حذف من نسب قريش

مؤرج السدوسي

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم حدَّثني أبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ اليَزِيدِيُّ عَمِّي قال: أخبرنا أبو فَيْدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عَمْرٍو السَّدُوسِيُّ قال: هذا كتابُ حذفٍ من النَّسب، ولو كَتَبْتُ كتاب استئصالٍ، لشغلتني سيرة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسيرة بني الْعبَّاسِ دهراً. وَلَدَ عَبْدُ مَنَاف بنُ قُصَيِّ هَاشِماً، والمُطَّلِبَ، وَعَبْدَ شَمْسِ: أُمُّهم عَاتِكَةُ ابنة مُرَّةَ بنِ هِلاَلِ بنِ فَالجِ بنِ ذَكْوانَ، مِن بني سُلَيْم. وَنَوْفَلاً: أُمُّهُ وَافِدةُ ابنة أَبي عَدِيّ، من بني مَازِنِ ابنِ صَعْصَعَةَ. اسم هَاشِمٍ: عَمْروٌ، وإنَّما سُمِّي هَاشماَ لأنَّ قُرَيْشَاً أصابتهم أزمة، فَخَرَجَ إلى فَلْسطين، فابتاع طحيناً وخبزة ثُمَّ حمله، فلمَّا قَدِمَ مَكَّة نحر الإبل الَّتي قدم عليها، وَهَشَمَ الخبز وثرد. ويقال: هو أوَّلُ من ثرد، فسُمِّي هَاشِماَ. قال: رجل من خُزاعَة: عَمْرُو الَّذِي هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ ... وَرِجَالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَاف وكان يأمر قُرَيْشاً أن يرحلوا إلى الشَّام في الصَّيف وإلى الْيَمنِ في الشِّتاء، لبرد الشَّامِ ولحرِّ الْيَمَنِ، فهما الرِّحلتان: رحلةُ الشِّتاء والصَّيفِ. فولد هَاشِمُ بنُ عَبْدِ مَنَافٍ: عَبْدَ المُطَّلِبِ، واسمه: شَيْبَةُ الْحَمد. أمُّه: سَلْمَى ابنة زَيْدِ بن خِدَاشِ بن لَبِيدِ بن حَرَامِ بن عَدِيّ بن النّجارِ، من الأنصار. وأسَداً، وَنَظلَة، وأبا صَيْفِيٍّ، درجوا، أي ماتوا، إِلاَّ ضَرْبَ نساءٍ. فَكان عَبْدَ المُطَّلِبِ سيِّد قُرَيْشٍ في عصره لا يُنازع السُّودد. هو صاحبُ الحَبشِ الَّذي ولي كلامهم عن قُرَيْشٍ، وقد كانوا جاءوا بالفيل وأرادوا هدم البيت. وهو الَّذي حَفَرَ زَمْزَمَ. فولد عَبْدَ المُطَّلِبِ بن هَاشمٍ: عَبْدُ الله وَالعَبَّاسَ وضِرَاراً وأبا طَالبِ وَالزُّبير وَحَمْزَة والمُقوِّم وجَحَلاً والحَارِث وأبا لَهَبٍ والغَيْدَاقَ. أمُّ عَبْدُ اللهِ: فَاطِمَةُ ابنة عَمْرو بن عَائِذِ بن عِمْرانَ بن مَخْزُوم بن يَقَظَةَ. وأُمُّ الْعَبَّاس وضِرارٍ: نَتْلَهُ بِنتَ جَنَابِ بن كُلَيبٍ بن مَالك بن عَمْرو بن زَيْد مَناة بن عَامر بن سَعَدِ بن الخَزْرَجِ بن تَيم الله بن النَّمِرِ بن قاسِطٍ. وكُلَيْبُ بن مالك، هو ابنُ القِرِّيَّة الأَكْبَر. وعامُر بن سَعْدِ، هو ابن الضَحْيَان. وكان ابن القِرِّيَّة الأَكْبَر يأخذ المرباع في الجاهليَّة. وكان عَامِرُ الضَحْيَانِ يربع رَبيعةَ وهو في بيته لا يغزو، يأخذ مرباعهم. وكانت الجاهليَّة يأخذ الرَّئيس إذا غرا الرُّبع، وعليه الزَّاد والمزاد. فجاء الإسلام بأخذ الخُمس. فولد عَبْدَ الله بن عَبْدَ المُطَّلِبِ: مُحمَّداً رسول الله صلَّى الله عليه، من لا تُحصى فضائله، ومن تَقصر عنه الصفة. أمُّه: آمنةُ ابنة وَهْبِ بن عَبدِ مَنافِ بن زُهْرَة بن كِلاَبٍ. وأُمُّها: بَرَّةُ بن عَبْدَ العُزَّى بن عُثْمَان بن عَبْدَ الدَّارِ بن قُصَيِّ بك كِلاَبِ. وأُمُّها: حَبِيبَةُ بنتُ أسَدِ بن عَبْدَ العُزَّى بن قُصَيِّ بن كِلاَبِ. وأُمُّها: بَرَّةَ بنتُ عَوْفِ بن عُبَيْد بن عَوِيجِ بن عَدِيّ ابن كَعْبِ. وكلُّ العرب قد ولده صلَّى الله عليه، ولكن وهؤلاء أُمَّهاته القُرشيَّات. وولد العبَّاسُ بن عَبْدَ المطَّلِبِ: الفَضْلَ، وهو أكبر ولده، وبه كان يُكنى. وعَبْدَ اللهِ وعُبَيدِ اللهِ وقُثَمَ ومَعْبِداً، وعَبْدَ الرَحمنِ استشهد فإفريقية. لا عقب له. أمُّهم: أمُّ الفَضْلِ، واسمها: لُبَابَة بنت الحَارِث بن حَزْنِ ابن بُجَيْر بن الهُزُم بن رُوَيْبَةَ بن عَبْدَ الله بن هِلاَل بن عَامِر بن صَعْصَعْةَ. وأختهم لأمِّهم أمُّ حَبِيبٍ. وكثيرا وتمَّاماً، لأمِّ ولد تدعى مُسَيْلَة. والحارث بن عَبَّاس، أمَّه من هُذَيْلِ وآمِنَة وَصَفِيَّةَ.

أخذ العَبَّاس للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم العهد من الأنصار ليلة العَقَبَة، ثمَّ هاجر وشهد مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يوم حَنيْن، فلم يكن لأحد فيه من البلاء ما كان له ولأهل بيته. وكانت للمسلمين جولة، فلم يفارق النَّبيِّ صلَّى الله عليه، وصاح بالنَّاس فأسمع الفريقين، والمسلمون يومئذٍ اثنا عشر ألفاً. فثاب إليه المسلمون، وأنزل الله نصره على نبيِّه صلَّى الله عليه. وكان عطاء العَبَّاس رضي الله عنه أثنى عشر ألفاً، وأعطيه المهاجرين أربعة آلاف. واستسقى به عُمَر بن الخَطَّابِ رحمه الله عام الرَّمَادَةَ، وكان عاما هلكت فيه العرب، صاروا فيه رمادا، فلذلك سُمِّي عام الرَّمادة، لشدَّته. فمدّ العَبَّاس يده، ومدّ عُمر يده مع يده تلقاء السَّماء. ثمَّ قال عمر: الَّهمَّ هذا عمُّ نبيِّنا صلَّى الله عليه، نَتقرَّبَ به إليك في هذه الغداة، فاسقنا به، فسقوا أقلاد الزَّرع في كلِّ ثمانية أيَّام يوما حتَّى أحيوا. وعَبدَ الله بن عَبَّاس، دعا له رسول الله صلّى الله عليه وسَّلم أن يُعلِّمهُ التأويل. فكان أفقه النَّاس وأعلمهم. وكان مُناد يُنادي بمكَّة: من يريد العلم اللَّحم فليأت منزل عَبْدَ الله بن عَبَّاس. قال مُؤرِّج: حدَّثنا سُفيان بن عُيَيْنَةَ بإسناده قال: قال رسول الله صلّى الله عليه للعبَّاس في الشعب: إنَّ الله قد رزقك حملاً، وهو غُلام يُؤمن بالله ورسوله واليوم العظيم. وقال عَبْدَ الله بن عَبَّاس: نمت عند خالتي مَيْمُونَةَ بنت الحارث بن حَزْنَ، وكانت عِند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقام إلى شنة مُعلبَّة فتوضَّأ، ثمَّ قام يصلِّي، وقمت إلى الشنَّة فتوضَّأت، وجئت فقمت عن يساره، فأخلف يده لي إلى الشَّقِّ الأيمن، فصلَّيت إلى جنبه نافلة. وكان عَبْدَ الله يُدعى حَبْرَ هذه الأمَّة. وبلغني أنّ عَبْدَ الله أبصر رجلا فأخبر النَّبيِّ صلَّى الله عليه أنَّه أبصره قال: قد أبصرته؟ أمَّا إنَّك ستفقد بصرك. قال مُؤرِّج: وحدَّثني سَعيد بن سِمَاك بن حَرْبِ قال: قيل لأبي: تحزم عينك وتدع السُّجود أيَّاماً. فقال: لا حاجة لي بذاك. عرض ذاك على عبد الله بن عَبَّاس فأبى. فولد عبد الله بن عَبَّاس العبَّاس، وبه كان يُكنى، وعليَّاً، وعُبَيْد الله ومُحَمَّدَاً، والفَضْلَ دَرَجَ. ولُبَابَة وزَيْنَب، أمُّهم: زُرْعَة بنت مَشْرَح بن مَعْدَي كَرَبِ بن وَلِيعَةَ بن مُعَاوية بن حُجْرِ بن الحَارِث بن عَمْرَو بن مُعاويَة بن الْحَارِث بن ثَورِ بن مُرَتّعٍ، من كِنْدَةَ. وكان عليَّ بن عَبْدَ الله بن عَبَّاس سَيِّد قُريش. قال مُؤرِّج: وسُمعتً جَعْفَرَ بن سُلَيْمَانَ يقولُ: كان عليُّ بن عبد الله يُصلِّي في اليوم واللَّيلة ألف ركعة نيِّفا وخمسين سنة. فولد عليَّ بن عبد الله بن عَبَّاس: مُحَمَّداً، أمُّه: العاليةُ بنت عُبَيْد الله بن عَبَّاس بن عبد المُطَّلِبِ، وأُمُّها: عَائِشةَ بنتُ عبد الله بن عبد المَدَانِ بن الدِيّانِ، من بني الْحَارِث ابن كَعْبٍ. وبَقيِّة ولده لأمَّهات أولاد. سُلَيْمَانُ بن عليّ وصَالِحُ بن عليّ، لأمّ. وكان سُلَيْمَانُ بن عليّ ناسكاً من أحسن النَّاس سيرة، ولي البصرة وأعمالها. وَصَالِحُ بن عليّ الَّذي اتَّبع مَرْوَانَ بن مُحمَّد إلى مصر، وقتلته خيله. وعيْسَى بن عليّ ودَاودُ بن عليّ، لأمّ. ودَاود بن عليّ أقام الحجَّ سنة اثنتين وثلاثين ومئة، وهي السَّنة الَّتي بوبع فيها أبو العَبَّاس عبد الله بن مُحمَّد بالخلافة. وإسماعيل بن عليّ وعبد الصَّمَد بن عليّ، لأمّ. وعبد الله بن عليّ وإِسحاقُ ويعْقُوبَ وأحمَدُ وأُمَيْنَة وأُمُّ عيسى ولُبابة، لأمَّهات أولاد. وأمُّ حَبيبٍ أُمُّها: أمّ أبيها بنت عبد الله بن جَعْفَر ابن أبي طالب. وكلُّ بني عليّ ولي ولاية عظيمة. فولد مُحمَّدُ بن عليّ: عبد الله المنصور، وعبد الله أبا العَبَّاس: أُمُّه: رَيْطَة بنت عُبَيْد الله بن عبد الله بن عبد المَدَان بن الدَيَّان، وهي أمُّ داود وعائِشَة وآمِنَة بني مُحمَّد ابن عليّ. وإبَراهيم ومُوسى وإسماعيل وعَبَّاساً وأمَّ حَبيبٍ وأمَّ إبْرَاهيم وأُمَّ عبد الله وأُمَّ مُوسَى ولُبَابة وفَاطِمَة، لأُمَّهاتِ أولادٍ.

