جهود علماء الأزهر في بيان حقيقة دين الشيعة = الشيعة الوجه الآخر شقاق لا وفاق

شحاتة صقر

أقوال ليست عابرة

أقوال ليست عابرة * «لا يصح أن يدرس فقه الشيعة في الأزهر؛ ألَا ترون أن الشيعة يجيزون نكاح المتعة ونحن في الفقه نقرر بطلان نكاح المتعة، وأنه غير صحيح؟». ... الشيخ حسنين مخلوف - رحمه الله -. * «الشيعة يزعمون أن أبا بكر وعمر بالذات - رضي الله عنهما - حَذَفَا من المصحف آيات كثيرة، منها عدد كبير يتصل بخلافة عليّ - رضي الله عنه -، ويزعمون أن المصحف الكامل كتبه علِيٌّ - رضي الله عنه - بعد انتقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الرفيق الأعلى». ... الشيخ عطية صقر - رحمه الله -. * «هذا المذهب يقول برِدَّة الصحابة جميعًا بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، إلا قليلًا منهم، وأن أبا بكر وعمر كافران ملعونان! فهل يجوز للمسلمين تقليدهم في ذلك؟ وأن يكون من المسلمين من يلعن أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة، ويقول بكفر الصحابة!؟». الشيخ محمد عرفة - رحمه الله -. عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. * «لا شك أن الشيعة في كل ما تقول تتعلق بنصوص قرآنية أو أحاديث منسوبة إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولكن مع ذلك اشتملت آراؤها

على أفكار فلسفية أرجعها علماء العراق والغرب إلى مصادرها من المذاهب الفلسفية والدينية السابقة على الإسلام، والحضارة الفارسية التي انتهت بظهور الإسلام». الشيخ محمد أبو زهرة - رحمه الله -. * «إن المستقرئ للدستور الإيراني يتأكد له أنه ليس دستورًا إسلاميًا، ولم ينبثق من عقيدة الإسلام». الدكتور صابر طعيمة أستاذ مقارنة الأديان في جامعة الأزهر. * «غلا آية الله الخميني في تقديس الأئمة غلوًا شديدًا، طبقًا لما قرره في السطور السابقة من كتابه (الحكومة الإسلامية)، فقد فَضَّلهم على جميع الملائكة، وجميع الأنبياء والمرسلين بغير استثناء أو تحفظ. غير أن ذلك الذي ذكره آية الله الخميني لا يعبر عن عقيدة خاصة به، وإنما هو يردد ما يعتقده كثير من صفوة علماء الشيعة، وعلى رأسهم الكليني في كتابه (الكافي) الذي يحتل عند الشيعة مكانة شبيهة بمكانة (صحيح البخاري) عند أهل السنة». الدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.

تقديم الأستاذ الدكتور محمد بكر إسماعيل حبيب الأستاذ بجامعة الأزهر ( الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. وبعد .... فإن بيان مبادئ أهل الضلال والبدع، وطرقِهم في إضلال الناس والتلبيس عليهم، لَهُو من دين الله - عز وجل - ومن مقاصد القرآن الكريم؛ إذ قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (الأنعام:55)؛ فحتى لا يقع كثير من أبناء أهل السنة في ضلالات اهل البدع كان لابد من بيان طرق هؤلاء وعقائدهم ـ ولو بطريقة مختصرة ـ ومن أراد التوسع فعليه بالبحث، من باب «عرفت الشرَّ لا للشرِّ لكن لتوقّيه، ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه». وقيام أهل السُنّة في كل زمان بذلك أمر معروف.

وهذه الرسالة التي بين يدَيّ لأخي/شحاتة محمد صقر، وفّقَه الله، هي من هذا الباب، الذي يكشف بصورة مختصرة عن بعض عقائد هذه الفِرقة المتناقضة مع أهل السُنة، وهم الشيعة الإمامية، والتي قد تروج أفكارها على بعض من لا يعرف حقائقها، وإذا راجت على بعض علماء الأزهر بتلبيس من بعض أهلها والمحترفين لدجلها، فمن باب أولى قد تروج على بعضهم. فهي رسالة أرى ـ بعد قراءتها حرفًا حرفًا ـ أنها مفيدة في بابها، وأحُث على قراءتها، ويكفي تعريفها لبعض المراجع في الباب لمن أراد الزيادة، بعد ما فيها من حقائق. أسأل الله - عز وجل - أن يثبتنا على الإسلام حتى نلقاه عليه. وكتبه د/محمد بكر إسماعيل حبيب أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر وأستاذ أصول الفقه المشارك بقسم القضاء جامعة أم القرى ـ مكة المكرمة الخميس 22 ربيع الأول 1430هـ 19 مارس 2009م

مقدمة

مقدمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102)، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء:1)، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}. (الأحزاب:70). أما بعد: فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل

بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. لا أحد ينكر ما لمصر من ثقل في العالم الإسلامي، ولا أحد ينكر ما للأزهر من مكانة في قلوب المسلمين في العالم، ولذلك يحاول الشيعة دائمًا استغلال ذلك في الدعاية لدينهم الباطل، وذلك بطرق كثيرة منها تضليل علماء الأزهر بخدعة التقريب بين السنة والشيعة كما حدث مع الشيخ محمود شلتوت ـ شيخ الأزهر الأسبق ـ - رحمه الله - وغيره، ومنها الافتراء عليهم كذبًا كما حدث بالنسبة للشيخ سليم البشري - رحمه الله -، والشيخ حسنين مخلوف - رحمه الله - كما سيتضح إن شاء الله. ونحاول هنا إثبات أن الأزهر وعلماءه ضد تزكية دين الشيعة، وضد اعتباره مذهبًا خامسًا، وإن خالف بعضهم ذلك فإنه فعل ذلك نتيجة انخداعه بتقية الشيعة ودعوتهم الكاذبة إلى التقريب بين دين الإسلام ـ دين أهل السنة والجماعة ـ وبين باطلهم. وسأذكر أقوالًا لعلماء مشهورين من الأزهر تكشف عن حقيقة دين الشيعة.

وسأذكر من أقوال بعض العلماء ـ الذين خدعتهم تقية الشيعة ـ ما يدل على أنه لو كان يعلم حقيقة دين الشيعة ما قال إنه يجوز التعبد بدين الشيعة واعتباره مذهبًا خامسًا. ومعظم مادة هذا الموضوع من مجموع فتاوى الأزهر (فتاوى دار الإفتاء المصرية)، وكتاب الدكتور ناصر بن عبد الله القفاري «مسألةُ التّقريب بين أهْل السُّنة والشّيعَة» وكتاب «موقف العلماء والمفكرين من الشيعة الاثني عشرية» من إعداد موقع الراصد www.alrased.net، وبعض المقالات والأخبار من الشبكة العنكبوتية. اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنَا لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ؛ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. شحاتة محمد صقر [email protected]

الشيعة وافتراؤهم على شيخ الأزهر الأسبق سليم البشري - رحمه الله -

افتراء جاوز الحدود ... الشيعة وافتراؤهم على شيخ الأزهر الأسبق سليم البشري - رحمه الله - من كتب الشيعة التي امتلأت بالكذب علَى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كتاب «المراجعات» (¬1) لمؤلفه عبد الحسين بن يوسف شرف الدين العاملي الموسوي ـ عامله الله بما يستحق ـ، وقد خرّج العلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - بعضًا من أحاديث الكتاب المذكور، وخاصة فيما يتعلق بفضائل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. مع العلم أنه قد ورد في فضله أحاديث أخري صحيحة كثيرة. ¬

_ (¬1) انظر في الرد على كتاب المراجعات: * كتابُ المراجعاتْ ... كتابُ الكذب والمفتريات .. وبيان كذب وتدليس ونفاق عبد الحسين الموسوي، تأليف الشيخ راشد بن عبد المعطي بن محفوظ الموجه الأول بالأزهر الشريف. * الحجج الدامغات لنقض كتاب المراجعات لأبي مريم بن محمد الأعظمي. * السياط اللاذعات في كشف كذب وتدليس صاحب المراجعات لعبد الله بن عبشان الغامدي. * وقفات مع كتاب المراجعات للشيخ عثمان الخميس خمس محاضرات مفرغة.

قال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -: « ... وكتاب (المراجعات) للشيعي المذكور محشو بالأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضل عليٍّ - رضي الله عنه -، مع كثير من الجهل بهذا العلم الشريف، والتدليس علَى القراء والتضليل عن الحق الواقع، بل والكذب الصريح، مما لا يكاد القارئ الكريم يخطر في باله أن أحدًا من المؤلفين يحترم نفسه يقع في مثله» (¬1). * طار الشيعة الرافضة بكتاب (المراجعات) هذا في الآفاق، وخدعوا به أتباعهم، وزعموا أن هذا الكتاب طبع أكثر من مائة مرة، وقصة الكتاب عبارة عن مراسلات ـ كما زعم المؤلف ـ بينه وبين شيخ الأزهر سليم بن أبي الفرج البشري - رحمه الله -، وزعم أن المراسلات انتهت بأن صحح شيخ الأزهر مذهب الرافضة، بل شيخ الأزهر أبطل مذهب أهل السنة!!! * والوضع والكذب علَى أهل السنة ليس مستغربًا من الشيعة؛ فهم يبيحون لأنفسهم الوضع علَى أهل السنة ما دام أن لهم أهدافًا، وعلَى طريقة: «الغاية تبرر الوسيلة»، ولكن نقول: «لقد أجازوا لأنفسهم الكذب علَى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصحابته الكرام، وأهل بيته ¬

_ (¬1) السلسلة الضعيفة (2/ 297).

أمارات الوضع والكذب في كتاب (المراجعات)

الأطهار، فكيف لا يكذبون علَى أهل السنة؟». أمارات الوضع والكذب في كتاب (المراجعات): أولًا: زعم الموسوي أن الكتاب مراسلات خطية حصلت بينه وبين شيخ الأزهر سليم البشري، ولم يوثِّق كتابة بصورة واحدة من تلك الرسائل الخطية. ورسائل الكتاب بلغت 112 رسالة، منها 56 رسالة لشيخ الأزهر. وهذا يدل علَى كذب الموسوي، ويطعن في صحة الرسائل. ثانيًا: لم يُنشَر الكتاب إلا بعد عشرين سنة من وفاة شيخ الأزهر البشري، فالشيخ البشري - رحمه الله - توفي سنة 1335 هـ، وأول طبعة للكتاب في سنة 1355 هـ. ثالثًا: كيف تكون المراسلات بين شيخ الأزهر البشري ولا يعلمها ـ علَى أقل تقدير ـ المقربون من شيخ الأزهر، وخاصة مَن يعملون معه في الأزهر؟ ولذلك بادر كثير من أهل العلم إلى تكذيب هذه الرسائل، ونفْي نسبتها لشيخ الأزهر البشري. بل إن الدكتور علي السالوس ـ أستاذ الفقه والأصول، وعضو المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي ـ والذي كان الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق - رحمه الله - قد كلفه بكتابة رد علَى كتاب (المراجعات) ـ قد قال في مقدمة كتابه

(المراجعات المفتراة علَى شيخ الأزهر البشري، الفرية الكبرى): «تحدثتُ مع الشيخ محمد بن سليم البشري، وذكَرْتُ له كتاب (المراجعات)، فقال لي ما نَصُّه: «قرأتُ الحديثَ علَى أبي ثلاثين سنة فما ذكَرَ لي شيئًا عن الشيعة، وما كان يُخفِي عنِّي أيَّ شيءٍ». اهـ. وذكر الدكتور عليّ السالوس في مقدمة كتابه المذكور أيضًا نموذجًا آخر من كذب الشيعة حدث معه هو شخصيًا؛ حيث قابله أحدُهم في القاهرة، وزعم أنه ذهب إلى العلامة محمود محمد شاكر، ودار حوار بينهما، وانتهى الحوار بعجز الشيخ العلامة محمود شاكر عن الرد علَى الشيعي الرافضي. يقول الدكتور عليّ السالوس: «وذهبتُ إلى شيخي في منزله، وسألته عن هذه الزيارة وما دار فيها، فقال: «لم يأتني أحدٌ من هؤلاء، ولم يحدث أيُّ حوار». فلما رأى آثار تعجُّب تظهر عَلَيَّ قال لي: «يا عَلِيّ، إنهم يكذبون علَى الله وعلَى رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وتعجَبُ أنهم يكذبون علَى محمود شاكر». رابعًا: أسلوب الرسائل واحد لا يختلف، أي أن الموسوي هو الواضع للأسئلة وهو الذي أجاب عنها، ومن دقق عرف ذلك. خامسًا: يُشْعِرُك الموسوي أن شيخ الأزهر البشري رجل لا

يعرف شيئًا، وليس صاحب تلك المكانة في العالم الإسلامي من جهة منصبه العلمي، وكأنّ شيخ الأزهر يُسَلِّم بكل ما يطرحه الموسوي، والأمثلة في هذا الباب كثيرة جدًا. والعجب كل العجب من جرأة هذا الرافضي لا علَى الكذب والافتراء فقط، ولكن أيضا علَى تصوير شيخ الأزهر وشيخ المالكية وقد جاوز الثمانين عامًا في صورة جاهل لا يدري ما في كتب في التفسير والحديث عند أهل السنة أنفسهم، وما يدرس منها لطلاب الأزهر، فبدا كأنه أقل علمًا من هؤلاء الطلاب، إلَى أن جاء هذا الشاب الرافضي الطريد ـ الذي لجأ إلَى مصر ـ ليُعَلم شيخ الأزهر نفسه ما في هذه الكتب، ويصور الرافضي نفسه في صورة من أخرج شيخ الأزهر من ظلمات الجهل إلَى نور العلم، وجعله يسَلّم بصحة عقيدة الرافضة وشريعتهم وبطلان ما عليه أمة الإسلام منذ الصحابة الكرام البررة إلَى عصرنا!! وبعد هذه الأمارات نجزم أن الموسوي هو من ألَّف وحبك الأسئلة، وأجاب عليها ظنًا منه أن مثل هذه الحيَل تخدع أهل السنة، ولكن هيهات هيهات.

