جواهر الدرر في نظم مبادئ أصول ابن باديس الأبر

محمد بن محفوظ الشنقيطي

جَوَاهِرُ الدُّرَرِ فِي نُظْمِ مَبَادِئِ أَصُول اِبْن بَادِيسْ الأبَر رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين للشيخ العلامة محمد بن محفوظ بن المختار فال الشنقيطي. حفظه الله تعالى أعده للطباعة والنشر تلميذه المخلص المختار بن العربي مومن دار ابن حزم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حقوق الطبع محفوظة الطبعة الأولى 1426هـ - 2005م

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم أما بعد: فهذا نظم شيخنا المبارك محمد بن محفوظ ابن المختار فال الشنقيطي المعروف عند الطلبة بشيخ السوق لشهرته بالتدريس في ذلك الرباط العظيم، حيث نظم فيه الشيح حفظه الله تعالى كتاب مبادئ الأصول لشيح الإسلام في زمانه، ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين خدمة منه للعلم وأهله وتيسيرا لحفظه والاهتمام به والشيخ حفظه الله

تعالى أهل لذلك فلا يزال منقطعا للتدريس والإفادة، والاجتهاد في الطاعة والعبادة فنسأل الله أن يجزل له المثوبة في الدارين وأن يجعل ما كتب ونظم وأفاد به الطلاب ذخراً له يلقاه يوم الدين آمين.

ترجمة الشيخ عبدالحميد ابن باديس

ترجمة الشيخ عبد الحميد ابن باديس تعريف مختصر بالشيخ عبد الحميد ابن باديس رحمه الله تعالى في مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، ومن أسرة عريقة في المجد والثراء والعلم وُلد الشيخ عبد الحميد بن باديس عام 1308هـ /1889م، فهو ينتسب إلى الأسرة الباديسية المشهورة في التاريخ. فالمعز بن باديس (406 - 453) هو الذي أبعد النفوذ العُبيدي (الفاطمي) عن المغرب، وعمل على تنظيم انفصال المغرب الإسلامي سياسياً ومذهبياً

عن الحكم العبيدي، وحارب الشيعة الرافضة في إفريقية، وحمل الناس على اعتناق المذهب السني، وكان الشيخ عبد الحميد يفتخر بأعمال هذا الجد، أما والده محمد المصطفى فهو من كبار الموظفين والوجهاء في قسنطينة، وعضو المجلس الجزائري الأعلى، وقد عرف دائماً بدفاعه عن مطالب السكان المسلمين في قسنطينة، يقول عنه ابنه: (إن الفضل يرجع أولاً إلى والدي الذي رباني تربية صالحة ووجهني وجهة صالحة، ورضي لي العلم طريقة أتبعها، ومشرباً أرده، وقاتني وأعاشني وبراني كالسهم وراشني وحماني من المكاره صعيراً وكبيراً .. ). فهذا الوالد لم يحاول تني الشيخ عن أي عمل يقوم به في الدعوة كعادة الآباء الذين في

في جامع الزيتونة

مثل وظيفته ووجاهته، كما أنه لم يُلحِقه بالمدارس الفرنسية كغيره من أبناء العائلات الكبيرة. نشأ ابن باديس في بيئة علمية، فقدحفظ القرآن وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ثم تتلمذ على الشيخ (أحمد أبو حمدان الونسي)، فكان من أوائل الشيوخ الذين لهم أثر طيب في اتجاهه الديني، ولا ينسى ابن باديس أبداً وصية هذا الشيخ له: (اقرأ العلم للعلم لا للوظيفة)، بل أخذ عليه عهداً ألا يقرب الوظائف الحكومية عند فرنسا. في جامع الزيتونة: في عام 1908 قرر ابن باديس- وهو الشاب المتعطش للعلم- أن يبدأ رحلته العلمية

الأولى إلى تونس، وفي رحاب جامع الزيتونة الذي كان مقراً كبيراً للعلم والعلماء يُشبه في ذلك الأزهر في مصر. وفي الزيتونة تفتحت آفاقه، وعبّ من العلم عبًّا، والتقى بالعلماء الذين كان لهم تأثير كبير في شخصيته وتوجهاته، مثل الشيخ محمد النخلي الذي غرس في عقل ابن باديس غرسة الإصلاح وعدم تقليد الشيوخ، وأبان له عن المنهج الصحيح في فهم القرآن. كما أثار له الشيخ محمد الطاهر بن عاشور حب العربية وتذوّق جمالها، ويرجع الفضل للشيخ البشير صفر في الاهتمام بالتاريخ ومشكلات المسلمين المعاصرة وكيفية التحلص من الاستعمار الغربي وآثاره. تخرج الشيخ من الزيتونة عام 1912 وبقي عاماً آخر للتدريس حسب ما تقضيه تقاليد هذه

في المدينة النبوية

الجامعة، وعندما رجع إلى الجزائر شرع على الفور بإلقاء دروس في الجامع الكبير في قسنطينة، ولكن خصوم الإصلاح تحركوا لمنعه، فقرر القيام برحلة ثانية لزيارة أقطار المشرق العربي. في المدينة النبوية: بعد أداء فريضة الحج مكث الشيخ ابن باديس في المدينة المنورة ثلاثة أشهر، ألقى خلالها دروساً في المسجد النبوي، والتقى بشيخه السابق (أبو حمدان الونيسي) وتعرف على رفيق دربه ونضاله- فيما بعد- الشيخ البشير الإبراهيمي. وكان هذا التعارت من أنعم اللقاءات وأبركها، فقد تحادثا طوبلاً عن طرق الإصلاح في الجزائر واتفقا على خطة واضحة

