جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد
الروداني، محمد بن سليمان المغربي
جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزَّوائِد 1 - صحيح البخاري 2 - صحيح مسلم 3 - سُنن الترمذي 4 - سُنن النسائي 5 - سُنن أبي دَاود 6 - مُوَطّأ مَالِك 7 - مُعجَم الطبراني الكبير 8 - مُعجَم الطبراني الأوسَط 9 - مُعجمَ الطبراني الصغير 10 - مُسنَد أبي يعَلى الموصلي 11 - مُسنَد البزار 12 - مُسنَد أحمد 13 - زوائد رزين 14 - سُنن الدارمي 15 - سُنن ابن ماجه للإمام محمد بن سليمان المغربي المتوفى سنة 1904 هـ تحقيق وتخريج أبو علي سُليمان بن دريع الجزء الأول مكتبة ابن كثير دار ابن حزم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
جمع الفوائد
جميع الحقوق محفوظة للمحقق الطبعة الأولى 1418 هـ - 1998 م الكتب والدراسات التي تصدرها الدار تعبر عن آراء واجتهادات أصحابها مكتبة ابن كثير الكويت - حَوَلي: 32012 - ص ب: 1106 تلفون: 2631298 - فاكس: 2657046 دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع بيروت - لبنان - ص ب: 6366/ 14 - تلفون: 701974
مقدمة المحقق
مقدمة المحقق إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد. "تعريف بالكتاب" هذا كتاب جمع الفوائد وهو كتاب قيم يحتوي على خلاصة أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد جمع المؤلف محمد بن محمد بن سليمان رحمه الله تعالى أحاديثه من: 1 - كتاب جامع الأصول لإبن الأثير. 2 - وكتاب مجمع الزوائد للهيثمي، بالإضافه إلى زوائد رزين. وألغى المكرر، وجعله في كتاب واحد سماه جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد ورتب أحاديثه على حسب الأبواب الفقهية. "الأعمال التي قمت بها" 1 - حققت المخطوط (1) وكان عملى فيه على النحو التالى: أ- تصحيح الخطأ فى الكلمات وقد أشرت إليها ووضعت الصحيح في النص والخطأ في الحاشية. ب- الإشارة إلى ما يوجد به من سقط. ج- ذكر المؤلف بعض الأحاديث بالمعنى أو مختصرة، وقد أشرت إلى معظمها. 2 - قمت بتخريج الأحاديث حسب مواردها وأصولها.
ملاحظات في ترقيم الأحاديث
وأما أحاديث مجمع الزوائد فقد اكتفيت بتخريج المؤلف لها في نهاية كل حديث، وأضفت إلى معظمها رقمه في الأصل. وأما مسند رزين فلم أخرجه ولم أجد من علق على أحاديثه. 3 - وضعت تعليقا للحديث: أ- فإذا كان الحديث في مجمع الزوائد ذكرت قول الهيثمي فيه. ب- وإذا كان الحديث في الكتب الأربعة وهي (سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة) فقد ذكرت كلام الشيخ ناصر الدين الآلباني فيه. 4 - وضعت فهرسة له بأطراف الحديث مرتبة على حروف المعجم. "ملاحظات في ترقيم الأحاديث" 1 - أعتمدت للبخاري ومسلم ترقيم فؤاد عبد الباقي. 2 - وأما السنن الأربعة فقد وضعت لها رقمين: أ- رقمها في السنن. وقد اخترت لـ: سنن الترمذي: ترقيم أحمد شاكر وسنن أبي داود: ترقيم محي الدين وسنن النسائي: ترقيم أبي غدة وسنن ابن ماجة: ترقيم فؤاد عبد الباقي وقد ذكرت ذلك في نهاية كل حديث. ب- وضعت للأحاديث في الحاشية حكم الشيخ الألباني عليها ورقمه وذلك وفق ما جاء فى تخريج الشيخ الألباني للكتب الأربعة بحسب ترقيمه لكل من الصحيح والضعيف. 3 - وأما موطأ مالك فاعتمدت ترقيم فؤاد عبدالباقي 4 - وأما الدارمي فاعتمدت: ترقيم علمي وزمرلي
تنبيهات
وأما ما يختص بمجمع الزوائد فقد وضعت لمسند الإمام أحمد رقمين: أ- رقم في نهاية الحديث بترقيم. إحياء التراث ب- ورقم في مجمع الزوائد بتحقيق الأستاذ عبد الله الدرويش وهو في الحاشية وأما الباقي فقد وضعت لبعضها رقمين في نهاية الحديث وهما رقمه في الأصل ورقم أخر في الحاشية وهو الذى في المجمع بترقيم الأستاذ عبد الله الدرويش. "تنبيهات" 1 - في بعض الأحاديث قد يكون حُكم عليها بالضعف مثلاً ولكن في التخريج يكون قد ذُكر أنه أخرجه البخاري أو مسلم، والسبب في ذلك يرجع إلى اختلاف السند. 2 - أخذت الرقم التسلسلي من المطبوع مع وجود سقط في بعض أرقامه مثل رقم "9880"، ولم أشر إليه لعدم الأهمية لذلك. 3 - في تخريج الحديث اكتفيت بذكر رقم واحد لكل من خرج الحديث ومثال ذلك حديث رقم (38) عن أبي هريرة قال كان رسول الله يوما بارزا للناس فأتاه رجل .... الخ رواه البخاري برقم "4777". فهذا الحديث ذكره مسلم في موضعين 9، و10 والنسائي في موضع واحد 4991، وابن ماجة ذكره في موضعين 64، 4044، وأحمد ذكره في 8883، 9217، 10477، فذكرت لمسلم رقم واحد فقط وهو 10، والنسائي 4991، وابن ماجة 64، وأحمد 8883. لعدم الإطالة ولا يشترط أن يكون الرقم الذى اخترته هو الأقرب إلى السند أو المتن والله الموفق. 4 - تتبعت كل حديث عزاه المؤلف إلى مصدره فأخذت الحديث من مصدره بقدر ما ذكره المؤلف دون أن أزيد كي لا يضيع الشاهد من الحديث، ثم قارنته بالمخطوط وأجد في نفسي إلحاحاً لمزيد من تتبع هذا الضبط مستقبلاً إن شاء الله تعالي. وأما أقوال أهل العلم على الحديث ومصادره فقد راجعتها وراجعها معي
وفي الختام
بعض طلبة العلم أكثر من مرة والله أعلم. 5 - إن الخطأ وارد على كل بني آدم، وعلى هذا الأساس فإن وجد في الكتاب خطأ فالرجاء إرساله على هذا العنوان كي يتم التصويب. الكويت صندوق بريد (9300) الرمز البريدى (22093) وجزاه الله خيراً. "وفي الختام" لله الحمد سبحانه وتعالى على ما يسر لي من إتمام هذا العمل، وأساله جل جلاله أن يتقبل منا ما عملنا، وأن ينفع الله به عموم المسلمين وأن يعفو عما بدر من خطأ أو نقص، وأن يجزي كل من ساهم فيه ولو بكلمة خير الجزاء كما أساله سبحانه أن يعينني على وضع شرح له كي يتحقق بإذن الله تعالى ما أرجوه من وجود كتاب جامع للسنة مع شرحه. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم كتبه الفقير إلى الله: أبو علي سليمان بن دريع. 28 جمادى الآخر 1418
نبذة من كتاب كشف اللثام
نبذة من كتاب كشف اللثام ذكر الدكتور: عبد الموجود محمد عبد اللطيف في كتابه كشف اللثام عن أسرار تخريج حديث سيد الأنام - صلى الله عليه وسلم -، نبذة عن كتاب جمع الفوائد. فرأيت أن أضعها مع مقدمة الكتاب لأهميتها ولشرحه الوافي عن هذه الكتب وقبل أن أبدأ في السرد، أردت أن أنوه على أن الشيخ الدكتور قال في شرحه لكتاب جمع الفوائد أنه يحتوي على أربعة عشر مصدراً، وهي كما ذكر المؤلف بالإضافة إلى زوائد رزين، التي قد تكون سقطت من المؤلف سهواً أو أنه لم يذكرها لأنها زوائد وليس لها أسانيد والله أعلم. التعريف بالشيخ محمد بن الفاسي: هو الشيخ محمد بن محمد بن سليمان بن الفاسي بن طاهر السوسي الردواني المغربي، ولد بتارودنت من قرى السوسى الأقصى سنة 1037 هـ سبع وثلاثين وألف، له رحلات، وتصانيف، توفي سنة 1094 هـ أربع وتسعين وألف رحمه الله. التعريف بالكتاب: هو كتاب يشتمل على أربعة عشر مصدراً، فهو جامع لمرجعين هما جامع الأصول لابن الأثير الجزري، ومجمع الزوائد للحافظ الهيثمي، وعدد مصادرهما بعد حذف المكرر اثنا عشر مصدراً:
الموطأ، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وأبو داود، والترمذي، وهي ما يشتمل عليه "جامع الأصول"، وزوائد مسند أبي يعلى، ومسند البزار، ومسند أحمد، ومعاجم الطبراني الثلاثة، وهي مشتملات "مجمع الزوائد"، وزاد المؤلف زوائد ابن ماجه وزوائد الدارمي، وتكلم عن رجالها جرحاً وتعديلاً بما في الكاشف للإمام الذهبي، وتهذيب التهذيب، وتقريب التهذيب وكلاهما للحافظ ابن حجر العسقلاني وغيرهما ورتبه على ترتيب أصوله وراعى فيه الآتي: 1 - إذا كان هناك حديث مكرر في أبواب أثبته في أليق الأبواب به وحذفه في غيره إلا لفائدة أو غفلة منه. 2 - إذا ورد في حكم أو معنى حديثان فأكثر أو روايتا حديث فأكثر فإنه يقتصر فيه على الأكثر فائدة ويحذف غيره إلا إن اشتمل على زيادة فإنه يخلص منه تلك الزيادة أو يذكره كله. 3 - الحديث الذي تعدد من أخرجه يذكره بلفظ أحدهم وسياقه ثم تارة يذكر من له اللفظ وتارة لا يذكر. 4 - إذا قال بضعف الحديث فإن مراده ضعف في الإسناد لا من كل وجه. 5 - إذا قال بأن هذا الحديث فيه لين، فالمراد أن فيه من اختلف فيه أهو مقبول أم مردود. 6 - إذا قال: فيه فلان، فالمراد ذكر اسمه ليطلب في كتب الرجال لمعرفة حكمه عدالة أو جرحاً أو جهلاً. 7 - من لم يذكر اسمه في مجمع الزوائد ممن خفي على الهيثمي حاله وقال فيه: وفيه من لم أعرفه قال ابن الفاسي: في عزوه لفلان بخفاء. 8 - إن لم يذكر شيئاً بعد عزو حديث غير "الجامع" فذلك الحديث مقبول حسن أو صحيح برجال الصحيح أو غيرهم.
طريقته في تخريج الحديث
9 - إذا قال: لأصحاب السنن، فالمراد: سنن أبي داود والترمذي والنسائي دون ابن ماجة. 10 - إذا قال: للطبراني، فالمراد في معاجمه الثلاثة. 11 - ما كان من حديث في "مجمعٍ الزوائد"، أو "الدارمي" أو ابن ماجة، وكان بعض رواته كذابًا أو متهمًا أو متروكًا أو منكرًا فإنه لا يخرجه لكونه في حكم العدم. 12 - إذا عبر الراوي في صيغة أدائه بنحو: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - أو: قال، أو: عن، قال بعد ذلك الراوي رفعه إن كان صحابياً وأرسله إن كان غير ذلك. طريقته في تخريج الحديث: 1 - يلتزم في عزو الحديث إلى المصدر ذكر ذلك المصدر صراحة دون الرمز والإشارة. 2 - يستخدم الإجمال في العزو إلى المصدر. المصادر التي يعتمد عليها في تخريجه: 1 - جامع الأصول، ومشتملاته لابن الأثير الجزري. 2 - مجمع الزوائد ومشتملاته للحافظ الهيثمي. 3 - زوائد ابن ماجة، وزوائد الدارمي. كيفية تخريج الحديث على ضوء هذا الكتاب: ويكون بطريق الاستنباط الفقهي، وبالنسبة لحديثنا "من كان يؤمن بالله ... إلخ" فإنه لا يوجد فيه نص رواية أبي شريح التي سبق ذكرها وإنما أورد فيه عنه رواية بألفاظ مختلفة: وذلك في أحد الاستنباطات التي سقناها وهو رقم (4) وهو كتاب "البر والصلة" باب الرحمة والضيافة والزيارة، علينا بعد ذلك أن نرجع إلى المصدر الأصلي الذي عزا إليه لتخريج الحديث الزائد منه، عزوه بالطريقة الصحيحة كما بينا.
ترجمة مؤلف جمع الفوائد رحمه الله تعالى من خلاصة الأثر للمحبي (4/ 204)
ترجمة مؤلف جمع الفوائد رحمه الله تعالى من خلاصة الأثر للمحبي (4/ 204) هو محمد بن محمد بن سليمان بن الفاسى- وهو اسم له لا نسبه إلى فاس - طاهر السوسي الروداني المغربي المالكي نزيل الحرمين الإمام الجليل المحدث المفنن، فرد الدنيا في العلوم كلها الجامع بين منطوقها ومفهومها والمالك لمجهولها ومعلومها، ولد في سنة سبع وثلاثين وألف بتارودنت بتاء مثناة من فوق بعدها ألف ثم راء مضمومة فواو ثم دال مهملة مفتوحة فنون ومثناة من فوق ساكنتان، قرية بسوس الأقصى وقرأ بالمغرب على كبار المشايخ من أجلهم قاضي القضاة مفتي مراكش ومحققها أبومهدى عيسى السكناني والعلامة محمد بن سعيد المريغني المركاشي ومحمد بن أبي بكر الدلائي وشيخ الإسلام سعيد بن إبراهيم المعروف بقدروه مفتي الجزائر وهو أجل مشايخه، ولازم العلامة أبا عبدالله محمد بن ناصر الدرعي أربعة أعوام في التفسير والحديث والفقه والتصوف وغيرها وصحبه وتخرج به. ثم رحل إلى المشرق ودخل مصر وأخذ عمن بها من أعيان العلماء كالنور الأجهوري والشهابين الخفاجي والقليوبي والمسند المعمر محمد بن أحمد الشوبري والشيخ سلطان وغيرهم وأجازوه، ثم رحل إلى الحرمين وجاور بمكة والمدينة سنين عديدة وهو مكب على التصنيف والإقراء، ثم توجه إلى الروم في سنة
إحدى وثمانين وألف صحبة مصطفى بيك أخى الوزير الفاضل، ومر بطريقه على الرملة وأخذ بها عن شيخ الحنفية خير الدين الرملي وبدمشق عن نقيب الشام وعالمها السيد محمد بن حمزة والمسند المعمر محمد بن بدر الدين بن بلبان الحنبلي ولما وصل إلى الروم حظى عند الوزير ومن دونه ومكث ثمه نحو سنة، ورجع إلى مكة المشرفة مجللا، وحصلت له الرياسة العظيمة التى لم يعهد مثلها، وفوض إليه النظر في أمور الحرمين مدة حتى صار شريف مكة لا يصدر إلا عن رأيه، وأنيطت به الأمور العامة والخاصة إلى أن مات الوزير فرق حاله وتنزل عما كان فيه. ثم ورد أمر السلطان إلى مكة سنة ثلاثة وتسعين وألف بإخراجه منها إلى بيت المقدس، وسببه عرض الشريف بركات أمير مكة فيه إلى السلطنة وطلب إخراجه من مكة بعد أن كان بينهم من المرابطه ما كان وعلى يده تمت له الشرافة ونهض الحظ وكان يوم ورود الأمر يوم عيد الفطر فألح عليه الشريف سعيد بن بركات شريف مكة يوم إذ وقاضى مكة في أمتثال الأمر السلطاني، فمتنع من الخروج في هذه الحالة وتعلل بالخوف من قطاع الطريق فأبى أن يسلم نفسه وماله فأمهل بعد علاج شديد وتشفع عند بعض الأشراف إلى مخرج الحج. ثم توجه صحبة الركب الشامي وأبقى أهله بمكة وأقام في دمشق في دار نقيب الأشراف سيدنا عبد الكريم بن حمزة حرص الله جانبه وجعل طوع أمره مجانبه، وأجتمعت به ثمة مره صاحبه فاضل العصر ودرة قلادة الفخر المولى أحمد بن لطفي المنجم المولوي نضرالله به وجه الفضائل وأبقاه مغبوطة به الأواخر من الأوائل، فرأيت مهابة العلم قد أخذت باطرافه وحلاوة المنطق في محاسن أوصافه. وأستمر بدمشق مدة
منفرد بنفسه لا يجتمع إلا بما قل من الناس وأشتغل مدة إقامته بتأليف كتاب الجمع بين الكتب الخمسة والموطأ على طريقة ابن الأثير في جامع الأصول إلا أنه أستوعب الروايات من الكتب الستة ولم يختصر كما فعل ابن الأثير، وله من التآليف الشاهدة بتبحره ودقة نظره مختصر التحرير في أصول الحنفية لابن الهمام وشرحه، ومختصر تلخيص المفتاح وشرحه والمختصر الذى ألفه في الهيئة والحاشية على التسهيل، والحاشية على التوضيح. وله منظومة في علم الميقات وشرحها، وله جدول جمع فيه مسائل العروض كلها وأخترع كرة عظيمة فاقت على الكرة القديمة والأسطرلاب، وانتشر في الهند واليمن والحجاز، وغير ذلك من الرسائل. وله فهرست يجمع مروياته وأشياخه سماها: صلة الخلف بموصول السلف، ذكر فيه أنه وقع له بالمغرب غرائب، منها أنه كان مجتازا على بلد العارف بالله تعالى أبى عبدالله محمد بن محمد الواورغتي الناولي وهو قاصد بلد أخرى فسأل عن البلد، فقيل له إن فيها شيخا مربيا صفته كذا وكذا، قال: فجذبني الشوق إليه ولم أملك نفسي حتى دخلت بلده فلما دخلت عليه ولقيته أمرني بملازمته ومذاكرة أولاده بالعلم، فقلت له: إنى طلبت كثيرا لكن إلى الآن ما فتح الله تعالى علي بشيء ولا أقدر على أستخراج كتابا ولا الأجرومية، وكنت إذ ذاك كذالك فقال لي: أجلس عندنا وأدرس أي كتاب شئت في أي علم شئت، ونطلب من الله تعالى أن يفتح لك فجلست ودرست طائفة من الكتب التى قرأتها، وكنت إذا توقفت في شيئ أحس بمعان تلقى على قلبي كأنها أجرام، وغالب تلك المعاني هي التي كانت مشايخنا تقررها لنا ولا نفهما ولا أتذكرها قبل ذلك، وأما علوم الأدب فإليه
النهاية فهيا، وكان صاحب الترجمة في الحكمة المنطق الطبيعي والإلهي الأستاذ الذي لا تنال مرتبته بالإكتساب، وكان يتقن فنون الرياضة إقليدس والهيأة والمخروطات والمتوصطات والمحبسات والمجسطي، ويعرف أنواع الحساب والمقابلة والأرتماطيقي وطريق الخطاءين والموسيقى والمساحة معرفة لا يشاركه فيه غيره إلا في ظواهر هذه العلوم دون دقائقها والوقوف على حقائقها وكان يبحث في العربية والتصريف بحثا تاما مستوفيا، وكان له في التفسير وأسماء الرجال وما يتعلق به يد طائلة، وكان يحفظ في التواريخ وأيام العرب ووقائعهم والأشعار والمحاضرات شيئا كثيرا، وكان في العلوم الغريبة كالرمل والأوفاق والحروف والسيميا والكيميا حاذقا أتم الحذق، وبالجملة فقد كان كما قال الشاعر في المعنى: وكان من العلوم بحيث يقضى: له في كل علم بالجميع وقد أخذ عنه بمكة والمدينة والروم خلق ومدحه جماعة وأثنوا عليه، وكانت وفاته بدمشق يوم الأحد عاشر ذي القعدة سنة أربع وتسعين وألف ودفن بالتربة المعروفة بالإيجية بسفح قسيون بوصية منه. انتهي بحذف. وكتابه "صلة الخلف بموصول السلف" نادرة في بابها جودة وأختيارا وترتيبا، ليس في فهارس أهل ذلك القرن - الحادى عشر- بالمشرق والمغرب ما يشابهها أو يقاربها عدا كنز أبي مهدي الثعلبي فإنه أجمع وأوسع، وبالجملة فنفسه فيها نفس المتقدمين، قال عنه الشمس ابن عابدين في "عقود اللألي" إنه سلك فيها سبيل الأطناب وأتى فيها بالعجب العجاب، أ هـ، ومعتمده فيها غالبا أسانيد الشمش بن طولون محدث الشام، أبتدئها بأسانيده العمومية إلى كبار المسندين، كابن حجر، ثم بحديث الأولية، ثم بأسانيد الكتب
العشرة، ثم أسانيد المصنفات مرتبة على حروف المعجم، ثم ختمها بأسانيده للفقه على المذاهب الأربعة وبقية العلوم. ذكره الكتاني في فهرس الفهارس والإثبات، (1/ 246)
مقدمة مؤلف الكتاب
مقدمة مؤلف الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم, يارب لك الحمد لك كما ينبغي لجلال وجهك, وعظيم سلطانك, اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركتك على سيد المرسلين, وإمام المتقين, وخاتم النبيين, محمد عبدك ورسولك, إمام الخير, وقائد الخير, ورسول الرحمة, اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبط به الأولون والآخرون, اللهم صل على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد, كما باركت إبراهيم وآل إبراهيم, إنك حميد مجيد، أما بعد: فهذا (جمع الفوائد من جامع الاصول ومجمع الزوائد) , الأول للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري الموصلي, رحمه الله, جمع فيه ما في تجريد رزين بن معاوية للأصول الستة, بإبدال ابن ماجة (بالموطأ) , وما نقصه رزين منها, وعزى كل حديث إلى مخرجه, سوى ما زاده, أعني ما في (تجريد) رزين, ولم يجده ابن الأثير في الأصول الستة, فإنه بيض له مكانا, حتى إذا عثر على مخرجه عزاه إليه فيه, ورتبه على ترتيب بديع, لكن لغموض دقة وضعه, واتساع حجمه في جمعه, قل أن ينتفع به إلا ذو فكرة ذكية وحافظة واعية, وأما الثاني فللحافظ نور الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي رحمه الله, جمع فيه ما في مسند الإمام أحمد وأبي يعلى الموصلى, وأبي بكر البزار, ومعاجم الطبراني الثلاثة من الاحاديث الزائدة على ما في الأصول الستة, بجعل ابن ماجة هاهنا دون الموطأ, وعقب كل حديث بالكلام على رواته تعديلا وتجريحا, فجاء حجمه في ستة مجلدات, يتناهز (بجامع الأصول) , فتجشمت هذا المجمع منهما, لضيق وسعي عن الإحاطة بكل ما فيهما, فاقتضى الجمع أن أضيف إليهما سنن ابن ماجة, لكن لكون (جامع الأصول) أخرجه ممن الستة, فلم يذكر ما فيه, وكون
(مجمع الزوائد) أدخله فلم يذكر زوائده, لم يحسن مني أن أضيف كله على (الجامع) أو زوائده إلى (المجمع) , لأن ذلك كجبر لأحدهما على خلاف مراده, فلهذا أفردت زوائده, وعزوته إليه, ولما كان اختلاف القوم في سادس الستة, أهو ابن ماجة أو الموطأ, أو مسند مسند الدارمي, راعيت هذا الخلاف, فأضفت لذلك أيضا زوائد الدارمي مفردة, إلا أن يتفق مع ابن ماجة فأجمعهما, وتكلمت على رجالهما تجريحا وتعديلا بما في (الكاشف) للذهبي, و (تهذيب التهذيب) , و (التقريب) للحافظ (ابن حجر) وغيرها, ورتبته على الترتيب أصوله, لكونه مؤلف طبعي دون ترتيب (الجامع) , وأينما عثرت على حديث مكرر عندهم في أبواب أثبته في أليق تلك الأبواب به, وحذفته في غيرها إلا لفائدة, أو غفلة من, ي كما فعل مسلم رحمه الله, وأينما ورد في حكم أو معنى حديثان فأكثر, أو روايتا حديث فأكثر فإني أقتصر فيه على ما هو أكثر فائدة من تلك الأحاديث, أو الروايات, وأحذف غيره إلا إن أشتمل على زيادة, فإني أخلص منه تلك الزيادة, أو أذكره كله, والحديث الذي تعدد من أخرجه أذكره بلفظ أحدهم, وسياقه, ثم تارة أذكر من له اللفظ, وتارة لا أذكره, وحيث قلت: بضعف مثلا فمرادي أن في إسناد ذلك الحديث من ضعف من رواته, لا أن الحديث ضعيف من كل وجه, إذ كثيرا ما يكون الراوي ضعيفا والحديث يكتنف بما يرقيه عن الضعف, كتعدد طرقه أو المتابعات أو الشواهد, أو قلت: بلين, فالمراد أن فيه من اختلف فيه, أهو مقبول أو مردود, أو فيه فلان فالمراد ذكر اسمه ليُطلب في كتب الرجال لمعرفة حكمه عدالة أو جرحاً أو جهلاً ومَن لم يذكر اسمه في "مجمع الزوائد" ممن خفي على الهيثمي حاله, وقال فيه: وفيه من لم أعرفه. قلت أنا في عزوه: لفلان بخفاء. وإن لم أذكر شيئاً بعد عزو حديث عن "الجامع", فذلك الحديث مقبول: حسن أو صحيح برجال الصحيح أو غيرهم. وحيث قلت: لأصحاب السنن. فالمراد: سنن
أبي داود, والترمذي, والنسائي دون ابن ماجة لما مر , أو قلت للطبراني فالحديث في معاجمه الثلاثة, الكبير والأوسط والصغير وما كان من حديث في (المجمع) أو الدارمي أو ابن ماجة, وكان بعض رواته كذابا, أو متهما, أو متروكا, أو منكرا, فإني لا أخرجه لكونه في حكم العدم هنا, وإذا عبر الراوي في صيغة أدائه بنحو سمعت النبي صلى الله عليه وسلم أو قال أو عن, قلت أنا بعد ذكر الراوي رفعه إن كان صحابيا أو أرسله إن كان غيره, وأكتب فوق كل راو رضي الله عنه بلا حبر, فلا يترك القارئ قراءته, ولا الناسخ ملاحظته, وما سوى ذلك مما دعت إليه حاجة الإختصار, ويكفي في معرفته ممارسة الكتاب, إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى بما فيه ومن جاء به ومن آمن به أن يجعله لي ولمن خدمه منهجا لا بنتهي بنا دون حضرة شهوده, وفي مقعد صدق عند مليك مقتدر.
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الإيمان
كتابُ الإيمانِ
فضل الإيمان
فضلُ الإيمانِ
1 - عُبَادَةَ بن الصامت - رضي الله عنه - قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ الله تعالى الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَل)) (¬1). ¬
2 - وَفي روايةٍ: ((أدخلَه الله مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ أَيُّهَا شَاء)). للشيخين. (¬1) ¬
3 - وللترمذى: ((مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، حَرَّمَ الله عَلَيْهِ النَّارَ)) (¬1). ¬
4 - ولأحمد ((والكبير)) عن سُهَيْلِ بْنِ الْبَيْضَاءَِ رَفَعَهُ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ، وَأَوْجَبَ لَهُ الْجَنَّةَ (¬1). ¬
5 - أَبِوسَعِيدٍ - رضي الله عنه - رفعه (¬1): يُخْرَجُ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الْإِيمَانِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَنْ شَكَّ فَلْيَقْرَأْ: {إِنَّ الله لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} (¬2). للترمذي. ¬
6 - وعنه رفعه: ((مَنْ قَالَ: رَضِيتُ بِالله رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)) (¬1). لأبي داود. ¬
7 - وعَنْه رفعه: ((إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ كَتَبَ الله لَهُ كُلَّ حَسَنَةٍ كان أَزْلَفَهَا، وَمُحِيَتْ عَنْهُ كُلُّ سَيِّئَةٍ كَانَ أَزلَفَهَا، وكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ الْقِصَاصُ، كُلُّ حَسَنَة بِعَشْر (¬1) أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلَّا أَنْ يَتَجَاوَزَ الله عَنْهَا)) (¬2). للنسائي. ¬
8 - أبوهُرَيْرَةَ: كُنَّا قُعُودًا حَوْلَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مَعَنَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي نَفَرٍ فَقَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا وَخَشِينَا أَنْ يُقْتَطَعَ دُونَنَا، فَفَزِعْنَا فَقُمْنَا فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَزِعَ فَخَرَجْتُ أَبْتَغِي رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى أَتَيْتُ حَائِطًا لِلْأَنْصَارِ لِبَنِي النَّجَّارِ، فَدُرْتُ هَلْ أَجِدُ لَهُ بَابًا فَلَمْ أَجِدْ، فَإِذَا رَبِيعٌ يَدْخُلُ فِي جَوْفِ حَائِطٍ مِنْ بِئْرٍ خَارِجَةٍ (فَاحْتَفَزْتُ) (¬1) فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((أَبُوهُرَيْرَةَ))؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: ((مَا شَأْنُكَ))؟ قُلْتُ: كُنْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَقُمْتَ فَأَبْطَأْتَ عَلَيْنَا فَخَشِينَا أَنْ تُقْتَطَعَ دُونَنَا، فَفَزِعْنَا فَكُنْتُ أَوَّلَ مِنْ فَزِعَ فَأَتَيْتُ هَذَا الْحَائِطَ فَاحْتَفَزْتُ كَمَا (يَحْتَفِزُ) (¬2) الثَّعْلَبُ فدخلت وَهَؤُلَاءِ النَّاسُ وَرَائِي فَقَالَ: ((يَا أَبَا هُرَيْرَةَ)). وَأَعْطَانِي نَعْلَيْهِ، فقَالَ: ((اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ، فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ)). فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِيني عُمَرُ، فَقَالَ: مَا هَاتَانِ النَّعْلَانِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قُلْتُ: هَاتَانِ نَعْلَا رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَنِي بِهِمَا مَنْ لَقِيتُ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله مُسْتَيْقِنًا (به) (¬3) قَلْبُهُ بَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، فَضَرَبَني عُمَرُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ، فَخَرَرْتُ لِاسْتِي فَقَالَ: ارْجِعْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَجْهَشْتُ بالبُكَاءِ، وَرَكِبَنِي عُمَرُ وإِذَا هُو َعَلَى أَثَرِي، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا لَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ))؟ قُلْتُ: لَقِيتُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي بَعَثْتَنِي بِهِ، فَضَرَبَ بَيْنَ ثَدْيَيَّ ضَرْبَةً خَرَرْتُ لِاسْتِي فقَالَ: ارْجِعْ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا عُمَرُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ))؟ قَالَ: يَا رَسُولَ الله - بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي - أَبَعَثْتَ أَبَا هُرَيْرَةَ بِنَعْلَيْكَ مَنْ لَقِيَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ بَشَّرَهُ -[3]- بِالْجَنَّةِ؟ قَالَ: ((نَعَمْ)) قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ عَلَيْهَا فَخَلِّهِمْ يَعْمَلُونَ. فقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فَخَلِّهِمْ)). لمسلم (¬4) ¬
9 - أَبِو مُوسَى: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعِي نَفَرٌ مِنْ قَوْمِي فَقَالَ: ((أَبْشِرُوا وَبَشِّرُوا مَنْ وَرَاءَكُمْ (أنَّهُ) (¬1) مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله صَادِقًا بِهَا؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ))، فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نُبَشِّرُ النَّاسَ فَاسْتَقْبَلَنَا عُمَرُ، فَرَجَعَ بِنَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ الله إِذَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ، فَسَكَتَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. لأحمد والكبير. (¬2) ¬
10 - وللبزارِ بضعفٍ عن الخدري أن عمرَ قالَ: يا نبيَّ الله أنتَ أفضلُ (الناسِ) (¬1) رأيًا، إنَّ الناسَ إذَا سمعوا بها اتَّكلُوا (¬2). ¬
11 - وله أيضًا بضَعفٍ عن عمرَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أمرَه أن يؤذنَ في الناسِ بنحوِه، فقالَ عمرُ: إذًا يتكلوا. قال - صلى الله عليه وسلم -: ((دعهم يتكلوا)) (¬1). ¬
12 - و ((للكبير)) بضعفٍ عن بلالٍ قال له - صلى الله عليه وسلم -: ((نادِ في الناسِ))، بنحوه. قال إذًا يتكلوا. قال: ((وإن اتّكلوا)) (¬1). ¬
13 - مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: كُنْتُ رِدْفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ فَقَالَ: ((يَا مُعَاذُ هل تَدْرِي مَا حَقُّ الله عَلَى عِبَادهِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى الله؟)) قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ((فَإِنَّ حَقَّ الله عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوه، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى الله أَلَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا)). فقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَفَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: ((لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا)). قال أنسٌ: فأخبر بها معاذٌ عندَ موتِه تأثمًا. للشيخين وللترمذي: إلا التبشير. (¬1) ¬
14 - أَبو ذَرٍّ: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي فَإِذَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَمْشِي وَحْدَهُ لَيْسَ مَعَهُ إِنْسَانٌ، فقُلْت: إنه يَكْرَهُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَهُ أَحَدٌ، (قال) (¬1) فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي ظِلِّ الْقَمَرِ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي فَقَالَ: ((مَنْ هَذَا؟)) فقُلْتُ: أَبُو ذَرٍّ جَعَلَنِي الله فِدَاكَ. فقَالَ: ((يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَالَه)). قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً فَقَالَ: ((إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ أَعْطَاهُ الله خَيْرًا فَنَفح فِيهِ عن يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَائِهِ وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا)). قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً فَقَالَ لِي: ((اجْلِسْ هَا هُنَا)). قَالَ: فَأَجْلَسَنِي فِي قَاعٍ حَوْلَهُ حِجَارَةٌ فَقَالَ لِي: ((ها هُنَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ)). قَالَ: فَانْطَلَقَ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى لَا أَرَاهُ فَلَبِثَ عَنِّي فَأَطَالَ اللُّبْثَ، ثُمَّ إِنِّي سَمِعْتُهُ يقول وَهُوَ مُقْبِلٌ: ((وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى)). قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ لَمْ أَصْبِرْ فقُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله جَعَلَنِي الله فِدَاكَ، مَنْ تُكَلِّمُ فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ، مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرْجِعُ إِلَيْكَ شَيْئًا؟ قَالَ: ((ذاِكَ جِبْرِيلُ عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ فقَالَ: بَشِّرْ أُمَّتَك مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ. فقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى؟ قَالَ: نَعَمْ)). قُلْتُ: يا رسولَ الله، وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى؟ قَالَ: ((نَعَم)). ْقلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: ((نعم وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ)) للشيخين. (¬2) ¬
15 - وزاد (مع) (¬1) الترمذي في أخرى (نحوه) (¬2) في المرَّةِ الرَّابِعَةِ: ((عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ)) (¬3). ¬
16 - جَابِرِ رفعه: ((ثنتان مُوجِبَتَانِ)) قَالَ رجل: يا رسولَ الله ما الموجبتان؟ قال: ((مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا دَخَلَ الْنار، وَمَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا دَخَلَ الجنةَ)) لمسلم. (¬1) ¬
17 - ابْن شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ: أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِهِ مِنْ بِئْرٍ كَانَتْ فِي دَارِهِمْ، وزَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصارِيَّ - وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: كُنْتُ أُصَلِّي لِقَوْمِي بَنِي سَالِمٍ، وَكَانَ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ وَادٍ، إِذَا جَاءَتِ الْأَمْطَارُ يَشُقُّ عَلَيَّ اجْتِيَازُهُ قِبَلَ مَسْجِدِهِمْ، -[5]- فَجِئْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي، وَإِنَّ الْوَادِيَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ قَوْمِي يَسِيلُ إِذَا جَاءَتِ الْأَمْطَارُ، فَيَشُقُّ عَلَيَّ اجْتِيَازُهُ، فَوَدِدْتُ أَنَّكَ تَأْتِي فَتُصَلِّيَ في بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سَأَفْعَلُ)) فَغَدَا عَلَيَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ بَعْدَ مَا اشْتَدَّ النَّهَارُ، فَاسْتَأْذَنَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ: ((أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟)) فَأَشَرْتُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ، فَقَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَكَبَّرَ، َفَصَفَفْنَا وَرَاءَهُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ وَسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ، فَحَبَسْتُهُ عَلَى خَزيرٍ يُصْنَعُ لَهُ فَسَمِعَ أَهْلُ الدَّارِ أن رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِي، فَثَابَ رِجَالٌ مِنْهُمْ حَتَّى كَثُرَ الرِّجَالُ فِي الْبَيْتِ فَقَالَ رَجُلٌ: مَا فَعَلَ مَالِكٌ لَا أَرَاهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: ذَلكَ مُنَافِقٌ لَا يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَا تَقُلْ ذَاكَ أَلَا تَرَاهُ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله؟)) فَقَالَ: (الله أعلم وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ) (¬1)، أَمَّا نَحْنُ فَوَالله ما نَرَى وُدَّهُ وَلَا حَدِيثَهُ إِلَّا إِلَى الْمُنَافِقِينَ. فقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فَإِنَّ الله (قَدْ) (¬2) حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله)) قَالَ مَحْمُودٌ: فَحَدَّثْتُهَا قَوْمًا فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ صَاحِبُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا، وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَلَيْهِمْ بِأَرْضِ الرُّومِ، فَأَنْكَرَهَا عَلَيَّ أَبُو أَيُّوبَ، وقَالَ: وَالله مَا أَظُنُّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ مَا قُلْتَ قَطُّ. فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيَّ فَجَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِي الله حَتَّى أَقْفُلَ مِنْ غَزْوَتِي أَنْ أَسْأَلَ عَنْهَا عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ إِنْ وَجَدْتُهُ حَيًّا فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ، فَقَفَلْتُ فَأَهْلَلْتُ بِحَجَّةٍ، أَوْ عُمْرَةٍ، ثُمَّ سِرْتُ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ بَنِي سَالِمٍ، فَإِذَا عِتْبَانُ شَيْخٌ أَعْمَى يُصَلِّي لِقَوْمِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَأَخْبَرْتُهُ مَنْ أَنَا، ثُمَّ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِيهِ كَمَا حَدَّثَنِيهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ. للشيخين. (¬3) ¬
18 - ولمالك والنسائي: من الصلاةِ في البيتِ (¬1). ¬
19 - أَبُو هُرَيْرَةَ، قَلَت: يَا رَسُولَ الله مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ قال: ((لَقَدْ ظَنَنْتُ أَن لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا أَوَّلُ مِنْكَ؛ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى -[6]- الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله خَالِصًا مخلصًا مِنْ قَلْبه)) للبخاري. (¬1) ¬
20 - وعنه رفعه: ((وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ يَمُوتُ، وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)) (¬1). ¬
21 - صُهَيْبٍ، رفعه: ((عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ له خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذلكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا)) هما لمسلم. (¬1) ¬
22 - وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قيل له: أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا الله مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلَّا لَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ، وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ. للبخاري معلقا (¬1) ¬
23 - يحيى بن طلحة قالَ: إن عمرَ رأى طلحةَ كئيبًا بعد ما تُوفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - واستُخلفَ أبو بكرٍ، فقالَ له: ما لكَ، لعلَّكَ ساءَك إمرةُ ابنِ عمِّكَ أبي بكرِ؟ قالَ: لا. وأثنى عليه خيرًا. وقال: إني (لأجدركم) (¬1) ألا تسوءني إمرتُهُ، ولكنْ كلمةٌ سمعتُها من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُهَا، قالَ: إني لأعلمُ كلمةً لا يقولُهَا عبدٌ (مؤمنٌ) (¬2) عندَ موتِهِ إلا فَرَّجَ الله عنه كربَتَهُ، وإنَّ جسدَهُ وروحَهُ ليجدانِ لها روحًا)) فما منعني أن أسألَ عنها إلا القدرةُ عليها حتى ماتَ، قالَ عمرُ: إني لأعرفُهَا. قالَ: فلله الحمدُ، ما هي! قالَ: هل تعلمُ كلمةً هي أعظمُ من كلمةٍ عرضها على عمِّه عندَ الموتِ، ولو علم أنَّ شيئًا أعظمَ منها لأمره به. قالَ طلحةُ: هي والله. لرزين (¬3) ¬
24 - عُثْمَان: أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَزِنُوا عَلَيْهِ حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يُوَسْوِسُ قَالَ عُثْمَانُ: وَكُنْتُ مِنْهُمْ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي ظِلِّ أُطُمٍ مِنَ الْآطَامِ مَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ فَسَلَّمَ عَلَيَّ فَلَمْ أَشْعُرْ أَنَّهُ مَرَّ وَلَا سَلَّمَ، فَانْطَلَقَ -[7]- عُمَرُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ (لَهُ) (¬1): مَا يُعْجِبُكَ أَنِّي مَرَرْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، وَأَقْبَلَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ فِي وِلَايَةِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - حَتَّى سَلَّمَا جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: جَاءَنِي أَخُوكَ عُمَرُ فَذَكَرَ أَنَّهُ مَرَّ عَلَيْكَ فَسَلَّمَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، فَمَا الَّذِي حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا فَعَلْتُ. فَقَالَ عُمَر لي: وَالله لَقَدْ فَعَلْتَ وَلَكِنَّهَا عُبِّيَّتُكُمْ يَا بَنِي أُمَيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: وَالله مَا شَعَرْتُ أَنَّكَ مَرَرْتَ وَلَا سَلَّمْتَ، قَالَ أَبُوبَكْرٍ: صَدَقَ عُثْمَانُ، وَقَدْ شَغَلَكَ عَنْ ذَلِكَ أَمْرٌ، فَقُلْتُ: أَجَلْ. قَالَ: ومَا هُو؟ قَالَ عُثْمَانُ: تَوَفَّى الله نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ أَنْ أسْأَلَهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الْأَمْرِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَنْتَ أَحَقُّ بِهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله مَا نَجَاةُ هَذَا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ قَبِلَ مِنِّي الْكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُ عَلَى عَمِّي فَرَدَّهَا عَلَيَّ فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ)) لأحمد والأوسط والبزار. (¬2) ¬
25 - جرير رفعه: ((من مات لا يشرك بالله شيئا لم يتند بدم حرام أُدخل من أي أبواب الجنة شاء)) (¬1). ((للكبير)). ¬
26 - رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالكديدِ -أَوْ قَالَ بِقُدَيْدٍ- فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ فَيَأْذَنُ لَهُمْ، فَقَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ((مَا بَالُ رِجَالٍ يَكُونُ شِقُّ الشَّجَرَةِ الَّتِي تَلِي رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَبْغَضَ إِلَيْه مِنَ الشِّقِّ الْآخَر))؟ فَلَمْ يُرَ عِنْدَ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا بَاكِيًا، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الَّذِي يَسْتَأْذِنُ بَعْدَ هَذَا لَسَفِيهٌ. فَحَمِدَ الله وَقَالَ خيرًا، وقال: ((أَشْهَدُ عِنْدَ الله لَا يَمُوتُ عَبْدٌ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُولُ الله صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، ثُمَّ يُسَدِّدُ إِلَّا سُلِكَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: وَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي (الجنة) (¬1) سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ (لَا) (¬2) يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَبَوَّءُوا أَنْتُمْ، وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِكُمْ وَأَزْوَاجِكُمْ وَذُرِّيَّاتِكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ)) لأحمد (¬3) ¬
27 - عمران بن حصين، رفعه: ((من علم أن الله ربُه، وأنّي نبيُهُ موقنًا من قلبه)) وأومأ بيده إلى جلده ((حرّمه الله على النار)) للبزار والكبير بضعف. (¬1) ¬
28 - عياض الأنصاري، رفعه: إن لا إله إلا الله، كلمة على الله كريمةٌ، لها عند الله مكان، من قالها صادقًا أدخله الله بها الجنة، ومن قالها كاذبًا حقنتْ دمهُ، وأحرزت ماله، ولقي الله غدًا فحاسبه (¬1). للبزار". ¬
29 - مُعَاذِ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِي من النَّارِ، قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ الله عليه، تَعْبُدُ الله وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ قلت: بلى يا رسولَ الله، قال: الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ شعار الصالحين، ثُمَّ تَلَا قوله تعالي: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يدعون ربهم خوفا وطمعا} الآية ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ، فقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رسولَ الله، قَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا - وأشار إلى لسانه - قُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ قال عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِم؟! (¬1). للترمذي. ¬
30 - أَبو أَيُّوبَ: أَنَّ رَجُلًا أتى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ويباعدني من النار، فقَالَ القوم: مَا لَهُ مَا لَهُ؟ فَقَالَ (النبي) (¬1) - صلى الله عليه وسلم -: ((أَرَبٌ مَا لَهُ تَعْبُدُ الله لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ذرها)) ذرها للشيخين والنسائي. (¬2) ¬
31 - ابْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رفعه: ((إِنَّ الله سَيتخَلَّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ لهَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَتكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ. فَيَقُولُ تعالى: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فيَخْرجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟ فَقَالَ: فإِنَّكَ لَا تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ. وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ، ولَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ الله شَيْءٌ)) (¬1). للترمذي. ¬
تعريف الإيمان والإسلام
تعريف الإيمان والإسلام (¬1) ¬
32 - ابْنِ عُمَر، رفعه: ((بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْس: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ الله، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَالْحَجِّ. فَقَالَ رَجُلٌ: الْحَجُّ وَصِيَامُ رَمَضَانَ، قَالَ: لَا، صِيَامُ رَمَضَانَ، وَالْحَجُّ))،كَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
33 - وفي رواية: ((على أَنْ يُعْبَدَ الله، وَيُكْفَرَ بِمَا دُونَهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ إلى الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ)) (¬1). ¬
34 - وفي أخرى: ((عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورَسُوله، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وحج البيت، وَصَوْمِ رَمَضَانَ)) (¬1). ¬
35 - وفي أخرى: قَالَ لَهُ رجل: أَلَا (تَغْزُو)؟ (¬1) فقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إن الْإِسْلَامُ بني عَلَى خَمْسٍ)). فذكر هذا (¬2). لمسلم، ووافقه على الثالثة الترمذي، وعلى الرابعة البخاري والنسائي. ¬
36 - يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ فَقُلْنَا: لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ (فَوُفِّقَ) (¬1) لَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا أنَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ، فقَالَ: إِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ، وهم برَاءُ مِنِّي وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ: لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ الله مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي - عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جلوس عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (ذَاتَ يَوْمٍ) (¬2) إِذْ طَلَعَ رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)). قَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ، يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ! قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ. قَالَ: ((أَنْ تُؤْمِنَ بِالله، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)). قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ. قَالَ: ((أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ (فإنك) (¬3) يَرَاكَ)). قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ: ((مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ)). قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ: ((أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ)). قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِث مَلِيًّا ثُمَّ، قَالَ: ((يَا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ))؟ قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ((فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ)) لمسلم وأصحاب السنن (¬4). ¬
37 - وفي رواية أبي داود: إِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَالِاغْتِسَالُ مِنَ الْجَنَابَةِ (¬1). ¬
ابن عباس قال حماد بن زيد: لا أعلمه إلا رفعه. عرى الإسلام، وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان، ثم قال ابن عباس: تجده كثير المال لا يزكي فلا يزال بذلك كافرًا، ولا يحل دمه، وتجده كثير المال لم يحج فلا يزال بذلك كافرًا، ولا يحل دمه. للكبير وللموصلي بلفظه (¬1). ¬
38 - أبو هُرَيْرَةَ: كان رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ فأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله مَا الْإِيمَانُ قَالَ: ((أَنْ تُؤْمِنَ بِالله وَمَلَائِكَتِهِ وكتابه وَلِقَائِهِ وَرسولِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ)) قَالَ: يَا رَسُولَ الله مَا الْإِسْلَامُ قَالَ: ((الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ الله لا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ المكتوبة وَتؤدي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ)) قَالَ: يَا رَسُولَ الله مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: ((أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ فإنك أن لا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ))، قَالَ: يَا رَسُولَ الله مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: ((مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتِ الأمة رَبَّهَا فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا كَانت الْعُرَاةُ الحفاةُ رُءُوسَ النَّاسِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها. فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا الله)) ثم تلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنْزِلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَام} إلى قوله: {إن الله عليم خبير} قال: ثُمَّ أدبر الرَّجُلُ فقال - صلى الله عليه وسلم - ردوا عليَّ الرجل، فأخذوا ليردوه، فلم يروا شيئًا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: هَذَا جِبْرِيلُ - عليه السلام - جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ (¬1). ¬
39 - وفي رواية: سَلُونِي فَهَابُوهُ أَنْ يَسْأَلُوهُ فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ عِنْدَ ركبته فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله مَا الْإِسْلَامُ؟ وذكر نحوه، وفي آخر كل سؤال صَدَقْتَ، وفى الْإِحْسَانُ أَنْ تَخْشَى الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ وفيها وَإِذَا رَأَيْتَ الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الصم البكم ملوك الأرض وفيها هذا جبريل أراد أن تعلموا إذا لم تسألوا (¬1). للشيخين. ¬
(ونحوه، لأبي داود، والنسائي) (¬1) 40 - ولأحمد والبزار عن ابن عباس نحوه: وفيه: فيَ الْإِيمَانُ وتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ (¬2). ¬
41 - وفي أخرى لأحمد من طريق آخر: هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا جَاءَنِي قَطُّ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُهُ إِلَّا أَنْ يكُونَ هَذِهِ الْمَرَّةُ (¬1). ¬
42 - وللكبير عن ابن عمر: ما جاءني في صورة قط إلا عرفته إلا في هذه الصورة (¬1). ونحوه لأبي داود والنسائي. ¬
43 - أنس: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيما يرويه عن ربه قال: ((أربعُ خصالٍ، واحدةٌ منهن لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين عبادي، فأما التي لي فتعبدني لا تشركُ بى شيئا، وأما التي لك علي فما عملت من خير جزيتُك به، وأما التي بينك وبيني فمنك الدعاءُ وعلي الإجابة، وأما التي بينك وبين عبادي فارضَ لهم ما ترضى لنفسك)).للموصلي وللبزار بضعف. (¬1) ¬
44 - أنس: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ إذ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّد؟ قُلْنَا: هَذَا الرَّجُلُ الْأَبْيَضُ الْمُتَّكِئُ، فَقَالَ: ابْنَ عَبْدِالْمُطَّلِبِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((قَدْ أَجَبْتُكَ)) فَقَالَ إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلَا تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ. قَالَ: ((سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ)). فَقَالَ: أَسْأَلُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ الله أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ قَالَ: ((اللهمَّ نَعَمْ)) قَالَ: أَنْشُدُكَ بِالله الله أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ قَالَ: ((اللهمَّ نَعَمْ)) قَالَ: أَنْشُدُكَ بِالله الله أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟ قَالَ: ((اللهمَّ نَعَمْ)) قَالَ: أَنْشُدُكَ بِالله الله أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ قَالَ: ((اللهمَّ نَعَمْ)) قَالَ: آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ. للبخاري (¬1). ¬
45 - ولمسلم قال أَنَسٌ: َ نُهِينَا في القرآن أَنْ نَسْألَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ شَيْءٍ فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْعَاقِلُ فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ الله أَرْسَلَكَ. قَالَ: ((صَدَقَ)). قَالَ: -[13]- فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ قَالَ: ((الله)). قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ قَالَ: ((الله)) قَالَ: فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ وَجَعَلَ فِيهَا مَا جَعَلَ؟ قَالَ: ((الله)) قَالَ: فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَخَلَقَ الْأَرْضَ وَنَصَبَ الْجِبَالَ الله أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: ((نَعَمْ)) قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا. قَالَ: ((صَدَقَ)) قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ الله أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ)) فذكرمثله في الزَكَاةً ورمضان والحج ثُمَّ وَلَّى وقَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ)) (¬1). ¬
46 - وللترمذي وأبي داود والنسائي نحو ذلك (¬1). ¬
47 - زاد أحمد و ((الكبير)): وَكَانَ ضِمَامٌ رَجُلًا أَشْعَرَ ذَا غَدِيرَتَيْنِ. قَالَ: أَنْشُدُكَ بالله إِلَهِكَ وَإِلَهِ مَنْ قَبْلَكَ وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ في السؤلات كلها. وقال: الله أَمَرَكَ أَنْ تَأْمُرَنَا أَنْ نَعْبُدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الْأَنْدَادَ الَّتِي كَانَ آبَاؤُنَا يَعْبُدُونَ مَعَهُ؟ قَالَ: ((اللهم نعم)) قال: وَسَأُؤَدِّي هَذِهِ الْفَرَائِضَ، وَأَجْتَنِبُ مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ لَا أَزِيدُ وَلَا أَنْقُصُ، وقال - صلى الله عليه وسلم - حِينَ وَلَّى: ((إِنْ صْدَقْ ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ)). ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَكَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: بِئْسَتِ اللَّاتُ وَالْعُزَّى. قَالُوا: مَهْ يَا ضِمَامُ، اتَّقِ الْبَرَصَ وَالْجُذَامَ، اتَّقِ الْجُنُونَ. قَالَ: وَيْلَكُمْ، إِنَّهُمَا وَالله ما يَضُرَّانِ وَلَا يَنْفَعَانِ، إِنَّ الله تعالى قَدْ بَعَثَ رَسُولًا، وَأَنْزَلَ كِتَابًا اسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وقَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِهِ بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَنَهَاكُمْ عَنْهُ، فَوَالله مَا أَمسَى في ذَلِكَ الْيَوْمِ وَفِي حَاضِرِهِ رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ إِلَّا مُسْلِمًا. يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدِ قَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْ ضِمَامِ. رواه أحمد (¬1). ¬
48 - طَلْحَةَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ وَلَا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ)). فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَن فقَالَ: ((لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ)). فقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وَصِيَامُ رَمَضَانَ)) فقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ قَالَ: ((لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ)) -[14]- وَذَكَرَ (لَهُ) (¬1) الزَّكَاةَ فقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: ((لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ)) فَأَدْبَرَ وَهُوَ يَقُولُ: لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلَا أَنْقُصُ منه فقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ أو دخل الجنة إن صدق)) للستة إلا الترمذي (¬2). ¬
49 - ابْنِ عَبَّاسٍ وَسْأَلتْهُ امرأه عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَقَالَ إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ أَتَوْا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((مَنِ الْوَفْدُ أَوْ مَنِ الْقَوْمُ)) قَالُوا: رَبِيعَةُ. قَالَ: ((مَرْحَبًا بالوفد أو بالقوم غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَدَامَى)) َقَالُواِ: إِنَّا نَأْتِيك وَإِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيَّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، ولَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلَّا فِي الشَهْرِ الْحَرَامِ فَمُرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ نُخْبِرْ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا ونَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِالله وَحْدَهُ، وَقَالَ: ((هَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِالله)) قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: ((شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسًا مِنَ الْمَغْنَمِ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ (وَالْمُزَفَّتِ) (¬1) والنَّقِيرِ. قَالَ شُعْبَةُ: وَرُبَّمَا قَالَ: الْمُقَيَّرِ، وَقَالَ: ((احْفَظُوهُ وَأَخْبِرُوا بِهِ مِنْ وَرَاءكُمْ)) وقَالَ لِلْأَشَجِّ أشجَّ عَبْدِ الْقَيْسِ: ((إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا الله الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ)). للشيخين ولأبي داود والنسائي نحوه وللترمذي بعضه. (¬2) ¬
50 - عَلِيٍّ - رضي الله عنه - رفعه: ((لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ (شهادة) (¬1) أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَيُؤْمِنُ بِالْمَوْتِ، ويؤمن بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَيُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ للترمذي (¬2). ¬
51 - الشَّرِيدِ بن سويد قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إنَّ أُمَّي أَوْصَتْ أَنْ أَعْتِقَ عَنْهَا رَقَبَةً مُؤْمِنَةً وَعِنْدِي جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ نُوبِيَّةٌ فأعتقها؟ قال: ((ادعها))، فدعوتها، فجاءت فقال: ((من ربك))؟ قالت: الله. قال: ((فمن أنا))؟ قالت: رسول الله قال: ((أعتقها فإنها مؤمنة)) (¬1). لأبي داود والنسائي. ¬
52 - الْعَبَّاسِ - رضي الله عنه - رفعه: ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِالله رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا. لمسلم والترمذي (¬1). ¬
53 - عَبْدِ الله بْنِ مُعَاوِيَةَ الْغَاضِرِيِّ رفعه: ((ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ طَعِمَ طَعْمَ الْإِيمَانِ، مَنْ عَبَدَ الله وَحْدَهُ، وعلم أنه لا إله إلا الله، وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ رَافِدَةً عَلَيْهِ كُلَّ عَامٍ ولم يعط الْهَرِمَةَ وَلَا الدَّرِنَةَ وَلَا الْمَرِيضَةَ وَلَا الشَّرَطَ اللَّئِيمَةَ، وَلَكِنْ مِنْ وَسَطِ أَمْوَالِكُمْ، فَإِنَّ الله لَمْ يَسْأَلْكُمْ خَيْرَهُ، وَلَمْ يَأْمُرْكُمْ بِشَرِّهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
54 - بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ بن معاوية بن حيدة عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِهِنَّ -لِأَصَابِعِ يَدَيْهِ- أَنْ لَا آتِيَكَ وَلَا آتِيَ دِينَكَ وَإِنِّي كُنْتُ امْرَءًا لَا أَعْقِلُ شَيْئًا إِلَّا مَا عَلَّمَنِي الله وَرَسُولُهُ، وَإِنِّي سْأَلتُكَ لوَجه الله: بِمَ بَعَثَكَ الله إلينا؟ قَالَ: ((بِالْإِسْلَامِ)) قالْ: وَمَا آيَاتُ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: ((أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْتُ وَجْهِي للَّهِ وَتَخَلَّيْتُ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، كلُ مسلمٍ على مسلمٍ محرمٌ أخوان نصيران، لا يقبل من مشرك بعدما أسلم عمل أويفارق المشركين إلى المسلمين)). النسائى (¬1). ¬
55 - سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الله الثَّقَفِيِّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ. قَالَ: ((قُلْ آمَنْتُ بِالله ثم اسْتَقِمْ)). لمسلم (¬1). ¬
56 - أَنَسٍ - رضي الله عنه - رفعه: ((مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فهو الْمُسْلِمُ)). رواه النسائي (¬1). ¬
57 - أبو أُمَامَةَ قال رجل: يا رَسُولَ الله، مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: ((إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ)). للكبير (¬1). ¬
58 - أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ وَقَوْلٌ بِاللِّسَانِ وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ)). قَالَ أَبُو الصَّلْتِ: لَوْ قُرِئَ هَذَا الْإِسْنَادُ عَلَى مَجْنُونٍ لَبَرَأَ. للقزويني. وأبوالصلت شيعى متعصب ضعيف بل منكر (¬1). ¬
خصال الإيمان وآياته
خصال الإيمان وآياته (¬1) ¬
59 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُون)) (¬1) ¬
60 - وفى روايهَ وستون شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ (¬1). ¬
61 - وفى رواية: وَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ. للستة إلا الموطأ (¬1). ¬
62 - أنس، رفعه: ((إن لله لوحًا من زبرجدة خضراء تحت العرش، كتب فيه: أنا الله لا إله إلا أنا أرحم الراحمين خلقتُ بضعة عشرَ وثلاثمائة خُلُق، من جاء بخُلُق منها مع شهادة أن لا إله إلا الله دخل الجنة)). ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
63 - عَائِشَةَ رفعته: ((ثَلَاث أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ، لَا يَجْعَلُ الله مَنْ لَهُ سَهْمُ الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ، وأَسْهُمُ الْإِسْلَامِ الثَلَاثَةُ: الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالزَّكَاةُ، وَلَا يَتَوَلَّى الله عَبْدًا فِي الدُّنْيَا فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا جَعَلَهُ -[17]- مَعَهُمْ وَالرَّابِعَةُ لَوْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا رَجَوْتُ أَنْ لَا آثَمَ لَا يَسْتُرُ الله عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. لأحمد الموصلي (¬1). ¬
64 - أَنَسٍ رفعه: ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بهن طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ الله مِنْهُ كما يكره أن يلقى في النار)). للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
65 - وله في رواية بدل الثانية: ((أَنْ يُحِبَّ فِي الله وَيَبْغُضَ (للَّهِ) (¬1))) (¬2). ¬
66 - قتادة عن ابن مسعود رفعه: ((ثلاثٌ منْ كنَّ فيه يجدُ حلاوةَ الإيمانِ: تركُ المراءِ في الحقِّ والكذبُ في المزاحةِ، ويعلمُ أن ما أصابَهُ لم يكن ليخطأه، وما أخطأه لم يكن ليصيبهُ)). للطبراني (¬1) ولم يسمع قتادة من ابن مسعود. ¬
67 - عمار بن ياسر، رفعه: ((ثلاثٌ من الإيمان: الإنفاقُ من الإقتارِ، وبذلُ السلامِ للعالمِ، والإنصافُ من نفسِك)) (¬1) ¬
68 - أنس، رفعه: ((ثلاث من كن فيه استوجبَ الثوابَ، واستكملَ الايمانَ: خُلُقٌ يعيش به في الدنيا، وورعٌ يحجزهُ عن محارمِ الله، وحلمٌ يرده عن جهلِ الجاهلِ)) (¬1). هما للبزار. ¬
69 - وعنه رفعه: ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
70 - وعنه رفعه: ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)). للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
71 - أَبِو أُمَامَةَ رفعه: ((مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ)). لأبي داود (¬1). ¬
72 - عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه، رفعه: ((لايؤمن عبدٌ حتى أكونَ أحبَّ اليه من نفسهِ، وأهلي أحبَّ إليه من أهله، وعترتي أحبَّ إليه من عترتِه، وذاتي أحب اليه من ذاتِه)). للكبير والأوسط بضعف (¬1). ¬
73 - عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ رفعه: ((لَا يَحِقُّ الْعَبْدُ صَرِيحَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لِلَّهِ وَيُبْغِضَ لِلَّهِ، فَإِذَا أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَحَقَّ الْوَلايةَ مِنَ الله، إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْ عِبَادِي وَأَحِبَّائِي مِنْ خَلْقِي الَّذِينَ يُذْكَرُونَ بِذِكْرِي وَأُذْكَرُ بِذِكْرِهِمْ. لأحمد بضعف (¬1). ¬
74 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ)). للترمذي والنسائي (¬1). ¬
75 - وله وللبخاري وأبي داود عن ابْنِ عَمْرٍو بدل والمؤمن ... الخ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ (¬1). ¬
76 - ابْنِ عَمْرٍو بن العاص أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ للشيخين والنسائي (¬1). قلت: أخرجه في السلام من كتاب الصحبة لأبي داود فقط فعلم أنه للأربعة. ¬
77 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعَتادُ الْمَسْجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ فَإِنَّ الله تَعَالَى يَقُولُ {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الله مَنْ آمَنَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ})). للترمذي (¬1). ¬
78 - أَنَسٍ رفعه: ((ثَلَاثة مِنْ أَصْلِ الْإِيمَانِ: الْكَفُّ عَمَّنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَلَا، يكَفِّرُهُ بِذَنْبٍ، وَلَا يُخْرِجُهُ عنَ الْإِسْلَامِ بِعَمَلٍ، وَالْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي الله إِلَى أَنْ تقَاتِلَ آخِرُ هذه الأُمَّةِ الدَّجَّالَ لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ وَلَا عَدْلُ عَادِلٍ وَالْإِيمَانُ بِالْأَقْدَارِ)). لأبي داود (¬1). ¬
79 - ابن مسعود: سُئِلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْوَسْوَسَةِ [فقَالوا: إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يحترقَ حتى يصير حممةً أو يخرَّ من السماءِ إلى الأرضِ أحبَّ إليه (أن) (¬1) يتكلمَ به]. قال: ((ذلك مَحْضُ الْإِيمَانِ)). لمسلم (¬2). ¬
80 - وله ولأبي داود من طريق آخر: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَة)) (¬1). ¬
81 - عُبَيْدِ الله بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ: بَيْنَمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَارَّهُ فَلَمْ ندْر مَا سَارَّهُ حَتَّى جَهَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا هُوَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ: ((أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله)) قَالَ: بَلَى وَلَا شَهَادَةَ لَهُ. قَالَ: ((أَلَيْسَ يُصَلِّي)) قَالَ: بَلَى وَلَا صَلَاةَ لَهُ. َقَالَ: ((أولئك الَّذِينَ نَهَانِي الله عَنْ قتلهم)) (¬1). للموطأ. ¬
82 - طارق الأشجعي رفعه: ((مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ الله حَرَّمَ الله مَالَهُ وَدَمَهُ وَحِسَابُهُ عَلَى الله (¬1). (تم) (¬2) لمسلم. ¬
83 - عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، مَنْ معَكَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: ((حُرٌّ وَعَبْدٌ)). قُلْتُ: مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: ((طِيبُ الْكَلَامِ وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ)) قُلْتُ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: ((الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ)) قُلْتُ: أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)) قُلْتُ: أَيُّ الْإِيمَانِ (أَفْضَلُ) (¬1)؟ قَالَ: ((خُلُقٌ حَسَنٌ)) قُلْتُ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((طُولُ الْقُنُوتِ)) قُلْتُ: أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ)) (¬2). للكبير وأحمد بلفظه. ¬
84 - علقمة. قال: قال عبد الله: الصبرُ نصفُ الإيمان، واليقينُ الإيمانُ كله (¬1). للكبير. ¬
أحكام الإيمان وذكر البيعة وغير ذلك
أحكام الإيمان وذكر البيعة وغير ذلك (¬1) ¬
85 - ابْنِ عُمَرَ رفعه: ((أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله)). للشيخين (¬1) إلا أن مسلما لم يذكر: ((إلا بحق الإسلام)). ¬
86 - عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رفعه: ((تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِالله شَيْئًا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تزنوا ولا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَقِّ)) (¬1). ¬
87 - وفى رواية: ((ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في معروف، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى الله، وَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَسَتَرَهُ الله عَلَيْهِ فَأَمْرُهُ إِلَى الله إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ)) فبايعناه على ذلك. للشيخين -[21]- ونحوه للترمذى والنسائى وقال: ((ومن أصابَ من ذلك شيئًا فأُخِذَ به في الدنيا فهو كفارةٌ له وطهورٌ ومن سترَهُ الله فذلك إلى الله إن شاءَ عذبه وإن شاءَ غفرَ له)) (¬1). ¬
88 - وله وللشيخين و ((الموطأ)) في أخرى. (بَايَعْت رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَة في العسر واليسر والْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وعلى أثرة علينا، وعلى أَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وعلى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أينمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي الله لَوْمَةَ لَائِمٍ) (¬1). ¬
89 - وفى رواية: (ولَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ) (¬1) قال إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ فيه مِنَ الله بُرْهَانٌ (¬2). ¬
90 - عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً فَقَالَ: ((أَلَا (تُبَايِعُوني) (¬1) رَسُولَ الله)) ِ - صلى الله عليه وسلم - وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ فَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ الله، فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا فقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ الله، فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: ((أَنْ تَعْبُدُوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وتصلوا الصَّلَوَاتِ الْخَمْس وتسمعوا وَتُطِيعُوا، -وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً- قال: وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا، فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ)). لمسلم وأبي داود وللنسائي مطولًا (¬2). ¬
91 - أُمَيْمَةُ بِنْتُ رُقَيْقَةَ: أَتَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي نِسْوَةٍ من الأنصار فقلنا: نبايعك عَلَى الْإِسْلَامِ فَقُلْنَ: نُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِالله شَيْئًا وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنِيَ وَلَا نَقْتُلَ (أَوْلَادَنَا) (¬1) وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ (نَفْتَرِيهِ) (¬2) بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا وَلَا نَعْصِيَكَ فِي مَعْرُوفٍ. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ)). فقَلنا: الله وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنا بأَنْفُسِنَا، هَلُمَّ نُبَايِعْكَ يَا رَسُولَ الله. فَقَالَ: ((إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ إِنَّمَا قَوْلِي -[22]- لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ)). للموطأ والنسائي والترمذي مطولًا (¬3). ¬
92 - الْهِرْمَاسِ بْنِ زِيَادٍ: مَدَدْتُ يَدِي إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا غُلَامٌ لِيُبَايِعَنِي. للنسائي (¬1). ¬
93 - محمد بن علي بن الحسين: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بايعَ الحسنَ والحسينَ وعبدَ الله بنَ عباسٍ وعبدَ الله بن جعفرٍ، وهم صغارٌ، لم يبلغوا، ولم يبايع صغيرًا إلا منا. للكبير (¬1). ¬
94 - ابن عباس سُئلَ: كيف كان - صلى الله عليه وسلم - يمتحنُ النساء؟ قال: اذا أتته المرأةُ لتسلِمَ أحلَفهَا بالله ماخرجَتْ لبُغضِ زوجها، وبِالله ماخرجَتْ لاكتسابِ دينار، وبالله ماخرجَتْ من أرضٍ إلى أرضٍ، وبالله ماخَرجت إلا (حُبًا) (¬1) لله ولرسوله. للكبير (¬2). ¬
95 - ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّاسَ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية تفرقوا في ظلال الشجر، فإذا الناس محدقونَ به فَقَالَ عمر: يَا عَبْدَ الله انْظُرْ مَا شَأْنُ النَّاس؟ فذهبت فَوَجَدتهُمْ يُبَايِعُونَ فَبَايَعتُ ثُمَّ رَجَعَت إِلَى عُمَرَ فَخَرَجَ فَبَايَعهَ. للبخاري (¬1). ¬
96 - وعنه: أنه كتبَ إلى عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان يبايعه: أُقِرُّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِعَبْدالله عَبْدِالْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى سُنَّةِ الله وَسُنَّةِ رَسُولِ الله، وَإِنَّ بَنِيَّ قَدْ أَقَرُّوا بِمِثْلِ ذَلِكَ. لمالك والبخاري بلفظه (¬1). ¬
97 - عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ: شَهِدَت حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَّرَ وَوَعَظَ ثُمَّ قَالَ ثلاثا: ((أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ؟)) قَالوا: يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ. قَالَ: ((فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، -[23]- أَلَا لَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ، وَلَا يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ، وَلَا وَلَدٌ عَلَى وَالِدِهِ، أَلَا إِنَّ الْمُسْلِمَ أَخُو الْمُسْلِمِ فَلَيْسَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ إِلَّا مَا أَحَلَّ مِنْ نَفْسِهِ، أَلَا وَإِنَّ كُلَّ رِبًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ غَيْرَ رِبَا الْعَبَّاسِ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ، (أَلَا) (¬1) وَإِنَّ كُلَّ دَمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ وَأَوَّلُ دَمٍ أضِعَ مِنْ دمَ الْجَاهِلِيَّةِ دَمَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ -وكَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهن عَوَانٌ عِنْدَكُمْ، لَيْسَ تَمْلِكُونَ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا أَلَا وإِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلَا وَإِنَّ حَقَّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ (¬2). ¬
98 - وفي رواية: ((أَلَا وَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بِلدِكُمْ هَذِا أَبَدًا، وَلَكِنْ سَتَكُونُ لَهُ طَاعَةٌ فِيمَا تَحْتَقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ وسَيَرْضَى بِهِ)). للترمذي وللشيخين نحوه عن ابن عمر (¬1). ¬
99 - أبو بَكْرَةَ رفعه: قَالَ: إن الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئتَةِ يَوْمَ خَلَقَ الله السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ. أَيُّ شَهْرٍ هَذَا))؟ قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ فقَالَ: ((أَلَيْسَ ذا الْحِجَّةِ)) قُلْنَا: بَلَى قَالَ: ((أَيُّ بَلَدٍ هَذَا)). قُلْنَا الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ (¬1): ((أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ الحرام))؟ قُلْنَا بَلَى. قَالَ: ((فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟)) قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ: ((أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ)). قُلْنَا: بَلَى قَالَ: ((فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كفار يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ (بَعْضَ) (¬2) مَنْ يُبَلَّغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ (بَعْضِ) (¬3) مَنْ سَمِعَهُ ثُمَّ -[24]- قَالَ: ((أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ، ألا هل بلغت))؟ قلنا: نعم. قال: ((اللهم أشهد)). للبخاري (¬4) ولأبي داود بعضه ولمسلم كله بزيادة: ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما وإلى جذيعة من الغنم فقسمها بيننا. ¬
100 - وزاد رزين في آخره: ((ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ ولاة الأمر، وَلُزُومُ جَمَاعَة المسلمينْ، فَإِنَّ دعْوتهمَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ)) (¬1). ¬
101 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة ثم يقول اقرؤوا {فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ (جَدعَاءَ) (¬1))) (¬2). ¬
102 - وفي رواية: كَمَا تَنْتِجُونَ الْإِبِلَ فَهَلْ تَجِدُونَ فِيهَا جَدْعَاءَ حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا قَالُوا: يَا رَسُولَ الله أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ صَغِيرًا قَالَ: ((الله أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَاِملينَ)). للشيخين ونحوه للباقين إلا النسائي (¬1). ¬
103 - مالك بن أحمر لما بلغه قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفد اليه، فقبلَ اسلامَهُ، وسألُه أن يكتب له كتابًا يدعُو به إلى الإسلامِ، فكتبَ له في رقعةٍ من أدم: ((بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتابٌ من محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمالك بْن أحمر ولمن اتبعه من المسلمين، أمانًا لهم ما أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، (واتبعوا المسلمين) (¬1)، وجانبوا المشركينَ، وأدوا الخمسَ من المغنمِ، وسهمَ الغارمين، وسهم كذا، وسهم كذا فهم آمنون بأمانِ الله وأمانِ محمدٍ رسولِ الله (¬2). ((للأوسط)). ¬
104 - ابن عمر، رفعه: ((لا يقبل إيماُن بلا عمل، ولا عملُ بلا إيمان)). ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
105 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السارق حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)) قال: وكان أبو هريرة يلحق ولا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
106 - وعنه رفعه: ((إِذَا زَنَى الرَّجُلُ خَرَجَ مِنْهُ الْإِيمَانُ وكَانَ عَلَيْهِ كَالظُّلَّةِ فَإِذَا أقلع رَجَعَ إِلَيْهِ الْإِيمَانُ)). لأبي داود (¬1). ¬
107 - وللترمذى: ((خَرَجَ مِنْهُ الْإِيمَانُ فَكَانَ فَوْقَ رَأْسِه فَإِذَا خَرَجَ مِنْ ذَلِكَ الْعَمَلِ عَادَ إِلَيْهِ الْإِيمَانُ)) (¬1). قال محمد الباقر: تفسيره يخرج من الإيمان إلى الإسلام. ¬
108 - وعنه رفعه: ((بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غريبًا كَمَا بَدَأَ طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ)). لمسلم (¬1). ¬
109 - ابن عمرو بن العاص رفعه: ((إنَّ الإيمانَ ليخلقُ في جوفِ أحدِكم، كما يخلقُ الثوبُ، فاسألوا الله أن يجددَ الإيمانَ في قلوبكُم)). للكبير (¬1). ¬
110 - أبو هُرَيْرَةَ: رفعه: ((جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ)) قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا؟ قَالَ: ((أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا الله)). لأحمد (¬1). ¬
111 - ابْنِ مَسْعُودٍ رفعه: ((إِنَّ الله عزَّ وجلَّ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ الله يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا -[26]- يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا مَنْ أَحَبَّ، فَمَنْ أَعْطَاهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يَسْلَمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ، وَلَا يُؤْمِنُ عبدٌ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ)) قلت: وَمَا بَوَائِقُهُ يَا رسول الله؟ قَالَ: ((غَشْمُهُ وَظُلْمُهُ، وَلَا يَكْسِبُ مَالًا مِنْ حَرَامٍ فَيُنْفِقَ مِنْهُ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ، وَلَا يَتَصَدَّقُ بِهِ فَيُقْبَلَ مِنْهُ، وَلَا يَتْرُكُه خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلَّا كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ، إِنَّ الله لَا يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ، وَلَكِنْه يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ، إِنَّ الْخَبِيثَ لَا يَمْحُو الْخَبِيث)). لأحمد (¬1). ¬
112 - الحارث بن مالك الأنصاري ومرّ بالنبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((كيفَ أصبحتَ يا حارثة؟)) قال: أصبحتُ مؤمنًا حقًا، قال: ((فانظر ما تقولُ فإن لكل قول حقيقةً، فما حقيقةُ إيمانِك؟)) فقال: عزفت نفسى عن الدنيا، فأسهرتُ ليلي، وأظمأتُ نهاري، وكأني أنظُر عرشَ ربي بارزًا، وكأني أنظُر الى أهل الجنةِ يتزاورون فيها، وكأنْي أنظرُ الى أهل النار يتضاغَوْنَ فيها. قال: ((يا حارثة عرفتَ فالزم)). ((للكبير)) بخفى وللبزار (¬1) بضعف نحوه عن أنس وزاد في آخره مؤمن نوّر الله قلبه. ¬
113 - ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أى الأديان أحب إلى الله يا رسول الله؟ قالَ: ((الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ)). لأحمد والكبير والبزار (¬1). ¬
114 - ابْنِ عَمْرٍو بن العاص: قَالَ رجل: يَا رَسُولَ الله إِنِّي أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَلَا أَجِدُ قَلْبِي يَعْقِلُ عَلَيْهِ فَقَالَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ قَلْبَكَ حُشِي الْإِيمَانَ، وَإِنَّ الْإِيمَانَ يُعْطَى الْعَبْدَ قَبْلَ الْقُرْآنِ)). لأحمد (¬1) بضعف. ¬
115 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ قَلْبٌ أَجْرَدُ فِيهِ مِثْلُ السِّرَاجِ يُزْهِرُ، وَقَلْبٌ أَغْلَفُ مَرْبُوطٌ عليه غِلَافُهُ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، وَقَلْبٌ مُصْفَحٌ، فَأَمَّا الْقَلْبُ الْأَجْرَدُ فَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ، وَأَمَّا الْقَلْبُ الْمَنْكُوسُ فَقَلْبُ الْمُنَافِقِ عَرَفَ ثُمَّ أَنْكَرَ، وَأَمَّا الْمُصْفَحُ فَقَلْبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ فَمَثَلُ -[27]- الْإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ الْبَقْلَةِ يَمُدُّهَا الْمَاءُ الطَّيِّبُ وَمَثَلُ المناِّفَقِ فِيهِ كَمَثَلِ الْقُرْحَةِ يَمُدُّهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ فَأَيُّ الْمَدَّتَيْنِ غَلَبَتْ عَلَى الْأُخْرَى غَلَبَتْ عَلَيْهِ. لأحمد والصغير بلين (¬1). ¬
116 - ابن عمر رفعه: ((لَا نَعْلَمُ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مِائَةٍ مِثْلِهِ إِلَّا الرَّجُلَ الْمُؤْمِنَ)). لأحمد، والأوسط (¬1). ¬
117 - وللصغير بضعف مثله، بلفظ: ((خيرًا من ألف مثله)) (¬1). ¬
118 - أبو هُرَيْرَةَ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ لَا تَزَالُ الريح تُميله وَلَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ بَلَاءٌ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كشَجَرَةِ الْأَرْزِ لَا تُهْزُّ حَتَّى تُسْتَحْصَدَ. للبخاري والترمذي (¬1). ¬
119 - النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ: ((إِنَّ الله ضَرَبَ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا عَلَى كَنَفَيِ الصِّرَاطِ زَوْرَانِ لَهَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ عَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ وَدَاعٍ يَدْعُو فَوْقَهُ {وَالله يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. وَالْأَبْوَابُ الَّتِي عَلَى كَنَفَيِ الصِّرَاطِ حُدُودُ الله فَلَا يَقَعُ أَحَدٌ فِي حُدُودِ الله حَتَّى يُكْشَفَ السِّتْرُ وَالَّذِي يَدْعُو مِنْ فَوْقِهِ وَاعِظُ رَبِّه)). للترمذي (¬1). ¬
120 - ابن مسعود: ضربَ الله مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعن جَنْبتي الصراطِ سُوران فيهما أبوابٌ مفتحةٌ وعلى الأبوابٍ ستورٌ مرخاٌة، وعند رأس الصراطِ داعٍ يقول: استقيموا على الصراط ولا تعوجوا، وفوق ذلك داعٍ يدعو كلما هم عبدٌ أن يفتحَ شيئًا من تلك الأبوابِ قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه. لرزين -[28]- ثم فسره بأن الصراط هو الإسلام، وأن الأبواب المفتحة محارم الله، وأن الستور المرخاة حدود الله، والداعي على رأس الصراط هو القرآن والداعي فوقه هو واعظ الله في قلب كل مؤمن.
121 - وعنه: وقال له رجلٌ: ما الصراطُ المستقيمُ، قال: تركَنَا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - في أدناه، وطرفُه في الجنة، وعن يمينه جوادُ، وعن يساره جوادُ، وثَم رجال يدعون من مر بهم فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النارِ، ومن أخذَ على الصراط المستقيم انتهى به إلى الجنةِ. ثم قرأ ابن مسعود: {وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} الآية. لرزين.
122 - علي، رفعه: ((بعث الله يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا إلى بني إسرائيل بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فلما بعثَ الله عيسى قالَ تعالى: يا عيسى قلْ ليحيى بنِ زكريا إمَّا أن يبلِّغ ما أرسلتُ به إلي بني إسرائيلَ، وإما أن تبلغهم فخرجَ يحيى حتى صارَ إلي بني إسرائيلَ فقال ـ إنَّ الله يأمُرُكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، ومثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ أعتقَ رجلًا وأحسنَ إليه وأعطاه، فانطلقَ وكفرَ نعمتَهُ ووالى غيره، وإنَّ الله يأمرُكُم أن تقيموا الصلاة، ومثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ أسرَهُ العدوُ فأرادوا قتلَه فقال: لا تقتلوني فإنَّ لي كنزا وأنا أفدي نفسي فأعطاهم كنزه، ونجى بنفسه، وإن الله يأمرُكم أن تصدقوا ومثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ مشى إلي عدوه وقد أخذَ للقتالِ جنةً فلا يبالي من حيث أتى وإن الله يأمركم أن تقرءوا الكتاب ومثل ذلك كمثل قوم في حصنهم صار إليهم عدوهم وقد أعدوا في كل ناحية من نواحي الحصن قوما فليس يأتيهم عدوهم من ناحية من نواحي الحصن إلا وبين يديهم من يدرؤهم عنهم عن الحصن فذلك مثل من يقرأ القرآن لا يزال في أحصن حصن. (للبزار والترمذي) (¬1) عن الحارث الأشعري (¬2). ¬
123 - أبو مُوسَى قَامَ فِينَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ: ((إِنَّ الله لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي (لَهُ) (¬1) أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ -[29]- النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ حِجَابُهُ النُّورُ)). وَفِي رِوَايَةِ: النَّارُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِه. لمسلم (¬2). ( ¬
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة) (¬1) ¬
124 - مَالِك بَلَغَني أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ الله وَسُنَّةَ رسوله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
125 - زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رفعه: ((إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي، أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الْآخَرِ، وهو كِتَابُ الله حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي لَنْ يَفَترقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا. للترمذي (¬1). ¬
126 - الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قال: عبد الرحمن بن عمرو السلمى وحجر بن حجر أتينا العرباض وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} وَقُلْنَا أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ وَعَائِدِينَ وَمُقْتَبِسِينَ فَقَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بوجهه فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رجل: يَا رَسُولَ الله؛ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا فَقَالَ: ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)). للترمذي وأبو داود بلفظه (¬1). ¬
127 - الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رفعه: ((أَلَا هَلْ عَسَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ الله، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلَالًا اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامًا حَرَّمْنَاهُ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ الله كَمَا حَرَّمَ الله)) للترمذى (¬1). ¬
128 - ولأبي داود: ((أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ))، بنحوه (¬1). وزاد أحمد والبزار بلين. ¬
129 - أبو هُرَيْرَةَ: ((ما جاءكم عنى من خير قلتُه، أوْ لَمْ أقله فأنا أقولُه، وما أتاكم من شر فإني لا أقولُ الشر)) (¬1). ¬
130 - ابن مسعود: قال أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ الله وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَ {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}. للبخاري (¬1). ¬
131 - عَائِشَةَ رفعته: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ منه فَهُوَ رَد)). للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
132 - أنس: دخل عليه الزهري فوجده يَبْكِي فقال: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا أَدْرَكْتُ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ وَهَذِهِ الصَّلَاةُ قَدْ ضُيِّعَتْ. للبخاري (¬1). ¬
133 - ابن مسعود قال: من كانَ مستنًا فليستنّ بمن قد ماتَ، فإن الحيَّ لا يؤمنُ عليه الفتنةُ، أولئك أصحابُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - كانوا أفضلَ هذه الأمةِ: أبرَّهَا قلوبًا، وأعمَقَها علمًا، وأقلَّها تكلفًا، اختارهم الله لصحبةِ نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ولإقامةِ دينهِ، فاعرفوا لهم فضلهمُ، -[31]- واتبعوهم على أثرِهِم، وتمسكوا بما استطعتُمْ به من أخلاقهِم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيمِ (¬1). ¬
134 - ابن عباس قالَ: من اقتدى بكتابِ الله، لايضلُّ في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، ثم تلا {فمن اتبع هداى فلا يضل ولايشقى} (¬1). ¬
135 - عمر: قال: تركتكم على الواضحة، ليلها كنهارِهِا، كونوا على دينِ الأعرابِ والغلمانِ في الكتابِ (¬1). ¬
136 - علي، قال: تركتُكُمْ على الجادةِ ومنهجٍ عليه أم الكتاب. هي لرزين
137 - أبو الدَّرْدَاءِ رفعه: ((وَايْمُ الله لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ)). للقزويني مطولًا (¬1). ¬
138 - أبو سعيد رفعه: ((إنّ لله حرماتٍ ثلاثا، من حفظهن حفظَ الله له أمرَ دينهِ ودنياهُ، ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله له شيئا: حرمة الإسلام وحرمتى وحرمة رحمي ((للكبير)) و ((الأوسط)) بضعف (¬1). ¬
139 - علي رفعه: من أحيا سنةً من سنُتِى أميتت بعدي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي. لرزين.
140 - ابن مسعود قال: عليكُمْ بهذا القرآنِ، فإنه مأدبةُ الله، فمن استطاعَ منكم أن يأخذَ من مأدبةَ الله فليفعل، فإنما العلم بالتعلم. للبزار (¬1). ¬
141 - معقل بن يسار رفعه: ((اعملُوا بالقرآنِ، وأحلوا حلالَهُ، وحرّموا حرامَهُ، واقتدَوا به، ولا تكفُروا بشيء منه، وماتشابهَ عليكم فردوه الى الله، وإلى أولى الأمرِ من بعدي، كيما يخبروكم، وآمنوا بالتوراةِ والإنجيلِ والزبورِ، وما أوتي النبيون من ربهم. ليشفِكُمْ القرآنُ وما فيه من البيان، فإنه شافعٌ مُشفعٌ، وماحلٌ مصدّقٌ، ولكلِّ آيةٍ منه نورٌ إلى يوم القيامة. أما إني أعطيتُ سورةَ البقرة من الذكر، -[32]- وأعطيتُ طه والطورَ من ألواح موسى، وأعطيتُ فاتحةَ الكتاب وخواتيمَ سورةِ البقرةِ من كنزٍ تحتَ العرش وأعطيت المفصلَ نافلةً. للكبير (¬1). ¬
142 - أبو هريرة رفعه: ((المتمسكُ بسنتى عند فسادِ أمتى له أجْرُ شهيٍد)). ((للأوسط)) (¬1). ¬
143 - حذيفة رفعه: ((سيأتى عليكم زمانٌ لايكون فيه شىء أعز من ثلاثٍ: درهمٍ حلالٍ، أو أخ يُستأنس به أو سنة يُعمل بها. ((للأوسط)) (¬1). ¬
144 - ابن مسعود قال: اقتصاد في سنّة خير من اجتهاد في بدعة. ((للكبير)) بضعف (¬1). ¬
145 - حُذَيْفَةَ رفعه: لَا يَقْبَلُ الله لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ صَوْمًا وَلَا صَلَاةً وَلَا صَدَقَةً وَلَا حَجًّا وَلَا عُمْرَةً وَلَا جِهَادًا وَلَا صَرْفًا وَلَا عَدْلًا يَخْرُجُ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا تَخْرُجُ الشَّعَرَةُ مِنَ الْعَجِينِ (¬1). للقزويني بمتهم. ¬
146 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو إِلَى شَيْءٍ إِلَّا وُقِفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَازِمًا لِدَعْوَتِهِ مَا دَعَا إِلَيْهِ وَإِنْ دَعَا رَجُلٌ رَجُلًا)) (¬1). للقزويني. ¬
147 - الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ حَسَّانَ قَالَ: مَا ابْتَدَعَ قَوْمٌ بِدْعَةً فِي دِينِهِمْ إِلَّا نَزَعَ الله مِنْ سُنَّتِهِمْ مِثْلَهَا ثُمَّ لَا يُعِيدُهَا إِلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (¬1). ¬
148 - ابْنِ مَسْعُودٍ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (يَوْمًا) (¬1) خَطًّا ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا سَبِيلُ الله ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ تَلَا: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (¬2). هما للدارمي. ¬
149 - أبو الدرداء: جاء عمرُ بجوامعَ من التوارةِ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسولَ الله، جوامعُ من التوراة أخذتُها من أخٍ لي من بني زريقٍ، فتغير وجهُهُ - صلى الله عليه وسلم -، فقال عبد الله بن زيد الذي أرِي الأذان: أمسخ الله عقلكَ؟ ألا ترى الذى بوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال عمر: رضينا بالله ربًا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمد نبيًا، وبالقرآن إمامًا. فسريَ عنه - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: والذى نفسُ محمدٍ بيده لو كان موسى بين أظهركم ثم تبعتموه وتركتموني لضلَلْتمُ ضلالًا بعيدًا. أنتم حظِّي من الأمم، وأنا حظُّكم من النبيين. للكبير (¬1) وفيه: أبو عامر القاسم بن محمد الأسدى. ¬
150 - عائشة: رفعته: ((ستةٌ لعنهم الله وكل نبى مجاب: الزائدُ في كتاب الله، والمكذبُ بقدرِ الله، والمستحلُّ حرمةَ الله، والمستحلُّ من عترتي ما حرمَ الله، والتاركُ السنةَ. للكبير (¬1). ¬
151 - وله من طريق آخر: سبعة فذكر تلك الخمسة وزاد والمستأثرُ بالفيء، والمتجبرُ بسلطانٍ، ليعزَّ من أذلَّ الله ويذلَّ من أعزَّ الله (¬1). ¬
152 - أبو مُوسَى رفعه: ((إن مَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غيث أَصَابَ أَرْضًا فَكَانت مِنْهَا طائفةٌ طيبة قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ الله بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا منها وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَ طَائِفَةً منها أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلًَا فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ الله وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى الله الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)) (¬1). ¬
153 - وعنه رفعه: ((إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمه فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ وأَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ فَالنَّجَاءَ، فَأَطَاعَهُ -[34]- طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي فَاتَّبَعَ مَا (جِئْتُ) (¬1) بِهِ وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ مَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ)) (¬2). ¬
154 - أَبَو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ تقَعْ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ وأنتم تَقْتَحِمُونَ فِيهَا)). للشيخين وللترمذي (¬1). ¬
155 - ابْنِ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً ليكون فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وستفترق أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً)) قَالُوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ الله قَالَ: من كان على مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي)). للترمذي (¬1). ¬
156 - مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ فَمَرَّ بِمَكَانٍ فَحَادَ عَنْهُ فَسُئِلَ لِمَ فَعَلْتَ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ هَذَا فَفَعَلْتُه. لأحمد والبزار (¬1). ¬
157 - وله: أنه كان يأتى شجرة بين مكة والمدينة فيقيل تحتها ويخبر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك (¬1). ( ¬
الاقتصاد في الأعمال
الاقتصاد في الأعمال) (¬1) ¬
158 - أَنَس: جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُونَ عَنْ عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تقَالُّوهَا فَقَالُوا: أَيْنَ نَحْنُ مِنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فأُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ الآخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ -[35]- وَقَالَ الآخَرُ: وأَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ ولا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِمْ فَقَالَ: ((أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَالله إِنِّي أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ولَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)). للشيخين وللنسائي نحوه (¬1). ¬
159 - عَائِشَةُ: صَنَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا فَرَخَّصَ فِيهِ فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَخَطَبَ فَحَمِدَ الله ثُمَّ قَالَ: ((مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ فَوَالله إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ (بِالله) (¬1) وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً)). للشيخين (¬2). ¬
160 - وعَنهاْ: بَعَثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ أَرَغِبْتَ عَنْ سُنَّتِي فقَالَ: لَا وَالله يَا رَسُولَ الله وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ قَالَ: ((فَإِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ فَاتَّقِ الله يَا عُثْمَانُ فَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَصُمْ وَأَفْطِرْ وَصَلِّ وَنَمْ)). لأبي داود (¬1). ¬
161 - وزاد رزين، قالت: وكان حَلفَ أن يقوم الليلَ كله، ويصوم النهار، ولاينكح النساءَ، فسأل عن يمينه، فنزل: {لايؤاخِذُكُمْ الله باللغوِ في أيمانِكُمْ}.
162 - وفي رواية: أنه هو الذى سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عما نواه، ولم يحلف. وهذا أصح.
163 - وله أيضا عنها: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمرهُمْ من العمل ما يطيقون، قالوا: لسنا كهيئتك، إن الله عز وجل قد غفرَ لك ما تقدمَ من ذنبكَ وما تأخر، فيغضبُ حتى يُعرفَ الغضبُ في وجهه ثم يقول: ((إن أتقاكم وأعلَمَكمْ بالله أنا)) (¬1). ¬
164 - أَبو جُحَيْفَةَ: آخى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ سلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ فقَالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا فَقَالَ له: كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ فقَالَ: نَمْ فَنَامَ ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: نَمْ فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ سَلْمَانُ: قُمِ الْآنَ، (فصليا) (¬1) فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ -[36]- لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وإن لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: ((صَدَقَ سَلْمَانُ)) (¬2). للبخاري، وللترمذى وزاد ولضيفك عليك حقا. ¬
165 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص أُخْبِرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي أَقُولُ وَالله لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ فقال: ((أنت الذي تقول ذلك؟)) فَقُلْتُ لَهُ: لقَدْ قُلْتُهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: ((فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَصُمْ وَأَفْطِرْ وَنُمْ وَقَمْ وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؛ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ)) قُلْتُ فإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ((فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ)) قُلْتُ: فإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ((فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا فَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ أعدل الصِّيَامِ)) (¬1). ¬
166 - وفى رواية: ((أفضل الصيام)). قُلْتُ فإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ((لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ)) (¬1). للشيخين وأبي داود والنسائي. ¬
167 - ومن رواياته: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ؟ َقُلْتُ: بَلَى قال: ((اقرأ القرآن في كُلِّ شَهْرٍ)) قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ((فاقرأه في عشر)) قلت: أطيق أفضل من ذلك. قال: ((في سبع لا تزد على ذلك)). فشددتُ فشدد عليَّ قال: ((إِنَّكَ لَا تَدْرِي لَعَلَّكَ يَطُولُ بِكَ عُمْرٌ)). فَصِرْتُ إِلَى الَّذِي قَالَ فَلَمَّا كَبِرْتُ وَدِدْتُ أَنِّي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
168 - ومنها: ((إِنَّكَ لتَصُومُ النهارَ وتَقوُمْ اللَّيْلَ؟)). قلت: نعم قال: ((إذا فعلت ذلك هَجَمَتْ لَهُ الْعَيْنُ وَنَفِهَتْ لَهُ النَّفْسُ لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، صومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ صَوْمُ الدَّهْرِ -[37]- كُلِّهِ)). قُلْتُ: أُطِيقُ أكثر من ذلك. قَالَ: ((صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى)). قلت: من لي بهذه يا نبى الله (¬1). ¬
169 - ومنها قَالَ: أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا فَتَقُولُ له نِعْمَ الرَّجُلُ لم يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا وَلَمْ (يُفَتِّشْ) (¬1) لَنَا كَنَفًا مذ أَتَيْنَاهُ فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ ذَكَرَه لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((الْقَنِي بِهِ)) فَلَقِيتُهُ فَقَالَ: ((كَيْفَ تَصُومُ))، فذكر نحوه. وفيه: يا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَذَاكَ أَنِّي كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ وكَانَ يَقْرَأُ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ السُّبْعَ مِنَ الْقُرْآنِ بِالنَّهَارِ وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ يَعْرِضُهُ مِنَ الليل؛ لِيَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَقَوَّى أَفْطَرَ أَيَّامًا وَأَحْصَى وَصَامَ مِثْلَهُنَّ كراهة أَنْ يَتْرُكَ شَيْئًا فَارَقَ عليه النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ... (¬2). ¬
170 - عَائِشَةَ كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَصِير يحجره بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي فيه، وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إليه يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ حَتَّى كَثُرُوا، فَأَقْبَلَ عليهم، فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ الله تعالى لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى الله مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ)) (¬1). للستة. ¬
171 - وزاد في رواية: ((وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ إِذَا عَمِلُوا عَمَلًا أَثْبَتُوهُ)) (¬1). ¬
172 - ومن رواياته: ((سَدِّدُوا، وَقَارِبُوا، (واعلموا) (¬1) أنه لَنْ يُدْخِلَ أَحَدكم عَمَلُهُ الْجَنَّةَ)) قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي الله بمغفرةٍ وَرَحْمَةٍ)) (¬2). ¬
173 - ومنها: سُئلت عائشة كيف كَانَ عمل النبي - صلى الله عليه وسلم -، هل كان يخص شيئا مِنَ الْأَيَّام، قَالَتْ لَا كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وَأَيُّكُمْ يَستطِيع مَا كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يستطِيع (¬1). ¬
174 - وللبخارى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نحو ذلك، وفيه: ((سَدِّدُوا، وَقَارِبُوا، وَاغْدُوا، وَرُوحُوا، وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ، وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا)) (¬1). ¬
175 - وله، وللنسائي: ((إِنَّ هذا الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ)) (¬1). ¬
176 - أَنَسِ رفعه: ((يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا)). للشيخين (¬1). ¬
177 - وعنه قَالَ: دَخَلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: ((مَا هَذَا؟)) قَالُوا: حَبْلٌ لِزَيْنَبَ إِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ به، قال: لَا حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ. للبخاري والنسائي وأبي داود (¬1). ¬
178 - وله أيضا: حمنة بدل زينب (¬1). ¬
179 - عَائِشَةَ قال: إنَّ الْحَوْلَاءَ بِنْتَ تُوَيْتِ مرت بي وعندي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: هذه الحولاء بنت تويت، وَزَعَمُوا أَنَّهَا لَا تَنَامُ اللَّيْلَ، فَقَالَ: ((لَا تَنَامُ اللَّيْلَ! خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَوَالله لَا يَسْأَمُ الله حَتَّى تَسْأَمُوا)). لمالك والشيخين والنسائي بلفظ مسلم (¬1). ¬
180 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فَإِنْ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ فَارْجُوهُ، وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فَلَا تَعُدُّوهُ. للترمذي (¬1). ¬
181 - ابن عباس: خبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مولاةً له تقوم الليل، وتصوم النهار، فقال: ((لكل عاملٍ شِرةٌ، ولكل شِرة فترة، فمن صارت فترته إلى سنتي، فقد اهتدى، ومن أخطأ فقد ضل)) (¬1). لرزين ¬
182 - مالك: بلغنى أن عائشة كانت تُرسل الى أهلها بعد العتمة فتقول: ألا تريحون الكُتَّابَ؟ (¬1) ¬
183 - أبو هريرة رفعه: ((خيرُ الأمورِ أوسطُها)). (¬1) لرزين. ¬
184 - جابر رفعه: ((إنّ هذا الدينَ متينٌ، فأوغلوا فيه برفق، فإن المنبتَّ لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى)) (¬1). للبزار بلين. ¬
185 - ولأحمد أوله عن أَنَس (¬1). ¬
186 - سهل بن حنيف رفعه: ((لا تشددوا على أنفسكم، فإنما (أهلَكَ) (¬1) من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهِمْ، وستجدون (بقاياهم) (¬2) في الصوامِعِ (والديارات) (¬3). للكبير والأوسط (¬4). ¬
187 - ولأبي داود عنَّ أنس بقصِّة (بعضه) (¬1) (¬2). ¬
188 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: إِنَّ الْهَدْيَ الصَّالِحَ وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ وَالِاقْتِصَادَ جُزْءٌ مِنْ أربعة وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ (¬1). لأبي داود. ¬
كتاب العلم فضله والحث عليه
كتاب العلم فضله والحث عليه
189 - حذيفة رفعه: ((فضلُ العلمِ خيرُ من فضلِ العبادة، وخيرُ دينكم الورعُ)). للأوسط والبزار (¬1). ¬
190 - أبو أُمَامَةَ: ذُكِرَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - رَجُلَانِ عَالِمٌ وعابد، فَقَالَ: ((فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ، إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ، وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، والحيتان في البحر يصلون عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ)) (¬1). ¬
191 - ابْنِ عَبَّاسٍ رفعه: ((فَقِيهٌ واحد أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ)). هما للترمذي (¬1). ¬
192 - ابْنِ سِيرِينَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا سُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُصُّ وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَذْكُرُ الْعِلْمَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَقَلت إِلَى أَيِّهِمَا أجلس فنعست، فأتانى آت، فقال: قلت: إلى أيهما تَجْلِسُ؟ إِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مَكَانَ جبريل مِنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1). "للدارمي". ¬
193 - أَنَسِ: كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدهما يحترف، والآخر يلزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويتعلم منه، فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((لَعَلَّكَ به تُرْزَقُ)). للترمذي (¬1). ¬
194 - علي رفعه: نعم الرجُل الفقيهُ إن احتيج إليه نفع، وإن استُغني عنه أغنى نفسَهُ)) (¬1). لرزين. ¬
195 - أبو الدَّرْدَاء رفعه: ((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يطلب به عِلْمًا سَلَكَ الله بِهِ طَرِيقًا من طرق الجنة وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضاً لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ والْحِيتَانُ فِي جوف الْمَاءِ وإن َفَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ ليلة البدر عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا ولكن وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَه أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ (¬1). ¬
196 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ الله لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ)). هما للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
197 - وعنه: ومر بالسوق يا أهل السوق ما أعجزكم؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: ميراثُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقسم وأنتم هاهنا؟ قالوا: وأينَ؟ قال: في المسجد، فخرجوا سراعًا ثم رجعوا، فقالوا: لم نَرَ فيه شيئًا يُقسم رأينا قومًا يصلون، وقوما يقرءون (القرآن) (¬1)، وقوما يتذاكرون الحلال والحرام، فقال: ويحكم: فذاك ميراثُ (نبيكم) (¬2). للأوسط (¬3). ¬
198 - عبد الرحمن بن عوف رفعه: ((يسيرُ الفقهِ خيرُ من كثيرِ العبادةِ، وخيرُ أعمالكم أيسرُها)) (¬1). للكبير بضعف. ¬
199 - أبو بكرة رفعه: ((اغد عالمًا، أو متعلمًا، أو مستمعًا، أو محبا، ولا تكن الخامسةَ فتهلك)). قال عطاء: قال لي مسعر: زدتَنا خامسةً لم تكن عندنا والخامسةُ أن يُبغض العلم وأهلَه (¬1). للطبراني والبزار. ¬
200 - أبو أُمامة رفعه: ((ثلاثةٌ لا يستخِف بهم إلا منافقٌ: ذو الشيبةِ في الإسلام، وذوا العلمِ، وإمامٌ مقسطُ)). للكبير بضعف (¬1). ¬
201 - وعنه رفعه: ((من علم عبدًا آيةً من كتابِ الله تعالى فهو مولاه لاينبغى أن يخذلَهُ، ولا يستاثَرِ عليه)). للكبير (¬1)، وفيه عبيد بن رزين اللاذقي. ¬
202 - أَنَسَ: ((مَثَلَ العالم فِي الْأَرْضِ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ يُهْتَدَى بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ فَإِذَا انْطَمَسَتِ النُّجُومُ أَوْشَكَ أَنْ تَضِلَّ الْهُدَاةُ)). لأحمد (¬1) بضعف. ¬
203 - مُعَاذ بْن أَنَس رفعه: ((قَالَ مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا فَلَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْعَامِلِ)). للقزويني (¬1). ¬
204 - أبو أمامة رفعه: ((من غدا إلى المسجدِ لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا، أو يعلمه، كان له أجر حاج تامًا حجته)) (¬1). ¬
205 - سهل بن سعد رفعه: ((من دخلَ مسجدي هذا ليتعلم خيرًا أو يُعلمه كان بمنزلِة المجاهِدِ في سبيل الله، ومن دخله لغيرِ ذلك من أحاديثِ الناسِ كان بمنزلةِ الذى يَرى ما يعجبهُ وهو شيء لغيره)). هما للكبير (¬1). ¬
206 - قَبِيصَة بْنِ الْمُخَارِقِ: أَتَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((مَا جَاءَ بِكَ)) قُلْتُ: كَبِرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، فَأَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مَا يَنْفَعُنِي الله بِهِ، قَالَ: ((مَا مَرَرْتَ بشجر وَلَا حجر وَلَا مَدَرٍ إِلَّا اسْتَغْفَرَ لَكَ يَا قَبِيصَةُ إِذَا صَلَّيْتَ الصبح فَقُلْ ثَلَاثًا سُبْحَانَ الله الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ تُعَافَى مِنَ الْعَمَى وَالْجُذَامِ وَالْفَالِجِ يَا قَبِيصَةُ قُلِ اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِمَّا عِنْدَكَ وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ وَانْشُرْ عَلَيَّ من رَحْمَتَكَ وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَتِكَ)). لأحمد (¬1) برجل لم يسم. ¬
207 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا بِبابهِ رَايَتَانِ: رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ، فَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ الله اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ، وَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِطُ الله اتَّبَعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ)). لأحمد (¬1) وللأوسط. ¬
208 - واثلة رفعه: ((من طلب علمًا فأدركه كتبَ الله له كِفلين من الأجرِ، ومن طلبَ علمًا فلم يدركه كتبَ الله له كِفلًا من الأجر)) (¬1). للكبير. ¬
209 - ابْن عَبَّاسٍ رفعه: ((مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)) (¬1). للترمذي. ¬
210 - وللشيخين عن معاوية مطولًا (¬1). ¬
211 - أَنَس رفعه: ((مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فهو فِي سَبِيلِ الله حَتَّى يَرْجِعَ)). للترمذي (¬1). ¬
212 - سَخْبَرَة رفعه: ((مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى)) (¬1). للترمذي وضعفه. ¬
213 - أبو سَعِيدٍ رفعه: لَنْ يَشْبَعَ الْمُؤْمِنُ مِنْ خَيْرٍ يَسْمَعُهُ (حَتَّى) (¬1) يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةُ (¬2). ¬
214 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا)).هما للترمذي (¬1). ¬
215 - ابْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رفعه: ((الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ فَضْلٌ: آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ)). لأبي داود (¬1). ¬
216 - أبو وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ: بَيْنَمَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَأَقْبَلَ اثْنَان إلى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فوقفا عليه، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وَأَمَّا الْآخَرُ: فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وَأَمَّا الثَّالِثُ: فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ، أَمَّا أَحَدُهُمْ: فَأَوَى إلى الله، فَآوَاهُ الله وَأَمَّا الْآخَرُ: فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا الله مِنْهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ: فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ الله عَنْهُ)). للشيخين والموطأ والترمذي (¬1). ¬
217 - أبومسعود رفعه: ((طلب العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ)). للكبير والأوسط (¬1). ¬
218 - وله عن أبي سعيد وابن عباس (¬1). ¬
219 - وللصغير عن الحسين بن على رضي الله عنهما نحوه، وفي كل ذلك (مقال) (¬1) (¬2). ¬
220 - أبو أمامة رفعه: ((إن لقمانَ قال لابنه: يا بنى عليك بمجالسةِ العلماءِ، واستمع كلام الحكماء فإن الله يُحيْي القلبَ الميتَ بنورِ الحكمةِ، كما يحيى الأرضَ الميتةَ بوابلِ المطرِ)). للكبير بضعف (¬1). ¬
221 - ابن عباس رفعه: ((إذا مررتُمْ برياض الجنةِ فارتعوا))، قالوا: يا رسول الله ما رياض الجنة؟ قال: ((مجالسُ العلم)). للكبير (¬1) وفيه رجل لم يسم. ¬
222 - ثعلبة بن الحكم رفعه: ((يقول الله تعالى للعلماء يوم القيامة، إذا قعدَ على كرسيه لفصل عباده: إني لم أجعَلْ علمي وحلمي فيكم إلا وأنا أريدُ أن أغفرَ لكُمْ على ما كان فيكم ولا أبالي)). للكبير (¬1). ¬
223 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ سُئِلَ عِلْمًا يعَلِمَهُ فكَتَمَهُ أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ)) (¬1). للترمذي وأبي داود. ¬
224 - سَهْل ابْنَ سَعْدٍ رفعه: ((وَالله لَأَنْ يُهْدى بهُداكَ رجلٌ واحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ)). لأبي داود (¬1). ¬
225 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ والْقُرْآنَ، وَعَلِّمُوا النَّاسَ فَإِنِّي مَقْبُوضٌ)). للترمذي (¬1). ¬
226 - زاد رزين: ((وإن مَثَلَ العالم الذى لا يُعلم الفرائضَ كمثل البرنس لارأسَ له)) (¬1). ¬
227 - وللقزويني بضعف: ((تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا، فَإِنَّهُ نِصْفُ الْعِلْمِ، وَهُوَ يُنْسَى وَهُوَ أَوَّلُ شَيْءٍ يُنْزَعُ مِنْ أُمَّتِي)) (¬1). ¬
228 - عقبة بن عامر رفعه: ((تَعَلَّمُوا الفرائض قبل الظانين، يعنى الذين يتكلمون بالظن)) (¬1). " لرزين". ¬
آداب العلم والسؤال والقياس والفتيا والكتابة
آداب العلم والسؤال والقياس والفتيا والكتابة
229 - أبو هَارُونَ الْعَبْدرِيِّ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا سَعِيدٍ، فَيَقُولُ: مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِنه قَالَ: ((إِنَّ النَّاسَ لَكُمْ تَبَعٌ، وَإِنَّ رِجَالًا يَأْتُونَكُمْ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرَضِ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ، فَإِذَا أَتَوْكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا)) (¬1). للترمذي. ¬
230 - وللقزويني بضعف: ((سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ، فَقُولُوا لَهُمْ مَرْحَبًا مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - و (اقنوهم) (¬1))). قُلْتُ لِلْحَكَمِ: ومَا (اقنوهم) (¬2) قَالَ عَلِّمُوهُمْ (¬3). ¬
231 - يَزِيدُ بْنُ سَلَمَةَ قلت: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَخَافُ أَنْ يُنْسِيَنِي أولُه آخِرَهُ، فَحَدِّثْنِي بِكَلِمَةٍ تَكُونُ جِمَاعًا، قَالَ: ((اتَّقِ الله فِيمَا تَعْلَمُ)) (¬1). للترمذي وزاد رزين: ((واعمل به)). ¬
232 - عمر قال: ((لا ينبغى لمن عنده شيئ من العلم أن يضيع نفسه)) (¬1). لرزين. ¬
233 - جابر رفعه: ((لا ينبغى للعالم أن يسكتَ على علمه، ولا ينبغى للجاهل أن يسكت على جهله، قال الله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون})). للأوسط (¬1) بضعف. ¬
234 - شقيق: كَانَ عَبْدُالله يُذَكِّرُ النَّاسَ فِي كُلِّ خَمِيسٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِالرَّحْمَنِ لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ، فقَالَ أَمَا إِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، وَإِنِّي أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ كَمَا كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَوَّلُنَا بِهَا مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
235 - عِكْرِمَة أن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدِّثِ النَّاسَ مرة في الجُمُعَة، فَإِنْ أَبَيْتَ فَمَرَّتَيْنِ، فَإِنْ أَكْثَرْتَ فثلاثًا وَلَا تُمِلَّ النَّاسَ هَذَا الْقُرْآنَ، وَلَا ألْفِيَنَّكَ تَأْتِي الْقَوْمَ وَهُمْ فِي حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِهِمْ، فَتَقُصُّ عَلَيْهِمْ فَتَقْطَعُ عَلَيْهِمْ حَدِيثَهُمْ فَتُمِلُّهُمْ، وَلَكِنْ أَنْصِتْ فَإِذَا أَمَرُوكَ فَحَدِّثْهُمْ وَهُمْ يَشْتَهُونَهُ، وانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ، فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ لَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ (¬1). ¬
236 - عَلِيٌّ قال: حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ الله وَرَسُولُهُ. هما للبخاري (¬1). ¬
237 - وعنه قال: إن الْفَقِيهَ حَقَّ الْفَقِيهِ الَّذِي من لم يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ الله، وَلَا يُؤَمِّنُهُمْ مِنْ عَذَابِ الله، وَلَا يُرَخِّصُ لَهُمْ فِي مَعَاصِي الله، إِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَا عِلْمَ فِيهَا، وَلَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَا فَهْمَ فِيهِ وَلَا خَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ لَا تَدَبُّرَ فِيهَا (¬1). ¬
238 - كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ: لَا تُحَدِّثِ الْبَاطِلَ للحُكَمَاءَ فَيَمْقُتُوكَ، وَلَا تُحَدِّثِ الْحِكْمَةَ لِلسُّفَهَاءِ فَيُكَذِّبُوكَ، وَلَا تَمْنَعِ الْعِلْمَ أَهْلَهُ فَتَأْثَمَ، وَلَا تَضَعْهُ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ فَتُجَهَّلَ، إِنَّ عَلَيْكَ فِي عِلْمِكَ حَقًّا كَمَا أَنَّ عَلَيْكَ فِي مَالِكَ حَقًّا. هما للدارمي (¬1). ¬
239 - ابْن مَسْعُودٍ قَالَ: مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً (¬1). "لمسلم". ¬
240 - أبو أُمَامَةَ: قَالَ فَتًى من قريش: يَا رَسُولَ الله ائْذَنْ لِي في ِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ فَقَالَ: ((ادْنُهْ)) فَدَنَا قَالَ: ((أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ)) قَالَ: لَا وَالله جَعَلَنِي الله فِدَاكَ. قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ)) ثم قَالَ له مثل ذلك في ابنته وأخته وعمته وخالته في كل ذلك يقول أتحبه لكذا فيقول لا والله جعلنى الله فداك فيقول صلى الله عليه وسلم: ((ولا الناس يحبونه له)) فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ اللهمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ، فَلَمْ يَكُنْ بَعْدَُ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ. لأحمد وللكبير (¬1). ¬
241 - ابْنِ عُمَرَ: كُنَّا عِنْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ شْبِهُ -أَوْ كَالرَّجُلِ- الْمُسْلِمِ لَا يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا، وَلَا تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَا يَتَكَلَّمَانِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: هِيَ النَّخْلَةُ فَلَمَّا قُمْنَا، قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَاهُ، وَالله لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تتَكَلَّمَ، قَالَ: لَمْ أَرَكُمْ تتَكَلَّمُونَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيْئًا، فقَالَ عُمَرُ: (لإن) (¬1) كُنتَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا (¬2). ¬
242 - ومن رواياته فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِالْبَوَادِي، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ (¬1). ¬
243 - ومنها: بينا نحن عِنْدهَ - صلى الله عليه وسلم - إِذَ أُتِيَ بِجُمَّارِ نَخْلَةٍ، فَقَالَ: ((إِنَّ مِنَ الشَّجَر شجرة لَهَا بَرَكَة كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ)) فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي النَّخْلَةَ فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ، فنظرتُ فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشَرَةٍ أَنَا أَحْدَثُهُمْ، فَسَكَتُّ فَقَالَ هِيَ النَّخْلَةُ. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
244 - جميلة أم ولد أنس: كان ثابِتُ إذا أتى أنسًا قال: يا جارية هاتي لي طيبًا أمس يدي، فإن ابن أم ثابت لا يرضى حتى يقبلَ يدي (¬1).للموصلي. ¬
245 - ابن مسعود قال: لا يزالُ الناسُ صالحين متماسكين ما أتاهم العلمُ من أصحابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن أكابرهم، فإذا أتاهم من أصاغِرِهم هلَكُوا (¬1). للكبير، والأوسط. ¬
246 - وعَنه رفعه: ((منهومان لا يشبعان: طالبُ علم، وطالبُ دنيا)) (¬1). للكبير بضعف. ¬
247 - وللأوسط بضعف عن عائشة: ((أربعُ لا يشبعنَ من أربعٍ: عينٌ من نظر، وأرضٌ من مطر، وأنثى من ذَكر، وعالم من علمٍ)) (¬1). ¬
248 - جابر: قال رجل: يا رسول الله: أي الناسِ أعلم؟ قال: من جمعَ علم الناسِ إلى علمه، كل صاحب علم غَرثانُ. للموصلى بضعف (¬1). ¬
249 - ابن عباس رفعه: ((ناصحوا في العلم، فإن خيانةَ أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله، وإن الله سائلكُم يومَ القيامة)). للكبير (¬1). ¬
250 - فضالة بن عبيد: كان إذا أتاه صاحبهُ قال: تدارسوا، وانشروا، وزيدوا زادكم الله خيرًا، وأحبكم وأحب من يحبكم، ردوا علينا المسائلَ، فإن أجر آخرها كأجر أولها، واخلطوا حديثَكم بالاستغفار. للكبير (¬1). ¬
251 - أبو نضرة: كان أبو سعيد يقول: تحدثوا فإن الحديثَ يذكر بعضُه بعضًا (¬1). للأوسط. ¬
252 - أبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمى: حَدَّثَنَا مَنْ كَانَ يُقْرِئُنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُمْ كَانُوا يأخذون مِنْه - صلى الله عليه وسلم - عَشْرَ آيَاتٍ فَلَا يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الْأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، قال: فتَعَلمْنَا الْعِلْمَ وَالْعَمَل. لأحمد (¬1). ¬
253 - ابن عمر قال: لقد عشتُ بُرهةً من دهري، وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآنِ، وتنزلُ السورةُ على محمد - صلى الله عليه وسلم - فنتعلمُ حلالها وحرامهَا، وما ينبغي أن نقفَ عنده منها، كما تعلمون أنتم القرآن. ثم لقد رأيتُ رجالا يُؤتى أحدهم القرآن قبلَ الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحة الكتابِ إلى خاتمته ما يدرى ما آمره ولا زاجرُه، وما ينبغي أن يقفَ عنده منه، وينثُرهُ نثر الدقل (¬1)."للأوسط". ¬
254 - أبو الدرداء رفعه: ((مَثَلُ الذى تعلم العلمَ في صغره، كالنقشِ على الحجرِ، ومثل الذى تعلم العلم في كبره كالذى يكتبُ على الماء)) (¬1). للكبير بضعف. ¬
255 - أبو هريرة رفعه: ((مَثَلُ الذى يسمعُ الحكمةَ فُيحدثُ بشر ما يسمعُ، مَثَلُ رجلِ أتى راعيًا فقال: يا راعي أحرز لي شاة من غَنَمك، فقال: اذهبْ فخذ بأذن خيرها شاة، فذهبَ فأخذَ بأذن كلبِ الغنمِ)). للموصلي (¬1). ¬
256 - كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رفعه: ((مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، ويَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ الله النَّارَ)) (¬1). ¬
257 - ابْن عُمَرَ رفعه: ((مَنْ تَعَلَّمَ العلم لِغَيْرِ الله وأَرَادَ بِهِ غَيْرَ الله فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)) (¬1). ¬
258 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((يكون فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ العسل، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ، يَقُولُ الله تعالى: أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ، فَبِي حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا)). هي للترمذي (¬1) ¬
259 - مُجَاهِدٍ: طَلَبْنَا هَذَا الْعِلْمَ وَمَا لَنَا فِيهِ كَبِيرُ نِيَّةٍ، ثُمَّ رَزَقَ الله بَعْدُ فِيهِ النِّيَّةَ (¬1). "للدارمي". ¬
260 - ابْنِ عَبَّاسٍ رفعه: ((لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ، إِنَّ الله أَخْبَرَ مُوسَى بِمَا صَنَعَ قَوْمُهُ فِي الْعِجْلِ فَلَمْ يُلْقِ الْأَلْوَاحَ، فَلَمَّا عَايَنَ مَا صَنَعُوا أَلْقَى الْأَلْوَاحَ فَانْكَسَرَتْ)). لأحمد، وللبزار والكبير (والأوسط) (¬1) (¬2) ¬
261 - جندب رفعه: مَثَلُ الذي يعلم الناس الخيرَ، وينسى نفسه، كمثل السراج يضيء للناسِ، ويحرق نفسَهُ (¬1). للكبير مطولا. ¬
262 - عمر بن الخطاب رفعه: ((يظهر الإسلام حتى تختلفَ التجارَ في البحر، وحتى تخوضَ الخيلُ في سبيل الله، ثم يظهر قومُ يقرءون القرآنَ، يقولون من أقرأُ منا؟ من أعلم منا؟ من أفقه منا؟ ثم قال لأصحابه: هل في أولئك من -[51]- خيرٍ!)) قالوا: الله ورسولهُ أعلم، قال: ((أولئكَ منكم، من هذه الأمةِ، وأولئك هُمْ وقودُ النار)). للأوسط والبزار (¬1). ¬
263 - ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوا الْعِلْمَ وَوَضَعُوهُ عِنْدَ أَهْلِهِ لَسَادُوا بِهِ أَهْلَ زَمَانِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ بَذَلُوهُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا لِيَنَالُوا بِهِ مِنْ دُنْيَاهُمْ، فَهَانُوا عَلَيْهِمْ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ، كَفَاهُ الله هَمَّ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ الله فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ)). للقزويني (¬1) بضعف. ¬
264 - ابْنِ عَبَّاسٍ رفعه: ((إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أُمَّتِي سَيَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ، وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيَقُولُونَ نَأْتِي الْأُمَرَاءَ فَنُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُمْ، وَنَعْتَزِلُهُمْ بِدِينِنَا وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ كَمَا لَا يُجْتَنَى مِنَ الْقَتَادِ إِلَّا الشَّوْكُ كَذَلِكَ لَا يُجْتَنَى مِنْ قُرْبِهِمْ إِلَّا)). قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ كَأَنَّهُ يَعْنِي الْخَطَايَا (¬1). للقزويني. ¬
265 - عُمَرَ قَالَ: سَيَأْتِي نَاسٌ يُجَادِلُونَكُمْ بِشُبُهَاتِ الْقُرْآنِ فَخُذُوهُمْ بِالسُّنَنِ، فَإِنَّ أَصْحَابَ السُّنَنِ أَعْلَمُ بِكِتَابِ الله (¬1). للدارمي. ¬
266 - ابْنِ مَسْعُودٍ وَقد سُئل عن شيئ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لِحُذَيْفَةَ: لِأَيِّ شَيْءٍ تَرَى يَسْأَلُونِي عَنْ هَذَا؟ فقَالَ: يَعْلَمُونَهُ، ثُمَّ يَتْرُكُونَهُ، فقالَ ابْنُ مَسْعُودٍ للسائل: ما سَأَلْتُمُونَا عَنْ شَيْءٍ مِنْ كِتَابِ الله أَوْ سُنَّةٍ نَبِيّه أَخْبَرْنَاكُمْ، وَلَا طَاقَةَ لَنَا بِمَا أَحْدَثْتُمْ (¬1). ¬
267 - ابْنِ عُمَرَ وقد سُئل عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: لَا تَسْأَلْ عَمَّا لَمْ يَكُنْ فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَلْعَنُ مَنْ سَأَلَ عَمَّا لَمْ يَكُنْ (¬1). ¬
268 - ابْنُ مَسْعُودٍ قال عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ، وَقَبْضُهُ أَنْ يُذْهَبَ أَصْحَابه عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَتَى يُفْتَقَرُ إِلَيْهِ، وإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَقْوَامًا -[52]- يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَكُمْ إِلَى كِتَابِ الله، وَقَدْ نَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، فَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّبَدُّعَ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّعَمُّقَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْعَتِيق. هي للدارمي (¬1). ¬
269 - سَعْدِ رفعه: ((إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ في المسلمين جُرْمًا، مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ على الناس فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ)) (¬1). للشيخين وأبي داود. ¬
270 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فإِنَّمَا أُهَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كثرة سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
271 - وعنه رفعه: ((لَا يَزَالُ النَّاسُ يَسْأَلُونَكُمْ عَنِ الْعِلْمِ حَتَّى يَقُولُوا هَذَا الله خالق كل شيئ فَمَنْ خَلَقَ الله؟)) قَالَ أبوهريرة: وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ رَجُلٍ صَدَقَ الله وَرَسُولُهُ سَأَلَنِي اثْنَانِ وَهَذَا ثَّالِثُ (¬1). ¬
272 - وفى روايه: ((يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِالله وَلْيَنْتَهِ)) (¬1). ¬
273 - وفى أخرى: ((لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ: هَذَا خَلَقَ الله فَمَنْ خَلَقَ الله؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ آمَنْتُ بِالله وَرُسُلِه)). للشيخين (¬1) ولأبي داود نحوه. ¬
274 - وقَالَ: ((فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ فَقُولُوا: الله أَحَدٌ، الله الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، ثُمَّ لِيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَلْيَسْتَعِذْ مِنَ الشَّيْطَانِ)) (¬1). ¬
275 - وعنه، رفعه: ((شرار الناس الذين يسألون عن شرار المسائل كي يغلطوا بها العلماء)) (¬1). ¬
276 - [أبو] (¬1) ثعلبة الخشني رفعه: ((إن الله فَرضَ فرائض فلا تضيعوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتدوها، وحرَّم أشياء فلا تقربوهاَ، وترك أشياءَ من غيرِ نسيانٍ فلا تبحثوها)). هما لرزين (¬2). ¬
277 - جابر قال: ما نزلت آيةُ (التلاعنِ) (¬1) إلا لكثرةِ السؤالِ (¬2). "للبزار". ¬
278 - أبو موسى: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الفجرَ انحرفنا إليه، فمنّا من يسأله عن القرآنِ، ومنا من يسأله عن الفرائضِ، ومنا من يسألُه عن الرؤيا (¬1). للكبير. ¬
279 - ابن عمر رفعه: ((الاقتصادُ في النفقة نصفُ المعيشة، والتودد إلى الناسِ نصفُ العقل، وحسنُ السؤال نصفُ العلم)). للأوسط (¬1) وفيه: مخيس بن تميم عن حفص بن عمرو مجهولان. ¬
280 - المقداد بن الأسود: قلتُ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: شيىءٌ سمعتهُ منك شككتُ فيه، قال: ((إذا شك أحدُكم في الأمرِ فليسألني عنه))، قال: قولُكَ في أزواجك: إنى لأرجو لهن من بعدى الصديقين، قال: ((ومن تعدون الصديقين؟)). قلنا: أولادُناَ الذين يهلكونَ صغارًا، قال: ((لا، الصديقون هم المتصدقون)) ثلاثًا. للكبير (¬1) ¬
281 - إبراهيم: قال ابن مسعود: إذا شك أحدكم في [آية] فلا يقول: ما تقول في كذا، فيلبس عليه، ولكن ليقراْ ما قبلها، ثم ليخل بينه وبين حاجتهِ (¬1). للكبير بانقطاع. ¬
282 - سُلَيْمَان بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رَجُلًا قدم الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنْ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ وَقَدْ أَعَدَّ لَهُ عَرَجونًا، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فقَالَ: أَنَا عَبْدُ الله صَبِيغٌ، فَأَخَذَ عُمَرُ العُرْجُون، فَقَالَ: أَنَا عَبْدُ الله عُمَرُ فَجَعَلَ يضَرْبه حَتَّى دَمِيَ رَأْسُهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَسْبُكَ قَدْ ذَهَبَ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ فِي رَأْسِي (¬1). للدارمي. ¬
283 - عوف بن مالك رفعه: ((تفترقُ أمتي على بضعٍ وسبعين فرقةً، أعظمها فتنةً على أمتى قوم يَقيسون الأمورَ برأيهم، فيحلونَ، الحرام ويحرمون الحلال)). للكبير والبزار (¬1). ¬
284 - ابْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رفعه: ((لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمُ الْمُوَلَّدُونَ وأَبْنَاءُ سَبَايَا الْأُمَمِ، فَقَالُوا: بِالرَّأْيِ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)). للقزويني (¬1). ¬
285 - ابْن سِيرِينَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَاسَ إِبْلِيسُ، وَمَا عُبِدَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ إِلَّا بِالْمَقَايِيسِ للدارمي، يعني قوله: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (¬1). ¬
286 - ابن مسعود قال: إن الذى يُفتي الناس في كل ما يستفتونه فيه مجنونٌ. للكبير (¬1). ¬
287 - عُبَيْد الله بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ أرسله: ((أَجْرَأُكُمْ عَلَى الْفُتْيَا أَجْرَأُكُمْ عَلَى النَّارِ)). للدارمي (¬1). ¬
288 - الْحَكَم بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَتَيْنَا عُمَرَ فِي الْمُشتركَةِ، فَلَمْ يُشَرِّكْ ثُمَّ أَتَيْنَاهُ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، فَشَرَّكَ فَقُلْنَا لَهُ، فَقَالَ: تِلْكَ عَلَى مَا قَضَيْنَا، وَهَذِهِ عَلَى مَا قَضَيْنَا (¬1). للدارمي في تغير الاجتهاد. ¬
289 - زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ،: دَخَلْتُ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَاتِبٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ((ضَعِ الْقَلَمَ عَلَى أُذُنِكَ، فَإِنَّهُ أَذْكَرُ لِلْمُمْلِي)). للترمذي (¬1). ¬
290 - جَابِرٍ رفعه: ((إِذَا كَتَبَ أَحَدُكُمْ كِتَابًا فَلْيُتَرِّبْهُ فَإِنَّهُ أَنْجَحُ لِلْحَاجَةِ)). للترمذي وأنكره (¬1). ¬
291 - سلمان الفارسي: ما كان أحد أعظم حرمة من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان أصحابه إذا كتبوا إليه كتابا كتبوا: من فلان إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - (¬1). للكبير بلين. ¬
292 - ابن الزبير: أنه كتب للنبى - صلى الله عليه وسلم - زيدُ بن ثابت وعبد الله بن الأرقم، وعمر، وعثمان، وعلي، والمغيرة بن شعبة، ومعاوية، وخالد بن سعيد بن العاص، وغيرهم (¬1). للكبير بلين مطولا. ¬
رواية الحديث ورواته وكتابته وقبض العلم
رواية الحديث ورواته وكتابته وقبض العلم
293 - ابْنِ مَسْعُودٍ رفعه: ((نَضَّرَ الله امْرَءًا سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا، فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلَِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِع)). للترمذي (¬1). ¬
294 - ابْنِ عَمْرٍو بن العاص رفعه: قَالَ: ((بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)) (¬1). للبخاري والترمذي. ¬
295 - أَبَو هُرَيْرَةَ: إِنَّكُمْ تقولون أَبَو هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ، ما بال الْمُهَاجِرين والْأَنْصَارُ لا يحدثون بمثل حديثه، وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق في الأسواق، وكنت ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملاء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وكان يَشْغَلُ أخوتي من الأنصار عمل أَمْوَالِهِمْ، وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة، ولقد قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث تحدثه: ((أنه لنْ يَبْسُطْ أحد ثَوْبَهُ حتى أقضي مقالتي ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول)) فَبَسَطْتُ نمرة عليَّ حَتَّى إذا قَضَى مقالته جمعتها إلى صدري فَمَا نَسِيتُ من مقالة رسول الله تلك شَيْئًا (¬1). ¬
296 - ومن رواياته: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، والله الموعد ما كنت أكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كي يهتدوا، وأضل وَلَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ الله مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} إِلَى قَوْلِهِ {التواب الرَّحِيمُ} (¬1). ¬
297 - ومنها: يَقُولُ النَّاسُ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَلَقِيتُ رَجُلًا، فَقُلْتُ: بِمَا قَرَأَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الْبَارِحَةَ فِي الْعَتَمَةِ، قَالَ: لَا أَدْرِي، فَقُلْتُ: ألَمْ تَشْهَدْهَا؟ قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: لَكِنْ أَنَا أَدْرِي قَرَأَ سُورَةَ كَذَا وَكَذَا. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
298 - وعَنْه: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وِعَاءَيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ فيكم وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ. للبخاري (¬1). ¬
299 - قَالَ أَبُو ذَرٍّ: لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ عَلَى هَذِا -وَأَشَارَ إِلَى قَفَاهُ- ثُمَّ ظَنَنْتُ أَنِّي أُنْفِذُ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا عَلَيَّ لَأَنْفَذْتُهَا (¬1). للبخاري تعليقًا. ¬
300 - أبو حُمَيْدٍ وأَبِي أُسَيْدٍ رفعاه: قَالَ: إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ، فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَنْفِرُ أَشْعَارُكُمْ، وَأَبْشَارُكُمْ منه وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ (¬1). لأحمد والبزار. ¬
301 - مُعَاذُ: إنه يُفْتَحُ الْقُرْآنُ عَلَى النَّاسِ حَتَّى تَقْرَأَهُ الْمَرْأَةُ وَالصَّبِيُّ، وَالرَّجُلُ فَيَقُولُ الرَّجُلْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أُتَّبَعُ، ثم يَقُومُ بِهِ فِيهِمْ فَلَا يُتَّبَعُ، ثم يحتظر في بَيْتِهِ مَسْجِدًا فَلَا يُتَّبَعُ، فَيَقُولُ قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أُتَّبَعْ وَقُمْتُ بِهِ فَلَمْ أُتَّبَعْ، واخْتَظَرْتُ فِي بَيْتِي مَسْجِدًا فَلَمْ أُتَّبَعْ، وَالله لَآتِيَنَّهُمْ بِحَدِيثٍ لَا يَجِدُونَهُ فِي كِتَابِ الله وَلَمْ يَسْمَعُوهُ عَنْ رَسُوله لَعَلِّي أُتَّبَعُ. قَالَ مُعَاذٌ: فَإِيَّاكُمْ وَمَا جَاءَ بِهِ فإنه ضَلَالَةٌ. للدارمي مطولا (¬1) ويأتي في الفتن إن شاء الله نحوه لأبي داود. ¬
302 - أسامة الهذلي: رفعه: ((إذا شهدت أمة من الأمم، وهم أربعون رجلا فصاعدًا، أجاز الله شهادتهم، (أو قال: صدق الله شهادتهم) (¬1). للكبير والأوسط وفيه: صالح بن هلال (¬2). ¬
303 - أنس: والله ما كلُّ ما نحدثكم عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سمعناه منه، ولكنْ لم يكن يكذبُ بعضُنا بعضًا (¬1). للكبير. ¬
304 - الْبَرَاء: مَا كُلُّ الْحَدِيثِ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُحَدِّثُنَا أَصْحَابُنَا عَنْهُ كَانَتْ تَشْغَلُنَا عَنْهُ رَعِيَّةُ الْإِبِلِ. لأحمد (¬1). ¬
305 - يعقوب بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة، عن أبيه، عن جده قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلنا له: بآبائنِا وأمهاتِنا يارسول الله! إنا نسمعُ منك الحديث فلا نقدرُ أن نؤديه كما سمعنا، فقال: ((إذا لم تُحلوا حرامًا ولم تُحرموا حلالا، وأصبتم المعنى فلا بأسَ)). للكبير وفيه يعقوب وأبوه (¬1). ¬
306 - الضحاك بن مزاحم قال: مر ابنُ عباس بقاصٍّ، فقال: تدري ما الناسخُ والمنسوخُ؟ قال: وما الناسخُ والمنسوخ؟ قال: ما تدري ما الناسخ -[58]- والمنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكتَ وأهلكتَ (¬1). للكبير وفيه أبو راشد مولى بني عامر. ¬
307 - جابر وأبو هريرة رفعاه: لا غيبة لفاسق ولا مجاهر فكل أمتى معافى إلا المجاهرين (¬1). لرزين. ¬
308 - معاوية بن حيدة: خطبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: حتى متى ترعونَ عن ذكرِ الفاجر، هتكوهُ حتى يحذرهَ الناسُ (¬1). للطبراني. ¬
309 - عبد الرحمن بن أبزى: خطبَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يوم، فأثنى على طوائفَ من المسلمين خيرًا، ثم قال: ((ما بالُ أقوام لا يفقهون جيرانَهُمْ، ولا يعلمونهم، ولا يعظونهم، ولا يأمرونهم، ولا يَنْهَونْهم، وما بالُ أقوام، لا يتعلمون من جيرانهم، ولا يتفقهون، ولا يتعظون، والله ليعلمَن قومٌ جيرانهم، ويفقهونهم، ويعظونهم، ويأمرونهم، وينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانِهم، ويتفقهون ويتعظون، أو لأعاجلنهُم العقوبةَ)). ثم نزلَ فقالَ قومُ: من ترونه عنى بهؤلاء؟ قال: الأشعريين، هم قومُ فقهاء، ولهم جيرانٌ جفاةٌ من أهل المياهِ والأعرابِ، فبلغ ذلك الأشعريين، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فقالوا) (¬1) يا رسولَ الله ذكرتَ قومًا بخير، وذكرتنا بشرِ، فما بالنا؟ فقال: ((ليعلمن قومٌ جيرانهم، (وليفقهنهم) (¬2)، وليعظنهم، وليأمرنُهم، ولينهينهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم، ويتعظون، ويتفقهون، أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا))، فقالوا: يا رسول الله أنُفطن غيرناُ؟ فأعاد قوله عليهم، وأعادوا قولهم: أنفطن غيرنا؟ فقالَ ذلك أيضًا، فقالوا: مهلنا سنةً، فأمهلهم سنة ليفقهوهُمْ ويعلموهم ويعظوهم، ثم قرأ - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى} الآيه (¬3). للكبير بلين. ¬
310 - كردوس بن (عمرو) (¬1): سمعتُ رجلًا من أهْلِ بدر، قال شعبة: أراه عليًّا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لأن يفصل المفصل أحب الى من كَذا بابًا. قال شعبة: فقلتُ لعبد الملك أي مفصل؟ قال: القَصَص (¬2). للبزار. ¬
311 - شعبة قال: إن هذا الحديثَ يصدكم عن ذكرِ الله، وعن الصلاِة، وعن صِلَة الرحمِ، فهل أنتم (تنتهون) (¬1)؟ (¬2). للموصلي. ¬
312 - رافع بن خديج: رأيتُ في يدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - خيطًا، فقلتُ: ما هذا؟ قال: ((استذكر به)). للكبير بضعف (¬1). ¬
313 - ابن عمرو بن العاص: كان قومٌ على بابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتنازعون في القرآنِ، فخرج عليهم يومًا متغيرًا وجههُ فقال: ((يا قومُ، بهذا أهلكت الأمم، وإن القرآنَ يصدق بعضُه بعضًا، فلا تكذبوا بعضَه بِبعْضٍ)). للكبير (¬1). ¬
314 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شيئًا وَمَنْ (كَتَبَ) (¬1) غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ)). لمسلم مطولا (¬2). ¬
315 - زيد بن ثابت: كنتُ أكتبُ الوحْىَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان إذا نزلَ عليه الوحى أخذتْه برحاء شديدةٌ، وعرقَ عرقًا شديدًا مثل الجمانِ، ثم سُري عنه. فكنتُ أدخلُ عليه بقطعِة كتفٍ أو كسرةٍ، فأكتبُ وهو يملي علي، فما أفرغُ حتى تكاد رجلي تنكسرُ من ثقل القرآن حتى أقول لا أمشى على رجلي أبدًا، فإذا فرغتُ قال: ((اقرأ)). فأقرأه، فإن كان فيه سقطٌ أقامه، ثم أخَرج به إلى الناسِ. للأوسط (¬1). ¬
316 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ سْمَعته مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ وَقَالُوا: تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، فَأَمْسَكْتُ عَنِ الْكِتَابة حتى ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى فِيهِ، فَقَالَ: ((اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقًا)). لأبي داود (¬1). ¬
317 - أبو هُرَيْرَةَ: قَالَ رجل مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي لأَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ فَيُعْجِبُنِي، وَلَا أَحْفَظُهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ لِلْخَطِّ)). للترمذي وأنكره (¬1). ¬
318 - وعنه: مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ابْنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلَا أَكْتُبُ (¬1). للبخاري والترمذي. ¬
319 - زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَمَرَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فتعلمت (لَهُ) (¬1) كِتَابِ يَهُودَ بالسريانية وقَالَ: ((إِنِّي وَالله مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي)) فَمَا مَرَّ لِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْتُهُ وحذقته، فَكنت أكتب له إليهم وأقَرَأ لَهُ كُتبَهُمْ. للبخاري وأبي داود والترمذي (¬2). ¬
320 - ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: كَتَبْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وسألته أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابًا، وَيُخْفِي عَنِّي، فَقَالَ: وَلَدٌ نَاصِحٌ أَنَا أَخْتَارُ لَهُ الْأُمُورَ اخْتِيَارًا وَأُخْفِي عَنْهُ، فَدَعَا بِقَضَاءِ عَلِيٍّ فَجَعَلَ يَكْتُبُ مِنْهُ أَشْيَاءَ، وَيَمُرُّ بِهِ الشَّيْءُ، فَيَقُولُ وَالله مَا قَضَى بِهَذَا عَلِيٌّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ ضَلَّ (¬1). ¬
321 - عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كتب إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَاكْتُبْهُ، فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ، وَلَا تَقْبَلْ إِلَّا حَدِيثَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلْيُفْشُوا الْعِلْمَ، وليجلسوا حَتَّى يُعَلَّمَ مَنْ لَا يَعْلَمُ، فَإِنَّ الْعِلْمَ لَا يَهْلِكُ حَتَّى يَكُونَ سِرًّا. للبخاري (¬1). ¬
322 - ابْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رفعه: ((إِنَّ الله لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْناس، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
323 - أبو الدَّرْدَاءِ: كُنَّا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا أَوَانٌ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنَ النَّاسِ حَتَّى لَا يَقْدِرُون مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ)) فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: كَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا وَقَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ فَوَالله لَنَقْرَأَنَّهُ وَلَنُقْرِئَنَّهُ أَبْنَاءَنَا ونِسَاءَنَا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ زِيَادُ، إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، هَذِهِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ)) قَالَ جُبَيْرٌ: فَلَقِيتُ عُبَادَةَ ابْنَ الصَّامِتِ، فقُلْتُ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ الَّذِي قَالَ، فقَالَ: صَدَقَ إِنْ شِئْتَ حَدِثَتك بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ أول علم يرفع مِنَ النَّاسِ الْخُشُوعُ، يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ المَسْجِدَ الجامع فَلَا تَرَى فِيهِ رَجُلًا خَاشِعًا. للترمذي (¬1). ¬
324 - عائشة رفعته: ((موتُ العالمِ ثُلمةُ في الإسلام، لا تُسدٌ ما اختلفَ الليلُ والنهارُ)). رواه للبزار (¬1) بغرابة. ¬
325 - معاذ بن أنس رفعه: ((لَا تَزَالُ هذه الْأُمَّةُ عَلَى شَرِيعَةِ مَا لَمْ تَظْهَرْ فِيهم ثَلَاثٌ: مَا لَمْ يُقْبَضِ الْعِلْمُ مِنْهُمْ، وَيَكْثُرْ فِيهِمْ وَلَدُ الْحِنْثِ، وَيَظْهَرْ فِيهِمُ الصَّغارُونَ))، قيل: وَمَا الصَّغارُونَ أَوِ الصَّقْارُونَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((نشؤ يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ تَحِيَّتُهُمْ بَيْنَهُمُ التَّلَاعُنُ)). لأحمد وللكبير بلين (¬1). ¬
الكذب علي النبي - صلى الله عليه وسلم - والاحتراز منه والتكذيب بما صح عنه
الكذب علي النبي - صلى الله عليه وسلم - والاحتراز منه والتكذيب بما صح عنه
326 - علي رفعه: ((لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ كْذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
327 - الْمُغِيرَةِ رفعه: ((إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، فمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
328 - وللبزار: عن ابن مسعود: ((من كذب علي متعمدًا ليضل به الناس)) (¬1). ¬
329 - ابن عمرو بن العاص قال: إن رجلًا لبسَ حُلة مثل حلة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأتى أهلَ بيت من المدينةِ، فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لي: أي بيت شئت استطلعت. فقالوا: عهدنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يأمرُ بالفواحِش، فأعدوا له بيتًا وأرسلوا رسولًا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبروه. فقال لأبي بكر وعمر: ((انطلقا إليه فإن وجدتماه حيا فاقتلاه ثم حرَقاه بالنار، وإن وجدتماه فقد كفيتماه، ولا أراكما إلا وقد كفيتُماه فحرقاه)). فأتياه فوجداه قد خرجَ من الليِل يبولُ فلدغته حيةُ فمات فحرقاه بالنارِ، ثم رجعا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه، فقال: ((من كذبَ علي متعمدًا فليتبوأ مقعدهَ من النارِ)). رواه الطبراني في للأوسط بلين (¬1). ¬
330 - أَنَسِ: إني لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)). لمسلم (¬1). ¬
331 - ابْنِ الزُّبَيْرِ، قُلْتُ لأبي: مالي لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَمَا يُحَدِّثُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ منذ أسلمت، وَلَكِنْي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ((مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ متعمدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)). للبخاري وأبو داود (¬1). ¬
332 - أوس بن أوس رفعه: ((من كذبَ على نبيه، أو على عينيه، أو على والديه، لم يرحْ رائحةَ الجنةِ)). للكبير (¬1). ¬
333 - مُجَاهِدٍ، قَالَ: جَاءَ بُشَيْرٌ الْعَدَوِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ، وَيَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَأْذَنُ لِحَدِيثِهِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يا ابن عباس مَالِي أَرَاكَ لا تَسْمَعُ لِحَدِيثِي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَلَا تَسْمَعُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّا كُنَّا مَرَّةً إِذَا سَمِعْنَا رَجُلًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ابْتَدَرَتْهُ أَبْصَارُنَا وَأَصْغَيْنَا إِلَيْهِ بأسماعنا، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ لَمْ نَأْخُذْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا نَعْرِفُ (¬1). لمسلم. ¬
334 - أبو قتادة رفعه: ((هلاك أمتي في ثلاث: في القدرية والعصبية، والرواية من غير تثبت)). للأوسط (¬1) (بضعف) (¬2). ¬
335 - سمرة رفعه: ((مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ)). لمسلم والترمذي (¬1). ¬
336 - عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قلت لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: كَبِرْنَا وَنَسِينَا، وَالْحَدِيثُ عَنه - صلى الله عليه وسلم - شَدِيدٌ (¬1). للقزويني. ¬
337 - عمران بن حصين: سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديثَ وحفظُتها ما يمنعنى أن أحدثَ بها إلا أن أصحابي يخالفونى فيها (¬1). " للكبير" ¬
338 - عَلِي قَالَ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْيَاهُ وَأَهْدَاهُ وَأَتْقَاهُ (¬1). ¬
339 - عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: مَا أَخْطَأَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ عَشِيَّةَ خَمِيسٍ إِلَّا أَتَيْتُهُ فِيهِ، فَمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ بِشَيْءٍ قَطُّ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا كَانَ ذَا عَشِيَّةٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَنَكَسَ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ هُوَ قَائِمٌ، مُحَلَّلَةً قَمِيصِهِ قَدِ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، قَالَ: أَوْ دُونَ ذَلِكَ أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ أَوْ شَبِيهًا بِذَلِكَ (¬1). ¬
340 - قَرَظَة بْنِ كَعْبٍ قَالَ: بَعَثَنَا عُمَرُ إِلَى الْكُوفَةِ وَشَيَّعَنَا فَمَشَى مَعَنَا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ: صِرَارٌ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ مَشَيْتُ مَعَكُمْ؟ قُلْنَا: لِحَقِّ صُحْبَةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَلِحَقِّ الْأَنْصَارِ. قَالَ: لَكِنِّي مَشَيْتُ مَعَكُمْ لِحَدِيثٍ أَرَدْتُ أُحَدِّثَكُمْ بِهِ فأَرَدْتُ أَنْ تَحْفَظُوهُ لِمَمْشَايَ مَعَكُمْ، إِنَّكُمْ تَقْدَمُونَ عَلَى قَوْمٍ لِلْقُرْآنِ فِي صُدُورِهِمْ هَزِيزٌ كَهَزِيزِ الْمِرْجَلِ، فَإِذَا رَأَوْكُمْ مَدُّوا إِلَيْكُمْ أَعْنَاقَهُمْ، وَقَالُوا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم أَنَا شَرِيكُكُمْ. هي للدارمي والقزويني بلفظه (¬1). ¬
341 - سلمان رفعه: ((من كذبَ عليَّ متعمداً فليتبوأ بيتاً فى النار، ومن رد حديثاً بلغه عنى فأنا مُخاصمهُ يوم القيامةِ، فإذا بلغكم عني حديثٌ فلم تعرفوه، فقولوا: الله أعلمُ)). للكبير (¬1). ¬
342 - جابر رفعه: ((من بلغَهُ عني حديثُ فكذب به، فقد كذبَ ثلاثةً: الله ورسوله، والذى حدث به)). للأوسط (¬1). ¬
كتاب الطهارة
كتاب الطهارة
343 - أبو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رفعه: ((الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ الله وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ -أَوْ تَمْلَأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا. لمسلم والترمذي والنسائي (¬1). ¬
أحكام المياه
أحكام المياه
344 - أبو هُرَيْرَةَ: جاء رَجُلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ ومَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا، أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ: ((هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ)). للموطأ وأصحاب السنن (¬1). ¬
345 - أبو سَعِيدٍ قيل: يا رَسُولَ الله، إِنَّهُ يُسْتَقَى لَكَ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، يُلْقَى فِيهَا لُحُومُ الْكِلَابِ وخرق الحيض وَعَذِرُ النَّاسِ. فَقَالَ: ((إِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ)) (¬1). ¬
346 - وفي رواية: أَفنَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ؟ وَهِيَ بِئْرٌ يُطْرَحُ فِيهَا الْحِيَضُ. بنحوه. لأصحاب السنن (¬1). ¬
347 - زاد أَبُو دَاوُد: سَمِعْت قُتَيْبَةَ: سَأَلْتُ قَيِّمَ بُضَاعَةَ عَنْ عُمْقِهَا، فقلت: أَكْثَرُ مَا يَكُونُ فِيهَا الْمَاءُ؟ قال: إِلَى الْعَانَةِ قُلْتُ: فَإِذَا نَقَصَ؟ قَالَ: دُونَ الْعَوْرَةِ. قَالَ أَبُو دَاوُد: وَقَدَّرْتها بِرِدَائِي، مَدَدْتُهُ عَلَيْهَا ثُمَّ ذَرَعْتُهُ فَإِذَا عَرْضُهَا سِتَّةُ أَذْرُعٍ، وَسَأَلْتُ -[66]- بواب الْبُسْتَانِ: هَلْ غُيِّرَ بِنَاؤُهَا عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: لَا وَرَأَيْتُ فِيهَا مَاءً مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ (¬1). ¬
348 - ابْنِ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُسْأَلُ عَنِ الْمَاءِ يَكُونُ فِي الْفَلَاةِ مِنَ الْأَرْضِ وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ والسِّبَاعِ، فَقَالَ: ((إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
349 - أبو هريرة رفعه: لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الَّذِي لَا يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ. للستة إلا الموطأ (¬1). ¬
350 - ومن رواياته: فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ مِنْهُ (¬1). ¬
351 - ومنها: فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ وَلَا يَغْتَسِلُ فِيهِ مِنَ الْجَنَابَةِ (¬1). ¬
352 - ومنها: قَالوا: كَيْفَ نَفْعَلُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: يَتَنَاوَلُهُ تَنَاوُلا (¬1). ¬
353 - عُمَرَ: وخَرَجَ فِي رَكْبٍ حَتَّى وَرَدُوا حَوْضًا، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ هَلْ تَرِدُ حَوْضَكَ السِّبَاعُ؟ فَقَالَ عُمَرُ: يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ لَا تُخْبِرْنَا، فَإِنَّا نَرِدُ عَلَى السِّبَاعِ وَتَرِدُ عَلَيْنَا. للموطأ (¬1). ¬
354 - قال رزين: زاد بعض الرواة فى قول عمر: وإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لها ما أخذت فى بطونها، وما بقى فهو لنا طهور وشراب)) (¬1). ¬
355 - حُمَيْدٌ الْحِمْيَرِيِّ: لَقِيتُ رَجُلًا صَحِبَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعَ سِنِينَ، كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَغْتَسِلَ الْمَرْأَةُ بِفَضْلِ الرَّجُلِ، أَوْ يَغْتَسِلَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ الْمَرْأَةِ، وَلْيَغْتَرِفَا جَمِيعًا (¬1). لأبي داود والنسائي مطولاً. ¬
356 - ابْنِ عَبَّاسٍ: اغْتَسَلَ بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي جَفْنَةٍ فجاء ليَتَوَضَّأَ مِنْها أو يغتسل، فَقَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ جُنُبًا. فَقَالَ: إِنَّ الْمَاءَ لَا يُجْنِبُ (¬1). للترمذي. ¬
357 - أَبو جُحَيْفَةَ خرج علينا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بالهاجرة، فأتي بوضوء فتوضأ، فرأيت النَّاسُ يَبْتَدِرُونَ ذلك الْوَضُوءَ، مَنْ أَصَابَ مِنْهُ تَمَسَّحَ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ أَخَذَ مِنْ بَلَلِ يَدِ صَاحِبِهِ. لأبي داود والنسائي وللشيخين مطولاً (¬1). ¬
358 - نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَا بَأْسَ أَنْ يَغْتَسَلَ الرجل بِفَضْلِ الْمَرْأَةِ، مَا لَمْ تَكُنْ حَائِضًا أَوْ جُنُبًا. لمالك (¬1). ¬
359 - عَائِشَةَ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، تَخْتَلِفُ أَيْدِينَا فِيهِ من الجنابة. للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
360 - ومن رواياته: فَيُبَادِرُنِي، حَتَّى أَقُولَ: دَعْ لِي، دَعْ لِي (¬1). ¬
361 - ومنها: مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنْ قَدَحٍ، يُقَالُ لَهُ: الْفَرَقُ. (قال: سفيان والفرق ثلاثة أصوع) (¬1). ¬
362 - ومنها: يُبَادِرُنِي وَأُبَادِرُهُ، حَتَّى يَقُولَ: دَعِي لِي. وَأَقُولُ أَنَا: دَعْ لِي (¬1). ¬
363 - ولمسلم عن ابْنَ عَبَّاسٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَغْتَسِلُ من فَضْلِ مَيْمُونَةَ (¬1). ¬
364 - وللنسائي: أُمُّ هَانِئٍ: اغْتَسَلَ هُوَ وَمَيْمُونَةُ مِنْ قَصْعَةٍ فِيهَا أَثَرُ الْعَجِينِ (¬1). ¬
365 - ابْنِ عُمَرَ: كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَتَوَضَّئُونَ فِي زَمَانِ النبي - صلى الله عليه وسلم - جَمِيعًا من إناء واحد (¬1). للبخاري ومالك وأبي داود والنسائي. ¬
366 - ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قال لي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن: ((مَا فِي إِدَاوَتِكَ؟)) قُلْتُ: نَبِيذٌ. فَقَالَ: ((تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ))، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ. للترمذي، ولأبي داود ولم يذكر فتوضأ منه (¬1). ¬
367 - عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِدَلْوٍ، فَمَضْمَضَ مِنْهُ فَمَجَّ فِيهِ مِسْكًا أَوْ أَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ، وَاسْتَنْثَرَ خَارِجًا مِنَ الدَّلْو (¬1). للقزويني. ¬
368 - أبو أمامة رفعه: ((لا ينجّس الماءَ شىءُ إلا ما غير ريحَهُ أو طعْمَهُ)) (¬1).للأوسط والكبير. ¬
369 - وللقزويني بضعف: ((إِلَّا مَا غَلَبَ عَلَى رِيحِهِ وَطَعْمِهِ وَلَوْنِهِ)) (¬1). ¬
370 - ابن عمر: قلت: يا رسولَ الله أنتوضاٌ من جر جديد مخمر أحب اليك أم من المطاهر؟ قال: لا بل من المطاهر، إن دينَ الله يسر الحنيفية السمحاءِ. قال: وكان النبى - صلى الله عليه وسلم - يبعثُ الى المطاهرِ، فيؤتى بالماء فيشربهُ، يرجوُ بركةَ أيدى المسلمين (¬1).للأوسط. ¬
371 - عائشة: أسخنت ماءً فى الشمس، فأتيتُ به النبى - صلى الله عليه وسلم - ليتوضأ به فقال: ((لا تفعلى يا عائشةُ، فانه يورثُ البياضَ)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
372 - سلمة بن الاكوع: أنه كان يسخن له الماءُ فيتوضأ. للكبير (¬1). ¬
373 - أنس: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ بفضلِ سُواكه. للبزار (¬1) والأعمش لم يسمع من أنس. ¬
النجاسات
النجاسات
374 - عمار بن ياسر: رآنى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أسقى رجلين من ركوة بين يدي، فتنخمتُ فأصابت نُخامتى ثوبى، فأقبلتُ أغسلُ ثوبى من الركوة التى بين يدي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا عمارُ، ما نخامتكُ ودموعُ عينيك إلا بمنزلة الماءِ الذي فى ركوتك، إنما تغسلُ ثوبَكَ من البولِ والغائطِ والمني من الماء الأعظم والدم والقىء)). للكبير والأوسط والموصلى والبزار بضعف (¬1). ¬
375 - أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ: أَتَتْ بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَأَجْلَسَهُ فِي حَجْرِهِ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ (¬1). وفي رواية: فرشه للستة ولهم إلا أبا داود. ¬
376 - عن عَائِشَةَ: فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ (¬1). ¬
377 - لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ كَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حِجْرِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَبَالَ على ثوبه، فقلت: يا رسول الله الْبَسْ ثَوْبًا وَأَعْطِنِي إِزَارَكَ حَتَّى أَغْسِلَهُ. قَالَ: إِنَّمَا يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْأُنْثَى، وَيُنْضَحُ مِنْ بَوْلِ الذَّكَرِ. لأبي داود (¬1). ¬
378 - وفي رواية عَنْ عَلِيٍّ: ((يُنْضَحُ مَا لَمْ يَطْعَمْ)) (¬1). ¬
379 - أنس: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راقدٌ إذ جاء الحسنُ يدرجُ حتى قعد على صدرِ النبى - صلى الله عليه وسلم -، ثم باَل على صدره، فجئت أميطه عنه، فانتبهَ فقال: ((ويحك ياأنس، دع ابني وثمرة فؤادى، فإنه من آذى هذا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله)). ثم دعا بماءٍ فصبه على البولِ صباً، فقال: ((يُصبُّ على بول الغلامِ، ويغسل بولُ الجارية)). للكبير بضعف (¬1). ¬
380 - الشَّافِعِيُّ سئل عَنْ حَدِيثِ ((يُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الْغُلَامِ وَيُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ)) وَالْمَاءَانِ جَمِيعًا وَاحِدٌ، قَالَ: لِأَنَّ بَوْلَ الْغُلَامِ مِنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَبَوْلَ الْجَارِيَةِ مِنَ اللَّحْمِ وَالدَّمِ. ثُمَّ قَالَ للسائل: فَهِمْتَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: إِنَّ الله لَمَّا خَلَقَ آدَمَ خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلْعِهِ الْقَصِيرِ، فَصَارَ بَوْلُ الْغُلَامِ مِنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَصَارَ بَوْلُ الْجَارِيَةِ مِنَ اللَّحْمِ وَالدَّمِ. ثم قَالَ: فَهِمْتَ؟ قال: نَعَمْ. قَالَ: نَفَعَكَ الله بِهِ. للقزويني (¬1) ¬
381 - أَنَسُ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي مَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَصْحَابُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: مَهْ مَهْ. فقَالََ: لا تُزْرِمُوهُ. فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ (لَهُ) (¬1): ((إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ الْبَوْلِ والْقَََذرِ، إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ الله، وَالصَّلَاةِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ)). وأَمَرَ رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ. لمسلم (¬2). ¬
382 - وفي رواية عن أبي هُرَيْرَةَ أن الأعرابي لما دَخَلَ صَلَّى ركعتين ثم قَالَ: اللهمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا)). ثم لَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَ فِي ناحية الْمَسْجِدِ، فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، -[71]- فنهاهم وقَالَ: ((إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ، صبوا عليه سجلا من ماء)) (¬1). ¬
383 - ولأبي داود عَبْدِ الله بْنِ مَعْقِلِ أرسله، وفيه َقَالَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: ((خُذُوا مَا بَالَ عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ فَأَلْقُوهُ وَأَهْرِيقُوا عَلَى مَكَانِهِ مَاءً)) (¬1). ¬
384 - وله عن جُنْدب: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ثُمَّ عَقَلَهَا، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى خَلْفَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا سَلَّمَ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى الأعرابي رَاحِلَتَهُ فَأَطْلَقَهَا ثُمَّ رَكِبَ ثُمَّ نَادَى: اللهمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا وَلَا تُشْرِكْ فِي رَحْمَتِنَا أَحَدًا. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((من ترون أَضَلُّ: هذا أَو بَعِيرُهُ؟ أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى مَا قَالَ)) قَالُوا: بَلَى (¬1). ¬
385 - ولمالك عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ، فَكَشَفَ عَنْ فَرْجِهِ لِيَبُولَ، فَصَاحَ النَّاسُ بِهِ حَتَّى عَلا الصَّوْتُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((اتْرُكُوهُ)) فَتَرَكُوهُ فَبَالَ ثُمَّ أَمَرَ بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ فَصُبَّ عَلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ (¬1). ¬
386 - أُمَّ سَلَمَةَ، وقَالَتْ لها امرأة: إِنِّي أُطِيلُ ذَيْلِي وَأَمْشِي فِي الْمَكَانِ الْقَذِرِ. قَالَتْ: قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يُطَهِّرُهُ مَا بَعْدَهُ)) (¬1). ¬
387 - وله عن امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ لَنَا طَرِيقًا إِلَى الْمَسْجِدِ مُنْتِنَةً، فَكَيْفَ نَفْعَلُ إِذَا مُطِرْنَا؟ قَالَ: ((أَلَيْسَ بَعْدَهَا طَرِيقٌ هِيَ أَطْيَبُ مِنْهَا)) قَالَتْ: قُلْتُ بَلَى قَالَ: ((فَهَذِهِ بِهَذِهِ)) (¬1). ¬
388 - وعن أبي هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا وَطِئَ أَحَدُكُمْ بِنَعْلِهِ الْأَذَى فَإِنَّ التُّرَابَ لَهُ طَهُورٌ)) (¬1). ¬
389 - وفي رواية: ((إِذَا وَطِئَ الْأَذَى بِخُفَّيْهِ فَطَهُورُهُمَا التُّرَابُ)) (¬1). ¬
390 - ابن عباس قال: اذا مَر ثوبُك أو وَطِئْتَ قذراً رطباً فاغسله، وإن كان يابساً فلا عليكَ. لرزين.