خدعوه ... فقال ... وليته ما قال

خدعوه ... فقال ... وليته ما قال لقد شاع القول بأن الأزهر يعتبر الشيعة مذهبًا خامسًا، وإن كان مِن علماء الأزهر مَن قال ذلك فإنما قاله لعدم علمه بحقيقة دين الشيعة الروافض، وبسبب انخداعه بدعوة التقريب بين السنة والشيعة. ولقد استطاع الشيعة الروافض في ظل دعوة التقريب أن يخدعوا شيخ الأزهر محمود شلتوت - رحمه الله - بالقول بأن مذهب الشيعة لا يفترق عن مذهب أهل السنة، وطلبوا منه أن يصدر فتوَى في شأن جواز التعبد بالمذهب الجعفري. فاستجاب لهم وأصدر فتواه في سنة 1368هـ الموافق 1959م بجواز التعبد بالمذهب الجعفري (¬1). ¬

_ (¬1) وقد ردد ذلك بعض علماء الأزهر، ومنهم شيخ الأزهر الحالي الدكتور محمد سيد طنطاوي؛ ومما يوضح انخداعه بدعوة التقريب بين السنة والشيعة أنه بعد أن نشرت جريدة (الغد) ملحقًا من ثماني صفحات يسيء إلى الصحابة - رضي الله عنهم - هاجم شيخ الازهر كل من يسب صحابة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - مؤكدًا أن «من يقترف هذا الذنب العظيم كافر وخارج عن ملة الإسلام»، مع أن سب الصحابة من أصول دين الشيعة. فكأنه بهذا قد نقض كلامه الذي قلد فيه الشيخ شلتوت - رحمه الله -.

طار الشيعة الروافض بهذا فرحًا واعتبروا فتوَى الشيخ شلتوت هي القطف الشهيّ والثمرة الكبرَى لدعوة التقريب لأنها تعطيهم ـ كما يتصورون ـ (الشرعية) في التبشير بالتشيع في ديار السنة. ولكن هل كانت فتوَى الشيخ شلتوت - رحمه الله - مبنية علَى دراسة لمذهب الشيعة أم مبنية علَى تصديق الشيخ شلتوت لدعاوَى الشيعي محمد القمي ـ مؤسس جماعة التقريب ـ وغيره بأنه لا خلاف بين السنّة والشيعة؟!! الذي رجحه الدكتور ناصر بن عبد الله القفاري ـ صاحب كتاب «مسألةُ التّقريب بين أهْل السُّنة والشّيعَة» ـ هو الثاني بناءً علَى ما سمعه من بعض معاصري الشيخ شلتوت ومجالسيه. ومما يؤكد جهل الشيخ شلتوت بالشيعة أنه يرَى أن السبيل الوحيد إلَى إعادة الصف الإسلامي إلَى وحدته وقوته أن لا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله، وأن نطرح وراء ظهورنا تلكم التأويلات البعيدة للنصوص الشرعية من كتاب وسنّة صحيحة، وأن نفهمها كما فهمها المعاصرون للتنزيل، وأن نجعل أهواءَنا تبعًا لديننا، ولا نجعل ديننا تبعًا لأهوائنا، وأن نحارب احتكار فرد أو أفراد تعاليم الدين؛ فما كان الإسلام دين أسرار وأحَاجٍ لا يعرفها إلا طائفة خاصة تُطْلِع عليها من تشاء وتمنعها عمن تشاء؛ فما انتقل

الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - إلَى الرفيق الأعلَى حتَى بلّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، وطلب من أصحابه وأتباعه أن يبلّغوا ما علموه» (¬1). فالشيخ شلتوت - رحمه الله - بهذا القول كأنه يحكم علَى الشيعة ـ التي أفتَى بجواز التعبد علَى مذهبها ـ يحكم عليها بأنها لم تسلك سبيل التقريب؛ لأن الشيعة علَى خلاف تام لهذه الأركان التي وضعها للتقريب: - فاتخاذهم للأئمة أربابًا من دون الله منتشر عندهم وفي كتبهم. - وهُم أهل التأويلات البعيدة للنصوص الشرعية، ويرَون أنه من الكيد للإسلام أن نفهم هذه النصوص كما فهمها الصحابة المعاصرون للتنزيل - رضي الله عنهم -. - وهم بمزاعمهم في أئمتهم ودعاويهم في مجتهديهم يمثلون في الإسلام ذلك الاحتكار للدين الذي يعنيه الشيخ شلتوت. - وهم يقولون بأن في دين الله أسرارًا وأحاجي لا يعلمها إلا طائفة خاصة ـ بزعمهم ـ هم أهل البيت؛ لأن الرسول ¬

_ (¬1) هذا ما قاله الشيخ شلتوت - رحمه الله - في مقدمته لكتاب «إسلام بلا مذاهب» للدكتور مصطفَى الشكعة (ص 6).

- صلى الله عليه وآله وسلم - كتم قسمًا من الشريعة وأودعه إياهم، وهم وحدهم عندهم الجفر، والجامعة، ومصحف فاطمة، وعلم ما كان، وما يكون .. الخ ـ، ولمجتهديهم اتصال بالمنتظر الذي انتهت إليه هذه العلوم بزعمهم .. الخ. فكأن الشيخ شلتوت - رحمه الله - بهذا القول ينقض فتواه بنفسه. ومن المفارقات أن أحد شيوخ الشيعة الذين ينادون بالوحدة الإسلامية ـ وهو شيخهم محمد الخالصي ـ سُئِل عن جواز التعبد بالمذاهب الأربعة عند أهل السنة فأفتَى بالمنع من ذلك (¬1). وعلَى الرغم من قيام الشيعة بتأسيس دار التقريب ومجلتها وجماعتها واستجابة بعض علماء الأزهر لفكرتهم لم نَرَ لهذه الدعوة لهذا التقارب أي أثر بين علماء الشيعة في العراق وإيران وغيرهما؛ فلا يزال القوم مُصِرّين علَى ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير الكاذب لما كان بين الصحابة من خلاف، ولا تزال مطابع الشيعة الروافض تقذف سنويًا بعشرات الكتب التي تحمل اللعن والتكفير والتخليد بالنار لخير القرون. ¬

_ (¬1) انظر: كُتَيِّبه: التوحيد والوحدة (ص 33 - 34).

دور الشيخ حسنين مخلوف ـ مفتي مصر الأسبق ـ - رحمه الله - في بيان حقيقة دين الشيعة

دور الشيخ حسنين مخلوف ـ مفتي مصر الأسبق ـ - رحمه الله - في بيان حقيقة دين الشيعة حديث للشيخ حسنين مخلوف مفتي مصر - رحمه الله - عن التقريب بين السنة والشيعة وعن موقف الشيخ شلتوت: هذا الحديث أملاه الشيخ حسنين مخلوف - رحمه الله - علَى الدكتور ناصر القفاري ـ صاحب كتاب (مسألة التقريب بين أهْل السُّنة والشّيعَة) ـ وختمه الشيخ حسنين مخلوف بتوقيعه. وأهمية هذا الحديث ـ كما يقول الدكتور القفاري في كتابه ـ تأتي من وجهين: الأول: أن الكتاب الذي أصدره الرافضي عبد الكريم الشيرازي باسم «الوحدة الإسلامية أو التقريب بين المذاهب السبعة» (والذي جمعه ـ كما يزعم ـ من مجلة رسالة الإسلام ـ مجلة التقريب) قد افتتحه بمقال للشيخ حسنين مخلوف ـ باعتباره مفتي مصر ـ يؤيد فيه التقريب ويدعو إليه في حين أنه في هذا الحديث يؤكد أنه من المعارضين للفكرة من الأصل. ولا عجب فالكذب تسعة أعشار دين الشيعة، ومن قبله كذب عبد الحسين شرف الدين في كتابه (المراجعات) علَى شيخ الأزهر

سليم البشري. والوجه الثاني: أنه يحوي تسجيلًا تاريخيًا لمعارضة بعض شيوخ الأزهر لمحاولة الشيخ شلتوت تطبيق دراسة مذهب الشيعة في الأزهر مثله في ذلك مثل المذاهب الأربعة. قال الشيخ حسنين مخلوف - رحمه الله -: «بسم الله الرحمن الرحيم. بدأت فكرة التقريب بين أهل السنّة والشيعة حينما كان بمصر رجل شيعي اسمه (محمد القمي) وسعَى في تكوين جماعة سماها (جماعة التقريب) وأصدر «مجلة التقريب» وكتب فيها بعض الناس. وأنا لم أكن موافقًا علَى التقريب ولا علَى المجلة؛ ولذلك لم أكتب في المجلة ولم أجتمع مع جماعة التقريب في مجلس ما. وقد سعَى القُمي لدَى الشيخ شلتوت في أن يقرر تدريس الفقه الشيعي الإمامي في الأزهر أسوة بالمذاهب الأربعة التي تدرس فيه. وأنا حين علمت بهذا السعي كتبتُ كلمة ضد هذه الفكرة، وأنه لا يصح أن يدرس فقه الشيعة في الأزهر؛ ألَا ترون أن الشيعة يجيزون نكاح المتعة ونحن في الفقه نقرر بطلان نكاح المتعة، وأنه غير صحيح؟ وقد أبلغتُ هذا الرأي لأهل الحل والعقد في مصر إذ ذاك، وأصدروا الأمر لشيخ الجامع الأزهر بأنه لا يجوز تدريس هذا الفقه فيه ولم ينفَّذ والحمد لله». (انتهَى كلام الشيخ حسنين مخلوف - رحمه الله -).

* وقال الشيخ حسنين محمد مخلوف ـ مفتي مصر الأسبق ـ - رحمه الله - أيضًا: «الشيعة الإمامية يزعمون أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قد نص نصًا جليًّا على إمامة علِيٍّ - رضي الله عنه - بعده وأنه هو وصيه ويطعنون في سائر الصحابة وخاصة الشيخين، بل منهم من يُكفِّرُهم ... ولهم في أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - مطاعن ومثالب يظهرونها فيما بينهم عند الأمن ويخفونها تقية عند الخوف، وكلها كذب وبهتان، ويقدسون كربلاء والنجف وما فيهما من مشاهد، ويحملون من أرضها قطعًا يسجدون عليها في الصلاة» (¬1). ¬

_ (¬1) باختصار من فتاوى الأزهر (6/ 69)، تاريخ الفتوى: ذو الحجة 1368 هجرية - 25 أغسطس 1949م.

دور الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق - رحمه الله - في بيان حقيقة دين الشيعة

دور الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق - رحمه الله - في بيان حقيقة دين الشيعة * سبق أن ذكرنا أن الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق - رحمه الله - كان قد كلف الدكتور علي السالوس ـ أستاذ الفقه والأصول، وعضو المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي ـ بكتابة رد علَى كتاب (المراجعات) ـ لمؤلفه الشيعي عبد الحسين بن يوسف شرف الدين العاملي الموسوي (¬1). * جاء في كتاب (بيان للناس من الأزهر الشريف) الذي أصدره الأزهر الشريف تحت إشراف الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق - رحمه الله -: «ومن أهم أصولهم (أي الشيعة الإمامية الاثني عشرية): • تكفير الصحابة ولعنهم، وبخاصة أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - إلا عددا قليلًا جدًا كانوا موالين لعليّ - رضي الله عنه -. وقد رووا عن الباقر والصادق: «ثلاثة لا يكلَّمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة ليست له، ومن جحد إمامًا من ¬

_ (¬1) انظر (ص 12) من هذا الكتيب.

عند الله، ومن زعم أن أبا بكر وعمر لهما نصيب في الإسلام». • ويقولون: إن عائشة وحفصة - رضي الله عنهما - كافرتان مخلدتان، مؤوِّلين عليهما قول الله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)} (التحريم:10). • ادعاء أن القرآن الموجود في المصاحف الآن ناقص؛ لأن منافقي الصحابة (هكذا) حذفوا منه ما يخص علِيًّا وذريته، وأن القرآن الذي نزل به جبريل على محمد سبعة آلاف آية (¬1)، والموجود الآن (6263آية) والباقي مخزون عند آل البيت فيما جمعه علِيّ، والقائم على أمر آل البيت يخرج المصحف الذي كتبه علي، وهو غائب بغيبة الإمام. • رفْض كل رواية تأتي عن غير أئمتهم، فهم عندهم معصومون بل قال بعضهم: إن عصمتهم أثبت من عصمة الأنبياء. ¬

_ (¬1) لعل المقصود سبعة عشر ألف آية كما جاء في فتوَى للشيخ عطية صقر، (انظر ص 27 من هذا الكتيب).

• التقية: وهي إظهار خلاف العقيدة الباطنة، لدفع السوء عنهم. • الجهاد غير مشروع الآن، وذلك لغيبة الإمام، والجهاد مع غيره حرام ولا يطاع، ولا شهيد في حرب إلا من كان من الشيعة، حتى لو مات على فراشه. • وهناك تفريعات كثيرة على هذه الأصول منها: - عدم اهتمامهم بحفظ القرآن انتظارًا لمصحف الإمام. - وقولهم بالبداء: بمعنى أن الله يبدو له شيء لم يكن يعلمه من قبل ويتأسف على ما فعل. - والجمعة معطلة في كثير من مساجدهم وذلك لغيبة الإمام، ويبيحون تصوير سيدنا محمد وسيدنا علي وصورهما تباع أمام المشاهد والأضرحة، ويدينون بلعن أبي بكر وعمر» (¬1). ¬

_ (¬1) بيان للناس من الأزهر الشريف (2/ 13 - 15).

دور الشيخ عطية صقر - رحمه الله - في بيان حقيقة دين الشيعة

دور الشيخ عطية صقر - رحمه الله - في بيان حقيقة دين الشيعة *ذكر الشيخ عطية صقر ـ الرئيس الأسبق للجنة الفتوى في الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية - رحمه الله - ـ في فتوى له ـ نفس الكلام السابق في بيان الأزهر الشريف. (¬1) * وقال الشيخ عطية صقر - رحمه الله - أيضًا: «نزل القرآن على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وكان يأمر كُتَّابه بتدوين ما ينزل، على مدى ثلاثة وعشرين عامًا، وحُفِظ هذا المكتوب ونُسِخَتْ منه عدة نسخ في أيام عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ثم طبعت المصاحف المنتشرة في العالم كله طبق المصحف الإمام الذي كان عند عثمان والنسخ التي أخِذَتْ منه. والشيعة يزعمون أن أبا بكر وعمر بالذات - رضي الله عنهما - حذفا من المصحف آيات كثيرة، منها عدد كبير يتصل بخلافة عليّ - رضي الله عنه -، ويزعمون أن المصحف الكامل كتبه علِيٌّ - رضي الله عنه - بعد انتقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الرفيق الأعلى. ¬

_ (¬1) انظر: فتاوى الأزهر (8/ 403) وما بعدها (تاريخ الفتوى: مايو 1997).