العودة إلى الجزائر

في ذلك. وفي المدينة اقترح عليه شيخه (الونيسي) الإقامة والهجرة الدائمة، ولكن الشيخ (حسين أحمد الهندي) المقيم في المدينة أشار عليه بالرجوع للجزائر لحاجتها إليه، فكانت خير نصيحة. زار ابن بادبس بعد مغادرته الحجاز بلاد الشام ومصر واجتمع برجال العلم والأدب وأعلام الدعوة السلفية، وزار الأزهر واتصل بالشيخ بخيت المطيعي حاملاً له رسالة من الشيخ (الونيسي). العودة إلى الجزائر: وصل ابن باديس إلى الجزائر عام 1913 واستقر في مدينة قسنطينة، وشرع في العمل التربوي الذي صمم عليه، وهو إنقاذ أطفال المسلمين وشبانهم من هوة الجهل والتخلف،

آثار ابن باديس

فبدأ بدروس للصغار ثم للكبار، والمسجد هو المركز الرئيسي لنشاطه، ثم تبلورت لديه فكرة تأسيس جمعية العلماء المسلمين، ولكن نشاط الشيخ كان متعدداً، واهتماماته كثيرة. ومما شجع ابن باديس وأمضى عزيمته في تكوين تلك الجمعية وبذل الجهد في الإصلاح المتعدد الجوانب هو وجود تلك العصبة المؤمنة حوله، والذين وصفهم هو بالأسود الكبار- من العلماء والدعاة أمثال الإبراهيمي والتبسي والعقبي والميلي ... وقد عملوا معه في انسجام قلّ أن يوجد مثله في الهيئات الأخرى. آثار ابن باديس: شخصية ابن باديس شخصية غنية ثرية ومن الصعوبة في حيز ضيق من الكتابة الإلمام بكل

أبعادها وآثارها. فهو مجدد ومصلح يدعو إلى نهضة المسلمين ويعلم كيف تكون النهضة. يقول: ((إنما ينهض المسلمون بمقتضيات إيمانهم بالله ورسوله إذا كانت لهم قوة، وإذا كانت لهم جماعة منظمة تفكر وتدبر وتتشاور وتتآثر، وتنهض لجلب المصلحة ولدفع المضرة، متساندة في العمل عن فكر وعزيمة)). وهو عالم مفسر، فسر القرآن كله خلال خمس وعشرين سنة في دروسه اليومية كما شرح موطأ مالك خلال هذه الفترة، وهو سياسي يكتب في المجلات والجرائد التي أصدرها عن واقع المسلمين وخاصة في الجزائر ويهاجم فرنسا وأساليبها الاستعمارية ويشرح أصول السياسة الإسلامية، وقبل كل هذا هو المربي الذي أخذ على عاتقه تربية الأجيال في المدارس

والمساجد، فأنشأ المدارس واهتم بها، بل كانت من أهم أعماله، وهو الذي يتولى تسيير شؤون جمعية العلماء، ويسهر على إدارة مجلة الشهاب ويتفقد القاعدة الشعبية باتصالاته المستمرة. إن آثار ابن باديس آثار عملية قبل أن تكون نظرية في كتاب أو مؤلَّف، والأجيال التي رباها كانت وقود معركة تحرير الجزائر، وقليل من المصلحين في العصر الحديث من أتيحت لهم فرص التطبيق العملي لمبادئهم كما أتيحت لابن باديس؛ فرشيد رضا كان يحلم بمدرسة للدعاة، ولكن حلمه لم يتحقق، ونظرية ابن باديس في التربية أنها لا بد أن تبدأ من الفرد، فإصلاح الفرد هو الأساس. وطريقته في التربية هي توعية هذا النشء

بالفكرة الصحيحة كما ذكر الإبراهيمى عن اتفاقهما في المدينة (كانت الطريقة التي اتفقنا عليها سنة 1913 في تربية النشء هي ألا نتوسع له في العلم وإنما نربيه على فكرة صحيحة). وينتقد ابن باديس مناهج التعليم التي كانت سائدة حين تلقيه العلم والتي كانت تهتم بالفروع والألفاظ- فيقول: (واقتصرنا على قراءة الفروع الفقهية، مجردة بلا نظر، جافة بلا حكمة، وراء أسوار من الألفاظ المختصرة، تفني الأعمار قبل الوصول إليها). أما إنتاجه العلمي فهو ما جمع بعد من مقالاته في (الشهاب) وغيرها ومن دروسه في التفسير والحديث. وقد ضاع منها الكثير ومما بقي بين أيدينا

كتابه مبادئ في علم أصول الفقه وهو من بين إملائاته التي كان يمليها على تلاميذه، وحيث طلبنا من شيخنا العلامة محمد بن محفوط حفظه الله تعالى نظمه استحاب لذلك ولبى رغبة الطلاب فجزاه الله خيراً وأثاب.

*

يقول نجل محفوظ (¬1) محمد … أناله ما يرتجيه الصمد الحمد لله الكريم المغدق … لنعم عنها يضيق منطقي صلى وسلم على من أرسلا … مبلغاً لدينه فأصلا منه لنا ومنه فصل على … أكمل وجه جاء به من أرسلا ¬

_ (¬1) باختلاس الضمة.