الخلفاء

ويَحْيَى بن مُحمَّد بن عليّ، والعالية أمُّهما: أُمَّ الحكم بنتُ عبد الله بن الحَارِث بن نَوْفَلْ بن الحارث بن عبد المُطَّلِبِ ابن هَاشِمٍ. الخُلَفَاء ولد محمَّد بن عليَّ بن عبد الله بن عبَّاس بن عبد المطَّلب. عبد الله بن محمَّد أبو العبَّاس، وعبد الله بن محمَّد أبو جعفر المنصور الَّذي داخلت له العباد والبلاد، ولم يناوثه أحد قط إلاَّ ظفر به. وكان أعظم النَّاس عفوا. والمهديُّ محمَّد بن عبد الله الَّذي سنَّ سننا لم يسننها خلقة قبله، وأعطى عطايا لم يُعطها أحد، وردّ المظالم، قسم في أهل الأمصار أشرافهم وصلحائهم، وأعطى أهل الحاجة، وفرض للمجذّمين والمنبوذين، ولم يفرض لهم أحد قبله. والهادي، والرَّشيد كان أرغب النَّاس في الجهاد والحج، وأطيب النَّاس نفسا بنفقة فيهما. جاهد بنفسه، وأنفق ما لم تطب به نفس أحد قبله. ولم يلِ خليفة منذ كان الإسلام مثل ولايته. ولّي أكثر مما ولي المنصور. والَّذين أشركهم المنصور وولد المنصور من ولد علي بن عبد الله بن عباس حتى عظم قدره واستعانوا بهم في أمورهم: العبَّاس بن محمد، وعيسى بن موسى بن محمد. وعيسى بن موسى الَّذي قتل محمد بن عبد الله بن حسن، سار إليه بالمدينة. ثم رجع إلى إبراهيم عبد الله وأخيه فقتله بين البصرة والكوفة، وجَّهه إليهما المنصور. وعبد الوهاب ومحمد ابنا إبراهيم بن محمد بن علي. وإبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي. وجعفر ومحمد ابنا سليمان بن علي، والفضل بن صالح بن علي، وهم أكثر وأطيب من أن يُحكى ما فيهم من الفضل. والفضل بن عبَّاس بن عبد المطَّلب رديف رسول الله صلَّى الله وسلَّم في حجَّته سنة عشر، أردفه على ناقته من عرفات. وكان النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أوصاه بوصية فقال: لا تُشرك بالله شيئا وإن عذبت بالنار، ولا تعق والديك، ولا تفرّ يوم الزحف، ولا تغُلَّ، ولا ترفع عصاك عن أهلك، أخفهم في الله. فاستشهد رضي الله عنه في خلافة عُمَرَ بالشَّأم. واستشهد من ولده العَبَّاس: عبد الرَّحمن بن عبَّاس بإفريقية، واستشهد مَعْبدُ بن عبَّاسٍ. وأقام عبيد الله بن العبَّاس الحجَّ سنة سبع وثلاثين ومئة. وأقام قُثَمُ بن عبَّاس الحجَّ سنة ثمان وثلاثين وولي قُثَمُ بن عبَّاسِ بن عُبَيْدِ الله بن العبَّاس مكَّة للمنصور. والسريُّ بن عبد الله بن الحَارِث بن عبَّاس، ولي مكَّة للمنصور أيضا. وحَمْزَةُ بن عبد المُطَّلِبِ أسد الله، وأسد رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو أحد الثلاثة الَّذين بارزوا يوم بَدْر فقتلوا أقرانهم من بني عبد شمس بن عبد مَنافٍ. قَتَلَ حَمْزَةُ شَيْبَةَ بن رَبِيعةَ بن عبد شَمْسِ، واستشهد يوم أحد رضي الله عنه. مَنْ لَمْ يسلم مِنْ وَلَدِ عبد المُطَّلِبِ أبو طَالِب، وكان سيِّداً مطاعاً، نَصَرَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ونابذ قُريشاً، واحتمل فيهم عداوتهم. وكان شاعراً. واسمه عَبد مَنافٍ. ودعا بني عبد شَمْسٍ وبني نَوْفَل أي نصرته، فلم يفعلوا وتابعوا قُريشاً، فقال: تَوَانِي عَليْنَا مولانا فَأَصْبَحَاإِذا اسْتُنْصرَا قَالاَ: إِلَى غَيْرِنَا النَّصْرُ أخُصُّ خُصُوصاً عبد شَمْسٍ وَنَوْفَلاً ... هُمَا نَبَذَانَا مِثْلَ مَا يُنْبَذُ الْجَمْرُ هُمَا أَشْرَكَا فِي الأَمْرِ مَنْ لاَ أَبَا لَهُمِن النَّاس إِلاَّ أَنْ يُرَس لَهُ ذِكْرُ وكان طَالبُ بن أبي طَالِبُ شاعراً، قال في يوم بدر: أَلاَ إِنَّ عَيْنِي أَنْفَدَتْ دَمْعَهَا سَكْبَاًتُبَكِّي عَلى كَعْبٍ وَمَا إِنْ تَرَى كَعْباً أَلاَ إِنَّ كَعْبَاً في الْحُروبِ تَخَاذَلُواوَأَفْنَتْهُمُ الأَيَّامُ واجْتَرَحُوا ذَنْبَاً وعليُّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ورضوانه عليه، شهد مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مشاهدة، وبارز يوم بَدْرٍ ويوم الخندق وفي غير مشهد ولم يبارزه رجل إِلاَّ قتله. والحَسَنُ والحُسَينُ ابنا عليّ رضي الله عنهما. ومُحمَّد وإبراهيم ابنا عبد الله بن حَسَن بن حَسَن بن عليّ. والحَسَنُ بن زَيْدِ بن حَسَنِ بن عليّ، ولاَّه المَنْصُورُ المدينة. ومن ولده حُسَيْن بن عليّ: عليُّ بن حُسَيْن، قُتل مع أبيه.

من ولد أبي لهب بن عبد المطلب

وزَيْدُ بن عليّ بن حُسَيْن، الَّذي تُنْسَبُ إليه الزَّيْدِيَّةُ، قَتَلَهُ يُوسُفُ بن عُمَرَ الثَّقَفيُّ بالكُوفة. ويَحْيَى بن زَيْدِ بن عليّ بن حُسَيْن، قُتل في ولاية نَصْرِ بن سَيّار الَّليثيّ. وجَعْفَرُ بن مُحمَّد بن عليّ بن حُسَيْنٍ بن عليّ، صاحب الرَّافضة. ومُحمَّد بن عليّ ابن الحنفيَّة. وجَعْفَرُ بن أبي طالب، هاجر إلى الحبشة، وهو الَّذي ولي كلام النَّجاشيِّ والرَّدَّ على أصحابه. ثمَّ هاجر مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وشهد مشاهده، ثمَّ بعثة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مع زيد بن حارثة إلى مؤتة وقال: إن قُتل زَيْدٌ، ثُمَّ قُتل جَعْفَرٌ رضي الله عنهما. فبلغني أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: استشهد جَعْفَرٌ بن أبي طَالِبٍ ودَخَلَ الجنَّة، وهو ذو الجناحين. وابنه عبد الله بن جَعْفَرٌ بن أبي طَالِبٍ، كان من أسخى النَّاس وأشرفهم. ولد بأرض الحبشة. وكانت مع جَعْفَرٌ امرأته أسماء بنت عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ. وهي أُمُّ عبد الله. ومن ولده: عبد الله بن مُعاويةُ بن عبد الله بن جَعْفَرٌ الَّذي كان خَرَجَ بعد قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك. فأخذ إصبهان، ثمَّ انحدر منها إلى أرض فارس، ثمَّ قتله ابن ضبارة، وكان وجَّهه إليه مَرْوانُ بن مُحمَّد. وكان عبد الله بن مُعَاوِيةُ بن عبد الله ابن جَعْفَرٌ يقول الشِّعر. ومن قوله: إِنَّ فُضَيْلاً كَانَ شَيْئاً مُلَفَّفاً ... فَمَحَّصَهُ التَكْشِيفُ حَتَّى بَدَا لِيَاً فَأَنْتَ أَخِي مَا لمّ تَكُنْ ليَ حَاجَةٌفَإِنْ نَزَلَتْ أَيْقَنْتُ أَنْ لاَ أَخَا لِيَاً فَلاَ زَادَ مَا بَيْني وَبَيْنَكَ بَعْدَ مابَلَوْتُكَ فِي الحَاجَاتِ إِلاَّ تَنَائِياً فَعَيْنُ الرِضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلةُوَلَكِنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي المسَاوِياً وهو القائل: كَانَ ابنُ ذَكْوانَ مَطْويَّاً عَلَى حَرَقٍ ... فَقَدْ تَبَيّنَ، لَمَّا كُشِّفَ، الحَرقُ وَكَانَ ذّا خُلُقٍ لاَ دِينَ يَخْلِطُهُ ... فَأَصْبَحَ اليَوْمَ لاَ دِينٌ وَلاَ خُلُقُ وهو القائل: لاَ خَيْرَ فِي الوّدِّ مِمَّنْ لاَ تَزَالُ لُهُمُسْتَشْعِراً أَبَداً مِنْ خِيفَةٍ وَجَلاَ إِذَا تَغَيَّبَ لَمْ تَبْرَحْ تُسِيءُ بِهِظَنَّا وَتَسْأَلُ عَمَّا قَالَ أَوْ فَعَلاَ يُرِي الصَّدِيقَ لَهُ مِنْهُ مُكَاشَرَةً ... فيما يَصُولُ بِهِ يَوْماً إِذَا غَفَلاَ مِنْ وَلَدِ أَبِي لَهَبٍ بنِ عبد المُطَّلِبِ الفَضْلُ بن العَبَّاس بن عُتْبَة بن أبي لَهَبٍ، كان شاعراً قال: حَوْضُ النَّبيِّ وَحَوْضُنَا مِنْ زَمْزَمٍ ... ظَمِئَ امرُؤٌ لَمْ يُرْوِهِ حَوْضَانَا وقال: مَنْ يُسَاجِلْنِي يُسَاجِلْ مَاجداُ ... يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلَى عَقْدِ الكَرَبْ وَأَنَا الأَخْضَرُ مَنْ يَعْرِفُنِي ... أَخْضَرُ الْجِلْدَةِ في بَيْتِ العَرَبْ أراد أنَّه أسود. وقالوا: أراد أنَّه البحر في السعة والسَّخاء، لأنّ البحر أخضر. كُلُّ قَوْمٍ صِيغَةٌ مِنْ تِبْرِهِمْ ... وَبَنُو عَبْدَ مَنَافٍ مِن ذَهَبْ إِنَّما عَبْدُ مَنَافٍ جَوْهَرٌ ... زَيَّنَ الْجَوْهَرَ عَبْدَ المُطَّلِبِ والزُّبير بن عبد المُطَّلِبِ، كان شريفاً شاعراً قال: وَلَسْتُ كَمَنْ يُمِيتُ الْغَيْظَ هَمَّا ... وَلكِنِّي أُجِيبُ إِذَا دُعَيتُ وَيَنْهي عَنِّيَ المُخْتَالَ صَدْقٌ ... رَقِيقٌ الحَدِّ ضَرْبَتُهُ صَمُوتُ بِكَفِّيْ مَاجدٍ لا عَيْبَ فِيهِ ... إِذَا لَقِيَ الكَرِيهةَ يَسْتَمِيتُ وقال: وَأَشْقَحَ مِنْ رَاحِ العِرَاقِ مُمَلأٍَّمَخِيطٍ عَلَيْهِ الْخَيْشُ جَلْدٍ مَرَائِرُهُ يعني زقَّا يضرب إلى الحمرة. سَبَقُتُ بِهِ طَلْقاً يَرَاحُ إِلَى النَّدَىإِذَا مَا انتَشَى لَمْ تَحْتَضِرُهُ مَفَاقرُهُ ضَعِيْفاً بِجَنْبِ الكأْسِ قَبْضُ بَنَانِهِكَلِيلاً عَلَى وَجْهِ النَّدِيمِ أَظَافِرُهُ