391 - عَائِشَةَ: كُنْتُ أَغْسِلُ الْجَنَابَةَ مِنْ ثَوْبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَيَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ وَإِنَّ بُقَعَ الْمَاءِ فِي ثَوْبِهِ (¬1). ¬
392 - وفي رواية: أَنه كَانَ يَغْسِلُ الْمَنِيَّ ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ فِي ذَلِكَ الثَّوْبِ وَأَنَا أَنْظُرُ أَثَرَ الْغَسْلِ فِيهِ (¬1). للشيخين والنسائي. ¬
393 - ولمسلم: أَنَّ رَجُلًا نَزَلَ بِعَائِشَةَ فَأَصْبَحَ يَغْسِلُ ثَوْبَهُ، فَقَالَتْ: يُجْزِئُكَ أَنْ تَغْسِلَ مَكَانَهُ فَإِنْ لَمْ تَرَه نَضَحْتَ حَوْلَهُ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِه - صلى الله عليه وسلم - فَرْكًا فَيُصَلِّي فِيهِ (¬1). ¬
394 - وله أيضا عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شِهَابٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ نَازِلًا عَلَى عَائِشَةَ فَاحْتَلَمْتُ فِي ثَوْبَيَّ فَغَمَسْتُهُمَا فِي الْمَاءِ، فَرَأَتْنِي جَارِيَةٌ لِعَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا، فَبَعَثَتْ إِلَيَّ فَقَالَتْ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ بِثَوْبَيْكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: رَأَيْتُ مَا يَرَى النَّائِمُ. قَالَتْ: هَلْ رَأَيْتَ فِيهِمَا شَيْئًا؟ قُلْتُ: (لَا) (¬1). قَالَتْ: فَلَوْ رَأَيْتَ شَيْئًا غَسَلْتَهُ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَأَحُكُّهُ مِنْ ثَوْبِه - صلى الله عليه وسلم - يَابِسًا بِظُفُرِي (¬2). ¬
395 - ولأبي داود عن هَمَّامٍ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ عَائِشَةَ فَاحْتَلَمَ. بنحوه (¬1). ¬
396 - وللترمذي أنها أَمَرَتْ لضيف بِمِلْحَفَةٍ صَفْرَاءَ، فَنَامَ فِيهَا فَاحْتَلَمَ، فَاسْتَحْيَا أَنْ يُرْسِلَ بِهَا إليها وَبِهَا أَثَرُ الِاحْتِلَامِ، فَغَمَسَهَا فِي الْمَاءِ ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا، فَقَالَتْ: لِمَ أَفْسَدَ عَلَيْنَا ثَوْبَنَا؟ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَفْرُكَهُ بِأَصَابِعِهِ، وَرُبَّمَا فَرَكْتُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بِأَصَابِعِي (¬1). ¬
397 - يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ: أَنَّ عمر احْتَلَمَ فَلَمْ يَجِدْ مَعَ الرَّكْبِ مَاءً، فَرَكِبَ حَتَّى جَاءَ الْمَاءَ فَجَعَلَ يَغْسِلُ مَا رَأَى مِنْ الْاحْتِلَامِ حَتَّى أَسْفَرَ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَصْبَحْتَ وَمَعَنَا ثِيَابٌ فَدَعْ ثَوْبَكَ يُغْسَلُ. فَقَالَ عُمَرُ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْعَاصِ، لَئِنْ كُنْتَ تَجِدُ ثِيَابًا أَفَكُلُّ النَّاسِ يَجِدُ ثِيَابًا، وَالله لَوْ فَعَلْتُهَا لَكَانَتْ سُنَّةً، بَلْ أَغْسِلُ مَا رَأَيْتُ وَأَنْضِحُ مَا لَمْ أَرَ. للموطأ (¬1). ¬
398 - ابْنُ عَبَّاسٍ قال: إنما الْمَنِيُّ بِمَنْزِلَةِ الْمُخَاطِ، فَأَمِطْهُ عَنْكَ وَلَوْ بِإِذْخِرَةٍ. للترمذي تعليقًا (¬1). ¬
399 - أَسْمَاءَ بنت أبي بكر: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إلى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: (إن) (¬1) إحدانا يصيب ثوبها من دم الحيض، كيف نصنع به؟ قالت: تَحُتُّهُ، ثُمَّ تَقْرُضُهُ بِالْمَاءِ، ثم تَنْضَحُهُ، ثم تُصَلِّي فِيهِ. للستة (¬2). ¬
400 - وفي رواية أبي داود إنْ رَأَتْ فِيهِ دَمًا فَلْتَقْرُصْهُ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ وَلْتَنْضَحْ مَا لَمْ تَرَ (شيئًا) (¬1) (¬2). ¬
401 - عَائِشَةَ: كَانَتْ (أحْدنَا) (¬1) تَحِيضُ ثُمَّ تَقْتَرِصُ الدَّمَ مِنْ ثَوْبِهَا عِنْدَ طُهْرِهَا، فَتَغْسِلُهُ وَتَنْضَحُ عَلَى سَائِرِهِ، ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ (¬2). للبخاري. ¬
402 - وله ولأبي داود: مَا كَانَ لِإِحْدَانَا إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ تَحِيضُ فِيهِ، فَإِذَا أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ قَالَتْ بِرِيقِهَا فمصعته بِظُفْرِهَا (¬1). ¬
403 - ولأبي داود قَالَتْ معاذة: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْحَائِضِ يُصِيبُ ثَوْبَهَا الدَّمُ، قَالَتْ: تَغْسِلُهُ، فَإِنْ لَمْ يَذْهَبْ أَثَرُهُ فتغيره بِشَيْءٍ مِنْ صُفْرَةٍ (¬1). ¬
404 - وله وللنسائي كُنْتُ أَنَا والنبي - صلى الله عليه وسلم - نَبِيتُ فِي الشِّعَارِ وَأَنَا طَمِثٌ، فَإِنْ أَصَابَهُ مَنِّي شَيْءٌ غَسَلَ مَكَانَهُ لَمْ يَعْدُهُ وَصَلَّى فِيهِ (¬1). ¬
405 - ولهما عن أُمِّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ: قَالَ: ((حُكِّيهِ بِضِلَعٍ وَاغْسِلِيهِ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ)) (¬1). ¬
406 - أبو هُرَيْرَةَ: رفعه: ((إِذَا شَرِبَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ)) (¬1). ¬
407 - زاد أبو داود: ((أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ)) (¬1). ¬
408 - وفي أخرى له: ((السَّابِعَةُ بِالتُّرَابِ)) (¬1). ¬
409 - وللترمذي: ((سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولَاهُنَّ (أو) (¬1) أُخْرَاهُنَّ بِالتُّرَابِ وَإِذَا وَلَغَتْ فِيهِ الْهِرَّةُ غُسِلَ مَرَّةً)) (¬2). ¬
410 - ولمسلم وأبي داود والنسائي عن عبد الله بن مغفل: ((وَعَفِّرُوهُ في الثَّامِنَةَ بالتُّرَابِ)) (¬1). ¬
411 - ابن عمر: كَانَتِ الْكِلَابُ تُقْبِلُ وتُدْبِرُ فِي الْمَسْجِدِ فِي زَمَانِه - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَكُونُوا يَرُشُّونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ (¬1). للبخاري. ¬
412 - ولأبي داود نحوه. وفيه: كَانَتِ الْكِلَابُ تَبُولُ وَتُقْبِلُ وَتُدْبِرُ فِي الْمَسْجِدِ (¬1). ¬
413 - كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ -وَكَانَتْ تحت ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ- أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ دَخَلَ عَلَيْهَا: فَسَكَبْتُ لَهُ وَضُوءًا، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ تَشْرَبُ منه فَأَصْغَى لَهَا الْإِنَاءَ حَتَّى شَرِبَتْ، قَالَتْ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا أَخِي. فَقُلْتُ: نَعَمْ. فقَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ والطَّوَّافَاتِ)). للموطأ وأصحاب السنن (¬1). ¬
414 - ولأبي داود عن عائشة بنحوه، وأنها قالت: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ بِفَضْلِهَا (¬1). ¬
415 - وللأوسط والبزار: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمر به الهر فيصغي له الإناء فيشرب منه فيتوضأ بفضله (¬1). ¬
416 - مَيْمُونَةَ: سُئِلَ عَنْ فَأْرَةٍ وقعت فِي سَمْنٍ فَقَالَ: ((أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا وَكُلُوا سَمْنَكُمْ)) (¬1). للستة إلا مسلمًا. ¬
417 - ولأبي داود عن أبي هُرَيْرَةَ: ((فَإِنْ كَانَ جَامِدًا فَأَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا وَإِنْ كَانَ مَائِعًا فَلَا تَقْرَبُوهُ)) (¬1). ¬
418 - أبو الدرداء: أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: الفأرةُ تقع فى الإدام؟ فقال: ((ألقها عنك، ثم اغرفه بكفيْك ثلاثَ غرفات، ثم كلهُ)). للكبير بضعف (¬1). ¬
419 - وللأوسط بلين عن ابن عمر: إن كان مائعاً انتفعُوا به (¬1). ¬
420 - أنس: سئل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن عجينٍ وقع فيه قطراتُ من دمٍ فنهى عن أكله. للأوسط بلين (¬1). ¬
421 - أبو سَعِيدٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِغُلَامٍ يَسْلُخُ شَاةً وما يحسن، فَقَالَ لَهُ: تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ. فَأَدْخَلَ يَدَهُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ ودَحَسَ بِهَا حَتَّى تَوَارَتْ إِلَى الْإِبِطِ، ثُمَّ مَضَى فَصَلَّى لِلنَّاسِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (¬1). لأبي داود. ¬
422 - ابْنُِ عَبَّاسٍ رفعه: ((إِذَا دُبِغَ الْإِهَابُ فَقَدْ طَهُرَ)) (¬1). لمسلم ومالك وأبي داود. ¬
423 - ولمسلم في رواية قال مرثد بن عبد الله اليزني: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ وَعْلَةَ السَّبَئِيِّ فَرْوًا فَمَسَسْتُهُ فَقَالَ: مَا لَكَ تَمَسُّهُ؟ قَدْ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: إِنَّا نَكُونُ بِالْمَغْرِبِ وَمَعَنَا الْبَرْبَرُ وَالْمَجُوسُ نُؤْتَى بِالْكَبْشِ (قَدْ) (¬1) ذَبَحُوهُ وَنَحْنُ لَا نَأْكُلُ ذَبَائِحَهُمْ -[77]- وَيَأْتُونَا بِالسِّقَاءِ ويَجْعَلُونَ فِيهِ الْوَدَكَ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدْ سَأَلْنَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: ((دِبَاغُهُ طَهُورُهُ)) (¬2). ¬
424 - وللنسائي نحوه وله وللترمذي: ((أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ)) (¬1). ¬
425 - وعنه أنه: مَرَّ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ فَقَالَ: ((هَلَّا انتفعتم بِإِهَابِهَا)) قلنا: إِنَّهَا مَيِّتَةٌ. قَالَ: إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا (¬1). للشيخين. ¬
426 - ولمالك ولأصحاب السنن نحوه، إلا أن في رواية الترمذي ذكر دباغ الجلد (¬1). ¬
427 - ولأبي داود مثله: وفيه كان الزُّهْرِيِّ ينكر الدباغ ويقول: يستمتع به على كل حال (¬1). ¬
428 - ولمالك وأبي داود عن عَائِشَةَ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أَمَرَ أَنْ يُسْتَمْتَعَ بِجُلُودِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ (¬1). ¬
429 - وللنسائي سُئِلَ عَنْ جُلُودِ الْمَيْتَةِ فَقَالَ: ((دِبَاغُهَا ذَكَاتُهَا)) (¬1). ¬
430 - عَبْدُ الله بْنِ عُكَيْمٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى جهينة قبل موته بشهر: أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ (¬1). لأبى داود والنسائي والترمذي. ¬
431 - وله في أخرى: قبل موته بشهرين (¬1). ¬
432 - أُسَامَةَ بن زيد: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ (¬1). لأبى داود. ¬
433 - الْحَسَنِ: أَنَّ عُمَرَ أَرَادَ أَنْ يَنْهَى عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ فَقَالَ (لَهُ) (¬1) أُبَيٌّ: لَيْسَ ذَاكَ لَكَ، قَدْ تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَأَرَادَ أَنْ يَنْهَى عَنْ حُلَلِ الْحِبرَةِ، لِأَنَّهَا تُصْبَغُ بِالْبَوْلِ، فَقَالَ لَهُ أُبَيٌّ: لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ قَدْ لَبِسَهُنَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَلَبِسْنَاهُنَّ فِي (عَهْدِهِ) (¬2). لأحمد، والحسن لم يسمع من عمر ولا أُبي (¬3). ¬
434 - سعد رفعه: ((طهِّروا (أفنيتكم) (¬1)، فإن اليهودَ لا تطهِّرُ (أفنيتها) (¬2). للأوسط (¬3). ¬
435 - ابن عباس: كنتُ رِدْفَ النبى - صلى الله عليه وسلم - على حمارٍ يقال له: يعفور، فعرقتُ فأمرني أن أغتسلَ (¬1). للكبير بلين. ¬
436 - أبو هُرَيْرَةَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَامِلَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ عَلَيْهِ (¬1). للقزويني. ¬
قضاء الحاجة
قضاء الحاجة
437 - أبو مُوسَى: كُنْتُ مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَرَادَ أَنْ يَبُولَ فَأَتَى دَمِثًا فِي أَصْلِ جِدَارٍ فَبَالَ، ثُمَّ قَالَ: ((إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَبُولَ فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ)) (¬1). لأبي داود. ¬
438 - الْمُغِيرَةِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا ذَهَبَ الْمَذْهَبَ أَبْعَد (¬1). للترمذي والنسائي وأبي داود. ¬
439 - وله عن جَابِرِ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَرَادَ الْبَرَازَ انْطَلَقَ حَتَّى لَا يَرَاهُ أَحَدٌ (¬1). ¬
440 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((اتَّقُوا اللاعنين)). قَالُوا: وَمَا اللاعنان؟ قَالَ: ((الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ ظِلِّهِمْ)) (¬1). لمسلم وأبو داود. ¬
441 - وله عن مُعَاذِ اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاث: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ (¬1). ¬
442 - حذيفة بن أسيد رفعه: من آذى المسلمين فى طرقهم وجبتْ عليه لعنتُهم (¬1). للكبير. ¬
443 - عَبْدِ الله بْنِ سَرْجِسَ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُبَالَ فِي الْجُحْرِ، قَالُوا لِقَتَادَةَ: مَا يُكْرَهُ مِنَ الْبَوْلِ فِي الْجُحْرِ؟ قَالَ كَانَ يُقَالُ: إِنَّهَا مَسَاكِنُ الْجِنِّ (¬1). لأبي داود والنسائي. ¬
444 - عَبْد الله بْنِ مُغَفَّلٍ رفعه: لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَحَمِّهِ فَإِنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ (¬1). للترمذي والنسائي. ¬
445 - وزاد أبو داود: ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فِيهِ (¬1). ¬
446 - وزاد القزويني أنه سمع الطَّنَافِسِيَّ يَقُولُ: إِنَّمَا هَذَا فِي الْحَفِيرَةِ وأَمَّا الْيَوْمَ فَمُغْتَسَلَاتُهُمُ الْجِصُّ وَالصَّارُوجُ وَالْقِيرُ فَإِذَا بَالَ فَأَرْسَلَ عَلَيْهِ الْمَاءَ فلَا بَأْسَ (بِهِ) (¬1) (¬2). ¬
447 - أُمَيْمَة بِنْتِ رُقَيْقَةَ: كَانَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَدَحٌ مِنْ عَيْدَانٍ يَبُولُ فِيهِ وَيَضَعُهُ تَحْتَ السَّرِيرِ (¬1). لأبي داود والنسائي. ¬
448 - عبد الله بن يزيد رفعه: لا يُنقع بولُ فى طسْت فى البيتِ فإن الملائكة لا تدخُل بيتاً فيه بول منقع (¬1). للأوسط. ¬
449 - أبو أَيُّوبَ رفعه: إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا. قَالَ: فلما فَقَدِمْنَا الشَّأْمَ وَجَدْنَا مَرَاحِيضَ قد بُنِيَتْ قِبَلَ الْقِبْلَةِ فَنَنْحَرِفُ عنها وَنَسْتَغْفِرُ الله (¬1). للستة. ¬
450 - وفي رواية مالك قال أبو أَيُّوبَ وَهُوَ بِمِصْرَ: وَالله مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ بِهَذِهِ الْكَرَابِيسِ وَقَدْ قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمُ لغَائِطَ (أَوِ بَوْلَ) (¬1) فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا بِفَرْجِهِ (¬2). ¬
451 - ولأبي داود والنسائي عن أبي هُرَيْرَةَ: إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ ... الحديث مطولا (¬1). ¬
452 - أبو هريرة رفعه: من لم يستقبلِ القبلة ولم يستدبرها فى الغائط، كُتبت له حسنةٌ، ومحيت عنه سيئةٌ. للأوسط (¬1). ¬
453 - مَرْوَان الْأَصْفَر: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ثُمَّ جَلَسَ يَبُولُ إِلَيْهَا فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ نُهِيَ عَنْ هَذَا قَالَ: إِنَّمَا نُهِيَ عَنه فِي الْفَضَاءِ فَإِذَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ شَيْءٌ يَسْتُرُكَ فَلَا بَأْسَ. لأبي داود (¬1). ¬
454 - ابْنِ عُمَرَ: ارْتَقَيْتُ فَوْقَ بَيْتِ حَفْصَةَ لِبَعْضِ حَاجَتِي فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْضِي حَاجَتَهُ مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ مُسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةِ (¬1). للستة. ¬
455 - عَائِشَة: ذُكِرَ عِنْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَوْمٌ يَكْرَهُونَ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ. فَقَالَ: أُرَاهُمْ قَدْ فَعَلُوهَا اسْتَقْبِلُوا بِمَقْعَدَتِي الْقِبْلَةَ (¬1). للقزويني. ¬
456 - أبو وَائِل قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ يَبُولُ فِي قَارُورَةٍ وَيَقُولُ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا أَصَابَ جِلْدَ أَحَدِهِمْ بَوْلٌ قَرَضَهُ بِالْمَقَارِيضِ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَوَدِدْتُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ لَا يُشَدِّدُ هَذَا التَّشْدِيدَ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَنَا وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نَتَمَاشَى فَأَتَى سُبَاطَة قوم خَلْفَ حَائِطٍ فَقَامَ كَمَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ فَبَالَ فَانْتَبَذْتُ مِنْهُ فَأَشَارَ إِلَيَّ فَجِئْتُ فَقُمْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ حَتَّى فَرَغَ. للشيخين ولأصحاب السنن نحوه (¬1). ¬
457 - عُمَر: رَآنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَبُولُ قَائِمًا فَقَالَ: يَا عُمَرُ لَا تَبُلْ قَائِمًا فَمَا بُلْتُ قَائِمًا بَعْدُ (¬1). للترمذي وضعفه. ¬
458 - وله قَالَ عُمَرُ: مَا بُلْتُ قَائِمًا مُنْذُ أَسْلَمْتُ (¬1). ¬
459 - وَله عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّ مِنَ الْجَفَاءِ أَنْ تَبُولَ وَأَنْتَ قَائِمٌ (¬1). ¬
460 - عائشة: من حدثكم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبول قائما، فلا تصدقوه، ما كان يبول إلا قاعدا. للترمذي والنسائي (¬1). ¬
461 - ابن سيرين قال: بينا سعدٌ يبول قائماً، إذ اتكأ فمات، قتلته الجن. فقالوا: قَتَلْنَا سيد الخزرج سعد بن عبادة رميناه بسهم فلم يخطيء فؤادَهُ. للكبير وابن سيرين لم يدرك سعدًا (¬1). ¬
462 - عَبْد الله بْنِ جَعْفَرٍ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ وَكَانَ أَحَبَّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِحَاجَتِهِ هَدَفٌ أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ. يعني حائط نخل (¬1). لمسلم. ¬
463 - عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ دَرَقَةٌ ثُمَّ اسْتَتَرَ بِهَا ثُمَّ بَالَ فَقُلْنَا انْظُرُوا إِلَيْهِ يَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ فَسَمِعَ ذَلِكَ فَقَالَ: أَلَمْ تَعْلَمُوا مَا لَقِيَ صَاحِبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَوْلُ قَطَعُوا مَا أَصَابَهُ الْبَوْلُ مِنْهُمْ فَنَهَاهُمْ فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ (¬1). لأبي داود والنسائي. ¬
464 - وفي رواية: جِلْدِ أَحَدِهِمْ (¬1). ¬
465 - وفي أخرى: جَسَدِ أَحَدِهِمْ (¬1). ¬
466 - أبو سَعِيدٍ رفعه: لَا يَخْرُجِ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ كَاشِفَيْنِ عَنْ (عَوْرَاتِهِمَا) (¬1) يَتَحَدَّثَانِ فَإِنَّ الله يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ (¬2). لأبي داود. ¬
467 - أنس وابْن عُمَرَ قالا: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ الحَاجَةَ لم يَرْفَعْ ثَوْبَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الْأَرْضِ. للترمذي وأبي داود مرسلاً (¬1). ¬
468 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: مَنِ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ مَنْ فَعَلَ فَقْدَ أَحْسَنَ وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ وَمَنْ أَكَلَ فَمَا تَخَلَّلَ فَلْيَلْفِظْ وَمَا لَاكَ بِلِسَانِهِ فَلْيَبْتَلِعْ مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ وَمَنْ أَتَى الْغَائِطَ فَلْيَسْتَتِرْ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا أَنْ يَجْمَعَ كَثِيبًا مِنْ رَمْلٍ فَلْيَسْتَدْبِرْهُ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَلْعَبُ بِمَقَاعِدِ بَنِي آدَمَ مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ (¬1). لأبي داود. ¬
469 - ابن عمر: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يذهبُ لحاجتهِ الى المغمَّسِ. قال نافع: نحو ميلين من مكة. للموصلي والكبير والأوسط (¬1). ¬
470 - أبو هريرة: كان (النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬1) يتبوأ لبوله، كما يتبوأ لمنزلهِ. للأوسط (¬2)، وفيه يحيى بن عبيد بن وصي عن أبيه. ¬
471 - سراقة بن مالك يقول علمنا النبى - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا، فقال رجل كالمستهزىء: أما علمكم -[84]- كيف (تخرؤونَ)؟ (¬1) قال: بلى، والذى بعثه بالحق نبيًا لقد أمرنا أن نتوكأ على اليسرى، وننصب اليمنى. للكبير برجل لم يسم (¬2). ¬
472 - أبو أمامة رفعه: اتقوا البولَ، فإنه أولُ ما يحاسبُ به العبدُ فى القبرِ. للكبير (¬1). ¬
473 - واثلة بن الأسقع رفعه: لا يقولَن أحدكم: أهرقتُ الماءَ ولكن ليقلُ أبولُ. للكبير بضعف (¬1). ¬
474 - أَنَسٌ قَال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - (كان) (¬1) إِذَا ذهب الْخَلَاءَ نَزَعَ خَاتَمَه (¬2). للترمذي والنسائي. ¬
475 - وعنه أن النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ وَضَعَ خَاتَمَهُ (¬1). لأبي داود. ¬
476 - وعنه: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ (¬1). ¬
477 - وفي رواية: إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ الخلاء (¬1). ¬
478 - وفي أخرى: إذا دخل الكنف (¬1). للستة إلا الموطأ. ¬
479 - ولأبي داود عن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِالله مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ (¬1). ¬
480 - عَائِشَة: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ قَالَ: غُفْرَانَكَ. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
481 - أبو ذر: كان يقول إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي الأذَى وَعَافَانِي (¬1). ¬
482 - وفي رواية: الحمدُ لله الذى أخرجَ عني أذاه، وأبقى فىَّ منفعَته. لرزين (¬1). ¬
483 - عَلِي رفعه: سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ الله. للترمذي (¬1). ¬
الاستنجاء
الاستنجاء
484 - سَلْمَانَ قِيلَ لَهُ: قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ، قَالَ: أَجَلْ، لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِالْيَمِينِ، أَوْ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، أَوْ بِرَجِيعٍ، أَوْ بِعَظْمٍ (¬1). ¬
485 - وفي رواية: أن القائل له ذلك الْمُشْرِكُون (¬1). (لمسلم، وأصحاب السنن) (¬2) ¬
486 - أبو قَتَادَةَ (رفعه) (¬1): إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَأْخُذَ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَلَا يَسْتَنْجِي بِيَمِينِهِ، وَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ. للشيخين وأصحاب السنن (¬2). ¬
487 - عَائِشَةَ: كَانَتْ يَدُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (الْيُمْنَى) (¬1) لِطُهُورِهِ وَطَعَامِهِ وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى لِخَلَائِهِ وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى (¬2). لأبي داود. ¬
488 - عثمان: ما مسست ذكرى بيمينى منذ بايعتُ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسلمت. فُسِّرَ بأنه لم يستنج بيمينه. لرزين (¬1). ¬
489 - أنس (رفعه) (¬1): كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ تَبِعْتُهُ أَنَا وَغُلَامٌ مِنَّا مَعَنَا إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ (يعني:) (¬2) يستنجي به. للشيخين ولأبي داود والنسائي نحوه (¬3). ¬
490 - ولهما عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِذَا أَتَى الْخَلَاءَ أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ أَوْ رَكْوَةٍ، فَاسْتَنْجَى منه ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى الْأَرْضِ ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِإِنَاءٍ آخَرَ فَتَوَضَّأَ (¬1). ¬
491 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((جَاءَ جِبْرِيلُ - عليه السلام -، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَضِحْ)). للترمذي (¬1). ¬
492 - سُفْيَان بْنِ الْحَكَمِ أَوِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا بَالَ يتَوَضَّأُ وَيَنْتَضِحُ. لأبي داود (¬1). ¬
493 - وللنسائي إِذَا تَوَضَّأَ أَخَذَ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ فَقَالَ بِهَا هَكَذَا. وَصَفَه شُعْبَةُ نَضَحَ بِها فَرْجَهُ (¬1). ¬
494 - ولمالك: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عبيد الله أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ يَتَوَضَّأُ بِالْمَاءِ وضوءًا لِمَا تَحْتَ إِزَارِهِ (¬1). ¬
495 - عَائِشَةَ: بَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَ عُمَرُ خَلْفَهُ بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا عُمَرُ؟ قَالَ: مَاءٌ تَتَوَضَّأُ بِهِ قَالَ: مَا أُمِرْتُ كُلَّمَا بُلْتُ (أن) (¬1) أَتَوَضَّأَ وَلَوْ فَعَلْتُ لَكَانَتْ سُنَّةً (¬2). ¬
496 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأهْلِ قباء: ((إن الله قد أحسن الثناءَ عليكم في الطهور، فما ذاك))؟ قالوا: نجمعُ فى الاستنجاءِ بين الأحجارِ والماءِ. لرزين
497 - ولأحمد والطبراني بلين عَنْ عُوَيمر، قالوا: والله يا رسول الله مَا نَعْلَمُ شَيْئًا إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَكَانُوا يَغْسِلُونَ أَدْبَارَهُمْ مِنَ الْغَائِطِ، فَغَسَلْنَا كَمَا غَسَلُوا (¬1). ¬
498 - ولأحمد عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ سَلَامٍ بلين قَالَ: قَالُوا أي أهل قباء: يَا رَسُولَ الله إِنَّا نَجِدُهُ مَكْتُوبًا (عَلَيْنَا) (¬1) فِي التَّوْرَاةِ، يعني: الِاسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ (¬2). ¬
499 - عَائِشَةَ رفعته: ((إِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْغَائِطِ فَلْيَذْهَبْ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ (يَسْتَطِيبُ) (¬1) بِهِنَّ فَإِنَّهَا تُجْزِئه)). لأبي داود والنسائي (¬2) ¬
500 - سهل بن سعد: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الاستطابة، فقال: ((أولا يجدُ أحدكم ثلاثَةَ أحجارٍ، حجران للصفحتين، وحجرٌ (للمسربَة) (¬1). للكبير (¬2). ¬
501 - ابن مسعود: أَتَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْغَائِطَ فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ وَالْتَمَسْتُ الثَّالِثَ فَلَمْ أَجِدْهُ فَأَخَذْتُ رَوْثَةً، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ وَقَالَ: ((إنها رِكْسٌ)). للبخاري والترمذي والنسائي، قائلًا: ((الركس طعام الجن)) (¬1). ¬
502 - وعنه رفعه: ((لَا تَسْتَنْجُوا بِالرَّوْثِ وَلَا بِالْعِظَامِ؛ فَإِنَّهُ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ)). للترمذي والنسائي (¬1). ¬
503 - ولأبي داود: لما قَدِمَ وَفْدُ الْجِنِّ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالُوا: يَا رسول الله انْهَ أُمَّتَكَ أَنْ يَسْتَنْجُوا بِعَظْمٍ أَوْ رَوْثَةٍ أَوْ حُمَمَةٍ، فَإِنَّ الله جَعَلَ لَنَا فِيهَا رِزْقًا. فَنَهَانا النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ذَلِكَ (¬1). ¬
504 - ولرزين عن أنس، رفعه: ((إن وفداً من نصيبين سألونى الزادَ، فلا تستنجوا بعظم ولا روثة، فإنها طعامُ إخوانِكم الجن)). فقالوا: وما يغنى ذلك عنهم؟ قال: ((لا يمرون بعظمٍ إلا وجدوا عليه عرقة، ولا يمرون بروثة إلا وجدوا عليها طعمًا)) (¬1). ¬
505 - ولأبي داود والنسائي عن رُوَيْفِعٍ رفعه مطولاً: ((مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا واسْتَنْجَى بِرَجِيعِ دَابَّةٍ أَوْ عَظْمٍ فَإِنَّ مُحَمَّدًا مِنْهُ بَرِيءٌ)) (¬1). ¬
506 - عمرُ بال فمسح ذكره بالتراب ثم التفت الينا فقال: هكذا علمنا. للأوسط بضعف (¬1). ¬
507 - عَائِشَةَ رفعته: ((عشر مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ. قَالَ مُصْعَبٌ بن شيبة وَنَسِيتُ الْعَاشِرة إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ. قَالَ وَكِيعٌ: انْتِقَاصُ الْمَاءِ يَعْنِي: الِاسْتِنْجَاءَ. لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
فضل الوضوء
فضل الوضوء
508 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ)). قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله. قَالَ: ((إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى المسجد، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ)). لمالك ومسلم والترمذي والنسائي (¬1). ¬
509 - وعنه رفعه: ((إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ -أَوِ الْمُؤْمِنُ- فَغَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ)). لمالك والترمذي ومسلم بلفظه (¬1). ¬
510 - عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايَةُ الْإِبِلِ فَجَاءَتْ نَوْبَتِي أرعاها، فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيٍّ فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ، وأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)). فَقُلْتُ: مَا أَجْوَدَ هَذِا. فَإِذَا قَائِلٌ بَيْنَ يَدَيَّ يَقُولُ: الَّتِي قَبْلَهَا أَجْوَدُ. فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ بن الخطاب قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا. فقَالَ: ((مَا مِنْكُمْ (مِنْ) (¬1) أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وحده لا شريك له وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُه وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ)). لمسلم والنسائي (¬2). ¬
511 - ولأبي داود وفيه فَقُلْتُ: بَخٍ بَخٍ مَا أَجْوَدَ هَذا. وقال عند قوله: ((فيحْسِنُ الْوُضُوءَ)): ثُمَّ رَفَعَ طرفه إِلَى السَّمَاءِ (¬1). ¬
512 - زاد الترمذي بعد عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ: ((اللهمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ)). للترمذي (¬1). ¬
513 - عُثْمَانَ رفعه: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ)) (¬1). ¬
514 - وفي رواية أنه توضأ فقال: رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا فقَالَ: ((مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَكَانَتْ صَلَاتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً)). للشيخين (¬1) ¬
515 - زاد أحمد وأبو يعلي أَنَّهُ ضَحِكَ [بعد الوضوء] فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: أَلَا تَسْأَلُونِي مَّا أَضْحَكَنِي؟ فَقَالُوا: ما أضْحَكك يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ كَمَا تَوَضَّأْتُ ثُمَّ ضَحِكَ -[90]- فَقَالَ: ((أَلَا تَسْأَلُونِي مَا أَضْحَكَنِي))؟ قَالُوا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا دَعَا بِوَضُوءٍ)) فذكر نحوه (¬1). ¬
516 - عَبْدِ الله الصُّنَابِحِيِّ رفعه: ((إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فَمَضْمَضَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ فِيهِ وإِذَا اسْتَنْثَرَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَنْفِهِ، وإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجْتِ الْخَطَايَا مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ يَدَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ (تَحْتِ) (¬1) أَظْفَارِ يَدَيْهِ فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَصَلَاتُهُ نَافِلَةًُ)). لمالك والنسائي (¬2). ¬
517 - ابْنِ عُمَرَ رفعه: ((مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كَتَبَ الله لَهُ بِهِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ)). للترمذي (¬1). ¬
518 - أبو سعيد، رفعه: ((من توضأ فقال: سبحانَك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوبُ إليك، كُتب فى رَق، ثم طبع بطابَعٍ، ثم رُفع تحت العرشِ فلم يُكْسر إلى يومِ القيامة)). لرزين (¬1). ¬
519 - ورواية الأوسط: ((من قرأ سورةَ الكهِف كانتْ له نوراً يوم القيامِة من مقامه إلى مكة، ومن قرأ العَشْرَ آياتِ من آخرها وخرجَ الدجالُ لم يضرهُ، ومن توضأ فقال: سبحانَك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت أستغفرُك وأتوبُ إليك، كُتب فى رَق، ثم جُعل فى طابع، فلم يُكسر إلى يوم القيامةِ)). رفعه أبو سعيد (¬1). ¬
520 - وقال النسائي في ((اليوم والليلة)) بعد إخراجه: إن رفعه خطأ، والصواب أنه موقوف. ثم رواه من رواية الثوري وغندر عن شعبة موقوفا (¬1). ¬
521 - أبو أُمَامَةََ رفعه: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، غَفَرَ الله لَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَا مَشَتْ رجلاه وَقَبَضَتْ عَلَيْهِ يَدَاهُ وَسَمِعَتْ إِلَيْهِ أُذُنَاهُ وَنَظَرَتْ إِلَيْهِ عَيْنَاهُ وَحَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ مِنْ سُوءٍ)) (¬1). ¬
522 - وفي رواية: قيل له: يَا أَبَا أُمَامَةَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَ وصَلَّى تَكُونُ لَهُ نَافِلَةً؟ قَالَ: لَا إِنَّمَا النَّافِلَةُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، كَيْفَ تَكُونُ لَهُ نَافِلَةً وَهُوَ يَسْعَى فِي الذُّنُوبِ، تَكُونُ لَهُ فَضِيلَةً وَأَجْرًا (¬1). ¬
523 - عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رفعه: ((رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ أَحَدُهُمَا مِنَ اللَّيْلِ فَيُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ وَعَلَيْهِ عُقَدٌ فَيَتَوَضَّأُ، فَإِذَا وَضَّأَ يَدَه انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَيَقُولُ الرَّبُّ تعالى: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي فَهُوَ لَهُ)). هما لأحمد والكبير (¬1). ¬
صفة الوضوء
صفة الوضوء
524 - علي، قال عَبْدُ خَيْرٍ: أَتَانَا عَلِيٌّ وَقَدْ صَلَّى فَدَعَا بِطَهُورٍ، فَقُلْنَا: مَا يَصْنَعُ بِالطَّهُورِ وَقَدْ صَلَّى؟ مَا يُرِيدُ إِلَّا لِيُعَلِّمَنَا، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ، فَأَفْرَغَ مِنَ الْإِنَاءِ عَلَى يَمِينِهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا تمَضْمَضَ وَنَثَرَ مِنَ الْكَفِّ الَّذِي يَأْخُذُ فِيهِ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وغَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا وَغَسَلَ يَدَهُ الشِّمَالَ ثَلَاثًا، ثُمَّ -[92]- جَعَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا وَرِجْلَهُ الشِّمَالَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ وُضُوءَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَهُوَ هَذَا (¬1). ¬
525 - ومن رواياته: فَأَخَذَ الْإِنَاءَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى فَأَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى وَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا بنحوه (¬1). ¬
526 - ومنها: ثُمَّ تَمَضْمَضَ مَعَ الِاسْتِنْشَاقِ بِمَاءٍ وَاحِدٍ. بنحوه (¬1). ¬
527 - ومنها قال: ابْنُ عَبَّاسٍ: دَخَلَ عَلَيَّ عَلِيٌّ وَقَدْ أَهْرَاقَ الْمَاءَ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ بنحوه. وفيه: ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَيْهِ فِي الْإِنَاءِ فَأَخَذَ بِهِمَا حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ فَضَرَبَ بِهَا عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أَلْقَمَ إِبْهَامَيْهِ مَا أَقْبَلَ مِنْ أُذُنَيْهِ ثُمَّ الثَّانِيَةَ ثُمَّ الثَّالِثَةَ مِثْلَ. ذَلِكَ، ثُمَّ أَخَذَ بيده الْيُمْنَى قَبْضَةً مِنْ مَاءٍ فَصَبَّهَا عَلَى نَاصِيَتِهِ فَتَرَكَهَا تَسْتَنُّ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ وَظُهُورَ أُذُنَيْهِ ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَيْهِ جَمِيعًا فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ فَضَرَبَ بِهَا عَلَى رِجْلِهِ وَفِيهَا النَّعْلُ فغسلها بِهَا ثُمَّ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ قُلْتُ: وَفِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: وَفِي النَّعْلَيْنِ. وهذه الرواية ضعفها الترمذي (¬1). ¬
528 - ومنها عن الْحُسَيْنَ بنحوه. وفيه: ثم شَرِبَ مِنْ فَضْلِ وَضُوئِهِ قَائِمًا فَتعَجِبْتُ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: لَا تَعْجَبْ، فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَاكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ مِثْلَ مَا رَأَيْتَنِي صَنَعْتُ (¬1). ¬
530 - عُثْمَانَُ، قال حمران: دَعَا بِإِنَاءٍ فَأَفْرغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلَاثا مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاستنثر، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال: ((مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)). للشيخين (¬1). ¬
531 - ولأبي داود: ومَسَحَ رَأْسَهُ ثَلَاثًا (¬1). ¬
532 - وله في أخرى: فَتَمَضْمَضَ ثَلَاثًا وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا. وفيه: فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ فَغَسَلَ بُطُونَهُمَا وَظُهُورَهُمَا مَرَّةً وَاحِدَةً (¬1). ¬
533 - وفي أخرى: فَأَفْرَغَ بيدهِ اليمنَى على يده اليسرَى ثُمَّ غَسَلَهُمَا إِلَى الْكُوعَيْنِ. وللنسائي نحو ذلك (¬1). ¬
534 - وللستة عن عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري: نحو ذلك، وفيه: فمَسَحَ برَأْسَهُ فأقبل بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ ثم ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ ثُمَّ رَدَّهُمَا حتى رجع إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ (¬1). ¬
535 - وفي رواية: توضّأ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ. رواه النسائي (¬1). ¬
536 - وفي أخرى: مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفٍّ وَاحِدَةٍ يفعل ذَلِكَ ثَلَاثًا (¬1). ¬
537 - وفي أخرى: مَسَحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ غَيْرِ من فَضْلِ يَدَيْهِ (¬1). ¬
538 - وفي أخرى: بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدَيْهِ. قال الترمذي: وهو أصح (¬1). ¬
539 - وفي أخرى: غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ويَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، ومسح برأسه مرتين (¬1). ¬
540 - ولأبي داود: الْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كرب نحوه. وفيه: مَسَحَ بِأُذُنَيْهِ ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا وَأَدْخَلَ أَصَابِعَهُ فِي صِمَاخِ أُذُنَيْهِ (¬1). ¬
541 - وللنسائي عن أبي عَبْدِ الله سَالِم سَبَلَانَ: أن عَائِشَة أَرَتْه كَيْفَ كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ وفيه ثُمَّ مَسَحَتْ رَأْسَهَا وَاحِدَةً إِلَى مُؤَخِّرِهِ، ثُمَّ أَمَرَّتْ يَدَهَا بِأُذُنَيْهَا، ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى الْخَدَّيْنِ. قَالَ سَالِمٌ: كُنْتُ آتِيهَا مُكَاتَبًا، فَتَجْلِسُ بَيْنَ يَدَيَّ وَتَتَحَدَّثُ مَعِي، فجِئْتُهَا -[95]- ذَاتَ يَوْمٍ فَقُلْتُ: ادْعِي لِي بِالْبَرَكَةِ. قَالَتْ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: أَعْتَقَنِي الله. قَالَتْ: بَارَكَ الله لَكَ. وَأَرْخَتِ الْحِجَابَ دُونِي فَلَمْ أَرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ (¬1). ¬
542 - عن ابن عمرو بن العاص: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُهُ عَنِ الْوُضُوءِ، فَأَرَاهُ (ثَلَاثًا) (¬1) ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: ((هَكَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ)). لأبي داود والنسائي بلفظه (¬2). ¬
543 - ابن عباس قال: توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة مرة، لم يزد على هذا. للبخاري ولأبي داود (¬1). ¬
544 - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتُحِبُّونَ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ؟ فَدَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ فَاغْتَرَفَ غَرْفَةً بِيَدِهِ الْيُمْنَى فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ أَخَذَ أُخْرَى فَجَمَعَ بِهَا يَدَيْهِ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ أَخَذَ أُخْرَى فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُمْنَى ثُمَّ أَخَذَ أُخْرَى فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ نَفَضَ يَدَهُ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ وَأُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً أُخْرَى مِنَ الْمَاءِ فَرَشَّ عَلَى رِجْلِهِ الْيُمْنَى وَفِيهَا النَّعْلُ ثُمَّ مَسَحَهَا بِيَدَهِ ويَدٍ فَوْقَ الْقَدَمِ وَيَدٍ تَحْتَ النَّعْلِ ثُمَّ صَنَعَ بِالْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ. وللنسائي نحوه (¬1). ¬
545 - ولأبي داود والترمذي عن الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ: فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، وَوَضَّأَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مَرَّةً، وَوَضَّأَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّتَيْنِ بِمُؤَخَّرِ رَأْسِهِ ثُمَّ بِمُقَدَّمِهِ، وَبِأُذُنَيْهِ كِلْتَيْهِمَا ظُهُورِهِمَا وَبُطُونِهِمَا وَوَضَّأَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (¬1). ¬
546 - وفي رواية مَسَحَ الرَّأْسَ كُلَّهُ مِنْ قَرْنِ الشَّعْرِ كُلِّ نَاحِيَةٍ لِمُنْصَبِّ الشَّعْرِ لَا يُحَرِّكُ الشَّعْرَ عَنْ هَيْئَتِهِ (¬1). ¬
547 - وفي أخرى: مَسَحَ رَأْسَهُ وَمَسَحَ مَا أَقْبَلَ مِنْهُ وَمَا أَدْبَرَ وَصُدْغَيْهِ وَأُذُنَيْهِ مَرَّةً وَاحِدَةً (¬1). ¬
548 - وفي أخرى مسح برأسه من فضل ماء كان في يده (¬1). ¬
549 - لأبي داود عن جد طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ رَأْسَهُ مِنْ مُقَدَّمِهِ إِلَى مُؤَخَّرِهِ حَتَّى أَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ أُذُنَيْهِ. قَالَ مُسَدَّدٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ يَحْيَى فَأَنْكَرَهُ (¬1). ¬
550 - وله وللترمذي عن أبي أُمَامَةَ: تَوَضَّأَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: ((الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ)) قَالَ حَمَّادٌ: لَا أَدْرِي الأذنين من الرأس مِنْ قَوْلِ أَبِي أُمَامَةَ أم من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - زاد أبو داود: وكان يمسح الماقين (¬1). ¬
551 - أَنَسُ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمِيهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفْرِ، فَقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: ((ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ)). لأبي داود (¬1). ¬
552 - ولمسلم نحوه عَنْ جَابِرٍ (¬1). ¬
553 - وفي أخرى لأبي داود عن خالد بن معدان، عن بعض الصحابة: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَجُلًا يُصَلي وَفِي ظَهْرِ قَدَمِيهِ لُمْعَةٌ قَدْر الدِّرْهَمِ لَمْ يُصِبْهَا مَاء فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ (¬1). ¬
554 - ابن عَمْرٍو بن العاص: تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: ((وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا)). للشيخين (¬1). ¬
555 - ولأبي داود والنسائي: ((أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ)). في آخره (¬1). ¬
556 - وللترمذي نحوه أبو هُرَيْرَةَ: وقال: قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ وَبُطُونِ الْأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ)) (¬1). ¬
557 - ابْنِ عَبَّاسٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ فَرَأَى لُمْعَةً لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ فَقَالَ بِجُمَّتِهِ فَعَصَرَ شَعْرَهُ عَلَيْهَا. للقزويني (¬1). ¬
558 - جَابِرَ، سُئِلَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْعِمَامَةِ فَقَالَ: لَا حَتَّى تُمْسَحَ الشَّعْرُ بِالْمَاءِ (¬1). لمالك. ¬
559 - ثَوْبَانَ: بَعَثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً فَأَصَابَهُمُ الْبَرْدُ، فَلَمَّا قَدِمُوا أَمَرَهُمْ أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى الْعَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ (¬1). ¬
560 - أَنَسِ: رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ قِطْرِيَّةٌ فَأَدْخَلَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْعِمَامَةِ فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ وَلَمْ يَنْقُضِ الْعِمَامَةَ. هما لأبي داود (¬1). ¬
562 - وله عن جابر: توضأ مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثا (ثلاثا) (¬1) (¬2). ¬
563 - وللنسائي عن عَبْدِالله بْنِ زَيْدٍ: تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وقال: هو نور على نور (¬1). ¬
565 - نمران بن جارية، عن أبيه رفعه: ((خذوا للرأس ماًء جديداً)). للكبير بلين (¬1). ¬
566 - عباد بن تميم، عن أبيه: رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ ويمسحُ بالماءِ على رجليْهِ. للأوسط (¬1). ¬
567 - عبد الله بن بدر قال: نزلَ القرآنُ بالمسحِ، فأمرنا النبى - صلى الله عليه وسلم - بالغسلِ فغسَلْناَ. للكبير بضعف (¬1). ¬
568 - ابن مسعود قال: رجعَ قولُه إلى غسل القدمين فى قوله: {وأرجلكم إلى الكعبين}. للكبير (¬1). ¬
التخليل والسواك وغسل اليدين
التخليل والسواك وغسل اليدين
569 - أبو أَيُّوبَ رفعه: ((حَبَّذَا الْمُتَخَلِّلُونَ من أمتي فِي الْوُضُوءِ وَالطَّعَامِ)) لأحمد والكبير بضعف (¬1). ¬
570 - وله: قالوا: وما المتخللون يا رسولَ الله؟ قال: ((أما تخليلُ الوضوء فالمضمضةُ والاستنشاقُ وبين الأصابع، وأما تخليلُ الطعامِ، فمن الطعامِ. إنه ليس شىءٌ أشد علَى الملكين من أن يريا بين أسنانِ صاحبهما طعاماً وهو قائمٌ يصلى)) (¬1). ¬
571 - أبو الدرداء: ((توضأ النبىُ - صلى الله عليه وسلم -، فخلل لحيتَةُ بفضِل وضوئِهِ ومسحَ رأسَهُ بفضل ذراعيه)). للكبير بلين (¬1). ¬
572 - عُثْمَانَ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ. للترمذي (¬1). ¬
573 - ولأبي داود عن أَنَسٍ: إذا تَوَضَّأَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فيدخله تَحْتَ حَنَكِهِ ويخلل بِهِ لِحْيَتَهُ ويقول: ((هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي)) (¬1). ¬
574 - وللبزار والكبير بضعف عن أبي وائل بنحوه. وفيه: أنه خلل لحيتَه في غسل وجهه ومسحَ باطنَ أذنيه ورقبته وباطن لحيته بفضلِ ماءِ الرأس وغسل الذراعين حتى جاوزَ المرفقَ، وخلل أصابع رجليه، وجاوز بالماءِ الكعبَ، -[100]- ورفع في الساقِ ثم أخذ حفنة من ماء بيده اليمنى فوضعها على رأسه، حتى تحدر من جوانبِ رأسِهِ، وقال: هذا تمامُ الوضوءِ (¬1). ¬
575 - واثلة رفعه: ((من لم يُخلل أصابعهُ بالماءِ خللها الله بالنارِ يومَ القيامةِ)). للكبير بضعف (¬1). 576 - ابن مسعود رفعه: ((لتنتهكن الأصابعُ بالطهور، أو لتنتهكنها النارُ)). للأوسط (¬2). ¬
577 - ابْنِ عَبَّاسٍ رفعه: ((إِذَا تَوَضَّأت فَخَلِّلْ أَصَابِعِ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ)). للترمذي (¬1). ¬
578 - وله وللنسائي عن لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ. قَالَ: ((أَسْبِغِ الْوُضُوءَ وخلل بين الأصابع وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ، إِلَّا أَنْ تكُونَ صَائِمًا)) (¬1). ¬
579 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ للستة (¬1). ¬
580 - وفي رواية: مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ (¬1). ¬
581 - ولأحمد: ((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ بِوُضُوءٍ، ومَعَ كُلِّ وُضُوءٍ بسِوَاكٌ)) (¬1) ¬
582 - وللترمذي عن زَيْدِ بْنُ خَالِدٍ: أنه يَشْهَدُ الصَّلَوَاتِ فِي الْمَسْجِدِ وَسِوَاكُهُ عَلَى أُذُنِهِ مَوْضِعَ الْقَلَمِ مِنْ أُذُنِ الْكَاتِبِ، لَا يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ إِلَّا أُسْتَنَّ ثُمَّ رَدَّهُ إِلَى مَوْضِعِهِ (¬1). ¬
583 - ولأبي داود عن عَائِشَةَ أن النبي - صلى الله عليه وسلم -:كَانَ لَا يَرْقُدُ مِنْ لَيْلٍ وَلا نَهَارٍ فَيَسْتَيْقِظُ إِلَّا تَسَوَّكَ قَبْلَ أَنْ يَتَوَضَّأَ (¬1). ¬
584 - وله ولمسلم والنسائي عن شُرَيْحٍ بن هانئ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ؟ قَالَتْ: بِالسِّوَاكِ (¬1). ¬
585 - وللنسائي عنها رفعته: ((السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ)) (¬1). ¬
586 - زاد الكبير والأوسط عن ابن عباس بضعف: ((ومجلاة للبصر)) (¬1) ¬
587 - وللبخاري عن أبي موسى أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يَسْتَنُّ يَقُولُ أُعْ أُعْ وَالسِّوَاكُ فِي فِيهِ كَأَنَّه يَتَهَوَّعُ (¬1). ¬
588 - ولأبي داود دَخَلْتُ عليه وَهُوَ يَسْتَاكُ وَقَدْ وَضَعَ السِّوَاكَ عَلَى طَرَفِ لِسَانِهِ وَهُوَ يَقُولُ إِهْ إِهْ يَعْنِي يَتَهَوَّعُ (¬1). ¬
589 - وللنسائي: وَهُوَ يَقُولُ عَأْ عَأْ (¬1). ¬
590 - أَنَسٌ رفعه: ((لقد أَكْثَرْتُ عَلَيْكُمْ فِي السِّوَاكِ)). للبخاري والنسائي (¬1). ¬
591 - وله في أخرى: ((لقَدْ أَكْثَرتم عليَّ فِي السِّوَاكِ)) (¬1). ¬
592 - عَائِشَةَ كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَنُّ وَعِنْدَهُ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ فَأَوْحَى إِلَيْهِ فِي فَضْلِ السِّوَاكِ أَنْ كَبِّرْ أَعْطِ السِّوَاكَ أَكْبَرَهُمَا. قالت: وكان يستاك فيعطيني السواك لأغسله، فأبدأ به فاستاك ثم أغسله وأدفعه إليه. لأبي داود (¬1). ¬
593 - وعنها رفعته: فَضْلُ الصَّلَاةِ سِوَاكِ عَلَى الصَّلَاةِ بِغَيْرِ سِوَاكٍ سبعون صلاة. لأحمد والموصلي والبزار (¬1). ¬
594 - علي رفعه: ((إن العبدَ إذا تسوك، ثم قامَ يصلى، قام الملكُ خلفَه، فيستمعُ لقراءته، فيدنو منه أو كلمة نحوها- حتى يضع فاهُ على فيه، فما يخرجُ من فيه شىءٌ من القرآن الا صار فى جوفِ الملكِ فطهروا أفواهَكُم للقرآن)). للبزار (¬1). ¬
595 - عائشة: قلت: يا رسولَ الله، الرجلُ يذهب فوه، يستاكُ؟ قال: ((نعم)). قلتُ: كيفَ يصنع؟ قال: ((يُدخل إصبعه فى فيه فيدلكه)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
596 - معاذ رفعه: ((نعم السواكُ الزيتونُ من شجرةٍ مباركة، يطيبُ الفم، ويذهبُ بالحفر، وهو سواكى وسواكُ الانبياء قبلى)). للأوسط (بضعف) (¬1) وفيه معلل ابن محمد (¬2). ¬
597 - أبو خيرة الصباحي: كنتُ فى الوفْدِ الذين أتَوا النبى - صلى الله عليه وسلم - فزودَنا الاراكَ نستاك به، فقلنا: يا رسول الله، عندنا الجريد، ولكنا نقبلُ كرامتَك وعطيتك. فقال: ((اللهم اغفرْ لعبد القيس)). للكبير مطولا (¬1). ¬
598 - أبو أُمَامَةَ رفعه: ((تَسَوَّكُوا فَإِنَّ السِّوَاكَ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ، ومَا جَاءَنِي جِبْرِيلُ إِلَّا أَوْصَانِي بِالسِّوَاكِ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يُفْرَضَ عَلَيَّ وَعَلَى أُمَّتِي، وَلَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُهُ علَيهُمْ، وَإِنِّي لَأَسْتَاكُ حَتَّى إني لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أُحْفِيَ مَقَادِمَ فَمِي)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
599 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ)) (¬1). للستة. ¬
600 - وفي رواية لأبي داود: فَإِنه لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ أَوْ أَيْنَ كَانَتْ تَطُوفُ به (¬1). ¬
الاستنشاق والاستنثار والإسباغ وغيرها
الاستنشاق والاستنثار والإسباغ وغيرها
601 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ)). للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
602 - وفي أخرى لمسلم: ((إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَنْشِقْ بِمَنْخِرَين مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ ليستنثر)) (¬1). ¬
603 - وللنسائي: أي: إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَليتَوَضَّأَ ولْيَسْتَنْثِرْ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيْشُومِهِ (¬1). ¬
604 - ابْنِ عَبَّاسٍ رفعه: ((اسْتَنْثِرُوا مَرَّتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا)). لأبي داود (¬1). ¬
605 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ)). للشيخين (¬1). ¬
606 - وفي رواية قال نُعَيْمِ بنِ الْمُجْمِرِ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ ثُمَّ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ ثُمَّ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ ثُمَّ (قَالَ:) (¬1) هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - ((أَنْتُمْ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ فَلْيُطِلْ غُرَّتَهُ وَتَحْجِيلَهُ)) (¬2) ¬
607 - وفي أخرى: أَنَّهُ رَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ حَتَّى كَادَ يَبْلُغُ الْمَنْكِبَيْنِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ حَتَّى رَفَعَ إِلَى السَّاقَيْنِ بنحوه (¬1) لمسلم. ¬
608 - أبو حَازِمٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ فَكَانَ يَمُدُّ يَدَهُ حَتَّى يَبْلُغَ إِبْطَهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا هَذَا الْوُضُوءُ. فَقَالَ: يَا بَنِي فَرُّوخَ، أَنْتُمْ هَاهُنَا؟ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ هَاهُنَا مَا تَوَضَّأْتُ هَذَا الْوُضُوءَ، سَمِعْتُ خَلِيلِي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوَضُوءُ)). وللنسائي مثله دون: يا بني فروخ (¬1). ¬
609 - ابْنِ عَبَّاسٍ: وَالله مَا خَصَّنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِشَيْءٍ دُونَ النَّاسِ إِلَّا ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ، فَإِنَّهُ أَمَرَنَا أَنْ نُسْبِغَ الْوُضُوءَ، وَلَا نَأْكُلَ الصَّدَقَةَ، وَلَا نُنْزِيَ الْحُمُرَ عَلَى الْخَيْلِ (¬1). للنسائي والترمذي. ¬
610 - أبو هريرة: جاء رجل الى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما إسباغ الوضوء؟ فسكت عنه حتى حضرت الصلاة، فدعا بماء فغسل يديه واستنثر ومضمض وغسل وجهه ثلاثا، ويديه ثلاثا (ثلاثا) (¬1)، ومسح برأسه، وغسل رجليه ثلاثا (ثلاثا) (¬2)، ثم نضح (على) (¬3) ثوبه، فقال: ((هذا إسباغ الوضوء)).للموصلي والبزار (¬4). ¬
611 - معاوية بن قرة، عن أبيه، عن جده: توضأ النبى - صلى الله عليه وسلم - واحدة واحدة فقال: ((هذا وضوء لايقبل الله الصلاة الا به)). ثم توضأ ثنتين ثنتين، فقال: ((من توضأ هكذا ضاعف الله أجره مرتين)). ثم توضأ ثلاثا ثلاثاً، فقال: ((هذا إسباغ الوضوء)). وهذا وضوئى ووضوء خليل الله ابراهيم. للأوسط بلين مطولاً (¬1). ¬
612 - أَنَسً: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ (¬1). ¬
613 - وفي رواية: يَغْتَسِلُ بِخَمْسَةِ مَكَاكِيك ويتوضأ بمكوك. للشيخين والنسائي والترمذي (¬1). ¬
614 - وله في أخرى: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يُجْزِئُ فِي الْوُضُوءِ رِطْلانِ مِنْ مَاءٍ)) (¬1). ¬
615 - ولأبي داود: يَتَوَضَّأُ بِإِنَاءٍ يَسَعُ رَطْلَيْنِ وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ (¬1). ¬
616 - وله وللنسائي عن أُمِّ عُمَارَةَ: أنه - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ بِمَاءٍ قَدْرَ ثُلُثَيِ الْمُدِّ (¬1). ¬
617 - وعنها: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَأْتِينَا فِي مَنْزِلِنَا فَآخُذُ مِيضَأَةً لَنَا تَكُونُ مُدًّا أو ثُلُثَ مُدٍّ أَوْ رُبُعَ مُدٍّ فَأَسْكُبُ عَلَيْهِ فَيَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا. للدارمي (¬1). ¬
618 - عَبْدِ الله ابْنِ زَيْدٍ: جَاءَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْرَجْنَا لَهُ مَاءً فِي تَوْرٍ مِنْ صُفْرٍ فَتَوَضَّأَ (¬1). لأبي داود ¬
619 - ابْنِ عَمْرٍو بن العاص: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: ((مَا هَذَا السَّرَفُ؟)) فَقَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ ِسْرفٌ؟ قَالَ: ((نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ)). للقزويني (¬1). ¬
620 - عَائِشَةَ: كَانَ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - خِرْقَةٌ يُنَشِّفُ بِهَا بَعْدَ الْوُضُوءِ. للترمذي (¬1). ¬
621 - وله عن مُعَاذِ: رَأَيْته - صلى الله عليه وسلم - إِذَا تَوَضَّأَ مَسَحَ وَجْهَهُ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ (¬1). ¬
622 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ الله عَلَيْهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
623 - وعنه رفعه: ((من ذكر الله أول وضوئه طهر جسده كله، وإذا لم يذكر (اسم) (¬1) الله لم يطهر منه إلا مواضع الوضوء)) (¬2). ¬
624 - أبو موسى: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتوضأ، فسمعته يقول: ((اللهم اغفرلى ذنبى، ووسع لى فى دارى، وبارك لى فى رزقى)). هما لرزين (¬1). ¬
625 - أبو هريرة: قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا هريرة، اذا توضأت فقل: بسم الله والحمد لله، فان حَفَظتك لا تستريح تكتب لك الحسنات حتى تحدث من ذلك الوضوء)). للصغير (¬1). ¬
626 - أبو الجنوب: رأيت علياً يستقى ماءً لوضوئه فبادرته أستقى له، فقال: مه يا أبا الجنوب. فانى رأيت عمر استقى ماءً لوضوئه، فبادرته أستقى له، فقال: مه يا أبا الحسن، فانى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستقى ماءً لوضوئه، فبادرته أستقى له، فقال: ((مه يا عمر، فانى أكره أن يشركنى فى طهورى أحد)). للموصلي، والبزار بضعف أبى الجنوب (¬1). ¬
627 - وابصة: سألت النبى - صلى الله عليه وسلم - عن كل شىء حتى عن الوسخ الذى يكون فى الأظفار. فقال: ((دع ما يريِبُكَ إلى ما لا يريبك)). للكبير بضعف (¬1). ¬
628 - أبو هريرة رفعه: ((إذا توضأ أحدكم، فلا يشبك بين أصابعه)).للأوسط وفيه عتيق بن يعقوب (¬1). ¬
629 - يزيد بن أبي عبيد: أن سلمة بن الاكوع اذا توضأ يأخذ المسك فيديفُه في يده، ثم يمسح به لحيته. للكبير (¬1). ¬
630 - عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: سَمِعْتُ شَبِيبًا أَبَا رَوْحٍ مِنْ ذِي الْكَلَاعِ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَرَأَ بِالرُّومِ فَتَرَدَّدَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: ((إِنَّهُ لبس عَلَيْنَا -[108]- الْقُرْآنَ أَنَّ أَقْوَامًا مِنْكُمْ يُصَلُّونَ مَعَنَا لَا يُحْسِنُونَ الْوُضُوءَ، فَمَنْ شَهِدَ الصَّلَاةَ مَعَنَا فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ)). لأحمد (¬1). ¬
631 - أَنَسِ: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ لكُلِّ صَلَاةٍ. قيل: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: يُجْزِئُ أَحَدَنَا الْوُضُوءُ مَا لَمْ يُحْدِثْ. للبخاري وأصحاب السنن (¬1). ¬
632 - بُرَيْدَةَ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح صَلَّى الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ عُمَرُ: فعلت شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تفعله. قَالَ: ((عَمْدًا فعلته يَا عُمَرُ)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
633 - عَائِشَةَ: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ التَّيَامُنَ مَا اسْتَطَاعَ في شأنه كله: فِي طُهُورِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وتنعله. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
نواقض الطهارة
نواقض الطهارة
634 - عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ الله الرَّجُلُ مِنَّا يَكُونُ فِي الْفَلَاةِ فَتَكُونُ مِنْهُ الرُّوَيْحَةُ وَيَكُونُ فِي الْمَاءِ قِلَّةٌ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا فَسَا أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَعْجَازِهِنَّ، فَإِنَّ الله لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ)) (¬1). للترمذي وأبي داود. ¬
635 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ صَوْتٍ أَوْ رِيحٍ)) (¬1). ¬
636 - وفي رواية: ((إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الْمَسْجِدِ فَوَجَدَ رِيحًا بَيْنَ أَلْيَتَيْهِ فَلَا يَخْرُجْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا)). للترمذي ولمسلم وأبي داود نحوه (¬1). ¬
637 - ولأحمد: ((إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَأَنَسَ بِهِ كَمَا يَأْنِسُ بِدَابَّتِهِ، فَإِذَا سَكَنَ لَهُ أَضْرَطَ بَيْنَ أَلْيَتَيْهِ لِيَفْتِنَهُ عَنْ صَلَاتِهِ، فَإِذَا وَجَدَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا)) (¬1). ¬
638 - وفي رواية: ((فَإِذَا سَكَنَ لَهُ زَنَقَهُ أَوْ أَلْجَمَهُ)). قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَنْتُمْ تَرَوْنَ ذَلِكَ، أَمَّا الْمَزْنُوقُ فَتَرَاهُ مَائِلًا، وَأَمَّا الْمَلْجُومُ فتراه فاتحا فَاهُ لَا يَذْكُرُ الله تعالى (¬1). ¬
639 - ابن مسعود رفعه: ((إن الشيطان يأتى أحدكم فى صلاته فيأخذ شعرة من دبره، فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا)). للكبير بلين (¬1). ¬
640 - وفي رواية: ((إن الشيطان يلطف بالرجل في صلاته ليقطع عليه صلاته، فإذا أعياه نفخ في دبره، فإذا أحس أحدكم من ذلك شيئا)). بنحوه (¬1). ¬
641 - عبد الله بن زيد: شُكَى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الرَّجُلُ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: ((لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا)). للشيخين (¬1). ¬
642 - وفي رواية لرزين: ((إذا دخل أحدكم المسجد فوجد شيئا بين أليتيه فلا يخرج حتى يسمع فشيشها أو طنينها))
643 - جرير أن عمر صلى بالناس فخرج من إنسان شىء، فقال: عزمت على صاحب هذا إلا توضأ وأعاد الصلاة. فقال جرير: أو تعزم على كل من سمعها أن يتوضأ ويعيد الصلاة؟ فقال: نعمّا قلت، جزاك الله خيرا. فأمرهم بذلك. للكبير (¬1). ¬
644 - عَلِيٍّ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فاستحييت أن أسأل النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فأمرت المقداد بن الأسود فَسَأَله فَقَالَ: ((يغْسِلْ ذَكَرَكَ ويتوضأ)). للستة (¬1). ¬
645 - ورواية أبى داود: ((ويَغْسِلْ ذَكَرَهُ وَأُنْثَيَيْهِ)) (¬1). ¬
647 - ولأبي داود والترمذي عن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ نحو ذلك وفيه قُلْتُ يَا رَسُولَ الله كَيْفَ بِمَا يُصِيبُ ثَوْبِي مِنْهُ؟ فقَالَ: ((يَكْفِيكَ أَنْ تَأْخُذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَتَنْضَحَ بِهِ حَيْثُ تَرَى أَنَّهُ أَصَابَ من ثوبك)) (¬1). ¬
648 - عَبْدِ الله بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ: سَأَلْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَمَّا يُوجِبُ الْغُسْلَ، وَعَنِ الْمَاءِ يَكُونَ بَعْدَ الْمَاءِ، فَقَالَ: ((ذَاكَ الْمَذْيُ، وَكُلُّ فَحْلٍ يَمْذِي، فَتَغْسِلُ مِنْ ذَلِكَ فَرْجَكَ وَأُنْثَيَيْكَ و (تَوَضَّأْ) (¬1) وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ)). لأبي داود (¬2). ¬
649 - أبو الدَّرْدَاءِ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَاءَ وكان صائمًا فَتَوَضَّأَ قال معدان: ولَقِيتُ ثَوْبَانَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فسألته، فَقَالَ صَدَقَ، أَنَا صَبَبْتُ لَهُ وَضُوءَهُ. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
650 - الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ ليلة طُعِنَ فَأَيْقَظَه لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: عُمَرُ، نَعَمْ وَلَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى عُمَرُ وَجُرْحُهُ يَثْقَبُ دَمًا. لمالك (¬1). ¬
651 - جَابِرٍ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي: فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ- فَأَصَابَ رَجُلٌ امْرَأَةَ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَحَلَفَ أَنْ لَا أَنْتَهِيَ حَتَّى أُهَرِيقَ دَمًا من أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، فَخَرَجَ يَتْبَعُ أَثَرَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَزَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَنْزِلًا فَقَالَ: ((مَنْ رَجُلٌ يَكْلَؤُنَا؟)) فَانْتَدَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: ((كُونَا بِفَمِ الشِّعْبِ)). قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلَانِ إِلَى فَمِ الشِّعْبِ اضْطَجَعَ الْمُهَاجِرِيُّ وَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ يُصَلي، فأَتَى الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَأَى شَخْصَهُ عَرَفَ أَنَّهُ رَبِيئَةٌ لِلْقَوْمِ فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ ونَزَعَهُ حَتَّى رَمَاهُ بِثَلَاثَةِ أَسْهُمٍ ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ ثُمَّ أنبه صَاحِبهُ، فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُمْ قَدْ نَذِرُوا بِهِ هَرَبَ، وَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالْأَنْصَارِيِّ مِنَ الدَّمِ قَالَ: سُبْحَانَ الله أَلَا أَنْبَهْتَنِي أَوَّلَ مَا رَمَى. قَالَ: كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا. لأبي داود (¬1). ¬
652 - عَائِشَةَ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَبَّلَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، قَالَ عُرْوَةُ فقلت لها: ومَنْ هِيَ إِلَّا أَنْتِ؟ فَضَحِكَتْ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
653 - ابْنِ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: قُبْلَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَجَسُّهَا بِيَدِهِ مِنَ الْمُلَامَسَةِ، فَمَنْ قَبَّلَ امْرَأَتَهُ أَوْ جَسَّهَا بِيَدِهِ فَعَلَيْهِ الْوُضُوءُ. للموطأ (¬1). ¬
654 - طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ: جَاءَ رَجُلٌ كَأَنَّهُ بَدَوِيٌّ فَقَالَ: يَا نبي الله مَا تَرَى فِي مَسَّ الرجل ذَكَرَهُ بعدما يتوضأ قَالَ: ((وَهَلْ هُوَ إِلَّا مُضْغَةٌ مِنه)) أَوْ قال: ((بَضْعَةٌ مِنْه)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
655 - بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ رفعته: ((من مَسَّ ذَكَرَهُ فلا يصلي حتى يتوضأ)). للموطأ وأصحاب السنن (¬1). ¬
656 - زاد في الأوسط والكبير بعد ذكره: ((أو أنثييه أو رفغيه فليتوضأ وضوءه للصلاة)) (¬1). ¬
657 - ابن عمرو رفعه: ((مَنْ مَسَّ فرجه فَلْيَتَوَضَّأْ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مَسَّتْ فَرْجَهَا فَلْتَتَوَضَّأْ)). لأحمد (بعنعنة) (¬1) بقية بن الوليد (¬2). ¬
658 - وللأوسط بلين عن ابن عمرو بن العاص: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المرأة تدخل يدها في فرجها فقال: ((عليها الوضوء)) (¬1). ¬
659 - وللكبير: أنه سئل عن المرأة تضرب بيدها، فتصيب فرجها، فقال: ((تتوضأ)) (¬1). ¬
660 - ابْنَ عُمَرَ: أنه كَانَ يَنَامُ جَالِسًا ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ. لمالك (¬1). ¬
661 - عَلِيِّ رفعه: ((الْعَيْنَانِ وكاء السه، فَمَنْ نَامَ فَلْيَتَوَضَّأْ)). لأبي داود (¬1). ¬
662 - ابْنِ عَبَّاسٍ: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَامَ وَهُوَ سَاجِدٌ حَتَّى غَطَّ ونَفَخَ ثُمَّ قَامَ فصَلِّي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنَّكَ قَدْ نِمْتَ. قَالَ: ((إِنَّ الْوُضُوءَ لَا يَجِبُ إِلَّا عَلَى مَنْ نَامَ مُضْطَجِعًا، فَإِنَّهُ إِذَا اضْطَجَعَ اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ)). للترمذي (¬1). ¬
663 - أبو أمامة رفعه: ((وضوء النوم أن تمس الماء ثم تمسح بتلك المسحة وجهك ويديك ورجليك كمسحة التيمم)). للكبير بضعف ولأبي داود والنسائي (¬1). ¬
664 - أَسْمَاءَ بنت أبي بكر قالت في حديث الكسوف: قُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ، قال عروة: ولم تتوضأ (¬1). ¬
665 - عَائِشَةَ في حديث وفاته - صلى الله عليه وسلم - أنه اغتسل ثم ذهب لينؤ فأغمى عليه، ثم أفاق فقال: ((أَصَلَّى النَّاسُ؟)) قُلْنَا: لَا. قَالَ: ((ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ)). فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ. الحديث كما يأتي إن شاء الله تعالى (¬1). ¬
666 - أَبو هُرَيْرَةَ قال وهو يتوضأ: إِنَّمَا أَتَوَضَّأُ مِنْ أَثْوَارِ أَقِطٍ أَكَلْتُهَا، لِأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ)). هي للستة إلا البخاري (¬1). ¬
667 - وفي رواية للنسائي قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَوَضَّأُ مِنْ طَعَامٍ أَجِدُهُ فِي كِتَابِ الله حَلالاً لِأَنَّ النَّارَ مَسَّتْهُ. فَجَمَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ حَصًى فَقَالَ: أَشْهَدُ عَدَدَ هَذَا الْحَصَى أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ)) (¬1). ¬
668 - ورواية الترمذي قال ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَتَوَضَّأُ مِنَ الدُّهْنِ أَنَتَوَضَّأُ مِنَ الْحَمِيمِ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا ابْنَ أَخِي إِذَا سَمِعْتَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَلَا تَضْرِبْ لَهُ مَثَلًا (¬1). ¬
669 - ورواية أبي داود: ((الْوُضُوءُ مِمَّا أَنْضَجَتِ النَّارُ)) (¬1). ¬
670 - وللنسائي عن أبي أَيُّوبَ وأبي طلحة: ((تَوَضَّئُوا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ)) (¬1). ¬
671 - ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه - صلى الله عليه وسلم - أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ وصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. لمالك والبخاري والنسائي (¬1). ¬
672 - ولمسلم: لَمْ يَتَوَضَّأْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً (¬1). ¬
673 - ولأبي داود: ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ بِمِسْحٍ كَانَ تَحْتَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى (¬1). ¬
674 - وللترمذي عن عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يحْتَزَّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ في يده، فدعي إِلَى الصَّلَاةِ فالقي السكين التي يحتز بها ثم قام فصلى ولم يتوضأ (¬1). ¬
675 - ولأبي داود والنسائي عن جَابِرَ قَالَ: كَانَ آخِرَ الْأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِه النَّارُ (¬1). ¬
676 - سُوَيْدَ بْنَ النُّعْمَانِ: خَرَجَنا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إِذَا كنا بِالصَّهْبَاءِ وَهِيَ من أَدْنَى خَيْبَرَ صَلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الْعَصْرَ فدَعَى بالأطعمة فَلَمْ يُؤْتَ إِلَّا بسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ وأَكَلَ وَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْمَغْرِبِ فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. لمالك والبخاري والنسائي (¬1). ¬
677 - عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: قلت لمعاذ: هل كنتم تتوضئون مما غيرت النار؟ قال: نعم، إذا أكل أحدنا مما غيرت النار غسل يديه وفاه، فكنا نعد هذا وضوءاً. للبزار بضعف (¬1). ¬
678 - ابن مسعود قال: لأن أتوضأ من الكلمة الخبيثة أحب اليّ من أن أتوضأ من الطعام الطيب. للكبير (¬1). ¬
679 - أَنَسَ: إِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - شَرِبَ لَبَنًا فَلَمْ يُمَضْمِضْ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. لأبي داود (¬1). ¬
680 - جابر: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - شرب لبناً فمضمض من دسمه. للبزار بضعف (¬1). ¬
681 - جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: ((إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَوَضَّأْ)) قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: ((نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ)) قَالَ: أأُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: ((نَعَمْ)) قَالَ: أُصَلِّي فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: ((لَا)). لمسلم (¬1). ¬
682 - ابْنَ عُمَرَ رفعه: ((تَوَضَّئُوا مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ وَلَا تَوَضَّئُوا مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ، وَتَوَضَّئُوا مِنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ وَلَا تَوَضَّئُوا مِنْ أَلْبَانِ الْغَنَمِ، وَصَلُّوا فِي مرابض الْغَنَمِ وَلَا تُصَلُّوا فِي مَعَاطِنِ الْإِبِلِ)). للقزويني (¬1). ¬
683 - ابن مسعود قال: كُنَّا لَا نَتَوَضَّأُ مِنْ مَوْطِئٍ، وَلَا نَكُفُّ شَعْرًا وَلَا ثَوْبًا (¬1). ¬
684 - أبو هُرَيْرَةَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يُصَلِّي مُسْبِلًا إِزَارَهُ قَالَ لَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ)) فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ جَاءَ ثُمَّ قَالَ: ((اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ)) فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، مَا لَكَ أَمَرْتَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ. قَالَ: ((إِنَّهُ كَانَ -[116]- يُصَلِّي وَهُوَ مُسْبِلٌ إِزَارَهُ، وَإِنَّ الله تَعَالَى لَا يَقْبَلُ صَلَاةَ رَجُلٍ مُسْبِلٍ إِزَارَهُ)) (¬1). ¬
685 - وائل بن داود عن ابراهيم قال: الوضوءُ مما خرجَ وليسَ مما دخل. والصومُ مما دَخل وليس مما خَرج (¬1). للكبير. ¬
686 - أبو بريدة بن الحصيب رفعه: ((من مسّ صنماً فليتوضأ)).للبزار (¬1). ¬
687 - الزبير قال: استقبل النبى - صلى الله عليه وسلم - جبريل فناوله يده، فأبى أن يتناولها، فدعا النبى - صلى الله عليه وسلم - بماء فتوضأ، ثم ناوله يده فتناولها. فقال له: ((يا جبريل ما منعك أن تأخذ بيدى؟)) قال: إنك أخذت بيد يهودى، فكرهت أن تمس يدى يداً مسها كافرٌ. للأوسط بضعف (¬1). ¬
688 - ابن مسعود: كنا نتوضأ من الأبرص اذا مسسناه. للكبير والأوسط بلين (¬1). ¬
689 - ابن عباس رفعه: ((اذا رعفَ أحدكم فى صلاته فلينصرف فليغسل عنه الدمَ، ثم ليُعدْ وضوءه وليستقبل صلاتَهُ)) (¬1). ¬
690 - مَالِك: بلغني أن ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَرْعُفُ في الصلاة فَيَخْرُجُ يَغْسِلُ الدَّمَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَبْنِي عَلَى مَا قَدْ صَلَّى (¬1). ¬
691 - وله: أن ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا رَعَفَ انْصَرَفَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَجَعَ فَبَنَى وَلَمْ يَتَكَلَّمْ (¬1). ¬
692 - أبو موسى: بينما النبى - صلى الله عليه وسلم - يصلى بالناس اذ دخل رجل فتردى فى حفرة كانت فى المسجد، وكان فى بصره ضرر، فضحك كثير من القوم وهم فى الصلاة، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة. للكبير (¬1). ¬
693 - جابر أنه سئل عن الرجل يضحك فى الصلاة، قال: يعيد الصلاة، ولا يعيد الوضوء (¬1). للموصلي. ¬
694 - عَائِشَةَ رفعته: ((من أَحْدَثَ فِي صَلَاتِهِ فلينصرف، فإن كان في صلاة جماعة فَلْيَأْخُذْ بِأَنْفِهِ ولِيَنْصَرِفْ)). (¬1). ¬
المسح علي الخفين
المسح علي الخفين
696 - المُغِيرَةَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيّ ِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((يَا مُغِيرَةُ، خُذِ الْإِدَاوَةَ فَأَخَذْتُهَا)) فَانْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فَقَضَى حَاجَتَهُ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَأْمِيَّةٌ، فَذَهَبَ لِيُخْرِجَ يَدَهُ مِنْ كُمِّهَا فَضَاقَتْ فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ أَسْفَلِهَا، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ فَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ (¬1). ¬
697 - وفي رواية: وأَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ فَقَالَ: ((دَعْهُمَا فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ)) فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا. للشيخين (¬1). ¬
698 - زاد أحمد بعد طَاهِرَتَانِ: ثُمَّ لَمْ أَمْشِ حَافِيًا بَعْدُ (¬1). ¬
699 - ولمسلم في أخرى: مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَمُقَدَّمِ رَأْسِهِ وعِمَامَتِهِ (¬1). ¬
700 - وفي أخرى: توضأ فمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَعَلَى الْعِمَامَةِ وَعَلَى الخُفَّين (¬1). ¬
701 - ولأبي داود: فَضَاقَتْ فَادَّرَعَها ادِّرَاعًا، ثُمَّ أَهْوَيْتُ إِلَى الْخُفَّيْنِ لِأَنْزَعَهُمَا فَقَالَ: ((دَعِ الْخُفَّيْنِ فَإِنِّي أَدْخَلْتُ الْقَدَمَيْنِ الْخُفَّيْنِ وَهُمَا طَاهِرَتَانِ)) بنحوه (¬1). ¬
703 - وفيه: ثُمَّ صَلَّى بِنَا (¬1). ¬
704 - وفي أخرى: ثم مسح عَلَى الْخُفَّيْنِ ثم قال: ((حاجتك؟)) فقلت: يا رسول الله، ليست لي حاجة. فجئنا وقد أم الناس عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَقَدْ صَلَّى بهم رَكْعَةً من الصبح، فَذَهَبْتُ لِأُوذِنَهُ فَنَهَانِي فَصَلَّيْنَا ما أَدْرَكْنَا وَقَضَيْنَا ما سُبِقْنَا. وللباقين نحو ذلك (¬1). ¬
705 - بِلَال بن رباح أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ. لمسلم والترمذي والنسائي (¬1). ¬
706 - ولأبي داود: يَتَوَضَّأُ وَيَمْسَحُ عَلَى عِمَامَتِهِ وَمُوقَيْهِ (¬1). ¬
707 - أبو عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَ: السُّنَّةُ يَا ابْنَ أَخِي. وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْعِمَامَةِ فَقَالَ: أَمِسَّ الشَّعَرَ. للترمذي (¬1). ¬
708 - جَرِيرٌ بَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَقِيلَ: تَفْعَلُ هَذَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ قَالَ الْأَعْمَشُ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وكَانَ أَصحَابُ عبدِ الله يُعْجِبُهُمْ هَذَا الْحَدِيثُ؛ لِأَنَّ إِسْلَامَ جَرِيرٍ كَانَ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ. للشيخين والنسائي وأبي داود نحوه (¬1). ¬
709 - وفيه قالوا: إنما كان ذلك قبل نزول المائدة. قال: ما أسلمت إلا بعد نزول المائدة. وللترمذي نحو هذا (¬1). ¬
710 - الْمُغِيرَةِ: تَوَضَّأَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ. للترمذي وأبي داود وقال كان ابن مهدي لا يحدث بهذا الحديث لأن المعروف عن المغيرة مسح على الخفين قال وروي هذا عن أبي موسى الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه مسح على الجوربين وليس بالمتصل ولا بالقوي قال ومسح على الجوربين علي، وأبو مسعود والبراء وأنس وأبو أمامة وسهل بن سعد وعمرو بن حريث وروي ذلك عن عمرو وابن عباس (¬1). ¬
711 - أَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى كظامة قوم -يعني: الميضأة- فتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ وَقَدَمَيْهِ. لأبي داود (¬1). ¬
712 - الْمُغِيرَةِ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمَسَحَ أَعْلَى الْخُفِّ وَأَسْفَلَهُ (¬1). ¬
713 - وفي رواية: مسح عَلَى ظَهْرِ الْخُفَّيْنِ. للترمذي وأبي داود وزاد في الأصل والنسائي لكن روايته هنا لا تزيد على روايته الماضية (¬1). ¬
714 - عن عَلِيٍّ قَالَ: لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْيِ لَكَانَ أَسْفَلُ الْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلَاهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ أعلاه. لأبي داود (¬1). ¬
715 - شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَتْ: عَلَيْكَ بِابْنِ أَبِي طَالِبٍ فَسَلْهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ: جَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ. لمسلم والنسائي (¬1). ¬
716 - وله وللترمذي عن صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفَرًا أَنْ لا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ إِلَّا مِنْ جَنَابَةٍ وَلَكِنْ مِنْ بَوْلٍ وغَائِطٍ وَنَوْمٍ (¬1). ¬
717 - أبي بْنِ عِمَارَةَ وَكَانَ قَدْ صَلَّى مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الْقِبْلَتَيْنِ قلت: يَا رَسُولَ الله أَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ: ((نَعَمْ)). قَالَ: يَوْمًا؟ قَالَ: ((وَيَوْمَيْنِ)). قَالَ: وَثَلَاثَةً؟ قَالَ: ((نَعَمْ)) وَمَا شِئْتَ)) (¬1). ¬
719 - أبو بردة قال: آخر غزوة غزونا مع النبى - صلى الله عليه وسلم - أمرنا أن نمسح على خفافنا للمسافر ثلاثة أيام بلياليهن، وللمقيم يوم وليلة ما لم يخلع. للكبير (¬1). ¬
720 - أبو أمامة: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رماه ابن قمئة إذا توضأ حل عن عصابة، ومسح عليها بالوضوء. للكبير بضعف (¬1). ¬
التيمم
التيمم
721 - عَائِشَةَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأَقَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْتِمَاسِهِ وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فأتى الناس إلى أبي بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة، أقامت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَالنَّاسَ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ. وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ مَا شَاءَ الله أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، فَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى فَخِذِي، فنام رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ الله آيَةَ التَّيَمُّمِ فَتَيَمَّمُوا، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرِ وهو أحد النقباء: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ عائشة: فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ فوجدنا الْعِقْدَ تَحْتَهُ (¬1). ¬
722 - وفي رواية قالت: سَقَطَتْ قِلَادَةٌ لِي بِالْبَيْدَاءِ وَنَحْنُ دَاخِلُونَ الْمَدِينَةَ. وفيها: فأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَكَزَنِي لَكْزَةً شَدِيدَةً وَقَالَ حَبَسْتِ النَّاسَ فِي قِلَادَةٍ. فَبِي الْمَوْتُ لِمَكَانِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ أَوْجَعَنِي (¬1). ¬
723 - وفي أخرى: اسْتَعَرَتُ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً فَهَلَكَتْ، فَأَرْسَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلَاةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: جَزَاكِ الله خَيْرًا، فَوَالله مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا جَعَلَ الله لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً. للشيخين (¬1). ¬
724 - عَمَّارٌ: أن رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عرسَ أُولَاتِ الْجَيْشِ وَمَعَهُ عَائِشَةُ فَانْقَطَعَ عِقْد لها مِنْ جَزْعِ أظِفَارٍ، فَحُبِسَ النَّاسُ ابْتِغَاءَ عِقْدِهَا ذَلِكَ حَتَّى أَضَاءَ الْفَجْرُ وَلَيْسَ مَعَ النَّاسِ مَاءٌ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ وقَالَ: حَبَسْتِ النَّاسَ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَأَنْزَلَ الله على رسوله رُخْصَةَ التطهر بِالصَّعِيدِ الطيب، فَقَامَ الْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَضَرَبُوا بِأَيْدِيهِمُ الْأَرْضَ ثُمَّ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَلَمْ يَنْفُضُوا مِنَ التُّرَابِ شَيْئًا، فَمَسَحُوا بِهَا وُجُوهَهُمْ وَأَيْدِيَهُمْ إِلَى الْمَنَاكِبِ وَمِنْ بُطُونِ أَيْدِيهِمْ إِلَى الْآبَاطِ. قال ابن شهاب: ولا يعتبر بهذا الناس (¬1). ¬
725 - وفي رواية: ضَرَبُوا بِأَكُفِّهِمُ الصَّعِيدَ ثُمَّ مَسَحُوا بوُجُوهِهُمْ مَسْحَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ عَادُوا فَضَرَبُوا بِأَكُفِّهِمُ الصَّعِيدَ مَرَّةً أُخْرَى فَمَسَحُوا بِأَيْدِيهِمْ كُلِّهَا إِلَى الْمَنَاكِبِ وَالْآبَاطِ مِنْ بُطُونِ أَيْدِيهِمْ (¬1). ¬
726 - وفي أخرى نحوه، ولم يذكر المناكب والآباط. قال ابن الليث: إلي ما فوق المرفقين (¬1). لأبي داود وللنسائي نحو ذلك. ¬
727 - شَقِيقٍ: كُنْتُ عند عَبْدِ الله وَأَبِي مُوسَى، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: أرأيت يا أبا عبد الرحمن لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَجْنَبَ فَلَمْ يَجِدِ الْمَاءَ شَهْرًا كيف يصنع بالصلاة؟ فقال عبد الله: لا يتيمم وإن لم يجد الماء شهرًا. فقال أبو موسى: فَكَيْفَ بِهَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}؟ قَالَ عَبْدُالله: لَوْ رُخِّصَ لَهُمْ فِي هَذَه لأَوْشَك إِذَا بَرَدَ عَلَيْهِمُ الْمَاءُ أَنْ يَتَيَمَّمُوا الصَّعِيدَ، قُلْتُ: وَإِن كَرِهْتُمْ هَذَا لِذَا؟ -[123]- قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ لِعُمَرَ: بَعَثَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي حَاجَةٍ فَأَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِد الْمَاءَ فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ كَمَا تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ، ثم أتيت النبي فذكرت ذلك له - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَصْنَعَ هَكَذَا)) فَضَرَبَ بِكَفِّهِ ضَرْبَةً عَلَى الْأَرْضِ ثُمَّ نَفَضَهَا ثُمَّ مَسَحَ بِهِا ظَهْرَ كَفِّهِ بِشِمَالِهِ أَوْ ظَهْرَ شِمَالِهِ بِكَفِّهِ ثُمَّ مَسَحَ بِهِا وَجْهَهُ؟ للشيخين (¬1). ¬
728 - ولمسلم: ((إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقُولَ بِيَدَكَ هَكَذَا)). ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ الْأَرْضَ ضَرْبَةً وَاحِدَةً ثُمَّ مَسَحَ الشِّمَالَ عَلَى الْيَمِينِ وَظَاهِرَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ فَقَالَ عَبْدُ الله أَوَلَمْ تَرَ عُمَرَ لَمْ يَقْنَعْ بِقَوْلِ عَمَّارٍ (¬1). ¬
729 - وفي رواية: قَالَ أَبُو مُوسَى فَدَعْنَا مِنْ قَوْلِ عَمَّارٍ، فكَيْفَ نَصْنَعُ بِهَذِهِ الْآيَةِ؟ فَمَا دَرَى عَبْدُ الله مَا يَقُولُ (¬1). ¬
730 - وفي أخرى: ((إنما يكفيك أن تقول هكذا)). وضرب بيديه الأرض فنفض يديه، فمسح وجهه وكفيه. لأبي داود والنسائي نحو ذلك (¬1). ¬
731 - عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى: أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ فَقَالَ إِنِّي أَجْنَبْتُ ولَمْ أَجِدْ مَاءً. فَقَالَ: لَا تُصَلِّ فَقَالَ عَمَّارٌ: أَمَا تَذْكُرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ أَنَا وَأَنْتَ فِي سَرِيَّةٍ فأصابتنا جنابة فلَمْ نَجِدِ المَاءَ، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ وَصَلَّيْتُ، فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ الْأَرْضَ ثُمَّ تَنْفُخَ ثُمَّ تَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ وَكَفَّيْكَ)). فَقَالَ عُمَرُ: اتَّقِ الله يَا عَمَّارُ. فقَالَ: إِنْ شِئْتَ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ. فَقَالَ عُمَرُ: نُوَلِّيكَ مَا تَوَلَّيْتَ. للشيخين (¬1). ¬
732 - ولأبي داود كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّا نَكُونُ بِالْمَكَانِ الشَّهْرَ أو الشَّهْرَيْنِ. فَقَالَ عُمَرُ: أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَكُنْ أُصَلِّي حَتَّى أَجِدَ الْمَاءَ (¬1). ¬
733 - وفي أخرى: ((إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا)) ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ الْأَرْضَ ثُمَّ ضَرَبَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى ثُمَّ مَسَحَ وَجْهَهُ وَالذِّرَاعَيْنِ إِلَى نِصْفِ السَّاعِد وَلَمْ يَبْلُغِ الْمِرْفَقَيْنِ (¬1). ¬
734 - وفي أخرى: ثُمَّ نَفَخَ فِيهَا وَمَسَحَ بِهَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ أَوْ إِلَى الذِّرَاعَيْنِ. قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ سَلَمَةُ يَقُولُ: الْكَفَّيْنِ وَالْوَجْهَ وَالذِّرَاعَيْنِ. فَقَالَ لَهُ مَنْصُورٌ: انْظُرْ مَا تَقُولُ، فَإِنَّهُ لَا يَذْكُرُ الذِّرَاعَيْنِ غَيْرُكَ (¬1). ¬
735 - وفيه: فَشَكَّ سَلَمَةُ فَقَالَ: لَا أَدْرِي ذَكَرَ الذِّرَاعَيْنِ أَمْ لَا (¬1). وللترمذي بعض ذلك. ¬
736 - عائشة رفعته: فى التيمم ضربتان: ضربةُ للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين. للبزار بضعف (¬1). ¬
737 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: رأى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا مُعْتَزِلًا لَمْ يُصَلِّ فِي الْقَوْمِ فَقَالَ: ((يَا فُلَانُ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ فِي الْقَوْمِ؟)) فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ وَلَا مَاءَ. فقَالَ: ((عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
738 - أبو ذرٍّ: اجْتَمَعَتْ غُنَيْمَةٌ عِنْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((يَا أَبَا ذَرٍّ ابْدُ فِيهَا)). فَبَدَوْتُ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَكَانَتْ تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأَمْكُثُ الْخَمْسَ وَالسِّتَّ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَسَكَتُّ. فَقَالَ: ((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَبَا ذَرٍّ لِأُمِّكَ الْوَيْلُ)). فَدَعَا لِي بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ -[125]- فَجَاءَتْ بِعُسٍّ فِيهِ مَاءٌ فَسَتَرَتْنِي بِثَوْبٍ وَاسْتَتَرْتُ بِالرَّاحِلَةِ وَاغْتَسَلْتُ فَكَأَنِّي أَلْقَيْتُ عَنِّي جَبَلًا فَقَالَ: ((الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ، وَلَوْ إِلَى عَشْرِ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ جِلْدَكَ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ)) (¬1). ¬
739 - وفي رواية: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، هَلَكْتُ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: ((وَمَا أَهْلَكَكَ؟)) قُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأُصَلِّي بِغَيْرِ طُهُورٍ. فَأَمَرَ لِي بِمَاءٍ. بنحوه. لأبي داود والترمذي وللنسائي مختصرًا (¬1). ¬
740 - ابْنِ عَبَّاسٍ، سُئِلَ عَنِ التَّيَمُّمِ فَقَالَ: إِنَّ الله قَالَ فِي كِتَابِهِ حِينَ ذَكَرَ الْوُضُوءَ: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} وَقَالَ فِي التَّيَمُّمِ: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ} وَقَالَ: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} وكَانَتِ السُّنَّةُ فِي الْقَطْعِ الْكَفَّيْنِ إِنَّمَا هُوَ الْوَجْهُ والْكَفَّانِ يَعْنِي التَّيَمُّمَ. للترمذي (¬1). ¬
741 - حكيم بن معاوية، عن عمه: قلت: يا رسولَ الله، إني أغيب الشهر عن الماء، ومعي أهلي فأصيب منهم؟ قال: نعم. قلت: يا رسول الله إني أغيب أشهراً؟ قال: وإن غبت ثلاثين سنة. للكبير (¬1). ¬
742 - طَارِقٍ: أَنْ رَجُلًا أَجْنَبَ فَلَمْ يُصَلِّ، فَذَكَرَه النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((أَصَبْتَ)) فَأَجْنَبَ آخَرَ فَتَيَمَّمَ وَصَلَّى، فَأَتَاهُ فَقَالَ: ((أَصَبْتَ)).للنسائي (¬1). ¬
743 - ابْنَ عَبَّاسٍ: أَصَابَ رَجُلًا جُرْحٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ احْتَلَمَ فَأُمِرَ بِالِاغْتِسَالِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((قَتَلُوهُ، قَتَلَهُمُ الله، أَلَمْ يَكُنْ شِفَاءُ الْعِيِّ؟ السُّؤَالَ)). لأبي داود (¬1). ¬
744 - وفي رواية رزين: ثم احتلم فسأل من لا علم له بالسنة: هل له رخصة في التيمم؟ فقالوا له: لا. فاغتسل فمات, بنحوه. وفيه: ((إنما كان يكفيه أن يتيمم وأن يعصب على جرحه خرقه ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده)) (¬1) ¬
745 - وزاد القزويني بلين قَالَ عَطَاءٌ: وَبَلَغَنَا أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لَوْ غَسَلَ جَسَدَهُ وَتَرَكَ رَأْسَهُ حَيْثُ أَصَابَهُ الْجِرَاحُ)) (¬1). ¬
746 - عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ، فَأَشْفَقْتُ إِنِ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلِكَ، فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي الصُّبْحَ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((يَا عَمْرُو صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ؟)) فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي مَنَعَنِي مِنَ الِاغْتِسَالِ وَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ الله تعالى يَقُولُ: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}. فَضَحِكَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا (¬1). ¬
747 - وفي رواية: فغسل مغابنه وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم صلى بهم. نحوه ولم يذكر التيمم (¬1). ¬
748 - ورويت هذه القصة عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال فيه: فتيمم. لأبي داود (¬1). ¬
749 - أبو سَعِيدٍ: خَرَجَ رَجُلَانِ فِي سَفَرٍ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَيْسَ مَعَهُمَا مَاءٌ، فَتَيَمَّمَا صَعِيدًا طَيِّبًا فَصَلَّيَا، ثُمَّ وَجَدَا الْمَاءَ فِي الْوَقْتِ فَأَعَادَ أَحَدُهُمَا الصَّلَاةَ وَالْوُضُوءَ وَلَمْ يُعِدِ الْآخَرُ، ثُمَّ أَتَيَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَا ذَلِكَ فَقَالَ لِلَّذِي لَمْ يُعِدْ: ((أَصَبْتَ السُّنَّةَ وَأَجْزَأَتْكَ صَلَاتُكَ)). وَقَالَ لِلَّذِي تَوَضَّأَ وَأَعَادَ: ((لَكَ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ)). لأبي داود (¬1). ¬
750 - ابن عمر: أقبل من أرضه بالجرف فحضرت العصر بمربد النعم، فتيمم وصلى ثم دخل المدينة، والشمس مرتفعة فلم يعد. لرزين ولمالك نحوه (¬1). ¬
751 - ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَخْرُجُ فَيُهَرِيقُ الْمَاءَ فَيَتَمَسَّحُ، فَأَقُولُ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ. قال: ((ما أدري لَعَلِّي ما أَبْلُغُهُ)). لأحمد والكبير بلين (¬1). ¬
752 - عائشة قالت: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - اذا واقَع بعضَ أهلهِ، فكسل أن يقوم، ضربَ يدهَ على الحائطِ فتيمم. للأوسط بضعف (¬1). ¬
753 - ابن عباس قال: من السنةِ أن لا يصليَ الرجلُ بالتيمم إلا صلاةً واحدة، ثم يتيمم للأخرى. للكبير بضعف (¬1). ¬
754 - أَبُو الْجُهَيْمِ: أَقْبَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ نَحْوِ بِئْرِ جَمَلٍ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ حَتَّى أَقْبَلَ عَلَى الْجِدَارِ فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ. للشيخين (¬1). ¬
غسل الجنابة
غسل الجنابة
755 - أبو سَعِيدٍ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الِإثْنَيْنِ إِلَى قُبَاءَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بَنِي سَالِمٍ وَقَفَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بَابِ عِتْبَانَ فَصَرَخَ بِهِ فَخَرَجَ يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَعْجَلْنَا الرَّجُلَ)). فَقَالَ عِتْبَانُ: يَا رَسُولَ الله، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يُعْجَلُ عَنِ امْرَأَتِهِ وَلَمْ يُمْنِ مَاذَا عَلَيْهِ؟ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّمَا الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ)). لمسلم (¬1). ¬
756 - وله وللبخاري قال لرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: ((إِذَا أُعْجِلْتَ أَوْ قُحِطْتَ فلا غسل عليك وعَلَيْكَ الْوُضُوءُ)) (¬1). ¬
757 - ولأبي داود: ((إنما الماء من الماء)) (¬1) ¬
758 - وللترمذي عن أبي بْنِ كَعْبٍ: إِنَّمَا كَانَ الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ رُخْصَةً فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ نُهِيَ عَنْهَا (¬1). ¬
759 - زاد أبو داود: لقلة الثياب (¬1). ¬
760 - وللترمذي عن ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ فِي الِاحْتِلَامِ (¬1). ¬
761 - عائشة قال أبو موسى: ذكر رَهْطٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الغسل فاختلفوا، فَقَالَ الْأَنْصَارِي: لَا يَجِبُ إِلَّا مِنَ الدَّفْقِ أَوْ مِنَ الْمَاءِ وَقَالَ الْمُهَاجِري بَلْ إِذَا خَالَطَ فَقَدْ وَجَبَ. فقلت فَأَنَا أَشْفِيكُمْ مِنْ ذَلِكَ. فَقُمْتُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَأُذِنَ لِي فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّاهْ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكِ عَنْ شَيْءٍ وَإِنِّي أَسْتَحْيِيكِ فَقَالَتْ: لَا تَسْتَحْيِي أَنْ تَسْأَلَنِي عَمَّا كُنْتَ سَائِلًا عَنْهُ أُمَّكَ الَّتِي وَلَدَتْكَ فَإِنَّمَا أَنَا أُمُّكَ قُلْتُ: فَمَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ قَالَتْ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ (¬1). ¬
762 - وفي رواية: أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ أَهْلَهُ ثُمَّ يكْسلُ، هَلْ عَلَيْهِمَا الْغُسْلُ؟ وَعَائِشَةُ جَالِسَةٌ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنِّي لَأَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا وَهَذِهِ ثُمَّ نَغْتَسِلُ)).لمسلم (¬1). ¬
763 - ولمالك: إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ. فَقَالَ: لَا أَسْأَلُ عَنْ هَذَا أَحَدًا بَعْدَكِ أَبَدًا (¬1). ¬
764 - زاد الترمذي: قالت: فَعَلْتُهُ أَنَا وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَاغْتَسَلْنَا (¬1). ¬
765 - وللشيخين عن أبي هُرَيْرَةَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ (¬1). ¬
766 - عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((إِذَا الْتَقَى الْخِتَان وَتَوَارَتِ الْحَشَفَةُ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ)). للقزويني (¬1). ¬
767 - عَائِشَةَ: أن رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامًا، قَالَ: ((يَغْتَسِلُ)). وَعَنِ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ احْتَلَمَ وَلَمْ يَجِدْ بََلََلاً قَالَ: ((لَا غُسْلَ عَلَيْهِ)). قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: والْمَرْأَةِ تَرَى ذَلِكَ غُسْلٌ؟ قَالَ: ((نَعَمْ، إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ)) (¬1). ¬
768 - أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ -وهي امرأة أبي طلحة- قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ الله لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ الْغَسْلُ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ: ((نَعَمْ)) إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أوَ تَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟ قَالَ: ((تربت يداك، فَبِمَ يُشْبِهُها ولدها)) (¬1). ¬
769 - ومن رواياته قالت: فضحت النساء (¬1). ¬
770 - ومنها: فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ -يَعْنِي: وَجْهَهَا- وَقَالَتْ (¬1). ¬
771 - ومنها: فضحكت أم سلمة (¬1). للشيخين وللباقين نحوه. ¬
772 - وصح أيضًا عنَّ عَائِشَةُ بدلَ أُمَّ سلمة، وأنها قَالَتْ: أُفٍّ لَكِ، أَتَرَى الْمَرْأَةُ ذَلِكِ؟ (¬1). ¬
773 - وفي روايةٍ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتِ الْمَاءَ؟ فَقَالَ: ((نَعَمْ)) فَقَالَتْ عَائِشَةُ: تَرِبَتْ يَدَاكِ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((دَعِيهَا، وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ ذَلِكِ؟ إِذَا عَلَا مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ)) (¬1). ¬
774 - ولمسلم عن أُمَّ سُلَيْمٍ: قال: ((نَعَمْ، فَمِنْ أَيْنَ يَكُونُ الشَّبَهُ؟ إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ، وَمَاءَ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ، فَمِنْ أَيِّهِمَا عَلَا وسَبَقَ يَكُونُ مِنْهُ الشَّبَهُ)) (¬1). ¬
775 - وللنسائي عن أَنَسٍ: ((فَأَيُّهُمَا سَبَقَ كَانَ الشَّبَهُ)) (¬1). ¬
776 - أبو هريرة رفعه: ((إنَّ تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر وأنقوا البشر)) لأبي داود والترمذي (¬1) ¬
777 - عَلِيٍّ رفعه: ((مَنْ تَرَكَ مَوْضِعَ شَعْرَةٍ مِنْ جَنَابَةٍ لَمْ يَغْسِلْهَا فُعِلَ بِهَا كَذَا وَكَذَا مِنَ النَّارِ قَالَ عَلِيٌّ فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ شعر رَأْسِي وَكَانَ يَجُزُّ شَعْرَهُ)). لأبي داود (¬1). ¬
778 - ثَوْبَانَ: اسْتَفْتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الغسل من الجنابة فَقَالَ: ((أَمَّا الرَّجُلُ فَلْيَنْشُرْ رَأْسَهُ فَلْيَغْسِلْهُ حَتَّى يَبْلُغَ أُصُولَ الشَّعْرِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلَا عَلَيْهَا أَنْ لَا تَنْقُضَهُ لِتَغْرِفَ عَلَى رَأْسِهَا ثَلَاثَ غَرَفَاتٍ بِكَفَّيْهَا)). لأبي داود (¬1). ¬
779 - عَائِشَةَ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ، لِلصَّلَاةِ ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ -[131]- أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعْرِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنه قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حفنَاتٍ ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ. للستة بلفظ مسلم (¬1). ¬
780 - ومن رواياته دَعَا بِشَيْءٍ نَحْوَ الْحِلَابِ فَأَخَذَ بِكَفَّيهِ بَدَأَ بِشِقِّ رَأْسِهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ الْأَيْسَرِ ثم أخذ بكفيه فَقَالَ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ. للبخاري (¬1). ¬
781 - ومنها: بَدَأَ بِكَفَّيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ غَسَلَ مَرَافِقَهُ وَأَفَاضَ عَلَيْهِما الْمَاءَ فَإِذَا أَنْقَاهُمَا أَهْوَى بِهِمَا إِلَى الحَائِطٍ ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ الْوُضُوءَ (¬1). ¬
782 - ومنها: قالت لَئِنْ شِئْتُمْ لَأُرِيَنَّكُمْ أَثَرَ يَدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَائِطِ حَيْثُ كَانَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ (¬1). ¬
783 - ومنها: ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ مرات، وَنَحْنُ نُفِيضُ عَلَى رُءُوسِنَا خَمْسًا مِنْ أَجْلِ الضُّفُرِ (¬1). ¬
784 - ومنها: يَصُبُّ عَلَى يَدَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا الْإِنَاءَ، حَتَّى إِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ صَبَّ بِالْيُمْنَى وَغَسَلَ فَرْجَهُ بِالْيُسْرَى، حَتَّى إِذَا فَرَغَ صَبَّ بِالْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ مِلاء كَفَّيْهِ ثلاثًا (¬1). ¬
785 - ومنها: يُفْرِغُ عَلَى يَدَيْهِ ثَلَاثًا ثُمَّ يَغْسِلُ فَرْجَهُ ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ (¬1). ¬
786 - ابن عمر: كان اذا اغتسل فتح عينيه وأدخل أصبعه في سرته. للكبير (¬1). ¬
787 - مَيْمُونَةَ: سَتَرْتُ -رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ- فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ صَبَّ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ فَرْجَهُ، وَمَا أَصَابَهُ ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى الْحَائِطِ- أَوِ الْأَرْضِ ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ غَيْرَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ الْمَاءَ ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ (¬1). ¬
788 - وفي رواية: فَنَاوَلْتُهُ ثَوْبًا فَلَمْ يَأْخُذْهُ، وانْطَلَقَ وَهُوَ يَنْفُضُ بيَدَيْهِ (¬1). للشيخين. ¬
789 - وفي أخرى لمسلم: فناولته المنديل فلم يأخذه، وجعل ينفض الماء عن جسده، فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: كانوا لا يرون بالمنديل بأساً، ولكن كانوا يكرهون العادة، ونحو ذلك. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
790 - وله عن عمر نحوه، وفيه: حَتَّى إِذَا بَلَغَ رَأْسَهُ لَمْ يَمْسَحْ، وَأَفْرَغَ عَلَيْهِ الْمَاءَ (¬1). ¬
791 - أُمِّ سَلَمَةَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي امْرَأَةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي، أفَأَنْقُضُهُ للحيضة والْجَنَابَةِ؟ قَالَ: ((لَا إِنَّمَا يَكْفِيكِ أَنْ تَحْثِيَ عَلَى رَأْسِكِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ، ثُمَّ تُفِيضِيي عَلَيْكِ الْمَاءَ فَتَطْهُرِي)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
792 - وفي رواية: ((اغْمِزِي قُرُونَكِ عِنْدَ كُلِّ حَفْنَةٍ)) (¬1). ¬
793 - عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: قَالَ بَلَغَ عَائِشَةَ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَمْرٍو يَأْمُرُ النِّسَاءَ إِذَا اغْتَسَلْنَ أَنْ يَنْقُضْنَ رُءُوسَهُنَّ، قَالَتْ: وا عَجَبًا لِابْنِ عَمْرٍو يَأْمُرُ النِّسَاءَ إِذَا اغْتَسَلْنَ أَنْ يَنْقُضْنَ رُءُوسَهُنَّ، أَفَلَا يَأْمُرُهُنَّ أَنْ يَحْلِقْنَ رُءُوسَهُنَّ؟ ! لَقَدْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنبي - صلى الله عليه وسلم - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ وَما أَزِيدُ عَلَى أَنْ أُفْرِغَ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثَ إِفْرَاغَاتٍ. لمسلم (¬1). ¬
794 - محمد الباقر قَالَ لِي جَابِرُ: أَتَانِي ابْنُ عَمِّكَ -يُعَرِّضُ بِالْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ- قَالَ لي كَيْفَ الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ؟ فَقُلْتُ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَأْخُذُ ثَلَاثَةَ أَكُفٍّ ويفِيضُهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، فَقَالَ لِيَ الْحَسَنُ: إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الشَّعَرِ، فَقُلْتُ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَكْثَرَ شَعَرًا مِنْكَ. للشيخين والنسائي (¬1). ¬
795 - وفي رواية أنه قال لسائله عَنِ الْغُسْلِ: ((يَكْفِيكَ صَاعٌ)) فَقَالَ رَجُلٌ: مَا يَكْفِينِي فَقَالَ جَابِرٌ: كَانَ يَكْفِي مَنْ هُوَ أَوْفَى مِنْكَ شَعَرًا وَخَيْرٌ مِنْكَ (¬1). ¬
796 - قتادة: أن أَنَسًا حدثهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم -:كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ. للبخاري وأصحاب السنن (¬1). ¬
797 - أبو رَافِعٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طَافَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى نِسَائِهِ، يَغْتَسِلُ عِنْدَ هَذِهِ، وَعِنْدَ هَذِهِ، فقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَلَا تَجْعَلُهُ غُسْلًا وَاحِدًا قَالَ: ((هَذَا أَزْكَى وَأَطْيَبُ وَأَطْهَرُ)). لأبي داود (¬1). ¬
798 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ ثُمَّ بدا له أن يعاود فَلْيَتَوَضَّأْ بَيْنَهُمَا وُضُوءًا)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
799 - عَائِشَةَ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ لَا يَتَوَضَّأُ بَعْدَ الْغُسْلِ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
800 - وعنها: كنت أغتسل أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد من قدح يقال له الفرق. قال سفيان: الفرق ثلاثة آصع (¬1). ¬
801 - وفي رواية: قال أبو سَلَمَةَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ أَنَا وَأَخُوهَا مِنَ الرَّضَاعَة فَسَأَلَناهَا عَنْ غُسْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْجَنَابَةِ فَدَعَتْ بِإِنَاءٍ، قَدْرِ الصَّاعِ فَاغْتَسَلَتْ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهَا سِتْرٌا، وَأَفْرَغَتْ عَلَى رَأْسِهَا ثَلَاثًا، قَالت وَكَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَأْخُذْنَ مِنْ رُءُوسِهِنَّ حَتَّى تَكُونَ كَالْوَفْرَةِ. للشيخين ومالك وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
802 - وعنها: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا والنبي - صلى الله عليه وسلم - من تَوْرٍ مِنْ شَبَهٍ. لأبي داود (¬1). ¬
803 - أم كلثوم بنت عبد الله بن زمعة: أن جدتها أم سلمة زوجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - دفعتْ اليها مخضباً من صُفْرٍ، قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يغتسلُ فيه، وكان نحواً من صاعٍ أو أقل. للكبير وفيه أم كلثوم (¬1). ¬
804 - أبو هريرة رفعه: ((يكفى من غُسل الجنابِة ستةُ أمدادٍ)).البزار بلين (¬1). ¬
805 - أبو يَعْلَى: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثم قَالَ إِنَّ الله حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
806 - عَبْدِ الله ابْنِ مَسْعُودٍ رفعه: ((لَا يَغْتَسِلَنَّ أَحَدُكُمْ بِأَرْضِ فَلَاةٍ وَلَا فَوْقَ سَطْحٍ لَا يُوَارِيهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَرَى فَإِنَّهُ يُرَى)). للقزويني بلين (¬1). ¬
807 - أَبُو السَّمْحِ: كُنْتُ أَخْدُمُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ قَالَ: ((وَلِّنِي)) فَأُوَلِّيهِ قَفَايَ فَأَسْتُرُهُ بِهِ. للنسائي (¬1). ¬
808 - أُمِّ هَانِئٍ: نَزَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْفَتْحِ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَأَتَيْتُهُ فَجَاءَ أَبُو ذَرٍّ بِجَفْنَةٍ فِيهَا مَاءٌ وإِنِّي لَأَرَى فِيهَا أَثَرَ الْعَجِينِ فَسَتَرَهُ أَبَو ذَرٍّ فَاغْتَسَلَ، ثم ستر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا ذر فاغتسل. لأحمد ومر نحوه في أحكام المياه (¬1). ¬
809 - ابْنُ عُمَرَ قَالَ كَانَتْ الصَّلَاةُ خَمْسِينَ وَالْغُسْلُ مِنْ الْجَنَابَةِ سَبْعَ مِرَارٍ وَغَسْلُ الْبَوْلِ مِنْ الثَّوْبِ سَبْعَ مِرَارٍ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُ حَتَّى جُعِلَتْ الصَّلَاةُ خَمْسًا وَغُسْلُ الْجَنَابَةِ مَرَّةً وَغَسْلُ الْبَوْلِ مِنْ الثَّوْبِ مَرَّةً (¬1) ¬
810 - عَائِشَةَ: رُبَّمَا اغْتَسَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْجَنَابَةِ، ثُمَّ جَاءَ فَاسْتَدْفَأَ بِي، فَضَمَمْتُهُ إِلَيَّ وَلَمْ أَغْتَسِلْ. للترمذي (¬1). ¬
811 - وعنها: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَغْسِلُ رَأْسَهُ بْخِطْمِيِّ، وَهُوَ جُنُبٌ، فيَجْتَزِئُ بِذَلِكَ وَلَا يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ (¬1). ¬
812 - وعنها: كُنَّا نَغْتَسِلُ وَعَلَيْنَا الضِّمَادُ، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مُحِلَّاتٌ وَمُحْرِمَاتٌ. هما لأبي داود (¬1). ¬
813 - علي: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَخْرُجُ مِنَ الْخَلَاءِ فَيُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ، وَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، وَلَمْ يَكُنْ يَحْجُبُهُ عَنِ الْقُرْآنِ شَيْءٌ لَيْسَ الْجَنَابَةَ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
814 - ابن عباس: أنه لم ير بالقراءةِ للجنبِ بأساً. لرزين (¬1). ¬
815 - ابن عمر: رفعه: ((لاَ يَمس القرآنَ الا طاهرٌ)) (¬1). للكبير والصغير. ¬
816 - عَائِشَةَ: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ، وَهُوَ جُنُبٌ، غَسَلَ فَرْجَهُ وَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ (¬1). للستة بلفظ البخاري. ¬
817 - ومن رواياته: إِذَا كَانَ جُنُبًا وأَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَنَامَ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ (¬1). ¬
818 - ومنها: سألها عَبْدِ الله بن أبي قيس أَكَانَ يَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ أو يَنَامُ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟ قَالَتْ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ فرُبَّمَا اغْتَسَلَ فَنَامَ، وَرُبَّمَا تَوَضَّأَ فَنَامَ: قال قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً (¬1). ¬
819 - ومنها: كان يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ وَلم يَمَسّ مَاءً (¬1). ¬
820 - ومنها: إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَشْرَبَ غَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ (¬1). ¬
821 - نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ أَوْ يَطْعَمَ، وَهُوَ جُنُبٌ غَسَلَ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ طَعِمَ أَوْ نَامَ. لمالك (¬1). ¬
822 - أبو هُرَيْرَةَ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيه فِي بعض طُرُقِ الْمَدِينَةِ وهو جُنُبٌ، فانخنس فاغتسل ثم جاء قَالَ: ((أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ)) قَالَ: كُنْتُ -[137]- جُنُبًا، فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ، وأنا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ، قَالَ: ((سُبْحَانَ الله إِنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُس)) (¬1). للستة إلا مالكًا. ¬
823 - وعنه: قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ قِيَامًا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا قَامَ فِي مُصَلَّاهُ ذَكَرَ أَنَّهُ جُنُبٌ، فَقَالَ لَنَا: ((مَكَانَكُمْ)) ثُمَّ رَجَعَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا- وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ- فَكَبَّرَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُ. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
824 - ولأبي داود: فَلَمَّا قَامَ فِي مُصَلَّاهُ، وَانْتَظَرْنَا أَنْ يُكَبِّرَ انْصَرَفَ (¬1). ¬
825 - وله في أخرى: أنه كبر، ثم أومأ إلى القوم أن اجلسوا فذهب فاغسل. وكذا لمالك والنسائي أنه كبر (¬1). ¬
826 - ولأبي داود عن أبي بكرة نحوه، وفيه: فلما قضى الصلاة قال: ((إنما أنا بشر، وإني كنت جنبا)) (¬1). ¬
827 - سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ عُمَرَ صَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ، ثُمَّ غَدَا إِلَى أَرْضِهِ بِالْجُرُفِ، فَوَجَدَ فِي ثَوْبِهِ احْتِلَامًا، فَقَالَ: ((إِنَّا لَمَّا أَصَبْنَا الْوَدَكَ لَانَتِ الْعُرُوقُ)) (¬1). ¬
828 - وفي رواية: فَقَالَ: ((لَقَدِ ابْتُلِيتُ بِالْاحْتِلَامِ مُنْذُ وُلِّيتُ أَمْرَ النَّاسِ، ثم اغْتَسَلَ وَغَسَلَ مَا رَأَى فِي ثَوْبِهِ مِنَ الْاحْتِلَامِ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَ أَنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ)). لمالك (¬1). ¬
829 - أنس: أنه كان يكرهُ أن يغتسل بنصف النهارِ، وعند العتمةِ (¬1). للكبير وفيه رائطة أم ولد أنس. ¬
830 - ابن مسعود: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يغتسلُ من الجنابة، فيخطىء بعض جسده الماء، فقال: ((يغسل ذلك المكانَ، ثم يصلى)). للكبير (¬1). ¬
831 - الحكم بن عمرو رفعه: ((إذا اغتسلَ أحدكم، ثم ظهر من ذكره شىء فليتوضأ)) (¬1). للكبير بضعف. ¬
832 - عَلِي رفعه: ((لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا جُنُبٌ وَلَا كَلْبٌ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
الحمام وغسل الإسلام والحائض
الحمام وغسل الإسلام والحائض
833 - عَائِشَةَ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ عَنِ دخول الْحَمَّام؛ ثُمَّ رَخَّصَ لِلرِّجَالِ أن يدخلوا فِي المآزر (¬1). ¬
834 - وفي رواية: دَخَلَ عليها نِسْوَةٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فقَالَتْ: لَعَلَّكُنَّ مِنَ الْكُورَةِ الَّتِي تَدْخُلُ نِسَاؤُهَا الْحَمَّامَاتِ، قُلْنَ: نَعَمْ قَالَتْ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَا مِنِ امْرَأَةٍ تَخْلَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بيت زوجها إِلَّا هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الله من حجاب)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
835 - ابْنِ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((سَتُفْتَحُ لَكُمْ أَرْضُ الْعَجَمِ، وَسَتَجِدُونَ فِيهَا بُيُوتًا، يُقَالُ لَهَا: الْحَمَّامَات فَلَا يَدْخُلَنَّهَا الرِّجَالُ إِلَّا بِأُزُرِ، وامنعوا منها النِّسَاءَ إِلَّا مَرِيضَةً أَوْ نُفَسَاءَ)). لأبي داود (¬1). ¬
836 - جَابِرٍ رفعه قَالَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ بغير إِزَارٍ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُدخلن حَلِيلَتَهُ الْحَمَّامَ من غير عذر، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يُدَارُ عَلَيْهَا الْخَمْرِ)). للترمذي (¬1) ¬
837 - أُمِّ الدَّرْدَاءِ قالت: خَرَجْتُ مِنَ الْحَمَّامِ، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مِنْ أَيْنَ يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ؟)) فقلت: مِنَ الْحَمَّامِ فَقَالَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنِ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ أَحَدٍ مِنْ أُمَّهَاتِهَا إِلَّا، وَهِيَ هَاتِكَةٌ كُلَّ سِتْرٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّحْمَنِ)). لأحمد والكبير (¬1). ¬
838 - أبو موسى، رفعه: إن أولَ مَن صنعت له النورة ودخَل الحماماتِ سليمانُ بن داودَ، فلما دخلهَ وجدَ حره وغمه قال: أوه من عذاب الله أوه أوه قبل أن لا ينفعَ أوه. أوه. للكبير بضعف (¬1). ¬
839 - ابن عمر: أنه كان يدخلُ الحمامَ فينورهُ صاحبُ الحمام فاذا بلغ حقوه قال لصاحب الحمام اخرج (¬1). ¬
840 - الوليد بن مسلم: سمعت الاوزاعى يقول: الفخذُ في المسجد عورةٌ، وفى الحمامِ ليست بعورةٍِ. هما للكبير (¬1). ¬
841 - قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُرِيدُ الْإِسْلَامَ فَأَمَرَنِي أَنْ أَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
842 - عُثَيم بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ جَاءَ رسول الله فَقَالَ قَدْ أَسْلَمْتُ فَقَالَ لَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((أَلْقِ عَنْكَ شَعْرَ الْكُفْرِ)) يَقُولُ: احْلِقْ (¬1). ¬
843 - قَالَ: وأَخْبَرَنِي آخَرُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِآخَرَ مَعَهُ: ((أَلْقِ عَنْكَ شَعْرَ الْكُفْرِ وَاخْتَتِنْ)). لأبي داود (¬1). ¬
844 - وللكبير عن قتادة: أنه - صلى الله عليه وسلم - يأمر من أسلم أن يختتن، وإن كان ابن ثمانين (¬1). ¬
845 - عَائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً من الأنصار سَأَلَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ غُسْلِهَا مِنَ الحِيضِ فَأَمَرَهَا كَيْفَ تَغْتَسِلُ ثم قَالَ: ((خُذِي (فِرصة) (¬1) مِنْ مَِسْكٍ فَتَتطَهَّرِي بِهَا)). قَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بها؟ قَالَ ((تَطَهَّرِي بِهَا)) قَالَتْ: كَيْفَ، قَالَ: ((سُبْحَانَ الله! تَطَهَّرِي بها)) فَاجْتَبَذْتُهَا إِلَيَّ، فَقُلْتُ: تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ (¬2). ¬
846 - وفي رواية: خُذِي فِِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَوَضَّئِي ثَلَاثًا، ثُمَّ إنه اسْتَحْيَا وأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ، فَجَذَبْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا يُرِيدُ. للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
847 - ومن رواياته: قَالَتْ عَائِشَةُ: نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ (¬1). ¬
848 - ومنها قَالَتْ أَسْمَاءُ بنت شكل: كَيْفَ تَغْتَسِلُ إِحْدَانَا إِذَا طَهُرَتْ مِنَ الْمَحِيضِ؟ قَالَ: ((تَأْخُذُ سِدْرَهَا وَمَاءَهَا، فَتَوَضَّأُ؟ ثُمَّ تَغْسِلُ رَأْسَهَا وَتَدْلُكُهُ حَتَّى يَبْلُغَ الْمَاءُ أُصُولَ شَعْرِهَا، ثُمَّ تُفِيضُ عَلَى جَسَدِهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ فرْصَتَهَا فَتَطَّهَّرُ)) بِهَا بنحوه (¬1). ¬
849 - أُمَيَّةَ بِنْتِ أَبِي الصَّلْتِ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ قَالَتْ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى حَقِيبَةِ رَحْلِهِ، قَالَتْ: فَوَالله لنزل رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الصُّبْحِ، فَأَنَاخَ -[141]- وَنَزَلْتُ عَنْ حَقِيبَةِ رَحْلِهِ، فَإِذَا بِهَا دَمٌ مِنِّي، فَكَانَتْ أَوَّلُ حَيْضَةٍ حِضْتُهَا فَتَقَبَّضْتُ إِلَى النَّاقَةِ وَاسْتَحْيَيْتُ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا بِي وَرَأَى الدَّمَ، قَالَ: ((مَا لَكِ لَعَلَّكِ نَفِسْتِ)) قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَأَصْلِحِي مِنْ نَفْسِكِ، ثُمَّ خُذِي إِنَاءً مِنْ مَاءٍ فَاطْرَحِي فِيهِ مِلْحًا، ثُمَّ اغْسِلِي مَا أَصَابَ الْحَقِيبَةَ مِنَ الدَّمِ، ثُمَّ عُودِي لِمَرْكَبِكِ)) فَلَمَّا فَتَحَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ رَضَخَ لَنَا مِنَ الْفَيْءِ، قَالَتْ: وَكَانَتْ لا تَطَّهَّرُ مِنْ حَيْضَةٍ إِلَّا جَعَلَتْ فِي طَهُرِهَا مِلْحًا وَأَوْصَتْ بِهِ أَنْ يُجْعَلَ فِي غُسْلِهَا حِينَ مَاتَتْ. لأبي داود (¬1). ¬
الحيض
الحيض
850 - أَنَسُ: أَنَّ الْيَهُودَ كَانَوا إِذَا حَاضَتْ الْمَرْأَةُ فيهم لَمْ يُؤَاكِلُوهَا، وَلَمْ يُجَامِعُوهَا فِي الُبَيوت، فسأل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إلا النِّكَاحِ)) فبلغ ذلك اليهود فقالوا مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شيئًا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ، فَجَاءَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ الله! إِنَّ الْيَهُودَ يقولون كَذَا وَكَذَا، أفلا نجامعهن، فتغير وَجْهُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ قَدْ وَجَدَ عَلَيْهِمَا، فَخَرَجَا فَاسْتَقْبَلَتْهُمَا هَدِيَّةٌ مِنْ لَبَنٍ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل فِي آثَارِهِمَا فَسَقَاهُمَا، فعرفا أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ عَلَيْهِمَا. لمسلم وأصحاب السنن وفي رواية ولم يشاربوها (¬1). ¬
851 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ أَتَى حَائِضًا في فرجها أَوِ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا أَوْ كَاهِنًا فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ)). للترمذي (¬1). ¬
852 - عَائِشَةُ: كَانَتْ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا، وأَرَادَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُبَاشِرَهَا أَمَرَهَا أَنْ تأتزر بإزار فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا، ثُمَّ يُبَاشِرُهَا وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ كَمَا كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَمْلِكُ إِرْبَهُ. للستة بلفظ الشيخين (¬1). ¬
853 - وفي رواية: أَنْ تأَتزِرَ بِإِزَارٍ وَاسِعٍ، ثُمَّ يَلْتَزِمُ صَدْرَهَا وَثَدْيَيْهَا (¬1). ¬
854 - ولأبي داود والنسائي عن مَيْمُونَةَ: وكَانَ يُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ، وَهِيَ حَائِضٌ إِذَا كَانَ عَلَيْهَا إِزَارٌ إلى أَنْصَافَ الْفَخِذَيْنِ وَالرُّكُبَتَيْنِ فِي مُحْتَجِزَةً (¬1). ¬
855 - مُعَاذُ قلت يا رَسُولَ الله مَا يَحِلُّ لِي مِنْ امْرَأَتي وَهِيَ حَائِضٌ قَالَ: ((مَا فَوْقَ الْإِزَارِ وَالتَّعَفُّفُ عَنْ ذَلِكَ أَفْضَلُ)) (¬1) ¬
856 - عِكْرِمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَرَادَ مِنَ الْحَائِضِ شَيْئًا أَلْقَى عَلَى فَرْجِهَا ثَوْبًا. لأبي داود (¬1). ¬
857 - وللأوسط عن أم سلمة: كان - صلى الله عليه وسلم - يتقي سورة الدم ثلاثاً، ثم يباشر بعد ذلك (¬1). ¬
858 - ابْنِ عَبَّاسٍ رفعه: ((إِذَا وَقَعَ الرَّجُلُ بِأَهْلِهِ وَهِيَ حَائِضٌ، فَلْيَتَصَدَّقْ بِنِصْفِ دِينَارٍ)) (¬1). ¬
859 - وفي رواية: ((إِذَا أصابها أول الدم والدم أَحْمَرَ فَدِينَارٌ، وإن أصابها في انقطاع الدم والدم أَصْفَرَ فَنِصْفُ دِينَارٍ)). للترمذي (¬1). ¬
860 - ولأبي داود: ((فِي الَّذِي يَأْتِي أهله وَهِيَ حَائِضٌ يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ أَوْ نِصْفِ دِينَارٍ)) قَالَ: وهذه أصح (¬1). ¬
861 - وله في رواية: ((إِذَا أَصَابَهَا في أول الدَّمِ فَدِينَارٌ، وَإِذَا أَصَابَهَا فِي انْقِطَاعِ الدَّمِ، فَنِصْفُ دِينَارٍ)) (¬1). ¬
862 - وفي أخرى: ((أن يتصدق بخمس دينار)) (¬1). ¬
863 - عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ امْرَأَةٌ تَكْرَهُ الْجِمَاعَ، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَهَا اعْتَلَّتْ عَلَيْهِ بِالْحَيْضِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَإِذَا هِيَ صَادِقَةٌ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِخُمُس دِينَارٍ. للدارمي بإرسال (¬1). ¬
864 - عَائِشَةَ: كُنْتُ أَغْسِلُ رَأْسَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا حَائِضٌ. للستة (¬1). ¬
865 - ومن رواياتهم: أُرَجِّلُ بدل أغسل (¬1). ¬
866 - ومنها: كان - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَرَأْسُهُ فِي حَجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ (¬1). ¬
867 - ومنها: قَالَ لِي ((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ)) فَقُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ، قَالَ: ((إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ)) (¬1). ¬
868 - ومنها: بَيْنَمَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ قَالَ: ((يَا عَائِشَةُ نَاوِلِينِي الثَّوْبَ)) فَقَالَتْ: إِنِّي لا أصلي حَائِضٌ، فَقَالَ: ((لَيْس فِي يَدِكِ)) فَنَاوَلَتْهُ (¬1). ¬
869 - مَيْمُونَةَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَضَعُ رَأْسَهُ فِي حَجْرِ إِحْدَانَا فَيَتْلُو الْقُرْآنَ وَهِيَ حَائِضٌ، وَتَقُومُ إِحْدَانَا بخمرته بِالْخُمْرَةِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَتَبْسُطُهَا وَهِيَ حَائِضٌ. للنسائي (¬1). ¬
870 - أبو أمامة رفعه: ((أقل الحيض ثلاث، وأكثره عشر)). للكبير والأوسط، وفيه: عبد الملك الكوفي عن العلاء بن كثير (¬1). ¬
871 - وللأوسط بضعف: ابن عمرو بن العاص رفعه: أن الحائض تنظر ما بينها وبين عشر، فإن رأت الطهر فهي طاهر، وإن جاوزت العشر فهي مستحاضة، وإن النفساء تنتظر ما بينها وبين الأربعين، فإن رأت الطهر قبل فهي طاهر، وإن جاوزت الأربعين فهي بمنزلة المستحاضة (¬1). ¬
872 - أُمِّ سَلَمَةَ: بَيْنَا أَنَا مُضْطَجِعَةٌ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الخميلة إذ حضت فَانْسَلَلْتُ، فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي فلبستها، قَالَ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَنُفِسْتِ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَعَانِي فَاضْطَجَعْتُ مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ. للشيخين والنسائي (¬1). ¬
873 - عَائِشَةَ رفعته: بنحوه، وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - أَوْجَعَهُ الْبَرْدُ، فَقَالَ لها: ((ادْنِي مِنِّي)) فَقُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ: ((فَقَالَ وَإِنِ اكْشِفِي عَنْ فَخِذَيْكِ)) فَكَشَفْتُ عن فَخِذَيَّ فَوَضَعَ خَدَّهُ وَصَدْرَهُ عَلَى فَخِذِي وَحَنَيْتُ عَلَيْهِ حَتَّى دَفِئَ فنَامَ (¬1). ¬
874 - وعنها: كنت إذا حضت نزلت عن المثال على الحصير فلم نقرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم ندن منه حتى نطهر. هما لأبي داود (¬1) ¬
875 - وعنها: وسألها شُرَيْحٍ بن هاني: هَلْ تَأْكُلُ الْمَرْأَةُ مَعَ زَوْجِهَا وَهِيَ طمِثٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُونِي، فَآكُلُ مَعَهُ وَأَنَا عَارِكٌ، فكَانَ يَأْخُذُ الْعَرْقَ، فَيُقْسِمُ عَلَيَّ فِيهِ فآخذه فَأَتعَْرَّقُ مِنْهُ، وَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ وَضَعْتُ فَمِي مِنَ الْعَرْقِ، وَيَدْعُو بِالشَّرَابِ فَيُقْسِمُ عَلَيَّ فِيهِ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبَ، مِنْهُ فَآخُذُهُ فَأَشْرَبُ مِنْهُ، ثُمَّ أَضَعُهُ فَيَأْخُذُهُ فَيَشْرَبُ مِنْهُ، وَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ وَضَعْتُ فَمِي مِنَ الْقَدَحِ. لمسلم وأبي داود والنسائي بلفظه (¬1). ¬
876 - وعنها: وقَالَتْ لها معاذة: مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ؟ فَقَالَتْ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟! قُلْتُ: لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ، قَالَتْ: كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
877 - أُمِّ سَلَمَةَ: وقالت لها أم بسة: إِنَّ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ يَأْمُرُ النِّسَاءَ أن يَقْضِينَ صَلَاةَ الْمَحِيضِ، فَقَالَتْ: لَا يَقْضِينَ كَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ نِسَاءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تَقْعُدُ فِي النِّفَاسِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً لا تصلي، ولا يَأْمُرُهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِقَضَاءِ صَلَاةِ النِّفَاسِ. لأبي داود (¬1). ¬
878 - مَالِك أَنَّهُ بلغه أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ فِي الْمَرْأَةِ الْحَامِلِ تَرَى الدَّمَ أَنَّهَا تَدَعُ الصَّلَاةَ (¬1). ¬
879 - عَائِشَةَ: إن الْمَرْأَة الْحُبْلَى إِذَا رَأَتِ الدَّمَ لَا تُصَلِّي حَتَّى تَطْهُرَ (¬1). ¬
880 - وفي رواية: قَالَتْ: إِنَّ الْحُبْلَى لَا تَحِيضُ، فَإِذَا رَأَتِ الدَّمَ فَلْتَغْتَسِلْ وَلْتُصَلِّ. للدارمي (¬1). ¬
881 - ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ((لَا تَقْرَأِ الْحَائِضُ وَلَا الْجُنُبُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ)). للترمذي (¬1). ¬
882 - عَائِشَةَ: أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ، فَسَأَلَتْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ وقَالَ: ((هَذَا عِرْقٌ فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلَاةٍ)) (¬1). ¬
883 - وفي رواية: وكَانَتْ تَغْتَسِلُ فِي مِرْكَنٍ فِي حُجْرَةِ أُخْتِهَا زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ حَتَّى تَعْلُوَ حُمْرَةُ الدَّمِ الْمَاءَ (¬1). ¬
884 - وفي أخرى: قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: لَمْ يَذْكُرِ ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ أَنْ تَغْتَسِلَ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَلَكِن شَيْءٌ فَعَلَتْهُ هِيَ (¬1). ¬
885 - وفي أخرى: إِنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَكَتْ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الدَّمَ، فَقَالَ لَهَا: ((امْكُثِي قَدْرَ مَا كَانَتْ تَحْبِسُكِ حَيْضَتُكِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ)) (¬1). ¬
886 - وفي أخرى: ((ثُمَّ اغْتَسِلِي وَصَلِّي)) (¬1). ¬
887 - وفي أخرى: زينب بنت جحش بدل أم حبيبة، وقال لها - صلى الله عليه وسلم -: ((اغتسلي لكل صلاة)) (¬1). ¬
888 - وفي أخرى، قال لفاطمة بنت أبي حبيش: ((اغتسلي، ثم توضئي لكل صلاة وصلي)) (¬1). للستة إلا مالكًا. ¬
889 - وفي أخرى لأبي داود: قَالَ مَكْحُولٌ: النِّسَاءُ لَا تَخْفَى عَلَيْهِنَّ الْحَيْضَةُ، إِنَّ دَمَهَا أَسْوَدُ غَلِيظٌ، فَإِذَا ذَهَبَ ذَلِكَ وَصَارَتْ صُفْرَةً رَقِيقَةً، فَإِنَّهَا مُسْتَحَاضَةٌ (¬1). ¬
890 - ولمالك: عن زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهَا رَأَتْ حمنة بِنْتَ جَحْشٍ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَكَانَتْ تُسْتَحَاضُ، فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي (¬1). ¬
891 - حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ: كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً وشَدِيدَةً، فَأَتَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ، فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَمَا تَرَى فِيهَا قَدْ مَنَعَتْنِي الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ؟ قَالَ: ((أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ، فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ)) قَالَتْ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ ((فَاتَّخِذِي ثَوْبًا)) قَالَتْ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجًّا. قَالَ: ((سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ أَيَّهُمَا فَعَلْتِ أَجْزَأَ عَنْكِ مِنَ الْآخَرِ، وَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ)) قَالَ لَهَا: ((إِنَّمَا هَذِهِ رَكْضَةٌ مِنْ رَكَضَاتِ الشَّيْطَانِ، فَتَحَيَّضِي سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي عِلْمِ الله، ثُمَّ اغْتَسِلِي حَتَّى إِذَا رَأَيْتِ أَنَّكِ قَدْ طَهُرْتِ، وَاسْتَنْقَأْتِ فَصَلِّي ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً -أَوْ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً- وَأَيَّامَهَا وَصُومِي فَإِنَّ ذَلِكَ يَجْزِيكِ، وَكَذَلِكَ فَافْعَلِي فِي كُلِّ شَهْرٍ كَمَا تَحِيضُ النِّسَاءُ، وَكَمَا يَطْهُرْنَ لمِيقَاتِ حَيْضِهِنَّ وَطُهْرِهِنَّ، وَإِنْ قَوِيتِ عَلَى أَنْ تُؤَخِّرِي الظُّهْرَ وَتُعَجِّلِي الْعَصْرَ وتَغْتَسِلِينَ، وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَتُؤَخِّرِينَ الْمَغْرِبَ وَتُعَجِّلِينَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ تَغْتَسِلِينَ وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فَافْعَلِي، وَتَغْتَسِلِينَ مَعَ الْفَجْرِ فَافْعَلِي وَصُومِي إِنْ قَدِرْتِ عَلَى ذَلِكَ)) قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وَهَذَا أَعْجَبُ الْأَمْرَيْنِ إِلَيَّ)). لأبي داود (¬1). ¬
892 - وفي رواية: ((إن هَذَا أَعْجَبُ الْأَمْرَيْنِ إِلَيَّ قَوْلِ حَمْنَةَ)). وللترمذي نحو ذلك (¬1). ¬
893 - أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ اسْتُحِيضَتْ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَلَمْ تُصَلِّ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((سُبْحَانَ الله هَذَا مِنَ الشَّيْطَانِ، لِتَجْلِسْ فِي مِرْكَنٍ، فَإِذَا رَأَتْ صُفْرَةً فَوْقَ الْمَاءِ فَلْتَغْتَسِلْ لِلظُّهْرِ وَالْعَصْرِ غُسْلًا وَاحِد، وَتَغْتَسِلْ لِلْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ غُسْلًا وَاحِدًا، وَتَغْتَسِلْ لِلْفَجْرِ غُسْلًا وَاحِدًا، وَتتوَضَّأْ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ)) قَالَ أَبُو دَاوُد: رَوَاهُ مُجَاهِدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا اشْتَدَّ عَلَيْهَا الْغُسْلُ أَمَرَهَا أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ. لأبي داود (¬1). ¬
894 - أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تُهَرَاقُ الدماء في عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَاسْتَفْتَتْ لَهَا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((لِتَنْظُرْ عَدَدَ َالْأَيَّامِ واللَّيَالِي الَّتِي كَانَتْ تَحِيضُ فيها مِنَ الشَّهْرِ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَهَا الَّذِي أَصَابَهَا، فَلْتَتْرُكِ الصَّلَاةَ قَدْرَ ذَلِكَ مِنَ الشَّهْرِ، فَإِذَا خَلَّفَتْ ذَلِكَ فَلْتَغْتَسِلْ، ثُمَّ (لتستثفر) (¬1) بثوب ثُمَّ لِتُصَلِّي. لمالك وأبي داود والنسائي (¬2). ¬
895 - (الهيمي) (¬1) مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ بن عبد الرحمن: أَنَّ الْقَعْقَاعَ وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ أَرْسَلَاهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ يَسْأَلُهُ، كَيْفَ تَغْتَسِلُ الْمُسْتَحَاضَةُ؟ قَالَ: تَغْتَسِلُ مِنْ ظُهْرٍ، إِلَى ظُهْرٍ وَتَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ، فَإِنْ غَلَبَهَا الدَّمُ اسْتَذْفَرَتْ بِثَوْبٍ. لأبي داود (¬2). ¬
896 - وله: أن مالكًا قال: إِنِّي لَأَظُنُّ حَدِيثَ ابْنِ الْمُسَيَّبِ مِنْ ظُهْرٍ إِلَى ظُهْرٍ إِنَّمَا هُوَ مِنْ طُهْرٍ إِلَى طُهْرٍ، وَلَكِنَّ الْوَهْمَ دَخَلَ فِيهِ وَرَوَاهُ المِسْوَرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ فِيهِ: مِنْ طُهْرٍ، إِلَى طُهْرٍ فَلقَنهَا النَّاسُ: مِنْ ظُهْرٍ إِلَى ظُهْرٍ. وانه روي عن ابن عمر وأنس وعائشة من ظهر إلي ظهر يعني بالمعجمة (¬1). ¬
897 - عَلِيٍّ: قَالَ: الْمُسْتَحَاضَةُ إِذَا انْقَضَى حَيْضُهَا اغْتَسَلَتْ كُلَّ يَوْمٍ، وَاتَّخَذَتْ صُوفَةً فِيهَا سَمْنٌ أَوْ زَيْتٌ. لأبي داود (¬1). ¬
898 - عَائِشَةَ: لقد اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - امْرَأَةٌ مِنْ أَزْوَاجِهِ مُسْتَحَاضَةٌ، فَكَانَتْ تَرَى الدم وَالصُّفْرَةَ وهي تصلي، ورُبَّمَا وَضَعْت الطَّسْتَ تَحْتَهَا وَهِيَ تُصَلِّي. (¬1). ¬
899 - عَبْدَ الله بْنَ سُفْيَانَ: قال: سألت امرأة ابن عمر إِنِّي أَقْبَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ عند بَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ، فَرَجَعْتُ حَتَّى ذَهَبَ ذَلِكَ عَنِّي، ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ، فَرَجَعْتُ حَتَّى ذَهَبَ ذَلِكَ عَنِّي، ثُمَّ -[149]- أَقْبَلْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ فَقَالَ إِنَّمَا ذَلِكِ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَاغْتَسِلِي، ثُمَّ اسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ ثُمَّ طُوفِي)). لمالك (¬1). ¬
900 - ابن عباس: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المستحاضة، فقال: ((تلك ركضة من ركضات الشيطان في رحمها)).للبزار والكبير والأوسط (¬1). ¬
901 - عَائِشَةَ قَالَتِ الْمُسْتَحَاضَةُ لَا يَأْتِيهَا زَوْجُهَا. للدارمي (¬1). ¬
902 - وله بلين إِبْرَاهِيمَ النخعي قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الْمُسْتَحَاضَةُ لَا تُجَامَعُ، وَلَا تَصُومُ، وَلَا تَمَسُّ الْمُصْحَفَ، إِنَّمَا رُخِّصَ لَهَا فِي الصَّلَاةِ، وقَالَ يَزِيدُ: يُجَامِعُهَا زَوْجُهَا، وَيَحِلُّ لَهَا مَا يَحِلُّ لِلطَّاهِرِة (¬1). ¬
903 - وله عن جبير، وقد سئل أَتُجَامَعُ الْمُسْتَحَاضَةُ، فَقَالَ الصَّلَاةُ: أَعْظَمُ مِنَ الْجِمَاعِ (¬1). ¬
904 - عِكْرِمَةَ: كَانَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ تُسْتَحَاضُ، وكَانَ زَوْجُهَا يَغْشَاهَا (¬1). ¬
905 - وعنه عَنْ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ: أَنَّهَا كَانَتْ مُسْتَحَاضَةً، وَكَانَ زَوْجُهَا مَعُهَا. هما لأبي داود (¬1). ¬
906 - أُمِّ عَطِيَّةَ: قَالَتْ: كُنَّا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ بَعْدَ الطُّهْرِ شَيْئًا (¬1). ¬
907 - مرجانة مَوْلَاةِ عَائِشَةَ: كَانَ النِّسَاءُ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ بِالدِّرَجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ مِنْ دَمِ الْحَيْضَ يَسْأَلْنَهَا عَنِ الصَّلَاةِ، فَتَقُولُ لَهُنَّ: لَا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنَ الْحَيْضَةِ (¬1). ¬
908 - ابْنَةِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بَلَغَهَا: أَنَّ نِسَاءً كُنَّ يَدْعُونَ بِالْمَصَابِيحِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ يَنْظُرْنَ إِلَى الطُّهْرِ، فَكَانَتْ تَعِيبُ ذَلِكَ عَلَيْهِنَّ، وَتَقُولُ: مَا كَانَ النِّسَاءُ يَصْنَعْنَ هَذَا (¬1) ¬
909 - وللبخاري في ترجمة عَلِيٍّ قَالَ إِذَا تَطَهَّرَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الْمَحِيضِ، ثُمَّ رَأَتْ بَعْدَ الطُّهْرِ مَا يَرِيبُهَا، فَإِنَّمَا هِيَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فِي الرَّحِمِ، فَإِذَا رَأَتْ مِثْلَ الرُّعَافِ، أَوْ قَطْرَةِ الدَّمِ، أَوْ غُسَالَةِ اللَّحْمِ تَوَضَّأَتْ وُضُوءَهَا لِلصَّلَاةِ ثُمَّ تُصَلِّي، فَإِنْ كَانَ دَمًا عَبِيطًا الَّذِي لَا خَفَاءَ بِهِ فَلْتَدَعِ الصَّلَاةَ. للدارمي (¬1). ¬
910 - أُمِّ سَلَمَةَ: كَانَتِ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - تَقْعُدُ بَعْدَ نِفَاسِهن أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَكُنَّا نَطْلِي عَلَى وُجُوهِنَا الْوَرْسَ، تَعْنِي: مِنَ الْكَلَفِ. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
911 - أَنَسٌ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَقَّتَ لِلنُّفَسَاءِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا إِلَّا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ. للقزويني (¬1). ¬
كتاب الصلاة
كتاب الصلاة فضلها
912 - (أبو هُرَيْرَة) رفعه: ((أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مراتٍ مَا تَقُولون ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ))؟ قَالُوا: لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا. قَالَ: ((فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو الله بِها الْخَطَايَا)) للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
913 - سَعْدِ: كَانَ رَجُلَانِ أَخَوَانِ فَهَلَكَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ بِأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَذُكِر فَضِيلَةُ الْأَوَّلِ منها عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((أَلَمْ يَكُنِ الْآخَرُ مُسْلِمًا)) قَالُوا بَلَى وَكَانَ لَا بَأْسَ بِهِ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -. ((وَمَا يُدْرِيكُمْ مَا بَلَغَتْ بِهِ صَلَاتُهُ إِنَّمَا مَثَلُ الصَّلَاةِ كَمَثَلِ نَهْرٍ عَذْبٍ غَمْرٍ بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَقْتَحِمُ -[151]- فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَا تَرَوْنَ في ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا بَلَغَتْ بِهِ صَلَاتُهُ)). للموطأ (¬1). ¬
914 - حُمْرَانَ: أن عُثْمَان توضأ وقَالَ: وَالله لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا لَوْلَا آيَةٌ فِي كِتَابِ الله مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لَا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يُصَلِّي الصَّلَاةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الَّتِي تَلِيهَا)) قَالَ عُرْوَةُ: الْآيَةُ {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} إِلَى قَوْلِهِ {اللاعِنُونَ}. للشيخين والموطأ والنسائي (¬1). ¬
915 - ومن رواياته: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: ((من توضأ نحو هذا الوضوء ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه)) (¬1). ¬
916 - ومنها: ((مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ، مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَكذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ)) (¬1). ¬
917 - ومنها: قال مالك في المراد بالآية: أُرَاهُ يُرِيدُ هَذِهِ الْآيَةَ {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (¬1). ¬
918 - ومنها: ((مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ الله فَالصَّلَوَاتُ الخمس كَفَّارَة لِمَا بَيْنَهُنَّ)) (¬1). ¬
919 - أبو أُمَامَةَ: بَيْنَمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ وَنَحْنُ قُعُودٌ مَعَهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَعَادَ، -[152]- فَسَكَتَ عَنْهُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ - صلى الله عليه وسلم - تبعه الرَّجُلُ وَاتَّبَعْته أَنْظُرُ مَاذا يَرُدُّ عَلَيه، فَقَالَ لَهُ: ((أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ، أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ)) قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: ((ثُمَّ شَهِدْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا)) قَالَ: بلي يَا رَسُولَ الله، قَالَ: ((فَإِنَّ الله قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّك أَوْ قَالَ ذَنْبَكَ)). لأبي داود ومسلم بلفظه (¬1). ¬
921 - عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رفعه: ((يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةِ للجَبَلِ يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ الله تعالى: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ ويصلي، يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ)) (¬1). لأبي داود والنسائي. ¬
922 - مالك: بلغه: أن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ)) (¬1). ¬
923 - وفي رواية: ((وَاعْملَُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ)) (¬1). ¬
924 - يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: بَلَغَنِي أَنَّ أَوَّلَ مَا يُنْظَرُ فِيهِ مِنْ عَمَلِ المرء الصَّلَاةُ، فَإِنْ قُبِلَتْ مِنْهُ نُظِرَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عَمَلِهِ، وَإِنْ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ لَمْ يُنْظَرْ فِي شَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ. لمالك (¬1). ¬
925 - حُذَيْفَةَ: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أحَزَنَهُ أَمْرٌ صَلَّى. لأبي داود (¬1). ¬
926 - أَنَسٍ رفعه: ((حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ)). للنسائي (¬1). ¬
927 - رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَبحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي: ((سَلْني)). قُلْتُ: فإني أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. فقَالَ ((أَو غَيْرَ ذَلِكَ؟)) قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: ((فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
928 - مَعْدَان بْنُ أَبِي طَلْحَةَ: لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ -أَوْ قُلْتُ: أَحَب الْأَعْمَالِ إِلَى الله- فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ الله بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً)). قَالَ مَعْدَانُ: ثُمَّ أتيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ مِثْله. لمسلم والترمذي والنسائي (¬1). ¬
929 - عُبَيْدُ الله بْنُ سَلْمَانَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَدَّثَهُ، قَالَ: لَمَّا فَتَحْنَا خَيْبَرَ أَخْرَجُوا غَنَائِمَهُمْ مِنَ الْمَتَاعِ وَالسَّبْيِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ غَنَائِمَهُمْ، فَجَاءَ رَجُلٌ وقَالَ: يَا رَسُولَ الله لَقَدْ رَبِحْتُ اليوم رِبْحًا مَا رَبِحه أحدٌ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْوَادِي. قَالَ: ((وَيْحَكَ وَمَا رَبِحْتَ؟ قَالَ: مَا زِلْتُ أَبِيعُ وَأَبْتَاعُ حَتَّى رَبِحْتُ ثَلَاثَ مِائَةِ أُوقِيَّةٍ فَقَالَ له النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَا أُنَبِّئُكَ بِخَيْرِ رَجُلٍ رَبِحَ رجل فقَالَ مَا هُوَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الصَّلَاةِ)). لأبي داود (¬1). ¬
930 - عُثْمَانَ رفعه: ((مَنْ عَلِمَ أَنَّ الصَّلَاةَ حَقٌّ وَاجِبٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ)). لعبد الله بن أحمد والموصلى والبزار (¬1). ¬
931 - حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ رفعه: ((مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ: رُكُوعِهِنَّ، وَسُجُودِهِنَّ، وَمَوَاقِيتِهِنَّ وَعَلِمَ أَنَّهُنَّ حَقٌّ مِنْ عِنْدِ الله، دَخَلَ الْجَنَّةَ)). أَوْ قَالَ: ((وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)) أو قال: ((حرم علي النار)). لأحمد والكبير (¬1). ¬
932 - أنس رفعه: ((إن لله ملكاً يُنادى عند كل صلاةٍ: يا بنى آدم قُوموا إلى نيرانِكم التى أوقدتموها على أنفسكم فأطفئوها)). للأوسط والصغير (¬1). ¬
933 - وعنه رفعه: ((من صلى الصلواتِ لوقتها، وأسبغَ لها وضوءهَا، وأتم لها قيامَها، وخشوعَها، وركوعَها، وسجودَها، خرجت وهى بيضاءُ مسفرةٌ تقول: حفظكَ الله كما حفظتنى. ومن صَلى لغير وقتها، ولم يسبغْ لها وضوءَها، ولم يتم لها خشوعَها، ولاركوعَها، ولا سجودَها، خرجت وهي سوداءُ مظلمةٌ تقول: ضيعك الله كما ضعيتنى. حتى إذا كانت حيثُ شاء الله لُفت كما يلف الثوبُ الخلق، ثم ضربَ بها وجْهُهُ)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
934 - أبو ذَر: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ في الشِّتَاءِ وَالْوَرَقُ يَتَهَافَتُ، فَأَخَذَ بِغُصْن شَجَرَةٍ، فَجَعَلَ الْوَرَقُ يَتَهَافَتُ، فَقَالَ: ((يَا أَبَا ذَرٍّ)) قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: ((إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ لَيُصَلِّ الصَّلَاةَ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ الله فَتَهَافَتُ عَنْهُ ذُنُوبُهُ كَمَا تَهَافَتُ هَذَا الْوَرَقُ منْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ)). لأحمد (¬1). ¬
935 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبت الْكَبَائِرَ)). لمسلم والترمذي (¬1). ¬
936 - وله رفعه: ((مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ الله، فَلَا يُتْبِعَنَّكُمُ الله بِشَيْءٍ في ذِمَّتِهِ (¬1). ¬
937 - وعنه رفعه: ((يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِكمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ)).للشيخين والموطأ والنسائي (¬1) ¬
938 - عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ رفعه: ((لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا)) يَعْنِي: الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: نَعَمْ. فقَالَ الرَّجُلُ وَأَنَا أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْه - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
939 - أبو موسى رفعه: ((مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ)). للشيخين (¬1). ¬
940 - أَنَسِ رفعه: ((مَنْ صَلَّى الفجر فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ الله حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ)). للترمذي (¬1). ¬
941 - ابْنِ خَالِدٍ: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يَسْهُو فِيهِمَا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)). لأبى داود (¬1). ¬
942 - ابْنِ الْمُسَيَّبِ أرسله: بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ شُهُودُ الْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ، لَا يَسْتَطِيعُونَهُمَا. أَوْ نَحْوَ هَذَا. لمالك (¬1). ¬
943 - ابن مسعود: سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى الله؟ قَالَ: ((الصَّلَاةُ لميقاتها)) قلت ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ((بِرُّ الْوَالِدَيْنِ)) قلت: ثُمَّ أَيٌّ قَالَ: ((الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله)) قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
944 - مُعَاذٍ بن أنس رفعه: ((إِنَّ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالذِّكْرَ يُضَاعَفُ عَلَى النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ الله بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ)). لأبي داود (¬1). ¬
وجوب الصلاة: أداء وقضاء
وجوبُ الصلاةِ: أداءً وقضاءً
945 - أَنَس: سَأَلَ رَجُلٌ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، كَمِ فرضَ الله عَلَى عِبَادِهِ مِنَ الصَّلَوَاتِ؟ قَالَ: ((افْتَرَضَ الله عَلَى عِبَادِهِ صَلَوَاتٍ خَمْسًا)) فَحَلَفَ الرَّجُلُ لَا يَزِيدُ عَلَيْهِ شَيْئًا وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُا شَيْئًا. قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ)). للنسائي ومر لغيره مطولاً في كتاب الإيمان (¬1). ¬
946 - وعنه قَالَ: فُرِضَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ، ثُمَّ نُقِصَتْ حَتَّى جُعِلَتْ خَمْسًا، ثُمَّ نُودِيَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، وَإِنَّ لَكَ بِهَذِهِ الْخَمْسِ خَمْسِينَ)). للترمذي مطولاً في حديث الإسراء (¬1). ¬
947 - ابْنِ عَبَّاس: فَرَضَ الله الصَّلَاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَفِي الْخَوْفِ رَكْعَةً (¬1). لمسلم وأبي داود والنسائي. ¬
948 - عَائِشَةَ قَالَتْ: فَرَضَ الله الصَّلَاةًَََ حِينَ فَرَضَهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَتَمَّهَا فِي الْحَضَرِ، وأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ عَلَى الْفَرِيضَةِ الْأُولَى. لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
949 - زاد أحمد: وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سَافَرَ صَلَّى الصَّلَاةَ الْأُولَى إِلَّا الْمَغْرِبَ، وإِذَا أَقَامَ زَادَ مَعَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ؛ لِأَنَّهَا وَتْرٌ، وَالصُّبْحَ؛ لِأَنَّهُا يُطَوِّلُ فِيهَا الْقِرَاءَةَ (¬1). ¬
950 - وللنسائي: فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ هَاجَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَفُرِضَتْ أَرْبَعًا، وَتُرِكَتْ صَلَاةُ السَّفَرِ عَلَى الفريضة الْأُولَى. قال الزهرى: قلت لعروة: ما بال عائشة تتم؟ قال: تأولت كما تأول عثمان (¬1). ¬
951 - سلمان قال: فُرضت الصلاةُ ركعتين ركعتين، فصلاها النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة حتى قدم المدينة، فصلاها فى المدينة ما شاء الله، وزيد فى صلاةِ الحضرِ ركعتين، وتُركتْ الصلاةُ فى السفرِ على حالها. للأوسط بضعف (¬1). ¬
952 - عُمَرَ قَالَ: صَلَاةُ (الْأَضْحَى) (¬1) رَكْعَتَانِ، وَصَلَاةُ الْفِطْرِ رَكْعَتَانِ، وَصَلَاةُ الْمُسَافِرِ رَكْعَتَانِ، وَصَلَاةُ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَانِ، تَمَامٌ غير قَصْرٍ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. للنسائي (¬2). ¬
953 - مورق: سألتُ ابنَ عمر عن الصلاة فى السفرِ فقال: ركعتين ركعتين، من خالف السنةَ كفرَ. للكبير (¬1). ¬
954 - عَبْدِ الله بْنِ فَضَالَةَ عَنْ أَبِيهِ: عَلَّمَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكَانَ فِيمَا عَلَّمَنِي: ((حَافِظْ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ)) قُلْتُ: إِنَّ هَذِهِ سَاعَاتٌ لِي فِيهَا أَشْغَالٌ، فَمُرْنِي بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَجْزَأَ عَنِّي، فَقَالَ: ((حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْنِ)) وَمَا كَانَتْ مِنْ لُغَتِنَا. قُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟ فَقَالَ: ((صَلَاةُ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلَاةُ قَبْلَ غُرُوبِهَا)). لأبي داود (¬1). ¬
955 - ابن عَمْرِو بن العاص: مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ. لأبي داود (¬1). ¬
956 - وله في أخرى عن مُعَاذ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ خُبَيْبٍ الْجُهَنِي رفعه: ((إِذَا عَرَفَ يَمِينَهُ مِنْ شِمَالِهِ فَمُرُوهُ بِالصَّلَاةِ)) (¬1). ¬
957 - وللترمذي: ((عَلِّمُوا الصَّبِيَّ الصَّلَاةَ ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا ابْنَ عَشْر)) (¬1). ¬
958 - أبو رافع قال: وجدنَا صحيفةً فىِ قراب سيِف رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته، فيها مكتوبٌ: بسمِ الله الرحمنِ الرحيمِ، فرقوا بين مضاجِعِ الغلمانِ والجوارى، والإخوة والأخواتِ لسبعِ سنين، واضربُوا أبناءكم على الصلاةِ إذا بلغوا -أظنه- تسعًا، ملعون، ملعون من ادعى إلى غير قومه أو إلى غير مواليه، ملعونٌ من اقتطعَ شيئاً من تخُوم الأرضِ. يعني بذلك طرق المسلمين. للبزار وفيه غسان بن عبد الله عن يوسف بن نافع (¬1). ¬
959 - ابْنِ عُمَرَ: عَرَضَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ، وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَلَمْ يُجِزْنِي، وَعَرَضَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ فَأَجَازَنِي. قَالَ نَافِعٌ: فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ، فَحَدَّثْتُهُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الَحَدََّ ما بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ. فَكَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ يَفْرِضُوا لِمَنْ بلغ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَمَا كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَاجْعَلُوهُ فِي الْعِيَالِ (¬1). ¬
960 - أَنَسِ رفعه: ((مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ)). هما للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
961 - وفي رواية للشيخين: ((إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ أَوْ غَفَلَ عَنْهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنَّ الله تعالى يَقُولُ {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرَى})) (¬1). ¬
962 - أبو قَتَادَةَ قَالَ: سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا يَا رَسُولَ الله. قَالَ: ((أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنِ الصَّلَاةِ)) فقَالَ بِلَالٌ: أَنَا أُوقِظُكُمْ. فَاضْطَجَعُوا وَأَسْنَدَ بِلَالٌ ظَهْرَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، فَنَامَ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَالَ: ((يَا بِلَالُ، أَيْنَ مَا قُلْتَ؟)) قَالَ: مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا قَطُّ. قَالَ: إِنَّ الله قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ، وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ، يَا بِلَالُ قُمْ فَأَذِّنِ النَّاسَ بِالصَّلَاةِ، فَتَوَضَّأَ فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَابْيَضَّتْ قَامَ فَصَلَّى بالناس جماعة)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
963 - ومن رواياته: أنه - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي سَفَرٍ، فَمَالَ وَمِلْتُ مَعَهُ، فَقَالَ: ((انْظُرْ)) فَقُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ، هَذَانِ رَاكِبَانِ، هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةٌ، حَتَّى إذا صِرْنَا سَبْعَةً، فَقَالَ: ((احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلاتَنَا)) يَعْنِي: صَلَاةَ الْفَجْرِ. فَضُرِبَ عَلَى آذَانِهِمْ فَمَا أَيْقَظَهُمْ إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، فَقَامُوا وسَارُوا هُنَيَّةً، ثُمَّ نَزَلُوا فَتَوَضَّئُوا، وَأَذَّنَ بِلالٌ فَصَلَّوْا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، ثُمَّ صَلاة الْفَجْر وَرَكِبُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ فَرَّطْنَا فِي صَلاتِنَا. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّهُ لا تَفْرِيطَ فِي النَّوْمِ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ، فَإِذَا سَهَا أَحَدُكُمْ عَنْ صَلَاةٍ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَذْكُرُهَا، وَمِنَ الْغَدِ لِلْوَقْتِ)) (¬1). ¬
964 - ومنها: قال: بعث النبى - صلى الله عليه وسلم - جيش الأمراء بنحوه. وفيه: فلم يوقظنا إلا حر الشمس وهى طالعة فقمنا وهلين لصلاتنا، فقال - صلى الله عليه وسلم -. ((رويدًا رويدًا، لا بأس عليكم)) حتى إذا تعالت الشمس قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من كان منكم لم يركع ركعتى الفجر فليركعهما)) فقام من كان يركعهما ومن لم يكن يركعهما فركعهما، ثم أمر أن ينادى بالصلاة، فنودى بها، فقام فصلى بنا، فلما انصرف قال: ((ألا إنا بحمد الله لم نكن في شيءٍ من أمور الدنيا يشغلنا عن صلاتنا، ولكن أرواحنا كانت بيد الله تعالى فأرسلها أنى شاء، فمن أدرك منكم صلاة الغداة من غد صالحا فليقض معها مثلها)) (¬1). ¬
964 - ومنها: ((ألا إنه ليس فى النوم -[160]- تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يدخل وقت الصلاة الأخرى)) بنحوه (¬1). ¬
965 - ومنها: ما يأتي في النبوة. للستة إلا البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ أَنه - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَفَلَ مِنْ خَيْبَرَ سَارَ لَيْلَهً حَتَّى أَدْرَكَهُ الْكَرَى عَرَّسَ وَقَالَ لِبِلَالٍ: ((اكْلَأْ لَنَا اللَّيْلَ)) فَصَلَّى بِلَالٌ مَا قُدِّرَ لَهُ، وَنَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ، فَلَمَّا تَقَارَبَ الْفَجْرُ اسْتَنَدَ بِلَالٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ مُوَاجِةَ الْفَجْرِ فَغَلَبَته عَيْنَاهُ. بنحوه وفيه: كَانَ - صلى الله عليه وسلم - أَوَّلَهُمُ اسْتِيقَاظًا، فَفَزِعَ، فَقَالَ: ((أَيْ بِلَالُ)) فَقَالَ بِلَالٌ: أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ. قَالَ: ((اقْتَادُوا)) فَاقْتَادُوا رَوَاحِلَهُمْ شَيْئًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: ((مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ الله قَالَ: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي})) كَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَقْرَؤُهَا: لِلذِّكْرَى (¬1). ¬
967 - وفي رواية بنحوه، وفيه: {أقم الصلاة لذكرى}. قال معمر: قلت للزهري: أهكذا قرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم (¬1). ¬
968 - وفي أخرى قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ، فَإِنَّ هَذَا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فِيهِ الشَّيْطَانُ)) فَفَعَلْنَا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى الْغَدَاةَ (¬1). ¬
969 - وفي أخرى: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((تَحَوَّلُوا عَنْ مَكَانِكُمِ الَّذِي أَصَابَتْكُمْ فِيهِ الْغَفْلَةُ)) (¬1). ¬
970 - ولأبي داود عن ابْنِ مَسْعُودٍ: أَقْبَلْنَا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ. بنحو ذلك (¬1). ¬
971 - وللنسائي عن ابْنِ عَبَّاسٍ: أَدْلَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ عَرَّسَ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ أَوْ بَعْضُهَا، فَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى ارْتَفَعَتِ فَصَلَّى، وَهِيَ صَلَاةُ الْوُسْطَى (¬1). ¬
972 - ولمَالِك عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: عَرَّسَ النبيُ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً بِطَرِيقِ مَكَّة. بنحوه وفيه: فَصَلَّى بِالنَّاسِ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ رَأَى فَزَعهمْ فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الله قَبَضَ أَرْوَاحَنَا، وَلَوْ شَاءَ لَرَدَّهَا إِلَيْنَا فِي حِينٍ غَيْرِ هَذَا، فَإِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ أَوْ نَسِيَهَا ثُمَّ فَزِِِِِِعَ إِلَيْهَا، فَلْيُصَلِّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا)) ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ أَتَى بِلَالًا وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَأَضْجَعَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُهَدِّئُهُ كَمَا يُهَدَّأُ الصَّبِيُّ حَتَّى نَامَ)) ثُمَّ دَعَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِلَالًا فَأَخْبَرَ بِلَالٌ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ الَّذِي أَخْبَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله (¬1). ¬
973 - وللنسائي يَُزَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فَأَمَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه: فصلى بِالنَّاسِ ثُمَّ حَدَّثَنَا بِمَا هُوَ كَائِنٌ حَتَّى يوم القيامة (¬1). ¬
974 - ولرزين عن أبي مسعودٍ الأنصاري: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية بنحوه، وفيه: فقال: ((افعلوا ما كنتم تفعلون)) فجعل يهمس بعضهم إلى بعض: ما كفارة ما صنعنا؟ فسمعنا فقال: ((أما لكم فيَّ أسوة، وقد قال الله تعالى {لقد كان لكم في رسولِ الله أسوةٌ حسنةٌ})) (¬1) ¬
975 - وللكبير عن (عمرو) (¬1) بن العاص قال: لما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك أدلج بهم. فذكر قصة بلال (¬2). ¬
976 - جَابِرِ: أن عُمَرَ جَاءَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وقَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا كِدْتُ أُصَلِّي الْعَصْرَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ. قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وَالله مَا صَلَّيْتُهَا)) فَقُمْنَا إِلَى بُطْحَانَ فتَوَضَّأْنَا، فَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ. للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
977 - ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ الْمُشْرِكِينَ شَغَلُوا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ الله، فَأَمَرَ بِلالًا فَأَذَّنَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ. للترمذي (¬1). ¬
978 - وللنسائى: نحوه وفيه: فَصَلَّى بِنَا، ثُمَّ طَافَ عَلَيْنَا فَقَالَ: ((مَا عَلَى الْأَرْضِ عِصَابَةٌ يَذْكُرُونَ الله تعالى غَيْرُكُمْ)) (¬1). ¬
979 - (وله عن أَبِي سَعِيدٍ): شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فِي الْقِتَالِ، فَأَنْزَلَ الله تعالى: {وَكَفَى الله الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} فَأَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - بِلالا فَأَقَامَ لِصَلاةِ الظُّهْرِ، فَصلاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا في وَقْتِهَا، ثُمَّ أَقَامَ لِلْعَصْرِ، فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أقام لِلْمَغْرِبِ، فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا (¬1). ¬
980 - نَافِعٍ: أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَذَهَبَ عَقْلُهُ، فَلَمْ يَقْضِ الصَّلَاةَ. لمَالِك. قال: وَذَلِكَ فِيمَا نَرَى- وَالله أَعْلَمُ- أَنَّ الْوَقْتَ ذَهَبَ، فَأَمَّا مَنْ أَفَاقَ وهو في وقتٍ فَإِنَّهُ يُصَلِّي (¬1). ¬
981 - وعنه: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قال: مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلَمْ يَذْكُرْهَا إِلَّا وَهُوَ مَعَ الْإِمَامِ، فَإِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ فَلْيُصَلِّ الصَّلَاةَ الَّتِي نَسِيَ، ثُمَّ لِيُصَلِّ بَعْدَهَا الْأُخْرَى. لمالك (¬1). ¬
982 - جَابِرَ رفعه: ((بَيْنَ الرَّجُلِ والشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلَاةِ)). لمسلم (¬1). ¬
983 - وللترمذي: ((بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ تَرْكُ الصَّلَاةِ)) (¬1). ¬
984 - وله ولأبي داود: ((بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ)) (¬1). ¬
985 - بُرَيْدَةَ رفعه: ((الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ)). للترمذي والنسائي (¬1). ¬
986 - عَبْدِ الله بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَا يَرَوْنَ شَيْئًا مِنَ الْأَعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ إلا الصَّلَاةِ. للترمذي (¬1). ¬
987 - ابْنِ عُمَرَ رفعه: ((الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ)). للستة (¬1). ¬
988 - أبو الْمَلِيحِ قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْاَةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، فَقَالَ: بَكِّرُوا بِصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ)). للبخاري والنسائي (¬1). ¬
989 - ابن عباس: قال لما قام بصري قيل: نداويك وتدع الصلاة أياماً؟ قال: لا، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من ترك (الصلاة) (¬1) لقي الله وهو عليه غضبان. للبزار والكبير (¬2). ¬
990 - (الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) أراه ذَكَرَه عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ((إَنَّ الْعَبْدَ الْمَمْلُوكَ لَيُحَاسَبُ بِصَلَاتِهِ، فَإِذا نَقَصَ مِنْهَا قِيلَ لَهُ: لما نَقَصْتَ مِنْهَا؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلَّطْتَ عَلَيَّ مَلِيكًا شَغَلَنِي عَنْ صَلَاتِي. فَيَقُولُ: قَدْ رَأَيْتُكَ تَسْرِقُ مِنْ مَالِهِ لِنَفْسِكَ، فَهَلَّا سَرَقْتَ مِنْ عَمَلِكَ لنفسك؟ فيجبُ للَّه عَلَيْهِ الْحُجَّةَ)). لأحمد بلين (¬1). ¬
991 - ابْنِ عَمْر: أن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، فَقَالَ: ((مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلَا بُرْهَانٌ وَلَا نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَع فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ)). لأحمد والكبير والأوسط (¬1). ¬
992 - أبو مالك الأشجعي عن أبيه: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا أسلمَ الرجلُ أول ما يعلمه الصلاة. أو قال: علمه الصلاة. للبزار والكبير (¬1). ¬
993 - عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رفعه: ((خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ الله عَلَى عِبَادِهِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يَنْتَقِصْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ، فَإِنَّ الله جَاعِلٌ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَهْدًا أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ قَدِ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ، لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدَ الله عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ)). للقزويني (¬1). ¬
مواقيت الصلاة
مواقيت الصلاة
994 - أبو مُوسَى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَتَاهُ سَائِلٌ فسْأَلُهُ عَنْ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، وأمر بلالاً فَأَقَامَ الْفَجْرَ حِينَ انْشَقَّ الْفَجْرُ، وَالنَّاسُ لَا يَكَادُ يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الظُّهْرِ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، وَالْقَائِلُ يَقُولُ: قَدِ انْتَصَفَ النَّهَارُ. وَهُوَ كَانَ أَعْلَمَ مِنْهُمْ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرِ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْمَغْرِبِ حِينَ وَقَعَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَخَّرَ الْفَجْرَ مِنَ الْغَدِ حَتَّى انْصَرَفَ مِنْهَا وَالْقَائِلُ يَقُولُ: قَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، أَوْ كَادَتْ. ثُمَّ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنْ وَقْتِ الْعَصْرِ بِالْأَمْسِ، ثُمَّ أَخَّرَ الْعَصْرَ حَتَّى انْصَرَفَ مِنْهَا وَالْقَائِلُ يَقُولُ: قَدِ احْمَرَّتِ الشَّمْسُ ثُمَّ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى كَانَ عِنْدَ سُقُوطِ الشَّفَقِ ثُمَّ أَخَّرَ الْعِشَاءَ حَتَّى كَانَ ثُلُثُي اللَّيْلِ الْأَوَّلِ ثُمَّ أَصْبَحَ فَدَعَا السَّائِلَ، فَقَالَ: ((الْوَقْتُ بَيْنَ هَذَيْنِ)). لمسلم والنسائي (¬1). ¬
995 - ولأبي داود نحوه، وقال: ورواه بعضهم فقال: ثم صلى العشاء إلى شطر الليل (¬1). ¬
996 - ولمسلم والترمذي عن (بُرَيْدَةَ) أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ فَقَالَ لَهُ: ((صَلِّ مَعَنَا هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ)) فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الظُّهْرَ بنحوِ ذلك (¬1). ¬
998 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((أَمَّنِي جِبْرِيلُ عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ فَصَلَّى الظُّهْرَ فِي الْأُولَى مِنْهُمَا حِينَ كَانَ الْفَيْءُ مِثْلَ الشِّرَاكِ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ كُلُّ شَيْءٍ مِثْلَ ظِلِّهِ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ وَأَفْطَرَ الصَّائِمُ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ حِينَ بَزَقَ الْفَجْرُ وَحَرُمَ الطَّعَامُ عَلَى الصَّائِمِ، وَصَلَّى الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ لِوَقْتِ الْعَصْرِ بِالْأَمْسِ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ لِوَقْتِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ أَسْفَرَتِ الْأَرْضُ ثُمَّ الْتَفَتَ (إليه) (¬1) جبريل، فقال: يا محمد هذا وقت الأنبياء من قبلك، والوقت فيما بين هذين الوقتين)). للترمذي وأبي داود (¬2). ¬
999 - وللنسائي عن جَابِرِ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُهُ مَوَاقِيتَ الصَّلَاةِ، فَتَقَدَّمَ جِبْرِيلُ، وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خَلْفَهُ، وَالنَّاسُ خَلْفَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، بنحوه إلا أن في كل صلاة هنا قال أَتَاهُ جبريل فَتَقَدَّمَ وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خَلْفَهُ، وَالنَّاسُ خَلْفَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه: في الْيَوْمَ الثَّانِيَ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ فَنِمْنَا ثُمَّ قُمْنَا (¬1). ¬
1000 - وفي رواية: جَاءَ جِبْرِيلُ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ قُمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ الظُّهْرَ فصلاها حِينَ مَالَتِ الشَّمْسُ، بنحوه. إلا أن هنا في كل صلاة يقول جبريل: قم يا محمد فصل (¬1). ¬
1001 - وفي أخرى: خَرَجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، وَكَانَ الْفَيْءُ قَدْرَ الشِّرَاكِ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ الْفَيْءُ قَدْرَ الشِّرَاكِ وَظِلِّ الرَّجُلِ مثله، بنحو حديث بريدة إلا أن مغرب الثاني كمغرب الأول. وفيه: ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ مِثْلَه قَدْرَ مَا يَسِيرُ الرَّاكِبُ سَيْرَ الْعَنَقِ إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ -أَوْ نِصْفِ اللَّيْلِ شَكَّ أحد رواتهٌ- ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ (¬1). ¬
1002 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: إِنَّ لِلصَّلَاةِ أَوَّلًا وَآخِرًا، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، وَآخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَدْخُلُ وَقْتُ الْعَصْرِ، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْعَصْرِ حِينَ يَدْخُلُ وَقْتُهَا، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ تَصْفَرُّ الشَّمْسُ، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْمَغْرِبِ حِينَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَغِيبُ الْأُفُقُ، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ حِينَ يَغِيبُ الْأُفُقُ، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَنْتَصِفُ اللَّيْلُ، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْفَجْرِ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ. للترمذي (¬1). ¬
1003 - وللنسائي: قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ، فَصَلَّى الصُّبْحَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ)) بنحو حديث بريدة، إلا أن المغرب واحد. وفيه: فى اليوم الثانى، ثم صلى العشاء حين ذهب ساعة من الليل (¬1). ¬
1004 - وللموطأ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لسائله أَنَا أُخْبِرُكَ، صَلِّ الظُّهْرَ إِذَا كَانَ ظِلُّكَ مِثْلَكَ، وَالْعَصْرَ إِذَا كَانَ ظِلُّكَ مِثْلَيْكَ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا غَربَتِ الشَّمْسُ، وَالْعِشَاءَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ثُلُثِي اللَّيْلِ، وَصَلِّ الصُّبْحَ بِغَبَشٍ. يَعْنِي: الْغَلَسَ (¬1). ¬
1005 - عُمَرَ: كَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ: إِنَّ أَهَمَّ أَمُورِكُمْ عِنْدِي الصَّلَاةُ، فَمَنْ حَفِظَهَا وَحَافَظَ عَلَيْهَا حَفِظَ دِينَهُ، وَمَنْ ضَيَّعَهَا فَهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ. ثُمَّ كَتَبَ: أَنْ صَلُّوا الظُّهْرَ إِذَا كَانَ الْفَيْءُ ذِرَاعًا إِلَى أَنْ يَكُونَ ظِلُّ أَحَدِكُمْ مِثْلَيه، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، قَدْرَ مَا يَسِيرُ الرَّاكِبُ فَرْسَخَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً قَبْلَ مغيب الشَّمْسِ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا غَربَتِ الشَّمْسُ، وَالْعِشَاءَ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ فَمَنْ نَامَ فَلَا نَامَتْ عَيْنُهُ وَالصُّبْحَ وَالنُّجُومُ بَادِيَةٌ مُشْتَبِكَةٌ (¬1). ¬
1006 - وفي روايةٍ: أنه كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى: أَنْ صَلِّ الظُّهْرَ إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نقية قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا صُفْرَةٌ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا غَربَتِ الشَّمْسُ، وَأَخِّرِ الْعِشَاءَ مَا لَمْ تَنَمْ، والصُّبْحَ وَالنُّجُومُ بَادِيَةٌ مُشْتَبِكَةٌ، وَاقْرَأْ فِيهَا بِسُورَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ مِنَ الْمُفَصَّلِ (¬1). ¬
1007 - وفى أخرى نحوه، وفيها: صَلِّ الْعِشَاءَ فيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ثُلُثِ اللَّيْلِ، فَإِنْ أَخَّرْتَ فَإِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ، وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ. لمالك (¬1). ¬
1008 - ابْنِ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((وَقْتُ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، مَا لَمْ يَحْضُرِ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَر الشَّمْسُ، وَوَقْتُ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الْأَوْسَطِ، وَوَقْتُ -[169]- صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ، مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ)). لأبي داود والنسائي ومسلم بلفظه (¬1). ¬
1009 - أبو الْمِنْهَالِ: دخلت أنا وأبي علي أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ فَقَالَ لَهُ أَبِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ؟ فقَالَ: كَانَ يُصَلِّي الْهَجِيرَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْأُولَى حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنَا إِلَى رحله فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ -وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ- وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ التي تدعونها العتمة، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَكَانَ يَنْفَتِلُ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ حِينَ يَعْرِفُ المرء جَلِيسَهُ، وَيَقْرَأُ بالسِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ (¬1). ¬
1010 - وفى روايه: لا يُبَالِي بِتَأْخِيرِ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَالَ: إِلَى شَطْرِ اللَّيْل (¬1). ¬
1011 - محمد بن عمرو بن الحسن بن على بن أبي طالب: كان الحجاج يؤخر الصلوات فسألنا جابرًا فقال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى الظهر بالهاجرة، والعصر والشمس نقيةٌ، والمغرب إذا وجبت الشمس، والعشاء أحيانا يؤخرها وأحيانا يعجل، إذا رآهم أجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطئوا أخر، والصبح كان يصليها بغلس. هما للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
1012 - ابْنِ مَسْعُودٍ: كَانَ قَدْرُ صَلَاةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الظُّهْرَ فِي الصَّيْفِ ثَلَاثَةَ أَقْدَامٍ إِلَى خَمْسَةِ أَقْدَامٍ، وَفِي الشِّتَاءِ خَمْسَةَ أَقْدَامٍ إِلَى سَبْعَةِ أَقْدَامٍ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
1013 - عَائِشَةَ: كُنَّ نِسَاءُ الْمُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الْفَجْرِ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلَاةَ ولَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الْغَلَسِ. للستة (¬1). ¬
1014 - وعنها: مَا رَأَيْتُ رجلاً كَانَ أَشَدَّ تَعْجِيلًا لِلظُّهْرِ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَلَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَلَا مِنْ عُمَرَ. للترمذي (¬1). ¬
1015 - وله أُمِّ سَلَمَةَ: كَانَ - صلى الله عليه وسلم - أَشَدَّ تَعْجِيلًا لِلظُّهْرِ مِنْكُمْ، وَأَنْتُمْ أَشَدُّ تَعْجِيلًا لِلْعَصْرِ مِنْهُ (¬1). ¬
1016 - خَبَّابٍ: شَكَوْنَا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَرَّ الرَّمْضَاءِ فَلَمْ يُشْكِنَا. قَالَ زُهَيْرٌ لِأَبِي إِسْحَقَ: فِي الظُّهْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فِي تَعْجِيلِهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. لمسلم والنسائي (¬1). ¬
1017 - زاد الطبرانى بعد: فلم يشكنا، قال: إذا زالت الشمس فصلوا (¬1). ¬
1018 - وزاد فى الأوسط والصغير بلين بعده أيضا عن جابرٍ: وقال أكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها تدفع تسعة وتسعين بابا من الضر أدناها الهم (¬1). ¬
1019 - عَائِشَةَ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ وَاقِعَةٌ فِي حُجْرَتِي (¬1). للستة إلا الموطأ. ¬
1020 - ومن رواياته: في قَعْرِ حُجْرَتي (¬1). ¬
1021 - ومنها: لم تخرج من حجرتي (¬1). ¬
1022 - ومنها: وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتي لَمْ يَظْهَرِ الْفَيْءُ منها (¬1). ¬
1023 - أَنَسِ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي فَيَأْتِيهِمْ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، وَبَعْضُ الْعَوَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
1024 - ومن رواياته: يَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى قُبَاءٍ (¬1). ¬
1025 - ومنها: يَخْرُجُ الإِنْسَانُ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَيَجِدُهُمْ يُصَلُّونَ الْعَصرَ (¬1). ¬
1026 - ومنها: قال أسعد بن سهل بن حنيف: صَلَّيْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الظُّهْرَ ثُمَّ خَرَجْنَا، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَوَجَدْنَاهُ يُصَلِّي الْعَصْرَ، فَقُلْنا يَا عَمِّ، مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّيْتَ؟ قَالَ: الْعَصْرُ، وَهَذِهِ صَلَاةُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الَّتِي كُنَّا نُصَلِّي مَعَهُ (¬1). ¬
1027 - ومنها: صَلَّى لَنَا النبيُ - صلى الله عليه وسلم - الْعَصْرَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَنْحَرَ جَزُورًا لَنَا، وإنا نُحِبُّ أَنْ تَحْضُرَهَا. قَالَ: نَعَمْ. فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، فَوَجَدْنَا الْجَزُورَ لَمْ تُنْحَرْ، فَنُحِرَتْ، ثُمَّ قُطِّعَتْ، ثُمَّ طُبِخَ مِنْهَا، ثُمَّ أَكَلْنَا قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ (¬1). ¬
1028 - الزهري: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، وَهُوَ في الكوفة فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ، أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ - عليه السلام - نَزَلَ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَالَ: بِهَذَا أُمِرْتُ. قَالَ عُمَرُ بن عبد العزيز: انظر -[172]- مَا تُحَدِّثُ يا عروة، أَوَ أَنَّ جِبْرِيلَ هُوَ أَقَامَ برَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَقْتَ الصَّلَاةِ؟ فقال عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ. وقَالَ عُرْوَةُ: وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا، قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
1029 - وفى روايهٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الْعَصْرَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: أَمَا إِنَّ جِبْرِيلَ قَدْ نَزَلَ فَصَلَّى أَمَامَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ عُمَرُ: اعْلَمْ مَا تَقُولُ فقَالَ: سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمَّنِي فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ)) (¬1). ¬
1030 - سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَتَوَارَتْ بِالْحِجَابِ. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
1031 - ولأبي داود: سَاعَةَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ إِذَا غَابَ حَاجِبُهَا (¬1). ¬
1032 - رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ: كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا وَإِنَّهُ لَيُبْصِرُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِ. للشيخين (¬1). ¬
1033 - وللنسائي عن رَجُلٍ مِنْ الصحابة: أَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَ النَبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْمَغْرِبَ ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى أَهَلِيهِمْ، إِلَى أَقْصَى الْمَدِينَةِ، يَرْمُونَ يُبْصِرُونَ مَوَاقِعَ سِهَامِهِمْ (¬1). ¬
1034 - مَرْثَد اليزني: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو أَيُّوبَ غَازِيًا وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ عَلَى مِصْرَ، فَأَخَّرَ عقبةُ الْمَغْرِبَ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ يَا عُقْبَةُ؟ قَالَ: إنا شُغِلْنَا. -[173]- قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ -أَوْ قَالَ: عَلَى الْفِطْرَةِ- مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ إِلَى أَنْ تَشْتَبِكَ النُّجُومُ)). لأبي داود (¬1). ¬
1035 - الحارث بن وهب رفعه: ((لن تزالَ أمتى على الاسلام مالم يؤخروا المغرِب حتى تشتبكَ النجوم، وما لم يعجلُوا الفجرَ مضاهاة النصارى، وما لم يكلوا الجنائز الى أهلها)). للكبير بضعف (¬1). ¬
1036 - وله بثقاتٍ عن (الصُّنَابِحِيِّ) (¬1): إلا قوله: ((وَمَا لَمْ يَكِلُوا الْجَنَائِزَ إِلَى أَهْلِهَا)) (¬2). ¬
1037 - عَلِيِّ رفعه: ((يَا عَلِيُّ ثَلَاثٌ لَا تُؤَخِّرْهَا: الصَّلَاةُ إِذَا دخل وقتها، وَالْجَنَازَةُ إِذَا حَضَرَتْ، وَالْأَيِّمُ إِذَا وَجَدْتَ لَهَا كُفْئًا)). للترمذي (¬1). ¬
1038 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْعَصْرَ)). للستة (¬1). ¬
1039 - وفي روايةٍ للبخاري: ((إِذَا أَدْرَكَ أَحَدُكُمْ سَجْدَةً مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ، وَإِذَا أَدْرَكَ سَجْدَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ)) (¬1). ¬
1040 - وللنسائى: إِذَا أَدْرَكَ أَوَّلَ سَجْدَةٍ فى الموضعين (¬1). ¬
1041 - الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: مَا أَدْرَكْتُ النَّاسَ إِلَّا يُصَلُّونَ الظُّهْرَ بِعَشِيٍّ. لمالك (¬1). ¬
1042 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ)). للستة (¬1). ¬
1043 - أبو ذَرٍّ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَأَرَادَ الْمُؤَذِّنُ أَنْ يُؤَذِّنَ لِلظُّهْرِ، فَقَالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((أَبْرِدْ)) ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَقَالَ لَهُ: ((أَبْرِدْ)) حَتَّى رَأَيْنَا فَيْءَ (التُّلُولِ) (¬1) فَقَالَ له النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ شدةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاة)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬2). ¬
1044 - ابن مسعود: قال: تطلع الشمس، من جهنم في قرن شيطان، وبين قرنَىْ شيطانٍ، فما ترتفعُ من قَصَبةٍ إلا فُتح بابٌ من أبوابِ النارِ، فإذا اشتد الحر فتحت أبوابُها كلها. للكبير (¬1). ¬
1045 - أبو موسى: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ الْحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلَاةِ، وَإِذَا كَانَ الْبَرْدُ عَجَّلَ. للنسائي (¬1). ¬
1046 - عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَكَانَ يُؤَخِّرُ الْعَصْرَ مَا دَامَتِ الشَّمْسُ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً. لأبي داود (¬1). ¬
1047 - ابْن عُمَرَ رفعه: ((إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ، وَلَا تَعْجَلْ حَتَّى تَفْرُغَ)) مِنْهُ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُوضَعُ لَهُ الطَّعَامُ وَتُقَامُ الصَّلَاةُ فَلَا يَأْتِيهَا حَتَّى يَفْرُغَ، وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ. للستة إلا النسائي (¬1). ¬
1048 - وفى روايه: أن عَبَّاد بْن عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ قال: إِنَّا سَمِعْنَا أَنَّهُ يُبْدَأُ بِالْعَشَاءِ قَبْلَ الصَّلاةِ، فَقَالَ له ابْنُ عُمَرَ: وَيْحَكَ مَا كَانَ عَشَاؤُهُمْ، أَتُرَاهُ كَانَ مِثْلَ عَشَاءِ أَبِيكَ؟ (¬1). ¬
1049 - جَابِرِ رفعه: ((لا تُؤَخَّرُوا الصَّلاة لِطَعَامٍ وَلا لِغَيْرِهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
1050 - عائشة: سئل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن وقتِ العشاء، قال: ((إذا ملاَ الليلُ بطْنَ كل وادٍ)). للأوسط (¬1). ¬
1051 - أبو بَكْرة: أَخَّرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الْعِشَاءَ تسْعَ لَيَالٍ، وقَالَ أَبُو دَاوُدَ ثَمَانِ لَيَالٍ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرة: يَا رَسُولَ الله لَوْ أَنَّكَ عَجَّلْتَ لَكَانَ أَمْثَلَ لِقِيَامِنَا مِنَ اللَّيْلِ فَعَجَّلَ بَعْدَ ذَلِكَ (¬1). لأحمد والكبير بلين. ¬
1052 - ابن عباس: أَعْتَمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِالْعِشَاءِ، فَخَرَجَ عُمَرُ فَقَالَ: الصَّلَاةََ يَا رَسُولَ الله، رَقَدَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ يَقُولُ لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالصَّلَاةِ هَذِهِ السَّاعَةَ. للشيخين والنسائي (¬1). ¬
1053 - ومن رواياته: أَعْتَمَ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً بالْعِشَاءَ حَتَّى رَقَدَ النَاسٌ وَاسْتَيْقَظُوا وَرَقَدُوا وَاسْتَيْقَظُوا، فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: الصَّلَاةَ. قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَخَرَجَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ الْآنَ يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رأسه. قال ابن جريج: فَاسْتَثْبَتُّ عَطَاءً كَيْفَ وَضَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَأْسِهِ يده، كَمَا أَنْبَأَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَبَدَّدَ لِي عَطَاءٌ بَيْنَ أَصَابِعِهِ شَيْئًا مِنْ تَبْدِيدٍ ثُمَّ وَضَعَ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ عَلَى قَرْنِ الرَّأْسِ ثُمَّ ضمَّهَا يُمِرُّهَا كَذَلِكَ عَلَى الرَّأْسِ حَتَّى مَسَّتْ إِبْهَامُهُ طَرَفَ الْأُذُنِ مِمَّا يَلِي الْوَجْهَ عَلَى الصُّدْغِ وَنَاحِيَةِ اللِّحْيَةِ لَا يُقَصِّرُ وَلَا يَبْطِشُ إِلَّا كَذَلِكَ (¬1). ¬
1054 - ومنها عن عَائِشَةَ: أن عمر نادى النبي - صلى الله عليه وسلم - نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ فَخَرَجَ فَقَالَ: ((ما ينتظرها مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أحدُ غَيْرُكُمْ ولا تُصَلًّي يومئذ إلا بالْمَدِينَةِ)) (¬1). ¬
1055 - زاد في رواية: وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْشُوَ الْإِسْلَامُ (¬1). ¬
1056 - وزَادَ في أخرى: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَذُكِرَ لِي أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تَنْزِرُوا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الصَّلَاةِ)). وَذَلك حِينَ صَاحَ عُمَرُ (¬1). ¬
1057 - ومنها عن أَنَسٍ قال: أخر - صلى الله عليه وسلم - الْعِشَاءَ ذات ليلة إلى شَطْرِ اللَّيْلِ أو كاد يذهب شطر الليل ثم جاء فقال: ((إن الناس قد صلوا وناموا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة)) (¬1). ¬
1058 - ولأبي داود عن مُعَاذٍ: بينا ننتظر النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وقد تأخر لصَلَاةِ الْعَتَمَةِ حَتَّى ظَنَّ الظَّانُّ أَنَّهُ لَيْسَ بِخَارِجٍ، ويقول الْقَائِلُ مِنَّا: إنه قد صَلَّى فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إذ خَرَجَ فَقَالُوا لَهُ كَمَا قَالُوا، فَقَالَ: ((أَعْتِمُوا بِهَذِهِ الصَّلَاةِ فَإِنَّكُمْ قَدْ فُضِّلْتُمْ بِهَا عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ لَمْ تُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ)) (¬1). ¬
1059 - وللشيخين عن أبو مُوسَى: ((لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أحد يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ غَيْرُكُمْ، أَوْ قَالَ مَا صَلَّى هَذِهِ السَّاعَةَ أَحَدٌ غَيْرُكم)) (¬1). ¬
1060 - ولأحمد والموصلى والبزار والكبير، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْأَدْيَانِ أَحَدٌ يَذْكُرُ الله تعالى هَذِهِ السَّاعَةَ غَيْرُكُمْ، ونزلت {لَيْسُوا -[177]- سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} إلى {بِالْمُتَّقِينَ} (¬1). ¬
1061 - أَنَسٍ: أُقِيمَتْ الْعِشَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ: لِي حَاجَةٌ، فَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُنَاجِي حَتَّى نَامَ الْقَوْمُ، أَوْ بَعْضُ الْقَوْمِ. للستة إلا مالكًا بلفظ مسلم (¬1). ¬
1062 - وفي رواية: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ مَا تُقَامُ الصَّلَاةُ يُكَلِّمُهُ الرَّجُلُ يَقُومُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ فَمَا زَالُ يُكَلِّمُهُ ولَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَهم يَنْعَسُ مِنْ طُولِ قِيَامِه - صلى الله عليه وسلم - لَهُ (¬1). ¬
1063 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ)). للستة (¬1). ¬
1064 - عَائِشَةَ: مَا صَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةً لِوَقْتِهَا الْآخِرِ مَرَّتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ الله تعالى (¬1). ¬
1066 - رافع بن خديج رفعه: ((أَسْفِرُوا بِالْفَجْرِ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْأَجْرِ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
1067 - مُغِيثُ بْنُ سُمَيٍّ: صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ الصُّبْحَ بِغَلَسٍ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: هَذِهِ صَلَاتُنَا كَانَتْ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ أَسْفَرَ بِهَا عُثْمَانُ. للقزويني (¬1). ¬
1068 - يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قال: إِنَّ الْمُصَلِّيَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ وَمَا فَاتَتهُ وَلَمَا فَاتَهُ مِنْ وَقْتِهَا أَعْظَمُ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ. لمالك (¬1). ¬
1069 - أُمِّ فَرْوَةَ وَكَانَتْ مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أنه سُئلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((الصَّلَاةُ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
أوقات الكراهة
أوقات الكراهة
1070 - عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ أَوْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشمسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ. لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
1071 - عَبْدِ الله الصُّنَابِحِيِّ رفعه: ((الشَّمْسُ تَطْلُعُ وَمَعَهَا قَرْنُ الشَّيْطَانِ فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا، ثُمَّ إِذَا اسْتَوَتْ قَارَنَهَا، فَإِذَا زَالَتْ فَارَقَهَا فَإِذَا أذِنَتْ لِلْغُرُوبِ قَارَنَهَا، فَإِذَا غَرَبَتْ فَارَقَهَا وَنَهَى - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الصَّلَاةِ فِي تِلْكَ (السَّاعَة))) (¬1). لمالك والنسائي (¬2). ¬
1072 - ابْنِ عُمَرَ رفعه: ((إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَبْرُزَ، وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَغْرُبَ، وَلَا تَحَيَّنُوا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ أَوِ الشَّيْطَانِ)). للشيخين، ومالك، والنسائي (¬1). ¬
1073 - عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: ((جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَصَلِّ مَا شِئْتَ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ، ثُمَّ اَقْصِرْ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَتَرْتَفِعَ قِيد رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ -[179]- وَيُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ، ثُمَّ صَلِّ ما شِئْتَ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ حَتَّى يَعْدِلَ الرُّمْحُ ظِلَّهُ، ثُمَّ اَقْصِرْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ وَتُفْتَحُ أَبْوَابُهَا، فَإِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ فَصَلِّ مَا شِئْتَ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ اَقْصِرْ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ وَيُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ)) وَقَصَّ حَدِيثًا طَوِيلا. لأبى داود (¬1). ¬
1074 - ولمسلم: قلت: يا رسول الله هل من ساعة أقرب من الله تعالى من الأخرى؟ قال: ((نعم إن أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى فى تلك الساعة فكن فإن الصلاة محضورة)) بنحوه (¬1). ¬
1075 - ابْنِ عَبَّاسٍ: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ. للستة إلا مالكًا، وله وللشيخين والنسائي عن أبي هريرة مثله (¬1). ¬
1076 - عَائِشَةَ قالت: أَوْهَمَ عُمَرُ إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لَا تَتَحَرَّوْا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ)). للنسائي (¬1). ¬
1077 - أبو ذَرٍّ: قال وقد صعد على درجة الْكَعْبَةِ: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا جندب: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لا صَلَاةَ بَعْدَ الصبحِِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَلَا بَعْدَ العَصْرِِِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ إِلَّا بِمَكَّةَ إِلَّا بِمَكَّةَ)). لأحمد. والأوسط (¬1). ¬
1078 - عَلِي: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ، إِلَّا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ (¬1). لأبي داود. ¬
1079 - وللنسائي عن عَلِيٍّ: إِلَّا أَنْ تَكُونَ الشَّمْسُ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً (¬1). ¬
1080 - أبو بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِالْمُخَمَّصِ صلاة العصر، فَقَالَ: ((إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ -وَالشَّاهِدُ النَّجْمُ-)). لمسلم والنسائي (¬1). ¬
1081 - السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ يَضْرِبُ الْمُنْكَدِرَ فِي الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ. لمالك (¬1). ¬
1082 - أَنَسِ: كَانَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا لَمْ يَرْتَحِلْ مِنْهُ حَتَّى يُصَلِّيَ الظُّهْرَ، فَقَالَ له رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَتْ بِنِصْفِ النَّهَارِ؟ قَالَ: ((وَإِنْ كَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
1083 - أبو قَتَادَةَ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكَرَهُ الصَّلَاةََ نِصْفَ النَّهَارِ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَالَ: ((إِنَّ جَهَنَّمَ تُسَجَّرُ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ)). لأبي داود (¬1). ¬
1084 - الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: دَخَلَ عَلَى أَنَسِ فِي دَارِهِ بِالْبَصْرَةِ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الظُّهْرِ وَدَارُهُ بِجَنْبِ الْمَسْجِدِ، فقَالَ: أَصَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ، قلت: إِنَّمَا انْصَرَفْنَا السَّاعَةَ مِنَ الظُّهْرِ، قَالَ: فَصَلَّوُا الْعَصْرَ فَقُمْنَا فَصَلَّيْنَا فَلَمَّا انْصَرَفْنَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. يَقُولُ: ((تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ شَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا لا يَذْكُرُ الله فِيهَا إِلا قَلِيلاً)). للستة إلا البخاري (¬1). ¬
فضل الأذان والإقامة
فضل الأذان والإقامة
1085 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا، عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا)). للشيخين والموطأ والنسائي (¬1). ¬
1086 - وعنه رفعه: ((إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ حَتَّى إِذَا انقَضَى التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ من قبل حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ ما يَدْرِي كَمْ صَلَّى)). للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
1087 - وفي أخرى لمسلم: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ أَحَالَ لَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ صَوْتَهُ فَإِذَا انتهت رَجَعَ فَوَسْوَسَ فَإِذَا سَمِعَ الْإِقَامَةَ ذَهَبَ حَتَّى لَا يَسْمَعَ صَوْتَهُ فَإِذَا انتهت رَجَعَ فَوَسْوَسَ)) (¬1). ¬
1088 - وفى أخرى له: ((فَهَنَّاهُ وَمَنَّاهُ وَذَكَّرَهُ مِنْ حَاجَاتِهِ مَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُره)) (¬1). ¬
1089 - جَابِرٍ رفعه: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ ذَهَبَ حَتَّى يَكُونَ مَكَانَ الرَّوْحَاءِ)) قَالَ الراوي: والرَّوْحَاءِ مِنَ الْمَدِينَةِ على سِتَّةٌ وَثَلَاثينَ مِيلاً. لمسلم (¬1). ¬
1090 - أبو هُرَيْرَةَ: كُنَّا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَامَ بِلَالٌ يُنَادِي، فَلَمَّا سَكَتَ. قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ قَالَ مِثْلَ هَذَا يَقِينًا دَخَلَ الْجَنَّةَ)). للنسائي (¬1). ¬
1091 - ابْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رفعه: ((إِذَا سَمِعْتُمُ النداء فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
1092 - جَابِرِ رفعه: ((مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ)) اللهمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا كما وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). للبخاري وأصحاب السنن (¬1). ¬
1093 - عُمَرَ رفعه: ((إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ، فَقَالَ أَحَدُكُمُ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله. قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ. قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، ثُمَّ قَالَ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ قَالَ: الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله. قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
1094 - سَعْدِ رفعه: ((مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ وأنا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِالله رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَت لَهُ ذَنْبُوبه)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
1095 - أبو أُمَامَةَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمِنْبَرِ حين أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فقَالَ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ قَالَ مُعَاوِيَةُ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَأَنَا وأنا أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، فَلَمَّا أَنْ قَضَى التَّأْذِينَ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى المنبر حِينَ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ يَقُولُ: مثل مَا سَمِعْتُمْ مِنْ مَقَالَتِي (¬1). ¬
1096 - وفي رواية: أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَوْمًا، وسمع المؤذن فَقَالَ: مِثْلَهُ إِلَى قَوْلِهِ: وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله (¬1). ¬
1097 - وفي أخرى: أَنَّهُ لَمَّا قَالَ حَيَّ عَلَى الفلاح، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، ثم قَالَ: هَكَذَا سَمِعْنَا نَبِيَّكُمْ يَقُولُ. للبخاري (¬1). ¬
1098 - عَائِشَةَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يَتَشَهَّدُ قَالَ: ((وَأَنَا)). لأبي داود (¬1). ¬
1099 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ)). للستة (¬1). ¬
1100 - ابْنِ عَبَّاسٍ رفعه: ((مَنْ أَذَّنَ سَبْعَ سِنِينَ مُحْتَسِبًا كُتِب الله لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ)). للترمذي (¬1). ¬
1101 - أبو هُرَيْرَةَ: رفعه: ((الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ وشَاهِدُ الصَّلَاةِ في الجماعة يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ صَلَاةً وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
1102 - وله عن الْبَرَاءِ: ((اِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ وَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى (¬1). ¬
1103 - ولأحمد وللكبير عن ابْنِ عُمَرَ ذلك بلفظ: ((وَسيَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَ صَوْتَهُ)) (¬1). ¬
1104 - ابْنِ عَمْرو بن العاص: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا، فَقَالَ: - صلى الله عليه وسلم - ((قُلْ مثل مَا يَقُولُونَ فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَهْ)). لأبي داود (¬1). ¬
1105 - عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ: لَهُ إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ ((فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري والموطأ والنسائي (¬1). ¬
1106 - مُعَاوِيَةَ رفعه: ((الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). لمسلم (¬1). ¬
1107 - عاصم بن بهدلة: قال: مَر رجلٌ على زر بن حبيش وهو يؤذنُ، فقال: يا أبا مريمَ أتؤذن؟ إني لأرغب بك عن الأذانِ. قال زر: أترغبُ بى عن الفضلِ. والله لا أكلُمكَ. لرزين (¬1). ¬
1108 - علي: ندمتُ أن لا أكونَ طلبتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيجعلُ الحسنَ والحسينَ مؤذنينَ. للأوسط بضعف (¬1). ¬
1109 - أنس رفعه: ((لو أقسمتُ لبررتُ إن أحب عباد الله إلى الله لرعاةُ الشمسِ والقمرِ -يعنى: المؤذنينَ- وأنهم ليعرفونَ يوم القيامة بطول أعناقهمْ)). للأوسط وفيه جنادة بن مروان، قال الذهبى: اتهمه أبو حاتم، قلت: قال الحافظ بن حجر: أراد أبو حاتم بقوله: أخشى أن يكون كذب، أى أخطأ. وقد ذكره ابن حبان في «الثقات». وأخرج له هو والحاكم فى «الصحيح» (¬1). ¬
1110 - وللكبير والبزار عن ابن أبي أوفى رفعه: ((إن خيارَ عبادِ الله الذين يراعونَ الشمسَ والقمرَ والنجومَ لذكر الله)) (¬1). ¬
1111 - جابر رفعه: ((إن المؤذنين والملبين يخرجون من قبورهم، يؤذنُ المؤذنُ، ويلبى الملبى)). للأوسط بجهالة (¬1). ¬
1112 - ابن عمر رفعه: ((المؤذن المحتسبُ كالشهيِد المتشحطِ فى دمِه، يتمنى على الله ما يشتهي بين الأذانِ والاقامِة. للأوسط بلين (¬1). ¬
1113 - زاد فى الكبير ((وإن مات لم يدودْ فى قبرهِ)) (¬1). ¬
1114 - أنس رفعه: ((إذا أذن فى قريةٍ أمنها الله تعالى من عذابِه ذلك اليومَ)). للطبراني بضعف (¬1). ¬
1115 - ابْن عَمَرَو بن العاص رفعه: ((ثَلَاثَةٌ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ، أُرَاهُ قَالَ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَبْدٌ أَدَّى حَقَّ الله وَحَقَّ مَوَالِيهِ، وَرَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ، وَرَجُلٌ يُنَادِي بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ)) (¬1). ¬
1116 - وفى روايه: ((يَغْبِطُهُمُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ)). للترمذي، والأوسط، والصغير (¬1). ¬
1117 - عن ابن عمر: ثلاثةٌ لايهولُهم الفزعُ الأكبرُ، ولا ينالهم الحسابُ. هُمْ على كثبٍ من مسكٍ حتى يُفرغ من حسابِ الخلائق: رجلٌ قرأ القرآن ابتغاء وجه الله، وأم به قوماً وهم راضون به بنحوه (¬1). ¬
1118 - ابن عمر: تفتح أبوابُ السماء لخمسٍ: لقراءة القرآن، وللقاء الزحفين، ولنزول القطرِ، ولدعوةِ المظلومِ، وللأذانِ. للأوسط والصغير بلين (¬1). ¬
1119 - ميمونة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام بين صف الرجال والنساء. فقال: ((يا معشرَ النساءِ إذا سمعتن أذان هذا الحبشى وإقامته فقلن كما يقول. فإن لكنّ بكل حرٍف ألف ألف درجة)). قال عمر: هذا للنساء. فماذا للرجالِ؟ قال: ((ضعفانِ ياعمرُ)) (¬1). للكبير بلين. ¬
بدء الأذان والإقامة، وكيفيتهما، وما يتعلق بهما
بدء الأذان والإقامة، وكيفيتهما، وما يتعلق بهما
1120 - ابْنَ عُمَرَ قال: كَانَ الْمُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلَاةَ ولَيْسَ يُنَادَى بهَا أحد، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمِ اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قرنًا من قَرْنِ الْيَهُودِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَوَلَا تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: يَا بِلَالُ قُمْ فَنَادِ بِالصَّلَاةِ. للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
1121 - أبو عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنَ الْأَنْصَارِ: اهْتَمَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصَّلَاةِ كَيْفَ يَجْمَعُ النَّاسَ لَهَا؟ فَقِيلَ: انْصِبْ رَايَةً عِنْدَ حضُورِ الصَّلَاةِ، فَإِذَا رَأَوْهَا آذَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، فَذُكِرَ لَهُ الْقُنْعُ وهو الشَّبُّورَ شَبُّورُ الْيَهُودِ فَلَمْ يُعْجِبْهُ، فقَالَ: ((هُذا مِنْ أَمْرِ الْيَهُودِ)) فَذُكِرَ لَهُ النَّاقُوسُ، فَقَالَ: ((هُوَ مِنْ أَمْرِ النَّصَارَى)) فَانْصَرَفَ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدِ الأنصاري وَهُوَ مُهْتَمٌّ لِهَمِّ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَأُرِيَ الْأَذَانَ فِي مَنَامِهِ، فَغَدَا عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي لَبَيْنَ نَائِمٍ وَيَقْظَانَ إِذْ أَتَانِي آتٍ فَأَرَانِي الْأَذَانَ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدْ رَآهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَكَتَمَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا، ثُمَّ أَخْبَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُ: ((مَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنا)) فَقَالَ: سَبَقَنِي عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ فَاسْتَحْيَيْتُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((قم يا بِلَالُ فَانْظُرْ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ فَافْعل)) فَأَذَّنَ بِلَالٌ، قَالَ بعضهم: إنَّ الْأَنْصَارَ تَزْعُمُ لولا أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ زَيْدٍ كَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضًا لَجَعَلَهُ - صلى الله عليه وسلم - مُؤَذِّنًا. لأبي داود (¬1). ¬
1122 - يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَرَادَ أَنْ يَتَّخِذَ خَشَبَتَيْنِ يُضْرَبُ بِهِمَا لِيَجْتَمِعَ النَّاسُ لِلصَّلَاةِ، فَأُرِيَ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ خَشَبَتَيْنِ فِي النَّوْمِ فَقَالَ: إِنَّ هَاتَيْنِ لَنَحْوٌ مِمَّا يُرِيدُ النبي - صلى الله عليه وسلم - -[188]- يجعل للإعلام بالصلاة، فَقِيلَ له في النوم أفلا تُؤَذّن لِلصَّلَاةِ، فَأَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ له فَأَمَرَ بِالْأَذَانِ. لمالك (¬1). ¬
1123 - ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ أُحِيلَتِ الصَّلَاةُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ، وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لَقَدْ أَعْجَبَنِي أَنْ تَكُونَ صَلَاةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةً حَتَّى لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبُثَّ رِجَالًا فِي الدُّورِ يُنَادُونَ النَّاسَ بِحِينِ الصَّلَاةِ، حَتَّى هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رِجَالًا يَقُومُونَ عَلَى الْآطَامِ يُنَادُونَ الْمُسْلِمِينَ بِحِينِ الصَّلَاةِ، حَتَّى نَقَسُوا أَوْ كَادُوا أَنْ يَنْقُسُوا)) فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله: ((إِنِّي لَمَّا رَجَعْتُ لِمَا رَأَيْتُ مِنِ اهْتِمَامِكَ، رَأَيْتُ رَجُلًا كَأَنَّ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ)) فَقَامَ عَلَى الْمَسْجِدِ، فَأَذَّنَ ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مِثْلَهَا: إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، وَلَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ لَقُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ يَقْظَانَ غَيْرَ نَائِمٍ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَقَدْ أَرَاكَ الله خَيْرًا فَمُرْ بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ)) فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَأَى، وَلَكِن لَمَّا سُبِقْتُ اسْتَحْيَيْتُ (¬1). ¬
1124 - وفى رواية: فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، قَالَ الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله مرتين حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ مَرَّتَيْنِ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله، ثُمَّ أَمْهَلَ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مِثْلَهَا، إِلَّا أَنَّهُ زَادَ بَعْدَ مَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَقِّنْهَا بِلَالًا)) فَأَذَّنَ بِهَا بِلَالٌ. لأبي داود مطولاً (¬1). ¬
1125 - عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ: لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِالنَّاقُوسِ يُعْمَلُ لِيضْرَبَ بِهِ لِلنَّاسِ لِجَمْعِ الصَّلَاةِ، طَافَ بِي وَأَنَا نَائِمٌ رَجُلٌ يَحْمِلُ نَاقُوسًا فِي يَدِهِ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ الله أَتَبِيعُ النَّاقُوسَ، قَالَ وَمَا تَصْنَعُ بِهِ، قُلْتُ: نَدْعُو بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ: تَقُولُ الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، -[189]- أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله، قَالَ: ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ قَالَ: تَقُولُ: إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ: الله، أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ، فَقَالَ: ((إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ الله، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ، فَلْيُؤَذِّنْ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ فَقُمْتُ مَعَ بِلَالٍ، فَجَعَلْتُ أُلْقِيهِ عَلَيْهِ وَيُؤَذِّنُ بِهِ فَسَمِعَ عُمَرُ، وَهُوَ فِي بَيْتِهِ فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، وَيَقُولُ: يَا رَسُولَ الله وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ مَا أرى فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((فَلِلَّهِ الْحَمْدُ)) (¬1). ¬
1126 - وقَالَ فِيهِ ابْنُ إِسْحَقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ: الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، وقَالَ مَعْمَرٌ وَيُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ: الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لَمْ ويُثَنِّيَا (¬1). ¬
1127 - وفي رواية: قَالَ عَبْدُ الله: أَنَا رَأَيْتُهُ، وَأَنَا كُنْتُ أُرِيدُهُ، قَالَ: فَأَقِمْ أَنْتَ. لأبي داود (¬1). ¬
1128 - وللترمذي نحوه بلفظ: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ، فَذَلِكَ أَثْبَتُ (¬1). ¬
1129 - وقال، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ أَتَمَّ مِنْ هَذَا، وَذَكَرَ الْأَذَانِ مَثْنَى مَثْنَى وَالْإِقَامَةِ مَرَّةً (¬1). ¬
1130 - وله وفي أخرى: قَالَ كَانَ أَذَانُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - شَفْعًا شَفْعًا فِي الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ (¬1). ¬
1131 - وزاد القزويني في القصة قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحَليمِيُّ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ زَيْدٍ قَالَ فِي ذَلِكَ: أَحْمَدُ الله ذَا الْجَلَالِ وَذَا الْإِكْرَامِ ... حَمْدًا عَلَى الْأَذَانِ كَثِيرًا إِذْا أَتَانِي بِهِ الْبَشِيرُ مِنَ الله ... فَأَكْرِمْ بِهِ لَدَيَّ بَشِيرًا فِي لَيَالٍ وأتى إليَّ بِهِنَّ ثَلَاثا ... كُلَّمَا جَاءَ زَادَنِي تَوْقِيرًا (¬1) ¬
1132 - أَنَسِ: لما كثر الناس ذَكَرُوا أَنْ يُعْلِمُوا وَقْتَ الصَّلَاةِ حتى يعرفوها، فَذَكَرُوا أَنْ يُنَوِّرُوا نَارًا، أَوْ يَضْرِبُوا نَاقُوسًا، فَأمرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ، وأن يُوتِرَ الْإِقَامَةَ (¬1). ¬
1133 - وفى رواية: أن يوتر الإقامة إلا الإقامة. للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
1134 - علي: لما أراد الله تعالى أن يعلم رسوله - صلى الله عليه وسلم - الأذان، أتاه جبريل بالبراق، فذكر حديث الإسراء وفيه أنه خرج ملك من الحجاب فقال: الله أكبر، الله أكبر. فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي. أنا أكبر، أنا أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله. فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي لا -[191]- إله إلا أنا، فقال: أشهد أن محمداً رسول الله، فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا أرسلت محمداً، فقال: حي على الصلاة. حي على الفلاح. قد قامت الصلاة. الله أكبر الله أكبر، فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي. أنا أكبر أنا أكبر. فقال: لا إله إلا الله. فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي. لا إله إلا أنا. ثم أخذ الملك بيد محمد - صلى الله عليه وسلم - فقدمه فأمّ أهل السماء فيهم آدم ونوح. للبزار بضعف (¬1). ¬
1135 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أُسري به إلى السماءِ أُوحي إليه بالأذان، فنزل به فعلمه جبريلُ. للأوسط وفيه طلحة بن زيد نسب إلى الوضع وإلى اللين فقط (¬1). ¬
1136 - أَبو مَحْذُورَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله عَلِّمْنِي سُنَّةَ الْأَذَانِ، فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِي قَالَ: ((تَقُولُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ تَرْفَعُ بِهَا صَوْتَكَ ثُمَّ تَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، تَخْفِضُ بِهَا صَوْتَكَ، ثُمَّ تَرْفَعُ صَوْتَكَ بِالشَّهَادَةِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، وإِنْ كَانَ صَلَاةُ الصُّبْحِ قُلْتَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله)) (¬1). ¬
1137 - وفِي رواية: وَعَلَّمَنِي الْإِقَامَةَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ: ((الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ، إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله)) (¬1). ¬
1138 - وقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: فإِذَا أَقَمْتَ فَقُلْهَا مَرَّتَيْنِ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ أَسَمِعْتَ، قَالَ: وكَانَ أَبُو مَحْذُورَةَ لَا يَجُزُّ نَاصِيَتَهُ وَلَا يَفْرُقُهَا؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَسَحَ عَلَيْهَا (¬1). ¬
1139 - وفي أخرى: أنه - صلى الله عليه وسلم - عَلَّمَهُ الْأَذَانَ تِسْعَة عَشْر كَلِمَةً، وَالْإِقَامَةَ سَبْعَة عَشْر كَلِمَةً، والْأَذَانُ: الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله. وَالْإِقَامَةُ: الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله (¬1). ¬
1140 - وفي أخري: أَلْقَى عَلَيَّ - صلى الله عليه وسلم - التَّأْذِينَ بِنَفْسِهِ، قَالَ: ((قُلِ الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله مَرَّتَيْنِ، ثم قَالَ: ارْجِعْ فَمُدَّ مِنْ صَوْتِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله)) (¬1). ¬
1141 - وفي أخرى يَقُولُ: ((الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ ما سبق -يعنى حديث الترجيع- كلها لأبي داود. قلت: قال أبوداود بعد تمام الرواية التي فيها ذكر تسعة عشر كلمة ما -[193]- نصه كذا في كتابه. وأشار بهذا إلى أن الرواية في الأذان بسقوط الترجيع سهوًا أو اختصارًا لعلمه. لمسلم، والترمذي، والنسائي، نحو ذلك)) (¬1). ¬
1142 - وفيها قول أبي مَحْذُورَةَ: أنه خَرَج فِي نَفَرٍ فلقي النبي - صلى الله عليه وسلم - مَقْفَلَه مِنْ حُنَيْنٍ، وأَذَّنَ مُؤَذِّنه - صلى الله عليه وسلم - فظل أبو محذورة مع نفره يحكونه استهزاء به فسمعهم - صلى الله عليه وسلم - فأحضرهم، فقال: ((أَيُّكُمِ الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ قَدِ ارْتَفَعَ)). فَأَشَارَوا إِلَى أبي محذورة، فحبسه وأرسلهم ثم قَالَ له: ((قُمْ فَأَذِّنْ بِالصَّلَاةِ)). فعلمه فأذن بالترجيع، وأعطاه صُرَّة فِضَّةٍ، وأمره أن يكون مؤذنًا بمكة (¬1). ¬
1143 - ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَالْإِقَامَةُ مَرَّةً مَرَّةً، غَيْرَ أَنَّهُ كان يَقُولُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، فَإِذَا سَمِعْنَا الْإِقَامَةَ تَوَضَّأْنَا ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الصَّلَاةِ. لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
1144 - مَالِك: بَلَغَهُ أَنَّ الْمُؤَذِّنَ جَاءَ عُمَرَ يُؤْذِنُهُ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ فَوَجَدَهُ نَائِمًا، فَقَالَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ. فَأَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَجْعَلَهَا فِي نِدَاءِ الصُّبْحِ (¬1). ¬
1145 - بِلَالٍ رفعه: ((لا تثويب فِي شَيْءٍ مِنَ الصَّلَوَاتِ إِلَّا فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ)). للترمذي (¬1). ¬
1146 - وله عن مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَثَوَّبَ رَجُلٌ فِي الظُّهْرِ والْعَصْرِ، فقَالَ: اخْرُجْ بِنَا فَإِنَّ هَذِهِ بِدْعَةٌ. لأبي داود نحوه (¬1). ¬
1147 - بِلَالٍ قَالَ آخِرُ: الْأَذَانِ الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله. للنسائي (¬1). ¬
1148 - سويد بن غفلة قال: آخرُ أذانِ بلالٍ، لا إله إلا الله، والله أكبرُ. للكبير (¬1). ¬
1149 - ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ بِلَالًا أَذَّنَ قبل طلوع الفجر فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُنَادِيَ إِنَّ الْعَبْدَ قد نَامَ. للترمذي، وقال: هذا حديث غير محفوظ (¬1). ¬
1150 - ولأبي داود بلفظ فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْجِعَ، (فيقول) (¬1): أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ، أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ، فَرَجَعَ فَنَادَى أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ (¬2). ¬
1151 - وللبزار بلين عن أنس: أذن بلال قبل الفجر، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرجع، فيقول: ألا إن العبد نام. فرقى بلال، وهو يقول: ليت بلالاً ثكلته أمه ... وابتل من نضح دم جبينه (¬1) ¬
1152 - بِلَالٍ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ لَا تُؤَذِّنْ حَتَّى يَسْتَبِينَ لَكَ الْفَجْرُ هَكَذَا وَمَدَّ يَدَه عَرْضًا. لأبي داود (¬1). ¬
1153 - زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ أَمَرَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أُؤَذِّنَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ؛ فَأَذَّنْتُ فَأَرَادَ بِلَالٌ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ قَدْ أَذَّنَ، وَمَنْ أَذَّنَ؛ فَهُوَ يُقِيمُ)). لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
1154 - سماك بن حرب قَالَ: كَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ إِذَا دَحَضَتْ الشمس، فَلَا يُقِيمُ حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا خَرَجَ أَقَامَ الصَّلَاةَ حِينَ يَرَاهُ. لأبي داود، والترمذي، ومسلم بلفظه (¬1). ¬
1155 - ابْنِ عُمَرَ: كَانَ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مُؤَذِّنَانِ بِلَالٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى. لمسلم، وأبي داود (¬1). ¬
1156 - جَابِرِ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِبِلَالٍ: (((إذ) (¬1) أَذَّنْتَ فَتَرَسَّلْ، وَإِذَا أَقَمْتَ فَاحْدِرْ، وَاجْعَلْ بَيْنَ أَذَانِكَ وَإِقَامَتِكَ قَدْرَ مَا يَفْرُغُ الْآكِلُ مِنْ أَكْلِهِ، وَالشَّارِبُ مِنْ شُرْبِهِ، وَالْمُعْتَصِرُ إِذَا دَخَلَ لِقَضَاءِ حَاجَتِهِ، وَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي)). للترمذي (¬2). ¬
1157 - امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، قَالَتْ: كَانَ بَيْتِي مِنْ أَطْوَلِ بَيْتٍ حَوْلَ الْمَسْجِدِ، فكَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ عَلَيْهِ الْفَجْرَ؛ فَيَأْتِي بِسَحَرٍ، فَيَجْلِسُ عَلَى الْبَيْتِ يرقب الوقت، فَإِذَا رَآهُ تَمَطَّى، ثُمَّ قَالَ: اللهمَّ إِنِّي أَحْمَدُكَ، وَأَسْتَعِينُكَ عَلَى قرَيْشٍ أَنْ يُقِيموا دِينَكَ، ثُمَّ يُؤَذِّنُ قَالَتْ: وَالله مَا عَلِمْتُهُ ترك هذه الكلمات لَيْلَةً وَاحِدَةً. لأبي داود (¬1). ¬
1158 - أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: لَا يُنَادِي بِالصَّلَاةِ إِلَّا مُتَوَضِّئ (¬1). ¬
1159 - وفي رواية رفعه: لَا تُؤَذِّنُ إِلَّا متوضئًا. للترمذي وقال: والأول أصح.