وآله وزوجه وصحبه … وتابعي منهاجهم من حزبه وبعد فالقصد بذا النظام … عقد جواهر من الكلام موسومة مبادئ الأصول … أصول فقه العالم الأصولي حسبما رتبه عبد الحميد … سليل باديس المصنف المفيد نظمتها برغبة الطلاب … أرجو بها الأجر من الوهاب وربما أخرت أو قدمت … أو زدت ألفاظاً بها تممت لكن قفوت الشيخ في الترتيب … للأصل في الفصول والتبويب

واضع فن الأصول

بل إنني ألتزم اتباعه … في لفظ الأصل قدر الاستطاعة فقلت والله هو المعين … إياه نعبد ونستعين ... واضع فن الأصول أول من وضعه في دفتري (¬1) … محمد بن شافع ذاك السّري ثم أتت من بعده خليقة … مصنفون سلكوا طريقه وهؤلاء اختصروا أو هذّبوا … وأوضحوا ونظموا وبوّبوا ¬

_ (¬1) بالفتحة تكسر داله

تعريف علم الأصول

وذا كالآمدي والغزالي … كذا القرافي وأبو المعالي ثم السيوطي بعد ذا وشيخنا … عبد الإله العلوي ذو السنا ... تعريف علم الأصول عبدالحميد الفاضل الأصولي … قد جاءنا في الحدّ للأصول بأنّه علم القواعد التي … تفيد الأحْكام من الأدلة وهْي هنا مسوقة وقد حصر … أبوابها في أربع كما اشتهر ***

الباب الأول

الباب الأول من بالعبودية للمولى أقرّ … أجابه في كلّ ما منه صدر ممتثلاً في باطن وظاهري … طبق نواهي الشّرع والأوامر يمثل المأمور واللّذْ حظرا … يتركه والإذن فيه خيّرا إذ فعله في ذي الثلاث داخل …أخذاً وتركاً ثم إذناً يقبل ... الباب الثاني لِلَعِبٍ لم توجد الأكوان … كلا ولم يترك سدى إنسان

لم يخل فحل منه بالإطلاق … عن أسر حكم ربّنا الخلاّق وكلّها فَصَّلَهَا الرَّسُولُ … طِبقاً لما أوحى له الجليل والحكم نستفيده من طلبه … أو إذنه أو وضعه فلتنتبه وطلب إما لفعل أقتصى … أو تركه منا اقتصى إن عرضا وهو فيهما على التحتيم … آت وللترجيح في التقسيم وطلب الفعل إذا جزم بهْ … فذاك الإيجاب في عرف النَّبهْ وطلب الفعل الذي لم يجزم … به فندب مستحب فاعلم

والترك إن طلب بالتحتم … فسمه بالحظر والمحرم وكل ما الشارع تركه طلب … لا جازماً إلى الكراهة انتسب أما الإباحة فحدّها اتضح … إن لم يكن أحد الأمرين رجح وهذه الخمسة عند من سلف … أحكام تكليف بجامع الكلف وإنما سمي الإذن والطلب … بالحكم شرعاً في اصطلاح من ذهب لأن الإيجاب إذا تحققا … للفعل وصفه به تحققا وعند ذا يقال فيه واجب … وهكذا وصف البواقي لازب

الوضع

الوضع الوضع جَعْلُ اللَّهِ شيئاً سبباً … وشرطاً أو مانعاً أو مركبا كمثل أوقات التعبدات … لصحة أو لوجوب هات فسبب وجوده منه لزم … مسبب بالانعدام ينعدم لذاته والشرط إن يعدم حتم … من عدمه عدم مشروط لهم لذاته ومن وجوده فلا … شيء لنا يلزم عند من خلا والوصف إن وجوده اقتضى عَدَم … شرع لحكم ذا بمانع علم

وليس يلزم الوجود إن عُدم … مثاله كالحيض حسبما رسم في صحة الصلاة أو وجوبها (¬1) … بعد زوال الشمس أو وجوبها (¬2) وإنما سمِي خطاب الوضع … بالحكم في عرف وعاة الشرع لأنما وضعه الله سبب … فوصفه بالسببيَّة وجب وهكذا بقية الأقسام … صفها بما اقتضت على الدوام وهذه تنسب في الميدان … للوضع والجعل بلا نكران ¬

_ (¬1) أي: فرضها، أي: الصلاة. (¬2) أي: سقوطها، يعني: الشمس.

تفريق بينهما

تفريق بينهما الحكم ذو التكليف عند من سبق … بفعل من كُلِّفه قد اعتلق من حيثما طلب منه أو أذن … فيه له وبالشريعة اقترن والحكم في الوضع معلق بما … رتبه عليه فاطر السما من شرط أو من سبب أو مانع… بذا يلوح الفرق عند السامع وربما يكون فعلاً كالسفر … أو لا كوقت للفرائض يقر فإن يكن من فعله به أمر … كالطهر واستقبال قبلة شمر

الأحكام الشرعية في الخطابات الإلهية

وإن يكن من غير فعله سقط … طلبه عنه لدى من قد ضبط والفعل بالحكمين ذو اتصاف … أي باعتبارين ذوي خلاف مثل الوضو فقد أتى من جهة … الوضع للصلاة شرط صحة وباعتبار قدرة المكلف … خطاب تكليف يكون فاعرف ... الأحكام الشرعية في الخطابات الإلهية حكم الإلَه من خطابه استفيدْ … أخذاً وتركاً ما عن الأمر محيد فما اقتضى تكليفنا بحكم … شرع فتكليف لدى ذي القوم

وما اقتضى وضعاً لحكم شرعي … فذاك في الشرع خطاب وضعي وقد يكون في الدليل الواحد … خطاب تكليف ووضع زائد فقول ربنا تعالى: {آتُوا} … أعلمنا أن فرضت زكاة وقوله: {لَا تَقْرَبُوا} أفادنا … حظر الإلَه في كتابه الزنا وكتب حسنة ومحو للخطا … منه استفدنا ندب كثرة الخطى إلى المساجد التي تقام … بها صلاة الجمع يا همام ونهي ربنا غنياً عن قسم … به أفادنا كراهة القسم