جاء في كتاب (الأنوار النعمانية) لمحدثهم وفقيههم الكبير ـ نعمة الله الموسوي الجزائري ـ ما نصه: «إنه قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين - عليه السلام -، بوصية من النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلًا بجمعه، فلما جمعه كما أنزل أتى به إلى المتخلفين بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم وآله ـ فقال: هذا كتاب الله كما أنزل. فقال له عمر بن الخطاب: لا حاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك. فقال لهم عليٌّ - عليه السلام -: لن تروه بعد هذا اليوم، ولا يراه أحد حتى يظهر ولَدِي المهدي - عليه السلام - ... وفي ذلك القرآن زيادات كثيرة، وهو خال من التحريف». ولكثير من علمائهم تآليف تثبت أن القرآن الموجود بيننا ناقص ومحرف، وأن المصحف الصحيح الكامل سيظهر آخر الزمان مع المهدي المنتظر، ولم يتح لنا الاطلاع على هذا المصحف، وينقلون هم أشياء يدَّعون أنها فيه. وأكثرها خاص بآل البيت وإمامة علِيّ - رضي الله عنه -. ومن أمثلة التحريف ـ في زعمهم ـ أن آية {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} (البقرة: 23)، نزل

بها جبريل على محمد هكذا (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا في عَلِيّ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ). ونقل في (أصول الكافي) عن إمامهم جعفر الصادق أنه أقسم بالله أن آية {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ} (طه: 115)، نزلت هكذا (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ في محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم فَنَسِيَ). وجاء في كتاب (أصول الكافي) ـ وهو أصح الكتب عند الشيعة ـ أن القرآن الذي جاء به جبريل سبعة عشر ألف آية. وقال القزويني شارح كتاب أصول الكافي الذي نسب هذا الكلام لجعفر الصادق: «إن الغرض بيان أنه حذف من أصل القرآن شيء كثير، الذي لا يوجد في نسخ القرآن المشهورة ... ». هذا، وقد رأيتُ (مازال الكلام للشيخ عطية صقر - رحمه الله -) في رسالة للسيد محب الدين الخطيب، عنوانها (الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية) التي طبعت أكثر من مرة منذ سنة 1380 هـ ـ: أن الأستاذ محمد عليّ سعودي ـ الذي كان كبير خبراء وزارة العدل بمصر، ومن خواص الشيخ محمد عبده ـ اطلع على مصحف إيراني مخطوط عند المستشرق

(برامين) فنقل منه سورة بعنوان: سورة الولاية، مذكور فيها ولاية عليّ - رضي الله عنه -، ونص صفحتها الأولى: «يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالنبيّ وبالوليّ اللذين بعثناهما يهديانكم إلى صراط مستقيم * نبي وولي بعضهما من بعض وأنا العليم الخبير* إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم * والذين إذا تُليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذبين. فإن لهم في جهنم مقامًا عظيمًا إذا نودي لهم يوم القيامة: أين الظالمون المكذبون للمرسلين * ما خالفتم المرسلين إلا بالحق وما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب، وسبح بحمد ربك، وعليٌّ من الشاهدين». وهذه السورة أثبتها الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)، وثابتة أيضا في كتابهم (دبستان مذاهب) باللغة الإيرانية، لمؤلفه محسن فاني الكشميري، ونقل عنه هذه السورة المكذوبة المستشرق (نولدكه) في كتابه (تاريخ المصاحف 2/ 102)، ونشرتها الجريدة الأسيوية الفرنسية سنة 1842م (ص 431 - 439)». انتهى كلام الشيخ عطية صقر - رحمه الله -. (¬1) ¬

_ (¬1) باختصار يسير من فتاوى الأزهر (3/ 641)، تاريخ الفتوى: مايو 1997.

* وقد ذكر الشيخ عطية صقر - رحمه الله - أن الشيعة ينتظرون إمامهم الغائب كل يوم، يقفون بالخيل على باب السرداب، ويصيحون بأن يخرج إليهم ثم يرجعون، وذكر أن بعض الشعراء قال في ذلك: ما آنَ للسردابِ أنْ يَلِدَ الذي كلّمتُمُوه بجهْلِكم ما آنَا فعلى عقولِكُمُ العفَاءُ فإنّكمْ ... ثَلّثْتُمُ العَنْقَاءَ والغيلانا» (¬1) ¬

_ (¬1) (فتاوى الأزهر10/ 127). الْغِيلَان جمع غُول، وَهِيَ جِنْس مِنْ الْجِنّ وَالشَّيَاطِين، كَانَتْ الْعَرَب تَزْعُم أَنَّ الْغُول فِي الْفَلَاة تَتَرَاءَى لِلنَّاسِ فَتَتَغَوَّل تَغَوُّلًا أَيْ تَتَلَوَّن تَلَوُّنًا فِي صُوَر شَتَّى، وَتَغُولهُمْ أَيْ تُضِلّهُمْ عَنْ الطَّرِيق وَتُهْلِكهُمْ، فَنَفَاهُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - وَأَبْطَلَهُ، قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لَا غُولَ» (رواه مسلم وأبو داود والترمذي). وَقِيلَ: قَوْله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لَا غُول» لَيْسَ نَفْيًا لِعَيْنِ الْغُول وَوُجُوده، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ إِبْطَال مَا تَزْعُمهُ الْعَرَب مِنْ تَلَوُّن الْغُول بِالصُّوَرِ الْمُخْتَلِفَة، وَاغْتِيَالهَا. فَيَكُون مَعْنَى «لَا غُول» أَنَّهَا لَا تَسْتَطِيع أَنْ تُضِلّ أَحَدًا. (باختصار وتصرف يسيرين من شرح صحيح مسلم للنووي، وتحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي للمُباركْفُوري). آنَ: حان ـ العفاء: الزوال والهلاك ـ العنقاء: طائر مُتَوَهَّم يُضربُ به المثل فيما هو مستحيل.

دور الشيخ محمد عرفة - رحمه الله - ـ عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ـ في بيان حقيقة دين الشيعة

دور الشيخ محمد عرفة - رحمه الله - ـ عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ـ في بيان حقيقة دين الشيعة كان الشيخ محمد عرفة - رحمه الله - عضوًا في جماعة التقريب بين السنة والشيعة، ثم تركها بعد أن تيقن حقيقة المطامع الشيعية خلفها. قال الشيخ - رحمه الله - (¬1): «لقد صدَرَتْ آراء من دعاة التقريب بين المذاهب الإسلامية، يُثْنُون فيها علَى مذهب الجعفرية، المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية، على أن لهذه الطائفة أصولها المستمدة من كتاب الله تعالى، ومن سنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -. ولعله لا يكون من السهو أن يفوت هؤلاء أن هذا المذهب يقول برِدَّة الصحابة جميعًا بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، إلا قليلًا منهم، وأن أبا بكر وعمر كافران ملعونان! فهل يجوز للمسلمين تقليدهم في ذلك؟ وأن يكون من المسلمين من يلعن أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة، ويقول بكفر الصحابة!؟ ¬

_ (¬1) في تقديمه لكتاب: «الوشيعة في نقد عقائد الشيعة» لموسى جار الله (باختصار).

وأن هذا المذهب يقول بكفر المسلمين من غير الشيعة: الحاضرين والماضين؛ فالمسلمون في رأيهم كفار حكامهم ومحكوموهم في نظرهم!! والذي دعاهم إلَى ذلك أنهم يجعلون الإيمان بإمامة عليّ - رضي الله عنه - ومَن بعده مِن أبنائه جزءًا من الإيمان، كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فمن لم يؤمن بالأئمة من أهل البيت لم يكن مؤمنًا، ولذلك كفّروا الصحابة الذين قالوا بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان، وكفّروا هؤلاء الخلفاء لأنهم أخذوا ـ بزعمهم ـ ما ليس لهم من الإمامة، ولذلك أيضًا كفروا المسلمين الحاضرين والماضين الذين لا يقولون بالإمامة التي جعلوها جزءًا من الإيمان، وجعلوا حكامهم أهل جور؛ لأنهم لم يستمدوا حكمهم من الأئمة المعصومين ذوي الحق، وجعلوا الرعية كفارًا لأنهم اتبعوا أئمة الجور ولم يؤمنوا بإمامة الأئمة من أهل البيت. فهل يجوز تقليد هذا المذهب في ذلك؟! وهل نقول للمسلمين: لكم أن تقلدوا هذا المذهب فيما ذكرنا؛ فيكفّر بعضهم بعضًا؟! وهذا المذهب يقول: إن هذا القرآن الذي بأيدي الناس ليس هو القرآن كله، وإن عليًا - رضي الله عنه - هو الذي جمعه كله، فهل يجوز للمسلمين تقليده في ذلك؟ إن ما نسبناه إليهم ينبغي ألا نتركه حتَى نبين نسبته إليهم من كتبهم المعتبرة، التي جعلوها أصول هذا المذهب، والتي هي عندهم كالبخاري عندنا. (ثم نقل - رحمه الله - من كتب الشيعة الموثوقة عندهم ما يدل علَى ما قاله) ثم قال: «إنهم كانوا منطقيين مع أنفسهم مخلصين لمذهبهم، الذي يكفّر أهل السنة رعيتهم وراعيهم، حين التزموا لوازمه إلَى نهايتها، وقالوا: إنه لا يقاتل مع أهل السنة عدوهم من الكفار. فلو كان منا شيعة في العدوان الثلاثي علَى مصر لتخلفوا عن قتال المعتدين بناء علَى هذه القاعدة، وهذا هو السر في رغبة الاستعمار في نشر هذا المذهب في البلاد الإسلامية. هذا هو المذهب الشيعي في حقيقته، أظهرناه عاريًا لا حجاب دونه، أخذناه من مصادره الأصلية، ومن كتبه التي هي أصول المذهب عند الشيعة، وعن أشياخه الذين هم أئمتهم، والموثوق بهم، والذين أجمعت كتب التراجم علَى تزكيتهم وتوثيقهم، فإذا لم نأخذ المذهب عن هؤلاء، فعمن نأخذ؟ وإذا لم نستند إلَى هذه الكتب فإلام نستند؟ أتَاكَ المُرْجِفُونَ بِرَجْمِ غَيْبٍ عَلَى دَهَشٍ وَجِئْتُكَ بِالْيَقِينِ

ولا وزن لقول المجادلين: هذه روايات ضعيفة. أكُلّ روايات الباب ضعيفة؟ وإذا كانت كذلك فكيف يكون الكتاب أحد أصول المذهب؟ ولا وزن كذلك لقول المجادلين: «لا يؤخذ المذهب من كتب الروايات، وإنما يؤخذ من كتب العقائد». علَى أننا إذا رجعنا إلَى كتب العقائد عندهم، وجدناها توافق الروايات التي قيلت. وها نحن أولاء نهرع إليها فننقل منها مذاهبهم في أشد ما ذكرناه خطورة، وهي الإمامة وما يتعلق بها من تكفير الصحابة والخلفاء الراشدين الثلاثة، ومن تكفير المسلمين من يوم توفي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، إلَى يومنا هذا، لأنهم لم يقولوا بإمامة عليّ وإمامة الأئمة الاثني عشر. ننقله عن رئيس المحدثين أبي جعفر الصدوق محمد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمي المتوفَّىسنة381هـ، وهو صاحب كتاب: (من لا يحضره الفقيه)، أحد الكتب الأربعة التي يعتبرها الشيعة أصول مذهبهم في رسالة (الاعتقادات)، قال: «واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب والأئمة من بعده أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء. واعتقادنا فيمن أقرّ بأمير المؤمنين وأنكر واحدًا من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقرّ بجميع الأنبياء، وأنكر نبوة نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -».

وقال في رسالة (الاعتقادات) أيضا: قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من جحد عليًّا إمامته بعدي فقد جحد نبوّتي، ومن جحد نبوّتي فقد جحد الله ربوبيته». لم نشأ أن نأخذ مذهب الشيعة الإمامية من كتب الفرق، والملل والنحل لئلا يقولوا: لا يلزمنا ما قال غيرنا فينا، ولم نشأ أن نأخذ من كتب العقائد، وكتب أئمة المسلمين الذين ناظروهم وجادلوهم، كالإمام الغزالي وابن تيمية وعلامة الهند الدهلوي، لئلا يقولوا: خصوم، والخصم يحرف مذهب خصمه للتشنيع والتقبيح. وإنما أخذناه من أئمتهم الذين أسسوا المذهب، ومن كتبهم التي تعتبر أصولًا له، وكنا نرجع إلَى كتب التراجم والجرح والتعديل عندهم، فرأيناهم يوثقونهم ويعدلونهم ويرونهم شيوخ المذهب، ورأينا كتبهم يثنون عليها أعظم الثناء، حتَى إنهم قالوا في (الكافي): «لم يؤلف في الإسلام مثله». ومن عجب أن ما جاء في هذه الكتب كأنما كان نسخة مما نقله علماؤنا في كتب الرد عليهم، وما نقلته كتب الفرق وما رآه المستشرقون فيهم. نقلنا مذهبهم من كتبهم، وبَيَّنَّا ما يترتب عليه من فرقة وانقسام، وأن الحق كل الحق كان في جانب علمائنا الذين حرّموا تقليد

المذهب الشيعي. لقد وضع سلفنا من العلماء السدود والحواجز بين السنة والشيعة بما أبانوا من خلاف جوهري بينهما، وبما حرموا من تقليد المذهب الشيعي إبقاءً علَى وحدة الأمة! إن هذا المذهب ـ مذهب الشيعة ـ لا يساير نهضتنا، بل هو يناقضها في جميع أهدافها، فلا يصح أن ندعو إليه، ونجره إلينا، لأننا ندعم نهضتنا بأمجادنا التاريخية وآبائنا السابقين أولي الحزم والعزم، والقائمين لله بالقسط. وأي شيء أدْعَى للاعتزاز به والفخر من أبي بكر وعمر، وعدل أبي بكر وعمر؟ وهذا المذهب يضع من شأن الخلفاء الراشدين الثلاثة، ويعدّهم ظالمين غاصبين مرتدين، فهم سبة لا فخر بهم!! وأي شيء أدعَى للاعتزاز والفخر من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، الذين بني الإسلام علَى أكتافهم، وانتشر في الآفاق بفضل جهادهم، وفتحوا الممالك بسواعدهم، وهم كانوا قلة مستضعفين، لا عدد ولا عدة، فناضلوا الفرس والروم، فاستولوا علَى ملك الأكاسرة والقياصرة؟! وهذا المذهب يُكَفّرهم ويفَسّقهم، ويسطر المثالب فيهم وفي أكابرهم واحدًا واحدًا، ولا يستثني إلا قلة، ذكر عددهم وهم لا يجاوزون أصابع اليد.