1160 - عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ: إِنَّ مِنْ آخِرِ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنِ اتخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا. لأبي داود، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
1161 - أبو بَكْرَةَ: خَرَجْتُ مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَكَانَ لَا يَمُرُّ بِرَجلٍ إِلَّا نَادَاهُ بِالصَّلَاةِ أَوْ حَرَّكَهُ بِرِجْلِه. لأبي داود (¬1). ¬
1162 - أبو أُمَامَةَ أو بَعْضُ الصْحَابة: أَنَّ بِلَالًا أَخَذَ فِي الْإِقَامَةِ، فَلَمَّا قَالَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَقَامَهَا الله وَأَدَامَهَا)) وقَالَ فِي سَائِرِ الْإِقَامَةِ كَنَحْوِ حَدِيثِ عُمَرَ فِي فضل الْأَذَانِ. لأبي داود (¬1). ¬
1163 - نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَا يَزِيدُ عَلَى الْإِقَامَةِ فِي السَّفَرِ إِلَّا فِي الصُّبْحِ، فَإِنَّهُ كَانَ يُنَادِي فِيهَا وَيُقِيمُ، وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا الْأَذَانُ لِلْإِمَامِ الَّذِي يَجْتَمِعُ إليه النَّاسُ. لمالك (¬1). ¬
1164 - عبد الله بن عدي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يؤذنُ في السفرِ إلا في صلاةِ الصبحِ. للكبير بلين (¬1). ¬
1165 - أبو جُحَيْفَةَ: رأيت بِلَالًا يُؤَذِّنُ فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ فَاهُ هَهُنَا وَهَهُنَا بِالْأَذَانِ. للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
1166 - وللترمذي: رَأَيْتُ بِلَالًا يُؤَذِّنُ، وَيَدُورُ وَيُتْبِعُ فَاهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا، وَإِصْبَعَاهُ فِي أُذُنَيْهِ (¬1). ¬
1167 - ولأبي داود: فَلَمَّا بَلَغَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، لَوَى عُنُقَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَلَمْ يَسْتَدِر (¬1). ¬
1168 - بلال: أنه كان يؤذن للصبح فيقول: حى على خير العمل. فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل مكانها: الصلاة خير من النوم، وترك: حى على خير العمل (¬1). ¬
1169 - سعد القرظ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أي ساعة أتى قباء أذن بلال بالأذان لأن يعُلمَ الناسَ أنه - صلى الله عليه وسلم - قد جاء فيجتمعوا إليه. فأتى يوماً وليس معه بلالٌ، فنظر زنوج بعضُهم إلى بعضٍ، فرقى سعد في عِذق فأذنَ بالأذان. فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((وما حملكَ على أن تؤذن يا سعدُ؟)) قال: بأبي وأمي، رأيتُكَ في قلةٍ من الناس، ولم أر بلالا معك. ورأيتُ هؤلاء الزنوج ينظر بعضهم إلى بعضٍ، وينظرون إليك، فخشيتُ عليك منهم، فأذنتُ، قال: ((أصبت ياسعدُ، إذا لم تر بلالا معي، فأذن)). فأذنَ سعدٌ ثلاث مرار في حياته - صلى الله عليه وسلم -. للكبير بضعف (¬1). ¬
1170 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْأَذَانُ فِي الْحَبَشَة)). للترمذي ويأتي مطولاً في المناقب (¬1). ¬
1171 - وعنه رفعه: ((الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللهمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ وَاغْفِرْ (لِلْمُؤَذِّنِينَ) (¬1)؛ قالوا: يا رسول الله! لقد تركتنا نتنافس في الأذان بعدك، فقال: ((إنه يكون بعدي -أو بعدكم- قوم ٌسفلتهم مؤذنوهم)). للبزار ولأبي داود والترمذي: ((إلى واغفر للمؤذنين)) (¬2). ¬
1172 - ابن مسعود قال: ما أحبُ أن يكونَ مؤذنوكم عميانَكم، قال وأحسبه قال: ولا قراؤكم. للكبير (¬1). ¬
1173 - ابْنِ عَبَّاسٍ: لِيُؤَذِّنْ لَكُمْ خِيَارُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أُمَرَاؤُكُمْ. لأبي داود (¬1). ¬
1174 - يحيى البكائي قال: قال رجل لابن عمر: إني لأحبك في الله، فقال ابن عمر: لكني أبغضكَ في الله، فقال: ولم؟ قال: إنك تتغنى في أذانِك، وتأخذ عليه أجراً. للكبير بلين (¬1). ¬
1175 - إبراهيم النخعي: أن ابن مسعود وعلقمة والأسود صلوا بغير أذانٍ ولا إقامة، قال سفيان: كفتهم إقامةُ المصر. وقال ابن مسعود في رواية: إقامةُ المصر تكفى. للكبير (¬1). ¬
1176 - جَابِر رفعه: ((إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ)). لأحمد بلين (¬1). ¬
1177 - سَعْدٍ مُؤَذِّنِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَجْعَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَقَالَ: ((إِنَّهُ أَرْفَعُ لِصَوْتِكَ)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
المساجد
المساجد
1178 - عُثْمَانَ قال -عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ- حِينَ بَنَى مَسْجِدَ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّكمْ أَكْثَرْتُمْ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ الله بَنَى الله لَهُ بيتًا فِي الْجَنَّةِ)). للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
1179 - وَفِي رِوَايَةِ: بيتًا مثله فِي الْجَنَّةِ (¬1). ¬
1180 - ولأحمد عن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ: بَيْتًا أَوْسَعَ مِنْهُ (¬1). ¬
1181 - أبو ذر رفعه: ((من بَنى لله مسجداً ولو كِمفحَصِ قطاةٍ، بَنى الله له بيتاً في الجنة)). للبزار، والصغير (¬1). ¬
1182 - وللقزويني: ((كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ)) (¬1). ¬
1183 - أبو هريرة رفعه: ((من بنى بيتاً يعبد الله فيه من مال حلال، بنى الله له بيتاً في الجنة)). للبزار، والأوسط بضعف (¬1). ¬
1184 - وزاد: من در وياقوت (¬1). ¬
1185 - وله ابن عباس نحو ذلك وفيه: ((ومن حفر قبراً بنى الله له بيتاً في الجنة، وإن مات من يومه غفر له)) (¬1). ¬
1186 - وزاد الكبير في حديث: ((من بنى لله مسجداً .. )) قال رجل: يا رسول الله وهذه المساجد التي تبنى في الطريق؟ قال: ((نعم)). وإخراج القمامة منها مهور الحور العين (¬1). ¬
1187 - أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ فنزل في علوها، فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَأَقَامَ فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى مالا من بَنِي النَّجَّارِ فَجَاءُوا مُتَقَلِّدِين سيُوفًهم، فكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيه - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ، وَكَانَ يُصَلِّيَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ وفِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، ثم إنَّهُ أَمَرَ بالْمَسْجِدِ فَأَرْسَلَ إِلَى بَنِي النَّجَّارِ فجاءوا، فَقَالَ: ((ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ هَذَا)) فقَالُوا: لَا وَالله ما نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى الله، فَكَانَ فِيهِ نخل وقُبُورُ الْمُشْرِكِينَ وخَرِبٌ، فَأَمَرَ بِالنَّخْلِ فَقُطِعَ وبقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، والْخَرِبِ فَسُوِّيَتْ، وصَفُّوا -[200]- النَّخْلَ قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ، وَجَعَلوا عِضَادَتَيْهِ حِجَارَه وَكانوا يَرْتَجِزُونَ وَرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَعَهُمْ، وَهُم يقولون: اللهمَّ لاَ خَيْرَ إلا خَيْرَُ الآخرَة ... فانصر الأَنصَارِ وَالْمُهَاجرة (¬1). للشيخين، وأبي داود، والنسائي. ¬
1188 - وفي رواية: وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون (¬1). ¬
1189 - ولرزين عن أبي سعيد: فكان - صلى الله عليه وسلم - ينقلُ اللبِنَ معهم، ويقول: ((هذا الحمال لا حمال خيبر، هذا بُر ربنا وأطهرُ)). ولقيه رجلٌ وهو ينقل الترابَ. فقال: يا رسولَ الله! ناولني لبنتك أحملُها عنك. قال: ((اذهبْ فخذْ غيرها، فلستَ بأفقرَ منى إلى الله)). وجاء رجلٌ كان يحسِنُ عجنَ الطين، وكان من حضرموت. فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((رحم الله امرأً أحسنَ صنعته)). وقال له: ((الزمْ أنت هذا الشغلَ، فإني أراك تُحسنه)) (¬1). ¬
1190 - وله عنه أيضا: كان سقفُ المسجِد من جريدِ النخل، فأمر عمرُ في خلافته ببناءِ المسجد. وقال: أكن الناس من المطر، وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتنَ الناسَ (¬1). ¬
1191 - (ابْنِ عُمَرَ): وَسُئِلَ عَنِ الْحِيطَانِ تُلْقَى فِيهَا الْعَذِرَاتُ فَقَالَ إِذَا سُقِيَتْ مِرَارًا فَصَلُّوا فِيهَا يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. للقزويني بعنعنة ابن إسحاق (¬1). ¬
1192 - (وعنه): كان الْمَسْجِدُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مَبْنِيًّا بِاللَّبِنِ وَسَقْفُهُ بالْجَرِيدِ وَعُمُدَهُ خَشَبُ النَّخْلِ فَلَمْ يَزِدْ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ شَيْئًا، وَزَادَ فِيهِ عُمَرُ وَبَنَاهُ عَلَى بنائه فِي عَهْدِه - صلى الله عليه وسلم - بِاللَّبِنِ وَالْجَرِيدِ، وَأَعَادَ عُمُدَهُ خَشَبًا، ثُمَّ غَيَّرَهُ عثْمَانُ. وزَادَ فِيهِ زِيَادَةً كَثِيرَةً وَبَنَى جُدُرَهُ بِالْحِجَارَةِ الْمَنْقُوشَةِ وَالْقَصَّةِ، وَجَعَلَ عُمُدَهُ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ وَسَقَفُهُ بِالسَّاجِ. للبخاري، وأبي داود (¬1). ¬
1193 - وله في أخرى: كَانَ سَوَارِيهِ مِنْ جريد النَّخْلِ أَعْلَاهُ مُظَلَّلٌ بجَرِيدِ النَّخْلِ، ثُمَّ إِنَّهَا نَخِرَتْ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ فَبَنَاهَا بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَبِجَرِيدِ النَّخْلِ، ثُمَّ إِنَّهَا نَخِرَتْ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ فَبَنَاهَا بِالْآجُرِّ، فَلَمْ تَزَلْ ثَابِتَةً إلى الْآنَ. قلت: كذا في الأصل، والذي في أبي داود من جذوع النخل أعلاه مظلل. (¬1) ¬
1194 - وله أيضًا: أنا مُطِرْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ فَأَصْبَحَتِ الْأَرْضُ مُبْتَلَّةً فَجَعَلَ الرَّجُلُ يجئ بِالْحَصَى فِي ثَوْبِهِ فَيَبْسُطُهُ تَحْتَهُ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته قَالَ: ((مَا أَحْسَنَ هَذَا)) (¬1). ¬
1195 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إن شاء الله إِنَّ الْحَصَاةَ لَتُنَاشِدُ الله الَّذِي يُخْرِجُهَا مِنَ الْمَسْجِدِ ليدعها)). لأبي داود (¬1). ¬
1196 - (سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ) كَانَ بَيْنَ المِنْبَرِ وَبَيْنَ الْحَائِطِ كَقَدْرِ مَمَرِّ الشَّاةِ. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
1197 - وفي رواية: كان سَلَمَةُ يَتَحَرَّى مَوْضِعَ الْمُصْحَفِ يُسَبِّحُ فِيهِ، وَذَكَرَ أَنه - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَحَرَّى ذَلِكَ الْمَكَانَ وَكَانَ بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَالْقِبْلَةِ قَدْرُ مَمَرِّ الشَّاةِ (¬1). ¬
1198 - (سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) كَانَ بَيْنَ مُصَلَّى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ الْجِدَارِ مَمَرُّ الشَّاةِ. للشيخين، وأبي داود، والنسائيِّ (¬1). ¬
1199 - (ابن عمر) رفعه: ((الصلاةُ في المسجد الجامع تعدل فريضة حجةٍ مبرورةٍ، والنافلة كحجةٍ متقبلةٍ، وفضلت الصلاةُ في المسجدِ الجامعِ على ما سواه من المساجدِ بخمسمائةِ صلاةِ)).للأوسط بضعف (¬1). ¬
1200 - (عُمَرَ) رفعه: ((مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدٍ جَمَاعَةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً لَا تَفُوتُهُ الرَّكْعَةُ الْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ كَتَبَ الله لَهُ بِهَا عِتْقًا مِنَ النَّارِ)). للقزويني (¬1). ¬
1201 - (أَنَسٍ) رأى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ المسجد فَشَقَّ عَلَيْهِ فَقَامَ فَحَكَّهُ بِيَدِهِ، وقَالَ: ((إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي الصَلَاة فَإِنَّما يُنَاجِي رَبَّهُ وإِنَّ رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ فَلَا يَبْزُقَنَّ أَحَدُكُمْ قِبَلَ قِبْلَتِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَهِ ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَبَصَقَ فِيهِ ثُمَّ رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: أَوْ يَفْعَلُ هَكَذَا)). للشيخين (¬1). ¬
1202 - وللنسائى: فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَحَكَّتْهَا وَجَعَلَتْ مَكَانَه خَلُوفًا، قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا أَحْسَنَ هَذَا)) (¬1). ¬
1203 - ولأبي داود عَنْ أَبِي سَعِيدٍ نحوه، وفيه: ((أَيَسُرُّ أَحَدَكُمْ أَنْ يُبْصَقَ فِي وَجْهِهِ فإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَإِنَّمَا يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ وَالْمَلَكُ عَنْ يَمِينه)). لأبي داود (¬1). ¬
1204 - وعن أبي أمامة للكبير بضعف وزاد: ((وقرينه عن يساره)) (¬1). ¬
1205 - (وعنه) رفعه: ((الْبُصَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا)). للستة إلا مالكا (¬1). ¬
1206 - (أبو أمامة): رفعه: ((من تنخع في المسجد فلم يدفْنه فسيئةُ))، وإن دفنه فحسنةٌ. للكبير (¬1). ¬
1207 - السَّائِبُ بْنِ خَلَّادٍ: أَنَّ رَجُلًا أَمَّ قَوْمًا فَبَصَقَ فِي الْقِبْلَةِ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يَنْظُرُ فَقَالَ لقومه حِينَ فَرَغَ: ((لَا يُصَلِّي لَكُمْ)) فَأَرَادَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يصَلِّيَ لَهُمْ فَمَنَعوهُ وَأَخْبَرُوهُ بِقَوْلِه: - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((نَعَمْ إِنَّكَ آذَيْتَ الله وَرَسُولَهُ)). لأبي داود (¬1). ¬
1208 - (عمرو بن حزم): رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يبصق عن يمينه، وعن يساره، وبين يديه. للكبير بضعف. يعنى: في غير الصلاة (¬1). ¬
1209 - (ابْنَ عُمَرَ) رفعه: ((إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها)) فَقَالَ: بِلَالُ ابنه وَالله لَنَمْنَعُهُنَّ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَسَبَّهُ سَبًّا مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ، وَقَالَ: أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَتَقُولُ لَنَمْنَعُهُنَّ (¬1). ¬
1210 - وفي أخرى: ((لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ الله مَسَاجِدَ الله)) (¬1). ¬
1211 - زاد أبوداود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ((وَلَكِنْ ليَخْرُجْنَ وَهُنَّ تَفِلَاتٌ)) (¬1). ¬
1212 - وفى أخرى: فَقَالَ ابْنٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ وَاقِدٌ: إِذَنْ يَتَّخِذْنَهُ دَغَلًا فَضَرَبَ فِي صَدْرِهِ، وَقَالَ أُحَدِّثُكَ عَنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَتَقُولُ لَا. للستة إلا النسائي (¬1). ¬
1213 - (ابن مسعود) رفعه: ((صَلَاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا وَصَلَاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي بَيْتِهَا)). لأبي داود (¬1). ¬
1214 - وللكبير نحوه موقوفًا على ابن مسعود واستثنى مسجد مكة والمدينة (¬1). ¬
1215 - ولأحمد أن أُمَّ حُمَيْدٍ امْرَأَةَ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي أُحِبُّ الصَّلَاةَ مَعَكَ قَالَ: ((قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلَاةَ مَعِي وَصَلَاتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِكِ فِي حُجْرَتِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِكِ فِي دَارِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِي)) (¬1). ¬
1216 - (عَمْرَةَ) قَالَتْ: قالت عائشة: لو رأى رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ المسجد كَمَا مُنِعَنه نِسَاءُ بَنِي اِسْرَائِيلَ، قيل. لِعَمْرَةَ: أَوَمُنِعْنَ. قَالَتْ: نَعَمْ. للشيخين، والموطأ، وأبي داودَ (¬1). ¬
1217 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ. قَالَ نَافِعٌ: فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ. وفي رواية وقفه على عمر وهو أصح. لأبي داود (¬1). ¬
1218 - وفي أخرى قال نَافِعٌٍ: كان عُمَرَ يَنْهَى أَنْ يُدْخَلَ المسجدُ مِنْ بَابِ النِّسَاءِ (¬1). ¬
1219 - (أبو هُرَيْرَةَ) رفعه: ((مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ لَا أدَّاهَا الله عَلَيْكَ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا. لمسلم، وأبي داود، والترمذيِّ (¬1). ¬
1220 - (بُرَيْدَةَ): أَنَّ رَجُلًا نَشَدَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ مَنْ دَعَا إِلَى الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ، فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَا وَجَدْتَ إِنَّمَا بُنِيَتِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ)). لمسلم (¬1). ¬
1221 - عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ فِي الْمَسًاجِدِ وَأَنْ تُنْشَدَ (فِيهِ) (¬1) ضَالَّةٌ، وَأَنْ يُنْشَدَ فِيهِ شِعْرٌ وَنَهَى عَنِ الَحِلقِ قَبْلَ الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. لأصحاب السنن (¬2). ¬
1222 - (مَالِك) قال: بنى عُمَرَ رَحْبَةً فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ تُسَمَّى الْبُطَيْحَاءَ، وَقَالَ: مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يلفظ أَوْ يُنْشِدَ شِعْرًا أَوْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ فَلْيَخْرُجْ إِلَى هَذِهِ الرَّحْبَةِ (¬1). ¬
1223 - (السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ): كُنْتُ قَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ فَحَصَبَنِي رَجُلٌ فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ فَجِئْتُهُ بِهِمَا، فقَالَ: ممَنْ أَنْتُمَا، فقَالَا: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ. فقَالَ: لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لَأَوْجَعْتُكُمَا تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري (¬1). ¬
1224 - (عَائِشَةَ) رفعته: ((وَجِّهُوا هَذِهِ الْبُيُوتَ عَنِ الْمَسْجِدِ فَإِنِّي لَا أُحِلُّ الْمَسْجِدَ لِحَائِضٍٍ)). لأبي داود (¬1). ¬
1225 - (أبو ذَرٍّ): أَتَانِي النبىُ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ. فقَالَ: ((لا أَرَاكَ نَائِمًا فِيهِ)) قُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله غَلَبَتْنِي عَيْنِي. رواه للدارمي (¬1). ¬
1226 - (ابْنِ عُمَرَ) رفعه: ((إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهوَ فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ)). لأبي داود. قلت: أخرجه في الأصل في الجمعة للترمذى فقط بزيادة يوم الجمعة بعد أحدكم (¬1). ¬
1227 - (وعنه) كُنَّا نَنَامُ عَلَى عَهْدِ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ وَنَحْنُ شَبَابٌ. للترمذيِّ ويأتى لغيره مطولا (¬1). ¬
1228 - (عَائِشَةَ) لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بَابِ حُجْرَتِي وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ أَنْظُرُ إِلَيهم. للشيخين ويأتى مطولا، وكذا حديث ربط ثمامة بن أثال في المسجد (¬1). ¬
1229 - (كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ) رفعه: ((إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا يُشَبِّكَنَّ يديه فَإِنَّهُ فِي صَلَاةٍ)). لأبي داود، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
1230 - عَائِشَةُ: أَمَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِبِنَاءِ الْمَسجِدِ فِي الدُّورِ وَأَنْ يُنَظَّفَ وَيُطَيَّبَ. لأبي داود، والترمذيِّ. مُفسرًا للدور بالقبائل (¬1). ¬
1231 - (أَنَسٍ) رفعه: ((لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ)). لأبي داود (¬1). ¬
1232 - وللنسائي: ((من أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ)) (¬1). ¬
1233 - (طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ): خَرَجْنَا وَفْدًا إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَبَايَعْنَاهُ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّ بِأَرْضِنَا بِيعَةً لَنَا فَاسْتَوْهَبْنَاهُ مِنْ فَضْلِ طَهُورِهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَتَمَضْمَضَ ثُمَّ صَبَّهُ لنا فِي إِدَاوَةٍ وقال: ((اخْرُجُوا فَإِذَا أَتَيْتُمْ أَرْضَكُمْ فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ وَانْضَحُوا مَكَانَهَا بِهَذَا الْمَاءِ وَاتَّخِذُوهَا مَسْجِدًا)) قُلْنَا: إِنَّ الْبَلَدَ بَعِيدٌ وَالْحَرَّ شَدِيدٌ وَالْمَاءَ يَنْشُفُ فَقَالَ: ((مُدُّوهُ مِنَ الْمَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا طِيبًا)) فَخَرَجْنَا حَتَّى -[207]- قَدِمْنَا بَلَدَنَا فَكَسرْنَا بِيعَتَنَا ثُمَّ نَضَحْنَا مَكَانَهَا وَاتَّخَذْنَاهَا مَسْجِدًا فَنَادَيْنَا فِيهِ بِالْأَذَانِ وَالرَّاهِبُ رَجُلٌ مِنْ طَيِّئٍ فَلَمَّا سَمِعَ الْأَذَانَ قَالَ دَعْوَةُ حَقٍّ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ تَلْعَةً مِنْ تِلَاعِنَا فَلَمْ نَرَهُ بَعْدُ. للنسائي (¬1). ¬
1234 - عُثْمَان بْنِ أَبِي الْعَاصِ: أمر النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَجْعَلَ مَسْجِدَ أهل الطَّائِفِ حَيْثُ كَانَ طَوَاغِيتُهُمْ. لأبي داود (¬1). ¬
1235 - (أبو هُرَيْرَةَ) رفعه: (مَنْ أَتَى الْمَسْجِدَ لِشَيْءٍ فَهُوَ حَظُّهُ)). لأبي داود (¬1). ¬
1236 - عَائِشَةَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: ((لَعَنَ الله الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ)) ولَوْلَا ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ أَنَّ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا. للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
1237 - (عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ) رفعه ((اللهمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَد)). لمالك (¬1). ¬
1238 - (عُمَرُ): لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ ينَبْغِي أن نَزِيدَ فِي مَسْجِدِنَا مَا زِدْتُِ. لأحمد (¬1). ¬
1239 - وللموصلي: إنَّا نريد أن نَزِيد فِي قبلتنا (¬1). ¬
1240 - و (للبزار) (¬1) بلين: إنى أريد أن أزيد في قبلتكم (¬2). ¬
1241 - (ابن عباس) قال: المساجدُ بُيوتُ الله في الأرض تُضىِءُ لأهْل السماء، كما تُضِىءُ نُجوم السماِء لأهْل الأرض (¬1). ¬
1242 - وبر بن عيسى الخزاعي: قالَ لي رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذاَ بَنْيت مَسْجد صنَعاء فاجْعلهُ عَن يمين جَبلٍ يُقالُ له ضين)). للأوسط (¬1). ¬
1243 - حُذَيْفَةُ رفعه: ((فَضْلُ الدَّارِ الْقَرِيبَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ عَلَى الدَّارِ الشَّاسِعَةِ، كَفَضْلِ الْغَازِي عَلَى الْقَاعِدِ)). لأحمد بلين (¬1). ¬
1244 - (أنس): نُهينا أنْ نُصلي في مسجدٍ مُشْرفٍ. للبزار (¬1). ¬
1245 - (عبادة بن الصامت): قالت الأنصارُ: إلَي مَتَى يُصلي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلَىِ هذا الجرَيِد؟، فَجمعُوا لهُ دنَانير فأتوه بِها فَقالوا: نُصلحُ هذا المسْجِدَ ونُزينه، فقالَ: ((لَيسَ لىِ رغْبةٌ عن أخى مُوسىَ، عَريشٌ كَعريشِ مُوسىَ)). للكبير بلين (¬1). ¬
1246 - (أبو هريرة) رفعه: ((إذا وَجدَ أحدكمُ القَمْلة في المسْجِد فلْيدْفنْها)). للبزار (¬1). ¬
1247 - وزاد الأوسط بضعف: ((أو ليمطها عنه)) (¬1). ¬
1248 - ولأحمد عن رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ((فَلْيَصُرَّهَا وَلَا يُلْقِيهَا فِي الْمَسْجِدِ)) (¬1). ¬
1249 - عَائِشَةُ: أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ لِبَعْضِ الْعَرَبِ وَكَانَ لَهَا حِفْشٌ فِي الْمَسْجِدِ فَكَانَتْ تَأْتِينَا فتَتَحَدَّثُ عِنْدَنَا فَإِذَا فَرَغَتْ مِنْ حَدِيثِهَا قَالَتْ: وَيَوْمُ الْوِشَاحِ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا على أنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ نْجَانِي، -[209]- فَلَمَّا أن أَكْثَرَتْ، قَلَتُ لَهَا: وَمَا يَوْمُ الْوِشَاحِ؟ قَالَتْ: خَرَجَتْ جُوَيْرِيَةٌ لِبَعْضِ أَهْلِي وَعَلَيْهَا وِشَاحٌ مِنْ أَدَمٍ فَسَقَطَ مِنْهَا فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِ الْحُدَيَّا وَهِيَ تَحْسِبُهُ لَحْمًا فَأَخَذَتْهُ فَاتَّهَمُونِي فَعَذَّبُونِي حَتَّى بَلَغَوا مِنْ أَمْرِي أَنَّهُمْ طَلَبُوه فِي قُبُلِي فَبَيْنَما هُمْ حَوْلِي وَأَنَا فِي كَرْب إِذْ أَقْبَلَتِ الْحُدَيَّا حَتَّى وَازَتْ رُءُوسِنَا ثُمَّ أَلْقَتْهُ فَأَخَذُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ. للبخاري (¬1). ¬
1250 - زَيْدُ بْنِ ثَابِت: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - احْتَجَمَ فِي الْمَسْجِدِ. لأحمد قال مسلم في كتاب التمييز: أخطأ ابن لهيعة إنما هو احتجر أى اتخذ حجرة. لأحمد (¬1). ¬
1251 - (أبو الْعَالِيَةِ) قال له رَجُلٍ مِنْ الصْحَابِة حَفِظْتُ لَكَ أَنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ فِي الْمَسْجِدِ. لأحمد (¬1). ¬
1252 - عبد الله بن الزبير: أكَلْنا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شِواءً ونحْنُ في المسْجِد فأقيمَت الصلاةُ فلَم نَزدْ علَى أن مَسَحنا بالحَصبْاءِ. للكبير بلين (¬1). ¬
1253 - (أبو الدرداء) رفعه: ((المْسجدُ بْيتُ كل تَقيٍّ، وتكفَّلَ الله لمْن كانَ المسْجدُ بيتَهُ بالرَّوح والرحمةِ والجوَازِ على الصِّراطِ إلَى رِضوان الله، إلى الجنة)). للكبير والأوسط، والبزار (¬1). ¬
1254 - (أبو هُرَيْرَةَ) رفعه: ((إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا، الْمَلَائِكَةُ جُلَسَاؤُهُمْ إِنْ غَابُوا يَفْتَقِدُونَهُمْ وَإِنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ وَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ جَلِيسُ الْمَسْجِدِ عَلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ أَخٍ مُسْتَفَادٍ أَوْ كَلِمَةٍ مُحْكَمَةٍ أَوْ رَحْمَةٍ مُنْتَظَرَةٍ)). لأحمد بلين (¬1). ¬
1255 - (مُعَاذِ) رفعه: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ كَذِئْبِ الْغَنَمِ يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ فَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَالْعَامَّةِ وَالْمَسْجِدِ)). لأحمد (¬1). ¬
1256 - (ابن مسعود): أنه رَأى قوماً قد أسْندُوا ظُهورهمُ إلِى قبلِة المسْجِد بَيْن أذان الفَجْر والإقامَة، فقالَ: لا تُحولوا بَيْن الملائِكَة وبَيْن صَلاتِها. للكبير (¬1). ¬
1257 - (ابن عمر) رفعه: ((لُيصل أحدُكُم في مسْجِده ولا يَتتبع المسَاجِد)). للكبير والأوسط (¬1). ¬
1258 - (ابن مسعود) رفعه: ((إنَّ مِنْ أشْراطِ الساعةِ أنْ يمرَّ الرجلُ في طُولِ المسْجِد وعرْضِه لا يُصلى فِيه ركعة. للكبير (¬1). ¬
1259 - (مكحول عن معاذ) رفعه: ((جَنبوا مَساجِدَكُم صبِيْانكُم وخُصُوماتِكُم وحُدودكَم وشِراءَكم وبَيْعَكم وجَمروها يَوم جُمَعكم)). للكبير (¬1). ¬
1260 - وزاد من طريق غيره: ((واتخذوا على أبواب مساجدكم المطاهر)) (¬1). ¬
1261 - (حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ) نَهَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يسْتَقَادَ فِي الْمَسْجِدِ وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهِ الْأَشْعَارُ وَأَنْ تُقَامَ فِيهِ الْحُدُودُ. لأبي داود (¬1). ¬
1262 - (مرة الهمداني): حَدثتُ نَفْسى أنْ أصلى خَلْف كُل ساريٍة مِنْ مَسْجد الكُوفة ركْعَتين، فَبينَا أنَا أصلي إذْا أنا بابنِ مَسعود في المسْجِد فأتَيتهُ لأُخبرهُ -[211]- بأمْرِى فَسبقَنى رَجلٌ فأخبْره بالذي أصنْعُ، فَقالَ ابن مَسعُود: لَوْ يَعْلمُ أنَّ الله تعالَى عند أدنى سَاريةٍ ما جَاوزها حتى يَقضْي صَلاَته (¬1). ¬
1263 - (ابن مسعود): أنه كَرهِ الصلاةَ في المحْرابِ، وقالَ: إنما كانَتْ للكَنائِسِ فلا تتَشبهوا بأهلْ الكتاب. للبزار (¬1). ¬
1264 - (جَابِرَ) رفعه: ((مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ ليعتزل مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ)) وَأَنه أُتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَواتٌ مِنْ بُقولٍ فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا فَسَأَلَ فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبُقُولِ فَقَالَ: ((قَرِّبُوهَا إِلَى بَعْضِ (صْحَابِه) (¬1) فلما رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا، قَالَ: ((كُل فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجِي)) (¬2). ¬
1265 - وفي رواية: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَكْلِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ فَغَلَبَتْنَا الْحَاجَةُ فَأَكَلْنَا مِنْهَا، فَقَالَ: ((مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الخبيثة فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الْإِنْسُ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
1266 - وللأوسط والصغير بلين: ((من أكل من هذه الخضراوات الثوم والبصل والكراث والفجل)) (¬1). ¬
1267 - وفى رواية: فأتي ببدر، فسره ابن وهب: طبق (¬1). ¬
1268 - حُذَيْفَةَ رفعه: ((مَنْ تَفَلَ تجَاهَ الْقِبْلَةِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَفْلُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَمَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبقْلَةِ الْخَبِيثَةِ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ثَلَاثًا)). لأبي داود (¬1). ¬
1269 - وله وللشيخين عن ابْنِ عُمَرَ: ((فَلَا يَقْرَبَنَّ المَسَاجِدَ حَتَّى يَذْهَبَ رِيحُهَا)) (¬1). ¬
1270 - (عُمَرَ) قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إنكم لتَأْكُلُونَ مِنْ شَجَرَتَيْنِ مَا أُرَاهُمَا إِلَّا خَبِيثَتَيْنِ، الْبَصَل وَالثُّوم رَأَيْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا وَجَدَ رِيحَهُا مِنَ الرَّجُلِ أَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ إِلَى الْبَقِيعِ فَمَنْ أَكَلَها فَلْيُمِتْها طَبْخًا. للنسائي (¬1). ¬
1271 - (الْمُغِيرَةِ): أَكَلْتُ ثُومًا فَأَتَيْتُ مُصَلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ سُبِقْتُ بِرَكْعَةٍ فَلَمَّا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَجَدَ رِيحَ الثّومِ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ: ((مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَقْرَبَنْا حَتَّى يَذْهَبَ رِيحُهَا أَوْ رِيحُهُ)) فَلَمَّا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ جِئْتُ إِلَيه - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: لَتُعْطِيَنِّي يَدَكَ فَأَدْخَلْتُ يَدَهُ فِي كُمِّ قَمِيصِي إِلَى صَدْرِي فَإِذَا أَنَا مَعْصُوبُ الصَّدْرِ، قَالَ: ((إِنَّ لَكَ عُذْرًا)). لأبي داود (¬1). ¬
شرائط الصلاة من استقبال وطهارة وستر
شرائط الصلاة من استقبال وطهارة وستر
1272 - (أبو هُرَيْرَةَ) رفعه: ((مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ)). للترمذي (¬1). ¬
1273 - وعنه رفعه: ((اسْتقبلَ وكَبر ولم يَرَ الإعادةَ علَى مَن سَهَى فصلى إلَى غير القِبْلة)) (¬1). ¬
1274 - (معاذ): صَلينا مَع رسَولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في يَوم غَيمٍ في سَفرٍ، فلما سلّم تجلتِ الشمْس فقُلْنَا: يا رَسُول الله صلينا إلَى غَيْر القِبْلة، فقالَ: ((قَد رِفعتْ صَلاتُكُم بِحقها إلَى الله تعالى)). للأوسط (¬1). ¬
1275 - (أَنَس): إن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سَافَرَ وأَرَادَ أَنْ يَتَطَوَّعَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ بِنَاقَتِهِ ثم كَبَّرَ ثُمَّ صَلَّى حَيْثُ وَجَّهَهُ رِكَابُهُ. لأبي داود (¬1). ¬
1276 - (ابن عباس): كانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلي وهُو بمكةَ نَحو بْيت المقْدس والكَعَبة بين يَديِه وبَعْدما هاجَرَ إلَى المدِينِة ستِة عَشرَ شَهْراً ثم صُرِفَ الَى الكَعْبة. للكبير (¬1). ¬
1277 - (ابن عمر) رفعه: ((لَا يَقْبَلُ الله صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ)). لمسلم، والترمذي مطولاً (¬1). ¬
1278 - (مُعَاوِيَةَ): سَأَلَ أُخْتَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ هَلْ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلي فِي الثَّوْبِ الَّذِي يُجَامِعُهَا فِيهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ ما لَمْ يَرَ فِيهِ أَذًى. لأبي داود، والنسائيِّ (¬1). ¬
1279 - (عَائِشَةَ) قالت: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَا يصَلِّ فِي مَلَاحِفِنَا. لأصحاب السنن.
1280 - (ابْنَ عُمَرَ) أنه كَانَ يَعْرَقُ فِي الثَّوْبِ وَهُوَ جُنُبٌ ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ. للموطأ (¬1). ¬
1281 - أبو سَعِيدٍ بَيْنَا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ في نعليه إِذْ خَلَعَهما فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أصحابه أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ: ((مَا حَمَلَكُمْ عَلَى خلع نِعَالِكُمْ؟ قَالُوا: رَأَيْنَاكَ خلعت فخلعنا، فَقَالَ: ((إِنَّ جِبْرئيل أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا فإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ رَأَى فِي نَعْلَيْهِ قَذَرًا فَلْيَمْسَحْهُ وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا)). لأبي داود (¬1). ¬
1282 - وله عن (شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ) رفعه: ((خَالِفُوا الْيَهُودَ فَإِنَّهُمْ لَا يصَلُّونَ فِي خِفَافِهِمْ وَلَا نِعَالِهِمْ)) (¬1). ¬
1283 - وله عن (أبي هُرَيْرَةَ): ((إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَلَا يُؤْذِ بِهِمَا أَحَدًا لِيَجْعَلْهُمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَوْ لِيُصَلِّ فِيهِمَا)) (¬1). ¬
1284 - (أَنَسِ): أَنَّ جدتي مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ فَأَكَلَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ: ((قُومُوا فَأُصَلي لَكُمْ)) فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لبِسَ فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ فَقَامَ عليه - صلى الله عليه وسلم - وَصَفَفْتُ أنا، وَالْيَتِيمَ وراثه وَالْعَجوزُ مِنْ وَرَائِنَا فَصَلَّى لَنَا - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ. للستة (¬1). ¬
1285 - مَيْمُونَةَ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي وَأَنَا حِذَاءَهُ حَائِضٌ وَرُبَّمَا أَصَابَنِي ثَوْبهُ إِذَا سَجَدَ وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ. للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
1286 - الْمُغِيرَةِ كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي عَلَى الْحَصِيرِ وَالْفَرْوَةِ الْمَدْبُوغَةِ. لأبي داود (¬1). ¬
1287 - أَنَسٌ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي شِدَّةِ الْحَرِّ فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ جَبْهَتَهُ مِنَ الْأَرْضِ بَسَطَ ثَوْبَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
1288 - (البراء) رفعه: ((صلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ فَإِنَّهَا مباركةٌ، ولا تصلوا في عطن الإبل فإنها من الشياطين. لأبي داود. بلفظ رزين (¬1). ¬
1289 - (ابْنِ عُمَرَ) أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ يصَلَّى فِي سَبْعَةِ مَوَاطِن فِي الْمَزْبَلَةِ وَالْمَجْزَرَةِ وَالْمَقْبَرَةِ وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَفِي الْحَمَّامِ وَمَعَاطِنِ الْإِبِلِ وَفَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِ الله تعالى. للترمذي (¬1). ¬
1290 - (إِبْرَاهِيم بن يزيد التَّيْمِيُّ) كنتُ أقرأ على أبي القرآن في السدة فإذا قرأت السجدة سجد، فقلت: يا أبتي أتسجد في الطريق، قَالَ: إني سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يقول: سألت رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن أول مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ فقَالَ: ((الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ)) قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ، -[215]- قَالَ: ((الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى)) قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا، قَالَ: ((أَرْبَعُونَ عامًا ثُمَّ الأرض لك مسجد فحيث ما أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَل فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ)).للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
1291 - (عائشة): أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُصلي حْيثُ ما دَنا مِن البيْتِ، فقالَتْ لهُ عائشةُ: يا رَسُولَ الله ربمَّا صلْيت في المكانِ الذي تمرُّ فيهِ الحائِضُ، فلَوْ أنك اتخذتَ مَسجْداً تُصلى فيهِ فقالَ: ((عَجباً لكِ يا عائِشة، أماَ عَلمتِ أنَ المْؤمِنَ تُطهر سَجدْتهُ مَوضَعها إلَى سَبع أرَضيِنَ)). الأوسط [بلين] (¬1) (¬2). ¬
1292 - (أبو سعيد وعلى وابن عمر وأبوهريرة وجابر وابن عباس وحذيفة وأنس وأبو أمامة وأبو ذر) رفعوه: ((جُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهورًا)). للترمذيِّ (¬1). ¬
1293 - (أبو صَالِحٍ الْغِفَارِيِّ): أَنَّ عَلِيًّا مَرَّ بِبَابِلَ فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُه بِصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَلَمَّا خرج مِنْهَا أَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: إِنَّ حَبِيبِي - صلى الله عليه وسلم - نَهَانِي أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَقْبَرَةِ، وفِي أَرْضِ بَابِلَ فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ. لأبي داود (¬1). ¬
1294 - (ابْنِ عُمَرَ): كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصَلِّي فِي السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ يُومِئُ إِيمَاءً صَلَاةَ اللَّيْلِ إِلَّا الْفَرَائِضَ وَيُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ. للستة بلفظ البخاري (¬1). ¬
1295 - وفي رواية: كَانَ يُسَبِّحُ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ، بنحوه ولم يذكر في السفر (¬1). ¬
1296 - (جَابِرٍ) بَعَثَنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَاجَةٍ فَجِئْتُ وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَالسُّجُودُ أَخْفَضُ مِنَ الرُّكُوعِ. للشيخين وأبي داود والترمذي بلفظهما (¬1). ¬
1297 - وفي رواية: وإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ الْمَكْتُوبَةَ نَزَلَ (¬1). ¬
1298 - (يعلى بن مرة، عَنْ أبيهِ عَنْ جده): أنهم كانُوا مَع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مَسيرهِ فانْتهوْا إلَى مضيقٍ فَحضرتِ الصلاة فمُطُروا، السماءُ مِنْ فَوْقِهم والبلة مِنْ أسْفَلِهِم، فأذن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - وهُو علَى رَاحِلتِه وأقامَ فتقدمَ علَى رَاحِلَته فصلَّى بهم يُومىُ ايماءً يجْعلُ السجودَ أخْفَض من الرُكوعِ. للترمذى. قلت: ذكره الهيثمى للكبير عن يعلى بن أمية، وقال في آخره: لأبي داود من حديث يعلى بن مرة، وإسناد الطبرانى إسناد أبي داود إلاَّ أن أبا (ذر) (¬1) قال: غريب تفرد به عمرو بن الرماح اهـ.،وهو رحمه الله وهم في نسبته لأبي داود، وإنما هو للترمذى فقط، ولفظ الترمذى: عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن مرة عن أبية عن جده أنهم كانوا. الحديث فظهر أن صاحب الأصل قد وهم أيضاً رحمة الله في قوله: عن أبيه عن جده؛ لأن الحديث ليعلى جد عمرو لا لجد يعلى (¬2). ¬
1299 - (علقمة بن عبد الله المزني) عَنْ أبيهِ رَفعهُ: اذَا كُنْتم في القَصبِ أوِ الثلْج أوِ (الرّداغِ) (¬1) فَحضَرت الصلاةُ فأومئوا ايماءً. للكبير بضعف (¬2). ¬
1300 - (جعفر) أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهُ أنْ يُصلى في السفِينةِ قائماً إلاّ أنْ يخْشَى الغَرَق. للبزار برجل لم يسمَّ (¬1). ¬
1301 - (عَائِشَة): سئلت هَلْ رُخِّصَ لِلنِّسَاءِ أَنْ يُصَلِّينَ عَلَى الدَّوَابِّ؟ قَالَتْ: لَمْ يُرَخَّصْ لَهُنَّ فِي ذَلِكَ فِي شِدَّةٍ وَلَا رَخَاءٍ قَالَ مُحَمَّدٌ هَذَا فِي الْمَكْتُوبَةِ (¬1). "لأبي داود". ¬
1302 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلَاتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا (¬1). للستة إلا مالكًا. ¬
1303 - (مُعَاذِ): أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَسْتَحِبُّ الصَّلَاةَ فِي الْحِيطَانِ يَعْنِي الْبَسَاتِينَ (¬1). للترمذي. ¬
1304 - بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عن أبيه، عن جده قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله: عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ قَالَ احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ (أَوْ) (¬1) مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ قلت: يا رسول فالرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ: قَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ فَافْعَلْ. قُلْتُ: فالرَّجُلُ يَكُونُ خَالِيًا. قَالَ: الله أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ الناس (¬2). لأبي داودَ وللترمذيِّ. ¬
1305 - (أبو سَعِيدٍ) رفعه: لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ وَلَا يُفْضِي الرَّجلُ إِلَى الرَّجلِ فِي ثَّوْبِ وَاحِدِ وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي (الثَّوْبِ) (¬1) الْوَاحِدِ (¬2). لمسلم، والترمذي، وأبي داود. ¬
1306 - عن (أبي هُرَيْرَةَ) إِلَّا وَلَدًا أَوْ وَالِدًا (¬1). ¬
1307 - (ابْنِ عُمَرَ) رفعه: إِيَّاكُمْ وَالتَّعَرِّيَ فَإِنَّ مَعَكُمْ مَنْ لَا يُفَارِقُكُمْ إِلَّا عِنْدَ الْغَائِطِ وَحِينَ يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى أَهْلِهِ فَاسْتَحْيُوهُمْ وَأَكْرِمُوهُمْ (¬1). للترمذيِّ. ¬
1308 - (ابن عَمْرِو بن العاص) رفعه: إِذَا زَوَّجَ أَحَدُكُمْ عَبْدَهُ أو أمته أَوْ أَجِيرَهُ فَلَا يَنْظُرْنَّ إِلَى مَا دُونَ السُّرَّةِ وَفَوْقَ الرُّكْبَةِ (¬1). لأبي داود. ¬
1309 - (علي) رفعه: يا عليُّ لَا تُبْرِزْ فَخِذَكَ وَلَا تَنْظُر إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلَا مَيِّتٍ (¬1). لأبي داودَ. ¬
1310 - وللترمذيِّ (عن ابْنِ عَبَّاسٍ) رفعه: الْفَخِذُ عَوْرَةٌ (¬1). ¬
1311 - (أبو سعيد): وقَف رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالأسْوافِ وبلال معه فدلى رجليْهِ في البئْر وكَشفَ عَنْ فَخذيْه فجاءَ أبُو بكرٍ يَسْتأذنُ فقالَ: يا بلالُ ائذن له وبشرهُ بالجنة، فدَخل أبُو بَكرٍ فجلسَ عنْ يمين النبي - صلى الله عليه وسلم - ودلىَّ رجْلَيْهِ في البِئْر وكَشَف عَنْ فَخذيْه، ثم جاءَ عُمر يسْتأذِن فقالَ: يا بِلالُ ائذن له وبشِّرهُ بالجنةِ، فدَخلَ فجلَسَ عَنْ يسارهِ - صلى الله عليه وسلم - ودلىَّ رجْليْه في البئْر وكَشفَ عَنْ فَخذيهِ، ثمَّ جاءََ عثْمانُ يَسْتأذِنُ فقالَ: ائْذنْ لَهَ يابلالُ وبشِّرهُ بالجنةِ علَى بَلْوى تُصيبُهُ، فدَخَل عثمانُ فجلَس قبالته - صلى الله عليه وسلم - ودلّى رجليه في البِئْر وكَشَفَ عن فَخذيْه (¬1). للأوسط. ¬
1312 - (ابن عباسٍ) رفعه: لا باَْسَ أنْ يُقلِّب الرجلُ الجاريةَ إذا أرادَ أنْ يَشْتريهَا ما خَلا عَوْرتها ما بْينَ رُكْبتها إلَى مَعقِد الإزارِ (¬1). "للكبير بلين. ¬
1313 - (أبو هُرَيْرَةَ) رفعه: لَا يُصَلِّي أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقَهِ مِنْهُ شَيْءٌ (¬1).للشيخين وأبي داودَ والنسائيِّ. ¬
1314 - وفي رواية: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي ثَوْبٍ فَلْيُخَالِفْ بِطَرَفَيْهِ عَلَى [عاتقه] (¬1) (¬2). ¬
1315 - وعنه: أنه - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَقَالَ: أَوَلِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ (¬1). للستة إلا النسائيِّ. ¬
1316 - وفي أخرى: ثم سُئِلَ عُمَرُ فَقَالَ: إِذَا وَسَّعَ الله فَوْسِعُوا، جَمَعَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ، صَلَّى رَجُلٌ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ، فِي إِزَارٍ وَقَمِيصٍ، فِي إِزَارٍ وَقَبَاءٍ، فِي سَرَاوِيلَ وَرِدَاءٍ، فِي سَرَاوِيلَ وَقَمِيصٍ، فِي سَرَاوِيلَ وَقَبَاءٍ، فِي تُبَّانٍ وَقَبَاءٍ، فِي تُبَّانٍ وَقَمِيصٍ وَأَحْسِبُهُ قَالَ: فِي تُبَّانٍ وَرِدَاءٍ (¬1). ¬
1317 - (أَنَس): آخِرُ صَلَاةٍ صَلَّاهَا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ الْقَوْمِ بثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ (¬1). للترمذيِّ والنسائيِّ بلفظهِ. ¬
1318 - ولأحمد عن (ابْنِ عَبَّاسٍ) أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا، يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا (¬1). ¬
1319 - (أبو عبد الرحمن حاضن عائشةَ) قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعائشة يصليان في ثوبٍ واحدٍ نصفه عليه - صلى الله عليه وسلم - ونصفه على عائشة (¬1). للأوسط بضعف. ¬
1320 - (بريدة) رفعه: ((لا تُصَلِّ فِي سَرَاوِيلَ لَيْسَ عَلَيْكَ رِدَاءٌ (¬1). لأبي داود مطولاً. ¬
1321 - (سَهْل بْنِ سَعْدٍ): كَانَ رِجَالٌ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَاقِدِي أُزْرِهِمْ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ كَهَيْئَةِ الصِّبْيَانِ، وَيُقَالُ لِلنِّسَاءِ: لَا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا (¬1). للشيخين، والنسائيِّ، وأبي داودَ. ¬
1322 - (عائشة): لَا يَقْبَلُ الله صَلَاةَ الحَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ (¬1). لأبي داودَ، (والترمذيِّ) (¬2). ¬
1323 - (أُم سَلَمَةَ): سَأَلَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أَتُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي دِرْعٍ وَخِمَارٍ لَيْسَ عَلَيْهَا إِزَارٌ؟ قَالَ: ((إِذَا كَانَ الدِّرْعُ سَابِغًا يُغَطِّي ظُهُورَ قَدَمَيْهَا)) (¬1). لأبي داودَ. ¬
1324 - (عَائِشَةَ): أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلَامِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: ((اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ، فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلَاتِي)) (¬1).للستة إلا الترمذيِّ. ¬
1325 - (عبد الله بن سرجس): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى يوماً وعليهِ نَمِرةٌ، فقالَ لرَجُلٍ من أصْحابهِ: ((أعْطِنى نَمِرتَك وخذْ نَمِرتِى)) فقاَل: يارَسولِ الله، نَمرتُك أجْودُ مِنْ نَمِرتِى، فقال: ((أجَلْ، ولكِن فِيهَا خَيْطٌ أحْمَر، فَخشِيتُ أنْ أنْظُر إلَيْها فَتَفْتنني عَنْ صَلاتِى)) (¬1). للكبير. وفى رواية: فأخاف أن (يفتني) (¬2). ¬
1326 - (عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ): أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَرُّوجُ حَرِيرٍ، فَلَبِسَهُ، فَصَلَّى فِيهِ ثُمَّ انْصَرَفَ، فَنَزَعَهُ نَزْعًا شَدِيدًا كَالْكَارِهِ لَهُ وَقَالَ: ((لَا يَنْبَغِي هَذَا لِلْمُتَّقِين)). للنسائيِّ (¬1). قلت: كذا في الأصل هذا للنسائيِّ فقط، وأخرجه في اللباس للشيخين فقط، ومثل هذا فيه كثير، رحمه الله ونفعنا ببركاته. ¬
1327 - (أبو هريرة) نَهَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ لِبْسَتَيْنِ: اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ، وهو أَنْ يَجْعَلَ ثَوْبَهُ عَلَى عَاتِقَهِ فَيَبْدُو أَحَدُ شِقَّيْهِ لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ، أو أن يشتملَ على يديهِ في الصلاةِ، وَاللِّبْسَةُ الْأُخْرَى احْتِبَاؤُهُ بِثَوْبِهِ وَهُوَ جَالِسٌ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ (¬1). ¬
1328 - (علي): أنَّ رجلاً من أهْلِ العالِيةِ قالَ: يارَسُول الله أخْبِرنى بأشدِّ شىءٍ في هذا الدين وألْينِه، فقالَ: ((ألينُه شَهادةُ أنْ لا إله إلا الله وأنَّ مُحمداً [عبدُهُ] (¬1) ورسُولُه، وأشدُه يَا أخا العالِيةِ الأَمانةُ، إنه لادينَ لمنْ لا أمانَةَ لهُ، ولا صَلاةَ له ولا زكاةَ -[221]- لهُ، يا أخا العالِيةِ إنه مَنْ أصَاب مالا مِنْ حَرامٍ فَلبسَ جِلبَاباً، لم تُقبل صَلاتُه حتى يُنحى ذلِكَ الجِلْباب عنْهُ، إن الله أكْرمُ وأجل يا أخا العالِيةِ من أنْ يَقْبل عَمَلَ رجُلٍ أوْ صَلاتَه وعليه جِلْبابٌ مِنْ حرامٍ)) (¬2). للبزار بضعفٍ. ¬
كيفية الصلاة وأركانها
كيفيةُ الصلاةِ وأركانُها
1329 - (ابْنَ عُمَرَ) كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَامَ إلى الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ يكَبَّرُ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا رَفَعَ رأسه مِنَ الرُّكُوعِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا يَفْعَلُهُ [حتى] (¬1) يَرْفَع رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ (¬2). للستة. ¬
1330 - ابْنُ جُرَيْجٍ قُلْتُ لِنَافِعٍ أَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَجْعَلُ الْأُولَى أَرْفَعَهُنَّ قَالَ لَا سَوَاءً، قُلْتُ: أَشِرْ لِي، فَأَشَارَ إِلَى الثَّدْيَيْنِ أَوْ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ (¬1). ¬
1331 - ومنها كانَ - صلى الله عليه وسلم - إذا قامَ في الركعتين كبرَّ ورفعَ يديهِ (¬1). ¬
1332 - ومنها نحو ذلكَ وفيه: وَيَرْفَعُهُمَا فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ يُكَبِّرُهَا قَبْلَ الرُّكُوعِ حَتَّى تَنْقَضِيَ صَلَاتُهُ (¬1). ¬
1333 - (عَلْقَمَةَ) قَالَ لنا ابن مسعودٍ يومًا: أَلَا أُصَلِّي [لكُمْ] (¬1) صَلَاةَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى ولَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً (¬2). لأصحاب السنن. ¬
1334 - (أبو هُرَيْرَةَ) كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ فَيُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ، فَإِذَا انْصَرَفَ قَالَ إِنِّي لَأَشْبَهُكُمْ بصَلَاةًِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). للستة ¬
1335 - وفي روايةٍ قالَ: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا (¬1). ¬
1336 - وفي أخرى: إذا كبرَّ للصلاةِ نشرَ أصابِعَه (¬1). ¬
1337 - وفي أخرى: أنه - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُكَبِّرُ وَهُوَ يَهْوِي (¬1). ¬
1338 - (وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ) رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، رَفَعَ يَدَيْهِ حِيَالَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ أَتَيْت المدينة بعد، فَرَأَيْتُهُمْ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى صدُورِهِمْ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ، وَعَلَيْهِمْ بَرَانِسُ وَأَكْسِيَةٌ (¬1). ¬
1339 - وفي رواية: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الشِّتَاءِ، فَرَأَيْتُ أَصْحَابَهُ يَرْفَعونَ [أيديَهم] (¬1) فِي ثِيَابِهِمْ فِي الصَّلَاةِ (¬2). ¬
1340 - وفي أخرى: صَلَّيْتُ مَعَه - صلى الله عليه وسلم - فَكَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ الْتَحَفَ، ثُمَّ أَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ وَأَدْخَلَ يَدَيْهِ فِي ثَوْبِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ أَخْرَجَ يَدَيْهِ ثُمَّ رَفَعَهُمَا، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، رَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ سَجَدَ، وَوَضَعَ وَجْهَهُ بَيْنَ كَفَّيْهِ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ -[223]- صَلَاتِهِ قَالَ مُحَمَّدٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، فَقَالَ هِيَ صَلَاةُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَهُ، مَنْ فَعَلَهُ وَتَرَكَهُ مَنْ تَرَكَهُ (¬1). ¬
1341 - وفي أخرى: رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَانَتَا حِيَالِ مَنْكِبَيْهِ، وَحَاذَى بِإِبْهَامَيْهِ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ كَبَّر (¬1). ¬
1342 - وفي أخرى: أنه يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ التَّكْبِيرَ لمسلمٍ وأبي داود بلفظهٍ (¬1). ¬
1343 - وللنسائيِّ: وَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ أَضْجَعَ الْيُسْرَى، وَنَصَبَ الْيُمْنَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَنَصَبَ [أُصْبُعَهُ] (¬1) لِلدُّعَاءِ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رِجلهِ الْيُسْرَى (¬2). ¬
1344 - (مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ) أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فَقَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ، فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ (¬1). للشيخينِ، وأبي داودَ، والنسائي. ¬
1345 - وزاد في أخرى: وإذا سجدَ، وإذا رفعَ رأسه من السجودِ (¬1). ¬
1346 - (النَّضْرُ بْنُ كَثِيرٍ) قَالَ: صَلَّى إِلَى جَنْبِي عَبْدُ الله بْنُ طَاوُسَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَكَانَ إِذَا سَجَدَ السَّجْدَةَ الْأُولَى فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنْهَا رَفَعَ يَدَيْهِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لِوُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، فَقَالَ وَهَيْبٌ: تَصْنَعُ شَيْئًا لَمْ نَرَ أَحَدًا يَصْنَعُهُ، فَقَالَ ابْنُ طَاوُسَ: رَأَيْتُ أَبِي يَصْنَعُهُ، وَقَالَ: إني رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَصْنَعُهُ، ولا أعلمُ إلا أنَّه قال: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُهُ (¬1). للنسائي، وأبي داودَ. ¬
1347 - وله عن (مَيْمُونٍ الْمَكِّيِّ) أَنَّهُ رَأَى ابْنَ الزُّبَيْرِ وَصَلَّى بِه، يُشِيرُ بِكَفَّيْهِ حِينَ يَقُومُ وَحِينَ يَرْكَعُ وَحِينَ يَسْجُدُ وَحِينَ يَنْهَضُ لِلْقِيَامِ، فَيَقُومُ فَيُشِيرُ بِيَدَيْهِ، قال: فَانْطَلَقْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يصَلَّى صَلَاةً لَمْ أَرَ أَحَدًا يُصَلِّيهَا، ووَصَفْتُ لَهُ هَذِهِ الْإِشَارَةَ فَقَالَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى صَلَاةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَاقْتَدِ بِصَلَاةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ (¬1). ¬
1348 - (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصَمِّ) سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنِ التَّكْبِيرِ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ يُكَبِّرُ إِذَا رَكَعَ، وَإِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَإِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ فَقَالَ له حُطَيمِ. عَمَّنْ تَحْفَظُ هَذَا قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، ثُمَّ سَكَتَ، فَقَالَ حُطَيْمٌ: وَعُثْمَانُ؟ قَالَ: وَعُثْمَانُ (¬1). للنسائي. ¬
1349 - عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُكَبِّرُ فِي الصَّلَاةِ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ، فَلَمْ تَزَلْ تِلْكَ صَلَاتَهُ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى لَقِيَ الله تعالى (¬1). لمالك. ¬
1350 - عِمْرَانُ بْنِ حُصَيْن: كَانَتْ [بِي] (¬1) بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: ((صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)) (¬2). ¬
1351 - وفى رواية: قال له في الجواب ((إنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ مثلُ أجر نِصْفُ الْقَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ)) (¬1). للبخاري، وأصحاب السنن. ¬
1352 - (عَائِشَةَ): سُئلت هَلْ كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي قَاعِدًا؟ قَالَتْ: نَعَمْ بَعْدَ مَا حَطَمَهُ النَّاسُ (¬1). ¬
1353 - وفى رواية: قَالَتْ لَمَّا بَدُنَ وَثَقُلَ، كَانَ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ جَالِسًا (¬1). ¬
1354 - وفي أخرى: كَيْف يَصْنَعُ - صلى الله عليه وسلم - فِي الرَّكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَرَكَعَ (¬1). ¬
1355 - وفي أخرى: كَانَ يُصَلِّي جَالِسًا فَيَقْرَأ جَالِسًا، فَإِذَا بَقِيَ نَحْو ثَلَاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً قَامَ فَقَرَأَهن قائمًا، ثُمَّ رْكَعُ ثُمَّ سَجَدَ ففْعَلُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ، فَإِنْ كُنْتُ يَقْظَى تَحَدَّثَ مَعِي، وَإِنْ كُنْتُ نَائِمَةً اضْطَجَعَ (¬1). للستة. ¬
1356 - وفى أخرى: كَانَ يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا، وَلَيْلًا طَوِيلًا قَاعِدًا، فإِذَا قَرَأَ وهو قَائِمٌ، رَكَعَ وسجدَ وهو قَائِمٌ، وَإِذَا قَرَأَ وهو جالسٌ، رَكَعَ وسجدَ وهو جالسٌ (¬1). ¬
1357 - (أُمِّ سَلَمَةَ) قَالَتْ: مَا قُبِضَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ جَالِسًا، إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ، وكان أحبُّ العملِ إليه أدْوَمَهُ وإن قلَّ (¬1). للنسائي. ¬
1358 - ولهُ ولمالكٍ ومسلمٍ والترمذي عن (حَفْصَةَ) نحوُه وفيه: فَكَانَ يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا، وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ ويُرَتِّلهُا حَتَّى تَكُونَ أَطْوَل مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا (¬1). ¬
1359 - (ابْنِ عَمْرٍو بن العاص) حُدِّثْتُ: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((صَلَاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا نِصْفُ الصَّلَاةِ)). فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي جَالِسًا فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى رَأْسِهِ (¬1). ¬
1360 - وفى رواية: فوضعتُ يدي على رأسِي، فَقَالَ: ((مَا لَكَ يَا عَبْدَ الله بْنَ عَمْرٍو؟)) قُلْتُ: حدِّثْتُ أَنَّكَ قُلْتَ: ((صَلَاةُ الرَّجلِ قَاعِدًا عَلَى نِصْفِ الصَّلَاةِ)) وَأَنْتَ تُصَلِّي قَاعِدًا، قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكم)). لمالكٍ والنسائي، ولمسلمٍ، وأبي داود بلفظهما (¬1). ¬
1361 - (أُمُّ قَيْسٍ بِنْتُ مِحْصَنٍ): أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا أَسَنَّ وَحَمَلَ اللَّحْمَ، اتَّخَذَ عَمُودًا فِي مُصَلَّاهُ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ. لأبي داود مطولاً (¬1). ¬
1362 - (أبو حَازِمٍ) قال: قال سَهْلُ بْنُ سَعْد: كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ [أَنْ] (¬1) يَضَعَ الرَّجُلُ الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ قَالَ أَبُو حَازِمٍ: لَا أَعْلَمهُ إِلَّا يَنْمِي ذَلِكَ إِلَى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. لمالكٍ، والبخاري (¬2). ¬
1363 - (ابْنِ مَسْعُودٍ): رَآنِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ وَضَعْتُ شِمَالِي عَلَى يَمِينِي فِي الصَّلَاةِ، فَأَخَذَ بِيَمِينِي فَوَضَعَهَا عَلَى شِمَالِي. لأبي داود، والنسائي بلفظه (¬1). ¬
1364 - (أبو جحيفة): أن علياً قالَ: السنةُ وضْعُ الكَفِّ على الكفِّ في الصلاةِ، ويَضعهُما تحْتَ السِّرةِ. لرزين (¬1). ¬
1365 - (ابن مسعود): رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي قَدْ صَفَّ بَيْنَ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: خالفتَ السُّنَّةَ، لَوْ رَاوَحَتَ بَيْنَهُمَا كَانَ أَفْضَلَ. للنسائي (¬1). ¬
1366 - (الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ) رفعه: ((الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى، بتَشَهَّدٍ، فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَتَخَشَّعٍ وَتَمَسْكَنٍ، وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ)). يَقُولُ: تَرْفَعُهُمَا إِلَى رَبِّكَ مُسْتَقْبِلًا بِبُطُونِهِمَا وَجْهَكَ، وَتَقُولُ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ)) وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَهُوَ كَذَا وَكَذَا (¬1). ¬
1367 - وفى روايةٍ: فهو خِداجٌ. للترمذي (¬1). ¬
1368 - (عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ) رفعه: ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلَّا عُشْرُ صَلَاتِهِ تُسْعُهَا ثُمْنُهَا سُبْعُهَا سُدْسُهَا خُمْسُهَا رُبْعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا)). لأبي داود (¬1). ¬
1369 - (أبو الدرداء) رفعه: ((أولُ شَىْءٍ يْرفعُ مِنْ هذِهِ الأمة الخشُوعُ، حتى لا يرَى فِيها خاشِعا. للكبير (¬1) ¬
1370 - (الأعمش) قالَ: كانَ عبدُ الله إذا صلى كأنه ثوْبٌ مُلقًى. للكبير والأعمش لم يدركِ ابنَ مسعودٍ (¬1). ¬
القراءة في الصلوات الخمس
القراءة في الصلوات الخمس
1371 - (ابْنِ عَبَّاسٍ) كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ بـ بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم. للترمذي (¬1). ¬
1372 - وللبزار: أن ابنَ عباسٍ سُئِلَ عنِ الجهْرِ بِبِسْمِ الله الرحْمن الرحِيم، فقالَ: كُنا نَقُول: هِيَ قراءةُ الأعْرابِ (¬1). [وفيه مدلِّس] ¬
1373 - وله بثقاتٍ: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يجهرُ ببسمِ الله الرحمنِ الرحيمِ في الصلاةِ (¬1). ¬
1374 - (أَنَسٍ): صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. للستة (¬1). ¬
1375 - وفى رواية: [فكانوا] (¬1) يَسْتَفْتِحُونَ بِـ {الْحَمْد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} لَا يَذْكُرُونَ: بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي أَوَّلِ القِرَاءَةٍ وَلَا آخِرِهَا (¬2). ¬
1376 - وللنسائي عن (عَبْدُ الله بْنُ مُغَفَّلٍ) إنه إِذَا سَمِعَ أَحَدًا يَقْرَأُ: بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَقُولُ صَلَّيْتُ خَلْفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ قَرَأَ: بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (¬1). ¬
1377 - (عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى): جَاءَ رَجُلٌ وَنَحْنُ فِي الصَّفِّ خَلْفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ فِي الصَّفِّ، فَقَالَ: الله أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَسبْحَانَ الله بُكْرَةً وَأَصِيلًاُ فَرَفَعَ الْمُسْلِمُونَ رُءُوسَهُمْ، وَاسْتَنْكَرُوا الرَّجُلَ. مَنِ الَّذِي يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فَلَمَّا انْصَرَفَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ مَنْ هَذَا الْعَالِي الصَّوْتَ؟ فَقِيلَ هُوَ ذَا، فَقَالَ: وَالله لَقَدْ رَأَيْتُ كَلَامَكَ يَصْعَدُ فِي السَّمَاءِ حَتَّى فُتِحَ بَابٌ فَدَخَلَ فِيهِ. لأحمد والكبير (¬1). ¬
1378 - (أبو رافع) قالَ: وقَعَ إليّ كِتابٌ فيهِ اسْتِفتاحُ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، كانَ إذا كبرَّ قالَ: إنِّي وجهتُ وجْهىَ للذي فَطَرَ السمواتِ والأرضَ حَنيفاً وما أنا مِنَ المشْرِكينَ، إنّ صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي للهِ رب العالَمين، لا شَريكَ لهُ وبذلكَ أُمرتُ وأنَا مِنَ المسْلمِينَ، اللهم أنْتَ المالكُ لا إلهَ إلا أنتَ سُبْحانكَ وبحَمْدِك، أنْتَ ربى وأنا عَبدكَ لا شَريكَ لكَ ظَلمتُ نفْسِي، واعْترفتُ بذَنْبي، فاغْفِر لي ذُنوبِي جَميعًا، فإنه لا يغْفِرُ الذنوبَ إلا أنْتَ، لَبيكَ وسَعديكَ والخيرُ في يديكَ لا منجا ولا ملجأ مِنَكَ إلا إليكَ، اسْتغِفرُكَ وأتوبُ اليْكَ، ثم يقْرأ. للكبيرِ بمدلسٍ (¬1). ¬
1379 - (إبراهيم الصائغ): سألتُ مطر الوراق: أتقرأُ: بسم الله الرحمنِ الرحيمِ، [وتتعوذ] (¬1) من الشيطانِ الرجيمِ في كلِّ ركْعَةٍ، وفى كلِّ سورةٍ [تفتحها] (¬2) فقالَ: أخبرني قتادةُ عن ابنِ سيرينَ عن عمرانَ بن حصين وسَمرُةَ بن جندبَ عن النبيِّ -[229]- (قال: هما السَّكْتتانِ، يفعلُ في نفسِه إذا افتتحَ الصلاة، وإذا نهضَ من الجلوسِ في الركعتينِ. للكبيرِ وفيهِ ريحانُ [أبو] (¬3) غسان (¬4). ¬
1380 - (أبو هُرَيْرَةَ): كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا نَهَضَ في الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ اسْتَفْتَحَ الْقِرَاءَةَ بِ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وَلَمْ يَسْكُتْ. لمسلم (¬1). ¬
1381 - (عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ) رفعه: ((لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ)). للستةِ إلا مالكًا (¬1). ¬
1382 - زاد أبو داودَ والنسائي: ((فَصَاعِدًا)) (¬1). ¬
1383 - (أبو هُرَيْرَةَ) رفعه: ((مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بفاتحة الكتاب فَهِيَ خِدَاجٌ -ثَلَاثًا- غَيْرُ تَمَامٍ)) فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الْإِمَامِ، فَقَالَ [اقْرَأْ بِهَا] (¬1) فِي نَفْسِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((قَالَ الله عزَّ وجل: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ الله: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَالَ الله: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ هَذَا بيني وبين عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ)). لمسلمٍ، والموطأ، والترمذي، والنسائي (¬2). ¬
1384 - وفي روايةٍ لرزين: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا صلاة إلا بقراءة)) فما أعلنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أعلناهُ لكم، وما [أخفاه] (¬1) أخفيناه لكم، فقال له رجلٌ: أرأيت يا أبا -[230]- هريرةَ إن لم أزد على أم القرآنِ؟ فقال: قد سُئل عن ذلكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إن انتهيتَ إليها فقد أجزأتكَ، وإن زدتَ عليها فهو خيرٌ وأفضلُ)). قلت: الروايةُ الأولى هي روايةُ مسلمٍ، وفى عقبِهِا ساقَ هذه الثانيةَ المنسوبةَ إلى رزين، ولفظه عن أبي هريرةَ: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: ((لا صلاة إلا بقراءةٍ)) قال أبو هريرةَ: فما أعلنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلناهُ لكم، وما أخفاه أخفيناهُ لكم، انتهى (¬2) ¬
1385 - وفي عقبها روايةٌ أخرى بلفظ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فِي كُلِّ الصَّلَاةِ يَقْرَأُ فَمَا [أَسْمَعَنَا] (¬1) رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى مِنَّا أَخْفَيْنَا مِنْكُمْ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنْ لَمْ أَزِدْ عَلَى أُمِّ الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: إِنْ زِدْتَ عَلَيْهَا فَهُوَ خَيْرٌ، وَإِنِ انْتَهَيْتَ إِلَيْهَا أَجْزَأَتْ عَنْكَ (¬2). ¬
1386 - ثم في روايةٍ أخرى لفظها: قال أبو هريرة: في كلِّ صلاةٍ قراءة، فما أسمَعَنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أسمعناكم، وما أخفى منَّا أخفيناه مِنكم، من قرأ بأمِّ القرآنِ فقد أجزأتْ عنه، ومن زادَ فهو أفضل، انتهى. فهذه وإن خالفت لفظ رزين، فجائزٌ أن يرويَها رُزَين بالمعنى، فيصحُ نسبةُ روايةِ رُزَين إلى مسلمٍ، وأيضا ليسَ في الروايةِ الأولى عندَ مسلمٍ، ولا الموطأ، والتِّرمذى، والنسائى بعد (({ولا الضالين}، هذا بينى وبين عبدى)) وإنما لفظُ مسلمٍ، قال: ((هذا لعبدى ولعبدى ما سأل))، ولفظ مالكٍ، وأبي داودَ، والنسائى: ((فهؤلاء لعبدىِ ولعبدِى ما سألَ)) ولفظُ التِّرمذى: ((وأخرُ السورةِ لعبدى ولعبدى ما سأل يقول: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}، انتهى. وبعضُ مخُتصِرِي الأصلِ جرى على الصواب، ولعلَّه إصلاحٌ منه؛ لما في الأصلِ من سبقِ القلم، والله أعلم (¬1). ¬
1387 - (أبو سَعِيدٍ): أُمِرْنَا أَنْ نَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ. لأبي داود (¬1). ¬
1388 - (جَابِرَ). قال: مَنْ صَلَّى رَكْعَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَلَمْ يُصَلِّ إِلَّا وَرَاءَ الْإِمَامِ. لمالك، والترمذي (¬1). ¬
1389 - (أبو هُرَيْرَةَ): كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا تَلَا {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ آمِينَ، حَتَّى يَسْمَعَ مَنْ يَلِيهِ مِنَ الصَّفِّ الْأَوَّلِ. لأبي داود (¬1). ¬
1390 - وله عن وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: أنه - صلى الله عليه وسلم - رَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ (¬1). ¬
1391 - وللتِّرمذي عن وائلٍ: مَدَّ بِهَا صَوْتَهُ (¬1). ¬
1392 - وفي روايةٍ: خَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ (¬1). ¬
1393 - (بِلَالٍ) قَالَ: يَا رَسُولَ الله لَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ. لأبي داودَ (¬1). ¬
1394 - (أبو هُرَيْرَةَ) رفعه: ((إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا، [فَإِنَّهُ] (¬1) مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. للستة (¬2). ¬
1395 - وفي روايةٍ: ((إِذَا قَالَ الْإِمَامُ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا آمِينَ، بنحوه (¬1). ¬
1396 - (عَائِشَةَ) رفعته: ((مَا حَسَدَتْكُمُ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى الإسلام وَالتَّأْمِينِ)). للقزويني (¬1). ¬
1397 - وله عَنِ (ابْنِ عَبَّاسٍ) نحوه وزاد: ((فَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ آمِينَ)).للقزويني (¬1). ¬
1398 - (أبو بَرْزَةَ): كان رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ ما بين السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ. للنسائي (¬1). ¬
1399 - (عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ): كَأَنِّي الآن أَسْمَعُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}. لمسلم وأبي داودَ والنسائي (¬1). ¬
1400 - (عَبْدِ الله بْنِ السَّائِبِ): صَلَّى لَنَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الصُّبْحَ بِمَكَّةَ، واسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى إذا جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى وَهَارُونَ، أَوْ ذِكْرُ عِيسَى -شُكُّ الراوي- أَخَذَته سَعْلَةٌ فَرَكَعَ. للشيخين، وأبي داودَ، والنسائي (¬1). ¬
1401 - (جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ): إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ بـ {قّ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ونحوهِا، وَكَانَت صَلَاتُهُ إلى تَخْفِيفٍ. لمسلم (¬1). ¬
1402 - (ابْنِ عَبَّاسٍ): أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ {الّم تَنْزِيلُ} السَّجْدَة و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} وَأَنه - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ سُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ. لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
1403 - [والترمذى] (¬1) إلى {حين من الدهر} (¬2). ¬
1404 - وللشيخينِ والنسائى مثلُه عن أبي هريرةَ (¬1). ¬
1405 - (عُرْوَةَ): أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ صَلَّى الصُّبْحَ، فَقَرَأَ فِيهَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا. لمالك (¬1). ¬
1406 - وله عن ([الْفُرَافِصَةَ] (¬1) بْنِ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيَّ): مَا أَخَذْتُ سُورَةَ يُوسُفَ إِلَّا مِنْ قِرَاءَةِ عُثْمَانَ إِيَّاهَا فِي الصُّبْحِ مِنْ كَثْرَةِ مَا كَانَ يُرَدِّدُهَا لَنَا (¬2). ¬
1407 - (ابن مسعود): أنه قَرأ في الأولَى مِنَ الصُبْحِ بأرْبعينَ آيةً مِنَ الأنْفالِ، وفى الثانِيةِ بسُورةٍ مِنَ المفَصل. لرزين (¬1). ¬
1408 - (عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ): صَلَّيْنَا وَرَاءَ عُمَرَ الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِيهَما بِسُورَةِ يُوسُفَ وَسُورَةِ الْحَجِّ قِرَاءَةً بَطِيئَةً، قيل له: وَالله إِذًا لَقَدْ كَانَ يَقُومُ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ، قَالَ: أَجَلْ (¬1). ¬
1409 - (ابْنَ عُمَرَ): كَانَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ فِي السَّفَرِ [بِالْعَشْرِ] (¬1) الْأُوَلِ مِنَ الْمُفَصَّلِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ. هما لمالك (¬2). ¬
1410 - (عمر): قرأ في الرَّكعة الأولى من الصبح بمائةٍ وعشرينَ آيةٍ من البقرةِ، وفى الثانيةِ بسورةٍ من المثانى (¬1). ¬
1411 - (الأحنف): قَرأ في الأولَى بالكَهْفِ، (وبالثانِيةِ) (¬1) بيُوسُفَ أوْ بيونسَ وذَكرَ أنه صلَّى مَع عُمرَ الصبحَ بِهِما. هما لرزين (¬2). ¬
1412 - (مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الله [الْجُهَنِيِّ] (¬1)) أَنَّ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قْرَأُ فِي الصُّبْحِ إِذَا زُلْزِلَتِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ قَرَأَ ذَلِكَ عَمْدًا. لأبي داود (¬2). ¬
1413 - (رفاعة الأنصاري) رفعه: ((لا يَقْرأُ في الصبحِ بدُونِ عَشْرِ آياتٍ ولا في العِشاءِ بدُون عَشْر آياتٍ)). للكبير بلين (¬1). ¬
1414 - (ابن عمر): صلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - صَلاةَ الفَجْر في سَفرٍ فَقَرأَْ {قلْ يا أيها الكافِرُون} و {قُلْ هُو الله أحدٌ} ثم قالَ: ((قَرأْتُ بِكُم ثُلُثَ القُرْآن ورُبْعهَ)). للكبير بضعف (¬1). ¬
1415 - (أبو قَتَادَةَ) أنَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يَقْرَأُ فِي الظهر في الْأُولَيَيْنِ بأمِّ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ وفي الأخريين بأمِّ الكتابِ وَيُسْمِعنا الْآيَةَ أَحْيَانًا ويُطَوِّلُ فِي الْأُولَى ما لا يطيل في الثانية، وكذا في العصر والصبح. للشيخينِ، ونحوه للنسائيِّ، وأبي داودَ (¬1). ¬
1416 - وزاد: فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يُدْرِكَ النَّاسُ الرَّكْعَةَ الْأُولَى (¬1). ¬
1417 - (عبد الله بن سخبرةَ): سألنا خَبَّابًِا: أَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تعرفون قِرَاءَتَهُ؟ قَالَ: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ. للبخاريِّ، وأبي داودَ (¬1). ¬
1418 - (جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ) أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ، وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَنَحْوِهِمَا. لأصحابِ السنن (¬1). ¬
1419 - (وعنه): كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ بِاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَفِي الْعَصْرِ نَحْوَ ذَلِكَ، وَفِي الصُّبْحِ بأَطْوَلَ مِنْ ذَلِكَ. لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
1420 - (الْبَرَاءِ): كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الظُّهْرَ فَنَسْمَعُ مِنْهُ الْآيَةَ بَعْدَ الْآيَاتِ مِنْ لُقْمَانَ وَالذَّارِيَاتِ (¬1). ¬
1421 - (أَنَسٍ): صَلَّى الظُّهْرَ فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: إِنِّي صَلَّيْتُ مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - صلاة الظُّهْرَ فَقَرَأَ بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ: ِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ. هما للنسائيِّ (¬1). ¬
1422 - (أبو سَعِيدٍ): اجْتَمَعَ ثَلَاثُونَ بَدْرِيًّا مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا: تَعَالَوْا نَقِيسَ قِرَاءَةَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا لَمْ يَجْهَرْ به مِنَ الصَّلَاةِ فَمَا اخْتَلَفَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ فَقَاسُوا قِرَاءَتَهُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنَ الظُّهْرِ بِقَدْرِ ثَلَاثِينَ آيَةً وَفِي -[235]- الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى قَدْرَ النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ، وَقَاسُوا ذَلِكَ فِي الْعَصْرِ عَلَى قَدْرِ النِّصْفِ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ. للقزوينيِّ بلين (¬1). ¬
1423 - (ابْنِ عُمَرَ) أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَجَدَ فِي صَلَاةٍ ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ فَرَأَوا أَنَّهُ قَرَأَ تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ. لأبي داودَ (¬1). ¬
1424 - (أُمّ الْفَضْلِ) سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ثُمَّ مَا صَلَّى لَنَا بَعْدَهَا حَتَّى قَبَضَهُ الله تعالى. للستة (¬1). ¬
1425 - مَرْوَان بْنِ الْحَكَمِ قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مَا لَكَ تَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَار المفصل وَقَدْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ [بِطُولي] (¬1) الطُّولَيَنِ؟ للبخاريِّ، والنسائيِّ، وأبي داودَ (¬2). ¬
1426 - [وزاد] (¬1) قُلْتُ: ومَا طُولا الطُّولَيْنِ؟ قَالَ: الْأَعْرَافُ. وَسَأَلْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، فَقَالَ لِي مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ الْمَائِدَةُ وَالْأَعْرَافُ (¬2). ¬
1427 - وفي رواية للنسائيِّ: أَتَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقُلْ هوَ الله أَحَدٌ وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَحْلُوفَةٌ لَقَدْ رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِيهَما بِأَطْوَلِ الطُّولَيْنِ المص (¬1). ¬
1428 - (عَائِشَةَ) أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى الْمَغْرِبَ بِسُورَةِ الْأَعْرَافِ فِي ركعتين. للنسائيِّ (¬1). ¬
1429 - (جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ): سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الْآيَةَ {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ -[236]- الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقوا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ} كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ. للستة إلا الترمذيَّ (¬1). ¬
1430 - (أبو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ) صليتُ مع ابْنِ مَسْعُودٍ الْمَغْرِبَ فَقَرَأَ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}. لأبي داودَ (¬1). ¬
1431 - (عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ): أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِحم الدُّخَانِ. للنسائيِّ (¬1). ¬
1432 - (عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب): آِخرُ صَلاةٍ صلَّاها النبي - صلى الله عليه وسلم - المغْربَ فقَرأَ في الركعةِ الأولىَ: {سَبح اسْمِ رَبكَ الأعْلى} وفى الثانية {قُلْ يا أيُها الكافِرُونَ}. للكبير بلين (¬1). ¬
1433 - (أبو عَبْدِ الله الصُّنَابِحِيُّ) أنَّه صلَّى المغربَ وراءَ أَبِي بَكْرٍ فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ سُورَةٍ مِنْ قِصَارِ الْمُفَصَّلِ، ثُمَّ قَامَ فِي الثَّالِثَةِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنَّ ثِيَابِي لَتَكَادُ أَنْ تَمَسَّ ثِيَابَهُ، فَسَمِعْتُهُ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَهَذِهِ الْآيَةِ {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}. للموطأ (¬1). ¬
1434 - (بُرَيْدَةَ) كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَنَحْوِهَا مِنَ السُّوَرِ. للترمذيِّ، والنسائيِّ (¬1). ¬
1435 - (الْبَرَاء) أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي سَفَرٍ فَصَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَقَرَأَ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. للسَّتةِ (¬1). ¬
1436 - زاد الشيخان: فما سمعتُ أحدًا أحسن صوتًا أو قراءة منه - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
1437 - أبو هُرَيْرَةَ مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ أَشْبَهَ صَلَاةٍ بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ فُلَانٍ صَلَّيْنَا وَرَاءَه فكَانَ يُطِوِّلُ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَيُخَفِّفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ، وَيُخَفِّفُ فِي الْعَصْرِ، وَيَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَأَشْبَاهِهَا، وَيَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِسُورَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ. للنسائيِّ (¬1). ¬
1438 - (عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ) مَا مِنَ الْمُفَصَّلِ سُورَةٌ صَغِيرَةٌ وَلَا كَبِيرَةٌ إِلَّا قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَؤُمُّ بِهَا الناسَ فِي الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ. لمالك (¬1). ¬
1439 - (أَنَسِ) كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ فَكَانَ كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً يَقْرَأُ بها لَهُمْ فِي الصَّلَاةِ مما يقَرَأَ بِه افْتَتَحَ بِقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً أُخْرَى مَعَهَا فكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُهُ، فَقَالُوا: إِنَّكَ تَقْرَأُ بِهَذِهِ السُّورَةِ ثُمَّ لَا تَرَى أَنَّهَا تُجْزِئُكَ حَتَّى تَقْرَأَ أُخْرَى فَإِمَّا أَنْ تَقْرَأَ بِهَا وَإِمَّا أَنْ تَدَعَهَا وَتَقْرَأَ بأُخْرَى فقَالَ: مَا أَنَا بِتَارِكِهَا، إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمَّكُمْ بِهَا فَعَلْتُ وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ وَكَانُوا يَرَوْنَ أنه من أَفْضَلِهُمْ فكَرِهُوا أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ، فَلَمَّا أَتَاهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ: ((يَا فُلَانُ، مَا يَمْنَعُكَ أن تفعل ما يَأْمُرك بِهِ أَصْحَابُكَ وَمَا يَحْمِلُكَ على لزوم هذه السورة كُلِّ رَكْعَةٍ؟)) قَالَ: إِنِّي أُحِبُّهَا. قَالَ: ((حبك إياها أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ)). للترمذيِّ، وللبخارىِّ تعليقا (¬1). ¬
1440 - (ابْن مَسْعُودٍ) جاءه رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّي أَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ فَقَالَ هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ وَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ لَكِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ َالرَّحْمَنَ والنجمَ فِي رَكْعَةٍ، وَاقْتَرَبَتْ وَالْحَاقَّةَ فِي رَكْعَةٍ، وَالطُّورَ -[238]- وَالذَّارِيَاتِ فِي رَكْعَةٍ، وَإِذَا وَقَعَتْ وَنُونَ فِي رَكْعَةٍ، وَسَأَلَ سَائِلٌ وَالنَّازِعَاتِ فِي رَكْعَةٍ، وَوَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَعَبَسَ فِي رَكْعَةٍ، وَالْمُدَّثِّرَ وَالْمُزَّمِّلَ فِي رَكْعَةٍ، وَهَلْ أَتَى وَلَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فِي رَكْعَةٍ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَالْمُرْسَلَاتِ فِي رَكْعَةٍ، وَالدُّخَانَ وإذا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ فِي رَكْعَةٍ وهَذَا تَأْلِيفُ ابْنِ مَسْعُودٍ. للستة إلا مالكًا بلفظ أبي داودَ (¬1). ¬
1441 - (أبو ذَرٍّ) أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قام حَتَّى أَصْبَحَ بِآيَةٍ، وَالْآيَةُ {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. للنسائيِّ (¬1). ¬
1442 - (أنس): كانَ أصحابُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقْرءونَ القرآن من أوله الَى آخِره في الفرائِضِ. للأوسط بلين (¬1). ¬
1443 - (أبو سلمة): أنَّ عُمرَ صَلَّى المغْربَ بالناس فلَم يقْرَأْ فِيها فلما انْصرفَ قِيلَ لهُ: ما قَرأْت قالَ: فَكيفَ كانَ الركوعُ والسجُود؟ قالُوا: حَسناً. قالَ: لا بأْسَ إذاً. لرزين (¬1). ¬
1444 - (أبو قَتَادَةَ) أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ لَيْلَةً فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ يصَلِّي يخْفِضُ مِنْ صَوْتِهِ، وَمَرَّ بِعُمَرَ يُصَلِّي يرفع من صَوْتَهُ فسأل أَبَا بَكْرٍ، فقَالَ: قَدْ أَسْمَعْتُ مَنْ نَاجَيْتُ يَا رَسُولَ الله، وسأل عمر فَقَالَ أُوقِظُ الْوَسْنَانَ وَأَطْرُدُ الشَّيْطَانَ زَادَ الْحَسَنُ فِي حَدِيثِهِ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا أَبَا بَكْرٍ، ارْفَعْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا))، وَقَالَ لِعُمَرَ: ((اخْفِضْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا)). للترمذيِّ، وأبي داودَ بلفظه (¬1). ¬
1445 - وله عن (أبي هريرة) بهذه القصةِ وفيه: وقد سمعتُكَ يا بلالُ وأنتَ تقرأُ من هذه السورةِ ومن هذه السورةِ قال: كلامٌ طيبٌ يجمعه الله بعضُه إلى بعضٍ، قال صلى الله عليه وسلم: ((كلكم قد أصاب)) (¬1). ¬
1446 - (الْبَيَاضِي) أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَقَدْ عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: ((إِنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ فَلْيَنْظُرْ بِمَا يُنَاجِي وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ)). للموطأ (¬1). ¬
1447 - (ابْن عَبَّاسٍ) كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى قَدْرِ مَا يَسْمَعُهُ مَنْ فِي الْحُجْرَةِ وَهُوَ فِي الْبَيْتِ (¬1). ¬
1448 - (أبو هُرَيْرَةَ) كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِاللَّيْلِ يَرْفَعُ طَوْرًا وَيَخْفِضُ طَوْرًا. هما لأبي داود (¬1). ¬
1449 - أبو سهل بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ كُنَّا نَسْمَعُ قِرَاءَةَ عُمَرَ عِنْدَ دَارِ أَبِي جَهْمٍ بِالْبَلَاطِ. للموطأ (¬1). ¬
1450 - (عَبْد الله بْن شَدَّادٍ) سَمِعْتُ نَشِيجَ عُمَرَ وَأَنَا فِي آخِرِ الصُّفُوفِ يَقْرَأُ {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الله}. للبخاريِّ في ترجمهُ بابٍ (¬1). ¬
1451 - (سَمُرَةَ بن جندب): حَفِظْتُ سَكْتَتَيْنِ فِي الصَّلَاةِ سَكْتَةً إِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ حَتَّى يَقْرَأَ وَسَكْتَةً إِذَا فَرَغَ مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ عِنْدَ الرُّكُوعِ، قَالَ: فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فَكَتَبُوا فِي ذَلِكَ إِلَى أُبَيٍّ فَصَدَّقَ سَمُرَةَ. للترمذيِّ، وأبي داودَ بلفظه (¬1). ¬
1452 - (جَابِرٍ) رفعه: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ. لمسلم وللترمذيِّ نحوه (¬1). ¬
1453 - (أبو سَعِيدٍ): كُنَّا نَحْزرُ قِيَامَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ قَدْرَ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الْأُخْرَتَيْنِ قَدْرَ النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ، وحرزنا قيامه في الركعتين الأولتين من العصر على قدر قيامه في الآخرتين من الظهر، وفي الآخرتين من العصر على النصفِ من ذلك. لمسلمِ، وأبي داودَ، والنسائيِّ (¬1). ¬
1454 - (وعنه): لَقَدْ كَانَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ تُقَامُ فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْبَقِيعِ، فَيَقْضِي حَاجَتَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأ ثُمَّ يَأْتِي رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِمَّا يُطَوِّلُهَا. لمسلمٍ، والنسائيِّ (¬1). ¬
1455 - (زَيْد بْنِ أَسْلَمَ): دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ فَقَالَ: صَلَّيْتُمْ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: يَا جَارِيَةُ هَلُمِّي وَضُوئي، مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ إِمَامِكُمْ هَذَا. يعني: عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وكان عمرُ يتِمُّ الرُّكوعَ وَالسُّجُودَ، وَيُخَفِّفُ الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ. للنسائيِّ (¬1). ¬
1456 - وله ولأبي داود: قالَ ابنُ جُبيرٍ: فَحرزْنا رُكُوعه عَشْر تَسْبيحاتٍ، وسُجودَهُ عَشْر تَسْبيِحاتٍ (¬1). ¬
1457 - شقيق: بَلغنىِ أن عَمار بْنَ ياسرٍ صلى بالناسِ فخففَ مِنْ قِراءتِه في صَلاتِهِ ومِنَ الطمأنينةِ فيها، فقِيلَ لهُ: لْو تَنفسْت، فقَالَ: إنما بادَرْتُ بهِ الوسْواسَ. لرزين (¬1). ¬
1458 - (الْبَرَاءِ): كَانَ رُكُوعُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَسُجُودُهُ، وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ مَا خَلَا الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ (¬1). ¬
1459 - وفي رواية: رَمَقْتُ الصَّلَاةَ مَعَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فَوَجَدْتُ قِيَامَهُ فَرَكْعَتَهُ، فَاعْتِدَالَهُ بَعْدَ رُكُوعِهِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ وجلسته مَا بَيْنَ التَّسْلِيمِ وَالِانْصِرَافِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ. للشيخين ولأصحاب السنن، نحوه (¬1). ¬
1460 - (جَابِر): كُنَّا نُصَلِّي التَّطَوُّعَ فنَدْعُو قِيَامًا وَقُعُودًا، وَنُسَبِّحُ رُكُوعًا وَسُجُودًا. لأبي داود (¬1). ¬
القنوت والركوع والسجود
القنوت والركوع والسجود
1461 - أَنَسُ: بَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَبْعِينَ رَجُلًا لِحَاجَةٍ -يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ- فَعَرَضَ لَهُمْ حَيَّانِ مِنْ سُلَيْمٍ رِعْلٌ وَذَكْوَانُ، عِنْدَ بِئْرٍ يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ مَعُونَةَ، فَقَالَ الْقَوْمُ: وَالله مَا إِيَّاكُمْ أَرَدْنَا، إِنَّمَا نَحْنُ مُجْتَازُونَ فِي حَاجَةٍ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَتَلُوهُمْ، فَدَعَا عليهم - صلى الله عليه وسلم - شَهْرًا فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ، وَذَلِكَ بَدْءُ الْقُنُوتِ وَمَا كُنَّا نَقْنُتُ، فسئل أَنَس عَنِ الْقُنُوتِ: أَبَعْدَ الرُّكُوعِ أَوْ عِنْدَ فَرَاغٍ الْقِرَاءَةِ؟ قَالَ: لَا، بَلْ عِنْدَ فَرَاغٍ الْقِرَاءَةِ (¬1). ¬
1462 - وفي رواية: قال سليمانُ الأحولُ: سَأَلْتُ أَنَسًا عَنِ الْقُنُوتِ: بعد الركوعِ أو قبله؟ قال: قَبْلَ الرُّكُوعِ. قُلْتَ: فإن ناسًا يزعمون أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قنتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَقَالَ: إِنَّمَا قَنَتَ شَهْرًا يدعو على أناس قتلوا أناسًا من أصحابه. -يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ- زُهَاءَ سَبْعِينَ رَجُلًا، وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عَهْدٌ. للشيخينِ ولأبي داود، والنسائيِّ نحوه (¬1). ¬
1463 - ابْنِ عَبَّاس قنت رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، إِذَا قَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ. لأبي داود (¬1). ¬
1464 - (خُفَاف بْن إِيمَاءٍ): رَكَعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: ((غِفَارُ غَفَرَ الله لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا الله، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ الله وَرَسُولَهُ، اللهمَّ الْعَنْ بَنِي لِحْيَانَ، وَالْعَنْ رِعْلًا وَذَكْوَانَ)). ثُمَّ وَقَعَ سَاجِدًا، فَجُعِل لَعْنَةُ الْكَفَرَةِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ. لمسلمٍ (¬1). ¬
1465 - وللبخاريِّ، والترمذيِّ، والنسائيِّ عن (ابْنِ عُمَرَ) نحوه، وفى (آخره) (¬1): فَأَنْزَلَ الله عليه: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْء} إلى قوله {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُون}. للبخاريِّ (¬2). ¬
1466 - (أبو هُرَيْرَةَ): لَمَّا رَفَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الثانية قَالَ: ((اللهمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ، اللهمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللهمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ)) (¬1). ¬
1467 - وفي رواية: أنَّ ذلك فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ (¬1). ¬
1468 - وفي أخرى: أنه في صَلَاةِ الْعِشَاءِ (¬1). ¬
1469 - وفي أخرى: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - تَرَكَ الدُّعَاءَ بَعْدُ، فَقُلْتُ: أُرَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَدْ تَرَكَ الدُّعَاءَ لَهُمْ، فَقِيلَ: وَمَا تُرَاهُمْ قَدْ قَدِمُوا؟ للشيخينِ، وأبي داودَ، والنسائيِّ (¬1). ¬
1470 - (الْحَسَن) أَنَّ عُمَرَ جَمَعَ النَّاسَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَكَانَ يُصَلِّي لَهُمْ عِشْرِينَ لَيْلَةً وَلَا يَقْنُتُ بِهِمْ إِلَّا فِي النِّصْفِ الْبَاقِي، فَإِذَا كَانَتِ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ تَخَلَّفَ فَصَلَّى فِي بَيْتِهِ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: أَبَقَ أُبَيٌّ. لأبي داودَ. وقال: قول الحسن: وكان لا يقنُت بهم إلا في النصفِ الآخر. يدل على ضعفه حديث أبيِّ أنه - صلى الله عليه وسلم - قنتَ في الوتر (¬1). ¬
1471 - (أبو مَالِكٍ الْأَشْجَعِي): قُلْتُ لِأَبِي يَا أَبَتِ إِنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ خَلْفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيِّ، هَا هُنَا بِالْكُوفَةِ خَمْسَ سِنِينَ، أَكَانُوا يَقْنُتُونَ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، مُحْدَثٌ. للنسائيِّ، والترمذيِّ بلفظهِ (¬1). ¬
1472 - (نَافِعٍ): أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَا يَقْنُتُ فِي شَيْءٍ مِنَ الصَّلَاةِ. لمالك (¬1). ¬
1473 - أَنَسُ: مَا زَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا. لأحمد، والبزار (¬1). ¬
1474 - وله أيضًا: قال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قنت حتى ماتَ وأبا بكرٍ حتى مات، وعمرَ حتى ماتَ (¬1). ¬
1475 - الْحَسَن بْن عَلِيٍّ بن أبي طالب: عَلَّمَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ: اللهمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ (¬1). ¬
1476 - (عَلِي): أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ فِي آخر وِتْرِهِ: ((اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَما أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)). هما لأصحابِ السنن (¬1). ¬
1477 - ابن مسعود عَلَّمَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الصَّلَاةَ، فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا رَكَعَ طَبَّقَ يَدَيْهِ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْدًا، فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي، كُنَّا نَفْعَلُ هَذَا ثُمَّ أَمِرنَا بِهَذَا يَعْنِي: الْإِمْسَاكَ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ. لأبي داودَ، والنسائيِ (¬1). ¬
1478 - (عُمَر): إِنَّمَا السُّنَّةُ الْأَخْذُ بِالرُّكَبِ. للترمذيِّ والنسائيِّ بلفظهِ (¬1). ¬
1479 - (أبو إِسْحَاقَ) قَالَ: وَصَفَ لَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ السجود، فَوَضَعَ يَدَيْهِ، وَاعْتَمَدَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَرَفَعَ عَجِيزَتَهُ، وَقَالَ: هَكَذَا كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَسْجُدُ. لأبي داودَ، والنسائيِّ (¬1). ¬
1480 - (الْبَرَاء) رفعه: ((إِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ كَفَّيْكَ وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ)). لمسلم والترمذيِّ (¬1). ¬
1481 - أنه (سئلَ) (¬1) الْبَرَاءِ أَيْنَ كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَضَعُ وَجْهَهُ إِذَا سَجَدَ؟ قَالَ: بَيْنَ كَفَّيْهِ (¬2). ¬
1482 - (مَيْمُونَة): أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إِذَا سَجَدَ لَوْ أن بَهْمَةٌ أرادت أَنْ تَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ مَرَّتْ. لمسلمٍ (¬1). ¬
1483 - ونحوه، لأبي داودَ والنسائيِّ، وزاد: وَإِذَا قَعَدَ اطْمَأَنَّ عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى (¬1). ¬
1484 - أبو هُرَيْرَة: اشْتَكَى أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَشَقَّةَ السُّجُودِ إِذَا انْفَرَجُوا، فَقَالَ لهم ((اسْتَعِينُوا بِالرُّكَبِ)). للترمذيِّ، وأبي داودَ، ولرزين (¬1). ¬
1485 - استعينوا بالإنضمامِ. لرزين (¬1). ¬
1486 - (وعنه) رفعه: ((إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلَا يفرِشْ يَدَيْهِ افْتِرَاشَ الْكَلْبِ، وَلْيَضُمَّ فَخْذَيْهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
1487 - (وعنه) رفعه: ((إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ، يَضَعْ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ)) (¬1). ¬
1488 - وَائِل بْن حُجْرٍ: كان رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سَجَدَ وضَعُ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ، وَإِذَا نَهَضَ رَفَعَ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ. هما لأصحابِ السنن (¬1). ¬
1489 - (عَامِر بْن سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ) أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِوَضْعِ الْيَدَيْنِ وَنَصْبِ الْقَدَمَيْنِ. للترمذي (¬1). ¬
1490 - أبو حُمَيْدٍ قال: فِي عَشْرَةٍ مِنْ الصْحَابةِ، مِنْهُمْ أَبُو قَتَادَةَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالُوا: فَلِمَ، فَوَالله مَا كُنْتَ بِأَكْثَرِنَا لَهُ تَبَعًا وَلَا أَقْدَمِنَا لَهُ صُحْبَةً؟ قَالَ: بَلَى. قَالُوا: فَاعْرِضْ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حَتَّى يَقِرَّ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا، ثُمَّ يَقْرَأُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ ويَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ يَرْكَعُ وَيَضَعُ رَاحَتَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ يَعْتَدِلُ ولَا يَنصُبُّ رَأْسَهُ وَلَا يُقْنِعُ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَقُولُ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ مَنْكِبَيْهِ مُعْتَدِلًا، ثُمَّ يَقُولُ: الله أَكْبَرُ، ثُمَّ يَهْوِي إِلَى الْأَرْضِ فَيُجَافِي يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَثْنِي رِجْلَهُ الْيُسْرَى فَيَقْعُدُ عَلَيْهَا، وَيَفْتَحُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ إِذَا سَجَدَ وَيَسْجُدُ، ثُمَّ يَقُولُ: الله أَكْبَرُ، وَيَرْفَعُ، وَيَثْنِي رِجْلَهُ الْيُسْرَى فَيَقْعُدُ عَلَيْهَا حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ إِلَى مَوْضِعِهِ، ثُمَّ يَصْنَعُ فِي الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ إِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، كَمَا كَبَّرَ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ، ثُمَّ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي بَقِيَّةِ صَلَاتِهِ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ السَّجْدَةُ الَّتِي فِيهَا التَّسْلِيمُ أَخَّرَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَقَعَدَ مُتَوَرِّكًا عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ، ثم سلم. قَالُوا: صَدَقْتَ، هَكَذَا كَانَ يُصَلِّي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
1491 - وفى روايةٍ: فَإِذا رَكَعَ أَمْكَنَ كَفَّيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ، وَفَرَّجَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وهَصَرَ ظَهْرَهُ غَيْرَ مُقْنِعٍ رَأْسَهُ، وَلَا صَافِحٍ بِخَدِّهِ. وَقَالَ: إِذَا قَعَدَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَعَدَ عَلَى بَطْنِ -[246]- قَدَمِهِ الْيُسْرَى وَنَصَبَ الْيُمْنَى، فَإِذَا كَانَ فِي الرَّابِعَةِ أَفْضَى بِوَرِكِهِ الْيُسْرَى إِلَى الْأَرْضِ، وَأَخْرَجَ قَدَمَيْهِ مِنْ نَاحِيَةٍ وَاحِدَةٍ (¬1). ¬
1492 - وفي أخرى: إِذَا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلَا قَابِضِهِمَا، وَاسْتَقْبَلَ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ الْقِبْلَةَ (¬1). ¬
1493 - وفي أخرى: ثُمَّ سَجَدَ فَأَمْكَنَ أَنْفَهُ وَجَبْهَتَهُ، وَنَحَّى يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ، حَتَّى فَرَغَ، ثُمَّ جَلَسَ فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ -يعني: الْيُسْرَى- وَأَقْبَلَ بِصَدْرِ الْيُمْنَى عَلَى قِبْلَتِهِ، وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُمْنَى، وَكَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ (¬1). ¬
1494 - وفى أخرى: فإذا سجدَ فرَّج بين فخذيهِ غيرَ حاملِ بطنهِ على شئٍ من فَخْذَيِه. للبخاريِّ، والترمذيِّ، وأبي داودَ بلفظهِ (¬1). ¬
1495 - وفى رواية البخاري: فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ يعنى من الركوع اسْتَوَى حَتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مَكَانَهُ (¬1). ¬
1496 - (يُوسُف بْن مَاهَكَ) قال: قال حَكِيمٌ: بايَعْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ لَا أَخِرَّ إِلَّا قَائِمًا. للنسائي (¬1). ¬
1497 - (عَلِي) رفعه: ((يَا عَلِيُّ إني أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، وَأَكْرَهُ لَكَ مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِي، لَا تُقْعِى بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ)). للترمذي (¬1). ¬
1498 - (ابْن عُمَرَ): نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَجْلِسَ الرَّجُلُ فِي الصَّلاةِ وَهُوَ مُعْتَمِدٌ عَلَى يَدِهِ (¬1). ¬
1499 - زاد رزين: ورأى رجلاً يتكئ على إلية يده اليسرى وهو قاعدٌ في الصلاةِ فقال له: لا تجلس هكذا، فإنَّ هكذا يجلس الذين يعذبونَ (¬1). ¬
1500 - أبو هُرَيْرَةَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَضُ فِي الصَّلاةِ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ. هما لأبي داود (¬1). ¬
1501 - نَافِعُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا سَجَدَ وَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى الَّذِي يَضَعُ عَلَيْهِ وجهه. قَالَ نَافِعٌ: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْبَرْدِ، وَإِنَّهُ لَيُخْرِجُ كَفَّيْهِ مِنْ تَحْتِ بُرْنُسٍ لَهُ حَتَّى يَضَعَهُمَا عَلَى الْحَصْبَاءِ. للموطأ (¬1). ¬
1502 - مَجْزَأَةُ بنُ زاهر، عَنْ أُهْبَانِ بْنِ أَوْسٍ من أصحاب الشجرة، وَكَانَ يشْتَكَي رُكْبَتيَهُ، فكَانَ إِذَا سَجَدَ جَعَلَ تَحْتَ رُكْبَتِيهِ وِسَادَةً. للبخاريِّ (¬1). ¬
1503 - نَافِعُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: إِذَا لَمْ يَسْتَطِعِ الْمَرِيضُ السُّجُودَ أَوْمَأَ بِرَأْسِهِ إِيمَاءً، وَلَمْ يَرْفَعْ إِلَى جَبْهَتِهِ شَيْئًا. لمالك (¬1). ¬
1504 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ، وَلَا نكفت شَعْرًا ولا ثوبًا)). للستةِ إلا مالكًا (¬1). ¬
1505 - الْعَبَّاسُ رفعه: ((إِذَا سَجَدَ الْعَبْدُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آراب: وَجْهُهُ، وَكَفَّاهُ، وَرُكْبَتَاهُ، وَقَدَمَاهُ)). لمسلمٍ، وأصحابِ السننِ (¬1). ¬
1506 - أبو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رفعه: ((لَا تُجْزِئُ صَلَاةُ أحدكم حتى يقيم ظهره فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ)). لأصحابِ السنن (¬1). ¬
1507 - النُّعْمَانُ بْن مُرَّةَ رفعه: ((مَا تَرَوْنَ فِي الشَّارِبِ والزاني وَالسَّارِقِ؟)) -وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُنَزَّلَ الحدود- قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ((هُنَّ فَوَاحِشُ، وَفِيهِنَّ عُقُوبَةٌ، وَأَسْوَأُ السَّرِقَةِ الَّذِي يَسْرِقُ صَلَاتَهُ)). قَالُوا: وَكَيْفَ يَسْرِقُ صَلَاتَهُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا)). «للموطأ» (¬1). ¬
1508 - أَنَسُ: مَا صَلَّيْتُ خَلْفَ رَجُلٍ أَوْجَزَ صَلَاةً مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي تَمَامٍ، كَانَ إِذَا قَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ. قَامَ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَوْهَمَ، ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَسْجُدُ، وَكَانَ يَقْعُدُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَوْهَمَ. للشيخينِ، وأبي داود بلفظهِ (¬1). ¬
1509 - مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بصَلَاةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَ ثُمَّ رَكَعَ فَكَبَّرَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَامَ هُنَيَّةً، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ رَفَعَ هُنَيَّةً، فَصَلَّى صَلَاةَ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ شَيْخِنَا هَذَا. قَالَ أبو أَيُّوبُ: كَانَ يَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ أَرَهُمْ يَفْعَلُونَهُ، كَانَ يَقْعُدُ فِي الثَّالِثَةِ أو الرَّابِعَةِ (¬1). ¬
1510 - وفي روايةٍ: صَلَّى بِنَا صَلَاةَ شَيْخِنَا هَذَا أَبِي بُرَيْدٍ، وَكَانَ أَبُو بُرَيْدٍ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الْآخِرَةِ من الركعة الأولى والثانية اسْتَوَى قَاعِدًا ثُمَّ نَهَضَ. لأبي داود، والنسائيِّ، والبخاريِّ بلفظه (¬1). ¬
1511 - رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ: بَيْنَمَا النبي - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ كَالْبَدَوِيِّ، فَصَلَّى، فَأَخَفَّ صَلَاتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((وَعَلَيْكَ، فَارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ)) فَرَجَعَ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((وَعَلَيْكَ، ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ)) فَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فعافَ النَّاسُ وَكَبُرَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُونَ مَنْ أَخَفَّ صَلَاتَهُ لَمْ يُصَلِّ فَقَالَ الرَّجُلُ فِي آخِرِ ذَلِكَ: فَأَرِنِي وَعَلِّمْنِي، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أُصِيبُ وَأُخْطِئُ. فَقَالَ: ((أَجَلْ، إِذَا -[249]- قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَتَوَضَّأْ كَمَا أَمَرَكَ الله به، ثُمَّ تَشَهَّدْ فأَقِمْ، فَإِنْ كَانَ مَعَكَ قُرْآنٌ فَاقْرَأْ وَإِلَّا فَاحْمَدِ الله وَكَبِّرْهُ وَهَلِّلْهُ، ثُمَّ ارْكَعْ فَاطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ اعْتَدِلْ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ فَاعْتَدِلْ سَاجِدًا، ثُمَّ اجْلِسْ فَاطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ قُمْ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُكَ، وإن انْتَقَصْتَ مِنْهُ شَيْئًا فقد انْتَقَصْتَ مِنْ صَلَاتِكَ)). قَالَ: وَكَانَ هَذَا أَهْوَنَ عَلَيْهِمْ، مِنَ الْأَولى أَنَّهُ مَنِ انْتَقَصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا انْتَقَصَ مِنْ صَلَاتِهِ، وَلَمْ تَذْهَبْ كُلُّهَا. لأبي داود، والنسائيِّ، والترمذيِّ بلفظهِ (¬1). ¬
1512 - محاربُ بنُ دثار: نظَر حُذيفةُ إلَى رجلٍ يصلي، ولايقُيُم ظهْرهٌ فلما فَرغَ قالَ له: أيألم ظَهْرك؟ قال: لا. قال: لو أنك مِتَّ علَى حالتِكَ هذِه مِتَّ مُخالفاً لِسنةِ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. لرزين (¬1). ¬
1513 - قلت: للبخاري، والنسائي: عن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قال: رأى حُذَيْفَةُ رَجُلًا يُصَلِّي فَطَفَّفَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مُنْذُ كَمْ تُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنةً. قَالَ: مَا صَلَّيْتَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَلَوْ مِتَّ وَأَنْتَ تُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ مِتَّ عَلَى غَيْرِ فِطْرَةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
1514 - ابنُ عباسٍ: كان رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رَكَع اسْتوَى، فَلو صُب على ظهرهِ الماءَ اسْتقر. للكبير والموصلىِّ (¬1). ¬
1515 - وعنه رفعه: ((مَنْ لَم يُلزق أنْفهُ معَ جَبهتَهِ بالأرْضِ إذا سَجَد لَم تَجُز صَلاتهُ)). للكبيرِ والأوسطِ (¬1). ¬
الجلوس والتشهد والسلام
الجلوس والتشهد والسلام
1516 - طَاوُسُ قُلْنَا لِابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْإِقْعَاءِ عَلَى الْقَدَمَيْنِ، فَقَالَ: هِيَ السُّنَّةُ. فَقُلْنَا لَهُ: أما تَرَاهُ جَفَاءً بِالرَّجُلِ؟ فَقَالَ: هِيَ سُنَّةُ نَبِيِّكُم. لمسلمٍ وأبي داودَ والترمذيِّ (¬1). ¬
1517 - ابْنُ مَسْعُودٍ: كان رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا جلسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَتَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ حَتَّى يَقُومَ. لأصحابِ السننِ (¬1). ¬
1518 - ابنُ عمر: قال عَبْدُ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنَ عُمَرَ: كنت أرى ابن عمر يَتَرَبَّعُ فِي الصَّلَاةِ إِذَا جَلَسَ فَفَعَلْتُهُ، فَنَهَانِي ابْنُ عُمَرَ وَقَالَ: إِنَّمَا سُنَّةُ الصَّلَاةِ أَنْ تَنْصِبَ رِجْلَكَ الْيُمْنَى وَتَثْنِيَ رجلك الْيُسْرَى. فَقُلْتُ: إِنَّكَ تَفْعَلُ ذَلِكَ. فَقَالَ: إِنَّ رِجْلاي لَا تَحْمِلَانِي. لمالكٍ، والبخاريِّ، والنسائيِّ (¬1). ¬
1519 - عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَاوِي: رَآنِي ابْنُ عُمَرَ أَعْبَثُ بالحصباء فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ نَهَانِي، فَقَالَ: اصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ. فَقُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ؟ قَالَ: كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ، وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى (¬1). ¬
1520 - وفى روايةٍ: وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَيَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُمْنَى، وَعَقَدَ ثلاثًا وَخَمْسِينَ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ. للستةِ إلا البخاريِّ (¬1). ¬
1521 - ولأبي داودَ، والنسائيِّ عن ابْنِ الزُّبَيْرِ نحوه، وفيه: كَانَ يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ إِذَا دَعَا وَلَا يُحَرِّكُهَا (¬1). ¬
1522 - وللترمذيِّ نحو ذلك عن عاصم بن كليبٍ الجرميِّ، عن أبيه، عن جده وفيه: وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ وَبسَطَ السَّبَّابَةَ وَهُوَ يَقُولُ: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)) (¬1). ¬
1523 - أبو يَعْقُوب: قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي، فَطَبَّقْتُ بَيْنَ كَفَّيَّ ثُمَّ وَضَعْتُهُمَا بَيْنَ فَخِذَيَّ، فَنَهَانِي أَبِي وَقَالَ: كُنَّا نَفْعَلُهُ فَنُهِينَا عَنْهُ، -[251]- وَأُمِرْنَا أَنْ نَضَعَ أَيْدِينَا عَلَى الرُّكَبِ. للشيخين، وأبي داودَ، والنسائيِّ. كذا ذكره فى الأصل في ترجمة: الجلوس، مع أنهم إنما ذكروه فى باب الركوع (¬1). ¬
1524 - ومن روايات مسلم له: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي، فَلَمَّا رَكَعْتُ شَبَّكْتُ أَصَابِعِي وَجَعَلْتُهُا بَيْنَ رُكْبَتَيَّ، فَضَرَبَ يَدَيَّ (¬1). ¬
1525 - وفي أخرى: ركعتُ فقلتُ بيدي هكذا. يعني: طَبَّقَ بهما ووضعهُمَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ. بنحوه (¬1). ¬
1526 - ابْنُ مَسْعُودٍ: عَلَّمَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - التَّشَهُّدَ، كفي بين كفيه كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رسول الله. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
1527 - وفى روايةٍ لأبي داودَ: ((إذا قلتَ هذا فقد قضيتَ صلاتَكَ، إن شئتَ أن تقومَ فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعدْ)) (¬1). ¬
1528 - وفي أخرى له: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّلَاةِ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى الله قَبْلَ عِبَادِهِ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَا تَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَى الله فَإِنَّ الله هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ)). فذكره إلى الصَّالِحِينَ، ثم قال: ((فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ ذَلِكَ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ لِيَتَخَيَّرْ أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُوَ بِهِ)). قال في الأصل: قال شريك (¬1). ¬
1529 - وفي رواية عنه: ِمِثْلِهِ قَالَ: وَكَانَ يُعَلِّمُنَاهُنَّ كَمَا يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ: اللهمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا، وَأَبْصَارِنَا، وَقُلُوبِنَا، وَأَزْوَاجِنَا، وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ، مُثْنِينَ بِهَا، قَابِلِيهَا، وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا. اهـ.
1530 - ولفظ أبي داود هو هذا. قال شريك: وحدثنا جامع، عن أبي وائل، عن عبد الله بمثله قال: وكان يعلمنا كلمات، ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد: اللهم ألف بين قلوبنا ... إلخ، اهـ (¬1). ¬
1531 - وفي روايةٍ للنسائيِّ: كُنَّا نَقُولُ: السَّلَامُ عَلَى الله، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ ومِيكَائِيلَ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَا تَقُولُوا)). الحديث (¬1). ¬
1532 - ولمسلمٍ، ولأصحابِ السنن، عن ابْنِ عَبَّاس: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، فَكَانَ يَقُولُ: ((التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ)). إلى آخره (¬1). ¬
1533 - وفي رواية: ((سَلَامٌ عَلَيْكَ، سَلَامٌ عَلَيْنَا)). بغير ألف ولام (¬1). ¬
1534 - وزاد البزار، و «الأوسط»:كان - صلى الله عليه وسلم - يعلمُنَا التشهدَ ويقول: ((تعلَّموا، فإنه لا صلاة إلاَّ بتشهدٍ)) (¬1). ¬
1535 - «وللكبيرِ» فى الدعاءِ بعد التشهدِ: ((سبحانكَ لا إله غيرك، اغفر لي ذنبي وأصلِحْ لي عملي، إنكَ تغفرُ الذنوبَ لمن تشاءُ، وأنت الغفورُ الرحيمُ، يا غفارُ اغفر لي، يا توابُ تبْ عليَّ، يا رحمنُ ارحمني، يا عفو اعفُ عني، يا رءوف ارؤف بي، يارب أوزعني أن أشكرَ نعمتَكَ التي أنعمت عليَّ، وطوَّقني حسنَ عبادتِك، يارب أسألكَ من الخيرِ كله، وأعوذ بكَ من الشَّرِ كلِه، ياربِّ افتح لي بخيرٍ، واختم لي بخيرٍ، وآتني شوقًا إلى لقائِكَ من غير ضرَّاءٍ مضرةٍ، ولا فتنةٍ مضلةٍ، وقني السيئاتِ، ومن تق السيئاتِ يومئذٍ فقد رحمتَه، وذلك الفوزُ العظيمُ)) (¬1). ¬
1536 - وفي روايةٍ: ((اللهم إنا نسألُكَ من الخيرِ كله، عاجلِه وآجلِه، ما علمنا منه وما لم نعلم، وأعوذُ بكَ من الشَّرِ كلهِ عاجلِه وآجلِه، ما علمنا منه ومالم نعلم، اللهم إنا نسألَكَ ما سألك عبادُكَ الصالحون، ونستعيذُ بكَ مما استعاذَ منه عبادُكَ الصالحون، ربنا آتنا في الدنيا حسنةَ وفي الآخرةِ حسنةً، وقنا عذابَ النارِ، ربنا آمنا فاغفرْ لنا ذنوبَنَا وكفِّر عنا سيئاتِنا وتوفَّنا مع الأبرارِ، ربنا وآتنا ما وعدتَنا على رسلِكَ، ولا تخزِنَا يومَ القيامةِ، إنك لا تخلفُ الميعادَ)) (¬1). ¬
1537 - وفي أخرى بضعف: قال: علمني - صلى الله عليه وسلم - التحيات لله - إلى قوله ورسوله - وزاد: ((اللهم صلِّ على محمدٍ وأهلِ بيتهِ كما صليتَ على إبراهيمَ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، اللهم صلِّ علينا معهم، اللهم بارك على محمدٍ وعلى أهلِ بيتِه كما باركتَ على إبراهيمَ، إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهم بارك علينا معهم، صلوات الله وصلواتُ المؤمنين على محمدٍ النبيِّ الأميِّ، السلامُ عليه ورحمةَ الله وبركاتُه)) (¬1). ¬
1538 - وللنسائيِّ عن (أبي موسى) رفعه: ((إِذَا كَانَ عِنْدَ الْقَعْدَةِ فَلْيَكُنْ مِنْ أَوَّلِ قَوْلِ أَحَدِكُمْ: التَّحِيَّاتُ لله، الطَّيِّبَاتُ، الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله -[254]- وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وحده لا شريك له، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ)) (¬1). ¬
1539 - وله (عن جَابِرٍ: كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ بِسْمِ الله وَبِالله، التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ. إلى آخر تشهد ابن مسعود. وزاد فى آخره: ((أَسْأَلُ الله الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِالله مِنَ النَّارِ)) (¬1). ¬
1540 - ولمالكٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَشَهَّدُ. بِسْمِ الله، التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ، شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، شَهِدْتُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله. يَقُولُ هَذَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَييْنِ، وَيَدْعُو إِذَا قَضَى تَشَهُّدَهُ بِمَا بَدَا لَهُ، فَإِذَا جَلَسَ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ تَشَهَّدَ كَذَلِكَ أَيْضًا، إِلَّا أَنَّهُ يُقَدِّمُ التَّشَهُّدَ، ثُمَّ يَدْعُو بِمَا بَدَا لَهُ، وإِذَا أَرَادَ أَنْ يُسَلِّمَ قَالَ: السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ. ثم يقول: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى الْإِمَامِ، وإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ عَنْ يَسَارِهِ رَدَّ عَلَيْهِ (¬1). ¬
1541 - زاد رزين: وقال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمرهُ بذلك.
1542 - وله أيضًا: أنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ إِذَا تَشَهَّدَتِ: التَّحِيَّاتُ، الطَّيِّبَاتُ، الصَّلَوَاتُ، الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ (¬1). ¬
1543 - وله عن عمرَ: وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يُعَلِّمُ النَّاسَ التَّشَهُّدَ يَقُولُ: قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ، الطَّيِّبَاتُ، الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ. إلى آخرِ تشهدِ ابن مسعودٍ (¬1). ¬
1544 - ولأبي داودَ، والترمذي: كان ابْن مَسْعُودٍ يقول: مِنَ السُّنَّةِ إخفاء التَّشَهُّدَ (¬1). ¬
1545 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ، وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بفاتحة الكتاب وَسُورَةٍ فِي فَرِيضَةٍ وغَيْرِهَا)). للترمذيِّ (¬1). ¬
1546 - نَافِعُ: أن ابْنُ عُمَرَ كان إذا صلَّى أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ، وَأَتْبَعَهَا بَصَرَهُ وقَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَهِيَ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنَ الْحَدِيد)) (¬1). للبزارِ، وأحمدَ بلينٍ (¬2). ¬
1547 - الأسودُ: كانَ ابنُ مسْعودٍ يُعلمنا التشهدَ في الصلاة، فيأخذُ عَليْنا الألفَ والواوَ. للبزارِ (¬1). ¬
1548 - و «للكبيرِ»: قلنا يحفظُ عنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كما يحْفَظُ حُروفُ القُرآنِ الوَاوات والألِفاتِ (¬1). ¬
1549 - البهزيُّ: سألْتُ الحسَيْن بنَ علَيٍّ عَنْ تَشهدِ عَليٍّ قالَ: هو تَشهدُ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: التحياتُ للهِ والصلواتُ، الطيباتُ، الغَادِياتُ، الرائحاتُ، الزاكِيات، المبارَكاتُ، الطاهِراتُ للهِ. للكبيرِ والأوسطِ (¬1). ¬
1550 - وفيهِ: الناعِماتُ (السابِقات) (¬1) (¬2). ¬
1551 - أبو الورد (¬1): سَمِعَ عبْدَ الله بنَ الزبيْر يقُولُ: إن تَشهدَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: باسْمِ الله، وبالله، خيُر الأسْماء، التحياتُ الطيباتُ الصلواتُ للهِ، أشْهدُ أنْ لا إله إلا الله، وحْدَه لاشَريكَ لهُ وأن مُحمداً عَبدُه ورسُولهُ، أرْسلَه بالحق بشيراً ونَذيراً، وأن -[256]- الساعةَ آتيةٌ لاريْبَ فِيها، السلامُ عليْكَ أيها النبيُّ ورحْمةُ الله وبرَكاتهُ، السلامُ عَليْنا وعلَى عِبادِ الله الصالحين، اللهم اغْفِر لي واهْدِني. للبزارِ، و ((الكبيرِ)) بلينٍ (¬2). ¬
1552 - ابنُ مسعودٍ: أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ: ((السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
1553 - زاد النسائي: حتى يرى بياضُ خدِه من ها هنا، وبياضُ خدِه من ها هنا (¬1). ¬
1554 - سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ قال: أَمَّا بَعْدُ، أَمَرَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ أَوْ حِينَ انْقِضَائِهَا فَابْدَءُوا قَبْلَ التَّسْلِيمِ فَقُولُوا: التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ وَالْمُلْكُ لِلَّهِ، ثُمَّ سَلِّمُوا عَلَى قَارِئِكُمْ، وَعَلَى أَنْفُسِكُمْ. لأبي داود (¬1). ¬
1555 - جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله. وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْجَانِبَيْنِ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((عَلَامَ تُومِئُونَ بِأَيْدِيكُمْ، كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ، وإِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ عَلَى أَخِيهِ مَنْ عن يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ)). لمسلمٍ، والنسائيِّ، وأبي داودَ (¬1). ¬
1556 - وله: ((إنما يَكْفِي أَحَدَكُمْ أن يقول هكذا -وأشار بإصبعه- ليسَلِّمَ عَلَى أَخِيهِ مِنْ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِنْ عَنْ شِمَالِهِ)) (¬1). ¬
1557 - عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُسَلِّمُ فِي الصَّلَاةِ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، ثم يَمِيلُ إِلَى الشِّقِّ الْأَيْمَنِ شَيْئًا. للترمذيِّ (¬1). ¬
1558 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((حَذْفُ السَّلَامِ سُنَّةٌ)).للترمذيِّ، وأبي داودَ (¬1). ¬
1559 - عَائِشَةُ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سَلَّمَ لَم يَقْعُدْ إِلَّا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ: اللهمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. لمسلم، والترمذيِّ (¬1). ¬
1560 - وَاسِعُ بْنُ حَبَّانَ: كُنْتُ أُصَلِّي وَعَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى جِدَارِ (الكعبةِ) (¬1)، فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلَاتِي انْصَرَفْتُ إِلَيْهِ مِنْ قِبَلِ شِقِّي الْأَيْسَرِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَنْصَرِفَ عَنْ يَمِينِكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ وانْصَرَفْتُ إِلَيْكَ. فقَالَ: إِنَّكَ قَدْ أَصَبْتَ، إِنَّ قَائِلًا يَقُولُ: انْصَرِفْ عَنْ يَمِينِكَ، وإِذَا كُنْتَ تُصَلِّي فَانْصَرِفْ حَيْثُ شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ عَنْ يَمِينِكَ، وَإِنْ شِئْتَ عَنْ يَسَارِكَ. لمالكٍ (¬2). ¬
1561 - ابنُ مسعودٍ قال: لَا يَجْعَلْ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ شَيْئًا مِنْ صَلَاتِهِ، يَرَى أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ لَا يَنْصَرِفَ إِلَّا عَنْ يَمِينِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَثِيرًا يَنْصَرِفُ عَنْ يَسَارِهِ (¬1). ¬
1562 - ابْنُ عَبَّاسٍ قال: إنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ كَانَ عَلَى عَهْدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ (¬1). ¬
1563 - وفي روايةٍ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلَاةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا بِالتَّكْبِيرِ. هما للشيخينِ، وأبي داودَ، والنسائيِّ (¬1). ¬
الأفعال الممتنعة في الصلاة والجائزة
الأفعال الممتنعة في الصلاة والجائزة
1564 - زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ فِي الصَّلَاةِ حَتَّى نَزَلَتْ {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ وَنُهِينَا عَنِ الْكَلَامِ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
1565 - ابنُ مسعودٍ قَالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة فَيَرُدُّ عَلَيْنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ سَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ في الصلاة فَتَرُدُّ عَلَيْنَا، فقَالَ: ((إِنَّ فِي الصَّلَاةِ شُغْلًا)). للشيخين، والنسائيِّ ، وأبي داودَ (¬1). ¬
1566 - وله وفى رواية: فَقَدِمْتُ عليه - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُصَلِّي فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، فَأَخَذَنِي مَا قَدُمَ وَمَا حَدثَ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: ((إِنَّ الله يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ وَإِنَّ مما أَحْدَثَ أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ)) فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ (¬1). ¬
1567 - مُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ الله. فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَا ثُكْلَ أمَّاه مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي سَكَتُّ فَلَمَّا صَلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ- فَوَالله مَا كَهَرَنِي، وَلَا ضَرَبَنِي، وَلَا شَتَمَنِي، فقَالَ: ((إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ))، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَقَدْ جَاءَ الله بِالْإِسْلَامِ، وَإِنَّ مِنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ. قَالَ: ((فَلَا تَأْتِهِمْ)) قَالَ: وَمِنَّا رِجَالٌ (يَتَطَيَّرُونَ) (¬1). قَالَ: ((ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ فَلَا يَصُدَّنَّهُمْ)) قَالَ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ. قَالَ: ((كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ)). قَالَ: وَكَانَتْ لِي -[259]- جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ، فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّئبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمنا، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ فقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَفَلَا أُعْتِقُهَا. قَالَ: ((ائْتِنِي بِهَا)) فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ لَهَا: ((أَيْنَ الله)) قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. قَالَ: ((مَنْ أَنَا؟)) قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ الله. قَالَ: ((أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ)). لمسلمٍ، وأبي داودَ، والنسائيٍّ (¬2). ¬
1568 - عَمْرُو بنُ ميمونة: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَرَأَ فِي الصُّبْحِ سُورَةَ النِّسَاءِ فَلَمَّا قَالَ: {وَاتَّخَذَ الله إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} قَالَ رَجُلٌ خَلْفَهُ: قُرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ. للبخاريِّ (¬1). ¬
1569 - أبو الدَّرْدَاءِ: قَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ: ((أَعُوذُ بِالله مِنْكَ))، ثُمَّ قَالَ: ((أَلْعَنُكَ بِلَعْنَة الله تعالى)) ثَلَاثًا وَبَسَطَ يَدَهُ على يده (¬1) كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، قَدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ شَيْئًا لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذَلِكَ وَرَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ. قَالَ: ((إِنَّ عَدُوَّ الله إِبْلِيسَ جَاءَ بِشِهَابٍ مِنْ نَارٍ؛ لِيَجْعَلَهُ فِي وَجْهِي، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِالله مِنْكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُلْتُ: أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ الله التَّامَّةِ فَلَمْ يَسْتَأْخِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَرَدْتُ أَخْذَهُ وَالله لَوْلَا دَعْوَةُ أَخِينَا سُلَيْمَانَ لَأَصْبَحَ مُوثَقًا تلْعَبُ بِهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ)). لمسلم، والنسائيِّ (¬2). ¬
1570 - أبو هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تكلم فى الصلاة ناسِياً فبنَى عَلى ماصَلى. ((للأوسط)) بلين (¬1) ¬
1571 - ابنُ مسعودٍ رفعه: ((مَرَّ عَلَيَّ الشَّيْطَانُ فَأَخَذْتُهُ وخَنَقْتُهُ حَتَّى لأحدُ بَرْدَ لِسَانِهِ فِي يَدَيَّ، فَقَالَ: أَوْجَعْتَنِي أَوْجَعْتَنِي)). لأحمد بانقطاع (¬1) ¬
1572 - مُعَيْقِيبُ: سئل النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن من يُسَوِّي التُّرَابَ حَيْثُ يَسْجُدُ؟ قَالَ: ((إِنْ كُنْتَ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً)). للستة إلا ((الموطأ)) (¬1). ¬
1573 - أبو ذَرٍّ رفعه: ((إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَلَا يَمْسَحِ الْحَصَا فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
1574 - ولمَالِك: مَسْحُ الْحَصْبَاءِ مَسْحَةً وَاحِدَةً، وَتَرْكُهَا خَيْرٌ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ. موقوف على أبي ذر (¬1). ¬
1575 - وعنه رفعه: ((لَا يَزَالُ الله مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ وهو فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ فَإِذَا التفت انْصَرَفَ عَنْهُ)). لأبي داودَ، والنسائيِّ (¬1). ¬
1576 - عَائِشَةُ سَأَلْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الِالْتِفَاتِ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: ((هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ الْعَبْدِ)). للشيخين، والنسائيِّ (¬1). ¬
1577 - أَنَسُ رفعه: ((مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصلاة)) فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قال: ((لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ)). للبخاريِّ، وأبي داودَ، والنسائيِّ، والترمذيِّ (¬1). ¬
1578 - قَالَ له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَالِالْتِفَاتَ فِي الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ الِالْتِفَاتَ فِي الصَّلَاةِ هَلَكَةٌ فَإِنْ كَانَ ولَا بُدَّ فَفِي التَّطَوُّعِ لَا فِي الْفَرِيضَةِ)) (¬1). ¬
1579 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَلْحَظُ فِي الصَّلَاةِ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَلَا يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ. للترمذيِّ، والنسائيِّ (¬1). ¬
1580 - مُعَاذُ بن أنس رفعه: ((الضَّاحِكُ فِي الصَّلَاةِ وَالْمُلْتَفِتُ، وَالْمُفَقِّعُ أَصَابِعَهُ)). لأحمد و ((الكبير)) بلين (¬1). ¬
1581 - جابرُ: رفعه: ((لايقْطعُ الصلاةَ الكُشرُ ولكن يقْطَعها القَهْقَهة)). ((للصغير)) (¬1) ¬
1582 - أبو هُرَيْرَةَ: نهِى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْخَصْرِ فِي الصَّلَاة. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
1583 - عَائِشَةُ: أنها كَانَتْ تَكْرَهُ أَنْ يَجْعَلَ يَدَهُ فِي خَاصِرَتِهِ وَتَقُولُ: إِنَّ الْيَهُودَ تَفْعَلُهُ. للبخاري (¬1). ¬
1584 - ولرزين: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الاختصار في الصلاة وغيرها. 1585 - زِيَادُ بْنُ صَبِيحٍ الْحَنَفِي: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ فَوَضَعْتُ يَدَيَّ عَلَى خَاصِرَتَيَّ فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ: هَذَا الصَّلْبُ فِي الصَّلَاةِ، وَكَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْهُ. للنسائيِّ، وأبي داودَ بلفظه (¬1). ¬
1586 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ: سَأَلْتُ نَافِعًا عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي وَهُوَ مُشَبِّكٌ يَدَيْهِ فقَالَ: سمعت ابْن عُمَرَ يقول: تِلْكَ صَلَاةُ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ. لأبي داود (¬1). ¬
1587 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَا غِرَارَ فِي صَلَاةٍ وَلَا تَسْلِيمٍ)). لأبي داودَ، وقَالَ أَحْمَدُ: يَعْنِي في مَا أَرَى أَنْ لَا تُسَلِّم ويُسَلَّم عَلَيْكَ، وَيُغَرِّرُ الرَّجُلُ بِصَلَاتِهِ فَيَنْصَرِفُ وَهُوَ فِيهَا شَاكٌّ (¬1). ¬
1588 - عثمانُ: دَخلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المسْجدَ فَرأى فيهِ ناساً يُصلون رافِعي أيْديهم إلَى السماء فَشدد فيهِ. لرزين (¬1). ¬
1589 - ابْنُ عُمَرَ خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى مسجد قُبَاءَ فَجَاءَتْهُ الْأَنْصَارُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقُلْتُ لِبِلَالٍ: كَيْفَ رَأَيْته - صلى الله عليه وسلم - -[262]- يَرُدُّ عَلَيْهِمْ حِينَ كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي؟ قَالَ: هَكَذَا، -وَبَسَطَ كَفَّهُ، وَجَعَلَ بَطْنَهُ إلى أَسْفَلَ وظَهْرَهُ إِلَى فَوْقٍ. للترمذيِّ، وأبي داودَ بلفظه (¬1). ¬
1590 - عَائِشةُ قَالَتْ: جئت يومًا من خارجٍ ورَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي في البيت، وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ فَاسْتَفْتَحْتُ فتقدم وفَتَحَ لِي، ثُمَّ رَجَعَ القهقرى إِلَى مُصَلَّاهُ فأتم صلاته (¬1). ¬
1591 - وفي رواية للنسائيِّ: اسْتَفْتَحْتُ الْبَابَ وَرَسُولُ الله (يُصَلِّي تَطَوُّعًا، وَالْبَابُ عَلَى الْقِبْلَةِ (¬1). ¬
1592 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((اقتلوا الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ الْحَيَّةَ والْعَقْرَبَ)). هما لأصحاب السنن (¬1). ¬
1593 - وعنه: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ السَّدْلِ فِي الصَّلَاةِ، وَأَنْ يُغَطِّيَ الرَّجُلُ فَاهُ. للترمذيِّ، وأبي داودَ (¬1). ¬
1594 - بريدةُ رفعه: ((ثلاثٌ منَ الجفاءِ أنْ يَبولَ الرجُل قائمًا أوْ يمسَحَ جَبْهتهُ قبْلَ أنْ يفُرغ مِنْ صلاتِه أو ينْفُخ فى سُجُودهِ)). للبزار، و ((الأوسط)) (¬1). ¬
1595 - أُمُّ سَلَمَةَ: رَأَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - غُلَامًا لَنَا -يُقَالُ: لَهُ أَفْلَحُ- إِذَا سَجَدَ نَفَخَ فَقَالَ: ((يَا أَفْلَحُ تَرِّب وَجْهَك)). للترمذيِّ (¬1). ¬
1596 - الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ: كُنَّا بِالْأَهْوَازِ نُقَاتِلُ الْحَرُورِيَّةَ، فَبَيْنَا أَنَا عَلَى جُرُفِ نَهَرٍ إِذَ جاء رَجُلٌ فقام يُصَلِّي، فإِذَا لِجَامُ دَابَّتِهِ بِيَدِهِ فَجَعَلَتِ الدَّابَّةُ تُنَازِعُهُ وَجَعَلَ يَتْبَعُهَا، قَالَ: -[263]- أبو شُعْبَة هُوَ أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ يَقُولُ: اللهمَّ افْعَلْ بِهَذَا الشَّيْخِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الشَّيْخُ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ قَوْلَكُمْ، وَإِنِّي غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سِتَّ غَزَوَاتٍ أَوْ سَبْعَ أو ثَمَانِيَ وَشَهِدْتُ بتَيْسِيرَه وَإِنِّي إِنْ كُنْتُ أرجِعَ مَعَ دَابَّتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَدَعَهَا تَرْجِعُ إِلَى مَأْلَفِهَا فَيَشُقُّ عَلَيَّ. للبخاريِّ (¬1). ¬
1597 - ولرزين نحوه وفيه: فجاءَ أبو برزةَ على فرس فصلَّى وخلَّى فرسَه فانطلقت الفرسُ فترك صلاتَه وتبعها حتَّى أدركهَا فأخذها ثُمَّ جاءَ فقضى صلاتَه. وفيه: قال: إنَّ منزلي متراخ فلو صليتُ وتركتُه لم آتِ أهلي إلى الليلِ.