حلفاء بني هاشم

وولد الحارث بن عبد المُطَّلِبِ ثلاثة: رَبِيعةَ ونَوْفَلاً، وأبا سُفيْان. شَهد نَوْفَل وأبا سُفيْان يوم حُنين. بلغني أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال يوم حُنين: أعقبني الله من حَمْزَةَ أبا سُفيْانَ. ولا عقب لأبي سُفيانَ. وعبد المُطَّلب بن رَبِيعةَ بن الحارث بن عبد المُطَّلب، عظيم القدر في قُريش، ومن ولده: عبد الله بن سُليمانَ بن مُحمَّد بن عبد المُطَّلب ابن رَبِيعةَ بن الحارث بن عبد المُطَّلِبِ، ولاه المَنْصُورُ اليَمَن. وابنه: مُحمَّد بن عبد الله بن سُلَيمانَ، ولي المدينة للرَّشيد. وعبد الرَّحمن بن عبَّاس بن رَبيعةَ بن الحَارِث بن عبد المُطَّلِبِ، الذي قام بأمر أهل البصرة حين هرب ابن الأشعث غلى الكوفة. وله يقول أبو حُزَابَةَ التِميميُّ ثم الحنظليُّ: إِنَّ ابنَ عبَّاس بن عبد المُطَّلِبِ ... الأَجْرُ يَوْمَ الْمِرْبَدَيْنِ مُحْتَسِبُ عَلَى هَوَى مَنْ يَهْوْهُ فَلَمْ يَخِبْ ... وَيَابن مَرْوَانَ خُصُوصاً لا كَذِبْ قَدْ دَرَّتِ الْحَرْبُ عَلَيْكَ فَاحْتلِبْ ... وَاشْرَبْ بكأْس مُرَّةٍ فيمَنْ شَربْ ومن ولده: إسْحاقُ ويَعْقُوبُ ابنا الفَضْلُ بن عبد الرَّحمن ابن عبَّاس بن رَبِيعةَ بن الحَارِث بن عبد المُطَّلِبِ. ومن بني نَوْفَل بن الحَارِث بن عبد المُطَّلِبِ: بَبَّهُ، وهو عبد الله بن الحَارِث بن نَوْفَل بن الحَارِث بن عبد المُطَّلِبِ، تراضي به أهل البصرة بعد موت يَزِيد بن مُعاويةُ، فولَّوه عليهم، وذلك بعد خروج عُبَيْد الله ابن زِياد عن دار إمارة البصرة. وإنما سُمِّي ببَّه، لأنّ أمُّه هِنْد بنت أبي سُفيانَ ابن حَرْبِ بن أُمِّيةَ، كانت ترأم عليه وترقِّصه وتقول: لأَنْكِحَنَّ ... بَبَّهُ جَارِيَةً ف ... ي نُقَبَهُ تَجُبُّ أَهْ ... لَ الكَعْبَهْ ومن ولده: مُحمَّد بن عَوْنِ بن عبد الله بن الحَارِث ابن نَوفَل. وكان أبو حَمْزَةَ مُحمَّد بن رَبيعة بن الحَارِث ابن عبد المُطَّلِبِ فقيهاً يؤثر عنه العلم. ومن بني نَوْفَل: الحارثُ بن عَوْنِ بن عبد الله بن الحارث بن نَوْفَل بن الحَارِث بن عبد المُطَّلِبِ، كان شريفاً. حُلَفَاءُ بَنِي هَاشِم بنو المُطَّلب بن عبد مَنافٍ، لم يزل ذلك الحلف معموراً معروفاً، دخلوا به مع بني هَاشمٍ الشَّعب كراهة للفرقة، وخرجوا بمخرجهم. منهم: عُبَيدةُ بن الحَارِث بن عبد المطلب بن عبد مّنافٍ، كان أسنَّ المهاجرين، وأحد المبارزين يوم بدر. ارتث ذلك اليوم ودفن بالصَّفراء، ضربه عُتبة بن رَبيعة بن عبد شمْسٍ فقطع رجله، وقتله عُبيدة بن الحارث. وأخوه: الطُفَيْل بن الحارثِ، بدري. ومنهم: مِسْطحُ بن أُثَاثَةَ بن عبَّاد بن المُطَّلب، بدريُّ، وهو أحد الذين جاءوا بالإفك، وحدَّ. ومنهم: عبد يَزْيد بن هَاشمٍ بن عبد المُطَّلب بن عبد منافٍ، كان يقال له. أمُّه بنت هَاشمٍ بن عبد مَنافٍ. وابنه: رُكَانةُ بن عبد يَزِيد بن هَاشمٍ بن عبد المُطَّلب ابن عبد مناف. وكان أشدَّ قُريش بطشا، وهو الذي صارع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فصرعه رسول الله عليه السَّلام. وأسلم وحسن إسلامه، وقربه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

من خلفاء بني عبد هاشم

ومن ولده عليُّ بن يَزيدِ بن رُكَانَةَ، كان أشدَّ النَّاس. قدم على مُعَاويةَ بن أبي سُفيانَ مع عبد الله ابن جَعْفَر، نزل على عبد الله، وكان يَزيد يزيد بن مُعاويةَ شديدا، ًفلمَّا رأى عليَّ بن يَزيد قال لأبيه: أريد أن أصارع عليَّ بن يزيد. فنهاه. فقال: لا أرضى أو أصارعه. فكلمَّ مُعاويَةُ عبد الله بن جَعْفَر، فهابه عليَّ بن يزيد وقال: يابن جَعْفَر! خُوِّفت هذا الكلام فخفته، فإن نحن اتَّخذنا فأخذت بيده فانتزعها، فاحجز بيننا، أو أخذ بيدي فعزِّيها، فاحجز بيننا. قال عبد الله ابن جَعْفَر: هي العلامة بيننا فلمَّا أدخلا، وخلا مُعاوية في خاصَّته، اتَّخذا، فأخذ يَزيدُ بيد عليّ، فانتزعها عليٌّ منه. ثمَّ أخذ عليٌّ بيد يَزيد فعزَّه إيَّاها. فلمَّا فعل التفت إلى عبد الله بن جَعْفَر فقال: كفيت الرَّجل! ثمَّ وضع يده اليُمنى في أخدع يَزيدَ فهصره حتَّى انثنى، ثمَّ اخذ بيده اليسرى، ثمَّ أشاله واقبل يمشي به إلى مُعَاويةَ فقال: أين أضعه؟ قال: في حجري! فلمَّا وضعه في حجره قبَّله مُعاويَة. ومنهم: عَمْرو بن عَلْقَمَة بن عبد المُطَّلب بن عبد مَنافٍ، الذي ضربه خداش بن عبد الله بن أبي قَيْس بن عبد وَدٍ ابن نَصْر بن مالك بن حِسَّل، من بني عامر بن لُؤيّ، فقتله. فكانت فيه القسامة في الجاهليَّة. حلفوا على باطل، فماتوا جميعا غير حويطب بن عبد العُزَّى بن أبي قَيْس، فإنَّه أسلم وحسن إسلامه. ومنهم: قَيْسُب بن مخرَمة بن عبد المُطَّلب بن عبد منافٍ، وهو الَّذي كان يمكُو ويُصفق حول البيت فيسمع من حراء. فأنزل الله عزَّ وجلَّ هذه الآية: (وَمَا صَلاَتُهُمْ عِنْدَ البَيْت إِلاَّ مُكَاءَ وَتَصْدِيَةً) " سورة الأنفال: 35 " ومنهم: جُهَيْمُ بن الصَّلْت بن مَخْرَمَة بن المُطَّلب ابن عبد مَنافٍ، الذي رأى الرُّؤيا أنَّ أبا جَهْلِ وأصحابه قُتلوا. ومُحمَّد بن إِسْحَاقَ صاحب السَيْرَة، مولى لبنى قَيْسِ ابن مَخرمَة بن المُطَّلب. مِنْ خُلَفَاءَ بَنِي عَبْدَ هَاشِمٍ ممن شَهِدَ بَدْراً مِنْ غَيْرِ بَنِي عبد مَنَافٍ: زَيْدُ بن حَارِثةَ بن شَرَاحِيل بن كَعْب بن عبد العُزَّى ابن يَزِيد بن امرئ القَيْس وهو من كلب بن وَبرَّة، بن قُضَاعةَ. شهد بدراً. وكان من أوَّل من أسلم. وكان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وسلم يتبنَّاه، حتَّى أنزل الله: (أَدْعُوكُم لآَبَائِهِمْ) ، " سورة الأحزاب: 5 ". وتزوَّج زَينَب ابنة جَحْش، وهي من بني أسَدٍ بن خُزَيْمَة، وفيهما أنزل الله عزَّ وجلَّ: (فَلَمْا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا) ، " سورة الأحزاب 37 ". وابنه أُسَامةُ بن زَيْدٌ، كان في من غسل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ودخل القبر. وهو الحبُّ. وأبو كَبْشَةَ، مولى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وسلم. وأبو مَرْثَد الالغَنِويُّ. واسمه كنَّاز بن حُصَيْن بن يَرْبُوع ابن طَرِيف بن خُرْشُبة بن عُبيد بن سَعَد بن عُوفٍ بن كَعْب ابن جِلاَّنَ ابن غَنَم بن غَنيَّ بن أعصُر. وابنه مَرثَد بن أبي مَرْثَد، وهما حليفاَ حَمْزَة بن عبد المُطَّلِبِ. وفي بني هَاشمٍ بن عبد مَنافٍ بن الأحلاف: بنو جَعْونَةَ بن شَعُوبَ، من بني لَيْث بن بكر، وهم حِلْفُ للعبَّاس بن عبد المُطَّلب. فرض له في الإسلام في خلافة عمر بن الخطَّاب. وفي بني هَاشمٍ من الحِلفَ: بنو الهَادِي بن أُسَامةُ من بني ليث بن بَكْر. وفيهم بنو شَيْبَانَ، سُلَيْم بن مَنْصُور، حُلفاء الزُّبير بن عبد المُطَّلِبِ. فهؤلاء بنو هَاشمٍ وأحلافهم من بني عبد مَنافٍ ومن سائر العرب. وَلَدَ عَبْدُ شَمْسٍ بنِ عبد مَنَاف أمية، ورَبِيعةَ، وحَبِيباً، أمُّهم: تَعْجَزُ ابنة عُبَيْد بن رُؤاس بن كِلاَب. وأُمْيَّة الأصغر ونَوفلاً وعبد أُمْيَّة: أمُّهم: عبلة بنت عُبيد بن جَاذِل بن قَيْس بن حَنْظَلة بن مالك بن زَيْد مَناة بن تَميم، وهم العبلات. وعبد العُزَّى بن عبد شَمْس. فمن بني أُميَّة الأكبر بن عبد شَمْس بن عبد مَنافٍ: حَرْبُ بن أُمية، كان سيِّداً، فكان من رؤساء قريش يوم الفجار. وأبو سُفيان بن حَرْب بن أُمية، واسمه صَخرٌ، كان رئيسا للمشركين يوم أحد، ثم اسلم في الفتح.

