جواهر من أقوال الرسول

ياسر الحمداني

الكتاب: " جَوَاهِرُ مِن أَقْوَالِ الرَّسُول " [4] أَجْزَاء أَلْفُ حَدِيثٍ صَحِيحٍ مخْتَارَةٌ مِنْ مِاْئَةٍ وَخَمْسِينَ أَلْفَاً 0 الجُزْءُ الأَوَّلُ مِنهُ: في مَكَارِمِ الأَخْلاَقِ وَمجَامِعِ الخَيْر وَالجُزْءُ الثَّانِي مِنهُ: عَنْ فِتَنِ وَمَلاَحِمِ آخِرِ الزَّمَان: مَلاَحِمُ الرُّوم، وَالمَهْدِيّ، وَالسُّفْيَانيّ، وَعَلاَمَاتُ خُرُوجِ الدَّجَّال، وَنُزُولُ المَسِيح، وَالرِّيحُ الْقَابِضَة، رَفْعُ القُرْآن، تَخْرِيبُ الْكَعْبَة 000 إِلخ 0 وَالجُزْءُ الثَّالِثُ مِنهُ: عَنْ خُرُوجِ الدَّابَّة، وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالنَّفْخِ في الصُّور، وَالْبَعْث، وَقِيَامِ النَّاسِ لِرَبِّ العَالَمِين، وَالصِّرَاط، وَالحِسَاب، وَالشَّفَاعَة، وَالقَنْطَرَة 0 وَالجُزْءُ الرَّابِعُ مِنهُ: عَنِ الجَنَّةِ وَأَخْبَارِهَا، وَالنَّارِ وَأَخْبَارِهَا 0 تَارِيخُ آخِرِ تَعْدِيلٍ لِلْكِتَاب: [11/ 11/ 2010م] لِلْكَاتِبِ الإِسْلاَمِيّ: يَاسِر الحَمَدَانِي ـ المَوْطِن: جُمْهُورِيَّةُ مِصْرَ الْعَرَبِيَّة 0 تَارِيخُ المَوْلِد: 8/ 8 / 1974 / م 0 المُوَافِق: 23 / رَجَب / 1394 هـ 0

الكاتب في سطور

الْكَاتِبُ في سُطُور ـ الاسْمُ: يَاسِر أَحْمَد محْمُود أَحْمَد [يَاسِر الحَمَدَاني0السِّنّ: 36 سَنَة0مُتَزَوِّجٌ وَلَدَيَّ طِفْلاَن] ـ المُؤَهِّلُ الدِّرَاسِي: تخَرَّجْتُ مِن أَحَدِ مَعَاهِدِ الدُّعَاةِ التَّابِعَةِ لِلْجَمْعِيَّة الشَّرْعِيَّة بِتَقْدِير جَيِّد 0 ـ بَدَأَتْ صَدَاقَتي بِالتُّرَاثِ مِن عِشْرِينَ سَنَة، قَضَّيْتُهَا بِفَضْلِ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ أَجْمَعُ نَوَادِرَ وَجَوَاهِرَ الحَدِيثِ النَّبَوِيِّ وَالشِّعْرِ الْعَرَبيِّ وَالحِكَمِ وَالأَمْثَال 0

النَّشَاطُ الدِّينيُّ وَالأَدَبيّ: طُبِعَتْ وَنُشِرَتْ لي عِدَّةُ مُؤَلَّفَات، وَهِيَ عَلَى التَّرْتِيب: 1 التَّبرُّجُ وَالسُّفُور، وَغَلاءُ المُهُور، وَأَسْبَابُ تَفَشِّي الزِّنَا وَالفُجُور طُبِعَتْ مِنهُ الطَّبْعَةُ الأُولىَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الكِمِّيَّة {2000م} 2 الرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَالقَدَر: طُبِعَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الطَّبْعَةُ مِنَ الأَسْوَاق {2001م} 3 القَنَاعَةُ وَالرِّضَا: طُبِعَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الطَّبْعَةُ مِنَ الأَسْوَاق {2002م}

4 إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ الله: طُبِعَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الطَّبْعَةُ مِنَ الأَسْوَاق {2002م} 5 التَّبرُّجُ وَالسُّفُور، وَغَلاءُ المُهُور، وَأَسْبَابُ تَفَشِّي الزِّنَا وَالفُجُور طُبِعَتْ مِنهُ الطَّبْعَةُ الثَّانِيَةُ في دَارِ هَاشِم لِلتُّرَاث، وَنَفَدَتِ الكِمِّيَّة 0 {2003م} 6 الرِّضَا بِقِسْمَةِ الأَرْزَاق: طُبِعَ في دَارِ الكُتُبِ العِلْمِيَّة 0 بَيرُوت 0 {2004م} 7 جَوَاهِرُ مِن أَقوَالِ الرَّسُول: طُبِعَ في دَارِ الحَرَمَين 0 مِصْر 0 {2008م}

وَنَشَرَتْ لي كُبْرَيَاتُ الصُّحُفِ المِصْرِيَّة: كَالأَخْبَارِ وَالْوَفْدِ وَعَقِيدَتي وَآفَاق عَرَبِيَّة 0 ـ المَكَانَةُ الأَدَبِيَّة: شَهِدَ لي أَكْبَرُ كُتَّابِ وَأُدَبَاءِ وَشُعَرَاءِ عَصْرِي بِالمَوْهِبَةِ وَالإِبْدَاع، كَالدُّكْتُور: أَحْمَد هيكَل [أَحْسَنِ مَنْ تَقَلَّدُواْ وَزَارَةَ الثَّقَافَةِ وَعَمَادَةَ كُلِّيَّةِ دَارِ الْعُلُومِ في التِّسْعِينِيَّات] وَالدُّكْتُور جَابِر قُمَيْحَة، وَالدُّكْتُور عَبْدِ الصَّبُور شَاهِين، وَالشَّاعِرَيْنِ الْكَبِيرَيْن: ياسِر قَطَامِش، وَسَمِير الْقَاضِي، وَأَمَّا كِتَابَاتي الإِسْلاَمِيَّة: فَأَقَرَّهَا مجْمَعُ البُحُوثِ الإِسْلاَمِيَّةِ عِنْدَنَا في مِصْر 0 ـ كَمَا قَدَّمْتُ عِدَّةَ حَلْقَاتٍ دِينِيَّة وَأَدَبِيَّة؛ لِلإِذَاعَةِ المِصْرِيَّة 0 ـ كَمَا قَدَّمَتُ لي قَنَاةُ الرَّحْمَةِ قَصِيدَةً مُغَنَّاةً عَنِ الإِسَاءَةِ الدِّنمَارْكِيَّة بِعُنوَان " إِلاَّ الحَبِيب " 0

إهداء الكتاب

إِهْدَاءُ الكِتَاب أُهْدِيهِ أَوَّلاً إِلى اللهِ تَعَالى قُرْبَانًا، ثمَّ أُهْدِيهِ كَكِتَابٍ إِلى كُلِّ أَدِيبٍ وَخَطِيبٍ عَاشِق؛ لِلأَدَبِ وَالرَّقَائِق، كَالأُسْتَاذ أَحْمَد محَمَّد صَادِق، وَإِلى أُخْتيَ الغَالِيَة، وَأُمِّيَ الثَّانِيَة / شَقِيقَتي فَاطِمَة، الرَّقِيقَةِ المُسَالِمَة، وَالْكَاتِبِ المحْبُوب، وَالمُشَاغِبِ المَوْهُوب / عِصَامِ الشَّرْقَاوِي، وَالشّيخ سَامِي بْنِ الإِمَامِ الشَّعْرَاوِي، وَعُثْمَان جَاوَرَة، وَحَرَمِ المُسْتَشَار / سَعْد زَغْلُول، وَإِلى الصَّدِيقِ البَار، غَرِيبِ الأَطْوَار / أَبي عَمَّار وَحُسَام المِنيَاوِي، كَمَا يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا الكِتَابَ ضِمْنَ مَن أُهْدِي؛ إِلى أَغْلَى النَّاسِ عِنْدِي / أَهَالي حِيدَر بِقَرْيَةِ خَلِيل الجِنْدِي، بحَيِّ الغَرَقِ محَافَظَةِ الفَيُّوم، بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور، وَمَنْ لَمْ يجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور،

وَأَخُصُّ في الإِهْدَاءِ مِن هَؤُلاَء: حَمَايَ الأَصِيل / إِسْمَاعِيل عَبْدَ الفَضِيل، وَجِيرَانَهُ الأَعِزَّاء، بَدْءَاً مِن عَمِّ فَوْزِي صَاحِبِ الحَفَاوَةِ وَالجُود، وَمُرُورًا بِأَبي محْمُود، وَأَبي أَشْرَفَ وَسَائِرِ العُنْقُود، وَالأُسْتَاذ طَارِق الْوَدُود، وَانْتِهَاءً بِالشَّيخ سَيِّد وَعَمِّ مَسْعُود، أَكْثَرَ اللهُ مِنهُمْ في الوُجُود، وَإِلى أَخِي الْوَدُود / الشَّيْخِ محْمُود، وَإِلى الصَّدِيقِ الرَّقِيق / محْمُود محَمَّد رَمْزِي، وَإِلى المحَقِّقِ الشَّهِير، وَالبَاحِثِ القَدِير: الأَخِ الكَبِير / محْمُود نَصَّار، وَمحَمَّد عَاطِف السَّيِّد عَبْد العَاطِي 0 وَإِلى الصَّدِيقِ الإِنْسَان / طَارِق جَمَال الشَّحَّات محَفِّظِ الْقُرْآن 0 بمَرْكَز طُوخ زَاوية بِلْتَان 0

وَإِلى أَصْدِقَاءِ مَسْجِدِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ بمِصْرَ الجَدِيدَة، لاَ سِيَّمَا كُلَّ مَنْ رَبَطَتْني بِهِ عَلاَقَةٌ وَطِيدَة، كَالسَّادَةِ المُهَنْدِسِين / محَمَّد صَلاَح الدِّين، وَإِيهَاب المُرْسِي جَبر، وَعَبْد الله بخِيت بَدْر، وَكَرِيم محَمَّد عِمَارَة، وَحَازِم أَحْمَد كَرِيم، وَهِشَام عَبْد العَظِيم، وَرَامِي محَمَّد عَبْدِ السَّلاَم، وَالأُسْتَاذُ الدُّكْتُور / سَامِي عَبْد الْفَتَّاح، وَالدُّكْتُور طَارِق سَعْد، وَالدُّكْتُور أَحْمَد فَتْحِي غَانم، وَالأَصْدِقَاء / محَمَّد رَأْفَتْ عَلِي مُوسَى، كَمَا يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا العَمَل؛ إِلى الأُسْتَاذ يَاسِر العَفِيفِي، وَإِلى أَعَزِّ الأَحْبَاب: الأُسْتَاذِ الشَّاعِر / محَمَّد عَبْدِ الوَهَاب، وَإِلى الأُسْتَاذ أَحْمَد أَبي غَالي، صَاحِبِ الذَّوْقِ الرَّفِيعِ الْعَالي، وَالأَسَاتِذَة / محْمُود فَرَج، وَأَحْمَد بَدْر الدِّين؛ وَعَلاَء حسين، وَعَبْد الله أَبُو النِّيل، وَالمُهَنْدِسْ نَبِيل 0

أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَني وَإِيَّاهُمْ إِلى كُلِّ جَمِيل، إِنَّهُ هُوَ المُوَفِّقُ وَالهَادِي إِلى سَوَاءِ السَّبِيل، وَفي النِّهَايَةِ أَقُولُ لِكُلِّ هَؤُلاَءِ الفُضَلاَء، الَّذِينَ ذَكَرْتُهُمْ بِصَفْحَةِ الإِهْدَاء: أَحْبَابَنَا مَا أَجْمَلَ الدُّنيَا بِكُمْ ... لاَ تَقْبُحُ الدُّنيَا وَفِيهَا أَنْتُمُ {يَاسِر الحَمَدَاني}

مقدمة الكتاب

مُقَدِّمَةُ الْكِتَاب: تَبَارَكَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوَام، تَبَارَكَ مَنْ لاَ يَغْفَلُ وَلاَ يَنَام، تَبَارَكَ ذُو الجَلاَلِ وَالإِكْرَام 00 فَالِقُ الإِصْبَاح، وَقَابِضُ الأَرْوَاح، وَمُرْسِلُ الرِّيَاح، الَّذِي لاَ يُحِيطُ بجَمَالِهِ مَدَّاح 0 لَهُ الحَمْدُ في الأُولى وَالآخِرَة، وَاسِعُ الرَّحْمَةِ وَالمَغْفِرَة، سُبْحَانَه سُبحَانَه، لَهُ العِزَّةُ وَالجَبَرُوت، وَلَهُ المُلكُ وَالمَلَكُوت، يُحْيى وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوت 00 يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات، بَدْءاً مِنَ الذَّرَّاتِ وَحَتىَّ المجَرَّات 00!!

إِلَهِي وَمَوْلاَيَ مَا أَعْظَمَكْ ... وَمَنْ في الْوَرَى لاَ يَرَى أَنعُمَكْ {يَاسِر الحَمَدَاني} فَأَنْتَ بِالجُودِ وَالإِحْسَانِ مَوْصُوفُ ... وَكُلُّنَا مِنْكَ بِالنَّعْمَاءِ مَوْصُوفُ {يَاسِر الحَمَدَاني} إِلهِي لَكَ الحَمْدُ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ ... علَى نِعَمٍ مَا كُنْتُ قَطُّ لهَا أَهْلاَ إِذَا زِدْتُّ عِصْيَانًا تَزِيدُ تَفَضُّلاً ... كَأَنيَ بِالعِصْيَانِ أَسْتوْجِبُ الفَضْلاَ

نُسِيءُ إِلَيْكَا؛ وَتحْسِنُ إِلَيْنَا، فَمَا قَطَعْتَ إِحْسَانَكَ، وَلاَ نحْنُ اسْتَحْيَيْنَا 00!! اللَّهُمَّ اعْفُ عَنَّا وَلاَ تَلْعَنَّا، وَخُذْ بِأَيْدِينَا؛ حَتى نُرْضِيَكَ مِثْلَمَا تُرْضِينَا؛ الْعَبْدُ يَهْفُو وَالرَّبُّ يَعْفُو اعْفُ يَا مَوْلاَيَ عَنيِّ ... وَامْحُ مَا قَدْ كَانَ مِنيِّ لاَ تُعَذِّبْني فَإِنيِّ ... فِيكَ قَدْ أَحْسَنْتُ ظَنيِّ {يَاسِر الحَمَدَاني}

عَلَيْكَ اعْتِمَادِي وَفِيكَ اعْتِقَادِي ... وَحُبُّكَ زَادِي لِيَوْمِ اللِّقَاءْ فَأَنْتَ الْقَرِيبُ وَأَنْتَ الرَّقِيبُ ... وَأَنْتَ المجِيبُ سَمِيعُ الدُّعَاءْ دَعَاكَ خُشُوعِي وَسَالَتْ دُمُوعِي ... وَصَعَّدْتُ في اللَّيْلِ مُرَّ الْبُكَاءْ أَنِرْ لي الطَّرِيقَا وَكُنْ بي رَفِيقَا ... إِذَا اجْتَزْتُ ضِيقَا وَحَلَّ الْبَلاَءْ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني، وَالْبَاقِي لِعِصَامِ الْغَزَالي بِتَصَرُّف}

أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا ... في الكَوْنِ كُنْتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً ... حَتىَّ أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنَاً ... وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني وَاللهِ لَوْ عَلِمُواْ بِمَا كَسَبَتْ يَدِي ... لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلقَاني يَا رَبِّ فَانْصُرْني عَلَى نَفْسِي بِمَا ... تَرْضَاهُ وَانْصُرْني عَلَى الشَّيْطَانِ {مِنْ نُونِيَّةِ الْقَحْطَاني بِتَصَرُّف}

إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنْتَ رَغْمَ إِسَاءتي ... إِلَيْكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكْرُ فَمَنْ كَانَ مُعْتَذِرًا إِلَيْكَ بحُجَّةٍ ... فَعُذْرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذْرُ أَتَيْتُكَ مُفْتَقِرًا إِلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ ... لِيُعْجِبَني لَوْلاَ محَبَّتُكَ الفَقْرُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لأَبي نُوَاس، وَالأَخِيرُ لِلْبُحْتُرِيّ 0 بِتَصَرُّف} وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ اللهُ هَادِيًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرَا، وَدَاعِيًا إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرَا، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ تَسْلِيمًا كَثِيرَا 00 اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا محَمَّدٍ عَدَدَ أَوْرَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقْتَ مِنَ البَشَر 00

أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا ... بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى ... وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً ... وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ ... صُمُّ الحَصَى للهِ في يُمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ ... وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى ... أَنْ يَجْمَعَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى ... مَا اشْتَاقَ مُشْتَاقٌ إِلىَ رُؤْيَاكَا {شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ صَاحِبُ المُسْتَطْرَف، بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف}

ثمَّ أَمَّا بَعْد لَقَدْ قَرَأْتُ بِفَضْلِ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ صَحِيحٍ خِلاَلَ تِسْعِ سِنِين؛ قُمْتُ بِاخْتِيَارِ عَشْرَةِ آلاَفٍ مِنهَا صَنَّفْتُهَا في أَبْوَابِ الْفَضَائِلِ وَمَكَارِمِ الأَخْلاَق، ثُمَّ عُدْتُ مجَدَّدًا لِفَرْزِ الْعَشْرَةِ آلاَفِ لاِخْتِيَارِ أَجْوَدِ مَا فِيهَا، وَسَمَّيْتُهَا: " جَوَاهِرُ مِن أَقْوَالِ الرَّسُول " وَجَعَلْتُهَا ثَلاَثَةَ أَبْوَاب:

الْبَابُ الأَوَّل: في المُثُلِ وَالْقِيَمِ وَالْفَضَائِلِ وَمَكَارِمِ الأَخْلاَق 0 الْبَابُ الثَّاني: في الْفِتَنِ وَالمَلاَحِمِ كَمَلْحَمَتيِ التُّرْكِ الَّتي قِيلَ أَنَّهَا ظَهَرَتْ، وَمَلْحَمَةِ الرُّومِ الَّتي لم تَظْهَرْ، وَتحَدَّثْتُ فِيهِ أَيْضَاً عَنْ ظُهُورِالمَهْدِيِّ وَخُرُوجِ الدَّجَّالِ وَنُزُولِ المَسِيحِ وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوج 0 الْبَابُ الثَّالِث: في أَحْدَاثِ الدَّارِ الآخِرَة: وَبَدَأْتُهَا بخُرُوجِ الدَّابَّةِ ثمَّ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، ثمَّ النَّفْخِ في الصُّور، ثمَّ الْبَعْثِ مِنَ الْقُبُور، ثمَّ الحَشْر، ثمَّ الحِسَاب، ثمَّ الصِّرَاط، ثمَّ الجَنَّةِ وَالنَّار 0

وَكَانَ مِنْ تَمَامِ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيّ، وَإِحْسَانِهِ إِليّ: أَن أَلْهَمَني [بَعْدَ وَضْعِ هَذَا الْكِتَابِ وَتَبْوِيبِهِ، وَالَّذي يُشْبِهُ رِيَاضَ الصَّالحِين]: أَن أُلْحِقَ بِهِ جُزْءَاً آخَرَ يُشْبِهُ حَيَاةَ الصَّحَابَة، أَوْ بِالأَحْرَى: حَيَاةُ التَّابِعِين: تَنَاوَلْتُ فِيهِ عُلَمَاءَهُمْ وَفُقَهَاءَهُمْ وَمحَدِّثِيهِمْ وَمُفَسِّرِيهِمْ وَزُهَّادَهُمْ، وَأَوْرَدْتُ أَرْوَعَ مَا نُقِلَ عَنهُمْ مِنَ أَقْوَالِهِمْ وَمَوَاقِفِهِمْ، مُعْتَمِدَاً في اخْتِصَارِي هَذَا: كِتَابَ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ لِلإِمَامِ الذَّهَبيّ، وَاخْتَصَرْتُ بِالتَِّأْكِيد: إِفْرَاطَهُ في ذِكْرِ الشُّيُوخِ وَالتَّلاَمِذَة، وَالرِّوَايَاتِ المُسْنَدَةِ عَنهُمْ، وَاخْتَصَرْتُ تَعْلِيقَاتِهِ بِالتَّأْكِيد، وَاقْتَصَرْتُ عَلَى الجَيِّدِ وَالنَّادِرِ وَالمُفِيد؛ مِن هَذَا الْكِتَابِ الْفَرِيد

فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ في سُطُور، بَعْضَ مَا أُثِرَ مِنَ الدُّرُِّ المَنْثُور عَنْ مَشَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ وَالحُفَّاظ؛ فَإِذَا بي أَعْثُرُ عَلَى كَلاَمٍ في هَذَا الْكِتَابِ عَنهُمْ كَالأَلْمَاظ؛ فَكِتَابُ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء، يُعَدُّ بِحَقٍّ نُزْهَةً لِلْعُقَلاَء؛ نَالَ حُبيِّ وَسَلَبَ لُبيِّ وَهُوَ جَدِيرٌ بِسَلْبِ الْقُلُوبِ وَالأَلْبَاب، فَإِنَّ التَّرَاجِمَ شَيْءٌ عُجَاب؛ وَلِذَا قَرَّرْتُ اخْتِصَارَ هَذَا الْكِتَاب؛ لاَ سِيَّمَا أَنَّهُ في رَأْيِي [وَهُوَ الْكِتَابُ الثَّمِين] لَمْ يَسْلَمْ كَسَائِرِ كُتُبِ المُؤَلِّفِين، مِن عَرْضِ الْغَثِّ إِلىَ جَانِبِ السَّمِين؛ فَعَكَفْتُ عَدَّةَ أَشْهُرٍ عَلَيْه، جَمَعْتُ خِلاَلَهَا كُلَّ النَوَادِرِ وَالجَوَاهِرِ الَّتي بَينَ دَفَّتَيْه، وَعَنوَنْتُهَا بِعُنوَان: " أَعْلاَمُ الحُفَّاظ " قَسَّمْتُ هَذَا الْبَابَ إِلىَ سَبْعَةِ أَقْسَام:

الْقِسْمُ الأَوَّل: أَوْرَدْتُ فِيهِ تَرَاجِمَ أَئِمَّةِ الحُفَِّاظِ وَالمحَدِّثِين 0 الْقِسْمُ الثَّاني: أَوْرَدْتُ فِيهِ تَرَاجِمَ كِبَارِ الحُفَِّاظِ وَالمحَدِّثِين 0 الْقِسْمُ الثَّالِث: أَوْرَدْتُ فِيهِ تَرَاجِمَ صِغَارِ الحُفَِّاظِ وَالمحَدِّثِين 0 الْقِسْمُ الرَّابِع: أَوْرَدْتُ فِيهِ تَرَاجِمَ النُّقَّادِ مِنَ المحَدِّثِينَ وَالحُفَّاظ 0 الْقِسْمُ الخَامِس: أَوْرَدْتُ فِيهِ تَرَاجِمَ الْفُقَهَاءِ مِنَ المحَدِّثِينَ وَالحُفَّاظ 0 الْقِسْمُ السَّادِس: أَوْرَدْتُ فِيهِ تَرَاجِمَ المُفَسِّرِين مِنَ المحَدِّثِينَ وَالحُفَّاظ 0 الْقِسْمُ السَّابِع: أَوْرَدْتُ فِيهِ تَرَاجِمَ الْقضَاةِ وَالْوُلاَةِ وَالنُّحَاةِ مِنَ المحَدِّثِينَ وَالحُفَّاظ 0

الْقِسْمُ الثَّامِن: أَوْرَدْتُ فِيهِ تَرَاجِمَ الزُّهَّادِ مِنَ المحَدِّثِينَ وَالحُفَّاظ 0 الْقِسْمُ التَّاسِع: أَوْرَدْتُ فِيهِ تَرَاجِمَ المَشَاهِيرِ مِن آلِ الْبَيْتِ مِنَ المحَدِّثِينَ وَالحُفَّاظ 0 أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنيِّ بِقَبُولٍ حَسَن، وَأَنْ يُوقِظَ بِهِ المُسْلِمِينَ مِن هَذَا الْوَسَن، وَأَنْ يَكْفِيَني وَإِيَّاهُمْ شُرُورَ هَذَا الزَّمَن، وَأَنْ يُجَنِّبَنَا مَصَائِدَ الشَّيْطَانِ وَمُغْرِيَاتِ الْفِتَن، وَأَنْ يَجْعَلَ لِكِتَابي هَذَا بَرَكَةً بَينَ المُسْلِمِين، تَفُوقُ بَرَكَةَ رِيَاضِ الصَّالحِين، وَأَنْ تَعْمُرَ بِهِ قُلُوبُ وَبُيُوتُ المُؤْمِنِين؛ فَإِنَّ الحَبِيبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ أَلْفَاظ: كَالأَلْمَاظ، وَنُصُوص: كَالْفُصُوص، وَكَيْفَ لاَ يَكُونُ كَلاَمُهُ عَظِيمَ المحْتَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى 00؟!

تمهيد الكتاب

أَهَمِّيَّةُ السُّنَّة: إِنَّ أَمْرَاضَ الأُمَّةِ كَثِيرَةٌ كَثِيرَةٌ أَيُّهَا الأَحِبَّة، وَلاَ يَكْفِي لِعِلاَجِهَا عِدَّةُ أَطِبَّة، وَكُلُّهَا سَبَبُهَا الجَهْل، وَهُوَ مَرَضٌ لَيْسَ بِالهَيِّنِ وَلاَ السَّهْل، بَلْ كَفَى بِهِ مِنْ دَاء؛ وَلِذَا فَالْعِلْمُ هُوَ الدَّوَاء 0 وَكَأَنَّ اللهَ جَلَّ ذِكْرُهُ لَمَّا أَرَادَ التَّأْكِيدَ عَلَى أَنَّ الْعِلْمَ الَّذِي سَوْفَ نَتَحَدَّثُ عَنهُ هُوَ الدَّوَاء؛ سَمَّاهُ الحِكْمَة 00 مِنْ نَاحِيَةٍ لأَنَّ الحِكْمَةَ كَمَا في لِسَانِ الْعَرَب: هِيَ الصِّنَاعَةُ الدَّقِيقَة، وَلاَ تُطْلَقُ إِلاَّ عَلَى أَشْرَفِ الْعُلُوم: كَالطِّبّ؛ فَتَرَى النَّاسَ يُطْلِقُونَ عَلَى الطَّبِيبِ حَكِيمَاً 0

وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى لاِحْتِوَائِهَا عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الحِكَمِ الرَّفِيعَة 0 الْعِلْمُ الَِّذِي سَنَتَحَدَّثُ عَنهُ هُوَ السُّنَّة، وَهَذِهِ بَعْضُ الآيَاتُ الَّتي لَقَّبَهَا اللهُ جَلَّ وَعَلاَ فِيهَا بِالحِكْمَة: قَالَ تَعَالىَ لِنِسَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى في بُيُوتِكُنَّ مِن آيَاتِ اللهِ وَالحِكْمَة}

{لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِن أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُواْ مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِين} {آلِ عِمْرَان/164} وَفي النِّهَايَة؛ أَخْتِمُ بِهَذِهِ الآيَة: {يُؤْتي الحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرَاً كَثِيرَاً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَاب} {البَقَرَة/269} فَالسُّنَّةُ سَمَّاهَا اللهُ جَلَّ وَعَلاَ حِكْمَةً في الآيَتَينِ الأُولَيَين؛ لأَنَّهَا تُشَخِّصُ أَمْرَاضَ الأُمَّةِ كَالحُكَمَاء: أَيِ الأَطِبَّاء 0

وَسَمَّاهَا أَيْضَاً نُورَاْ؛ فَقَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {قَدْ جَاءكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِين} {المَائِدَة/15} أَلاَ تُلاَحِظُ يَرْحَمُكَ اللهُ أَنَّ شَهَادَتَكَ لاَ تَكْمُلُ بِقَوْلِكَ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " 0مِن غَيرِ أَنْ تَقُول: " محَمَِّدٌ رَسُولُ الله " 00؟! يَا أُخَيَّاه؛ يَا مُسْلِمُ يَا مَنْ وَحَّدْتَ الله، وَشَهِدْتَ أَنَّ محَمَّدَاً رَسُولُ الله؛ لِمَ تَقْرَأُ كِتَابَ الله؛ وَلاَ تَقْرَأُ أَحَادِيثَ رَسُولِ الله 00؟! أَلَسْنَا نُحِبُّ رَسُولَ الله 00؟! أَلَمْ نَغْضَبْ حِينَ شَتَمَهُ الْغَرْب 00؟!

إِنَّ أَحَادِيثَ المُصْطَفَى: مَا رَجَعَ إِلَيْهَا أَيُّ بَاحِثٍ في الْفُرُوعِ إِلاَّ اكْتَفَى: تجِدُ فِيهَا الْعَقِيدَة، وَتجِدُ فِيهَا السِّيرَة، وَتجِدُ فِيهَا التَّرَاجِم، وَتجِدُ فِيهَا الْفِقْه، وَتجِدُ فِيهَا التَّفْسِير، وَتجِدُ فِيهَا مَكَارِمَ الأَخْلاَق 0 لاَ تَضَعِ الأَحَادِيثَ في كِفَّة، وَالْقُرْآنَ في الْكِفَّةِ الأُخْرَى، فَإِنَّ كُلاًّ مِنهُمَا يُكَمِّلُ الآخَر، وَلاَ تَعَارُضَ بَيْنَهُمَا عَلَى الإِطْلاَق 0

بَلْ إِنَّ الأَحَادِيثَ تُوصِيكَ بِالْقُرْآنِ خَيرَاً؛ أَلَسْنَا نَحْفَظٌ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَاهِرُ بِالقُرْآن: مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَة، وَالَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيه، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقّ: لَهُ أَجْرَان " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 798 / عَبْد البَاقِي]

وَقَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآن: كَالبَيْتِ الخَرِب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (1947)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

أَنَا لاَ آمُرُكَ أَنْ تَنْصَرِفَ عَنِ الْقُرْآنِ أَوْ أَنْ تَهْجُرَه، وَلكِن أُرِيدُ أَن أَقُولَ لَكَ قَوْلاً أَرْجُو أَنْ تَذْكُرَه: مِنَ الخَطَإِ الشَّنِيع: أَنْ نَعْتَقِدَ أَنَّ القُرْآنَ وَحْدَهُ هُوَ مَصْدَرُ التَّشْرِيع 00!!

كَيْفَ عَرَفْنَا عَدَدَ رَكَعَاتِ الصَّلاَة؟ وَأَنْصِبَةَ الزَّكَاة؟ وَأَحْكَامَ الصِّيَام؟ وَمَناسِكَ الحَجِّ وَشَرَائِعَ الإِسْلاَم؟ إِلاَّ مِن أَحَادِيثِ النَّبيِّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم 00؟! لَوْ قَالَ رَجُلٌ أَنَا سَأَعْمَلُ بِالْقُرْآنِ فَقَطْ، أَمَّا السُّنَّة [أَحَادِيث النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] لَيْسَ لي بِهَا حَاجَة؛ هَلْ هَذَا الرَّجُلُ يُقْبَلُ مِنهُ شَيْء 00؟ وَلأَجْلِ هَذَا أَوْصَى الْقُرْآنُ بِالسُّنَّةِ خَيرًا؛ فَقالَ تَعَالىَ:

{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنهُ فَانْتَهُواْ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَاب} عَنِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفَاً كَثِيرَاً؛ فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ المَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِين " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد، وَالأُسْتَاذ شُعيب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنيِّ أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمَا يَعْدِلُه، يُوشِكُ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ أَنْ يَقُول: بَيْني وَبَيْنَكُمْ هَذَا الْكِتَاب؛ فَمَا كَانَ فِيهِ مِن حَلاَلٍ أَحْلَلْنَاه، وَمَا كَانَ فِيهِ مِن حَرَامٍ حَرَّمْنَاه، أَلاَ وَإِنَّهُ لَيْسَ كَذَلِك " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: إِسْنَادُهُ قَوِيّ 0 ح / ر: 12]

عَنِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَيحْسِبُ أَحَدُكُمْ مُتَّكِئَاً عَلَى أَرِيكَتِهِ قَدْ يَظُنُّ أَنَّ اللهَ لَمْ يحَرِّمْ شَيْئَاً إِلاَّ مَا في هَذَا القُرْآن أَلاَ وَإِنيِّ وَاللهِ قَدْ وَعَظْتُ وَأَمَرْتُ وَنَهَيْتُ عَن أَشْيَاء؛ إِنَّهَا لَمِثْلُ القُرْآنِ أَوْ أَكْثَر " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (882)، رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في سُنَنِه]

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ مُعَلِّقَاً عَلَى هَذَيْنِ الحَدِيثَين: «بَيَّنَ أَنَّهُ أُنزِلَ عَلَيْهِ وَحْيٌ آخَرُ وَهُوَ الحِكْمَةُ غَيْرَ الكِتَاب» 0 [الْفَتَاوَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة]

إِنَّنيِّ لآسَى أَشَدَّ الأَسَى، وَآسَفُ أَشَدَّ الأَسَف؛ عِنْدَمَا يَأْتي شَهْرُ رَمَضَان، وَأَرَى الجَمِيعَ قَدْ أَمْسَكَ المَصَاحِفَ يَقْرَأُ الْقُرْآن، وَأُفَتِّشُ بِأَبْصَارِي بَينَ السَِّوَارِي عَنْ قَارِئٍ في البُخَارِي فَلاَ أَجِد؛ وَيَنْقَلِبُ إِليَّ البَصَرُ خَاسِئَاً وَهُوَ حَسِير؛ وَأَقُولُ في نَفْسِي: أَلاَ يُحِبُّونَ الْبَشِيرَ النَّذِير؟ وَلاَ شَكَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ حَالُ النَِّاسِ في رَمَضَان؛ فَأَحْوَالُهُمْ في غَيرِهِ تَبْعَثُ عَلَى الأَحْزَان 0

يَا مَنْ تُضَيِّعُ السَّاعَاتِ عَلَى الصُّحُف؛ هَلْ كَلاَمُ الأَهْرَامِ أَوِ الأَخْبَار: أَفْضَلُ عِنْدَكَ مِنْ كَلاَمِ النَّبيِّ المُخْتَار 00؟! أَحَادِيثُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ مَاذَا قَدَّمْنَا لَهَا؟ هَلْ أَخَذْنَاهَا؟ كَلاَّ بَلْ نَبَذْنَاهَا وَرَاءَ ظُهُورِنَا؛ فَإِلى مَتى نُوَلِّيهَا ظُهُورَنَا 00؟ مَتى نَحْفَظُ الحَدِيثَ النَّبَوِيَّ كَمَا نحْفَظُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآن 00؟ إِنَّنَا لَفِي زَمَنٍ بَغِيض؛ وَصَلَتْ فِيهِ الأُمَّةُ لِلْحَضِيض، وَتحَوَّلَتْ مِنَ النَّقِيضِ إِلى النَّقِيض 00

كَيْفَ يَنْصُرُنَا اللهُ وَنحْنُ نَحْفَظُ مِنْ كَلِمَاتِ الأَغَاني: أَكْثَرَ مِمَّا نحْفَظُ مِنْ كَلِمَاتِ النَِّبيِّ الْعَدْنَانِ؟ إِنَّني سَأَطْرَحُ سُؤَالاً وَاضِحَاً: وَأَنْتَ تَرَى ابْنَكَ يَحْفَظُ حَدِيثًا مُقَرَّرَاً عَلَيْهِ لِلإِمَامِ البُخَارِي؛ هَلْ لَدَيْكَ مَعْلُومَةٌ وَاحِدَةٌ تَقُولُهَا لاِبْنِكَ عَنِ الإِمَامِ الْبُخَارِيّ 00؟ هَلْ تَعْلَمُ كَمْ كَانَ يَحْقَظُ مِنَ الأَحَادِيثِ حَتىَّ يَقْتَدِيَ بِهِ ابْنُكَ في حِفْظِهِ لِلْحَدِيث 00؟ هَلْ تَعْلَمُ كَمْ عَدَدُ أَحَادِيثِ صَحِيحِ الإِمَامِ الْبُخَارِي 00؟

هَلْ تَعْلَمُ مِنْ كَمْ حَدِيثٍ اخْتَارَهَا 00؟ إِنَّكَ عِنْدَمَا يَنْجَحُ ابْنُكَ أَوْ يَتَفَوَّق؛ فَإِنَّكَ تَقُولُ لَهُ سَأَشْتَرِي لَكَ عَجَلَة!! انْتَهِزْهَا فُرْصَةً يَوْمَاً وَقُلْ لَهُ: سَأَشْتَرِي لَكَ صَحِيحَ الإِمَامِ الْبُخَارِي 00 وَاللهِ إِنَّهُ لَيَفُتُّ في عَضُدِي، وَيُحْرِقُ كَبِدِي، وَيَقْتُلُني مِنَ الْكَمَدِ: عِنْدَمَا أَجِدُ أَنَّ مَا نَعْرِفُهُ عَنِ المُغَنِّينَ وَالمُمَثِّلِين، وَالخَبِيثَاتِ وَالخَبِيثِين: أَكْثَرُ مِمَّا نَعْرِفُهُ عَنِ الْعُلَمَاءِ وَالمحَدِّثِين 00!!

هَلْ تَعْلَمُ كَمْ كَانَ يَحْقَظُ الإِمَامُ أَحْمَد، وَأَبُو زُرْعَة الرَّازِي، وَمَا دَوَِّنَهُ ابْنُ عُقْدَةَ وَالجَعَّابيُّ وَيحْيى ابْنُ مَعِين؟ إِنَّهُ يَا أَخِي مَلاَيِين 00!! أَلَيْسَ عَارَاً عَلَيْكَ أَنْ يحْفَظُواْ لَكَ هَذِهِ المَلاَيِيِنَ يَا أَخَا الإِسْلاَم: مِن أَحَادِيثِ النَّبيِّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم؛ وَتَعْجَزُ أَنْتَ حَتىَّ عَن حِفْظِ الأَرْقَام 00؟

سَوْفَ أَذْكُرُ لَكَ هَذِهِ الأَرْقَام؛ لِتَنْظُرَ إِلى أَحْوَالِهِمْ وَتَبْكِيَ عَلَى حَالِك، كَانُواْ في شُغُلٍ أَفْضَلَ مِن أَشْغَالِك؛ أَلاَ تَسْتَحِي أَنْ يَجْمَعُواْ هُمُ الأَحَادِيثَ وَأَنْتَ تَجْمَعُ في أَمْوَلِك 00!! كَانُواْ بِالْعِلْمِ يَقِيسُونَ الثَّرَاء؛ ذَلِكَ لأَنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاء، وَإِنَّمَا يخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاء 0

كَيْفَ بِكَ إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ وَاحِدَاً كَالإِمَامِ البُخَارِيّ: سَافَرَ مِنْ بَلَدٍ لِبَلَدٍ مِن أَجْلِ حَدِيثٍ وَاحِد، وَعِنْدَمَا وَصَلَ لِلرَِّجُلِ الَّذِي مَعَهُ الحَدِيثُ وَجَدَهُ قَدْ شَرَدَ بَعِيرٌ لَهُ فَخَرَجَ يَطْلُبُه؛ فَظَلَّ يُشِيرُ إِلَيْهِ فَاتِحَاً ثَوْبَهُ كَأَنَّهُ يَحْمِلُ لَهُ غَلَّة؛ حَتىَّ انخَدَعَ الْبَعِيرُ فَأَقْبَلَ مُهْطِعَاً قَانِعَاً فَأَمْسَكَهُ وَأَدْخَلَهُ 00 فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ عَادَ عَلَى أَدْرَاجِهِ وَلَمْ يَأْخُذْ عَن هَذَا الشَّيْخِ شَيْئَا 00!!

وَحَتىَّ لاَ يُسَفِّهَ بَعْضُ الأَقْزَام: تَصَرُّفَ الإِمَام، أَوْ يَقُولَ أَحَدُ هَؤُلاَءِ الطَّغَام: أَيُضَحِّي بِأَحَادِيثِ النَّبيِّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم؛ مِن أَجْلِ أَوْهَام 00؟! هَدَاني اللهُ بِفَضْلِهِ إِلى حَدِيث؛ يُرَدُّ بِهِ عَلَى هَذَا الخَبِيث: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَعَتْني أُمِّي يَوْمَاً وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ في بَيْتِنَا فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: هَا تَعَالَ أُعْطِك؛ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيه " 00 قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أُعْطِيهِ تَمْرَاً؛ فَقَالَ لهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئَاً: كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (748)، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4991] إِنَّكَ يَا أَخِي في مَسِيسِ الحَاجَةِ إِلىَ دِرَاسَةِ الحَدِيث، لاَ سِيَّمَا في ظِلِّ هَذَا الْعصْرِ الحَدِيث، [أَوْ قُلْ بِالأَحْرَى] الْعصْرِ الخَبِيث 00

قَدْ تَنْصَحُ أَخَاكَ إِذَا مَا وَقَعَ في الحَرَام؛ فَلاَ يُعْجِبُهُ مِنْكَ الْكَلاَم، وَلَكِنَّهُ سَيُنْصِتُ لاَ شَكَّ إِذَا قُلْتَ لَهُ قَالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ وَقَالَ رَسُولُهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم 00 لَيْسَ شَرْطًا أَنْ تَكُونَ شَيْخَ الأَزْهَر؛ حَتىَّ تَأْمُرَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنهَى عَنِ المُنْكَر

أَعْلاَمُ الحُفَّاظ الإِمَامُ البُخَارِيّ قَالَ الإِمَامُ ابْنُ خُزَيْمَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه: " مَا رَأَيْتُ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْفَظَ لَهُ مِنْ محَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ " البُخَارِيّ " " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 432/ 12]

قَالَ جَعْفَرُ بْنُ محَمَّدٍ الْقَطَّان / إِمَامُ كَرْمِينِيَّة [مَدِينَةٌ بَينَ بُخَارَى وَسَمَرْقَنْد]: " سَمِعْتُ محَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ يَقُول: كَتَبْتُ عَن أَلْفِ شَيْخٍ وَأَكْثَر: عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنهُمْ عَشْرَةَ آلاَفٍ وَأَكْثَر، مَا عِنْدِي حَدِيثٌ إِلاَّ أَذْكُرُ إِسْنَادَه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 408/ 12]

قَالَ محَمَّدُ بْنُ أَبي حَاتِم: " كَانَ الْبُخَارِيُّ إِذَا كُنْتُ مَعَهُ في سَفَرٍ يَجْمَعُنَا بَيْتٌ وَاحِد: أَرَاهُ يَقُومُ في لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّة إِلى عِشْرِينَ مَرَّة؛ في كُلِّ ذَلِكَ يَأْخُذُ الْقَدَّاحَةَ فَيُورِي نَارَاً وَيُسْرِج، ثُمَّ يُخْرِجُ أَحَادِيثَ فَيُعَلِّمُ عَلَيْهَا " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء بِاخْتِصَارٍ يَسِير 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 404/ 12]

قَالَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه: " صَنَّفْتُ كِتَابَ الصَّحِيحِ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَة، خَرَّجْتُهُ مِنْ سِتِّمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ الْكَمَال، وَكِتَابِ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء] وَجَاءَ في كِتَابِ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ عَنِ الإِمَامِ البُخَارِيِّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَال: " مَا وَضَعْتُ في كِتَابي الصَّحِيحِ حَدِيثًا؛ إِلاَّ اغْتَسَلْتُ قَبْلَ ذَلِكَ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَين " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في " سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء " طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 402/ 12]

وَعَنْ محَمَّدِ بْنِ أَبي حَاتمٍ الوَرَّاقِ عَن حَاشِدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَآخَرَ قَالاَ: " كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ يَخْتَلِفُ إِلى مَشَايِخِ البَصْرَةَ وَهُوَ غُلاَم، فَلاَ يَكْتُبُ شَيْئَا، حَتىَّ أَتَى عَلَى ذَلِكَ أَيَّام؛ فَكُنَّا نَقُولُ لَه: إِنَّكَ تخْتَلِفُ مَعَنَا وَلاَ تَكْتُب؛ فَمَاذَا تَصْنَع 00؟! فَقَالَ لَنَا بَعْدَ سِتَّةَ عَشَرَ يَوْمًا: إِنَّكُمَا قَدْ أَكْثَرْتُمَا عَلَيَّ وَأَلحَحْتُمَا ـ أَيْ ضَايَقْتُمَاني بِسُؤَالِكُمَا، الَّذِي رُبَّمَا كَانَ يحْمِلُ سُخْرِيَةً بِالبُخَارِيّ، وَكَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ لَهُ بِلِسَانِ الحَال: مَا الَّذِي يجْعَلُكَ تُزَاحِمُنَا وَأَنْتَ لاَ تَزِيدُ عَلَى أَنْ تَلْهُوَ بِالغُدُوِّ وَالرَّوَاحِ إِلى مجَالِسِ العِلْم ـ فَقَالَ لَهُمَا الإِمَامُ البُخَارِيّ: فَاعْرِضَا عَلَيَّ مَا

كَتَبْتُمَا؛ فَأَخْرَجْنَا إِلَيْهِ مَا كَانَ عِنْدَنَا، فَزَادَ عَلَى خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيث، فَقَرَأَهَا كُلَّهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْب؛ حَتىَّ جَعَلْنَا نَضْبِطُ كُتُبَنَا مِن حِفْظِهِ، ثُمَّ قَال: أَتَرَوْنَ أَنيِّ أَخْتَلِفُ هَدَرًا وَأُضَيِّعُ وَقْتي سُدَىً 00؟ ـ أَيْ: أَتَرَوْنَ أَنيِّ كُنْتُ أُهْدِرُ وَقْتي سُدَىً ـ فَعَرَفْنَا أَنَّهُ لاَ يَتَقَدَّمُهُ أَحَد " 0 [ذَكَرَهَا الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء وَفي تَذْكِرَةِ الحُفَّاظ] عَنْ محَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ قَال: " سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُول: أَحْفَظُ مِاْئَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ صَحِيح، وَمِاْئَتيْ أَلْفِ حَدِيثٍ غَيرِ صَحِيح " 0 [تَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ لِلإِمَامِ الذَّهَبي، وَالشَّذَا الْفَيَّاح، وَمُقَدِّمَةُ ابْنِ الصَّلاَح 0 ص: 89/ 1]

وَعَن أَبي أَحْمَدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيٍّ الحَافِظِ أَنَّهُ قَالَ بِاخْتِصَار: " لَمَّا قَدِمَ محَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ بَغْدَاد؛ سَمِعَ بِهِ أَصْحَابُ الحَدِيثِ فَاجْتَمَعُواْ، وَعَمَدُوا إِلى مِاْئَةِ حَدِيثٍ فَقَلَبُواْ مُتُونَهَا وَأَسَانِيدَهَا، وَجَعَلُواْ مَتنَ هَذَا إِسْنَادَ هَذَا، وَإِسْنَادَ هَذَا مَتنَ هَذَا، وَدَفَعُواْ إِلى كُل وَاحِدٍ مِنهُمْ عَشَرَةَ أَحَادِيث؛ لِيُلْقُوهَا عَلَيْهِ في المجْلِس؛ فَاجْتَمَعَ النَّاس، وَانْتُدِبَ أَحَدُهُمْ؛ فَسَأَلَ الْبُخَارِيَّ عَن حَدِيثٍ مِن عَشَرَتِه؟ فَقَالَ لاَ أَعْرِفُه، وَسَأَلَهُ عَن آخَر؟

فَقَالَ لاَ أَعْرِفُه، وَكَذَا حَتىَّ فَرَغَ مِن عَشَرَتِه، فَكَانَ الْفُقَهَاءُ يَلْتَفِتُ بَعْضُهُمْ إِلىَ بَعْضٍ وَيَقُولُون: الرَّجُلُ فَهِم، وَمَنْ كَانَ لاَ يَدْرِي مِنهُمْ كَانَ يَقْضِي عَلَى الْبُخَارِيِّ بِالْعَجْز، ثُمَّ انْتُدِبَ آخَرُ فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ الأَوَّل، وَالْبُخَارِيُّ في كُلِّ هَذَا يَقُولُ لاَ أَعْرِفُه، ثُمَّ الثَّالِثُ وَالرَّابِعُ إِلىَ تَمَامِ الْعَشَرَةِ نَفَر، وَهُوَ لاَ يَزِيدُهُمْ عَلَى قَوْلِهِ لاَ أَعْرِفُه؛ فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ فَرَغُواْ؛ الْتَفَتَ إِلى الأَوَّلِ مِنهُمْ فَقَال: أَمَّا حَدِيثُكَ الأَوَّل: فَكَذَا وَكَذَا، وَأَمَّا حَدِيثُكَ الثَّاني: فَكَذَا وَكَذَا، وَأَمَّا حَدِيثُكَ الثَّالِث: فَكَذَا وَكَذَا، حَتىَّ أَجَابَ الْعَشَرَةَ أَفْرَاد، وَرَدَّ كُلَّ مَتنٍ إِلىَ إِسْنَادِه؛ فَأَقَرَّ لَهُ

النَّاسُ بِالحِفْظ؛ وَقَطَعَتْ جَهِيزَةُ قَوْلَ كُلِّ خَطِيب " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في " سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء " طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 408/ 12] الإِمَامُ أَبُو دَاوُد قَالَ الإِمَامُ أَبُو دَاوُد: " كَتَبْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث، انْتَخَبْتُ مِنهَا مَا ضَمَّنْتُهُ هَذَا الْكِتَاب ـ أَيِ السُّنَن ـ جَمَعْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ وَثمَانِمِاْئَةِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ الْكَمَال، وَكِتَابِ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء، وَكِتَابِ تَارِيخِ دِمَشْق] وَقَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيب: " قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو دَاوُدَ وَأَمْلَى عَلَيْنَا مِن حِفْظِهِ مِاْئَةَ أَلْفِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ لِلإِمَامِ ابْنِ حَجَر]

يَحْيىَ بْنُ مَعِين قَالَ يَحْيىَ بْنُ مَعِين: " كَتَبْتُ بِيَدِي: أَلْفَ أَلْفِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء] أَبُو بَكْرِ بْنُ محَمَّدِ بْنِ الجَعَّابيّ قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ محَمَّدِ بْنِ الجَعَّابيّ: " أَحْفَظُ أَرْبَعَمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث، وَأُذَاكِرُ بِسِتِّمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث " 0 [جَاءَ هَذَا في تَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ لِلإِمَامِ الذَّهَبي، وَفي سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء] أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَة قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَة: " أَحْفَظُ بِالأَسَانِيدِ وَالمُتُونِ خَمْسِينَ وَمِاْئَتيْ أَلْفِ حَدِيث، وَأُذَاكِرُ بِسِتِّمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ لِسَانِ المِيزَانِ لِلإِمَامِ ابْنِ حَجَر] أَبُو مَسْعُودٍ الرَّازِي

قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ الرَّازِي: " كَتَبْتُ عَن أَلْفٍ وَسَبْعِمِائَةِ شَيْخ، وَكَتَبْتُ أَلْفَ أَلْفِ حَدِيث، وَخَمْسَمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ الْكَمَال، وَكِتَابِ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء، وَكِتَابِ تَارِيخِ دِمَشْق] وَيُمْكِنُ أَنْ نَسْتَنْتِجَ مِمَّا حَفِظَهُ الإِمَامُ أَحْمَد، وَمِمَّا كَتَبَهُ يَحْيىَ بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو مَسْعُودٍ الرَّازِي: أَنَّ أَحَادِيثَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ تَقِلُّ بحَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ عَنْ مِلْيُونَ وَنِصْف ـ بمَجْمُوعِ أَسَانِيدِهَا وَطُرُقِهَا المُخْتَلِفَة، وَإِنِ اخْتَلَفَتْ أَوِ اتَّفَقَتْ مُتُونُهَا ـ أَيْ نُصُوصُهَا، لاَ سِيَّمَا إِذَا نَظَرْنَا إِلى مَا عِنْدَ غَيرِ هَؤُلاَءِ في العُصُورِ المخْتَلِفَة 0 {إِعْدَادُ الكَاتِب / يَاسِر الحَمْدَاني}

فضل قراءة ودراسة أحاديث النبي

فَضْلُ قِرَاءَةِ وَدِرَاسَةِ الحَدِيثِ النَّبَوِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ قِرَاءَةُ الحَدِيث: [1] قَالَ الإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ الله: " السُّنَّةُ سَفِينَةُ نُوح، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنهَا غَرِق [الْفَتَاوَى الْكُبْرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة]

[2] حَدَّثَ ابْنُ أَبي حَاتمٍ الْوَرَّاقُ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ أَنَّهُ قَال: " قِرَاءَةُ الحَدِيثِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَةِ التَّطَوُّع، وَقَالَ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَه: طَلَبُ الْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ النَّافلَة " [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 24/ 10]

{وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقَا} {النِّسَاء/69} [3] حَدَّثَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: ((الصَّالِحُون: هُمْ أَصْحَابُ الحَدِيث)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 470/ 8]

[4] حَدَّثَ الْفِرْيَابيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ أَنَّهُ قَال: ((مَا عَمَلٌ أَفْضَلُ مِنَ الحَدِيثِ إِذَا صَحَّتِ النِّيَّةُ فِيه)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 257/ 7]

[5] حَدَّثَ طَاهِرُ بْنُ محَمَّدٍ المَصِّيصِيُّ عَنْ وَكِيعِ بْنِ الجَرَّاحِ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ أَنَّهُ قَال: ((لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ الصَّلاَةَ أَفْضَلُ مِنَ الحَدِيثِ مَا حَدَّثْتُكُمْ)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 152/ 9]

[6] قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيب: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ بْنَ زَرْقَوَيْهِ يَقُول: حَدَّثَني محَمَّدُ بْنُ يحْيىَ الْكَرْمَانيَّ يَقُول: كُنْتُ يَوْمَاً بِحَضْرَةِ أَبي عَلِيٍّ بْنِ شَاذَانَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه؛ فَدَخَلَ شَابٌّ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَال: أَيُّكُمْ أَبُو عَلِيٍّ بْنُ شَاذَان 00؟ فَأَشَرْنَا إِلَيْهِ فَقَال: أَيُّهَا الشَّيْخ 00؟ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المَنَامِ فَقَالَ لي: سَلْ عَن أَبي عَلِيِّ بْنِ شَاذَان؛ فَإِذَا لَقِيتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنيِّ السَّلاَم، وَانْصَرَفَ الشَّابّ؛ فَبَكَى الشَّيْخُ وَقَال: مَا أَعْرِفُ لي عَمَلاً أَسْتَحِقُّ بِهِ هَذَا إِلاََّ أَنْ يَكُونَ صَبْرِي عَلَى قِرَاءَةِ الحَدِيث، وَتَكْرِيرَ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا ذُكِر " [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 419/ 17]

ـ دِرَاسَةُ الحَدِيث: [7] حَدَّثَ المُزَنيُّ عَنِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ أَنَّهُ قَالَ لأَصْحَابِ الحَدِيث: ((مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ عَظُمَتْ قِيمَتُه، وَمَنْ تَكَلَّمَ في الْفِقْهِ نَمَا قَدْرُه، وَمَنْ كَتَبَ الحَدِيثَ قَوِيَتْ حُجَّتُه، وَمَنْ نَظَرَ في اللُّغَةِ [أَيِ في الشِّعْرِ وَالأَدَبِ وَالرَّقَائِقِ] رَقَّ طَبْعُه، وَمَنْ نَظَرَ في الحِسَابِ جَزُلَ رَأْيُه، وَمَنْ لَمْ يَصُنْ نَفْسَهُ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُه)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 25/ 10]

[8] عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ أَنَّهُ قَال:… ((مَنْ طَلَبَ الْعَرَبِيَّةَ فَآخِرُهُ مُؤَدِّب، وَمَنْ طَلَبَ الشِّعْرَ فَآخِرُهُ شَاعِرٌ يَهْجُو أَوْ يَمْدَحُ بِالبَاطِل، وَمَنْ طَلَبَ الْكَلاَمَ فَآخِرُ أَمْرِهِ الزَّنْدَقَة، وَمَنْ طَلَبَ الحَدِيث: فَإِنْ قَامَ بِهِ؛ كَانَ إِمَامَاً)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 200/ 9]

[9] حَدَّثَ حَاتِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكَرْمَانيُّ عَنْ يحْيىَ بْنِ أَبي بُكَيْرٍ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّهُ قَال: " قِيلَ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيّ: إِلىَ مَتىَ تَطْلُبُ الحَدِيث 00؟ قَالَ رَحِمَهُ الله: وَأَيُّ خَيْرٍ أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الحَدِيثِ فَأَصِيرَ إِلَيْه؛ إِنَّ الحَدِيثَ خَيرُ عُلُومِ الدُّنْيَا "؟ [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 244/ 7]

[10] حَدَّثَ قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ أَنَّهُ قَال: ((المَلاَئِكَةُ حُرَّاسُ السَّمَاء، وَأَصْحَابُ الحَدِيثِ حُرَّاسُ الأَرْض)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 275/ 7]

[11] حَدَّثَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ أَنَّهُ قَالَ لأَصْحَابِ الحَدِيث: ((أَنْتُم الصَّيَادِلَة، وَنَحْنُ الأَطِبَّاء)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 24/ 10]

[12] وَيُرْوَى بِطَرِيقَيْنِ عَنِ الْبُوَيْطِيِّ عَنِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ أَنَّهُ قَال: ((إِذَا رَأَيْتُ رَجُلاً مِن أَصْحَابِ الحَدِيث: فَكَأَنيِّ رَأَيْتُ رَجُلاً مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، جَزَاهُمُ اللهُ خَيْرَاً؛ هُمْ حَفِظُواْ لَنَا الأَصْل؛ فَلَهُمْ عَلَيْنَا الْفَضْل)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 60/ 10]

[13] وَيُرْوَى عَنِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ أَنَّهُ قَال: ((لَوْلاَ المحَابر؛ لَخَطَبَتِ الزَّنَادقَةُ عَلَى المَنَابر)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 71/ 10]

ـ ذَمُّ الاِجْتِرَاءِ عَلَى تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ إِلاَّ بِالحَدِيث: [14] سُئِلَ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ عَنِ التَّفسِيرِ كَيْفَ صَارَ فِيهِ الاِخْتِلاَف 00؟ قَالَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه: ((قَالُواْ بِرَأْيِهِمْ؛ فَاخْتَلَفُواْ)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 292/ 8]

[15] حَدَّثَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، عَنِ الْبُوَيْطِيِّ عَنِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ أَنَّهُ قَال: ((عَلَيْكُمْ بِأَصْحَابِ الحَدِيثِ فَإِنَّهُمْ أَكْثَرُ النَّاسِ صَوَابَاً)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 71/ 10]

ـ ذَمُّ الاِجْتِرَاءِ عَلَى تَفْسِيرِ الأَحَادِيث: [16] قَالَ نَصْرٌ الجَهْضَمِيّ: ((كَانَ الأَصْمَعِيُّ يَتَّقِي أَنْ يُفَسِّرَ الحَدِيثَ كَمَا يَتَّقِي أَنْ يُفَسِّرَ الْقُرْآن)) [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 179/ 10]

ـ هَذَا هُوَ حَالُ طَالِبِ الحَدِيث؛ في الزَّمَنِ الخَبِيث: [17] قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَه: سَمِعْتُ شُعْبَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ يَقُول: ((مَنْ طَلَبَ الحَدِيثَ أَفْلَس، بِعْتُ طَسْتَ أُمِّي بِسَبْعَةِ دَنَانِير)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 221/ 7]

[18] حَدَّثَ سَعْدَوَيْهِ عَن أَشْعَثَ أَبي الرَّبِيعِ السَّمَّانِ قَال: ((قَالَ لي شُعْبَة: لَزِمْتَ السُّوقَ فَأَفْلَحْت، وَلَزِمْتُ أَنَا الحَدِيثَ فَأَفْلَسْت)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 226/ 7]

[19] حَدَّثَ أَبُو نُوحٍ قُرَاد عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الحَجَّاجِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ قَال: ((إِذَا رَأَيْتَ المِحْبَرَةَ في بَيْتِ إِنْسَانٍ فَارْحَمْهُ، وَإِنْ كَانَ في كُمِّكَ شَيْءٌ فَأَطْعِمْهُ)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 226/ 7]

[20] قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ مَرَّةً لِرَجُلٍ: مَا حِرْفَتُك 00؟ قَال: طَلَبُ الحَدِيث؛ قَالَ سُفْيَان: بَشِّرْ أَهْلَكَ بِالإِفْلاَس)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 462/ 8]

[21] حَدَّثَ عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ زِيدَ في عَقْلِهِ: نَقَصَ مِنْ رِزْقِهِ)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 462/ 8]

ـ إِخْلاَصُ النِّيَّةِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ في طَلَبِ وَنَشْرِ الحَدِيث: [22] حَدَّثَ إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ عَن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ طَلَبَ الحَدِيثَ لِغَيْرِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ مُكِرَ بِه)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 449/ 7]

ـ بَعْضُ آدَابِ طُلاَّبِ الحَدِيث: [23] قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَبْدُ اللهِ بْنُ محَمَّدٍ الهَرَوِيّ: ((يَنْبَغِي لِصَاحِبِ الحَدِيثِ أَنْ يَكُونَ سَرِيعَ القِرَاءَةِ سَرِيعَ النَّسْخِ سَرِيعَ المَشْي)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 366/ 19]

[24] رَأَى الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رَحمَهُ اللهُ قَوْمَاً مِن أَصْحَابِ الحَدِيثِ يمْزَحُونَ وَيَضْحَكُون؛ فَنَادَاهُمْ: مَهْلاً يَا وَرَثَةَ الأَنْبيَاءِ مَهْلاً؛ إِنَّكُمْ أَئِمَّةٌ يُقْتَدَى بِكُمْ)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 436/ 8]

ـ آفَةُ الاِشْتِغَالِ بِالحَدِيث: [25] حَدَّثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ أَنَّهُ قَال: ((فِتْنَةُ الحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ المَالِ وَالوَلَد)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 207/ 9]

[26] حَدَّثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الحَجَّاجِ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّهُ قَال: ((إِنَّ هَذَا الحَدِيثِ يَصُدُّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ وَعَنْ صِلَةِ الرَّحِم؛ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُون))؟ [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 214/ 7]

[27] قَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَة: ((سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ لأَصْحَابِ الحَدِيث: ((يَا قَوْمُ إِنَّكُمْ كُلَّمَا تَقدَّمْتُمْ في الحَدِيثِ تَأَخَّرْتُمْ في الْقُرْآن)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 224/ 7]

ـ أَمَانَةُ حَمْلِ حَدِيثِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: [28] وَحَدَّثَ أَبُو قَطَنٍ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الحَجَّاجِ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ أَنَّهُ قَال: ((وَدِدْتُ أَنيِّ وَقَّادُ حَمَّام؛ وَأَنيِّ لَمْ أَعْرِفِ الحَدِيث)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 214/ 7] قَالَ ذَلِكَ خَوْفَ الرِّيَاءِ وَخَوْفَ سُؤَالِ اللهِ لَهُ غَدَاً: " مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْت " 00؟

[29] حَدَّثَ أَبُو قَطَنٍ أَيْضَاً عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الحَجَّاجِ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ أَنَّهُ قَال: ((مَا شَيْءٌ أَخَوْفُ عِنْدِي مِن أَنْ يُدْخِلَني النَّارَ مِنَ الحَدِيث)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 214/ 7] [30] عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدَاً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار)) 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1291 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3 / عَبْد البَاقِي]

[31] حَدَّثَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ أَنَّهُ قَال: ((مَا أَخَافُ عَلَى شَيْءٍ أَنْ يُدْخِلَني النَّارَ إِلاََّ الحَدِيث)) 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 256/ 7]

[32] حَدَّثَ أَبُو أُسَامَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ أَنَّهُ قَال: " وَدِدْتُ أَنَّ يَدِي قُطِعَتْ وَلَمْ أَطْلُبْ حَدِيثَاً " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 275/ 7] [33] حَدَّثَ أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ أَنَّهُ قَال: " وَدِدْتُ أَنيِّ أَنْجُو مِن هَذَا الأَمْرِ كَفَافَاً، لاَ عَلَيَّ وَلاَ لي " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 256/ 7]

[34] وَقَالَ رَحِمَهُ الله: " وَدِدْتُ أَنيِّ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ وَوَقَفْتُ عِنْدَهُ لَمْ أَتَجَاوَزْهُ إِلىَ غَيْرِه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 256/ 7] {إِعْدَادُ الكَاتِبِ الإِسْلاَمِيّ / يَاسِر الحَمَدَانِي}

الجزء الأول: في مكارم الأخلاق ومجامع الخير

فَضْلُ جَمْعِ وَحِفْظِ الحَدِيثِ النَّبَوِيِّ وَمَكَانَتُه عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " نَضَّرَ اللهُ امْرَأً؛ سَمِعَ مِنَّا حَدِيثَاً فَحَفِظَهُ؛ حَتىَّ يُبَلِّغَهُ غَيْرَه " 00 نَضَّرَهُ الله: أَيْ نَوَّرَ وَجْهَه 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2656]

عَن أَبي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا سَمِعْتُمُ الحَدِيثَ عَنيِّ تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ ـ أَيْ جُلُودُكُمْ ـ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيب؛ فَأَنَا أَوْلاَكُمْ بِه، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الحَدِيثَ عَنيِّ تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَنْفِرُ مِنهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيد؛ فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنهُ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 53، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 732، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

الإِخْلاَصُ في طَلَبِ الْعِلْم عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمَاً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ الله؛ لاَ يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضَاً مِنَ الدُّنْيَا؛ لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ ـ أَيْ رِيحَهَا ـ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8438، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 252، 3664]

فَضْلُ طَلَبِ العِلْمِ وَأَهَمِّيَّتُهُ وَالحَثُّ عَلَى الحِرْصِ عَلَيْه عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنهُومَانِ لاَ يَشْبَعَان: مَنْهُومٌ في عِلْمٍ لاَ يَشْبَع، وَمَنْهُومٌ في دُنْيَا لاَ يَشْبَع " 0 [قَالَ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا وَلَمْ أَجِدْ لَهُ عِلَّة، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَمِشْكَاةِ المَصَابِيح] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَعَالى يُبْغِضُ كُلَّ عَالِمٍ بِالدُّنيَا، جَاهِلٍ بِالآخِرَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 2760، وَرَوَاهُ الحَاكِمُ في تَارِيخِه]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا رَسُولَ الله؛ إِنيِّ جِئْتُ أَطْلُبُ العِلْم؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَرْحَبَاً بطالِبِ العِلْم، إِنَّ طَالِبَ العِلْمِ لَتَحُفُّهُ المَلاَئِكَةُ وَتُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا، ثُمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً حَتىَّ يَبْلُغُواْ السَّمَاءَ الدُّنْيَا؛ مِن حُبِّهِمْ لِمَا يَطْلُب " 0 [حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 71، 3397، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا: سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلى الجَنَّة، وَإِنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ العِلْم، وَإِنَّ طَالِبَ العِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ في السَّمَاءِ وَالأَرْض؛ حَتىَّ الحِيتَانُ في المَاء، وَإِنَّ فَضْلَ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِب، إِنَّ العُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاء، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا: إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْم؛ فَمَن أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: (3641)، وَفي سُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 223، 2682]

التَّحَرِّي في انْتِقَاءِ المُعَلِّمِ وَاخْتِيَارُهُ بِدِقَّة عَن أَبي أُمَيَّةَ اللَّخْمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الأَصَاغِر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2207، 695)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه؛ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَظْهَرَ الفُحْشُ وَالبُخْل [الفُحْش: هُوَ سُوءُ الخُلُق] وَيُخَوَّنَ الأَمِين، وَيُؤْتَمَنَ الخَائِن، وَيَهْلِكَ الوُعُولُ وَيَظْهَرَ التُّحُوت " 0 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَا الْوُعُولُ وَمَا التُّحُوت 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الْوُعُول: وُجُوهُ النَّاسِ وَأَشْرَافُهُمْ، وَالتُّحُوت: الَّذِينَ كَانُواْ تحْتَ أَقْدَامِ النَّاسِ لاَ يُعْلَمُ بِهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (3211)، رَوَاهُ الإِمَامَانِ ابْنُ حِبَّانَ وَالطَّبرَانيُّ في الْكَبِيرِ وَالأَوْسَط]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَات، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِب، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِق، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِن، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِين، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَة " 00 قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الرَّجُلُ التَّافِهُ في أَمْرِ الْعَامَّة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4036، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7899]

عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَبْكُواْ عَلَى الدِّينِ إِذَا وَلِيَهُ أَهْلُه، وَلَكِنِ ابْكُواْ عَلَيْهِ إِذَا وَلِيَهُ غَيرُ أَهْلِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ وَالحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيَأْتي عَلَى أُمَّتي زَمَانٌ: تَكْثُرُ فِيهِ الْقُرَّاء، وَتَقِلُّ الْفُقَهَاء " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8412]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُوشِكُ أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِلِ يَطْلُبُونَ العِلْمَ لاَ يَجِدُونَ عَالِمَاً أَعْلَمَ مِن عَالِمِ أَهْلِ المَدِينَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7967)، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " ذَكَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئَاً فَقَال: " وَذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ العِلْم " 00 قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنحْنُ نَقْرَأُ القُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا، وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلىَ يَوْمِ القِيَامَة 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ أُمِّ لَبِيد؛ إِنْ كُنْتُ لأَرَاكَ مِن أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالمَدِينَة، أَوَ لَيْسَ هَذِهِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ لاَ يَنْتَفِعُونَ مِمَّا فِيهِمَا بِشَيْء " 00؟ [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17473، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4048]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّكُمْ في زَمَانٍ: كَثِيرٌ عُلَمَاؤُه، قَلِيلٌ خُطَبَاؤُه، مَنْ تَرَكَ عُشْرَ مَا يَعْرِف: فَقَدْ هَوَى، وَيَأْتي مِنْ بَعْدُ زَمَانٌ: كَثِيرٌ خُطَبَاؤُه، قَلِيلٌ عُلَمَاؤُه، مَنِ اسْتَمْسَكَ بِعُشْرِ مَا يَعْرِف: فَقَدْ نَجَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2510]

عَن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّكُمْ أَصْبَحْتُمْ في زَمَانٍ: كَثِيرٍ فُقَهَاؤُهُ قَلِيلٍ خُطَبَاؤُه، قَلِيلٍ سُؤَّالُهُ كَثِيرٍ مُعْطُوه، الْعَمَلُ فِيهِ خَيرٌ مِنَ الْعِلْم، وَسَيَأْتي زَمَانٌ: قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ كَثِيرٌ خُطَبَاؤُه، كَثِيرٌ سُؤَّالُهُ قَلِيلٌ مُعْطُوه، الْعِلْمُ فِيهِ خَيرٌ مِنَ الْعَمَل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3189، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " إِنَّكُمْ في زَمَانٍ: الصَّلاَةُ فِيهِ طَوِيلَة، وَالخُطْبَةُ فِيهِ قَصِيرَة، وَعُلَمَاؤُهُ كَثِير، وَخُطَبَاؤُهُ قَلِيل، وَسَيَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ: الصَّلاَةُ فِيهِ قَصِيرَة، وَالخُطْبَةُ فِيهِ طَوِيلَة، خُطَبَاؤُهُ كَثِير، وَعُلَمَاؤُهُ قَلِيل " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ وَقَال: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (285/ 7)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير]

وَعَظَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَصْحَابَهُ يَوْمَاً فَقَال: «إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنَاً، يَكْثُرُ فِيهَا المَال، وَيُفْتَحُ فِيهَا القُرْآن؛ حَتىَّ يَأْخُذَهُ المُؤْمِنُ وَالمُنَافِق، وَالرَّجُلُ وَالمَرْأَة، وَالصَّغِيرُ وَالكَبِير، وَالعَبْدُ وَالحُرّ، فَيُوشِكُ قَائِلٌ أَنْ يَقُول: مَا لِلنَّاسِ لاَ يَتَّبِعُونَني وَقَدْ قَرَأْتُ القُرْآن 00؟ مَا هُمْ بِمُتَّبِعِيَّ حَتىَّ أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَه، فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِع؛ فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلاَلَة، وَأُحَذِّرُكُمْ زَيْغَةَ الحَكِيم، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الضَّلاَلَةِ عَلَى لِسَانِ الحَكِيم، وَقَدْ يَقُولُ المُنَافِقُ كَلِمَةَ الحَقّ، قَالَ أَحَدُ جُلَسَائِهِ: مَا يُدْرِيني رَحِمَكَ اللهُ أَنَّ الحَكِيمَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الضَّلاَلَة، وَأَنَّ المُنَافِقَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الحَقّ 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: «بَلَى، اجْتَنِبْ مِنْ كَلاَمِ الحَكِيمِ المُشْتَهِرَات: الَّتي يُقَالُ لَهَا: مَا هَذِهِ؟! وَلاَ يُثْنِيَنَّكَ ذَلِكَ عَنهُ، فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يُرَاجِع، وَتَلَقَّ الحَقَّ إِذَا سَمِعْتَهُ؛ فَإِنَّ عَلَى الحَقِّ نُورَاً» 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4611]

رِفْقُ الْعَالِمِ بِطَالِبِ الْعِلْم عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِين، وَلَمْ تُبْعَثُواْ مُعَسِّرِينَ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 220 / فَتْح]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَلِّمُواْ وَيَسِّرُواْ، وَلاَ تُعَسِّرُواْ، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2556، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّمَا العِلْمُ بِالتَّعَلُّم، وَالحِلْمُ بِالتَّحَلُّم، وَمَنْ يَتَحَرَّ الخَيرَ يُعْطَه، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 342، أَخْرَجَهُ هِنَادٌ في الزُّهْد]

عَمَلُ الْعَالِمِ بِمَا يَعْلَم عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " شَرُّ النَّاس: رَجُلٌ فَاجِرٌ جَرِيءٌ يَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ لاَ يَرْعَوِي إِلىَ شَيْءٍ مِنه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2380] عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ العَالِمِ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الخَيْرَ ويَنْسَى نَفْسَه؛ كَمَثَلِ السِّرَاج: يُضِيءُ لِلنَّاسِ ويُحْرِقُ نَفْسَه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في اقْتِضَاءَ الْعِلْمِ الْعَمَلَ بِرَقْم: (49)، وَقَالَ في قِيَامِ رَمَضَان: إِسْنَادُهُ جَيِّد، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

أَمَانَةُ العِلْمِ وَفَضْلُ نَشْرِه عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ العِلْمَ ثُمَّ لاَ يُحَدِّثُ بِه: كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنِزُ الكَنْزَ فَلاَ يُنْفِقُ مِنه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5835، 3479، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَالْكَبِير] عَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن عَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ كَانَ لَهُ ثَوَابُهَا مَا تُلِيَتْ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1335، رَوَاهُ ابْنُ بِلاَل، وَهُوَ في كَنْزِ الْعُمَّال: 28887]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ المُؤْمِنَ مِن عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمَاً عَلَّمَهُ وَنَشَرَه، وَوَلَدَاً صَالحَاً تَرَكَه، وَمُصْحَفَاً وَرَّثَه، أَوْ مَسْجِدَاً بَنَاه، أَوْ بَيْتَاً لاِبْنِ السَّبِيلِ بَنَاه، أَوْ نَهْرَاً أَجْرَاه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (242)، وَهُوَ في كَنْزِ العُمَّالِ بِرَقْم: 43657]

عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَليِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَنَّ في الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَه؛ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَن عَمِلَ بِهَا، وَلاَ يَنْقُصُ مِن أُجُورِهِمْ شَيْء، وَمَنْ سَنَّ في الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَه؛ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَن عَمِلَ بِهَا، وَلاَ يَنْقُصُ مِن أَوْزَارِهِمْ شَيْء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1017 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ دَعَا إِلى هُدًى؛ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِن أُجُورِهِمْ شَيْئَا، وَمَنْ دَعَا إِلى ضَلاَلَةٍ؛ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِن آثَامِهِمْ شَيْئَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2674 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يَسْتَحْمِلُه ـ أَيْ يَطْلُبُ طَعامًا يَحْمِلُهُ عَلَى بَعِيرِهِ إِلى أَهْلِه ـ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ مَا يَتَحَمَّلُه؛ فَدَلَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى آخَرَ فَحَمَّلَهُ؛ فَأَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَه؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الخَيرِ كَفَاعِلِه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3399، 1660، وَفي سُنَنيِ التِّرْمِذِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 2670، 5129]

عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ في السَّمَاوَاتِ وَمَنْ في الأَرْض، حَتىَّ الحِيتَانُ في الْبَحْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 239] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِد: كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ " 0 ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِين، حَتىَّ النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا، وَحَتىَّ الحُوت؛ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2685]

الحَثُّ عَلَى تَعَلُّمِ الشِّعْرِ النَّافِع عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6145 / فَتْح] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الشِّعْرُ بِمَنْزِلَةِ الْكَلاَم؛ فَحَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلاَم، وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِ الْكَلاَم " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِأَرْقَام: 3733، 447، 865، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ فِرْيَةً: لَرَجُلٌ هَاجَى رَجُلاً ـ أَيْ شَاتَمَهُ بِالشِّعْر ـ فَهَجَا القَبِيلَةَ بِأَسْرِهَا، وَرَجُلٌ انْتَفَى مِن أَبِيهِ وَزَنىَّ أُمَّه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1569، 1487، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 3761]

فَضْلُ الدُّعَاء عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالكَرْب؛ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ في الرَّخَاء " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (6290، 593)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3382]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَعْجَزُ النَّاسِ مَن عَجَزَ في الدُّعَاء، وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلاَم " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (1044، 601)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ الأَوْسَط] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللهَ يَغْضَبْ عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: (2418)، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ في الأَدَبِ المُفْرَد]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا، حَتىَّ يَسْأَلَ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَع " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ بِرَقْم: 2251، رَوَاهُ الإِمَامَان / أَبُو يَعْلَى وَابْنُ حِبَّان]

عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَدْعُو في صَلاَتِهِ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَجِلَ هَذَا " 00 أَيْ تَعَجَّل ثُمَّ دَعَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ وَلِغَيْرِه: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ ـ أَيْ إِذَا دَعَا ـ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْه، ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاء " 0 [قَالَ الذَّهَبيُّ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3477]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " في يَوْمِ الجُمُعَةِ سَاعَةٌ: لاَ يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي؛ يَسْأَلُ اللهَ خَيْرَاً: إِلاَّ أَعْطَاه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6400 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 852 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ في الجُمُعَةِ سَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرَاً إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاه: وَهِيَ بَعْدَ العَصْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7674، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَوْمُ الجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَة، مِنهَا سَاعَة: لاَ يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئَاً: إِلاَّ آتَاهُ إِيَّاه؛ فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ العَصْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ النَّسَائِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 1389، 1048]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الْتَمِسُواْ السَّاعَةَ الَّتي تُرْجَى في يَوْمِ الجُمُعَةِ بَعْدَ العَصْرِ إِلى غَيْبُوبَةِ الشَّمْس " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 489] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الإِمَام ـ أَيْ جِلْسَةَ التَّشَهُّد ـ إِلى أَنْ تُقْضَى الصَّلاَة " 0 [هَذَا مِقْدَارُهَا وَلَيْسَ تَوْقِيتَهَا 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 853 / عَبْد البَاقِي]

رَوَى أَبُو سَلَمَةَ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَال: " قُلْتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِس: إِنَّا لَنَجِدُ في كِتَابِ الله: في يَوْمِ الجُمُعَةِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ قَضَى لَهُ حَاجَتَه؛ قَالَ عَبْدُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنه: فَأَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوْ بَعْضُ سَاعَة " 0 فَقُلْتُ: صَدَقْت 00 أَوْ بَعْضُ سَاعَة؛ قُلْتُ: أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هِيَ آخِرُ سَاعَاتِ النَّهَار " 0 قَالَ أَبُو سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنه: إِنَّهَا لَيْسَتْ سَاعَةَ صَلاَة؛ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: بَلَى: إِنَّ العَبْدَ المُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ جَلَسَ لاَ يَحْبِسُهُ إِلاَّ الصَّلاَة: فَهُوَ في الصَّلاَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (1139)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَيْتُ الطُّور [أَيْ جَبَلَ الطُّور] فَوَجَدْتُ ثَمَّ كَعْبَاً رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَمَكَثْتُ أَنَا وَهُوَ يَوْمَاً أُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُحَدِّثُني عَنِ التَّوْرَاة؛ فَقُلْتُ لَهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَة؛ فِيهِ خُلِقَ آدَم، وَفِيهِ أُهْبِط، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْه، وَفِيهِ قُبِضَ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَة؛ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ وَهِيَ تُصْبِحُ يَوْمَ الجُمُعَةِ مُصِيخَة [أَيْ مُصْغِيَة] حَتىَّ تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقَاً مِنَ السَّاعَة [أَيْ خَوْفَاً مِنهَا] إِلاَّ ابْنَ آدَم، وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُصَادِفُهَا مُؤْمِنٌ وَهُوَ في الصَّلاَةِ يَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا شَيْئَاً إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاه " 00 فَقَالَ كَعْبٌ رَضِيَ اللهُ عَنه: ذَلِكَ يَوْمٌ في كُلِّ سَنَة؛ فَقُلْتُ: بَلْ هِيَ في كُلِّ جُمُعَة؛ فَقَرَأَ كَعْبٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ التَّوْرَاةَ ثُمَّ قَال: صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ في كُلِّ جُمُعَة 0

فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ أَبي بَصْرَةَ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَال: مِن أَيْنَ جِئْت 00؟ قُلْتُ: مِنَ الطُّور؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: لَوْ لَقِيتُكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَهُ لَمْ تَأْتِهِ؛ قُلْتُ لَهُ: وَلِمَ 00؟! قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: إِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " لاَ تُعْمَلُ المَطِيُّ إِلاَّ إِلى ثَلاَثَةِ مَسَاجِد: المَسْجِدِ الحَرَام، وَمَسْجِدِي، وَمَسْجِدِ بَيْتِ المَقْدِس " 0

فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقُلْتُ: لَوْ رَأَيْتَني خَرَجْتُ إِلى الطُّورِ فَلَقِيتُ كَعْبَاً، فَمَكَثْتُ أَنَا وَهُوَ يَوْمَاً أُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُحَدِّثُني عَنِ التَّوْرَاة؛ فَقُلْتُ لَهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَة 000 إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاه " 0

قَالَ كَعْبٌ رَضِيَ اللهُ عَنه: ذَلِكَ يَوْمٌ في كُلِّ سَنَة؛ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: كَذَبَ كَعْب، قُلْتُ: ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ [أَيْ عَادَ إِلىَ التَِّوْرَاةِ فَنَظَرَ فِيهَا مَرَِّةً أُخْرَى] فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: هُوَ في كُلِّ جُمُعَة؛ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنه: صَدَقَ كَعْب، إِنيِّ لأَعْلَمُ تِلْكَ السَّاعَة؛ فَقُلْتُ: يَا أَخِي؛ حَدِّثْني بِهَا 00؟

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْس؛ فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " لاَ يُصَادِفُهَا مُؤْمِنٌ وَهُوَ في الصَّلاَة " وَلَيْسَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ صَلاةً؛ قَالَ [أَيْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ رَضِيَ اللهُ عَنه]: أَلَيْسَ قَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ صَلَّى وَجَلَسَ يَنْتَظِرُ الصَّلاَة: لَمْ يَزَلْ في صَلاَتِهِ حَتىَّ تَأْتِيَهُ الصَّلاَةُ الَّتي تُلاَقِيهَا " 00؟ قُلْتُ: بَلَى؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: فَهُوَ كَذَلِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 1430، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سَأَلْنَا النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنهَا فَقَال: " إِنيِّ كُنْتُ أَعْلَمُهَا ثُمَّ أُنْسِيتُهَا كَمَا أُنْسِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْر " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 1033]

بَعْضُ مَأْثُورِاتِ الدُّعَاء عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَتحِبُّونَ أَنْ تجْتَهِدُواْ في الدُّعَاء 00؟ قُولُواْ: اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى شُكْرِكَ وَذِكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7969، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 81، 844]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَعَوَّذُواْ بِاللهِ مِنْ جَهْدِ البَلاَء، وَدَرَكِ الشَّقَاء، وَسُوءِ القَضَاء، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6616 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2707 / عَبْد البَاقِي] وَجَهْدُ الْبَلاَء: أَيْ عَنَاؤُهُ وَمَشَقَّتُه، وَدَرَكُ الشَّقَاء: أَيْ مُلاَحَقَتُه 0

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الكَرْب: " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْعَظِيمُ الحَلِيم، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الكَرِيم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6346 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2730 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " دَعَوَاتُ المَكْرُوب: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو؛ فَلاَ تَكِلْني إِلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَين، وَأَصْلِحْ لي شَأْني كُلَّه، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَفي الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْمَيْ: (121، 701)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 5090، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5090] عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " دَعْوَةُ ذِي النُّونِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ الَّتي دَعَا بِهَا في بَطْنِ الحُوت: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنيِّ كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين، لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ في كُرْبَةٍ: إِلاَّ اسْتَجَابَ اللهُ لَه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 4121، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّب، أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك]

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مجْلِسٍ حَتىَّ يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِه: " اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِن خَشْيَتِكَ مَا يحُولُ بَيْنَنَا وَبَينَ مَعَاصِيك، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَك، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَن عَادَانَا، وَلاَ تجْعَلْ مُصِيبَتَنَا في دِينِنَا، وَلاَ تجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبرَ هَمِّنَا، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: (3502)، وَفي التَّوَسُّلِ وَفي الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَفي الْكَلِمِ الطَّيِّب]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْب ـ أَيْ يَبْلَى ـ فَاسْأَلُواْ اللهَ أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ في قُلُوبِكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1590، 1585، وَحَسَّنَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَوَثَّقَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص]

عَن عَبْدِ اللهِ الزُّرَقِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُد، وَانْكَفَأَ المُشْرِكُون [أَيْ رَجَعُواْ]: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اسْتَوُوُاْ حَتىَّ أُثْنيَ عَلَى رَبيِّ "؛ فَصَارُواْ خَلْفَهُ صُفُوفًا 00 فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كُلُّه، اللَّهُمَّ لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْت، وَلاَ بَاسِطَ لِمَا قَبَضْت، وَلاَ هَادِيَ لِمَن أَضْلَلْت، وَلاَ مُضِلَّ لِمَن هَدَيْت، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْت، وَلاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْت، وَلاَ مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْت، وَلاَ مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْت، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِك، اللَّهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ المُقِيمَ الَّذِي لاَ يحُولُ وَلاَ يَزُول،

اللَّهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَة [أَيِ الحَاجَة]، وَالأَمْنَ يَوْمَ الخَوْف، اللَّهُمَّ إِنيِّ عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَنَا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ في قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَان، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِين، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِين، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِين، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِين 00 غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ مَفْتُونِين، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَك، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِك، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَك " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: رِجَالُهُ ثِقَات 0 ح / ر: 15492]

فَضْلُ إِلْقَاءِ السَّلاَم عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: قَالَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا بُنيّ؛ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ؛ يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِك " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّب: حَسَنٌ صَحِيح 0 ح / ر: (63)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَن هَانِئِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ المَغْفِرَة: بَذْلُ السَّلاَم، وَحُسْنُ الكَلاَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب، وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2232، 1035، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير] عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَان، إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الأَئِمَّةِ أَبي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِأَرْقَام: 5212، 3703، 2727]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ المُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْه، وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ؛ تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 526، 2692، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَعْجَزُ النَّاسِ مَن عَجَزَ في الدُّعَاء، وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلاَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1044، 601، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ وَالأَوْسَط]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي شَرَائِعِ الإِسْلاَمِ وَشَعَائِرِه: " وَتُسَلِّمَ عَلَى بَني آدَمَ إِذَا لَقِيتَهُمْ؛ فَإِنْ رَدُّواْ عَلَيْك؛ رَدَّتْ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمُ المَلاَئِكَة، وَإِنْ لَمْ يَرُدُّواْ عَلَيْك؛ رَدَّتْ عَلَيْكَ المَلاَئِكَةُ وَلَعَنَتْهُمْ 00 إِنْ سَكَتَّ عَنهُمْ " 0 [إِنْ سَكَتَّ عَنهُمْ: أَيْ إِنْ لَمْ تَشْتُمْهُمْ أَوْ تَقُلْ: خَسَارَةَ السَّلاَمِ فِيهِمْ 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في كِتَابِ الإِيمَان]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لِيُسَلِّمِ الرَّاكِبُ عَلَى المَاشِي، وَالمَاشِي عَلَى الْقَاعِد، وَالمَاشِيَانِ أَيُّهُمَا بَدَأَ فَهُوَ أَفْضَل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1146، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ البَزَّارُ وَابْنُ حِبَّان] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَة: أَنْ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ لاَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلاَّ لِلْمَعْرِفَة " 00 أَيْ لاَ يُسَلِّمُ إِلاَّ عَلَيْهِ بِسَابِقِ مَعْرِفَة 00 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 648، كَمَا صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3848]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تُتَّخَذَ المَسَاجِدُ طُرُقَاً، وَحَتىَّ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ بِالمَعْرِفَة، وَحَتىَّ تَتَّجِرَ المَرْأَةُ وَزَوْجُهَا، وَحَتىَّ تَغْلُوَ الخَيْلُ وَالنِّسَاء، ثمَّ تَرْخُصُ فَلاَ تَغْلُو إِلى يَوْمِ القِيَامَة " [صَحَّحَهُ الإِمَامَان / الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مِن أَشْرَاطِ السَّاعَة: أَنْ يَمُرَّ الرَّجُلُ في المَسْجِدِ لاَ يُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْن، وَأَنْ لاَ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ إِلاَّ عَلَى مَنْ يَعْرِف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: (5896)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير، وَابْنُ خُزَيْمَةَ في صَحِيحِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ بَينَ يَدَيِ السَّاعَةِ تَسْلِيمَ الخَاصَّة، وَفُشُوَّ التِّجَارَة؛ حَتىَّ تُعِينَ المَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَة، وَقَطْعَ الأَرْحَام، وَشَهَادَةَ الزُّور، وَكِتْمَانَ شَهَادَةِ الحَقّ، وَظُهُورَ القَلَم " 0 وَزَادَ في رِوَايَةٍ: " وَأَنْ يَجْتَازَ الرَّجُلُ بِالمَسْجِدِ لاَ يُصَلِّي فِيه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَة: 647، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3870] تَسْلِيمُ الخَاصَّة: أَيْ أَنْ يَخُصَّ الرَّجُلُ وَاحِدَاً مِنْ بَينِ الْقُومِ بِالسَّلاَمِ وَحْدَه، وَظُهُورُ القَلَم: أَيْ كَثْرَةُ القِرَاءةِ وَالْكِتَابَةِ وَانْتِشَارُ وَسَائِلِ المَعْرِفَة، أَوْ بَدْءُ ظُهُورِهِ خَلَفَاً لِلرِّيشَة 0

مُصَافَحَةُ النِّسَاء عَن أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا أَرَادَتْ مُبَايَعَةَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: " إِنيِّ لاَ أُصَافِحُ النِّسَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 4181، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 27006، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ البُوصِيرِي في زَوَائِدِه]

حَدَّثَ الزُّهْرِيُّ عَن عُرْوَةَ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَاللهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ قَطّ، غَيْرَ أَنَّهُ بَايَعَهُنَّ بِالْكَلاَم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5288 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1866 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَنْ يُطْعَنَ في رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِن حَدِيد؛ خَيرٌ لَهُ مِن أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1910، 226، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

أَدْعِيَةُ دُخُولِ المَنْزِلِ وَالخُرُوجِ مِنهُ عَن أَبي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَه ـ أَيْ دَخَلَهُ ـ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيرَ المَوْلِج، وَخَيرَ المَخْرَج، بِاسْمِ اللهِ وَلَجْنَا، وَباسْمِ اللهِ خَرَجْنَا، وَعَلَى اللهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (841)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ ـ يَعْني إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِه: بِسْمِ الله، تَوَكَّلْتُ عَلَى الله، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله؛ يُقَالُ لَهُ: كُفِيتَ وَوُقِيت، وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَان " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّبِ بِرَقْم: (59)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3426]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن خَارِجٍ يَخْرُجُ إِلاَّ بِبَابِهِ رَايَتَان: رَايَةٌ بِيَدِ مَلَك، وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَان؛ فَإِن خَرَجَ فِيمَا يُحِبُّ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: تَبِعَهُ المَلَكُ بِرَايَتِه، فَلَمْ يَزَلْ تحْتَ رَايَةِ المَلَكِ حَتىَّ يَرْجِعَ إِلى بَيْتِه، وَإِن خَرَجَ فِيمَا يُسْخِطُ اللهَ عَزَّ وَجَلّ: تَبِعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِه، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ حَتىَّ يَرْجِعَ إِلى بَيْتِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8269، رَوَاهُ الإِمَامَانِ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ وَالطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَاللَّفْظُ لَه]

أَذْكَارُ الطَّعَامِ وَالشَّرَاب، وَمَا فِيهِمَا مِنَ الآدَاب عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِه؛ قَالَ الشَّيْطَان: لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاء، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ؛ قَالَ الشَّيْطَان: أَدْرَكْتُمُ المَبِيت، فَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَال: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالعَشَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 1096، وَفي سُنَنيِ ابْنِ مَاجَةَ أَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 3887، 3765]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامَاً فَلْيَقُلْ: بِسْمِ الله؛ فَإِنْ نَسِيَ في أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ في أَوَّلِهِ وَآخِرِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7087، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 183، 3767] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامَاً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأَطْعِمْنَا خَيرَاً مِنْهُ، وَإِذَا سُقِيَ لَبَنَاً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1979، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنَنيْ أَبي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 3730، 3322]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلّ: مَا كَثُرَتْ عَلَيْهِ الأَيْدِي " [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 895، 171، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَالبَيْهَقِيُّ في الشُّعَب]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يَشْرَبُ قَائِمَاً فَقَالَ لَه: " قِهِ " 00 ـ أَيْ تَقَيَّأْهُ ـ قَالَ لِمَهْ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيَسُرُّكَ أَنْ يَشْرَبَ مَعَكَ الهِرّ " 00؟ قَالَ لاَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِنَّهُ قَدْ شَرِبَ مَعَكَ مَن هُوَ شَرٌّ مِنْه: الشَّيْطَان " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7990)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 175، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَكَلَ طَعَامَاً فَقَال: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَني هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِن غَيرِ حَوْلٍ مِنيِّ وَلاَ قُوَّة؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالأُسْتَاذ حُسَيْن سَلِيم أَسَد في مُسْنَدِ أَبي يَعْلَى، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ وَأَبي دَاوُد]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2734 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الطَّاعِمُ الشَّاكِر: مِثْلُ الصَّائِمِ الصَّابِر " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (7194)، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7793]

أَذْكَارُ النَّوْم عَن حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَال: " بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا " 0 وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُور " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6324 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2711 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلى فِرَاشِه: فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِه؛ فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْه، ثمَّ يَقُول: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبي وَبِكَ أَرْفَعُه، إِن أَمْسَكْتَ نَفْسِي ـ أَيْ رُوحِي ـ فَارْحَمْهَا، وَإِن أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا، بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِين " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6320 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2714 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُد؛ وَضَعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ اليُمْنى تحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ يَقُول: " اللَّهُمَّ قِني عَذَابَك، يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَك " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ وَفي سُنَنيْ أَبي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 5045، 3399، وَشُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 18472، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ في النَّوْمِ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن غَضَبِهِ وَعِقَابِه، وَشَرِّ عِبَادِه، وَمِن هَمَزَاتِ الشَّيَاطِين، وَأَنْ يَحْضُرُون؛ فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6696، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3528]

كَفَّارَةُ المجْلِس عَن أَبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَخَرَةٍ: [أَيْ في أَوَاخِرِهِ] إِذَا طَالَ المجْلِسُ فَقَامَ قَال: " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْك " 0 فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا: إِنَّ هَذَا قَوْلٌ مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ مِنْكَ فِيمَا خَلاَ: [أَيْ فِيمَا مَضَى] 00؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَذَا كَفَّارَةُ مَا يَكُونُ في المجْلِس " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 19769، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4859]

فَضَائِلُ بَعْضِ الأَذْكَار عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " جَدِّدُواْ إِيمَانَكُمْ " 0 قِيل: يَا رَسُولَ الله؛ وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَكْثِرُواْ مِنْ قَوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8695، قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد: إِسْنَادُهُ جَيِّد]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه: إِلاَّ حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّار " 00 قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: يَا رَسُولَ الله؛ أَفَلاَ أُخْبِرُ بِهَا النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُواْ " 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَن يَتَّكِلُواْ " 0 فَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (128 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 32 / عَبْد البَاقِي]

عَن عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَهُ؛ فَشَكَواْ إِلَيْهِ مَا يَلْقَوْنَهُ مِنَ المُنَافِقِين، ثمَّ أَسْنَدُواْ عُظْمَ ذَلِكَ وَكُبْرَهُ إِلىَ مَالِكِ بْنِ دُخْشُم، فَقَالُواْ: وَدُّواْ أَنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ فَهَلَك، وَدُّواْ أَنَّهُ أَصَابَهُ شَرّ؛ فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَتَهُ وَقَال: " أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنيِّ رَسُولُ الله " 00؟ قَالُواْ: إِنَّهُ يَقُولُ ذَلِكَ وَمَا هُوَ في قَلْبِهِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ يَشْهَدُ أَحَدٌ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنيِّ رَسُولُ اللهِ فَيَدْخُلَ النَّار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 33 / عَبْد البَاقِي]

عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقّ؛ أَدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3435 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1027 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنيِّ أُشْهِدُك، وَأُشْهِدُ مَلاَئِكَتَك، وَحَمَلَةَ عَرْشِك، وَأُشْهِدُ مَنْ في السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَك، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُكَ وَرَسُولُك؛ مَنْ قَالَهَا مَرَّةً: أَعْتَقَ اللهُ ثُلُثَهُ مِنَ النَّار، وَمَنْ قَالَهَا مَرَّتَين: أَعْتَقَ اللهُ ثُلُثَيْهِ مِنَ النَّار، وَمَنْ قَالَهَا ثَلاَثَاً: أُعْتِقَ كُلُّهُ مِنَ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 267، وَرَوَاهُ الحَاكِمُ وَالطَّبرَانيّ]

رَوَى الإِمَامُ التِّرْمِذِيُّ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِن أُمَّتي عَلَى رُءوسِ الخَلاَئِقِ يَوْمَ القِيَامَة، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلاًّ، كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَر، ثُمَّ يَقُولُ جَلَّ جَلالُه: أَتُنْكِرُ مِن هَذَا شَيْئَاً؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتي الحَافِظُون 00؟ فَيَقُول: لاَ يَا رَبّ، فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: أَفَلَكَ عُذْر 00؟ فَيَقُول: لاَ يَا رَبّ، فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَة؛ فَإِنَّهُ لاَ ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْم، فَتُخْرَجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه؛

فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: احْضُرْ وَزْنَك؛ فَيَقُول: يَا رَبّ؛ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاَّت؟ فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُه: إِنَّكَ لاَ تُظْلَم، فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ في كَفَّة، وَالبِطَاقَةُ في كَفَّة؛ فَطَاشَتِ السِّجِلاَّتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَة؛ فَلاَ يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْء " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6994، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2657، 135]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ وَالحَمْدُ للهِ وَسُبْحَانَ اللهِ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله: كُفِّرَتْ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6959، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

حَدَّثَ وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَن أَبي صَالِحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " أَفْضَلُ الكَلاَم: سُبْحَانَ الله، وَالحَمْدُ لله، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَاللهُ أَكْبَر " [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 16412، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 1548]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ وَأَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنَ الكَلاَمِ أَرْبَعَاً: سُبْحَانَ الله، وَالحَمْدُ لله، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَر؛ فَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ الله: كَتَبَ اللهُ لَهُ عِشْرِينَ حَسَنَة، أَوْ حَطَّ عَنهُ عِشْرِينَ سَيِّئَة، وَمَنْ قَالَ اللهُ أَكْبَر: فَمِثْلُ ذَلِك، وَمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله: فَمِثْلُ ذَلِك، وَمَنْ قَالَ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِه: كُتِبَتْ لَهُ ثَلاَثُونَ حَسَنَة، وَحُطَّ عَنْهُ ثَلاَثُونَ سَيِّئَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7999)، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 11322]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلىَ النِّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا رَسُولَ الله؛ عَلِّمْني شَيْئًا يُجْزِئُني مِنَ الْقُرْآن؛ فَإِنيِّ لاَ أَقْرَأ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قُلْ: سُبْحَانَ الله، وَالحَمْدُ لله، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، واللهُ أَكْبر، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيّ، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيّ]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبحَمْدِهِ في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّة؛ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6405/فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2691 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ جُوَيْرِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَرَجَ مِن عِنْدِهَا بُكْرَةً ـ أَيْ مُبَكِّرًا ـ حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ في مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَن أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَة؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا زِلْتِ عَلَى الحَالِ الَّتي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا " 00؟ قَالَتْ نَعَمْ؛ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاَثَ مَرَّات؛ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ اليَوْمِ لَوَزَنَتْهُنّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِه، وَرِضَا نَفْسِه، وَزِنَةَ عَرْشِه، وَمِدَادَ كَلِمَاتِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2726 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَان، ثَقِيلَتَانِ في المِيزَان، حَبِيبَتَانِ إِلى الرَّحمَن: سُبْحَانَ اللهِ وَبحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6682 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2694 / عَبْد البَاقِي] وَمِنَ الحَدِيثَينِ يُمْكِنُ أَنْ نَسْتَبِقَ الخَيرَاتِ فَنَقُول: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيم؛ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِه 00

فَضْلُ الذِّكْرِ وَالذَّاكِرِين عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَبَقَ المُفَرِّدُون " 00 قَالُواْ: وَمَا المُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرَاً وَالذَّاكِرَات " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2676 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثَةٌ لاَ يَرُدُّ اللهُ دُعَاءهُمْ: الذَّاكِرُ اللهَ كَثِيرَا، وَدَعْوَةُ المَظْلُوم، وَالإِمَامُ المُقْسِط " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3064، 1211)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب]

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الَّذِي تَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللهِ وَتَسْبِيحَةٍ وَتَحْمِيدَةٍ وَتَكْبِيرَةٍ وَتَهْلِيلَة: تَتَعَطَّفُ حَوْلَ العَرْش [أَيْ تَتَمَسَّحُ بِهِ]، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْل، يُذَكِّرْنَ بِصَاحِبِهِنّ؛ أَلاَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ لاَ يَزَالَ لَهُ عِنْدَ اللهِ شَيْءٌ يُذْكَرُ بِه "؟ [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مخْتَصَرِ الْعُلُوِّ وَفي صَحِيحِ التَّرْغِيب 0 ح0ر: 1568، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 18388]

عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لَيَبْعَثَنَّ اللهُ أَقْوَامَاً يَوْمَ الْقِيَامَة؛ في وُجُوهِهِمُ النُّور، عَلَى مَنَابِرِ اللُّؤْلُؤ، يَغْبِطُهُمُ النَّاس، لَيْسُواْ بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاء " 0فَجَثَا أَعْرَابيٌّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ جَلِّهِمْ لَنَا نَعْرِفْهُمْ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمُ المُتَحَابُّونَ في الله، مِنْ قَبَائِلَ شَتىَّ، وَبِلاَدٍ شَتىَّ، يَجْتَمِعُونَ عَلَى ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1509، 3464، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ قَوْمٍ جَلَسُواْ مَجْلِسَاً لَمْ يَذْكُرُواْ اللهَ فِيه: إِلاَّ رَأَوْهُ حَسْرَةً يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7093، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مٌسْنَدِه]

فَضْلُ الصَّلاَةِ عَلَى المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَالَ رَجُل: يَا رَسُولَ الله؛ أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلاَتي كُلَّهَا عَلَيْك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ مَا أَهَمَّك 00 مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِك " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21242]

عَن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَكْثِرُواْ الصَّلاَةَ عَلَيّ؛ فَإِنَّ اللهَ وَكَّلَ بي مَلَكَاً عِنْدَ قَبرِي، فَإِذَا صَلَّى عَلَيَّ رَجُلٌ مِن أُمَّتي؛ قَالَ لي ذَلِكَ المَلَك: يَا محَمَّد؛ إِنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ صَلَّى عَلَيْكَ السَّاعَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (1207، 1530)، وَرَوَاهُ الدَّيْلَمِيّ]

بَعْضُ أَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالمَسَاء عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَصْبَحَ قَال: " اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوت، وَإِلَيْكَ النُّشُور " 0 وَإِذَا أَمْسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ المَصِير " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: (1199)، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِح: " اللَّهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ في الدُّنيَا وَالآخِرَة، اللَّهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَة؛ في دِيني وَدُنيَايَ وَأَهْلِي وَمَالي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتي، وَآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهُمَّ احْفَظْني مِنْ بَينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفِي، وَعَنْ يَمِيني وَعَنْ شِمَالي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَن أُغْتَالَ مِنْ تَحْتي " 00 أَيْ أَنْ يُخْسَفَ بي أَوْ يُصِيبَنى أَذَىً مِن أَسْفَلَ مِنيِّ 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيْ أَبي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 5074، 3871، وَفي الْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْمَيْ: 27، 1200]

عَن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا رَسُولَ الله؛ عَلِّمْني شَيْئَاً أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا وَأَمْسَيْت " 00؟ عَن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا رَسُولَ الله: عَلِّمْني شَيْئَاً أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا وَأَمْسَيْت " 00؟ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَبَا بَكْر؛ قُلْ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَة، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَه؛ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرَكِه، وَأَن أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أَوْ أَجُرَّهُ إِلى مُسْلِم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6851، وَالأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 1204، 3529]

عَن خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَال: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَق: لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتىَّ يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2708 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ إِذَا أَمْسَى ثَلاَثَ مَرَّات: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَق: لَمْ تَضُرَّهُ حُمَةٌ تِلْكَ اللَّيْلَة " 0 فَكَانَ أَهْلُنَا قَدْ تَعَلَّمُوهَا؛ فَكَانُواْ يَقُولُونَهَا، فَلُدِغَتْ جَارِيَةٌ مِنهُمْ فَلَمْ تَجِدْ لَهَا وَجَعَاً " 0 [الحُمَة: هِيَ سُمُّ الدَّوَابِّ السَّامَّة 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7885، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي: [أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ثَلاَثَ مَرَّات]: لَمْ تَضُرَّهُ حَيَّةٌ إِلىَ الصَّبَاح "، وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لُدِغَ إِنْسَانٌ مِن أَهْلِهِ قَال: " أَمَا قَالَ الْكَلِمَات " 00؟ [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً مِن أَسْلَمَ قَال: " مَا نِمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَة؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِن أَيِّ شَيْء " 00؟ قَال: لَدَغَتْني عَقْرَب؛ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْت: [أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَق]: لَمْ تَضُرَّكَ إِنْ شَاءَ الله " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]

عَن أَبي التَّيَّاحِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَنْبَشٍ التَّمِيمِيِّ وَكَانَ كَبِيرًا: أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ نَعَمْ؛ قُلْتُ: كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِين 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ الشَّيَاطِينَ تَحَدَّرَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَاب، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ بِيَدِهِ شُعْلَةُ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَهَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَال: يَا محَمَّد؛ قُلْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَقُول " 00؟

قَالَ عَلَيْهِ السَّلام: قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَار، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ، إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَن؛ فَطُفِئَتْ نَارُهُمْ وَهَزَمَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 74، 840، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ]

أَذْكَارُ دُخُولِ الخَلاَء " الحَمَّام " عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الخَلاَءَ قَال: " اللَّهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِث " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6322 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 375 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ هَذِهِ الحُشُوشَ مُحْتَضَرَة؛ فَإِذَا أَحَدُكُمْ دَخَلَهَا فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِث " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَرَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 669] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الخَلاَءِ قَال: " غُفْرَانَك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 693]

فَضْلُ الوُضُوءِ وَآدَابُهُ وَأَذْكَارُه عَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَيُحْسِنُ الوُضُوء، فَيُصَلِّي صَلاَةً: إِلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاَةِ الَّتي تَليهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 227 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءهُ ثُمَّ رَاحَ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْاْ: أَعْطَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ صَلاَّهَا وَحَضَرَهَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيْ أَبي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ تَوَضَّأَ في بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ الوُضُوء، ثُمَّ أَتَى المَسْجِد؛ فَهُوَ زَائِرُ الله، وَحَقٌّ عَلَى المَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ الزَّائِر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (1169)، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ وُضُوءَ لَهُ، وَلاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 519] عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْكُمْ مِن أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُسْبِغُ الوُضُوء، ثُمَّ يَقُول: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه؛ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أَيِّهَا شَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 234 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى الصَّحَابَةَ يَتَوَضَِّأُونَ عَلَى عَجَلٍ وَكَانُواْ بِسَفَرٍ، فَرَأَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤَخَِّرَةُ أَقْدَامِهِمْ يَابِسَةً لَمْ تَمَسَّ المَاء؛ فَقَالَ لَهُمْ: " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّار، أَسْبِغُواْ الوُضُوء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (60 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ وَاللَّفْظُ لَهُ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 241 / عَبْد البَاقِي]

أَدْعِيَةُ دُخُولِ المَسْجِدِ وَالخُرُوجِ مِنهُ عَن أَبي أُسَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أَبْوَابَ رَحْمَتِك، وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِك " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 713 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِد؛ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتحْ لي أَبْوَابَ رَحْمَتِك، وَإِذَا خَرَجَ؛ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اعْصِمْني مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 733]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ قَال: " أَعُوذُ بِاللهِ الْعَظِيم، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيم، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيم، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم " 0 قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ قَالَ الشَّيْطَان: حُفِظَ مِنيِّ سَائِرَ الْيَوْم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَفي الثَّمَرِ المُسْتَطَابِ بِرَقْمَيْ: 66، 603، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 466]

أَذْكَارُ دُخُولِ السُّوق عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَال: لاَ إِلَهَ إِلاََّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُمِيْت، بيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير: كتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَة، وَمحَا عَنهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَة، وَبَنىَ لَهُ بَيْتَاً في الجَنَّة " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في السِّيَر: إِسْنَادُهُ صَالحٌ غَرِيب 0 وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَة]

أَذْكَارُ رُكُوبِ المَرْكَبَاتِ وَالدَّوَابّ عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا؛ وَضَعَ رِجْلَهُ في الرِّكَابِ ثمَّ قَال: " بِسْمِ الله " حَتىَّ إِذَا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: " الحَمْدُ لله " ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: " سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِين، وَإِنَّا إِلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُون، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:

" الحَمْدُ لله " 00 ثَلاَثَ مَرَّات 0 ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: " اللهُ أَكْبر " 00 ثَلاَثَ مَرَّات، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: " سُبْحَانَكَ إِنيِّ ظَلَمْتُ نَفْسِي؛ فَاغْفِرْ لي؛ فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْت " 0 [مُقْرِنِين: أَيْ مُسَخِّرِين 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 2602، 3446]

مَا يُقَالُ لِلْمُسَافِرِ وَأَدْعِيَةُ السَّفَرِ وَدُعَاءُ دُخُولِ القَرْيَة عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ إِنيِّ أُرِيدُ سَفَرَاً فَزَوِّدْني؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى " 00 قَالَ زِدْني؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَغَفَرَ ذَنْبَك " 00 قَالَ زِدْني بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَيَسَّرَ لَكَ الخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْت " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ: حَسَنٌ صَحِيح0ح / ر: 3444]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَدَّعَ أَحَدَاً قَال: " أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِك " 0 وَيُجِيبُ المُسَافِر: " أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الَّذِي لاَ تَضِيعُ وَدَائِعُه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8679، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 16، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجَاً إِلى سَفَر؛ كَبَّرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَاً ثُمَّ قَال: " سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِين، وَإِنَّا إِلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُون، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّن عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَه، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ وَالخَلِيفَةُ في الأَهْل، اللَّهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَر، وَكَآبَةِ المَنْظَر، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ وَالأَهْل " 00 وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنّ: " آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُون " 0 [وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِين: أَيْ وَمَا سَخَّرنَاه؛ إِلاَّ بِأَمْرِ الله 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1342 / عَبْد البَاقِي]

عَن صُهَيْبٍ الرُّومِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَرَ قَرْيَةً يُرِيدُ دُخُولَهَا؛ إِلاَّ قَالَ حِينَ يَرَاهَا: " اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْن، وَرَبَّ الأَرْضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْن، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْن، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْن؛ أَسْأَلُكَ خَيرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيرَ أَهْلِهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّبِ بِرَقْم: 179، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَالطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

أَذْكُرُ أَنيِّ في هَذَا الزَّمَنٍ الْبَغِيض، الَّذِي وَصَلَتْ فِيهِ الأُمَّةُ إِلى الحَضِيض، وَظَهَرَ فِيهِ الخَبَث؛ كُنْتُ كَثِيرَاً مَا أَقُول: أَسْأَلُكَ خَيرَ هَذَا الزَّمَانِ وَخَيرَ أَهْلِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ أَهْلِهِ وَشَرِّ مَا فِيه 0

دُعَاءُ الرِّيحِ وَالْعَوَاصِف، وَالرَّعْدِ وَالقَوَاصِف عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَال: " اللَّهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ خَيرَهَا، وَخَيرَ مَا فِيهَا، وَخَيرَ مَا أُرْسِلَتْ بِه، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 899 / عَبْد البَاقِي] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا غَيَّمَتِ السَّمَاءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم [أَيْ إِشْفَاقَاً مِن أَنْ تَكُونَ رِيحَاً عَاتِيَةً فِيهَا عَذَابٌ أَلِيم، كَالرِّيحِ الْعَقِيم]، وَخَرَجَ وَدَخَلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَر، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنهُ؛ فَعَرَفْتُ ذَلِكَ في وَجْهِهِ؛ فَسَأَلْتُهُ 00؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَاد: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضَاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {24} تُدَمِرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُواْ لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نجْزِي القَوْمَ المجْرِمِين} {الأَحْقَاف 0 العَارِض: هُوَ السَّحابُ الذي يَعْتَرِضُ أُفُقَ السَّمَاء} [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4829 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 899 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى في السَّمَاءِ غُبَارَاً أَوْ رِيحَاً تَعَوَّذَ بِاللهِ مِنْ شَرِّهِ، فَإِذَا أَمْطَرَتْ قَال: " اللَّهُمَّ صَيِّبَاً نَافِعَاً " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 1006] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ وَالصَّوَاعِقَ قَال: " اللَّهُمَّ لاَ تَقْتُلْنَا بِغَضَبِك، وَلاَ تُهْلِكْنَا بِعَذَابِك، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِك " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5763، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

دُعَاءُ الخَادِمِ وَالزَّوْجَةِ الجَدِيدَيْن عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَفَادَ أَحَدُكُمُ الجَارِيَةَ أَوِ المَرْأَةَ أَوِ الدَّابَّة فَلْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا وَلْيَدْعُ بِالبَرَكَةِ وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ خَيرَهَا وَخَيرَ مَا جُبِلَتْ عَلَيْه، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جُبِلَتْ عَلَيْه، وَإِنْ كَانَ بَعِيرَاً فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2757]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً أَوِ اشْتَرَى خَادِمَاً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ خَيرَهَا وَخَيرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْه، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْه، وَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرَاً فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِك، وَزَادَ في رِوَايَةٍ: ثُمَّ لْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا وَلْيَدْعُ بِالبَرَكَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 208، 2160]

دُعَاءُ الجِمَاع عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتيَ أَهْلَهُ قَال: بِاسْمِ الله؛ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا؛ فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ في ذَلِك؛ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدَا " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6388 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1434 / عَبْد البَاقِي]

دُعَاءُ لُبْسِ الثَّوْب عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبَاً؛ سَمَّاهُ بِاسْمِهِ 00 إِمَّا قَمِيصَاً أَوْ عِمَامَةً، ثُمَّ يَقُول: " اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ مِن خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَه، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَه " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيْ أَبي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: (4020، 1767)، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى ثَوْبَاً جَدِيدَاً عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَالَ لَه: " الْبَسْ جَدِيدَاً، وَعِشْ حَمِيدَاً، وَمُتْ شَهِيدَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5620، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

حَمْدُ اللهِ في السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاء عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يحِبُّ قَال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالحَات " 0 وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَال: " الحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَال " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 8858، 265، رَوَاهُ الإِمَامُ ابْنُ مَاجَة]

الدُّعَاءُ عِنْدَ رُؤْيَةِ المُبْتَلَى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ رَأَى مُبْتَلَىً فَقَال: الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَاني مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَني عَلَى كَثِيرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفْضِيلاَ؛ لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلاَء " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 11193، 2737، وَحَسَّنَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

دُعَاءُ مَن عَلَيْهِ دُيُون عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّ مُكَاتَبَاً جَاءهُ فَقَال: " إِنيِّ قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتي فَأَعِنيِّ؛ قَالَ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه: أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ ثُبَيرٍ دَيْنَاً؛ أَدَّاهُ اللهُ عَنْك، قُلْ: " اللَّهُمَّ اكْفِني بِحَلاَلِكَ عَن حَرَامِك، وَأَغْنِني بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاك " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 3563]

فَضْلُ الزِّرَاعَةِ وَأَجْرُ المُزَارِعِين عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسَاً، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعَاً؛ فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَة؛ إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2320 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1553 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسَاً؛ إِلاَّ كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَة، وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَة، وَمَا أَكَلَ السَّبْعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَة، وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَة، وَلاَ يَرْزَؤُهُ أَحَد ـ أَيْ وَلاَ يَأْخُذُ مِنْ زَرْعِهِ أَحَد ـ إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1552 / عَبْد البَاقِي]

التَّوَكُّلُ عَلَى الله عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّكُمْ في زَمَانٍ: يُغْبَطُ الرَّجُلُ فِيهِ عَلَى كَثْرَةِ مَالِهِ وَكَثْرَةِ عِيَالِه، وَسَيَأْتي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ؛ يُغْبَطُ الرَّجُلُ فِيهِ عَلَى قِلَّةِ عِيَالِه " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ وَقَال: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (285/ 7)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ]

الحَثُّ عَلَى التَّأَنيِّ وَذَمُّ الْعَجَلَة عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " التَّأَنيِّ مِنَ الله، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَان " 0 [حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة بِرَقْمَيْ: 3011، 1795، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ وَأَبُو يَعْلَى] عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " التُّؤَدَةُ في كُلِّ شَيْءٍ خَير، إِلاَّ في عَمَلِ الآخِرَة " 0 [التُّؤَدَة: أَيِ التَّأَنيِّ 0 صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4810، وَقَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

فَضْلُ المُرَابَطَة [حِرَاسَةُ الحُدُود] عَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رِبَاطُ يَوْمٍ في سَبِيلِ الله: خَيرٌ مِن أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2635] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مُقَامُ أَحَدِكُمْ في سَبِيلِ الله: أَفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهِ في أَهْلِهِ سِتِّينَ عَامَاً؛ أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَيُدْخِلَكُمُ الجَنَّة " 00؟ [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2382]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ في سَبِيلِ الله: كَتَبَهُ اللهُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالحِين " 0 [في سَبِيلِ الله: أَيْ وَهُوَ مُرَابِطٌ عَلَى الحُدُود، أَوْ مُتَطَوِّعَاً بِهَا 0 صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك]

ثَوَابُ الرُّحَمَاءِ مِنَ النَّاس عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَن؛ ارْحَمُواْ أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاء " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7274، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6494] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ارْحَمْ مَنْ في الأَرْضِ يَرْحَمُكَ مَنْ في السَّمَاء " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7631]

عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7448 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 923 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لاَ تَدْخُلُواْ الجَنَّةَ حَتىَّ تَرَاحَمُواْ " 00 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ كُلُّنَا رَحِيم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُ لَيْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ صَاحِبَه، وَلَكِنْ رَحْمَةُ الْعَامَّة، رَحْمَةُ الْعَامَّة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7310]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لاَ يَضَعُ اللهُ رَحْمَتَهُ إِلاَّ عَلَى رَحِيم " 0 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ كُلُّنَا يَرْحَم، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَيْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ صَاحِبَه، يَرْحَمُ النَّاسَ كَافَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 167، وَرَوَاهُ الإِمَامَان / أَبُو يَعْلَى وَالطَّبرَانيُّ في الصَّغِيرِ بِنَحْوِه] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلاَّ مِنْ شَقِيّ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (7632)، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7988]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَ أُحُد، وَشُجَّ في رَأْسِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدَّمَ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُول: " كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّواْ نَبِيَّهُمْ وَكَسَرُواْ رَبَاعِيَتَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلى الله "؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} {آلِ عِمْرَان/128} [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1791 / عَبْد البَاقِي]

فَضْلُ الرِّفْقِ بِالنَّاسِ وَالشَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ عَن عِيَاضٍ المُجَاشِعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ الْعِزَّةِ جَلَّ وَعَلاَ أَنَّهُ قَال: " أَهْلُ الجَنَّةِ ثَلاَثَة: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّق، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ القَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِم، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَال " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2865 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَمْرِو بْنِ حَبِيبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَابَ عَبْدٌ وَخَسِر؛ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ في قَلْبِهِ رَحْمَةً لِلْبَشَر " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3205، 456، رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِر، وَابْنُ مَنْدَة، وَأَبُو نُعَيْمٍ في المَعْرِفَة]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللَّهُمَّ مَنْ وَليَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شَيْئَاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْه، وَمَنْ وَليَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شَيْئَاً فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1828 / عَبْد البَاقِي] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْق، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى العُنْف، وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2593 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ في شَيْءٍ إِلاَّ زَانَه، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2594 / عَبْد البَاقِي] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرَاً؛ أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْق " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 303، 1219، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن أَبي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنيِّ لأَقُومُ في الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَن أُطَوِّلَ فِيهَا؛ فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبيِّ فَأَتَجَوَّزُ في صَلاَتي؛ كَرَاهِيَةَ أَن أَشُقَّ عَلَى أُمِّه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 707 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 470 / عَبْد البَاقِي] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَسِّرُواْ وَلاَ تُعَسِّرُواْ، وَبَشِّرُواْ وَلاَ تُنَفِّرُواْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (69 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1732 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ المِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ وَأَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ في النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِع وَفي غَايَةِ المَرَامِ بِرَقْم: 425، حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 23815] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: " إِنَّكَ إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 248، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 5760]

جُرْمُ أَكْلِ حُقُوقِ النَّاسِ ظُلْمَاً وَعُدْوَانَا عَن خَوْلَةَ الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ اللهِ بِغَيرِ حَقّ؛ فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3118 / فَتْح]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّمَا أَنَا بَشَر، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِليّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْض؛ فَأَقْضِي عَلَى نحْوِ مَا أَسْمَع، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِن حَقِّ أَخِيهِ شَيْئَاً: فَلاَ يَأْخُذْهُ؛ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7169 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1713 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِه؛ فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الجَنَّة " 00 فَقَالَ لَهُ رَجُل: وَإِنْ كَانَ شَيْئَاً يَسِيرَاً يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَإِنْ قَضِيبَاً مِن أَرَاك " 0 [اقْتَطَعَهُ بِيَمِينِهِ: أَيِ اقْتَطَعَهُ اقْتِطَاعَاً وَغَلَبَهُ عَلَيْهِ وَاسْتَضْعَفَه. رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 137/عَبْدُ البَاقِي] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: " وَإِنْ كَانَ سِوَاكَا، وَإِنْ كَانَ سِوَاكَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7804، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه]

عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ كَاذِبَة؛ كَانَتْ نُكْتَةً سَوْدَاءَ في قَلْبِهِ لاَ يُغَيِّرُهَا شَيْءٌ إِلى يَوْمِ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3364، وَرَوَاهُ الحَاكِمُ وَالطَّبرَانيُّ في الْكَبِير] عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَيُّمَا رَجُلٍ ظَلَمَ شِبرَاً مِنَ الأَرْض؛ كَلَّفَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يحْفِرَهُ حَتىَّ يَبْلُغَ آخِرَ سَبْعِ أَرْضِين، ثُمَّ يُطَوَّقُهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ حَتىَّ يُقْضَى بَينَ النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ 2722، 240]

عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَخَذَ شِبْرَاً مِنَ الأَرْضِ ظُلْمَاً؛ فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرْضِين " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3198 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1610 / عَبْد البَاقِي] عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَخَذَ أَرْضَاً بِغَيرِ حَقِّهَا؛ كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلىَ المحْشَر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 5984، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17594]

عَنِ المُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّم، وَمَنِ اكْتَسَى بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبَاً؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّم، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6083، 934، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4881]

عَن خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " اتَّقُواْ دَعْوَةَ المَظْلُوم؛ فَإِنَّهَا تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَام، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: وَعِزَّتي وَجَلاَلي؛ لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (117، 870)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اتَّقُواْ دَعْوَةَ المَظْلُوم، وَإِنْ كَانَ كَافِرَاً؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ دُونَهَا حِجَاب " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 119، 767، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " يَا عِبَادِي؛ إِنيِّ حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ محَرَّمَا؛ فَلاَ تَظَالَمُواْ 00 يَا عِبَادِي؛ كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَن هَدَيْتُه؛ فَاسْتَهْدُوني أَهْدِكُمْ 00 يَا عِبَادِي؛ كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَن أَطْعَمْتُه؛ فَاسْتَطْعِمُوني أُطْعِمْكُمْ 00 يَا عِبَادِي؛ كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُه؛ فَاسْتَكْسُوني أَكْسُكُمْ 00 يَا عِبَادِي؛ إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعَا؛ فَاسْتَغْفِرُوني أَغْفِرْ لَكُمْ

يَا عِبَادِي؛ إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُواْ ضَرِّي فَتَضُرُّوني، وَلَنْ تَبْلُغُواْ نَفْعِي فَتَنْفَعُوني 0 يَا عِبَادِي؛ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ؛ كَانُواْ عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ؛ مَا زَادَ ذَلِكَ في مُلْكِي شَيْئَا 00 يَا عِبَادِي؛ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ؛ كَانُواْ عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِد؛ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئَا 00

يَا عِبَادِي؛ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ؛ قَامُواْ في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُوني، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَه؛ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي؛ إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ المِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ البَحْر 00 يَا عِبَادِي؛ إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ، أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا؛ فَمَنْ وَجَدَ خَيرَاً فَلْيَحْمَدِ الله، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِك؛ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2577 / عَبْد البَاقِي] اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنَا مِمَّنْ يَجِدُونَ غَيرَ ذَلِك؛ فَيَرِدُونَ المَهَالِك 00

الْقَتْلُ وَإِرَاقَةُ دَمِ البُرَآءِ بِغَيرِ حَقّ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ: لاَ يَدْرِي القَاتِلُ في أَيِّ شَيْءٍ قَتَل، وَلاَ يَدْرِي المَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2908 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَزَوَالُ الدُّنْيَا: أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: (1395)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 3987]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَبىَ اللهُ أَنْ يَجْعَلَ لِقَاتِلِ المُؤْمِنِ تَوْبَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 23،689، أَخْرَجَهُ الْوَاحِدِيُّ في الوَسِيط] وَالحَدِيثُ تُؤَيِّدُهُ هَذِهِ الآيَةُ الَّتي هِيَ ـ كَمَا في الصَّحِيحَين ـ مِن آخِرِ مَا نَزَلَ وَلَمْ يَنْسَخْهَا شَيْء: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنَاً مُتَعَمِّدَاً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدَاً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابَاً عَظِيمَا} {النِّسَاء/93}

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللهُ أَنْ يَغْفِرَه؛ إِلاَّ رَجُلاً يَمُوتُ كَافِرَاً أَوْ رَجُلاً يَقْتُلُ مُؤْمِنَاً مُتَعَمِّدَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (8031)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في غَايَةِ المَرَامِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 3984، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان]

عَن عَمْرٍو الخُزَاعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَمِنَ رَجُلاً عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ؛ فَأَنَا بَرِيءٌ مِنَ الْقَاتِلِ وَإِنْ كَانَ المَقْتُولُ كَافِرَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِع، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمَاً حَرَامَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6862 / فَتْح]

ثَوَابُ مَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا عَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقْرِنٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 4096، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2780]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ القَتْل: إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسَّ القَرْصَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7940، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِأَرْقَام: 1668، 3161، 3746، 960]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنِ الشَّهِيد: " لاَ تَجِفُّ الأَرْضُ مِنْ دَمِهِ حَتىَّ تَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاه ـ أَيْ تَسْتَبِقَانِ إِلَيْه ـ كَأَنَّهُمَا ظِئْرَانِ أَضَلَّتَا فَصِيلَيْهِمَا في بَرَاحٍ مِنَ الأَرْضِ بِيَدِ أَوْ في يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا حُلَّةٌ هِيَ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7942، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

غَضَبُ اللهِ عَلَى مَنْ يُؤْذِي النَّاسَ أَوْ يَظْلِمُهُمْ أَوْ يُعَذِّبُهُمْ رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي لَيْلَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ: أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: (5004)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 23064]

عَن خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابَاً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَة: أَشَدُّهُمْ عَذَابَاً لِلنَّاسِ في الدُّنْيَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 1000، كَمَا صَحَّحَهُ أَيْضَاً في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1442، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَإِسْنَادُهُ مُتَّصِل، رَوَاهُ الإِمَامَانِ أَحْمَدُ وَالحُمَيْدِيُّ في مُسْنَدَيْهِمَا] عَن هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ في الدُّنْيَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2613 / عَبْد البَاقِي]

عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى أُنَاسٍ مِنَ الأَنْبَاطِ بِالشَّام [أَيْ مِن غَيرِ المُسْلِمِين] قَدْ أُقِيمُواْ في الشَّمْس؛ فَقَال: مَا شَأْنُهُمْ؟! قَالُواْ: حُبِسُواْ في الجِزْيَة؛ فَقَالَ هِشَام: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ في الدُّنْيَا " 0 وَلَمْ يَكْتَفِ هِشَامٌ بِإِنْكَارِ المُنْكَرِ بِاللِّسَانِ الفَصِيح؛ بَلْ يَقُولُ عُرْوَةُ في آخِرِ هَذَا الأَثَرِ الصَّحِيح: " فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَحَدَّثَهُ؛ فَأَمَرَ بِهِمْ فَخُلُّواْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2613 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَة، لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا وَأُذُنَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، فَيَقُول: إِنيِّ وُكِّلْتُ بِثَلاَثَة: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيد، وَبِكُلِّ مَنِ ادَّعَى مَعَ اللهِ إِلَهَاً آخَر، وَالمُصَوِّرِين " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8411، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2574] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لَيُمْلي لِلظَّالِم، حَتىَّ إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْه " 00 ثُمَّ قَرَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيد} {هُود/102} " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4686 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2583 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ ضَرَبَ بِسَوْطٍ ظُلْمَاً: اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالجَامِع، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامَانِ الْبَيْهَقِيُّ وَالطَّبرَانيّ]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَتَدْرُونَ مَا المُفْلِس " 00؟ قَالُواْ: المُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاع؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي؛ يَأْتي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاة، وَيَأْتي: قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا؛ فَيُعْطَى هَذَا مِن حَسَنَاتِه، وَهَذَا مِن حَسَنَاتِه، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْه؛ أُخِذَ مِن خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2581 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ الرَّهَاوِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لجَهَنَّمَ سَاحِلٌ كَسَاحِلِ الْبَحْر، فِيهِ هَوَامٌّ وَحَيَّاتٌ كَالنَّخْل، وَعَقَارِبُ كَالْبِغَال، فَإِذَا اسْتَغَاثَ أَهْلُ جَهَنَّمَ أَنْ يُخَفَّفَ عَنهُمْ؛ قِيلَ اخْرُجُواْ إِلىَ السَّاحِل؛ فَيَخْرُجُونَ فَيَأْخُذُ الهَوَامُّ بِشِفَاهِهِمْ وَوُجُوهِهِمْ وَمَا شَاءَ اللهُ فَتَكْشُطُهَا؛ فَيَسْتَغِيثُونَ فِرَارَاً مِنهَا إِلىَ النَّار، وَيُسَلَّطُ عَلَيْهِمُ الجَرَب؛ فَيَحُكُّ الْوَاحِدُ جِلْدَهُ حَتىَّ يَبْدُوَ الْعَظْم؛ فَيُقَالُ لأَحَدِهِمْ: يَا فُلاَن؛ هَلْ يُؤْذِيكَ هَذَا 00؟ فَيَقُولُ نَعَمْ؛ فَيُقَالُ لَه: ذَلِكَ بِمَا كُنْتَ تُؤْذِي المُؤْمِنِين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 3677، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، وَالأَصْبَهَانيُّ في التَّرْغِيب]

عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6013 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2318 / عَبْد البَاقِي] عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَليِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ، وَمَنْ لاَ يَغْفِرْ لاَ يُغْفَرْ لَه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيِحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6599، 483، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ارْحَمُواْ تُرْحَمُواْ، وَاغْفِرُواْ يَغْفِرِ اللهُ لَكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (6541)، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِأَرْقَام: 897، 482، 380]

عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيَكُونُ في آخِرِ الزَّمَانِ شُرْطَة؛ يَغْدُونَ في غَضِبِ الله، وَيَرُوحُونَ في سَخَطِ الله؛ فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ بِطَانَتِهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 5979/ 3666، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

خُطُورَةُ تَوَليِّ أَمْرٍ مِن أُمُورِ المُسْلِمِين عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن أَحَدٍ يُؤْمَّرُ عَلَى عَشْرَةٍ فَصَاعِدَاً، لاَ يُقْسِطُ فِيهِمْ: إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ في الأَصْفَادِ وَالأَغْلاَل " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7009]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَلِي أَمْرَ عَشَرَةٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِك؛ إِلاَّ أَتَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَغْلُولاً يَوْمَ القِيَامَة، يَدُهُ إِلى عُنُقِه، فَكَّهُ بِرُّه، أَوْ أَوْبَقَهُ إِثْمُه، أَوَّلُهَا [أَيْ أَوَّلُ الْوِلاَيَة]: مَلاَمَة، وَأَوْسَطُهَا: نَدَامَة، وَآخِرُهَا: خِزْيٌ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2175، 349)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَيْلٌ لِلأُمَرَاء، وَيْلٌ لِلْعُرَفَاء، وَيْلٌ لِلأُمَنَاء، لَيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ ذَوَائِبَهُمْ كَانَتْ مُعَلَّقَةً بِالثُّرَيَّا، يُدَلْدَلُونَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَلُواْ عَمَلاً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7016]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيُوشِكَنَّ رَجُلٌ أَنْ يَتَمَنىَّ أَنَّهُ خَرَّ مِنَ الثُّرَيَّا؛ وَلَمْ يَلِ مِن أَمْرِ النَّاسِ شَيْئَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7015] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ وُلُّواْ هَذَا الأَمْر: أَنَّهُمْ خَرُّواْ مِنَ الثُّرَيَّا؛ وَأَنَّهُمْ لَمْ يَلُواْ شَيْئَا " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5360، 361]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَأَلَهُ أَعْرَابيّ: " مَتى السَّاعَة؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَة " 0 قَالَ الأَعْرَابيّ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 59 / فَتْح]

عَن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إِنْس " 0 قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ إِن أَدْرَكْتُ ذَلِك؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِير، وَإِنْ ضَرَبَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1847 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَى أُمَّتي مِنَ الدَّجَّال " 0 فَسَأَلَهُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَال: " يَا رَسُولَ الله: أَيُّ شَيْءٍ أَخْوَفُ عَلَى أُمَّتِكَ مِنَ الدَّجَّال " 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الأَئِمَّةُ المُضِلُّون " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 4165، 1989، رَوَاهُ الأَئِمَّةُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَابْنُ حِبَّان]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَتَكُونُ أُمَرَاء، فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُون، فَمَن عَرَفَ بَرِئَ، وَمَن أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ " 0 قَالُواْ: أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ؛ مَا صَلَّوْاْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1854 / عَبْدُ البَاقِي]

عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ: الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ ـ أَيْ يَدْعُونَ لَكُمْ وَتَدْعُونَ لَهُمْ ـ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ: الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ " 0قِيل: يَا رَسُولَ الله؛ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْف 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ؛ مَا أَقَامُواْ فِيكُمُ الصَّلاَة، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئَاً تَكْرَهُونَهُ؛ فَاكْرَهُواْ عَمَلَه، وَلاَ تَنْزِعُواْ يَدَاً مِنْ طَاعَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1855 / عَبْدُ البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ إِنيِّ أُوشِكُ أَن أُدْعَى فَأُجِيب، فَيَلِيكُمْ عُمَّالٌ مِنْ بَعْدِي، يَقُولُونَ مَا يَعْلَمُون، وَيَعْمَلُونَ بِمَا يَعْرِفُون؛ وَطَاعَةُ أُولَئِكَ طَاعَة، فَتَلْبَثُونَ كَذَلِكَ دَهْرَاً، ثُمَّ يَلِيكُمْ عُمَّالٌ مِنْ بَعْدِهِمْ؛ يَقُولُونَ مَا لاَ يَعْلَمُون، وَيَعْمَلُونَ مَا لاَ يَعْرِفوُن؛ فَمَنْ نَاصَحَهُمْ وَوَازَرَهُمْ وَشَدَّ عَلَى أَعْضَادِهِمْ؛ فَأُوْلَئِكَ قَدْ هَلَكُواْ وَأَهْلَكُواْ؛ خَالِطُوهُمْ بِأَجْسَادِكُمْ وَزَايِلُوهُمْ بِأَعْمَالِكُمْ، وَاشْهَدُواْ عَلَى المحْسِنِ بِأَنَّهُ محْسِن، وَعَلَى المُسِيءِ بِأَنَّهُ مُسِيء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 457، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ بِنَحْوِه]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَأْتِينَّ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءٌ يُقَرِّبُونَ شِرَارَ النَّاس، وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا؛ فَمَن أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ: فَلاَ يَكُونَنَّ عَرِيفَاً ـ أَيْ نَقِيبَاً ـ وَلاَ شُرْطِيَّاً، وَلاَ جَابِيَاً، وَلاَ خَازِنَاً " 0 [جَابِيًا: أَيْ جَامِعًا لِلأَمْوَال 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 360، وَرَوَاهُ الإِمَامُ ابْنُ حِبَّان]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ عَمَلاً، فَأَرَادَ اللهُ بِهِ خَيرَاً: جَعَلَ لَهُ وَزِيرَاً صَالِحَاً، إِنْ نَسِيَ [أَيْ حُقُوقَ النَّاس] ذَكَّرَه، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6596، 489، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 4204، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 24414]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِالأَمِيرِ خَيْرَاً جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَه، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَه، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ: إِنْ نَسِيَ لَمْ يُذَكِّرْهُ، وَإِنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنهُ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 4494]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ نَبيٍّ وَلاَ اسْتَخْلَفَ مِن خَلِيفَةٍ: إِلاَّ كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَان: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمَعْرُوفِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْه، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْه؛ فَالمَعْصُومُ مَن عَصَمَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7198 / فَتْح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ وَالٍ إِلاَّ وَلَهُ بِطَانَتَان: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ المُنْكَر، وَبِطَانَةٌ لاَ تَأْلُوهُ خَبَالاً ـ أَيْ لاَ تُقَصِّرُ في تَضْلِيلِهِ ـ فَمَنْ وُقِيَ شَرَّهَا فَقَدْ وُقِيَ، وَهُوَ مِنَ الَّتي تَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنهُمَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 4201، وَالأُسْتَاذ وَحُسَيْن سَلِيم أَسَد في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى بِرَقْم: 6000]

عَن أَبي مَرْيَمَ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الجُهَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ وَليَ مِن أَمْرِ المُسْلِمِينَ شَيْئَاً، فَاحْتَجَبَ دُونَ خَلَّتِهِمْ وَحَاجَتِهِمْ وَفَقْرِهِمْ وَفَاقَتِهِمْ؛ احْتَجَبَ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنهُ دُونَ خَلَّتِهِ وَفَاقَتِهِ وَحَاجَتِهِ وَفَقْرِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7027، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2948]

عَن أَبي مَرْيَمَ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الجُهَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الحَاجَةِ وَالخَلَّةِ وَالمَسْكَنَة؛ إِلاَّ أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ وَحَاجَتِهِ وَمَسْكَنَتِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (7028)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1332]

شَهَادَةُ الزُّور عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " شَاهِدُ الزُّورِ لاَ تَزُولُ قَدَمَاهُ حَتىَّ يُوجِبَ اللهُ لَهُ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7042]

فَضْلُ الصَّلاَةِ وَجُرْمُ تَارِكِهَا وَالمُتَهَاوِنِ فِيهَا عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي؛ أُتِيَ بِذُنُوبِهِ كُلِّهَا فَوُضِعَتْ عَلَى رَأْسِهِ وَعَاتِقَيْه، فَكُلَّمَا رَكَعَ أَوْ سَجَدَ تَسَاقَطَتْ عَنهُ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1671، 1398، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ بِسَنَدٍ صَحِيح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِن أَعْمَالِهِمُ الصَّلاَة، يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لِمَلاَئِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَم: انْظُرُواْ في صَلاَةِ عَبْدِي؛ أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا 00؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّة؛ كُتِبَتْ لَهُ تَامَّة، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنهَا شَيْئَاً؛ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: انْظُرُواْ: هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع 00؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: أَتِمُّواْ لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِه، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ " 00 [أَيْ عَلَى نَفْسِ هَذَا المِنوَال 0 صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 864]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاَةَ يَوْماً فَقَال: " مَن حَافَظَ عَلَيْهَا؛ كَانَتْ لَهُ نُوراً وَبُرْهَاناً وَنجَاةً مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَة، وَمَنْ لَمْ يحَافِظْ عَلَيْهَا؛ لَمْ تَكُنْ لَهُ نُوراً وَلاَ نجَاةً وَلاَ بُرْهَانَاً، وَكَانَ يَوْمَ القِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبىِّ بْنِ خَلَف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6576، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في المِشْكَاةِ بِرَقْم: 578، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 1467]

فَضْلُ الجُمُعَةِ وَجُرْمُ تَارِكِهَا عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَة؛ فِيهِ خُلِقَ آدَم، وَفِيهِ أُهْبِط، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْه، وَفِيهِ قُبِضَ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَة؛ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ وَهِيَ تُصْبِحُ يَوْمَ الجُمُعَةِ مُصِيخَة [أَيْ مُصْغِيَة] حَتىَّ تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقَاً مِنَ السَّاعَة [أَيْ خَوْفَاً مِنهَا] إِلاَّ ابْنَ آدَم، وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُصَادِفُهَا مُؤْمِنٌ وَهُوَ في الصَّلاَةِ يَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا شَيْئَاً إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 1430، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا]

عَن أَبي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ المُنْذِرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ يَوْمَ الجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ الله جَلَّ وَعَلاَ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ مِنْ يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الفِطْر؛ فِيهِ خَمْسُ خِلاَل: خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَأَهْبَطَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ آدَمَ إِلى الأَرْض، وَفِيهِ تَوَفَّى اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَفِيهِ سَاعَةٌ؛ لاَ يَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاه؛ مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامَاً، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَة، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلاَ سَمَاءٍ وَلاَ أَرْضٍ وَلاَ رِيَاحٍ وَلاَ جِبَالٍ وَلاَ بحْر: إِلاَّ وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَة " 0 [خِلاَل: أَيْ خِصَال: أَيْ مَزَايَا 0 حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1084]

جَاءَ في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالىَ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ البُرُوج {1} وَاليَوْمِ المَوْعُود {2} وَشَاهِدٍ وَمَشْهُود} {البرُوج} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اليَوْمُ المَوْعُود: يَوْمُ القِيَامَة، وَاليَوْمُ المَشْهُود: يَوْمُ عَرَفَة، وَالشَّاهِد: يَوْمُ الجُمُعَة، وَمَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلاَ غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِنه؛ فِيهِ سَاعَةٌ: لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَدْعُو اللهَ بِخَيرٍ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ لَه، وَلاَ يَسْتَعِيذُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَعَاذَهُ اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ مِنه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3339، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن أَبي الجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَهَاوُنَاً بِهَا: طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِه " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 6620، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ النَّسَائِيِّ وَأَبي دَاوُد، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ وَصَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 2786]

عَن أَبي الجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلاَثَاً مِن غَيْرِ عُذْرٍ فَهُوَ مُنَافِق " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 258] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الجُمُعَات؛ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَلَيُكْتَبُنَّ مِنَ الغَافِلِين " 0 [عَنْ وَدْعِهِمْ: أَيْ عَنْ تَرْكِهِمْ 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5560، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

آدَابُ الجُمُعَةِ وَفَضْلُ التَّبْكِيرِ إِلَيْهَا عَن أَوْسِ بْنِ أَبي أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن غَسَّلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاغْتَسَل، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَر، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَام، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ: كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَة 00 أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الأَئِمَّةِ أَبي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَةَ وَالنَّسَائِيّ، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُب؛ فَهُوَ كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارَا، وَالَّذِي يَقُولُ لَهُ أَنْصِتْ لَيْسَ لَهُ جُمُعَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2033، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المَلاَئِكَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ عَلَى أَبْوَابِ المَسَاجِدِ يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ: جَاءَ فُلاَنٌ مِنْ سَاعَةِ كَذَا، جَاءَ فُلاَنٌ مِنْ سَاعَةِ كَذَا، جَاءَ فُلاَنٌ وَالإِمَامُ يَخْطُب، جَاءَ فُلاَنٌ فَأَدْرَكَ الصَّلاَةَ وَلَمْ يُدْرِكِ الجُمُعَة؛ إِذَا لَمْ يُدْرِكِ الخُطْبَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8504، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

فَضْلُ المَسَاجِدِ وَثَوَابُ عُمَّارِهَا وَالسَّعْيِ إِلَيْهَا عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ البِلاَدِ إِلى اللهِ أَسْوَاقُهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 671 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادَاً ـ أَيْ مِنْ رُوَّادِهَا ـ المَلاَئِكَةُ جُلَسَاؤُهُمْ، إِن غَابُواْ يَفْتَقِدُونَهُمْ، وَإِنْ مَرِضُواْ عَادُوهُمْ، وَإِنْ كَانُواْ في حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (329، 3401)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَة: أَيْنَ جِيرَاني، أَيْنَ جِيرَاني 00؟ فَتَقُولُ المَلاَئِكَة: رَبَّنَا؛ وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَك؟ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: أَيْنَ عُمَّارُ المَسَاجِد " 00؟ [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2728، وَرَوَاهُ الحَارِثُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَشَى في ظُلْمَةِ اللَّيْلِ إِلى المَسَاجِد؛ آتَاهُ اللهُ نُورَاً يَوْمَ القِيَامَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَابِ بِرَقْم: (503)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِيرِ وَالأَوْسَط] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " يَا نَبيَّ الله؛ أَفْتِنَا في بَيْتِ المَقْدِس " 00؟ أَيْ هَلْ لاَ زَالَتْ لَهُ مَكَانَةٌ بَعْدَ تَحْوِيلِ الْقِبْلَةِ عَنهُ 00؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَرْضُ المَنْشَرِ وَالمحْشَر، إِيتُوهُ فَصَلُّواْ فِيه؛ فَإِنَّ صَلاَةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاه " 00 قَالَتْ: أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ أَوْ يَأْتِيَه 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتَاً يُسْرَجُ فِيه؛ فَإِنَّ مَن أَهْدَى لَهُ؛ كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيه " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَابِ بِرَقْم / 542: حَسَنٌ صَحِيح، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَقْبَلْتُ مِنْ مَسْجِدِ بَني عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاء، عَلَى بَغْلَةٍ لي قَدْ صَلَّيْتُ فِيه؛ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ مَاشِيَاً، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ نَزَلْتُ عَنْ بَغْلَتي، ثُمَّ قُلْتُ ارْكَبْ أَيْ عَمّ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: أَيِ ابْنَ أَخِي؛ لَوْ أَرَدْتُ أَن أَرْكَبَ الدَّوَابَّ لَرَكِبْت، وَلَكِنيِّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي إِلى هَذَا المَسْجِد، حَتىَّ يَأْتِيَ فَيُصَلِّيَ فِيه؛ فَأَنَا أُحِبُّ أَن أَمْشِيَ إِلَيْهِ كَمَا رَأَيْتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5999، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَة الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَابِ بِرَقْم: 575، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

فَضْلُ انْتِظَارِ الصَّلاَة عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ في مُصَلاَّهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ ـ أَيْ مَا لَمْ يُخْرِجْ رِيحَاً ـ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ؛ لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُه، لاَ يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلى أَهْلِهِ إِلاَّ الصَّلاَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (659 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 649 / عَبْد البَاقِي]

وَذَكَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلإِمَامِ مُسْلِمٍ صَلاَةَ المَلاَئِكَةِ فَقَال: " يَقُولُون: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 649 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مُنْتَظِرُ الصَّلاَةِ مِنْ بَعْدِ الصَّلاَة: كَفَارِسٍ اشْتَدَّ بِهِ فَرَسُهُ في سَبِيلِ اللهِ عَلَى كَشْحِه ـ أَيْ عَلَى ظَهْرِهِ ـ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلاَئِكَةُ اللهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ أَوْ يَقُمْ، وَهُوَ في الرِّبَاطِ الأَكْبَر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8610، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

فَضْلُ صَلاَةِ الجَمَاعَة عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " صَلاَةُ الرَّجُلِ في الجَمَاعَة: تُضَعَّفُ عَلَى صَلاَتِهِ في بَيْتِهِ وَفي سُوقِهِ: خَمْسَاً وَعِشْرِينَ ضِعْفَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 647 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 649 / عَبْد البَاقِي] عَن عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَة؛ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْل، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَة؛ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 656 / عَبْد البَاقِي]

فَضْلُ الصَّفِّ الأَوَّلِ وَالحَثُّ عَلَى إِقَامَةِ الصُّفُوف عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوف، وَمَنْ سَدَّ فُرْجَةً؛ رَفَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا دَرَجَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 995] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عَنِ الصَّفِّ الأَوَّل؛ حَتىَّ يُؤَخِّرَهُمْ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ في النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 679]

عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 997، 999، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ وَفي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 440 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَقِيمُواْ الصُّفُوف، وَحَاذُواْ بَينَ المَنَاكِبِ وَسُدُّواْ الخَلَل، وَلِينُواْ في أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلاَ تَذَرُواْ فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَان، وَمَنْ وَصَلَ صَفَّاً وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفَّاً قَطَعَهُ الله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (5724)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 666]

فَضْلُ الخُشُوعِ في الصَّلاَةِ وَإِتْمَامِهَا عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَه: " اذْكُرِ المَوْتَ في صَلاَتِك؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا ذَكَرَ المَوْتَ في صَلاَتِهِ لحَرِيٌّ أَنْ يُحْسِنَ صَلاَتَه، وَصَلِّ صَلاَةَ رَجُلٍ لاَ يَظُنُّ أَنَّهُ يُصَلِّي صَلاَةً غَيْرَهَا، وَإِيَّاكَ وَكُلَّ أَمْرٍ يُعْتَذَرُ مِنه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (849، 1421)، وَرَوَاهُ الدَّيْلَمِيّ]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي سِتِّينَ سَنَة، وَمَا تُقْبَلُ لَهُ صَلاَة؛ لَعَلَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَلاَ يُتِمُّ السُّجُود، وَيُتِمُّ السُّجُودَ وَلاَ يُتِمُّ الرُّكُوع " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 529، 2535]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ لأَصْحَابِهِ وَهُوَ يَعِظُهُمْ: " ابْكُواْ؛ فَإِنْ لَمْ تجِدُواْ بُكَاءً فَتَبَاكَواْ؛ لَوْ تَعْلَمُونَ الْعِلْم: لَصَلَّى أَحَدُكُمْ حَتىَّ يَنْكَسِرَ ظَهْرُه، وَلَبَكَى حَتىَّ يَنْقَطِعَ صَوْتُه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8723]

فَضْلُ صَلاَةِ الضُّحَى وَبَعْضِ النَّوَافِل عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ الغَطَفَانِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّهِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " ابْنَ آدَم؛ صَلِّ لي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَوَّلَ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَه " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 22475، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 7788، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يُحَافِظُ عَلَى صَلاَةِ الضُّحَى إِلاَّ أَوَّاب، وَهِيَ صَلاَةُ الأَوَّابِين " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (7628، 703)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ ابْنُ خُزَيْمَة] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رَحِمَ اللهُ امْرَأً: صَلَّى قَبْلَ العَصْرِ أَرْبَعَاً» 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5980، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا: حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الأَئِمَّةِ أَبي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ وَالتِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِأَرْقَام: 1269، 1816، 428، 1160]

فَضْلُ اسْتِعْمَالِ السِّوَاك عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاك؛ حَتىَّ ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَنْزِلُ بِهِ عَلَيَّ قُرْآن " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3122، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَضْلُ الصَّلاَةِ الَّتي يُسْتَاكُ لَهَا عَلَى الصَّلاَةِ الَّتي لاَ يُسْتَاكُ لَهَا: سَبْعُونَ ضِعْفَاً " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، وَرَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 515]

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " طَيِّبُواْ أَفْوَاهَكُمْ بِالسِّوَاك؛ فَإِنَّهَا طُرُقُ الْقُرْآن " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: (3939)، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في الشُّعَب 0 ح / ر: 2119]

فَضْلُ قِرَاءةِ القُرْآنِ وَتَعْلِيمِهِ وَبَرَكَتُه عَن عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5027 / فَتْح] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاس " قِيلَ: مَن هُمْ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَهْلُ القُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 215،وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم:12314]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ في سَبِيلِ الله: كَتَبَهُ اللهُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالحِين " 0 [في سَبِيلِ الله: أَيْ وَهُوَ مُرَابِطٌ عَلَى الحُدُود، أَوْ مُتَطَوِّعَاً بِهَا 0 صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الْبَيْتَ لَيُتْلَى فِيهِ الْقُرْآنُ فَيَتَرَاءَى لأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تَتَرَاءَى النُّجُومُ لأَهْلِ الأَرْض " 0 [قَالَ عَنهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في السِّيَر: " هَذَا حَدِيثٌ نَظِيفُ الإِسْنَادِ حَسَنُ المَتْن " 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 30/ 8] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآن: كَالبَيْتِ الخَرِب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1947، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الجَنَّة: اقْرَأْ وَاصْعَدْ؛ فَيَقْرَأُ وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَة؛ حَتىَّ يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 3780] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْآن: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيّ / في سُنَنيِ الإِمَامَين: أَبي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " القُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّع، وَمَاحِلٌّ مُصَدَّق [أَيْ شَاهِدٌ مُصَدَّق] مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قادَهُ إِلى الجَنَّة، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلى النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 4443، 2019، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: إِسْنَادُهُ جَيِّد، رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَان]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْن: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَار، فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَال: لَيْتَني أُوتِيتُ مِثْلَمَا أُوتيَ فُلاَن؛ فَعَمِلْتُ مِثْلَمَا يَعْمَل، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُهْلِكُهُ في الحَقّ؛ فَقَالَ رَجُل: لَيْتَني أُوتِيتُ مِثْلَمَا أُوتيَ فُلاَن؛ فَعَمِلْتُ مِثْلَمَا يَعْمَل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5026 / فَتْح] عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لَيَرْفَعُ بِهَذَا الْقُرآنِ أَقْوَامَاً، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِين " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 817، وَابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ في جَامِعِهِ وَأَبُو عَوَانَةَ في مُسْتَخْرَجِه]

آدَابُ حَمَلَةِ القُرْآنِ الْكَرِيم عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " زَيِّنُواْ القُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ؛ فَإِنَّ الصَّوْتَ الحَسَنَ يَزِيدُ القُرْآنَ حُسْنَاً " 0 [رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ أَوَّلَهُ في صَحِيحِه، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3581، 771)، وَرَوَاهُ الحَاكِم]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتَاً بِالقُرْآن: الَّذِي إِذَا سَمِعْتُمُوهُ يَقْرَأُ حَسِبْتُمُوهُ يَخْشَى الله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2022، 1583، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1339]

عَن عَابِسٍ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَادِرُواْ بِالأَعْمَالِ خِصَالاً سِتَّاً [أَيْ سَارِعُواْ بِالصَّالحَاتِ قَبْلَ أَنْ تُدْرِكَكُمْ هَذِهِ الأُمُورُ السِّتّ]: إِمْرَةَ السُّفَهَاء، وَكَثْرَةَ الشُّرَط، وَقَطِيعَةَ الرَّحِم، وَبَيْعَ الحُكْم، واسْتِخْفَافَاً بِالدَّم، وَنَشْأً يَتَّخِذُونَ القُرْآنَ مَزَامِير، يُقَدِّمُونَ الرَّجُلَ لَيْسَ بِأَفْقَهِهِمْ وَلاَ أَعْلَمِهِمْ؛ لاَ يُقَدِّمُونَهُ إِلاَّ ليُغَنِّيَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2812، 979، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ بِنَحْوِه]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَاهِرُ بِالقُرْآن: مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَة، وَالَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيه، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقّ: لَهُ أَجْرَان " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 798 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَعَلَّمُواْ الْقُرْآنَ وَاسْأَلُواْ اللهَ بِهِ الجَنَّة، قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ بِهِ الدُّنيَا؛ فَإِنَّ الْقُرْآنَ يَتَعَلَّمُهُ ثَلاَثَةُ نَفَر: رَجُلٌ يُبَاهِي بِهِ، وَرَجُلٌ يَسْتَأْكِلُ بِهِ، وَرَجُلٌ يَقْرَأُهُ لله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 258، أَخْرَجَهُ ابْنُ نَصْرٍ وَالإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ بِرَقْم: 2630]

عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اقْرَءواْ القُرْآنَ وَلاَ تَأْكُلُواْ بِهِ، وَلاَ تَسْتَكْثِرُواْ بِهِ، وَلاَ تَجْفُواْ عَنْهُ، وَلاَ تَغْلُواْ فِيه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 260، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15535] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتي قُرَّاؤُهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6633، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ في تَارِيخِه]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لَيُؤَيِّدَنَّ اللهُ هَذَا الدِّينَ بِقَوْمٍ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 4517]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " شَرُّ النَّاس: رَجُلٌ فَاجِرٌ جَرِيءٌ يَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ لاَ يَرْعَوِي إِلىَ شَيْءٍ مِنه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2380] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: إِنَّ فُلانَاً يُصَلِّي بِاللَّيْل؛ فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَق 00!! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا يَقُول " 00 أَيِ الْقُرْآن 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في المِشْكَاةِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1237، 3482، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: إِسْنَادُهُ قَوِيّ]

جُرْمُ مَانِعِ الزَّكَاة عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن آتَاهُ اللهُ مَالاً فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ؛ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ شُجَاعَاً أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَان، يُطَوِّقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ ـ أَيْ بِصُدْغَيْه ـ ثُمَّ يَقُول: أَنَا مَالُك، أَنَا كَنْزُك، ثُمَّ تَلاَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {وَلاَ يحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيرَاً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَللهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللهُ بمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} {آلِ عِمْرَان}

وَزَادَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رِوَايَةٍ فَقَال: " وَاللهِ لَنْ يَزَالَ يَطْلُبُهُ؛ حَتىَّ يَبْسُطَ يَدَهُ فَيُلْقِمَهَا فَاه " 0 [أَيْ حَتىَّ يَتَّقِيَ بِيَدِهِ هَذَا الثُّعْبَانَ فَيَلْتَقِمُهَا 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْمَيْ: 1403، 6957 / فَتْح] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَمْ يَمْنَعْ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ؛ إِلاَّ مُنِعُواْ القَطْرَ مِنَ السَّمَاء، وَلَوْلاَ البَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُواْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجامِعِ بِرَقْم: (9335)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير]

عَن أَبي أَسْمَاءَ الرَّحَبيِّ عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَنَا مَعَهُ وَقَدْ أَخَذَتْ مِن عُنِقِهَا سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَتْ: هَذِهِ أَهْدَاهَا إِليَّ أَبُو الحَسَن [أَيْ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ]؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا فَاطِمَة؛ أَيَسُرُّكِ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ فَاطِمَةُ بِنْتُ محَمَّدٍ وَفي يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ نَار " 0

ثمَّ خَرَجَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقْعُدْ؛ فَعَمِدَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إِلىَ السِّلْسِلَةِ فَبَاعَتْهَا فَاشْتَرَتْ بِثَمَنِهَا غُلامَاً فَأَعْتَقَتْهُ؛ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 5140، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا، وَفي يَدِ ابْنَتِهَا مَسَكَتَانِ غَلِيظَتَانِ مِنْ ذَهَب ـ أَيْ إِسْوِرَتَانِ مِنْ ذَهَب ـ فَقَالَ لَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَتُعْطِينَ زَكَاةَ هَذَا " 00؟ قَالَتْ لاَ 00 قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيَسُرُّكِ أَنْ يُسَوِّرَكِ اللهُ بِهِمَا يَوْمَ القِيَامَةِ سِوَارَيْنِ مِنْ نَار " 00؟ فَخَلَعَتْهُمَا فَأَلْقَتْهُمَا إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَتْ: هُمَا للهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 2479، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر بِنَحْوِهِ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6667]

أَجْرُ الإِنْفَاقِ في سَبِيلِ الله عَنْ نَافِعٍ قَال: " كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لاَ يَأْكُلُ حَتىَّ يُؤْتَى بمِسْكِينٍ يَأْكُلُ مَعَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5393 / فَتْح]

عَن خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَنْفَقَ نَفَقَةً في سَبِيلِ الله: كُتِبَتْ لَهُ بِسَبْعِمِاْئَةِ ضِعْف " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيح ابْنِ حِبَّان، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 1625، 3186]

وَالحَدِيثُ تُؤَيِّدُهُ الآيَةُ الَّتي تَقُول: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ في سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم} {البَقَرَة/261} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَال، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدَاً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزَّاً، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للهِ إِلاَّ رَفَعَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2588 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " دَاوُواْ مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (5669)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في السُّنَن] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مِنْ مُوجِبَاتِ المَغْفِرَة: إِطْعَامُ المُسْلِمِ السَّغْبَان " 00 أَيِ الجَائِع [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3935]

عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِين: كَالمجَاهِدِ في سَبِيلِ الله، أَوْ كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6006 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2982 / عَبْد البَاقِي]

قَالَ نَبيُّ اللهِ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلاَم: " كُنْ لِلْيَتِيم؛ كَالأَبِ الرَّحِيم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: (138)، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ وَقَال: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فُكُّواْ العَاني ـ أَيِ الأَسِير ـ وَأَطْعِمُواْ الجَائِع، وَعُودُواْ المَرِيض " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3046 / فَتْح]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَرَّ بِالنِّسَاءِ فَقَالَ لَهُنّ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْن؛ فَإِنيِّ رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّار " 0 فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تُكْثِرْنَ اللَّعْن [أَيِ السَّخَط]، وَتَكْفُرْنَ العَشِير " 00 أَيِ الزَّوْج 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1462 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 79 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ وَجَدَ سَعَةً ِلأَنْ يُضَحِّيَ فَلَمْ يُضَحِّ؛ فَلاَ يَحْضُرْ مُصَلاَّنَا " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 1087]

أَجْرُكَ في الإِنْفَاقِ عَلَى عِيَالِك عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَفْضَلَ دِينَارٍ: دِينَارٌ أَنْفَقَهُ رَجُلٌ عَلَى عِيَالِه 00 أَوْ عَلَى دَابَّتِهِ في سَبِيلِ الله 00 أَوْ عَلَى أَصْحَابِهِ في سَبِيلِ الله " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ وَفي صَحِيح الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْمَيْ: 22380، 4646]

عَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَة، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَة، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَة، وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَة " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5535، 452، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا شَابٌّ مِنَ الثَّنِيَّة، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ بِأَبْصَارِنَا قُلْنَا: لَوْ أَنَّ هَذَا الشَّابَّ جَعَلَ شَبَابَهُ وَنَشَاطَهُ وَقُوَّتَهُ في سَبِيلِ الله؛ فَسَمِعَ مَقَالَتَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " وَمَا سَبِيلُ اللهِ إِلاَّ مَنْ قُتِل " 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ سَعَى عَلَى وَالِدَيْهِ فَفِي سَبِيلِ الله، وَمَنْ سَعَى عَلَى عِيَالِهِ فَفِي سَبِيلِ الله، وَمَنْ سَعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيُعِفَّهَا فَفِي سَبِيلِ الله، وَمَنْ سَعَى عَلَى التَّكَاثُرِ فَهُوَ في سَبِيلِ الشَّيْطَان " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2232، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في سُنَنِه] سَعَى عَلَى التَّكَاثُر: أَيْ أَلْهَاهُ التَّكَاثُرُ وَجَمْعُ الدُّنيَا، المَالُ عِنْدَهُ غَايَةٌ لاَ وَسِيلَة 0

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَوْقِفُ سَاعَةٍ في سَبِيلِ الله؛ خَيرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الحَجَرِ الأَسْوَد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6636، 1068، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيح الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

فَضْلُ الصِّيَامِ وَبَرَكَتُه عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الصَّلاَةَ وَالصِّيَامَ وَالذِّكْر: يُضَاعَفُ عَلَى النَّفَقَةِ في سَبِيلِ اللهِ بِسَبْعِمِاْئَةِ ضِعْف " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2415]

وَقَدْ سَبَقَ أَنْ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَن خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَنْفَقَ نَفَقَةً في سَبِيلِ الله: كُتِبَتْ لَهُ بِسَبْعِمِاْئَةِ ضِعْف " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيح ابْنِ حِبَّان، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيّ]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ صَامَ يَوْمَاً في سَبِيلِ الله: بَاعَدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " 00 أَيْ سَبْعِينَ سَنَة 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2840 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1153 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ صَامَ يَوْمَاً في سَبِيلِ الله؛ جَعَلَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَينَ النَّارِ خَنْدَقَاً كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَقَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ: حَسَنٌ صَحِيح 0 ح / ر: 1624] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَيُّ العَمَلِ أَفْضَل 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلَيْكَ بِالصَّوْم؛ فَإِنَّهُ لاَ عِدْلَ لَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَسُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: (986، 2222)، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيح الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 3426]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَفْطَرَ قَال: " ذَهَبَ الظَّمَأ، وَابْتَلَّتِ العُرُوق، وَثَبُتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ الله " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ وَفي مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ وَفي الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِأَرْقَام: 2357، 1993، 4678] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَه؛ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6669 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 1155 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الظَّمَأ، وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ بِرَقْم: (2014)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالدَّارِمِيّ]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الجُوع، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1690]

عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِه، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِن أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْء " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَمِشْكَاةِ المَصَابِيح، وَفي سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 807، 1746]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَان: صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الجِنّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتحْ مِنهَا بَاب، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنهَا بَاب، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّار، وَذَلِكَ في كُلِّ لَيْلَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: (807، 1746)، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيح ابْنِ حِبَّان: إِسْنَادُهُ قَوِيّ ح 0 ر: 3435]

شُرْبُ الخَمْرِ وَلُبْسُ الحَرِيرِ وَالذَّهَب عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اجْتَنِبُواْ الخَمْر؛ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرّ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7231]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ شَرِبَ الخَمْر فَسَكِر مِنهَا: لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمَاً، ثمَّ إِنْ شَرِبَ مِنهَا حَتىَّ يَسْكَرَ مِنهَا: لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمَاً، ثمَّ إِنْ شَرِبَهَا فَسَكِر مِنهَا: لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمَاً، ثُمَّ إِنْ شَرِبَهَا الرَّابِعَةَ فَسَكِرَ مِنهَا: كَانَ حَقَّاً عَلَى اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنْ يَسْقِيَهُ مِن عَينِ الخَبَال "؛ قِيلَ وَمَا عَيْنُ الخَبَال 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " صَدِيدُ أَهْلِ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6644، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 3377]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَاتَ يُدْمِنُ الخَمْر: سَقَاهُ اللهُ مِنْ نَهْرِ الْغُوطَة "؛ قِيل: وَمَا نَهْرُ الْغُوطَة 00؟ قَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ المُومِسَات، يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ رِيحُ فُرُوجِهِمْ " [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7234] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَاتَ مِن أُمَّتي وَهُوَ يَشْرَبُ الخَمْر: حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ شُرْبَهَا في الجَنَّة، وَمَنْ مَاتَ مِن أُمَّتي وَهُوَ يَتَحَلَّى الذَّهَب: حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ لِبَاسَهُ في الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6948، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ لَبِسَ الحَرِيرَ في الدُّنْيَا؛ لَمْ يَلْبَسْهُ في الآخِرَة، وَمَنْ شَرِبَ الخَمْرَ في الدُّنيَا؛ لَمْ يَشْرَبْهُ في الآخِرَة، وَمَنْ شَرِبَ في آنِيَةِ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةِ في الدُّنيَا؛ لَمْ يَشْرَبْ بِهَا في الآخِرَة " 0 ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لِبَاسُ أَهْلِ الجَنَّة، وَشَرَابُ أَهْلِ الجَنَّة، وَآنِيَةُ أَهْلِ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 384، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7216]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ لَعَنَ الخَمْر، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالمحْمُولَةَ إِلَيْه، وَبَائِعَهَا، وَمُشْتَرِيَهَا، وَآكِلَ ثَمَنِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (7228)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 3674]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخَمْرِ عَشْرَة: " عَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالمحْمُولَةَ إِلَيْه، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَآكِلَ ثَمَنِهَا، وَالمُشْتَرِيَ لَهَا، وَالمُشْتَرَاةَ لَهُ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 3380، 1295]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ لَبِسَ الذَّهَبَ مِن أُمَّتي فَمَاتَ وَهُوَ يَلْبَسُه: لَمْ يَلْبَسْ مِنْ ذَهَبِ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6947، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ لَبِسَ الحَرِيرَ في الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ في الآخِرَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5834 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2074 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ لَبِسَ الحَرِيرَ في الدُّنْيَا: لَمْ يَلْبَسْهُ في الآخِرَة، وَإِنْ دَخَلَ الجَنَّةَ لَبِسَهُ أَهْلُ الجَنَّةِ وَلَمْ يَلْبَسْه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7404، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه]

خُرُوجُ المَرْأَةِ بِلاَ حِجَاب، وَإِثَارَتُهَا لِغَرَائِزِ الشَّبَاب عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:" ثَلاَثٌ لاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلاَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَة: العَاقُّ وَالِدَيْه، وَالمَرْأَةُ المُتَرَجِّلَةُ المُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَال، وَالدَّيُّوث " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في جِلْبَابِ المَرْأَةِ المُسْلِمَة وَفي الجَامِعِ بِرَقْم: 5382، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَرْأَةُ عَوْرَة، وَإِنَّهَا إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَان، وَإِنَّهَا لاَ تَكُونُ أَقْرَبَ إِلى اللهِ مِنهَا في قَعْرِ بَيْتِهَا " 0 [اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَان: أَيْ تَلَقَّفَهَا لِيُغْوِيَ بِهَا 0 وَالحَدِيثُ صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الصَّحِيحَةِ " بِرَقْم: (2688)، وَفي " التَّرْغِيبِ " بِرَقْم: (344)، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيَكُونُ في آخِرِ أُمَّتي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى السُّرُوجِ كَأَشْبَاهِ الرِّحَال، يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ المَسْجِد، نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَات، عَلَى رُءوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ العِجَاف؛ الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَات، لَوْ كَانَتْ وَرَاءكُمْ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَم: لخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءهُمْ، كَمَا يَخْدِمْنَكُمْ نِسَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7076)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (2683)، قَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالحَاكِم]

كَرَاهَةُ خُرُوجِ المَرْأَةِ مُتَعَطِّرَةً وَلَوْ إِلى المَسْجِد عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ لَقِيَ امْرَأَةً مُتَطَيِّبَةً تُرِيدُ المَسْجِد؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: يَا أَمَةَ الجَبَّار؛ أَيْنَ تُرِيدِين؟ قَالَتِ المَسْجِد؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: وَلَهُ تَطَيَّبْتِ؟! قَالَتْ نَعَمْ؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: فَإِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ إِلى المَسْجِد: لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلاَةٌ حَتىَّ تَغْتَسِل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 4468، 4002]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ، فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُواْ رِيحَهَا: فَهِيَ زَانِيَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في كِتَابِ التَّلخِيص، وَحَسَّنَهُ العَلاَّمَة الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 5126، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 19711] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيرُ مَسَاجِدِ النِّسَاءِ قَعْرُ بُيُوتِهِنّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3327، 1396، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَالْبَيْهَقِيّ]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " صَلاَةُ المَرْأَةِ في بَيْتِهَا: أَفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهَا في حُجْرَتِهَا، وَصَلاَتُهَا في مخْدَعِهَا: أَفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهَا في بَيْتِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 570، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

إِكْرَامُ الضَِّيْف عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَطْعَمَ أَخَاهُ خُبْزَاً حَتىَّ يُشْبِعَهُ، وَسَقَاهُ مَاءً حَتىَّ يَرْوِيَهُ: أَبْعَدَهُ اللهُ عَنِ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِق، بُعْدُ مَا بَينَ الخَنْدَقَين: مَسِيرَةُ خَمْسِمِاْئَةِ سَنَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7172]

فَضْلُ وُقُوفِ المُسْلِمِ بِجَانِبِ المُسْلِم عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6026 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2585 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ: مَثَلُ الجَسَد، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْو؛ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2586 / عَبْد البَاقِي)، وَالإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6011 / فَتْح] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدَاً في الدُّنْيَا: إِلاَّ سَتَرَهُ اللهُ جَلَِّ جَلاَلُهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2590 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِم، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُه ـ أَيْ لاَ يَخْذُلُهُ وَيَتْرُكُه ـ وَمَنْ كَانَ في حَاجَةِ أَخِيه: كَانَ اللهُ في حَاجَتِه، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً: فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَة، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمَاً: سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2442 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2580 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا: نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَة، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ: يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَة، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمَاً: سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَة، وَاللهُ في عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيه، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقَاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمَاً: سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقَاً إِلى الجَنَّة، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الله، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ؛ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَة، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَة، وَحَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَة، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَن عِنْدَه، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُه: لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2699 / عَبْد الْبَاقِي]

فَضْلُ قَضَاءِ حَوَائِجِ النَّاس عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَة: مَا أَخَذْتَ مِنهَا مِنْ شَيْءٍ نَفَعَك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5848، 2285)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَف، وَلاَ خَيرَ فِيمَنْ لاَ يَأْلَفُ وَلاَ يُؤْلَف، وَخَيرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6662، 426، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَآخَرُون]

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَحَبُّ النَّاسِ إِلىَ اللهِ أَنْفَعُهُمْ للنَّاس، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلىَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِم: تَكْشِفُ عَنهُ كُرْبَة، أَوْ تَقْضِي عَنهُ دَيْنَاً، أَوْ تَطْرُدُ عَنهُ جُوعَاً، وَلأَن أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ في حَاجَةٍ: أَحَبُّ إِليَّ مِن أَن أَعْتَكِفَ في هَذَا المَسْجِدِ شَهْرَاً " 00 أَيْ مَسْجدِ المَدِينَة 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (176، 906)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الثَّلاَثَة]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ للهِ عَبَّادَاً اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَاد، يُقِرُّهُمْ فِيهَا مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا: نَزَعَهَا مِنهُمْ فَحَوَّلَهَا إِلىَ غَيرِهِمْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2164، 1692، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ وَالأَوْسَط]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَشَى في حَاجَةِ أَخِيه: كَانَ خَيْرَاً لَهُ مِنَ اعْتِكَافِ عَشْرِ سِنِين، وَمَنِ اعْتَكَفَ يَوْمَاً ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: جَعَلَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ ثَلاَثَةَ خَنَادِق، كُلُّ خَنْدَقٍ أَبَعْدُ مِمَّا بَيْنَ الخافِقَيْن " [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد: إِسْنَادُهُ جَيِّد، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَسْأَلُني الشَّيْءَ فَأَمْنَعُه؛ حَتىَّ تَشْفَعُواْ فِيهِ فَتُؤْجَرُواْ " [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 2557، وَفي صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 1622، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " دَخَلَ رَجُلٌ الجَنَّة، فَرَأَى عَلَى بَابهَا مَكْتُوبَاً: الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَر " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 900، 3407، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَان]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَنْظَرَ مُعْسِرَاً فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْن، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ: فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (6108، 86)، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْمَيْ: 22970، 23046]

عَن أَبي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ نَفَّسَ عَن غَرِيمِهِ [أَيِ المَدِينِ] أَوْ محَا عَنهُ: كَانَ في ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 22559]

عَن أَبي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: " تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَة، وَأَمْرُكَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَة، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ في أَرْضِ الضَّلاَلِ لَكَ صَدَقَة، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ البَصَرِ لَكَ صَدَقَة، وَإِمَاطَتُكَ الحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَة، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ في دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَة " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 529، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5219، 572، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1956]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: " وَتَهْدِي الأَعْمَى، وَتُسْمِعُ الأَصَمَّ وَالأَبْكَمَ حَتىَّ يَفْقَه، وَتَدُلُّ المُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلىَ اللَّهْفَانِ المُسْتَغِيث، وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيف " [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21484]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ ذَهَبَ الأَغْنِيَاءُ بِالأَجْر، يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيحُجُّون؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَأَنْتُمْ تُصَلُّونَ وَتَصُومُونَ وَتحُجُّون " 00؟! قُلْتُ: يَتَصَدَّقُونَ وَلاَ نَتَصَدَّق؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَأَنْتَ فِيكَ صَدَقَة: رَفْعُكَ العَظْمَ عَنِ الطَّرِيق: صَدَقَة، وَهِدَايَتُكَ الطَّرِيق: صَدَقَة، وَعَوْنُكَ الضَّعِيفَ بِفَضْلِ قُوَّتِك: صَدَقَة،

وَبَيَانُكَ عَنِ الأَرْثَم [الأَخْنَفُ وَالأَلْثَغ]: صَدَقَة، وَمُبَاضَعَتُكَ امْرَأَتَك: [أَيْ مجَامَعَتُكَ إِيَّاهَا] صَدَقَة "؛ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ نَأْتي شَهْوَتَنَا وَنُؤْجَر 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَرَأَيْتَ لَوْ جَعَلْتَهُ في حَرَام، أَكُنْتَ تَأْثَم " 00؟ قُلْتُ: نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَتَحْتَسِبُونَ بِالشَّرِّ وَلاَ تَحْتَسِبُونَ بِالخَيْر " 00؟! [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21363]

فَضْلُ صَنَائِعِ المَعْرُوف عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " صَنَائِعُ المَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوء، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ في العُمُر " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجامِع، وَالإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير]

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَهْلَ المَعْرُوفِ في الدُّنْيَا أَهْلُ المَعْرُوفِ في الآخِرَة، وَإِنَّ أَهْلَ المُنْكَرِ في الدُّنْيَا أَهْلُ المُنْكَرِ في الآخِرَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجامِعِ بِرَقْم: (3794)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَه، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1728 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ خَلِيلِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَاني: " إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَاً فَأَكْثِرْ مَاءهُ، ثمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُمْ مِنهَا بِمَعْرُوف " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2625 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَائِهِ أَوْ فَضْلَ كَلَئِهِ: مَنْعَهُ اللهُ فَضْلَهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6673، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6560، 1422]

عَن أَبي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئَاً مِنَ المَعْرُوف، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ: فَلْيَلْقَ أَخَاهُ بِوَجْهٍ طَلِيق، وَإِنِ اشْتَرَيْتَ لَحْمَاً أَوْ طَبَخْتَ قِدْرَاً؛ فَأَكْثِرْ مَرَقَتَهُ، وَاغْرِفْ لِجَارِكَ مِنْهُ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1833] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كُلُّ مَعْرُوفٍ صَنَعْتَهُ إِلى غَنيٍّ أَوْ فَقِيرٍ فَهُوَ صَدَقَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 4558، 2040]

شُكْرُ الجَمِيلِ وَالمَعْرُوف عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوه، وَمَنْ سَأَلَ بِاللهِ فَأَعْطُوه، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوه، وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفَاً فَكَافِئُوه، فَإِنْ لَمْ تَجِدُواْ مَا تُكَافِئُونَهُ؛ فَادْعُواْ لَهُ؛ حَتىَّ تَرَوْاْ أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ وَفي سُنَنيْ أَبي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 1672، 2567، وَأَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5365]

عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ جَزَاكَ اللهُ خَيرَاً: فَقَدْ أَبْلَغَ في الثَّنَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2035] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7926، وَصَحَّحَهُ أَيْضَاً الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَسُنَنِ أَبي دَاوُدَ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِأَرْقَام: 6541، 416، 4811، 218]

فَضْلُ مَنْ جَمَعَتْ بَيْنَهُمْ محَبَّةُ الله عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ للهِ عِبَادَاً لَيْسُواْ بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاء، يَغْبِطُهُمُ الشُّهَدَاءُ وَالنَّبِيُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لقُرْبِهِمْ مِنَ اللهِ تَعَالى وَمجْلِسِهِمْ مِنه " 0 فَجَثَا أَعْرَابيٌّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ صِفْهُمْ لَنَا وَجَلِّهِمْ لَنَا؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَوْمٌ مِن أَفْنَاءِ النَّاس، مِنْ نُزَّاعِ القَبَائِل ـ أَيْ مِنْ قَبَائِلَ شَتىَّ ـ تَصَادَقُواْ في اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى وَتَحَابُّواْ فِيه، يَضَعُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُور، يَخَافُ النَّاسُ وَلاَ يَخَافُون، هُمْ أَوْلِيَاءُ اللهِ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3464]

فَضْلُ الْوَفَاءِ وَالحُبِّ بَينَ الأَصْدِقَاء عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ الله: خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِه، وَخَيرُ الجِيرَانِ عِنْدَ الله: خَيْرُهُمْ لِجَارِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (6566)، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: (519)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْمَيْ: 1944، 115]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه؛ مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَيُفَرَّقَ بَيْنَهُمَا: إِلاَّ بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِع، وَفي التَّرْغِيبِ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْمَيْ: 3495، 401] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا تَحَابَّ رَجُلاَنِ في اللهِ عَزَّ وَجَلّ: إِلاَّ كَانَ أَحَبَّهُمَا إِلى الله: أَشَدُّهُمَا حُبَّاً لِصَاحِبِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7323، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5594، 450]

التَّزَاوُرُ في الله عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: وَجَبَتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَحَابِّينَ فيّ، وَالمُتَجَالِسِينَ فيّ، وَالمُتَبَاذِلِينَ فيّ، وَالمُتَزَاوِرِينَ فيّ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 22030، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيح، وَمِشْكَاةِ المَصَابِيح، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَلْيَأْتِ إِلى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1844 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَشَارَ إِلى أَخِيهِ بحَدِيدَة: فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتىَّ يَدَعَه، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2616 / عَبْد البَاقِي]

ذَمُّ الحَسَدِ وَالبَغْضَاء عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ؛ حَتىَّ يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 13 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 45 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَجْتَمِعُ في جَوْفِ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ: غُبَارٌ في سَبِيلِ اللهِ وَفَيْحُ جَهَنَّم، وَلاَ يَجْتَمِعُ في جَوْفِ عَبْدٍ: الإِيمَانُ وَالحَسَد " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: (2886)، رَوَاهُ الإِمَامُ ابْنُ حِبَّانَ بِسَنَدٍ حَسَن] عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْر: مَا لَمْ يَتَحَاسَدُواْ " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2887، 3386، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقَاطَعُواْ، وَلاَ تَدَابَرُواْ، وَلاَ تَبَاغَضُواْ، وَلاَ تحَاسَدُواْ، وَكُونُواْ إِخْوَانَاً كَمَا أَمَرَكُمُ الله " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6065 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 2563 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اسْتَعِينُواْ عَلَى إِنْجَاحِ الحَوَائِجِ بِالْكِتْمَان؛ فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ محْسُود " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (943، 1453)، رَوَاهُ الخَرَائِطِيُّ وَابْنُ الخَطِيبِ وَالطَّبرَانيُّ في الثَّلاَثَة]

ذَمُّ الْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَة عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَعِدَ المِنْبَرَ يَوْمَاً فَقَال: " يَا مَعْشَرَ مَن أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلى قَلْبِه؛ لاَ تُؤْذُواْ المُسْلِمِينَ وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ، وَلاَ تَتَّبِعُواْ عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِم: تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه: يَفْضَحْهُ وَلَوْ في جَوْفِ رَحْلِه " 0 [حَسَنٌ صَحِيح 0 كَذَا قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2032، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ بِنَحْوِهِ في المجْمَع]

عَن أَبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَا مَعْشَرَ مَن آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَه؛ لاَ تَغْتَابُواْ المُسْلِمِينَ وَلاَ تَتَّبِعُواْ عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ: يَتَّبِعُ اللهُ عَوْرَتَه، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَه: يَفْضَحْهُ في بَيْتِه " 0 [حَسَنٌ صَحِيح 0 كَذَا قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4880] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَارْتَفَعَتْ رِيحٌ خَبِيثَةٌ مُنْتِنَة؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ؟ هَذِهِ رِيحُ الَّذِينَ يَغْتَابُونَ المُؤْمِنِين " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَد، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ " 00؟ قَالُواْ: بَلَى، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الَّذِينَ إِذَا رُءواْ ذُكِرَ اللهُ تَعَالى، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ "؟ قَالُواْ: بَلَى؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " المَشَّاءونَ بِالنَّمِيمَة، المُفْسِدُونَ بَيْنَ الأَحِبَّة، البَاغُونَ البُرَآءَ العَنَت " 0 [أَيِ الَّذِينَ يُلْحِقُونَ بِالأَبْرِيَاءِ الضَّرَرَ وَالتُّهَم 0 حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 323]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْقَذَى في عَينِ أَخِيهِ وَيَنْسَى الجِذْعَ في عَيْنِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (8013، 33)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ ابْنُ حِبَّانَ وَأَبُو نُعَيْم] رَدُّ المُسْلِمِ عَن عِرْضِ أَخِيه عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ رَدَّ عَن عِرْضِ أَخِيه: رَدَّ اللهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: (1931)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَين رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ نَصَرَ أَخَاهُ بِالغَيْب؛ نَصَرَهُ اللهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (6574)، 1217، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ البَزَّارُ وَالْبَيْهَقِيّ] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَقَالَ مُسْلِمَاً ـ أَيْ قَبِلَ مَعْذِرَتَهُ ـ أَقَالَ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَمِشْكَاةِ المَصَابِيحِ وَسُنَنيْ أَبي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَة، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

فَضْلُ السِّيرَةِ الحَسَنَةِ بَينَ النَّاس عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن عَبْدٍ إِلاَّ لَهُ صِيتٌ في السَّمَاء، فَإِذَا كَانَ صِيتُهُ في السَّمَاءِ حَسَنَاً: وُضِعَ في الأَرْض، وَإِذَا كَانَ صِيتُهُ في السَّمَاءِ سَيِّئَاً: وُضِعَ في الأَرْض " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5732، 2275)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَبي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ العَمَلَ مِنَ الخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْه " 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى المُؤْمِن " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2642 / عَبْد البَاقِي]

مَعَادِنُ النَّاس عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الفِضَّةِ وَالذَّهَب، خِيَارُهُمْ في الجَاهِليَّةِ خِيَارُهُمْ في الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُواْ، وَالأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَة، فَمَا تَعَارَفَ مِنهَا ائْتَلَف، وَمَا تَنَاكَرَ مِنهَا اخْتَلَف " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2638 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الخَيرُ عَادَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3348، 651، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (221)، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ: 221]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْر؛ فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْه، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2223، 1332، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 237]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ قَسَّمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ؛ كَمَا قَسَّمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ اللهَ لَيُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لاَ يُحِبّ، وَلاَ يُعْطِي الدِّينَ إِلاَّ مَن أَحَبّ؛ فَمَن أَعْطَاهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2714، رَوَاهُ الإِمَامَانِ الحَاكِمُ وَأَحْمَد]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِن أَدِيمِ الأَرْضِ كُلِّهَا؛ فَخَرَجَتْ ذُرِّيَّتُهُ عَلَى حَسَبِ ذَلِك: مِنهُمُ الأَبْيَضُ وَالأَسْوَد، وَالأَسْمَرُ وَالأَحْمَر، وَمِنهُمْ بَينَ ذَلِك، وَمِنهُمُ السَّهْلُ وَالحَزْن، وَالخَبِيثُ وَالطَّيِّب " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ وَفي المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَأَبي دَاوُد] أَدِيمُ الأَرْض: أَيْ تُرْبَتُهَا؛ وَمِنهُ سُمِّيَ آدَم؛ لأَنَّهُ مِنْ تُرَاب، وَالحَزْن: أَيِ الصَّعْبُ غَلِيظُ المُعَامَلَة

الدِّينُ المُعَامَلَة عَن خَرَشَةَ بْنِ الحُرِّ قَال: " شَهِدَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِشَهَادَة؛ فَقَالَ لَهُ رَضِيَ اللهُ عَنه: لَسْتُ أَعْرِفُك، وَلاَ يَضُرُّكَ أَنْ لاَ أَعْرِفَك، ائْتِ بِمَنْ يَعْرِفُك 00؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْم: أَنَا أَعْرِفُه؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: بِأَيِّ شَيْءٍ تَعْرِفُه 00؟ قَال: بِالْعَدَالَةِ وَالْفَضْل 00 فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: فَهُوَ جَارُكَ الأَدْنىَ الَّذِي تَعْرِفُهُ لَيْلَهُ وَنَهَارَه، وَمُدْخَلَهُ وَمُخْرَجَه 00؟ قَالَ لاَ؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: فَعَامَلَكَ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَم، اللَّذَيْنِ بِهِمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الْوَرَع 00؟ قَالَ لاَ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: فَرَفِيقُكَ في السَّفَر، الَّذِي يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى مَكَارِمِ الأَخْلاَق 00؟ قَالَ لاَ؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: لَسْتَ تَعْرِفُه، ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُل: ائْتِ بِمَنْ يَعْرِفُك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مخْتَصَرِ الإِرْوَاءِ بِرَقْم: (2637)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيّ]

حَلاَوَةُ طَبْعِ المُؤْمِنِ وَحُسْنُ مَعْشَرِه عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا رَأَيْتُ أَحَدَاً أَكْثَرَ تَبَسُّمَاً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3641] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَجِيبُواْ الدَّاعِي، وَلاَ تَرُدُّواْ الهَدِيَّة، وَلاَ تَضْرِبُواْ المُسْلِمِين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ وَفي الجَامِعِ بِرَقْمَيْ: 157، 158، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3838]

عَن أَبي رَزِينٍ العُقَيْليِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ النَّحْلَة: لاَ تَأْكُلُ إِلاَّ طَيِّبَاً، وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ طَيِّبَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5847، 355)، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 247]

عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ النَّحْلَة: إِن أَكَلَتْ أَكَلَتْ طَيِّبَاً، وَإِنْ وَضَعَتْ وَضَعَتْ طَيِّبَاً، وَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى عُودٍ نَخِرٍ لَمْ تَكْسِرْهُ، وَمَثَلُ المُؤْمِن: مَثَلُ سَبِيكَةِ الذَّهَب: إِنْ نَفَخْتَ عَلَيْهَا احْمَرَّتْ ـ أَيْ تَطَايَرَ مِنهَا الشَّرَر ـ وَإٍنْ وُزِنَتْ لَمْ تَنْقُصْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (10785)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في الشُّعَب]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يُخَوَّنَ الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنَ الخَائِن، وَحَتىَّ يَظْهَرَ الفُحْشُ وَالتَّفَحُّش، وَقَطِيعَةُ الأَرْحَامِ وَسُوءُ الجِوَار، وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: إِنَّ مَثَلَ المُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ الْقِطْعَةِ مِنَ الذَّهَب؛ نَفَخَ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا ـ أَيْ حَتىَّ تَطَايَرَ مِنهَا الشَّرَر ـ فَلَمْ تَتَغَيَّرْ وَلَمْ تَنْقُصْ، وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: إِنَّ مَثَلَ المُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَة؛ أَكَلَتْ طَيِّبَاً، وَوَضَعَتْ طَيِّبَاً، وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِرْ وَلَمْ تُفْسِدْ " 00 أَيْ وَتَقِفُ عَلَى الْغُصْنِ فَلا تَكْسِرُه [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6872، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2288]

طِيبَةُ السَّرِيرَةِ وَلِينُ الجَانِب عَن أَبي عِنَبَةَ الخَوْلاَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ للهِ تَعَالى آنِيَةً مِن أَهْلِ الأَرْض، وَآنِيَةُ رَبِّكُمْ: قُلُوبُ عِبَادِهِ الصَّالحِين، وَأَحَبُّهَا إِلَيْه: أَلْيَنُهَا وَأَرَقُّهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2163، 1691)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في مُسْنَدِ الشَّامِيِّين] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُؤْمِنُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُون " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6669، 936، أَخْرَجَهُ ابْنُ المُبَارَك]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّار، أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّار 00؟ عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ سَهْل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2488] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنَ النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3135، 938، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3938]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ كَانَ لَيِّنَاً هَيِّنَاً سَهْلاً؛ حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة الأَلْبَانيُّ في الجامِعِ بِرَقْم: 6484، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في السُّنَن] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيم ـ أَيْ طَيِّبٌ سَلِيمُ النَّوَايَا لاَ يَعْرِفُ المَكْر ـ وَالفَاجِرُ خَبٌّ لَئِيم " 0 [خِبٌّ: أَيْ خَبِيث 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 418]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلَعَتِ الشَّمْس؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَأْتي اللهَ قَوْمٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُورُهُمْ كَنُورِ الشَّمْس " 00 فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: أَنحْنُ هُمْ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ، وَلَكُمْ خَيْرٌ كَثِير، وَلَكِنَّهُمُ الفُقَرَاءُ وَالمُهَاجِرُون، الَّذِينَ يُحْشَرُونَ مِن أَقْطَارِ الأَرْض، طُوبى لِلْغُرَبَاء، طُوبى لِلْغُرَبَاء، طُوبى لِلْغُرَبَاء " 0

فَقِيل: مَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَاسٌ صَالحُونَ في نَاسٍ سُوءٍ كَثِير، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7072)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب: 3188، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَالِطُواْ النَّاسَ وَصَافُوهُمْ بِمَا يَشْتَهُون، وَدِينَكُمْ فَلاَ تَكْلَمُنَّه " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: (279/ 7)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

وَدِينَكُمْ فَلاَ تَكْلَمُنَّه: أَيْ وَاحْفَظُواْ دِينَكُمْ مِن أَنْ يَمَسَّهُ سُوء 0 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ؛ أَعْظَمُ أَجْرَاً مِنَ المُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَلاَ يَصْبرُ عَلَى أَذَاهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6651، 939، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4032]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المُسْلِمَ المُسَدَّدَ ـ أَيِ المُوَفَّق ـ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّوَّامِ القَوَّامِ بِآيَاتِ الله؛ بِحُسْنِ خُلُقِه، وَكَرَمِ ضَرِيبَتِه " 00 أَيْ طِبَاعِهِ وَمَعْدِنِه [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6648، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1949، 522]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنَاً مَا؛ عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمَاً مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنَاً مَا؛ عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمَاً مَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في غَايَةِ المَرَامِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 472، 1997]

عَن هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ مُسْلِمَاً فَوْقَ ثَلاَث، فَإِنَّهُمَا نَاكِبَانِ عَنِ الحَقِّ مَا دَامَا عَلَى صُرَامِهِمَا، فَأَوَّلُهُمَا فَيْئَاً: سَبْقُهُ بِالفَيْءِ كَفَّارَة، فَإِنْ سَلَّمَ وَلَمْ يُرَدَّ عَلَيْهِ سَلاَمُهُ: رَدَّتْ عَلَيْهِ المَلاَئِكَة، وَرَدَّ عَلَى الآخَرِ الشَّيْطَان، فَإِنْ مَاتَا عَلَى صُرَامِهِمَا: لَمْ يجْتَمِعَا في الجَنَّةِ أَبَدَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 407، 1246، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 5664، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص]

الْعَفْوُ وَالتَّسَامُحُ وَالصَّفْحُ الجَمِيل عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ كَظَمَ غَيْظَاً وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ؛ دَعَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءوسِ الخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتىَّ يُخَيِّرَهُ اللهُ مِنَ الحُورِ الْعِينِ مَا شَاء " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَحُسَيْن سَلِيم أَسَد في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَأَبي دَاوُد]

كَرَاهَةُ الضَّجَرِ وَاللَّعْن عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ العَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئَاً؛ صَعِدَتِ اللَّعْنَةُ إِلى السَّمَاء، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا، ثُمَّ تَهْبِطُ إِلى الأَرْض، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ يمِينَاً وَشِمَالاً، فَإِذَا لَمْ تجِدْ مَسَاغَاً؛ رَجَعَتْ إِلى الَّذِي لُعِن، فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلاً؛ وَإِلاَّ رَجَعَتْ إِلى قَائِلِهَا " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4905، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر بِنَحْوِهِ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3876]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلاَ اللَّعَّانِ وَلاَ الفَاحِشِ وَلاَ البَذِيء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 332، 1977، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

عَن أَبي المَلِيحِ عَن أَبِيهِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ كَانَ رِدْفَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى دَابَّة، فَعَثَرَتْ بِهِ دَابَّتُه؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " تَعِسَ الشَّيْطَان " 00 فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تَفْعَلْ؛ فَإِنَّهُ يَتَعَاظَمُ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ حَتىَّ يَصِيرَ مِثْلَ الجَبَل، وَيَقُول: بِقُوَّتي صَرَعْتُه، وَإِذَا قُلْتَ بِسْمِ الله: تَصَاغَرَ حَتىَّ يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَاب " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 23092، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4982]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُقَبِّحُواْ الْوُجُوه " 00 [أَيْ لاَ تَقُولُواْ قَبَّحَ اللهُ وَجْهَكَ أَوْ وَجْهَهَا] [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3243]

الحَثُّ عَلَى حُسْنِ الخُلُق عَن أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ: " مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الإِنْسَان 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " خُلُقٌ حَسَن " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8206]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَق " 0 [قَالَ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 45، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيّ]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانَاً: أَحْسَنُهُمْ خُلُقَا، وَخِيَارُكُمْ: خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7396، وَقَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ: حَسَنٌ صَحِيح 0 ح / ر: 1162]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَن أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّة؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " التَّقْوَى وَحُسْنُ الخُلُق " 0 وَسُئِلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّار 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الأَجْوَفَان: الْفَمُ وَالْفَرْج " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7919]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المُؤْمِنَ يُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِه: دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَار " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2500، 795، وَقَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِه: دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: (4798)، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَثْقَلَ مَا وُضِعَ في مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَة: خُلُقٌ حَسَن، وَإِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيء " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 5695، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2002] [الْفَاحِش: سَيِّئَ الخُلُق، وَالْبَذِيء: سَلِيطُ اللِّسَانِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْفَاظِ النَّابِيَة]

عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَثْقَلَ شَيْءٍ في المِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَة: الخُلُقُ الحَسَن " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ وَفي الأَدَبِ المُفْرَد، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 27555]

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ لَيْسَا مِنَ الإِسْلاَم، وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسْلاَمَاً أَحْسَنُهُمْ خُلُقَاً " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح0ر: 2653، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامَانِ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى]

عَن أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَن أَحَبِّ عِبَادِ اللهِ إِلى الله 00؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَحْسَنُهُمْ خُلُقَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (179، 432)، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 486]

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيرُ النَّاسِ أَحْسَنُهُمْ خُلُقَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3287، 1837)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ هُ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَال: يَا رَسُولَ الله؛ أَيُّ المُؤْمِنِينَ أَفْضَل 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَحْسَنُهُمْ خُلُقَا " 00 قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: فَأَيُّ المُؤْمِنِينَ أَكْيَس 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَكْثرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرَا، وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادَا؛ أُولَئِكَ الأَكْيَاس " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 3335، 4259]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أَحَبِّكُمْ إِليَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنيِّ مجْلِسَاً يَوْمَ القِيَامَة: أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقَا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِليَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنيِّ مجْلِسَاً يَوْمَ القِيَامَة: الثَّرْثَارُون، وَالمُتَشَدِّقُون، وَالمُتَفَيْهِقُون " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الْبُوصِيرِي في زَوَائِدِهِ بِرَقْم: 5202، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2018، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان] أَيِ المُكْثِرُونَ في الْكَلاَم، وَالمُتَكَلِّفُون، وَالمُتَعَالِمُونَ المُتَكَبِّرُون 0

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ في رَبَضِ الجَنَّة ـ أَيْ في طَوَابِقِهَا السُّفْلَى ـ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقَّاً، وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ الجَنَّة؛ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحَاً، وَبِبَيْتٍ في أَعْلَى الجَنَّة؛ لِمَن حَسُنَ خُلُقُه " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4800]

عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ في الله " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ صَحِيح 0 ح / ر: 23951]

الحَثُّ عَلَى تَقْوَى اللهِ وَمُرَاقَبَتِه عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهَا: " يَا عَائِشَة؛ إِيَّاكِ وَمحَقَّرَاتِ الذُّنُوب؛ فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ طَالِبَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَسُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 513، 4243، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِيَّاكُمْ وَمحَقَّرَاتِ الذُّنُوب، كَقَوْمٍ نَزَلُواْ في بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُود، حَتىَّ أَنْضَجُواْ خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ محَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2686، 389، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3818]

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اجْعَلُواْ بَيْنَكُمْ وَبَينَ الحَرَامِ سُتْرَةً مِنَ الحَلاَل، مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ اَسْتَبرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِه " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 5569، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 896]

عَن أَحَدِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئَاً اتِّقَاءً لله؛ إِلاَّ آتَاكَ اللهُ خَيْرَاً مِنهُ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 20746]

عَن أَبي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَه: " اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كُنْت، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَن " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1987، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21988، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَن أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّة؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " التَّقْوَى وَحُسْنُ الخُلُق " 0 وَسُئِلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّار 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الأَجْوَفَان: الْفَمُ وَالْفَرْج " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7919]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اتَّقِ المَحَارِمَ تَكُن أَعْبَدَ النَّاس، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُن أَغْنىَ النَّاس، وَأَحْسِن إِلى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنَاً، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمَاً، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِك؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْب " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (100، 930)، في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2305]

مُرَاقَبَةُ اللهِ تَعَالىَ وَمخَافَتُه عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامَاً مِن أُمَّتي؛ يَأْتُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ بحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيض، فَيَجْعَلُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورَا "؛ قَالَ ثَوْبَانُ رَضِيَ اللهُ عَنه: يَا رَسُولَ الله؛ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا؛ أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنحْنُ لاَ نَعْلَم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُون، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْاْ بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5028، 505)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4245]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ الْعِزَّةِ جَلَّ وَعَلاَ أَنَّهُ قَال: " وَعِزَّتي: لاَ أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وَأَمْنَيْن: إِذَا خَافَني في الدُّنيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة، وَإِذَا أَمِنَني في الدُّنيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2666، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 640]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ؛ فَلَمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ قَالَ لِبَنِيه: إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُوني ثمَّ اطْحَنُوني ثمَّ ذَرُّوني في الرِّيح؛ فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَني عَذَابَاً مَا عَذَّبَهُ أَحَدَاً، فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِك؛ فَأَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الأَرْضَ فَقَالَ اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنهُ، فَفَعَلَتْ؛ فَإِذَا هُوَ قَائِم؛ فَقَالَ عَزَّ وَجَلّ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْت 00؟ قَال: مخَافَتُكَ يَا رَبّ؛ فَغَفَرَ لَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3481 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2756 / عَبْد البَاقِي]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى في الصَّحِيحَينِ قَالَ فِيهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ خَيرَاً قَطّ " 00 وَأَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ أَنْ يُحَرِّقُوهُ وَأَنْ يُلْقُواْ نِصْفَهُ في البَرِّ وَنِصْفَهُ في البَحْر، وَقَالَ لَهُمْ: " فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ اللهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابَاً لاَ يُعَذِّبُهُ أَحَدَاً مِنَ العَالَمِين؛ فَأَمَرَ اللهُ البَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيه، وَأَمَرَ البَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيه، ثُمَّ قَالَ جَلَِّ جَلاَلُه: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ مِن خَشْيَتِكَ وَأَنْتَ أَعْلَم؛ فَغَفَرَ لَهُ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7506 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2756 / عَبْد البَاقِي]

بَعْضُ الوَصَايَا؛ لأَهْلِ الخَطَايَا عَن أَبي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلاَتُهُ مَا لَمْ تُحْدِثُواْ أَعْمَالاً تَنْزِعُهُ مِنْكُمْ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِك؛ سَلَّطَ عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ فَيَلْتَحُوكُمْ كَمَا يُلْتَحَى الْقَضِيب " 00 أَيْ كَمَا تُقَلَّمُ الشَّجَرَة 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامَان / الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلالِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 1119]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِلتَّابِعِينَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ: " إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالاً؛ هِيَ أَدَقُّ في أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَر؛ إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ المُوبِقَات " 0 [مِنَ المُوبِقَات: أَيْ مِنَ المُهْلِكَات 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6492 / فَتْح]

عَنِ ابْنِ عَمِيرَةَ الكِنْدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا عُمِلَتِ الخَطِيئَةُ في الأَرْض: كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا ـ أَوْ فَأَنْكَرَهَا ـ كَانَ كَمَن غَابَ عَنهَا، وَمَن غَابَ عَنهَا فَرَضِيَهَا؛ كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: (4345)، وَرَوَاهُ أَيْضَاً الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن عَمِلَ سَيِّئَةً فَكَرِهَهَا حِينَ يَعْمَل، وَعَمِلَ حَسَنَةً فَسُرَّ بِهَا: فَهُوَ مُؤْمِن " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَرَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْمَيْ: 32، 177]

عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُه، وَسَاءتْهُ سَيِّئَتُه؛ فَذَلِكُمُ المُؤْمِن " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ وَفي السِّيَر، كَمَا صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2165، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 6728، وَفي المُسْنَدِ بِرَقْم: 22199] فَضْلُ الاِسْتِغْفَارِ وَبَرَكَتُه يَقُولُ تَعَالى: {اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارَا {10} يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارَا {11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنهَارَا} {نُوح} وَتَأْتي سُنَّةُ الصَّادِقِ الأَمِين؛ مُؤَيِّدَةً لِكَلاَمِ رَبِّ الْعَالَمِين:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَكْثَرَ مِنَ الاِسْتِغْفَار؛ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجَاً، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرَجَاً، وَرَزَقَهُ مِن حَيْثُ لاَ يَحْتَسِب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2234، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] عَنِ الزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَحَبَّ أَنْ تَسُرَّهُ صَحِيفَتُه؛ فَلْيُكْثِرْ فِيهَا مِنَ الاِسْتِغْفَار " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5955، 2299، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُول: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، خَلَقْتَني وَأَنَا عَبْدُك، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْت، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْت، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبي؛ فَاغْفِرْ لي؛ فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْت 00 وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي: فَهُوَ مِن أَهْلِ الجَنَّة، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبح: فَهُوَ مِن أَهْلِ الجَنَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6306 / فَتْح]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " اللَّهُمَّ إِنْ تغْفِرْ تَغْفِرْ جَمَّا، وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لاَ أَلَمَّا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَرَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 180] عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لَيَعْجَبُ إِلىَ الْعَبْدِ إِذَا قَال: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ إِنيِّ قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لي ذُنُوبي، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْت؛ قَالَ جَلَّ جَلاَلُه: عَبْدِي عَرَفَ أَنَّ لَهُ رَبَّاً يَغْفِرُ وَيُعَاقِب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1821، 1653، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلاَثَاً: غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَ فَارَّاً مِنَ الزَّحْف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (2727)، قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " يَا ابْنَ آدَم؛ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَني وَرَجَوْتَني؛ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلا أُبَالي، يَا ابْنَ آدَم؛ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاء، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَني؛ غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالي، يَا ابْنَ آدَم؛ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَني بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَني لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئَاً؛ لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة " 0 [بِقُرَابِهَا: أَيْ بِمِلْئِهَا 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3540، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21505]

عَن أُمِّ عِصْمَةَ الْعُوصِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعْمَلُ ذَنْبَاً إِلاَّ وَقَفَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِإِحْصَاءِ ذُنُوبِهِ ثَلاَثَ سَاعَات؛ فَإِنِ اسْتَغْفَرَ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ مِنْ ذَنْبِهِ ذَلِكَ في شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ السَّاعَاتِ لَمْ يُوقِفْهُ عَلَيْهِ وَلَمْ يُعَذَّبْ يَوْمَ الْقِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7675] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ صَاحِبَ الشِّمَالِ ليَرْفَعُ القَلَمَ سِتَّ سَاعَاتٍ عَنِ العَبْدِ المُسْلِمِ المُخْطِئِ أَوِ المُسِيء، فَإِنْ نَدِمَ وَاسْتَغْفَرَ اللهَ مِنهَا: أَلْقَاهَا، وَإِلاَّ كُتِبَتْ وَاحِدَة " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2097، 1209، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلهُ أَنَّهُ قَال: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَني؛ فَإِنْ ذَكَرَني في نَفْسِه: ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَني في مَلإٍ: ذَكَرْتُهُ في مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ـ وَفي رِوَايَةٍ لمُسْلِمٍ: في مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُ ـ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِليَّ بِشِبْر: تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعَاً، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِليَّ ذِرَاعَاً: تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعَاً، وَإِن أَتَاني يَمْشِي: أَتَيْتُهُ هَرْوَلَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7405 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2675 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّكُمْ لَمْ تَكُنْ لَكُمْ ذُنُوبٌ يَغْفِرُهَا اللهُ لَكُمْ: لجَاءَ اللهُ بِقَوْمٍ لَهُمْ ذُنُوبٌ يَغْفِرُهَا لَهُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2748 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ لَمْ تَكُونُواْ تُذْنِبُون: خَشِيتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِك: الْعُجْب " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ إِسْنَادُهُ جَيِّد، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 658، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في الشُّعَبِ بِرَقْم: 7255]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتىَّ تَبْلُغَ خَطَايَاكُمُ السَّمَاء، ثُمَّ تُبْتُمْ: لَتَابَ عَلَيْكُمْ " 0 [حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5235، 903، وَقَالَ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَة: حَسَنٌ صَحِيح 0 ح / ر: 4248]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ عَبْدَاً أَصَابَ ذَنْبَاً أَوْ قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبَاً فَقَال: رَبِّ أَذْنَبْتُ، أَوْ قَالَ أَصَبْتُ فَاغْفِرْ لي؛ فَقَالَ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلّ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبَّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ 00؟! غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ الله، ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبَاً أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبَاً؛ فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ أَوْ أَصَبْتُ آخَر؛ فَاغْفِرْهُ؛ فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُه: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبَّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟!

غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ الله، ثمَّ أَذْنَبَ ذَنْبَاً، أَوْ قَالَ أَصَابَ ذَنْبَاً؛ قَالَ رَبِّ أَصَبْتُ أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لي؛ فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُه: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبَّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِه 00؟! غَفَرْتُ لِعَبْدِي 00 ثَلاَثَاً؛ فَلْيَعْمَلْ مَا شَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7507 / فَتْح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَهْطٍ مِن أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَضْحَكُونَ وَيَتَحَدَّثُون؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَم: لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرَاً " 0 ثمَّ انْصَرَفَ وَأَبْكَى الْقَوْم؛ فَأَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى إِلَيْه: " يَا محَمَّد: لِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي "؟! فَرَجَعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَال: " أَبْشِرُواْ، وَسَدِّدُواْ، وَقَارِبُواْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 254، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 358] " سَدِّدُواْ ": أَيْ أَصْلِحُواْ عُيُوبَ أَنْفُسِكُمْ وَاجْتَهِدُواْ في سَدِّ الخَلَل 0

ذَمُّ الْكِبْر عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 91 / عَبْد البَاقِي]

عَن حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّة 00؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّف [أَيْ مُسْتَضْعَف]، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّه 00 أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّار 00؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِر " 0 الْعُتُلّ: هُوَ الشَّدِيدُ الفَظُّ الغَلِيظُ الجَافي، وَالجَوَّاظ: هُوَ ضَخْمُ الجِسْمِ المُتَعَاظِمُ في نَفْسِه 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4918 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2853 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُحْشَرُ المُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجَال ـ أَيْ في حَجْمِ النَّمْلِ الصَّغِير ـ يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَان، فَيُسَاقُونَ إِلى سِجْنٍ في جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَس، تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَار، يُسْقَوْنَ مِن عُصَارَةِ أَهْلِ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6677، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْمَيْ: 2492، 557]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَهْلَ النَّار: كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِر، جَمَّاعٍ مَنَّاع [أَيْ صَاحِبُ ثَرْوَةٍ بخِيل]، وَأَهْلُ الجَنَّة: الضُّعَفَاءُ المَغْلُوبُون " 0 الجَعْظَرِيّ: هُوَ الفَظُّ الغَلِيظ، وَالجَوَّاظ: هُوَ عَظِيمُ الجِسْم 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7010)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالجَامِع، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرّ: أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسْلِم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2564 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مِنْ تَعَظَّمَ في نَفْسِهِ، أَوِ اخْتَالَ في مِشْيَتِه: لَقِىَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5995، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (6157، 543)، وَفي الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 549]

الحَثُّ عَلَى قَبُولِ النَّصِيحَةِ بِلاَ جِدَالٍ وَلاَ تَعَالٍ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُون " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6541، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَالأَدَبِ المُفْرَد] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَبْغَضُ الْكَلاَمِ إِلىَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ اتَّقِ الله؛ فَيَقُول: عَلَيْكَ بِنَفْسِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2598، وَرَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَأْتي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ زَمَانٌ: يُجَادِلُ المُنَافِقُ الْكَافِرُ المُشْرِكُ بِاللهِ المُؤْمِنَ بِمِثْلِ مَا يَقُول " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8412]

فَضْلُ التَّوَاضُع عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَحِبُّواْ الْفُقَرَاءَ وَجَالِسُوهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7947] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2588 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَعَالى يُحِبُّ الأَبْرَارَ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاء، الَّذِينَ إِن غَابُواْ لَمْ يُفْتَقَدُواْ، وَإِن حَضَرُواْ لَمْ يُعْرَفُواْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ وَقَال: صَحِيحٌ وَلاَ عِلَّةَ لَه، وَرَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ تَوَاضُعَاً للهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْه؛ دَعَاهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رُءوسِ الخَلاَئِق؛ حَتىَّ يُخَيِّرَهُ مِن أَيِّ حُلَلِ الإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالأُسْتَاذ حُسَيْن سَلِيم أَسَد في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2481] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلى مُسْبِل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2958، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

الإِشْفَاقُ وَعَدَمُ الغُرُورِ بِالْعِبَادَة رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ أَبي مُلَيْكَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بَينَ رَقْمَيْ: 47، 48 / فَتْح]

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثَةٌ لاَ تَرَى أَعْيُنُهُمُ النَّار: عَيْنٌ حَرَسَتْ في سَبِيلِ الله، وَعَيْنٌ بَكَتْ مِن خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ الله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2673، وَصَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " قُلْتُ يَا رَسُولَ الله: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا أَتَوْاْ وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ رَاجِعُون} {المُؤْمِنُون/60} أَهُوَ رَجُلٌ يَزْني وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الخَمْرَ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَخَافُ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّق، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَخَافُ الله " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3486]

وَهَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ طَمْأَنَهُمُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ بِقَوْلِهِ تَعَالى: {وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} {يَتِرَكُمْ: أَيْ يَنْقُصُكُمْ 0 محَمَّد/35} وَبِقَوْلِهِ تَعَالى: {وَإِنْ تُطِيعُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ مِن أَعْمَالِكُمْ شَيْئَاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيم} {يَلِتْكُمْ: أَيْ يَنْقُصُكُمْ 0 الحُجُرَات/14}

ذَمُّ الإِفْرَاطِ في اللَِّهْوِ وَخُطُورَةُ اللِّسَان عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُكْثِرُواْ الضَّحِك؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4193] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا؛ يَهْوِي بهَا في النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَينَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِب " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2988 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَلاَئِكَةُ تَلْعَنُ أَحَدَكُمْ إِذَا أَشَارَ لأَخِيهِ بِحَدِيدَة، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7470، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

الشَّجَاعَةُ في كَلِمَةِ الحَقّ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا رَأَيْتُمْ أُمَّتي تَهَابُ الظَّالِمَ أَنْ تَقُولَ لَهُ إِنَّكَ أَنْتَ ظَالِم: فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنهُمْ " 0 [أَيْ فُقِدَ فِيهِمُ الأَمَل 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6521، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِه، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لَكَأَنَّ مَا تَرْمُونَهُمْ بِهِ نَضْحُ النَّبْل " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَابِ وَفي المِشْكَاة] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " جَاهِدُواْ المُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَمِشْكَاةِ المَصَابِيح، وَفي سُنَنيِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 2504، 3096]

الرَّزَانَةُ وَالْوَقَارُ وَحُسْنُ التَّصَرُّف عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الهَدْيُ الصَّالحُ وَالسَّمْتُ الصَّالحُ وَالاقْتِصَاد: جُزْءٌ مِن خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّة " 0 [الهَدْيُ وَالسَّمْت: هُوَ حُسْنُ التَّصَرُّف، وَالاقْتِصَادُ هُوَ الاِعْتِدَالُ وَالتَّوَسُّطُ في كُلِّ شَيْء 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 791]

الاِقْتِصَادُ في الْعِبَادَةِ وَذَمُّ التَّنَطُّعِ وَالتَّشَدُّدِ وَالغُلُوّ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَلَيْكُمْ مَا تُطِيقُونَ مِنَ الأَعْمَال؛ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَمَلُّ حَتىَّ تَمَلُّواْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1151 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 782 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ؛ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5866، وَالأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ وَالطَّحَاوِيَّةِ وَالتَّرْغِيب، وَحَسَّنَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع] عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَه " قَالُواْ: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَه؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَتَعَرَّضُ مِنَ البَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيق " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (7797، 613)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2254]

عَظَمَةُ الإِسْلاَم عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الخُزَاعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَيُّمَا أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ العَرَبِ أَوِ العَجَمِ أَرَادَ اللهُ بِهِمْ خَيرَا: أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 51، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلاَّ الدُّنْيَا؛ فَمَا يُسْلِمُ حَتىَّ يَكُونَ الإِسْلاَمُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2312 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَسْلَمَ العَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلاَمُه؛ كَتَبَ اللهُ لَهُ كُلَّ حَسَنَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا، وَمُحِيَتْ عَنْهُ كُلُّ سَيِّئَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا، ثُمَّ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ القِصَاص: الحَسَنَةُ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِهَا إِلى سَبْعِمِاْئَةِ ضِعْف، وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا؛ إِلاَّ أَنْ يَتَجَاوَزَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 4998]

عَنْ شَطَبَ المَمْدُودِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: أَرَأَيْتَ رَجُلاً عَمِلَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا فَلَمْ يَتْرُكْ مِنهَا شَيْئَا، وَهُوَ في ذَلِكَ لَمْ يَتْرُكْ حَاجَةً وَلاَ دَاجَةً إِلاَّ أَتَاهَا؛ فَهَلْ لهُ مِنْ تَوْبَة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَهَلْ أَسْلَمْت " 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: أَمَّا أَنَا؛ فَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَنَّكَ رَسُولُ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ: تَفْعَلُ الخَيرَاتِ وَتَتْرُكُ السَّيِّئَات؛ فَيَجْعَلُهُنَّ اللهُ لَكَ خَيرَاتٍ كُلَّهُنّ "، قَال: وَغَدَرَاتي وَفَجَرَاتي 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ " 00 قَالَ: اللهُ أَكْبر 00 فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ حَتىَّ تَوَارَى " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَقَال: إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ح / ر: 3164]

أَجْرُ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُه عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاًَ سَأَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا رَسُولَ الله؛ أَيُّ النَّاسِ خَيْر 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُه "، قَال: فَأَيُّ النَّاسِ شَرّ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُه " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 20444، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2329]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خِيَارُكُمْ: أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارَاً، وَأَحْسَنُكُمْ أَعْمَالاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5574، 1298، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ شَابَ شَيْبَةً في الإِسْلاَم: كَانَتْ لَهُ نُورَاً يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْمَيْ: 1634، 3144]

فَضْلُ الرِّفْقِ بِالحَيَوَان عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَعَنَ اللهُ مَنْ يُمَثِّلُ بِالحَيَوَان " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5801، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 4442] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَثَّلَ بِذِي رُوحٍ ثُمَّ لَمْ يَتُبْ؛ مَثَّلَ اللهُ بِهِ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5661، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ رَحِمَ وَلَوْ ذَبِيحَةَ عُصْفُور؛ رَحِمَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِع، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سَفَر، فَانْطَلَقَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ؛ فَرَأَيْنَا حُمَّرَة ـ نَوْعٌ مِنَ الْعَصَافِير ـ مَعَهَا فَرْخَان، فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءتِ الحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِش ـ أَيْ تُرَفْرِف ـ فَجَاءَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّواْ وَلَدَهَا إِلَيْهَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2675]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يمْشِي بِطَرِيق؛ اشْتَدَّ عَلَيْهِ العَطَش، فَوَجَدَ بِئْرَاً، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِب، ثمَّ خَرَج، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَش؛ فَقَالَ الرَّجُل: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الكَلْبُ مِنَ العَطَشِ مِثْلَ الَّذِي كَانَ بَلَغَ بي؛ فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ فَسَقَى الكَلْب؛ فَشَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ؛ فَغَفَرَ لَه "؛ قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَإِنَّ لَنَا في البَهَائِمِ أَجْرَاً 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ 00 في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْر " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6009 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2244 / عَبْد البَاقِي]

فَضْلُ عِيَادَةِ المَرِيضِ وَالدُّعَاءُ لَهُ بِالشِّفَاء عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ أَوْ زَارَه؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَه: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاك، وَتَبَوَّأْتَ مَنْزِلاً في الجَنَّة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 345، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8308، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن عَادَ مَرِيضَاً؛ خَاضَ في الرَّحْمَة، حَتىَّ إِذَا قَعَدَ اسْتَقَرَّ فِيهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَفي الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْمَيْ: 3479، 522] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضَاً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَك؛ يَنْكَأُ لَكَ عَدُوَّاً، أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلى صَلاَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6600، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 3107]

عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَتَى أَخَاهُ المُسْلِمَ عَائِدَاً؛ مَشَى في خُرَافَةِ الجَنَّةِ حَتىَّ يَجْلِس ـ أَيْ في بُسْتَانِهَا ـ فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَة، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً: صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتىَّ يُمْسِي، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً: صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتىَّ يُصْبِح " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5934، 1367)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1442]

عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُكْرِهُواْ مَرْضَاكُمْ عَلَى الطَّعَام؛ فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (8259)، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2040] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " دَاوُواْ مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 5669، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في السُّنَن]

آدَابُ الضِّيَافَة عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثٌ لاَ تُرَدّ: الوَسَائِد، وَالدُّهْن، وَاللَّبَن " 0 [الدُّهْن: أَيِ الطِّيب 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 619، وَحَسَّنَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2790]

الحَثُّ عَلَى النَّظَافَةِ وَإِمَاطَةِ الأَذَى عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " نَظِّفُواْ أَفْنِيَتَكُمْ؛ وَلاَ تَشَبَّهُواْ بِالْيَهُود؛ تَجْمَعُ الأَكْبَاءَ في دُورِهَا " 0 [الأَكْبَاء: جَمْعُ كَبْوَة، وَهِيَ كُنَاسَةُ البُيُوت 0 حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في جِلْبَابِ المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ بِرَقْم: 197] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ في الجَنَّة؛ في شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاس " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في " صَحِيحِهِ " تَحْتَ رَقْم: 2617 بِرَقْم: 1914 / عَبْد البَاقِي]

فَضْلُ ثَوَابِ الصَّابِرِين عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَلَقَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ؛ فَكَتَبَ حَيَاتَهَا وَمَوْتَهَا، وَمُصِيبَاتِهَا وَرِزْقَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8325، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1152، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذَى مَرَضٍ فَمَا سِوَاه: إِلاَّ حَطَّ اللهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5667 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2571 / عَبْد البَاقِي] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا ابْتَلَى اللهُ عَبْدَاً بِبَلاَءٍ وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةٍ يَكْرَهُهَا: إِلاَّ جَعَلَ اللهُ ذَلِكَ الْبَلاَءَ لَهُ كَفَارَةً وَطُهُورَا " 0 [حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3401، 2500، رَوَاهُ الأَصْبَهَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَابْنُ أَبي الدُّنيَا في الأَمْرَاض]

عَن أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ كَيْفَ الصَّلاَحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَة: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءً ايُجْزَ بِه} {النِّسَاء/123}؟! فَكُلُّ شَيْءٍ عَمِلْنَاهُ جُزِينَا بِه 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْر؛ أَلَسْتَ تَمْرَض 00؟ أَلَسْتَ تَحْزَن 00؟ أَلَسْتَ تَنْصَب، أَلَسْتَ تُصِيبُكَ الَّلأْوَاء " 00؟ [أَيِ المَشَقَّةُ وَالْعَنَاء 00؟] قُلْتُ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَهُوَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ في الدُّنيَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ ح 0 ر: 3430]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يُصِيبُ عَبْدَاً نَكْبَةٌ فَمَا فَوْقَهَا أَوْ دُونَهَا: إِلاَّ بِذَنْب، وَمَا يَعْفُو اللهُ عَنْهُ أَكْثَر " 00 وَقَرَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير} {الشُّورَى/30} [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (13690)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ التِّرْمِذِيّ]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ البَلاَءُ بِالمُؤْمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ في جَسَدِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِه: حَتىَّ يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: (494)، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7846]

عَنْ لجْلاَجٍ العَامِرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ العَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه؛ ابْتَلاَهُ اللهُ في جَسَدِه، أَوْ في مَالِه، أَوْ في وَلَدِه، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِك؛ حَتىَّ يُبَلِّغَهُ المَنْزِلَةَ الَّتي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ تَعَالى " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ برَقْم: 3090] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لُهُ عِنْدَ اللهِ المَنْزِلَةُ فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَل؛ فَلاَ يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ حَتىَّ يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِع، وَالأُسْتَاذ حُسَيْن سَلِيم أَسَد في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى، وَحَسَّنَهُ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان]

عَن أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ لَيُجَرِّبُ أَحَدَكُمْ بِالْبَلاَءِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ: كَمَا يُجَرِّبُ أَحَدُكُمْ ذَهَبَهُ بِالنَّار؛ فَمِنهُمْ مَنْ يَخْرُجُ كَالذَّهَبِ الإِبْرِيز: فَذَلِكَ الَّذِي نَجَّاهُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ مِنَ السَّيِّئَات، وَمِنهُمْ مَنْ يَخْرُجُ كَالذَّهَبِ دُونَ ذَلِك: فَذَلِكَ الَّذِي يَشُكُّ بَعْضَ الشَّكّ، وَمِنهُمْ مَنْ يخْرُجُ كَالذَّهَبِ الأَسْوَد: فَذَلِكَ الَّذِي قَدِ افْتُتِن " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7878]

عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّمَا مَثَلُ المُؤْمِنِ حِينَ يُصِيبُهُ الْوَعَكُ أَوِ الحُمَّى: كَمَثَلِ حَدِيدَةٍ تَدْخُلُ النَّار؛ فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا وَيَبْقَى طِيبُهَا " 0 [صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2370، 1714، رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَالحَاكِم] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ تَزَالُ المَلِيلَةُ ـ أَيِ الحُمَّى ـ وَالصُّدَاعُ بِالعَبْدِ وَالأَمَةِ وَإِنَّ عَلَيْهِمَا مِنَ الخَطَايَا مِثْلَ أُحُد، فَمَا يَدَعَاهُمَا وَعَلَيْهِمَا مِثْقَالُ خَرْدَلَة " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: (301/ 2)، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 6756]

عَنْ رَبِيعٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الطَّعْنُ وَالطَّاعُون، وَالهَدْمُ وَأَكْلُ السَّبْع، وَالْغَرَقُ وَالحَرَق، وَالْبَطْنُ وَذَاتُ الجَنْب: شَهَادَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: 7400، أَخْرَجَهُ المَقْدِسِيُّ في الضِّيَاء] عَن أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " المَائِدُ في الْبَحْر ـ أَيْ رَاكِبُ الْبَحْر ـ الَّذِي يُصِيبُهُ الْقَيْء: لَهُ أَجْرُ شَهِيد، وَالْغَرِق: لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْن " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (11588)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 2493]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَء، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمَاً ابْتَلاَهُمْ؛ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَط " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقم: 4031، وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2111، 146]

دَخَلَ شَبَابٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا وَهِيَ بِمِنىً وَهُمْ يَضْحَكُون؛ فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: مَا يُضْحِكُكُمْ 00؟! قَالُواْ: فُلاَنٌ خَرَّ عَلَى طُنُبِ فُسْطَاطٍ [أَيْ عَلَى وَتِدِ خَيْمَة]؛ فَكَادَتْ عُنُقُهُ أَوْ عَيْنُهُ أَنْ تَذْهَب؛ فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: لاَ تَضْحَكُواْ؛ فَإِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا: إِلاَّ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2572 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلاَ نَصَبٍ وَلاَ سُقْمٍ وَلاَ حُزْنٍ، حَتىَّ الهَمُّ يَهُمُّه: إِلاَّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِه " 0 [الْوَصَب: الْوَجَع، وَالنَّصَب: التَّعَب، وَالسُّقْم وَالسَّقَم: المَرَض 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2573 / عَبْد البَاقِي] عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَة، حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلاَءِ الثَّوَاب: لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ في الدُّنْيَا بِالمَقَارِيض " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَمِشْكَاةِ المَصَابِيحِ بِرَقْمَيْ: 8177، 1570، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2402]

عَنْ صُهَيْبٍ الرُّومِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَير، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِن؛ إِن أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَه، وَإِن أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيرًا لَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2999 / عَبْد البَاقِي] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِن؛ إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ لَمْ يَقْضِ قَضَاءً إِلاَّ كَانَ خَيْرَاً لَه " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ وَفي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة]

عَن أَبي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حُلْوَةُ الدُّنيَا مُرَّةُ الآخِرَة، وَمُرَّةُ الدُّنيَا حُلْوَةُ الآخِرَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7861] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن عَبْدٍ قَضَيْتُ عَلَيْهِ قَضِيَّةً رَضِيَهَا أَوْ سَخِطَهَا: إِلاَّ كَانَ خَيرَاً لَه " 0 [قَالَ ابْنُ حَجَرَ العَسْقَلانيّ: لَهُ شَوَاهِد، وَقَالَ ابْنُ شَاهِين: لَيْسَ في الدُّنيَا إِسْنَادٌ أَحْسَنَ مِنه، الحَدِيثُ في الكَنْزِ بِرَقْم: 5963]

عَن عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ رَجُلاً يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلى يَوْمِ يَمُوتُ هَرِمَاً، في مَرْضَاةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ لَحَقَرَهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّد: 225/ 10، وَصَحَّحهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5249، 446، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرَاً: عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ، وَإِذَا أَرَادَ شَرَّاً: أَمْسَكَ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةَ بِذَنْبِهِ حَتىَّ يُوَفىَّ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (8133)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2396]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " جَعَلَ اللهُ عَذَابَ هَذِهِ الأُمَّةِ في دُنيَاهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْمَيْ: 5407، 3872، وَقَالَ الإِمَامَانِ الذَّهَبيُّ وَالحَاكِم: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ يزيدَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَذَابُ هَذِهِ الأُمَّةِ جُعِلَ بِأَيْدِيهَا في دُنيَاهَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7650]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أُمَّتي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَة؛ لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ في الآخِرَة، عَذَابُهَا في الدُّنْيَا: الْفِتَنُ وَالزَّلاَزِلُ وَالْقَتْل " 0 [صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِأَرْقَام: 1396، 959، 4278]

عَنْ مَسْرُوقٍ الهَمَدَانيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَصَائِبُ وَالأَمْرَاضُ وَالأَحْزَان: في الدُّنيَا جَزَاء " 00 أَيْ كَفَّارَة 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (11663)، وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَة]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُ الْعَبْد؛ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُكَفِّرُهَا مِنَ العَمَل: ابْتَلاَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالحُزْنِ لِيُكَفِّرَهَا عَنْهُ " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع 0 ص: (192/ 10)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 24708]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْع؛ لاَ تَزَالُ الرِّيحُ تُمَيِّلُه، وَلاَ يَزَالُ المُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلاَء، وَمَثَلُ المُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْز؛ لاَ تَهْتَزُّ حَتىَّ تُسْتَحْصَد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2809 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا مَرِضَ العَبْدُ أَوْ سَافَر: كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمَاً صَحِيحَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِرَقْم: (2996 / فَتْح)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 19180، الكَنز: 6663]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غَزَاةٍ فَقَال: " إِنَّ بِالمَدِينَةِ لَرِجَالاً: مَا سِرْتُمْ مَسِيرَاً وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيَاً إِلاَّ كَانُواْ مَعَكُمْ؛ حَبَسَهُمُ المَرَض " 0وَفي رِوَايَةٍ: " إِلاَّ شَرِكُوكُمْ في الأَجْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1911 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَطَاءَ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا مَرِضَ الْعَبْد: قَالَ اللهُ تَعَالى لِلْكِرَامِ الْكَاتِبِين: اكْتُبُواْ لِعَبْدِي مِثْلَ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ حَتىَّ أَقْبِضَهُ أَوْ أُعَافِيَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 800، أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ في مُصَنَّفِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ في جَسَدِه؛ إِلاَّ أَمَرَ اللهُ تَعَالى الحَفَظَة: اكْتُبُواْ لِعَبْدِي في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِنَ الخَيْرِ مَا كَانَ يَعْمَل؛ مَا دَامَ محْبُوسَاً في وَثَاقِي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6825، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 10700، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِيَ المُؤْمِنَ وَلَمْ يَشْكُني إِلى عُوَّادِه: أَطْلَقْتُهُ من إِسَارِي ـ أَيْ أَطْلَقْتُهُ مِن أَسْرِي ـ ثُمَّ أَبْدَلْتُهُ لحْمَاً خَيرَاً مِنْ لحْمِه، وَدَمَاً خَيرَاً مِنْ دَمِه " [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِأَرْقَام: 3424، 4301، 272، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِه]

عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ مِن عَمَلِ يَوْمٍ إِلاَّ وَهُوَ يُخْتَمُ عَلَيْه، فَإِذَا مَرِضَ المُؤْمِنُ قَالَتِ المَلاَئِكَة: يَا رَبَّنَا؛ عَبْدُكَ فُلاَنٌ قَدْ حَبَسْتَه 00؟ فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلّ: اخْتِمُواْ لَهُ عَلَى مِثْلِ عَمَلِهِ حَتىَّ يَبْرَأَ أَوْ يَمُوت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5432، 2193، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17316]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " مَن أَذْهَبْتُ حَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ وَاحْتَسَب: لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابَاً دُونَ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 14100، 2401، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7587]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا اشْتَكَيْتَ فَضَعْ يَدَكَ حَيْثُ تَشْتَكِي ثمَّ قُلْ: بِسْمِ الله، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِه؛ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ مِنْ وَجَعِي هَذَا، ثُمَّ ارْفَعْ يَدَك، ثُمَّ أَعِدْ ذَلِكَ وِتْرَاً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7515، وَالأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 347، 3588]

مِنْ بُشْرَيَاتِ هَذِهِ الأُمَّة عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ في الأَرْض، وَمَن عَمِلَ مِنهُمْ عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدُّنيَا: لَمْ يَكُنْ لَهُ في الآخِرَةِ مِنْ نَصِيب " 0 [صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحِ بِرَقْمَيْ: 23، 2825، رَوَاهُ الحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ في الشُّعَب]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَة: مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (1874، 599)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4291] اللَّهُمَّ اجْعَلْني مجَدِّدَ دِينِ هَذِهِ الأُمَّةِ المِسْكِينَةِ لهَذَا الْقَرْن حَدِيثَاً وَأَخْلاَقَاً وَقُرْآنَاً وَلُغَةً وَفِكْرَاً وَفِقْهَاً

عَن أَبي عِنَبَةَ الخَوْلاَنِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ اللهُ يَغْرِسُ في هَذَا الدِّينِ غَرْسَاً؛ يَسْتَعْمِلُهُمْ في طَاعَتِه " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17787، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 8] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ أُمَّتي: مَثَلُ المَطَر؛ لاَ يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5854، 2286، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2869]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " طُوبى لِمَنْ رَآني وَآمَنَ بي، وَطُوبى سَبْعَ مَرَّات: لِمَنْ لَمْ يَرَني وَآمَنَ بي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3924، 1241)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَالطَّبرَانيّ]

عَن أَبي جُمُعَةَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يَا رَسُولَ الله: هَلْ أَحَدٌ خَيْرٌ مِنَّا؛ أَسْلَمْنَا مَعَكَ وَجَاهَدْنَا مَعَك "00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ: قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ؛ يُؤْمِنُونَ بي وَلَمْ يَرَوْني " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في المِشْكَاةِ بِرَقْم: 6282، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَدِدْتُ أَنيِّ لَقِيتُ إِخْوَاني " 0 فَقَالَ أَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ: أَوَلَيْسَ نحْنُ إِخْوَانَك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنْتُمْ أَصْحَابي، وَلَكِن إِخْوَاني: الَّذِينَ آمَنُواْ بي وَلَمْ يَرَوْني " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (7108، 2888)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: " كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَرَكَ مِن أُمَّتِك " 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُمْ غُرٌّ محَجَّلُون، بُلْقٌ مِن آثَارِ الوُضُوء " 00 مِنَ الحِصَانِ الأَبْلَق 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3820، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْبٌ الأَرْنَؤُوط، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

الحَثُّ عَلَى الإِخْلاَصِ وَذَمُّ الشِّرْكِ وَالرِّيَاء عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ لَقِيَ الله عَزَّ وَجَلَّ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئَاً: دَخَلَ الجَنَّة " 0 قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: " أَلاَ أُبَشِّرُ النَّاس " 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ إِنيِّ أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُواْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 129 / فَتْح]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاس: رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَأَرْضَى النَّاسَ عَنهُ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ الله: سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 276]

الحَثُّ عَلَى الْعَمَلِ وَالكَسْب عَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامَاً قَطُّ خَيْرَاً مِن أَنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِه، وَإِنَّ نَبيَّ اللهِ دَاوُدَ كَانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2072 / فَتْح]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَيُّمَا رَجُلٍ كَسَبَ مَالاً مِن حَلاَل، فَأَطْعَمَ نَفْسَهُ وَكَسَاهَا فَمَنْ دُونَهُ مِن خَلْقِ الله [أَيْ وَمَنْ يَعُولُهُمْ]: لَهُ زَكَاة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7175] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1880، 1113، رَوَاهُ الإِمَامَانِ أَبُو يَعْلَى وَالْبَيْهَقِيُّ في شُعَبِه]

فَضْلُ الْقَنَاعَةِ وَالتَّعَفُّف عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن خَلْقِ الله " 00؟ قَالُواْ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن خَلْقِ الله: الفُقَرَاءُ وَالمُهَاجِرُون، الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُور، وَيُتَّقَى بِهِمُ المَكَارِه، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ في صَدْرِهِ لاَ يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلاَئِكَتِه: إِيتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ؛ فَتَقُولُ المَلاَئِكَة: نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ وَخِيرَتُكَ مِن خَلْقِك؛ أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلاَءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ 00؟!

قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: إِنَّهُمْ كَانُواْ عِبَادَاً يَعْبُدُونَني لاَ يُشْرِكُونَ بي شَيْئَا، وَتُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُور، وَيُتَّقَى بِهِمُ المَكَارِه، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ في صَدْرِهِ لاَ يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً؛ فَتَأْتِيهِمُ المَلاَئِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (6570)، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَة]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " يَا ابْنَ آدَم: تَفَرَّغْ لِعِبَادَتي؛ أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنىً، وَأَسُدَّ فَقْرَك، وَإِلاَّ تَفْعَلْ: مَلأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَك " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2466، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8681، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص] عَن أَبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَجْمِلُواْ في طَلَبِ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ كُلاًّ مُيَسَّرٌ لِمَا كُتِبَ لَهُ مِنهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 2144، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَكَنَ البَادِيَةَ جَفَا، وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَل، وَمَن أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتُتِن " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَفي سُنَنِ الأَئِمَّةِ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِأَرْقَام: 2256، 4309، 2859]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ عَن أَخِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ بَأْسَ بِالْغِنى لِمَنِ اتَّقَى، وَالصِّحَّةُ لِمَنِ اتَّقَى خَيرٌ مِنَ الْغِنى، وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النَّعِيم " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ وَفي المِشْكَاةِ وَفي الأَدَبِ المُفْرَد] عَن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " نِعْمَ المَالُ الصَّالح؛ لِلْمَرْءِ الصَّالح " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ في غَايَةِ المَرَامِ بِرَقْمَيْ: 299، 454، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص بِرَقْم: 2926]

فَضْلُ أَدَاءِ الأَمَانَة {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُواْ بِالعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعَاً بَصِيرَا} {النِّسَاء/58} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَدِّ الأَمَانَةَ إِلى مَنِ ائْتَمَنَك، وَلاَ تَخُنْ مَن خَانَك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1264، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 3535]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِن حُدُودِ الله: فَقَدْ ضَادَّ اللهَ في أَمْرِه، وَمَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْن: فَلَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلا دِرْهَم، وَلَكِنَّهَا الحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَات، وَمَن خَاصَمَ في بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَم: لَمْ يَزَلْ في سَخَطِ اللهِ حَتىَّ يَنْزِع، وَمَنْ قَالَ في مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيه: حُبِسَ في رَدْغَةِ الخَبَال؛ حَتىَّ يَأْتيَ بِالمَخْرَجِ مِمَّا قَال " 0 [صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَأَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5385، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6196، 437]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللهُ مَعَ الدَّائِنِ حَتىَّ يَقْضِيَ دَيْنَه، مَا لَمْ يَكُنْ فِيمَا يَكْرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ " 0 فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ لِخَازِنِه: " اذْهَبْ فَخُذْ لي بِدَيْن؛ فَإِنيِّ أَكْرَهُ أَن أَبِيتَ لَيْلَةً إِلاَّ وَاللهُ مَعِي "!! [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 2409]

قَالَ محَمَّدٌ الْبَاقِر: " كَانَتْ عَائِشَةُ تَدَّان [أَيْ تَسْتَدِين]؛ فَقِيلَ لَهَا: مَا لَكِ وَلِلدَّيْن؟ قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَا مِن عَبْدٍ كَانَتْ لَهُ نِيَّةٌ في أَدَاءِ دَيْنِهِ: إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَوْن "؛ فَأَنَا أَلْتَمِسُ ذَلِكَ العَوْن " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5734، 2822، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 24439]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنْ رَفْعِ الأَمَانَة: " يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِه، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الوَكْت، ثمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَض؛ فَيَبْقَى فِيهَا أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ المجْل، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِط؛ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرَاً وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء، وَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَة، فَيُقَال: إِنَّ في بَني فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينَاً، وَيُقَالُ لِلرَّجُل: مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَه، وَمَا في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إِيمَان "

ثمَّ قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: " وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَلاَ أُبَالي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ ـ أَيْ لأَمَانَةِ الجَمِيع ـ لَئِنْ كَانَ مُسْلِمَاً رَدَّهُ عَلَيَّ الإِسْلاَم، وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيَّاً رَدَّهُ عَلَيَّ سَاعِيه، وَأَمَّا اليَوْم: فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ إِلاَّ فُلاَنَاً وَفُلاَنَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7086 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 143 / عَبْد البَاقِي]

أَثَرُ الْوَكْت: أَيِ النُّقْرَة [الحُفْرَةُ الصَّغِيرَة]، وَنَفِطَ وَانْتَبر: كِلاَهُمَا بِمَعْنى انْتَفَخ 0 وَأَثَرُ المجْل: أَيْ أَثَرُ العَمَلِ في اليَدِ العَامِلَةِ كَالتَّشَقُّقِ وَالخُشُونَةِ وَنحْوِهِمَا 0 رَدَّهُ عَلَيَّ الإِسْلاَم: أَيْ ضَمِنْتُ حَقِّي لِتَخَلُّقِهِ بِأَخْلاَقِ الإِسْلاَم، أَوْ بِالاِحْتِكَامِ إِلى قَاضِي المُسْلِمِينَ إِنْ لَزِمَ الأَمْر 0 إِنْ كَانَ نَصْرَانِيَّاً رَدَّهُ عَلَيَّ سَاعِيه: أَيْ شَكَوْتُهُ إِلى عَرِيفِهِ وَقَيِّمِهِ المَسْئُولِ عَنْ شُئُونِ النَّصارَى 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يُخَوَّنَ الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنَ الخَائِن " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6872، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2288] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مِن أَشْرَاطِ السَّاعَة: الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّش، وَقَطِيعَةُ الأَرْحَام، وَتخْوِينُ الأَمِينِ وَائْتِمَانُ الخَائِن " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5894، 2238، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَم: لَبَكَيْتُمْ كَثِيرَاً وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً؛ يَظْهَرُ النِّفَاق، وَتُرْفَعُ الأَمَانَة، وَتُقْبَضُ الرَّحْمَة، وَيُتَّهَمُ الأَمِين، وَيُؤْتَمَنُ غَيرُ الأَمِين " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8725]

فَضْلُ التَّاجِرِ الصَّدُوق، وَذَمُّ الجَشَعِ وَالاِحْتِكَار عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الفُجَّار "؛ قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ أَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللهُ البَيْع 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلَى؛ وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ فَيَأْثَمُون، وَيُحَدِّثُونَ فَيَكْذِبُون " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 366، 1786، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15669]

حَدَّثَ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يحْتَكِرُ إِلاَّ خَاطِئ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1605 / عَبْد البَاقِي] عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنِ احْتَكَرَ عَلَى المُسْلِمِينَ طَعَامَهُمْ: ضَرَبَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالإِفْلاَسِ أَوْ بِجُذَام " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 135، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنِ احْتَكَرَ طَعَامَاً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً: فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللهِ تَعَالى، وَبَرِئَ اللهُ تَعَالى مِنْهُ، وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ ـ أَيْ قَرْيَةٍ ـ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِع: فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللهِ تَعَالى " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 4880، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ دَخَلَ في شَيْءٍ مِن أَسْعَارِ المُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ؛ فَإِنَّ حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَة " [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ح / ر: 20313]

فَضْلُ السَّمَاحَةِ في البَيْعِ وَالشِّرَاء عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا وَزَنْتُمْ فَأَرْجِحُواْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 825، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 2222]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رَحِمَ اللهُ عَبْدَاً؛ سَمْحَاً إِذَا بَاع، سَمْحَاً إِذَا اشْتَرَى، سَمْحَاً إِذَا اقْتَضَى " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 2203]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " غَفَرَ اللهُ لِرَجُلٍ كَانَ قَبْلَكُمْ؛ كَانَ سَهْلاً إِذَا بَاع، سَهْلاً إِذَا اشْتَرَى، سَهْلاً إِذَا اقْتَضَى " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 4162، 1181، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1320]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَعَالى يُحِبُّ سَمْحَ البَيْع، سَمْحَ الشِّرَاء، سَمْحَ القَضَاء " [صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَسُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِأَرْقَام: 1888، 899، 1319]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاس، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرَاً قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُواْ عَنْهُ؛ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا؛ فَتَجَاوَزَ اللهُ عَنْه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2078 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1562 / عَبْد البَاقِي]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ رَجُلاً كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَتَاهُ المَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَه؛ فَقِيلَ لَه: هَلْ عَمِلْتَ مِن خَير؟ قَالَ مَا أَعْلَم، قِيلَ لَهُ انْظُرْ؛ قَالَ مَا أَعْلَمُ شَيْئَاً، غَيرَ أَنيِّ كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ في الدُّنْيَا وَأُجَازِيهِمْ ـ أَيْ وَأُدَايِنُهُمْ ـ فَأُنْظِرُ المُوسِرَ وَأَتَجَاوَزُ عَنِ المُعْسِر؛ فَأَدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3451 / فَتْح]

عَن أَبي الْيَسَرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَنْظَرَ مُعْسِرَاً أَوْ وَضَعَ عَنْهُ؛ أَظَلَّهُ اللهُ في ظِلِّه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3006 / عَبْد البَاقِي]

الْعِفَّةُ وَحِفْظُ الْفَرْج عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَن أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّة؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " التَّقْوَى وَحُسْنُ الخُلُق " 0 وَسُئِلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّار 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الأَجْوَفَان: الْفَمُ وَالْفَرْج " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7919]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا في قَرْيَةٍ: فَقَدْ أَحَلُّواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَذَابَ الله " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 681]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " زِنَا العَيْنَينِ النَّظَر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6243)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2657، وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، وَالطَّبَرَانيُّ في الكَبِير]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَتَسَافَدَ النَّاسُ في الطُّرُقِ تَسَافُدَ الحَمِير " 0 [أَيْ كَمَا يَفْعَلُ الحِمَارُ بِأُنْثَاه 0 صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 481، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ البَزَّار]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَة: أَنْ يُرْفَعَ العِلْم، وَيَظْهَرَ الجَهْل، وَيَفْشُوَ الزِّنَا، وَيُشْرَبَ الخَمْر، وَيَذْهَبَ الرِّجَالُ وَتَبْقَى النِّسَاء؛ حَتىَّ يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمٌ وَاحِد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5231 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 2671 / عَبْد البَاقِي]

الحَثُّ عَلَى الزَّوَاج عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: إِنَّ عِنْدَنَا يَتِيمَةً وَقَدْ خَطَبَهَا رَجُلٌ مُعْدِمٌ وَرَجُلٌ مُوسِر، وَهِيَ تَهْوَى المُعْدِمَ وَنحْنُ نَهْوَى المُوسِر؛ فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَمْ يُرَ لِلْمُتحَابَّيْنِ مِثْلُ النِّكَاح " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5200، 624)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1847]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ َرزَقَهُ اللهُ امْرَأَةً صَالِحَةً: فَقَدْ أَعَانَهُ عَلَى شَطْرِ دِينِه؛ فَلْيَتَّقِ اللهَ في الشَّطْرِ الثَّاني " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (625)، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2681] وَمِن هُنَا أَخَذَ العَامَّةُ قَوْلَهُم: " الزَّوَاجُ نِصْفُ الدِّين " 0

فَضْلُ بِرِّ الْوَالِدَيْن عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رِضَا الرَّبِّ في رِضَا الوَالِد، وَسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوَالِد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1899، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم] عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّة؛ فَحَافِظْ عَلَى ذَلِكَ البَابِ إِنْ شِئْتَ أَوْ أَضِعْهُ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (2799)، وَشُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: (425)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَة]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " إِنيِّ جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الهِجْرَة، وَلَقَدْ تَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَان؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (6869)، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيح الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: (419)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْمَيْ: 4163، 13] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاه، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّه، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ الله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1875، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

فَضْلُ صِلَةِ الرَّحِم عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَابَاً: صِلَةُ الرَّحِم، وَإِنَّ أَهْلَ البَيْتِ لَيَكُونُونَ فَجَرَة؛ فَتَنمُو أَمْوَالُهُمْ، وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ؛ إِذَا وَصَلُواْ أَرْحَامَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقم: (10642)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الكَبِير] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ في العُمُر " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجامِع، وَالإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّة: مُدْمِنُ الخَمْر، وَقَاطِعُ الرَّحِم، وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْر " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7234] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " احْفَظُواْ أَنْسَابَكُمْ؛ تَصِلُواْ أَرْحَامَكُمْ؛ فَإِنَّهُ لاَ بُعْدَ بِالرَّحِمِ إِذَا قَرُبَتْ وَإِنْ كَانَتْ بَعِيدَة، وَلاَ قُرْبَ بهَا إِذَا بَعُدَتْ وَإِنْ كَانَتْ قَرِيبَة ـ أَيْ لاَ تَكُونُ قَاطِعَاً لِرَحِمِكَ وَإِنْ كُنْتَ بَعِيدَاً إِذَا وَصَلْتَهَا، وَلاَ تَكُونُ وَاصِلاً لِرَحِمِكَ وَإِنْ كُنْتَ قَرِيبَاً إِذَا قَطَعْتَهَا ـ وَكُلُّ رَحِمٍ آتِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَامَ صَاحِبِهَا؛ تَشْهَدُ لَهُ بِصِلَةٍ إِنْ كَانَ وَصَلهَا، وَعَلَيْهِ بِقَطِيعَةٍ إِنْ كَانَ قَطَعَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 71]

عن سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بُلُّواْ أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلاَم " 00 أَيْ صِلُوهَا وَلَوْ بِالسَّلاَم 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2838، 1777)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب] حَدَّثَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ رَحِمَهُ اللهُ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزْقِه [أَيْ يُوَسَّعَ رِزْقُه]، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ في أَثَرِه [أَيْ يَطُولَ عُمُرُه]: فَلْيَصِلْ رَحِمَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5985 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2557 / عَبْد البَاقِي]

فَضْلُ بِرِّ الْبَنَاتِ وَالأَخَوَاتِ وَالحَنَانِ عَلَيْهِنّ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ فَلَمْ يَئِدْهَا وَلَمْ يُهِنهَا، وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا: أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7348، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1957، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاَثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنّ، وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِه ـ أَيْ مِنْ كَسْبِه ـ كُنَّ لَهُ حِجَابَاً مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَسُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِأَرْقَام: 6488، 294، 3669، 76]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلاَثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَى لأْوَائِهِنَّ [أَيْ مَشَقَّةِ تَرْبِيَتِهِنَّ]، وَضَرَّائِهِنَّ: أَدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ إِيَّاهُنَّ "؛ فَقَالَ رَجُل: وَابْنَتَانِ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَإِنِ ابْنَتَان "؛ قَالَ رَجُل: يَا رَسُولَ الله؛ وَوَاحِدَة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَوَاحِدَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7346]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِىِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَكُونُ لأَحَدٍ ثَلاَثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلاَثُ أَخَوَات؛ فَيُحْسِنُ إِلَيْهِنّ: إلاَّ دَخَلَ الجَنَّة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 79، وَرَوَاهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ في مُصَنَّفِه] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُمَا مَا صَحِبَتَاه: دَخَلَ بِهِمَا الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2104، كَمَا صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1026، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

حُقُوقُ الزَّوْجِ عَلَى امْرَأَتِه عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا في الدُّنْيَا؛ إِلاَّ قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الحُورِ الْعِين: لاَ تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ الله؛ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في السِّيَر، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة وَسُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1174، 2014]

عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ أُخْبرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِن أَهْلِ الجَنَّة: الْوَلُودُ الْوَدُود، الَّتي إِذَا ظَلَمَتْ هِيَ أَوْ ظُلِمَتْ قَالَتْ: هَذِهِ يَدِي في يَدِك، لاَ أَذُوقُ غَمْضَاً حَتىَّ تَرْضَى " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2604، 287)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط] عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اثْنَانِ لاَ تُجَاوِزُ صَلاَتُهُمَا رُءوسَهُمَا: عَبْدٌ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيه؛ حَتىَّ يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ، وَامْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا؛ حَتىَّ تَرْجِع " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (288)، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الثَّلاَثَة]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ أَنْ لَوْ كَانَتْ بِهِ قُرْحَةٌ فَلَحِسَتْهَا، أَوِ انْتَثَرَ مِنخَرَاهُ صَدِيدَاً أَوْ دَمَاً ثُمَّ ابْتَلَعَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: 1934، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 4164] عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُخْتَلِعَاتُ هُنَّ المُنَافِقَات " 00 أَيِ اللاَّئِي يَطْلُبْنَ الخُلْعَ مِن غَيرِ بَأْس [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 1186]

عَنْ ثَوْبَانَ الصَِّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلاقَ مِن غَيْرِ مَا بَأْسٍ: فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الأَئِمَّةِ أَبي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيّ، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين] عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " مَرَّ بيَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا في جَوَارٍ أَتْرَابٍ لي، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَقَال: " إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَ المُنعِمِين "، وَكُنْتُ مِن أَجْرَئِهِنَّ عَلَى مَسْأَلَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَا كُفْرَانُ المُنعِمِين 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَعَلَّ إِحْدَاكُنَّ تَطُولُ أَيْمَتُهَا بَينَ أَبَوَيْهَا، ثُمَّ يَرْزُقُهَا اللهُ زَوْجَاً، وَيَرْزُقُهَا مِنهُ وَلَدَاً، فَتَغْضَبُ الْغَضْبَةَ فَتَكْفُرُ فَتَقُول: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيرَاً قَطّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 1048، وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 823، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير] عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّار، فَلَمَّا وَجَدْتُ سَفْعَتَهَا تَأَخَّرْتُ عَنهَا، وَأَكْثَرُ مَنْ رَأَيْتُ فِيهَا مِنَ النِّسَاء؛ إِنِ ائْتُمِنَّ أَفْشَيْن، وَإِنْ سَأَلْنَ أَلْحَفْن، وَإِذَا سُئِلْنَ بَخِلْن، وَإِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْن " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8788]

عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّار " 00 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَنِ الفُسَّاق 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " النِّسَاء " 00 قَالَ رَجُل: يَا رَسُولَ الله؛ أَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَأَزْوَاجِنَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلَى، وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْن، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْن " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3058، وَقَالَ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ بِرَقْم: 8787]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَمَرْتُ أَحَدَاً أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا؛ مِن عَظِيمِ حَقَّهُ عَلَيْهَا، وَلاَ تَجِدُ امْرَأَةٌ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ حَتىَّ تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ قَتَب " 0 [أَيْ وَلَوْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ جَمَل 0 قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7325] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلىَ فِرَاشِهِ فَلَمْ تَأْتِهِ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا: لَعَنَتْهَا المَلاَئِكَةُ حَتىَّ تُصْبِح " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3237 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1436 / عَبْد البَاقِي]

حُقُوقُ المْرَأَةِ عَلَى زَوْجِهَا عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاه: حَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّع، حَتىَّ يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَن أَهْلِ بَيْتِه " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (1774، 1636)، رَوَاهُ الإِمَامُ ابْنُ حِبَّانَ بِسَنَدٍ صَحِيح]

عَن أُمِّ مُبَشِّرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا بِنْتِ البَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ عِنْدَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا، تَقُولُ أُمُّ مُبَشِّر رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتِهَا وَأَسَرَّ إِلَيْهَا شَيْئًا دُوني؛ فَقَالَتْ بِيَدِهَا في صَدْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَدْفَعُهُ عَنْ نَفْسِهَا؛ فَقُلْتُ: مَا لَكِ تَصْنَعِينَ هَذَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟! فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَال: " دَعِيهَا؛ فَإِنَّهَا تَصْنَعُ هَذَا وَأَشَدَّ مِن هَذَا " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَة: رِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَات 0 ح / ر: 608]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ اسْتَعْذَرَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا [أَيْ شَكَاهَا إِلَيْه]، وَلَمْ يَظُنَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنَالَهَا بِالَّذِي نَالَهَا فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَدَهُ فَلَطَمَهَا، وَصَكَّ في صَدْرِهَا؛ فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَال: " يَا أَبَا بَكْر؛ مَا أَنَا بِمُسْتَعْذِرِكَ مِنهَا بَعْدَهَا أَبَدَاً " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 4185]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ الله: رَجُلٌ تَزَوَّجَ امْرَأَة؛ فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ مِنهَا: طَلَّقَهَا وَذَهَبَ بِمَهْرِهَا، وَرَجُلٌ اسْتَعْمَلَ رَجُلاً؛ فَذَهَبَ بِأُجْرَتِه، وَآخَرُ يَقْتُلُ دَابَّةً عَبَثَاً " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: " صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيّ "، حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1567، 999]

عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا: فَرَّقَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 6412، وَقَالَ عَنهُ حُسين سليم أَسَد في سُنَنِ الإِمَامِ الدَّارِمِيّ " 2479 ": إِسْنَادُهُ جَيِّد]

عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " أَمَرَني رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن أَبِيعَ غُلاَمَيْنِ أَخَوَيْن؛ فَبِعْتُهُمَا وَفَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " أَدْرِكْهُمَا فَأَرْجِعْهُمَا، وَلاَ تَبِعْهُمَا إِلاَّ جَمِيعَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 760، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

حُقُوقُ الخَادِمِ عَلَى سَيِّدِه عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ كَمْ أَعْفُو عَنِ الخَادِم 00؟ فَصَمَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ قَال: يَا رَسُولَ الله؛ كَمْ أَعْفُو عَنِ الخَادِم 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5899، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 5164، 1949]

عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِسَنَدِهِ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدَاً أَوْ انْتَقَصَه، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِه، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئَاً بِغَيرِ طِيبِ نَفْس: فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2655، 445)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 3052]

حَقُّ الْكَبِير عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " الأَدَبِ المُفْرَدِ " بِرَقْم: (358)، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 6937] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن إِجْلاَلِ اللهِ تَعَالى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ المُسْلِم، وَحَامِلِ القُرْآنِ غَيرِ الغَالي فِيهِ وَالجَافي عَنْه، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ المُقْسِط " 00 أَيِ الْعَادِل 0 [حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَفي مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ بِرَقْمَيْ: 2199، 4972، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4843]

حُرْمَةُ الجَارِ وَحَقُّهُ في الإِسْلاَم عَنْ مَالِكِ بْنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ ضَارَّ أَضَرَّ اللهُ بِه، وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللهُ عَلَيْه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَني الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: (2342، 1940)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّهُ مَن أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْق: فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِن خَيرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَة، وَصِلَةُ الرَّحِم، وَحُسْنُ الخُلُقِ وَحُسْنُ الجِوَار: يُعَمِّرَانِ الدِّيَار، وَيَزِيدَانِ في الأَعْمَار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2524، 519)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: كَيْفَ لي أَن أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ وَإِذَا أَسَأْت 00؟ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ قَدْ أَحْسَنْت: فَقَدْ أَحْسَنْت، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ قَدْ أَسَأْت: فَقَدْ أَسَأْت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (3808)، وَالْعَلاَّمَة الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4223]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيْرُكُمْ: مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّه، وَشَرُّكُمْ: مَنْ لاَ يُرْجَى خَيْرُهُ وَلاَ يُؤْمَنُ شَرُّه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2263، قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو جَارَه؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اذْهَبْ فَاصْبِرْ " 00 فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَاً؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ في الطَّرِيق " 00 فَطَرَحَ مَتَاعَهُ في الطَّرِيق؛ فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَه؛ فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَه 00 فَعَلَ اللهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَل؛ فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَه: ارْجِعْ لاَ تَرَى مِنيِّ شَيْئَاً تَكْرَهُه " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ: حَسَنٌ صَحِيح 0 ح / ر: 5153]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً قَالَ فِيهَا: " فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ بِهِ فَيَقُولُون: مَا لَك 00؟! فَيُقَال: آذَاهُ جَارُهُ؛ فَجَعَلُواْ يَقُولُون: لَعَنَهُ اللهُ؛ فَجَاءَهُ جَارُهُ فَقَال: رُدَّ مَتَاعَك؛ لاَ وَاللهِ لاَ أُوذِيكَ أَبَدَاً " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيح الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: إِسْنَادُهُ قَوِيّ 0 ح / ر: 520]