1598 - عَائِشَةُ: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ كَاعْتِرَاضِ الْجَنَازَةِ. للستَّةِ إلا الترمذيَّ (¬1). ¬
1599 - ومن رواياته: فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي (¬1). ¬
1600 - ومنها: قالت: مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ عروةُ: فَقُلْنَا الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ. فَقَالَتْ: إِنَّ الْمَرْأَةَ لَدَابَّةُ سَوْءٍ! لَقَدْ رَأَيْتُنِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مُعْتَرِضَةً كَاعْتِرَاضِ الْجَنَازَةِ وَهُوَ يُصَلى (¬1). ¬
1601 - ومنها: أنه: ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ؟ فذكر الْكَلْبُ، وَالْحِمَارُ، وَالْمَرْأَةُ فَقَالَتْ: لقد شَبَّهْتُمُونَا بِالْحُمُرِ وَالْكِلَابِ، وَالله لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي، وَإِنِّي عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مُضْطَجِعَةً، فَتَبْدُو لِيَ الْحَاجَةُ فَأَكْرَهُ أَنْ أَجْلِسَ فَأُوذِيه - صلى الله عليه وسلم -، فَأَنْسَلُّ مِنْ قبل رِجْلَيْهِ (¬1). ¬
1602 - ومنها: كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَرِجْلَايَ فِي قِبْلَتِهِ، فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، وإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا، وَالْبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مَصَابِيحُ (¬1). ¬
1603 - عنها رفعته: ((لَا يَقْطَعُ صَلَاةَ الْمُسْلِمِ شَيْءٌ إِلَّا الْحِمَارُ وَالْكَافِرُ وَالْكَلْبُ وَالْمَرْأَةُ)). قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ الله، لَقَدْ قُرِنَّا بِدَوَابِّ سُوءٍ (¬1). ¬
1604 - أبو ذَرٍّ رفعه: ((إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الْحِمَارُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ والمرأةُ)) قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا بَالُ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْكَلْبِ الْأَحْمَرِ مِنَ الْكَلْبِ الْأَصْفَرِ؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، سَأَلْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ: ((الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ)). لمسلم (¬1). ¬
1605 - الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ: زَارَنا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي بَادِيَةٍ وَلَنَا كُلَيْبَةٌ وَحِمَارَةٌ، فَصَلَّى الْعَصْرَ وَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَمْ يُزْجَرَا وَلَمْ يُؤَخَّرَا (¬1). ¬
1606 - كَثِيرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَبِي وِدَاعَةَ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ، وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ولَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ سُتْرَةٌ. هما لأبي داودَ، والنسائيِّ (¬1). ¬
1607 - قلت: جوده القزويني، فقال: كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهميِّ، عن أبيه، عن المطلب قال: رأيت النبيَّ، بنحوه (¬1). ¬
1608 - أبو سَعِيدٍ: قَالَ: لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ، وَادْرَءُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ. للستة إلا الترمذيِّ (¬1). ¬
1609 - وفي رواية: قال أبو صَالِحٍ السَّمَّانُ: رَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ يُصَلِّي إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ، فَأَرَادَ شَابٌّ مِنْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَدَفَعَ أَبُو سَعِيدٍ فِي صَدْرِهِ، فَنَظَرَ الشَّابُّ فَلَمْ يَجِدْ مَسَاغًا إِلَّا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعَادَ لِيَجْتَازَ، فَدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ أَشَدَّ مِنَ الْأُولَى، فَنَالَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى مَرْوَانَ فَشَكَا إِلَيْهِ مَا لَقِيَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَدَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ خَلْفَهُ عَلَى مَرْوَانَ، فَقَالَ: مَا لَكَ وَلِابْنِ أَخِيكَ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلْيَدْفَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَان)) (¬1). ¬
1610 - وفي أخرى: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فأراد ابْنٍ لِمَرْوَانَ أن يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَدَرَأَهُ فَلَمْ يَرْجِعْ، فَضَرَبَهُ، فَخَرَجَ الْغُلَامُ يَبْكِي حَتَّى أَتَى مَرْوَانَ وأَخْبَرَهُ، فَقَالَ مَرْوَانُ لِأَبِي سَعِيدٍ: لِمَ ضَرَبْتَ ابْنَ أَخِيكَ؟ قَالَ: مَا ضَرَبْتُهُ، إِنَّمَا ضَرَبْتُ الشَّيْطَانَ، سَمِعْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ، بنحوه (¬1). ¬
1611 - مَالِكٌ بَلَغَهُ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ كَانَ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْ الصُّفُوفِ وَالصَّلَاةُ قَائِمَةٌ (¬1). ¬
1612 - أنسٌ رفعه: ((سُتْرةُ الإمامِ سُتْرةُ مَنْ خَلْفه)). للأوسطِ بضعف (¬1) ¬
1613 - أَبُو جُهَيْمٍ رفعه: ((لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ، لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ)). قَالَ أَبُو النَّضْرِ: لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً. للستةِ (¬1). ¬
1614 - وللترمذيِّ: رُوِيَ: ((لَأَنْ يَقِفَ أَحَدُكُمْ مِائَةَ عَامٍ)) (¬1). ¬
1615 - ولمالكٍ عن كَعْبِ الْأَحْبَارِ موقوفًا: لَكَانَ أَنْ يُخْسَفَ بِهِ خَيْرًا لَهُ. الحديث (¬1). ¬
1616 - يَزِيدُ بْنُ نِمْرَانَ: رَأَيْتُ رَجُلًا بِتَبُوكَ مُقْعَدًا، فذكر أنه مرَّ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى حِمَارٍ -وَهُوَ يُصَلِّي- فَقَالَ: ((اللهمَّ اقْطَعْ أَثَرَهُ)) قال: فَمَا مَشَيْتُ عَلَيْهَا بَعْدُ (¬1). ¬
1617 - وفى رواية: ((قَالَ قَطَعَ صَلَاتَنَا قَطَعَ الله أَثَرَهُ)). لأبي داود (¬1). ¬
1618 - ابْنُ عَبَّاسٍ: جِئْتُ وأَنَا غُلَامٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى حِمَارٍ، وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي، فَنَزَلَ وَنَزَلْتُ، فتَرَكْنَا الْحِمَارَ أَمَامَ الصَّفِّ فَمَا بَالَاهُ. للستةِ (¬1). ¬
1619 - زاد أبو داود: وجاءتْ جاريتانِ من بني عبد المطلب، فدخلتا بين الصفِ، فما بالى ذلك (¬1). ¬
1620 - وفي رواية له: ((إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى غَيْرِ السُتْرَةٍ، فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الْحِمَارُ، وَالْخِنْزِيرُ، وَالْيَهُودِيُّ، وَالْمَجُوسِيُّ، وَالْمَرْأَةُ، وَيُجْزِئُ عَنْهُ إِذَا مَرُّوا بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى قَذْفَةٍ بِحَجَرٍ)) (¬1). ¬
1621 - وفي أخرى: ((يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ الْحَائِضُ، وَالْكَلْبُ)) (¬1). ¬
1622 - وفى أخرى: ((لَا تُصَلُّوا خَلْفَ النيام ولا خلفَ المتحلقين، ولا المتحدثينَ)) (¬1). ¬
1623 - وفي أخرى: أَنه - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي فَذَهَبَ جَدْيٌ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَتَّقِيهِ (¬1). ¬
1624 - وفي أخرى عن ابنِ عمرو بن العاص: فَجَاءَتْ بَهْمَةٌ تَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَا زَالَ يُدَارِئُهَا حَتَّى ألَصَقَ بَطْنَهُ بِالْجِدَارِ، وَمَرَّتْ مِنْ وَرَائِهِ (¬1). ¬
1625 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَنْصِبْ عَصاةً، فَإِنْ لَمْ يجد فَلْيَخْطُطْ خَطًّا، ثُمَّ لَا يَضُرُّهُ مَا مَرَّ أَمَامَهُ)). لأبي داودَ. وقال: قالوا الخط بالطول، وقالوا: بالعرض مثل الهلال (¬1). ¬
1626 - طَلْحَةُ بنُ عبيد الله رفعه: ((إِذَا وَضَعَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ فَلْيُصَلِّ، وَلَا يُبَالِ مَنْ مَرَّ وَرَاءَ ذَلِك)). لمسلمِ، والترمذيِّ، وأبي داودَ، وقال: قال عطاء: آخرة الرحل ذراعٌ فما فوقَه (¬1). ¬
1627 - سَبْرَةُ بنُ معبد رفعه: ((يسُتْر الرَّجُل فِي صلاتِه السَّهْمُ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ بِسَهْمٍ)). لأحمدَ، والموصليِّ، والكبيرِ (¬1). ¬
1628 - ابْنُ عُمَرَ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا خَرَجَ يَوْمَ الْعِيدِ أَمَرَ بِالْحَرْبَةِ فَتُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا وَالنَّاسُ وَرَاءَهُ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السَّفَرِ، فَمِنْ ثَمَّ اتَّخَذَهَا الْأُمَرَاءُ. للشيخينِ، وأبي داودَ (¬1). ¬
1629 - وعنه: أنه - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُعَرِّضُ رَاحِلَتَهُ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا. للشيخين، وأبي داودَ والترمذيِّ، وهو لمالكٍ موقوفًا (¬1). ¬
1630 - الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي إِلَى عُودٍ، وَلَا عَمُودٍ وَلَا شَجَرَةٍ إِلَّا جَعَلَهُ عن جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ أَوِ الْأَيْسَرِ، وَلَا يَصْمُدُ لَهُ صَمْدًا (¬1). ¬
1631 - سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ رفعه: ((إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى سُتْرَةٍ فَلْيَدْنُ مِنْهَا، لَا يَقْطَعِ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ)). هما لأبي داودَ (¬1). ¬
1632 - أبو قَتَادَةَ: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَلِأَبِي الْعَاصِ: فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا (¬1). ¬
1633 - وفي رواية: رَأَيْته - صلى الله عليه وسلم - يَؤُمُّ النَّاسَ وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ السُّجُودِ أَعَادَهَا. للستة إلاَّ الترمذيَّ (¬1). ¬
1634 - عَائِشَةُ رفعته: ((إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ يذهب يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ)). للستة (¬1). ¬
1635 - ابْنُ عَبَّاسٍ: إنَّهُ رَأَى عَبْدَ الله بْنَ الْحَارِثِ يُصَلِّي وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ مِنْ وَرَائِهِ، فَجَعَلَ يَحُلُّهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قال لابْنِ عَبَّاسٍ: مَا لَكَ وَلرَأْسِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّمَا مَثَلُ هَذَا مَثَلُ الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ)). لمسلمِ، وأبي داودَ، والنسائيِّ (¬1). ¬
1636 - ولهما عن أبي سَعِيدِ الْمَقْبُرِيِّ: أنَّ أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَهُوَ يُصَلِّي قَائِمًا، وَقَدْ عقص ضَفْرَهُ فِي قَفَاهُ، فَحَلَّهَا، فَالْتَفَتَ حَسَنٌ إِلَيْهِ مُغْضَبًا، فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: أَقْبِلْ عَلَى صَلَاتِكَ وَلَا تَغْضَبْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ)) يَعْنِي: مَقْعَدَ الشَّيْطَانِ. يَعْنِي: مَغْرَزَ ضَفْرِهِ (¬1). ¬
1637 - عَبْدُ الله بْنُ الأَرْقَمَ وكَانَ يَؤُمُّ أَصْحَابَهُ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ يَوْمًا، فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: إني سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِذَا أراد أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ فَلْيَبْدَأْ بِهِ قَبْلَ الصَّلَاةِ)). لأصحابِ السنن، و ((الموطأِ)) (¬1). ¬
1638 - وله عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ وَهُوَ ضَامٌّ بَيْنَ وَرِكَيْهِ (¬1). ¬
1639 - عائشةُ: قال ابْن أَبِي عَتِيقٍ: تَحَدَّثْتُ أَنَا وَالْقَاسِمُ عِنْدَ عَائِشَةَ، وَكَانَ رَجُلًا لَحَّانًا، وَكَانَ لِأُمِّ وَلَدٍ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: مَا لَكَ لَا تَحَدَّثُ كَمَا يَتَحَدَّثُ ابْنُ أَخِي هَذَا، أَمَا إِنِّي عَلِمْتُ مِنْ أَيْنَ أُتِيتَ هَذَا، أَدَّبَتْهُ أُمُّهُ وَأَنْتَ أَدَّبَتْكَ أُمُّكَ. فَغَضِبَ الْقَاسِمُ وَأَضَبَّ عَلَيْهَا، فَلَمَّا رَأَى مَائِدَةَ عَائِشَةَ قَدْ أُتِيَ بِهَا قَامَ، قَالَتْ: إلى أَيْنَ؟ قَالَ: أُصَلِّي. قَالَتِ: اجْلِسْ. قَالَ: إِنِّي أُصَلِّي. قَالَتِ اجْلِسْ غُدَرُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لَا صَلَاةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلَا هُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَان)). لأبي داودَ، ومسلمِ بلفظهِ (¬1). ¬
1640 - ابنُ عباسٍ رفعه: ((إذا قامَ أحدُكم في الصلاةِ فَلا يُغمض عيْنيِه)). للطبرانيِّ بمدلسٍ (¬1). ¬
1641 - ابنُ عمرو بن العاص رفعه: ((لا يُصلينَ أحدُكُم وثَوبهُ علَى أنْفهِ، فإن ذلكَ (خَطْمُ) (¬1) الشيطانِ)). ((للكبيرِ)) و ((الأوسطٍ)) بلين (¬2). ¬
1642 - ابنُ عباسٍ: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يمسحُ العرقَ عَنْ وجْهه في الصلاةِ. ((للكبيرِ)) بضعفٍ (¬1). ¬
1643 - الحسنُ قال: كانَ رسوُلُ الله - صلى الله عليه وسلم - يمسُّ لحيَتهُ في الصلاةِ. للموصليِّ بإرسالِ الحسنِ (¬1). ¬
1644 - عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَفَعَهُ: ((الْعُطَاسُ وَالنُّعَاسُ وَالتَّثَاؤُبُ فِي الصَّلَاةِ، وَالْحَيْضُ وَالْقَيْءُ وَالرُّعَافُ مِنَ الشَّيْطَانِ)). للترمذيِّ (¬1). ¬
1645 - ابنُ مسعودٍ قالَ: إذا فُرضتِ الصلاةُ فلا تخرجْ منها إلَى غَيْرها. للطبراني (¬1). ¬
1646 - عائشةُ: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَبيتُ فُينادِيه بلالٌ، فيغْتَسل ثم يخرجُ فيصلي، فأسمعُ بكاءهُ. للموصليِّ مطولاً (¬1). ¬
1647 - مُطَرِّف عَنْ أَبِيهِ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الرَّحَى مِنَ الْبُكَاءِ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داودَ (¬1). ¬
1648 - وللنسائيِّ: وَلِجَوْفِهِ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ (¬1). ¬
فضل صلاة الجماعة، والمشي إلى المساجد، وانتظار الصلاة
فضل صلاةِ الجماعة، والمشي إلى المساجدِ، وانتظارِ الصلاةِ
1649 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((تفضلُ صلاة (الجمع) (¬1) صلاةَ أحدِكم وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا)). لمالك، والترمذي (¬2). ¬
1650 - وللشيخينِ، والنسائيِّ بزيادةٍ: ((وَتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الفجر)) ثم يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (¬1). ¬
1651 - وعنه رفعه: ((صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةِ تضَعفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَحُطت عَنْهُ خَطِيئَةٌ فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ: اللهمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللهمَّ ارْحَمْهُ، وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ)). للستةِ إلا النسائيَّ (¬1). ¬
1652 - وفى رواية: ((فإذا دخل المسجدَ، كان فِي الصَلَاةٍ مَا كانت الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ)) (¬1). ¬
1653 - وزاد: ((اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهمَّ تُبْ عَلَيْهِ مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ أو يُحْدِثْ)) (¬1). ¬
1654 - وزاد فى الموطأ قال: فَإِنْ قَامَ مِنْ مُصَلَّاهُ وجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ لَمْ يَزَلْ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يُصَلِّيها (¬1). ¬
1655 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً)). للبخاريِّ، وأبي داودَ (¬1). ¬
1656 - وزاد: ((فَإِذَا صَلَّاهَا فِي فَلَاةٍ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا بَلَغَتْ خَمْسِينَ)) (¬1). ¬
1657 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً)). للستَّةِ إلا أبا داودَ (¬1). ¬
1658 - أبو هريرة، وابنُ عباسٍ، رفعاه: ((إن منْ حافَظَ علَى هؤلاءِ الصلواتِ الخمْسِ المكْتوباتِ في جَماعةٍ، كانَ أوّلَ منْ يَجُوز علَى الصراطِ كالَبْرق اللامعِ، وحَشَرهُ الله فى أوَّلِ زُمرةٍ مِنَ التابِعينَ، وكانَ لهُ في كل يْومٍ وليلٍة حافظَ علْيهن كأجرِ ألْفِ شَهيدٍ قُتلوا في سَبيلِ الله)). ((للأوسط)) بمدلس (¬1). ¬
1659 - أبو الدَّرْدَاءِ رفعه: ((مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ، وَلَا بَدْوٍ، ولَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ من الغنم الْقَاصِيَةَ)). قَالَ السَّائِبُ: يَعْنِي بِالْجَمَاعَةِ: الصَّلَاةَ فِي الْجَمَاعَةِ. زاد رزين: ((وإن ذئبَ الإنسانِ الشيطانُ، وإذا خلا به أكله)) لأبي داود، والنسائيِّ (¬1). ¬
1660 - أبو سَعِيدٍ: جَاءَ رَجُلٌ وَقَدْ صَلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((أَيُّكُمْ يَتَّجِرُ عَلَى هَذَا؟)) فَقَامَ رَجُلٌ فَصَلَّى مَعَهُ. للترمذيِّ، وأبي داودَ (¬1). ¬
1661 - عثمانُ رفعه: ((من صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ)). لمالكٍ، ومسلمٍ بلفظهِ (¬1). ¬
1662 - ولأبي داودَ، والترمذيِّ: ((مَنْ شهد الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ له قِيَامُ نِصْفِ لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ له قِيَامُ لَيْلَةٍ)) (¬1). ¬
1663 - عائشةُ، رفعته: ((لو يَعلمُ الناسُ ما فى شُهودِ العَتَمةِ ليلةَ الارْبعاءِ لأتوْها ولَو ْحَبْواً)) (¬1). ¬
1664 - ابنُ عمر رفعه: ((من صلَّى العِشاءَ فى جماعةٍ وصلَّى أرْبعَ ركَعَاتٍ قبلَ أنْ يخْرجَ من المسْجِدِ، كانَ كعِدلِ ليلِة القَدرْ)). هما ((للأوسطِ)) بضعفٍ (¬1). ¬
1665 - أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ صَلَّى بِنَا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا الصُّبْحَ فلمَّا سلَّم قَالَ: ((أَشَاهِدٌ فُلَانٌ)) قَالُوا: لَا قَالَ: ((أَشَاهِدٌ فُلَانٌ)) قَالُوا: لَا. قَالَ: ((إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ أَثْقَلُ الصَّلَوَاتِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَيْتُمُوهُا وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الرُّكَبِ وَإِنَّ الصَّفَّ الْأَوَّلَ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ وَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا فَضِيلَتُهُ لأبْتَدَرْتُمُوهُ، فإِنَّ صَلَاةَ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، َصَلَاتُهُ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ وَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى الله)). لأبي داود، والنسائيِّ (¬1). ¬
1666 - أَنَسُ رفعه: ((مَنْ صَلَّى أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ لم تفته التَّكْبِيرَةُ الْأُولَى كَتَبَ الله لَهُ بَرَاءَتَينِ بَرَاءَةٍ مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةٍ مِنَ النِّفَاقِ)). للترمذي (¬1). ¬
1667 - عمرُ رفعه: ((من صلَّى فى مَسجدٍ جَماعةً أرْبعينَ لَيلةً لا تُفوته الركعةُ الأولى مِن صلاةٍ كتَبَ الله لهُ عتقًا مِنَ النار)). لرزين (¬1). ¬
1668 - ابْنُ عَبَّاسٍ: سئل عَنْ رَجُلٍ يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، ولَا يَشْهَدُ الجماعة. وَلَا الجمعة قَالَ: ((هذا فِي النَّارِ)). للترمذي (¬1). ¬
1669 - أبو أُمَامَةَرفعه: ((مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ أَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إلى المسجد إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا ذلك كان أَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ)).لأبي داود (¬1). ¬
1670 - أُبيُّ بْنُ كَعْبٍ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لا أعلم أحدًا أبعد من المسجدِ منه، وكَانَت لَا تُخْطِئُهُ صلَاةٌ فقيل لَهُ، أو قُلْتُ لَهُ: لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تركبهُ في الظَلْمَاءِ وفي الرَّمْضَاءِ، قال: ما يسرُّني أن مَنزِلي إلى جنبِ المسجدُ، إني أريدُ أن يُكتبَ لي ممشايَ إلى المسجدِ، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((قد جمع الله لَكَ ذلك كله)) (¬1). ¬
1671 - وفي روايةٍ: ((أَعْطَاكَ الله ذَلِكَ كُلَّهُ، أَعْطَاكَ الله مَا احْتَسَبْتَ كُلَّهُ أَجْمَعَ)). لمسلمٍ وأبي داودَ (¬1). ¬
1672 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ مِنَ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْرًا)). لأبي داود (¬1). ¬
1673 - جَابِرُ قَالَ خَلَتِ الْبِقَاعُ حَوْلَ الْمَسْجِدِ، فَأَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَنْتَقِلُوا قُرْبِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُمْ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ الْمَسْجِدِ)) قَالُوا: نَعَمْ فَقَالَ: ((بَنِي سَلِمَةَ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ)) فقالوا: ما كان يسرُّنا أنا كنا تَحوَّلنا. لمسلمٍ (¬1). ¬
1674 - وللبخاري عَنْ أَنَسٍ نحوه، وفيه: فَكَرِهَ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُعْرَى الْمَدِينَةُ (¬1). ¬
1675 - ابنُ مسعود مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى الله غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هذه الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ الله شَرَعَ لِنَبِيِّكمُ سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، ولَوْ أنكم صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كما يصلى هذا المتخلف فى بيته، لَتَرَكْتُم سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُموها لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رجلٍ -[275]- يتطهرُ فَيُحْسِنُ الطهورَ، ثُمَّ يعمدُ إِلَى مسجدٍ من هذه المساجدِ إِلَّا كَتَبَ الله لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وْ يَرْفَعهُ بِهَا دَرَجَةً، وحُطَّ عنه بها سيئةٌ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومٌ النِفَاق وَلَقَدْ كان الرَّجُل يؤتى به يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ (¬1) فِي الصَّفِّ. لمسلم، وأبي داودَ، والنسائي (¬2). ¬
1676 - بُرَيْدَةُ رفعه: ((بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). لأبي داودَ، والترمذي (¬1). ¬
1677 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مُنْتَظِرُ الصَّلَاةِ بَعْدَِ الصَّلَاةِ كَفَارِسٍ اشْتَدَّ (¬1) بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ الله عَلَى كَشْحِهِ، وَهُوَ فِي الرِّبَاطِ الْأَكْبَرِ)). لأحمدَ، و ((الأوسطِ)) (¬2). ¬
1678 - وعنه رفعه: ((مَا تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ الله لَهُ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ لِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ)). للقزويني (¬1). ¬
1679 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((أَتَانِي اللَّيْلَة آت من رَبِّي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قلت: لبيَّكَ ربِّي وسعديك، قال: هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ (¬1) الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أعلمٌ، فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ، أَوْ قَالَ فِي نَحْرِي، فَعَلِمْتُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، أو قال: ما بينَ المشرقِ والمغربِ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ أتَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: نَعَمْ فِي الدرجاتِ، وَالْكَفَّارَات، ونقلِ الْأَقْدَامِ إِلَى [الْجَمَاعَاتِ] (¬2)، وَإِسْبَاغ الْوُضُوءِ فِي السبراتِ المكروهاتِ، وانتظارِ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ، ومن حافظَ عليهِنَّ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ ذنوبهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ قلتُ: لبيكَ وسعديكَ، فقال: إِذَا صَلَّيْتَ فَقُلِ: اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، -[276]- وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ. قَالَ: وَالدَّرَجَاتُ إِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ)). للترمذي (¬3). ¬
أحكام الجماعة والإمام والمأموم
أحكام الجماعة والإمام والمأموم
1680 - أبو هُرَيْرَةَ: أَتَى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ أَعْمَى، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّهُ لَيْسَ لي (¬1) قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ أَنْ يُرخِّصَ لَهُ فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ، قَالَ: ((هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ؟)) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَأَجِبْ)). لمسلمٍ، والنسائي (¬2). ¬
1681 - وعنه رفعه: ((أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حِزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ)). للستة (¬1). ¬
1682 - وزاد في رواية: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ، لَشَهِدَ الْعِشَاءَ)). للستةِ إلا الترمذي (¬1). ¬
1683 - ابْنُ عُمَرَ: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ، أَوْ ذَاتُ مَطَرٍ فِي السَّفَرِ، أَنْ يَقُولَ: ((أَلَا صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ)) (¬1). ¬
1684 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنِ اتِّبَاعِهِ عُذْرٌ))، قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: ((خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ، لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّى)). لأبي داودَ (¬1). ¬
1685 - أبو مَسْعُودٍ البدري رفعه: ((يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ الله، فَإِنْ كانوا في القراءة سَوَاءً، فَلْيَؤُمَّهُمْ أَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فأقدمهمََ سِنًّا، وَلَا يؤمُ الرَّجُلُ في سُلْطَانِهِ، وَلَا يَجْلِسْ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ)). لمسلمٍ، وأصحابِ السننِ (¬1). ¬
1686 - وفى روايةٍ: ((لَا يُؤَمُّ الرَّجُلُ فِي بَيْتِهِ، وَلَا فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يُجْلَسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ)) (¬1). ¬
1687 - ابنُ عمر رفعه: ((من أمَّ قوماً وفيهِم من هُو أقْرأُ لِكتابِ الله منهُ، لَم يَزلْ في سِفالٍ إلَى يَوْمِ القيِامةَ)). ((للأوسطِ)) (¬1). ¬
1688 - مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ رفعه: ((إذا زارَ أحدُكم قومًا فلا يُصَلينَّ بِهم)). لأصحابِ السنن (¬1). ¬
1689 - عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ: كُنَّا بِحَاضِرٍ، يَمُرُّ بِنَا النَّاسُ إِذَا أَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فإِذَا رَجَعُوا أَخْبَرُونَا أنه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ كَذَا، وقال كَذَا وَكُنْتُ غُلَامًا حَافِظًا فَحَفِظْتُ مِنْ ذَلِكَ قُرْآنًا كَثِيرًا، فَانْطَلَقَ أَبِي وَافِدًا إِلَى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَعَلَّمَهُمُ الصَّلَاةَ وقَالَ: ((يَؤُمُّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ)) وَكُنْتُ أَقْرَأَهُمْ؛ لِمَا كُنْتُ أَحْفَظُ، فَقَدَّمُونِي فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ وَعَلَيَّ بُرْدَةٌ صَغِيرَةٌ، إِذَا سَجَدْتُ انكشفت عَنِّي، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: وَارُوا عَنَّا عَوْرَةَ قَارِئِكُمْ، فَاشْتَرَوْا لِي قَمِيصًا عُمَانِيًّا، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ ما فَرِحْتُ بِهِ، فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ. أَوْ ثَمَانِ. للنسائي، والبخاري، وأبي داودَ سياقهُ (¬1). ¬
1690 - ابْنُ عُمَرَ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ المدينةَ، كَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَفِيهِمْ عُمَرُ. للبخاري، وأبي داودَ (¬1). ¬
1691 - عَائِشَةُ: كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِنَ الْمُصْحَفِ. للبخاري فى ترجمةِ باب (¬1). ¬
1692 - أَنَسُ: اسْتَخْلَفَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ، يَؤُمُّ النَّاسَ، وَهُوَ أَعْمَى. لأبي داودَ (¬1). ¬
1693 - أمُّ وَرَقَةَ بِنْت نَوْفَلٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، ائْذَنْ لِي فِي الْغَزْوِ مَعَكَ، أُمَرِّضُ المَرْضَى، وأُداوِي الجَرْحَى، لَعَلَّ الله يَرْزُقَنِي الشَهَادَة فقَالَ لها - صلى الله عليه وسلم -: ((قَرِّي فِي بَيْتِكِ، فَإِنَّ الله يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ)) فَكَانَتْ تُسَمَّى الشَّهِيدَةُ، وَكَانَتْ قَرَأَت الْقُرْآنَ، فَاسْتَأْذَنَتْهُ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَتَّخِذَ فِي دَارِهَا مُؤَذِّنًا، فَأَذِنَ لَهَا، وَكَانَتْ دَبَّرَتْ غُلَامًا وَجَارِيَةً، فَقَامَا إِلَيْهَا بِاللَّيْلِ، فَغَمَّاهَا بِقَطِيفَةٍ لَهَا حَتَّى مَاتَتْ وَذَهَبَا، فَأَصْبَحَ عُمَرُ فَقَامَ فِي النَّاسِ مَنْ عِنْدَهُ مِنْ هَذَيْنِ عِلْمٌ فَلْيَجِئْ بِهِمَا، فَأَمَرَ بِهِمَا فَصُلِبَا فَكَانَا أَوَّلَ مَصْلُوبٍ بِالْمَدِينَةِ. وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَزُورُهَا فِي بَيْتِهَا، وَأَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَأَنَا رَأَيْتُ مُؤَذِّنَهَا شَيْخًا كَبِيرًا. لأبي داودَ (¬1). ¬
1694 - عمرُو الأنصاري: سألتُ واثلَة بنَ الأسْقعِ عَن الصلاةِ خلْفَ القَدَري فقالَ: لا تُصلي خَلْفهُ، وأنا لَوْ كُنْتُ صَليتُ خَلْفهَ لأعدْتُ صَلاتِي. ((للكبير)) بلينٍ (¬1). ¬
1695 - معاذٌ رفعه: ((أطِعْ كلَّ أميرِ، وصلِّ خَلْفَ كلِّ إمامٍ، ولا تَسبنَّ أحداً مِنْ أصْحابي)). ((للكبير)) بانقطاع (¬1). ¬
1696 - شيخٌ مِنْ طيء قال: مرَّ ابنُ مسعودٍ علَى مسْجدٍ لَنا، فتقدَّمَ رجلٌ مْنُهم فَقَرأ بفاتحةِ الكتِابِ، ثم قالَ: نحج بْيتَ ربنا ونَقْضى الدَيْنَ، وهوُ مِثْلُ القَطَواتِ يَهْوين، فقال عبد الله: {ما سَمِعنا بهذا فى الملةِ الآخِرَة إنْ هذا إلا اخْتلاق}، فانْصرف عبدُ الله. ((للكبيرِ))، وفيه: الشيخُ من طيئ (¬1). ¬
1697 - عُبَيْدُ الله بْنُ عَدِيِّ قال لعُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ: إِنَّكَ إِمَامُ العَامَّةٍ، وَنَزَلَ بِكَ مَا نَرَى، وَيُصَلِّي لَنَا إِمَامُ فِتْنَةٍ، وَنَتَحَرَّجُ من الصَّلَاةُ معه، فقال: الصلاة أَحْسَنُ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ، فَإِذَا أَحْسَنَ النَّاسُ فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ، وَإِذَا أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ. للبخاري (¬1). ¬
1698 - ابْنُ عَمْرٍو بنُ العاص رفعه: ((ثَلَاثَةٌ لَا تَقْبَلُ مِنْهُمْ صَلَاةٌ: مَنْ تَقَدَّمَ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَرَجُلٌ أَتَى الصَّلَاةَ دِبَارًا وَالدِّبَارُ أَنْ يَأْتِيَهَا بَعْدَ أَنْ تَفُوتَهُ، وَرَجُلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّرَة)). لأبي داودَ (¬1). ¬
1699 - أبو أُمَامَةَ: ((ثَلَاثَةٌ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ آذَانَهُمُ: الْعَبْدُ الْآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)). للترمذي (¬1). ¬
1700 - جَابِرُ قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّي بِقَوْمِهِ، فَأَخَّرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً الْعِشَاءَ، فَصَلَّى مُعَاذٌ مَعَه، ثُمَّ جَاءَ يَؤُمُّ قَوْمَهُ فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ، فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَصَلَّى، فَقِيلَ له: نَافَقْتَ يَا فُلَانُ، فَقَالَ: مَا نَافَقْتُ، وأَتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنَّ مُعَاذًا يُصَلِّي، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّنَا فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ فَقَالَ: ((يَا مُعَاذُ -[280]- أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟، اقْرَأْ بِكَذَا، اقْرَأْ بِكَذَا)) قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} (¬1). ¬
1701 - وفي روايهٌ: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجلٍ: ((كَيْفَ تَصْنَعُ يَا ابْنَ أَخِي إِذَا صَلَّيْتَ؟)) قَالَ: أَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَأَسْأَلُ الله الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّار، ِ وَإِنِّي لَا أَدْرِي مَا دَنْدَنَتُكَ وَدَنْدَنَةُ مُعَاذٍ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنِّي وَمُعَاذًا حَوْلَ هَاتَيْنِ نُدَنِدنُ)). للشيخين، والنسائي، وأبي داودَ بلفظِهِ (¬1). ¬
1702 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فيهم الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ والكبيرَ)). للستةِ (¬1). ¬
1703 - زاد فى روايةٍ: ((وذا الحاجة)) (¬1). ¬
1704 - أَنَسُ رفعه: ((إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ أُرِيدُ أن أُطيلَها، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي، لِمَا أَعْلَمُ مِنْ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ)). للشيخينِ، والترمذي، والنسائي (¬1). ¬
1705 - سَالِمُ بنُ النَّضْرِ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حِينَ تُقَامُ الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ، إِذَا رَآهُمْ قَلِيلًا جَلَسَ، وَإِذَا رَآهُمْ جَمَاعَةً صَلَّى. لأبي داود (¬1). ¬
1706 - الْمُغِيرَةُ رفعه: ((لَا يُصَلِّ الْإِمَامُ فِي مَوْضِعِه الَّذِي صَلَّى فِيهِ المكتوبة حَتَّى يَتَحَوَّلَ)). لأبي داود (¬1). ¬
1707 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ، أَوْ يَتَأَخَّرَ عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ)). لأبي داودَ (¬1). ¬
1708 - وللبخاري يذكر عنه، رفعه: ((لا يتطوعُ الإمامُ فى موضِعِهِ)).ولم يصح (¬1). ¬
1709 - وله عَنْ نَافِعٍ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي فِي مَكَانِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ الْفَرِيضَةَ. وَفَعَلَهُ الْقَاسِمُ (¬1). ¬
1710 - أُمُّ سَلَمَةَ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سَلَّمَ يَمْكُثُ فِي مَقَامِهِ (¬1) يَسِيرًا فنُرَى -وَالله أَعْلَمُ- لِكَيْ يَنْصَرِفَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ الرِّجَالِ. لأبي داودَ، والنسائي، والبخاري بلفظِهِ (¬2). ¬
1711 - ثَوْبَانُ رفعه: ((ثَلَاثٌ (¬1) لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَفْعَلَهُنَّ: لَا يَؤُمُّ (¬2) رَجُلٌ قَوْمًا فَيَخُصُّ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ دُونَهُمْ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ، وَلَا يَنْظُرُ فِي قَعْرِ بَيْتٍ قَبْلَ أَنْ يَسْتَأْذِنَ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُم، وَلَا يُصَلِّي وَهُوَ حَقِنٌ حَتَّى يخَفَّفَ)). للترمذي، وأبي داودَ بلفظِهِ (¬3). ¬
1712 - أبو قَتَادَةَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: ((مَا شَأْنُكُمْ؟)) قَالُوا: اسْتَعْجَلْنَا إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: ((فَلَا تَفْعَلُوا، إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَعَلَيْكُمْ السَّكِينَةِ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا)). للشيخينِ (¬1). ¬
1713 - وعنه رفعه: ((إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي قد خرجتُ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ)). للستةِ إلا الموطأ (¬1). ¬
1714 - أبو بَكْرَةَ: أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ رَاكِعٌ، فَرَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((زَادَكَ الله حِرْصًا وَلَا تَعُدْ)). للبخاري، وأبي داودَ، والنسائي (¬1). ¬
1715 - مَالِكٌ قال: كان ابْنُ مَسْعُودٍ إِذَا أَعجَلَ يَدِبُّ إلى الصفِّ رَاكِعًا، وزيدُ بنُ ثابتٍ مِثلُهُ. لمالكٍ (¬1). ¬
1716 - ابنُ مسعودٍ قال: إذا ركَعَ أحدُكمُ فمشَى إلَى الصفِّ، فإنْ دَخلَ فى الصفِّ قَبْل أنْ يرفَعُوا رُءُوسَهم، فإنه يعتدُّ بِها، وإنْ رَفُعوا رُءُوسهم قَبْل أنْ يصلَ إلَى الصفِّ، فلا يعتدُّ بِها. ((للكبيرِ)) وفيه زيدُ بنُ أحمرَ (¬1). ¬
1717 - مُطَرِّفُ بنُ عَامِرٍ: لَا يَقُولُ الْقَوْمُ خَلْفَ الْإِمَامِ سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ، وَلَكِنْ يَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ. لأبي داود (¬1). ¬
1718 - سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بلغَه أَنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ كَانَ بَيْنَهُمْ شرُّ، فَخَرَجَ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ فِي أُنَاسٍ، فَحُبِسَ، وَحَانَتِ الصَّلَاةُ، وجَاءَ بِلَالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ تَؤُمَّ النَّاسَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَقَامَ بِلَالٌ وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَكَبَّرَ، وكبر النَّاسِ، وَجَاءَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَمْشِي فِي الصُّفُوفِ، حَتَّى قَامَ فِي الصَّفِّ فَأَخَذَ النَّاسُ فِي التَّصْفِيق، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ الْتَفَتَ، فَإِذَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فذهب يتأخَّرُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ أن امكث مكانَكَ فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيه، فَحَمِدَ الله ورَجَعَ الْقَهْقَرَى حَتَّى قَامَ فِي الصَّفِّ، فتَقَدَّمَ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى لِلنَّاسِ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ، مَا لَكُمْ حِينَ نَابَكُمْ شَيْءٌ فِي الصَّلَاةِ أَخَذْتُمْ في التَّصْفِيق، إِنَّمَا التَّصْفِيق لِلنِّسَاءِ، مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَقُلْ: سُبْحَانَ الله، فإنه لا يسمعه أحد حين يقول: سبحان الله إلا التفت، يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ بالنَّاسِ حِينَ أَشَرْتُ إِلَيْكَ؟)) فقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا كَانَ يَنْبَغِي لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. للستةِ إلا الترمذي (¬1). ¬
1719 - وفى رواية: أنه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِبِلَالٍ: ((إذا حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ وَلَمْ آتِكَ فَمُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ)) بنحوه. وفيه قال عِيسَى بْنِ أَيُّوبَ: التَّصْفِيق، تَضْرِبُ بِأُصْبعينِ من يمينِها على كفِّها اليسرى (¬1). ¬
1720 - أَنَسُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَضَّهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَنْصَرِفُوا قَبْلَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلَاةِ. لأبي داود (¬1). ¬
1721 - ابنُ مسعود قال: إذا تعايا الإمامُ، فلا تردن (¬1) عليه فإِنَّه كلامٌ. ((للكبير)) (¬2). ¬
1722 - عبادةُ بنُ الصامت: صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَعْضَ الصَّلَوَاتِ الَّتِي يَجْهَرُ فِيهَا، فَالْتَبَسَتْ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَالَ: ((هَلْ تَقْرَءُونَ إِذَا جَهَرْتُ؟)) فَقَالَ بَعْضُنَا: إِنَّا لنَصْنَعُ ذَلِكَ، قَالَ: ((فَلَا تفعلوا، أَنَا أَقُولُ مَا لِي أنَازَعُ الْقُرْآن، فَلَا تَقْرَءُوا بِشَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ إِذَا جَهَرْتُ إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ)). لأصحابِ السننِ (¬1). ¬
1723 - أبو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةٍ جَهَرَ فِيهَا فَقَالَ: ((هَلْ قَرَأَ مَعِي أحدٌ مِنْكُمْ آنِفًا؟)) قَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ)) فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا يجَهَرَ فِيهِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ. لمالك، وأصحابِ السننِ (¬1). ¬
1724 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الظُّهْرَ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ خَلْفَهُ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: ((أَيُّكُمْ قَرَأَ؟)) قَالَ رَجُلٌ: أَنَا فَقَالَ: ((قَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا)). لمسلم، وأبي داودَ، والنسائي (¬1). ¬
1725 - ابْنُ عُمَرَ كَانَ إِذَا فَاتَهُ شَيْءٌ مِنَ الصَّلَاةِ مَعَ الْإِمَامِ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ الْإِمَامُ، أَنَّهُ إِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ، قَامَ عَبْدُ الله فَقَرَأَ لِنَفْسِهِ فِيمَا يَقْضِي، وَجَهَرَ. لمالكٍ (¬1). ¬
1726 - شَبِيبُ بنُ رَوْحٍ عَنْ صْحَابي أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَقَرَأَ الرُّومَ فَالْتَبَسَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: ((مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُصَلُّونَ مَعَنَا لَا يُحْسِنُونَ الطُّهُورَ، إِنَّمَا يَلْبِسُ عَلَيْنَا الْقُرْآنَ أُولَئِكَ)). للنسائي (¬1). ¬
1727 - الْمُسَوَّرُ بْنُ يَزِيدَ الْمَالِكِي: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ فَتَرَكَ شَيْئًا لَمْ يَقْرَأْهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((فهَلَّا أَذْكَرْتَنِيهَا)) فقَالَ: كُنْتُ أرى أنَّها نُسِخَتْ. لأبي داودَ (¬1). ¬
1728 - مالكُ بَلغني: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بالناسِ صَلاةً يْجهَرُ فيها، فأسْقَط آيةً، فقال: ((يا فُلان هَلْ أسْقطت فى هذه السورةِ مِنْ شىءٍ؟)) قال: لا أدْرِي، ثم سألَ آخرَ حتى سأل اْثنينِ وثلاثةً كُلُّهم يُقولُ: لا أدْرِي فقال: ((هَلْ فيكم أبيُّ؟)) قالُوا: نَعَم، قالَ: ((فَهوَ لَها إذًا))، قال: ((يا أبىُّ هلْ أسقطتُ في هذه السورةِ مِنْ شيءٍ؟)) قال: نَعَم، آية كَذا، قال: ((ما مَنعَك أنْ تفَتْحَها عليَّ؟)) قال: ظننَتُ أَنَّها نُسِخت، أوْ رُفعِتْ، ثم قالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((ما بالُ أقْوامٍ يُتلَى عَلْيهم كِتابُ الله فلا يَدْرُونَ ما تُلِيَ منهُ مما تُرِكَ، هكذا خَرَجَتْ عَظَمةُ الله منْ قُلوبِ بني إِسرائيِل، فَشَهِدتْ أبدْانُهمن وغابَتْ قُلوبهَمُ، ولا يقْبلُ الله منْ عَبدٍ عَملاً حتى يَشْهَدَ بقَلبهِ مَعَ بدنهِ)). لرزين (¬1). ¬
1729 - ابنُ إِسْحَقَ رفعه: ((لَا يَفْتَحْ عَلَى الْإِمَامِ فِي الصَّلَاةِ)). لأبي داود بانقطاعٍ (¬1). ¬
1730 - ابْنُ عُمَرَ: سأله رجلٌ إِنِّي أُصَلِّي فِي بَيْتِي، ثُمَّ أُدْرِكُ الصَّلَاةَ في المسجدِ مَعَ الْإِمَامِ أَفَأُصَلِّي مَعَهُ؟ قَالَ لَهُ: نَعَمْ، قَالَ الرَّجُلُ: أَيَّتَهُمَا أَجْعَلُ صَلَاتِي؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَوَ ذَلِكَ إِلَيْكَ، إِنَّمَا ذَلِكَ إِلَى الله تعالى يَجْعَلُ أَيَّتَهُمَا شَاءَ. ((للموطأ)) (¬1). ¬
1731 - يَزِيدُ بْنُ عَامِرٍ: جِئْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو فِي الصَّلَاةِ فَجَلَسْتُ وَلَمْ أَدْخُلْ مَعَهُمْ فِي الصَّلَاةِ، فلما انْصَرَفَ رآني جَالِسًا فَقَالَ: ((أَلَمْ تُسْلِمْ يَا يَزِيدُ)) قلت: بَلَى يَا رَسُولَ الله قَدْ أَسْلَمْتُ، قَالَ: ((فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَعَ النَّاسِ فِي صَلَاتِهِمِْ؟)) قَالَ: إِنِّي كُنْتُ قَدْ صَلَّيْتُ فِي مَنْزِلِي، وأَحْسَبُ أَنْ قَدْ صليت، فَقَالَ: ((إِذَا جِئْتَ الصَّلَاةَ فَوَجَدْتَ النَّاسَ فَصَلِّ مَعَهُمْ، وَإِنْ كُنْتَ قَدْ صَلَّيْتَ تَكُنْ لَكَ نَافِلَةً، وَهَذِهِ مَكْتُوبَةٌ)). لأبي داود (¬1). ¬
1732 - ابْنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((كَيْفَ بِكُمْ إِذَا أَتَتْ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ لِغَيْرِ مِيقَاتِهَا؟)) قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: ((صَلِّ الصَّلَاةَ لِمِيقَاتِهَا، وَاجْعَلْ صَلَاتَكَ مَعَهُمْ سُبْحَةً)). لأبي داود (¬1). ¬
1733 - سُلَيْمَانُ مَوْلَى مَيْمُونَةَ: أَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عَلَى الْبَلَاطِ، والناس يُصَلُّونَ، فَقُلْتُ: أَلَا تُصَلِّي مَعَهُمْ؟ قَالَ: صَلَّيْتُ، وإِنِّي سَمِعْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لَا تُصَلُّوا صَلَاةً فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ)). لأبي داودَ، والنسائي (¬1). ¬
1734 - نَافِعُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ مَنْ صَلَّى الْمَغْرِبَ أَوِ الصُّبْحَ، ثُمَّ أَدْرَكَهُمَا مَعَ الْإِمَامِ فَلَا يَعُدْ لَهُمَا. لمالك (¬1). ¬
1735 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((يُصَلُّونَ لَكُمْ، فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ، وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ)). للبخاري (¬1). ¬
1736 - وعنه رفعه: ((إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ)). لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
1737 - وعنه: قالَ أبو الشَّعْثَاءِ: كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ رَجُلٌ يَمْشِي فَأَتْبَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ بَصَرَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم -. لمسلمٍ، وأصحابِ السننِ (¬1). ¬
أحكام الصفوف وشرائط الاقتداء
أحكامُ الصفوفِ وشرائطُ الاقتداءِ
1738 - أبو مَسْعُودٍ البدري: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلَاةِ وَيَقُولُ: ((اسْتَوُوا وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، لِيَلِيني مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)). قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ أَشَدُّ اخْتِلَافًا. للنسائي، ومسلم، وأبي داودَ (¬1). ¬
1739 - ولهما، وللترمذي عن ابنِ مسعودٍ نحوه، وفيه: ((وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ))، بعد ((ثم الذين يلونهم)) (¬1). ¬
1740 - ابنُ عباس: صليتُ مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقمتُ عن يساره، فأخذ بذؤابتيَّ فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ. للستة (¬1). ¬
1741 - مسعودُ غلامُ فروة: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَقَامَ معه أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَقَدْ عَرَفْتُ الْإِسْلَامَ، وَأَنَا مَعَهُمَا، فَجِئْتُ فَقُمْتُ خَلْفَهُمَا، فَدَفَعَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي صَدْرِ أَبِي بَكْرٍ، فَقُمْنَا خَلْفَهُ. للنسائي في قصةٍ (¬1). ¬
1742 - أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِصَلَاةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَقَامَ الصَّلَاةَ فصَفَّ الرِّجَالَ، وَصَفَّ خَلْفَهُمُ الْغِلْمَانَ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ. لأبي داود (¬1). ¬
1743 - ابْنُ عَبَّاسٍ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَعَائِشَةُ خَلْفَنَا تُصَلِّي معنا. للنسائي (¬1). ¬
1744 - سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ: أَمَرَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كُنَّا ثَلَاثَةً أَنْ يَتَقَدَّمَنَا أَحَدُنَا. للترمذي (¬1). ¬
1745 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا)). لمسلمٍ، وأصحابِ السننِ (¬1). ¬
1746 - أَنَسُ رفعه: ((سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ)). للشيخينِ، وأبي داودَ، والنسائي (¬1). ¬
1747 - وفي رواية: ((رُصُّوا صُفُوفَكُمْ، وَقَارِبُوا بَيْنَهَا، وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ، فَوَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَى الشيطان يتخللكم، ويَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصفوف كَأَنَّهَا الْحَذَفُ)) (¬1). ¬
1748 - وفي أخرى: ((اسْتَوُوا اسْتَوُوا اسْتَوُوا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي، كَمَا أَرَاكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ)) (¬1). ¬
1749 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا -[288]- فُرُجَاتٍ اِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ الله، وَمَنْ قَطَعَه قَطَعَهُ الله)). للنسائي، وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
1750 - عائشةُ رفعته: ((من سَدَّ فُرجةً فى صَفٍّ، رفَعهُ الله بها دَرجةً، وَبنَى لَه بْيتاً فى الجنَّةِ)). ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
1751 - ابنُ عباسٍ قال: علْيكُم بالصفِّ الأولِ، وعلْيكُم بالميمنَةِ مِنهُ، وإياكم والصفَّ بيْن السواري. ((للأوسطِ))، و ((الكبيرِ)) بضعفٍ (¬1). ¬
1752 - وعنه رفعه: ((من عَمَّرَ جانِبَ المسْجِد الأيسر لقِلَّةِ أهلهِ فلهُ أجْرانِ)). ((للكبير)) بمدلس (¬1). ¬
1753 - ابنُ مسعودٍ قال: إنما كُرهتِ الصلاةُ بْين السوارِي للواحِد والاثْنينِ. ((للكبيرِ)) (¬1). ¬
1754 - ابنُ عباسٍ رفعه: ((مَنْ نظَر الَى فُرجةٍ فى صفٍ فَليسُدَّها بنَفسه، فإنْ لَم يفْعلَ فمرَّ مارٌ فليتخُط علَى رَقَبتهِ، فإنهُ لا حُرمةَ لهُ)). ((للكبير)) بضعفٍ (¬1). ¬
1755 - عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مَحْمُودٍ: صَلَّيْنَا خَلْفَ أَمِيرٍ، فَاضْطَرَّنَا النَّاسُ فَصَلَّيْنَا بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فَلَمَّا صَلَّيْنَا قَالَ أَنَسُ: كُنَّا نَتَّقِي هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. لأصحاب السنن (¬1). ¬
1756 - وَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رَجُلًا يصَلِّي خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ. للترمذي، وأبي داود بلفظِهِ (¬1). ¬
1757 - الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ ثَلَاثًا، وَعَلَى الثَّانِي وَاحِدَةً. للنسائي (¬1). ¬
1758 - عَائِشَةُ رفعته: ((لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عَنِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ الله فِي النَّارِ)). لأبي داود (¬1). ¬
1759 - ابنُ عباس رفعه: ((مَنْ تركَ الصفَّ الأولَ مخافَةَ أنْ يْؤذِيَ أَحداً أضعْفَ الله لهُ أجرَ الصفِّ الأولِ)). ((للأوسطِ)) بضعفٍ (¬1) ¬
1760 - الْبَرَاءُ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَلَّلُ الصفوفَ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَى نَاحِيَةٍ، يَمْسَحُ صُدُورَنَا وَمَنَاكِبَنَا، وَيَقُولُ: ((لَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ)). لأبى داود، والنسائي (¬1). ¬
1761 - حِطَّانُ بْنُ عَبْدِ الله الرقاشي قال: صلَى بنا أبوموسَى، فلمَّا كانَ فى القعدةِ قالَ رجل: أُقِرَّتِ الصلاةُ بالبرِّ، والزكاة؟ فلمُا سلَّمَ أبو موسى قال: أيُّكم القائلُ هذه الكلمةَ؟ فأرَمَّ القومُ، فقال: يا حِطَّانُ لعلكَ قلتَها؟ قلتُ: لا، ولقد خِشيتُ أن تبكعني بها فقالَ: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يعلِّمُنا صلاتَنا وسنَّتنَا، فقال: ((إنما الإمامُ ليؤتمَّ بهِ، فإذا كبَّر فكبِّروا، وَإِذَا قالَ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ، يحببكم الله، وَإِذَاَ رَكَعَ فاركعوا، وإذا سَجَدَ فاسجدوا، وإذا رفعَ فارفعوا، فَإِنَّ الْإِمَامَ يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ قَالَ - صلى الله عليه وسلم - فَتِلْكَ بِتِلْكَ)). لمسلمِ، وأبي داودَ، والنسائي بلفظهِ (¬1). ¬
1762 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ -[290]- الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلَّوْا قِيَامًا، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلَّوْا قُعُودًا)). للشيخينِ، وأبي داودَ، والنسائي (¬1). ¬
1763 - أَنَسُ: سقطَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن فَرَسٍ فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْمَنُ، فَدَخَلنْا عليه نعودُهُ، فحَضِرتِ الصلاةُ فَصَلَّى بنا قَاعِدًا، فَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ قُعُودًا، فَلَمَّا قَضَى الصلاةَ قَالَ: ((إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وإذا سَجَدَ فاسجدوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعين)). للستة (¬1). ¬
1764 - وللبخاري قوله: ((وإذا صلى جالسًا فصَلُّوا جُلُوسًا)) هو في مرضِهِ القديم، وقد صلَّى في مرضِهِ الذي ماتَ فيهِ جالسًا، والنَّاسُ خلفَهُ قيامًا لم يأمرْهُم بالقعودِ، وإنمَّا يؤخذُ بالآخرِ فالآخرِ مِنْ أمرِه - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
1765 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا قَالَ: ((سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ)) قَالَ: ((رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ)). للقزويني (¬1). ¬
1766 - وعنه رفعه: ((أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ من ركوعٍ أو سجوِدٍ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يَجْعَلَ الله رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ، أَوْ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ)). للستةِ إلا مالكًا (¬1). ¬
1767 - وللكبير: ((أن يحولَ الله رأسَه رأسَ كلبٍ)) (¬1). ¬
1768 - وعنه قَالَ: ((الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَخْفِضُهُ قَبْلَ الْإِمَامِ، فَإِنَّمَا نَاصِيَتُهُ بِيَدِ شَيْطَانٍ)). لمالك (¬1). ¬
1769 - البراءُ: كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا قَالَ: ((سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ)) لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَضَعَ - صلى الله عليه وسلم - جَبْهَتَهُ عَلَى الْأَرْضِ. للستةِ إلا مالكًا (¬1). ¬
1770 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ مَعَ الْإِمَامِ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ كلَّها)). للشيخينِ (¬1). ¬
1771 - ولأبي داودَ: ((إِذَا جِئْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ وَنَحْنُ سُجُودٌ فَاسْجُدُوا، وَلَا تَعُدُّوهَا شَيْئًا، وَمَنْ أَدْرَكَ ركْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ)). و ((للموطأ)) نحو ذلكَ موقوفًا (¬1). ¬
1772 - ابنُ مسعودٍ: في الذي يفُوتُهُ بعْضُ الصلاةِ معَ الإمامِ قالَ: يجْعَلُ ما يُدرِكُ معِ الإمامِ آخِرَ صلاتِه. ((للكبير)) (¬1). ¬
1773 - وله بلينٍ: أن جُنُدباً ومَسْرُوقاً أَدْرَكَا ركعةً من المَغْرِبِ، فقَرأَ جُندُبٌ، ولم يقرأْ مسروقٌ خلفَ الإمامِ، فلما سلَّمَ الإمامُ قاما يقضيانِ، فجَلِسَ مسروقٌ في الثانيةِ والثالثةِ وقامَ جندبٌ في الثانيةِ، ولم يجِلسْ، فلمَّا انصرفا تذاكرا ذلكَ، فأتيَا ابنَ مسعودٍ فقالَ: كلٌّ قد أصابَ، واصنع كما يصنعُ مسروقٌ (¬1). ¬
1774 - هَمَّامُ بنُ الحارث: أَنَّ حُذَيْفَةَ أَمَّ النَّاسَ بِالْمَدَائِنِ عَلَى دُكَّانٍ، فَأَخَذَ أَبُو مَسْعُودٍ بِقَمِيصِهِ فَجَبَذَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُنْهَوْنَ عَنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: تذَكَرْتُ حِينَ مَدَدْتَنِي (¬1). ¬
1775 - عَمَّارُ أمَّ الناسَ بِالْمَدَائِنِ، وهو عَلَى دُكَّانٍ، وَالنَّاسُ أَسْفَلَ مِنْهُ، فَتَقَدَّمَ حُذَيْفَةُ إليهِ فَأَخَذَ بيَدهِ فَاتَّبَعَهُ عَمَّارٌ حَتَّى أَنْزَلَهُ من الدكَّانِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ -[292]- لَهُ حُذَيْفَةُ أَلَمْ تَسْمَعْ أن رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إِذَا أَمَّ أحدُكُم الْقَوْمَ فَلَا يَقُمْ فِي مَكَانٍ أَرْفَعَ مِنْ مكَانِهِم)) فقَالَ عَمَّارٌ: لِذَلِكَ اتَّبَعْتُكَ حِينَ أَخَذْتَ عَلَى يَدَيَّ. هما لأبي داود (¬1). ¬
1776 - سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: أنه سُئِلَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ الْمِنْبَرُ؟ فَقَالَ: مِنْ أَثْلِ الْغَابَةِ عَمِلَهُ فُلَانٌ مَوْلَى فُلَانَةٍ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَقَامَ عَلَيْهِ حِينَ وضِعَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وكَبَّرَ، وَقَامَ النَّاسُ خَلْفَهُ، فَقَرَأَ وَرَكَعَ، وَرَكَعَ النَّاسُ، ثُمَّ (يرَفَعَ) (¬1) رَأْسَهُ، ثُمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى، فَسَجَدَ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ ففعل مثل ذلك فَهَذَا شَأْنُهُ. للشيخينِ، وأبي داودَ، والنسائي (¬2). ¬
سجود السهو والتلاوة والشكر
سجودُ السَّهوِ والتلاوةِ والشكرِ
1777 - عَبْدُ الله بنُ مالك بْنِ بُحَيْنَةَ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ مِنِ اثْنَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، لَمْ يَجْلِسْ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ. للستةِ (¬1). ¬
1778 - وفي روايةٍ: فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فسَّبحُوا فَمَضَى، بنحوه (¬1). ¬
1779 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ -[293]- سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا (شَفْعنَ) (¬1) لَهُ صَلَاتَهُ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لِأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ)) (¬2). للستةِ إلا البخاريَّ. ¬
1780 - وفي روايةِ أبي داود: ((فَإِنْ كَانَتْ صَلَاتُهُ تَامَّةً كَانَتِ الرَّكْعَةُ نَافِلَةً وَالسَّجْدَتَانِ، وَإِنْ كَانَتْ نَاقِصَةً كَانَتِ الرَّكْعَةُ تَمَامًا لِصَلَاتِهِ، والسَّجْدَتَانِ مُرْغِمَتَيِ الشَّيْطَانِ)) (¬1). ¬
1781 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رفعه: ((إِذَا سَهَا أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ وَاحِدَةً صَلَّى أَوْ ثِنْتَيْنِ، فَلْيَبْنِ عَلَى وَاحِدَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَدْرِ ثِنْتَيْنِ صَلَّى أَوْ ثَلَاثًا فَلْيَبْنِ عَلَى ثِنْتَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَدْرِ ثَلَاثًا صَلَّى أَوْ أَرْبَعًا فَلْيَبْنِ عَلَى ثَلَاثٍ، وَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ)). للترمذيِّ (¬1). ¬
1782 - أبو هُرَيْرَةَ: صَلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (أَحدَ) (¬1) صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ -قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَكْثَرُ ظَنِّي الْعَصْرَ- رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَةٍ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَهَابَاه أَنْ يُكَلِّمَاهُ، وَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ فَقَالُوا: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟ وَرَجُلٌ، يَدْعُوهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذا الْيَدَيْنِ، فَقَالَ: يا نبي الله، أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتْ الصلاة؟ فَقَالَ: ((لَمْ أَنْسَ، وَلَمْ تُقْصَرْ))، قَالَ: بَلَى قَدْ نَسِيتَ. قال: ((صدق ذو اليدين)) فقام فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وكَبَّرَ (¬2). ¬
1783 - وفى روايةٍ: أنه أَتَى جِذْعًا فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَاسْتَنَدَ إِلَيْه مُغْضَبًا، فَقَال ذُو الْيَدَيْنِ: أَقُصِرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَنَظَرَ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَالَ: ((مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟)) فقَالُوا: صَدَقَ، لَمْ تُصَلِّ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثم سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ، ثُمَّ -[294]- سَجَدَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَفَعَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَرَفَعَ. قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّهُ قَالَ: وَسَلَّمَ (¬1). ¬
1784 - وفي أخرى: قُلْتُ لابن سيرين فِي سَجْدَتَيِ السَّهْوِ تَشَهُّدٌ؟ قَالَ: لَيْسَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ. للستة بلفظِ الشيخينِ (¬1). ¬
1785 - وفي أخرى: أنه صَلَّى الْعَصْرَ فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ، فَقَال ذُو الْيَدَيْنِ: أَقُصِرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ: ((كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ)) فَقَالَ: قَدْ كَانَ بَعْضُ ذَلِكَ، بنحوه (¬1). ¬
1786 - وفى أخرى: أنه صلى ركعتين من صلاة الظهر ثم سَلَّم، فأتاه رجلٌ من بني سليم فقال: أقُصَرتِ الصلاةُ؟ بنحوه (¬1). ¬
1787 - أبو بَكْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنُ أَبِي خيثمة: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ مِنْ إِحْدَى صَلَاتَيِ النَّهَارِ -الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ- فَسَلَّمَ مِنَ اثْنَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ ذُو الشِّمَالَيْنِ: -رجل من بني زُهْرةَ بنِ كِلاَبٍ- أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ يَا رَسُولَ الله أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ: ((مَا قَصُرَتِ الصَّلَاةُ، وَمَا نَسِيتُ)) فَقَالَ ذُو الشِّمَالَيْنِ: قَدْ كَانَ بَعْضُ ذَلِكَ. فَأَقْبَلَ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: ((أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟)) قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله. فَأَتَمَّ مَا بَقِيَ مِنَ الصَّلَاةِ ثُمَّ سَلَّمَ. لمالكٍ، ولأبي داودَ نحوه (¬1). ¬
1788 - وفِيهِ: وَلَمْ يَسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ (¬1). ¬
1789 - ابنُ مسعودٍ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خَمْسًا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: ((وَمَا ذَاكَ؟)) قَالُوا: صَلَّيْتَ خَمْسًا. فقَالَ: ((إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَذْكُرُ كَمَا تَذْكُرُونَ وَأَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ)) ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ. للستةِ إلا مالكًا (¬1). ¬
1790 - وفي روايةٍ: قال إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ: صَلَّى بِنَا عَلْقَمَةُ الظُّهْرَ خَمْسًا، فقالوا: يَا أَبَا شِبْلٍ قَدْ صَلَّيْتَ خَمْسًا. قَالَ: كَلَّا مَا فَعَلْتُ. قَالُوا: بَلَى، وَكُنْتُ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ وَأَنَا غُلَامٌ، فَقُلْتُ: بَلَى، صَلَّيْتَ خَمْسًا. قَالَ لِي: وَأَنْتَ يَا أَعْوَرُ تَقُولُ ذَلكَ! قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَانْفَتَلَ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الله: صَلَّى بِنَا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خَمْسًا، فَلَمَّا انْفَتَلَ تَوَشْوَشَ الْقَوْمُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: ((مَا شَأْنُكُمْ؟)) قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، هَلْ زِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: ((لَا)) قَالُوا: فَإِنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ خَمْسًا. فَانْفَتَلَ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ)) (¬1). ¬
1791 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ فِي ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْخِرْبَاقُ، وَكَانَ فِي يَدَيْهِ طُولٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، فَذَكَرَ لَهُ صَنِيعَهُ، وَخَرَجَ غَضْبَانَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّاسِ، فَقَالَ: ((أَصَدَقَ هَذَا؟)) قَالُوا: نَعَمْ. فَصَلَّى رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ. لمسلمٍ، وأبي داود، َوالنسائيِّ (¬1). ¬
1792 - ثَوْبَانُ رفعه: ((لِكُلِّ سَهْوٍ سَجْدَتَانِ بَعْدَ السلام)). لأبي داودَ (¬1). ¬
1793 - المغيرةُ قال الشَّعْبِيُّ: صَلَّى بِنَا فَنَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فَسَبَّحَ بِهِ الْقَوْمُ، وَسَبَّحَ بِهِمْ، فَلَمَّا صَلَّى بَقِيَّةَ صَلَاتِهِ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتي السَّهْوِ، ثُمَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ بِهِمْ مِثْلَ الَّذِي فَعَلَ. للترمذيِّ، ولأبي داودَ (¬1). ¬
1794 - عن زِيَاد بْنِ عِلَاقَةَ: صَلَّى بِنَا الْمُغِيرَةُ، بنحوه، إلاَّ أنَّه قال: فَلَمَّا أَتَمَّ صَلَاتَهُ سجد سجدة قبل السَّلامِ ثمَّ سلَّم (¬1). ¬
1795 - عبادةُ بنُ الصامت: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئلَ عنْ رجلٍ سَهَا فى صَلاتِه فلَم يدْرِ كَم صلى. قالَ: ((لِيعِد صَلاتَه، وليَسْجد سَجدتَيْن قاعداً)). ((للكبير)) بانقطاع (¬1). ¬
1796 - عائشةُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَها قبْل التمامِ، فسَجَد سَجْدتي السهوِ قَبْل أنْ يُسلّمَ، وقالَ: ((منْ سَها قبْل التمامِ سَجَد سَجدتى السهو قبْل أنْ يُسلم، وإذا سَها بعْدَ التَّمامِ سَجد سَجْدتىِ السهْو بَعْد أن يُسلم)). ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
1797 - قتادةُ: أنًَّ أنساً جهرَ في الظهرِ أو العَصْرِ، فلَم يسْجُد. ((للكبير)) بمختلطٍ (¬1) ¬
1798 - ابنُ مسعود، رفعه: ((لَيسَ فى صلاةِ الخْوفِ سَهْوٌ)). ((للكبير)) بضعف (¬1). ¬
1799 - مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى يَوْمًا، فَسَلَّمَ وَقَدْ بَقِيَتْ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةٌ، وخرج فَأَدْرَكَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: نَسِيتَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً، فرجع فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى لِلنَّاسِ رَكْعَةً، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ النَّاسَ، فَقَالُوا: أَتَعْرِفُ الرَّجُلَ؟ قُلْتُ: لَا، إِلَّا أَنْ أَرَاهُ، فَمَرَّ بِي رجُلٌ فَقُلْتُ: هَذَا هُوَ. فقَالُوا: هَذَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ الله. لأبي داود، والنسائيِّ (¬1). ¬
1800 - ابنُ مسعودٍ: أنَّ رسولَ الله تَكَلَّمَ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ. للنسائيِّ (¬1). ¬
1801 - مَالِكٌ: بَلَغَهُ أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنِّي لأَنسَى أوأُنسََّىّ لأسنَّ)) (¬1). ¬
1802 - أَبَو جُمُعَةَ حَبِيبُ بْنُ سِبَاعٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الْمَغْرِبَ ونسِيَ العصرَ، فقال لأصحابه: ((هل رأيتموني صَلَّيْتُ الْعَصْرَ؟)) قَالُوا: لا. فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فأذن، ثم أقام، فَصَلَّى الْعَصْرَ، ونقض الأولى، ثم صلَّى المغرب. لأحمدَ، و ((الكبير)) (¬1). ¬
1803 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَتا أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ، فَلِيَ النَّارُ)). لمسلمٍ (¬1). ¬
1804 - ابْنُ عُمَرَ: كَانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ السُّورَةَ الَّتِي فِيهَا السَّجْدَةُ فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ، حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا مَكَانًا لِمَوْضِعِ جَبْهَتِهِ في غيرِ وقتِ صلاةٍ. للشيخينِ، وأبي داودَ (¬1). ¬
1805 - وفي روايةٍ: أنه - صلى الله عليه وسلم - قَرَأَ عَامَ الْفَتْحِ سَجْدَةً، فَسَجَدَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، مِنْهُمُ الرَّاكِبُ وَالسَّاجِدُ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى إِنَّ الرَّاكِبَ لَيَسْجُدُ عَلَى يَدِه (¬1). ¬
1806 - رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ الله: أنَّ عُمرَ قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ بِسُورَةِ النَّحْلِ، حَتَّى جَاءَ السَّجْدَةَ، فنَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْقَابِلَةُ قَرَأَ بِهَا، حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما نَمُرُّ بِالسُّجُودِ، فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ. لمالك، والبخاريِّ (¬1). ¬
1807 - أبو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ: كُنْتُ أَقُصُّ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ فَأَسْجُدُ، فَنَهَانِي ابْنُ عُمَرَ، فَلَمْ أَنْتَهِ ثَلَاثَ مِرَات، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: إِنِّي صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ فَلَمْ يَسْجُدُوا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. لأبي داود (¬1). ¬
1808 - سالمُ: كانَ ابنُ عُمرَ إِذَا قَرأ بالسجدةِ بعْد الصبح يسْجُد ما لَم يُسِفرْ. لرزين (¬1). ¬
1809 - عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أقرأني رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خَمْسَ عَشْرَةَ سَجْدَةً فِي الْقُرْآنِ، مِنْهَا ثَلَاثٌ فِي الْمُفَصَّلِ، وَفِي سُورَةِ الْحَجِّ سَجْدَتَانِ (¬1). ¬
1810 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسْجُدْ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ مُنْذُ تَحَوَّلَ إِلَى الْمَدِينَةِ. هما لأبي داود (¬1). ¬
1811 - أبو الدَّرْدَاءِ رفعه: ((إنَّ في القرآن إِحْدَى عَشْرَةَ سَجْدَةً)). لأبي داود، والترمذيِّ (¬1). ¬
1812 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أفي الْحَجِّ سَجْدَتَانِ؟ قَالَ: ((نَعَمْ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْهُمَا فَلَا يَقْرَأْهُمَا)). للترمذيِّ، وأبي داودَ (¬1). ¬
1813 - ولمالكٍ عَنْ عُمَرَ: قَرَأَ الْحَج فَسَجَدَ فِيهَا سَجْدَتَيْنِ، وقَالَ: إِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ فُضِّلَتْ بِسَجْدَتَيْنِ (¬1). ¬
1814 - ابْنُ عَبَّاسٍ: قال له مجاهد: أَسْجُدُ فِي {ص} فَقَرَأَ {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ} حَتَّى أَتَى {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} فَقَالَ نَبِيُّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّنْ أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِي بِهِ. للبخاريِّ (¬1). ¬
1815 - وله، وللترمذيِّ، وأبي داودَ روايةُ عكرمة عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَيْست ص مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ، وَقَدْ رَأَيْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَسْجُدُ فِيهَا (¬1). ¬
1816 - وللنسائيِّ أنه - صلى الله عليه وسلم - سَجَدَ فِي ص، وَقَالَ: سَجَدَهَا دَاوُدُ تَوْبَةً، وَنَسْجُدُهَا شُكْرًا (¬1). ¬
1817 - أبو سَعِيدٍ: قَرَأَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سورة ص عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ، وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ آخَرُ قَرَأَهَا، فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ تَشَزَّنَ النَّاسُ لِلسُّجُودِ، فَقَالَ: ((إِنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نَبِيٍّ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُكُمْ تَشَزَّنْتُمْ فَنَزَلَ، وَسَجَدَ، وَسَجَدُوا)). لأبي داودَ (¬1). ¬
1818 - وعنه) أنه رأى رُؤْيَا أَنَه يكْتُبُ ص، فَلَمَّا بَلَغْ سجدتها رَأى الدَّوَاةَ وَالْقَلَمَ، وَكُلَّ شَيْءٍ بِحَضْرَته انْقَلَبَ سَاجِدًا قَالَ فَقَصَصْتُهَا عَلَى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَزَلْ يَسْجُدُ بِهَا. لأحمد (¬1). ¬
1819 - ابنُ مسعودٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَرَأَ والنَّجْمَ فَسَجَدَ فِيهَا، وَسَجَدَ مَنْ كان مَعَهُ، غَيْرَ أنَّ شَيْخًا مِنْ قريشٍ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًا أَوْ تُرَابٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا. ولقد رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا. للشيخينِ، وأبي داودَ، والنسائيِّ (¬1). ¬
1820 - وفي روايةٍ: أَوَّلُ سُورَةٍ نَزِلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ النَّجْمِ وفيها أنَّ الشيخَ: أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ. للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
1821 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سَجَدَ بِالنَّجْمِ، وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَالْمُشْرِكُونَ، وَالْجِنُّ، وَالْإِنْسُ. للبخاريِّ، والترمذيِّ (¬1). ¬
1822 - الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَيعَةَ: قَرَأَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ سُورَةَ النَّجْمِ، وَسَجَدَ مَنْ عِنْدَهُ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَأَبَيْتُ أَنْ أَسْجُدَ، وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ أَسْلَمَ الْمُطَّلِبُ. للنسائيّ (¬1). ¬
1823 - مخرمةُ بنُ نوفل: لمَّا أظْهرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الإسْلامَ أسْلَم أهلُ مكَّةَ كلُّهم، وذلكَ قبْل أنْ تُفرضَ الصلاةُ، حتى إنْ كانَ ليَقرأُ السجدةَ فيسْجُدونَ، ما يْستطيعُ بعضُهم أنْ يسْجُد من الزِّحَامِ، حتى قدِمَ رُؤساءُ قريشٍ: الوليدُ بنُ المغِيرةِ، وأبُو جهلٍ، وغَيرُهما، وكانُوا بالطائِفِ في أرضِهم فقالُوا: تَدَعُون دِينَ آبائِكم؟ فكَفَروا. ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
1824 - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: قَرَأْتُ عَلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النَّجْمِ فَلَمْ يَسْجُدْ فِيهَا. للستةِ إلا مالكًا. وقال أبوداود: وكان، زيد الإمام فلم يسجد (¬1). ¬
1825 - وفي رواية (النسائي) (¬1): أن عَطَاءَ سَأَلَ زَيْدَا عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ الْإِمَامِ فَقَالَ: لَا قِرَاءَةَ مَعَ الْإِمَامِ فِي شَيْءٍ. وَزَعَمَ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - {وَالنَّجْمِ} فَلَمْ يَسْجُدْ (¬2). ¬
1826 - أبو هُرَيْرَةَ: أنَّه صَلَى العشاءَ بالانشقاقِ فَسَجَدَ فقيل له: مَا هَذِهِ؟ قال: السَّجْدَةُ، بِهَا خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَا أَزَالُ أَسْجُدُ بِهَا حَتَّى أَلْقَاهُ. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
1827 - ولمسلم، وأصحاب السنن: قال: سجدنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في {إذا السماء أنشقت} و {أقرأ باسم ربك} (¬1). ¬
1828 - ابنُ مسعودٍ قال: من قَرأَ الأعْرافَ، والنجْم واقْرأْ باسْم ربك، فإنْ شاءَ ركَعَ وقدْ أجزأ عنهُ، وإنْ شاءَ سَجَدَ، ثمَّ قرأَ السُّورةَ (¬1). ¬
1829 - وفي روايةٍ قالَ: إذا كانَتِ السجدةُ آخِر السورةِ فارْكَعْ إنْ شِئْتَ، أوِ اسجد، فإن السجدةَ معَ الركعةِ. ((للكبير)) (¬1). ¬
1830 - عَائِشَةُ: كَانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ: ((سَجَدَ وَجْهِيَ لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
1831 - ابْنُ عَبَّاسٍ: جَاءَ رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، رَأَيْتُنِي اللَّيْلَةَ، وَأَنَا نَائِمٌ كَأَنِّي أُصَلِّي خَلْفَ شَجَرَةٍ، فَسَجَدْتُ فَسَجَدَتِ الشَّجَرَةُ لِسُجُودِي، فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ: اللهمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا أَجْرًا، وحُطَّ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاس: فسمعتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ سَجْدَةً ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ مِثْلَ مَا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ عَنْ الشَّجَرَةِ. للترمذي (¬1). ¬
1832 - أبو بَكْرَةَ: كان النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ، أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ تعالى. للترمذيِّ، وأبي داودَ بلفظِه (¬1). ¬
1833 - سَعْدُ: خَرَجْنَا مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ مَكَّةَ نُرِيدُ الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا كُنَّا قَرِيبًا مِنْ عَزْوَرَا نَزَلَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا الله تعالى سَاعَةً، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا، ثم َمَكَثَ طَوِيلًا، ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ ساعةً، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا. وذَكَرَ أَحْمَدُ ثَلَاثًا قَالَ: ((إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي، وَشَفَعْتُ لِأُمَّتِي، فَأَعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِربيِّ شُكْرًا، ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي، -[302]- فَأَعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي، فَخَرَرْتُ لِرَبِّي ساجدًا شُكْرًا، ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي، فَأَعْطَانِي الثُّلُثَ الْآخِرَ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي)). لأبي داود (¬1). ¬
1834 - ابنُ أَبِي أَوْفَى: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى يَوْمَ بُشِّرَ بِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ رَكْعَتَيْنِ. للقزويني بمجهول (¬1). ¬
فضل صلاة الجمعة ووجوبها إلا لعذر وغسلها وغير ذلك
فضل صلاة الجمعة ووجوبها إلا لعذر وغسلها وغير ذلك
1835 - أبو هُرَيْرَةَ: رفعه: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ)). للستة (¬1). ¬
1836 - وفي رواية: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ الْمَلَائِكَةُ يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ، فَالْأَوَّلَ فَإِذَا جاء الْإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ)) (¬1). ¬
1837 - وفي أخرى: ((مَثَلُ الْمُهَجِّرِ إلى الجمعة كالمهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كالمُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كالمُهْدِي شاةً، ثم كالمهدي بطةً، ثم كالمُهْدِي دَّجَاجَةً، ثُمَّ كالمُهدِي يُهْدِي الْبَيْضَةَ)) (¬1). ¬
1838 - وفي أخرى: نحوه، بإسقاط البطة، وذكر عصفورًا بعد الدجاجة (¬1). ¬
1839 - ولمسلم، وأبي داود، والترمذي: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ، وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا)) (¬1). ¬
1840 - سَلْمَانُ رفعه: ((لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ الطُهْورٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ َوْيَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ الله لَهُ ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى)). للبخاري، والنسائي (¬1). ¬
1841 - أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ رفعه: ((مَنْ غَسَّلَ أو َاغْتَسَلَ وبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ ولم يَلْغُ وَاسْتَمَعَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أجرُ عَمَلِ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
1842 - أبو بكر، وعمرانُ بنُ حصين: رفعاه: ((مَنِ اغْتَسل يَوْم الجُمعَةِ كُفِّرت عنْهُ ذُنوبُه وخُطاياهُ، فإذا أخَذَ فى المَشْي كُتِبَ لهُ بِكل خُطوةٍ عِشْرونَ حَسَنةً، فإذا انْصرفَ مِنَ الصلاة أُجِرَ بعَمِل مائتي سَنٍة)). ((الكبير))، و ((الأوسط)) بلين (¬1). ¬
1843 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((يَحْضُرُ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فرَجُلٌ حَضَرَهَا يَلْغُو فذلك حَظُّهُ مِنْهَا، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بدعاء، فَهُوَ رَجُلٌ دَعَا إِنْ شَاءَ الله أَعْطَاهُ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُ، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِإِنْصَاتٍ وَسُكُوتٍ، وَلَمْ يَتَخَطَّ رَقَبَةَ مُسْلِمٍ، -[304]- وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا فَهِيَ كَفَّارَةٌ إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَذَلِكَ ِأَنَّ الله تعالى يَقُولُ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا})) (¬1). ¬
1844 - عليٌّ: قال وهو عَلَى المِنْبَرِ في الْكُوفَةِ: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ غَدَتِ الشَّيَاطِينُ بِرَايَاتِهَا إِلَى الْأَسْوَاقِ، فَيَرْمُونَ النَّاسَ بِالتَّرَابِيثِ أو الرَّبَائِثِ وَيُثَبِّطُونَهُمْ عَنِ الْجُمُعَةِ، وَتَغْدُو الْمَلَائِكَةُ فَيَجْلِسُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ وَيَكْتُبُونَ الرَّجُلَ مِنْ سَاعَةٍ وَالرَّجُلَ مِنْ سَاعَتَيْنِ حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ، فَإِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ مَجْلِسًا يَسْتَمْكِنُ فِيهِ مِنَ الِاسْتِمَاعِ، وَالنَّظَرِ فَأَنْصَتَ، وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ كِفْلَانِ مِنْ الأَجْرٍ، فَإِنْ ناء حَيْثُ لَا يَسْمَعُ فَأَنْصَتَ، وَلَمْ يَلْغُ كان لَهُ كِفْلٌ مِنْ الأَجْرٍ، فَإِنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَسْتَمْكِنُ فِيهِ مِنَ الِاسْتِمَاعِ، وَالنَّظَرِ فَلَغَا وَلَمْ يُنْصِتْ كَانَ لَهُ كِفْلان مِنْ وِزْرٍ، وَمَنْ قَالَ: يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِصَاحِبِهِ انصت فَقَدْ لَغَا، وَمَنْ لَغَا فَلَيْسَ لَهُ فِي جُمُعَتِهِ تِلْكَ شَيْءٌ))، سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ ذَلِكَ (¬1). ¬
1845 - عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: رفعه: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَمَسَّ طِيبَ امْرَأَتِهِ -إِنْ كَانَ لَهَا- وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ ثُمَّ لَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، وَلَمْ يَلْغُ عِنْدَ الْمَوْعِظَةِ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهُمَا، وَمَنْ لَغَا، وَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ كَانَتْ لَهُ ظُهْرًا)) (¬1). ¬
1846 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((الْجُمُعَةُ (فرضٌ) (¬1) عَلَى مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ)) (¬2). ¬
1847 - طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ رفعه: ((الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ، إِلَّا على أَرْبَعَةٍ: عَبْدٍ مَمْلُوكٍ، أَوِ امْرَأَةٍ، أَوْ صَبِيٍّ، أَوْ مَرِيضٍ)). خمستها لأبي داود (¬1). ¬
1848 - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ قُبَاءَ، عَنْ أَبِيهِ -وَكَانَ مِنْ الَصْحَابِة- قَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَشْهَدَ الْجُمُعَةَ مِنْ قُبَاءَ (¬1). ¬
1849 - أَبِو هُرَيْرَةَ: رفعه: ((الْجُمُعَةُ عَلَى مَنْ آوَاهُ اللَّيْلُ إِلَى أَهْلِهِ)). للترمذي (¬1). ¬
1850 - أبو سعيد: خَطَبنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقاَل: ((إن الله كتَبَ عَليْكُم الجُمعَة فى مَقامِي هذا فى ساعَتي هذِه فى شَهْرِي هذا فى عامِي هذا إلَى يوْم القِيامَة، مَنْ تَركها مِنْ غيْر عُذْر مَع إمامٍ عادلٍ أوْ إمام جائرٍ فَلا جُمِعَ لَه شَمْلُهُ ولا بُورِك له فى أمْرهِ، ألاَ ولاَ صَلاةَ له، ألاَ ولا حَجَّ له، ألاَ ولا بِرَّ لهُ، ألا ولا صَدَقَةَ له)). الأوسط، وفيه موسى بن عطية الباهلي (¬1). ¬
1851 - أبو الْجَعْدِ الضَّمْرِيُّ -وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- رفعه: ((مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ الله عَلَى قَلْبِهِ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
1852 - أبو هُرَيْرَةَ: رفعه: ((أَلَا هَلْ عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يَتَّخِذَ الصُّبَّةَ مِنَ الْغَنَمِ عَلَى رَأْسِ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ فَيَتَعَذَّرَ عَلَيْهِ (الْكَلَأُ) (¬1) فَيَرْتَفِعَ، ثُمَّ تَجِيءُ الْجُمُعَةُ فَلَا يَجِيءُ، وَلَا يَشْهَدُهَا، وَتَجِيءُ الْجُمُعَةُ فَلَا يَشْهَدُهَا، (وَتَجِيءُ الْجُمُعَةُ فَلَا يَشْهَدُهَا) (¬2) حَتَّى يُطْبَعَ عَلَى قَلْبِهِ)). للقزويني بضعف (¬3). ¬
1853 - وعنه رفعه: ((لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ على وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ، (ثُمَّ) (¬1) لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ)). لمسلم، والنسائي (¬2). ¬
1854 - عَلْقَمَةُ: خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ الله إِلَى الْجُمُعَةِ، فَوَجَدَ ثَلَاثَةً َقَدْ سَبَقُوهُ، فَقَالَ: رَابِعُ أَرْبَعَةٍ وَمَا رَابِعُ أَرْبَعَةٍ بِبَعِيدٍ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ: ((إِنَّ النَّاسَ يَجْلِسُونَ مِنَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ رَوَاحِهِمْ إِلَى الْجُمُعَاتِ، الْأَوَّلَ، وَالثَّانِيَ، وَالثَّالِثَ)). ثُمَّ قَالَ: ((رَابِعُ أَرْبَعَةٍ، وَمَا رَابِعُ أَرْبَعَةٍ بِبَعِيد)). للقزويني (¬1). ¬
1855 - ابنُ مسعودٍ رفعه: ((لقد هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقُ على رجال يتخلفون عن الجُمُعِة بيوتَهم)). لمسلم (¬1). ¬
1856 - سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ رفعه: ((مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَلْيَتَصَدَّقْ بِدِينَارٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِنِصْفِ دِينَارٍ)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
1857 - وفي رواية: ((فَلْيَتَصَدَّقْ بِدِرْهَمٍ، أَوْ نِصْفِ دِرْهَمٍ، أَوْ صَاعِ حِنْطَةٍ، أَوْ نِصْفِ صَاعٍ)) (¬1). ¬
1858 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ وكان يوم جمعة: إِذَا قُلْت: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، فَلَا تَقُلْ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا، فَقَالَ: فَعَلَه مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُخْرِجَكُمْ فَتَمْشُونَ فِي الطِّينِ، وَالدحض، والزلل. للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
1859 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((غُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَأَنْ يَسْتَنَّ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا (إِنْ وَجَدَ)) (¬1). للستة إلا الترمذي. قَالَ عَمْرٌو: أَمَّا الْغُسْلُ فَأَشْهَدُ أَنَّهُ وَاجِبٌ، وَأَمَّا الِاسْتِنَانُ، وَالطِّيبُ فَالله أَعْلَمُ (¬2). ¬
1860 - أبو هريرة: أَنَّ عُمَرَ بَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إذ دَخَلَ عثمانُ، فَنَادَاهُ عُمَرُ: أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ؟ فَقَالَ: إِنِّي شُغِلْتُ الْيَوْمَ، فَلَمْ أَنْقَلِبْ إِلَى أَهْلِي حَتَّى سَمِعْتُ التأذين، فَلَمْ أَزِدْ عَلَى أَنْ تَوَضَّأْتُ. فقَالَ عُمَرُ: وَالْوُضُوءَ أَيْضًا؟! ألم تسمعوا أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا جاء أحدُكم إلىَ الجمعةِ فليغتسلْ)). للستة إلا النسائي (¬1). ¬
1861 - عَائِشَةُ قَالَتْ: كَانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ الْجُمُعَةِ مِنْ مَنَازِلِهِمْ ومن َالْعَوَالِي، فَيَأْتُونَ فِي الْغُبَارِ، ويُصِيبُهُمُ الْغُبَارُ وَالْعَرَقُ، فَتخْرُجُ مِنْهُمُ الريح، فَأَتَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - إِنْسَانٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَوْ أَنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا)). للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
1862 - سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ: رفعه: ((مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنِ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضَلُ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
1863 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: بَلَغَهُ أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوِ اتَّخَذَ ثَوْبَيْنِ لِجُمُعَتِهِ سِوَى ثَوْبَيْ مَهْنَتِهِ)). لمالك (¬1). ¬
1864 - عائشةُ: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبان يلبسُهُمَا فى جُمُعِتِه، فإذا انصرفَ طويناهُمَا إلى مثلِهِ. ((للأوسط)) و ((الصغير)) بلين (¬1). ¬
1865 - أبو عبيدة: رفعه: ((ما مِنَ الصلواتِ صلاةٌ أفْضلُ مِنْ صَلاةِ الفَجْر يَوْم الجُمعَةِ فى الجَماعةِ، وما أحْسبُ مَنْ شَهِدها مِنْكُم إلا مغْفوراً لهُ)). للبزار، و ((الكبير))، و ((الأوسط)) بضعف (¬1). ¬
1866 - أبو هريرة: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُقلِّمُ أظْفَارَهُ ويقُصُّ شارِبَه يَوْم الجُمُعةِ قبْلَ أنْ يَخرجَ إلَى الصلاةِ. للبزار، و ((الأوسط)) بلين (¬1). ¬
1867 - عائشةُ رفعته: ((من قلَّم أظْفارَه يوْم الجُمعةِ، وُقِي مِنَ السُّوءِ إلَى مِثْلِها)) (¬1). ¬
1868 - أبو هريرة رفعه: ((أكْثِروُا الصَّلاةَ عَلَىَّ فى الليلة الزهْراءِ واليَوْمِ الأزْهَرِ، فإن صَلاتَكُم تُعرَضُ علىَّ)). هما ((للأوسط)) بضعف (¬1). ¬
1869 - أبو سعيد رفعه: ((خَمسٌ مَنْ عَملهنٌ فى يَومٍ كَتبهُ الله مِنْ أهْلِ الجنةِ: مَنْ صامَ يَوْم الجُمعَة، وراحَ إلَى الجُمعَةِ، وشَهِدَ جَنازةً، وأعْتقَ رقبةً -وسَقَط- وعادَ مَريضاً)). والله أعلم. للموصلي (¬1). ¬
1870 - و ((للأوسط)) بلين عن أبي أمامة رفعه: ((مَنْ صلَّى الجُمُعةَ، وصامَ يوْمهَ، وعادَ مَريضاً، وشَهدَ جنازةً، وشَهِدَ نِكاحاً وجَبَت لَهُ الجنَّةُ)) (¬1). ¬
وقت الجمعة ونداؤها وخطبتها وما يتعلق بذلك
وقت الجمعة ونداؤها وخطبتها وما يتعلق بذلك
1871 - أَنَسُ: كاَنَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ. للبخاري، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
1872 - وللبخاري في أخرى: كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اشْتَدَّ الْبَرْدُ بَكَّرَ بِالصَّلَاةِ، وَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلَاةِ. يَعْنِي: الْجُمُعَةَ (¬1). ¬
1873 - سَهْلُ بنُ سعد: مَا كُنَّا نَقِيلُ وَلَا (نَتَغَذَّى) (¬1) إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ. للشيخين، وأبي داود، والترمذي (¬2). ¬
1874 - سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْجُمُعَةَ، ثُمَّ ننصرف، وَلَيْسَ لِلْحِيطَانِ فَيْءٌ. للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
1875 - السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ: كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوَّلُهُ إِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ، وَكَثُرَ النَّاسُ زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ عَلَى الزَّوْرَاءِ، فثَبتَ الأمرُ علَى ذَلكَ. للبخاري، وأصحاب السنن (¬1). ¬
1876 - جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ قَائِمًا، ثُمَّ يَجْلِسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ قَائِمًا، فَمَنْ نَبَّأَكَ أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ جَالِسًا فَقَدْ كَذَبَ، فَقَدْ وَالله صَلَّيْتُ مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفَيْ صَلَاةٍ. لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
1877 - ابْنُ عُمَرَ: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ، كَانَ يَجْلِسُ إِذَا صَعِدَ الْمِنْبَرَ حَتَّى يَفْرَغَ الْمُؤَذِّنُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ، ثُمَّ يَجْلِسُ فَلَا يَتَكَلَّمُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
1878 - كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ: دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ يَخْطُبُ قَاعِدًا، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْخَبِيثِ يَخْطُبُ قَاعِدًا، وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}. لمسلم، والنسائي (¬1). ¬
1879 - عُمَارَةُ بنُ رُؤَيْبَةَ: أنَّه رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ، فَقَالَ: قَبَّحَ الله تينك الْيَدَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا كان يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ. لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
1880 - الحكمُ بنُ الحزن الكلفي: شَهِدْ الْجُمُعَةَ مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا أَوْ قَوْسٍ، فَحَمِدَ الله، وَأَثْنَى عَلَيْهِ بكَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ طَيِّبَاتٍ مُبَارَكَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَنْ تُطِيقُوا وْلَنْ تَفْعَلُوا كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا)). لأبي داود (¬1). ¬
1881 - جَابِرُ: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ، يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ، وَيَقُولُ: ((بُعِثْتُ أَنَا، وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ)) وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ، وَالْوُسْطَى، وَيَقُولُ: ((أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ الله، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)) ثُمَّ يَقُولُ: ((أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ)). لمسلم، والنسائي (¬1). ¬
1882 - ابْنُ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا تَشَهَّدَ قَالَ: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِالله مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مِنْ يَهْدِهِ الله فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، مَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ، وَلَا يَضُرُّ الله شَيْئًا)) (¬1). ¬
1883 - وفي رواية: أن يُونُسَ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ عَنْ تَشَهُّدِه - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، قَالَ: ((وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى)) [وَنَسْأَلُ الله رَبَّنَا أَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ يُطِيعُهُ وَيُطِيعُ رَسُولَهُ وَيَتَّبِعُ رِضْوَانَهُ وَيَجْتَنِبُ سَخَطَهُ إِنَّمَا نَحْنُ بِهِ وَلَهُ]. لأبي داود (¬1). ¬
1884 - جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: كَانَتْ صَلَاةُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَصْدًا، وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا، يَقْرَأُ بآيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، وَيُذَكِّرُ النَّاسَ (¬1). ¬
1885 - وفي رواية: كان - صلى الله عليه وسلم - لَا يُطِيلُ الْمَوْعِظَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِنَّمَا هو كَلِمَاتٌ يَسِيرَاتٌ. لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
1886 - عمارُ رفعه: ((إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فأَقصِروا الخُطبةَ وأَطِيلُوا الصلاةَ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا)). لمسلم، وأبي داود (¬1). ¬
1887 - ابْنُ مَسْعُودٍ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِاسْتَقْبَلْنَاهُ بِوُجُوهِنَا. للترمذي (¬1). ¬
1888 - أبو هُرَيْرَةَ: رفعه: ((كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَشَهُّدٌ فَهِيَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ)). لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
1889 - زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَهُمْ فَقَالَ: ((أَمَّا بَعْدُ)) (¬1). ¬
1890 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((كُلُّ كَلَامٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدُ لِلَّهِ فَهُوَ أَجْذَمُ)). هما لأبي داود (¬1). ¬
1891 - كعبُ بنُ مالك رفعه: ((كلُّ أمرٍ ذِي بالٍ لا يُبْدأُ فيهِ بالحمدِ أجْذمُ أوْ أقْطَع)). ((الكبير)) بلين (¬1). ¬
1892 - سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ رفعه: ((احْضُرُوا الذِّكْرَ وَادْنُوا مِنَ الْإِمَامِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَا يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ دَخَلَهَا)). لأبي داود (¬1). ¬
1893 - أَبُو رِفَاعَةَ العدويُّ: أتَيْتُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَخْطُبُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَك يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ. فَأَقْبَلَ عَلَيَّ وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ، فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا، فَقَعَدَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي، ثُمَّ أَتَى الخُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا. لمسلم، والنسائي (¬1). ¬
1894 - عُثْمَانُ: كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ، قَلَّ مَا يَدَعُ ذَلِكَ إِذَا قَامَ الْإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: فَاسْتَمِعُوا وَأَنْصِتُوا، فَإِنَّ لِلْمُنْصِتِ الَّذِي لَا يَسْمَعُ مِنَ الْحَظِّ مِثْلَ مَا لِلْمُنْصِتِ السَّامِعِ. فَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ قال: فَاعْدِلُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بِالْمَنَاكِبِ، فَإِنَّ اعْتِدَالَ الصُّفُوفِ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ. ثُمَّ لَا يُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَهُ رِجَالٌ قَدْ وَكَّلَهُمْ بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ، فَيُخْبِرُونَهُ أَنْه قَدِ اسْتَوَتْ، فَيُكَبِّرُ. لمالك (¬1). ¬
1895 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه (¬1): ((إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ)). للستة (¬2). ¬
1896 - أَنَسُ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُكَلَّمُ بِالْحَاجَةِ إِذَا نَزَلَ منِ الْمِنْبَرِ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
1897 - عبيدُ الله بْنُ أَبِي رَافِعٍ: اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَصَلَّى الْجُمُعَةَ بسُورَةِ الْجُمُعَةِ والْمُنَافِقُينَ، فَقُلْتُ لَهُ: قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيُّ يَقْرَأُ بِهِمَا في الْكُوفَةِ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ بِهِمَا. لمسلم، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
1898 - زاد فى «الأوسط»: أنه - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بالجمعة، فيحرض بها المؤمنين، وبالمنافقين فيقرع بها المنافقين (¬1). ¬
1899 - سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ. لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
1900 - النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ: سُئِلَ: أَيُّ شَيْءٍ قَرَأَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْجُمُعَةِ سِوَى سُورَةِ الْجُمُعَةِ؟ فَقَالَ: كَانَ يَقْرَأُ هَلْ أَتَاكَ. للستة إلا البخاري (¬1). ¬
1901 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ {الم تَنْزِيلُ} في الأولى، وفي الثانية {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، وفِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ، بسُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ. لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
1902 - أُمُّ هِشَامٍ بِنْتُ حَارِثَةَ: لَقَدْ كَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَاحِدًا سَنَتَيْنِ أَوْ سَنَةً وَبَعْضَ سَنَةٍ، وَمَا أَخَذْتُ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ إِلَّا عَنْ لِسَانِه، يَقْرَأهَا كُلَّ (يوم) (¬1) جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ. لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬2). ¬
1903 - أبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَبَارَكَ وَهُوَ قَائِمٌ. للقزويني مطولاً (¬1). ¬
1904 - يَعْلَى بنُ أَمِية: سمعت النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ ((وَنَادَوْا يَا مَالِكُ)). للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
1905 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَ)). للنسائي (¬1). ¬
1906 - مُعَاذُ بْنُ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ رفعه: ((مَنْ تَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ اتَّخَذَ جِسْرًا إِلَى جَهَنَّمَ)). للترمذي (¬1). ¬
1907 - جَابِرُ: ((لَا يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ لْيُخَالِفْ إِلَى مَقْعَدِهِ فَيَقْعُدَ فِيهِ، وَلَكِنْ يَقُولُ: افْسَحُوا)). لمسلم (¬1). ¬
1908 - مُعَاذُ بنُ أنس: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الْحِبْوَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ. للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
1909 - شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ: شَهِدْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَجَمَّعَ بِنَا، فَنَظَرْتُ فَإِذَا جُلُّ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (وهم) (¬1) مُحْتَبونَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ. لأبي داود. وقال: كان يحتبي والإمام يخطب ابنُ عمر، وأنس، وصعصعة بن صوحان، وابن المسيب، والنخعي، ومكحول، وإسماعيل بن محمد بن سعد، ونعيم بن سلامة، ولا بأس بها، ولم يبلغني أن أحدًا كرهه إلا عباد بن نسي (¬2). ¬
1910 - عمرُو بنُ شعيب عن أبيهِ عَن جَدهِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن التحلقِ يَوْم الجُمُعةِ قبْل الصلاةِ. لرزين (¬1). ¬
1911 - جَابِرُ: لَمَّا اسْتَوَى النبي - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْجُمُعَةِ على المنبر قَالَ: ((اجْلِسُوا)) فَسَمِعَه ابْنُ مَسْعُودٍ فَجَلَسَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَرَآهُ فَقَالَ: ((تَعَالَ يَا عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ)). لأبي داود (¬1). ¬
1912 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَوَّلُ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بَعْدَ جُمُعَةٍ فِي مَسْجِدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسْجِدِ عَبْدِالْقَيْسِ بِجُوَاثَى مِنَ الْبَحْرَيْنِ. للبخاري، وأبي داود (¬1). ¬
1913 - كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: كَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَرَحَّمَ لِأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قال عبد الرحمن ابنه: إِذَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ تَرَحَّمْتَ لِأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ؟ فقَالَ: لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ بِنَا فِي هَزْمِ النَّبِيتِ مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ فِي نَقِيعٍ يُقَالُ: لَهُ نَقِيعُ الْخَضَمَاتِ. قُلْتُ: كَمْ كنْتُمْ يَوْمَئِذٍ قَالَ أَرْبَعُونَ. لأبي داود (¬1). ¬
1914 - معاذُ رفعه: ((إن أتخذ المنبر فَقَدِ اتخذهُ أبي إبرْاهيِم، وإن أتخذ العَصَا فَقَدِ اتخذها أبى، إبْراهيم)). للبزار، و ((الكبير)) بضعف (¬1). ¬
1915 - سعدُ بنُ إبراهيمَ، عنْ أبِيهِ: قاَل: أول مَنْ خَطَب علَى المنْابَر إبْراهِيمُ - صلى الله عليه وسلم -. للبزار بضعف (¬1). ¬
1916 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَ وَظَهْرُهُ إِلَى الْمُلْتَزَمِ. لأحمد بلين (¬1). ¬
1917 - ابنُ عمرَ: كانَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل المسْجدَ يَومْ الجُمعُة سلم علَى مَن عِندَ منْبرهِ منَ الجلُوسِ، فإذا صَعدِ المِنْبرَ توجَّه إلَى الناسِ فسلَّم عليهم. ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
1918 - وعنه رفعه: ((إذا دَخَل أحدُكُم المسْجِد والإمامُ علَى المنْبَر، فلا صَلاةَ، ولا كلامَ حتى يفْرُغ الإمامُ)). ((الكبير)) بضعف (¬1). ¬
1919 - جابرُ: دخَلَ النعمانُ بنْ قَوقلٍ ورَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يخْطبُ يَومَ الجمُعة، فقاَل لهُ: ((صل رَكعتين تجوز فِيهِما، فإذا جاء أحدُكُم يَوم الجمُعةِ، والإمامُ يخْطب فْلَيصل رَكعتَين ولْيُخفف فيهما)). الكبير (¬1). ¬
1920 - مُعَاوِيَةُ: قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الَّذِينَ يُشَقِّقُون الخطب تَشْقِيقَ الشِّعْرِ (¬1). ¬
1921 - عبدُ الله بنُ بُسر: كانَ إذا صَلى الجُمعة خَرجَ فدارَ فى السوِق ساعة، ثم رجَع إلَى المسْجِد، فَقِيلَ لهُ: لِمَ تَفْعلُ هذا؟ قالَ: رأيْتُ سيد المرسلين يفْعلُه. الكبير بلين (¬1). ¬
1922 - (عصمةُ) رفعه: ((إذا صلى أحدُكم الجُمعةَ فلاَ يُصلي بعْدَها شَيْئاً حتى يتَكلمَ أو يخْرجَ)) (¬1). ¬
1923 - ابنُ عباس: كانَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يرْكعُ قبْلَ الجمعِةَ أرْبعاً وبعْدَها أرْبعاً. ((الكبير)) بلين (¬1). ¬
1924 - أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ: رفعه: ((إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فيه، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ)). قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟ يَقُولُونَ: بَلِيتَ. قَالَ: ((إِنَّ الله حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
1925 - كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يَسْأَلُ الله الْعَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ)). قَالُوا: يَا رَسُولَ الله أَيَّةُ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: ((حِينَ تُقَامُ الصَّلَاةُ إِلَى الِانْصِرَافِ مِنْهَا)). للترمذي (¬1). ¬
1926 - أبو بُرْدَةَ: قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي شَأْنِ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تنقضى الصَّلَاةُ)). لمسلم، وأبي داود (¬1). ¬
1927 - جَابِرُ: رفعه: ((يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثِنْا عَشْرَةَ سَاعَةً، لَا يُوجَدُ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ الله تعالى شَيْئًا إِلَّا أَتَاهُ إياه، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ (¬1) بَعْدَ الْعَصْرِ)). لأبي داود، وللنسائي (¬2). ¬
1928 - أَنَسُ رفعه: ((الْتَمِسُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ صلاةِ الْعَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ)). للترمذي (¬1) (¬2). ¬
1929 - أبو هُرَيْرَةَ: لَقِيتُ كَعْبَ الْأَحْبَارِ فَحَدَّثْتُهُ أنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مَاتَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ (مصيخة) (¬1) يَوْمَ الْجُمُعَةِ حين تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، وَفِيهِا سَاعَةٌ لَا يوافقها عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ الله شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ)). قَالَ كَعْبٌ: ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ. قُلْتُ: بَلْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ. فَقَرَأَ التَّوْرَاةَ فَقَالَ: صَدَقَ - صلى الله عليه وسلم -. ثم لقيت عبد الله بْنَ سَلَامٍ، فَحَدَّثْتُهُ بِمَجْلِسِي مَعَ كَعْبِ وقوله: ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ. فقَالَ: كَذَبَ كَعْبٌ. قُلْتُ: ثُمَّ قَرَأَ -[318]- التَّوْرَاةَ فَقَالَ: بَلْ هِيَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فَقَالَ: صَدَقَ كَعْبٌ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ سَلَامٍ: أَيَّة سَاعَةٍ هي؟ فَقُلْتَ: أَخْبِرْنِي بِهَا وَلَا تكنَّ عَنيِّ. فَقَالَ: هِيَ (آخِرُ) (¬2) سَاعَةٍ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ. فَقُلْتُ: وَكَيْفَ تَكُونُ آخِرَ سَاعَةٍ، وَقَدْ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ يُصَلِّي)) وَتِلْكَ السَّاعَةُ لا يُصَلَّى فِيهَا؟ فَقَالَ: ألم يَقُلْ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ؟)) فَقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَهُوَ ذَلِكَ. لمالك، وأصحاب السنن (¬3). ¬
1930 - والقزويني: عن أبي لُبَابَةَ: نحوه، وفيه: ((وهو -أي: يوم الجمعة- أَعْظَمُ عِنْدَ الله مِنْ يَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ)) (¬1). ¬
1931 - أنسُ: رفعه: ((مَنْ ماتَ يَوْم الجُمُعة وقيَ عذابَ القَبْر)). للموصلي بلين (¬1). ¬
صلاة المسافر وجمع الصلاة
صلاة المسافر وجمع الصلاة
1932 - أَنَسُ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا خَرَجَ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ -أَوْ ثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ، شك شُعْبَةُ- صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. لمسلم، وأبي داود (¬1). ¬
1933 - مَالِكُ: بَلَغَهُ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ فِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ، وَفِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَعُسْفَانَ، وَفِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَجدَّةَ وَذَلِكَ أَرْبَعَةُ بُرُدٍ (¬1). ¬
1934 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ لَا يَخَافُ إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ. للترمذي، والنسائي (¬1). ¬
1935 - أَنَسُ: صَلَّيْتُ الظُّهْرَ مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وخرج يريد مكة فصلى بِذِي الْحُلَيْفَةِ العصر رَكْعَتَيْنِ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
1936 - وفي رواية: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ. قيل له: أَقَمْتُمْ بِمَكَّةَ شَيْئًا؟ قَالَ: أَقَمْنَا بِهَا عَشْرًا (¬1). ¬
1937 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - تِسْعَ عَشَرَة يَقْصُرُ الصلاة، فَنَحْنُ إِذَا سَافَرْنَا فأقمنا تِسْعَةَ عَشَرَ قَصَرْنَا، وَإِنْ زِدْنَا أَتْمَمْنَا. للبخاري، وأصحاب السنن (¬1). ¬
1938 - إلا أن فى النسائي: خَمْسَةَ عَشَرَ (¬1). ¬
1939 - وفي أخرى لأبي داود: أقام بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ خَمْسَ عَشْرَةَ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ (¬1). ¬
1940 - وفى أخرى له: سَبْعَ عَشْرَةَ (¬1). ¬
1941 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَشَهِدْتُ مَعَهُ الْفَتْحَ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ لَيْلَةً لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ وَيَقُولُ: ((يَا أَهْلَ الْبَلَدِ، صَلُّوا أَرْبَعًا فَإِنَّا سفر)) (¬1). ¬
1942 - جابر: أَقَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِتَبُوكَ عِشْرِينَ يَوْمًا يَقْصُرُ الصَّلَاةَ. هما لأبي داود (¬1). ¬
1943 - الحسنُ: أنه أقام مع أنس بنيسابور، فكان يصلي ركعتين ركعتين. ((للكبير)) (¬1). ¬
1944 - ابْنُ عُمَرَ: أَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ لَيَالٍ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ، إلا أن يُصَلِّيَهَا مَعَ الْإِمَامِ فَيُصَلِّيهَا بِصَلَاتِهِ. لمالك (¬1). ¬
1945 - حَارِثَةُ بْنُ وَهْبٍ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ أَكْثَرُ مَا كُنَّا قَطُّ و (َآمَنُهُ) (¬1) بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ. للستة إلا مالكًا (¬2). ¬
1946 - ابنُ مسعودٍ قيل له: صَلَّى عُثْمَانُ بِمِنًى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ. فقَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، ومَعَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ، ومَعَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ، ثم تفرقت بكم الطرق، فياليت حَظِّي مِنْ أَرْبَعِ (رَكَعَاتٍ) (رَكْعَتين) (¬1) مُتَقَبَّلَتَانِ. للشيخين، والنسائي، وأبي داود (¬2). ¬
1947 - ابْنُ عُمَرَ: صَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ صَدْرًا مِنْ خِلَافَتِهِ، ثُمَّ إِنَّه صَلَّى بَعْدُ أَرْبَعًا، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ صَلَّى أَرْبَعًا، وَإِذَا صَلَّاهَا وَحْدَهُ صَلاها رَكْعَتَيْنِ. للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
1948 - ابْنُ عَبَّاسٍ: قيل له: كَيْفَ أُصَلِّي إِذَا كُنْتُ بِمَكَّةَ إِذَا لَمْ أُصَلِّ مَعَ الْإِمَامِ؟ فَقَالَ: رَكْعَتَيْنِ سُنَّةَ أَبِي الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم، والنسائي (¬1). ¬
1949 - عُثْمَانُ: لمَّا اتخذ الْأَمْوَالَ بِالطَّائِفِ وَأَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا صَلَّى بمنى أَرْبَعًا، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ الْأَئِمَّةُ بَعْدَهُ (¬1). ¬
1950 - وفي رواية: إنما صلى بمنى أربعًا أنه أجمع على الإقامة بعد الحج (¬1). ¬
1951 - وفي أخرى: أنه أَتَمَّ بِمِنًى مِنْ أَجْلِ الْأَعْرَابِ كَثُرُوا عامئذ، فَصَلَّى أَرْبَعًا لِيُعَلِّمَهُمْ أَنَّ الصَّلَاةَ أَرْبَعٌ. لأبي داود (¬1). ¬
1952 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي ذُؤاب: أَنَّ عُثْمَانَ رَضِي الله عَنْهُ صَلَّى بِمِنًى أَرْبَعًَا، فَأَنْكَرَهُ النَّاسُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي تَأَهَّلْتُ بِمَكَّةَ مُنْذُ قَدِمْتُ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ تَأَهَّلَ ببَلَدٍ فَلْيُصَلِّ صَلَاةَ الْمُقِيمِ)). لأحمد، وأبي يعلى بضعف (¬1). ¬
1953 - ابنُ مسعودٍ: صلى أربعاً فقيل له: عبت على عثمان، ثم صليت أربعاً؟ قال: الخلافُ شر. لأبي داود (¬1). ¬
1954 - أَنَسُ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، فَإِنْ زَاغَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ. للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
1955 - وفي رواية: كَانَ إِذَا عَجِلَ عليه السَّيْرُ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ إِلَى أول وَقْتِ الْعَصْرِ فَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا، وَيُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ (¬1). ¬
1956 - ابنُ عباسٍ: كانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جَدَّ به السير في سفر فركب قبْلَ أنْ يفيء الفيْءُ أخر الظهر حتى يدْخُل الوقتُ الأولُ من صَلاةِ العَصرْ فيْنزِل -[322]- فيُصليهما جميعاً، ثم يؤخر المغْرب حتى يبدُو غُيوب الشفَق ثم يْنزل فُيصليهما جميعاً. ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
1957 - مُعَاذُ: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْاةِ تَبُوك (إذ) (¬1) زاغت الشَّمْسِ قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر، فإن رحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهرَ حتى ينزل العصر، وفي المغرب مثل ذلك إن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء، فإن ارتحل قبل أن تغيب الشمس أخر المغرب حتى ينزل للعشاء ثم يجمعُ بينهما. للستة إلا البخاري، بلفظ الترمذي، وأبي داود (¬2). ¬
1958 - عَلِيُّ: كَانَ إِذَا سَافَرَ سَارَ بَعْدَ مَا تَغْرُبُ الشَّمْسُ حَتَّى كَادَ أَنْ يُظْلِمَ، ثُمَّ يَنْزِلُ فَيُصَلِّي الْمَغْرِبَ، ثُمَّ يَدْعُو بِعَشَائِهِ فَيَتَعَشَّى، ثُمَّ يُصَلِّي الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَرْتَحِلُ وَيَقُولُ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ. لأبي داود (¬1). ¬
1959 - ابْنُ عُمَرَ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعًا، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِإِقَامَةٍ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا وَلَا عَلَى إِثْرِ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا. للستة (¬1). ¬
1960 - وفي رواية: بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ (¬1). ¬
1961 - وفي آخرى: أن ابنَ عُمرَ لَمْ يُنَادِ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا، قال: صليت معه - صلى الله عليه وسلم - هكذا (¬1). ¬
1962 - ابنُ مسعودٍ: ما رَأَيْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى صَلَاةً لغَيْرِ مِيقَاتِهَا إِلَّا صَلَاتَيْنِ، جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بجمْعٍ، وَصَلَّى الْفَجْرَ يومئذ قَبْلَ مِيقَاتِهَا. للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
1963 - جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ بِعَرَفَةَ -وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا- وَإِقَامَتَيْنِ، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِجَمْعٍ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا. لأبي داود (¬1). ¬
1964 - ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ: مَنْ جَمَعَ بَيْنَ صَّلَاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَقَدْ أَتَى بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْكَبَائِرِ. للترمذي (¬1). ¬
1965 - وعنه: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِالْمَدِينَةِ سَبْعًا وَثَمَانِيًا الظُّهْرَ، وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ، وَالْعِشَاءَ قَالَ أَيُّوبُ: لَعَلَّهُ فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ. للستة (¬1). ¬
1966 - وفي رواية: قال عمرو: قُلْتُ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَظُنُّهُ أَخَّرَ الظُّهْرَ وَعَجَّلَ الْعَصْرَ، وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ وعجل العشاء. قال: وأنا أظنُّ ذلك (¬1). ¬
1967 - وللنسائي: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْمَدِينَةِ ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا، أَخَّرَ الظُّهْرَ وَعَجَّلَ الْعَصْرَ، (وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ) (¬1) وَعَجَّلَ الْعِشَاءَ (¬2). ¬
1968 - ولمسلم: من غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا سَفَرٍ (¬1). ¬
1969 - وفي أخرى: فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ (¬1). ¬
1970 - ولأبي داود: فِي سَفْرَةٍ سَافَرهَا إِلَى تَبُوكَ (¬1). ¬
1971 - ابْنُ عُمَرَ: صَحِبْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمْ أَرَهُ يُسَبِّحُ فِي السَّفَرِ، وَقَالَ الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. للستة (¬1). ¬
1972 - وفي رواية: سَافَرْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَكَانُوا يُصَلُّونَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، لَا يُصَلُّونَ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، ولَوْ كُنْتُ مُصَلِّيًا قَبْلَهَا أَوْ بَعْدَهَا لَأَتْمَمْتُهَا (¬1). ¬
1973 - وفي أخرى للترمذي صَلَّيْتُ مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظُّهْرَ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ (¬1). ¬
1974 - الْبَرَاءُ: صَحِبْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَفَرًا، فَمَا رَأَيْتُهُ تَرَكَ رَكْعَتَيْنِ إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ. لأبي داود، الترمذي (¬1). ¬
1975 - عَائِشَةُ: أَنَّهَا اعْتَمَرَتْ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، حَتَّى إِذَا قَدِمَتْ مَكَّةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَصَرْتَ وَأَتْمَمْتُ، وَأَفْطَرْتَ وَصُمْتُ. قَالَ: ((أَحْسَنْتِ يَا عَائِشَةُ)). وَمَا عَابَ عَلَيَّ. للنسائي (¬1). ¬
1976 - ابنُ شهابٍ، عن رجل من آل خَالِدٍ بن أُسَيد أَنَّهُ قَالَ لابْنِ عُمَرَ: إِنَّا نَجِدُ صَلَاةَ الْخَوْفِ، وصلاة الحضر فِي الْقُرْآنِ، وَلَا نَجِدُ صَلَاةَ السَّفَرِ؟ فقال: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ الله بَعَثَ إِلَيْنَا مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم -، وَلَا نَعْلَمُ شَيْئًا، فإنا نَفْعَلُ كَمَا رَأَيْنَاه يَفْعَلُ. لمالك، والنسائي (¬1). ¬
صلاة الخوف
صلاة الخوف
1977 - سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِأَصْحَابِهِ فِي الْخَوْفِ، فَصَفَّهُمْ، خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً ثُمَّ قَامَ، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى صَلَّى الَّذِينَ خَلْفَه رَكْعَةً ثُمَّ تَقَدَّمُوا وَتَأَخَّرَ الَّذِينَ كَانُوا قُدَّامَهُمْ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ قَعَدَ حَتَّى صَلَّى الَّذِينَ تَخَلَّفُوا رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ (¬1). ¬
1978 - وفي راوية عن يزيد بن رومان، عن صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَن مَنْ صَلَّى مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ ذَاتِ الرِّقَاعِ صَلَاةَ الْخَوْفِ: أَنَّ طَائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ وِجَاهَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بالتي مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا، وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ انْصَرَفُوا وِجَاهَ الْعَدُوِّ، وَجَاءَ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى فَصَلَّى بِهِمُ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ من صلاته، ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا، فأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ. للشيخين (¬1). ¬
1979 - ولمالك، والترمذي، وأبي داود نحوه، إلا أن الطَائِفَة الأولى إذا أَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمُ ركعة سَلَّمُوا، وَانْصَرَفُوا وجاه العدو وَالْإِمَامُ قَائِمٌ، فإذا ركع بالطائفة الثانية وسجد سلَّم، وقاموا فصلوا لأنفسهم الركعة الثانية وسلموا (¬1). ¬
1980 - وللنسائي نحو رواية الشيخين الثانية (¬1). ¬
1981 - جَابِرُ: كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِذَاتِ الرِّقَاعِ، فإِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَسَيْفُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مُعَلَّقٌ بِشَجَرَةٍ، فَاخْتَرَطَهُ فَقَالَ: تخَافُنِي؟ فقَالَ: ((لَا)) فقَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: ((الله)) فتهدره -[326]- الصْحَابة، وأقيمت الصَّلَاة فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تَأَخَّرُوا، وَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ، فكان للنبي - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعُ وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ. للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
1982 - وله: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَقَامَ صَفٌّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَصَفٌّ خَلْفَهُ، صَلَّى بِالَّذِينَ خَلْفَهُ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ هَؤُلَاءِ حَتَّى قَامُوا فِي مَقَامِ أَصْحَابِهِمْ وَجَاءَ أُولَئِكَ فَقَامُوا مَقَامَ هَؤُلَاءِ، فصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ الله (رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، فَكَانَتْ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَتَانِ وَلَهُمْ رَكْعَةٌ رَكْعَةٌ (¬1). ¬
1983 - ولمسلم: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَوْمًا مِنْ جُهَيْنَةَ، فَقَاتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَلَمَّا صَلَّيْنَا الظُّهْرَ، قَالَ الْمُشْرِكُونَ: لَوْ مِلْنَا عَلَيْهِمْ مَيْلَةً لأقطعناهم. فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَنَا - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: وَقَالُوا: إِنَّهُ سَتَأْتِيهِمْ صَلَاةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنَ (الْأَوْلَادِ) (¬1). فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ صففنا صَفَّيْنِ، وَالْمُشْرِكُونَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَكَبَّرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَكَبَّرْنَا جميعًا، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعًا، ثم انحدر بالسُّجُودِ والصفُّ الذي يليه، وقام الصفُّ المُؤخَّرُ في نَحْرِ العدو، فلما قضى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - السجود قام الصف الذي يليه، انحَدَرَ الصفُّ المؤخر بالسجودِ وقاموا، ثم تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم، ثم ركع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وركعنا جميعًا، ثم رفع رأسه من الركوع، ورفعنا جميعًا، ثم انحدر بالسجودِ والصف الذي يليه الذي كان مؤخرًا في الركعة الأولى، وقام الصف المؤخَّر في نحر العدو، فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - السجود والصف الذي يليه انحدر الصف المؤخَّر بالسجود فسجدوا، ثم سلم - صلى الله عليه وسلم -، وسلمنا جميعًا، كما يصنع حرسُكم هؤلاء بأمرائهم (¬2). ¬
1984 - ولأبي داود، والنسائي نحوه، عن أبي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ: أنه صلاها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - كذلك بِعُسْفَانَ، وَعَلَى الْمُشْرِكِينَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، ونَزَلَتْ آيَةُ الْقَصْرِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ (¬1). ¬
1985 - ابْنُ عُمَرَ: صَلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الْخَوْفِ بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مُوَاجِهَةُ الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَقَامُوا فِي مَقَامِ أَصْحَابِهِمْ مُقْبِلِينَ عَلَى الْعَدُوِّ، وَجَاءَ أُولَئِكَ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَةً، ثُمَّ قَضَى هَؤُلَاءِ رَكْعَةً، وَهَؤُلَاءِ رَكْعَةً (¬1). ¬
1986 - وفي رواية رفعها: أنه إِذَا كَانَ خَوْفٌ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَلى رَاكِبًا أَوْ قَائِمًا يُومِئُ إِيمَاءً (¬1). ¬
1987 - وفي رواية: مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةِ، أَوْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا. للستة (¬1). ¬
1988 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا كَانَتْ صَلَاةُ الْخَوْفِ إِلَّا سَجْدَتَيْنِ كَصَلَاةِ أَحْرَاسِكُمْ هَؤُلَاءِ الْيَوْمَ خَلْفَ أَئِمَّتِكُمْ هَؤُلَاءِ، إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ عُقَبًا، قَامَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ -وَهُمْ جَمِيعًا- مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَسَجَدَتْ مَعَهُ طَائِفَةٌ، ثُمَّ قَامَ - صلى الله عليه وسلم - وَقَامُوا مَعَهُ جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ فَسَجَدَ مَعَهُ الَّذِينَ كَانُوا قِيَامًا أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا جَلَسَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَالَّذِينَ سَجَدُوا مَعَهُ فِي آخِرِ صَلَاتِهِمْ سَجَدَ الَّذِينَ كَانُوا قِيَامًا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ جَلَسُوا، فَجَمَعَهُمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِالتَّسْلِيمِ. للنسائي (¬1). ¬
1989 - وفي راوية: صلى بذي قرد فَصَفَّ النَّاس خَلْفَهُ صَفَّيْنِ: صَفًّا خَلْفَهُ، وَصَفًّا مُوَازِيَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّذِين خَلْفَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ انْصَرَفَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَكَانِ هَؤُلَاءِ، وَجَاءَ أُولَئِكَ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً وَلَمْ يَقْضُوا (¬1). ¬
1990 - أَبو هُرَيْرَةَ: قَامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - -[328]- إلى صَلَاةِ الْعَصْرِ، فقَامَتْ مَعَهُ طَائِفَةٌ، وَطَائِفَةٌ مُقَابِلي الْعَدُوِّ وَظُهُورُهُمْ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَكَبَّرَ - صلى الله عليه وسلم - وكَبَّرُوا جَمِيعًا، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعَتْ الطَّائِفَةُ الَّتِي معه، ثُمَّ سَجَدَ فسَجَدَتِ، ثُمَّ قَامَ فقَامَتِ وذَهَبت إِلَى الْعَدُوِّ فَقَابَلُوهُمْ، وَأَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي كَانَتْ مُقَابِلَي الْعَدُوِّ فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَائِمٌ كَمَا هُوَ، ثُمَّ قَامُوا فَرَكَعَ - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَةً أُخْرَى وَرَكَعُوا مَعَهُ، وَسَجَدَ وَسَجَدُوا، مَعَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي كَانَتْ مُقَابِلَ الْعَدُوِّ فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدٌ وَمَنْ مَعَهُ، ثُمَّ كَانَ السَّلَامُ فَسَلَّمَ وَسَلَّمُوا جَمِيعًا فَكَانَ له - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَتين وَلِكُلِّ رَجُلٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَة رَكْعَة (¬1). ¬
1991 - عَائِشَةُ: كَبَّرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَكَبَّرَتِ الطَّائِفَةُ الَّذِينَ صَفُّوا مَعَهُ، ثُمَّ رَكَعَ فَرَكَعُوا، ثُمَّ سَجَدَ فَسَجَدُوا، ثُمَّ رَفَعَ فَرَفَعُوا، ثُمَّ مَكَثَ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسًا، ثُمَّ سَجَد هؤلاء لِأَنْفُسِهِمُ الثَّانِيَةَ ثُمَّ قَامُوا فَنَكَصُوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ يَمْشُونَ الْقَهْقَرَى حَتَّى قَامُوا مِنْ وَرَائِهِمْ، وَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى فَقَامُوا، وكَبَّرُوا ثُمَّ رَكَعُوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ سَجَدَ - صلى الله عليه وسلم - فَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ - صلى الله عليه وسلم - وَسَجَدُوا لِأَنْفُسِهِمُ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قَامَتِ الطَّائِفَتَانِ جَمِيعًا، فَصَلَّوْا مَعَه - صلى الله عليه وسلم - فَرَكَعَ ورَكَعُوا، ثُمَّ سَجَدَ فَسَجَدُوا جَمِيعًا، ثُمَّ عَادَ فَسَجَدَ الثَّانِيَةَ، وَسَجَدُوا مَعَهُ سَرِيعًا كَأَسْرَعِ الْإِسْرَاعِ جَاهِدًا، لَا يَأْلُونَ سِرَاعًا، ثُمَّ سَلَّمَ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَدْ شرَكَهُ النَّاسُ فِي الصَّلَاةِ كُلِّهَا (¬1). ¬
1992 - ابْنُ مَسْعُودٍ: صَلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الْخَوْفِ فقاموا صفين، قام صَفُّ خَلْفَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وَصَفٌّ مُسْتَقْبِلَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِهِمْ النبي - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَةً، وجَاءَ الْآخَرُونَ فَقَامُوا مَقَامَهُمْ وَاسْتَقْبَلَ هَؤُلَاءِ الْعَدُوَّ، فَصَلَّى بِهِمُ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ -[329]- سَلَّمَ فَقَامَ هَؤُلَاءِ فَصَلَّوْا لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمُوا وذَهَبُوا فَقَامُوا مَقَامَ أُولَئِكَ مُسْتَقْبِلِي الْعَدُوِّ، وَرَجَعَ أُولَئِكَ إِلَى مَقَامِهِمْ فَصَلَّوْا لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمُوا. هي لأبي داود (¬1). ¬
1993 - أبو بَكْرَةَ: قَالَ صَلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي خَوْفٍ الظُّهْرَ، فَصَفَّ بَعْضُهُمْ خَلْفَهُ، وَبَعْضُهُمْ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، فَانْطَلَقَ الَّذِينَ صَلَّوْا مَعَهُ فَوَقَفُوا مَوْقِفَ أَصْحَابِهِمْ، ثُمَّ جَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّوْا خَلْفَهُ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، فَكَانَتْ له - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعًا وَلِأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ وَبِذَلِكَ يُفْتِي الْحَسَنُ. للنسائي، وأبي داود. وقَالَ: وَكَذَلِكَ فِي الْمَغْرِبِ يَكُونُ لِلْإِمَامِ سِتُّ رَكَعَاتٍ، وَلِلْقَوْمِ ثَلَاثٌ ثَلَاثٌ (¬1). ¬
1994 - عَبْدُ الله بْنُ أُنَيْسٍ: بَعَثَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى خَالِدِ بْنِ سُفْيَانَ الْهُذَلِيِّ، وَكَانَ نَحْوَ عُرَنَةَ وَعَرَفَاتٍ أن اقْتُلْهُ، فَرَأَيْتُهُ وَحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَقُلْتُ: إِنِّي لا أَخَافُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَا إِنْ يؤَخِّرِ الصَّلَاةَ، فَانْطَلَقْتُ أَمْشِي، وَأَنَا أُصَلِّي أُومِئُ إِيمَاءً نَحْوَهُ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَجْمَعُ لِهَذَا الرَّجُلِ فَجِئْتُكَ فِي ذَلكَ. قَالَ: إِنِّي لَفِي ذَلكَ. فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي عَلَوْتُهُ بِسَيْفِي حَتَّى بَرَدَ. لأبي داود (¬1). ¬
1995 - وزاد ((الكبير)): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((بلغني أن خالد بن سفيان يجمع (للناس) (¬1) ليغزوني فأته فاقتله)). قلت: يا رسول الله انعته لي. قال: ((إذا رأيته وجدت له قشعريرة)). فخرجت إليه، فلما رأيته وجدت القشعريرة. وفيه: فلما قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لي: ((أفَلَحَ الوجْهُ)). قلت: قتلته يا رسول الله. فقام معي، ودخل بي بيته فأعطاني عصاً وقال: ((امسك هذه إنه (آيه) (¬2) بيني وبينك يوم القيامة، إن أقلَّ الناس المتخصرون يوم القيامة)) (¬3). ¬
1996 - وفي رواية: ((إن المتخصِّرين يوم القيامة قليل)). فلما مات أوصى أن توضع على بطنه ويكفن عليها ويُدفن بها، ففعل (¬1). ¬
صلاة العيدين
صلاة العيدين
1997 - سعيدُ بنُ أوس الأنصاري عن أبيه رفعه: ((إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكةُ على أبوابِ الطرق فينادوا: اغدوا يا معشر المسلمينَ إلى رب كريم يمن بالخير، ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم. فإذا صلوا نادى (مناد) (¬1) ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم. فهو يوم الجائزة، ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة)). للكبير بضعف (¬2). ¬
1998 - ابْنُ عُمَرَ: أنه كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى. لمالك (¬1). ¬
1999 - محمدُ بنُ عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اغتسَلَ للعيدَين. للبزار بلين (¬1). ¬
2000 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ يَوْمَ عِيدٍ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
2001 - عليٌّ: أنه سُئلَ يوْم العِيدِ عن من يُصَلِّي قَبْلَ العيدِ أوْ بَعدَه فسَكتَ، حتى أتَى المُصَلَّى فصلَّى العِيدَ ورَكبَ، فقيلَ له: هؤلاءِ يصلون. قالَ: فَما عَسَى أنْ أصنَعَ سألتُمونِي عنَ السنةِ إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَم يُصلِّ قَبْلَهِا ولا بَعْدَها، فَمَنْ شاءَ فَعَل ومَنْ شَاء تَركَ، أتروْني أمنَعُ قوماً يُصلُّون فأكُونَ بمنْزلةِ من منَعَ عَبْداً إذا صَلَّى؟. للبزار (¬1). ¬
2002 - أيوبُ: رأيتُ أنَساً والحسنَ يُصليان يومَ العيدِ قَبل أنْ يخُرجَ الإمامُ، ورأيْتُ ابنَ سِيرينَ جاءَ ولَم يُصلِّ. للموصلي (¬1). ¬
2003 - ابنُ مسعودٍ: أنه كانَ يُصلي بعدَ العِيدِ أرْبَعَ رَكَعَاتٍ أوْ ثَمَانياً ولا يُصلي قبلَه. للكبير مرسلاً (¬1). ¬
2004 - كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الله عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ فِي الأُولَى سَبْعًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ. للترمذي (¬1). ¬
2005 - سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ قال: سَأَلَت أَبَا مُوسَى وَحُذَيْفَةَ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُكَبِّرُ فِي الأَضْحَى وَالْفِطْرِ؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: كَانَ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا كتَكْبِيرَهِ عَلَى الْجَنَائِزِ. فَقَالَ -[332]- حُذَيْفَةُ: صَدَقَ. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: وكَذَلِكَ كُنْتُ أُكَبِّرُ فِي الْبَصْرَةِ حَيْثُ كُنْتُ عَلَيْهِمْ. لأبي داود (¬1). ¬
2006 - كردوسُ قال: كانَ ابنُ مسْعودٍ يكبِّر فى الأَضْحَى والفِطْرِ تِسْعاً تِسعاً، يبْدأُ فُيكبِّرُ أرْبَعاً، ثم يقرأُ، ثم يكبِّرُ واحدةً فيرْكعُ بِها، ثم يقُومُ فى الركَعَةِ الآخِرَةِ فيبْدأُ فَيقْرأُ، ثم يكبِّرُ أرْبعاً يرْكعُ بإحْداهُن. ((للكبير)) (¬1). ¬
2007 - عَبْدُ الله بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ النبي - صلى الله عليه وسلم - خَرجَ مَعَ النَّاسِ يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى، فَأَنْكَرَ إِبْطَاءَ الإمَامِ وقَالَ: إِنَّا كُنَّا قَدْ فَرَغْنَا سَاعَتَنَا هَذِهِ، وَذَلِكَ حِينَ التَّسْبِيحِ (¬1). ¬
2008 - أبو هُرَيْرَةَ قال: أَصَابنا مَطَرٌ يَوْمَ فطْرٍ فَصَلَّى بنا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ (¬1). ¬
2009 - زاد رزين: ولم يَخْرُجْ بنا إلى المصلى. هما لأبي داود (¬1). ¬
2010 - جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الْعِيدَيْنِ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَلا مَرَّتَيْنِ بِغَيْرِ أَذَانٍ، وَلا إِقَامَةٍ. لمسلم، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2011 - ابْنُ عُمَرَ: كان النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبو بَكْرٍ، وَعُمَرَ يُصَلُّونَ الْعِيدَيْنِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ. للشيخين، والترمذي، والنسائي (¬1). ¬
2012 - جَابِرُ: شَهِدْتُ مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلاةَ الْعِيدِ، فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بلا أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ، ثُمَّ قَامَ مُتَوَكأً عَلَى بِلالٍ فَأَمَرَ بِتَقْوَى الله تعالى، وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ، وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ فَقَالَ: ((تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ)) فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ فَقَالَتْ: لِمَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((لأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاة وَتَكْفُرْنَ -[333]- الْعَشِيرَ)). قَالَ: فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ، يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ. للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2013 - أبو سَعِيدٍ: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاةُ يوم الفطر والأضحى، ثم يَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، وهم في صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، وَيُوصِيهِمْ، وَيَأْمُرُهُمْ، وإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى خَرَجْتُ مَعَ مَرْوَانَ، وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ، فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمُصَلَّى إِذَا مِنْبَرٌ بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ، فَإِذَا هو يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَجَبَذْتُ بِثَوْبِهِ فَجَبَذَنِي، وارْتَفَعَ فَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلاةِ فَقُلْتُ لَهُ: غَيَّرْتُمْ وَالله. فَقَالَ: يا أَبَا سَعِيدٍ ذَهَبَ مَا تَعْلَمُ. فَقُلْتُ: مَا أَعْلَمُ وَالله خَيْرٌ مِمَّا لا أَعْلَمُ. فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَجْلِسُونَ لَنَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَجَعَلْتُهَا قَبْلَ الصَّلاةِ. للشيخين، النسائي (¬1). ¬
2014 - عَبْدِ الله بْنِ السَّائِبِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الْعِيدَ فقَالَ: ((مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْصَرِفَ فَلْيَنْصَرِفْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُقِيمَ لِلْخُطْبَةِ فَلْيُقِمْ)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2015 - أبو كَاهِلٍ الأَحْمَسِي: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ عَلَى نَاقَةٍ، وَحَبَشِيٌّ يأخِذٌ بِخِطَامِ النَّاقَةِ. للنسائي (¬1). ¬
2016 - الْبَرَاءُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نُووِلَ يَوْمَ الْعِيدِ قَوْسًا يَخَطَبَ عَلَيْهِ. لأبي داود (¬1). ¬
2017 - عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قال: سَأَلَ عمر أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ: مَا كَانَ يَقْرَأُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الأَضْحَى وَالْفِطْرِ؟ قَالَ: كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا بقا، واقتربت (¬1). ¬
2018 - النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ، وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، وهَلْ أَتَاكَ، وربما اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فقْرَأُ بِهِمَا. هما للستة إلا البخاري (¬1). ¬
2019 - ابْنُ عَبَّاسٍ: صَلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْعِيدَ رَكْعَتَيْنِ لا يَقْرَأُ فِيهِمَا إِلاَّ بِأُمِّ الْكِتَابِ لَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا. لأحمد (¬1). ¬
2020 - وعنه: أنهُ - صلى الله عليه وسلم - كان يقْرأُ فِيهما بعم يتساءَلُون ووالشمْس وضُحاها. للبزار بضعف (¬1). ¬
2021 - عليُّ قالَ: الجهرُ فى صَلاةِ العِيد مِنَ السنة. ((للأوسط)) بضعف (¬1). ¬
2022 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ)). لأبي داود (¬1). ¬
2023 - عطاءُ بنُ أبي رباح: اجْتَمَعَ يَوْمُ جُمُعَةٍ وَيَوْمُ فِطْرٍ عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: عِيدَانِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَجَمَعَهُمَا جَمِيعًا، فَصَلاَّهُمَا رَكْعَتَيْنِ بُكْرَةً لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِمَا حَتَّى صَلَّى الْعَصْرَ. لأبي داود (¬1). ¬
2024 - وللنسائي: اجْتَمَعَ عِيدَانِ عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَخَّرَ الْخُرُوجَ حَتَّى (تَعَالَ) (¬1) النَّهَارُ، ثُمَّ خَرَجَ فَخَطَبَ فَأَطَالَ الْخُطْبَةَ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، وَلَمْ يُصَلِّ اِلنَّاسُ يَوْمَئِذٍ الْجُمُعَةَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لابنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَصَابَ السُّنَّةَ (¬2). ¬
2025 - قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ سعدُ بنُ عبيد مولى ابن زاهر: أنه شَهِدْ الْعِيدَ مَعَ عُثْمَانَ وكَانَ يَوْمَ جُمُعَةِ، فقال لأهل العوالي: -[335]- مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْتَظِرَ الْجُمُعَةَ فليفعل، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ إلى أَهْلِهِ فَقَدْ أَذنَّا لَهُ. للشيخين، و ((الموطأ)) مطولاً (¬1). ¬
2026 - أَنَسُ: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا. للترمذي، والبخاري بلفظه (¬1). ¬
2027 - بُرَيْدَةُ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ، وَلا يَطْعَمُ يَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّيَ (¬1). ¬
2028 - عَلِيُّ قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا، وَأَنْ يأْكُلَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يخْرُجَ (¬1). ¬
2029 - أبو هُرَيْرَةَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا خَرَجَ يَوْمَ الْعِيدِ فِي طَرِيقٍ رَجَعَ فِي غَيْرِهِ. هي للترمذي (¬1). ¬
2030 - بَكْرُ بْنُ مُبَشِّرٍ الأَنْصَارِيِّ: كُنْتُ أَغْدُو مَعَ أَصْحَابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمُصَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى، فَنَسْلُكُ بَطْنَ بُطْحَانَ حَتَّى نَأْتِيَ الْمُصَلَّى فَنُصَلِّيَ مَعَه - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ نَرْجِعَ مِنْ بَطْنِ بُطْحَانَ إِلَى بُيُوتِنَا. لأبي داود (¬1). ¬
2031 - أُمُّ عَطِيَّةَ: أَمَرَنَا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى: الْعَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ، وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ؟ قَالَ: ((لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
2032 - وفي رواية (قال) (¬1): كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى نخُرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، وحَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ (¬2). ¬
2033 - أُخْتُ عَبْدِ الله بْنِ رَوَاحَةَ رفعته: ((وجب الْخُرُوجُ عَلَى كُلِّ ذَاتِ نِطَاقٍ)). لأحمد، والموصلي والكبير بامرأة تابعية لم تسم (¬1). ¬
2034 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُخْرِجُ الْعَنَزَةَ يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الأَضْحَى يُرْكِزُهَا فَيُصَلِّي إِلَيْهَا. للنسائي (¬1). ¬
2035 - وعنه: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجُ إِلى العِيديْنِ ومعَه حَرْبةٌ وتُرْسٌ. ((للأوسط)) بضعف (¬1). ¬
2036 - أَنَسُ: أَمَرَ مَوْلاهُ ابْنَ أَبِي عُتْبَةَ وكَانَ في الزَّاوِيَةِ، فَجَمَعَ أَهْلَهُ وَبَنِيهِ، وَصَلَّى كَصَلاةِ أَهْلِ المِصْرِ وَتَكْبِيرِهِمْ. للبخاري (¬1). ¬
2037 - أبو هريرة رفعه: ((زيّنوا أعيادكم بالتكبير)). ((للأوسط))، و ((الصغير)) (بلين) (¬1) ويأتي في الحج إن شاء الله غيره (¬2). ¬
2038 - أبو بَكْرَةَ رفعه: ((شَهْرَا عِيدٍ لا يَنْقُصَانِ رَمَضَانُ، وَذُو الْحِجَّةِ)). للشيخين وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2039 - عبادةُ بنُ الصامت رفعه: ((من أحْيَا لَيلة الفِطْر ولَيلة الأضْحَى لَمْ يَمُتْ قَلبُه يومَ تَمُوتُ القلوبُ)). ((للكبير))، و ((الأوسط)) بلين (¬1). ¬
2040 - أبو طرفة عبادُ بنُ الريان اللخمي الحمصي قال: أتيتُ المِقدادَ بنَ معدي كَرِب وهُو فى قريةٍ علَى أميالٍ منْ حِمصَ يوْم عيدٍ، فقُلنا: اخْرج فصل بنا العِيد. فقالوا: لاَ، صلوا فُرادَى. ((للكبير))، وفيه أبو طرفة (¬1). ¬
2041 - ابنُ مسعودٍ قال: مَنْ فاتَتهُ صلاةُ العيدِ فلْيصلِّ أربعاً. ((للكبير)) (¬1). ¬
2042 - واثلةُ: أنَّه قِيلَ لَه يومَ العيدِ: تَقبَّلَ الله منا ومِنْك. فقالَ: تَقَبَّل الله منا ومِنْك. ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
2043 - عليُّ قال: الخرُوجُ إلَى الجبانِ فى العِيديْن من السنة. ((للكببير)) بضعف (¬1). ¬
2044 - عبدُ الرحمن بنُ عثمان التيمي: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - إذا انْصرفَ مِنَ العِيدين أتَى وَسطَ المَصلَّى فقامَ فنَظَرَ إلىَ الناسِ كيفَ ينْصرفونَ وكيفَ سَمْتُهم، ثم يَقفُ ساعةً، ثم يَنْصَرِفُ. ((للكبير))، و ((الأوسط)) (¬1). ¬
2045 - عَبْدُ الله بْنُ قُرْطٍ رفعه: ((إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ الله يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ)). قَالَ ثَوْرٌ هُوَ الْيَوْمُ الثَّانِي. لأبي داود (¬1). ¬
2046 - أَنَسُ: قَدِمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ، وَلَهُمْا يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا قَالَ: ((مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟)) قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ: ((قَدْ أَبْدَلَكُمْ الله خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2047 - قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: مَا كَانَ شَيْءٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ وَقَدْ رَأَيْتُهُ، إِلاَّ شَيْءٌ وَاحِدٌن فَإِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُقَلَّسُ لَهُ يَوْمَ الْفِطْرِ. للقزويني (¬1). ¬
الكسوف
الكسوف
2048 - عَائِشةُ قالت: كُسفت الشمسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَ فصَلَّى بالنَّاس فأطَالَ القَراءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رأسَهُ فَأطَالَ القِرَاءَة -وهِيَ دوْنَ قراءته الأولى- ثم رَّكعَ فَأَطَالَ الركُوعَ- وهو دون ركعوه الأول -ثمَّ رَفْعَ رَأَسَه، ثمَّ سجد سجدتين، ثمَّ قَامَ فَصَنعَ في الركْعَةِ الثانية مثلَ ذلك، ثم سلَّم وقد تجلت الشَّمْسُ، ثمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فقال: ((إن الشَّمْسَ والقْمَرَ لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ ولا لِحَيَاتِهِ، ولكنَّهما آيتانِ من آياتِ الله تعالى يُريهُمَا عِبادَهُ فَإِذَا رَأَيتْمُ ذَلكَ فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاةِ)). للستة (¬1). ¬
2049 - وفي رواية: زيادة في الخُطْبَة ((فإذاَ رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا الله، وَكَبِّرُوا، وَصَلُّوا، وتَصَدَّقُوا، يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ: وَالله لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا)) (¬1). ¬
2050 - وفي أخرى أنها (قالت) (¬1): حزرت قراءته في الأُولَى سُورةَ البقرةِ وفي الثانيةِ آلَ عِمْرانَ (¬2). ¬
2051 - وفي أخرى: حَتَّى إِنَّ رِجَالاً يَوْمَئِذٍ لَيُغْشَى عَلَيْهِمْ مِمَّا قَامَ بِهِمْ، حَتَّى إنَّ سِجَالَ الْمَاءِ لَتُصَبُّ عَلَيْهِمْ (¬1). ¬
2052 - وفي أخرى: أن يهودية جاءت تسألها فَقَالَتْ: أَعَاذَكِ الله مِنْ عَذَابِ القَبْرِ. فَسَأَلتْ عائشةُ النبيَّ: أَيُعَذَّبُ النَّاسُ في قُبُورِهم؟ فَقَالَ: ((عَائِذًا بالله من ذلك))، ثم رَكِبَ ذاتَ غداةٍ مَرْكَبًا فخَسَفَتِ الشَّمْسُ فرجع ضحى، فمر بَيْنَ ظهراني الْحُجَرِ، فقام يُصلي، والناسَ وراءَهُ بنحوِ ذلك. وفيه: ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر (¬1). [قالت: وَكنت أسمعه بعد ذلك يتعوذ من عذاب النار وعذابِ القبر]. ¬
2053 - وفي أخرى: أنه - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى فِي كُسُوفٍ في صُفَّةِ زَمْزَمَ أَرْبَعَ رَكَعاتٍ في أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ (¬1). ¬
2054 - وفي أخرى: أنَّه جَهَرَ بقَراءتَهِ (¬1). ¬
2055 - جَابرُ: انْكَسَفتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابنُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ النَّاسُ: إنما انْكسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَامَ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى بِالنَّاسِ سِتَّ رَكَعَاتٍ بِأَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، [لَيْسَ مِنْها رَكعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها، وركوعه نحو من سُجُودهِ. لمسلم مطولاً، ولأبي داود، والنسائي نحوه (¬1). ¬
2056 - أسماءُ بنتُ (أبي) (¬1) بكر: أتيت عَائِشةَ وهِيَ تُصَلّي فَقَالَتْ: مَا شَأنُ النِّاس؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ فإذا الناس قيام، قالْت: سبحان الله. قلت: آيةٌ؟ فأشَارَتْ برأسِهَا أي: نَعَمْ، فقُمتُ حَتَّى تَجَلاَّنِي الغَشْيُ، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأسِي المَاءَ، -[340]- فَحَمِدَ الله النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قالَ: ((مَا مِنْ شَيءٍ كنتُ لَمْ أَرَهُ إلا رأيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذا، حَتَّى الجَنَّةَ والنَّارَ، وأُوحِيَ إليَّ أَنَّكم تُفْتَنُونَ في قُبُوركم مثل أو قَريبًا لا أدْرِي أيَّ ذلك (قال) (¬2) قالتْ أَسْمَاءُ، من- فتنة المسيح الدجال يُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا المُؤْمِنُ -أوِ المُوقِنُ، لا أَدْرِي أيهما (قال) (¬3) قَالَتْ أَسْمَاءُ- فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ وهُوَ رَسُولُ الله جَاءَنا بالبَيِّناتِ وَالهُدَى فَأَجَبْنَا وَاتَّبعنا هومحمدٌ (ثلاثًا) فَيُقَالُ لَهُ نم صالحًا، قدْ عَلِمْنا إنْ كُنتَ لموقنًا به. وَأمَّا المُنَافِقُ- أوِ المُرتَابُ، لا أَدِري أيَّ ذَلِكَ قالَتْ أَسْمَاءُ- فَيَقُولُ: لا أَدْري سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُون شيئًا فَقُلْتُه)) (¬4). ¬
2057 - وفي رواية: فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَام فَأَطَال القِيَامَ، ثُمَّ رَكعَ فأَطَالَ الرُّكُوع، ثم رفع، ثمَّ سَجدَ فأطال السجود، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ القِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فأَطَالَ القِيَامَ، ثُمَّ رَكعَ فأطَألَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رفع فسجد فأطال السجود، ثم رفع، ثم سَجَدَ فأطال السجود، ثُمَّ انْصَرَفَ. للشيخين، والموطأ، والنسائي (¬1). ¬
2058 - ابْنُ عَبَّاسٍ: صَلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ (¬1). ¬
2059 - وعن علي: مثل ذلك. لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2060 - ابنُ عمرٍو بن العاص: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَكَدْ يَرْكَعُ، ثُمَّ رَكَعَ فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ، ثُمَّ رَفَعَ فَلَمْ يَكَدْ يَسْجُدُ، ثُمَّ سَجَدَ فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ، ثُمَّ رَفعَ فَلَمْ يَكَدْ يَسْجُدُ، ثُمَّ سَجَدَ فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ، ثُمَّ رَفَعَ، وَفَعَلَ فِي الرَّكْعةِ الأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ نَفَخَ فِي آخِرِ سُجُودِه. فَقَالَ: ((أُفْ أُفْ)). ثُمَّ قالَ: -[341]- ((رَبِّ أَلَمْ تَعِدْنِي أَنْ لا تُعَذِّبَهُمْ وَأَنَا فِيهمْ، أَلَمْ تَعِدْنِي أَنْ لا تُعَذِّبَهُمْ وَهُم يَسْتَغْفِرُونَ)). (فَفَرَغَ) (¬1) - صلى الله عليه وسلم - مِنْ صَلاتِهِ وَقَدْ أَمْحَصَتِ الشَّمْسُ. لأبي داود، النسائي (¬2). ¬
2061 - وفي رواية: أنه حين ينفخُ يبكي (¬1). ¬
2062 - وفي أخرى: نحو ذلك، وأنه عُرِضَتْ عَلَيه الجّنَّةُ والنَّارُ، وفيها قوله: ((فَجَعَلْتُ أَنْفُخُ خَشْيَةَ أَنْ يَغْشَاكُمْ حَرُّهَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا سَارِقَ بَدَنَة رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بَنِي دُعْدُعٍ سَارِقَ الحَجِيجِ، فَإِذَا فُطِنَ لَهُ قَالَ هَذَا عَمَلُ المِحْجَنِ، ورَأَيْتَ فِيهَا امْرَأةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ تُعَذِّبُ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْها فَلَمْ تُطعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ)) (¬1). ¬
2063 - وفي بعض روايات حديث عائشة المتقدم: ((وَرَأَيْتُ فِيهَا ابْنَ لُحَيٍّ الذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ)) (¬1). ¬
2064 - النُّعْمَانُ بْنُ بَشيرٍ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكَعَتَيْنِ، وسئل عنها حَتَّى انْجَلَتْ. لأبي داود (¬1). ¬
2065 - وللنسائي: فَخَرَج يَجُرُّ رداءَهُ فِزعًا حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ، فَلمْ يَزَلْ يُصَلِّي حَتَّى انْجَلَتْ، وقال من جملة الخطبة: ((إِنَّ الله إِذَا بَدَا لِشّيْءُ مِنْ خَلْقِهِ خَشَعَ لَهُ، فإِذَا رَأَيْتُمْ ذِلَكَ فَصَلُّوا كَأَحْدَثِ صَلاةٍ صَلَّيْتُمُوها مِنَ الْمَكْتُوبةِ)) (¬1). ¬
2066 - أُبَيُّ بْنُ كعَبٍ: انْكَسَفَت الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فصَلََّى بِهِمْ، فَقَرأَ بِسُورَةٍ مِنَ المطُّوَلِ، وَرَكَعَ خَمْسَ رَكَعَاتٍ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، -[342]- ثُمَّ جَلَسَ كَمَا هُوَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ يَدْعُو حَتَّى انْجَلَى كُسُوفُهَا. لأبي داود (¬1). ¬
2067 - سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَى بِنَا فِي كُسُوفٍ لا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا. للنسائي، والترمذي (¬1). ¬
2068 - النَّضْرُ قَالَ: كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى عَهْدِ أَنَسٍ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا أَبَا حَمْزَةَ: هَلْ كان هذا يُصِيبُكُمْ على عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ: مَعَاذَ الله، إنْ كَانَتِ الرِّيحُ (لَتَشتته) (¬1) فَنُبَادِرُ إلى المَسْجِدَ مَخافة أن تكون القِيَامةِ. لأبي داود (¬2). ¬
2069 - أبو الدرداء: كانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كانَت لَيلةُ ريحٍ شديدةٍ كانَ مَفزعُهُ إلَى المسْجدِ حتى تسْكُن الريحُ، وإذا حَدثَ في السماء حَدثٌ مِنْ خُسوفِ شَمسٍ أو قَمرٍ كانَ مَفزعُهُ إلَى الصلاةِ حتى ينْجليَ. ((للكبير)) وفيه زياد بن صخر (¬1). ¬
الاستسقاء
الاستسقاء
2070 - ابنُ عَبَّاسٍ: سئل عن اسْتِسْقَاءِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: فخرج رسول الله مُتَبَذِّلاً مُتَوَاضِعًا متضرعًا حَتَّى أَتَى المُصَلَّى، فرقى المنبر فَلَمْ يَخْطُبْ خُطْبتَكُم هَذِهِ، وَلَكِنْ لَمْ يَزَلْ فِي الدُّعَاءِ، والتَّضَرعِ، وََالتَّكْبِيرِ، ثم صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
2071 - وزاد البزار بضعف: أنه كبر في الأولى سبع تكبيراتٍ، وفي الثانية خمسًا (¬1). ¬
2072 - عبدُ الله بنُ زيد المازني: خَرَجَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا يَسْتَسْقِي، فَحَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ يدعو، واسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتْينِ وقرأ فيهما. يريد: الجَهَرَ. للستة (¬1). ¬
2073 - وفي رواية: وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ وَجَعَلَ عِطَافَهُ الأَيْمَنَ عَلَى عَاتِقِهِ الأَيْسَرِ، وَجَعَلَ عِطَافَهُ الأيْسَرَ عَلَى عَاتِقِهِ الأَيْمَنِ، ثُمَّ دَعَا (¬1). ¬
2074 - وفي أخرى: أن عليه خَمِيصَةً سَوْدَاء، فأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ أَسْفَلَهَا فَيَجَْعَلَهُ أَعْلاهَا (فلما) (¬1) ثَقُلَتْ قَلَبَهَا عَلَى عَاتِقِهِ (¬2). ¬
2075 - أنسُ: أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فبينا هوَ يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ قَامَ أَعْرَابيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، هَلَكَ المَالُ وَجَاعَ العِيَالُ، فَادْعُ لَنَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَمَا نرى في السَّمَاءِ قَزَعةً، فوالذي نَفْسِي بيدِهِ مَا وَضَعهَا حَتّى ثَارَ السَّحَابُ مثلُ الجِبَالِ، ثمَّ لَمْ يَنْزِلُْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ السَّحَابَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحيْتَيِهِ، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ من الْغَدِ وَمِنْ بَعْدِ الْغَدِ وَالذِي يَلِيه حتَّى الجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابيُّ -أَوْ قال: غَيْرُهُ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، تَهَدَّمَ البِنَاءُ وَغَرِقَ المَالُ فادْعُ الله لَنَا. فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: ((اللهمَّ حَوَالَيْنَا، وَلا عَلَيْنَا)). فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّحَابِ إلاَّ انفَرَّجَتْ وصَارَتِ المَدِينَةُ مِثِلَ الجَوْبَةِ، وسَالَ وَادِي قَنَاةَ شَهْرٍ أو لَم يأتِ أحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إلاَّ حَدَّثَ بِالْجُودِ. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
2076 - وفي رواية: فَرَفَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ((اللهمَّ أَغِثْنَا، اللهمَّ أَغِثْنَا)). وزَادَ في الدُّعَاءِ الثاني: ((اللهمَّ عَلَى الآكَامِ والظِّرَابِ وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشِّجَرِ)) (¬1). ¬
2077 - عَائِشِةُ: شَكَا النَّاسُ إلَى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قُحُوطَ المَطرِ، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ فَوُضِعَ لَهُ فِي المُصَلَّى، ووَعَدَ النَّاسَ يَومًا يَخْرُجُونَ فِيهِ فَخَرَجَ حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمسِ، فَقَعَدَ عَلَى المِنْبَرِ فَكَبَّر وَحَمِدَ الله، ثُمَّ قَالَ: ((إنِّكُمْ شكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ وَاسْتِئْخَارَ المَطَرِ عَنْ إبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ الله أَنْ تَدْعُوهُ، ووَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ)) ثُمَّ قَالَ: (({الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} لا إِلَه إِلاَّ الله يَفْعَلُ مَا يُريدُ، اللهمَّ أَنْتَ الله لا إلهَ إلا أَنْتَ الغَنِيُّ ونَحْنُ الفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ واجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلاغًا إِلَى خير)) ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إبِطَيْهِ ثُمَّ حَوَّل إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ وَقَلَب رِدَاءَهُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ ونَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَنْشَأَ الله سَحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ الله، فَلَمْ يَأْتِ مَسْجِدَهُ حَتَّى سَالَتِ السُّيُّولُ، فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إِلَى الْكِنِّ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، فَقَالَ: ((أَشْهَدُ أنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنِّي عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ)). لأبي داود (¬1). ¬
2078 - أَنَسُ: أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَسْقَى فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفِّيْهِ إِلَى السَّمَاءِ. لمسلم، وأبي داود (¬1). ¬
2079 - عُمَيرُ مَوْلَى آبي اللَّحْمِ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَسْقِي عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ قَرِيبًا مِنَ الزَّوْرَاءِ قَائِمًا يَدْعُو رَافِعًا يَدَيْهِ قِبَلَ وَجْهِهِ لا يُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَهُ (¬1). ¬
2080 - جابرُ: أتت النِّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَوَاكِي، فَقَالَ: ((اللهمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا مَريعًا، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ)). فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ. هما لأبي داود (¬1). ¬
2081 - ولرزين قالَ: ((اللهم اسْقِ بلادَكَ وارْحم عِبادَك وانْشُرْ رحمتك وأحيِ بَلَدكَ الميتَ، اللهمَّ اسْقِنا غَيْثًا مغِيثًا مَرِيئًا مُرِيعًا نافعًا غَيْر ضارًّ عاجلًا غيرَ رائثٍ)). وكانَ إذا اسْتَسقى يَمُدُّ يدَيهِ، ويجْعَل بطُونَهما مما يليِ الأرضَ، ويرْفَع حتى أرى بياض إبطيْه.
2082 - سمرةُ بنُ جندب: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يْدعُو إذا اسْتَسقى: ((اللهم أَنْزِل فِي أَرْضِنَا بَرَكَتَها وزِينتَهَا وسَكَنها وَارْزُقْنا وأنْتَ خيرُ الرَّازِقِين)). ((للكبير))،البزار (¬1). ¬
2083 - جابرُ وأنسُ قالا: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اسْتَسْقَى قالَ: ((اللهمَّ اسْقِنا سَقيا وادِعةً نافِعةً تُشبعُ بها الأموْالَ والأنفسَ، غَيثًا هَنِيئًا مَرِيئًا طبقًا مُجَلَّلا يَشْبعُ بها بَادِينَا وحَاضرُنا، تَنْزِلُ بهِ من بَرَكَاتِ السَّماءِ وتُخْرجُ بهِ من بركَاتِ الأرْضِ وتَجْعَلُنا عِنْدَه منَ الشاكِرين، إنَّكَ سَميعُ الدعاءِ)). ((للأوسط)) بضعف (¬1). ¬
2084 - أنسُ: أنَّ عُمَرَ كَانَ إِذا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالعَبَّاسِ فَقَالَ: اللهمَّ إنِّا كُنا نَتَوسَّلُ بِنَبيِّكَ فَتَسْقِينَا، فإِنا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ فاسْقِنا. فَيُسْقَوْنَ. للبخاري (¬1). ¬
2085 - أَبُو الجَوْزَاءِ: قُحِطَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَحْطًا شَدِيدًا فَشَكَوْا إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتِ: انْظُرُوا قَبْرَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَاجْعَلُوا مِنْهُ كِوًى إِلَى السَّمَاءِ، حَتَّى لا يَكُونَ بَيْنَهُ وبَيْنَ السَّمَاءِ سَقْفٌ. فَفَعَلُوا، فَمُطِرْنَا مَطَرًا حَتَّى نَبَتَ العُشْبُ وسَمِنَتِ الإِبِلُ حَتَّى تفَتَّقَتْ مِنَ الشَّحْمِ، فَسُمِّيَ عَامَ الْفَتْقِ. للدارمي (¬1). ¬
2086 - مَالِك: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: ((إِذَا نْشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثُمَّ تَشَاءَمَتْ فَتِلْكَ عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ)). ((للموطأ)) (¬1). ¬
و ((للأوسط)) عن عائشة رفعته. وقال: تفرد به الواقدي (¬1). ¬
2088 - عَائِشَةُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: ((اللهمَّ (اجعله) (¬1) صَيِّبًا نَافِعًا)). للبخاري، والنسائي (¬2). ¬
2089 - أَنَسُ: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَطَرٌ فَحَسَرَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ من المطر، قُلْنَا: يَا رسُولَ الله، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: ((إِنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
2090 - أبو هُرَيْرَةَ: رفعه: ((لَيْسَتِ السَّنَةُ بِأَنْ لا تُمْطَرُوا وَلَكِنِ السَّنَةُ أنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا وَلا تُنْبِتُ الأرضُ شيئًا)). لمسلم (¬1). ¬
2091 - وعنه رفعه: ((قَالَ رَبُّكُم عَزَّ وَجَلَّ لَوْ أَنَّ عَبِيدِي أَطَاعُونِي لَأَسْقَيْتُهُمُ المَطَرَ بِاللِّيْلِ، وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ، ولَمَا أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ)). لأحمد، والبزار (¬1). ¬
2092 - عبادةُ رفعه: ((إذا رَأيتُم عمودًا أَحمْرَ قِبَل المَشْرِقِ في شَهْرِ رمَضَانَ فادَّخِروُا طَعامَ سَنتِكُم فإنها سَنةُ جُوعٍ)). للكبير والأوسط، فيه أم عبد الله ابنة خالد بن (معدن) (¬1) (¬2). ¬
الرواتب
الرواتب
2093 - ابنُ عمر قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، ركعتين بعد الجمعة، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء (¬1). ¬
2094 - زاد في رواية: فأما المغرب، العشاء والجمعة ففي بيته. للستة (¬1). ¬
2095 - وزاد في أخرى: حدثتني حَفْصَةُ إِنَّه كَانَ يُصَلي سَجْدَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ بَعْدَ مَا يَطْلُعُ الفَجْرُ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا أدْخُلُ عليه فيها (¬1). ¬
2096 - عَائِشَةُ رفعته: ((مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ بَنَى الله له بَيْتًا فِي الْجَنِّةِ: أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتْينِ بَعْدَ المَغْربِ، ورَكْعَتيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الفَجْرِ)). للترمذي، والنسائي (¬1). ¬
2097 - وعنها: صلاتان لَمْ يَكُنْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يتركهما سرًّا وعَلانِيةً في سَفَرٍ، ولا حضر: ركْعَتانِ قبل الصُّبْحِ، وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ العَصْرِ. للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
2098 - وفي رواية قالت: كَانَ يُصَلِّي فِي بَيْتِي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ المَغْربَ ثُمَ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكَعَتَيْنِ، وَيُصَلِّي بالنِّاس العِشَاءَ، وَيَدْخُلُ بَيْتي فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي مِنَ اللِّيلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ فِيهنَّ الْوِتْرُ، وَكَانَ يُصَلِّي لَيْلاً قائمًا، وَلَيْلاً طويلاً قَاعِدًا، وَكَانَ إذَا قَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَائمٌ، وإِذَا قَرَأ قاعِدًا رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَكَانَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. لمسلم، وأبي داود، وللترمذي بعضه (¬1). ¬
2099 - عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَة سَأَلْنَا عَلِيًّا عَنْ تَطَوُّع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِالنِّهَارِ. فَقَالَ: إِنَّكُمْ لا تُطِيقُونَهُ فَقُلْنَا أَخْبِرْنَا بِهِ نَأْخُذْ مِنْهُ مَا اسْتَطَعْنَا. قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى الفَجْرَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَا هُنَا يَعْنِي مِنْ قِبَلِ المَشْرقِ -مِقْدارهَا مِنْ صَلاةِ [العَصْرِ مِنْ هَا هُنَا -يَعْنِي: مِنْ قِبَل المَغْرِبِ- قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَا هُنَا يَعْنِي مِنْ قِبَل الْمَشْرِقِ- مِقْدَارَها مِنْ صَلاةِ] الظُّهْرِ مِنْ هَا هُنَا قَامَ فَصَلَّى أَربْعًا، وأرْبعًا قَبْلَ الظُّهْرِ إِذَا زَالََتِ الشَّمْسُ، و (ركعتيه) (¬1) بَعْدَهَا، وَأَرْبَعًا قَبْلَ العَصْرِ يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى الْمَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ، والنَّبيِّينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ المُسْلِمينَ، وَالمُؤْمِنينَ. قَالَ عَلِيٌّ: فَتِلْكَ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعُهُ - صلى الله عليه وسلم - بِالنَّهَارِ، و (قَلَّ) (¬2) مَنْ يُدَاوِمُ عَلَيْهَا قَالَ وَكِيعٌ: زَادَ فيه أَبِي فَقَالَ حَبيبُ بْنُ أبي ثَابِتٍ: يَا أَبَا إِسْحَقَ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِحَدِيثِكَ هَذَا ملاَءَ مَسْجِدِكَ هَذَا ذَهَبًا. للقزويني (¬3). ¬
2100 - عَبْدُ الله بْنُ مُغَفَّلٍ رفعه: ((بَيْنَ كُلِّ أَذّانَيْنِ صَلاةٌ بَيْنَ كُلِّ أَذَانَينِ صَلاةٌ)) قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: ((لِمَنْ شَاءَ)). للستة إلا مالكا، وللبزار بلين (¬1). ¬
2101 - عن بريدة، رفعه: ((بين كلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ إلاَّ المَغْرِبَ)) (¬1). ¬
2102 - ابْنُ عُمَرُ كان يقول: صَلاةُ اللَّيْلِ والنَّهارِ مَثْنَى مَثْنَى يُسَلِّم مِن كُلِّ رَكْعَتَيْنِ. لمالك ولأصحاب السنن أن ابن عمر رفع الحديث، قال النسائي هذا الحديث خطأ، وقال الترمذي: الصحيح هو صلاة الليل مثنى مثنى، ولم يذكر النهار (¬1). ¬
2103 - يَحْيَى بْنُ (سَعِيد) (¬1) الأَنَصَاريُّ: مَا أَدْرَكْتُ فُقَهَاءَ أَرْضِنَا إِلاَّ يُسَلِّمُونَ فِي كُلِّ اثْنَتَيْنِ مِن تطوُّعِ النَّهَارِ. ويذكر ذلك عن عمار، وأبي ذر، وأنس، وجابر بن زيد، وعكرمة والزهري. للبخاري تعليقًا. ¬
ركعتا الفجر
ركعتا الفجر
2104 - عَائِشَةُ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ تَعَاهُدًا منه عَلَى رَكْعَتَيِ الفَجْر. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
2105 - وفي رواية رفعته: ((رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)) (¬1). ¬
2106 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا تَدَعُوهُمَا وَلوْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ)). لأبي داود (¬1). ¬
2107 - عَائِشَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ والإِقَامَةِ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ (¬1). ¬
2108 - وفي رواية: كان يُصَلِّي رَكْعَتَي الْفَجْرِ فيخَفِّفهُمَا حَتَّى أَقُولَ: هل قَرَأ فِيِهِمَا بِأُمِّ القرآن؟ للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
2109 - يَسَارُ مَوْلَى ابْن عُمَرَ: رَآنِي ابْنُ عُمَرَ وَأَنَا أُصَلِّي بَعْدَ طُلُوعِ (الشَّمْس) (¬1) وأُسَلِّمُ من ركعتين. فَقَالَ: يَا يَسَارُ، إنَّ رَسُولَ الله خَرَجَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نُصَلِّي كما تصلي، فَقَالَ: ((لنا ليُبَلِّغْ الشَاهِدُ الغَائِب، لا تُصَلُّوا بَعْدَ الفَجْرِ إِلا سَجْدَتَيْنِ)). لأبي داود، والترمذي (¬2). ¬
2110 - ابْنُ عَبَّاس: أَنَّ رَسُولُ الله كان كثيرًا ما يقرأ في رَكعتَي الْفَجْر في الأولَى (قوله) (¬1): {آمَنَّا بِالله وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا}، وَفِي الآخِرِةِ {آمَنَّا بالله واشْهَدْ بِأنَّا مُسْلِمُونَ} (¬2). ¬
2111 - وفي رواية: {تَعَالوا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}. لمسلم، وأبي داود، النسائي (¬1). ¬
2112 - أَبُو هُرَيْرَة: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْولُ فِي رَكْعَتَيِ الفَجْرِ: {قُولوا آمَنَّا بِالله وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، وبِهَذِهِ الآيةِ {رَبَّنا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُول فَاكتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} أَوْ {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيم} شَكَّ الراوي. لأبي داود (¬1). ¬
2113 - ابْنُ عُمَرَ: رمَقْتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عِشْرِينَ مَرَّةً يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الفَجْرِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ}، وَ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}. للترمذي، والنسائي بلفظه (¬1). ¬
2114 - عائشة: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذَا صَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ. للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
2115 - ولأبي داود: إِذَا قَضَى صَلاتَه مِنْ آخِرِ اللِّيْلِ نَظَرَ، فَإِنْ كُنْتُ مُستَيْقِظَةً حَدَّثَني، وَإِنْ كُنْتُ نَائِمَةً أَيْقَظَنِي، وَصلَّى (رَّكْعَتَيْنِ) (¬1) ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ فَيُؤذِنَهُ بِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلاةٍِ (¬2). ¬
2116 - أَبو هُرَيْرَة رفعه: ((إِذَا صَلَّى أَحَدُكُم الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبحِ فَليْضْطَجِعْ عَلَى يَميِنِه)). للترمذي (¬1). ¬
2117 - وزاد أبو داود: فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: أَمَا يُجْزِئُ أَحَدَنَا مَمْشَاهُ إِلَى الْمَسْجِدِ حَتَّى يَضْطَجِعَ؟ قَالَ: لا فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: أَكْثَرَ أبُو هُرَيْرَةَ فَقِيلَ له: هَلْ تُنْكِرُ شيئًا مِمَّا يَقُولُ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنَّهُ اجْتَرَأَ وَجَبُنَّا فَبَلَغَ أبو هُرَيْرَةَ قَالَ: فَمَا ذَنْبِي إِنْ كُنْتُ حَفِظْتُ ونَسَوْا (¬1). ¬
2118 - نافعُ: أنَّ ابنَ عُمرَ رأى رُجلاً صَلَّى الفَجْرَ فاضْطَجَعَ قال: ما حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعتَ؟ قال: أردتُ الفَصْل بْينَ صَلاتِي، قالَ: وأيُّ فَصْلٍ أفضلُ مِنَ السلامِ؟ قالَ: فإنها سُنةٌ. قال: بلْ هِي بدْعةٌ. لرزين.
2119 - ابنُ مسعود: أَنَّ رجُلاً صَلَّى مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الصُّبحَ فلمَّا انْصرَفَ صَلَّى ركْعَتين فقالَ لهُ - صلى الله عليه وسلم -: ((آلصَّبْح أربعًا؟)) قال: يا رَسولَ الله إنِّي كنْتُ لَم أُصلِّ ركعتي الفَجْر. قال: ((فلا إذن)). لرزين.
2120 - ولأبي داود، والترمذي عَنْ قَيْسٍ جد يحيى بن سعيد الأنصاري: أَنَّه فَعَلَ مِثْلَ ذلك، فَقَالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((مَهْلاً يَا قَيْسُ، أَصَلاتانِ مَعًا؟)) فقال: إني لم أركع الركعتينِ، قال: ((فَلا إِذَنْ؟)) (¬1). ¬
2121 - عبدُ الله مَالِكُ بْنُ بُحَيْنَةَ قال: مرَّ النبيُّ برَجُلٍ قَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ - صلى الله عليه وسلم - لاثَ بِهِ النَّاسُ، فَقَالَ لَه - صلى الله عليه وسلم -: ((الصُّبْحَ أَربَعًا، الصُّبْحَ أَرْبعًا)). للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
2122 - وفي رواية: أنه مَرَّ برَجُلٍ يُصَلِّي وَقَدْ أُقِيمَتْ صَلاةُ الصُّبْحِ فَكَلَّمَهُ بِشَيْءٍ لا نَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمَّا انْصَرفْنَا أَحَطْنَا به: مَاذَا قَالَ لَكَ؟ (قَالَ:) (¬1) قال لي: ((يُوشِكُ أَنْ يُصَلِّيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ أَرْبعًا)) (¬2). ¬
2123 - أبو هُرَيْرَة رفعه: ((مَنْ لَمْ يُصَلِّ رَكْعَتَيِ الفَجْرِ فَلْيُصَلِّهِمَا بَعْدَ مَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ)). للترمذي (¬1). ¬
2124 - أسامةُ بنُ عمير: سَمعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُقولُ بَعْدَ رَكعتَيِ الفَجْر: ((رَبَّ جِبريلَ ومَيكَائِِيلَ وإسْرَافِيلَ ومُحمدٍ، أعُوذُ بكَ مِن النَّارِ)) (ثلاث مَرات). للكبير بلين (¬1). ¬
2125 - عطاءُ قال: خرجَ ابنُ مسْعُودٍ علَى قَومٍ يَتحدثونَ بْعدَ الفَجْرِ فَنهاهُم عَنِ الحديثِ، وقالَ إنما جئتُم للصلاة، فإمَّا أنْ تصلوا، وإمَّا أنْ تسْكُتُوا. للكبير، وعطاء لم يسمع من ابن مسعود (¬1). ¬
راتبة الظهر، والعصر
راتبة الظهر، والعصر
2126 - ابْنُ عُمَرَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا. للشيخين (¬1). ¬
2127 - عَلِيُّ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ (¬1). ¬
2128 - عَائِشَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا لَمْ يُصَلِّ أرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ صَلاَّها بَعْدَها. هما للترمذي (¬1). ¬
2129 - أُمُّ حَبيبةَ: رفعته: ((مَنْ صَلَّى قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا وَبعدها أَرْبَعًا حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ)) (¬1). ¬
2130 - وفي رواية: ((مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأرْبَع بَعَدَهَا حَرَّمهُ الله عَلَى النَّارِ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
2131 - أبو أَيُّوب رفعه: ((أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ لَيْس فِيهِنَّ تَسْلِيمٌ تُفْتَحُ لَهُنَّ أَبْوابُ السَّمَاءِ)). لأبي داود (¬1). ¬
2132 - عَبْدُ الله بْنُ السَّائِب: أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا بَعْد الَزُوالِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَقَالَ: ((إِنَّهَا سَاعةٌ تُفْتَحُ لَها أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فيها عَمَلٌ صَالِحٌ)) (¬1). ¬
2133 - عمرُ رفعه: ((أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ وبَعْدَ الزَّوَالِ تُحْسَبُ بِمِثْلِهنَّ فِِي السَّحَرِ، وما مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ وهو يُسَبِّحُ الله تعالى تلْكَ السَّاعَةَ)) ثُمَّ قَرَأَ: {يَتَفيَّأ ظِلالُهُ عَنِ اليَمِينِ والشَّمَائِلِ سُجَّدًا للهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ}. هما للترمذي (¬1). ¬
2134 - صفوانُ رفعه: ((مَن صلّى أربعًا قبل الظهرِ كانَ لهُ كأجْرِ عِتقِ رَقبْةٍ)). أوْ قالَ: ((أرْبعِ رقابٍ مِنْ وَلدِ إسْماعيل)). ((للأوسط)) بخفي (¬1). ¬
2135 - ابنُ مسعودٍ: لَيسَ شيءٌ يْعدلُ صلاةَ الليلِ مِنْ صلاة النهار إلا أرْبعًا قَبَلَ الظُّهرِ، وفَضْلُهنَّ علَى صَلاةِ النَّهارِ كفَضْلِ صَلاةِ الجماعَةِ علَى صلاةِ الواحِدِ. ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
2136 - عَلِيُّ: كَانَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي قَبْلَ العَصْرِ رَكْعَتَيْنِ. لأبي داود (¬1). ¬
2137 - وللترمذي: كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي قَبْلَ الْعَصْرِ أَربْعًا، يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِالتَّسْلِيمِ (¬1). ¬
2138 - ابْنُ عُمَر رفعه: ((رَحِمَ الله امْرأً صَلَّى قَبْلَ العَصْرِ أَرْبَعًا)). للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
2139 - ابنُ عمرو بن العاص، رفعه: ((منْ صلى أرْبع رَكعاتٍ قبل العَصْر حرمه الله على النار)). للكبير (¬1). ¬
2140 - عَائِشَةُ: مَا كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَأَتِينِي فِي يَوْمي بَعْدَ العَصْرِ إِلاَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ (¬1). ¬
2141 - وفي رواية: مَا تَرَكَ - صلى الله عليه وسلم - ركعتين بَعْدَ العَصْرِ عِنْدِي قَطُّ (¬1). ¬
2142 - وفي أخرى: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ وَيَنْهَى عَنْهَا، وَيُوَاصِلُ ويَنْهَى عَنِ الوِصَالِ (¬1). ¬
2143 - وفي أخرى قَالَتْ: كَانَ يُصَلِّيِهمَا قَبْلَ العَصْرِ، ثُمَّ إِنَّه اشتُغِلَ عَنْهُمَا أَوْ نَسِيَهُمَا فَصَلاَّهُمَا بَعْدَ العَصْرِ، ثُمَّ أَثْبَتَهُمَا، وَكَانَ إِِذَا صَلَّى صَلاةً أَثْبَتَهَا، يَعْني: دَاوَمَ عَلَيْهَا (¬1). ¬
2144 - كُرَيْبُ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، وابن أزهر، والْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَرْسَلُوهُ لعَائِشَةَ يسَأَلْهَا عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ العصر أُخْبِِرْنا أَنَّكِ تُصَلِّيهما، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْهُما، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكُنْتُ أَضْرِبُ مع عُمرَ النَّاسَ عَنْهَا. قَالَ كُرَيْبٌ: فَبلَّغْتُهَا مَا أَرْسلُونِي، فَقَالتْ: سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ. فَأَخْبَرْتُهُمْ فَرَدُّوني إِلى أُمِّ سَلَمَةَ بذلك فَقَالَتْ: سَمِعْتُه - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى (عَنْهَا) (¬1) ثُمَّ رَأَيْتُهُ يُصَلِّيهَا، وَعِنْدِي نِسْوَةٌ مِنْ الأَنُصَارِ، فَأرْسَلْتُ إِلَيْهِ الجَارِيَةَ، فَقُلْتُ: قُومِي بِجَنْبِهِ فَقُولِي: تَقُولُ لَكَ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ الله سَمِعْتُك تَنْهَى عَنْ هَاتيْنِ الركعتين، وَأَرَاكَ تُصَلِّيهِمَا؟ فَإِنْ أَشَارَ بِيَدِهِ فاسْتَأْخِرِي. فَفَعَلَتِ الجَارِيَةُ فأشار بيدِهِ فاستأخَرَتْ، فلمَّا انصرَفَ قال: يا ابنةَ أبي أميةَ سَأْلتِ عن الرَّكعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ، وَإِنَّهُ أتَانِي أنَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ بالإسْلَامِ منْ قومِهِم فَشَغَلُونِي عَنِ الرَّكْعَتيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَهُمَا هَاتَانِ. هما للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬2). ¬
2145 - زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الجهني: أَنَّهُ رَآهُ عُمَرُ رَكَعَ بَعْدَ العَصْرِ رَكْعَتَيِنِ فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنينَ، فَوَالله لا أَدَعُهُمَا أَبَدًا بَعْدَ إِذ رَأَيْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّيهِمَا فَجَلَسَ عُمَرُ إليه فَقَالَ: يَا زَيْدُ لَوْلا أَنَّي أَخْشَى أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُلَّمًا إِلَى الصَّلاةِ حَتَّى اللَّيْلِ لَمْ أَضْرِبْ فِيهِمَا. لأحمد، والكبير (¬1). ¬
2146 - عَبْدُ الله بْنُ رَباحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ الصْحَابةِ أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الْعَصْرَ، فَقَامَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَرَآهُ عُمَرُ فَقَالَ: اجْلِسْ، فإِنِّمَا أهَلَكَ أَهْلُ الكِتَابِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِصَلاتِهِمْ فَصْلٌ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَحْسَنَ ابْنُ الخَطَّابِ)). للموصلي، وأحمد (¬1) ¬
2147 - ولأبي داود نحوه عن الأزرق بن قيس، وأطلَقَ الصَلاةَ لم يقيِّدْها بالعصرِ (¬1). ¬
راتبة المغرب، والعشاء، وراتبة الجمعة
راتبة المغرب، والعشاء، وراتبة الجمعة
2148 - أَنَسُ: كُنْا بِالْمَدِينةِ فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ للْمَغْرِبِ ابْتَدَرُوا السَّوارِيَ، فَرْكَعُوا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى إنَّ الرَّجُلَ الْغَرِيبَ لَيَدْخُلُ المَسْجِدَ فَيَحْسِبُ أنَّ الصَّلاةَ قَدْ صُلِّيَتْ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ يُصَلِّيِهَا. للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
2149 - ولمسلم قال مُختَار بْنُ فُلْفُل لأَنَسَ: أَكَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يصَلِّيهُمَا قالَ: كَانَ يَرَانَا نُصَلِّيهِمَا فَلَمْ يَأُمُرْنَا، وَلَمْ يَنْهَنا (¬1). ¬
2150 - عَبْدُ الله بنُ مغفل الْمُزَنِيُّ رفعه: ((صَلُّوا قَبْلَ صَلاةِ المَغْرِبِ ركعتين)) قالِ في الثَّالِثَةِ: ((لِمَنْ شَاءَ)) كَرَاهِيَةَ أّنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سنَّةً. للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
2151 - كَعْبُ بنُ عُجْرَة: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى مَسْجِدَ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ فَصَلَّى فِيهِ المَغْرِبَ فَلَمَّا قَضَوْا صَلاتَهُمْ رَآهُمْ يُسبِّحُونَ بَعْدَها فَقَالَ: ((هَذِهِ صَلاةُ البُيُوتِ)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2152 - مكحولُ يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قالَ: ((مَنْ صلى بعْد المغُرِب، قَبْل أنْ يتكلَّمَ ركْعَتيْنِ -وفي روايةٍ: أرْبَعَ ركعاتٍ- رُفعتْ صَلاتُهُ في عِليِّينَ)) (¬1). ¬
2153 - حذيفةُ نحوه، وزاد: ((عَجِّلُوا الرّكْعتَينِ بَعْدَ المغْرِبِ فإنَّهمَا يرْفَعانِ مَعَ المكْتُوبةِ)). هما لرزين (¬1). ¬
2154 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ صَلَّى بَعْدَ المَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيمَا بَيْنَهُنَّ بِسُوءٍ عُدِلْنَ لَهُ بِعبَادَةِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً)). للترمذي (¬1). ¬
2155 - وقال: روي عَنْ عَائِشَةَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ صَلَّى بعد الْمَغْرِبِ عِشْرِينَ رَكْعَةً بَنَى الله لَهُ بَيْتًَا فِي الْجَنَّةِ)). قلت: للقزويني. حديث عائشة براو كذبوه (¬1). ¬
2156 - محمدُ بنُ عمار بن ياسر قال: رأيتُ عمارَ بنَ ياسرٍ يُصلِّي بعْدَ المغْرِبِ سِتَّ رَكعاتٍ، وَقَالَ: رأيتُ حَبيبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي بَعْدَ المغْرِبِ ستَّ رَكعاتٍ وقالَ: ((مَنْ صلى بْعَد المغْرِبِ سِتَّ رَكعاتٍ غُفِرَتْ لَه ذُنوبُهُ وَإِنْ كانَتْ مِثْل زَبَدِ البَحْرِ)). للطبراني، وفيه صالح بن قطن البخاري (¬1). ¬
2157 - شُرَيْحُ بْنُ هَانِئ: سَألْتُ عائِشَةَ عَنْ صَلاةِ النبيِّ فَقَالتْ مَا صَلَّى العِشَاءَ قَطُّ فَدَخَلَ بيتي إِلاّ صَلَّى أَربْعَ رَكَعاتٍ، أَوْ سِتَّ رَكَعاتٍ، وَلَقَدْ مُطِرْنَا مَرَّةً مِنَ اللَّيْلِ فَطَرَحْنَا لَهُ نِطعًا، فَكَأنِّي أَنْظُرُ إِلَى ثُقْبٍ فِيهِ يَنْبُعُ مِنْهُ المَاءُ، ومَا رأَيْتُهُ (مُتَّقِيًا) (¬1) الأَرْضَ بِشَيءٍ مِنْ ثِيَابِهِ قَطُ. لأبي داود (¬2). ¬
2158 - البراءُ بنُ عازب، رفعه: ((مَنْ صلى قبْلَ الظهر أرْبعَ رَكعاتٍ كأنما تَهجد بِهن من ليلِته، ومَنْ صَلاَّهُنَّ بعدَ العشاءِ كُنَّ (لمثْلِهنَّ في) (¬1) ليلةِ القدرِ)). ((للأوسط)) بخفي (¬2). ¬
2159 - وله بضعف عن أنس مثله (¬1). ¬
2160 - و ((للكبير)) بضعف عن ابن عمر رفعه: ((من صلَّى العِشَاءَ الآخِرَةَ في جَمَاعةٍ وصلَّى أربَعَ رَكَعاتٍ قَبْلَ أَنْ يخْرُجَ مِنَ المسجدٍ كَانَ كعدْلِ ليلةِ القدرِ)) (¬1) ¬
2161 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((من كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا)) (¬1). ¬
2162 - وفي رواية: ((فَإِنْ عَجِلَ بِكَ شَيْءٌ فَصَلِّ رَكْعَتْينِ فِي الْمَسْجِدِ وَرَكْعَتَيْنِ إِذا رَجَعْتَ)). لمسلم، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2163 - نافِعُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَأَى رَجُلاً يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي مَقَامِهِ، فَدَفَعَهُ وَقَالَ: أَتُصَلِّي الجُمُعَةَ أَرْبَعًا؟ وَكَانَ عَبْدُ الله يُصَلِّي يَوْم الجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ ويَقُولُ: هَكَذَا فَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
2164 - وفي رواية: أن ابْنَ عُمَرَ كان يُطيلُ الصَّلاةَ قَبْلَ الجُمُعَةِ فإذا صَلَّى الجُمُعةَ انصرَفَ، فسَجَدَ سَجْدَتَيْن فِي بَيْتِهِ، وَيُحَدِّثُ أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - يَفْعلُه. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
2165 - عطاءُ: أنَّ ابْنَ عُمرَ كَانَ إِذَا صَلَّى الجُمُعةَ بمَكَّةَ تَقَدَّمَ فَصَلَّى رَكْعَتيْنِ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فيصَلِّي أَرْبعًا، وَإِذَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ صَلَّى الجُمُعَةَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَلَمْ يُصلِّ فِي الْمَسْجِدِ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَفْعَلُه. لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
صلاة الوتر وصلاة الضحى
صلاة الوتر وصلاة الضحى
2166 - بُرَيْدَةُ رفعه: ((الْوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَيْسَ مِنَّا، الوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَيْس مِنَّا، الْوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَيْسَ مِنَّا)). لأبي داود (¬1). ¬
2167 - عَلِيُّ قَالَ: الوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كالصَّلَاة المَكْتُوبةِ، ولَكِنْ سَنَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ((إِنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
2168 - ابْنُ مُحَيْرِيزَ أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يُدْعَى (الْمَخْدَجِيَّ) (¬1) سَمِعَ رَجُلاً بِالشَّامِ يكنى أَبَا مُحَمَّدٍ يَقُولُ: إِنَّ الْوِتْرَ (حَقٌ) (¬2) وَاجبٌ فقَالَ الْمَخْدَجِيُّ فَرْحُتُ إِلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَأخْبَرتُهُ فَقَالَ: كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ، سَمِعتُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتبَهُنَّ الله عَلَى العِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ ولَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شيئًا استِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ الله عَهْدًٌا أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأتِ بِهِنَّ فَلَيْس لَهُ عِنْدِ الله (عَهْدٌ) (¬3) إِنْ شَاءَ عَذَبَهُ وإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ)). لمالك، وأبي داود، والنسائي (¬4). ¬
2169 - ابنُ عمرَ رفعه: ((اجْعَلُوا آخِرَ صَلاتِكُمْ باللَّيل وَتْرًا)). للشيخين وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2170 - أَبوَ أَيُّوبَ رفعه: ((الْوِتْرُ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِخَمسٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِثَلاثٍ فَلْيَفَعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِوَاحِدَةٍ فَلْيَفْعَلْ)). لأبي داود (¬1). ¬
2171 - وزاد النسائي: ((وَمَنْ شَاءَ أَومْأَ إِيمَاءً)) (¬1). ¬
2172 - وفي أخرى في أوله: ((ومَنْ شَاءَ أن يُوتَِر بِسَبْعٍ فليفعل)) (¬1). ¬
2173 - عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُوتِرُ بِأَرْبَعٍ وَثَلاثٍ، وَسِتٍّ وَثَلاثٍ، وَثَمَانٍ وَثَلاثٍ، وَعَشْرٍ وثَلاثٍ، وَلَمْ يَكُنْ يُوتِرُ بِأنْقَصَ مِنْ سَبْعٍ وَلا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاثَ عَشْرَةَ. لأبي داود (¬1). ¬
2174 - أُمُّ سَلَمَة: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُوتِرُ بِثَلاثَ عَشْرَةَ، فَلَمَّا كَبِرَ، وَضَعُفَ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ. للنسائي، والترمذي (¬1). ¬
2175 - وفي رواية: كَانَ يُوتِرُ بخمسٍ وسبعٍ (للترمذي و) (¬1) لا يَفْصِلُ بَيْنَهُما بسلام وَلا كَلامٍ (¬2). ¬
2176 - ابنُ عمرو وابْنُ عَبَّاسٍ رفعاه: ((الوِتُرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللِّيْلِ)) (¬1). ¬
2177 - وفي رواية: ((صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْصَرِفَ فَارْكَعْ رَكْعَةً تُوتِرُ لَكَ مَا صَلَّيْتَ)). للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
2178 - عَلِيُّ: كَانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُوتِرُ بِثَلاثٍ يَقْرَأُ فِيهِنَّ بِسبْعِ سُوَرٍ مِنَ المُفَصَّلِ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكُعَةٍ بِثَلاثِ سُوَرٍ آخِرُهُنَّ {قُلْ هَوَ الله أَحَدٌ}. للترمذي (¬1). ¬
2179 - ابْنُ عَبَّاس: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ {بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى}، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وَ {قُلْ هَوَ الله أَحَدٌ} فِي رَكْعَةٍ رَكْعَةٍ. للنسائي، والترمذي (¬1). ¬
2180 - وله ولأبي داود عن عائشة نحوه، بزيادة المُعَوِّذَتَيْنِ في الثالثة (¬1). ¬
2181 - ولهما أيضا: عن أبي بن كعب نحو ذلك. وفي أخرى وَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ فَإِذَا فَرَغَ قَالَ: ((سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ)) ثَلاثَ مَرَّاتٍ يُطِيلُ فِي آخِرهِنَّ (¬1). ¬
2182 - خَارِجَةُ بْنُ حُذَافَةَ رفعه: ((قَدْ (أَمَدَّكُمْ) (¬1) الله بِصَلاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، وَهِيَ الْوِتْرُ، فَجَعَلَهَا لَكُمْ فِيمَا بَيْنَ العِشَاءِ الآخِر إلى طُلُوعِ الفَجْرِ)). للترمذي، وأبي داود (¬2). ¬
2183 - عَائِشَةُ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ أَوْتَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَأَوْسَطِهِ، وَآخِرِهِ، وَانْتَهَى وِتُرُهُ إِلَى السَّحَرِ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
2184 - وفي رواية: وَانْتَهَى وِتْرُهُ حِينَ مَاتَ في السَّحَرِ (¬1). ¬
2185 - جَابرُ رفعه: ((مَنْ خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ ثم لِيَرقُدْ، وَمَنْ طَمِعَ أنْ يَقُومَ آخِر الليَّلِ فَإنَّ صَلاةَ آخِرِ اللِّيلِ مَشْهُودَةٌ محضورة، وَذلكَ أَفْضَلُ)). لمسلمُ، والترمذي (¬1). ¬
2186 - أبو سعيد رفعه: ((مَنْ نَامَ عَنْ وِتْرِهِ فَلْيُصَلِّ إِذَا أَصْبَحَ)) (¬1). ¬
2187 - وفي رواية: ((مَنْ نَامَ عَنِ الْوِتْرِ أَوْ نَسِيَهُ فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَ، وإِذَا اسْتَيْقَظَ)). للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
2188 - عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو: سُئِل: هَلْ يُنْقَضُ الْوِتْرُ؟ (قال:) (¬1) إِذَا أَوْتَرْتَ مِنْ أَوَّلِهِ فَلا تُوتِرْ مِنْ آخرِهِ. للبخاري (¬2). ¬
2189 - زاد رزين: سَمِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا وتران في ليلة)) (¬1). ¬
2190 - نَافِعُ: كُنْتُ مَعَ ابنِ عُمَرَ بِمَكْةَ وَالسَّمَاءُ مُغِيمَةٌ، فَخَشِيّ الصُّبْحَ فَأَوتَرَ بِوَاحِدَةٍ، ثُمَّ انْكَشَفَ الغَيْمُ فَرَأى أَنَّ عَلَيْهِ لَيْلاً فَشَفَعَ بِوَاحِدَةٍ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ركعتين، فَلَمَّا خَشِيَ الصُّبْحَ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ. لمالك (¬1). ¬
2191 - أُمُّ سَلَمَةَ: أنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْوِتْرِ رَكْعَتَيْنِ. للترمذي (¬1). ¬
2192 - عَائِشَةُ: أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ لا يُسَلِّمُ فِي رَكْعَتَيِ الْوِتْرِ. للنسائي (¬1) ¬
2193 - ابْنُ عُمَر: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُسَلِّمُ في الرَّكْعَتَيْنِ حَتَّى يَأْمُرَ بِبَعْضِ حَاجَتِهِ. لمالك، والبخاري (¬1). ¬
2194 - وعنه كَانَ يَقُولُ: ((صَلاةُ الْمَغْرِبِ وِتْرُ صَلاةِ النَّهَارِ)). لمالك (¬1). ¬
2195 - عَائِشَةُ قَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضُ عَلَيْهِمْ، وَمَا سَبَّحَ - صلى الله عليه وسلم - سُبْحَةَ الضُّحَى قَطٌّ، وَإِنِّي لَأُسَبَّحُهَأ. للشيخين، والموطأ، وأبي داود (¬1). ¬
2196 - وفي رواية: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يسبِّحُ تسبِيحَةَ الضُّحَى قَطُّ، وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا، وَإِنْ كَانَ لَيَدَعُ الْعَمَلَ فذكرتْهُ (¬1). ¬
2197 - وللنسائي: قال لها عَبْدُ الله بْنُ شَقِيقٍ: هل كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَتْ: لا، إلاَّ أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِهِ (¬1). ¬
2198 - ولمسلم: وسَأَلتْهَا معاذةُ كَمْ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَتْ: أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ الله (¬1). ¬
2199 - أبو سَعِيدٍ: كَانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى نَقُولَ: لا يَدَعُها ويَدَعُهَا حَتَّى نَقُولَ: لا يُصَلِّيها. للترمذي (¬1). ¬
2200 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي لَيَلى: ما حدثنا أَحَدٌ أَنَّه رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الضُّحَى غيرَ أُمِّ هَانِيءٍ فإِنَّهَا قالت: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ بَيْتَهَا في يَوْم فَتحِ مَكَّةَ فاغْتَسلَ وصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، فَلمْ أَرَ صَلاةً قطُّ أَخَفَّ مِنْهَا غَيْرَ أَنَّه يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ. للستة (¬1). ¬
2201 - أَبو هُرَيْرَة: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِصِيَامٍ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، ورَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
2202 - ولمسلم، وأبي داود، والنسائي مثلُه عن أبي الدرداء (¬1). ¬
2203 - زَيْدُ بْنُ أَرْقَم: أنَّه رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى فَقَالَ: لو عَلِمُوا أَنَّ الصَّلاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعةِ أَفْضَلُ، إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((صَلاةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ)). لمسلم (¬1). ¬
2204 - أَبو ذَرّ رفعه: ((يصْبحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلَّ تَحْمِيدَة صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِيءُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى)). لمسلم، وأبي (داود) (¬1) (¬2). ¬
2205 - عَلِيٌّ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى. لأحمد، والموصلي (¬1). ¬
2206 - ابنُ عَمْرُو بْنُ العاص بَعَثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً فَغَنِمُوا، وَأَسْرَعُوا الرَّجْعَةَ، فَتَحَدَّثَ النَّاسُ بِقُرْبِ مَغْزَاهُم، وَكَثْرِةِ غَنِيمَتِهمْ، وَسُرْعَةِ رَجْعَتِهِمْ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَقْرَبَ مِنْهُ مَغْزًى وَأَكْثَرَ غَنِيمَةً، وَأَوْشَكَ رَجْعَةً، مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ غَدَا إِلَى المَسْجِدِ لِسُبْحَةِ الضُّحَى فَهُوَ أَقْرَبُ منهم مَغْزًى، وَأَكثْرُ غَنِيمَةً، وَأَوْشَكُ رَجْعَةً)). لأحمد، والكبير (¬1). ¬
2207 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِر رفعه: ((إِنَّ الله تعالى يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ اكْفِنِي أَوَّلَ النَّهَارِ بأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ أَكْفِكَ بِهِنَّ آخِرَ يَوْمِكَ)). للموصلي، وأحمد (¬1). ¬
2208 - وله: عن أبي الدرداء، وأبي مُرَّة الطائفي نحوه (¬1). ¬
2209 - وللترمذي مثلُه عن أبي ذر، وأبي الدرداء (¬1). ¬
2210 - وللكبير عن ابن عمر، والنواس بن سمعان نحوه (¬1). ¬
2211 - ابنُ عمرَ قُلْتُ لأبي ذر: يا عمَّاه، أوْصِني. قالَ: سألْتني عمّا سألتُ عنْهُ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: ((إن صليتَ (الضُّحَى) (¬1) لَم تُكَتَبْ مَن الغافِلينَ، وإنْ صليتَ أرْبعًا كُتبْتَ منَ العابِدينَ، وإِن صليت سِتًا لَم يلْحقكَ ذَنب، وإِنّ صلَّيتَ ثمانيًأ كُتبتَ مِنَ القانِتين، وإنْ صلَّيتَ اثِنتىْ عَشَرة ركعة بنُي لكَ بيت في الجنة، وما من يومِ ولا ليلةٍ ولا سَاعةٍ إلا وللهِ (فيه) (¬2) صدقةٌ يمن بها على مَنْ يشاءُ من عبادِه، وما من على عبدٍِ بِمثْلِ أنْ يُلهِمَهُ ذكِرهْ)). للبزار بلين (¬3). ¬
2212 - و ((للكبير)) بلين عن أبي الدرداء نحوه مرفوعًا (¬1). ¬
2213 - أبو أمامة، رفعه: ((إذا طَلعَتِ الشمسُ مِنْ مَطلعِها كَهيئَتِها لصلاةِ العَصرِ حِين تَغرُبُ مِنْ مغْرِبها فَصلى رجلٌ ركْعَتينِ، وأرْبع سَجَداتٍ فإنَّ لهُ أجْرُ ذَلكَ اليَومِ)). وحَسبتُه قالَ: ((وكفر عنْه خَطيئته)) وأحْسَبهُ قالَ: ((وإنْ ماتَ دخَلَ الجنة)). ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
2214 - أنسُ: رأيتُ رَسولَ الله يصلي الضحى سِتَّ رَكعاتٍ فَمَا تركتُهَن بعْدَ ذلكَ، قالَ الحسَنُ: فَما تركْتُهن بعدُ. ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
2215 - أبو هريرة: أنَّ رسُولَ الله كانَ لا يتْركُ الضَحُىَ في سَفرٍ، ولا غَيْرِهِ. للبزار بضعف (¬1). ¬
2216 - وعنه رفعه: ((لا يُحافِظ علَى صلاةِ الضحى إلا أوابٌ)). ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
2217 - وعنه رفعه: ((مَنْ حَافَظَ على شُفْعَةِ الضَّحَى غُفِرَت لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ)) (¬1). ¬
2218 - أَنَسُ رفعه: ((مَنْ صَلَّى الضُّحَى ثِنْتَى عَشْرَة رَكْعَةً بَنَى الله لَهُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ فِي الْجَنَّةِ)). للترمذي (¬1). ¬
2219 - أبو أمامة رفعه: ((مَنْ صلَّى صلاةَ الصبح في جَماعةٍ ثم ثَبَتَ حتَّى يسبِّحَ سُبْحةَ الضُّحَى كانَ لهُ كأجْرِ حاجٍّ ومُعْتَمرٍ تامًا لهُ حَجتهُ وعُمرتهُ)). ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
تحية المسجد وصلاة الاستخارة والحاجة والتسبيح والرغائب والمنزل والقدوم
تحية المسجد وصلاة الاستخارة والحاجة والتسبيح والرغائب والمنزل والقدوم
2220 - أبو قَتَادَة ر فعه: ((إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِس)). للستة (¬1). ¬
2221 - جَابرُ: دَخَلَ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، والنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ قَالَ: ((صَلَّيْتَ؟)) قَالَ: لا. قَالَ: ((فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ)) (¬1). ¬
2222 - وفي رواية: ((إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ والإِمَامُ يَخْطُبً فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهمَا)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
2223 - ابنُ المُعَلَّى) (¬1): كُنَّا نَغْدُو إِلَى السُّوقِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَنَمُّرُّ عَلَى المَسْجِدِ فَنُصَلِّي فِيهِ. للنسائي (¬2). ¬
2224 - جَابِرُ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُنَا الاستخارة فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ: ((إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلِ اللهمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأِسْأَلُكَ مِنْ فضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أََقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ، اللهمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْر خَيْرٌ لِي فِي دِيني وَمَعاشِي وَعَأقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ ِلي ثُمَّ بَارِكْ لِي فيه، اللهم وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْني عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رْضِّنِي به)). قَالَ: ((وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ)). للبخاري، وأصحاب السنن (¬1). ¬
2225 - أنسُ رفعه: ((ما خابَ مِنِ استْخَارَ وَلا نَدِمَ مَنِ اسْتَشَارَ وَلَا عَالَ مَنِ اقْتصدَ)). ((للأوسط))، والصغير (¬1). ¬
2226 - عَبْدُ الله بْنُ أَبي أَوْفَى رفعه: ((مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى الله حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ لِيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لِيُثْنِ عَلَى الله وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ لِيقُلْ: لا إِلَهَ إِلاَّ الله الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحَانَ الله رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِم مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، والسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لا تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلاًَّغَفَرْتَهُ، وَلا هَمًّا إِلا فَرَجْتَهُ، وَلا حَاجَةً هِيَ لَكَ رضًا إلا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ)). للترمذي (¬1). ¬
2227 - وزاد القزويني: ((ثُمَّ يَسْأَلُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مَا شَاءَ فإِنَّهُ يُقَدَّرُ)) (¬1). ¬
2228 - عثمانُ بنُ حنيف رفعه: ((إيتِ الميضأةَ فتوضأْ ثمَّ صلِّ ركْعَتين، ثم ادْعُ بهذهِ الدعواتِ: اللهم إنِّي أسْألُكَ وأتوسَّلُ إليْكَ بنَبينا مُحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - نبي الرحْمةِ، يا مُحمدُ إنِّي أتوجهُ بِكَ إِلى ربِّي فيقضِي لي حَاجَتي)). وتذْكُر حاجَتِك. ((للكبير)) مطولا (¬1). ¬
2229 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ للِعَبَّاسِ: ((يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّاهُ، أَلا أُعْطِيكَ، ألا أَمْنَحُكَ ألا أُجِيزُكَ، ألا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ إذا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَر الله لَكَ ذَنْبَكَ، أَوَّلَه وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وعَمْدَه، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلاَنِيَتَهُ، عَشْرَ خِصَالٍ: أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعاتٍ، تَقْرَأ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ الله، وَالحَمْدُ للهِ، وَلا إِلَهَ إِلا الله، وَالله أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، -[369]- ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُها عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأسَكَ فَتَقُولُها عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، تَفْعَلُ ذِلكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَها فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّي جُمُعَةٍ، فإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً)). لأبي داود (¬1). ¬
2230 - وللترمذي عَنْ أَبي رَافِعٍ مثله وقال: ((الله أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ للهِ، ولا إِلَهَ إلا الله، وسبحان الله)). قال: ((ولَوْ كَانت ذُنُوبُك مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ غَفَرهَا الله لَكَ)) (¬1). ¬
2231 - أنسُ: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَكر صلاةَ الرغائبِ، وهيَ أولُ ليلةِ جُمعةٍ منْ رَجَبَ تصلِّي فِيها بَيْنَ المغْرِبِ وَالعِشاءِ ثِنْتي عَشرةَ رَكعةً بست تَسليماتٍ، كل ركْعةٍ بفَاتحةِ الكِتابِ مرةً، والقَدْر ثلاثًا، وقُلْ هُو الله أحدٌ ثِنْتَي عَشَرةَ مرةً، فإذا فَرَغَ منْ صَلاتِه قالَ: ((اللهم صل على مُحمدٍ النبي الأمي وعلَى آلهِ)) بَعْد ما يُسلم سَبعين مرةً، ثم يسْجُد سَجدةَ، ويقُولُ في سُجودِه: ((سبوحٌ قدوسٌ ربُّ الملائكةِ والروح)) سبَعينَ مرةً، ثم يرْفَع رأسَه ويقُولُ: ((رب اغُفِرْ وارْحَمْ، وتجاوز عمَّا تعلَم، إِنَّكَ أنتَ العليُّ الأعظْمُ)) سبَعينَ مرةً، ثم يسجدُ ويقُولُ مِثْلَ ما قالَ في السجْدةِ الأولَى، ثم يَسألُ الله وهُو ساجدٌ حاجَتَهُ فإنَّ الله تعالَى لا يرد سائِلَه. لرزين، قال في الأصل: والحديث مطعون فيه (¬1). ¬
2232 - وعنه: كانَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزلَ منْزلاً لم يرْتَحل منه حتى يُودعَهُ بركْعَتَيْن. للموصلي، والبزار، و ((الأوسط)) بلين (¬1). ¬
2233 - وللكبير نحوه عن فضالة بن عبيد، وزاد: أو دخل بيته (¬1). ¬
2234 - أبو هريرة رفعه: ((إذا دخَلْتَ منْزلَك فصلِّ ركْعَتين يَمنَعانِك مَدخَل السُّوءِ، وإذا خَرجْت مِنْ منْزِلكَ فصلِّ رَكْعَتين يَمنعانِك مخرجَ السّوءِ)). للبزار (¬1). 2235 - ابنُ عمرَ وكَعْب بْن مَالِك: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قفل مِنْ سَفَرٍ بَدَأ بالمَسْجِدِ فَرَكعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انصرف إلى بيته (¬2). قال نافع: وكان ابنُ عمرَ يفعلُه. لأبي داود. ¬
صلاة الليل
صلاة الليل
2236 - بلالُ وأبو أمامةَ رفعاه: ((عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، فَإِنَّهُ مِنْ دَأَبِ الصَّالِحينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى الله تَعَالى ومَنْهَاةٌ عَنِ الآثْامِ وَتَكَفيِرُ السَّيِّئَاتِ ومَطْرَدَةُ (اِلدَّاءِ) (¬1) عَنِ الْجَسَدِ)). (للترمذي) (¬2) (¬3). ¬
2237 - ابْنُ عَمْرِو بْنُ الْعَاص رفعه: ((مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آياتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائِة (آيةٍ) (¬1) كُتِبَ مِنَ القْانِتينَ، ¬
وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ)) (¬1). ¬
2238 - عَبْدُ الله بْنُ حُبْشِيّ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((طُولُ القِيَامِ)). هما لأبي داود (¬1). ¬
2239 - المغيرة بن شعبة قال: قَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: قد غَفَرَ الله لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ: ((أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شكُورًا)). للترمذي، وللنسائي، وللشيخين (¬1). ¬
2240 - ولهما عَنْ عَائِشَةَ نحوه، وفيه قالت: فلمَّا بَدُنَ وكثُرَ لحمُه صلَّى جالسًا، فإِذَا أرادَ أن يَرْكَعَ قامَ فقَرأَ، ثمَّ ركَعَ (¬1). ¬
2241 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((رَحِمَ الله رَجُلاً قَامَ مِنَ اللِّيْلِ فَصَلَّى وأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فإنْ أَبَتْ نَضَحَ في وَجْهِهَا المَاءَ، رَحِمَ الله امْرَأةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وأيْقَظَتْ زَوْجَها، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ المَاءَ)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2242 - أبو سَعِيدٍ وَأَبو هُرَيْرَة رفعاه: ((إِذَا أَيْقَظَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلِّيَا رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا كُتِبَا فِي الذَّاكِرِين والذَّاكِرَاتِ)). لأبي داود (¬1). ¬
2243 - ابنُ عمرَ: أن أباه عمر كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ الله، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أَيْقَظَ أَهْلَهُ لِلصَّلاةِ، يَقُولُ: الصَّلاةَ الصَّلاةَ. ثُمَّ يَتْلُو: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ}. لمالك (¬1). ¬
2244 - أَبُو هُرَيْرَة رفعه: ((يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلى قَافِيَةِ رَأسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ على كُلِّ عُقْدةٍ مكانها عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيْلٌ. فَإنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ الله انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَه كلها فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإلاَّ أََصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ)). للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
2245 - ابنُ مسعودٍ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ، فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ. فَقَالَ: ((ذلك رجل بَالَ الشَّيْطانُ فِي أُذُنِهِ)). للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
2246 - عائشةُ رفعته: ((من امرئ تكونُ لهُ صلاةٌ بليل فيغلبهُ عليها نومٌ إلا كَتَبَ الله لهُ أجر صلاتهِ وكان نومهُ عليه له صدقة)). لمالك، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2247 - مسروقُ: سألت عائشة أي العملِ كانَ أحبَّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالتِ: الدَّائمُ قلت: فأيُّ حينٍ كان يقوم من الليل؟ قالتْ: كانَ يقومُ إذا سمعَ الصَّارخ. للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2248 - يَعلى بنُ مملكٍ: سألَ أمَّ سلمةَ عن قراءةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وصلاتهِ، فقالت (¬1): وما لكمْ وصلاتهُ كان يصلِّي ثمَّ ينامُ قدر ما صلَّى ثمَّ يُصلِّي قدر ما نام ثم ينامُ قدر ما صلَّى (¬2) حتَّى يُصبحَ ثم نعتتْ قراءته فإذا هي تنعتُ قراءة مفسَّرةً حرفًا حرفًا. لأصحاب السنن (¬3). ¬
2249 - أنسُ: ما كنَّا نشاءُ أن نرى النبي - صلى الله عليه وسلم - في اللَّيلِ مُصلِّيًا إلا رأيناهُ ولا نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلا رأيناهُ. للنسائي (¬1). ¬
2250 - ابنُ مسعودٍ: صَلَّيتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً فأطال حتى هممتُ بأمرِ سوءٍ قيل: وما هممت به، قال: هممتُ أن أجلس وأدعه. للشيخين (¬1). ¬
2251 - حذيفةُ: صلَّيْتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلةٍ فافتتح البقرة فقلتُ يركعُ بها ثمَّ افتتح النَّساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها، فقرأ مُترسِّلاً إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيح سبَّحَ وإذا مرَّ بسؤالٍ سألَ وإذا مرَّ بتعوذٍ تعوَّذ ثم ركع فجعل يقولُ: ((سبحان ربِّي العظيم)) وكان ركوعه نحوًا من قيامهِ ثمَّ قال سمع الله لمن حمدهُ ربنا لك الحمد ثم قام قيامًا طويلاً قريبًا ممَّا ركع ثمَّ سجد، فقال: ((سبحان ربِّي الأعلى))، فكان سجُودُهُ قريبًا من قيامِهِ. لمسلم، والنسائي (¬1). ¬
2252 - ابنُ عبَّاسٍ: بت عند خالتي ميمونة فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول - صلى الله عليه وسلم - فطرحت له وسادة فاضطجعتُ في عرضِ الوسادةِ واضطجع - صلى الله عليه وسلم - وأهلُهُ في طولها فنامَ حتى انتصف اللَّيْلُ أو قبلَهُ بقليلٍ أو بعدهُ بقليلٍ ثم استيقظ فجلس يمسح النومَ عن وجهه بيديه، ثم قرأ العشرَ الآيات الخواتم من سورة آلِ عمران، ثمَّ قامَ إلى شِنِّ مُعلَّقةٍ فتوضَّأَ منها وأحسنَ وضوءهُ، ثمَّ قام يصلَّى فقمتُ فصنعتُ مثل ما صنعَ ثمَّ ذهبتُ فقُمتُ إلى جنبهِ فوضع - صلى الله عليه وسلم - يده اليُمنى على رأسِي وأخذ بأُذني اليمنى يفتلها، فصلَّى ركعتين ثمَّ ركعتين ثمَّ ركعتين ثمَّ ركعتين ثمَّ ركعتينِ ثمَّّ ركعتينِ ثمَّ أوترَ، ثمَّ اضطجع حتَّى جاء المؤذنُ فقام فصلَّى ركعتين خفيفتين ثمَّ خرج فصلَّى الصُّبحَ (¬1). ¬
2253 - ومن رواياته: فصلَّى في تلك الليلة ثلاث عشرةَ ركعةً ثمَّ نام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ ثمَّ أتاهُ المُؤذِّنُ فخرج فصلَّى ولم يتوضَّأ (¬1). ¬
2254 - ومنها: فجعلت إذا غفيتُ يأخذُ بشحمة أذني (¬1). ¬
2255 - ومنها أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى العشاءَ ثمَّ جاء منزله فصلى أربع ركعات ثمَّ نام، ثمَّ قامَ ثم قال: ((نام الغليمُ)) أو كلمةً تشبهها ثم قام فقمتُ عن يساره فجعلني عن يمينه فصلى خمس ركعاتٍ ثمَّ صلى ركعتينِ، ثمَّ نام حتى سمعت غطيطهُ ثمَّ خرج إلى الصَّلاة (¬1). ¬
2256 - ومنه: أنه - صلى الله عليه وسلم - صلَّى ركعتينِ أطالَ فيهما القيام والرُّكوع والسُّجود ثمَّ انصرفَ فنام حتَّى نفخ ثمَّ فعَلَ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ ستَّ ركعاتٍ كلَّ ذلك يستاكُ ويتوضَّأُ ويقرأُ هؤلاء الآيات، أي: العشر حتى ختم آل عمران، ثمَّ أوتر بثلاثٍ (¬1) فأذَّن المؤُذِّنُ فخرج إلى الصلاة (¬2). ¬
2257 - ومنها إنه قرأ الآيات حتَّى بلغ {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 191] (¬1). ¬
2258 - ومنها أنه توضَّأَ ثمَّ صلَّى سبعًا أو خمسًا أوتر بهن ولمْ يُسلِّم إلا في آخرهنَّ.