على قطيعة قريب مملق … من ذي غنى للمال جد منفق وأمر من صلوا بأن بنتشروا … من بعد جمعة بإذن مشعر وربطه إقامة الصلاة بالدْ … دلوك وضع الوقت منه تستفد ومن حديث المصطفى محمد … «لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ أَحَدِ» كم أخذنا وضعه تعالى للوضو … شرطاً لما من الصلاة يعرض ومن حديثه «إِذَا حَاضَتْ مَرَّةً» … عرفنا كون الحيض مانع المرة من الصلاة ومن الصيام … في مدة الحيض من الأيام

العزيمة والرخصة

وآية الوضو التي في المائدة … فإنها فرض الطهور فائدة وذاك تكليف بشرط يعتبر … في صحة وَذَا بِهِ الوضع استقر ... العزيمة والرخصة تنقسم الأحكام عند النبلا … شرعاً إلى عزم وترخيص جلا فالعزم عند العلما تعريفه … عموم أحوال الورى تكليفه وما به من فعلنا قد عُلِّقا … فسمه عزيمة وأطلقا مثل وجوب الصوم والصلاة … وحرمة الربا على ذي الناتِ

التصحيح والإبطال

أما الذي بعد صعوبة جرى … مسهلاً لما من الْعُذْرِ عَرَى مكلفاً به وقد بقي السبب … للحكم الأصلي الذي عنه وجب (¬1) فذاك في الشرع هو الترخيص … وآية القصر له تنصيص وما به من قصر أو إباحة … تعلق الحكم انمه للرخصة ... التصحيح والإبطال هذا وإن الحكم أيضاً ينقسم … لما بتصحيح وإبطال وسم ¬

_ (¬1) أي: سقط

فالحكم بالصحة هُوْ تصحيح … وضده لضده توضيح وصحة الحكم إذا توفرت … شروطه ثم الموانع انتفت عنه بحيثما تراه قد وقع … على الطريقة التي الله شرع وما له الصحة وصف عهدا … فذلك الصحيح في الذي بدا والحكم بالبطلان والفساد … لعقد أو عبادة العُبَّاد بكون باختلال شرط الشارع … أو لوجود أحد الموانع بحيث لا يحصل منه ما يريدْ … من شرع ذا الحكم إلَهُنا المجيدْ

مقتضيات الحكم

وما به الإبطال قد تعلقا … فذلك الباطل عندنا اللّقى (¬1) ليس له في شرعنا اعتبار … لما قضت برده الأخيار وقوله: «لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا … فَهُوَ رَدٌّ» شاهد بذا لنا ... مقتضيات الحكم الحاكم الله علا وجلاَّ … ومن لحكم خلقه تولّى فليحكمن عليه بالقرآن … أو سنة من سنن العدنان ¬

_ (¬1) اللقى أي: المطروح.

المحكوم فيه

لفرضه الحكم بما قد أنزلا … على الني من ربه جلّ علا إن لم يجد فلا يقل برأيه … إن كان ذا مجرداً من وحيه خوف الدخول في عموم الكفرين … أو في عموم الظلمين الفسقين ... المحكوم فيه مقدورً فعل ما من المكلف … ظاهره والباطن الذي خفي هو الذي حكم فيه اللَّهُ … وغير مقدور لهم أعفاه فلم يكلفهم بما فيه حرج … عليهمُ ولا عن الطوق خرج

المحكوم عليه

كمقعد يقام في صلاته … أو من يشق قومه لهاته دليل ذا في الوحي جا مكررا … مفصلاً وأمره تقررا فقوله: {وَلَا تُحَمِّلْنَا} إلى … آخر الآية أتى مفصلا لذلك الحكم كقوله: {وَمَا … جَعَلَ} {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ} اعلما ... المحكوم عليه العاقل البالغ محكوم عليهْ … بالحكم إن يك اختياره لديهْ ومكره وذو صبى وذو جنونْ … ثلاثة تكليفها ليس يكون

المخاطب بالأحكام

المخاطب بالأحكام وكل حكم بخطاب وضعي … فذاك للعموم عند الشرع فيشمل الصبي والمكلّفا … ومن بسكر أو جنون عرفا لذاك ألزم الذين وصفوا … أرش جناية لما قد أتلفوا كذلك الزّكاة في أموالهم … واجبة دون اعتبار حالهم وإن يك الخطاب تكليفاً أفاد … فذا به خصوص بالغ مراد وهو إن يكن بما توقفت … فيه المصالح التي ترتبت

على مباشرة من يباشر … توجيهه إلى الجميع ظاهر وهو المسمى عندهم بالعيني … إذ لا يصح من سوى ذي العين مثاله صلاتنا والاعتكافْ … كذاك حج بيت ربنا الطوافْ وسم عينيا به الذي طلبْ … سواء الواجب والذي ندبْ وإن عليه وُقِفت مصالح … عمومنا فهو الكِفاءِى لائح وعند ذا من وجه الخطابا … به إلى العموم قد أصابا وما به طلب في الفن اتَّسم … بكونه كفائياً في المرتسم

الباب الثالث

وهو شامل لما قد يطلب … من كل واحب وما قد يندب مثاله الأمر بعرف والجهاد … عيادة ردُّ السلام للعباد وهو ساقط إذا ما البعض قام … به عن الكل إذا فلا ملام دليل ذاك {وَلْتَكُنْ} {فَلَوْلَا … نَفَرَ} الآيتين فيما يتلى ... الباب الثالث أدلة الأحكام كتاب ربنا القياس سنة … إجماع من تفقهوا الأدلة