عَن أَبي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو جَارَه؛ فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: اطْرَحْ مَتَاعَكَ في الطَّرِيق؛ فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ بِهِ فَيَلْعَنُونَه ـ أَيْ يَلْعَنُونَ ذَلِكَ الجَارَ المُؤْذِي ـ فَجَاءَ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَقِيتُ مِنَ النَّاس ـ أَيْ مَا أَكْثَرَ مَا لَقِيتُ مِنَ النَّاس ـ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَمَا لَقِيتَهُ مِنهُمْ " 00؟ قَال ـ أَيْ ذَلِكَ الجَارُ المُؤْذِي: يَلْعَنُونَني؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَقَدْ لَعَنَكَ اللهُ قَبْلَ النَّاس " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إِنَّ فُلاَنَةً تُصَلِّي اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَار؛ وَفي لِسَانِهَا شَيْءٌ يُؤْذِي جِيرَانَهَا: سَلِيطَة؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ خَيْرَ فِيهَا، هِيَ في النَّار " 0 وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فُلاَنَةً تُصَلِّي المَكْتُوبَةَ وَتَصُومُ رَمَضَان، وَتَتَصَدَّقُ بِالأَثْوَار [أَيْ بِقِطَعِ الطَّعَام]، وَلَيْسَ لَهَا شَيْءٌ غَيْرَه، وَلاَ تُؤْذِي أَحَدَاً؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هِيَ في الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7304]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَأَخَاهُ وَأَبَاه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 118] عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ المُسْلِمِ في الدُّنيَا: الجَارُ الصَّالح، وَالمَنْزِلُ الْوَاسِع، وَالمَرْكَبُ الهَنيء " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7306، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15373]

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَة: المَرْأَةُ الصَّالِحَة، وَالمَسْكَنُ الْوَاسِع، وَالجَارُ الصَّالح، وَالمَرْكَبُ الهَنيء، وَأَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاوَة: الجَارُ السُّوء، وَالمَرْأَةُ السُّوء، وَالمَسْكَنُ الضَّيِّق، وَالمَرْكَبُ السُّوء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2576، 282)، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 ح / ر: 4032]

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثٌ مِنَ السَّعَادَة، وَثَلاَثٌ مِنَ الشَّقَاوَة: فَمِنَ السَّعَادَةِ المَرْأَةُ تَرَاهَا تُعْجِبُك، وَتَغِيبُ فَتَأْمَنُهَا عَلَى نَفْسِهَا وَمَالِك، وَالدَّابَّةُ تَكُونُ وَطِيئَةً فَتُلْحِقُكَ بِأَصْحَابِك، وَالدَّارُ تَكُونُ وَاسِعَةً كَثِيرَةَ المَرَافِق، وَمِنَ الشَّقَاوَة: المَرْأَةُ تَرَاهَا فَتَسُوؤُكَ وَتَحْمِلُ لِسَانَهَا عَلَيْك، وَإِن غِبْتَ عَنهَا لَمْ تَأْمَنهَا عَلَى نَفْسِهَا وَمَالِك، وَالدَّابَّةُ تَكُونُ قَطُوفَاً، فَإِنْ ضَرَبْتَهَا أَتْعَبَتْك، وَإِنْ رَكِبْتَهَا لَمْ تُلْحِقْكَ بِأَصْحَابِك، وَالدَّارُ تَكُونُ ضَيِّقَةً قَلِيلَةَ المَرَافِق " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِأَرْقَام: 1915، 3056، 1047، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَنِ المِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرِ نِسْوَة: أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِن أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِه " 0 وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِن عَشْرَةِ أَبْيَات: أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِن أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِأَرْقَام: 5043، 65، 103، وَقَالَ فِيهِ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ جَيِّد] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَعَوَّذُواْ بِاللهِ مِنْ جَارِ السَّوْء " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيّ: حَسَنٌ صَحِيح 0 ح / ر: 5502]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَمْنَعْ جَارٌ جَارَه: أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً في جِدَارِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2463 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1609 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ المُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِع " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ بِنَحْوِهِ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِأَرْقَام: 5382، 149، 112]

مَكَانَةُ الصَّحَابَة عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَا ابْنَ أُخْتي: أُمِرُواْ أَنْ يَسْتَغْفِرُواْ لأَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبُّوهُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3022 / عَبْد البَاقِي]

مِنْ شَمَائِلِ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ وَالعَسَل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5599 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1474 / عَبْد البَاقِي] مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ حَلِيمَ إِلاَّ ذُو عَثْرَة، وَلاَ حَكِيمَ إِلاَّ ذُو تَجْرِبَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7799] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيّ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7169، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 4832، 2395]

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: " مَن أَوْلِيَاءُ اللهِ تَعَالى "؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الَّذِينَ إِذَا رُؤُواْ؛ ذُكِرَ اللهُ تَعَالى " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2587، 1733، رَوَاهُ الحَكِيمُ وَالبَزَّارُ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالنَّسَائِيُّ في السُّنَنِ الكُبْرَى]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاس: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6412 / فَتْح] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَوْقِفُ سَاعَةٍ في سَبِيلِ الله؛ خَيرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الحَجَرِ الأَسْوَد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6636، 1068، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيح الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

عَن أَبي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَان، وَالحَمْدُ للهِ تَمْلأُ المِيزَان، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ لله: تَمْلآَنِ أَوْ تَمْلأُ مَا بَينَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض، وَالصَّلاَةُ نُور، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَان، وَالصَّبرُ ضِيَاء، وَالقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْك، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو: فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ مُوبِقُهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 223 / عَبْد البَاقِي]

عَن خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " النَّاسُ أَرْبَعَةٌ وَالأَعْمَالُ سِتَّة: فَمِنهُمْ مُوَسَّعٌ لَهُ في الدُّنْيَا وَفي الآخِرَة، وَمِنهُمْ مُوَسَّعٌ لَهُ في الدُّنْيَا مُقَتَّرٌ عَلَيْهِ في الآخِرَة، وَمِنهُمْ مُقَتَّرٌ عَلَيْهِ في الدُّنْيَا مُوَسَّعٌ لَهُ في الآخِرَة، وَمِنهُمْ شَقِيٌّ في الدُّنْيَا وَالآخِرَة، وَالأَعْمَالُ مُوجِبَتَان، وَمِثْلٌ بِمِثْل، وَعَشْرَةُ أَضْعَاف، وَسَبْعُمِاْئَةِ ضِعْف، فَالمُوجِبَتَان: مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً دَخَلَ الجَنَّة، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً دَخَلَ النَّار، وَمَن هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا: كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَة، وَمَن عَمِلَهَا: كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَة، وَمَن هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَة، فَإِن عَمِلَهَا: كُتِبَتْ لَهُ عَشْرَةَ أَضْعَاف، وَالنَّفَقَةُ في سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: سَبْعُمِاْئَةِ ضِعْف " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2604، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالحَاكِمُ وَالطَّبرَانيُّ في الْكَبِيرِ وَالأَوْسَط]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ لِلْمُنَافِقِينَ عَلاَمَاتٍ يُعْرَفُونَ بِهَا: تحِيَّتُهُمْ لَعْنَة، وَطَعَامُهُمْ نُهْبَة، وَغَنِيمَتُهُمْ غُلُول، وَلاَ يَقْرَبُونَ المَسَاجِدَ إِلاَّ هَجْرَاً [أَيْ مُتَكَاسِلِين]، وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ دَبْرَاً [أَيْ مُتَأَخِّرِين]، مُسْتَكْبِرِين، لاَ يَأْلَفُونَ وَلاَ يُؤْلَفُون، خُشُبٌ بِاللَّيْل [أَيْ لاَ يَقُومُونَ اللَّيْل]، صُخُبٌ بِالنَّهَار " 0 أَيْ عَالِيَةٌ أَصْوَاتُهُمْ 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7913، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ حُبْشِيٍّ الخَثْعَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ: " أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَل 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِيمَانٌ لاَ شَكَّ فِيه، وَجِهَادٌ لاَ غُلُولَ فِيه، وَحَجَّةٌ مَبْرُورَة " 0 قِيل: فَأَيُّ الصَّلاَةِ أَفْضَل 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " طُولُ القُنُوت " 00 أَيِ الدُّعَاء 0 قِيل: فَأَيُّ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَل 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " جَهْدُ المُقِلّ " 0

قِيل: فَأَيُّ الهِجْرَةِ أَفْضَل 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَن هَجَرَ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْه " 0 قِيل: فَأَيُّ الجِهَادِ أَفْضَل 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ جَاهَدَ المُشْرِكِينَ بِمَالِهِ وَنَفْسِه " 0 قِيل: فَأَيُّ القَتْلِ أَشْرَف 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَن أُرِيقَ دَمُهُ وَعُقِرَ جَوَادُه " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ قَوِيّ 0 ح / ر: 15401]

عَظَمَةُ الله عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ أَذِنَ لي أَن أُحَدِّثَ عَنْ دِيكٍ قَدْ مَزَّقَتْ رِجْلاَهُ الأَرْض، وعُنُقُهُ مُنْثَنٍ تَحْتَ العَرْشِ وَهُوَ يَقُول: سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَكَ رَبَّنَا؛ فَيَرُدُّ عَلَيْه جَلَّ جَلاَلُه: مَا يَعْلَمُ ذَلِكَ مَن حَلَفَ بي كَاذِبَا " 00 أَيْ لَوْ يَعْلَمُ قَدْرَ عَظَمَتي: لَمَا حَلَفَ بِاسْمِي كَاذِبَاً 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (150، 2594)، وَصَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو يَعْلَى وَالإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَالْكَبِير]

عَظَمَةُ ثَوَابِ وَعِقَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ العُقُوبَة: مَا طَمِعَ بجَنَّتِهِ أَحَد، وَلَوْ يَعْلَمُ الكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَة: مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2755 / عَبْدُ البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلالُهُ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلاَ تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتىَّ يَعْمَلَهَا، فَإِن عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِن أَجْلي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَة، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا؛ فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَة، فَإِن عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالهَا إِلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْف " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7501 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 128 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُضَاعِفُ الحَسَنَةَ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7932)، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ: إِسْنَادُهُ جَيِّد، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

قَدْرُ رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ تَعْلَمُونَ قَدْرَ رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ لاَتَّكَلْتُمْ عَلَيْهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5260، 2167، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد] عَن أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الجَنَّة، إِلاَّ مَنْ شَرَدَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ شِرَادَ الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِه " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 22226]

عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَدِمَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْي؛ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قَدْ تَحَلَّبَ ثَدْيُهَا تَسْعَي؛ إِذْ وَجَدَتْ صَبِيَّاً في السَّبْي؛ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ؛ فَقَالَ لَنَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا في النَّار " 00؟ قُلْنَا لاَ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَه [أَيْ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ مُكْرَهَةً عَلَى ذَلِك] فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِن هَذِهِ بِوَلَدِهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5999 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2754 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُنَاسٍ مِن أَصْحَابِهِ، وَصَبيٌّ بَينَ ظَهْرَانيِ الطَّرِيق [أَيْ في قَارِعَةِ الطَِّرِيق: أَيْ وَسَطِه] فَلَمَّا رَأَتْ أُمُّهُ الدَّوَابَّ خَشِيَتْ عَلَى ابْنِهَا أَنْ يُوطَأَ؛ فَسَعَتْ وَالهَةً " أَيْ جَرَتْ مَفْزُوعَةً " فَقَالَتْ: ابْني ابْني؛ فَاحْتَمَلَتِ ابْنَهَا؛ فَقَالَ القَوْم: يَا نَبيَّ الله؛ مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُلْقِيَ ابْنَهَا في النَّار؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ، وَاللهُ لاَ يُلْقِي حَبِيبَهُ في النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ وَأَحْمَد]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ كَتَبَ كِتَابَاً قَبْلَ أَنْ يخْلُقَ الخَلْق [وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى " وَهُوَ يَكْتُبُ عَلَى نَفْسِهِ: أَيْ يَفْرِضُ عَلَى نَفْسِهِ "]: إِنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبي " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7554 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2751 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الرَّحْمَةَ مِاْئَةَ جُزْء، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءَاً، وَأَنْزَلَ في الأَرْضِ جُزْءَاً وَاحِدَاً؛ فَمِنْ ذَلِكَ الجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الخَلْق؛ حَتىَّ تَرْفَعَ الفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَه " 00 وَفي رِوَايَةِ الإِمَامِ مُسْلِمٍ: " فَمِنْ ذَلِكَ الجُزْءِ تَتَرَاحَمُ الخَلاَئِق؛ حَتىَّ تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6000 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2752 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ مِاْئَةَ رَحْمَة، أَنْزَلَ مِنهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَينَ الجِنِّ وَالإِنْس، وَالبَهَائِمِ وَالهَوَامّ؛ فَبِهَا يَتَعَاطَفُون، وَبِهَا يَتَرَاحَمُون، وَبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تِسْعَاً وَتِسْعِينَ رَحْمَةً؛ يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2752 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِاْئَةَ رَحْمَة، كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض: [أَيْ مِلْءَ مَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْض] فَجَعَلَ مِنهَا في الأَرْضِ رَحْمَةً؛ فَبِهَا تَعْطِفُ الوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَالوَحْشُ وَالطَّيرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْض، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَة: أَكْمَلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2753 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ مِاْئَةَ رَحْمَة: قَسَّمَ رَحْمَةً بَينَ أَهْلِ الدُّنيَا، وَسِعَتْهُمْ إِلىَ آجَالِهِمْ، وَأَخَّرَ تِسْعَاً وَتِسْعِينَ رَحْمَةً لأَوْلِيَائِه، وَإِنَّ اللهَ تَعَالى قَابِضٌ تِلْكَ الرَّحْمَةَ الَّتي قَسَّمَهَا بَينَ أَهْلِ الدُّنيَا إِلى التِّسْعِ وَالتِّسْعِين؛ فَيُكَمِّلُهَا مِاْئَةَ رَحْمَةٍ لأَوْلِيَائِهِ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1634، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَسْتُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَبْدٍ في الدُّنْيَا: إِلاَّ سَتَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2590 / عَبْد البَاقِي]

ثَوَابُ حَمْدِ اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ) وَالثَّنَاءِ عَلَيْه عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَين رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ الحَمَّادُون " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (1571، 1584)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير] عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ سَيَأْمُرُ مُنَادِيَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُنَادِيَ فَيَقُول: " سَيَعْلَمُ الجَمْعُ لِمَنِ الْكَرَمُ الْيَوْم، ثُمَّ يَقُول: أَيْنَ الحَمَّادُون، الَّذِينَ كَانُواْ يَحْمَدُونَ رَبَّهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص 0 في تَفْسِيرِ سُورَةِ النُّور 0 الآيَة: 37]

حَقِيقَةُ الدُّنيَا عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الكَافِر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2956 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُسَمَّى العَضْبَاء، وَكَانَتْ لاَ تُسْبَق، فَجَاءَ أَعْرَابيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ ـ أَيْ عَلَى جَمَلٍ لَهُ ـ فَسَبَقَهَا؛ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى المُسْلِمِينَ وَقَالُواْ: سُبِقَتِ العَضْبَاء؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ لاَ يَرْفَعَ شَيْئَاً مِنَ الدُّنْيَا: إِلاَّ وَضَعَه " 0 [أَيْ خَفَضَه 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6501 / فَتْح]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا لي وَلِلدُّنْيَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ مَا مَثَلي وَمَثَلُ الدُّنْيَا: إِلاَّ كَرَاكِبٍ سَارَ في يَوْمٍ صَائِف؛ فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَار، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 439، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَيْنَمَا رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ: كَانَ في مَمْلَكَتِه، فَتَفَكَّر؛ فَعَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مُنْقَطِعٌ عَنْه ـ أَيْ عَلِمَ أَنَّ هَذَا المُلْكَ إِلى زَوَال ـ وَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ قَدْ شَغَلَهُ عَن عِبَادَةِ رَبِّه؛ فَتَسَرَّبَ فَانْسَابَ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ قَصْرِه؛ فَأَصْبَحَ في مَمْلَكَةِ غَيْرِه، وَأَتَى سَاحِلَ البَحْر، وَكَانَ بِهِ يَضْرِبُ اللَّبِنَ بِالأَجْر، فَيَأْكُلُ وَيَتَصَدَّقُ بِالفَضْل ـ أَيْ بمَا زَادَ عَن حَاجَتِه ـ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتىَّ رَقِيَ أَمْرُهُ إِلى مَلِكِهِمْ، وَعِبَادَتُهُ وَفَضْلُه؛ فَأَرْسَلَ مَلِكُهُمْ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَه؛ فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَه؛ فَأَعَادَ ثُمَّ أَعَادَ إِلَيْه؛ فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ وَقَال:

مَا لَهُ وَمَا لي؛ فَرَكِبَ المَلِك؛ فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ وَلَّى هَارِبَاً؛ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ المَلِكُ رَكَضَ في إِثْرِهِ، فَلَمْ يُدْرِكْه؛ فَنَادَاهُ: يَا عَبْدَ الله: إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنيِّ بَأْس؛ فَأَقَامَ حَتىَّ أَدْرَكَه؛ فَقَالَ لَه: مَن أَنْتَ رَحِمَكَ الله 00؟ قَال: أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَن، صَاحِبُ مُلْكِ كَذَا وَكَذَا، تَفَكَّرْتُ في أَمْرِي؛

فَعَلِمْتُ أَنَّ مَا أَنَا فِيهِ مُنْقَطِع؛ فَإِنَّهُ قَدْ شَغَلَني عَن عِبَادَةِ رَبيِّ؛ فَتَرَكْتُهُ وَجِئْتُ هَاهُنَا أَعْبُدُ رَبيِّ عَزَّ وَجَلّ؛ فَقَال: مَا أَنْتَ بِأَحْوَجَ إِلى مَا صَنَعْتَ مِنيِّ، ثمَّ نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ فَسَيَّبَهَا، ثمَّ تَبِعَه، فَكَانَا جَمِيعَاً يَعْبُدَانِ اللهَ عَزَّ وَجَلّ؛ فَدَعَوَاْ اللهَ أَنْ يُمِيتَهُمَا جَمِيعَاً؛ فَمَاتَا، لَوْ كُنْتُ بِرُمَيْلَةِ مِصْر: لأَرَيْتُكُمْ قُبُورَهُمَا بِالنَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 4312، وَقَالَ عَنهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء: غَرِيبٌ عَالٍ، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

اللَّهُمَّ عَلِّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمَا، وَأَدْخِلْنَا في رَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين، وَانْصُرِ الإِسْلاَمَ وَأَعِزَّ المُسْلِمِين، وَآخِرُ دَعْوَانَا: أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِين 00

الجزء الثاني: عن فتن وملاحم آخر الزمان

جَوَاهِرُ مِن أَقْوَالِ الرَّسُول [2]: [وَهُوَ عَنْ فِتَنِ وَمَلاَحِمِ آخِرِ الزَّمَان مَلاَحِمُ الرُّوم، وَالمَهْدِيّ، وَالسُّفْيَانيّ، وَعَلاَمَاتُ خُرُوجِ الدَّجَّال، وَنُزُولُ المَسِيح، وَالرِّيحُ الْقَابِضَة، رَفْعُ القُرْآن، تَخْرِيبُ الْكَعْبَة إِلخ]:

فِتَنُ وَمَلاَحِمُ آخِرِ الزَّمَان أَوَّلاً الْفِتَن: الْفِتَنُ نَوْعَان: فِتَنُ الشَّهَوَات: [فِتَنٌ قَلْبِيَّةٌ في الدُّنيَا]، وَفِتَنُ الشُّبُهَات [فِتَنٌ عَقْلِيَّةٌ في الدِّين] أَمَّا فِتَنُ الشَّهَوَات [الْفِتَنُ الْقَلْبِيَّة] فَمَعْرُوفَة: [كَفِتْنَةِ النِّسَاءِ وَفِتْنَةِ المَال إِلخ] أَمَّا فِتَنُ الشُّبُهَات [الْعَقْلِيَّة]: فَكَفِتْنَةِ التَّكْفِير، وَفِتْنَةِ خَلْقِ القُرْآن، وَفِتْنَةِ الدَّجَّال 000 إِلخ أَمَّا المَلاَحِمُ: فَهِيَ المُوَاجَهَاتُ المُسَلَّحَةُ الَّتي قَدْ تَنجُمُ عَنْ فِتَنِ الشُّبُهَات: كَوَقْعَةِ الجَمَل، وَمَقْتَلِ عُثْمَان، وَكَالإِرْهَابِ في الْعَصْرِ الحَدِيث، وَاسْتِحْلاَلِ الْبَعْضِ لِدِمَاءِ المُسْلِمِينَ أَوِ الأَبْرِيَاءِ مِن غَيرِ المُسْلِمِين 0

وَانْظُرْ كَيْفَ تَفَشَّى الْقَتْلُ هَذِهِ الأَيَّام، في أُمَّةِ الإِسْلاَم [كَمَّاً وَكَيْفَاً]: قَتْلٌ عَلَى المُسْتَوَى الدَّوْلِيّ: في الْعِرَاق، وَأَفْغَانِسْتَان، وَبَاكِسْتَان، وَفِلَسْطِين، وَالْيَمَن، وَقَتْلٌ عَلَى المُسْتَوَى الْفَرْدِيِّ وَارْتِفَاعِ مُعَدَِّلاَتِ الْقَتْلِ الخَطَأ [كَحَوَادِثِ السَّيَِّارَاتِ وَالْكَهْرَبَاء]، بِالإِضَافَةِ إِلىَ قَتْلِ الْعَمْدِ الَّذِي ارْتَفَعَتْ مُعَدَّلاَتُهُ كَمَّاً وَكَيْفَاً، وَاتَّخَذَ صُورَةً بَشِعَةً: ذَبْحٌ وَتَقْطِيعٌ بِالسَّوَاطِير، وَقَدْ يَكُونُ الْقَاتِلُ أُمَّاً أَوْ أَبَاً، يَذْبَحُ أَحَدُهُمَا أَوْلاَدَهُ أَوْ يُهَشِّمُ رَأْسَهُ بِالسَّاطُور، فَهَذِهِ الصُّوَرُ الْبَشِعَةُ أَمْثَالُهَا كَثِير، وَقَدْ يَكُونُ الْعَكْس: فَكَمْ مِنْ مَرَِّةٍ سَمِعْنَا عَنِ ابْنٍ أَوْ بِنْتٍ قَتَلَ أَحَدُهُمَا أُمَّهُ أَوْ أَبَاه 00؟!

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يُقْبَضَ العِلْم، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِل، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَان، وَتَظْهَرَ الفِتَن، وَيَكْثُرَ الهَرْج: وَهُوَ القَتْلُ القَتْل، حَتىَّ يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1036 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 157 / عَبْد البَاقِي]

أَمَّا الهَرْج: عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يُفَسِّرُ أَكْثَرَ لِلصَّحَابَة: " إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ قَتْلِكُمُ المُشْرِكِين، وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضَاً " 0 قَالُواْ: وَمَعَنَا عُقُولُنَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَان " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 6710]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَشْرَحُهُ في حَدِيثٍ آخَر: " إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الكُفَّار، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضَاً 00 حَتىَّ يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَيَقْتُلَ أَخَاه، وَيَقْتُلَ عَمَّه، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّه "؛ قَالُواْ: سُبْحَانَ الله 00 ومَعَنَا عُقُولُنَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ إِلاَّ أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكُم ذَلِكَ الزَّمَان؛ حَتىَّ يَحْسِبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْء، وَلَيْسَ عَلَى شَيْء " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 19636]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَأَخَاهُ وَأَبَاه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 118]

أَمَّا قَبْضُ الْعِلْم: عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامَاً؛ يُرْفَعُ فِيهَا العِلْم، وَيَنْزِلُ فِيهَا الجَهْل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7065 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2672 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعَاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَاد، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاء؛ حَتىَّ إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسَاً جُهَّالاً، فَسُئِلُواْ فَأَفْتَوْا بِغَيرِ عِلْمٍ فَضَلُّواْ وَأَضَلُّواْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (100 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2673 / عَبْد البَاقِي]

وَلأَنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاء: يَكُونُ بِقَبْضَِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ رَفْعِ الْعِلْم 00 عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَظَرَ إِلىَ السَّمَاءِ يَوْمَاً فَقَال: " هَذَا أَوَانُ يُرْفَعُ الْعِلْم " [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ] عَن أَبي أُمَيَّةَ اللَّخْمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الأَصَاغِر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2207، 695)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

أَمَّا الزَِّلاَزِلُ وَاسْتِفَاضَةُ المَال: فَسَوْفَ يَأْتِيَانِ لاَحِقَاً بِإِذْنِ المَوْلىَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ 0 أَمَّا المَلاَحِمُ الَّتي سَنََعَرَّضُ لَهَا في هَذَا الْكِتَاب: فَهِيَ سِلْسِلَةُ المَلاَحِمِ المُقْبِلَة، بَعْدَ هَذِهِ الِمَرْحَلَة: فَهِيَ الحَلْقَةُ التَّالِيَة؛ بَعْدَ مَرْحَلَةِ الْفِتَنِ الحَالِيَة

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ كَالحَصِيرِ عُودًا عُودًا ـ أَيْ قَلْبًا قَلْبًا ـ فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا؛ نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاء، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا؛ نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاء؛ حَتىَّ تَصِيرَ عَلَى قَلْبَين: عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا؛ فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْض، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا ـ أَيْ أَحْمَرُ مُسْوَدَّا ً ـ كَالكُوزِ مُجَخِّيَاً، لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفَاً وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِن هَوَاه " 0 مُجَخِّيَاً: أَيْ مَائِلٌ عَلَى الأَرْض، يَدْخُلُهُ كُلُّ شَيْء، وَلَكِنْ لاَ يَثْبُتُ فِيهِ شَيْء؛ فَمَا بِهِ إِلاَّ الهَوَاء 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 144 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَشْرَفَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُطُمٍ مِن آطَامِ المَدِينَة أَيْ عَلَى تَلٍّ مِنْ تلاَلِهَا ـ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى 00؟ إِنيِّ لأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلاَلَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ القَطْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1878 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2885 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَتَكُونُ فِتَن: القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِم، وَالقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ؛ فَمَنْ وَجَدَ مِنهَا مَلْجَأً أَوْ مَعَاذَاً فَلْيَعُذْ بِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7081 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2886 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَادِرُواْ ـ أَيْ تَعَجَّلُواْ ـ بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِم، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 118 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أُمَّتُكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا في أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونهَا، وَتجِيءُ فِتَنٌ: فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضَاً، وَتجِيءُ الْفِتْنَة؛ فَيَقُولُ المُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتي، ثمَّ تَنْكَشِف، وَتجِيءُ الْفِتْنَة؛ فَيَقُولُ المُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1844 / عَبْد البَاقِي]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثٍ لَهُ عَنِ الْفِتَن: " مِنهُنَّ ثَلاَثٌ لاَ يَكَدْنَ يَذَرْنَ شَيْئَا، وَمِنهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْف، مِنهَا صِغَار، وَمِنهَا كِبَار " [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 ح / ر: 23460]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَنْ يَزْدَادَ الزَّمَانُ إِلاَّ شِدَّةً، وَلاَ يَزْدَادَ النَّاسُ إِلاَّ شُحَّاً، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى شِرَارِ النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8364]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَأْتي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتىَّ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7068 / فَتْح]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ: الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2260] عَن أَبي ثَعْلَبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن هَذِهِ الآيَة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} {المَائِدَة/105} 00؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَبَا ثَعْلَبَة؛ مُرُواْ بِالمَعْرُوفِ وَتَنَاهَواْ عَنِ المُنْكَر؛ فَإِذَا رَأَيْتَ شُحَّاً مُطَاعَاً، وَهَوَىً مُتَّبَعَاً، وَدُنيَا مُؤْثَرَة، وَرَأَيْتَ أَمْرَاً لاَ بُدَّ لَكَ مِنْ طَلَبِه: فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ وَدَعْهُمْ وَعَوَامَّهُمْ؛ فَإِنَّ وَرَاءَكُمْ أَيَّامَ الصَّبْر، صَبْرٌ فِيهِنَّ كَقَبْضٍ عَلَى الجَمْر، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ أَجْرُ خَمْسِين، يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7912]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيرُ النَّاسِ في الْفِتَن: رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ، خَلْفَ أَعْدَاءِ اللهِ يُخِيفُهُمْ وَيُخِيفُونَه، أَوْ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ في بَادِيَة، يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ تَعَالى الَّذِي عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3292، 698، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الْعِبَادَةُ في الفِتْنَة: كَالهِجْرَةِ إِلَيَّ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 20311]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّا كُنَّا في جَاهِليَّةٍ وَشَرّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الخَير؛ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الخَيرِ شَرّ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ " 0 فَقَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: " هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِن خَيْر " 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَن " 0 فَسَأَلَهُ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: " وَمَا دَخَنُه " 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيرِ سُنَّتي، وَيَهْدُونَ بِغَيرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنهُمْ وَتُنْكِر " 0فَسَأَلَهُ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: " هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيرِ مِنْ شَرّ " 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ: دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّم، مَن أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا " 0 فَقَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: " يَا رَسُولَ الله؛ صِفْهُمْ لَنَا " 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ: قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا " 00!!

قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: " يَا رَسُولَ الله؛ فَمَا تَرَى إِن أَدْرَكَني ذَلِك " 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ " 0قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: " فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَام " 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتىَّ يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِك " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3606 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1847 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَكُونُ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ العَرَب، قَتْلاَهَا في النَّار، اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ السَّيْف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (6980)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " هَلاَكُ أُمَّتي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْش " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3605 / فَتْح)، وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في بِسَنَدٍ صَحِيحٍ في مُسْنَدِه بِرَقْم: 7858، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 6713]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ لِلْفِتْنَةِ وَقَفَاتٌ وَتَعَبَات؛ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ في وَقَفَاتِهَا فَلْيَفْعَلْ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8333] عَنْ محَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ قَال: " تَكُونُ فِتْنَةٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَة؛ يَكُونُ النَّاسُ فِيهَا كَالْبَهَائِم " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8540]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَى أُمَّتي مِنَ الدَّجَّال "؛ فَسَأَلَهُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنه: " يَا رَسُولَ الله: أَيُّ شَيْءٍ أَخْوَفُ عَلَى أُمَّتِكَ مِنَ الدَّجَّال " 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الأَئِمَّةُ المُضِلُّون " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 4165، 1989، رَوَاهُ الأَئِمَّةُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَابْنُ حِبَّان]

عَن أَبي محْجَنَ الدَّيْلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَخَافُ عَلَى أُمَّتي مِنْ بَعْدِي ثَلاَثَاً: حَيْفَ الأَئِمَّة، وَإِيمَانَاً بِالنُّجُوم، وَتَكْذِيبَاً بِالْقَدَر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (214)، أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ في مُعْجَمِه] عَن حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتي زَمَان: يَتَمَنَّوْنَ فِيهِ الدَّجَّال " 00!! قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ بِأَبي وَأُمِّي ـ أَيْ أَفْدِيكَ بِأَبي وَأُمِّي ـ مِمَّ ذَاك 00؟ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِمَّا يَلْقَوْنَ مِنَ الْعَنَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3090، وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتىَّ يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى القَبْرِ فَيَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ وَيَقُول: يَا لَيْتَني كُنْتُ مَكَانَ صَاحِبِ هَذَا القَبْرِ وَلَيْسَ بِهِ الدِّينُ إِلاَّ البَلاَء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7115 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 157 / عَبْد البَاقِي] لَفْظَةُ " الدِّينُ " إِنْ لَمْ تَكُنْ زَائِدَةً خَطَأً مِنْ نُسَّاخِ الحَدِيثِ هُنَا فَإِنَّهَا تَعْني الرَِّغْبَةَ في الآخِرَة 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَان؛ يَأْتي الرَّجُلُ الْقَبرَ فَيَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فَيَقُول: يَا لَيْتَني مَكَانَ صَاحِبِه، مَا بِهِ حُبُّ لِقَاءِ الله؛ إِلاَّ لِمَا يَرَى مِنْ شِدَّةِ الْبَلاَء " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8402]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى الْعُلَمَاءِ زَمَان: المَوْتُ أَحَبُّ إِلىَ أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الأَحْمَر " [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8581]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يَأْتي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لاَ يَنْجُو فِيهِ إِلاَّ مَنْ دَعَا دُعَاءَ الْغَرِق " 00 أَيْ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلاَم 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8308]

وَ " دَعَا دُعَاءَ الْغَرِق ": أَيْ دَعَا بِدُعَاءِ ذِي النُّون [أَيْ صَاحِبُ الحُوتِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ] عِنْدَمَا الْتَقَمَهُ الحُوتُ وَغَاصَ بِهِ في المَاء، وَحَكَى الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ قِصَّتَهُ بِاخْتِصَارٍ فَقَالَ في سُورَةِ الأَنْبِيَاء: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبَاً فَظَنَّ أَن لَّنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى في الظُّلُمَاتِ أَن لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنيِّ كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين} {النُّون: هُوَ الحُوت 0 الأَنْبِيَاء/87}

عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يُوشِكُ يَا ابْنَ أَخِي إِن عِشْتَ إِلىَ قَرِيبٍ: أَنْ تَرَى الرَّجُلَ يُغْبَطُ بِخِفَّةِ الحَالِ كَمَا يُغْبَطُ الْيَوْمَ أَبُو الْعَشَرَة الرِّجَال، وَيُوشِكُ إِن عِشْتَ إِلىَ قَرِيبٍ أَنْ تَرَى الرَّجُلَ الَّذِي لاَ يَعْرِفُهُ السُّلْطَانُ وَلاَ يُدْنِيهِ وَلاَ يُكْرِمُهُ يُغْبَطُ كَمَا يُغْبَطُ الْيَوْمَ الَّذِي يَعْرِفُهُ السُّلْطَانُ وَيُدْنِيهِ وَيُكْرِمُه، وَيُوشِكُ يَا ابْنَ أَخِي إِن عِشْتَ إِلىَ قَرِيبٍ أَنْ يُمَرَّ بِالجِنَازَةِ في السُّوقِ فَيَرْفَعَ الرَّجُلُ رَأْسَهُ فَيَقُول: يَا لَيْتَني عَلَى أَعْوَادِهَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8382]

عَن خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ: يُؤْخَذُ الرَّجُل، فَيُحْفَرُ لَهُ في الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالمِنْشَار، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْن، وَيُمَشَّطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِه، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِه، وَاللهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْر؛ حَتىَّ يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلى حَضْرَمَوْت، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللهَ وَالذِّئْبُ عَلَى غَنَمِه ـ أَيْ يَرْعَى مَعَ الْغَنَم ـ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُون " 0 [وَذَلِكَ زَمَنَ المَهْدِيِّ لِوَفْرَةِ الطُّمَأْنِينَةِ وَالأَمْنِ الأَمَانِ في زَمَانِ الْعَدْل 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6943 / فَتْح]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ فِيهَا الكَبِير، وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِير، وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّة، فَإِذَا غُيِّرَتْ قَالُواْ: غُيِّرَتِ السُّنَّة 00؟ قَالُواْ: وَمَتى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن 00؟! قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَة " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَرَوَاهُ الحَاكِم]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ: يَجْتَمِعُونَ في المَسَاجِدِ لَيْسَ فِيهِمْ مُؤْمِن " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8365]

عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوَة، فَكُلَّمَا انْتُقِضَتْ عُرْوَة: تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتي تَلِيهَا، وَأَوَّلهُنَّ نَقْضَاً الحُكْم، وَآخِرُهُنَّ الصَّلاَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي التَّرْغِيب، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ وَقَالَ في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ جَيِّد]

عَن أُمِّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَاً أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مُغْضَبَاً؛ فَقَالَتْ: مَا لَكَ 00؟! فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " وَاللهِ مَا أَعْرِفُ فِيهِمْ شَيْئَاً مِن أَمْرِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ جَمِيعَاً " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 ح / ر: 21700]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ رَأْسَهُ لَيْلَةً إِلى السَّمَاءِ وَقَال: " النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاء؛ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَد، وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابي؛ فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابي مَا يُوعَدُون، وَأَصْحَابي أَمَنَةٌ لأُمَّتي؛ فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابي أَتَى أُمَّتي مَا يُوعَدُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2531 / عَبْد البَاقِي]

عَن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُون، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خلاَفَةٌ عَلَى مِنهَاجِ النُّبُوَّة، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُون، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكَاً عَاضَّاً، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُون، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكَاً جَبْرِيَّة، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُون، ثمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثمَّ تَكُونُ خلاَفَةً عَلَى مِنهَاجِ النُّبُوَّة " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَفي المِشْكَاةِ بِرَقْمَيْ: 5، 3578، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد] عَاضَّاً: أَيْ شَدِيدًا قَاسِيَاً، وَالجَبرِيَّة: أَيِ الجَبَرُوت 0 {لِسَانُ العَرَب}

عَنْ سَفِينَةَ خَادِمِ رَسُولِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خِلاَفَةُ النُّبُوَّةِ ثَلاَثُونَ سَنَة، ثُمَّ يُؤْتي اللهُ المُلْكَ مَنْ يَشَاء " 0 قَالَ سَفِينَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: أَمْسِكْ عَلَيْكَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ سَنَتَين، وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَشْرَاً، وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ اثْنَتيْ عَشْرَة، وَعَلِيَّاً كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ كَذَا " وَفي رِوَايَةٍ: سِتَّة " " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 459، 4646، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَغَوِيُّ في السُّنَّة]

عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ يَوْمَاً: " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ رُؤْيَا " 00؟ فَقَالَ رَجُل: أَنَا: رَأَيْتُ مِيزَانَاً أُنْزِلَ مِنَ السَّمَاء؛ فَوُزِنْتَ أَنْتَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَرَجَحْتَ أَنْتَ بِأَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنه، ثمَّ وُزِنَ عُمَرُ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا؛ فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنه، وَوُزِنَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا؛ فَرَجَحَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، ثُمَّ رُفِعَ [أَيِ المِيزَان] فَرَأَيْتُ الْكَرَاهَةَ في وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " خِلاَفَةُ نُبُوَّة، ثمَّ يُؤْتي اللهُ المُلْكَ مَنْ يَشَاء " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في شَرْحِ الْعَقِيدَةِ الطَّحَاوِيَّةِ بِرَقْم: 535]

فَكَأَنَّ الحَدِيثَ الشَِّرِيفَ يُعْطِي إِيحَاءً: أَنَّ الخِلاَفَةَ سَيَئُولُ أَمْرُهَا بَعْدَ عُثْمَانَ وَالنِّزَاعِ عَلَيْهَا إِلىَ مُلْك وَعَنْ سَفِينَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ زَادَ عَلَى هَذَا في حَدِيثٍ آخَرَ فَقَال: " الخِلاَفَةُ ثَلاَثُونَ سَنَة، وَسَائِرُهُمْ مُلُوك، وَالخُلَفَاءُ وَالمُلُوكُ اثْنَا عَشَر " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: (6657)، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّان]

أَمَّا الخُلَفَاء [وَهُمْ أَرْبَعَة]: فَقَدْ حَسَبَهُمْ سَفِينَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في الحَدِيثِ المُتَقَدِّم، وَأَمَّا المُلْكُ الْعَاضّ [المُلُوكُ الثَّمَانِيَة؛ بَاقِي الاِثْنيْ عَشَر] فَهُمْ: 5 ـ مُعَاوِيَة 6 ـ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَة 7 ـ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيد 8 ـ مَرْوَانُ بْنُ الحَكَم 9 ـ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيد 10 ـ عَبْدُ المَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الحَكَم 11 ـ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ المَلِك 12 ـ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ المَلِك 13 ـ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيز 0 14 ـ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ المَلِك 15 ـ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ المَلِك 16 ـ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ المَلِك 0 فَفِيمَا يُرْوَى عنِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ أَنَّهُ كَانَ فَاسِقَاً مَاجِنَاً فَاجِرَاً كَافِرَاً 00

جَاءَ في خِزَانَةِ الأَدَبِ لِلْبَغْدَادِيِّ أَنَّهُ اسْتَفْتَحَ المُصْحَفَ الْكَرِيمَ فَخَرَجَ لَهُ قَوْلُهُ جَلَّ جَلاَلهُ: {وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيد} {إِبْرَاهِيم/15} فَأَلْقَاهُ وَنَصَبَهُ غَرَضَاً وَرَمَاهُ بِالسِّهَامِ وَقَال: تُهَدِّدُني بِجَبَّارٍ عَنِيدِ ... فَهَا أَنَا ذَاكَ جَبَّارٌ عَنِيدُ إِذَا مَا جِئْتَ رَبَّكَ يَوْمَ حَشْرٍ ... فَقُلْ يَا رَبِّ خَرَّقَني الْوَلِيدُ [خِزَانَةِ الأَدَبِ لِلْبَغْدَادِيّ]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " وُلِدَ لأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا غُلاَمٌ فَسَمَّوْهُ الوَلِيد؛ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " سَمَّيْتُمُوهُ بِأَسَامِي فَرَاعِنَتِكُمْ، لَيَكُونَنَّ في هَذِهِ الأُمَّةِ رَجُل: يُقَالُ لَهُ الوَلِيد؛ هُوَ شَرٌّ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ فِرْعَوْنَ عَلَى قَوْمِه " 0 [حَسَّنَهُ وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَقَالَ عَنهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ وَأَحْمَد] هَؤُلاَءِ هُمُ الخُلَفَاءُ وَالمُلُوكُ الاِثْنَا عَشَر؛ وَاللهُ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِ هَذَا الأَثَر 0

عَنْ مَسْرُوقٍ الهَمْدَانيِّ عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ الإِمَارَةَ مَا ائْتُمِرَ فِيهَا، وَإِنَّ المُلْكَ مَا غُلِبَ عَلَيْهِ بِالسَّيْف " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 66/ 4] قَالَ يُوسُفُ بْنُ المَاجِشُون: " كَانَ عَبْدُ المَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِذَا جَلَسَ لِلْحُكْم: قِيمَ عَلَى رَأْسِهِ بِالسُّيُوف " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 250/ 4]

وَيَبْدُو فِيمَا يَبْدُو أَنَّ المُلْكَ الجَبرِيَّ: يَبْدَأُ مِنْ بَعْدِ خِلاَفَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنه، وَتَشْمَلُ مَا تَلاَهُ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ وَخَلْعِ الخُلَفَاء، وَإِجْبَارِ الرَّعِيَِّةِ عَلَى الطَّاعَةِ الْعَمْيَاء؛ مِمَّا يُعَدُّ تَفْعِيلاً لِهَذِهِ الجَبرِيَّة 00 وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ رَغْمَ بَطْشِهِمْ وَجَبَرُوتِهِمْ: مُقِيمُونَ لِشَرْعِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ الدِّينُ قَائِمَاً حَتىَّ تَقُومَ السَّاعَة، أَوْ يَكُونَ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَليفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْش " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1822 / عَبْد البَاقِي]

وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلِيفَةً: تُعْطِي احْتِمَالاً أَنَّ الحَدِيثَ قَدْ يَكُونُ المَقْصُودُ بِهِ الْفَتْرَةَ التَّالِيَةَ لِلْمُلْكِ الْعَاضّ: المُلْكُ الجَبرِيّ ـ أَيْ دَوْلَةُ بَني الْعَبَّاس ـ وَأَيَّاً كَانَ الأَمْر [دَخَلَتْ دَوْلَةُ بَني أُمَيَّة، ذَاتُ الأَصْلِ الْقُرَشِيِّ أَوْ لَمْ تَدْخُلْ]: فَإِنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ عَدَدَاً، لاَ يَضُرُّ مَا زَادَ عَلَيْه، وَلاَ يَخْتَلِفُ الأَمْرُ كَثِيرَاً إِنْ دَخَلَتْ فِيهِ دَوْلَةُ بَني أُمَيَِّةَ أَوْ لَمْ تَدْخُلْ 0 وَحَتىَِّ لاَ يَلْتَبِسَ عَلَيْكَ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " خَلِيفَة " فَلِلْحَدِيثِ رِوَايَةٌ أُخْرَى في صَحِيحِ الإمَامِ مُسْلِمٍ أَيْضَاً لَمْ تَقَيِّدِ الأَمْرَ بِالخِلاَفَة 0

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ أَمْرُ النَّاسِ مَاضِيَاً مَا وَلِيَهُمْ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1821 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَدُورُ رَحَى الإِسْلاَمِ عَلَى خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ أَوْ سِتٍّ وَثَلاَثِينَ سَنَة؛ فَإِن هَلَكُواْ فَسَبِيلُ مَن هَلَك [أَيْ فَكَشَأْنِ مَن هَلَك]، وَإِنْ بَقُواْ بَقِيَ لَهُمْ دِينُهُمْ سَبْعِينَ سَنَة " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم]

ثُمَّ تَعُودُ آخِرَ الزَّمَانِ الخِلاَفَةُ مِنْ جَدِيد، نَسْأَلُ اللهَ الحَمِيدَ المجِيد: أَنْ نَشْهَدَ هَذَا الزَّمَنَ السَّعِيد، وَأَنْ يَكُونَ قَرِيبَاً غَيرَ بَعِيد 00 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ أُمَّتي مَثَلُ المَطَر؛ لاَ يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُه " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ في فَتْحِ البَارِي، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2869] يُشِيرُ بِذَلِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ فِيمَا يَبْدُو وَاللهُ أَعْلَم ـ إِلى الخِلاَفَتَينِ اللَّتَينِ عَلَى مِنهَاجِ النُّبُوَّة: أَيْ خِلاَفَةِ الخُلَفَاءِ الرَِّاشِدِين، وَخِلاَفَةِ المَهْدِيِّ المُنْتَظَر 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللَّهُمَّ أَذَقْتَ أَوَّلَ قُرَيْشٍ نَكَالاً؛ فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 5980: 3908]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الفِتَن، فَأَكْثَرَ في ذِكْرِهَا حَتىَّ ذَكَرَ فِتْنَةَ الأَحْلاَس؛ فَقَالَ قَائِل: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَا فِتْنَةُ الأَحْلاَس 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هِيَ هَرَبٌ وَحَرْب، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاء، دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِن أَهْلِ بَيْتي، يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنيِّ، وَلَيْسَ مِنيِّ، وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِيَ المُتَّقُون، ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرْكٍ عَلَى ضِلْع، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاء، لاَ تَدَعُ أَحَدًا مِن هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ لَطَمَتْهُ لَطْمَة، فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا؛ حَتىَّ يَصِيرَ النَّاسُ إِلى فُسْطَاطَيْن: فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لاَ نِفَاقَ فِيه، وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لاَ إِيمَانَ فِيه؛ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ: فَانْتَظِرُواْ الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِن غَدِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4242]

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ السَّكُونِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُفْني بَعْضُكُمْ بَعْضَاً، وَبَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَوْتَانٌ شَدِيد، وَبَعْدَهُ سَنَوَاتُ الزَّلاَزِل " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 8383، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ وَصَحِيحِ ابْنِ حِبَّان]

عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اعْدُدْ سِتَّاً بَينَ يَدَيِ السَّاعَة: مَوْتي، ثمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِس، ثمَّ مَوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَم، ثمَّ اسْتِفَاضَةُ المَال؛ حَتىَّ يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطَاً، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْه، ثمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَني الأَصْفَر، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَة ـ أَيْ رَايَة ـ تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلفَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3176 / فَتْح]

أَمَّا الْقُعَاص: قَالَ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلاَنيُّ في شَرْحِهِ لهَذَا الحَدِيث: " هُوَ دَاءٌ يُصِيبُ الدَّوَابَّ فَيَسِيلُ مِن أُنُوفِهَا شَيْءٌ فَتَمُوتُ فَجْأَة، وَيُقَالُ إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ ـ أَيْ هَذَا الطَّاعُون ـ ظَهَرَتْ في طَاعُون عَمْوَاسٍ في خِلاَفَةِ عُمَر " 0 [الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلاَنيُّ في كِتَابِهِ العَظِيم " فَتْحِ البَارِي؛ في شَرْحِ صَحِيحِ البُخَارِي " في شَرْحِهِ لِلْحَدِيثِ رَقْم: 3587]

وَهُوَ الطَّاعُونُ الَّذِي قَالَ فِيهِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حِينَ أَرَادَ الرُّجُوعَ بِالجَيْشِ خَوْفَاً عَلَيْهِ مِنَ الطَِّاعُون: " أَفِرَارَاً مِنْ قَدَرِ الله " 00؟! فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " لَوْ غَيرُكَ قَالهَا يَا أَبَا عُبَيْدَة 00 نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلى قَدَرِ الله " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5729 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2219 / عَبْد البَاقِي]

وَأَمَّا اسْتِفَاضَةُ المَالِ المَذْكُورَةُ عَلَى هَذَا التَّفْسِير: فَإِنَّ المَقْصُودَ بِهَا لاَ شَكَّ زَمَنُ الخَلِيفَةِ العَادِل / عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيز رَضِيَ اللهُ عَنهُ 0 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ الأَزْدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَتُفْتَحَنَّ الشَّامُ وَفَارِسُ وَالرُّوم، حَتىَّ يَكُونَ لأَحَدِكُمْ مِنَ الإِبِلِ كَذَا وَكَذَا، وَمِنَ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا؛ حَتىَّ يُعْطَى أَحَدُكُمْ مِاْئَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطُهَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8309]

وَقَدْ فَتَحَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ عَلَى المُسْلِمِينَ الشَّامَ وَفَارِسَ وَالرُّومَ بَعْدَ مَوْتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 0 وَتَاللهِ لَوْلاَ كَلاَمُ الإِمَامِ ابْنِ حَجَرٍ وَتَفْسِيرُهُ رَغْمَ شَكِّهِ في إِسْقَاطِهِ عَلَى طَاعُونِ عَمْوَاس؛ لَطَرَحْتُ أَيْضًا احْتِمَالَ أَنْ يَكُونَ هَذَا المَرَضُ هُوَ مَا نَعْرِفُهُ الْيَوْمَ بِأَنْفِلْوَانْزَا الطُّيُور؛ فَالمَوْتَانُ لَمْ يَحْصُرْهُ الحَدِيثُ عَلَى الإِنْسَان، وَبِالتَّالي تَكُونُ اسْتِفَاضَةُ المَالِ أَوَانَ المَهْدِيّ، في زَمَانِ الْعَدْل، وَتَتَحَقَّقُ البِشَارَةُ بِفَتْحِ بَيْتِ المَقْدِسِ وَتَخْلِيصِهِ مِن أَيْدِي اليَهُودِ المَلاَعِين 0 وَفَتْحُهُ أَوْ عُمْرَانُهُ المَذْكُور: إِنَّمَا هُوَ في آخِرِ الزَّمَانِ قَبْلَ خَرَابِ يَثْرِبَ في زَمَنِ الدَّجَّال؛ حَدِيثُ الْعُمْرَانِ سَوْفَ يَأْتي، أَمَّا حَدِيثُ الجَمْعِ بَينَ الْفَتْحِ وَالْعُمْرَان: فَلَقَدْ رَوَاهُ الحَاكِمُ بِسَنَدٍ صَحِيح، وَهُوَ نَفْسُ حَدِيثِ السِّتَّةِ أَشْيَاءَ المَذْكُورَةِ في الحَدِيثِ السَّالِفِ الذِّكْر 0

ثَانِيَاً المَلاَحِم: المَلاَحِمُ جَمْعُ مَلْحَمَة، وَالمَلْحَمَةُ كَمَا جَاءَ في لِسَانِ الْعَرَب: هِيَ الْوَقْعةُ الْعَظِيمَةُ الْقَتْل 0 مَلْحَمَةُ التُّرْك عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تُقَاتِلُواْ قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَر، وَحَتىَّ تُقَاتِلُواْ التُّرْك، صِغَارَ الأَعْيُن، حُمْرَ الوُجُوه، ذُلْفَ الأُنُوف: [أَيْ قِصَارُ الأُنُوف]، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المجَانُّ المُطَرَّقَة " 00 أَيِ التُّرُوسُ المُطَبَّقَة 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3587 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2912 / عَبْد البَاقِي]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تُقَاتِلُواْ قَوْمًا صِغَارَ الأَعْيُنِ عِرَاضَ الوُجُوه، كَأَنَّ أَعْيُنَهُمْ حَدَقُ الجَرَاد، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطَرَّقَة، يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ وَيَتَّخِذُونَ الدَّرَق، يَرْبُطُونَ خَيْلَهُمْ بِالنَّخْل " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 7416، 2429، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4099]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ لاَ يَخْرُجُونَ حَتىَّ يَرْبِطُواْ خُيُولَهُمْ بِنَخْلِ الأَيْلَة [بَيْنَهَا وَبَينَ الْبَصْرَةِ أَرْبَعَةُ فَرَاسِخ] فَيَبْعَثُونَ ـ أَيِ التُّرْك: أَنَ خَلُّواْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا ـ أَيْ بَيْنَنَا وَبَينَ الْبَصْرَة ـ فَيَلْحَقُ ثُلُثٌ بِهِمْ، وَثُلُثٌ بِالْكُوفَة، وَثُلُثٌ بِالأَعْرَاب، ثمَّ يَبْعَثُونَ إِلىَ أَهْلِ الْكُوفَة: أَنَ خَلُّواْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا فَيَلْحَقُ ثُلُثٌ بِهِمْ، وَثُلُثٌ بِالأَعْرَاب، وَثُلُثٌ بِالشَّام " 00 فَسُئِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنه: مَا أَمَارَةُ ذَلِك 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: إِذَا طَبَّقَتِ الأَرْضَ إِمَارَةُ الصِّبْيَان " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8421]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَجِيءُ قَوْمٌ صِغَارُ الْعُيُون، عِرَاضُ الْوُجُوه، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الحَجَف [أَيْ تُرُوسُ الجُلُود]، فَيُلْحِقُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ بمَنَابِتِ الشِّيح، كَأَنيِّ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَقَدْ رَبَطُواْ خُيُولَهُمْ بِسَوَارِي المَسْجِد " فَقِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يَا رَسُولَ الله؛ مَن هُمْ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " التُّرْك " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8463]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ يَوْمَاً فَقَال: " تَفْتَرِقُونَ أَيُّهَا النَّاسُ ثَلاَثَ فِرَق: فِرْقَةٌ تَتَّبِعُه، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَرْضِ آبَائِهَا بِمَنَابِتِ الشِّيح [أَيْ بِالْفَلَوَات]، وَفِرْقَةٌ تَأْخُذُ شَطَّ هَذَا الفُرَاتِ [الَّذِي يمْتَدُّ لِسُورِيَّة] فَيُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَه، حَتىَّ يجْتَمِعَ المُؤْمِنُونَ بِغَرْبِيِّ الشَّام؛ فَيَبْعَثُونَ إِلَيْهِ طَليعَةً فِيهِمْ فَارِسٌ عَلَى فَرَسٍ أَشْقَر أَوْ أَبْلَق؛ فَيُقْتَلُونَ لاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَيْء " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8772، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

يُعَدُّ هَذَا الحَدِيثُ دَلِيلاً وَاضِحَاً يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ مَلْحَمَةَ التُّرْكِ لَمْ تَأْتِ بَعْد [لِسَبَبٍ وَاضِحٍ جِدَّاً: أَلاَ وَهُوَ أَنَّ الدَّجَِّالَ لَمْ يَأْتِ بَعْد، وَيُسْتَنْتَجُ مِن هَذَا الحَدِيثِ أَيْضَاً: أَنَّ الدَّجَِّالَ هُوَ قَائِدُ التُّرْكِ في هَذِهِ المَلْحَمَة، سَوْفَ يَجْمَعُ فُلُولاً مِنَ دُوَلِ شَرْقِ آسْيَا [كَجُيُوشِ التَّتَار] وَيُقَاتِلُنَا بِهِمْ كَمَا فَعَلَ جَنْكِيز خَان، في قَدِيمِ الزَّمَان 0

عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَنْزِلُ نَاسٌ مِن أُمَّتي بِغَائِطٍ يُسَمُّونَهُ الْبَصْرَة 00 عِنْدَ نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ دِجْلَة 00 يَكُونُ عَلَيْهِ جِسْرٌ يَكْثُرُ أَهْلُهَا، وَتَكُونُ مِن أَمْصَارِ المُسْلِمِين، فَإِذَا كَانَ في آخِرِ الزَّمَان؛ جَاءَ بَنُو قَنْطُورَاء ـ أَيِ التُّرْك ـ عِرَاضُ الْوُجُوهِ صِغَارُ الأَعْيُن، حَتىَّ يَنْزِلُواْ عَلَى شَطِّ النَّهَر، فَيَتَفَرَّقُ أَهْلُهَا ثَلاَثَ فِرَق: فِرْقَةٌ يَأْخُذُونَ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَالْبَرِّيَّة؛ وَهَلَكُواْ، وَفِرْقَةٌ يَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ؛ وَكَفَرُواْ، وَفِرْقَةٌ يَجْعَلُونَ ذَرَارِيَهُمْ ـ أَيْ ذَوِيهِمْ ـ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ وَيُقَاتِلُونَهُمْ؛ وَهُمُ الشُّهَدَاء " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4306]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يُوشِكُ بَنُو قَنْطُورَاءَ بْنِ كَرْكَرَ أَنْ يُخْرِجُواْ أَهْلَ الْعِرَاقِ مِن أَرْضِهِمْ؛ قُلْتُ: ثُمَّ يَعُودُون 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّكَ لَتَشْتَهِي ذَلِك 00؟ وَيَكُونُ لَهُمْ سَلْوَةٌ مِن عَيْش " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8466] سَلْوَةٌ مِن عَيْش: أَيْ عَيْشٌ رَغِيد؛ يُنْسِيهِمْ ذَلِكَ التَّشْرِيد: وَذَلِكَ في زَمَنِ المَهْدِيِّ السَِّعِيد 0

أَمَّا الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالىَ فَقَدْ قَالَ في شَرْحِهِ لحَدِيثِ الصَّحِيحَينِ الأَوَّل: " وَهَذِهِ كُلُّهَا مُعْجِزَاتٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَقَدْ وُجِدَ قِتَالُ هَؤُلاَءِ التُّرْكِ بِجَمِيعِ صِفَاتهمُ الَّتي ذَكَرَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: صِغَارَ الأَعْيُن، حُمْرَ الوُجُوه، ذُلْفَ الآنِف، عِرَاضَ الوُجُوه، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطَرَِّقَة، يَنْتَعِلُونَ الشَّعَر، فَوُجِدُواْ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ كُلِّهَا في زَمَانِنَا، وَقَاتَلَهُمُ المُسْلمُونَ مَرَّات " 0 [الإِمَامُ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ في شَرْحِ هَذَا لِلْحَدِيثِ رَقْم: 2912 / عَبْد البَاقِي]

وَمِمَّا يُرَجِّحُ مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ آنِفَاً ـ مِن أَنَّ التَّتَارَ هُمْ بَنُو قَنْطُورَاء: أَنَّ التَّتَارَ خَرَجُواْ عَلَى الْبِلاَدِ الإِسْلاَمِيَّةِ في زَمَنِ الإِمَامِ النَّوَوِيّ؛ لِقَوْلِهِ " في زَمَانِنَا "، وَالتَّوَارِيخُ جَاءَتْ مُؤَيِّدَةً لِذَلِك: فَهَجْمَةُ التَّتَارِ كَانَتْ سَنَةَ 656 هِجْرِيَّة، وَوَفَاةُ الإِمَامِ النَّوَوِيِّ كَانَتْ سَنَةَ 676 هِجْرِيَّة 0 وَهُنَا مَعْلُومَةٌ مُهِمَّةٌ وَجَدِيرَةٌ بِالذِّكْرِ لاَ يَعْرِفُهَا الْكَثِيرُون؛ نَظَرَاً لِلتَّغْيِيرِ الَّذِي طَرَأَ عَلَى أَسْمَاءِ الْعَوَاصِمِ وَالمُدُنِ الْقَدِيمَة: هَذِهِ المَعْلُومَةُ هِيَ أَنَّ بِلاَدَ التُّرْك: كَانَتْ تُطْلَقُ قَدِيمَاً عَلَى مَا يُعْرَفُ الآنَ بِالاِتِّحَادِ السُّوفِيتِّيّ؛ وَتَتَأَكَّدُ مِن هَذَا عِنْدَمَا تَبْحَثُ في مَعَاجِمِ الْبُلْدَانِ عَنْ مُدُنِ بُخَارَى وَسَمَرْقَنْد وَكَاشْغَر، وَالَّتي سَتَجِدُهَا في الأَطْلَسِ كَاشْجَار 000 إِلخ تِلْكَ المُدُنِ السُّوفِيتِّيَّة: سَتَكْتَشِفُ أَنَّ عُلَمَاءَ الجُغْرَافْيَا الْقُدَامَى كَانُواْ يُسَمُّونَهَا بِلاَدَ التُّرْك 00!!

وَهَذَانِ حَدِيثَانِ حَدَّدَ فِيهِمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلاَدَ التُّرْكِ هَذِهِ أَنَّهَا خُوزُ وَكَرْمَان 00 خُوز: بَلْدَةٌ تَتَوَسَّطُ مُثَلَّثَاً مَقْلُوبَاً في الجُزْءِ الشَّرْقِيِّ مِن إِيرَان: رَأْسُ المُثَلَّثِ الجَنُوبِيَّة: كَرْمَان، وَقاعِدَتُهُ الشَّرْقِيَّةُ خُرَاسَان، وَالْغَرْبِيَّةُ أَصْفَهَان 0 وَهَِذَا هُوَ المَوْضِعُ الَّذِي سَيَنْطَلِقُ مِنهُ الدَّجَّالُ انْطِلاَقَتَهُ الأُولىَ 00 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَان: سَبْعُونَ أَلْفَاً عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَة " 0 [الطَّيَالِسَة: جَمْعُ طَيْلَسَان: وَهُوَ مِعْطَفٌ أَوْ عَبَاءَةٌ دَاكِنَة 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2944 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ يَهُودَ خَيْبَرَ كَانُواْ يَلْبَسُونَ الطَّيَالِسَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7401] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تُقَاتِلُواْ خُوزَاً وَكَرْمَان، مِنَ الأَعَاجِم، حُمْرَ الوُجُوهِ فُطْسَ الأُنُوفِ صِغَارَ الأَعْيُن، وُجُوهُهُمُ المجَانُّ المُطَرَّقَة، نِعَالُهُمُ الشَّعَر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3590 / فَتْح]

عَنْ رَجُلٍ مِن أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " دَعُواْ الحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكُمْ، وَاتْرُكُواْ التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 4302، 3176] ـ ثمَّ تَأَمَّلْ مَعِي أَيْضَاً هَذَيْنِ الأَثَرَيْنِ الصَِّحِيحَين؛ فَإِنَِّهُمَا رَابِطُ ثَانٍ بَينَ الدَّجَِّالِ وَمَلْحَمَةِ التُّرْك، وَيُعْطِيَانِ احْتِمَالاً أَنَّ مَلْحَمَةَ التُّرْكِ لَمْ تَأْتِ بَعْد 00

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " الْزَمُواْ هَذِهِ الجَمَاعَة؛ فَإِنَّهَا حَبْلُ اللهِ الَّذِي أَمَرَ بِه، وَإِنَّ مَا تَكْرَهُونَ في الجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ في الفُرْقَة، وَإِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا قَطُّ إِلاَّ جَعَلَ لَهُ مُنْتَهًى، وَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ تَمّ، وَإِنَّهُ صَائِرٌ إِلىَ نُقْصَان، وَإِنَّ أَمَارَةَ ذَلِكَ أَنْ تُقْطَعَ الأَرْحَام، وَيُؤْخَذَ المَالُ مِن غَيْرِ حَقِّه، وَتُسْفَكَ الدِّمَاء، وَيَشْتَكِي ذُو القَرَابَةِ قَرَابَتَهُ؛ وَلاَ يَعُودُ عَلَيْهِ بِشَيْء، وَيَطُوفُ السَّائِلُ مَا بَيْنَ الجُمْعَتَينِ مَا يُوضَعُ في يَدِهِ شَيْء، فَبَيْنَمَا هُم كَذَلِكَ إِذْ خَارَتِ الأَرْضُ خُوَارَ البَقَر، إِذْ قَذَفَتْ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا، فَلاَ يُنْتَفَعُ بَعْدَهُ بِذَهَبٍ وَلاَ فِضَّة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ وَالطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تَخْرُجُ مَعَادِنُ مُخْتَلِفَة: مَعْدِنٌ مِنهَا قَرِيبٌ مِنَ الحِجَاز، يَأْتِيهِ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ يُقَالُ لَهُ فِرْعَوْن، فَبَيْنَمَا هُمْ يَعْمَلُونَ فِيهِ إِذْ حُسِرَ عَنِ الذَّهَب؛ فَأَعْجَبَهُمْ مُعْتَمَلُه ـ أَيِ اسْتِخْرَاجُهُ وَالْعَمَلُ فِيه: إِذْ خُسِفَ بِهِ وَبِهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8415] عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَني سُلَيْمٍ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَتَكُونُ مَعَادِنُ يُحْضِرُهَا شِرَارُ النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3625، 1885، رَوَاهُ الإِمَامُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّة ـ أَيْ سَبَائِكَ طَوِيلَة ـ فَيَجِيءُ القَاتِلُ فَيَقُول: في هَذَا قَتَلْت، وَيَجِيءُ القَاطِعُ فَيَقُول: في هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُول: في هَذَا قُطِعَتْ يَدِي، ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلاَ يَأْخُذُونَ مِنهُ شَيْئَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1013 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُوشِكُ الفُرَاتُ أَنْ يُحْسَرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَب؛ فَمَن حَضَرَهُ فَلاَ يَأْخُذْ مِنهُ شَيْئَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7119 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2894 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يُحْسَرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَب، فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُواْ إِلَيْه؛ فَيَقُولُ مَن عِنْدَه: لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ لَيَذْهَبُنَّ بِهِ كُلِّه؛ فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْه؛ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِاْئَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2895 / عَبْد البَاقِي]

ـ وَتَأَمَّلْ مَعِي أَيْضَاً هَذَا الحَدِيثَ الصَِّحِيح؛ فَإِنَِّهُ رَابِطُ قَوِيٌّ بَينَ الْكَنْزِ وَمَلْحَمَةِ التُّرْك: عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ [أَيْ جَبَلُ الذَِّهَبِ الَّذِي سَيَنحَسِرُ عَنهُ الْفُرَات] ثَلاَثَة: كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَة، ثمَّ لاَ يَصِيرُ إِلىَ وَاحِدٍ مِنهُمْ، ثمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ قِبَلَ المَشْرِق؛ فَيُقَاتِلُونَكُمْ قِتَالاً لَمْ يُقَاتِلْهُ قَوْم " 00 ثُمَّ ذَكَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَال: " إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْج؛ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللهِ المَهْدِيّ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَقَالَ فِيهِ الحَافِظُ الْعَلاَّمَةُ ابْنُ كَثِير: إِسْنَادٌ قَوِيٌّ صَحِيح]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ: يُلْتَمَسُ فِيهِ طَسْتٌ مِنْ مَاءٍ وَلاَ يُوجَد؛ ذَلِكَ حِينَ يَرْجِعُ كُلُّ مَاءٍ إِلى عُنْصُرِه، وَيَكُونُ بَقِيَّةُ المَاءِ وَالمُؤْمِنُونَ بِالشَّام " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3078، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَة " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7121 / فَتْح] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَكُونُ فِتْنَةٌ يَقْتَتِلُونَ عَلَيْهَا عَلَى دَعْوَى جَاهِلِيَّة؛ قَتْلاَهَا في النَّار " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8436]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تَقْتَتِلُ فِئَتَانِ عَلَى دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ عِنْدَ خُرُوجِ أَمِيرٍ أَوْ قَبِيلَة، فَتَظْهَرُ الطَّائِفَةُ الَّتي تَظْهَرُ وَهِيَ ذَلِيلَة؛ فَيَرْغَبُ فِيهَا مَنْ يَلِيهَا مِن عَدُوِّهَا فَيَتَقَحَّمُ في النَّار " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8455]

بَقِيَ آخِرُ سَهْمٍ في جُعْبَتي: أَلاَ تَلْحَظُ يَرْحَمُكَ الله؛ في ذَلِكَ الحَدِيثِ الأَوَّلِ المُتَّفَقِ عَلَيْه: أَنَّ سَيِّدَكَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حَدِيثِ التُّرْك: ذَكَرَ عَدُوَّيْن، وَلَيْسَ عَدُوَّاً وَاحِدَاً، وَهَذَا لاَ يَمْنَعُ أَنَّ كِلاَهُمَا مِنْ بِلاَدِ التُّرْك: [الَّتي كَانَتْ تُطْلَقُ قَدِيمَاً عَلَى دُوَلِ شَرْقِ آسْيَا كَمَا أَسْلَفْنَا]؛ وَبِنَاءً عَلَيْهِ يَكُونُ الْعَدُوُّ الأَوَّل [الَّذِي نِعَالُهُ الشَّعَر] هُمُ التَّتَار، وَقَدْ ظَهَرُواْ في الْعُصُورُ الْوُسْطَى 00

وَالْعَدُوُّ الآخَرُ المجْهُول: هُوَ مِنْ بِلاَدِ التُّرْكِ أَيْضَاً [سَوَاءً بمَفْهُومِهَا الْقَدِيمِ لَدَى عُلَمَاءِ الجُغْرَافْيَا: دُوَل شَرْق آسْيَا، أَوْ بمَفْهُومِهَا الحَدِيث: تُرْكِيَا]، وَبِالتَّالي أَقُول: إِنَّ مَلْحَمَةَ التُّرْكِ لَمْ تَأْتِ بَعْد، وَتَوْقِيتُهَا رُبَمَا يَكُونُ قَبْلَ مَلْحَمَةِ الرُّوم، وَرُبَمَا كَانَتْ هِيَ الحَرْبُ الَّتي أَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّنَا سَنَخُوضُهَا نحْنُ وَالرُّومُ قَبْلَ انْقِلاَبِهِمْ عَلَيْنَا، فَرُبَمَا كَانَ ذَلكَ الْعَدُوُّ هُوَ التُّرْك 0

مَلْحَمَةُ الرُّوم {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنىَ دُونَ العَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون} {السَّجْدَة/21} عَن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ عَنِ المَقْصُودِ بِالْعَذَابِ الأَدْنىَ في هَذِهِ الآيَة: " مَصَائِبُ الدُّنْيَا، وَالرُّوم، وَالبَطْشَةُ أَوِ الدُّخَان " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2799 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اعْدُدْ سِتَّاً بَينَ يَدَيِ السَّاعَة: مَوْتي، ثمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِس، ثمَّ مَوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَم، ثمَّ اسْتِفَاضَةُ المَال؛ حَتىَّ يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطَاً، ثمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْه، ثمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَني الأَصْفَر، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَة ـ أَيْ رَايَة ـ تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلفَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3176 / فَتْح]

أَيْ في جَيْشٍ قِوَامُهُ: تِسْعُمِاْئَةٍ وَسِتُّونَ أَلْفَ جُنْدِيّ، يَجْمَعُونَهُ في تِسْعَةِ أَشْهُر 0 وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثُمَّ يَغْدِرُونَ بِكُمْ حَتىَّ حَمْلِ امْرَأَة " 0 [أَيْ يَجْمَعُونَ هَذَا الجَيْشَ في تِسْعَةِ أَشْهُر] [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8303] وَسَبَبُ غَدْرِهِمْ يَتَّضِحُ في هَذَا الحَدِيث:

عَنْ ذِي مِخْبَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحَاً آمِنَاً، فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوَّاً مِنْ وَرَائِكُمْ، فَتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَسْلَمُونَ ثُمَّ تَرْجِعُون، حَتىَّ تَنْزِلُواْ بِمَرْجٍ ذِي تُلُول، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِن أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ فَيَقُول: غَلَبَ الصَّلِيب؛ فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ فَيَدُقُّه ـ أَيْ يَقْتُلُه ـ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 4292، 4089]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلْحَاكِم: " فَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الرُّوم: غَلَبَ الصَّلِيب، وَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ المُسْلِمِين: بَلِ اللهُ غَلَب، فَيَتَدَاوَلاَنِهَا بَيْنَهُمْ ـ أَيْ فَيُرَدِّدَانِهَا ـ فَيَثُورُ المُسْلِمُ إِلى صَلِيبِهِمْ وَهُمْ مِنهُ غَيرَ بَعِيد، فَيَدُقُّهُ، وَيَثُورُ الرُّومُ إِلى كَاسِرِ صَلِيبِهِمْ فَيَقْتُلُونَهُ، وَيَثُورُ المُسْلِمُونَ إِلى أَسْلِحَتِهِمْ فَيَقْتَتِلُون؛ فَيُكْرِمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تِلْكَ الْعِصَابَةَ مِنَ المُسْلِمِينَ بِالشَّهَادَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعيب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8298] وَفي رِوَايَة: " وَيَثُورُ المُسْلِمُونَ إِلى أَسْلِحَتِهِمْ فَيَقْتَتِلُون؛ فَيُكْرِمُ اللهُ تِلْكَ الْعِصَابَةَ بِالشَّهَادَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4293]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُوشِكُ المُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُواْ إِلى المَدِينَة، حَتىَّ يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالحِهِمْ سَلاَح " 0 [قَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 8181/ 14141، وَفي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4250] وَسَلاَح: مَوْضِعٌ أَسْفَلَ خَيْبر، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنَّ فِيهَا مَاءً شَدِيدَ المُلُوحَةِ مَنْ شَرِبَهُ يَسْلَحُ أَيْ يَتَغَوَّط

عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ فُسْطَاطَ المُسْلِمِينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ بِالْغُوطَة، إِلى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْق، مِن خَيرِ مَدَائِنِ الشَّام " [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في فَضَائِلِ الشَّامِ وَفي التَّرْغِيب، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4298] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا وَقَعَتِ المَلاَحِم: خَرَجَ بَعْثٌ مِنَ المَوَالي مِنْ دِمَشْق، هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسَاً وَأَجْوَدُهُ سلاَحَاً، يُؤَيِّدُ اللهُ بهِمُ الدِّين " 0 [قَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الحَاكِم: عَلَى شَرْطِ البُخَارِي، وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4090]

عَن أَحَدِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمُ الشَّام؛ فَإِذَا خُيِّرْتُمُ المَنَازِلَ فِيهَا؛ فَعَلَيْكُمْ بمَدِينَةٍ يُقَالُ لهَا دِمَشْق؛ فَإِنَّهَا مَعْقِلُ المُسْلِمِينَ مِنَ المَلاَحِم، وَفُسْطَاطُهَا مِنهَا: بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا الغُوطَة " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17470] الْغُوطَة: مَوْضِعٌ في دِمَشْق 0

الأَحَادِيثُ الَّتي تُرَتِّبُ هَذِهِ الأَحْدَاث عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عُمْرَانُ بَيْتِ المَقْدِس: خَرَابُ يَثْرِب، وَخَرَابُ يَثْرِب: خُرُوجُ المَلْحَمَة، وَخُرُوجُ المَلْحَمَة: فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّال " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 7545، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ مَوْقُوفَاً، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك]

نُبُوءَةُ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا صَحَّ عَنهُ بِاحْتِلاَلِ الْعِرَاقِ وَسُورِيَّةَ وَالْيَمَن إِنَّ الْغَرْبَ مُذْ كَان: لاَ أَيْمَانَ لَهُ وَلاَ أَمَان، وَالدُّوَلُ الضَّعِيفَةُ عِنْدَهُ لَيْسَ لَهَا حُسْبَان؛ فَلَيْتَ مَنْ يُسَافِرُونَ إِلى بِلاَدِ أُورُوبَّا وَأَمْرِيكَا وَيَبْهَرُهُمْ مَا هُنَاكَ مِنْ صُوَرِ المَدَنِيَِّةِ وَالْعُمْرَان: يَحْذَرُونَ مِنهُمْ الْغَدْرَ وَالْعُدْوَان، وَهَذَانِ حَدِيثَانِ يَحْكِيَان: هَذَا الْغَدْرَ في حَاليْ ضَعْفِهِمْ قَدِيمَاً وَقُوَّتِهِمُ الآن:

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تُوشِكُونَ أَنْ يَمْلأَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَيْدِيَكُمْ مِنَ الْعَجَم؛ فَيَكُونُونَ أَشْبَالاً لاَ يَفِرُّون، فَيَقْتُلُونَ مُقَاتِلَتَكُمْ، وَيَأْكُلُونَ فَيْأَكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8563]

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يُوشِكُ أَنْ لا يَبْقَى في أَرْضِ الْعَجَمِ مِنَ الْعَرَبِ إِلاَّ قَتِيلٌ أَوْ أَسِيرٌ يُحْكَمُ في دَمِه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8465] رَوَى أَبُو نَضْرَةَ التَّابِعِيُّ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يُوشِكُ أَهْلُ العِرَاقِ أَنْ لاَ يُجْبىَ إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ ـ مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ بِالْعِرَاق ـ وَلاَ دِرْهَم؛ قُلْنَا مِن أَيْنَ ذَاك 00؟! قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: مِنْ قِبَلِ العَجَم: يَمْنَعُونَ ذَاك 00 [كَمَا يَفْعَلُ الْيَوْمَ الاِحْتِلاَلُ الأَجْنَبيُّ في الْعِرَاق]

ثمَّ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: يُوشِكُ أَهْلُ الشَّامِ أَنْ لاَ يُجْبىَ إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلاَ مُدْيٌ ـ مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ بِالشَّام ـ قُلْنَا مِن أَيْنَ ذَاك 00؟! قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: مِنْ قِبَلِ الرُّوم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2913 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ: لاَ يَبْقَى فِيهِ مُؤْمِنٌ إِلاَّ لَحِقَ بِالشَّام " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8413]

عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ مِن أُمَّتي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللهِ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَن خَالَفَهُمْ؛ حَتىَّ يَأْتيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِك " 0 وَفي رِوَايَةٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في آخِرِ الحَدِيث: " وَهُمْ بِالشَّام " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3641 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1037 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيَصِيرُ الأَمْرُ إِلىَ أَنْ تَكُونُواْ جُنُودَاً مجَنَّدَة: جُنْدٌ بِالشَّام، وَجُنْدٌ بِاليَمَن، وَجُنْدٌ بِالعِرَاق " 0قَالَ ابْنُ حَوَالَة: خِرْ لي يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِك؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلَيْكَ بِالشَّام؛ فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللهِ مِن أَرْضِه، يَجْتَبي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِن عِبَادِه، فَأَمَّا إِن أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ، وَاسْقُواْ مِن غُدُرِكُمْ؛ فَإِنَّ اللهَ تَوَكَّلَ لي بِالشَّامِ وَأَهْلِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في فَضَائِلِ الشَّامِ وَفي الجَامِعِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد بِرَقْم: 2483، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان وَفي المُسْنَدِ بِرَقْمَي: 7306، 20356]

وَهَذَا الحَدِيثُ الأَخِيرُ يُعْطِي إِيحَاءاً وَاضِحًا بِأَنَّ اليَمَنَ أَيْضًا سَتَكُونُ سَاحَةَ حَرْبٍ كَالْعِرَاقِ وَالشَّام 0 عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ السَّكُونِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنيِّ أَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمَنِ مِن هُنَا " 00 يُشِيرُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلىَ الْيَمَن 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ وَفي تَرَاجُعَاتِهِ بِرَقْمَيْ: 3367، 39] عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ، كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلىَ قَصْعَتِهَا " 0 ـ أَيْ كَمَا يَتَدَاعَى النَّاسُ إِلىَ الوَلِيمَة ـ قَالَ قَائِل: وَمِنْ قِلَّةٍ نحْنُ يَوْمَئِذٍ 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلْ أَنْتُمُ يَوْمَئِذٍ كَثِير، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْل، وَلَيَنْزَعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ المَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللهُ في قُلُوبِكُمُ الوَهَن " 0 فَقَالَ قَائِل: يَا رَسُولَ الله: وَمَا الوَهَن؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " حُبُّ الدُّنيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4297، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8698]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِق ـ مَوْضِعٌ بَيْنَ حَلَبَ وَأَنْطَاكِيَة، بِشَمَالِ غَرْبِ سُورِيَّة ـ فَيخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ المَدِينَةِ مِن خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّواْ قَالَتِ الرُّوم ـ أَيْ لأَهْلِ المَدِينَة ـ خَلُّواْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْاْ مِنَّا نُقَاتِلُهُمْ؟ فَيَقُولُ المُسْلِمُون: لاَ وَاللهِ لاَ نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا؛ فَيُقَاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُث ـ أَيْ يَنخَذِلُ وَيَفِرّ ـ لاَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَدَا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ 00 أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ الله،

قائِدُ الرُّوم عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يُوشِكُ أَنْ يَخْرُجَ ابْنُ حَمَلِ الضَّأْن 00 ثَلاَثَ مَرَّات، قُلْتُ: وَمَا حَمَلُ الضَّأْن 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: رَجُلٌ أَحَدُ أَبَوَيْهِ شَيْطَان، يَمْلِكُ الرُّوم، وَيَجِيءُ في أَلْفِ أَلْفٍ مِنَ النَّاس، خَمْسُمِاْئَةِ أَلْفٍ في البَرّ، وَخَمْسُمِاْئَةِ أَلْفٍ في الْبَحْر، يَنْزِلُونَ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا: الْعَمِيق؛ فَيَقُولُ لأَصْحَابِه: إِنَّ لي في سَفِينَتِكُمْ بَقِيَّة، فَيَتَخَلَّفُ عَلَيْهَا فَيَحْرِقُهَا بِالنَّار [أَيْ لِئَلاَّ يَرْجِعُواْ] ثُمَّ يَقُول: لاَ رُومِيَّةَ وَلاَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ لَكُمْ، مَنْ شَاءَ أَنْ يَفِرَّ فَلْيَفِرّ، وَيَسْتَمِدُّ المُسْلِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتىَّ يَمُدَّهُمْ أَهْلُ عَدَنَ أَبْيَن، فَيَقُولُ لَهُمُ المُسْلِمُون:

الحَقُواْ بِهِمْ فَكُونُواْ فَاجًّا وَاحِدًا؛ فَيَقْتَتِلُونَ شَهْرًا؛ حَتىَّ إِنَّ الخَيْلَ لَتَخُوضُ في سَنَابِكِهَا الدِّمَاء، وَلِلْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ كِفْلاَنِ مِنَ الأَجْر، عَلَى مَا كَانَ قَبْلَه، إِلاَّ مَنْ كَانَ مِن أَصْحَابِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَإِذَا كَانَ آخِرُ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْر؛ قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى: الْيَوْمَ أَسُلُّ سَيْفِي وَأَنْصُرُ دِيني وَأَنْتَقِمُ مِن عَدُوِّي؛ فَيَجْعَلُ اللهُ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ، فَيَهْزِمُهُمُ اللهُ حَتىَّ تُسْتَفْتَحَ الْقُسْطَنْطِينِيَّة، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ ـ أَيْ أَمِيرُ جَيْشِ المُسْلِمِين: لاَ غُلُولَ الْيَوْم، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ يَقْتَسِمُونَ بِتُرْسِهِمُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّة؛ إِذْ نُودِيَ فِيهِمْ: أَلاَ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَكُمْ في دِيَارِكُمْ؛ فَيَدَعُونَ مَا بِأَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ إِلى الدَّجَّال " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: فِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْد: وَهُوَ حَسَنُ الحَدِيث، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَات 0 ص: 619/ 7، رَوَاهُ الإِمَامُ البَزَّار]

وَالمَدَدُ الَّذِي سَتَمُدُّ المُسْلِمِينَ بِهِ مَدِينَةُ عَدَنَ أَبْيَنَ اليَمَانِيَِّة: مُشَارٌ إِلَيْهِ في أَكْثَرَ مِن أَثَرٍ صَحِيح: عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ السَّكُونِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنيِّ أَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمَنِ مِن هُنَا " 00 يُشِيرُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلىَ الْيَمَن 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ وَفي تَرَاجُعَاتِهِ بِرَقْمَيْ: 3367، 39]

عَنْ ذِي مِخْمَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَانَ هَذَا الأَمْرُ في حِمْيَر [قَبَائِلُ يَمَنِيَّة]؛ فَنَزَعَهُ اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ مِنهُمْ فَجَعَلَهُ في قُرَيْش، وَسَيَعُودُ إِلَيْهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2022، 4463، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ جَيِّد]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَخْرُجُ مِن عَدَنَ عَدْنَ أَبْينَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا يَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَه، هُمْ خَيرُ مَنْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3079، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2782، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] وَعِدَّتُهُمْ لَنْ تَكُونَ كَذَلِكَ مِن أَوَّلِ يَوْمٍ، وَلَكِنْ مَعَ الأَيَّامِ سَوْفَ تَزْدَادُ أَعْدَادُ الْقَوْم 00

عَنْ محَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَالَ عَن أَتْبَاعِ المَهْدِيّ: " فَيَجْمَعُ اللهُ تَعَالىَ لَهُ قَوْمَاً قُزَعَاً كَقُزَعِ السَّحَاب، يُؤَلِّفُ اللهُ بَينَ قُلُوبِهِمْ، لاَ يُسْتَوْحَشُونَ إِلى أَحَد، وَلاَ يَفْرَحُونَ بِأَحَدٍ يَدْخُلُ فِيهِمْ، عَلَى عِدَّةِ أَصْحَابِ بَدْر، لَمْ يَسْبِقْهُمُ الأَوَّلُونَ وَلاَ يُدْرِكُهُمُ الآخِرُون، وَعَلَى عَدَدِ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُواْ مَعَهُ النَّهْر " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8659]

وَعَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " سَتَكُونُ فِتْنَةٌ يَحْصُلُ النَّاسُ مِنهَا [أَيْ يَضْطَرِبُونَ وَيَخْتَلِطُونَ مِنهَا] كَمَا يَحْصُلُ الذَّهَبُ في المَعْدِن؛ فَلاَ تَسُبُّواْ أَهْلَ الشَّامِ وَسُبُّواْ ظَلَمَتَهُمْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الأَبْدَال، وَسَيُرْسِلُ اللهُ إِلَيْهِمْ سَيْبَاً مِنَ السَّمَاء [أَيْ مَطَرَا غَزِيرَاً] فَيُغْرِقُهُمْ؛ حَتىَّ لَوْ قَاتَلَتْهُمُ الثَّعَالِبُ غَلَبَتْهُمْ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ عِنْدَ ذَلِكَ رَجُلاً مِن عِتْرَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيْ مِنْ سُلاَلَةِ

النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ في اثْنيْ عَشَرَ أَلْفًا إِنْ قَلُّواْ، وَخَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا إِنْ كَثُرُواْ، أَمَارَتُهُمْ أَوْ عَلاَمَتُهُمْ " أَمِتْ أَمِتْ ": [أَيْ مَنْ يَقِفُ في طَرِيقِنَا سَنَقْتُلُه]، عَلَى ثَلاَثِ رَايَات، يُقَاتِلُهُمْ أَهْلُ سَبْعِ رَايَات، لَيْسَ مِنْ صَاحِبِ رَايَةٍ إِلاَّ وَهُوَ يَطْمَعُ بِالمُلْك، فَيُقْتَلُونَ وَيُهْزَمُون، ثُمَّ يَظْهَرُ الهَاشِمِيّ، فَيَرُدُّ اللهُ إِلى النَّاسِ أُلْفَتَهُمْ وَنِعْمَتَهُمْ، فَيَكُونُونَ عَلَى ذَلِك، حَتىَّ يَخْرُجَ الدَّجَّال " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8658]

ثُمَّ لاَحِظْ يَرْحَمُكَ اللهُ الشَّبَهَ الْكَبِيرَ بَينَ حُرُوفِ مَدِينَةِ الْعَمِيق ـ المَذْكُورَةِ في بِدَايَةِ هَذَا الحَدِيث ـ وَمَدِينَةِ الأَعْمَاقِ المَذْكُورَةِ في الحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَه؛ مِمَّا يُوحِي بِأَنَّ المَدِينَتينِ شَيْءٌ وَاحِد، وَتُؤَكِّدُ ذَلِكَ أَحْدَاثُ الحَدِيثَين، وَرُبَمَا كَانَتْ هِيَ نَفْسُهَا بحَيرَةَ العُمْقِ بِشَمَالِ غَرْبِ سُورِيَّة 0

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَمِعْتُمْ بمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنهَا في البَرِّ وَجَانِبٌ مِنهَا في البَحْر " 00؟ قَالُواْ نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفَاً مِنْ بَني إِسْحَاق، فَإِذَا جَاءُوهَا؛ نَزَلُواْ فَلَمْ يُقَاتِلُواْ بِسلاَحٍ وَلَمْ يَرْمُواْ بِسَهْم، قَالُواْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَر؛ فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا الَّذِي في البَحْر، ثُمَّ يَقُولُونَ

الثَّانِيَة: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبر؛ فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآخَر، ثمَّ يَقُولُونَ الثَّالِثَة: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَر؛ فَيُفَرَّجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُواْ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ المَغَانِمَ إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ فَقَال: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَج؛ فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ وَيَرْجِعُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2920 / عَبْد البَاقِي] هَذِهِ المَدِينَةُ هِيَ مَدِينَةُ قُسْطَنْطِينِيَّة " إِسْتَانبُول " 00

أَمَّا قَوْلُهُ: " مِنْ بَني إِسْحَاق ": أَيْ مِن غَيرِ العَرَب: كَمُسْلِمِي أُورُوبَّا أَوْ مِن أَيَّةِ سُلاَلَةٍ أُخْرَى غَيرِ عَرَبِيَّةٍ مِنْ نَسْلِ نَبيِّ اللهِ إِسْحَاقَ عَلَيْهِ السَّلاَم 0 وَيَبْدُو أَنَّ الجِهَةَ الَّتي سَيَغْزُونَ مِنهَا هِيَ الجِهَةَُ الْغَرْبِيَّة؛ لأَنَّ الجَانِبَ الَّذِي سَيَسْقُطُ أَوَّلاً ـ بِنَصِّ الحَدِيثِ ـ هُوَ الجَانِبُ الَّذِي في البَحْر 00

حَجْمُ النَّارِ وَالدَّمَارِ في هَذِهِ الحَرْبِ المَوْعُودَة عَنْ يُسَيْرِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالكُوفَة؛ فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى إِلاَّ [أَيْ لاَ كَلاَمَ لَهُ إِلاَّ] يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُود: جَاءتِ السَّاعَة؛ فَقَعَدَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَال: إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتىَّ لاَ يُقْسَمَ مِيرَاث، وَلاَ يُفْرَحَ بِغَنِيمَة، ثمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا: [أَيْ أَشَارَ بِيَدِهِ هَكَذَا] وَنحَّاهَا نحْوَ الشَّامِ فَقَال: عَدُوٌّ يُجْمِعُونَ لأَهْلِ الإِسْلاَم، وَيُجْمِعُ لهُمْ أَهْلُ الإِسْلاَم، قُلْتُ: الرُّومَ تَعْني 00؟

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ نَعَمْ، وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ القِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَة ـ أَيْ حَمَاسَةٌ وَاضْطِرَابٌ شَدِيد، أَوْ فِرَارٌ أَوْ رِدَّة ـ فَيَشْتَرِطُ المُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَة ـ أَيْ يُجَهِّزُ المُسْلِمُونَ كَتِيبَةً مَا رَجَعَتْ قَطُّ إِلاَّ مُظَفَّرَة ـ فَيَقْتَتِلُونَ حَتىَّ يحْجُزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْل، فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَء ـ أَيْ يَرْجِعُون ـ كُلٌّ غَيْرَ غَالِب، وَتَفْنىَ الشُّرْطَة، ثُمَّ يَشْتَرِطُ المُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَة؛ فَيَقْتَتِلُونَ حَتىَّ يَحْجُزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْل،

فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرَ غَالِب، وَتَفْنىَ الشُّرْطَة، ثمَّ يَشْتَرِطُ المُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَة، فَيَقْتَتِلُونَ حَتىَّ يُمْسُواْ، فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيرَ غَالِب، وَتَفْنىَ الشُّرْطَة، فَإِذَا كَانَ اليَوْمُ الرَّابِع: نَهَضَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الإِسْلاَم، فَيَجْعَلُ اللهُ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ ـ أَيْ يَجْعَلُ اللهُ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ ـ فَيَقْتَتِلُونَ مَقْتَلَةً لاَ يُرَى مِثْلُهَا، أَوْ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا؛

حَتىَّ إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ: فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتىَّ يَخِرَّ مَيِّتًا ـ أَيْ مِنْ شِدَّةِ النَّارِ وَالدَّمَارِ وَالاِنْفِجَار ـ فَيَتَعَادُّ بَنُو الأَبِ كَانُواْ مِاْئَة: فَلاَ يَجِدُونَهُمْ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلاَّ الرَّجُلُ الوَاحِد؛ فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَح 00؟! أَوْ أَيِّ مِيرَاثٍ يُقَاسَم 00؟! فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِك: إِذْ سَمِعُواْ بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِك: فَجَاءَهُمُ الصَّرِيخُ أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ في ذَرَارِيهِمْ؛ فَيَرْفُضُونَ مَا في أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُون؛ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَة، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنيِّ لأَعْرِفُ أَسْمَاءهُمْ، وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ؛ هُمْ خَيرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، أَوْ مِن خَيرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2899 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَة؛ حَتىَّ تخْرُجَ نَارٌ مِن أَرْضِ الحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الإِبِلِ بِبُصْرَى " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7118 / فَتْح، رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2902 / عَبْد البَاقِي] وَبُصْرَى هَذِهِ: مَدِينَةٌ بِأَقْصَى جَنُوبِ سُورِيَّة، أَسْفَلَ السُّوَيْدَاء، قُرْبَ الحُدُودِ مَعَ الأُرْدُنّ 0

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَهْلَ المَدِينَةِ فَقَال: " يُوشِكُ أَنْ يَدَعُوهَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ؛ لَيْتَ شِعْرِي [أَيْ لَيْتَني أَعْلَم]: مَتىَ تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ جَبَلِ الْوِرَاق [جَبَلٌ بِالمَدِينَة] فَتُضِيءُ لهَا أَعْنَاقُ الْبُخْتِ بِالْبُصْرَى سُرُوجَاً كَضَوْءِ النَّهَار " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8366]

ذَكَرَ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ في شَرْحِ هَذَا الحَدِيثِ نَقْلاً عَنِ الإِمَامِ القُرْطُبيِّ في التَّذْكِرَةِ أَنَّ نَارَاً عَظِيمَةً خَرَجَتْ مِنَ المَدِينَةِ بِالحِجَازِ في شَهْرِ جُمَادَى سَنَةَ سِتِّمِاْئَةٍ وَأَرْبَعَةٍ وَخَمْسِينَ مِنَ الهِجْرَة، وَاسْتَمَرَّتْ ثَلاَثَةَ أَيَّام 0 وَهَذِهِ النَّارُ طَبْعَاً خِلاَفَ نَارِ المحْشَر: الَّتي سَتَخْرُجُ في آخِرِ الزَّمَانِ وَتَحْشُرُ النَّاسَ إِلى أَرْضِ المحْشَر 00 وَقَالَ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ في شَرْحِ هَذَا الحَدِيث: " وَهَذَا يَنْطَبِق عَلَى النَّار المَذْكُورَة الَّتي ظَهَرَتْ في المِاْئَة السَّابِعَة " 0 [الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ في شَرْحِ هَذَا الحَدِيثِ الَّذِي بِرَقْم: 7118 / فَتْح]

وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء: " وَفي سَنَةِ 654 هـ كَانَ ظُهُورُ الآيَةِ الْكُبْرَى: وَهِيَ النَّارُ بِظَاهِرِ المَدِينَةِ النَّبَوِيَّة، وَدَامت أَيَّامَاً تَأْكُلُ الحِجَارَة، وَاسْتغَاثَ أَهْلُ المَدِينَةِ إِلىَ اللهِ وَتَابُواْ وَبَكَوْا، وَرَأَى أَهْلُ مَكَّةَ ضَوْءَهَا مِنْ مَكَّة، وَأَضَاءَتْ لَهَا أَعْنَاقُ الإِبِل بِبُصْرَى، كَمَا وَعَدَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا صَحَّ عَنهُ " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 181/ 23] وَهَذَا لاَ يَنْفِي الْبَتَّةَ خُرُوجَ النَّارِ الحَاشِرَةِ يَوْمَ الحَشْر، وَلَكِنْ نَارُ الحَشْرِ سَوْفَ تخْرُجُ نَارٌ مِنَ اليَمَن 0

المَهْدِيُّ المُنْتَظَر وَصِفَاتُه عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَهْدِيُّ مِنيِّ: أَجْلَى الجَبْهَة، أَقْنى الأَنْف، يمْلأُ الأَرْضَ قِسْطَاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرَاً وَظُلْمَاً، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 773، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4285] جَلاَءُ الجَبْهَة: أَيْ صَلَعٌ في مُقَدِّمَتِهَا، وَقِيلَ حُسْنُهَا 0 وَالْقَنَا في الأُنًوف: هُوَ طُولُهَا، مَعَ اِمْتِلاَءٍ في وسَطِهَا 0

عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ البَيْت، يُصْلِحُهُ اللهُ في لَيْلَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 645، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4085] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 4086، 4284]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالي؛ حَتىَّ يَمْلِكَ رَجُلٌ مِن أَهْلِ بَيْتي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبي فَيَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطَاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرَاً وَظُلْمَاً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في فَضَائِلِ الشَّام، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8364]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثٍ آخَر: " لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْم: لَطَوَّلَ اللهُ ذَلِكَ اليَوْمَ حَتىَّ يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنيِّ أَوْ مِن أَهْلِ بَيْتي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبي، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطَاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمَاً وَجَوْرَاً " 0 [صَحَّحَهُ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ في الْفِتَن، وَالْعَلاَّمَة الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (3571)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4282]

خَبَرُ المَهْدِيِّ مَعَ السُّفْيَانيّ وَسَيَظْهَرُ المَهْدِيُّ في فَتْرَةٍ تُشْبِهُ في الضَّعْفِ وَالْفُرْقَةِ فَتْرَةَ مُلُوكِ الطَّوَائِف؛ فَيُوَحِّدُ اللهُ بِهِ الصُّفُوف عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَكُونُ اخْتلاَفٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَة؛ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ بَني هَاشِمٍ فَيَأْتي مَكَّة، فَيَسْتَخْرِجُهُ النَّاسُ مِنْ بَيْتِهِ وَهُوَ كَارِه، فَيُبَايِعُونَه بَينَ الرُّكْنِ وَالمَقَام، فَيُجَهَّزُ إِلَيْهِ جَيْشٌ مِنَ الشَّام، حَتىَّ إِذَا كَانُواْ بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بهِمْ؛ فَيَأْتِيهِ عَصَائِبُ الْعِرَاقِ وَأَبْدَالُ الشَّام، وَيَنْشَأُ رَجُلٌ بِالشَّامِ وَأَخْوَالُهُ كَلْب،

فَيُجَهِّزُ إِلَيْهِ جَيْشَاً، فَيَهْزِمُهُمُ اللهُ فَتَكُونُ الدَّائِرَةُ عَلَيْهِمْ، فَذَلِكَ يَوْمُ كَلْب، الخَائِبُ مَن خَابَ مِن غَنِيمَةِ كَلْب، فَيَسْتَفْتِحُ الْكُنُوزَ وَيُقَسِّمُ الأَمْوَال، وَيُلْقِي الإِسْلاَمُ بجِرَانِهِ إِلى الأَرْض ـ أَيْ يَسْتَقِرُّ وَيَهْدَأ ـ فَيَعِيشُ بِذَلِكَ سَبْعَ سِنِين، أَوْ قَالَ تِسْعَ سِنِين " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (613/ 7)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَخْرُجُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ السُّفْيَانيُّ في عُمْقِ دِمَشْق، وَعَامَّةُ مَنْ يَتَّبِعُهُ مِنْ كَلْب، فَيَقْتُلُ حَتىَّ يَبْقُرَ بُطُونَ النِّسَاء، وَيَقْتُلُ الصِّبْيَان، فَتُجْمِعُ لَهُمْ قَيْسٌ فَيَقْتُلُهَا حَتىَّ لاَ يُمْنَعَ ذَنَبُ تَلْعَة، وَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِن أَهْلِ بَيْتي في الحَرَّة، فَيَبْلُغُ السُّفْيَانيّ [أَيْ يَبْلُغُهُ خَبرُ هَذَا الرَّجُل] فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ جُنْدَاً مِنْ جُنْدِهِ،

فَيَهْزِمُهُمْ ـ أَيْ يَهْزِمُهُمُ المَهْدِيّ ـ فَيَسِيرُ إِلَيْهِ السُّفْيَانيُّ بِمَنْ مَعَه، حَتىَّ إِذَا صَارَ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ، فَلاَ يَنْجُو مِنهُمْ إِلاَّ المُخْبِرُ عَنهُمْ " 0 [قَالَ الإِمَامَان / الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِم] كَلْب: قَبِيلَةٌ قَحْطَانِيَّةٌ مِنْ بَني قُضَاعَة، تَعِيشُ بِسُورِيَّة 0 وَقَيْس: قَبِيلَةٌ مِنْ بَني مُضَر، تَعِيشُ في دِمَشْق 0 وَالحَرَّة: أَرْضٌ شَاسِعَةٌ بَينَ المَدِينَةِ وَالشَّامِ ذَاتِ حِجَارَةٍ سُود 0

وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " حَتىَّ لاَ يُمْنَعَ ذَنَبُ تَلْعَة ": أَيْ يَنْتَهِكُ محَارِمَهَا وَيَجُوسَ خِلاَلَ الدِّيَارِ فَلاَ يَذَر؛ فَالتَّلْعَة: هِيَ الأُخْدُودُ الَّذِي يَصْنَعُهُ السَّيْلُ لِنَفْسِهِ في الجِبَالِ وَالصَّحَارِي لِيُوَاصِلَ مجْرَاه، وَيُضْرَبُ بِهَا المَثَلُ كِنَايَةً عَنِ الْوُصُولِ إِلى كُلِّ مَكَان 0 وَهِيَ في الحَدِيثِ كِنَايَةٌ عَنِ الدَّمَارِ وَالخَرَابِ وَالتَّشْرِيدِ الَِّذِي سَيُلْحِقُهُ السُّفْيَانيُّ بِقَبِيلَةِ قَيْس 00

عَن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ هَذَا الحَيَّ مِنْ مُضَر ـ أَيْ قَبِيلَةَ قَيْس ـ لاَ يَزَالُ بِكُلِّ عَبْدٍ صَالِحٍ يَقْتُلُهُ وَيُهْلِكُهُ وَيَفْتِنُه؛ حَتىَّ يُدْرِكَهُمُ اللهُ بِجُنُودٍ مِن عِنْدِهِ فَتَقْتُلَهُمْ حَتىَّ لاَ يُمْنَعَ ذَنَبُ تَلْعَة؛ فَإِذَا رَأَيْتَ قَيْسَاً قَدْ تَوَالَتِ الشَّامَ فَخُذْ حِذْرَك " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه]

وَيُوجَدُ لَوْلاَ ذِكْرُ المَهْدِيِّ في الحَدِيثِ احْتِمَالٌ أَنْ تَكُونَ تِلْكَ الهَزِيمَةُ المُنْكَرَةُ لِقَيْسٍ هِيَ الَِّتي لَقِيَتْهَا تحْتَ لِوَاءِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ غَفَرَ اللهُ لَهُ عَلَى يَدِ مَرْوَانَ بْنِ الحَكَمِ وَابْنِ زِيَادٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ هِجْرِيَّة 0

وَذِكْرُ السُّفْيَانيُّ قَدْ أَوْرَدَهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ مخْتَصَرَاً في تَارِيخِه، وَأَشَارَ إِلَيْهِ أَيْضَاً الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِهَذَا الحَدِيث: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2910 / عَبْد البَاقِي]

أَحْدَاثُ حَرْبِ المَهْدِيّ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَنْتَهِي الْبُعُوثُ عَن غَزْوِ هَذَا البَيْت؛ حَتىَّ يُخْسَفَ بِجَيْشٍ مِنهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 2878، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ غَرِيب]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَؤُمَّنَّ هَذَا البَيْتَ جَيْشٌ يَغْزُونَهُ، حَتىَّ إِذَا كَانُواْ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوْسَطِهِمْ، وَيُنَادِي أَوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ، ثُمَّ يُخْسَفُ بِهِمْ؛ فَلاَ يَبْقَى إِلاَّ الشَّرِيدُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْهُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2883 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُخْسَفُ بِهِمْ، يُبْعَثُونَ إِلى رَجُل؛ فَيَأْتي مَكَّةَ فَيَمْنَعُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَخْسِفُ بِهِمْ، مَصْرَعُهُمْ وَاحِد، وَمَصَادِرُهُمْ شَتىَّ، إِنَّ مِنهُمْ مَنْ يُكْرَهُ فَيَجِيءُ مُكْرَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3906، 1924)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ نَاسَاً مِن أُمَّتي يَؤُمُّونَ بِالبَيْت [أَيْ يَقْصِدُونَهُ] بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْت، حَتىَّ إِذَا كَانُواْ بِالبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ " 0 فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يجْمَعُ النَّاس؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ، فِيهِمُ المُسْتَبْصِر، وَالمجْبُور [أَيِ المُكْرَه]، وَابْنُ السَّبِيل، يَهْلِكُونَ مَهْلِكَاً وَاحِدَاً، وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتىَّ: يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2884 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَغْزُو جَيْشٌ الكَعْبَةَ فَإِذَا كَانُواْ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2118 / فَتْح]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَعُوذُ عَائِذٌ بِالبَيْت؛ فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْث، فَإِذَا كَانُواْ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ " 0 فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " يَا رَسُولَ الله؛ فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ كَارِهَاً " 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ، وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2882 / عَبْد البَاقِي]

الْبِشَارَةُ بِالمَهْدِيّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَكُونُ في آخِرِ أُمَّتي خَليفَةٌ يَحْثِي المَالَ حَثْيَاً لاَ يَعُدُّه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2913 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَكُونُ في آخِرِ الزَّمَانِ خَليفَةٌ يَقْسِمُ المَالَ وَلاَ يَعُدُّه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2914 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَكُونُ في أُمَّتي المَهْدِيّ، إِنْ قَصَّرَ فَسَبْعٌ وَإِلاَّ فَتِسْع، فَتَنْعَمُ فِيهِ أُمَّتي نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُواْ مِثْلَهَا قَطّ، تُؤْتَى أُكُلَهَا وَلاَ تَدَّخِرُ مِنهُ شَيْئًا، وَالمَالُ يَوْمَئِذٍ كُدُوس [أَيْ أَكْوَام] فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُول: يَا مَهْدِيُّ أَعْطِني؛ فَيَقُولُ خُذْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4083، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

وَفي رِوَايَةٍ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَيَحْثِي لَهُ في ثَوْبِهِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَحْمِلَهُ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2232]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أُبَشِّرُكُمْ بِالمَهْدِيّ؟ يُبْعَثُ في أُمَّتي عَلَى اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلاَزِل، فَيَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطَاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرَاً وَظُلْمَا، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الأَرْض، يَقْسِمُ المَالَ صِحَاحَاً " 00 فَقَالَ لَهُ رَجُل: مَا صِحَاحَاً 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بِالسَّوِيَّةِ بَينَ النَّاس، وَيَمْلأُ اللهُ قُلُوبَ أُمَّةِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غِنىً، وَيَسَعُهُمْ عَدْلُه؛ حَتىَّ يَأْمُرَ مُنَادِيَاً فَيُنَادِي فَيَقُول: مَنْ لَهُ في مَالٍ حَاجَة 00؟

فَمَا يَقُومُ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ رَجُل؛ فَيَقُول ـ أَيْ يَقُولُ لَهُ المَهْدِيُّ نَضَّرَ اللهُ وَجْهَه ـ ائْتِ السَّدَّان ـ أَيِ الخَازِن ـ فَقُلْ لَه: إِنَّ المَهْدِيَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُعْطِيَني مَالاً؛ فَيَقُولُ لَهُ احْثُ ـ أَيْ خُذْ بِكَفَّيْك ـ حَتىَّ إِذَا جَعَلَهُ في حِجْرِهِ وَأَبْرَزَهُ نَدِم؛ فَيَقُول: كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَاً، أَوَعَجَزَ عَنيِّ مَا وَسِعَهُمْ " 00؟! أَيْ: أَوَعَجَزْتُ أَنْ تَسَعَني الْقَنَاعَةُ كَمَا وَسِعَتْهُمْ 00؟!

فَيَرُدُّهُ؛ فَلاَ يُقْبَلُ مِنْه؛ فَيُقَالُ لَه: إِنَّا لاَ نَأْخُذُ شَيْئَاً أَعْطَيْنَاه؛ فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِيَ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِين، ثُمَّ لاَ خَيرَ في الْعَيْشِ بَعْدَه، أَوْ لاَ خَيرَ في الحَيَاةِ بَعْدَه " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (610/ 7)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 10933]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُوم السَّاعَةُ حَتىَّ تُمْلأَ الأَرْضُ ظُلْمَاً وَجَوْرَاً وَعُدْوَانَاً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِن أَهْلِ بَيْتي مَنْ يَمْلأُهَا قِسْطَاً وَعَدْلاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمَاً وَعُدْوَانَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ وَأَحْمَد]

عَنْ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ المُزَنيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَتُمْلأَنَّ الأَرْضُ ظُلْمَاً وَجَوْرَاً، كَمَا مُلِئَتْ قِسْطَاً وَعَدْلاً؛ حَتىَّ يَبْعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلاً مِنيِّ، اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبي؛ فَيَمْلأُهَا قِسْطَاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمَاً وَجَوْرَاً، يَلْبَثُ فِيكُمْ سَبْعَاً أَوْ ثَمَانِيَاً، فَإِن أَكَثَرَ فَتِسْعَاً، لاَ تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئَاً مِنْ قَطْرِهَا، وَلاَ الأَرْضُ شَيْئَاً مِنْ نَبَاتِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: 5073، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَتُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا وَيُعْطِى المَالَ صِحَاحَاً، وَتَكْثُرُ المَاشِيَة، وَتَعْظُمُ الأُمَّة [أَيْ يَكْثُرُ عَدَدُهَا] يَعِيشُ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 711، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8673]

أَحَادِيثُ الْغَنَائِمِ وَاسْتِفَاضَةُ المَالِ في عَصْرِه عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المحْرُومُ مَن حُرِمَ غَنِيمَةَ كَلْب، وَلَوْ عِقَالاً، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لَتُبَاعَنَّ نِسَاؤُهُمْ عَلَى دَرَجَ دِمَشْق؛ حَتىَّ تُرَدَّ المَرْأَةُ مِنْ كَسْرٍ يُوجَدُ بِسَاقِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8329]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَأْتِينَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يَطُوفُ الرَّجُلُ فِيهِ بِالصَّدَقَةِ مِنَ الذَّهَب، ثمَّ لاَ يَجِدُ أَحَدَاً يَأْخُذُهَا مِنْهُ، وَيُرَى الرَّجُلُ الوَاحِد، يَتْبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً يَلُذْنَ بِهِ؛ مِنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ وَكَثْرَةِ النِّسَاءِ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1414 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1012 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَكْثُرَ المَالُ وَيَفِيض؛ حَتىَّ يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلاَ يَجِدُ أَحَدَاً يَقْبَلُهَا مِنْهُ، وَحَتىَّ تَعُودَ أَرْضُ العَرَبِ مُرُوجَاً وَأَنْهَارَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (157) تَحْتَ رَقْم: 1012 / عَبْد البَاقِي]

المَسِيحُ الدَّجَّال عَن هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَاللهِ مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَمْرٌ أَعْظَمُ مِنَ الدَّجَّال " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 16255]

إِنَّ حَقِيقَةَ الدَّجَّالِ ثَابِتَةٌ عِنْدَ المُسْلِمِينَ وَعِنْدَ أَهْلِ الْكِتَاب 00 رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ في مُصَنَّفِهِ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ سَأَلَ رَجُلاً مِنَ الْيَهُودِ عَنْ شَيْء 00؟ فَحَدَّثَهُ؛ فَصَدَّقَهُ عُمَر ـ أَيْ قَالَ لَهُ صَدَقْت ـ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنه: قَدْ بَلَوْتُ صِدْقَك؛ فَأَخْبِرْني عَنِ الدَّجَّال 00؟ قَال: وَإِلَهِ الْيَهُود؛ لَيَقْتُلَنَّهُ ابْنُ مَرْيَمَ بِفِنَاءِ لُدّ " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال: رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ في مُصَنَّفِهِ بِسَنَدٍ صَحِيح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثٌ إِذَا خَرَجْنَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسَاً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيْرَا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّال، وَدَابَّةُ الأَرْض " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 158 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَشَارَ إِلى المَشْرِقِ وَقَال: " إِنَّ الفِتْنَةَ هَا هُنَا، إِنَّ الفِتْنَةَ هَا هُنَا، مِن حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَان " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3279 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2905 / عَبْد البَاقِي]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى صَحِيحَةٍ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَامِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ في يَمَنِنَا " 00 قَالَهَا مِرَارًا، فَلَمَّا كَانَ في الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَفي عِرَاقِنَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ بِهَا الزَّلاَزِلَ وَالفِتَن، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَان " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في فَضَائِلِ الشَّام، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِيرِ وَالأَوْسَط]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى صَحِيحَةٍ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَامِنَا ويَمَنِنَا 00 مَرَّتَيْن " 0 فَقَالَ رَجُل: وَفي مَشْرِقِنَا يَا رَسُولَ الله؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِن هُنَالِكَ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَان، وَلَهَا تِسْعَةُ أَعْشَارِ الشَّرّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (5642)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَلاَ وَإِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ وَبِالدَّجَّال، وَبِالشَّفَاعَةِ وَبِعَذَابِ القَبْر، وَبِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا امْتُحِشُواْ " 00 أَيْ بَعْدَمَا تَفَحَِّمُواْ 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (156)، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 697]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَنَا لَفِتْنَةِ بَعْضِكُمْ: أَخْوَفُ عِنْدِي مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّال، وَلَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِمَّا قَبْلَهَا إِلاَّ نجَا مِنهَا، وَمَا صُنِعَتْ فِتْنَةٌ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَة: إِلاَّ لِفِتْنَةِ الدَّجَّال " 0 [قَال شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال: إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي؛ فَقَالَ لي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا يُبْكِيكِ " 00؟ قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَا رَسُولَ الله؛ ذَكَرْتُ الدَّجَّالَ فَبَكَيْت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 24511]

ـ عَلاَمَاتُ ظُهُورِ الدَّجَّال: أَوَّلاً: قِلَّةُ النَّاسِ وَنَقْصُ الْغِذَاء: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَخْرُجُ في قِلَّةٍ مِنَ النَّاسِ وَنَقْصٍ مِنَ الطَّعَام " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ حُسَين سَلِيم أَسَد في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى، رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو يَعْلَى في مُسْنَدِهِ بِرَقْمَيْ: 3016، 3073]

ثَانِيَاً: جَفَافُ الأَنهَارِ وَشُحُّ الآبَارِ وَقِلَّةُ الزُّرُوعِ وَالثِّمَار: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لِلدَّجَّالِ آيَاتٌ مَعْلُومَات ـ أَيْ عَلاَمَاتٌ وَاضِحَة: إِذَا غَارَتِ الْعُيُون، وَنُزِفَتِ الأَنهَار ـ أَيْ ضَحَلَتْ وَقَلَّ مَنْسُوبُهَا ـ وَاصْفَرَّ الرَّيْحَان [الرَّيْحَانُ في اللِّسَان: هُوَ وَرَقُ الشَّجَر] وَانْتَقَلَتْ مَذْحِجُ وَهَمْدَانُ مِنَ الْعِرَاقِ فَنَزَلَتْ قِنَّسْرِين؛ فَانْتَظِرُواْ الدَّجَّالَ غَادِيَاً أَوْ رَائِحَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8420]

قِنَّسْرِين: مَدِينَةٌ سُورِيَّةٌ بِالْقُرْبِ مِن حَلَب، وَمَذْحِجُ وَهَمْدَان: قَبِيلَتَانِ عِرَاقِيَّتَانِ مِن أُصُولٍ يَمَانِيَّة، عَاشَ أَهْلُوهُمَا: فَرِيقٌ بِالْعِرَاقِ وَفَرِيقٌ بِالشَّامِ وَفَرِيقٌ بِاليَمَن 0 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ: تُمْطِرُ السَّمَاءُ مَطَرَاً، وَلاَ تُنْبِتُ الأَرْض " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8567]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يُمْطَرَ النَّاسُ مَطَرَاً عَامَّاً وَلاَ تُنْبِتُ الأَرْضُ شَيْئَاً " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7408)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2773]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ أَيْضَاً: " وَإِنَّ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ ثَلاَثَ سَنَوَاتٍ شِدَاد، يُصِيبُ النَّاسَ فِيهَا جُوعٌ شَدِيد: يَأْمُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاءَ في السَّنَةِ الأُولىَ أَنْ تحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِهَا، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا، ثُمَّ يَأْمُرُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاءَ في الثَّانِيَةِ فَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِهَا، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتحْبِسُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا، ثُمَّ يَأْمُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاءَ في السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فَتَحْبِسُ مَطَرَهَا كُلَّه؛

فَلاَ تَقْطُرُ قَطْرَةً، وَيَأْمُرُ عَزَّ وَجَلَّ الأَرْضَ فَتَحْبِسُ نَبَاتَهَا كُلَّه؛ فَلاَ تُنْبِتُ خَضْرَاء؛ فَلاَ تَبْقَى ذَاتُ ظِلْفٍ مِنَ المَاشِيَةِ إِلاَّ هَلَكَتْ ـ أَيْ فَلاَ تَبْقَى ذَاتُ ظُفُرٍ مِنَ المَاشِيَةِ إِلاَّ هَلَكَتْ ـ إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ " 00 قِيل: فَمَا يُعَيِّشُ النَّاسَ في ذَلِكَ الزَّمَان 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " التَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيد، وَيَجْرَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مَجْرَى الطَّعَام " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَِّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 13833، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ وَمَا يَصْحَبْهُ مِنَ القَحْطِ وَالجَدْب؛ فَقَالَتْ لَهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " مَا يُجْزِئُ المُؤْمِنِينَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الطَّعَام " 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا يُجْزِئُ المَلاَئِكَة: التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّهْلِيل " 0 قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " فَأَيُّ المَالِ يَوْمَئِذٍ خَيْر " 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " غُلاَمٌ شَدِيدٌ يَسْقِي أَهْلَهُ مِنَ المَاء، وَأَمَّا الطَّعَامُ فَلاَ طَعَام " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (3079)، رَوَاهُ الإِمَامَانِ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى في مُسْنَدَيْهِمَا]

عَنِ القَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَال: " شُكِيَ إِلى ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ الفُرَاتَ فَقَالُواْ: نخَافُ أَنْ يَنْبَثِقَ عَلَيْنَا: [أَيْ نَخْشَى أَنْ يَفِيضَ عَلَيْنَا فَيُغْرِقَنَا]؛ فَلَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيْهِ مَنْ يُسَكِّرُه 00؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لاَ نُسَكِّرُه: [أَيْ لَنْ نَبْنيَ عَلَيْهِ سَدَّاً]، فَوَاللهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ: لَوِ الْتَمَسْتُمْ فِيهِ مِلْءَ طَسْتٍ مِنْ مَاءٍ مَا وَجَدْتُمُوه، وَلَيَرْجِعَنَّ كُلُّ مَاءٍ إِلىَ عُنْصُرِه، وَيَكُونُ بَقِيَّةُ المَاءِ وَالمُسْلِمِينَ بِالشَّام " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3078، رَوَاهُ الإِمَامُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ في مُصَنَّفِه]

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ ذِكْرِ الدَّجَّال: " وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ حَتىَّ تَرَوْنَ أَشْيَاءَ مِنْ شَأْنِكُمْ يَتَفَاقَمُ في أَنْفُسِكُمْ؛ حَتىَّ تَسَاءَلُونَ بَيْنَكُمْ: هَلْ ذَكَرَ نَبِيُّكُمْ مِنْ هَذَا ذِكْرَاً 00؟! وَحَتىَّ تَزُولَ الجِبَالُ عَنْ مَرَاتِبِهَا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَى ذَلِكَ الْقَبْضُ الْقَبْض " 0 قَالَ الإِمَامُ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ في شَرْحِ مَعْنىَ " الْقَبْض ": أَيِ المَوْت " 0 [صَحَّحَهُ الأَئِمَّةُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالحَاكِم 0 النِّهَايَةُ في الْفِتَنِ وَالمَلاَحِم لِلْحَافِظِ ابْنِ كَثِير]

ثَالِثَاً: خُرُوجُهُ في قِلَّةِ الدِّينِ بَينَ النَِّاسِ وَعَدَمِ إِقْبَالِهِمْ عَلَى الْعِلْم 00 عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ في خِفَّةٍ مِنَ الدِّينِ وَإِدْبَارٍ مِنَ العِلْم " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الدَّجَّالَ لَوْ خَرَجَ في زَمَانِكُمْ لَرَمَتْهُ الصِّبْيَانُ بِالخَذَف، وَلَكِنَّ الدَّجَّالَ يخْرُجُ في بُغْضٍ مِنَ النَّاس، وَخِفَّةٍ مِنَ الدِّينِ وَسُوءِ ذَاتِ بَين " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه]

رَابِعَاً: أَنْ تُصْبِحَ أَبْوَابُ المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ سَبْعَةَ أَبْوَاب 00 عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَدْخُلُ المَدِينَةَ رُعْبُ المَسِيحِ الدَّجَّال؛ لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَاب، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَان " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1879 / فَتْح]

خَامِسَاً: أَنْ تَرْجُفَ المَدِينَةُ [أَيْ تُزَلْزَلُ] ثَلاَثَ هَزَّات 00 عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّال، إِلاَّ مَكَّةَ وَالمَدِينَة؛ لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ [أَيْ لاَ يُوجَدُ مَدْخَلٌ مِنْ مَدَاخِلِهَا]: إِلاَّ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ صَافِّينَ يحْرُسُونهَا، ثمَّ تَرْجُفُ المَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجفَات [أَيْ ثَلاَثَ هَزَِّات] فَيُخْرِجُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِق " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1881 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2943 / عَبْد البَاقِي]

سَادِسَاً: وَمِن أَبْرَزِ عَلاَمَاتِهِ ظُهُورُ النَجْمِ ذِي الذَّنَبِ في السَِّمَاء 00 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبي مُلَيْكَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " غَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَال: مَا نِمْتُ الْبَارِحَةَ حَتىَّ أَصْبَحْت؛ قُلْتُ لِمَ؟! قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: قَالُواْ: طَلَعَ الْكَوْكَبُ ذُو الذَّنَب؛ فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ الدَّجَّالُ قَدْ طَرَق " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8419]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنِ الدَّجَِّال: " إِنَّمَا يَخْرُجُ مِن غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2932 / عَبْد البَاقِي] وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْرُج: يُوحِي بِأَنَّهُ محْبُوس، وَهَذَا مَا يُؤَيِّدُهُ الحَدِيثُ التَّالي " حَدِيثُ الجَسَّاسَة " وَالَّذِي يَحْكِي قِصَّةَ نَفَرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ

رَأَوُاْ الدَّجَّالَ في إِحْدَى الجُزُرِ بِالْفِعْلِ محْبُوسَاً: عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَمَرَ مُنَادِيَهُ أَنْ يُنَادِيَ الصَّلاَةَ جَامِعَة، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَتَهُ جَلَسَ عَلَى المِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ ثُمَّ قَال: " ليَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلاَّه " 00 ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ " 00؟

قَالُواْ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنيِّ وَاللهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلاَ لِرَهْبَة ـ أَيْ لاَ لأُرَغِّبَكُمْ أَوْ أُرَهِّبَكُمْ ـ وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلاً نَصْرَانِيَّاً؛ فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَم 00 وَحَدَّثَني حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّال: حَدَّثَني أَنَّهُ رَكِبَ في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلاَثِينَ رَجُلاً مِنْ لَخْمٍ وَجُذَام [مَدِينَتَانِ تَقَعَانِ جَنُوبَ فِلَسْطِينَ بِالْقُرْبِ مِنْ رَفَح] فَلَعِبَ بِهِمُ المَوْجُ شَهْرًا في البَحْر،

ثُمَّ أَرْفَئُواْ ـ أَيْ رَسَواْ ـ إِلى جَزِيرَةٍ في البَحْرِ حَتىَّ مَغْرِبِ الشَّمْس أَيْ حِينَ أَظْلَمَ عَلَيْهِمُ اللَّيْل ـ فَجَلَسُواْ في أَقْرُبِ السَّفِينَة ـ أَيْ في قَوَارِبِ النَّجَاة، الَّتي تُسْتَخْدَمُ كَوَسِيلَةٍ لِلنَّقْلِ بَينَ السَّفِينَةِ وَالشَّاطِئ ـ فَدَخَلُواْ الجَزِيرَة، فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَر ـ وَفي رِوَايَةٍ: فَخَرَجَ إِلَيْهَا يَلْتَمِسُ المَاء؛ فَلَقِيَ إِنْسَانَاً يجُرُّ شَعَرَه ـ لاَ يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَر؛ فَقَالُواْ: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ 00؟

فَقَالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَة؛ قَالُواْ: وَمَا الجَسَّاسَة 00؟ قَالَتْ: أَيُّهَا القَوْم؛ انْطَلِقُواْ إِلى هَذَا الرَّجُلِ في الدَّيْر؛ فَإِنَّهُ إِلى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاق؛ لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلاً فَرِقْنَا مِنهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَة ـ أَيْ دَاخَلَنَا الخَوْف ـ فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتىَّ دَخَلْنَا الدَّيْر؛ فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقَاً ـ أَيْ وَجَدُوهُ ضَخْمَاً جِدَّاً ـ وَأَشَدُّهُ وِثَاقَاً، مجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلى عُنُقِه، مَا بَينَ رُكْبَتَيْهِ إِلى كَعْبَيْهِ بِالحَدِيد؛ قُلْنَا: وَيْلَكَ مَا أَنْتَ 00؟

قَال: قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي ـ أَيْ قَدِ اطَّلَعْتُمْ عَلَى حَالي ـ فَأَخْبِرُوني مَا أَنْتُمْ 00؟ قَالُواْ: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ العَرَب؛ رَكِبْنَا في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّة؛ فَصَادَفْنَا البَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ ـ أَيْ اضْطَرَبَ بِنَا ـ فَلَعِبَ بِنَا المَوْجُ شَهْرًا، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ فَجَلَسْنَا في أَقْرُبِهَا، فَدَخَلْنَا الجَزِيرَة، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَر، لاَ يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَر؛ فَقُلْنَا:

وَيْلَكِ مَا أَنْتِ 00؟ فَقَالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَة؛ قُلْنَا وَمَا الجَسَّاسَة 00؟ قَالَتْ اعْمِدُواْ إِلى هَذَا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعًا وَفَزِعْنَا مِنهَا وَلَمْ نَأْمَن أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَة؛ فَقَال: أَخْبرُوني عَنْ نخْلِ بَيْسَان ـ بَينَ الأُرْدُنِّ وَفِلَسْطِين ـ قُلْنَا: عَن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِر 00؟ قَال: أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِر 00؟ قُلْنَا لَهُ نَعَمْ، قَال: أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لاَ تُثْمِر، أَخْبرُوني عَنْ بحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّة؛

قُلْنَا: عَن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِر 00؟ قَال: هَلْ فِيهَا مَاء 00؟ قَالُواْ: هِيَ كَثِيرَةُ المَاء؛ قَال: أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَب، أَخْبِرُوني عَن عَيْنِ زُغَر ـ بِئْرٌ بِالشَّام ـ قَالُواْ: عَن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِر 00؟ قَال: هَلْ في العَيْنِ مَاء 00؟ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ العَيْن 00؟ قُلْنَا لَهُ نَعَمْ، هِيَ كَثِيرَةُ المَاء، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا، قَال: أَخْبِرُوني عَنْ نَبيِّ الأُمِّيِّينَ مَا فَعَل 00؟

قَالُواْ: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِب؛ قَال: أَقَاتَلَهُ العَرَب 00؟ قُلْنَا نَعَمْ، قَال: كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ 00؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَليهِ مِنَ العَرَبِ وَأَطَاعُوه، قَالَ لَهُمْ: قَدْ كَانَ ذَلِك 00؟ قُلْنَا نَعَمْ، قَال: أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوه، وَإِنيِّ مُخْبِرُكُمْ عَنيِّ: إِنيِّ أَنَا المَسِيح، وَإِنيِّ أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لي في الخُرُوجِ فَأَخْرُج، فَأَسِيرَ في الأَرْض، فَلاَ أَدَعَ قَرْيَةً إِلاَّ هَبَطْتُهَا، في أَرْبَعِينَ لَيْلَة، غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَة؛

فَهُمَا محَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَن أَدْخُلَ وَاحِدَةً مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَني مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتَاً ـ أَيْ شَهَرَهُ في وَجْهِي ـ يَصُدُّني عَنْهَا، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنهَا مَلاَئِكَةً يَحْرُسُونَهَا، وَطَعَنَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِخْصَرَتِهِ ـ أَيْ بِعَصَاهُ ـ في المِنْبَر: هَذِهِ طَيْبَة، هَذِهِ طَيْبَة، هَذِهِ طَيْبَة: يَعْني المَدِينَة، أَلاَ هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِك 00؟ فَقَالَ النَّاسُ نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: فَإِنَّهُ أَعْجَبَني حَدِيثُ تمِيمٍ أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ وَعَنِ المَدِينَةِ وَمَكَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2942 / عَبْد البَاقِي]

سَابِعَاً: لاَ يَنْبَغِي أَنْ نَنْسَى أَنَّ حَدِيثَ الجَسَّاسَةِ أَفَادَنَا ـ عَلَى غَرَابَتِهِ ـ ثَلاَثَ عَلاَمَاتٍ جَدِيدَةٍ دَقِيقَة: 1 ـ عُقْمُ نَخْلِ بَيْسَانَ فَلاَ يُثْمِر [شَمَال شَرْق جِينِين بِفِلَسْطِين] 2 ـ جَفَافُ بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّة [تَقَعُ في النُّقْطَةِ الَّتي بَينَ سُورِيَّةَ وَفِلَسْطِينَ وَالأُرْدُنّ] 3 ـ نُضُوبُ مَاءِ عَينِ زُغَر [بِئْرٌ بِالشَّام، رُبَمَا كَانَتْ هِيَ زَغْرِتَّا الَّتي بِشَرْقِ طَرَابُلْسَ في لُبْنَان]

ـ صِفَاتُهُ الشَّكْلِيَّةُ المُمَيَّزَة [عَيْنَاه]: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَر، أَلاَ إِنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ العَينِ اليُمْنىَ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3439 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 169 / عَبْد البَاقِي] عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ العَيْن، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَليظَة " 00 أَيْ جِلَدَةٌ غَلِيظَةٌ كَنَفْرَةِ الحِمَار 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2934 / عَبْد البَاقِي] عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في وَصْفِ الْعَوَر: " مَطْمُوسُ الْعَين، لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلاَ جَحْرَاء [أَيْ لَيْسَتْ بِجَاحِظَةٍ وَلاَ غَائِرَة] فَإِن أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ وَالجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْمَيْ: 5485، 2459، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4320]

عَن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَيْنُهُ خَضْرَاءُ كَالزُّجَاجَة " 00 أَيْ خَضْرَاءُ فَاتِحٌ لَوْنُهَا 0 [صَحَّحَهُ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ وَالمُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3401، 1863] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في صِفَاتِهِ:

" إِحْدَى عَيْنَيْهِ قَائِمَةٌ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيّ " 00 أَيْ لَهَا لَمْعَةٌ وَبَرِيق 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3546، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] ـ وَجْهُهُ وَكَلِمَةُ كَافِر: عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في صِفَاتِهِ: " مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِر، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِب " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2934 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في صِفَاتِهِ: " مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِر، يَقْرَؤُهُ مَنْ كَرِهَ عَمَلَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2931 - 169 / عَبْد البَاقِي] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَكْتُوبٌ بَينَ عَيْنَيْهِ كَافِر: ك ف ر 000 مُهَجَّاة " 00 أَيْ مُفَرَّطَةَ الحُرُوف 0

[قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح] ـ شَعْرُه، وَعُمْرُه: عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في صِفَاتِهِ: " جُفَالُ الشَّعْر " 00 أَيْ كَثِيفُ الشَّعْر: أَيْ كَثِيرُ الشَّعْر 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2934 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في صِفَاتِهِ: " كَأَنَّ شَعْرَ رَأْسِهِ أَغْصَانُ شَجَرَة " 00 أَيْ كَثِيرٌ مَلْفُوفُ الأَطْرَاف 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ ابْنُ كَثِيرٍ في التَّفْسِير، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3546] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَحْكِي رُؤْيَا رَآهَا:

" 000 ثُمَّ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطَط ـ أَيْ شَدِيدُ تَجَعُّدِ الشَّعْر ـ أَعْوَرِ العَينِ اليُمْنى كَأَنهَا عِنَبَةٌ طَافِيَة؛ فَسَأَلْتُ مَن هَذَا 00؟ فَقِيل: المَسِيحُ الدَّجَّال " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6999 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 169 / عَبْد البَاقِي] عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِيه:

" إِنَّهُ شَابٌّ قَطَط، عَيْنُهُ طَافِئَة " 00 قَوْلُهُ شَابّ: حَدَّدَ المَرْحَلَةَ العُمْرِيَّةَ لَه 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي] ـ رَأْسُهُ: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في صِفَاتِهِ: " كَأَنَّ رَأْسَهُ أَصَلَة " 00 أَيْ بِرَأْسِهِ قِصَرٌ وَانْضِغَاط 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (2854)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

ـ ضَخَامَةُ جِسْمِه وَلَوْنُ بَشَرَتِهِ وَقِصَرُ قَامَتِه: وَفي روَايَةٍ أُخْرَى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِيهَا: " 000 فَذَهَبْتُ أَلْتَفِت: فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْس " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7026 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 171 / عَبْد البَاقِي] أَيْ فَإِذَا رَجُلٌ لَوْنُهُ أَبْيَضُ مُشْرَبٌ بِحُمْرَة، ضَخْمُ الجِسْمِ مُفَلْفَلُ الشَِّعَر 0

عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَج " 00 أَيْ رِجْلاَهُ مُتَبَاعِدَتَان؛ كَأَرْجُلِ الأَقْزَام 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ وَالجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْمَيْ: 5485، 2459، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4320]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ يَحْكِي إِسْرَاءَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَرَأَى الدَّجَّالَ في صُورَتِهِ رُؤْيَا عَيْنٍ لَيْسَ رُؤْيَا مَنَام " 0 يَقُولُ ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: " فَسُئِلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّجَّال 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رَأَيْتُهُ فَيْلَمَانِيَّاً ـ أَيْ ضَخْمَاً عَظِيمَ الجُثَّة ـ أَقْمَرَ هِجَان " 00 أَيْ شَدِيدَ البَيَاض 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3546، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

ـ عَقِيمٌ لاَ يُولَدُ لَه: عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّهُ لاَ يُولَدُ لَه " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2927 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " وَصَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ صِفَةَ الدَّجَّالِ وَصِفَةَ أَبَوَيْهِ فَقَال: " يَمْكُثُ أَبَوَا الدَّجَّالِ ثَلاَثِينَ سَنَةً لاَ يُولَدُ لَهُمَا، ثُمَّ يُولَدُ لَهُمَا هَذَا أَعْوَرَ مَسْرُورَاً مَخْتُونَاً، أَقَلُّ شَيْءٍ نَفْعَاً وَأَضَرُّه، تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُه " 0 [ضَعَّفَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 20520]

ـ المَوْضِعُ الَّذِي سَيَخْرُجُ مِنهُ: عَن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِن أَرْضٍ بِالمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَان [تَقَعُ شَرْقَ إِيرَان] يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المجَانُّ المُطَرَّقَة " 0 [صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 2237، 4072]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَءونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ " كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِع " [كَرَّرَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِن عِشْرِينَ مَرَّة] حَتىَّ يَخْرُجَ في عِرَاضِهِمُ الدَّجَّال " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في تَحْقِيقِهِ لِلْمُسْنَدِ بِرَقْم: 5562، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 174]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ المَشْرِق، يَقْرَءونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا قُطِعَ قَرْنٌ نَشَأَ قَرْن؛ حَتىَّ يخْرُجَ في بَقِيَّتِهِمُ الدَّجَّال " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِهِ بِرَقْم: 8558]

ـ سُرْعَةُ انْتِقَالِهِ وَالدَّابَّةُ الَّتي سَِيَرْكَبُهَا: عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَا إِسْرَاعُهُ في الأَرْض؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَالغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيح " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُه، عَرْضُ مَا بَينَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح] عَن حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ عَنِ الدَّجَّال:

" وَفِيهِ ثَلاَثُ عَلاَمَات: هُوَ أَعْوَر؛ وَرَبُّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَر، وَمَكْتُوبٌ بَينَ عَيْنَيْهِ كَافِر، يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ أُمِّيٍّ وَكَاتِب، وَلاَ يُسَخَّرُ لَهُ مِنَ المَطَايَا إِلاَّ الحِمَار 00 فَهُوَ رِجْسٌ عَلَى رِجْس " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِهِ بِرَقْم: 8612]

ـ تَطْوَافُهُ في الأَرْض: عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنِ الدَّجّال: " إِنَّهُ لاَ يَبْقَى شَيْءٌ مِنَ الأَرْضِ إِلاَّ وَطِئَهُ وَظَهَرَ عَلَيْه، إِلاَّ 00000 " 0 [سَيَأْتي الحَدِيثُ كَامِلاً] [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 7875، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " يَرِدُ كُلَّ مَاءٍ وَمَنهَل، إِلاَّ المَدِينَةَ وَمَكَّةَ حَرَّمَهُمَا اللهُ عَلَيْه؛ وَقَامَتِ المَلاَئِكَةُ بِأَبْوَابِهَا " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

ـ بَعْضُ الأَمَاكِنِ الَّتي سَيَنْزِلُهَا: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَنْزِلَنَّ الدَّجَّالُ خُوزَ وَكَرْمَانَ في سَبْعِينَ أَلْفَاً، وُجُوهُهُمْ كَالمَجَانِّ المُطَرَّقَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8434، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] خُوز: بَلْدَةٌ تَتَوَسَّطُ مُثَلَّثَاً مَقْلُوبَاً في الجُزْءِ الشَّرْقِيِّ مِن إِيرَان: رَأْسُ المُثَلَّثِ الجَنُوبِيَّة: كَرْمَان، وَقاعِدَتُهُ الشَّرْقِيَّةُ خُرَاسَان، وَالْغَرْبِيَّةُ أَصْفَهَان 0

عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِيه: " إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَينَ الشَّامِ وَالعِرَاق ـ أَيْ نَازِلٌ أَرْضَاً بَيْنَهُمَا ـ فَعَاثٍ يَمِينَاً وَعَاثٍ شِمَالاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي] عَاثٍ يَمِينَاً وَعَاثٍ شِمَالاً: أَيْ سَيُفْسِدُ في الأَرْضِ يَمْنَةً وَيَسْرَة وَيُظْهِرُ في الأَرْضِ الْفَسَاد 0

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِيه: " يَأْتي المَسِيحُ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ هِمَّتُهُ المَدِينَة ـ أَيْ وِجْهَتُهُ المَدِينَة ـ حَتىَّ يَنْزِلَ دُبُرَ أُحُد ـ أَيْ خَلْفَ جَبَلِ أُحُد ـ ثُمَّ تَصْرِفُ المَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّام، وَهُنَالِكَ يَهْلِك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1380 / عَبْد البَاقِي]

ـ الأَمَاكِنُ الَّتي لاَ يَنْزِلُهَا: عَن أَحَدِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثٍ عَنِ الدَّجَّال: " يَمْكُثُ في الأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحَاً، يَبْلُغُ فِيهَا كُلَّ مَنهَل، وَلاَ يَقْرَبُ أَرْبَعَةَ مَسَاجِد: مَسْجِدَ الحَرَام، وَمَسْجِدَ المَدِينَة، وَمَسْجِدَ الطُّور، وَمَسْجِدَ الأَقْصَى " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 23735، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال]

ـ وَأَيْضَاً سَيَتَوَقَّفُ عَنْ دُخُولِ مَكَِّةَ وَالمَدِينَة: عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّال، إِلاَّ مَكَّةَ وَالمَدِينَة؛ لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ ـ أَيْ لاَ يُوجَدُ مَدْخَلٌ مِنْ مَدَاخِلِهَا: إِلاَّ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ صَافِّينَ يحْرُسُونهَا، ثمَّ تَرْجُفُ المَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجفَات ـ أَيْ يُصِيبُهَا زِلْزَالٌ فَتَهْتَزُّ ثَلاَثَ هَزَِّات ـ فَيُخْرِجُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِق " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1881 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2943 / عَبْد البَاقِي]

وَعَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثِ الدَّجَّال: " يَأْتي سِبَاخَ المَدِينَةِ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَهَا ـ أَيْ طُرُقَهَا ـ فَتَنْتَفِضُ المَدِينَةُ بِأَهْلِهَا نَفْضَةً أَوْ نَفْضَتَين ـ وَهِيَ الزَّلْزَلَة ـ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ مِنهَا كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَة " 0 [وَثَّقَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ وَقَال: سَنَدُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الشَّيْخَين، وَجَهَالَةُ الصَّحَابيِّ لاَ تَضُرّ]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى صَحِيحَةٍ لِلإِمَامِ مُسْلِمٍ عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَيَأْتي سَبِخَةَ الجُرُفِ فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ " 0 وَقَالَ فِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2943 / عَبْد البَاقِي] سَبِخَةُ الجُرُف: مَوْضِعٌ بِأَطْرَافِ المَدِينَةِ عَلَى بُعْدِ ثَلاَثَةِ أَمْيَالٍ مِنهَا، وَهِيَ أَرْضٌ مَالحَة أَيْ بُور 0

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنِ الدَّجّال: " إِنَّهُ لاَ يَبْقَى شَيْءٌ مِنَ الأَرْضِ إِلاَّ وَطِئَهُ وَظَهَرَ عَلَيْه، إِلاَّ مَكَّةَ وَالمَدِينَة: لاَ يَأْتِيهِمَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهِمَا: إِلاَّ لَقِيَتْهُ المَلاَئِكَةُ بِالسُّيُوفِ صَلْتَةً ـ أَيْ مَسْلُولَةً ـ حَتىَّ يَنْزِلَ عِنْدَ الظُّرَيْبِ الأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطَعِ السَّبَخَة [مَوْضِعٌ بِأَطْرَافِ المَدِينَة] فَتَرْجُفُ المَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجَفَات؛ فَلاَ يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلاَ مُنَافِقَةٌ إِلاَّ خَرَجَ إِلَيْه؛ فَتَنْفِي الخَبَثَ مِنهَا كَمَا يَنْفي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد، وَيُدْعَى ذَلِكَ اليَوْمُ يَوْمَ الخَلاَص " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 7875، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ: يَدْعُو الرَّجُلُ ابْنَ عَمِّهِ وَقَرِيبَهُ هَلُمَّ إِلى الرَّخَاء، هَلُمَّ إِلى الرَّخَاء، وَالمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لاَ يَخْرُجُ مِنهُمْ أَحَدٌ رَغْبَةً عَنهَا إِلاَّ أَخْلَفَ اللهُ فِيهَا خَيرَاً مِنهُ، أَلاَ إِنَّ المَدِينَةَ كَالكِيرِ تُخْرِجُ الخَبِيث، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تَنْفِيَ المَدِينَةُ شِرَارَهَا كَمَا يَنْفي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1381 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الأَدْرَعِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَجِيءُ الدَّجَّالُ فَيَصْعَدُ أُحُدَاً؛ فَيَطَّلِعُ فَيَنْظُرُ إِلى المَدِينَة، فَيَقُولُ لأَصْحَابِه: أَلاَ تَرَوْنَ إِلى هَذَا القَصْرِ الأَبْيَض 00؟ هَذَا مَسْجِدُ أَحْمَد، ثُمَّ يَأْتي المَدِينَةَ فَيَجِدُ بِكُلِّ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا مَلَكَاً مُصْلِتَاً ـ أَيْ شَاهِرَاً سَيْفَه ـ فَيَأْتي سَبْخَةَ الجُرُف؛ فَيَضْرِبُ رِوَاقَه [أَيْ خَيْمَتَه] ثمَّ تَرْجُفُ المَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجْفَات؛ فَلاَ يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلاَ مُنَافِقَة، وَلاَ فَاسِقٌ وَلاَ فَاسِقَة؛ إِلاَّ خَرَجَ إِلَيْه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، رَوَاهُ الإِمَامَانِ الحَاكِمُ وَأَحْمَد]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَنْزِلُ الدَّجَّالُ في هَذِهِ السَّبَخَة، بِمَرِّ قَنَاة ـ مَوْضِعٌ بِالمَدِينَةِ بِالْقُرْبِ مِن أُحُد ـ فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاء؛ حَتىَّ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلى حَمِيمِهِ ـ أَيْ إِلى كُلِّ غَالٍ عَلَيْه ـ وَإِلى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ فَيُوثِقُهَا رِبَاطَاً؛ مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (5353)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

ـ مُكْثُهُ في الأَرْض: عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَا لُبْثُهُ في الأَرْض 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَة، وَيَوْمٌ كَشَهْر، وَيَوْمٌ كَجُمُعَة، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ " 00 قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ فَذَلِكَ اليَوْمُ الَّذِي كَسَنَة: أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلاَةُ يَوْم؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ، اقْدُرُواْ لَهُ قَدْرَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثٍ عَنِ الدَّجَّال: " يَمْكُثُ في الأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحَاً " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 23735] ـ فِتْنَةُ الدَّجَّالِ لِلنَّاسِ في دِينِهِمْ بِادِّعَائِهِ الرُّبُوبِيَّة:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " فَيَقُولُ لِلنَّاس: أَنَا رَبُّكُمْ، وَهُوَ أَعْوَر، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَر " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِيه:

" سَأَصِفُهُ لَكُمْ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا إِيَّاهُ نَبيٌّ قَبْلِي: " إِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُول: أَنَا نَبيٌّ وَلاَ نَبيَّ بَعْدِي، ثُمَّ يُثَنيِّ فَ " يَقُول: أَنَا رَبُّكُمْ 00!! وَلاَ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ حَتىَّ تَمُوتُواْ، وَإِنَّهُ أَعْوَر؛ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَر " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع، وَضَعَّفَ مَا بَينَ الْقَوْسَين، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق]

ـ فِتْنَةُ الدَّجَّالِ لِلنَّاسِ في دِينِهِمْ بِمَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ بِإِيهَامِهِمْ بِأَنَّهُ الرَّزَّاقُ وَمُنَزِّلُ الْغَيْث: عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَيَأْتي عَلَى القَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ؛ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِر، وَالأَرْضَ فَتُنْبِت، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ ـ أَيْ مَوَاشِيهِمْ وَدَوَاجِنُهُمْ ـ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِر، ثُمَّ يَأْتي

القَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَه؛ فَيَنْصَرِفُ عَنهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلين ـ أَيْ مجْدِبِين ـ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِن أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ؛ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ:

" وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِر، وَيَأْمُرَ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِت 00!! وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالحَيِّ فَيُكَذِّبُونَه؛ فَلاَ تَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلاَّ هَلَكَتْ 00!! وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالحَيِّ فَيُصَدِّقُونَه؛ فَيَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِر، وَيَأْمُرَ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِت؛ حَتىَّ تَرُوحَ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَسْمَنَ مَا كَانَتْ وَأَعْظَمَهُ، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِر ـ أَيْ مُمْتَلِئَةَ البُطُونِ شِبَعَاً

غَزِيرَةَ اللَّبَن ـ وَأَدَرَّهُ ضُرُوعَاً " 00!! [صَحَّحَهُ الْعَلاَِّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 13833، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " وَمَعَهُ جِبَالٌ مِن خُبْز، وَالنَّاسُ في جَهْد ـ أَيْ في جُوعٍ شَدِيد ـ إِلاَّ مَنْ تَبِعَه " 0

[قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح] ـ فِتْنَتُهُ لِلنَّاسِ بِأَنْ تَتَمَثَّلَ الشَّيَاطِينُ لَهُمْ في صُورَةِ آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ المَوْتَى فَيَأْمُرُونَهُمْ بِاتِّبَاعِهِ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " وَيَبْعَثُ اللهُ مَعَهُ شَيَاطِينَ تُكَلِّمُ النَّاس، وَمَعَهُ فِتْنَةٌ عَظِيمَة " 0

[قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لأَعْرَابيٍّ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّك؛ أَتَشْهَدُ أَنيِّ رَبُّك 00؟

فَيَقُولُ نَعَمْ؛ فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ في صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّه؛ فَيَقُولاَن: يَا بُنيَّ اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَِّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 13833، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق] ـ فِتْنَةُ الدَّجَّالِ لِلنَّاسِ في دِينِهِمْ بِإِيهَامِهِمْ بِأَنَّهُ يُحْيي وَيُمِيت: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ:

" وَمَعَهُ فِتْنَةٌ عَظِيمَة، يَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ فِيمَا يَرَى النَّاس، وَيَقْتُلُ نَفْسا ثمَّ يُحْيِيهَا فِيمَا يَرَى النَّاس، لاَ يُسَلَّطُ عَلَى غَيرِهَا مِنَ النَّاس، وَيَقُول: أَيُّهَا النَّاس؛ هَلْ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا إِلاَّ الرَّبّ "؟! [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" يَأْتي الدَّجَّالُ وَهُوَ محَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ المَدِينَةِ؛ فَيَنْزِلُ بَعْضَ السِّبَاخِ الَّتي تَلي المَدِينَة؛ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ وَهُوَ خَيرُ النَّاسِ أَوْ مِن خِيَارِ النَّاسِ فَيَقُول: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَهُ؛ فَيَقُولُ الدَّجَّال: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ؛ هَلْ تَشُكُّونَ في الأَمْر 00؟

فَيَقُولُونَ لاَ؛ فَيَقْتُلُهُ ثمَّ يُحْيِيه؛ فَيَقُول ـ أَيْ ذَلِكَ الرَّجُلُ الجَرِيءُ الصَِّالح: وَاللهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنيِّ اليَوْم؛ فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلاَ يُسَلَّطُ عَلَيْه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7132 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2938 / عَبْد البَاقِي] عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنِ الدَّجَّال: " ثمَّ يَدْعُو رَجُلاً

مُمْتَلِئَاً شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْف؛ فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَينِ رَمْيَةَ الغَرَض، ثمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَيَقْتُلَهَا وَيَنْشُرَهَا بِالمِنْشَار 00 حَتىَّ يُلْقَى ـ شِقَّتَيْن ـ أَيْ يُحْيِيه ـ ثُمَّ يَقُول: انْظُرُواْ

إِلى عَبْدِي هَذَا؛ فَإِنيِّ أَبْعَثُهُ الآنَ ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبَّاً غَيْرِي؛ فَيَبْعَثُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ؛ وَيَقُولُ لَهُ الخَبِيث: مَنْ رَبُّك 00؟ فَيَقُول: رَبيِّ الله، وَأَنْتَ عَدُوُّ الله: أَنْتَ الدَّجَّال، وَاللهِ مَا كُنْتُ بَعْدُ أَشَدَّ بَصِيرَةً بِكَ مِنيِّ اليَوْم وَفي رِوَايَةٍ لأَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" ذَلِكَ الرَّجُلُ أَرْفَعُ أُمَّتي دَرَجَةً في الجَنَّة، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: وَاللهِ مَا كُنَّا نَرَى ذَلِكَ الرَّجُلَ إِلاَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَتىَّ مَضَى لِسَبِيلِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَِّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 13833، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَخْرُجُ الدَّجَّال؛ فَيَتَوَجَّهُ قِبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ

المُؤْمِنِين؛ فَتَلْقَاهُ المَسَالِحُ مَسَالِحُ الدَّجَّال ـ أَيْ جُنُودُهُ وَحَرَسُه: فَيَقُولُونَ لَهُ: أَيْنَ تَعْمِد 00؟ [أَيْ أَيْنَ تَقْصِد 00؟] فَيَقُول: أَعْمِدُ إِلى هَذَا الَّذِي خَرَج؛ فَيَقُولُونَ لَهُ: أَوَ مَا تُؤْمِنُ بِرَبِّنَا 00؟ فَيَقُول: مَا بِرَبِّنَا خَفَاء؛ فَيَقُولُونَ اقْتُلُوه؛ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْض: أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكُمْ رَبُّكُمْ أَنْ تَقْتُلُواْ أَحَدًا دُونَه؛ فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلى الدَّجَّال؛ فَإِذَا رَآهُ المُؤْمِنُ قَال: يَا أَيُّهَا النَّاس؛ هَذَا الدَّجَّالُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَيَأْمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشَبَّحُ ـ أَيْ وَضَعَهُ عَلَى الخَشَبِ وَعَرَّى ظَهْرَهُ لِيَجْلِدَه ـ فَيَقُول: خُذُوهُ وَشُجُّوه؛ فَيُوسِعُ ظَهْرَهُ وَبَطْنَهُ ضَرْبَاً، فَيَقُول ـ أَيِ الدَّجَّال: أَوَ مَا تُؤْمِنُ بي 00؟ فَيَقُول: أَنْتَ المَسِيحُ الكَذَّاب؛ فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُؤْشَرُ بِالمِئْشَارِ مِنْ مَفْرِقِهِ حَتىَّ يُفَرِّقَ بَينَ رِجْلَيْه، ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَينَ القِطْعَتَينِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ قُمْ؛ فَيَسْتَوِي قَائِمَاً، ثُمَّ يَقُولُ لَه: أَتُؤْمِنُ بي؟

فَيَقُول: مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلاَّ بَصِيرَةً، ثُمَّ يَقُول: يَا أَيُّهَا النَّاس؛ إِنَّهُ لاَ يَفْعَلُ بَعْدِي بِأَحَدٍ مِنَ النَّاس ـ أَيِ اطْمَئِنُّواْ؛ فَلَنْ يَفْعَلَ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هَذَا ـ فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ ليَذْبَحَه؛ فَيُجْعَلَ مَا بَينَ رَقَبَتِهِ إِلى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسَاً؛ فَلاَ يَسْتَطِيعُ إِلَيْهِ سَبِيلاَ؛ فَيَأْخُذُ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ بِهِ؛ فَيَحْسِبُ النَّاسُ أَنَّمَا قَذَفَهُ إِلى النَّارِ وَإِنَّمَا أُلْقِيَ في الجَنَّة؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

: هَذَا أَعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْدَ رَبِّ العَالَمِين " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2938 / عَبْد البَاقِي] وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حَدِيثٍ لَهُ آخَرَ عَنِ الدَّجَّال: " وَإِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلُهَا، وَلاَ يُسَلَّطُ عَلَى غَيرِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 23735] ـ فِتْنَةُ الدَّجَّالِ لِلنَّاسِ في دِينِهِمْ بِإِيهَامِهِمْ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارَاً:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِيه: " إِنَّهُ أَعْوَر، وَإِنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ بمِثَالِ الجَنَّةِ وَالنَّار؛ فَالَّتي يَقُولُ إِنَّهَا الجَنَّة: هِيَ النَّار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3337 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مَعَهُ مَاءً وَنَارَاً؛ فَنَارُهُ مَاءٌ بَارِد، وَمَاؤُهُ نَار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7130 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2934 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارَاً: فَنَارُهُ جَنَّة، وَجَنَّتُهُ نَار؛ فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَسْتَغِثْ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ الكَهْف 00 " فَتَكُونَ عَلَيْهِ بَرْدَاً وَسَلامَاً كَمَا كَانَتِ النَّارُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم " 00!! [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع، وَضَعَّفَ مَا بَينَ الْقَوْسَين، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " وَمَعَهُ نَهْرَانِ أَنَا أَعْلَمُ بِهِمَا مِنْهُ: نَهَرٌ يَقُولُ الجَنَّة، وَنَهَرٌ يَقُولُ النَّار؛ فَمَن أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الجَنَّة؛ فَهُوَ النَّار، وَمَن أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ النَّار؛ فَهُوَ الجَنَّة " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ: مَعَهُ نَهْرَانِ يجْرِيَان، أَحَدُهمَا رَأْيَ العَينِ مَاءٌ أَبْيَض، وَالآخَرُ رَأْيَ العَينِ نَارٌ تَأَجَّج؛ فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا وَلْيُغَمِّضْ، ثمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ؛ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2934 / عَبْد البَاقِي]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارَاً، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا النَّارُ فَمَاءٌ بَارِد، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ فَنَارٌ تُحْرِق؛ فَمَن أَدْرَكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ في الَّذِي يَرَى أَنَّهَا نَار؛ فَإِنَّهُ عَذْبٌ بَارِد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3450 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2935 / عَبْد البَاقِي]

عَن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يخْرُجُ الدَّجَّالُ مَعَهُ نَهْرٌ وَنَار؛ فَمَنْ وَقَعَ في نَارِهِ: وَجَبَ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُه، وَمَنْ وَقَعَ في نَهْرِهِ: وَجَبَ وِزْرُهُ وَحُطَّ أَجْرُه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيِّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِهِ بِرَقْم: 8332]

ـ رَغْمَ كُلِّ مَا حَشَدْنَاهُ مِنَ الأَحَادِيثِ عَنِ الدَّجَّال: قَدْ تُفَاجَأُ بِهَذَا السُّؤَال: هَذَا رَجُلٌ أَمَاتَ وَأَحْيى، وَأَنْزَلَ الْغَيْثَ مِرَارَاً، وَيَمْلِكُ جَنَّةً وَنَارَاً؛ فَلِمَ لاَ يَكُونُ الله؟!

الإِجَابَة: أَوَّلاً الأَدِلَِّةُ الْعَقْلِيَّة: لَيْسَ مِنَ الْعَقْلِ أَنْ يَكُونَ رَدُّ الْفِعْلِ مِنَّا عَلَى اللهِ الَّذِي أَخْبرَنَا بِالدَّجَّالِ قَبْلَ ظُهُورِهِ بِآلاَفِ السِّنِين؛ عَلَى أَلْسِنَةِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِين، وَأَخْبَرَنَا بِأَنَّهُ كَذَّابٌ أَشِر، وَبِأَنَّ مَعَهُ مِنَ الْفِتْنَةِ لِلْبَشَر: مُعْجِزَاتٌ وَأَهْوَال: أَنْ نَكْفُرَ بِالْكَبِيرِ المُتَعَال، وَنَتَّبِعَ الدَّجَّال 00!!

" قَوْلُكَ أَمَاتَ وَأَحْيى " أَنَسِيتَ أَنَّ الأَحَادِيثَ قَالَتْ أَنَّهُ لاَ يُسَلَّطُ إِلاَِّ نَفْسٌ وَاحِدَة يَسْتَطِيع 00؟ وَأَنَّهَا ذَكَرَتْ أَنَّ الدَّجَّالَ حَاوَلَ قَتْلَهُ مَرَّةً أُخْرَى فَلَمْ يَسْتَطِعْ 00؟ وَأَنَّ أَحَادِيثَ أُخْرَى صَحِيحَةً ذَكَرَتِ الحِكَايَةَ فَقَالَتْ مَا يُفِيدُ أَنَّهُ سَيَسْحَرُ أَعْيُنَ النَّاس؛ تَأَمَِّلْ أُخَيَّ بِتَرَيُّثٍ هَاتَينِ الْفَقْرَتَينِ اللَِّتَينِ وَرَدَتَا في ثَنَايَا أَحَدِ الأَحَادِيثَ الَتي مَضَتْ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " يَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ فِيمَا يَرَى النَّاس، وَيَقْتُلُ نَفْسا ثُمَّ يُحْيِيهَا فِيمَا يَرَى النَّاس؛ لاَ يُسَلَّطُ عَلَى غَيرِهَا مِنَ النَّاس، وَيَقُول: أَيُّهَا النَّاس؛ هَلْ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا إِلاَّ الرَّبّ " 00؟! [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ أَيْضَاً في نَفْسِ الحَدِيث: " فَيَقُولُون: هَذَا رَجُلٌ جِنِّيّ " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح] فَيُمِيتُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ " فِيمَا يَرَى النَّاس "، وَأَنَّهُ يَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرُ " فِيمَا يَرَى النَّاس " وَكَأَنَّهَا تَقُول: سَحَرَ أَعْيُنَ النَِّاس 0

ثُمَِّ أَيْنَ الإِخْلاَصُ في عُبُودِيَّتِنَا للهِ إِنْ كَانَ كُلَّمَا ادَّعَى مُدَّعٍ الأُلُوهِيَّةَ وَافْتَعَلَ بَعْضَ الخَوَارِقِ عَبَدْنَاه 00؟ فَمَا الْفَرْقُ إِذَنْ بَيْنَنَا وَبَينَ الْيَهُودِ الَّذِينَ مَا أَنْ صَنَعَ لَهُمُ السَّامِرِيُّ مِن حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدَاً لَهُ خُوَارٌ وَقَالَ لَهُمْ هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى حَتىَّ صَدَّقُوه 00؟ ثَانِيَاً الأَدِلَِّةُ النَّقْلِيَّة: 1 ـ إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ وَلَيْسَ بِأَعْوَر 00

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَر، أَلاَ إِنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ العَينِ اليُمْنىَ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3439 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 169 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " فَيَقُولُ لِلنَّاس: أَنَا رَبُّكُمْ، وَهُوَ أَعْوَر، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَر " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

2 ـ اللهُ لَنْ يَرَاهُ أَحَدٌ في الدُّنيَا 00 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَعَلَّمُواْ أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتىَّ يَمُوت " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2931 - 169 / عَبْد البَاقِي]

ـ الرُّعْبُ الَّذِي سَيَنْشُرُهُ المَسِيحُ الدَّجَّالُ بَينَ النَّاس: عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَدْخُلُ المَدِينَةَ رُعْبُ المَسِيحِ الدَّجَّال؛ لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَاب، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَان " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1879 / فَتْح]

عَن أُمِّ شَرِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ في الجِبَال " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2945 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ يَوْمَاً فَقَال: " تَفْتَرِقُونَ أَيُّهَا النَّاسُ ثَلاَثَ فِرَق: فِرْقَةٌ تَتَّبِعُه، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَرْضِ آبَائِهَا بِمَنَابِتِ الشِّيح [أَيْ بِالْفَلَوَات]، وَفِرْقَةٌ تَأْخُذُ شَطَّ هَذَا الفُرَاتِ فَيُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَه، حَتىَّ يَجْتَمِعَ المُؤْمِنُونَ بِغَرْبِيِّ الشَّام؛ فَيَبْعَثُونَ إِلَيْهِ طَليعَةً فِيهِمْ فَارِسٌ عَلَى فَرَسٍ أَشْقَر أَوْ أَبْلَق؛ فَيُقْتَلُونَ لاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَيْء " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8772، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

ـ حِصَارُهُ لِلْمُجَاهِدِينَ في جَبَلِ الدُّخَان: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " فَيَفِرُّ المُسْلِمُونَ إِلى جَبَلِ الدُّخَانِ بِالشَّام؛ فَيَأْتِيهِمْ فَيُحَاصِرُهُمْ، فَيَشْتَدُّ حِصَارُهُمْ وَيُجْهِدُهُمْ جَهْدًا شَدِيدًا " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

وَعَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثِ الدَّجَّال: " ثُمَّ يُوَليِّ الدَّجَّالُ قِبَلَ الشَّام، حَتىَّ يَأْتيَ بَعْضَ جِبَالِ الشَّامِ فَيُحَاصِرُهُمْ، وَبَقِيَّةُ المُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُعْتَصِمُونَ بِذِرْوَةِ جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ الشَّام؛ فَيُحَاصِرُهُمُ الدَّجَّالُ نَازِلاً بِأَصْلِه " 0 [وَثَّقَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ وَقَال: سَنَدُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الشَّيْخَين، وَجَهَالَةُ الصَّحَابيِّ لاَ تَضُرّ]

ـ أَتْبَاعُهُ الَّذِينَ سَيَقِفُونَ وَرَاءَهُ وَيُدَافِعُونَ عَنْ دَعْوَتِه: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَان: سَبْعُونَ أَلْفَاً عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَة " 0 [الطَّيَالِسَة: جَمْعُ طَيْلَسَان: وَهُوَ مِعْطَفٌ أَوْ عَبَاءَةٌ دَاكِنَة 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2944 / عَبْد البَاقِي] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ يَهُودَ خَيْبَرَ كَانُواْ يَلْبَسُونَ الطَّيَالِسَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7401]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الدَّجَّالُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيّ، كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ محَلَّىً وَسَاج " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق] السَّاج: مِعْطَفٌ أَوْ عَبَاءَةٌ دَاكِنَة 0

ـ الْكَيْفِيَّةُ الَّتي يَلْقَى بِهَا مَصْرَعَه، هُوَ وَمَنْ مَعَه: عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في هَلاَكِهِ وَمَصْرَعِه: " فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ المَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم 000 فَيَطْلُبُهُ ـ أَيْ فَيَطْلُبُ المَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ المَسِيحَ الدَّجَّال ـ حَتىَّ يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُه " 0 [وَلُدّ: مَدِينَةٌ فِلَسْطِينِيَّةٌ بِالْقُرْبِ مِنَ الرَّمْلَةِ غَرْبَ فِلَسْطِين 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيُنَادِي مِنَ السَّحَرِ فَيَقُول: يَا أَيُّهَا النَّاس؛ مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُواْ إِلى الكَذَّابِ الخَبِيث 00؟!

فَيَقُولُون: هَذَا رَجُلٌ جِنِّيّ؛ فَيَنْطَلِقُونَ فَإِذَا هُمْ بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَتُقَامُ الصَّلاَة؛ فَيُقَالُ لَهُ: تَقَدَّمْ يَا رُوحَ الله؛ فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: لِيَتَقَدَّمْ إِمَامُكُمْ فَلْيُصَلِّ بِكُمْ، فَإِذَا صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ خَرَجُواْ إِلَيْه، فَحِينَ يَرَى الكَذَّابُ يَنمَاثُ كَمَا يَنمَاثُ المِلْحُ في المَاء ـ أَيْ يَذُوبُ كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ في المَاء ـ فَيَمْشِي إِلَيْهِ فَيَقْتُلُه، حَتىَّ إِنَّ الشَّجَرَةَ وَالحَجَرَ يُنَادِي: يَا رُوحَ الله؛ هَذَا يَهُودِيّ؛ فَلاَ يَتْرُكُ مِمَّنْ كَانَ يَتَّبِعُهُ أَحَدَاً إِلاَّ قَتَلَه " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أُمُِّ شَرِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا [المَرْأَةِ الَّتي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أَنَّهَا قَالَتْ: " يَا رَسُولَ الله؛ فَأَيْنَ العَرَبُ يَوْمَئِذٍ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيل " وَجُلُّهُمْ ـ أَيْ وَمُعْظَمُهُمْ ـ بِبَيْتِ المَقْدِس " وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِح، فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّي بِهِمُ الصُّبْح: إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَى بْنُ مَرْيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ الصُّبْح؛ فَرَجَعَ ذَلِكَ الإِمَامُ يَنْكُصُ يَمْشِي القَهْقَرَى؛ لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ يُصَلِّي بِالنَّاس، فَيَضَعُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ لَه: تَقَدَّمْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّهَا لَكَ أُقِيمَتْ؛ فَيُصَلِّي بِهِمْ إِمَامُهُمْ، فَإِذَا انْصَرَفَ قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: افْتَحُوا الْبَاب؛

فَيُفْتَحُ وَوَرَاءهُ الدَّجَّالُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ محَلَّىً وَسَاج ـ أَيْ وَمِعْطَفٌ أَوْ عَبَاءَةٌ دَاكِنَة ـ فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ في المَاء، وَيَنْطَلِقُ هَارِبَاً 00!! " وَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: إِنَّ لي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبِقَني بِهَا " فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُه؛ فَيَهْزِمُ اللهُ الْيَهُود؛ فَلاَ يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيّ: إِلاَّ أَنْطَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ الشَّيْء: لاَ حَجَرَ وَلاَ شَجَرَ وَلاَ حَائِطَ وَلاَ دَابَّة، إِلاَّ الغَرْقَدَة؛ فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ لاَ تَنْطِق: إِلاَّ قَال: يَا عَبْدَ اللهِ المُسْلِم؛ هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ اقْتُلْهُ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع، وَضَعَّفَ مَا بَينَ الْقَوْسَين، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يُقَاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُود؛ فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُون؛ حَتىَّ يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الحَجَرِ وَالشَّجَر؛ فَيَقُولُ الحَجَرُ أَوْ الشَّجَر: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ الله؛ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلاَّ الغَرْقَد؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ اليَهُود " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2922 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُسَلِّطُ اللهُ المُسْلِمِينَ عَلَيْهِ فَيَقْتُلُونَهُ وَيَقْتُلُونَ شِيعَتَهُ؛ حَتىَّ إِنَّ اليَهُودِيَّ لَيَخْتَبِئُ تحْتَ الشَّجَرَةِ أَوْ الحَجَر؛ فَيَقُولُ الحَجَرُ أَوِ الشَّجَرَةُ لِلْمُسْلِم: هَذَا يَهُودِيٌّ تَحْتي فَاقْتُلْهُ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (5353)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَعَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثِ الدَّجَّال: " يُوَليِّ الدَّجَّالُ قِبَلَ الشَّام، حَتىَّ يَأْتيَ بَعْضَ جِبَالِ الشَّامِ فَيُحَاصِرُهُمْ، وَبَقِيَّةُ المُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُعْتَصِمُونَ بِذِرْوَةِ جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ الشَّام؛ فَيُحَاصِرُهُمُ الدَّجَّالُ نَازِلاً بِأَصْلِهِ، حَتىَّ إِذَا طَالَ عَلَيْهِمُ الْبَلاَء: قَالَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِين: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِين؛ حَتىَّ مَتى أَنْتُمْ هَكَذَا وَعَدُوُّ اللهِ نَازِلٌ بِأَرْضِكُمْ هَكَذَا 00؟!

هَلْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَينَ إِحْدَى الحُسْنَيَين: بَيْنَ أَنْ يَسْتَشْهِدَكُمُ اللهُ أَوْ يُظْهِرَكُمْ ـ أَيْ يَنْصُرَكُمْ ـ فَيُبَايِعُونَ عَلَى المَوْتِ بَيْعَةً: يَعْلَمُ اللهُ أَنَّهَا الصِّدْقُ مِن أَنْفُسِهِمْ، ثمَّ تَأْخُذُهُمْ ظُلْمَةٌ لاَ يُبْصِرُ امْرُؤٌ فِيهَا كَفَّه، فَيَنْزِلُ ابْنُ مَرْيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَيُحْسَرُ عَن أَبْصَارِهِمْ ـ أَيْ فَيُكْشَفُ عَن أَبْصَارِهِمْ ـ وَبَينَ أَظْهُرِهِمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ لأْمَتُه ـ أَيْ مُسَلَّح ـ يَقُولُون: مَن أَنْتَ يَا عَبْدَ الله 00؟ فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ: عِيسَى بْنُ مَرْيم؛ اخْتَارُواْ بَينَ إِحْدَى ثَلاَث: بَينَ أَنْ يَبْعَثَ اللهُ عَلَى الدَّجَّالِ وَجُنُودِهِ عَذَابَاً مِنَ السَّمَاء، أَوْ يَخْسِفَ بِهِمُ الأَرْض، أَوْ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ سِلاَحَكُمْ وَيَكُفَّ سِلاَحَهُمْ عَنْكُمْ 00؟

فَيَقُولُون: هَذِهِ يَا رَسُولَ اللهِ أَشْفَى لِصُدُورِنَا وَلأَنْفُسِنَا؛ فَيَوْمَئِذٍ تَرَى الْيَهُودِيَّ الْعَظِيمَ الطَّوِيلَ الأَكُولَ الشَّرُوب: لاَ تُقِلُّ يَدُهُ سَيْفَهُ مِنَ الرِّعْدَة ـ أَيْ مِنَ الخَوْف ـ فَيَقُومُونَ إِلَيْهِمْ فَيُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَذُوبُ الدَّجَّالُ حِينَ يَرَى ابْنَ مَرْيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاص؛ حَتىَّ يَأْتِيَهُ أَوْ يُدْرِكَهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقْتُلَه " 0 [وَثَّقَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ وَقَال: سَنَدُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الشَّيْخَين، وَجَهَالَةُ الصَّحَابيِّ لاَ تَضُرّ]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنْ مَصْرَعِهِ: " فَتُضْرَبُ رَقَبَتُهُ بِهَذَا الضَّرْبِ الَّذِي عِنْدَ مُجْتَمَعِ السُّيُول " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 14112]

ـ عَوْدَةُ النَّاسِ إِلىَ أَوْطَانِهِمْ: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَقِيَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم، فَتَذَاكَرُواْ السَّاعَة؛ فَذَكَرَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ قِصَّةَ المَسِيحِ الدَّجَّالِ لَعَنَهُ اللهُ فَقَال: " فَأَهْبِطُ فَأَقْتُلُه، ثُمَّ يَرْجِعُ النَّاسُ إِلىَ بِلاَدِهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8502]

ـ وَسَائِلُ الْعِصْمَةِ مِنهُ: أَوَّلاً: عَدَمُ التَعَرُّضِ لَه 00 عَن عِمْرَانَ بْنَ حُصَينٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنهُ؛ فَوَاللهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُه؛ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَات " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ وَالجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْمَيْ: 5488، 6301، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4319]

ثَانِيَاً: قِرَاءَةُ فَوَاتِحِ الْكَهْفِ عَلَيْه 00 عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِن أَوَّلِ سُورَةِ الكَهْف: عُصِمَ مِنَ الدَّجَّال " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 809 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِن آخِرِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّال " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 786]

وَعَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ أَيْضَاً: " فَمَن أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ: فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الكَهْف " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْرِضِ الحَدِيثِ عَنهُ: " فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَسْتَغِثْ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ الكَهْف 00 " فَتَكُونَ عَلَيْهِ بَرْدَاً وَسَلامَاً كَمَا كَانَتِ النَّارُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم " 00!! [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع، وَضَعَّفَ مَا بَينَ الْقَوْسَين، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق]

عَن أَبي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ يَوْمَاً 00 فَقَالَ الصَّحَابة: " يَا رَسُولَ الله؛ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ كَالْيَوْم؟ [أَيْ قُلُوبُنَا كَالآن؛ يَمْلأُهَا الإِيمَان؟] فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوْ خَيْر " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 8629، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1692، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

ثَالِثَاً: إِذَا سَمِعْتَهُ يَقُول: أَنَا رَبُّكُمْ؛ فَقُلْ لِهَذَا الخَبِيث: مَا أَوْصَاكَ بِهِ هَذَا الحَدِيث: عَن هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنْ بَعْدِكُمُ الكَذَّابَ المُضِلّ، وَإِنَّ رَأْسَهُ مِنْ بَعْدِهِ حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُك 00 ثَلاَثَ مَرَّات [أَيْ خُصَلٌ مرْبُوطَة] وَإِنَّهُ سَيَقُول: أَنَا رَبُّكُمْ؛ فَمَنْ قَالَ لَسْتَ رَبَّنَا لَكِنَّ رَبَّنَا اللهُ جَلَّ وَعَلاَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْهِ أَنَبْنَا نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّك: لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِ سُلْطَان " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَة، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأُسْتَاذ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه]

ـ اسْتِعَاذَةُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَرِّهِ وَفِتْنَتِه، وَحَثُّ أُمَّتِهِ عَلَى الاِسْتِعَاذَةِ مِنهُ: عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي؛ فَقَالَ لي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا يُبْكِيكِ " 00؟ قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَا رَسُولَ الله؛ ذَكَرْتُ الدَّجَّالَ فَبَكَيْت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 24511]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو في الصَّلاَة: " اللهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ القَبْر، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّال، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المحْيَا، وَفِتْنَةِ المَمَات، اللهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ وَالمَغْرَم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (832 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 589 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِيه: " إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِن أَرْبَع: مِن عَذَابِ جَهَنَّم، وَمِن عَذَابِ القَبْر، وَمِنْ فِتْنَةِ المحْيَا وَالمَمَات، وَمِنْ شَرِّ المَسِيحِ الدَّجَّال " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 588 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ القُرْآن 00 يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قُولُواْ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ جَهَنَّم، وَأَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ القَبْر، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّال، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المحْيَا وَالمَمَات " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 590 / عَبْد البَاقِي]

نُزُولُ المَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلاَم قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيم} {الزُّخْرُف/61} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: " خُرُوجُ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3003، 3208، رَوَاهُ الحَاكِمُ وَأَحْمَد]

وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقْرَأُهَا: وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ بِفَتْحِ الْعَينِ وَاللاَّم: أَيْ لَعَلاَمَةٌ لِلسَّاعَة 0 [الْفَرَّاءُ في مَعَاني الْقُرْآن] عَن حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَكُونُ حَتىَّ تَكُونَ عَشْرُ آيَات 1 ـ خَسْفٌ بِالمَشْرِق 2 ـ وَخَسْفٌ بِالمَغْرِب، 3 ـ وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَب 4 ـ وَالدُّخَان 5 ـ وَالدَّجَّال 6 ـ وَدَابَّةُ الأَرْض 7 ـ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوج 8 ـ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا 9 ـ وَنَارٌ تخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنَ تَرْحَلُ النَّاس [أَيْ تَسُوقُهُمْ] 10 ـ نُزُولُ عِيسَى بْنِ مَرْيَم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2901 / عَبْد البَاقِي، وَصَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ مِنْ طَرِيقِ وَاثِلَة]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيمَ حَكَمَاً عَدْلاً؛ فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الجِزْيَة؛ وَيَفِيضَ المَالُ حَتىَّ لاَ يَقْبَلَهُ أَحَد؛ حَتىَّ تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيرَاً مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْمَيْ: 2222، 3448 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 155 / عَبْد البَاقِي]

ـ صِفَاتُهُ الشَّكْلِيَّةُ المُمَيَّزَة: ـ عَيْنَاهُ عَلَيْهِ السَّلاَم: رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في نَعْتِهِ: " حَدِيدَ البَصَر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3546، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] أَيْ غَضِيضُ الطَّرْفِ لاَ يُحِدُّ فِيكَ بَصَرَهُ بِجُرْأَة وَجَسَارَة 0

رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في نَعْتِهِ: " مُبَطَّنَ الخَلْق " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3546، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] أَيْ نَاعِمَ الْبَشَرَةِ كَالْبِطَانَة، أَيْ لاَ تَكَادُ تَعْرِفُ ظَهْرَ يَدِهِ مِنْ بَاطِنِهَا لِنُعُومَةِ جِلْدِهِ عَلَيْهِ السَّلاَم 0

ـ شَعْرُهُ عَلَيْهِ السَّلاَم: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في نَعْتِهِ: " سَبْطُ الرَّأْس " 0 [أَيْ نَاعِمُ الشَّعْر 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3239 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 165 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في نَعْتِهِ: " كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَل " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4324] عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَهُ لِمَّةٌ [أَيْ خُصْلَةُ شَعْر] كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَم، قَدْ رَجَّلَهَا ـ أَيْ

سَرَّحَهَا ـ تَقْطُرُ مَاءً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6999 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 169 / عَبْد البَاقِي] ـ جِسْمُهُ عَلَيْهِ السَّلاَم: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَحْكِي لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِه: " وَرَأَيْتُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَجُلاً مَرْبُوعَاً ـ أَيْ لاَ بِالطَِّوِيلِ وَلاَ بِالْقَصِير ـ مَرْبُوعَ الخَلْق " 0 أَيْ مُعْتَدِلٌ في كُلِّ شَيْء 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3239 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 165 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في نَعْتِهِ: " عَرِيضُ الصَّدْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2697، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] ـ لَوْنُ جِلْدِهِ عَلَيْهِ السَّلاَم:

رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِلى الحُمْرَةِ وَالبَيَاض " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3239 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 165 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَصِفُ الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ رَآهُمْ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ، فَقَالَ يَصِفُ نَبيَّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم:

" وَرَأَيْتُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ شَابَّاً أَبْيَض " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3546، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] ـ نُعُومَةُ جِلْدِهِ عَلَيْهِ السَّلاَم: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رَجُلٌ آدَم ـ أَيْ نَاعِمَ البَشَرَة ـ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِن أُدْمِ الرِّجَال " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6999 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 169 / عَبْد البَاقِي] ـ ثِيَابُهُ الَّتي سَيَنْزِلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِيهَا: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في نَعْتِهِ: " بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْن " 00 أَيْ عَبَاءَتَينِ مَصْبُوغَتَينِ بِاللَّوْنِ الأَصْفَر 0

[صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4324] ـ الهَيْئَةُ الَّتي سَيَنْزِلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَيْهَا: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مُتَّكِئٌ عَلَى رَجُلَين، أَوْ عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَين " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6999 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 169 / عَبْد البَاقِي]

ـ وَقَدْ بَشَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِصَابَةَ الَّذِينَ سَيَنْزِلُ عَلَيْهِمْ 00 عَنْ ثَوْبَانَ الصَِّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عِصَابَتَانِ مِن أُمَّتي أَحْرَزَهُمَا اللهُ مِنَ النَّار: عِصَابَةٌ تَغْزُو الهِنْد، وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 4012، 1934، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 3175]

ـ إِقَامَتُهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِدِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ في الأَرْض: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في نَعْتِهِ: " فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الإِسْلاَم؛ فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الخِنزِيرَ وَيَضَعُ الجِزْيَة، وَيُهْلِكُ اللهُ في زَمَانِهِ المِلَلَ كُلَّهَا إِلاَّ الإِسْلاَم " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4324]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَيَقْتُلُ الخِنْزِير، وَيَمْحُو الصَّلِيب، وَتُجْمَعُ لَهُ الصَّلاَة ـ أَيْ يَؤُمُّ المُسْلِمِين ـ وَيُعْطِي المَالَ حَتىَّ لاَ يُقْبَل، وَيَضَعُ الخَرَاج " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7890، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] ـ البَرَكَةُ وَالرَّغَدُ في زَمَنِ المَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلاَم:

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ نُزُولِ المَسِيح عَلَيْهِ السَّلاَم: " ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَينَ اثْنَينِ عَدَاوَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2940 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الْبَرَكَة:

" وَتَقَعُ الأَمَنَةُ عَلَى أَهْلِ الأَرْض؛ حَتىَّ تَرْعَى الأُسُودُ مَعَ الإِبِل، وَالنُّمُورُ مَعَ البَقَر، وَالذِّئَابُ مَعَ الغَنَم، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ مَعَ الحَيَّاتِ لاَ تَضُرُّهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2182] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " طُوبىَ لِعَيْشٍ بَعْدَ المَسِيح؛ يُؤْذَنُ لِلسَّمَاءِ في الْقَطْر، وَيُؤْذَنُ

لِلأَرْضِ في النَّبَات؛ حَتىَّ لَوْ بَذَرْتَ حَبَّكَ عَلَى الصَّفَا لَنَبَت، وَحَتىَّ يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى الأَسَدِ فَلاَ يَضُرُّه، وَيَطَأُ عَلَى الحَيَّةِ فَلاَ تَضُرُّه، وَلاَ تَشَاحَّ وَلاَ تَحَاسُدَ وَلاَ تَبَاغُض " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3919، 1926)، أَخْرَجَهُ أَبُو سَعِيدٍ النَّقَّاش] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ إِمَامَاً عَادِلاً وَحَكَمَاً مُقْسِطَاً، فَيَكْسِرُ

الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الخِنْزِيرَ وَيُرْجِعُ السِّلْم، وَتُتَّخَذُ السُّيُوفُ مَنَاجِل، وَتَذْهَبُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَة، وَتُنْزِلُ السَّمَاءُ رِزْقَهَا، وَتُخْرِجُ الأَرْضُ بَرَكَتَهَا؛ حَتىَّ يَلْعَبَ الصَّبيُّ بِالثُّعْبَانِ فَلاَ يَضُرُّه، وَيُرَاعِي الْغَنَمَ الذِّئْبُ فَلاَ يَضُرُّهَا، وَيُرَاعِي الأَسَدُ البَقَرَ فَلاَ يَضُرُّهَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ ابْنُ كَثِير، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال: إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ قَوِيٌّ صَالح، وَصَحَّحَهُ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حَدِيثٍ آخَرَ صَحِيح؛ عَنْ نُزُولِ السَّيِّدِ المَسِيح: " يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيمَ إِمَامَاً هَادِيَاً، وَمُقْسِطَاً عَادِلاً، فَإِذَا نَزَلَ كَسَرَ الصَّلِيبَ وَقَتَلَ الخِنْزِيرَ وَوَضَعَ الجِزْيَة، وَتَكُونُ المِلَّةُ وَاحِدَة ـ أَيْ يُسْلِمُ كُلُّ مَن عَلَيْهَا ـ وَيُوضَعُ الأَمْنُ في الأَرْض؛ حَتىَّ إِنَّ الأَسَدَ لَيَكُونُ مَعَ الْبَقَرِ تَحْسِبُهُ ثَوْرَهَا، وَيَكُونُ الذِّئْبُ مَعَ الْغَنَمِ تحْسِبُهُ كَلْبَهَا، وَتُرْفَعُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ ـ أَيْ وَتُرْفَعُ سُمِّيَّةُ كُلِّ

الدَّوَابِّ السَّامَّة ـ حَتىَّ يَضَعَ الرَّجُلُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الحَنَشِ فَلاَ يَضُرَّه، وَحَتىَّ تُفِرَّ الجَارِيَةُ الأَسَدَ كَمَا يُفَرُّ وَلَدُ الْكَلْبِ الصَّغِير، وَيُقَوَّمُ الْفَرَسُ الْعَرَبيُّ بِعِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَيُقَوَّمُ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا، وَتَعُودُ الأَرْضُ كَهَيْئَتِهَا عَلَى عَهْدِ آدَم، وَيَكُونُ الْقِطْفُ ـ أَيْ عُنْقُودُ الْعِنَب ـ يَأْكُلُ مِنهُ النَّفَرُ ذَوُو الْعَدَد، وَتَكُونُ الرُّمَّانَةُ يَأْكُلُ مِنهَا النَّفَرُ ذَوُو الْعَدَد " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال: إِسْنَادُهُ مُرْسَلٌ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ رِجَالُ الشَّيْخَين، أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاق]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ الحَدِيثِ عَنِ الدَّجَّال: " فَيَكُونُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في أُمَّتي حَكَمَاً عَدْلاً، وَإِمَامَاً مُقْسِطًا، يَدُقُّ الصَّلِيب، وَيَذْبَحُ الخِنْزِير، وَيَضَعُ الجِزْيَة، وَيَتْرُكُ الصَّدَقَة؛ فَلاَ يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلاَ بَعِير، وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُض، وَتُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَة؛ حَتىَّ يُدْخِلَ الوَلِيدُ يَدَهُ في فيِّ الحَيَّةِ فَلاَ تَضُرَّه،

وَتُفِرَّ الوَلِيدَةُ الأَسَدَ فَلاَ يَضُرُّهَا ـ وَفي رِوَايَةٍ: وَتَضُرُّ الوَلِيدَةُ الأَسَدَ فَلاَ يَضُرُّهَا ـ وَيَكُونَ الذِّئْبُ في الغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا، وَتُمْلأَ الأَرْضُ مِنَ السِّلْمِ كَمَا يُمْلأُ الإِنَاءُ مِنَ المَاء، وَتَكُونَ الْكَلِمَةُ وَاحِدَة؛ فَلاَ يُعْبَدُ إِلاَّ الله، وَتَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَتُسْلَبَ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا، وَتَكُونَ الأَرْضُ كَفَاثُورِ الفِضَّة [أَيْ كَخِوَانٍ أَوْ كَطَسْتٍ مِنْ فِضَّة: أَيْ مُسَطَِّحَة] تُنْبِتُ نَبَاتَهَا بِعَهْدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ حَتىَّ يجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ مِنَ الْعِنَبِ فَيُشْبِعَهُمْ، وَيجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعَهُمْ،

وَيَكُونَ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ المَال، وَتَكُونَ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَات " 00 " قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَا يُرَخِّصُ الفَرَس 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تُرْكَبُ لِحَرْبٍ أَبَدًا " 0 قِيلَ لَهُ: فَمَا يُغْلِي الثَّوْر 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تُحْرَثُ الأَرْضُ كُلُّهَا " " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع، وَضَعَّفَ مَا بَينَ الْقَوْسَين، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق]

عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثِ الدَّجَّال: " فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ المَسِيحَ بْنَ مَرْيَم؛ فَيَنْزِلُ عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْق، بَينَ مَهْرُودَتَيْن ـ أَيْ عَبَاءَةٍ

صَفْرَاءَ مَفْرُوقَةٍ مِنْ قِطْعَتَين ـ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَين، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَر، وَإِذَا رَفَعَهُ تحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤ، فَلا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ ـ لاَ يَحِلُّ لِكَافِرٍ عَلَى قَيْدِ الحَيَاة: إِلاَّ مَات، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُه؛ فَيَطْلُبُهُ ـ أَيْ فَيَطْلُبُ المَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ المَسِيحَ الدَّجَّال ـ حَتىَّ يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُه، ثُمَّ يَأْتي عِيسَى بْنُ مَرْيمَ قَوْمَاً قَدْ عَصَمَهُمُ اللهُ مِنْهُ؛ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ في الجَنَّة،

فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلى عِيسَى: أَنيِّ قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لي؛ لاَ يَدَانِ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ؛ فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلى الطُّور، وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيرَةِ طَبَرِيَّة، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُون: لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءً 00!!

وَزَادَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى: [ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتىَّ يَنْتَهُواْ إِلى جَبَلِ الخَمْر، وَهُوَ جَبَلُ بَيْتِ المَقْدِس؛ فَيَقُولُون: لَقَدْ قَتَلْنَا مَنْ في الأَرْض؛ هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَنْ في السَّمَاء، فَيَرْمُونَ بِنُشَّابِهِمْ إِلى السَّمَاء ـ أَيْ بِحِرَابِهِمْ ـ فَيَرُدُّ اللهُ عَلَيْهِمْ نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا] وَيُحْصَرُ نَبيُّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ؛ حَتىَّ يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ اليَوْم؛ فَيَرْغَبُ نَبيُّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ ـ أَيْ يَلْجَأُونَ إِلى الله ـ فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ في رِقَابِهِمْ؛

فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى ـ أَيْ فَرِيسَةً صَرْعَى ـ كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَة، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبيُّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ إِلى الأَرْض، فَلا يجِدُونَ في الأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلاَّ مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ ـ أَيِ الْقَيْحُ وَالصَّدِيدُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الحَيَوَانَاتِ المَيِّتَة ـ فَيَرْغَبُ نَبيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلى الله؛ فَيُرْسِلُ اللهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ البُخْت ـ أَيْ كَالنُّسُورِ الْعِظَام ـ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ الله، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا، لاَ يُكَنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلاَ وَبَر ـ أَيْ لاَ يَسْتَتِرُ مِنهُ شَيْء ـ فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتىَّ يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَة ـ

أَيْ حَتىَّ يَتْرُكَهَا كَالمِرْآة ـ ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْض: أَنْبِتي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ؛ فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ العِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَة، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا ـ أَيْ بِقِشْرَتِهَا ـ وَيُبَارَكُ في الرَّسْل ـ أَيْ في اللَّبَن ـ حَتىَّ إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإِبِل ـ أَيِ النَّاقَةَ ـ لَتَكْفي الفِئَامَ مِنَ النَّاس ـ أَيْ يَكْفِي لَبَنُهَا الجَمْعَ الكَبِير ـ وَاللِّقْحَةَ مِنَ البَقَرِ لَتَكْفي القَبِيلَةَ مِنَ النَّاس، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الغَنَمِ لَتَكْفي الفَخِذَ مِنَ النَّاس [أَيِ الحَيَّ الصَّغِير أَوِ المِنْطَقَة] فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِك؛ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَة، فَتَأْخُذُهُمْ تحْتَ آبَاطِهِمْ،

فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِم، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاس، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الحُمُر، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَة " 0 [وَلُدّ: مَدِينَةٌ فِلَسْطِينِيَّةٌ بِالْقُرْبِ مِنَ الرَّمْلَةِ غَرْبَ فِلَسْطِين 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي] النَِّغَف: دُودٌ يَكُونُ في أُنُوفِ الإِبِلِ وَالْغَنَم، وَاحِدَتُهَا نَغَفَة 0

ـ أَدَاؤُهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِلْحَجِّ وَالْعُمْرَة: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجَّاً أَوْ مُعْتَمِرَاً، أَوْ لَيُثَنِّيَنَّهُمَا " 0 [وَفي رِوَايَةٍ: أَوْ يَجْمَعُهُمَا] [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِأَرْقَام: (7271، 7667، 7890)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] الْفَجّ: هُوَ الطَّرِيقُ الْوَاسِع، وَالرَّوْحَاء: مَوْضِعٌ بَينَ مَكَّةَ وَالمَدِينَة 0

ـ زِيَارَتُهُ قَبْرَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَسْلِيمُهُ عَلَيْه: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَهْبِطَنَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ حَكَمَاً عَدْلاً، وَإِمَامَاً مُقْسِطَاً، وَلَيَسْلُكَنَّ فَجَّاً حَاجَّاً أَوْ مُعْتَمِرَاً، أَوْ بِنِيَّتِهِمَا وَلَيَأْتِيَنَّ قَبْرِي حَتىَّ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، وَلأَرُدَّنَّ عَلَيْهِ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4162]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسٌ أَبي الْقَاسِمِ بِيَدِه: لَيَنْزِلَنَّ عِيسَى بْنُ مَرْيمَ إِمَامَاً مُقْسِطَاً وَحَكَمَاً عَدْلاً، فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَنَّ الخِنزِير، وَلَيُصْلِحَنَّ ذَاتَ الْبَين، وَلَيُذْهَبَنَّ الشَّحْنَاء، وَلَيُعْرِضَنَّ المَالَ فَلاَ يَقْبَلُهُ أَحَد، ثُمَّ لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبرِي فَقَالَ يَا محَمَّدُ لأَجَبْتُه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2733، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى]

ـ السَّلاَمُ أَمَانَة 00 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَدْرَكَ مِنْكُمْ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَلْيُقْرِئْهُ مِنيِّ السَّلاَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَأَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنيِّ لأَرْجُو إِنْ طَالَ بي عُمُرٌ أَن أَلْقَى عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَإِن عَجِلَ بي مَوْت: فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنيِّ السَّلاَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7957)، وَقَالَ عَنهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

ـ مُكْثُهُ في الأَرْض: عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَمْكُثَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ في الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَة: إِمَامَاً عَدْلاً وَحَكَمَاً مُقْسِطَاً " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال: إِسْنَادٌ صَحِيح، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 24511]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنْ فَتْرَةِ بَقَائِهِ في الأَرْضِ عَلَيْهِ السَّلاَم: " فَيَمْكُثُ في الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَة، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ المُسْلِمُون " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4324]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلىَ الأَرْضِ فَيَتَزَوَّجُ وَيُولَدُ لَه، وَيَمْكُثُ خَمْسَاً وَأَرْبَعِينَ سَنَة، ثمَّ يَمُوتُ فَيُدْفَنُ مَعِي في قَبْرِي؛ فَأَقُومُ أَنَا وَعِيسَى بْنُ مَرْيمَ في قَبْرٍ وَاحِدٍ بَينَ أَبي بَكْرٍ وَعُمَر " 0 [ذَكَرَهُ ابْنُ الخَطِيبِ التَّبرِيزِيُّ في مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ بِرَقْم: (5508)، رَوَاهُ ابْنُ الجَوْزِيُّ في كِتَابِ الْوَفَاء]

ـ اخْتِصَارُ مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ في قِصَّةِ نُزُولِ المَسِيحِ بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَمَا فِيهَا مِنَ الأَحْدَاث: 1 ـ نُزُولُهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَقَتْلُهُ لِلدَِّجَّال 0 عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَصْرَعِ الدَِّجَّال: " فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ المَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم 000 فَيَطْلُبُهُ ـ أَيْ فَيَطْلُبُ المَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ المَسِيحَ الدَّجَّال ـ حَتىَّ يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُه " 0 [وَلُدّ: مَدِينَةٌ فِلَسْطِينِيَّةٌ بِالْقُرْبِ مِنَ الرَّمْلَةِ غَرْبَ فِلَسْطِين 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي]

2 ـ زِيَارَتُهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِلنَّفَرِ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ سَيَمْسَحُ وُجُوهَهُمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ في الجَنَّة 0 لِمَا رَوَاهُ النَّوَّاسُ بْنُ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ ذِكْرِ قَتْلِهِ لِلدَّجَّالِ مُبَاشَرَةً: " ثُمَّ يَأْتي عِيسَى بْنُ مَرْيمَ قَوْمَاً قَدْ عَصَمَهُمُ اللهُ مِنهُ؛ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ في الجَنَّة، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلى عِيسَى: أَنيِّ قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لي؛ لاَ يَدَانِ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ؛ فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلى الطُّور " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي]

3 ـ حِصَارُهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هُوَ وَالمُؤْمِنُونَ مَعَهُ في جَبَلِ الطُّورِ حَتىَّ يَقْتُلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج لِمَا رَوَاهُ النَّوَّاسُ بْنُ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ خُرُوجِهِمْ: " وَيُحْصَرُ نَبيُّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ؛ حَتىَّ يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ اليَوْم؛ فَيَرْغَبُ

نَبيُّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ [أَيْ يَلْجَأُونَ إِلى الله] فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ في رِقَابِهِمْ؛ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى [أَيْ فَرِيسَةً صَرْعَى] كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَة، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبيُّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ إِلى الأَرْض " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي] النَِّغَف: دُودٌ يَكُونُ في أُنُوفِ الإِبِلِ وَالْغَنَم، وَاحِدَتُهَا نَغَفَة 0

4 ـ إِقَامَتُهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِلْعَدَالَةِ في الأَرْضِ وَكَسْرُهُ لِلصَّلِيبِ وَقَتْلُهُ لِلْخِنْزِير: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسٌ أَبي الْقَاسِمِ بِيَدِه: لَيَنْزِلَنَّ عِيسَى بْنُ مَرْيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِمَامَاً مُقْسِطَاً وَحَكَمَاً عَدْلاً، فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَنَّ الخِنزِير، وَلَيُصْلِحَنَّ ذَاتَ الْبَين، وَلَيُذْهَبَنَّ الشَّحْنَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2733، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى]

4 ـ إِصْلاَحُهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِذَاتِ الْبَينِ بَيْنَ العِبَاد، وَرَفْعُ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ مِنَ الأَرْضِ حَتىَّ بَينَ الْبَهَائِم: لِمَا رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَينَ اثْنَينِ عَدَاوَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2940 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَلَيُصْلِحَنَّ ذَاتَ الْبَين، وَلَيُذْهَبَنَّ الشَّحْنَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2733، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الْبَرَكَة: " وَتَقَعُ الأَمَنَةُ عَلَى أَهْلِ الأَرْض؛ حَتىَّ تَرْعَى الأُسُودُ مَعَ الإِبِل، وَالنُّمُورُ مَعَ البَقَر، وَالذِّئَابُ مَعَ الغَنَم، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ مَعَ الحَيَّاتِ لاَ تَضُرُّهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2182]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " طُوبىَ لِعَيْشٍ بَعْدَ المَسِيح؛ يُؤْذَنُ لِلسَّمَاءِ في الْقَطْر، وَيُؤْذَنُ لِلأَرْضِ في النَّبَات؛ حَتىَّ لَوْ بَذَرْتَ حَبَّكَ عَلَى الصَّفَا لَنَبَت، وَحَتىَّ يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى الأَسَدِ فَلاَ يَضُرُّه، وَيَطَأُ عَلَى الحَيَّةِ فَلاَ تَضُرُّه، وَلاَ تَشَاحَّ وَلاَ تَحَاسُدَ وَلاَ تَبَاغُض " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3919)، 1926، أَخْرَجَهُ أَبُو سَعِيدٍ النَّقَّاشُ في فَوَائِدُ الْعِرَاقِيِّين]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِمَامَاً عَادِلاً وَحَكَمَاً مُقْسِطَاً، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الخِنْزِير، وَيُرْجِعُ السِّلْم، وَتُتَّخَذُ السُّيُوفُ مَنَاجِل، وَتَذْهَبُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَة " 0 [قَالَ الإِمَامُ ابْنُ كَثِير، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال: إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ قَوِيٌّ صَالح، وَصَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَتُنْزِلُ السَّمَاءُ رِزْقَهَا، وَتُخْرِجُ الأَرْضُ بَرَكَتَهَا؛ حَتىَّ يَلْعَبَ الصَّبيُّ بِالثُّعْبَانِ فَلاَ يَضُرُّه، وَيُرَاعِي الْغَنَمَ الذِّئْبُ فَلاَ يَضُرُّهَا، وَيُرَاعِي الأَسَدُ البَقَرَ فَلاَ يَضُرُّهَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ ابْنُ كَثِير، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال: إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ قَوِيٌّ صَالح، وَصَحَّحَهُ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ الحَدِيثِ عَنِ الدَّجَّال: " وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُض، وَتُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَة؛ حَتىَّ يُدْخِلَ الوَلِيدُ يَدَهُ في فيِّ الحَيَّةِ فَلاَ تَضُرَّه، وَتُفِرَّ الوَلِيدَةُ الأَسَدَ فَلاَ يَضُرُّهَا [وَفي رِوَايَةٍ: وَتَضُرُّ الوَلِيدَةُ الأَسَدَ فَلاَ يَضُرُّهَا] وَيَكُونَ الذِّئْبُ في الغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا، وَتُمْلأَ الأَرْضُ مِنَ السِّلْم: كَمَا يُمْلأُ الإِنَاءُ مِنَ المَاء، وَتَكُونَ الْكَلِمَةُ وَاحِدَة؛ فَلاَ يُعْبَدُ إِلاَّ الله، وَتَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَتُسْلَبَ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا " [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَضَعَّفَ مَا بَينَ الْقَوْسَين، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق]

5 ـ حُلُولُ البَرَكَةِ في الأَرْضِ وَالرَّغَدِ في الْعَيْش عَلَى عَهْدِهِ عَلَيْهِ السَّلاَم: وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حَدِيثٍ آخَرَ عَنْ نُزُولِ السَّيِّدِ المَسِيح: " وَتَعُودُ الأَرْضُ كَهَيْئَتِهَا عَلَى عَهْدِ آدَم، وَيَكُونُ الْقِطْفُ [أَيْ عُنْقُودُ الْعِنَب] يَأْكُلُ مِنهُ النَّفَرُ ذَوُو الْعَدَد، وَتَكُونُ الرُّمَّانَةُ يَأْكُلُ مِنهَا النَّفَرُ ذَوُو الْعَدَد " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال: إِسْنَادُهُ مُرْسَلٌ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ رِجَالُ الشَّيْخَين، أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاق]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ الحَدِيثِ عَنِ الدَّجَّال: " وَتَكُونَ الأَرْضُ كَفَاثُورِ الفِضَّة [أَيْ كَخِوَانٍ أَوْ كَطَسْتٍ مِنْ فِضَّة: أَيْ مُسَطَِّحَة] تُنْبِتُ نَبَاتَهَا بِعَهْدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ حَتىَّ يَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ مِنَ الْعِنَبِ فَيُشْبِعَهُمْ، وَيَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع، وَضَعَّفَ مَا بَينَ الْقَوْسَين، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق]

عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثِ الدَّجَّال: " فَيُرْسِلُ اللهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ البُخْت [أَيْ كَالنُّسُورِ الْعِظَام] فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ الله، ثمَّ يُرْسِلُ اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ مَطَرًا، لاَ يُكَنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلاَ وَبَر ـ أَيْ لاَ يَسْتَتِرُ مِنهُ شَيْء ـ فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتىَّ يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَة ـ أَيْ حَتىَّ يَتْرُكَهَا كَالمِرْآة ـ ثمَّ يُقَالُ لِلأَرْض: أَنْبِتي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ؛ فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ العِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَة،

وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا ـ أَيْ بِقِشْرَتِهَا ـ وَيُبَارَكُ في الرَّسْل ـ أَيْ في اللَّبَن ـ حَتىَّ إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإِبِل ـ أَيِ النَّاقَةَ ـ لَتَكْفي الفِئَامَ مِنَ النَّاس ـ أَيْ يَكْفِي لَبَنُهَا الجَمْعَ الكَبِير ـ وَاللِّقْحَةَ مِنَ البَقَرِ لَتَكْفي القَبِيلَةَ مِنَ النَّاس، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الغَنَمِ لَتَكْفي الفَخِذَ مِنَ النَّاس " 00 أَيِ الحَيَّ الصَّغِير أَوِ المِنْطَقَة [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي]

6 ـ هُبُوبُ الرِّيحِ الطَِّيِّبَةِ الَّتي سَتَقْبِضُ أَرْوَاحَ المُؤْمِنِين 0 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ نُزُولِ المَسِيح عَلَيْهِ السَّلاَم: " ثمَّ يُرْسِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحَاً بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّام؛ فَلاَ يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِن خَيرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضَتْهُ؛ حَتىَّ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ في كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتىَّ تَقْبِضَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2940 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثِ الدَّجَّال: " فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِك؛ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَة، فَتَأْخُذُهُمْ تحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِم، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاس، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الحُمُر، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ نُزُولِ المَسِيح عَلَيْهِ السَّلاَم: " ثمَّ يُرْسِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحَاً بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّام؛ فَلاَ يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِن خَيرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضَتْهُ؛ حَتىَّ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ في كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتىَّ تَقْبِضَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2940 / عَبْد البَاقِي]

التَّرْتِيبُ الزَّمَنيُّ بَينَ خُرُوجِ الدَِّجَّالِ وَنُزُولِ المَسِيحِ وَظُهُورِ المَهْدِيّ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الأَمَارَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ بِسِلْك، فَإِذَا انْقَطَعَ السِّلْكُ تَبِعَ بَعْضُهَا بَعْضَاً " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَأَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7040، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ البُوصِيرِي: إِسْنَادٌ جَيِّد] حَسَنًا، وَلَكِن هَلْ مِنْ تَأْرِيخٍ لِتِلْكَ الأَحْدَاث 00؟

عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اعْدُدْ سِتَّاً بَينَ يَدَيِ السَّاعَة: مَوْتي، ثمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِس، ثمَّ مَوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَم، ثمَّ اسْتِفَاضَةُ المَال؛ حَتىَّ يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطَاً، ثمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْه، ثمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَني الأَصْفَر، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَة ـ أَيْ رَايَة ـ تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلفَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3176 / فَتْح] وَفي رِوَايَةٍ لِسَعِيدِ المَقْبُرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ أَنَّهُ قَالَ بَدَلاً مِنْ " فَتْحِ بَيْتِ المَقْدِس ": " عُمْرَانُ بَيْتِ المَقْدِس " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8295]

ـ يَبْدَأُ الأَمْرُ بِصِرَاعٍ عَلَى السُّلْطَان، ثُمَّ المَوْتَان، ثُمَّ الخَسْف، ثُمَّ يَظْهَرُ المَهْدِيُّ عِنْدَئِذٍ 0 عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَكُونُ اخْتلاَفٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَة؛ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ بَني هَاشِمٍ فَيَأْتي مَكَّة، فَيَسْتَخْرِجُهُ النَّاسُ مِنْ بَيْتِهِ وَهُوَ كَارِه، فَيُبَايِعُونَه بَينَ الرُّكْنِ وَالمَقَام، فَيُجَهَّزُ إِلَيْهِ جَيْشٌ مِنَ الشَّام، حَتىَّ إِذَا كَانُواْ بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بهِمْ؛ فَيَأْتِيهِ عَصَائِبُ الْعِرَاقِ وَأَبْدَالُ الشَّام، وَيَنْشَأُ رَجُلٌ بِالشَّامِ وَأَخْوَالُهُ كَلْب، فَيُجَهِّزُ إِلَيْهِ جَيْشَاً، فَيَهْزِمُهُمُ اللهُ فَتَكُونُ الدَّائِرَةُ عَلَيْهِمْ، فَذَلِكَ يَوْمُ كَلْب، الخَائِبُ مَن خَابَ مِن غَنِيمَةِ كَلْب، فَيَسْتَفْتِحُ الْكُنُوزَ وَيُقَسِّمُ الأَمْوَال، وَيُلْقِي الإِسْلاَمُ بجِرَانِهِ إِلى الأَرْض ـ أَيْ يَسْتَقِرُّ وَيَهْدَأ ـ فَيَعِيشُ بِذَلِكَ سَبْعَ سِنِين، أَوْ قَالَ تِسْعَ سِنِين " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ [أَيْ جَبَلُ الذَِّهَبِ الَّذِي سَيَنحَسِرُ عَنهُ الْفُرَات] ثَلاَثَة: كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَة، ثُمَّ لاَ يَصِيرُ إِلىَ وَاحِدٍ مِنهُمْ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ قِبَلَ المَشْرِق، فَيُقَاتِلُونَكُمْ قِتَالاً لَمْ يُقَاتِلْهُ قَوْمٌ "، ثُمَّ ذَكَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَال: " إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْج؛ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللهِ المَهْدِيّ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَقَالَ فِيهِ الحَافِظُ الْعَلاَّمَةُ ابْنُ كَثِير: إِسْنَادٌ قَوِيٌّ صَحِيح، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك]

عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ قَدْ جَاءتْ مِن خُرَاسَانَ فَأْتُوهَا؛ فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللهِ المَهْدِيّ " 0 [قَالَ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الإِمَامَانِ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8531] عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " يَظْهَرُ الهَاشِمِيّ، فَيَرُدُّ اللهُ إِلى النَّاسِ أُلْفَتَهُمْ وَنِعْمَتَهُمْ، فَيَكُونُونَ عَلَى ذَلِك، حَتىَّ يَخْرُجَ الدَّجَّال " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8658]

ـ الضَّبْطُ الْفَصِيحُ وَالْفَهْمُ الصَِّحِيحُ لِهَذَ الشِّعَار " أَمِتْ أَمِتْ ": عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " غَزوْتُ مَع أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا؛ فَبَيَّتْنَا أُنَاسَاً مِنَ المُشْرِكِينَ فَقَتَلْنَاهُمْ، وَكَانَ شِعَارُنَا: أَمِتْ أَمِتْ؛ قَتَلْتُ بِيَدِي سَبْعَةَ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنَ المُشْرِكِين " 0 [حَسَّنَهُ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنِ أَبي دَاوُد، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

أَمّا المَوْتَانُ فَلَدَيْنَا فِيهِ حَدِيثَانِ صَحِيحَان: الحَدِيثُ السَّابِقُ وَالحَدِيثُ اللاَّحِق: عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اعْدُدْ سِتَّاً بَينَ يَدَيِ السَّاعَة: مَوْتي، ثمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِس، ثمَّ مَوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَم، ثمَّ اسْتِفَاضَةُ المَال؛ حَتىَّ يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطَاً، ثمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْه، ثمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَني الأَصْفَر، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَة ـ أَيْ رَايَة ـ تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلفَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3176 / فَتْح]

وَفي رِوَايَةٍ لِسَعِيدِ المَقْبُرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَدَلاً مِنْ " فَتْحِ بَيْتِ المَقْدِس ": " عُمْرَانُ بَيْتِ المَقْدِس " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8295] ـ سَنَوَاتُ الزَّلاَزِل 00 أَمَّا الزَّلاَزِل؛ فَدَلِيلُهَا الحَدِيثُ الْقَائِل: عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثٍ لَهُ عَنِ المَهْدِيّ: " يُبْعَثُ في أُمَّتي عَلَى اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلاَزِل " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (610/ 7)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 10933]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ لَه: " يَا ابْنَ حَوَالَة؛ إِذَا رَأَيْتَ الخِلاَفَةَ قَدْ نَزَلَتِ الأَرْضَ المُقَدَّسَة: فَقَدْ دَنَتِ الزَّلاَزِلُ وَالْبَلاَيَا وَالأُمُورُ الْعِظَام؛ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ لِلنَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِك " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2535، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه]

وَقَدْ مَضَى حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ السَّكُونِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُفْني بَعْضُكُمْ بَعْضَاً، وَبَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَوْتَانٌ شَدِيد، وَبَعْدَهُ سَنَوَاتُ الزَّلاَزِل " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيّ، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ، رَوَاهُ الأَئِمَّةُ أَحْمَدُ وَالبَزَّارُ وَأَبُو يَعْلَى وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8383] ـ أَمَّا الخَسْفُ الَّذِي يَكُونُ بجَيْشِ السُّفْيَاني؛ فَيُسْتَدَلُ عَلَيْهِ بِهَذِهِ الْبَاقَةِ مِنْ كَلاَمِ النَّبيِّ الْعَدْنَان:

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَكُونُ حَتىَّ تَكُونَ عَشْرُ آيَات 1 ـ خَسْفٌ بِالمَشْرِق 2 ـ وَخَسْفٌ بِالمَغْرِب، 3 ـ وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَب 4 ـ وَالدُّخَان 5 ـ وَالدَّجَّال 6 ـ وَدَابَّةُ الأَرْض 7 ـ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوج 8 ـ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا 9 ـ وَنَارٌ تخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنَ تَرْحَلُ النَّاس " 0 أَيْ تَسُوقُهُمْ 00 وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى: " وَالعَاشِرَةُ نُزُولُ عِيسَى بْنِ مَرْيَم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2901 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تَكُونَ عَشْرُ آيَات: خَسْفٌ بِالمَشْرِق، وَخَسْفٌ بِالمَغْرِب، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ الْعَرَب، وَالدَّجَّال، والدُّخَان، وَنُزُولُ عِيسَى بْنِ مَرْيَم؛ فَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوج، وَالدَّابَّة، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَن؛ تَسُوقُ النَّاسَ إِلىَ المحْشَر؛ تَحْشُرُ الذَّرَّ وَالنَّمْل " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8317]

عَنْ بُقَيْرَةَ الهلاَلِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَيْشٍ قَدْ خُسِفَ بِهِ قَرِيبًا: فَقَدْ أَظَلَّتِ السَّاعَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (618، 1355)، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب] وَسَيَظْهَرُ هَذَا الخَسْفُ تحْدِيدًا في أَرْضِ الحِجَاز، بَينَ مَكَّةَ وَسُورِيَّة، وَيَلِيهِ مُبَاشَرَةً ظُهُورُ المَهْدِيّ 0

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ نَاسًا مِن أُمَّتي يَؤُمُّونَ بِالبَيْت ـ أَيْ يَقْصِدُونَهُ ـ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْت، حَتىَّ إِذَا كَانُواْ بِالبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ " 00 فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يجْمَعُ النَّاس؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ، فِيهِمُ المُسْتَبْصِرُ وَالمجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيل، يَهْلِكُونَ مَهْلِكًا وَاحِدًا، وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتىَّ، يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2884 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عُمْرَانُ بَيْتِ المَقْدِس: خَرَابُ يَثْرِب، وَخَرَابُ يَثْرِب: خُرُوجُ المَلْحَمَة، وَخُرُوجُ المَلْحَمَة: فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّة، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّال " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 7545، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ مَوْقُوفَاً، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك]

يَبْدُو أَنَّ المُؤَامَرَاتِ الْيَهُودِيَّةَ الَّتي تُحَاكُ حَوْلَ المَسْجِدِ الأَقْصَى سَتَنْتَهِيَ بِهَدْمِ المَسْجِدِ الأَقْصَى؛ لِيَبْلُغَ فِيهِ قَدَرُ اللهِ بَعْدَ ذَلِكَ مَبْلَغَهُ بِعُمْرَانِهِ ثُمَّ خُرُوجِ المَلْحَمَة 0 عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَلْحَمَةُ الْكُبْرَى، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة، وَخُرُوجُ الدَّجَّال؛ في سَبْعَةِ أَشْهُر " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 4295]

فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة " إِسْتَانْبُول " 0عَنْ بِشْرٍ الْغنَوِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّة، وَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الجَيْشُ ذَلِكَ الجَيْش " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8300] وَهَذَا الْفَتْحُ المُنْتَظَر: هُوَ فَتْحٌ ثَانٍ غَيرُ الْفَتْحِ الَّذِي فَتَحَهُ محَمَّدٌ الفَاتِح؛ فَالفَتْحُ الأَوَّلُ لَمْ تَصْحَبْهُ أَوْ تَسْبِقْهُ أَوْ تَتْبَعْهُ الْقَرَائِنُ وَالحَوَادِثُ الَّتي وَرَدَتْ فِيمَا 0 وَجَيْشُ الرُّومِ الغَشُومِ هَذَا: سَوْفَ يَتَصَدَّى لَهُ جَيْشٌ إِسْلاَمِيٌّ جَسُورٌ هَصُورٌ مَنْصُور 00

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَمِعْتُمْ بمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنهَا في البَرِّ وَجَانِبٌ مِنهَا في البَحْر " 00؟ قَالُواْ نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَني إِسْحَاق، فَإِذَا جَاءوهَا؛ نَزَلُواْ فَلَمْ يُقَاتِلُواْ بِسلاَحٍ وَلَمْ يَرْمُواْ بِسَهْم، قَالُواْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَر؛ فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا الَّذِي في البَحْر، ثُمَّ يَقُولُونَ الثَّانِيَة: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبر؛ فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآخَر، ثمَّ يَقُولُونَ الثَّالِثَة: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَر؛ فَيُفَرَّجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُواْ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ المَغَانِمَ إِذْ جَاءهُمُ الصَّرِيخُ فَقَال: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَج؛ فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ وَيَرْجِعُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2920 / عَبْد البَاقِي]

وَمحَارَبَةُ الرُّومِ في سُورِيَّة، ثمَّ النُّبُوءةُ بِفَتْحِ الْقُسْطَنْطِينِيَّة؛ يُعْطِي احْتِمَالاً أَنَّ تُرْكِيَا قَدْ تَتَحَالَفُ مَعَ الْغَرْبِ لِلْفَتْكِ بِسُورِيَّة، أَوْ أَنَّهَا قَدْ تَغْزُو الْعِرَاقَ مَثَلاً تحْتَ ذَرِيعَةِ الْقَضَاءِ عَلَى الحِزْبِ الْكُرْدِسْتَانيّ؛ مِمَّا سَيَدْفَعُ المُسْلِمِينَ إِلى غَزْوِ إِسْتَانْبُول، وَنُزُولُ الرُّومِ بِدَابِقَ وَالأَعْمَاقِ بِسُورِيَّةَ عَلَى وَجْهِ الخُصُوص؛ يُؤَكِّدُ فَتْكَ الْغَرْبِ بِسُورِيَّة؛ عَلَى سَبِيلِ الاِنْتِقَامِ بِسَبَبِ التَّحَالُفِ السُّورِيِّ الإِيرَانيّ؛ أَوْ لِتَدَخُّلِهَا في الشَّأْنِ اللُّبْنَانيِّ وَالْفِلَسْطِينيّ 0

وَهَذَا كُلُّهُ طَبْعًا عَلَى سَبِيلِ التَّخْمِين؛ بِمَا سَيَحْدُثُ بَينَ الْغَرْبِ وَالمُسْلِمِين 0 أَمَّا المَدِينَةُ الَّتي جَانِبٌ مِنهَا في البَرِّ وَجَانِبٌ مِنهَا في البَحْر: فَهَذِهِ الأَوْصَافُ تَنْطَبِقُ عَلَى إِيطَاليَا، وَبِالتَّالي فَهِيَ نُبُوءةٌ بِسُقُوطِ رُومَا وَالْفَاتِيكَان، وَقَدْ أَفْلَحَ مِن أَهْلِهَا أَسْلَمَ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ الغَرَق، وَفَتْحُ رُومِيَّةَ سَوْفَ يَكُونُ بَعْدَ القُسْطَنْطِينِيَّة 00

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُب: إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيُّ المَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً: قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّة " 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً " 00 [يَعْني قُسْطَنْطِينِيَّة 0 صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 6645، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6645، رَوَاهُ الإِمَامَانِ أَحْمَدُ وَالحَاكم] أَمَّا قَوْلُهُ: " مِنْ بَني إِسْحَاق ": فَيَبْدُو فِيمَا أَعْتَقِدُ بَعْدَ نَظَرٍ طَوِيل أَنَّهُمْ غَيرُ العَرَبِ مِنَ المُسْلِمِين: كَمُسْلِمِي أُورُوبَّا أَوْ غَيرِهِمْ مِنْ سُلالَةِ نَبيِّ اللهِ إِسْحَاقَ عَلَيْهِ السَّلاَم 0

ـ ذِكْرُ الْبَيْتِ الأَبْيَض في صَحِيحِ الإِمَامِ مُسْلِم: عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عُصَيْبَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ البَيْتَ الأَبْيَض: بَيْتَ كِسْرَى " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1822 / عَبْد البَاقِي]

تَلْخِيصُ مَا ذُكِرَ مِن عَلاَمَاتِ ظُهُورِ المَهْدِيّ 1 ـ خُرُوجُ السُّفْيَانيّ ـ السَّفَّاحُ المُبِير ـ الَّذِي سَيُظْهِرُ في الأَرْضِ الْفَسَاد 0 2 ـ ثمَّ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِجَيْشِهِ وَهُوَ في طَرِيقِهِ مِنَ الشَِّامِ إِلى المَدِينَة؛ لِلْقَضَاءِ عَلَى المَهْدِيِّ وَمَنْ مَعَه 3 ـ ثمَّ يَكُونُ اخْتلاَفٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَة؛ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ بَني هَاشِمٍ فَيَأْتي مَكَّة، فَيَسْتَخْرِجُهُ النَّاسُ مِنْ بَيْتِهِ وَهُوَ كَارِه، فَيُبَايِعُونَه بَينَ الرُّكْنِ وَالمَقَام 00 كَمَا قَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ سَالِفِ الذِّكْر

وَهَذِهِ الأَحْدَاثُ لَهَا مُقَدِّمَة: هِيَ كَثْرَةُ الزَّلاَزِلِ وَالْفِتَن، وَأَنْ يَزْدَادَ المُؤْمِنُونَ إِيمَانَاً، وَالْفُجَّارُ فُجْرَاً عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَصِيرَ النَّاسُ إِلى فُسْطَاطَيْن: فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لاَ نِفَاقَ فِيه، وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لاَ إِيمَانَ فِيه؛ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ: فَانْتَظِرُواْ الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِن غَدِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4242]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَجْتَمِعُونَ في المَسَاجِدِ لَيْسَ فِيهِمْ مُؤْمِن " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8365]

بَعْدَ كُلِّ هَذِهِ الأَحْدَاثِ الجِسَام، سَتَكْثُرُ الأَمْوَالُ وَيَفْشُو الثَّرَاءُ في أُمَّةِ الإِسْلاَم، اللَّهُمَّ أَشْهِدْنَا هَذِهِ الأَيَّام، فَقَدْ تَعِبَ المُسْلِمُونَ مِنْ كَثْرَةِ الهُمُومِ الآلاَم 00

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ لَه: " يَا ابْنَ حَوَالَة؛ إِذَا رَأَيْتَ الخِلاَفَةَ قَدْ نَزَلَتِ الأَرْضَ المُقَدَّسَة: فَقَدْ دَنَتِ الزَّلاَزِلُ وَالْبَلاَيَا وَالأُمُورُ الْعِظَام؛ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ لِلنَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِك " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2535، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقَاتِلُونَ عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلىَ يَوْمِ القِيَامَة، فَيَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ لَنَا؛ فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: لاَ؛ إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاء، تَكْرِمَةَ اللهِ هَذِهِ الأُمَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 156 / عَبْد البَاقِي] وَأَمِيرُهُمْ يَوْمَئِذٍ هُوَ المَهْدِيّ؛ لِقَوْلِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى: " فَيَقُولُ أَمِيرُهُمُ المَهْدِيّ " 0 [صَحَّحَهَا الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2236]

مِنْ ذَانِكُمَا الحَدِيثَينِ يُتَبَيَّنُ أَنَّ المَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَيَنْزِلُ في إِمَارَةِ المَهْدِيّ: أَيْ أَنَِّ ظُهُورَ المَهْدِيِّ سَيَسْبِقُ نُزُولَ المَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلاَم 0 عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَين رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقَاتِلُونَ عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، حَتىَّ يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ المَسِيحَ الدَّجَّال " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 13250، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِم وَأَحْمَد]

وَمِن هَذَا الحَدِيثِ الأَخِيرِ يُتَبَيَّنُ أَنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ سَيَخْرُجُ أَيْضَاً في إِمَارَةِ المَهْدِيّ 00 أَيْ أَنَِّ ظُهُورَ المَهْدِيِّ أَيْضَاً سَيَسْبِقُ خُرُوجَ المَسِيحِ الدَّجَّال 0 وَالسُّؤَالُ الَّذِي يَطْرَحُ نَفْسَهُ الآنَ هُوَ: أَيُّ المَسِيحَينِ سَيَظْهَرُ قَبْلَ الآخَر؟ الإِجَابَة: المَسِيحُ الدَّجَِّالُ سَيَظْهَرُ أَوَّلاً، ثُمَّ يَنْزِلُ المَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ وَالدَّجَّالُ يُؤْذِي الْعِبَاد، وَيُظْهِرُ في الأَرْضِ الْفَسَاد، فَيَقْتُلُه؛ اقْرَأْ هَذَيْنِ الحَدِيثَينِ قِرَاءَةً جَيِّدَة:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في آخِرِ حَدِيثِ المَلْحَمَةِ السَّابِق: " فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُواْ سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُون؛ إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَان: إِنَّ المَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ في أَهْلِيكُمْ، فَيخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِل [أَيْ كَذِب] فَإِذَا جَاءواْ الشَّامَ خَرَج، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَال، يُسَوُّوُنَ الصُّفُوف؛

إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاَة، فَنَزَلَ عِيسَى بْنُ مَرْيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ الله ـ أَيِ الدَّجَّال ـ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ في المَاء، فَلَوْ تَرَكَهُ لاَنْذَابَ حَتىَّ يَهْلِك [أَيْ لَوْ تَرَكَهُ لَذَابَ حَتىَّ يَهْلِك] وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِه ـ أَيْ يَقْتُلُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ الدَّجَّالَ بِيَدِ عِيسَى بْنِ مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلاَم ـ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ

في حَرْبَتِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2897 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَن هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُقَاتِلُون: " وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِح، فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّي بِهِمُ الصُّبْح: إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَى بْنُ مَرْيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ الصُّبْح؛ فَرَجَعَ ذَلِكَ الإِمَامُ يَنْكُصُ يَمْشِي القَهْقَرَى؛ لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ يُصَلِّي بِالنَّاس، فَيَضَعُ عِيسَى

عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَدَهُ بَينَ كَتِفَيْهِ ثمَّ يَقُولُ لَه: تَقَدَّمْ فَصَلِّ فَإِنَّهَا لَكَ أُقِيمَتْ؛ فَيُصَلِّي بِهِمْ إِمَامُهُمْ، فَإِذَا انْصَرَفَ قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: افْتَحُوا الْبَاب؛ فَيُفْتَحُ وَوَرَاءهُ الدَّجَّالُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ محَلَّىً وَسَاج ـ أَيْ وَمِعْطَفٌ أَوْ عَبَاءَةٌ دَاكِنَة ـ فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ في المَاء، وَيَنْطَلِقُ هَارِبَاً 00!!

" وَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: إِنَّ لي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبِقَني بِهَا " فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُه؛ فَيَهْزِمُ اللهُ الْيَهُود " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع، وَضَعَّفَ مَا بَينَ الْقَوْسَين، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِي: فِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ وُثِّق] وَمِن هَذَيْنِ الحَدِيثَينِ الأَخِيرَيْنِ يُتَبَيَّنُ أَنَّ المَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَيَنْزِلُ في إِمَارَةِ المَهْدِيّ 00

أَيْ أَنَِّ ظُهُورَ المَهْدِيِّ سَيَسْبِقُ نُزُولَ المَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلاَم 0 ـ الدَّجَّالُ لَنْ يَظْهَرَ إِلاَّ بَعْدَ المَلْحَمَة [الحَرْبِ المَوْعُودَةِ مَعَ الرُّوم]: عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا الله، ثمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا الله، ثمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا الله، ثمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ الله " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2900 / عَبْد البَاقِي]

خُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج قَالَ جَلَّ وَعَلاَ في قِصَِّةِ ذِي الْقَرْنَيْن: {حَتىَّ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمَاً لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاَ {93} قَالُواْ يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ في الأَرْضِ فَهَلْ نجْعَلُ لَكَ خَرْجَاً عَلَى أَنْ تجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدَّا {94} قَالَ مَا مَكَّني فِيهِ رَبيِّ خَيْرٌ فَأَعِينُوني بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمَا {95} آتُوني زُبَرَ الحَدِيدِ حَتىَّ إِذَا سَاوَى بَينَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُواْ حَتىَّ إِذَا جَعَلَهُ نَارَاً قَالَ آتُوني أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرَا {96} فَمَا اسْطَاعُواْ أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْبَا {97} قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبيِّ جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبيِّ حَقَّا} {الكَهْف}

" خَرْجَاً ": أَيْ مَالاً نُخْرِجُهُ لَك، " زُبَرَ الحَدِيد ": أَيْ قِطَعُ الحَدِيد، " الصَّدَفَيْن ": أَيِ الجَبَلَين، " قِطْرَا ": أَيْ نِحَاسَاً مُذَابَاً لِيَزِيدَ في صَلاَبَةِ الحَدِيد، وَلأَنَّ النِّحَاسَ لاَ يَتَآكَلُ بِالصَّدَأ، بِخِلاَفِ الحَدِيد؛ فَإِنَّهُ كُلَّمَا صَدِئَ قَلَّتْ كُتْلَتُه، " نَقْبَا ": أَيْ ثُقْبَا، " جَعَلَهُ دَكَّاء ": أَيْ فَإِذَا اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ جَعَلَهُ اللهُ دَكَّاً دَكَّا 00 قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {حَتىَّ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون {96} وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا في غَفْلَةٍ مِن هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِين} {الأَنْبِيَاء}

عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعَاً يَقُول: " لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؛ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَب: فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ " 0 وَحَلَّقَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُصْبُعَيْهِ الإِبْهَامِ وَالَّتي تَلِيهَا؛ قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُون؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ: إِذَا كَثُرَ الخَبَث " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3346 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2880 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ حَتىَّ إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ: ارْجِعُوا فَسَنحْفِرُهُ غَدًا؛ فَيُعِيدُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَشَدَّ مَا كَان، حَتىَّ إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ، وَأَرَادَ اللهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاس؛ حَفَرُوا حَتىَّ إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْس: قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ: ارْجِعُواْ، فَسَتحْفِرُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى

وَاسْتَثْنَوْا ـ أَيْ عَلَّقُواْ الأَمْرَ عَلَى المَشِيئَة ـ فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوه؛ فَيحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاس؛ فَيُنْشِفُونَ المَاء، وَيَتحَصَّنُ النَّاسُ مِنهُمْ في حُصُونِهِمْ، فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلى السَّمَاء، فَتَرْجِعُ عَلَيْهَا الدَّمُ الَّذِي اجْفَظَّ؛ فَيَقُولُون: قَهَرْنَا أَهْلَ الأَرْضِ وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاء [وَفي رِوَايَةٍ لِلْحَاكِمِ بِسَنَدٍ صَحِيح: فَيَرْمُونَ سِهَامَهُمْ في السَّمَاء؛ فَتَرْجِعُ مُخَضَّبَةً بِالدِّمَاء؛ فَيَقُولُون: قَهَرْنَا أَهْلَ

الأَرْض، وَغَلَبْنَا مَنْ في السَّمَاءِ قُوَّةً وَعُلُوَّا] فَيَبْعَثُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ نَغَفَاً في أَقْفَائِهِمْ؛ فَيَقْتُلُهُمْ بِهِ؛ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: إِنَّ دَوَابَّ الأَرْضِ لَتَسْمَنُ وَتَشْكَرُ شَكَرًا مِنْ لُحُومِهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 4040، 4080، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين] النَِّغَف: دُودٌ يَكُونُ في أُنُوفِ الإِبِلِ وَالْغَنَم، وَاحِدَتُهَا نَغَفَة، الدَّمُ الْغَلِيظُ الْقَوَام 0

رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَيَنحَازُ المُسْلِمُونَ عَنهُمْ إِلى مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهُمْ، وَيَشْرَبُونَ مِيَاهَ الأَرْض؛ حَتىَّ إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَمُرُّ بِالنَّهَرِ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهِ حَتىَّ يَتْرُكُوهُ يَبَسَاً؛ حَتىَّ إِنَّ مَنْ بَعْدَهُمْ لَيَمُرُّ بِذَلِكَ النَّهَرِ فَيَقُول: قَدْ كَانَ هَاهُنَا مَاءٌ مَرَّةً، حَتىَّ إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ أَحَدٌ في حِصْنٍ أَوْ

مَدِينَةٍ قَالَ قَائِلُهُمْ: هَؤُلاَءِ أَهْلُ الأَرْضِ قَدْ فَرَغْنَا مِنهُمْ؛ بَقِيَ أَهْلُ السَّمَاء؛ ثُمَّ يَهُزُّ أَحَدُهُمْ حَرْبَتَهُ ثُمَّ يَرْمِي بِهَا إِلى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ مُخْتَضِبَةً دَمَاً؛ لِلْبَلاَءِ وَالفِتْنَة، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ دُودَاً في أَعْنَاقِهِمْ كَنَغَفِ الجَرَادِ الَّذِي يخْرُجُ في أَعْنَاقِهَا؛ فَيُصْبِحُونَ مَوْتَى لاَ يُسْمَعُ لَهُمْ حِسّ؛ فَيَقُولُ المُسْلِمُون: أَلاَ رَجُلٌ يَشْرِي نَفْسَهُ فَيَنْظُرَ مَا فَعَلَ هَذَا العَدُوّ 00؟

فَيَتَجَرَّدُ رَجُلٌ مِنهُمْ لِذَلِكَ مُحْتَسِبَاً لِنَفْسِهِ، قَدْ أَظَنَّهَا عَلَى أَنَّهُ مَقْتُول؛ فَيَنْزِلُ فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض؛ فَيُنَادِي: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِين؛ أَلاَ أَبْشِرُواْ؛ فَإِنَّ اللهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ؛ فَيَخْرُجُونَ مِنْ مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيُسَرِّحُونَ مَوَاشِيَهُمْ؛ فَمَا يَكُونُ لَهَا رَعْيٌ إِلاَّ لُحُومُهُمْ؛ فَتَشْكَرُ عَنهُ كَأَحْسَنِ مَا تَشْكَرُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ النَّبَاتِ أَصَابَتهُ قَطّ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ، وَقَالَ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في ابْنِ حِبَّان: إِسْنَادُهُ جَيِّد، وَقَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين] تَشْكَرُ عَنهُ كَأَحْسَنِ مَا تَشْكَر: أَيْ تَسْمَنُ عَنهُمْ أَحْسَنَ السِّمَن 0

عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في الحَدِيثِ عَنِ الدَّجَِّال: " فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: إِنيِّ قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لي؛ لاَ يَدَانِ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ؛ فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلى الطُّور، وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيرَةِ طَبَرِيَّة، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُون: لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءً 00!!

وَزَادَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى: [ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتىَّ يَنْتَهُواْ إِلى جَبَلِ الخَمْر، وَهُوَ جَبَلُ بَيْتِ المَقْدِس؛ فَيَقُولُون: لَقَدْ قَتَلْنَا مَنْ في الأَرْض؛ هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَنْ في السَّمَاء، فَيَرْمُونَ بِنُشَّابِهِمْ إِلى السَّمَاء ـ أَيْ بِحِرَابِهِمْ ـ فَيَرُدُّ اللهُ عَلَيْهِمْ نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا] وَيُحْصَرُ نَبيُّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ؛ حَتىَّ يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ اليَوْم؛ فَيَرْغَبُ نَبيُّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ ـ أَيْ يَلْجَأُونَ إِلى الله ـ فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ في رِقَابِهِمْ؛ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى ـ أَيْ فَرِيسَةً صَرْعَى ـ كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَة،

ثُمَّ يَهْبِطُ نَبيُّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ إِلى الأَرْض، فَلا يجِدُونَ في الأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلاَّ مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ [الزَّهَم: أَيِ الْقَيْحُ وَالصَّدِيدُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ المَيِّت] فَيَرْغَبُ نَبيُّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَصْحَابُهُ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ فَيُرْسِلُ اللهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ البُخْت [أَيْ كَالنُّسُورِ الْعِظَام] فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ الله، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا، لاَ يُكَنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلاَ وَبَر [أَيْ لاَ يَسْتَتِرُ مِنهُ شَيْء] فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتىَّ يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَة " 0 [كَالزَّلَفَة: أَيْ حَتىَّ يَتْرُكَهَا كَالمِرْآة 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فَيَمْرَحُونَ في الأَرْضِ فَيُفْسِدُونَ فِيهَا، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنه: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون} {الأَنْبِيَاء/96} قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ عَلَيْهِمْ دَابَّةً مِثْلَ هَذَا النَّغَف، فَتَلِجُ في أَسْمَاعِهِمْ وَمَنَاخِرِهِمْ؛ فَيَمُوتُونَ مِنهَا؛ فَتَنْتُنُ الأَرْضُ مِنهُمْ، فَيُجْأَرُ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ فَيُرْسِلُ مَاءً يُطَهِّرُ الأَرْضَ مِنهُمْ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8519، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يُمْطَرَ النَّاسُ مَطَرَاً: لاَ تُكَنُّ مِنهُ بُيُوتُ المَدَر [أَيِ الَِّتي مِنَ الطُّوبِ اللَّبِن] وَلاَ تُكَنُّ مِنهُ إِلاَّ بُيُوتُ الشَّعَر " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 6770، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3266] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يُمْطَرَ النَّاسُ مَطَرَاً عَامَّاً وَلاَ تُنْبِتُ الأَرْضُ شَيْئَاً " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7408، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2773]

عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَقِيَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمُ السَّلاَم، فَتَذَاكَرُواْ السَّاعَةَ مَتىَ هِيَ؛ فَبَدَؤُواْ بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلُوهُ عَنهَا 00؟ فَلَمْ يَكُن عِنْدَهُ مِنهَا عِلْم؛ فَسَأَلُواْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَلَمْ يَكُن ِعنْدَهُ مِنهَا عِلْم؛ فَرَدُّواْ الحَدِيثَ إِلىَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَال: عَهِدَ اللهُ إِليَّ فِيهَا دُونَ وَجْبَتِهَا ـ أَيْ قَبْلَ وُجُوبِهَا ـ فَلاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَذَكَرَ خُرُوجَ الدَّجَّالِ وَقَال: فَأَهْبِطُ فَأَقْتُلُه، ثُمَّ يَرْجِعُ النَّاسُ إِلىَ بِلاَدِهِمْ،

فَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون، لاَ يَمُرُّونَ بِمَاءٍ إِلاَّ شَرِبُوه، وَلاَ بِشَيْءٍ إِلاَّ أَفْسَدُوه، فَيَجْأَرُونَ إِليَّ فَأَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَيُمِيتُهُمْ؛ فَتُخْوَى الأَرْضُ مِنْ رِيحِهِمْ ـ أيْ تُخْلَى مِنَ النَّاسِ مِنْ نَتَنِ جِيَفِهِمْ ـ فَيَجْأَرُونَ إِليَّ فَأَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَيُرْسِلُ السَّمَاءَ بِالمَاءِ فَيَحْمِلُهُمْ فَيَقْذِفُ بِأَجْسَامِهِمْ في الْبَحْر، ثُمَّ تُنْسَفُ الجِبَالُ وَتُمَدُّ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيم؛ فَعَهِدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِليَّ أَنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ أَنَّ السَّاعَةَ مِنَ النَّاسِ كَالحَامِلِ المُتِمِّ لاَ يَدْرِي أَهْلُهَا مَتىَ تَفْجَأُهُمْ بِوِلاَدَتِهَا لَيْلاً أَوْ نَهَارَاً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8502]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَزَّأَ الخَلْقَ عَشْرَةَ أَجْزَاء: فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ المَلاَئِكَة، وَجُزْءَاً سَائِرَ الخَلْق، وَجَزَّأَ المَلاَئِكَةَ عَشْرَةَ أَجْزَاء: فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُون، وَجُزْءَاً لِرِسَالَتِه، وَجَزَّأَ الخَلْقَ عَشْرَةَ أَجْزَاء: فَجَعَلَ تِسْعَةً أَجْزَاءٍ الجِنّ، وَجُزْءَاً بَني آدَم، وَجَزَّأَ بَني آدَمَ عَشْرَةَ أَجْزَاء: فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج، وَجُزْءَاً سَائِرَ النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8506]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " وَلاَ يَمُوتُ رَجُلٌ إِلاَّ تَرَكَ أَلْفَاً مِنْ ذُرِّيَّتِهِ فَصَاعِدَاً، وَمِنْ بَعْدِهِمْ ثَلاَثَةُ أُمَم: تَاوِيس، وَتَاوِيل، وَمَنْسَك " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِهِ وَعَبْدُ الرَِّزَِّاقِ في مُصَنَّفِهِ وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِد]

عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيُوقِدُ المُسْلِمُونَ مِنْ قِسِيِّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَنُشَّابِهِمْ وَأَتْرِسَتِهِمْ: سَبْعَ سِنِين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3673، 1940)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4076] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِىِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" لَيُحَجَّنَّ البَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1593 / فَتْح] الرِّيحُ الطَّيِّبَة عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ نُزُولِ المَسِيح عَلَيْهِ السَّلاَم: " ثمَّ يُرْسِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحَاً بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّام؛ فَلاَ يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِن خَيرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضَتْهُ؛ حَتىَّ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ

دَخَلَ في كَبَدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتىَّ تَقْبِضَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2940 / عَبْد البَاقِي] عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنِ المُسْلِمِينَ بَعْدَمَا يَنْزِلُ المَسِيحُ في آخِرِ الزَّمَان، وَتَحُلُّ الْبَرَكَةُ في كُلِّ مَكَان: " فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِك؛ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِم، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاس، يَتَهَارَجُونَ

فِيهَا تَهَارُجَ الحُمُر، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2936 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ رِيحَاً يَبْعَثُهَا عَلَى رَأْسِ مِاْئَةِ سَنَة؛ تَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِن " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8411]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا فِيهَا زَمْهَرِيرٌ بَارِد، لا تَدَعُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنًا إِلاَّ مَاتَ بِتِلْكَ الرِّيح، ثُمَّ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى شِرَارِ النَّاس " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8666] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" مِنْ شِرَارِ النَّاس: مَنْ تُدْرِكْهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7067 / فَتْح] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحَاً كَرِيحِ المِسْك، مَسُّهَا مَسُّ الحَرِير؛ فَلاَ تَتْرُكُ نَفْسَاً في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنَ الإِيمَانِ إِلاَّ قَبَضَتْهُ، ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1924 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْعَثُ رِيحَاً مِنَ الْيَمَن: أَلْينَ مِنَ الحَرِير؛ فَلاَ تَدَعُ أَحَدَاً في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِن إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضَتْهُ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2940 / عَبْد البَاقِي] قَالَ الإِمَامَانِ النَِّوَوِيُّ وَالمَنَاوِيُّ في شَرْحِهِمَا لِلْحَدِيثَين: " إِنَّهُمَا رِيحَان: شَامِيَّةٌ وَيَمَانِيَّة، وَقِيلَ إِنَّهَا سَتَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ مُتَّجِهَةً إِلىَ الشَّامِ ثُمَّ تَنْتَشِرُ مِنهَا: أَيْ مِنَ الشَّام، وَقِيلَ أَنَّهَا مِنَ اليُمْنِ بِضَمِّ الْيَاء: أَيِ البَرَكَة، وَلَيْسَ الْيَمَن 0

أَشْرَاطُ السَّاعَةِ الْكُبرَى " الدُّخَان " 0ـ هَلْ آيَةُ الدُّخَان؛ في آخِرِ الزَّمَان، أَمْ هِيَ شَيْءٌ قَدْ كَان 00؟! عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَمْسٌ قَدْ مَضَيْن: الدُّخَانُ وَالقَمَر، وَالرُّومُ وَالبَطْشَة، وَاللِّزَام؛ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4767 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2798 / عَبْد البَاقِي]

أَيْ: وَقَدْ كَذَّبُواْ؛ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامَا: أَيْ لِزَامَاً عَلْيْنَا عِقَابُهُمْ، وَقَدْ تَحَقَّقَ ذَلِكَ بِأَن أَخَذَتْ سُيُوفُ اللهِ مَآخِذَهَا مِنهُمْ يَوْمَ بَدْر 0 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ دَعَا عَلَى الْكُفَّارِ وَالمُنَافِقِينَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللَّهُمَّ أَعِنيِّ عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُف " 000

فَأَخَذَتْهُمْ سَنَة؛ حَتىَّ هَلَكُواْ فِيهَا، وَأَكَلُواْ المَيْتَةَ وَالعِظَام، وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَان؛ فَجَاءهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَال: يَا محَمَّد؛ جِئْتَ تَأْمُرُنَا بِصِلَةِ الرَّحِم، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُواْ؛ فَادْعُ الله؛ فَقَرَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِين {10} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيم {11} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُون {12} أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُبِين {13} ثمَّ تَوَلَّواْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مجْنُون {14} إِنَّا كَاشِفُو العَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُون} {الدُّخَان}

يَقُولُ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الآخِرَةِ إِذَا جَاء 00؟! ثمَّ عَادُواْ إِلى كُفْرِهِمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلّ: {يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُون} {الدُّخَان/16} يَوْمَ بَدْر، وَ {لِزَامًا} يَوْمَ بَدْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4774 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2798 / عَبْد البَاقِي]

إِلاَّ أَنَّهُ وَرَغْمَ كَلاَمِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ الَّذِي يَنْفِي بِهِ مجِيءَ الدُّخَان؛ في آخِرِ الزَّمَان: فَإِنَّ الأَمْرَ خَطِير، وَيَحْتَاجُ إِلىَ مَزِيدٍ مِنَ التَّفْكِير: وَإِلىَ إِعَادَةِ النَّظَرِ في هَذَا الأَثَر: هَلْ فِعْلاً تِلْكَ الحَادِثَةُ وَهَذِهِ الحِكَايَة: هِيَ المَقْصُودَةُ بِالآيَة 00؟!

أَوَّلاً: بِالرُّجُوعِ إِلى سَائِرِ رِوَايَاتِ الحَدِيثِ السَّابِقِ في الصَّحِيحَين؛ لِلتَِّأَكُّد: هَلْ ذَلِكَ الدُّخَان [الَّذِي رَآهُ أَبُو سُفْيَان] هُوَ المَذْكُورُ في الْقُرْآن 00؟ أَمْ أَنَّهُ وَهْمٌ تَخَيَّلَهُ إِنْسَانٌ جَوْعان 00؟ فَوَجَدْنَا بِفَضْلِ اللهِ تَعَالىَ مَا يُؤَيِّدُ كَلاَمَنَا: فَأَكْثَرُ الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ في الصَّحِيحَينِ تُعَلِّلُ رُؤْيَةَ الدُّخَانِ بِشِدَّةِ الجُوع؛ فَهَذِهِ رِوَايَةٌ تَقُول: " حَتىَّ جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَرَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الجُوع " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4822 / فَتْح]

وَأُخْرَى تَقُول: " فَكَانَ يَقُومُ أَحَدُهُمْ فَكَانَ يَرَى بَيْنَهُ وَبَينَ السَّمَاءِ مِثْلَ الدُّخَانِ مِنَ الجَهْدِ وَالجُوع " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4823 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2798 / عَبْد البَاقِي] ثَانِيَاً: تَرْتِيبُ ذِكْرِ الدُّخَانِ في حَدِيثِ الْعَلاَمَاتِ الْكُبرَى هَذَا وَإِثْبَاتَهُ لَصِيقَاً بخُرُوجِ الدَّجَّال:

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَكُونُ حَتىَّ تَكُونَ عَشْرُ آيَات 1 ـ خَسْفٌ بِالمَشْرِق 2 ـ وَخَسْفٌ بِالمَغْرِب، 3 ـ وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَب 4 ـ وَالدُّخَان 5 ـ وَالدَّجَّال 6 ـ وَدَابَّةُ الأَرْض 7 ـ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوج 8 ـ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا 9 ـ وَنَارٌ تخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنَ تَرْحَلُ النَّاس [أَيْ تَسُوقُهُمْ] 10 ـ نُزُولُ عِيسَى بْنِ مَرْيَم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2901 / عَبْد البَاقِي، وَصَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ مِنْ طَرِيقِ وَاثِلَة]

ثَالِثَاً: هُنَاكَ أَمْرٌ لاَ يَنْبَغِي لَنَا إِغْفَالُه: أَلاَ وَهُوَ ذِكْرُهُ لِلرُّومِ ضِمْنَ مَا ذَكَرَ رَضِيَ اللهُ عَنه: فَكَأَنَّمَا ذِكْرُهُ لَهُمْ وَهُمْ لَمْ يَأْتُواْ بَعْد: دَلِيلاً وَاضِحَاً عَلَى أَنَّ الدُّخَانَ أَيْضَاً المَذْكُورَ مَعَهُمْ لَمْ يَأْتِ بَعْد 0 {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنىَ دُونَ العَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون} {السَّجْدَة/21}

عَن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ عَنِ المَقْصُودِ بِالْعَذَابِ الأَدْنىَ في هَذِهِ الآيَة: " مَصَائِبُ الدُّنْيَا، وَالرُّوم، وَالبَطْشَةُ أَوِ الدُّخَان " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2799 / عَبْد البَاقِي]

ثَالِثَاً: ثُبُوتُ أَقْوَالٍ أُخْرَى لأَئِمَّةِ الإِسْلاَمِ تُفَسِّرُ الْبَطْشَةَ بِغَيرِ مَا فَسَّرَهَا ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنه 0 حَدَّثَ الأَعْمَشُ عَن إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَال: " لَقِيتُ عِكْرِمَةَ مَوْلىَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْبَطْشَةِ الْكُبْرَى فَقَال: يَوْمُ الْقِيَامَة " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 29/ 5] قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ رَحِمَهُ الله: " الْقَوْلاَنِ مَشْهُورَان " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 29/ 5]

بَعْضُ الآيَاتِ الأُخْرَى عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالي: حَتىَّ يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الجَهْجَاه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2911 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَار: حَتىَّ يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنَ المَوَالي يُقَالُ لَهُ جَهْجَاه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8346، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2441، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] مَلْحُوظَةٌ عَلَى قَدْرٍ كَبِيرٍ مِنَ الأَهَمِّيَّة: هَذَا الرَِّجُل [الجَهْجَاه] قَدْ يَكُونُ هُوَ هُوَ المَهْدِيُّ الَّذِي بَشَِّرَ بِهِ رَسُولُ الله؛ وَتَأَمَّلْ مَعِي هَذَا الحَدِيثَ وَتَدَبَِّرْ مَعْنَاه:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَخْرُجَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ مِن أَهْلِ بَيْتي؛ فَيَضْرِبُهُمْ حَتىَّ يَرْجِعُواْ إِلىَ الحَقّ " 00 سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَكَمْ يَكُون 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: " خَمْسٌ وَاثْنَان " 0 [صَحَّحَهُ حُسَين سَلِيم أَسَد في مُسْنَدِ أَبي يَعْلَى، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ فِيهِ المُرَجَّى بْنُ رَجَاء؛ وَثَّقَهُ أَبُو زَرْعَةَ وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِين]

وَتَأَمَّلْ كَلِمَةَ المَوَالي؛ في حَدِيثِ الجَهْجَاهِ وَفي الحَدِيثِ التَّالي: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا وَقَعَتِ المَلاَحِم: خَرَجَ بَعْثٌ مِنَ المَوَالي مِنْ دِمَشْق، هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسَاً وَأَجْوَدُهُ سلاَحَاً، يُؤَيِّدُ اللهُ بهِمُ الدِّين " 0 [قَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَقَالَ الحَاكِم: عَلَى شَرْطِ البُخَارِي، وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4090]

عَن عُمَرَ وَأَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتىَّ تَكُونَ عِنْدَ لُكَعِ بْنِ لُكَع " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 6721، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 7272، 1505]

تَحْرِيفُ الصَِّلاَة، وَتَغْيِيرُ شَرْعِ الله عَن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الخُشُوع، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الصَّلاَة، وَلَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوَة، وَلَيُصَلِّينَ النِّسَاءُ وَهُنَّ حُيَّض، وَلَتَسْلُكُنَّ طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّة، وَحَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْل، لاَ تُخْطِئُونَ طَرِيقَهُمْ وَلاَ يُخْطِأَكُمْ؛ حَتىَّ تَبْقَى فِرْقَتَانِ مِنْ فِرَقٍ كَثِيرَة فَتَقُولُ إِحْدَاهُمَا: مَا بَالُ الصَّلَوَاتِ الخَمْس 00؟

لَقَدْ ضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا؛ إِنَّمَا قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفَاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين} {هُود/114} لاَ تُصَلُّواْ إِلاَّ ثَلاَثَاً، وَتَقُولُ الأُخْرَى: إِيمَانُ المُؤْمِنِينَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَإِيمَانِ المَلاَئِكَة: مَا فِينَا كَافِرٌ وَلاَ مُنَافِق؛ حَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يَحْشُرَهُمَا مَعَ الدَّجَّال " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: (8448)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الدَّارِمِيُّ في سُنَنِه]

" إِيمَانُ المُؤْمِنِينَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَإِيمَانِ المَلاَئِكَة ": أَيْ أَنَّهُمْ مُسَّيَِّرُونَ لاَ مخَيَّرُونَ في كُلِّ مَا يَفْعَلُون، كَالمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون؛ وَبِالتَِّالي لاَ إِثْمَ عَلَيْهِمْ في أَيِّ ذَنْب؛ لأَنَّهُ مُقَدَّرٌ عَلَيْهِمْ وَبِالتَّالي لاَ يُحَاسَبُونَ عَلَيْه 00!!