2259 - ومنها: حرزت قيامهُ في كلِّ ركعةٍ بقدر {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} [المزمل:1] (¬1). ¬
2260 - ومنها: فصلىَّ ركعتينِ ركعتينِ حتَّى صلَّى ثمانيًا ثم أوترَ بخمسٍ لم يجلس فيهنَّ (¬1). ¬
2261 - ومنها: أنه يحيى من اللَّيل ثماني ركعاتٍ ويوترُ بثلاثٍ ويصلِّي قبل صلاة الفجر. للستة (¬1). ¬
2262 - سعدُ بنُ هشام: سُئِلَ ابنُ عبَّاس عن وتر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ألا أدُلُّك على أعلمِ أهل الأرض بذلك، قال: مَنْ؟ قال: عائشة فاسألها ثم ائتني فأخبرني بردِّها عليك، قال: فأتيت حكيم بن أفلح فاستلحقته إليها، فقال: ما أنا بقاربها لأنِّي؛ نهيتها أن تقولَ في هاتين الشِّيعتين شيئًا فأبت، إلاَّ مضيًّا فأقسمتُ عليه، فجاء فانطلقنا فاستأذنا عليها فأذنت، فدخلنا فقالت: حكيم؟ فعرفته قال: نعم، قالت: من معك؟ قال: سعدُ بن هشام قالت: من هشامٌ؟ قال: ابن عامر فترَّحمت عليه، وقالت: خيرًا، قال قتادةُ: وكان أصيب يوم أحدٍ فقلت: يا أمَّ المؤمنين نبئيني عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلتُ: بلى. قالت: فإنَّ خُلُقه. القرآن. فهممت أن أقوم ولا أسأل أحدًا عن شيء حتى أموت، ثمَّ بدا لي فقلت: أنبئيني عن قيام رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت: ألست تقرأ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ [المزمل:1] قلت: بلى. قالت: فإنَّ الله افترضَ قيام اللَّيل في أوَّل هذه السورة فقام نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابهُ حولاً، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرًا في السَّماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف وصار قيامُ الليل تطوُّعًا بعد فريضة. قلت: يا أمَّ المؤمنين، أنبئيني عن وتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت: كنَّا نعدُّ له سواكه وطهورهُ فيبعثه الله متى شاء فيتسوَّكُ ويتوضأُ ويُصلِّي تسع ركعاتٍ لا يجلس إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده ويدعو ويُسلِّمُ تسليمًا يُسمعنا ثمَّ يُصلِّي ركعتين وهو قاعدٌ، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بنيَّ، فلمَّا أسنَّ - صلى الله عليه وسلم - وأخذهُ اللَّحم أوتر بسبعٍ وصنع في الرَّكعتين مثل صنيعهِ الأوَّل، فتلك تسعٌ يا بُنيَّ، وكان إذا صلَّى صلاة أحبَّ أن يداوم عليها، وكان إذا غلبه نومٌ أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، ولا أعلمهُ قرأ القرآن كله في ليلةٍ ولا صلَّى ليلةً إلى الصُّبح ولا صام شهرًا كاملاً غير رمضان قال: فانطلقت إلى ابن عبَّاس فحدَّثتُهُ -[376]- بحديثها فقالَ: صدقتْ، ولو كنت أقربُها لأتيتُها حتى تشافهني به. قلت: لو علمتُ أنكَ لا تدخل عليها ما حدَّثتك حديثها. لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2263 - وفي رواية: قالت: نعمَ المرءُ كان عامرٌ، أُصيب يوم أحدُ (¬1). ¬
2264 - وللستة عن الأسود عنها قالت: كان يُصلِّي ثلاث عشرة من الليل، ثُمَّ إنَّهُ صلَّى إحدى عشرة وترك ركعتين، ثمَّ قُبض وهو يصلِّي من اللَّيل تسعًا (¬1). ¬
2265 - عليٌّ: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي من اللَّيل ستَّ عشرةَ ركعة سوى المكتوبة. لعبد الله بن أحمد (¬1). ¬
2266 - أبو هريرةَ رفعه: ((إذا قامَ أحدكمْ من اللَّيل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين. ثم ليطول بعدما شاء)). لمسلم، وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
2267 - جابرُ رفعه: ((لا تدعن صلاة الليل ولو حلب شاةٍ)) (¬1). ¬
2268 - سهلُ بنُ سعد قال: جاء جبريلُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميتٌ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مُفارقهُ، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس. هما ((للأوسط)) (¬1). ¬
2269 - أبو هريرة جاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنَّ فلانًا يصلِّي باللَّيل فإذا أصبح سرق قال: ((سينهاهُ ما تقولُ)). أحمد، والبزار (¬1). ¬
2270 - ابنُ عباسٍ رفعه: ((لا تأذنُ امرأةُ في بيت زوجها إلا بأذنهِ ولا تقومُ من فراشه فتصلى تطوعًا إلا بأذنه)). ((للكبير)) (¬1). ¬
2271 - عائشةُ: قام النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بآيةٍ من القُرآن ليلةً. للترمذي (¬1). ¬
2272 - ولأحمدَ والبزار: عن أبي ذر مثله مطولاً وفيه: أن الآية {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118] وأنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال: ((دعوت لأمتي)) (¬1).قال: فماذا أجبت؟.قال أجبت بالذي لو اطلع عليه كثير منهم تركوا الصلاة، قال: أفلا أبشر الناس؟ قال: بلى، فانطلقت معنقًا قريبًا من قذفة بحجر، قال عمر: يا رسول الله إنك إن تبعث إلى الناس بهذا أتكلوا على العبادة، فناداه أن أرجع فرجع. ¬
قيام رمضان والتراويح وغير ذلك
قيام رمضان والتراويح وغير ذلك
2273 - أبو هريرة: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يرغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمةٍ فيقول: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبهِ (وما تأخر) (¬1) فتوفي - صلى الله عليه وسلم - والأمرُ على ذلك في خلافة أبي بكرٍ وصدرًا من خلافة عمر. للستة (¬2). ¬
2274 - أبو بكرة رفعه: ((لا يقولنَّ أحدكمْ: إنِّي قمت رمضان كلَّه وصمتُهِ كلَّهُ)). قال: فلا أدري أكره التزكية أو قال: لابدَّ من نومةٍ أو رقدةٍ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
2275 - عائشةُ: كانَ رسُول الله يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الآخر منه ما لا يجتهدُ في غيره (¬1). ¬
2276 - وفي رواية: إذا دخل العشرُ الأخر أحيا الليل، وأيقظ أهلهُ، وجدَّ، وشدَّ المئزرَ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
2277 - وعنها قالت: ما كانَ يزيد في رمضانَ ولا في غيره على إحدى عشرةَ ركعةً، يُصلِّي أربعًا فلا تسل عن حُسْنهنَّ وطولهنَّ، ثم أربعًا فلا تسل عن حُسْنهنَّ وطولهنَّ، ثمَّ يُصلِّي ثلاثًا، فقلتُ: يا رسُولَ الله، أتنامُ قبل أن توترَ؟ فقال: ((يا عائشة، إنَّ عينيَّ تنامان ولا ينام قلبي)). للشيخين (¬1). ¬
2278 - زيدُ بنُ ثابت: احتجر النبي - صلى الله عليه وسلم - حُجيرةً بخصفة قال عفان: في المسجد. وقال عبد الأعلى: في رمضان فخرج يُصلّي فيها، فتتبع إليه رجالٌ وجاءوا يُصلُّون بصلاته ثمَّ جاءوا إليه فحضروا وأبطأ فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم مغضبًا فقال: ((ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه ستكتب عليكم، فعليكمْ بالصَّلاة في بيوتكم، فإنَّ خير صلاة المرء في بيته إلاَّ الصلاة المكتوبةَ)). لأبي داود، والنسائي، وللشيخين بلفظهما (¬1). ¬
2279 - أبو هريرة: خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على الناس في رمضان وهم يصلون في ناحية المسجد فقال: ((ما هؤلاء؟)) قيل له: هؤلاء ناس ليس معهم قرآنٌ، وأُبي بن كعبٍ يُصلِّي بهم، -[379]- وهمْ يُصلُّون بصلاتهِ. فقال: ((أصابوا ونعما صنعوا)). لأبي داود، وضعفه بمسلم بن خالد (¬1). ¬
2280 - عبدُ الرحمن بنُ عبد القاري: خرجتُ مع عمر ليلةً إلى المسجدِ فإذا النَّاسُ أوزاعٌ متفرِّقُون، يُصلِّي الرجُلُ لنفسهِ، ويُصلِّي الرَّجلُ فيُصلِّي بصلاته الرَّهطُ، فقال عمرُ: لو أني جمعت هؤلاء على قارئ واحدٍ لكان أمثلَ، ثمَّ عزم فجمعهمْ على أُبيِّ بن كعبٍ، ثمَّ خرجتُ معه ليلةُ أخرى والنَّاسُ يُصلُّون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعمت البدعة هذه، والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون. يُريد آخر اللَّيل، وكان الناس يقومون أوَّلهُ. لمالك، والبخاري (¬1). ¬
2281 - السَّائبُ بنُ يزيد قال: أمرَ عمرُ أُبيَّ بن كعبٍ وتميم الداريَّ أن يقوما للناس في رمضان بإحدى عشرةَ ركعة، فكان القارئُ يقرأ بالمئين حتى كنَّا نعتمدُ على العصيِّ من طول القيام، فما كنا ننصرف إلاَّ في فروع الفجر (¬1). ¬
2282 - يزيدُ بنُ رومان: كان الناس يقومون في زمن عمرَ في رمضان بثلاثٍ وعشرين ركعة. هما لمالك (¬1). ¬
2283 - جابرُ بنُ سمرةَ: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقومُ من مصلاهُ الذي صلى فيه الصُّبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسمُ. لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
2284 - ابنُ عمرَ رفعه: ((لا يغلبنكم الأعرابُ على اسم صلاتكم، ألا إنها العشاءُ، وهم يعتمونَ بالإبل)). لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2285 - عبدُ الله بنُ مغفل رفعه: ((لا يغلبنكم الأعرابُ على اسم صلاتكم المغرب)) ويقولُ الأعراب: هي العشاء. للبخاري (¬1). ¬
2286 - أبو برزة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن النوم قبل العشاءِ والحديث بعدها. للشيخين والترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
2287 - عمرُ: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يسمرُ مع أبي بكر في الأمر من أمر المسلمين وأنا معهما. للترمذي (¬1). ¬
2288 - سالمُ بنُ أبي الجعد قال: قال رجلٌ من خزاعة: ليتني صليت فاسترحت. فكأنهم عابوا ذلك عليه، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أقم الصَّلاة يا بلال، أرحنا بها)) (¬1). ¬
2289 - وفي رواية عن بعض الأنصار رفعه: ((قمْ يا بلالُ فأرحنا بالصَّلاة)). لأبي داود (¬1). ¬
2290 - عثمانُ بنُ أبي العاص: قلت: يا رسول الله، إنَّ الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها علي. فقال: ذلك شيطانٌ يقالُ له خنزبٌ، فإذا أحسستهُ فتعوَّذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثًا)) قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني. لمسلم (¬1). ¬
2291 - وللقزويني قال: لمَّا استعملني النبي - صلى الله عليه وسلم - على الطائف جعلَ يعرضُ لي شيءٌ في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي، فلمَّا رأيت ذلك رحلتُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ابن أبي العاص)) قلت: نعم يا رسول الله. قال: ((ما جاء بك؟)) قلت: عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلِّي، قال: ((ذاك الشيطانُ، ادن)) فدنوتُ منه، فجلست على صدور قدمي، فضرب صدري بيده وتفل في فمي -[381]- وقال: ((اخرج عدوَّ الله)) ففعل ذلك ثلاث مرَّار ثمَّ قال: ((الحق بعملك)). فلعمري ما أحسبه خالطني بعد (¬1). ¬
2292 - زيدُ بنُ خالد الجهني رفعه: ((صلُّوا في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا)). لأحمد والبزار و ((الكبير)) (¬1). ¬
2293 - ابنُ عباسٍ رفعه: ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدًا)). ((للكبير)) (¬1). ¬
2294 - وله عن ابن مسعود موقوفًا: من لم تأمره صلاته بالمعروف وتنهاه عن المنكر. الحديث (¬1). ¬
2295 - زيدُ بنُ ثابتٍ رفعه: ((صلاةُ المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا، إلا المكتوبة)). لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2296 - عبدُ الواحدِ يرفعه: ((صلاةُ الرجلِ في الفلاة إذا أتمها تُضاعف على صلاته في الجماعة بمثلها)). لرزين (¬1). ¬
2297 - أبو هريرة رفعه: ((قال الله تعالى: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إلي من أداء ما افترضتُ عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافل حتى أحبَّهُ، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويدهُ (الذي) (¬1) يبطش بها ورجله (الذي) (¬2) يمشي بها، وإن سألني أعطيته، وإن استعاذني أعذته، وما تردَّدت عن شيءٍ أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكرهُ الموت وأنا أكره مساءتهُ)). للبخاري (¬3). ¬
2298 - عبدُ الله بنُ حبيش الخثعمي: سئل النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: ((طولُ القيام)). قال: أيُّ الصَّدقةِ أفضل؟ قال: ((جهدُ المُقِلِّ)). قيل: فأيُّ الهجرةِ أفضلُ؟ قال: ((من -[382]- هجرَ ما حرَّم الله عليه)). قيل: فأيُّ الجهاد أفضل؟ قال: ((من جاهد المشركين بماله ونفسهِ)). قيل: فأيُّ القتل أفضل؟ قال: ((من أهريق دمه وعُقِرَ جوادُهُ)). للنسائي، وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
2299 - حريثُ بنُ قبيصة قدمتُ المدينة فقلت: اللهمَّ يسِّر لي جليسًا صالحًا فجلستُ إلى أبي هُريرة فقلتُ: إنِّي سألتُ الله أن يرزقني جليسًا صالحًا فحدِّثني بحديث سمعته من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لعلَّ الله أن ينفعني به فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنَّ أوَّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيءٌ قال الرَّبُّ تعالى: انظروا هل لعبدي من تطوُّع فيكمَّل بها ما انتقص من الفريضة ثمَّ يكونُ سائرُ عمله على ذلك)). للترمذي والنسائي (¬1). ¬
كتاب الجنائز
كتاب الجنائز
المرض والنوائب، موت الأولاد والطاعون، وغير ذلك
المرض والنوائب، موت الأولاد والطاعون، وغير ذلك
2300 - أبو سعيدٍ (¬1)،وأبو هريرة رفعاه: ((ما يُصيبُ المؤمن من وصبٍ، ولا نصبٍ، ولاسقمٍ، ولاحزن حتى الهمِّ يُهمُّه إلا كفِّر الله به سيئاته)).للشيخين، والترمذي (¬2). ¬
2301 - ابنُ مسعودٍ: أتيت رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُوعكُ فمسسته بيدي، فقلت: إنَّك توعكُ وعكًا شديدًا قال: ((أجل إني أوعكُ كما يوعكُ رجلان منكم)) قلت: ذلك بأنك لك أجرين، قال: ((أجل ما من مسلمٍ يصيبه أذى من مرض فما سواهُ إلاَّ حطَّ الله له سيئاته كما تحطُّ الشَّجرةُ ورقها)). للشيخين (¬1). ¬
2302 - جابرُ: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على أمِّ السَّائب أو أمِّ المُسيَّب فقالَ: ((ما لك تزفزفين)) (¬1) قالت: الحُمَّى لا بارك الله فيها، فقال: ((لا تسبُيِّ الحمَّى فإنها تذهب خطايا ابن آدم كما يُذهبُ الكيرُ خبث الحديد)). لمسلم (¬2). ¬
2303 - أبو هريرة: أن رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد محمومًا، فقال: ((أبشر فإن الله يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار)). لرزين (¬1). ¬
2304 - يحيى بنُ سعيد: أنَّ رجلاً جاءه الموتُ في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجلٌ: هنيئًا له مات ولم يُبتل بمرضٍ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ويحك (¬1) ما يدريك لو أنَّ الله ابتلاهُ بمرض فكفر عنه من سيِّئاتهِ)). لمالك (¬2). ¬
2305 - قال رزين: وزاد في النسائي: ((إنَّ المؤمنَ إذا مرض فأصابه السَّقمُ (¬1) ثمَّ مات كان كفارةً لما مضى من ذنوبه وإن أعفاه الله منه كان كفارة لما مضى وموعظة لما يستقبل وإنَّ المُنافقَ إذا مرض ثمَّ أعفي كان كالبعير عقله أهُلهُ ثمَّ أرسلوه فلم يدر لم عقلوهُ ولا لم أرسلوهُ)) (¬2). ¬
2306 - أنسُ رفعه: ((إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإنَّ الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرِّضا ومن سخط فلهُ السُّخطُ)) (¬1). ¬
2307 - جابرُ رفعه: ((يودُّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب لو أنَّ جُلودهمْ كانت قرضت في الدُّنيا بالمقاريض)). هما للترمذي (¬1). ¬
2308 - أبو هريرة رفعه: ((ما يزال البلاءُ بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده ومالهِ حتى يلقى الله وما عليه خطيئةٌ)). لمالك، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
2309 - محمدُ بنُ خالد السَّلميُّ عن أبيه عن جدِّه: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إنَّ العبدَ إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبرهُ على ذلك حتى يبلغهُ المنزلة التي سبقت له من الله تعالى)). لأبي داود (¬1). ¬
2310 - مصعبُ بنُ سعدٍ عن أبيه قلت: يا رسول الله أيُّ النَّاس أشدُّ بلاء قال: ((الأنبياء ثمَّ الأمثل فالأمثل يبتلى الرَّجلُ على حسب دينه فإن كان دينه صلبًا اشتدَّ بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلاه على حسب دينه فما يبرح البلاءُ بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئةٌ)). للترمذي (¬1). ¬
2311 - أنسُ رفعه: ((إن الرب سبحانه وتعالى يقول: وعزتي وجلالي لا أخرج أحدًا من الدنيا أريدُ أن أغفر له حتى أستوفى كل خطيئةٍ في عنقه بسقمٍ في بدنه واقتتار في رزقه)).
2312 - شقيقُ: مرض عبدُ الله فعدناهُ فجعل يبكي، فعوتب، فقال: إني لا أبكى لأجل المرض، لأني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((المرض كفارةٌ، وإنما أبكي أنه أصابني في حال فترة ولم يُصبني في حال اجتهادٍ؛ لأنه يكتب للعبد من الأجر إذا مرض ما كان يُكتب له قبل أن يمرض فمنعه منه المرضُ)). هما لرزين (¬1). ¬
2313 - أنسُ رفعه: ((إنما مثل المريض إذا مرض وصحّ كالبردة تقع (¬1) من السماء في صفائها وخلوصها)). لرزين، والبزار، و ((الأوسط)) بضعف (¬2). ¬
2314 - أبو سعيد: قال النِّساءُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: غلبنا عليك الرِّجالُ فاجعل لنا يومًا من نفسك فوعدهنَّ يومًا لقيهنَّ فيه فوعظهنَّ وأمرهنَّ فكان فيما قال لهنَّ: ((ما -[385]- منكنَّ امرأةٌ تقدِّمُ ثلاثةً من ولدها إلا كان لها حجابًا من النار))، فقالت امرأة واثنتين، فقال: ((واثنتين)) للشيخين (¬1). ¬
2315 - لرزين: ((وإن السقط المحبنطأ عند باب الجنة حتى يجيء أبواه)).
2316 - عليُّ رفعه: ((إنَّ السِّقط ليُراغم ربَّهُ إذا أدخل أبويه النَّار فيقال: أيها السِّقطُ المراغمُ ربه أدخل أبويك الجنة فيجرُّهما بسرره حتى يدخلهما الجنة)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
2317 - ابنُ مسعودٍ: رفعه: ((من قدم ثلاثة لم يبلغوا الحنث كانوا له حصنًا حصينًا))، قال أبو ذرٍّ: قدَّمت اثنين، قال: ((واثنين))، فقال: أبي بن كعبٍ قدمتُ واحدًا، قال: ((وواحدًا، ولكن إنَّما ذلك عند الصَّدمة الأولى)). للترمذي (¬1). ¬
2318 - أبو ذر رفعه: ((ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة أولادٍ لم يبلغوا الحنث إلاَّ غفر لهما بفضل رحمته إياهم)). للنسائي (¬1). ¬
2319 - ابنُ عبَّاسٍ رفعه: ((من كان له فرطان من أمتي دخل الجنة بهما)) قالت عائشة فمن كان له فرط من أمتك، قال: ((ومن كان له فرطٌ يا موفقة)) قلت: فمن لم يكن له فرطٌ من أمَّتك قال: ((أنا فرط أمَّتي لم يصابوا بمثلي)). للترمذي (¬1). ¬
2320 - ابنُ مسعود، رفعه: ((من مات له ولدٌ ذكر أو أنثى مسلم أو لم يُسلم رضي أو لم يرض صبر أو لم يصبر لم يكن له ثواب دون الجنة)). للكبير، والأوسط بضعف (¬1). ¬
2321 - أنسُ: وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - على مجلس من بنى سلمة، فقال: ((يا بنى سلمة ما الرقوبُ فيكم؟)) (¬1). قالوا (¬2): الذي لا ولد له. قال: ((بل هو الذي لا فرط له))، قال: ((فما العديم فيكم؟)). قالوا: الذي لا مال له. قال: ((بل هو الذي يقدم وليس له عند الله خيرٌ)). للموصلي والبزار. ¬
2322 - سهلُ بنُ حنيف، رفعه: ((من لم يكن له منكم فرطٌ لم يدخل الجنة إلا تصريدًا))، قال رجلٌ: يا رسول الله ما لكُلنا فرطٌ (¬1). قال: ((أو ليس من فرط أحدكم أن يفقد أخاه المسلم)). ((للأوسط)) بضعف. ¬
2323 - ابنُ عباسٍ: لما عزى النبي - صلى الله عليه وسلم - بابنته رقية قال: ((الحمد لله دفن البنات من المكرمات)). ((للكبير))، و ((الأوسط))، والبزار بضعف (¬1). ¬
2324 - أبو هريرة رفعه: ((لسقطٌ أقدِّمُهُ بين يديَّ أحبُّ إليَّ من فارس أخلِّفهُ خلفي)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
2325 - أبو الدرداء قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العافية وما أعد الله لصاحبها من جزيل الثواب إذا هو شكر، وذكر البلاء وما أعد الله لصاحبه من جزيل الثواب إذا هو صبر (¬1). فقلتُ: يا رسول الله لأن أعافى فأشكر أحب إلى من أن أبتلى فأصبر. فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ورسول الله يحب معك العافية)). للطبراني بضعف. ¬
2326 - البراءُ بنُ عازب رفعه: ((ما اختلج عرقُ ولا عينٌ إلا بذنبٍ وما يعفو الله أكثر)). للصغير (¬1). ¬
2327 - عمرُو بنُ مرة قال: إن مما أنزل الله تعالى، إن الله ليبتلي العبد و (¬1) يحب يسمع تضرعه. ((الأوسط)) بلين (¬2). ¬
2328 - أبو هريرة، رفعه: ((لا يزالُ المليلةُ والصداعُ بالعبدِ والأمة وإن عليهما من الخطايا مثل أحدٍ فما يدعهما وعليهما مثقالُ خردلةٍ)). للموصلي (¬1). ¬
2329 - أبو الدرداء رفعه: ((إن المؤمن إذا مرض لم يؤجر في مرضه ولكن يُكفر الله عنه)). للكبير وفيه حفص بن عمر بن أبي القاسم (¬1). ¬
2330 - وله عن ابنِ مسعودٍ مثله موقوفًا (¬1). ¬
2331 - عائشةُ رفعته: ((ما ضُرب على مؤمن عرق قط إلا حط الله به عنه خطيئةً وكتب له حسنة ورفع له درجة)). ((للأوسط)) (¬1). ¬
2332 - وعنها رفعته: ((لا يُصيبُ المؤمن شوكةٌ فما فوقها إلاَّ رفعه: الله بها درجةً وحطَّ عنه بها خطيئةً)). للشيخين، و ((الموطأ))، والترمذي (¬1). ¬
2333 - و ((للأوسط)) و ((الصغير)) بضعف: ((إلا كتب الله له عشر حسنات وكفر عنه عشر سيئاتٍ ورفع له عشر درجات)) (¬1). ¬
2334 - ابنُ عباس، رفعه: ((يُؤتى بالشهيد يوم القيامة فينصبٌ للحساب، ثم يؤتى بالمتصدق فينصب للحسابٍ، ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزانٌ ولا ينصب لهم ديوانٌ، فيصب عليهم الأجر صبًّا حتى أن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسادهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله لهم)). ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
2335 - وله بضعف نحو هذا: عن الحسن بن علي، رفعه، وفي آخره: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: من الآية10] (¬1). ¬
2336 - أبو عبيد مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفعه: ((أتاني جبريل بالحمَّى والطَّاعُون فأمسكتُ الحمَّى بالمدينة وأرسلت الطاعُون إلى الشام فالطاعون شهادة لأمتي ورحمةٌ لهم ورجسٌ على الكفار)). لأحمد، و ((الكبير)) (¬1). ¬
2337 - عائشةُ: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الطَّاعُون فقال: ((كان هذا مما يبعثه الله على من كان قبلكم فجعله الله رحمة للمؤمنين، ما من عبد يكون في بلد يكون فيه فيمكث لا يخرج صابرًا محتسبًا يعلم أنه لا يُصيبه إلا ما كتب الله لهُ إلا كان له مثل أجر شهيدٍ)). للبخاري (¬1). ¬
2338 - ابنُ عبَّاسٍ: أنَّ عمر خرج إلى الشَّام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراءُ الأجناد، أبو عبيدة بن الجرَّاح وأصحابهُ، فأخبروه أنَّ الوباء وقع بالشام فقال عمر لي: ادع لي المهاجرين الأوَّلين فدعوتهم، فاستشارهم وأخبرهم أنَّ الوباءَ بالشام، فاختلفوا، فقال بعضهم: خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقيةُ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عنِّي، ثمَّ قال: ادعوا لي الأنصار، فدعوتهم، فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا اختلافهم، فقال: ارتفعوا عنِّي، ثمَّ قال: ادع لي من كان هاهنا من مشيخةِ قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم، فلم يختلف عليه منهم رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالنَّاس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناسِ: إنِّي مُصبِّحٌ على ظهر فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة: أفرارًا من قدر الله فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيده وكان عمر يكره خلافه، نعم نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان لك إبلٌ فهبطت واديًا له عدوتان، إحداهما خصبةٌ والأخرى جدبةٌ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ فجاء عبد الرحمن بن عوفٍ وكان متغيبًا في بعض حاجاته، فقال: إنَّ عندي من هذا علمًا، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدمُوا -[389]- عليه، وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا؛ فرارًا منه)) قال: فحمد الله عمرُ، ثمَّ انصرف. للشيخين و ((الموطأ)) وأبي داود (¬1). ¬
2339 - أسامةُ: أنَّ النبي ذكر الوجع فقال: ((رجزٌ أو عذابٌ عذِّب به بعض الأمم، ثمَّ بقي منه بقيَّةٌ، فيذهبُ المرَّةَ ويأتي الأخرى، فمن سمع به بأرض فلا يقدمنَّ عليه، ومن كان بأرضٍ وقع بها فلا يخرج منها؛ فرارًا منه)). لمالك، والشيخين، والترمذي (¬1). ¬
2340 - أنسُ: سُئل عن الطاعون فقال: هو رحمة ربكم ودعوةُ نبيكم حين سأل ربه أن يرفع الهرج عن أمته فمنعها. قال: ((اللهم فبالطاعون والموت)).
2341 - وفي رواية: ((اللهم طعنًا وطاعونًا)). لرزين (¬1). ¬
2342 - يحيى بن عبد الله بن بكير قال: أخبرني من سمع فروة بن مسك المرادي يقول: قلت: يا رسول الله عندنا أرض يقالُ لها أرضُ أبين، وهي أرضُ ريفنا وميرتنا، وهي وبئة أو قال: وباؤها شديدٌ، فقال - صلى الله عليه وسلم - له: ((دعها عنك فإنَّ من القرف التَّلف)). لأبي داود (¬1). ¬
2343 - أبو موسى رفعه: ((فناء أمَّتي بالطَّعن والطَّاعُون قيل: يا رسول الله هذا الطعنُ قد عرفناه، فما الطَّاعون؟ قال: وخز أعدائكم من الجنِّ وفي كل شهادة)). لأحمد والطبراني والموصلى (¬1). ¬
2344 - وله عن عائشة مثله، وفيه: ((وخزةٌ تُصيبُ أمتي من أعدائهم من الجن غدة كغدة الإبلِ، من أقام عليها كان مرابطًا، ومن أُصيب به كان شهيدًا، ومن فر منه كالفار من الزحف)) (¬1). ¬
2345 - سمرةُ بنُ جندب: أشدُّ حسرات بني آدم ثلاثٌ: رجلٌ له سانيةُ فلما اشتد ظمأ أرضه، -[390]- وخرج ثمرها ماتت سانيته، فيجدُ حسرةً على سانيته وعلى ثمرة أرضه. ورجلٌ كان على جوادٍ فلقى الكفار، فلما انهزموا وكر بأن يلحقهم انكسر جواده فحسرة على جواده وعلى ما فاتهُ (من الظفر) (¬1) ورجل كانت له امرأة حسناء قد رضيها فنفست غلامًا وماتت، فحسرة على امرأته أن لن يجد مثلها وعلى ولده يخشى أن يهلك؛ ضيعةً. للكبير والأوسط والبزار بمعناه (¬2). ¬
الصبر على النوائب وتمنى الموت
الصبر على النوائب وتمنى الموت
2346 - أنسُ: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - على امرأةٍ تبكي على صبيٍّ لها فقال: اتقي الله واصبري فقالت: وما تبالي بمصيبتي فلمَّا ذهب قيل لها إنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها مثل الموتِ فأتت بابه فلم تجد على بابه بوابين، فقالت: يا رسول الله لم أعرفك، قال: ((إنما الصَّبْرُ عند أوَّل صدمةٍ)) (¬1). ¬
2347 - وفي رواية: قالت: إليك عنِّي، فإنَّك لم تصب بمصيبتي. للشيخين، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2348 - أمُّ سَلَمة قالت: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ ((ما من مسلمٍ تُصيبهُ مصيبةٌ فيقول: ما أمره الله {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: من الآية156] اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله عليه خيرًا منها)) فلمَّا مات أبو سلمة قلتُ: أيُّ المسلمين خير من أبي سلمة؟ أوَّل بيتٍ هاجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ إني قلتها، -[391]- فأخلف الله لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إليَّ حاطب بن أبي بلتعة يخطبني، فقلت: إنَّ لي بنتًا وأنا غيورٌ، فقال: ((أمَّا بنتها فندعو الله أن يغنيها عنها وأدعو الله أن يذهب بالغيرة)). لمسلم، و ((الموطأ))،وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2349 - أبو موسى رفعه: ((إذا مات ولدُ العبد قال الله لملائكتهِ: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقولُ: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقولُ: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسمُّوه بيت الحمد)). للترمذي (¬1). ¬
2350 - أبو هريرة رفعه: ((يقولُ الله تعالى: من أذهبت حبيبتيه فصبرَ واحتسب لم أرض له ثوابًا دون الجنَّة)). للترمذي (¬1). ¬
2351 - وله وللبخاري: عن أنس: ((إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه ثم صبرَ عوَّضته منهما الجنة)). زاد الموصلي بلين: قلت: يا رسول الله، وإن كانت واحدة؟ (¬1). قال: ((وإن كانت واحدة)). يريد: العين. ¬
2352 - وعنه رفعه: ((يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صفيه من أهل الدُّنيا ثم احتسبهُ إلاَّ الجنة)). للبخاري (¬1). ¬
2353 - ابنُ عمرو بن العاص رفعه: ((إنَّ الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيِّة من أهل الأرض فصبر واحتسب بثوابٍ دون الجنة)) (¬1). ¬
2354 - عطاءُ بنُ أبي رباح: قال لي ابن عبَّاسٍ: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلتُ: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني أصرع، وإني -[392]- أتكشفُ، فادعُ الله لي قال: ((إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)) قالت: أصبرُ، فقالت: فإني أتكشَّف، فادع الله أن لا أتكشَّف فدعا لها. للشيخين (¬1). ¬
2355 - عطاءُ بنُ يسار: ((إذا مرض العبدُ بعث الله إليه ملكين، فقال: انظروا ماذا يقول لعوداه، فإن هو إذا جاءوه حمد الله وأثنى عليه رفعا ذلك إلى الله -وهو أعلم- فيقول: لعبدي عليَّ إن توفيته أن أدخله الجنة، وإن (شفيته) (¬1) أن أبدله لحمًا خيرًا من لحمه ودمًا خيرًا من دمه وأن أكفر عنه سيئاته)). لمالك (¬2). ¬
2356 - خبابُ بنُ الأرت: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسِّدٌ بردة له في ظلِّ الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال: ((كان من قبلكم يؤخذ الرجُلُ فيحفر له في الأرض فيُجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيُوضعُ على رأسهِ فيُجعلُ نصفين ويمشط بأمشاطِ الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصُدُّهُ ذلك عن دينهِ، والله ليتمن الله هذا الأمر حتَّى يسير الرَّاكبُ من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلاَّ الله والذِّئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)). للبخاري، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2357 - أنسُ: مات ابن لأبي طلحة من أمِّ سليم فقالت لأهلها: لا تحدِّثوا أبا طلحة حتى أكون أنا أحدِّثهُ، فجاء فقرَّبت إليه عشاءه، فأكل وشرب، ثمَّ تصنعت له أحسن ما كانت تصنع، فوقع بها، فلمَّا رأت أنه قد شبع قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قومًا أعاروا عاريتهم أهل بيتٍ فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك، فغضب، وقال: تركتيني حتى تلطَّخت، ثمَّ أخبرتيني بابني، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما كان، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((بارك الله في ليلتكما)) فحملت، فكان - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ وهي معه، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقًا، فدنا من المدينة فضربها المخاض، فاحتبس عليها أبو طلحة، وانطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - -[393]- يقولُ أبو طلحة: إنَّك لتعلمُ يا ربِّ إنه يعجبني أن أخرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرجَ وأدخل معه إذا دخل، وقد احتبستُ بما ترى، تقولُ أمُّ سليم: يا أبا طلحة ما أجدُ الذي كنت أجد، فانطلق فانطلقنا وضربها المخاضُ حين قدما، فولدت غلامًا، فقال: يا أنسُ لا يرضعهُ أحدٌ حتى تغدو به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا أصبح احتملته فانطلقتُ به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصادفته ومعه ميسمٌ، فلما رآني قال: ((لعل أمَّ سليم ولدت، قلتُ: نعم فوضع الميسم وجئت به فوضعه في حجره ودعا بعجوةٍ من عجوة المدينة فلاكها في فيه حتى ذابت، ثمَّ قذفها في في الصبَّيِّ، فجعلَ الصَّبيُّ يتلمظُها، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((انظروا إلى حبِّ الأنصار التمر فمسح وجهه وسمَّاهُ عبد الله)). للشيخين، وأبي داود، بلفظ مسلم (¬1). وفي رواية: قال ابن عيينة: قال رجل من الأنصار: فرأيت تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن. ¬
2358 - القاسمُ بنُ محمَّدٍ: هلكت امرأةٌ لي، وأتاني محمَّدُ بن كعبٍ القرظي يعزِّيني بها، فقال: إنه كان في بني إسرائيل رجل عابد عالمٌ مجتهدٌ، وكانت له امرأةٌ، وكان بها معجبًا، فماتت فوجد عليها حتى خلا في بيته واحتجب من النَّاس، ثم إنَّ امرأةً من بني إسرائيل سمعت به فجاءتهُ فقالت: إنَّ لي إليه حاجةً أستفتيه فيها ليس يُجزيني إلا أن أشافهه فذهب النَّاس ولزمت الباب، فأخبر فأذن لها، فقالت: أستفتيك في أمرٍ، قال وما هو؟ قالت: إني استعرتُ من جارةٍ لي حليًا فكنت ألبسهُ وأعيره زمانًا، ثمَّ إنَّهم أرسلوا إليَّ فيه، أفأؤدِّه إليهم؟ فقال: نعم، والله، قالت: إنه قد مكث عندي زمانًا، قال: ذلك أحقُّ لردِّك، فقالت: يرحمك الله، أفتأسف على ما أعارك الله ثمَّ أخذهُ منك وهو أحقُّ به منك؟! فأبصر ما كان فيه ونفعه الله بقولها. لمالك (¬1). ¬
2359 - أبو موسى رفعه: ((لا أحدٌ أصبرُ على أذى سمعه من الله تعالى أنه ليشرك به ويجعل له الولد ثمَّ يعافيهم ويرزقهم)). للشيخين (¬1). ¬
2360 - ابنُ عباسٍ، رفعه: ((من أصيب بمصيبةٍ في ماله أو في نفسه فكتمها ولم يشكها إلى الناس، كان حقًا على الله أن يغفر له)). ((للأوسط)) (¬1). ¬
2361 - يحيى بنُ وثابٍ، عن شيخٍ من الصحابة رفعه: ((المسلم الذي يخالط النَّاس ويصبرُ على أذاهم خيرٌ من الذي لا يُخالط النَّاس ولا يصبرُ على أذاهم)) (¬1). ¬
2362 - عبدُ الرَّحمن بنُ القاسم أرسله ((ليعزِّ المسلمين في مصائبهم المصيبة بي)). ((للموطأ)) (¬1). ¬
2363 - أنسٌ رفعه: ((لا يتمنينَّ أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لابدَّ فاعلاً فليقل: اللهمَّ أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
2364 - أبو هريرة رفعه: ((لا يتمنينَّ أحدكم الموت إمَّا محسنًا فلعله يزداد، وإمَّا مُسيئًا فلعله يستعتب)). للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
عيادة المريض
عيادة المريض
2365 - عليٌّ قال: ما من رجل يعودُ مريضًا ممسيًا إلا خرج معه سبعون ألف ملكٍ يستغفرون له حتى يُصبح وكان له خريفٌ في الجنَّة، ومن أتاه مصبحًا خرج -[395]- معهُ سبعون ألف ملكٍ يستغفرون له حتى يُمسي وكان له خريف في الجنة. لأبي داود (¬1). ¬
2366 - وللترمذي نحوه مرفوعًا (¬1). ¬
2367 - ثوبانُ رفعه: ((من عاد مريضًا لم يزل في خرفة الجنة)) قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: ((جناها)). للترمذي، ومسلم بلفظه (¬1). ¬
2368 - أنسُ رفعه: ((من توضَّأَ فأحسن الوضوءَ وعادَ أخاهُ المسلم محتسبًا بوعد من النار مسيرة سبعين خريفًا)). لأبي داود (¬1). ¬
2369 - أبو هريرة رفعه: ((من عاد مريضًا أو زارَ أخًا له في الله ناداهُ منادٍ أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً)) (¬1). ¬
2370 - وعنه رفعه: ((ثلاثٌ لا يُعادُ صاحبهن: الرمدُ، وصاحبُ الضرسِ، وصاحب الدملة)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
2371 - زيدُ بنُ أرقم: عادني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من وجعَ كان بعيني. لأبي داود (¬1). ¬
2372 - ابنُ عبَّاس رفعه: ((من عاد مريضًا لم يحضر أجلهُ فقال عنده: سبع مرات: أسألُ الله العظيم ربَّ العرشِ العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرضِ)). لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2373 - ابنُ عمرو بن العاص رفعه: ((إذا جاء الرَّجلُ يعودُ مريضًا فليقل اللهمَّ اشف عبدك ينكأُ عدوًّا أو يمشي لك إلى جنازةٍ)). لأبي داود (¬1). ¬
2374 - أبو أمامة رفعه: ((تمامُ عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته فيسألهُ كيف هو وتمامُ تحياتكم بينكم المصافحة)) (¬1). ¬
2375 - أبو سعيد رفعه: ((إذا دخلتمْ على المريض فنفِّسوا له في أجله، فإنَّ ذلك ويطيِّبُ نفسهُ)). هما للترمذي (¬1). ¬
2376 - أنسُ: أن غلامًا من اليهود كان يخدمُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض، فأتاهُ يعودهُ فقعد عند رأسه، فقال له: ((أسلم))، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقولُ: ((الحمد لله الذي أنقذهُ من النَّار)). للبخاري، وأبي داود (¬1). ¬
2377 - ابنُ عبَّاسٍ: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على أعرابي يعودُهُ في مرضه، وكان إذا دخل على مريض يعودهُ قال: ((لا بأس طهورٌ إن شاء الله فقال طهورٌ إن شاء الله)) فقال: قلت: طهورٌ كلاَّ بل هي حمَّى تفورُ أو تثور، على شيخ كبير تزيرهُ القبور، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((فنعم إذًا)). للبخاري (¬1). ¬
2378 - وعنه (¬1) من ((السنة تخفيف الجلوس، وقلة الصخب في العيادة عند المريض)) قال: وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما كُثر لغطهم واختلافهم: ((قوموا عني)). لرزين. ¬
2379 - أنسُ: كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لا يعودُ مريضًا إلا بعد ثلاثٍ. للقزويني بضعف (¬1). ¬
2380 - أبو هريرة، رفعه: ((لا يعادُ المريضُ إلا بعد ثلاثٍ)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
2381 - ابنُ عباس قال: عيادةُ المريض أول يوم سنة وبعد ذلك تطوعٌ. للكبير والأوسط، والبزار (¬1). ¬
2382 - عمرُو بنُ حزم، رفعه: ((من عاد مريضًا فلا يزالُ في الرحمة حتى إذا قعد عنده استنقع، وإذا قام من عنده فلا يزالُ يُخوض فيها حتى يرجع من حيثُ خرج)). ((للكبير)) و ((الأوسط)) (¬1). ¬
2383 - معاذُ رفعه: ((خمسٌ من فعل واحدةً منهن كان ضامنًا على الله: من عاد مريضًا، أو خرج مع جنازةٍ، أو خرج غازيًا، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس)). ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
2384 - أبو هريرة رفعه: ((إنَّ الله تعالى يقول: يوم القيامة يا ابن آدم مرضتُ فلم تعدني، قال: يا ربِّ كيف أعودك وأنت ربُّ العالمين؟ قال أما علمت أنَّ عبدي فلانًا مرض فلم تعدهُ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب كيف أطعمك وأنت ربُّ العالمين؟ قال: أما علمت أنَّهُ استطعمك عبدي فلانٌ فلم تطعمهُ؟ أما علمت أنك لو أطعمتهُ لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال: يا ربِّ كيف أسقيكَ وأنتَ ربُّ العالمين؟ قال استسقاك عبدي فلانٌ فلم تسقه أما إنك لو سقيته، لوجدت ذلك عندي)). لمسلم (¬1). ¬
2385 - ابنُ عبَّاسٍ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عاد رجلاً قال: ما تشتهي قال: أشتهي خبز برٍّ، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من كان عنده خبز بر فليبعث إلى أخيه ثمَّ قال: إذا اشتهي مريض أحدكم شيئًا فليطعمه)). للقزويني. بلين (¬1). ¬
2386 - عمر رفعه: ((إذا دخلت على مريض فمرهُ أن يدعو لك، فإنَّ دعاءهُ كدعاء الملائكة)). للقزويني (¬1). ¬
نزول الموت وأحواله
نزول الموت وأحواله
2387 - أبو سعيد رفعه: ((لقنوا موتاكم لا إله إلاَّ الله)). لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
2388 - زاد في ((الأوسط)) بضعف: ((وقولوا الثبات الثبات ولا قوة إلا بالله)) (¬1). ¬
2389 - عبدُ الله بنُ جعفر رفعه: ((لقنوا موتاكم لا إلهَ إلاَّ الله الحليمُ الكريمُ سبحانَ الله ربِّ العرشِ العظيمِ الحمدُ لله ربِّ العالمين)) قالوا: يا رسول الله كيف الأحياء؟ قال: ((أجودُ وأجودُ)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
2390 - معقلُ بنُ يشارٍ رفعه: ((سورة اقرءوا سورة يس على موتاكم)). لأبي داود (¬1). ¬
2391 - أبو هريرة رفعه: ((ألم تروا إلى الإنسان إذا مات شخص بصره)) قالوا: بلى، ((قال فذلك حين يتبع بصره نفسه)). لمسلم (¬1). ¬
2392 - أمُّ سلمة: دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة وقد شقَّ بصرهُ فأغمضهُ، ثمَّ قال: ((إنَّ الرُّوح إذا قبض تبعهُ البصرُ)) فضجَّ (ناسٌ) (¬1) من أهله، فقال: ((لا تدعوا على أنفسكم إلاَّ بخير، فإنَّ الملائكة يؤمنونَ على ما تقولون)) ثمَّ قال: ((اللهمَّ اغفر لأبي -[399]- سلمة، وارفع درجته في المهديِّين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا ربَّ العالمين، وأفسح له في قبره ونوِّرْ له فيه)). لمسلم، وأصحاب السنن (¬2). ¬
2393 - أبو هريرة رفعه: ((إذا حضر المؤمنُ أتت ملائكةُ الرَّحمةِ بحريرةٍ بيضاء فيقولون: اخرجي راضيةً مرضية عنك إلى روح الله وريحان وربٍّ غير غضبان فتخرج كأطيب ريح المسك، حتى أنه ليناوله بعضهم بعضًا، حتى يأتوا به أبواب السَّماء، فيقولون: ما أطيب هذه الرِّيح التي جاءتكم من الأرض فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشدُّ فرحًا به من أحدكم بغائبه فيقدمُ عليه فيسألونهُ: ماذا فعل فلانٌ؟ ماذا فعل فلانٌ، فيقولون: دعوه فإنه كان في غمٍّ الدُّنيا فيقول: قد مات أما أتاكم؟ قالوا ذهب به إلى أمِّه الهاوية، وإنَّ الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذابِ بمسحٍ، فيقولون: اخرجي ساخطةً مسخوطًا عليك إلى عذاب الله، فتخرج كأنتن ريح جيفةٍ، حتى يأتوا به باب الأرض، فيقولون: ما أنتن هذه الرِّيح؟! حتى يأتوا به أرواح الكفار)). للنسائي (¬1). ¬
2394 - وزاد ((الكبير)): عن ابن عمرو بن العاص: ((إن المؤمن يؤمر بقبره يوسع سبعين طولاً وسبعين عرضًا، ويفرش ويطيب وينور، وفيه باب إلى الجنة، وإن الكافر يضيق عليه قبره ويكلأ حيات كأعناق البخت، ويرسل عليه ملائكة صم عمي معهم فطاطيس من حديد لا يبصرونه فيرحمونه ولا يسمعون صوته فيرجمونه وفيه باب إلى النار إذا نظر منه مقعده سأل الله أن يديم ذلك عليه، فلا يصل إلى ما وراءه)) (¬1). ¬
2395 - بريدةُ رفعه: ((المؤمنُ يموتُ بعرق الجبين)). للترمذي والنسائي (¬1). ¬
2396 - عبيدُ بن خالدٍ السُّلميِّ رفعه: ((موت الفجأَةِ أخذةُ أسفٍ للكافر ورحمة للمؤمنين)). لرزين، ولأبي داود، ونحوه (¬1). ¬
2397 - ابنُ عمرو بن العاص: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعاذ من سبع موتاتٍ موتِ الفجأةِ ومن (لدغِ) (¬1) الحيَّة ومن السَّبُع ومن الغرق ومن الحرقِ ومن أن يخرَّ على شيءٍ أو يخرَّ عليه شيءٌ ومن القتل عند فرار الزَّحف. لأحمد، والبزار و ((الكبير)) و ((الأوسط)) (¬2). ¬
2398 - عائشةُ رفعته: ((من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءهُ ومن كرهَ لقاءَ الله كرهَ الله لقاءهُ)) قلت يا نبيَّ الله: أكراهيةُ الموتِ؟ قال: ((ليس كذلك، ولكنَّ المؤمن إذا بُشِّر برحمة الله ورضوانه وجنته أحبَّ لقاء الله فأحبَّ الله لقاءه، وإنَّ الكافر إذا بُشِّر بعذاب الله وسخطهِ كره لقاءَ الله فكره الله لقاءهُ)). للشيخين، والترمذي، والنسائي (¬1). ¬
2399 - وزاد في رواية بعد كره الله لقاءه: ((والموتُ قبل لقاء الله)) (¬1). ¬
2400 - وفي أخرى، قالت: إذا شخص البصرُ وحشرج الصَّدرُ واقشعرَّ الجلدُ وتشنجت الأصابع فعند ذلك من أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه (¬1). ¬
2401 - حيَّانُ أبو النصر: دخلت مع واثلة بن الأسقع على أبي الأسود الجرشيِّ في مرضه الذي مات. فيه، فأخذَ أبو الأسودَ يمين واثلة، فمسح بها على عينيه ووجهه؛ لبيعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال واثلةُ: واحدةٌ أسألك عنها، فقال ما هي؟ قال: كيف ظنُّك بربِّك؟ قال -وأشار برأسه- -[401]- أي حسنٌ قال: أبشرا؛ فإنِّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((قال الله تعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بي فليظنَّ بي ما شاء)). لأحمد، والأوسط (¬1). ¬
2402 - محمودُ بنُ لبيد رفعه: ((اثنان يكرههما ابن آدم الموتُ والموتُ خير للمؤمنين من الفتنة ويكره قلة المال وقلة المال أقلُّ للحساب)). لأحمد (¬1). ¬
2403 - ابنُ عمرو بن العاص رفعه: ((تحفةُ المؤمن الموتُ)). للكبير (¬1). ¬
2404 - سلمانُ: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - عاد رجلاً من الأنصار فوضع يده على جبينه فقال: ((كيف تجدُك؟)) (¬1). فلم [يجبه]، فقيل: يا رسولَ الله، إنه عنكَ مشغولٌ. فقال: ((خلوا بيني وبينه)).فخرج الناس فرفع يده، فأشار المريضُ أن أعد يدك حيثُ كانت، ثم ناداهُ: يا فلانُ ما تجدُ؟ قال: أجدُني بخيرٍ، وقد حضرني اثنان أحدُهما أسوُد والآخرُ أبيضُ. قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أيهما أقرب منك؟)). قال: الأسودُ. قال: ((إن الخير قليلٌ وإن الشر كثيرٌ))، قال: فمتعني منك يا رسول الله بدعوةٍ، قال: ((اللهم اغفر الكثير وأنم القليل))، ثم قال: ما ترى؟ قال: خيرًا بأبي أنت وأمي، أرى الخير ينمى وأرى الشر يضمحل، وقد استأخر عني الأسودُ. قال: أي عملك أملك بك؟ قال: كنت أسقي الماء. قال - صلى الله عليه وسلم -: ((اسمع يا سلمان هل تُنكرُ منه شيئًا؟)). قال: نعم، بأبي وأمي قد رأيتُك في مواطن ما رأيتُك على مثلِ حالك اليوم، قال: إنى أعلمُ ما يلقى، ما منه عرقٌ إلا وهو يألم الموت على حدتِه. للبزار بضعف. ¬
2405 - ابنُ مسعودٍ، رفعه: ((نفسُ المُؤمنِ تُخرِجُ رَشْحًا، وَلا أحبُّ موتًا كمَوْتِ الحمارِ)) (¬1).قيل: وما موتُ الحمار؟ قال: ((موتُ الفَجْأَةِ)). قال: ((وروحُ الكافر تخرج مِنْ أَشْدَاقِهِ)). ((للكبير))، و ((الأوسط)) بضعف. ¬
2406 - ابنُ عباسٍ، رفعه: ((إن للموتِ فَزَعًا، فإذا أَتَى أحدُكم وفاةَ أخيهِ فليقلْ: إنَّا لله وإنا إليه رَاجعُونَ، وإنا إِلى ربنَا لمنقلبُون)) (¬1). ((اللهمَّ اكتْبهُ في المُحسِنِين واجْعَلْ كتابَهُ في عِليِّين واخلُفْ عِقِبَه في الآخرينَ، اللهمَّ لا تَحْرِمْنا أجرَهُ ولا تفتنَّا بعدَهُ)). ((للكبير)) بلين. ¬
2407 - أبو قتادة: مات رجلٌ بالمدينة ممَّن وُلِدَ بها فصلَّى عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ قال: ((يا ليتهَ ماتَ بغير مَولِدهِ)) قالوا: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال ((إنَّ الرَّجُل إذا مات بغير مولدهِ قِيسَ من مَوْلِدهِ إِلى مُنقطعِ أثرِهِ في الجنَّةِ)). للنسائي (¬1). ¬
2408 - أبو موسى: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متى تنقطعُ معرفةُ العبْدِ مِنَ النَّاسِ؟ قال: ((إذا عَايَنَ)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
مرض النبي - صلى الله عليه وسلم -، وموته، وغسله، وكفنه، ودفنه
مرض النبي - صلى الله عليه وسلم -، وموته، وغسله، وكفنه، ودفنه
2409 - العباسُ: رأيتُ في المنام كأنَّ الأرضَ تنزعُ إِلى السماءَ بأشطانٍ شِدادٍ، فقصَصْتُ ذلك على النبيِّ فقال: ((ذاك وفاةُ ابنِ أخيك)). للبزار، و ((الكبير)) (¬1). ¬
2410 - عائشةُ قالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ في مرضه الذي مات فيه: ((يا عائشةُ ما أزالُ أجدُ ألمَ الطعامِ الذِّي أكْلتُ بخيبرَ، وهذا أوانُ وجدْتُ انقطاعَ أبهَرِي مِنْ ذلكَ السُّمِّ)). للبخاري (¬1). ¬
2411 - وعنها: رجع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يومٍ من جَنازةٍ من البقيع، فوجَدنِي وأنا أجدُ صداعًا، وأنا أقولُ: وارأساه، قال ((بل أنا يا عائشة وا رأساه، وما ضرَّك لو مُتِّ قَبِلي فغسلتُكِ وكفنتُكَ وصليتُ عليكَ ودفنتُكَ)) فقلتُ: -[403]- لكأنِّي بك والله لو فعلْتُ ذلك لرجعتَ إلى بيتي، فعرَّستَ فيه ببعض نسائكَ، فتبسَّم - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ بُدِئَ في وجعِهِ الذِّي مات فيه. للدارمي، ويأتي في الخلافة للبخاري (¬1). ¬
2412 - وعنها: لمَّا ثقُل رسولُ الله واشتدَّ وجعه، استأذن أزواجَهُ في أن يمرَّضَ في بيتي، فأَذِنَّ له، فخرج وهو بين رجلين تخطُّ رجلاه في الأرض بين عبَّاس ورجل آخر، قال ابن عبَّاسٍ هو عليُّ قالت: ولمَّا دخلَ بيتي، واشتدَّ وجعه قال ((أهريقوا عليَّ مِنْ سبعِ قَربٍ لم تُحلَلْ أوكيتُهنَّ، لعلِّي أعهدُ إلى النَّاس)) فأجلسناه في مخضبٍ لحفصة، ثمَّ طفقنا نصبُّ عليه من تلك القِرَبِ، حتى طفق يُشيرُ إليناَ بيده أنْ قدْ فعلتن، ثمَّ خرج إلى النَّاس فصلَّى بهم وخطبهم. للشيخين (¬1). ¬
2413 - ومن روايته قالتْ: أوَّلُ ما اشتكى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت ميمونةَ، فاستأذن أزواجَهُ الحديث (¬1). ¬
2414 - ومنها: ثَقْلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أصلَّى النَّاسُ؟)) قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ((ضعوا لي ماءً في المِخْضَبِ)) ففعلنا فاغتسل ثم ذهب؛ لينوءَ فأغميَ عليه ثمَّ أفاقَ، فقال: ((أصلَّى النَّاسُ؟)) قلنا: لا، هم ينتظرونك، قال: ((ضعوا لي ماءً في المِخْضَبِ)) ففعلنا ثم اغتسل ثم ذهب؛ لينوء؛ فأغمي عليه، ثم أفاق؛ فقال ((أصلَّى النَّاسُ)) قلنا: لا وهم ينتظرونك يا رسولَ الله قال: ((ضعُوا لي ماءً في المخضبِ)) -[404]- فاغتسل ثمَّ ذهبَ؛ لينوءَ؛ فأُغميَ عليه، ثمَّ أفاق؛ فقال ((أصلَّى النَّاسُ؟)) قلنا: لا، هم ينتظرونك، والنَّاسُ عكوفٌ في المسجد ينتظرونه - صلى الله عليه وسلم -؛ لصلاة العشاء الآخرة، قالت: فأَرسل - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر أنْ يصلِّيَ بالنَّاس، فأتاه الرَّسولُ فقال: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يأمُركَ أن تُصلِّيَ بالنَّاسِ، فقال أبو بكرٍ -وكان رجلاً رقيقًا: يا عُمرُ صلِّ بالنَّاس، فقال عمرُ: أنت أحقُّ بذلك، فصلَّى أبو بكر تلك الأيَّام، ثمَّ إنَّ رسول الله وَجَدَ من نفسهِ خِفَّةً، فخرج بين رجلين أحدهما العبَّاسُ لصلاة الظهر، وأبو بكر يصلِّي بالنَّاس فلمَّا رآه أبو بكرٍ ذهب؛ ليتأخَّرَ فأومأَ إليه أن لا يتأخَّر وقال لهما: ((أجلساني إلى جنبه)) فأجلساه إلى جنبه فكان أبو بكر يُصلي، وهو يأتم بصلاة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، والنَّاسُ بصلاة أبي بكر، والنَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قاعدٌ (¬1). ¬
2415 - ومنها قالت: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يسألُ يقولُ: ((أين أنا غدًا، أين أنا غدًا)) يريدُ يومي، فأذن لهُ أزواجه أن يكونُ حيثُ شاء، فكان في بيتي حتى مات في اليوم الذي كان يدورُ عليَّ فيه، وقبضهُ الله وإنَّ رأسهُ لبين نَحْرِي وسَحْرِي، وخالَطَ رِيقُهُ، ريقي، ودخل عبد الرَّحمن بنُ أبي بكرٍ ومعه سواكٌ يستنُّ به فنظر - صلى الله عليه وسلم - إليه فقلتُ له: أعطني هذا السِّواك يا عبد الرَّحمن فأعطانيه فقضمته ثم مضغته فأعطيته رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فاستنَّ به، وهو مستندٌ إلى صَدْرِي (¬1). ¬
2416 - ومنها: فما رأيته يستن استنانًا أحسن منه، فما عدا أن فرغ رفع يده أو إصبعه ثمَّ قال في ((الرَّفيق الأعلى)) ثلاثًا ثمَّ [قضى]. (¬1). ¬
2417 - ومنها: فجعلَ يُدخلُ يديه في الماء فيمسح بهما وجههُ، ويقولُ: ((لا إله إلاَّ الله إنَّ للموتِ سكراتٍ)) (¬1). ¬
2418 - ومنها قالت: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو صحيحٌ يقولُ ((إنَّهُ لم يُقبضْ نبيٌّ قطُّ حتى يرى مقعدَهُ من الجنَّة ثمَّ يُحَيَّا أو يُخيَّر)) فلمَّا اشتكى، وحضرهُ القبضَ، ورأسهُ علَى فَخِذِي غُشِيَ عليه، فلمَّا أفاق شَخَصَ بصرُهُ نحو سقفِ البيتِ، ثمَّ قال: ((اللهمَّ في الرَّفيق الأعلى)) فقلت: إذًا لا يجاورُنا، فَعَرفتُ أنَّهُ حديثُهُ الذِّي كان يحدِّثنُا وهو صحيحٌ (¬1). ¬
2419 - ومنها: سمعته وأخذته بحَّةٌ يقول (({مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ})) [النساء: 69] (¬1). ¬
2420 - ومنها أنه يقولُ: ((اللهمَّ اغفرْ لي، وارحمني، وألحقني بالرَّفيق الأعلى)). ومنها ((للأوسط)) بضعف (¬1). ¬
2421 - أنه قال: ((الحمدُ لله. إنه لم يمت نبي حتى يؤمَّه رجل من أمته)) (¬1). ¬
2422 - ابنُ عبَّاسٍ: لمَّا حضرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وفي البيتِ رجالُ، ثم قال - صلى الله عليه وسلم - ((هلمُّوا أكتُبْ لكم كِتابًا لن تضلُّوا بعدَهُ)) فقال عمرُ: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قد غلبَ عليه الوجعُ، وعندكم القرآنُ حسبُكم كتابُ الله، فاختلفَ أهلُ البيتِ واختصموا، فمنهم من يقولُ: قرِّبُوا يكتُبْ لكُم، ومنهم من يقولُ ما قال عمر، فلمَّا أكثروا اللَّغَطَ والاختلافَ قال: ((قوموا عني)). فكان ابنُ عبَّاسٍ يقولُ: إنَّ الرَّزيَّة كلَّ الرَّزيَّةِ ما حالَ بينَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وبين أن يكتُبَ لهم ذلك الكتابَ؛ لاختلافهم ولغطهِمِ (¬1). ¬
2423 - وفي رواية قال: قال ابنُ عبَّاسٍ: يومُ الخميس وما يومُ الخميسِ! ثمَّ بكى حتَّى بلَّ دمعُهُ الحصى قلت: يا ابنَ عباس، ما يوم الخميس؟ قال: اشتدَّ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وجعهُ فقال: ((ائتوني بكتف أكتبْ لكم كتابًا لا تضلوا بعدَهُ أبدًا)) فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازعٌ فقالوا: ما شأنه أهَجَرَ استفهموه؟ فذهبوا يردون عليه فقال: ((ذروني دعوني فالذي أنا فيه خيرٌ ممَّا تدعونني إليه)) فأوصاه بثلاث ((أخرِجُوا المشْرِكِينَ مِنْ جزيرةِ العربِ، وأجيزوا الوفدَ بنحو ما كنتُ أجيزهم)) ونسيتُ الثالثةَ. للشيخين (¬1). ¬
2424 - أنسُ: لمَّا ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل يتغشَّاهُ الكربُ فقالت: فاطمة وا كرب أبتاه فقال: لها ((ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم)) فلمَّا مات قالت: يا أبتاه أجاب ربًّا دعاه، يا أبتاه من جنَّةُ الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه. فلمَّا دفن قالت: يا أنس كيف طابت أنفسُكم أن تحثوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التُّراب؟. للبخاري، والنسائي (¬1). ¬
2425 - وعنه: أن العباس مر بقوم من الأنصار يبكون حين اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه قال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلسنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فدخل العباس عليه - صلى الله عليه وسلم - فأخبرهُ، فعصب بعصابة دسماء، أو قال: بحاشية بردٍ وخرج، فصعد المنبر، ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه ثمَّ قال: ((أوصيكم بالأنصار فإنَّهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم)). للبخاري (¬1). ¬
2426 - جعفرُ بنُ محمدٍ بنِ علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توُفي يوم الاثنين، فلم يُغسل إلى آخر يوم الثلاثاء فغسل من بئر غرسٍ كانت لسعيد بن خيثمة كان - صلى الله عليه وسلم - يشربُ منها، ولي غسل سفلته علي، وغسل على قميص، علي يغسل وأسامة، وقيل: رجلٌ من الأنصار يصب الماء والفضل محتضنه إذ يُغسل علي سفلته، والفضل يقولُ: -[407]- أرحني أرحني، قطعت وتيني، أرى شيئًا ينزل علي، وكفن في ثلاث أثوابٍ، ثوبين صحاريين وبردة حبرة، وصلى الناسُ عليه بغير إمام، تصلي زمرةٌ وتخرجُ وهو في موضعه، فلما فرغوا نادى عُمرُ: خلوا الجنازة وأهلها، وكانت عائشة تقول بعد: لو استقبلتُ من أمري ما استدبرت ما غسلهُ إلا نساؤه. لرزين.
2427 - ولأبي داود: عن الشعبي بعضه، وإن عليًا، والفضلُ، وأسامة أدخلوه في قبره، وأدخلوا معهم عبد الرَّحمن بن عوفٍ (¬1). ¬
2428 - عليٌّ رفعه: ((إذا أنا متُّ فاغسلوني بسبعِ قربٍ من بئري بئر غرسٍ)). للقزويني (¬1). ¬
2429 - عائشةُ: لمَّا أرادوا غسل النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: ما ندري أنجرده من ثيابه كما نجرِّد موتانا أو نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النَّوم، حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، فكلَّمهم مكلِّم من ناحية البيت، لا يدرون من هو: أن اغسلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثيابه، فغسلوه وعليه قميصه يصبُّون الماء فوق القميص ويدلكونه بالقميص دون أيديهم (¬1). ¬
2430 - ابنُ عبَّاسٍ: كُفِّن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في ثلاث أثواب نجرانيَّةٍ الحُلَّةُ: ثوبان وقميصه الذي مات فيه. هما لأبي داود (¬1). ¬
2431 - عائشةُ: أن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أدرج في حلةٍ يمنيَّةٍ كانت لعبد الله بن أبي بكرٍ، ثمَّ نزعت عنه، وكفِّن في ثلاثة أثواب سَحُولٍ يمانية ليس فيها عمامةٌ، ولا -[408]- قميصٌ، فَرفَعَ عبدُ الله الحلَّةَ فقال: أكفن فيها؟، ثمَّ قال: لم يكفَّنُ فيها، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكفن فيها فتصدَّق بها. للستة (¬1). ¬
2432 - وفي رواية: قال عبدُ الله: لو رضيها الله لنبيِهِ لكفنَّه فيها، فباعها وتصدَّق بثمنها (¬1). ¬
2433 - وفي أخرى: أنهَّ - صلى الله عليه وسلم - حين تُوفِّي سُجِّي ببردة حَبرةٍ (¬1). ¬
2434 - وفي أخرى: ذكروا لعائشة ثوبين، وبرد حبرةٍ فقالت: قد أُتِيَ بالبرد ولكنهم ردُّوه، ولم يكفنوهُ فيه (¬1). ¬
2435 - عائشةُ وابنُ عباسٍ قالا: لمَّا قُبِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وغُسِّل اختلفوا في دفنه فقال أبو بكر: ما نسيت ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما قبض الله نبيًّا إلا في الموضع الذي يُحبُّ أن يدفن فيه)) ادفنوهُ في موضع فراشه. للترمذي (¬1). ¬
2436 - ولمالكٍ فيما بلغه نحوه وفيه: قال ناسٌ: يدفنُ عند المنبر وقال آخرون: بالبقيع (¬1). ¬
2437 - عروةُ: قال كان بالمدينة رجلان أحدهُما يلحدِّ والآخر يشق فقالوا: أيُّهُما جاء أوَّلُ عمل عمله، فجاء الذي يلحِّدُ فلحَّد له. لمالك (¬1). ¬
2438 - سعد: قال في مرض موته: الحَدوا لي لحدًا، وانصبوا عليَّ اللَّبن نصبًا كما صُنع برسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم، والنسائي (¬1). ¬
2439 - ابنُ عبَّاسٍ قال: جُعِلَ تحتَ رسولِ الله في قبره قطيفةٌ حمراءُ. للترمذيَّ، والنسائي (¬1). ¬
2440 - محمدُ بنُ علي بنُ الحسين قال: الذي لحدَّ قبرَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أبو طلحةِ، والذي ألقَى القطيفةَ تحتَه: شقرانُ مولى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. للترمذي (¬1). ¬
2441 - ابنُ عبَّاسٍ: لمَّا أرادوا أن يحفروا للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعثوا إلى أبي عُبيدة بن الجرَّاح وكان يَضْرَحُ كضريح أهل مكَّةَ، وبعثوا إلى أبي طلحة، وكان هو الذي يحفرُ لأهل المدينة، وكان يلحدُ فبعثوا إليهما رسولين، وقالوا: اللهمَّ خِرْ لنبيك، فجيء بأبي طلحة ولم يوجد أبو عُبيدةَ، فلحَّد للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا فرغوا من جهازه يوم الثُّلاثاء وضع على سريره في بيته، ثمَّ دخل النَّاسُ عليه أرسالاً يصلُّون حتى فرغوا أدخلوا النِّساء، حتَّى إذا فرغوا أدخلوا الصِّبيان، ولم يؤمَّ النَّاسَ أحدٌ. لقد اختلف المُسلمُون في المكان الذي يُحفر له، فقال قائلون: يُدفن في مسجده، وقال قائلون: يدفن مع أصحابه، فقال أبو بكر: إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ((ما قُبِض نبيٌّ إلا دُفِنَ حيث يُقبضُِ)) فرفعوا فراشه - صلى الله عليه وسلم - الذي تُوُفِيَ عليه فحفروا له ثم دُفِنَ - صلى الله عليه وسلم - وسط اللَّيل من ليلة الأربعاء، ونَزَلَ في قبرِه عليُّ، والفضلُ بنُ عبَّاس، وقثمُ أخوهُ، وشقرانُ مولاه - صلى الله عليه وسلم -، وأخذ قطيفة كان يلبسها - صلى الله عليه وسلم - فدفنها في القبر، وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك أبدًا. للقزويني. بلين (¬1). ¬
2442 - القاسمُ بنُ محمد: دخلت على عائشة بيتها فقلتُ: يا أمَّه اكشفي لي عن قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه، فكشفت عن ثلاثة قبورٍ لا مُشْرِفةٍ ولا لاطئةٍ مبطوحةٍ ببطحاء العَرْصةِ الحمراء. لأبي داود (¬1). ¬
2443 - وزاد رزين: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقدم القبلة، وأبو بكر خلفه رأسه عند منكبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وطالت رجلاه أسفل، وعمر خلف أبي بكر على تلك الرتبة (¬1). ¬
2444 - ابنُ عباسٍ: أنهُ رأى قبرَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مسنمًا. للبخاري (¬1). ¬
2445 - عروةُ: لما سقطَ حائطُ حُجرةِ قبرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في زمان الوليد أخذ في بنائه، فبدت لهم قدمٌ ففزعوا وظنوا أنها قدمُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فما وجدوا أحدًا يعلمُ ذلك، حتى قال لهم عروةُ: والله ما هي قدمُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وما هي إلا قدمُ عمر. لرزين.
2446 - سعيدُ بنُ عبد العزيز: لمَّا كان أيَّامُ الحرَّة لم يؤذن في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا، ولم يُقم ولم يَبْرَحْ سعيدُ بن المسيَّب من المسجد، وكان لا يعرفَ وقت الصَّلاة إلا بهمهمةٍ يسمعها من قبرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
2447 - كعبٌ قال: ما من يومٍ يطلعُ إلا نزل سبعون ألفًا من الملائكة حتى يحفُّوا بقبر النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يضربون بأجنحتهم، ويصلون عليه - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا أمسى عَرَجُوا، وهبط مثلُهم فصنعوا مثل ذلك، حتَّى إذا انشقت عنه الأرضُ خرج في سبعين ألفًا من الملائكة يزفونه. هما (للدارمي) (¬1) (¬2). ¬
2448 - ابنُ مسعودٍ، رفعه: ((إن لله ملائكةً سياحين يبلغوني عن أمتي السلام))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((حياتي خيرٌ لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خيرٌ لكم، تعرَضُ علىَّ أعمالُكم، فما رأيتُ من خيرٍ حمدتُ الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكُم)). للبزار (¬1). ¬
2449 - وعنه: نعَى إلينا حبيبُنا ونبينا - صلى الله عليه وسلم - قبل موته بست جمعنا في بيت عائشة، فنظر إلينا فدمعت عيناهُ، ثم قال: ((مرحبًا بكم، وحياكم الله، وحفظكم الله، وآواكم الله، نصركم الله رفعكم الله، (هداكم الله) (¬1)، رزقكم الله، وفقكم الله، سلمكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله بكم، وأستخلفهُ عليكم، إني نذير مُبينٌ أن لا تعلُوا على الله في عباده وبلاده، فإن الله قال لي ولكم: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص:83] وقال: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر: 60] ثم قال: ((قد دنا الأجلُ والمنقلب إلى الله، وإلى سدرة المنتتهى، وإلى جنة المأوى، والكأس الأوفى والرفيقِ الأعلى))، أحسبه قال فقلنا: يا رسول الله فمن يغسلك إذًا؟. قال: ((رجالُ أهل بيتي الأدنى فالأدنى))، قلنا: ففيم نكفنك؟ قال: ((في ثيابي هذه إن شئتم أو في حلةٍ يمنيةٍ، أو في بياض مضر))، قلنا: فمن يُصلى عليك منا؟ فبكى وبكينا، وقال: ((مهلاً غفر الله لكم، وجازاكم عن نبيكم خيرًا إذا غسلتموني ووضعتموني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري، فاخرجوا عني ساعةً، فإن أول من يُصلى على خليلي وجليسي جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيلُ، ثم ملك الموت مع جنوده، ثم الملائكة عليهم السلام، ثم ادخلوا على فوجًا فوجًا فصلوا علي وسلموا تسليمًا، ولا تؤذوني بباكيةٍ)) أحسبه قال: ((ولا صارخة ولا رانة، وليبدأ بالصلاة على رجالُ أهل بيتي، ثم أنتم بعد واقرءوا أنفسكم منى السلام، ومن غاب من إخواني فاقرءوه مني السلام، ومن دخل معكم في دينكم بعدي فإني أشهدكم أنى أقرأه السلام)) أحسبه قال: ((عليه وعلي كل ما تابعني على ديني من يومي هذا إلى يوم القيامة)) قلنا: يا رسول الله فمن يدخلك قبرك منا؟ قال: ((رجالُ أهل بيتي مع ملائكةٍ كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم)). للبزار و ((الأوسط)) (¬2). ¬
2450 - عائشةُ: ما ماتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من ذاتِ الجنبِ. ((للأوسط)) والموصلي (¬1). ¬
2451 - أنسُ: قال أبو بكر بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمرَ: انطلق بنا إلى أمِّ أيمن نزورها كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يزورها، فلمَّا انتهيا إليها بكت فقالا لها: ما يبكيك؟ أما تعلمين أنَّ ما عند الله خير لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما أبكي، أني لا أكون أعلم أنَّ ما عند الله خيرٌ لرسوله، وإنما أبكي أنَّ الوحيَ قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها. لمسلم (¬1). ¬
البكاء والنوح والحزن
البكاء والنوح والحزن
2452 - أنسُ: دخلنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سيفٍ القينِ، وكان ظئرًا لإبراهيم فأخذ ابنه - صلى الله عليه وسلم -، وقبلهُ، وشمَّهُ، ثمَّ دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجُود بنفسهِ، فجعلت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تذرفان فقال ابنُ عوف، وأنت يا رسول الله، فقال: ((يا ابن عوف إنها رحمةٌ))، ثمَّ أتبعها بأخرى، فقال: ((إنَّ العينَ تدمعُ والقلبَ يخشعُ ولا نقولُ إلاَّ ما يرضِي ربُّنا وإنا بِفِرَاقِكَ يا إبراهيمُ محزونون)). للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
2453 - وللقزويني: ((لا تدرجوه في أكفانه حتَّى أنظر إليه، فأتاه فانكبَّ عليه وبكى)) (¬1). ¬
2454 - وله بلين عن أسماءَ بنتِ يزيد، بنحوه وفيه: ((لولا أنهُ وعدٌ صادقٌ، وموعدٌ جامعٌ، وأنَّ الآخر تابعٌ للأوَّلِ لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل ممَّا وجدنا، وإنَّا بك لمحزونون)) (¬1). ¬
2455 - وللترمذي عن جابر، قال: عبد الرحمن: أولم تكن نَهَيْتَ عن البكاء؟ قال: ((لا ولكنْ نَهَيْتُ عن صوتين أحمقين فاجرين صوت خمش وجوهٍ، وشقِّ جُيوبٍ، ورنَّة شيطان)) (¬1). ¬
2456 - وعنه رفعه: ((صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة مزمار عند نغمةٍ، ورنةٌ عند مُصيبةٍ)). للبزار (¬1). ¬
2457 - أبو هريرةَ: مات ميِّتٌ من آل النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فاجتمعَ النِّساءُ يبكين عليه، فقام عمر ينهاهن، ويطردهنَّ فقال - صلى الله عليه وسلم - ((دعهنَّ يا عمر، فإنَّ العين دامعةٌ والقلبَ مُصابٌ والعهدَ قريبٌ)). للنسائي (¬1). ¬
2458 - ابنُ أبي مليكة: تُوُفيتْ بنتٌ لعثمانَ بمكة، وجئنا لنشهدها، وإنِّي لجالس بين ابن عمرو، وابن عباس [فقال عبد الله] (¬1) وبن عمر لعمرو بن عثمان: ألا تنهى عن البُكاءِ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الميِّتَ ليُعذَّبُ ببكاء أهله عليه)) فقال ابن عبَّاس: كان عُمر يقولُ بعض ذلك، صدرت مع عمر من مكة، حتى إذا كنَّا بالبيداء إذا هو براكبٍ تحت ظلِّ شجرةٍ فقال: انظر من هذا فنظرت فإذا هو صُهيبٌ فأخبرتُهُ، فقال: ادعُه، فرجعت إلى صُهيبٍ فقلت: ارتحلِ فالحق بأمير المؤمنين، فلمَّا أصيب دخل صهيبٌ يبكي يقُول، وا أخاه وا صاحباهُ، فقال عمرُ: يا صهيب أتبكي عليَّ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الميِّت يُعذَّب ببعض بكاء أهله عليه))، فلمَّا مات عمرُ ذكرتُ ذلك لعائشة -[414]- فقالت: يرحم الله عمر، والله ما حدَّث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إن الميت ليُعذَّبُ ببكاءِ أهلهِ عليهِ، ولكن قال: ((إنَّ الله يزيد الكافر عذابًا ببكاء أهلهِ عليه)) حسبكم القرآن {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، قال ابنُ عبَّاسٍ عند ذلك: والله {أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم: 43] فما قال ابن عمر شيئًا. للشيخين، والنسائي (¬2). ¬
2459 - وفي رواية للستة إلا أبا داود: يغفرُ الله لأبي عبد الرَّحمن أما إنَّه لم يكذبْ، ولكنَّه نسي، أو أخطأ. إنما مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على يهوديةٍ يُبكى عليها فقال: ((إنه ليُبكي عليها وإنها لتعذب في قبرها)) (¬1). ¬
2460 - عمرانُ بنُ حصين ذكر عند الميت يعذب ببكاء الحي عليه، فقال عمران قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الميِّتُ يُعذَّبُ بنياحةِ أهلهِ عليه)) فقال له رجلٌ: أرأيت رجلاً مات بخراسان، وناح أهله عليه هنا، أكان يُعذَّبُ بنياحةِ أهله؟ قال: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذبت أنت. للنسائي (¬1). ¬
2461 - وللموصلي: أن رجلاً رفع ذلك، فقال أبو هريرة: والله لئن انطلق رجل مجاهدًا ثم قتل في سبيل الله في قطر من أقطار الأرض شهيدًا، فبكت عليه امرأته سَفَهًا أو جَهلاً ليعذبن هذا الشهيد ببكاء هذا السفيه عليه، فقال الرجل: ثلاثًا صدق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذب أبو هريرة (¬1). ¬
2462 - أنسُ: قَنَتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا حين قُتل القُرَّاءُ فما رأيته حزن حزنًا قطُّ أشدَّ منه. للشيخين (¬1). ¬
2463 - أمُّ سلمة: لمَّا مات أبو سلمة قلت: غريبٌ وفي أرض غُربةٍ، لأبكينهَّ بكاءً يُتحدَّث عنه، فكنت قد تهيَّأتُ للبكاء عليه، إذ أقبلت امرأةٌ؛ -[415]- تريد أن تُسعدني، فاستقبلها رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أتريدين أن تُدخِلِي الشَّيطانَ بيتًا أخرجه الله منه)) فكففت عن البُكاء، فلم أبكِ. لمسلم (¬1). ¬
2464 - عائشةُ: لمَّا جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نعيُ زيد بن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس يُعرف فيه الحزن، وأنا أنظرُ من صائر الباب -تعني شقِّ الباب- فأتاهُ رجلٌ فقال: إنَّ نساء جعفر، وذكر بكاءهن، فأمره أن ينهاهنَّ، فذهب، ثمَّ أتى الثانية فذكر أنهن لم يطعنه، فقال: ((انْهَهُن)) فأتاه الثالثة فقال: والله لقد غلبننا، فزعمت أنه قال: ((فاحثُ في أفواههنَّ التُّراب)) فقلت: أرغم الله أنفك، والله ما تفعل ما أمرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم تتركه من العناء. للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2465 - جابرُ بنُ عتيكٍ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء يعُودُ عبد الله بن ثابت فوجدهُ قد غُلِبَ عليه، فصاح به فلم يُجبهُ فاسترجع - صلى الله عليه وسلم - وقال ((غُلِبنْا عليك يا أبا الرَّبيع)) فصاح النساء وبكين، فجعل ابن عتيك يسكِّتهنَّ، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((دعهُنَّ فإذا وجب فلا تبكينَّ باكيةٌ)) قالوا يا رسول الله: ما وجب قال: ((إذا ماتَ)). لمالك، وأبي داود، والنسائي مطولاً (¬1). ¬
2466 - ابنُ عمرَ: اشتكى سعد بن عبادة فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوده، مع عبد الرَّحمن بن عوف، وسعد، وابن مسعودٍ، فلمَّا دخل عليه وجده في غشية، فقال ((قد قضى))؟ قالوا: لا، فبكى - صلى الله عليه وسلم - فلمَّا رأى القومُ بكاءه بكوا، قال ((ألا تسمعون إنَّ الله لا يُعذِّب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحمُ)). للشيخين (¬1). ¬
2467 - معاذُ: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه إلى اليمن خرج راكبًا، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يمشي تحت راحلته، فقال: ((يا معاذُ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، فتمر بقبري -[416]- ومسجدي))، فبكى معاذٌ لفراقهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لا تبك يا معاذ فإن البكاء من الشيطان)). للبزار، و ((الكبير)) (¬1). ¬
2468 - أبو بردة: وجع أبو موسى فغُشِيَ عليه، فصاحت امرأةٌ من أهله فلم يستطع أن يردَّ عليها شيئًا، فلمَّا أفاق قال: أنا بريءٌ مما برئ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّه برئ من الصَّالقة، والحالقة، والشَّاقةِ. للشيخين، والترمذي، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2469 - مسعود رفعه: ((ليس منا من شق الجيوب، وضرب الخدود، ودعا بدعوى الجاهليَّة)) (¬1). للشيخين، والترمذي، والنسائي (¬2). ¬
2470 - أبو موسى رفعه: ((ما من ميِّتٍ يموتُ فيقومُ باكيهم فيقول: وا جبلاه وا سيداه ونحو ذلك إلا وكِّل الله به ملكين يلهزانه، ويقولان: أهكذا كنت)). للترمذي (¬1). ¬
2471 - امرأةٌ من المبايعات قالت: كان فيما أَخَذَ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في المعروف الذي أخذ علينا أن لا نعصيَهُ فيه، أن لا نخمش وجهًا، ولا ندعو ويلاً، ولا نشق جيبًا، ولا ننشر شعرًا. لأبي داود (¬1). ¬
2472 - أمُّ عطيَّة: أَخَذَ علينا النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مع البيعة أن لا ننوحَ فما وَفتْ منَّا امرأةٌ إلا خمسٌ أمُّ سُليم، وأمُّ العلاء، وابنةُ أبي سبرة امرأة معاذٍ، وامرأتان. أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذٍ، وامرأةٌ أخرى. للشيخين (¬1). ¬
2473 - لما أردتُ أن أبايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: يا رسولَ الله إنَّ امرأةً أسعدتني في الجاهلية فأذهب فأساعدها ثم أجيئك أبايعك قال: ((فاذهبي فأسعديها، ثم بايعيني)) فذهبتُ فساعدتها، ثُمَّ جئت فبايعته - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
2474 - أنسُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أخذ على النِّساء حين بايعهنَّ أن لا ينحن فقلن يا رسول الله نساء أسعدننا في الجاهلية فنسعدهنَّ فقال ((لا إسعاد في الإسلام)). للنسائي (¬1). ¬
2475 - أبو سعيدٍ: لعن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - النائحةَ والمُستمعةَ. لأبي داود (¬1). ¬
2476 - ابنُ مسعودٍ: أن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كان ينهى عن النعي ويقول ((إيَّاكم والنَّعي، فإنَّه من عمل الجاهلَّية)) قال عبد الله: من النعي الأذان على الميِّت. للترمذي (¬1). ¬
2477 - أبو مالكٍ الأشعري: رفعه: ((أربع في أمَّتي من أمر الجاهليَّة لا يتركونهنَّ: الفخر في الأحساب، والطَّعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنِّياحة وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة، وعليها سربالٌ من قطران، ودرعٌ من جربٍ)). لمسلم (¬1). ¬
2478 - ابنُ عمرَ: لمَّا مات الحسن بنُ الحسن بن عليٍّ ضربت امرأتهُ القبَّة على قبره سنةً، ثمَّ رفعت فسمعت صائحًا يقولُ: ألا هل وجدوا ما فقدوا، فأجابه الآخرُ: بل يئسوا فانقلبوا. للبخاري في ترجمة باب (¬1). ¬
2479 - أنسُ رفعه: ((ثلاثٌ لا يزلن في أمتي حتى تقوم الساعةُ: النياحة والمفاخرة في الأنساب، والأنواءُ)). للموصلي، والبزار (¬1). ¬
2480 - أبو هريرة، رفعه: ((إن هذه النوائح يُجعلن يوم القيامة صفين في جهنم: صفٍّ عن يمينهم، وصفٍّ عن يسارهم، فينبحن على أهل النار كما تنبحُ الكلاب)). ((للأوسط)) بضعف (¬1). ¬
2481 - وعنه: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يُنَحْ عليه. للبزار (¬1). ¬
2482 - ابنُ عباسٍ قال: قالت: أم سعد حين احتُمل نعشُهُ، وهي تبكيه: ويلُ أمِّ سعدٍ، سعداه حزامةًُ وجداه، فارسا معداه، سد به مسداه. فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((كل باكيةٍ تكذبُ إلا باكية سعد بن معاذٍ)). ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
2483 - زيدُ بنُ أرقم، رفعه: ((إن الله يحب الصمت عند ثلاثٍ: عند تلاوة القرآن، وعند الزحف، وعند الجنازة)). ((للكبير)) برجل لم يسم (¬1). ¬
2484 - حمنةُ بنتُ جحش قيل لها: قتل أخوك، فقالت: رحمه الله،، وإنَّا لله وإنَّا إليهِ راجعون، قالوا: قتل زوجك، فقالت: وا حزناه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((إنَّ للزَّوج من المرأة لشعبة ما هي لشيءٍ)). للقزويني. بلين (¬1). ¬
غسل الميت وكفنه
غسل الميت وكفنه
2485 - أمُّ عطيَّة دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين تُوُفِّيتِ (ابنته) (¬1) فقال: ((اغسلنها ثلاثًا، أو خمسًا، أو أكثر من ذلك -إن رأيتن ذلك- بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورًا -أو شيئًا من كافورٍ- فإذا فرغتن فآذنني)). فلمَّا فرغنا آذناه، فأعطانا حِقْوهُ فقال: ((أشعرنها إياه)) يعني إزاره. للستة (¬2). ¬
2486 - وفي رواياته: ((أو سبعًا أو أكثر من ذلك)) (¬1). ¬
2487 - ومنها: ((ابدؤوا بميامنها، ومواضع الوضوءِ)) (¬1). ¬
2488 - ومنها قالت: لما ماتت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اغسلنها وترًا ثلاثًا، أو خمسًا، واجعلن في الخامسة كافورًا)) (¬1). ¬
2489 - ومنها: أنهن نقضن رأسها وغسلنه وجعلنه ثلاثة قرون و (ألقيناها) (¬1) خلفها. وأن سفيان قال: هي ناصيتها وقرناها، وإن ابن سيرين زعم أن أشعرنها إياه: ألففنها فيه، وأنه كان يأمر بالمرأة أن تشعر، ولا تؤزر (¬2). ¬
2490 - ومنها: ضفرناها (¬1). ¬
2491 - ومنها بدله: مشطناها (¬1). ¬
2492 - أمُُّ قيس بنت محصن. توفِّي ابني فجزعت عليه فقلت للذي يغسله لا تغسل ابني بالماء البارد فتقتله فانطلق عكاشة بن محصن إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فتبسم ثم قال: ((ما قالت؟! طال عمرها)) فلا نعلم امرأة عمرت ما عمرت. للنسائي (¬1). ¬
2493 - أبو هريرة رفعه: ((من غسل الميِّت فليغتسل)). لأبي داود (¬1). ¬
2494 - وللترمذي: ((من غسله الغسل، ومن حمله الوضوء)) (¬1). ¬
2495 - عليُّ: لما مات أبو طالب أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إنَّ عمَّك الشَّيخ الضَّالَّ قد مات قال: ((اذهب فوار أباك، ثمَّ لا تحدثن شيئًا حتى تأتيني)) فواريته فجئته، فأمرني فاغتسلت، فدعا لي. لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2496 - عائشُة: كان النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يغتسل من أربعة من الجنابة، وللجمعة، ومن الحجامة، ومن غسل الميِّتِ. لأبي داود (¬1). ¬
2497 - ابنُ عبَّاسٍ: بينا رجلٌ واقفٌ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بعرفةَ، إذ وقع من راحلته قال أيوب فأوقصته أو قال: فأقعصته. وقال عمرو: فوقصته. فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((اغسلوه بماءٍ وسدرٍ، وكفنوه في ثوبين، ولا تحنطوهُ ولا تُخمِّروا (رأسه) (¬1)، فإنَّ الله يبعثه يوم القيامة ملبيًا)). للستة إلا مالكًا (¬2). ¬
2498 - ومن رواياته: ((ولا تغطوا وجهه، ولا تقربوه طيبًا)) (¬1). ¬
2499 - ومنها ((وكفنوه في ثوبيه)) (¬1). ¬
2500 - ومنها: ((فإن الله يبعثه يوم القيامة محرمًا)) (¬1). ¬
2501 - ليلى بنت قائف الثَّقفيَّة قالت: كنتُ فيمن غسَّل أمَّ كلثوم بنتَ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فكان أوَّل ما أعطانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الحِقّو، ثمَّ الدِّرع، ثمَّ الخمارَ، ثمَّ الملحفة، ثمَّ أدرجت بعد في الثَّوب الآخر، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الباب معه كفنها يناولناها ثوبًا ثوبًا. لأبي داود (¬1). ¬
2502 - سمُرةُ رفعه: ((عليكم بالبياض من الثِّياب، فليلبسها أحياؤكم، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها من خير ثيابكم)). للنسائي (¬1). ¬
2503 - عائشةُ: دخلت على أبي بكر فقال: في كم كفنتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: في ثلاثةِ أثواب بيضٍ. قال: في أيِّ يومٍ توفِّي؟ قلت: في يوم الاثنين. قال: فأيُّ يوم هذا؟ قلت: يوم الاثنين. قال أرجو فيما بيني وبين الليل. فنظر إلى ثوبٍ عليه كان يمرَّض فيه به ردع من زعفران فقال: اغسلوا ثوبي هذا، وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيها. قلتُ: إنَّ هذا خَلِقٌ. قال: إنَّ الحيَّ أولى بالجديد من الميِّت، إنَّما هو للمهلة. فما توفي حتى أمسى من ليلة الثلاثاء ودفن قبل الصبح. لرزين، وفي ((الموطأ)) نحوه (¬1). ¬
2504 - عبادةُ بنُ الصَّامتِ رفعه: ((خيرُ الكفنِ الحُلةُ، وخيرُ الأضحية الكبش الأقرنُ)) (¬1). ¬
2505 - أبو سعيد: أنه لمَّا احتضر دعا بثياب جددٍ فلبسها ثمَّ قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يبعث الميت في ثيابه التي مات فيها)). هما لأبي داود (¬1). ¬
2506 - أبو قتادة رفعه: ((إذا كفَّن أحدُكمْ أخاهُ فليحسن كفنه)). للترمذي (¬1). ¬
2507 - ولأبي داود: عن جابر رفعه: ((إذا تُوفِّي أحدكُم، فوجد شيئًا فليُكفَّن في ثوبٍ حبرةٍ)) (¬1). ¬
2508 - عليُّ رفعه: ((لا تغالوا في الكفن، فإنه يُسلب سلبًا سريعًا)) (¬1). ¬
2509 - جابرُ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كفَّن حمزة في نمرةٍ في ثوبٍ واحدٍ. هما لأبي داود (¬1). ¬
2510 - و ((للكبير)) عن أبي أسيد الساعدي: أنهم جعلوا يجرون النمرة على وجه حمزة فتنكشف قدماه، ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اجعلوها على وجهه، واجعلوا على قدميه من هذا الشجر)) (¬1). ¬
2511 - جابرُ: أتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن أبيٍّ بعد ما أدخل حفرتهُ، فأمر به فأخرج، فوضعه على ركبتيهِ، ونفث فيه من ريقه، وألبسهُ قميصه، والله أعلمُ. وكان كسا عبَّاسًا قميصًا. قال سفيان: قال أبو هريرة: وكان له - صلى الله عليه وسلم - قميصان، فقال له ابن عبد الله: ألبس عبد الله قميصك الذي يلي جلدك قال سفيان: فيرون أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ألبس عبد الله قميصهُ مكافأة لما صنع (¬1). ¬
2512 - وفي رواية لمَّا كان يومُ بدر أُتِي بأسارى وأُتِيَ بالعبَّاس، ولم يكن عليه ثوب، فنظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قميصًا فوجدوا قميص ابنِ أبيٍّ بقدره، فكساه - صلى الله عليه وسلم - إيَّاهُ، فلذلك نزع - صلى الله عليه وسلم - قميصهُ الذي ألبسه. وقال ابن عيينة: كانت له عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يدٌ فأحبَّ أن يُكافئه. للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
2513 - وفي أخرى: وكان العبَّاس بالمدينة وطلبت الأنصار ثوبًا يكسونهُ، فلم يجدوا قميصًا يصلح عليه إلا قميص عبد الله فكسوه إيَّاهُ (¬1). ¬
2514 - سهلُ بنُ سعد أنَّ امرأةً جاءت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ببردةٍ منسوجةٍ فيها حاشيتها، قال سهل أتدرون ما البردةُ؟ قالوا: الشَّملة. قالت: نسجتها بيدي، فجئت لأكسوكها. فأخذها - صلى الله عليه وسلم - محتاجًا إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره فحسَّنها رجل فقال: ألبسنيها يا رسول الله ما أحسنها فقال القومُ: ما أحسنت، لبسها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - محتاجًا إليها، ثمَّ سألتها وعلمت أنهُ لا يرد سائلاً قال: فإني والله ما سألته لألبسها إنما سألته لتكون كفني، فكانت كفنه. للنسائي، والبخاري بلفظه (¬1). ¬
2515 - جابرُ رفعه: ((من حفر قبرًا بنى الله له بيتًا في الجنة، ومن غسَّل ميتًا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ومن كفَّن ميتًا كساهُ الله من حُلل الجنة، ومن عزَّى حزينًا ألبسه الله التقوى، وصلى على روحه في الأرواح، ومن عزَّى مُصابًا كساهُ الله حلتين من حُلل الجنة لا تقوم لهما الدنيا، ومن اتبع جنازةً حتى يقضى دفنها كتب له ثلاثة قراريط القيراطُ منها أعظم من جبل أحدٍ، ومن كفل يتيمًا أو أرملة أظله الله في ظله، وأدخله الجنة)). للأوسط بلين (¬1). ¬
2516 - أبو سعيد رفعه: ((إنَّ الميِّت ليعرفُ من يحمله، ومن يُغسله، ومن يدلِّيه في قبره)). لأحمد، والأوسط بخفى (¬1). ¬
2517 - سنانُ بنُ عرفطة رفعه: الرجلُ يموتُ مع النساء، والمرأةُ تموتُ مع الرجال وليس لهما محرم قال: ((ييممان)). للكبير بضعف (¬1). ¬
2518 - ابنُ عباسٍ رفعه: ((خمروا وجوه موتاكم، ولا تشبهوا باليهود)). ((للكبير)) (¬1). ¬
2519 - جابرُ رفعه: ((إذا أجمرتمُ الميِّتَ فأجمروهُ ثلاثًا)). لأحمد، والبزار (¬1). ¬
الصلاة على الجنازة
الصلاة على الجنازة
2520 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّيَ عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تُدْفَن فَلَهُ قِيرَاطَانِ)). قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: ((مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
2521 - وفي رواية: ((مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَلَهُ قِيرَاطٌ مِنَ الأَجْرِ)). فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَبَعَثَ إِلَى عَائِشَةَ فَصَدَّقَتْ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَقَدْ فَرَّطْنَا فِي قَرَارِيطَ كَثِيرَةٍ (¬1). ¬
2522 - وللبزار بلين رفعه: ((من أتى جنازةً في أهلها فله قيراط، فإن تبعها فله قيراط فإن صلى عليها فله قيراط، فإن انتظرها حتى تُدفَن فله قيراط)) (¬1). ¬
2523 - وعنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَعَى النَّجَاشِيَّ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الْمُصَلَّى، فَصَفَّ بِهِمْ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ. للستة (¬1). ¬
2524 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ زَيْدٌ بن أرقم يُكَبِّرُ عَلَى جَنَائِزِنَا أَرْبَعًا، وَإِنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جَنَازَةٍ خَمْسًا فَسَأَلناه فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُكَبِّرُهَا. لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
2525 - عبدُ الله بنُ مغفل: أن علياً صلى علَى سَهل بِن حُنيفٍ فكبر عليِه ستاً، ثم التفتَ إلينا فقالَ: إنهُ بدري. ((للكبير)) (¬1). ¬
2526 - ابنُ مسعودٍ: قال: لاوَقْت ولاعَدَد فى الصلاةِ علَى الجنازةِ يعنِي: التكبير. للبزار (¬1). ¬
2527 - و ((للأوسط)): قال: قد كبّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعا، وخمسا، وأربعا، فكبّروا ما كبّر الإمام إذا قدّمتموه (¬1). ¬
2528 - حُمَيْدٌ: صَلَّى بِنَا أَنَسٌ فَكَبَّرَ ثَلاثًا، وسها، وسَلَّمَ. فَقِيلَ لَهُ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وكَبَّرَ الرَّابِعَةَ، ثُمَّ سَلَّمَ. للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
2529 - أَبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَبَّرَ عَلَى جَنَازَةٍ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ مع أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ، وَوَضَعَ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى. للترمذي (¬1). ¬
2530 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ عَلَى الجَنَازَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. للبخاري، وأصحاب السنن (¬1). ¬
2531 - وفي رواية: أنه صلى على الجنازة بفاتحة الكتاب، وسورة فقيل له في ذلك فقال: ((سنة وحق)) (¬1). ¬
2532 - أَبو أُمَامَةَ قَالَ: السُّنَّةُ فِي الصَّلاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ أَنْ يَقْرَأَ فِي التَّكْبِيرَةِ الأُولَى بِأُمِّ الكتاب مُخَافَتَةً، ثُمَّ يُكَبِّرَ ثَلاثًا، وَالتَّسْلِيمُ عِنْدَ الآخِرَةِ. وعن الضحاك بن قيس نحوه. للنسائي (¬1). ¬
2533 - أَبو هُرَيْرَةَ: سأله أبو سعيد المقبري كَيْفَ يُصَلِّي عَلَى الْجَنَازَةِ؟ فَقَالَ: أَنَا لَعَمْرُ الله أُخْبِرُكَ أَتَّبِعُهَا مِنْ عند أَهْلِهَا فَإِذَا وُضِعَتْ كَبَّرْتُ، وَحَمِدْتُ الله، وَصَلَّيْتُ عَلَى نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم -. ثُمَّ أَقُولُ: اللهمَّ عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ. اللهمَّ إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَزِدْ فِي إِحْسَانِهِ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِهِ اللهمَّ لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ. لمالك (¬1). ¬
2534 - عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: صَلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى جَنَازَةٍ، فحفظنا من دعائه ((اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وعافه، وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالِمَاءٍ والَثَلْجٍ والَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عَذَابَ النَّارِ)) قَالَ عَوْفٌ: حتى تَمَنَّيْتُ أَنْ أكون ذلك الْمَيِّتَ. للترمذي، والنسائي، ومسلم بلفظه (¬1). ¬
2535 - وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ((اللهمَّ إِنَّ فُلانَ بْنَ فُلانٍ فِي ذِمَّتِكَ، وَحَبْلِ جِوَارِكَ فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَأَنْتَ أَهْلُ الْوَفَاءِ والحق اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)). لأبي داود (¬1). ¬
2536 - أَبو هُرَيْرَةَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى عَلَى ْجَنَازَةِ قَالَ: ((اللهمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللهمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإسْلامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإيمَانِ)). للنسائي، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
2537 - وعنه رفعه: -[428]- ((اللهمَّ أَنْتَ رَبُّهَا، وَأَنْتَ خَلَقْتَهَا، وَأَنْتَ هَدَيْتَهَا إلى الإسْلامِ، وَأَنْتَ قَبَضْتَ رُوحَهَا، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِسِرِّهَا وَعَلانِيَتِهَا، جِئْنَا شُفَعَاءَ فَاغْفِرْ لَهُا)). لأبي داود (¬1). ¬
2538 - وعنه رفعه: ((إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ)). للقزويني (¬1). ¬
2539 - الْحَسَنُ قال: يَقْرَأُ عَلَى الطِّفْلِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَيَقُولُ اللهمَّ اجْعَلْهُ لَنَا سلفًا، وفَرَطًا وذخرًا وَأَجْرًا. للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
2540 - عَطَاءُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ لَيْلَةً. لأبي داود (¬1). ¬
2541 - جَابِرُ رفعه: ((الطِّفْلُ لا يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَلا يَرِثُ، وَلا يُورَثُ حَتَّى يَسْتَهِلَّ)). للترمذي (¬1). ¬
2542 - ابنُ عمرَ، رفعه: ((يُصلى علَى السقط، ويُدعَى لِوالديْه بالمغْفرة والرحمة)). لرزين.
2543 - عَائِشَةُ قَالَتْ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود (¬1). ¬
2544 - أنسُ: قال أَبو غَالِبٍ: صَلَّيْتُ مَعَ أَنَسَ عَلَى جَنَازَةِ رَجُلٍ، فَقَامَ حِيَالَ رَأْسِهِ، ثُمَّ [جَاءُوا بامْرَأَةٍ فقَالُوا: صَلِّ عَلَيْهَا، فَقَامَ وَسْطِ السَّرِيرِ، فَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ زِيَادٍ: هَكَذَا رَأَيْتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَامَ عَلَى الْجَنَازَةِ مُقَامَكَ مِنْهَا، وَمِنَ الرَّجُلِ مُقَامَكَ مِنْهُ، قَالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: احْفَظُوا. للترمذي (¬1). ¬
2545 - ولأبي داود نحوه، وفيه: إن أَبا غَالِبٍ سَأَل عَنْ قِيَامِ أنس عند عجيزة الْمَرْأَةِ، فَحَدَّثُوا أَن ذلك لأَنَّهُ لَمْ تَكُنِ النُّعُوشُ، فَكَانَ الإمَامُ يَقُومُ حِيَالَ عَجِيزَتِهَا يَسْتُرُهَا (¬1). ¬
2546 - عُثْمَانُ، وَأَبو هُرَيْرَةَ، وابن عمر: كَانُوا يُصَلُّونَ عَلَى جَنَائِزِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ يَجْعَلُونَ الرِّجَالَ مِمَّا يَلِي الإمَامَ، وَالنِّسَاءَ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ. لمالك (¬1). ¬
2547 - عَمَّارُ مَوْلَى الْحَارِثِ بن نَوْفَلٍ قال: شَهِدَت جَنَازَةَ أُمِّ كُلْثُومٍ وَابْنِهَا فَجُعِلَ الْغُلامُ مِمَّا يَلِي الإمَامَ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ وَفِي الْقَوْمِ ابْنُ عَبَّاسٍ، وأبو قتادة، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ فكلهم قَالُوا: إن هَذِهِ السُّنَّةُ. لأبي داود (¬1). ¬
2548 - وزاد رزين: أن يُقدَّم الذكر إلى الإمام في الصلاة، ويُقدَّم إلى القبلة في الدفن (¬1). ¬
2549 - مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ: أنه سمع ابن عمر، وقد أُتي بجنازة زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ فَوُضِعَتْ في الْبَقِيعِ بعد الصبح يَقُولُ لأَهْلِهَا: إِمَّا أَنْ تُصَلُّوا عَلَى جَنَازَتِكُمُ الآنَ، وَإِمَّا أَنْ تَتْرُكُوهَا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ. الموطأ (¬1). ¬
2550 - وله عن نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كان يُصَلِّي عَلَى الْجَنَازَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَبَعْدَ الصُّبْحِ إِذَا صُلِّيَتَا لِوَقْتِهِمَا، وكَانَ يَقُولُ: لا يُصَلِّي الرَّجُلُ عَلَى الْجَنَازَةِ إِلاَّ وَهُوَ طَاهِرٌ (¬1). ¬
2551 - عَائِشَةُ: لما تُوُفي سَعْدُِ بْنُِ أَبِي وَقَّاصٍ، قالت: ادخلوا به الْمَسْجِدِ حتى أُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَأنْكر ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: والله لقد صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على ابني بيضاء فى المسجد: سهيل، وأخيه (¬1). ¬
2552 - وفي رواية قالت: ما أَسْرَعَ مَا نَسِيَ النَّاسُ! (¬1). ¬
2553 - وفي أخرى عن عَائِشَة قَالَتْ: مَا أَسْرَعَ النَّاسَ أَنْ يَعِيبُوا مَا لا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ. للستة إلا البخاري (¬1). ¬
2554 - ابْنُ عُمَرَ قَالَ: صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ. «للموطأ» (¬1). ¬
2555 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَلا شَيْءَ له)). وفي نسخة: ((فلا شيء عليه)). لأبي داود (¬1). ¬
2556 - وعنه: أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ -أَوْ شَابًّا- فَفَقَدَهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَسَأَلَ عَنْهَا -أَوْ عَنْهُ- فَقَالُوا: مَاتَ قَالَ: ((أَفَلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي))، فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا -أَوْ أَمْرَهُ- فَقَالَ: ((دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ)) فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيه، ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ الله يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلاتِي عَلَيْهِمْ)). للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
2557 - يَزِيُد بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ فَرَأَى قَبْرًا جَدِيدًا، فَقَالَ: ((مَا هَذَا؟)) قَالُوا: هَذِهِ فُلانَةُ مَوْلاةُ فُلانٍ ـ فَعَرَفَهَاـ مَاتَتْ ظُهْرًا وَأَنْتَ صائِمٌ قَائِلٌ، فَلَمْ نُحِبَّ أَنْ نُوقِظَكَ بِهَا فَقَامَ - صلى الله عليه وسلم - وَصَفَّ النَّاسَ خَلْفَهُ، فكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، ثُمَّ قَالَ: ((لا يَمُوتُ فِيكُمْ مَيِّتٌ مَا دُمْتُ بَيْنَ ظهرانيكم إِلاَّ آذَنْتُمُونِي فَإِنَّ صَلاتِي لَهُ رَحْمَةٌ)). للنسائي (¬1). ¬
2558 - ابْنُ الْمُسَيبِ: أَنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - غَائِبٌ، فَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى عَلَيْهَا، وَقَدْ مَضَى لِذَلِكَ شَهْرٌ. للترمذي (¬1). ¬
2559 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: ((إِنِّي (فَرَطُ لكُمْ) (¬1)، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي وَالله لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الآنَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ -أَوْ مَفَاتِيحَ الأَرْضِ- وَإِنِّي وَالله مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا)) (¬2). ¬
2560 - وفي رواية: أن ذلك بَعْدَ ثَمَانِ سِنِينَ. للشيخين (¬1). ¬
2561 - أَبو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يُصَلِّ عَلَى مَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، وَلَمْ يَنْهَ عَنِ الصَّلاةِ عَلَيْهِ. لأبي داود (¬1). ¬
2562 - أَبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْمُتَوَفَّى عَلَيْهِ الدَّيْنُ، فيسأل هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ قَضَاء؟ فَإِنْ حُدِّثَ أَنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً وَإِلاَّ قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: ((صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ))، فَلَمَّا فَتَحَ الله على رسوله كان يصلِّي، ولا يسأل عن الدين، وكان يقول: ((أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ المؤمنين فَتَرَكَ دَيْنًا أو كلا أو ضياعًا فعَلَيَّ وإليَّ، وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فلِوَرَثَتِهِ)). للشيخين، والترمذي، والنسائي (¬1). ¬
2563 - جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ. لمسلم، والترمذي، والنسائي (¬1). ¬
2564 - أبو أمامة: تُوُفي رجلٌ علَى عهدِ رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - فلَم يُوجد لهُ كفنٌ، فأتَى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((انْظُروا إلَى داخِلة إزارِه)) فأصيبَ دينارٌ أو دِينارانِ، فقالَ: ((كيتان صلُّوا علَى صاحِبِكم)). ((للكبير)) (¬1). ¬
2565 - عَائِشَةُ رفعته: ((مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً. كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ إِلاَّ شُفِّعُوا فِيهِ)). لمسلم، والترمذي، والنسائي (¬1). ¬
2566 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((مَا مِنْ رجل مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلاً لا يُشْرِكُونَ بِالله شَيْئًا إِلاَّ شُفَّعَهم الله فِيهِ)). لمسلم، وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
2567 - مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ: أنه إِذَا صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ، فَتَقَالَّ النَّاسَ عَلَيْهَا جَزَّأَهُمْ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ ثَلاثَةُ صُفُوفٍ أَوْجَبَ)). لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2568 - أَبِو قَتَادَةَ: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دُعِيَ إلى جِنَازَةٍ سَأَلَ عَنْهَا، فَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ قَامَ فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا غَيْرُ ذَلِكَ، قَالَ لأَهْلِهَا: ((شَأْنُكُمْ بِهَا)) وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا. لأحمد (¬1). ¬
2569 - أُبَيُّ بنُ كعب، رفعه: ((أن الملائكةَ غسلت آدمَ، وكبرت عليهِ أرْبعاً، وقُالوا: هذهِ سنتكُم يا بني آدمَ)). ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
2570 - وفي رواية: ((غسلته بالماءِ وتْراً ولْحِّدَ لُه)) (¬1). ¬
2571 - أنسُ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهَى أن يُصلى على الجنائِز بْين القُبورِ. ((للأوسط)) (¬1). ¬
تشييع الجنائز وحملها ودفنها
تشييع الجنائز وحملها ودفنها
2572 - أبو هُرَيْرَةَ: مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً وَحَمَلَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ مِنْ حَقِّهَا. للترمذي (¬1). ¬
2573 - وعنه رفعه: ((لا تُتْبَعُوا الْجَنَازَةُ بِصَوْتٍ، وَلا نَارٍ، وَلا تَمْشوا بَيْنَ يَدَيْهَا)). لأبي داود (¬1). ¬
2574 - أنسُ: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَمْشي أَمَامَ الْجَنَازَةِ، وأبو بكر، وعثمان للترمذي (¬1). ¬
2575 - ولرزين: ((أنتم مشفعون، فامشوا بين يديها وخلفها، وعن يمينها وشمالها، وقريبا منها)) (¬1). ¬
2576 - ابْنُ مَسْعُودٍ: سَأَلْنَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْمَشْيِ خَلْفَ الْجَنَازَةِ، فقَال: ((دُونَ الْخَبَبِ فَإِنْ كَانَ خَيْرًا عَجَّلْتُمُوهُ إليه، وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَلا يُبَعَّدُ إِلاَّ أَهْلُ النَّارِ إن الْجَنَازَة مَتْبُوعَةٌ وَلا تَتْبَعُ لَيْسَ مِنْهَا مَنْ تَقَدَّمَهَا)). للترمذي (¬1). ¬
2577 - وعنه قَالَ: مَنِ اتَّبَعَ جِنَازَةً فَلْيَحْمِلْ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ كُلِّهَا فَإِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ، ثُمَّ إِنْ شَاءَ فَلْيَتَطَوَّعْ، وَإِنْ شَاءَ فَلْيَدَع. للقزويني (¬1). ¬
2578 - الْمُغِيرَةُ رفعه: ((الرَّاكِبُ يمشي خَلْفَ الْجَنَازَةِ، وَالْمَاشِي كيف شَاءَ مِنْهَا، وَالطِّفْلُ يُصَلَّى عَلَيْهِ)). الترمذي، والنسائي (¬1). ¬
2579 - ولأبي داود: خَلْفَهَا، وَأَمَامَهَا، وَعَنْ يَمِينِهَا، ويَسَارِهَا، وقَرِيبًا مِنْهَا، وَالسقْطُ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُدْعَى لِوَالِدَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ (¬1). ¬
2580 - ثَوْبَانُ: خَرَجْنَا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي جَنَازَةٍ فَرَأَى نَاسًا رُكْبَانًا، فَقَالَ: ((أَلا تَسْتَحْيُونَ أِنَّ مَلائِكَةَ الله عَلَى أَقْدَامِهِمْ، وَأَنْتُمْ عَلَى ظُهُورِ الدَّوَابِّ)). للترمذي (¬1). ¬
2581 - ولأبي داود: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِدَابَّةٍ، وَهُوَ مَعَ الْجَنَازَةِ فَأَبَى أَنْ يَرْكَب، فَلَمَّا انْصَرَفَ أُتِيَ بِدَابَّةٍ فَرَكِبَ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: ((إِنَّ الْمَلائِكَةَ كَانَتْ تَمْشِي، فَلَمْ أَكُنْ لأَرْكَبَ وَهُمْ يَمْشُونَ، فَلَمَّا ذَهَبُوا رَكِبْتُ)) (¬1). ¬
2582 - جَابِرُ بْنِ سَمُرَةَ: صَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أبي الدَّحْدَاحِ، ثُمَّ أُتِيَ بِفَرَسٍ عُرْيٍ (فَعَقَلَهُ) (¬1) رَجُلٌ وَرَكِبَهُ، فَجَعَلَ يَتَوَقَّصُ بِهِ، وَنَحْنُ نَتَّبِعُهُ نَسْعَى خَلْفَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((كَمْ مِنْ عِذْقٍ مُعَلَّقٍ أَوْ مُدَلًّى فِي الْجَنَّةِ لابْنِ (الدَّحْدَاحِ) (¬2) أَوْ لأَبِي الدَّحْدَاحِ)) (¬3). ¬
2583 - وفي رواية: أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بفَرَسٍ مُعْرَوْر فَرَكِبَهُ حِينَ انْصَرَفَ مِنْ جَنَازَةِ أبي الدَّحْدَاحِ، وَنَحْنُ نَمْشِي حَوْلَهُ. لأصحاب السنن، ومسلم بلفظه (¬1). ¬
2584 - أَبو هُرَيْرَةَ: رفعه: ((أَسْرِعُوا بجنائزكم فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا عَلَيْهِ، وَإِنْ يَك سوى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ)). للستة (¬1). ¬
2585 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((إِذَا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ قَدِّمُونِي وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إلا الثقلين -أو قال الإنْسَانَ- وَلَوْ سَمِعَ الإنسان لصَعِقَ)). للبخاري، والنسائي (¬1). ¬
2586 - عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ، وأبو بَرْزَةَ قَالا خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي جَنَازَةٍ فَرَأَى قَوْمًا قَدْ طَرَحُوا أَرْدِيَتَهُمْ يَمْشُونَ فِي قُمُصٍ فَقَالَ: ((أَبِفِعْلِ الْجَاهِلِيَّةِ تَأْخُذُونَ أَوْ بِصُنْعِ الْجَاهِلِيَّةِ تَشَبَّهُونَ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَدْعُوَ عَلَيْكُمْ دَعْوَةً تَرْجِعُونَ فِي غَيْرِ صُوَرِكُمْ)) فَأَخَذُوا أَرْدِيَتَهُمْ وَلَمْ يَعُودُوا لِذَلِكَ. للقزويني بضعف (¬1). ¬
2587 - عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تبع جَنَازَةَ لم يقعد حَتَّى تُوضَعَ فِي اللَّحْدِ فعرض لِهِ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ فقال: إنا هَكَذَا نصنع يا محمد، فقال لنا (¬1) - صلى الله عليه وسلم - ((خَالِفُوهُمْ واجلسوا)). لأبي داود (¬2). ¬
2588 - الْبَرَاءُ: خَرَجْنَا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي جَنَازَةٍ رجل من الأنصار، فانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمْ يُلْحَدْ، فَجَلَسَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ. لأبي داود والنسائي بلفظه (¬1). ¬
2589 - عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ رفعه: ((قَالَ إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
2590 - وزاد في رواية: ((أو توضع)) (¬1). ¬
2591 - جَابِرُ: مَرَّتْ جَنَازَةٌ فَقَامَ لها رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَقُمْنَا مَعَهُ فَقُلْنا: يَا رَسُولَ الله إِنَّها يَهُودِيَّةٍ، فَقَالَ: ((إِنَّ لِلْمَوْتِ (فَزَعًا) (¬1) فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا)). للشيخين، وأبي داود (¬2). ¬
2592 - أَنَسُ: أَنَّ جَنَازَةً مَرَّتْ بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَامَ فَقِيلَ: (إِنَّهَا) (¬1) جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقَالَ: ((إِنَّمَا قُمت لِلْمَلائِكَةِ)) (¬2). ¬
2593 - الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: وكَانَ جَالِسًا ومرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ، فَقَامَ النَّاسُ حَتَّى جَاوَزَتِ الْجَنَازَةُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّمَا مُرَّ بِجَنَازَةِ يَهُودِيٍّ، وَكَانَ -[436]- رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى طَرِيقِهَا جَالِسًا، وكَرِهَ أَنْ تَعْلُوَ رَأْسَهُ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقَامَ. هما للنسائي (¬1). ¬
2594 - عَلِيُّ: أن رَسُولُ الله (كان يقوم للجنازة، ثم جلس بَعْدُ. للستة إلا البخاري (¬1). ¬
2595 - هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ: شُكِيَ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الْجِرَاحَاتُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: ((احْفِرُوا، وَأَوْسِعُوا، وَأَحْسِنُوا، وَادْفِنُوا الاثْنَيْنِ وَالثَّلاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا)) فَمَاتَ أَبِي فَقُدِّمَ بَيْنَ يَدَيْ رَجُلَيْنِ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
2596 - جَابِرُ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَجْمَعُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ في ثوب واحد ثُمَّ يَقُولُ: ((أَيُّهُمْا أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟)) فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، وقَالَ: ((أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاءِ)) وأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمَائِهِمْ، ولم يصلِّ عليهم، وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ. للبخاري وأصحاب السنن (¬1). ¬
2597 - وعنه: لَمَّا حَضَرَ أُحُدٌ دَعَانِي أَبِي ليلا، وقَالَ: مَا أُرَانِي إِلاَّ مَقْتُولاً فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَإِنِّك لا أَتْرُكُ بَعْدِي أَعَزَّ (عَلَيَّ) (¬1) مِنْكَ غَيْرَ نَفْسِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وإِنَّ عَلَيَّ دَيْنًا فَاقْضِ وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيْرًا فَأَصْبَحْنَا فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ، وَدُفِنَ مَعَهُ (آخَرُ) فِي قَبْره ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ آخَر، فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ غَيْرَ أُذُنِهِ، فجعلته في قبر على حدة (¬2). ¬
2598 - وفي رواية: فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْهُ شَيْئًا إِلاَّ شُعَيْرَاتٍ كُنَّ فِي لِحْيَتِهِ مِمَّا يَلِي الأَرْضَ. للبخاري، وأبي داود (¬1). ¬
2599 - ولرزين: جرف السيل على قبر أبي، وآخر إلى جنبه فأخرجناهما، فوجدناهما على هيئتهما يوم وضعناهما، ويد أبي قد وضعها على جرحه فنحيناها عن موضعها وأرسلناها، فعادت كما كانت إلى موضعها، وكان بين يوم أحد وبين ذلك أربعون سنة (¬1). ¬
2600 - وعنه: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِقَتْلَى أُحُدٍ أَنْ يُرَدُّوا إِلَى مَصَارِعِهِمْ، وَكَانُوا قَدْ نُقِلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
2601 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِقَتْلَى أُحُدٍ أَنْ يُنْزَعَ عَنْهُمُ الْحَدِيدُ وَالْجُلُودُ وَأَنْ يُدْفَنُوا بثيابهم ودمائهم. لأبي داود (¬1). ¬
2602 - أَنَسُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ عَلَى حَمْزَةَ وَقَدْ مَثِّلوا بِهِ، وقَالَ: ((لَوْلا أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ فِي نَفْسِهَا لَتَرَكتُه حَتَّى تَأْكُلَهُ الْعَافِيَةُ، ويُحْشَرَ في بُطُونِهَا))، وَقَلَّتِ الثِّيَابُ، وَكَثُرَتِ الْقَتْلَى، فَكَانَ الرَّجُلُ، وَالرَّجُلانِ، وَالثَّلاثَةُ يُكَفَّنُونَ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، ثُمَّ يُدْفَنُونَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وكَانَ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآنًا يُقَدِّمُهُ إِلَى الْقِبْلَةِ (¬1). ¬
2603 - وفي رواية: أنه - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ غَيْرِهِ. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
2604 - الْحُصَيْنُ بْنُ وَحْوَحٍ: أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ الْبَرَاءِ لمَّا مَرِضَ أَتَاهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَعُودُهُ، فَقَالَ: ((إِنِّي لا أَره إِلاَّ قَدْ حَدَثَ به (الْمَوْتُ فَآذِنُونِي بِهِ) (¬1) وَعَجِّلُوا، فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِجِيفَةِ مُسْلِمٍ أَنْ تُحْبَسَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِهِ)). لأبي داود (¬2). ¬
2605 - جَابِرُ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب يومًا فَذَكَرَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ كُفِّنَ فِي كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ، فَزَجَرَ أَنْ يُقْبَرَ -[438]- الرجل بالليل حتى يصلى عليه إِلاَّ أَنْ يُضْطَرَّ إنسان إِلَى ذَلِكَ، وَقَالَ: ((إِذَا كفن أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحَسِّنْ كَفْنَهُ)). لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2606 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ قَبْرًا لَيْلاً فَأُسْرِجَ لَهُ سِرَاجٌ فَأَخَذَهُ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ معترضًا، وَقَالَ: ((رَحِمَكَ الله إِنْ كُنْتَ لَأَوَّاهًا تَلاَّءً لِلْقُرْآنِ)) فكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا. للترمذي، وقال: إنما كان هذا من العذر؛ لأنه روي عنه - صلى الله عليه وسلم -: ((الأمرُ بأنه يسل من قبل رجليه سلاً)) (¬1). ¬
2607 - جَابِرُ: رأينا نارًا بالبقيع فأتينا، فَإِذَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الْقَبْرِ يَقُولُ: ((نَاوِلُونِي الرجل))، فناولوا من قبل رجلي القبر، فنظرت فَإِذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالذِّكْرِ. لأبي داود (¬1). ¬
2608 - أَنَسُ: شَهِدْنَا بنت رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - تدفن، وهو جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: ((هَلْ فيكُمْ أحد لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟)) قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا، قَالَ: ((فَانْزِلْ في قبرها)) فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا. للبخاري (¬1). ¬
2609 - ولأحمدَ رفعه: ((لا يَدْخُلِ الْقَبْرَ رَجُلٌ قَارَفَ أَهْلَهُ)) قال: فَلَمْ يَدْخُلْ عُثْمَانُ، وقال: هي رقية (¬1). ¬
2610 - ابْنِ عَبَّاسٍ رفعه: ((اللَّحْدُ لَنَا، وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
2611 - أَبو التياح الأَسَدِي: قَالَ لِي عَلِيُّ: أَلاَّ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، اذهب فلا تَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ وَلا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ. لمسلم، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2612 - جَابِرُ: أن رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أَنْ يجَصَّصَ الْقَبرُ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْه، أو يقعد عليه وأن يكتب عليه وأن يوطأ. لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
2613 - الْمُطَّلِبُ بنُ أبي وداعة: لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَدُفِنَ أَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً أَنْ يَأْتِيَهُ بِحَجَرٍ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ حَمْلَهُ فَقَامَ إِلَيْه وَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ ثُمَّ حَمَلَه ووَضَعَه عِنْدَ رَأْسِهِ، وَقَالَ: ((أعلمُ بِه قَبْرَ أَخِي وَأَدْفِنُ عنك مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِي)). لأبي داود (¬1). ¬
2614 - ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: لما تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بالِحُبْشِيٍّ -وهو موضع- فَحُمِلَ إِلَى مَكَّةَ فَدُفِنَ بها فَلَمَّا قَدِمَتْ عَائِشَةُ أَتَتْ قَبْرَه فَقَالَتْ: وَكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ يَتَصَدَّعَا فَلَمَّا (تَفَرَّقْنَا) كَأَنِّي وَمَالِكًا ... فَلَمَّا (تَفَرَّقْنَا) كَأَنِّي وَمَالِكًا ثُمَّ قَالَتْ: وَالله لَوْ حَضَرْتُكَ مَا دُفِنْتَ إِلاَّ حَيْثُ متَّ، وَلَوْ شَهِدْتُكَ مَا زُرْتُكَ. للترمذي (¬1). ¬
2615 - مَالِكُ: عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِمَّنْ يَثِقُ بِهِ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ تُوُفِّيَا بِالْعَقِيقِ وَحُمِلا إِلَى الْمَدِينَةِ وَدُفِنَا بِهَا (¬1). ¬
2616 - ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أُدْخِلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ قَالَ: ((بِسْمِ الله، وَبِالله، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله)). للترمذي (¬1). ¬
2617 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: حَضَرْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي جِنَازَةٍ فَلَمَّا وَضَعَهَا فِي اللَّحْدِ، قَالَ: بِسْمِ الله، وَفِي سَبِيلِ الله، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله. فَلَمَّا أُخِذَ فِي تَسْوِيَةِ اللَّبِنِ عَلَى اللَّحْدِ قَالَ: اللهمَّ أَجِرْهَا مِنَ الشَّيْطَانِ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، اللهمَّ جَافِ الأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهَا، وَصَعِّدْ رُوحَهَا، وَلَقِّهَا مِنْكَ رِضْوَانًا قُلْتُ يَا ابْنَ عُمَرَ، أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله أَمْ قُلْتَهُ بِرَأْيِكَ؟ قَالَ: إِنِّي إِذًا لَقَادِرٌ عَلَى الْقَوْلِ، بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. للقزويني بضعف (¬1). ¬
2618 - عُثْمَانُ: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ، وقَالَ ((اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ وَاسَئلُوا لَهُ ِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ)). لأبي داود (¬1). ¬
2619 - أَبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، ثُمَّ أَتَى قَبْرَ الْمَيِّتِ (فَحَثَى) (¬1) عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ ثَلاثًا. للقزويني (¬2). ¬
2620 - أبو أمامة رفعه: ((إذا ماتَ أحدٌ من إخْوانِكم فسويتمُ التراب عليه فليقُم أحدُكم علَى رأس قبره ثم لِيقل: يا فلانَ بن فلانةَ، فإنهُ يسْمعهُ ولا يجُيبُ، ثم يقول: يا فلان بن فلانه، فإنهُ يسْتوي قاعداً، ثم يقولُ: يا فلانَ بن فُلانَة، فإنُه يقولُ: أرْشِدنا رَحمكَ الله، ولكن لا تشْعرونَ فليقُل: اذكُر ما خَرجْت عليهِ من الدنيا: شَهادة أنْ لا إلهَ إلا الله وأن محمداً عبدُه ورسولُه، وأنك رضيتَ بالله ربا وبالإسلامِ ديناً وبمحمد نبيا وبالقُرآنِ إماماً، فإن منكراً ونكيراً يأخذُ كل واحدٍ مْنهُما بيدِ صاحِبِه ويقولُ: انْطلقِ بنَا ما نْقعُد عند مَن لُقن حُجته، فيكونُ الله حَجيجَه دُونَهما)). قال (رجل) (¬1): يا رسول الله فإنْ لَم يْعرِف أمه؟ قالَ: ((فينْسِبه إلَى حَواء، يا فُلان بن حواء)). ((للكبير)) بخفي (¬2). ¬
2621 - أَبو قَتَادَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ))، فقَالُوا يَا رَسُولَ الله: مَا الْمُسْتَرِيحُ وما الْمُسْتَرَاحُ -[441]- مِنْهُ؟ قَالَ: ((الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ)). للشيخين، والموطأ، والنسائي (¬1). ¬
2622 - وعنه: مَرُّوا عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ: ((وَجَبَتْ)). ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: ((وَجَبَتْ)) ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ شُهَدَاءُ)). لأبي داود (¬1). ¬
2623 - وعنه رفعه: ((مَا مِنْ عبد مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ ثَلاثَةُ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الأَدْنَيْنَ بِخَيْرٍ إِلاَّ قَالَ الله تَعَالَى: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا أَعْلَمُ)). لأحمد براو لم يسم (¬1). ¬
2624 - وله، وللموصلي عَنْ أَنَسٍ نحوه: بلفظ: ((يَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةٌ، وقال تعالى قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ (فِيهِ) (¬1)، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لا تَعْلَمُون)) (¬2). ¬
2625 - أبو الدرداء: مر بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ونحنُ نحفُر قَبراً، فقالَ: ((ما تصنعُونَ؟)) فقلُنا: نحفرُ قَبراً لهذا الأسْوَد، فقال: جاءَت بهُ منيتُهُ إلَى تُربتهِ. قال (أبو أُسامة) (¬1): تَدْرون يا أهْلَ الكُوفةِ لَم حدثتكم بهذا الحدِيث؟ لأن أبابكرٍ، وعُمرَ خُلقا مِنْ تربة رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. ((للأوسط)) بلين (¬2). ¬
2626 - ابنُ عمرَ: أن حَبشياً دفُنَ بالمدينةِ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((دفُنَ بالطينة التى خُلقَ منها)). ((للكبير)) بضعف (¬1). ¬
2627 - وعنه رفعه: إذا ماتَ أحدُكم فَلا تحبسوهُ، وأسْرعُوا بهِ إلَى قَبره، ولْيُقرأ عند رأسْهِ بفاتحةِ الكتِاب، وعندَ رِجليه بخاتمةِ سُورة البَقَرةِ. ((للكبير)) بضعف (¬1). ¬
2628 - وللبزار بضعف عن علي قال: إذا أُدلِيَ الميتُ فى قبره فقُل: باسمِ الله، وفي سبيل الله، وعلى ملةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، اللهم عبْدُك نَزلَ بكَ وأنتَ خيرُ منزولٍ بهِ، خَلَّفَ الدنيا خَلفَ ظهرهِ فاجْعل ما قِدم عليهِ خَيْراً مما خَلف فإنك قُلْت: {وما عِنْدَ الله خيرٌ للأبْرارِ} (¬1). ¬
2629 - أنسُ: أنه كانَتْ عِندهُ عصية لرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فماتَ، فُدفِنت مَعه بيْنَ جيَبه وقِميصهِ (¬1). ¬
2630 - عامرُ بنُ ربيعة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قامَ علَى قبرِ عُثمان بنِ مظعونٍ، وأمَر فَرُشَّ عليهِ الماء. هما للبزار (¬1). ¬
2631 - عائشةُ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رشَّ علَى قبرِ ابنهِ إبراهِيم. ((للأوسط)) (¬1). ¬
2632 - ابنُ عباسٍ: كنا جلوساً عند أبى بكْرٍ، فمرت جنازةٌ فقامَ فقمنا، ثم صلينا فخلَع نعليهِ فقلْنا: خلعتَ نَعْليك حِين يلبسُ الناسُ نِعالهم، فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((مَن مَشَى حافياً فى طاعةِ الله لَم يسألهُ الله يومَ القيامةِ عما افْترضَ عليه)). ((للأوسط)) بخفي (¬1). ¬
التعزية وأحوال القبور وزيارتها
التعزية وأحوال القبور وزيارتها
2633 - أَبو بَرْزَةَ رفعه: ((مَنْ عَزَّى ثَكْلَى كُسِيَ بُرْدًا فِي الْجَنَّةِ)) (¬1). ¬
2634 - ابنُ مسعودٍ رفعه: ((مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ)). للترمذي (¬1). ¬
2635 - عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ، لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((اصْنَعُوا لآل جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُم قَدْ جَاءَهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ)). للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
2636 - معاذُ: أنهُ ماتَ لهُ ابنٌ فكتَبَ إليهِ النبي - صلى الله عليه وسلم - التعزية: ((بسْم الله الرحمن الرحِيم مِن محمدٍ رسُول الله إلى مُعاذِ بنِ جَبلَ، سلامٌ عليكَ فإني أحمدُ إليكَ الله الذى لا إله إلا هُو. أما بعدُ: فأعْظمَ الله لكَ الأجْر، وألهمكَ الصبر، ورزَقنا وإياك الشكرَ، فإن أنْفسَنا وأمْوالَنا، وأهْلَنا من مَواهبِ الله الهنِيئِة، وعَوارِيه المسْتودَعةِ، متعكَ الله بهِ فى غِبطةٍ وسرورٍ، وقبضَهُ منكَ بأجْرِ كبير، الصلاة والرحمة والهدَى إنِ احْتسبتهُ، فاصْبِر ولا يُحبط جزعُك أجْرَك فتندمَ، واعْلم أن الجزعَ لا يردُّ ميتاً ولا يدْفُع حُزناً، وما هُو نازلٌ فَكَأَنْ قَدٍ، والسلامُ)). ((للكبير)) و ((الأوسط)) بضعف (¬1). ¬
2637 - أنسُ: لما قُبض النبي - صلى الله عليه وسلم - (قَعد) (¬1) أصحابهُ حزان يبْكُون (حولهُ) (¬2)، فجاءَ رجلٌ طويلٌ صبيحٌ فصيحٌ فى إزارٍ ورداءٍ أشْعر المنْكبينِ والصدر، فتخطى الصحابة حتى أخذَ بعِضادتي البابِ فبكَى ساعةً ثم قالَ: إن في الله عزاءً (مِن) (¬3) كل مصُيبةِ، وخَلفاً من كل هالكِ، وعِوضاً مِن كل ما فاتَ، فإلَى الله فأنيبُوا، وإليه فارْغبُوا، فإنما المصابُ مَن لم يُجبره الثواب، فقالَ القوم: تعرفونَ الرجلَ، فنظَروا يميناً وشِمالا، فلَم يروْا أحداً، فقال أبو بكرٍ: هذا الخَضِرُ أخو النبي - صلى الله عليه وسلم -. ((للأوسط)) بضعف (¬4). ¬
2638 - وعنه رفعه: ((إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، إِنَّهُ يَسْمَعُ خفق ـ قَرْعَ ـ نِعَالِهِمْ إذا انصرفوا، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولانِ له: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ: مُحَمَّدٍ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ أَبْدَلَكَ الله بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّةِ فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا، -[444]- وَأَمَّا الْكَافِرُ والمناقق، فَيَقُولُ: لا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فيه فَيُقَالُ: لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ ثم يُضْرَبُ بِمَطَرِقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بين أذنيه فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إلا الثَّقَلَيْنِ)). للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2639 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ، وَالآخَرُ النَّكِيرُ، فَيَقُولانِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: مَا كَانَ يَقُولُ هُوَ عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: نَمْ فَيَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ فَيَقُولانِ: نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلاَّ أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ الله مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا، قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قولا فَقُلْتُ مِثْلَهُ، لا أَدْرِي فَيَقُولانِ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ فَيُقَالُ لِلأَرْضِ: الْتَئِمِي عَلَيْهِ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ، فَتَخْتَلِفُ أَضْلاعُهُ فَلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ الله مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ)) (¬1). ¬
2640 - وزاد ((الأوسط)): ((إن المؤمن تكون الصلاة عند رأسه، والزكاة عن يمينه، والصوم عن شماله وفعل الخير والمعروف عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ليس من قبلي مدخل، وكذا من كل جهة يقول الذي فيه ليس من قبلي مدخل)) (¬1). ¬
2641 - هَانِئُ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ قِيلَ لَهُ تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ولا تَبْكِي، وتذكر القبر فتَبْكِي، فَقَالَ: إني سمعت رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((الْقَبْرُ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ، فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ))، وَقَالَ: وسمعته - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلاَّ الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ)) (¬1). -[445]- وزاد رزين: قال هانئ: وسمعت عثمان ينشد على قبر: فإن تنج من ذى عظيمة ... وإلا فإنى لا أخا لك ناجياً ¬
2642 - عَلِيٌّ قَالَ: مَا زِلْنَا نَشُكُّ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ حَتَّى نَزَل {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حتى زرتم المقابر}. هي للترمذي (¬1). ¬
2643 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((يُسَلَّطُ عَلَى الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا تَنْهَشُهُ وَتَلْذَغُهُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَلَوْ أَنَّ تِنِّينًا مِنْهَا نَفَخَ على الأَرْضِ مَا انَبَتَتْ خَضْرَاءُ)). للدارمي بلين (¬1). ¬
2644 - ابْنُ عَبَّاسٍ: مَرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ: ((إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ، ثُمَّ قَالَ: بَلَى أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يمشي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الآخر فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ)) (ثُمَّ) (¬1) دعا بعسيب رَطْبٍ فشقه اثْنَتَيْنِ، فغرس على هذا واحدًا وعلى هذا واحدًا ثُمَّ قَالَ: ((لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا)). للستة إلا مالكًا (¬2). ¬
2645 - أَبو سَعِيدٍ: دَخَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مُصَلاَّهُ فَرَأَى نَاسًا كَاَنَّوا يَكْثِرُونَ، فقَالَ: ((أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ أَكْثَرْتُمْ ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ لَشَغَلَكُمْ عَمَّا أَرَى. أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِ عَلَى الْقَبْرِ يَوْمٌ إِلاَّ تَكَلَّمَ (فِيهِ) (¬1) يَقُولُ: أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ أَنَا بَيْتُ الْوَحْدَةِ أَنَا بَيْتُ الدُّودِ والهوام، فَإِذَا دُفِنَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ، قَالَ لَهُ الْقَبْرُ: مَرْحَبًا وَأَهْلاً أَمَا إِنْ كُنْتَ لأَحَبَّ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِلَيَّ، فَإِذْ وُلِّيتُكَ الْيَوْمَ، وَصِرْتَ إِلَيَّ فَسَتَرَى صَنِيعِيَ بِكَ فَيَتَّسِعُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِذَا دُفِنَ الْعَبْدُ الْفَاجِرُ أَوِ الْكَافِرُ يقول لَهُ الْقَبْرُ: لا مَرْحَبًا، وَلا أَهْلاً أَمَا إِنْ كُنْتَ لأبْغَضَِ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِلَيَّ فَإِذْ وُلِّيتُكَ الْيَوْمَ وَصِرْتَ إِلَيَّ، فَسَتَرَى صَنِيعِي بِكَ عَلَيْهِ حَتَّى تَلْتَقِيَ وَتَخْتَلِفَ أَضْلاعُهُ))، وقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((بِأَصَابِعِ يده فشبكها ثم (يُقَيِّضُ) (¬2) الله لَهُ تسعين تِنِّينًا -أو قال تسعة وتسعين- لَوْ أَنْ وَاحِدًا مِنْهَا -[446]- نَفَخَ فِي الأَرْضِ مَا أَنْبَتَتْ شَيْئًا مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، فَتَنْهَشهُ وَيَخْدِشهُ حَتَّى يبعث به إِلَى الْحِسَابِ)) وقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ)). لرزين، والترمذي إلا أنه قال: سبعين (¬3). ¬
2646 - أبو رافع: بينَا أنَا أمشي خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - في البقيعِ إذْ قالَ: ((لا هُديتَ، ولا اهتديتَ))، فقلْتُ: مالي يا رسُول الله؟ فقال: ((لستُ إياكَ أريد، ولكِن أُريد صاحبَ هذا القَبْر))، سُئل عني فَزعم أنهُ لا يعرِفني، فَإذا قبرٌ مرشوشٌ عليهِ ماءٌ حين دُفن. للبزار، و ((الكبير)) بخفي (¬1). ¬
2647 - أبو سعيد: كنتُ معَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في سَفر، وهُو يَسير علَى راحِلتِه فنفرت فقلتُ: يا رسُول الله ما شأْنُ راحِلتك نَفَرت؟ قال: ((إنها سَمعتْ صوتَ رجلٍ يُعذَّبُ فى قَبرهِ، فَنَفَرت لِذلكَ)). ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
2648 - أَبو أَيُّوبَ: خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صَوْتًا، فَقَالَ: ((يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا)). للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
2649 - أَنَسُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سمع صوتًا من قبر، فقال: ((متى مات هذا؟)) قالوا: مات في الجاهلية (فسُرَّ) (¬1) بذلك، وقَالَ: ((لَوْلا أَنْ تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ الله أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ)). للنسائي، ولمسلم: ((لولا أن لا تدافنوا)) (¬2). ¬
2650 - عبدُ الله بنُ دينار: أن سُلَيْمَانَ بْنُ صُرَدٍ، قال لِخَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ أَوْ خَالِدٌ لِسُلَيْمَانَ: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ لَمْ يُعَذَّبْ فِي قَبْرِهِ))، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ نَعَمْ. للترمذي بلفظه (¬1). ¬
2651 - ابْنُ عَمْر رفعه: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ -أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ- إِلاَّ وَقَاهُ الله فِتْنَةَ الْقَبْرِ)). للترمذي (¬1). ¬
2652 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ)). للترمذي (¬1). ¬
2653 - وعنه: أن رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لعن زَائِرَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيها الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
2654 - ابْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاص رفعه: ((مَا أَخْرَجَكِ يَا فَاطِمَةُ مِنْ بَيْتِكِ؟))، قَالَتْ أَتَيْتُ يَا رَسُولَ الله (أَهْلَ) (¬1) هَذَا البيت، فَرَحَّمْتُ إليهم ميتهم أو (عَزَّيْتُهُمْ) (¬2) به، فقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَعَلَّكِ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الْكُدَى)) قَالَتْ: مَعَاذَ الله وَقَدْ سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ فيها مَا تَذْكُرُ فقَالَ: ((لَوْ بَلَغْتِيها مَعَهُمُ ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك)). لأبي داود، والنسائي بقصة، وفيها: الكدى القبور (¬3). ¬
2655 - عَلِيُّ: خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا نِسْوَةٌ جُلُوسٌ، فقَالَ: ((مَا يُجْلِسُكُنَّ)) قُلْنَ: نَنْتَظِرُ الْجِنَازَةَ، قَالَ: ((هَلْ تَغْسِلْنَ؟)) قُلْنَ: لا قَالَ: ((هَلْ تَحْمِلْنَ؟)) قُلْنَ: لا، قَالَ هَلْ تُدْلِينَ فِيمَنْ يُدْلِي قُلْنَ: لا، قَالَ: ((فَارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
2656 - بُرَيْدَةُ رفعه: ((قد كنت نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا فإنها تذكركم الآخرة)). لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
2657 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأَمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي، فزوروا القبور)). لمسلم (¬1). ¬
2658 - ولرزين: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أتَى قَبر أمه بالأبواء في ألفِ مُقنع فَبكى وأبَكى مَنْ حَوله.
2659 - وعنه، رفعه: ((مَن زارَ قبر أبويهِ أوْ أحَدَهُما غُفَر لهُ، وكُتبَ برا)). ((للأوسط)) و ((الصغير)) بضعف (¬1). ¬
2660 - مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: أَلا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي، وَعَنْ أُمِّي، فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيدُ أُمَّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ، قَالَ قَالَتْ: عَائِشَةُ أَلا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي، وَعَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قُلْنَا: بَلَى، قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي النَّبِيُّ فِيهَا عِنْدِي انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْي قَدْ رَقَدْتُ، وأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا، وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا، وَفَتَحَ الْبَابَ رُوَيْدًا، فَخَرَجَ، ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا، وجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي، وَاخْتَمَرْتُ، وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ، فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ، فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ، فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ، فَلَيْسَ إِلاَّ أَنِ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ، فَقَالَ: ((مَا لَكِ يَا (عَائِشُ) (¬1) (حَشْيَا) (¬2) رَابِيَةً)) قُلْتُ: لا شَيْءَ قَالَ: ((لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبَرْتُهُ، فقَالَ: ((فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي))، قُلْتُ: نَعَمْ فَلَهَذَنِي فِي صَدْرِي لَهْذَةً أَوْجَعَتْنِي، ثُمَّ قَالَ: ((أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ الله عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ))، قَلَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ الله قال: نَعَمْ، قَالَ: ((فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ، فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ، فَأَجَبْتُهُ وأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ، وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ، وكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي))، فَقَالَ: ((إِنَّ رَبَّكَ يأمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ))، قُلْتُ: كَيْفَ أَقُولُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((قولي (¬3) السَّلامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ الله الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ الله لَلاحِقُونَ)). لمسلم، والنسائي (¬4). ¬
2661 - وفي رواية: ((السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ الله بِكُمْ لاحِقُونَ. اللهمَّ اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الغرقد)) (¬1). ¬
2662 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ فَتَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ أخيه المسلم)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2663 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رفعه: ((لَأَنْ أَمْشِيَ عَلَى جَمْرَةٍ أَوْ سَيْفٍ، أَوْ أَخْصِفَ نَعْلِي بِرِجْلِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمْشِيَ عَلَى قَبْرِ مُسْلِمٍ، وَمَا أُبَالِي أَوَسْطَ الْقبْرِ كذا قال قَضَيْتُ حَاجَتِي، أَوْ وَسْطَ السُّوقِ)). للقزويني (¬1). ¬
2664 - بَشِيرُ بْنُ الْخَصَاصِيَةِ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((يَا ابْنَ الْخَصَاصِيَةِ مَا تَنْقِمُ عَلَى الله أَصْبَحْتَ تُمَاشِي رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله مَا أَنْقِمُ عَلَى الله شَيْئًا، كُلُّ خَيْرٍ قَدْ آتَانِيهِ الله، فَمَرَّ عَلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: ((أَدْرَكَ هَؤُلاءِ خَيْرًا كَثِيرًا)) ومَرَّ عَلَى مَقَابِرِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: ((سَبَقَ هَؤُلاءِ خَيْرًا كَثِيرًا)) فَالْتَفَتَ فَرَأَى رَجُلاً يَمْشِي بَيْنَ الْمَقَابِرِ فِي نَعْلَيْهِ، فَقَالَ: ((يَا صَاحِبَ السِّبْتَِيْتنِ أَلْقِهِمَا)). لأبي داود، والنسائي، وللقزويني بلفظه (¬1). ¬
2665 - عَلِيُّ: كَانَ يَتَوَسَّدُ الْقُبُورَ وَيَضْطَجِعُ عَلَيْهَا. «للموطأ» (¬1). ¬
2666 - نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَجْلِسُ عَلَى الْقُبُورِ (¬1). ¬
2667 - عثمانُ بنُ حكيم: أن خارجة بن زيد أجلسه على قبر، وأخبره عن عمه يزيد بن ثابت أنه قال: إنه كُرِهَ ذلك لمن أحدث عليها. للبخارى في ترجمتين (¬1). ¬
2668 - عَائِشَةُ قالت: كَسْرُ عَظْمِ الْمُسْلِمِ وهو ميت كَكَسْرِهِ وَهُوَ حَيٌّ تَعْنِي فِي الإثْمِ. لمالك، وأبي داود (¬1). ¬
وعنها رفعته: ((إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيا منها نجا منها سعد بن معاذ)). لأحمد (¬1). ¬
2670 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يَوم دُفنَ سعدُ بنُ معاذٍ وهُو قاعدٌ علَى قبرهِ قالَ: ((لَو نَجا أحدٌ مِنْ فتنةِ القَبْر، أوْ مسألةِ القَبر لَنجا سعدُ بنُ معاذٍ، ولَقد ضُم ضمةً ثم أرخي عنهُ)). ((للكبير))، و ((الأوسط)) (¬1). ¬
كتاب الزكاة
كتاب الزكاة
وجوبها، وإثم تاركها
وجوبها، وإثم تاركها
2671 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إلى الْيَمَنِ قَالَ: ((إِنَّكَ تَقْدُمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ، فَإِذَا عَرَفُوا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً تؤخذ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِهم. واتقِ دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
2672 - أبو هُرَيْرَةَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ، وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ)). فقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا قَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُ [الله] (¬1) شَرحَ صَدْرَ أَبِي بكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ. للستة (¬2). ¬
2673 - وعنه رفعه: ((مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ، وَلا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ -[451]- الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا رَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ))، فقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالإبِلُ؟ قَالَ: ((وَلا صَاحِبُ إِبِلٍ لا يُؤَدِّي حَقَّهَا منها -وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا- إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ، لا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلاً وَاحِدًا، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا، وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ)). قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالْبَقَرُ، وَالْغَنَمُ؟ قَالَ: ((وَلا صَاحِبُ بَقَرٍ، وَلا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، لا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ، وَلا جَلْحَاءُ، وَلا عَضْبَاءُ، تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا، كُلَّمَا مَرَّت عَلَيْهِ أُولاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ)) قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْخَيْلُ؟ قَالَ: ((ثَلاثَةٌ هِيَ لرجلٍ أجرٌ، ولرجلٍ سترٌ، ولرجلٍ وزرٌ، َأَمَّا الذي هِيَ لَهُ أَجْرٌ: فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فأطال لها فِي مَرْجٍ، أو رَوْضَةٍ، فَمَا أصابت في طيلها ذلك من الْمَرْجِ، أَوِ مِنَ الرَّوْضَةِ كانت له حَسَنَاتٌ، ولو أنه انقطع طيلها فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا، أَوْ شَرَفَيْنِ كانت له آثَارُهَا، وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ، ولو أنها مرت بنَهْرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، ولم يُرِدُ أَنْ يَسْقِيَهَا كان ذلك حَسَنَاتٌ له، فهي لذلك الرجل أجر، ورجل ربطها تغنيًا وتعففًا، ثم لم ينس حقَّ اللهِ في رقابِها، ولا ظهورِها، فهي لذلك سترٌ، ورجل ربطها فخرًا، ورياءً، ونواءً لأهل الإسلام، فهي على ذلك وزر)) وسئل - صلى الله عليه وسلم - عن الحمر فقَالَ: ((مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فيها شَيْءٌ إِلاَّ هَذِهِ الآيَةَ الْجَامِعَةُ الفاذة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ})). للستةِ إلا الترمذي بلفظ مسلم (¬1). ¬
2674 - وفي رواية: ((وَلا يَأْتِي أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِشَاةٍ يَحْمِلُهَا عَلَى رَقَبَتِهِ لَهَا يُعَارٌ، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ. فَأَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُ، وَلا يَأْتِي بِبَعِيرٍ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ لَهُ رُغَاءٌ فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ. فَأَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُ)) (¬1). ¬
2675 - وفي أخرى: ((مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ، مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي: شِدْقَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ تَلا {ولا يحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم}: الآيَةَ (¬1). ¬
2676 - وفي أخرى: قيل لأَبِي هُرَيْرَةَ: فَمَا حَقُّ الإبِلِ؟ قَالَ: تُعْطِي الْكَرِيمَةَ، وَتَمْنَحُ الْغَزِيرَةَ، وَتُفْقِرُ الظَّهْرَ، وَتُطْرِقُ الْفَحْلَ، وَتَسْقِي اللَّبَنَ، وإعارة دلوها (¬1). ¬
2677 - ولمسلم عَنْ جَابِرِ: نحو ذلك، وفيه: ((وَلا صَاحِبُ كَنْزٍ لا يَفْعَلُ فِيهِ حَقَّهُ إِلاَّ جَاءَ كَنْزُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ، يَتْبَعُهُ فَاتِحاً فَاهُ، فَإِذَا أَتَاهُ فَرَّ مِنْهُ فَيُنَادِيهِ: خُذْ كَنْزَكَ الَّذِي خَبَأْتَهُ فَأَنَا عَنْهُ غَنِيٌّ، فَإِذَا رَأَى أَنْ لا بُدَّ له مِنْهُ سَلَكَ يَدَهُ فِي فِيهِ فَيَقْضَمُهَا قَضْمَ الْفَحْلِ)) (¬1). ¬
2678 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا أَدَّيْتَ زَكَاةَ مَالِكَ، فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ)). للترمذي (¬1). ¬
2679 - وعنه: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِصَّدَقَةِ، فَقِيلَ: مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالعَبَّاسُ، فَقَالَ: ((مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدا: قَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ، وَأَعْتُدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، والْعَبَّاسُ عَمُّ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَهِيَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ وَمِثْلُهَا مَعَهَا)) (¬1). ¬
2680 - وفي رواية ((هِيَ عَلَيَّ وَمِثْلُهَا مَعَهَا)). للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2681 - أبو رافع: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عُمرَ ساعياً، فأتَى العباسَ فأغْلظَ عليه لهُ العباسُ، فذكره عمر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا عُمر أمَا عَلمت أن عمَّ الرجل صِنْو أبِيه، إن العباسَ كان أَسْلفنا صدقَةَ العام عامَ أول)). ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
2682 - معاذ رفعه: ((مَن أعْطَى زكاةَ مالهِ مؤْتجراً فلهُ أجْرُها، ومَن مَنعَها فإنا آخِذُوها وشَطر مالهِ عزمة من عزمات ربنا، ليسَ لآلِ مُحمدٍ منهَا شيء)). لرزين.
2683 - أنس رفعه: ((ويلٌ للأغْنياءِ منَ الفُقراءِ يَوم القيامَة، يقُولونَ: ربنا ظلَمُونا حقُوقَنا التِي فُرضت لَنا عَليهم، فيقُول الله تبارك وتعالَى: وعزتي وجَلالي لأِدنينَّكم ولأباعَدنَّهم. ثم تلا: {وفى أمْوالِهم حقٌ مَعلَومٌ، للسائلِ والمحْرُوم})). ((للصغير))، و ((الأوسط)) (¬1). ¬
2684 - عمر رفعه: ((ما تُلِفَ مالٌ فى بَر ولا بحرٍ إلا بحبْس الزكاةِ)). ((للأوسط)) بضعف (¬1). ¬
2685 - وللبزار: عن عائشةَ رفعته: ((ما خالَطتِ الصدَقةُ-أوْ قالَ الزكاةُ - مالاً إلا أفْسدتهُ)) (¬1). ¬
2686 - بريدةُ رفعه: ((مامنعَ قومٌ الزكاةَ إلا ابتلاهُم اللهُ بالسنين)). ((للأوسط)) (¬1). ¬
2687 - نَافِعُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: لا تَجِبُ فِي مَالٍ زَكَاةٌ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ. لمالك (¬1). ¬
2688 - ورفعه الترمذي بلفظ: ((مَنِ اسْتَفَادَ مَالاً فَلا زَكَاةَ عَلَيْهِ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ)) (¬1). ¬
2689 - عَلِيُّ: أَنَّ الْعَبَّاسَ سَأَلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي تَعْجِيلِ زكاته قَبْلَ أَنْ يحول الحول مسارعة إلى الخير، فأذن لَهُ فِي ذَلِكَ. لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2690 - أَبْيَضُ بْنُ حمَّالٍ: أَنَّهُ كَلَّمَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّدَقَةِ حِينَ وَفَدَ عَلَيْهِ أن لا يأخذها من أهل سبأ، فَقَالَ: ((يَا أَخَا سَبَأٍ لا بُدَّ مِنْ الصَدَقَةٍ)). فَقَالَ: يا رسول الله، إِنَّمَا زَرَعْنَا الْقُطْنَ، وَقَدْ تَبَدَّدَتْ سَبَأٌ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلاَّ القَلِيلٌ بِمَأْرِبَ، فَصَالَحَ رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى سَبْعِينَ حُلَّةً مِنْ قِيمَةِ وَفَاءِ بَزِّ الْمَعَافِرِ كُلَّ سَنَةٍ (عَمَّنْ بَقِيَ) (¬1) مِنْ سَبَأٍ بِمَأْرِب، فَلَمْ يردوها حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثم إِنَّ الْعُمَّالَ انْتَقَضُوا عَلَيْهِمْ ذلك الصلح، ثم رَدَّ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى مَا وَضَعَهُ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى مَاتَ أَبُو بَكْرٍ، فانْتَقَضَ ذَلِكَ وَصَارَ عَلَى الصَّدَقَةِ. لأبي داود (¬2). ¬
2691 - عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ: أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْزَلَهُمُ الْمَسْجِدَ لِيَكُونَ أَرَقَّ لِقُلُوبِهِمْ فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أَنْ لا يُحْشَرُوا، وَلا يُعْشَرُوا، وَلا يُجَبَّوْه. فَقَالَ لهم: ((لَكُمْ أَنْ لا تُحْشَرُوا وَلا تُعْشَرُوا وَلا خَيْرَ فِي دِينٍ لَيْسَ فِيهِ رُكُوعٌ)) (¬1). ¬
2692 - وَهْبُ بن منبه: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنْ شَأْنِ ثَقِيفٍ إِذْ بَايَعَتْ. قَالَ: اشْتَرَطَتْ أَنْ لا صَدَقَةَ عَلَيْهَا، وَلا جِهَادَ، وَأَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: ((سَيَصَدَّقُونَ وَيُجَاهِدُونَ إِذَا أَسْلَمُوا)). هما لأبي داود (¬1). ¬
زكاة النقد والماشية والحرث والشجر
زكاة النقد والماشية والحرث والشجر
2693 - الْحَارِثُ الأَعْوَرُ عَنْ عَلِيٍّ رفعه: ((إِذَا كَانَتْ لَكَ مِائَتَا دِرْهَمٍ، وَحَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ فَفِيهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ، وَلَيْسَ عَلَيْكَ شَيْءٌ فِي الذَّهَبِ حَتَّى يَكُونَ لَكَ عِشْرُونَ دِينَارًا، فَإِذَا كَانَ لَكَ عِشْرُونَ دِينَارًا وَحَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ فَفِيهَا نِصْفُ دِينَارٍ فَمَا زَادَ فَبِحِسَابِ ذَلِكَ -قَالَ: فَلا أَدْرِي أَعَلِيٌّ يَقُولُ فَبِحِسَابِ ذَلِكَ أم رفعه-: وَلَيْسَ فِي مَالٍ زَكَاةٌ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ)). لأبي داود (¬1). ¬
2694 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، ولا فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسة أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ)). للستة (¬1). ¬
2695 - ابن عمر: كتب رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كِتَابَ الصَّدَقَةِ فَلَمْ يُخْرِجْهُ إِلَى عُمَّالِهِ حَتَّى قُبِضَ، فَقَرَنَهُ بِسَيْفِهِ، فعَمِلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ، ثم عمل به عُمَرُ حَتَّى قُبِضَ، فكَانَ فِيهِ: ((فِي خَمْسٍ مِنَ الإبِلِ شَاةٌ، وَفِي عَشْرٍ شَاتَانِ، وَفِي خَمْسَ عَشَرَةَ ثَلاثُ شِيَاهٍ، وَفِي عِشْرِينَ أَرْبَعُ شِيَاهٍ، وَفِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ بِنْتُ مَخَاضٍ إِلَى خَمْسٍ وَثَلاثِينَ، فَإِذَا زَادَتْ واحدة فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ واحدة فَفِيهَا حِقَّةٌ إِلَى سِتِّينَ، فَإِذَا زَادَتْ واحدة ففيها جذعة إِلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ واحدة فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ إِلَى تِسْعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ -[456]- واحدة فَفِيهَا حِقَّتَانِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِذَا كانت الإبل أكثر من ذلك فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لبُونٍ، وَفِي الغنم في كُلِّ أَرْبَعِينَ شَاةٍ شَاةٌ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ واحدة فَشَاتَانِ إِلَى المِائَتَيْنِ، فَإِذَا زَادَتْ على المائتين ففيها ثَلاثُ شِيَاهٍ إِلَى ثَلاثِ مِائَةِ، فإن كانت الغنم أكثر من ذلك فَفِي كُلِّ مِائَةِ شَاةٍ شَاةٌ، ثُمَّ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ حَتَّى تَبْلُغَ المِائَةِ، وَلا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، ولا يجمع بين متفرق. مَخَافَةَ الصَّدَقَةِ، وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ، فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بِالسَّوِيَّةِ، وَلا يُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ وَلا ذَاتُ عَيْبٍ)) (¬1). ¬
2696 - وفي روايةٍ: إذا جاء المصدق قُسمت الشاء أثلاثاً ثلثاً شراراً، وثلثاً خياراً، وثلثاً وسطاً، فأخذ المُصدق من الوسط. لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2697 - أَنَسُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَتَبَ لَهُ حين وَجَّهَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ هذا الكتاب، وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر، بِسْم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذِهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَها رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - للمُسْلِمِينَ، وَالَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا رَسُولَهُ فَمَنْ سُئِلَهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى وَجْهِهَا فَلْيُعْطِهَا، وَمَنْ سُئِلَ فَوْقَهَا فَلا يُعْطِ، فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الإبِلِ فَمَا دُونَهَا مِنَ الْغَنَمِ في كُلِّ خَمْسٍ شَاةٌ، فإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ إِلَى خَمْسٍ وَثَلاثِينَ فَفِيهَا بِنْتُ مَخَاضٍ فإن لم تكن بنت مخاض فابن لبون، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَثَلاثِينَ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ فَفِيهَا بِنْتُ لَبُونٍ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ إِلَى سِتِّينَ فَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الْجَمَلِ، فَإِذَا بَلَغَتْ وَاحِدَةً وَسِتِّينَ إِلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ فَفِيهَا جَذَعَةٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَسَبْعِينَ إِلَى تِسْعِينَ فَفِيهَا بِنْتَا لَبُونٍ، فَإِذَا بَلَغَتْ إِحْدَى وَتِسْعِينَ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِيهَا حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا الْجَمَلِ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابنة لَبُونٍ، وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ إِلاَّ أَرْبَعٌ مِنَ الإبِلِ فَلَيْست فِيهَا صَدَقَةٌ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا فَفِيهَا شَاةٌ، وصَدَقَةُ غَنَمٍ فِي سَائِمَتِهَا إِذَا كَانَتْ أَرْبَعِينَ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ شَاةٍ شاةٌ فَإِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ إِلَى مِائَتَيْنِ ففيهما شَاتَانِ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى مِائَتَيْنِ إِلَى ثَلاثِ مِائَةٍ فَفِيهَا ثَلاثُ شِيَاهٍ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى ثَلاثِ مِائَةٍ فَفِي كُلِّ مِائَةٍ شَاةٌ، فَإِذَا كَانَتْ سَائِمَةُ الرَّجُلِ نَاقِصَةً مِنْ أَرْبَعِينَ شَاةً وَاحِدَةً فَلَيْسَ فِيهَا صَدَقَةٌ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا، ولا يجمع بين متفرق، ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة، وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية، ولا تخرج في الصدقة هرمة، ولا ذات عورٍ ولا تيسٍ إلا أن يشاء المصَّدِق، وَفِي الرِّقَّةِ رُبْعُ الْعُشْرِ، فَإِنْ لَمْ يكُنْ إِلاَّ تِسْعِينَ وَمِائَةً فَلَيْسَ فِيهَا صدقة إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا، ومن بلغت عنده من الإبل صدقة الجذعة، وليست عنده وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويجعل معها شاتين أو عشرين درهمًا، ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده وعنده الجذعة فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق عشرين درهمًا أو شاتين، ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده إلا ابنة لبون فإنها تقبل منه ابنة لبون ويعطى شاتين أو عشرين درهمًا، ومن بلغت صدقته بنت لبون وعنده حقه فإنها تقبل منه الحقة ويعيطه المصدق عشرين درهمًا أو شاتين، ومن بلغت صدقته بنت لبون وليست عنده وعنده بنت مخاض فإنها تقبل منه بنت مخاض ويعطي معها عشرين درهمًا أو شاتين، -[457]- ومن بلغت صدقته بنت مخاض وليست عنده وعنده بنت لبون فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق عشرين درهماً أو شاتين، فإن لم تكن عنده بنت مخاض على وجهها وعنده ابن لبون فإنه يقبل منه وليس معه شيء. للبخاري وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
2698 - مُعَاذُ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ بَعَثَنِي إِلَى الْيَمَنِ أَنْ لا آخُذَ مِنَ الْبَقَرِ شَيْئًا حَتَّى تَبْلُغَ ثَلاثِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ ثَلاثِينَ فَفِيهَا عِجْلٌ تَابِعٌ جَذَعٌ، أَوْ جَذَعَةٌ حَتَّى تَبْلُغَ أَرْبَعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ فَفِيهَا مُسِنَّةٌ (¬1). ¬
2699 - عَلِيٌ رفعه: ((قَدْ عَفَوْتُ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، فَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ مِنْ كُلِّ مِائَتَيْنِ خَمْسَةً)). هما لأصحاب السنن بلفظ النسائي (¬1). ¬
2700 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَيْسَ فِي الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ زَكَاةٌ إِلاَّ أن زَكَاة الْفِطْرِ فِي الرَّقِيقِ)). للستة بلفظ أبي داود (¬1). ¬
2701 - جابرُ رفعه: ((في الخيل السائمة في كل فرسٍ دينارٌ)). ((للأوسط)) بضعف (¬1). ¬
2702 - سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عُمَرَ بَعَثَهُ مُصَدِّقًا فَكَانَ يَعُدُّ عَلَى النَّاسِ بِالسَّخْلِ، فَقَالُوا: تَعُدُّ عَلَيْنَا بِالسَّخْلِ وَلا تَأْخُذُ مِنْهُ شَيْئًا؟ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ ذَكَرَ ذَلِكَ له فَقَالَ: نَعَمْ، نعُدُّ عَلَيْهِمْ بِالسَّخْلَةِ يَحْمِلُهَا الرَّاعِين، وَلا نأْخُذهَا، وَلا نأْخُذ الأَكُولَةَ، والرُّبَّى، وَلا الْمَاخِضَ، وَلا فَحْلَ الْغَنَمِ، (ونأخذ) (¬1) الْجَذَعَةَ وَالثَّنِيَّةَ، وَذَلِكَ عَدْلٌ بَيْنَ غِذَاءِ المال وَخِيَارِهِ. لمالك (¬2). ¬
2703 - أُبَيُّ بْنِ كَعْبٍ: أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعثه مُصَدِّقًا، وأنه قال لرجل وجبت عليه بنت مخاض: أَدِّ بنت مَخَاضٍ، فَإِنَّهَا صَدَقَتُكَ. فَقَالَ الرجل: ذَاكَ (مالاً) (¬1) لبنَ فِيهِ وَلا ظَهْرَ، وَلَكِنْ هَذِهِ نَاقَةٌ عَظِيمَةٌ سَمِينَةٌ. -[458]- فأبى قبلوها إلا بعرضها على النبي - صلى الله عليه وسلم - فخرج حتى عرضها الرجل عليه - صلى الله عليه وسلم - فقال له: ((ذلك الذي عَلَيه - أي: بنت مخاض- فَإِنْ تَطَوَّعْتَ بِخَيْرٍ آجَرَكَ اللَّهُ فِيهِ وَقَبِلْنَاهُ مِنْكَ)). فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِقَبْضِهَا، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ. لأبي داود بقصة (¬2). ¬
2704 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رفعه: ((لا جَلَبَ وَلا جَنَبَ وَلا شِغَارَ فِي الإسْلامِ، وَمَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً فَلَيْسَ مِنَّا)). للنسائي. قلت: كذا فى الأصل هنا، وفي كتاب السبق أنه لأبي داود: ((ولا جَلَبَ ولا جَنَبَ في الرهان)). وأن الحديث بطوله إنما هو للترمذي، وأن النسائي لم يذكر النهبة، وأنا قد وجدت الحديث بطوله في باب الشغار من الترمذي والنسائي، فهو لهما جميعا (¬1). ¬
2705 - أنسُ: فرض محمد - صلى الله عليه وسلم - في أموال المسلمينَ في كل أربعينَ دِرهماً درهمٌ، وفي أمْوال أهل الذمة من كل عشرينَ دِرهماً درهمٌ، وفي أموالِ مَن لا ذِمةَ لَه في كل عشرةِ دَراهم دِرهمٌ. ((للأوسط)) (¬1). ¬
2706 - مُعَاذُ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له حين بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: ((خُذِ الْحَبَّ مِنَ الْحَبِّ، وَالشاء مِنَ الْغَنَمِ، وَالْبَعِيرَ مِنَ الإبِلِ، وَالْبَقَرَةَ مِنَ الْبَقَرِ)). لأبي داود (¬1). ¬
2707 - ابنُ عمرَ رفعه: ((فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا الْعُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ)). للبخاري، وأصحاب السنن (¬1). ¬
2708 - عَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نخرص العنب كَمَا نخرص النَّخْلُ، ونأخذ زَكَاتَهُ زَبِيبًا كَمَا نأخذ زَكَاة النَّخْلِ تَمْرًا. للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
2709 - سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ رفعه: ((إِذَا خَرَصْتُمْ فَخُذُوا وَدَعُوا، دعوا الثُّلُثَ، فَإِنْ لَمْ تَدَعُوا الثُّلُثَ فَدَعُوا الرُّبُعَ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
2710 - عَائِشَةَ: أن النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - كان يَبْعَثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ يخرص خيبر فَيَخْرُصه، ثُمَّ [يُخَيِّرُ] (¬1) يَهُودَ أن يَأْخُذُوه بِذَلِكَ الْخَرْصِ أو ْيَدْفَعُوه إِلَيْه به لِكَيْ تُحْصَي الزَّكَاةُ من قَبْلِ أَنْ تُؤْكَلَ الثِّمَارُ وَتُفَرَّقَ. لأبي داود (¬2). ¬
2711 - وله عَنْ جَابِرِ: خَرَصَهَا أَرْبَعِينَ أَلْفَ وَسْقٍ، وأَنَّ الْيَهُودَ لَمَّا خَيَّرَهُمُ أَخَذُوا الثَّمَرَ، وَعَلَيْهِمْ عِشْرُون أَلْفَ وَسْقٍ (¬1). ¬
2712 - ولمالك عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّهم جَمَعُوا لَهُ حَلْيًا فَقَالُوا: هَذَا لَكَ، وَخَفِّفْ عَنَّا وَتَجَاوَزْ فِي الْقَسْمِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَمِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَمَا ذاك بِحَامِلِي عَلَى أَنْ أَحِيفَ عَلَيْكُمْ، فَأَمَّا مَا -[460]- عَرَضْتُمْ مِنَ الرشْوَةِ فَإِنَّهَا سُحْتٌ، وَإِنَّا لا نَأْكُلُهَا. فَقَالُوا: بِهَذَا قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ (¬1). ¬
2713 - عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: إنما خرص ابنُ رواحةَ علَى أهلِ خيبرَ عاماً واحداً، فأصيبَ يوْم مُؤْتة، ثم إن جبار بنَ صخرٍ بعثهُ - صلى الله عليه وسلم - فخرص عَلَيهِم. ((للكبير)) (¬1). ¬
2714 - عائشة، رفعته: ((نَهى عَن جَدَادِ النخلِ بالليل)). للبزار بلين (¬1). ¬
2715 - سَهْل بن حنيف نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْجُعْرُورِ وَلَوْنِ (الْحُبَيْقِ) (¬1) أَنْ يُؤْخَذَا فِي الصَّدَقَةِ. لأبي داود (¬2). ¬
2716 - مُعَاذُ: كَتَبَ إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الْخُضْرَواتِ فكتب: ((لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ)). للترمذي وقال: هذا الحديث ليس بصحيح (¬1). ¬
2717 - طلحةُ رفعه: ((ليسَ فى الخُضْروات صدقةٌ)). ((للأوسط))، والبزار بلين (¬1). ¬
2718 - طَاوُسٌ قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ لأَهْلِ الْيَمَنِ ائْتُونِي بِعَرْضٍ ثِيَابٍ خَمِيصٍ أَوْ لَبِيسٍ فِي الصَّدَقَةِ مَكَانَ الشَّعِيرِ وَالذُّرَةِ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ، وَخَيْرٌ لأَصْحَابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِالْمَدِينَةِ. للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
2719 - السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ: أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَقُولُ هَذَا شَهْرُ زَكَاتِكُمْ، فَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَلْيُؤَدِّ دَيْنَهُ حَتَّى تَحْصُلَ أَمْوَالُكُمْ فَتُؤَدُّونَ مِنْها الزَّكَاةَ. ((للموطأ)) (¬1). ¬
زكاة الحلي والمعدن والركاز والعسل ومال اليتيم وعروض التجارة
زكاة الحلي والمعدن والركاز والعسل ومال اليتيم وعروض التجارة
2720 - عَمْرِوُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ النبي - صلى الله عليه وسلم - بابنة لَهَا، فِي يَدِ ابْنَتِهَا مَسَكَتَانِ غَلِيظَتَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: ((أتعطين زَكَاةَ هَذَا؟)) قَالَتْ: لا. قَالَ: ((أَيَسُرُّكِ أَنْ يُسَوِّرَكِ اللَّهُ بِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ)). فَخَلَعَتْهُمَا فَأَلْقَتْهُمَا إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقَالَتْ: هُمَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
2721 - عَائِشَةُ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَأَى فِي يَدَيَّ فَتَخَاتٍ مِنْ وَرِقٍ فَقَالَ: ((مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟)) فَقُلْتُ: صَنَعْتُهُنَّ أَتَزَيَّنُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ((أَتُؤَدِّينَ زَكَاتَهُنَّ؟)) فقُلْتُ: لا أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ: ((هُوَ حَسْبُكِ مِنَ النَّارِ)). لأبي داود (¬1). ¬
2722 - الْقَاسِمُ بنُ محمد: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَلِي بَنَاتَ أَخِيهَا محمد بن أبي بكر يَتَامَى فِي حَجْرِهَا ولَهُنَّ الْحَلْيُ فَلا تزكيه (¬1). ¬
2723 - نَافِعٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُحَلِّي بَنَاتَهِ وَجَوَارِيَهُ الذَّهَبَ، ثُمَّ لا يُخْرِجُ مِنْ حُلِيِّهِنَّ الزَّكَاةَ. هما لمالك (¬1). ¬
2724 - ابنُ عمر: أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بقطعةٍ من ذهبٍ كانتْ أول صدقةٍ جاءتهُ مِن معدنٍ لَنا فقالَ: ((إنها ستكُون معادنُ وسيَكُون فِيها شرِار الخلقِ)). ((للأوسط)) و ((الصغير)) (¬1). ¬
2725 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ)). للستة إلا أبا داود، -[462]- وقال مالك: الأمر الذي لا اختلاف فيه عندنا، والذي سمعت أهل العلم يقولون إن الركاز إنما هو دفن يوجد من دفن الجاهلية، ما لم يطلب بمال، ولم تتكلف فيه نفقة، ولا كثير عمل ولا مؤنة، فأما ما طلب بمال، وتكلف فيه كثير عمل فأصيب مرة، وأخطأ مرة، فليس بركاز (¬1). ¬
2726 - ضُبَاعَةُ بُنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كانت تحت المقداد قَالَتْ: ذَهَبَ الْمِقْدَادُ لِحَاجَتِهِ بِبَقِيعِ الْخَبْخَبَةِ فَإِذَا جُرَذٌ يُخْرِجُ مِنْ جُحْرٍ دِينَارًا، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُخْرِجُ دِينَارًا إلى أن أَخْرَجَ سَبْعَةَ عَشَرَ دِينَارًا، ثُمَّ أَخْرَجَ خِرْقَةً حَمْرَاءَ - يَعْنِي: فِيهَا دِينَارٌ- فَكَانَتْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دِينَارًا فَذَهَبَ بِهَا إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ خُذْ صَدَقَتَهَا فَقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: ((هَلْ أهَوَيْتَ إِلَى الْجُحْرِ؟)) قَالَ: لا. قَالَ لَهُ: ((بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا)). لأبي داود (¬1). ¬
2727 - ابْنُ عَبَّاسٍ قال: لَيْسَ الْعَنْبَرُ بِرِكَازٍ إنما هُوَ شَيْءٌ دَسَرَهُ الْبَحْرُ. للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
2728 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((فِي الْعَسَلِ فِي كُلِّ عَشَرَةِ أزقاق من عسل زِقٌّ)). للترمذي (¬1). ¬
2729 - و ((للأوسط)) بلين: ((في كل ثنتي عشرة قربةً قربةٌ، وليس فيما دون ذلك شيء)) (¬1). ¬
2730 - عَمْروُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَاءَ هِلالٌ أَحَدُ بَنِي مُتْعَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعُشُورِ نَحْلٍ لَهُ، وسَأَلَهُ أَنْ يَحْمِيَ لَهُ وَادِىٍ سَلَبَةُ، فَحَمَى لَهُ - صلى الله عليه وسلم - ذَلِكَ الْوَادِي، فَلَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ كَتَبَ سُفْيَانُ بْنُ وَهْبٍ إِلَى عُمَرَ يَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ فَكَتَبَ إليه عمر: إن أدي -[463]- مَا كَانَ يُؤَدِّيه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عُشُورِ نَحْلِهِ فَاحْمِ لَهُ سَلَبَه، وَإِلاَّ فَإِنَّمَا هُوَ ذُبَابُ غَيْثٍ يَأْكُلُهُ مَنْ يَشَاءُ. للنسائي، ولأبي داود نحوه (¬1). ¬
2731 - وعنه عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: ((أَلا مَنْ وَلِيَ يَتِيمًا لَهُ مَالٌ فَلْيَتَّجِرْ فِيهِ، وَلا يَتْرُكُهُ حَتَّى تَأْكُلَهُ الصَّدَقَةُ)). للترمذي (¬1). ¬
2732 - مَالِكٌ بَلَغَهُ: أَنَّ عُمَرَ قَالَ: اتَّجِرُوا فِي مال اليتيم حتى لا تأكله الصدقة (¬1). ¬
2733 - سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَأْمُرُنَا أَنْ نُخْرِجَ مِنِ الَّذِي نُعِدُّه لِلْبَيْعِ. لأبي داود (¬1). ¬
زكاة الفطر وعامل الزكاة ومصرفها
زكاة الفطر وعامل الزكاة ومصرفها
2734 - ابْنُ عُمَرَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ، وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ، وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وأَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى المصلى. للستة بلفظ البخاري (¬1). ¬
2735 - وفي رواية: وكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُؤَدِّيهَا قَبْلَ ذَلِكَ بيَوْمِ وَيَوْمَيْنِ (¬1). ¬
2736 - وفي أخرى قَالَ: كَانَ النَّاسُ يُخْرِجُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صاعًا من تَمْرٍ، أَوْ سُلْتٍ، أَوْ زَبِيبٍ، فَلَمَّا كَانَ -[464]- عُمَرُ َكَثُرَتِ الْحِنْطَةُ جَعَلَ عُمَرُ نِصْفَ صَاعٍ حِنْطَةً مَكَانَ صَاعٍ مِنْ تِلْكَ الأَشْيَاءِ (¬1). ¬
2737 - أبو سَعِيدٍ: كُنَّا نُخْرِجُ زكاة الفطر، ورَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فينا، عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، ومَمْلُوكٍ من ثلاثة أصناف: صَاعًا مِنْ تمر، صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حَتَّى كان معاوية فَرأَى أَنَّ مُدَّيْنِ مِنْ بر يعْدِلُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، فَأَمَّا أَنَا: فَلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ مَا عِشْتُ. للستة (¬1). ¬
2738 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ أو ثعلبة بن عبد الله بْنِ أبي (صُعَيْرٍ) (¬1)، عَنْ أَبِيهِ: قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَطِيبًا فَأَمَرَ بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ صَاعِ من تَمْرٍ، أَوْ صَاع من شَعِيرٍ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ، أَوْ صَاع بُرٍّ أَوْ قَمْحٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ الصَّغِيرِ، أوَ كَبِيرِ، حُرِّ أوَ عَبْدِ. لأبي داود (¬2). ¬
2739 - وللترمذي نحوه عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه: (¬1). ¬
2740 - ابْنُ عَبَّاسٍ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَذِهِ الصَّدَقَةَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صاعًا من شَعِيرٍ، أَوْ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ قَمْحٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، ذَكَرٍ، أَوْ أُنْثَى، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ رَأَى رُخْصَ السِّعْرِ فقَالَ قَدْ أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، فَلَوْ جَعَلْتُمُوهُا صَاعًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. للنسائي، وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
2741 - وله: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَكَاةَ الْفِطْرِ طهرة للصائم مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ (¬1). ¬
2742 - قَيْسُ بْنُ سَعْد بن عبادة قَالَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الزَّكَاةُ، فَلَمَّا نَزَلَتِ الزَّكَاةُ لَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا، وَنَحْنُ نَفْعَلُه. للنسائي (¬1). ¬
2743 - أبو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ: استعمل النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبية للصدقة فلما قدم قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذا أهديَ إليَّ، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ((أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَجُل مِنْكُمْ عَلَى العمل مِمَّا وَلاَّنِي اللَّهُ، فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ وَهَذِا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ إلِيَّ، أفَلا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا، وَاللَّهِ لا يَأْخُذُ أَحَد منكم شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلاَّ لقي اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَأَعْرِفَنَّ أحداً منكم لقي الله يحمل بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْبَقَرَة لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاة تَيْعَرُ)). ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رؤي بَيَاضُ إِبْطَيْهِ يقول: ((اللهم هَلْ بَلَّغْتُ)). للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
2744 - عَدِيُّ بْنُ عُمَيْرَةَ الْكِنْدِيُّ رفعه: ((من استعملناه مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ كان غلولاً، يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) فَقَامَ إليه رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْبَلْ عَنِّي عَمَلَكَ قَالَ: ((وَمَالك؟)) قَالَ سَمِعْتُكَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا قَالَ: ((فأَنَا أَقُولُه ألا مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فليجيء بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَهُ، وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى)). لمسلم، وأبي داود (¬1). ¬
2745 - عَطَاءٌ مَوْلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قال: أَنَّ زِيَادًا أَوْ بَعْضَ الأُمَرَاءِ بَعَثَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فأخذها من الأغنياء وردها على الفقراء، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لِعِمْرَانَ: أَيْنَ الْمَالُ؟ قَالَ -[466]- وَلِلْمَالِ أَرْسَلْتَنِي؟ أَخَذْنَاهَا مِنْ حَيْثُ كُنَّا نَأْخُذُهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَوَضَعْنَاهَا حَيْثُ كُنَّا نَضَعُهَا عَلَى عَهْدِه. لأبي داود (¬1). ¬
2746 - جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رفعه: ((إِذَا أَتَاكُمُ الْمُصَدِّقُ فَلْيَصْدُرْ عَنْكُمْ وَهُوَ رَاضٍ)). لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
2747 - وفي رواية: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ ظَلَمُونَا؟ قَالَ: ((أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُمْ، وَإِنْ ظلموكم)) (¬1). ¬
2748 - جَابِرُ بْنُ عَتِيكٍ رفعه: ((سَيَأْتِيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُونَ، فَإذا جَاءُوكُمْ فَرَحِّبُوا بِهِمْ وَخَلُّوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَبْتَغُونَ، فَإِنْ عَدَلُوا فَلأَنْفُسِهِمْ وَإِنْ ظَلَمُوا فَعَلَيْهَم وَأَرْضُوهُمْ فَإِنَّ تَمَامَ زَكَاتِكُمْ رِضَاهُمْ، وَلْيَدْعُوا لَكُمْ)) (¬1). ¬
2749 - بَشِيرُ بْنُ الْخَصَاصِيَّةِ: قُلْنَا يا رسول الله: إِنَّ أصحاب الصَّدَقَةِ يَعْتَدُونَ عَلَيْنَا، أَفَنَكْتُمُ مِنْ أَمْوَالِنَا بِقَدْرِ مَا يَعْتَدُونَ؟ قَالَ: ((لا)). هما لأبي داود (¬1). ¬
2750 - أَنَسُ رفعه: ((الْمُعْتَدِي فِي الصَّدَقَةِ كَمَانِعِهَا)) (¬1). ¬
2751 - رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رفعه: ((الْعَامِلُ في الصَّدَقَةِ بِالْحَقِّ كَالْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ)). هما لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2752 - مَالِكُ بْنُ عَتَاهِيَةَ رفعه: ((إِذَا لَقِيتُمْ عَاشِرًا فَاقْتُلُوهُ)) يَعْنِي بِذَلِكَ الصَّدَقَةَ عَلَى غَيْرِ حَقِّهَا. لأحمد، و ((الكبير)) برجل لم يسم (¬1). ¬
2753 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى: كَانَ أَبِي مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ: ((اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلانٍ)) فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى)). للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2754 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا أَعْطَيْتُمُ الزَّكَاةَ فَلا تَنْسَوْا ثَوَابَهَا أَنْ تَقُولُوا اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مَغْنَمًا وَلا تَجْعَلْهَا مَغْرَمًا)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
2755 - عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ رَبِيعَةَ بْنُ الْحَارِث: اجْتَمَعَ رَبِيعَةُ وَالْعَبَّاسُ فَقَالا: لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْغُلامَيْنِ لِي وَلِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وكَلَّمَاهُ، فَأَمَّرَهُمَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ فَأَدَّيَا مَا يُؤَدِّي النَّاسُ، وَأَصَابَا مِمَّا يُصِيبُ النَّاسُ، فَبَيْنَمَا هُمَا فِي ذَلِكَ جَاءَ عَلِيُّ فَذَكَرَا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: لا تَفْعَلا، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ بِفَاعِلٍ فَانْتَحَاهُ رَبِيعَةُ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا تَصْنَعُ هَذَا إِلاَّ نَفَاسَةً مِنْكَ عَلَيْنَا، فَوَاللَّهِ لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَمَا نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ فقَالَ عَلِيٌّ: أَرْسِلُوهُمَا فَانْطَلَقَا وَاضْطَجَعَ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الظُّهْرَ سَبَقْنَاهُ إِلَى الْحُجْرَةِ فَقُمْنَا عِنْدَهَا حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِآذَانِنَا ثُمَّ قَالَ: ((أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ)) ثُمَّ دَخَلَ وَدَخَلْنَا معه، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. قَالَ: فَتَوَاكَلْنَا الْكَلامَ ثُمَّ تَكَلَّمَ أَحَدُنَا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ أَبَرُّ النَّاسِ، وَأَوْصَلُ، النَّاسِ، وَقَدْ بَلَغْنَا النِّكَاحَ فَجِئْنَا لِتُؤَمِّرَنَا عَلَى بَعْضِ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ فَنُؤَدِّيَ لك كَمَا يُؤَدِّي النَّاسُ، وَنُصِيبَ كَمَا يُصِيبُونَ، فَسَكَتَ طَوِيلاً حَتَّى أَرَدْنَا أَنْ نُكَلِّمَهُ، وَجَعَلَتْ زَيْنَبُ تُلْمِعُ إلَيْنَا مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ أَنْ لا تُكَلِّمَاهُ، ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّ هذه الصَّدَقَةَ لا تَنْبَغِي لآلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ، ادْعُوَا لِي مَحْمِيَةَ)). وَكَانَ عَلَى الْخُمُسِ وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الله، فَجَاءَاهُ فَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: ((أَنْكِحْ هَذَا الْغُلامَ ابْنَتَكَ -[468]- لِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ))، فَأَنْكَحَهُ، وَقَالَ لِنَوْفَلِ: ((أَنْكِحْ هَذَا الْغُلامَ ابْنَتَكَ)) فَأَنْكَحَني. وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: ((أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنَ الْخُمُسِ كَذَا وَكَذَا)) (¬1). ¬
2756 - وفي رواية قال عليُّ: أنا أبوحسن القرم، والله لا أريم مكاني حتى يرجع إليكما ابناكما بجور ما بعثتما به. لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2757 - أبو هُرَيْرَةَ: أَخَذَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((كِخْ كِخْ ارْمِ بِهَا، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا لا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ؟)). للشيخين (¬1). ¬
2758 - أَنَسٌ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بِتَمْرَةٍ فِي الطَّرِيقِ فقَالَ: ((لَوْلا أَنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ لَأَكَلْتُهَا)). للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
2759 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ عَنْهُن فَإِنْ قِيلَ هَدِيَّةٌ أَكَلَ مِنْهَا، وَإِنْ قِيلَ صَدَقَةٌ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا وقال لأصحابه: ((كلوا)). للشيخين (¬1). ¬
2760 - أَبو رَافِعٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَعْمَلَ رَجُلاً مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَأَرَادَ أَبُو رَافِعٍ أَنْ يَتْبَعَهُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ الصَّدَقَةَ لا تَحِلُّ لَنَا، وَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
2761 - ابنُ عمرو بنُ العاص رفعه: ((لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ)). للنسائي (¬1). ¬
2762 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلاَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ ابْنِ السَّبِيلِ، أَوْ جَارٍ فَقِيرٍ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ فَيُهْدِي لَكَ أَوْ يَدْعُوكَ)). لأبي داود. وزاد عن عطاء بن يسار العامل عليها، ومشتريها بماله، والغارم (¬1). ¬
2763 - زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: شَرِبَ عُمَرُ لَبَنًا فَأَعْجَبَهُ فَسَأَلَ: مِنْ أَيْنَ هو؟ فأخبر أَنَّهُ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَقَاءَهُ. لمالك (¬1). ¬
2764 - زِيَادُ بْنُ الْحَارِثِ الصُّدَائِي: أتى رجل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ ((إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلا غَيْرِهِ فِي الصَّدَقَاتِ، حَتَّى حَكَمَ فِيهَا فَجَزَّأَهَا ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ، فَإِنْ كُنْتَ منهم أَعْطَيْتُكَ)). لأبي داود (¬1). ¬
2765 - أُمُّ عَطِيَّةَ واسمها نسيبة: دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَ: ((هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟)) فَقَالَتْ: لا، إِلاَّ شَيْءٌ بَعَثَتْ بِهِ إِلَيْنَا نُسَيْبَةُ مِنَ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثَتْ إليها مِنَ الصَّدَقَةِ. قَالَ: ((إِنَّهَا بَلَغَتْ مَحِلَّهَا)). للشيخين (¬1). ¬
2766 - عائشةُ: تُصُدِّقَ عَلَى بَرِيرَةَ بلحم فَقَالَ: ((هُوَ لها صَدَقَةٌ ولَنَا هَدِيَّةٌ)). للشيخين والموطأ (¬1). ¬
2767 - بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ: زَعَمَ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: سَهْلُ بْنُ حَثْمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَدَاهُ مائة مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ يَعْنِي: دِيَةَ الأَنْصَارِيِّ الَّذِي قُتِلَ بِخَيْبَرَ. لأبي داود (¬1). ¬
فضل الصدقة والنفقة والحث عليهما وما يتعلق بها
فضل الصدقة والنفقة والحث عليهما وما يتعلق بها
2768 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ - وَلا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ- إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ، وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً، فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ)). للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
2769 - وفي رواية: ((حَتَّى إِنَّ اللُّقْمَةَ لَتَصِيرُ مِثْلَ أُحُدٍ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ {أَلَمْ تعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} وَ {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ})) (¬1). ¬
2770 - وعنه رفعه: ((بَيْنَا رَجُلٌ في فَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ. فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِه يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلانٌ، لِلاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، لِمَ سْأَلتنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ لاسْمِكَ فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثلثه، وَأَرُدُّ فيه ثُلُثَهُ)). لمسلم (¬1). ¬
2771 - وعنه رفعه: ((سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ)). قَالُوا: وَكَيْفَ؟ قَالَ: ((كَانَ لِرَجُلٍ دِرْهَمَانِ فتَصَدَّقَ بأجودهما، وَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُرْضِ مَالِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا)). للنسائي (¬1). ¬
2772 - عَلِيٌّ: جَاءَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: أَحَدُهُمْ كَانَتْ لِي مِائَةُ دِينَارٍ، فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشَرَةِ. وَقَالَ آخَرُ: كانت لِي عَشَرَةُ، فَتَصَدَّقْتُ بواحدة. وَقَالَ الآخَرُ: كَانَ لِي دِينَارٌ، فَتَصَدَّقْتُ بِعُشْرِهِ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((كُلُّكُمْ فِي الأَجْرِ سَوَاءٌ، كُلُّكُمْ تَصَدَّقَ بِعُشْرِ مَالِهِ)). لأحمد، والبزار، بلين (¬1). ¬
2773 - ابْنُ عَبَّاسٍ: جاءه سائل، فَقَالَ له ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَتَصُومُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: سَأَلْتَ، وَلِلسَّائِلِ حَقٌّ، إِنَّهُ لَحَقٌّ عَلَيْنَا أَنْ نَصِلَكَ فَأَعْطَاهُ ثَوْبًا ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يكسو مُسْلِمًا ثَوْبًا إِلاَّ كَانَ فِي حِفْظٍ اللَّهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ خِرْقَةٌ منه)). للترمذي (¬1). ¬
2774 - أَبو سَعِيدٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا قال: يا رَسُولَ اللَّهِ أخبرني عَنِ الْهِجْرَةِ قَالَ: ((وَيْحَكَ، إِنَّ شَأْنَ الهجرة شَدِيدٌ، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟)) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ((فهل تؤدي صدقتها؟)). قال: نعم. قال: ((فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا)). للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
2775 - أبو أمامة رفعه: ((صنائعُ المعْروفِ تَقي مَصارعَ السوء، وصدقَة السر تُطفىءُ غَضَب الرب، وصلةُ الرحم تَزيدُ فى العُمْر)). ((للكبير)) (¬1). ¬
2776 - أبو هريرة رفعه: ((الصدقَةُ تطفىءُ غضَب الرب، وتدفعُ ميتةَ السوء)). لرزين.
