للأعمش نحو ألف وثلاثمائة حديث ". وقال ابن عيينة: " كان أقرأهم لكتاب الله وأعلمهم بالفرائض وأحفظهم للحديث ". وقال يحيى القطان: " هو علّامة الإسلام ". ترجمته في " تاريخ الإسلام " (141 هـ - 160 هـ ص 161) , و " التاريخ الكبير " (4/ 37 رقم 1886) و " التاريخ " لابن معين (2/ 234 رقم 1570) , و " طبقات ابن سعد ": (6/ 342) , وتذكرة الحفاظ " (1/ 154) , و" الوافي بالوفيات " للصفدي: 15/ 429 رقم 583) , و" (وفيات الأعيان ": (2/ 400) , و" سير أعلام النبلاء": للذهبي (6/ 226) , و"حلية الأولياء"لأبي نعيم (5/ 44 - 57 رقم 388).

عن إبراهيم (¬1) قال: " كانوا يجلسون فأطولهم سكوتا , أفضلهم في أنفسهم " (¬2). * وأخرج ابن أبي الدنيا عن يحيى بن أبي كثير (¬3) , قال: " خصلتان إذا " رأيتهما " (¬4) في الرجل فاعلم أن ما ورائهما خير منهما , إذا كان (حابسًا لسانه محافظًا على صلاته) " (¬5) * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي سلمة (الصنعاني) (¬6) " عن كعب " , قال: " قلة (النطق) (¬7) حكم عظيم , فعليكم بالصمت , فإنه " رعَّة " (¬8) حسنة ¬

(¬1) إبراهيم هو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود أبو عمران النخعي الكوفي فقيه العراق , من كبار الأئمة , أدرك جماعة من الصحابة منهم: أبو سعيد الخدري , وعائشة - رضي الله عنها - أمي أم المؤمنين حيث رآها وهو صغير. روى عن الأعمش والشعبي وحماد بن أبي سلمة وأبو إسحاق الشيباني وغيرهم. توفي بالكوفة سنة 95 هـ وقيل سنة 96 هـ وهو ابن تسع وأربعين سنة وقيل ابن نيف وخمسين سنة , وقال ابن عون " مات إبراهيم وهو ما بين الخمسين إلى الستين. انظر عنه " الطبقات لابن سعد ": (6/ 270) , و " التاريخ الكبير ": (1/ 333 , رقم: 1052) , و"الجرح والتعديل " (2/ 144 رقم 473) , و " تهذيب التهذيب " (1/ 177 رقم 352) , و " تقريب التهذيب " (1/ 46 رقم 301) , و " سير أعلام النبلاء " (4/ 520 رقم 213) , و " الوافي بالوفيات " ... (6/ 169 رقم 2622) , و " شذرات الذهب " (1/ 111 وفيات سنة 95 هـ) , و " صفة الصفوة " ... 2/ 662 - 663 رقم 412) , و " حلية الأولياء " (4/ 191 - 209 رقم 374). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " (338 , رقم: 624) , وأبو نعيم في " الحلية " (4/ 196) في ترجمته لإبراهيم النخعي. (¬3) في المطبوعة " يحيى بن أبي زكريا , وما أثبتناه عن "م1" و"م2" و"ل" و"ط" , وورد في كتاب الصمت لابن أبي الدنيا ان راوي الحديث هو يحيي بن أبي كثير وليس يحيى بن أبي زكريا. يحيى بن أبي كثير صالح بن المتوكل وقيل اسم أبيه يسار , وقيل نشيط , وقيل دينار الطائي , كان من أهل البصرة وتحول إلى اليمامة , يكنى أبا نصر. قال عنه أيوب السختياني: " ما بقي على وجه الأرض مثل يحيى بن أبي كثير " , وقال عنه عامر بن يساف: " كان يحيى بن أبي كثير حسن الثياب حسن الهيئة , ومات ولم يترك إلا ثلاثين درهمًا كفنوه بها " , , روى عن: أنس , وأبي أمامة الباهلي , وابن أبي أوفى وغيرهم , روى عنه: الأوزاعي وهشام الدستوائي , اختلف في تاريخ وفاته فقال الذهبي في الشذرات سنة (129 هـ) , وكذلك ابن الجوزي في " صفة الصفوة " , وقال ابن الجوزي أيضًا نقلًا عن أبي نعيم والفضل بن دكين أنه توفي سنة (132 هـ). انظر عنه " تاريخ الإسلام " (121 - 140 هـ ص 297) , و " التاريخ لابن معين " (2/ 652 رقم 4262 و 4758) , و " ميزان الاعتدال " (4/ 402) , و " تهذيب التهذيب " (10/ 268) , و " الطبقات الكبرى " لابن سعد (5/ 555) , و " سير أعلام النبلاء " (6/ 27 رقم 9) , و " شذرات الذهب " (1/ 176 وفيات سنة 129 هـ) ,و " حلية الأولياء" (3/ 63 - 71 رقم 310) , و" صفة الصفوة " (2/ 891 - 892 رقم 657) (¬4) في م 1 " رأيتهم " والصواب ما أثبته. (¬5) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " (316 - 317 رقم 569) , وفي المطبوعة " حابسًا للسانه محافظًا لصلاته (¬6) في "م1" و"م2" الصماعاني , والصواب ما أثبتناه. (¬7) في المطبوعة " المنطق " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬8) وردت في " الصمت " (الرعة): هي ما يظهر من الخَلَق. انظر لسان العرب.

وقلة " وزر" (¬1) وخفة من الذنوب " (¬2). * وأخرج أبو نعيم عن مروان بن محمد , قال: " قيل لإبراهيم بن أدهم: إن فلانًا يتعلم (النحو) (¬3) , فقال: هو إلى أن يتعلم الصمت أحوج " (¬4). * وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أبي الدرداء (¬5) , قال: " تعلموا الصمت كما (تتعلمون) (¬6) الكلام " فإن الصمت حكم عظيم , وكن إلى أن " تسمع " (¬7) أحرص منك إلى أن تتكلم , ولا تتكلم في شيء لا يعنيك" (¬8). ¬

(¬1) في م 1 و"م2" (درف) , والصواب ما أثبته. والوزر: الحمل والثقل ويرد في أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - بمعنى: الإثم والذنب. (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " عن محمد بن إدريس، حدثنا أبو النضر الدمشقي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي سلمة الصنعاني، عن كعب به (318 , رقم: 574) , وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " ... (6/ 23) و (5/ 313) عن عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن سهل ثنا عبد الله بن عمر ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي سلمة الصنعاني عن كعب بلفظ " قلة المنطق حكمة فعليكم بالصمت فإنه رعة حسنة وقلة وزر وخفة من الذنوب فأحصوا باب الحكيم فإن بابه الصبر , وإن الله تعالى يبغض الضحّاك من ... غير عجب والمشّاء إلى غير أرب , ويحب الوالي الذي يكون كراع لا يغفل عن رعيته , واعلموا أن كلمة الحكمة ضالة المسلم , وعليكم بالعلم قبل أن يرفع , وإنّ رفعَه قلة رواته ". ورواه أبو نعيم مرتين مرة بلفظ " رعة حسنة", والأخرى بلفظ " زرعة " , وكلاهما صواب. (¬3) سقطت من المطبوعة , وما أثبتناه من "م1" و"م2" , فلعله سهو من محقق مطبوعة دار الكتاب (¬4) أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8/ 16 في ترجمته لإبراهيم بن أدهم رقم 394) ولم يرد في الصمت. (¬5) أبو الدرداء هو عويمر بن عبد الله وقيل ابن ثعلبة , الأنصاري الخزرجي , وقيل: عويمر بن قيس بن زيد , أسلم بعد بدر وولي قضاء دمشق لمعاوية بن أبي سفيان في خلافة عثمان , توفي سنة 32 هـ. ترجمته في " الاستيعاب " (4/ 59 - 60) , و " الطبقات الكبرى " لابن سعد (7/ 391 - 393) , و " أسد الغابة " (5/ 185) , و " الإصابة " (3/ 45 رقم 6117) , و " تهذيب الكمال " (2/ 1068) , و " صفة الصفوة " (1/ 250 - 258 رقم 76) , و " حلية الأولياء " (1/ 195 - 212 رقم 35) , و " شذرات الذهب " (1/ 40 في وفيات سنة 32 هـ). (¬6) في "ل" تعلمون , وفي "م1" و"م2" تعلموا , والصواب ما أثبتته المطبوعة وأثبته هنا. (¬7) في م 1 وم 2 " تهرم " , وفي "ل" تستمع. (¬8) أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق ": (372) , وفي مكارم الأخلاق أيضًا أخرج الخرائطي عن عمر بن الخطاب: " لا تتكلم فيما لا يعنيك، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، والأمين من يخاف الله ". وأخرجه أبو نعيم في " الحلية ": (1/ 58) عن عمر بن الخطاب بلفظ: " لا تعترض فيما لا يعنيك واعتزل عدوك واحتفظ من خليلك إلا الأمين فإن الأمين من القوم لا يعادله شيء , ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره ولا تفش إليه سرك واستشر في أمرك الذين يخشون الله عز وجل " انظر " كنز العمال ": (9/ 25570). وقد حذر العلماء من التحدث فيما لا يعني الإنسان , وانتشر تحذيرهم في كتب الرقائق , فعن عبد الله بن عمرو بن العاص , قال: " كان يقال دع ما لست منه في شيء ولا تنطق فيما لا يعنيك واخزن لسانك كما تخزن ورقك ". أخرجه أبو نعيم في " الحلية ": (1/ 264). وكان السلف الصالح يعاقبون أنفسهم إن تكلموا فيما لا يعنيهم, فها هو حسان بن أبي سنان يعاقب نفسه بصوم سنة, عن عبد الجبار بن النضر السلمي , قال: " مر حسان بن أبي سنان بغرفة , فقال: مذ كم بنيت هذه , قال: ثم = =رجع إلى نفسه , فقال: وما عليك مذ كم بنيت تسألين عما لا يعنيك فعاقبها بصوم سنة ". " حلية الأولياء ": ... (3/ 108 - 109). وممن وبّخ نفسه رياح القيسي , عن مالك بن ضيغم عن أبيه , قال: " جاءنا رياح القيسي يسأل عن أبي بعد العصر , فقلنا: هو نائم , فقال: أنوم بعد العصر؟ هذه الساعة؟ هذا وقت نوم؟ ثم ولى فأتبعناه رجلًا , فقلنا: الحقه , فقل: نوقظه لك , قال: فجاء بعد المغرب , فقلنا: أبلغته؟ قال: هو كان أشغل من أن يفهم عني , أدركته وهو يدخل المقابر وهو يوبخ نفسه , أقلت أي نوم هذا؟ لينم الرجل متى شاء تسألين عما لا يعنيك , أما إن لله ... عز وجل علىّ عهدا لا أنقضه فيما بيني وبينه أبدًا؛ أن لا أوسدك النوم حولًا , قال: فلمّا سمعت منه هذا تركته وانصرفت ". (حلية الأولياء): (6 167 - 168). لم يرد في الصمت.