ويزيد بن أبي سُفيان، ولاَّه أبو بَكْر الشَّأم، ثم ولي عُمر بن الخطَّاب فأقرَّه على الشَّأم حتَّى مات يَزِيد. ومُعاوية بن أبي سُفيانَ، وهو الثاني من خلفاء بني أُمية. ثم يَزِيد ابنه. ثم مُعاوية بن يَزيد بن مُعاوية، كانت خلافته أربعين ليلة، وهو أبو ليلى الَّذي يُقال فيه: إِنَّي أَرَى فِتنة تَغْلي مَراجِلُها ... والمُلْك بعد أبي لَيلى لمن غَلَبا وحنظلة بن أبي سُفيان، شهد بدراً مع المشركين، فقتله حَمْزَة بن عبد المُطَّلب. ومن بني أُمية: عُثمان بن عفَّان بن أبي العاص بن أُمية. وأمُّ أبي العاص والعاص وأبي العيص والعيص، بني أُمية، آمنة ابنة أبان بن كُليب بن ربيعة بنت عامر ابن صَعْصَعة، قال النَّابغة الجعدَّي: فَشَارَكنَا قُرَيْشاً فِي تُقَاهَا ... وَفِي أَحْسَابِهَا شَرْكَ العِنَانِ بِمَا وَلَدَتْ نِسْاء بني هِلال ... وما ولدتْ نِسْاء بني أَبَانِ آمِنة بنت أبَانِ ولدت الأعياص بني أُمَيَّة هؤلاء الَّذين ذكرت. وأما نساء بني هِلال، فإن أمُّ المساكين زَينب أبنت خُزَيمة الهلالية كانت عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وسلم، وكان عنده مَيْمُونة بنت الحَارِث بن حُزْنِ بن بُجْيَر ابن الهُزم بن رٌويبة بن عبد الله بن هلال. وكانت أختها لُبابة الصغرى عند الوليد بن الوليد ابن المَغيرة بن عبد الله بن عُمَر بن مَخزُوم، فولدت خالد بن الوليد، فهو ابن خالد ولد العبَّاس. وأمُّ أبي سُفيان بن حَرب، عمَّتهنَّ صفية بنت حَزن. عُثمان بن عثمان، جهزَّ جيش العُسرة، وشهد مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مشاهده. وأبان بن عثمان بن عفَّان، كان ممن يقيم الحجِّ. وسعيد بن عثمان بن عفَّان الأعور، ولاَّه مُعاوية خُرّاسان، وهو الَّذي قدم بالرّهن المدينة فقتلوه بها، وكان أتى سَمرقَنْد. ومن بني أبي العاص بن أُمية: مَروان بن الحّكم، وهو الَّذي دعا إلى نفسه بعد موت يزيد بن معاوية، فغلب على الشأم وقتل الضَّحاك بن قَيْس الفُهري، وأخذ الجزيرة ثم هلك. وقام ابنه عبد الملك بن مروان، فقتل ابن الزُّبير، ثمَّ ولي الخلافة هو وولده، فلمَ تزَّل لهم حتى أخرجها الله من أيديهم بهذه الدعوة المباركة. فولى عبد الملك الخلافة. ثمَّ ولي بعده الوليد بن عبد المَلِك. ثمَّ سُليمان بن عبد المَلْك. ووليها عُمَر بن عبد العَزِيز بن مَرْوان ابن الحَكَمِ بن أبي العاص. ثمَّ يَزِيد بن عبد الملك بن مَرْوان. ثمَّ هِشامُ بن عبد الملِك. ثمَّ الوليدُ بن يَزِيد بن عبد المَلِك، ثمَّ قتل الوليدُ ابن يَزِيد، يزيد بن الوليد بن عبد الملك، ثمَّ مات بعد ما أتته بيعته من الآفاق. ثمَّ قام مروان بن محمَّد بن مَرْوان، فطالت فتنته، ثمَّ أخرجها الله من يده إلى بني العبَّاس. ومن بني العاص بن أُميَّة: أبو أحِيحَةَ، سعيدُ ابن العاص بن أُميَّة، كان من عظماء قُريش في الجاهليَّة. ومن ولده: العاص بن سعيدُ بن العاص بن أُميَّة، قُتل يوم بدر كافراً. وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، عرض عليه القُرآن في خلافة عثمان بن عفَّان حين جُمع القرآن. وابنه عمرو بن سعيد الأشدق، وهو الذي نازع عبد الملك ابن مَرْوان الخفلاة، فقتله عبد الملك. وكان لأبي أَحَيْحَة عشرة بنين، ليس لأحد منهم عقب غير قتيل بدر الذي قُتل وهو كافر، وكلَّهم قُتل: خمسة قُتلوا كفَّاراً، وخمسة قتلوا مسلمين. أحدهم: خالد بن سعيد وهو الذي قال لأبيه أبي أحَيحة وهو مسنده غلى صدره مريضاً، وأبوه يقول وهو يذكر النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لئن ارتفعت من مرضي لأثبتنَّك أو لأقتلنَّك أو لأخرجنَّك. فقال لأبيه: لا رفعك الله! وكان من مهاجرة الحبشة، ولم يشهد يوم بدر. واستشهد يوم مرج الصُفَّر. وأبان وعمرو وعبد الله، وسعيد بن سعيد، استشهد يوم الطَّائف. وقتل كافرا يوم بدر: العاص بن سعيد. وعُبَيْدَة ابن سعيد قتل يوم بدر. والثلاثة: أُحَيحة، وعُرْوَة، والحَكَمُ، قتلوا في غير ملامح المسلمين. قتل أحَيْحَة بن سعيد يوم عُكاظ، إلاَّ أنَّ مناياهم جميعا كانت القتل. ومن بني أأبي العِيْص بن أُميَّة: عتَّاب بن أسيد ابن أبي العِيْص بن أميَّة، استعمله رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على مكَّة.

وابنه عبد الرَّحمن بن عتَّاب بن أسيد ابن أبي العِيص بن أُميَّة، قتل يوم الجمل، فمرَّ به عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: ها يَعْسُوب قُريش. ومنهم: عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العِيص ابن أميَّة، كان من عظماء قُريش. وابنه خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد، ولاَّه عبد الملك، حين قُتل مُصْعَب بن الزُّبير، البصرة وأعمالها. ومن بني أبي عمرو بن أُميَّة: مُسافر بن أبي عمرو ابن أميَّة، كان شريفا شاعرا. وهو الَّذي يقول: تَمُدُّ إلي الأْقْصَى بِثَدْيِكَ كُلِّهِ ... وَأَنْت عنِ الأْدْنَى صَرْومٌ مُجَدَّدُ صروم: لا لبن له، مُجدَّد: مقطوع. فَإِنَّكَ لَوْ أَصْلَحْتَ مَنْ أَنْتَ مُفْسِدٌتَوَدَّتَكَ الأقْصْى الَّذِي تَتَوَدَّدُ وَإِنَّ ابْنَ عَمِّ المَرْء يَحْمِي ذِمَاَرهُ ... ويمنعه حينَ الفَرَائصُ تُرْعَدُ وقال: يَا بَني عبد مَنَافٍ إِنَّكُمْ ... مَعْشَرٌ أَهَلُ جَلاَلٍ وَكَرَمْ فَاحْفَظُوا الأَرْحَامَ فِيمَا بَيْنَكُمْ ... قَرُبَ الأَرْحَامُ فَالبُعْدُ ابنُ عَمّْ قَدْ أراني وَحَدِيثٌ مَوْلِدِي ... وَلَنَا جَمْعٌ رَجِيعٌ المُرْتَزمْ حِينَ لاَ تَمْتَنَعُ أُنُثَى فَرْجَهَا ... ووَجُوهُ القَوْمِ سُودٌ كالحُمَمْ ومنهم: عُقبة بن أبي مُعيط، وابنه الوليد بن عَقَبة، ولاَّه عُثمان بن عفَّان الكُوفة وأعمالها. ومن بني حُبيب عبد شمس عبد الله بن عامر ابن كُريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، ولاَّة عثمان ابن عفَّان العراق، وورد نيسابور، وخيّله فتحة المرورين: فتح حاتم بن النعمان مرور الشاهجان. وفتح الأحنف بن قَيس مرو الرَّوذ. فلما أتته فتوحه أتاه قتل عثمان، فأحرم من نيسابور. وعبد الأعلى بن عبد الله الأعمى بن عبد الله بن عامر، كان من أشراف قُريش بالبصرة، وكانت له قطائع. ولم تكن السُّوق تقطع الأرضين. وَمنهم: مسلم بن عبيس بن كريز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس، هو الذي خرج بأهل البصرة متطوٍّعا إلى الخوارج بدولاب، فلم يتخلَّف عنه شرف ولا فقه، وقتل بدولاب من أرض الأهواز. ومن بني ربيعة بن عبد شمس: عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس. وعتبة هو الذَّي نهى قريشا يوم بدر عن قتال النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم. وفيه قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: إِن يطيعوا صاحب الجمل الأحمر يرشدوا. يعني عُتبة بن ربيعة. قتل عُتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد ابن عُتبة بن ربيعة، يوم بدر كفَّارا، وكانوا من عظماء قريش في الجاهليَّة. وأبو حذيفة بن عُتبة بن ربيعة، شهد بدرا مع النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقتل يوم اليمامة شهيدا. من بني عبد العزَّى بن عبد شمس: أُبو العاص بن الرَّبيع بن عبد العُزَّى، وهو زوج زينب بنت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: من ذممنا صهره، فإِنَّا لم نذمم صهر أَبي العاص بن الرَّبيع. ومن بني أميَّة الأصغر: الحارث بن أمية بن عبد شمس، كان شاعرا، هو الذَّي يقول: أصْبَحَ بَطْنُ مَكَّةَ مُقْشعرَّا ... كَأن َّالأرْضَ لَيْسَ بهِا هشَامُ ومن بني نوفل بن عبد شمس: أبو العاص بن نوفل، كان من أشراف قريش، وهو ابن خالة عبد الله ابن عبد المُطّلب، أبي النبي صلَّى الله عليه وسلَّم. أمُّه: فُطيمة بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وأمٌّ عبد الله: فاطمة بنت عمرو. ومن بني نَوْفَل بن عبد مَنافٍ، وهم أحلاف بني عبد شمس بن عبد مَنافٍ على بني هاشم بن عبد مَنافٍ وبني المطَّلب بن عبد مَنافٍ: مُطعم بن عَديّ بين نَوفلٍ كان من أشراف قريشٍ وذوي الطَّاعة منهم، وهو ممَّن تعطفَّه أبو طالب في نصرة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عليه فقال: أم طعم إِنَّ القَوْمَ سَامُوكَ خُطَّةً ... وإني مَتَّى أُوْكِلْ فَلَسْتَ بِوَائِل وائل: ناج من " وأل يئل " يعني سائر قُريش، لأنهم اجتمعوا على بني هاشم في قتل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم.