دور الشيخ محمد أبو زهرة - رحمه الله - في بيان حقيقة دين الشيعة

دور الشيخ محمد أبو زهرة - رحمه الله - في بيان حقيقة دين الشيعة (¬1) * قال الشيخ محمد أبو زهرة - رحمه الله - عن أثر الفلسفة القديمة في المذهب الشيعي: «لا شك أن الشيعة في كل ما تقول تتعلق بنصوص قرآنية أو أحاديث منسوبة إلَى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولكن مع ذلك اشتملت آراؤها علَى أفكار فلسفية أرجعها علماء العراق والغرب إلَى مصادرها من المذاهب الفلسفية والدينية السابقة علَى الإسلام، والحضارة الفارسية التي انتهت بظهور الإسلام. وقرر بعض العلماء الأوروبيين أن الشيعة أخذت من اليهودية أكثر مما أخذت من الفارسية ... وفي الحق، أنا نعتقد أن الشيعة قد تأثروا بالأفكار الفارسية حول الملك والوراثة، والتشابه بين مذهبهم ونظام الملك الفارسي واضح. ويزكي هذا أن أكثر أهل فارس إلَى الآن من الشيعة، وأن الشيعة الأولين كانوا من فارس. وأما اليهودية فإذا كانت توافق بعض آرائهم، فلأن الفلسفة ¬

_ (¬1) باختصار من كتابه (تاريخ المذاهب الإسلامية ص 32 - 36، 46 - 52).

الشيعية اقتبست من نواح مختلفة، وكان المنْزَع فارسيًا في جملته وإن استندوا إلَى أقوال إسلامية». * وقال - رحمه الله - عن منزلة الإمام عند «الشيعة»: «يقر الإمامية ـ بالنسبة لسلطان الإمام في التشريع والتقنين ـ أن الإمام له السلطان الكامل في التقنين وكل ما يقوله من الشرع، ولا يمكن أن يكون منه ما يخالف الشرع. ويقول في ذلك العلامة الشيخ محمد حسين آل كاشف العطاء: «يعتقد الإمامية أن لله تعالَى في كل واقعة حكمًا، وما من عمل من أعمال المكلفين إلا ولله فيه حكم من الأحكام الخمسة: الوجوب، والحرمة، والكراهية، والندب، والإباحة، وقد أودع الله سبحانه جميع تلك الأحكام عند نبيه خاتم الأنبياء، وعرفها النبي بالوحي من الله، أو بالإلهام، وبين كثيرًا منها، وبالأخص لأصحابه الحافين به، الطائفين كل يوم بعرش حضوره ليكونوا هم المبلغين لسائر المسلمين في الآفاق: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة:143). وبقيت أحكام كثيرة لم تحصل البواعث لقيامها، وإن حكمة التدرج اقتضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة، ولكنه - سلام

الله عليه، أودعها عند أوصيائه، كل وصي يعهد بها إلَى الآخر لينشرها في الوقت المناسب لها حسب الحكمة من عام مخصص أو مطلق مقيد، أو مجمل مبين، إلَى أمثال ذلك، فقد يذكر النبي لفظًا عامًا ويذكر مخصصه بعد برهة من حياته وربما لا يذكره أصلًا، بل يودعه عند وصيه إلَى وقته» (¬1). ويستفاد من هذا الكلام ومن غيره أمور ثلاثة بالنسبة للتقنين والأحكام: أول هذه الأمور: أن الأئمة وهم الأوصياء استودعهم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أسرار الشريعة، وأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ما بينها كلها بل بين بعضها، فبين ما اقتضاه زمانه وترك للأوصياء أن يبينوا للناس ما تقتضيه الأزمنة من بعده، وذلك بأمانة أودعها إياهم. وثانيها: أن ما يقوله الأوصياء شرع إسلامي لأنه تتميم للرسالة فكلامهم في الدين شرع، وهو بمنزلة كلام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأنه من الوديعة التي أودعهم إياها، فعنه صدروا، وبما خصهم به نطقوا. ¬

_ (¬1) أصل الشيعة وأصولها (ص29).

وثالث هذه الأمور: أن للأئمة أن يخصصوا النصوص العامة، ويقيدوا النصوص المطلقة. وإذا كان الإمام له هذه المنزلة بالنسبة للتقنين، فقد قرروا أنه يكون معصومًا عن الخطأ والنسيان والمعاصي، فهو طاهر مطهر لا تعلق به ريبة، وقد أجمع علَى ذلك الإمامية، وصرحت بذلك كتب الاثني عشرية. ويقررون أن عصمته ظاهرة وباطنة، وأنها قبل أن يكون إمامًا، وبعد توليه الإمامة. وإن الإمامية يجوزون أن تجري خوارق العادة علَى يد الإمام، لتثبت إمامته، ويسمون الخارق للعادة الذي علَى يديه معجزة، كما يسمَى الخارق الذي يجري علَى يدي أنبياء الله تعالَى معجزة. ويقولون: إنه إذا لم يكن نص علَى إمامة الإمام من الأئمة وجب أن يكون إثبات الإمامة بالمعجزة. والإمام عند الإمامية قد أحاط علمًا بكل شيء يتصل بالشريعة كما أشرنا، وبالحكم الذي عهد به إليه. هذه إشارات موجزة إلَى منزلة الإمام عند الإمامية الاثني عشرية، ويظهر أن الإمامية جميعًا علَى رأيهم في هذا النظر، وليس الإمام

ومقاربته لمقام النبي عندهم موضع خلاف، فإنهم يصرحون تصريحًا قاطعًا بأن الوصي لا يفرقه عن النبي إلا شيء واحد، وهو أنه لا يوحَى إليه. وإن القارئ لهذا الكلام الذي اشتمل علَى دعاوَى واسعة كبيرة لشخص الإمام لم يقم دليل علَى صحته والدليل قائم علَى بطلانه، لأن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - أتم بيان الشريعة فقد قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة:3)، ولو كان قد أخفَى شيئًا فما بلّغ رسالة ربه وذلك مستحيل، ولأنه لا عصمة إلا للنبي، ولم يقم دليل علَى عصمة غير الأنبياء».

دور الدكتور صابر طعيمة في بيان حقيقة دين الشيعة

دور الدكتور صابر طعيمة في بيان حقيقة دين الشيعة قال الدكتور صابر طعيمة ـ أستاذ مقارنة الأديان في جامعة الأزهر (¬1): * «دراسة الفكر الإمامي من مصادره العديدة تشير إلَى أن الإمامية باعتبارها مدرسة باطنية لعبت أدوارًا خطيرة في هز أركان المجتمعات الإسلامية وزعزعة رواسيها وتفكيك روابطها، وقد كان من اليسير علَى هذه المجتمعات التي ابتُلِيَتْ (بالإمامية) أن تتخلص منها وتقضي علَى قواها التنظيمية والفكرية، إلا أن الجمعيات السرية التي نفذت من خلالها الأفكار الباطنية جعلت للعمل الباطني قدرة علَى الاستمرار وجاذبية قوية سيطرت علَى فرق من الناس بحكم أن قطاعًا من الناس تهفو نفوسهم إلَى المخاطرة والمجازفة والإتيان بغرائب الأعمال». * «إن أطماع اليهود في البيئة التي حملت لواء الإسلام والقيام بالدعوة إليه قديمة جدًا، فبعد أن نزح اليهود إلَى الجزيرة العربية ¬

_ (¬1) هذا الكلام باختصار من مواضع متفرقة من كتابه (الأصول العقدية للإمامية) (من ص 28 - 183).

نقلوا معهم من الأساطير التي شاعت بينهم أبان الأسر البابلي العقائد الكثيرة والأطماع العديدة، وكان من بين هذه الأساطير اليهودية عقيدة التناسخ التي أصبحت مصدرًا رئيسيًا عند الإمامية عندما قالوا بعقيدة (الرجعة) التي اعتنقوها كتعبير عن مشاعر الانتقام والحقد الذي انطوت عليه نفوس بعض الذين زعموا ظُلم آل البيت من أعدائهم. ومقارنة بسيطة بين عقائد اليهود في القول بالتناسخ، وبين عقائد غلاة الباطنية التي تزعم أن الأموات يرجعون إلَى الدنيا للانتقام من أعدائهم توضح أثر اليهود التناسخي علَى الإمامية في القول بعقيدة الرجعة». * «ولما كان التراث الفارسي في مجال العقيدة الدينية القديمة قبل ظهور الإسلام يقوم هو الآخر علَى فكر التناسخ، فإن العمل الباطني وجد المجال مهيئًا أمام العناصر التي اندست في المحيط الإسلامي، وكان أن تشكلت مقومات المذهب الإمامي بحيث يبدأ التناقض مع الإسلام بصدام يعتمد علَى المقولات العقدية ضد الخطاب العربي عند الأمة العربية باعتبارها منذ ظهور الإسلام العقل الصحيح والترجمان الصريح والأداة الراشدة للتعبير عن دين الإسلام؛ فمثلًا في ظل عقيدة الرجعة تعتقد الإمامية أن أول عمل

للغائب أن يبدأ بقتل العرب. فقد جاء في كتاب (الإرشاد) للشيخ المفيد (ص364)، و (أعلام الورى) للطبرسي (ص361)، وكتاب (الغيبة) للنعماني (ص235) فيما نسبت وادعت روايات الإمامية إلَى أبي جعفر أنه قال: «لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس، أما أنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يبدؤها إلا بالسيف ولا يعطيها إلا السيف حتَى يقول كثير من الناس: هذا ليس من آل محمد، لو كان من آل محمد لرحم». ويتوسع المفيد والطبرسي فيرويان من هذا المعتقد العدواني صورة أشد وأفظع في العدوان، إذ يرويان فيما تنسب روايات الإمامية عن جعفر معتقدًا يقول: «وإذا قام القائم من آل محمد أقام خمسمائة من قريش تضرب أعناقهم، ثم أقام خمسمائة تضرب أعناقهم، يفعل ذلك ست مرات». وأما الطوسي في كتاب الغيبة (ص90) فيروي عن جعفر أنه إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين قريش إلا السجن، وأما الصافي صاحب التفسير العمدة عند الإمامية فيقول: «لو قام قائمنا رد بالحميراء ـ يعني أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - حتَىيجلد الحد وينتقم لابنة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -».

* «والعجيب الغريب هو أن ما في اليهودية من معتقدات عنصرية أخذت بها الصهيونية المحدثة، فهو ما يطالع الباحث من سياق المقولات الإمامية معتقدًا بعد الآخر، فالمهدي اليهودي الذي تحدثت عنه أسفار العهد القديم وشروحه من التلمود وغيره، بأنه يهدم قصور دمشق حجرًا حجرًا هو المهدي الرافضي الذي يقتل أمة العرب والمسلمين بدءًا بأصحاب محمد. والإمام المعصوم في عصر السبي اليهودي، هو الإمام المعصوم في الفكر الإمامي الذي تتدافع عمليات عنفه وعدوانه ضد الأجيال المؤمنة عقب وثوب المذهب إلى السلطة مرتديًا الثوب الثوري ورافعًا الشعار الديني الباطني التحريفي. واللافت للنظر أن المطلع على كتاب (الأنوارالنعمانية2/ 86) لواحد من أئمة الروافض سيقف أمام معتقد أسطوري يفسر تلك الظواهر العدوانية الشاذة التي يقول بها الروافض عبر التاريخ، وتعتمد على أصل خرافي أسطوري. ولا بأس عندهم أن يعبروا عنها حتى في حرم الله في البيت الحرام بالعدوان المسلح، وممارسة العنف ضد المسالمين في بيت الله الحرام، أو برفع الشعارات التي لا تمت للنشاط الديني بصلة. يروي صاحب (الأنوار النعمانية) هذه الأسطورة التي تدل على

حجم التركيبات العقدية المتناقضة في فكر الإمامية، تقول هذه العقيدة المستندة إلى خرافة أسطورية: «إن بقاع الأرض تفاخرت، فافتخرت الكعبة على بقعة كربلاء فأوحى الله - عز وجل - إليها أن اسكني يا كعبة ولا تفخري على كربلاء فإنها البقعة المباركة التي قال الله فيها لموسى إني أنا الله، وهي موضع المسيح وأمه في وقت ولادته». ومن مثل هذه المقولة تتشكل معظم جوانب الاعتقاد في القضايا الأساسية عند الإمامية في القديم والحديث. وعندما نقلب صفحات التاريخ المعاصر ما الذي يعثر عليه الباحث من جوانب الاعتقاد الإمامي الذي يشكل ملامح المدرسة الإمامية في العنف والإرهاب وممارسة العدوان ضد حرمات المسلمين، وخاصة منها ما يتعلق بقدسية الحرمين الشريفين وعدم الإلحاد فيهما. إن ما تناقلته وكالات الأنباء وما صورته الكاميرات من اقتحام أنصار المذهب لبيت الله الحرام وقتل الأبرياء ذات يوم في تاريخ المسلمين المعاصر، لأكبر برهان عما تنطوي عليه عقائد المذهب ضد المسلمين». * «من بين الأفكار التي ألقى بها ابن سبأ في المحيط الشيعي فكرة الوصية. وفرق الغلاة التي تلت ابن سبأ انتفعت بتلك الفكرة وصار كل واحد من الغلاة يدعي أنه وصي أحد الأئمة وأنه خليفته

من بعده، فكثرت الوصايا، وزاد بذلك المدعون وأصبحت الوصية بمثابة تسويغ شرعي لغلوهم وانحرافهم. والجدير ذكره أنه قد تنبه إلى مصدرها قديما كل من النوبختي والقمي، وأورد النوبختي عبارة «عبد الله بن سبأ كان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعثمان والصحابة، وتبرأ منهم، وقال إن عليًا - عليه السلام - أمره بذلك، فأخذه علي فسأله عن قوله هذا فأقر به فأمر بقتله، فصاح الناس إليه: يا أمير المؤمنين أتقتل رجلا يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك، فصيره إلى المدائن. وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي - عليه السلام - أن عبد الله بن سبأ كان يهوديًا فأسلم ووالى عليا - عليه السلام -، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى - عليه السلام - بهذه المقالة، فقال في إسلامه بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في علي - عليه السلام - بمثل ذلك، وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي - عليه السلام -، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه». ويعقب النوبختي بقوله: «من هناك قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية». (فرق الشيعةص19 - 20). وقول النوبختي يبين أن فكرة الوصية التي نادى بها ابن سبأ كانت موالاة للإمام علي، لكنها كانت من جهة أخرى تعتبر طعنًا في