وَلَيْسَ أَدَلَِّ عَلَى فَسَادِ اعْتِقَادِ هَؤُلاَءِ مِنْ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَين} {البَلَد/10} أَيِ السَّبِيلَين: سَبِيلِ الخَيرِ وَسَبِيلِ الشَّرّ 0 وَقَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرَاً وَإِمَّا كَفُورَا} {الإِنْسَان/3} وَبِالتَِّالي فَالإِنْسَانُ مخَيَّرٌ في عَمَلِه؛ فَلاَ يَسْتَوِي المُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ وَالمُنَافِق 00

أَمَّا المُؤْمِنُونَ فَقَدْ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلاَ {107} خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاَ} {الكَهْف} وَأَمَّا الْكَافِرُونَ فَقَدْ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين} {البَقَرَة/24} وَأَمَّا المُنَافِقُونَ الَّذِينَ أَظْهَرُواْ الإِسْلاَمَ وَأَبْطَنُواْ الْكُفْر؛ فَقَدْ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {إِنَّ المُنَافِقِينَ في الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تجِدَ لَهُمْ نَصِيرَا} {النِّسَاء/145}

أَمَّا عَنْ تَغْيِيرِهِمْ لأَوْقَاتِ الصَّلاَة؛ فَعَلَِّهُ هُوَ المَقْصُودُ بِقَوْلِ رَسُولِ الله: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَعَلَّكُمْ سَتُدْرِكُونَ أَقْوَامَاً يُصَلُّونَ الصَّلاَةَ لِغَيْرِ وَقْتِهَا؛ فَإِن أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَصَلُّواْ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا وَصَلُّواْ مَعَهُمْ، وَاجْعَلُوهَا سُبْحَةً " 00 أَيْ نَافِلَةً 0

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 779] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَعَلَّكُمْ سَتُدْرِكُونَ أَقْوَامَاً يُصَلُّونَ صَلاَةً لِغَيْرِ وَقْتِهَا؛ فَإِذَا أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَصَلُّواْ في بُيُوتِكُمْ في الْوَقْتِ الَّذِي تَعْرِفُون، ثُمَّ صَلُّواْ مَعَهُمْ وَاجْعَلُوهَا سُبْحَةً " 00 أَيْ نَافِلَةً 0

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في إِصْلاَحِ المَسَاجِدِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَة، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3601] عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيَكُونُ أُمَرَاءُ تَشْغَلُهُمْ أَشْيَاء؛ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ وَقْتِهَا؛ فَاجْعَلُواْ صَلاَتَكُمْ مَعَهُمْ تَطَوُّعَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1257]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اسْتَمْتِعُواْ مِن هَذَا الْبَيْت؛ فَإِنَّهُ قَدْ هُدِمَ مَرَّتَين، وَيُرْفَعُ في الثَّالِثَة " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 955، 1451]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّين [أَيْ قَلَّ بَينَ النَِّاس] وَظَهَرَتِ الرَّغْبَة، وَاخْتَلَفَتِ الإِخْوَان، وَحُرِّقَ البَيْتُ العَتِيق " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: (26872)، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

وَهَذِهِ رِوَايَةٌ أُخْرَى عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إِلاَّ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيهَا: " مَا أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّين، وَسُفِكَ الدَّمُ، وَظَهَرَتِ الزِّينَة، وَشَرُفَ البُنْيَان، وَاخْتَلَفَ الأَخَوَان، وَحُرِّقَ البَيْتُ العَتِيق " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (2744)، وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

تُبَّعٌ وَغَزْوُهُ لِلْكَعْبَة حَدَّثَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " أَقْبَلَ تُبَّعٌ يُرِيدُ الْكَعْبَة، إِذَا كَانَ بِكُرَاعَ الْغَمِيم [مَوْضِعٌ شَمَالَ مَكَّة]: بَعَثَ اللهُ عَلَيْهِ رِيحَاً لاَ يَكَادُ الْقَائِمُ يَقُومُ إِلاَّ بِمَشَقَّة، وَيَذْهَبُ الْقَائِمُ ثمَّ يَقْعُدُ فَيُصْرَع، وَقَامَتْ عَلَيْهِ وَلَقُواْ مِنهَا عَنَاءً، وَدَعَا تُبَّعٌ حَبْرَيْهِ فَسَأَلَهُمَا: مَا هَذَا الَّذِي بُعِثَ عَلَيّ 00؟ قَالاَ: أَتُؤَمِّنَّا 00؟

قَال: أَنْتُمْ آمِنُون؛ قَالاَ: فَإِنَّكَ تُرِيدُ بَيْتَاً يَمْنَعُهُ اللهُ مِمَّن أَرَادَهُ؛ قَال: فَمَاذَا يُذْهِبُ هَذَا عَنيِّ؟ قَالاَ: تَجَرَّدْ في ثَوْبَينِ ثُمَّ تَقُول: لَبَّيْكَ لَبَّيْك، ثُمَّ تَدْخُلُ فَتَطُوفُ بِذَلِكَ الْبَيْت، وَلاَ تُهِيجُ أَحَدَاً مِن أَهْلِهِ؛ قَال: فَإِن أَجْمَعْتُ عَلَى هَذَا ذَهَبَتْ هَذِهِ الرِّيحُ عَنيِّ 00؟ قَالاَ نَعَمْ؛ فَتَجَرَّدَ ثُمَّ لَبىَّ؛ فَأَدْبَرَتِ الرِّيحُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِم " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3463]

بَعْضُ مَا جَرَى لِلْبَيْتِ مِنَ الخَرَابِ زَمَنَ الْقَرَامِطَة سَنَةَ ثَلاَثِمِاْئَة هِجْرِيَّة الحُكْمُ الْعُبَيْدِي وَدَوْلَةُ الْقَرَامِطَة، الَّذِينَ قَتَلُواْ الحَجِيجَ وَسَرَقُواْ الحَجَرَ الأَسْوَد، وَسَبُّواْ الصَّحَابَة: قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ مُعَلِّقَاً عَلَى مَا وَقَعَ مِمَّنْ تَوَلىَّ كِبْرَهَا: عُبَيْدِ اللهِ المَهْدِيِّ وَابْنِهِ الْقَائِم: " خَطَبَهُمْ في الجُمُعَةِ أَحْمَدُ بْنُ أَبي الْوَلِيدِ وَحَرَّضَهُمْ وَقَال: جَاهِدُواْ مِنْ كَفَرَ بِاللهِ وَزَعَمَ أَنَّهُ رَبٌّ مِنْ دُونِ الله، وَغَيَّرَ أَحْكَامَ الله، وَسَبَّ نَبِيَّهُ وَأَصْحَابَ نَبِيِّهِ؛ فَبَكَى النَّاسُ بُكَاءً شَدِيدَاً، ثمَّ قَال:

اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الْقَرْمَطِيَّ الْكَافِرَ المَعْرُوفَ بِابْنِ عُبَيْدِ اللهِ المُدَّعِي الرُّبُوبِيَّةَ جَاحِدٌ لِنِعْمَتِك، كَافِرٌ بِرُبُوبِيَّتِك، طَاعِنٌ عَلَى رُسُلِك، مُكَذِّبٌ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّك، سَافِكٌ لِلدِّمَاء؛ فَالْعَنهُ لَعْنَاً وَبِيلا، وَأَخْزِهِ خِزْيَّاً طَوِيلا، وَاغْضَبْ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى بِهِمُ الجُمُعَة " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 156/ 15]

قَالَ محَمَّدُ بْنُ رزَام الْكُوفِيّ: حَكَى لي ابْنُ حَمْدَانَ الطَّبِيبُ قَال: " أَقَمْتُ بِالقَطِيفِ أُعَالجُ مَرِيضَاً [مِنَ الْقَرَامِطَة]؛ فَمَا زِلْتُ أَسْمَعُهُمْ تِلْكَ الأَيَّامَ يَلْعنُونَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَمحَمَّدَاً عَلَيْهِمُ السَّلاَم، وَعَلِيَّاً كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه، وَرَأَيْتُ مُصْحَفَاً مُسِحَ بغَائِط " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 325/ 15]

سَارَ مَلِكُ الْبَحْرَيْنِ أَبُو طَاهِرٍ سُلَيْمَانُ بْنُ حَسَنٍ الجَنَّابيُّ إِلىَ مَكَّةَ في سَبْعمِاْئَةِ فَارِس؛ فَاسْتَبَاحَ الحَجِيجَ كُلَّهُمْ في الحَرَم، وَاقْتَلَعَ الحَجَرَ الأَسْوَدَ وَرَدَمَ زَمْزَمَ بِالقَتْلَى، وَصَعِدَ عَلَى عَتَبَةِ الْكَعْبَةِ يَصيح: إِنَّني اللهُ وَبَاللَّه أَنَا ... يَخْلُقُ الخَلْقَ وَأُفْنِيهِمْ أَنَا فَقَتَلَ في سِكَكِ مَكَّةَ وَمَا حَوْلهَا زُهَاءَ ثَلاَثِينَ أَلْفَاً، وَسَبىَ الذُّرِّيَّة، وَأَقَامَ بِالحَرَمِ سِتَّةَ أَيَّام، وَقَتَلَ أَمِيرَ مَكَّة ابْنَ مُحَارِب، وَعَرَّى الْبَيْت، وَأَخَذَ بَابَهُ، وَرَجَعَ إِلىَ بلاَدِ هَجَرَ بِالْبَحْرَيْن " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 321/ 15]

وَدَخَلَ الحَرَمَ قِرْمَطِيُّ سَكْرَانُ عَلَى فَرَسٍ، فَصَفَّرَ لَهُ أَبُو طَاهِرٍ؛ فَبَالَ عِنْدَ الْبَيْت، وَضَرَبَ الحَجَرَ بِمِطْرَقَةٍ فَهَشَّمَهُ وَاقْتَلَعَهُ، وَأَقَامُواْ بِمَكَّةَ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمَاً، وَبَقِيَ الحَجَرُ الأَسْوَدُ عِنْدَهُمْ نَيِّفَاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَيُقَالُ هَلَكَ تَحْتَهُ إِلىَ هَجَرَ أَرْبَعُونَ جَمَلاً، فَلَمَّا أُعِيدَ كَانَ عَلَى قَعُودٍ ضَعِيفٍ فَسَمِن، وَقِيلَ إِنَّ الَّذِي اقْتَلَعَهُ صَاحَ يَا حَمِير، أَنْتُمْ قَلْتُمْ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنَاً؛ فَأَيْنَ الأَمْن " 00؟ [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 322/ 15]

أَمَّا تخْرِيبُهُ الَّذِي سَيَجْرِي في آخِرِ الزَِّمَانِ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله: فَلَنْ يَكُونَ عَلَى يَدِ الْقَرَامِطَة، بَلْ عَلَى يَدِ بَعْضِ الأَحْبَاش 0 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اتْرُكُواْ الحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلاَّ ذُو السُّوَيْقَتَينِ مِنَ الحَبَشَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4309، رَوَاهُ الحَاكِمُ بِرَقْم: 8396]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ مِن آخِرِ أَمْرِ الْكَعْبَة: أَنَّ الحَبَشَ يَغْزُونَ الْبَيْت، فَيَتَوَجَّهُ المُسْلِمُونَ نَحْوَهُمْ؛ فَيَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ رِيحَاً إِثْرَهَا شَرْقِيَّة [أَيْ فَيَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ رِيحَاً نَاحِيَتَهَا تَأْتي مِنْ قِبَلِ المَشْرِق] فَلاَ يَدَعُ اللهُ عَبْدَاً في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ تُقَىً إِلاَّ قَبَضَتْهُ؛ حَتىَّ إِذَا فَرَغُواْ مِن خِيَارِهِمْ

[أَيْ حَتىَّ إِذَا خَلاَ النَّاسُ مِنَ خِيَارِهِمْ] بَقِيَ عُجَاجٌ مِنَ النَّاس [أَيْ حُسَالَة] لاَ يَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ يَنهَوْنَ عَنْ مُنْكَر، وَعَمِدَ كُلُّ حَيٍّ [أَيِ اتَّجَهَ كُلُّ حَيٍّ] إِلىَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنَ الأَوْثَانِ فَيَعْبُدُه؛ حَتىَّ يَتَسَافَدُواْ في الطُّرُقِ كَمَا تَتَسَافَدُ الْبَهَائِم؛ فَتَقُومُ عَلَيْهِمُ السَّاعَة؛ فَمَن أَنْبَأَكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَ هَذَا فَلاَ عِلْمَ لَه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8410]

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلْحَاكِم: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَبْعَثَ اللهُ رِيحَاً لاَ تَدَعُ أَحَدَاً في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ تُقَىً أَوْ نُهَىً إِلاَّ قَبَضَتْهُ، وَيَلْحَقُ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ في الجَاهِلِيَّة، وَيَبْقَى عَجَاجٌ مِنَ النَّاسِ لاَ يَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ يَنهَوْنَ عَنْ مُنْكَر، يَتَنَاكَحُونَ في الطَّرِيقِ كَمَا تَتَنَاكَحُ الْبَهَائِم؛ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَأَقَامَ السَّاعَة " 0 [عَجَاجُ النَّاسِ: أَيْ أَرَاذِلُهُمْ وَشِرَارُهُمْ 0 قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: مَوْقُوف، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8407]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لاَ تَفْنىَ هَذِهِ الأُمَّةُ حَتىَّ يَقُومَ الرَّجُلُ إِلى المَرْأَةِ فَيَفْتَرِشَهَا في الطَّرِيق؛ فَيَكُونَ خِيَارُهُمْ يَوْمَئِذٍ مَنْ يَقُولُ لَوْ وَارَيْتَهَا وَرَاءَ هَذَا الحَائِط " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، وَقَالَ الأُسْتَاذ حُسَين سَلِيم أَسَد في أَبي يَعْلَى: إِسْنَادُهُ قَوِيّ، وَوَثَّقَهُ البُوصِيرِي في زَوَائِدِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَتَسَافَدَ النَّاسُ في الطُّرُقِ تَسَافُدَ الحَمِير " 0 [أَيْ كَمَا يَفْعَلُ الحِمَارُ بِأُنْثَاه 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 481، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ البَزَّار]

تَرْتِيبُ الأَحْدَاثِ المَاضِيَة أَوَّلاً يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوج، ثمَّ فَتْرَةُ اسْتِقْرَارٍ وَرَخَاءٍ في الدِّينِ وَالدُّنيَا [اسْتِتْبَابُ الأَمْرِ لِلْمَسِيح] ثمَّ غَزْوُ الأَحْبَاشِ لِلْكَعْبَة، ثمَّ يَخْرُجُ المُؤْمِنُونَ لِلدِّفَاعِ عَنِ الْبَيْت، ثمَّ إِرْسَالُ اللهِ جَلَّ جَلاَلهُ لِلرِّيحِ الطَّيِّبَةِ [الدُّخَانُ] فَيَقْبِضُ أَرْوَاحَ المُؤْمِنِينَ قَبْلَ وُصُولِهِمْ لِلْبَيْتِ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرَاً كَانَ مَفْعُولاَ، ثمَّ تخْرِيبُ الْكَعْبَةِ عَلَى أَيْدِي الأَحْبَاش، ثُمَّ رَفْعُ الْبَيْت 0

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِىِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيُحَجَّنَّ البَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1593 / فَتْح] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَأَنيِّ أَنْظُرُ إِلَيْهِ أَسْوَدُ أَفْحَجُ [أَيْ أَشَلُّ مُقَوَّسُ السَّاقَيْن]، يَقْلَعُهَا حَجَرَاً حَجَرَاً " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 ح / ر: 6752]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَجِيءُ الحَبَشَة، فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابَاً لاَ يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدَا، هُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8099، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 579، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ مِن آخِرِ أَمْرِ الْكَعْبَة: أَنَّ الحَبَشَ يَغْزُونَ الْبَيْت، فَيَتَوَجَّهُ المُسْلِمُونَ نَحْوَهُمْ؛ فَيَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ رِيحَاً إِثْرَهَا شَرْقِيَّة [أَيْ فَيَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ رِيحَاً نَاحِيَتَهَا تَأْتي مِنْ قِبَلِ المَشْرِق] فَلاَ يَدَعُ اللهُ عَبْدَاً في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ تُقَىً إِلاَّ قَبَضَتْهُ؛ حَتىَّ إِذَا فَرَغُواْ مِن خِيَارِهِمْ [أَيْ حَتىَّ إِذَا خَلاَ النَّاسُ مِنَ خِيَارِهِمْ] بَقِيَ عُجَاجٌ مِنَ النَّاس [أَيْ حُسَالَة]

لاَ يَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ يَنهَوْنَ عَنْ مُنْكَر، وَعَمِدَ كُلُّ حَيٍّ [أَيِ اتَّجَهَ كُلُّ حَيٍّ] إِلىَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنَ الأَوْثَانِ فَيَعْبُدُه؛ حَتىَّ يَتَسَافَدُواْ في الطُّرُقِ كَمَا تَتَسَافَدُ الْبَهَائِم؛ فَتَقُومُ عَلَيْهِمُ السَّاعَة؛ فَمَن أَنْبَأَكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَ هَذَا فَلاَ عِلْمَ لَه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8410]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِىِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ لاَ يُحَجَّ البَيْت " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1593 / فَتْح]

رَفْعُ الْقُرْآن عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْب ـ أَيْ يَتَلاَشَى كَمَا يَتَلاَشَى لَوْنُ الثَّوْب ـ حَتىَّ لاَ يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلاَ نُسُكٌ وَلاَ صَدَقَة، وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ في لَيْلَةٍ؛ فَلاَ يَبْقَى في الأَرْضِ مِنهُ آيَة، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاس: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُون: أَدْرَكْنَا آبَاءنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَة: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؛ فَنَحْنُ نَقُولُهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4049، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم]

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُرْفَعُ إِلىَ السَّمَاء؛ فَلاَ يُصْبِحُ في الأَرْضِ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَلاَ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَلاَ الزَّبُور، وَيُنْتَزَعُ مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ فَيُصْبِحُونَ وَلاَ يَدْرُونَ مَا هُوَ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8544]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ أَوَّلَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَة، وَآخِرُ مَا يَبْقَى الصَّلاَة، وَإِنَّ هَذَا القُرْآنَ الَّذِي بَينَ أَظْهُرِكُمْ يُوشِكُ أَنْ يُرْفَع؛ قَالُواْ: وَكَيْفَ يُرْفَعُ وَقَدْ أَثْبَتَهُ اللهُ في قُلُوبِنَا وَأَثْبَتْنَاهُ في مَصَاحِفِنَا 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: يُسْرَى عَلَيْهِ لَيْلَةً فَيَذْهَبُ ما في قُلُوبِكُمْ وَمَا في مَصَاحِفِكُمْ، ثُمَّ قَرَأَ رَضِيَ اللهُ عَنه: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاَ} {الإِسْرَاء/86} [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك ِ بِرَقْم: 8538]

ـ ظُهُورُ المَثْنَاة [كِتَابٌ يُقْرَأُ وَيُحْفَظُ غَيرَ كِتَابِ الله]: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُرْفَعَ الأَشْرَار، وَتُوضَعَ الأَخْيَار، وَأَنْ يُخْزَنَ الْفِعْلُ وَالْعَمَلُ وَيَظْهَرَ الْقَوْل، وَأَنْ يُقْرَأَ بِالمَثْنَاةِ في الْقَوْمِ لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُغَيِّرُهَا أَوْ يُنْكِرُهَا؛ فَقِيل: وَمَا المُثَنَّاة 00؟ قَالَ: مَا اكْتُتِبَتْ سِوَى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2821، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8661]

حَدَّثَ محَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَنَّادٍ عَنِ الحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الجَرَوِيِّ عَنِ الشَّافِعِيِّ قَال: " خَلَّفْتُ بِبَغْدَادَ شَيْئَاً أَحْدَثَتْهُ الزَّنَادِقَةُ يُسَمُّونَهُ التَّغْبير، يُشْغَلُونَ بِهِ عَنِ الْقُرْآن " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 92/ 10]

اخْتِفَاءُ قَوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَالأَمْرِ المَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَر وَعَوْدَةُ عِبَادَةِ الأَصْنَام عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " لاَ يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتىَّ تُعْبَدَ اللاَّتُ وَالعُزَّى " 00!! فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللهُ {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُون} {التَّوْبَة/33، الصَّف/9}

أَنَّ ذَلِكَ تَامَّاً؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ الله، ثمَّ يَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا طَيِّبَة؛ فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إِيمَان؛ فَيَبْقَى مَنْ لاَ خَيْرَ فِيه؛ فَيَرْجِعُونَ إِلى دِينِ آبَائِهِمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2907 / عَبْد البَاقِي)، وَرَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8381]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاس، في خِفَّةِ الطَّيْر، وَأَحْلاَمِ السِّبَاع، لاَ يَعْرِفُونَ مَعْرُوفَاً وَلاَ يُنْكِرُونَ مُنْكَرَاً؛ فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَيَقُول: أَلاَ تَسْتَجِيبُون 00؟ فَيَقُولُون: فَمَا تَأْمُرُنَا 00؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الأَوْثَان " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2940 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَة " 0 وَذُو الخَلَصَة: طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّذِي كَانُواْ يَعْبُدُونَهُ في الجَاهِلِيَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7116 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2906 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْح {1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ اللهِ أَفْوَاجَا {2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا} {النَّصْر} فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَيَخْرُجُنَّ مِنهُ أَفْوَاجَاً؛ كَمَا دَخَلُوهُ أَفْوَاجَاً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8518، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الدَّارِمِيُّ في سُنَنِه]

عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِن أُمَّتي بِالمُشْرِكِين، وَحَتىَّ يَعْبُدُواْ الأَوْثَان " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2219]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ الحَبَشَ يَغْزُونَ الْبَيْت، فَيَتَوَجَّهُ المُسْلِمُونَ نحْوَهُمْ؛ فَيَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ رِيحَاً إِثْرَهَا شَرْقِيَّة [أَيْ فَيَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ رِيحَاً نَاحِيَتَهَا تَأْتي مِنْ قِبَلِ المَشْرِق] فَلاَ يَدَعُ اللهُ عَبْدَاً في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ تُقَىً إِلاَّ قَبَضَتْهُ؛ حَتىَّ إِذَا فَرَغُواْ مِن خِيَارِهِمْ [أَيْ حَتىَّ إِذَا خَلاَ النَّاسُ مِنَ خِيَارِهِمْ]

بَقِيَ عُجَاجٌ مِنَ النَّاس [أَيْ حُسَالَة] لاَ يَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ يَنهَوْنَ عَنْ مُنْكَر، وَعَمِدَ كُلُّ حَيٍّ [أَيِ اتَّجَهَ كُلُّ حَيٍّ] إِلىَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنَ الأَوْثَانِ فَيَعْبُدُه؛ حَتىَّ يَتَسَافَدُواْ في الطُّرُقِ كَمَا تَتَسَافَدُ الْبَهَائِم؛ فَتَقُومُ عَلَيْهِمُ السَّاعَة؛ فَمَن أَنْبَأَكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَ هَذَا فَلاَ عِلْمَ لَه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8410]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ اللهُ الله " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 148 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ لاَ يُقَالَ في الأَرْض: الله الله " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8511]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى رَجُلٍ يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَيَأْمُرُ بِالمَعْرُوفِ وَيَنهَى عَنِ المُنْكَر " 0 [قَالَ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، وَصَحَّحَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط نِصْفَهُ الأَوَّلَ في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى شِرَارِ الخَلْق، هُمْ شَرٌّ مِن أَهْلِ الجَاهِليَّة، لاَ يَدْعُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ إِلاَّ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ " 0 [أَيْ أَعْطَاهُمْ إِيَّاهُ فِتْنَةً لَهُمْ وَاسْتِدْرَاجَا 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1924 / عَبْد البَاقِي]

حَدَّثَ مَكْحُولٌ الدِّمَشْقِيُّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " قِيل: يَا رَسُولَ الله؛ مَتىَ نَدَعُ الاِئْتِمَارَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَر 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا ظَهَرَ فِيكُمْ مَا ظَهَرَ في بَني إِسْرَائِيل: إِذَا كَانَتِ الْفَاحِشَةُ في كِبَارِكُمْ، وَالمُلْكُ في صِغَارِكُمْ، وَالعِلْمُ في رُذَّالِكُمْ " 00 أَيْ سُفَلاَئِكُمْ 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ قَوِيّ 0 ح / ر: 12966]

ظُهُورُ الخَسْفِ وَالمَسْخِ في بَعْضِ قَبَائِلَ مِن الْعَرَب عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَا أَنَس؛ إِنَّ النَّاسَ يُمَصِّرُونَ أَمْصَارَاً، وَإِنَّ مِصْرَاً مِنهَا يُقَالُ لَهُ الْبَصْرَةُ أَوْ البُصَيْرَة؛ فَإِن أَنْتَ مَرَرْتَ بِهَا أَوْ دَخَلْتَهَا: فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا وَكِلاَءَهَا وَسُوقَهَا، وَبَابَ أُمَرَائِهَا، وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا؛ فَإِنَّهُ يَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَقَذْفٌ وَرَجْف، وَقَوْمٌ يَبِيتُونَ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِير " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَفي مِشْكَاةِ المَصَابِيح، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4307]

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ ذِكْرِ الدَّجَّال: " وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ حَتىَّ تَرَوْنَ أَشْيَاءَ مِنْ شَأْنِكُمْ يَتَفَاقَمُ في أَنْفُسِكُمْ؛ حَتىَّ تَسَاءَلُونَ بَيْنَكُمْ: هَلْ ذَكَرَ نَبِيُّكُمْ مِنْ هَذَا ذِكْرَاً 00؟! وَحَتىَّ تَزُولَ الجِبَالُ عَنْ مَرَاتِبِهَا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَى ذَلِكَ الْقَبْضُ الْقَبْض " 0 قَالَ الإِمَامُ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ في شَرْحِ مَعْنىَ " الْقَبْض ": أَيِ المَوْت " [صَحَّحَهُ الأَئِمَّةُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالحَاكِم 0 النِّهَايَةُ في الْفِتَنِ وَالمَلاَحِم لِلْحَافِظِ ابْنِ كَثِير]

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ في طَبَقَاتِهِ: " أَخْبَرَنَا محَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ قَال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ عَن أَبي عَاصِمٍ الْغَطَفَانيِّ قَال: كَانَ حُذَيْفَةُ لاَ يَزَالُ يُحَدِّثُ الحَدِيثَ فَيَسْتَفْظِعُونَهُ؛ فَقِيلَ لَهُ: يُوشِكُ أَنْ تُحَدِّثَنَا أَنَّهُ يَكُونُ فِينَا مَسْخ؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: نَعَمْ 00 لَيَكُونَنَّ فِيكُمْ مَسْخ: قِرَدَةٌ وَخَنَازِير " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 367/ 2]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " في أُمَّتي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْف " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8376] الخَسْف: أَنْ تَنْشَقَّ الأَرْضُ وَتَبْتَلِعَ الْوَرَى وَالْقُرَى [الْوَرَى: أَيِ الْبَشَر] المَسْخ: هُوَ مَسْخُ الإِنْسَانِ قِرْدَاً وَالْعِيَاذُ بِاللهِ أَوْ خِنْزِيرَاً 0 الْقَذْف: رَمْيٌ بِحِجَارَةٍ مِنْ نَارٍ مِنَ السَّمَاء 0

عَنْ صُحَارٍ الْعَبْدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُوُم السَّاعَةُ حَتىَّ يُخْسَفَ بِقَبَائِلَ مِن الْعَرَب؛ فَيُقَال: مَنْ بَقِيَ مِنْ بَني فُلاَن " 00؟ [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8375]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَكْثُرُ الصَّوَاعِقُ عِنْدَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ فَيُصْبِحُ الْقَوْمُ فَيَقُولُون: مَنْ صَعِقَ الْبَارِحَة 00؟ فَيَقُولُون: صَعِقَ فُلاَنٌ وَفُلاَن " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8373]

كَلاَمُ السِّبَاعِ وَالجَمَادَاتِ لِلإِنْس عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الإِنْس، وَحَتىَّ تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِه، وَتُخْبِرُهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ مِنْ بَعْدِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِع الصَّحِيحِ وَمِشْكَاةِ المَصَابِيحِ وَسُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِأَرْقَام: 7083، 5459، 2181] اللَّهُمَّ عَلِّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمَا، وَأَدْخِلْنَا في رَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين، وَانْصُرِ الإِسْلاَمَ وَأَعِزَّ المُسْلِمِين، وَآخِرُ دَعْوَانَا: أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِين 00

الجزء الثالث: الساعة وأشراطها

جَوَاهِرُ مِن أَقْوَالِ الرَّسُول [3]: [وَهُوَ عَنْ خُرُوجِ الدَّابَّة، وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالنَّفْخِ في الصُّور، وَالْبَعْث، وَقِيَامِ النَّاسِ لِرَبِّ العَالَمِين، وَالصِّرَاط، وَالحِسَاب، وَالشَّفَاعَة، وَالقَنْطَرَة، وَالجَنَّةِ وَأَخْبَارِهَا، وَالنَّارِ وَأَخْبَارِهَا]:

آخِرُ أَيَّامِ الدُّنيَا وَأَوَّلُ أَيَّامِ الآخِرَة {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبيِّ لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ في السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَة} {الأَعْرَاف/187} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَة؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَم وَفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّة، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنهَا، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ في يَوْمِ الجُمُعَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 854 / عَبْد البَاقِي]

{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيهُمُ المَلاَئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسَاً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُن آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيرَاً قُلِ انْتَظِرُواْ إِنَّا مُنْتَظِرُون} {الأَنعَام/158} نَبْدَأُ الحَدِيثَ عَن آخِرِ أَيَّامِ الدُّنيَا وَأَوَّلِ أَيَّامِ الآخِرَة: بِالْكَلاَمِ عَنِ الدَِابَّة 0

خُرُوجُ الدَّابَّة {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُواْ بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُون} {النَّمْل/82} هَذَا الحَدِيثُ هُوَ الَّذِي جَعَلَني أَسْتَفْتِحُ كِتَابَ أَهْوَالِ الْقِيَامَةِ وَالدَّارِ الآخِرَةِ بِذِكْرِ الدَّابَّة: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ خُرُوجًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحَىً، وَأَيُّهُمَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا: فَالأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2941 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثٌ إِذَا خَرَجْنَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسَاً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيْرَاً: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّال، وَدَابَّةُ الأَرْض " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 158 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تخْرُجُ الدَّابَّةُ وَمَعَهَا عَصَا مُوسَى وَخَاتَمُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِمَا السَّلاَم؛ فَتَخْطِمُ أَنْفَ الكَافِرِ بِالخَاتَم، وَتَجْلُو وَجْهَ المُؤْمِنِ بِالْعَصَا؛ حَتىَّ إِنَّ أَهْلَ الخِوَانِ لَيجْتَمِعُونَ عَلَى خِوَانِهِمْ فَيَقُولُ هَذَا: يَا مُؤْمِن، وَيَقُولُ هَذَا: يَا كَافِر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7924)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النَّاسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ، ثمَّ يُعَمِّرُونَ فِيكُمْ؛ حَتىَّ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ البَعِيرَ فَيَقُول ـ أَيْ فَيَقُولَ لَهُ صَاحِبُه: مِمَّنِ اشْتَرَيْتَه 00؟ فَيَقُول: اشْتَرَيْتُهُ مِن أَحَدِ المُخَطَّمِين " 00 أَيِ المَوْسُومِينَ المُعَلَّمِين 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْبٌ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 22362، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 322]

عَن أَبي الطُّفَيْلِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا جُلُوسَاً عِنْدَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَذُكِرَتِ الدَّابَّة؛ فَقَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: إِنَّهَا نَخْرُجُ ثَلاَثَ خَرْجَاتٍ في بَعْضِ الْبَوَادِي، ثُمَّ تَكْمُن، ثُمَّ تَخْرُجُ في بَعْضِ الْقُرَى؛ حَتىَّ يُذْعَرُواْ ـ أَيْ يُصِيبُهُمُ الْفَزَع ـ وَحَتىَّ تُهرِيقَ فِيهَا الأُمَرَاءُ الدِّمَاء، ثُمَّ تَكْمُن، فَبَيْنَمَا النَّاسُ عِنْدَ أَعْظَمِ المَسَاجِدِ وَأَفْضَلِهَا وَأَشْرَفِهَا وَمَا سَمَّاه؛ حَتىَّ قُلْنَا المَسْجِدُ الحَرَام: إِذِ ارْتَفَعَتِ الأَرْضُ وَيَهْرَبُ النَّاسُ وَيَبْقَي عَامَّةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَقُولُون: إِنَّهُ لَنْ يُنْجِيَنَا مِن أَمْرِ اللهِ شَيْء، فَتَخْرُجُ فَتَجْلُو وُجُوهَهُمْ حَتىَّ تَجْعَلَهَا كَالْكَوَاكِبِ الدُّرِّيَّة " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8491]

لَحْظَةُ قِيَامِ السَّاعَة، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبهَا؛ فَإِذَا طَلَعَتْ فَرَآهَا النَّاسُ آمَنُواْ أَجْمَعُون؛ فَذَلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسَاً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُن آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إِيمَانهَا خَيْرَا 00!! وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلاَنِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا؛ فَلاَ يَتَبَايَعَانِهِ وَلاَ يَطْوِيَانِه 00!! وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِه ـ أَيْ نَاقَتِهِ ـ فَلاَ يَطْعَمُه 00!!

وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يَلِيطُ حَوْضَهُ ـ أَيْ يَطْلِيه ـ فَلاَ يَسْقِي فِيه 00!! وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أَحَدُكُمْ أُكْلَتَهُ [وَفي حَدِيثٍ آخَرَ صَحِيح: لُقْمَتَهُ] إِلى فِيه فَلاَ يَطْعَمُهَا " 0وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أَحَدُكُمْ أُكْلَتَهُ إِلى فِيه؛ فَلاَ يَطْعَمُهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6506 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2954 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يُنَادِي مُنَادٍ بَينَ يَدَيِ السَّاعَة: يِا أَيُّهَا النَّاس؛ أَتَتْكُمُ السَّاعَة؛ فَيَسْمَعُهَا الأَحْيَاءُ وَالأَمْوَات، وَيَنْزِلُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ إِلىَ السَّمَاءِ الدُّنيَا فَيُنَادِي: {لِمَنِ المُلْكُ اليَوْم للهِ الوَاحِدِ القَهَّار} {غَافِر/16} [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مخْتَصَرِ الْعُلُوّ]

عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ قَبْلَ السَّاعَةِ سَحَابَةٌ سَوْدَاءُ مِنْ قِبَلِ المَغْرِب، مِثْلُ التُّرْس، فَمَا تَزَالُ تَرْتَفِعُ في السَّمَاءِ وَتَنْتَشِر، حَتىَّ تَمْلأَ السَّمَاء، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَيُّهَا النَّاس، فَيُقْبِلُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ: هَلْ سَمِعْتُمْ 00؟! فَمِنهُمْ مَنْ يَقُولُ نَعَمْ، وَمِنهُمْ مَنْ يَشُكّ، ثُمَّ يُنَادَى الثَّانِيَة: يَا أَيُّهَا النَّاس؛ فَيَقُولُ النَّاس:

هَلْ سَمِعْتُمْ 00؟! فَيَقُولُونَ نَعَمْ، ثُمَّ يُنَادَى: أَيُّهَا النَّاس؛ أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوه 00!! قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ إِنَّ الرَّجُلَينِ لَيَنْشُرَانِ الثَّوْب؛ فَمَا يَطْوِيَانِهِ أَوْ يَتَبَايَعَانِه، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَمْدُرُ حَوْضَهُ ـ أَيْ يَسُدُّ الثُّغُورَ الَّتي بَينَ لَبِنَاتِهِ بِالطِّينِ وَيُصْلِحُه ـ فَمَا يَسْقِي فِيهِ شَيْئَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيحْلِبُ نَاقَتَهُ؛ فَمَا يَشْرَبُهُ أَبَدًا " 0

[قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8622] عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلْتُ المَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِس، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَبَا ذَرّ؛ هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ " 00؟

قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ تَسْتَأْذِنُ في السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا ارْجِعِي مِن حَيْثُ جِئْتِ؛ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7424 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 159 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْس: " أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَب " 00؟

قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتىَّ تَسْجُدَ تحْتَ العَرْش، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلاَ يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلاَ يُؤْذَنَ لهَا، يُقَالُ لهَا: ارْجِعِي مِن حَيْثُ جِئْتِ؛ فَتَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا؛ فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلاَ: {وَالشَّمْسُ تجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيم} {يَسِ/38} " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3199 / فَتْح]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَاً: " أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْس " 00؟ قَالُواْ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتىَّ تَنْتَهِيَ إِلى مُسْتَقَرِّهَا تحْتَ العَرْش، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، فَلاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتىَّ يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِن حَيْثُ جِئْتِ؛ فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثمَّ تَجْرِي حَتىَّ تَنْتَهِيَ إِلى مُسْتَقَرِّهَا تحْتَ العَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، وَلاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتىَّ يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِن حَيْثُ جِئْتِ؛ فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي لاَ يَسْتَنْكِرُ النَّاسُ مِنهَا شَيْئَاً؛

حَتىَّ تَنْتَهِيَ إِلى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ العَرْش؛ فَيُقَالُ لَهَا: ارْتَفِعِي، أَصْبحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ؛ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا، أَتَدْرُونَ مَتى ذَاكُمْ ذَاك " 00؟ حِينَ {لاَ يَنْفَعُ نَفْسَاً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُن آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيرَا} {الأَنعَام/158} [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 159 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنْ قِبَلِ مَغْرِبِ الشَّمْسِ بَابَاً مَفْتُوحَاً: عَرْضُهُ سَبْعُونَ سَنَة، فَلاَ يَزَالُ ذَلِكَ البَابُ مَفْتُوحَاً لِلتَّوْبَةِ حَتىَّ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نحْوِه ـ أَيْ مِنْ جِهَتِه ـ فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ نحْوِهِ: لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيْرَا " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: (4070، 3535)، وَالأُسْتَاذ وَلِيد الأَعْظُمِي في صَحِيحِ ابْنِ خُزَيْمَة]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللهُ عَلَيْه " 0 [وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلإِمَامِ أَحْمَدَ بِسَنَدٍ صَحِيح: " قُبِلَ مِنهُ " 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2703 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ الرَحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الهِجْرَةَ خَصْلَتَان: إِحْدَاهُمَا أَنْ تَهْجُرَ السَّيِّئَات، وَالأُخْرَى أَنْ تُهَاجِرَ إِلى اللهِ وَرَسُولِه، وَلاَ تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ مَا تُقُبِّلَتِ التَّوْبَة، وَلاَ تَزَالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةً حَتىَّ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ المَغْرِب، فَإِذَا طَلَعَتْ؛ طُبِعَ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ بِمَا فِيهِ وَكُفِيَ النَّاسُ العَمَل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (1671)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَة: فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ تَقُومَ حَتىَّ يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي الأَدَبِ المُفْرَدِ بِأَرْقَام: 1424، 9، 479، رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في الأَدَب]

النَّفْخُ في الصُّور عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ أَعْرَابيٌّ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: مَا الصُّور 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيه " 00 وَهُوَ الْبُوق، أَوِ البُورِي 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيْ أَبي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ]

قَالَ تَعَالىَ: {وَنُفِخَ في الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ في السَّمَاوَاتِ وَمَنْ في الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ الله، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُون} {الزُّمَر/68} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4935 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2955 / عَبْد البَاقِي]

لَمْ يُحَدِّدِ الحَدِيثُ أَرْبَعِينَ يَوْمَاً أَمْ أَرْبَعِينَ شَهْرَاً أَمْ أَرْبَعِينَ عَامَاً 00؟ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُنْفَخُ في الصُّور؛ فَلاَ يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَصْغَى ليتَاً وَرَفَعَ ليتَاً [أَيْ أَمَالَ رَأْسَهُ وَأَطْرَقَ كَالمُتَسَمُِّع] وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِه [أَيْ يَطْلِيهِ بِالطِّين] فَيُصْعَقُ وَيُصْعَقُ النَّاس " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2940 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يَقُومُ المَلَكُ بِالصُّورِ بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَيَنْفُخُ فِيه؛ فَلا يَبْقَى خَلْقٌ في السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ مَات؛ إِلاَّ مَنْ شَاءَ رَبُّك " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8519، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَأَلَ جِبرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَن هَذِهِ الآيَة: " مَنِ الَّذِينَ لَمْ يَشَإِ اللهُ أَنْ يَصْعَقَهُمْ " 00؟ قَالَ جِبرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم: " هُمْ شُهَدَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلّ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3000]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " النَّاسُ يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَة، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيق؛ فَإِذَا أَنَا بمُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْش؛ فَلاَ أَدْرِي: أَفَاقَ قَبْلي؛ أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّور " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3398 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2373 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الجُمُعَة؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَفِيهِ قُبِض، وَفِيهِ نَفْخَةُ الصُّور، وَفِيهِ الصَّعْقَة؛ فَأَكْثِرُواْ عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيه؛ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيّ " 0 قَالُواْ: وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ 00؟ [أَيْ بَلِيتَ وَصِرْتَ تُرَابَاً] قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاء " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الأَئِمَّةِ أَبي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَةَ وَالنَّسَائِيّ، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ طَرْفَ صَاحِبِ الصُّورِ مُذْ وُكِّلَ بِهِ مُسْتَعِدٌّ يَنْظُرُ نحْوَ الْعَرْشِ مخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ طَرْفُه، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّان " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَفي مخْتَصَرِ الْعُلُوّ، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم] عَنِ الْبرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " صَاحِبُ الصُّور: وَاضِعٌ الصُّورَ عَلَى فِيهِ مُنْذُ خُلِقَ يَنْتَظِرُ مَتىَ يُؤْمَرُ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ فَيَنْفُخ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (7200)، أَخْرَجَهُ ابْنُ الخَطِيب]

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَيْفَ أَنعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ القَرْنَ وَحَنىَ جَبْهَتَهُ وَأَصْغَى السَّمْعَ مَتىَ يُؤْمَر " 0 فَسَمِعَ ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قُولُواْ: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيل " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 19345، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3243]

الْبَعْثُ مِنَ الْقُبُور قَالَ تَعَالىَ: {وَنُفِخَ في الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُون} {يَسِ/51} الأَجْدَاث: هِيَ الْقُبُور 0 قَالَ تَعَالىَ: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُر {6} خُشَّعَاً أَبْصَارُهُمْ يخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِر} {القَمَر}

جَاءَ في تَفْسِيرِ الإِمَامِ الْقُرْطُبيِّ وَفي الْبَحْرِ المحِيطِ أَنَّ الدَّاعِيَ هُوَ إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ قَالَ تَعَالىَ: {مُهْطِعِينَ إِلى الدَّاعِ يَقُولُ الكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِر} {القَمَر/8} مُهْطِعِين: أَيْ مُسْرِعين أَوْ نَاظِرِينَ شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ: أَيْ ثَابِتَةً مُرَكَّزَةً لاَ تَلْتَفِتُ طَرْفَةَ عَيْن: وَمِثْلُهَا في الرُّؤُوسِ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ} {أَيْ مُثَبِّتي رُؤُوسِهِمْ 0 إِبْرَاهِيم/43} أَلاَ صَدَقَ تَعَالىَ عِنْدَمَا قَالَ: {وَكَانَ يَوْمَاً عَلَى الكَافِرِينَ عَسِيرَا} {الفُرْقَان/26}

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ إِلاَّ عَجْبَ الذَّنَب؛ مِنهُ خُلِقَ وَمِنهُ يُرَكَّب " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2955 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَن عَجْبِ الذَّنَب؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل، مِنهُ يُنَشَّئُون " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8801]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُنَزِّلُ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً؛ فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ البَقْل، لَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلاَّ يَبْلَى؛ إِلاَّ عَظْمَاً وَاحِدَاً: وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَب [أَسْفَلُ فَقْرَةٍ في الْعَمُودِ الْفَقْرِيّ] وَمِنهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4935 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2955 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ الأَرْض، إِلاَّ عَجْبُ الذَّنَب، مِنهُ يَنْبُت، وَيُرْسِلُ اللهُ مَاءَ الحَيَاة، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ نَبَاتَ الخَضِر، حَتىَّ إِذَا أُخْرِجَتِ الأَجْسَاد؛ أَرْسَلَ اللهُ الأَرْوَاح، وَكَانَ كُلُّ رُوحٍ أَسْرَعَ إِلى صَاحِبِهِ مِنَ الطَّرْف، ثُمَّ يُنْفَخُ في الصُّورِ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُون " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلالِ الجَنَّة: إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ح / ر: 891]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُرْسِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَطَرًا كَأَنَّهُ الطَّلُّ [أَيْ كَقَطَرَاتِ النَّدَى] فَتَنْبُتُ مِنهُ أَجْسَادُ النَّاس، ثمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى؛ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُون، ثمَّ يُقَال: يَا أَيُّهَا النَّاس؛ هَلُمَّ إِلى رَبِّكُمْ 00 {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُون {24} مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُون {25} بَلْ هُمُ اليَوْمَ مُسْتَسْلِمُون} " 0 [سُورَةُ الصَّافَّات 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2940 / عَبْد البَاقِي]

يَقُولُ جَلَّ جَلاَلهُ: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَتَثْبِيتَاً مِن أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَينِ فَإِن لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بمَا تَعْمَلُونَ بَصِير} {البَقَرَة/265} قَالَتِ المَعَاجِمُ وَالتَّفَاسِيرُ في شَرْحِ مَعْنى الطَّلّ: هُوَ المَطَرُ الضَّعِيف، وَمِنهُمْ مَنْ قَالَ النَّدَى كَمُجَاهِد 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " فَلَيْسَ مِنْ بني آدَمَ خَلْقٌ إِلاَّ في الأَرْضِ مِنهُ شَيْء؛ فَيُرْسِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَاءً مِنْ تحْتِ العَرْشِ كَمَنيِّ الرِّجَال، فَتَنْبُتُ لُحْمَانُهُمْ وَجُثْمَانهُمْ مِنْ ذَلِكَ المَاءِ كَمَا تَنْبُتُ الأَرْضُ مِنَ السُّدِّيّ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: (8519)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير] السُّدِّيّ: هُوَ قَطْرُ النَّدَى الَّذِي يُغَطِّي أَوْرَاقَ النَّبَاتَاتِ في الصَّبَاحِ الْبَاكِر 0

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُخَيِّرُواْ بَينَ الأَنْبِيَاء؛ فَإِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنهُ الأَرْض؛ فَإِذَا أَنَا بمُوسَى آخِذَاً بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْش؛ فَلاَ أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الأُولىَ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2411 / فَتْح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَة، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنهُ القَبْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2278 / عَبْد البَاقِي] عَنِ الْبرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَسَمِعَهُ يَقُول: " رَبِّ قِني عَذَابَك؛ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 709 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُد؛ وَضَعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ اليُمْنى تحْتَ خَدِّهِ ثمَّ قَال: " اللَّهُمَّ قِني عَذَابَك، يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَك " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ وَفي سُنَنيْ أَبي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 5045، 3399، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع]

عَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن أَحَدٍ يَمُوتُ سَقْطَاً وَلاَ هَرِمَاً، وَإِنَّمَا النَّاسُ فِيمَا بَينَ ذَلِك؛ إِلاَّ بُعِثَ ابْنَ ثَلاَثِينَ سَنَة " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ البُوصِيرِي في زَوَائِدِه، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَة، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّد]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المَيِّتَ يُبْعَثُ في ثِيَابِهِ الَّتي يَمُوتُ فِيهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (1971، 1671)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 3114]

وَقَدْ يَتَوَهَّمُ الْقَارِئُ في هَذَا تَعَارُضَاً مَعَ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الَّتي سَنُورِدُهَا بَعْدَ قَلِيل، وَالَّتي تَقُول: " إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3349 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2860 / عَبْد البَاقِي] الرَّأْيُ عِنْدِي [وَاللهُ أَعْلَم]: أَنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ سَيَكْسُوهُمْ لِيُوَارِيَ عَنهُمْ سَوْءَاتِهِمْ؛ أَلَمْ تَسْمَعْهُ يَقُولُ في نَفْسِ الحَدِيث: " وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ القِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3349 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2860 / عَبْد البَاقِي]

فَكَلِمَةُ " وَأَوَّلُ ": تَدُلُّ أَنَّ هُنَاكَ آخَرِينَ سَيُشْرِكُوهُ في هَذَا الأَمْر [الْكُسْوَة] وَقَدْ يَكُونُ المَقْصُودُ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ المَيِّتَ يُبْعَثُ في ثِيَابِهِ الَّتي يَمُوتُ فِيهَا " 0أَيْ عَلَى أَعْمَالِهِ الَّتي مَاتَ عَلَيْهَا 00 عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِكِتَابِ الجَنَّةِ بَابِ: الأَمْرِ بحُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ 0 عِنْدَ المَوْت بِرَقْم: 2878، الكَنْزُ بِرَقْم: 42722] فَالثِّيَابُ هُنَا أَيِ الأَعْمَال؛ وَمِنهُ قَوْلُ الْكَبِيرِ المُتَعَال: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} {المُدَّثِّر/4} قَالَ مجَاهِدٌ في تَفْسِيرِهَا: " أَيْ عَمَلَكَ فَأَصْلِحْهُ " 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِه]

وَحَدَّثَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في شَرْحِ هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَة: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} {المُدَّثِّر/4}: " مِنَ الإِثْم " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3869] وَقَالَ قَتَادَةُ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخْعِيّ: " مِنَ الذُّنُوب " 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِه] اللَّهُمَّ طَهِّرْ إِزَارِي مِنَ الأَوْزَارِ؛ وَاخْتِمْ لي خَاتِمَةَ المُصْطَفَينَ الأَخْيَارِ 0

يَوْمُ الحَشْر عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً " 00 غُرْلاً: أَيْ غَيرَ مخْتُونِين 0 ثمَّ قَرَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدَاً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين} {الأَنْبِيَاء/104} وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ القِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3349 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2860 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مِنَ الخَلاَئِقِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قُبْطِيَّتَيْن [أَيْ بُرْدَتَينِ مِنْ ثِيَابِ مِصْر] وَيُكْسَى محَمَّدٌ بُرْدَةً حَبِرَةً [أَيْ بُرْدَةٌ مُخَطَّطَة] وَهُوَ عَنْ يمِينِ الْعَرْش " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مخْتَصَرِ الْعُلُوّ، وَوَثَّقَهُ الأُسْتَاذ حُسَيْن سَلِيم في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى، رَوَاهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ في مُصَنَِّفِه]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً " 0 قَالَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَا رَسُولَ الله؛ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْض؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الأَمْرُ أَشَدُّ مِن أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَاك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6527 / فَتْح]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً " 0 قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَا رَسُولَ الله؛ النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ جَمِيعَاً يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْض 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا عَائِشَة؛ الأَمْرُ أَشَدُّ مِن أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْض " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2859 / عَبْد البَاقِي]

حَدَّثَ الزُّهْرِيُّ عَن عُرْوَةَ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَبْعَثُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ النَّاسَ يَوْمَ القِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاًَ " 0 فَقَالَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَا رَسُولَ الله؛ فَكَيْفَ بِالعَوْرَات 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ امْرِئٍ مِنهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 24588، صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3332، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

ـ وَيُحْشَرُ في ذَلِكَ الْيَوْمِ كُلُّ شَيْءٍ كَالجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّير وَالْبَهَائِمُ وَالْوُحُوش 00 أَلَمْ تَسْمَعْ إِلىَ قَوْلِهِ تَعَالىَ: {وَيَوْمَ يحْشُرُهُمْ جَمِيعَاً يَا مَعْشَرَ الجِنِّ 000 الآيَة} {الأَنعَام/128} وَإِلىَ قَوْلِهِ تَعَالىَ: {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ} {التَّكْوِير/5} عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في النَّارِ الحَاشِرَة: " تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَن؛ تَسُوقُ النَّاسَ إِلىَ المحْشَر؛ تَحْشُرُ الذَّرَّ وَالنَّمْل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِنَحْوِهِ، صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8317]

يَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ في الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} {الأَنعَام/38} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة: " يُحْشَرُ الخَلْقُ كُلُّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة: الْبَهَائِمُ وَالدَّوَابُّ وَالطَّيْرُ وَكُلُّ شَيْء " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3231]

[الآيَةُ الْعَاشِرَة: خُرُوجُ النَّارِ الحَاشِرَة] ـ وَصْفُ ارْتِحَالِهِمْ وَانْتِقَالهِمْ إِلىَ أَرْضِ المحْشَر: يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيَاً وَبُكْمَاً وَصُمَّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرَا} {الإِسْرَاء}

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً قَال: " يَا نَبيَّ الله؛ كَيْفَ يُحْشَرُ الكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى الرِّجْلَينِ في الدُّنْيَا: قَادِرَاً عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6523 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2806 / عَبْد البَاقِي]

وَتَأْوِيلُ الْفِرَقِ الثَّلاَثِ مِن حَيْثُ النَّوْع: {رَاكِبُون: وَهُمُ السَّابِقُونَ المُقَرَّبُون [صَفْوَةُ المُؤْمِنِين]، وَمُشَاة: وَهُمْ أَصْحَابُ الْيَمِين [عَامَّةُ المُؤْمِنِين]، وَزَاحِفُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ: وَهُمْ أَصْحَابُ الشِّمَال: الْكَفَرَةُ وَالمُشْرِكُون} عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ رِجَالاً وَرُكْبَانَاً، وَتُجَرُّونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8686]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ ثَلاَثَةَ أَصْنَاف: صِنْفٌ مُشَاة، وَصِنْفٌ رُكْبَان، وَصِنْفٌ عَلَى وُجُوهِهِمْ " 0 فَقَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَكَيْفَ يَمْشُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَرْجُلِهِمْ: قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَمَا إِنَّهُمْ يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِمْ كُلَّ حَدَبٍ وَشَوْك " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (8632)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً قَال: " يَا نَبيَّ الله؛ كَيْفَ يُحْشَرُ الكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى الرِّجْلَينِ في الدُّنْيَا: قَادِرَاً عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6523 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2806 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُحْشَرُ المُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجَال [أَيْ بحَجْمِ النَّمْلِ الصَّغِير] يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَان " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6677، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْمَيْ: 2492، 557]

في الآيَتَينِ اللَّتَينِ في سُورَةِ الْوَاقِعَةِ حَيْثُ قَالَ تَعَالىَ: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجَاً ثَلاَثَة {7} فَأَصْحَابُ المَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ المَيْمَنَة {8} وَأَصْحَابُ المَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ المَشْأَمَة {9} وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون {10} أُولَئِكَ المُقَرَّبُون {11} في جَنَّاتِ النَّعِيم {12} ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِين {13} وَقَلِيلٌ مِنَ الآَخِرِين} {الوَاقِعَة}

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تُبْعَثُ نَارٌ عَلَى أَهْلِ المَشْرِق؛ فَتَحْشُرُهُمْ إِلى المَغْرِب: تَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُواْ وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُواْ، يَكُونُ لهَا مَا سَقَطَ مِنهُمْ وَتَخَلَّف، تَسُوقُهُمْ سَوْقَ الجَمَلِ الْكَسِير " 0 [أَيْ تَسُوقُهُمْ مِن خَلْفِهِمْ 0 صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8414]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تُبْعَثُ نَارٌ تَسُوقُ النَّاسَ مِنْ مَشَارِقِ الأَرْضِ إِلىَ مَغَارِبِهَا كَمَا يُسَاقُ الجَمَلُ الْكَسِير، لَهَا مَا تَخَلَّفَ مِنهُمْ، إِذَا قَالُواْ قَالَتْ، وَإِذَا بَاتُواْ بَاتَتْ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8414]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّهَا سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَة، يَنحَازُ النَّاسُ إِلى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم، لاَ يَبْقَى في الأَرْضِ إِلاَّ شِرَارُ أَهْلِهَا، تَلْفِظُهُمْ أَرَضُوهُمْ، تَقْذَرُهُمْ نَفْسُ الله، تحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ القِرَدَةِ وَالخَنَازِير، تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُواْ، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُواْ، وَتَأْكُلُ مَنْ تَخَلَّف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَة، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين] مُهَاجَرُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم: مَكَّة 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَرْءُ مَعَ مَن أَحَبّ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6168 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2640 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلىَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ كَيْفَ تَقُولُ في رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمَاً وَلَمْ يَلْحَقْ بهِمْ 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " المَرْءُ مَعَ مَن أَحَبّ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6169 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2640 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَيْنَمَا أَنَا وَالنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَارِجَانِ مِنَ المَسْجِد: فَلَقِيَنَا رَجُلٌ عِنْدَ سُدَّةِ المَسْجِد [أَيْ مَدْخَلِه] فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ مَتى السَّاعَة 00؟ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَعْدَدْتَ لهَا " 00؟ فَكَأَنَّ الرَّجُلَ اسْتَكَان [أَيْ خَفَّضَ مِن غُلَوَائِهِ وَحِدَّتِه]، ثمَّ قَال: يَا رَسُولَ الله؛ مَا أَعْدَدْتُ لهَا كَبِيرَ صِيَامٍ وَلاَ صَلاَةٍ وَلاَ صَدَقَة، وَلَكِني أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَه؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنْتَ مَعَ مَن أَحْبَبْت " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7153 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2639 / عَبْد البَاقِي]

حَدَّثَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانيِّ في رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنْتَ مَعَ مَن أَحْبَبْت " 00 فَأَنَا أُحِبُّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَأَرْجُو أَن أَكُونَ مَعَهُمْ بحُبيِّ إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3688 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2639 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلاَثِ طَرَائِقَ رَاغِبِينَ رَاهِبِين، وَاثْنَانِ عَلَى بَعِير، وَثَلاَثَةٌ عَلَى بَعِير، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِير، وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِير، وَيَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّار، تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُواْ، وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُواْ، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُواْ، وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5752 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2861 / عَبْد البَاقِي] وَتَأْوِيلُ الْفِرَقِ الثَّلاَث: في الآيَتَينِ اللَّتَينِ في سُورَةِ الْوَاقِعَةِ حَيْثُ قَالَ تَعَالىَ: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجَاً ثَلاَثَة {7} فَأَصْحَابُ المَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ المَيْمَنَة {8} وَأَصْحَابُ المَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ المَشْأَمَة} {الوَاقِعَة}

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ عَلَى ثَلاَثَةِ أَفْوَاج: فَوْجٌ رَاكِبِينَ طَاعِمِينَ كَاسِين، وَفَوْجٌ يمْشُونَ وَيَسْعَوْن، وَفَوْجٌ تَسْحَبُهُمُ المَلاَئِكَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَتَحْشُرُهُمْ إِلى النَّار " 0 فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: هَذَانِ قَدْ عَرَفْنَاهُمَا [المُؤْمِنُونَ وَالْكُفَّار]؛ فَمَا بَالُ الَّذِينَ يَمْشُونَ وَيَسْعَوْن؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُلْقِي اللهَ جَلَّ وَعَلاَ الآفَةَ عَلَى الظَّهْر؛ حَتىَّ لاَ يَبْقَى ظَهْر، حَتىَّ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ لَهُ الحَدِيقَةُ المُعْجِبَة، فَيُعْطِيهَا بِالشَّارِفِ ذَاتِ القَتَب [أَيْ بِالْبَعِيرِ المُسْرَج]، فَلاَ يَقْدِرُ عَلَيْهَا " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ قَوِيّ 0 ح / ر: 21456]

وَهَذَا أَيْضَاً هُوَ المَقْصُودُ بِقَوْلِهِ تَعَالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} {التَّكْوِير/7} أَيْ حُشِرَتْ أَزْوَاجَا: كُلُّ نَفْسٍ مَعَ أَشْبَاهِهَا مِمَّن عَلَى شَاكِلَتِهَا 00 عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ في تَفْسِيرِهَا: " الْفَاجِرُ مَعَ الْفَاجِر، وَالصَّالِحُ مَعَ الصَّالِح " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3902] وَقَالَ قَتَادَةُ وَالحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمَا: «أُلْحِقَ كُلُّ امْرِئٍ بِشِيعَتِهِ: اليَهُودِيُّ مَعَ اليَهُود، وَالنَّصْرَانِيُّ مَعَ النَّصَارَى» 0 [مجْمُوعُ الْفَتَاوَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة]

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في تَفْسِيرِهَا: «ذَلِكَ حِين يَكُونُ النَّاسُ أَزْوَاجَاً ثَلاَثَة» 0 [مجْمُوعُ الْفَتَاوَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة] قَالَ تَعَالىَ: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجَاً ثَلاَثَة {7} فَأَصْحَابُ المَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ المَيْمَنَة {8} وَأَصْحَابُ المَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ المَشْأَمَة {9} وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون {10} أُولَئِكَ المُقَرَّبُون {11} في جَنَّاتِ النَّعِيم {12} ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِين {13} وَقَلِيلٌ مِنَ الآَخِرِين} {الوَاقِعَة}

{احْشُرُواْ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ} {الصَّافَّات/22} قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في تَفْسِيرِهَا: «وَنُظَرَاءَهُمْ» 0 وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في تَفْسِيرِهَا: «وَأَشْبَاهَهُمْ» 0 وَقَالَ قَتَادَةُ وَالْكَلْبيّ: «كُلَّ مَن عَمِلَ بِمِثْلِ عَمَلِهِمْ: فَأَهْلُ الخَمْرِ مَعَ أَهْلِ الخَمْر، وَأَهْلُ الزِّنَا مَعَ أَهْلِ الزِّنَا» 0 وَقَالَ الضَّحَّاكُ وَمُقَاتِل: «قُرَنَاءَهُمْ مِنَ الشَّيَاطِين: كُلَّ كَافِرٍ مَعَهُ شَيْطَانُهُ في سِلْسِلَة» 0 [هَذِهِ النُّقُولاَتُ مِنْ مجْمُوعِ الْفَتَاوَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة]

وَعَنِ الْبعْثِ وَالنُّشُورِ أَيْضَاً قَالَ تَعَالىَ: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ {1} وَإِذَا الكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ {2} وَإِذَا البِحَارُ فُجِّرَتْ {3} وَإِذَا القُبُورُ بُعْثِرَتْ} {الاِنْفِطَار} عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تَزُولَ الجِبَالُ عَن أَمَاكِنِهَا وَتَرَوْنَ الأُمُورَ العِظَامَ الَّتي لَمْ تَكُونُواْ تَرَوْنَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (3061)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير]

قَالَ تَعَالىَ: {فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ {13} وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَة {14} فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الوَاقِعَة {15} وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ {16} وَالمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ {17} يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ {18} فَأَمَّا مَن أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُواْ كِتَابِيَه {19} إِنيِّ ظَنَنْتُ أَنيِّ مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ {20} فَهُوَ في عِيشَةٍ رَّاضِيَة {21} في جَنَّةٍ عَالِيَة {22} قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ {23} كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ في الأيَّامِ الخَالِيَة {24} وَأَمَّا مَن أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَني لَمْ أُوتَ كِتَابِيَه {25} وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ {26} يَا لَيْتَهَا كَانَتِ القَاضِيَة {27} مَا أَغْنى عَني مَالِيَهْ {28} هَلَكَ عَنيِّ سُلْطَانِيَهْ} {الحَاقَّة}

ـ وَصْفُ النَّارُ الَّتي تَسُوقُهُمْ إِلىَ أَرْضِ المحْشَر: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَوَّلُ شَيْءٍ يَحْشُرُ النَّاس: نَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ المَشْرِقِ إِلى المَغْرِب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 4333، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَيَالِسِيُّ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 2151]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَكُونُ حَتىَّ تَكُونَ عَشْرُ آيَات 1 ـ خَسْفٌ بِالمَشْرِق 2 ـ وَخَسْفٌ بِالمَغْرِب، 3 ـ وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَب 4 ـ وَالدُّخَان 5 ـ وَالدَّجَّال 6 ـ وَدَابَّةُ الأَرْض 7 ـ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوج 8 ـ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا 9 ـ وَنَارٌ تخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنَ تَرْحَلُ النَّاس [أَيْ تَسُوقُهُمْ] 10 ـ وَنُزُولُ عِيسَى بْنِ مَرْيَم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2901 / عَبْد البَاقِي، وَصَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ مِنْ طَرِيقِ وَاثِلَة]

عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تَكُونَ عَشْرُ آيَات: خَسْفٌ بِالمَشْرِق، وَخَسْفٌ بِالمَغْرِب، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ الْعَرَب، وَالدَّجَّال، والدُّخَان، وَنُزُولُ عِيسَى بْنِ مَرْيم؛ فَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوج، وَالدَّابَّة، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَن؛ تَسُوقُ النَّاسَ إِلىَ المحْشَر؛ تَحْشُرُ الذَّرَّ وَالنَّمْل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِنَحْوِهِ، صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8317] وَمِمَّا قَالَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا صَحَّ عَنهُ حَوْلَ هَذِهِ الآيَةِ الْعَاشِرَة [النَّارِ الحَاشِرَة]:

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَتَخْرُجُ نَارٌ مِن حَضْرَمَوْتَ أَوْ مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَة: تَحْشُرُ النَّاس " 00 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ فَمَا تَأْمُرُنَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلَيْكُمْ بِالشَّام " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (6002)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2217] عَدَن: مِينَاءُ الْيَمَنِ المُطِلُّ عَلَى بحْرِ حَضْرَمَوْت، وَبحْرُ حَضْرَمَوْت: هُوَ خَلِيجُ عَدَن بِالمحِيطِ الهِنْدِي

نَبْدَأُ الحَدِيثَ عَن آخِرِ أَيَّامِ الدُّنيَا وَأَوَّلِ أَيَّامِ الآخِرَة: بِالْكَلاَمِ عَنِ الدَِابَّة 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَة؛ حَتىَّ تخْرُجَ نَارٌ مِن أَرْضِ الحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الإِبِلِ بِبُصْرَى " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7118 / فَتْح، رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2902 / عَبْد البَاقِي]

وَبُصْرَى هَذِهِ: مَدِينَةٌ بِأَقْصَى جَنُوبِ سُورِيَّة، أَسْفَلَ السُّوَيْدَاء، قُرْبَ الحُدُودِ مَعَ الأُرْدُنّ 0 ذَكَرَ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ في شَرْحِ هَذَا الحَدِيثِ نَقْلاً عَنِ الإِمَامِ القُرْطُبيِّ في التَّذْكِرَةِ أَنَّ نَارَاً عَظِيمَةً خَرَجَتْ مِنَ المَدِينَةِ بِالحِجَازِ في شَهْرِ جُمَادَى سَنَةَ سِتِّمِاْئَةٍ وَأَرْبَعَةٍ وَخَمْسِينَ مِنَ الهِجْرَة، وَاسْتَمَرَّتْ ثَلاَثَةَ أَيَّام، وَلَكِنْ لَمْ يَرِدْ صَرَاحَةً أَنَّهَا أَضَاءتْ أَعْنَاقَ الإِبِلِ في بُصْرَى، وَذَكَرَ أَنَّ أَهْلَ الشَّام قَدْ سَمِعُواْ بِهَا، وَلَكِنْ لَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا 0

وَهَذِهِ النَّارُ طَبْعَاً خِلاَفَ نَارِ المحْشَر: الَّتي سَتَخْرُجُ في آخِرِ الزَّمَانِ وَتَحْشُرُ النَّاسَ إِلى أَرْضِ المحْشَر قَالَ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ في شَرْحِ هَذَا الحَدِيث: " وَهَذَا يَنْطَبِق عَلَى النَّار المَذْكُورَة الَّتي ظَهَرَتْ في المِاْئَة السَّابِعَة " 0 [الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ في شَرْحِ هَذَا الحَدِيثِ الَّذِي بِرَقْم: 7118 / فَتْح]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْتَ شِعْرِي؛ مَتىَ تَخْرُجُ نَارٌ مِنَ اليَمَنِ مِنْ جَبَلِ الوِرَاقِ تُضِيءُ مِنهَا أَعْنَاقُ الإِبِلِ بُرُوكَاً بِبُصْرَى كَضَوْءِ النَّهَار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3083، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامَان / أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّان]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَهْلَ المَدِينَةِ فَقَال: " يُوشِكُ أَنْ يَدَعُوهَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ؛ لَيْتَ شِعْرِي [أَيْ لَيْتَني أَعْلَم]: مَتىَ تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ جَبَلِ الْوِرَاق [جَبَلٌ بِالمَدِينَة] فَتُضِيءُ لهَا أَعْنَاقُ الْبُخْتِ بِالْبُصْرَى سُرُوجَاً كَضَوْءِ النَّهَار " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8366]

عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَمَا وَاللهِ يَا أَهْلَ المَدِينَةِ لَتَدَعُنَّهَا مُذَلَّلَةً أَرْبَعِينَ عَامَاً لِلْعَوَافي " 00 وَفي رِوَايَةٍ: " أَيْنَعَ مَا تَكُون " 0قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَتَدْرُونَ مَا الْعَوَافي " 00؟ قُلْنَا: لاَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الطَّيرُ وَالسِّبَاع " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8310، 8315]

أَرْضُ المَحْشَر قَالَ جَلَّ جَلاَلهُ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للهِ الوَاحِدِ القَهَّار} {إِبْرَاهِيم/48} عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: " أَرْضٌ بَيْضَاءُ نَقِيَّة، لَمْ يُسْفَكْ فِيهَا دَم، وَلَمْ يُعْمَلْ فِيهَا بخَطِيئَة، يَسْمَعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَر، حُفَاةٌ عُرَاةٌ كَمَا خُلِقُواْ " 0 [قَال الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: إِسْنَادُهُ قَوِيّ، صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْمَيْ: 8699، 8700]

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاء ـ أَيْ لَمْ يُعَفِّرْهَا شَيْءٌ أَوْ تَطَأْهَا قَدَم ـ كَقُرْصَةِ نَقِيّ ـ أَيْ كَقُرْصَةٍِ مِنَ الدَّقِيقِ الخَالِص ـ لَيْسَ فِيهَا مَعْلَمٌ لأَحَد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6521 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2790 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَكُونُ الأَرْضُ يَوْمَ القِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَة، يَتَكَفَّؤُهَا الجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ في السَّفَر " 0 [أَيْ يُقَلِّبُهَا في يَدِهِ كَالْعَجِينَةِ الَّتي نَصْنَعُ مِنهَا خُبزَ المَلَّة 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6415 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2792 / عَبْد البَاقِي] اللَّهُمَّ اسْتُرْ أَعْرَاضَ المُؤْمِنِينَ وَعِرْضِي 00 في حَيَاتِنَا الدُّنيَا وَيَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ، وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ يُبْعَثُون، يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون 00

بِلاَدُ الشَّامِ تَحْدِيدَاً هِيَ أَرْضُ المحْشَر 00 عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنْ بَيْتِ المَقْدِس: " أَرْضُ المَنْشَرِ وَالمحْشَر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَابِ وَفي صَحِيحِ الجَامِعِ وَفي فَضَائِلِ الشَّامِ بِأَرْقَام: 542، 3726، 4، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ حَبرَاً مِن أَحْبَارِ الْيَهُودِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: جِئْتُ أَسْأَلُك، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِن حَدَّثْتُك " 00؟ قَالَ الْيَهُودِيّ: أَسْمَعُ بِأُذُني، فَنَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُودٍ مَعَهُ فَقَال: " سَلْ "؟ فَقَالَ الْيَهُودِيّ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَات 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمْ في الظُّلْمَةِ دُونَ الجِسْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 315 / عَبْد البَاقِي]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّ أُمَّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا سَأَلَتِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا السُّؤَال؛ فَأَجَابَهَا المُصْطَفَى صَلَوَاتُ رَبيِّ وَتَسْلِيمَاتُهُ عَلَيْهِ فَقَال: " عَلَى الصِّرَاط " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2791 / عَبْد البَاقِي] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَفْتَتِحُ صَلاَةَ اللَّيْلِ بِهَذَا الدُّعَاء: " اللَّهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا وَضِيقِ يَوْمِ الْقِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 5058، رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في تَارِيخِهِ بِرَقْم: 343]

عَن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَلُواْ اللهَ العَافِيَة؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَواْ في الدُّنيَا بَعْدَ الْيَقِينِ شَيْئَاً أَفْضَلَ مِنَ المُعَافَاة " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ حُسَين سَلِيم في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَلُوا اللهَ المُعَافَاة؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ بَعْدَ اليَقِينِ شَيْئَاً خَيْرًا مِنَ المُعَافَاة " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ حُسَين سَلِيم في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اسْأَلُواْ اللهَ العَفْوَ وَالعَافِيَة؛ فَإِنَّ أَحَدَاً لَمْ يُعْطَ بَعْدَ اليَقِينِ خَيْرًا مِنَ العَافِيَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3558]

أَهْوَالُ الْقِيَامَةِ وَعَظَائِمُ الأُمُور جَاءَ في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالىَ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ البُرُوج {1} وَاليَوْمِ المَوْعُود} {البرُوج} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اليَوْمُ المَوْعُود: يَوْمُ القِيَامَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3339، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين] عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تَزُولَ الجِبَالُ عَن أَمَاكِنِهَا وَتَرَوْنَ الأُمُورَ العِظَامَ الَّتي لَمْ تَكُونُواْ تَرَوْنَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3061، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير]

{وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَة} {الحَاقَّة/14} وَلِلأَرْضِ في ذَلِكَ الْيَوْمِ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَة، قَالَ فِيهَا اللهُ الْعَظِيم: {كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكَّاً دَكَّا {21} وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفَّاً صَفَّا} {الفَجْر} حَدَّثَ الإِمَامُ الحَافِظُ المُفَسِّرُ أَبُو العَالِيَةِ عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في شَرْحِهَا: " يَصِيرَانِ غَبَرَةً عَلَى وُجُوهِ الْكُفَّار، لاَ عَلَى وُجُوهِ المُؤْمِنِين؛ وَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلاَ: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ {40} تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ {41} أُولَئِكَ هُمُ الكَفَرَةُ الفَجَرَة} {عَبَسَ} [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3899]

وَقَالَ أَيْضَاً فِيهَا جَلَّ وَعَلاَ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ {1} يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيد} {الحَج}

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيَ عَيْن؛ فَلْيَقْرَأْ: " إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ "، " وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ "، " وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ " " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3333]

قَالَ جَلَّ جَلاَلهُ أَيْضَاً: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ {1} وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ {2} وَإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ {3} وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ {4} وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ {5} وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ {6} وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} {التَّكْوِير} قَالَ جَلَّ جَلاَلهُ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للهِ الوَاحِدِ القَهَّار} {إِبْرَاهِيم/48} وَقَالَ تَعَالىَ: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَان} {الرَّحْمَن/37} وَقَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالغَمَامِ وَنُزِّلَ المَلاَئِكَةُ تَنْزِيلاَ} {الفُرْقَان/25}

حَدَّثَ يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في تَأْوِيلِ هَذِهِ الآيَة: " تَشَقَّقُ سَمَاءُ الدُّنيَا وَتَنْزِلُ المَلاَئِكَةُ عَلَى كُلِّ سَمَاءٍ فَيَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنيَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ في الأَرْضِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْس؛ فَيَقُولُ أَهْلُ الأَرْض: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟ فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَة 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنيَا وَأَهْلِ الأَرْض؛ فَيَقُولُون: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟

فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّالِثَة 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَسَمَاءِ الدُّنيَا وَأَهْلِ الأَرْض؛ فَيَقُولُون: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟ فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الرَّابِعَة 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ وَالدُّنيَا وَأَهْلِ الأَرْض؛ فَيَقُولُون: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟ فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الخَامِسَة 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ وَالثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ وَأَهْلِ الأَرْض؛ فَيَقُولُون: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟ فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ السَّادِسَة 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاءِ الخَامِسَةِ وَالرَّابِعَةِ وَالثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ وَأَهْلِ الأَرْض؛ فَيَقُولُون: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟

فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَة 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاءِ السَّادِسَة وَالخَامِسَةِ وَالرَّابِعَةِ وَالثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ وَأَهْلِ الأَرْض؛ فَيَقُولُون: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟ فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ الْكُرُوبِيُّون [أَيِ المَلاَئِكَةُ المُقَرَّبُون] 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالأَرْضِين " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: إِسْنَادُهُ قَوِيّ، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8698]

قِيَامُ النَّاسِ لِرَبِّ العَالَمِين مَاذَا سَتَفْعَلُ أَيُّهَا المَغْرُورُ ... يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَمُورُ سُمِّيَ يَوْمَ الْقِيَامَة؛ لأَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ قَالَ فِيه: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِين} {المُطَفِّفِين/6}

أَمَّا عَنْ مِقْدَارِ ذَلِكَ الْيَوْم: فَعَن عَبْدِ اللهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ ثمَّ قَال: " كَيْفَ بِكُمْ إِذَا جَمَعَكُمُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ كَمَا يُجْمَعُ النَّبْلُ في الْكِنَانَةِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ثُمَّ لاَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْكُمْ " 00؟ [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2817، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8707]

وَهُنَا لَطِيفَةٌ قُرْآنِيَّة؛ أَطْرَحُهَا لِئَلاَّ تَتَلَقَّفَهَا الأَقْلاَمُ الْعَلْمَانِيَّة، بِأَفْكَارِهِمُ الشَّبْطَانِيَّة: وَهِيَ مجَرَّدُ اسْتِشْكَال؛ حَوْلَ هَذِهِ الآيَةِ مِنْ كَلاَمِ الْكَبِيرِ المُتَعَال، في سُورَةِ المَعَارِجِ حَيْثُ قَال: {تَعْرُجُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة} {المَعَارِج/4} بَيْنَمَا قَالَ تَعَالىَ في سُورَةِ السَّجْدَة: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّون} {السَّجْدَة/5}

نَظَرْتُ طَوِيلاً في أَقْوَالِ المُفَسِّرِينَ حَوْلَ هَذِهِ المَسْأَلَة؛ فَلَمْ أَجِدْ لَهُمْ فِيمَا قَرَأْتُهُ كَلِمَةً فَاصِلَة؛ فَأَضَاءَ اللهُ بَصِيرَتي بَعْدَ نَظَرٍ طَوِيلٍ وَتَفْكِيرٍ وَتَجْوَال: إِلىَ ثَلاَثَةِ رُدُودٍ عَلَى هَذَا السُّؤَال: الأَوَّل: إِذَا نَظَرْنَا جَيِّدَاً إِلىَ فِعْلَيِ الْعُرُوجِ في الآيَتَينِ وَجَدْنَا أَنَّ أَحَدَهُمَا " تَعْرُجُ "، وَالآخَرَ " يَعْرُجُ " 00 مِمَّا لاَ يَدَعُ مجَالاً لِلشَّكِّ في أَنَّ " تَعْرُجُ " عَائِدَةٌ عَلَى المَلاَئِكَةِ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُو، بَيْنَمَا " يَعْرُجُ " في آيَةِ الأَلْفِ عَائِدَةٌ عَلَى أَمْرِ اللهِ لاَ عَلَى المَلاَئِكَة؛ فَمِنَ المَنْطِقِيِّ جِدَّاً أَنْ يَكُونَ الْعَدَدُ الْكَبِيرُ [الخَمْسُونَ أَلْفَاً] لِلْمَلاَئِكَة، وَالْعَدَدُ الصَّغِيرُ [الأَلْف] عَائِدٌ عَلَى ذَلِكَ الأَمْر 0

الثَّاني: أَنَّ مَسَافَةَ الْعُرُوجِ في الآيَةِ الأَخِيرَةِ [آيَةِ الأَلْفِ سَنَة]: هِيَ مَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْض، أَمَّا في الآيَةِ الأُولىَ [الخَمْسِينَ أَلْفَاً]: فَهِيَ مَا بَينَ رَبِّ الْعِزَّةِ الَّذِي فَوْقَ الْعَرْشِ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَة 0 الثَّالِث: أَنَّ الأَلْفَ سَنَة: هِيَ فَتْرَةُ عُرُوجِ المَلاَئِكَةِ في يَوْمٍ مِن أَيَّامِ الدُّنيَا؛ أَمَّا فَتْرَةُ الخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة: فَهِيَ فَتْرَةُ عُرُوجِ المَلاَئِكَةِ في في يَوْمٍ مِن أَيَّامِ الآخِرَة 0

وَسِيَاقُ الآيَاتِ بَعْدَهَا يُؤَيِّدُ كَلاَمِي؛ حَيْثُ يَقُولُ بَعْدَهَا ذُو الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ: {تَعْرُجُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة {4} فَاصْبِرْ صَبْرَاً جَمِيلاَ {5} إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدَا {6} وَنَرَاهُ قَرِيبَا {7} يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالمُهْل {8} وَتَكُونُ الجِبَالُ كَالعِهْن {9} وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمَا {10} يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ المجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِن عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيه {11} وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيه {12} وَفَصِيلَتِهِ الَّتي تُؤْوِيه {13} وَمَنْ في الأَرْضِ جَمِيعَاً ثُمَّ يُنجِيه} {المَعَارِج}

فَلَكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ يَوْمَاً تَحْدُثُ فِيهِ عَظَائِمُ الأُمُور، وَيَبْعَثُ اللهُ فِيهِ مَنْ في الْقُبُور؛ لاَ شَكَّ أَنَّ عَدَدَ الْبَشَرِ سَيَكُونُ أَكْثَر؛ لأَنَّ أَمْرَ الآخِرَةِ أَكْبر؛ مِن هُنَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة هَذَا 00 وَاللهُ تَعَالىَ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ مِن عِبَادِه، لَكِنَّ الْبَاحِثَ كَعَادَتِهِ مَعْرُوفٌ بِعِنَادِه، وَبحِرْصِهِ عَلَى أَلاَّ يَدَِّخِرَ وُسْعَاً في اجْتِهَادِهِ، رُبَّمَا لِقِلَّةِ خَيرِي، تَكَلَّمْتُ فِيمَا سَكَتَ عَنهُ غَيرِي 0

{وَإِنَّ يَوْمَاً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّون} {الحَجّ/47} حَدَّثَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبي مُلَيْكَةَ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن هَذِهِ الآيَة؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لَهُ: " فَمَا يَوْمٌ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة 00؟ فَقَالَ الرَّجُل: رَحِمَكَ الله؛ إِنَّمَا سَأَلْتُكَ لِتُخْبِرَنَا 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَوْمَانِ ذَكَرَهُمَا اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ في كِتَابِهِ اللهُ أَعْلَمُ بِهِمَا 00 فَكَرِهَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنْ يَقُولَ في كِتَابِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْم " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ الْبُخَارِيّ، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8803]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتىَّ يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ في الأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعَاً ـ أَيْ يَسِيلُ عَلَى الأَرْضِ مُتَفَرِّقَاً حَوْلَ أَرْجُلِهِمْ مَسَافَةَ سَبْعِينَ ذِرَاعَاً ـ وَيُلْجِمُهُمْ حَتىَّ يَبْلُغَ آذَانَهُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6532 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2863 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ المِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تُدْنى الشَّمْسُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ الخَلْقِ حَتىَّ تَكُونَ مِنهُمْ كَمِقْدَارِ مِيل ـ المِيل: 1.5 كم ـ فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ في العَرَق: فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلى كَعْبَيْه، وَمِنهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلى رُكْبَتَيْه، وَمِنهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلى حَقْوَيْه [أَيْ إِلى فَرْجِه] وَمِنهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ العَرَقُ إِلْجَامَاً " 0وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلى فِيه " 00 أَيْ إِلىَ فَمِه 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2864 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُهَوَّنُ ذَلِكَ عَلَى المُؤْمِنِينَ كَتَدَليِّ الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ إِلىَ أَنْ تَغْرُب " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ بِرَقْم: 3589، وَحُسَيْن سَلِيم أَسَد وَشُعَيْب الأَرْنَؤُوط، رَوَاهُ الإِمَامَان / أَبُو يَعْلَى وَابْنُ حِبَّان] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى المُؤْمِنِين: كَقَدْرِ مَا بَينَ الظُّهْرِ وَالْعَصْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّه: الإِمَامُ العَادِل، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِد، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا في اللهِ جَلَّ وَعَلاَ 00 اجْتَمَعَا عَلَيْه، وَتَفَرَّقَا عَلَيْه، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَال؛ فَقَالَ إِنيِّ أَخَافُ الله، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفى [أَيْ صَدَقَتَهُ] حَتىَّ لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُه، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيَاً فَفَاضَتْ عَيْنَاه " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 660 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1031 / عَبْد البَاقِي]

عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كُلُّ امْرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتىَّ يُقْضَى بَينَ النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي مُشْكِلَةِ الْفَقْر، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

قُدُومُ الحَيِّ الْقَيُّوم عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَحْشُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعِبَادَ فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُب: أَنَا المَلِك، أَنَا الدَّيَّان " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ تَحْتَ رَقْم: 7480 / فَتْح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَقْبِضُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ الأَرْضَ يَوْمَ القِيَامَة، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُول: أَنَا المَلِك؛ أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْض " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7382 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2787 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَطْوِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ القِيَامَة، ثمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنى ثمَّ يَقُول: أَنَا المَلِك؛ أَيْنَ الجَبَّارُون، أَيْنَ المُتَكَبِّرُون 00؟ ثمَّ يَطْوِي الأَرْضِينَ بِشِمَالِهِ ثمَّ يَقُول: أَنَا المَلِك؛ أَيْنَ الجَبَّارُون، أَيْنَ المُتَكَبِّرُون " 00؟ [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2788 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَة؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ إِذَا كَانَتْ صَحْوَاً " 00؟ قُلْنَا لاَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِنَّكُمْ لاَ تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ؛ إِلاَّ كَمَا تُضَارُّونَ في رُؤْيَتِهِمَا ـ أَيْ كَمَا أَنَّكُمْ لاَ تُعَانُونَ في رُؤْيَتِهِمَا في الجَوِّ الصَّحْوِ الَّذِي لاَ سَحَابَ فِيه؛ كَذَلِكَ لاَ تُعَانُونَ في رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ ـ يُنَادِي مُنَادٍ: لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلى مَا كَانُواْ يَعْبُدُون؛

فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ، وَأَصْحَابُ الأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ، وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ، حَتىَّ يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِر، وَغُبَّرَاتٌ مِن أَهْلِ الكِتَاب: [أَيْ وَبَقَايَا مِن أَهْلِ الكِتَاب؛؛ مِمَّنْ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لِدَعْوَةِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ النَّاسَ إِلىَ صَحِيحِ التَّوْحِيدِ وَالإِيمَان في آخِرِ الزَّمَان]، ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَاب؛ فَيُقَالُ لِلْيَهُود: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُون 00؟ قَالُواْ: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ بْنَ الله؛ فَيُقَال: كَذَبْتُمْ؛ لَمْ يَكُنْ للهِ صَاحِبَةٌ وَلاَ وَلَد، فَمَا تُرِيدُون 00؟ قَالُواْ: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا؛ فَيُقَال: اشْرَبُواْ؛ فَيَتَسَاقَطُونَ في جَهَنَّم 00

[وَفي رِوَايَةٍ في الصَّحِيحَين: فَيُقَالُ لهُمْ: فَمَاذَا تَبْغُون 00؟ فَقَالُواْ: عَطِشْنَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا؛ فَيُشَار: أَلاَ تَرِدُون 00؟ فَيُحْشَرُونَ إِلى النَّارِ كَأنهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضَاً] ثمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُون؟ فَيَقُولُون: كُنَّا نَعْبُدُ المَسِيحَ بْنَ الله؛ فَيُقَال: كَذَبْتُمْ؛ لَمْ يَكُنْ للهِ صَاحِبَةٌ وَلاَ وَلَد، فَمَا تُرِيدُون؟ فَيَقُولُون: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا؛ فَيُقَال: اشْرَبُواْ؛ فَيَتَسَاقَطُونَ في جَهَنَّم، حَتىَّ يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِر، فَيُقَالُ لهُمْ: مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاس؟ [أَيْ مَاذَا تَنْتَظِرُون؟] فَيَقُولُون: فَارَقْنَاهُمْ، وَنحْنُ أَحْوَجُ مِنهُمْ إِلَيْهِ اليَوْم، وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيَاً يُنَادِي لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُواْ يَعْبُدُون، وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا؛ فَيَأْتِيهِمُ الجَبَّارُ في صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّة، فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُون: أَنْتَ رَبُّنَا 00؟!

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلإِمَامِ مُسْلِمٍ جَاءَ فِيهَا: " فَيُقَال: مَاذَا تَنْتَظِرُون 00؟! تَتْبَعْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُد؛ قَالُواْ: فَارَقْنَا النَّاسَ في الدُّنْيَا عَلَى أَفْقَرِ مَا كُنَّا إِلَيْهِمْ وَلَمْ نُصَاحِبْهُمْ، فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: أَنَا رَبُّكُمْ؛ فَيَقُولُون: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْك، لاَ نُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً [مَرَّتَينِ أَوْ ثَلاَثَاً] حَتىَّ إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَكَادُ أَنْ يَنْقَلِبَ أَنْ يَرْتَاب " 0 فَلاَ يُكَلِّمُهُ إِلاَّ الأَنْبِيَاء؛ فَيَقُول: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَه 00؟

فَيَقُولُون: السَّاق؛ فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ عَزَّ وَجَلّ؛ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِن [وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلإِمَامِ لِلْبُخَارِيّ: فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَة، وَزَادَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في رِوَايَتِهِ: ثُمَّ يَرْفَعُونَ رُءوسَهُمْ وَقَدْ تَحَوَّلَ في صُورَتِهِ الَّتي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّة] وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ للهِ رِيَاءً وَسُمْعَة، فَيَذْهَبُ كَيْمَا يَسْجُد؛ فَيَعُودَ ظَهْرُهُ طَبَقَاً وَاحِدَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7439 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 183 / عَبْد البَاقِي] حَقَِّاً وَاللهِ صَدَقَ مَنْ قَال: " حُبُّ الظُّهُور؛ يَقْصِمُ الظُّهُور " 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يجْمَعُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ الأَوَّلينَ وَالآخِرِينَ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، قِيَامَاً أَرْبَعِينَ سَنَة، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلىَ السَّمَاء؛ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ القَضَاء، وَيَنْزِلُ اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ في ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ مِنَ العَرْشِ إِلى الكُرْسِيّ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيُّهَا النَّاس؛ أَلَمْ تَرْضَوْا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئَاً: أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ نَاسٍ مِنْكُمْ مَا كَانُواْ يَتَوَلَّوْنَ وَيَعْبُدُونَ في الدُّنيَا، أَلَيْسَ ذَلِكَ عَدْلاَ مِنْ رَبِّكُمْ 00؟

قَالُواْ: بَلَى؛ قَالَ جَلَّ جَلاَلهُ: فَلْيَنْطَلِقْ كُلُّ قَوْمٍ إِلىَ مَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ في الدُّنْيَا؛ فَيَنْطَلِقُون، وَيُمَثَّلُ لَهُمْ أَشْبَاهُ مَا كَانُواْ يَعْبُدُون: فَمِنهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلىَ الشَّمْس، وَمِنهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلىَ القَمَر، وَإِلى الأَوْثَانِ مِنَ الحِجَارَةِ وَأَشْبَاهِ مَا كَانُواْ يَعْبُدُون، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرَاً شَيْطَانُ عُزَيْرٍ عَلَيْهِ السَّلاَم 00 وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرَاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ شَيْطَانُ عُزَيْرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَيَبْقَى محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُه، فَيَتَمَثَّلُ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلاَ فَيَأَتِيهِمْ، فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: مَا لَكُمْ لاَ تَنْطَلِقُونَ كَمَا انْطَلَقَ النَّاس 00؟

فَيَقُولُون: إِنَّ لَنَا لإِلَهَاًً مَا رَأَيْنَاهُ بَعْد؛ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلّ: هَلْ تَعْرِفُونَهُ إِنْ رَأَيْتُمُوه 00؟ فَيَقُولُون: إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلاَمَةً إِذَا رَأَيْنَاهَا عَرَفْنَاهَا؛ فَيَقُول: مَا هِي 00؟ فَيَقُولُون: يَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ جَلَّ وَعَلاَ؛ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكْشَفُ عَنْ سَاقِهِ جَلَّ جَلاَلهُ؛ فَيَخِرُّ كُلُّ مَنْ كَانَ بِظَهْرِهِ طَبَقٌ [أَيْ فَقَرَات] وَيَبْقَى قَوْمٌ ظُهُورُهُمْ كَصَياصِيِّ البَقَر [أَيْ كَقُرُونِهَا صَلْبَة] يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلاَ يَسْتَطِيعُون، وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلىَ السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُون» 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي شَرْحِ الطَّحَاوِيَّة، وَقَالَ الإِمَامَانِ الذَّهَبيُّ وَالهَيْثَمِيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يَتَمَثَّلُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ لِلْخَلْقِ حَتىَّ يَمُرَّ عَلَى المُسْلِمِينَ فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: مَنْ تَعْبُدُون 00؟ فَيَقُولُون: نَعْبُدُ اللهَ وَلاَ نُشْرِكُ بِهِ شَيْئَا، فَيَنْتَهِرُهُمْ مَرَّتَينِ أَوْ ثَلاَثًا؛ فَيَقُولُون: سُبْحَانَهُ، إِذَا تَعَرَّفَ لَنَا عَرَفْنَاه؛ فَعِنْدَ ذَلِكَ يُكْشَفُ عَنْ سَاق؛ فَلاَ يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلاَّ خَرَّ للهِ سَاجِدًا، وَيَبْقَى المُنَافِقُونَ ظُهُورُهُمْ طَبَقَاً وَاحِدَاً كَأَنَّمَا فِيهَا السَّفَافِيد؛ فَيَقُولُونَ رَبَّنَا؛ فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: قَدْ كُنْتُمْ تُدْعَوْنَ إِلى السُّجُودِ وَأَنْتُمْ سَالِمُون " 00 السَّفُّود: هُوَ سِيخُ الْكَبَابْجِي 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8519، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

الحِسَاب {مَالِكِ يَوْمِ الدِّين} {الْفَاتحَة/4} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة: " هُوَ يَوْمُ الحِسَاب " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3022]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ عُذِّب " 00 قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَلَيْسَ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابَاً يَسِيرَا} {الاِنْشِقَاق/8} قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ذَلِكِ العَرْض " 00 أَيْ عَرْضُ الأَعْمَالِ فَقَط، دُونَ مُنَاقَشَتِهَا 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6536 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2876 / عَبْد البَاقِي]

وَعَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا في رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهَا: " ذَاكَ العَرْض، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ هَلَك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (103 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2876 / عَبْد البَاقِي]

{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِين {92} عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُون} {الحِجْر} {فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلاَ جَانّ} {الرَّحْمَن/39} {وَلاَ يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ المجْرِمُون} {القَصَص/78} حَدَّثَ الإِمَامُ الطَّبَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ بِإِسْنَادِهِ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ فِيهِمَا: " لاَ يَسْأَلُهُمْ هَلْ عَمِلْتُمْ كَذَا وَكَذَا 00؟ لأَنَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنهُمْ، وَلَكِنْ يَقُولُ لَهُمْ: لِمَ عَمِلْتُمْ كَذَا وَكَذَا 00؟! " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ بِرَقْم: 21528 / دَار هَجَر]

وَفَسَّرَ مجَاهِدٌ قَوْلَهُ جَلَّ وَعَلاَ: {وَلاَ يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ المجْرِمُون} {القَصَص/78} بِقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: {يُعْرَفُ المجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَام} {الرَّحْمَن/41} زُرْقَاً 00 سُودَ الْوجُوه، وَالمَلاَئِكَةُ لاَ تَسْأَلُ عَنهُمْ؛ قَدْ عَرَفَتْهُمْ " 00 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم 00 {يَوْمَ يُنفَخُ في الصُّورِ وَنَحْشُرُ المجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقَا} {طَهَ/102} [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ بِرَقْم: 27850 / دَار هَجَر]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ في بَعْضِ صَلاَتِهِ: " اللَّهُمَّ حَاسِبْني حِسَابًا يَسِيرَا " 0 فَلَمَّا انْصَرَفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: يَا نَبيَّ الله؛ مَا الحِسَابُ اليَسِير؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنْ يَنْظُرَ في كِتَابِهِ فَيَتَجَاوَزَ عَنهُ؛ إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ يَوْمَئِذٍ يَا عَائِشَةُ هَلَك " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في المِشْكَاةِ وَالظِّلاَل، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم]

عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلهُ لاَ يَسْأَلُكُمْ عَن أَحْسَابِكُمْ وَلاَ أَنْسَابِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة؛ {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِير} {الحُجُرَات/13} [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في غَايَةِ المَرَامِ بِرَقْم: 311]

وَلِذَا رَوَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَوْلىَ النَّاسِ بيَ المُتَّقُون، مَنْ كَانُواْ وَحَيْثُ كَانُواْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2012، 2497)، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَوَّلُ مَا يحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَة: أَنْ يُقَالَ لَه: أَلَمْ أُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ وأَرْوِكَ مِنَ المَاءِ البَارِد " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَة وَالتَّرْغِيبِ وَسُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ، رَوَاهُ الحَاكِمُ وَأَحْمَد]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " نَحْنُ آخِرُ الأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ يُقَالُ أَيْنَ الأُمَّةُ الأُمِّيَّةُ وَنَبِيُّهَا؛ فَنحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُون " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (6749، 2374)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4290]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ بِالدِّمَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6533 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1678 / عَبْد البَاقِي] {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} {الزَّلزَلَة/4}

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: " أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا " 00؟ قَالُواْ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِنَّ أَخْبَارَهَا: أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا: أَنْ تَقُول: عَمِلَ عَمَلَ كَذَا في يَوْمِ كَذَا: فَهَذِهِ أَخْبَارُهَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3012]

{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى} {النَّازِعَات/35} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّا إِذَا كَانَ ثَمَّةَ تَنَاقُضٌ بَينَ قَوْلِهِ تَعَالىَ: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُواْ وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِين} {الأَنعَام/23} وَقَوْلِهِ تَعَالىَ: {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثَا} {النِّسَاء/42}؛ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: " أَمَّا قَوْلُهُ {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِين} {الأَنعَام/23}:

فَإِنَّهُمْ لَمَّا رَأَوُاْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاَّ أَهْلَ الإِسْلاَمِ قَالُواْ: تَعَالَواْ فَلْنَجْحَدْ؛ فَخَتَمَ اللهُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ؛ فَتَكَلَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ؛ فَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثَا " 00 أَيْ فَعْنْدَئِذٍ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجْحَدُواْ 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3198] {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُون {27} قَالُواْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ اليَمِين {28} قَالُواْ بَلْ لَمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِين {29} وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِن سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمَاً طَاغِين {30} فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُون} {الصَّافَّات}

{وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ العَذَابَ أَنَّ القُوَّةَ للهِ جَمِيعَاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ العَذَاب {165} إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَواْ العَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بهِمُ الأَسْبَاب {166} وَقَالَ الذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنهُمْ كَمَا تَبَرَّأُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهُمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار} {البَقَرَة} عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في قَوْلِهِ تَعَالىَ: {وَتَقَطَّعَتْ بهِمُ الأَسْبَاب} {البَقَرَة/166}؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: " المَوَدَّة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3076]

{قَالَ ادْخُلُواْ في أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِن الجِنِّ وَالإِنْسِ في النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتىَّ إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعَاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاَءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابَاً ضِعْفَاً مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَ تَعْلَمُون {38} وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُون} {الأَعْرَاف}

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا القُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِي بَينَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ القَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ لَوْلاَ أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِين {31} قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ أَنحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُم مُجْرِمِين {32} وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ وَنجْعَلَ لَهُ أَنْدَادَاً وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَواْ العَذَاب} {سَبَأ} {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّار} {ص/64}

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن أَمِيرِ عَشْرَةٍ إِلاَّ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولاً يَفُكُّهُ الْعَدْلُ أَوْ يُوبِقُهُ الجَوْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 2200، وَقَالَ عَنهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ قَوِيّ]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ رَجُلٍ وَليَ عَشَرَةً إِلاَّ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ مَغْلُولَةً يَدُهُ إِلى عُنُقِه؛ حَتىَّ يُقْضَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: (2201)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادَاً يُجْلِسُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُور , يَغْشَى وجُوهَهُمُ النُّور , وَيُلْقِي عَنهُمُ السَّيِّئَات، حَتىَّ يَفْرَغَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ مِن حِسَابِ الخَلاَئِق " 0 قِيلَ: مَن هُمْ 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " المُتحَابُّونَ في اللهِ عَزَّ وَجَلّ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد: إِسْنَادُهُ جَيِّد، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في مُسْنَدِ الشَّامِيِّين]

دِفَاعُ الْعَبْدِ عَنْ نَفْسِه عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلهُ لَيَسْأَلُ العَبْدَ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتىَّ يَقُول: مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَ المُنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ 00؟ فَإِذَا لَقَّنَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ عَبْدَاً حُجَّتَهُ قَال: يَا رَبِّ؛ رَجَوْتُكَ، وَفَرِقْتُ مِنَ النَّاس " 0 أَيْ خِفْت 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَة وَفي صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْمَيْ: 4017، 1818، وَقَوَّاهُ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ يُدْلي عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بحُجَّةٍ وَعُذْر: رَجُلٌ مَاتَ في الفَتْرَة، وَرَجُلٌ أَدْرَكَهُ الإِسْلاَمُ هَرِمَاً، وَرَجُلٌ أَصَمُّ أَبْكَم، وَرَجُلٌ مَعْتُوه، فَيَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِمْ مَلَكَا رَسُولاً، فَيَقُولُ اتَّبِعُوه، فَيَأْتِيهِمُ الرَّسُول، فَيُؤَجِّجُ لهُمْ نَارًا ثُمَّ يَقُول: اقْتَحِمُوهَا؛ فَمَنِ اقْتَحَمَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلاَمًا، وَمَنْ لاَ؛ حَقَّتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَاب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 404]

عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَرْبَعَةٌ يَوْمَ القِيَامَة: رَجُلٌ أَصَمُّ لاَ يَسْمَعُ شَيْئًا، وَرَجُلٌ أَحْمَق [أَيْ مجْنُون] وَرَجُلٌ هَرِم، وَرَجُلٌ مَاتَ في فَتْرَة [أَيْ في الْفَتْرَةِ الزَّمَنِيَّةِ بَينَ الرَّسُولَين] فَأَمَّا الأَصَمُّ فَيَقُول: رَبيِّ؛ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلاَمُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئَا، وَأَمَّا الأَحْمَقُ فَيَقُول: رَبيِّ؛ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلاَمُ وَالصِّبْيَانُ يَخْذِفُونَني بِالبَعْر، وَأَمَّا الهَرِمُ فَيَقُول: رَبيِّ؛ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلاَمُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئَا،

وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ في الفَتْرَةِ فَيَقُول: رَبيِّ؛ مَا أَتَاني لَكَ رَسُول؛ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّه؛ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنِ ادْخُلُواْ النَّار، فَوَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه؛ لَوْ دَخَلُوهَا: لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدَاً وَسَلاَمَا " 0 وَفي رِوَايَةٍ: " فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدَاً وَسَلاَمَا، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا؛ يُسْحَبْ إِلَيْهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْمَيْ: 7357، 16301]

حَدَّثَ محَمَّدُ بْنُ خُرَيْمٍ عَن أَحْمَدَ بْنِ أَبي الحَوَارِيِّ قَال: " تَمَنَّيْتُ أَن أَرَى أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانيَّ في المَنَام؛ فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ سَنَة؛ فَقُلْتُ لَهُ: يَا مُعَلِّمُ مَا فَعَلَ اللهُ بِك 00؟ قَال: يَا أَحْمَد؛ دَخَلْتُ مِنْ بَابٍ صَغِيرٍ فَلَقِيْتُ وَسْقَ شِيح [الْوَسْق: عُبُوَّةٌ تَسَعُ سِتِّينَ صَاعَاً]، فَأَخَذْتُ مِنهُ عُودَاً، فَلاَ أَدْرِي تَخَلَّلْتُ بِهِ أَمْ رَمَيْتُ بِهِ؛ فَأَنَا في حِسَابِهِ مِنْ سَنَة " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 186/ 10]

محَاسَبَةُ الأَنْبِيَاء عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُدْعَى نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَقُول: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبّ؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلهُ: هَلْ بَلَّغْت 00؟ فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: نَعَمْ؛ فَيُقَالُ لأُمَّتِه: هَلْ بَلَّغَكُمْ 00؟ فَيَقُولُون: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِير، فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلهُ: مَنْ يَشْهَدُ لَك 00؟

فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: محَمَّدٌ وَأُمَّتُه، فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدَا ـ أيْ شَهِيدَاً عَلَيْهِ أَنْ قَدْ بَلَّغ، وَشَهِيدَاً عَلَيْكُمْ أَنْتُمْ أَنَّكُمْ شَهِدْتُمْ وَلَمْ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَة ـ فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطَاً لِتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدَاً} {البَقَرَة/143} " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4487 / فَتْح]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَالَ ليَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اقْرَأْ عَلَيّ "؛ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ أَأَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِل 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ " 00 [وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى في الصَّحِيحَينِ قَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِنيِّ أُحِبُّ أَن أَسْمَعَهُ مِن غَيرِي "]

فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاء، حَتىَّ أَتَيْتُ إِلى هَذِهِ الآيَة: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدَا} {النِّسَاء/41} قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " حَسْبُكَ الآن " 00 فَالتَفَتُّ إِلَيْه؛ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَان " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5050 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 800 / عَبْد البَاقِي]

محَاسَبَةُ الأَغْنِيَاءِ وَالْقَادِرِين عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ القِيَامَة: يَا ابْنَ آدَم؛ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْني 00؟ قَالَ يَا رَبّ؛ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِين 00؟! قَالَ عَزَّ وَجَلّ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ 00؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَني عِنْدَه 00؟ يَا ابْنَ آدَم؛ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْني؟ قَالَ يَا رَبّ؛ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِين؟! قَالَ عَزَّ وَجَلّ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ 00؟

أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي 00؟ يَا ابْنَ آدَم؛ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِني؟ قَالَ يَا رَبّ؛ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِين؟! قَالَ جَلّ وَعَلاَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ؛ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2569 / عَبْد البَاقِي]

محَاسَبَةُ الْفُقَرَاءِ وَالضُّعَفَاء عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَجْتَمِعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَال: أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَمَسَاكِينُهَا 00؟ فَيَقُومُون؛ فَيُقَالُ لَهُمْ: مَاذَا عَمِلْتُمْ 00؟ فَيَقُولُون: رَبَّنَا ابْتَلَيْتَنَا فَصَبَرْنَا، وَآتَيْتَ الأَمْوَالَ وَالسُّلْطَانَ غَيرَنَا؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: صَدَقْتُمْ؛ فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ النَّاس، وَيَبْقَى شِدَّةُ الحِسَابِ عَلَى ذَوِي الأَمْوَالِ وَالسُّلْطَان " 0قَالُواْ: فَأَيْنَ المُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُور، وَتُظَلَّلُ عَلَيْهِمُ الْغَمَام، يَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَقْصَرَ عَلَى المُؤْمِنِينَ مِنْ سَاعَةٍ مِنْ نَهَار " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 3590] عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" يَدْعُو اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتىَّ يُوقَفَ بَيْنَ يَدَيْه؛ فَيُقَال: يَا ابْنَ آدَم؛ فِيمَ أَخَذْتَ هَذَا الدَّيْنَ وَفِيمَ ضَيَّعْتَ حُقُوقَ النَّاس 00؟ فَيَقُول: يَا رَبّ؛ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنيِّ أَخَذْتُهُ فَلَمْ آكُلْ وَلَمْ أَشْرَبْ، وَلَمْ أَلْبَسْ وَلَمْ أُضَيِّعْ، وَلَكِن أَتَى عَلَى يَدَيَّ إِمَّا حَرَقٌ وَإِمَّا سَرَقٌ وَإِمَّا وَضِيعَة [أَيْ خَسَارَة] فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: صَدَقَ عَبْدِي، أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ اليَوْم؛ فَيَدْعُو اللهُ تَقَدَِّسَتْ أَسْمَاؤُهُ بِشَيْءٍ

فَيَضَعُهُ في كِفَّةِ مِيزَانِه 00 فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ فَيَدْخُلُ الجَنَّة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (1708)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] محَاسَبَةُ الشُّعُوبِ المُسْتَضْعَفَة عَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَطِيعُواْ أُمَرَاءكُمْ مَهْمَا كَان، فَإِن أَمَرُوكُمْ بِشَيْءٍ مِمَّا جِئْتُكُمْ بِهِ؛ فَإِنَّهُمْ يُؤْجَرُونَ عَلَيْهِ وَتُؤْجَرُونَ بِطَاعَتِهِمْ، وَإِن أَمَرُوكُمْ بِشَيْءٍ مِمَّا لَمْ

آتِكُمْ بِه؛ فَإِنَّهُ عَلَيْهِمْ وَأَنْتُمْ مِنهُ بَرَاء؛ ذَلِكَ بِأَنَّكُمْ إِذَا لَقِيتُمُ اللهَ قُلْتُمْ: رَبَّنَا؛ لاََ ظُلْم، فَيَقُولُ تَقَدَِّسَتْ أَسْمَاؤُهُ لاَ ظُلْم؛ فَتَقُولُون: رَبَّنَا؛ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رُسُلاً فَأَطَعْنَاهُمْ بِإِذْنِك، وَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا خُلَفَاءَ فَأَطَعْنَاهُمْ بِإِذْنِك، وَأَمَّرْتَ عَلَيْنَا أُمَرَاءَ فَأَطَعْنَاهُمْ لَك؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلهُ: صَدَقْتُمْ، هُوَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتُمْ مِنهُ بَرَاء "

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: (1048)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ] مُرَافَعَةُ الأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشَهَادَتُهَا عَلَى أَصْحَابِهَا بِالخَيرِ أَوْ بِالشَّرّ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَجِيءُ الأَعْمَالُ يَوْمَ القِيَامَة، فَتَجِيءُ الصَّلاَةُ فَتَقُول: يَا رَبّ؛ أَنَا الصَّلاَة؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: إِنَّكِ عَلَى خَير؛ فَتَجِيءُ الصَّدَقَةُ فَتَقُول: يَا رَبّ؛ أَنَا الصَّدَقَة؛ فَيَقُولُ جَلَّ

جَلاَلُه: إِنَّكِ عَلَى خَير؛ ثُمَّ يَجِيءُ الصِّيَامُ فَيَقُول: أَيْ يَا رَبّ؛ أَنَا الصِّيَام؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: إِنَّكَ عَلَى خَيْر؛ ثُمَّ تَجِيءُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَلِك؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: إِنَّكَ عَلَى خَير، ثمَّ يَجِيءُ الإِسْلاَمُ فَيَقُول: يَا رَبّ؛ أَنْتَ السَّلاَمُ وَأَنَا الإِسْلاَم؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: إِنَّكَ عَلَى خَيْر؛ بِكَ اليَوْمَ آخُذ، وَبِكَ أُعْطِي؛ فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِه:

{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينَاً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنهُ وَهُوَ في الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِين} {آلِ عِمْرَان/85} [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (8727)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِن عَمَلِهِ صَلاَتُه؛ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَح، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِر "

[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَمِشْكَاةِ المَصَابِيحِ بِرَقْمَيْ: 2020، 1330، وَفي سُنَنيِِ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 413، 465] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِن أَعْمَالِهِمُ الصَّلاَة، يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَلاَ لِمَلاَئِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَم: انْظُرُواْ في صَلاَةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا 00؟

فَإِنْ كَانَتْ تَامَّة؛ كُتِبَتْ لَهُ تَامَّة، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنهَا شَيْئَاً؛ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ: انْظُرُواْ؛ هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع 00؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: أَتِمُّواْ لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 864] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ المُسْلِمُ يَوْمَ القِيَامَة: الصَّلاَةُ المَكْتُوبَة؛ فَإِن أَتَمَّهَا وَإِلاَّ قِيل: انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّع 00؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتِ الفَرِيضَةُ مِنْ تَطَوُّعِه، ثمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الأَعْمَالِ المَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَين / ابْنِ مَاجَةَ وَالنَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 1425، 467] عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ القِيَامَة: صَلاَتُه؛ فَإِن أَكْمَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ نَافِلَةً، فَإِنْ لَمْ يَكُن أَكْمَلَهَا قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ لِمَلاَئِكَتِه: انْظُرُواْ؛ هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع 00؟ فَأَكْمِلُواْ بِهَا مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَتِه، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَين / ابْنِ مَاجَةَ وَالنَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 1426، 466]

عَن عَائِذِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يُتِمَّهَا: زِيدَ عَلَيْهَا مِنْ سُبُحَاتِهِ حَتىَّ تَتِمّ " 00 مِنْ سُبُحَاتِهِ: أَيْ نَوَافِلِه 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6348، 2350، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ العَبْدَ المَمْلُوكَ لَيُحَاسَبُ بِصَلاَتِهِ، فَإِنْ نَقَصَ مِنهَا شَيْئَاً: قِيلَ لَه: نَقَصْتَ مِنهَا؛ فَيَقُول: يَا رَبّ؛ سَلَّطْتَ عَلَيَّ مَلِيكَاً شَغَلَني عَنْ صَلاَتي؛ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلّ: قَدْ رَأَيْتُكَ تَسْرِقُ مِنْ مَالِهِ لِنَفْسِك؛ فَهَلاَّ سَرَقْتَ لِنَفْسِكَ مِن عَمَلِه 00؟ فَيَتَّخِذُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الحُجَّة " 00 أَيْ يُقِيمُ الحُجَّةَ عَلَيْه 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (8335)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْد: الصَّلاَة، وَأَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاس: في الدِّمَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2572، 1748)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 3991] يَا بُشْرَى أَهْلِ الحَدِيث؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يُرْوَى عَنهُ بِسَنَدٍ صَحِيح: " يَجِيءُ المُحَدِّثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَيْدِيهِمُ المحَابِر " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء: رَوَاهُ المِسْكِينُ بِإِسْنَادِ الصِّحَاحِ مَرْفُوعَاً 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 474/ 16]

كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبَا {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ في عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ كِتَابَاً يَلْقَاهُ مَنْشُورَا {13} اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبَا} {الإِسْرَاء} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ الشَّمْسِ في الظَّهِيرَةِ لَيْسَتْ في سَحَابَة " 00؟ قَالُواْ: لاَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَهَلْ تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ لَيْسَ في سَحَابَة " 00؟

قَالُواْ: لاَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لاَ تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ إِلاَّ كَمَا تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا: فَيَلْقَى الْعَبْدَ فَيَقُول: أَيْ فُلْ ـ أَيْ يَا فُلاَن ـ أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ وَأُزَوِّجْكَ ـ أُسَوِّدْكَ: أَيْ أَجْعَلْكَ في قَوْمِكَ سَيِّدَاً ـ وَأُسَخِّرْ لَكَ الخَيْلَ وَالإِبِل، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَع ـ أَيْ وَتُسَخِّرُ الْعُمَّالَ فَيَعْمَلُونَ لَكَ وَتَأْكُلَ مِنْ وَرَائِهِمْ وَأَنْتَ قَاعِد ـ فَيَقُولُ بَلىَ؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَله: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلاَقِيّ 00؟

فَيَقُولُ لاَ؛ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلّ: فَإِنيِّ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَني، ثُمَّ يَلْقَى عَزَّ وَجَلَّ الثَّانِيَ فَيَقُول: أَيْ فُلْ؛ أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الخَيْلَ وَالإِبِل، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَع؟ فَيَقُول: بَلىَ أَيْ رَبّ، فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَله: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلاَقِيّ 00؟ فَيَقُولُ لاَ؛ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلّ: فَإِنيِّ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَني، ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِك 00؟

فَيَقُول: يَا رَبّ؛ آمَنْتُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَبِرُسُلِك، وَصَلَّيْتُ وَصُمْتُ وَتَصَدَّقْت، وَيُثْني بِخَيْرٍ مَا اسْتَطَاع؛ فَيَقُولُ هَاهُنَا إِذَن ـ أيْ مَكَانَكَ انْتَظِرْ هُنَا ـ ثُمَّ يُقَالُ لَه: الآنَ نَبْعَثُ شَاهِدَنَا عَلَيْك، وَيَتَفَكَّرُ في نَفْسِهِ: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيّ 00؟ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ وَلَحْمِهِ وَعِظَامِهِ انْطِقِي؛ فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بِعَمَلِه، وَذَلِكَ ليُعْذَرَ مِنْ نَفْسِه، وَذَلِكَ المُنَافِق، وَذَلِكَ الَّذِي يَسْخَطُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2968 / عَبْد البَاقِي]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى صَحِيحَةٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَلْقَيَنَّ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَهُ: أَلَمْ أُسَخِّرْ لَكَ الخَيْلَ وَالإِبِل 00؟ أَلَمْ أَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَع 00؟ [أَيْ تَأْكُلُ المِرْبَاع: شَيْءٌ كَالإِتَاوةِ كَانَ يَأْخُذُهُ الْقَوِيُّ مِنَ الضُّعَفَاء] أَلَمْ أُزَوِّجْكَ فُلاَنَةً 00 خَطَبَهَا الخُطَّابُ فَمَنَعْتُهُمْ وَزَوَّجْتُك " 00؟ [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 7367]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَحِكَ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَك 00؟ قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّه: يَقُول: يَا رَبّ؛ أَلَمْ تُجِرْني مِنَ الظُّلْم 00؟ يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ بَلىَ؛ فَيَقُول: فَإِنيِّ لاَ أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلاَّ شَاهِدَاً مِنيِّ؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَله: كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدَاً، وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودَا؛ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيه؛ فَيُقَالُ لأَرْكَانِهِ: انْطِقِي؛ فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ، ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَينَ الْكَلاَم؛ فَيَقُولُ بُعْدَاً لَكُنَّ وَسُحْقَاً؛ فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2969 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عُيِّرَ الْكَافِرُ بِعَمَلِهِ؛ فَجَحَدَ وَخَاصَمَ؛ فَيُقَالُ لَهُ: جِيرَانُكَ يَشْهَدُونَ عَلَيْك؛ فَيَقُول: كَذَبُواْ؛ فَيُقَال: أَهْلُكَ وَعَشِيرَتُك؛ فَيَقُول: كَذَبُواْ؛ فَيُقَال: احْلِفُواْ؛ فَيَحْلِفُون، ثُمَّ يُصَمِّتُهُمُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ وَيُشْهِدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ فَيُدْخِلُهُمُ النَّار " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8790] صَدَقَ تَعَالىَ عِنْدَمَا قَالَ: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون} {يَسِ/65}

يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوه عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عُيِّرَ الْكَافِرُ بِعَمَلِهِ؛ فَجَحَدَ وَخَاصَمَ؛ فَيُقَالُ لَهُ: جِيرَانُكَ يَشْهَدُونَ عَلَيْك؛ فَيَقُول: كَذَبُواْ؛ فَيُقَال: أَهْلُكَ وَعَشِيرَتُك؛ فَيَقُول: كَذَبُواْ؛ فَيُقَال: احْلِفُواْ؛ فَيَحْلِفُون، ثُمَّ يُصَمِّتُهُمُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ وَيُشْهِدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ فَيُدْخِلُهُمُ النَّار " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8790]

قَالَ تَعَالىَ: {فَأَمَّا مَن أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُواْ كِتَابِيَه {19} إِنيِّ ظَنَنْتُ أَنيِّ مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ {20} فَهُوَ في عِيشَةٍ رَّاضِيَة {21} في جَنَّةٍ عَالِيَة {22} قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ {23} كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ في الأيَّامِ الخَالِيَة {24} وَأَمَّا مَن أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَني لَمْ أُوتَ كِتَابِيَه {25} وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ {26} يَا لَيْتَهَا كَانَتِ القَاضِيَة {27} مَا أَغْنى عَني مَالِيَهْ {28} هَلَكَ عَنيِّ سُلْطَانِيَهْ} {الحَاقَّة}

وَقَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {فَأَمَّا مَن أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِه {7} فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابَاً يَسِيرَا {8} وَيَنقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُورَا {9} وَأَمَّا مَن أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِه {10} فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورَا {11} وَيَصْلَى سَعِيرَا {12} إِنَّهُ كَانَ في أَهْلِهِ مَسْرُورَا {13} إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَنْ يَحُور} {أيْ كَانَ يَظُنُّ أَن لَنْ يَبْعَثَهُ الله 0 الاِنْشِقَاق}

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُدْعَى أَحَدُهُمْ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِه، وَيُمَدُّ لَهُ في جِسْمِهِ سِتِّينَ ذِرَاعَا، وَيُبَيَّضُ وَجْهُه، وَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَتَلأْلأ؛ فَيَنْطَلِقُ إِلىَ أَصْحَابِهِ؛ فَيَرَوْنَهُ مِنْ بَعِيدٍ فَيَقُولُون: اللَّهُمَّ ائْتِنَا بِهِ وَبَارِكْ لَنَا في هَذَا، حَتىَّ يَأْتِيَهُمْ فَيَقُول: أَبْشِرُواْ؛ إِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هَذَا، وَأَمَّا الْكَافِر: فَيَسْوَدُّ وَجْهُهُ وَيُمَدُّ لَهُ في جِسْمِهِ سِتِّينَ ذِرَاعَاً عَلَى صُورَةِ آدَم؛ فَيَرَاهُ أَصْحَابُهُ فَيَقُولُون: نَعُوذُ بِاللهِ مِن هَذَا، اللَّهُمَّ لاَ تَأْتِنَا بِهِ، فَيَأْتِيَهُمْ فَيَقُولُُون: اللَّهُمَّ أَخِّرْهُ، فَيَقُول: أَبْعَدَكُمُ الله؛ فَإِنَّ لِكُلٍّ مِنْكُمْ مِثْلَ هَذَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2955]

عَن عَبْدَ اللهِ بْنِ بُسْرٍ المَازِنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " طُوبىَ لِمَنْ وُجِدَ في صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارَاً كَثِيرَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي الجَامِعِ بِرَقْمَيْ: (1618، 7377)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 3818] عَنِ الزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَحَبَّ أَنْ تَسُرَّهُ صَحِيفَتُه؛ فَلْيُكْثِرْ فِيهَا مِنَ الاِسْتِغْفَار " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5955، 2299، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَن عَلِيِّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَصَابَ حَدًّا؛ فَعَجَّلَ اللهُ لَهُ عُقُوبَتَهُ في الدُّنْيَا: فَاللهُ أَعْدَلُ مِن أَنْ يُثَنِّيَ عَلَى عَبْدِهِ العُقُوبَةَ في الآخِرَة، وَمَن أَصَابَ حَدَّاً فَسَتَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ وَعَفَا عَنه: فَاللهُ أَكْرَمُ مِن أَنْ يَعُودَ في شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 13]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْني المُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ـ أَيْ حَنَانَهُ وَرَحْمَتَه ـ وَيَسْتُرُهُ فَيَقُول: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا 00؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا 00؟ فَيَقُول: نَعَمْ أَيْ رَبّ؛ حَتىَّ إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى في نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَك: قَالَ عَزَّ وَجَلّ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْم؛ فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2441 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2768 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ: لَوْ أَكْثَرُواْ مِنَ السَّيِّئَات " 00 قَالُواْ: بِمَ يَا رَسُولَ الله 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الَّذِينَ بَدَّلَ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَات " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7643]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنيِّ لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً الجَنَّة، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجَاً مِنهَا: رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُقَال: اعْرِضُواْ عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ وَارْفَعُواْ عَنْهُ كِبَارَهَا؛ فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ فَيُقَال:

عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا، وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا؛ فَيَقُولُ نَعَمْ؛ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِر، وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كِبَارِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْه، فَيُقَالُ لَه: فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَة؛ فَيَقُول: رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لاَ أَرَاهَا هَا هُنَا " 0 يَقُولُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنه: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتىَّ بَدَتْ نَوَاجِذُه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 190 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ هَاجَرَ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المَدِينَةِ وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِه؛ فَاجْتَوَوْا المَدِينَة ـ أَيْ لَمْ يَحْتَمِلُواْ جَوَّهَا ـ فَمَرِضَ ـ أَيْ صَاحِبُ الطُّفَيْل ـ فَجَزِعَ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَه ـ أَيْ عُرُوقَ يَدِه ـ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتىَّ مَات؛ فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ

عَنهُ في مَنَامِهِ: فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَة، وَرَآهُ مُغَطِّيَا يَدَيْه؛ فَقَالَ لَه: مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّك 00؟ فَقَال رَضِيَ اللهُ عَنه: غَفَرَ لي بِهِجْرَتي إِلى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَقَالَ ـ أَيِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنه: مَا لي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْك 00؟! قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: قِيلَ لي: لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْت؛ فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 116 / عَبْد البَاقِي]

مِيزَانُ أَعْمَالِ الْعِبَادِ يَوْمَ الْقِيَامَة عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المِيزَانَ بِيَدِ الرَّحْمَن، يَرْفَعُ قَوْمَاً وَيَخْفِضُ آخَرِين " 00 اللَّهُمَّ ارْفَعْنَا وَلاَ تَخْفِضْنَا 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الظِلاَلِ وَفي سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 777، 199، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان]

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُوضَعُ المِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَة، فَلَوْ وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ لَوَسِعَتْ؛ فَتَقُولُ المَلاَئِكَة: يَا رَبّ: لِمَنْ يَزِنُ هَذَا 00؟! فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ: لِمَنْ شِئْتُ مِن خَلْقِي؛ فَتَقُولُ المَلاَئِكَة: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 941، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]

عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامَاً مِن أُمَّتي؛ يَأْتُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ بحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضٍ، فَيَجْعَلُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورَا " 0

قَالَ ثَوْبَانُ رَضِيَ اللهُ عَنه: يَا رَسُولَ الله؛ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا؛ أَنْ لاَ نَكُونَ مِنهُمْ وَنحْنُ لاَ نَعْلَم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُون، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5028، 505)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4245]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تُحْشَرُ هَذِهِ الأُمَّةُ عَلَى ثَلاَثَةِ أَصْنَاف: صِنْفٌ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَاب، وَصِنْفٌ يُحَاسَبُونَ حِسَابَاً يَسِيرَاً ثُمَّ يَدْخُلُونَ الجَنَّة، وَصِنْفٌ يَجِيئُونَ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَمْثَالُ الجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ ذُنُوبَاً؛ فَيَسْأَلُ اللهُ عَنهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلهُ: مَا هَؤُلاَء 00؟

فَيَقُولُون: هَؤُلاَءِ عَبِيدٌ مِن عِبَادِك؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلهُ: حُطُّوهَا عَنهُمْ وَاجْعَلُوهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَأَدْخِلُوهُمْ بِرَحْمَتي الجَنَّة " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 193] لَيْسَ في هَذَا أَيُّ ظُلْمٍ لِلْيَهُودِ وَالنَِّصَارَى؛ حَيْثُ أَنَّهُمْ دَاخِلُواْ النَّارِ لاَ شَكَِّ في هَذَا لِكُفْرِهِمْ 00 {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيد} {فُصِّلَت/46}

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَة: بَعَثَ اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ إِلىَ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَلَكَاً مَعَهُ كَافِر، فَيَقُولُ المَلَكُ لِلْمُؤْمِن: يَا مُؤْمِن؛ هَاكَ هَذَا الْكَافِرُ فَهُوَ فِدَاؤُكَ مِنَ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (779، 1381)، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في الْبَعْثِ وَالنُّشُور]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلالُهُ أَنَّهُ قَال: " يَا عِبَادِي؛ إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ، أُحْصِيهَا لَكُمْ ثمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا؛ فَمَنْ وَجَدَ خَيرَاً فَلْيَحْمَدِ الله، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِك؛ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2577 / عَبْد البَاقِي]

رَوَى الإِمَامُ التِّرْمِذِيُّ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِن أُمَّتي عَلَى رُءوسِ الخَلاَئِقِ يَوْمَ القِيَامَة، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلاًّ، كُلُّ سِجِلٍّ مَدُّ البَصَر، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ جَلَّ وَعَلاَ: أَتُنْكِرُ شَيْئَاً مِن هَذَا 00؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتي الحَافِظُون 00؟ فَيَقُول: لاَ يَا رَبّ، فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: أَفَلَكَ عُذْرٌ أَوْ حَسَنَة 00؟

فَيُبْهَتُ الرَّجُل وَيَقُول: لاَ يَا رَبّ، فَيَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَة؛ وَإِنَّهُ لاَ ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْم، فَيُخْرِجُ لَهُ بِطَاقَةً فِيهَا: " أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه " 0فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: احْضُرْ وَزْنَك؛ فَيَقُول: يَا رَبّ؛ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاَّت 00؟

فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُه: إِنَّكَ لاَ تُظْلَم؛ فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ في كَفَّة، وَالبِطَاقَةُ في كَفَّة؛ فَطَاشَتِ السِّجِلاَّتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَة؛ فَلاَ يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ ابْنِ مَاجَةَ التِّرْمِذِيِّ] صَدَقَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ عِنْدَمَا قَال: {إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّة} {النِّسَاء/40}

وَعَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَثْقَلَ شَيْءٍ في المِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَة: الخُلُقُ الحَسَن " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلالِ الجَنَّةِ وَالأَدَبِ المُفْرَد، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ وَفي صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

قَدْرُ رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ تَعْلَمُونَ قَدْرَ رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ لاَتَّكَلْتُمْ عَلَيْهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5260، 2167، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد]

عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَدِمَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْي؛ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قَدْ تَحَلَّبَ ثَدْيُهَا تَسْعَي؛ إِذْ وَجَدَتْ صَبِيَّاً في السَّبْي؛ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ؛ فَقَالَ لَنَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا في النَّار " 00؟ قُلْنَا لاَ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَه [أَيْ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ مُكْرَهَةً عَلَى ذَلِك]

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِن هَذِهِ بِوَلَدِهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5999 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2754 / عَبْد البَاقِي] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُنَاسٍ مِن أَصْحَابِهِ، وَصَبيٌّ بَينَ ظَهْرَانيِ الطَّرِيق [أَيْ في قَارِعَةِ الطَِّرِيق: أَيْ وَسَطِه] فَلَمَّا رَأَتْ أُمُّهُ الدَّوَابَّ خَشِيَتْ عَلَى ابْنِهَا أَنْ يُوطَأَ؛ فَسَعَتْ وَالهَةً " أَيْ

جَرَتْ مَفْزُوعَةً " فَقَالَتْ: ابْني ابْني؛ فَاحْتَمَلَتِ ابْنَهَا؛ فَقَالَ القَوْم: يَا نَبيَّ الله؛ مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُلْقِيَ ابْنَهَا في النَّار؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ، وَاللهُ لاَ يُلْقِي حَبِيبَهُ في النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ وَأَحْمَد]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ كَتَبَ كِتَابَاً قَبْلَ أَنْ يخْلُقَ الخَلْق [وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى " وَهُوَ يَكْتُبُ عَلَى نَفْسِهِ: أَيْ يَفْرِضُ عَلَى نَفْسِهِ "]: إِنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبي " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7554 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2751 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الرَّحْمَةَ مِاْئَةَ جُزْء، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءَاً، وَأَنْزَلَ في الأَرْضِ جُزْءَاً وَاحِدَاً؛ فَمِنْ ذَلِكَ الجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الخَلْق؛ حَتىَّ تَرْفَعَ الفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَه " 0

وَفي رِوَايَةِ الإِمَامِ مُسْلِمٍ: " فَمِنْ ذَلِكَ الجُزْءِ تَتَرَاحَمُ الخَلاَئِق؛ حَتىَّ تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6000 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2752 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ مِائَةَ رَحْمَة، أَنْزَلَ مِنهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَينَ الجِنِّ وَالإِنْس، وَالبَهَائِمِ وَالهَوَامّ؛ فَبِهَا يَتَعَاطَفُون، وَبِهَا يَتَرَاحَمُون، وَبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تِسْعَاً وَتِسْعِينَ رَحْمَةً؛ يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2752 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِاْئَةَ رَحْمَة، كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض: [أَيْ مِلْءَ مَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْض] فَجَعَلَ مِنهَا في الأَرْضِ رَحْمَةً؛ فَبِهَا تَعْطِفُ الوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَالوَحْشُ وَالطَّيرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْض، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَة: أَكْمَلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2753 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ مِاْئَةَ رَحْمَة: قَسَّمَ رَحْمَةً بَينَ أَهْلِ الدُّنيَا، وَسِعَتْهُمْ إِلىَ آجَالِهِمْ، وَأَخَّرَ تِسْعَاً وَتِسْعِينَ رَحْمَةً لأَوْلِيَائِه، وَإِنَّ اللهَ تَعَالى قَابِضٌ تِلْكَ الرَّحْمَةَ الَّتي قَسَّمَهَا بَينَ أَهْلِ الدُّنيَا إِلى التِّسْعِ وَالتِّسْعِين؛ فَيُكَمِّلُهَا مِاْئَةَ رَحْمَةٍ لأَوْلِيَائِهِ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1634، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَسْتُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَبْدٍ في الدُّنْيَا: إِلاَّ سَتَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2590 / عَبْد البَاقِي]

أُمَّةُ المُصْطَفَى بَينَ الأُمَم عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَنَا أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تَبَعَاً يَوْمَ القِيَامَة، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الجَنَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 196 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَم؛ فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبيُّ مَعَهُ الرَّجُل، وَالنَّبيُّ مَعَهُ الرَّجُلاَن، وَالنَّبيُّ مَعَهُ الرَّهْط، وَالنَّبيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَد، وَرَأَيْتُ سَوَادَاً كَثِيرَاً سَدَّ الأُفُق؛ فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتي؛ فَقِيل: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُه، ثُمَّ قِيلَ لي: انْظُرْ؛ فَرَأَيْتُ سَوَادَاً كَثِيرَاً سَدَّ الأُفُق؛ فَقِيلَ لي: انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا؛ فَرَأَيْتُ سَوَادَاً كَثِيرَاً سَدَّ الأُفُق؛ فَقِيل: هَؤُلاَءِ أُمَّتُك، وَمَعَ هَؤُلاَء: سَبْعُونَ أَلْفَاً يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَاب " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5752 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 220 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَة: آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَتَتَرَاءَى ذُرِّيَّتُه ـ أَيْ يَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ يَتَطَلَّعُونَ إِلَيْه ـ فَيُقَال: هَذَا أَبُوكُمْ آدَم؛ فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْك 00؟ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَله: أَخْرِجْ بَعْثَ جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيَّتِك؛ فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا رَبِّ كَمْ أُخْرِج 00؟!

فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَله: أَخْرِجْ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِين " 0 فَقَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ إِذَا أُخِذَ مِنَّا مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُون؛ فَمَاذَا يَبْقَى مِنَّا 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ أُمَّتي في الأُمَم: كَالشَّعَرَةِ البَيْضَاءِ في الثَّوْرِ الأَسْوَد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6529 / فَتْح] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: يَا آدَم؛ فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْك، وَالخَيْرُ في يَدَيْك؟ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَله: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّار؛ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: وَمَا بَعْثُ النَّار؟!

قَالَ عَزَّ وَجَلّ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِين؛ فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِير، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيد " 0 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَأَيُّنَا ذَلِكَ الوَاحِد 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَبْشِرُواْ؛ فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلاً، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3348 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 222 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَزَّأَ الخَلْقَ عَشْرَةَ أَجْزَاء: فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ المَلاَئِكَة، وَجُزْءَاً سَائِرَ الخَلْق، وَجَزَّأَ المَلاَئِكَةَ عَشْرَةَ أَجْزَاء: فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُون، وَجُزْءَاً لِرِسَالَتِه، وَجَزَّأَ الخَلْقَ عَشْرَةَ أَجْزَاء: فَجَعَلَ تِسْعَةً أَجْزَاءٍ الجِنّ، وَجُزْءَاً بَني آدَم، وَجَزَّأَ بَني آدَمَ عَشْرَةَ أَجْزَاء: فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج، وَجُزْءَاً سَائِرَ النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8506]

الظُّلْمَةُ الَّتي قَبْلَ الجِسْر عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ حَبرَاً مِن أَحْبَارِ الْيَهُودِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَات؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمْ في الظُّلْمَةِ دُونَ الجِسْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 315 / عَبْد البَاقِي]

وَذَلِكَ الْيَوْمَ هُوَ الَّذِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيه: {يَوْمَ تَرَى المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ اليَوْمَ جَنَّاتٌ تجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيم {12} يَوْمَ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُواْ انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُواْ وَرَاءكُمْ فَالتَمِسُواْ نُورَاً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ العَذَاب {13} يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُواْ بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَاني حَتىَّ جَاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الغَرُور} {الحَدِيد}

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَتُدْعَى الأُمَمُ بِأَوْثَانِهَا وَمَا كَانَتْ تَعْبُدُ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا بَعْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ مَنْ تَنْظُرُون ـ أَيْ مَنْ تَنْتَظِرُونَهُ وَتَتَشَوَّفُونَه؟ ـ فَيَقُولُون: نَنْظُرُ رَبَّنَا؛ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ؛ فَيَقُولُون: حَتىَّ نَنْظُرَ إِلَيْك، فَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَضْحَك، فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ وَيَتَّبِعُونَهُ، وَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مِنهُمْ مُنَافِقٍ أَوْ مُؤْمِنٍ: نُورَاً، ثُمَّ يَتَّبِعُونَهُ، وَعَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ كَلاَليبُ وَحَسَك، تَأْخُذُ مَنْ شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ، ثُمَّ يُطْفَأُ نُورُ المُنَافِقِين، ثُمَّ يَنْجُو المُؤْمِنُون، فَتَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ وُجُوهُهُمْ كَالقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْر: سَبْعُونَ أَلْفَاً لاَ يُحَاسَبُون، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَإِ نَجْمٍ في السَّمَاء، ثمَّ كَذَلِك " 00 أَيْ ثمَّ يَمُرُّونَ بَعْدُ كَذَلِكَ الأَدْنىَ فَالأَدْنىَ بحَسْبِ أَعْمَالِهِمْ 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2222 / عَبْد البَاقِي]

الصِّرَاط عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُوضَعُ المِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَة، فَلَوْ وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ لَوَسِعَتْ؛ فَتَقُولُ المَلاَئِكَة: يَا رَبّ: لِمَنْ يَزِنُ هَذَا 00؟!

فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ: لِمَنْ شِئْتُ مِن خَلْقِي؛ فَتَقُولُ المَلاَئِكَة: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِك، وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ مِثْلَ حَدِّ المُوس؛ فَتَقُولُ المَلاَئِكَة: مَنْ يُجِيزُ عَلَى هَذَا 00؟ فَيَقُول: مَنْ شِئْتُ مِن خَلْقِي؛ فَيَقُولُون: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 941، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الصِّرَاطُ عَلَى جَهَنَّمَ مِثْلُ حَدِّ السَّيْف، فَتَمُرُّ الطَّائِفَةُ الأُولىَ كَالْبَرْق، وَالثَّانِيَةُ كَالرِّيح، وَالثَّالِثَةُ كَأَجْوَدِ الخَيْل، وَالرَّابِعَةُ كَأَجْوَدِ الإِبِلِ وَالْبَهَائِم، ثمَّ يَمُرُّونَ وَالمَلاَئِكَةُ تَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3423]

قَالَ تَعَالىَ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمَاً مَقْضِيَّا} {مَرْيم/71} أَعْلَمُ أَخِي الْفَاضِل: أَنَّهُ يَدُورُ بخَلَدِكَ الآنَ تَسَاؤُل / أَلَيْسَتْ هَذِهِ الآيَة: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الحُسْنىَ أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُون {101} لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا} {الأَنْبِيَاء}

أَلَيْسَتْ هَذِهِ الآيَةُ تَسْتَثْني هَؤُلاَءِ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الحُسْنى: مِن أَنْ يَسْمَعُواْ لَهَا تَغَيُّظَاً وَزَفِيرَا؛ فَكَيْفَ تَقُولُ تِلْكَ الآيَة: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمَاً مَقْضِيَّا} {مَرْيم/71} فَمَا اسْتَثْنَتْ وَلاَ اسْتَبْقَتْ 00؟! المَقصُودُ بِالوُرودِ هُنَا: أَيِ الْمُرُورُ وَالْعُبُور 00

قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالىَ في هَذِهِ المَسْأَلَةِ بِاخْتِصَار: " لَيْسَ أَنْ تَمَسَّهُ النَّارُ بِالكُلِّيَّة، وَلاَ حَتىَّ قَدْرَاً يَسِيرَاً، بَلْ هُوَ العُبُورُ عَلَى الصِّرَاط: وَهُوَ جِسْرٌ مَنْصُوبٌ عَلَى ظَهْرِ جَهَنَّم، عَافَانَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنهَا " 00 [الإِمَامُ النَّوَوِيُّ في شَرْحِهِ لِلْحَدِيثِ بِرَقْم: 2632 / عَبْد البَاقِي، دَارُ إِحْيَاءِ التُّرَاثِ العَرَبي 0 بَيرُوت: 181/ 16] فَوُرُودُهُمْ: لاَ يَعْني دُخُولَهُمْ، وَإِنَّمَا هُوَ كَوُرُودِ الْبِئْر: لاَ يَعْني ذَلِكَ الْوُقُوعَ فِيه، وَإِنَّمَا يَعْني المُرُورَ بِهِ أَوِ الْوُصُولَ إِلَيْه؛ قَالَ جَلَّ وَعَلاَ في خَبرِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَينِ تَذُودَان} {القَصَص/23}

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنهَا بِأَعْمَالِهِمْ؛ فَأَوَّلُهُمْ كَلَمْحِ البَرْق، ثُمَّ كَالرِّيح، ثُمَّ كَحُضْرِ الفَرَس ـ أَيْ كَجَرْيِهِ ـ ثُمَّ كَالرَّاكِبِ في رَحْلِهِ، ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُل [أَيْ كَجَرْيِهِ] ثُمَّ كَمَشْيِهِ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3159] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: " يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ كُلُّهُمْ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنهَا بِأَعْمَالِهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (4141)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَالسُّؤَالُ يَبْقَى قَائِمَاً: كَيْفَ سَيَمُرُّونَ مِنْ فَوْقِهَا وَلاَ يَحْتَرِقُون 00؟ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الوُرُود: الدُّخُول؛ لاَ يَبْقَى بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ إِلاَّ دَخَلَهَا؛ فَتَكُونُ عَلَى المُؤْمِنِ بَرْدَاً وَسَلاَمَاً كَمَا كَانَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ حَتىَّ إِنَّ لِلنَّارِ ضَجِيجَاً مِنْ بَرْدِهِمْ " 0 أَيْ صَوْتَاً كَصَوْتِ المَاءِ حِينَ يُسْكَبُ عَلَى الجَمْرِ أَوِ الحَدِيدِ السَّاخِن 0 [صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَحَسَّنَهُ ابْنُ كَثِيرٍ في كِتَابِ في الْفِتَنِ وَالمَلاَحِم، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8744]

وَلِذَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ في الآيَةِ الَّتي بَعْدَهَا: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمَاً مَّقْضِيَّا {71} ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَواْ وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيَّا} {مَرْيم} عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُحْمَلُ النَّاسُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَة؛ فَتَتَقَادَعُ بِهِمْ جَنَبَتَا الصِّرَاطِ تَقَادُعَ الْفَرَاشِ في النَّار ـ أَيْ تَمِيلُ بِهِمْ حَوَافُّ الصِّرَاطِ فَتُوقِعُهُمْ في النَار ـ فَيُنَجِّي اللهُ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاء " 00 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 837]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " فَيَأْخُذُونَ الجِسْر، فَيَطْمِسُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ؛ فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مِنْ شِمَالٍ وَيَمِين " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8698] اللَّهُمَّ نَجِّنَا وَلاَ تُهْلِكْنَا بِذُنُوبِنَا 00

ـ حَجْمُ الصِّرَاطِ وَطُولُه: عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ جَلَّ جَلاَلهُ: {وَالأَرْضُ جَمِيعَاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} {الزُّمَر/67} قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ الله 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلَى جِسْرِ جَهَنَّم " 00 أَيْ عَلَى الصِّرَاط 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُؤْتَى بِالجَسْر ـ أَيِ الصِّرَاط ـ فَيُجْعَلُ بَينَ ظَهْرَيْ جَهَنَّم " 00 أَيْ فَوْقَهَا كَمَعْبَر 0 قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَا الجَسْر 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَدْحَضَةٌ مَزَلَّة [أَيْ شَيْءٌ تَنْزَلِقُ مِنْ فَوْقِهِ الأَقْدَام] عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيب، وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ ـ أَيْ مُدَبَّبَةٌ مُقَوَّسَةُ ـ تَكُونُ بِنجْدٍ يُقَالُ لهَا السَّعْدَان

[وَفي رِوَايَةٍ: غَيرَ أَنَّهَا لاَ يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلاَّ الله، وَفي نَفْسِ تِلْكَ الرِّوَايَةِ أَيْضَاً يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيز، وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ] المُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْف ـ أَيْ يَمُرُّ المُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَلَمْحِ الْبَصَر ـ وَكَالبَرْقِ وَكَالرِّيح، وَكَأَجَاوِيدِ الخَيْلِ وَالرِّكَاب؛ فَنَاجٍ مُسَلَّم، وَنَاجٍ مَخْدُوش، وَمَكْدُوسٌ في نَارِ جَهَنَّم، حَتىَّ يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7439 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 183 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يَأْمُرُ جَلَّ وَعَلاَ بِالصِّرَاطِ فَيُضْرَبُ عَلَى جَهَنَّم، فَيَمُرُّ النَّاسُ بِقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ زُمَرَاً، أَوَائِلُهُمْ كَلَمْحِ البَرْق، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيح، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْر، ثُمَّ كَأَسْرَعِ البَهَائِم، ثُمَّ كَذَلِكَ حَتىَّ يَمُرَّ الرَّجُلُ سَعْيَاً ثُمَّ مَشْيَاً، ثُمَّ يَكُونُ آخِرُهُمْ رَجُلاً يَتَلَبَّطُ عَلَى بَطْنِه، فَيَقُول: يَا رَبّ؛ لِمَاذَا أَبْطَأْتَ بي 00؟ فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: لَمْ أُبْطِئْ بِك، إِنَّمَا أَبْطَأَ بِكَ عَمَلُك " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8519، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ وَأَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا كِلاَهُمَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَجْمَعُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى النَّاس؛ فَيَقُومُ المُؤْمِنُونَ حَتىَّ تُزْلَفَ لَهُمُ الجَنَّة [أَيْ يُقَرِّبُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنهُمُ الجَنَّة] فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُون: يَا أَبَانَا اسْتَفْتِحْ لَنَا الجَنَّة؛ فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: وَهَلْ أَخْرَجَكُمْ مِنَ الجَنَّةِ إِلاَّ خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ آدَم، لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِك، اذْهَبُواْ إِلى ابْني إِبْرَاهِيمَ خَليلِ الله؛ فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَم: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِك، إِنَّمَا كُنْتُ خَليلاً مِنْ وَرَاءَ وَرَاء ـ أَيْ مِنْ وَرَاءِ الحُجُب، أَوْ وَقَبْلِيَ آخَرُونَ مُقَدَّمُون ـ اعْمِدُواْ إِلى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم 00 الَّذِي كَلَّمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تَكْليمَا؛ فَيَأْتُونَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُول: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِك، اذْهَبُواْ إِلى عِيسَى كَلِمَةِ اللهِ وَرُوحِهِ؛ فَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم:

لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِك؛ فَيَأْتُونَ محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَه، وَتُرْسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِم، فَتَقُومَانِ جَنَبَتيِ الصِّرَاطِ يَمِينَاً وَشِمَالاً، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالبَرْق ـ ثُمَّ فَسَّرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ البَرْقِ فَقَال: أَلَمْ تَرَوْا إِلى البَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ في طَرْفَةِ عَيْن ـ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيح، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْر، وَشَدِّ الرِّجَال ـ أَيْ جَرْيِهِمْ ـ تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ، وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُول: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ؛ حَتىَّ تَعْجِزَ أَعْمَالُ العِبَاد، حَتىَّ يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلاَ يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلاَّ زَحْفَا، وَفي حَافَّتيِ الصِّرَاطِ كَلاَليبُ مُعَلَّقَة، مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَن أُمِرَتْ بِهِ: فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمَكْدُوسٌ في النَّار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 195 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " وَرَاءَ الصِّرَاطِ ثَلاَثَةُ جُسُور: جِسْرٌ عَلَيْهِ الأَمَانَة، وَجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّحِم، وَجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلاَ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مخْتَصَرِ الْعُلُوّ، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3930] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّحِمَ شَجَنَةٌ مِنَ الرَّحْمَن [أَيْ جُزْءٌ مِنْ لَفْظَةِ الرَّحْمَن]، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ تَقُول: أَيْ رَبّ؛ إِنيِّ ظُلِمْت، إِنيِّ أُسِيءَ إِليّ، إِنيِّ قُطِعْت؛ فَيُجِيبُهَا رَبُّهَا: أَلاَ تَرْضَيْنَ أَن أَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ، وَأَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 444]

عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ حَبرَاً مِن أَحْبَارِ الْيَهُودِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَن أَوَّلِ النَّاسِ إِجَازَةً 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فُقَرَاءُ المُهَاجِرِين " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 315 / عَبْد البَاقِي]

الْقَنْطَرَة عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا خَلَصَ المُؤْمِنُونَ مِنَ النَّار: حُبِسُواْ بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّار؛ فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ في الدُّنْيَا؛ حَتىَّ إِذَا نُقُّواْ وَهُذِّبُواْ؛ أُذِنَ لهُمْ بِدُخُولِ الجَنَّة، فَوَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: لأَحَدُهُمْ بمَسْكَنِهِ في الجَنَّة: أَدَلُّ ـ أَيْ أَعْرَفُ ـ بِمَنْزِلِهِ كَانَ في الدُّنْيَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2440 / فَتْح]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ في الدُّنْيَا، حَتىَّ إِذَا هُذِّبُواْ وَنُقُّواْ: أُذِنَ لهُمْ في دُخُولِ الجَنَّة؛ فَوَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: لأَحَدُهُمْ أَهْدَى بمَنزِلِهِ في الجَنَّةِ مِنهُ بمَنْزِلِهِ كَانَ في الدُّنْيَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6535 / فَتْح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنهَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَم؛ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِن حَسَنَاتِهِ؛ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6534 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1678 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ مِن عِرْضِهِ أَوْ شَيْء: فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنهُ اليَوْم؛ قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَم، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِه، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْه " 00 أَيْ وُضِعَ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ في مِيزَانِه 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2449 / فَتْح]

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تُرْفَعُ لِلرَّجُلِ صَحِيفَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتىَّ يَرَى أَنَّهُ نَاجٍ، فَمَا تَزَالُ مَظَالِمُ بَني آدَمَ تَتْبَعُهُ حَتىَّ مَا تَبْقَي لَهُ حَسَنَة، وَيُزَادُ عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب، وَقَالَ عَنهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَاتَّقُواْ المَظَالِمَ مَا اسْتَطَعْتُمْ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ مِنَ الحَسَنَاتِ مَا يَرَى أَنَّهُ يُنْجِيه؛ فَلاَ يَزَالُ عَبْدٌ يَقُومُ فَيَقُول: يَا رَبّ؛ إِنَّ فُلاَنَاً ظَلَمَني مَظْلَمَةً؛ فَيُقَال: امْحُواْ مِن حَسَنَاتِه؛ حَتىَّ لاَ يَبْقَى لَهُ حَسَنَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2221]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَتَدْرُونَ مَا المُفْلِس " 00؟ قَالُواْ: المُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاع؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي؛ يَأْتي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاة، وَيَأْتي: قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا؛ فَيُعْطَى هَذَا مِن حَسَنَاتِه، وَهَذَا مِن حَسَنَاتِه، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ

مَا عَلَيْه؛ أُخِذَ مِن خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2581 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ ضَرَبَ بِسَوْطٍ ظُلْمَاً: اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِع، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ، وَالطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ رَجُلاً قَعَدَ بَينَ يَدَيِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّ لي مَمْلُوكِين، يَكْذِبُونَني وَيَخُونُونَني وَيَعْصُونَني، وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ؛ فَكَيْفَ أَنَا مِنهُمْ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَبُوكَ وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ؛ فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ؛ كَانَ كَفَافًا لاَ لَكَ وَلاَ عَلَيْك، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ؛ كَانَ فَضْلاً لَك، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِم؛ اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الفَضْل " 0

فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَهْتِف؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ الله: {وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِين} {الأَنْبِيَاء/47} فَقَالَ الرَّجُل: وَاللهِ يَا رَسُولَ الله؛ مَا أَجِدُ لي وَلِهَؤُلاَءِ شَيْئًا خَيرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ؛ أُشْهِدُكُمْ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 3606، 3165، وَفي الجامِعِ بِرَقْم: 13999]

الْقِصَاصُ في كُلِّ المَظَالِم؛ حَتىَّ بَينَ الْبَهَائِم 00!! عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إِلىَ أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتىَّ يُقْتَصَّ لِلشَّاةِ الجَمَّاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ بِنَطْحِهَا " 0 [قَالَ عَنهُ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ في نِهَايَةِ الْفِتَنِ وَالمَلاَحِم: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى شَاتَيْنِ تَنْتَطِحَان؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَبَا ذَرّ؛ هَلْ تَدْرِي فِيمَ تَنْتَطِحَان " 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لاَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَكِنَّ اللهَ يَدْري، وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21438]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ جَالِسَاً، وَشَاتَانِ تَعْتَلفَان، فَنَطَحَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَأَجْهَضَتْهَا: [أَيْ يَأْكُلاَنِ الْعَلَف]؛ فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَجِبْتُ لَهَا 00 وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لَيُقَادَنَّ لَهَا يَوْمَ القِيَامَة " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21511]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَقْتَصُّ الخَلْقُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ حَتىَّ الجَمَّاءُ مِنَ القَرْنَاء، وَحَتىَّ الذَّرَّةُ مِنَ الذَّرَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَة، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح] الشَّاةُ الجَمَّاء: هِيَ الشَّاةُ الَّتي لاَ قُرُونَ لَهَا، وَالذَّرَّة: هِيَ النَّمْلَةُ الصَّغِيرَة 0

يَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ في الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا في الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون} {الأَنعَام/38} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة: " يُحْشَرُ الخَلْقُ كُلُّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة: الْبَهَائِمُ وَالدَّوَابُّ وَالطَّيْرُ وَكُلُّ شَيْء؛ فَيَبْلُغُ مِن عَدْلِ اللهِ أَنْ يَأْخُذَ لِلْجَمَّاءِ مِنَ الْقَرْنَاء، ثُمَّ يَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ: كُوني تُرَابَا؛ فَذَلِكَ: {يَوْمَ يَنظُرُ المَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ يَقُولُ الكَافِرُ يَا لَيْتَني كُنتُ تُرَابَا} {النَّبَأ/40} " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3231]

عَنِ الزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: لَمَّا نَزَلَتْ: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُون} {الزُّمَر/31} قَالَ الزُّبَيْر رَضِيَ اللهُ عَنه: أَيْ رَسُولَ الله؛ مَعَ خُصُومَتِنَا في الدُّنْيَا؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1405، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ القِيَامَةِ جَارَان " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِع، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17372]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٍ بِجَارِهِ يَقُول: يَا رَبّ؛ سَلْ هَذَا لِمَ أَغْلَقَ عَنيِّ بَابَهُ وَمَنَعَني فَضْلَه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2564، 2646)، رَوَاهُ الأَصْبَهَانيُّ في التَّرْغِيب]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رَحِمَ اللهُ عَبْدَاً كَانَتْ لأَخِيهِ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ في عِرْضٍ أَوْ مَال؛ فَجَاهٍ فَاسْتَحَلَّهُ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ وَلَيْسَ لَهُ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَم، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِن حَسَنَاتِه، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ وُضِعَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ عَلَى سَيِّئَاتِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (3265)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير وَالأَوْسَط]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَال: " قَالَ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلاَ: يُؤْتَى بحَسَنَاتِ الْعَبْدِ وَسَيِّئَاتِهِ، فَيُقَصُّ بَعْضُهَا بِبَعْض، فَإِنْ بَقِيَتْ حَسَنَةٌ وَسَّعَ اللهُ لَهُ في الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7641]

شَفَاعَةُ سَيِّدِ المُرْسَلِين قَالَ جَلَّ وَعَلاَ لحَبِيبِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامَاً مَّحْمُودَا} {الإِسْرَاء/79} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَال: " هِيَ الشَّفَاعَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3137]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَقَامُ المحْمُود: الشَّفَاعَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (6721، 2369)، وَحَسَّنَهُ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ في كِتَابِ النِّهَايَةِ في الْفِتَن، رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَحْمَدُ في مُسْنَدَيْهِمَا]

عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَة، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتي عَلَى تَلّ، فَيَكْسُوني رَبيِّ حُلَّةً خَضْرَاء، فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَن أَقُول؛ فَذَلِكَ المَقَامُ المحْمُود " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَالظِّلاَلِ وَقَال: إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَات] كُلُّ الأَنْبِيَاءِ يَقُولُونَ نَفْسِي نَفْسِي؛ إِلاَّ أَنْتَ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ الله!!

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَدْخُلُ مِن أَهْلِ هَذِهِ القِبْلَةِ النَّارَ مَنْ لاَ يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلّ؛ بِمَا عَصُواْ اللهَ وَاجْتَرَأُواْ عَلَى مَعْصِيَتِهِ وَخَالَفُواْ طَاعَتَه، فَيُؤْذَنُ لي في الشَّفَاعَة؛ فَأُثْني عَلَيْهِ جَلَّ ذِكْرُهُ سَاجِدَاً كَمَا أُثْني عَلَيْهِ قَائِمَاً؛ فَيُقَالُ لي: ارْفَعْ رَأْسَك؛ وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِيرِ وَالصَّغِير]

عَن أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أُرِيتُ مَا تَلْقَى أُمَّتي مِنْ بَعْدِي، وَسَفْكَ بَعْضِهِمْ دِمَاءَ بَعْض؛ فَأَحْزَنَني [وَفي رِوَايَةٍ: فَأَحْزَنَني وَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيّ] وَسَبَقَ ذَلِكَ مِنَ اللهِ كَمَا سَبَقَ في الأُمَمِ قَبْلَهُمْ؛ فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُوَلِّيَني فِيهِمْ شَفَاعَةً يَوْمَ الْقِيَامَة؛ فَفَعَلَ عَزَّ وَجَلّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَالظِّلاَلِ بِأَرْقَام: 3633، 918، 1440، 800، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 27410]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ شَفَاعَتي يَوْمَ القِيَامَةِ لأَهْلِ الكَبَائِرِ مِن أُمَّتي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الأَئِمَّةِ أَبي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ وَالمُسْنَد]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا زِلْنَا نُمْسِكُ عَنْ الاِسْتِغْفَارِ لأَهْلِ الكَبَائِرِ حَتىَّ سَمِعْنَا مِنْ فيِّ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلهُ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء؛ فَإِنيِّ أَخَّرْتُ شَفَاعَتي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِن أُمَّتي يَوْمَ الْقِيَامَة " 0 [حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 830، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّد، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ البُوصِيرِي في زَوَائِدِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تَلاَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ في إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرَاً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَني فَإِنَّهُ مِنيِّ وَمَن عَصَاني فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيم} {إِبْرَاهِيم/36} وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيم}

فَرَفَعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ وَقَال: " اللَّهُمَّ أُمَّتي أُمَّتي " 00 وَبَكَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!! فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: " يَا جِبْرِيل؛ اذْهَبْ إِلى محَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيك " 00؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلَه؛ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَال وَهُوَ أَعْلَم؛ فَقَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ: " يَا جِبْرِيل؛ اذْهَبْ إِلى محَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ وَلاَ نَسُوؤُك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 202 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتي الجَنَّة؛ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَة " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيح، وَفي مِشْكَاةِ المَصَابِيح وَسُنَنيِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيّ، وَقَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لِكُلِّ نَبيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَة؛ فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنيِّ اخْتَبَأْتُ دَعْوَتي شَفَاعَةً لأُمَّتي يَوْمَ القِيَامَة، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ مَاتَ مِن أُمَّتي لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6304 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 199 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لِكُلِّ نَبيٍّ دَعْوَةٌ دَعَاهَا لأُمَّتِه، وَإِنيِّ اخْتَبَأْتُ دَعْوَتي شَفَاعَةً لأُمَّتي يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7474 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 199 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لِكُلِّ نَبيٍّ دَعْوَةٌ دَعَا بِهَا في أُمَّتِهِ فَاسْتُجِيبَ لَه؛ وَإِنيِّ أُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللهُ أَن أُؤَخِّرَ دَعْوَتي شَفَاعَةً لأُمَّتي يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6305 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 199 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي عَقِيلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً مِنْ قَوْمِهِ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا رَسُولَ الله؛ أَلاَ سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكَاً كَمُلْكِ سُلَيْمَان 00؟ فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَال: " لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللهِ أَفْضَلُ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَان: إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيَّاً إِلاَّ أَعْطَاهُ دَعْوَةً؛ فَمِنهُمْ مَنِ اتَّخَذَهَا دُنيَا فَأُعْطِيَهَا، وَمِنهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ إِذْ عَصَوْهُ فَأُهْلِكُواْ بِهَا، وَإِنَّ اللهَ أَعْطَاني دَعْوَةً؛ فَخَبَّيْتُهَا عِنْدَ رَبيِّ شَفَاعَةً لأُمَّتي يَوْمَ الْقِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 824]

عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَة: كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ وَخَطِيبَهُمْ، وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 6969]

عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ فَخْر، مَا مِن أَحَدٍ إِلاَّ وَهُوَ تَحْتَ لِوَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَنْتَظِرُ الْفَرَج " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 82]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يجْمَعُ اللهُ النَّاسَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ في صَعِيدٍ وَاحِد، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيُنْفِذُهُمُ الْبَصَر ـ أَيْ وَيُبْصِرُهُمُ النَّاظِر ـ وَتَدْنُو الشَّمْس؛ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الغَمِّ وَالكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ وَلاَ يحْتَمِلُون؛ فَيَقُولُ النَّاس: أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ 00؟

أَلاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلى رَبِّكُمْ 00؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْض: عَلَيْكُمْ بِآدَم [وَفي رِوَايَةٍ: فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاس: أَبُوكُمْ آدَم] فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُولُونَ لَه: أَنْتَ أَبُو البَشَر، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِه، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ المَلاَئِكَةَ فَسَجَدُواْ لَك ـ وَفي رِوَايَةٍ: وَأَسْكَنَكَ الجَنَّةَ ـ اشْفَعْ لَنَا إِلى رَبِّك؛ أَلاَ تَرَى إِلى مَا نحْنُ فِيه 00؟ أَلاَ تَرَى إِلى مَا قَدْ بَلَغَنَا 00؟

فَيَقُولُ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَم: إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبَاً: لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَه، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَه، وَإِنَّهُ قَدْ نهَاني عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُه؛ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُواْ إِلى غَيْرِي: اذْهَبُواْ إِلى نُوح؛ فَيَأْتُونَ نُوحَاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُولُون: يَا نُوح؛ إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلى أَهْلِ الأَرْض، وَقَدْ سَمَّاكَ اللهُ عَبْدَاً شَكُورَاً؛ اشْفَعْ لَنَا إِلى رَبِّك؛ أَلاَ تَرَى إِلى مَا نحْنُ فِيه 00؟

فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبَاً: لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَه، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَه، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي؛ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُواْ إِلى غَيْرِي: اذْهَبُواْ إِلى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُون: يَا إِبْرَاهِيم؛ أَنْتَ نَبيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ مِن أَهْلِ الأَرْض؛ اشْفَعْ لَنَا إِلى رَبِّك؛ أَلاَ تَرَى إِلى مَا نحْنُ فِيه 00؟

فَيَقُولُ لهُمْ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبَاً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَه، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَه، وَإِنيِّ قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلاَثَ كَذِبَات؛ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي؛ اذْهَبُواْ إِلى غَيْرِي: اذْهَبُواْ إِلى مُوسَى؛ فَيَأْتُونَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُولُون: يَا مُوسَى؛ أَنْتَ رَسُولُ الله، فَضَّلَكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ عَلَى النَّاس؛ اشْفَعْ لَنَا إِلى رَبِّك؛ أَلاَ تَرَى إِلى مَا نحْنُ فِيه 00؟

فَيَقُول: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبَاً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَه، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَه، وَإِنيِّ قَدْ قَتَلْتُ نَفْسَاً لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا؛ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُواْ إِلى غَيْرِي: اذْهَبُواْ إِلى عِيسَى بْنِ مَرْيَم؛ فَيَأْتُونَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُولُون: يَا عِيسَى؛ أَنْتَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْه، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ في المَهْدِ صَبِيَّا؛ اشْفَعْ لَنَا إِلى رَبِّك؛ أَلاَ تَرَى إِلى مَا نحْنُ فِيه 00؟

فَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبَاً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطّ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَه، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبَاً؛ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُواْ إِلى غَيْرِي: اذْهَبُواْ إِلى محَمَّد؛ فَيَأْتُونَ محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُون: يَا محَمَّد؛ أَنْتَ رَسُولُ اللهِ وَخَاتِمُ الأَنْبِيَاء، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر؛ اشْفَعْ لَنَا إِلى رَبِّك؛ أَلاَ تَرَى إِلى مَا نحْنُ فِيه؟

فَأَنْطَلِقُ فَآتي تَحْتَ العَرْش، فَأَقَعُ سَاجِدَاً لِرَبِّي عَزَّ وَجَل، ثُمَّ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيَّ مِنْ محَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئَاً لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلي ـ وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلإِمَامِ مُسْلِمٍ: فَأَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَزَّ وَجَلّ، فَأَحْمَدُهُ بِمحَامِدَ لاَ أَقْدِرُ عَلَيْهَا الآن، يُلْهِمُنِيهَا الله عَزَّ وَجَلّ ـ ثُمَّ يُقَال: يَا محَمَّد؛ ارْفَعْ رَأْسَك، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ؛ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُول: أُمَّتي يَا رَبّ، أُمَّتي يَا رَبّ، أُمَّتي يَا رَبّ؛ فَيُقَال

: يَا محَمَّد؛ أَدْخِلْ مِن أُمَّتِكَ مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِن أَبْوَابِ الجَنَّة، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَاب ـ أَيْ وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ لَهُمُ الحَقُّ في أَنْ يَدْخُلُواْ مِن غَيرِهَا إِنْ شَاءُواْ ـ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ إِنَّ مَا بَينَ المِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الجَنَّة: كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4712 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 194 / عَبْد البَاقِي] حِمْيَرُ بِالْيَمَن، وَبُصْرَى: مَدِينَةٌ بِأَقْصَى جَنُوبِ سُورِيَّة، أَسْفَلَ السُّوَيْدَاء، قُرْبَ الحُدُودِ مَعَ الأُرْدُنّ

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُحْبَسُ المُؤْمِنُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتىَّ يُهَمُّواْ بِذَلِك ـ أَيْ يَعْتَرِيهِمُ الهَمّ ـ فَيَقُولُون: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا؛ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُون: أَنْتَ آدَمُ أَبُو النَّاس، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِه، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَه، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَه، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْء؛ لِتَشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتىَّ يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا؛ فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: لَسْتُ هُنَاكُمْ؛ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتي أَصَاب: أَكْلَهُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَقَدْ نُهِيَ عَنهَا [وَفي رِوَايَةٍ لِلإِمَامِ مُسْلِمٍ كَرَّرَهَا مَعَ كُلِّ نَبيٍّ:

فَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتي أَصَابَ فَيَسْتَحْيِي] وَلَكِنِ ائْتُواْ نُوحَاً: أَوَّلَ نَبيٍّ بَعَثَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلى أَهْلِ الأَرْض؛ فَيَأْتُونَ نُوحَاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُول: لَسْتُ هُنَاكُمْ؛ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتي أَصَابَ سُؤَالَهُ رَبَّهُ بِغَيْرِ عِلْم، وَلَكِنِ ائْتُواْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَن؛ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُول: إِنيِّ لَسْتُ هُنَاكُمْ؛ وَيَذْكُرُ ثَلاَثَ كَلِمَاتٍ كَذَبَهُنَّ ـ وَجَاءَ في صَحِيحِ الإِمَامِ مُسْلِمٍ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَذَكَرَ قَوْلَهُ في الكَوْكَب: {هَذَا رَبِّي} {الأَنعَام/76} وَقَوْلَهُ لآلِهَتِهِمْ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} {الأَنْبِيَاء/63} وَقَوْلهُ: {إِنيِّ سَقِيم} {الصَّافَّات/89}

وَلَكِنِ ائْتُواْ مُوسَى؛ عَبْدَاً آتَاهُ اللهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ وَقَرَّبَهُ نَجِيَّا؛ فَيَأْتُونَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُول: إِنيِّ لَسْتُ هُنَاكُمْ؛ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتي أَصَاب: قَتْلَهُ النَّفْس؛ وَلَكِنِ ائْتُواْ عِيسَى عَبْدَ اللهِ وَرَسُولَه، وَرُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَه؛ فَيَأْتُونَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُول: لَسْتُ هُنَاكُمْ ـ ذَلِكَ وَاللهُ أَعْلَمُ لأَنَّهُمْ أَيِ النَّصَارَى وَصَفُوهُ بِأَنَّهُ مخَلِّصُ النَّاس؛ وَعَبَدُوهُ عَلَى هَذَا الأَسَاس؛ فَأَرَادَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ الهُرُوبَ لِئَلاَّ يُؤَكِّدَ لَدَيْهِمْ هَذَا الإِحْسَاس ـ وَلَكِنِ ائْتُواْ محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ عَبْدَاً غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّر؛ فَيَأْتُوني؛ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبيِّ في دَارِهِ ـ أَيْ في مَكَانِهِ ـ فَيُؤْذَنُ لي عَلَيْه؛ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدَاً، فَيَدَعُني مَا شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَدَعَني، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلّ: ارْفَعْ محَمَّد، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ؛

فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأُثْني عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ عَزَّ وَجَلّ، ثمَّ أَشْفَع؛ فَيَحُدُّ لي حَدَّاً؛ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّة، ثمَّ أَعُودُ الثَّانِيَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي في دَارِهِ ـ أَيْ في مَكَانِهِ ـ فَيُؤْذَنُ لي عَلَيْه؛ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدَاً، فَيَدَعُني مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَني، ثُمَّ يَقُولُ عَزَّ وَجَلّ: ارْفَعْ محَمَّد، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ؛ فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأُثْني عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَع، فَيَحُدُّ لي حَدَّاً؛ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّة، ثمَّ أَعُودُ الثَّالِثَة؛ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي في دَارِهِ ـ أَيْ في مَكَانِهِ ـ فَيُؤْذَنُ لي عَلَيْه؛ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدَاً، فَيَدَعُني مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَني، ثمَّ يَقُولُ عَزَّ وَجَلّ:

ارْفَعْ محَمَّد، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ؛ فَأَرْفَعُ رَأْسِي؛ فَأُثْني عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيه، ثُمَّ أَشْفَع؛ فَيَحُدُّ لي حَدَّاً؛ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّة؛ حَتىَّ مَا يَبْقَى في النَّارِ إِلاَّ مَن حَبَسَهُ القُرْآن ـ أَيْ أَوْجَبَ عَلَيْهِ الخُلُود ـ ثمَّ تَلاَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَة: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامَاً محْمُودَا، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: وَهَذَا المَقَامُ المحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7440 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 193 / عَبْد البَاقِي] إِنيِّ أَحْمَدُ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ أَنيِّ عَثَرْتُ بَعْدَ كِتَابَةِ هَذَا الْكِتَابِ عَلَى حَدِيثٍ صَحِيحٍ يُؤَكِّدُ ظَنِّيَ الَّذِي ظَنَنْتُهُ في امْتِنَاعِ المَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ الشَّفَاعَةِ رَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ ذَنْبَاً،

لَمْ يَشْفَعْ رَغْمَ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ ذَكَرَ في الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ أَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ في قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً 00!! عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في هَذَا الحَدِيث: " فَيَأْتُونَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُولُون: يَا عِيسَى؛ اشْفَعْ لَنَا إِلى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا؛ فَيَقُول: إِنيِّ لَسْتُ هُنَاكُمْ؛ إِنيِّ اتُّخِذْتُ إِلَهًا مِنْ دُونِ الله؛ وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّني اليَوْمَ إِلاَّ نَفْسِي، وَلَكِن أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ في وِعَاءٍ مخْتُومٍ عَلَيْه: أَكَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا في جَوْفِهِ حَتىَّ يُفَضَّ الخَاتَم؟

فَيَقُولُونَ لاَ؛ فَيَقُول: إِنَّ محَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمُ النَّبيِّينَ وَقَدْ حَضَرَ اليَوْم، وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّر؛ فَيَأْتُونَني فَيَقُولُون: يَا محَمَّد؛ اشْفَعْ لَنَا إِلى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا؛ فَأَقُولُ أَنَا لَهَا؛ حَتىَّ يَأْذَنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءَ وَيَرْضَى، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى أَنْ يَصْدَعَ بَينَ خَلْقِهِ ـ أَيْ يَفْصِلَ بَيْنَهُمْ ـ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُه، فَنَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُون، نحْنُ آخِرُ الأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يحَاسَب؛ فَتُفْرِجُ لَنَا الأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا؛ فَنَمْضِي غُرًّا محَجَّلِينَ مِن أَثَرِ الطُّهُور؛ فَتَقُولُ الأُمَم: كَادَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا،

فَنَأْتي بَابَ الجَنَّة؛ فَآخُذُ بِحَلْقَةِ البَابِ فَأَقْرَعُ البَاب؛ فَيُقَالُ مَن أَنْت 00؟ فَأَقُول: أَنَا محَمَّد؛ فَيُفْتَحُ لي؛ فَآتي رَبيِّ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُرْسِيِّهِ أَوْ سَرِيرِهِ فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُهُ بمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَيْسَ يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي؛ فَيُقَال: يَا محَمَّد؛ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ؛ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُول: أَيْ رَبّ؛ أُمَّتي أُمَّتي؛ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلّ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا 000 إِلخ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (2546)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلاَّ ثَلاَثَ كِذْبَات: ثِنْتَيْنِ مِنهُنَّ في ذَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: قَوْلُهُ: {إِنيِّ سَقِيم} {الصَّافَّات/89} وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} {الأَنْبِيَاء/63} وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ وَسَارَّةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ إِذْ أَتَى عَلَى جَبَّارٍ مِنَ الجَبَابِرَة، فَقِيلَ لَه: إِنَّ هَا هُنَا رَجُلاً مَعَهُ امْرَأَةٌ مِن أَحْسَنِ النَّاس؛ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنهَا فَقَال: مَن هَذِهِ 00؟

قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: أُخْتي؛ فَأَتَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَارَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَال: يَا سَارَّة؛ لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيرِي وَغَيرُك، وَإِنَّ هَذَا سَأَلَني فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتي؛ فَلاَ تُكَذِّبِيني؛ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ ذَهَبَ يَتَنَاوَلُهَا بِيَدِه؛ فَأُخِذَ ـ أَيْ فَخُسِفَتْ بِهِ الأَرْض ـ فَقَال: ادْعِي اللهَ لي وَلاَ أَضُرَّكِ؛ فَدَعَتِ اللهَ فَأُطْلِق،

ثُمَّ تَنَاوَلَهَا الثَّانِيَة؛ فَأُخِذَ مِثْلَهَا أَوْ أَشَدّ؛ فَقَال: ادْعِي اللهَ لي وَلاَ أَضُرَّكِ؛ فَدَعَتْ فَأُطْلِق؛ فَدَعَا بَعْضَ حَجَبَتِهِ فَقَال: إِنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوني بِإِنْسَان، إِنَّمَا أَتَيْتُمُوني بِشَيْطَان، فَأَخْدَمَهَا هَاجَر، فَأَتَتْهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ مَهْيَمْ؟ ـ أَيْ مَاذَا فَعَلْتِ 00؟ قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: رَدَّ اللهُ كَيْدَ الكَافِرِ أَوِ الفَاجِرِ في نَحْرِه، وَأَخْدَمَ هَاجَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3358]

وَرَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلإِمَامِ مُسْلِمٍ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ لَهَا: " إِنَّ هَذَا الجَبَّارَ إِنْ يَعْلَمْ أَنَّكِ امْرَأَتي يَغْلِبْني عَلَيْكِ؛ فَإِنْ سَأَلَكِ فَأَخْبِرِيهِ أَنَّكِ أُخْتي؛ فَإِنَّكِ أُخْتي في الإِسْلاَم؛ فَإِنيِّ لاَ أَعْلَمُ في الأَرْضِ مُسْلِمَاً غَيْرِي وَغَيْرَك، فَلَمَّا دَخَلَ أَرْضَهُ رَآهَا بَعْضُ أَهْلِ الجَبَّار؛ أَتَاهُ فَقَالَ لَه: لَقَدْ قَدِمَ أَرْضَكَ امْرَأَةٌ لاَ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تَكُونَ إِلاَّ لَك؛

فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا؛ فَأُتِيَ بِهَا؛ فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلى الصَّلاَة، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْه: لَمْ يَتَمَالَكْ أَنْ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا؛ فَقُبِضَتْ يَدُهُ قَبْضَةً شَدِيدَة؛ فَقَالَ لَهَا: ادْعِي اللهَ أَنْ يُطْلِقَ يَدِي وَلاَ أَضُرُّكِ؛ فَفَعَلَتْ، فَعَادَ، فَقُبِضَتْ أَشَدَّ مِنَ القَبْضَةِ الأُولىَ؛ فَقَالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِك؛ فَفَعَلَتْ، فَعَادَ فَقُبِضَتْ أَشَدَّ مِنَ القَبْضَتَينِ الأُولَيَين؛ فَقَالَ ادْعِي اللهَ أَنْ يُطْلِقَ يَدِي، فَلَكِ اللهَ أَنْ لاَ أَضُرَّكِ؛ فَفَعَلَتْ، وَأُطْلِقَتْ يَدُهُ، وَدَعَا الَّذِي جَاءَ بِهَا فَقَالَ لَه: إِنَّكَ إِنَّمَا أَتَيْتَني بِشَيْطَان، وَلَمْ تَأْتِني بِإِنْسَان؛

فَأَخْرِجْهَا مِن أَرْضِي وَأَعْطِهَا هَاجَر؛ فَأَقْبَلَتْ تَمْشِي رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ فَلَمَّا رَآهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ انْصَرَفَ [أَيْ أَنهَى صَلاَتَهُ] فَقَالَ لَهَا عَلَيْهِ السَّلاَم: مَهْيَمْ 00؟ قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: خَيْرَاً؛ كَفَّ اللهُ يَدَ الفَاجِر، وَأَخْدَمَ خَادِمَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2371 / عَبْد البَاقِي]

شَتَّانَ بَينَ كَذِبٍ وَكَذِب 00!! عَن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عُرِضَ عَلَيَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِن أَمْرِ الدُّنْيَا وَأَمْرِ الآخِرَة: فَجُمِعَ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ بِصَعِيدٍ وَاحِد؛ فَفَظِعَ النَّاسُ بِذَلِك؛ حَتىَّ انْطَلَقُواْ إِلى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَالعَرَقُ يَكَادُ

يُلْجِمُهُمْ؛ فَقَالُواْ: يَا آدَم؛ أَنْتَ أَبُو البَشَر، وَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ؛ اشْفَعْ لَنَا إِلى رَبِّك؛ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: لَقَدْ لَقِيتُ مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُمْ؛ انْطَلِقُواْ إِلى أَبِيكُمْ بَعْدَ أَبِيكُمْ: إِلى نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَم 00 {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحَاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِين} {آلِ عِمْرَان/33} فَيَنْطَلِقُونَ إِلى نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُولُون: اشْفَعْ لَنَا إِلى رَبِّك؛ فَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللهُ وَاسْتَجَابَ لَكَ في دُعَائِكَ وَلَمْ يَدَعْ

عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّارَا؛ فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، انْطَلِقُواْ إِلى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَهُ خَلِيلاً؛ فَيَنْطَلِقُونَ إِلى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُول: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُواْ إِلى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا؛ فَيَقُولُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُواْ إِلى عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَإِنَّهُ يُبْرِئُ

الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَيُحْيِي المَوْتَى؛ فَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُواْ إِلى سَيِّدِ وَلَدِ آدَم؛ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنهُ الأَرْضُ يَوْمَ القِيَامَة: انْطَلِقُواْ إِلى محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَشْفَعَ لَكُمْ إِلى رَبِّكُمْ جَلَّ جَلاَله؛ فَيَنْطَلِقُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَيَأْتي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَبَّهُ [أَيْ لِيَسْتَأْذِنَ لَه] فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالجَنَّة؛ فَيَنْطَلِقُ بِهِ جِبرِيلُ

عَلَيْهِ السَّلاَم، فَيَخِرُّ سَاجِدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْرَ جُمُعَة، وَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا محَمَّد، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ؛ فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَإِذَا نَظَرَ إِلى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَرَّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ أُخْرَى؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: ارْفَعْ رَأْسَك، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ؛ فَيَذْهَبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَقَعَ سَاجِدًا؛ فَيَأْخُذُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِضَبْعَيْهِ ـ أَيْ يُمْسِكُهُ

بِيَدَيْه؛ مِنْ تحْتِ إِبْطَيْه ـ فَيَفْتَحُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى بَشَرٍ قَطّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعيب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان: إِسْنَادُهُ جَيِّد] رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في آخِرِ دُعَائِهِ:

" ثُمَّ أَعُودُ إِلى رَبيِّ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المحَامِد، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدَاً؛ فَيُقَالُ لي: يَا محَمَّد 00 ارْفَعْ رَأْسَك، وَقُلْ يُسْمَعْ لَك، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ؛ فَأَقُول: يَا رَبِّ أُمَّتي أُمَّتي؛ فَيُقَالُ لي: انْطَلِقْ؛ فَمَنْ كَانَ في قَلْبِهِ أَدْنى أَدْنى أَدْنى مِنْ مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ مِن إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّار؛ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 193 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الثَّنَاءِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلّ: " فَأَوْحَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلى جِبرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَم: اذْهَبْ إِلى محَمَّدٍ فَقُلْ لَه: ارْفَعْ رَأْسَك، سَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ؛ فَشُفِّعْتُ في أُمَّتي: أَن أَخْرِجَ مِنْ كُلِّ تِسْعَةٍ وَتِسْعِين: إِنْسَانَاً وَاحِدَاً، فَمَا زِلْتُ أَتَرَدَّدُ عَلَى رَبيِّ عَزَّ وَجَلَّ فَلاَ أَقُومُ مَقَامَاً إِلاَّ شُفِّعْت؛ حَتىَّ أَعْطَاني اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَلِكَ أَنْ قَال: يَا محَمَّد؛ أَدْخِلْ مِن أُمَّتِكَ مِن خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ شَهِدَ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ يَوْمَاً وَاحِدَاً مُخْلِصَاً وَمَاتَ عَلَى ذَلِك " 0 [مَعْنى أَنْ يَقُولَهَا مُخْلِصَاً: أَيْ يَقُولُهَا مِنْ قَلْبِه 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب ح 0 ر: 3639، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّنْ تَنَالُهُمْ بَرَكََةُ الشَّفَاعَة؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُخْلِصَاً، يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ وَلِسَانُهُ قَلْبَه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 233] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتي يَوْمَ الْقِيَامَة: مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ خَالِصَاً مِنْ قَلبِهِ أَوْ نَفْسِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 99 / فَتْح]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا زِلْتُ أَشْفَعُ إِلى رَبيِّ عَزَّ وَجَلَّ وَيُشَفِّعُني، وَأَشْفَعُ وَيُشَفِّعُني حَتىَّ أَقُول: أَيْ رَبّ؛ شَفِّعْني فِيمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؛ فَيَقُول: هَذِهِ لَيْسَتْ لَكَ يَا محَمَّدُ وَلاَ لأَحَد، هَذِهِ لي، وَعِزَّتي وَجَلاَلي وَرَحْمَتي؛ لا أَدَعُ في النَّارِ أَحَدَاً يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " 00 وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى صَحِيحَةٍ؛ يَقُولُ لَهُ جَلَّ جَلاَلهُ: " لَيْسَتْ هَذِهِ لَكَ يَا محَمَّد؛ إِنَّمَا هِيَ لي 00 أَمَا وَعِزَّتي وَحِلْمِي وَرَحْمَتي: لاَ أَدَعُ في النَّارِ أَحَدَاً قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " 00 فَالحَمْدُ للهِ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الحَلِيم؛ عَلَى هَذَا الْكَرَمِ الْعَظِيم 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 828، وَقَالَ حُسَيْن سَلِيم في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله: نَفَعَتْهُ يَوْمَاً مِنْ دَهْرِهِ 00 يُصِيبُهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَصَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْمَيْ: 1525، 6434، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح] وَلِذَلِكَ أَوْصَانَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُلَقِّنَهَا مَوْتَانَا 00

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَقِّنُواْ مَوْتَاكُمْ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله "؛ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ آخِرَ كَلاَمِهِ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ " عِنْدَ المَوْت: دَخَلَ الجَنَّةَ يَوْمَاً مِنَ الدَّهْر، وَإِن أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَه " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 3004، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 5150]

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تُعْطَى الشَّمْسُ يَوْمَ القِيَامَةِ حَرَّ عَشْرِ سِنِينَ ثُمَّ تُدْنىَ مِنْ جَمَاجِمِ النَّاس 000 فَذَكَرَ الحَدِيثَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " فَيَأْتُونَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُون: يَا نَبيَّ الله؛ أَنْتَ الَّذِي فَتْحَ اللهُ بِك، وَغَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر؛ وَقَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيه؛ فَاشْفَعْ لَنَا إِلى رَبِّنَا؛ فَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنَا صَاحِبُكُمْ " 00 فَيَخْرُجُ يَحُوشُ النَّاسَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ يَنْتَهِيَ إِلى بَابِ الجَنَّة؛ فَيَأْخُذُ بِحَلْقَةٍ في البَابِ مِنْ ذَهَب، فَيَقْرَعُ البَابَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَيُقَال: مَن هَذَا 00؟

فَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " محَمَّد " فَيُفْتَحُ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَيَجِيءُ حَتىَّ يَقُومَ بَينَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ فَيَسْجُدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فَيُنَادَي: ارْفَعْ رَأْسَك، سَلْ تُعْطَه، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ؛ فَذَلِكَ المَقَامُ المحْمُود " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْمَيْ: 3638، 813، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

وَعَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ زَادَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلإِمَامِ مُسْلِم: " ثُمَّ أَرْجِعُ إِلى رَبِّي في الرَّابِعَة: فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المحَامِد، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدَاً؛ فَيُقَالُ لي: يَا محَمَّد؛ ارْفَعْ رَأْسَك، وَقُلْ يُسْمَعْ لَك، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ؛ فَأَقُول: يَا رَبّ؛ ائْذَنْ لي فِيمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ـ أَيْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِن إِيمَانٍ وَلاَ أَدْنى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَر ـ قَالَ جَلَّ جَلاَلُه: لَيْسَ ذَاكَ لَك، أَوْ قَالَ لَيْسَ ذَاكَ إِلَيْك، وَلَكِنْ وَعِزَّتي وَكِبْرِيَائِي، وَعَظَمَتي وَجِبْرِيَائِي: لأُخْرِجَنَّ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 193 / عَبْد البَاقِي]

وَقَبْلَ النِّهَايَةِ نَقُول: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَكْرَمَ المُسْلِمِينَ بِشَفَاعَةِ الرَّسُول؛ حَتىَّ لاَ يَفْخَرَ عَلَيْهِمُ النَّصَارَى بِتَخْلِيصِ المَسِيحِ لَهُمْ مِنَ الآثَام؛ بَرَّأَهُ اللهُ مِن هَذِهِ الأَوْهَام 0 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " سَأَلْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَشْفَعَ لي يَوْمَ القِيَامَةِ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنَا فَاعِل " 0 قُلْتُ رَضِيَ اللهُ عَنه: يَا رَسُولَ الله؛ فَأَيْنَ أَطْلُبُك 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اطْلُبْني أَوَّلَ مَا تَطْلُبُني عَلَى الصِّرَاط " 0 قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاط؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَاطْلُبْني عِنْدَ المِيزَان " 0 قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ المِيزَان 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَاطْلُبْني عِنْدَ الحَوْض؛ فَإِنيِّ لاَ أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلاَثَ المَوَاطِن " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2433]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاء: اللهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّة، وَالصَّلاَةِ القَائِمَة؛ آتِ محَمَّدَاً الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَة، وَابْعَثْهُ مَقَامَاً محْمُودَاً الَّذِي وَعَدْتَه؛ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتي يَوْمَ القِيَامَةِ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 614 / فَتْح]

عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبي زِيَادٍ مَوْلى بَني مخْزُومٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن خَادِمٍ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَقُولُ لِلْخَادِم: " أَلَكَ حَاجَة " 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: حَتىَّ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ حَاجَتي 00 قَالَ: " وَمَا حَاجَتُك " 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: حَاجَتي أَنْ تَشْفَعَ لي يَوْمَ القِيَامَة 00

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَمَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا " 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: رَبيِّ جَلَّ جَلاَلهُ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِمَّا لاَ؛ فَأَعِنيِّ بِكَثْرَةِ السُّجُود " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلإِمَامِ الطَّبرَانيِّ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَه: " فَإِنَّكَ مِمَّن أَشْفَعُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 فَذَهَبَ الغُلاَمُ جَذْلاَنَ [أَيْ فَرْحَانَ] ليُخْبِرَ أَهْلَه؛ فَلَمَّا وَلىَّ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رُدُّواْ عَلَيَّ الغُلاَم " 0فَرَدُّوهُ كَئِيبَاً مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ قَدْ حَدَثَ فِيهِ شَيْء؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَعِنيِّ عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُود " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع ص: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (670/ 10)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ عَنِ الشَّفَاعَة: " لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القِيَامَةِ ثَلاَثُ شَفَاعَات: أَمَّا الشَّفَاعَةُ الأُولىَ: فَيُشَفَّعُ في أَهْلِ المَوْقِفِ حَتىَّ يُقْضَى بَيْنَهُمْ بَعْدَ أَن تَتَرَاجَعَ الأَنبِيَاءُ عَنِ الشَّفَاعَة، وَأَمَّا الشَّفَاعَةُ الثَّانِيَة: فَيُشَفَّعُ في أَهْلِ الجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلُواْ الجَنَّة؛ وَهَاتَانِ الشَّفَاعَتَانِ خَاصَّتَانِ لَهُ، وَأَمَّا الشَّفَاعَةُ الثَّالِثَة: فَيُشَفَّعُ فِيمَنِ اسْتَحَقَّ النَّار، وَهَذِهِ الشَّفَاعَةُ لَهُ وَلِسَائِرِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين: فَيُشَفَّعُ فِيمَنِ اسْتَحَقَّ النَّارَ أَنْ لاَ يَدْخُلَهَا، وَيُشَفَّعَ فِيمَنْ دَخَلَهَا أَنْ يَخْرُجَ مِنهَا " 0

شَفَاعَةُ المُؤْمِنِين عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ يَشْفَعُ لِلرَّجُلَيْنِ وَالثَّلاَثَة، وَالرَّجُلُ لِلرَّجُل " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَالتَّرْغِيب، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ في التَّوْحِيد]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبي الجَدْعَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِن أُمَّتي: أَكْثَرُ مِنْ بَني تَمِيم " 0 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ سِوَاك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " سِوَاي " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ ابْنِ مَاجَة]

عَنِ الحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أُمَّتي مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مُضَر " 00 قَبِيلَةٌ مِن أَكْبَرِ قَبَائِلِ الْعَرَب [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ وَفي الجَامِعِ بِرَقْمَيْ: 4323، 9494، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَهْلَ المَعْرُوفِ في الدُّنْيَا أَهْلُ المَعْرُوفِ في الآخِرَة، وَإِنَّ أَهْلَ المُنْكَرِ في الدُّنْيَا أَهْلُ المُنْكَرِ في الآخِرَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجامِعِ بِرَقْم: (2031)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الثَّلاَثَة، وَالخَرَائِطِيُّ في مَكَارِمِ الأَخْلاَق]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ ذِكْرِ الصِّرَاط: " فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لي مُنَاشَدَةً في الحَقِّ قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ: مِنَ المُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّار، وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نجَواْ في إِخْوَانِهِمْ [أَيْ مَا أَنْتُمْ في مُجَادَلَتِكُمْ لي بِأَشَدَّ مِنَ المُؤْمِنِ في مجَادَلَتِهِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتِعْطَافِهِ لَهُ كَيْ يُنْجِيَ إِخْوَانَهُ الَّذِينَ يَرَاهُمْ يَسْقُطُونَ أَمَامَهُ في جَهَنَّم] يَقُولُون: رَبَّنَا؛ إِخْوَانُنَا كَانُواْ يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا [وَفي رِوَايَةٍ لِلإِمَامِ مُسْلِمٍ قَالَ فِيهَا: " وَيَحُجُّون "]؛

فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: اذْهَبُواْ؛ فَمَنْ وَجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِن إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوه ـ وَفي صَحِيحِ مُسْلِم: مِن خَيرٍ فَأَخْرِجُوه ـ وَيُحَرِّمُ اللهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّار، فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ في النَّارِ إِلى قَدَمِهِ، وَإِلى أَنْصَافِ سَاقَيْه؛ فَيُخْرِجُونَ مَن عَرَفُواْ، ثُمَّ يَعُودُون ـ أَيْ يَعُودُونَ إِلىَ مُنَاشَدَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتِعْطَافِهِ ـ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلّ: اذْهَبُواْ؛ فَمَنْ وَجَدْتمْ في قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوه ـ

وَفي صَحِيحِ مُسْلِم: مِن خَيرٍ فَأَخْرِجُوه ـ فَيُخْرِجُونَ مَن عَرَفُواْ، ثُمَّ يَعُودُونَ ـ أَيْ إِلىَ مُنَاشَدَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتِعْطَافِهِ مَرَّةً أُخْرَى ـ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلّ: اذْهَبُواْ؛ فَمَنْ وَجَدْتمْ في قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِن إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوه [وَفي صَحِيحِ مُسْلِم: مِن خَيرٍ فَأَخْرِجُوه] فَيُخْرِجُونَ مَن عَرَفُواْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7439 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 183 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ قَوْمَاً يُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ يَحْتَرِقُونَ فِيهَا إِلاَّ دَارَاتِ وُجُوهِهِمْ، حَتىَّ يَدْخُلُواْ الجَنَّة " 0 [دَارَاتُ وُجُوهِهِمْ: أَيْ صَفْحَةُ وُجُوهِهِمْ 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 191 / عَبْد البَاقِي]

{لاَ يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدَا} {مَرْيم/87} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ ثمَّ قَال: " اتخِذُواْ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدَاً؛ فَإِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَة: مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدِي عَهْدٌ فَلْيَقُمْ؛ قُلْنَا: فَعَلِّمْنَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قُولُواْ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْض، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَة؛ إِنيِّ أَعْهَدُ إِلَيْكَ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا: بِأَنيِّ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَك، وَأَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُكَ وَرَسُولُك؛

فَإِنَّكَ إِنْ تَكِلْني إِلىَ نَفْسِي تُقَرِّبْني مِنَ الشَّرّ، وَتُبَاعِدْني مِنَ الخَير، وَإِنيِّ لاَ أَثِقُ إِلاَّ بِرَحْمَتِك؛ فَاجْعَلْهُ لي عِنْدَكَ عَهْدَاً تُوفِيهِ إِليَّ يَوْمَ القِيَامَة، إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ المِيعَاد " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3426] وَزَادَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في رِوَايَتِهِ أَنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ: " قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ لِمَلاَئِكَتِهِ يَوْمَ القِيَامَة: إِنَّ عَبْدِي قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدَاً؛ فَأَوْفُوهُ إِيَّاه؛ فَيُدْخِلُهُ اللهُ الجَنَّة " 0 [قَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، وَوَثَّقَهُ الأُسْتَاذ شُعَيب الأَرْنَؤُوطُ في المُسْنَد]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلاَّ أَثَرَ السُّجُود؛ حَرَّمَ اللهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُود " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7437 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 182 / عَبْد البَاقِي]

شَفَاعَةُ الشُّهَدَاء عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُشَفَّعُ الشَّهِيدُ في سَبْعِينَ مِن أَهْلِ بَيْتِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 6060، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2522، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّان في صَحِيحِه]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ عَن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثُمَّ يُقَال: ادْعُواْ الصِّدِّيقِين؛ فَيَشْفَعُون، ثُمَّ يُقَال: ادْعُواْ الأَنْبِيَاء؛ فَيَجِيءُ النَّبيُّ وَمَعَهُ العِصَابَة، وَالنَّبيُّ وَمَعَهُ الخَمْسَةُ وَالسِّتَّة، وَالنَّبيُّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَد، ثمَّ يُقَالُ ادْعُواْ الشُّهَدَاء؛ فَيَشْفَعُونَ لِمَنْ أَرَادُواْ، فَإِذَا فَعَلَتِ الشُّهَدَاءُ ذَلِك: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِين؛ أَدْخِلُواْ جَنَّتي مَنْ كَانَ لاَ يُشْرِكُ بي شَيْئَا؛ فَيَدْخُلُونَ الجَنَّة، ثمَّ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: انْظُرُواْ في النَّار؛ هَلْ تَلْقَوْنَ مِن أَحَدٍ عَمِلَ خَيْرًا قَطّ 00؟

فَيَجِدُونَ في النَّارِ رَجُلاً؛ فَيَقُولُ لَه: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطّ 00؟ فَيَقُول: لاَ، غَيرَ أَنيِّ كُنْتُ أُسَامِحُ النَّاسَ في البَيْعِ وَالشِّرَاء؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: اسْمِحُواْ لِعَبْدِي كَإِسْمَاحِهِ إِلى عَبِيدِي 00 ثُمَّ يُخْرِجُونَ مِنَ النَّارِ رَجُلاً، فَيَقُولُ لَه: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطّ 00؟ فَيَقُولُ لاَ، غَيْرَ أَنيِّ قَدْ أَمَرْتُ وَلَدِي إِذَا مِتُّ فَأَحْرِقُوني بِالنَّارِ ثُمَّ اطْحَنُوني، حَتىَّ إِذَا كُنْتُ مِثْلَ الكُحْلِ فَاذْهَبُواْ بي إِلى البَحْرِ فَاذْرُوني في الرِّيح؛ فَوَاللهِ لاَ يَقْدِرُ عَلَيَّ رَبُّ العَالَمِينَ أَبَدَاً؛ فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِك 00؟!

قَال: مِنْ مخَافَتِك؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: انْظُرْ إِلى مُلْكِ أَعْظَمِ مَلِك؛ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَهُ وَعَشَرَةَ أَمْثَالِه؛ فَيَقُول: لِمَ تَسْخَرُ بي وَأَنْتَ المَلِك؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: وَذَاكَ الَّذِي ضَحِكْتُ مِنهُ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعيب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ إِسْنَادُهُ جَيِّد]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا اجْتَمَعَ أَهْلُ النَّارِ في النَّار، وَمَعَهُمْ مِن أَهْلِ الْقِبْلَةِ مَنْ شَاءَ اللهُ قَالُواْ [وَفي رِوَايَةٍ: " يَقُولُ الْكُفَّار " أَيْ يَقُولُونَ لِلْمُسْلِمِين]: مَا أَغْنى عَنْكُمْ إِسْلاَمُكُمْ وَقَدْ صِرْتُمْ مَعَنَا في النَّار 00؟

قَالُواْ: كَانَتْ لَنَا ذُنُوبٌ فَأُخِذْنَا بِهَا؛ فَسَمِعَ اللهُ مَا قَالُواْ؛ فَأَمَرَ بِمَنْ كَانَ في النَّارِ مِن أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَأُخْرِجُواْ؛ فَيَقُولُ الْكُفَّار: يَا لَيْتَنَا كُنَّا مُسْلِمِينَ فَنَخْرُجَ كَمَا أُخْرِجُواْ، وَقَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {الَر تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِين {1} رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِين} {قُرِئَتْ " رُبَمَا " مُثَقَّلَةً وَمخَفَّفَة 0 الحِجْر} [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 843، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2954]

حَدَّثَ مجَاهِدٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في مَعْنىَ هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَة: " مَا يَزَالُ اللهُ يُشَفِّعُ وَيُدْخِلُ الجَنَّةَ وَيَرْحَمُ وَيُشَفِّعُ حَتىَّ يَقُولَ جَلَّ وَعَلاَ: مَنْ كَانَ مِنَ المُسْلِمِينَ فَلْيَدْخُلِ الجَنَّة، فَذَاكَ حِينَ يَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِين} {الحِجْر} [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3345]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ أَرْبَعَة، فَيُعْرَضُونَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمْ فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ إِذْ أَخْرَجْتَني مِنهَا [أَيْ مَا دُمْتَ أَخْرَجْتَني مِنهَا] فَلاَ تُعِدْني فِيهَا؛ فَيُنْجِيهِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 192 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: أَخْرِجُواْ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَفي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الإِيمَان، أَخْرِجُواْ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلا الله، أَوْ ذَكَرَني، أَوْ خَافَني في مَقَام " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 234] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " فَإِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لاَ يُخْرِجَ مِنهَا أَحَدَاً؛ غَيَّرَ وُجُوهَهُمْ وَأَلْوَانَهُمْ؛ فَيَجِئُ الرَّجُلُ مِنَ المُؤْمِنِينَ فَيَشْفَعُ فَيُقَالُ لَه: مَن عَرَفَ أَحَدَاً فَلْيُخْرِجْهُ، فَيَجِيءُ الرَّجُلُ فَيَنْظُرُ وَلاَ يَعْرِفُ أَحَدَاً؛ فَيُنَادِيهِ الرَّجُل [أَيْ مِن أَهْلِ النَّارِ] فَيَقُول: يَا فُلاَن؛ أَنَا فُلاَن؛ فَيَقُول: مَا أَعْرِفُك؛ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُول:

{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنهَا فَإِن عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُون} {المُؤْمِنُون/107} فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ عِنْدَ ذَلِك: {اخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُون} {المُؤْمِنُون/108} فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ أُطْبِقَتْ عَلَيْهِمْ فَلاَ يَخْرُجُ مِنهُمْ بَشَر " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8519، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عُتَقَاءُ اَلرَّحْمَن عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَوْمَ الْقِيَامَة: يَا رَبَّاه؛ فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلاَ: يَا لَبَّيْكَاه 00؟ فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا رَبِّ؛ حَرَّقْتَ بَنِيَّ 00؟ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلهُ: أَخْرِجُواْ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ ذَرَّةٌ أَوْ شَعِيرَةٌ مِن إِيمَان " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ ذِكْرِ شَفَاعَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أُمَّتِه: " فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالمَلائِكَةُ وَالمُؤْمِنُون؛ فَيَقُولُ الجَبَّار: بَقِيَتْ شَفَاعَتي؛ فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّار؛ فَيُخْرِجُ أَقْوَامَاً قَدِ امْتُحِشُواْ ـ أَيْ تَفَحَّمُواْ ـ فَيُلْقَوْنَ في نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الحَيَاة؛ فَيَنْبُتُونَ في حَافَّتَيْهِ كَمَا تَنْبُتُ الحَبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْل [أَيْ كَمَا تَنْبُتُ الحَبَّةُ في بَقَايَا السَّيْل]،كَمَا قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلىَ جَانِبِ الصَّخْرَة، وَإِلى جَانِبِ الشَّجَرَة، فَمَا كَانَ إِلى الشَّمْسِ مِنهَا كَانَ أَخْضَر، وَمَا كَانَ مِنهَا إِلى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَض،

فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤ، فَيُجْعَلُ في رِقَابِهِمُ الخَوَاتِيم ـ أَيِ الأَطْوَاق ـ فَيَدْخُلُونَ الجَنَّة؛ فَيَقُولُ أَهْلُ الجَنَّة: هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَن، أَدْخَلَهُمُ الجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلاَ خَيرٍ قَدَّمُوه، فَيُقَالُ لهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلُهُ مَعَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7439 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 183 / عَبْد البَاقِي]

عَن عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَدْخُلُونَ الجَنَّة، يُسَمَّوْنَ الجَهَنَّمِيِّين " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6566 / فَتْح] عَن عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَخْرُجَنَّ قَوْمٌ مِن أُمَّتي مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَتي، يُسَمَّوْنَ الجَهَنَّمِيِّين " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيح، وَفي مِشْكَاةِ المَصَابِيح، وَفي سُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقمَيْ: 4315، 2600]

عَن حُذَيْفَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيُخْرِجَنَّ اللهُ مِنَ النَّارِ قَوْمَاً مُنْتِنِينَ قَدْ محَشَتْهُمُ النَّار، فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِين، يُسَمَّوْنَ فِيهَا الجَهَنَّمِيِّين " 0 [قَالَ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ في زَوَائِدِه: حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَكَذَا قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّة]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يَشْفَعُ المَلاَئِكَةُ وَالنَّبيُّونَ وَالشُّهَدَاء، وَالصَّالِحُونَ وَالمُؤْمِنُون، فَيُشَفِّعُهُمُ الله، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ: " أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِين "؛ فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ أَكْثَرَ مِمَّا أُخْرِجَ مِنَ جَمِيعِ الخَلْقِ بِرَحْمَتِه، ثمَّ يَقُولُ جَلَّ جَلاَلُهُ: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِين " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8519، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

إِفَاضَةُ أَهْلِ الجَنَّةِ لِلْمَاءِ عَلَى النَّاجِينَ مِن أَهْلِ النَّار عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَحِلُّ الشَّفَاعَةُ وَيَشْفَعُون، حَتىَّ يَخْرُجَ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَكَانَ في قَلْبِهِ مِنَ الخَيرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، فَيُجْعَلُونَ بِفِنَاءِ الجَنَّة، وَيَجْعَلُ أَهْلُ الجَنَّةِ يَرُشُّونَ عَلَيْهِمُ المَاءَ حَتىَّ يَنْبُتُواْ نَبَاتَ الشَّيْءِ في السَّيْل، وَيَذْهَبُ حُرَاقُهُ، ثمَّ يَسْأَل [أَيْ يَسْأَلُ اللهَ وَيَتَمَنىَّ] حَتىَّ تُجْعَلَ لَهُ الدُّنْيَا وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهَا مَعَهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2222 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُعَذَّبُ نَاسٌ مِن أَهْلِ التَّوْحِيدِ في النَّارِ حَتىَّ يَكُونُواْ فِيهَا حُمَمَاً، ثمَّ تُدْرِكُهُمْ الرَّحْمَةُ فَيُخْرَجُونَ وَيُطْرَحُونَ عَلَى أَبْوَابِ الجَنَّة، فَيَرُشُّ عَلَيْهِمْ أَهْلُ الجَنَّةِ المَاءَ فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الغُثَاءُ في حَمَالَةِ السَّيْل، ثمَّ يَدْخُلُونَ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5622، 953، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2597]

الجزء الرابع: الجنة والنار

الجَنَّةُ وَالنَّار عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِه، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6488 / فَتْح]

ـ جَمَالُ الجَنَّة، وَوَبَالُ النَّار: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْت: لَضَحِكْتُمْ قَليلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرَاً " 0 قَالُواْ: وَمَا رَأَيْتَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رَأَيْتُ الجَنَّةَ وَالنَّار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 426 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا، وَلاَ مِثْلَ الجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5622، 953، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2601]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُؤْتَى بِأَنعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِن أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَة، فَيُصْبَغُ في النَّارِ صَبْغَةً ثمَّ يُقَال: يَا ابْنَ آدَم؛ هَلْ رَأَيْتَ خَيرًا قَطّ 00؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطّ 00؟ فَيَقُول: لاَ وَاللهِ يَا رَبّ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسَاً في الدُّنْيَا مِن أَهْلِ الجَنَّة، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجَنَّةِ فَيُقَالُ لَه: يَا ابْنَ آدَم: هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسَاً قَطّ 00؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطّ 00؟ فَيَقُول: لاَ وَاللهِ يَا رَبّ، مَا مَرَّ بي بُؤْسٌ قَطّ، وَلاَ رَأَيْتُ شِدَّةً قَطّ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2807 / عَبْد البَاقِي]

ـ أَهْلُ الجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّار: عَن حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّة 00؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّف [أَيْ مُسْتَضْعَف] لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّه، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّار 00؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِر " 00 أَيْ كُلُّ فَظٍّ غَلِيظٍ جَافٍ، ضَخْمِ الجِسْمِ مُتَعَاظِمٍ في نَفْسِهِ [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4918 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2853 / عَبْد البَاقِي]

وَفي أَحَادِيثَ عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَن أَهْلِ الجَنَّة: " الضُّعَفَاءُ المَغْلُوبُون " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَحَاجَّتِ الجَنَّةُ وَالنَّار ـ وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى: اخْتَصَمَتِ الجَنَّةُ وَالنَّار ـ

فَقَالَتِ النَّار: أُوثِرْتُ بِالمُتَكَبِّرِينَ وَالمُتَجَبِّرِين؟ وَقَالَتِ الجَنَّة: مَا لي لاَ يَدْخُلُني إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ 00؟ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْجَنَّة: أَنْتِ رَحْمَتي أَرْحَمُ بِكِ مَن أَشَاءُ مِن عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّار: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابي أُعَذِّبُ بِكِ مَن أَشَاءُ مِن عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنهُمَا مِلْؤُهَا:

فَأَمَّا النَّارُ فَلاَ تَمْتَلِئُ حَتىَّ يَضَعَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ رِجْلَهُ فَتَقُول: قَطْ قَطْ ـ أَيْ كَفَى كَفَى ـ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلى بَعْض ـ أَيْ يُضَمُّ بَعْضُهَا إِلى بَعْض ـ وَلاَ يَظْلِمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِن خَلْقِهِ أَحَدَا 00 وَأَمَّا الجَنَّة: فَإِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4850 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2846 / عَبْد البَاقِي]

عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اطَّلَعْتُ في الجَنَّةِ ـ أَيْ في رِحْلَةِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاج ـ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاء، وَاطَّلَعْتُ في النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6449 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2737 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اطَّلَعْتُ في الجَنَّة ـ أَيْ في رِحْلَةِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاج ـ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاء، وَاطَّلَعْتُ في النَّار؛ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الأَغْنِيَاءَ وَالنِّسَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6611، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ص: 261/ 10] عَن عِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَقَلُّ سَاكِني الجَنَّةِ النِّسَاء " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8780]

عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّار، فَلَمَّا وَجَدْتُ سَفْعَتَهَا تَأَخَّرْتُ عَنهَا، وَأَكْثَرُ مَنْ رَأَيْتُ فِيهَا مِنَ النِّسَاء؛ إِنِ ائْتُمِنَّ أَفْشَيْن، وَإِنْ سَأَلْنَ أَلْحَفْن، وَإِذَا سُئِلْنَ بَخِلْن، وَإِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْن " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8788]

عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّار " 00 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَنِ الفُسَّاق 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " النِّسَاء "؛ قَالَ رَجُل: يَا رَسُولَ الله؛ أَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَأَزْوَاجِنَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلَى، وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْن، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْن " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15531، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3058، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين0بِرَقْم: 8787]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا صَارَ أَهْلُ الجَنَّةِ إِلى الجَنَّة، وَأَهْلُ النَّارِ إِلى النَّار؛ جِيءَ بِالمَوْتِ حَتىَّ يُجْعَلَ بَينَ الجَنَّةِ وَالنَّار، ثُمَّ يُذْبَح، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الجَنَّة؛ لاَ مَوْت، وَيَا أَهْلَ النَّار؛ لاَ مَوْت؛ فَيَزْدَادُ أَهْلُ الجَنَّةِ فَرَحَاً إِلى فَرَحِهِمْ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنَاً إِلى حُزْنِهِمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6548 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2850 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُؤْتَى بِالمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَح؛ فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الجَنَّة؛ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُون ـ أَيْ يَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ وَيَنْظُرُون ـ فَيَقُول: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا 00؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ: هَذَا المَوْت، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، ثمَّ يُنَادِي: يَا أَهْلَ النَّار؛ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُون؛ فَيَقُول: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا 00؟

فَيَقُولُونَ نَعَمْ: هَذَا المَوْت، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ؛ فَيُذْبَح؛ ثُمَّ يَقُول: يَا أَهْلَ الجَنَّة: خُلُودٌ فَلاَ مَوْت، وَيَا أَهْلَ النَّار: خُلُودٌ فَلاَ مَوْت " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4730 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2849 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُؤْتَى بِالمَوْتِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطِ فَيُقَال: يَا أَهْلَ الجَنَّة؛ فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ أَنْ يُخْرَجُواْ مِنْ مَكَانِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيه؛ فَيُقَال: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا 00؟ قَالُواْ نَعَمْ رَبَّنَا: هَذَا المَوْت، ثمَّ يُقَال: يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَطَّلِعُونَ فَرِحِينَ مُسْتَبْشِرِينَ أَنْ يُخْرَجُواْ مِنْ مَكَانِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيه؛ فَيُقَال: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا 00؟

قَالُواْ نَعَمْ: هَذَا المَوْت؛ فَيَأْمُرُ بِهِ فَيُذْبَحُ عَلَى الصِّرَاط؛ ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ كِلَيْهُمَا: خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُون، لاَ مَوْتَ فِيهِ أَبَدَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَة، وَحَسَّنَهُ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَقَالَ فِيهِ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ في كِتَابِ النِّهَايَةِ في الْفِتَن: إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ قَوِيّ، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم]

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثٍ آخَرَ طَوِيل: " فَإِذَا أَدْخَلَ اللهُ أَهْلَ الجَنَّةِ الجَنَّة، وَأَهْلَ النَّارِ النَّار؛ أُتِيَ بِالمَوْتِ مُلَبَّبَاً، فَيُوقَفُ عَلَى السُّورِ بَينَ أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّار، ثمَّ يُقَال: يَا أَهْلَ الجَنَّة؛ فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِين، ثمَّ يُقَال: يَا أَهْلَ النَّار؛ فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِين؛ يَرْجُونَ الشَّفَاعَة، فَيُقَالُ لأَهْلِ الجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّار: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟

فَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَء: قَدْ عَرَفْنَاه 00 هُوَ المَوْتُ الَّذِي وُكِّلَ بِنَا؛ فَيُضْجَعُ فَيُذْبَحُ ذَبْحَاً، عَلَى السُّورِ الَّذِي بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّار، ثُمَّ يُقَال: يَا أَهْلَ الجَنَّة؛ خُلُودٌ لاَ مَوْت، وَيَا أَهْلَ النَّار؛ خُلُودٌ لاَ مَوْت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2557، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8803]

ـ بُكَاءُ أَبِينَا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في سَمَائِه؛ عَلَى الَّذِينَ دَخَلُواْ النَّارَ مِن أَبْنَائِه: عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَحْكِي قِصَّةَ المِعْرَاج: " فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَة، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِك، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى؛ فَقَالَ مَرْحَبَاً بِالنَّبيِّ الصَّالِحِ وَالاِبْنِ الصَّالِح؛ قُلْتُ: مَن هَذَا يَا جِبْرِيل 00؟

قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: هَذَا آدَم، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيه [أَيْ وَهَذِهِ الجُمُوعُ الغَفِيرَةُ ذُرِّيَّتُهُ وَأَبْنَاؤُه] فَأَهْلُ اليَمِينِ مِنهُمْ أَهْلُ الجَنَّة، وَالأَسْوِدَةُ الَّتي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّار؛ فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3342 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 163 / عَبْد البَاقِي]

قَالَ تَعَالىَ: {لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُون} {الحَشْر/20} لاَ وَاللهِ لاَ يَسْتَوِي سَاكِنُ النَّار؛ وَسَاكِنُ جَنَّةٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَار؟!

ـ تَقْرِيعُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ لأَهْلِ النَّار، وَتَوْبِيخُهُمْ عَلَى سُوءِ الاِخْتِيَار: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُؤْتَى بِالرَّجُلِ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ لَهُ: يَا ابْنَ آدَم؛ كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَك 00؟ فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ خَيرَ مَنْزِل؛ فَيَقُول: سَلْ وَتَمَنَّ؛ فَيَقُول: مَا أَسْأَلُ وَأَتَمَنىَّ إِلاَّ أَنْ تَرُدَّني إِلى الدُّنْيَا فَأُقْتَلَ في سَبِيلِكَ عَشْرَ مَرَّات؛ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَة؛

وَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ مِن أَهْلِ النَّارِ فَيَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ لَهُ: يَا ابْنَ آدَم؛ كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَك 00؟ فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ شَرَّ مَنْزِل؛ فَيَقُولُ لَه: أَتَفْتَدِي مِنهُ بِطِلاَعِ الأَرْضِ ذَهَبَاً؛ فَيَقُول: أَيْ رَبِّ نَعَمْ؛ فَيَقُول: كَذَبْت؛ قَدْ سَأَلْتُكَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَأَيْسَرَ فَلَمْ تَفْعَلْ؛ فَيُرَدُّ إِلى النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3008، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم] هَذِهِ جَهَنَّم

قَالَ جَلَّ جَلاَلهُ: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنىَّ لَهُ الذِّكْرَى {23} يَقُولُ يَا لَيْتَني قَدَّمْتُ لِحَيَاتي {24} فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ} {الفَجْر} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَام، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2842 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ: ابْتَاعُواْ أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ مَالِ الله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (377)، رَوَاهُ الخَرَائِطِيُّ في مَكَارِمِ الأَخْلاَق] عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرَاً وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلخَرَجْتُمْ إِلىَ الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلىَ الله، لاَ تَدْرُونَ تَنْجُونَ أَوْ لاَ تَنْجُون " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7905]

عَن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْكُمْ مِن أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّه، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ وَلاَ حِجَابٌ يَحْجُبُه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7443 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1016 / عَبْد البَاقِي] عَن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَينَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلاَ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَه، ثمَّ لَيَقُولَنَّ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: أَلَمْ أُوتِكَ مَالاً 00؟! فَلَيَقُولَنَّ بَلَى، ثمَّ لَيَقُولَنَّ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولاً 00؟!

فَلَيَقُولَنَّ بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّار، ثمَّ يَنْظُرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّار؛ فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ: فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1413 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1016 / عَبْد البَاقِي] عَن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَتِرَ مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1016 / عَبْد البَاقِي] عَن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اتَّقُواْ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة؛ فَإِنْ لَمْ تَجِدُواْ: فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1016 / عَبْد البَاقِي]

جَاءَ في كِتَابِ هَكَذَا عَلَّمَتْني الحَيَاة قَوْلُ مُؤَلِّفِه: " إِنْ كَانَ الْعَبْدُ يَفُكُّ رَقَبَتَهُ مِنْ سَيِّدِهِ بِقَدْرٍ فَادِحٍ مِنَ المَال: فَإِنَّ الْعَبْدَ المُؤْمِنَ يَفُكُّ رَقَبَتَهُ مِنَ النَّارِ بِصَالحِ الأَعْمَال " 0 [الدُّكتُور مُصْطَفَى السِّبَاعِي في كِتَابِ هَكَذَا عَلَّمَتْني الحَيَاة طَبْعَةُ دَارِ السَّلامِ بِالْقَاهِرَة 0 بِتَصَرُّفٍ تحْتَ رَقْم: 104] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قُواْ أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللهَ

مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون} {التَّحْرِيم/6} عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ قَالَ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة: " عَلِّمُواْ أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمُ الخَيْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب، وَقَالَ عَنهُ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: " إِنَّ الحِجَارَةَ الَّتي سَمَّى اللهُ في الْقُرْآن: حِجَارَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ خَلَقَهَا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ عِنْدَه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3034] وَزَادَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في حَدِيثٍ آخَرَ قَوْلَه: " هِيَ حِجَارَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ خَلَقَهَا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ في السَّمَاءِ الدُّنيَا، يُعِدُّهَا لِلْكَافِرِين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 3675]

ـ فَظَاعَةُ جَهَنَّم: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أُرِيتُ النَّار؛ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرَاً كَاليَوْمِ قَطُّ أَفْظَع " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 431 / فَتْح]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَم: " مَا لي لَمْ أَرَ مِيكَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ضَاحِكَاً قَطّ " 00؟ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: " مَا ضَحِكَ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم: مُنْذُ خُلِقَتِ النَّار " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَفي تَرَاجُعَاتِهِ بِرَقْمَيْ: (2511، 96)، رَوَاهُ الآجُرِّيُّ في كِتَابِ الشَّرِيعَة]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ نَارِ جَهَنَّم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3265 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2843 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ نَارِ جَهَنَّم، وَضُرِبَتْ بِالْبَحْرِ مَرَّتَين، وَلَوْلاَ ذَلِكَ مَا جَعَلَ اللهُ فِيهَا مَنْفَعَةً لأَحَد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7323، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب: 3666، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ كَانَ في هَذَا المَسْجِدِ مِاْئَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُون، وَفِيهِ رَجُلٌ مِن أَهْلِ النَّار؛ فَتَنَفَّسَ فَأَصَابَهُمْ نَفَسُه: لاَحْتَرَقَ المَسْجِدُ وَمَنْ فِيه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَة، وَقالَ الأُسْتَاذ حُسَين سَلِيم أَسَد في تحْقِيقِهِ لمُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى: إِسْنَادُهُ صَحِيح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ شَقِيّ " 0قِيل: وَمَنِ الشَّقِيّ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الَّذِي لاَ يَعْمَلُ بِطَاعَةٍ، وَلاَ يَتْرُكُ للهِ مَعْصِيَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (8578)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

ـ ظُلُمَاتُ جَهَنَّم: عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " النَّارُ سَوْدَاءُ لاَ يُضِيءُ لَهِيبُهَا وَلاَ جَمْرُهَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3459] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " أَتُرَوْنهَا حَمْرَاءَ كَنَارِكُمْ هَذِهِ؛ لَهِيَ أَسْوَدُ مِنَ القَار " 0 [القَار: هُوَ الزِّفْت؛ وَالزِّفْت: هُوَ " الْبَلَكّ " صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب: 3670، رَوَاهُ الإِمَامُ مَالِكٌ في المُوَطَّإ]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَتَدْرُونَ مَا مَثَلُ نَارِكُمْ هَذِهِ مِنْ نَارِ جَهَنَّم 00؟ لَهِيَ أَشَدُّ سَوَادَاً مِنْ دُخَانِ نَارِكُمْ هَذِهِ بِسَبْعِينَ ضِعْفَاً " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب: 3666، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير وَالأَوْسَط]

ـ سَعَةُ جَهَنَّم: حَدَّثَ مُجَاهِدٌ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ لَه: " أَتَدْرِي مَا سَعَةُ جَهَنَّم " قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لاَ؛ قَالَ [أَيِ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنه]: أَجَلْ وَاللهِ مَا تَدْرِي: أَنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ وَبَيْنَ عَاتِقِه: مَسِيرَةَ سَبْعِينَ خَرِيفَاً [أَيْ سَبْعِينَ سَنَةً]، تَجْرِي فِيهَا أَوْدِيَةُ القَيْحِ وَالدَّم [أَيْ تَسِيلُ مِن حَوْلِه] قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: أَنْهَارَاً 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لاَ؛ بَلْ أَوْدِيَةً، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَتَدْرُونَ مَا سِعَةُ جَهَنَّم 00؟

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لاَ؛ قَالَ [أَيِ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنه]: أَجَلْ وَاللهِ مَا تَدْرِي: حَدَّثَتْني عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: {وَالأَرْضُ جَمِيعَاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} {الزُّمَر/67}

فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمْ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّم " 00 أَيْ عَلَى الصِّرَاط 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ] {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيد} {ق/30}

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ يُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيد؛ حَتىَّ يَضَعَ فِيهَا رَبُّ العَالَمِينَ قَدَمَهُ؛ فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلى بَعْض ـ أَيْ يَتَضَامُّ بَعْضُهَا إِلى بَعْض ـ ثُمَّ: تَقُولُ قَدٍ قَدٍ بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِك " 0 [أَيْ كَفَى كَفَى بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِك: تَسْتَحْلِفُ الله 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7384 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2848 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيد؛ حَتىَّ يَضَعَ رَبُّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلهُ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَقُول: قَطْ قَطْ وَعِزَّتِك: [أَيْ كَفَى كَفَى وَعِزَّتِك]، وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلى بَعْض " أَيْ يُضَمُّ بَعْضُهَا لِبَعْض [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6661 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2848 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ سَمِعَ وَجْبَةً ـ أَيِ ارْتِطَامَ سُقُوط ـ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَدْرُونَ مَا هَذَا " 00؟ قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ في النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفَاً ـ أَيْ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَة ـ فَهُوَ يَهْوِي في النَّارِ الآنَ حَتىَّ انْتَهَى إِلى قَعْرِهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2844 / عَبْد البَاقِي]

عَن عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الصَّخْرَةَ العَظِيمَةَ لَتُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّم [أَيْ مِن حَافَّتِهَا] فَتَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامَاً وَمَا تُفْضِي إِلى قَرَارِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (1662، 1612)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2575]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: إِنَّ قَدْرَ مَا بَيْنَ شَفِيرِ النَّارِ وَقَعْرِهَا كَصَخْرَةٍ زِنَتُهَا سَبْعُ خَلِفَات ـ أَيْ سَبْعُ نِيَاقٍ عِشَار ـ بِشُحُومِهِنَّ وَلحُومِهِنَّ وَأَوْلاَدِهِنَّ تَهْوِي فِيمَا بَينَ شَفِيرِ النَّارِ وَقَعْرِهَا إِلىَ أَنْ تَقَعَ قَعْرَهَا سَبْعِينَ خَرِيفَاً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8767]

ـ أَبْوَابُ جَهَنَّم: قَالَ جَلَّ جَلاَلهُ في ذَلِك: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُوم} {الحِجْر/44} عَن عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَن أَبْوَابِهَا: " النَّارُ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَاب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَالتَّرْغِيب، وَحَسَّنَهُ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، رَوَاهُ ابْنُ سَعْد]

وَأَمَّا عَمَّنْ سَيَدْخُلُونَ مِن هَذِهِ الأَبْوَاب: فَلَمْ أَقْرَأْ في ذَلِكَ إِلاَّ أَثَرً صَحِيحًا تَكَلَّمَ عَن أَحَدِ أَبْوَابِهَا بِكَلاَمٍ يُعْطِي صُورَةً مُتَخَيَّلَةً لِمَنْ سَيَدْخُلُونَهَا: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لِجَهَنَّمَ سَبْعَةُ أَبْوَاب: بَابٌ مِنهَا لِمَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَى أُمَّتي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (5689)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَهَذِهِ صُورَةٌ مُتَخَيَّلَةٌ لِلأَبْوَابِ الأُخْرَى: 1 ـ بَابُ الشِّرْك 2 ـ بَابُ الزِّنَا وَالِّوَاطِ وَمُقَدِّمَاتِهِمَا 3 ـ بَابُ الظُّلْمِ وَالبَغْيِ وَالغَدْرِ وَأَكْلِ الحُقُوقِ وَأَكْلِ مَالِ اليَتِيم 4 ـ بَابُ شَرَائِعِ الإِسْلاَم: يُعَذَّبُ فِيهِ تَارِكُ الصَّلاَةِ وَمَانِعُ الزَّكَاةِ وَمُفْطِرُ رَمَضَانَ وَتَارِكُ الحَجِّ وَقَدِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاَ 5 ـ بَابُ سُوءُ الخُلُقِ وَسُوءُ الجِوَارِ 0 6 ـ سَفْكُ الدُِّمَاءِ الْبَرِيئَةِ بِغَيرِ حَقّ 7 ـ بَابٌ لِسَائِرِ شَرَائِعِ الإِسْلاَم: كَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ مَثَلاً 000 إِلخ وَهَكَذَا 00 وَاللهُ تَعَالى أَعْلَى وَأَعْلَم 0

ـ بَعْضُ أَوْدِيَةِ جَهَنَّمَ وَسُجُونِهَا [الْوَيْل، الصَّعُود، الْغَيّ، بُولَس، هَبْهَب]: عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الْوَيْلُ وَادٍ في جَهَنَّم: يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفَاً [أَيْ أَرْبَعِينَ سَنَةً] قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَه، وَالصَّعُود: جَبَلٌ في النَّار: يَتَصَعَّدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفَاً [أَيْ سَبْعِينَ سَنَةً] يَهْوِي مِنهُ، كَذَلِك " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8764]

{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيَّا} {مَرْيم/59} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في مَعْنىَ هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَة: " نَهْرٌ في جَهَنَّمَ بَعِيدِ الْقَعْر، خَبِيثِ الطَّعْم " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3418]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُحْشَرُ المُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجَال [أَيْ بحَجْمِ النَّمْلِ الصَّغِير] يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَان، فَيُسَاقُونَ إِلى سِجْنٍ في جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَس، تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَار، يُسْقَوْنَ مِن عُصَارَةِ أَهْلِ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6677، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْمَيْ: 2492، 557]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ في جَهَنَّمَ وَادِياً، في الْوَادِي بِئْرٌ يُقَالُ لَهُ هَبْهَب، حَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يَسْكُنَهَا كُلُّ جَبَّار " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7946]

{وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهَاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامَا} {الفُرْقَان/68} عَنْ مجَاهِدٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ هَذِهِ الآيَة: " يَلْقَ أَثَامَا: وَادِيَاً في جَهَنَّم " 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِه] وَعَن عِكْرِمَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ فِيهَا: " يَلْقَ أَثَامَا: وَادِيَاً في جَهَنَّمَ فِيهِ الزُّنَاة " 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِه]

ـ بَعْضُ عَذَابِ أَهْلِ النَّار: 1 ـ في جَهَنَّمَ أَيْضَاً عَذَابٌ بِالْبُرُودَةِ الشَّدِيدَة: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اشْتَكَتِ النَّارُ إِلى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ؛ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضَاً؛ فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَين: نَفَسٍ في الشِّتَاء، وَنَفَسٍ في الصَّيْف؛ فَأَشَدُّ مَا تجِدُونَ مِنَ الحَرّ، وَأَشَدُّ مَا تجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِير " 00 الزَّمْهَرِير: الْبَرْدُ الشَّدِيد 0

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ لِلإِمَامِ مُسْلِم: قَالَ فِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَمَا وَجَدْتُمْ مِنْ بَرْدٍ أَوْ زَمْهَرِير: فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّم، وَمَا وَجَدْتُمْ مِن حَرٍّ أَوْ حَرُور: فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3260 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 617 / عَبْد البَاقِي]

1 ـ طَعَامُ أَهْلِ النَّار: الضَّرِيعُ وَالْغِسْلِين، وَشَجَرَةُ الزَّقُّوم: قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {فَلَيْسَ لَهُ اليَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ {35} وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِن غِسْلِين} {الحَاقَّة} وَقَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيمَا {12} وَطَعَامَاً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابَاً أَلِيمَا} {المُزَّمِل} حَدَّثَ مجَاهِدٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في تَأْوِيلِ هَذَا الطَِّعَام: " شَجَرَةُ الزَّقُّوم " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8757]

{وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ في القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانَاً كَبِيرَا} {الإِسْرَاء/60} عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ عَنِ الشَّجَرَةِ المَلْعُونَةِ في القُرْآن: " هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّوم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3888 / فَتْح]

وَشَجَرَةُ الزَّقُّومِ أَيْضَاً الَّتي قَالَ تَعَالى فِيهَا: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّوم {43} طَعَامُ الأَثِيم {44} كَالمُهْلِ يَغْلِي في البُطُون {45} كَغَليِ الحَمِيم} {المُهْل: هُوَ الرَّصَاصُ المُذَاب 0 سُورَةُ الدُّخَان} وَقَالَ تَعَالى فِيهَا أَيْضَاً: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّوم {62} إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِين {63} إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ في أَصْلِ الجَحِيم {64} طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِين {65} فَإِنَّهُمْ لآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا البُطُون {66} ثمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبَاً مِنْ حَمِيم} {الصَّافَّات}

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قَطَرَتْ لأَمَرَّتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنيَا مَعَايِشَهُمْ؛ فَكَيْفَ بِمَنْ تَكُونُ طَعَامَهُ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ وَالمِشْكَاة، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قَطَرَتْ في بِحَارِ الأَرْضِ لَفَسَدَتْ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك]

2 ـ شَرَابُ أَهْلِ النَّار: حَمِيمٌ وَغَسَّاق: قَالَ تَعَالى: {لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدَاً وَلاَ شَرَابَا {24} إِلاَّ حَمِيمَاً وَغَسَّاقَا} {النَّبَأ} الْغَسَّاق: هُوَ خَلِيطٌ مِنَ الدِّمَاءِ وَالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ الَّذِي يَسِيلُ مِن أَجْسَادِ أَهْلِ النَّار 0 عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ دَلْوَ غَسَّاقٍ أُهْرِيقَ في الدُّنيَا: لأَنْتَنَ عَلَى أَهْل الدُّنيَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8779]

وَالحَمِيمُ هُوَ المَاءُ المَغْلِي؛ قَالَ تَعَالىَ: {وَسُقُواْ مَاءً حَمِيمَاً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ} {محَمَّد/15} وَقَالَ تَعَالى: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الحَمِيم {19} يُصْهَرُ بِهِ مَا في بُطُونِهِمْ وَالجُلُود} {الحَج} فَهُوَ في الآيَةِ الأُولىَ شَرَاب، وَفي الآيَةِ الثَّانِيَة لَوْنٌ مِنَ الْعَذَاب: فَمِنهُ يَشْرَبُون، وَبِهِ يُعَذَّبُون!! عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الحَمِيمَ لَيُصَبُّ عَلَى رُءوسِهِمْ؛ فَيَنْفُذُ الجُمْجُمَةَ حَتىَّ يَخْلُصَ إِلى جَوْفِهِ؛ فَيَسْلُتَ مَا في جَوْفِهِ حَتىَّ يَمْرُقَ مِنْ قَدَمَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَفي تَرَاجُعَاتِهِ بِرَقْمَيْ: (3470، 71)، رَوَاهُ الحَاكِم]

صَدَقَ تَعَالى إِذْ قَالَ: {وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيد {15} مِن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيد {16} يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ المَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظ} {إِبْرَاهِيم} وَيَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَاءٍ كَالمُهْلِ يَشْوِي الوجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقَا} {المُهْل: هُوَ الرَّصَاصُ المُذَاب 0 الكَهْف/29} سُبْحَانَ الجَبَّار [اللَّهُمَّ أَجِرْنَا مِنَ النَِّار]؛ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ غَوْثُهُمْ [مَاءٌ كَالمُهْلِ يَشْوِي الْوجُوه]؛ فَكَيْفَ بِمَا اسْتَغَاثُواْ مِنهُ؛ وَلِذَا قَالَ تَعَالى: وَسَاءتْ مُرْتَفَقَا}: أَيْ بِئْسَتِ الإِغَاثَة

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَة: " بِمَاءٍ كَالمُهْل: كَعُكَرِ الزَّيْت [أَيْ كَبَقِيَّتِهِ الْكَدِرَة]، فَإِذَا قُرِّبَ إِلَيْهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ، وَلَوْ أَنَّ دَلْوَاً مِن غِسْلِينَ يُهْرَاقُ في الدُّنيَا: لأَنْتَنَ بِأَهْلِ الدُّنيَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3850]

وَعَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: " يُقَرَّبُ إِلَيْهِ فَيَتَكَرَّهُهُ فَإِذَا أُدْنِيَ مِنهُ شَوَى وَجْهَهُ، وَوَقَعَتْ فَرْوَةُ رَأْسِهِ، فَإِذَا شَرِبَ قَطَّعَ أَمْعَاءَهُ، حَتىَّ يَخْرُجَ مِنْ دُبُرِهِ، يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ: {وَسُقُواْ مَاءً حَمِيمَاً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ} {محَمَّد/15} [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3339]

3 ـ ثِيَابُ أَهْلِ النَّار: قَالَ تَعَالى: {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَار} {الحَج/19} وَقَالَ تَعَالى: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّار} {إِبْرَاهِيم/50} الْقَطِرَان: هُوَ الْقَار: " الْبَلَكّ " 0

5 ـ دُخَانُ جَهَنَّم: قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {في سَمُومٍ وَحَمِيم {42} وَظِلٍّ مِنْ يحْمُوم} {الوَاقِعَة} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في الْيَحْمُوم: " دُخَانٌ أَسْوَد " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3779]

6 ـ مِن آلاَتِ التَّعْذِيبِ في جَهَنَّم:00 المَقَامِع؛ مِنَ الْقَمْع: قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيد} {الحَج/21 ـ المَقَامِع: المَطَارِق0جَمْعُ مِطْرَقَة} عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ ضَرَبَ مَقْمَعٌ مِن حَدِيدِ جَهَنَّمَ الجَبَلَ كَمَا يُضْرَبُ بِهِ أَهْلُ النَّار: لَتَفَتَّتَ فَصَارَ رَمَادَاً " [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8777]

السَّلاَسِل: {خُذُوهُ فَغُلُّوه {30} ثمَّ الجَحِيمَ صَلُّوه {31} ثُمَّ في سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعَاً فَاسْلُكُوه {32} إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللهِ العَظِيم {33} وَلاَ يحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسْكِين {34} فَلَيْسَ لَهُ اليَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ {35} وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِين {36} لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الخَاطِئُون} {الحَاقَّة}

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ [وَأَشَارَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى مِثْلِ جُمْجُمَة] أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلى الأَرْض 00 وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَة: لَبَلَغَتِ الأَرْضَ قَبْلَ اللَّيْل، وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَة: لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفَاً [أَيْ أَرْبَعِينَ سَنَة] اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا أَوْ قَعْرَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (6856)، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

ـ عُنُقُ الجَبَّارِين [عَذَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُه]: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَة، لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا وَأُذُنَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، فَيَقُول: إِنيِّ وُكِّلْتُ بِثَلاَثَة: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيد، وَبِكُلِّ مَنِ ادَّعَى مَعَ اللهِ إِلَهَاً آخَر، وَالمُصَوِّرِين " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8411، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2574]

ـ عَقَارِبُ النَّارِ وَحَيَّاتُهَا: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: {زِدْنَاهُمْ عَذَابَاً فَوْقَ العَذَاب} {النَّحْل/88} قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: " زِيدُواْ عَقَارِبَ أَنيَابُهَا كَالنَّخْلِ الطِّوَال " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيح]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ في النَّارِ لحَيَّاتٍ أَمْثَالِ أَعْنَاقِ الْبُخْت [أَيِ الإِبِل] تَلْسَعُ إِحْدَاهُنَّ اللَّسْعَةَ فَيَجِدُ حَمْوَتهَا أَرْبَعِينَ خَرِيفَاً " 0 [أَيْ أَرْبَعِينَ سَنَة 0 صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب]

عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ الرَّهَاوِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لجَهَنَّمَ سَاحِلٌ كَسَاحِلِ الْبَحْر، فِيهِ هَوَامٌّ وَحَيَّاتٌ كَالنَّخْل، وَعَقَارِبُ كَالْبِغَال، فَإِذَا اسْتَغَاثَ أَهْلُ جَهَنَّمَ أَنْ يُخَفَّفَ عَنهُمْ؛ قِيلَ اخْرُجُواْ إِلىَ السَّاحِل؛ فَيَخْرُجُونَ فَيَأْخُذُ الهَوَامُّ بِشِفَاهِهِمْ وَوُجُوهِهِمْ وَمَا شَاءَ اللهُ فَتَكْشُطُهَا؛ فَيَسْتَغِيثُونَ فِرَارَاً مِنهَا إِلىَ النَّار، وَيُسَلَّطُ عَلَيْهِمُ الجَرَب؛ فَيَحُكُّ الْوَاحِدُ جِلْدَهُ حَتىَّ يَبْدُوَ الْعَظْم؛ فَيُقَالُ لأَحَدِهِمْ: يَا فُلاَن؛ هَلْ يُؤْذِيكَ هَذَا 00؟ فَيَقُولُ نَعَمْ؛ فَيُقَالُ لَه: ذَلِكَ بِمَا كُنْتَ تُؤْذِي المُؤْمِنِين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 3677، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، وَالأَصْبَهَانيُّ في التَّرْغِيب]

صَدَقَ تَعَالىَ عِنْدَمَا قَالَ: {كُلَّمَا أَرَادُواْ أَنْ يخْرُجُواْ مِنْهَا مِن غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ الحَرِيق} {الحَجّ/22} ـ أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً: قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ عَنْ تخْفِيفِ الْعَذَابِ عَنْ بَعْضِ الْكُفَّار: «مَنْ كَانَ لَهُ حَسَنَاتٌ خُفِّفَ عَنهُ العَذَاب؛ كَمَا خُفِّفَ عَن أَبي طَالِبٍ» 0

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَة: رَجُلٌ عَلَى أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ يَغْلي مِنهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلي المِرْجَلُ وَالقُمْقُم " 00 القُمْقُم: إِنَاءٌ مِنْ نُحَاسٍ طَوِيلٌ يُسَخَّنُ فِيهِ المَاء 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6562 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 213 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَدْنى أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً: يَنْتَعِلُ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَار؛ يَغْلي دِمَاغُهُ مِن حَرَارَةِ نَعْلَيْه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 211 / عَبْدُ البَاقِي] عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً: مَنْ لَهُ نَعْلاَنِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَار 00 يَغْلي مِنهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي المِرْجَل، مَا يَرَى أَنَّ أَحَدَاً أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابَاً، وَإِنَّهُ لأَهْوَنُهُمْ عَذَابَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 213 / عَبْدُ البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً أَبُو طَالِب؛ وَهُوَ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ يَغْلي مِنهُمَا دِمَاغُه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 212 / عَبْدُ البَاقِي]

عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يَا رَسُولَ الله: هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْء؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ: هُوَ في ضَحْضَاحٍ مِنْ نَار [أَيْ قَرِيبٌ مِنَ السَّطْحِ وَلَيْسَ في قَعْرِهَا] وَلَوْلاَ أَنَا: لَكَانَ في الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6208 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 209 / عَبْد البَاقِي]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ لِلإِمَامِ مُسْلِمٍ رَوَاهُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَنْصُرُك؛ فَهَلْ نَفَعَهُ ذَلِك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ: وَجَدْتُهُ في غَمَرَاتٍ مِنَ النَّارِ فَأَخْرَجْتُهُ إِلى ضَحْضَاح " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 209 / عَبْدُ البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً يَوْمَ القِيَامَة: لَوْ أَنَّ لَكَ مَا في الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ: أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ نَعَمْ؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِن هَذَا وَأَنْتَ في صُلْبِ آدَم: أَنْ لاَ تُشْرِكَ بي شَيْئَا؛ فَأَبَيْتَ إِلاَّ أَنْ تُشْرِكَ بي " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6557 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2805 / عَبْد البَاقِي]

ـ تَدَرُّجُ عَذَابِ أَهْلِ النَّار: عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلى كَعْبَيْه، وَمِنهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلى حُجْزَتِهِ [أَيْ دُونَ سُرَّتِه] وَمِنهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلى عُنُقِه " 0 وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلإِمَامِ مُسْلِم: " مِنهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلى كَعْبَيْه، وَمِنهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلى رُكْبَتَيْه، وَمِنهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلى كَعْبَيْه " 00 أَيْ إِلى حُجْزَتِه 0 ثُمَّ سَاقَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحَدِيثَ بِنَحْوِه " 0 [رَوَاهُمَا الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2845 / عَبْدُ البَاقِي]

ـ مُضَاعَفَةُ حَجْمِ أَجْسَادِ أَهْلِ النَّارِ لِيُضَاعَفَ لَهُمُ الْعَذَاب: عَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَمَنْ كَانَ مِن أَهْلِ النَّار: عُظِّمُواْ وَفُخِّمُواْ كَالجِبَال " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ البُوصِيرِي في زَوَائِدِه، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَة، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّد] عَنِ الحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مِن أُمَّتي مَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتىَّ يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4323، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]

عَنِ الحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ مِن أَهْلِ النَّارِ لَيَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتىَّ يَكُونَ الضِّرْسُ مِن أَضْرَاسِهِ كَأُحُد " 0 [أَيْ كَجَبَلِ أُحُد 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1628، 1601، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ غِلَظَ جِلْدِ الكَافِر: اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً بِذِرَاعِ الجَبَّار " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8760] بِذِرَاعِ الجَبَّار: أَيْ بِذِرَاعِ الرَّجُلِ الْعِمْلاَق، كَالْعَمَالِيقِ الَّذِينَ كَانُواْ في زَمَانِ مُوسَى 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ غِلَظَ جِلْدِ الكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً، وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُد، وَإِنَّ مجْلِسَهُ مِنْ جَهَنَّمَ كَمَا بَينَ مَكَّةَ وَالمَدِينَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2577]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ضِرْسُ الكَافِرِ أَوْ نَابُ الكَافِر: مِثْلُ أُحُد، وَغِلَظُ جِلْدِهِ: مَسِيرَةُ ثَلاَث " 0 [أَيْ ثَلاَثَ لَيَالٍ 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2851 / عَبْدُ البَاقِي] هَذَا فِيمَا يَبْدُو وَاللهُ أَعْلَم: جِلْدُهُ وَلحْمُه، أَمَّا جِلْدُهُ فَقَطْ؛ فَاقْرَأْ هَذَا الحَدِيث: عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَقْعَدُ الْكَافِرِ مِنَ النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّام، وَكُلُّ ضِرْسٍ مِثْلُ أُحُد، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَان [جَبَلٌ بِالمَدِينَة] وَجِلْدُهُ سِوَى لحْمِهِ وَعِظَامِهِ: أَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8771]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا بَيْنَ مَنْكِبيِ الكَافِرِ في النَّار: مَسِيرَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ للرَّاكِبِ المُسْرِع " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6551 فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2852 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الكَافِرَ لَيَجُرُّ لِسَانَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَرَاءهُ قَدْرَ فَرْسَخَين، يَتَوَطَّؤُهُ النَّاس " 00 أَيْ يَطَأُونَهُ [الْفَرْسَخ: ثَلاَثَةُ أَمْيَال 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (5671)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

ـ إِعَادَةُ أَجْسَادِ أَهْلِ النَّارِ كَمَا كَانَتْ لِتَجْدِيدِ الْعَذَاب، وَنَمَاذِجُ مِنْ بَعْضِ عُقُوبَاتِهِمْ: يَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودَاً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ العَذَابَ} {النِّسَاء/56} عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَحْكِي رِحْلَةَ المِعْرَاج: " رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَينِ أَتَيَاني فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَاني إِلى الأَرْضِ المُقَدَّسَة، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِن حَدِيد ـ أَيْ خُطَّاف: وَهُوَ حَدِيدَةٌ مَعْقُوفَةُ الطَّرْف ـ يُدْخِلُ ذَلِكَ الكَلُّوبَ في شِدْقِهِ حَتىَّ يَبْلُغَ قَفَاه، ثمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذَلِك، وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا؛ فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَه؛ قُلْتُ: مَا هَذَا 00؟!

قَالاَ: انْطَلِقْ؛ فَانْطَلَقْنَا حَتىَّ أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاه، وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ أَوْ صَخْرَة ـ أَيْ بحَجَرٍ أَوْ بِصَخْرَة ـ فَيَشْدَخُ بِهِ رَأْسَه، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الحَجَر ـ أَيْ تَدَحْرَج ـ فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَه، فَلاَ يَرْجِعُ إِلى هَذَا حَتىَّ يَلْتَئِمَ رَأْسُه، وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ، فَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَه؛ قُلْتُ مَن هَذَا 00؟! قَالاَ انْطَلِقْ؛ فَانْطَلَقْنَا إِلى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّور ـ أَيْ مِثْلِ الْفُرْن ـ أَعْلاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِع، يُتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَار، فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُواْ ـ أَيْ فَإِذَا اقْتَرَبَ ذَلِكَ الثَّقْبُ مِنَ النَّارِ الَّتي أَسْفَلَ مِنهُ ارْتَفَعُواْ ـ حَتىَّ كَادَ أَنْ يخْرُجُواْ، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُواْ فِيهَا، وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاة؛ فَقُلْت: مَن هَذَا 00؟!

قَالاَ: انْطَلِقْ؛ فَانْطَلَقْنَا، حَتىَّ أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَم، فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسَطِ النَّهَر، وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَينَ يَدَيْهِ حِجَارَة، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي في النَّهَر، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ في فِيهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَان [وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى: فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا] فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيخْرُجَ رَمَى في فِيهِ بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَان؛ فَقُلْتُ مَا هَذَا 00؟!

قَالاَ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتىَّ انْتَهَيْنَا إِلى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَة، وَفي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَان، وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ بَينَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا، فَصَعِدَا بي في الشَّجَرَةِ وَأَدْخَلاَني دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنهَا: فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ وَنِسَاءٌ وَصِبْيَان، ثُمَّ أَخْرَجَاني مِنهَا فَصَعِدَا بي الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلاَني دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَل، لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنهَا، فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَاب؛ قُلْتُ طَوَّفْتُمَانيَ اللَّيْلَةَ فَأَخْبِرَاني عَمَّا رَأَيْت 00؟! قَالاَ نَعَمْ: أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ: فَكَذَّاب، يُحَدِّثُ بِالكِذْبَةِ فَتُحْمَلُ عَنهُ حَتىَّ تَبْلُغَ الآفَاق؛ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلى يَوْمِ القِيَامَة، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُه: فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ القُرْآنَ فَنَامَ عَنهُ بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَار؛ يُفْعَلُ بِهِ إِلى يَوْمِ القِيَامَة، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ في الثَّقْب:

فَهُمُ الزُّنَاة، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ في النَّهَرِ آكِلُواْ الرِّبَا، وَالشَّيْخُ في أَصْلِ الشَّجَرَة: إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ: فَأَوْلاَدُ النَّاس، وَالَّذِي يُوقِدُ النَّار: مَالِكٌ خَازِنُ النَّار، وَالدَّارُ الأُولىَ الَّتي دَخَلْتَ: دَارُ عَامَّةِ المُؤْمِنِين، أَمَّا هَذِهِ الدَّار: فَدَارُ الشُّهَدَاء، وَأَنَا جِبْرِيلُ وَهَذَا مِيكَائِيل؛ فَارْفَعْ رَأْسَك؛ فَرَفَعْتُ رَأْسِي؛ فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَاب؛ قَالاَ: ذَاكَ مَنْزِلُك، قُلْتُ: دَعَاني أَدْخُلُ مَنْزِلي 00؟ قَالاَ: إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمْرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ، فَلَوِ اسْتَكْمَلْتَ أَتَيْتَ مَنْزِلَك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1386 / فَتْح]

وَلِلْحَدِيثِ رِوَايَةٌ أُخْرَى وَرَدَتْ فِيهَا بَعْضُ الزِّيَادَاتِ وَالإِيضَاحَاتِ مِنهَا قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاه، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِن حَدِيد، وَإِذَا هُوَ يَأْتي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلى قَفَاه ـ أَيْ يُمَزِّقُ شِدْقَهُ إِلى قَفَاه ـ وَمَنْخِرَهُ إِلىَ قَفَاه، وَعَيْنَهُ إِلىَ قَفَاه، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلى الجَانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ

مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالجَانِبِ الأَوَّل، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الجَانِبِ حَتىَّ يَصِحَّ ذَلِكَ الجَانِبُ كَمَا كَان، ثمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولى؛ قُلْتُ سُبْحَانَ اللهِ مَا هَذَان " 00؟! ثُمَّ سَاقَ الحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، حَتىَّ أَتَى عَلَى الثَّقْبِ الَّذِي هُوَ مِثْلُ التَّنُّورِ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاة، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِن أَسْفَلَ مِنهُمْ؛ فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا ـ أَيْ سُمِعَ لَهُمْ صُرَاخٌ وَصِيَاح ـ قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَؤُلاَء " 00؟!

ثُمَّ سَاقَ الحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، حَتىَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ المَرْآة ـ أَيْ كَرِيهِ المَنْظَر ـ كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلاً مَرْآةً، وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا [أَيْ يُوقِدُهَا وَيُسَعِّرُهَا] وَيَسْعَى حَوْلَهَا، قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَا " 00؟! قَالا ليَ انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ ـ أَيْ ذَاتِ خُضْرَةٍ كَثِيفَةٍ وَدَاكِنَة: مُدْهَامَّة ـ فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنِ الرَّبِيع، وَإِذَا بَينَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولاً في السَّمَاء، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِن أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطّ؛ قُلْتُ لهُمَا: مَا هَذَا؟ مَا هَؤُلاَء 00؟!

قَالاَ ليَ انْطَلِقِ انْطَلِقْ؛ فَانْطَلَقْنَا، فَانْتَهَيْنَا إِلىَ رَوْضَةٍ عَظِيمَةٍ لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنهَا وَلاَ أَحْسَن، قَالاَ ليَ ارْقَ فِيهَا؛ فَارْتَقَيْنَا فِيهَا؛ فَانْتَهَيْنَا إِلى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّة؛ فَأَتَيْنَا بَابَ المَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا، فَفُتِحَ لَنَا، فَدَخَلْنَاهَا، فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، قَالاَ لَهُم ـ أَيْ فَقَالاَ ذَلِكَ المَلَكَانِ لَهُمَا: اذْهَبُواْ فَقَعُواْ في ذَلِكَ النَّهَر، وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ المَحْضُ في البَيَاض؛

فَذَهَبُواْ فَوَقَعُواْ فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُواْ إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنهُمْ فَصَارُواْ في أَحْسَنِ صُورَة، قَالاَ لي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْن، وَهَذَاكَ [أَيْ هَذَا الَّذِي هُنَاك] مَنْزِلُك، فَسَمَا بَصَرِي صُعُدَاً؛ فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاء [أَيِ السَّحَابَةِ الْبَيْضَاء] قَالاَ لي: هَذَاكَ مَنْزِلُك، قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللهُ فِيكُمَا؛ ذَرَاني فَأَدْخُلَه، قَالاَ: أَمَّا الآنَ فَلاَ، وَأَنْتَ دَاخِلُهُ، قُلْتُ لهُمَا: فَإِنيِّ قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبَاً؛ فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْت 00؟ قَالاَ لي: أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُك: أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالحَجَر ـ أَيْ يَشْدَخُ رَأْسَهُ بِالحَجَر ـ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفُضُه، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ المَكْتُوبَة " 0ثُمَّ سَاقَ الحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، حَتىَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" وَأَمَّا الرَّجُلُ الكَرِيهُ المَرْآةِ الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا [أَيْ يُوقِدُهَا وَيُسَعِّرُهَا] وَيَسْعَى حَوْلَهَا: فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّم، وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي في الرَّوْضَة: فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَأَمَّا الوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ: فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الفِطْرَة " 0 فَقَالَ بَعْضُ المُسْلِمِين: يَا رَسُولَ الله؛ وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِين 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِين، وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُواْ شَطْرٌ مِنهُمْ حَسَنَاً وَشَطْرٌ قَبِيحَاً: فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحَاً وَآخَرَ سَيِّئَاً تَجَاوَزَ اللهُ عَنهُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7047 / فَتْح]

ـ صُرَاخُ أَهْلِ النَّار: عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَبْكُونَ حَتىَّ لَوْ أُجْرِيَتِ السُّفُنُ في دُمُوعِهِمْ لجَرَتْ، وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ الدَّم " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2032، 1679، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُرْسَلُ الْبُكَاءُ عَلَى أَهْلِ النَّار؛ فَيَبْكُونَ حَتىَّ تَنْقَطِعَ الدُّمُوع، ثُمَّ يَبْكُونَ الدَّمَ حَتىَّ يَصِيرَ في وُجُوهِهِمْ كَهَيْئَةِ الأُخْدُود، لَوْ أُرْسِلَتْ فِيهِ السُّفُنُ لجَرَتْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (8083، 1679)، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في الْبَعْثِ وَالنُّشُور]

{وَقَالَ الَّذِينَ في النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُواْ رَبَّكُمْ يخَفِّفْ عَنَّا يَوْمَاً مِنَ العَذَاب} {غَافِر/49} قَالَ الضَّحَّاكُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ بْنِ أَسْلَم: «عِدَّةُ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ تِسْعَةَ عَشَرَ في التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآن» 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ بِرَقْم: 35775 / دَار هَجَر]

قَالَ كَعْبُ الأَحْبَار: «مَا بَيْنَ مَنْكِبَيِ الخَازِنِ مِن خَزَنَتِهَا: مَسِيرَةُ سَنَة، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَمُودٌ لَهُ شُعْبَتَان، يَدْفَعُ بِهِ الدَّفْعَة؛ فَيَصْرَعُ بِهِ في النَّارِ سَبْعَمِاْئَةِ أَلْف» 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ بِرَقْم: 24024 / دَار هَجَر]

{وَنَادَواْ يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُون {77} لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُون} {الزُّخْرُف} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة: " مَكَثَ عَنهُمْ أَلْفَ سَنَة، ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: إِنَّكُمْ مَاكِثُون " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3677]

حَدَّثَ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ عَن عُمَرُ بْنِ أَبي لَيْلَى قَال: سَمِعْتُ محَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ قَال: «بَلَغَني أَوْ ذُكِرَ لي أَنَّ أَهْلَ النَّارِ اسْتَغَاثُواْ بِالخَزَنَةِ ادْعُواْ رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمَاً مِنَ الْعَذَاب؛ فَرَدُّواْ عَلَيْهِمْ مَا قَالَ الله: {قَالُواْ أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالبَيِّنَاتِ قَالُواْ بَلَى قَالُواْ فَادْعُواْ وَمَا دُعَاءُ الكَافِرِينَ إِلاَّ في ضَلاَل} {غَافِر/50} فَلَمَّا أَيِسُواْ نَادَوْا: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُون {77} لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُون} {الزُّخْرُف}

وَهُوَ عَلَيْهِمْ [أَيِ الْقَائِمُ بِأَمْرِ أَهْلِ النَّار: خَازِنُ جَهَنَّم]، وَلَهُ مجْلِسٌ في وَسَطِهَا، وَجُسُورٌ تَمُرُّ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةُ الْعَذَاب، فَهُوَ يَرَى أَقْصَاهَا كَمَا يَرَى أَدْنَاهَا، فَقَالُواْ: يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّك: سَأَلُواْ المَوْت؛ فَمَكَثَ لاَ يُجِيبُهُمْ ثَمَانِينَ أَلْفَ سَنَة 00 مِنْ سِنيِّ الآخِرَة، أَوْ كَمَا قَال، ثُمَّ انْحَطَّ إِلَيْهِمْ فَقَال: {إِنَّكُمْ مَاكِثُون}

فَلَمَّا سَمِعُواْ ذَلِكَ قَالُواْ: فَاصْبِرُواْ؛ فَلَعَلَّ الصَّبْرَ يَنْفَعُنَا؛ كَمَا صَبَرَ أَهْلُ الدُّنْيَا عَلَى طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، فَصَبَرُواْ، فَطَالَ صَبْرُهُمْ؛ فَنَادَوْا: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيص} {إِبْرَاهِيم/21} أَيْ: مَنْجَىً، فَقَامَ إِبْلِيسُ عِنْدَ ذَلِكَ فَخَطَبَهُمْ فَقَال: {إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لي فَلاَ تَلُومُوني وَلُومُواْ أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنيِّ كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم} {إِبْرَاهِيم/22}

فَلَمَّا سَمِعُواْ مَقَالَتَهُ: مَقَتُواْ أَنْفُسَهُمْ؛ فَنُودُواْ: {لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلىَ الإِيمَانِ فَتَكْفُرُون {10} قَالُواْ رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيل} {غَافِر} فَيُجِيبُهُمُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ: {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَالحُكْمُ للهِ العَلِيِّ الكَبِير} {غَافِر/12} فَيَقُولُون: مَا أَيِسْنَا بَعْد، ثُمَّ دَعَوْا مَرَّةً أُخْرَى، فَيَقُولُون: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالحًا إِنَّا مُوقِنُون} {السَّجْدَة/12}

فَيَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلاَ: {وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} {السَّجْدَة/13} يَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلاَ: لَوْ شِئْتُ لَهَدَيْتُ النَّاسَ جَمِيعَاً فَلَمْ يخْتَلِفْ مِنهُمْ أحَد] وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِن حَقَّ القَوْلُ مِنيِّ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين {13} فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون} {السَّجْدَة} يَقُولُ لَهُمْ جَلَّ وَعَلاَ: بِمَا تَرَكْتُمْ أَنْ تَعْمَلُواْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا: تَرَكْنَاكُمْ، فَيَقُولُون: مَا أَيِسْنَا بَعْد؛ فَيَدْعُونَ مَرَّةً أُخْرَى: {رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلىَ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُل} {إِبْرَاهِيم/44}

فَيُقَالُ لَهُمْ: {أَوَ لَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَال {44} وَسَكَنْتُمْ في مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأمْثَال} {إِبْرَاهِيم} فَيَقُولُون: مَا أَيِسْنَا بَعْد، ثُمَّ قَالُواْ مَرَّةً أُخْرَى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحَاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَل} {فَاطِر/37} فَيَقُولُ لَهُمْ جَلَّ وَعَلاَ: {أَوَ لَمْ نُعَمِرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِير} {فَاطِر/37} ثُمَّ مَكَثَ عَنهُمْ مَا شَاءَ الله، ثُمَّ نَادَاهُمْ: {أَلَمْ تَكُن آيَاتي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُون} {المُؤْمِنُون/105}

فَلَمَّا سَمِعُواْ ذَلِكَ قَالُواْ: الآنَ يَرْحَمُنَا: [أَيْ مَا دَامَ عَاتَبَنَا: سَيَرْحَمُنَا]؛ فَقَالُواْ عِنْدَ ذَلِك: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} {المُؤْمِنُون/106} أَيِ الْكِتَابُ الَّذِي كُتِبَ عَلَيْنَا: [شَقِيٌّ أَمْ سَعِيد؟] {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنهَا فَإِن عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُون {107} قَالَ اخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُون} {المُؤْمِنُون} فَيَقُولُ لَهُمْ عِنْدَ ذَلِك: {اخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُون} {المُؤْمِنُون/108} فَلاَ يَتَكَلَّمُونَ فِيهَا أَبَدَا؛ فَيَنْقَطِعُ عِنْدَ ذَلِكَ الدُّعَاءُ وَالرَّجَاءُ مِنهُمْ، وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ يَنْبَحُ في وَجْهِ بَعْض؛ فَأُطْبِقَتْ عَلَيْهِمْ 00 فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلاَ: {هَذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُون {35} وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُون} {المُرْسَلاَت} [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ بِرَقْم: 25883 / دَار هَجَر]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ مُعَقِّبَاً عَلَى هَاتَيْنِ الآيَتَين: " هَانَتْ دَعْوَتُهُمْ وَاللهِ عَلَى مَالِكٍ وَرَبِّ مَالِك " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3492]

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ في حَدِيثٍ آخَرَ عَنهُمَا مُعَقِّبَاً: " يُخَلِّي عَنهُمْ أَرْبَعِينَ عَامَاً [أَيْ يُعْرِضُ عَنهُمْ] لاَ يُجِيبُهُمْ ثُمَّ أَجَابَهُمْ: " إِنَّكُمْ مَاكِثُون " فَيَقُولُون: " رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنهَا فَإِن عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُون " فَيُخَلِّي عَنهُمْ مِثْلَ الدُّنيَا، ثُمَّ أَجَابَهُمْ: " اخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُون "؛ فَوَاللهِ مَا يَنْبِسُ الْقَوْمُ بَعْدَ هَذِهِ الْكَلِمَة [أَيْ لاَ يَنْطِقُونَ بَعْدَ هَذَا]، إِنْ كَانَ إِلاَّ الزَّفِيرُ وَالشَّهِيق " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّان في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 8770]

وَصَدَقَ جَلَّ جَلاَلُهُ عِنْدَمَا قَال: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيق} {هُود/106} وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ في حَدِيثٍ آخَرَ أَيْضَاً: " تُشْبِهُ أَصْوَاتُهُمْ أَصْوَاتِ الحَمِير؛ أَوَّلُهَا شَهِيقٌ وَآخِرُهَا زَفِير " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب ح 0 ر: 3691، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

ـ محَاوَلَةُ رَجُلٍ مِن أَهْلِ الجَنَّة؛ إِخْرَاجُ وَالِدِهِ مِن النَّار: عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَأْخُذَنَّ رَجُلٌ بِيَدِ أَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَة؛ فَلَتَقْطَعَنَّهُ النَّار؛ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّة؛ فَيُنَادَى: إِنَّ الجَنَّةَ لاَ يَدْخُلُهَا مُشْرِك، أَلاَ إِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ الجَنَّةَ عَلَى كُلِّ مُشْرِك؛ فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ أَبي فَيُحَوَّلُ في صُورَةٍ قَبِيحَةٍ وَرِيحٍ مُنْتِنَة؛ فَيَتْرُكَهُ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8746] {مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن أَنْصَار} {المَائِدَة/72}

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَلْقَى رَجُلٌ أَبَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَة، فَيَقُولُ لَهُ: يَا أَبَتِ؛ أَيَّ ابْنٍ كُنْتُ لَك 00؟ فَيَقُول: خَيْرَ ابْنٍ؛ فَيَقُول: هَلْ أَنْتَ مُطِيعِي الْيَوْم 00؟ فَيَقُول: نَعَمْ، فَيَقُول: خُذْ بِإِزْرَتي [أَيْ بِطَرَفِ إِزَارِي]، فَيَأْخُذُ بِإِزْرَتِهِ ثُمَّ يَنْطَلِقُ حَتىَّ يَأْتيَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ وَهُوَ يَعْرِضُ الخَلْق، فَيَقُول: يَا عَبْدِي؛ ادْخُلْ مِن أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شِئْت؛

فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ وَأَبي مَعِي؛ فَإِنَّكَ وَعَدْتَني أَنْ لاَ تُخْزِيَني 00؟ فَيَمْسَخُ اللهُ أَبَاهُ ضَبْعَاً؛ فَيُعْرِضُ عَنهُ؛ فَيَهْوِي في النَّار؛ فَيَأْخُذُ بِأَنْفِهِ [أَيْ لِنَتَانَةِ رِيحِهِ]؛ فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ: يَا عَبْدِي؛ أَبُوكَ هُوَ 00؟ فَيَقُول: لاَ وَعِزَّتِك " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8750]

سُبُلُ النَّجَاةِ مِنَ النَّار عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً؛ أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنهُ عُضْوَاً مِنَ النَّار؛ حَتىَّ فَرْجَهُ بِفَرْجِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6715 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1509 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا: حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الأَئِمَّةِ أَبي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ وَالتِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِأَرْقَام: 1269، 1816، 428، 1160]

قَالَ تَعَالى: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الغُرُور} {آلِ عِمْرَان/185} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ صَامَ يَوْمَاً في سَبِيلِ اللهِ عَزّ وَجَلّ: زَحْزَحَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ بِذَلِكَ سَبْعِينَ خَرِيفَاً " 0 [أَيْ سَبْعِين سَنَة 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7977، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب ح 0 ر: 989]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ صَامَ يَوْمَاً في سَبِيلِ الله: جَعَلَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَينَ النَّارِ خَنْدَقَاً كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَقَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ: حَسَنٌ صَحِيح 0 ح / ر: 1624]

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنيِّ أُشْهِدُك، وَأُشْهِدُ مَلاَئِكَتَك، وَحَمَلَةَ عَرْشِك، وَأُشْهِدُ مَنْ في السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَك، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُكَ وَرَسُولُك؛ مَنْ قَالَهَا مَرَّةً: أَعْتَقَ اللهُ ثُلُثَهُ مِنَ النَّار، وَمَنْ قَالَهَا مَرَّتَين: أَعْتَقَ اللهُ ثُلُثَيْهِ مِنَ النَّار، وَمَنْ قَالَهَا ثَلاَثَاً: أُعْتِقَ كُلُّهُ مِنَ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 267، وَرَوَاهُ الحَاكِمُ وَالطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنَ النَّارِ ثَلاَثَ مِرَار: إِلاَّ قَالَتِ النَّار: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنيِّ، وَلاَ يَسْأَلُ الجَنَّةَ إِلاَّ قَالَتِ الجَنَّة: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ إِيَّايْ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 12191، وَالأَلْبَانيُّ في الجَامِع، وَالأُسْتَاذ حُسَين سَلِيم أَسَد في أَبي يَعْلَى] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَأَلَ اللهَ الجَنَّةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ الجَنَّة: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الجَنَّة، وَمَنِ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ النَّار: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ وَفي المُسْنَدِ بِرَقْمَيْ: 1034، 13755]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِيه: " إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِن أَرْبَع: مِن عَذَابِ جَهَنَّم، وَمِن عَذَابِ القَبْر، وَمِنْ فِتْنَةِ المحْيَا وَالمَمَات، وَمِنْ شَرِّ المَسِيحِ الدَّجَّال " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 588 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ القُرْآن 00 يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قُولُواْ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ جَهَنَّم، وَأَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ القَبْر، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّال، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المحْيَا وَالمَمَات " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 590 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهَا: " يَا عَائِشَة؛ عَلَيْكِ بجُمَّلِ الدُّعَاءِ وَجَوَامِعِه " 00 فَسَأَلَتْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: وَمَا جُمَّلُ الدُّعَاءِ وَجَوَامِعُه 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قولي: اللَّهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ مِنَ الخَيْرِ كُلِّه، عَاجِلِهِ وَآجِلِه، مَا عَلِمْتُ مِنهُ وَمَا لَمْ أَعْلَم، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّه، عَاجِلِهِ وَآجِلِه، مَا عَلِمْتُ مِنهُ وَمَا لَمْ أَعْلَم، وَأَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَل، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَل، وَأَسْأَلُكَ مِمَّا سَأَلَكَ عَبْدُكَ بِهِ محَمَّد، وَأَعُوذُ بِكَ مِمَّا تَعَوَّذَ مِنهُ محَمَّد، وَمَا قَضَيْتَ لي مِنْ قَضَاءٍ فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ رَشَدَا " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ وَفي الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْمَيْ: 3846، 639، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَتَاهُ فَقَالَ لَه: " مَنْ مَاتَ مِن أُمَّتِكَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً: دَخَلَ الجَنَّة؛ قُلْتُ: وَإِنْ زَنى وَإِنْ سَرَق؟! قَال: وَإِنْ زَنى وَإِنْ سَرَق " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6444 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 94 / عَبْد البَاقِي]

عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ محَمَّدَاً رَسُولُ الله: حَرَّمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى النَّار " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم ح0ر: 202] عَن أَبي عَمْرَةَ الأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنيِّ رَسُولُ الله؛ لاَ يَلْقَى اللهَ جَلَّ وَعَلاَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِهَا: إِلاَّ حُجِبَتْ عَنهُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ قَوِيّ 0 ح / ر: 15449]

كَانَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ يَضَعُ أُصْبُعَهُ عَلَى المِصْبَاحِ ثمَّ يَقُول: حَسْ [كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ الأَلَم] وَيَقُول: مَا حَمَلَكَ يَا أَحْنَفُ عَلَى أَنْ صَنَعْتَ كَذَا يَوْمَ كَذَا " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 92/ 4] اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْفَوْزَ بِالجَنَّة، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّار 00 اللَّهُمَّ إِنَّ الحَدِيثَ عَنْ رَحْمَتِكَ يُنْسِي عَذَابَك، وَالحَدِيثُ عَن عَذَابِكَ يُفْقِدُنَا الأَمَلَ في رَحْمَتِك؛ فَاللَّهُمَّ أَدْخِلْنَا في رَحْمَتِكَ وَاصْرِفْ عَنَّا عَذَابَك 00!!