وجُبَيْر بن مُطعَم، كان من أشراف قُريش، وكان من أعلم الناس من نسب العرب قاطبة. سأله عُمر بن الخطَّاب عن النُّعمان بن المنذر ممَّن هو؟ فقال: من أشلاء قنص ابن معد و " الأشلاء ": البقايا فأعطاه عمر سيف النُّعمان. ومنهم: طعيمة بن عديّ بن نوفل، كان عظيم القدر عن مشركي قريشٍ، قتل يوم بدر كافرا. ومنهم: عبيد الله بن عديّ بن الخيَّار بن عُديّ بن نوفل بن عبد مناف كان من إفاضة قريش وعلماءها. كان يقال لمجلسه: " مجلس القلادة "، لأن كل شرف وعلم في قُريش يكون في مجلسه. كان مُعاوية بن أبي سُفيان يكثر المسألة عن مجلسه ويقول: ما فعل مجلس القلادة؟ ومنهم: نافع بن ضريب بن عمرو بن نوفل، وهو الذي كتب القرآن على عهد عثمان رحمه الله. وقرضة بن عبد عمرو بن نوفل، كان لمن ينهى على حرب النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولم يسلم. وابنه مسلم بن قرضة قتل يوم الجمل مع عائشة. والحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، كان عظيم القدر في الجاهليَّة، قتل يوم بدر كافرا، وهو الذي قال: (أَنْ نَتَّبِعْ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرضِنَا) " سورة القصص: 57 ". وكان في الذين سرقوا غزال الكعبة. ومن أحلاف بني أُميَّة من غير بني عبد مَنَافٍ: بنو جحش بن رئاب بن يَعمر بن صبرة بن مُرَّةَ ابن كبير بن غنم بن دُودان بن أسد بن خُزَيمة. وأوَّل فيء قسم في الإسلام أصابه عبد الله بن جحش، أرسله رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى نخلة، فقتل عمرو بن الحضرميِّ، وكان شهد بدراً. وعكاشة بن مُحصن بن حرثان بن قيس بن مُرَّة ابن كبير بن غنم، وهو الَّذي قال للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم حين قال: (يَدخُلُ الجنَّة من أمَّتي سَبعون ألفاً عَلَى صُورة القَمَرْ لَيْلة الْبَدْر) : أدع الله أن يجعلني منهم. فدعا له. ثم سأله رجل آخر، فقال: سبقك إليها عُكَّاشة! ثمَّ لم يزل يشهد مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مشاهده حتى قتل يوم بِزاخة، قتله طليحة الكذاب أحد بني أسد. ومن حلفاء بني نوفل بن عبد مناف: عُتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نسيب بن مالك بن الحارث ابن مازن بن منصور، شهد بدرا. فهؤلاء بنو عبد شمس بن عبد مناف، وبنو نوفل ابن عبد مناف، وهما حليفان، وأحلافهما من غير بني عبد مناف. وإخوة عبد مناف بن قُصي: عبد الدَّار بن قصيّ، وعبد العزَّى بن قُصيّ، وعبد بن قُصيّ. وهؤلاء من له عقب من ولد قُصي. فمن بني عبد الدَّار بن قُصيّ شهد بدرا، ومعه لواء رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وشهد آحادا. يوم أحد ومعه لواء النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. ومنهم: أبو طلحة بن عبد العُزَّى بن عُثمان ابن عبد الدَّار بن قُصي، وهو خال أمُّ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. وعثمان وأبو سعد وطلحة بنو أبي طلحة، قتلوا يوم أحد كفَّارا، ومعهم لواء قُريش. وقتل منهم يومئذ مسافع بن طلحة بن أبي طلحة، والجلاّس، والحارث، وكلاب، بنو طلحة بن أبي طلحة، قتلوا كفارا معهم لواء قُريش، وصؤاب عبد لهم حبشية قطعت يداه، وكلهم يأخذ اللواء يوم أحد فيقتل. ومنهم: عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، أسلم ولم يشهد بدرا مع المشركين، وكان من عظماء قُريش. واسم أبي طلحة عُثمان. ومنهم: شَيبة بن عثمان بن أبي طلحة، سادن الكعبة. ومنهم: قاسط بن شريج بن عثمان بن عبد الدَّار، قتل كافرا يوم أحد معه لواء قُريش. طلحة بن أبي طلحة، قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وعثمان بن أبي طلحة، قتله حمزة بن عبد المطلب. وأبو سعد بن أبي طلحة، قتله سعد بن أبي وقاص. ومسافح بن أبي طلحة، قتله عاصم بن ثابت الأنصاري، رماه بسهم فقتله. وقتل كلاب بن طلحة عاصم أيضا، رماه بسهم. والحارث بن طلحة، قتله قزمان حليف الأنصار. ومنهم الحارث بن علقمة بن كندة بن علقمة ابن عبد مناف بن عبد الدّضار بن قُصيّ، كان عظيم القدر في الجاهليّة في قُريش، رهن ابنه يوم الفجار عن قُريش بدماء من أصابوا من قيس. ومنهم: أبو الروم، واسمه منصور بن عبد شرحبيل ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدَّار، كان من مهاجرة الحبشة، وشهد بدرا مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. ومنهم: أبو عزيز بن عُمير، أسر يوم بدر مشركا، وقتل يوم أحد مشركا.

ولد عبد العزى بن قصي

ومنهم: عكرمة بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدَّار، الشَّاعر، قال: أَلاَّ ذَهَبَ الموُفُونَ بالعَهْدِ وَالذِّمَمْوَسَاق الحَجِيج والمُحامِي على الكَرَمْ وَمَنْ يَرْفُدُ المَوْلَى إِذَا جَاءَ ... وَمَنْ يَحْمِل العِبْءَ الثَّقِيلِ أَحَمْ فَإِنْ يَكُ قَومِي قَدْ أُصَيبُوا فَأَنَّهُمْبَنوْا لَكُمُ خَيْرُ البَنِيَّة وَالْقَدَمْ هُمَّ وَجَّهوا أولى المَغِيرَة عَنكُم ... وهُمْ ضَرَبُوا وَجّهَ الْكَتِبَة فَانْهَزَمْ وَمُستَصرخ يَدعُو لُؤيَّ بن غالبٍ ... وَهُم حَولهُ كَالبَحر إِذْ جَاشَ فَالتَطَمْ ومنهم: النَّضر بن الحَارث بن عَلقمة بن كلدة، الرَّهينة التَّي رضيت بها قَيْس من دمائها، قتل يوم بدر كافرا، ضرب النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عنقه بالصَّفراء. وكان ذا قدر في قُريش، فيه نزلت هذه الآية: (إِنْ كَانَ هَذْا هُوْ الحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ) " سورة الأنفال: 32 ". وأراطاة بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدّار بن قُصيّ، قتل يوم أحد كافرا ومعه اللواء، قتله ابن عمّه مصعب بن عُمَير بن هاشم. ومنهم: جَهَم بن قَيْس بن شُرحبيل بن هاشم، هاجر إلى الحبشة. ومنهم: الأسود بن الحارث بن السبَّاق بن عبد الدَّار بن قُصيّ، أسر يوم بدر، وكان ذا قدر. ومنهم: سُويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عُميلة بن السبَّاق، هاجر إلى الحبشة، وشهد بدرا مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. وكان بنو السبَّاق أوَّل من أهلكه البغي بمكَّة، فأجلوهم عنها، فهم اليوم في أرض عكّ، في بطن منهم يقال لهم بنو غنم، في واد يقال له سهام. وفراس بن النَّضر بن الحارث بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدَّار بن قُصيّ، هاجر إلى الحبشة، وهو ابن قتيل النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يوم بدر. وكان أبو طلحة، واسمه عثمان بن عبد العُزَّى، شاعرا، وهو الَّذي يقول: تَروَّح أَبَا تِجْرَاة، مَنْ يَكّ أهلهُ ... بمكَّة يَرحَل وَهُو للظِّلِّ آلِفُ وَيَصْبِرُ علَى حَرّ الهَوَاجِرْ وَالسُّرْى ... وَيَدُنْ القِنَاعَ وَهُو أسْوَدْ شَّاسِفُ الشَّاسف والشَّارب والشَّاسب: المهزول. لَعَلَكَ يَوْماً أنْ تَقُول وَقَدْ بَدَا ... مِنْ البَلَد الغَوْر التَّهَامَى مَعَارِفُ لِفِتْيَان صِدِق إنَّي مُتَعجِّل ... عَلَى ذَا لَوثٍ وَالمُطّيُ عَوَاصفُ ومن حلفاء بني عبد الدَّار بن قصيّ: هند بن أبي هالة الأسيديُّ. يقول بعض أهل العلم أنَّه شهد بدرا مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. وليس بالمجتمع عليه. وَلَدَ عَبْدُ العُزَّى بن قُصَيّ أسد بن عبد العُزَّى وهو ابن الحُظايّا، وهي رَيْطة بنت كعب بن سعد بن مُرَّة. ومن بني أسد بن عبد العُزَّى: خُويلد بن أسد ابن عبد العُزَّى، كان من أشراف قُريش، وكان يوم الفجار على بني عبد العُزَّى. ونوفل بن خُويلد، قتل يوم بدر كافرا. والزُّبير بن العوَّام، هو الذي قتل عمَّه ونوفلا يوم بدر، وهو حواريُّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. وحكم بن حزام بن خُويلد، كان م ن أشراف قُريش، وأكثر النَّاس مالا. انهزم يوم بدر، فكان يقول بعد إسلامه: " لا والَّذي نجَّاني من يوم بدر، ما كان ذاك ". والأسود بن خُويلد بن أسد، من مهاجرة الحبشة. ويزيد بن زمعة بن الأسود بن المُطَّلب، من مهاجرة الحبشة. وعمرو بن أميَّة بن الحارث، من مهاجرة الحبشة. ومنهم الأسود بن المُطَّلب بن اسدن وهو أبو زمعة، كان شاعراً، وهو الَّذي يقول: أُكَلِّلُ أَظَافَرِي وَآمُرُ بالتُّقَىوَمَنْ لاَ يُخَالِفُ عَنْ رَدِي الجَهْلِ يَنْدَمِ أُحِبُ قُرَيْشاً كُلُّهَا وَأَحُوطُها ... وَلَسْتَ بِسَبَّابِ لِذِية الرِّحْمِ مِلْطَمِ وَأَجْعَلُ مَالِي دُونَ عِرَضي وأَتَّقِي ... عَدَاوتُهُمْ حَتَّى أُوسَّدَ مِعْصَمِي وَإِنْ حَمَّلُوني مَا أُطِيقُ حَمَلْتُهُ ... وَيَكْرُمُ فِيْهِمْ مُسْتَرَادِي وَمَطْعَمي وكان أحد المستهزئين.