الصحابة ونَيْلًا منهم، وسببًا في إحداث الوقيعة بين المسلمين، ووضع الإمام عليٍّ في موقف حرج تجاه الخلفاء الثلاثة الذين كان يُجِلّهم ويُكِنُّ لهم كل إكبار. وكما علمنا فإن الوصية للإمام علي كان من بين بنودها أن عثمان مغتصب للخلافة فهو لم ينفذ وصية الرسول عليه الصلاة والسلام فساهمت بذلك في إحداث الفتنة الكبرى. وكل ذلك يوحي بروائح الفتنة اليهودية والتآمر اليهودي، وفوق هذا يضع النوبختي أيدينا على المنبع الذي استقى منه ابن سبأ هذه الفكرة، فقال إنه كان يقول في يهوديته بوصية موسى ليوشع سدد خطاكم، ونقل هذه الفكرة إلى وصية رسول الله - عليه السلام - لعلي بن أبي طالب بل إن النوبختي يثبت لنا مدى أهمية يهودية الفكر، فيذكر أن أعداء الشيعة أرجعوا التشيع إلى اليهودية لوجود فكرة الوصية. فابن سبأ لم يبتدع تلك الفكرة من خياله، وإنما قرأها ووجدها في (التوراة)، ونقلها من التراث اليهودي إلى الفكر الشيعي». * «إن مما يجب أن تنبه له الأجيال المسلمة في العالم أجمع، أن الأطماع الفارسية التي تعبر عن نفسها بالعدوان والسيطرة والهيمنة ومحاولة ضرب «السيادة العربية» على أرض الأمصار الإسلامية إنما تهدف إلى تمزيق الأمة الإسلامية، ووأد الصحوة التي كانت

تباشيرها تؤذن باتجاه مجتمعات عديدة نحو الإسلام عقيدة وشريعة وخطاب عدل وإنصاف». دستور الحكومة الإسلامية: * «إن دراسة متأنية لمواد دستور الحكومة الإسلامية الإيرانية، تبين أن هذا الدستور ليس إلا محاولة عصرية من محاولات سابقة لأسلاف الخميني من مؤسسي الحركات الهدامة، والمذاهب الباطنية التي تستهدف صياغة أفكار عقدية ونظريات سياسية، تستند إلى الفكر الطائفي لتكريس المذهبية الشعوبية. إن قراءة نص المادة الثانية عشرة مما يسمى «الدستور الإسلامي لجمهورية إيران الإسلامية» والتي تقول بالحرف: «الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الاثني عشري». يتضح منها، أن هذا الدستور ساقط الاعتبار في ميزان الإسلام فهو ليس دستور دولة إسلامية كما ادعى المشروع، ولكنه الصدى الطبيعي لواقع المذهب الذي يعتبر كل من ليس إماميًا فليس بمسلم. والنص في الدستور على أن مذهب الدولة هو المذهب الإمامي يؤكد بالقطع على أن الدستور الإيراني الذي وضع بإملاء الخميني ليس لجميع المسلمين حتى في إيران نفسها ولكنه وضع لطائفة عرقية خاصة ومذهب في الاعتقاد معين لا يصح العمل عند الإماميين

بغيره كما لا يصح عندهم تجاوزه إلى ما سواه. إن الواجب في دساتير الأنظمة المسلمة أن تقوم الدولة على الإسلام وحده دون الاعتماد على مذهب معين، فحين يتبنى رئيس دولة حكما من الأحكام فإنما يجب أن يتبناه بناء على قوة الدليل وليس بناء على عامل الوراثة العرقية أو التعصب المذهبي. ومما يؤكد شعوبية الدستور ومذهبيته الطائفية وعدم تعبيره عن جوهر التشريع الإسلامي هو ما نصت عليه المادة الخامسة عشرة من أن: «اللغة والخط الرسميان للشعب الإيراني هما الفارسية، ويجب أن تكون الوثائق والمكتبات والمتون الرسمية والكتب الدراسية بهذه اللغة والخط». فإذا علمنا أن الدولة الإسلامية منذ أقيمت في أيام الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - والخلفاء لم تستعمل غير اللغة العربية لغة رسمية، حتى أن جميع من أسلم من غير العرب كان يتقن العربية أو يتعلمها، لا لأنها لغة العرب بل على أساس أنها لغة الإسلام. وهذا يتضح من قراءة نص المادة الخامسة عشرة التي تدل على أن الدستور الإيراني وُضِع لدولة قومية وليس لدولة إسلامية؛ لأن للإسلام لغة واحدة بحكم أنها لغة القرآن الكريم الذي هو كلام الله تعالى، ولغة السنة النبوية المطهرة التي هي بيان للقرآن فالإسلام

واللغة العربية متلازمان أبدًا ولا يجوز الفصل بينهما، ناهيك عن إهمال اللغة العربية في مجتمع يدَّعي الإسلام يهدف من إهمالها القضاء على التراث الإسلامي المدون بها. ولو كان الدستور الإيراني دستورًا لدولة إسلامية لوجب النص فيه على أن لغة الدولة هي اللغة العربية حتى وإن بقيت الفارسية لغة محلية. ويزيد الطين بلة القسم الذي يؤديه أعضاء المجالس النيابية في برلمان الثورة الإسلامية المزعومة، فقد ورد في هذا القسم بضرورة أن يقسم النائب بالله القادر المتعال وبالقرآن الكريم وبشرفه الإنساني من أجل العبارة التي جاءت بالحرف في صيغة القسم: «بأن أكون حارسًا لمكاسب الثورة الإسلامية للشعب الإيراني». إن المستقرئ للدستور الإيراني يتأكد له أنه ليس دستورًا إسلاميًا، ولم ينبثق من عقيدة الإسلام. إن نص المادة الثانية عشرة تلزم مجلس الشورى بالتقيد التام بقواعد المذهب الجعفري ولا تجيز له سن أي قانون وفقًا لقواعد أي من المذاهب الإسلامية الأخرى. والعجيب الغريب أن المشرع الإيراني لم يراع أن الشعوب الإيرانية بحكم تنوع قومياتها ومذاهبها الدينية لا تتبع مذهبًا واحدًا بعينه.

وإلزام الجميع بمذهب واحد هو نوع من الجبر والقهر والسيطرة الطائفية والمذهبية، فإذا ما أضيف إلى ما في المادة الثانية عشرة من نص على الطائفية والمذهبية ما جاء بنصوص المادة الخامسة عشرة التي تشترط في رئيس الجمهورية «أن يكون إيراني الأصل، ويحمل الجنسية الإيرانية مؤمنًا ومعتقدًا بمبادئ الجمهورية الإسلامية والمذهب الرسمي للدولة»، يتضح لنا أن هذا الدستور ما وضع إلا للمحافظة على النزعة العنصرية والأطماع الإيرانية المتأصلة في نفوس الفرس الذين يحلمون بالهيمنة على مقدرات الشعوب المجاورة ذات يوم باسم الدين الإمامي ونزعته العنصرية. عقيدة الشيعة في القرآن: * «ما الذي يقوله الكليني في (الكافي)؟ يُروى عن علي بن الحكم عن هشام بن صالح عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: «إن القرآن الذي جاء به جبرائيل - عليه السلام - إلى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - سبعة عشر ألف آية». والمعروف والثابت بالنقل والتواتر والحفظ أن القرآن ستة آلاف ومائتان وثلاث وستون آية، ومعنى كلام الكليني في «الكافي» أن ثلثي القرآن راح على أدراج الرياح، والموجود هو الثلث.

حوار بين الدكتور عبد المنعم النمر وبين الشيعي محمد علي تسخيري يكشف حقيقة التقريب

حوار بين الدكتور عبد المنعم النمر وبين الشيعي محمد علي تسخيري يكشف حقيقة التقريب ذكر الدكتور عبد المنعم النمر ـ عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ووزير الأوقاف المصرية سابقًا ـ - رحمه الله - ـ في مقدمة الطبعة الرابعة لكتابه: (الشيعة. المهدي. الدروز. تاريخ .. ووثائق .. ) ـ الحوار الذي دار بينه وبين الشيخ الشيعي محمد علي تسخيري داعية التقريب بين السنة والشيعة فانكشفت حقيقة التقريب. قال - رحمه الله -: «باسم الله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين. وبعد: فقد رأيتُ ـ أخي ـ أن أجعل مقدمة هذه الطبعة الرابعة، حديثًا جرى بيني وبين سماحة الأخ الشيخ محمد علي تسخيري، أحد علماء إيران الذي ينوب أحيانًا كثيرة عن حكومته في المؤتمرات والندوات الإسلامية، وهو رجل وسيم فصيح ولبق، إذا تحدث باللغة العربية كان كأحد أبنائها، ويظهر أنه تلقى تعليمه وقضى شطرًا كبيرًا من شبابه في رحاب المدن المقدسة الشيعية في العراق. كان هذا اللقاء في «مسقط» عاصمة سلطنة عمان، وفي رحاب جامعة السلطان قابوس الحديثة والفخمة المتسعة في مبانيها، والتي

تقع على بعد نحو 40 كيلو مترًا من العاصمة «مسقط» حيث عقدت (ندوة الفقه الإسلامي) التي دعت السلطنة لعقدها في المدة من (السبت 22 شعبان - 9 أبريل إلى الأربعاء 26 شعبان سنة 1408 - 13 أبريل سنة 1988م)، وحضرها كثير من كبار العلماء والمشتغلين بالفقه الإسلامي، والحركة الإسلامية وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر. التقيت بالشيخ محمد علي تسخيري في أول جلسة، وتبادلنا التحية، والمصافحة، وذكَّرني بأن أول لقاء كان في أحد الملتقيات الفكرية في مدينة قسنطينة بالجزائر في أوائل الثمانينات. وفي اليوم الثاني خرجنا سويًا من الجلسة للاستراحة، ودار بيننا حديث بدأه هو حين قال لي: «لقد ظَلَمْتَنَا كثيرًا فيما كتَبْتَه عنا». قلت له: «أنا مستعد من الآن والكتاب عندك ليس بعيدًا عنك، أن أتقبل منك أي تصحيح لخطأ وقع مني، وأنشره في الطبعة القادمة، ورحم الله امرأ أهدى إليَّ عيوبي، وأنا لم أكتب شيئًا إلا بمراجِعِه ووثائقِه من كُتُبِكم». قال: «لقد ظلمْتَنَا حين نسبْتَ إلينَا أننا نقول بتحريف القرآن، وأن الصحابة الذين جمعوه، قد أسقطوا منه سُوَرًا وكلمات، تثبت حق علي - رضي الله عنه - في الإمامة بعد الرسول».

قلت له: «نعم ذكرتُ ذلك، معتمدًا على ما جاء في كتبكم، وذكرت هذه الكتب، وعلى رأسها كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) الذي ألفه عالمكم الكبير «الشيخ حسين النوري الطبرسي» في آخر القرن الثالث عشر الهجري، وطبع في إيران (سنة 1298هـ)، ونقلتُ بعض ما جاء في هذا الكتاب بالنص، فكيف أكون قد ظلمْتُكم وأنا لم أذكر كلمة في ذلك إلا من نَصّ كتبكم، وما قرره علماؤكم، وقد أحطتم مؤلف كتاب (فصل الخطاب) هذا بكل تكريم عند وفاته (سنة1320هـ)، حيث دفن في مشهد الإمام المرتضوي بالنجف أشرف البقاع عندكم». قال: «هذا الكتاب لا يساوي شيئًا، وأنا أضعه تحت قدمي». (وضرب الأرض بقدمه) وهو منفعل. قلت له: «ولماذا تُبْقُون عليه مُعتبرًا عندكم، إذا كان الأمر كذلك؟ لماذا لم تعلنوا أنكم لا تُقِرُّون ما جاء في هذا الكتاب، وتنشروا هذا على نطاق واسع، حتى أعلم أنا وغيري أن هذا الكتاب لا يعبر عن رأيكم ولا رأي المذهب والمتمذهبين به؟ وهل صدر قرار أو بيان على الأقل من المرجع الأعلى للشيعة وهو الآن «آية الله الخميني» بعدم صحة ما جاء في كتبكم وعلى رأسها كتاب الطبرسي هذا، من اتهامكم للصحابة الذين جمعوا

القرآن بأنهم حرفوه؟ وذلك حتى تقوموا بحذف هذه الاتهامات من هذه الكتب عند إعادة طبعها، أتعجزون عن هذا؟ لم يحصل منكم شيء من ذلك، وأنا أعرف أن بعض علمائكم يتبرءون في مجالسهم من ادعاء تحريف القرآن، لكن الصوت العالي والرواج هو للرأي الذي يدعي أن الصحابة حرفوا القرآن، فلماذا لم تصدروا بيانًا للشعب الذي يتعلم من هذه الكتب، باستنكاركم لهذا الاتهام؟». قال لي: «وقد تحدثْتَ أيضًا عن قولنا بأن هناك مصحفًا يقال له «مصحف فاطمة»، ونحن لا نقول بهذا». قلت له: «نعم تحدثتُ عما تقولُه أوثق المصادر عندكم من أن الوحي كان ينزل على السيدة فاطمة - عليها السلام - بعد وفاة والدها، وكان عليٌّ - رضي الله عنه - هو كاتب الوحي، حتى تجمع من ذلك ما سميتموه «مصحف فاطمة». وكان أول علمي بهذا اطلاعي على خطبة للخميني أذاعتها إذاعة طهران قال فيها حين كان يخطب في اجتماع للسيدات بمناسبة الاحتفال بذكرى مولد السيدة فاطمة - عليها السلام -: «إنني أجد نفسي عاجزًا عن الحديث عن السيدة فاطمة، ولكني أكتفي برواية مدعمة بالأدلة ذكرها كتاب «الكافي» ... وذكر للسيدات هذه الرواية.

وكتاب «الكافي» للإمام الكليني عندكم هو البخاري عندنا، وقد اضطرني هذا إلى أن أذهب للنجف في زيارة أحد علمائكم الكبار، واستطعت أن أطلع في مكتبته على ما ذكره من هذا الكتاب (الكافي) وهو مطبوع في إيران. وقد أثبتّ في كتابي الجزء والباب الذي ذكر نزول الوحي على فاطمة، ومصحفها بكل صراحة. فهل أكون متجَنّيًا عليكم وظالمًا لكم حين أستقي معلوماتي من أوثق المصادر عندكم؟ وأنقلها بالنص من كتبكم؟». قال لي: «هذه الكتب لا قيمة لها، ولا يوثق بها». قلت له: «كيف، وأنتم تنشرون كتاب (الكافي) هذا على نطاق واسع في العالم، حتى في أمريكا، بل وتترجمونه إلى اللغة الإنجليزية ليقرأه كل من يعرف الإنجليزية في الغرب والشرق، وتحت يدي ملازم من الطبعة الجديدة من الترجمة، فهل يمكن أن يقال عن كتاب (الكافي) هذا إنه لا قيمة له عندكم، وأنتم تبذلون ما تبذلون من جهد ومال في طباعته وترجمته بمئات الآلاف من النسخ لتوزعوه في أنحاء العالم كدعاية لكم ولمذهبكم؟ هل يعقل هذا؟». قال: «إن عندكم كتبًا في التفسير فيها كثير من الإسرائيليات فهل معنى ذلك أنكم تقرونها؟».