بِلاَدُ السَّعَادَة: المَدِينَةُ الفَاضِلَة [الجَنَّة] قَالَ تَعَالى: {وَلِمَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان {46} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {47} ذَوَاتَا أَفْنَان {48} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {49} فِيهِمَا عَيْنَانِ تجْرِيَان {50} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {51} فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَان {52}

فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {53} مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِن إِسْتَبْرَقٍ وَجَنى الجَنَّتَيْنِ دَان {54} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {55} فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانّ {56} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {57} كَأَنَّهُنَّ اليَاقُوتُ وَالمَرْجَان {58} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {59} هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَان {60} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {61} وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَان {62} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا

تُكَذِّبَان {63} مُدْهَامَّتَان {64} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {65} فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَان {66} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {67} فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ {68} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {69} فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ {70} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {71} حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ في الخِيَام {72} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {73} لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانّ {74} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {75} مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ

وَعَبْقَرِيٍّ حِسَان {76} فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان {77} تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلاَلِ وَالإِكْرَام} {الرَّحْمَن} سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَتَبَارَكَ اسْمُك؛ اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ عَلَى آلاَئِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِك آلاَء: أَيْ نِعَم، وَأَفْنَان: أَيْ أَغْصَان، وَزَوْجَان: أَيْ نَوْعَان [أَصْفَرُ وَأَحْمَرُ كَالْبَرْقُوقِ وَالتُّفَّاح، أَوْ سُكَّرِي وَبَلَدِي كَالْبُرْتَقَال]، وَفُرُش: جَمْعُ فِرَاش، بَطَائِنُهَا: أَيْ بِطَانَتُهَا، مِن إِسْتَبْرَق: أَيْ مِن حَرِير، وَجَنى

الجَنَّتَينِ دَان: أَيْ وَثَمَرُ الجَنَّتَينِ دَانٍ: أَيْ قَرِيب، وَلَمْ يَطْمِثْهُنَّ: أَيْ لَمْ يُجَامِعْهُنَّ، وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَان: أَيْ وَهُنَاكَ جَنَّتَانِ أُخْرَيَانِ لَكِن أَدْنى مِن هَاتَينِ الجَنَّتَينِ قَدْرَاً، وَمُدْهَامَّتَان: أَيْ خَضْرَاوَانِ رَيَّانَتَانِ شَدِيدَتَا الخُضْرَةِ وَالنُّضْرَةِ ظَاهِرٌ عَلَيْهِمَا الرِّيُّ وَالجَوْدَة، وَعَيْنَانِ نَضَّاخَتَان: أَيْ عَيْنَانِ فَوَّارَتَانِ فَيَّاضَتَانِ بِالمَاءِ الَّذِي يَكْفِي فَقَطْ لِسِقَايَةِ الجَنَّتَين، بَيْنمَا لاَ يَسِيلُ بِغَزَارَةٍ كَالشَّلاَّلاَتِ الَّتي

تَتَفَجَّرُ أَنهَارَاً تجْرِي مِنَ الْعَيْنَيْنِ اللَّتَينِ [في الجَنَّتَينِ الأُولَيَين]، خَيرَاتٌ حِسَان: أَيْ حُورٌ عِينٌ وَلَكِنَّهُنَّ أَقَلُّ حُسْنَاً مِنْ أُوْلَئِكَ اللاَّئِي كَالْيَاقُوتِ وَالمَرْجَان [في الجَنَّتَينِ الأُولَيَين]، وَلَمْ يَطْمِثْهُنَّ: أَيْ لَمْ يُجَامِعْهُنَّ، وَرَفْرَفٌ خُضْر: أَيْ فِرَاشٌ مِنَ الدِّيبَاجِ الرَّقِيق [وَهُوَ دُونَ الإِسْتَبْرَقِ الَّذِي في الجَنَّتَينِ الأُولَيَين]، وَعَبْقَرِيٌّ: نِسْبَةٌ إِلىَ مَدِينَةٍ بِالْيَمَنِ كَانَتْ مَعْرُوفَةً بِهَذَا النَّوْعِ الرَّقِيقِ مِنَ الدِّيبَاج، تَبَارَكَ

اسْمُ رَبِّكَ: أَيْ تَقَدَّسَ اسْمُهُ 0 وَتَقَدَّسَ هُنَا: أَيْ سَمَا وَتَعَظَّم، وَذُو الجَلاَل: أَيْ عَظِيمُ الْقَدْر 0 ـ أَوَّلُ فَوْجٍ وَثَاني فَوْجٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّة وَحُسْنُ وُجُوهِهِمْ: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَنَا أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تَبَعَاً يَوْمَ القِيَامَة، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الجَنَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 196 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَآخُذُ بِحَلْقَةِ بابِ الجَنَّةِ فَأُقَعْقِعُهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (1459، 1570)، رَوَاهُ الإِمَامُ الدَّارِمِيُّ في سُنَنِه] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " آتي بَابَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِح؛ فَيَقُولُ الخَازِن: مَن أَنْتَ 00؟

فَأَقُول: محَمَّد؛ فَيَقُول: بِكَ أُمِرْتُ لاَ أَفْتَحُ لأَحَدٍ قَبْلَك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 197 / عَبْد البَاقِي] {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَواْ رَبَّهُمْ إِلى الجَنَّةِ زُمَرَاً حَتىَّ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِين} {الزُّمَر/73} قَالَ تَعَالىَ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَة {22} إِلى رَبِّهَا نَاظِرَة} {القِيَامَة}

انْظُرْ يَرْحَمُكَ اللهُ إِلى الْكَرَامَة: لاَ يَنْتَظِرُونَ فَتْحَ الأَبْوَاب، وَإِنَّمَا تَنْتَظِرُهُمُ الجَنَّةُ مُفَتَّحَةَ الأَبْوَاب؛ فَالمَعْنى: جَاءُوهَا وَقَدْ فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا؛ فَلاَ يَقِفُونَ حَتىَّ تَخْرُجَ إِلَيْهِمُ المَلاَئِكَة، وَإِنَّمَا تَسْتَقْبِلُهُمُ المَلاَئِكَةُ صَافِّينَ مُرَحِّبِين، وَهِيَ الَّتي تَبْدَأُهُمْ بِالسَّلاَم، فَالحَمْدُ للهِ ذِي الجَلاَلِ وَالإِكْرَام 00 حَقَّاً صَدَقَ رَبُّ الْعَالَمِين: {فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين} {الزُّمَر/74}

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْر، وَالَّتي تَلِيهَا عَلَى أَضْوَإِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاء " 0 [زُمْرَة: أَيْ فَوْج، وَالْفَوْج: هُوَ الجَمَاعَةُ مِنَ النَّاس 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2834 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن خَلْقِ الله " 00؟ قَالُواْ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: الفُقَرَاءُ وَالمُهَاجِرُون، الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُور، وَيُتَّقَى بِهِمُ المَكَارِه، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ في صَدْرِهِ لاَ يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلاَئِكَتِه: ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ؛ فَتَقُولُ المَلاَئِكَة: نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ وَخِيرَتُكَ مِن خَلْقِك؛ أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلاَءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ 00؟!

قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: إِنَّهُمْ كَانُواْ عِبَادَاً يَعْبُدُونَني لاَ يُشْرِكُونَ بي شَيْئَا، وَتُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُور، وَتُتَّقَى بِهِمُ المَكَارِه، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ في صَدْرِهِ لاَ يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً؛ فَتَأْتِيهِمُ المَلاَئِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر وَالأُسْتَاذ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6570، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ بِرَقْم: 3183]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَوَّلَ ثُلَّةٍ [أَيْ جَمَاعَةٍ] تَدْخُلُ الجَنَّة: الفُقَرَاءُ المُهَاجِرُون؛ الَّذِينَ تُتَّقَى بِهِمُ المَكَارِه؛ إِذَا أُمِرُواْ سَمِعُواْ وَأَطَاعُواْ، وَإِنْ كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنهُمْ حَاجَةٌ إِلى السُّلْطَان؛ لَمْ تُقْضَ لَهُ حَتىَّ يمُوتَ وَهِيَ في صَدْرِه، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَدْعُو يَوْمَ القِيَامَةِ الجَنَّة؛ فَتَأْتِي بِزُخْرُفِهَا وَزِينَتِهَا، فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: أَيْنَ عِبَادِيَ الَّذِينَ قَاتَلُواْ في سَبِيلِ اللهِ وَقُتِلُواْ في سَبِيلِي، وَأُوذُواْ في سَبِيلِي وَجَاهَدُواْ في سَبِيلِي؛ ادْخُلُواْ الجَنَّة، فَيَدْخُلُونَهَا بِغَيرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَاب، فَتَأْتي المَلاَئِكَةُ فَيَقُولُون: رَبَّنَا؛ نحْنُ نُسَبِّحُ لَكَ الليْلَ وَالنَّهَارَ وَنُقَدِّسُ لَك؛ مَن هَؤُلاَءِ الَّذِينَ آثَرْتهُمْ عَلَيْنَا؟!

فَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَاتَلواْ في سَبِيلِي وَأُوذُواْ في سَبِيلِي 00 فَتَدْخُلُ عَلَيْهِم المَلاَئِكَةُ مِنْ كُلِّ بَابٍ: سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّار " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 2393، وَالْعَلاَّمَة الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1373، 2559]

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَه: " أَتَعْلَمُ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن أُمَّتي 00؟ قَال: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " المُهَاجِرُون: يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلىَ بَابِ الجَنَّةِ وَيَسْتَفْتِحُون؛ فَيَقُولُ لَهُمُ الخَزَنَة [أَيْ خَزَنَةُ الجَنَّة]: أَوَ قَدْ حُوسِبْتُمْ 00؟ فَيَقُولُون: بِأَيِّ شَيْءٍ نُحَاسَب؛ وَإِنَّمَا كَانَتْ أَسْيَافُنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا في سَبِيلِ اللهِ حَتىَّ مِتْنَا عَلَى ذَلِك؛ فَيُفْتَحُ لَهُمْ، فَيَقِيلُونَ فِيهِ أَرْبَعِينَ عَامَاً قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِع، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه]

قَدْ يَقُولُ قَائِل: أَمَّا " الفُقَرَاء " فَتَنْطَبِقُ عَلَيْنَا وَالحَمْدُ لله، أَمَّا " المُهَاجِرُون " فَأَنَّى لَنَا بهَا؟! غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَخِي؛ أَمَا سَمِعْتَ قَطُّ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ وَقْدَانَ السَّعْدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْكُفَّار " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 4173] عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضًا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِه، وَالمُهَاجِرُ مَن هَجَرَ مَا نهَى اللهُ عَنه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْمَيْ: 10، 6484 / فَتْح]

عَنْ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُؤْمِنُ مَن أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالمُهَاجِرُ مَن هَجَرَ الخَطَايَا وَالذُّنُوب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 3934، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط بِنَحْوِهِ في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان] وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ أَيْضَاً: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ أُمَّتي الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفَاً " 00 [أَيْ بِأَرْبَعِينَ سَنَة] قَالُواْ: مَن هُمْ يَا رَسُولَ الله 00 صِفْهُمْ لَنَا 00؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمُ الشَّعِثَةُ رُءُوسُهُمْ، الدَّنِسَةُ ثِيَابُهُمْ، الَّذِينَ لاَ يُؤْذَنُ لهُمْ عَلَى السُّدَّات [أَيْ لاَ تُفْتَحُ لَهُمُ الأَبْوَاب، وَلاَ يَأْذَنُ لَهُمُ الحُجَّاب] وَلاَ يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَات، مِنْ كُلِّ مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَلاَ يُعْطَونَ كُلَّ الَّذِي لَهُمْ " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: (260/ 10)، رَوَاهُ الإِمَامَانِ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَالْبَيْهَقِيُّ في الشُّعَبِ وَاللَّفْظُ لَه]

عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " عِنْدَ بَابِ الجَنَّة شَجَرَةٌ يَخْرُجُ مِنْ سَاقِهَا [وَفي رِوَايَةٍ يَخْرُجُ مِن أَصْلِهَا: أَيْ مِنْ جِذْرِهَا] عَيْنَان، فَعَمِدُواْ إِلىَ إِحْدَاهُمَا، فَكَأَنَّمَا أُمِرُواْ بِهَا فَاغْتَسَلُواْ بِهَا؛ فَلاَ تَشْعَثُ رُءُوسُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَدَا، وَلاَ تَغْبَرُّ جُلُودُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَدَا، كَأَنَّمَا ادَّهَنُواْ بِالدِّهَان، وَجَرَتْ عَلَيْهِمْ نَضْرَةُ النَّعِيم، ثُمَّ عَمِدُواْ إِلىَ أُخْرَى فَشَرِبُواْ مِنهَا، فَطُهِّرَتْ أَجْوَافُهُمْ؛ فَلاَ يَبْقَى في بُطُونِهِمْ قَذَىً وَلاَ أَذَىً وَلاَ سُوءٍ إِلاَّ خَرَج، وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلاَئِكَةُ عَلَى بَابِ الجَنَّة: سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِين، وَتَتَلَقَّاهُمُ الْوِلْدَانُ كَاللُّؤْلُؤِ المَكْنُون، وَكَاللُّؤْلُؤِ المَنْثُور، يُخْبِرُونَهُمْ بِمَا أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ، يَطُوفُونَ بِهِمْ كَمَا يُطِيفُ وِلْدَانُ أَهْلِ الدُّنيَا بِالحَمِيمِ يَجِيءُ مِنَ الْغِيبَة: يَقُولُونَ أَبْشِرْ 00؟

أَعَدَّ اللهُ لَكَ كَذَا، وَأَعَدَّ لَكَ كَذَا، ثُمَّ يَذْهَبُ الْغُلاَمُ مِنهُمْ إِلىَ الزَّوْجَةِ مِن أَزْوَاجِهِ، فَيَقُول: قَدْ جَاءَ فُلاَنٌ بِاسْمِهِ الَّذِي كَانَ يُدْعَى بِهِ في الدُّنيَا؛ فَيَسْتَخِفُّهَا الْفَرَحُ حَتىَّ تَقُومُ عَلَى أُسْكُفَّةِ بَابِهَا [أَيْ تَقِفُ عَلَى عَتَبَتِه] فَتَقُول: أَنْتَ رَأَيْتُهُ 00؟ فَيَجِيءُ فَيَنْظُرُ إِلىَ تَأْسِيسِ بُنيَانِهِ عَلَى جَنْدَل اللُّؤْلُؤِ بَينَ أَخْضَرَ وَأَصْفَرَ وَأَحْمَر مِنْ كُلِّ لَوْن ـ أَيْ أَنَّ أَسَاسَاتِ الْقَصْرِ الَّتي يَقُومُ عَلَيْهَا:

أَحْجَارٌ مِنْ لُؤْلُؤ ـ ثمَّ يَجْلِسُ فَإِذَا زَرَابيُّ مَبْثُوثَة، وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَة ـ الزَّرَابيُّ: هِيَ الْفُرُش، وَالنُّمْرُقَة: هِيَ الْوِسَادَة ـ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَة، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَنْظُرُ إِلىَ سَقْفِ بُنيَانِهِ، فَلَوْلاَ أَنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلهُ قَدَّرَ لَهُ ذَلِك؛ لأَلَمَّ أَنْ يُذْهِبَ بِبَصَرِهِ بِمَا هُوَ مِثْلُ الْبَرْق؛ فَيَقُول: {الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالحَقِّ وَنُودُواْ أَنْ تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون} {الأَعْرَاف/43} [صَحَّحَهُ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ في زَوَائِدِهِ بِرَقْم: 4601، وَالإِمَامُ البُوصِيرِي في زَوَائِدِه بِرَقْم: 7851، رَوَاهُ إِسْحَاقُ ابْنُ رَاهَوَيْه]

ـ جَمَالُ الجَنَّةِ وَحُسْنُهَا: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ يَنْعَمْ وَلاَ يَبْأَس، وَيَخْلُدْ وَلاَ يَمُتْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في شَرْحِ الْعَقِيدَةِ الطَّحَاوِيَّةِ بِرَقْم: (480)، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ البُوصِيرِي في زَوَائِدِه] عَنِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا ادُّخِرَ لَكُمْ: مَا حَزِنْتُمْ عَلَى مَا زُوِيَ عَنْكُمْ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالجَامِعِ بِرَقْمَيْ: (3208، 9392)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في مُسْنَدِ الشَّامِيِّين]

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَوْضِعُ سَوْطٍ في الجَنَّة: خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3250 / فَتْح] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَاللهِ لَقَيْدُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ [أَيْ مِسَاحَتُهُ] مِنَ الجَنَّة: خَيرٌ لَهُ مِمَّا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْض " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 6158] أَدْخَلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالمجَرَّات 0

عَنِ المُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا الدُّنيَا في الآخِرَةِ إِلاَّ كَمَا يَضَعُ أَحَدُكُمْ أُصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ في الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِع " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 6159] وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَة: مَا سَقَى كَافِرًا مِنهَا شَرْبَةَ مَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2320]

عِنْدَ اللهِ: أَيْ فِيمَا عِنْدَهُ مِنَ النَّعِيم [الجَنَّة] وَالمَعْنى: أَنَّ الدُّنيَا إِنْ قُورِنَتْ بِمَا أَخْفَاهُ اللهُ عَنَّا في الجَنَِّة: فَإِنَّ مَثَلَ الدُّنيَا وَنَعِيمِهَا؛ بِالنِّسْبَةِ لِلْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا؛ أَقَلُّ مِنْ جَنَاحِ الْبَعُوضَةِ عِنْدَنَا؛ إِذَا مَا قُورِنَ بِالدُّنيَا وَنَعِيمِهَا، وَهَذَا مَثَلٌ آخَرُ فِيهِ الشِّفَا، ضَرَبَهُ سَيِّدُنَا المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَنِ المُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَاللهِ مَا الدُّنْيَا في الآخِرَة: إِلاَّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ في اليَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِع " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2824 / عَبْد البَاقِي]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ المُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا أَخَذَتِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَة: إِلاَّ كَمَا أَخَذَ مِخْيَطٌ غُرِسَ في الْبَحْرِ مِنْ مَاْئِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 5522، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير] عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ مَا يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا في الجَنَّةِ بَدَا: لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ خَوَافِقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْض " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِأَرْقَام: 5251، 3396، 2538]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ الْعِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَينٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَاقْرَءواْ إِنْ شِئْتُمْ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُون} {السَّجْدَة/17} [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3244 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2824 / عَبْد البَاقِي] عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ في الجَنَّةِ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ أَحَد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: 2127، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَيْسَ في الجَنَّةِ شَيْءٌ مِمَّا في الدُّنيَا إِلاَّ الأَسْمَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5410، 2188)، رَوَاهُ الإِمَامُ المَقْدِسِيُّ في الضِّيَاء] أَلاَ صَدَقَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ؛ عِنْدَمَا قَالَ: {كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقَاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهَا} {البَقَرَة/25}

ـ رَائِحَتُهَا الطَّيِّبَة: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رِيحُهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3166 / فَتْح] عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ رِيحَ الجَنَّةِ لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِاْئَةِ عَام " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ الْبُخَارِيّ، رَوَاهُ الإِمَامُ البَغَوِيُّ في السُّنَّةِ وَالإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في السُُّنَن]

عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رَائِحَتُهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِاْئَةِ عَام " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 133]

ـ أَنوَارُ الجَنَّةِ الْوَارِفَة، وَاعْتِدَالُ مَنَاخِهَا: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: «إِنَّ رَبَّكُمْ جَلَّ جَلاَلُهُ لَيْسَ عِنْدَهُ لَيْلٌ وَلاَ نَهَار، نُورُ السَّمَاوَاتِ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ» 0 [رَوَاهُ أَبُو الشَّيْخِ الأَصْبَهَانيُّ في «عَظَمَةِ اللهِ» بِرَقْم: 111، وَالإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في الأَسْمَاءِ وَالصِّفَات] قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ عَنْ مَعْرِفَةِ اللَّيْلِ مِنَ النَّهَارِ في الجَنَّة: " لَيْسَ في الجَنَّةِ شَمْسٌ وَلاَ قَمَر، وَلاَ هُنَاكَ حَرَكَةُ فَلَك، بَلْ ذَلِكَ الزَّمَانُ مُقَدَّرٌ بِحَرَكَات؛ جَاءَ في الأَثَر: إِنَّهُمْ يَعْرِفُونَ ذَلِكَ بِأَنوَارِ تَظْهَرُ مِنْ جِهَةِ العَرْش " 0 قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسَاً وَلاَ زَمْهَرِيرَا} {الإِنْسَان/13}

قَالَ الإمَامُ الطَّبرِيُّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة: " لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسَاً فَيُؤْذِيَهُمْ حَرُّهَا، وَلاَ زَمْهَرِيرَاً: وَهُوَ الْبَرْدُ الشَّدِيد؛ فَيُؤْذِيَهُمْ بَرْدُهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ بِرَقْم: 36139 / دَار هَجَر] وَكَذَا قَالَ قَتَادَةُ وَمجَاهِدٌ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمَا في تَفْسِيرَيْهِمَا: حَدَّثَ الأَعْمَشُ عَنْ مجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّهُ قَال: " الزَّمْهَرِير: الْبَرْدُ المُفْظِع " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ بِرَقْم: 36140 / دَار هَجَر]

حَدَّثَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبي عَرُوبَةَ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ قَتَادَةَ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّهُ قَال: " قَالَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ: {لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسَاً وَلاَ زَمْهَرِيرَا} {الإِنْسَان/13} يَعْلَمُ أَنَّ شِدَّةَ الحَرِّ تُؤْذِي، وَشِدَّةَ الْقُرِّ تُؤْذِي؛ فَوَقَاهُمُ اللهُ أَذَاهُمَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ بِرَقْم: 36141 / دَار هَجَر]

ـ ظِلاَلُ الجَنَّةِ الْوَارِفَة: قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاَ} {الإِنْسَان/14} عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ في الجَنَّةِ شَجَرَةً: يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّهَا مِاْئَةَ عَامٍ لاَ يَقْطَعُهَا، وَاقْرَءواْ إِنْ شِئْتُمْ: {وَظِلٍّ مَمْدُود} {الوَاقِعَة/30} " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4481 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2826 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ في الجَنَّةِ شَجَرَة: يَسِيرُ الرَّاكِبُ الجَوَادَ المُضَمَّرَ السَّرِيعَ مِاْئَةَ عَامٍ مَا يَقْطَعُهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2828 / عَبْدُ البَاقِي] عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَصِفُ سِدْرَةَ المُنْتَهَى: " يَسِيرُ الرَّاكِبُ في الفَنَنِ مِنهَا [أَيْ تحْتَ الْغُصْنِ مِنهَا]: مِاْئَةَ سَنَة، يَسْتَظِلُّ بِالْفَنَنِ مِنهَا مِاْئَةَ رَاكِب، فِيهَا فَرَاشٌ مِنْ ذَهَب " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3748]

ـ سَعَةُ الجَنَّة: قَالَ جَلَّ وَعَلاَ في سَعَتِهَا: {وَسَارِعُواْ إِلىَ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدِّتْ لِلْمُتَّقِين} {آلِ عِمْرَان/133} عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا بَينَ الدَّرَجَتَين: كَمَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْض " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2790 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1884 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَة، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَينِ مِاْئَةُ عَام " 0 أَيْ مَسِيرَةُ مِاْئَةِ عَام 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7910)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَبْقَى مِنَ الجَنَّةِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَبْقَى؛ ثُمَّ يُنْشِئُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهَا خَلْقَاً مِمَّا يَشَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2848 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَلاَ تَزَالُ الجَنَّةُ تَفْضُلُ [أَيْ يَبْقَى فِيهَا مُتَّسَع] حَتىَّ يُنْشِئَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهَا خَلْقَاً فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الجَنَّة " 00 أَيِ الْبَسَاتِينَ وَالْقُصُورَ الَّتي لَمْ يَسْكُنهَا أَحَدٌ بَعْد 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7384 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2848 / عَبْد البَاقِي]

ـ أَبْوَابُ الجَنَّةِ وَعَدَدُهَا: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " في الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَاب، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّان، لاَ يَدْخُلُهُ إِلاَّ الصَّائِمُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3257 / فَتْح]

وَعَن عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَن أَبْوَابِهَا: " وَبَعْضُهَا أَفْضَلُ مِنْ بَعْض " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب، رَوَاهُ الإِمَامَانِ الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ وَأَحْمَد]

ذُكِرَ في السُّنَّةِ مِنهَا أَرْبَعَة: بَابُ الصَّدَقَة، وَبَابُ الصَّلاَة، وَبَابُ الصِّيَام [الرَّيَّان]، وَبَابُ الجِهَاد: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مُرَغِّبًا في الخَيرَات: " فَمَنْ كَانَ مِن أَهْلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاة، وَمَنْ كَانَ مِن أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَاد، وَمَنْ كَانَ مِن أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّان، وَمَنْ كَانَ مِن أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1897 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1027 / عَبْد البَاقِي]

وَقَدْ يَنْدَرِجُ تحْتَ بَابِ الجِهَادِ أَيْضَاً: الشُّعَرَاءُ وَالْكُتَّابُ وَالصَّحَفِيُّونَ الَّذِينَ يَذُودُونَ عَنِ الدِّين: عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلهُ قَدْ أَنْزَلَ في الشِّعْرِ مَا أَنْزَل ـ أَيْ مَا حُكْمُ الشِّعْرِ إِذَنْ في الإِسْلاَم، وَهَلْ هُوَ حَلاَلٌ أَمْ حَرَام 00؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ المُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِه، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لَكَأَنَّ مَا تَرْمُونَهُمْ بِهِ نَضْحُ النَّبْل " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَابِ وَفي المِشْكَاة]

وَثَمَّةَ بَابٌ خَامِسٌ نَصَّتْ عَلَيْهِ السُّنَّة: هُوَ بَابُ الْبِرِّ وَالإِحْسَان: " كَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَالإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا " 0 عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّة؛ فَحَافِظْ عَلَى ذَلِكَ البَابِ إِنْ شِئْتَ أَوْ أَضِعْهُ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَة]

وَبَابٌ سَادِسٌ لِلتَّوْبَةِ لاَ يُغْلَقُ أَبَدَاً 00 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَاب: سَبْعَةٌ مُغْلَقَةٌ وَبَابٌ مَفْتُوحٌ لِلتَّوْبَةِ حَتىَّ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نحْوِه " 0 [أَيْ مِنْ نَاحِيَتِه 0 قَالَ عَنهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّد، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير، وَأَبُو يَعْلَى في مُسْنَدِه]

وَثَمَّةَ بَابٌ سَابِعٌ لِلدَّعْوَة: [الأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَر]: عَن حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الإِسْلاَمُ ثَمَانِيَةُ أَسْهُم: الإِسْلامُ سَهْم، وَالصَّلاةُ سَهْم، وَالزَّكَاةُ سَهْم، وَحَجُّ البَيْتِ سَهْم، وَالصِّيَامُ سَهْم، وَالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ سَهْم، وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ سَهْم، وَالجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ سَهْم، وَقَدْ خَابَ مَنْ لاَ سَهْمَ لَه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد 0 طَبْعَةُ دَارِ الْفِكْرِ بِرَقْم: 1613، رَوَاهُ الإِمَامُ البَزَّارُ في مُسْنَدِه]

الْبَابُ الثَّامِن بَابُ الذِّكْر: عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: " أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِن أَبْوَابِ الجَنَّة " 00؟ قُلْتُ: بَلَى؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الْبُوصِيرِي في زَوَائِدِهِ بِرَقْم: 6129، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3581]

ـ سَعَةُ كُلِّ بَابٍ مِن أَبْوَابِ الجَنَّة: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ إِنَّ مَا بَينَ المِصْرَاعَينِ مِنْ مَصَارِيعِ الجَنَّة: كَمَا بَينَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ أَوْ كَمَا بَينَ مَكَّةَ وَبُصْرَى " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4712 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 194 / عَبْد البَاقِي]

حِمْيَرُ بِالْيَمَن، وَبُصْرَى: مَدِينَةٌ بِأَقْصَى جَنُوبِ سُورِيَّة، أَسْفَلَ السُّوَيْدَاء، قُرْبَ الحُدُودِ مَعَ الأُرْدُنّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الجَنَّة: مَسِيرَةُ سَبْعِ سِنِين " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: (7388)، رَوَاهُ الرَِّوْيَانيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ في الْبَعْثِ وَالنُّشُور]

وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثٍ لَهُ آخَر: " وَمَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الجَنَّة: مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عامَاً، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَإِنَّهُ لَكَظِيظ " 0 [أَيْ مُزْدَحِم 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 20025]

وَقَدْ يَكُونُ سِرُّ اِخْتِلاَفِ الرِّوَايَاتِ رَاجِعَاً إِلىَ اخْتِلاَفِ الأَبْوَاب: كَأَنْ يَكُونَ بَابُ الرَّيَّانِ مَثَلاً الَّذِي يَدْخُلُ مِنهُ الصَّائِمُون أَوْسَعَ مِنْ بَابِ قِيَامِ اللَّيْل؛ ذَلِكَ لأَنَّ الصَِّائِمِينَ كُثْرٌ بِالنِّسْبَةِ لِلْقَائِمِين، وَأَوْسَعُ مِنهُمَا بِكَثِيرٍ بَابُ الصَّدَقَة؛ لأَنَّ المُتَصَدِّقِينَ يَكُونُونَ عَادَةً أَكْثَرَ مِنَ الصَّائِمِين 0 أَوْ قَدْ يَكُونُ اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ قَدْ وَسَّعَ هَذِهِ الأَبْوَابَ فِيمَا بَعْدُ كَرَمَاً مِنْ لَدُنهُ سُبْحَانَه 00 وَاللهُ أَعْلَم

ـ بَسْطَةُ أَجْسَامِ أَهْلِ الجَنَّةِ وَشَبَابُهُمْ: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنْ بَسْطَةِ أَجْسَامِهِمْ: " عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعَاً في السَّمَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3327 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2834 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" كَانَ طُولُ آدَمَ سِتِّينَ ذِرَاعًا في سَبْعَةِ أَذْرُعٍ عَرْضًا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ بِرَقْم: 5736] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّة: جُرْدَاً مُرْدَاً بِيضَاً جِعَادَاً مُكَحَّلِين، أَبْنَاءَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِين، عَلَى خَلْقِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم: سِتُّونَ ذِرَاعَاً في عَرْضِ سَبْعِ أَذْرُع " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7920، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2545] جُرْدَاً مُرْدَاً: كِلاَهُمَا بِمَعْنىً وَاحِد؛ جِيءَ بِهِمَا مَعَاً لِيُفِيدَا التَّأْكِيدَ وَلِيَزِيدَا المَعْنى حُسْنَاً وَجَمَالاً: يُقَالُ رَجُلٌ أَجْرَدُ أَمْرَد: أَيْ نَاعِمُ الجِلْدِ لاَ شَعْرَ فِيه 0 جِعَادَاً: أَيْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ 0 جَمْعُ جَعْد: وَهُوَ الرَّجُلُ التَّامُّ الخِلْقَةِ الَّذِي يَمْلأُ الْعَين 0

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ وَأَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال عَن أَهْلِ الجَنَّة: " يُنَادِي مُنَادٍ: إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّواْ فَلاَ تَسْقَمُواْ أَبَدَا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلاَ تَمُوتُواْ أَبَدَا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّواْ فَلاَ تَهْرَمُواْ أَبَدَا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُواْ فَلاَ تَبْأَسُواْ أَبَدَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2837 / عَبْد البَاقِي]

ـ طَعَامُ أَهْلِ الجَنَّة: عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ حَبرَاً مِن أَحْبَارِ الْيَهُودِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَن أَوَّلِ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ " 00 أَيْ طُحَالَ حُوت 0 قَالَ الْيَهُودِيّ: فَمَا غِذَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الجَنَّة، الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا " 0 قَالَ الْيَهُودِيّ: فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْه 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِن عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاَ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 315 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ أَوَّلَ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِ الشَّهِيد: يُغْفَرُ لَهُ بِهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ إِلَيْهِ مَلَكَيْن: بِرَيْحَانٍ مِنَ الجَنَّةِ وَبِرِيطَةٍ [أَيْ كَفَنٍ]، وَعَلَى أَرْجَاءِ السَّمَاءِ مَلاَئِكَةٌ يَقُولُون: سُبْحَانَ الله؛ قَدْ جَاءَ اليَوْمَ مِنَ الأَرْضِ رِيحٌ طَيِّبَة، وَنَسَمَةٌ طَيْبَة [أَيْ رُوحٌ طَيْبَة]، فَلاَ يَمُرُّ بِبَابٍ إِلاَّ فُتِحَ لَه، وَلاَ بِمَلَكٍ إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَشَيَّعَه، حَتىَّ يُؤْتَى بِهِ الرَّحْمَنَ جَلَّ وَعَلاَ؛ فَيَسْجُدُ لَهُ قَبْلَ المَلاَئِكَة، وَتَسْجُدُ المَلاَئِكَةُ بَعْدَه، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلىَ الشُّهَدَاء، فَيَجِدُهُمْ في رِيَاضٍ خَضِر، وَثِيَابٍ مِن حَرِير، عِنْدَ ثَوْرٍ وَحُوت،

يَلْعَبَانِ كُلَّ يَوْمٍ لِعْبَةً لَمْ يَلْعَبَا بِالأَمْسِ مِثْلَهَا، فَيَظَلُّ الحُوتُ في أَنْهَارِ الجَنَّة، فَإِذَا أَمْسَى وَكَزَهُ الثَّوْرُ بِقَرْنِهِ فَذَكَّاهُ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِهِ؛ فَوَجَدُواْ في لَحْمِهِ طَعِمَ كُلِّ رَائِحَةٍ مِن أَنْهَارِ الجَنَّة، وَيَلْبَثُ الثَّوْرُ نَافِشَاً في الجَنَّة، فَإِذَا أَصْبَحَ عَدَاً عَلَيْه الحُوتُ فَوَكَزَهُ بِذَنَبِهِ فَذَكَّاهُ لَهُمْ فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِهِ فَوَجَدُوا في لَحْمِهِ طَعْمَ كُلِّ ثَمَرَةٍ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّة " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ في مُصَنَّفِه]

" ذَكَّاهُ ": أَيْ ذَبَحَهُ؛ وَمِنهُ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلاَ: {وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ} {المَائِدَة/3} " نَافِشَاً في الجَنَّة ": أَيْ رَاعِيَاً؛ وَمِنهُ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلاَ: {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ القَوْم} {الأَنْبِيَاء/78} اسْتِدْرَاكٌ لِلأَمَانَةِ الْعِلْمِيَّة: " يَلْعَبَانِ كُلَّ يَوْمٍ لِعْبَةً لَمْ يَلْعَبَا بِالأَمْسِ مِثْلَهَا ": كَانَتْ في الأَصْل [المُصَنَِّف]: " يَلْغَثَانِ كُلَّ يَوْمٍ لَغْثَةً لَمْ يَلْغَثَا بِالأَمْسِ مِثْلَهَا "؛ وَلَمَّا لَمْ نَجِدْ لَهَا مَعْنىً شَافِيَاً: قُلْنَا عَلَّهَا مُصَحَّفَةٌ مِنْ يَلْعَبَانِ كَمَا يُوحِي بِذَلِكَ السِّيَاق، وَأَدَقُّ مَعْنىً قَرِيبَاً لَهَا يَلْغَثَانِ أَيْ يَأْكُلاَن 0

ـ طُيُورُ الجَنَّة: عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الكَوْثَرِ فَقَال: " نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ اللهُ في الجَنَّة؛ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَن، وَأَحْلَى مِنَ العَسَل، فِيهِ طُيُورٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الجُزُر " 0 [أَيْ طَوِيلَةُ الْعُنُقِ مِثْلُ الإِبِل]؛ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنه: إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ يَا رَسُولَ الله؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلََّم: " آكِلُوهَا أَنعَمُ مِنهَا " 0 وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَكَلَتُهَا أَنعَمُ مِنهَا يَا عُمَر " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 13480، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقم: 2542]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْتَهِي الطَّيْرَ في الجَنَّة؛ فَيَجِيءُ مِثْلَ الْبُخْتيِّ حَتىَّ يَقَعَ عَلَى خِوَانِهِ، لَمْ يُصِبْهُ دُخَانٌ وَلَمْ تَمَسَّهُ نَار، فَيَأْكُلُ مِنهُ حَتىَّ يَشْبَع، ثُمَّ يَطِير " 0 [أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي الدُّنيَا في صِفَةِ الجَنَّة]

ـ فَاكِهَةُ الجَنَّة: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنيِّ أُرِيتُ الجَنَّة؛ فَتَنَاوَلْتُ مِنهَا عُنْقُودَاً، وَلَوْ أَخَذْتُهُ: لأَكَلْتُمْ مِنهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 748 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 907 / عَبْد البَاقِي]

عَن عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَصِفُ شَجَرَةً مِن أَشْجَارِ الجَنَّةِ لأَعْرَابيٍّ سَأَلَهُ عَنْ فَاكِهَةِ الجَنَّة: " تُشْبِهُ شَجَرَةً بِالشَّامِ تُدْعَى الجَوْزَة، تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ وَاحِد، وَيَنْفَرِشُ أَعْلاَهَا " 0 قَالَ الأَعْرَابيّ: مَا عِظَمُ أَصْلِهَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَوِ ارْتَحَلْتَ جَذَعَةً مِن إِبِلِ أَهْلِك: مَا أَحَاطَتْ بِأَصْلِهَا حَتىَّ تَنْكَسِرَ تَرْقُوَتُهَا هَرَمَاً " 0

قَالَ الأَعْرَابيّ: فِيهَا عِنَب 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ " 0 قَالَ الأَعْرَابيّ: فَمَا عِظَمُ العُنْقُود 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ الأَبْقَعِ وَلاَ يَعْثُر " 0 قَالَ الأَعْرَابيّ: فَمَا عِظَمُ الحَبَّة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ ذَبَحَ أَبُوكَ تَيْسًا مِن غَنَمِهِ قَطُّ عَظِيمَاً " 00؟ قَالَ الأَعْرَابيّ: نَعَمْ 00

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَسَلَخَ إِهَابَهُ فَأَعْطَاهُ أُمَّكَ قَالَ اتَّخِذِي لَنَا مِنهُ دَلْوَاً " 00؟ قَالَ الأَعْرَابيّ: نَعَمْ 00 قَالَ الأَعْرَابيّ: فَإِنَّ تِلْكَ الحَبَّةَ لَتُشْبِعُني وَأَهْلَ بَيْتي 00 قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ، وَعَامَّةَ عَشِيرَتِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 716]

عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنْ ثِمَارِ الجَنَّة: " لاَ يَنْزِعُ رَجُلٌ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ مِنْ ثَمَرِهَا شَيْئَاً: إِلاَّ أَخْلَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَكَانَهَا مِثْلَهَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8390] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُون: إِنَّ اللهَ يَنْفَعُنَا بِالأَعْرَابِ وَمَسَائِلِهِمْ: أَقْبَلَ أَعْرَابيٌّ يَوْمَاً فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ لَقَدْ ذَكَرَ اللهُ في الْقُرْآنِ شَجَرَةً مُؤْذِيَةً وَمَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ في الجَنَّةِ شَجَرَةً تُؤْذِي صَاحِبَهَا؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَمَا هِيَ " 00؟

قَال: السِّدْر؛ فَإِنَّ لَهَا شَوْكَاً 00!! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {في سِدْرٍ مَّخْضُود} {الوَاقِعَة/28} يُخَضِّدُ اللهُ شَوْكَهُ 00 فَيَجْعَلُ مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةٍ ثَمَرَة؛ فَإِنَّهَا تُنْبِتُ ثَمَرَاً: تَفَتَّقُ الثَّمَرَةُ مِنهَا عَنِ اثْنَينِ وَسَبْعِينَ لَوْنَاً، مَا مِنهَا لَوْنٌ يُشْبِهُ الآخَر " 00 [وَفي التَّرْغِيب: لَوْنَاً مِنْ طَعَام] [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3778، وَهُوَ أَيْضَاً في صَحِيحِ التَّرْغِيب: 3743]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " نَخْلُ الجَنَّة: جُذُوعُهَا مِنْ زُمُرُّدٍ خُضْر، وَكَرَبُهَا ذَهَبٌ أَحْمَر، وَسَعَفُهَا: كُسْوَةٌ لأَهْلِ الجَنَّة، مِنهَا مُقَطَّعَاتُهُمْ وَحُلَلُهُمْ، وَثَمَرُهَا أَمْثَالُ الْقِلاَلِ وَالدِّلاَء، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبن، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَل، وَأَلْينُ مِنَ الزُّبْد، لَيْسَ فِيهَا عَجَم " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب ح 0 ر: 3735، رَوَاهُ الحَاكِم]

جُذُوعُهَا: أَيْ سِيقَانُهَا، وَكَرَبُهَا: أَيْ كَرَانِيفُهَا الَّتي يَصْعَدُ عَلَيْهَا مُتَسَلِّقُهَا، وَالسَّعَف: جَرِيدُ النَّخِيل، وَالمُقَطَّعَات: هِيَ الثِّيَابُ الَّتي لاَ تَكُونُ قِطْعَةً وَاحِدَة، كَثِيَابِ أَهْلِ بَاكِسْتَان: قِطْعَتَانِ قَصِيرَتَان، وَالحُلَّةُ هِيَ الْعَبَاءة 0

عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْه؛ تَوَاضُعَاً للهِ جَلَّ وَعَلاَ: دَعَاهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الخَلاَئِق؛ حَتىَّ يُخَيِّرَهُ مِن حُلَلِ الإِيمَانِ يَلْبَسُ أَيَّهَا شَاءَ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7372، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالأُسْتَاذ حُسَيْن سَلِيم أَسَد في مُسْنَدِ أَبي يَعْلَى، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ]

ـ شَرَابُ أَهْلِ الجَنَّة: {وَكَأْسَاً دِهَاقَا} {النَّبَأ/34} حَدَّثَ عِكْرِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في شَرْحِ هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَة: " هِيَ المُتَتَابِعَةُ المُمْتَلِئَة " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ الْبُخَارِيّ، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3891]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ لَيَشْتَهِي الشَّرَابَ مِنْ شَرَابِ الجَنَّة؛ فَيَجِيءُ الإِبْرِيقُ فَيَقَعُ في يَدِهِ، فَيَشْرَبُ ثُمَّ يَعُودُ إِلىَ مَكَانِه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَقَالَ إِسْنَادُهُ جَيِّد 0ح 0 ر: 3738، رَوَاهُ ابْنُ أَبي الدُّنيَا]

ـ أَوَاني أَهْلِ الجَنَّةِ مِنْ ذَهَب: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَب " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3245 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2834 / عَبْد البَاقِي]

وَحَتىَّ لاَ يَغْضَبَ عُشَّاقُ الْفِضَّة: جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ أَيْضَاً آنِيَةً مِنْ فِضَّةٍ في جَنَّةٍ أُخْرَى، دُونَ أَنْ تَنْقُصَ الجَنَّةُ الأُولى شَيْئَا؛ حَتىَّ لاَ يُكَدِّرَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ فَيَقُولُون: لَوْ كَانَتْ كُلُّهَا ذَهَبَاً 00!! فَالحَمْدُ للهِ تَعَالى الَّذِي قَالَ: {وَلِمَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان} {الرَّحْمَن/46}

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة: " جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِين، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ لِلتَّابِعِين " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 282] جَنَّتَانِ فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَان ـ لِلسَّابِقِينَ السَّابِقِين ـ وَجَنَّتَانِ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَان ـ لأَصْحَابِ اليَمِين 0

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّة 00 آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَب 00 آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7444 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 180 / عَبْد البَاقِي]

فَتَعَالَواْ بِنَا في عُجَالَة، نَذْهَبُ إِلىَ جَنَّتيِ الذَّهَبِ وَنُطِلُّ فِيهِمَا إِطْلاَلَة 00 قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون {10} أُوْلَئِكَ المُقَرَّبُون {11} في جَنَّاتِ النَّعِيم {12} ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِين {13} وَقَلِيلٌ مِنَ الآَخِرِين {14} عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَة {15} مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِين} {الوَاقِعَة} ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِين: أيْ جُمُوعٌ كَثِيرَة، وَسُرُرٌ مَوْضُونَة: أيْ لَهَا أَكْثَرُ مِنْ بِطَانَة 00 رَوَى الإمَامُ الْقُرْطبيُّ في تَفْسِيرِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنه قَال: " مَنْسُوجَةٌ بِالذَّهَب " 0

{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُون {17} بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِين {18} لاَ يُصَدَّعُونَ عَنهَا وَلاَ يُنْزِفُون {19} وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُون {20} وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُون {21} وَحُورٌ عِينٌ {22} كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ المَكْنُون {23} جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُون} {الوَاقِعَة} رَوَى الإمَامَانِ الطَّبرِيُّ وَالصَّنعَاني: عَنْ قَتَادَةَ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّهُ قَالَ في قَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: {وَكَأْسٍ مِنْ مَعِين} {الوَاقِعَة/18} " وَكَأْسٍ مِنْ مَعِين ": " مِن خَمْرٍ جَارِيَة " 0

{لاَ يُصَدَّعُونَ عَنهَا} رَوَى الإمَامَانِ الْقُرْطبيُّ وَابْنُ كَثِيرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ في مَعْنَاهَا: " في الخَمْرِ أَرْبَعُ خِصَال: السُّكْرُ وَالصُّدَاعُ وَالْقَيْءُ وَالْبَوْل؛ وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ تَقَدَِّسَتْ أَسْمَاؤُهُ خَمْرَ الجَنَّةِ فَنَزَّهَهَا عَن هَذِهِ الخِصَال " 0 وَرَوَى الإمَامُ الطَّبرِيُّ عَنْ مجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في تَفْسِيرِهَا: " لاَ تُصَدَّعُ رُؤُوسُهُمْ " 0 {وَلاَ يُنْزِفُون} قَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ في لِسَانِ الْعَرَب: " لاَ يُنْزَفُون: أَيْ لاَ يَسْكَرُون " 0

وَقَالَ أَيْضَاً: " نُزِفَ الرَّجُلُ فَهُوَ مَنْزُوفٌ ونَزِيف: أَي سَكِر فَذَهَبَ عَقْلُه " 00 وَقَالَ أَيْضَاً: " النَّزِيف: السَّكْرَان " 0 وَرَوَى ابْنُ مَنْظُورٍ في لِسَانِ الْعَرَب عَنِ الْفَرَّاءِ قَوْلَه: " وَلَهُ مَعْنَيَان: يُقَالُ قَدْ أَنْزَفَ الرَّجل: أَيْ فَنِيَتْ خَمْرُه، وَأَنْزَفَ: إِذَا ذَهَبَ عَقْلُهُ مِنَ السُّكْر " 0 وَرَوَى الإمَامُ الْقُرْطُبيُّ عَنْ مجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوَاً وَلاَ تَأْثِيمَا {25} إِلاَّ قِيلاً سَلاَمَاً سَلاَمَا} {الوَاقِعَة}

{لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواْ وَلاَ تَأْثِيمَا}: " شَتْمَاً وَلاَ مَأْثَمَاً " 0 جَاءَ في تَفْسِيرِ الإمَامِ الرَّازِي عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوَاً}: قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " بَاطلاً " 0 {وَلاَ تَأْثِيمَا}: قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " كَذِبَاً " 0 وَجَاءَ في تَفْسِيرِهِ أَيْضَاً عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في مَوْطِنٍ آخَر: " يُرِيدُ تَقَدَِّسَتْ أَسْمَاؤُه: لاَ تَسْمَعُ فِيهَا كَذِبَاً وَلاَ بُهْتَانَاً وَلاَ كُفْرَاً بِاللهِ وَلاَ شَتْمَاً " 0

وَبَعْد فَهَذَا مَا أَعَدَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلسَّابِقِين 00 حَقَّاً وَاللهِ {نِعْمَ أَجْرُ العَامِلِين} {العَنْكَبُوت/58} وَهَذِهِ بُشْرَى لجَمِيعِ المُؤْمِنِين، وَعِبَادِ اللهِ الصَّالحِين: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " في كُلِّ قَرْنٍ مِن أُمَّتي سَابِقُون " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5172، 2001)، رَوَاهُ الحَكِيمُ وَأَبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَة]

ـ أَهْلُ الجَنَّةِ لاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُون، لاَ يَعْرَقُونَ مِثْلَ عَرَقِنَا، إِنَّمَا عَرَقُهُمْ لَهُ رَائِحَةُ المِسْك: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَن أَهْلِ الجَنَّة: " لاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3327 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2834 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُون، وَلاَ يَتْفُلُونَ وَلاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ وَلاَ يَمْتَخِطُون " 0 قَالُواْ: فَمَا بَالُ الطَّعَام 00؟ [أَيْ فَأَيْنَ يَذْهَبُ مَا يَزِيدُ عَن حَاجَةِ أَجْسَامِهِمْ مِنَ الطَّعَام 00؟] قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ المِسْك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2835 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ فَقَال: يَا أَبَا القَاسِم؛ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَأْكُلُونِ فِيهَا وَيَشْرَبُون 00؟ [وَكَانَ قَدْ قَالَ لأَصْحَابِهِ: إِن أَقَرَّ لي بِهَذِهِ خَصَمْتُه: أَيْ أَفْحَمْتُه] فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِاْئَةِ رَجُلٍ في المَطْعَمِ وَالمَشْرَبِ وَالشَّهْوَةِ وَالجِمَاع " 0

فَقَالَ لَهُ اليَهُودِيّ: فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الحَاجَة؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " حَاجَةُ أَحَدِهِمْ: عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جُلُودِهِمْ مِثْلَ رِيحِ المِسْك؛ فَإِذَا البَطْنُ قَدْ ضَمُر " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ وَفي المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب ح 0 ر: 3739] وَسُبْحَانَ الخَلاَّق؛ الْعَرَقُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ مِنَ تَعَبٍ أَوْ إِرْهَاق، وَالجَنَّةُ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مِن هَذَا عَلَى الإِطْلاَق؛ قَالَ تَعَالىَ: {لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَب} {أَيْ لاَ يُصِيبُهُمْ فِيهَا تَعَب 0 الحِجْر/48}

ـ أَهْلُ الجَنَّةِ لاَ يَمْرَضُون: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَن أَهْلِ الجَنَّة: " لاَ يَسْقَمُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3246 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2834 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ وَأَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال عَن أَهْلِ الجَنَّة: " يُنَادِي مُنَادٍ: إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّواْ فَلاَ تَسْقَمُواْ أَبَدَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2837 / عَبْد البَاقِي]

ـ أَهْلُ الجَنَّةِ لاَ يَتَنَفَّسُونَ مِثْلَنَا، إِنَّمَا أَنْفَاسُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ تَعَالىَ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَس " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2835 / عَبْد البَاقِي] سُبْحَانَ الله؛ كُلُّ الأَعْمَالِ تَنْقَطِعُ بَعْدَ دُخُولِ الجَنَّةِ إِلاَّ الذِّكْرُ وَالشُّكْر؛ فَإِنَّهُمَا يُلاَزِمَانِ المُؤْمِنِينَ حَتىَّ وَهُمْ في أَحْضَانِ الجَنَّة 0

ـ أَهْلُ الجَنَّةِ لاَ يَبْصُقُونَ وَلاَ يَتَمَخَّطُون: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَن أَهْلِ الجَنَّة: " لاَ يَبْصُقُونَ فِيهَا، وَلاَ يَمْتَخِطُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْمَيْ: 3245، 3327، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْمَيْ: 2834، 2834] وَفي رِوَايَةٍ: " يَتْفُلُونَ " بَدَلاً مِن " يَبْصُقُون " وَ " يَتَمَخَّطُونَ " بَدَلاً مِن " يمْتَخِطُون " 0

ـ أَهْلُ الجَنَّةِ لاَ يَنَامُون: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَهْلُ الجَنَّةِ لاَ يَنَامُون " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَة، وَالإِمَامُ البَزَّارُ في مُسْنَدِه]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سُئِلَ نَبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيل: يَا رَسُولَ الله؛ أَيَنَامُ أَهْلُ الجَنَّة 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " النَّوْمُ أَخُو المَوْت، وَأَهْلُ الجَنَّةِ لاَ يَنَامُون " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 187، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط] وَأَيْضَاً نَقُولُ هُنَا: النَّوْمُ يَكُونُ مِنْ تَعَبٍ أَوْ إِرْهَاق، وَالجَنَّةُ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مِن هَذَا عَلَى الإِطْلاَق؛ قَالَ تَعَالىَ: {لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَب} {أَيْ لاَ يُصِيبُهُمْ فِيهَا تَعَبٌ وَلاَ إِرْهَاق 0 الحِجْر/48}

ـ ثِيَابُ أَهْلِ الجَنَّةِ وَمَنَادِيلُهُمْ: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا رَسُولَ الله: أَرَأَيْتَ ثِيَابَ أَهْلِ الجَنَّة؛ أَتُنْسَجُ نَسْجَاً، أَمْ تُشَقَّقُ مِنْ ثَمَرِ الجَنَّة 00؟ فَكَأَنَّ القَوْمَ تَعَجَّبُواْ مِنْ مَسْأَلَةِ الأَعْرَابيّ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا تَعْجَبُونَ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمَاً " 00؟!

فَسَكَتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَال: أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ ثِيَابِ الجَنَّة 00؟ قَال: أَنَا؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ، بَلْ تُشَقَّقُ مِنْ ثَمَرِ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6890، الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1985] {طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآب} {الرَّعْد/29}

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْنى كَلِمَة طُوبىَ: " شَجَرَةٌ في الجَنَّة؛ مَسِيرَةُ مِاْئَةِ سَنَة، ثِيَابُ أَهْلِ الجَنَّةِ تَخْرُجُ مِن أَكْمَامِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (1985)، رَوَاهُ الإِمَامَانِ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَالآجُرِّيُّ في كِتَابِ الشَّرِيعَة] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " نَخْلُ الجَنَّة: جُذُوعُهَا مِنْ زُمُرُّدٍ خُضْر، وَكَرَبُهَا ذَهَبٌ أَحْمَر، وَسَعَفُهَا: كُسْوَةٌ لأَهْلِ الجَنَّة، مِنهَا مُقَطَّعَاتُهُمْ وَحُلَلُهُمْ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب ح0ر: 3735، رَوَاهُ الحَاكِم]

جُذُوعُهَا: أَيْ سِيقَانُهَا، وَكَرَبُهَا: أَيْ كَرَانِيفُهَا الَّتي يَصْعَدُ عَلَيْهَا مُتَسَلِّقُهَا، وَالسَّعَف: جَرِيدُ النَّخِيل، وَالمُقَطَّعَات: هِيَ الثِّيَابُ الَّتي لاَ تَكُونُ قِطْعَةً وَاحِدَة، كَثِيَابِ أَهْلِ بَاكِسْتَان: قِطْعَتَانِ قَصِيرَتَان، وَالحُلَّةُ هِيَ الْعَبَاءة 0

عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ تَوَاضُعَاً للهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْه؛ دَعَاهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رُءوسِ الخَلاَئِق؛ حَتىَّ يُخَيِّرَهُ مِن أَيِّ حُلَلِ الإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالأُسْتَاذ حُسَيْن سَلِيم في مُسْنَدِ أَبي يَعْلَى، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ] وَهِيَ مَعَ جَمَالِهَا: ثِيَابٌ لاَ تَبْلَى 00

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ يَنْعَمْ لاَ يَبْأَس، لاَ تَبْلىَ ثِيَابُه، وَلاَ يَفْنىَ شَبَابُه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2836 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةُ حَرِير [أَيْ كُسْوَةٌ مِن حَرِير]؛ فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَلْمِسُونَهَا وَيَعْجَبُونَ مِنْ لِينِهَا، [وَفي رِوَايَةٍ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَدَاوَلُونَهَا بَيْنَهُمْ وَيَعْجَبُونَ مِن حُسْنِهَا وَلِينِهَا]؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَتَعْجَبُونَ مِنْ لِينِ هَذِهِ 00؟! لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ خَيْرٌ مِنهَا وَأَلْيَن " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3802 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 2468 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ لَبِسَ الحَرِيرَ في الدُّنْيَا؛ لَمْ يَلْبَسْهُ في الآخِرَة، وَمَنْ شَرِبَ الخَمْرَ في الدُّنيَا؛ لَمْ يَشْرَبْهُ في الآخِرَة، وَمَنْ شَرِبَ في آنِيَةِ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةِ في الدُّنيَا؛ لَمْ يَشْرَبْ بِهَا في الآخِرَة " 0 ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لِبَاسُ أَهْلِ الجَنَّة، وَشَرَابُ أَهْلِ الجَنَّة، وَآنِيَةُ أَهْلِ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 384، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7216]

أَيْ هَذَا هُوَ لِبَاسُ أَهْلِ الجَنَّة، وَهَذَا هُوَ شَرَابُ أَهْلِ الجَنَّة، وَهَذِهِ هِيَ آنِيَةُ أَهْلِ الجَنَّة 00!! عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ لَبِسَ الحَرِيرَ في الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ في الآخِرَة، وَإِنْ دَخَلَ الجَنَّةَ لَبِسَهُ أَهْلُ الجَنَّةِ وَلَمْ يَلْبَسْه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (7404)، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه]

ـ أَمْشَاطُ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّة: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَن أَهْلِ الجَنَّة: " أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3245 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2834 / عَبْد البَاقِي]

ـ أَسَاوِرُ أَهْلِ الجَنَّةِ وَحُلِيُّهُمْ: عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّة: " عَلَيْهِمُ التِّيجَان، إِنَّ أَدْنىَ لُؤْلُؤَةٍ مِنهَا لَتُضِيءُ مَا بَينَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِب " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3594]

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ مَا يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا في الجَنَّةِ بَدَا: لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ خَوَافِقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْض، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِن أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَ فَبَدَتْ أَسَاوِرُهُ: لَطَمَسَ ضَوْؤُهَا ضَوْءَ الشَّمْس؛ كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُوم " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِأَرْقَام: 5251، 3396، 2538] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَبْلُغُ حِلْيَةُ أَهْلِ الجَنَّةِ مَبْلَغَ الْوُضُوء " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 1045]

ـ فُرُشُ أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَرَائِكُهُمْ [أَيْ أَسِرَّتُهُمُ الَّتي يَقْعُدُونَ وَيَنَامُونَ عَلَيْهَا]: قَالَ تَعَالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِن إِسْتَبْرَق} {الرَّحْمَن/54} بَطَائِنُهَا: أَيْ بِطَانَتُهَا، مِن إِسْتَبْرَق: أَيْ مِن حَرِير 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ مُعَلِّقَاً عَلَى هَذِهِ الآيَة: " أُخْبِرْتُمْ بِالْبَطَائِن؛ فَكَيْفَ بِالظَّهَائِر " 00؟! [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب، الحَدِيثُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3773]

ـ خَدَمُ أَهْلِ الجَنّة: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَدْنىَ أَهْلَ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً: مَنْ يَسْعَى عَلَيْهِ أَلْفُ خَادِم، كُلُّ خَادِمٍ عَلَى عَمَلٍ لَيْسَ عَلَيْهِ صَاحِبُه، وَتَلاَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ هَذِهِ الآيَة: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤَاً مَنْثُورَا} {الإِنْسَان/19} " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 3705، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في الْبَعْثِ وَالنُّشُور]

{وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمَاً وَمُلْكَاً كَبِيرَا} {الإِنْسَان/19} قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ في تَفْسِيرِ هَذَا المُلْكِ الْكَبِيرِ المَذْكُورِ في هَذِهِ الآيَة: " اسْتِئْذَانُ المَلاَئِكَةِ عَلَيْهِمْ " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 270/ 7] ـ زَوْجَاتُ أَهْلِ الجَنَّةِ وَحُسْنُهُنَّ [الحُورُ الْعِين]: جَاءَ في تَفْسِيرِ الإمَامِ الطَّبرِيِّ عَنْ مجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في مَعْنى: " يَحَارُ فِيهِنَّ الطَّرْف " 0

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنَ الحُورِ العِين، يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ العَظْمِ وَاللَّحْم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3254 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2834 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَمَا في الجَنَّةِ أَعْزَب " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2834 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلى الأَرْض: لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحَاً ـ أَيْ عِطْرَاً ـ وَلَنَصِيفُهَا [أَيْ خِمَارُهَا]: خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6568 / فَتْح]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَّكِئُ في الجَنَّةِ سَبْعِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّل، ثمَّ تَأْتِيهِ امْرَأَتُهُ فَتَضْرِبُ عَلَى مَنْكِبَيْه، فَيَنْظُرُ وَجْهَهُ في خَدِّهَا أَصْفَى مِنَ المِرْآة، وَإِنَّ أَدْنى لُؤْلُؤَةٍ عَلَيْهَا تُضِيءُ مَا بَينَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِب، فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَيَرُدُّ السَّلاَمَ وَيَسْأَلُهَا مَن أَنْتِ 00؟

وَتَقُولُ أَنَا مِنَ المَزِيد، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ ثَوْبًا، أَدْنَاهَا مِثْلُ النُّعْمَانِ مِنْ طُوبَى ـ أَيْ أَقَلُّ هَذِهِ الثِّيَابِ حُسْنَاً: أَحْمَرُ فَاقِعٌ لَوْنُهُ كَشَقَائقِ النُّعْمَان ـ فَيَنْفُذُهَا بَصَرُه، حَتىَّ يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ ذَلِك، وَإِنَّ عَلَيْهَا مِنَ التِّيجَانِ إِنَّ أَدْنىَ لُؤْلُؤَةٍ عَلَيْهَا لَتُضِيءُ مَا بَينَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِب " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ 0 ص: (419/ 10)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ كَظَمَ غَيْظَاً وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ؛ دَعَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءوسِ الخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتىَّ يُخَيِّرَهُ اللهُ مِنَ الحُورِ الْعِينِ مَا شَاء " 0 [حَسَّنَهُ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَحُسَيْن سَلِيم أَسَد في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَأَبي دَاوُد]

قَالَ عَطَاءٌ السُّلَيْمِيُّ لِمَالِكِ بْنِ دِينَار: " يَا أَبَا يحْيىَ؛ شَوِّقْنَا؛ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ في الجَنَّةِ حُورَاً: يَتَبَاهَى بِهَا أَهْلُ الجَنَّةِ مِن حُسْنِهَا، لَوْلاَ أَنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى أَهْلِ الجَنَّةِ أَنْ لاَ يَمُوتُواْ لَمَاتُواْ عَن آخِرِهِمْ مِن حُسْنِهَا، فَلَمْ يَزَلْ عَطَاءٌ كَمِدَاً مِنْ قَوْلِ مَالِكٍ أَرْبَعِينَ عَامَاً " 0 [حِليَةُ الأَوْلِيَاء: 222/ 6] ـ حُسْنُ وُجُوهِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِذَا أُدْخِلُواْ الجَنَّة: قَالَ تَعَالىَ: {تَعْرِفُ في وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيم} {المُطَفِّفِين/23} وَقَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَة {22} إِلى رَبِّهَا نَاظِرَة} {القِيَامَة}

عَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن أَحَدٍ يَمُوتُ سَقْطَاً وَلاَ هَرِمَاً، وَإِنَّمَا النَّاسُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِك؛ إِلاَّ بُعِثَ ابْنَ ثَلاَثِينَ سَنَة، فَمَنْ كَانَ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ كَانَ عَلَى مِسْحَةِ آدَم، وصُورَةِ يُوسُف، وَقَلَبِ أَيُّوبَ عَلَيْهِمُ السَّلاَم " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ البُوصِيرِي في زَوَائِدِه، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَة، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّد] مِسْحَةُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم: أَيْ خِلْقَتُه، وَقَلَبُ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلاَم: أَيْ ذَاكِرَاً شَاكِرَاً صَبُورَاً وَقُورَاً

أَمَّا صُورَةُ يُوسُف: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَن حُسْنِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَم: " قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْن " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 162 / عَبْد البَاقِي]

ـ تَبْيِيضُ وُجُوهِِ أَهْلِ الجَنَّة: عَنْ صُهَيْبٍ الرُّومِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّة؛ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: تُرِيدُونَ شَيْئَاً أَزِيدُكُمْ 00؟ فَيَقُولُون: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا " 00؟ [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 181 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في أَحَدِ أَحَادِيثِ الْكَوْثَر: " مَنْ شَرِبَ مِنهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدَا، وَلَمْ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ أَبَدَا " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء / بَابِ السِّيرَة، وَصَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 3614]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ في الجَنَّةِ لَسُوقَاً، يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَة؛ فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو في وُجُوهِهِمْ وَثِيَابهِمْ؛ فَيَزْدَادُونَ حُسْنَاً وَجَمَالاً؛ فَيَرْجِعُونَ إِلىَ أَهْليهِمْ وَقَدْ ازْدَادُواْ حُسْنَاً وَجَمَالاً؛ فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ: وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنَاً وَجَمَالاَ 00؟! فَيَقُولُون: وَأَنْتُمْ وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنَاً وَجَمَالاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2833 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً أَسْوَدَ أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا رَسُولَ الله؛ إِنيِّ رَجُلٌ أَسْوَدُ مُنْتِنُ الرِّيحِ قَبِيحُ الْوَجْه، لاَ مَالَ لي؛ فَإِن أَنَا قَاتَلْتُ هَؤُلاَءِ حَتىَّ أُقْتَلَ فَأَيْنَ أَنَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " في الجَنَّة " 0

فَقَاتَلَ حَتىَّ قُتِل؛ فَأَتَاهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " قَدْ بَيَّضَ اللهُ وَجْهَك، وَطَيَّبَ رِيحَك، وَأَكْثَرَ مَالَك " 0 ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَقَدْ رَأَيْتُ زَوْجَتَهُ مِنَ الحُورِ الْعِين: نَازَعَتْهُ جُبَّةً لَهُ مِنْ صُوفٍ تَدْخُلُ بَيْنَهُ وَبَينَ جُبَّتِه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2463]

ـ لَذَّةُ مُعَانَقَةِ الحُورِ الْعِينِ وَجِمَاعِهِنّ: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " قِيلَ يَا رَسُولَ الله؛ أَنُفْضِي إِلىَ نِسَائِنَا في الجَنَّةِ كَمَا نُفْضِي إِلَيْهِنَّ في الدُّنيَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُفْضِي في الغَدَاةِ الوَاحِدَة: إِلىَ مِاْئَةِ عَذْرَاء " 00 أَيْ يُجَامِعُ في المَرَّةِ الوَاحِدَة: مِاْئَةَ عَذْرَاء 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَة، وَقَالَ الحَافِظُ الضِّيَاء: عَلَى شَرْطِ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ وَالأَوْسَط]

وَعَلَِّكَ تَتَسَاءَلُ في نَفْسِك: وَمَنْ ذَا يُطِيقُ هَذَا 00؟! عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِاْئَةِ رَجُلٍ في المَطْعَمِ وَالمَشْرَبِ وَالشَّهْوَةِ وَالجِمَاع " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَالأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 3739، 2536]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قِيلَ لَه: " أَنَطَأُ في الجَنَّة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: دَحْمَاً دَحْمَاً ـ أَيْ يَغْرِسُهُ فِيهَا مُنْتَصِبَاً وَيُخْرِجُهُ في تَلَهُّفٍ وَشَبَق ـ فَإِذَا قَامَ عَنهَا: رَجَعَتْ مُطَهَّرَةً بِكْرَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3351، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 7402]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يَتَنَاكَحُ أَهْلُ الجَنَّة 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ: بِذَكَرٍ لاَ يَمَلّ، وَشَهْوَةٍ لاَ تَنْقَطِع، دَحْمَاً دَحْمَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير] ـ غِنَاءُ الحُورِ لأَزْوَاجِهِنَّ:

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَزْوَاجَ أَهْلِ الجَنَّةِ لَيُغَنِّينَ أَزْوَاجَهُنَّ بِأَحْسَنِ أَصْوَاتٍ سَمِعَهَا أَحَدٌ قَطّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ وَالتَّرْغِيب، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الثَّلاَثَة]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ في الجَنَّةِ نَهْرًا طُولُ الجَنَّة، حَافَّتَاهُ الْعَذَارَى قِيَامٌ مُتَقَابِلاَت، يُغَنِّينَ بِأَحْسَنِ أَصْوَاتٍ يَسْمَعُهَا الخَلاَئِق؛ حَتىَّ مَا يَرَوْنَ أَنَّ في الجَنَّةِ لَذَّةً مِثْلَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 3751] ـ حُبُّهُنَّ لأَزْوَاجِهِنَّ: قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءَا {35} فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارَا {36} عُرُبَاً أَتْرَابَا {37} لأَصْحَابِ اليَمِين} {الوَاقِعَة} عُرُبَاً: مُفْرَدُهَا عَرُوب: هِيَ المَرْأَةُ الْعَاشِقَةُ لِزَوْجِهَا، الَّتي تَتَفَنَّنُ في إِرْضَائِهِ

سُبْحَانَ أَكْرَمِ الأَكْرَمِين؛ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ مَا أَعَدَّهُ لأَصْحَابِ الْيَمِين: فَكَيْفَ بِزَوْجَاتِ السَّابِقِين؟! عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في أَدْنىَ أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً: " فَإِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: هُوَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِه، ثُمَّ يُدْخَلُ بَيْتَهُ؛ فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الحُورِ العِينِ فَتَقُولاَن: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَك؛ فَيَقُول: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيت " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 188 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا في الدُّنْيَا؛ إِلاَّ قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الحُورِ الْعِين: لاَ تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ الله؛ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَفي سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1174، 2014]

ـ الحُورُ العِين: يَتَوَضَّأْنَ وَيُصَلِّين؛ شُكْرَاً لِرَبِّ الْعَالَمِين 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ: رَأَيْتُني في الجَنَّة؛ فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلى جَانِبِ قَصْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5227 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2395 / عَبْد البَاقِي]

ـ جَانِبٌ مِن حِوَارِ الحُور: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ أَبي كَامِل: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ إِمَامَ الحَدِيثِ يَقُول: " رَكِبْتُ الْبَحْرَ وَقَصَدْتُ جَبَلَةَ [مَوْضِع]؛ لأَسْمع مَنْ يُوسُف بْنِ بحْر، ثمَّ خَرَجت إِلىَ أَنْطَاكيَة، فَلَقِيَنَا مَرْكبٌ لِلْعَدُوّ؛ فَقَاتَلْنَاهُمْ، ثُمَّ سَلَّمَ مَرْكَبَنَا قَوْمٌ مِنْ مُقَدَّمِهِ [أَيِ اسْتَسْلَمَ الَّذِينَ في المُقَدِّمَة]؛ فَأَخَذُوني ثُمَّ ضَرَبُوني، وَكَتَبُواْ أَسْمَاءَنَا فَقَالُواْ: مَا اسْمُك 00؟ قُلْتُ: خَيْثَمَة؛ قَالُواْ: اكْتُبْ حِمَارُ بْنُ حِمَار، ثُمَّ ضُرِبْتُ حَتىَّ سَكِرْتُ وَنِمْت؛ فرَأَيْتُ كَأَنيِّ أَنْظُرُ إِلىَ الجَنَّةِ وَعَلَى بَابِهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الحُورِ الْعين؛ فَقَالَتْ إِحْدَاهنَّ: يَا شَقِيّ؛ أَيْشْ فَاتَك؟ فَقَالَتْ أُخْرَى: أَيْشْ فَاتَه 00؟

قَالَتْ: لَوْ قُتِلَ لكَانَ في الجَنَّةِ مَعَ الحُور؛ قَالَتْ لهَا: لأَنْ يَرْزُقَهُ اللهُ الشَّهَادَةَ في عِزٍّ مِنَ الإِسْلاَم، وَذلٍّ مِنَ الشِّرْك: خَيْرٌ لَهُ، ثُمَّ انْتَبَهْتُ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ قَائِلاً يَقُولُ لي: اقْرَأْ بَرَاءَة؛ فَقَرَأْتُ: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنَ المُشْرِكِين {1} فَسِيحُواْ في الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الكَافِرِين} {التَّوْبَة} فَعَدَدْتُ مِنْ لَيْلَةِ الرُّؤْيَا أَرْبَعَة أَشْهُر، فَفَكَّ اللهُ أَسْرِي " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 415/ 15]

ـ مُتْعَةُ النَّظَرِ إِلى وَجْهِ اللهِ الْكَرِيم: قَالَ تَعَالىَ: {عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُون {23} تَعْرِفُ في وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيم} {المُطَفِّفِين} بَخٍ بَخٍ، لَكِنْ يَنْظُرُونَ إِلىَ مَاذَا 00؟ قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَة {22} إِلى رَبِّهَا نَاظِرَة} {القِيَامَة}

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ عَنِ النَّظَرِ إِلىَ وَجْهِ اللهِ الْكَرِيم: «المُؤْمِنُونَ يَنْظُرُونَ إِلىَ وَجْهِ خَالِقِهِمْ في الجَنَّة، وَيَتَلَذَّذُونَ بِذَلِكَ لَذَّةً تَنغَمِرُ في جَانِبِهَا جَمِيعُ اللَّذَّات» 0 [الْفَتَاوَى الْكُبْرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة] عَنْ صُهَيْبٍ الرُّومِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّة؛ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: تُرِيدُونَ شَيْئَاً أَزِيدُكُمْ 00؟ فَيَقُولُون: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا 00؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّار 00؟

قَالَ جَلَّ جَلاَله: فَيَكْشِفُ الحِجَاب؛ فَمَا أُعْطُواْ شَيْئَاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلّ " 00 ثُمَّ تَلاَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَة: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحُسْنى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّة} {يُونُس/26} [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 181/ عَبْد البَاقِي] الحُسْنىَ: الجَنَّة، وَالزِّيَادَة: هِيَ النَّظَرُ إِلىَ وَجْهِ رَبِّنَا الْكَرِيم 0 " وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّة ": أَيْ وَلاَ يَعْتَرِي وُجُوهَهُمْ خِزْيٌّ وَلاَ هَوَانٌ فَتَسْوَدُّ وَتَرْبَدّ 0

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَتَانِي جِبْرِيلُ بِمِثْلِ المِرْآةِ الْبَيْضَاءِ فِيهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاء؛ قُلْتُ: يَا جِبْرِيل: مَا هَذِهِ 00؟ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: هَذِهِ الجُمُعَة، جَعَلَهَا اللهُ عِيدًا لَكَ وَلأُمَّتِك، فَأَنْتُمْ قَبْلَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى [أَيْ قَبْلَ السَّبْتِ وَالأَحَد] فِيهَا سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاه، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: قُلْتُ: مَا هَذِهِ النُّكْتَةُ السَّوْدَاء 00؟

قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: هَذَا يَوْمُ الْقِيَامَة، تَقُومُ في يَوْمِ الجُمُعَة، وَنَحْنُ نَدْعُوهُ عِنْدَنَا المَزِيد؛ قُلْتُ: مَا يَوْمُ المَزِيد 00؟ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: إِنَّ اللهَ جَعَلَ في الجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ [أَيْ وَاسِعَاً]، وَجَعَلَ فِيهِ كُثْبَانًا مِنَ المِسْكِ الأَبْيَض، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ يَنْزِلُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ فِيه، فَوُضِعَتْ فِيهِ مَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ لِلأَنْبِيَاء، وَكَرَاسِيُّ مِنْ دُرٍّ لِلشُّهَدَاء، وَيَنْزِلْنَ الحُورُ الْعِينُ مِنَ الْغُرَف؛ فَحَمِدُوا اللهَ جَلَّ جَلاَلهُ وَمَجَّدُوه، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: اكْسُواْ عِبَادِي؛ فَيُكْسَوْنَ، وَيَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ:

أَطْعِمُواْ عِبَادِي؛ فَيُطْعَمُون، وَيَقُولُ جَلَّ جَلاَله: اسْقُواْ عِبَادِي؛ فَيُسْقَوْن، وَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: طَيَّبُواْ عِبَادِي؛ فَيُطَيَّبُون، ثُمَّ يَقُولُ عَزَّ وَجَلّ: مَاذَا تُرِيدُون 00؟ فَيَقُولُون: رَبَّنَا رِضْوَانَك؛ يَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ: رَضِيتُ عَنْكُمْ، ثُمَّ يَأْمُرُهُمْ فَيَنْطَلِقُون، وَتَصْعَدُ الحُورُ الْعِينُ الْغُرَف، وَهِيَ مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاء، وَمِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاء " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ حُسَين سليم أَسَد في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى بِرَقْم: 4228]

حَدَّثَ أَبُو عَلْقَمَةَ مَوْلىَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ أَنَّهُ قَال: " أَغْفَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ فَاسْتَيْقَظَ فَقَال: لَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ تَمَنىَّ عُثْمَانُ الْفِتْنَةَ لحَدَّثْتُكُمْ؛ قُلْنَا: أَصْلَحَكَ الله؛ فَحَدِّثْنَا؛ فَلَسْنَا نَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاس؛ فَقَال: إِنيِّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مَنَامِي هَذَا فَقَال: " إِنَّكَ شَاهِدٌ مَعَنَا الجُمُعَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4542]

قَالَ محَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيّ: رَأَيْتُ محَمَّدَ بْنَ مُصَفَّى في النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الله؛ أَلَيْسَ قَدْ مُتَّ؛ إِلاَمَ صِرْتَ 00؟ قَال: إِلىَ خَيْر؛ وَمَعَ ذَلِكَ: فَنَحْنُ نَرَى رَبَّنَا كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْن " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 96/ 12]

ـ هَلْ نَلْتَقِي بِأَوْلاَدِنَا وَآبَائِنَا وَأَزْوَاجِنَا في الدُّنيَا إِذَا دَخَلْنَا الجَنَّة 00؟ أَوَّلاً آبَاؤُنَا: قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِن آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَاب {23} سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّار} {الرَّعْد}

ثَانِيَاً أَزْوَاَجُنَا: عَن مُسْلِمٍ الْبَطِينِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَائِشَةُ زَوْجِي في الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3965، 1142)، رَوَاهُ الإِمَامُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ في مُصَنَِّفِه]

عَن عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلاَبيِّ قَال: " خَطَبَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بَعْدَ وَفَاةِ أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنه؛ فَقَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: إِنيِّ سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تُوُفِّيَ عَنهَا زَوْجُهَا فَتَزَوَّجَتْ بَعْدَه؛ فَهِيَ لآخِرِ أَزْوَاجِهَا " 0 وَمَا كُنْتُ لأَخْتَارَكَ عَلَى أَبي الدَّرْدَاء " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ البُوصِيرِي: هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَات، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

ثَالِثَاً أَوْلاَدُنَا: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ ذُرِّيَّةَ المُؤْمِنِ إِلَيْهِ في دَرَجَتِهِ في الجَنَّة؛ وَإِنْ كَانُواْ دُونَهُ في الْعَمَل " 00 ثُمَّ قَرَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِن عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْء} {أَلَتْنَاهُمْ: أَيْ نَقَصْنَاهُمْ 0 الطُّور/21} [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (2490)، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَة]

هَذَا عَنِ اللاَّحِقِينَ بِنَا؛ فَكَيْفَ عَنِ السَِّابِقِينَ لَنَا: أَيْ مَنْ مَاتَ في حَيَاتِنَا مِنْ فَلَذَاتِ أَكْبَادِنَا 00؟ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَطْفَالُ المُؤْمِنِينَ في جَبَلٍ في الجَنَّة، يَكْفُلُهُمْ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَّة؛ حَتىَّ يَرُدَّهُمْ إِلى آبَائِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَة " [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1023، 1467، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَوْلاَدُ المُشْرِكِين: خَدَمُ أَهْلِ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: (4351)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الأَوْسَط] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَأَلْتُ رَبيِّ أَنْ لا يُعَذِّبَ اللاَّهِينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ الْبَشَرِ ـ أَيِ الأَطْفَالَ ـ فَأَعْطَانِيهِمْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (5905)، أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ وَالدَّارُ قَطْنيّ]

ـ هَلْ يُنْجِبُ أَهْلُ الجَنَّةِ أَوْلاَدَاً مِنْ زَوْجَاتِهِمْ مِنَ الحُورِ العِين 00؟ ـ وَكَيْفَ بِالْعَقَِيمِ الَّذِي كَانَ لاَ يُنْجِبُ في الدُّنيَا 00؟ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُؤْمِنُ إِذَا اشْتَهَى الوَلَدَ في الجَنَّة: كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ في سَاعَةٍ كَمَا يَشْتَهِي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 4338، 2563، وَقَالَ الحَافِظُ الضِّيَاء المَقْدِسِيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم]

وَسِنُّهُ: قَدْ يَكُونُ المَقْصُودُ بِهِ: أَسْنَانُهُ، وَالمَعْنى: أَيْ وَتَظْهَرُ أَسْنَانُهُ في التَّوِّ وَاللَّحْظَةِ لاَ في عَامَين 0 وَقَدْ يَكُونُ المَقْصُودُ بِهِ: عُمْرُه، وَالمَعْنى: أَيْ وَيَكُونُ عُمْرُهُ كَمَا يَشْتَهِي 0 وَعَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى:

" وَشَبَابُهُ كَمَا يَشْتَهِي أَوْ نَحْوُه " 00 أَيْ أَوْ قَرِيباً مِنهُ 0 [وَثَّقَهُ الأُسْتَاذ حُسَيْن سَلِيم أَسَد في تحْقِيقِهِ لمُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى بِرَقْم: 2786] ـ حُسْنُ الجِوَارِ بَينَ أَهْلِ الجَنَّةِ وَصَلاَحُ ذَاتِ الْبَينِ فِيمَا بَيْنَهُمْ: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَدْخُلُ الجَنَّةَ أَقْوَامٌ: أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْر " 00 أَيْ في رِقَّتِهَا وَطِيبَتِهَا وَتَآلُفِهَا 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2840 / عَبْد البَاقِي] قَالَ تَعَالىَ: {وَنَزَعْنَا مَا في صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانَاً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِين} {الحِجْر/47} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في وَصْفِهِمْ: " قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِد، لاَ تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَحَاسُد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3254 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2834 / عَبْد البَاقِي]

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ اخْتِلاَفَ بَيْنَهُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3245 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2834 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَرْوَاحَ المُؤْمِنِينَ تَلْتَقِي عَلَى مَسِيرَةِ يَوْم 00 مَا رَأَى أَحَدُهُمْ صَاحِبَهُ قَطّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (6636)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

ـ مَسَاكِنُ أَهْلِ الجَنَّة: عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ في الدُّنْيَا، حَتىَّ إِذَا هُذِّبُواْ وَنُقُّواْ: أُذِنَ لهُمْ في دُخُولِ الجَنَّة؛ فَوَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: لأَحَدُهُمْ أَهْدَى بمَنزِلِهِ في الجَنَّةِ مِنهُ بمَنْزِلِهِ كَانَ في الدُّنْيَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6535 / فَتْح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْكُمْ مِن أَحَدٍ إِلاَّ لَهُ مَنْزِلاَن: مَنْزِلٌ في الجَنَّة، وَمَنْزِلٌ في النَّار، فَإِذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّار؛ وَرِثَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنْزِلَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلاَ: {أُوْلَئِكَ هُمُ الوَارِثُون} {المُؤْمِنُون/10} " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5799، 2279، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4341]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الجَنَّةُ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء: إِسْنَادُهُ قَوِيّ 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 207/ 4]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ حَدِّثْنَا عَنِ الجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَبِنَةُ ذَهَب، وَلَبِنَةُ فِضَّة، وَمِلاَطُهَا المِسْكُ الأَذْفَر [أَيْ وَالأَسْمَنْتُ الَّذِي بَينَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّة: مِنَ المِسْكِ الخَالِص] وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوت، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَان " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (8030)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2526]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ في الجَنَّةِ غُرَفَاً: يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا " 0 فَقَالَ أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنه: لِمَن هِيَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لِمَن أَطَابَ الكَلاَم، وَأَطْعَمَ الطَّعَام، وَبَاتَ قَائِمَاً وَالنَّاسُ نِيَام " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6615، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في المِشْكَاةِ بِرَقْم: 1232، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع]

ـ تَفَاوُتُ دَرَجَاتِ أَهْلِ الجَنَّةِ في المَنْزِلَة: عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ: كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ في الأُفُقِ مِنَ المَشْرِقِ أَوِ المَغْرِب [كَمَا يَرَى أَحَدُهُمُ النَّجْمَ الْقُطبيَّ مِنَ المَشْرِقِ أَوِ المَغْرِب]؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ " 0

قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لاَ يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ 00 قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ رِجَالٌ آمَنُواْ بِاللهِ وَصَدَّقُواْ المُرْسَلِين " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3256 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2831 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ العُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ: كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ في أُفُقِ السَّمَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 96، 3658]

صَدَقَ اللهُ تَعَالىَ عِنْدَمَا قَالَ في تَفَاوُتِ التَّفَاضُلِ بَينَ أَهْلِ الجَنَّةِ في دَرَجَاتِهِمْ: {وَلَلآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاَ} {الإِسْرَاء/21} عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الجَنَّة: اقْرَأْ وَاصْعَدْ؛ فَيَقْرَأُ وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَة؛ حَتىَّ يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 3780]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْآن: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيّ / في سُنَنيِ الإِمَامَين: أَبي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا بَينَ الدَّرَجَتَين: كَمَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْض " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2790 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1884 / عَبْد البَاقِي] عَن عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ آخَى بَينَ رَجُلَين، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا وَمَاتَ الآخَرُ بَعْدَه، فَصَلَّيْنَا عَلَيْه، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مَا قُلْتُمْ؟

قَالُواْ: دَعَوْنَا لَهُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ أَلحِقْهُ بِصَاحِبِه؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَأَيْنَ صَلاَتُهُ بَعْدَ صَلاَتِه 00؟! وَأَيْنَ عَمَلُهُ بَعْدَ عَمَلِه 00؟! فَلَمَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْض " 00 وَفي رِوَايَةٍ: " أَبْعَدُ مِمَّا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْض " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُدَ النَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 2524، 1985، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلَينِ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَكَانَ إِسْلاَمُهُمَا جَمِيعَاً، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنَ الآخَر، فَغَزَا المُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِد، ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ، قَالَ طَلْحَة: فَرَأَيْتُ في المَنَام: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الجَنَّة؛ إِذَا أَنَا بِهِمَا، فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الجَنَّة؛ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ؛ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِد، ثمَّ

رَجَعَ إِليّ، فَقَالَ ارْجِعْ؛ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْد؛ فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاس؛ فَعَجِبُواْ لِذَلِك، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَحَدَّثُوهُ الحَدِيث؛ فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِن أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُون " 00؟ فَقَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَينِ اجْتِهَادًا، ثمَّ اسْتُشْهِد، وَدَخَلَ هَذَا الآخَرُ الجَنَّةَ قَبْلَه؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَة " 00؟

قَالُواْ بَلَى، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَام؟ وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ في السَّنَة " 00؟ [وَفي رِوَايَةٍ: سِتَّةَ آلاَفِ رَكْعَة] قَالُواْ بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْض " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب وَفي سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 372، 3925، وَأَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْمَيْ: 1403، 8381]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لأَحْمَدَ وَالبزَّارِ وَأَبي يَعْلَى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَني عُذْرَةَ ثَلاَثَةً أَتَوْا النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُواْ؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ يَكْفِنِيهِمْ " 00؟ أَيْ مَنْ يَكْفِيني ضِيَافَتَهُمْ 00؟ قَالَ طَلْحَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: أَنَا؛ فَكَانُواْ عِنْدَ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنه، فَبَعَثَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثَاً 00 فَخَرَجَ أَحَدُهُمْ فَاسْتُشْهِد، ثُمَّ بَعَثَ بَعْثًا،

فَخَرَجَ فِيهِمْ آخَرُ فَاسْتُشْهِد، ثُمَّ مَاتَ الثَّالِثُ عَلَى فِرَاشِه؛ قَالَ طَلْحَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: فَرَأَيْتُ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ الَّذِينَ كَانُواْ عِنْدِي في الجَنَّة، فَرَأَيْتُ المَيِّتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَمَامَهُمْ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَخِيرًا يَلِيه، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَوَّلَهُمْ آخِرَهُمْ؛ فَدَخَلَني مِنْ ذَلِك [أَيْ دَاخَلَنيَ الشَّكُّ وَالرِّيبَة] فَأَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَمَا

أَنْكَرْتَ مِنْ ذَلِك 00؟ لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ في الإِسْلاَم؛ لِتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3367، 654)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَمْ مَكَثَ في الأَرْضِ بَعْدَه " 00؟

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: حَوْلاً؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " صَلَّى أَلْفَاً وَثَمَانِمِاْئَةِ صَلاَة، وَصَامَ رَمَضَان " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (1401)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] ـ خِيَامُ المُؤْمِنِينَ عَلَى شَاطِئِ نَهْرِ الْكَوْثَر: وَقَدْ جَاءَ في وَصْفِ سَعَةِ وَحُسْنِ خَيْمَتِهَا، الَّتي ذَكَرَهَا اللهُ تَعَالىَ في قَوْلِه: {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ في الخِيَام} {الرَّحْمَن/72}

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ في الجَنَّةِ خَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مجَوَّفَة: عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلاً، في كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الآخَرِين ـ أَيْ لاَ يَرَى بَعْضُهُنَّ بَعْضَا ـ يَطُوفُ عَلَيْهِمُ المُؤْمِنُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4879 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2838 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُون، يَطُوفُ عَلَيْهِمُ المُؤْمِنُ فَلاَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2838 / عَبْد البَاقِي]

ـ ارْتِفَاعُ هَذِهِ الخِيَام: عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الخَيْمَةُ دُرَّةٌ مجَوَّفَة، طُولُهَا في السَّمَاءِ ثَلاَثُونَ مِيلاً، في كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنهَا لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لاَ يَرَاهُمُ الآخَرُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3243 / فَتْح]

وَفي رِوَايَةٍ لمُسْلِمٍ عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ في الجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلاً، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ يَطُوفُ عَلَيْهِمُ المُؤْمِن، فَلاَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2838 / عَبْد البَاقِي]

قَالَ مجَاهِد: {مَقْصُورَاتٌ}: " مَحْبُوسَاتٌ قُصِرَ طَرْفُهُنَّ وَأَنْفُسُهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ " 0 {قَاصِرَاتٌ}: " لاَ يَبْغِينَ غَيْرَ أَزْوَاجِهِنَّ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4878 / فَتْح] كَأَنَّ الأُولَيَاتِ قُصِرَ طَرْفُهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فَلاَ يَسْتَطِعْنَ النَّظَرَ إِلىَ غَيرِهِمْ 00 لاَ يَسْتَطِعْنَ، أَمَّا الأُخْرَيَات [زَوْجَاتُ السَّابِقِين] فَهُنَّ الاَّئِي قَصَرْنَ أَطْرَافَهُنَّ بِاخْتِيَارِهِنَّ فَلاَ يُرِدْنَ غَيرَ أَزْوَاجِهِنَّ

ـ مَرَاكِبُ أَهْلِ الجَنَّة: عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى أَعْرَابيٌّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " إِنيِّ أُحِبُّ الخَيْل؛ وَهَلْ في الجَنَّةِ خَيْل 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا دَخَلْتَ الجَنَّةَ أُتِيتَ بِفَرَسٍ مِنْ يَاقُوتٍ لَهُ جَنَاحَان، فَحُمِلْتَ عَلَيْهِ فَطَارَ بِكَ في الجَنَّةِ حَيْثُ شِئْت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (3001)، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

دَوَابُّ الجَنَّة: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الْغَنَمُ مِنْ دَوَابِّ الجَنَّة" [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: (4182، 2306)، أَخْرَجَهُ ابْنُ الخَطِيب]

ـ أَرْضُ الجَنَّة: {وَقَالُواْ الحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء} {الزُّمَر/74} قَالَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ الله: «وَأَوْرَثَنَا الأَرْض: أَرْضُ الجَنَّة» 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ بِرَقْم: 30505 / دَار هَجَر] وَقَالَ السُّدِّيُّ رَحِمَهُ الله: «نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء: نَنْزِلُ مِنهَا حَيْثُ نَشَاء» 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ بِرَقْم: 30508 / دَار هَجَر]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ ابْنَ صَيَّادٍ سَأَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تُرْبَةِ الجَنَّة 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " دَرْمَكَةٌ بَيْضَاء، مِسْكٌ خَالِص " [الدَّرْمَكَة: هِيَ الدَّقِيقُ النَّقِيّ] [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2928 / عَبْد البَاقِي] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَن أَرْضِ الجَنَّة؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " خُبْزَةٌ بَيْضَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: (899)، رَوَاهُ أَبُو الشَّيْخِ في كِتَابِ الْعَظَمَة]

ـ أَشْجَارُ الجَنَّة: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا في الجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلاَّ وَسَاقُهَا مِنْ ذَهَب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2525، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان]

ـ بَعْضُ نَبَاتَاتِ الجَنَّة: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيِّدُ رَيْحَانِ أَهْلِ الجَنَّةِ الحِنَّاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3677، 1420)، رَوَاهُ الإِمَامُ وَكِيعٌ في الزُّهْد] ـ أَنهَارُ الجَنَّة: قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتي وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِن خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفَّى} {محَمَّد/15}

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " في الجَنَّةِ بَحْرُ اللَّبَن، وَبَحْرُ المَاء، وَبَحْرُ العَسَل، وَبَحْرُ الخَمْر، ثمَّ تُشَقَّقُ الأَنْهَارُ مِنهَا بَعْد " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2571]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَنهَارُ الجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ تَحْت مِنْ تَحْتِ تِلاَلِ المِسْك، أَوْ مِنْ تَحْتِ جِبَالِ المِسْك " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 3721]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَعَلَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ أَنهَارَ الجَنَّةِ أُخْدُودٌ في الأَرْض [أَيْ شَقّ] لاَ وَاللهِ؛ إِنَّهَا لَسَائِحَةٌ عَلَى وَجْهِ الأَرْض [أَيْ تجْرِي فَوْقَ سَطْحِ الأَرْضِ] إِحْدَى حَافَّتَيْهَا اللُّؤْلُؤ، وَالأُخْرَى الْيَاقُوت، وَطِينُهَا المِسْكُ الأَذْفَر " 0قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنه: مَا الأَذْفَر 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الَّذِي لاَ خَلْطَ لَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3723، 2513، رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَابْنُ أَبي الدُّنيَا في وَصْفِ الجَنَّة]

عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنِ الجَنَّةِ وَدَرَجَاتِهَا: " الفِرْدَوْسُ أَعْلاَهَا دَرَجَةً، مِنهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ الأَرْبَعَة " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: (22790)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2531] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيْحَانُ وَجَيْحَان، وَالفُرَاتُ وَالنِّيل: كُلٌّ مِن أَنْهَارِ الجَنَّة " [سَيْحَانُ وَجَيْحَان: نَهْرَانِ بِتُرْكِيَا، يَصُبَّانِ في البَحْرِ المُتَوَسِّط 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2839 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثٍ لَهُ سَيَأْتي عَنْ سِدْرَةِ المُنْتَهَى: " يَخْرُجُ مِنْ سَاقِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهْرَانِ بَاطِنَان؛ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَان 00؟ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: أَمَّا البَاطِنَانِ فَفي الجَنَّة، وَأَمَّا الظَّاهِرَان؛ فَالنِّيلُ وَالفُرَات " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِم]

ـ نَهْرُ الكَوْثَر: جَاءَ في لِسَانِ الْعَرَب [131/ 5]: " الْكَوْثَر: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْء " 0 عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَتَدْرُونَ مَا الكَوْثَر " 00؟ فَقُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبيِّ، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِير " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 400 / عَبْدُ البَاقِي]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ رَأَى بَعْضَ مَنْ تَشَكَّكُواْ في أَحَادِيثِ نَهْرِ الْكَوْثَر؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: " مَا حَسِبْتُ أَنيِّ أَعِيشُ حَتىَّ أَرَى مِثْلَكُمْ يَمْتَرُونَ في الحَوْض؛ لَقَدْ تَرَكْتُ بَعْدِي عَجَائِز: مَا تُصَلِّي وَاحِدَةٌ مِنهُنَّ صَلاَةً إِلاَّ سَأَلَتْ رَبَّهَا أَنْ يُورِدَهَا حَوْضَ محَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ وَالآجُرِّيُّ في كِتَابِ الشَّرِيعَة]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مجَوَّفَاً؛ فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبرِيل " 00؟! قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: " هَذَا الكَوْثَر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4964 / فَتْح]

وَفي رِوَايَاتٍ أُخْرَى صَحِيحَةٍ عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ جِبرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ لَهُ: " هَذَا الكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3360، وَقَالَ عَنهُ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين] عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" مَنْ وَرَدَ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6583 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 2290 / عَبْد البَاقِي] ـ كَيْفَ يَعْرِفُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ مِنْ بَينِ الأُمَم 00؟ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَرِدُ عَلَيَّ أُمَّتي الحَوْضَ وَأَنَا أَذُودُ النَّاسَ عَنهُ، كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ إِبِلَ الرَّجُلِ عَن إِبِلِه " 00 قَالُواْ

: يَا نَبيَّ الله؛ أَتَعْرِفُنَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ؛ لَكُمْ سِيمَا [أَيْ عَلاَمَة] لَيْسَتْ لأَحَدٍ غَيرِكُمْ: تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرَّاً محَجَّلينَ مِن آثَارِ الوُضُوء " [زَادَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى: لَيْسَتْ لأَحَدٍ غَيرِكُمْ] [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْمَيْ: 247، 248 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ قِيلَ لَهُ:

" كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَرَكَ مِن أُمَّتِك " 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُمْ غُرٌّ محَجَّلُون، بُلْقٌ مِن آثَارِ الوُضُوء " 00 مِنَ الحِصَانِ الأَبْلَق [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3820، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْبٌ الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ أَنَّهُمْ قَالُواْ: " يَا رَسُولَ الله؛ كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ يَأْتي بَعْدَكَ مِن أُمَّتِك " 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لِرَجُلٍ خَيْلٌ غُرٌّ محَجَّلَةٌ في خَيْلٍ بُهْمٍ دُهْم؛ أَلا يَعْرِفُ خَيْلَه 00؟ قَالُواْ: بَلَى؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرَّاً محَجَّلِينَ مِنَ الوُضُوء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 150] الْفَرَسُ الأَغَرّ: هُوَ الَّذِي في جَبْهَتِهِ بَيَاضٌ أَكْبَرُ مِنَ الدِّرْهَمْ 0 وَالْفَرَسُ الأَدْهَم: هُوَ الْفَرَسُ الأَسْوَدُ أَوِ الْبُنيُّ اللَّوْنِ في اسْوِدَاد 0

الخَيْلُ الْبُهْم: جَمْعُ الحِصَانِ الْبَهِيم: وَهُوَ الَّذِي لاَ يُخَالِطُ لَوْنَهُ أَيُّ لَوْنٍ آخَر [أَيْ لَيْسَ بِهِ غُرَِّة] عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ: " كَيْفَ تَعْرِفُ أُمَّتَكَ يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ بَينِ الأُمَمِ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ إِلى أُمَّتِك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمْ غُرٌّ محَجَّلُونَ مِن أَثَرِ الوُضُوء، لَيْسَ لأَحَدٍ ذَلِكَ غَيْرَهُمْ، وَأَعْرِفُهُمْ أَنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، وَأَعْرِفُهُمْ تَسْعَى

بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ذُرِّيَّتُهُمْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: (180)، رَوَاهُ الأَئِمَّةُ أَحْمَدُ وَالحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ في الشُّعَب] عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَأَعْرِفُكُمْ بِسِيمَاكُمْ وَأَسْمَائِكُمْ كَمَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ الْغَرِيبَةَ مِنَ الإِبِلِ في إِبِلِه " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَة، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ البَزَّارُ وَأَبُو يَعْلَى في الْكَبِير] عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ إِنيِّ لأَذُودُ عَنهُ الرِّجَالَ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ الإِبِلَ الغَرِيبَةَ عَن حَوْضِه "

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2367 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 248 / عَبْد البَاقِي] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثٍ آخَر: " وَسَيَأْتي رِجَالٌ وَنِسَاءٌ يُطْرَدُونَ مِنهُ فَلاَ يَطْعَمُونَ مِنهُ شَيْئًا " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلالِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 771] عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" يَا نَبيَّ الله؛ ادْعُ اللهَ أَنْ لاَ يَجْعَلَني مِنهُمْ " 00 قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَسْتَ مِنهُمْ " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع 0 ص: (367/ 9)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير وَالأَوْسَط] ـ طَعْمُهُ وَلَوْنُهُ وَرِيحُهُ: عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِيه: " مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضَاً مِنَ اللَّبَن، وَأَحْلىَ مِنَ العَسَل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2300 / عَبْدُ البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَن، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ المِسْك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6579 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2292 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" شَرَابُهُ أَحْلَى مِنَ العَسَل، وَأَشَدُّ بَيَاضَاً مِنَ اللَّبَن، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْج، وَأَطْيَبُ مِنْ رِيحِ المِسْك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5913، وَقَالَ فِيهِ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط: حَدِيثٌ قَوِيّ، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَشَدُّ بَيَاضَاً مِنَ الثَّلْج، وَأَحْلىَ مِنَ العَسَلِ بِاللَّبَن " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 247 / عَبْدُ البَاقِي]

ـ أَكْوَابُهُ وَكِيزَانُه: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ أَيْضَاً: " وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاء، مَنْ شَرِبَ مِنهَا فَلاَ يَظْمَأُ أَبَدَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6579 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2292 / عَبْد البَاقِي] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الأَبَارِيق: كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6580 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2303 / عَبْد البَاقِي] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالفِضَّة: كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاء، أَوْ أَكْثَرُ مِن عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2303 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: لآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِن عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَكَوَاكِبِهَا، أَلاَ في اللَّيْلَةِ المُظْلِمَةِ المُصْحِيَة ـ أَيِ الَّتي لاَ سَحَابَ فِيهَا وَلاَ قَمَر ـ آنِيَةُ الجَنَّةِ مَنْ شَرِبَ مِنهَا لَمْ يَظْمَأْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2300 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ زَادَ في حَدِيثٍ آخَر: " مَنْ شَرِبَ مِنهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدَا، وَلَمْ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ أَبَدَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 3614] ـ حَصْبَاؤُهُ الَّتي يَجْرِي عَلَيْهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوت: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" الكَوْثَرُ نَهَرٌ في الجَنَّة، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَب، وَالمَاءُ يَجْرِي عَلَى اللُّؤْلُؤ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6476، وَقَالَ فِيهِ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط: حَدِيثٌ قَوِيّ، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا أُنْزِلَتْ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَر: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُوَ نَهَرٌ في الجَنَّةِ حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَب، يجْرِي عَلَى جَنَادِلِ الدُّرِّ وَاليَاقُوت "

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5913، وَقَالَ فِيهِ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط: حَدِيثٌ قَوِيّ، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] الحَصْبَاء: صِغَارُ الحِجَارَة، وَالجَنَادِل: كِبَارُهَا 00 بحَجْمِ رَأْسِ الإِنْسَانِ فَصَاعِدَاً 0 ـ طُولُهُ وَمِسَاحَتُه: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْر " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6579 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2292 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْر، وَزَوَايَاهُ سَوَاء " 00 أَيْ مُرَبَّعٌ طُولُهُ كَعَرْضِه 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2292 / عَبْد البَاقِي] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" إِنَّ قَدْرَ حَوْضِي: كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ مِنَ اليَمَن " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6580 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2303 / عَبْد البَاقِي] أَيْلَة: هِيَ إِيلاَت: وَهِيَ آخِرُ نُقْطَةٍ عَلَى طَرْفِ خَلِيجِ الْعَقَبَةِ شَمَالاً، وَصَنعَاءُ مَدِينَةٌ يَمَنِيَّة 0 عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِيه:

" عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِه: مَا بَيْنَ عُمَانَ إِلى أَيْلَة " 00 عُمَان: هِيَ سَلْطَنَةُ عُمَان 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2300 / عَبْدُ البَاقِي] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِيه: " إِنَّ لي حَوْضَاً: مَا بَينَ الْكَعْبَةِ وَبَيْتِ المَقْدِس " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4301]

ـ حَجْمُ الأَعْدَادِ الهَائِلَةِ الَّتي سَتَرِدُ عَلَى المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلشُّرْبِ مِنهُ: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَنْتُمْ جُزْءٌ مِنْ مِاْئَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الحَوْض " 0 فَسُئِلَ رَضِيَ اللهُ عَنه: " كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ " 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: " سَبْعُمِاْئَةٍ أَوْ ثَمَانِمِاْئَة " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الظِّلاَلِ وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5557، 123، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4746] عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ لِكُلِّ نَبيٍّ حَوْضَاً يَتَبَاهَوْنَ بِهِ: أَيُّهُمْ أَكْثَرُ وَارِدَةً؛ وَإِنيِّ أَرْجُو أَن أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ وَارِدَةً "

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2156، 1589)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2443] ـ الطُّيُورُ السَّابِحَةُ فِيه: عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الكَوْثَرِ فَقَال: " نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ اللهُ في الجَنَّة؛ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَن، وَأَحْلَى مِنَ العَسَل، فِيهِ طُيُورٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الجُزُر " 0

[أَيْ طَوِيلَةُ الْعُنُقِ مِثْلُ الإِبِل] فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنه: إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ يَا رَسُولَ الله 00!! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلََّم: " آكِلُوهَا أَنعَمُ مِنهَا " 0 وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَكَلَتُهَا أَنعَمُ مِنهَا يَا عُمَر " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 13505، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقم: 2542] ـ مَنَابِعُه:

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " آخِرَ مَا عَلَيْهِ يَشْخَبُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ الجَنَّة " 00 أَيْ تَصُبُّ فِيهِ فَتْحَتَان 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2300 / عَبْد البَاقِي] عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِيه: " يَغُتُّ فِيهِ ـ أَيْ يَصُبُّ فِيهِ ـ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الجَنَّة: أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَب، وَالآخَرُ مِنْ وَرِق " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2301 / عَبْدُ البَاقِي] وَفي رِوَايَةٍ صَحِيحَةٍ لاِبْنِ حِبَّانَ قَالَ فِيهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَحَدُهُمَا دُرّ، وَالآخَرُ ذَهَب " 0 [قَالَ فِيهِ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الإِمَامُ اِبْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6455] ـ أَوَّلُ النَّاسِ شُرْبَاً مِنهُ: عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" إِنَّ حَوْضِي: مَا بَيْنَ عَدَن إِلى أَيْلَة [أَيْ مَا بَينَ اليَمَنِ وَفِلَسْطِين] أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَن، وَأَحْلَى مِنَ العَسَل، أَكَاوِيبُهُ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاء، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدَا، وَأَوَّلُ مَنْ يَرِدُهُ عَلَيَّ: فُقَرَاءُ المُهَاجِرِين: الدُّنْسُ ثِيَابَاً ـ أَيِ الَّذِينَ كَانُواْ في الدُّنيَا مُتَّسِخَةً ثِيَابُهُمْ فَقْرَاً ـ وَالشُّعْثُ رُءُوسًا، الَّذِينَ لاَ يَنْكِحُونَ المُنَعَّمَاتِ وَلاَ تُفْتَحُ لَهُمْ السُّدَد " 0

[صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ بِرَقْم: 7374، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقمَيْ: 4303، 2444] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حَوْضِي: كَمَا بَيْنَ عَدَنَ وَعَمَّان، أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْج، وَأَحْلَى مِنَ العَسَل، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ المِسْك، أَكْوَابُهُ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاء، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، أَوَّلُ النَّاسِ عَلَيْهِ وُرُودَاً: صَعَالِيكُ

المُهَاجِرِين " 00 [وَفي الظِّلاَلِ بِسَنَدٍ صَحِيح: فُقَرَاءُ المُهَاجِرِين] قَالَ قَائِل: وَمَن هُمْ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الشَّعِثَةُ رُءوسُهُمْ، الشَّحِبَةُ وُجُوهُهُمْ، الدَّنِسَةُ ثِيَابُهُمْ، لاَ يُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَد، وَلاَ يَنْكِحُونَ المُتَنَعِّمَات، الَّذِينَ يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَلاَ يَأْخُذُونَ الَّذِي لَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6162، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2060، 1082]

اللَّهُمَّ اجْعَلْني وَاحِدَاً مِن هَؤُلاَءِ النُّبَلاَء؛ فَلَقَدْ رَأَيْتُ في دُنيَايَ الْكَثِيرَ مِن هَذَا الْبَلاَء 00 ـ رُضْوَانُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَهْلِ الجَنَّة، وَإِعْطَاؤُهُمُ الأَمَان؛ إِلى آخِرِ الزَّمَان: لَقَدْ أَخْبرَنَا جَلَّ وَعَلاَ بِفَرْطِ سَعَادَةِ أَهْلِ الجَنَِّة، وَانْبِهَارِهِمْ بجَمَالِهَا؛ فَقَالَ تَعَالىَ؛ يَحْكِي هَذِهِ الحَالَة: {لاَ يَبْغُونَ عَنهَا حِوَلاَ} {الكَهْف/108}

وَلأَجْلِ هَذَا الحِرْصِ الَّذِي لَدَيْهِمْ؛ عَلَى الإِقَامَةِ فِيهَا: زادَ في الإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ، فَطَمْأَنَهُمْ أَنَّهُمْ غَيرُ مُفَارِقِيهَا؛ فَقَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {وَمَا هُمْ مِنهَا بِمُخْرَجِين} {الحِجْر/48} عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ يَقُولُ لأَهْلِ الجَنَّة: يَا أَهْلَ الجَنَّة؛ فَيَقُولُون: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْك، وَالخَيرُ في يَدَيْك 00؟ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلّ: هَلْ رَضِيتُمْ 00؟

فَيَقُولُون: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدَاً مِن خَلْقِك 00؟! فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: أَلاَ أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِك 00؟ فَيَقُولُون: يَا رَبّ؛ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِك 00؟! فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَاني فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7518 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2829 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّة، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نُودُواْ: يَا أَهْلَ الجَنَّة؛ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِدَاً؛ فَقَالُواْ: أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا؟ وَيُعْطِينَا كُتُبَنَا بِأَيْمَانِنَا؟ وَيُدْخِلْنَا الجَنَّةَ وَيُنْجِينَا مِنَ النَّار؟ فَيُكْشَفُ الحِجَاب؛ فَيَتَجَلَّى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ، فَمَا أَعْطَاهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئَاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ جَلَّ وَعَلاَ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَفي شَرْحِ الطَّحَاوِيَّةِ بِرَقْمَيْ: (521، 206)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

ـ بَعْضُ عَجَائِبِ الجَنَّة: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَجِبَ اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ في السَّلاَسِل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3010 / فَتْح] أَيْ مِنَ الأَسْرَى مِن غَيرِ المُسْلِمِين: الَّذِينَ مَا أَنْ يَعِيشُواْ عَبِيدَاً في بِلاَدِ المُسْلِمِين، وَمَا أَنْ يَرَواْ حُسْنَ أَخْلاَقِهِمْ حَتىَّ يُسْلِمُواْ فَيُعْتَقُواْ مِنَ النَّار؛ فَاعْجَبْ لِرِقٍّ سَبَّبَ لَهُمْ عِتْقَاً؛ فَيُسَلْسِلُهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالسَّلاَسِلِ يَوْمَ الْقِيَامَة؛ لِيَذْكُرُواْ يَوْمَ أَنْ جَاءُواْ إِلىَ دِيَارِ المُسْلِمِينَ وَهُمْ كَارِهُون 0

وَكَأَنَّ الجَلِيلَ يَقُولُ لَهُمْ: هَذَا الإسْلاَمُ الَّذِي حَارَبْتُمُوه: هُوَ الَّذِي أَدْخَلَكُمُ الجَنَّةَ في هَذَا الْيَوْم 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَجِبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إِلى الجَنَّةِ في السَّلاَسِل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجامِعِ بِرَقْم: (3982/ 7429)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 5210]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَجِبْتُ لأَقْوَامٍ يُسَاقُونَ إِلى الجَنَّةِ في السَّلاَسِلِ وَهُمْ كَارِهُون " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجامِعِ بِرَقْم: (3983/ 7430)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ في الجَنَّةِ شَجَرَة: يَسِيرُ الرَّاكِبُ الجَوَادَ المُضَمَّرَ السَّرِيعَ مِائَةَ عَامٍ مَا يَقْطَعُهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2828 / عَبْدُ البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمَاً يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِن أَهْلِ البَادِيَةِ أَنَّ رَجُلاً مِن أَهْلِ الجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ في الزَّرْع؛ فَقَالَ لَهُ جَلَّ جَلاَلُه: أَوَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ بَلَى؛ وَلَكِنيِّ أُحِبُّ أَن أَزْرَع؛ فَأَسْرَعَ وَبَذَر؛ فَتَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الجِبَال؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَيْء؛ فَقَالَ الأَعْرَابيّ: يَا رَسُولَ الله؛ لاَ تَجِدُ هَذَا إِلاَّ قُرَشِيَّاً أَوْ أَنْصَارِيَّاً؛ فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْع، فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْع؛ فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7519 / فَتْح]

ـ الْبَيْتُ المَعْمُور: عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَال: " البَيْتُ المَعْمُور: يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَك؛ إِذَا خَرَجُواْ لَمْ يَعُودُواْ إِلَيْه " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3207 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 164 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَزَّأَ الخَلْقَ عَشْرَةَ أَجْزَاء: فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ المَلاَئِكَة، وَجُزْءَاً سَائِرَ الخَلْق، وَجَزَّأَ المَلاَئِكَةَ عَشْرَةَ أَجْزَاء: فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُون، وَجُزْءَاً لِرِسَالَتِه، وَجَزَّأَ الخَلْقَ عَشْرَةَ أَجْزَاء: فَجَعَلَ تِسْعَةً أَجْزَاءٍ الجِنّ، وَجُزْءَاً بَني آدَم، وَجَزَّأَ بَني آدَمَ عَشْرَةَ أَجْزَاء: فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج، وَجُزْءَاً سَائِرَ النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8506]

{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالغَمَامِ وَنُزِّلَ المَلاَئِكَةُ تَنْزِيلاَ} {الفُرْقَان/25} حَدَّثَ يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في تَأْوِيلِ هَذِهِ الآيَة: " تَشَقَّقُ سَمَاءُ الدُّنيَا وَتَنْزِلُ المَلاَئِكَةُ عَلَى كُلِّ سَمَاءٍ فَيَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنيَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ في الأَرْضِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْس؛ فَيَقُولُ أَهْلُ الأَرْض: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟ فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَة 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنيَا وَأَهْلِ الأَرْض؛ فَيَقُولُون: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟

فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّالِثَة 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَسَمَاءِ الدُّنيَا وَأَهْلِ الأَرْض؛ فَيَقُولُون: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟ فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الرَّابِعَة 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ وَالدُّنيَا وَأَهْلِ الأَرْض؛ فَيَقُولُون: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟ فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الخَامِسَة 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ وَالثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ وَأَهْلِ الأَرْض؛ فَيَقُولُون: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟ فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ السَّادِسَة 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاءِ الخَامِسَةِ وَالرَّابِعَةِ وَالثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ وَأَهْلِ الأَرْض؛ فَيَقُولُون: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟

فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَة 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاءِ السَّادِسَة وَالخَامِسَةِ وَالرَّابِعَةِ وَالثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ وَأَهْلِ الأَرْض؛ فَيَقُولُون: أَفِيكُمْ رَبُّنَا 00؟ فَيَقُولُونَ لاَ، ثُمَّ يَنْزِلُ الْكُرُوبِيُّون [أَيِ المَلاَئِكَةُ المُقَرَّبُون] 00 وَهُمْ أَكْثَرُ مِن أَهْلِ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالأَرْضِين " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: إِسْنَادُهُ قَوِيّ، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8698]

ـ سِدْرَةُ المُنْتَهَى سَبَبُ تَسْمِيَتِهَا بِهَذَا الاِسْم، وَذِكْرُ حُسْنِهَا وَجَمَالِهَا: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رُفِعَتْ لي سِدْرَةٌ مُنْتَهَاهَا في السَّمَاءِ السَّابِعَة، نَبْقُهَا مِثْلُ قِلاَلِ هَجَر، وَوَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَة، يَخْرُجُ مِنْ سَاقِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهْرَانِ بَاطِنَان؛ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَان 00؟ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: أَمَّا البَاطِنَانِ فَفي الجَنَّة، وَأَمَّا الظَّاهِرَان؛ فَالنِّيلُ وَالفُرَات " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في وَصْفِ وَرَقِهَا وَثمَرِهَا: " ثُمَّ رُفِعَتْ إِليَّ سِدْرَةُ المُنْتَهَى: فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلاَلِ هَجَر [أَيْ كَالْبَلاَلِيصِ الضَّخْمَة] وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الفِيَلَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3887 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 162 / عَبْد البَاقِي] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رُفِعَتْ لي سِدْرَةُ المُنْتَهَى فَرَأَيْتُ عِنْدَهَا نُورَاً عَظِيمَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2857، 3610، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3360]

وَعَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ زَادَ في رِوَايَةٍ: " فَلَمَّا غَشِيَهَا مِن أَمْرِ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ مَا غَشِيَ: تَغَيَّرَتْ؛ فَمَا أَحَدٌ مِن خَلْقِ اللهِ يَسْتَطِيعُ أَن يَنعَتَهَا مِن حُسْنِهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 162 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَصِفُ سِدْرَةَ المُنْتَهَى: " ثمَّ انْطَلَقَ حَتىَّ أَتَى بيَ السِّدْرَةَ المُنْتَهَى، فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لاَ أَدْرِي مَا هِيَ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3342 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 163 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ بِهِ مِنَ الأَرْض: فَيُقْبَضُ مِنهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا: فَيُقْبَضُ مِنهَا، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} {النَّجْم/16} قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: فَرَاشٌ مِنْ ذَهَب 00 فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَاً: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الخَمْس، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ البَقَرَة، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ مِن أُمَّتِهِ شَيْئَاً المُقْحِمَات " 0 [المُقْحِمَات: أَيْ كَبَائِرُ الذُّنُوب 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 173 / عَبْد البَاقِي]

ـ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَعَمْلَقَةُ أَجْسَامِهِمْ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أُذِنَ لي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَةِ اللهِ مِن حَمَلَةِ العَرْش: إِنَّ مَا بَينَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلى عَاتِقِهِ: مَسِيرَةُ سَبْعِمِاْئَةِ عَام " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَفي شَرْحِ الطَّحَاوِيَّةِ بِرَقْمَيْ: 151، 311، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4727، وَقَالَ عَنهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، وَهَذَا الحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

حَدَّثَ يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " حَمَلَةُ الْعَرْش، لَهُمْ قُرُونٌ لَهَا كُعُوبٌ كَكُعُوبِ الْقَنَا، مَا بَيْنَ قَدَمَيْ أَحَدِهِمْ كَذَا وَكَذَا، وَمِن أَخْمُصِ قَدَمِهِ إِلىَ كَعْبِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِاْئَةِ عَام، وَمِنْ كَعْبِهِ إِلىَ رُكْبَتِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِاْئَة، وَمِنْ رُكْبَتِهِ إِلىَ أَرْنَبَتِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِاْئَةِ عَام، وَمِنْ تَرْقُوَتِهِ إِلىَ مَوْضِعِ الْقُرْطِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِاْئَةِ عَام " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: إِسْنَادُهُ قَوِيّ، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8698]

حَدَّثَ الإِمَامُ الأَوْزَاعِيُّ عَن هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ قَال: " حَملَةُ الْعَرْشِ ثَمَانيَة، يَتَجَاوَبُونَ بِصَوْتٍ رَخِيمٍ حَسَن 00 يَقُولُ أَرْبَعَة: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِك، وَيَقُولُ الآخَرُون: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِك؛ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِك " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 264/ 5]

ـ الدِّيكُ المُسَبِّح [مِن عَجَائِبِ المَخْلُوقَات]: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ أَذِنَ لي أَن أُحَدِّثَ عَنْ دِيكٍ قَدْ مَزَّقَتْ رِجْلاَهُ الأَرْض، وعُنُقُهُ مُنْثَنٍ تَحْتَ العَرْشِ وَهُوَ يَقُول: سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَكَ رَبَّنَا؛ فَيَرُدُّ عَلَيْه جَلَّ جَلاَلُه: مَا يَعْلَمُ ذَلِكَ مَن حَلَفَ بي كَاذِبَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (150، 2594)، وَصَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو يَعْلَى وَالإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَالْكَبِير]

ـ أَمِينُ الْوَحْي: جِبرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} {النَّجْم/13} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مُعَقِّبَاً عَلَى هَذِهِ الآيَة: " رَأَيْتُ جِبرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى؛ عَلَيْهِ سِتُّمِاْئَةِ جَنَاح، يَنْثُرُ مِنْ رِيشِهِ التَّهَاوِيل: الدُّرَّ وَاليَاقُوت " 00 التَّهَاوِيل: أَيِ الأَعَاجِيب 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3915] سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيم 00 إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ حَالُ مَلَكٍ كَرِيم؛ فَكَيْفَ بجَمَالِ وَجَلاَلِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيم 00؟!

ـ الدِّيوَان: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَأَبي حَيَّةَ الأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثُمَّ عُرِجَ بي حَتىَّ ظَهَرْتُ لِمُسْتَوىً أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (349 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 163 / عَبْد البَاقِي]

ـ أَقْوَالُ الْعُلَمَاءِ في لُغَةِ أهْلِ الجَنَّة: قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَة عَنْ لُغَةِ أهْلِ الجَنَّة: «لاَ يُعْلَمُ بِأَيَّةِ لُغَةٍ يَتَكَلَّمُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ، وَلاَ بِأَيَّةِ لُغَةٍ يَسْمَعُونَ خِطَابَ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلاَ؛ لأَنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ لَمْ يُخْبِرْنَا بِشَيْءِ مِنْ ذَلِكَ وَلاَ رَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَلَمْ يَصِحَّ أَنَّ الفَارِسِيَّةَ لُغَةُ الجَهَنَّمِيِّين، وَلاَ أَنَّ العَرَبِيَّةَ لُغَةُ أَهْلِ الجَنَّة، وَلاَ نَعْلَمُ نِزَاعَاً في ذَلِكَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، بَلْ كُلُّهُمْ يَكُفُّونَ عَنْ ذَلِك؛ لأَنَّ الكَلاَمَ في مِثْلِ هَذَا مِنْ فُضُولِ القَوْل 00

لَكِن حَدَثَ في ذَلِكَ خِلاَفٌ بَيْنَ المُتَأَخِّرِين: فَقَالَ نَاسٌ: يَتَخَاطَبُونَ بِالعَرَبِيَّة، وَقَالَ آخَرُون: إِلاََّ أَهْلَ النَّار؛ فَإِنَّهُمْ يُجِيبُونَ بِالفَارِسِيَّة، وَهِيَ لُغَتُهُمْ في النَّار 0 وَقَالَ آخَرُون: يَتَخَاطَبُونَ بِالسُّرْيانِيَّة؛ لأَنَّهَا لُغَةُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَعَنهَا تَفَرَّعَتِ اللُّغَات 0 وَقَالَ آخَرُون: إِلاََّ أَهْلُ الجَنَّة؛ فَإِنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِالعَرَبِيَّة 0 وَكُلُّ هَذِهِ الأَقْوَالِ لاَ حُجَّةَ لأَرْبَابِهَا 00 لاَ مِنْ طَرِيقِ عَقْلٍ وَلاَ نَقْل، بَلْ هِيَ دَعَاوَى عَارِيَةٌ عَنِ الأَدِلَّة، وَاللهُ تَعَالىَ أَعْلَى أَعْلَم» 0

نِسْبةُ تَعْدَادِ المُسْلِمِينَ بَينَ أَهْلِ الجَنَّة عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ إِنيِّ أَرْجُو أَنْ تَكُونُواْ رُبُعَ أَهْلِ الجَنَّة "؛ فَكَبَّرْنَا؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَرْجُو أَنْ تَكُونُواْ ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّة " 0 فَكَبَّرْنَا؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَرْجُو أَنْ تَكُونُواْ نِصْفَ أَهْلِ الجَنَّة " 00 فَكَبَّرْنَا فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَنْتُمْ في النَّاسِ إِلاَّ كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ في جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَض " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3348 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 222 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُواْ رُبُعَ أَهْلِ الجَنَّة " 00؟ فَكَبَّرْنَا؛ ثمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُواْ ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّة " 00؟ فَكَبَّرْنَا؛ ثمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنيِّ لأَرْجُو أَنْ تَكُونُواْ شَطْرَ أَهْلِ الجَنَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3348 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 221 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَهْلُ الجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِاْئَة صَفّ، ثَمَانُونَ مِنهَا مِن هَذِهِ الأُمَّة، وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الأُمَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَة، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالأُسْتَاذ حُسَيْن سَلِيم أَسَد في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَبي يَعْلَى]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَيْفَ أَنْتُمْ وَرُبْعَ أَهْلِ الجَنَّة: لَكُمْ رُبْعُهَا وَلِسَائِرِ النَّاسِ ثَلاَثَةُ أَرْبَاعِهَا " 00؟ قَالُواْ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَثُلُثَهَا " 00؟ قَالُواْ: فَذَاكَ أَكْثَر، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَالشَّطْر " 00؟

قَالُواْ: فَذَلِكَ أَكْثَر، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَهْلُ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفّ، أَنْتُمْ مِنهَا ثَمَانُونَ صَفَّا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (4328)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ وَعَدَني أَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ مِن أُمَّتي أَرْبَعَمِاْئَةِ أَلْف " 0 فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: زِدْنَا يَا رَسُولَ الله 00 قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَهَكَذَا " 00 وَجَمَعَ كَفَّهُ 0

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: زِدْنَا يَا رَسُولَ الله 00 قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَهَكَذَا " 00 فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنه: حَسْبُكَ يَا أَبَا بَكْر؛ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: دَعْني يَا عُمَر؛ مَا عَلَيْكَ أَنْ يُدْخِلَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الجَنَّةَ كُلَّنَا 00؟! فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنه: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ شَاءَ أَدْخَلَ خَلْقَهُ الجَنَّةَ بِكَفٍّ وَاحِد " 00 فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " صَدَقَ عُمَر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 590]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَعَدَني رَبيِّ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ مِن أُمَّتي سَبْعِينَ أَلْفَاً، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفَاً؛ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلاَ عَذَاب، وَثَلاَثَ حَثَيَاتٍ مِن حَثَيَاتِ رَبيِّ عَزَّ وَجَلّ " 0 [قَالَ عَنهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في السِّيَرِ: إِسْنَادُهُ قَوِيّ، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 4286، 2437، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أُعْطِيتُ سَبْعِينَ أَلْفَاً يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَاب، وُجُوهُهُمْ كَالقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْر، وَقُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِد، فَاسْتَزَدْتُ رَبيِّ جَلَّ وَعَلاَ؛ فَزَادَني مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعِينَ أَلْفَاً " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1057، 1484، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَبِعَمَلِيَّةٍ حِسَابِيَّةٍ صَغِيرَةٍ يُمْكِنُنَا الحُصُولُ عَلَى نَاتِجِ مَنْ سَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ كَالتَّالي: 70 × 70 أَلْف = 4900 أَلْف + ال 70 أَلْف الأُولىَ = 4970 أَلْف أَيْ = [5] مِلْيُون، هَذَا عَلَى حِسَابِ الرِّوَايَةِ الأُولىَ [المُقَلِّلَة: رِوَايَةُ أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ]، أَمَّا عَلَى حِسَابِ الرِّوَايَةِ الأَخِيرَة [المُكَثِّرَة: رِوَايَةُ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ]: يَكُونُ عَدَدُ الدَّاخِلِينَ كَالتَّالي: 70 أَلْف × 70 أَلْف = 4900 مِلْيُون أَيْ حَوَاليْ = [5] مِلْيَار 00!! أَمَّا حَثَيَاتُ الجَبَّارِ تَبَارَكَتْ يَدَاه: فَلاَ يُحْصِي عَدَدَهَا إِلاَّ الله 00

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ في أَصْلاَبِ أَصْلاَبِ أَصْلاَبِ رِجَالٍ مِن أَصْحَابي: رِجَالاً وَنِسَاءً يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَاب، ثمَّ قَرَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {وَآخَرِينَ مِنهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيم} {الجُمُعَة/3} [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: (309)، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّد]

وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في وَصْفِهِمْ: " مُتَمَاسِكُونَ آخِذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً، لاَ يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتىَّ يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6554 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 219 / عَبْد البَاقِي]

اللَِّهُمَّ اجْعَلْني وَاحِدَاً مِن هَؤُلاَء؛ أَنَا وَأَحِبَّتي وَعِبَادَكَ الطَّيِّبِينَ وَالمحْسِنِينَ وَالرُّحَمَاءَ وَالنُّبَلاَء 0 دَرَجَةُ الْوَسِيلَة عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الْوَسِيلَةُ دَرَجَةٌ عِنْدَ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ لَيْسَ فَوْقَهَا دَرَجَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (7151، 3571)، وَقَالَ في الثَّمَرِ المُسْتَطَاب: إِسْنَادٌ جَيِّد]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَاسْأَلُواْ اللهَ لي الوَسِيلَة " 0 قِيل: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَا الوَسِيلَة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَعْلَى دَرَجَةٍ في الجَنَّة، لاَ يَنَالُهَا إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِد، وَأَرْجُو أَن أَكُونَ أَنَا هُوَ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7588)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3612]

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَلُواْ اللهَ ليَ الْوَسِيلَة؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهَا لي عَبْدٌ في الدُّنيَا: إِلاَّ كُنْتُ لَهُ شَهِيدَاً أَوْ شَفِيعَاً يَوْمَ الْقِيَامَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي التَّرْغِيب، وَقَالَ في الثَّمَرِ المُسْتَطَاب: سَنَدٌ جَيِّد، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو فَيَقُول: " اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شَفَاعَةَ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكُبْرَى، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ الْعُلْيَا، وَآتِهِ سُؤْلَهُ في الآخِرَةِ وَالأُولىَ كَمَا آتَيْتَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في فَضْلِ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، رَوَاهُ الإِمَامَان / ابْنُ خُزَيْمَةَ في التَّوْحِيد وعَبْدُ الرَّزَّاقِ في مُصَنَِّفِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عُرِضَ عَلَيَّ مَا هُوَ مَفْتُوحٌ لأُمَّتي بَعْدِي [أَيْ مِنَ المُلْك] فَسَرَّني؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {وَلَلآَخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى {4} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} {الضُّحَى}

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: " أَعْطَاهُ اللهُ في الجَنَّةِ أَلْفَ قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤ، تُرَابُهَا المِسْك، في كُلِّ قَصْرٍ مَا يَنْبَغِي لَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (2790)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

جَنَّةُ عَدْن أَوْرَدَ الإِمَامُ الْقُرْطُبيُّ رَحِمَهُ اللهُ وَمُقَاتِلٌ في تَفْسِيرَيْهِمَا أَنَّ الجِنَانَ أَرْبَع: جَنَّةُ عَدْن، وَجَنَّةُ النَّعِيم، وَجَنَّةُ الْفِرْدَوْس، وَجَنَّةُ المَأْوَى " 0 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَلَقَ اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ جَنَّةَ عَدْنَ بِيَدِه، وَخَلَقَ فِيهَا ثِمَارَهَا، وَشَقَّ فِيهَا أَنهَارَهَا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهَا فَقَال: تَكَلَّمِي؛ فَقَالَتْ: قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُون؛ فَقَالَ تَقَدَِّسَتْ أَسْمَاؤُه: وَعِزَّتي وَجَلاَلي؛ لاَ يِجَاوِرُني فِيكِ بَخِيل " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّد، وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ الحُوَيْنيُّ في تَنْبِيهِ الهَاجِد: رِجَالُ الإِسْنَادِ أَئِمَّةٌ ثِقَات]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " خَلَقَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِه: الْعَرْش، وَالْقَلَم، وَآدَم، وَجَنَّةَ عَدْن، ثمَّ قَالَ لِسَائِرِ الخَلْقِ كُنْ فَكَان " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مخْتَصَرِ الْعُلُوّ، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، وَالآجُرِّيُّ في كِتَابِ الشَّرِيعَة]

جَنَّةُ الفِرْدَوْس عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ في الجَنَّةِ مِاْئَةَ دَرَجَة؛ أَعَدَّهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُجَاهِدِينَ في سَبِيلِهِ: كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْس؛ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّة، وَأَعْلَى الجَنَّة، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ جَلَّ وَعَلاَ، وَمِنهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7423 / فَتْح]

عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنِ الجَنَّةِ وَدَرَجَاتِهَا: " الفِرْدَوْسُ أَعْلاَهَا دَرَجَةً، مِنهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ الأَرْبَعَة " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: (22790)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2531]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيْحَانُ وَجَيْحَان، وَالفُرَاتُ وَالنِّيل: كُلٌّ مِن أَنْهَارِ الجَنَّة " 0 [سَيْحَانُ وَجَيْحَان: نَهْرَانِ بِتُرْكِيَا، يَصُبَّانِ في البَحْرِ المُتَوَسِّط 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2839 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْس؛ فَإِنَّهُ سِرُّ الجَنَّةِ يَقُولُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ لِرَاعِيهِ عَلَيْكَ بِسِرِّ الوَادِي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 592، 2145، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ]

أَعْلَى دَرَجَةٍ في الجَنَّة عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَن أَعْلَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً: " قَالَ جَلَّ جَلاَله: أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْت [أَيْ أُولَئِكَ الَّذِينَ اصْطَفَيْتُهُمْ وَاسْتَخْلَصْتُهُمْ لِنَفْسِي] غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا، فَلَمْ تَرَ عَيْن، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُن ـ أَيْ شَيءٌ لَمْ تَرَهُ الْعُيُون، وَلَمْ تَسْمَعْ بِهِ الآذَان] وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَر، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: وَمِصْدَاقُهُ في كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُون} {السَّجْدَة/17} [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 189 / عَبْد البَاقِي]

أَدْنىَ أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يخْرُجُ رَجُلاَنِ مِنَ النَّارِ فَيُعْرَضَانِ عَلَى الله جَلَّ وَعَلاَ، ثمَّ يُؤْمَرُ بِهِمَا إِلىَ النَّار؛ فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا فَيَقُول: يَا رَبِّ مَا كَانَ هَذَا رَجَائِي؛ فَيَقُولُ لَهُ جَلَّ وَعَلاَ: وَمَا كَانَ رَجَاؤُك 00؟ فَيَقُول: كَان رَجَائِي إِذْ أَخْرَجْتَني مِنهَا أَنْ لاَ تُعِيدَني؛ فَيَرْحَمُهُ اللهُ فَيُدْخِلُهُ الجَنَّة " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ وَفي المُسْنَد: عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم 0 ح / ر: 632]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثُمَّ يَفْرُغُ اللهُ تَعَالىَ مِنَ القَضَاءِ بَيْنَ العِبَاد، وَيَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً الجَنَّة، فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّار؛ فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَني رِيحُهَا [أَيْ خَنَقَني رِيحُهَا] وَأَحْرَقَني ذَكَاؤُهَا [أَيْ لَهِيبُهَا] فَيَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدْعُوَهُ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَه 00؟

فَيَقُول: لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَه، وَيُعْطِي رَبَّهُ مِن عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ الله؛ فَيَصْرِفُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَجْهَهُ عَنِ النَّار، فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى الجَنَّةِ وَرَآهَا: سَكَتَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُت، ثُمَّ يَقُول: أَيْ رَبّ؛ قَدِّمْني إِلى بَابِ الجَنَّة؛ فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ لاَ تَسْأَلُني غَيْرَ الَّذِي أَعْطَيْتُك 00؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَك 00!!