الكتاب

الكتاب أصل الأدلة الكتاب المنزل … على الرسول محكم مفصل وهو الذي نقرؤه من مصحف … كتب في عهد ابن عفان الوفي نقله الجمُّ لنا تواتراً … توتراً بشرطه تحررا وهو محفوظ من التبديل … له بحفظ ربنا الجليل وغيره فرع له فالسنة … بيانه بها تكون الحجة ولم يك الإجماع إلا عن دليل … من سنة أو من كتابه الجليل

السنة

ولا فياس قائم المباني … إلا عن سنَّة أو قرآن فهْي إذا راجعة إليهِ … لكونها مدارها عليهِ ... السُّنَّة وكل ما من الرسول قد ظهر … من قول أو فعل وماله أقر من ذين فهو سنة تحكم … في الدين إجماعاً لمن تقدموا فلم يكن للشخص من خيار … في ترك ما به قضاها جاري

الإجماع

وقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ} … {وَمَا آتَى} أفاد ذا يقينا وهي تسنقل بالتشريع … في قول كل عالم رفيع وربما أتت بياناً للكتابْ … كهيْئة الحج وتحديد النصابْ ... الإجماع إن وجد اتفاق من قد اجتهد … في أي عصر كان أو أي بلدْ بعد وفاة أحمد المرضي … بشأن حكم حادث شرعي فذاك إجماع وهوْ يعلو على … كل مخالف له عند الملا

وقوله: {وَمَنْ} إلى {مَصِيرًا} … فانطر تجد فيه لذا ظهيرا ثم الجميع لازم تقريره … وقيل خلف الشفع لا يضيره وهو نوعان فنوع عملي … إدراكه بالنقل كالصوم جلي ثانيهما نظري قد نسب … وهو ما عن اجتهاد قد جلب مستخرجاً من قاطع المدلول … يكون أو يكون عن مقبول وذا في الأصل ممكن حصوله … لكنما العادة قد تحيله لكون من تفقهوا قد كثروا … وفي البلاد كلها تبعثروا

القياس

إلا الصحاب قبل أن تشتتوا … فإن ذا في شأنهم قد يثبت ... القياس وحيثما فرع بأصل ألحقا … في حكمه لجامع قد حققا فذلك القياس عند الناس … فاحفظ وقاك الله كل باسِ مثاله النبيذ بالخمور … ألحق للإسكار في المسطور دليل ذا لدى الذين حققوا … في سورة الحشر أتى فصدقوا ***

الباب الرابع

الباب الرابع في القواعد الأصولية أدلة الأحكام في التفصيل … تحصر والإجمال في التحصيل فالأول الآيات للأحكام … كذا أحاديث النبي التهامي ثانيهما قواعد الأصولي … لكونها مجملة الأصول إذ تحت كل واحد منها دخل … من الفروع ما عن الحصر انعزل وذات تفصيل بغير حصر … مثالها أتى {أَقِمْ} {لِذِكْرِي} إذ هو في الصلاة تفصيل بهر … وباعتبار الأمر إجمال مُقَرَّرْ

قاعدة في حمل اللفظ

مرجع تفصيل كتاب الخبر … كذا الذي عليه أجمع الغرر ثم القياس هكذا أضيفا … لذي المراجع فلا تحيفا (¬1) ومرجع الأدلة الإجمالية … تحويه كتب السادة الأصوليهْ ... قاعدة في حمل اللفظ ويحمل اللفظ على الحقيقة … دون مجازه بلا قرينة ويحمل اللفظ على ما قد ألف … من عرف ذي تكلم به وصف ¬

_ (¬1) الألف فيد بدل من نون التوكيد الخفيفة.

قاعدة

دون معاني لغة أو غير ذاك … مما احتماله مضعف هناك وأحمل على الشرعي ألفاظ الكتابْ … وسنة كذا أخي بلا عتابْ ... قاعدة صيغة الأمر أن تجي للطلب … فحملها على الوجوب ما أبي إلا إذا قرينة أو الدليل … دلا لصرفها فذا هو السبيل ككونها تهكّماً تخييرا … تسوية تهديداً أو تسخيرا لا تقتضي فوراً ولا تكرارا … على الأصح عند من تمارى

قاعدة النهي

ومرة للامتثال بالضرو … رة اقتضاها الأمر فيما ذكروا وتقتضي النهي عن الأضداد … عند امتثال أمرها المراد وتقتضي إيجاب ما لا يحصل … إلا له الواجب في ما نقلوا ... قاعدة النهي وصيغة النهي لحظل ترد … إلا لدى قرينة تعتمد وتقتضي الفور وتركا بالدوامْ … وفعل ما يكون ضد ذا الحرامْ

قاعدة في الأخذ بالمأمور

وقد تجي للكره والإرشاد … حال خروجها عن المعتاد ... قاعدة في الأخذ بالمأمور افعل من المأمور ما قدرتا … عليه واتركن لما نهيتا عنه لقوله: {إِذَا أَمَرْتُكُمْ} … وقوله: {فَاجْتَنِبُوا} من ذلكم كما أتانا في حديث محكم … عن النبي في صحيح مسلم ***

قواعد المنطوق والمفهوم

قواعد المنطوق والمفهوم وكل ما من جوهر اللفظ استفيد … لكونه المعنى الذي به أريد في قصد واضع له أصاله … فذلك المنطوق لا محاله كعالم وصف لمن قد علما … في قولنا متى تسلْ سلْ عالما وكل ما استفاده من سمعا … ولم يك اللفظ له قد وضعا فذاك مفهوم كشخص يجهل … إذ ذكر عالم له يحصِّلُ لأن ضد الشيء ربما حضر … في ذهن من لضده قد ادَّكر