2777 - وعنه رفعه: ((مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ فيه الْعِبَادُ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً. وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً)). للشيخين (¬1). ¬
2778 - أبو ذر رفعه: ((ما مِنْ عَبْدٍ يُنْفِقُ مِنْ كُلِّ مَالٍ لَهُ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ اسْتَقْبَلهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ، كُلُّهُمْ يَدْعُوهُ إِلَى مَا عِنْدَهُ)) قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: ((إِنْ كَانَتْ إِبِلاً فَبَعِيرَيْنِ وَإِنْ كَانَتْ بَقَرًا فَبَقَرَتَيْنِ)). للنسائي (¬1). ¬
2779 - أَبِو هُرَيْرَةَ رفعه: ((دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ)). لمسلم (¬1). ¬
2780 - ثَوْبَانُ رفعه: ((أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)). لمسلم، والترمذي (¬1). ¬
2781 - أَبو مَسْعُودٍ البدري رفعه: ((إن المسلم إذا أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ نفقة وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا -كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً)). للشيخين، والترمذي، والنسائي (¬1). ¬
2782 - أبو هريرة رفعه: ((والذي بعثَني بالحق لا يُعذبُ الله يومَ القيامَة مَنْ رَحمَ اليتيمَ، ولانَ لهُ في الكلامِ ورَحمَ يُتْمه وضَعْفَه، ولَم يتَطاول علَى جارهِ بفَضل ما آتاهُ اللهُ، يا أمة محمدٍ، والذِيّ بَعثِني بالحق لا يقْبلُ اللهُ صدقةً مِن رجلٍ، وله قرابةٌ محتاجونَ إلى صِلة، ويصْرِفها إلى غَيرِهم، والذى نفْسِي بِيدهِ لا ينْظُر اللهُ إليهِ يَوْم القِيامة)). ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
2783 - الْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ رفعه: ((مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَتكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ)). لأحمد (¬1). ¬
2784 - ابنُ مسعود رفعه: ((مَنْ وسع علَى عيالِه فى النفقة يَوم عاشُوراء وسع اللهُ عليهِ سائرَ سَنتهِ))؟ قال سفيان: إنا قدْ جربناهُ فوجَدْناه كذلك. لرزين.
2785 - حَارِثَةُ بْنُ وَهْبٍ رفعه: ((تَصَدَّقُوا، فَيُوشِكُ الرَّجُلُ يَمْشِي بِصَدَقَتِهِ، فَيَقُولُ الَّذِي أُعْطِيَهَا لَوْ جِئْتَنَا بِهَا بِالأَمْسِ قَبِلْتُهَا وأَمَّا اليوم فَلا حَاجَةَ لِي بِهَا، فَلا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا منه)). للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
2786 - أبو مُوسَى رفعه: ((لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَطُوفُ الرَّجُلُ فِيهِ بِالصَّدَقَةِ مِنَ الذَّهَبِ، ثُمَّ لا يَجِدُ أَحَدًا يَأْخُذُهَا مِنْهُ، وَيُرَى الرَّجُلُ الْوَاحِدُ يَتْبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً يَلُذْنَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ، وَكَثْرَةِ النِّسَاءِ)). للشيخين (¬1). ¬
2787 - عليٌّ رفعه: ((بادِرُوا بالصدقة، فإن البلاءَ لا يتَخطاها)). لرزين، و ((الأوسط)) بضعف (¬1). ¬
2788 - أَنَسُ رفعه: ((لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ وتكفأ، فأرساها بالْجِبَالَ فَاسْتَقَرَّتْ، فَعَجِبَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ شِدَّةِ الْجِبَالِ، فقالت: يَا رَبنا هَلْ خلقت خلقًا أَشَدُّ مِنَ الْجِبَالِ؟ قَالَ: نَعَمِ الْحَدِيدُ. قَالُوا فَهَلْ خلقت خلقًا أَشَدُّ مِنَ الْحَدِيدِ؟ قَالَ: النَّارُ. قَالُوا: يَا رَبِّ فَهَلْ خلقت أَشَدُّ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: الْمَاءُ قَالُوا فَهَلْ خلقت أَشَدُّ مِنَ الْمَاءِ؟ قَالَ: الرِّيحُ قَالُوا فَهَلْ خلقت أَشَدُّ مِنَ الرِّيحِ؟ قَالَ: ابْنَ آدَمَ، إذا تَصَدَّقَ بِيَمِينِهِ فأخفاها مِنْ شِمَالِهِ)). للترمذي (¬1). ¬
2789 - أَبو هُرَيْرَةَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَثَلَ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيهِمَا إِلَى ثُدِيِّهِمَا وَتَرَاقِيهِمَا، فَجَعَلَ الْمُتَصَدِّقُ كُلَّمَا تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ انْبَسَطَتْ عَنْهُ حَتَّى تَغْشَى أَنَامِلَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَجَعَلَ -[474]- الْبَخِيلُ كُلَّمَا هَمَّ بِصَدَقَةٍ قَلَصَتْ وَأَخَذَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ بِمَكَانِهَا، فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (يَقُولُ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا فِي جَيْبِهِ، فَلَوْ رَأَيْتَهُ يُوَسِّعُهَا وَلا تَتَوَسَّعُ (¬1). ¬
2790 - عَدِيُّ بْنِ حَاتِمٍ رفعه: ((اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ)). هما للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
2791 - أمُّ بُجَيْدٍ الأَنْصَارِية رفعته: ((رُدُّوا الْمِسْكِينَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ)). لمالك، وأصحاب السنن (¬1). ¬
2792 - أبو هُرَيْرَةَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((جُهْدُ الْمُقِلِّ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ)). لأبي داود (¬1). ¬
2793 - فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ: سئل أو سَأَلْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الزَّكَاةِ فَقَالَ: ((إِنَّ فِي الْمَالِ حَقًّا سِوَى الزَّكَاةِ)) ثُمَّ تَلا: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} الآيَةَ. للترمذي (¬1). ¬
2794 - جَابِرُ: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ مِنْ كُلِّ جَادِّ عَشْرَةِ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ بِقِنْوٍ يُعَلَّقُ فِي الْمَسْجِدِ لِلْمَسَاكِينِ. لأبي داود (¬1). ¬
2795 - عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَبِيَدِهِ عَصًا، وَقَدْ عَلَّقَ رَجُلٌ قِنْوَ حَشَفٍ فَجَعَلَ يَطْعَنُ فِي ذَلِكَ الْقِنْوِ فَقَالَ: ((لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْ هَذَا، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ يَأْكُلُ حَشَفًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2796 - عائشةُ: أنها أرادت أن تتصدق بلحم منتن، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أتتصدقين بما لا تأكلين؟)) (¬1). ¬
2797 - وفي رواية قالت: أُهدِيَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - ضب فلم يأكله، فقالت عائشة: ألا نطعمه المساكين؟ قال: ((لا تطعموهم ما لا تأكلون)). ((للأوسط)) قلت: كذا هنا ((للأوسط)) فقط وأخرجه فى المباح لأحمد والموصلي فقط، ومثل هذا في ((مجمع الزوائد)) أكثر منه فى الجامع (¬1). ¬
2798 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((ما نقص مال من صدقة - أو قال: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ- مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ عبد لِلَّهِ إِلاَّ رفعه: اللَّهُ)). لمسلم، والترمذي، والموطأ (¬1). ¬
2799 - جابرُ: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوِ الْعَبَاءِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَ بِلالاً فنادى وَأَقَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: (({أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمِ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إِلَى {رَقِيبًا} وَالآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ مِنْ دِرْهَمِهِ مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ)) حَتَّى قَالَ: ((وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ)). فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ سَنَّ فِي الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَها من بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ)). لمسلم والنسائي (¬1). ¬
2800 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((قَالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ. فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ الليلة عَلَى سَارِقٍ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ على سارق، لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ. فوَضَعَهَا فِي يد زَانِيَةٍ، -[476]- فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ. فَقَال: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يد غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ، وَعَلَى زَانِيَةٍ، وغَنِيٍّ. فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ يستغني عَنْ سَرِقَتِهِ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ أن يَعْتَبِرَ فَيُنْفِقَ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ)). للشيخين، والنسائى (¬1). ¬
2801 - أبو هريرة رفعه: ((الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّه)). للبخاري، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2802 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، والْعُلْيَا هِيَ الْمُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى هِيَ السَّائِلَةُ)). للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
2803 - وفي رواية: ((العليا المتعففة)) (¬1). ¬
2804 - وللنسائي: عَنْ طَارِقٍ الْمُحَارِبِيِّ رفعه: ((يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ فأَدْنَاكَ)) (¬1). ¬
2805 - جَابِرُ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ بِمِثْلِ البَيْضَة مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَبْتُ هَذا مِنْ مَعْدِنٍ، فَخُذْهَا فَهِيَ صَدَقَةٌ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهَا. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ من قبل يمينه فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ من يساره فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ مِنْ خَلْفِهِ فَأَخَذَهَا - صلى الله عليه وسلم - وحَذَفَهُ بِهَا، فَلَوْ أَصَابَتْهُ لَأَوْجَعَتْهُ أَوْ لَعَقَرَتْهُ، وقَالَ: -[477]- ((يَأْتِي أَحَدُكُمْ بجميع مَا يَمْلِكُ فَيَقُولُ هَذِهِ صَدَقَةٌ، ثُمَّ يَقْعُدُ يَسْتَكِفُّ النَّاسَ! خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى)). لأبي داود (¬1). ¬
2806 - أَنَسُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالاً مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، ويدخلها رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، فَلَمَّا نزلَ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قَال أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وَإِنَّ أَحَبَّ مالي إليَّ بَيْرُحَاءَ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((بَخٍ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ)). فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ. للستة (¬1). ¬
2807 - وفي رواية: ((اجْعَلْهَا لِفُقَرَاءِ قرابتك)) فَجَعَلَهَا لِحَسَّانَ، وَلأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَكَانَا أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنِّي (¬1). ¬
2808 - وفي أخرى: فَتَصَدَّقَ بِهِ أَبُو طَلْحَةَ عَلَى ذَوِي رَحِمِهِ، وَكَانَ مِنْهُمْ أُبَيٌّ وَحَسَّانُ، فبَاعَ حَسَّانُ حِصَّتَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ، فَقِيلَ لَهُ: تَبِيعُ صَدَقَةَ أَبِي طَلْحَةَ؟! قَالَ: لا أَبِيعُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ بِصَاعٍ مِنْ دَرَاهِمَ. وَكَانَتْ تِلْكَ الْحَدِيقَةُ فِي مَوْضِعِ قَصْرِ بَنِي حُدَيْلَةَ الَّذِي بَنَاهُ مُعَاوِيَةُ (¬1). ¬
2809 - زَيْنَبُ امْرَأَةِ ابن مسعود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال: ((تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ)). قَالَتْ لابن مسعود: إِنَّكَ خَفِيفُ ذَاتِ الْيَدِ، وَإِنَّ -[478]- النبي - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ، فَاسْأَلْهُ فَإِنْ كَانَ يَجْزِه عَنِّي وَإِلاَّ صَرَفْتُهَا إِلَى غَيْرِكُمْ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: بَلِ ائْتِيهِ أَنْتِ. فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِبَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَاجَتِي حَاجَتُهَا، وَكَانَ قَدْ أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ الْمَهَابَةُ فَخَرَجَ عَلَيْنَا بِلالٌ فَقُلْنَا لَهُ: ائْتِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبِرْهُ أَنَّ امْرَأَتَيْنِ بِالْبَابِ تَسْأَلانِكَ: أَتُجْزِئُ الصَّدَقَةُ عَنْهُمَا عَلَى أَزْوَاجِهِمَا وَعَلَى أَيْتَامٍ فِي حُجُورِهِمَا؟ وَلا تُخْبِرْهُ مَنْ نَحْنُ فسأله بِلالٌ فَقَالَ لَهُ: ((أَيُّ الزَّيَانِبِ؟)) قَالَ: امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ لَهُ: ((لَهُمَا أَجْرَانِ: أَجْرُ الْقَرَابَةِ، وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ)). للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
2810 - مَعْنُ بْنُ يَزِيد: بَايَعْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي، وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي، وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ: كَانَ أَبِي أَخْرَجَ دَنَانِيرَ يَتَصَدَّقُ بِهَا فَوَضَعَهَا عِنْدَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، فأعطانيها ولم يعرف، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ أبي وَاللَّهِ مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ. فَخَاصَمْتُهُ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((لَكَ مَا نَوَيْتَ يَا يَزِيدُ وَلَكَ مَا أَخَذْتَ يَا مَعْنُ)). للبخاري. وقال رزين: فأنكحني وأمهر عني (¬1). ¬
2811 - عَائِشَةُ رفعته: ((إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ فلَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَللِزَوْجِ بِمَا اكَتسَبَ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لا يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا)) (¬1). ¬
2812 - أَسْمَاءُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِيَ مَالٌ إِلاَّ مَا أَدْخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ، أفَأَتَصَدَّقُ؟ قَالَ: ((تَصَدَّقِي وَلا تُوعِي فَيُوعِي الله عَلَيْكِ)). هما للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
2813 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ كَسْبِ زَوْجِهَا مَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ، فَلَهُ نِصْفُ الأَجْرِ)). للشيخين (¬1). ¬
2814 - أبو أُمَامَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول فِي خُطْبَتِهِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ: ((لا تُنْفِقُ امْرَأَةٌ شَيْئًا مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا)). قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّه، وَلا الطَّعَامُ؟ قَالَ: ذَلكَأَفْضَلُ أَمْوَالِنَا)). للترمذي (¬1). ¬
2815 - ابنُ عَمْرِو بنُ العاص رفعه: ((لا يَجُوزُ لامْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2816 - وفي رواية: ((لا يَجُوزُ لامْرَأَةٍ أَمْرٌ فِي مَالِهَا إِذَا مَلَكَ زَوْجُهَا عِصْمَتَهَا)) (¬1). ¬
2817 - عُمَيْرُ مَوْلَى آبِي اللَّحْم: أَمَرَنِي مَوْلايَ أَنْ أُقَدِّدَ لَحْمًا فَجَاءَنِي مِسْكِينٌ فَأَطْعَمْتُهُ مِنْهُ، فَعَلِمَ بِذَلِكَ مَوْلايَ فَضَرَبَنِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرْتُ له ذَلِكَ، فَدَعَاهُ فَقَالَ له: ((لِمَ ضَرَبْتَهُ)). فَقَالَ: يُعْطِي طَعَامِي بِغَيْرِ أَنْ آمُرَهُ فَقَالَ: ((الأَجْرُ بَيْنَكُمَا)). لمسلم، والنسائي (¬1). ¬
2818 - عُمَرُ: حَمَلْتُ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَضَاعَهُ الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ يبيعه بِرُخْصٍ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((لا تَشْتَره ولا تعد في صدقتك، وإن أعطاكه بدرهم، إن الذي يعود في صدقته كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ)). للستة (¬1). ¬
2819 - عائشةُ: دَخَلَ عَلَيَّ سَائِلٌ مَرَّةً، وَعِنْدِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرْتُ لَهُ بِشَيْءٍ، ثُمَّ دَعَوْتُ بِهِ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَمَا تُرِيدِينَ أَنْ لا يَدْخُلَ بَيْتَكِ شَيْءٌ، وَلا يَخْرُجَ إِلاَّ بِعِلْمِكِ)). قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ((مَهْلاً يَا عَائِشَةُ لا تُحْصِي فَيُحْصِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2820 - وعنها: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ)). للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
2821 - عمروُ بنُ عوف رفعه: ((إن صدقَة المسْلمِ تزيدُ فى العُمر، وتمنعُ ميتةَ السوء، ويُذهبُ اللهُ بها الكِبْر والفَخْر)). ((للكبير)) بضعف (¬1). ¬
2822 - عقبةُ بنُ عامر رفعه: ((إن الصدقةَ لتُطفىء عنْ أهلِها حر القُبور، وإنما يَستظل المؤمنُ يومَ القيامةِ فى ظل صدقَتهِ)). ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
2823 - وله، ولأحمد، والموصلي: ((كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ)) (¬1). ¬
2824 - ابنُ مسعودٍ، رفعه: ((ما أحْسَن من محسنٍ مِنْ مسلمٍ ولا كافرٍ إلا أُثيب))، قلنا: يا رسولَ اللهِ هذهِ إثابة المسلمِ قدْ عرفْناها، فما إثابة الكافِرِ؟ قال: ((إذا تصدق بصدقةٍ، أوْ وصلَ رَحماً، أو عمل حسنةً أثابهُ اللهُ بهذا المال والولدِ فى الدنيا، وعذاب دُون العذابِ فى الآخرةِ وقَرأ {أدخلُوا آل فِرعونَ أشد العذابِ})). للبزار بلين (¬1). ¬
2825 - أبو هريرة رفعه: ((ما مِن صدقةٍ أفضلُ من صدقة تصدق علَى مملوكٍ عِند مليكِ سوءٍ)). ((للأوسط)) بضعف (¬1). ¬
2826 - عَائِشَةُ: أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا بَقِيَ مِنْهَا؟)) قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُهَا. قَالَ: ((بَقِيَ كُلُّهَا إلا كَتِفِهَا)). للترمذي (¬1). ¬
2827 - أبو ذَرٍّ: أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: ((أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ به؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ)). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ، وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: ((أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ كَانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟! فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ)). لمسلم (¬1). ¬
2828 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: الإِمَامُ العَادْلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، وَرَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا على ذلك وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ)). للشيخين (¬1). ¬
المسألة والقناعة والعطاء
المسألة والقناعة والعطاء
2829 - ابنُ عمر رفعه: ((لا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ تعالى وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ)). للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
2830 - سَمُرَةُ بنُ جندب رفعه: ((الْمَسَائِلُ كُدُوحٌ يَكْدَحُ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ، فَمَنْ شَاءَ أَبْقَى عَلَى وَجْهِهِ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَه، إِلاَّ أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ ذَا سُلْطَانٍ أَوْ فِي أَمْرٍ لا يَجِدُ مِنْهُ بُدًّا)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
2831 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ)). للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
2832 - ثَوْبَانُ رفعه: ((مَنْ يكْفُلُ لِي أَنْ لا يَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئًا وَأَتَكَفَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ)). فَقَالَ ثَوْبَانُ: أَنَا فَكَانَ لا يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا. لأبي داود، والنسائيِّ (¬1). ¬
2833 - عروةُ بن الزبير: أن حَكِيم بْن حِزَامٍ قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ: ((يَا حَكِيمُ إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وكان كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ، والْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى)). فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَرْزَأُ أحدًا بعدك شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَدْعُو حَكِيمًا ليعطيه عَطَاءه فَيَأْبَى قبوله ثُمَّ عُمَرُ كذلك، فَقَالَ عُمَرُ: أُشْهِدُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَنِّي أَعْرِضُ على حكيم حَقَّهُ الذي له مِنْ هَذَا الْفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ شيئًا أَحَدًا حَتَّى تُوُفِّيَ. للشيخين، والترمذيِّ، والنسائيِّ (¬1). ¬
2834 - ابْنُ الْفِرَاسِيِّ: أَنَّ أباه قَالَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَسْأَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((لا وَإِنْ كُنْتَ سَائِلاً لا بُدَّ فَاسْأَلِ الصَّالِحِينَ)). لأبي داودَ، والنسائيِّ (¬1). ¬
2835 - ابْنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((مَنْ سَأَلَ النَّاسَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَسْأَلَتُهُ فِي وَجْهِهِ خُمُوشٌ أَوْ خُدُوشٌ أَوْ كُدُوحٌ)) قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُغْنِيهِ؟ قَالَ: ((خَمْسُونَ دِرْهَمًا أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
2836 - ولأبي داود، عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ قيل: وَمَا الْغِنَى الَّذِي لا تَنْبَغِي مَعَهُ الْمَسْأَلَةُ؟ قَالَ: - صلى الله عليه وسلم -: ((قَدْرُ مَا يُغَدِّيهِ أوَ يُعَشِّيهِ)) (¬1). ¬
2837 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ سَأَلَ النَّاسَ تَكَثُّرًا فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا، فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ)). لمسلم (¬1). ¬
2838 - وعنه رفعه: ((لا يفتحُ أحدُكم على نفسِه بابَ مسألةٍ إلاَّ فتحَ اللهُ عليه بابَ فقرٍ)). للموصليِّ (¬1). ¬
2839 - ابنُ عَمْرِو بْنُ العاص رفعه: ((مَنْ سَأَلَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا فَهُوَ مُلْحِفٌ)). للنسائي (¬1). ¬
2840 - أَنَسِ: أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُهُ، فَقَالَ: ((أَمَا فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ؟)) قَالَ: بَلَى حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ، وَقَعْبٌ نَشْرَبُ فِيهِ الْمَاءِ. قَالَ: ((ائْتِنِي بِهِمَا)) فَأَتَاهُ بِهِمَا فَأَخَذَهُمَا بِيَدِهِ، وَقَالَ: ((مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ؟)) قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ. قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ يَزِيدُ عَلَى درهمين (¬1)؟)) مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا. قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ، فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ فأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا الأَنْصَارِيَّ، وَقَالَ: ((اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ وَاشْتَرِ بِالآخَرِ قَدُومًا فَأْتِنِي بِهِ)) فَأَتَاهُ بِهِ فَشَدَّ فِيهِ - صلى الله عليه وسلم - عُودًا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: ((اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَبِعْ وَلا أَرَيَنَّكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا)) ففعل وجَاءَ، وَقَدْ أَصَابَ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ، فَاشْتَرَى بِبَعْضِهَا ثَوْبًا وَبِبَعْضِهَا طَعَامًا، فَقَالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((هكذا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ الْمَسْأَلَةُ نُكْتَةً فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لا تَصْلُحُ إِلاَّ لِثَلاثٍَ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مفظع، أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ)). لأبي داود (¬2). ¬
2841 - وللترمذي نحوه: عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ وفيه: ((وَمَنْ سَأَلَ النَّاسَ لِيُثْرِيَ بِهِ مَالَهُ كَانَ خُمُوشاً فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَرَضْفاً يَأْكُلُهُ في جَهَنَّمَ، فمَنْ شَاءَ فَلْيُقِلَّ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُكْثِرْ)) (¬1). ¬
2842 - زاد رزين: ((وإني لأعطي الرجلَ العطيةَ فينطلقُ بها تحتَ إبطهِ، وما هي إلا نار)) فقال له عمر: ولم تُعِطي يا رسولَ الله ما هو نارٌ؟ فقال: ((أبى اللهُ لي البخلَ وأبوا إلا مسألتي)) (¬1). [وله شاهدٌ عن أبي سعيدٍ لأحمدَ، والموصليِّ، والبزارِ]. ¬
2843 - عَلِيُّ رفعه: ((لِلسَّائِلِ حَقُّ ولو جَاءَ عَلَى فَرَسٍ)). لأبي داود (¬1). ¬
2844 - ابْنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ فَيُوشِكُ اللَّهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ)). للترمذي (¬1). ¬
2845 - ولأبي داود: ((أَوْشَكَ اللَّهُ لَهُ بِالْغِنَى إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ أَوْ غِنًى عَاجِلٍ)) (¬1). ¬
2846 - ابنُ عباس رفعه: ((شرُّ الناسِ الذِي يُسألُ بوجهِ اللهِ ولا يُعطى بهِ))، وقالَ: ((لاتسألَوا بوجْهِ اللهِ إلا منهُ)). لرزين.
2847 - أبو موسى رفعه: ((ملْعونٌ من سألَ بوجهِ اللهِ، وملْعونٌ من سُئِل بوجْهِ اللهِ، ثم منعَ سائلهُ مالَم يسألْ هُجراً)). للكبيرِ (¬1). ¬
2848 - عليُّ: سمِعَ يَومَ عرفةَ رجلاً يسألُ الناسَ فقالَ: أفي مِثلِ هذا اليَوْم وفي مِثلِ هذا المكانِ تسألُ من غَير اللهِ تعالَى؟ فخفَقهُ بالدرة. لرزين (¬1). ¬
2849 - ابْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رفعه: ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ)). لمسلم، والترمذي (¬1). ¬
2850 - عبدُ اللَّهِ بْنُ مِحْصَنٍ الْخَطْمِي رفعه: ((مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي بدنه، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بحذافيرها)). للترمذي (¬1). ¬
2851 - عُثْمَانٌ رفعه: ((لَيْسَ لإبْنِ آدَمَ حَقُّ فِي سِوَى هَذِهِ الْخِصَالِ. بَيْتٌ يَسْكُنُهُ، وَثَوْبٌ يُوَارِي عَوْرَتَهُ، وَجِلْفُ الْخُبْزِ وَالْمَاء)). للترمذي، وقال النضر بن شميل: جلفُ الخبزِ يعني: ليس معه إدام (¬1). ¬
2852 - أبو أُمَامَةَ رفعه: ((إِنَّ أَغْبَطَ أَوْلِيَائِي عِنْدِي مُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ ذُو حَظٍّ مِنَ الصَّلاةِ، أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَأَطَاعَهُ فِي السِّرِّ، وَكَانَ غَامِضًا فِي النَّاسِ لا يُشَارُ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ، وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا فَصَبَرَ عَلَى ذَلِكَ)) ثُمَّ نَقَرَ بِيَدِهِ، فَقَالَ: ((عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، قَلَّ تُرَاثُهُ، قلت بواكيه)).
2853 - وبهذا الإسناد قَالَ: ((عَرَضَ عَلَيَّ رَبِّي لِيَجْعَلَ لِي بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَبًا فقُلْتُ لا يَا رَبِّ، وَلَكِنْ أَشْبَعُ يَوْمًا وَأَجُوعُ يَوْمًا، فَإِذَا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إِلَيْكَ وَذَكَرْتُكَ، وَإِذَا شَبِعْتُ وَحَمِدْتُكَ وشكرتُكَ)). للترمذي (¬1). ¬
2854 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ)). للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
2855 - وعنه رفعه: ((لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِين الَّذِي لا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلا يُفْطَنُ بِهِ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، وَلا يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ)). للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
2856 - وفي رواية: ((إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الَّذِي يَتَعَفَّفُ، َاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا})) (¬1). ¬
2857 - أَنَسُ: أَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - سَائِلٌ فَأَمَرَ لَهُ بِتَمْرَةٍ فلم يأخذها، وجَاءَ آخَرُ فَأَمَرَ لَهُ بِتَمْرَةٍ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ تَمْرَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: فَقَالَ لِلْجَارِيَةِ: ((اذْهَبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَأَعْطِيه الأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا الَّتِي عِنْدَهَا)). لأحمد والبزار (¬1). ¬
2858 - أبو أمامة: لَولا أنَّ المساكين يكْذِبونَ ما أفْلحَ مَن ردهُم. ((للكبير)) بضعفٍ (¬1). ¬
2859 - وعنه رفعه: ((إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
2860 - ولرزين: ((انظروا إلى من هو أسفلَ مَنِكْم في الدنيا، وفوقكم في الدين، فذلك أجدرُ أن لا تزدروا نعمةَ اللهِ عليكم)). قال عوفُ بن عبدِ اللهِ بنِ عتبةَ: كنتُ أصحبُ الأغنياءَ فما كان (¬1) أحدٌ أكثرَ هماً مني، كنتُ أرى دابةً خيرًا من دابتى وثوبا خيرًا من ثوبى، فلمَّا سمعتُ هذا الحديث، صحبتُ الفقراءَ فاسترَحت. ¬
2861 - عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ بِعَطَائه فَرَدَّهُ عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ: ((لِمَ رَدَدْتَهُ؟)) قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ خَيْرًا لأَحَدِنَا أَنْ لا يَأْخُذَ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّمَا ذَلِكَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ، فَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ يَرْزُقُكَهُ اللَّهُ)) فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا أَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، وَلا يَأْتِينِي شَيْءٌ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ أَخَذْتُهُ. لمالك (¬1). ¬
2862 - عن ابْنِ عُمَرَ، عن عُمَرَ: كَانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُعْطِينِي الْعَطَاءَ فَأَقُولُ: أَعْطِهِ من هو -[487]- أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ: ((خُذْهُ فإذا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ شيء وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلا سَائِلٍ، فَخُذْهُ فتموله، فإن شئت كله، وإن شِئتَ تصدَّق به، وَمَالا فَلا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ)) (¬1). ¬
2863 - سُلَيْمُ بْنُ مُطَيْرٍ، عن أبيه، عن رجل عمَّن سَمِعَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا الْعَطَاءَ مَا كَانَ عَطَاءً، فَإِذَا تَجَاحَفَتْ قُرَيْشٌ عَلَى الْمُلْكِ وَكَانَ عَنْ دِينِ أَحَدِكُمْ فَدَعُوهُ)) (¬1). ¬
2864 - أبو الدَّرْدَاء: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أموال السُّلْطَانِ، قَالَ: ((مَا آتَاكَ اللَّهُ مِنْها مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلا إِشْرَافٍ فَخُذْهُ وَتَمَوَّلْهُ)). لأحمدَ برجلٍ لم يسم (¬1). ¬
2865 - أنسُ رفعه: ((ما الذِى يُعطِى مِنْ سعةٍ بأعْظَم أجْراً مِنَ الذِى يقْبلُ اذا كانَ مُحتاجاً)). ((للأوسطِ)) بضعفٍ (¬1). ¬
2866 - وعنه قَالَ: إن كَانَ الرَّجُلُ ليَأْتِي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُسْلِمُ للِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا، لا يُسلِم إلا له، فما يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ الإسْلامُ إليه أَحَبَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا (¬1). ¬
كتاب: الصوم
كتاب: الصومِ
فضل الصوم وفضل رمضان
فضلُ الصومِ وفضلُ رمضانَ
2867 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ تعالى: إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ -[488]- لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فطْورِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْك)). للستة (¬1). ¬
2868 - أَبُو عُبَيْدَةَ رفعه: ((الصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا)). للنسائي (¬1). ¬
2869 - زادَ ((الأوسطُ)): قيل: بم يخرقها؟، قال: ((بكذب أو غيبة)) (¬1). ¬
2870 - أبو أُمَامَةَ قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِأَمْرٍ ينفعني اللهُ به، قَالَ: ((عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ)) (¬1). ¬
2871 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رفعه: ((مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ مِنْهُ جَهَنَّمَ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ)). هما للنسائي (¬1). ¬
2872 - عتبةُ بنُ عبد السلمي رفعه: ((مَنْ صامَ يوماً فى سَبيلِ اللهِ فَريضةً باعدَ اللهُ منهُ جهنمَ كما بيْنَ السماواتِ والأرْضِين، ومَنْ صامَ يَوْماً تطوعاً باعدَ اللهُ مِنْهُ جهنمَ مَسيرةَ مابيْن السماء)). ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
2873 - سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رفعه: ((فِي الْجَنَّةِ بابٌ يدعى الرَّيَّانُ، يُدْعَى له الصَّائِمُونَ، فَمَنْ كَانَ مِنَ الصَّائِمِينَ دَخَلَهُ، وَمَنْ دَخَلَهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا)). للشيخينِ (¬1). ¬
2874 - أبو هريرة رفعه: ((مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَن لا يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا)). للترمذي (¬1). ¬
2875 - وعنه رفعه: ((اغْزُوا تغْنَموا، وصُومُوا تصِحوا، وسافِرُوا تَسْتغنُوا)). ((للأوسط)) (¬1). ¬
2876 - وعنه رفعه: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) (¬1). ¬
2877 - وزاد أحمد: ((وَمَا تَأَخَّرَ)) (¬1). ¬
2878 - وعنه رفعه: ((إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَأغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ)). للشيخين، و ((الموطأ))،والنسائيِّ (¬1). ¬
2879 - وللترمذيِّ: ((إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ غُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هلم وأَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ فيه عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ في كُلُّ لَيْلَةٍ حتى ينقضي رمضان)) (¬1). ¬
2880 - أَنَسُ: سُئِلَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الصَّوْمِ أَفْضَلُ بَعْدَ رَمَضَانَ؟ قَالَ: ((شَعْبَانُ لِتَعْظِيمِ رَمَضَانَ)) قال: وأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((صَدَقَةٌ فِي رَمَضَانَ)). للترمذي (¬1). ¬
2881 - أبو سعيد رفعه: ((سيدُ الشهور شهرُ رَمَضانُ، وأعْظمُها حُرمةً ذُو الحجة)). للبزارِ بلين (¬1). ¬
2882 - أبو أُمَامَةَ رفعه: ((لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ)).لأحمد، و ((الكبير)) (¬1). ¬
2883 - ابنُ عباس رفعه: ((إن الجنة لتزيَّن من السنةِ إلى السنة لشهرِ رمضانَ، فإذا دخلَ شهرُ رمضانَ قالتِ الجنةُ: اللهمَّ اجعلْ لنا فى هذا الشهرِ من عبادِكَ سكاناً. ويقلنَ الحورُ العينُ: اللهمَّ اجعلْ لنا في هذا الشهرِ من عبادِك أزواجاً، من صانَ نفسَه فى شهرِ رمضانَ فلم يشرب فيه مسكِراً، ولم يرمِ فيه مؤمنًا بالبهتانِ، ولم يعمل خطيئةً، زوّجه اللهُ كل ليلةٍ مائة حوراء، وبنى له قَصراً فى الجنة من ذهبٍ وفضةٍ وياقوتٍ وزبرجدٍ لو أن الدنيا جُمعت فجعلت فى ذلكَ القصرِ لم تكن فيهِ إلا كمربطِ عنزٍ فى الدنيا، ومن شَربَ فيه مسكِراً أو رَمى فيهِ مؤمناً ببهتانٍ، أو عَمِلَ فيه خطيئةً أحبطَ اللهُ عملَه سنةً، فاتقوا شهرَ رمضان، فإنه شهرُ اللهِ أن تفرِطوا فيه، فقد جعلَ اللهُ لكم أحدَ عشرَ شهرًا تتنعمونَ فيها وتتلذذون، وجعل لنفسهِ شهرَ رمضانَ، فاحذروا شهرَ رمضانَ)). ((للأوسط)) وفيه أحمدُ بن أبيضَ (¬1). ¬
2884 - ابنُ عمر رفعه: ((رَمضانُ بمكَة أفضلُ مِنْ ألفِ رَمَضانَ بغيرِ مكة)). للبزارِ بضعفٍ (¬1). ¬
2885 - بلالُ بنُ الحارث رفعه: ((رَمضانُ بالمدينةَ خيرٌ مِنٌ ألفِ رَمَضانَ فِيما سِواها، والجمعَةُ في المدينةِ خيرٌ منْ ألفِ جُمعةٍ فيما سِواها مِن البُلْدان)). للكبير بضعفٍ (¬1). ¬
2886 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ وَزَكَاةُ الْجَسَدِ الصَّوْمُ، والصِّيَامُ نِصْفُ الصَّبْرِ)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
2887 - أمُّ عمارة بنت كعب الأنصارية رفعته: ((الصَّائِمُ إِذَا أَكَلَ عِنْدَهُ الْمَفَاطِيرُ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ)). للترمذي (¬1). ¬
2888 - بُرَيْدَةُ: قَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِبِلالٍ: ((الْغَدَاءُ يَا بِلالُ)) فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((نَأْكُلُ أَرْزَاقَنَا، وَفَضْلُ رِزْقِ بِلالٍ فِي الْجَنَّةِ، شَعَرْتَ يَا بِلالُ أَنَّ الصَّائِمَ تُسَبِّحُ عِظَامُهُ وَتَسْتَغْفِرُ لَهُ الْمَلائِكَةُ مَا أُكِلَ عِنْدَهُ)) (¬1). ¬
2889 - سِنَانُ بْنُ سَنَّةَ الأَسْلَمِي رفعه: ((الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ)). هما للقزويني (¬1). ¬
ثبوت شهر رمضان وما به الصوم من نية وإمساك
ثبوتُ شهر رمضانَ (¬1) وما به الصومُ من نيةٍ وإمساكٍ ¬
2890 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((لا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلالَ، وَلا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ)). للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
2891 - وفي رواية: ((فَاقْدِرُوا لَهُ ثَلاثِينَ)). لمسلم (¬1). ¬
2892 - وللشيخين والنسائي: عن أبي هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلالَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَصُومُوا ثَلاثِينَ يَوْمًا)) (¬1). ¬
2893 - وله ولأبي داود: عَنْ حُذَيْفَةَ رفعه: لا تُقَدِّمُوا الشَّهْرَ حَتَّى تَرَوُا الْهِلالَ أَوْ تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثُمَّ صُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلالَ أَوْ تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ (¬1). ¬
2894 - ابْنُ عَبَّاسٍ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْهِلالَ، فقَالَ: ((أَتَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟)) قال: نعم قال: ((أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ)). قَالَ نَعَمْ. قَالَ: ((يَا بِلالُ أَذِّنْ فِي النَّاسِ أَنْ يَصُومُوا غَدًا)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
2895 - ابْنُ عُمَرَ قَالَ: تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلالَ، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي رَأَيْتُهُ فَصَام، وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ. لأبي داود (¬1). ¬
2896 - حُسَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ الْجَدَلِيِّ عن الحارثِ بن حاطب الجدلي قَال: عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَنْسُكَ لرؤيته، فَإِنْ لَمْ نَرَهُ وَشَهِدَ شَاهِدَا عَدْلٍ نَسَكْنَا بِشَهَادَتِهِمَا. وقال: ((إِنَّ فِيكُمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنِّي، وقد َشَهِدَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَوْمَأَ إِلَى ابنِ عمر)). فَقَالَ: بِذَلِكَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود (¬1). ¬
2897 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ الْخَطَّابِ عمن رفعه من الصحابة: ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ وَانْسُكُوا لَهَا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فأتموا ثَلاثِينَ، وإِنْ شَهِدَ شَاهِدَانِ فَصُومُوا وَأَفْطِرُوا)). للنسائي (¬1). ¬
2898 - سَمُرَةُ بنُ جندب رفعه: ((لايُكملُ شَهرانِ ستين ليلةً)). للبزار، وقال: معناه شهرا عيد لا ينقصان رمضانُ وذو الحجة، يقول: لا يكونان ثمانيةً وخمسينَ يومًا (¬1). ¬
2899 - وللكبير بضعف: ((لايتم شَهْران ستين يوماً)) (¬1). ¬
2900 - أبو بكرةَ رفعه: ((كل شهرٍ حَرامٍ لا ينقصُ ثَلاثينَ يَوماً وثَلاثينَ ليلةً)). للكبير (¬1). ¬
2901 - سفيانُ بنُ عطية بن ربيعة الثقفي قال: قَدمَ وفْدُنا من ثَقيفٍ علَى رسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فأسْلَموا فى النصف مِن رَمَضان، فأمرهُم فصامُوا معهُ واسْتقبلُوا، ولم يأمُرهم بقضاءِ ما فاتَهُم. للكبيرِ بلينٍ (¬1). ¬
2902 - كُرَيْبُ: بعثتني أُمُّ الْفَضْلِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَدِمْتُ الشَّامَ فَقَضَيْتُ حَاجَتَهَا، وَاسْتُهِلَّ عَلَيَّ رَمَضَانُ بِالشَّامِ، فَرَأَيْتُ الْهِلالَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ، فَسَأَلَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ مَتَى رَأَيْتُمُ الْهِلالَ؟ قُلْتُ: لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ، قُلْتُ: نَعَمْ وَرَآهُ النَّاسُ وَصَامُوا وَصَامَ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ: لَكِنَّا رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ فَلا نَزَالُ نَصُومُ حَتَّى نُكْمِلَ ثَلاثِينَ أَوْ نَرَاهُ، فَقُلْتُ أَوَ لا تَكْتَفِي بِرُؤْيَةِ مُعَاوِيَةَ وَصِيَامِهِ؟ فَقَالَ: لا، هَكَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
2903 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الصَّوْمُ يَوْمَ تَصُومُونَ، وَالْفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ، وَالأَضْحَى يَوْمَ تُضَحُّونَ)) لأبي داود والترمذي. وقال: فُسِّر بأنَّ معناهُ: الصَّوْمُ وَالْفِطْرُ مَعَ الْجَمَاعَةِ [وَعِظَمِ] (¬1) النَّاسِ (¬2). ¬
2904 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُبُ وَلا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا)) وَعَقَدَ الإبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ ((الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا)) يَعْنِي بتَمَامَ ثَلاثِينَ. للشيخينِ، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
2905 - ابْنُ مَسْعُودٍ: لَمَا صُمْنَا مَعَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرَ مِمَّا صُمْنَا ثَلاثِينَ. لأبي داودَ، والترمذي (¬1). ¬
2906 - حَفْصَةُ رفعته: ((مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلا صِيَامَ لَهُ)). لأصحابِ السننِ (¬1). ¬
2907 - عَائِشَةُ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: ((عِنْدَكُمْ من شَيْءٌ؟)) فَقُلْنَا: لا. قَالَ: ((فَإِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ)) ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ قَالَ: ((أَرِنيهِ فََقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فَأَكَلَ)). لمسلمٍ، وأصحابِ السننِ (¬1). ¬
2908 - وفى روايةٍ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَخَلْتَ عَلَيَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، ثُمَّ أَكَلْتَ حَيْسًا قَالَ: ((نَعَمْ يَا عَائِشَةُ، إِنَّمَا مَنْزِلَةُ مَنْ صَامَ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ أَوْ في غَيْرِ قَضَاءِ رَمَضَانَ فِي التَّطَوُّعِ، بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ أَخْرَجَ صَدَقَةَ من مَالِهِ فَجَادَ مِنْهَا بِمَا شَاءَ فَأَمْضَاهُ، وَبَخِلَ بِمَا بَقِيَ فَأَمْسَكَهُ)) (¬1). ¬
2909 - أُمِّ هَانِئٍ: كُنْتُ قَاعِدَةً عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ نَاوَلَنِي فَشَرِبْتُ، فَقُلْتُ: إِنِّي أَذْنَبْتُ فَاسْتَغْفِرْ لِي. فَقَالَ: ((وَمَا ذَاكِ؟)) قَالَتْ كُنْتُ صَائِمَةً فَأَفْطَرْتُ، قَالَ: ((أَمِنْ قَضَاءٍ كُنْتِ تَقْضِينَهُ؟)) قَلَتْ: لا. قَالَ: ((فَلا يَضُرُّكِ)) (¬1). ¬
2910 - وفي رواية قالت: ((الصَّائِمُ الْمُتَطَوِّعُ أميرُ أو أَمِينُ نَفْسِهِ، إِنْ شَاءَ صَامَ وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ)) (¬1). ¬
2911 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ)). هما لأبي داودَ، والترمذي (¬1). ¬
2912 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((ثَلاثٌ لا يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ الْحِجَامَةُ وَالْقَيْءُ وَالاحْتِلامُ)). للترمذي (¬1). ¬
2913 - معدانُ بنُ طلحة، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاءَ فَأَفْطَرَ، فذكره لثَوْبَانَ، فَقَالَ: صَدَقَ أبو الدرداء، وأَنَا صَبَبْتُ لَهُ وَضُوءَهُ. لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2914 - ابْنُ عَبَّاسٍ: احتجم النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ مُحْرِمٌ صَائِمٌ. للشيخين، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2915 - ابْنُ أَبِي لَيْلَى عن صْحَابِي: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الْحِجَامَةِ وَالْمُوَاصَلَةِ، إِبْقَاءً عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُوَاصِلُ، فَقَالَ: ((إِنِّي أُوَاصِلُ إِلَى [السَّحَرِ] (¬1) وَرَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي)). لأبي داود (¬2). ¬
2916 - رَافِعُ بْنِ خَدِيجٍ رفعه: ((أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ)). للترمذي (¬1). ¬
2917 - ولأبي داود عن ثوبانَ وشداد بن أوسٍ مثله رفعاه (¬1). ¬
2918 - أنسُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - احْتجَم بعدَ ما قالَ: ((أفْطَر الحاجمُ والمحْجُوم)). للأوسطِ بلينٍ (¬1). ¬
2919 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَعْبَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أنَّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِالإثْمِدِ الْمُرَوَّحِ عِنْدَ النَّوْمِ وَقَالَ: ((ليتقيه (¬1) الصَّائِمُ)). لأبي داودَ (¬2). ¬
2920 - أَنَس: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: اشْتَكَتْ عَيْنِي، أَفَأَكْتَحِلُ وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَ: ((نَعَمْ)). للترمذي (¬1). ¬
2921 - ابنُ مسعود: أوصاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ أصبحَ يومَ صَومي دَهيناً مترجلا، ولا تُصبح يَومَ صَوْمك عَبُوساً. للطبراني بضعفٍ (¬1). ¬
2922 - عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وكانَ أملَكَكُمْ لإرْبِهِ. الستةِ إلا أبا داودَ (¬1). ¬
2923 - وفي رواية: يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ وَأَنَا صَائِمَةٌ (¬1). ¬
2924 - وزاد في أخرى: وَيَمُصُّ لِسَانَهَا (¬1). ¬
2925 - عُمَرُ قال: هَشَشْتُ فَقَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَنَعْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا عَظِيمًا، قَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ قَالَ: ((أَرَأَيْتَ لَوْ مَضْمَضْتَ بالْمَاءِ وَأَنْتَ صَائِمٌ؟ قُلْتُ: لا بَأْسَ قَالَ: ((فَمَهْ)) (¬1). ¬
2926 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمُ، فَرَخَّصَ لَهُ، وَأَتَاهُ آخَرُ فَسَأَلَهُ فَنَهَاهُ، فَإِذَا الَّذِي رَخَّصَ لَهُ شَيْخٌ، وإذا َالَّذِي نَهَاهُ شَابٌّ. هما لأبي داود (¬1). ¬
2927 - نَافِع، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْقُبْلَةِ وَالْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ. لمالك (¬1). ¬
2928 - عائشةُ وأم سلمة: قال أبو بَكْرٍ بن عبد الرحمن سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُصُّ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: مَنْ أَدْرَكَهُ الْفَجْرُ جُنُباً فَلا يَصُمْ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأبي فَأَنْكَرَه، فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ فَسَأَلَهُمَا عَنْ ذَلِكَ، فَكِلْتَاهُمَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ حُلُمٍ، ثُمَّ يَصُومُ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى مَرْوَانَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ عَبْدُ -[497]- الرَّحْمَنِ فَقَالَ (عبد الرحمن) (¬1): عَزَمْتُ عَلَيْكَ إِلاَّ مَا ذَهَبْتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ مَا يَقُولُ، فَجِئْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَذَكَرَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَهُمَا قَالَتَاهُ لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: هُمَا أَعْلَمُ ثُمَّ رَدَّ مَا كَانَ يَقُولُ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنَ الْفَضْلِ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَرَجَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَمَّا كَانَ يَقُولُ. للستة (¬2). ¬
2929 - وفي رواية (قالت) (¬1)، إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيُصْبِحُ جُنُباً مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ احْتِلامٍ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ يَصُومُ (¬2). ¬
2930 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
2931 - أبو سعيد: سُئِلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَن صائمٍ أكَلَ وشَربَ ناسياً فلَم يأمرهُ بالقَضاء، وقالَ: ((إنما ذلكَ طعامٌ أطْعمهُ الله)). ((للأوسطِ)) بضعفٍ (¬1). ¬
2932 - أبو هريرة، رفعه: ((مَنْ أكلَ أو شَربَ ناسياً فى رمضانَ فلا قَضاءَ عليهِ ولا كفارة)). ((للأوسطِ)) (¬1). ¬
2933 - وعنه رفعه: ((مَنْ أَدْرَكَه رَمَضَانُ، وَعَلَيْهِ رَمَضَانٌ آخر لَمْ يَقْضِهِ لَمْ يقبل مِنْهُ)). لأحمدَ و ((الأوسطِ)) (¬1). ¬
2934 - أنسُ قال: مَطَرتِ السماءُ بَرَداً فقالَ لنا أبُو طلْحَة ونحنُ غِلْمان: ناوِلْني يا أنسُ مِن ذلك البَرَد، فناوَلته فَجعلَ يأكلُ وهُوصائمٌ، فقلْتُ ألسْتَ صائماً؟ قال: بلَى، إن ذا ليس بطعامٍ ولا شَرابِ وإنما هُو بَركةٌ من السماء نُطهر بهِ -[498]- بطُونَنا. فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُه فقالَ: ((خُذْ عَن عمِّك)). للموصلي، والبزار بلينٍ (¬1). ¬
2935 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ به حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)). للبخاري، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
2936 - ابنُ عمر (رفعه) (¬1): ((رُبُّ صائمٍ حظُّه من صِيامهِ الجوعُ والعَطشُ، ورُبُّ قائمٍ حظُّه من قِيامهِ السهرُ)). ((للكبير)) (¬2). ¬
2937 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: (([لاتصم] (¬1) الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)). للشيخينِ، وأبي داودَ، والترمذي (¬2). ¬
2938 - وعنه رفعه: ((إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إلى طعام فَلْيُجِبْ، فَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَطْعَمْ، وَإِنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُصَلَ)). قَالَ: هشام يريد فليدع لهم. لمسلم وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
2939 - عَائِشَةُ رفعته: ((مَنْ نَزَلَ بقَوْمٍ فَلا يَصُومَنَّ إِلاَّ بِإِذْنِهِمْ)). للترمذي وأنكره (¬1). ¬
2940 - سلمانُ رفعه: ((مَنْ فطَّر صائماً علًى طعامٍ وشَرابٍ من حلالٍ صلت عليهِ الملائكةُ في ساعاتِ شَهر رَمَضان، وصلى عليهِ جبريلُ ليلةَ القَدْر)). ((للكبير)) والبزار (¬1). ¬
2941 - وزاد آخره: ((ورزق دموعًا ورقةً)) قلتُ: إن كان لا يقدرُ على قوتِه؟ قَلت: على كسرةِ خبزٍ، أو مذقةِ لبنٍ، أو شربةِ ماءٍ كان له ذلكَ (¬1). ¬
السحور والإفطار والوصال
السحور والإفطار والوصال
2942 - أَنَسُ رفعه: ((تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً)). للشيخين والترمذيِّ، والنسائيِّ (¬1). ¬
2943 - الْمِقْدَامُ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ: ((عَلَيْكُمْ بِغَدَاءِ السُّحُورِ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَدَاءُ الْمُبَارَكُ)). للنسائيِّ (¬1). ¬
2944 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ)). لأبي داودَ (¬1). ¬
2945 - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قُمنا إِلَى الصَّلاةِ. قال أنسُ: قُلْتُ كَمْ بينهما؟ قَالَ: ((قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً)). للشيخين والترمذيِّ والنسائيِّ (¬1). ¬
2946 - زِرُ بنُ حبيش: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَيَّ سَاعَةٍ تَسَحَّرْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: هُوَ النَّهَارُ إِلاَّ أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ. للنسائيِّ (¬1). ¬
2947 - ابْنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((لا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكم أَذَانُ بِلالٍ مِنْ سُحُورِهِ، فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ أَوْ قَالَ يُنَادِي - بِلَيْلٍ لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ وَيُوقِظَ نَائِمَكُمْ، ولَيْسَ الفجر أَنْ يَقُولَ هَكَذَا)) وجمع بعضُ الرواةِ كفَّيه حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا، ومدَّ إصبعيه السبابتين. وفي روايةٍ: ((هُوَ الْمُعْتَرِضُ وَلَيْسَ بِالْمُسْتَطِيلِ)). للشيخين، وأبي داودَ، والنسائيِّ (¬1). ¬
2948 - ابنُ عمَر رفعه: ((إن بِلالاً ينادي بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ)) وَكَانَ أَعْمَى لا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ. للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
2949 - عُمَر رفعه: ((إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ وَأَدْبَرَ النَّهَارُ وَغَابَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ)). للشيخين، وأبي داودو، الترمذي (¬1). ¬
2950 - عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فِي رَمَضَانَ فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ قَالَ: ((يَا فُلانُ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا)) قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا. قَالَ: ((انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا)) فَنَزَلَ فَجَدَحَ فَشَرِبَ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ: ((إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَا هُنَا وَجَاءَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ)). للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
2951 - مَالِكُ: بَلَغَهُ أَنَّ الْهِلالَ رُئِيَ فِي زمنِ عُثْمَانَ بِعَشِيٍّ فَلَمْ يُفْطِرْ عُثْمَانُ حَتَّى أَمْسَى (¬1). ¬
2952 - سَهْلُ بْنِ سَعْدٍ رفعه: ((لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ)). للشيخين و ((الموطأ)) والترمذي (¬1). ¬
2953 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ لأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ)). لأبي داود (¬1). ¬
2954 - وعنه رفعه: ((قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبُّ عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا)). للترمذيِّ (¬1). ¬
2955 - مالكُ بنُ عامرٍ أبو عَطِيَّةَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: فِينَا رَجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الإفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ السُّحُورَ، وَالآخَرُ يُؤَخِّرُ الإفْطَارَ وَيُعَجِّلُ السُّحُورَ. قَالَتْ: أَيُّهُمَا -[501]- الَّذِي يُعَجِّلُ الإفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ السُّحُورَ قُلْتُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ. قَالَتْ كذلك كَانَ يصنعُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
2956 - وفى رواية: أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الإفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلاةَ، وَالآخَرُ يُؤَخِّرُ الإفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ الصَّلاةَ. الحديث لمسلم، وأصحابِ السننِ (¬1). ¬
2957 - أَنَسُ رفعه: ((مَنْ وَجَدَ تَمْرًا فَلْيُفْطِرْ عَلَيْهِ وَمَنْ لا فَلْيُفْطِرْ عَلَى المَاءِ فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ)). للترمذيُّ (¬1). ¬
2958 - ولأبي داود: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ على رطبات، فَإِنْ لَمْ يجد فتَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ يكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ (¬1). ¬
2959 - مُعَاذُ بْنُ زُهْرَةَ: بَلَغَهُ أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: ((اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ)) (¬1). ¬
2960 - ابْنُ عُمَر: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: ((ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ)). هما لأبي داود (¬1). ¬
2961 - عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَاكُ وَهُوَ صَائِمٌ مَا لا أَعُدُّ وَلا أُحْصِي. للبخاريَّ وأبي داود والترمذيِّ (¬1). ¬
2962 - ابْنُ عُمَرَ قال: يَسْتَاكُ أَوَّلَ النَّهَارِ الصائمُ وآخِرَهُ. للبخاريِّ في ترجمة (¬1). ¬
2963 - خبابُ رفعه: ((إذا صُمتُم فاسْتاكُوا بالغَداةِ ولا تَسْتاكُوا بالعشىِّ فإنهُ لَيسَ من صائمٍ تيبَسُ شَفتاهُ بالعشيِّ إلا كانَ نُوراً بين عَيْنيه يَومَ القِيامةِ)). ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
2964 - ابْنُ عَبَسَةَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ فِي رَمَضَانَ. لأحمدَ (¬1). ¬
2965 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الْوِصَالِ، قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ. قَالَ: ((إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى)). للشيخين وأبي داود و ((الموطأ)) (¬1). ¬
2966 - وله وللشيخين عن أبى هريرة مثله، وزاد: فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنِ الْوِصَالِ وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا، ثُمَّ رَأَوُا الْهِلالَ، فَقَالَ: ((لَوْ تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ كَالتَّنْكِيلِ لَهُمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا)) (¬1). ¬
2967 - وللبخاريِّ وأبي داود عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رفعه: ((لا تُوَاصِلُوا فَأَيُّكُمْ أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ فَلْيُوَاصِلْ حَتَّى السَّحَرِ)) قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ بنحوه (¬1). ¬
الأيام التى صيامها مستحب أو محرم أو مكروه
الأيام التى صيامها مستحب أو محرم أو مكروه
2968 - أبو أَيُّوبَ الأنصاريُّ رفعه: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ كان كصيام الدهر)). لمسلم والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
2969 - وللدراميِّ عَنْ ثَوْبَانَ رفعه: ((صِيَامُ شَهْرٍ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ وَسِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَه بِشَهْرَيْنِ فَذَلِكَ تَمَامُ سَنَةٍ)) (¬1). ¬
2970 - و ((للأوسط)) عن أبي هريرة نحو ذلك، وقيد الستة بكونها متتابعةً (¬1). ¬
2971 - هُنَيْدَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ امْرَأَه عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ تِسْع ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالخميس. لأبي داودَ والنسائيِّ قائلاً: أول انثنين من الشهر وخميسين (¬1). ¬
2972 - عَائِشَةُ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَائِمًا في الْعَشْرِ قَطُّ. لمسلم وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
2973 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ)). للترمذيِّ (¬1). ¬
2974 - وله وللبخاريِّ وأبي داودَ: عن ابْنِ عَبَّاسٍ رفعه: ((ما من أيامِ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من الأيامِ العشرِ)). قَالُوا: وَلا الْجِهَادُ. قَالَ: ((وَلا الْجِهَادُ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ)) (¬1). ¬
2975 - أبو قَتَادَةَ رفعه: ((صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي بعده، و [سنةَ] (¬1) الَّتِي قبله)). للترمذيِّ (¬2). ¬
2976 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أفضلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شهرُ الله (المحرم) (¬1) فأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ المفروضةِ الصَّلاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ)). لمسلمٍ وأصحاب السنن (¬2). ¬
2977 - عَلِيُّ رفعه: -[504]- ((إِنْ كُنْتَ صَائِمًا بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ فَصُمِ الْمُحَرَّمَ، فَإِنَّهُ شَهْرُ اللَّهِ فِيهِ يَوْمٌ تَابَ (اللهُ) (¬1) فِيهِ عَلَى قَوْمٍ وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ)). للترمذي (¬2). ¬
2978 - أنسُ رفعه: ((مَن صامَ ثلاثَةَ أيامٍ من شَهرٍ حرامٍ: الخميسَ والجمعةَ والسبتَ كُتبَ اللهُ لَه عبادةَ ستينَ سنةَ)). ((للأوسط)) بضعف (¬1). ¬
2979 - عَائِشَةُ قالت: كَانَ عَاشُورَاءُ يُصَامُ قَبْلَ رَمَضَانَ فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كان مَنْ شَاءَ صَامَ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ. للستة إلا النسائيِّ (¬1). ¬
2980 - (ومن رواياته) (¬1): وكان يومًا تُستَر فيه الكعبةُ وأنه - صلى الله عليه وسلم - يصومه في الْجَاهِلِيَّةِ وأن قريشًا تصُومُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ (¬2). ¬
2981 - أبو مُوسَى كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَتَتَّخِذُهُ عِيدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((صُومُوهُ أَنْتُمْ)) للشيخين (¬1). ¬
2982 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: ((مَا هَذَا؟)) قَالُوا: يَوْمٌ صَالِحٌ نَجَّى اللَّهُ فيه موسى وبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ، فقَالَ: ((فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ)) فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
2983 - سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر رَجُلاً مِنْ أَسْلَمَ أَنْ: ((أَذِّنْ فِي النَّاسِ مَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ فَإِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
2984 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ (أمه) (¬1) أَنَّ (أَسْلَمَ) (¬2) أَتَتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((صُمْتُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا)) قَالُوا: لا. قَالَ: ((فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وَاقْضُوهُ)). لأبي داود قال: يعني: يومَ عاشوراءَ (¬3). ¬
2985 - أبو قَتَادَةَ: ((صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ)). للترمذي (¬1). ¬
2986 - ابْنُ عَبَّاسٍ قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. قَالَ: ((فَإِذَا كَانَ الْعَامُ القابلُ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- صمتُ الْيَوْمَ التَّاسِعَ)) فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ. لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
2987 - ولرزين: ((صومُوا التاسعَ والعاشَر، خالفوا اليهود)) (¬1). ¬
2988 - وعنه رفعه: ((صُومُوا عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ [و] (¬1) صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وْبَعْدَهُ يَوْمًا)). لأحمد، والبزار بلين (¬2). ¬
2989 - الرُّبَيِّعُ بِنْت مُعَوِّذِ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَدَات عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ: ((مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ)) فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ و (نصوِّمَه) (¬1) صِبْيَانُنا (ونضعُ) (¬2) لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ فَإِذَا سَأَلُونَا الطَّعَامَ أَعْطَيْنَاهُمُ اللُّعْبَةَ تُلْهِيهِمْ حَتَّى يُتِمُّوا صَوْمَهُمْ. للشيخين (¬3). ¬
2990 - عليلةُ، عن أُمها، عن أمةِ الله بنتِ رزينة، عن أمها: كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يعظِّمُ عاشُوراء حتىَّ إنْ كانَ ليدعُو بصبيانه وصِبيْانِ فاطمةَ المراضِع ذلكَ اليَوْمَ فيتفُل فى أفْواهِهم ويقولُ لأمهاتهمِ: ((لاتُرضِعُوهم إلى الليل)). ((للكبير)) والأوسط بخفيٍّ وللموصليِّ نحوه (¬1). ¬
2991 - و ((للكبير)) بإسنادٍ متروك مرسل: قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((رجبُ شَهْرٌ عظيمٌ يضاعِفُ اللهُِ فيهِ الحَسنَاتِ، فمنْ صامَ يوماً مِن رَجَبَ فكأنَّما صامَ سنةً، ومن صامَ منه سَبْعةَ أيامٍ غُلِّقتْ عنهُ أبْوابُ جهنمَ، ومن صامَ منهُ ثمانيةَ أيامٍ فُتحَتْ لهُ ثمانيةُ أبْوابِ الجنةِ، ومن صامَ مِنه عَشْرةَ أيامٍ لم يَسألِ اللهَ شيئاً إلا أعطاهُ، ومن صامَ منُه خَمسةَ عَشَر يوماً نادَى مُنادٍ فى السماءِ قَد غُفَر لَك مامَضَى فاسْتأنفِ العَمَلَ، ومن زادَ زادهُ اللهُ، وفى رَجَب حَمل اللهُ نوحاً في السفينةِ، فَصام رَجب وأمرَ مَن معهُ أن يصُومُوه، فجرتْ بهمُ السفينةُ سَبْعة أشْهرِ آخر ذلك يَوْمُ عاشُوراء أُهبطَ علَى الجودِى، فصامَ نوحٌ ومَن معهُ والوحشُ شُكراً لله تَعالى، وفى يَومِ عاشُوراءَ أفلَقَ اللهُ البَحْر لبنِي إسْرائيلَ، وفى يومِ عاشُوراء تابِ اللهُ علَى آدمَ وعلَى مدينةِ يُونسَ، وفيهِ ولدَ إبراهيمُ)) (¬1). ¬
2992 - أبو هريرة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لَم يُتمَّ صَومَ شهرٍ بَعْد رَمَضانَ إلا رَجَبَ وشَعْبانَ. ((للأوسط)) بضعف (¬1). ¬
2993 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ صِيَامِ رَجَبَ. للقزوينيِّ بضعف (¬1). ¬
2994 - وعنه: مَا صَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَهْرًا كَامِلاً قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ وَكَانَ يَصُومُ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ لا وَاللَّهِ ما يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: لا وَاللَّهِ لا يَصُومُ. للشيخين والنسائيِّ (¬1). ¬
2995 - عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ حتى نقول قد صام قد صام ويفطر حتى نقول: قد أفطر قد أفطر، ومَا عَلِمْتُهُ صَامَ شَهْرًا كُلَّهُ إِلاَّ رَمَضَانَ، وَلا أَفْطَرَهُ كُلَّهُ حَتَّى يَصُومَ مِنْهُ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ. لمسلم والترمذيِّ والنسائيِّ (¬1). ¬
2996 - وللستة قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، وَمَا رأينه اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ شهَر رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ (¬1). ¬
2997 - وفي روايةٍ: بعد شعبان كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (¬1). ¬
2998 - وفي أخرى: كَانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَصُومَهُ شَعْبَانُ ثُمَّ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ (¬1). ¬
2999 - وفي أخرى: كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ (¬1). ¬
3000 - ولأصحاب السنن: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلاَّ شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ (¬1). ¬
3001 - أُسَامَةُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ من شَهْر مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: ((ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)) للنسائي (¬1). ¬
3002 - أُسَامَةُ: كَانَ يَصُومُ أَشْهُرَ الْحُرُمِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((صُمْ شَوَّالاً)) فَتَرَكَ أَشْهُرَ الْحُرُمِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَصُومُ شَوَّالاً حَتَّى مَاتَ. للقزويني (¬1). ¬
3003 - عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَحَرَّى صِيَامَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ. للترمذي والنسائي (¬1). ¬
3004 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((تُعْرَضُ الأَعْمَالُ على الله يَوْمَ الاثْنَيْنِ ويوم الْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)). للترمذي (¬1). ¬
3005 - حَفْصَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ: الِاثْنَيْن وَالْخَمِيس، وَالِاثْنَيْنِ مِنَ الْجُمْعَةِ الْأُخْرَى. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3006 - عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ السَّبْتَ وَالأَحَدَ وَالاثْنَيْنِ، وَمِنَ الشَّهْرِ الآخَرِ: الثُّلاثَاءَ وَالأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ. للترمذي (¬1). ¬
3007 - ابنُ عمرو بن العاص: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهُ أنْ يَصومَ كُل أرْبعاءَ وخَمِيس. لرزين.
3008 - مُسْلِمُ الْقُرَشِي: سَأَلْتُ أَوْ سُئِلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صِيَامِ الدَّهْرِ؟ فَقَالَ: ((إِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا؛ فصُمْ رَمَضَانَ وَالَّذِي يَلِيهِ، وَكُلَّ أَرْبِعَاءَ وَخَمِيسٍ، فَإِذَا أَنْتَ قَدْ صُمْتَ الدَّهْرَ)). كله للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
3009 - ابْنُ مِلْحَانَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، وَقَالَ: ((هو كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3010 - مُعَاذَةُ العدوية: سألت عَائِشَةَ أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. قَالَتْ: نَعَمْ. قُلْتُ: مِنْ أَيِّ الشَهْرٍ كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: لم يكن يُبَالِي مِنْ أَيِّ الشَّهْرِ كَانَ يَصُومُ. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
3011 - أبو قَتَادَةَ: أن رَجُلٌ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: كَيْفَ تَصُومُ؟ فَغَضِبَ (رسول الله) (¬1) - صلى الله عليه وسلم - من قوله، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ غَضَبَهُ قَالَ" رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ. وجَعَلَ يُرَدِّدُه حَتَّى سَكَنَ غَضَبُهُ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ قَالَ: ((لا صَامَ وَلا أَفْطَرَ - أَوْ قَالَ- لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ)). قَالَ: كَيْفَ بمَنْ يَصُومُ يَوْمَيْنِ وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: ((وَيُطِيقُ ذَلِكَ أَحَدٌ)). قَالَ: كَيْفَ بمَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: ((ذَلكَ صيام دَاوُدَ)). قَالَ: كَيْفَ بمَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمَيْنِ؟ قَالَ: ((وَدِدْتُ أَنِّي طُوِّقْتُ ذَلِكَ)). ثُمَّ قَالَ: ((ثَلاثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ هَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ)) (¬2). ¬
3012 - وفي رواية: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ الإثْنَيْنِ؟ قَالَ: ((ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ وْأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ)). لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3013 - ابنُ مسعود: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ مِنْ غُرَّةِ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
3014 - عَامِرُ بْنِ مَسْعُودٍ أرسله: ((الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ)). للترمذي (¬1). ¬
3015 - أبو سعيد: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الفطر وَيَوْمِ النحر. للشيخين والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
3016 - مَالِكُ: سَمِعَ أَهْلَ الْعِلْمِ يَقُولُونَ: لا بَأْسَ بِصِيَامِ الدَّهْرِ إِذَا أَفْطَرَ الأَيَّامَ الَّتِي نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صِيَامِهَا وَهِيَ: أَيَّامُ مِنًى وَيَوْمُ الأَضْحَى وَيَوْمُ الْفِطْرِ، وَذَلِكَ أَحَبُّ مَا سَمِعْتُ إِلَيَّ (¬1). ¬
3017 - أبو عُبَيْدة مَوْلَى ابن أزهر: شَهِدْتُ عُمَرَ فِي يَوْمِ نحْرِ بَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْ صَوْمِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ، أَمَّا يَوْمُ الْفِطْرِ فَفِطْرُكُمْ مِنْ صَوْمِكُمْ وَعِيد الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَّا يَوْمُ الأَضْحَى فَكُلُوا مِنْ لُحُومِ نُسُكِكُمْ. لأبي داود والترمذي وللشيخين مطولاً (¬1). ¬
3018 - سليمانُ بنُ يسار: أن رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نهى عَنْ صوم أَيَّام التَّشْرِيقِ. لمالك (¬1). ¬
3019 - نُبَيْشَةُ الْهُذَلِي رفعه: ((أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ)). لمسلم (¬1). ¬
3020 - صِلَةُ بْنُ زُفَرَ: كُنَّا عِنْدَ عَمَّارِ في اليوم الذي يشك فيه من شعبان أو رمضان، فأتينا بِشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ، فَتَنَحَّى بَعْضُ الْقَوْمِ فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ عَمَّارٌ" مَنْ صَامَ هذا الْيَوْمَ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم -. لأصحاب السنن (¬1). ¬
3021 - مَالِكُ: سمعت أَهْلَ الْعِلْمِ يَنْهَوْنَ عن صوم الْيَوْم الَّذِي يُشَك فِيهِ أنه مِنْ شَعْبَانَ أو من رمضان إِذَا نَوَى بِهِ الفرض، وَيَرَوْنَ عَلَى مَنْ صَامَهُ عَلَى غَيْرِ رُؤْيَةٍ، ثُمَّ جَاءَ الثَّبْتُ أَنَّهُ رَمَضَانُ القَضَاءَ، وَلا يَرَوْنَ في ِصِيَامِهِ تَطَوُّعًا بَأْسًا (¬1). ¬
3022 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
3023 - ولهما وللشيخين والنسائي رفعه: ((لا يتقَدَّمن أحدكم رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أو يَوْمَيْنِ، إِلاَّ أن يكون كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ)) (¬1). ¬
3024 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قال: قال لي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((أما صُمْتَ مِنْ سُرَرِ هذا الشهر)) يعني آخر شَعْبَانَ قَالَ: لا قَالَ: ((إِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ)). للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
3025 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ. لأبي داود (¬1). ¬
3026 - مَيْمُونَةُ: أَنَّ النَّاسَ شَكُّوا فِي صِيَامِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ عَرَفَةَ؛ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِحِلابٍ وَهُوَ وَاقِفٌ فَشَرِبَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ. للشيخين (¬1). ¬
3027 - ابْنُ عُمَرَ: وسئل عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لا أَصُومُهُ وَلا آمُرُ بِهِ وَلا أَنْهَى عَنْهُ. للترمذي (¬1). ¬
3028 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي وَلا تختصوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الأَيَّامِ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
3029 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ السلمي، عَنْ أُخْتِهِ الصماء رفعته: ((لا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ، إِلاَّ فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلاَّ لِحَاءَ عِنَبَةٍ، أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضُغْهُ)). للترمذي وأبي داود، وقال: هذا منسوخ (¬1). ¬
3030 - كريبُ: أرْسلنِى ناسٌ إلَى أم سلمةَ أسألُها: أى الأيام كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أكْثر لَها صوماً؟ فقالَت: السبت والأحدُ، ويقولُ: ((هُما يوما عيدٍ للمشْرِكين؛ فأحب أنْ أخالِفََهُم)). ((للكبير)) (¬1). ¬
3031 - أبو أمامة رفعه: ((مَنْ صامَ يوم الأرْبعاء والخميسِ والجمعَةِ، بنَى اللهُ له بيتاً فى الجنة يُرَى ظاهِرهُ منْ باطِنِه، وباطِنُه مِنْ ظاهِرِه)). ((للكبير)) بضعف (¬1). ¬
3032 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّاد بْن جَعْفَرٍ: سَأَلْتُ جَابِرَ وَأَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَنَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ (¬1). ¬
3033 - ابْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: قلَّ ما رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُفْطِرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. هما للقزويني (¬1). ¬
فطر المسافر وغيره والقضاء والكفارة
فطر المسافر وغيره والقضاء والكفارة
3034 - جَابِرُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ فَصَامَ النَّاسُ، ثُمَّ دَعى بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَرفعه: حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ، ثُمَّ شَرِبَ فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صَامَ. فَقَالَ: ((أُولَئِكَ الْعُصَاةُ، أُولَئِكَ الْعُصَاةُ)). للترمذي ومسلم بلفظه (¬1). ¬
3035 - وللشيخين و ((الموطأ)) والنسائي، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: صام رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إذا بَلَغَ الْكدِيدـ الماء الذي بين قُديد وعُسْفان ـ أفطر فلم يزل مفطرًا حتى انسلخ الشهر. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَصَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ لِثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وكَانُوا يَتَّبِعُونَ الأَحْدَثَ فَالأَحْدَثَ مِنْ أَمْرِهِ، وَيَرَوْنَهُ النَّاسِخَ الْمُحْكَمَ (¬1). ¬
3036 - وفى رواية: صام من المدينة حتى أتى قديدا فأفطر حتى أتى مكة (¬1). ¬
3037 - أبو سَعِيدٍ: بَلَغَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْفَتْحِ مَرَّ الظَّهْرَانِ فَآذَنَنَا بِلِقَاءِ الْعَدُوِّ، فَأَمَرَنَا بِالْفِطْرِ فَأَفْطَرْنَا أَجمعين. للترمذي (¬1). ¬
3038 - أَنَسُ: كُنَّا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي السَّفَرِ فَمِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً فِي يَوْمٍ حَارٍّ أَكْثَرُنَا ظِلًّا صَاحِبُ الْكِسَاءِ، فمِنَّا مَنْ يَتَّقِي الشَّمْسَ بِيَدِهِ فَسَقَطَ الصُّوَّامُ، وَقَامَ الْمُفْطِرُونَ فَضَرَبُوا الأَبْنِيَةِ وَسَقَوُا الرِّكَابَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالأَجْرِ)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
3039 - جَابِرُ: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فَرَأَى رَجُلاً قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَقَدْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: ((مَا لَهُ)) فقَالُوا: رَجُلٌ صَائِمٌ، فَقَالَ: ((لَيْسَ من الْبِرِّ أَنْ تَصُومُوا فِي السَّفَرِ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3040 - أبو موسى: قال لرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أمِنْ ام بر ام صوم في ام سفر فقاَل: ((لَيْسَ مِنِ ام بر ام صوم فِي امْ سَفَرِ)). لرزين وأحمد ((والكبير)) (¬1). ¬
3041 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَالَ: الصَّائِمُ فِي السَّفَرِ كَالْمُفْطِرِ فِي الْحَضَرِ. للنسائي (¬1). ¬
3042 - أنسُ بنُ مالك من بني عبد الله بن كعب رفعه: ((إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ شَطْرَ الصَّلاةِ عن المسافر، وأرخص له في الإفطار، وأرخص فيه للمرضع والحبلى إذا خافتا على ولديهما)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
3043 - أبو سَعِيدٍ: كُنَّا نسافر مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَمِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ، فَلا يَجِدُ الْمُفْطِرُ على الصائم ولا الصَّائِمُ على المفطر، وكانوا يَرَوْنَ أَنَّه مَنْ وَجَدَ قُوَّةً فَصَامَ فحَسَنٌ، ومَنْ وَجَدَ ضَعْفًا فَأَفْطَرَ فحَسَنٌ. لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
3044 - عَائِشَةُ: أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الأَسْلَمِي قَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَصُومُ فِي السَّفَرِ؟ وَكَانَ كَثِيرَ الصِّيَامِ، فَقَالَ: ((إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ)). للستة (¬1). ¬
3045 - ولأبي داود، والنسائي: عَنْ حَمْزَةَ نفسه أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنه صَاحِبُ ظَهْرٍ يُسَافِرُ عَلَيْهِ، ورُبَّمَا صَادَفَه رَمَضَانُ قوياً شاتياً، ويجد أن الصومَ -[515]- أَهْوَنُ عَلَيه مِنْ أَنْ يؤخره فَيَكُونُ دَيْنًا، وقال: أَفَأَصُومُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْظَمُ لأَجْرِي أَوْ أُفْطِرُ؟ فقَالَ: ((أَيُّ ذَلِكَ شِئْتَ يَا حَمْزَةُ)) (¬1). ¬
3046 - مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: أَتَيْتُ أَنَسًا فِي رَمَضَانَ، وَهُوَ يُرِيدُ سَفَرًا، وَقَدْ رُحِلَتْ إليه رَاحِلَتُهُ وَلَبِسَ ثِيَابَ السَّفَرِ، فَدَعَا بِطَعَامٍ فَأَكَلَ، فَقُلْتُ لَهُ: سُنَّةٌ، فقَالَ: سُنَّةٌ ثُمَّ رَكِبَ. للترمذي (¬1). ¬
3047 - مَالِكٌ بَلَغَهُ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ فِي رَمَضَانَ فَعَلِمَ أَنَّهُ دَاخِلٌ الْمَدِينَةَ مِنْ أَوَّلِ يَوْمِهِ، دَخَلَ وَهُوَ صَائِمٌ (¬1). ¬
3048 - مَنْصُورٌ الْكَلْبِيُّ: أَنَّ دِحْيَةَ بْنَ خَلِيفَةَ خَرَجَ مِنْ قَرْيته إِلَى قَدْرِ ثَلاثَة أَمْيَالٍ فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ إِنَّهُ أَفْطَرَ وَأَفْطَرَ مَعَهُ أنَاسٌ، وَكَرِهَ آخَرُونَ أَنْ يُفْطِرُوا، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى قَرْيَتِهِ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا -مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَرَاهُ- إِنَّ قَوْمًا رَغِبُوا عَنْ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ اقْبِضْنِي إِلَيْكَ (¬1). ¬
3049 - عُبَيْدُ بْنُ جَبْرٍ: كُنْتُ مَعَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِي فِي سَفِينَةٍ مِنَ الْفُسْطَاطِ فِي رَمَضَانَ فرجع، فَلَمْ يُجَاوِزِ الْبُيُوتَ حَتَّى دَعَا بِالسُّفْرَةِ، قَالَ: اقْتَرِب، قُلْتُ: أَلَسْتَ تَرَى الْبُيُوتَ، قَالَ أَبُو بَصْرَةَ: أَتَرْغَبُ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ جَعْفَرٌ فِي حديثه فَأَكَلَ. هما لأبي داود (¬1). ¬
3050 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِه صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، وَإِنْ صَامَهُ)). للبخاري، وأبي داود، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
3051 - أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ: أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يَوْمَ غَيْمٍ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ قِيلَ لهاشم: أفَأُمِرُوا بِالْقَضَاءِ؟ قَالَ: لا بُدَّ مِنْ القَضَاءِ. للبخاري، وأبي داود (¬1). ¬
3052 - نَافِعٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: يَصُومُ رَمَضَانَ مُتَتَابِعًا مَنْ أَفْطَرَهُ مِنْ مَرَضٍ أَوْ فِي سَفَرٍ (¬1). ¬
3053 - ابْنُ شِهَابٍ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، وابن عباس اخْتَلَفَا فِي قَضَاءِ رَمَضَانَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يُفَرِّقُ بَيْنَهُ، وَقَالَ الآخَرُ: لا يُفَرِّقُ. هما لمالك (¬1). ¬
3054 - عَائِشَةُ: كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلاَّ فِي شَعْبَانَ، وذلك لمكان رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. للستة (¬1). ¬
3055 - وعنها رفعته: ((مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صوم صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ)). للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
3056 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا مَرِضَ الرَّجُلُ فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يَصُمْ أُطْعِمَ عَنْهُ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ قَضَاء وَإِنْ كان عليه نَذْرٌ قَضَى عَنْهُ وَلِيُّهُ. لأبي داود (¬1). ¬
3057 - وعنه قالت امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ نَذْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: ((أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ فَقَضَيْتِيهِ أَكَانَ يُؤَدِّي ذَلِكِ عَنْهَا؟)) قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَصُومِي عَنْ أُمِّك)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3058 - مَالِكٌ بَلَغَهُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُسْأَلُ هَلْ يَصُومُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ؟، أَوْ يُصَلِّي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ؟ فَيَقُولُ: لا (¬1). ¬
3059 - عَائِشَةُ: كنت أنا وَحَفْصَةَ صائمتين، فَأُهْدِيَ لنا طَعَامٌ فأكلنا منه، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ حَفْصَةُ وَبَدَرَتْنِي -وَكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا- يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي أَصْبَحْتُ أَنَا وَعَائِشَةُ صَائِمَتَيْنِ مُتَطَوِّعَتَيْنِ، فَأُهْدِيَ لنا طَعَامٌ فَأَفْطَرْنَا عَلَيْهِ، قَالَ: اقْضِيَا مَكَانَهُ يَوْمًا. لمالك، والترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
3060 - وعنها: إِنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقَالَ إِنَّهُ احْتَرَقَ فقَالَ: مَا لَكَ؟ قَالَ: أَصَبْتُ أَهْلِي فِي رَمَضَانَ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِكْتَلٍ يُدْعَى الْعَرَقَ، فَقَالَ: ((أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ)) قَالَ: أَنَا، قَالَ: ((تَصَدَّقْ بِهَذَا)). للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
3061 - وللستة إلا النسائي عن أبي هُرَيْرَةَ: بينما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَلَكْت قَالَ: ((مَا لَكَ؟)) قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ، قَالَ: ((هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟)) قَالَ: لا، قَالَ: ((فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟)) قَالَ: لا، قَالَ: ((هَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا)) قَالَ: لا. قَالَ: ((اجلس)) فأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِعَرَقٍ فِيه تَمْرٌ، ثم قَالَ: ((أَيْنَ السَّائِلُ؟)) قَالَ: أَنَا، قَالَ: ((خُذ هذا فَتَصَدَّقْ بِهِ)) فَقَالَ: عَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا - يُرِيدُ الْحَرَّتَيْنِ- أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: ((أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ)) (¬1). ¬
وفي رواية زاد: ((وصم يوما، واستغفر الله)) (¬1). ¬
3062 - مَالِكُ بَلَغَهُ: أَنَّ أَنَسًا كَبِرَ حَتَّى كَانَ لا يَقْدِرُ عَلَى الصوم، وكَانَ يَفْتَدِي (¬1). ¬
3063 - وعَنْه بَلَغَهُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ عَنِ الْمَرْأَةِ الْحَامِلِ إِذَا خَافَتْ عَلَى وَلَدِهَا وَاشْتَدَّ عَلَيْهَا الصِّيَامُ، قَالَ: تُفْطِرُ وَتُطْعِمُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، مُدًّا مِنْ حِنْطَةٍ بِمُدِّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
3064 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ، فَلْيُطْعِمْ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا)). للترمذي وقال: الصحيح أنه موقوف على ابن عمر (¬1). ¬
3065 - الْقَاسِمُ بنُ محمد: كَانَ يَقُولُ: مَنْ كَانَ عَلَيْهِ قَضَاءُ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَقْضِهِ وَهُوَ قَوِيٌّ حَتَّى جَاءَ رَمَضَانٌ آخَرُ، فَإِنَّهُ يُطْعِمُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا مُدًّا مِنْ حِنْطَةٍ، وَعَلَيْهِ ذَلِكَ الْقَضَاءُ. لمالك (¬1). ¬
3066 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ أَدْرَكَه رَمَضَانُ وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيْءٌ لَمْ يَقْضِهِ، لَمْ يُقَبَلْ مِنْهُ وَمَنْ صَامَ تَطَوُّعًا وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيْءٌ لَمْ يَقْضِهِ، فَإِنَّهُ لا يُقبَلُ مِنْهُ حَتَّى يَصُومَهُ)). لأحمد و «الأوسط» (¬1). ¬
3067 - عمرُ: كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا فاتهُ شيءٌ من رَمَضان قضاهُ في عَشْر ذِي الحجة. «للأوسط» و «الصغير» بضعف (¬1). ¬
الاعتكاف وليلة القدر وغيرهما
الاعتكاف وليلة القدر وغيرهما
3068 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((فِي الْمُعْتَكِفِ هُوَ يَعْكِفُ الذُّنُوبَ وَيُجْرَى لَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ كَعَامِلِ الْحَسَنَاتِ كُلِّهَا)). للقزويني بلين (¬1). ¬
3069 - عَائِشَةُ: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ. للستة (¬1). ¬
3070 - وفي رواية: كَانَ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ، فإِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ جاء مَكَانَهُ الَّذِي اعْتَكَفَ فِيهِ، قَالَ: فَاسْتَأْذَنَتْهُ عَائِشَةُ أَنْ تَعْتَكِفَ، فَأَذِنَ لَهَا فَضَرَبَتْ فِيهِ قُبَّةً، فَسَمِعَتْ بِهَا حَفْصَةُ فَضَرَبَتْ قُبَّةً، وَسَمِعَتْ زَيْنَبُ فَضَرَبَتْ قُبَّةً، فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الْغَدَاةِ أَبْصَرَ أَرْبَعَ قِبَابٍ فَقَالَ: ((مَا هَذَا؟)) فَأُخْبِرَ خَبَرَهُنَّ، فَقَالَ: ((مَا حَمَلَهُنَّ عَلَى هَذَا آلْبِرُّ؟ انْزِعُوهَا فَلا أَرَاهَا)) فَنُزِعَتْ فَلَمْ يَعْتَكِفْ فِي رَمَضَانَ حَتَّى اعْتَكَفَ فِي آخِرِ الْعَشْرِ مِنْ شَوَّالٍ (¬1). ¬
3071 - وفي أخرى: كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ودَخَلَ مُعْتَكَفَهُ بنحوه، وفيه: فَلَمَّا صَلَّى الْفَجْرَ نَظَرَ فَإِذَا الأَخْبِيَةُ فَقَالَ: ((آلْبِرَّ يرِدْنَ؟)) فَأَمَرَ بِخِبَائِهِ فَقُوِّضَ، وَتَرَكَ الاعتكَافَ فِي رَمَضَانَ حَتَّى اعْتَكَفَ فِي الْعَشْرِ الأولِ مِنْ شَوَّالٍ (¬1). ¬
3072 - وفي أخرى: اعْتَكَفَ عِشْرِينَ مِنْ شَوَّالٍ (¬1). ¬
3073 - أبو هُرَيْرَةَ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَعْتَكِفُ كُلَّ رَمَضَانَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ. للبخاري، وأبي داود (¬1). ¬
3074 - أمَّ سلمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعْتكفَ أول سنةٍ العشر الأوَل ثم اعْتكفَ العشر الأوْسَط، ثم اعْتكفَ العشر الأوَاخر، وقالَ: ((إنى رأيتُ ليلةَ القَدْر فِيها فأنْسيتها)) فلَم يَزل يعْتكفُ فِيهن حتى تُوفي. ((للكبير)) (¬1). ¬
3075 - أَنَسُ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَعْتَكِفْ عَامًا، فَلَمَّا كَانَ من الْعَامِ الْمُقْبِلِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ. للترمذي (¬1). ¬
3076 - عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَكُونُ مُعْتَكِفًا فِي الْمَسْجِدِ، فَيُنَاوِلُنِي رَأْسَهُ مِنْ خَلَلِ الْحُجْرَةِ فَأَغْسِلُ رأسه، وَأَنَا حَائِضٌ. للستة (¬1). ¬
3077 - وفي رواية: وكَانَ لا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلاَّ لِحَاجَةِ الإنْسَانِ (¬1). ¬
3078 - وفي أخرى: كَانَ يَمُرُّ بِالْمَرِيضِ، وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فَيَمُرُّ، وَلا يُعَرِّجُ يَسْأَلُ عَنْهُ (¬1). ¬
3079 - وفي أخرى: قَالَتِ: والسُّنَّةُ للْمُعْتَكِفِ: أَنْ لا يَعُودَ مَرِيضًا، وَلا جَنَازَةً، وَلا يَمَسَّ امْرَأَةً وَلا يُبَاشِرَهَا، وَلا يَخْرُجَ لِحَاجَةٍ إِلاَّ لِمَا لا بُدَّ مِنْهُ، وَلا اعْتِكَافَ إِلاَّ بِصَوْمٍ، وَلا اعْتِكَافَ إِلاَّ فِي مَسْجِدٍ جَامِعٍ (¬1). ¬
3080 - صَفِيَّةُ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُعْتَكِفًا، فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلاً فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قُمْتُ لأَنْقَلِبَ، فَقَامَ مَعِيَ لِيَقْلِبَنِي، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ، فَمَرَّ رَجُلانِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَسْرَعَا، فَقَالَ: ((عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ)) فَقَالا: سُبْحَانَ اللَّهِ! يَا رَسُولَ اللَّهِ! فقَالَ: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابن آدم مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرَّاً أَوْ قَالَ: شَيْئاً)) (¬1). للشيخين، وأبي داود. ¬
3081 - ابْنُ عُمَرَ: أنِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا اعْتَكَفَ طُرِحَ لَهُ فِرَاشُهُ، أَوْ يُوضَعُ لَهُ سَرِيرُهُ، وَرَاءَ أُسْطُوَانَةِ التَّوْبَةِ. للقزويني (¬1). ¬
3082 - وعنها: أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، قَالَ: ((فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ)). للستة إلا مالكًا، وفي رواية يومًا (¬1). ¬
3083 - أبو لَيْلَى: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اعْتَكَفَ فِي قُبَّةٍ مِنْ خُوصٍ. لأحمد، و ((الكبير)) بضعف (¬1). ¬
3084 - مَالِكٌ: أَنَّهُ سَمِعَ مَنْ يَثِقُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُرِيَ أَعْمَارَ النَّاسِ قَبْلَهُ، - أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ- فَكَأَنَّهُ تَقَاصَرَ أَعْمَارَ أُمَّتِهِ أَنْ لا يَبْلُغُوا مِنَ الْعَمَلِ مِثْلَ الَّذِي بَلَغَ غَيْرُهُمْ فِي طُولِ الْعُمْرِ، فَأَعْطَاهُ اللَّهُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (¬1). ¬
3085 - أَنَسُ: دَخَلَ رَمَضَانُ، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلاَّ مَحْرُومٌ)) (¬1). للقزويني. ¬
3086 - يُوسُفُ بْنُ سَعْدٍ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بَعْدَ مَا بَايَعَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: سَوَّدْتَ وُجُوهَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ يَا مُسَوِّدَ وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: لا تُؤَنِّبْنِي رَحِمَكَ اللَّهُ فَإِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُرِيَ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِهِ فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَنَزَلَتْ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} يَا مُحَمَّدُ يَعْنِي نَهْرًا فِي الْجَنَّةِ وَنَزَلَتْ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} تمْلِكُهَا بَعْدَكَ بَنُو أُمَيَّةَ يَا مُحَمَّدُ، قَالَ الْقَاسِمُ بن الفضل: فَعَدَدْنَاهَا، فَإِذَا هِيَ أَلْفُ شَهْرٍ لا تزِيدُ يَوْمًا وَلا تنْقُصُ يومًا. للترمذي (¬1). ¬
3087 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْمَنَامِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، وقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَرَى رُؤْيَاكُمْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِر)) ِ (¬1). ¬
3088 - وفي رواية: ((فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ)). لمالك، والشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
3089 - أبو سَعِيدٍ: اعْتَكَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعَشْرَ الأَوْسَطَ، فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةَ عِشْرِينَ نَقَلْنَا مَتَاعَنَا، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: ((مَنْ كَانَ اعْتَكَفَ، فَلْيَرْجِعْ إِلَى مُعْتَكَفِهِ، فَإِنِّي أريت هَذِهِ اللَّيْلَةَ وَرَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ))، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مُعْتَكَفِهِ، هَاجَتِ السَّمَاءُ، فَمُطِرْنَا فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَقَدْ هَاجَتِ السَّمَاءُ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَلَى عَرِيش فَلَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى أَنْفِهِ وَأَرْنَبَتِهِ أَثَرَ الْمَاءِ وَالطِّينِ (¬1). ¬
3090 - وفي رواية: اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ، فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ، فَدَنَوْا مِنْهُ، فَقَالَ: ((إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوَّلَ، أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ إني اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ، فَقِيلَ لِي: إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ، فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ، قَالَ وَإِنِّي رأيتها لَيْلَةَ وِتْرٍ، وَإِنِّي أَسْجُدُ في صَبِيحَتِهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ بنحوه)) (¬1). ¬
3091 - وفي أخرى قال: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهَا كَانَتْ أُبِينَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ التي خَرَجْتُ لأَخْبِرَكُمْ بِهَا، فَجَاءَ رَجُلانِ يَحْتَقَّانِ مَعَهُمَا الشَّيْطَانُ، فَنُسِّيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، الْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ)) قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ: إِنَّكُمْ بالعدد أَعْلَمُ مِنَّا، قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: قُلْتُ: مَا التَّاسِعَةُ وَالسَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ؟ قَالَ: إِذَا مَضَتْ وَاحِدَةٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا، ثنتان وَعِشْرِون فهِيَ -[523]- التَّاسِعَةُ، فَإِذَا مَضَتْ ثَلاثٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا السَّابِعَةُ، فَإِذَا مَضَى خَمْسٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا الْخَامِسَةُ للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
3092 - أنسٌ: أن الجهني قالَ: يا رسولَ اللهِ، لا نَستطيعُ أنْ نَحضر هذا الشهر، فأخْبرنا بِلَيلةِ القَدْر، قال: ((احْضَر السبع الأوَاخرَ من الشهر)) قال: لا أستْطَيعُ، قال: ((التَمسْها ليلةً سابعةً تَبقى، وهي هذه الليلة)) قلت: يا رسولَ اللهِ هذه لَيلةُ ثلاثٍ وعشْرِينَ، وهي لثمانٍ َتبقَيْن، قال: ((هكذَا الشهر ينقصُ وهو سبْعٌ تبقَيْن)). للموصلي بخفي (¬1). ¬
3093 - وعنه أنه قال: يارسُولَ اللهِ أخْبرنِي أي ليلةٍ نبْتغي فيها لَيلَة القَدْر؟ فقالَ: ((لَولا أنْ يترك الناسُ الصلاةَ إلا تِلك الليلَة لأخْبرتُك)). ((للكبير)) (¬1). ¬
3094 - عبدُ الله بنُ أنيس الجهنيُّ: أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَهْطٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ يَسْأَلُونَكَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ: ((كَمِ اللَّيْلَةُ؟)) فَقُلْتُ: اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ، قَالَ: ((هِيَ اللَّيْلَةُ))، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: ((أَوِ الْقَابِلَةُ)) يُرِيدُ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ. لأبي داود (¬1). ¬
3095 - وعنه رفعه: ((أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَأَرَانِي صُبْيحَتهَا أني أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ)) قَالَ: فَمُطِرْنَا لَيْلَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَانْصَرَفَ، وَإِنَّ أَثَرَ الْمَاءِ وَالطِّينِ عَلَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ يَقُولُ: ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ. للشيخين والموطأ وأبي داود بلفظ البخاري (¬1). ¬
3096 - ابْنُ عَبَّاسٍ قال: ((الْتَمِسُوها فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ)). للبخاري (¬1). ¬
3097 - بِلالٍ رفعه: ((لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ)). لأحمد (¬1). ¬
3098 - أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قِيلَ لَهُ: إن ابن مَسْعُودٍ يَقُول: مَنْ قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ يَحْلِفُ لا يستثني، وَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيَّ لَيْلَةٍ هِيَ، هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقِيَامِهَا هِيَ لَيْلَةُ سَبْعٍ وعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تصبح الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا. لمسلم، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
3099 - وفي رواية: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهَا لَيْلَةٌ صَبِيحَتُهَا. تَطْلُعُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ، فَعَدَدْنَا وَحَفِظْنَا، وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ، وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَلَكِنْ كَرِهَ أَنْ يُخْبِرَكُمْ فتتكلوا (¬1). ¬
3100 - ابْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في ليلة القدر: ((اطْلُبُوهَا في لَيْلَة [سَبْعَ وعَشْرين] مِنْ رَمَضَانَ، وَلَيْلَة إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَلَيْلَة ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ)) ثُمَّ سَكَتَ. أبو داود (¬1). ¬
3101 - أبو بَكْرَةَ رفعه: ((الْتَمِسُوهَا فِي تِسْعٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ فِي سَبْعٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ فِي خَمْسٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ ثَلاثِ أَو آخر لَيْلَةً)). أبو داود (¬1). ¬
3102 - ابنُ الْمُسَيَّبِ: قال مَنْ شَهِدَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ في جماعة، فَقَدْ أَخَذَ بِحَظِّهِ مِنْهَا. لمالك (¬1). ¬
3103 - عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رفعه: ((التمسوها فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَإِنَّهَا وَتْرٌ في إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ -[525]- ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أو تسع وعشرين، أَوْ في آخِرِ لَيْلَةٍ، فمَنْ قَامَهَا إيمانًا واحْتِسَابًا، ثم وفقت له غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وما تأخر)). ((للكبير))، وأحمد (¬1). ¬
3104 - وله: ((إِنَّ أَمَارَتها: أَنَّهَا صَافِيَةٌ بَلْجَةٌ كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا سَاطِعًا، سَاكِنَةٌ لا بَرْدَ فِيهَا وَلا حَرَّ، لا يرمى فيها بكَوْكَبٍ، والشَّمْسُ في صبيحتها لا شُعَاعَ لها مِثْلَ الْقَمَرِ الْبَدْرِ)) (¬1). ¬
3105 - وزاد ((الكبير)) بضعف عن واثلة بن الأسقع رفعه: ((لا سحاب فيها ولا مطر ولا ريح)) (¬1). ¬
3106 - ولأحمد والبزار: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّهَا لَيْلَةُ سَابِعَةٍ، أَوْ تَاسِعَةٍ وَعِشْرِينَ، وإِنَّ الْمَلائِكَةَ في تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي الأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى)) (¬1). ¬
3107 - و «للأوسط» بضعفٍ عنه رفعه:: ((التَمسُوا ليلة القدر في سَبْع عَشَرَةَ، أوْ تِسعْ عَشَرةَ، أوْ إحْدَى وعشْرِينَ، أوْ ثلاثٍ وعشْرينَ، أوْ خَمْس وعِشرينَ، أوْ سبَعْ وعِشرين، أوْ تِسعْ وعِشْرينَ)) (¬1). ¬
3108 - ابن عُمَرَ: سُئِلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ: ((هِيَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ)). لأبي داود (¬1). ¬
3109 - أبو هُرَيْرَةَ: تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((أَيُّكُمْ يَذْكُرُ ليلة طَلَعَ الْقَمَرُ، وَهُوَ مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ)) (¬1). ¬
3110 - جَابِرُ رفعه: ((إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يسئل اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ)). هما لمسلم (¬1). ¬
3111 - عَائِشَةُ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً، فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ فَقَالَ: ((أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ تعالى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى سَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ)). للترمذي وزاد رزين: ((ممن استحق النار)) (¬1). ¬
3112 - أبو مُوسَى رفعه: ((إِنَّ اللَّهَ تعالى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ)). للقزويني بلين (¬1). ¬
كتاب المناسك
كتاب المناسك
فضل الحج، ووجوبه، وفضل العمرة وسنيتها، وفضل يوم عرفة
فضل الحج، ووجوبه، وفضل العمرة وسنيتها، وفضل يوم عرفة
3113 - عَائِشَةُ: قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ! نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الأعمال، أَفَلا نُجَاهِدُ؟ قَالَ: لا. ((لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ وأجمله حَجٌّ مَبْرُورٌ، ثم لزوم الحصر)) قالت: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري والنسائي بلفظه (¬1). ¬
3114 - ابنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلحجة الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ، وما من مؤمن يظل يومه محرمًا إلا غابت الشمس بذنوبه)) للنسائي والترمذي بلفظه (¬1). ¬
3115 - وللبزار: عن جابر نحوه بلفظه: ((فإنهما ينفيان الفقر والذنوبَ)) (¬1). ¬
3116 - و ((للكبير)) بضعف: عن عامر بن ربيعة: ((فإن متابعة ما بينهما تزيد في العمر والرزق وتنفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد)) (¬1). ¬
3117 - سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رفعه: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلاَّ لَبَّى ما على يَمِينِهِ وشِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ، أَوْ شَجَرٍ، أَوْ مَدَرٍ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا)). للترمذي (¬1). ¬
3118 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ)) (¬1). ¬
3119 - وفي رواية: ((مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)). للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
3120 - أُمُّ سَلَمَةٍ رفعته: ((مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ، أَوْ عُمْرَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ الأَقْصَى إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، أَوْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)) شَكَّ الراوي لأبي داود (¬1). ¬
3121 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ خَمْسِينَ مَرَّةً، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)) (¬1) للترمذي. ¬
3122 - وعنه أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لامْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهَا أُمُّ سِنَانٍ: ((مَا مَنَعَكِ أَنْ تَكُونِي حَجَجْتِ مَعَنَا؟)) قَالَتْ: نَاضِحَانِ كَانَا لأَبِي فُلانٍ ـ زَوْجِهَا ـ حَجَّ هُوَ وَابْنُهُ عَلَى أَحَدِهِمَا، وَكَانَ الآخَرُ يَسْقِي أرضًا لنا قَالَ: ((فَعُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
3123 - ولمالك وأبي داود: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن رَسُولِ مَرْوَانَ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَى أُمِّ مَعْقَلٍ قَالَتْ: جاء أَبُو مَعْقلٍ حَاجًّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ: قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ عَلَيَّ حَجَّةً فَانْطَلَقَا حَتَّى دَخَلا عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَلَيَّ حَجَّةً، وَإِنَّ لأَبِي مَعْقلٍ بَكْرًا قَالَ أَبُو مَعْقَلٍ: صَدَقَتْ جَعَلْتُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَعْطِهَا فَلْتَحُجَّ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)). فَأَعْطَاهَا الْبَكْرَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ قَدْ كَبِرْتُ، وَسَقِمْتُ فَهَلْ مِنْ عَمَلٍ يُجْزِئُ عَنِّي مِنْ حَجَّتِي؟ فقَالَ: ((عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تُجْزِئُ حَجَّةً)) (¬1). ¬
3124 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((جِهَادُ الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ وَالضَّعِيفِ، وَالْمَرْأَةِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ)). للنسائي (¬1). ¬
3125 - وعنه رفعه: ((الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللَّهِ، إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ، وَإِنِ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ)). للقزويني (¬1). ¬
3126 - جَابِرُ رفعه: ((مَا مِنْ مُحْرِمٍ يَضْحَى لِلَّهِ يَوْمَهُ، يُلَبِّي حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ إِلاَّ غَابَتْ بِذُنُوبِهِ فَعَادَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
3127 - عَائِشَةُ رفعته: ((مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عز وجل مِنْ إِهْرَاقِ الدِّماء؛ إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ في الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا)). للترمذي (¬1). ¬
3128 - زاد رزين: ((وإن لصاحب الأضحية بكل شعرة حسنة)) (¬1). ¬
3129 - ابْنِ عُمَرَ: أن رَجُلاً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَنِ الْحَاجُّ؟ قَالَ: ((الشَّعِثُ التَّفِلُ)) قَالَ: وأَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((الْعَجُّ وَالثَّجُّ)) قَالَ: ومَا السَّبِيلُ؟ قَالَ: ((الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ)). للترمذي (¬1). ¬
3130 - بُرَيْدَةُ، رفعه: ((النَّفَقَةُ فِي الْحَجِّ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بسبعمائة ضِعْفٍ)). لأحمد و «الأوسط» وفيه أبو زهير (¬1). ¬
3131 - جابرُ رفعه: ((ما أمْعرَ حاجٌ قط)) قِيل لجابرٍ: ما الإمعارُ؟ قال: ما اْفتقرَ. للأوسط والبزار (¬1). ¬
3132 - أبو هريرة رفعه: ((مَن خَرج حاجاً فماتَ كتب لَه أجْرُ الحاج إلَى يَوم القِيامةِ، ومن خرج غازياً فماتَ كتبَ لهُ أجْر الغازِي)). ((للأوسط)) (¬1). ¬
3133 - وعنه رفعه: ((يُغفُر للحاج ولمن اسْتَغفَر له الحاج)). ((للبزار)) (¬1). ¬
3134 - ابنُ عباس، قال: يا بَنى أخرجُوا مِنْ مكةَ حاجين مُشاةً حتى ترجعوا إلي مكة مُشاة، فَقد سَمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقول: ((إن الحاج الراكبَ لهُ بكل خطْوةٍ تخْطُوها راحلتُه سبُعونَ حَسنةً، وان الحاج الماشِىَ لهُ بكل خطْوةٍ يخْطُوها سبَعْمائه حسنة منْ حَسناتِ الحرمَ)) قيل: يا رسُولَ اللهِ وما حَسناتُ الحَرم؟ قال: ((الحسنةُ بمائة ألْف حَسنَةٍ)). البزار و «الكبير» و «الأوسط» (¬1). ¬
3135 - عن أبى هريرة، رفعه: ((مَن أم هذا البيتَ من الكسْب الحَرامِ، شَخصٌ في غير طاعَةِ اللهِ فإذا أهل ووضَع رِجلَه في الغَرْز أو الرِكاب، وانبعَثَت به راحلتُه، قالَ: لبيك اللهم لَبيك، ناداهُ منادٍ منَ السماء: لا لَبيك ولا سَعْديكَ، كسبُك حرامٌ، وزادُكَ حرامٌ وراحلتكَ حَرامٌ، فارْجع مأزوراً غير مأجورٍ، وأبْشِر بما يَسُوؤك، وإذا خَرَج الرجلُ حاجا بمالٍ حلالٍ ووضَعَ رِجله في الرِكاب وانْبَعثتْ بِه راحلتُه، قال: لبيك اللهم لَبيكَ. ناداهُ منادٍ منَ السماء: لبيك وسَعْديك، قَد أجَبتُكَ، راحِلُتكَ حلالٌ وثيِابكَ حلالٌ وزادكَ حلالٌ فارْجِع مأجُوراً غَير مأزورٍ. وأبْشِر بما يَسرك)). البزار بضعف (¬1). ¬
3136 - أبو سعيد رفعه: ((إن الله تعالَى يقولُ: إن عَبداً أصْححتُ لَه بدنَه، وأوْسَعت عليِه في الَرزِق ولم يِفَد إلىّ في كلَ أرْبعِة أعوامٍ لمحْروم)). للكبير والموصلي (¬1). ¬
3137 - وعنه خَطَب رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((أيها الناس قَدْ فُرِض عَلَيْكُمُ الْحَجُّ فحجوا)). فَقَالَ رَجُلٌ: أفِي كُلِّ عَامٍ يا رسول الله فَسَكَتَ حَتَّى قالها ثَلاثًا، ثم قال: ((ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ ولو قلت: نعم لوجبت ولما استطعتم، وإِنَّمَا أهَلَكَ مَنْ كَانَ -[531]- قَبْلَكُمْ كثرة سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالشَّيْءِ فأتوا منه مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ)). لمسلم والنسائي (¬1). ¬
3138 - عَلِيِّ: لَمَّا نَزَلَ {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَسَكَتَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أفِي كُلِّ عَامٍ؟ قَالَ: ((لا، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} الآية (¬1). ¬
3139 - وعنه رفعه: ((مَنْ مَلَكَ رَاحِلَةً وزادًا يبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الحرام، وَلَمْ يَحُجَّ فَلا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تعالى يَقُولُ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً})). هما للترمذي (¬1). ¬
3140 - أبو أُمَامَةَ رفعه: ((مَنْ لَمْ تمْنَعْهُ منِ الْحَجِّ حَاجَةٌ ظَاهِرَةٌ، أَوْ سُلْطَانٌ جَائِرٌ أَوْ مَرَضٌ حَابِسٌ فَمَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ؛ فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيّاً وَإِنْ شَاءَ نَصْرَانِيّاً)). للدرامي (¬1). ¬
3141 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((لا (صَرُورَةَ) (¬1) فِي الإسْلامِ)) (¬2). ¬
3142 - وعنه رفعه: ((مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ)). هما لأبي داود (¬1). ¬
3143 - وزاد القزويني بلين: ((فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ)) (¬1). ¬
3144 - أبو هريرة: أن رجلاً قالَ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: عليَّ حجةُ الإسْلامِ وعليَّ دينٌ؟ قال: ((اقْضِ دَينَك)). لرزين (¬1). ¬
3145 - ابنُ عباس، رفعه: ((أيما صبى حج ثُم بلَغ، فعليِه حجةٌ أخْرَى، وأيما أعْرابي حج ثم هاجَرَ فعليِه حجة أخْرىَ، وأيما عبدٍ حج ثم عُتِق فعليِه حجة أخْرَى)). ((للأوسط)) (¬1). ¬
3146 - جَابِرُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الْعُمْرَةِ واجِبَةٌ هِيَ؟ قَالَ: ((لا وَأَنْ تَعْتَمِرُوا فهُوَ أَفْضَلُ)) (¬1). ¬
3147 - ابنُ عباس قال: العمرة واجبة. هما للترمذي (¬1). ¬
3148 - ابنُ مسعود: كانَ يقرأ: وأتموا الحج والعُمْرة إلَى البيت، وكان يُقول: لَولا التحرج وأنى لم أسْمَع منْ رسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في ذلكَ شَيئاً لقلْتُ: العُمرةُ واجبةٌ. لرزين (¬1). ¬
3149 - ابنُ عمر: عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - في امرأةٍ لَها زوجٌ ولَها مالٌ، ولايأذنُ لَها زوْجُها في الحج، قال: ((لَيسَ لَها أنْ تَنطلقَ إلابإذْنِ زَوْجها)). ((للأوسط)) و ((الصغير)) (¬1). ¬
3150 - وعنه رفعه: ((إِنِّي لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا عمانُ يَنْضَحُ بناحيتها أو بِجَانِبِهَا الْبَحْرُ، الْحَجَّةُ مِنْهَا أَفْضَلُ مِنْ حَجَّتَيْنِ مِنْ غَيْرِهَا)). لأحمد (¬1). ¬
3151 - عَائِشَةُ رفعته: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عبيدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو يتجلى ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاءِ)). لمسلم والنسائي (¬1). ¬
3152 - طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ أرسله: ((مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلا أَدْحَرُ، وَلا أَحْقَرُ وَلا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لِمَا -[533]- يرى مِنْ تَنَزُّيلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِلاَّ مَا رأيَ يَوْمَ بَدْرٍ فإِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلائِكَةَ)). لمالك (¬1). ¬
3153 - عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: دَعَا لأَمَّتِهِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِالْمَغْفِرَةِ فَأُجِيبَ إِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ مَا خَلا الظَّالِمَ فَإِنِّي آخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنْهُ قَالَ: ((أَيْ رَبِّ إِنْ شِئْتَ أَعْطَيْتَ الْمَظْلُومَ مِنَ الْجَنَّةِ وَغَفَرْتَ لِلظَّالِمِ)). فَلَمْ يُجَبْ عَشِيَّتَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ بِالْمُزْدَلِفَةِ أَعَادَ الدُّعَاءَ فَأُجِيبَ إِلَى مَا سَأَلَ فَضَحِكَ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ قَالَ - تَبَسَّمَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنَّ هَذِهِ لَسَاعَةٌ مَا كُنْتَ تَضْحَكُ فِيهَا، فَمَا الَّذِي أَضْحَكَكَ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ؟ قَالَ: ((إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ لَمَّا عَلِمَ [أن] (¬1) اللَّهَ قَدِ اسْتَجَابَ دُعَائِي وَغَفَرَ لأَمَّتِي، أَخَذَ التُّرَابَ فَجَعَلَ يَحْثُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَيَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، فَأَضْحَكَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ جَزَعِهِ)). للقزويني بمجهول (¬2). ¬
3154 - بِلالِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ غَدَاةَجَمْعٍ: يَا بِلالُ أَسْكِتِ النَّاسَ)). ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي جَمْعِكُمْ هَذَا، فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ، وَأَعْطَي مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ فادْفَعُوا بِاسْمِ اللَّهِ)). للقزويني (¬1). ¬
3155 - طلحة بن عبيد الله بن كريز، أرسله: ((أفضلُ الايام يومُ عَرَفة إذا وَافقَ يَومَ جُمعةٍ وهو أفْضلُ مِنْ سَبْعين حجة في غيرِ يَومِ جُمْعةٍ، وأفضلُ الدعاءِ دُعاءُ يَوم عَرَفة، وأفْضلُ ما قلتهُ أنَا والنبيونَ مِنْ قَبلى: لاإله إلا الله وحْدَه لا شَرِيكَ لَه)). لرزين.
3156 - ابن عمر، رفعه: ((إذا كانَ عشية عرفَةَ لَم يبْقَ أحدُ في قَلْبه مِثقالُ حبةٍ منْ خَردلٍ منْ إيمانٍ الا غُفر له)) قلتُ: يا رسولَ اللهِ أهْلُ عَرفَة خاصة؟ قال: ((بلْ للمسْلِمين عامة)). للكبير بضعف (¬1). ¬
3157 - عبادة بن الصامت: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالَ يومَ عَرَفة: ((أيها الناسُ إن الله تطول عَليْكم في هذا اليَوْم فَغفَر لَكمُ إلا التبعاتِ فيما بَينكُم، ووهَبَ مُسيئَكُم لمحْسنِكم، وأعْطَى محسنكم ما سألَ، فادْفَعوا)) فلما كانَ بجمْعٍ قال: ((إن الله قد غَفَر لصَالِحيكم وشفَّع ِصالِحيكم في طالِحيكم تنزلُ الرحمةُ فتعمهُم، ثم تفرق المغْفرة في الأرْضِ فتَقعُ علَى كل تائبٍ ممن حَفظَ لِسانهَ ويدهُ، وإبليسُ وجنُوده علَى جِبالِ عَرَفات يْنظُرون ما يصْنَع الله بِهم، فإذا نَزلتِ المغْفرةُ دَعا هُو وجنُوده بالَويْل، ويقولُ: كنتُ أسْتفزهم حقباً منَ الدهر، ثم جاءتِ المغفْرةُ فَغشيْتهم، فيتفرقُون وهُم يدْعُون بالَويِل والثبور)). ((للكبير)) برجل لم يسم (¬1). ¬
3158 - أنس رفعه: ((إن الله تطول عَلى أهلِ عَرَفات يُباهي بِهُم الملائكةَ يقولُ: يا ملائِكتِي انظُروا إلَى عبادِي شُعثاً غُبراً أقبلُوا يضْربون إليَّ منْ كل فج عميقٍ فأشهِدكمُ أني قد أجبْتُ دُعاءهُم، وشفعت رغبتهم ووهبتُ مُسيئهم لمحْسِنِهم، وأعطيتُ مُحسِنيهم جميعَ ما يسألُونى غير التبعات التى بينهم، فإذا أفاض القوم إلى جمع ووقفوا وعادوا في الرغبة والطلب الى الله فيقولُ: يا ملائِكتي عبادِي وقفوا فعادُوا في الرغبةِ والطلب فأشهِدكم أني قد أجبتُ دُعاءهم وشفعت رغْبتَهم ووهبْتُ مُسيئهم لمحْسنِهم وأعطيتُ محسنيهم جَميعَ ما سألوني، وتكفلتُ عنهم التبعات التى بينْهَم)). للموصلي بضعف (¬1). ¬
3159 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه في مسجد منى، رجلٌ منَ الأنْصار ورجلٌ من ثَقيف فقالا: يا رسُولَ اللهِ جئناْ نسْألكَ. فقال: ((إن شِئتما أخْبرتُكما بما جِئتما تَسألاني عنهُ، وإنْ شِئتما أمسكُ وتسألاني؟)) فقالا: أخْبرنا يا رسول اللهِ. فقَال للأنصاري: ((جئتِنَي تسْألُني عَنْ مَخرجكَ مِن بيتكَ تؤم البيتَ الحرامَ وما لَكَ فيِه، وعَن ركعتيكَ بعدَ الطواف وما لكَ فِيهمَا، وعنْ طوافِك بين الصفا والمروةِ وماَ -[535]- لكَ فيِه، وعنْ وقُوفِك عشية عَرَفة ومَا لكَ فيِه، وعن رَمْيك الجِمارَ وماَ لكَ فيهِ، وعنْ نحْرِك وما لَكَ فيِه، وعن حَلْقك رأسكَ وما لَكَ فيِه، وعنْ طَوافكَ بالَبيْت بعد ذلكَ وما لَكَ فيهِ. فقالَ: والذى بعثِكَ بالحقَ لَعنْ هذا جئتُ أسْالكَ، قال: ((فإنك إذا خَرجْتَ من بيْتكَ تؤم البيتَ الحرامَ لا تَضعُ ناقتك خفا ولا تْرفعه إلا كَتَب الله لَك به حسنةً ومحا عَنْك خطَيئةً، وأما رَكْعتاكَ بعدَ الطوافِ كعِتقِ رقَبةٍ منْ بَني إسمْاعيلَ، وأما طَوافكَ بالصفا والمروَة كعِتِق سَبعينَ رقبةً، وأما وقُوفكَ عشية عرفَة فإن الله تعالى يهْبطُ إلَى سماءِ الدنيا فَيباهِى بكُم الملائكة، يقولُ: عِبادِي جاؤُوني شعْثاً غبرًا من كل فجً عميقٍ يرجُون جنتي فلَو كانَتْ ذنُوبُكم كعدَد الرملِ، أو كَقَطر المطَر، أو كزبَدِ البَحْر لغفرتُها، أفيضُوا عِبادي مغْفوراً لكم ولمْن شفَعتُم لَه، وأما رميكَ الجِمارَ فلكَ بكل حصاةٍ رَميتها تَكفيرُ كبيرةٍ منَ الموبقاتِ، وأما نحركَ فمذخورٌ لكَ عندَ ربك، وأما حِلاقُك رأسكَ فلكَ بكل شعرةٍ حَلقتها حسنةٌ وتمحَي عنْك بها خَطيئةٌ، وأما طَوافكَ بالبيْت بعدَ ذلكَ فإنك تطُوف ولاذَنبَ لكَ، يأتِى مَلكٌ حتى يضَع يَديِه بين كَتفيْك فيقولُ: اعْملْ فِيما يُسْتقبلُ فقد غُفر لكَ كل ما مَضَى)). البزار، ((والكبير)) (¬1). ¬
السفر وآدابه والركوب والارتداف
السفر وآدابه والركوب والارتداف
3160 - كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجُ فِي سَفَرٍ إِلاَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ. لأبي داود (¬1). ¬
3161 - صَخْرُ بنُ وداعة الْغَامِدِي رفعه: ((اللَّهُمَّ بَارِكْ لأَمَّتِي فِي بُكُورِهَا)). وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ من أَوَّلَ النَّهَارِ وَكَانَ صَخْرٌ تَاجِرًا فكَانَ يبعث تجارته أَوَّلَ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
3162 - ابْنُ عَبَّاسٍ: بَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فِي سَرِيَّةٍ فَوَافَقَ ذَلِكَ اليوم يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَغَدَا أَصْحَابُهُ فَقَالَ أَتَخَلَّفُ فَأُصَلِّي مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ، فَلَمَّا صَلَّى مَعَه رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَآهُ فَقَالَ: ((مَا مَنَعَكَ أَنْ تَغْدُوَ مَعَ أَصْحَابِكَ))؟ فَقَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ مَعَكَ ثُمَّ أَلْحَقَهُمْ قَالَ: ((لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَدْرَكْتَ فَضْلَ غَدْوَتِهِمْ)). الترمذي (¬1) ¬
3163 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لَوْ أَنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مِنَ الْوَحْدَةِ مَا سَرَى رَاكِبٌ بِلَيْلٍ)). يَعْنِي: وَحْدَهُ. للترمذي (¬1). ¬
3164 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((الشَّيْطَانُ يَهُمُّ بِالْوَاحِدِ وَالْاثْنَيْنِ، فَإِذَا كَانُوا ثَلاثَةً لَمْ يَهُمَّ بِهِمْ)). لمالك (¬1). ¬
3165 - عن أسلم قال: خرجتُ في سَفرٍ فلما رجعتُ قالَ لى عُمَر: مَنْ صَحبتَ؟ قلتُ: صحبتُ رجلاً منْ بَكر بن وائلٍ، فقالَ عمر: أما سَمعتَ قَول رسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أخُوكَ البكرى ولا تأمنْهُ. الطبراني في «الأوسط» بضعف (¬1). ¬
3166 - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ وَالثَّلاثَةُ رَكْبٌ)). الترمذي (¬1). ¬
3167 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((إِذَا خَرَجَ ثَلاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ)). لأبي داود (¬1). ¬
3168 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَعْطُوا الإبِلَ حَظَّهَا مِنَ الأَرْضِ وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ فَبَادِرُوا بِهَا نِقَيَهَا وَإِذَا عَرَّسْتُمْ فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ فَإِنَّهَا طُرُقُ الدَّوَابِّ وَمَأْوَى الْهَوَامِّ بِاللَّيْلِ)). مسلم (¬1). ¬
3169 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَ هَذَا، قَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ: ((حَقَّهَا وَلا تَعْدُوا الْمَنَازِلَ)). أبو داود (¬1). ¬
3170 - للموصلي نحوه، وزاد: ((وإذا تَغولت لَكم الغِيلانُ فبادِرُوا بالأذانَ ولا تُصلوا على جَوَاد الطَريِق ولا تنْزِلوا عَليها فإنها مأُوى الحياتِ والسباع)). للموصلى (¬1). ¬
3171 - عن عبد الرحمنِ بنِ عائذ، أرسله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاثةٌ لا يُحبهم اللهُ: رجلٌ نزلَ بيتاً خرباً، ورجلٌ نزلَ علَى طريقِ السبلِ، ورجلٌ أرْسلَ دابته ثم جَعَل يدْعو الله أن يحبِسَها)). الطبراني في «الكبير»، بلين (¬1). ¬
3172 - عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((عَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ)). أبو داود (¬1). ¬
3173 - عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ: كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلُوا مَنْزِلاً، قَالَ عَمْرٌو: كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْزِلاً تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ)). فَلَمْ يَنْزِلْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلاً إِلاَّ انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى يُقَالَ: لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ. أبو داود (¬1). ¬
3174 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ فَعَرَّسَ بِلَيْلٍ اضْطَجَعَ عَلَى يَمِينِهِ، وَإِذَا عَرَّسَ قُبَيْلَ الصُّبْحِ نَصَبَ ذِرَاعَهُ وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى كَفِّهِ. مسلم (¬1). ¬
3175 - عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَزْوَةَ كَذَا وَكَذَا فَضَيَّقَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ فَبَعَثَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - منادياً فنادى بالناس: من ضيّق منزلاً أو قطع طريقاً فلا جهاد له. لأبي داود (¬1). ¬
3176 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كُنَّا إِذَا نَزَلْنَا مَنْزِلاً لا نُسَبِّحُ حَتَّى تُحَلَّ الرِّحَالُ. أبو داود (¬1). ¬
3177 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ)) قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ. مسلم (¬1). ¬
3178 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَغْزُوَ فَقَالَ: ((يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ إِنَّ مِنْ إِخْوَانِكُمْ قَوْمًا لَيْسَ لَهُمْ مَالٌ وَلا عَشِيرَةٌ فَلْيَضُمَّ أَحَدُكُمْ إِلَيْهِ الرَّجُلَيْنِ أَوِ الثَّلاثَةِ فَمَا لأَحَدِنَا مِنْ ظَهْرٍ يَحْمِلُهُ إِلاَّ عُقْبَةٌ كَعُقْبَةِ)) -يَعْنِي: أَحَدِهِمْ- قَالَ: فَضَمَمْتُ إِلَيَّ اثْنَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً قَالَ: مَا لِي إِلاَّ عُقْبَةٌ كَعُقْبَةِ أَحَدِهِمْ مِنْ جَمَلِي. أبو داود (¬1). ¬
3179 - عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُمْ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَلَّفُ فِي الْمَسِيرِ فَيُزْجِي الضَّعِيفَ وَيُرْدِفُ وَيَدْعُو لَهُمْ. أبو داود (¬1). ¬
3180 - عن ابن عمر رفعه: ((سَفرُ المرأةِ مَع عَبْدها ضيَعةٌ)). للبزار، و ((الأوسط)) بضعف (¬1). ¬
3181 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يَحِلُّ لإمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَيْسَ مَعَهَا حُرْمَةٌ)). للبخاري (¬1). ¬
3182 - ومن رواياته: ((مسيرة يوم، ومسيرة ليلة، ومسيرة بريد، ومسيرة ثلاث)).
3183 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ يَوْمَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا أَوْ زَوْجُهَا)). مسلم في كتاب الحج (¬1). ¬
3184 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لا تَصْحَبُ الْمَلائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ وَلا جَرَسٌ)). مسلم (¬1). ¬
3185 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((الْجَرَسُ مَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ)). مسلم (¬1). ¬
3186 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لا تَصْحَبُ الْمَلائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جِلْدُ نَمِرٍ)). أبو داود (¬1). ¬
3187 - عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ: أَنَّ أَبَا بَشِيرٍ الأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَسُولاً قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَالنَّاسُ فِي مَبِيتِهِمْ لا يَبْقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلادَةٌ مِنْ وَتَرٍ وَلا قِلادَةٌ إِلاَّ قُطِعَتْ. أبو داود (¬1). ¬
3188 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ)). البخاري (¬1). ¬
3189 - عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا أَطَالَ أَحَدُكُمُ الْغَيْبَةَ فَلا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلاً)). البخاري (¬1). ¬
3190 - عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لا تَلِجُوا عَلَى الْمُغِيبَاتِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ أَحَدِكُمْ مَجْرَى الدَّمِ)). قُلْنَا وَمِنْكَ، قَالَ: ((وَمِنِّي، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمُ)) قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُهُمْ فِي مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ، وسَمِعْت عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمٌ)) يَعْنِي: أَسْلَمُ أَنَا مِنْهُ، قَالَ سُفْيَانُ: وَالشَّيْطَانُ لا يُسْلِمُ ((وَلا تَلِجُوا عَلَى الْمُغِيبَاتِ)) وَالْمُغِيبَةُ الْمَرْأَةُ الَّتِي يَكُونُ زَوْجُهَا غَائِبًا. الترمذي (¬1). ¬
3191 - قَالَ مَالِكٌ: لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يُجَاوِزَ الْمُعَرَّسِ إِذَا قَفَلَ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يُصَلِّيَ فِيهَا مَا بَدَا لَهُ لأَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَرَّسَ بِهِ. أبو داود (¬1). ¬
3192 - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -[نَهَاهُمْ أَنْ يَطْرُقُوا النِّسَاءَ لَيْلاً] [قَالَ ابن عباس فَطَرَقَ رَجُلانِ بَعْدَ نَهْيِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَوَجَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً]. الترمذي (¬1). ¬
3193 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يَرْكَبُ الْبَحْرَ إِلاَّ حَاجٌّ أَوْ مُعْتَمِرٌ أَوْ غَازٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّ تَحْتَ الْبَحْرِ نَارًا وَتَحْتَ النَّارِ بَحْرًا)). أبو داود (¬1). ¬
3194 - عن مطرف، قال: لا بأسَ بالتجارةِ في البَحْر وما ذَكرهُ اللهُ إلا بحق: {وتَرَى الفُلْك فيهِ مَواخِر لَتبتَغُوا مِنْ فَضَله}. لرزين.
3195 - عن أبي عمران، قال سألت جندب بن عبد الله، هل كنتم تسخّرون العجم؟ قال: كنا نسخّرهم من قرية إلى قرية يدلونا على الطريق ثم نخليهم. الطبراني في الكبير (¬1). ¬
3196 - عن ابن عباس، رفعه: ((إن لإبْليسَ مَردةً مَنَ الشياطِين يقُول لَهُم: عَليْكم بالحاج والمجاهِدَ فأضِلوهم عَنِ السبِيل)).الطبراني في الكبير بضعف (¬1). ¬
3197 - عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا صلى الفَجْر في السفر مشَى. الطبراني في الأوسط بلين والكبير (¬1). ¬
3198 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: حَجَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ مُشَاةً مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ وَقَالَ: ((ارْبُطُوا أَوْسَاطَكُمْ بِأُزُرِكُمْ)) وَمَشَى خِلْطَ الْهَرْوَلَةِ. ابن ماجة بضعف (¬1). ¬
3199 - عن أبي هريرة، رفعه: ((إذا حَملْتم فأخروا الحْملَ فإن الرِّجلَ مُوثقةٌ واليدَ معلقةٌ)). للبزار والأوسط بضعف (¬1). ¬
3200 - وعنه رفعه: ((إذا أرادَ أحدكُم سفرا فليسلم علَى إخْوانِه، فإنهم يزيدونه بدعائهم إلى دعائه خيرا)) (¬1). ¬
3201 - ابنُ عمر رفعه: ((سافِرُوا تصحوا وتسْلَموا)). هما «للأوسط» بضعف (¬1) ¬
3202 - وعنه: جاء غلام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنى أريد الحج، فمشى معه - صلى الله عليه وسلم -، فرفع رأسه إليه، فقال: ((يا غلام، زودك الله التقوى، ووجَّهك في -[542]- الخير، وكفاك الهم)) فلما رجع سلَّم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرفع رأسه إليه، وقال: ((يا غلام، تقبل الله حجك وكفَّر ذنبك، وأخلف نفقتك)). «للكبير» و «الأوسط» بضعف (¬1). ¬
3203 - عَائِشَةُ: قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِي، فَأَتَى زيد فَقَرَعَ الْبَابَ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عُرْيَانًا يَجُرُّ ثَوْبَهُ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ عُرْيَانًا قَبْلَها وَلا بَعْدَها، فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ. للترمذي (¬1). ¬
3204 - الشَّعْبِي: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَلَقَّى جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَالْتَزَمَهُ وَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ (¬1). ¬
3205 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حِينَ أَقْبَلَ مِنْ حَجَّتِهِ دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَأَنَاخَ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ، ثُمَّ دَخَلَهُ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ. قَالَ نَافِعٌ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ كَذَلِكَ يَصْنَعُ. هما لأبي داود (¬1). ¬
3206 - ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ اسْتَقْبَلَهُ أُغَيْلِمَةُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَحَمَلَ وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَآخَرَ خَلْفَهُ (¬1). ¬
3207 - وفي رواية: ذُكر عند عكرمة شر الثلاثة، فقال: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ حَمَلَ قُثَمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالْفَضْلَ خَلْفَهُ، أَوْ قُثَمَ خَلْفَهُ وَالْفَضْلَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَيُّهُمْ أشر شَرٌّ أَوْ أَيُّهُمْ أخَيْرٌ. للبخاري والنسائي. [7]
3208 - عبد الله بن جعفر، قال له ابن الزبير: أتذكر إذ تلقينا النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا وأنت وابن عباس، قال: نعم فحملنا وتركك. للشيخين (¬1). ¬
3209 - ولمسلم: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَعَمْ فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ (¬1). ¬
3210 - وفي رواية: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ تُلُقِّيَ بِصِّبْيَانِ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَإِنَّهُ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَسُبِقَ بِي إِلَيْهِ، فَحَمَلَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ جِيءَ بِأَحَدِ ابْنَيْ فَاطِمَةَ، فَأَرْدَفَهُ خَلْفَهُ فَأدَخَلْنَا الْمَدِينَةَ ثَلاثَةً عَلَى دَابَّةٍ. ولأبي داود نحوه (¬1). ¬
3211 - سلمة بن الأكوع: لَقَدْ قُدْتُ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ بَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ حَتَّى أَدْخَلْتُهُمْ حُجْرَته - صلى الله عليه وسلم - هَذَا قُدَّامَهُ وَهَذَا خَلْفَهُ. لمسلم والترمذي (¬1). ¬
3212 - أَنَس: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَقْفَلَهُ مِنْ عُسْفَانَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَقَدْ أَرْدَفَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَعَثَرَتْ نَاقَتُهُ، فَصُرِعَا جَمِيعًا، فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاَكَ، هل أصابك شيء؟ قَالَ: ((لا، ولكن عَلَيْكَ بالْمَرْأَةَ، فَقَلَبَ أبو طلحة ثَوْبًا عَلَى وَجْهِهِ وقصد قصدها، فألقى ثوبه عليها، فقامت المرأة، وَأَصْلَحَ لَهُمَا مَرْكَبَهُمَا فَرَكِبَا، وَاكْتَنَفْنَا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ)). فَلَمْ نزل نقول ذَلِكَ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ للبخاري (¬1). ¬
3213 - أبو الْمَلِيحِ عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَعَثَرَتْ الدابة، فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: ((لا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ، وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي، وَلَكِنْ قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ)). لأبي داود (¬1). ¬
3214 - عَبْدُ اللَّهِ بْن بُرَيْدَةَ: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: بَيْنَمَا النبي - صلى الله عليه وسلم - يَمْشِي، جَاءَ رَجُلٌ مَعَهُ حِمَارٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ارْكَبْ، وَتَأَخَّرَ الرَّجُلُ، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا، أَنْتَ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِكَ مِنِّي إِلاَّ أَنْ تَجْعَلَهُ لِي)).قَالَ: فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ لَكَ فَرَكِبَ. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
3215 - مُحَمَّد بْن حَمْزَةَ بن عمرو الأسلمي، عن أبيه رفعه: ((عَلَى كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ فَإِذَا رَكِبْتُمُوهَا، فَسَمُّوا اللَّهَ تعالى، ولا تُقَصِّرُوا عَنْ حَاجَاتِكُمْ)). لأحمد و «الكبير» و «الأوسط» (¬1). ¬
3216 - عقبة بن عامر رفعه: ((ما مِنْ راكبٍ يخلُو في سفره باللهِ وذِكْره إلا ردفهُ مَلَك، ولا يخْلُو بِشعرٍ ونْحوه إلا ردفهُ شيطانٌ)). للكبير (¬1). ¬
3217 - معاذ بن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ عَلَى قَوْمٍ وَهُمْ وُقُوفٌ عَلَى دَوَابَّ لَهُمْ وَرَوَاحِلَ، فَقَالَ لهم: ((ارْكَبُوهَا سَالِمَةً، وَدَعُوهَا سَالِمَةً، وَلا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ لأَحَادِيثِكُمْ فِي الطُّرُقِ وَالأَسْوَاقِ، فَرُبَّ مَرْكُوبَةٍ خَيْرٌ مِنْ رَاكِبِهَا، وأَكْثَرُ تَعَالَى مِنْهُ)). لأحمد (¬1). ¬
مواقيت الإحرام، وما يحل ويحرم للمحرم
مواقيتُ الإحرامِ، وما يحل ويحرم للمحرم
3218 - ابن عمر قال: أَشْهُرُ الْحَجِّ: شَوَّالٌ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَعشر من ذي الْحَجَّةِ. للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
3219 - هِشَام بْن عُرْوَةَ: أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَقَامَ بِمَكَّةَ تِسْعَ سِنِينَ يُهِلُّ بِالْحَجِّ لِهِلالِ ذِي الْحِجَّةِ، وَعُرْوَةُ مَعَهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ (¬1). ¬
3220 - الْقَاسِم بن محمد: أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا أَهْلَ مَكَّةَ! مَا شَأْنُ النَّاسِ يَأْتُونَ شُعْثًا، وَأَنْتُمْ مُدَّهِنُونَ، أَهِلُّوا إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلالَ. هما لمالك (¬1). ¬
3221 - عَطَاءٌ: كان ابن عمر إذا أتى متمتعًا يلبي بالحج يَوْمَ التَّرْوِيَةِ إِذَا صَلَّى الظُّهْرَ، وَاسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ (¬1). ¬
3222 - ابْنُ عَبَّاسٍ قال: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ لا تُحْرِمَ بِالْحَجِّ إِلاَّ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ. هما للبخاري في ترجمتين (¬1). ¬
3223 - وعنه: وَقَّتَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلأَهْلِ الشَّأمِ الْجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، قال: ((فَهُنَّ لَهُنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ، لِمَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَمَنْ كَانَ دُونَهُنَّ فَمُهَلُّهُ مِنْ أَهْلِهِ، وَكَذَلكَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْهَا)) (¬1). ¬
3224 - وفي رواية: ((وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ، فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3225 - وللقزويني: عَنْ جَابِرٍ نحوه وفيه: وَمُهَلُّ أَهْلِ الْمَشْرِقِ مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ لِلأُفُقِ، ثُمَّ قَالَ: ((اللهمَّ أَقْبِلْ بِقُلُوبِهِمْ)) (¬1). ¬
3226 - عَائِشَة: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَقَّتَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلأَهْلِ الشَّامِ وَمِصْرَ الْجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ الْعِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ، وَلأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ. لأبي داود، والنسائي بلفظه (¬1). ¬
3227 - ابْن عَبَّاسٍ: وَقَّتَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأَهْلِ الْمَشْرِقِ الْعَقِيقَ. للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
3228 - نَافِع: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَهَلَّ مِنَ الْفُرُعِ. لمالك (¬1). ¬
3229 - مَالِك، عَنِ الثِّقَةِ عِنْدَهُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَهَلَّ بحجة مِنْ إِيلِيَاءَ.
3230 - عُثْمَانُ: كره أَنْ يُحْرِمَ الرجل مِنْ خُرَاسَانَ وكرْمَانَ. للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
3231 - ابنُ عباس رفعه: لا يُجاوِز الوْقتَ إلا باحْرامٍ. «للكبير» (¬1). ¬
3232 - ابنُ عمرَ: سُئِلَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ، قَالَ: ((لا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ الْقَمِيصَ، وَلا الْعِمَامَةَ، وَلا الْبُرْنُسَ، وَلا السَّرَاوِيلَ، وَلا ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ وَلا زَعْفَرَانٌ، وَلا الْخُفَّيْنِ إِلاَّ أَنْ لا يَجِدَ نَعْلَيْنِ فَلْيَقْطَعْهُمَا، حَتَّى يَكُونَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ)). للستة (¬1). ¬
3233 - وعنه: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ينَهَى النِّسَاءَ فِي إِحْرَامِهِنَّ عَنِ الْقُفَّازَيْنِ وَالنِّقَابِ، وَمَا مَسَّ الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ مِنَ الثِّيَابِ، وَلْتَلْبَسْ بَعْدَ ذَلِكَ مَا أَحَبَّتْ مِنْ أَلْوَانِ الثِّيَابِ، من مُعَصْفَر أَوْ خَز، أَوْ حُلِي، أَوْ سَرَاوِيلَ، أَوْ قَمِيص، أَوْ خُف. لأبي داود (¬1). ¬
3234 - ابن عباس، رفعه: ((لا بأسَ أنْ يُحرمَ الرجلُ في ثَوبٍ مصْبوغٍ بزعفَران قَد غُسلَ فليسَ لَه نَفْض ولا درع)). للموصلي، والبزار، بضعف (¬1). ¬
3235 - وعنه: كُنَّ أزواجُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يخْتضبنَ بالحناءِ وهن مُحرماتٌ، ويلْبسنَ المعصْفَر وهن مُحرماتٌ. «للكبير» بلين (¬1). ¬
3236 - أميمة بنت رقيقة: أن أزواجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - كن يجْعلنَ عصائبَ فِيها الوَرْس والزعفران، فيعْصبنَ بها أسافِل شُعورهن عنْ جِباههن قبلَ أنْ يحْرمنَ ثم يْحرمنَ كذلك. للكبير (¬1). ¬
3237 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((مَنْ لَمْ يَجِدِ إزَارًا فَلْيَلْبَسْ سراويل، وَمَنْ لَمْ يَجِدِ نَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ)) للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3238 - يحيى بنُ يحيى: سمعت مالكًا وقد سئل عَمَّا ذُكِرَ عَنِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: ((فمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ))، يقَولُ: لَمْ أَسْمَعْ بِهَذَا، وَلا أَرَى أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ سَرَاوِيلَ؛ لأَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ لُبْسِ السَّرَاويل فِيمَا نَهَى عَنْهُ مِنْ لُبْسِ الثِّيَابِ الَّتِي لا يَنْبَغِي لِلْمُحْرِمِ أَنْ يَلْبَسَهَا، وَلَمْ يَسْتَثْنِ فِيهَا كَمَا اسْتَثْنَى فِي الْخُفَّيْنِ. «للموطأ» (¬1). ¬
3239 - عُمَر: وقد رَأَى عَلَى طَلْحَةَ ثَوْبًا مَصْبُوغًا وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا. قال: إِنَّمَا هُوَ مَدَرٌ، قَالَ: إِنَّكُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ أَئِمَّةٌ يَقْتَدِي بِكُمُ النَّاسُ، فَلَوْ أَنَّ رَجُلاً جَاهِلاً رَأَى هَذَا الثَّوْبَ لَقَالَ إِنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ الله كَانَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْمُصَبَّغَةَ فِي الإحْرَامِ، فَلا تَلْبَسُوا أَيُّهَا الرَّهْطُ مِنْ هَذِهِ الثِّيَابِ الْمُصَبَّغَةِ. لمالك (¬1). ¬
3240 - يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ أَنَّ رَجُلاً أَتَى إلى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ بِالْجِعْرَانَةِ قَدْ أَهَلَّ بِعُمْرَة، وَهُوَ مُصفِّرٌ لِحْيَتَهُ وَرَأْسَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَحْرَمْتُ بِعُمْرَةٍ، وَأَنَا كَمَا تَرَى، فَقَالَ: ((انْزِعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ، وَاغْسِلْ عَنْكَ الصُّفْرَةَ)). للستة (¬1). ¬
3241 - وفي رواية: ((واصنع فِي عُمْرَتِكَ مَا صنعت فِي حَجِّتكَ)) (¬1). ¬
3242 - ابْنُ عُمَرَ: كَانَ يَكْرَهُ الْمِنْطَقَةِ لِلْمُحْرِمِ (¬1). ¬
3243 - وعنه: مَا فَوْقَ الذَّقَنِ مِنَ الرَّأْسِ فَلا يُخَمِّرْهُ الْمُحْرِمُ. هما لمالك (¬1). ¬
3244 - عَائِشَةُ: كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مُحْرِمَاتٌ، فَإِذَا جازوا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزنَا كَشَفْنَا. لأبي داود (¬1). ¬
3245 - وعنها: كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ وَيَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ بِطِيبٍ فِيهِ مِسْكٌ. للستة (¬1). ¬
3246 - وفي رواية: بِذَرِيرَةٍ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ (¬1). ¬
3247 - وفي أخرى: قال ابْنُ الْمُنْتَشِرِ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الرَّجُلِ يَتَطَيَّبُ ثُمَّ يُصْبِحُ مُحْرِمًا، فَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَحُ طِيبًا لأَنْ أَطَّلِيَ بِقَطِرَانٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ. فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا بقوله، فَقَالَتْ: أَنَا طَيَّبْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ إِحْرَامِهِ، ثُمَّ طَافَ فِي نِسَائِهِ ثُمَّ أَصْبَحَ مُحْرِمًا ينضح طيبًا (¬1). ¬
3248 - وفي أخرى لَقَدْ رَأَيْتُ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي مَفَارِقِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ ثَلاثٍ (¬1). ¬
3249 - وعنها: كُنَّا نَخْرُجُ مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى مَكَّةَ فَنُضَمِّدُ جِبَاهَنَا (¬1) بِالمسُّكِّ (¬2) الْمُطَيَّبِ عِنْدَ الإحْرَامِ فَإِذَا عَرِقَتْ إِحْدَانَا سَالَ عَلَى وَجْهِهَا، فَيَرَاهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَلا يَنْهَانَا (¬3). لأبي داود (¬4). ¬
3250 - عُمَر: وَجَدَ رِيحَ طِيبٍ وَهُوَ بِالشَّجَرَةِ، فَقَالَ: مِمَّنْ رِيحُ هَذَا الطِّيبِ؟ قَالَ مُعَاوِيَةُ: مِنِّي. فَقَالَ: مِنْكَ لَعَمْرُ الله. قَالَ: إنما طَيَّبَتْنِي أُم حَبِيبَةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ لَتَرْجِعَنَّ فَلْتَغْسِلَنَّهُ (¬1). ¬
3251 - ابنُ عُمَرَ كَفَّنَ ابْنَهُ وَاقِدًا (وقد) (¬1) وَمَاتَ بِالْجُحْفَةِ مُحْرِمًا وَخَمَّرَ رَأْسَهُ وَوَجْهَهُ، وَقَالَ: لَوْلا أَنَّا حُرُمٌ لَطَيَّبْنَاهُ. هما لمالك (¬2). ¬
3252 - وعنه أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَدَّهِنُ بِالزَّيْتِ وَهُوَ مُحْرِمٌ غَيْرِ الْمُقَتَّتِ. للترمذي (¬1). ¬
3253 - ولرزين: كان يدهن بدهن غير مقتت، يعني: غير مطيب، والقت: تطييب الدهن بالريحان.
3254 - ابْنُ عَبَّاسٍ: يَشمُّ الْمُحْرِمُ الرَّيْحَانَ، وَيَنْظُرُ فِي الْمِرْآةِ، وَيَتَدَاوَى بِمَا يَأْكُلُ الزَّيْتِ وَالسَّمْنِ. للبخاري في ترجمة عبد الله بن حنين (¬1). ¬
3255 - أن ابْن عَبَّاسٍ وَالْمِسْوَر بْن مَخْرَمَةَ اخْتَلَفَا بِالأَبْوَاءِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَغْسِلُ الْمُحْرِمُ رَأْسَهُ. قَالَ الْمِسْوَرُ: لا يَغْسِلُه. فَأَرْسَلَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ فَوَجَدْتهُ يَغْسِلُ بَيْنَ الْقَرْنَيْنِ وَهُوَ يَسْتَتِرُ بِثَوْبٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: عَبْدُ الله بْنُ حُنَيْنٍ، أَرْسَلَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ يسْأَلُكَ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ الله (يَغْسِلُ رَأْسَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ فَوَضَعَ يَدَهُ في الثَّوْبِ، فَطَأْطَأَهُ حَتَّى بَدَا لِي رَأْسُهُ، ثُمَّ قَالَ لإَنْسَانٍ يَصُبُّ عليه: اصْبُبْ فَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ حَرَّكَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ، فقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُهُ - صلى الله عليه وسلم - يَفْعَلُ، فَقَالَ الْمِسْوَرُ لابْنِ عَبَّاسٍ: لا أُمَارِيكَ أَبَدًا. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
3256 - خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ عَنْ أَبِيهِ: أَن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَجَرَّدَ لإهْلالِهِ وَاغْتَسَلَ. للترمذي (¬1). ¬
3257 - ولرزين: أنه اغتسل لإحرامه ولطوافه بالبيت ولوقوفه بعرفة
3258 - ابْن عُمَرَ أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَبَّدَ رَأْسَهُ بِالغسل (¬1). للنسائي، وأبي داود (¬2). ¬
3259 - ابْنُ عَبَّاسٍ قال: لا يَدْخُلُ الْمُحْرِمُ الْحَمَّامَ. للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
3260 - وعنه: احتجم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وجع بِمَاءٍ، يُقَالُ له: لَحْيُ جَمَلٍ. للستة إلا مالكا (¬1). ¬
3261 - وللشيخين، والنسائي: عَنِ عبد الله ابْنِ بُحَيْنَةَ نحوه بلفظ: فِي وَسَطِ رَأْسِهِ (¬1). ¬
3262 - أَنَسُ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ من وثي كان به. لأبي داود، والنسائي بلفظه (¬1). ¬
3263 - ابْن عُمَرَ: لا يَحْتَجِمُ الْمُحْرِمُ إِلاَّ أن يضطر إليه مِمَّا لا بُدَّ مِنْهُ. لمالك.
3264 - نبيه بن وهب: أن عمر بن عبيد الله اشتكى عينه- وهو محرم- وأراد أن يكحلها فنهاه أبان بن عثمان وأمره أن يضمدها بالصبر، وحدثه عن عثمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعله. لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
3265 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. للستة إلا مالكا (¬1). ¬
3266 - وفي رواية: تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ (¬1). ¬
3267 - وفي أخرى: وَهُمَا مُحْرِمَانِ (¬1). ¬
3268 - وفي أخرى: تَزْوِج بهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ وبَنَى بِهَا وَهُوَ حَلالٌ وَمَاتَتْ بِسَرِفَ. قال ابن المسيب: وهم ابن عباس في تزويج ميمونة وهو محرم (¬1). ¬
3269 - أبو رَافِعٍ: تَزَوَّجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مَيْمُونَةَ وَهُوَ حَلالٌ وَبَنَى بِهَا وَهُوَ حَلالٌ وَكُنْتُ أَنَا الرَّسُولَ بَيْنَهُمَا. للترمذي (¬1). ¬
3270 - مَيْمُونَةَ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ حَلال بِسَرِفَ. لمسلم، وأبي أبو داود، والترمذي (¬1). ¬
3271 - وفي رواية: تزوجها وهو حلال، وبنى بها وهو حلال، وماتت بسرف ودفنها في الظلة التى بنى بها فيها (¬1). ¬
3272 - سُلَيْمَانُ بْن يَسَارٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ أَبَا رَافِعٍ مولاه وَرَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فَزَوَّجَاهُ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ. لمالك (¬1). ¬
3273 - عُثْمَان: لا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكَحُ وَلا يَخْطُبُ. للستة إلا البخاري (¬1). ¬
3274 - وزاد مالك: وعن ابن عمر موقوفًا: وَلا يَخْطُبُ عَلَى نَفْسِهِ وَلا عَلَى غَيْرِهِ (¬1). ¬
3275 - أبو غَطَفَانَ الْمُرِّي: أَنَّ أَبَاهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّ عُمَرُ نِكَاحَهُ. لمالك.
3276 - أَبو قَتَادَةَ: كُنْتُ يَوْمًا جَالِسًا مَعَ (رِجَالٍ) (¬1) مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَنْزِلٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَامَنَا وَالْقَوْمُ مُحْرِمُونَ وَأَنَا غَيْرُ مُحْرِمٍ عام الحديبية (فَأَبْصَرُوا) (¬2) حِمَارًا وَحْشِيًّا وَأَنَا مَشْغُولٌ أَخْصِفُ نَعْلِي، فَلَمْ يُؤْذِنُونِي وَأَحَبُّوا لَوْ أنتي (أَبْصَرْتُهُ) (¬3) وَالْتَفَتُّ فَأَبْصَرْتُهُ فَقُمْتُ إِلَى الْفَرَسِ فَأَسْرَجْتُهُ، ثُمَّ رَكِبْتُ وَنَسِيتُ السَّوْطَ (وَالرُّمْحَ) (¬4) فَقُلْتُ لَهُمْ: نَاوِلُونِي السَّوْطَ وَالرُّمْحَ، قَالُوا: وَالله لا نُعِينُكَ عَلَيْهِ، فَغَضِبْتُ (فَنَزَلْتُ) (¬5) فَأَخَذْتُهُمَا، ثُمَّ رَكِبْتُ، فَشَدَدْتُ عَلَى الْحِمَارِ فَعَقَرْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ وَقَدْ مَاتَ (فَوَقَعُوا) (¬6) فِيهِ يَأْكُلُونَهُ، ثُمَّ إِنَّهُمْ شَكُّوا فِي أَكْلِهِمْ إِيَّاهُ وَهُمْ حُرُمٌ، فَرُحْنَا وَخَبَأْتُ الْعَضُدَ (مَعِي) (¬7) فَأَدْرَكْنَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: ((هل (مَعَكُمْ) (¬8) مِنْهُ شَيْءٌ؟)) فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَنَاوَلْتُهُ الْعَضُدَ، فَأَكَلَهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ. للستة (¬9). ¬
3277 - ومن رواياته: (فَأَكَلْنَا) (¬1) مِنْ لَحْمِهِ وَخَشِينَا أَنْ نُقْتَطَعَ فَطَلَبْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْفَعُ (فَرَسِي) (¬2) شَأْوًا، وَأَسِيرُ شَأْوًا فَلَقِيتُ رَجُلاً مِنْ بَنِي غِفَارٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، قُلْتُ: (أَيْنَ تَرَكْتَ) (¬3) النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: تَرَكْتُهُ بِتَعْهَنَ وَهُوَ قَائِلٌ السُّقْيَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ (الله، إِنَّ) (¬4) أصحابك يَقْرَءُونَ عَلَيْكَ السَّلامَ وَرَحْمَةَ الله، إِنَّهُمْ قَدْ خَشُوا أَنْ يُقْتَطَعُوا (دُونَكَ) (¬5) فَانْتَظِرْهُمْ ففعل، قُلْتُ يَا رَسُولَ الله، أَصَبْتُ حِمَارَ وَحْشٍ وَعِنْدِي (مِنْهُ فَاضِلَةٌ) (¬6) فَقَالَ لِلْقَوْمِ: ((كُلُوا)). وَهُمْ مُحْرِمُونَ (¬7). ¬
3278 - وفيها: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (بِالْقَاحَةِ) (¬1) على ثلاث وَمِنَّا الْمُحْرِمُ وَمِنَّا غَيْرُ الْمُحْرِمِ فَرَأَيْتُ أَصْحَابِي يَتَرَاءَوْنَ شَيْئًا (فَنَظَرْتُ) (¬2) فَإِذَا حِمَارُ وَحْشٍ. الحديث (¬3). ¬
3279 - وفيها أنه - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ حَاجًّا (فَخَرَجُوا) (¬1) مَعَهُ فَصَرَفَ طَائِفَةً مِنْهُمْ، فِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ وقال: ((خُذُوا سَاحِلَ الْبَحْرِ حَتَّى (نَلْتَقِيَ))) (¬2) فَأَخَذُوا سَاحِلَ الْبَحْرِ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا أَحْرَمُوا إِلاَّ أبا قَتَادَةَ، فَبَيْنَا هُمْ (يَسِيرُونَ) (¬3) إِذْ رَأَوْا حُمُرَ وَحْشٍ، فَحَمَلَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى الْحُمُرِ فَعَقَرَ مِنْهَا أَتَانًا .. الحديث. وفيه: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((منكم أحد أمره أن يحمل عليها أو أشار إليها؟)) قالوا: لا. قال: ((فكلوا ما بقي من لحمها)) (¬4). ¬
3280 - الصَّعْب بْنُ جَثَّامَةَ: أَهْدَى إلى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حِمَارًا وَحْشِيًّا وَهُوَ بِالأَبْوَاءِ -أَوْ بِوَدَّانَ- فَرَدَّهُ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِهِ قَالَ: ((إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلاَّ أَنَّا حُرُمٌ)). للستة إلا أبا دواد (¬1). ¬
3281 - وفي رواية: قال ابْن عَبَّاسٍ: إن الصعب بن جثامة أهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - رِجْلَ حِمَارِ وَحْشٍ يَقْطُرُ دَمًا وَهُوَ بِقدَيْدٍ مُحْرِمٌ فَرَدَّهَا عَلَيْهِ (¬1). ¬
3282 - جَابِرٌ رفعه: ((صَيْدُ الْبَرِّ لَكُمْ حَلالٌ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ مَا لَمْ تَصِيدُوهُ أَوْ يُصَدْ لَكُمْ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
3283 - الْبَهْزِي: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، حَتَّى إِذَا كان بِالرَّوْحَاءِ إِذَا حِمَارُ وَحْشٍ عَقِيرٌ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((دَعُوهُ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ صَاحِبُهُ)) فَجَاءَ الْبَهْزِيُّ -وَهُوَ صَاحِبُهُ- إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، -[554]- شَأْنَكُمْ بِهَذَا الْحِمَارِ؟ فَأَمَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَبَا بَكْرٍ فَقَسَّمَهُ بَيْنَ الرِّفَاقِ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بِالأُثَايَةِ -بَيْنَ الرُّوَيْثَةِ وَالْعَرْجِ- إِذَا ظَبْيٌ حَاقِفٌ فِي ظِلٍّ وَفِيهِ سَهْمٌ، فَزَعَمَ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ رَجُلاً يَقِفُ عِنْدَهُ لا يُرِيبُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ حَتَّى يُجَاوِزَهُ. لمالك، والنسائي (¬1). ¬
3284 - أبو هُرَيْرَةَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُ بأِسِيَاطِنَا وقسينا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((كُلُوهُ فَإِنَّهُ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ)). للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
3285 - أبو بَكْرٍ: أَنَّهُ خَرَجَ حَاجًّا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حَجَّةَ الْوَدَاعِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ، فَلَمَّا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَلَدَتْ أَسْمَاءُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْمُرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ ثُمَّ تُهِلَّ بِالْحَجِّ وَتَصْنَعَ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ إِلاَّ أَنَّهَا لا تَطُوفُ بِالْبَيْتِ. للنسائي (¬1). ¬
3286 - ابْنَ عُمَرَ قال: الْحَائِضُ تُهِلُّ بِالْحَجِّ والْعُمْرَةِ، وتَشْهَدُ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ أَنَّهَا لا تَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَلا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلا تَقْرَبُ الْمَسْجِدَ حَتَّى تَطْهُرَ. لمالك (¬1). ¬
3287 - ابْن عَبَّاسٍ رفعه: ((النفساء والحائض إِذَا أَتَتَا عَلَى الميقات تَغْتَسِلانِ وَتُحْرِمَانِ وَتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ)).لأبى داود، والترمذي (¬1). ¬
3288 - عَائِشَة: وسئلت عَنِ الْمُحْرِمِ يَحُكُّ جَسَدَهُ، قَالَتْ: نَعَمْ، فَلْيَحْكُكْهُ وَلْيَشْدُدْ، لَوْ رُبِطَتْ يَدَايَ وَلَمْ أَجِدْ إِلاَّ رِجْلَيَّ لَحَكَكْتُ. لمالك.
3289 - أَسْمَاء بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حُجَّاجًا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَرْجِ نَزَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَنَزَلْنَا، وجَلَسَتْ عَائِشَةُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي، وَكَانَ زِمَالَةُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وزِمَالَةُ أَبِي بَكْرٍ، وَاحِدَةً مَعَ غُلامٍ لأَبِي بَكْرٍ، فَجَلَسَ أَبُو بَكْرٍ يَنْتَظِرُ أَنْ يَطْلُعَ عَلَيْهِ، فَطَلَعَ عليه وَلَيْسَ مَعَهُ بَعِيرُهُ، فقال له أبو بكر: أَيْنَ بَعِيرُكَ؟ قَالَ: أَضْلَلْتُهُ الْبَارِحَةَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَعِيرٌ وَاحِدٌ تُضِلُّهُ، وَطَفِقَ يَضْرِبُهُ وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَبَسَّمُ وَيَقُولُ: ((انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْمُحْرِمِ مَا يَصْنَعُ)) وما يزيد على ذلك وَيَتَبَسَّمُ. لأبي داود (¬1). ¬
3290 - رَبِيعَة بْن عَبْدِ الله: أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ يُقَرِّدُ بَعِيرًا لَهُ فِي طِينٍ بِالسُّقْيَا وَهُوَ مُحْرِمٌ (¬1). ¬
3291 - نَافِع: كَانَ ابْنَ عُمَرَ يَكْرَهُ أَنْ يَنْزِعَ الْمُحْرِمُ حَلَمَةً أَوْ قُرَادًا عَنْ بَعِيرِهِ. هما لمالك (¬1). ¬
3292 - أبو برزة: سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رجل أقلف، يحج بيت الله؟ قال: ((لا، نهاني الله عن ذلك حتى يختتن)). للموصلي (¬1). ¬
3293 - أبو أُمَامَةَ: عَمَّنْ رَأَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رَاحَ إِلَى مِنًى يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَإِلَى جَانِبِهِ بِلالٌ، بِيَدِهِ عُودٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ يُظِلُّ بِهِ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. لأحمد، و «للكبير» نحوه (¬1). ¬
الإحرام وإفساده وجزاء الصيد
الإحرام وإفساده وجزاء الصيد
3294 - جَابِر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أراد الْحَجَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فَاجْتَمَعُوا فَلَمَّا أَتَى الْبَيْدَاءَ أَحْرَمَ. للبخاري، والترمذي (¬1). ¬
3295 - أَنَس: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الظُّهْرَ بِالْبَيْدَاءِ ثُمَّ رَكِبَ وَصَعِدَ جَبَلَ الْبَيْدَاءِ، وأَهَلَّ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ حِينَ صَلَّى الظُّهْرَ. لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
3296 - سَعْدُ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَخَذَ طَرِيقَ الْفُرْعِ أَهَلَّ إِذَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَإِذَا أَخَذَ طَرِيقَ أُحُدٍ أَهَلَّ إِذَا أَشْرَفَ عَلَى جَبَلِ الْبَيْدَاءِ. لأبي داود (¬1). ¬
3297 - ابن عمر: بَيْدَاؤُكُمْ هَذِهِ الَّتِي تَكْذِبُونَ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِيهَا مَا أَهَلَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ مِنْ عِنْدِ الْمَسْجِدِ (¬1). ¬
3298 - وفي رواية: مَا أَهَلَّ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ الشَّجَرَةِ حِينَ قَامَ بِهِ بَعِيرُهُ (¬1). ¬
3299 - وفي أخرى: كان - صلى الله عليه وسلم - إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ واستوت بِهِ رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً أَهَلَّ مِنْ عند مسجد ذِي الْحُلَيْفَةِ. للستة (¬1). ¬
3300 - ابْن جُبَيْرٍ: قُلْتُ لابن عَبَّاس: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، عَجِبْتُ لاخْتِلافِ أَصْحَابِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي إِهْلالِه حِينَ أَوْجَبَ. فَقَالَ: إِنِّي -[557]- لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِذَلِكَ، إِنَّهَا إِنَّمَا كَانَتْ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حَجَّةً وَاحِدَةً فَمِنْ هُنَاكَ اخْتَلَفُوا، خَرَجَ - صلى الله عليه وسلم - حَاجًّا، فَلَمَّا صَلَّى فِي مَسْجِدِهِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْهِ أَوْجَبَه فِي مَجْلِسِهِ، فَأَهَلَّ بِالْحَجِّ حِينَ فَرَغَ مِنْ رَكْعَتَيْهِ فَسَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ فَحَفِظْتُهُ عَنْهُ، ثُمَّ رَكِبَ فَلَمَّا اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ أَهَلَّ، وَأَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ إِنَّمَا كَانُوا يَأْتُونَ أَرْسَالاً، فَسَمِعُوهُ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ يُهِلُّ، فَقَالُوا: إِنَّمَا أَهَلَّ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ، ثُمَّ مَضَى فَلَمَّا عَلا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ، وَأَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ، فَقَالُوا: إِنَّمَا أَهَلَّ حِينَ عَلا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ، وَايْمُ الله لَقَدْ أَوْجَبَ فِي مُصَلاَّهُ، وَأَهَلَّ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ، وَأَهَلَّ حِينَ عَلا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ. قَالَ ابن جبير: فَمَنْ أَخَذَ بِقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَهَلَّ فِي مُصَلاَّهُ إِذَا فَرَغَ مِنْ رَكْعَتَيْهِ. لأبي داود (¬1). ¬
3301 - نَافِع: أن ابْنُ عُمَرَ كان إِذَا صَلَّى ِالْغَدَاةِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَرُحِلَتْ، ثُمَّ رَكِبَ، حتى إذا اسْتَوَتْ بِهِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ قَائِمًا ثُمَّ يُلَبِّي، ثم إذا بلغ الْحَرَمَ أمْسِك حَتَّى إِذَا أتى طُوًى بَاتَ بِهِ، فيصلي به الْغَدَاةَ ثم يغتسل، وَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ الله (فَعَلَ ذَلِكَ. لمالك، والشيخين (¬1). ¬
3302 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((يُلَبِّي المقيم أو الْمُعْتَمِرُ حَتَّى يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ)). لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
3303 - ابن عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُهِلُّ ملبيًا: يَقُولُ: ((لَبَّيْكَ اللهمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ)). لا يَزِيدُ عَلَى هَذه الْكَلِمَاتِ (¬1). ¬
3304 - وفي رواية: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَزِيدُ فِيهَا: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ (¬1). ¬
3305 - وفي أخرى: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ. ثلاث مرات (¬1). ¬
3306 - وفي أخرى: كان عمر يهل بإهلال النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك والخير في يديك، لبيك والرغباء إليك والعمل)). للستة (¬1). ¬
3307 - جابرُ: أهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فذكر التلبية مثل حديث ابن عمر، قال: والناس يزيدون: ذا المعارج ونحوه من الكلام، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يسمع ولا يقول شيئا. لأبى داود (¬1). ¬
3308 - أبو هُرَيْرَةَ: كَانَ مِنْ تَلْبِيَةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَبَّيْكَ إِلَهَ الْحَقِّ)). للنسائي (¬1). ¬
3309 - ابنُ عباس قال: كانت تلبية موسى: لبيك عبدك، وابن عبدك. وتلبية عيسى: لبيك عبدك، وابن أمتك. وتلبية النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لبيك لا شريك لك)). للبزار بلين (¬1). ¬
3310 - عمرو بن معدي كرب: لقد رأيتنا في الجاهلية ونحن إذا حججنا البيت نقول: هذي زبيد قد أتتك قسرا ... يعدونها مضمرات شزرا يقطعن خبتا وجبالا وعرا ... قد تركوا الأصنام خلوا صفرا -[559]- ونحن اليوم نقول كما علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)). للبزار، والطبراني (¬1). ¬
3311 - خزيمة بن ثابت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من تلبيته سأل الله مغفرته ورضوانه واستعتقه من النار. «للكبير» بلين (¬1). ¬
3312 - السَّائِبُ بنُ خالد رفعه: ((جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ أَصْحَابَكَ أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ)). لمالك، وأصحاب السنن (¬1). ¬
3313 - ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ: لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ. فَيَقُولُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وَيْلَكُمْ، قَدْ قَدْ)) فَيَقُولُونَ: إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ، يَقُولُونَ هَذَا وَهُمْ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ. لمسلم (¬1). ¬
3314 - مالكُ: بلغني أن عمر وعليا وأبا هريرة سئلوا عن رجل أصاب أهله وهو محرم بالحج، فقالوا: ينفذان لوجههما حتى يقضيا حجهما، ثم عليهما حجُّ قابل والهدي، وقال علي: وإذا أهلا بالحج من عام قابل تفرقا حتى يقضيا حجهما (¬1). ¬
3315 - عِكْرِمَةُ: لا أَظُنُّهُ إِلاَّ منْ ابْنِ عَبَّاسٍ: الَّذِي يُصِيبُ أَهْلَهُ قَبْلَ أَنْ يُفِيضَ يَعْتَمِرُ وَيُهْدِي (¬1). ¬
3316 - أبو الزبير: أن عمر قضى في الضبع بكبش، وفي الغزال بعنز، وفي الأرنب بعناق، وفي اليربوع بجفرة. وللموصلي نحوه عن عمر مرفوعًا (¬1). ¬
3317 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَنْ جَرَادَة قَتَلَهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ: تَعَالَ حَتَّى نَحْكُمَ فَقَالَ كَعْبٌ: دِرْهَمٌ، فَقَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ: إِنَّكَ لَتَجِدُ درَاهِمَ، تَمْرَةٌ خَيْرٌ مِنْ جَرَادَة (¬1). ¬
3318 - سِيرِينُ: قال رجل لعمر أَجْرَيْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي فَرَسَيْنِ نَسْتَبِقُ إِلَى ثُغْرَةِ (¬1) ثَنِيَّةٍ، فَأَصَبْنَا ظَبْيًا- وَنَحْنُ مُحْرِمَانِ فَمَا تَرَى؟ فَقَالَ عُمَرُ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ: تَعَالَ نحكم. فَحَكَمَا عَلَيْهِ بِعَنْزٍ، فَوَلَّى الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْكُمَ فِي ظَبْيٍ حَتَّى دَعَا رَجُلاً. فدعاه عمر فقال: هَلْ تَقْرَأُ الْمَائِدَةِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَهَلْ تَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي حَكَمَ؟ قَالَ لا. قَالَ: لَوْ أَخْبَرْتَنِي أَنَّكَ تَقْرَأُها لَأَوْجَعْتُكَ ضَرْبًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الله َتَعَالَى قال فِي كِتَابِهِ: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} وَهَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ. هي لمالك (¬2). ¬
الإفراد، والقران، والتمتع، وفسخ الحج
الإفراد، والقران، والتمتع، وفسخ الحج
3319 - عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَفْرَدَ بالْحَج. للستة إلا البخاري (¬1). ¬
3320 - ابْنِ عُمَرُ: أن رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أهل بِالْحَجِّ مُفْردًا. لمسلم، والترمذي.