فَيَقُول: أَيْ رَبّ، وَيَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتىَّ يَقُولَ لَهُ: فَهَلْ عَسَيْتَ إِن أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَه غَيْرَه 00؟ فَيَقُول: لاَ وَعِزَّتِك، فَيُعْطِي رَبَّهُ مَا شَاءَ اللهُ مِن عُهُودٍ وَمَوَاثِيق؛ فَيُقَدِّمُهُ إِلى بَابِ الجَنَّة، فَإِذَا قَامَ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ انْفَهَقَتْ لَهُ الجَنَّة [أَيِ انْفَتَحَتْ لَهُ لَهُ الجَنَّة] فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الخَيرِ وَالسُّرُور؛ فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْكُت، ثمَّ يَقُول: أَيْ رَبّ؛ أَدْخِلْني الجَنَّة؛ فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ مَا أُعْطِيت 00؟

وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَك 00!! فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ لاَ أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِك [أَيْ لاَ تَجْعَلْني شَقِيَّاً محْرُومَا] فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو اللهَ جَلَّ جَلاَلُه؛ حَتىَّ يَضْحَكَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ مِنْهُ؛ فَإِذَا ضَحِكَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ مِنْهُ: قَالَ ادْخُلِ الجَنَّة، فَإِذَا دَخَلَهَا؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: تَمَنَّهْ؛ فَيَسْأَلُ رَبَّهُ وَيَتَمَنىَّ، حَتىَّ إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ لَيُذَكِّرُهُ مِنْ كَذَا وَكَذَا؛ حَتىَّ إِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ قَالَ اللهُ جَلَّ جَلاَله: ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6573 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 182 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ رَجُل: فَهْوَ يَمْشِي مَرَّة، وَيَكْبُو مَرَّة، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّة؛ فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَال: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّاني مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَاني اللهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرِين،

فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ أَدْنِني مِن هَذِهِ الشَّجَرَةِ لأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: يَا ابْنَ آدَم؛ لَعَلِّي إِنَّ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَني غَيْرَهَا؟ فَيَقُول: لاَ يَا رَبّ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ يَعْذِرُه؛ لأَنَّهُ يَرَى مَا لاَ صَبْرَ لَهُ عَلَيْه؛ فَيُدْنِيهِ مِنهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الأُولىَ؛ فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ أَدْنِني مِن هَذِهِ لأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا،

[وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى في الصَّحِيحَين: فَيَقُولُ اللهُ لَهُ جَلَّ جَلاَلُه: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ لاَ تَسْأَلُني غَيْرَ الَّذِي أَعْطَيْتُك 00؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَك 00!!] فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: لَعَلِّي إِن أَدْنَيْتُكَ مِنهَا تَسْأَلُني غَيْرَهَا 00؟

فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذِرُه؛ لأَنَّهُ يَرَى مَا لاَ صَبْرَ لَهُ عَلَيْه؛ فَيُدْنِيهِ مِنهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الأُولَيَيْن؛ فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ أَدْنِني مِن هَذِهِ لأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: يَا ابْنَ آدَم؛ أَلَمْ تُعَاهِدْني أَنْ لاَ تَسْأَلَني غَيْرَهَا 00؟!

قَالَ بَلىَ يَا رَبّ 00 هَذِهِ ـ أَيْ لَن أَسْأَلَكَ، وَلَكِن هَذِهِ هَذِهِ؛ لاَ صبرَ لي عَلَيْهَا ـ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ جَلَّ جَلاَلُه يَعْذِرُه؛ لأَنَّهُ يَرَى مَا لاَ صَبْرَ لَهُ عَلَيْه؛ فَيُدْنِيهِ مِنهَا؛ فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ أَدْخِلْنِيهَا؛ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلّ: يَا ابْنَ آدَم؛ مَا يَصْرِيني مِنْكَ ـ أَيْ مَا يَقْطَعُ سُؤَالَكَ عَنيِّ ـ أَيُرْضِيكَ أَن أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟ قَالَ يَا رَبّ؛ أَتَسْتَهْزِئُ مِنيِّ وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِين 00؟!

هُنَا ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَقَالُواْ: مِمَّا تَضْحَكُ يَا رَسُولَ الله 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مِنْ ضِحْكِ رَبِّ العَالَمِينَ حِينَ قَالَ أَتَسْتَهْزِئُ مِنيِّ وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِين؟! فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: إِنيِّ لاَ أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ، وَلَكِنيِّ عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِر " 0 وَفي رِوَايَةِ الصَّحِيحَينِ أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ حِينَ يُوقِفُهُ اللهُ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ فَيَقُول:

" أَيْ رَبّ؛ لاَ أَكُونَنَّ أَشْقَى خَلْقِك؛ فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو حَتىَّ يَضْحَكَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ مِنْهُ، فَإِذَا ضَحِكَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ قَالَ لَهُ جَلَّ جَلاَلُه: ادْخُلِ الجَنَّة، فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ لَهُ: تَمَنَّهْ؛ فَيَسْأَلُ رَبَّهُ وَيَتَمَنىَّ، حَتىَّ إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ لَيُذَكِّرُهُ يَقُول: كَذَا وَكَذَا حَتىَّ إِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ قَالَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُه: ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 187، وَالرِّوَايَاتُ الأُخْرَى بِرَقْم 0خ: 7437 / فَتْح، م: 182 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنيِّ لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجَاً مِنهَا، وَآخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً: رَجُلٌ يخْرُجُ مِنَ النَّارِ كَبْوَاً ـ وَفي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ حَبْوَاً ـ فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُه: اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّة؛ فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى؛ فَيَرْجِعُ فَيَقُول: يَا رَبّ؛ وَجَدْتُهَا مَلأَى؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّة، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى؛ فَيَرْجِعُ فَيَقُول: يَا رَبّ؛ وَجَدْتُهَا مَلأَى؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّة، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةِ أَمْثَالِهَا؛ فَيَقُول: تَسْخَرُ مِنيِّ وَأَنْتَ المَلِك " 00؟! [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6571 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 186 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنيِّ لأَعْرِفُ آخَرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجَاً مِنَ النَّار: رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنهَا زَحْفَاً؛ فَيُقَالُ لَه: انْطَلِقْ فَادْخُلِ الجَنَّة؛ فَيَذْهَبُ فَيَدْخُلُ الجَنَّة؛ فَيَجِدُ النَّاسَ قَدْ أَخَذُواْ المَنَازِل [أَيْ سَكَنُواْ كُلَّ الْقُصُور]؛ فَيُقَالُ لَه: أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيه 00؟ فَيَقُولُ نَعَمْ؛ فَيُقَالُ لَه: تَمَنَّ؛ فَيَتَمَنىَّ، فَيُقَالُ لَه: لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ وَعَشَرَةُ أَضْعَافِ الدُّنْيَا؛ فَيَقُولُ أَتَسْخَرُ بي وَأَنْتَ المَلِك " 00؟ [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 186 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَأَلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَبَّهُ: مَا أَدْنى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً 00؟ قَالَ عَزَّ وَجَلّ: هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّة، فَيُقَالُ لَه: ادْخُلِ الجَنَّة؛ فَيَقُول: أَيْ رَبِّ؛ كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُواْ أُخُذَاتِهِمْ 00؟

فَيُقَالُ لَهُ: أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا 00؟ فَيَقُول: رَضِيتُ رَبِّ؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُه؛ فَقَالَ في الخَامِسَة: رَضِيتُ رَبِّ؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِه، وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُك؛ فَيَقُول: رَضِيتُ رَبِّ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 189 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في رِوَايَةٍ للإِمَامِ مُسْلِم: " فَإِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: هُوَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِه، ثُمَّ يُدْخَلُ بَيْتَهُ؛ فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الحُورِ العِينِ فَتَقُولاَن: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَك؛ فَيَقُول: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيت " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 188 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في هَؤُلاَءِ الْعُتَقَاء: " لَوْ ضَافَ أَحَدُهُمْ أَهْلَ الدُّنْيَا لَفَرَشَهُمْ وَأَطْعَمَهُمْ وَسَقَاهُمْ وَلَحَفَهُمْ وَلَزَوَّجَهُم، لاَ يَنْقُصُهُ ذَلِكَ شَيْئَا " 00 لَحَفَهُمْ: أَيْ غَطَّاهُمْ أَوْ كَسَاهُمْ 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 4337، وَالأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّة، وَالأُسْتَاذ حُسَيْن سَلِيم أَسَد في مُسْنَدِ أَبي يَعْلَى]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَدْنىَ أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً: مَنْ لَهُ سَبْعُ دَرَجَات، وَهُوَ عَلَى السَّادِسَةِ وَفَوْقَهُ السَّابِعَة، وَإِنَّ لَهُ ثَلاَثَمِاْئَةِ خَادِم، يُغْدَى عَلَيْهِ وَيُرَاحُ كُلَّ يَوْمٍ بِثَلاَثِمِاْئَةِ صَحْفَةٍ مِنْ ذَهَب، في كُلِّ صَحْفَةٍ لَوْنٌ لَيْسَ في

الأُخْرَى، وَإِنَّهُ لَيَلَذُّ آخِرَهُ كَمَا يَلَذُّ أَوَّلَه، وَإِنَّهُ لَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ لَوْ أَذِنْتَ لي أَطْعَمْتُ أَهْلَ الجَنَّةِ وَسَقَيْتُهُمْ: لَمْ يَنْقُصْ مِمَّا عِنْدِي شَيْئَا، وَإِنَّ لَهُ مِنَ الحُورِ العِين: ثِنْيتَينِ وَسَبْعِين 00 زَوْجَةً سِوَى أَزْوَاجِهِ مِنَ الدُّنْيَا " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ البُوصِيرِي في زَوَائِدِهِ بِرَقْم: 7880/ 1، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] حَدِيثَان: كَاللُّؤْلُؤِ وَالمَرْجَان، تَقْشَعِرُّ لَهُمَا الأَبْدَان

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ عَن آخِرِ النَّاجِينَ مِنَ النَِّار: " فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ في الجَنَّةِ؛ فَيَقُول: يَا رَبّ؛ أَدْخِلْني هَذَا الْبَاب؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلهُ: عَبْدِي؛ لَعَلِّي إِن أَدْخَلْتُكَ تَسْأَلْني غَيْرَه 00؟ فَيُدْخِلُهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يعْجَبُ بِمَا هُوَ فِيهِ؛ إِذْ فُتِحَ لَهُ بَابٌ آخَر؛ فَيَسْتَحْقِرُ في عَيْنِهِ الَّذِي هُوَ فِيه، فَيَقُول: يَا رَبّ؛ أَدْخِلْني هَذَا؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلهُ: أَوَلَمْ تَزْعُمْ أَنَّكَ لاَ تَسْأَلْني غَيْرَه؟

فَيَقُول: وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِكَ؛ لَئِن أَدْخَلْتَنِيهِ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَه، فَيُدْخِلُهُ حَتىَّ يُدْخِلَهُ أَرْبَعَةَ أَبْوَاب، كُلُّهَا يَسْأَلُهَا، ثمَّ يَسْتَقْبِلُهُ رَجُلٌ مِثْلُ النُّور؛ فَإِذَا رَآهُ هَوَى يَسْجَدُ لَه؛ فَيَقُول: مَا شَأْنُك 00؟ فَيَقُول: أَلَسْتَ بِرَبيِّ 00؟ فَيَقُول: إِنَّمَا أَنَا قَهْرَمَان [أَيْ خَادِم] لَكَ في الجَنَّةِ أَلْفُ قَهْرَمَانٍ عَلَى أَلْفِ قَصْر، بَينَ كُلِّ قَصْرَيْنِ مَسِيرَةُ أَلْفِ سَنَة، يَرَى أَقْصَاهَا كَمَا يَرَى أَدْنَاهَا، ثمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ

فِيهَا سَبْعُونَ بَابَاً، في كُلِّ بَابٍ مِنهَا أَزْوَاجٌ وَسُرُرٌ وَمَنَاصِف [أَيْ وَخَدَم] فَيَقْعُدُ مَعَ زَوْجَتِهِ، فَتُنَاوِلُهُ الْكَأْس، فَتَقُول: لأَنْتَ مُنْذُ نَاوَلْتُكَ الْكَأْسَ أَحْسَنُ مِنْكَ قَبْلَ ذَلِك، بِسَبْعِينَ ضِعْفَاً، عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً، أَلْوَانُهَا شَتىَّ، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا، وَيَلْبَسُ الرَّجُلُ ثِيَابَهُ عَلَى كَبِدِهَا، وَكَبِدُهَا مِرْآتُه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ في زَوَائِدِهِ بِرَقْم: 4539، وَالإِمَامُ البُوصِيرِي في زَوَائِدِه بِرَقْم: 7684، رَوَاهُ إِسْحَاقُ ابْنُ رَاهَوَيْه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَجْمَعُ اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ الأَوَّلينَ وَالآخِرِينَ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، قِيَامَاً أَرْبَعِينَ سَنَة، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلى السَّمَاء؛ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ القَضَاء، وَيَنْزِلُ اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ في ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ مِنَ العَرْشِ إِلى الكُرْسِيّ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيُّهَا النَّاس؛ أَلَمْ تَرْضَوْا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئَاً: أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ نَاسٍ مِنْكُمْ مَا كَانُواْ يَتَوَلَّوْنَ وَيَعْبُدُونَ في الدُّنيَا، أَلَيْسَ ذَلِكَ عَدْلاَ مِنْ رَبِّكُمْ 00؟ قَالُواْ: بَلَى؛ قَالَ جَلَّ جَلاَلهُ: فَلْيَنْطَلِقْ كُلُّ قَوْمٍ إِلى مَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ في الدُّنْيَا؛ فَيَنْطَلِقُون،

وَيُمَثَّلُ لَهُمْ أَشْبَاهُ مَا كَانُواْ يَعْبُدُون: فَمِنهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلى الشَّمْس، وَمِنهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلى القَمَر، وَإِلى الأَوْثَانِ مِنَ الحِجَارَةِ وَأَشْبَاهِ مَا كَانُواْ يَعْبُدُون، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى: شَيْطَانُ عِيسَى، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرَاً: شَيْطَانُ عُزَيْرٍ عَلَيْهِ السَّلاَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي شَرْحِ الطَّحَاوِيَّة، وَقَالَ الإِمَامَانِ الذَّهَبيُّ وَالهَيْثَمِيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين] سُبْحَانَ الله؛ كَأَنَّ هَذَا تَصْدِيقٌ لِقَوْلِهِ تَعَالىَ: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُون} {الأَنْبِيَاء/98}

حَدَّثَ عِكْرِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ قَالَ المُشْرِكُون: المَلاَئِكَةُ وَعِيسَى وَعُزَيْرٌ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ يُعْبَدُونَ مِنْ دُونِ الله؛ فَنَزَلَتْ: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الحُسْنى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُون} {الأَنْبِيَاء/101} [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3449]

نُكْمِلُ الحَدِيثَ الأَوَّل: " وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرَاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ شَيْطَانُ عُزَيْرٍ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَيَبْقَى محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُه، فَيَتَمَثَّلُ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلاَ فَيَأَتِيهِمْ، فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: مَا لَكُمْ لاَ تَنْطَلِقُونَ كَمَا انْطَلَقَ النَّاس 00؟ فَيَقُولُون: إِنَّ لَنَا لإِلَهَاًً مَا رَأَيْنَاهُ بَعْد 00 [وَفي رِوَايَةِ الصَّحِيحَين: «فَيَأْتِيهِمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ في صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتي يَعْرِفُون، فَيَقُول: أَنَا رَبُّكُمْ؛ فَيَقُولُون: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْك، هَذَا مَكَانُنَا حَتىَّ يَأْتِيَنَا رَبُّنَا!!] فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلّ: هَلْ تَعْرِفُونَهُ إِنْ رَأَيْتُمُوه 00؟

فَيَقُولُون: إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلاَمَةً إِذَا رَأَيْنَاهَا عَرَفْنَاهَا؛ فَيَقُول: مَا هِي 00؟ فَيَقُولُون: يَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ جَلَّ وَعَلاَ؛ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكْشَفُ عَنْ سَاقِهِ جَلَّ جَلاَلهُ؛ فَيَخِرُّ كُلُّ مَنْ كَانَ بِظَهْرِهِ طَبَقٌ [أَيْ فَقَرَات] وَيَبْقَى قَوْمٌ ظُهُورُهُمْ كَصَياصِيِّ البَقَر [أَيْ كَقُرُونِهَا صَلْبَة] يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلاَ يَسْتَطِيعُون، وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُون، ثمَّ يَقُول: ارْفَعُواْ رُءوسَكُمْ؛ فَيَرْفَعُونَ رُءوسَهُمْ، فَيُعْطِيهِمْ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ: فَمِنهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الجَبَلِ العَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْه، وَمِنهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَمِنهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَاً مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِه، وَمِنهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَاً أَصْغَرَ مِنْ ذَلِك، حَتىَّ يَكُونَ آخِرُهُمْ رَجُلاً يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ، يُضِئُ مَرَّةً وَيُطْفِئُ مَرَّة؛ فَإِذَا أَضَاءَ قَدَّمَ قَدَمَهُ فَمَشَى،

وَإِذَا طُفِئَ قَام، وَالرَّبُّ جَلَّ جَلاَلهُ أَمَامَهُمْ حَتىَّ يَمُرَّ وَيَمُرُّونَ عَلَى الصِّرَاطّ، وَالصِّرَاطُ كَحَدِّ السَّيْف: دَحْضُ مَزَلَّة؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلهُ مُرُّواْ؛ فَيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ نُورِهِمْ: مِنهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَطَرْفِ العَيْن، وَمِنهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالبَرْق، وَمِنهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالسَّحَاب، وَمِنهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَانْقِضَاضِ الكَوْكَب، وَمِنهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيح، وَمِنهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الفَرَس [أَيْ كَجَرْيِهِ] وَمِنهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرَّجُل، حَتىَّ يَمُرَّ الَّذِي أُعْطِيَ نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمَيْهِ يحْبُو عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْه، تَخِرُّ يَدٌ وَتَعْلَقُ يَدٌ، وَتَخِرُّ رِجْلٌ وَتَعْلَقُ رِجْل، وَيُصِيبُ جَوَانُبَهُ النَّار؛

فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتىَّ يَخْلُص؛ فَإِذَا خَلَصَ وَقَفَ عَلَيْهَا ثُمَّ قَال: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَعْطَاني مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدَاً: إِذْ أَنْجَاني مِنهَا بَعْدَ إِذْ رَأَيْتُهَا، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلى غَدِيرٍ عِنْدَ بَابِ الجَنَّةِ فَيَغْتَسِل؛ فَيَعُودُ إِلَيْهِ رِيحُ أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَلْوَانِهُمْ، فَيَرَى مَا في الجَنَّةِ مِن خِلاَلِ البَاب؛ فَيَقُوُل: رَبِّ أَدْخِلْني الجَنَّة؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: أَتَسْأَلُ الجَنَّةَ وَقَدْ نَجِّيتُكَ مِنَ النَّار 00؟ فَيَقُول: رَبِّ اجْعَلْ بَيْني وَبَيْنَهَا حِجَابَاً لاَ أَسْمَعُ حَسِيسَهَا؛ فَيَدْخُلُ الجَنَّة، فَيَرَى أَوْ يُرْفَعُ لَهُ مَنْزِلٌ أَمَامَ ذَلِك، كَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ حُلْم؛ فَيَقُول: رَبِّ أَعْطِني ذَلِكَ المَنْزِل؛ فَيَقُولُ لَهُ: فَلَعَلَّكَ إِن أَعْطَيْتُكَهُ تَسْأَلُ غَيْرَه؛ فَيَقُول: لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَه، وَأَيُّ مَنْزِلٍ يَكُونُ أَحْسَنَ مِنهُ؛ فَيُعْطَاهُ فَيَنْزِلُه، فَيَرَى أَوْ يُرْفَعُ لَهُ أَمَامَ ذَلِكَ مَنْزِلٌ آخَرُ كَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ حُلْم؛

فَيَقُول: رَبِّ أَعْطِني ذَلِكَ المَنْزِل؛ فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ: فَلَعَلَّكَ إِن أَعْطَيْتُكَهُ تَسْأَلُ غَيْرَه؛ فَيَقُول: لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ أَسْأَلُ غَيْرَه، وَأَيُّ مَنْزِلٍ يَكُونُ أَحْسَنَ مِنهُ؟ فَيُعْطَاهُ فَيَنْزِلَهُ، ثُمَّ يَسْكُت؛ فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ: مَا لَكَ لاَ تَسْأَل 00؟ فَيَقُول: رَبِّ؛ لَقَدْ سَأَلْتُكَ حَتىَّ اسْتحْيَيْتُك، وَأَقْسَمْتُ لَكَ حَتىَّ اسْتحْيَيْتُك؛ فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ: أَلَمْ تَرْضَ أَن أُعْطِيَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ خَلَقْتُهَا إِلى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشَرَةَ أَضْعَافِه؟ فَيَقُول: أَتَهْزَأُ بي وَأَنْتَ رَبُّ العِزَّة 00؟

ثُمَّ يَضْحَكُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ مِنْ قَوْلِهِ وَيَقُول: لاَ أَهْزَأُ بِكَ وَلَكِنيِّ عَلَى ذَلِكَ قَادِر؛ سَلْ؛ فَيَقُول: أَلْحِقْني بِالنَّاس؛ فَيَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ: الحَقْ بِالنَّاس؛ فَيَنْطَلِقُ يَرْمُلُ في الجَنَّة [أَيْ يُهَرْوِل] حَتىَّ إِذَا دَنَا مِنَ النَّاسِ رُفِعَ لَهُ قَصْرٌ مِنْ دُرَّة؛ فَيَخِرُّ سَاجِدَاً؛ فَيُقَالُ لَه: ارْفَعْ رَأْسَكَ مَا لَك؟! فَيَقُول: رَأَيْتُ رَبيِّ، أَوْ تَرَاءَى لي رَبيِّ؛ فَيُقَالُ لَه: إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِك، ثمَّ يَلْقَى رَجُلاَ فَيَتَهَيَّأُ لِلسُّجُودِ لَهُ؛ فَيُقَالَ لَه: مَهْ [أَيْ اثْبُتْ] مَا لَك 00؟!

فَيَقُول: رَأَيْتُ أَنَّكَ مَلَكٌ مِنَ المَلاَئِكَة؛ فَيَقُول: إِنَّمَا أَنَا قَهْرَمَانٌ مِنْ قَهَارِمَتِك، وَعَبْدٌ مِن عَبِيدِك، تحْتَ يَدِي أَلْفُ قَهْرَمَانٍ أَيْ أَلْفُ خَادِمٍ] عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْه؛ فَيَنْطَلِقُ أَمَامَهُ حَتىَّ يُفْتَحَ لَهُ بَابُ الْقَصْر: وَهُوَ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ سَقَائِفُهَا وَأَبْوَابُهَا وَأَغْلاَقُهَا وَمَفَاتِيحُهَا مِنهَا، تَسْتَقْبِلُهُ جَوْهَرَةٌ خَضْرَاءُ مُبَطَّنَةٌ بحَمْرَاء فِيهَا سَبْعُونَ بَابَاً، كُلُّ بَابٍ يُفْضِي إِلىَ جَوْهَرَةٍ خَضْرَاءَ مُبَطَّنَة، كُلُّ جَوْهَرَةٍ عَلَى غَيْرِ لَوْنِ الأُخْرَى، في كُلِّ جَوْهَرَةٍ سُرُرٌ وَأَزْوَاجٌ وَوَصَائِف، أَدْنَاهُنَّ:

حَوْرَاءُ عَيْنَاءُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّة، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا، كَبِدُهَا مِرْآتُهُ وَكَبِدُهُ مِرْآتُهَا، إِذَا أَعْرَضَ عَنهَا إِعْرَاضَةً: ازْدَادَتْ في عَيْنِهِ سَبْعِينَ ضِعْفَاً عَمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِك، وَإِذَا أَعْرَضَتْ عَنهُ إِعْرَاضَةً: ازْدَادَ في عَيْنِهَا سَبْعِينَ ضِعْفَاً عَمَّا كَانَ قَبْلَ ذَلِك؛ فَيَقُولُ لَهَا: وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتِ في عَيْني سَبْعِينَ ضِعْفَاً، وَتَقُولُ لَهُ: وَأَنْتَ وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتَ في عَيْني سَبْعِينَ ضِعْفَاً؛ فَيُقَالُ لَه: أَشْرِفْ [أَيْ طُلّ] فَيُشْرِف؛ فَيُقَالُ لَه: مُلْكُكَ مَسِيرَةُ مِاْئَةِ عَامٍ يَنْفُذُهُ بَصَرُك "؛ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنه: " أَلاَ تَسْمَعُ مَا يحَدِّثُنَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ يَا كَعْبُ عَن أَدْنى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلاً؛ فَكَيْفَ بِأَعْلاَهُمْ 00؟ فَقَالَ كَعْبٌ رَضِيَ اللهُ عَنه: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين: مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ 00

إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ خَلَقَ لِنَفْسِهِ دَارَاً بِيَدِهِ؛ وَزَيَّنَهَا بمَا شَاء، وَجَعَلَ فِيهَا مِنَ الأَزْوَاجِ وَالثَّمَرَاتِ وَالأَشْرِبَة، ثمَّ أَطْبَقَهَا ـ أَيْ أَغْلَقَهَا ـ ثُمَّ لَمْ يَرَهَا أَحَدٌ مِن خَلْقِهِ 00 لاَ جِبْرِيلُ وَلاَ غَيْرُهُ مِنَ المَلاَئِكَة 00 ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ رَضِيَ اللهُ عَنه: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُون} {السَّجْدَة/17} ثمَّ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: وَخَلَقَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ جَنَّتَين، وَجَعَلَ فِيهِمَا ما ذكر من الحرير والسندس والإستبرق، وَزَيَّنَهُمَا بِمَا شَاء، وَأَرَاهُمَا مَنْ شَاءَ مِن خَلْقِه، فَمَنْ كَانَ كِتَابُهُ في عِلِّيِّين: نَزَلَ تِلْكَ الدَّارَ الَّتي لَمْ يَرَهَا أَحَد؛ حَتىَّ إِنَّ الرَّجُلَ مِن أَهْلِ عِلِّيِّينَ لَيَخْرُجُ فَيَسِيرُ في مُلْكِهِ؛ فَمَا تَبْقَى خَيْمَةٌ مِن خِيَامِ الجَنَّةِ إِلاَّ دَخَلَهَا مِنْ ضَوْءِ وَجْهِهِ؛ فَيَسْتَنْشِقُونَ رِيحَهُ فَيَقُولُون: وَاهَاً لِهَذِهِ الرِّيح؛ لَقَدْ أَشْرَفَ عَلَيْنَا الْيَوْمَ رَجُلٌ مِن أَهْلِ عِلِّيِّين؛ فَقَالَ [أَيْ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنه]

وَيْحَكَ يَا كَعْب؛ إِنَّ هَذِهِ القُلُوبَ قَدِ اسْتَرْسَلَتْ فَاقْبِضْهَا، فَقَالَ كَعْبٌ رَضِيَ اللهُ عَنه: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنين؛ إِنَّ لِجَهَنَّمَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَزَفْرَة: مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّب، وَلاَ نَبيٍّ مُرْسَل: إِلاَّ يَخِرُّ لِرُكْبَتَيْه؛ حَتىَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَليلَ اللهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَيَقُول: رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي؛ حَتىَّ لَوْ كَانَ لَكَ عَمَلُ سَبْعِينَ نَبيَّاً إِلى عَمَلِك: لَظَنَنْتَ أَنَّكَ لاَ تَنْجُو " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي شَرْحِ الطَّحَاوِيَّة، وَقَالَ الإِمَامَانِ الذَّهَبيُّ وَالهَيْثَمِيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

وَأَخْتِمُ بِعِبَارَةٍ مِن أَجْمَلِ مَا قَالَهُ الدُّكْتُور مُصْطَفَى السِّبَاعِي في كِتَابِ هَكَذَا عَلَّمَتْني الحَيَاة: " إِذَا مَا صَدَقْتُمُ الْعَزْمَ في دُخُولِ الجَنَّةِ أَعْطَاكُمُ اللهُ مَفَاتِيحَهَا " [الدُّكتُور مُصْطَفَى السِّبَاعِي في كِتَابِ هَكَذَا عَلَّمَتْني الحَيَاة طَبْعَةُ دَارِ السَّلامِ بِالْقَاهِرَة 0 بِتَصَرُّفٍ تحْتَ رَقْم: 167]

عَظَمَةُ ثَوَابِ وَعِقَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ العُقُوبَة: مَا طَمِعَ بجَنَّتِهِ أَحَد، وَلَوْ يَعْلَمُ الكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَة: مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2755 / عَبْدُ البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلالُهُ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلاَ تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتىَّ يَعْمَلَهَا، فَإِن عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِن أَجْلي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَة، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا؛ فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَة، فَإِن عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالهَا إِلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْف " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7501 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 128 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُضَاعِفُ الحَسَنَةَ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7932)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَأَخْتِمُ كِتَابي يَا أَحْبَابي؛ بِهَذَا الحَدِيثِ الطَّيِّب: عَن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الجُهَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلىَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ شَهِدْتُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّكَ رَسُولُ الله، وَصَلَّيْتُ الخَمْس، وَأَدَّيْتُ زَكَاةَ مَالي، وَصُمْتُ شَهْرَ رَمَضَان؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ القِيَامَة، وَنَصَبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِصْبَعَيْه 00 مَا لَمْ يُعَقَّ وَالِدَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 24009/ 81]

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ عَنْ سُبُلِ النَّجَاةِ لمَنْ وَجَبَتْ لَهُ النَّار: " الذُّنُوبُ لاَ تُوجِبُ دُخُولَ النَّارِ مُطْلَقَاً؛ إِلاََّ إِذَا انْتَفَتِ الأَسْبَابُ المَانِعَةُ مِنْ ذَلِك، وَهِيَ عَشْرَة: التَّوْبَة، وَالاِسْتِغْفَار، وَالحَسَنَاتُ المَاحِيَة، وَالمَصَائِبُ المُكَفِّرَة، وَشَفَاعَةُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَشَفَاعَةُ غَيْرِهِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالحِين، وَدُعَاءُ المُؤْمِنِين، وَمَا يُهْدَى لِلْمَيِّتِ مِنَ الثَّوَابِ وَالصَّدَقَةِ وَالعِتْق، وَفِتْنَةُ القَبْر، وَأَهْوَالُ القِيَامَة أَوْ أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ شَاءَ اللهُ الْعَفْوَ عَنهُمْ " 0

وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ عَنْ مَعْرِفَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: «لَوْ كَانَ لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاََّ مَنْ يَعْرِفُ اللهَ كَمَا يَعْرِفُهُ نَبِيُّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: لَمْ تَدْخُلْ أُمَّتُهُ الجَنَّة؛ فَإِنَّهُمْ أَوْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ هَذِهِ المَعْرِفَة، بَلْ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَتَكُونُ مَنَازِلُهُمْ مُتَفَاضِلَةً بحَسَبِ إيمَانِهِمْ وَمَعْرِفَتِهِمْ بِالله» 0

اللَّهُمَّ اجْعَلْ كُلَّ كِتَابَاتي؛ في مِيزَانِ حَسَنَاتي 00 اللَّهُمَّ عَلِّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمَا، وَأَدْخِلْنَا في رَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين، وَانْصُرِ الإِسْلاَمَ وَأَعِزَّ المُسْلِمِين، وَآخِرُ دَعْوَانَا: أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِين 00

أَخِي الكَرِيم: احْرِصْ بَعْدَ قِرَاءَتِكَ الكِتَابَ أَنْ تُعِيرَهُ لإِخْوَانِكَ وَجِيرَانِك؛ فَصَدَقَةُ العِلْمِ تَعْلِيمُه، وَالدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِه، وَلأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدَاً: خَيرٌ لَكَ مِن حُمْرِ النَّعَم 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ العِلْمَ ثُمَّ لاَ يُحَدِّثُ بِه: كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنِزُ الكَنْزَ فَلاَ يُنْفِقُ مِنه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5835، 3479، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَالْكَبِير]

فَلاَ تَمْنَعْ كِتَابَاً مُسْتَعِيرَاً ... فَإِنَّ الْبُخْلَ لِلإِنْسَانِ عَارُ أَلَمْ تَسْمَعْ حَدِيثَاً عَنْ ثِقَاتٍ ... جَزَاءُ الْبُخْلِ عِنْدَ اللَّهِ نَارُ وَمَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ مَلحُوظةٌ قَدْ تَنْفَعُ المُسْلِمِين، أَوْ أَيَّةُ إِضَافَة: فَسَوْفَ أَكُونُ في غَايَةِ السُّرُورِ لَوْ تَفَضَّلَ عَلَيَّ بِهَا؛ فَالْكَاتِبُ كَالحَالِب، وَالْقَارِئُ كَالشَّارِب، وَلاَ تَنْسَوْنَا مِنْ صَالِحِ دُعَائِكُمْ، اجْعَلُواْ لَنَا مِنهُ نَصِيبَاً مَفْرُوضَا 0

أَخِيرَاً اللَّهُمَّ اجْعَلْ كُلَّ كِتَابَاتي؛ في مِيزَانِ حَسَنَاتي 00 سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْك 0 {يَاسِر الحَمْدَاني} [email protected]

ملحق الرد على الإساءة

لَوْ كَانُواْ محْتَرَمِين: لَمَا تَطَاوَلُواْ عَلَى الصَّادِقِ الأَمِين لَوْ عَرَفُوهُ لأَحَبُّوه، وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ عَدُوُّ مَا يَجْهَل 00!! بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {لَتُبْلَوُنَّ في أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرَاً وَإِنْ تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِن عَزْمِ الأُمُور} {آلِ عِمْرَان/186} رَدًّا مِنيِّ عَلَى ذَلِكَ اللَّعِين؛ الَّذِي تَطَاوَلَ عَلَى الصَّادِقِ الأَمِين: أَقُولُ لَهُ وَلأَمْثَالِهِ مِنَ الشَّيَاطِين:

أَيَا غَبِيًّا عَلَى جَهْلٍ يُطَاوِلُنَا وَرَّطْتَ نَفْسَكَ فَانْظُرْ كَيْفَ عُقْبَاهَا مَن أَنْتَ هَلْ أَنْتَ ذُو قَدْرٍ فَنَخْفِضَهُ أَوْ حُرْمَةٍ تَتَأَذَّى إِن هَتَكْنَاهَا أَلَمْ تَعْرِفْ حُرْمَةَ الأَدْيَانِ وَقُبْحَ التَّطَاوُلِ عَلَى النَّبيّ: أَيُّهَا القِرْدُ الخَصِيّ؟ وَلَكِن أَعُودُ فَأَقُول: إِنَّ هَذَا هُوَ دَيْدَنُ اللِّئَام؛ في عَدَاوَتِهِمْ لِلإِسْلاَم 0 ** وَكُلُّ إِنَاءٍ بِالَّذِي فِيهِ يَنْضَحُ **

فَمِنْ تِلْكَ العَصَا هَذِهِ العُصَيَّة، وَهَلْ تَلِدُ الحَيَّةُ إِلاَّ الحَيَّة 00؟! وَلَكِنْ مِنَ المُؤَكَّدِ أَنَّ لِلْيَهُودِ فِيهِ أَصَابِعَ خَفِيَّة؛ فَمِنْ يَوْمِهِمُ اليَهُودُ وَهُمْ ـ عَلَى جُبْنِهِمْ ـ أَجْرَأُ شُعُوبِ اللهِ عَلَى الرُّسْلِ وَالأَنْبِيَاء، حَطَّمُواْ الأَرْقَامَ القِيَاسِيَّةَ في السَّفَالَةِ وَالنَّذَالَة، وَالتَّطَاوُلِ عَلَى الله وَأَصْحَابِ الرِّسَالَة 00!!

وَلي أَن أَسْأَلَ سُؤَالاً أُوَجِّهُهُ لِلْغَرْب: مَا بَالُنَا لَمْ نَرَ مُسْلِمًا في ظِلِّ فَظَائِعِ الصِّرْب؛ وَهَجْمَتِهِمْ عَلَى المُسْلِمِينَ وَمحَارَبَتِهِمْ بِدُونِ مُبَرِّرٍ لِلْحَرْب؛ رَسَمَ خِنْزِيرًا وَكَتَبَ تحْتَهُ في انْتِهَاكٍ صَرِيح: هَذَا يَسُوعُ المَسِيح 00؟! أَوْ في ظِلِّ فَظَائِعِ إِسْرَائِيلَ وَهَجْمَتِهِمْ عَلَى المُسْلِمِين ـ فَوْقَ أَرْضِ سُورِيَّةَ وَلُبْنَانَ وَفِلَسْطِين ـ رَسَمَ صُورَةَ إِنْسَانٍ سَكْرَان، وَكَتَبَ تحْتَهُ هَذَا هُوَ مُوسَى بْنُ عِمْرَان 00؟!

هَذَا إِنْ دَلَّ عَلَى شَيْءٍ فَإِنَّمَا يُبَرْهِنُ لِلْعَالَمِين: عَلَى أَدَبِ المُسْلِمِين، وَأَنَّا وَرَغْمَ كُلِّ عُيُوبِنَا: نُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِه، لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِه؛ وَلأَنَّنَا نَعْرِفُ حُرْمَةَ الأَدْيَان، وَلاَ نَسِيرُ وِفْقَ هَوَى الشَّيْطَان؛ وَرَدًّا مِنيِّ عَلَى هَذِهِ الحَمْلَةِ الشَّدِيدَة: كَتَبْتُ هَذِهِ الْقَصِيدَة: لِمَ ذَلِكَ الحِقْدُ الْغَزِيرْ ... أَفَلَيْسَ عِنْدَكُمُ ضَمِيرْ لَمْ يَحْتَقِرْ شَخْصَ النَّبيِّ محَمَّدٍ إِلاَّ حَقِيرْ أَتُرِيدُ يَا خِنْزِيرُ شَتْمَ نَبِيِّنَا في الْكَارْكَتِيرْ مَاذَا جَنَاهُ الْمُسْلِمُو ... نَ لِيَحْصُدُواْ الحِقْدَ المَرِيرْ

مَاذَا جَنىَ يَا هَؤُلاَ ... ءِ المُصْطَفَى الهَادِي الْبَشِيرْ وَهُوَ الَّذِي مَنْ لَيْسَ يُبْصِرُ فَضْلَهُ شَخْصٌ ضَرِيرْ أَثْنىَ عَلَى أَخْلاَقِهِ ... مِنْ بَيْنِكُمْ خَلْقٌ كَثِيرْ وَبِعَفْوِهِ في فَتْحِ مَكَّةَ يُضْرَبُ المَثَلُ الْكَبِيرْ مَاذَا جَنَاهُ زَاهِدٌ ... وَرِعٌ يَنَامُ عَلَى الحَصِيرْ حَتىَّ يُلاَقِيَ مِثْلُهُ ... مِنْ مِثْلِكُمْ هَذَا المَصِيرْ

وَكَتَبْتُ أَيْضًا: أَيْنَ الَّذِي شَتَمَ الرَّسُولَ وَكُلُّ وَغْدٍ مُلْحِدِ لِيرَى جُمُوعَ المُسْلِمِينَ وَحُبَّهَا لمحَمَّدِ مَا قَلَّ قَدْرُكَ بِالإِسَاءَةِ مِنهُمُ يَا سَيِّدِي بَلْ زَادَ قَدْرُكَ في الْقُلُو بِ وَخَابَ سَعْيُ المُعْتَدِي لاَ خَيْرَ في شِعْرِي إِذَا ... في المُصْطَفَى لَمْ يُنْشَدِ مَنْ لاَ يَرَى فِيهِ الْفَضِيلَةَ وَالتُّقَى كَالأَرْمَدِ صَلِّي عَلَيْهِ يَا أَخِي مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ تَسْعَدِ

سَيِّدِي يَا رَسُولَ الله: أَنَا لاَ أَدْرِي مَاذَا أَقُولُ فِيكَ أَفْضَلَ ممَّا قِيل، فَلَوْلاَ أَنَّ الكَلاَمَ يُعَادُ لَنَفَد، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكَ يَا رَسُولَ اللهِ كَمَثَلِ الأَعْرَابِيِّ وَالقَمَر، أَتَدْرُونَ مَا حِكَايَةُ الأَعْرَابِيِّ وَالقَمَر 00؟

كَانَ هَذَا الأَعْرَابِيُّ يَسِيرُ بِالصَّحْرَاءِ في لَيْلَةٍ مُقمِرَة، فَنَظَرَ إِلى القَمَرِ وَحُسْنِهِ فَقَال: أَنَا لاَ أَدْرِي مَاذَا أَقُولُ أَيُّهَا القَمَر، أَأَقُولُ رَفَعَكَ الله 00؟ لَقَدْ رَفَعَك، أَأَقُولُ جَمَّلَكَ اللهُ 00؟ لَقَدْ جَمَّلَك، أَأَقُولُ شَرَّفَكَ الله 00؟ لَقَدْ شَرَّفَك 00!! هَذَا هُوَ البَدْر، الَّذِي ضُرِبَ بِهِ المَثَلُ في الشِّعْر، لَوْ رَآكَ لاَنْطَفَأَ نُورُهُ خَجَلاً مِنْكَ يَا رَسُولَ الله 00 سَعِدَتْ بِطَلْعَتِكَ السَّمَاوَاتُ الْعُلاَ وَالأَرْضُ صَارَتْ جَنَّةً خَضْرَاءَ

تُدْرِكُ مَدَى عَظَمَةِ هَذَا النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عِنْدَمَا تَنْظُرُ كَيْفَ دَعَا كُلُّ نَبيٍّ عَلَى قَوْمِهِ عِنْدَمَا كَذَّبُوه، إِلاَّ محَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: فَإِنَّهُ دَعَا لَهُمْ، وَلَمْ يَدْعُ عَلَيْهِمْ؛ فَقَالَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلاَم: {رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّارَا} {أَيْ أَحَدَا، نُوح/26} أَمَّا محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال:

رَبِّ اهْدِ قَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُون؛ صَدَقَ الَّذِي قَال: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِن أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيم} {التَّوْبَة/128} وَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: {رَبِّ اشْرَحْ لي صَدْرِي} {طَهَ/25} أَمَّا محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ رَبُّه: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك} {الشَّرْح/1}

وُلِدَ الهُدَى فَالْكَائِنَاتُ ضِيَاءُ وَفَمُ الزَّمَانِ تَبَسُّمٌ وَثَنَاءُ اللهُ قَدْ أَثْنى عَلَيْكَ فَهَلْ لِمَن أَثْنى عَلَيْهِ إِلَهُهُ إِطْرَاءُ دَاوَيْتَ مُتَّئِدًا وَدَاوَوْاْ طَفْرَةً وَأَخَفُّ مِنْ بَعْضِ الدَّوَاءِ الدَّاءُ أَنْصَفْتَ أَهْلَ الْفَقْرِ مِن أَهْلِ الْغِنى فَالْكُلُّ في حَقِّ الحَيَاةِ سَوَاءُ لَيْسَ الغَنيُّ عَلَى الفَقِيرِ بِسَيِّدٍ الاِثْنَانِ بَيْنَهُمَا اسْتَقَرَّ إِخَاءُ وَالمُسْلِمُونَ جَمِيعُهُمْ جَسَدٌ إِذَا عُضْوٌ شَكَا سَهِرَتْ لَهُ الأَعْضَاءُ لَوْ أَنَّ إِنْسَانًا تَخَيَّرَ مِلَّةً مَا اخْتَارَ إِلاَّ دِينَكَ الْفُقَرَاءُ

اللَّهُ لِلأَمْرِ الجَلِيلِ أَعَدَّهُ إِنَّ العَظَائِمَ كُفْؤُهَا العُظَمَاءُ مَا بَالُهُ لَمْ يَعْرِفِ اللَّهْوَ الَّذِي يَلْهُو بِهِ مِن حَوْلِهِ القُرَنَاءُ ظَنُّواْ بِهِ كُلَّ الظُّنُّونِ وَإِنَّهُ مِنْ كَلِّ مَا ظَنُّوهُ فِيهِ بَرَاءُ إِنْ كَانَ حَقًّا مَا افْتَرَوْهُ فَكَيْفَ لَمْ تَنْطِقْ بِمِثْلِ حَدِيثِهِ الشُّعَرَاءُ سَلْ مَن عَلَى بَابِ الرَّسُولِ تَرَبَّصُواْ وَالكُلُّ يحْرِصُ أَنْ تُرَاقَ دِمَاءُ نَثَرَ التُّرَابَ عَلَى الوُجُوهِ فَأَصْبَحُواْ حَتىَّ كَأَنَّ عُيُونَهُمْ عَمْيَاءُ

وَمَشَى إِلى الصِّدِّيقِ يَصْحَبُهُ إِلى بَلَدٍ كَرِيمٍ أَهْلُهُ كُرَمَاءُ مَا دَارَ في خَلَدِ اللِّئَامِ وُجُودُهُ في الغَارِ لَمَّا بَاضَتِ الْوَرْقَاءُ مَا مِنْ طَعَامٍ يُرْزَقَانِ سِوَى الَّذِي لِلْغَارِ قَدْ جَاء تْ بِهِ أَسْمَاءُ {الأَبْيَاتُ [1]، [3]، [4]، [7] لأَمِيرِ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي، وَالبَاقِي لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

عِنْدَمَا تَأَمَّلْتُ خَبرَ وَفَاةِ رَسَّامِ الكَارِيكَاتِيرِ الَّذِي اسْتَهْزَأَ بِالمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محْتَرِقًا: قُلْتُ في نَفْسِي: صَدَقَ تَعَالى عِنْدَمَا قَالَ: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِين} {الحِجْر/95} {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرَاً وَإِنْ تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور} {آلِ عِمْرَان/186} {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ في الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابَاً مُهِينَا {57} وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَانَاً وَإِثْمَاً مُبِينَا} {الأَحْزَاب}

مَلْحُوظَة: تَتِمَّةً لِلْفَائِدَة: يَجِبُ أَنْ نَقُولَ كَلِمَةً لاَ بُدَّ مِنهَا، إِنَّ هَذِهِ الرُّدُودَ ـ أَيًّا كَانَتْ: بَلاَغِيَّةً تَعْتَمِدُ عَلَى العَاطِفَة، أَوْ فِكْرِيَّةً تَسْتَنِدُ إِلى المَنْطِق ـ فَإِنَّهَا لاَ تَصِلُ إِلى الآخَرِ بِغَيرِ تَرْجَمَة؛ وَمِنْ ثَمَّ: فَيَتَعَيَّنُ عَلَيْنَا كَمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَبَنىَّ مِنهُمْ بَعْضُ الغَيُورِينَ عَمَلاً يَكُونُ أَمَلاً في هَذَا المَيْدَان، نُصَحِّحُ بِهِ فِكْرَةَ الغَرْبِ الخَاطِئَةِ عَنِ الإِسْلاَم، وَعَنْ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم 0

أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيم، رَبَّ العَرْشِ الْكَرِيم: أَنْ يُرْسِلَ مَنْ يَكُونُ خَيرَ سَفِيرٍ في المُسْتَقْبَلِ الْقَرِيب؛ لِيُصَحِّحَ فِكْرَةَ الغَرْبِ المُضَلَّلِ عَنِ الحَبِيب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 0 {الفَقِيرُ إِلى عَفْوِ الرَّحْمَنِ / يَاسِر الحَمْدَاني} [email protected]

من أشعار المؤلف

الرُّوتِين؛ الَّذِي قَطَعَ مِنَّا الْوَتِين كَمْ ذَا يُعَاني شَعْبُنَا الرُّوتِينَا ... حَتىَّ لَهُ صَارَ الْعَنَاءُ قَرِينَا وَكَأَنَّمَا صُوَرُ الْفَسَادِ بِأَسْرِهَا ... في أَرْضِ مِصْرَ تَوَطَّنَتْ تَوْطِينَا فَمَتىَ يَكُونُ الحَالُ في أَمْصَارِهَا ... كَالحَالِ في بَارِيسَ أَوْ بَرْلِينَا إِنَّا لَنَرْقُبُ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي ... فِيهِ سَيَشْهَدُ وَضْعُنَا التَّحْسِينَا فَأَعِن إِلَهِي المُصْلِحِينَ وَقَوِّهِمْ ... فِينَا وَمَكِّنْ دِينَهُمْ تَمْكِينَا وَأَرِحْ عِبَادَكَ مِنْ تَسَلُّطِ عُصْبَةٍ ... عَاثَتْ فَسَادَاً في الْبِلاَدِ سِنِينَا زَادَتْ مَظَالِمُهَا وَزَادَ غَلاَؤُهَا ... فَنَثُورُ أَحْيَانَاً وَنَصْبِرُ حِينَا لَيْتَ الحُكُومَةَ تَنْشُدُ الأَخْلاَقَ في ... مَنْ قَدْ أَتَاهَا يَطْلُبُ التَّعْيِينَا

اللحوم البيضاء

اللُّحُومُ البَيْضَاء لِمَاذَا لاَ تَزِيدُ بِنَا الشُّجُونُ ... وَقَدْ زَادَ التَّفَسُّخُ وَالمجُونُ لِمَاذَا الْبِنْتُ إِن خَرَجَتْ تُعَرِّي ... مَفَاتِنَهَا لِتَنهَشَهَا الْعُيُونُ لِمَاذَا يَا ابْنَتي هَذَا الَّذِي قَدْ ... تُظَنُّ لأَجْلِهِ فِيكِ الظُّنُونُ كَفَى أَنَّ الحِجَابَ يَكُونُ دَوْمَاً ... عَلَى الحَسْنَاءِ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ وَلَوْ كَانَ الحِجَابُ قَلِيلَ نَفْعٍ ... لَمَا جُعِلَتْ عَلَى الْعَيْنِ الجُفُونُ

ومما كتبته في الملابس الضيقة والحجاب

وَمِمَّا كَتَبْتُهُ في المَلاَبِسِ الضَّيِّقَةِ وَالحِجَابِ أَيْضَاً: أَلَبِسْتِ ثَوْبَاً ضَيِّقَا ... قَدْ كَادَ أَنْ يَتَفَتَّقَا وَعَلَى الشَّبَابِ مَرَرْتِ مُعْجَبَةً بِهِ لِيُحَدِّقَا وَيَقُولَ قَائِلُهُمْ لَقَدْ ... طَلَعَ الصَّبَاحُ وَأَشْرَقَا وَيَقُولَ آخَرُ مَا لِغُصْنِكِ يَا صَبِيَّةُ أَوْرَقَا وَلَرُبَّمَا قَدْ سَارَ خَلْفَكِ ثَالِثٌ لِيُحَمْلِقَا مِثْلَ الحِمَارِ إِذَا رَأَى ... حُسْنَ الحِمَارَةِ نَهَّقَا إِنَّ الجَمِيلَةَ في تحَجُّبِهَا تَزِيدُ تَأَلُّقَا كَالْبَدْرِ إِن هُوَ بِالنُّجُو ... مِ وَبِالْغُيُومِ تحَلَّقَا

أخلاقنا في رمضان

أَخْلاَقُنَا في رَمَضَان رَمَضَانُ شَهْرٌ بَاسِمُ ... وَتَفُوحُ فِيهِ نَسَائِمُ تَتَبَسَّمُ الدُّنيَا لَهُ ... وَبِهِ يُسَرُّ الْعَالَمُ تَرْكُ الْمَظَالِمِ وَالْفَوَا ... حِشِ فِيهِ شَيْءٌ لاَزِمُ فَمَعَ الصِّيَامِ الْفُحْشُ في الأَخْلاَقِ لاَ يَتَلاَءمُ وَالمُؤْمِنُ الحَقُّ الَّذِي ... في صَوْمِهِ يَتَرَاحَمُ مَا بَالُنَا مِنْ دُونِ خَلْقِ اللَّهِ لاَ نَتَفَاهَمُ وَتَزِيدُ في رَمَضَانَ مِنَّا ثَوْرَةٌ وَشَتَائِمُ مَنْ قَالَ أَنَّا صَائِمُو ... نَ فَذَاكَ شَخْصٌ وَاهِمُ

أهلا بك يا شهر الصيام

أَهْلاً بِكَ يَا شَهْرَ الصِّيَام أَطَلَّ عَلَى الْكَوْنِ شَهْرُ الصِّيَامْ ... كَمَا عَوَّدَ النَّاسَ في كُلِّ عَامْ وَأَوْقَدَ رَبيِّ مَصَابِيحَهُ ... فَأَوْمَتْ إِلَيْنَا السَّمَا بِابْتِسَامْ هِلاَلُكَ فِينَا أَهَمُّ هِلاَلٍ ... وَأَنْتَ بِصَدْرِ الشُّهُورِ وِسَامْ يُتَابِعُ رُؤْيَتَهُ المُسْلِمُونَا ... بِكُلِّ اشْتِيَاقٍ وَكُلِّ اهْتِمَامْ يُحَيِّرُنَا رَصْدُهُ كُلَّ عَامٍ ... كَحَسْنَاءَ وَانْتَقَبَتْ بِالْغَمَامْ وَيَخْتَصِمُ الْفُقَهَاءُ عَلَيْهِ ... مَعَ الْفَلَكِيِّينَ أَحْلَى اخْتِصَامْ

فَإِنَّ الشُّهُورَ كَمِثْلِ النُّجُومِ ... وَشَهْرُ الصِّيَامِ كَبَدْرِ التَّمَامْ وَتَزْدَادُ فِيهِ المَسَاجِدُ حُسْنَاً ... وَتَمْتَدُّ بِالخَيْرِ أَيْدِي الْكِرَامْ وَتَسْهَرُ فِيهِ الْقُرَى وَالْبَوَادِي ... وَتَخْلَعُ في اللَّيْلِ ثَوْبَ الظَّلاَمْ وَيَلْتَمِسُ النَّاسُ مِن خَيْرِهِ ... لِذَلِكَ يَزْدَادُ فِيهِ الزِّحَامْ وَيَشْبَعُ فِيهِ الْيَتَامَى الَّذِينَ ... يَبِيتُونَ لاَ يَجِدُونَ الإِدَامْ وَيَنْسَى الْعِبَادُ بِهِ كُلَّ بُغْضٍ ... وَيَلْتَحِمُونَ أَشَدَّ الْتِحَامْ

فَلِلْمُذْنِبِينَ بِهِ فُرْصَةٌ ... لِتَرْكِ المَعَاصِي وَهَجْرِ الحَرَامْ يُرَبِّيِ النُفُوسَ عَلَى الصَّالِحَاتِ ... فَإِنَّ الصِّيَامَ لَهَا كَاللِّجَامْ وَفي ضَبْطِ وَقْتِ الطَّعَامِ يُرَبِيِّ ... عَلَى دِقَّةِ الْوَقْتِ وَالإِلْتِزَامْ وَيَنْتَظِرُ الْكُلُّ بَعْدَ الْعِشَاءِ ... صَلاَةَ الْقِيَامِ وَرَاءَ الإِمَامْ وَمَهْمَا تَكَلَّمْتُ عَنْ فَضْلِهِ ... فَلَنْ يُوفِيَ الحَقَّ فِيهِ الْكَلاَمْ فَمُذْ كَانَ شَهْرُ الصِّيَامِ عَظِيمَاً ... لِذَا فِيهِ تجْرِي الأُمُورُ الْعِظَامْ لَقَدْ كَانَ شَهْرَ انْتِصَارٍ لَنَا ... لِمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ شَهْرَ انهِزَامْ *****

أَرِيحُواْ الْبُطُونَ قَلِيلاً بِهِ ... وَلاَ تُطْلِقُواْ لِلأَيَادِي الزِّمَامْ شَرَاهَتُنَا فِيهِ لِلأَكْلِ شَيْءٌ ... يَفُوقُ التَّشَفِّيَ وَالإِنْتِقَامْ فَفِي الأَكْلِ إِسْرَافُنَا قَدْ أَحَا ... لَ شَهْرَ الصِّيَامِ لِشَهْرِالْتِهَامْ فَلاَ هَمَ لِلنَّاسِ يُذْكَرُ فِيهِ ... سِوَى طَبْخِ كُلِّ صُنُوفِ الطَعَامْ أَنَا لَمْ أَقُلْ فِيهِ لاَ تَأْكُلُواْ ... وَلَكِن أَقُولُ كُلُواْ بِانْتِظَامْ

رسالة إلى المفطرين في رمضان

لِمَا بَعْدَهُ يَهْجُرُ الدِّينَ قَوْمٌ ... كَأَنَّ اعْتَرَى طَبْعَهُمْ الاِنْفِصَامْ كَمَا يَفْعَلُ الطِّفْلُ مِنَّا رَضِيعَاً ... فَأَبْغَضُ شَيْءٍ إِلَيْهِ الْفِطَامْ لِذَلِكَ نُوصَفُ في كُلِّ وَادٍ ... بِأَنَّا شُعُوبٌ كُسَالىَ نِيَامْ إِذَا نَحْنُ لَمْ نَحْتَرِمْ دِينَنَا ... فَكَيْفَ سَنَحْظَى إِذَنْ بِاحْتِرَامْ رِسَالَةٌ إِلَى المُفْطِرِينَ في رَمَضَان رَمَضَانُ أَقْبَلَ وَالجَمِيعُ اسْتَبْشَرُواْ ... إِلاَّ الَّذِي مِن غَيْرِ عُذْرٍ يُفْطِرُ النَّاسُ فِيهِ عَلَى المَسَاجِدِ أَقْبَلُواْ ... وَهُوَ الْوَحِيدُ عَنِ المَسَاجِدِ مُدْبِرُ

فَتَرَاهُ في رَمَضَانَ يُفْطِرُ عَامِدَاً ... وَكَأَنَّهُ بِالْفِطْرِ فِيهِ يُؤْجَرُ وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنَّهُ يَشْكُو إِذَا ... ذُكِرَتْ مَشَقَّاتُ الصِّيَامِ وَيُكْثِرُ يُبْدِي الظَّمَا لِلنَّاظِرِينَ وَإِن خَلاَ ... في بَيْتِهِ الْتَقَفَ المِيَاهَ يُجَرْجِرُ وَيَزُجُّ بَيْنَ الصَّائِمِينَ بِنَفْسِهِ ... عَنْ مَوْعِدِ الإِفْطَارِ لاَ يَتَأَخَّرُ مَهْمَا نَظَرْتَ مُوَبِّخَاً لِصَنِيعِهِ ... لاَ يَسْتَحِي وَكَأَنَّهُ لاَ يُبْصِرُ يَدْرِي كَرَاهِيَةَ الْعُيُونِ لِفِعْلِهِ ... وَبِأَنَّ كُلَّ النَّاسِ مِنهُ يَسْخَرُ

وَإِذَا انْتَهَى رَمَضَانُ هَنَّأَ نَفْسَهُ ... بِصِيَامِ شَهْرٍ لَمْ يَصُمْهُ وَيَفْخَرُ لَمْ يَسْتَطِعْ شَهْرَاً يُهَذِّبُ نَفْسَهُ ... الْفُجْرُ مِن أَكْمَامِهِ يَتَفَجَّرُ مَنْ لَيْسَ يَصْبِرُ أَنْ يُغَالِبَ جُوعَهُ ... فَعَلَى عَذَابِ اللَّهِ كَيْفَ سَيَصْبِرُ يَكْفِي بِأَنَّ الصَّائِمِينَ إِذَا دَنَا ... إِفْطَارُهُمْ فَرِحُواْ بِهِ وَاسْتَبْشَرُواْ وَالمُفْطِرُونَ إِذَا رَأَيْتَ وُجُوهَهُمْ ... لَعَلِمْتَ كَيْفَ قُلُوبُهُمْ تَتَحَسَّرُ فَوُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ مِن خِزْيِهَا ... لَكِنَّ وَجْهَ الصَّائِمِينَ مُنَوِّرُ

السجائر

إِنْ كَانَ أَغْلَبُنَا أَضَاعَ صَلاَتَهُ ... وَصِيَامَهُ بِاللَّهِ كَيْفَ سَنُنْصَرُ الجَوُّ في رَمَضَانَ حُلْوٌ بَاسِمٌ ... لَكِنَّهُ بِالمُفْطِرِينَ يُكَدَّرُ شَهْرٌ يَجُودُ بِهِ الْكِرَامُ بِمَالِهِمْ ... لِيُصِيببَ مِنهُ المُعْدِمُونَ وَيَشْكُرُواْ مَا كَانَ أَحْرَى هَؤُلاَءِ إِذَا أَتَى ... رَمَضَانُ لَوْ فِيهِ اتَّقَواْ وَتَطَهَّرُواْ السَّجَائِر يَا مُدْمِنَاً شُرْبَ السَّجَائِرْ ... وَتَقُولُ لَيْسَ مِنَ الْكَبَائِرْ وَلَقَدْ عَلِمْتَ بِمَا حَوَتْ تِلْكَ السُّمُومُ مِنَ المَخَاطِرْ وَكَتَبْتُ أَيْضَاً:

لَوْ أَنَّهُمْ قَدْ قَنَّنُواْ ... أَنَّ المُدَخِّنَ يُسْجَنُ مَا كُنْتَ تَلْقَى وَاحِدَاً بَيْنَ الأَنَامِ يُدَخِّنُ إِنَّ السَّجَائِرَ كَالمُخَدِّرِ وَالمُدَخِّنُ مُدْمِنُ فَيَكَادُ في شَهْرِ الصِّيَامِ بِدُونِهَا يَتَجَنَّنُ وَلِمَدْفَعِ الإِفْطَارِ طِيلَةَ يَوْمِهِ يَتَحَيَّنُ وَالْبَعْضُ يَشْرَبُهَا وَفي إِخْفَائِهَا يَتَفَنَّنُ يَا لَيْتَ كُلِّ مُدَخِّنٍ لأَذَى السَّجَائِرِ يَفْطِنُ يَا لَيْتَهُ فِيمَا كَتَبْتُ لأَجْلِهِ يَتَمَعَّنُ

الصلاة الصلاة؛ يا من ضيعت الصلاة

الصَّلاَةَ الصَّلاَة؛ يَا مَنْ ضَيَّعْتَ الصَّلاَة لَقَدْ بُحَّ وَاللهِ صَوْتُ الدُّعَاةِ ... لإِيقَاظِ مَنْ فَرَّطُواْ في الصَّلاَةِ وَمُنْذُ تَرَكْنَا الصَّلاَةَ فَقَدْنَا ... مَهَابَتَنَا في عُيُونِ الْعُدَاةِ وَأَوْشَكَ تَحْقِيقُ حُلْمِ الْيَهُودِ ... مِنَ النِّيلِ حَتىَّ حُدُودِ الْفُرَاتِ وَصِرْنَا نُعَاني لجَوْرِ الزَّمَانِ ... وَمِنْ قَسْوَةٍ في قُلُوبِ الطُّغَاةِ وَمَا ذَاكَ إِلاَّ بِذَنْبِ الْعُصَاةِ ... وَتَرْكِ الصَّلاَةِ وَمَنعِ الزَّكَاةِ وَكَيْفَ سَنَهْنَأُ يَوْمَاً وَفِينَا ... مَنَازِلُ تُبْنىَ لأَجْلِ الزُّنَاةِ

مَفَاسِدُ لَوْ أَنَّنَا قَدْ أَرَدْنَا ... لَهَا الحَصْرَ نَحْتَاجُ أَلْفَ دَوَاةِ مَعَ اللهِ شَأْنَكُمُ أَصْلِحُوهُ ... سَيُصْلِحُ مَا بَيْنَكُمْ وَالرُّعَاةِ وَمُدُّواْ لِكُلِّ ضَعِيفٍ أَتَاكُمْ ... يَدَاً وَاضْرَبُواْ فَوْقَ أَيْدِي الجُنَاةِ فَعُودُواْ إِلى اللهِ يَا مُسْلِمُونَ ... يَعُودُ إِلَيْكُمْ سُرُورُ الحَيَاةِ

جشع بعض رجال الأعمال والمستثمرين

جَشَعُ بَعْضِ رِجَالِ الأَعْمَالِ وَالمُسْتَثْمِرِين مَا بَالُ قَوْمٍ عِنْدَهُمْ أَمْوَالُ ... في مِصْرَ مِنهُمْ زَادَ الاِسْتِغْلاَلُ مَا دَامَ فِينَا هَؤُلاَءِ فَبَيْنَنَا ... وَوُصُولِ مِصْرَ إِلى الْعُلاَ أَمْيَالُ لَمْ يَنْظُرُواْ لِشُعُوبِهِمْ تِلْكَ الَّتي ... ثَقُلَتْ عَلَى أَعْنَاقِهَا الأَغْلاَلُ وَلَرُبَّمَا مَنَعُواْ الزَّكَاةَ وَأَظْهَرُواْ ... إِفْلاَسَهُمْ بِبَرَاعَةٍ وَاحْتَالُواْ إِنيِّ نَظَرْتُ بِمِصْرَ لَمْ أَرَ مَصْنَعَاً ... إِلاَّ وَفِيهِ يَشْتَكِي الْعُمَّالُ

كُلُّ الْبِلاَدِ غَنِيُّهَا مُتَعَاطِفٌ ... إِلاَّ بِمِصْرَ غَنِيُّهَا مخْتَالُ وَلِذَا أَصَابَتْ شَعْبَ مِصْرَ مجَاعَةٌ ... وَنحَافَةٌ في جِسْمِهِ وَهُزَالُ كَمْ فَوْقَ أَكْتَافِ الْفَقِيرِ مِنَ الأَسَى ... قَدْ حُمِّلَتْ وَتَرَاكَمَتْ أَثْقَالُ وَالْفَقْرُ دَاءٌ في سَبِيلِ دَوَائِهِ ... لاَ يَنْفَعُ التَّطْعِيمُ وَالأَمْصَالُ يَا رَبِّ لُطْفَاً بِالْعِبَادِ وَرَحْمَةً ... فَتَدَهْوَرَتْ بِعِبَادِكَ الأَحْوَالُ

ظهر الفساد في البر والبحر

ظَهَرَ الْفَسَادُ في الْبَرِّ وَالْبَحْر إِنَّ الْفَسَادَ بِكُلِّ يَوْمٍ يَظْهَرُ ... فَمَتى الْكِنَانَةُ مِنهُ سَوْفَ تُطَهَّرُ مَا بَالُهُمْ إِصْلاَحُهُمْ مُتَبَاطِئٌ ... في مَشْيِهِ وَإِذَا مَشَى يَتَعَثَّرُ إِنَّ الْقَطِيعَ وَإِنْ تَظَاهَرَ بِالرِّضَا ... تحْتَ السِّيَاطِ فَإِنَّهُ يَتَذَمَّرُ عَيْبُ الحُكُومَةِ في الْكِنَانَةِ عِنْدَنَا ... هُوَ أَنَّهَا بِالشَّعْبِ لَيْسَتْ تَشْعُرُ عَنْ صَرْخَةِ المَظْلُومِ تُغْلِقُ أُذْنَهَا ... وَعَلَى الْفَسَادِ وَأَهْلِهِ تَتَسَتَّرُ قَدْ أَصْبَحَ الشَّعْبُ الضَّحُوكُ لِظُلْمِهَا ... دَوْمَاً حَزِينًا مُطْرِقًا يَتَفَكِّرُ وَلِذَاكَ مَهْمَا غَيَّرَتْ في شَكْلِهَا ... لِيُحِبَّهَا فَالشَّعْبُ مِنهَا يَنْفِرُ أَفَكُلَّمَا اكْتَشَفَتْ مَصَادِرَ ثَرْوَةٍ ... تَزْدَادُ شُحَّاً بَيْنَنَا وَتُقَتِّرُ

وَتَظُنُّ أَنَّ الشَّعْبَ صَدَّقَ كِذْبَهَا ... وَخِدَاعَهَا وَالشَّعْبُ مِنهَا يَسْخَرُ خَيرَاتُ مِصْرَ كَثِيرَةٌ فَلِمَا إِذَن ... لَسْنَا نَرَى مِنْ فَائِضٍ يَتَوَفَّرُ نَهَبُواْ الْبِلاَدَ وَأَوْدَعُواْ ثَرَوَاتِهَا ... بِحِسَابِهِمْ وَالشَّعْبُ عَارٍ يَنْظُرُ وَإِذَا اشْتَكَى المِصْرِيُّ كَثْرَةَ ظُلْمِهِمْ ... قَالُواْ عَلَيْهِ إِنَّهُ يَتَبَطَّرُ قِطَطٌ سِمَانٌ كُلَّمَا أَبْصَرْتُهَا ... قُلْتُ الْبُغَاثُ بِأَرْضِنَا تَسْتَنْسِرُ تِسْعُونَ عَامَاً في الْكِنَانَةِ شَعْبُنَا ... دَمُهُ يَسِيلُ عَلَى الطَّرِيقِ وَيَقْطُرُ إِنيِّ بِمِصْرٍ كُلَّمَا عَيْني رَأَتْ ... ذَبْحَ الطُّيُورِ فَإِنَّني أَتَطَيَّرُ أَغْرَى الحُكُومَةَ بِالتَّمَادِي أَنَّهَا ... قَدْ صَادَفَتْ في مِصْرَ شَعْبَاً يَغْفِرُ

الرد على من سبوا الصحابة

الرَّدُّ عَلَى مَنْ سَبُّواْ الصَّحَابَة لِمَاذَا يَا عَبَاقِرَةَ الْكِتَابَة ... تَرَكْتُمْ مَنْ يَنَالُ مِنَ الصَّحَابَة وَلَوْ ذُدْتُمْ عَنِ الإِسْلاَمِ يَوْمَاً ... سَيَحْسِبُ كُلُّ زِنْدِيقٍ حِسَابَه فَأَيْنَ الأَزْهَرُ المَيْمُونُ مِنهُمْ ... لِيَصْفَعَهُمْ وَأَيْنَ هِيَ الرَّقَابَة لِهَذَا الحَدِّ في الإِعْلاَمِ ضَاعَتْ ... لِقَدْرِ الدِّينِ في مِصْرَ المَهَابَة *********

حَالٌ: يَسُرُّ الْعَدُوَّ وَيُبْكِي الحَبِيب خُطُوَاتُنَا نحْوَ التَّقَدُّمِ أَصْبَحَتْ مُتَعَثِّرَة وَالحَلُّ أَصْبَحَ عِنْدَنَا في الزَّارِ أَوْ في المَبْخَرَة كَمْ ذَا نُقَاسِي كَيْ نَرَى بَعْضَ الْعُقُولِ النَّيِّرَة فَشَبَابُنَا مُسْتَهْتِرٌ وَشُعُوبُنَا مُتَأَخِّرَة حَتىَّ مُعَارَضَةُ الْفَسَادِ فَصَائِلٌ مُتَنَاحِرَة وَلِذَاكَ صِرْنَا أُمَّةً بَيْنَ الْبِلاَدِ محَقَّرَة أَوْضَاعُهَا في كُلِّ شِبْرٍ أَصْبَحَتْ مُتَفَجِّرَة أَعْدَاؤُهَا مِنْ جَهْلِهَا لَعِبُواْ بِهَا لِعْبَ الْكُرَة

حال المسلمين؛ الذي يندى له الجبين

حَالُ المُسْلِمِين؛ الَّذِي يَنْدَى لَهُ الجَبِين عَيْني أَطَلَّتْ لحَالِ المُسْلِمِينَ بَكَتْ ... كَمْ بَينَ أُمَّتِنَا وَالنَّصْرِ مِن حِقَبِ إِنْ لَمْ يَكُنْ ليَ في ذَا النَّصْرِ مِنْ شَرَفٍ ... فَاجْعَلْهُ يَا رَبِّ في نَسْلِي وَفي عَقِبي إِنيِّ رَجَوْتُكَ يَا رَبيِّ عَلَى ثِقَةٍ ... بِأَنَّ مَنْ يَرْتجِي الرَّحْمَنَ لَمْ يَخِبِ يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِن أَمْرِنَا رَشَدَاً ... فَكَمْ تَعِبْنَا وَلَمْ نَرْبحْ سِوَى التَّعَبِ

الناس منذ زمان، والناس الآن

النَّاسُ مُنْذُ زَمَان، وَالنَّاسُ الآن كَانَتْ طِبَاعُ الْوَرَى أَحْلَى مِنَ الرُّطَبِ ... فَأَصْبَحُواْ الْيَوْمَ أَشْرَارَاً ذَوِي شَغَبِ يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِن أَمْرِنَا رَشَدَاً ... فَكَمْ تَعِبْنَا وَلَمْ نَرْبحْ سِوَى التَّعَبِ وَكَمْ حُقُوقٍ لَنَا ضَاعَتْ بِلاَ عِوَضٍ ... وَكَمْ ظُلِمْنَا بِلاَ ذَنْبٍ وَلاَ سَبَبِ مَنْ لِلأَدِيبِ سِوَاكَ يَصُونُ هَيْبَتَهُ ... في ظِلِّ جِيلٍ بِلاَ دِينٍ وَلاَ أَدَبِ وَقُلْتُ أَيْضَاً: بحْرُ الْكِنَانَةِ كَانَ دَوْمَاً هَادِئَاً ... وَالْيَوْمَ أَصْبَحَ مَوْجُهُ مُتَلاَطِمَا مَاذَا أَصَابَ الشَّعْبَ في أَخْلاَقِهِ ... قَدْ كَانَ شَعْبَاً طَيِّبَاً وَمُسَالِمَا

وقلت في الطيبين المستضعفين:

وَقُلْتُ في الطَّيِّبِينَ المُسْتَضْعَفِين: كَمْ ذَا رَأَيْتُ بِأَرْضِ مِصْرَ مِنَ الضِّعَافِ الطَّيِّبِين لَكِن إِذَا عَاشَ الضَّعِيفُ مَعَ الجَبَابِرِ لاَ يُبِين وَقُلْتُ أَيْضَاً: بِالأَمْسِ عَيْني اسْتَعْبَرَتْ ... ثُمَّ الدُّمُوعُ تحَدَّرَتْ أَسَفَاً عَلَى قَوْمٍ قُلُوبُهُمُ قَسَتْ وَتحَجَّرَتْ وَكَأَنَّ أَرْضَ النِّيلِ مِن أَهْلِ المُرُوءةِ أَقْفَرَتْ حَتىَّ نُفُوسُ الطَّيِّبِينَ تَغَيَّرَتْ وَتَنَكَّرَتْ

متى نصر الله 00؟

مَتى نَصْرُ الله 00؟ حَتىَّ مَتى يَا رَبَّنَا نَتَأَلَّمُ ... وَنَظَلُّ بِالنَّصْرِ المُؤَزَّرِ نَحْلُمُ أَفَنَصْرُنَا أَمْسَى لِبُعْدِ مَنَالِهِ ... عَنَّا كَمَا ابْتَعَدَتْ عَلَيْنَا الأَنْجُمُ ظُلْمٌ وَتخْوِيفٌ وَفَقْرٌ مُدْقِعٌ ... وَالهَمُّ جَمٌّ في الصُّدُورِ وَنَكْتُمُ لَمْ يَلْقَ ظُلْمَاً في الْوَرَى أَحَدٌ كَمَا ... لَقِيَ المَظَالِمَ وَالهَوَانَ المُسْلِمُ كَلاَّ وَلاَ سَالَتْ دِمَاءٌ مِثْلَمَا ... في أُمَّةِ الإِسْلاَمِ سَالَ بِهَا الدَّمُ وَكَأَنَّمَا الأَحْزَانُ قَدْ خُلِقَتْ لَنَا ... أَوْ أَنَّ ذُلَّ المُسْلِمِينَ محَتَّمُ وَكَأَنَّمَا الأَيَّامُ حُبْلَى أَوْشَكَتْ ... في بَطْنِهَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ تَوْأَمُ

بِمَصَائِبِ النَّشَرَاتِ يَبْدَأُ يَوْمُنَا ... وَبِمَا نَرَاهُ في الْكِنَانَةِ يُخْتَمُ هَذَا يَمُوتُ وَلَمْ يجِدْ ثَمَنَ الدَّوَا ... ءِ وَذَاكَ مَاتَ بِهِ وَذَلِكَ يُظْلَمُ وَيَظَلُّ يَجْرِي في المحَاكِمِ عُمْرَهُ ... وَلَقَدْ يَمُوتُ بِسَاحِهَا أَوْ يَهْرَمُ كَمْ في سُجُونِ المُسْلِمِينَ فَظَائِعَاً ... نَكْرَاءَ لَمْ يَنْطِقْ بِقَسْوَتِهَا فَمُ وَتَوَدُّ جُدْرَانُ السُّجُونِ لِمَا بِهَا ... مِنْ شِدَّةِ التَّعْذِيبِ لَوْ تَتَكَلَّمُ كَمْ عَالِمٍ شَيْخٍ جَلِيلٍ لَمْ يُصِبْ ... جُرْمَاً يُكَالُ لَهُ السِّبَابُ وَيُلْطَمُ

وَيَجُرُّهُ في السِّجْنِ بَلْ وَيُذِيقُهُ ... كَأْسَ المَذَلَّةِ تَامِرٌ أَوْ هَيْثَمُ وَفَظَائِعٌ أُخْرَى يَكَادُ لخُبْثِهَا ... عَنْ ذِكْرِهَا يَنأَى اللِّسَانُ وَيُحْجِمُ اللِّصُّ فِيهِمْ سَيِّدٌ وَمُكَرَّمٌ ... وَمحَاوِلُ الإِصْلاَحِ شَخْصٌ مجْرِمُ كَمْ مِن أَدِيبٍ قُصِّفَتْ أَقْلاَمُهُ ... في بَيْتِهِ ثَاوٍ وَفَاهُ مُلْجَمُ لَوْ أَنَّهُمْ نَزَعُواْ الْكِمَامَةَ مَرَّةً ... عَنهُ لأَصْغَى الْعَالَمُ المُتَقَدِّمُ وَلِيَضْمَنُواْ حَتىَّ النِّهَايَةِ صَمْتَهُ ... تُلْقَى لَهُ تُهَمٌ وَإِذْ بِهِ يُعْدَمُ

أَوْ في السُّجُونِ يَظَلُّ فِيهَا عُمْرَهُ ... الْعَظْمُ يُسْحَقُ وَالأَصَابِعُ تُفْرَمُ وَيُقَالُ في التَّبْرِيرِ إِنَّ بِدُونِ ذَا ... كَ سَلاَمَةُ الأَوْطَانِ لَيْسَتْ تَسْلَمُ كَيْ يُقْنِعُوكَ وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّهُ ... كَذِبٌ بِأَلْوَانِ الخَدِيعَةِ مُفْعَمُ مَا أَن يُغَادِرَنَا لَئِيمٌ غَادِرٌ ... حَتىَّ يَجِيءَ لَنَا الَّذِي هُوَ أَلأَمُ وَالشَّعْبُ يَظْلِمُ بَعْضُهُ بَعْضَاً كَمَا ... في الْغَابِ تَنْقَضُّ الْوُحُوشُ وَتَلْقَمُ لَمْ يَبْقَ بَينَ النَّاسِ إِلاَّ ثَعْلَبٌ ... أَوْ عَقْرَبٌ أَوْ حَيَّةٌ أَوْ أَرْقَمُ

الحَقُّ فِيهِمْ ضَائِعٌ وَالْعَدْلُ مَفْـ ... قُودٌ لَدَيْهِمْ وَالأَمَانَةُ مَغْنَمُ أَخْلاَقُهُمْ سَاءَتْ وَسَاءَ سُلُوكُهُمْ ... وَالشَّرُّ فِيهِمْ كُلَّ يَوْمٍ يَعْظُمُ عَبَسَ الضَّرِيرُ إِلَيْهِمُ مِنْ قُبْحِهِمْ ... وَبِفُحْشِهِمْ نَطَقَ اللِّسَانُ الأَبْكَمُ يَا رَبِّ إِنَّ قُلُوبَنَا مِمَّا بِهَا ... مِنْ شِدَّةِ الأَوْجَاعِ كَادَتْ تَسْأَمُ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ ذَا بِذُنُوبِنَا ... وَبِأَنَّ عَيْنَ الْعَدْلِ فِيمَا تَحْكُمُ لَكِنَّنَا يَا رَبِّ رَغْمَ ذُنُوبِنَا ... سُرْعَانَ مَا كُنَّا نَتُوبُ وَنَنْدَمُ

تعب كلها الحياة

لاَ زَالَ يَغْمُرُنَا يَقِينٌ قَاطِعٌ ... يَا رَبِّ أَنَّكَ في النِّهَايَةِ تَرْحَمُ فَأَنِرْ طَرِيقَ المُسْلِمِينَ وَقَوِّهِمْ ... فَطَرِيقُهُمْ وَعْرٌ طَوِيلٌ مُعْتِمُ تَعَبٌ كُلُّهَا الحَيَاة حَتىَّ مَتى يَا رَبَّنَا نَتَوَجَّعُ ... أَكْبَادُنَا مِن حُزْنِهَا تَتَقَطَّعُ مَا أَنْ نَفِيقَ مِنَ الهُمُومِ إِفَاقَةً ... حَتىَّ نَرَى هَمَّاً جَدِيدَاً يُسْرِعُ حَتىَّ مَتى سَنَظَلُّ نَزْرَعُ في الْوَرَى ... خَيْرَاً وَنحْنُ نَرَى سِوَانَا يَقْلَعُ رُحْمَاكَ بي وَبِأُسْرَتي وَأَحِبَّتي ... إِنَّا إِلَيْكَ جَمِيعَنَا نَتَضَرَّعُ

فَقَدِ ابْتُلِينَا هَاهُنَا بحُسَالَةٍ ... عَنْ ظُلْمِ كُلِّ الخَلْقِ لاَ تَتَوَرَّعُ فَمَتى ظَلاَمُكِ يَا مَظَالِمُ يَنْقَضِي ... وَمَتى بَشِيرُكِ يَا بَشَائِرُ يَسْطَعُ أَفَكُلَّمَا هَمٍّ فَظِيعٌ مَرَّ بي ... يَنْتَابُني هَمٌّ جَدِيدٌ أَفْظَعُ فَزَمَانُنَا هُوَ فَتْرَةُ الْغُرَبَاءِ مَا ... فِيهِ قَرِيبٌ أَوْ غَرِيبٌ يَنْفَعُ وَالدِّينُ بَينَ النَّاسِ صَارَ كَأَنَّهُ ... ثَوْبٌ وَمِنْ كُلِّ الرِّقَاعِ مُرَقَّعُ هَجَرُواْ كِتَابَ اللهِ كَيْ يَتَقَدَّمُواْ ... وَحَيَاتُهُمْ مِن غَيرِهِ مُسْتَنْقَعُ

فَبَنَاتُهُمْ خَلَعَتْ رِدَاءَ حَيَائِهَا ... وَمَعَ الشَّبَابِ عَلَى المَلاَ تَتَسَكَّعُ وَرِجَالُهُمْ قَدْ أَهْمَلُواْ أَبْنَاءهُمْ ... وَنِسَاؤُهُمْ لأَقَلِّ شَيْءٍ تخْلَعُ وَفَقِيرُهُمْ يَرْنُواْ لِمَالِ غَنِيِّهِمْ ... وَغَنِيُّهُمْ مَهْمَا اغْتَنى لاَ يَشْبَعُ وَيُهَانُ بَيْنَهُمُ الضَّعِيفُ وَيُشْتَرَى ... وَيُبَاعُ في أَسْوَاقِهِمْ وَيُرَوَّعُ كَمْ مِنْ قَصَائِدَ قُلْتُهَا في نُصْحِهِمْ ... لَوْ فِيهِمُ مَنْ لِلنَّصَائِحِ يَسْمَعُ في الْبَحْرِ أَلْقَوْهَا فَحَلَّتْ قَاعَهُ ... وَالدُّرُّ في قَاعِ الْبِحَارِ مُضَيَّعُ

الصمت العربي

فَعَلَى هُمُومِ المُسْلِمِينَ وَهَمِّنَا ... في الحَالَتَينِ تَسِيلُ مِنَّا الأَدْمُعُ يَا رَبِّ أَدْرِكْنَا بِنَصْرٍ عَاجِلٍ ... كُلُّ الْقُلُوبِ إِلى السَّمَا تَتَطَلَّعُ الصَّمْتُ العَرَبي إِنيِّ بَحَثْتُ فَمَا وَجَدْتُ سَبِيلاَ ... إِلاَّ الجِهَادَ لِرَدْعِ إِسْرَائِيلاَ وَاللَّهِ إِنَّ صَنِيعَ هِتْلَرَ فِيهِمُ ... قَدْ كَانَ حُكْمَاً عَادِلاً وَقَلِيلاَ أَيُحَرِّمُونَ عَلَى حَمَاسَ دِفَاعَهَا ... وَيُحَلِّلُونَ لِغَيْرِهَا التَّقْتِيلاَ فَتَفَرَّغُواْ لِلْقُدْسِ يَا حُكَّامَنَا ... أَوْضَاعُهَا لاَ تَقْبَلُ التَّأْجِيلاَ

للَّهِ هَارُونُ الرَّشِيدُ فَلَوْ رَأَى ... أَحْوَالَهَا مَلأَ الْبِلاَدَ صَهِيلاَ فَتَعَجَّلُواْ يَا قَوْمِ في إِنْقَاذِهَا ... فَالْكُلُّ يَرْجُو مِنْكُمُ التَّعْجِيلاَ الْغَرْبُ لَنْ يَرْضَى وَأَمْرِيكَا وَلَوْ ... أَوْسَعْتُمُ كَفَّيْهِمَا تَقْبِيلاَ لَنْ يَسْتَرِدَّ الْقُدْسَ مُؤْتَمَرٌ وَلاَ ... دُوَلٌ تُجِيدُ الزَّمْرَ وَالتَّطْبِيلاَ هَذِي السِّيَاسَةُ في التَّعَامُلِ مَعْهُمُ ... تَحْتَاجُ يَا حُكَّامَنَا التَّعْدِيلاَ شَعْبُ الْعُرُوبَةِ مُنْذُ كَانَ مُنَاضِلاً ... فَلِمَ ارْتَضَيْتُمْ أَنْ يَكُونَ ذَلِيلاَ

الحَقُّ مَعْكُمْ وَالشُّعُوبُ وَرَاءكُمْ ... فَعَلاَمَ مَوْقِفُكُمْ يَكُونُ هَزِيلاَ إِنَّا شَبِعْنَا مِنْ شِعَارَاتٍ مَضَتْ ... جَوْفَاءَ لَمْ نَعْرِفْ لَهَا تَأْوِيلاَ وَمُبَرِّرَاتٍ يَسْتَحِيلُ قَبُولُهَا ... خَدَّاعَةً كَانَتْ لَنَا تَضْلِيلاَ إِنَّ الشُّعُوبَ تَحَمَّلَتْ بِسُكُوتِكُمْ ... يَا قَوْمِ هَمَّاً في الصُّدُورِ ثَقِيلاَ وَعَلَى الْيَهُودِ تُرِيدُ نَصْرَاً فَاصِلاً ... لِيَكُونَ فَوْقَ رُءوسِهَا إِكْلِيلاَ فَتَسَلَّحُواْ وَعَلَى الإِلَهِ تَوَكَّلُواْ ... وَسَلُواْ المَعُونَةَ مِنهُ وَالتَّسْهِيلاَ

أمريكا

حَتىَّ تُرِيحُواْ الْكَوْنَ مِنهُمْ إِنَّهُ ... سَيَكُونُ مِن غَيْرِ الْيَهُودِ جَمِيلاَ وَثِقُواْ بِنَصْرِ اللَّهِ لاَ بِإِشَاعَةٍ ... قَدْ هَوَّلَتْ في حَجْمِهِمْ تَهْوِيلاَ وَاحْفَظْ لَنَا يَا رَبِّ كُلَّ مجَاهِدٍ ... في الحقِّ لَمْ يَكُ بِالدِّمَاءِ بَخِيلاَ أَمْرِيكَا لاَ تَغْتَرِّي يَا أَمْرِيكَا ... بِعُلاَكِ لاَ تَغْتَرِّي فَالْقِمَامَةُ دائِمَاً ... ... تَطْفُو فَوْقَ سَطْحِ البَحْرِ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُود إِذَا مَا بحَثْتَ بِهَذَا الْوُجُودْ ... عَنِ الشَّرِّ كَانَ بِفِعْلِ الْيَهُودْ

خِدَاعٌ وَمَطْلٌ وَقَتْلٌ وَبَطْشٌ ... وَغِشٌّ وَغَدْرٌ بِكُلِّ الْعُهُودْ وَمَا سَفْكُهُمْ لِلدِّمَاءِ غَرِيبَاً ... فَكَمْ قَتَلَ الأَنْبِيَاءَ الجُدُودْ وَشَعْبُ فِلَسْطِينَ خَيْرُ دَلِيلٍ ... عَلَى كُلِّ قَهْرٍ يَفُوقُ الحُدُودْ تَحَمَّلَ أَبْنَاؤُهُ في السُّجُونِ ... عَذَابَاً لَهُ تَقْشَعِرُّ الجُلُودْ وَلَمَّا يَزَلْ صَامِدَاً وَاثِقَاً ... بِتَحْرِيرِهِ الْقُدْسَ بَعْدَ الصُّمُودْ فَيَا شَعْبُ وَاصِلْ وَقَاتِلْ وَجَاهِدْ ... فَحَتْمَاً سَتُؤْتي الثِّمَارَ الجُهُودْ فَلَمْ يَبْخَلِ اللَّهُ بِالنَّصْرِ يَوْمَاً ... عَلَى أُمَّةٍ بِالدِّمَاءِ تَجُودْ

نشيد اليهود

وَحَتْمَاً سَتَرْحَلُ عَن أَرْضِنَا ... خَفَافِيشُهُمْ وَتَسُودُ الأُسُودْ وَيَخْرُجُ مَهْدِيُّنَا عَنْ قَرِيبٍ ... وَلِلدِّينِ عِزَّتُهُ سَتَعُودْ نَشيدُ اليَهُود يَا يَهُودْ يَا يَهُود ... جَيْشُ محَمَّدْ سَوْفَ يَعُودْ سَيَأْتي الْيَوْمُ المَوْعُود ... وَسَتَلْتَقِي الجنُودْ بِالدَّمِ سَوْفَ نجُودْ ... وَسَتَسُودُ الأُسُودْ وَنُعِيدُ لِلْيَهُودْ ... مَا قَدْ مَضَى مِن عُهُودْ ********* يَا يَهُودْ يَا يَهُودْ ... جَيْشُ محَمَّدْ سَوْفَ يَعُودْ مَهْمَا أُوتِيتُمْ مِنْ قُوَّة ... فَإِنَّ اللَّهَ مَوْجُودْ يَا أَحْفَادَ الخَنَازِير ... وَيَا أَحْفَادَ الْقُرُودْ

غَدَرْتُمْ بِالمُسْلِمِينْ ... كَمَا غَدَرَ الجُدُودْ فَلَمْ تُحْسِنُواْ الجِوَارْ ... وَلَمْ تَفُواْ بِالْوُعُودْ رَغْمَ الضَّعْفِ رَغْمَ الخَوْفِ ... لَمْ تَزَلْ فِينَا أُسُودْ سَنُوَحِّدُ الصُّفُوفْ ... وَسَنَحْشُدُ الحُشُودْ سَنُعِيدُ لِلُبْنَانَ ... وَالْقُدْسِ الحُلْمَ المَنْشُودْ إِنَّ المُسْلِمِينَ قَوْمٌ ... لاَ يَعْرِفُونَ الْقُعُودْ بَلْ يَعْرِفُونَ الجِهَادَ ... وَيَعْرِفُونَ الصُّمُودْ سَنُشْعِلُهَا نِيرَانَاً ... أَنْتُمُ لَهَا وَقُودْ زَرَعْتُمْ في الأَرْضِ الشَّوْكَا ... وَسَنَزْرَعُ الْوُرُودْ وَسَتَحْصُدُونَ مَا ... قَدْ زَرَعْتُمْ في عُقُودْ

حال المؤلف؛ في المجتمع المتخلف

حَالُ المُؤَلِّف؛ في المجْتَمَعِ المُتَخَلِّف في كُلِّ وَادٍ نُظْلَمُ ... وَقُلُوبُنَا تَتَحَطَّمُ لاَ تَضْحَكُ الدُّنيَا لَنَا ... وَالحَظُّ لاَ يَتَبَسَّمُ ********* يَا مَن إِلَيْهِ المُشْتَكَى ... أَشْكُو لِمَن إِلاَّ لَكَا ضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ حَتىَّ لَمْ أَجِدْ لي مَسْلَكَا وَكَتَبْتُ في ذَلِكَ وَفي الإِحْبَاطِ المُتَرَتِّبِ عَلَيْه؛ النَّاتِجِ عَن عَجْزِ الإِنْسَانِ في الْوُصُولِ إِلى مَا يَصْبُو إِلَيْه: لَوْ كُلُّ مَا يَتَمَنىَّ المَرْءُ يُدْرِكُهُ ... مَا كُنْتَ تَلْقَى امْرَأً في الكَوْنِ مَهْمُومَا

كَانَتْ حَيَاتيَ بِالأَحْزَانِ حَافِلَةً ... وَعِشْتُ يَا رَبِّ في دُنيَايَ مَظْلُومَا تَغَيَّرَتْ مِصْرُ عَمَّا كُنْتُ أَعْهَدُهُ ... حَتىَّ الهَوَاءُ بِهَا قَدْ صَارَ مَسْمُومَا الْفِسْقُ في أَرْضِهَا قَدْ صَارَ مُنْتَشِرَاً ... وَالصِّدْقُ في أَهْلِهَا قَدْ صَارَ مَذْمُومَا لَمْ أَلْقَ دَاعِيَةً في مِصْرَ مجْتَهِدَاً ... إِلاَّ وَكَانَ بِهَذَا الأَمْرِ مَغْمُومَا ********* وَقُلْتُ أَيْضَاً: إِلَهِي تَعِبْتُ بِهَذِي الحَيَاةِ ... وَطَالَ أَنِيني وَطَالَ ثَبَاتي كَأَنَّ المَصَائِبَ تَبْحَثُ عَنيِّ ... وَتَرْشُقُني مِنْ جَمِيعِ الجِهَاتِ

زَمَانٌ بَغِيضٌ تَمَزَّقْتُ فِيهِ ... وَقَبْلَ وَفَاتي سَمِعْتُ نُعَاتي فَهَلْ سَوْفَ تَجْمَعُ يَا رَبِّ يَوْمَاً ... عَلَيَّ أُمُورِيَ بَعْدَ الشَّتَاتِ وَإِن أَغْرَقَ الأَرْضَ طُوفَانُ سُخْطٍ ... فَهَلْ سَتُقَدِّرُ فِيهِ نجَاتي فَقَدْ قُصِّفَتْ رِيشَتي دُونَ ذَنْبٍ ... وَصُبَّ عَلَى الأَرْضِ حِبرُ دَوَاتي بِلاَدٌ بِهَا قَوْلُكَ الحَقَّ طَيْشٌ ... وَطِيبَةُ قَلْبِكَ شَرُّ الصِّفَاتِ لَقَدْ صِرْتُ مِنْ كَثْرَةِ الجَوْرِ فِيهَا ... أَوَدُّ الرَّحِيلَ لِعُرْضِ الْفَلاَةِ مَتى يَسْتَرِيحُ مَتى يَا إِلَهِي ... عِبَادُكَ مِنْ ظُلْمِ هَذِي الْفِئَاتِ

مضى زمن الكرام

لَقَدْ صِرْتُ أَخْشَى عَلَى النِّيلِ مِن أَن ... يُلاَقِيَ نَفْسَ مَصِيرِ الْفُرَاتِ فَقَدْ بَلَغَ السَّيْلُ فِيهِ الزُّبىَ ... وَضَاقَ الجَمِيعُ بِظُلْمِ الطُّغَاةِ أَلاَ كَيْفَ تَفْنىَ حَضَارَةُ قَوْمٍ ... وَهُمْ يَمْلِكُونَ عَرُوسَ اللُّغَاتِ فَيَا رَبِّ غِثْنَا فَإِنَّا يَئِسْنَا ... مِنَ الْغَوْثِ عِنْدَ أُوْلاَءِ الرُّعَاةِ وَعَفْوَكَ يَا رَبِّ عَنيِّ لأَنيِّ ... تَنَاوَلْتُ في الشِّعْرِ بَعْضَ شَكَاتي مَضَى زَمَنُ الكِرَام أَيْنَ مَنْ كَانُواْ كِرَامَا ... أَيْنَ أَخْلاَقُ الْقُدَامَى كَمْ رَأَيْنَا في بِلاَدِ النِّيلِ آلاَمَاً جِسَامَا

إلى الله المشتكى

مِن عَذَابٍ وَصِعَابٍ ... كَسَّرَتْ مِنَّا الْعِظَامَا لَيْسَ يَلْقَى مُبْدِعُوهَا ... مِن أُوْلي الأَمْرِ اهْتِمَامَا كَمْ لَيَالٍ قَدْ سَهِرْنَا ... لَمْ نَذُقْ فِيهَا مَنَامَا لاَ تَلُمْني في كَلاَمِي ... أَدْرَكَ الْبَدْرُ التَّمَامَا إِنَّهَا يَا صَاحِ سَاءتْ ... مُسْتَقَرَّاً وَمُقَامَا إِلى اللهِ المُشْتَكَى يَا رَبِّ إِنيِّ مُمْتَعِضْ ... لَكِنَّني لاَ أَعْتَرِضْ وَلَدَيْكَ يَا رَبيِّ سَنَحْتَسِبُ المَثُوبَةَ وَالْعِوَضْ كَمْ ذَا لَقِيتُ بِمِصْرَ مِنْ ظُلْمٍ وَمِن أَمْرٍ مُمِضْ كَمْ قَدْ مَرِضْتُ فَلَمْ أَجِدْ ثَمَنَ الدَّوَاءِ مِنَ المَرَضْ

كَمْ بِتُّ يَوْمَاً جَائِعَاً مَعَ قُدْرَتي أَن أَقْتَرِضْ النِّيلُ يَا ابْنَ النِّيلِ فَاضَ بخَيْرِهِ لِمَ لَمْ تَفِضْ عِنْدَمَا تَبْكِي الشُّمُوع، وَتَسِيلُ مِنهَا الدُّمُوع حَتىَّ مَتىَ رَبيِّ تَسِيلُ مَدَامِعِي ... وَأَنَا أَرَى تَهْمِيشَهُمْ لِبَدَائِعِي فَلَقَدْ لَقِيتُ بِمِصْرَ ظُلْمَاً بَيِّنَاً ... وَإِلَيْكَ يَا رَبيِّ شَكَوْتُ مَوَاجِعِي وَلَرُبَّمَا لاَقَى فَظَائِعَ بَعْضُهُمْ ... لَكِنَّهَا لَيْسَتْ كَمِثْلِ فَظَائِعِي فَامْنُن عَلَى نَهْرِي بِغَيْثٍ هَاطِلٍ ... أُسْقَى بِهِ كَيْ لاَ تَجِفَّ مَنَابِعِي

لَوْ كُنْتُ مِنْ بَلَدِي لَقِيتُ رِعَايَةً ... لَحَظِيتُ مِنْ زَمَنٍ بِصِيتٍ ذَائِعِ لاَقَيْتُ مَا يَكْفِي لِقَتْلِ قَبِيلَةٍ ... لَوْ لَمْ أُقَابِلْهُ بِصَدْري الْوَاسِعِ فَمَتى سَيُنْشَرُ لي فَقَدْ تَعِبَتْ مِنَ الْـ ... إِمْسَاكِ بِالأَقْلاَمِ رَبِّ أَصَابِعِي وَتَمَقَّقَتْ عَيْني لِطُولِ قِرَاءتي ... وَتَصَفُّحِي لِدَفَاتِرِي وَمَرَاجِعِي فَالنَّشْرُ سُوقٌ فِيهِ سُوءٌ وَاضِحٌ ... وَلِذَا بِهِ كَسَدَتْ جَمِيعُ بَضَائِعِي نَقِمُواْ عَلَيَّ لأَنَّ شِعْرِيَ صَادِقٌ ... وَلأَنَّهُ شِعْرٌ جَرِيءٌ وَاقِعِي

كَثُرَ الْفَسَادُ بِبَرِّنَا وَبِبَحْرِنَا ... وَلِذَا اتَّجَهْتُ لَهُ بِنَقْدِي اللاَّذِعِ إِنْ كَانَ قُدِّرَ أَن أَمُوتَ مُهَمَّشَاً ... في مِصْرَ كَلاَّ لَنْ تَمُوتَ رَوَائِعِي إِنيِّ قَدِ اسْتَوْدَعْتُ عِنْدَكَ تِرْكَتي ... وَلَدَيْكَ رَبيِّ لَنْ تَضِيعَ وَدَائِعِي ********* نَشْكُو للَّهِ مَوَاجِعَنَا ... الظُّلْمُ أَقَضَّ مَضَاجِعَنَا قَدْ مَلأَتْ لَيْلاً وَنَهَارَاً ... صَرَخَاتُ النَّاسِ مَسَامِعَنَا في كُلِّ طَرِيقٍ نَسْلُكُهُ ... نَتَخَيَّلُ فِيهِ مَصَارِعَنَا مِنْ زَمَنٍ نَبْكِي لَمْ يَمْسَحْ ... أَحَدٌ في مِصْرَ مَدَامِعَنَا

أيها الليل الطويل ألا انجل

فَمَتى الإِعْلاَمُ سَيُنْصِفُنَا ... كَيْ نَأْخُذَ فِيهِ مَوَاقِعَنَا أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلاَ انْجَلِ إِلى كَمْ بِمِصْرَ أَنَا أُظْلَمُ ... إِلى كَمْ حُقُوقِي بِهَا تُهْضَمُ إِلى كَمْ أُهَانُ وَأَكْظِمُ غَيْظِي ... كَأَنِّيَ أَخْرَسُ أَوْ أَبْكَمُ فَحَقُّ المُوَاطِنِ أَمْسَى مُبَاحَاً ... لِمَنْ لاَ يَفِيقُ وَلاَ يَنْدَمُ وَقَوْلُ الحَقِيقَةِ أَصْبَحَ مُرَّاً ... وَمَنْ قَالهَا رُبَّمَا يُعْدَمُ فَخُضْنَا السِّيَاسَةَ نُؤْذَى وَإِنْ ... تَرَكْنَا السِّيَاسَةَ لاَ نَسْلَمُ أَمِثْلِيَ إِصْبَعُهُ يُكْسَرُ ... وَمِثْلِي عَلَى وَجْهِهِ يُلْطَمُ

وَمَاذَا جَنَيْنَا لِيُجْنى عَلَيْنَا ... وَنُضْرَبَ حَتىَّ يَسِيلَ الدَّمُ وَفي أَيْنَ في بَلَدٍ مُسْلِمٍ ... وَشَعْبٍ يَقُولُ أَنَا مُسْلِمُ فَيَا رَبِّ رُحْمَاكَ إِنَّا ضِعَافٌ ... وَأَنْتَ بِأَحْوَالِنَا أَعْلَمُ وَخَلِّصْ عِبَادَكَ مِنْ ظُلْمِ بَعْضٍ ... فَبَعْضُ عِبَادِكَ لاَ يَرْحَمُ كَمِثْلِ الثَّعَابِينِ في عَضِّهَا ... وَمِثْلِ التَّمَاسِيحِ إِذْ تَلْقَمُ إِلى مَنْ سَنَلْجَأُ يَا رَبِّ إِلاَّ ... إِلَيْكَ فَخُذْ حَقَّنَا مِنهُمُ ********* عَظُمَتْ مُصِيبَتُنَا عَلَى أَنْ نَصْبرَا ... وَيَصُونُنَا إِيمَانُنَا أَنْ نَضْجَرَا

فَانْصِفْ عِبَادَكَ مِن عِبَادِكَ رَبَّنَا ... وَاخْسِفْ بِكُلِّ مَنِ افْتَرَى وَتَجَبَّرَا *********

تطيروا بي وطائرهم معهم

تَطَيَّرُواْ بي وَطَائِرُهُمْ مَعَهُمْ هَذِهِ الْقَصِيدَةُ كَتَبْتُهَا رَدَّاً عَلَى مَنِ اتَّهِمُوني بِالتَّشَاؤُم؛ وَبَدَأْتُهَا بمُنَاجَاةِ ابْني، الَّذِي مَا سَمَّيْتُهُ بِهَذَا الاِسْم: إِلاَّ تَيَمُّنَاً بِمَا يُوحِيهِ هَذَا الاِسْمُ مِنَ الْبِشْرِ وَالتَّفَاؤُلِ وَالسُّرُور؛ وَلِذَا اسْتَهْلَلْتُ بِهِ هَذِهِ القَصِيدَةَ مُنَاجِيَاً بَاسِمَاً بِاسْمِهِ؛ وَكَأَنَّني أَقُولُ لَه: أَيْ بُنيَّ الجَمِيل: اسْمُكَ عِنْدِي خَيرُ دَلِيل: عَلَى كَذِبِ هَذِهِ الأَقَاوِيل: أَسَمِعْتَ مَا قَدْ قَالَ عَنيِّ بَعْضُهُمْ يَا بَاسِمُ وَصَفُواْ أَبَاكَ بِأَنَّهُ في شِعْرِهِ مُتَشَائِمُ

وَرَمَوْهُ قَوْلاً كَالرَّصَاصِ الْقَلْبُ مِنهُ وَارِمُ وَبِرَغْمِ صِدْقِ جِهَادِهِ في مِصْرَ صَارَ يُهَاجَمُ وَيُمَارِسُونَ ضُغُوطَهُمْ وَمَضَى أَبُوكَ يُقَاوِمُ وَتُدَاسُ قَبْلَ الْفَجْرِ حُرْمَةُ بَيْتِهِ وَيُدَاهَمُ وَيُقَالُ عَنهُ مُغْرِضٌ وَمحَرِّضٌ وَيُحَاكَمُ وَعَلَى محَبَّتِهِ لِمِصْرَ هُنَاكَ صَارَ يُسَاوَمُ كَمْ قُلْتُ ظُلْمٌ يَنْقَضِي لَكِنَّهُ يَتَفَاقَمُ هَذَا زَمَانٌ لَيْسَ لِلْعُلَمَاءِ فِيهِ محَارِمُ فَيُطَاعُ فيهِ المُرْتَشِي وَيُضَاعُ فِيهِ الْعَالِمُ لَمْ يَنْجُ دَاعٍ مِنهُمُ أَوْ كَاتِبٌ أَوْ نَاظِمُ

فلذات الأكباد

قَدْ ضَجَّ مِنهُمْ في الْقَصَائِدِ حَافِظٌ وَالجَارِمُ وَعَلَى يَدَيْهِمْ مَاتَ بِالسِّكِّينِ طَعْنَاً هَاشِمُ أَلأَجْلِ هَذَا بِالتَّشَاؤُمِ قَدْ رَمَاني وَاهِمُ أَفَكُلُّ مَنْ ذَمَّ المَفَاسِدَ قِيلَ عَنهُ نَاقِمُ أَنىَّ أُغَنيِّ وَالهَزَائِمُ حَوْلَنَا تَتَرَاكَمُ وَالْكَوْنُ فِيهِ عَقَارِبٌ أَمْثَالُكُمْ وَأَرَاقِمُ فَلَذَاتُ الأَكْبَاد لَكَمْ في حَيَاتي رَأَيْتُ عِيَالاَ ... وَلَمْ أَرَ لاِبْنيَ قَطُّ مِثَالاَ فَلاَ أَعْرِفُ النَّوْمَ مِنْ لَعْبِهِ ... وَلاَ أَسْتَطِيعُ أَخُطُّ مَقَالاَ

طقس غريب

وَإِنْ قُلْتُ شَيْئَاً لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ ... إِلى خَارِجِ الْبَيْتِ شَدَّ الرِّحَالاَ فَأَمْضِي لأُمْسِكَهُ دُونَ جَدْوَى ... كَأَنيِّ أُرِيدُ أَصِيدُ غَزَالاَ وَإِنْ قُلْتُ عُذْرَاً حَبِيبي تَعَالىَ ... تَعَالىَ عَلَيَّ وَلَمْ يُلْقِ بَالاَ وَيُعْرِضُ عَنيِّ وَيَغْضَبُ مِنيِّ ... كَأَنِّيَ أَطْلُبُ مِنهُ المحَالاَ فَأُوعِدُهُ ثُمَّ لَمْ يَلْقَ مِنيِّ ... سِوَى الْقُبُلاَتِ تَكُونُ نَكَالاَ طَقْسٌ غَرِيب الصَّيْفُ يَلْعَبُ وَالشِّتَاءُ عَلَى حِسَابِ الصِّحَّةِ وَالشَّعْبُ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الخَصْمَينِ غَيْرَ " الكُحَّةِ "

متعة السفر بالقطار

مُتْعَةُ السَّفَرِ بِالْقِطَار أُفَضِّلُ أَن أُسَافِرَ بِالْقِطَارِ ... يَشُقُّ طَرِيقَهُ بَينَ الصَّحَارِي أُحِبُّ رُكُوبَهُ مِن غَيْرِ شَرْطٍ ... أَبِالْبَنْزِينِ سَارَ أَمِ الْبُخَارِ مُشَاهَدَةُ الحُقُولِ بِجَانِبَيْهِ ... شِفَاءٌ لِلصِّغَارِ وَلِلْكِبَارِ تَرَاهُ مُسْرِعَاً دَوْمَاً كَلِصٍّ ... يَلُوذُ مِنَ الحُكُوَمَةِ بِالْفِرَارِ وَيَجْرِي فَوْقَ خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ ... لِذَلِكَ لاَ يَحِيدُ عَنِ المَسَارِ وَطَوْرَاً تحْتَ وَجْهِ الأَرْضِ يَجْرِي ... وَيَجْرِي تَارَةً فَوْقَ الْكَبَارِي فَيَبْلُغُ بِالمُسَافِرِ مُنْتَهَاهُ ... وَحَيْثُ يُرِيدُ لَكِنْ في وَقَارِ

كرم الأرياف، وخطورة الانحراف

كَرَمُ الأَرْيَاف، وَخُطُورَةُ الاِنحِرَاف صَاهَرْتُ بَيْتَاً في خَلِيلْ ... مَا في الْبُيُوتِ لَهُ مَثِيلْ لَوْ زُرْتَهُمْ يَا صَاحِ يَوْمَاً لَنْ تُفَكِّرَ في الرَّحِيلْ فَلَهُمْ طِبَاعٌ عَذْبَةٌ شَفَّافَةٌ كَالسَّلْسَبِيلْ قَلْبي لِغَيْبَتِهِمْ يَظَلُّ كَأَنَّهُ رَجُلٌ عَلِيلْ يَا رَبَّنَا احْفَظْهُمْ فَلَيْسَ لَنَا إِذَا فُقِدُواْ بَدِيلْ لِمَ دَائِمَاً أَمْثَالُهُمْ في هَذِهِ الدُّنيَا قَلِيلْ ********* إِكْرَامُهُمْ لِضُيُوفِهِمْ شَيْءٌ يَفُوقُ المَقْدِرَة لاَ يَقْبَلُونَ مِنَ الضُّيُوفِ تَعَلُّلاً أَوْ مَعْذِرَة

فَسَخَاءُ فَوْزِي صُورَةٌ في الجُودِ غَيْرُ مُكَرَّرَة وَلَكَمْ لَقِينَا في مِسَلَّمَ مِنْ وُجُوهٍ مُقْمِرَة لاَ يحْمِلُونَ شَهَادَةً وَلَهُمْ عُقُولٌ نَيِّرَة وَعَلَى الطَّرِيقِ مِنَ الشَّبَابِ حُسَالَةٌ مُسْتَهْتِرَة مِثْلُ الحَنُوتي وَاقِفُونَ عَلَى طَرِيقِ المَقْبَرَة لِيُحَدِّقُواْ النَّظَرَاتِ فِيمَنْ مَرَّ فَوْقَ الْقَنْطَرَة يَقِفُونَ مِثْلَ الْعَاطِلِينَ لِسَاعَةٍ مُتَأَخِّرَة لَوْ كُنْتُ شُرْطِيَّاً حَجَزْتُ لَهُمْ مَكَانَاً في طُرَة

الشعر العربي

الشِّعْرُ الْعَرَبي كَمْ حِكْمَةٍ نُثِرَتْ في الدِّينِ وَالأَدَبِ ... وَشِعْرِنَا الْعَرَبي أَغْلَى مِنَ الذَّهَبِ كَمْ كُنْتُ أُنْشِدُ ضَيْفِي مِنْ قَصَائِدِهِ ... فَكَانَ فَاكِهَةً أَحْلَى مِنَ الرُّطَبِ هِوَايَةُ القِرَاءة كَمْ فُقِّئَتْ مِنَّا الْعُيُونُ وَنَحْنُ نَنْظُرُ في الدَّفَاتِرْ دَهْرٌ مَضَى وَأَنَا في المَكْتَبَاتِ صَبي ... قَصِيدَةُ الشِّعْرِ أُمِّي وَالْكِتَابُ أَبي بَيْنَ المَرَاجِعِ أَقْضِي الْيَوْمَ في نَهَمٍ ... حَتىَّ لَقَدْ عَرَفَتْني أَرْفُفُ الْكُتُبِ تَصَرُّفَاتي الشِّعْرِيَّة

لاَ تَظْلِمَنَّ إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِرَاً ... الظُّلْمُ تَرْجِعُ عُقْبَاهُ إِلى النَّدَمِ تَنَامُ عَيْنَاكَ وَالمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ ... يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللَّهِ لَمْ تَنَمِ {شِعْر / الإِمَام عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب} تَصَرَّفْتُ فِيهِمَا كَعَادَتي بِوَضْعِ تَصْرِيعٍ لَهُمَا، وَبِتَلاَفي اجْتِمَاعِ العَيْنَيْنِ المُتَتَالِيَتَيْنِ في كَلِمَتيْ: " تَرْجِعُ عُقْبَاهُ " 00 فَقُلْت: لاَ تَظْلِمَنَّ فَإِنَّ الظُّلْمَ كَالظُّلَمِ ... الظُّلْمُ تُفْضِي عَوَاقِبُهُ إِلى النَّدَمِ

لغتنا العربية

تَنَامُ عَيْنَاكَ وَالمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ ... يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللَّهِ لَمْ تَنَمِ لُغَتُنَا العَرَبِيَّة كَمْ ذَا في اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة ... مِنْ مَقْطُوعَاتٍ أَدَبِيَّة لَوْ دَخَلَتْ أَيَّ مُسَابَقَةٍ ... فَازَتْ بِالْكَأْسِ الذَّهَبِيَّة حَيىَّ اللَّهُ مَن أَحْيَاهَا ... وَرَعَى كَوْكَبَةً تَرْعَاهَا لُغَةُ الحِكْمَةِ وَالأُدَبَاءِ ... في كُلِّ مجَالٍ تَلْقَاهَا مَا الضَّعْفُ بِهَا بَلْ هُوَ فِينَا ... حَفِظَتْ سُنَّتَنَا وَالدِّينَا مَا كَانَتْ يَوْمَاً عَاجِزَةً ... حَتىَّ تحْتَاجَ التَّحْسِينَا

قَالُواْ لُغَةٌ تَقْلِيدِيَّة ... وَقَوَاعِدُهَا تَعْقِيدِيَّة وَإِذَا حَقَّقْنَا رَغْبَتَهُمْ ... قَالُواْ لُغَةٌ تجْرِيدِيَّة قَالُواْ تَفْتَقِدُ الأَسْمَاءا ... لاَ بَلْ تَفْتَقِدُ الْعُلَمَاءا لُغَةٌ فَائِقَةٌ عَظَمَتُهَا ... وَلِذَا تَحْتَاجُ الْعُظَمَاءا وَقُلْتُ في الدِّعَايَةِ وَالإِعْلاَن: عَنْ كِتَابٍ لي بِعُنوَان / هُمُومِ المُسْلِمِين: أُهْدِي لِقُرَّائِي كِتَابي عَن هُمُومِ المُسْلِمِين لِيَكُونَ كَالسُّلْوَانِ لِلإِنْسَانِ ذِي الْقَلْبِ الحَزِين وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ يُعَاني أَوْ مَرِيضٍ أَوْ سَجِين

قناة الجزيرة

آثَارُهُ مخْتَارَةٌ وَكَلاَمُهُ دُرٌّ ثَمِين وَاقْرَأْ بِهِ بَعْضَ السُّطُورِ تجِدْ بِهَا الخَبرَ الْيَقِين قَنَاةُ الجَزِيرَة بَهَرْتِ الْوَرَى يَا قَنَاةَ الجَزِيرَة ... وَأَنْتِ بِكُلِّ احْتِرَامٍ جَدِيرَة وَحُبُّكِ يَزْدَادُ يَوْمًا فَيَوْمًا ... فَسِيرِي عَلَى نَفْسِ تِلْكَ الْوَتِيرَة بِكُلِّ الحَقَائِقِ تَأْتِينَ دَوْمًا ... وَفي كُلِّ دَرْبٍ نَرَاكِ الخَبِيرَة فَوَفَّقَكِ اللَّهُ كَيْمَا تُنِيرِي ... طَرِيقَ الشُّعُوبِ بِتِلْكَ المَسِيرَة مُذِيعَاتُهَا لَسْنَ مُسْتَرْجِلاَتٍ ... وَلَكِن عُرِفْنَ بِطِيبِ السَّرِيرَة

وَكَمْ ذَا المُرَاسِلُ فِيهَا يُعَاني ... لِيَأْتيَ بِالخَبَطَاتِ المُثِيرَة بِرَغْمِ المخَاطِرِ مِن حَوْلِهِ ... وَرَغْمِ حَرَارَةِ وَقْتِ الظَّهِيرَة تَطِيرُ إِلى كُلِّ قُطْرٍ وَتَأْتي ... إِلَيْنَا بِأَخْبَارِهِ كَالسَّفِيرَة وَتَفْضَحُ تُوني بْلِيرَ وَبُوشًا ... إِذَا قَعَدَا يَقْسِمَانِ الْفَطِيرَة وَلِلْغَرْبِ أَبْدَتْ ضَحَايَا الحُرُوبِ ... لِكَيْ مَا تُحَرِّكَ فِيهِ ضَمِيرَه تَقُولُ الحَقِيقَةَ مِن غَيرِ خَوْفٍ ... وَلِلْحَقِّ دَوْمًا تَكُونُ نَصِيرَة تُصَوِّرُ كَيْفَ تُعَاني الشُّعُوبُ ... وَلاَ سِيَّمَا الطَّبَقَاتِ الْفَقِيرَة

في ذكرى الإسراء والمعراج

فَأَخْبَارُهَا صَعْقَةٌ لِلأَعَادِي ... كَصَعْقَةِ بَرْقِ اللَّيَالي المَطِيرَة لِذَلِكَ تَلْتَفُّ مِن حَوْلِهَا ... بِكُلِّ مَسَاءٍ جُمُوعٌ غَفِيرَة وَصَارَتْ بِمَا حَقَّقَتْ مِنْ نَجَاحٍ ... عَلَى رَأْسِ إِعْلاَمِنَا كَالأَمِيرَة في ذِكْرَى الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاج في حَادِثِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ ... الْكَوْنُ يَلْبَسُ حُلَّةَ الدِّيبَاجِ لِيَقُولَ لِلْمَبْعُوثِ فِينَا رَحْمَةً ... الْقَوْمُ لاَ زَالُواْ عَلَى المِنهَاجِ فَسَفِينَةُ الإِسْلاَمِ تجْرِي كَالرَّحَى ... في طَحْنِهَا لِلْبَحْرِ وَالأَمْوَاجِ

كتائب الأقصى

وَالمُقْبِلُونَ عَلَى اعْتِنَاقِ طَرِيقِهَا ... يَأْتُونَ مخْتَارِينَ بِالأَفْوَاجِ فَأَعِن إِلَهِي المُسْلِمِينَ وَقَوِّهِمْ ... في ذَلِكَ اللَّيْلِ الْبَهِيمِ الدَّاجِي وَابْعَثْ إِلَيْهِمْ مَنْ يُوَحِّدُ صَفَّهُمْ ... للَّهِ لاَ لِلْعَرْشِ أَوْ لِلتَّاجِ كَتَائِبُ الأَقْصَى وَهَذِهِ أُنْشُودَةٌ كَتَبْتُهَا لحَمَاسَ وَكَتَائِبِ الأَقْصَى، وَلمجَاهِدِي الاِحْتِلاَلِ الأَنجِلُوأَمْرِيكِيِّ فَوْقَ أَرْضِ الْعِرَاق، وَلِكُلِّ مجَاهِدٍ عَلَى أَرْضِ اللهِ الْوَاسِعَة، يُصَوِّبُ يَدَهُ إِلى محْتَلِّ أَرَاضِيه، وَلَيْسَ إِلى أَخِيه:

سَنَخُوضُ المَعْرَكَةَ الْكُبرَى ... وَسَتُدْرِكُ أُمَّتُنَا النَّصْرَا لَنْ نَتْرُكَ مَسْجِدَنَا الأَقْصَى ... سَنُحَرِّرُهُ شِبرَاً شِبرَا مِنْ زَمَنٍ مَرَّ وَأُمَّتُنَا ... سَاهِرَةٌ تَنْتَظِرُ الْفَجْرَا لَنْ يَرْدَعَ أَمْرِيكَا إِلاَّ ... مَنْ يَكْسِرُ شَوْكَتَهَا كَسْرَا لَنْ نُبْقِيَ في خَلَدِ الدُّنيَا ... مِنْ سِيرَتِهَا إِلاَّ الذِّكْرَى وَسَنَجْعَلُ سُودَ أَفَاعِلِهَا ... في أُمَّتِنَا حُمَمَاً حُمْرَا قَرْنٌ قَدْ مَرَّ وَكَوْكَبُنَا ... لَمْ يَرَ مِنهَا قَطٌّ خَيرَا

المدينة المنورة، ومكة المكرمة

المَدِينَةُ المُنَوَّرَة، وَمَكَّةُ المُكَرَّمَة نُفُوسُنَا تَتُوقُ لِلْمَدِينَةِ المُنَوَّرَة وَدَائِمَاً تُحِبُّهَا ... وَإِنْ تَكُنْ مُقَصِّرَة لِذَا لأَجْلِهَا كَتَبْتُ مِدْحَةً مُعَبِّرَة لِكَيْ تَكُونَ صُورَةً ... لحُبِّهَا مُصَغَّرَة **** نَسِيمُهَا تَفُوحُ مِنهُ السِّيرَةُ المُعَطَّرَة وَأَهْلُهَا وُجُوهُهُمْ ... بَشُوشَةٌ وَمُقْمِرَة نُفُوسُهُمْ نَقِيَّةٌ ... تَقِيَّةٌ وَخَيِّرَة لَيْسَتْ طِبَاعُهُمْ غَلِيظَةً وَلاَ مُنَفِّرَة **** إِنْ كُنْتُ لَمْ أَزُرْكِ قَطُّ مَرَّةً فَمَعْذِرَة دَوْمَاً بِمِصْرَ حَالَةُ الأَدِيبِ غَيرُ مُوسِرَة لِذَا اكْتَفَيْتُ أَن أَرَاكِ في الرُّؤَى المُبَشِّرَة ****

الدنيا قصيرة

وَمَكَّةُ المُكَرَّمَة ... مَدِينَةٌ مُعَظَّمَة وَمَدْحُهَا يُحِبُّ كُلُّ شَاعِرٍ أَنْ يَنْظِمَه قُلُوبُنَا بِحُبِّهَا ... مَلِيئَةٌ وَمُفْعَمَة وَحَوْلَ بَيْتِهَا الحَرَامِ رُوحُنَا مُحَوِّمَة ********* الدُّنيَا قَصِيرَة إِنَّمَا الدُّنيَا قَصِيرَة ... في مَرَاحِلِهَا الأَخِيرَة مِثْلَمَا مَرَّتْ عَلَيْنَا ... لَيْلَةٌ كَانَتْ مَطِيرَة طَالَمَا أَبْكَتْ عُيُونَاً ... بَعْدَمَا كَانَتْ قَرِيرَة كَمْ أَذَلَّتْ بَعْدَ عِزٍّ ... غَادَةً كَانَتْ أَمِيرَة فَهْيَ سِجْنٌ وَقُلُوبُ المُؤْمِنِينَ بِهِ أَسِيرَة

اليأس مفتاح الفشل

الْيَأْسُ مِفْتَاحُ الْفَشَل كُنْ ثَابِتَاً مِثْلَ الجَبَلْ ... مَهْمَا تُوَاجِهُ يَا بَطَلْ لاَ تَنْدُبَنَّ مُصِيبَةً أَوْ تَبْكِيَنَّ عَلَى طَلَلْ أَوْ تَيْأَسَنَّ لِعَثْرَةٍ فَالْيَأْسُ مِفْتَاحُ الْفَشَلْ وَكَأَنَّني بِكَ عَنْ قَرِيبٍ سَوْفَ تَرْفُلُ في الحُلَلْ إِنَّ بَعْدَ الْعُسْرِ يُسْرَا اصْبِرْ عَلَى الزَّمَنِ الْعَصِيبْ ... فَلِكُلِّ مجْتَهِدٍ نَصِيبْ وَتَعَلَّمِ الصَّبْرَ الجَمِيلَ إِذَا نَظَرْتَ إِلى الحَبِيبْ سَتَجِيءُ أَيَّامٌ غَدَاً أَصْفَى مِنَ اللَّبَنِ الحَلِيبْ فَالصَّبْرُ يَأْتي دَائِمَاً مِنْ بَعْدِهِ فَرَجٌ قَرِيبْ

اصبر إن العاقبة للمتقين

مَنْ كَانَ في كَنَفِ الإِلَهِ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَخِيبْ اصْبِرْ إِنَّ العَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِين كُنْ مُسْتَقِيمَاً دَائِمَاً ... مَهْمَا رَأَيْتَ مِنَ الْعِوَجْ وَاصْبِرْ قَلِيلاً يَا أَخِي ... فَالصَّبْرُ مِفْتَاحُ الفَرَجْ *********

رحماك يا أرحم الراحمين

رُحْمَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين أَفكُلَّمَا يَسَّرْتَ لي ... سُبُلَ الهِدَايَةِ كَيْ أَتُوبْ لَطَّخْتُ نَفْسِي بِالخَطَا ... يَا وَالمَعَاصِي وَالذُّنُوبْ ********* لَن أَبْرَحَ بَابَكَ يَا رَبيِّ ... إِلاَّ أَنْ تَغْفِرَ لي ذَنْبي أَنَاْ مُنْذُ عَصَيْتُكَ في نَدَمٍ ... وَتَحُزُّ ذُنُوبيَ في قَلْبي ********* اعْفُ يَا مَوْلاَيَ عَنيِّ ... وَامْحُ مَا قَدْ كَانَ مِنيِّ لاَ تُعَاقِبْني فَإِنيِّ ... فِيكَ قَدْ أَحْسَنْتُ ظَنيِّ *********

يَا رَبِّ عَامِلْني بجُودِكَ لاَ بِمَا كَسَبَتْ يَدِي قَدْ قِيلَ لي مَنْ جَاءَ بَابَكَ رَاجِيَاً لَمْ يُطْرَدِ وَلِذَا جَعَلْتُكَ وِجْهَتي ... يَا ذَا الجَلاَلِ وَمَقْصِدِي أَنَاْ مَا بَغَيْتُ وَلاَ اعْتَدَيْتُ وَلاَ أَعَنْتُ المُعْتَدِي كَلاَّ وَلاَ عِنْدِي صِفَا ... تُ الجَاحِدِ المُتَمَرِّدِ وَلِغَيْرِ وَجْهِكَ جَبْهَتي ... يَا خَالِقِي لَمْ تَسْجُدِ إِنْ كُنْتُ حِدْتُ عَنِ الطَّرِيقِ فَإِنَّني لَمْ أَبْعُدِ ذَلِّلْ لِعَبْدِكَ كُلَّ أَمْرٍ مُعْضِلٍ وَمُعَقَّدِ قَدْ طَالَ صَبرِي في الحَيَا ... ةِ عَلَى الأَذَى وَتجَلُّدِي

أَخِي الكَرِيم: احْرِصْ بَعْدَ قِرَاءَ تِكَ الكِتَابَ أَنْ تُعِيرَهُ لإِخْوَانِكَ وَجِيرَانِك؛ فَصَدَقَةُ العِلْمِ تَعْلِيمُه، وَالدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِه، وَلأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدَاً: خَيرٌ لَكَ مِن حُمْرِ النَّعَم 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ العِلْمَ ثُمَّ لاَ يُحَدِّثُ بِه: كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنِزُ الكَنْزَ فَلاَ يُنْفِقُ مِنه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5835، 3479)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَالْكَبِير]

فَلاَ تَمْنَعْ كِتَابَاً مُسْتَعِيرَاً ... فَإِنَّ الْبُخْلَ لِلإِنْسَانِ عَارُ أَلَمْ تَسْمَعْ حَدِيثَاً عَنْ ثِقَاتٍ ... جَزَاءُ الْبُخْلِ عِنْدَ اللهِ نَارُ وَمَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ مَلحُوظةٌ قَدْ تَنْفَعُ المُسْلِمِين، أَوْ أَيَّةُ إِضَافَة: فَسَوْفَ أَكُونُ في غَايَةِ السُّرُورِ لَوْ تَفَضَّلَ عَلَيَّ بِهَا؛ فَالْكَاتِبُ كَالحَالِب، وَالْقَارِئُ كَالشَّارِب، وَلاَ تَنْسَوْنَا مِنْ صَالِحِ دُعَائِكُمْ، اجْعَلُواْ لَنَا مِنهُ نَصِيبَاً مَفْرُوضَا

وَأَخِيرَاً اللَّهُمَّ اجْعَلْ كُلَّ كِتَابَاتي؛ في مِيزَانِ حَسَنَاتي 00 سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبحَمْدِك، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْك 0

_ [email protected]

§1/1