* وأخرج الديلمي (¬1) في مسند الفردوس عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " العبادة عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت , والعاشرة كسب (اليد) (¬2) من الحلال ". * وأخرج الديلمي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " العافية عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت, (والاعتزال عن الناس) (¬3) " (¬4). ¬

(¬1) الديلمي هو شهردار بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي الحافظ المحدث الشافعي أبو منصور , أبوه أبو شجاع الديلمي شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو الهمذاني الحافظ صاحب كتاب الفردوس وتاريخ همذان. قال ابن السمعاني عن الديلمي الابن: " كان حافظًا عارفًا بالحديث فهمًا عارفًا بالأدب ظريفًا سمع أباه وعبدوس بن عبد الله وطائفة , وأجاز له أبو بكر بن خلف الشيرازي , وعاش خمسًا وسبعين سنة , خرّج أسانيد لكتاب والده المسمى بالفردوس في ثلاث مجلدات , ورتبه ترتيبًا حسنًا وسماه الفردوس الكبير ". توفي سنة 558هـ. ترجمته في " سير أعلام النبلاء" 20/ 375 رقم 255) ,و" العبر" (3/ 29) , و" شذرات الذهب " (4/ 182 , وفيات سنة 558 هـ). أما ترجمة الديلمي الأب ففي " تذكرة الحفّاظ " (4/ 1259)، " طبقات الشافعية " للسبكي (7/ 111)، " النجوم الزاهرة " (5/ 211)، " وشذرات الذهب " (4/ 23). (¬2) في "م1" و"م2" إليه , والصواب ما أثبتته المطبوعة وما أثبتناه , وفي "ل" سقط من قوله: " كسب " إلى قوله " تسعة منها من الصمت " من الحديث التالي. (¬3) في المطبوعة: " والعاشرة الاعتزال عن الناس " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬4) أخرجه الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة: (3927) , وقال: " ضعيف جداً رواه السلفي في " الطيوريات " (204/ 1) عن يوسف بن سعيد ابن مسلم: أخبرنا موسى بن أيوب النصيبي: أخبرنا يوسف بن السفر، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعاً , قلت: وهذا إسناد واه بمرة؛ يوسف بن السفر؛ متروك متهم بالكذب والوضع. وأخرجه الديلمي (2/ 310) من طريق محمد بن عمر بن حفص: حدثنا إسحاق بن الفيض: حدثنا أحمد بن جميل، عن السلمي، عن الخطاب، عن داود بن سريج، عن ابن عباس به , قلت: وهذا إسناد مظلم؛ لم أعرف أحداً منهم " أ. هـ.

* (وفي التذكرة الحمدونية) (¬1) , قال علي (- كرم الله وجهه -) (¬2): " بكثرة الصمت تكون الهيبة " (¬3). * وقال عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: " الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع , وإن أكثرت منه قتل " (¬4). * وقال علي (- كرم الله وجهه -) (¬5): " إذا تم العقل نقص الكلام " (¬6). * وقال بعضهم: " الصمت مفتاح السلامة " (¬7). * قيل: " كان بهرام جور قاعدًا ليلة تحت شجرة , فسمع فيها صوت طائر فرماه فأصابه فقال: ما أحسن حفظ اللسان بالطائر والإنسان؛ لو حفظ (هذا) (¬8) لسانه ما هلك " (¬9) * قيل: " سمع (بقراط رجلا) (¬10) يكثر (الكلام) (¬11) , فقال (له: يا هذا) (¬12) إن البارئ - عز وجل - جعل للإنسان لسانًا واحدًا وأذنين ليكون ما يسمع أكثر مما يقول " (¬13). ¬

(¬1) سقطت من "م1" و"م2" , وما أثبتناه عن المطبوعة. (¬2) في المطبوعة " رضي الله عنه " , وما أثبتناه نقلا عن "م1" و"م2". (¬3) أخرجه الأبشيهي في " المستطرف في كل فن مستظرف " (1/ 188) , الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت , الطبعة الثانية 1986 م , تحقيق د. مفيد محمد قميحة. (¬4) أخرجه الأبشيهي في " المستطرف " (1 188). (¬5) سقطت من "ل" وفي المطبوعة " رضي الله عنه ". (¬6) " المستطرف " للأبشيهي: (1/ 186) , وأخرجه أبو الفضل النيسابوري في " مجمع الأمثال (2/ 453) , الناشر: دار المعرفة - بيروت , تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد. (¬7) ذكره الراغب الأصبهاني في " محاضرات الأدباء ": باب في الحث على تدبر الكلام بلفظ: " قيل لبعضهم: الصمت مفتاح السلامة , فقال: ولكنه قفل الفهم ". وذكره الوطواط في " غرر القصائد الواضحة ": الباب الخامس / الفصل الأول بنفس اللفظ السابق. وذكره ابن حمدون في " التذكرة الحمدونية " الباب الرابع في محاسن الأخلاق ومساوئها. (¬8) سقطت من المطبوعة , وما أثبتناه عن "م1" و"م2" , وأظنه الصواب فبه اكتمل المعنى , والله تعالى أعلى وأعلم (¬9) ذكره الأبشيهي في " المستطرف " (1/ 188). (¬10) في "م1" و"م2": " سمع البقراط رجل ", وما أثبتناه عن المطبوعة. (¬11) في المطبوعة " كلامه " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬12) سقطت من المطبوعة , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬13) أخرجه الراغب الأصفهاني في " محاضرات الأدباء " فصل في الحث على ازدياد السماع على المقال

* وفي " الطيوريات " (¬1) (عن) (¬2) الفضيل بن عياض , (قال) (¬3): " ما (نؤمن) (¬4) على المتكلم من الآفات ". * وقال عبد الله بن المبارك (¬5): ""أدَّبْتُ" (¬6) نفسي فما وجدت لها ... من بعد تقوى الإله "من أدب" (¬7) في كل"حالاتها" (¬8) وإن"قصرت" (¬9) ... أفضل من (صمتها) (¬10) عن الكذب "وعيب" (¬11) الناس إن (عيبهم) (¬12) ... حرمها ذو الجلال في الكتب " قلت لها طائعًا وأكرهها ... الحلم والعلم زين"ذي" (¬13) حسب " (¬14) ¬

(¬1) في م1 وم 2 " الطوريات " والصواب ما أثبته. (¬2) في "ل" و"ط" (من). (¬3) سقطت من "ل". (¬4) في المطبوعة " يؤمن " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬5) في المطبوعة زيادة " رحمه الله تعالى ". (¬6) في " تاريخ الإسلام " و " سير أعلام النبلاء " وكلاهما للذهبي " جربت ". (¬7) في المصدرين السابقين " كالأدب ". (¬8) في م 1 وم 2 " حال لا ثناء " ولم ترد أبدًا بهذا اللفظ إلا عند السيوطي. (¬9) في " تاريخ الإسلام " و " سير أعلام النبلاء " " كرهت ". (¬10) في "م1" و"م2" صمته , والصواب ما أثبتناه. (¬11) في المصدرين السابقين " أو غيبة " , وفي كتاب الصمت " وغيبة " وكذا في المطبوعة. (¬12) في المطبوعة " غيبتهم ". (¬13) في م 1 " ذي " وفي م 2 " ذو الحسب " , وفي المطبوعة " ذي الحسن " وهي خطأ بالطبع فهي تخالف قافية الأبيات , والصواب ما ورد في م1 وما أثبته. (¬14) البيت غير موجود في " تاريخ الإسلام " , و " سير أعلام النبلاء " , وتاريخ دمشق " , و " الصمت " , وفي المطبوعة " زين ذي الحسن ".

إن كان من فضة كلامك يا ... نفس فإن السكوت من ذهب" (¬1) * وقال منصور بن إسماعيل الفقيه: (أخرج) (¬2) البيهقي في " شعب الإيمان ": " الخير (أجمعه) (¬3) في السكو ... ت وفي ملازمة البيوت فإذا تأتّى ذا وذا ... لك فاقتنع بأقل القوت " (¬4). * وقال آخر (¬5): قالوا نراك "تطيل الصمت" (¬6) قلت لهم ... ما طول صمتي من عىًّ ولا (خرسِ) (¬7) الصمت أحمد في الحالين عاقبة ... عندي وأحسن "بي (من) (¬8) منطق شكس" (¬9) قالوا فأنت مصيب (لست) (¬10) ذا خطأ ... فقلت "ماذا أردتني وجه مفترس" (¬11) ¬

(¬1) " تاريخ الإسلام " (181 - 190هـ , ص 243) , و" سير أعلام النبلاء ": (8/ 416) وأخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " (384 , رقم 756). (¬2) في المطبوعة " أخرجه " , وما أثبتناه عن "م1"و "م2". (¬3) في المطبوعة " أجمعه " وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬4) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4877) , ولم أقف عليه في " الصمت ". (¬5) وردت هذه الأبيات في " عقلاء المجانين " لابن حبيب النيسابوري في ترجمته لآسية البغدادية دون ذكر قائلها , وإنما وردت على لسان آسية بعد أن دخلت على عبد الله بن طاهر ولزمت الصمت خمسة أيام , فقال لها عبد الله: أخرساء أنت؟ ما لك لا تنطقين؟ قالت: لا ولكني أقول من البسيط "الأبيات ", وفي "الصلة" لابن بشكوال (429 - 430) ط: الهيئة 2008م منسوبة. (¬6) في "م1" و"م2" السكوت , في " عقلاء المجانين " (طويل الصمت) , وما أثبتناه عن المطبوعة. (¬7) في "م1" و"م2" خرسي , والصواب ما أثبتناه. (¬8) في المطبوعة " من ذي " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬9) في م1 وم 2 " من منطقي شكسي " والصواب ما ورد في " عقلاء المجانين " وهو ما أثبته. (¬10) في "م1" و"م2" ليس , وما أثبتناه عن المطبوعة. (¬11) في المطبوعة و" عقلاء المجانين " (فقلت هاتوا أروني وجه معتبسي " , وما ورد في المخطوط أوضح.