وذا الذي سمي بالمخالفه … كذا الدليل للخطاب فاعرفه يعطى من الحكم نقيض ما ذكر … كما عن المحققين قد سطر أما إذا أفاد معنى وافقه … فإنه المفهوم ذو الموافقه يعطى مثيل حكم منطوق به … مكملاً أو زائداً فانتبه ثم إذا منطوقَ حكم سارى … فإنه المفهوم ذو المساوا وذا كحطر حرق مال لليتيم … أخذاً من التحريم للأكل الذميم وسمه لحن الخطاب تصب … سمى له مشتهراً في الكتب

أنواع دليل الخطاب

وإن يكن بحكم منطوق أحق … فذا لأحروية قد استحق وهو الذي قيل له فحوى الخطاب … فرق بذا بينهما فهو صواب مثاله تحريم ضرب الوالدين … أخذاً من أف إذ نهى عنه لذين لأن ضربه أشد باليدي … من قول أو بلسان الولدي ... أنواع دليل الخطاب دليل ذا الخطاب ذو أنواع … مشهورة خذها بلا نزاع مفهرم وصف غاية وشرط … وعدد كذا لأهل الضبط

حصر مكان هكذا الزمان … فاحفظ لها حفظك الرحمن فصفة مفهموها نلت المنا … في الفتيات {الْمُؤْمِنَات} فافطنا والشرط في {أُولَاتِ} أي فأنفقوا … وغاية {حَتَّى تَضَعَ} تحقق وعدد مفهومه حضرنا … مثاله الجلد لصاحب الزنا مفهوم حصر الحديث جاؤوا … به له أي «إِنَّمَا الْوَلَاءُ» أما المكان فالمساجد لمن … يروم الاعتكاف مفهوم حسن أما الزمان فهو في {أَيَّامًا} … تلك التي فرضت الصياما

تقييد

تقييد والأخذ بالمفهوم ذَائِهِ حظر … إذا مفيده لغالب نظر كالحجر للربائب التي دُخل … بأمهانها إذا فلا عمل به ولا مصور لواقع … كقوله: {لَا تَأْكُلُوا} يا سامع إِذِ الرِّبا محرم خطير … سواء القليل والكثير وما جرى وفاق شأن قد يكون … فألغه نحو {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ} أو جا مفخماً لأمر قررا … كما بمتعة لزوج كررا

قاعدة النص

ولا إذا عارضه وحي كما … من قوله: {إِنْ خِفْتُمْ} قد أفهما فالقصر مع حصول أمن قد ورد … في قوله وفعله فلا مرد ... قاعدة النص واللفظ إن دل على معنى ولم … يقبل لغيره احتمالاً قد فهم فهو صريح النص كالأعلام … ولفظ الأعداد لدى الإمام مثال ذاك خمسة وأحمد … وشبه ذا من كل نص يعهد ***

قاعدة الظاهر

قاعدة الظاهر واللفظ إن دل على ما وضحا … واحتمل الغير احتمالاً رُجحا (¬1) فظاهر معناه فيه واضح … وحمله بدءاً عليه راجح كمطلق اسم الجنس في معناه … والجمع في الذي اقتضى مبناه ... قاعدة المؤول وكل ما دل على المرجوح … بسبب الدليل ذي الوضوح ¬

_ (¬1) بالتركيب للمجهول.

قاعدة المبين بالكسر

فذا المؤول الذي تعينا … وجوب صرفه لما تبينا كالعام في بعض من الأفراد … لما اعْتراه من خصوص بادي ... قاعدة المبيِّن بالكسر واللفظ إن نفسه افادا … ما متكلم به أرادا فذاك وسمه هنا المبين … وحمله على المفاد بين وقد يكون ظاهراً أو نصا … كما هنا بهذا الأصل بصا (¬1) ... ¬

_ (¬1) أي: رف ولمع.

قاعدة المجمل

قاعدة المجمل وما من اللفظ على معنى يدل … ولم يعين المراد مستقل فمجمل يكف عنه حتى … يتضح المراد منه بتا مثاله الضمير في جداره … أتى ويعفو الذي لتدره ... أسباب الإجمال أسباب الإجمال كثيرة المنال … منها اشتراك وضع لفظ في المقال كالقرء للطهر وحيض مثلا … والنقل في الشرع لصوم وصلا (ة)

قاعدة المبين بالفتح

كذا صلاح الوصف للشيئين … قد سبب الإجمال دون مين وذاك في {بِيَدِهِ} التي أتت … قبيله (أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي} ثبت ... قاعدة المبين بالفتح وكل ما المقصود منه يظهر … بضم غيره إليه يذكر من قول أو من فعل أو سواهما … هو المبيَّن لدى من فهما كالكوع في قطع يمين سارق … وهيئة الجلد لزان مارق ***

قاعدة العام

قاعدة العام وكل ما استغرق ماله صلح … من غير حصر دفعة قد اتضح بأنه العام الذى يسئل … عنه ولفظه الجميع يشمل دون قرينة خصوص تنقل … لبعض الأفراد لدى من أصلوا أما إذا رأيت مالك بفيد … إخراج بعضه إذا فلا مزيد صِيَغُهُ كثيرة إليكا … بيانها أقصه عليكا فمنها ما للشرط جا من صيغة … كقوله: «مَنْ أَحْيَا أَرْض مَيْتَةً»

كما له مثلت الأقوام … بقوله: «مَا أبْقَتِ السِّهَامُ» كذا أداة لسؤال تطلق … فإنها عمومها محقق كقول سائل مضى: (ما لي يحل … من مرأتي وهي حائض) مثل كذا الموصول وعموم يعهد … نحو {الَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا} كذا المعرّف بأل قد أسسا … عمومه مثل الرجال والنسا والمرأة الكلم والإنسان … وغير ذا من هذه المعاني والنكرات في سياق نفيها … تفيد للعموم عند النبها