قلت: «صحيح أن هناك إسرائيليات وأحاديث غير صحيحة، ولكن كان بعض المفسرين ينبهون إليها، ويقررون كذبها، ونحن الآن نحاربها ونؤلف الكتب في بيانها والتحذير من تصديقها، وقام بعض علمائنا بتهذيب هذه الكتب وإبعاد ما جاء فيها من إسرائيليات، وأحاديث موضوعة وغير صحيحة ... بينما نراكم تعنون بتجديد طباعة كتب تقولون عنها الآن إنها لا قيمة لها، بل وتترجمونها وتطبعون الترجمة على أوسع نطاق!! فأيهما نصدق؟ الكلام الذي ينقصه الدليل ولو ضعيفًا أو الواقع وهو أقوى دليل؟». وكان بعض الحاضرين قد تجمعوا حولنا، واندس أحد الصحفيين بمسجله الذي كان يحمله فسجل ما دار أو بعضه، ولعله مندوب إحدى المجلات الإسلامية، وأبحث الآن للعثور عليه، وعلى نسخة مما سجله ... وظن بعض الأخوة العمانيين أننا مشتبكون، وأن الأمر ربما يكبر، فأخبر أخانا الفاضل مفتي عُمان، ورئيس الندوة، مع أنني كنت أتكلم وأنا أبتسم، وشديد المراعاة للظروف. لكن هكذا ظنوا، وجاء المفتي الشيخ أحمد الخليلي، فوجد أن حديثنا قد انتهى، وأخذت سماحة الشيخ تسخيري متأبطًا ذراعه إلى حيث نلتمس شيئًا من المرطبات أو الشاي والحلويات، لنستأنف الجلسة بعد هذه الاستراحة بنشاط.

وثاني يوم في الجلسة الصباحية أخبرني أحد الأخوة من العلماء أن سماحة الشيخ قد أصابته حالة مفاجئة في القلب ونقل على أثرها لمستشفى السلطان في جناح خاص، فأسفْتُ أن أكون قد تسببتُ فيما حصل له، وسارعْتُ إلى زيارته في المستشفى حيث وجدتُه جالسًا على سريره وقد أفاق، فطمأنني إلى أن ما أصابه كان بسبب قرحة في الاثني عشر اشتدت عليه، وأخذ الدواء المناسب لها، وحضر ـ ونحن نتحدث ـ وزير خارجية إيران «سعادة علي أكبر ولايتي» يزور الشيخ فقام بتعريفنا بعضنا لبعض، وجلست قليلًا .. ثم استأذنت لأخلي لهما الجو. وثاني يوم رغب أخي الدكتور محمد الأحمدي أبو النور في زيارته فذهبنا سويًّا، ووجدنا حجرته خالية من الزوار، ورغب في استئناف الحديث .. فقلت له: «موضوع الحرم، كيف تفعلون فيه هذا الذي لم يقبله أحد من المسلمين؟». قال: «إن الإمام الخميني يحتاج إلى فتوى شرعية من علماء المسلمين وهو يستجيب لها فورًا». قلت له: «وهل موضوع أمن الحرم في حاجة إلى فتوى منا بعد النصوص الصريحة التي تؤكد ضرورة الأمن في الحرم. هل بعد قوله تعالى: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} (آل عمران:97)، وبعد أن أمَّنَ الله

كل ما في الحرم حتى الطير والشجر، وحرّم مجرد الجدال فيه، هل بعد هذا نحتاج إلى فتوى من أحد؟ وهل جَلْبُ المتفجرات مع حجاج إيران، وتسيير المظاهرات تهتف باسم خميني، تسد الشوارع، وتؤذي المارة فيها، وتتجه إلى دخول الحرم، وهو مزدحم غاية الازدحام، وهي تضم عشرات الآلاف من المتحمسين الثائرين، ونتيجة هذا كله معلومة، هل يتفق هذا مع الأمن الذي طلب الله منا أن نوفره للحرم؟». وتسرب الحديث سريعًا إلى الحرب ورفْض السلام، فذكر لنا بعض الاقتراحات الحلوة، ووعد بأن يخرج مساء اليوم، ونلتقي، وتعقد بعض الجلسات، والذي نتفق عليه يقوم بتبليغه للمسئولين هو في إيران، ونحن رأسًا إلى الرئيس صدام، وأظهرت له استعدادي لأن أحضر إلى إيران ... وقلت: من يدري؟ وفي أمثالنا مَثَلٌ يقول: «يوضع سره في أضعف خلقه» لعل الله ينفخ في صورتنا وفي سعينا فيسوق الخير على أيدينا لأمتنا، وتحمس معي أخي الدكتور الأحمدي وقال له: «والله إننا مستعدون لأي جهد، ولأية تضحية، وتعال نجتمع الليلة، لعل الله يجعل من بعد عسر يسرًا». اتفقنا على هذا، وخرجنا والأمل يداعبنا، ويلاعب أفكارنا، ويسرح بنا الخيال ويرسم لنا الصور الجميلة التي نحبها، برغم

بعض الظنون التي كانت تساورنا. ولكن مر الوقت، وانتهت جلسات الندوة، وخرجنا من آخر جلسة، فرأيته سائرًا أمامي على بعد قليل، وعرفت أنه كان جالسًا خلفي مباشرة. ولم أشعر به ... ولم يتحدث معي حتى ليشكرني على زيارتي له مرتين وهو بالمستشفى!! أخي ... حرصت على ذِكْر هذه الوقائع لك لتزداد معرفة بالكتاب الذي بين يديك، ولنعرف جميعًا طبائع وسلوك هؤلاء الذين نتعامل معهم، نحن المسلمين العرب على الأقل. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

دور الدكتور محمد عبد المنعم البري الأستاذ بجامعة الأزهر

دور الدكتور محمد عبد المنعم البري الأستاذ بجامعة الأزهر (¬1) يرى د. محمد عبد المنعم البري ـ أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، ورئيس جبهة علماء الأزهر السابق ـ أنه لا يمكن أن يحدث تقارب بين أهل السنة والشيعة طالما تمسك الشيعة بعقيدتهم في الإمامة التي تكون عندهم بالنص، إذ يجب أن ينص الإمام السابق على الإمام اللاحق بالعين لا بالوصف، فكل إمام يعين الإمام الذي يليه بوصية منه .. ويسمونهم الأوصياء. ويتفرع عن هذا المبدأ الباطل عدة مبادئ باطلة أخرى مثل العصمة، والعلم، وخوارق العادات، والغيبة، والرجعة. فالأئمة عندهم معصومون عن الخطأ والنسيان، وعن اقتراف الكبائر والصغائر، وكل إمام من الأئمة أُودِع العلم من لدن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بما يكمل الشريعة، وهو يملك علمًا لدُنِّيًا ولا يوجد بينه وبين النبي من فرق سوى أنه لا يوحى إليه، وقد استودعهم ¬

_ (¬1) المصدر: المقابلة التي أجراها معه موقع البيِّنة www.albainah.net باختصار يسير.

رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أسرار الشريعة ليبينوا للناس ما يقتضيه زمانهم. ويضيف د. محمد عبد المنعم البري أنه لا يمكن أن ينجح أي تقريب إذا أصر الشيعة على الإيمان بمبدأ التقية التي يعدونها أصلًا من أصول الدين، ومن تركها كان بمنزلة ترك الصلاة، وهي واجبة لا يجوز رفعها حتى يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه خرج عن دين الله تعالى وعن دين الإمامية. كما تقف المتعة حجر عثرة أمام التقريب المزعوم، فالشيعة يرون بأن متعة النساء خير العادات وأفضل القربات، وقد حرّم الإسلام هذا الزواج الذي تشترط فيه مدة محدودة، ولزواج المتعة آثار سلبية كثيرة على المجتمع. ومن العوائق التي يراها د. البري في طريق التقريب بين السنة والشيعة هي مسألة سب الصحابة. فهم عندهم مبدأ البراءة، حيث يتبرؤون من الخلفاء الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان ـ رضوان الله عليهم جميعًا ـ وينعتوهم بأقبح الصفات؛ لأنهم ـ كما يزعمون ـ اغتصبوا الخلافة دون علي - رضي الله عنه - الذي هو أحق منهم بها. كما يبدؤون بلعن أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - بدل التسمية في كل أمر ذي بال، وهم ينالون كذلك من كثير من الصحابة باللعن، ولا يتورعون عن نيل أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بالطعن واللعن.

إن الله سبحانه وتعالى ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - بيَّنَا مكانة الصحابة الذين نشروا الدين وحملوا لواء الإسلام! إلا أن الشيعة تقول في حقهم: (إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول الله غير أربعة). وتكفير ولعن الشيعة لأم المؤمنين عائشة قائم!! يقول المجلسي: (إننا نتبرأ من الأصنام الأربعة أبو بكر وعمر وعائشة وحفصة .. وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض وأنه لا يتم الإيمان بالله إلا بعد التبرؤ منهم) (¬1). والشيعة ترى من الكيد للإسلام أن يأخذوا تفسيرهم للقرآن عن أمثال أبي هريرة وسمرة بن جندب وأنس بن مالك وغيرهم ممن أتقنوا صناعة التلفيق والدس والكذب والافتراء ـ حاشا لله. ¬

_ (¬1) نص كلام المجلسي في كتابه (حق اليقين ص 519): «وعقيدتنا في التبرؤ: أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، والنساء الأربع: عائشة وحفصة، وهند، وأم الحكم، ومن جميع أشياعهم وأتباعهم، وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض، وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم».

دور الدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف

دور الدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ونذكر هنا مقتطفات من كتابه (إسلام بلا مذاهب) (¬1)، ومن الجدير بالذكر أن الذي قدم لهذا الكتاب ومدحه هو الشيخ محمود شلتوت - رحمه الله -، الذي استطاع الشيعة في ظل دعوة التقريب أن يخدعوه بالقول بأن مذهب الشيعة لا يفترق عن مذهب أهل السنة. يقول الدكتور مصطفى الشكعة: * «والإمامية يزيدون على أركان الإسلام الخمسة ركنًا آخر، هو الاعتقاد بالإمامة، أي أنهم يعتقدون أن الإمامة منصب إلهي كالنبوة. * وهم يرون هذا الركن جوهريًا في العقيدة، وأن الله يختار الإمام بسابق علمه كما يختار النبي. * والاثنا عشرية لا يقبلون الأحاديث من أي من الرواة أو المحدثين، بل لابد أن تكون قد رويت من طريق أهل البيت عن جدهم علي بن أبي طالب. ¬

_ (¬1) الطبعة الخامسة عشرة (ص 189 - 216).

أما ما يرويه أبو هريرة وغيره من المحدثين والرواة فليس لأحاديثهم عند الشيعة من الاعتبار ـ على حد تعبير السيد كاشف الغطاء (¬1) ـ مقدار بعوضة. وتبعًا لذلك فهم لا يعترفون بكبريات كتب الحديث؛ مثل (موطأ الإمام مالك)، و (مسند الإمام أحمد)، و (الصحيحين)، وكتب السنن الأربعة المعروفة. تصور الشيعة للإمام والإمامة: يعترف أئمة الشيعة ـ وفي مقدمتهم آية الله الخميني ـ بأنه لم يرد نص في القرآن الكريم بشأن الإمامة، وإنما هي عقيدة فرضها العقل. ويذهب آية الله الخميني في تعبيره مذهبًا غاليًا حيث يقول: «إن العقل ذلك المبعوث المقرب من لدن الله الذي يعد بالنسبة للإنسان كعين ساهرة لا يستطيع أن يحكم بشيء، إما أن يقول: بأنه لا حاجة لوجود الله ورسوله، وأن الأفضل أن يكون التصرف في ضوء العقل أو أن يقول: بأن الإمامة أمر مسَلّم به في الإسلام، أمر الله به نفسه، سواء جاء ذلك في القرآن أم لم يجئ» (¬2). ¬

_ (¬1) أحد علماء الشيعة المعاصرين. (¬2) كشف الأسرار، تأليف آية الله الخميني، ترجمة الدكتور محمد البنداري (ص:54).

وهذا كلام بالغ الغرابة، خاصة تلك المعادلة التي قالها آية الله الخميني بأنه إما أن توجد الإمامة، وإما أنه لا حاجة إلى وجود الله ورسوله. ويفرد آية الله الخميني في كتابه عنوانًا كبيرًا هذا نصه: «لماذا لم يذكر القرآن اسم الإمام صراحة؟» ثم يتولى بنفسه الإجابة عن السؤال على هذا النحو: «إنه كان من الخير أن ينزّل الله آية تؤكد كون علي بن أبي طالب وأولاده أئمة من بعد النبي، إذ إن ذلك كان كفيلًا بعدم ظهور أي خلاف حول هذه المسألة». وهو قول خطير؛ لأن آية الله يوجه نقدًا إلى المولى - عز وجل -، وهو ما نعيذ أي مسلم من التورط فيه، على أن الرجل لا يلبث أن يناقض نفسه قائلًا: «إلا أننا على ثقة بأن الله حتى لو فعل ذلك؛ فإن الخلافات لم تكن لتزول، بل إن أمورًا مفسدة أخرى كانت ستقع حتمًا». ويمضي آية الله الخميني في الحديث عن هذه الأمور المفسدة مُعَرِّضًا بصحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، متهمًا الخلفاء الراشدين بالتزوير، وبتزييف القرآن الكريم فيما لو كانت نزلت فيه آيات عن الإمامة قائلًا: «لو كانت مسألة الإمامة قد تم تثبيتها في القرآن، فإن أولئك

الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة كانوا سيتخذون من القرآن وسيلة لتنفيذ أغراضهم المشبوهة، ويحذفون تلك الآيات من صفحاته، ويسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد، ويلصقون العار ـ وإلى الأبد ـ بالمسلمين وبالقرآن، ويثبتون على القرآن ذلك العيب الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى». وعن مقام الأئمة ومنزلتهم يقول آية الله الخميني في كتاب (الحكومة الإسلامية): «إن للإمام مقامًا محمودًا ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون»، ثم يستطرد قائلًا: «وإن من ضروريات مذهبنا أنَّ لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل» (الحكومة الإسلاميةص54). هكذا غلا آية الله الخميني في تقديس الأئمة غلوًا شديدًا، طبقًا لما قرره في السطور السابقة من كتابه (الحكومة الإسلامية)، فقد فضلهم على جميع الملائكة، وجميع الأنبياء والمرسلين بغير استثناء أو تحفظ. غير أن ذلك الذي ذكره آية الله الخميني لا يعبر عن عقيدة خاصة به، وإنما هو يردد ما يعتقده كثير من صفوة علماء الشيعة، وعلى رأسهم الكليني في كتابه (الكافي) الذي يحتل عند الشيعة مكانة

شبيهة بمكانة (صحيح البخاري) عند أهل السنة. وينقل آية الله الخميني هذا الغلو عن شرح (الكافي) وهو: «عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني فأجريت حديثًا عن اختلاف الشيعة، فقال: يا محمد! إن الله تعالى لم يزل متفردًا بوحدانيته، ثم خلق محمدًا وعليًا وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثم خلق الأشياء فأشهدهم خلقها، وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورها إليهم، فهم يحللون ما يشاءون ويحرمون ما يشاءون إلا أن يشاء الله تعالى» (¬1). تحريف المصحف: هناك إجماع من المسلمين والمشتغلين بالعلوم الإسلامية من غير المسلمين على أن الكتاب السماوي الوحيد الذي سلم من التحريف والتبديل والزيادة والحذف هو القرآن الكريم، ونحن المسلمين نلتزم بهذا الاعتقاد، ونقتنع به اقتناع عقل وعقيدة، فالله سبحانه قد أخذ على نفسه عهدًا بالمحافظة عليه في قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)} (الحجر:9). غير أن المتابع لفكر جمهرة علماء الشيعة يرى غير ذلك، ويقرأ ¬

_ (¬1) كشف الأسرار (ص92)، وهو الحديث الخامس من كتاب (مرآة العقول)، في شرح (الكافي) ص 354.