(أأفرش) (¬1) البرّ فيمن ليس يعرفه؟ ... "أم أنثر" (¬2) الدر "بين" (¬3) العمي في الغلس؟ * وأخرج ابن (النجار) (¬4) في " تاريخه " من طريق أبي حاتم محمد بن حبان البستي (¬5) , قال: " أنشدني محمد بن (عبد) (¬6) الله الزنجي (بن) (¬7) البغدادي - رحمه الله تعالى - برحمته: ... (شعر) " أنت من الصمت (آمن) (¬8) الزلل ... ومن كثير الكلام في وجل لا تقل القول ثم تتبعه ... يا ليت ما كنت قلت لم أقل " (¬9) ¬

(¬1) في المطبوعة " أأنشر " وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬2) في م 2 " أأنثر " وكلاهما صحيح. (¬3) في م 1 وم 2 " فبز " , والصواب ما أثبته , ولم أقف عليه في كناب "الصمت ". (¬4) في "م1" و"م2" ابن أبي البخاري , وما أثبتناه عن المطبوعة هو الصواب , فنم المعروف أن صاحب التاريخ هو ابن النجار. (¬5) ابن حبان البستي العالم الحبر محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ التميمي البستي الشافعي صاحب الصحيح, من أوعية العلم في الحديث والفقه واللغة والوعظ , توفي ببست في شوال 345هـ , قال عنه الخطيب " كان ثقة نبيلا " , وقال ابن السمعاني: " كان إمام عصره تولى قضاء سمرقند مدة وتفقه به الناس ثم عاد إلى نيسابور وبنى بها خانقاه , ثم رجع إلى وطنه وانتصب بها لسماع مصنفاته إلى أن توفي ليلة الجمعة لثمان بقين من شوال ". انظر عنه " شذرات الذهب " (3/ 16) (¬6) في المطبوعة: "عبيد " وما أثبتناه عن م1 وم2. (¬7) سقطت من "م1" و"م2". (¬8) في المطبوعة " آمن من " , وما أثبتناه عن " م1" و"م2" و"ب" و"ت". (¬9) أخرجه محمد بن حبان البستي في " روضة العقلاء ونزهة الفضلاء " (1/ 46) تحقيق محمد محيي الدين بن عبد الحميد , طبعة دار الكتب العلمية - بيروت سنة 1397 هـ / 1977م. وفي نفس الكتاب عن الأوزاعي , قال: " ما بلى أحد في دينه ببلاء أضر عليه من طلاقة لسانه " وعن خالد بن الحارث قال: " السكوت زين للعاقل وشين للجاهل " ولم أقف عليه في كتاب "الصمت ".

" وأخرج ابن النجار (¬1) من طريق ثعلب , قال: " (حدثنا) (¬2) محمد بن سلام الجمحي , قال: قال صالح بن "جناح" (¬3): إن أعظم الناس بلاءً , وأدومهم عناءً , وأطولهم سقمًا , (من ابتلي لسانًا مطلقًا وفؤادًا منطبقًا) (¬4) , (فهو) (¬5) لا يحسن أن ينطق ولا يقدر أن يسكت أقلل كلامك واستعذ من شره ... إن البلاء ببعضه مقرون واحفظ لسانك (واحترز) (¬6) من (غيه) (¬7) ... حتى يكون كأنه مسجون "وكّل" (¬8) فؤادك باللسان وقل له ... إن الكلام عليكما موزون " (¬9) ¬

(¬1) ابن النجار أظنه الإمام العالم الحافظ البارع محدث العراق مؤرخ العصر محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن حسن بن هبة الله بن محاسن البغدادي، ابن النجار. مولده في سنة ثمان وسبعين وخمس مائة " , توفي في خامس شعبان سنة ثلاث وأربعين وست مائة. له من الكتب غير " ذيل تاريخ بغداد " , و " القمر المنير في المسند الكبير " فذكر كل صحابي وما له من الحديث، وكتاب "كنز الإمام في السنن والأحكام"، وكتاب " المؤتلف والمختلف " ذيل به على الأمير ابن ماكولا، وكتاب " المتفق والمفترق ". ترجمته في: " قلائد الجمان " لابن الشعار: (6/ 424) منشورات معهد العلوم العربية والإسلامية , فرانكفورت1990. " طبقات الشافعية " للسبكي: (8/ 98) تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو , ومحمود محمد الطناحي , ط: عيسى البابلي , القاهرة 1964/ 1974. , و" البداية النهاية " لابن كثير: (13/ 169) , و" تذكرة الحفاظ " للذهبي: (4/ 212 - 214) , و" العبر " للذهبي: (5/ 180) تحقيق: صلاح الدين المنجد وآخرين - الكويت 1960 - 1966. , ... و"مفتاح السعادة " لطاش كبرى زادة: (1/ 211) ,و" معجم الأدباء" لياقوت الحموي: (6/ 1644 - 2645). (¬2) في "ل" أنبأنا. (¬3) في م1 وم 2 وردت " ضاح " والصواب ما أثبته. (¬4) في المطبوعة " من ابتلي بلسان مطلق , وفؤاد مطبق " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬5) في "ب" وهو. (¬6) في "ل" (واحفظه) , وفي المطبوعة (واحترس) , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬7) في "ل" عيبه. (¬8) في م 1 وم 2 وردت " وقل " والصواب ما أثبته. (¬9) لم أقف عليه في الصمت , أخرجه ابن عبد البر القرطبي في " بهجة المجالس " في باب " حمد الصمت وذم المنطق ", وأخرجه ابن حبان في روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ", وأخرجه الراغب الأصفهاني في " محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء " باب " تفضيل الصمت " وذكر قبله حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "رحم الله عبداً صمت فسلم أو قال خيراً فغنم " وعلق قائلًا: " فجعل الصمت أفضل لأن السلامة أصل والغنيمة فرع " ثم ذكر البيت الأول فقط , أما ابن عبد البر وابن حبان فقد ذكرا بيتًا رابعًا وهو: فزناه وليك محكمًا ذا قلة ... إن البلاغة في القليل تكون

* وقال " الخطفي جد جرير" (¬1): " عجبت لإزراء (الفتى) (¬2) بنفسه ... وصمت الذي كان بالقول أعلما وفي الصمت ستر (للعيى) (¬3) وإنما ... فضيحة لب المرء أن يتكلما " (¬4) * وقال آخر: " استر العي" (¬5) ما استطعت بصمت ... إن في الصمت راحة للصموت واجعل الصمت إن عييت جوابًا ... ربَّ قول جوابه (في) (¬6) السكوت " (¬7) ¬

(¬1) في م 1 وم 2 " أبو الربيع السرقسطي " , وفي المطبوعة وردت " أبو الربيع السقرقسطي " والصواب ما أثبته. (¬2) في "ل" المعي " , وفي "ط" الغبي , وكتب على هامشها تعليقًا على كلمة بنفسه: " لعله: " بنطقه ". (¬3) في "م1" و"م2" (للفتى). (¬4) لم أقف عليه في " الصمت " , انظر " البيان والتبيين " (1/ 220) , و " عيون الأخبار " (1/ 175 , 2/ 275 " , و " العقد الفريد " (2/ 266) , و " بهجة المجالس " (1/ 62) , و " معجم الأدباء " (1/ 29) , و " تاريخ بغداد " (14/ 248) (دون نسبة) , ونسب البيتان في " الموشى " للخطفي بن بدر , وأعقب البيتين بقوله: " والعرب تقول: عيّ صامت خير من عيّ ناطق ". وكل من ورد عنده البيتين وردا بلفظ: عجبت لإزراء العيّ بنفسه ... وصمت الذي قد كان بالحقّ أعلما وفي الصّمت سترٌ للعيّ وإنّما ... صحيفة لبّ المرء أن يتكلّما (¬5) في م 1 وم 2 " أسفًا لفي " , والصواب ما أثبته نقلا عن المطبوعة. (¬6) سقطث من المطبوعة , وما أثبتناه نقلا عن "م1" و"م2". (¬7) ورد البيتين في " الموشي " بلفظ " استر النفس " , وفي كل من " روضة العقلاء " ,و " لباب الآداب " لأسامة ابن منقذ " استر العيّ " (277)

* وقال (أبو) (¬1) النجم: هلال بن مقلد بن سعد المؤدب (¬2): " قالوا سكوتك حرمان فقلت لهم ... ما قدر الله يأيني بلا طلب (وإذ) (¬3) يكون كلامي حين أنشره ... من اللجين لكان الصمت من ذهب" (¬4) * وقال عبد الملك الشركسي (أورده) (¬5) الفاكهي (¬6) في شرح الأربعين: إذا ما "اضطررت" (¬7) إلى كلمة ... فدعها وباب السكوت أقصد (ولو) (¬8) كان نطقك من فضة ... لكان سكوتك من عسجد " (¬9) ¬