ففي الحديث «لَا زَكَاةَ» قد أتى … أوضح تمثيل لذاك مثبتا والنهي مع منكر كالنفي (لَا … يَسْخَرْ) إلى (مِنْهُنَّ) ذا قد مثلا وهكذا مثلهما الثسرط ك (مَنْ … ءَاذَى) لآخر الحديث فاعلمن وما أضيف من منكر إلى … معرف عمومه قد انجلى مثل (صلاَةُ الجَمْعِ تَفْضُلُ) بلى … صلاة فذ بالذي قد نحلا وقد أتى مثل له كذلكم … في قوله: {لَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} ***

قاعدة في فرق العام

قاعدة في فرق العام لفظ العموم أن يجي مستغرقا … أفراده فهو الذي قد أطلقا مثاله شمول {كُلُّ نَفْسٍ … ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} عموم النفس وهو الذي إليه لفظ يصرف … دون قرينة تصد فاعرفوا وإن ترد بعضاً من الأفراد … فسم بالخصوص عند النادي وهو الذي إلى مجاز ينسب … لأنه له من أصل أقرب مثاله ان شيئته عندهم … في قوله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ}

قاعدة في التخصيص

وإن به الكل تناولا أُفِيد … وحكمه لبعض الأفراد أُعِيدْ بغيره فذالك المخصوص … بذي الفروق قضت النصوص ... قاعدة في التخصيص إخراجك البعض من الأفراد عن … عمومها التخصيص للعام بعن وأعط مخرجاً نقيض ما حكم … به على العموم تقف من قدم كفوز مومن لصالح عمل … نقيض خسر كافر ومن جهل ***

قاعدة في المخصص وتقسيمه

قاعدة في المخصص وتقسيمه وكل ما كان به الإخراج … مما له في اللفظ الاندراج فهو مخصص وإن لم يستقل … بنفسه فهو الذي قد اتصل وذا كالاستثناء في «لاَ تَبِيعُوا» … لآخر الحديث يا رفيع والشرط في {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ} … تمثيلهم به هنا مسلَّمُ وهكذا الصفة في {لَمْ يَنْقُصُو …كُمْ} التي بها البرا يخصص كذاك غاية (إِلَى مُدَّتِهِمْ) … مفهومها مخصص لعهدهمْ

وإن يكن عن غيره قد استقل … فذا هو المخصص الذي انفصل فقوله: {أُولَاتُ الْأَحْمَالِ} حلا … تخصيصه لـ (يَتَرَبَّصْنَ ثَلَا (ثَةَ)} أي الكتاب للكتاب خصصا … كسنة بمثلها فلتخصصا فقول أحمد النبي «فِي مَا سُقِيَ» … تخصيصه صح «بِخَمْسِ أَوْسُقٍ» وقوله: «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ» إلى … آخره تخصيصه قد اعتلى بآية المريض والذي سفر … وذاك تخصيص الكتاب للأثر وقوله: «لَا يَرِثُ» الذي ثبت … {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} به تخصصت

قاعدة في المطلق

أما الذي زنا فقد تخصصا … بمن من آعبد زناه حصحصا قيسا على الإماء في العذاب … بجامع الرق على الصواب ... قاعدة في المطلق وما على فرد على الشيوع … يدل أو فردين أو مجموع بدون قيد زائد فالمطلق … كفاز قوم بالتقى تخلقوا وهْو على إطلاقه محمول … حتى يجيء قيد له يزيل

قاعدة في حمل المطلق على المقيد

إلا فذا المقيد الذي وجب … له عن مطلق فيما رسب ... قاعدة في حمل المطلق على المقيد ومطلق على الذي قد قيدا … يجب حمله إذا ما اتحدا في الحكم والسبب باتفاق … مثاله قول القدير الباقي في ذكر من بالفوز قد تحلى … {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} فإنه لمطلق الذكر عرف … لكنه بقيد تكبير صرف

إذ الحديث فيه قيد المطلق … هنا بتكبير لإحرام المقي (¬1) م فسبب كالحكم فيهما اتحد … القصد للصلاة مع فكر الأحدْ أما إذا ما اتفقا في الحكم قط … فذا محل الخلف عند من فرط مثاله الظهار فيه جردا … محرر من قيد إيمان حدى (¬2) في قتل مومن بلا تعمد … زيدا على المال الذي به ودي فقال قوم مطلق بقيد … بالقيد في نظيره اللذ يوجد ¬

_ (¬1) أي المصلي يقيمون الصلاة. (¬2) مصدر حدي حدى أي: لزم.

نصاً وقال آخرون قيسا … ونجل ثابت يقول ليسا لمطلق حمل على قيد وجب … لو فيهما اتحد حكم والسبب وحيثما اختلاف حكم قد ورد … فحمل مطلق على ذاك انفقد فالصوم والإطعام في الظهار … عن سبب متحد المساري والصوم واجب التتابع يرى … ولا كذا الإطعام عند من قرا أما إذا ما اختلفا معاً فلا … يحمله عليه كل العقلا وذا كقطع لازم بسرقة … وغسل أيد في الوضو بقبلة

قاعدة في المحكم والناسخ والمنسوخ

قاعدة في المحكم والناسخ والمنسوخ كل دليل من قرآن أوْ سُنَنْ … ثبت جملة وحكمه سكن فهو محكم إذا لم يرفع … بالغير من نصوص هذا الشرع وعكسه لديهم المنسوخ … إذ حكمه ليس له رسوخ وكل ما الشرع به قد نسخا … حكماً من الوحيين جَا ونُسخا فذاك ناسخ ورفع الحكم … بغيره نسخ لدى ذي العلم ***