شيئًا عجبًا في كتبهم، والذين لم يقولوا بتحريفه من هؤلاء قالوا بإمكان حدوث ذلك. إن آية الله الخميني في سياق الحديث عن حكمة عدم النص في القرآن الكريم على أن الإمامة وظيفة إلهية، وفي مسيرة حملته على صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: «لو كانت مسألة الإمامة قد تم تثبيتها في القرآن، فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة، كانوا سيتخذون من القرآن وسيلة لتنفيذ أغراضهم المشبوهة، ويحذفون تلك الآيات من صفحاته، ويسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد» (¬1). وفي موضع آخر من كتاب (كشف الأسرار) في أمر يتصل أيضًا بالإمامة، يصوغ آية الله الخميني فكرته في أسلوب يوحِي إيحاءً مباشرًا بأن القرآن من صنع محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وما دام الأمر كذلك ومحمد بشر، فإنه من الممكن أن يتعرض القرآن للتحريف. يقول آية الله الخميني ما نصه: «إن النبي أحجم عن التطرق إلى الإمامة في القرآن، لخشية أن يصاب القرآن من بعده بالتحريف، أو تشتد الخلافات بين المسلمين فيؤثر ذلك على الإسلام» (¬2). ¬

_ (¬1) كشف الأسرار (ص130). (¬2) المصدر السابق (ص149).

إن آية الله الخميني يقول بترجيح تحريف القرآن بسبب النص على أن الإمامة وظيفة إلهية كالنبوة، ويوحي في موقع آخر بأن القرآن من صنع النبي، وهما بادرتان لهما خطرهما؛ لأنهما صادرتان من أكبر مرجع ديني شيعي في هذين العقدين من الزمان، ويبقى أن نتساءل بعد ذلك: هل لما قاله آية الله الخميني جذور في أصول المذهب؟ إن الدراسة والمتابعة تشيران إلى الإجابة بالإيجاب، ذلك أن الكليني يذكر في كتابه (الكافي)، ـ وقد سلف أن ذكرنا أن هذا الكتاب عند الشيعة بمنزلة البخاري عند أهل السنة ـ أن جابرًا الجعفي قال: «سمعت أبا جعفر - عليه السلام - يعني الإمام الباقر - يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب، والصحابة من بعده» (¬1). إن منطق الأخبار يكذب رواية الكليني عنه فيما عزاه إلى سيدنا محمد الباقر، بدليل أن عليًّا - رضي الله عنه - لم يكن يعمل في مدة خلافته وهو بالكوفة إلا بمصحف سيدنا عثمان الذي هو بين أيدينا الآن، ولو كان عند سيدنا علي غيره ـ وهو خليفة حاكم ـ لعمل به، ولأمر المسلمين بالعمل به وتعميمه، ولو كان عنده مصحف غيره وكتمه ¬

_ (¬1) الكافي (ص 228)، طبعة سنة (1381هـ).

عن المسلمين لكان خائنًا لله ولرسوله وللمؤمنين، وحاشا أن يكون سيدنا علي كذلك. هذا هو رد أهل السنة على فرية جابر في حديثه إلى الكليني، وفي كذب كليهما على سيدنا محمد الباقر. هذا ما كان من أمر كذب الكليني على سيدنا محمد الباقر. بقي أن نذكر كذبة أكبر وأخطر اقترفها الكليني في حق سيدنا جعفر، وسيدتنا الطاهرة البتول فاطمة الزهراء بنت سيد الخلق والبشر، يزعم الكليني أن سيدنا جعفرًا الصادق قال لأبي بصير: «وإن عندنا لمصحف فاطمة - عليها السلام -، قال: وما مصحف فاطمة؟ قال الإمام: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله! ما فيه من قرآنكم حرف واحد» (¬1). ويلح بعض علماء الشيعة إلحاحًا شديدًا ـ على ما تصوره ـ على تحريف القرآن الكريم. إن واحدًا من كبار علماء النجف في نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر، هو الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي ألف كتابًا سنة1292هـ؛ أسماه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)، ملأه بالأكاذيب حول زيادات زعم أنها أضِيفَتْ إلى القرآن، وآيات ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص238).

حُذفت منه، ولما واجهه علماء الشيعة بالنقد والاعتراض عاد فألف كتابًا آخر يرد فيه على اعتراضاتهم وأسماه (رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب). وقد ضم الكتاب بعض الزيادات من تلفيق المؤلف، فصنع سورة أسماها (سورة ولاية علي) ونسبها إلى الله سبحانه يقول فيها: يا أيها الذين آمنوا بالنبي والولي اللذين بعثناهما يهديانكم إلى الصراط المستقيم .. الخ. إننا لا نحب الإطالة في هذا الموضوع إجلالًا لكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولكن الأمر الذي لا شك فيه هو أن فريقًا من الشيعة يعتقد التحريف في القرآن الكريم بالزيادة والنقصان، كقولهم: إن آية «وجعلنا عليًا صهرك» قد أسقطت من سورة الشرح، مع أن السورة مكية، ولم يكن علي قد أصهر إلى الرسول بعد. شتم الصحابة: من الأمور التي تدعو كثيرًا إلى الحزن والأسَى ما درج عليه بعض علماء الشيعة وكبارهم من شتم صحابة رسول الله وسبهم بأقذع النعوت، وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين عائشة وحفصة.

إن آية الله المامقاني يصف أبا بكر الصديق بالجبت، ويصف الفاروق بالطاغوت (¬1)، وهذه الألفاظ من الشتم والسبّ لكل من الصديق والفاروق يرددها بعض الشيعة الإمامية في دعاء لهم يسمى «دعاء صنمي قريش»، وهذا الدعاء مسطور في كتاب (مفتاح الجنان) ومنه قولهم: «اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، والعن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وابنتيهما» (¬2). إن الابنتين المقصودتين اللتين يلعنهما الدعاء السالف الذكر هما بطبيعة الحال أم المؤمنين عائشة، وأم المؤمنين حفصة. وآية الله الخميني - كبير مراجع الشيعة وعلمائها - ليس بعيدًا عن هذا الاتجاه المؤسف، ففي مجال حديثه عن الإمامة يقول: «والنبي لم يقل شيئًا بشأن مسألة ذات صلة ببقاء أسس الدعوة والنبوة، وثبات دعائم التوحيد والعدالة، وترك الدين والمبادئ الإلهية لعبة في أيدي حفنة من القراصنة الوقحين، فإنه سيكون هدفًا لاعتراض علماء العالم وانتقادهم، وسوف لا يعترف بنبوته ¬

_ (¬1) تنقيح المقال في أحوال الرجال لآية الله المامقاني (1/ 207) المطبعة المرتضوية بالنجف (1353هـ). (¬2) مفتاح الجنان (ص114).

وعدله» (¬1). إن آية الله الخميني يصف صحابة رسول الله بأنهم قراصنة وقحون، بل إنه بهذه الصيغة من التعبير يتجاوز صحابة رسول الله إلى نفسه بالإساءة والتخلي عن أدب الخطاب. ويمضي آية الله الخميني في إطار أسلوب يتسم بالعنف الشديد فيقول: «إننا لا نعبد إلهًا يقيم بناءً شامخًا للعبادة والعدالة والتدين، ثم يقوم بهدمه بنفسه، ويُجْلِس معاوية وعثمان وسواهم من العتاة في مواقع الإمارة على الناس، ولا يقوم بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه» (¬2). إن هذا العنف في مخاطبة رب العزة، وفي وصف معاوية وذي النورين عثمان صهر الرسول بكونهما من العتاة غني عن التعليق. وفي زحام حملة آية الله الخميني على الراشدَيْن الأولين: أبي بكر وعمر يقول: «إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين وما قاما به من مخالفات للقرآن، ومن تلاعب بأحكام الإله، وما حللاه وحرماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين». ¬

_ (¬1) كشف الأسرار (ص123). (¬2) المصدر السابق (123، 124).

دور الدكتور جلال عوضين أستاذ الحديث بجامعة الأزهر

دور الدكتور جلال عوضين أستاذ الحديث بجامعة الأزهر (¬1) يقول د. جلال عوضين ـ أستاذ الحديث بجامعة الأزهر ـ: «إن الشريعة الإسلامية تقوم على ركنين: الركن الأول هو القرآن الكريم، والركن الثاني هو السنة النبوية المشرفة. وهذان الأصلان لا يمكن التهاون فيهما، إذ بدونهما لا معنى للشريعة ولا تقوم للإسلام قائمة. فالقرآن والسنة هما مصدر التلقي الذي يجب الاعتراف به ابتداءً للدخول في الإسلام. وللأسف الشديد هناك خلاف جذري حول هذين الأصلين بين أهل السنة والشيعة. فبالنسبة للأصل الأول وهو القرآن الكريم، فبينما نجد الحفاوة الكاملة من جانب أهل السنة بالقرآن الكريم وتجويده وتلاوته وقراءاته وعلومه وتفسيره، حيث هو المادة الأساسية لكل طالب علم في المدارس والمعاهد والجامعات الدينية، نجد أن عكس ذلك هو الصحيح عند الشيعة، فهم لا يولون القرآن وعلومه أي اهتمام ¬

_ (¬1) المصدر: المقابلة التي أجراها معه موقع البيِّنة www.albainah.net باختصار يسير.

باعتراف قادتهم أنفسهم. فهناك عدم اهتمام من الشيعة بتلاوة وتعلم القرآن حتى على مستوى الجامعات والحوزات العلمية الدينية، وعلي خامئني مرشد الثورة الإيرانية يقول: «مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام إجازة الاجتهاد من دون أن نراجع القرآن ولو مرة واحدة!!! لماذا؟ لأن دروسنا لا تعتمد على القرآن». ومما يزيد الأمر سوءً أن الشيعة يعتقدون بوجود مصحف لديهم اسمه مصحف فاطمة فيروي الكليني في كتابه (الكافي) عن جعفر الصادق: «وإن عندنا لمصحف فاطمة - عليها السلام -، قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه حرف واحد من قرآنكم». ويضيف د. جلال عوضين: «إن عقيدة كبار علماء الشيعة في تحريف القرآن معروفة، ومع تبرؤ بعض الشيعة ظاهريًا من القول بتحريف القرآن، إلا أننا نراهم لا يزالون يطبعون تلك الكتب المحشوة بالروايات التي تقول بالتحريف. كما يعظم الشيعة العلماء المصرحين بالقول بالتحريف مثل النوري الطبرسي، وسليم بن قيس الهلالي، ومحمد الفيض الكاشاني، ومحمد باقر المجلسي، ويوسف البحراني، ونعمة الله الجزائري.

ولازال هناك من علماء الشيعة المعاصرين من يصرح بالتحريف. ويتساءل د. جلال عوضين: إذا كان القرآن عند الشيعة محرفًا أو ناقصًا فكيف يمكن الاستناد إليه؟! وكيف يخلو القرآن من الركن السادس للإسلام؟! (¬1) وكيف يحتوي القرآن على آيات تخالف عقيدة الأئمة بزعمهم؟!. أما الأصل الثاني وهو السنة النبوية المشرفة- والكلام للدكتور جلال عوضين- فبينما نجد اهتمامًا كبيرًا بالسنة، وعلوم مصطلح الحديث، والجرح والتعديل، وتاريخ الرجال، وتطبيق معايير علمية دقيقة لمعرفة صحة الحديث أذهلت علماء الغرب، بينما يحدث ذلك عند السنة نجد أن الشيعة لا يعملون بها إلا فيما يوافق مذهبهم. فأهل السنة لديهم منهج في تلقي الأحاديث يخضعون له كل ما جاءهم من الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .. فلماذا لا يفعل الشيعة ذلك؟! ¬

_ (¬1) أي الإمامة كما يزعم الشيعة.

دور الدكتور محمد عبد السلام نوير الأستاذ بجامعة الأزهر

دور الدكتور محمد عبد السلام نوير الأستاذ بجامعة الأزهر (¬1) يقول د. محمد عبد السلام نوير الأستاذ بجامعة الأزهر: «أهل السنة يشكلون ما يزيد على عشرين في المائة من سكان إيران حسب تقديرات غير رسمية، بينما تقول السلطات الرسمية إنهم لا يشكلون أكثر من تسعة في المائة من السكان البالغ عددهم 65 مليون نسمة. وهم مع هذه النسبة ممنوعون من تولي الوظائف القيادية والمسؤوليات الكبرى كالوزارة ونيابة الوزراء والسفارة فضلا عن قيادة القوات المسلحة والمسؤوليات الرئيسية في القضاء، حيث لا يوجد سني واحد في مجلس الوزراء والمناصب الرئيسية في الوزارات والمؤسسات الكبرى، كما أن المحافظين ورؤساء الدوائر الرسمية في المدن والمحافظات التي يشكل أهل السنة الأغلبية المطلقة فيها، هم جميعًا من الشيعة. ¬

_ (¬1) المصدر: المقابلة التي أجراها معه موقع البيِّنة www.albainah.net باختصار يسير.