(¬1) سقطت من "م1" و"م2". (¬2) هلال بن مقلّد بن سعدٍ اليعقوبي أبو النجم المؤدب، روى عنه أبو بكر بن كامل شيئاً من شعره في معجم شيوخه، ومن شعره: إذا ما وسَّع اللهُ ... على الإنسان في الرزق فما يصنع بالأسفا ... ر لولا كثرة الحُمق (¬3) في المطبوعة " ولو " , وقال في هامش تحقيقه أنها في "م1" " وإذا " وهي في "م1" وإذ " وكذلك في "م2". (¬4) ورد البيتين في " الوافي بالوفيات " في ترجمة " هلال بن مقلد " مع تغيير طفيف حيث جعل " وإذ " في بداية البيت الثاني " ولو " , وأورد ابن عبد البر البيت الأخير على لسان ابن في " بهجة المجالس وأنس الجالس " , ولم أقف عليه في " الصمت ". (¬5) سقطت من "م1" و"م2" , وما أثبتناه عن المطبوعة. (¬6) في المطبوعة " الشريشي " , وفي "ل" السريسي , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". لم أقف على ترجمته , وهذه الأبيات والتي قبلها لم يرد قائلها في "ط" بل صدَّر الأبيات بقوله " قال آخر ". (¬7) في م 2 " اضرت ". (¬8) في المطبوعة " فلو " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬9) لم أقف على هذه الأبيات و " العسجد هو الذهب " ويقال أنه اسم جامع للجوهر كله من الدر والياقوت.

* (وقال آخر) (¬1): الصمت فالزم ولا تنطق بلا سبب ... إن (المقلل) (¬2) بالإكثار في تعب وإن ظننت بأن القول من ورق ... فاستيقن الصمت من ذهب " (¬3) * (وقال) (¬4) أبو الحسن المروزي (¬5): " لعمرك إن الحلم زين لأهله ... (وما الحلم إلا عادة وتحلم) (¬6) ¬

(¬1) في "ل" وقال بعضهم. (¬2) في المطبوعة " المعلل " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2" و"ل". (¬3) لم أقف على هذه الأبيات. (¬4) سقطت من "ل" , وفي "ط" لم يذكر قائل الأبيات بل قال: " وقال آخر". (¬5) أبو الحسن المروزي هو علي بن هشام بن فرخسروا أبو الحسن المروزي. أحد قواد المأمون له شعر حسن , قدم على المأمون بدمشق , وكان له نديما , ثم وجد عليه في بعض أمره فقتله. حكى عنه دعبل بن علي أخبرنا أبو الحسن محمد بن كامل , قال: " كتب إلي أبي جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد الله محمد بن عمران بن موسى أخبرهم إجازة , قال علي بن هشام بن فرخسروا القائد المروزي قدم مع المأمون من خراسان وخٌص به وكان المأمون يزوره ويأنس به , ثم قتله وأخاه الجنيد بن هشام بالشام في آخر عمره في سنة سبع عشرة ومائتين , وكان علي أديبًا شاعًرا فاضلًا , وهو القائل: يا موقد النار يذكيها فيخمدها ... قر الشتاء بأرياح وأمطار قم فاصطل النار من قلبي مضرمة ... بالشوق تغن بها يا موقد النار رد بالعطاش على عيني ومحجرها ... ترو العطاش بدمع وأكف جاري إن غاب شخصك عن عيني فلم تره ... فإن ذكرك مقرون باضماري وله أيضًا: هبني جمعت المال ثم خزنته ... فحانت وفاتي هل أٌزاد به عمرا إذا اختزن المال البخيل فإنه ... يورثه قومًا ويحتقب الوزرا وله أيضًا: لعمرك إن الحلم زين لأهله ... وما الحلم إلا عادة وتحلم إذا لم يكن صمت الفتى من فدامة ... وعي فإن الصمت أهدى وأسلم (¬6) في "م1" و"م2": " وما العلم إلا عادة وتعلم , والصواب ما أثبتناه.

إذا لم يكن صمت الفتى من"ندامة" (¬1) ... وعي فإن الصمت (أهدى) (¬2) وأسلم " * وقال آخر: (أقلل من القول تسلم من غوائله ... وأرض السكوت تجافي الأرض معترضًا) (¬3) * وقال (عبد الله) (¬4) بن المبارك "أورده" (¬5) في الحلية - رحمه الله تعالى - (¬6): (شعر) " الصمت (أزين) (¬7) للفتى ... من منطق في غير حينه والصدق أجمل (للفتى) (¬8) ... (في) (¬9) "القول عندي من يمينه" (¬10) وعلى الفتى بوقاره ... "سمت يلوح" (¬11) على جبينه" (¬12) ¬

(¬1) في "م1" و"م2": " قدامة " , وما أثبتناه عن المطبوعة. (¬2) في "م1" و"م2" أحدى , وما أثبتناه عن المطبوعة , وهذه الأبيات غير موجودة في كتاب "الصمت (¬3) زيادة من المطبوعة. (¬4) سقطت من "ط". (¬5) في م 1 وم 2 " ورده " , والصواب ما أثبته , وفي "ط" سقطت عبارة: " أورده في الحلية ". (¬6) زيادة من "ط". (¬7) في "م1" و"م2" , زين , وما أثبتناه عن المطبوعة. (¬8) في المطبوعة " بالفتى" , وما أثبتناه عن "م1" و"م2" و "ل" و"ب" و"ت". (¬9) في "ل": بالقول. (¬10) في م1 وم 2 " في العقد عند يمينه " , والصواب ما أثبته. (¬11) في " الحلية " سمة تلوح " , وكذلك في المطبوعة , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬12) انظر " حلية الأولياء ": (8/ 144 ترجمة رقم 399) , وزاد أبو نعيم ثلاثة أبيات أخرى: فمن ذا الذي يخفى عليك ... إذا نظرت إلى قرينه رب امرئ متيقن ... غلب الشقاء على يقينه فأزاله عن رأيه ... فابتاع دنياه بدينه

* (وقال آخر) (بيت): (¬1) " قد يخزن الورع (التقي) (¬2) لسانه ... حذر الكلام وإنه لمفوه " (¬3) * وفي كتاب " لباب الآداب " (¬4) تأليف " أسامة بن منقذ " (¬5) , قال أبو حاتم: " طلب رجلان العلم , فلما علما صمت أحدهما وتكلم الآخر , فكتب المتكلم إلى الصامت (بيت مفرد) (¬6): " وما شيء أردت به اكتسابًا ... بأجمع في المعيشة من لسان فكتب إليه الصامت: وما شيء أردت به كمالا ... أحق (بسجن) (¬7) من لسان " (¬8) ¬

(¬1) في "ل" وقال بعضهم. (¬2) في "م1" و"م2" النقي , وما أثبتناه عن المطبوعة. (¬3) في المطبوعة وم 1 وم 2 " لب الألباب " والصواب ما أثبته. (¬4) في المطبوعة وم 1 وم 2 " لب الألباب " والصواب ما أثبته. (¬5) في م 1 وم 2 " الشاهد ابن المنقذ " , والصواب ما أثبته. (¬6) في "ط" هذه الأبيات , وكتب على هامشها (لعله البيت). (¬7) في المطبوعة " بطول سجن " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬8) " لباب الآداب " لأسامة بن منقذ (274) فصل في الصمت وحفظ اللسان تحقيق: أحمد محمد شاكر منشورات مكتبة السنة بالقاهرة سنة 1407 هـ 1987 م , وقد ذكر الأمير أسامة بن منقذ بعض آيات من القرآن الكريم والتي فيها حث على التزام الصمت: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (النساء: 114) ومنها: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} (النساء: 148) ومن سورة ق: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} (ق: 16 - 18) ومنها: {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)} أ. هـ (ق: 44 - 45)

" وقال سفيان بن عيينه " (- رحمه الله تعالى -) (¬1) (ورواه) (¬2) الخطيب , وابن عساكر " لأبي نواس " (¬3): (شعرًا) (¬4) (خل جنبيك لرام) (¬5) ... وامض عنه بسلام (مت بداء) (¬6) الصمت خير ... لك من (داء) (¬7) الكلام إن السالم من ألـ ... جم فاه بلجام " (¬8) ¬