من حلفاء بني عبد العزى بن قصي

وابنه زمعة بن الأسود بن المُطَّلِب بن أسد، وهو الذي قال فيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: " عاقر النَّاقة أعزُّ في قومه من زمعة بن الأسود ".: قتل زمعة يوم بدر كافرا. وقتل معه أخوه عقيل بن الأسود. وهبَّار بن الأسود، كان له قدر في الجاهليَّة، ثمَّ حسن إسلامه، ووافي عرفات وعمر بن الخطَّاب واقف قبل أن تغيب الشَّمس، فقال له عمر: قد تمَّ حجُّك. ومنهم: زُهير بن الحارث بن أسد، كان أوَّل سقَّف بيتاً بمكَّة، فهدمته قُايش إعظاما للكعبة. وأبو البختريُّ، واسمه العاص بن هاشم بن الحارث ابن أسد بن عبد العُزَّى، قتل يوم بدر كافرا. وكان ابناه الأسود والمُطَّلب من أشراف قُريش، وحسن إسلامهما. ومنهم ورقة بن نوفل بن خُويلد بن أسد، كان ممَّن قرأ الكتب، وكان من علماء الناس، وطلب الدِّين فتهوَّد وتنَّصر. وكان شاعرا، هو الَّذي يقول: تِلْكَ عِرْسَاي تَنْطِقانِ بهُجْرِ ... وَتَقُولانُ قَوْلَ أثَرٍ وَعَثرِ تَسْألانِي الطَّلاَقَ أَنْ رَأَتْانِي ... قُلْ مَالِي، أتيتُمَانِي بِنُكرِ وَيْكَ أَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبْ يُحَ ... بِبُ وَمَنْ يَفتَقرْ يَعِيش عَيْش ضرِّ خَفضِّا مَا لدَيْكُمَا غَيَّرَ الدَّهْ ... ر وَلاَ بُدَّ للِضِرِيك بِصَبرِ فَلَعَلْيّ أَنْ يُكثِرُ المَالَ عِنْدِي ... وَيُعرِي مِن المَغْارِم ظَهْري وقال: رَشَدْتُ وَأنعمتُ ابن عَمرو وإنَّما ... تَجَنَبتُ تَنْوراً مِنَ النَّارِ حامِياً بِدِينُكَ رَبَّاً لَيْسَ رَبٌ كَمِثٍلُهُ ... وَتَرَكك أَوثَانُ الطَواغي كَمَا هِياً أَقُولُ إِذَا صلّيتُ فِي كُلِّ بَيعةٍ ... حَنَانِيكَ لا تَطْلَع على الأعاديْا أَقُولُ إِذَا جَاوَزتَ أرضاً مُخَوّفَة ... على اسم الإلاه بالغَداتْ وَسَارياً وعبد الله بن الزُّبير بن العوَّامِ، ضبط العراق والجزيرة وبعض الشَّأم تسع سنين. والمُصعب بن الزُّبير، كان ولي العراق لعبد الله وعبد الله بمكَّة. وحمزة بن عبد الله بن الزُّبير، ولي لأبيه البصرة، وكان جوادا. ولد يقول موسى شهواتٌ: حَمزَةُ المُبْتَاع بالمَالِ النَّدِي ... وَيَرَى في بَيْعَهُ قَدْ غَبَنْ هُوْ إِنْ أَعطَا عِطَاء مُنْفِساً ... ذَا إِخَاءِ لَمْ يُكدِّرْهُ بِمَنّ نُورُ شَرقٍ بَيْنَ في وَجهِهِ ... لَمْ يَصْبُ أَثْوَابُهُ لَوْنَ الدَّرَنْ وعيسى بن مُصعب بن الزُّبير، قال له أبوه مُصعبٌ يوم قُتِلَ، وكان عبد الملك حين استحقَّت هَزِيمَةَ المُصعب وهب أصحابه، بعث إليه عبد الملك ابن مروان يؤمنه على أحداثه ويقول: إن أحببت فأقم معي، وإن كرهت فالحق بحيث أحببت. فأبي وكره ذلك، وتمثَّل ببيت فقال: إِنَّ الأُلَى بِالعُطَفْ مَنْ آلِ هَاشمٍ ... التسَّأوا فَسُّنوْا للِكِرَامِ التَّأسِّيا وأقبل مصعب على ابنه عيسى فقال له: الحق بعمِّك عبد الله بن الزُّبير. فقال: لا والله، لا أنظر في وجهي قرشي بعدك. قال: فتقدّم إذن! فتقدَّم فقتل قبله. وعمرو بن الزُّبير أمُّه أمَّة بنت خالد بن سعيد ابن العاص بن أميّة بن عبد شمس. وعروة بن الزُّبير، أمُّه أسماء بنت أبي بكر كان من أعبد قُريش وأفقهها. وابنه الفقيه هشام بن عروة. وعامر بن عبد الله بن الزُّبير كان ناكحا، ومات وهو ساجد في مسجد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولم تفته جماعة حتّى مات. وخبيث بن عبد الله بن الزُّبير، كان عابدا. ولي ضربة عمر بن عبد العزيز في خلافة الوليد ابن الملك. وكان عبد الله بن خازم السَّلمي بايع له بخراسان بعد قتل أبيه عبد الله بن الزُّبير. وكان مات من ضرب عمر بن عبد العزيز، ولم يكن ضربه، فيما بلغني، غير أربعين سوطا. مِنْ حُلَفَاء بَنِي عبد العُزَّى بن قُصَيّ حاطب بن أبي بلتعة، وسعد مولى حاطب. مِنْ بَنِي عبد بنِ قُصَيّ

ولد زهرة بن كلاب

طليب بن عمير بن بجير بن عبد بن قُصيّ، شهد بدرا مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. وأمُّه أروى بنت عبد المُطَّلب بن هاشم وكان ممن هاجر إلى الحبشة. وكانت دُمَّي الَّذي أراد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقالت أمُّ أروى بنت عبد المُطَّلب: إِنَّ طَلِيْباً نَصَرَ ابنَ خَالِهِ ... آسَاهُ في ذي دَمِهِ وَمَالِهِ فهؤلاء بنو قُصي بن كلاب. وأخو قُصي بن كلاب: زَهْرَة بن كِلاب، أمُّهما من الجدرة، بطن من الأزد محالفين لبني الدِّيل بن بكر، وأخوهم لأمُّهم رزاح ابن ربيعة العذريُّ. وَلَدَ زهْرَةَ بنُ كِلابِ عبد مناف، والحارث. فَمِنْ بَنِي زهْرَةَ بنُ كِلابِ: وهب بن عبد مناف بن زُهرة، جد النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. أمُّ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم آمنةُ بنت وهبٍ ابن عبد مناف. وكان الأسود بن عبد يغوث بن وهب، من المستهزئين. وأخوه: الأرقم بن عبد يغوث، من المستهزئين. ومنهم: سعد بن أبي وقاص بن أهيب ابن عبد مناف بن زهرة. أوَّل سهم رمي به في الإسلام رمى به سعد بن أبي وقاص، وشهد بدرا. وكان أحد أصحاب الشورى. وأخوه: عُمير بن أبي وقاص، شهد بدرا. واستشهد يومئذ وهو ابن ستَّ عشر سنة. وعامر بن أبي وقاص بن أهيب ابن عبد مناف بن زهرة، هاجر إلى أرض الحبشة. واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب. ومنهم: العاهر، الَّذي قال له النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: " وللعاهر حجر ". وهو الَّذي كسر رباعية رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يوم أحد. ومنهم: مخزمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف، وكان أعلم النَّاس بقُريش. وابنه: المسور بن مخرمة، كان فقيهاً شريفاً. ومنهم: عمرو بن عتبة بن نوفل بن أهيب، كان على النَّاس يوم جلولاء الوقيعة. وعبد تالله بن قيس بن مخرمة، استعمله الحجَّاج على مكَّة حين انحدر إلى العراق. وأبو بكر بن مسور بن مخرمة، شاعر، وهو الَّذي يقول: عَادَ قَلْبِي مِنَ الطَّوِيْلَة عيِدٌ ... وَاعْتَزَانِي لحبّهَا التَّسْهِيدُ وهو الَّذي يقول: ذَكَر القَلْبُ ذَكْرَةً أُمَّ زَيْدٍ ... وَالمَطَايَا بالسَّهْبِ سَهْبِ الرَّكَابِ اعْلَمُوا أنَّ حُبَّكُمْ أُمَّ زَيْدٍ ... فِي حَصِينٍ مُغَلَّقِ الأَبْوَابِ بِتُّ فِي نَعْمَةٍ وبَاتِ ضَجِيعِي ... ثِنْيَ كَفٍّ حَدِيثَةٍ بِالخضَابِ ومنهم: عبد الرَّحمن بن عوف بن عبد الحارث ابن زهرة، هاجر إلى ارض الحبشة، وشهد بدرا ومشاهد النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. وكان أحد أصحاب الشُّورى، وأخرج نفسه منها. ومنهم: المُطَّلب بن أَزهر بن عبد عوف ابن عبد بن الحارث بن زهرة، هاجر إلى الحبشة ومعه امرأته رملة بنت أبي عوف بن صبيرة بن سعيد بن سهم، ولدت بأرض الحبشة عبد الله بن المُطَّلب. ومنهم: مُحمَّد بن مُسلم بن عبد الله بن ع صلَّى الله عليه وسلَّم ُبيد الله بن مالك بن شهاب بن الحارث بن زهرة، الفقيه الَّذي يقال له: " الزُهريُّ ". ومنهم: وهب بن الحارث بن زهرة، كان شاعرا، قال: وَأمَانَةٍ حُمِّلْتُها فَحَمَلْتُهَا ... وَأَمَانةٍ حَمِلْتُ غَيْرَ أَمِينِ وَأَخٍ نَطَقْتُ وَرَاءَهُ بِمَغِيبِية ... فَكَفَيتُهُ، وَيَقُول لاَ يَكْفِني فَأَنَا أبنُ عَمِّكَ فَاعْرِفَنَّ مَكَانَه ... مَهْمَا عشَاكَ فإِنّهُ يَعنِينِي مَهْلاً أُمَيَّ فَإِنَّ البغي مصْرَعهُ ... لاَ يْدِيَنَّكَ يَمْماً بَاسِلٌ ذَكَرٌ تَبْدُو كَواكِبُهُ وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌيَجْرِي عَلَى الكَأسِ مِنْهُ الصَّابُ وَالمَثَرُ لا تَحْسَبِنِّي كَأَقْوَامٍ ضَرِيتَ بِهِمْلَنْ يَأنَفُوا الذُلَّ حَتَّى يَأُنِفُ الحَمرُ قُضيُّ بن كلاب بن مُرَّة. أَخُو كِلاَبِ بنِ مُرَّة يقظةُ بن مُرَّة، وتيم بن مُرَّة. فولد يقظةُ بن مُرَّة: مخزوما، أمُّه كلبة بنت عامر بن لُؤيِّ بن غالب. فولد مخزوم: عمر وعامرا، وعُمران وعميرة، أمُّهما: سُعدى بنت وهب بن تيم الأدرم بن غالب بن فهر.