متى يقع النسخ

متى يقع النسخ يحكم بالنسخ لدى التعارض … لذي الأدلة على الذي ارتضي والجمع غير ممكن وقد رسخ … طروُّ ناسخ على الذي انتسخ والجمع واجب إذا هو يصح … إلا فقفو ذي اعتلاء متضح ... مورد النسخ ومورد النسخ ذه الأحكام … وما له في خبر إلمام وكل حكم يقبل النسخ كما … صح لدى جمهور من تعلما

حكمة النسخ

لكن ذاك لم يقع في السمع … لحكمة بالغة في الوضع ... حكمة النسخ من حكمة النسخ اعتار المصلحة … لذا الورى كماذا الأصل أوضحهْ كذاك تدريب على تلقي … عمومنا أحكام رب الفلق وهكذا تنبيه مفت ناصح … على اعتبار الشرع للمصالح لعله بعلم ذاك يهتدي … إلى اختيار أصلح للآعبد

وجوه النسخ

من اختلاف قول ذي اجتهاد… يراه للتطبيق في العباد ... وجوه النسخ وينسخ الحكم ويبقى الرسم … كمتعة كانت بموت تلزم وينسخ الرسم ويبقى الحكم … كمحصن إذا زنا فالرجم وينسخ الرسم وحكمه معا … كقولها (أنزل عشر رضعا) وغالب النسخ يكون لبدل … ككعبة من مقدس نعم البدل

تنبيه

وعكسه وجوده قليل … صدقة النجوى له تمثيل وقد يكون بالخفيف التالي … مثل المصابرة في القتال وربما يرى بما هوْ أثقل … كفدية بحتم صوم تبطل ثم الكتاب بالكتاب ينسخ … كسنة وهوْ بها فلتنسخوا ونسخ سنة بسنة عني … مثاله «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنِ» ... تنبيه وكل ما ذكر من قواعد … خص مع الكتاب قول أحمد

قاعدة في أفعاله

من دون فعله أو التقرير … كما في الأصل حاء ذا تحريري ... قاعدة في أفعاله ما فعل النبي على وجه القرب … من عان أو غيرها قد استحب فيه لنا به تأس من مضى … دون دليل باختصاصه قضى وفعله المخصوص منه بالقرب … فهو إما واجب أو مستحب وبالدليل يقع الترجيح … فانهض لترجيح فذا صحيح وكل ما عليه واظب النبي … بأرجحية على الغير حبي

قاعدة في تقريره

وكل ما تركه من صوري … عبادة فليس قربة ذري وكل ما فعله للخلقة … فليس قربة لغير الهيئة ... قاعدة في تقريره وكل ما بمجلس النبي فعل … أو قيل أو بعصره ثم نقل له وكان قد أقر الفاعلا … عليه فهو سنة للفضلا مثال ذا إقرار خالد على … أكل لضب لحمه هو قلا ***

سببه ثان

سببه ثان وسنة دون الكتاب التزما … فيها الثبوتُ كلُّ من تقدما لأنها من هذه الحيثيةِ … ليست على درجة واحدة صحيحها مع حسن مقبول … ليس لنا عما اقتضى عدول أما الضعيف فهو غير سندي … للاحتجاج دون أصل مُرفدي وكل ما طلبه قد اشتهر … فعلاً وتركاً بدليل معتبر فإنه يحتج فيه بالذي … ضُعِّف ترغيباً وترهيباً خذي

خاتمة في الاجتهاد

أما الكتاب فهو ذو تواتري … كلا وبعضا لامتياز ظاهر ... خاتمة في الاجتهاد الاجتهاد بذل جهد المجتهد … كي يستفيد حكم شرع قد فقد بذي القواعد التي تقدمت … وفُصِّلت أبوابها وأحكمت وأهله من لهمُ تبحر … في كلما من الفنون سطّروا وهو ذو فهم وإدراك لما … قصد بالتشريع رب الحكما ***

التقليد

التقليد تقليدنا الأخذ بقول المجتهد … من دون معرفة ما منه اسستُمِد وأهله هو الذي لم يستطع … فهم الدليل بالطريق المتسع لجهله بالشرع واللسان … وغير ذا من شرط أهل الشان ... الإتباع وأخذنا بقول من قد اجتهد … مع اطلاعنا على الذي اعتمد من الدليل فهو الاتباع … وأهله من لهم اطلاع

على علوم الشرع ثم اللغة … وغير ذا من علم كل آلةِ مشروطة الرقي بالتدريج … كي يستطيع المرء للتخريج لما به يختار قولاً راجحا … من اختلاف قد يراه ناجحا وغير ذا مما به العقول … تصفو وَللنَّفْيس به صقول إصلاح الأعمال لهذا يجب … على الذي لعلم شرع يطلب قد انتهى عقد جواهر الدرر … من الأصول لابن باديس الأبر

بعد زوال شمس يوم الجمعةْ … بزاي مولد عظيم المنفعة في عام أربع وعشرين تلي … تاء وشينا بحساب الجمل والله أرجو أن يكون خالصاً … لوجهه وللثواب قانصاً فهو اللطيف بعباده الشكور … على قليلهم يكثر الأجور والحمد لله على توالي … آلاء ذي الجلال والجمال ثم صلاة الله والسلام … على الذي انجلى به الظلام وآله وصحبه الأبرار … ما كور الليل على النهار

أبياته هاء وعين سين (¬1) … كلأنا بحفظه المتين ... ¬

_ (¬1) الهاء خمس؛ والعين سبع؛ والسين ثلاثة؛ واللفظ بعد ذلك: خمس وسبعون وثلاثمائة.

فَهرسْ الموْضُوعَاتْ ¬

¬

¬

¬

¬

جَوَاهِرُ الدُّرَرِ فِي نُظْمِ مَبَادِئِ أَصُول اِبْن بَادِيسْ الأبَر

§1/1