(¬1) زيادة من المطبوعة. (¬2) في "م1" و"م2": روى , وما أثبتناه عن المطبوعة. (¬3) في "م1" و"م2" أبي القوانيت , والصواب ما أثبتناه. (¬4) في "م1" و"م2" شعرًا وهي الصواب. (¬5) في م1 وم2 ": " خل بنيك كرام " , والصواب ما أثبته. (¬6) في "م1" و"م2": "من بذا " والصواب ما أثبتته المطبوعة وأثبتناه هنا. (¬7) في "م1" و"م2": ذا. (¬8) وردت الأبيات في " تاريخ بغداد " (7/ 121 في ترجمة بشار بن موسى الخفاف) ولكن هناك ثلاثة أبيات غير هذه الأبيات الأربعة وهما: شبت يا هذا وما ... تترك أخلاق الغلام والمنايا آكلات ... شاربات للأنام نعم الموعد القيامة نلتقي ... أنا ويحيى والإمام لكن سقطت كلمة " الإمام " التي في البيت الثالث وقد ذكرها ابن عساكر في تاريخ دمشق عندما ترجم للحسن بن هارون , وروى الخطيب الخبر مرة أخرى في ترجمته ليحيى بن أكثم (14/ 192) وفي هذه المرة اكتفى بالبيتين الأول والثاني , وذكرهما على لسان أبي نواس , والبيتين في ديوان أبي نواس (ص 625) , طبعة ... (بيروت) من قصيدة بعنوان " داء الصمت " من مجزوء الرمل , وأرى أن في إيرادها فائدة فأوردتها كاملة: خَلِّ جَنبَيكَ لِرامِ ... وَاِمضِ عَنهُ بِسَلامِ مُت بِداءِ الصَمتِ خَيرٌ ... لَكَ مِن داءِ الكَلامِ رُبَّما اِستَفتَحتَ بِالمَز ... حِ مَغاليقَ الحِمامِ رُبَّ لَفظٍ ساقَ آجا ... لَ نِيامٍ وَقِيامِ إِنَّما السالِمُ مَن أَل ... جَمَ فاهُ بِلِجامِ فَاِلبِسِ الناسَ عَلى الصِح ... حَةِ مِنهُم وَالسَقامِ وَعَلَيكَ القَصدَ إِنَّ ال ... قَصدَ أَبقى لِلحُمامِ شِبتَ يا هَذا وَما تَت ... رُكُ أَخلاقَ الغُلامِ وَالمَنايا آكِلاتٌ ... شارِباتٌ لِلأَنامِ كما ذكر ابن منقذ في " لباب الآداب " الثلاثة أبيات الأولى على لسان سفيان بن عيينة (274) فصل في " الصمت وحفظ اللسان ". وهذه الأبيات أوردها الخطيب ضمن خبر طويل حدث ليحيى بن أكثم مع سفيان بن عيينة , وهو: = = عن علي بن المديني , قال: " خرج سفيان بن عيينة إلى أصحاب الحديث وهو ضجر , فقال: أليس من الشقاء أن أكون جالست ضمرة بن سعيد وجالس أبا سعيد الخدري , وجالست عمرو بن دينار وجالس جابر بن عبد الله , وجالست عبد الله بن دينار وجالس ابن عمر , وجالست الزهري وجالس أنس بن مالك , حتى عدَّ جماعة , ثم أنا أجالسكم , فقال له حدث المجلس: أتنصف يا أبا محمد؟ , فقال: إن شاء الله , قال له: والله لشقاء من جالس أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بك أشد من شقائك بنا , فأطرق وتمثل بشعر أبي نواس: خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام فسأل من الحدث؟ , فقالوا: يحيى بن أكثم , فقال سفيان: هذا الغلام يصلح لصحبة هؤلاء - يعني السلطان -" ... أ. هـ (7/ 121). وذكرت الأبيات كلها في المصدر نفسه (14/ 192) , وروى الخبر المزي في " تهذيب الكمال " من طريق محمد بن يونس (20/ 25) ,.

* (وقال إبراهيم بن هرمة - رحمه الله -) (¬1): أرى الناس في أمر" سحيل فلا تزل " (¬2) ... على حذر حتى ترى الأمر مبرما فإنك لا تستطيع رد الذي مضى ... "إذا" (¬3) القول (عن) (¬4) زلاته فارق (الفما) (¬5) "وَكَاِئنٌ" (¬6) ترى من وافر "العرض" (¬7) صامتًا ... وآخر أردى نفسه "إن" (¬8) تكلما " (¬9) ¬

(¬1) في "ط": وقال آخر. (¬2) في م1 وم 2 " سهيل قد نزل " والصواب ما أثبته. (¬3) في المطبوعة: ذا , وفي م 1 " إذ " , وفي م 2 " إذا " , والصواب ما ورد في م2 وما أثبته. (¬4) سقطت من "ط". (¬5) في "م1" العما , وما أثبتناه عن "م2" والمطبوعة , وهو الصواب. (¬6) في م 1 وم 2 " و"ل": فكأني " , والصواب ما أثبته. (¬7) في م 1 وم 2 " و"ل": العقل " , والصواب ما أثبته (¬8) في م 1 وم 2 " لن " والصواب ما أثبته. (¬9) وردت الأبيات في " تاريخ بغداد " (6/ 130) , فعن محمد بن فضالة النحوي قال لقي رجل من قريش ممن كان خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن إبراهيم بن علي بن هرمة الشاعر , فقال له ما الخبر؟ ما فعل الناس يا أبا إسحاق؟ , فقال ابن هرمة: (الأبيات). ووردت في " تاريخ دمشق " في ترجمة إبراهيم بن هرمة. و" لباب الآداب " فصل في " الصمت وحفظ اللسان ". ووردت في " لباب الآداب ": أسامة بن منقذ (275) , تحقيق أحمد محمد شاكر , ط: مكتبة السنة , 1407هـ / 1987م. كما وردت في ديوانه (ص 193). وفي الديوان وتاريخ بغداد بيت رابع وهو: وَأَمسِك بأطرافِ الكَلامِ فَإِنَّهُ ... نَجاتُكَ مِمّا خِفتَ أَمراً مُجَمجَما = = إبراهيم بن هرمة: - أبوه هرمة بفتح الهاء وسكون الراء - , هو من الخٌلٌج , والخٌلٌج من قيس عيلان؛ ويقال إنهم من قريش , فسمٌّوا الخلج لأنهم اختلجوا منهم , وكان إبراهيم من ساقة الشعراء أي متأخريهم. وقال صاحب " خزانة الأدب: " وابن هرمة آخر الشعراء الذين يحتج بشعرهم ". وهذه الأبيات قالها حين انصرف عن المدينة حين خرج محمد بن عبد الله بن حسن يوصي بها أحد أصحابه من بني مخزوم انظر أمالي الزجاجي ص 5. انظر عنه " الأغاني " (4/ 101 - 113) , و " الخزانة " (1/ 203 - 204).

* (وقال آخر) (¬1): " سامح الناس ودع عر ... ضك وقفًا للسبيل وأعز سمعك وقرًا ... عند إكثار العذول والزم الصمت إذا ... خفت (لسان) (¬2) الفضول فلزوم الصمت خير ... لك من قال وقيل " (¬3) * وقال أبو العتاهية: " قد أفلح "الساكت" (¬4) الصموت ... كلام راعي الكلام قوت ما " كل " (¬5) نطق له جواب ... جواب ما (تكره) (¬6) السكوت" (¬7) ¬

(¬1) سقطت من "ت". (¬2) في المطبوعة " بنيات " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2" , وهي في لباب الآداب: " غيات ": 276. (¬3) انظر " لباب الآداب " لأسامة بن منقذ في باب " فصل في الصمت وحفظ اللسان ". (¬4) وردت في م 1 وم 2 " السالك " , والصواب ما أثبته. (¬5) سقطت من م 1 وم 2. (¬6) في "م1" و"م2": يكره , وما أثبتناه عن لباب الآداب والمطبوعة. (¬7) أخرجه أبو الفرج الأصبهاني في " الأغاني " (4/ 92) تحقيق: سمير جابر , ط: دار الفكر بيروت , الطبعة الثانية , وبدل الأصبهاني كلمة " الساكت " التي في البيت الأول بكلمة " السالم "وأضاف بيتًا رابعًا وهو: يا عَجباً لامرىءٍ ظَلُومٍ ... مُسْتَيقِنٍ أنّه يموت وانظر " لباب الآداب " أسامة بن منقذ , فصل: " في الصمت وحفظ اللسان ": 276 , دون ذكر البيت الذي ذكره الأصبهاني. وأبو العتاهية هو إسماعيل بن القاسم , مولى لعنزة ويكنى أبا إسحاق وأبو العتاهية لقب وكان جرّارًا , رمي بالزندقة , له ديوان شعر طبعه الآباء اليسوعيون بمطبعتهم في بيروت سنة 1886م , وانظر ديوانه: 79 , طبعة بيروت - بيروت , 1406هـ / 1987م , لكن ورد البيت الأول فقط دون الثاني.

* (وقال أيضًا) (¬1): لا خير في "حشو" (¬2) الكلا ... ـم إذا اهتديت إلى "عيونه" (¬3) (والصمت) (¬4) أجمل بالفتى ... من (منطق) (¬5) في غير حينه" (¬6) * (وقال آخر) (¬7): "انطق مصيبًا (بخير) (¬8) لا تكن (هذرًا) (¬9) ... "عيابة ناطقًا" (¬10) بالفحش والريب ¬

(¬1) سقطت من "ت" , وفي "م1" و"م2": قال آخر والصواب ما أثبتناه لأن أبا العتاهية هو قائل البيتين , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬2) وردت في م 1 وم 2: حسن , وهي خطأ والصواب ما أثبته. (¬3) وردت في م 1 وم 2: فنونه , وفي "ل": عيوبه , والصواب ما أثبته. (¬4) في "م1" و"م2": فالصمت. (¬5) في "ل": نطق. (¬6) انظر ديوان أبي العتاهية: 449. هذان البيتان لأبي العتاهية من مجزوء الكامل , ومطلع القصيدة: المَرءُ نَحوٌ مِن خَدينِه ... فيما تَكَشَّفَ مِن دَفينِه وهي قصيدة عدد أبياتها أحد عشر بيتًا غاية في الحسن. انظر " البيان والتبيين " (1/ 135) طبعة: دار إحياء التراث (د. ت)؛ حيث نسبها أيضًا لأبي العتاهية لكنه ذكر البيت الثاني منهما وذكر بيتًا آخر وهو: كُلُّ امرِئٍ في نَفسِهِ ... أَعلى وَأَشرَفُ مِن قَرينِه وأخرجه أسامة بن منقذ في " لباب الآداب " فصل " في الصمت وحفظ اللسان ": (277) , وكذلك الراغب الأصبهاني في " محاضرات الأدباء " " باب في تفضيل الصمت " , وفيه: " قيل لبعضهم: السكوت أفضل أم النطق؟ فقال: السكوت حتى يحتاج إلى النطق، فإذا احتيج إلى النطق فالسكوت حرام. وقيل ليونس بن حبيب: السكوت أفضل أم الكلام؟ , فقال: السكوت عن الخنا أفضل من الكلام بالخطأ. وقيل: الضراط في أوانه خير من الكلام في غير زمانه ". أ. هـ. وذكرهما الوشاء في " الموشي " باب " ما يجب على الأدباء من الفحص والطلب " , وقال بعدهما: " وقال لقمان لابنه: يا بني إن غلبت على الكلام، فلا تغلب على الصمت، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول. إني ندمت على الكلام مراراً ولم أندم على الصمت مرة واحدة "أ. هـ. (¬7) سقطت من "ت". (¬8) سقطت من "ت". (¬9) في "ط": هجرًا. (¬10) في م 1 وم 2 " هيانه ناطق " , والصواب ما أثبته نقلًا عن " لباب الآداب".