3321 - وعنه قَالَ: افْصِلُوا بَيْنَ حَجِّكُمْ وَعُمْرَتِكُمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَتَمُّ لِحَجِّ أَحَدِكُمْ، وَأَتَمُّ لِعُمْرَتِهِ أَنْ يَعْتَمِرَ فِي غَيْرِ أَشْهُرِ الْحَجِّ. لمالك.
3322 - جَابِرُ، وأبو سَعِيدٍ: قَدِمْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا. لمالك (¬1) ¬
3323 - جَابِر: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَرَنَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فَطَافَ لَهُمَا طَوَافًا وَاحِدًا. للترمذي والنسائي. (¬1) ¬
3324 - أنسُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُلَبِّي بالحَجِّ وِالْعُمْرَةِ جَمِيعًا، قال بكر: فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: لَبَّى بِالْحَجِّ وَحْدَهُ، فَلَقِيتُ أَنَسًا فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَا إِلا صِبْيَانًا سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3325 - أبو وَائِلٍ قَالَ: قَالَ الصُّبَيُّ بْنُ مَعْبَدٍ: كُنْتُ رَجُلاً أَعْرَابِيًّا نَصْرَانِيًّا، فَأَسْلَمْتُ فَأَتَيْتُ رَجُلاً مِنْ عَشِيرَتِي يُقَالُ لَهُ: هُذَيْمُ بْنُ ثُرْمُلَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا هَنَاهْ إِنِّي حَرِيصٌ عَلَى الْجِهَادِ، وَإِنِّي وَجَدْتُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ مَكْتُوبَيْنِ عَلَيَّ فَكَيْفَ لِي بِأَنْ أجمع بينهما؟ فقَالَ: اجْمَعْهُمَا وَاذْبَحْ مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ، فَأَهْلَلْتُ بِهِمَا فَلَمَّا أَتَيْتُ الْعُذَيْبَ لَقِيَنِي سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ وَزَيْدُ بْنُ صُوحَانَ، وَأَنَا أُهِلُّ بِهِمَا معًا، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: مَا هَذَا بِأَفْقَهَ مِنْ بَعِيرِهِ، فَكَأَنَّمَا أُلْقِيَ عَلَيَّ جَبَلٌ حَتَّى أَتَيْتُ عُمَرَ، فَقُلْتُ لَهُ ذلك، فقال: هُدِيتَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
3326 - ابْن عُمَرَ رفعه: ((مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَجْزَأَهُ طَوَافٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ مَنْهُمَا حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا)). للترمذي (¬1). ¬
3327 - وللنسائي: أن ابْن عُمَرَ قَرَنَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَطَافَ طَوَافًا وَاحِدًا وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَفْعَلُهُ (¬1). ¬
3328 - نَافِعٌ عن ابن عمر: وقد قال له ابناه- عبد الله وسالم- حِينَ نزول الْحَجَّاج لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: لا يَضُرُّكَ أَنْ لا تَحُجَّ الْعَامَ فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَكُونَ بَيْنَ النَّاسِ قِتَالٌ يُحَالُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْبَيْتِ. فقال: إن حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ حَالَتْ قُرَيْشٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً. فَانْطَلَقَ حَتَّى إذا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ فَلَبَّى بِالْعُمْرَةِ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِظَهْرِ الْبَيْدَاءِ قَالَ: مَا أَمْرُهُمَا إِلا وَاحِدٌ، إِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْعُمْرَةِ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْحَجِّ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجَّةً مَعَ عُمْرَتي فَانْطَلَقَ حَتَّى ابْتَاعَ بِقُدَيْدٍ هَدْيًا، ثُمَّ طَافَ لَهُمَا طَوَافًا وَاحِدًا (¬1). ¬
3329 - وفي رواية: فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ وَلَمْ يَنْحَرْ وَلَمْ يَحْلِقْ وَلَمْ يُقَصِّرْ وَلَمْ يَتَحلِلْ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ عليه، حَتَّى كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ فَنَحَرَ وَحَلَقَ وَرَأَى قَدْ قَضَى طَوَافَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ بِطَوَافِهِ الأَوَّلِ، وَقَالَ: كَذَلِكَ فَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. للشيخين، والموطأ، والنسائي (¬1). ¬
3330 - عليُّ: قال ابْنُ الْمُسَيَّبِ: اجْتَمَعَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ بِعُسْفَانَ فَكَانَ عُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ أَوِ الْعُمْرَةِ، فَقَالَ له عَلِيٌّ: مَا تُرِيدُ إِلَى أَمْرٍ فَعَلَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - تَنْهَى الناس عَنْهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: دَعْنَا عِنْكَ. فَقَالَ: إِنِّي لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَدَعَكَ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَهَلَّ بِهِمَا جَمِيعًا (¬1). ¬
3331 - وللنسائي: أَنَّ عُثْمَانَ كان ينَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ وَأَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَقَالَ عَلِيٌّ لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعًا، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَتَفْعَلُهَما وَأَنَا أَنْهَى عَنْهَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَمْ أَكُنْ لأَدَعَ سُنَّةَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ (¬1). ¬
3332 - وله في رواية أخرى: حَجَّ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ نَهَى عُثْمَانُ عَنِ التَّمَتُّعِ، فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُوهُ قَدِ ارْتَحَلَ فَارْتَحِلُوا، فَلَبَّى عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ بِالْعُمْرَةِ فَلَمْ يَنْهَهُمْ عُثْمَانُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَنْهَى عَنِ التَّمَتُّعِ؟ قَالَ بَلَى. قَالَ: عَلِيٌّ: أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - تَمَتَّعَ؟ قَالَ: بَلَى (¬1). ¬
3333 - ولمسلم: قَالَ ابْنُ شَقِيقٍ: كَانَ عُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَأْمُرُ بِهَا، فَقَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ كَلِمَةً، قَالَ عَلِيٌّ: لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّا تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنَّا كُنَّا خَائِفِينَ (¬1). ¬
3334 - أبو نَضرَةَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَأْمُرُ بِالْمُتْعَةِ، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَنْهَى عَنْهَا فَذَكَرْته لِجَابِر، فَقَالَ: عَلَى يَدَيَّ دَارَ الْحَدِيثُ، تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ قَالَ: إِنَّ الله كَانَ يُحِلُّ لِرَسُولِهِ مَا شَاءَ بِمَا شَاءَ، وَإِنَّ الْقُرْآنَ قَدْ نَزَلَ مَنَازِلَهُ {فَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} كَمَا أَمَرَكُمُ الله وَأَبِتُّوا نِكَاحَ هَذِهِ النِّسَاءِ فَلَنْ أُوتَى بِرَجُلٍ نَكَحَ امْرَأَةً إِلَى أَجَلٍ إِلا رَجَمْتُهُ بِالْحِجَارَةِ. لمسلم (¬1). ¬
3335 - قال الحميدي: ولمسلم في كتاب النكاح: قَدِمَ جَابِرُ فَجِئْنَاهُ فِي مَنْزِلِهِ، فَسَأَلَهُ الْقَوْمُ عَنْ أَشْيَاءَ، ثُمَّ ذَكَرُوا الْمُتْعَةَ، قَالَ: اسْتَمْتَعْنَا مع رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. وظاهر هذا الحديث أنه عنى متعة الحج، وقد تأول مسلم ذلك على متعة النساء (¬1). ¬
3336 - ابْنُ عَبَّاسٍ: تَمَتَّعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، وَأَوَّلُ مَنْ نَهَى عَنْهَا مُعَاوِيَةُ. للترمذي (¬1). ¬
3337 - وللنسائي: قَالَ مُعَاوِيَةُ لابْنِ عَبَّاسٍ: أَعَلِمْتَ أَنِّي قَصَّرْتُ مِنْ رَأْسِ النبي - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ الْمَرْوَةِ؟ قَالَ: لا، يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: هذه على مُعَاوِيَةُ أن يَنْهَى النَّاسَ عَنِ الْمُتْعَةِ، وَقَدْ تَمَتَّعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
3338 - وله في رواية: قَالَ مُعَاوِيَة: أَخَذْتُ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بِمِشْقَصٍ كَانَ مَعِي بَعْدَ مَا طَافَ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ، قَالَ قَيْسٌ: وَالنَّاسُ يُنْكِرُونَ هَذَا عَلَى مُعَاوِيَةَ (¬1). ¬
3339 - وله في أخرى: أَنَّهُ قَصَّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِشْقَصٍ فِي عُمْرَةٍ عَلَى الْمَرْوَةِ (¬1). ¬
3340 - وللشيخين: قَصَّرْتُ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بِمِشْقَصٍ. وزاد أبو داود: على المروة (¬1). ¬
3341 - سعد: لقد تمتعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا -يعني: معاوية- كافر بالعرش -يعني: بالعرش: بيوت مكة في الجاهلية. لمسلم (¬1). ¬
3342 - ابْن عَبَّاسٍ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: وَالله لا أنْهَاكُمْ عَنِ الْمُتْعَةِ، فَإِنَّهَا لَفِي كِتَابِ الله، وَلَقَدْ فَعَلَهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، يَعْنِي: الْعُمْرَةَ فِي الْحَجِّ. للنسائي (¬1). ¬
3343 - ابن الْمسَيبِ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى عُمَرَ فَشَهِدَ عِنْدَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ منه يَنْهَى عَنِ الْعُمْرَةِ قَبْلَ الْحَجِّ. لأبي داود (¬1). ¬
3344 - عبد الله بن سالم: سَمِعَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَسْأَلُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ التَّمَتُّعِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَبِي ينَهَى عَنْهَا وَصَنَعَهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمْرَ أَبِي تتَّبِعُ أَمْ أَمْرَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: بَلْ أَمْرَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ: لَقَدْ صَنَعَهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. للترمذي (¬1). ¬
3345 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: نزِلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ فِي كِتَابِ الله، فَفَعَلْنَاهَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يُنْزَلْ قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا حَتَّى مَاتَ، قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ (¬1). ¬
3346 - زاد في رواية: وَقَدْ كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ حَتَّى اكْتَوَيْتُ فَتُرِكْتُ، ثُمَّ تَرَكْتُ الْكَيَّ فَعَادَ. للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
3347 - ابْنُ عُمَرَ: تَمَتَّعَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ وَأَهْدَى فَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَبَدَأَ فَأَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ ثُمَّ أَهَلَّ بِالْحَجِّ وتَمَتَّعَ النَّاسُ معه فَكَانَ مِنَهم مَنْ أَهْدَى وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُهْدِ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لِلنَّاسِ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَهْدَى فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ من شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَجَّهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَهْدَى فَلْيَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَلْيُقَصر وَلْيَحْلِلْ، ثُمَّ لِيُهِلَّ بِالْحَجِّ وليهد، فَمَنْ -[566]- لَمْ يَجِدْ هَدْيًا فَلْيَصُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةً إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، وطاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ فاسْتَلَمَ الرُّكْنَ أَوَّلَ شَيْءٍ ثُمَّ خَبَّ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ من السبع وَمَشَى أَرْبَعة، ثم رَكَعَ حِينَ قَضَى طَوَافَهُ بِالْبَيْتِ عِنْدَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ فَانْصَرَفَ فَأَتَى الصَّفَا فَطَافَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعَةَ أَطْوَافٍ ثُمَّ لَمْ يَحْلِلْ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى قَضَى حَجَّهُ وَنَحَرَ هَدْيَهُ يَوْمَ النَّحْرِ وَأَفَاضَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ ثُمَّ حَلَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ، وَفَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مَنْ أَهْدَى فسَاقَ الْهَدْيَ مِنَ النَّاسِ. للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3348 - ابن عباس: أن النبي بعث أبا بكر على الحج يخبر الناس بمناسكهم، ويبلغهم عن رسول الله حتى أتى عرفة من قبل ذي المجاز فلم يقرب الكعبة، ولكن شمر إلى ذي المجاز، وذلك أنهم لم يكونوا استمتعوا بالعمرة إلى الحج. للبخاري.
3349 - وعنه: كَانُوا يَرَوْنَ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ فِي الأَرْضِ وكانوا يسمون الْمُحَرَّمَ صَفَرًا، وَكانوا يَقُولُونَ: إِذَا بَرَأ الدَّبَرْ وَعَفَا الأَثَرْ وَانْسَلَخَ صَفَرْ، حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ، فقَدِمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ صَبِيحَةَ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ الْحِلِّ؟ قَالَ: ((الحِلٌّ كُلُّهُ)). لأبي داود والنسائي والشيخين (¬1). ¬
3350 - ولهما: قال أبو جَمْرَةَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْمُتْعَةِ فَأَمَرَنِي بِهَا، وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْهَدْيِ فَقَالَ: فِيهَا جَزُورٌ أَوْ بَقَرَةٌ أَوْ شَاةٌ أَوْ شِرْكٌ فِي دَمٍ، وَكَأَنَّ نَاسًا كَرِهُوهَا، فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ إِنْسَانًا يُنَادِي: حَجٌّ مَبْرُورٌ وَمُتْعَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ: الله أَكْبَرُ، سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
3351 - وللبخاري تعليقاً: قال في آخر حديثه: في حجة الوداع فَجَمَعُوا نُسُكَيْنِ فِي عَامٍ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ الله أَنْزَلَهُ فِي كِتَابِهِ، وَسَنَّةُ رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبَاحَهُ لِلنَّاسِ غَيْرَ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} وَأَشْهُرُ الْحَجِّ الَّتِي -[567]- ذَكَرَها الله شَوَّالٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحَجَّةِ، فَمَنْ تَمَتَّعَ فِي هَذِهِ الأَشْهُرِ فَعَلَيْهِ دَمٌ أَوْ صَوْمٌ، وَالرَّفَثُ: الْجِمَاعُ، وَالْفُسُوقُ: الْمَعَاصِي: وَالْجِدَالُ، الْمِرَاءُ (¬1). ¬
3352 - وللنسائي: أَهَلَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِالْعُمْرَةِ وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ، وَأَمَرَ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الْهَدْيُ أَنْ يَحِلَّ، وَكَانَ فِيمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الْهَدْيُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ الله وَرَجُلٌ آخَرُ فَأَحَلا (¬1). ¬
3353 - وله في أخرى: قَدِمَ لأَرْبَعٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَقَدْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، وصَلَّى الصُّبْحَ بِالْبَطْحَاءِ. للنسائي (¬1). ¬
3354 - أَهَلَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِعُمْرَةٍ وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِحَجٍّ، فَلَمْ يَحِلَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَلا مَنْ سَاقَ الْهَدْيَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَحَلَّ بَقِيَّتُهُمْ وكان طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ الله فِيمَنْ سَاقَ الْهَدْيَ فَلَمْ يَحِلَّ (¬1). ¬
3355 - جَابِرُ: أَهَلَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ وَلَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ هَدْيٌ غَيْرَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَطَلْحَةَ، فقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ مَعَهُ هَدْيٌ، فَقَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَصْحَابَهُ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً وَيَطُوفُوا، ثُمَّ يُقَصِّرُوا وَيَحِلُّوا إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ، فَقَالُوا: نَنْطَلِقُ إِلَى مِنًى وَذَكَرُ أَحَدِنَا يَقْطُرُ، فَبَلَغَ ذلك النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ وَلَوْلا أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لأحْلَلْتُ)). وَحَاضَتْ عَائِشَةُ فَنَسَكَتِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ أَن لَمْ تَطُفْ بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا طَافَتْ بِالْبَيْتِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، يَنْطَلِقُونَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ وَأَنْطَلِقُ بِحَجٍّ، فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا إِلَى التَّنْعِيمِ فَاعْتَمَرَتْ بَعْدَ الْحَجِّ. للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
3356 - أبو ذَرٍّ: كَانَتِ الْمُتْعَةُ فِي الْحَجِّ لأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - خَاصَّةً. لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
3357 - وفي رواية: لا تَصْلُحُ الْمُتْعَتَانِ إِلا لَنَا خَاصَّةً، يَعْنِي: مُتْعَةَ النِّسَاءِ وَمُتْعَةَ الْحَجِّ (¬1). ¬
3358 - وفي أخرى: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ يَقُولُ فِيمَنْ حَجَّ ثُمَّ فَسَخَهَا بِعُمْرَةٍ: لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ إِلا لِلرَّكْبِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم، وأبى داود، والنسائي (¬1). ¬
3359 - بِلالٌ بن الحارث: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَفَسْخُ الْحَجِّ لَنَا خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: ((بَلْ لَنَا خَاصَّةً)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
3360 - عَائِشَةُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ وَلَيَالِيَ الْحَجِّ وَحُرُمِ الْحَجِّ فَنَزَلْنَا بِسَرِف فَخَرَجَ إِلَى الصحابة فَقَالَ: ((مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْكُمْ مَعَهُ هَدْيٌ وأَحَبَّ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ فَلا)). فَالآخِذُ بِهَا وَالتَّارِكُ لَهَا مِنْ الصْحَابِة، فَأَمَّا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَرِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَكَانُوا أَهْلَ قُوَّةٍ وَكَانَ مَعَهُمُ الْهَدْيُ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الْعُمْرَةِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: ((مَا يُبْكِيكِ يَا هَنْتَاهُ)) قُلْتُ: سَمِعْتُ قَوْلَكَ لأَصْحَابِكَ فَمُنِعْتُ الْعُمْرَةَ. قَالَ: ((وَمَا شَأْنُكِ؟)) قُلْتُ: لا أُصَلِّي. قَالَ: ((فَلا يَضِرُكِ إِنَّمَا أَنْتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ، كَتَبَ الله عَلَيْكِ مَا كَتَبَ عَلَيْهِنَّ فَكُونِي فِي حَجِّكِ فَعَسَى الله أَنْ يَرْزُقَكِيهَا)). قَالَتْ: فَخَرَجْت فِي حَجَّتِي حَتَّى قَدِمْنَا مِنًى فَطَهَرْتُ، ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ مِنًى فَأَفَضْتُ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ خَرَجَت مَعَهُ فِي النَّفْرِ الآخِرِ حَتَّى نَزَلَ الْمُحَصَّبَ وَنَزَلْنَا مَعَهُ، فَدَعَا عَبْدَالرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: ((اخْرُجْ بِأُخْتِكَ مِنَ الْحَرَمِ، لْتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ افْرُغَا ثُمَّ ائْتِيَا هَا هُنَا، فَإِنِّي أَنْظُرُكُمَا حَتَّى تَأْتِيَا)) فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغْنا مِنَ -[569]- الطَّوَافِ جِئْتُهُ بِسَحَرَ، فَقَالَ: ((هَلْ فَرَغْتُمْ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ. فَآذَنَ بِالرَّحِيلِ فِي أَصْحَابِهِ فَارْتَحَلَ النَّاسُ، فَمَرَّ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْمَدِينَةِ. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
3361 - ومن رواياته: فمر بالبيت فطاف به قبل صلاة الصبح، ثم خرج إلى المدينة (¬1). ¬
3362 - ومنها: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لا نَذْكُرُ إِلا الْحَجَّ حَتَّى إذا جِئْنَا سَرِفَ بنحوه، وفيه: فَلَمَّا قَدِمْنا مَكَّةَ قَالَ: ((اجْعَلُوهَا عُمْرَةً)). فَأَحَلَّ النَّاسُ إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ وكَانَ الْهَدْيُ مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَذَي الْيَسَارَ، وفيه: فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أيَرْجِعُ النَّاسُ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ وَأَرْجِعُ بِحَجَّةٍ؟ فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَرْدَفَنِي عَلَى جَمَلِهِ، فَإِنِّي لَأَذْكُرُ وَأَنَا حَدِيثَةُ السِّنِّ أَنْعَسُ فَتُصِيبُ وَجْهِي مُؤْخِرَةَ الرَّحْلِ حَتَّى جِئْنَا التَّنْعِيمَ فَأَهْلَلْنا مِنْهَا بِعُمْرَةٍ جَزَاءً بِعُمْرَةِ النَّاسِ (¬1). ¬
3363 - ومنها: خَرَجْنَا معَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ فَقَالَ: ((مَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَلَمْ يُهْدِ فَلْيُحْلِلْ، وَمَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَأَهْدَى فَلا يُحِلل، حَتَّى يُحِل بِنَحْرِ هَدْيِهِ، وَمَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ فَلْيُتِمَّ حَجَّهُ)). فَحِضْتُ فَلَمْ أَزَلْ حَائِضًا حَتَّى كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَلَمْ أُهْلِلْ إِلاَّ بِعُمْرَةٍ فَأَمَرَنِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أَنْقُضَ رَأْسِي وَأَمْتَشِطَ وَأُهِلَّ بِالحَجٍّ وَأَتْرُكَ الْعُمْرَةَ، فَفَعَلْتُ ذَلِكَ حَتَّى قَضَيْتُ حَجِّي فَبَعَثَ مَعِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فأَمَرَنِي أَنْ أَعْتَمِرَ مَكَانَ عُمْرَتِي مِنَ التَّنْعِيمِ (¬1). ¬
3364 - ومنها: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مُوَافِينَ لِهِلالِ ذِي الْحَجَّةِ، فَقَالَ: ((مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهِلَّ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُهِلَّ بِحَجَّةٍ، فَلْيُهِلَّ، فلَوْلا أَنِّي أَهْدَيْتُ لَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ)). فَمِنْهُمْ مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَمِنْهُمْ مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ وَكُنْتُ فيمنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، بنحوه. وفيه: فَقَضَى الله حَجَّهَا وَعُمْرَتَهَا وَلَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ هَدْيٌ وَلا صَدَقَةٌ وَلا صَوْمٌ (¬1). ¬
3365 - ومنها: خَرَجْنَا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نرَى إِلاَّ أَنَّهُ الْحَجُّ فَلَمَّا قَدِمْنَا تَطَوَّفْنَا بِالْبَيْتِ فَأَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ أَنْ يَحِلَّ، فَحَلَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ وَنِسَاؤُهُ لَمْ يَسُقْنَ فَأَحْلَلْنَ، فَحِضْتُ فَلَمْ أَطُفْ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ، قَلتْ: يَا رَسُولَ الله، يَرْجِعُ النَّاسُ بحجةٍ وِعُمْرَةٍ وَأَرْجِعُ أَنَا بِحَجَّةٍ؟!. قَالَ: ((أوَمَا كنت طُفْتِ لَيَالِيَ قَدِمْنَا مَكَّةَ)) قُلْتُ: لا، قَالَ: ((فَاذْهَبِي مَعَ أَخِيكِ إِلَى التَّنْعِيمِ فَأَهِلِّي بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ مَوْعِدُكِ مكان كَذَا وَكَذَا)) قَالَتْ صَفِيَّةُ: مَا أُرَانِي إِلاَّ حَابِسَتَكمْ قَالَ: ((عَقْرَى حَلْقَى، أَوَ مَا كنت طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟)) قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: ((لا بَأْسَ عليك انْفِرِي)) قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَقِيَنِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُصْعِدٌ مِنْ مَكَّةَ وَأَنَا مُنْهَبِطَةٌ عَلَيْهَا، أَوْ أَنَا مُصْعِدَةٌ وَهُوَ مُنْهَبِطٌ مِنْهَا (¬1). ¬
3366 - ومنها: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - نُلَبِّي لا نَذْكُرُ حَجًّا وَلا عُمْرَةً بنحوه (¬1). ¬
3367 - ومنها: قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله اعْتَمَرْت وَلَمْ أَعْتَمِرْ، فَقَالَ: ((يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، اذْهَبْ بِأُخْتِكَ فَأَعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ)) فَأَحْقَبَهَا عَلَى نَاقَةٍ فَاعْتَمَرَت (¬1). ¬
3368 - ومنها: أَنَّمَا أَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ فَقَدِمَتْ، وَلَمْ تَطُفْ بِالْبَيْتِ حَتَّى حَاضَتْ، فَنَسَكَتِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا، وَقَدْ أَهَلَّتْ بِالْحَجِّ، فَقَالَ لَهَا - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ النَّحْرِ: ((يَسَعُكِ طَوَافُكِ لِحَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ)) فَأَبَتْ فَبَعَثَ بِهَا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى التَّنْعِيمِ فَاعْتَمَرَتْ بَعْدَ الْحَجِّ (¬1). ¬
3369 - أبو مُوسَى: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُنِيخٌ بِالْبَطْحَاءِ، فَقَالَ: ((بِمَ أَهْلَلْتَ؟)) قُلْتُ: بِإِهْلالِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: ((هَلْ سُقْتَ الهَدْي؟)) قال: لا. ((قَالَ فَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ حِلَّ)) قال: فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ وبين الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِي فَمَشَطَتْنِي وَغَسَلَتْ رَأْسِي، وكُنْتُ أُفْتِي بِذَلِكَ النَّاسَ فلم أزل أفتي بذلك من يسئلني فِي إِمَارَةِ أَبِي بَكْرٍ، فلما مات وكان عُمَر وإِنِّي لَقَائِمٌ في الْمَوْسِمِ إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: اتئد في فتياك إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا يحْدثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَأْنِ النُّسُكِ. فَقُلْتُ: أَيُّهَا النَّاسُ: مَنْ كُنَّا أَفْتَيْنَاهُ بِشَيْءٍ فَلْيَتَّئِدْ، فَهَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَادِمٌ عَلَيْكُمْ، فَبِهِ فَأْتَمُّوا، فَلَمَّا قَدِمَ قُلْتُ له: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا هَذَا الَّذِي بلغني أَحْدَثْتَ فِي شَأْنِ النُّسُكِ؟ فقَالَ: إِنا نَأْخُذْ بِكِتَابِ الله فَإِنَّ الله يقول: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} وَإِنْ نَأْخُذْ بِسُنَّةِ رسول الله وقد قال: ((خذوا)) فَإِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَحِلَّ حَتَّى نَحَرَ الْهَدْيَ. للشيخين والنسائي (¬1). ¬
3370 - وفي رواية: قَالَ له عُمَرُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ فَعَلَهُ وَأَصْحَابُهُ، وَلَكِنْ كَرِهْتُ أَنْ يَظَلُّوا مُعْرِسِينَ بِهِنَّ فِي الأَرَاكِ، ثُمَّ يَرُوحُونَ فِي الْحَجِّ تَقْطُرُ رُءُوسُهُمْ (¬1). ¬
3371 - جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ بن علي، عَنْ أَبِيهِ: دَخَلْنَا عَلَى جَابِرِ، فسَأَلَ عَنِ الْقَوْمِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْن، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي فَنَزَعَ زِرِّي الأَعْلَى ثُمَّ نَزَعَ زِرِّي الأَسْفَلَ، ثُمَّ وَضَعَ يده بَيْنَ ثَدْيَيَّ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلامٌ شَابٌّ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ يَا ابْنَ أَخِي، سَلْ عَمَّا شِئْتَ. فَسَأَلْتُهُ وَهُوَ -[572]- أَعْمَى، وحضر وَقْتُ الصَّلاةِ، فَقَامَ فِي نِسَاجَةٍ مُلْتَحِفًا بِهَا كُلَّمَا وَضَعَهَا عَلَى مَنْكِبِهِ رَجَعَ طَرَفَاهَا إِلَيْهِ مِنْ صِغَرِهَا، وَرِدَاؤُهُ إِلَى جَنْبِهِ عَلَى الْمِشْجَبِ، فَصَلَّى بِنَا. فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ حَجَّةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَعَقَدَ بِيَدِهِ تِسْعًا، فقَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أُذِّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ أَنه حَاجٌّ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ كلهم كُلُّهُمْ، يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ به وَيَعْمَلَ مِثْلِ عَمَلِهِ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: ((اغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ وَأَحْرِمِي)) وصَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ حَتَّى اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي بَيْنِ يَدَيْهِ مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ وَهُوَ يَعْرف تَأْوِيلَهُ ومَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا بِهِ، فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ: ((لَبَّيْكَ اللهمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ)) وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهَذَا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا مِنْهُ، وَلَزِمَ - صلى الله عليه وسلم - تَلْبِيَتَهُ، لَسْنَا نَنْوِي إِلاَّ الْحَجَّ، لَسْنَا نَعْرِفُ الْعُمْرَةَ، حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْبَيْتَ مَعَهُ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَرَمَلَ ثَلاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ نفذ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ فَقَرَأَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} فَجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَكَانَ أَبِي يَقُولُ -وَلا أَعْلَمُهُ ذَكَرَهُ إِلاَّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ: {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الرُّكْنِ فاستلمه، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله} ((أبدأ بِمَا بَدَأَ الله بِهِ)) فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقىَ عَلَيْهِ حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ فاستقبل القبلة، فوحَّد الله وكبره، وَقَالَ: ((لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ)) ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ هَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ، -[573]- ففعل ذلك عَلَى الْمَرْوَةِ كمَا فعل عَلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ طوَافِ عَلَى الْمَرْوَةِ قَالَ: ((لَوِ أِنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، لَمْ أَسُقِ الْهَدْيَ وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُحْلْ وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً)) فَقَامَ سُرَاقَةُ بن مالك بن جُعْشُمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ ِلأَبَد؟ فَشَبَّكَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَصَابِعَهُ واحدة فِي الأُخْرَى وقَالَ: ((دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ هَكَذَا)) مَرَّتَيْنِ، ((لا، بَلْ لأَبَدِ)) وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَن بِبُدْنِ للنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَوَجَدَ فَاطِمَةَ مِمَّنْ حَلَّ وَلَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا وَاكْتَحَلَتْ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَبِي أمرني بهذا. وكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ بِالْعِرَاقِ، فذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَة للذِي صَنَعَتْ مُسْتَفْتِيًا له فيما ذَكَرَتْ عَنْهُ فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَبِي أَمَرَنِي بِهَذَا، وقَالَ: صَدَقَتْ صَدَقَتْ، مَاذَا قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللهمَّ إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رسولك، قَالَ: ((فَإِنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ فَلا تَحلْ))، قَالَ: فكَانَ جَمَاعَةُ الْهَدْيِ الَّذِي قَدِمَ بِهِ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ وَالَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِائَةً فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا إِلاَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ توجَّهُوا إِلَى مِنًى فأَهَلُّوا بِالْحَجِّ، ورَكِبَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى بها الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ والفجر، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلاً حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ شَعْرٍ فَضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةٍ فَسَارَ وَلا تَشُكُّ قُرَيْشٌ إلا أنه وَاقِفٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ بِالْمُزْدَلِفَةِ كَمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَجَازَ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةٍ، فَنَزَلَ بِهَا حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ لَهُ فَرَكِبَ فأَتَى بَطْنَ الْوَادِي، فَخَطَبَ النَّاسَ وقال: ((إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ألا كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمي مَوْضُوعٌ وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وَإنَّ أَوَّل دَمٍ أضع من دمائنا دَمُ ابْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ -كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ- وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا رِبَا للعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ، -[574]- واتَّقُوا الله فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَان الله وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ الله، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ -إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ- كِتَابَ الله، وَأَنْتُمْ تسألُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟)) قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فقَالَ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُبُهَا إِلَى النَّاسِ: ((اللهمَّ اشْهَدِ، اللهمَّ اشْهَدْ)) ثلاث مرات ثُمَّ أَذَّنَ بِلالٌ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ إِلَى الصَّخَرَاتِ وَجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ واسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، ولَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلاً حِينَ غَابَ الْقُرْصُ فأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ، ودَفَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ حَتَّى أنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ، ويَقُولُ بِيَدِهِ: ((أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ)) كُلَّمَا أَتَى جَبلاً مِنَ الْجِبَالِ أَرْخَى لَهَا قَلِيلاً حَتَّى تَصْعَدَ، حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ فصلى بها الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بأذان وَإِقَامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ فَرَقِيَ عَلَيْهِ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَحَمِدَ الله وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا فدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، وَكَانَ رَجُلاً حَسَنَ الشَّعْرِ أَبْيَضَ وَسِيمًا، فَلَمَّا دَفَعَ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّت ظُّعُنُ يَجْرِينَ، فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ، فَوَضَعَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ فحول الْفَضْلُ وَجْهَهُ من الشِّقِّ الآخَرِ ينظر، فحَوَّلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ من الشِّقِّ الآخَرِ على وجه الْفَضْلُ فصرف وَجْهَهُ من الشِّقِّ الآخَرِ يَنْظُرُ حَتَّى أَتَى بطن مُحسر، فَحَرَّكَ قَلِيلاً ثُمَّ سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى التي تخرج إِلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا حَصَى الْخَذْفِ، رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ فَنَحَرَ ثَلاثًا وَسِتِّينَ بدنة بِيَدِهِ، ثم أعطى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ، وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ، -[575]- فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَطُبِخَتْ فَأَكَلا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأَفَاضَ إِلَى الْبَيْتِ فَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ، فأَتَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُمْ يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ فَشَرِبَ مِنْهُ
3372 - وفي رواية: وَكَانَتِ الْعَرَبُ يَدْفَعُ بِهِمْ أَبُو سَيَّارَةَ عَلَى حِمَارٍ عُرْيٍ، فَلَمَّا أَجَازَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ بِالْمَشْعَرِ الْحَرَامِ لَمْ تَشُكَّ قُرَيْشٌ أَنَّهُ سَيَقْتَصِرُ عَلَيْه، بنحوه (¬1). ¬
3373 - وفي أخرى: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((نَحَرْتُ هَاهُنَا، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، انْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ)) (¬1). ¬
الطواف
الطَوافُ
3374 - ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدِمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ مَكَّةَ، وَقَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ غَدًا قَوْمٌ وقَدْ وَهَنَتْهُمُ الْحُمَّى وَلَقُوا مِنْهَا شِدَّةً، فَجَلَسُوا مِمَّا يَلِي الْحِجْرَ وَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَرْمُلُوا ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ وَيَمْشُوا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ جَلَدَهُمْ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّ الْحُمَّى قَدْ وَهَنَتْهُمْ، هَؤُلاءِ أَجْلَدُ. مِنْ كَذَا وَكَذَا ولم يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ كُلَّهَا للإبْقَاءُ عَلَيْهِم. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3375 - وفي أخرى: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (اضْطَبَعَ واسْتَلَمَ) (¬1) وَكَبَّرَ ثُمَّ رَمَلَ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ، فكَانُوا إِذَا بَلَغُوا الرُّكْنَ الْيَمَانِيَ وَتَغَيَّبُوا عن قُرَيْشٍ مَشَوْا، ثُمَّ يَطْلُعُونَ عَلَيْهِمْ يَرْمُلُونَ، فتقُولُ قُرَيْشٌ: كَأَنَّهُمُ الْغِزْلانُ. فَكَانَتْ سُنَّةً (¬2). ¬
3376 - أبو الطُّفَيْلِ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَدْ رَمَلَ بِالْبَيْتِ وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ. قَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا. قُلْتُ: َمَا صَدَقُوا وَمَا كَذَبُوا؟ قَالَ: صَدَقُوا، قَدْ رَمَلَ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَذَبُوا لَيْسَ بِسُنَّةٍ؛ إِنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ: دَعُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ حَتَّى يَمُوتُوا مَوْتَ النَّغَفِ، فَلَمَّا صَالَحُو عَلَى أَنْ يَجِيئُوا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَيُقِيمُوا بِمَكَّةَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَقَدِمَ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: ((ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ)) ثَلاثًا. وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ. قُلْتُ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِير، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ. قَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا. قُلْتُ: مَا صَدَقُوا وكَذَبُوا؟ قَالَ: صَدَقُوا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِير، وَكَذَبُوا لَيْسَ بِسُنَّةٍ؛ كَانَ النَّاسُ لا يُدْفَعُونَ عَنْه - صلى الله عليه وسلم - وَلا يُضْرَبُونَ عَنْهُ، فَطَافَ عَلَى بَعِيرٍ لِيَسْمَعُوا كَلامَهُ وَلِيَرَوْا مَكَانَهُ وَلا تَنَالُهُ أَيْدِيهِمْ. لمسلم، وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
3377 - جَابِرُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رَمَلَ الثَّلاثَةَ الأَطْوَاف مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ. لمسلم و «الموطأ» والترمذي، والنسائي (¬1). ¬
3378 - نَافِعُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا أَحْرَمَ مِنْ مَكَّةَ لَمْ يَطُفْ بِالْبَيْتِ وَلا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ حَتَّى يَرْجِعَ مِنْ مِنًى، وَكَانَ لا يَرْمُلُ إِذَا طَافَ حَوْلَ الْبَيْتِ إِذَا أَحْرَمَ مِنْ مَكَّةَ. لمالك (¬1). ¬
3379 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَرْمُلْ فِي السَّبْعِ الَّذِي أَفَاضَ فِيهِ (¬1). ¬
3380 - أَسْلَمُ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: فِيمَ الرَّمَلات وَالْكَشْف عَنِ الْمَنَاكِبِ، وَقَدْ أَطَّأَ الله الإسْلامَ وَنَفَى الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ، ولكن مَعَ ذَلِكَ لا نَدَعُ شَيْئًا كُنَّا نَفْعَلُهُ مع رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. هما لأبي داود (¬1). ¬
3381 - يَعْلَى بنُ أمية: طَافَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُضْطَبِعًا بِبُرْدٍ أَخْضَرَ. للترمذي، وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
3382 - ابْنُ عُمَرَ: قال له ابن جريج: رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعًا لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ يَصْنَعُهَا. قَالَ: مَا هِيَ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ لا تَمَسُّ مِنَ الأَرْكَانِ إِلاَّ الْيَمَانِيَيْنِ وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ، وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْهِلالَ وَلَمْ تُهِلل حَتَّى يكونَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ. فَقَالَ: أَمَّا الأَرْكَانُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَمَسُّ إِلاَّ الْيَمَانِيَيْنِ، وَأَمَّا النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَلْبَسُ النِّعَالَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَهَا، وَأَمَّا الصُّفْرَةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَصْبُغُ بِهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بِهَا، وَأَمَّا الإهْلالُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ. للشيخين، و «الموطأ»، وأبي داود (¬1). ¬
3383 - عَمْرو بْن شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: طُفْتُ مَعَ عَبْدِ الله -يعني: أباه- فَلَمَّا جِئْنَا دُبُرَ الْكَعْبَةِ قُلْتُ: أَلا تَتَعَوَّذُ؟ قَالَ: نَعُوذُ بِالله مِنَ النَّارِ ثُمَّ مَضَى حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ فأَقَامَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ فَوَضَعَ صَدْرَهُ وَوَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَكَفَّيْهِ هَكَذَا وَبَسَطَهُمَا بَسْطًا، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَفْعَلُهُ. لأبي داود (¬1). ¬
3384 - ابن عباس: قال أبو الطُّفَيْلِ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُعَاوِيَةُ، لا يَمُرُّ بِرُكْنٍ إِلاَّ اسْتَلَمَهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكُنْ يَسْتَلِمُ إِلاَّ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْبَيْتِ مَهْجُورًا. للشيخين، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
3385 - ولأحمد برجال الصحيح في هذا الحديث المستلم لأربعة والقائل: ليس شيء من البيت مهجورا. ابن عباس، وإن شعبة قال: الناس يختلفون في هذا الحديث (¬1). ¬
3386 - حَنْظَلَة: رَأَيْتُ طَاوُسًا يَمُرُّ بِالرُّكْنِ فَإِنْ وَجَدَ عَلَيْهِ زِحَامًا مَرَّ وَلَمْ يُزَاحِمْ، وَإِنْ رَآهُ خَالِيًا قَبَّلَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَعَلَ ذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: رَأَيْتُ عُمَرَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ: إِنَّكَ حَجَرٌ لا تَنْفَعُ وَلا تَضُرُّ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ قَالَ عُمَرُ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ ذَلِكَ. للنسائي (¬1). ¬
3387 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّهُ أُخْبِرَ بِقَوْلِ عَائِشَةَ: إِنَّ الْحِجْرَ بَعْضُهُ ليس مِنَ الْبَيْتِ، فَقَالَ: وَالله إِنِّي لَأَظُنُّ عَائِشَةَ إِنْ كَانَتْ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إِنِّي لَأَظُنُّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَتْرُكِ اسْتِلامَهُمَا إِلاَّ لأَنَّهُمَا لَيْسَا عَلَى قَوَاعِدِ الْبَيْتِ، وَلا طَافَ النَّاسُ من وَرَاءَ الْحِجْرِ إِلاَّ لِذَلِكَ. لأبي داود (¬1). ¬
3388 - عُبَيْد بْن عُمَيْر: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ، فَقُلْتُ: إِنَّكَ تُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُزَاحِمُه، فَقَالَ: إِنْ أَفْعَلْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا)) وَسَمِعْته يَقُولُ: ((مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعًا فَأَحْصَاهُ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ)) وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ((لا يَرفع قَدَمًا وَلا يحط قدمًا إِلاَّ حَطَّ الله عَنْهُ بها خَطِيئَةً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً)). للنسائي، والترمذي (¬1). ¬
3389 - ابنُ عوفٍ: سمعتُ رجلا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر: ((يا أبا حفص، إنك فيك فضل قوة، فلا تؤذ الضعيف إذا رأيت الركن خلوًا فاستلم وإلا كبر وامض))، قال: سمعت عمر يقول لرجل: لا تؤذ الناس بفضل قوتك. لرزين.
3390 - ابن عمر: رأيت عمر قبّل الحجر وسجد عليه، ثم عاد فقبله وسجد عليه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع. للموصلي، والبزار (¬1). ¬
3391 - ابن عباس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل الركن ويضع خده عليه. للموصلي بضعف (¬1). ¬
3392 - عروة: كان عبد الله بن الزبير يقرن بين الأسابيع ويسرع المشى ويذكر أن عائشة كانت تفعله، ثم تصلى لكل أسبوع ركعتين. لرزين.
3393 - عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ: أَنَّهُ طَافَ بِالْبَيْتِ مَعَ عُمَرَ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى عُمَرُ طَوَافَهُ نَظَرَ فَلَمْ يَرَ الشَّمْسَ طَلَعَتْ فَرَكِبَ حَتَّى أَنَاخَ بِذِي طُوًى، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ. لمالك.
3394 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ عَطَاءً يَقُولُ: تُجْزِئُهُ الْمَكْتُوبَةُ مِنْ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ، قَالَ: اتباع السُّنَّةُ أَفْضَلُ، ولَمْ يَطُفِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَطُّ أسُبُوعًا إِلاَّ صَلَّى له رَكْعَتَيْنِ. للبخاري تعليقًا (¬1). ¬
3395 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((الطَّوَافُ حَوْلَ الْبَيْتِ مِثْلُ الصَّلاةِ إِلاَّ أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ فَمَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ فَلا يَتَكَلَّم إِلاَّ بِخَيْرٍ)). للترمذي (¬1). ¬
3396 - وعنه: طَافَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى بَعِيرٍ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3397 - وفي رواية: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَدِمَ مَكَّةَ وَهُوَ يَشْتَكِي، فَطَافَ عَلَى رَاحِلَتِهِ كُلَّمَا أَتَى عَلَى الرُّكْنِ اسْتَلَمه بِمِحْجَنٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَنَاخَ وصَلَّى رَكْعَتَيْنِ (¬1). ¬
3398 - صَفِيَّة بِنْت شَيْبَةَ: لَمَّا طاف رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْفَتْحِ طَافَ عَلَى بَعِيرٍ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ فِي يَدِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ. لأبي داود (¬1). ¬
3399 - جَابِرُ: طَافَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى رَاحِلَتِهِ بالبيت يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ وبين الصفا والمروة ليَرَاهُ النَّاسُ وَلِيُشْرِفَ وَلِيَسْأَلُوهُ، فَإِنَّ النَّاسَ غَشوهُ. لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
3400 - وزاد «الكبير»: فقال على ناقته الجدعاء، وعبد الله ابن أم مكتوم آخذ بخطامها يرتجز (¬1). ¬
3401 - عامر بن ربيعة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يطوف بالبيت فانقطع شسعه، فأخرج رجل شسعاً من نعله فذهب يشده في نعل النبى - صلى الله عليه وسلم - فانتزعها، وقال: ((هذه أثرة ولا أحب الأثرة)). للموصلي، و «الكبير» و «الأوسط» بضعف (¬1). ¬
3402 - ابْن عُمَرَ: قال له رجل: أَيَصْلُحُ لِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ آتِيَ الْمَوْقِفَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لا تَطُفْ بِالْبَيْتِ حَتَّى تَأْتِيَ الْمَوْقِفَ. فَقَالَ: فَقَدْ حَجَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَطَافَ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ الْمَوْقِفَ، فَبِقَوْلِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَحَقُّ أَنْ تَأْخُذَ أَوْ بِقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؟! للنسائي، ومسلم بلفظه (¬1). ¬
3403 - ابْن عَبَّاسٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَدِمَ مَكَّةَ وطَافَ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَلَمْ يَقْرَبِ الْكَعْبَةَ بَعْدَ طَوَافِهِ بِهَا حَتَّى رَجَعَ مِنْ عَرَفَةَ. للبخاري (¬1). ¬
3404 - جُبَيْر بْن مُطْعِمٍ رفعه: ((يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لا تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى أَيَّةَ سَاعَةٍ شَاءَ مِنَ ليْلِ أو نهَارِ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
3405 - أبو الزُّبَيْرِ: رأيت ابن عباس يطوف بعد العصر أسبوعًا ثم يدخل حجرته، لا ندري ما يصنع، ولَقَدْ رَأَيْتُ الْبَيْتَ يَخْلُو بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ حتى تطلع الشمس وَبَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ، مَا يَطُوفُ بِهِ أَحَدٌ حتى عند الغروب. لمالك (¬1). ¬
3406 - ابْن عَبَّاسٍ وعَائِشَة: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَخَّرَ الطَوَافَ يَوْمَ النَّحْرِ إِلَى اللَّيْلِ. للترمذي وأبو داود بلفظه (¬1). ¬
3407 - ابْن عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَفَاضَ يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ رَجَعَ فَصَلَّى الظُّهْرَ بِمِنًى، قَالَ نَافِعٌ: وكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُفِيضُ يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّي الظهر بِمِنًى، وَيَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَهُ. للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
3408 - ابْن عَبَّاسٍ: كَانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يَنْفِر أَحَدٌ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ)). لمسلم، وأبي داود (¬1). ¬
3409 - عُمَر قَالَ: لا يَصْدُرَنَّ أَحَدٌ مِنَ الْحَاجِّ حَتَّى يَطُوفَ بِالْبَيْتِ، فَإِنَّ آخِرَ النُّسُكِ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ. لمالك (¬1). ¬
3410 - وفي رواية: أَنَّ عُمَرَ رَدَّ رَجُلاً مِنْ مَرِّ الظَّهْرَانِ لَمْ يَكُنْ وَدَّعَ بالْبَيْتِ حَتَّى وَدَّعَ.
3411 - نافعٌ: قال ابْنُ عُمَرَ: لا تنفر الحائض حتى تودع. ثم سمعته بعد يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرخص لَهُنَّ. للترمذي (¬1). ¬
3412 - عَائِشَةُ: أَنَّ صَفِيَّةَ حاضت فذكر ذلك لرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ ((أَحَابِسَتُنَا هي؟)) قالوا: إنها قَدْ أَفَاضَتْ. قَالَ: ((فَلا إِذَنْ)). للستة (¬1). ¬
3413 - وفي رواية: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَنْفِرَ رأى صَفِيَّة عَلَى بَابِ خِبَائِهَا كَئِيبَةً حزينة؛ لأنها حاضت فَقَالَ: ((عَقْرَى -أَوْ حَلْقَى لغة قريش- إِنَّكِ لَحَابِسَتُنَا)) ثم قال: ((كُنْتِ أَفَضْتِ يَوْمَ النَّحْرِ)) يعني: الطواف، قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: ((فَانْفِرِي إِذًا)) (¬1). ¬
3414 - وفي أخرى: حَجَجْنَا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَفَضْنَا يَوْمَ النَّحْرِ، فَحَاضَتْ صَفِيَّةُ، فَأَرَادَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهَا مَا يُرِيدُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّهَا حَائِضٌ. قَالَ: ((حَابِسَتُنَا هِيَ؟)) قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، أَفَاضَتْ يَوْمَ النَّحْرِ. قَالَ: ((اخْرُجُوا)) (¬1). ¬
3415 - الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الله الأوسي: أَتَيْتُ عُمَرَ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمَرْأَةِ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ تَحِيضُ؟ قَالَ: يكون آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ، قَالَ الْحَارِثُ: كَذَلِكَ أَفْتَانِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ عُمَرُ: أَرِبْتَ عَنْ يَدَيْكَ! تسَأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ سَأَلْتَ عَنْهُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لِكَيْ أُخَالِفَ. للترمذي، وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
3416 - جابر رفعه: ((أميران وليسا بأميرين: المرأة تحج مع القوم فتحيض قبل أن تطوف طواف الزيارة، فليس لأصحابها أن ينفروا حتى يستأمروها، والرجل يتبع الجنازة فيصلى عليها ليس له أن يرجع حتى يستأمر أهل الجنازة)). للبزار (¬1). ¬
3417 - ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ: إِذْ مَنَعَ ابْنُ هِشَامٍ النِّسَاءَ الطَّوَافَ مَعَ الرِّجَالِ قَالَ: كَيْفَ يَمْنَعُهُنَّ، وَقَدْ طَافَ نِسَاءُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ الرِّجَالِ؟! قُلْتُ: أَبَعْدَ الْحِجَابِ أَوْ قَبْلُه؟ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُهُ بَعْدَ الْحِجَابِ. قُلْتُ: كَيْفَ يُخَالِطْنَ الرِّجَالَ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنَّ يُخَالِطْنَ، كَانَتْ عَائِشَةُ تَطُوفُ حَجْزَةً مِنَ الرِّجَالِ لا تُخَالِطُهُمْ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: انْطَلِقِي نَسْتَلِمْ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَتِ: انْطَلِقِي عَنْكِ، وَأَبَتْ وكن يَخْرُجْنَ مُنَكراتٍ بِاللَّيْلِ فَيَطُفْنَ مَعَ الرِّجَالِ، وَلَكِنَّهُنَّ كُنَّ إِذَا دَخَلْنَ الْبَيْتَ قُمْنَ حَتَّى يَدْخُلْنَ وَأُخْرِجَ الرِّجَالُ، -[583]- وَكُنْتُ آتِي عَائِشَةَ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهِيَ مُجَاوِرَةٌ فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ، قُلْنا: وَمَا حِجَابُهَا، قَالَ: هِيَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ لَهَا غِشَاءٌ وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذَلِكَ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهَا دِرْعًا مُوَرَّدًا (¬1). ¬
3418 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا مِنِّي مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأَسْمِعُونِي مَا تَقُولُونَ وَلا تَذْهَبُوا فَتَقُولُوا: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَلْيَطُفْ مِنْ وَرَاءِ الْحِجْرِ وَلا تَقُولُوا الْحَطِيمُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ يَحْلِفُ فَيُلْقِي سَوْطَهُ أَوْ نَعْلَهُ أَوْ قَوْسَهُ. هما للبخاري (¬1). ¬
3419 - وعنه: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَجُلاً يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ بِزِمَامٍ أَوْ غَيْرِهِ فَقَطَعَهُ (¬1). ¬
3420 - وفي روايةٍ: يَقُودُ إِنْسَانًا بِخِزَامَةٍ فِي أَنْفِهِ فَقَطَعَهَا ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَقُود بِيَدِهِ. للبخاري، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
3421 - ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِامْرَأَةٍ مَجْذُومَةٍ وَهِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ لَهَا: يَا أَمَةَ الله لا تُؤْذِي النَّاسَ لَوْ جَلَسْتِ فِي بَيْتِكِ لكان خيرًا لك، فَجَلَسَتْ في بيتها فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ بَعْدَ ما مات عمر، فَقَالَ: لَهَا إِنَّ الَّذِي نَهَاكِ قَدْ مَاتَ فَاخْرُجِي، فَقَالَتْ: والله مَا كُنْتُ لأَطِيعَهُ حَيًّا وَأَعْصِيَهُ مَيِّتًا. لمالك (¬1). ¬
3422 - مَالِك: بَلَغَني أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ مُرَاهِقًا خَرَجَ إِلَى عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ يَطُوفُ بَعْدَ أَنْ يَرْجِعَ وذلك أوسع لمن فعله مراهقًا (¬1). ¬
3423 - عَائِشَةَ: رفعته: ((إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لإَقَامَةِ ذِكْرِ الله)). للترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
3424 - عَبْد الله بْن السَّائِبِ: أَنَّهُ كَانَ يَقُودُ ابْنَ عَبَّاسٍ فيقيمه عِنْدَ الشُّقَّةِ الثَّالِثَةِ مِمَّا يَلِي الرُّكْنَ الَّذِي يَلِي الْحَجَرَ مِمَّا يَلِي الْبَابَ فيقول له ابْنُ عَبَّاسٍ: أثبت أن رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي هَاهُنَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ فَيَقَومُ فَيُصَلِّي. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3425 - وعنه سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ في الطواف مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. لأبى داود (¬1). ¬
3426 - نافع: كان ابن عمر إذا استلم الحجر (الأسود) (¬1) قال: اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك وسنة نبيك. ثم يصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -. «للأوسط» (¬2). ¬
3427 - جَابِرُ: سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَرَى الْبَيْتَ فيَرْفَعُ يَدَيْهِ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أنَّ أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا إِلاَّ الْيَهُودَ قَدْ حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ نكُنْ نفْعَلُهُ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
3428 - ابنُ عباس رفعه: ((لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن: حين تفتح الصلاة، وحين يدخل المسجد الحرام فينظر إلى البيت، وحين يقوم على الصفا، وحين يقوم على المروة، وحين يقف مع الناس بعرفة وبجمع والمقامين حين يرمي الجمرة)). «للكبير»،و «الأوسط» (¬1). ¬
3429 - حذيفة بن أسيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نظر إلى البيت قال: ((اللهم زد بيتك هذا تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا وبِرًّا ومهابةً)). «الكبير»، و «الأوسط» بضعف (¬1). ¬
3430 - ابنُ عمر: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخلنا معه من باب بني عبد مناف، وهو الذي يسميه الناس باب بني شيبة، وخرجنا معه إلى المدينة من باب الحزورة وهو باب الخياطين. «للأوسط» وفيه مروان بن أبي مروان (¬1). ¬
3431 - ابنُ عمرو بن العاص: طوفوا بهذا البيت واستلموا هذا الحجر، فإنهما كانا حجرين أهبطا من الجنة فرفع أحدهما وسيرفع الآخر، فإن لم يكن كما قلت فمن مر بقبري فليقل: هذا قبر عبد الله بن عمرو الكذاب. للكبير (¬1) ¬
3432 - العباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يطوف بالبيت فاستسقى وهو يطوف. للكبير، برجل لم يسم (¬1). ¬
3433 - سَعْيدِ بْنِ مَالِكٍ: طُفْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَمِنَّا مَنْ طَافَ سَبْعًا وَمِنَّا مَنْ طَافَ ثَمَانِيًا وَمِنَّا مَنْ طَافَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا حَرَجَ)). لأحمد (¬1). ¬
السعي ودخول البيت
السعي ودخول البيت
3434 - كَثِيرُ بْنِ جُمهانَ (¬1) رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَمْشِى فِي المسَّعْي، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَمْشِى فِي المسَّعْيِ قَالَ: لَئِنْ سَعَيْتُ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَسْعَى، وَلَئِنْ مَشَيْتُ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَمْشِي وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ. لأصحاب السنن (¬2). ¬
3435 - جَابِرُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا نَزَلَ مِنَ الصَّفَا مَشَى حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي سَعَى حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ. لمالك، والنسائي (¬1). ¬
3436 - ابنُ عمر قال: السعي من دار بني عباد إلى زقاق بني أبي حسين، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا طاف الطواف الأول خب ثلاثا ومشي أربعًا. لرزين. قلت: هو للبخاري في باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة.
3437 - صَفِيَّةُ بِنْت شَيْبَة، عَنِ امْرَأَةٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَسْعَى فِي بَطْنِ الوادي يَقُولُ: ((لا تُقْطَعُ الْوَادِي إِلاَّ شَدًّا)). للنسائي (¬1). ¬
3438 - ولأحمد بضعف: أنه يقول: ((كتب عليكم السعي فاسعوا)) (¬1). ¬
3439 - ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا سَعَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ. للنسائي (¬1). ¬
3440 - عُرْوَةُ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ: أَرَأَيْتِ قَوْلَ الله َتَعَالَى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} مَا أرَى عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا أَنْ لا يَطَّوَّفَ بِهِمَا؟ فَقَالَتْ: كَلاَّ؛ لَوْ كَانَتْ كَمَا تَقُولُ كَانَتْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لا يَطَّوَّفَ بِهِمَا، إنها إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الأَنْصَارِ كَانُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ وَكَانَتْ مَنَاةُ حَذْوَ قُدَيْدٍ، وَكَانُوا يَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَطُوفُوا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَلَمَّا جَاءَ الإسْلامُ سَأَلُوا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ الله {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}. للستة (¬1). ويأتي في التفسير إن شاء الله تعالى قولها: وقد سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطواف بينهما فليس لأحد أن يتركه. ¬
3441 - نَافِعٌ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَدْعُو على الصفا والمروة بقوله: اللهمَّ إِنَّكَ قُلْتَ {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وَإِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ كَمَا هَدَيْتَنِي لِلإسْلامِ أَنْ لا تَنْزِعَهُ مِنِّي حَتَّى تَوَفَّانِي وَأَنَا مُسْلِمٌ. لمالك.
3442 - ابنُ مسعود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سعى في بطن المسيل قال: ((اللهم اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم)). «للأوسط» (¬1). ¬
3443 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ طَارِقٍ: عَنْ أُمِّهِ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا جَازَ مَكَانًا مِنْ دَارِ يَعْلَى نَسِيَهُ عُبَيْدُ الله بن أبي يزيد اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ فَدَعَا. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3444 - عَائِشَة: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا مَسْرُورًا ثُمَّ رَجَعَ كَئِيبًا، فَقَالَ: إِنِّي دَخَلْتُ الْكَعْبَةَ وَلَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا دَخَلْتُهَا إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ شَقَقْتُ عَلَى أُمَّتِي. للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
3445 - عَبْدِ الله بْن أَبِي أَوْفَى: اعْتَمَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَاعْتَمَرْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ طَافَ فطُفْنَا مَعَهُ وَأَتَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ فأَتَيْنَاهَما مَعَهُ، وَكُنَّا نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَرْمِيَهُ أَحَدٌ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبٌ لِي: أَكَانَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ؟ قَالَ: لا. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
3446 - أُسَامَة: دَخَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الْكَعْبَةَ فَسَبَّحَ فِي نَوَاحِيهَا وَلَمْ يُصَلِّ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ. لمسلم، والنسائي، بلفظه (¬1) ¬
3447 - وله: دَخَلَ هُوَ وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَ بِلالاً فَأَجَافَ الْبَابَ، وَالْبَيْتُ إِذْ ذَاكَ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ فَمَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الأُسْطُوَانَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَلِيَانِ الباب بَابَ الْكَعْبَةِ جَلَسَ فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ وَاسْتَغْفَرَهُ، ثُمَّ قَامَ حَتَّى أَتَى مَا اسْتَقْبَلَ مِنْ دُبُرِ الْكَعْبَةِ فَوَضَعَ وَجْهَهُ وَخَدَّهُ عَلَيْهِ وَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ وَاسْتَغْفَرَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى كُلِّ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الْكَعْبَةِ فَاسْتَقْبَلَهُ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ وَالثَّنَاءِ عَلَى الله وَالْمَسْأَلَةِ وَالاسْتِغْفَارِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ مُسْتَقْبِلَ وَجْهِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ: ((هَذِهِ الْقِبْلَةُ)) (¬1). ¬
3448 - ابْنِ عَبَّاسٍ: أِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا قَدِمَ أَبَى أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ الآلِهَةُ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ فَأَخْرَجُوا صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وفِي أَيْدِيهِمَا الأَزْلامُ، فَقَالَ: ((قَاتَلَهُمُ الله، أَمَا وَالله لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّهُمَا لَمْ يَسْتَقْسِمَا بِهَا قَطُّ))، فَدَخَلَ الْبَيْتَ فَكَبَّرَ فِي نَوَاحِيهِ وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ. للبخاري (¬1). ¬
3449 - وفي رواية: دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْبَيْتَ فَوَجَدَ فِيهِ صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَصُورَةَ مَرْيَمَ، فَقَالَ: ((أَمَا هُمْ قَدْ سَمِعُوا أَنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، هَذَا إِبْرَاهِيمُ مُصَوَّرًا فَمَا بالَهُ يَسْتَقْسِمُ)) (¬1). ¬
3450 - ابْن عُمَرَ أَقْبَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ مُرادِفٌ أُسَامَةَ بن زيد عَلَى الْقَصْوَاءِ، وَمَعَهُ بِلالٌ وَعُثْمَان، حَتَّى أَنَاخَ عِنْدَ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ لِعُثْمَانَ: ائْتِنَا بِالْمِفْتَاحِ، فَجَاءَهُ بِالْمِفْتَاحِ فَفَتَحَ لَهُ الْبَابَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأُسَامَةُ وَبِلالٌ وَعُثْمَانُ ثُمَّ أَغْلَقُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَمَكَثَ نَهَارًا طَوِيلاً، ثُمَّ خَرَجَ فابْتَدَرَ النَّاسُ الدُّخُولَ فَسَبَقْتُهُمْ فَوَجَدْتُ بِلالاً قَائِمًا مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ صَلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ: صَلَّى بَيْنَ ذَيْنِكَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ، وَكَانَ الْبَيْتُ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ سَطْرَيْنِ صَلَّى بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ مِنَ السَّطْرِ الْمُقَدَّمِ وَجَعَلَ بَابَ الْبَيْتِ خَلْفَ ظَهْرِهِ، وَاسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الَّذِي يَسْتَقْبِلُكَ حِينَ تَلِجُ الْبَيْتَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ، وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى، وَعِنْدَ الْمَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَرْمَرَةٌ حَمْرَاءُ. للستة (¬1). ¬
3451 - وفي رواية أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لعثمان بن طلحة: ((ائْتِنِي بِالْمِفْتَاحِ))، فَذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ فَأَبَتْ أَنْ تُعْطِيَهُ، فَقَالَ: وَالله لَتُعْطِيَنِّيْهِ أَوْ لَيَخْرُجَنَّ هَذَا السَّيْفُ مِنْ صُلْبِي، فَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بنحوه (¬1). ¬
وفي أخرى: أنه - صلى الله عليه وسلم - أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته. بنحوه.
3453 - وفي أخرى: فَسَأَلْته فَقُلْتُ صَلَّى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْكَعْبَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ عن يَسَارِك إِذَا دَخَلْتَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ (¬1). ¬
3454 - الأَسْلَمِيَّةُ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ: مَا قَالَ لَكَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حِينَ دَعَاكَ؟ قَالَ: قَالَ (لي): (¬1) ((إِنِّي نَسِيتُ أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُخَمِّرَ الْقَرْنَيْنِ فَإِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يَشْغَلُ الْمُصَلِّيَ)). لأبي داود (¬2). ¬
عائشةُ: قلت: يا رسول الله أدخل البيت، قال: ((ادخلي الحِجْر فإنه من البيت)). لمالك، وأصحاب، السنن (¬1). ¬
الوقوف والإفاضة
الوقوف والإفاضة
3456 - ابنُ عمرو بن العاص قال: أفاض جبريل بإبراهيم عليهما السلام إلى منى فصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح بمنى، ثم غدا به من منى إلى عرفات (فصلى) (¬1) به الصلاتين، ثم وقف حتى غابت الشمس، ثم أتى به المزدلفة فنزل بها فبات بها، ثم قال فصلى كأعجل ما يصلي أحد من المسلمين، ثم دفع به إلى منى فرمى وحلق وذبح، ثم أوحى الله عز وجل إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - {أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين}. «للكبير» (¬2). ¬
3457 - عائشةُ: قال عروة: كَانَتِ الْعَرَبُ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرَاةً إِلاَّ الْحُمْسَ، وَالْحُمْسُ قُرَيْشٌ وَمَا وَلَدَتْ كَانُوا يَطُوفُونَ عُرَاةً إِلاَّ أَنْ يُعْطِيَهُمُ الْحُمْسُ ثِيَابًا، فَيُعْطِي الرِّجَالُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءُ النِّسَاءَ، وَكَانَتِ الْحُمْسُ لا يَخْرُجُونَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ، وَكَانَ النَّاسُ كُلُّهُمْ يَبْلُغُونَ عَرَفَاتٍ، قَالَ هِشَامٌ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ: الْحُمْسُ هُمِ الَّذِي أَنْزَلَ الله فِيهِمْ {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} قَالَتْ: كَانَ النَّاسُ يُفِيضُونَ مِنْ عَرَفَاتٍ وَكَانَ الْحُمْسُ يُفِيضُونَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ، ويَقُولُونَ: لا نُفِيضُ إِلاَّ مِنَ الْحَرَمِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ {أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} رَجَعُوا إِلَى عَرَفَاتٍ. للشيخين ولأصحاب السنن نحوه (¬1). ¬
3458 - نُبَيْطٌ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ عَرَفَةَ واقفًا عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ يَخْطُبُ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3459 - زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضُمْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَمِّهِ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِعَرَفَةَ. لأبي داود (¬1). ¬
3460 - عبدُ الرحمن بنُ يعمر الديلي رفعه: ((الحج عرفات، أيام منى ثلاث فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه ومن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
3461 - عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّس: أَتَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِالْمُزْدَلِفَةِ حِينَ أقام الصَّلاةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي جِئْتُ مِنْ جَبَلِ طَيِّئ أَكْلَلْتُ رَاحِلَتِي وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي وَالله مَا تَرَكْتُ مِنْ جَبْلٍ إِلاَّ وَقَفْتُ عَلَيْهِ فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ شَهِدَ صَلاتَنَا هَذِهِ وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى انَدْفَعَ وَقَدْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلاً أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ تَمَّ حَجَّهُ وَقَضَى تَفَثَهُ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
3462 - زاد في «الكبير»: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((أفرخ روعك يا عروة)) (¬1). وأفرد البزار هذه الزيادة وترجم لها وقال: التهنئة بتمام الحج (¬2). ¬
3463 - مَالِكٌ: بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْتَفِعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ، وَالْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وارْتَفِعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ)) (¬1). ¬
3464 - سَالِمُ بنُ عبد الله: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنْ لا تُخَالِفَ ابْنَ عُمَرَ فِي الْحَجِّ، فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَا مَعَهُ يَوْمَ عَرَفَةَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، فَصَاحَ عِنْدَ سُرَادِقِ الْحَجَّاجِ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ، فقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: الرَّوَاحَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ، قَالَ: هَذِهِ السَّاعَةَ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَاَنْتظِرْنِي حَتَّى أُفِيضَ عَلَى رَأْسِي ماء ثُمَّ أَخْرُجُ، فَنَزَلَ حَتَّى خَرَجَ الْحَجَّاجُ، فَسَارَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي، فَقُلْتُ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ فَاقْصُرِ في الْخُطْبَةَ وَعَجِّلِ الْوُقُوفَ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَبْدِ الله فَلَمَّا رَأَى -[3]- عبد الله ذَلِكَ (تبسم) (¬1)، قَالَ: صَدَقَ. للبخاري. ¬
3465 - مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيُّ: سألت أنسًا وَنَحْنُ غَادِيَانِ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ عن التلبية: كيف كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: كَانَ يُلَبِّي الْمُلَبِّي فَلا يُنْكَرُ عَلَيْهِ وَيُكَبِّرُ الْمُكَبِّرُ فَلا يُنْكَرُ عَلَيْهِ. للشيخين، و «الموطأ»، والنسائي.
3466 - القاسمُ بنُ محمد: كانت عائشة تترك التلبية إذا راحت إلى الموقف. لمالك.
3467 - أسامةُ بنُ زيد سئل: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَسِيرُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ حِينَ دَفَعَ؟ فقَالَ: كَانَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
3468 - وفي رواية: أَفَاضَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا رَدِيفُهُ فَجَعَلَ يَكْبَحُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَنَّ ذِفْرَاهَا لَتَكَادُ تُصِيبُ قَادِمَةَ الرَّحْلِ، وَهُوَ يَقُولُ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ فِي إِيضَاعِ)) (¬1). ¬
3469 - وفي أخرى: رَدِفْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عَرَفَاتٍ، فَلَمَّا بَلَغَ الشِّعْبَ الأَيْسَرَ الَّذِي دُونَ الْمُزْدَلِفَةِ أَنَاخَ فَبَالَ، ثُمَّ جَاءَ فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ الْوَضُوءَ فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا، فقُلْتُ: الصَّلاةَ يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ: ((الصَّلاةُ أَمَامَكَ)) فَرَكِبَ حَتَّى يأَتَي الْمُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى، ثُمَّ رَدِفَ الْفَضْلُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - غَدَاةَ جَمْعٍ (¬1). ¬
3470 - وفي أخرى: فَرَكِبَ حَتَّى جِئْنَا الْمُزْدَلِفَةَ فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَنَاخَ النَّاسُ فِي -[4]- مَنَازِلِهِمْ وَلَمْ يَحُلُّوا حَتَّى أَقَامَ الْعِشَاءَ الآخِرَةَ، فَصَلَّى ثُمَّ حَلُّوا، قُلْتُ: فَكَيْفَ فَعَلْتُمْ حِينَ أَصْبَحْتُمْ؟ قَالَ: رَدِفَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَانْطَلَقْتُ أَنَا فِي سُبَّاقِ قُرَيْشٍ عَلَى رِجْلَيَّ (¬1). ¬
3471 - عُمَرُ: كان أهل الجاهلية لا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى تطلع الشَّمْسُ، وكانوا يقولون: أشرق ثَبِيرٌ، فَخَالَفَهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَفَاضَ قَبْلَ طلوع الشَّمْسُ. للبخاري، وأصحاب السنن (¬1). ¬
3472 - ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدَّمَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ جمع أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى حُمُرَاتٍ فَجَعَلَ يَلْطَخُ أَفْخَاذَنَا، وَيَقُولُ: ((أُبَيْنِيَّ لا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3473 - عَائِشَةُ: كَانَتْ سَوْدَةُ امْرَأَةً ضَخْمَةً ثَبِطَةً، فَاسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُفِيضَ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ فَأَذِنَ لَهَا، فَلَيْتَنِي كُنْتُ اسْتَأْذَنْته كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ لا تُفِيضُ إِلاَّ مَعَ الإمَامِ. للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
3474 - وله، ولأبي داود: أَرْسَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِأُمِّ سَلَمَةَ لَيْلَةَ النَّحْرِ فَرَمَتِ الْجَمْرَةَ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ مَضَتْ فَأَفَاضَتْ وَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ الْيَوْمَ الَّذِي يَكُونُ فيه رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - تَعْنِي: عِنْدَهَا. لأبي داود، والنسائي نحوه (¬1). ¬
3475 - سَالِمُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ فَيَقِفُونَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ بِالْمُزْدَلِفَةِ بِاللَّيْلِ فَيَذْكُرُونَ الله مَا بَدَا لَهُمْ، ثُمَّ يَدْفَعُونَ قَبْلَ أَنْ يَقِفَ الإمَامُ وَقَبْلَ أَنْ يَدْفَع، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ مِنًى لِصَلاةِ الْفَجْرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ بَعْدَ ذَلِكَ فَإِذَا قَدِمُوا رَمَوُا الْجَمْرَةَ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: أَرْخَصَ فِي أُولَئِكَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. لمالك، والشيخين (¬1). ¬
3476 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن يَزِيدَ: قَالَ ابن مسعود: وَنَحْنُ بِجَمْعٍ سَمِعْتُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ يَقُولُ فِي هَذَا الْمَقَامِ: ((لَبَّيْكَ اللهمَّ لَبَّيْكَ)). لمسلم، والنسائي (¬1). ¬
3477 - ابنُ عباسٍ: أن أسامة كان رَدِفَ النبي - صلى الله عليه وسلم - من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى، وكلاهما قال: لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبي حتى رمى جمرة العقبة. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
الرمي، والحلق، والتحلل
الرمي، والحلق، والتحلل
3478 - ابنُ عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رمى الجمرة التي تلي المنحر ومسجد منى رماها بسبع حصيات ويكبر كلما رمى بحصاة، ثم تقدم أمامها فوقف مستقبل القبلة رافعًا يديه يدعو ويطيل الوقوف، ثم يأتي الجمرة الثانية فيرميها بسبع حصيات يكبر كلما رمى بحصاة، ثم ينحرف ذات الشمال فيقف مستقبل البيت رافعًا يديه، ثم يدعو ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة فيرميها بسبع حصيات ولا يقف عندها. للبخاري، والنسائي (¬1). ¬
3479 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزيدَ: رَمَى ابْنُ مَسْعُودٍ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي بِسَبْعِ حَصَيَات، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أُنَاسًا يَرْمُونَهَا مِنْ فَوْقِهَا، فَقَالَ: هَذَا وَالَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3480 - وفي رواية: أنه اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ وَاسْتَقْبَلَ الكعبة، وَجَعَلَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ عَلَى حَاجِبِهِ الأَيْمَنِ (¬1). ¬
3481 - ابنُ عمرو بن العاص: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَقَفَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ أَطْوَلَ مِمَّا وَقَفَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الأُولى، ثُمَّ أَتَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ فَرَمَاهَا وَلَمْ يَقِفْ عِنْدَهَا. لأحمد بلين (¬1). ¬
3482 - سَعْدٌ: رَجَعْنَا فِي الْحَجَّةِ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَبَعْضُنَا يَقُولُ: رَمَيْتُ بِسَبْعٍ، وَبَعْضُنَا يَقُولُ: رَمَيْتُ بِسِتٍّ، فَلَمْ يَعِبْ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. للنسائي (¬1). ¬
3483 - جَابِرٌ رفعه: ((الاسْتِجْمَارُ تَوٌّ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ تَوٌّ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ تَوٌّ، وَالطَّوَافُ تَوٌّ، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَجْمِرْ بِتَوٍّ)). لمسلم (¬1). ¬
3484 - ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ لِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ: ((هَاتِ القط لِي)). فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ من حَصَى الْخَذْفِ فَلَمَّا وَضَعْتُهُنَّ فِي يَدِهِ، قَالَ: ((بِأَمْثَالِ هَؤُلاءِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا هْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ بالْغُلُوُّ فِي الدِّينِ)). للنسائي (¬1). ¬
3485 - جَابِرُ: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَرْمِي يَوْمَ النَّحْرِ ضُحًى، وَأَمَّا بَعْدَ ذَلِكَ فَبَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3486 - نَافِعُ: أَنَّ ابْنَةَ أَخٍ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ امرأة عبد الله بن عمر نفست بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَتَخَلَّفَتْ هِيَ وَصَفِيَّةُ حَتَّى أَتَتَا مِنًى بَعْدَ أَنْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ فَأَمَرَهُمَا ابْنُ عُمَرَ أَنْ تَرْمِيَا حِينَ قدمتا منى، وَلَمْ يَرَ عَلَيْهِمَا شَيْئًا (¬1). ¬
3487 - ابْن عُمَرَ: مَنْ غَرَبَتْ لَهُ الشَّمْسُ مِنْ أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَهُوَ بِمِنًى فَلا يَنْفِرَنَّ حَتَّى يَرْمِيَ الْجِمَارَ مِنَ الْغَد. هما لمالك (¬1). ¬
3488 - وعنه: أَنَّهُ يَأْتِي الْجِمَارَ فِي الأَيَّامِ الثَّلاثَةِ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ مَاشِيًا ذَاهِبًا وَرَاجِعًا، وَيُخْبِرُ أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ. لأبي داود وللترمذي نحوه (¬1). ¬
3489 - جَابِرُ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ، وهو يَقُولُ: ((خُذُوا عني مَنَاسِكَكُمْ لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ)). لمسلم، وأبي داود (¬1). ¬
3490 - وللنسائي: ((فإني لا أدري لعلي لا أعيش بعد عامي هذا)) (¬1). ¬
3491 - قُدَامَةُ بْن عَبْدِ الله: رَأَيْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَرْمِي الْجِمَار عَلَى نَاقَته لَيْسَ ضَرْبٌ وَلا طَرْدٌ، وَلا إِلَيْكَ إِلَيْكَ. للترمذي، والنسائي (¬1). ¬
3492 - أُمُّ الْحُصَيْنِ: حَجَجْنَا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَجَّةَ الْوَدَاعِ فَرَأَيْتُ أُسَامَةَ وَبِلالاً أَحَدُهُمَا آخِذٌ بِخِطَامِ نَاقَةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وَالآخَرُ رَافِعٌ ثَوْبَهُ يَسْتُرُهُ مِنَ الْحَرِّ حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ. لأبي داود. وزاد النسائي: ثم خطب فحمِدَ الله وأثنى عليه وذكر قولاَ كثيرًا (¬1). ¬
3493 - ابنُ عمرَ: كان يقول حين يرمي الجمار: اللهم حج مبرور وذنب مغفور.
3494 - ابنُ عباسٍ: لولا ما يرفع الذي يتقبل من الجمار لكانت أعظم من ثبير. هما لرزين (¬1). ¬
3495 - أبو الطُّفَيْلِ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنه - صلى الله عليه وسلم - سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَأَنه سُنَّةٌ؟ قَالَ: صَدَقُوا، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ اعَترَضَ -[8]- لَهُ الشَّيْطَانُ فَسَابَقَهُ فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ فَعَرَضَ لَهُ الشَيْطَان فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ، ثم تَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَعَلَى إِسْمَاعِيلَ قَمِيصٌ أَبْيَضُ قَالَ: يَا أَبَتِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْبٌ تُكَفِّنُنِي فِيهِ، غَيْرُهُ فَاخْلَعْهُ، حَتَّى تُكَفِّنَنِي فِيهِ فَعَالَجَهُ لِيَخْلَعَهُ فَنُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} فَالْتَفَتَ إِبْرَاهِيمُ، فَإِذَا هُوَ بِكَبْشٍ أَبْيَضَ أَقْرَنَ أَعْيَنَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا نتبعُ ذلك الضَّرْبَ مِنَ الْكِبَاشِ، قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى مِنًى قَالَ: هَذَا مِنًى هَذَا مُنَاخُ النَّاسِ، ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا، قَالَ: هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى عَرَفَةَ، هَلْ تَدْرِي لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لإَبْرَاهِيمَ: هل عَرَفْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ، هَلْ تَدْرِي لم كَانَتِ التَّلْبِيَةُ؟ قُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَتْ؟ قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ خَفَضَتْ لَهُ الْجِبَالُ رُءُوسَهَا وَرُفِعَتْ لَهُ الْقُرَى، فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ. لأحمد، و «الكبير» (¬1). ¬
أنسُ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى منى، فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى ونحر، ثم قال للحلاق: ((خذ)) وأشار إلى جانبه الأيمن، فقسم شعره، ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس (¬1). ¬
3497 - وفِي رِوَايَةٍ: قال لِلْحَلاَّقِ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْجَانِبِ الأَيْمَنِ، فَقَسَمَ شَعَرَهُ بَيْنَ مَنْ يَلِيهِ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَى الْحَلاَّقِ إِلَى الْجَانِبِ الأَيْسَرِ، فَحَلَقَهُ فَأَعْطَاهُ أُمَّ سُلَيْمٍ (¬1). ¬
3498 - وَفِي أخرى: أنه وزع الأيمن بين الناس الشعرة والشعرتين، ودفع الأيسر إلى أبي طلحة (¬1). ¬
3499 - وفي أخرى: أنه أعطى الأيمن لأبي طلحة، ثم أعطاه الأيسر أيضًا، وقال له: ((اقسم بين الناس)). للشيخين والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
3500 - ولهم: عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَلَقَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقَصَّرَ بَعْضُهُمْ.
3501 - عُمَرُ: مَنْ عَقَصَ رَأْسَهُ أَوْ ضَفَرَ أَوْ لَبَّدَ، فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْحِلاقُ.
3502 - نَافِعُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ: كَانَ إِذَا أَفْطَرَ (من) (¬1) رَمَضَانَ -وَهُوَ يُرِيدُ الْحَجَّ- لَمْ يَأْخُذْ مِنْ رَأْسِهِ وَلا مِنْ لِحْيَتِهِ شَيْئًا حَتَّى يَحُجَّ قَالَ مَالِك: ولَيْسَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ. هما لمالك (¬2). ¬
3503 - عَلِيٌّ: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَحْلِقَ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا. للترمذي. وزاد رزين: في الحج والعمرة، وقال: إنما عليها التقصير (¬1). ¬
3504 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((اللهمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ)) قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: ((وَالْمُقَصِّرِينَ)). للستة إلا النسائي (¬1). ¬
3505 - وفي رواية: قَالَ فِي الرَّابِعَةِ: ((وَالْمُقَصِّرِينَ)) (¬1). ¬
3506 - وللشيخين: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بلفظ: ((اللهمَّ اغْفِرْ)) وقَالَ ((وَلِلْمُقَصِّرِينَ)) في الثالثة (¬1). ¬
3507 - ابْنُ عَبَّاسٍ: قِيلَ يَا رَسُولَ الله: لِمَ ظَاهَرْتَ لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلاثًا وَلِلْمُقَصِّرِينَ وَاحِدَةً، قَالَ: ((إِنَّهُمْ لَمْ يَشُكُّوا)). للقزويني (¬1). ¬
3508 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَقَفَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بمنى للناس يَسْأَلُونَهُ، فجاءه رَجُلٌ فقال: لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. قَالَ: ((اذْبَحْ وَلا حَرَجَ))، فَجَاءَه آخَرُ، فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قَالَ: ((ارْمِ وَلا حَرَجَ)) فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلا أُخِّرَ إِلاَّ قَالَ: ((افْعَلْ وَلا حَرَجَ)). للستة إلا النسائي (¬1). ¬
3509 - وللشيخين قال: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ: ((ارْمِ وَلا حَرَجَ)) وَأَتَاهُ آخَرُ فَقَالَ: إِنِّي ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ: ((ارْمِ وَلا حَرَجَ)) وَأَتَاهُ آخَرُ فقَالَ: إِنِّي أَفَضْتُ إِلَى الْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ: ((ارْمِ وَلا حَرَجَ)) (¬1). ¬
3510 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قِيلَ لَهُ فِي الذَّبْحِ، وَالْحَلْقِ وَالرَّمْيِ، وَالتَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، فَقَالَ: ((لا حَرَجَ)). لأبي داود، والنسائي، والشيخين بلفظهما (¬1). ¬
3511 - وفي رواية: رَمَيْتُ بَعْدَ مَا أَمْسَيْتُ، قَالَ: ((لا حَرَجَ)) (¬1). ¬
3512 - وفي أخرى: زُرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ: ((لا حَرَجَ)) (¬1). ¬
3513 - أُسَامَةُ بْنُ شَرِيكٍ: خَرَجْتُ مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَاجًّا، فَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ فَمِنْ قائل: يَا رَسُولَ الله، سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ وأَخَّرْتُ شَيْئًا، أَوْ قَدَّمْتُ شَيْئًا، فَكَانَ يَقُولُ: ((لا حَرَجَ إِلاَّ عَلَى رَجُلٍ (اقْتَرَضَ) (¬1) عِرْضَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَهُوَ ظَالِمٌ فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ)). لأبي داود (¬2). ¬
3514 - نافعُ: أن ابْنَ عُمَرَ لَقِيَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِهِ -يُقَالُ لَهُ (الْمُجَبرُ) - (¬1) قَدْ أَفَاضَ وَلَمْ يَحْلِقْ وَلَمْ يُقَصِّرْ جَهِلَ ذَلِكَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْجِعَ فَيَحْلِقَ أَوْ يُقَصِّرَ، ثُمَّ يَرْجِعَ إِلَى الْبَيْتِ فَيُفِيضَ. لمالك (¬2). ¬
3515 - مالكٌ: جاء رجل إلى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: إِنِّي -[11]- أَفَضْتُ وَأَفَضْتُ مَعِي بِأَهْلِي، ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى الشِعْب فَذَهَبْتُ لأَدْنُوَ منها، فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُقَصِّرْ مِنْ شَعَرِي بَعْدُ، فَأَخَذْتُ مِنْ شَعَرِهَا بِأَسْنَانِي، ثُمَّ وَقَعْتُ بِهَا، قال الْقَاسِمُ: مُرْهَا فَلْتَأْخُذْ بِالْجَلَمَيْنِ مِنْ شَعَرِهَا، قَالَ مَالِك: وأنا أَسْتَحِبُّ أَنْ يُهْرَاقَ فِي مِثْلِ هَذَا دم؛ لقول ابن عباس مَنْ نَسِيَ مِنْ نُسُكِهِ شَيْئًا فَلْيُهْرِقْ دَمًا (¬1). ¬
3516 - عُمَرُ: خَطَبَ النَّاسَ في عَرَفَةَُ فقَالَ: إِذَا جِئْتُمْ مِنًى غدًا فَمَنْ رَمَى الْجَمْرَةَ، فَقَدْ حَلَّ لَهُ مَا حَرُمَ عَلَى الْحَاجِّ إِلاَّ النِّسَاءَ وَالطِّيبَ لا يَمَسَّ أَحَدٌ نِسَاءً وَلا طِيبًا حَتَّى يَطُوفَ بِالْبَيْتِ. لمالك (¬1). ¬
3517 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ فَقَدْ حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ النِّسَاءَ، قِيلَ: وَالطِّيبُ، قَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَضَمَّخُ بِالْمِسْكِ أو طِيب. هُوَ للنسائي (¬1). ¬
3518 - أُمُّ سَلَمَةَ: كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي يَصِيرُ إِلَيَّ فِيهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مَسَاءَ يَوْمِ النَّحْرِ فَصَارَ إِلَيَّ دَخَلَ عَلَيَّ وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ ودخل مَعَهُ آخر مِنْ آلِ أَبِي أُمَيَّةَ (مُتقَمِّصَيْنِ) (¬1) فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِوَهْبٍ: ((هَلْ أَفَضْتَ؟))، قَالَ: لا يَا رَسُولَ الله، قَالَ: ((انْزِعْ عَنْكَ الْقَمِيصَ))، فَنَزَعَهُ مِنْ رَأْسِهِ وَنَزَعَ صَاحِبُهُ قَمِيصَهُ مِنْ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَلِمَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: ((إِنَّ هَذَا يَوْمٌ قد أرُخِّصَ لَكُمْ إِذَا أَنْتُمْ رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ أَنْ تَحِلُّوا -يَعْنِي مِنْ كُلِّ شيء- إِلاَّ النِّسَاءَ، فَإِذَا أَمْسَيْتُمْ قَبْلَ أَنْ تَطُوفُوا بهَذَا الْبَيْتَ صِرْتُمْ حُرُمًا كَهَيْئَتِكُمْ قَبْلَ أَنْ تَرْمُوا حَتَّى تَطُوفُوا بِهِ)). لأبي داود (¬2). ¬
3519 - ابْنُ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: لا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ حَاجٌّ وَلا غَيْره إِلاَّ حَلَّ، قيل لِعَطَاءٍ: مِنْ أَيْنَ يَقُولُ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ قَوْلِ الله {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} قيل: فَإِنَّ ذَلِكَ بَعْدَ الْمُعَرَّفِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: هُوَ بَعْدَ الْمُعَرَّفِ -[12]- وَقَبْلَهُ كَانَ يَأْخُذُ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حِينَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَحِلُّوا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ (¬1). ¬
3520 - وفي رواية: قَالَ له رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْهُجَيْمِ: مَا هَذه الْفُتْيَا الَّتِي تَشَغَّفَتْ أَوْ تَشَعبَتْ بِالنَّاسِ أَنَّ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ؟ فَقَالَ: سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - وَإِنْ رَغِمْتُمْ. للشيخين (¬1). ¬
3521 - وعنه رفعه: ((إذا أهل الرجل بالحج ثم قدم مكة وطاف بالبيت وبين الصفا والمروة فقد حل، وهي عمرة)). لرزين (¬1). ¬
3522 - حَفْصَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يَحْلِلْنَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقُلْتُ: فمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَحِلَّ؟ قَالَ: ((إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ هَدْيِي)). للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
3523 - ابْنُ عُمَرَ: الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ إِذَا حَلَّتْ لَمْ تَمْشِطْ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْ قُرُونِ رَأْسِهَا، وَإِنْ كَانَ لَهَا هَدْيٌ لَمْ تَأْخُذْ مِنْ شَعْرِهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْحَرَ هَدْيَهَا. لمالك (¬1). ¬
3524 - وعنه: أنه كان يقول لَيَالِيَ مِنًى: لا يَبِيتَنَّ أَحَدٌ مِنَ الْحَاجِّ مِنْ وَرَاءِ عَقَبَةِ منى (¬1). ¬
3525 - نَافِعٌ: زَعَمُوا أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَبْعَثُ رِجَالاً يُدْخِلُونَ النَّاسَ مِنْ وَرَاءِ الْعَقَبَةِ. هما لمالك (¬1). ¬
3526 - ابنُ عمر: أنه - صلى الله عليه وسلم - وقف بين الجمرتين يوم النحر، فقال: ((هذا يوم الحج الأكبر)). «للأوسط»، و «الصغير». بلين (¬1). ¬
3527 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لربيعة بن أمية بن خلف يوم عرفة: ((اصرخ: أيها الناس تدرون أي يوم هذا؟)) قالوا: الحج الأكبر. «للكبير» مطولا (¬1). ¬
3528 - وعنه: أَنَّ الْعَبَّاسَ اسْتَأْذَنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمكث بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ. للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
3529 - وعنه، وسأله عَبْد الرَّحْمَنِ بْن فَرُّوخٍ قَالَ: إِنَّا نَتَبَايَعُ بِأَمْوَالِ النَّاسِ فَيَأْتِي أَحَدُنَا مَكَّة فَيَبِيتُ عَلَى الْمَالِ، فَقَالَ: أَمَّا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَبَاتَ بِمِنًى وَظَلَّ. لأبي داود (¬1) ¬
3530 - ابنُ عباسٍ: رخص لأهل السقاية وأهل الحجابة أن يبيتوا بمكة ليالي منى، يعني: العباس وآل شيبة. «للكبير» بلين (¬1). ¬
3531 - أبو البداح بنُ عاصم بن عدي، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرخص لرعاء الإبل في البيتوتة عن منى يرمون يوم النحر، ثم يرمون الغد ومن بعد الغد ليومين، ثم يرمون يوم النفر. قال مالك تفسير ذلك: فيما نرى والله أعلم أنهم يرمون يوم النحر فإذا مضى اليوم الذي يلي يوم النحر رموا من الغد، وذلك يوم النفر الأول ويرمون لليوم الذي مضى، ثم يرمون ليومهم ذلك؛ لأنه لا يقضي أحد شيئًا حتى يجب عليه، فإذا أوجب عليه ومضى كان القضاء بعد ذلك، فإن بدا لهم في النفر فقد فرغوا، وإن أقاموا إلى الغد رموا مع الناس يوم النفر الآخر ونفروا. لمالك (¬1). ¬
3532 - ولأصحاب السنن: عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ أَبِيهِ: يَرْمُون يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُون رَمْيَ يَوْمَيْنِ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ فَيَرْمُونَهُ فِي أَحَدِهِمَا. قَالَ مَالِكٌ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَالَ: فِي الأَوَّلِ مِنْهُمَا ثُمَّ يَرْمُونه يَوْمَ النَّفْرِ (¬1). ¬
3533 - وفي رواية: رَخَّصَ لِلرِّعَاءِ أَنْ يرموا يومًا، ويدعوا يومًا.
الهدي
الهَدْي
3534 - ابْنُ عَبَّاسٍ: صَلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ دَعَا بِنَاقَتِهِ فَأَشْعَرَهَا بحديدة فِي صَفْحَةِ سَنَامِهَا الأَيْمَنِ، وَسَلَتَ الدَّمَ عنها وَقَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ بِالْحَجِّ. لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
3535 - عَائِشَةَُ: كُنْتُ أَفْتِلُ الْقَلائِدَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَيُقَلِّدُ الْغَنَمَ وَيُقِيمُ فِي أَهْلِهِ حَلالاً. للستة (¬1). ¬
3536 - وفي رواية: فَتَلْتُ قَلائِدَ بُدْنِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَشْعَرَهَا وقَلَّدَهَا، ثم بعث بها إِلَى الْبَيْتِ فَمَا حَرُمَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَانَ لَهُ حلاًّ. للنسائي (¬1). ¬
3537 - وفي أخرى: أَنَّ زِيَاد بْنَ أبي سفيان كَتَبَ إِلَى عَائِشَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ أَهْدَى هَدْيًا حَرُمَ عَلَيْهِ مَا يَحْرُمُ عَلَى الْحَاجِّ حَتَّى يَنْحَرَ هَدْيه، وَقَدْ بَعَثْتُ بِهَدْيِي، فَاكْتُبِي إِلَيَّ بِأَمْرِكِ، قَالَتْ: لَيْسَ كَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَا فَتَلْتُ قَلائِدَ هَدْيِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بِيَدَيَّ، ثُمَّ قَلَّدَهَا، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا مَعَ أَبِي، فَلَمْ يَحْرُمْ عليه شَيْءٌ أَحَلَّهُ الله لَهُ حَتَّى نحِرَ الْهَدْيُ (¬1). ¬
3538 - رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ الله: رَأَى رَجُلاً مُتَجَرِّدًا بِالْعِرَاقِ فَسَأَلَ النَّاسَ عَنْهُ فَقَالُوا: أَمَرَ بِهَدْيِهِ أَنْ يُقَلَّدَ؛ فَلِذَلِكَ تَجَرَّدَ، فَلَقِيتُ عَبْدَ الله بْنَ -[15]- الزُّبَيْرِ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: بِدْعَةٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. لمالك (¬1). ¬
3539 - نافعُ: أن ابْن عُمَرَ كَانَ إِذَا أَهْدَى هَدْيًا مِنَ الْمَدِينَةِ قَلَّدَهُ وَأَشْعَرَهُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، يُقَلِّدُهُ قَبْلَ أَنْ يُشْعِرَهُ- وَذَلِكَ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ- وَهُوَ مُوَجَّهٌ لِلْقِبْلَةِ يُقَلِّدُهُ بِنَعْلَيْنِ وَيُشْعِرُهُ مِنَ الشِّقِّ الأَيْسَرِ، ثُمَّ يُسَاقُ مَعَهُ حَتَّى يُوقَفَ بِهِ مَعَ النَّاسِ بِعَرَفَةَ، ثُمَّ يَدْفَعُ بِهِ مَعَهُمْ إِذَا دَفَعُوا، فَإِذَا قَدِمَ مِنًى غَدَاةَ النَّحْرِ نَحَرَهُ قَبْلَ أَنْ يَحْلِقَ أَوْ يُقَصِّرَ، وَكَانَ هُوَ يَنْحَرُ هَدْيَهُ بِيَدِهِ يَصُفُّهُنَّ قِيَامًا وَيُوَجِّهْهُنَّ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ يَأْكُلُ وَيُطْعِمُ (¬1). ¬
3540 - وفي رواية: إِذَا طَعَنَ فِي سَنَامِ هَدْيِهِ -وَهُوَ يُشْعِرُهُ- قَالَ: ((بِسْمِ الله وَالله أَكْبَرُ)). لمالك (¬1). ¬
3541 - وَكِيعٌ: قَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَنْظُرُ فِي الرَّأْيِ: أَشْعَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَيَقُولُ أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ مُثْلَةٌ، فقَالَ الرَّجُلُ: إِنهُ قَدْ رُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: الإشْعَارُ مُثْلَةٌ، فغَضِبَ وكيع غَضَبًا شَدِيدًا وَقَالَ: أَقُولُ لَكَ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَتَقُولُ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ مَا أَحَقَّكَ بِأَنْ تُحْبَسَ، ثُمَّ لا تَخْرُجَ حَتَّى تَنْزِعَ عَنْ قَوْلِكَ هَذَا. للترمذي (¬1). ¬
3542 - جَابِرٌ: كُنَّا نَتَمَتَّعُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بِالْعُمْرَةِ فَنَذْبَحُ الْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ نَشْتَرِكُ فِيهَا.
3543 - وفي رواية: نَحَرْنَا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ. للستة إلا البخاري (¬1). ¬
3544 - حُجَيَّةُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ (عدي) (¬1): الْبَقَرَةُ عَنْ سَبْعَةٍ، قُلْتُ: فَإِنْ وَلَدَتْ، قَالَ: اذْبَحْ وَلَدَهَا مَعَهَا، قُلْتُ: فَالْعَرْجَاءُ، قَالَ: إِذَا بَلَغَتِ الْمَنْسِكَ، قُلْتُ: فَمَكْسُورَةُ الْقَرْنِ، قَالَ: لا -[16]- بَأْسَ أُمِرْنَا- أَوْ أَمَرَنَا- النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَيْنِ وَالأُذُنَيْنِ. للترمذي (¬2). ¬
3545 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذَبَحَ عَمَّنِ اعْتَمَرَ مِنْ نِسَائِهِ بَقَرَةً بَيْنَهُنَّ. لأبي داود (¬1). ¬
3546 - وله: عَنْ عَائِشَةَ نَحَرَ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بَقَرَةً وَاحِدَةً (¬1). ¬
3547 - عُرْوَةُ: كَانَ يَقُولُ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ لا يُهْدِيَنَّ أَحَدُكُمْ لله مِنَ الْبُدْنِ شَيْئًا يَسْتَحْيِي أَنْ يُهْدِيَهُ لِكَرِيمِهِ؛ فَإِنَّ الله أَكْرَمُ الْكُرَمَاءِ وَحَقُّ مَنِ اخْتِيرَ لَهُ. لمالك (¬1). ¬
3548 - مَالِك: بَلَغَهُ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ بِمِنًى: ((هَذَا الْمَنْحَرُ، وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ))، وَقَالَ فِي الْعُمْرَةِ: ((هَذَا الْمَنْحَرُ -يَعْنِي الْمَرْوَةَ- وَكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ وَطُرُقِهَا مَنْحَرٌ)) (¬1). ¬
3549 - ابْنُ عُمَرَ قَالَ: مَنْ نَذَرَ بَدَنَةً فَإِنَّهُ يُقَلِّدُهَا بنَعْلَيْنِ وَيُشْعِرُهَا، ثُمَّ يَنْحَرُهَا عِنْدَ الْبَيْتِ أَوْ بِمِنًى يَوْمَ النَّحْرِ لَيْسَ لَهَا مَحِلٌّ دُونَ ذَلِكَ، وَمَنْ نَذَرَ جَزُورًا مِنَ الإبِلِ والْبَقَرِ فَلْيَنْحَرْهَا حَيْثُ شَاءَ. لمالك (¬1). ¬
3550 - عُرْفَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِي شَهِدْتُ مع رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فأُتِيَ بِالْبُدْنِ، فَقَالَ: ((ادْعُوا لِي أَبَا حَسَنٍ))، فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ: ((خُذْ بِأَسْفَلِ الْحَرْبَةِ)) ففعل وَأَخَذَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِأَعْلاهَا ثُمَّ طَعَنَا بِهَا الْبُدْنَِ وهي معقولة اليد اليسرى قائمة على ما بقي من قوائمها وذلك يوم النحر بمنى، فَلَمَّا فَرَغَ رَكِبَ بَغْلَتَهُ وَأَرْدَفَ عَلِيًّا. لأبي داود (¬1) إلا قوله: وهي معقولة إلى بمنى فلرزين. ¬
3551 - ولأبي داود: عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - -[17]- وَأَصْحَابَهُ كَانُوا يَنْحَرُونَ الْبَدَنَةَ مَعْقُولَةَ الْيُسْرَى قَائِمَةً عَلَى مَا بَقِيَ مِنْ قَوَائِمِهَا (¬1). ¬
3552 - عَلِيُّ: لَمَّا نَحَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بُدْنَهُ فَنَحَرَ ثَلاثِينَ بِيَدِهِ وَأَمَرَنِي فَنَحَرْتُ سَائِرَهَا. لأبي داود (¬1). ¬
3553 - زِيَادُ بْنُ جُبَيْرٍ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَنَاخَ بَدَنَتَهُ يَنْحَرُهَا، فقَالَ: ابْعَثْهَا قِيَامًا، فهذه سُنَّةَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -. للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
3554 - عَبْدُ الله بْنُ قُرْطٍ: إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ الله يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ، قَالَ ثَوْرٌ: وَهُوَ الْيَوْمُ الثَّانِي، قَالَ: وَقُرِّبَ له - صلى الله عليه وسلم - بَدَنَاتٌ خَمْسٌ أَوْ سِتٌّ، فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إِلَيْهِ بِأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ، فَلَمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ خَفِيفَةٍ لَمْ أَفْهَمْهَا، فَقُلْتُ: مَا قَالَ؟ قَالَ: ((مَنْ شَاءَ اقْتَطَعَ)). لأبي داود (¬1). ¬
3555 - جَابِرُ: كُنَّا لا نَأْكُلُ مِنْ لُحُومِ بُدْنِنَا فَوْقَ ثَلاثِ، فأرخصَ لَنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((كُلُوا وَتَزَوَّدُوا)) (¬1). ¬
3556 - وفي رواية: كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الهدي عَلَى عَهْدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ. للشيخين (¬1). ¬
3557 - ذؤيبُ أبو قَبِيصَةَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَبْعَثُ مَعَهُ بِالْبُدْنِ ثُمَّ يَقُولُ: ((إِنْ عَطِبَ مِنْهَا شَيْءٌ فَخَشِيتَ عَلَيْهِ مَوْتًا فَانْحَرْهَا، ثُمَّ اغْمِسْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ اضْرِبْ بِها صَفْحَتَهَا وَلا تَطْعَمْهَا أَنْتَ وَلا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ. لمسلم (¬1). ¬
3558 - نَاجِيَةُ الْخُزَاعِي قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، -[18]- كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنَ الْبُدْنِ؟ قَالَ: ((انْحَرْهَا، ثُمَّ اغْمِسْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ خَلِّ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَهَا فَيَأْكُلُونهَا)). لمالك، وأبي داود، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
3559 - ابْنُ الْمُسَيبِ: مَنْ سَاقَ بَدَنَةً تَطَوُّعًا فَعَطِبَتْ فَنَحَرَهَا، ثُمَّ خَلَّى بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ يَأْكُلُونَهَا، فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ وَإِنْ أَكَلَ مِنْهَا أَوْ أَمَرَ مَنْ يَأْكُلُ مِنْهَا غَرِمَهَا. قال مالك: وحدثني ثور بن زيد عن ابن عباس بذلك (¬1). ¬
3560 - ابْنُ عُمَرَ: مَنْ أَهْدَى بَدَنَةً ثُمَّ ضَللتْ أَوْ مَاتَتْ، فَإِنَّهَا إِنْ كَانَتْ نَذْرًا أَبْدَلَهَا، وَإِنْ كَانَتْ تَطَوُّعًا فَإِنْ شَاءَ أَبْدَلَهَا وَإِنْ شَاءَ تَرَكَهَا. هما لمالك (¬1). ¬
3561 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَجُلاً يَسُوقُ بَدَنَةً فَقَالَ: ((ارْكَبْهَا))، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: ارْكَبْهَا فقال إنها بدنة، قال: ((اركبها وَيْلَكَ)). فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
3562 - جَابِرُ رفعه: ((ارْكَبْهَا -أي البدنة- بِالْمَعْرُوفِ إِذَا أُلْجِئْتَ إِلَيْهَا حَتَّى تَجِدَ ظَهْرًا)). لمسلم، وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3563 - ابْنُ عُمَرَ: إِذَا نتِجَتِ النَّاقَةُ فَلْيُحْمَلْ وَلَدُهَا حَتَّى يُنْحَرَ مَعَهَا، فَإِنْ لَمْ يجد مَحْمَلٌ حُمِلَ عَلَى أُمِّهِ حَتَّى يُنْحَرَ مَعَهَا. لمالك (¬1). ¬
3564 - وعنه: أن عمر أَهدَى نَجِيبًا فَأعْطَي بِها ثَلاثمِائَةِ دِينَارٍ، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: إِنِّي أَهْدَيْتُ نَجِيبًا فَأَعْطَيْتُ بِهَا ثَلاثمِائَةِ دِينَارٍ أَفَأَبِيعُهَا فأَشْتَرِي بها بُدْنًا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا انْحَرْهَا إِيَّاهَا)) (¬1). ¬
3565 - ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَهْدَى عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ هديًا -[19]- كان فيها جمل لأَبِي جَهْلٍ كان فِي رَأْسِهِ بُرَةُ فِضَّةٍ أو ذَهَبٍ يَغِيظُ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ. هما لأبي داود (¬1). ¬
3566 - نَافِعُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُجَلِّلُ بُدْنَهُ الْقُبَاطِيَّ وَالأَنْمَاطَ وَالْحُلَلَ، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهَا إِلَى الْكَعْبَةِ فَيَكْسُوهَا إِيَّاهَا (¬1). ¬
3567 - وفي رواية: كَانَ لا يَشُقُّ جِلالَ بُدْنِهِ وَلا يُجَلِّلُهَا حَتَّى يَغْدُوَ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ. لمالك (¬1). ¬
3568 - عَلِيٌّ: أَمَرَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ وأَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، ولا أُعْطِيَ الْجَزَّارَ مِنْهَا، وقَالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
3569 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اشْتَرَى هَدْيَهُ مِنْ قُدَيْدٍ. للترمذي (¬1). ¬
3570 - ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ نَسِيَ شَيْئًا مِنْ نُسُكِهِ أَوْ تَرَكَهُ مما بعد الفرائض فَلْيُهْرِقْ دَمًا، قَالَ أَيُّوبُ: لا أَدْرِي قَالَ: تَرَكَ أم نَسِيَ. لمالك (¬1). ¬
الإحصار والفوات والفدية والاشتراط
الإحصار والفوات والفدية والاشتراط
3571 - الْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيَّ رفعه: ((مَنْ كُسِرَ أَوْ عَرِجَ فَقَدْ حَلَّ، وَعَلَيْهِ الْحَجُّ مِنْ قَابِلٍ)) قَالَ عِكْرِمَةُ: سمعته يقول ذلك؛ فسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ عما قال، فصدقاه. لأصحاب السنن، زاد أبو داود: ((أو مرض)) (¬1). ¬
3572 - عمرُو بنُ سعيد النخعي: أنه أهل بعمرة فلما بلغ ذات الشقوق لدغ، فخرج أصحابه إلى الطريق عسى أن يلقوا من يسألونه، فإذا هم بابن مسعود فقال لهم: ليبعث بهدي أو بثمنه واجعلوا بينكم وبينه آمادا يومًا، فإذا ذبح الهدي فليحل وعليه قضاء عمرته. لرزين (¬1). ¬
3573 - سُلَيْمَان بْن يَسَارٍ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ حُزَابَةَ الْمَخْزُومِيَّ صُرِعَ بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ عند ذلك الْمَاءِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ، فَوَجَدَ ابْنَ عُمَرَ وابْنَ الزُّبَيْرِ وَمَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، فَذَكَرَ لَهُمِ الَّذِي عَرَضَ لَهُ فَكُلُّهُمْ أَمَرَهُ أَنْ يَتَدَاوَى بِمَا لا بُدَّ مِنْهُ وَيَفْتَدِيَ، فَإِذَا صَحَّ اعْتَمَرَ فَحَلَّ مِنْ إِحْرَامِهِ، ثُمَّ عَلَيْهِ حَجُّ قَابِلٍ، وَيُهْدِي مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ (¬1). ¬
3574 - أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِي: عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ كسرت فخذه في طريق مكة فاستفتى ابْنُ عَبَّاسٍ وابْنُ عُمَرَ وَالنَّاسُ، قال: فَلَمْ يُرَخِّصْ لِي أَحَدٌ أَنْ أَحِلَّ وأَقَمْتُ عَلَى ذَلِكَ الْمَاءِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى حْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ. هما لمالك (¬1). ¬
3575 - ابْنُ عُمَرَ: الْمُحْصَرُ بِمَرَضٍ لا يَحِلُّ حَتَّى يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَإن اضْطُرَّ إِلَى لُبْسِ شَيْءٍ مِنَ الثِّيَابِ الذي لا بُدَّ مِنْهَا أَوِ الدَّوَاءِ صَنَعَ ذَلِكَ وَافْتَدَى. للبخاري، والنسائي، و «الموطأ» بلفظه (¬1). ¬
3576 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أُحْصِرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَحَلَقَ رَأْسَهُ وَنَحَرَ هَدْيَهُ وَجَامَعَ نِسَاءَهُ حَتَّى اعْتَمَرَ عَامًا قَابِلاً (¬1). ¬
3577 - وعنه: إِنَّمَا الْبَدَلُ عَلَى مَنْ نَقَضَ حَجَّهُ بِالتَّلَذُّذِ، فَأَمَّا مَنْ حَبَسَهُ عُذْرٌ أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ وَلا يَرْجِعُ، وَإِنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ وَهُوَ مُحْصَرٌ نَحَرَهُ إِنْ كَانَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْعَثَ بِهِ، وَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَبْعَثَ بِهِ لَمْ يَحِلَّ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ. هما للبخاري (¬1). ¬
3578 - ناجيةُ بنُ جندب: أتيت رسول - صلى الله عليه وسلم - حين صد الهدي، فقلت: يا رسول الله ابعث معي بالهدي فلننحره بالحرم، قال: ((كيف تصنع به؟)) قلت: آخذ به في مواضع وأودية لا يقدرون عليه، فانطلقت به حتى نحرته في الحرم، وكان قد بعث به لينحر في الحرم وصدوه عن ذلك. لرزين.
3579 - مالكٌ قال: إذا أحصر بعد ويحلق في أي موضع كان ولا قضاء عليه؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه نحروا بالحديبية وحلقوا -[21]- وحلوا من كل شيء قبل الطواف بالبيت، وقبل أن يصل ما أرسل من الهدايا إلى البيت، ثم لم يصح أنه أمر أحدًا أن يقضي شيئًا ولا يعود له. «للموطأ»، والبخاري في ترجمته (¬1). ¬
3580 - سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ: خَرَجَ حَاجًّا حَتَّى إِذَا كَانَ بِالنَّازِيَةِ أَضَلَّ رَوَاحِلَهُ، وَإِنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ يَوْمَ النَّحْرِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ له عُمَرُ: اصْنَعْ مَا يَصْنَعُ الْمُعْتَمِرُ، ثُمَّ قَدْ حَلَلْتَ وإِذَا أَدْرَكَكَ الْحَجُّ قَابِلاً فَاحْجُجْ، وَأَهْدِ مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ (¬1). ¬
3581 - وعنه: أَنَّ هَبَّارَ بْنَ الأَسْوَدِ جَاءَ يَوْمَ النَّحْرِ وَعُمَرُ يَنْحَرُ هَدْيَهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْطَأْنَا الْعِدَّةَ كُنَّا نَرَى أَنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمُ عَرَفَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: اذْهَبْ إِلَى مَكَّةَ فَطُفْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ، وَانْحَرُوا هَدْيًا إِنْ كَانَ مَعَكُمْ، ثُمَّ احْلِقُوا وقَصِّرُوا، وَارْجِعُوا إِذَا كَانَ عَامٌ قَابِلٌ فَحُجُّوا واهْدُوا، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعَ. هما لمالك (¬1). ¬
3582 - ابنُ عباس: في قوله {فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى} قال: يعني: وما استيسر من الأزواج الثمانية الإناث أو الذكور من الإبل والبقر والضأن والمعز.
3583 - ابنُ عمر: سئل عما استيسر من الهدي، فقال: بدنة أو بقرة أو سبع شياهٍ، وأن أهدي شاة أحب إليَّ من أن أصوم أو أشرك في جزور. هما لرزين.
3584 - كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ: أن رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وقف عليه ورأسه يَتَهَافَتُ قَمْلاً، فَقَالَ: ((أتؤْذِيكَ هَوَامُّكَ))، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَاحْلِقْ رَأْسَكَ)). ففِيَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ} الآية، فَقَالَ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ تَصَدَّقْ بِعزَقٍ بَيْنَ سِتَّةٍ، أَوِ انْسُكْ مَا تَيَسَّرَ)). للستة (¬1). ¬
3585 - وفي رواية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ به -[22]- وهو بالحديبية قبل أن يدخل مكة وهو محرم وهو يوقد تحت قدر، والقمل يتهافت على وجهه ولم يتبين لهم يحلون بها، وهم على طمع أن يدخلوا مكة فأنزل الله الفدية. بنحوه (¬1). ¬
3586 - وفي أخرى: وَالْفَرَقُ ثَلاثَةُ آصُعٍ (¬1). ¬
3587 - وفي أخرى: ((مَا كُنْتُ أُرَى الْوَجَعَ بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى، أَوْ مَا كُنْتُ أُرَى الْجَهْدَ بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى، أتَجِدُ شَاةً؟)) قُلْتُ: لا، قَالَ: ((فَصُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفَ صَاعٍ)). فنزلت في خاصة وهي لكم عامة (¬1). ¬
3588 - وفي أخرى: فَحَلَقْتُ رَأْسِي، ثُمَّ نَسَكْتُ (¬1). ¬
3589 - عَائِشَةُ: دَخَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى (ضُبَاعةَ) (¬1) بِنْتِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ لَهَا: ((لعلك أَرَدْتِ الْحَجَّ)) قَالَتْ: وَالله مَا أَجِدُنِي إِلاَّ وَجِعَةً، فَقَالَ: ((لَهَا حُجِّي وَاشْتَرِطِي، وَقُولِي اللهمَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي)) وَكَانَتْ تَحْتَ الْمِقْدَادِ بن الأسود. للشيخين، والنسائي (¬2). ¬
3590 - ولمسلم: عن ابن عباس نحوه (¬1). وفيه: أنها أدركت ابْن عُمَرَ كَانَ يُنْكِرُ الاشْتِرَاطَ فِي الْحَجِّ، وَيَقُولُ: أَلَيْسَ حَسْبُكُمْ سُنَّةُ نبيكم إِنْ حُبِسَ أَحَدُكُمْ عَنِ الْحَجِّ طَافَ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ حَلَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، ثم يَحُجَّ عَامًا قَابِلاً أو يَهْدِي وَيَصُومُ إِنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا. لمالك، والبخاري، والنسائي بلفظه (¬2). ¬
دخول مكة والخروج منها والتحصيب
دخول مكة والخروج منها والتحصيب
3591 - ابنُ عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير ثوبي الإحرام عند التنعيم حين دخل مكة. «للكبير» (¬1) ¬
3592 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ مَكَّةَ من كداء مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا الَّتِي عند الْبَطْحَاءِ، وَخَرَجَ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى. للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
3593 - وزاد في رواية: إِذَا خَرَجَ من مَكَّةَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ، وَإِذَا رَجَعَ صَلَّى بِذِي الْحُلَيْفَةِ بِبَطْنِ الْوَادِي، وَبَاتَ حَتَّى يُصْبِحَ (¬1). ¬
3594 - عَائِشَة: أن رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ مِنْ كَدَاءَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ، وَدَخَلَ فِي الْعُمْرَةِ مِنْ كُدًى، وَكَانَ عُرْوَةُ يَدْخُلُ مِنْهُمَا جَمِيعًا، وَكَانَ أَكْثَرُ مَا (يخرج) (¬1) مِنْ كُدًى، وَكَانَ أَقْرَبَهُمَا إِلَى مَنْزِلِهِ. للشيخين والترمذي وأبي داود بلفظه (¬2). ¬
3595 - نافع: أن ابْن عُمَرَ كان يغْتَسَلَ لِدُخُولِ مَكَّةَ.
3596 - وفي رواية أسلم، عن ابن عمر، قال: اغتسل النبي - صلى الله عليه وسلم - لدخول مكة (بفخ) (¬1). للترمذي قائلا: حديث أسلم غير محفوظ، والصحيح حديث نافع (¬2). ¬
3597 - نَافِعٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قال: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَنْزِلُ بِذِي -[24]- الْحُلَيْفَةِ حِينَ يَعْتَمِرُ، وَفِي حَجَّتِهِ تَحْتَ سَمُرَةٍ فِي مَوْضِعِ الْمَسْجِدِ الَّذِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَكَانَ إِذَا رَجَعَ مِنْ غَزْوٍ وكَانَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ هَبَطَ بَطْنِ وَادٍ، فَإِذَا ظَهَرَ بَطْنِ وَادٍ أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي الشَّرْقِيَّةِ، فَعَرَّسَ ثَمَّ حَتَّى يُصْبِحَ لَيْسَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الذِي بِحِجَارَةٍ وَلا عَلَى الأَكَمَةِ الَّتِي عَلَيْهَا الْمَسْجِدُ، كَانَ ثَمَّ خَلِيجٌ يُصَلِّي عَبْدُالله عِنْدَهُ فِي بَطْنِهِ كُثُبٌ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثَمَّ يُصَلِّي، فَدَحَا السَّيْلُ فِيهِ بِالْبَطْحَاءِ حَتَّى دَفَنَ ذَلِكَ الْمَكَانَ الَّذِي كَانَ عَبْدُ الله يُصَلِّي فِيهِ. وَأَنَّ عَبْدَالله بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى جنب الْمَسْجِد الصَّغِير الَّذِي دُونَ الْمَسْجِدِ الَّذِي بِشَرَفِ الرَّوْحَاءِ، وَقَدْ كَانَ عَبْدُالله يَعْلَمُ الْمَكَانَ الَّذِي صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ينزل ثَمَّ عَنْ يَمِينِكَ حتىَ تَقُوم فِي الْمَسْجِدِ وتُصَلِّي، وَذَلِكَ الْمَسْجِدُ عَلَى حَافَةِ الطَّرِيقِ الْيُمْنَى وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ الأَكْبَرِ رَمْيَة بِحَجَرٍ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ. وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَلِّي إِلَى الْعِرْقِ الَّذِي عِنْدَ مُنْصَرَفِ الرَّوْحَاءِ، وَذَلِكَ الْعِرْقُ انْتِهَاءُ طَرَفِهِ عَلَى حَافَةِ الطَّرِيقِ دُونَ الْمَسْجِدِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُنْصَرَفِ، وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ، وَقَدِ ابْتُنِيَ ثَمَّ مَسْجِدٌ فَلَمْ يَكُنْ عَبْدُالله يُصَلِّي فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ كَانَ يَتْرُكُهُ عَنْ يَسَارِهِ وَرَاءَهُ، وَيُصَلِّي أَمَامَهُ إِلَى الْعِرْقِ نَفْسِهِ، وَكَانَ عَبْدُ الله يَرُوحُ مِنَ الرَّوْحَاءِ فَلا يُصَلِّي الظُّهْرَ حَتَّى يَأْتِيَ ذَلِكَ الْمَكَانَ، فَيُصَلِّي فِيهِ الظُّهْرَ وَإِذَا أَقْبَلَ مِنْ مَكَّةَ، فَإِنْ مَرَّ قَبْلَ الصُّبْحِ بِسَاعَةٍ أَوْ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ عَرَّسَ حَتَّى يُصَلِّيَ بِهَا الصُّبْحَ. وَأَنَّ عَبْدَالله حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَنْزِلُ تَحْتَ سَرْحَةٍ ضَخْمَةٍ دُونَ الرُّوَيْثَةِ بِمِيلَيْنِ، وَقَدِ انْكَسَرَ أَعْلاهَا فَابتَنَى فِي جَوْفِهَا وَهِيَ قَائِمَةٌ عَلَى سَاقٍ وَفِي سَاقِهَا كُثُبٌ كَثِيرَةٌ. وَأَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى فِي طَرَفِ تَلْعَةٍ تمضي وَرَاءِ الْعَرْجِ وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى هَضْبَةٍ عِنْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدِ قَبْرَانِ أَوْ ثَلاثَةٌ عَلَى الْقُبُورِ رَضَمٌ مِنْ حِجَارَةٍ عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ عِنْدَ سَلَمَاتِ الطَّرِيقِ بَيْنَ أُولَئِكَ السَّلَمَاتِ، كَانَ عَبْدُالله يَرُوحُ مِنَ الْعَرْجِ بَعْدَ أَنْ تَمِيلَ الشَّمْسُ بِالْهَاجِرَةِ، فَيُصَلِّي الظُّهْرَ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ. وَأَنَّ عَبْدَالله بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَزَلَ عِنْدَ سَرَحَاتٍ بكراع هرشى، عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ فِي مَسِيلٍ دُونَ هَرْشَى ذَلِكَ الْمَسِيلُ لاصِقٌ بِكُرَاعِ هَرْشَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّرِيقِ -[25]- قَرِيبٌ مِنْ غَلْوَةٍ، وَكَانَ عَبْدُالله يُصَلِّي إِلَى سَرْحَةٍ هِيَ أَقْرَبُ السَّرَحَاتِ إِلَى الطَّرِيقِ وَهِيَ أَطْوَلُهُنَّ. وَأَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَنْزِلُ فِي الْمَسِيلِ الَّذِي فِي أَدْنَى مَرِّ الظَّهْرَانِ قِبَلَ الْمَدِينَةِ حِينَ ينزل مِنَ الصَّفْرَاوَاتِ، يَنْزِلُ فِي بَطْنِ ذَلِكَ الْمَسِيلِ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ، وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ، لَيْسَ بَيْنَ مَنْزِلِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ الطَّرِيقِ إِلاَّ رَمْيَةٌ بِحَجَرٍ. وَأَنَّ عَبْدَ الله حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَنْزِلُ بِذِي طُوًى وَيَبِيتُ حَتَّى يُصْبِحَ يُصَلِّي الصُّبْحَ (¬1) حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ، وَيُصَلَّى - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَكَمَةٍ غَلِيظَةٍ لَيْسَ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي بُنِيَ ثَمَّ، وَلَكِنْ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى أَكَمَةٍ غَلِيظَةٍ. وَأَنَّ عَبْدَ الله حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَقْبَلَ فُرْضَتَيِ الْجَبَلِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَبَلِ الطَّوِيلِ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، فَجَعَلَ الْمَسْجِدَ الَّذِي بُنِيَ ثَمَّ يَسَارَ الْمَسْجِدِ بِطَرَفِ الأَكَمَةِ وَمُصَلَّى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَسْفَلَ مِنْهُ عَلَى الأَكَمَةِ السَّوْدَاءِ، يَدَعُ مِنَ الأَكَمَةِ (¬2) عَشَرَةَ أَذْرُعٍ أَوْ نَحْوَهَا، ثُمَّ يُصَلِّي مُسْتَقْبِلَ الْفُرْضَتَيْنِ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ. للبخاري (¬3). ¬
3598 - ابْنُ عُمَرَ: كَانَ إِذَا أَقْبَلَ بَاتَ بِذِي طُوًى حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ دَخَلَ، وَإِذَا نَفَرَ مَرَّ بِذِي طُوًى (¬1) وَبَاتَ بِهَا حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ يَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ. للستة إلا الترمذي (¬2) (¬3). ¬
3599 - وفي رواية: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا دَخَلَ أَدْنَى الْحَرَمِ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ حتى يَبِيتُ بِذِي طِوًى ثُمَّ يُصَلِّي وَيَغْتَسِلُ، وَيُحَدِّثُ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَفْعَله (¬1). ¬
3600 - وعنه: قال نَافِع: إَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَرَى التَّحْصِيبَ سُنَّةً. لمسلم (¬1). ¬
3601 - ولأبي داود: صَلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِالْبَطْحَاءِ، ثُمَّ هَجَعَ بِهَا هَجْعَةً، ثُمَّ دَخَلَ مَكَّةَ وطاف، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ. ولبقيتهم إلا النسائي نحو ذلك (¬1). ¬
3602 - ابْنُ عَبَّاسٍ: لَيْسَ التَّحْصِيبُ بِشَيْءٍ إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ نَزَلَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم -. للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
3603 - ولهم ولأبي داود: عَنْ عَائِشَةَ: نُزُولُ الأَبْطَحِ لَيْسَ بِسُنَّةٍ، إِنَّمَا نَزَلَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأَنَّهُ كَانَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ إِذَا خَرَجَ (¬1). ¬
3604 - أَبُو رَافِعٍ: لَمْ يَأْمُرْنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أَنْزِلَ الأَبْطَحَ حِينَ خَرَجَ مِنْ مِنًى، وَلَكِنِّني جِئْتُ فَضَرَبْتُ فِيهِ قُبَّتَهُ، فَجَاءَ فَنَزَلَ. لمسلم، وأبي داود (¬1). ¬
3605 - أسامةُ بنُ زيدٍ: أن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ مِنَ الْغَدِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَهُوَ بِمِنًى: ((نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ)) يَعْنِي بذَلِكَ: الْمُحَصَّبَ، وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا وَكِنَانَةَ تَحَالَفَتْ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَوْ بَنِي عبد الْمُطَّلِبِ أَنْ لا يُنَاكِحُوهُمْ وَلا يُبَايِعُوهُمْ حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمُ النَّبِيَّ)) - صلى الله عليه وسلم -. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
3606 - الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ رفعه: ((يُقِيمُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلاثًا)).
3607 - وفي رواية: ((لِلْمُهَاجِرِ إِقَامَةُ ثَلاثٍ بَعْدَ الصَّدَرِ)) كَأَنَّهُ لا يَزِيدُ عَلَيْهَا. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3608 - نَافِعُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَقْبَلَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِقُدَيْدٍ جَاءَهُ خَبَرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَرَجَعَ فَدَخَلَ مَكَّةَ بِغَيْرِ إِحْرَامٍ. لمالك (¬1). ¬
النيابة في الحج وحج الصبى
النيابة في الحج وحج الصبى
3609 - ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ تَسْتَفْتِيهِ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الآخَرِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ فَرِيضَةَ الله عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَت أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ قَالَ: ((نَعَمْ)) وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ. للستة (¬1). ¬
3610 - وفي رواية: أن رجلاً قال: يا نبي الله، إِنَّ أَبِي مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ، قَالَ: ((أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ)) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَدَيْنُ الله أَحَقُّ)) (¬1). ¬
3611 - وفي أخرى: وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لا يَثْبُتُ عَلَى الراحلة، وإن شَدَدْتُهُ خَشِيتُ أَنْ يَمُوتَ (¬1). ¬
3612 - ولأحمد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للفضل ابْنَ أَخِي: إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ غُفِرَ لَهُ (¬1). ¬
3613 - وعنه: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: إِنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، وَإِنَّهَا مَاتَتْ، فَقَالَ: ((لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ كُنْتَ قَاضِيَهُ؟)) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَاقْضِ الله فَهُوَ أَحَقُّ بِالْقَضَاءِ)). للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
3614 - وعنه: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ، قَالَ: ((ومَنْ شُبْرُمَةُ)) قَالَ: أَخٌ لِي أَوْ قَرِيبٌ لِي، فقَالَ: ((حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ)) قَالَ: لا، قَالَ: ((فحُجَّ عَنْ نَفْسِكَ، -[28]- ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ)). لأبي داود (¬1). ¬
3615 - وعنه: أن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - لَقِيَ رَكْبًا بِالرَّوْحَاءِ، فَقَالَ: ((مَنِ الْقَوْمُ؟)) قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ فقَالَ: ((رَسُولُ الله)) فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا، فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: ((نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ)). لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
3616 - جَابِرُ: كُنَّا إِذَا حَجَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَكُنَّا نُلَبِّي عَنِ النِّسَاءِ، ونرمي عن الصِّبْيَانِ. للترمذي وقال: غريب، وأجمع أهل العلم أن المرأة لا يلبي عنها غيرها (¬1). ¬
3617 - زيدُ بنُ أرقم رفعه: ((من حج عن أبيه أو عن أمه أجزأ ذلك عنه وعنهما)). «للكبير» براوٍلم يسم (¬1). ¬
3618 - أبو هريرة رفعه: ((من حج عن ميت فللذي حج عنه مثل أجره، ومن فَطَّر صائمًا فله مثل أجره، ومن دعا إلى خير فله مثل أجر فاعله)). «للأوسط» وفيه علي بن يزيد بن بهرام (¬1). ¬
التكبير أيام التشريق، وخطبه - صلى الله عليه وسلم - وعدد حجه، واعتماره، وغير ذلك
التكبيرُ أيام التشريق، وخطبه - صلى الله عليه وسلم - وعدد حجه، واعتماره، وغير ذلك
3619 - عمرُ: كان يُكبرُ في مسجد مِنَى ويُكبرُ مَنْ في المسجد، فترجُّ أسواق منى من التكبير حتى يصل التكبير إلى المسجد الحرام، يقولون: كبَّر عمر فيكبرون. للبخاري في ترجمة، و «للموطأ» نحوه (¬1). ¬
3620 - ابنُ عمرَ: يكبر في فُسطاطه ويكبر الناس لتكبيره دُبر الصلاة، وفي غير وقت الصلاة، وإذا ارتفع النهار وعند الزوال، وإذا ذهب يرمي الجمار. ... للبخاري في ترجمته (¬1). ¬
3621 - وفي ترجمة أخرى: عنه وعن أبي هريرة: كانا يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا (¬1). ¬
3622 - عَبْدُِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاذٍ: خَطَبَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بِمِنًى، فَفتحَت أَسْمَاعَنَا حَتَّى كُنَّا نَسْمَعُ مَا يَقُولُ، وَنَحْنُ فِي مَنَازِلِنَا وطَفِقَ يُعَلِّمُهُمْ مَنَاسِكَهُمْ، حَتَّى بَلَغَ الْجِمَارَ فوضع إصبعيه السبابتين ثم، قَالَ: بِحَصَى الْخَذْفِ. ثم أَمَرَ الْمُهَاجِرِينَ فنْزِلُوا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، وَأَمَرَ الأَنْصَارَ أَنْ يَنْزِلُوا من وراء الْمَسْجِدِ، ثم نزل الناس بعد. للنسائي (¬1). ¬
3623 - ولأبي داود: ((لِيَنْزِلِ الْمُهَاجِرُونَ هَا هُنَا)) وَأَشَارَ إِلَى مَيْمَنَةِ الْقِبْلَةِ ((وَالأَنْصَارُ هَا هُنَا))، وَأَشَارَ إِلَى مَيْسَرَةِ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ قال: ((لِيَنْزِلِ النَّاسُ حَوْلَهُمْ)) (¬1). ¬
3624 - الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِي: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ يَوْمَ الأَضْحَى بِمِنًى (¬1). ¬
3625 - ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي بَكْرٍ قَالا: رَأَيْنَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ بَيْنَ أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَنَحْنُ عِنْدَ رَاحِلَتِهِ وَهِيَ خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الَّتِي خَطَبَ بِمِنًى (¬1). ¬
3626 - رَافِعُ بْنُ عَمْر الْمُزْنِي: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ النَّاسَ بِمِنًى حِينَ ارْتَفَعَ الضُّحَى عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، وَعَلِيٌّ يُعَبِّرُ عَنْهُ، وَالنَّاسُ بَيْنَ قَاعِدٍ وقَائِمٍ. ... هي لأبي داود (¬1). وتقدم في أحكام الإيمان خطبة له - صلى الله عليه وسلم -، وهنا أطراف من غيرها مما خطب به في يوم الرءوس وهو وسط أيام التشريق. ¬
3627 - أبو حرة الرَّقَاشِي، عَنْ عَمِّهِ رفعه: ((أَلا لا تَظْلِمُوا، أَلا لا تَظْلِمُوا، أَلا لا تَظْلِمُوا، إِنَّهُ لا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مسلم إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ، أَلا وَإِنَّ كُلَّ دَمٍ -[30]- ومأثرة ومال كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمِي هَذِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)). إلى أن قال: ((ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها)). لأحمد بلين (¬1). ¬
3628 - ابنُ عمر رفعه: قال في العقبة: ((إنَّ الزمانَ قد استدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ الله السموات والأرض، وإن عدة الشهور اثنا عشر شهرًا منها أربعةٌ حُرُمٌ: رَجَبُ مُضَر وذو القعدة وذو الحجة والمحرم {ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم}، {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عامًا ويحرمونه عامًا ليواطئوا عدة ما حرم الله}، كانوا يحلون صفر عاماً ويحرمون المحرم عاماً، ويحرمون صفر عامًا ويحلون المحرم عامًا فذلك النسيء. أيها الناس: إن الشيطان قد أيس أن يعبد، وقد رضي منكم بمحقّرات الأعمال فاحذروا على دينكم محقرات الأعمال. للبزار بضعف (¬1). ¬
3629 - كلثومُ بنُ جبر، بقصة فيها: إن الذي قتل عمَّارًا بصفين أخبر أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب يوم العقبة فقال: ((إنَّ دماءَكم وأموالَكم عليكم حرامٌ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض)). وفي القصة: لا رجلَ أبينَ ضلالاً منه لأنه سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - ما سمع ثم قتل عمارًا. «للكبير» (¬1). ¬
3630 - أبو أمامة رفعه في يوم عرفة: ((ألا كل نبي قد مضت دعوته إلا دعوتي ادَّخرتها عند ربي إلى يوم القيامة أما بعد: فإن الأنبياء متكاثرون فلا تخزوني، فإني جالس لكم على باب الحوض)). «للكبير» بلين (¬1). ¬
3631 - وفى رواية بلين: ((لا تألوا على الله فإنه مَنْ تَألَّى على الله كذبه الله)) (¬1). ¬
3632 - العلاءُ بنُ خالد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حجة الوداع: ((إن الله يقول {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} فليس لعربي على عجمي فضل، ولا لعجمي على عربي فضل ولا لأسود على أبيض فضل، ولا لأبيض على أسود فضل إلا بالتقوى. يا معشر قريش لا تجيئوا بالدنيا تحملونها على رقابكم ويجيء الناس بالآخرة، فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً)). «للكبير» (¬1). ¬
3633 - جَابِرٌ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَجَّ ثَلاثَ حِجَجٍ؛ حَجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ، وَحَجَّةً بَعْدَ مَا هَاجَرَ مَعَهَا عُمْرَةٌ، فَسَاقَ ثَلاثَةً وَسِتِّينَ بَدَنَةً، وَجَاءَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ بِبَقِيَّتِهَا فِيهَا جَمَلٌ لأَبِي جَهْلٍ فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ فَنَحَرَهَا، فأَمَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَطُبِخَتْ وَشَرِبَ مِنْ مَرَقِتهَا. للترمذي (¬1). ¬
3634 - أَنَسٌ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ كُلُّهُا فِي ذِي الْقَعْدَةِ، إِلاَّ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ عُمْرَةً الْحُدَيْبِيَةِ أَوْ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنْ جِعْرَانَةَ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً في حَجَّتِهِ. للشيخين والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
3635 - مُحَرِّشٌ الْكَعْبِي: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ لَيْلاً مُعْتَمِرًا، فَدَخَلَ مَكَّةَ لَيْلاً فَقَضَى عُمْرَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَأَصْبَحَ بِالْجِعِرَّانَةِ كَبَائِتٍ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْغَدِ خَرَجَ في بَطْنِ سَرِفَ حَتَّى جَامَعَ الطَّرِيقِ طَرِيقِ جَمْعٍ بِبَطْنِ سَرِفَ، -[32]- فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ خَفِيَتْ عُمْرَتُهُ عَلَى النَّاسِ. للترمذي والنسائي (¬1). ¬
3636 - ولأبي داود: دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْجِعْرَانَة فَجَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَرَكَعَ في المسجد مَا شَاءَ الله، ثُمَّ أَحْرَمَ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ فَاسْتَقْبَلَ بَطْنَ سَرِفَ، حَتَّى أتى طَرِيقَ الْمَدِينَةِ فَأَصْبَحَ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ (¬1). ¬
3637 - عُرْوَةُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَعْتَمِرْ إِلاَّ ثَلاث عمر، إِحْدَاهُنَّ فِي شَوَّالٍ، وثنتان فِي ذِي الْقَعْدَةِ. لمالك.
3638 - وعنه: عَنْ عَائِشَةَ: أَنه - صلى الله عليه وسلم - اعْتَمَرَ عُمْرَتَيْنِ، عُمْرَةً فِي ذِي الْقعْدَةِ، وَعُمْرَةً فِي شَوَّالٍ. لأبي داود (¬1). ¬
3639 - وعنه: كُنْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ مُسْتَنِدَيْنِ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، وَإِنَّا لَنَسْمَعُ صوتها بِالسِّوَاكِ تَسْتَنُّ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي رَجَبٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَيْ أُمَّتَاهُ أَلا تَسْمَعِينَ مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَتْ: وَمَا يَقُولُ، قُلْتُ: يَقُولُ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي رَجَبٍ، فَقَالَتْ: يَغْفِر الله لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَعَمْرِي مَا اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ، وَمَا اعْتَمَرَ مِنْ عُمْرَةٍ إِلاَّ وَإِنَّا مَعَهُ، وَابْنُ عُمَرَ يَسْمَعُ، مَا قَالَ لا، وَلا نَعَمْ، سَكَتَ (¬1). ¬
3640 - عَائِشَةُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَلا نَبْنِي لَكَ بِمِنًى بِنَاءً يُظِلُّكَ مِنَ الشَّمْسِ؟ فَقَالَ: ((لا إِنَّمَا هُوَ مُنَاخُ لمَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ)). للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
3641 - أبو الدرداء قلنا: يا رسول الله، إن أمر منى لعجيب، هي ضيقة، فإذا نزلها الناس اتسعت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما مثل منى كالرحم، هي ضيقة فإذا حملت وسعها الله)). «للأوسط» بخفى (¬1). ¬
3642 - أبو وَاقِدٍ اللَّيْثِي: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ لأَزْوَاجِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: ((هَذِهِ ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصْرِ)). لأبي داود (¬1). ¬
3643 - وزاد البزار وأحمد والموصلي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَكُان كُلُّهنَّ يَحْجُجْنَ إِلاَّ زَيْنَبَ وَسَوْدَةَ، وَكَانَتَا (تَقُولانِ) (¬1) وَالله لا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ((هذه ثم ظهور الحصر)) (¬2). ¬
3644 - عُمَرُ: أنه أذن لأَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا، يعني في الحج وبَعَثَ مَعَهُنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ (¬1). ¬
3645 - ثُمَامَةُ: حَجَّ أَنَسٌ عَلَى رَحْلٍ وَلَمْ يَكُنْ شَحِيحًا، وَحَدَّثَ أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَجَّ عَلَى رَحْلٍ وَكَانَتْ زَامِلَتَهُ. هما للبخاري (¬1). ¬
فضل مكة والكعبة وما ورد في حرمها وزمزم والأذان بها والحجابة والسقاية
فضل مكة والكعبة وما ورد في حرمها وزمزم والأذان بها والحجابة والسقاية
3646 - أبو ذَرٍّ رفعه: ((إن أول بيت وضع للناس مباركًا يصلى فيه الكعبة)) قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ((الْمَسْجِدُ الأَقْصَى)) قُلْتُ: كَمْ كان بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: ((أَرْبَعُونَ عَامًا)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
3647 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وإنما سَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ)). للنسائي والترمذي بلفظه (¬1). ¬
3648 - وعنه قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَجَرِ: ((وَالله لَيَبْعَثَنَّهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ يَشْهَدُ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ)). للترمذي (¬1). ¬
3649 - و «للكبير»: ((يبعثُ الله الحجرَ الأسودَ والركنَ اليمانِيَ يوم القيامة ولهما عينانِ ولسانٌ وشفتانِ يشهدانِ لمن استلمهما بالوفاء)) (¬1). ¬
3650 - ابْن عَمْرٍو ابن العاص رفعه: ((إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ طَمَسَ الله نُورَهُمَا، وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا (لَأَضَاءَتَا) (¬1) مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)). للترمذي. وقال يروى عن ابن عمر موقوفا (¬2). ¬
3651 - وعنه رفعه: ((يَأْتِي الرُّكْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ لَهُ لِسَانٌ وَشَفَتَانِ)). لأحمد بلين (¬1). ¬
3652 - وزاد في «الأوسط»: ((يشهد لمن استلمه بالحق، وهو يمين الله تعالى يصافح بها خلقه)) (¬1). ¬
3653 - ابنُ عباس رفعه: ((الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو -[35]- عاهة إلا برأ)). «للأوسط» والكبير بلين (¬1). ¬
3654 - ابنُ عمرِو بنِ العاص قال: نزل الركن الأسود من السماء فوضع على أبي قبيس كأنه مهاة بيضاء، فمكث أربعين سنة، ثم وضع على قواعد إبراهيم. «للكبير» (¬1). ¬
3655 - ابنُ عباس رفعه: ((لولا ما طبع الركن من أنجاس الجاهلية وأرجاسها وأيدي الظلمة والأثمة لاستشفي به من كل عاهة، ولألفي اليوم كهيئته يوم خلقه الله، وإنما غيره بالسواد لئلا ينظر أهل النار إلى زينة الجنة، وإنه لياقوتة من ياقوت الجنة وضعه الله حين أنزل آدم في موضع الكعبة، والأرض يومئذ طاهرة لم يعمل فيها شيء من المعاصي، وليس بها أهل ينجسونها، فوضع له صفًّا من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من سكان الأرض، وسكانها يومئذ الجن لا ينبغي لهم أن ينظروا إليه لأنه شيء من الجنة، ومن نظر إلى الجنة دخلها فليس ينبغي أن ينظر إليه إلا من وجبت له الجنة، والملائكة يذودنهم عنه وهم وقوف على أطراف الحرم يحدقون به من كل جانب، ولذلك سمي الحرم)). «للكبير» بخفي (¬1). ¬
3656 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ لَيَثْنِيَهُمَا)). لمسلم (¬1). ¬
3657 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِوَادِي الأَزْرَقِ، وهو ما بين مكة والمدينة، فَقَالَ: ((أَيُّ وَادٍ هَذَا؟)) قَالُوا: وَادِي الأَزْرَقِ، قَالَ: ((كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى هَابِطًا مِنَ الثَّنِيَّةِ وَلَهُ جُؤَار إِلَى الله بِالتَّلْبِيَةِ مارًّا بهذا الوادي)) ثُمَّ أَتَى عَلَى ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فَقَالَ: ((أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ؟)) قَالُوا: ثَنِيَّةُ هَرْشَى أو لفت، فقَالَ: ((كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَعْدَةٍ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ -[36]- خِطَامُ نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ مارًا بهذا الوادي يُلَبِّي)). للشيخين (¬1). ¬
3658 - عَائِشَةُ: عَبَثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي مَنَامِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، صَنَعْتَ شَيْئًا فِي مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ، فَقَالَ: ((الْعَجَبُ إِنَّ أنَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ هذا الْبَيْتِ لرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ))، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ تجْمَعُ النَّاسَ فقَالَ: ((نَعَمْ، فِيهِمُ الْمُسْتَنْصِرُ وَالْمَجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيلِ يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا، وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى يَبْعَثُهُمُ الله عَلَى نِيَّاتِهِمْ)). لمسلم (¬1). ¬
3659 - وللبخاري: قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ، قَالَ: ((يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ويُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ)) (¬1). ¬
3660 - صَفِيَّةُ رفعته: ((لا يَنْتَهِي النَّاسُ عَنْ غَزْوِ هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى يَغْزُوَ جَيْشٌ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ أَوْ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَلَمْ يَنْجُ منهم أَوْسَطُهُمْ))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، فَمَنْ كَرِهَ مِنْهُمْ، قَالَ: ((يَبْعَثُهُمُ الله عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمْ)). للترمذي (¬1). ¬
3661 - عَبْدُ الله بْنُ صَفْوَانَ عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رفعته: ((سَيَعُوذُ بِهَذَا الْبَيْتِ -يَعْنِي الْكَعْبَةَ قَوْمٌ- لَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلا عَدَدٌ وَلا عُدَّةٌ يُبْعَثُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ)). قَالَ ابن ماهك: وَأَهْلُ الشَّامِ يَوْمَئِذٍ يَسِيرُونَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ صَفْوَانَ: أَمَا وَالله مَا هُوَ بِهَذَا الْجَيْشِ. لمسلم (¬1). وللنسائي قال: حدثني حفصة بنحوه (¬2). ¬
3662 - شقيقٌ: أن شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ قَالَ: له قَعَدَ عُمَرُ فِي مَقْعَدِكَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، فَقَالَ: لا أَخْرُجُ حَتَّى أَقْسِمَ مَالَ الْكَعْبَةِ، قُلْتُ: مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ، -[37]- قَالَ: بَلَى لَأَفْعَلَنَّ. قُلْتُ: مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ. قَالَ: لِمَ؟ قُلْتُ: لأَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَدْ رَأَى مَكَانَهُ وَأَبُو بَكْرٍ، وَهُمَا أَحْوَجُ مِنْكَ إِلَى الْمَالِ، فَلَمْ يحركاه، فَقَامَ فَخَرَجَ. لأبي داود (¬1). ¬
3663 - وللبخاري: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أَدَعَ فِيهَا صَفْرَاءَ وَلا بَيْضَاءَ إِلاَّ قَسَمْتُهُ، قُلْتُ: إِنَّ صَاحِبَيْكَ لَمْ يَفْعَلا! قَالَ: هُمَا الْمَرْآنِ أَقْتَدِي بِهِمَا (¬1). ¬
3664 - أبو شُرَيْحٍ الْعَدَوِي قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ: ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الأَمِيرُ أُحَدِّثْكَ قَوْلاً قَامَ بِهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِلْغَدِ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ: أنَّهُ حَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا الله وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، وَلا يَعْضُدَ بِهَا شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فيها، قُولُوا لَهُ: إِنَّ الله قد أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فيها سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثم عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ، (وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ) (¬1))) فَقِيلَ لأَبِي شُرَيْحٍ: ماذا قَالَ لَكَ عَمْرٌو؟ قال: قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ، إِنَّ الْحَرَمَ لا يُعِيذُ عَاصِيًا، وَلا فَارًّا بِدَمٍ، وَلا فَارًّا يمر به. للشيخين ,والترمذي ,والنسائي (¬2). ¬
3665 - ابْنُ عَبَّاسٍ: ((حَرَّمَ الله مَكَّةَ فَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي وَلا تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي، أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ لا يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلا تحل لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُعَرِّفٍ))، فقَالَ الْعَبَّاسُ: إِلاَّ الإذْخِرَ لِصَاغَتِنَا، وَقُبُورِنَا. وفي رواية: ولسقف بيوتنا، فَقَالَ: ((إِلاَّ الإذْخِرَ)) قَالَ -[38]- عِكْرِمَةَ: هَلْ تَدْرِي مَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا؟ هُوَ أَنْ يُنَحِّيَهُ مِنَ الظِّلِّ، ويَنْزِلُ مَكَانَهُ. للشيخين والنسائي (¬1). ¬
3666 - و «للكبير» و «الأوسط» بلين نحوه، وزاد في آخره: فقيل له - صلى الله عليه وسلم - هذا خالد بن الوليد يقتل، فقال: ((قم يا فلان، فقل له: فليرفع يده من القتل))، فأتاه الرجل فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لك: ((اقتل من قدرت عليه، فقتل سبعين إنسانا))،فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له فأرسل إلى خالد فقال: ألم أنهك عن القتل؟ فقال: جاءني فلان فأمرني أن أقتل من قدرت عليه فأرسل إليه، فقال: ألم آمر خالدًا أن لا يقتل أحدًا؟ فقال: أردت أمرًا وأراد الله أمرًا، فكان أمر الله فوق أمرك، ما استطعت إلا الذي كان، فسكت عنه فما رد عليه شيئًا (¬1). ¬
3667 - عَبْدُ الله بْنُ حُبْشِي: ((مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ الله رَأْسَهُ فِي النَّارِ)). لأبي داود، وقال في حديث نحوه: يعني مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً في فَلَاةٍ يَستَظِلُّ بها ابنَ السبيلِ والبهائم عبثًا، وقال في «الأوسط»: يعني من سدر الحرم. لأبي داود (¬1). ¬
3668 - حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: سَأَلْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ عَنْ قَطْعِ السِّدْرِة، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى قَصْرِ عُرْوَةَ، فَقَالَ: أَتَرَى هَذِهِ الأَبْوَابَ كلها وَالْمَصَارِيعَ؟ إِنَّمَا هِيَ مِنْ سِدْرِ عُرْوَةَ، وكَانَ عُرْوَةُ يَقْطَعُهُ مِنْ أَرْضِهِ، وَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ (¬1). ¬
3669 - زاد في رواية: فقال: هي يا عراقي جئتني ببدعة، قلت: إنما البدعة من قبلكم سمعت من يقول بمكة: لعن - صلى الله عليه وسلم - من قطع السدر. ثم ساق معناه. لأبي داود (¬1). ¬
3670 - ابْنُ جُبَيْرٍ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ حِينَ أَصَابَهُ سِنَانُ الرُّمْحِ فِي أَخْمَصِ قَدَمِهِ، فَلَزِقَتْ قَدَمُهُ بِالرِّكَابِ، فَنَزَلْتُ فَنَزَعْتُهَا وَذَلِكَ بِمِنًى، فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ فجاءه يَعُودُهُ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَوْ نَعْلَمُ مَنْ أَصَابَكَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَنْتَ أَصَبْتَنِي، قَالَ: وَكَيْفَ ذلك؟ قَالَ: حَمَلْتَ السِّلاحَ فِي يَوْمٍ لَمْ يَكُنْ يُحْمَلُ فِيهِ، وَأَدْخَلْتَ السِّلاحَ الْحَرَمَ، وَلَمْ يَكُنِ -[39]- السِّلاحُ يُدْخَلُ الْحَرَمَ. للبخاري (¬1). ¬
3671 - جَابِرٌ رفعه: ((لا يَحِلُّ أَنْ يُحْمِلَ السِّلاحَ بِمَكَّةَ)). لمسلم (¬1). ¬
3672 - عَبْدُ الله بْنُ عَدِيِّ بْنِ الحَمْرَاءَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَاقِفًا عَلَى الْحَزْوَرَةِ وهو يقول: ((وَالله إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ وَأَحَبُّ أَرْضِ إِلَى الله تعالى، وَلَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ)) (¬1). ¬
3673 - ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِمَكَّةَ: ((مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ، وَلَوْلا أني أُخرجت مِنْكِ مَا خرجت)). هما للترمذي (¬1). ¬
3674 - وللموصلي نحوه، وزاد في آخره: ((يا بني عبد مناف، إن كنتم ولاة هذا الأمر من بعدي، فلا تمنعوا طائف بيت الله أيَّ ساعة شاء من ليل أو نهار، ولولا أن تطغى قريش لأخبرتها ما لها عند الله، اللهم إنك أذقت أولهم وبالا فأذق آخرهم نوالًا)) (¬1). ¬
3675 - مُحَمَّد بْن عِمْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَدَلَ إِلَيَّ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ، وَأَنَا نَازِلٌ تَحْتَ سَرْحَةٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَقَالَ لي: مَا أَنْزَلَكَ تَحْتَ هَذِهِ السَّرْحَةِ؟ فَقُلْتُ: أَرَدْتُ ظِلَّهَا، فَقَالَ: هَلْ غَيْرُ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: لا لي، قَالَ سمعت رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إِذَا كُنْتَ بَيْنَ الأَخْشَبَيْنِ مِنْ مِنًى)) -وَنَفَخَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ- ((فَإِنَّ هُنَالكَ وَادِيًا، يُقَالُ لَهُ: السِّرَرُ بِهِ شجرة سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا)). لمالك والنسائي (¬1). ¬
3676 - يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ رفعه: ((احْتِكَارُ الطَّعَامِ فِي الْحَرَمِ إِلْحَادٌ فِيهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
3677 - ابْنُ عَبَّاسٍ: سَقَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - مِنْ زَمْزَمَ فَشَرِب وَهُوَ قَائِمٌ (¬1). ¬
3678 - وفي رواية: اسْتَسْقَى -[40]- وَهُوَ عِنْدَ الْبَيْتِ فَأَتَيْتُهُ بِدَلْوٍ. للشيخين (¬1). ¬
3679 - ابنُ عمر: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أمر رجلا من قريش في المدة أن يأتيه بماء زمزم إلى الحديبية، فذهب به منه إلى المدينة. لرزين.
3680 - عَائِشَةُ: كَانَتْ تَحْمِلُ مَاءِ زَمْزَمَ، وَتُخْبِرُ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَحْمِلُهُ. للترمذي (¬1). ¬
3681 - ابنُ عباس رفعه: خيرُ مَاءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ زمزم فيه طعام الطعم، وشفاء السقم، وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت بحضر موت، كرجل الجراد من الهوام تصبح تتدفق وتمسي لا بلال فيها)) (¬1). ¬
3682 - وعنه: كنا نسميها شفاعة (يعني: زمزم) وكنا نجدها نعم العون على العيال. هما «للكبير» (¬1). ¬
3683 - وعنه رفعه: ((إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ أِنَّهُمْ لا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ)). للقزويني (¬1). ¬
3684 - وله بضعف: عن جَابِرِ: ((زَمْزَم لِمَا شُرِبَ لَهُ)) (¬1). ¬
3685 - ابْنُ مَحْذُورَةَ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الأَذَانَ لَنَا وَلِمَوَالِينَا، وَالسِّقَايَةَ لِبَنِي هَاشِمٍ، وَالْحِجَابَةَ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ. لأحمد، و «الكبير» و «الأوسط» بلين (¬1). ¬
3686 - ابن عباس رفعه: ((خذوها يابني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا -[41]- ظالم))، يعني: حجابة الكعبة. «للأوسط»، بلين (¬1). ¬
3687 - جبيرُ بنُ مطعم: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لعثمان بن طلحة- حين دفع إليه مفتاح الكعبة: ((هاؤم غيِّبه))، قال: فلذلك تغيب المفتاح. «للكبير» (¬1). ¬
3688 - أبو الطفيل: خاصم عليٌّ العباسَ في السقاية، فشهد طلحة بن عبيد الله، وعامر بن مخرمة، وأزهر بن عبد عوف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دفعها إلى العباس يوم الفتح. «للأوسط» بلين (¬1). ¬
3689 - ابنُ عباس رفعه: ((إن الله ينزل في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة، تنزل على هذا البيت ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين)). «للكبير» و «الأوسط» بضعف (¬1). ¬
3690 - وفي رواية: ((ينزل على هذا المسجد))؛ مسجد مكة (¬1). ¬
3691 - الأسود بن خلف: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يجدد أنصاب الحرم. للبزار و «الكبير»: وفيه محمد بن الأسود بن خلف (¬1). ¬
ما جاء في عمارة البيت وبنائه وهدمه وما يتعلق بذلك
ما جاء في عمارة البيت وبنائه وهدمه وما يتعلق بذلك
3692 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((لَيُحَجنَّ هذا الْبَيْتُ، وَلَيُعْمَرَنَّ بَعْد يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ)). وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مهدي: ولا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لا يُحَجَّ الْبَيْتُ. للبخاري وقال: والأول أكثر (¬1). ¬
3693 - . [أبو هريرة رفعه: ((ليهلن ابن مريم بفجِّ الروحاء حاجًّا أو معتمرًا، أو ليثنيهما)) لمسلم (¬1). ¬
2.ابنُ عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بوادي الأزرق، وهو ما بين مكة والمدينة، فقال: ((أي وادٍ هذا؟)) قالوا: وادي الأزرق، قال: ((كأني أنظر إلى موسى هابطًا من الثنية، وله جؤار إلى الله بالتلبية مارًّا بهذا الوادي)) ثم أتى على ثنية هرشى، فقال: ((أي ثنية هذه؟)) قالوا: ثنية هرشى أو لفت، قال: ((كأني أنظر إلى يونس بن متى على ناقة حمراء جعدة، عليه جبة من صوف خطام ناقته خلية، مارًّا بهذا الوادي يلبي)). للشيخين (¬1). ¬
3. عائشةُ: عبث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منامه، فقلت: يا رسول الله، صنعت شيئًا في منامك لم تكن تفعله، فقال: ((العجب أن ناسًا من أمتي يؤمون هذا البيت لرجل من قريش قد نجا بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم))، فقلنا: يا رسول الله، إن الطريق قد تجمع الناس، فيهم المستنصر، والمجبور، وابن السبيل يهلكون مهلكًا واحدًا، ويصدرون مصادر شتى، يبعثهم الله على نياتهم. لمسلم (¬1). ¬
4. للبخاري: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا بييداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم، وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم)) قال: ((يخسف بأولهم وآخرهم، ويبعثون على نياتهم)) (¬1). ¬
5.صفية رفعته: ((لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى يغزو جيش، حتى إذا كانوا بالبيداء - أو بيداء من الأرض- أخسف بأولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم)) قلت: يا رسول الله فمن كره منهم، قال: ((يبعثهم الله على ما في أنفسهم)) للترمذي (¬1). ¬
6. عبيد الله بن صفوان، عن أم المؤمنين رفعته: ((سيحوذ بهذا البيت - يعني: الكعبة- قوم ليس لهم منعة ولا عدد ولا عدة، يبعث إليهم جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خُسِفَ بهم)) قال ابن ماهك: وأهل الشام يومئذ يسيرون إلى مكة، فقال عبد الله بن صفوان: أما والله ما هو بهذا الجيش لمسلم (¬1). وللنسائي، قال: حدثتني حفصة بنحوه. ¬
7.شقيقُ: أن شيبة بن عثمان قال له: قعد عمر في مقعدك الذي أنت فيه، فقال: لا أخرج حتى أقسم مال الكعبة. قلت: ما أنت بفاعل، قال: بلى، لأفعلن. قلت: ما أنت بفاعل، قال: لِمَ؟ قلت: لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد روئي مكانه وأبو بكر، وهما أحوج منك إلى المال، فلم يحركاه، فقام فخرج. لأبي داود (¬1). ¬
8.وللبخاري: لقد هممت ألا أدع فيه صفراء ولا بيضاء إلا قسمته. قلت: إن صاحيبيك لم يفعلا. قال: هما المرءان أقتدي بهما] (¬1). (¬2) ¬
3694 - عَائِشَةُ رفعته: ((أَلَمْ -[42]- تَرَيْ إلى قَوْمَكِ حين بَنَوُا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ)) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! أَلا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ، فقَالَ: ((لَوْلا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَفَعَلْتُ)) فَقَالَ ابن عمر: لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا أُرَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - تَرَكَ اسْتِلامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ، إِلاَّ أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يُتَم عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ. للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
3695 - ومن رواياته: ((لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية -أو قال: بكفر- لَنَقَضْتُ الكعبة، ثُمَّ لَبَنَيْتُهُ عَلَى أَسَاسِ إِبْرَاهِيمَ، فَإِنَّ قُرَيْشًا اسْتَقْصَرَتْ بِنَاءَهُ، وَجَعَلْتُ لَهُ خَلْفًا)) قَالَ هِشَامٌ: يَعْنِي بَابًا (¬1). ¬
3696 - ومنها: سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْجَدْارِ، أَمِنَ الْبَيْتِ هُوَ؟ قَالَ: ((نَعَمْ)) قُلْتُ: فَمَا لَهُمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي الْبَيْتِ، فقَالَ: ((إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ)) قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قَالَ: ((فَعَلَ ذَلِكَ قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا، وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ ... )). بنحوه (¬1). ¬
ومنها: سألته عن الحجر. بنحوه (¬1). ¬
3698 - ومنها: ((يَا عَائِشَةُ لَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، لَأَمَرْتُ بِالْبَيْتِ فَهُدِمَ، فَأَدْخَلْتُ فِيهِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ، وَأَلْزَقْتُهُ بِالأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهُ بَابَيْنِ بَابًا شَرْقِيًّا وَبَابًا غَرْبِيًّا فَبَلَغْتُ بِهِ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ))، فَذَلِكم الَّذِي حَمَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى هَدْمِهِ (¬1). ¬
3699 - قَالَ يَزِيدُ بن رومان: وَشَهِدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حِينَ هَدَمَهُ وَبَنَاهُ، وَأَدْخَلَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام حِجَارَةً كَأَسْنِمَةِ الإبِلِ، وقَالَ جَرِيرٌ بن حازم: فَقُلْتُ لَهُ يعني ليزيد بن رومان: أَيْنَ مَوْضِعُهُ، قَالَ: -[43]- أُرِيكَهُ الآنَ، فدخل معي الْحِجْرَ، فَأَشَارَ إِلَى مَكَانٍ، فَقَالَ: هَا هُنَا، فَحَزَرْتُ مِنَ الْحِجْرِ سِتَّةَ أَذْرُعٍ، أَوْ نَحْوَهَا (¬1). ¬
3700 - وقَال عَطَاءٌ: لَمَّا احْتَرَقَ الْبَيْتُ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، حِينَ غَزَاهَا أَهْلُ الشَّامِ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ، تَرَكَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ حَتَّى قَدِمَ النَّاسُ الْمَوْسِمَ يُرِيدُ أَنْ يُجَزِّئَهُمْ أَوْ يُحَرِّبَهُمْ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ، فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي الْكَعْبَةِ أَنْقُضُهَا، ثُمَّ أَبْنِي بِنَاءَهَا أم أُصْلِحُ مَا وَهَى مِنْهَا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَإِنِّي قَدْ فُرِقَ لِي رَأْيٌ فِيهَا، أَرَى أَنْ تُصْلِحَ مَا وَهَى مِنْهَا وَتَدَعَ بناء أَسْلَمَ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَأَحْجَارًا أَسْلَمَ النَّاسُ عَلَيْهَا وَبُعِثَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: لَوْ كَانَ أَحَدُكُمُ احْتَرَقَ بَيْتُهُ مَا رَضِيَ حَتَّى يُجِدَّهُ، فَكَيْفَ بَيْتُ رَبِّكُمْ، إِنِّي مُسْتَخِيرٌ رَبِّي ثَلاثًا، ثُمَّ عَازِمٌ عَلَى أَمْرِي، فَلَمَّا مَضَى الثَّلاثُ أَجْمَعَ رَأْيَهُ عَلَى أَنْ يَنْقُضَهَا فَتَحَامَاهُ النَّاسُ أَنْ يَنْزِلَ بِأَوَّلِ النَّاسِ يَصْعَدُ فِيها أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ، ثم صَعِدَ رَجُلٌ فَأَلْقَى مِنْها حِجَارَةً، فَلَمَّا لَمْ يَرَهُ النَّاسُ أَصَابَهُ شَيْءٌ تَتَابَعُوا، فَنَقَضُوهُ حَتَّى بَلَغُوا بِهِ الأَرْضَ، فَجَعَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَعْمِدَةً، فَسَتَّرَ عَلَيْهَا السُّتُورَ حَتَّى ارْتَفَعَ بِنَاؤُهُ، وَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لَوْلا أَنَّ النَّاسَ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ، وَلَيْسَ عِنْدِي مِنَ النَّفَقَةِ مَا يُقَوِّي عَلَى بِنَائِهِ لَكُنْتُ أَدْخَلْتُ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ خَمْسَ أَذْرُعٍ، وَلَجَعَلْتُ لَهَا بَابًا يَدْخُلُ النَّاسُ مِنْهُ وَبَابًا يَخْرُجَ مِنْهُ))، فقَالَ: أَنَا الْيَوْمَ أَجِدُ مَا أُنْفِقُ، وَلَسْتُ أَخَافُ النَّاسَ، قَالَ: فَزَادَ فِيهِ خَمْسَ أَذْرُعٍ مِنَ الْحِجْرِ حَتَّى أَبْدَى أُسًّا نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَبَنَى على الْبِنَاءَ، وَكَانَ طُولُ الْكَعْبَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا زَادَ فِيهِ اسْتَقْصَرَهُ، فَزَادَ فِي طُولِهِ عَشْرَة أَذْرُعٍ، وَجَعَلَ لَهُ بَابَيْنِ، أَحَدُهُمَا يُدْخَلُ مِنْهُ، وَالآخَرُ يُخْرَجُ مِنْهُ، فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ بِذَلِكَ، وَيُخْبِرُهُ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَدْ وَضَعَ الْبِنَاءَ عَلَى أُسٍّ قد نَظَرَ إِلَيْهِ الْعُدُولُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ لَسْنَا مِنْ تَلْطِيخِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي شَيْءٍ، أَمَّا مَا زَادَ فِي -[44]- طُولِهِ فَأَقِرَّهُ، وَأَمَّا مَا زَادَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ فَرُدَّهُ إِلَى بِنَائِهِ، وَسُدَّ الْبَابَ الَّذِي فَتَحَهُ فَنَقَضَهُ، وَأَعَادَهُ إِلَى بِنَائِهِ (¬1). ¬
3701 - ومنها: قَالَ عَبْدُ الله بْنُ عُبَيْدٍ: وَفَدَ الْحَارِثُ على عبد الملك في خلافته، فقال: ما أظن أبا خبيب -يعني: ابن الزبير- سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمع منها، قال الحارث بلى أنا سَمِعْتُهُ مِنْهَا، قَالَ: سَمِعْتَهَا تَقُولُ: مَاذَا قَالَ؟ قَالَتْ: قَالَ لي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوا مِنْ بُنْيَانِ الْبَيْتِ، وَلَوْلا حَدَثان عَهْدِهِمْ بِالشِّرْكِ أَعَدْتُ مَا تَرَكُوا مِنْهُ، فَإِنْ بَدَا لِقَوْمِكِ مِنْ بَعْدِي أَنْ يَبْنُوهُ، فَهَلُمِّي لأَرِيَكِ مَا تَرَكُوا مِنْهُ)) فَأَرَاهَا قَرِيبًا مِنْ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِلْحَارِثِ: أَنْتَ سَمِعْتَهَا تَقُولُ هَذَا، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَنَكَتَ سَاعَةً بِعَصَاة، ثُمَّ قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي تَرَكْتُهُ وَمَا تَحَمَّلَ (¬1). ¬
3702 - ومنها: ((وَهَلْ تَدْرِي لِمَ كَانَ قَوْمُكِ رَفَعُوا بَابَهَا)) قَالَتْ: لا، قَالَ: ((تَعَزُّزًا أَنْ لا يَدْخُلَهَا إِلاَّ مَنْ أَرَادُوا، فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا هُوَ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَهَا يَدَعُونَهُ يَرْتَقِي حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَدْخُلَ دَفَعُوهُ فَسَقَطَ)) (¬1). ¬
3703 - ومنها: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بَيْنَمَا هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ قَالَ: قَاتَلَ الله ابْنَ الزُّبَيْرِ حَيْثُ يَكْذِبُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، يَقُولُ سَمِعْتُهَا تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا عَائِشَةُ لَوْلا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَنَقَضْتُ الْبَيْتَ، حَتَّى أَزِيدَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ، فَإِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرُوا فِي الْبِنَاءِ)) فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الله: لا تَقُلْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإني سَمِعْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تُحَدِّثُ هَذَا، قَالَ لَوْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ قَبْلَ أَنْ أَهْدِمَهُ لَتَرَكْتُهُ عَلَى مَا بَنَى ابْنُ الزُّبَيْرِ (¬1). ¬
3704 - جَابِرُ: لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والعَبَّاس يَنْقُلانِ الْحِجَارَةَ، فَقَالَ العَبَّاسٌ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ يَقِيكَ الْحِجَارَةِ، ففعل وكان ذلك قبل أن يبعث، فَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ فطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: ((إِزَارِي، إِزَارِي)) فَشَدَّه عَلَيْهِ (¬1). ¬
3705 - وفي رواية: فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَمَا رُئِيَ بَعْدَ عُرْيَانًا (¬1). ¬
3706 - عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَعُبَيْدِالله بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالا: لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمسجد حَائِطٌ كَانُوا يُصَلُّونَ حَوْلَ الْبَيْتِ حَتَّى كَانَ عُمَرُ، فَبَنَى حَوْلَهُ حَائِطًا، قَالَ عُبَيْدُ الله: جَدْرُهُ قَصِيرٌ ابْنُ الزُّبَيْرِ. للبخاري.