فمن بني مخزوم: هشام وهاشم وأبو أميَّة، وهو زاد الرَّكب، وحفص والوليد، وكان وليد من المستهزئين بنو المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، كلُّ هؤلاء كان نابه الذِّكر في الجاهليَّة سيِّدا. وأمُّ الوليد: صخرة بنت عبد الله، من بجيلة. وأمُّ حفص بن المغيرة، من بني الحارث بن عبد مناة ابن كنانة. وأمُّ بقية بني المغيرة: ريطة بنت هشام بن سعيد ابن سهم، وفيها يقول عبد الله بن الزَّعبري السّهميُّ: أَلا لِلِه قَوْمٌ وَلَدَتْ ... أُخْتُ بَنِي سَهْمِ هِشَامٌ وَأَبُو عَبدِ ... مَنَافٍ مِدْرَهُ الخَصْيمِ وَذُو الرُّمْحَيْنِ أَشْبَاكَ ... مِنْ القُوَّةِ وَالَحَزْمِ فَهَذانِ يَذُوذَانِ وَذَا ... مِنْ كَثَبٍ يَرْمِي أُسُودٌ تَزْدَهِي الأَقْرَانَ ... مَنَّاعُونَ للهَضْمِ وَهُمْ يَوْمَ عُكَاظِ مَنُعُوا ... النَّاس مِنَ الهَزْمِ بِجأْوَاءَ طَحُونٌ فَخْمَةِ ... القَوْنَسِ كَالنَّجْمِ فإن أَحْلَفَ وَرَبِّ البَيْتِ ... لاَ أَحْلِفْ عَلَى إِثْمِ لَمَا إِنْ إِخْوَةٌ بَيْنَ ... قُصُورٌ الشَأْمِ وَالرَّدْمِ كَأمْثالِ بَنِي رَيْطَةَ ... مِنْ عَرَبٍ وَلاَ عَجْمِ وذو الرمحين، وهو أبو ربيعة بن المغيرة. وقال الحارث بن أميَّة بن عبد شمس: وَأَصْبَحَ بَطْنُ مَكَّةَ مُقْشَعِرَّاً ... كَأنَّ الأَرْضَ لَيْسَ بهَا هِشَامٌ وحفص بن المغيرة كان من أطعم قُريش. له يقول الشاعر: نادِ الغَرِيبِ المسْتَضِيفَ وُلْ لَهُ ... لَدَيْ دَارِ حَفْصِ بنِ المُغَيِرةَ فانزِلِ فإنَّ بِلاَدَ اللهِ إِلاَّ بِلادَهُ ... جُدُوبٌ وَإِنْ تَنْزِلُ عَلَى الجَدْرِ تُهْزِلِ والوليد بن المغيرة هو الوحيد الذي أنزل الله فيه: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) " سورة المدثر: 11 ". وأبو جهل بن هشام بن المغيرة، واسمه عمرو. والحارث بن هشام بن المغيرة الذي هرب يوم بدر، وكان من أشراف قُريش في الجاهليَّة، ثمُّ حسن إسلامه. وله يقول حسَّان بن ثابت: إِنْ كُنْتِ كَاذِبَةَ الَّذي حَدَّثتنِي ... فَنجوْتُ مَنْجَى الحَارِث بنِ هِشامِ تَرك الأحِبَّةَ أَنْ يُقاتِلَ دُونَهمْ ... ونَجَا بِرَأْسِ طِمِرَّةٍ وَلِجامِ وعبد الرَّحمن بن الحارث بن هشام، كان من فقهاء قُريش. وعكرمة بن أبي جهل بن هشام، كان من عظماء قُريش، ولاَّه أبو بكر اليمن. والحارث بن خالد بن العاص بن هشام، كان شاعرا، وهو الَّذي يقول لظُليمة بنت خالد بن أسيد ابن أبي العيص بن أميَّة: أَظُلَيْمَ إِنَّ مُصَابُكُمْ رَجُلاً ... أَهْدَي السَّلاَمَ إِلَيْكُم ظُلْمُ خُمْصَانَةٌ قَلِقٌ مُوَشَّحُهَا ... رُؤْدُ الشَبَابِ غَلاَ بِهَا عَظْمُ أعْفُوا وَأَصْفَحُ جَهالَتِها ... وَإِذَا جَهِلْتُ فَمَا لَهَا حِلْمُ وقال لعائشة بنت طلحة بن عبيد الله، وسألت عنه وهي بالبصرة مع زوجها المُصعب بن الزُّبير، فبلغه ذلك فقال: مَنْ كَانَ يَسْأْلُ عَنَّا أَيْنَ مَنْزِلُنا ... فَالأَقْحُوَانَةُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمَنُ إِذْ نَلْبَسُ العَيْشَ صَفْواً لاَ يُكْدِّرُهُطَعْنُ الوُشَاةِ وَلاَ يَنْبُو بِنَا الزمَنُ لَيْتَ النَّوَى لَمْ تُقَرِّبْنِي إلَيْكِ وَلَمْأَعْرِفْكِ إِذْ كَانَ حَظِّي مِنْكُمُ الحَزنُ وعُمارة بن الوليد بن المغيرة، كان عزيزا فاتكا، وهو الَّذي أرسلته قُريش وأرسلوا معه عمرو بن العاص إلى الحبش في المهاجرين إلى أرض الحبشة. وعمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة، الشاعر. والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، ولي البصرة لعبد الله بن الزُّبير، وهو الَّذي لقَّبه أهل البصرة " القُباع ". والمهاجر بن أبي أميَّة بن المغيرة، الَّذي قتل أهل للرَّدَّة باليمن. وخالد بن الوليد بن المغيرة، سيف الله. وعبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، كان يلي الصائفة ويشتو فيها.

من بني مخزوم

وهشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة، ولي المدينة خلافة عبد الملك، وهو جدُّ هشام بن عبد الملك. وأقام الحجَّ عامَّة ولايته. وإبراهيم بن هشام بن إسماعيل، ولي المدينة سبع سنين في خلافة هشام بن عبد الملك. ومحمَّد بن هشام بن إسماعيل، ولي المدينة وأقام الحجَّ. وعبد الله بن عمر بن الوليد بن المغيرة، ولي الجزيرة ودخل بالناس الصَّائفة. وأيُّوب بن سلمة بن الوليد بن المغيرة، كان شريفا. وأمُّ سلمة التي كانت تحت أمير المؤمنين أبي العبَّاس بن محمَّد: أمُّ سلمة بنت يعقوب بن سلمة ابن عبد الله. مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عمرو بن حُريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، كان ولي الكوفة، وكان شريفا. ومنهم: الأرقم بن أبي الأرقم، اسمه: عبد مناف ابن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، شهد بدرا مع النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم تسليما. وأبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، هاجر إلى أرض الحبشة، معه امرأته أمُّ سلمة بن أبي أميَّة بن المغيرة بن عبد الله ابن عمرو بن مخزوم. واسم أبي سلمة عبد الله. واسم أم سلمة: هند، وشهد أبي سلمة بدرا مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأمُّ أبي سلمة برُّة بنت عبد المطلب. والعاص بن وابصة بن خالد بن عبد الله بن عامر بن مخزوم، من المؤلفة قلوبهم. وشمَّاس بن عثمان بن الشريد بن هرمي بن عامر ابن مخزوم، من المهاجرين الأولين. شهد بدرا مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقتل يوم أحد شهيدا. وهبَّار بن سفيان بن عبد الأسد، من مهاجرة الحبشة. وسعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر ابن مخزوم، كان شريفا شاعرا، هو الَّذي يقول: نَحْنُ الفُوَارِس يَوْمِ الجْرِّ من أُحُدْ ... هَابَت مَعْدٌ فَكُنَّا نحن نكفيها هابُوا طِعاناً وضرَباً صَادقاً خَذماً ... مِمْا يَرْون ضَمَّتْ قَوَاصِيها ثمَّت رَحنَا كَأنَّا عَارِضٌ بَرِدْ ... وَرَاحَ هَامُ النَّجَّارِ تَبكِيها كَأنَّ هامَهُمْ عِنْدَ الوِغْا فَلَقٌ ... مِنْ قَيْضٍ نَفَتْهُ عن أداحِيها أو حَنْظَل زَعْزَعْتهُ الرَّيْح في عَصْرٍ ... بالٍ تَعَاوِرَهُ مِنهَا سَوافِيْهَا وابنه: جَعدة بن هبيرة، كان فقيهاً. ولاَّه عليُّ بن أبي طالب خُرَّاسان، وهو ابن أخته، أمُّه أمُّ هانئ بنت أبي طالب. وسعيد بن عمرو بن جعدة بن هُبيرة، كان من علماء قُريش ورجالها، وهو صاحب الفتنة بالبصرة بعد قتل الوليد بن يزيد. وسعيد بن المُسيّب بن حزن بن أبي عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، الفقيه. وولد تيم بن مرَّة: سعدا والأحبُّ. درج الأحبُّ: أي مات. أمُّهما: الطُّوالة بنت مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. فمن بني تيم بن مُرَّة: أبو بكر الصدَّيق رحمه الله. واسمه: عتيق بن عثمان بن عامر بن عمرو بم كعب ابن سعد بن تيم بن مُرَّةً. ومُحمَّد بن أبي بكر، كان على مصر، فاستعمله عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقتل بها. وعبد الله بن أبي بكر، قتل يوم الطَّائف. ومنهم: عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب ابن سعد بن تيم، كان من رؤساء قُريش يوم الفجار، وكان من أجود العرب. له يقول أميَّة بن أبي الصلَت الثَّقفي: أَأَذْكُرُ حَاجَتِي أَمْ قَدْ كَفَّانِي ... حَيَاؤَكَ، إنَّ شِيمَتَكَ الحَيَاة وقال: وَمَالِي لاَ أُحَيِّيهِ وَعِنْدِي ... مَوَاهِبُ يَطَّلِعَنْ مِنَ النِّجَادِ لَهُ دَاعٍ بِمضكَّةَ مُشْمَعِلٌ ... وَآَخَرُ فَوْقَ دارتِهِ يُنَادِي إلى رُجُحٍ مِنَ الشِّيزَى مِلاَءٍ ... لُبَابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ وقُنفُذُ بن عُمير بن عبد جدعان بن عمرو، كان من أشراف قُريش. وهو أحد الَّذين ذكر أبو طالب في قصيدته حين أطبقت عليهم قُريش يتودَّده ويعطفه: وَعُثْمَانَ لَمْ يَرْبَعُ عَلَيْنَا وَقُنْفُذٌوَلَكِنْ أَطَاعاً أَمْرَ تِلْكَ القَبَائِلِ ومنهم: طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو ابن كعب بن سعد بن تيم، كان يقال له " الفيَّاضُ ".

أخوا مرة بن كعب

ومُحمَّد بن طلحة، كان يُدعى " السَّجاد "، قتل معه يوم الجبل. ومنهم: عُمر بن عبيد الله بن مُعمر بن عُثمان، هو الَّذي كان له نخبة المصرين جميعا: البصرة والكوفة، حين سار إلى أبي فديك الحروريِّ بالبحرين فقتله. وله يقول العجَّاج: ضَمَّ جَنَاحيْهِ مِنَ الطَّفِّ فَمَرّ ... تَقْتَضي الباِزي إذا البَازِي كَسَرْ بِسِتةٍ وَسِتَّةٍ وَأثْنَى عَشَرْ ... أَلْفاً يَجُرُّونَ مَعَ الخَيْلِ والعَكَرْ ولي البصرة وقتال الأزارقة. كان جوادا شجاعا. وعُثمان بن عُبيد الله بن مُعمّر، استعمله المُصعب ابن الزُّبير على فارس، فقتله الأزارقة. ومنهم مسافع بن عيّاض بن صخر بن عامر ابن كعب بن سعد بن تيم، كان مُطاعا في قُريش، وكان له أذى للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. وهو خال أبي بكر رحمه الله. وله يقول حسَّان بن ثابت الأنصاريُّ: يا آلَ تَيْم أَلاَ تَنْهُون جَاهِلَكُم ... قَبْلَ قِذْاف بأمثالِ الجَلاِميدِ ومنهم: الحارث بن خالد بن صخر بن عامر ابن كعب بن سعد بن تيم، من المهاجرين الأوَّلين، هاجر إلى أرض الحبشة. ومنهم: محمَّد بن المُنكدر بن عبد الله ابن الهُدير بن عبد العُزَّى بن عامر ابن الحارث بن حارثة ابن سعد، الفقيه. أَخَوَا مُرَّةً بنِ كَعْبٍ عُديّ وهصيص ابنا كعب بن لؤيّ بن غالب. فولد عُديُّ بن كعب: رزاحا وعويجا. فمن بني رزاح بن عديّ: عمر بن الخطَّاب ابن نفيل بن عبد العزَّى بن رياح بن عبد الله قُرط بن رزاح بن عديّ. أمُّهُ حنتمة بنت هاشم بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر ابن مخزوم. وزيد بن الخطَّاب شهد بدرا واستشهد يوم اليمامة. وعبد الله بن عمر بن الخطَّاب، كان ممن يرشَّح للخلافة، وغليه دعا أبو موسى الأشعريُّ، وبه خدعه عمرو بن العاص. وكان فقيها عابدا. وعُبيد الله بن عُمر، كان مع مُعاوية، وقتل يوم صفيِّن. وعبد الحميد الأعرج بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطَّاب، ولاَّه عمر بن الخطَّاب، ولاَّه عُمر بن عبد العزيز الكوفة. وزيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العُزَّى، الَّذي قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: يبعثه الله أمُّة وحده. وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ضرب له النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بسهم يوم بدر. بلغني أن عمر بن الخطَّاب وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أتيا النَّبيِّ عليه السَّلام فقالا: أنا استغفر لزيد بن عمرو؟ قال: نعم. فإنَّه ألهم رشده، ويبعثه الله أمة وحده. وكان يحنوا في الجاهليَّة. ومعمر بن عبد الله بن نضلة بن عبد العُزَّى ابن حرثان بن عوف بن عُبيد بن عُويج بن عُديِّ ابن كعب، هاجر إلى أرض الحبشة. وعديّ بن نضلة بن عبد العزَّى، وابنه النُّعمان ابن عُديّ، كان ن المهاجرين الأوَّلين. ومنهم: السَّحَّام، واسمه نعيم بن عبد الله ابن أسيد بن عبد بن عوف عويج بن عديّ، قتل يوم مؤتة شهيدا، وإنما سُميَّ النَّحَّام، لن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: دخلت الجنة فرأيت بها أبو بكر وعمر، وسمعت نحمة من نعيم بن عبد الله. فسمِّي النَّحَّام. والنُّعمان بن عديَّ بن نضلة الَّذي استعمله عُمر بن الخطَّاب على ميسان، وهو من مهاجرة الحبشة. فقال النُّعمان بن عديّ: مَنْ يُبلُغ الحَسّناءَ أنَّ حَليِلُها ... بِمِيْسَانَ يُسْقَى فِي زُجَاجٍ وَحَنْتَمْ إِذَا كُنْتَ وَنَدْمَانِي فَبَالأَكْبَرِ أسْقِنِيوَلاَ تَسْقِتِي بالأصْغَر المُتَثَلِمْ لَعَلَّ أَمِيرَ المُؤْمِنْينَ يَسُوءهُ ... تَنَادُمُنَا فِي الجَوْسَق المُتَهَدِّمِ فقال عُمر: يسوءني غير ذي شَكّ! وعز له عن عمله. ومُطيع بن حارثة بن عوف بن عُبيد بن عويج، كان اسمه العاصي، فسمَّاه رسول الله عليه السَّلام مُطيعا. وابنه عبد الله بن مُطيع، كان من رجال قُريش ولاَّ. هـ ابن الزُّبير الكوفة. وهو الَّذي يقول، يوم قتل الزُّبير، وقال له: اذهب فإني مقتول! قال عبد الله بن مُطيع: أَنَّا الَّذِي فَرِرْتُ يَوْمَ الحَرَّةَ ... وَالشَّيْخِ لاَ يَفُرُّ إِلاَّ مَرَّهْ فقتل مع ابن الزُّبير.