وكن رزينًا طويل الصمت ذا فكر ... "فإن" (¬1) نطقت فلا تكثر من الخٌطب ولا "تٌجب" (¬2) سائلا من غير تروية ... وبالذي عنه "لم" (¬3) تٌسأل فلا تٌجب" (¬4) * وقال " (أحيحة) (¬5) بن الجلاح " (¬6): " والصمت أجمل بالفتى ... ما لم يكن عيّ (يشينه) (¬7) والقول "ذو" (¬8) (خطل) (¬9) إذا ... (ما) (¬10) لم يكن لبّ "يعينه" (¬11) * وقال آخر: "متى تطبق على شفتيك تسلم ... وإن تفتحهما (فقل) (¬12) الصوابا فما أحد يطيل الصمت إلا ... (سيأمن) (¬13) أن يذم (وأن) (¬14) يعابا فقل خيرًا (أو اسكت) (¬15) عن كثير ... من القول المٌحلّ بك العتابا" (¬16) ¬

(¬1) في "م1" و"م2": فإذا. (¬2) في م 1 وم 2 " تجيب " والصواب ما أثبته نقلًا عن لباب الآداب. (¬3) في م 1 وم 2: لا , والصواب ما أثبته فبه يستقيم المعنى , نقلًا عن " لباب الآداب". (¬4) انظر " لباب الآداب " لأسامة بن منقذ: (276). (¬5) سقطت " أحيحة " من "ط". (¬6) في م 1 وم 2 " أفيح بن الحلاج " والصواب ما أثبته. (¬7) في "م1" و"م2": يشنه. (¬8) في م 1 وم 2 " ذا " والصواب ما أثبته. (¬9) في "ط": خطر. (¬10) في "ب": لم. (¬11) في م 1 وم 2 " يعنه " والصواب ما أثبته. (¬12) في "ل": أقفل. (¬13) ما أثبتناه هنا من "ل" , وفي غيرها " سيؤمن " وفي "م1" و"م2" , شفي. (¬14) في "م1" و"م2": أو. (¬15) في "م1" و"م2": إذا سكت. (¬16) وردت الأبيات في " لباب الآداب ": (277). لكنه أورد كلمة " العتابا " التي في البيت الثالث بـ " العقابا "

* وقال عبد الله بن معاوية بن جعفر: " أيها المرء لا تقولن قولا ... لست تدري "ما" (¬1) (يعيبٌك) (¬2) منه والزم الصمت إن في الصمت حكمًا ... وإذا أنت قلت قولا "فزنه" (¬3) وإذا القوم ألغطوا في كلام ... (ليس) (¬4) " تٌعني بشأنه فاله" (¬5) عنه * (وأخرج) (¬6) البيهقي في " شعب الإيمان " عن أحمد بن الحسن العدفي , قال: " سمعت أبا العتاهية ينشد: إن كان يعجبك السكوت فإنه ... قد كان يعجب قبلك الأخيارا (ولإن) (¬7) ندمت على سكوتك مرة ... (فلتندمن) (¬8) على الكلام مرارا ¬

(¬1) في "م1" و"م2": ما. قال أحمد محمد شاكر في هامش تحقيقه " للباب الآداب ": ص 277: (في الأصل ما يعيبك وهو خطأ , والصواب ما أثبتناه _ يقصد ماذا _ , لذا فضلت تركها على ما هي عليه. (¬2) في "ط": يغنيك. (¬3) في م 1 وم 2 " فسر منه " , والصواب ما ورد في لباب الآداب وما أثبته , فالسياق يقتضي ذلك. (¬4) في المطبوعة: لست , وما أثبتناه عن "ل" و"م1" و"م2" و"ب" و"ت". (¬5) في م 1 وم 2 " يعني شانه قاله " , وفي "ل" يعني أيضًا , والصواب ما أثبته نقلًا عن " لباب الآداب , ومراعاةً للسياق. (¬6) سقطت من "ت". (¬7) في "م1" و"م2": وإن. (¬8) في "م1" و"م2": فاندم.

إن السكوت سلامة ولربما ... "زرع" (¬1) الكلام عداوة و"ضرارا" (¬2) وإذا تقرب (خاسر من خاسر) (¬3) ... (زاد) (¬4) (بذلك) (¬5) خسارة وتبارا" (¬6) * وأخرج ابن أبي الدنيا , وابن عساكر في "تاريخه" (عن إبراهيم بن أبي "عبلة" (¬7) أنه قال) (¬8) " لسانك ما "بخلت" (¬9) به مصون ... فلا تهمله ليس له قيود ¬

(¬1) في م 1 وم 2 " ذر " والصواب ما أثبته. (¬2) في م 1 وم 2 " برارا " والصواب ما أثبته. (¬3) في "ب": حاسد من حاسد. (¬4) في "ل" ازداد , وفي "ط" زادا. (¬5) جميع نسخ المخطوط ": بذاك عدا "م1" و"م2". (¬6) أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان ": (4/ 271 رقم 5066) , وابن حبان في"روضة العقلاء ": (1/ 43). وذكرهم الوشاء في " الموشى " ونسبهم إلى إبراهيم بن المهدي. وقال معلقًا على الأبيات: " فحقيق على الأديب أن يخزن لسانه عن نطقه، ولا يرسله في غير حقه، وأن ينطق بعلم، وينصت بحلم، ولا يعجل في الجواب، ولا يهجم على الخطاب , وإن رأى أحدًا هو أعلم منه، نصت لاستماع الفائدة عنه، وتحذر من الزلل والسقط، وتحفظ من العيوب والغلط، ولم يتكلم فيما لا يعلم، ولم يناظر فيما لا يفهم، فإنه ربما أخرجه ذلك إلى الانقطاع والاضطراب، وكان فيه نقصه عند ذوي الألباب " ا. هـ. كما ذكر الوزير المغربي البيتين الأولين معلقًا: " كأنه منظم من قول بعض الأوائل: " الندم على السكوت خير من الندم على القول ". وقال أكثم: " رب قولٍ أشد من صول ". وقال أيضًا: وأحسن الصمت يكسب المحبة. ويروى أن لقمان قال: " الصمت حكم وقليل فاعله ". وقد سبق تخريجه. وقال الحسن بن علي عليه السلام وقد ليم على كثرة الصمت: " إني وجدت لساني سبعاً إن أرسلته أكلني " ا. هـ. وقال البستي في " الروضة " عن أبي حاتم: " الواجب على العاقل أن يلزم الصمت إلى أن يلزمه التكلم , فما أكثر من ندم إذا نطق , وأقل من يندم إذا سكت , وأطول الناس شقاءً وأعظمهم بلاءً من ابتلى بلسان مطلق وفؤاء مطبق , واللسان فيه عشر خصال يجب على العاقل أن يعرفها ويضع كل خصلة منها في موضعها هو أداة يظهر بها البيان وشاهد يخبر عن الضمير وناطق يرد به الجواب وحاكم يفصل به الخطاب وشافع تدرك به الحاجات وواصف تعرف به الأشياء وحاصد تذهب الضغينة ونازع يجذب المودة ومسل يذكي القلوب ومعز ترد به الأحزان " ا. هـ. (¬7) في م 1 وم 2: علية , وفي "ت": ابن أبي عدلة , والصواب ما أثبته نقلًا عن " تاريخ دمشق " و " الصمت ". (¬8) سقطت العبارة من "ط". (¬9) في م 1 وم 2 " غلت " والصواب ما أثبته. نقلًا عن المصدرين السابقين.

وسكّن "بالصمات" (¬1) "خبئ" (¬2) صدر ... (كما) (¬3) "يخبا" (¬4) الزبرجد والفريد فإنك لن ترد الدهر قولا ... نطقت به "وأندية" (¬5) قعود كما لا (ترجع) (¬6) مسقاة ماء ... ولم يرتد في الرحم الوليد" (¬7) * وقال آخر: من (لزم) (¬8) الصمت اكتسى هيبةً ... تٌخفي (عن) (¬9) الناس مساويه لسان من يعقل في قلبه ... وقلب من (يجهل) (¬10) في فيه" (¬11) ¬

(¬1) في م 1 وم 2 " بالصمت " والصواب ما أثبته. (¬2) في م 1 وم 2 " جني " والصواب ما أثبته , وفي "ل" و"ط": حتى. (¬3) في "ب" فما. (¬4) في "م 1"و" م 2" و"ل" و"ط": تجني , والصواب ما أثبته. (¬5) في م 1 وم 2: وإن بت , وفي "ب" و"ل": فأندبه , والصواب ما أثبته , والمعنى أنك لن تستطيع رد ما قلت وأندية من الناس أي كثير منهم قاعد. (¬6) في المطبوعة: ترتجع , وفي "ب": كل ترجع , وفي "ط": يرجع , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬7) في "ط": الولود , أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (6/ 439) , وابن منظور في " المختصر " ... (4/ 61) , وابن أبي الدنيا في " الصمت " (2/ 284 , رقم 758). والمعنى أن على الإنسان أن يخبئ ما في صدره بالصمت فالبخل مذموم في كل حالاته إلا في الصمت , فإنه محمود , فبالصمت تداري مساوءك وعيوبك , فإنك إن عشت الدهر كله كي ترد ما قلت أمام الناس فلن تستطيع فعل ذلك , فما خرج من الفم لا يرجع , فكما لا ترد المسقاة ما أخرجت من ماء , ولا يرتد الوليد إلى الرحم الذي خرج منه لا يرتد الكلام أيضًا. (¬8) في "ت": يلزم. (¬9) في المطبوعة: على , وما أثبتناه عن "م1" و"م2". (¬10) في "م1" و"م2": يحمل. (¬11) أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (2/ 98)