إن الحكومة الإيرانية ترفض الموافقة على إنشاء مسجد لأهل السنة في طهران رغم انتماء ما يزيد على نصف مليون من سكان العاصمة إلى المذهب السني بينما هناك معابد وكنائس للأقليات الدينية مثل الزرادشتيين واليهود والنصارى في العاصمة. ومنذ بداية الثورة وحتى اليوم تمارس الحكومة الإيرانية أبشع أنواع الظلم والتمييز ضد علماء ودعاة وشباب ومثقفي وأبناء أهل السنة ومن بينها: أن الشيعة أحرار في نشر عقائدهم وممارسة طقوسهم وتأسيس الأحزاب والمنظمات في حين أنه ليس لأهل السنة شيء من هذه الحقوق بل هم يظلمون ويطردون ويسجنون ويقتلون. ويمنع أئمة وعلماء أهل السنة من إلقاء الدروس في المدارس والمساجد والجامعات ولاسيما إلقاء الدروس العقائدية، بينما لأئمتهم ودعاتهم الحرية المطلقة في بيان مذهبهم بل التعدي على عقيدة أهل السنة. كما توضع مراكز ومساجد أهل السنة تحت المراقبة الدائمة، ويتجسس رجال الأمن وأفراد الاستخبارات على جوامع أهل السنة لاسيما أيام الجمعة ومراقبة الخطب والأشخاص الذين يتجمعون في المساجد».

ويضيف د. محمد عبد السلام نوير: «إن جميع وسائل الإعلام والنشر كالإذاعة والتلفزيون والكتب والجرائد والمجلات شيعية المذهب ولا يملك أهل السنة أيا من تلك الوسائل بل تستعمل هذه الوسائل لضربهم وإضعافهم. وبالإضافة لذلك يتم هدم وإغلاق المساجد والمدارس والمراكز الدينية لأهل السنة. وقد تورط النظام الإيراني في اعتقال وسجن عدد كبير من الشيوخ والعلماء البارزين وطلبة العلم والشباب الملتزمين دون أي ذنب أو ارتكاب أية جريمة؛ فقط لأنهم متمسكون بعقيدتهم الإسلامية ويدافعون عن الحق ويطالبون بحقوقهم الشرعية، كما تورط أيضًا في اغتيال أو اختطاف ثم إعدام العشرات من العلماء والدعاة البارزين والمئات بل الآلاف من المثقفين وطلبة العلم والشباب الملتزمين من أهل السنة».

دور علماء الأزهر في الدفاع عن الإسلام ضد ضلالات الشيعة

دور علماء الأزهر في الدفاع عن الإسلام ضد ضلالات الشيعة لكثير من علماء الأزهر ـ وفقهم الله ـ دور كبير في التحذير من دين الشيعة، وذلك عن طريق إصدار الكتب، والتحدث على القنوات الفضائية، وتحذير طلابهم من ذلك، ومحاولة منع نشر كتب الشيعة، والدفاع عن الصحابة - رضي الله عنهم - ضد افتراءات الشيعة والعلمانيين. * فقد قرر الأزهر الشريف في 3/ 12/2006 منع تداول عدد من المطبوعات الشيعية التي يتم تداولها بمصر، وقامت الجهات الأمنية وجهاز المطبوعات بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية بعملية المصادرة والمنع. وطالب الأزهر بمنع تداول كتاب (الملحمة الحسينية) للمدعو مرتضي المطهري والذي تطاول فيه الكاتب ـ عليه من الله ما يستحق ـ علي الصحابيين الجليلين معاوية بن أبي سفيان وسمرة بن جندب - رضي الله عنهما -. وأوضح تقرير الأزهر حول الكتاب أنه يجب عدم نشره أو تداوله حفاظًا علي عقيدة أهل السنة والجماعة.

كما طالب الأزهر أيضا بمنع وتداول مجلة (أهل البيت) والتي كانت تصدرها دار الهدف للإعلام والنشر. وتتبني المجلة وجهة نظر الشيعة الإمامية الاثني عشرية والتي تخالف في كثير من أصولها مذهب أهل السنة والجماعة. وتهاجم من أولها إلي آخرها صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -. وأكد الأزهر أيضًا أن هذه المجلة تحاول ترسيخ الفكر الشيعي في مصر. * نشرت صحيفة (القاهرة) التابعة لوزارة الثقافة المصرية كتابًا لأحد علماء الشيعة اللبنانيين، وبعدها بأيام نشرت صحيفة الغد التابعة لحزب الغد ملحقًا من ثماني صفحات بعنوان «من عائشة أم المؤمنين إلى عثمان الخليفة الراشد أسوأ عشر شخصيات في الإسلام) فيه تطاول على السيدة عائشة أم المؤمنين وعلى عثمان بن عفان وغيرهما من الصحب الكرام - رضي الله عنهم -. ولم تكد تمر ثلاثة أيام حتى انضمت للجريمة صحيفة الفجر التي نشرت ملحقًا تطاولت فيه على أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ونصرت المذهب الشيعي، ونشرت مقالا بعنوان «سقوط أبو هريرة» هاجم صاحبه راوي أحاديث الرسول الصحابي «أبو هريرة» - رضي الله عنه - مشككًا في صدق رواياته واتهمه بالنهم للطعام والولائم. وتمادت الصحيفة فطعنت في سيف الله المسلول خالد بن الوليد بمقال يصفه بأنه مجرم حرب، ولم ينْجُ الإمام البخاري ـ صاحب أصح كتب الحديث المعتمدة عند أهل السنة، وهو «صحيح البخاري» ـ من هذه الحملة المستعرة. ثم ما لبث الأمر حتى خرجت علينا جريدة الدستور الصادرة في 11 - 10 - 2006بالطعن في الصحابيين الجليلين عمر بن الخطاب والمغيرة بن شعبة - رضي الله عنهما -.الأمر الذي أكد بما لا يتيح مجالًا للشك وجود لوبي شيعي أو مجموعة من أصحاب النفوذ الذين يفتحون الطريق أمام غزو شيعي لمصر. ومن يقرأ النص الذي نشره عادل حمودة في جريدة (الفجر) عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - والنص الذي نشرته جريدة (الغد) في الموضوع ذاته، يلحظ تطابقًا تامًا بين النصَّين، نفس الكلمات، نفس العبارات ونفس الألفاظ ونفس الإفك، نفس الاتهامات، بل ونفس الفكرة، فقط أحدهم يقدم عبارة ويؤخر الأخرى. والسؤال هو: مَن الذي عمم النص المشار إليه على الصحيفتين بطريقة الإعلانات مدفوعة الثمن. * قرر مجمع البحوث الإسلامية بالجامع الأزهر في القاهرة يوم 11/ 10/ 2006 إعداد مذكرة للنائب العام يطالب فيها باتخاذ

الإجراءات القانونية اللازمة تجاه ما نشرته صحيفة (الغد) المصرية والتي أساءت فيها إلى أصحاب الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وإلى أمهات المؤمنين. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن مجمع البحوث الإسلامية طالب في بيان له عقب اجتماعه في جلسة طارئة بردْع هؤلاء الذين يتطاولون على الدين الحنيف محذرًا من تكرار مثل تلك الإساءات التي لا تمت إلى الإسلام بصلة. وكانت دار الإفتاء المصرية قد أدانت في بيان مماثل لها تلك الإساءات ودعت المسلمين في كل أنحاء العالم إلى مقاطعة ما أسمته بالكتابات المسمومة التي تحمل تحليلات يغلب عليها الإلحاد وإنكار الوحي واصفة انتقاد الصحابة بأنه فسق بيِّن. وكان الدكتور محمد سيد طنطاوي ـ شيخ الأزهر الحالي ـ قد ثار على وصف الصحابي الجليل خالد بن الوليد - رضي الله عنه - بمجرم الحرب واتهم كاتبه بالتحلل من جميع الفضائل، لافتًا إلي أن احترام الصحابة ركن سادس من أركان الإسلام، وحمل بشدة على هذه الصحف ووصفها بالصفراء التي «تمارس الابتزاز من أجل الحصول علي الإعلانات» داعيًا إلى مقاطعتها. وفي كلمته في ختام فعاليات الموسم الثقافي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمسجد النور بالعباسية جدد الدكتور محمد سيد

طنطاوي هجومه العنيف علي كل من يسب صحابة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - مؤكدًا أن «من يقترف هذا الذنب العظيم كافرٌ وخارجٌ عن ملة الإسلام» لافتًا إلى قيامه بتقديم بلاغ إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود النائب العام لوقف تطاول أي صحيفة أو مجلة علي الصحابة وتشديد العقوبة في ذلك. وفي 20رمضان 1427 هـ الموافق12/ 10/2006 م وقَّع كثير من علماء الأزهر على بيان طالبوا فيه بملاحقة المجترئين على مقام الصحابة قانونيًا وفكريًا، منددين بما نشر في صحف مستقلة من طعن ضمني في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -. وحذروا من أن الحملة الخبيثة المراد منها تشويه وإسقاط قيمة الصحابة الكرام من موقعهم في حمل رسالة الإسلام، واستغربوا تزامن وتكامل تلك الحملة مع الحملة الأوسع التي تستهدف النبي الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم - وثوابت الإسلام في الغرب. وجاء في البيان أن العدوان على أيٍّ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وزوجاته وآله - رضي الله عنهم - أو الانتقاص من قدرهم هو عدوان صريح على مقام النبوة وإيذاء له - صلى الله عليه وآله وسلم -، وقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (التوبة:61)، وقد كشف الإمام مالك مقصد

أمثال هؤلاء بقوله: «إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوء، ولو كان رجلًا صالحًا لكان أصحابه صالحين». ومن أبرز الموقعين على البيان: - الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ التفسير بجامعة الأزهر. - الأستاذ الدكتور عبد العظيم المطعني - رحمه الله - أستاذ البلاغة في جامعة الأزهر. - الشيخ حافظ سلامة رئيس المقاومة الشعبية في حرب رمضان ورئيس جمعية الهداية الإسلامية. - الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم البري أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر. - الأستاذ الدكتور سيد السيلي أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين. - الأستاذ الدكتور عمر عبد العزيز قريشي أستاذ العقيدة بكلية الدعوة. - الأستاذ الدكتور يحيى هاشم فرغل عميد أسبق لكلية الشريعة. - الأستاذ الدكتور فرج الله عبد الباري أبو عطا الله رئيس قسم العقيدة بكلية أصول الدين بطنطا.

- الأستاذ الدكتور الخشوعي الخشوعي أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة. - الأستاذ الدكتور عبد المهدي عبد القادر أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة. - الأستاذ الدكتور بدران العياري مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية. - الأستاذ الدكتور جمال مصطفى النجار رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالقاهرة. - الدكتور محمد السيد شحاتة أستاذ مساعد بقسم العقيدة بكلية أصول الدين بالزقازيق.

الحكم على عقائد الشيعة من خلال فتاوى الأزهر

الحكم على عقائد الشيعة من خلال فتاوى الأزهر الأئمة عند الشيعة يعلمون الغيب؛ فلقد بوب الكُلَيْني في (الكافي1/ 261) «بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ - عليهم السلام - يَعْلَمُونَ عِلْمَ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ وَأَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِمُ الشَّيْءُ». ويروي الكُلَيْني عن جعفر الصادق: «إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، وَأَعْلَمُ مَا فِي الْجَنَّةِ، وَأَعْلَمُ مَا فِي النَّارِ، وَأَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ» (¬1). ويذكر في (الكافي 1/ 258) «بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ يَعْلَمُونَ مَتَى يَمُوتُونَ وَأَنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ إِلَّا بِاخْتِيَارٍ مِنْهُمْ». هذه عقيدة الشيعة، فما رأي علماء الأزهر فيمن يعتقد ذلك؟ ذكر الشيخ عطية صقر - رحمه الله - «أن الاعتقاد بأن غير الله يعلم الغيب علمًا يقينيًا شاملًا كُفْرٌ بما جاء في القرآن الكريم خاصًا بذلك» (¬2). ¬

_ (¬1) أصول الكافي (1/ 261). (¬2) مجموع فتاوى الأزهر (7/ 374) فتوى عن علم الغيب، مايو 1997.

وختاما ... عند الشيعة ... علماء الأزهر كفار

وختامًا ... عند الشيعة ... علماء الأزهر كفار أولًا: حكى المفيد ـ أحد علماء الشيعة ـ إجماع الشيعة الإمامية الاثني عشرية علَى أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار (¬1). وعلماء الأزهر لا يؤمنون بهؤلاء الأئمة كما يؤمن الشيعة فهم إذن عند الشيعة كفار. ثانيًا: الإيمان بالمتعة عند الشيعة أصل من أصول الدين ومنكرها منكر للدين. روى الصدوق عن الصادق قال: «إن المتعة ديني ودين آبائي فمن عمل بها عمل بديننا، ومن أنكرها أنكر ديننا، واعتقد بغير ديننا» (من لا يحضره الفقيه 3/ 366). وهذا تكفير لمن لم يقْبَل بالمتعة. وعلماء الأزهر لا يؤمنون بهذه المتعة، بل يرون أنها حرام، فهم إذن عند الشيعة كفار. ¬

_ (¬1) بحار الأنوار (8/ 366، 23/ 390)، أوائل المقالات (ص44).

كل الحقوق محفوظة مواقع علَى الإنترنت تفضح دين الشيعة: 1 - موقع البرهان www.albrhan.com 2- موقع البيِّنة www.albainah.net 3- فيصل نور www.khayma.com/fnoor 4- موقع مهتدون، لماذا تركنا التشيع www.wylsh.com 5- يمكنك الحصول مجانًا علَى موسوعة الرد علَى الرافضة (الشيعة) من موقع: (منتديات سفينة النجاة) www.alnga.net والموسوعة برنامج يحتوي علَى حوالي 130كتابًا في فضح حقيقة دين الشيعة والرد علَى ضلالاتهم. 6 - يمكنك الحصول مجانًا علَى موسوعة الرد علَى الرافضة 478 كتابًا من موقع صيد الفوائد www.saaid.net وموقع مشكاة الإسلام www.almeshkat.com وغيرهما. 7 - يمكنك تحميل محاضرات الشيخ محمد إسماعيل عن الشيعة وحزب الله من مواقع: طريق السلف www.alsalafway.com صوت السلف www.salafvoice.com طريق الإسلام www.islamway.com

§1/1