ومنهم: أبو جهم بن حُذيفة بن غانم بن عامر ابن عبد الله بن عبيد بن عويج، كان من رجال قُريش ونُسّابها، وهو الَّذي قال لعبد الله بن الزُّبير حين سأله فحرّمه: الَّلهم لا تغير. وولد هصيص بن كعب: عمرا. فولد عمرو، جمح وسهما، فولد سهم بن عمرو: سعدا وسعيدا، أمُّهما، نُعم بنت كلاب بن مُرَّة بن كعب. فمن بني سهم بن عمرو: قيس بن عديّ ابن سعد بن سهم، كان من رؤساء قُريش في الجاهليّة، وهو صاحب القيان الَّذي كان شباب قُريش يجتمعون إليه، فأمرهم فأخذ غزال من الكعبة ففعلوا، فاقتسمه قيانه. وكان الغزال من ذهب. ومنهم: عبد الله بن الزعبريُّ بن قيس بن عديِّ ابن سعد بن سهم، كان شاعر قُريش، وهو الَّذي يقول: وَالعَطِيَّاتُ خِسَاسٌ بَيْنَنَا ... وَسَواءٌ قَبْرٌ مُثْرٍ وَمُقِلّْ لاَ تُدَمِّنْ مَنْزِلاً تَنِزْلُهُ ... وإذَا زَالَتْ بِكَ الدَّارُ فَزُلْ لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرٍ شَهِدُوا ... جَزَعَ الخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الأَسَلْ ومنهم: أبو القيس بن الحارث بن قيس ابن عديّ، قتل يوم اليمامة شهيدا. وسعيد بن الحارث، قُتل يوم اليرموك شهيدا. وتميم بن الحارث، قتل يوم أجنادين شهيدا. وخُنيس بن حُذافة بن قَيْس بن عديِّ بن سعد ابن سهم، هاجر إلى أرض الحبشة وشهد بدرا مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. ومنهم: لُبية ومنبه الحجَّاج بن عامر بن حُذيفة ابن سعد بن سهم، كانا من عظماء قُريش لهما يقول أبو عزَّة عمرو بن عبد الله في يوم بدر: تَرَكُوا نبيها خلفهم وَمُنبِهِّا ... وَابْنَىْ رَبِيعةَ خَيْرُ خَصُم فئامْ يُذكر قتلى بدر من المشركين. و " ابنا رَبيعة ": عُتبة وشيبة، قُتلوا كُفارا، وكانوا من عظماء قُريش في الجاهليَّة. والعاص بن مُبنه، قتل كافرا مع أبيه وعمه. ومنهم: صُبيرة بن سعد بن سهم، كان من أشراف قُريش في الجاهليَّة وله يقول الشَّاعر: لاَ تَأْمَنَنَّ الدَّهْرَ بَعْدَ صُبَيْرَة السَّهْمِيِّ مَاتاَ عَجِلْتَ مَنِيتَهُ الحَيْاة وَكَنَتْ مَيْتَتَهُ أَفتلاتا وعامر وعاصم، قتلا يوم بدر كافرين. ومن ولده: المُطَّلب بنو ودَّاعة بن صُبَيْرَة أٍرّ أبو بَدَّاعة يوم بدر، ففدَّاه ابنه المُطَّلب، وكان من أشراف قُريش. وأبو سُفيان بن ودَّاعة، شاعر. ومن بني سعيد بن سهم، كان من أشراف قُريش. قال عمر بن الخطاب: لما أسلمت أدخلت المسجد، فوثبت عليَّ قُريش وقالوا: صبأ ابن الخطَّاب! فما شككت في الهلاك، حتى رأيت رجلا آدم جسيما عليه بردان أسودان، فقال: أنا جار له، فتفرقوا عنَّي فإذا هو العاص بن وائل. وعمرو بن العاص بن وائل، شرف في الجاهليَّة كان من أسد قُريش رأيا وأحزمه، ولاَّه النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وولاَّه عثمان، وأطعمه مُعاوية بن أبي سُفيان مصر. وبلغني أنَّ رجلا بايع رجلاً عن أن يسأل عمرو بن العاص من أمَّه؟ فسأله وهو علة منبر مصر، فقال: من أمُّك؟ قال: أمي النابغة، امرأة من عنزة، فأخذني وأغنم. وهاشم بن العاص قتل يوم أجنادين شهيدا وعبد الله بن عمر بن العاص، كان من أشراف قُريش وفقهائها. وولد جُمح بن عمرو: حُذافة وسعدا، وحُذيفة درج. فمن بني جُمع بن عمرو: خلف بن وهب بن حذافة ابن جمح، كان من أشراف قُريش في الجاهليَّة له يقول عبد الله بن الزَّبعري: خَلَفُ بنُ وَهَبٍ كُلَّ آخرٍ لَيْلَةٍ ... أَبَداً يُكَثِّرُ أهْلُهُ بِعيالِ وأُبيُّ بن خلف بن وهب قتله النَّبيُّ صّلَى الله عيه وسلَّم، طعنه بعنزة في تقوته، فلم يكن جرحها رغيبا فجرع جرعا شديدا، فقيل له: لا بأس عليك! فقال: والله لو بسق علي لقتلني! وكان يقول للنَّبي صّلَى الله عليه وسلَّم: لأقتلنَّك! فيقول له النَّبيُّ عليه السَّلام: بل أنا أقتلك. وصفوان بن أميَّة بن خلف، استعار منه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يوم حنين مائة درع. فقال: أغصبا يا محمَّد! فقال: بل عاريَّة تردُّ إليك. وأميَّة بن خلف بن وهب، وابنه: عليُّ بن أميَّة ابن خلف، قتلا يوم بدر كافرين. وهؤلاء جميعا كانوا من أشراف قُريش وذوى أموالهم.

وعبد الله بن عامر بن مسعود بن أميَّة بن خلف، تراضى به أهل الكوفة في الفتنة بعد موت يزيد ابن معاوية. وعبد الله بن صفوان بن أميَّة، كان من عظيم القدر في قُريش، قتله الحجَّاج بن يوسف مع ابن الزُّبير. ومنهم: أبو دهبل الشاعر، وهو وهب بن زمعة ابن أسيد بن أحيجة بن خلف بن وهب بن حذافة ابن جمح، وهو الذي يقول: سَقَا اللهُ جَازانَا وَمِنْ حلَّ وَلْيُه ... وَكُلَّ مِسِيلٍ مِنْ سَهَامِ وَسُرُدِدِ وَأَنْتِ الَّتِي كَلَّفْتِنِي البِرْكَ شاتِياً ... وَأورَدْتنيه فانظري أيَّ مَوْرِدِ فَوانَدَمَا إِذَ لَمْ أَعْرِجْ إِذْ تَقُول لِيتَقَدَّمْ فَشِيْعُنَا إِلَى صَحْوَة الغَدِ وقال أيضا: مَاذَا رُزِءْناَ غَدْاة الخلِّ مِنْ رَمِعَ ... عَلَى الثَّنِيْة من جُودٍ وَمِنْ كَرَمِ تَحِمِلُهُ النَّاقَة الأدمَّاء مُعْتَجِزاً ... بالبرد كالبَرْد جَلَّى لَيْلَةَ الظْلْمِ وَكَيْفَ أَنْسَاكَ لا أيدُيْكَ وَاحِدَة ... عِنْدِي ولاَّ بالذي أو لَيْتَ مَنْ قَدَمِ ومنهم: وهب بن عُمير بن وهب، كان سيِّد بني جُمح، فيه نزلت هذه الآية: (مَا جَعَلَ اللُّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قِلْبَتَيْنِ فِي جَوْفِهِ) " سورة الأحزاب: 4 ". ومنه: جميل بن معمر بن حبيب بن وهب ابن حُذافة بن جمح، كان من رجال قُريش، قال أبو خراش الهذلي: عَجَّفَ أَصْحَابِي جَمِيْلُ بن مُعَمِر ... بذي فَجْرٌ تأوِي إِلَيْهِ الأَرامِل والحارث وجميل بن مُعمر، لهما يقول حداش، بن زهير العامري في حرب الفجار: إِنَّي أَتَانِي عَن ابن مَعْمَرٍ خَبْزٌ ... إِمَّا كُذِبتُ وإِنَّمَا غَيْرُ مَكْذُوب وحاطب وحويطب والحطَّاب، بنو الحارث بن معمر، صحب النَّبيَّ صّلَى الله عليه وسلَّم وحاطب ممَّن هاجر إلى الحبشة. ومنهم: عُثمان وقُدامة وعبد الله، بنو مُظعون ابن حبيب بن وهيب بن حُذافة بن جُمح، شهدوا بدرا مه النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهاجروا إلى أرض الحبشة. والسائب بن عثمان بن مظعون، شهد بدرا، وكان من مهاجرة الحبشة. ومنهم: أبو عزَّة، وهو عمرو بن عبد الله ابن عُمير بن وهيب بن حذافة بن جُمح، كان يحضِّض على النَّبيِّ صّلَى الله عليه وسلَّم، فأسرّه يوم بدر فمنَّ عليه. فقال: لا أقاتل محمَّدا، عليه السَّلام، فلما رجع ضمن له صفوان بن أميَّة عياله، فرجع يوم أحد وقال: أَنْتُمْ حُمَاة وأَبُوكُمْ حَامْ ... لا تُعَدَنِّي نَصْرُكُمْ بَعْدَ العَامْ فأسره النبي صّلَى الله عليه وسلَّم فقال: أعفَّ عنِّي! فقال له عليه السَّلام: لا تسمح عارضيك بمكَّة تقول: خدعت محمَّدا مرَّتين! فقتله صبرا. ومنهم: سُفيان بن معمر بن حبيب، كان من المهاجرين الأوَّلين. وابناه: جابر وجنادة ابنا سُفيان، هاجرا إلى الحبشة. وعثمان بن ربيعة بن وهبان بن حُذافة، من المهاجرين الأوَّلين. ومنهم مُسافع بن عبد مناف بن وهيب بن حُذافة، الشاعر، قال: أَلا بَكَرْتَ عِرسي عَلَيَّ تَلُومَنِي فَلاَ تَجْعَلِينِي مثلَ مَنْ ظَلَّ سَعيُهُ أُعَاتِبُكم حَتَّى المَماتِ ووُدُّكُمْ

§1/1