" وقال آخر (وأجاد , ووفى بالمراد) (¬1): مهلا سليمًا أقلي اللوم أو (فلُمي) (¬2) ... من أقعدته صروف الدهر لم (يقم) (¬3) حظي يقصر بي عن كل مكرمة ... ولا (تقصر) (¬4) بي عن نيلها (هممي) (¬5) سألزم الصمت ما دام الزمان (كذا) (¬6) ... وأمنع الدهر من نطق (اللسان) (¬7) فمي إن لامني لائم في الصمت (قلت له) (¬8) ... حبس الفتى نطقه (حرز) (¬9) من الندم" (¬10) (آخر "م1": وهذا آخر كتاب حسن السمت في الصمت والحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم وزاد بعدها في "م2": آمين. آخر "ل": تم الكتاب بحمد الله وحسن توفيقه , والحمد لله وحده , وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم. آخر "ط": والله أعلم بالصواب , وإليه المرجع والمآب , تم الكتاب بحدم الله وعونه , وحسن توفيقه , في أحسن حال , وأتم منوال , والحمد لله وحده , وكان الفراغ من كتابته أواخر ¬

(¬1) زيادة من "ط". (¬2) في "م1" و"م2": فلم. (¬3) في "م1" و"م2": تقم. (¬4) في "ل" و"ط": يقصر. (¬5) في "م1" و"م2": الهمم. (¬6) في "ط": لنا. (¬7) في "م1": للساني , وما أثبتناه عن "م2" والمطبوعة. (¬8) في "م1" و"م2": قلت له , وما أثبتناه عن المطبوعة. (¬9) سقطت من "ب". (¬10) لم أقف على هذه الأبيات لكني وجدت في " بهجة المجالس ما يشبهها في المعنى فذكرتها , وهي: "في نبوة الدَّهر لي عذرٌ فلا تلم ... من أقعدته صروف الدّهر لم يقم حصرٌ يقصّر بي عن كلِّ مرتبةٍ ... وما تقصّر عن نيلٍ لها هممي إن عابني عائبٌ بالصمت قلت له ... حبس الفتى نطقه خيرٌ من النَّدم

شهر ذي الحجة الحرام لختام سنة 1154, وكتب برسم الجناب المكرم , والقدوة المبجل المعظم , الأمير عبد الرحمن حلي بن المرحوم عثمان الكاشف , رحم الله السلف , وأبقى الخلف في خير طاعة , آمين , والحمد لله رب العالمين. آخر "ب": آخر: والحمد لله رب العالمين , أولا وآخرا , وظاهرا وباطنا , وصلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته على سيد الأولين والآخرين والمرسلين , وعلى آله , آمين , بقلم الفقير إلى الله تعالى محمد بن عبد الرحمن بن عامر الفقيه غفر الله له ولوالديه , وإخوانه المسلمين , آمين يا رب العالمين. *****

المراجع والمصادر

المراجع والمصادر الهمزة · " الآداب الشرعية في شرح منظومة الآداب " لابن مفلح المقدسي , تحقيق: شعيب الأرناؤوط وعمر القيام , طبعة: مؤسسة الرسالة بيروت الطبعة الثالثة , 1419هـ / 1999م. · " إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين " للزبيدي, تصوير بيروت. · " إحياء علوم الدين " الغزالي , دار القلم بيروت. · " أخبار أصبهان " أبو نعيم الأصبهاني , ط: دار الكتاب الإسلامي - بيروت. · " أخلاق حملة القرآن " لأبي بكر محمد بن الحسين لآجُرِّي , تحقيق وتعليق: أبو محمد أحمد شحاتة السكندري , ط: دار الصفا والمروة بالأسكندرية , الطبعة الأولى 1426هـ/ 20005 م. · " الإصابة في تمييز الصحابة " لابن حجر , ط: دار الجيل بيروت , تحقيق: علي محمد البجاوي الطبعة الأولى 1412هـ. · " أضواء البيان " الشنقيطي , ط: دار الفكر - بيروت لبنان , 1415 هـ / 1995 م. · " الأعلام " خير الدين اللزركلي , دار العلم للملايين - بيروت 1979م , (1 - 8). · " الأغاني " أبو الفرج الأصفهاني , تحقيق: سمير جابر , ط: دار الفكر بيروت , الطبعة الثانية. · " اقتضاء الصراط المستقيم " لابن تيمية , دراسة وتحقيق: ناصر عبد الكريم العقل ,ط: دار عالم الكتب بيروت - لبنان , الطبعة السابعة , 1419 هـ / 1999م.

· " الأنساب " للسمعاني , تحقيق الشيح عبد الرحمن بن يحيى المعلمي حيث قام بتحقيق السبعة أجزاء الأولى فقط , وحقق الجزء الثامن محمد عوامة , والجزء التاسع اشترك معه الأستاذ رياض مراد , وقام بتحقيق الجزء العاشر الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو , والجزء الحادي عشر أشرف عليه الأستاذ رياض مراد والأستاذ مطيع حافظ , والجزء الثاني عشر والأخير قام بتحقيقه الأستاذ أكرم البوشي , مكتبة ابن تيمية - القاهرة , الطبعة الثانية 1400هـ - 1980م. (ب) · " البداية والنهاية " لأبي الفداء بن كثير , ط: مكتبة المعارف - بيروت , (1 - 14). · و" البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع " للشوكاني ,ط: مصر 1348هـ , (1 - 2) · " البيان والتبيين " أبو عثمان بن بحرو الجاحظ , تحقيق: عبد الحكيم راضي , ط: الهيئة العامة لقصور الثقافة , 2003م , (1 - 4). (ت) · تاريخ الأدب العربي " لكارل بروكلمان , ترجمة د. عبد الحليم النجار وآخرين , القاهرة 1955م -1977م. · " تاريخ بغداد " الخطيب البغدادي , ط: دار الكتاب العربي بيروت (1 - 14). · " تاريخ دمشق " لابن عساكر , تحقيق محب الدين العمروي , طبعة دار الفكر بيروت - لبنان 1415هـ - 1995م , عدد الأجزاء 78. · " تاريخ دمشق " ابن عساكر, طبعة دار إحياء التراث 1421هـ - 2001م. · " التاريخ الكبير " البخاري , ط: دار الفكر , تحقيق السيد هاشم النبوي.

· " التحدث بنعمة الله " للسيوطي , تحقيق: إليزابيث ماري , ط: الهيئة العامة لقصور الثقافة: (5). · " تذكرة الحفاظ " للذهبي , طبعة: حيدر أباد الدكن 1955م - 1957م , (1 - 4). · " الترغيب والترهيب " للمنذري , طبعة: دار إحياء الكتب العربية - القاهرة · " التعليق على الموطأ " لهشام بن أحمد الأندلسي , تحقيق د: عبد الرحمن العثيمين , ط: مكتبة العبيكان , الطبعة الأولى 1421 هـ / 2001 م. · "تفسير القرآن العظيم " أبو الفداء عمر بن كثير , تحقيق: سامي بن محمد سلامة, ط: دار طيبة للنشر والتوزيع , الطبعة الثانية 1420هـ - 1999م. · "تقريب التهذيب " لابن حجر , ط: دار الرشيد - سوريا , الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م. · " التكملة لوفيات النقلة " لعبد العظيم المنذري , تحقيق د. بشار عواد معروف , بيروت - لبنان 1981م. · " تهذيب التهذيب " ابن حجر العسقلاني , ط: دار الفكر - بيروت , الطبعة الأولى 1404هـ 1984 م · " تهذيب الكمال " يوسف بن الزكي المزي , تحقيق: د. بشار عواد معروف , ط: مؤسسة الرسالة - بيروت , الطبعة الأولى 1400هـ - 1980م , (1/ 35) (ث) · " الثقات " ابن حبان , ط: دار الفكر , تحقيق: السيد شرف الدين أحمد , 1395 هـ 1975م.

(ج) · " جامع بيان العلم وفضله " ابن عبد البر القرطبي , ط: دار الكتب العلمية بيروت - لبنان د. ت. · " الجامع الصحيح " محمد بن عيسى بن سورة الترمذي , تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون , ط: دار إحياء التراث العربي - بيروت , (1 - 5) , والأحاديث مزيلة بأحكام الألباني عليها · " جامع البيان في تأويل القرآن " محمد بن جرير الطبري: (12/ 367) , تحقيق: أحمد محمد شاكر , ط: مؤسسة الرسالة, الطبعة الأولى,1420هـ- 2000م, (1 - 24) · " الجامع المختصر " لابن الساعي طبعة بغداد ج 9. · " جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس " الحميدي أبي عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله الأزدي , طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة , 2008م. · " الجرح والتعديل " أبو حاتم الرازي , ط: دار إحياء التراث العربي - بيروت , الطبعة الأولى 1271 هـ - 1952م. (ح) · " حقوق آل البيت " شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية , مقدمة المحقق: عبد القادر عطا , ط: دار الكتب العلمية بيروت - لبنان , د ت. · " حسن السمت في الصمت " السيوطي , تحقيق: أبو هاجر محمد السعيد زغلول , ط: دار الكتب العلمية - بيروت 1407هـ - 1987م. · " حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة " للسيوطي , تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم , القاهرة 1967 - 1968.

· " حلية الأولياء وطبقات الأصفياء " أبو نعيم الأصبهاني , ط: دار إحياء التراث. (خ) · " خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب " البغدادي , باب حروف الجر , تحقيق: عبد السلام هارون , الناشر: مكتبة الخانجي - القاهرة 1420هـ - 2000م. (د) · " الدر المنثور " السيوطي , تصوير بيروت. · " دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها " إعداد: " محمد بن إبراهيم الشيباني ... و " أحمد سعيد الخازندار " , من منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق / الكويت برقم: (53) , الطبعة الثانية وهي طبعة جديدة مزيدة 1416هـ - 1995م. · " ديوان أبو العتاهية " , طبعة بيروت - بيروت , 1406هـ / 1987م. · ديوان أبي نواس , طبعة (بيروت). (ذ) · " ذيل تاريخ بغداد " الحافظ محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود بن الحسن المعروف بابن النجار البغدادي , ط: دار الكتب العلمية بيروت - لبنان , تحقيق: قيصر أبو فرح. (ر) · " روضة العقلاء ونزهة الفضلاء " ابن حبان البستي , تحقيق: محمد محيي الدين بن عبد الحميد , طبعة دار الكتب العلمية - بيروت سنة 1397 هـ / 1977م. (ز) · " الزهد " أحمد بن حنبل , ط: دار الكتب العلمية بيروت.

(س) · " السلسلة الصحيحة"محمد ناصر الدين الألباني, ط: مكتبة المعارف الرياض (1 - 7) · " سنن ابن ماجه " محمد بن يزيد أبو عبد الله القزويني , تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي , ط: دار الفكر - بيروت , (1 - 2). · " سنن أبي داود " سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني , تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد ط: دار الفكر , (1 - 4). · " سنن الترمذي " محمد بن عيسى الترمذي , تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون , ط: دار إحياء التراث العربي - بيروت , (1 - 5). · " سنن الدارمي " , تحقيق: فواز أحمد زمرلي وخالد السبع العلمي , دار الكتب العلمية بيروت - لبنان الطبعة الثانية 1407هـ (1 - 2). · " السنن الكبرى للنسائي " أحمد بن شعيب النسائي , تحقيق: د. عبد الغفار سليمان البنداري , سيد كسروي حسن , ط: دار الكتب العلمية - بيروت , (1 - 6). · " سير أعلام النبلاء " الذهبي , تحقيق: شعيب الأرناؤوط وأخرين , ط: مؤسسة الرسالة - بيروت 1981م - 1988 م. · " سير أعلام النبلاء " للذهبي , تحقيق د. بشار عواد معروف , د. محيي هلال سرحان مؤسسة الرسالة بيروت - لبنان 1985م. (ش) · " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " لابن العماد الحنبلي , ط دار الآفاق الجديدة ثمانية أجزاء. · " شرح السنة " للبغوي: 14/ 318 , تحقيق: شعيب الأرناؤوط.

· " شعب الإيمان " أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي , تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول , ط: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان , الطبعة الأولى 1410هـ , (1 - 7). (ص) · " صحيح ابن حبان " , تحقيق: شعيب الأرناؤوط , ط: مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الثانية 1414هت - 1993م , (1 - 18). · " صحيح البخاري " محمد بن إسماعيل البخاري , تحقيق د. مصطفى ديب البغا , ط: دار ابن كثير - بيروت , (1 - 6) الطبعة الثالثة 1407هـ - 1987م. · " صحيح مسلم " مسلم بن الحجاج النيسابوري , تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي , ط: دار إحياء التراث العربي - بيروت , (1 - 5). · " الصمت وآداب اللسان" ابن أبي الدنيا , دراسة تحقيق: محمد عبد القادر عطا , ط: مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت 1409هـ - 1988م. (ض) · " ضعيف الترغيب والترهيب " محمد ناصرالدين الألباني , ط: مكتبة المعارف - الرياض (1 - 2). (ط) · " طبقات الحنابلة " لأبي يعلي , ط: القاهرة. · " طبقات الشافعية " للسبكي , تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو , ومحمود محمد الطناحي , ط: عيسى البابلي , القاهرة 1964/ 1974 (ع) · " العلل ومعرفة الرجال " لأحمد بن حنبل, ط: المكتب الإسلامي , دار الخاني - بيروت والرياض , الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988م , تحقيق: وصي الله بن محمد عباس.

· " عيون الأخبار " ابن قتيبة الدينوري, ط: الهيئة العامة لقصور الثقافة2003م (1 - 4) (غ) · " غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب " للسفاريني , ط: دار الكتب العلمية بيروت - لبنان · " غريب الحديث " للقاسم بن سلام أبي عبيد الهروي , تحقيق: د. محمد عبد المعيد خان ط: دار الكتاب العربي - بيروت - لبنان , الطبعة الأولى 1396هـ , (1 - 4). · " غريب الحديث " لابن الجوزي , تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي , ط: دار الكتب العلمية - بيروت , الطبعة الأولى 1985م , (1 - 2). (ف) · " فتح الباري شرح صحيح البخاري " أحمد بن علي بن حجر العسقلاني , ط: دار المعرفة - بيروت - لبنان 1379هـ , (1 - 13). · " الفهرست " لابن النديم , تحقيق: د. محمد عوني عبد الرؤوف ود. إيمان السعيد جلال ط: الهيئة العامة لقصور الثقافة 2006م. · " فوات الوفيات " لابن شاكر الكتبي المحقق: إحسان عباس , الناشر: دار صادر - بيروت الطبعة الأولى أربعة أجزاء والخامس خاص بالفهارس. · "فوات الوفيات " , طبعة: مصر / 1925م , تحقيق محي الدين عبد الحميد. (ق) · " قلائد الجمان " لابن الشعَّار , منشورات معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية فرنكفورت - ألمانيا 1990م.

· " القواعد النورانية الفقهية " لشيخ الإسلام ابن تيمية , تحقيق: محمد حامد الفقي , ط: مكتبة السنة المحمدية , الطبعة الأولى , 1370هـ - 1951 م. (ك) · " كشف الخفا ومزيل الألباس " للعجلوني , ط: مكتبة القدسي - القاهرة. · " كشف الظنون " لحاجي خليفة , طبعة دار الفكر بيروت - لبنان , 1410 هـ - 1990م. · " كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال " علي بن حسام الدين المتقي الهندي مؤسسة الرسالة - بيروت 1989م. (ل) · " لباب الآداب " لأسامة بن منقذ , تحقيق: أحمد محمد شاكر , منشورات مكتبة السنة بالقاهرة سنة 1407 هـ - 1987 م. · " لسان العرب" لابن منظور , ط: دار صادر - بيروت لبنان الطبعة الأولى (1 - 15). · " لسان الميزان " ابن حجر , الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة، 1406هـ - 1986م , تحقيق: دائرة المعرف النظامية - الهند , (1 - 7). (م) · " مجمع الزوائد " الهيثمي , ط: دار الفكر، بيروت، طبعة 1412هـ، 1992م. · " محمد كأنك تراه " , د: عائض القرني , ط: دار ابن حزم , الطبعة الثانية سنة 1426 هـ _ 2005 م. · " مرآة الجنان وعبرة اليقظان " لليافعي , مؤسسة الأعلمي بيروت - لبنان , منشورات محمد علي بيضون , وضع حواشيه خليل المنصور , الطبعة الأولى 1417 هـ - 1997م.

· " المستطرف في كل فن مستظرف " الأبشيهي , الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الثانية 1986 م , تحقيق د. مفيد محمد قميحة. · " المستفاد من ذيل تاريخ بغداد " لابن النجار البغدادي , انتقاه كاتبه أحمد بن أيبك بن عبد الله الحسيني , تحقيق: قيصر أبو الفرج , الناشر دار الكتاب العربي - بيروت لبنان د. ت. · " مسند أبي يعلي " أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلي , تحقيق: حسين سليم أسد , ط: دار المأمون للتراث - دمشق , الطبعة الأولى 1404هـ - 1984م , (1 - 13). · " مسند أحمد بن حنبل " أحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني , ط: مؤسسة قرطبة - القاهرة , (1 - 6). · " مسند الشهاب " محمد بن سلامة بن حعفر القضاعي , تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي , ط: مؤسسة الرسالة: الطبعة الثانية , 1407هـ - 1987م. · " مشاهير علماء الأمصار " محمد بن حبان البستي , تحقيق: م. فلايشمهر , ط: دار الكتب العلمية - بيروت , 1959 م في جزء واحد. · " مشكاة المصابيح " محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي , تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني, ط: المكتب الإسلامي- بيروت , الطبعة الثالثة , 1405هـ / 1985م , (1 - 3) · " معجم الأدباء " ياقوت الحموي , تحقيق د: إحسان عباس, طبعة دار الغرب الإسلامي 1993م. · " معجم البلدان " لياقوت الحموي , طبعة دار صادر بيروت - لبنان 1397هـ - 1977م · " معجم البلدان " لياقوت , تحقيق فريد الجندي , طبعة دار الكتب العلمية بيروت - لبنان 1410 هـ / 1990م. · " معجم المؤلفين ": عمر رضا كحالة , طبعة: دار إحياء التراث بيروت - لبنان.

· " المنتظم " أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي , ط: دار صادر - بيروت , الطبعة الأولى 1358هـ , (1 - 10). · " المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج " أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت , الطبعة الثانية، 1392هـ (1 - 18). · موطأ مالك , ط: دار التقوى , تحقيق: الشيخ كامل عويضة. · " ميزان الاعتدال "أبو عبد الله محمد بن عثمان الذهبي , تحقيق: علي محمد البجاوي ط: دار المعرفة - بيروت. (ن) · النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة " جمال الدين أبو المحاسن بن تغري بردي , ط: الهيئة العامة لقصور الثقافة 2008م. · " النهاية في غريب الحديث والأثر " ابن الجزري , تحقيق: طاهر أحمد الزواوي - ومحمود محمد الطناحي , ط: المكتبة العلمية - بيروت / لبنان , 1399هـ - 1997م (هـ) · " هدية العارفين " لإسماعيل باشا البغدادي طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة في مطبعتها البهية 1955م , دار إحياء التراث - بيروت - لبنان. (و) · " الوافي بالوفيات " الصفدي تحقيق واعتناء أحمد الأرناؤوط وتزكي مصطفى , ط: دار إحياء التراث بيروت - لبنان 1420 هـ - 2000م. · " وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان " المؤلف: ابن خلكان , المحقق: إحسان عباس الناشر: دار صادر - بيروت 1972م , سبعة أجزاء والثامن للفهارس.

§1/1