3707 - معاذٌ رفعه: ((لما أهبط الله آدم إلى الأرض بكى على الجنة مائة خريف، ثم نظر إلى سعة الأرض، فقال: أي رب أما لأرضك عامر يسكنها غيري؟ فأوحى الله إليه أن بلى، إنها سترفع بيوت يذكر فيها اسمي وسأبوئك منها بيتًا أختصه بكرامتي، وأحلله عظمتي وأسميه بيتي، ولست أسكنه، وليس ينبغي لي أن أسكن البيوت ولا تسعني، ولكن على عرشي وكرسي عظمتي، وليس ينبغي لشيء مما خلقت أن يخرج من قبضتي ولا من قدرتي، وتعمره يا آدم ما كنت حيًّا، ثم تعمره القرون من بعدك، أمة بعد أمة، قرنا بعد قرن، حتى ينتهي إلى ولد من أولادك، يقال له: إبراهيم أجعله من عماره وسكانه)). «للأوسط» بلين (¬1). ¬
3708 - ابنُ عمرِو بن العاص قال: لما أهبط الله آدم من الجنة، قال: إنى مهبط معك بيتاً أو منزلا يطاف حوله كما يطاف حول عرشي ويصلى عنده كما يصلى حول عرشي، فلما كان زمن الطوفان رفع، وكان الأنبياء يحجونه ولا يعلمون -[46]- مكانه، فبوأه لإبراهيم فبناه من خمسة أجبل، حراء وثبير ولبنان وجبل الطور وجبل الخير، فتمتعوا منه ما استطعتم (¬1). ¬
3709 - وعنه قال: وضع البيت قبل الأرض بألفي سنة، فكان البيت زبدة بيضاء حين كان العرش على الماء، وكانت الأرض تحته كأنها جفنة فدحيت منه. هما للكبير (¬1). ¬
3710 - أبو الطفيل: أن الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم، وكانت قدر ما تقتحمها العناق وغير مسقوفة، وإنما تسدل عليها ثيابها سدلاً، والركن الأسود موضوع على سورها، وكانت ذات ركنين كهيئة الحلقة، وانكسرت سفينة قرب جدة، فأخذ قريش خشبها (ورميًّا) (¬1) نجارًا كان فيها، فقالوا: نبني بهذا الخشب بيت ربنا، فلما أرادوا هدمه إذا هم بحية مهيلة على سور البيت، كلما دنا أحد ليأخذ من حجارة البيت سعت إليه، فاجتمعوا عند المقام فضجوا إلى الله: أردنا تشريف بيتك وتزيينه، فإن كنت ترضى بذلك، وإلا فافعل ما تشاء، فإذا هم بطائر أعظم من النسر غرس مخالبه في رأس الحية، فانطلق بها نحو أجياد، فهدموها وبنوها بحجارة الوادي، ورفعوها في السماء عشرين ذراعًا، فبينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يحمل حجارة من أجياد، وضاقت عليه نمرة، فذهب يضعها على عاتقه، فنودي: يا محمد! استر عورتك، وذلك أول ما نودي قبل البعثة بخمس سنين. لأحمد و «الكبير» مطولاً (¬2). ¬
3711 - عروة قال: لما احرقت الكعبة تثلمت، فقال ابن الزبير: لو مسكن أحدكم كان هكذا ما رضي حتى يغيره بنحو حديث عطاء. وفيه: أنه حفر الأساس حتى وقع على أساس إبراهيم، فكان يُدخل العتلة من جانب من جوانبها فتهتز جوانبها جميعاً، وإن طولها يوم هدمها ثمانية عشر ذراعاً. فقال له: ابن له زد فيها تسعة. وزاد فيها أيضاً ثلاث دعائم، وإن عبد الملك كتب إلى الحجاج: أن سد الباب الذى زاده ابن الزبير، وتكبسها على ما كانت عليه، وتطرح عنها ما زاد من الحجر، ففعل، وإن البناء الذي فيه اليوم بناء ابن الزبير إلا ما غير الحجاج من ناحية الحجر، وكبسه الذي كبسه. «للكبير» (¬1). ¬
3712 - مُجَاهِدٌ: أن مَوْلاهُ حَدَّثَهُ أنه ممن بني الكعبة فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وأن له حَجَرًا نَحَته بِيَده يعبده مِنْ دُونِ الله ويأتي بِاللَّبَنِ الْخَاثِرِ يصبه عَلَيْهِ فَيَجِيءُ الْكَلْبُ فَيَلْحَسُهُ ويبول، -[47]- وإنهم لما بلغوا في بناءه موضع الحجر اختلفت بطون قريش كل يريد أن يضعه، فَقَالُوا: اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ حَكَمًا، فقَالُوا: أَوَّلَ رَجُلٍ يَطْلُعُ مِنَ الْفَجِّ، فَجَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا: أَتَاكُمُ الأَمِينُ، فَقَالُوا لَهُ، فَوَضَعَهُ فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ دَعَا بُطُونَهُمْ فَأَخَذُوا بِنَوَاحِيهِ مَعَهُ، فَوَضَعَهُ هُوَ - صلى الله عليه وسلم -. لأحمد مطولا (¬1). ¬
3713 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
3714 - وعنه رفعه: ((يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلاَّ أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلا تُسْأَلُ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمِ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ)). لأحمد (¬1). ¬
3715 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((كَأَنِّي بِهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا)) يعني: الكعبة. للبخاري (¬1). ¬
3716 - ابْنُ عَمْر: اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ، فَإِنَّهُ لا يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلاَّ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ. لأبي داود (¬1). ¬
3717 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ، وَيَسْلُبُهَا حِلْيَهَا وَيُجَرِّدُهَا مِنْ كِسْوَتِهَا، وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلِعَ أُفَيْدِعَ يَضْرِبُ عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ وَمِعْوَلِهِ)). لأحمد، «الكبير» بلين (¬1). ¬
3718 - عُمَرُ رفعه: ((سَيَخْرُجُ أَهْلُ مَكَّةَ منها ولا يعمرونها إلا قليلاً، ثم تعمر وتملأ وتبنى، وتَمْتَلِئُ، ثُمَّ -[48]- يَخْرُجُونَ مِنْهَا، ولا يَعُودُونَ إليها أَبَدًا)). لأحمد، والموصلي (¬1). ¬
3719 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((يُحِلُّهَا وَيَحُلُّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَوَزَنَتْهَا)). لأحمد (¬1). ¬
3720 - وفي رواية: أن ابن عمرو أَتَى ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ فِي الْحِجْرِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، إِيَّاكَ وَالإلْحَادَ فِي حَرَمِ الله، فَإِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ من رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((يُحِلُّهَا وَيَحُلُّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَوَزَنَتْهَا)) قَالَ: فَانْظُرْ أَنْ لا تَكُونَ هُوَ يَا ابْنَ عَمْرٍو، فَإِنَّكَ قَدْ قَرَأْتَ الْكُتُبَ وَصَحِبْتَ الرَّسُولَ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ هَذَا وَجْهِي إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا (¬1). ¬
3721 - ابْنُ عُمَرُ أتى ابْن الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: إِيَّاكَ وَالإلْحَادَ. بمثله. لأحمد (¬1). ¬
3722 - عُثْمَانُ: قَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ: حِينَ حُصِرَ إِنَّ عِنْدِي نَجَائِبَ قَدْ أَعْدَدْتُهَا لَكَ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَحَوَّلَ إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيَكَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَكَ، قَالَ: لا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((يلحد بِمَكَّةَ كَبْشٌ مِنْ قُرَيْشٍ اسْمُهُ عَبْدُ الله عَلَيْهِ مِثْلُ نِصْفِ أَوْزَارِ النَّاسِ)). لأحمد، والبزار (¬1). ¬
3723 - ابنُ عمرو بن العاص رفعه: ((ليحل رجل بمكة، يقال له: عبد الله عليه نصف عذاب العالم)). للبزار، بلين (¬1). ¬
3724 - عائشةُ قالت: لقد رأيت قائد الفيل وسائسه أعميين مقعدين، يستطعمان بمكة. للبزار (¬1). ¬
3725 - ابنُ الزبير رفعه: ((إنما سمى البيت العتيق؛ لأنه أعتق من الجبابرة، فلم ينله جبار قط ولم يقدر عليه جبار قط)). للبزار بلين (¬1). ¬
3726 - ابنُ عمرو بن العاص رفعه: ((لا يحل إجارتها ولا رباعها)) يعني: مكة. «للكبير» بضعف (¬1). ¬
3727 - عَلْقَمَةُ بْنُ نَضْلَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَمَا تُدْعَى رِبَاعُ مَكَّةَ إِلاَّ السَّوَائِبَ مَنِ احْتَاجَ سَكَنَ، وَمَنِ اسْتَغْنَى أَسْكَنَ. للقزويني (¬1). ¬
3728 - ابنُ عمر رفعه: ((في مسجد الخيف قبر نبياً)). للبزار (¬1). ¬
3729 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((نِعْمَ الْمَقْبُرَةُ هَذِهِ)). لأحمد، والكبير والبزار بلفظه. قال ابن جريج: يعني مقبرة مكة (¬1). فضل المدينة، وحرمها، وما يتعلق بذلك ¬
3730 - عليٌّ قال: ما كتبنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا القرآن، وما في هذه الصحيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((المدينة حرام ما بين عير إلى ثور، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلا صَرْفٌ ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلٌ وَلا صَرْفٌ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3731 - وفي رواية: ((لا يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلا يُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلاَّ مَنْ أَشَادَ بِهَا، وَلا يَصْلُحُ لِرَجُلٍ أَنْ يَحْمِلَ فِيهَا السِّلاحَ لِقِتَالٍ، وَلا أَنْ يُقْطَعَ مِنْهَا شَجَرَةٌ إِلاَّ أَنْ يَعْلِفَ رَجُلٌ بَعِيرَهُ)) (¬1). ¬
3732 - عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ المازني رفعه: ((إَنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَدَعَا لَهَا)) (¬1). ¬
3733 - وفي رواية: ((ودعا لأهلها، وإني حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وإني َدَعَوْتُ فِي صَاعِهَا ومُدِّهَا بمِثْلَي مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ لأهل ِمَكَّةَ)). للشيخين (¬1). ¬
3734 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((إِنِّي حَرَّمْتُ مَا بَيْنَ لابَتَيِ الْمَدِينَةِ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وكَانَ أَبُو سَعِيدٍ يَجِدُ أَحَدَنَا وفِي يَدِهِ الطَّيْرُ فَيَفُكُّهُ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ يُرْسِلُهُ)). لمسلم (¬1). ¬
3735 - عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ سَعْدًا رَكِبَ إِلَى قَصْرِهِ بِالْعَقِيقِ، فَوَجَدَ عَبْدًا يَقْطَعُ شَجَرًا أَوْ يَحتِطُب فَسَلَبَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ سَعْدٌ جَاءَ أَهْلُ الْعَبْدِ، فَكَلَّمُوهُ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَه مِنْ غُلامِهِمْ، فَقَالَ: مَعَاذَ الله أَنْ أَرُدَّ شَيْئًا نَفَّلَنِيهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَى أَنْ يَرُدَّه عَلَيْهِمْ. لمسلم (¬1). ¬
3736 - ولأبي داود نحوه وفيه: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى أَنْ يُقْطَعَ مِنْ شَجَرِ الْمَدِينَةِ شَيْءٌ، وَقَالَ: ((مَنْ قَطَعَ مِنْهُ شَيْئًا فَلِمَنْ أَخَذَهُ سَلَبُهُ)) (¬1). ¬
3737 - وله عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الله قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدًا أَخَذَ رَجُلاً يَصِيدُ فِي حَرَمِ الْمَدِينَةِ بنحوه، وفيه: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حَرَّمَ هَذَا الْحَرَمَ، وَقَالَ: ((مَنْ وجد أَحَدًا يَصِيدُ فِيهِ فَلْيَسْلُبْهُ)) فَلا أَرُدُّ عَلَيْكُمْ طُعْمَةً أَطْعَمَنِيهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتُمْ دَفَعْتُ إِلَيْكُمْ ثَمَنَهُ (¬1). ¬
3738 - عَدِيُّ بْنِ زَيْدٍ: أن رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَمَى كُلَّ نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ بَرِيدًا بَرِيدًا، لا يُخْبَطُ شَجَرُهُ وَلا يُعْضَدُ، ولا يقطع منها إلا ما يسوق به إنسان بعيره (¬1). ¬
3739 - جَابِرُ رفعه: ((لا يُخْبَطُ وَلا يُعْضَدُ حِمَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَلَكِنْ يُهَشُّ هَشًّا رَقِيقًا)). هما لأبي (¬1). ¬
3740 - أبو سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِي: أَنَّهُ أَصَابَهُمْ بِالْمَدِينَةِ جَهْدٌ وَشِدَّةٌ، وَأَنَّهُ أَتَى أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي كَثِيرُ الْعِيَالِ، وَقَدْ أَصَابَتْنَا شِدَّةٌ فَأَرَدْتُ أَنْ أَنْقُلَ عِيَالِي إِلَى بَعْضِ الرِّيفِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لا تَفْعَل، الْزَمِ الْمَدِينَةَ، فَإِنَّا خَرَجْنَا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَظُنُّ أَنَّهُ، قَالَ: حَتَّى قَدِمْنَا عُسْفَانَ، فَأَقَامَ بِهَا لَيَالِيَ، فَقَالَ النَّاسُ: وَالله مَا نَحْنُ هَا هُنَا فِي شَيْءٍ، وَإِنَّ عِيَالَنَا لَخُلُوفٌ، مَا نَأْمَنُ عَلَيْهِمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((مَا هَذَا الَّذِي يبَلَغَنِي مِنْ حَدِيثِكُمْ، لَقَدْ هَمَمْتُ - أَوْ إِنْ شِئْتُمْ لا أَدْرِي أَيَّتَهُمَا- قَالَ: لَآمُرَنَّ بِنَاقَتِي فتُرْحَلُ، ثُمَّ لا أَحُلُّ لَهَا عُقْدَةً حَتَّى أَقْدَمَ الْمَدِينَةَ)) وَقَالَ: ((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ فَجَعَلَهَا حَرَمًا، وَإِنِّي حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ حَرَامًا مَا بَيْنَ مَأْزِمَيْهَا أَنْ لا يُهْرَاقَ فِيهَا دَمٌ، وَلا يُحْمَلَ فِيهَا سِلاحٌ لِقِتَالٍ، وَلا تُخْبَطَ فِيهَا شَجَرَةٌ إِلاَّ لِعَلْفٍ، اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا، اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، اللهمَّ اجْعَلْ مَعَ الْبَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنَ الْمَدِينَةِ شِعْبٌ وَلا نَقْبٌ إِلاَّ عَلَيْهِ مَلَكَانِ يَحْرُسَانِهَا حَتَّى تَقْدَمُوا إِلَيْهَا)) ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: ((ارْتَحِلُوا)) فَارْتَحَلْنَا، فَأَقْبَلْنَا إِلَى -[52]- الْمَدِينَةِ فَوَالَّذِي نَحْلِفُ بِهِ أَوْ يُحْلَفُ بِهِ مَا وَضَعْنَا رِحَالَنَا حتى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ، حَتَّى غَارَ عَلَيْنَا غَطَفَانَ، وَمَا يَهِيجُهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْءٌ (¬1). ¬
3741 - سَعْدُ رفعه: ((إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لابَتَيِ الْمَدِينَةِ أَنْ يُقْطَعَ عِضَاهُهَا، أَوْ يُقْتَلَ صَيْدُهَا)) وَقَالَ: ((الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، لا يَدَعُهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلاَّ أَبْدَلَ الله فِيهَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَلا يَثْبُتُ أَحَدٌ عَلَى لأوَائِهَا وَجَهْدِهَا إِلاَّ كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يُرِيدُ أَحَدٌ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ إِلاَّ أَذَابَهُ الله فِي النَّارِ ذَوْبَ الرَّصَاصِ، أَوْ ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ)) (¬1). ¬
3742 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((ليَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَدْعُو الرَّجُلُ قَرِيبَهُ وابْنَ عَمِّهِ، هَلُمَّ إِلَى الرَّخَاءِ، هَلُمَّ إِلَى الرَّخَاءِ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَخْرُجُ مِنْهُمْ أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلاَّ أَخْلَفَ الله فِيهَا خَيْرًا مِنْهُ، أَلا وإِنَّ الْمَدِينَةَ كَالْكِيرِ تُخْرِجُ الْخَبِثَ، لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْفِيَ الْمَدِينَةُ شِرَارَهَا، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ)). هي لمسلم (¬1). ¬
3743 - جَابِرُ: ((مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ جَنْبَيَّ)). لأحمد (¬1). ¬
3744 - عبادةُ بنُ الصامت رفعه: ((اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لايقبل منه صرف ولا عدل)). «للأوسط»، «الكبير» (¬1). ¬
3745 - جَابِرٌ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فَبَايَعَهُ عَلَى الإسْلامِ، فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ مَحْمُومًا، فَقَالَ: أَقِلْنِي بيعتي فأبى، ثم جاء فقال: أقلنى بيعتى فأبى، فخرج الأعرابى فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا وَتنصَعُ -[53]- طَيِّبُهَا)). للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
3746 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى، يَقُولُونَ: يَثْرِبُ. تَنْفِي النَّاسَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ)). لمالك والشيخين (¬1). ¬
3747 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا، فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا)). للترمذي (¬1). ¬
3748 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان جَالِسًا وَقَبْرٌ يُحْفَرُ بِالْمَدِينَةِ، فَاطَّلَعَ رَجُلٌ فِي الْقَبْرِ، فَقَالَ: بِئْسَ مَضْجَعُ الْمُؤْمِنِ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((بِئْسَ مَا قُلْتَ)). فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ هَذَا يَا رَسُولَ الله، إِنَّمَا أَرَدْتُ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِ الله، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا مِثْلَ لِلْقَتْلِ فِي سَبِيلِ الله، مَا عَلَى الأَرْضِ بُقْعَةٌ أَحَبُّ إِلَىَّ الله من أَنْ يَكُونَ قَبْرِي بِهَا مِنْهَا)). ثَلاثَ مَرَّاتٍ. لمالك (¬1). ¬
3749 - حفصة وأَسْلَمَ قالا: قال عُمَرَ: اللهمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ مَوْتِي فِي بَلَدِ رَسُولِكَ (¬1). ¬
3750 - وفي رواية: قالت حفصة: أنَّى يكون هذا؟ قال: يأتيني به الله إذا شاء. لمالك والبخاري (¬1). ¬
3751 - عَائِشَةُ: لما قَدِمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وعك أبو بكر وبلال، فدخلت عليهما، فقلت: يا أبت: كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ فكان أبو بكر، إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ: كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ ... وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَكَانَ بِلالٌ إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويَقُولُ: أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ وَهَلْ أَرِدْنَ يَوْمًا مِيَاهَ مِجَنَّةٍ ... وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقَالَ:)) اللهمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللهمَّ -[54]- وصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّهَا وصَاعِهَا وَانْقُلْ حُمَّاهَا فاجعلها بجحفة)). لأحمد (¬1). ¬
3752 - وفي رواية: زاد بلال بعد البيتين: ((اللهمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بْنَ ربيعة وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الْوَبَاءِ)) قَالَتْ: وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، وَهِيَ أَوْبَأُ أَرْضِ الله، فَكَانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلاً تَعْنِي مَاءً آجِنًا. للشيخين، «الموطأ» (¬1). ¬
3753 - وله قَالَتْ: وَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَقُولُ: قَدْ رَأَيْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ ... إِنَّ الْجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ (¬1). ¬
3754 - أَنَسٌ رفعه: ((اللهمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا جَعَلْتَ بِمَكَّةَ مِنَ الْبَرَكَةِ)). للشيخين (¬1). ¬
3755 - أبو هُرَيْرَةَ: كَانَ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا أَوَّلَ الثَّمَرة جَاءُوا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا أَخَذَهُ، قَالَ: ((اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا، اللهمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنَّهُ دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ بِمِثْلِ مَا دَعَاكَ لِمَكَّةَ وَمِثْلِهِ مَعَهُ)) ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَلِيدٍ لَهُ فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ الثَّمَرَ. لمالك ومسلم والترمذي (¬1). ¬
3756 - وعنه رفعه: ((عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلائِكَةٌ، لا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلا الدَّجَّالُ)). للشيخين، «الموطأ» (¬1). ¬
3757 - وفي رواية: ((يَأْتِي الْمَسِيحُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وهِمَّتُهُ الْمَدِينَةُ حَتَّى يَنْزِلَ دُبُرَ أُحُدٍ، ثُمَّ تَصْرِفُ الْمَلائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَاكَ يَهْلِكُ)) (¬1). ¬
3758 - أبو بَكْرَةَ قَالَ: لا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ. للبخاري (¬1). ¬
3759 - أَنَسُ رفعه: ((لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إِلاَّ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، لَيْسَ نَقْبٌ مِنْ نِقَابِهَا إِلاَّ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، فينزل السبخة، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاثَ رَجَفَاتٍ، فَيُخْرِجُ إليه كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ)) (¬1). ¬
3760 - وفي رواية: ((سبخُة الْجُرُفِ)) وَقَالَ: ((فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ)). للشيخين (¬1). ¬
3761 - وزاد في ((الأوسط)) عن جابر: ((مشرك ومشركة، وكافر وكافرة، وفاسق وفاسقة، ويخلص المؤمنون، فذلك يوم الخلاص)) (¬1). ¬
3762 - وزاد أحمد: ((وأَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ)) (¬1). ¬
3763 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((تَبْلُغُ الْمَسَاكِنُ إِهَابَ، أَوْ يَهَابَ)) قَالَ زُهَيْرٌ: قُلْتُ لِسُهَيْلٍ: وكَمْ ذَاكَ عن الْمَدِينَةِ، قَالَ: كَذَا وَكَذَا مِيلاً. لمسلم (¬1). ¬
3764 - وعنه رفعه: ((آخِرُ قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الإسْلامِ خَرَابًا الْمَدِينَةُ)). للترمذي (¬1). ¬
3765 - وعنه رفعه: -[56]- ((يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ لا يَغْشَاهَا إِلاَّ الْعَوَافِي)) يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ، فآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ، يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَانِهَا وَحْوشًا حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا)). للشيخين (¬1). ¬
3766 - و ((للموطأ)): ((لَتُتْرَكَنَّ الْمَدِينَةُ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَتْ حَتَّى يَدْخُلَ الْكَلْبُ أَوِ الذِّئْبُ فَيُغَدِّي عَلَى بَعْضِ سَوَارِي الْمَسْجِدِ أَوْ عَلَى الْمِنْبَرِ)) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله! فَلِمَنْ تَكُونُ الثِّمَارُ ذَلِكَ الزَّمَانَ، فقَالَ: ((لِلْعَوَافِي: الطَّيْر وَالسِّبَاعً)) (¬1). ¬
3767 - وعنه رفعه: ((إِنَّ الإيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا)). للشيخين (¬1). ¬
3768 - جَابِرُ بْنِ سَمُرَةَ رفعه: ((إِنَّ الله سَمَّى الْمَدِينَةَ طَابَةَ)). لمسلم (¬1). ¬
3769 - الْبَرَاءُ بن عازب: ((مَنْ سَمَّى الْمَدِينَةَ يَثْرِبَ، فَلْيَسْتَغْفِرِ الله هِيَ طَابَةُ هِيَ طَابَةُ)). لأحمد، والموصلي (¬1). ¬
3770 - سعدُ: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تبوك تلقاه رجال من المتخلفين من المؤمنين، فأثاروا غبارا، فخمر بعض من كان معه أنفه فأزال - صلى الله عليه وسلم - اللثام عن وجهه فقال: والذى نفسى بيده، إن في غبارها شفاء من كل داء وأراه ذكره من الجذام والبرص. لرزين (¬1). ¬
3771 - عُمَرُ قال: لعَبْدِ الله بْنِ عَيَّاشٍ الْمَخْزُومِي أَنْتَ الْقَائِلُ: -[57]- لَمَكَّةُ خَيْرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: هِيَ حَرَمُ الله وَأَمْنُهُ، وَفِيهَا بَيْتُهُ، فَقَالَ: لا أَقُولُ فِي حرم الله وَلا فِي بيته شَيْئًا، أَنْتَ الْقَائِلُ: لَمَكَّةُ خَيْرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، فأعاد مثله، فأعاد عمر مثله ثُمَّ انْصَرَفَ. لمالك مطولاً (¬1). ¬
3772 - عائشةُ رفعته: ((فتحت البلاد بالسيف، وفتحت المدينة بالقرآن)). للبزار بضعف (¬1). ¬
3773 - أبو هريرة رفعه: ((المدينة قبة الإسلام، ودار الإيمان وأرض الهجرة، مثوى الحلال والحرام)). «للأوسط» (¬1). ¬
3774 - رافعُ بنُ خديج: خطب مروان بمكة فذكر فضلها دون فضل المدينة، فوجد رافع في نفسه، فقام إليه فقال: أراك قد أطنبت في مكة، وما سكت عنه من فضلها أكثر ولم تذكر المدينة، وأشهد لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((المدينة خير من مكة)). للطبراني بضعف (¬1). ¬
3775 - العباسُ: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة، فالتفت اليها، فقال: ((إن الله قد برأ هذه الجزيرة من الشرك إن لم تضلهم النجوم)). للموصلي، والبزار و «الأوسط» بلين (¬1). ¬
3776 - سهلُ بنُ سعد رفعه: ((من كان له بالمدينة أصل فليتمسك به، ومن لم يكن له بها أصل فليجعل له بها أصلا، فليأتين على الناس زمان يكون الذي ليس له بها أصل كالخارج منها المجتاز إلى غيرها)). «للكبير» (¬1). ¬
3777 - ابنُ عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن آطام المدينة أن تهدم. للبزار، وفيه الحسن بن يحيى (¬1). ¬
3778 - وعنه رفعه: ((من غاب عن المدينة ثلاثة أيام جاءها وقلبه مشرب جفوة)). للأوسط، وفيه علقمة بن علي (¬1). ¬
3779 - أبو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّهَا أَرْضٌ قَلِيلَةُ الْمَطَرِ)) يَعْنِي الْمَدِينَةَ. لأحمد، والأوسط مطولا (¬1). ¬
3780 - عبدُ الله بن ساعدة رفعه: ((من كانت له غنم فليسر بها عن المدينة، فإن المدينة أقل أرض الله مطرًا. للكبير بضعف (¬1). ما جاء في مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وزيارته ومعالم المدينة ¬
3781 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ لثَلاثَةِ مَسَاجِدَ، مَسْجِدِي هَذَا، ومَسْجِدِ الْحَرَامِ، والمَسْجِدِ الأَقْصَى)). للترمذي بلفظه (¬1). ¬
3782 - أبو هريرة رفعه: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الخيف، ومسجد الحرام، ومسجدي)). «للأوسط» بضعف (¬1). ¬
3783 - وعنه رفعه: ((صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أفضل مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ من المساجد، إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ)). للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
3784 - وزاد في رواية: ((فَإِنِّي آخِرُ الأَنْبِيَاءِ، وإنَّ مَسْجِدِي آخِرُ الْمَسَاجِدِ)) (¬1). ¬
3785 - ابْنُ الزُّبَيْرِ رفعه: ((صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ صَلاةٍ فِي هَذَا)). لأحمد (¬1). ¬
3786 - وللبزار: ((إلاّ المسجد الحرام، فإنه يزيد عليه مائة)) (¬1). ¬
3787 - و «للكبير» بعد: ((إلا المسجد الحرام)): ((وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي بألف صلاة)) (¬1). ¬
3788 - والقزويني بعده: ((وَصَلاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ)) (¬1). ¬
3789 - وللموصلي عن عائشة: ((صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الأقصى)) (¬1). ¬
3790 - وله عن أبي سعيد: ((صلاة في مسجدي أفضل من مائة صلاة في غيره إلا المسجد الحرام)) (¬1). ¬
3791 - و «للكبير» عن الأرقم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((صلاة ها هنا - أي مسجد الحرام- خير من ألف صلاة ثم المسجد الأقصى)) (¬1). ¬
3792 - أبو سَعِيدٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! أَيُّ الْمَسْجِدَيْنِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصْبَاءَ، فَضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ، ثُمَّ قَالَ: ((هُوَ مَسْجِدُكُمْ هَذَا)) لِمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ. لمسلم (¬1). ¬
3793 - وللترمذي والنسائي أنه: تَمَارَى رَجُلانِ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فَقَالَ رَجُلٌ: مَسْجِدُ قُبَاءَ، وَقَالَ الآخَرُ: مَسْجِده - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((هُوَ مَسْجِدِي هَذَا)) (¬1). ¬
3794 - أَنَسِ رفعه: ((صَلاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ بِصَلاةٍ، وَصَلاة فِي مَسْجِدِ الْقَبَائِلِ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلاةً، وَصَلاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُجَمَّعُ فِيهِ بِخَمْسمِائَةِ صَلاةٍ، وَصَلاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الأَقْصَى بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلاةٍ، وَصَلاتُهُ فِي مَسْجِدِي بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلاةٍ، وَصَلاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِائَةِ أَلْفِ صَلاةٍ)). للقزويني (¬1). ¬
3795 - وعنه رفعه: ((مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِي أَرْبَعِينَ صَلاةً لا تَفُوتُهُ صَلاةٌ، كُتِبَ الله لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، وبراءة مِنَ الْعَذَابِ، وبراءة مِنَ النِّفَاقِ)). لأحمد، «الأوسط» (¬1). ¬
3796 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي)) (¬1). ¬
3797 - أُمُّ سَلَمَةَ رفعته: ((إِنَّ قَوَائِمَ مِنْبَرِي هَذَا رَوَاتِبُ فِي الْجَنَّةِ)). للنسائي (¬1). ¬
3798 - سعدُ رفعه: ((ما بين بيتى ومنبرى -أو قبرى ومنبرى- روضة من رياض الجنة)). للبزار والكبير (¬1). ¬
3799 - أبو سعيد رفعه: ((منبري على ترعة من ترع الجنة، وما بين المنبر وبيت عائشة روضة من رياض الجنة)). «للأوسط» (¬1). ¬
3800 - عائشة رفعته: ((إن في المسجد لبقعة قبل هذه الإسطوانة، لو يعلم الناس ما صلوا فيها إلا أن تطير لهم قرعة، وعندها جماعة من أبناء الصحابة)) فقالوا: يا أم المؤمنين، وأين هي؟ فاستعجمت عليهم فخرجوا، وثبت ابن الزبير، فقالوا: إنها ستخبره، فارقبوه إذا خرج أين يصلي، فخرج فصلى عند الإسطوانة المتوسطة بينها وبين المنبر إسطوانتان وبينها وبين الحجرة إسطوانتان وتسمى أسطوانة القرعة. «للأوسط» مطولا (¬1). ¬
3801 - ابن عمر رفعه: ((من زار قبري حلت له شفاعتي)). للبزار بضعف (¬1). ¬
3802 - وعنه رفعه: ((من حج فزار قبرى بعد وفاتى كان كمن زارني في حياتى)). «للكبير»، «الأوسط» بلين (¬1). ¬
3803 - علي بن الحسين: أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيدخل فيها فيدعو، فقال: ألا أحدثكم حديثاً سمعته عن أبي، عن جدي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لا تتخذوا قبرى عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، فإن تسليمكم يبلغنى أينما كنتم)). للموصلي (¬1). ¬
3804 - ابْنُ عُمَرَ: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَزُورُ قُبَاءً أو يأتي قباء (¬1). ¬
3805 - (وفي رواية) (¬1): كل سبت، أو يأتي قباء كل سبت رَاكِبًا وَمَاشِيًا، فيصلي فيه ركعتين. للستة إلا الترمذي (¬2). ¬
3806 - أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرٍ رفعه: ((الصَّلاةُ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ كَعُمْرَةٍ)). للنسائي (¬1). ¬
3807 - جابرُ بنُ سمرة: لما سأل أهل قباء النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبني لهم مسجدًا، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليقم بعضكم فيركب الناقة)) فقام أبو بكر فركبها، فحركها، فلم تنبعث فرجع فقعد، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليقم بعضكم فيركب الناقة، فقام علي فلما وضع رجله في غرز الركاب وثبت به)) قال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا علي أرخ زمامها، وابنوا على مدارها، فإنها مأمورة)). «للكبير» بضعف (¬1). ¬
3808 - سهل بن سعد، رفعه: ((أحد ركن من أركان الجنة)). للموصلي، و «الكبير» بضعف (¬1). ¬
3809 - أَنَسِ رفعه: ((أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ)). للشيخين والموطأ والترمذي (¬1). ¬
3810 - وزاد في «الأوسط»: ((فإذا جئتموه فكلوا من شجره، ولو من عضاهه)) (¬1). ¬
3811 - أبو عبس بن جبر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأحد: ((هذا جبل يحبنا ونحبه، على باب من أبواب الجنة، وهذا عير جبل يبغضنا ونبغضه على باب أبواب النار)). للبزار، و «الكبير» و «الأوسط» بلين (¬1). ¬
3812 - سهلُ بنُ سعد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على ذباب، أي بارك عليه. «للكبير» (¬1). ¬
3813 - عائشةُ رفعته: ((بطحان على بركة من برك الجنة)). للبزار براوٍ لم يسم (¬1). ¬
3814 - عُمَرُ سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بِوَادِي الْعَقِيقِ يَقُولُ: ((أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي، فَقَالَ صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ)). للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
3815 - مَالِكٌ قَالَ: لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يُجَاوِزَ الْمُعَرَّسِ إِذَا قَفَلَ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يُصَلِّيَ فِيه مَا بَدَا لَهُ؛ لأَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَرَّسَ بِهِ. لأبي داود. وقال: المعرس: على ستة أميال من المدينة (¬1). ¬
3816 - سعد بن خيثمة رفعه: ((رأيت كأن رحمة وقعت بين بني سالم وبني بياضة)) قالوا: يا رسول الله! أفننتقل إلى موضعها؟ قال: ((لا، ولكن اقبروا فيها)) فقبروا فيها موتاهم. «للكبير» بلين (¬1). ¬
3817 - أمُّ قيس قالت: لو رأيتني ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخذ بيدى في سكة من سكك المدينة ما فيها بيت، حتى انتهى إلى بقيع الغرقد فقال لي: ((يا أم قيس)) فقلت: لبيك وسعديك يا رسول الله، قال: ((لترين هذه المقبرة يبعث الله منها سبعين ألفا يوم القيامة على صورة القمر ليلة البدر، يدخلون الجنة بغير حساب، فقام عكاشة قال: وأنا يا رسول الله، فقال: ((وأنت))، فقام آخر وقال: وأنا يا رسول الله، قال: ((سبقك بها عكاشة)). للكبير بخفى (¬1). أبو هريرة رفعه: ((سيحان، وجيحان، والفرات، والنيل، من أنهار الجنة)) لمسلم (¬2). ¬
كتاب الأضاحي
كتاب الأضاحي
3818 - أبو سعيد رفعه: ((يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإن لك بكل قطرة من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك)) قالت: يارسول الله، ألنا خاصة أهل البيت، أو لنا وللمسلمين؟ قال: ((بل لنا وللمسلمين)). للبزار بلين (¬1) ¬
3819 - و «للكبير» و «الأوسط» بضعف نحوه عن عمران بن حصين، وزاد: وقولي: {إن صلاتي ونسكي ومحياي} الآية (¬1). ¬
3820 - ابنُ عباس رفعه: ((في يوم أضحى، ما عمل آدمي في هذا اليوم أفضل من دم يهراق إلا أن يكون رحماً يوصل)). «للكبير» بلين (¬1). ¬
3821 - مِخْنَفُ بْنُ سُلَيْمٍ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إن عَلَى كُلِّ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةٌ، وَعَتِيرَةٌ هَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ هِيَ الَّتِي تُسَمُّونَهَا الرَّجَبِيَّةَ)). للترمذي (¬1). ¬
3822 - ابْنُ عُمَرَ: سأله رجل عَنِ الأُضْحِيَّةِ أَوَاجِبَةٌ هِيَ؟ فَقَالَ: ضَحَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمُونَ، فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَتَعْقِلُ؟ ضَحَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمُونَ (¬1). ¬
3823 - وعنه: أَقَامَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ يُضَحِّي. هما للترمذي (¬1). ¬
3824 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ، فَلا يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنَا)). للقزويني (¬1). ¬
3825 - ابْنُ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ رفعه: ((أُمِرْتُ بِيَوْمِ الأَضْحَى عِيدًا، جَعَلَهُ الله لِهَذِهِ الأُمَّةِ)) قَالَ له رجل: يا رسول الله! أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَجِدْ إِلاَّ ضْحِيَّةً أُنْثَى أَفَأُضَحِّي بِهَا؟ قَالَ: ((لا، وَلَكِنْ فذلك أْخُذُ مِنْ شَعْرِكَ وَأَظْفَارِكَ، وَتَقُصُّ شَارِبَكَ، وَتَحْلِقُ عَانَتَكَ، فذلك تَمَامُ أُضْحِيَّتِكَ عِنْدَ الله)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3826 - نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمْ يَكُنْ يُضَحِّي عَمَّا فِي بَطْنِ الْمَرْأَةِ. لمالك (¬1). ¬
3827 - ابْنٌ عَبَّاسٍ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَحَضَرَ الأَضْحَى، فَاشْتَرَكْنَا فِي الْبَقَرَةِ سَبْعَةً، وَفِي الْبَعِيرِ عَشَرَةً. للترمذي والنسائي (¬1). ¬
3828 - أبو أَيُّوبَ: ما كُنَّا نُضَحِّي بالمدينة إلا بِالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ، يَذْبَحُهَا الرَّجُلُ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، ثُمَّ تَبَاهَى النَّاسُ بَعْدُ فَصَارَتْ مُبَاهَاةً. لمالك، والترمذي (¬1). ¬
3829 - ابن عمر قال: لا يشترك في النسك الجماعة، إنما يكون ذلك في أهل البيت الواحد فقط. لرزين (¬1). ¬
3830 - أبو أُمَامَةَ رفعه: ((خَيْرُ الأُضْحِيَّةِ الْكَبْشُ، وَخَيْرُ الْكَفَنِ الْحُلَّةُ)). للترمذي (¬1). ¬
3831 - جَابِرُ: نَحَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ نِسَائِهِ في حجته بقرةً (¬1). ¬
3832 - وفي رواية: نحر عَنْ عَائِشَةَ بَقَرَةً يَوْمَ النَّحْرِ. لمسلم (¬1). ¬
3833 - حَنَشُ: رَأَيْتُ عَلِيًّا ضَحَّي بِكَبْشَيْنِ، وقال أحدهما: عني، والآخر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت له: فقال: أمرني به يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو قال: أوصاني به فلا أدعه. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
3834 - أبو كِبَاشٍ: جَلَبْتُ غَنَمًا جُذْعَانًا إِلَى الْمَدِينَةِ قرب الأضحى، فَكَسَدَتْ عَلَيَّ، فَلَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((نِعْمَ -أَوْ نِعْمَتِ- الأُضْحِيَّةُ الْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ فَانْتَهَبَها النَّاسُ)). للترمذي (¬1). ¬
3835 - الْبَرَاءُ رفعه: ((لا تضحى بالعرجاء بين ضلوعها، ولا العوراء بين عورها، ولا بالمريضة بين مرضها، ولا بالعجفاء التي لا تنقى)). لمالك وأصحاب السنن (¬1). ¬
3836 - عَلِيُّ: أَمَرَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالأُذُنَ، وَأَنْ لا نُضَحِّيَ بِمُقَابَلَةٍ، وَلا مُدَابَرَةٍ، وَلا شَرْقَاءَ، وَلا خَرْقَاءَ، والْمُقَابَلَةُ: مَا قُطِعَ طَرَفُ أُذُنِهَا، وَالْمُدَابَرَةُ: مَا قُطِعَ مِنْ جَانِبِ الأُذُنِ، وَالشَّرْقَاءُ: الْمَشْقُوقَةُ، وَالْخَرْقَاءُ: الْمَثْقُوبَةُ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
3837 - يَزِيدُ ذو مِضْرَ: أَتَيْتُ عتبة بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ، فَقُلْتُ له: يَا أَبَا الْوَلِيدِ! إِنِّي خَرَجْتُ أَلْتَمِسُ الضَّحَايَا، فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا يُعْجِبُنِي غَيْرَ ثَرْمَاءَ فَكَرِهْتُهَا، فَمَا تَقُولُ: قَالَ: أَفَلا جِئْتَنِي بِهَا، قُلْتُ: سُبْحَانَ الله تَجُوزُ عَنْكَ وَلا تَجُوزُ عَنِّي، قَالَ: نَعَمْ إِنَّكَ تَشُكُّ وَلا أَشُكُّ، إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْمُصْفَرَّةِ، وَالْمُسْتَأْصَلَةِ، وَالْبَخْقَاءِ، وَالْمُشَيَّعَةِ وَالكِسَرَاء. فالْمُصْفَرَّةُ: الَّتِي يُسْتَأْصَلُ أُذُنُهَا حَتَّى يَبْدُوَ سِمَاخُهَا، وَالْمُسْتَأْصَلَةُ: الَّتِي اسْتُؤْصِلَ قَرْنُهَا مِنْ أَصْلِهِ، وَالْبَخْقَاءُ: الَّتِي يُبْخَقُ عَيْنُهَا، وَالْمُشَيَّعَةُ: الَّتِي لا تَتْبَعُ الْغَنَمَ عَجَفًا، وَضَعْفًا وَالْكَسْرَاءُ الْكَسِير. لأبي داود (¬1). ¬
3838 - أبو سَعِيدٍ قَالَ: ابْتَعْنَا كَبْشًا نُضَحِّي بِهِ، فَأَصَابَ الذِّئْبُ مِنْ أَلْيَتِهِ، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَمَرَنَا أَنْ نُضَحِّيَ بِهِ. للقزويني، بضعف (¬1). ¬
3839 - الْبَرَاءُ: ضَحَّى خَالٌ لِي - يُقَالُ لَهُ: أَبُو بُرْدَةَ- قَبْلَ الصَّلاةِ، فَقَالَ لَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ))، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! إِنَّ عِنْدِي دَاجِنًا جَذَعَةً مِنَ الْمَعَزِ، قَالَ: ((اذْبَحْهَا، ولا تَصْلُحَ لِغَيْرِكَ)) ثُمَّ قَالَ: ((مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاةِ فَإِنَّمَا ذْبَحُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3840 - وفي رواية: خَطَبَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي يَوْمِ نَحْرٍ، فَقَالَ: ((لا يَذْبَحَنَّ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُصَلِّيَ)) فَقَامَ خَالِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله هَذَا يَوْمٌ اللَّحْمُ فِيهِ مَكْرُوهٌ، وَإِنِّي عَجَّلْتُ نُسُيكِتي لأَطْعِمَ أَهْلِي وَأَهْلَ دَارِي، أَوْ جِيرَانِي، قَالَ: ((فَأَعِدْ ذَبْحك بآخَرَ)) فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله عِنْدِي عَنَاقُ لَبَنٍ هِيَ خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، أَفَأَذْبَحُهَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ، وَهِيَ خَيْرُ نَسِيكَتَكَ وَلا تُجْزِئُ جَذَعَةٌ بَعْدَكَ)) (¬1). ¬
3841 - جَابِرُ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ النَّحْرِ بِالْمَدِينَةِ، فَتَقَدَّمَ رِجَالٌ فَنَحَرُوا، فظَنُّوا أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ نَحَرَ، فَأَمَرَ مَنْ كَانَ نَحَرَ قَبْلَهُ أَنْ يُعِيدَ بِنَحْرٍ آخَرَ، وَلا يَنْحَرُوا حَتَّى يَنْحَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم (¬1). ¬
3842 - نافعُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَذْبَحُ أُضْحِيَّتَهُ بِالْمُصَلَّى وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3843 - وعنه: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: الأَضْحَى يَوْمَانِ بَعْدَ يَوْمِ الأَضْحَى. لمالك وقال: وبلغني عن علي مثله.
3844 - عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ فِي سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ فِي سَوَادٍ وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحِّيَ بِهِ، فَقَالَ لَهَا: ((يَا عَائِشَةُ هَلُمِّي الْمُدْيَةَ)) ثُمَّ قَالَ: ((استْحَدِيهَا بِحَجَرٍ)) فَفَعَلَتْ، ثُمَّ أَخَذَهَا وَأَخَذَ الْكَبْش فَأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قَالَ: ((بِاسْمِ الله، اللهمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ)) ثُمَّ ضَحَّى. لأبي داود ومسلم بلفظه (¬1). ¬
3845 - جَابِرُ: ذَبَحَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الذَّبْحِ كَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ موجئين فَلَمَّا وَجَّهَهُمَا، قَالَ: ((إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهمَّ مِنْكَ وبك وَلَكَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ، بِاسْمِ الله وَالله أَكْبَرُ)) (¬1). ¬
3846 - وفي رواية: ((قَالَ بِسْمِ الله وَالله أَكْبَرُ، هَذَا عَنِّي وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي)) (¬1). ¬
3847 - سَعِيدُ: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُضَحِّي بِكَبْشٍ أَقْرَنَ، كحِيلٍ يَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، وَيَأْكُلُ فِي سَوَادٍ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ. هما للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
3848 - ولأحمد والبزار: أنه - صلى الله عليه وسلم - أتى بكبشين أملحين، فقال في ذبح أحدهما: ((هذا عن محمد وأهل بيته))، وفي ذبح الآخر: ((هذا عمن لم يضح من أمتي)) (¬1). ¬
3849 - وللموصلي و «الكبير» و «الأوسط» عن أبي طلحة: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال في ذبح الثاني: ((هذا عمن آمن بي وصدقني من أمتي)) (¬1). ¬
3850 - أَنَسُ: ضحى النبي - صلى الله عليه وسلم - بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، فرأيته وَاضِعًا قدمه عَلَى صِفَاحِهِمَا يسمي ويكبر، فذبحهما بيده. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3851 - النعمانُ بنُ أبي فاطمة: أنه اشترى كبشاً أقرن أعين، وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - رآه فقال: ((كأن هذا الكبش الذي ذبح إبراهيم)) فعمد رجل من الأنصار فاشترى للنبي - صلى الله عليه وسلم - من هذه الصفة، فأخذه - صلى الله عليه وسلم - فضحى به. «للكبير» (¬1). ¬
3852 - أبو موسى: أمر بناته أن يضحين بأيديهن ووضع القدم على صفحة الذبيحة، والتكبير والتسمية عند الذبح. لرزين (¬1). ¬
3853 - ابْنُ عُمَرَ: أَنه - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الأَضَاحِيِّ فوق ثَلاثٍ. للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
3854 - عَائِشَةُ: دف أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ حَضْرَةَ الأَضْحَى زَمَنَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((ادَّخِرُوا، ثُمَّ تَصَدَّقُوا بِمَا بَقِيَ)) فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله إِنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَ الأَسْقِيَةَ مِنْ ضَحَايَاهُمْ، وَيَحْمُلُونَ مِنْهَا الْوَدَكَ، فَقَالَ: ((وَمَا ذَاكَ)) قَالُوا: نَهَيْتَ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلاثٍ، فَقَالَ: ((إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتِي دَفَّتْ، فَكُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَادَّخِرُوا)) (¬1). ¬
3855 - وفي رواية قَالَتْ: إنما كُنَّا لنَرْفَعُ الْكُرَاعَ، فَنَأْكُلُهُ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ ليلة، وفي أخرى: شهرًا. للستة (¬1). ¬
3856 - أبو سعيد الخدري: قدم إليه لحم ضحايا، فَقَالَ: ((أَخِّرُوهُ لا أَذُوقُهُ)) فَخَرَجْ حَتَّى آتِى قَتَادَةَ بن النعمان، وَكَانَ أَخَاهُ لأَمِّهِ وَكَانَ بَدْرِيًّا، فَذَكَر ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: حَدَثَ بَعْدَكَ أَمْرٌ نقضًا، لما كانوا ينهون عنه من أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام. للبخاري والنسائي و «الموطأ» (¬1). ¬
3857 - وفي رواية: أنهم قدموا لقتادة بن النعمان لحم الأضاحي، فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْهُ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ فِيهِ أَمْرٌ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَأْكُلَهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ رَخَّصَ لَنَا أَنْ نَأْكُلَهُ وَنَدَّخِرَهُ (¬1). ¬
3858 - نُبَيْشَةَ رفعه: ((إِنَّا كُنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَنْ لُحُومِهَا أَنْ تَأْكُلُوهَا فَوْقَ ثَلاثٍ؛ لِكَيْ يَسَعَكُمْ، جَاءَ الله بِالسَّعَةِ فَكُلُوا وَادَّخِرُوا، وَاتَّجِرُوا، أَلا وَإِنَّ هَذِهِ الأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ الله)). لأبي وداود (¬1). ¬
3859 - أُمُّ سَلَمَةَ رفعته: ((مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ، فَإِذَا هلَّ هِلالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
3860 - كبيرة بنت سفيان، رفعته: ((دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوين)). للكبير بضعف (¬1). ¬
3861 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ خَيْرٌ مِنَ السَّيِّدِ مِنَ الْمَعْزِ)). قَالَ دَاوُدُ: السَّيِّدُ الْجَلِيلُ. لأحمد بخفى (¬1). ¬
كتاب الصيد
كتاب الصيد
3862 - عَدِيًّ بْنُ حَاتِمٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي أُرْسِلُ كَلْبِي وَأُسَمِّي فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ فَأَخَذَ فَقَتَلَ فَأَكَلَ، فَلا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ)) قُلْتُ: إِنِّي أُرْسِلُ كَلْبِي أَجِدُ مَعَهُ كَلْبًا آخَرَ لا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَخَذَ فَقَالَ: ((لا تَأْكُلْ -[71]- فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى غَيْرِهِ))، وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ فَقَالَ: ((إِذَا أَصَبْتَ بِحَدِّهِ فَكُلْ، وَإِذَا أَصَبْتَ بِعَرْضِهِ فَقَتَلَ فَإِنَّهُ وَقِيذٌ فَلا تَأْكُلْ)) (¬1). ¬
3863 - وفي رواية: ((إذا أرسلت كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ فَأَمْسَكَ وَقَتَلَ فَكُلْ، وَإِنْ أَكَلَ فَلا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِذَا خَالَطَ كِلابًا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ الله عَلَيْهَا فَأَمْسَكْنَ وَقَتَلْنَ فَلا تَأْكُلْ، فَإِنك لا تَدْرِي أَيُّهَا قَتَلَ وَإِنْ رَمَيْتَ الصَّيْدَ فَوَجَدْتَهُ بَعْدَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ لَيْسَ بِهِ إِلاَّ أَثَرُ سَهْمِكَ فَكُلْ، فإِنْ وَقَعَ فِي الْمَاءِ فَلا تَأْكُلْ)) (¬1). ¬
3864 - أبو ثعلبة الخشني قلت: ((يا رسول الله إني أصيد بكلبي المعلم وبكلبي الذي ليس معلمًا فقال: ما صدت بكلبك المعلم فاذكر اسم الله وكل وما صدت بكلبك الذي ليس بمعلم فأدركت ذكاته فكل)) (¬1). ¬
3865 - وفي رواية: ((إِنْ كَانَ لَكَ كِلابٌ مُكَلَّبَةٌ فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكَ ذَكِيًّا أَوْ غَيْرَ ذَكِيٍّ))، قَالَ: وإِنْ أَكَلَ مِنْهُ قَالَ: ((وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ)) (¬1). ¬
3866 - وفي أخرى: ((إِذَا رَمَيْتَ الصَّيْدَ فَأَدْرَكْتَهُ بَعْدَ ثَلاثِ لَيَالٍ وَسَهْمُكَ فِيهِ فَكُلْ مَا لَمْ ينتن)) (¬1). ¬
3867 - وفي أخرى: قَالَ فِي الْكَلْبِ: ((كُلْهُ بَعْدَ ثَلاثٍ إِلاَّ أَنْ يُنْتِنَ فَدَعْهُ)). هما للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3868 - مَالِكُ بَلَغَهُ: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْكَلْبِ الْمُعَلَّمِ إِذَا قَتَلَ الصَّيْدَ فَقَالَ: ((كُلْ وَإِنْ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ بَضْعَةٌ وَاحِدَةٌ)) (¬1). ¬
3869 - عَبْدُ الله بْنِ مغفل: نَهَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْخَذْفِ وَقَالَ إِنَّهُ لا يَقْتُلُ الصَّيْدَ وَلا يَنْكَأُ الْعَدُوَّ، وَإِنَّهُ يَفْقَأُ الْعَيْنَ وَيَكْسِرُ السِّنَّ. للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3870 - جَابِرُ: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أكل صَيْدِ كَلْبِ مَجُوسِي. للترمذي (¬1). ¬
3871 - وعنه: بَعَثَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ ثَلاثمِائَةِ رَاكِبٍ وَأَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ نَرْصُدُ عِيرًا لِقُرَيْشٍ، فَأَقَمْنَا بِالسَّاحِلِ نِصْفَ شَهْرٍ وأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى أَكَلْنَا الْخَبَطَ، فَسُمِّيَ جَيْشَ الْخَبَطِ، فَأَلْقَى لَنَا الْبَحْرُ دَابَّةً يُقَالُ لَهَا الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهَا نِصْفَ شَهْرٍ، وَادَّهَنَّا مِنْ وَدَكِهَا حَتَّى ثَابَتْ أَجْسَامُنَا، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلاعِهِ فَنَصَبَهُ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى أَطْوَلِ رَجُلٍ فِي الْجَيْشِ وَأَطْوَلِ جَمَلٍ فَحَمَلَهُ عَلَيْهِ فَمَرَّ تَحْتَهُ وَجَلَسَ فِي حَجَاجِ عَيْنِهِ نَفَرٌ وَأَخْرَجْنَا مِن عَيْنِهِ كَذَا وَكَذَا قُلَّةَ وَدَكٍ قَالَ: وَكَانَ مَعَنَا جِرَابٌ مِنْ تَمْرٍ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُعْطِي كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا قَبْضَةً قَبْضَةً ثُمَّ أَعْطَانَا تَمْرَةً تَمْرَةً فَلَمَّا فَنِيَ وَجَدْنَا فَقْدَهُ)). للستة (¬1). ¬
3872 - ومن رواياته: بَعَثَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَّرَ عَلَيْنَا أَبَا عُبَيْدَةَ نَتَلَقَّى عِيرًا لِقُرَيْشٍ وَزَوَّدَنَا جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ لَمْ يَجِدْ لَنَا غَيْرَهُ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُعْطِينَا تَمْرَةً تَمْرَةً بنحوه وفيه: فَرُفِعَ لَنَا عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ كَهَيْئَةِ الْكَثِيبِ الضَّخْمِ، فَأَتَيْنَاهُ فَإِذَا هِيَ دَابَّةٌ تُدْعَى الْعَنْبَرَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَيْتَةٌ ثُمَّ قَالَ لا بَلْ نَحْنُ رُسُلُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَفِي سَبِيلِ الله وَقَدِ اضْطُرِرْتُمْ فَكُلُوا فَأَقَمْنَا عَلَيْهِ شَهْرًا وَنَحْنُ ثَلاثمِائَة رجل حَتَّى سَمِنَّا، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا نَغْتَرِفُ مِنْ وَقْبِ عَيْنِها -[73]- بِالْقِلالِ الدُّهْنَ وَنَقْتَطِعُ مِنْهُ الْفِدَرَ كَالثَّوْرِ أَوْ كَقَدْرِ الثَّوْرِ، فَلَقَدْ أَخَذَ مِنَّا أَبُو عُبَيْدَةَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَأَقْعَدَهُمْ فِي وَقْبِ عَيْنِهِ وفيه وَتَزَوَّدْنَا مِنْ لَحْمِهِ وَشَائِقَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ أَتَيْنَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرْنَا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: ((هُوَ رِزْقٌ أَخْرَجَهُ الله لَكُمْ فَهَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَيْءٌ فَتُطْعِمُونَا فَأَرْسَلْنَا إليه مِنْهُ فَأَكَلَهُ)) (¬1). ¬
3873 - ومنها: أن رَجُلاً نحر ثَلاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ ثَلاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ ثَلاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَهَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ (¬1). ¬
3874 - ومنها: بَعَثَنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ ثَلاثمِائَةٍ نَحْمِلُ أَزْوَادَنَا عَلَى رِقَابِنَا (¬1). ¬
3875 - ومنها: بَعَثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً ثَلاثمِائَةٍ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدَةَ فَفَنِيَ زَادُهُمْ، فَجَمَعَ أَبُو عُبَيْدَةَ زَادَهُمْ فِي مِزْوَدٍ، فَكَانَ يُقَوِّتُنَا حَتَّى كَانَ يُصِيبُنَا كُلَّ يَوْمٍ تَمْرَةٌ (¬1). ¬
3876 - ومنها: بَعَثَ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً أَنَا فِيهِمْ إِلَى سِيفِ الْبَحْرِ بنحوه وفيه فَأَكَلَ مِنْهَا الْجَيْشُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ لَيْلَةً (¬1). ¬
3877 - ومنها: بَعَثَ بَعْثًا إِلَى أَرْضِ جُهَيْنَةَ بنحوه (¬1). ¬
3878 - منها: فلما كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَنِيَ الزَّادُ فَأَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِأَزْوَادِ الْجَيْشِ فَجُمِعَ، فَكَانَ مِزْوَدَيْ تَمْرٍ، بنحوه (¬1). ¬
3879 - ومنها: أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ لأَبِيهِ: كُنْتُ فِي الْجَيْشِ فَجَاعُوا، قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نَحَرْتُ قَالَ: ثُمَّ جَاعُوا قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نَحَرْتُ قَالَ: ثُمَّ جَاعُوا قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نَحَرْتُ، ثُمَّ جَاعُوا، قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نُهِيتُ (¬1). ¬
3880 - وعنه رفعه: ((مَا أَلْقَى الْبَحْرُ أَوْ جَزَرَ عَنْهُ فَكُلُوهُ، وَمَا مَاتَ فِيهِ فطَفَا فَلا تَأْكُلُوهُ)). وروي موقوفا لأبى داود (¬1). ¬
3881 - سَعْدُ الْجَارِي مَوْلَى عمر: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْحِيتَانِ يَقْتُلُ بَعْضُهَا بَعْضًا أَوْ تَمُوتُ صَرَدًا. فَقَالَ: لَيْسَ بِهَا بَأْسٌ، ثُمَّ سَأَلْتُ ابْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ. لمالك (¬1). ¬
3882 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إلا كلب صيد أو ماشية فإنه ينقص مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ)) (¬1). قال سالم: وكان أبو هريرة يقول: أو كلب حرث، وكان صاحب حرث. ¬
3883 - وفي رواية: ((مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إِلاَّ كَلْبَ زرع أو غنم أَوْ صَيْدٍ ينقص مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ)). للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
3884 - أبو هريرة رفعه: ((من اتخذ كلبًا ليسَ بِكَلبِ صيدٍ ولا غنمٍ نَقَصَ من عمله كل يوم قيراط)) (¬1). ¬
3885 - وفي رواية: ((من اتخذ كلبا إلا كلبَ ماشيةٍ أو صيدٍ أو زرعٍ انتقص من أجره كل يوم قيراط))، قال الزهري: فذكر لابن عمر، فقال: يرحم الله أبا هريرة كان صاحب زرع (¬1). ¬
3886 - وفي أخرى: ((قِيرَاطَانِ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3887 - الشَّرِيدَ رفعه: ((مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا عَجَّ إليه يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّ فُلانًا قَتَلَنِي عَبَثًا وَلَمْ يَقْتُلْنِي لِمَنْفَعَةٍ)). للنسائي (¬1). ¬
كتاب الذبائح
كتاب الذبائح
3888 - شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ ثِنْتَانِ، حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((إِنَّ الله كَتَبَ الإحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
3889 - ابْنِ عُمَرَ: أَمَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِحَدِّ الشِّفَارِ وَأَنْ تُوَارَى عَنِ الْبَهَائِمِ وَقَالَ: ((إِذَا ذَبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجْهِزْ)). للقزويني (¬1). ¬
3890 - ابنُ عباس قال: من نسي التسمية فلا بأس، ومن تعمد فلا تؤكل. لرزين (¬1). ¬
3891 - ابْنُ عَمْر رْفَعُهُ: ((ما من إنسان يقتل عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا إلا سَأَلَه الله عَنْهَا)) قِيلَ: يَا رَسُولَ الله ومَا حَقُّهَا؟ قَالَ: ((يَذْبَحَهَا فَيَأْكُلَهَا وَلا يَقْطَعْ رَأْسَهَا فَيُرْمَى بِهَا)). للنسائي (¬1). ¬
3892 - أبو وَاقِدٍ: قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الإبِلِ -[76]- وَيَقْطَعُونَ أَلْيَاتِ الْغَنَمِ ويأكلون ذلك فَقَالَ: ((مَا يقُطِعَ مِنَ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ فَهو مَيْتَةٌ)). لأبى داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
3893 - أبو الْعُشَرَاءِ عَنْ أَبِيهِ قلت: يَا رَسُولَ الله أَمَا تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلاَّ في الحلق واللبة؟ قَالَ: ((لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا أجْزَأَ عَنْكَ)). للنسائي وأبي داود (¬1). وقال: هذا زكاة المتردي. وللترمذي، وقال: قال: يزيد بن هارون هذا في الضرورة. ¬
3894 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أَعْجَزَكَ مِمَّا فِي يَدَكَ مِنَ الْبَهَائِمِ فَهُوَ كَالصَّيْدِ، وقال فِي بَعِيرٍ تَرَدَّى فِي بِئْرٍ: ذكه مِنْ حَيْثُ قَدَرْتَ، وَرَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ وَابْنُ عُمَرَ وَعَائِشَةُ (¬1). وقال ابن عباس: الذكاة في الحلق واللبة، وقال هو وأنس وابن عمر: إذا قطع الرأس مع ابتداء الذبح من الحلق فلا بأس، ولا يتعمد فإن ذبح من القفا لم تؤكل، سواء قطع الرأس أو لم يقطع. للبخاري في ترجمته (¬2). ¬
3895 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن شَرِيطَةِ الشَّيْطَانِ زَادَ ابْنُ عِيسَى: هي الذبيحة يقطع منها الْجِلْدُ وَلا تُفْرَى الأَوْدَاجُ، ثُمَّ تُتْرَكُ حَتَّى تَمُوتَ. لأبي داود (¬1). ¬
3896 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ)). للترمذي (¬1). ¬
3897 - ولأبي داود: قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله نَنْحَرُ النَّاقَةَ وَنَذْبَحُ الْبَقَرَةَ وَالشَّاةَ فِي بَطْنِهَا الْجَنِينَ أَنُلْقِيهِ أَمْ نَأْكُلُهُ. قَالَ: كُلُوهُ إِنْ شِئْتُمْ فَإِنَّ ذَكَاتَهُ ذَكَاةُ أُمِّهِ (¬1). ¬
3898 - ابْنُ عُمَرَ: كَانَ يَقُولُ: إِذَا نُحِرَتِ النَّاقَةُ فَذَكَاةُ مَا فِي بَطْنِهَا ذَكَاتُهَا إِذَا كَانَ قَدْ تَمَّ خَلْقُهُ وَنَبَتَ شَعَرُهُ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ ذُبِحَ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّمُ مِنْ جَوْفِهِ. لمالك (¬1). ¬
3899 - رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِذِي الْحُلَيْفَةِ من تهامة فَأَصَابَ النَّاسَ جُوعٌ فَأَصَابْوا إِبِلاً وَغَنَمًا، وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - -[77]- فِي أُخْرَيَاتِ القوم فَعَجِلُوا وذبحوا ونَصَبُوا الْقُدُورَ فَأَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - بِالْقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ، ثُمَّ قَسَمَ فَعَدَلَ عَشَرَةً مِنَ الْغَنَمِ بِبَعِيرٍ، فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ فطلبوه فأعياهم وَكَانَ فِي الْقَوْمِ خَيْلٌ يَسِيرَة، فَأَهْوَى رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ الله، فَقَالَ: ((إن لِهَذِهِ الْبَهَائِمِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا غلبكم مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا))، قَلَت: يا رسول الله، إنا لاقو الْعَدُوَّ غَدًا وَلَيْسَت مَعَنَا مُدًى، أَفَنَذْبَحُ بِالْقَصَبِ؟ قَالَ: ((مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ فَكُلْوه لَيْسَ بالسِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحدثكُمْ عَنْ ذلك، أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3900 - عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنْ أَحَدَنَا أَصَابَ صَيْدًا وَلَيْسَ مَعَهُ سِكِّينٌ، أَيَذْبَحُ بِالْمَرْوَةِ وَشِقَّةِ الْعَصَا؟ قَالَ: ((أَمْرِرِ الدَّمَ بِمَا شِئْتَ، وَاذْكُرِ اسْمَ الله)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3901 - كعب بن مالك: أن جارية لهم كانت ترعى غنمًا، فأبصرت بشاة موتًا، فكسرت حجرًا فذبحتها، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمره بأكلها. للبخاري و «الموطأ» (¬1). ¬
3902 - عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ: عن رَجُلٍ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ أنه كَانَ يَرْعَى لِقْحَةً فرأى بها الْمَوْتَ، فلم يجد ما ينحرها به، فأخذ وتدا فوجأ به في لبتها حتى أهراق دمها، أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمره بأكلها. لأبي داود، ومالك وقال: فذكاها بشظاظ (¬1). ¬
3903 - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قال: أَنَّ ذِئْبًا نَيَّبَ فِي شَاةٍ فَذَبَحُوهَا بِمَرْوَةٍ، فَرَخَّصَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - -[78]- فِي أَكْلِهَا. للنسائي (¬1). ¬
3904 - أبو الدَّرْدَاءِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَكْلِ الْمُجَثَّمَةِ، وَهِيَ الَّتِي تُصْبَرُ للنَّبْلِ. للترمذي (¬1). ¬
3905 - وزاد رزين: وعن الخليسة، وهي التي يأخذها الذئب فاستنقذت بعد اليأس منها.
3906 - عَائِشَةُ: قالوا: يا رسول الله إِنَّ قَوْمًا يَأْتُونَا بِاللَّحْمِ لا نَدْرِي أَذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ أَمْ لا؟ قَالَ: ((سَمُّوا عَلَيْهِ أَنْتُمْ وَكُلُوهُ)) قَالَتْ: وَكَانُوا حَدِيثِي عَهْدٍ بكُفْرِ. للبخاري، وأبي داود (¬1). ¬
3907 - دحيةُ: أهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم - جبة صوف وخفان، فلبسهما حتى تخرقا، ولم يسأل أذكيان هما أم لا. «للكبير» بخفى (¬1). ¬
3908 - ابْنُ عَبَّاسٍ: سُئِلَ عَنْ ذَبَائِحِ نَصَارَى الْعَرَبِ؟ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهَا، وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}. لمالك (¬1). ¬
3909 - وعنه: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ مُعَاقَرَةِ الأَعْرَابِ. وقد روي موقوفًا لأبي داود (¬1). ¬
3910 - أبو مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيل: سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ شَاةٍ ذُبِحَتْ فَتَحَرَّكَ بَعْضُهَا فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْكُلَهَا، ثُمَّ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَقَالَ: إِنَّ الْمَيْتَةَ لَتَتَحَرَّكُ، وَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ. لمالك (¬1). ¬
3911 - أنس، رفعه: ((إذا سميتم فكبروا)) يعنى: على الذبيحة. «للأوسط» بضعف (¬1). ¬
3912 - قرةُ بنُ إياس: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي لَأَذْبَحُ الشَّاةَ -[79]- وَأَنَا أَرْحَمُهَا- أَوْ قَالَ إِنِّي لَأَرْحَمُ الشَّاةَ- أَنْ أَذْبَحَهَا فَقَالَ: ((وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ الله)). لأحمد (¬1). ¬
3913 - وللبزار والكبير والصغير: إني لأذبح الشاة فأرحمها، بلا شك (¬1). ¬
3914 - وللكبير عن أبي أمامة، رفعه: ((من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة)) (¬1). ¬
3915 - ابن عباس: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهى تلحظ إليه ببصرها فقال: ((أفلا قبل هذا؟ أو تريد أن تميتها موتتين)). «للكبير» و «الأوسط» (¬1). ¬
3916 - ابنُ عمر قالت له امرأة: يا عبد الله أفتنا عن الجراد، قال: ذكي كله. للكبير (¬1). ¬
3917 - جَابِرٌ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَعَمَدْتُ إِلَى عَنْزٍ لأَذْبَحَهَا فثغت، فسمع ثغوتها فَقَالَ: ((يَا جَابِرُ لا تَقْطَعْ دَرًّا وَلا نَسْلاً)) فَقُلْتُ: يَا رسول الله، إِنَّمَا هِيَ عَتُود عَلَفْتُهَا الْبَلَحَ وَالرُّطَبَ حَتَّى سَمِنَتْ. لأحمد بخفي (¬1). ¬
المحرم والمكروه والمباح من الحيوانات
المحرم والمكروه والمباح من الحيوانات
3918 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَأْكُلُونَ أَشْيَاءَ وَيَتْرُكُونَ أَشْيَاءَ تَقَذُّرًا فَبَعَثَ الله نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَنْزَلَ كِتَابَهُ وَأَحَلَّ حَلالَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، فَمَا أَحَلَّ فَهُوَ حَلالٌ وَمَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ عَفْوٌ {قُلْ لا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ -[80]- مُحَرَّماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة} الآيَةِ. لأبي داود (¬1). ¬
3919 - قَبِيصَةُ بْنُ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَسَأَلَهُ رَجُلٌ إِنَّ مِنَ الطَّعَامِ طَعَامًا أَتَحَرَّجُ مِنْهُ فَقَالَ: ((لا ينخلجنَّ فِي نفسك شَيْءٌ ضَارَعْتَ فِيهِ النَّصْرَانِيَّةَ)). لأبي داود (¬1). ¬
3920 - أْنَّ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: أَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ لَيَالِيَ خَيْبَرَ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ وَقَعْنَا فِي الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ فَانْتَحَرْنَاهَا، فَلَمَّا غَلَتْ بِهَا الْقُدُورُ نَادَى مُنَادِي النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنِ اكْفَئُوا الْقُدُورَ وَلا تَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ شَيْئًا، فَقَالَ: نَاسٌ إِنَّمَا نَهَى عَنْهَا؛ لأَنَّهَا لَمْ تُخَمَّسْ وَقَالَ آخَرُونَ نَهَى عَنْهَا أَلْبَتَّةَ. للشيخين والنسائي (¬1). ¬
3921 - ولهم عن أنس نحوه وفيه: ((إِنَّ الله يَنْهَاكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ فَإِنَّهَا رِجْسٌ)) (¬1). ¬
3922 - ابْنُ عَبَّاسٍ: لا أَدْرِي أنهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَ حَمُولَةَ النَّاسِ، فَكَرِهَ أَنْ تَذْهَبَ حَمُولَتُهُمْ أَوْ حَرَّمَهُ فِي يَوْمِ خَيْبَرَ يعني لُحُومَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ. للشيخين (¬1). ¬
3923 - عَمْرُو بنُ دينار: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: يَزْعُمُونَ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ الحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، قَالَ: قَدْ كَانَ يَقُولُ ذَلكَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو، وَلَكِنْ أَبَى ذَاكَ البحر ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَرَأَ {قُلْ لا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا}. للبخاري (¬1). ¬
3924 - غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذن له أن يطعم أهله في سنة أصابتهم من لحوم الحمر الأهلية وقال له: -[81]- ((أَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ حُمُرِكَ فَإِنَّمَا حَرَّمْتُهَا مِنْ أَجْلِ جَوَّالِ الْقَرْيَةِ)). لأبي داود (¬1). ¬
3925 - خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رفعه: ((حَرَامٌ عَلَيْكُمْ حُمُرُ الأَهْلِيَّةِ وَخَيْلُهَا وَبِغَالُهَا وَكُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَكُلُّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ)). لأبي داود (¬1). ¬
3926 - جَابِرُ: أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش، ونَهَانا - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ وَأَذِنَ فِي الْخَيْلِ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
3927 - وعنه: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ أَكْلِ الْهِرِّ وَأَكْلِ ثَمَنِهَ. لأبي داود (¬1). ¬
3928 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ أكل الْمُجَثَّمَةِ، وهي: المصبورة للقتل، وَعَنْ أكل الْجَلاَّلَةِ وشرب لَبَنها. لأصحاب السنن (¬1). ¬
3929 - ولأبي داود عن ابْنِ عُمَرَ قَالَ نهي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ رُكُوبِ الْجَلاَّلَةِ (¬1). ¬
3930 - زَهْدَمٌ: أن أبا موسى أتي بدجاجة فتنحى رجل فقال: ما شأنك؟ قال: إِنِّي رَأَيْتُهُ يأَكَلَ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ فَحَلَفْتُ أَنْ لا آكُلَهُ، فَقَالَ ادْنُ فكل، فإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكله، وأمره أن يكفر عن يمينه. للشيخين (¬1). ¬
3931 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ أَكْلِ لَحْمِ الضَّبِّ. لأبي داود (¬1). ¬
3932 - ابنُ عباس: عن خالد بن الوليد أنه دخل على ميمونة وهي خالتهما فوجد عندها خبًا محنوذًا قدمت به أختها: حفيدة من نجد، فقدمت الضب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان قَلَّمَا يقدم يديه لطعام حتى يحدث عنه ويسمَّى له، فأهوى بيده إلى الضب. فقالت امرأة: أخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قدمتن له. قلن: هو الضب يا رسول الله، فرفع يده. فقال خالد: أحرام الضب يا رسول الله؟ قال: ((لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه)). قال خالد: فاجتزرته فأكلته وهو ينظر فلم ينه. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
3933 - وفي رواية ابْنِ عَبَّاسٍ أنه [كان في] (¬1) بَيْتِ مَيْمُونَةَ: فَدَخَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وخَالِدُ فَجَاءُوا بِضَبَّيْنِ مَشْوِيَّيْنِ عَلَى ثُمَامَتَيْنِ، فَتَبَزَّقَ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ خَالِدٌ: إخالك تَقْذُرُهُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((أَجَلْ)) (¬2). ¬
3934 - وللستة إلا أبا داود عن ابْن عُمَرَ نحو ذلك وفيه: قَالَ - صلى الله عليه وسلم - ((كلوه، فَإِنَّهُ حَلالٌ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَعَامِي)) (¬1). ¬
3935 - وفي أخرى: ((قَالَ لا آكُلُهُ وَلا أُحَرِّمُهُ)) (¬1). ¬
3936 - سمرةُ: أنه - صلى الله عليه وسلم - سئل عن ضب فقال: ((لست آمرًا به، ولا ناهيًا عنه أحدًا -[83]- غير أنَّا آل محمد لسنا طاعميه)). «للكبير» و «البزار» وفيه محمد بن إبراهيم بن حبيب (¬1). ¬
3937 - أبو سعيد: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي فِي غَائِطٍ مَضَبَّةٍ وَإِنَّهُ عَامَّةُ طَعَامِ أَهْلِي، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَقُلْنَا: عَاوِدْهُ فَعَاوَدَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ ثَلاثًا، ثُمَّ نَادَاهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي الثَّالِثَةِ ((يَا أَعْرَابِيُّ إِنَّ الله لَعَنَ - أَوْ غَضِبَ- عَلَى سِبْطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَمَسَخَهُمْ دَوَابَّ يَدِبُّونَ فِي الأَرْضِ، فَلا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا فَلَسْتُ آكُلُهَا وَلا أَنْهَى عَنْهَا)). لمسلم (¬1). ¬
3938 - ابْنُ مسعود: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ هِيَ مِمَّا مُسِخَ فَقَالَ: ((إِنَّ الله لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا - أَوْ يُعَذِّبْ- قَوْمًا فَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلاً، وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ)). لمسلم (¬1). ¬
3939 - خُزَيْمَةُ بْنُ جَزْءٍ: سَأَلْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَكْلِ الضَّبُعِ فَقَالَ: ((أَوَ يَأْكُلُ الضَّبُعَ أَحَدٌ؟)) وَسَأَلْتُهُ عَنِ الذِّئْبِ فَقَالَ: ((أَوَ يَأْكُلُ الذِّئْبَ أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ؟)). للترمذي، وللقزويني الثعلبُ بدل الضبع (¬1). ¬
3940 - ابْنُ أَبِي عَمَّارٍ قُلْتُ لِجَابِرٍ: الضَّبُعُ أَصَيْدٌ هِو؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: آكُلُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. للترمذي، والنسائي، ولأبي داود مرفوعًا (¬1). ¬
3941 - نُمَيْلَةُ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَسُئِلَ عَنْ أَكْلِ الْقُنْفُذِ فَتَلا {قُلْ لا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} الآيَةَ. فقَالَ شَيْخٌ عِنْدَهُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: ذُكِرَ عِنْدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((خَبِيثَةٌ مِنَ الْخَبَائِثِ)) فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كَانَ قَالَ هذا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هَذَا فَهُوَ كَمَا قَالَ. لأبي داود (¬1). ¬
3942 - خَالِدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ: -[84]- أن رجلاً جاء بأرنب إلى عبد الله بن عمرو فَقَالَ: مَا تَقُولُ قَالَ: قَدْ جِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا جَالِسٌ معه فَلَمْ يَأْكُلْهَا وَلَمْ يَنْهَ عَنْ أَكْلِهَا وَزَعَمَ أَنَّهَا تَحِيضُ. لأبي داود (¬1). ¬
3943 - أَنَسٌ: أَنْفَجْنَا أَرْنَبًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَسَعَى القوم فلغبوا، وأَدْرَكْتُهَا فَأَخَذْتُهَا وأَتَيْتُ بِهَا أَبَا طَلْحَةَ فَذَبَحَهَا بِمَرْوَةٍ فَبَعَثَ مَعِي بِفَخِذِيهَا وبِوَرِكِهَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَكَلَهُ قيل له: أَكَلَهُ؟ قَالَ: قَبِلَهُ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3944 - سَفِينَةُ، عَنْ أَبِيهِ: أَكَلْتُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لَحْمَ حُبَارَى. لأبي داود (¬1). ¬
3945 - ابنُ عُمَرَ رفعه: ((أُحِلَّتْ لنا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ، فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ: فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
3946 - سَلْمَانَ سُئِلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْجَرَادِ فَقَالَ: ((أَكْبَرُ جُنُودِ الله، لا آكُلُهُ وَلا أُحَرِّمُهُ)). لأبي داود (¬1). ¬
3947 - ابْنُ أَبِي أَوْفَى: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأكل مَعَهُ الْجَرَادَ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
3948 - جابرُ: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - دعا على الجراد: ((اللهم أهلك الجراد، اقتل كباره وأهلك صغاره واقطع دابره وخذ بأفواهها عن معايشنا وأرزاقنا إنك سميع الدعاء))، فقال رجل: يا رسول الله كيف تدعو على الجراد وهو جند من أجناد -[85]- الله تعالى أن يقطع دابره؟ فقال: ((إنه نثرة حوت في البحر)). لرزين (¬1). ¬
3949 - مِلْقَامُ بْنُ تلب، عَنْ أَبِيهِ: صَحِبْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ أَسْمَعْ لِحَشَرَةِ الأَرْضِ تَحْرِيمًا. لأبي داود (¬1). ¬
3950 - وابصةُ بنُ معبد رفعه: ((شر هذه السباع الثعل)) يعنى: الثعلب. «للكبير» بضعف (¬1). ¬
3951 - عائشةُ: إنى لأعجب ممن يأكل الغراب وقد أذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتله وسماه فاسقاً، والله ما هو من الطيبات. للبزار (¬1). ¬
ما ورد قتله وعدمه من الحيوانات
ما ورد قتله وعدمه من الحيوانات
3952 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ لَيْسَ عَلَى الْمُحْرِمِ فِي قَتْلِهِنَّ جُنَاحٌ الْغُرَابُ وَالْحِدَأَةُ وَالْعَقْرَبُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ)). للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
3953 - وفي رواية: ((لا جُنَاحَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ)) (¬1). ¬
3954 - وفى رواية: وللترمذي عن أبي سعيد: ((الحية والعقرب والفويسقة وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ والسبع العادى ويرمى الغراب ولا قتل وَالْحِدَأَةَ)) (¬1). ¬
3955 - وللستة إلا أبا داود عَائِشَةَ رفعته: ((خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ يُقْتَلْنَ فِي الحَرَمِ)) بنحوه (¬1). ¬
3956 - ابنُ مسعود: بينا نحن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار بمنى، إذا نزلت عليه و {المرسلات} فإنه ليتلوها، وإنا لنتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها إذ وثبت علينا حية فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اقتلوها)) فَابْتَدَرْنَاهَا لِنَقْتُلَهَا فَسَبَقَتْنَا فَقَال: ((وُقِيَتْ شَرَّكُمْ ووُقِيتُمْ شَرَّهَا)) (¬1). ¬
3957 - وفي رواية: كُنَّا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ عَرَفَةَ فَإِذَا حِسُّ الْحَيَّةِ، فَقَالَ: ((اقْتُلُوهَا)) فَدَخَلَتْ شَقَّ جُحْرٍ فَأَدْخَلْنَا عُودًا، فَقَلَعْنَا بَعْضَ الْجُحْرِ، وأَخَذْنَا سَعَفَةً وأَضْرَمْنَا فِيهَا نَارًا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((وَقَاهَا الله شَرَّكُمْ وَوَقَاكُمْ شَرَّهَا)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
3958 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ وَيَسْقِطَانِ الْحَبَلَ)) قَالَ عمر: فَبَيْنَا أَنَا أُطَارِدُ حَيَّةً فإذا أبو لبابة يقول: لا تقتلها فَقُلْتُ: إِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ فقَالَ: إِنَّهُ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ ذَاتِ الْبُيُوتِ وَهِن الْعَوَامِرُ (¬1). ¬
3959 - عَائِشَةُ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ قَتْلِ الْحيات الَّتِي فِي الْبُيُوتِ إِلاَّ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَخْطِفَانِ الْبَصَرَ وَيَطْرَحَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ. لمالك والشيخين (¬1). ¬
3960 - أبو السَّائِبِ: دخلت عَلَى أَبِي سَعِيدٍ فِي بَيْتِهِ فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَقْضِيَ صَلاتَهُ، فَسَمِعْتُ تَحْرِيكًا فِي عَرَاجِينَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا حَيَّةٌ، فَوَثَبْتُ لأَقْتُلَهَا فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَشَارَ إِلَى بَيْتٍ فِي الدَّارِ فَقَالَ: أَتَرَى هَذَا الْبَيْتَ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: كَانَ فِيهِ فَتًى مِنَّا حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ فَخَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْخَنْدَقِ، -[87]- فَكَانَ ذَلِكَ الْفَتَى يَسْتَأْذِنُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِأَنْصَافِ النَّهَارِ فَيَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ فَاسْتَأْذَنَهُ يَوْمًا فَقَالَ: خُذْ عَلَيْكَ سِلاحَكَ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ قُرَيْظَةَ فَأَخَذَ الرَّجُلُ سِلاحَهُ ثُمَّ رَجَعَ فَإِذَا امْرَأَتُهُ بَيْنَ الْبَابَيْنِ قَائِمَةً فَأَهْوَى إِلَيْهَا بالرُّمْحَ لِيَطْعُنَهَا بِهِ وَأَصَابَتْهُ غَيْرَةٌ فَقَالَتْ: لَهُ اكْفُفْ عَلَيْكَ رُمْحَكَ وَادْخُلِ الْبَيْتَ حَتَّى تَنْظُرَ مَا الَّذِي أَخْرَجَنِي، فَدَخَلَ فَإِذَا بِحَيَّةٍ عَظِيمَةٍ مُنْطَوِيَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ، فَأَهْوَى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ فَانْتَظَمَهَا بِهِ ثُمَّ خَرَجَ فَرَكَزَهُ فِي الدَّارِ فَاضْطَرَبَتْ عَلَيْهِ فَمَا يُدْرَى أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا الْحَيَّةُ أَمِ الْفَتَى؟ قَالَ: فَجِئْنَا إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ وَقُلْنَا: ادْعُ الله يُحْيِيهِ لَنَا فَقَالَ: ((اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ)) ثُمَّ قَالَ إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا فَآذِنُوهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ (¬1). ¬
3961 - في رواية: ((إن لهذه البيوت عوامر، فإذا رأيتم منها شيئا فحرَّجوا عليه ثلاثًا، فإن ذهب وإلا فاقتلوه، فإنه كافر)). وقال لهم: ((اذهبوا فادفنوا صاحبكم)). لمالك ومسلم وأبو داود والترمذي (¬1). ¬
3962 - ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنْ حَيَّاتِ الْبُيُوتِ فَقَالَ: ((إِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُنَّ شَيْئًا فِي مَسَاكِنِكُمْ فَقُولُوا: ننْشُدُك الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُم نُوحٌ، وننشُدُك الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكم سُلَيْمَانُ؛ لا تُؤْذُوا ولا تتراءون، فَإِنْ عُدْنَ فَاقْتُلُوهُنَّ)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
3963 - ابْنُ مَسْعُودٍ [رفعه]: ((اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ كُلَّهُنَّ، فَمَنْ خَافَ ثَأْرَهُنَّ فَلَيْسَ مِنِّي)) (¬1). ¬
3964 - وفي رواية: اقْتُلُوا الكبار كُلَّهَا إِلاَّ الْجَانَّ الأَبْيَضَ الَّذِي كَأَنَّهُ قَضِيبُ فِضَّةٍ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
3965 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَا سَالَمْنَاهُم مُنْذُ حَارَبْنَاهم، فمَنْ تَرَكَ منهم شَيْئًا خِيفَةً فَلَيْسَ مِنَّا)). لأبي داود (¬1). ¬
3966 - الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: يا رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَكْنُسَ زَمْزَمَ، وَإِنَّ فِيهَا مِنْ هَذِهِ الْجِنَّانِ. يَعْنِي: الْحَيَّاتِ الصِّغَارَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِقَتْلِهِنَّ. لأبي داود (¬1). ¬
3967 - سَعْدُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ، وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا. لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
3968 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ قَتَلَ وَزَغَا فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، وَمَنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّانِيَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً - دُونِ الأُولَى- ومن قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّالِثَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً)) لِدُونِ الثانية (¬1). ¬
3969 - وفي روايه: ((من قتل وزغًا في أول ضربة كتب الله له مائة حسنة، وفى الثانية دون ذلك، وفى الثالثة دون ذلك)). لمسلم وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
3970 - عائشةُ: دخلت عليها امرأة وبيدها عكاز، فقالت لعائشة: ما هذا؟ قَالَتْ: لِهَذِهِ الْوَزَغِ؛ لأَنَّ النَبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَدَّثَنَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ إِلاَّ يُطْفِئُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلام، إِلاَّ هَذِهِ الدَّابَّةُ، فَأَمَرَنَا بِقَتْلِهَا. للنسائي مطولاً (¬1). ¬
3971 - ابنُ عباس رفعه: ((اقتلوا الوزغ ولو في جوف الكعبة)). «للكبير» بضعف (¬1). ¬
3972 - وعنه: قَالَ: جَاءَتْ فَأْرَةٌ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ فَأَلْقَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْخُمْرَةِ الذي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا، فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مِثْلَ مَوْضِعِ دِّرْهَمِ، فَقَالَ: ((إِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ هَذِهِ عَلَى مِثْلَ هَذَا لتُحْرِقَكُمْ)). لأبي داود (¬1). ¬
3973 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ -[89]- لا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ، وَإِنِّي لا أُرَاهَا إِلاَّ الْفَأرَ، إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الإبِلِ لَمْ تَشْرَبْ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الشَّاة شَرِبَتْ)). للشيخين (¬1). ¬
3974 - ابنُ عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْكِلابِ فِي الْمَدِينَةِ وَأَطْرَافِهَا، فَلا نَدَعُ كَلْبًا إِلاَّ قَتَلْنَاهُ، حَتَّى إِنَّا لَنَقْتُلُ كَلْبَ الْمُرَيَّةِ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ يَتْبَعُهَا (¬1). ¬
3975 - وفي رواية: أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلابِ إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ كَلْبَ غَنَمٍ أَوْ مَاشِيَةٍ فَقِيلَ لابْنِ عُمَرَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ أَوْ كَلْبَ زَرْعٍ فَقَالَ: ابْنُ عُمَرَ إِنَّ لأَبِي هُرَيْرَةَ زَرْعًا. للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
3976 - عَبْدُ الله بْنِ مغفلٍ رفعه: ((لَوْلا أَنَّ الْكِلابَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
3977 - مَيْمُونَةُ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَصْبَحَ عندها يَوْمًا وَاجِمًا فَقَالَتْ له: قَدِ اسْتَنْكَرْتُ هَيْئَتَكَ مُنْذُ الْيَوْمِ فقال: ((إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ وَعَدَنِي أَنْ يَلْقَانِي فَلَمْ يَلْقَنِي، أَمَا وَالله مَا أَخْلَفَنِي)) فَظَلَّ يَوْمَهُ ذَلِكَ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ وَقَعَ فِي نَفْسِهِ جِرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ فُسْطَاطٍ فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ ثُمَّ أَخَذَ مَاءً فَنَضَحَ مَكَانَهُ فَلَمَّا أَمْسَى لَقِيَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: ((كُنْتَ وَعَدْتَنِي أَنْ تَلْقَانِي الْبَارِحَةَ)) قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ، فَأَصْبَحَ فَأَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلابِ يَوْمَئِذٍ، حَتَّى إِنَّهُ يَأْمُرُ بِقَتْلِ كَلْبِ الْحَائِطِ الصَّغِيرِ، وتْرُكُ كَلْب الْحَائِطِ الْكَبِيرِ (¬1). ¬
3978 - وفي رواية: حَتَّى إِنَّهُ لَيَأْمُرُ بِقَتْلِ الْكَلْبِ الصَّغِيرِ. لمسلم وأبو داود والنسائي (¬1). ¬
3979 - ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِّ: النَّمْلَةُ، وَالنَّحْلَةُ، وَالْهُدْهُدُ، وَالصُّرَدُ. لأبي داود (¬1). ¬
العقيقة والفرع والعتيرة
العقيقة والفرع والعتيرة
3980 - سَمُرَةُ رفعه: ((كُلُّ غُلامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ يُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمَّى)). وفي أبي داود ((ويدمي ثم يغسل رأسه بعد ويحلق)) وإنه وهم وتفسير قتادة له: يأخذ صوفة من العقيقة، ويستقبل بها أوداجها، وتوضع على يافوخ الصبي حتى تسيل على رأسه كالخيط، ثم يغسل رأسه بعد ويحلق، وإنه وهم وتفسير قتادة منسوخ (¬1). ¬
3981 - بُرَيْدَةُ: كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا وُلِدَ لأَحَدِنَا غُلامٌ ذَبَحَ شَاةً وَلَطَّخَ رَأْسَهُ بِدَمِهَا فَلَمَّا جَاءَ الإسْلامُ كُنَّا نَذْبَحُ الشَاة يوم السابع وَنَحْلِقُ رَأْسَهُ وَنُلَطِّخُهُ بِزَعْفَرَانٍ. لأبي داود (¬1). ¬
3982 - أُمُّ كُرْزٍ رفعته: ((عَنِ الْغُلامِ شَاتَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ ولا يَضُرُّكُمْ أذُكْرَانًا كُنَّ أَمْ إِنَاثًا)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
3983 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ كَبْشًا كَبْشًا. لأبي داود (¬1). ¬
3984 - وللنسائي: بِكَبْشَيْنِ كَبْشَيْنِ (¬1). ¬
3985 - وزاد البزار، والموصلي: عن عائشة رفعته: ((اذبحوا على اسمه وقولوا باسم الله، -[91]- والله أكبر منك ولك، هذه عقيقة فلان)) (¬1). ¬
3986 - وزاد «الصغير» عن جابر: أنه - صلى الله عليه وسلم - ختنهما بسبعة أيام (¬1). ¬
3987 - و «للكبير» عن أبي رافع: أنه - صلى الله عليه وسلم - أذن في أذنيهما حين ولدا (¬1). ¬
3988 - ولرزين: وقرأ في أذن الحسن سورة الإخلاص وحنكة بتمرة.
3989 - عَلِيُّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عق عَنِ الْحَسَنِ بِشَاةٍ وَقَالَ: ((يَا فَاطِمَةُ احْلِقِي رَأْسَهُ وَتَصَدَّقِي بِزِنَةِ شَعْرِهِ فِضَّةً فوزنًّاه فَكَانَ وَزْنُهُ دِرْهَمًا أَوْ بَعْضَ دِرْهَمٍ)). للترمذي (¬1). ¬
3990 - أنسٌ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر برأس الحسن والحسين يوم سابعهما فحلق ثم تصدق بوزنه فضة ولم يجد ذبحا. للبزار، و «الكبير» و «الأوسط» (¬1). ¬
3991 - أبو رَافِعٍ: أَنَّ الْحَسَنَ حين وُلِدَ أَرَادَتْ فَاطِمَةُ أَنْ تَعُقَّ عَنْهُ بِكَبْشَيْنِ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَعُقِّي عَنْهُ؛ وَلَكِنِ احْلِقِي رَأْسِهِ، ثُمَّ تَصَدَّقِي بِوَزْنِهِ مِنَ الْوَرِقِ فِي سَبِيلِ الله)) فصنعت ذلك. لأحمد، و «الكبير» (¬1). ¬
3992 - جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ فَاطِمَةُ وزنت شَعَرَ الحَسَن، وَالحُسَيْن، وَزَيْنَبَ، وَأُمِّ كُلْثُومٍ، وتَصَدَّقَتْ بِزِنَةِ ذَلِكَ فِضَّةً. لمالك.
3993 - بريدةُ رفعه: ((العقيقة لسبع أو أربع عشرة أو إحدى وعشرين)). «للأوسط»، و «الصغير»، بضعف (¬1). ¬
3994 - أنسٌ: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - عق عن نفسه بعدما بعث نبيًّا. للبزار، و «الأوسط» (¬1). ¬
3995 - ابنُ عباس، قال: سبعة من السنة في الصبي يوم السابع يسمى ويختتن ويماط عنه الأذى ويثقب أذنه ويعق عنه ويلطخ رأسه بدم عقيقته ويتصدق بوزن شعره ذهبا أو فضة. للأوسط (¬1). ¬
3996 - علي قال: أما حسن وحسين ومحسن فإنما سماهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وعق عنهم وحلق رءوسهم وتصدق بزنتها، وأمر بهم فسروا وحتنوا. «للكبير» بلين (¬1). ¬
3997 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ أُرَاهُ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْعَقِيقَةِ فَقَالَ: ((لا يُحِبُّ الله الْعُقُوقَ- كَأَنَّهُ كَرِهَ الاسْمَ- ومَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْهُ فَلْيَنْسُكْ، عَنِ الْغُلامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ)) وَسُئِلَ عَنِ الْفَرَعِ قَالَ: ((وَالْفَرَعُ حَقٌّ وَأَنْ تَتْرُكُوهُ حَتَّى يَكُونَ بِكْرًا شُقْزُبا وابْنَ مَخَاضٍ، أو ابْنَ لَبُونٍ، فَتُعْطِيَهُ أَرْمَلَةً أَوْ تَحْمِلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ الله خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحَهُ فَيَلْصَقَ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ، وَتَكْفَأَ إِنَاءَكَ وَتُولِهُ نَاقَتَكَ)). للنسائي، ولأبي داود بلفظه (¬1). ¬
3998 - نُبَيْشَةُ قَالَ: نَادَى رَجُلٌ: يا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - إِنَّا كُنَّا نَعْتِرُ عَتِيرَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي رَجَب فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: ((اذْبَحُوا لِلَّهِ فِي أَيِّ شَهْرٍ كَانَ وَبَرُّوا للَّهَ وَأَطْعِمُوا لله)) قَالَ: إِنَّا كُنَّا نُفْرِعُ فَرَعًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ ((فِي كُلِّ سَائِمَةٍ فَرَعٌ تَغْذُوهُ (مَاشيتك) (¬1) حَتَّى إِذَا اسْتَحْمَلَ ذَبَحْتَهُ فَتَصَدَّقْتَ بِلَحْمِهِ)) قيل لأَبِي قِلابَةَ: كَمِ السَّائِمَةُ؟ قَالَ: مِائَةٌ. لأبي داود والنسائي (¬2). ¬
3999 - عَائِشَةُ: أَمَرَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ شَاةٍ شَاةٌ. لأبي داود (¬1). ¬
4000 - وللموصلي: أنها سمعته - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالفرعة من الغنم من خمسة واحدًا (¬1). ¬
4001 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا فَرَعَ وَلا عَتِيرَةَ)) وَالْفَرَعُ أَوَّلُ النِّتَاجِ، كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِطَوَاغِيتِهِمْ وَالْعَتِيرَةُ فِي رَجَب. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4002 - وفي رواية: ((الْفَرَعُ أَوَّلُ مَا تُنْتِجُ الإبِلُ، كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِطَوَاغِيتِهِمْ ثُمَّ يَأْكُلُونَهُ وَيُلْقَى جِلْدُهُ عَلَى الشَّجَرِ وَالْعَتِيرَةُ فِي الْعَشْرِ الأُوَلِ مِنْ رَجَبٍ)) (¬1). ¬
كتاب اليمين
كتاب اليمين
4003 - الأَشْعَثُ بْنُ قَيْس- كان بيني وبين رجل خصومة في بئر، فاختصمنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((شاهدك أو يمينه)). قلت: إذًا يحلف ولا يبالي. فقال: ((مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لَقِيَ الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ فَنَزَلَتْ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} الآيَةِ. للشيخين وأبي داود والترمذي مطولاً (¬1). ¬
4004 - وعنه: أَنَّ رَجُلاً مِنْ كِنْدَةَ وآخر مِنْ حَضْرَمَوْتَ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي أَرْضٍ فَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ أَرْضِي اغْتَصَبَنِيهَا أَبُو هَذَا، وَهِيَ فِي يَدِهِ، قَالَ: ((هَلْ لَكَ بَيِّنَةٌ؟)) قَالَ: لا، وَلَكِنْ أُحَلِّفُهُ، وَالله (يَعْلَمُ) (¬1) أَنَّهَا أَرْضِي اغْتَصَبَنِيهَا أَبُوهُ، فَتَهَيَّأَ الْكِنْدِيُّ لِلْيَمِينِ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يَقْتَطِعُ أَحَدٌ مَالاً بِيَمِينٍ -[94]- إِلاَّ لَقِيَ الله وَهُوَ أَجْذَمُ فَقَالَ الْكِنْدِيُّ هِيَ أَرْضُهُ)). لأبي داود (¬2). ¬
4005 - إياسُ بن ثعلبة، عن أبي أمامة رفعه: ((مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار)) قالوا: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا؟ قَالَ: ((وَإِنْ كان قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ)). لمسلم و «الموطأ» والنسائي (¬1). ¬
4006 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِرَجُلٍ حَلَّفَهُ: ((احْلِفْ بِالله الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ مَا لَهُ عِنْدَكَ شَيْءٌ يَعْنِي لِلْمُدَّعِي)). لأبي داود (¬1). ¬
4007 - ابن عمر: أكثر ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَحْلِفُ: ((لا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ)). للستة إلا مسلمًا (¬1). ¬
4008 - [أبو سعيد] قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْيَمِينِ قَالَ: ((لا، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ)) (¬1). ¬
4009 - أبو هريرة: كَانَ يَمِينُ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا حَلَفَ: لا، وَأسْتَغْفِرُ الله. هما لأبي داود (¬1). ¬
4010 - قُتَيْلَةُ امْرَأَةٌ مِنْ جُهَيْنَةَ: أتى يهوديٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: إِنَّكُمْ تُنَذِّرُونَ وَإِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ، وتَقُولُونَ: مَا شَاءَ الله وَشِئْتَ، وَتَقُولُونَ: وَالْكَعْبَةِ. فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَقُولُوا: وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، ومَا شَاءَ الله ثُمَّ شِئْتَ. للنسائي (¬1). ¬
4011 - ابْنِ عُمَرَ رفعه: ((مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فَقَدْ كَفَرَ وأَشْرَكَ)). للترمذي بقصة وقال: هذا على التغليظ (¬1). ¬
4012 - طَلْحَةُ: فِي حَدِيثِ إيمان النجدي وتقدم، ومن رواياته قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَفْلَحَ -[95]- وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ)) (¬1). ¬
4013 - عمر رفعه: ((إِنَّ الله يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4014 - زاد في رواية: فَوَالله مَا حَلَفْتُ بِهَا مُنْذُ سَمِعْته - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنها لا ذَاكِرًا وَلا آثِرًا (¬1). ¬
4015 - ابْنُ عُمَرَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَقَالَ: ((لا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ مَنْ حَلَفَ بِالله فَلْيَصْدُقْ، وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِالله فَلْيَرْضَ وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِالله فَلَيْسَ مِنَ الله)). للقزويني بلين (¬1). ¬
4016 - وعنه رفعه: ((إِنَّمَا الْحَلِفُ حِنْثٌ أَوْ نَدَمٌ)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
4017 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ وَلا بِالأَنْدَادِ، وَلا تَحْلِفُوا بِالله إِلاَّ وَأَنْتُمْ صَادِقُونَ)). لأبي داود، وللنسائي (¬1). ¬
4018 - بُرَيْدَةُ رفعه: ((مَنْ حَلَفَ بِالأَمَانَةِ فَلَيْسَ مِنَّا)). لأبي داود (¬1). ¬
4019 - وله وللنسائي رفعه: ((من حلف قَالَ: إِنِّي بَرِيءٌ مِنَ الإسْلامِ، فَإِنْ كَانَ كَاذِباً فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَإِنْ كَانَ صَادِقاً فلن يرجع إِلَى الإسْلامِ -[96]- سَالِمًا)) (¬1). ¬
4020 - جَابِرِ رفعه: ((لا يَحْلِفُ أَحَدٌ عِنْدَ مِنْبَرِي هَذَا عَلَى يَمِينٍ آثِمَةٍ وَلَوْ عَلَى سِوَاكٍ أَخْضَرَ إِلاَّ تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، - أَوْ- وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ)). لمالك، وأبو داود بلفظه (¬1). ¬
4021 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ حَلَفَ فَقَالَ: إِنْ شَاءَ الله لَمْ يَحْنَثْ)). للنسائي، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
4022 - وعنه رفعه: ((قَالَ سُلَيْمَانُ: لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً كل امرأة تَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ الله، فَقَالَ لَهُ: الملك قُلْ إِنْ شَاءَ الله، فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ الله، فَلَمْ تَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلاَّ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ وَايْمُ الَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ الله لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ)) (¬1). ¬
4023 - وروى ستين امرأة، وسبعين، وتسعة وتسعين، ومائة، وأنه نسي فلم يقل إن شاء الله. للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
4024 - عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رفعه: ((إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ، وليفعل الَّذِي هُوَ خَيْرٌ)). للستة إلا مالكًا، بلفظ النسائي (¬1). ¬
4025 - أبو مُوسَى: أَتَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي رَهْطٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ فَقَالَ: ((وَالله لا أَحْمِلُكُمْ، ولا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ)) ثم أتي بِنَهْبِ إِبِلٍ فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى، قَالَ: فَلَمَّا انْطَلَقْنَا، قَالَ بَعْضٌ لِبَعْضٍ: أَغْفَلْنَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَمِينَهُ لا يُبَارَكُ لَنَا، فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا" يَا رَسُولَ -[97]- الله، حَلَفْتَ أَنْ لا تَحْمِلَنَا، ثُمَّ حَمَلْتَنَا، أَفَنَسِيتَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((إِنِّي وَالله، إِنْ شَاءَ الله، لا أَحْلِفُ عن يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا، فَانْطَلِقُوا فَإِنَّمَا حَمَلَكُمُ الله عَزَّ وَجَلَّ)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
4026 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَضَيَّفَ رَهْطًا، فَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: دُونَكَ أَضْيَافَكَ، فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَافْرُغْ مِنْ قِرَاهُمْ قَبْلَ أَنْ أَجِيءَ، فَأَتَاهُمْ عبد الرحمن بِمَا عِنْدَهُ فَقَالَ: اطْعَمُوا، فَقَالُوا: أَيْنَ رَبُّ مَنْزِلِنَا؟ قَالَ: اطْعَمُوا قَالُوا: مَا نَحْنُ بِآكِلِينَ حَتَّى يَجِيءَ، قَالَ: اقْبَلُوا عَنَّا قِرَاكُمْ، فَإِنَّهُ إِنْ جَاءَ وَلَمْ تَطْعَمُوا لَنَلْقَيَنَّ مِنْهُ، فَأَبَوْا فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَجِدُ عَلَيَّ فَلَمَّا جَاءَ تَنَحَّيْتُ عَنْهُ، قَالَ: مَا صَنَعْتُمْ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَسَكَتُّ، فقَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَسَكَتُّ، فَقَالَ: يَا غُنْثَرُ، أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَوْتِي لَمَّا أجِبْتَ فَخَرَجْتُ، فَقُلْتُ: سَلْ أَضْيَافَكَ، فَقَالُوا: صَدَقَ أَتَانَا بِهِ فقَالَ إِنَّمَا انْتَظَرْتُمُونِي وَالله لا أَطْعَمُهُ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ الآخَرُونَ وَالله لا نَطْعَمُهُن حَتَّى تَطْعَمَهُ، قَالَ: لَمْ أَرَ فِي الشَّرِّ كَاللَّيْلَةِ، وَيْلَكُمْ إمَا لكم لا تَقْبَلُونَ عَنَّا قِرَاكُمْ؟ هَاتِ طَعَامَكَ، فَجَاء به فَوَضَعَ يَدَهُ، قَالَ: بِاسْمِ الله الأُولَى من الشَّيْطَانِ فَأَكَلَ وَأَكَلُوا (¬1). ¬
4027 - وزاد في رواية: فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بَرُّوا وَحَنِثْتُ، قَالَ: ((بَلْ أَنْتَ أَبَرُّهُمْ وَأَخْيَرُهُمْ وَلَمْ تَبْلُغْنِي كَفَّارَةٌ)) (¬1). ¬
4028 - وفي أخرى بنحوه. وقَالَ عبد الرحمن: وَايْمُ الله، مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنَ لقْمَةِ إِلاَّ رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا حَتَّى شَبِعُوا، وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ، فقال أبو بكر لامْرَأَتِهِ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ ما هذا؟ قَالَتْ: وَقُرَّةِ عَيْنِي، هِيَ الآنَ أَكْثَرُ منها قَبْلُ ذلك بِثَلاثِ مَرَّاتٍ فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ لقمة وَقَالَ إِنَّمَا كَانَ من الشَّيْطَانُ يَعْنِي: يَمِينَهُ، ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ، وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَمَضَى الأَجَلُ فَتَفَرَّقْنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً مَعَ كُلِّ رَجُلٍ -[98]- مِنْهُمْ نَاسٌ، الله أَعْلَمُ كَمْ كانوا فأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ، أَوْ كَمَا قَالَ. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
4029 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَتْرُك، فَإِنَّ تَرْكَهَا كَفَّارَة)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
4030 - أبو هُرَيْرَةَ: ((الْيَمِينُ عَلَى نِيَّةِ الْمُسْتَحْلِفِ)) (¬1). ¬
4031 - وفي رواية: ((يَمِينُكَ عَلَى مَا يُصَدِّقُكَ به صَاحِبُكَ)). لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
4032 - عَائِشَةُ قالت: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {لا يُؤَاخِذُكُمُ الله بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: لا وَالله، وَبَلَى وَالله. لمالك والبخاري، وأبو داود (¬1). ¬
4033 - ورواه أيضًا مرفوعًا معاويةُ بنُ حيدة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بقوم يترامون وهم يحلفون: أخطأت والله أصبت والله، فلما رأواه أمسكوا، فقال: ((ارموا فإنما أيمان الرماة لَغْو، لا حنث فيها ولا كفارة)). «للصغير» (¬1). ¬
4034 - سُوَيْدُ بْنُ حَنْظَلَةَ: خَرَجْنَا نُرِيدُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَنَا وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ، فَأَخَذَهُ عَدُوٌّ لَهُ، فَتَحَرَّجَ الْقَوْمُ أَنْ يَحْلِفُوا، فحَلَفْتُ أَنَّهُ أَخِي وخلوا سَبِيلَهُ فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((صَدَقْتَ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ)). لأبي داود (¬1). ¬
4035 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَ - صلى الله عليه وسلم - المدعي الْبَيِّنَةَ، فَلَمْ تَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ، فَاسْتَحْلَفَ الْمَطْلُوبَ فَحَلَفَ بِالَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ما فعلت، فَقَالَ -[99]- صلى الله عليه وسلم -: ((بَلَى قَدْ فَعَلْتَ، وَلَكِنْ الله قَدْ غُفِرَ لَكَ بِإِخْلاصِ قَوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ الله)). لأبي داود (¬1). ¬
4036 - أبو هريرة رفعه: ((لَأَنْ يَلِجَّ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ فِي أَهْلِهِ آثَمُ لَهُ عِنْدَ الله، مِنْ أَنْ يُعْطِيَ كَفَّارَتَهُ الَّتِي افْتَرَضَ الله عَلَيْهِ)). للشيخين (¬1). ¬
4037 - ابْنُ عُمَرَ قال: مَنْ حَلَفَ بِيَمِينٍ فَوَكَّدَهَا ثُمَّ حَنِثَ، فَعَلَيْهِ عِتْقُ رَقَبَةٍ أَوْ كِسْوَةُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ، وَمَنْ لَمْ يُؤَكِّدْهَا فَعَلَيْهِ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ؛ لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدٌّ مِنْ حِنْطَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ. لمالك (¬1). ¬
4038 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: كَفَّرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ وَأَمَرَ النَّاسَ بِذَلِكَ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَنِصْفُ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ. للقزويني بضعف (¬1). ¬
4039 - سَعْدٌ: كُنَّا نَذْكُرُ بَعْضَ الأَمْرِ - وَأَنَا حَدِيثُ عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ- فَحَلَفْتُ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ لِي أَصْحَابُ - صلى الله عليه وسلم -: مَا قُلْتَ ائْتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبِرْهُ، فَإِنَّا لا نَرَاكَ إِلاَّ قَدْ كَفَرْتَ، فلقيته فَأَخْبَرْتُهُ: فَقَالَ: ((قُلْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَتَعَوَّذْ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَاتْفُلْ عَنْ شمالك ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَلا تَعُدْ لَهُ)). للنسائي (¬1). ¬
كتاب النذر
كتاب النذر
4040 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا تَنْذِرُوا، فَإِنَّ النَّذْرَ لا يُغْنِي مِنَ الْقَدَرِ شَيْئًا، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ)) (¬1). ¬
4041 - وفي رواية: ((إِنَّ النَّذْرَ لا يُقَرِّبُ مِنِ ابْنِ آدَمَ شَيْئًا لَمْ يَكُنِ الله قَدَّرَهُ، وَلَكِنِ النَّذْرُ يُوَافِقُ الْقَدَرَ فَيُخْرَجُ بِذَلِكَ مِنَ الْبَخِيلِ مَا لَمْ يَكُنِ الْبَخِيلُ -[100]- يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَ)). للستة إلا مالكًا، بلفظ مسلم (¬1). ¬
4042 - ابنُ عمر قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النذر، وأمر بالوفاء به. «للكبير» (¬1). ¬
4043 - جابرُ: أَنَّ رَجُلاً قَامَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي نَذَرْتُ لِلَّهِ إِنْ فَتَحَ الله عَلَيْكَ مَكَّةَ أَنْ أُصَلِّيَ صلاة فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فقَالَ: ((صَلِّ هَاهُنَا))، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ: ((صَلِّ هَاهُنَا)) ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ: ((شَأْنُكَ إِذَنْ)). لأبي داود (¬1). ¬
4044 - ابن عمر: سئل عمن وافق نذره في الصوم أضحى أو فطر، فقال: أمر رسول - صلى الله عليه وسلم - بوفاء النذر ونهى عن صوم هذين اليومين، فأعاد عليه فلم يزد على هذا. للشيخين (¬1). ¬
4045 - ابنُ عمر: بينما النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ إِذَ هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: هذا أَبُو إِسْرَائِيلَ نَذَرَ أَنْ يَقُومَ في الشمس، وَلا يَقْعُدَ ويصوم ولا يفطر نهاره، وَلا يَسْتَظِلَّ، وَلا يَتَكَلَّمَ، فَقَالَ: ((مُرْهُ فَلْيَسْتَظِلَّ، وَلْيَقْعُدْ وليتكلم، وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ)). للبخاري، وأبي داود (¬1). ¬
4046 - وأرسله مالك وقال: فأمره - صلى الله عليه وسلم - بإتمام مَا كَانَ لِلَّهِ طَاعَةً، وَتْرُكَ مَا كَانَ لِلَّهِ مَعْصِيَةً. ولم يبلغني أنه أمر بكفارة. لمالك (¬1). ¬
4047 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: نَذَرَتْ أُخْتِي أَنْ تَمْشِيَ إِلَى بَيْتِ الله حَافِيَةً، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أَسْتَفْتِيَ لَهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَفْتَيْتُهُ فَقَالَ: ((لِتَمْشِ وَلْتَرْكَبْ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4048 - وفي رواية: حافية غير مختمرة فقال: ((مروها فلتختمر ولتركب، ولتصم ثلاثة أيام)) (¬1). ¬
4049 - ولأبي داود عن ابن عباس رفعه: ((فَلْتَرْكَبْ، وَلْتُهْدِ بَدَنَةً)) (¬1). ¬
4050 - وفي أخرى: أَمَرَهَا أَنْ تَرْكَبَ وَتُهْدِيَ هَدْيًا (¬1). ¬
4051 - وفي أخرى قال ابْنُ عَبَّاسٍ: إن رجلاً قال: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ ... بنحوه: ((فَلْتَحُجَّ رَاكِبَةً وَلْتُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهَا)) (¬1). ¬
4052 - ابْنُ الْمُسَيبِ: أَنَّ أَخَوَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ بَيْنَهُمَا مِيرَاثٌ، فَسَأَلَ أَحَدُهُمَا أخاه الْقِسْمَةَ، فَقَالَ له الآخر: إِنْ عُدْتَ تَسْأَلُنِي الْقِسْمَةِ، فَكُلُّ مَالٍ لِي فِي رِتَاجِ الْكَعْبَةِ لا أكلمك، فعاد يسأله، فأتى عمر فقال له: إِنَّ الْكَعْبَةَ لغَنِيَّةٌ عَنْ مَالِكَ، كَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَكَلِّمْ أَخَاكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لا يَمِينَ عَلَيْكَ، وَلا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ الرَّبِّ، وَلا فِي قَطِيعَةِ الرَّحِمِ، وَفِيمَا لا تَمْلِكُ)) (¬1). ¬
4053 - ثَابِتُ الضَّحَّاك: نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَنْحَرَ إِبِلاً بِبُوَانَةَ، وأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فَقَالَ: ((هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟)) قَالُوا: لا، قَالَ: ((هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟)) قَالُوا: لا، قَالَ: ((أَوْفِ بِنَذْرِكَ فَإِنَّهُ لا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ وَلا فِيمَا لا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ)) (¬1). ¬
4054 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ يَا رَسُولَ الله: إِنِّي نَذَرْتُ إذا انصرفت من غزوتك هذه سالمًا غانمًا أَنْ أَضْرِبَ عَلَى رَأْسِكَ بِالدُّفِّ، فقال: ((إن كنت نذرت فأوف بنذرك، وإلا فلا أَوْفِي بِنَذْرِكِ)). لأبي داود (¬1). ¬
4055 - عَائِشَةَ رفعته: ((لا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينِ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
4056 - ابنُ عباس وقالت له امرأةٌ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ ابْنِي، فَقَالَ: لا تَنْحَرِيه وَكَفِّرِي عَنْ يَمِينِكِ. فَقَالَ شَيْخٌ: وَكَيْفَ يَكُونُ فِي هَذَه كَفَّارَةٌ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ الله تَعَالَى قَالَ: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ} ثُمَّ جَعَلَ فِيهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ مَا رَأَيْتَ. لمالك (¬1). ¬
4057 - ((مَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَمْ يُسَمِّهِ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا فِي مَعْصِيَةٍ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا لا يُطِيقُهُ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا أَطَاقَهُ فَلْيَفِ بِهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
4058 - عَبْدُ الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمَّتِهِ: أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ جَعَلَتْ عَلَى نَفْسِهَا مَشْيًا إِلَى مَسْجِدِ قُبَاءٍ فَمَاتَتْ وَلَمْ تَقْضِهِ، فَأَفْتَى عَبْدُ الله بْنُ عَبَّاسٍ ابْنَتَهَا أَنْ تَمْشِيَ عَنْهَا. لمالك (¬1). ¬
كتاب النكاح
كتاب النكاح
ذكر تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - ببعض نسائه رضي الله عنهن
ذكر تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - ببعض نسائه رضي الله عنهن
4059 - عَائِشَةُ رفعته: ((أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ ثلاث ليالٍ، جاءني بك الملك فِي سَرَقَةِ من حَرِيرٍ فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ. فَأَكْشِفُ عن وجهك فَإِذَا أَنْتِ هي، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُنْ مِنْ عِنْدِ الله يُمْضِهِ)). للشيخين (¬1). ¬
4060 - والترمذي بلفظ: ((هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)) (¬1). ¬
4061 - عُرْوَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَ عَائِشَةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ إِنَّمَا أَنَا أَخُوكَ فَقَالَ: ((أَنْتَ أَخِي فِي الله وَكِتَابِهِ وَهِيَ لِي حَلالٌ)) (¬1). ¬
4062 - عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ لَوْ نَزَلْتَ وَادِيًا -[103]- فِيهِ شَجَر قَدْ أُكِلَ مِنْهَا وَوَجَدْتَ شَجَرًا لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا، فِي أَيِّهَا كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيرَ؟ قَالَ: ((فِي التي لَمْ يؤكل مِنْهَا)) تَعْنِي: أنه لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا. هما للبخاري (¬1). ¬
4063 - وعنها: تَزَوَّجَنِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الخَزْرَجٍ، فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ شَعَرِي فَوَفَى جُمَيْمَةً، فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ، وَمَعِي صَوَاحِبُ لِين فَأَتَيْتُهَا لا أَدْرِي مَا تُرِيدُ مني، فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى وْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ، وَإِنِّي لَأُنْهِجُ حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ (فَقُلْن:) (¬1) عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلاَّ رَسُولُ الله (فَأَسْلَمننِي) (¬2) إِلَيْهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ (¬3). ¬
4064 - وفي رواية قال عروة: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، فَلَبِثَ سَنَتَيْنِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، وَنَكَحَ عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سِت، وبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْع (¬1). ¬
4065 - وفي أخرى: وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا (¬1). ¬
4066 - وفي أخرى: تَزَوَّجَنِي وَأَنَا (بِنْتُ سَبْعٍ) (¬1) للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬2). ¬
4067 - وزاد رزين: وأهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - لبن فقال للنسوة: ((اشربن منه واسقين صاحبتكن)) -يعنيني- فقلن: مانريده واستحيين، فقال: ((لا تجمعن جوعاً وكذبًا، اشربن منه فشربن)).
4068 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ مِنْ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ - -[104]- وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ- لقي عثمان فقال له: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ، قَالَ: سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي. فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ، فَقَالَ: قَدْ بَدَا لِي أَنْ لا أَتَزَوَّجَ. قَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ لأبي بكر: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ. فَصَمَتَ فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَوْجَدَ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ فَلَبِث لَيَالِيَ، ثُمَّ خَطَبَهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ شيئًا. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ إِلاَّ أَنِّي عَلِمْتُ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَهَا، فَلَمْ أَكُنْ لأَفْشِيَ، وَلَوْ تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا. للبخاري والنسائي (¬1). ¬
4069 - أُمُّ سَلَمَةَ: لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا بَعَثَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ فخطبهَا فَلَمْ تَزَوَّجْهُ، فَبَعَثَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عُمَرَ يَخْطُبُهَا عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: أَخْبِرْه - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى وَأَنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي بشَاهِدٌ، فذكره للنبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((ارْجِعْ إِلَيْهَا، أَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى فَسَأَدْعُو الله تعالى فَيُذْهِبُ غَيْرَتَكِن، وَأَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ، فَسَتُكْفَيْنَ صِبْيَانَكِ، وَأَمَّا قَوْلُكِ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي بشَاهِد، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكِ شَاهِدٌ وَلا غَائِبٌ)) يَكْرَهُ ذَلِكَ، فَقَالَتْ لابْنِهَا: يَا عمَرُو، قُمْ فَزَوِّجْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَزَوَّجَهُ. للنسائي (¬1). ¬
4070 - أَنَسٌ: لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِزَيْدٍ: ((اذْكُرْهَا عَلَيَّ)). قَالَ: فَقُلْتُ: يَا زَيْنَبُ أبشري، أرسلني رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُكِ. فقَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى (أُوَامِرَ) (¬1) رَبِّي. فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ، وَجَاءَ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ. لمسلم والنسائي. ويأتي إن شاء الله في تفسير الأحزاب (¬2). ¬
4071 - أُمُّ حَبِيبَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ (تحت) (¬1) عُبَيْدِ الله بْنِ جَحْشٍ فَمَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَزَوَّجَهَا النَّجَاشِيُّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَمْهَرَهَا عَنْهُ أَرْبَعَةَ آلافٍ، وَبَعَثَ بِهَا إليه - صلى الله عليه وسلم - مَعَ شُرَحْبِيلَ بْن حَسَنَةَ. لأبي داود، والنسائي (¬2). ¬
4072 - وفي رواية: أَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ (¬1). ¬
4073 - أَنَسٌ: قَدِمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ، فَلَمَّا فَتَحَ الله عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ - وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا، وَكَانَتْ عَرُوسًا - فَاصْطَفَاهَا - صلى الله عليه وسلم - لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الرَّوْحَاءِ فَبَنَى بِهَا، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ، ثُمَّ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ)) فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةٌَ عَلَى صَفِيَّةَ، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ فرأيته يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ، فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ (¬1). ¬
4074 - وفي رواية: أنها وَقَعَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ، فَاشْتَرَاهَا - صلى الله عليه وسلم - بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ، دَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تعتد عندها وتهيئها، وإن وَلِيمَتَهَا التَّمْرَ وَالأَقِطَ وَالسَّمْنَ فَشَبِعَ النَّاسُ، وقالوا: لا نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا أَمِ اتَّخَذَهَا أُمَّ وَلَدٍ. فقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ أُمُّ وَلَدٍ. فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ حَجَبَهَا فَعَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا، فَلَمَّا دَنَوْنا مِنَ الْمَدِينَةِ دَفَعَ - صلى الله عليه وسلم - وَدَفَعْنَا، فَعَثَرَتِ الْعَضْبَاءُ وَنَدَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَنَدَرَتْ فَقَامَ فَسَتَرَهَا وَقَدْ أَشْرَفَتِ النِّسَاءُ يقُلْنَ أَبْعَدَ الله الْيَهُودِيَّةَ. للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
4075 - عَائِشَةُ: وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ -[106]- فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، فَكَاتَبَتْ عَلَى نَفْسِهَا وَكَانَتِ امْرَأَةً مَلاَّحَةً لها في العين حظ، فَجَاءَتْ تَسْأَلُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي كِتَابَتِهَا، فَلَمَّا قَامَتْ عَلَى الْبَابِ، فَرَأَيْتُهَا كَرِهْتُ مَكَانَهَا وَعَرَفْتُ أنه - صلى الله عليه وسلم - سَيَرَى مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَإِنه كَانَ في أَمْرِي مَا لا يَخْفَى عَلَيْكَ، وَإِنِّي وَقَعْتُ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، وَإِنِّي كَاتَبْتُ عَلَى نَفْسِي وجئتك تعينني. فقال لها: ((فَهَلْ لَكِ إِلَى في هُوَ خَيْرٌ لك؟)) قَالَتْ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((أُؤَدِّي عَنْكِ كِتَابَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ)). قَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ، فلما تسامع الناس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ أَرْسَلُوا مَا بأَيْدِيهِمْ مِنَ السَّبْيِ وأَعْتَقُوهُمْ، وَقَالُوا: أَصْهَارُ النبي - صلى الله عليه وسلم -. قالت: فَمَا رَأَيْنَا امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا، أُعْتِقَ فِي سَبَبِهَا أكثر من مِائَة أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ. لأبي داود (¬1). ¬
4076 - وعنها: أَنَّ ابْنَةَ الْجَوْنِ لَمَّا دْخِلَتْ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ أَعُوذُ بِالله مِنْكَ. فَقَالَ لَهَا: ((لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ الْحَقِي بِأَهْلِكِ)). للبخاري والنسائي بلفظ: أن الكلابية لمَّا كما دخلت (¬1). ¬
4077 - وفى رواية عن أبي أسيد لَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((هَبِي نَفْسَكِ لِي)) قَالَتْ: وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا (لسُوقَةِ؟) (¬1) فَأَهْوَى بِيَدِهِ يضعه عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ، فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِالله مِنْكَ. قَالَ قَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ ثُمَّ خَرَجَ وقَالَ: ((يَا أَبَا أُسَيْدٍ، اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا)) (¬2). ¬
4078 - وفى أخرى: تزوج - صلى الله عليه وسلم - أحيمة بنت شراحيل، بنحوه (¬1). ¬
4079 - وللشيخين عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِي الله عَنْهُ بنحوه، وفيه: فَقَالُوا لَهَا أَتَدْرِينَ مَنْ هَذَا قَالَتْ لا قَالُوا هَذَا رَسُولُ الله جَاءَك لِيَخْطُبَكِ قَالَتْ أَنَا كُنْتُ أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ (¬1). ¬
4080 - أُمُّ شَرِيك: أَنَّهَا كَانَتْ مِمَّنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
4081 - أَنَسٌ: قَالُوا يَا رَسُولَ الله، أَلا تَتَزَوَّجُ مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ قَالَ: ((إِنَّ بهن غَيْرَةً شَدِيدَةً)). هما للنسائي (¬1). ¬
الحث على النكاح والخطبة والنظر وغيرها من آداب النكاح
الحث على النكاح والخطبة والنظر وغيرها من آداب النكاح
4082 - عَلْقَمَةُ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَبْدِ الله بِمِنًى فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَلا أزَوِّجُكَ جَارِيَةً شَابَّةً، لَعَلَّهَا تُذَكِّرُكَ بَعْضَ مَا مَضَى مِنْ زَمَانِكَ؟ فَقَالَ عَبْدُ الله: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ قَالَ لَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4083 - مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وجمال وإنَّهَا لا تَلِدُ، أَفَأَتَزَوَّجُهَا؟ قال: ((لا)). ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: ((تَزَوَّجُوا الْوَلُودَ الْوَدُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأمم)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
4084 - ابْنُ جُبَيْرٍ قَالَ (لِي) (¬1) ابْنُ عَبَّاسٍ هَلْ تَزَوَّجْتَ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: تَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ كان أَكْثَرُهَا نِسَاءً. يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري (¬2). ¬
4085 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِها الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ)). لمسلم والنسائي (¬1). ¬
4086 - ابنُ أبي نجيح رفعه: ((مسكينٌ، مسكينٌ، رجل ليست له امرأة)). قالوا: وإن -[108]- كان كثير المال؟ قال: ((وإن كان كثير المال، مسكينةٌ، مسكينةٌ امرأة ليس لها زوج)). قالوا: وإن كانت كثيرة المال؟ قال: ((وإن كانت كثيرة المال)). (لرزين) (¬1) (¬2). ¬
4087 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ)). للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
4088 - ابْنُ عَمْرٍو رفعه: ((لا تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ لِحُسْنِهِنَّ فَعَسَى حُسْنُهُنَّ أَنْ يُرْدِيَهُنَّ وَلا تَزَوَّجُوهُنَّ لأَمْوَالِهِنَّ، فَعَسَى أَمْوَالُهُنَّ أَنْ تُطْغِيَهُنَّ، وَلَكِنْ تَزَوَّجُوهُنَّ عَلَى الدِّينِ، وَلَأَمَةٌ خَرْمَاءُ سَوْدَاءُ ذَاتُ دِينٍ أَفْضَلُ)) (¬1). ¬
4089 - أنسٌ رفعه: ((مَنْ أَرَادَ أَنْ يَلْقَى الله طَاهِرًا مُطَهَّرًا فَلْيَتَزَوَّجِ (بحرائر) (¬1))). للقزويني بضعف (¬2). ¬
4090 - جَابِرٌ: تَزَوَّجْتُ فَقَالَ لِي النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا تَزَوَّجْتَ؟)) قُلْتُ: تَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا. فَقَالَ: ((مَا لَكَ وَلِلْعَذَارَى وَلِعَابِهَا)).
4091 - وفي رواية: ((فَهَلاَّ بِكْرًا َتُلاعِبُكَ وتُلاعِبُهَا)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4092 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمِ بْنِ عُقبَةَ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((عَلَيْكُمْ بِالأَبْكَارِ، فَإِنَّهُنَّ أَعْذَبُ أَفْوَاهًا، وَأَنْتَقُ أَرْحَامًا، وَأَرْضَى بِالْيَسِيرِ)). للقزويني وعبد الرحمن مجهول (¬1). ¬
4093 - وعنه: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رَأَى امْرَأَةً فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ، وَهِيَ تَمْعَسُ (مَنِيئَةً) (¬1) لَهَا، فَقَضَى حَاجَتَهُ منها، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: ((إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ -[109]- وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ)). لمسلم والترمذي وأبو داود (¬2). ¬
4094 - أبو ذَرٍّ: قَالَ دَخَلَ عَكَّافُ بْنُ بِشْرٍ التَّمِيمِيُّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لَهُ: ((يَا عَكَّافُ هَلْ لَكَ مِنْ زَوْجَةٍ؟)) قَالَ: لا. قَالَ: ((وَلا جَارِيَةٍ؟)). قَالَ: وَلا جَارِيَةَ. قَالَ: ((وَأَنْتَ مُوسِرٌ بِخَيْرٍ؟)) قَالَ: وَأَنَا مُوسِرٌ بِخَيْرٍ. قَالَ: ((وأَنْتَ إِذًا مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ لَوْ كُنْتَ فِي النَّصَارَى كُنْتَ مِنْ رُهْبَانِهِمْ، إِنَّ سُنَّتَنَا النِّكَاحُ، شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ، وَأَرَاذِلُ مَوْتَاكُمْ عُزَّابُكُمْ أَبِالشَّيْطَانِ تَمَرَّسُونَ؟ مَا لِلشَّيْطَانِ سِلاحٍ أَبْلَغُ فِي الصَّالِحِينَ مِنَ النِّسَاءِ، إِلاَّ الْمُتَزَوِّجُونَ، أُولَئِكَ الْمُطَهَّرُونَ الْمُبَرَّءُونَ مِنَ الْخَنَا، وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ أَيُّوبَ، وَدَاوُدَ، وَيُوسُفَ، وَكُرْسُفَ)) قَالَ لَهُ بِشْرُ بْنُ عَطِيَّةَ: مَنْ كُرْسُفُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((رَجُلٌ كَانَ يَعْبُدُ الله بِسَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ ثَلاثَ مِائَةِ عَامٍ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ، ثُمَّ إِنَّهُ كَفَرَ بِالله بسَبَبِ امْرَأَةٍ عَشِقَهَا، وَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ الله ثُمَّ اسْتَدْرَكَهُ الله بِبَعْضِ مَا كَانَ مِنْهُ فَتَابَ عَلَيْهِ. وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ تَزَوَّجْ وَإِلاَّ فَأَنْتَ مِنَ المدبرين)) قَالَ: زَوِّجْنِي يَا رَسُولَ الله، قَالَ: ((زَوَّجْتُكَ كَرِيمَةَ بِنْتَ كُلْثُومٍ الْحِمْيَرِيِّ)). لأحمد براولم يسم (¬1). ¬
4095 - أنسٌ رفعه: ((من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان، فليتق الله في النصف الباقى)). «للأوسط» (¬1). ¬
4096 - عائشةُ رفعته: ((تزوجوا النساء يأتينكم بالأموال)). للبزار (¬1). ¬
4097 - جابرُ رفعه: ((ثلاث من فعلهن ثقة بالله واحتسابًا كان حقًّا على الله أن يعينه، وأن يبارك له: من سعى في فكاك رقبة ثقة بالله، واحتسابًا كان حقًّا على الله أن يعينه وأن يبارك له، ومن تزوج ثقة بالله واحتسابًا كان حقًّا على الله أن يعينه، وأن يبارك له، ومن أحيا أرضا ميتة ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله أن -[110]- يعينه وأن يبارك له)). «للأوسط»، «الصغير» (¬1). ¬
4098 - ابْنُ عُمَرَ: نَهَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَتْرُكَ الْخَاطِبُ قَبْلَهُ أَوْ يَأْذَنَ لَهُ. للستة (¬1). ¬
4099 - عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: أَنَّ رَجُلاً خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: مَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى فَقَالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُلْ وَمَنْ يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ)). لأبي داود والنسائي ومسلم بلفظه (¬1). ¬
4100 - ابنُ مسعودٍ عَلَّمَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خُطْبَةَ الْحَاجَةِ: ((إنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِ الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا})) (¬1). ¬
4101 - وفى رواية بعد ورسوله: ((أرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لايضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئًا)). لأصحاب السنن بلفظ أبي داود (¬1). ¬
4102 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَشَهُّدٌ فَهِيَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ)) للترمذي (¬1). ¬
4103 - رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ: خَطَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أُمَامَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَأَنْكَحَنِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَشَهَّدَ (¬1). ¬
4104 - جَابِرٌ: ((إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ، الْمَرْأَةَ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ)) فَخَطَبْتُ جَارِيَةً، فَكُنْتُ أَتَخَبَّأُ لَهَا حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهَا مَا دَعَانِي إِلَى نِكَاحِهَا فَتَزَوَّجْتُهَا. لأبي داود (¬1). ¬
4105 - أبو هُرَيْرَةَ: خطب رَجُلٌ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((هَلْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا)) قال: لا، قال: ((فاذهب فانظر، فَإِنَّ فِي عُيُونِ الأَنْصَارِ شَيْئًا)). لمسلم والنسائي (¬1). ¬
4106 - عَائِشَةُ رفعته: ((أَعْلِنُوا هَذَا النِّكَاحَ، وَاجْعَلُوهُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ)). للترمذي (¬1). ¬
4107 - زاد رزين: ((فإن فصل ما بين الحلال والحرام الإعلان)).
4108 - وللبخاري: زففنا امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أما يكونُ مَعَكُمْ لَهْوٌ، فَإِنَّ الأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللهوُ)) (¬1). ¬
4109 - وعنها رفعته: ((ما فعلت فلانة؟)) ليتيمة كانت عندها، فقلت: أهديناها إلى زوجها. فقال: ((هل بعثتم معها ضاربةً تضرب بالدف وتغني؟)) قلت: تقول ماذا؟ قال: ((تقول: أتيناكم أتيناكم ... فحيونا نحييكم لولا الذهب الأحمر ... ما حلت بواديكم لولا الحنطة السمراء ... ما سمنت عذاريكم «للأوسط» بلين (¬1). ¬
4110 - زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ أرسله: ((إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ أَوِ اشْتَرَى الْجَارِيَةَ فَلْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ، وَإِذَا اشْتَرَى الْبَعِيرَ فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ وَلْيَسْتَعِذْ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ)) (¬1). لمالك. ¬
4111 - لأبي داود: عَنْ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((في التزويج وشراء الخادم والبعير فيقول: اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ)) (¬1). لمالك. ¬
4112 - الْحَسَنُ: تَزَوَّجَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ امْرَأَةً مِنْ بَنِي جَشْمٍ فقالوا: لَهُ بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ، فقَالَ: قُولُوا كَمَا قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بَارَكَ الله فِيكُمْ وَبَارَكَ لَكُمْ)) (¬1). للنسائي. ¬
4113 - ولأبي داود الترمذي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رفعه: ((بَارَكَ الله لَكما وَبَارَكَ عَلَيْك وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ)) (¬1). ¬
4114 - عَائِشَةُ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي شَوَّالٍ ودخل بِي فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَائه - صلى الله عليه وسلم - كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟ وَكَانَتْ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا فِي شَوَّالٍ. لمسلم والترمذي والنسائي (¬1). ¬
4115 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((أما لَوْ أَنَّ أَحَدَكم قال إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ بِاسْمِ الله، اللهمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، ثم قدر بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
4116 - وعنه: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي لا ترد يَدَ لامِسٍ، قَالَ: ((غَرِّبْهَا)) قَالَ: أَخَافُ أَنْ تَتْبَعَهَا نَفْسِي، قَالَ: ((فَاسْتَمْتِعْ بِهَا)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4117 - أبو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ: أَنَّ رَجُلاً خَطَبَ إِلَى رَجُلٍ أُخْتَهُ، فَذَكَرَ أَنَّهَا قَدْ كَانَتْ أَحْدَثَتْ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَضَرَبَهُ أَوْ كَادَ يَضْرِبُهُ ثُمَّ قَالَ: مَالَكَ وَلِلْخَبَرِ. «للموطأ» (¬1). ¬
4118 - عطاءُ بنُ يسار: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَهَّزَ فَاطِمَةَ بخَمِيلٍ، وَقِرْبَةٍ، وَوِسَادَةٍ حَشْوُهَا إِذْخِرٌ. للنسائي (¬1). ¬
4119 - الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ: أنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ على فاطمة، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَأَتَتْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ ابنة أبي جَهْلٍ، فَقَامَ - صلى الله عليه وسلم - فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ: ((أَمَّا بَعْدُ فإني أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تَسُوءَهَا وَالله لا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَبِنْتُ عَدُوِّ الله عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أبدًا)) فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ (¬1). ¬
4120 - وفي رواية يقول، وهو على المنبر: ((إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي في أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَلا آذَنُ لَهُمْ، ثُمَّ لا آذَنُ لَهُمْن إِلاَّ أَنْ يريد ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ فَإِنَّمَا هي بَضْعَةٌ مِنِّي يَرِيبُنِي مَا رَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
4121 - عليُّ: أنه كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أي شيء خير للمرأة؟)) فسكتوا فلما رجعت، قلت لفاطمة: أي شيء خير للنساء؟ قالت: لا يراهن الرجال، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((إنها فاطمة بضعة مني)). للبزار (¬1). ¬
4122 - ابنُ مسعود رفعه: ((إذا دخلت المرأة على زوجها يقوم الرجل، فتقوم من خلفه فيصليان ركعتين، ويقول: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لأهلي فيَّ، اللهم ارزقهم منى وارزقنى منهم، اللهم اجمع بيننا ما جمعت في خير، وفرق بيننا إذا فرقت -[114]- إلى خير)). «للكبير» بضعف (¬1). ¬
4123 - أبو رُهْمٍ رفعه: ((مِنْ أَفْضَلِ الشَّفَاعَةِ أَنْ يُشَفَّعَ بَيْنَ الاثْنَيْنِ فِي النِّكَاحِ)). للقزويني (¬1). ¬
الأولياء والشهود والاستئذان والكفاءة
الأولياء والشهود والاستئذان والكفاءة
4124 - عَائِشَةُ: ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فالْمَهْرُ لها بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا فَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ)). لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
4125 - ولهما عن أبي موسى رفعه: ((لا نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِيٍّ)) (¬1). ¬
4126 - سَمُرَةُ رفعه: ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ زَوَّجَهَا وَلِيَّانِ فَهِيَ لِلأَوَّلِ مِنْهُمَا)) (¬1). ¬
4127 - زاد رزين: ((فإن دخل بها فهي لمن دخل)). لأصحاب السنن مطولاً.
4128 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((الْبَغَايَا اللاَّتِي يُنْكِحْنَ أَنْفُسَهُنَّ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ)). للترمذي، وصحح أنه موقوف (¬1). ¬
4129 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا تُزَوِّجُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، وَلا تُزَوِّجُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا، فَإِنَّ الزَّانِيَةَ هِيَ الَّتِي تُزَوِّجُ نَفْسَهَا)). للقزويني (¬1). ¬
4130 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ قال: لا -[115]- تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ إِلاَّ بِإِذْنِ وَلِيِّهَا، وذِي الرَّأْيِ مِنْ أَهْلِهَا، أَوِ السُّلْطَانِ. لمالك (¬1). ¬
4131 - جَابِرٌ رفعه: ((أَيُّمَا عَبْدٍ تَزَوَّجَ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَهُوَ عَاهِرٌ)). لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
4132 - أبو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ: أَنَّ عُمَرَ أُتِيَ بِنِكَاحٍ لَمْ يَشْهَدْ عَلَيْهِ إِلاَّ رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ فَقَالَ هَذَا نِكَاحُ السِّرِّ، لا أُجِيزُهُ وَلَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ فِيهِ لَرَجَمْتُ. «للموطأ» (¬1). ¬
4133 - ابنُ عباس رفعه: ((الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا)) (¬1). ¬
4134 - وفي رواية: ((وَالْبِكْرُ يَسْتَأْذِنُهَا أَبُوهَا فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صماتُهَا)). للستة إلا البخاري (¬1). ¬
4135 - وعنه: أَنَّ جَارِيَةً بِكْرًا أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَتْ أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا، وَهِيَ كَارِهَةٌ فَخَيَّرَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود (¬1). ¬
4136 - أبو هريرة رفعه: ((إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوه تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)). للترمذي (¬1). ¬
4137 - بريدةُ رفعه: (إِنَّ أَحْسَابَ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّذِين يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ الْمَالُ).للنسائي (¬1). ¬
4138 - عَائِشَةُ: أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بن عتبة بن ربيعة - وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا- تَبَنَّى سَالِمًا فأَنْكَحَهُ ابنة أَخِيهِ هِنْدَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ - وَهُوَ مَوْلًى لامْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ- وكانت هند بنت الوليد من المهاجرات الأوَل، وهي من أفضل أيامى قريش. للبخاري، والنسائي مطولاً (¬1). ¬
4139 - زاد رزين: فأنكرت قريش فعل أبي حذيفة وقالوا: أنكح ابنة أخيه مولى فقال: ما أعلم إلا أنه خير منها، فأعجبوا من قوله أشد من عجبهم بفعله.
4140 - معاذُ رفعه: ((العرب بعضها أكفاء لبعض، والموالى بعضهم أكفاء لبعض)). للبزار. وفيه سليمان بن أبي الجون (¬1). ¬
4141 - معاذُ بنُ أنس رفعه: ((من كظم غيظا وهو قادر على إنفاذه، خيَّره الله من الحور العين يوم القيامة، ومن أنكح عبدًا وضع الله على رأسه تاج الملك يوم القيامة)). «للأوسط» و «الصغير» بلين (¬1). ¬
4142 - أبو سعيد رفعه: ((إن ربكم واحد، وأباكم واحد، فلا فضل لعربي على عجمى، ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى)). «للأوسط» (¬1). ¬
4143 - وللبزار: ((إن أباكم واحد، وإن دينكم واحد، أبوكم آدم، وآدم خلق من تراب)) (¬1). ¬
4144 - عَائِشَةُ رفعته: ((تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
الصداق والوليمة وإجابة الدعوة
الصداق والوليمة وإجابة الدعوة
4145 - سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله جِئْتُ لأَهَب نَفْسِي إليك. فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَصَعَّدَ النَّظَرَ فِيهَا وَصَوَّبَهُ، ثُمَّ طَأْطَأَ رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَأَتِ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فِيهَا شَيْئًا جَلَسَتْ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا. فَقَالَ: ((هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟)) فقَالَ: لا. فَقَالَ: ((اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا)). فَذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لا وَالله يا رسول الله مَا وَجَدْتُ شَيْئًا. فَقَالَ: -[117]- ((انْظُرْ، وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ)) فَذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لا وَالله يَا رَسُولَ الله، وَلا خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي - قَالَ سَهْلٌ مَا لَهُ رِدَاءٌ- فَلَهَا نِصْفُهُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ إِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ)) فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى إِذَا طَالَ مَجْلِسُهُ قَامَ فَرَآهُ - صلى الله عليه وسلم - مُوَلِّيًا فَأَمَرَ بِهِ، فَدُعِيَ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: ((مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ)) قَالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا، وَسُورَةُ كَذَا، عَدَّدَهَا، قَالَ: ((تَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ)) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ((اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ)). للستة (¬1). ¬
4146 - أَنَسٌ: خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ: وَالله مَا مِثْلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ، وَأَنَا امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ، وَلا يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ، فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَلك مَهْرِي، وَلا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، فَأَسْلَمَ وكَانَ ذَلِكَ مَهْرَهَا، قَالَ ثَابِتٌ: فَمَا سَمِعْتُ بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، الإسْلامَ، فَدَخَلَ بِهَا فَوَلَدَتْ لَهُ. للنسائي (¬1). ¬
4147 - جَابر رفعه: ((مَنْ أَعْطَى فِي صَدَاقِ امْرَأَةٍ مِلْءَ كَفَّيْهِ سَوِيقًا أَوْ تَمْرًا فَقَدِ اسْتَحَلَّ)) (¬1). ¬
وفي رواية: كنا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - نستمتع بالقبضة من الطعام على معنى المتعة. لأبي داود (¬1). ¬
4149 - عَبْدُ الله بْنُ عَامِرِ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي فَزَارَةَ تَزَوَّجَتْ عَلَى نَعْلَيْنِ فَقَالَ: - صلى الله عليه وسلم -: ((أَرَضِيتِ مِنْ نَفْسِكِ وَمَالِكِ بِنَعْلَيْنِ)) قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَجَازَهُ. للترمذي (¬1). ¬
4150 - عائشة: أن صداق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأزواجه ثنتا عشرة أوقية ونش؛ وفسرته بنصف أوقية، وأن ذلك خمسمائة درهم. لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
4151 - وعنها: تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على متاع يسوى أربعين -[118]- درهما. «للأوسط» بلين (¬1). ¬
4152 - أنسٌ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج أم سلمة على متاع قيمته عشرة دراهم. للموصلي، والبزار و «الكبير» بضعف (¬1). ¬
4153 - عُمَرُ قال في خطبته: لا تُغَالُوا في صَدُقات النِّسَاءِ، فإن ذلك لو كان مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا وتَقْوَى عِنْدَ الله كَانَ أَوْلاكُمْ بِه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مَا أَصْدَقَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة مِنْ نِسَائِهِ، وَلا أُصدِقَتْ امرأةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً. لأصحاب السنن (¬1). ¬
4154 - وزاد النسائي: وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُغْلِي بِصَدُقَةِ امْرَأَتِهِ حَتَّى يَكُونَ لَهَا عَدَاوَةٌ فِي نَفْسِهِ وَحَتَّى يَقُولَ كُلِّفْتُ لَكُمْ عِلْقَ الْقِرْبَةِ (¬1). ¬
4155 - أَنَسٌ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَآخَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ - وَعِنْدَ الأَنْصَارِيِّ امْرَأَتَانِ فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ: بَارَكَ الله لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ فَأَتَى السُّوقَ فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ، وَشَيْئًا مِنْ سَمْنٍ؛ فَرَآهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فَقَالَ: ((مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟!)) فَقَالَ: تَزَوَّجْتُ أَنْصَارِيَّةً قَالَ: ((فَمَا سُقْتَ؟)) قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ: ((أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ)). للستة (¬1). ¬
4156 - وفي رواية: هلم أقاسمك مَالِي نِصْفَيْنِ وَلِي امْرَأَتَانِ، فأطلق إحدهما فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا تَزَوَجْتهَا فقَالَ: بَارَكَ الله لَكَ. الحديث.
4157 - أبو هريرة: أن رجلا استعان النبي - صلى الله عليه وسلم - على مهر زوجته، فقال: ((عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا))، قَالَ: عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ، قَالَ: ((كأنكم تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ -[119]- مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ مَا عِنْدَنَا مَا نُعْطِيكَ، وَلَكِنْ عَسَى أَنْ نَبْعَثَكَ فِي بَعْثٍ تُصِيبُ مِنْهُ)). لمسلم مطولاً (¬1). ¬
4158 - ابْنُ مَسْعُودٍ: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ، فَقَالَ: لَهَا مِثْلُ صَدَاقِ نِسَائِهَا، لا وَكْسَ، وَلا شَطَطَ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ فَقَامَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الأَشْجَعِيُّ، فَقَالَ: قَضَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ -امْرَأَةٍ مِنَّا- مِثْلَ ما قَضَيْتَ؛ فَفَرِحَ بِهَا ابْنُ مَسْعُودٍ. لأصحاب السنن بلفظ الترمذي (¬1). ¬
4159 - نافعٌ: في امرأة مات زوجها، ولم يقربها وكان لم يسم لها صداقًا، فقضى ابن عمر وزيد بن ثابت أن لا صداق لها، ولها الميراث.
4160 - ابْنُ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: لِكُلِّ مُطَلَّقَةٍ مُتْعَةٌ، إِلاَّ الَّتِي تُطَلَّقُ وَقَدْ فُرِضَ، لَهَا فرض وَلَمْ تُمَسَّ فَحَسْبُهَا نِصْفُ مَا فُرِضَ لَهَا.
4161 - ابْن الْمُسَيبِ: أَنَّ عُمَرَ قَضَى بأن إِذَا أُرْخِيَتِ السُّتُورُ في النكاح فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ. وهي لمالك (¬1). ¬
4162 - ابن عباس: أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا تَزَوَّجَ بفَاطِمَةَ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا فَمَنَعَهُ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى يُعْطِيَهَا شَيْئًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله لَيْسَ لِي شَيْءٌ، فَقَالَ: ((أَعْطِهَا دِرْعَكَ))، فَأَعْطَاهَا دِرْعَهُ ثُمَّ دَخَلَ بِهَا. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4163 - عَائِشة: أَمَرَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أُدْخِلَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا قَبْلَ أَنْ -[120]- يُعْطِيَهَا شَيْئًا. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4164 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ جده رفعه: ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ عَلَى صَدَاقٍ أَوْ حِبَاءٍ أَوْ عِدَةٍ قَبْلَ عِصْمَةِ النِّكَاحِ فَهُوَ لَهَا، وَمَا كَانَ بَعْدَ عِصْمَةِ النِّكَاحِ، فَهُوَ لِمَنْ أعطيه وَأَحَقُّ مَا أُكْرِمَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ ابْنَتُهُ وأُخْتُهُ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4165 - عقبةُ بن عامر رفعه: ((أَحَقُّ مَا أَوْفَيْتُمْ به مِنَ الشُّرُوطِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4166 - عَائِشةُ رفعته: ((إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا، وَتَيْسِيرَ رَحِمِهَا)). لأحمد بلين (¬1). ¬
4167 - ابنُ سيرين: تزوج الحسن بن علي امرأة، فأرسل إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم. «للكبير» (¬1). ¬
4168 - ميمون الكرديُّ عن أبيه رفعه: ((أيما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر أو كثر ليس في نفسه أن يؤدي إليها حقها، لقي الله يوم القيامة وهو زان)) (¬1). ¬
4169 - أَنَسٌ قَالَ: مَا أَوْلَمَ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أحد مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَى زَيْنَبَ، أَوْلَمَ بِشَاةٍ (¬1). ¬
4170 - وفي رواية: أَطْعَمَهُمْ خُبْزًا وَلَحْمًا حَتَّى تَرَكُوهُ. للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
4171 - عَائِشَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ قَالَتَا: أَمَرَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نُجَهِّزَ فَاطِمَةَ حَتَّى -[121]- نُدْخِلَهَا عَلَى عَلِيٍّ، فَعَمَدْنَا إِلَى الْبَيْتِ فَفَرَشْنَاهُ تُرَابًا لَيِّنًا مِنْ أَعْرَاضِ الْبَطْحَاءِ ثُمَّ حَشَوْنَا مِرْفَقَتَيْنِ لِيفًا، فَنَفَشْنَاهُ بِأَيْدِينَا، ثُمَّ أَطْعَمْنَا تَمْرًا وَزَبِيبًا وَسَقَيْنَا مَاءً عَذْبًا، وَعَمَدْنَا إِلَى عُودٍ فَعَرَضْنَاهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ يُلْقَى عَلَيْهِ الثَّوْبُ وَيُعَلَّقَ عَلَيْهِ السِّقَاءُ فَمَا رَأَيْنَا عُرْسًا أَحْسَنَ مِنْ عُرْسِ فَاطِمَةَ. للقزويني بضعف (¬1). ¬
4172 - صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ: أَوْلَمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ بِمُدَّيْنِ مِنْ شَعِيرٍ. للبخاري (¬1). ¬
4173 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: كَانَ يُولِمُ بِالْوَلِيمَةِ مَا فِيهَا خُبْزٌ وَلا لَحْمٌ. لمالك (¬1). ¬
4174 - سهلُ بنُ سعد: أن أبا أسيد الساعدي دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لعرسه، فما صنع لهم طعامًا، ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسيد، وانقعت له تمرات من الليل في تور من حجارة، فلما فرغ - صلى الله عليه وسلم - من الطعام أماثته، فسقته إياه تخصه بذلك، فكانت المرأة خادمهم يومئذ، وهي العروس. للشيخين (¬1). ¬
4175 - ابْن مَسْعُودٍ رفعه: ((طَعَامُ الوليمة أَوَّلِ يَوْمٍ حَقٌّ، والثَّانِي سُنَّةٌ، وَطَعَامُ يَوْمِ الثَّالِثِ سُمْعَةٌ، وَمَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ الله بِهِ)). للترمذي (¬1). ¬
4176 - ابْنُ عُمَرَ: ((إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ فَلْيَأْتِهَا، فَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا أكل، وَإِنْ (كان) (¬1) صَائِمًا فَلْيَدْعُ)). لأبي داود (¬2). ¬
4177 - أبو هُرَيْرَةَ: شر الطَّعَامُ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى إِلَيْهِا الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْمَسَاكِينُ، ومَنْ لَمْ يَأْتِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى الله وَرَسُولَهُ (¬1). ¬
4178 - وفي رواية: يُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا، وَيُدْعَى إِلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا. هما للشيخين، و «الموطأ»، وأبي داود (¬1). ¬
4179 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: -[122]- ((أَجِيبُوا هَذِهِ الدَّعْوَةَ إِذَا دُعِيتُمْ))، قَالَ نافع: وَكَانَ عَبْدُ الله يَأْتِي الدَّعْوَةَ فِي الْعُرْسِ وَغَيْرِ الْعُرْسِ، وَهُوَ صَائِمٌ.
4180 - وفي رواية: ((إِذَا دُعِيتُمْ إِلَى كُرَاعٍ فَأَجِيبُوا)).
4181 - وفي أخرى: ((مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى الله وَرَسُولَهُ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَى غَيْرِ دَعْوَةٍ دَخَلَ سَارِقًا، وَخَرَجَ مُغِيرًا)). للشيخين، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
4182 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ وإِنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيْصَل، وَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَطْعَمْ)) (¬1). ¬
4183 - وفي رواية: ((إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ وَهُوَ صَائِمٌ؛ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ)). لمسلم وأبي داود، الترمذي (¬1). ¬
4184 - حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ الصحابة رفعه: ((إِذَا اجْتَمَعَ داعِيَانِ فَأَجِبْ أَقْرَبَهُمَا بَابًا فَإِنَّ أَقْرَبَهُمَا بَابًا أَقْرَبَهُمَا جِوَارًا وَإِنْ سَبَقَ أَحَدُهُمَا فَأَجِبِ الَّذِي سَبَقَ)). لأبي داود (¬1). ¬
4185 - أبو مَسْعُود الأَنْصَارِيُّ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شُعَيْبٍ، وَكَانَ لَهُ غُلامٌ لَحَّامٌ، فَرَأَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَعَرَفَ فِي وَجْهِهِ الْجُوعَ، فَقَالَ لِغُلامِهِ: وَيْحَكَ، اصْنَعْ لَنَا طَعَامًا لِخَمْسَةِ نَفَرٍ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَدْعُوَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَصَنَعَ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَدَعَاهُ خَامِسَ خَمْسَةٍ فاتَّبَعَهُمْ رَجُلٌ، فَلَمَّا بَلَغَ الْبَابَ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ هَذَا اتَّبَعَنَا فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ وَإِنْ شِئْتَ رَجَعَ)) قَالَ: بَلْ آذَنُ لَهُ يَا رَسُولَ -[123]- الله. للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
4186 - أَنَسٌ: أَنَّ جَارًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - فَارِسِيًّا كَانَ طَيِّبَ الْمَرَقِ فَصَنَعَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - طعامًا، ثُمَّ جَاءَ يَدْعُوهُ فَقَالَ: ((وَهَذِهِ؟)) لِعَائِشَةَ، فَقَالَ: لا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا)) ثم عَادَ يَدْعُوهُ، فَقَالَ: ((وَهَذِهِ؟)) فقَالَ: لا، فقَالَ: ((لا))، ثُمَّ عَادَ يَدْعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وَهَذِهِ؟)) قَالَ نَعَمْ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَامَا يَتَدَافَعَانِ إلى مَنْزِلَهُ. لمسلم، والنسائي (¬1). ¬
موانع النكاح وفيه الرضاع
موانع النكاح وفيه الرضاع
4187 - ابْنُ عَبَّاس: حَرُمَ مِنَ النَّسَبِ سَبْعٌ، وَمِنَ الصِّهْرِ سَبْعٌ، ثُمَّ قَرَأَ {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} الآيَةَ. للبخاري (¬1). ¬
4188 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((أَيُّمَا رَجُلٍ نَكَحَ امْرَأَةً فَدَخَلَ بِهَا فَلا يَحِلُّ لَهُ نِكَاحُ ابْنَتِهَا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ دَخَلَ بِهَا فَلْيَنْكِحِ ابْنَتَهَا، وَأَيُّمَا رَجُلٍ نَكَحَ امْرَأَةً فَلا يَحِلُّ لَهُ نِكَاحُ أُمِّهَا دخل بها أو لم يدخل)). للترمذي (¬1). ¬
4189 - مَالِكُ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ: أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ: اسْتُفْتِيَ، وَهُوَ بِالْكُوفَةِ عَنْ نِكَاحِ الأُمِّ بَعْدَ الْابْنَةِ إِذَا لَمْ يمسها فَأَرْخَصَ فيه، ثم قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَسَئُلَ عَنْ ذَلِكَ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ لَيْسَ كَمَا قَالَ وَإِنَّمَا الشَّرْطُ فِي الرَّبَائِبِ، فَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ فَلَمْ يَصِلْ مَنْزِلَه حَتَّى أَتَى الرَّجُلَ الَّذِي أفتاه بِذَلِكَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُفَارِقَ امْرَأَتَهُ (¬1). ¬
4190 - عُمَرُ: سُئِلَ عَنِ الْمَرْأَةِ وَابْنَتِهَا مِنْ مِلْكِ الْيَمِينِ تُوطَأُ إِحْدَاهُمَا بَعْدَ الأُخْرَى، فَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنْ أَجْيُزَهُمَا جَمِيعًا وَنَهَاه عَنْ ذَلِكَ. للموطأ (¬1). ¬
4191 - مَالِك بَلَغَهُ: أَنَّ عُمَرَ وَهَبَ لابْنِهِ جَارِيَةً، فَقَالَ: لا تَمَسَّهَا -[124]- فَإِنِّي قَدْ كَشَفْتُهَا (¬1). ¬
4192 - ابْن عَبَّاس: إِذَا زَنَى بِأُخْتِ امْرَأَتِهِ لَمْ تَحْرُمْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ. للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
4193 - ابْن عُمَرَ رفعه: ((لا يُحَرِّمُ الْحَرَامُ الْحَلالَ)). للقزويني بلين (¬1). ¬
4194 - عَلِيٌّ رفعه: ((إِنَّ الله حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ)). للترمذي (¬1). ¬
4195 - عَائِشَةُ: إِنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ بَعْدَ مَا نَزَلَ الْحِجَابُ، فَقُلْتُ: وَالله لا آذَنُ لَهُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَإِنَّ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيْسِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَتُهُ فقَالَ: ((ائْذَنِي لَهُ فَإِنَّهُ عَمُّكِ تَرِبَتْ يَمِينُكِ)). للستة (¬1). ¬
4196 - عَلِيٌّ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله: مَالَكَ تنوق من قريش وَتَدَعُنَا، قَالَ: ((وعندكم شيء؟)) قُلْتُ: نَعَمْ بِنْتُ حَمْزَةَ، فقَالَ: ((إِنَّهَا لا تَحِلُّ لِي إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ)). لمسلم، والنسائي (¬1). ¬
4197 - أُمُّ حَبِيبَةَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله انْكِحْ أُخْتِي بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: ((أو تُحِبِّينَ ذلك)) فقلت: نَعَمْ لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ مَنْ شَارَكَنِي فِي خَيْرٍ أُخْتِي، فَقَالَ: ((إِنَّ هذا لا يَحِلُّ لِي)) قلت: فإنا نَتَحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ((بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ)) فَقُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: ((لو أنها لم تكن ربيبتي فِي حَجْرِي مَا حَلَّتْ لِي؛ لأِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ أَرْضَعَتْنِي، وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلا أَخَوَاتِكُنَّ)) (¬1). ¬
4198 - زاد رزين: قال عروة: وثويبة مولاة أبي لهب كان أعتقها حين بشرته بميلاد -[125]- النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأرضعته - صلى الله عليه وسلم -، فلما مات أبو لهب كافراً، رآه العباس في المنام بعد إسلامه بشر حيبة فقال له: ماذا لقيت؟ قال: لم ألق بعدكم خيراً غير أني سقيت في هذه -يعني فقرة إبهامه- كل ليلة اثنين بعتاقتي ثويبة، وكانت حاضنته - صلى الله عليه وسلم -، وهي أم أيمن وأم أسامة بن زيد وكانا أخوين لأم، وأيمن رجل من الأنصار (¬1). ¬
4199 - عَائِشَةُ: دَخَلَ عَلَيَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدِي رَجُلٌ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله إِنَّهُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَقَالَ: ((انْظُرْنَ من إخوانكن مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ)). هما للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
4200 - وعنها رفعته: ((لا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ والْمَصَّتَانِ)). لمسلم، وأصحاب السنن (¬1). ¬
4201 - وعنها: كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ فَتُوُفِّيَ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ. للستة إلا البخاري (¬1). ¬
4202 - علي وابن مسعودكانا يقولان: يحرم من الرضاع قليله وكثيره. «للكبير»، بانقطاع (¬1). ¬
4203 - عَائِشَةُ: جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ يَا رَسُولَ الله إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ، وَهُوَ حَلِيفُهُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَرْضِعِيهِ)) قَالَتْ: وَكَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ فَتَبَسَّمَ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَالَ: ((قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ)) وقد كَانَ شَهِدَ بَدْرًا (¬1). ¬
4204 - وفي رواية: ((أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ، وَيَذْهَبِ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ)) -[126]- فَرَجَعَتْ، فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُهُ فَذَهَبَ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ (¬1). ¬
4205 - وفي أخرى: فَلِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَأْمُرُ بَنَاتِ إخْوَتِهَا وَبَنَاتِ أِخْوَاتِهَا أَنْ يُرْضِعْنَ مَنْ أَحَبَّتْ أَنْ يَرَاهَا وَيَدْخُلَ عَلَيْهَا، وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا خَمْسَ رَضَعَاتٍ ثُمَّ يَدْخُلُ عَلَيْهَا، وَأَبَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ حَتَّى يَرْضَعَ فِي الْمَهْدِ وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ: وَالله مَا نَدْرِي لَعَلَّهَا رُخْصَة لسالم من رسول الله دُونَ النَّاسِ. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
4206 - وعنها: قَالَتْ: لَقَدْ نَزَلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَاعَةُ الْكَبِيرِ عَشْرًا، وَلَقَدْ كَانَ فِي صَحِيفَةٍ تَحْتَ سَرِيرِي فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَتَشَاغَلْنَا بِمَوْتِهِ دَخَلَ دَاجِنٌ فَأَكَلَهَا. للقزويني، بعنعنة ابن إسحاق (¬1). ¬
4207 - أُمُّ سَلَمَةَ رفعته: ((لا يُحَرِّمُ مِنَ الرِّضَاعَ إِلاَّ مَا فَتَقَ الأَمْعَاءَ فِي الثَّدْيِ وَكَانَ قَبْلَ الْفِطَامِ)). للترمذي (¬1). ¬
4208 - عُقْبَةُ بْنُ حارثة: أَنَّهُ تَزَوَّجَ ابْنَةً لأَبِي إِهَابِ بْنِ عَزِيزٍ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: إني قَدْ أَرْضَعْتُ عُقْبَةَ، وَالَّتِي تَزَوَّجَ، فَقَالَ لَهَا عُقْبَةُ: مَا أَعْلَمُ أَنَّكِ أَرْضَعْتِنِي، وَلا أَخْبَرْتِنِي فَرَكِبَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كَيْفَ وَقَدْ قِيلَ)) فَفَارَقَهَا عقبةُ، وأنكحت زَوْجًا غَيْرَهُ. للبخاري، وأصحاب السنن (¬1). ¬
4209 - ابْنُ عَبَّاسٍ: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ لَهُ امرأتان أَرْضَعَتْ إِحْدَاهُمَا جَارِيَةً وَالأُخْرَى غُلامًا أَيَحِلُّ لِلْغُلامِ أَنْ ينكح الْجَارِيَةِ؟ قَالَ لا: لأن اللِّقَاحُ وَاحِدٌ. لمالك، والترمذي (¬1). ¬
4210 - حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِيهِ، قلت: يَا رَسُولَ الله مَا يُذْهِبُ عَنِّي مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ قَالَ: ((غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
4211 - عائشةُ رفعته: ((لا تسترضعوا الورهاء)). قال يونس: الحمقاء. «للصغير» بضعف (¬1). ¬
4212 - وللبزار بضعف: ((لا تسترضعوا الحمقاء فإن اللبن يورث)). للبزار (¬1). ¬
4213 - أبو هُرَيْرَةَ: نَهَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يجمع الرجل بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها. قال الزهري: فَنُرَى خَالَةَ أَبِيهَا بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ. للستة (¬1). ¬
4214 - الضَّحَّاكُ بْنُ فَيْرُوزَ عَنْ أَبِيهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي أَسْلَمْتُ، وَتَحْتِي أُخْتَانِ، قَالَ: ((طَلِّقْ أَيَّتَهُمَا شِئْتَ)). لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
4215 - رجلٌ من الصحابة: سئل عن أختين مملوكتين لرجل، هل يجمع بينهما فقال: أمَّا أنا فلو كان لي من الأمر شيء لم أجد أحدًا فعل ذلك إلا جعلته نكالاً، قال ابن شهاب: أراه عليًا. لمالك، وقال بلغني عن الزبير مثل ذلك (¬1). ¬
4216 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ غَيْلانَ بْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِيَّ أَسْلَمَ، وَلَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَسْلَمْنَ مَعَهُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَتَخَيَّرَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا. للترمذي (¬1). ¬
4217 - عَائِشَةُ: جَاءَتِ امْرَأَةُ رِفاعَةَ الْقُرَظِيِّ إلى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ فطلَّقني فبت طَلاقِي فَتَزَوَّجْتُ عَبْدَالرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ وإنَّ مَعَهُ مِثْلُ -[128]- هُدْبَةِ الثَّوْبِ، فَقَالَ: ((أَتُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ، لا حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ، وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ)) (¬1). ¬
4218 - زاد في رواية: وأَبُو بَكْرٍ وخَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ بن العاص بِالْبَابِ ينتظر أن يُؤْذَنَ لَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلا تزجر هَذِهِ عَمَّا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ومَا يَزِيدُ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى التَّبَسُّمِ.
4219 - وفي رواية: أرسلها عِكْرِمَةُ: أنها أتت عَائِشَة، وَعَلَيْهَا خِمَارٌ أَخْضَرُ فَشَكَتْ إِلَيْهَا وَأَرَتْهَا خُضْرَةً بِجِلْدِهَا فَلَمَّا جَاءَ (رَسُولُ الله) (¬1) - صلى الله عليه وسلم -، وَالنِّسَاءُ (يَنْصُرُ) (¬2) بَعْضُهُنَّ بَعْضًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَا يَلْقَى الْمُؤْمِنَاتُ، لَجِلْدُهَا أَشَدُّ خُضْرَةً مِنْ ثَوْبِهَا وَسَمِعَ زوجها أنها أتته - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَ وَمَعَهُ ابْنَانِ مِنْ غَيْرِهَا، فقالت: وَالله مَا لِي إِلَيْهِ مِنْ ذَنْبٍ إِلاَّ أَنَّ مَا (به) لَيْسَ بِأَغْنَى عَنِّي مِنْ هَذِهِ وَأَخَذَتْ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهَا، فَقَالَ: كَذَبَتْ وَالله يَا رَسُولَ الله إِنِّي لَأَنْفُضُهَا نَفْضَ الأَدِيمِ، وَلَكِنَّهَا نَاشِزٌ تُرِيدُ رِفَاعَةَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((فَإِنْ كَانَ ذَلِكِ لَمْ تَحِلِّي، ولَمْ تَصْلُحِي لَهُ حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتِكِ)) وَأَبْصَرَ مَعَهُ ابْنَيْنِ، فَقَالَ: ((أبَنُوكَ هَؤُلاءِ؟)) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ((هَذَا الَّذِي تَزْعُمِينَ فَوَالله لَهُمْ أَشْبَهُ بِهِ مِنَ الْغُرَابِ بِالْغُرَابِ)). للستة (¬3). ¬
4220 - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: كَانَ يَقُولُ فِي الرَّجُلِ يُطَلِّقُ الأَمَةَ ثَلاثًا ثُمَّ يَشْتَرِيهَا: إِنَّهَا لا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ. لمالك (¬1). ¬
4221 - ابْنُ عَبَّاسٍ، وأبو هُرَيْرَةَ، وابنُ الْعَاصِ: -[129]- سُئِلُوا عَنِ الْبِكْرِ يُطَلِّقُهَا زَوْجُهَا ثَلاثًا قبل الدخول فَكُلُّهُمْ، قال: لا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ. لمالك (¬1). ¬
4222 - ابْنُ مَسْعُودٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن المُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ. للترمذي والنسائي (¬1). ¬
4223 - ابْنُ شِهَابٍ: أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَامِرٍ أَهْدَى لِعُثْمَانَ جَارِيَةً اشتراها بِالْبَصْرَةِ، ولها زوج، فَقَالَ عُثْمَانُ: لا أَقْرَبُهَا ولها زوج فَأَرْضَى ابْنُ عَامِرٍ زَوْجَهَا فَفَارَقَهَا (¬1). ¬
4224 - ابْنُ عُمَرَ: لا يَطَأُ رَّجُلُ وَلِيدَةً إِلاَّ وَلِيدَةً إِنْ شَاءَ بَاعَهَا، وَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا، وَإِنْ شَاءَ وَهَبَهَا، وَإِنْ شَاءَ صَنَعَ بِهَا مَا شَاءَ (¬1). ¬
4225 - مَالِكٌ بَلَغَهُ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وابْنَ عُمَرَ، سُئِلا عَنْ رَجُلٍ كَانَ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ حُرَّةٌ فَأَرَادَ أَنْ يَنْكِحَ عَلَيْهَا أَمَةً فَكَرِهَا أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا. هي ((للموطأ)) (¬1). ¬
4226 - ابْنُ عُمَرَ: كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ نِكَاحِ النَّصْرَانِيَّةِ وَالْيَهُودِيَّةِ، قَالَ: إِنَّ الله حَرَّمَ الْمُشْرِكَاتِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلا أَعْلَمُ مِنَ الإشْرَاكِ شَيْئًا مِنْ أَنْ تَقُولَ الْمَرْأَةُ: رَبُّهَا عِيسَى، وَهُوَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ الله. للبخاري (¬1). ¬
4227 - ابنُ عباس: نزلت هذه الآية {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} (فحجز) (¬1) الناس عنهن حتى نزلت الآية التى بعدها {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم، وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم} فنكح الناس نساء أهل الكتاب. ((للكبير)) (¬2). ¬
نكاح المتعة والشغار ونكاح الجاهلية وما يفسخ فيه النكاح وما لا
نكاح المتعة والشغار ونكاح الجاهلية وما يفسخ فيه النكاح وما لا
4228 - ابنُ مسعود: كُنَّا نَغْزُو مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَيْسَ معنا نساء، فَقُلْنَا: أَلا نختصي؟ فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ رَخَّصَ لَنَا أَنْ نستمتع، وكان أحدنا ينكح الْمَرْأَةَ بِالثَّوْبِ إلى أجل ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ الله لَكُمْ} (¬1). ¬
4229 - سلمةُ بنُ الأكوع: رَخَّصَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَامَ أَوْطَاسٍ فِي الْمُتْعَةِ ثَلاثًا، ثُمَّ نَهَى عَنْهَا. هما للشيخين (¬1). ¬
4230 - ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا كَانَتِ الْمُتْعَةُ فِي أَوَّلِ الإسْلامِ، كَانَ الرَّجُلُ يَقْدَمُ الْبَلْدَةَ لَيْسَ لَهُ بِهَا مَعْرِفَةٌ، فَيَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ بِقَدْرِ مَا يَرَى أَنَّهُ يُقِيمُ فَتَحْفَظُ لَهُ مَتَاعَهُ، وَتُصْلِحُ لَهُ شَيْئَهُ حَتَّى إِذَا نَزَلَتِ الآيَةُ {إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} فَكُلُّ فَرْجٍ سواهما فَهُوَ حَرَامٌ. للترمذي (¬1). ¬
4231 - عُرْوَةُ: أَنَّ أخاه عَبْدَ الله أقام بِمَكَّةَ، فَقَالَ: إِنَّ نَاسًا أَعْمَى الله قُلُوبَهُمْ كَمَا أَعْمَى أَبْصَارَهُمْ يُفْتُونَ بِالْمُتْعَةِ. يُعَرِّضُ بِرَجُلٍ فَنَادَاهُ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَجِلْفٌ جَافٍ، فَلَعَمْرِي لَقَدْ كَانَتِ الْمُتْعَةُ عَلَى عَهْدِ إِمَامِ الْمُتَّقِينَ. يُرِيدُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ: فَجَرِّبْ بِنَفْسِكَ، وَالله لَئِنْ فَعَلْتَهَا لَأَرْجُمَنَّكَ بِأَحْجَارِكَ. لمسلم (¬1). ¬
4232 - ابنُ جبير قلتُ لابن عباس: أتدري ما صنعت؟! وبما أفتيت؟! سارت بفتياك الركبان، وقالت فيه الشعراء. قال: وما قالت؟ قلت: قالوا: قد قال للشيخ لما طال مجلسه ... يا صاح هل لك في فتيا ابن عباس -[131]- هل لك في رخصة الأطراف آنسة ... تكون مثواك حتى مصدر الناس فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، والله ما بهذا أفتيت، ولا هذا أردت، ولا أحللت منها إلا ما أحل الله من الميتة والدم ولحم الخنزير. ((للكبير)) بمدلس (¬1). ¬
4233 - سَبْرَةُ بنُ معبد: غزوت مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَتْحَ مَكَّةَ فَأَقَمْنَا خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً فَأَذِنَ (لَنَا) (¬1) فِي مُتْعَةِ النِّسَاءِ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، وَلِي عَلَيْهِ فَضْلٌ فِي الْجَمَالِ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الدَّمَامَةِ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا بُرْدٌ فَبُرْدِي خَلَقٌ، وبرده جَدِيدٌـ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَسْفَلِ مَكَّةَ أَوْ بِأَعْلاهَا (فَتَلَقَّتْنَا) (¬2) فَتَاةٌ مِثْلُ الْبَكْرَةِ الْعَنَطْنَطَةِ أو كأنها بكرة عيطاء، فَقُلْنَا: هَلْ لَكِ أَنْ يَسْتَمْتِعَ مِنْكِ أَحَدُنَا، قَالَتْ: وَمَا تَبْذُلانِ، فَنَشَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا بُرْدَهُ فَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ وَيَرَاهَا صَاحِبِي حتى (¬3) تَنْظُرُ إِلَى عطفيها. فَقَالَ: إِنَّ بُرْدَ هَذَا خَلَقٌ وَبُرْدِي جَدِيدٌ غَضٌّ، فقالت: بُرْدُ هَذَا يكفيني لا بَأْسَ بِهِ مرتين أو ثلاثًا فاستمتعت به مِنْهَا، فَلَمْ أَخْرُجْ حَتَّى حَرَّمَهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: ((يأيها الناس إني (كنت) (¬4) قد أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن فليخل سبيلها ولا تأخذوا مما أتيتموهن شيئًا)). لمسلم والنسائي (¬5). ¬
4234 - ولأحمد برجال الصحيح، قال سبرة: فَأَنَا قَرِيبٌ مِنَ الدَّمَامَةِ، وَعَلَيَّ بُرْدٌ جَدِيدٌ، وَعَلَى ابْنِ عَمِّي بُرْدٌ خَلَقٌ. إلى آخر القضية. بعكسها (¬1). ¬
4235 - عُرْوَةُ: أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ دَخَلَتْ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَتْ: إِنَّ رَبِيعَةَ بْنَ أُمَيَّةَ اسْتَمْتَعَ بِامْرَأَةٍ مُولدَةٍ فَحَمَلَتْ مِنْهُ فَخَرَجَ عُمَرُ -[132]- يَجُرُّ رِدَاءَهُ فزعًا، فَقَالَ: هَذِهِ الْمُتْعَةُ، وَلَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ فِيهَا لَرَجَمْتُ. لمالك (¬1). ¬
4236 - عَلِيُّ: قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: إن رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ أَكْلِ لُحُومِ (الحمر) (¬1) الإنْسِيَّةِ. للستة إلا أبا داود (¬2). ¬
4237 - ثعلبةُ بنُ الحكم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى يوم خيبر عن المتعة. ((للأوسط)) (¬1). ¬
4238 - جَابِرُ: كُنَّا نَسْتَمْتِعُ بِالْقَبْضَةِ مِنَ التَّمْرِ وَالدَّقِيقِ الأَيَّامَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبِي بَكْرٍ حَتَّى نَهَى عَنْهُ عُمَرُ فِي شَأْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ. لمسلم (¬1). ¬
4239 - أبو هريرة قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، فنزلنا ثنية الوداع فرأى مصابيح، ورأى نساء يبكين، فقال: ((ما هذا؟)) فقيل: نساء يبكين يُمتع منهن، فقال: ((حرَّم)) -أو قال-: هدم المتعةَ النكاحُ والطلاقُ والعدةُ والميراثُ)). للموصلي بلين، و «للأوسط» (بلين) (¬1) عن جابر نحوه (¬2). ¬
4240 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الشِّغَارِ وهو: أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ (بْنَتَهُ) (¬1) أو أخته عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ ابْنَتَهُ أو أخته، ولَيْسَ بَيْنَهُمَا صَدَاقٌ. للستة (¬2). ¬
4241 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الأَعْرَجُ: أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الله بْنِ الْعَبَّاسِ أَنْكَحَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَكَمِ ابْنَتَهُ، وَأَنْكَحَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَتَهُ، وَكَانَا قد جَعَلا صَدَاقًا فبلغ ذلك مُعَاوِيَةُ، فكتب إِلَى مَرْوَانَ يَأْمُرُهُ بِالتَّفْرِيقِ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ فِي كِتَابِهِ: هَذَا هو الشِّغَارُ الَّذِي نَهَى عَنْهُ -[133]- رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود (¬1). ¬
4242 - عَائِشَةُ: أَنَّ النِّكَاحَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ، فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ يَخْطُبُ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَلِيَّتَهُ أَوِ ابْنَتَهُ، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا، وَنِكَاحٌ آخَرُ كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لامْرَأَتِهِ: إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِي إِلَى فُلانٍ فَاسْتَبْضِعِي مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا، وَلا يَمَسُّهَا حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ، فَإِذَا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا أَصَابَهَا زَوْجُهَا إِذَا أَحَبَّ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ رَغْبَةً فِي نَجَابَةِ الْوَلَدِ هَذَا النِّكَاحُ: نِكَاحَ الاسْتِبْضَاعِ، وَنِكَاحٌ آخَرُ: يَجْتَمِعُ الرَّهْطُ مَا دُونَ الْعَشَرَةِ فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ كُلُّهُمْ يُصِيبُهَا، فَإِذَا حَمَلَتْ وَوَضَعَتْ وَمَرَّ لَيَالٍ بَعْدَ أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ فَلَمْ يَسْتَطِعْ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَنِعَ حَتَّى يَجْتَمِعُوا عِنْدَهَا، تقول لَهُمْ: قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِكُمْ، وَقَدْ وَلَدْتُ فَهُوَ ابْنُكَ يَا فُلانُ تُسَمِّي مَنْ أَحَبَّتْ بِهِ وَلَدُهَا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْتَنِعَ الرَّجُلُ، وَنِكَاحُ رَّابِعِ: يَجْتَمِعُ النَّاسُ الْكَثِيرُ فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ لا تَمْتَنِعُ مِمَّنْ جَاءَهَا، وَهُنَّ الْبَغَايَا كُنَّ يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ رَايَاتٍ تَكُونُ عَلَمًا، فَمَنْ أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ فَإِذَا حَمَلَتْ إِحْدَاهُنَّ، وَوَضَعَتْ حَمْلَهَا، جُمِعُوا لَهَا، وَدَعَوْا لها الْقَافَةَ، ثُمَّ أَلْحَقُوا وَلَدَهَا بِالَّذِي يَرَوْنَ فَالْتَاطَ بِهِ، وَدُعِيَ ابْنهُ، لا يَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ (بِالْحَقِّ، هَدَمَ نِكَاحَ الْجَاهِلِيَّةِ كُلَّهُ إِلاَّ نِكَاحَ الإسلام الْيَوْمَ. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
4243 - مَيْمُونَةُ بِنْتُ (كَرْدَمٍ) (¬1): خَرَجْتُ مَعَ أَبِي فِي حَجَّةِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَدَنَا أَبِي منه، وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ، وَمَعَهُ - صلى الله عليه وسلم - دِرَّةٌ كَدِرَّةِ الْكُتَّابِ، فَسَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ: الطَّبْطَبِيَّةَ الطَّبْطَبِيَّةَ، فَدَنَا إِلَيْهِ أَبِي فَأَخَذَ بِقَدَمِهِ (فَأَقَرَّ) (¬2) لَهُ، وَوَقَفَ وَاسْتَمَعَ مِنْهُ، فَقَالَ: إِنِّي حَضَرْتُ جَيْشَ (غِثْرَانَ) (¬3) فَقَالَ طَارِقُ بْنُ الْمُرَقَّعِ: مَنْ يُعْطِينِي رُمْحًا بِثَوَابِهِ، فقُلْتُ: وَمَا ثَوَابُهُ؟ قَالَ: أُزَوِّجُهُ أَوَّلَ بِنْتٍ تَكُونُ لِي فَأَعْطَيْتُهُ رُمْحًا على ذلك ثُمَّ غِبْتُ -[134]- عَنْهُ حَتَّى عَلِمْتُ أن قَدْ وُلِدَت لَهُ جَارِيَة وَبَلَغَتْ، ثُمَّ جِئْتُهُ، قُلْتُ: لَهُ جَهِّز إِلَيَّ أهلى فَحَلَفَ أَنْ لا يَفْعَلَ حَتَّى أُصْدِقَها صَدَاقًا جَدِيدًا غَيْرَ الَّذِي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَحَلَفْتُ أن لا أُصْدِقها غَيْرَ الَّذِي كنت أَعْطَيْتُهُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((وَبِقَرْنِ -أَيِّ: النِّسَاءِ- هِيَ الْيَوْمَ؟)) قَالَ: قَدْ رَأَتِ الْقَتِيرَ، قَالَ: ((أَرَى لك أَنْ تَتْرُكَهَا)) فَرَاعَنِي ذَلِكَ، وَنَظَرْتُ إليه - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مِنِّي، قَالَ: ((لا تَأْثَم وَلا تؤثم صَاحِبَكَ)). لأبي داود (¬4). ¬
4244 - نَضْرةُ بْنُ أكثم: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً على أنها بِكْر فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا فَإِذَا هِيَ حُبْلَى، فَقَالَ لي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَهَا الصَّدَاقُ بِمَا اسْتَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا، وَالْوَلَدُ عَبْدٌ لَكَ)) وفرق بيننا، وقال: ((إذا وضعت فَحُدُّوهَا)). لأبي داود (¬1). ¬
4245 - ابْنُ عَبَّاسٍ: إِذَا أَسْلَمَتِ النَّصْرَانِيَّةُ تحت الذمي قَبْلَ زَوْجِهَا بِسَاعَةٍ حَرُمَتْ عَلَيْهِ. للبخاري (¬1). ¬
4246 - وعنه: أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ عَلَى عَهْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَتَزَوَّجَتْ، فَجَاءَ زَوْجُهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَسْلَمْتُ، وَعَلِمَتْ بِإِسْلامِي، فَانْتَزَعَهَا - صلى الله عليه وسلم - مِنْ زَوْجِهَا الآخَرِ وَرَدَّهَا إِلَى الأَوَّلِ. لأبي داود (¬1). ¬
4247 - وعنه: رَدَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِي الْعَاص بِالنِّكَاحِ الأَوَّلِ بعد ست سنين، وَلَمْ يُحْدِثْ شيئًا (¬1). ¬
4248 - وفي رواية: بَعْدَ سَنَتَيْنِ. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
4249 - عَمْرِوُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رَدَّ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِي الْعَاص بْنِ الرَّبِيعِ بِمَهْرٍ جَدِيدٍ، وَنِكَاحٍ جَدِيدٍ. للترمذي (¬1). ¬
4250 - ابْنُ شِهَابٍ: إن إِسْلامَ صَفْوَانَ بنِ أمية تأخر عن إِسْلامِ زوجته بنحو شهر، وَلَمْ يُفَرِّقْ النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهما. ((للموطأ)) بقصة (¬1). ¬
4251 - وعنه: أَنَّ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْت الْحَارِثِ، وَكَانَتْ تَحْتَ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، فَأَسْلَمَتْ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَهَرَبَ عِكْرِمَةُ لليمن، فَارْتَحَلَتْ إليه فَدَعَتْهُ إِلَى الإسْلامِ فَأَسْلَمَ، وَقَدِمَ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْفَتْحِ فَلَمَّا رَآهُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وَثَبَ إِلَيْهِ فَرِحًا، وَمَا عَلَيْهِ رِدَاءٌ حَتَّى بَايَعَهُ فَثَبَتَا عَلَى نِكَاحِهِمَا (¬1). ¬
4252 - عُمَرُ قَالَ: أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَبِهَا جُنُونٌ أَوْ جُذَامٌ أَوْ بَرَصٌ، فَمَسَّهَا فَلَهَا صَدَاقُهَا كَامِلاً، وَذَلِكَ لِزَوْجِهَا، غُرْمٌ عَلَى وَلِيِّهَا (¬1). ¬
4253 - وعنه: أَيُّمَا امْرَأَةٍ فَقَدَتْ زَوْجَهَا فَلَمْ تَدْرِ أَيْنَ هُوَ، فَإِنَّهَا تَنْتَظِرُ أَرْبَعَ سِنِينَ، ثُمَّ تقعد أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ثُمَّ تَحِلُّ. هي «للموطأ» (¬1). ¬
4254 - مَالِكُ بلغني: أَنَّ عُمَرَ أَوْ عُثْمَانَ قَضَى فِي أمة غَرَّتْ رَجُلاً بِنَفْسِهَا أَنَّهَا حُرَّةٌ، فَتَزَوَّجَهَا فَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلادًا أَنْ يَفْدِيَ أولاده بِمِثْلِهِمْ من العبيد، قَالَ مالك: وتلك الْقِيمَةُ أَعْدَلُ عندي (¬1). ¬
4255 - ابنُ عمر: تَزَوَّجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَارٍ فَلَمَّا دَخَلَت عليه رأى بِكَشْحِهَا بَيَاضًا فردها وقال: ((دلستم عليَّ)). لأحمد بضعف (¬1). ¬
العدل بين النساء والعزل والغيلة والنشوز والشرط والاختصاء وغير ذلك
العدل بين النساء والعزل والغيلة والنشوز والشرط والاختصاء وغير ذلك
4256 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ)) (¬1). ¬
4257 - عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْسِمُ فَيَعْدِلُ، وَيَقُولُ: ((اللهمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ، فَلا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ، وَلا أَمْلِكُ)). يَعْنِي الْقَلْبَ. هما لأصحاب السنن (¬1). ¬
4258 - وعنها: مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاخِهَا مِنْ سَوْدَةَ، امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ فَلَمَّا كَبِرَتْ قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ، فَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَهَا، وَيَوْمَ سَوْدَةَ. لمسلم (¬1). ¬
4259 - وفي رواية: وكانت أول أمرأة تزوجها بعد خديجة. للشيخين (¬1). ¬
4260 - وعنها: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَجَدَ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ فِي شَيْءٍ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: يَا عَائِشَةُ هَلْ لَكِ أَنْ تُرْضِي رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِّي وَلَكِ يَوْمِي؟ فقَالَتْ: نَعَمْ، فَأَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا مَصْبُوغًا بِزَعْفَرَانٍ فَرَشَّتْهُ بِالْمَاءِ؛ لِيَفُوحَ رِيحُهُ، ثُمَّ قَعَدَتْ إِلَى جَنْبِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا عَائِشَةُ إِلَيْكِ عَنِّي إِنَّهُ لَيْسَ يَوْمَكِ))، فَقَالَتْ: ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، فَأَخْبَرَتْهُ بِالأَمْرِ فَرَضِيَ عَنْهَا. للقزويني (¬1). ¬
4261 - أَنَسٌ: كَانَ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - تِسْعُ نِسْوَةٍ، وكَانَ إِذَا قَسَمَ بَيْنَهُنَّ لا يَنْتَهِي إِلَى الأُولَى إِلاَّ فِي تِسْعٍ، فَكُنَّ يَجْتَمِعْنَ في كُلَّ لَيْلَةٍ فِي بَيْتِ الَّتِي يَأْتِيهَا، فَكَانَ فِي بَيْتِ -[137]- عَائِشَةَ فَجَاءَتْ زَيْنَبُ فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: هَذِهِ زَيْنَبُ فَكَفَّ يَدَهُ فتَقَاوَلَتَا حَتَّى اسْتَخَبَتَا فأقيمت الصلاة، فمر أبو بكر فسمع أصواتهما، فقال: اخرج يا رسول الله واحث في أفواههن التراب. لمسلم (¬1). ¬
4262 - وعنه: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ فقيل لأَنَسٍ: وَكَانَ يُطِيقُهُ؟ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلاثِينَ. للبخاري (¬1). ¬
4263 - وعنه: مِنَ السُّنَّةِ إِذَا تَزَوَّجَ الْبِكْرَ عَلَى الثَّيِّبِ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا وَقَسَمَ، وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلاثًا ثُمَّ قَسَمَ. للستة إلا النسائي (¬1). ¬
4264 - أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلاثًا، وقَالَ: ((إنه لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ، إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِنِسَائِي)) (¬1). ¬
4265 - وفي رواية: ((إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ عِنْدَكِ، وَإِنْ شِئْتِ ثَلَّثْتُ ثُمَّ دُرْتُ)) قَالَتْ: ثَلِّثْ (¬1). ¬
4266 - وفي أخرى: أنها حين أراد أَنْ يَخْرُجَ أَخَذَتْ بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: ((إِنْ شِئْتِ زِدْتُكِ وَحَاسَبْتُكِ بِهِ: لِلْبِكْرِ سَبْعٌ، وَلِلثَّيِّبِ ثَلاثٌ)). لمالك ومسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4267 - أبو سَعِيدٍ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَأَصَبْنَا سَبْيًا مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ، فَاشْتَهَيْنَا النِّسَاءَ، وَاشْتَدَّتْ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ، وَأَحْبَبْنَا الْعَزْلَ فَأَرَدْنَا أَنْ نَعْزِلَ، وَقُلْنَا: نَعْزِلُ وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ فَسَأَلْنَاهُ، -[138]- فَقَالَ: ((مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لا تَفْعَلُوا، مَا مِنْ نَسَمَةٍ كَائِنَةٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلاَّ وَهِيَ كَائِنَةٌ)). للستة (¬1). ¬
4268 - وفي رواية: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ لِي جَارِيَةً، وَأَنَا أَعْزِلُ عَنْهَا، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ، وَإِنَّ الْيَهُودَ تُحَدِّثُ أَنَّ الْعَزْلَ المَوْءُودَةُ الصُّغْرَى، قَالَ: ((كَذَبَتْ يَهُودُ لَوْ أَرَادَ الله أَنْ يَخْلُقَهُ مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَصْرِفَهُ)) (¬1). ¬
4269 - عُمَرُ: مَا بَالُ رِجَالٍ يَطَئُونَ وَلائِدَهُمْ، ثُمَّ يَعْزِلُون عنهن، لا تَأْتِينِي وَلِيدَةٌ يَعْتَرِفُ سَيِّدُهَا أنه أَلَمَّ بِهَا إِلاَّ أَلْحَقْتُ بِهِ وَلَدَهَا، فَاعْزِلُوا بَعْدُ أَوِ اتْرُكُوا (¬1). ¬
4270 - وفي رواية: بدل العزل ثُمَّ يَدَعُوهُنَّ يَخْرُجْنَ. لمالك (¬1). ¬
4271 - وعنه: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُعْزَلَ عَنِ الْحُرَّةِ إِلاَّ بِإِذْنِهَا. للقزويني (¬1). ¬
4272 - أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ رفعته: ((لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ سِرًّا فَإِنَّ الْغِيْلَ يُدْرِكُ الْفَارِسَ فَيُدَعْثِرُهُ عَنْ فَرَسِهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
4273 - جُدَامَةُ بِنْتُ وَهْبٍ رفعته: ((لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ، فَلا يَضُرُّ أَوْلادَهُمْ)). للستة إلا البخاري (¬1). ¬
4274 - عَائِشَةُ {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} قَالَتْ: هُوَ الرَّجُلُ يَرَى مِنِ امْرَأَتِهِ مَا لا يُعْجِبُهُ كِبَرًا أَوْ غَيْرَهُ فَيُرِيدُ فِرَاقَهَا، فَتَقُولُ: -[139]- أَمْسِكْنِي وَاقْسِمْ لِي مَا شِئْتَ، قَالَتْ: فَلا بَأْسَ إِذَا تَرَاضَيَا. للشيخين (¬1). ¬
4275 - الأَعْشَى المازني: خَرَجَ فِي رَجَبَ يَمِيرُ أَهْلَهُ مِنْ هَجَرَ، فَهَرَبَتِ امْرَأَتُهُ معاذة بَعْدَهُ نَاشِزًا فَعَاذتْ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ، يُقَالُ لَهُ: مُطَرِّفُ فَلَمَّا رجع لَمْ يَجِدْهَا وَأُخْبِرَ بأَنَّهَا عند مطرف ناشزًا، فطلبها منه، فقال: لَيْسَتْ عِنْدِي، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي لَمْ أَدْفَعْهَا إِلَيْكَ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَعاذ بِهِ وَأَنْشَأَ يَقُولُ: يَا مالِكَ النَّاسِ ودَيَّانَ العَرَبْ ... ِ نِّي لقيت ذرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ غدوت أَبغيها الطَّعَامَ فِي رَجَبْ ... خَلَّفَتْنِي بِنِزَاعٍ وَهَرَبْ أَخْلَفَتِ العَهْدَ وَلَطَّتْ بِالذَّنَبْ ... وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ فجعل - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ))، وكتب النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى مُطَرِّفٍ: ((أن انْظُرِ امْرَأَةَ هَذَا مُعَاذَةَ فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ)) فلما أتاه الكتاب، قال لها إني دَافِعُكِ إِلَيْهِ، قَالَتْ له: خُذْ لِي عَلَيْهِ الْعَهْدَ، وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ أن لا يُعَاقِبنِي، فَأَخَذَ لَهَا وَدَفَعَهَا إِلَيْهِ. لعبد الله بن أحمد مطولا (¬1). ¬
4276 - عُمَرُ: إِذَا تَزَوَّجَ الرجل المرأة، وَشَرَطَ لَهَا أَنْ لا يُخْرِجَهَا مِنْ مِصْرِهَا، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُخْرِجَهَا بغير رضاها. للترمذي (¬1). ¬
4277 - وله: عن علي قال: شرط الله قبل شرطها والشارط لها (¬1). ¬
4278 - سَعْدُ: لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رد عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ لاخْتَصَيْنَا. للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
4279 - سَمُرَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ التَّبَتُّلِ، وَقَرَأَ قَتَادَةُ {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً}. للترمذي والنسائي (¬1). ¬
4280 - ابْنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((لا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأنه يَنْظُرُ إِلَيْهَا)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
4281 - وعنه رفعه: ((إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ولا يتجردا تجرد العيرين)). للبزار بلين (¬1). ¬
4282 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ الله مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ أحدهما سر صاحبه)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
4283 - ابنُ عمرو بن العاص رفعه: ((فضل ما بين لذة المرأة ولذة الرجل، كأثر المخيط في الطين، إلا أن الله يسترهن بالحياء)). ((للأوسط)) وفيه أحمد بن علي بن شوذب (¬1). ¬
4284 - سلمانُ رفعه: ((من اتخذ من الخدم غير ما ينكح ثم بغين، فعليه مثل آثامهن من غير أن ينقص من آثامهن شيء)). للبزار بخفي (¬1). ¬
4285 - أبو هريرة رفعه: ((من وَطِىءَ امرأة وهي حائض فقضى بينهما ولد؛ -[141]- فأصابه جذام فلا يلومن إلا نفسه)). ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
4286 - ابنُ مسعود قال: يؤجل العِنِّين سنة فإن وصل إليها، وإلا فرق بينهما ولها الصداق. ((للكبير)) (¬1). ¬
4287 - ابنُ عمر أحسبه رفعه: ((المرأة في حملها إلى وضعها إلى فصالها كالمرابط في سبيل الله، فإن ماتت فيما بين ذلك فلها أجر شهيد)). ((للكبير)) بخفي (¬1). ¬
حق الزوج على الزوجة وحق الزوجة على الزوج
حق الزوج على الزوجة وحق الزوجة على الزوج
4288 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الزوجة أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا)). للترمذي (¬1). ¬
4289 - وزاد البزار في أوله: أنه - صلى الله عليه وسلم - دخل حائطًا فجاء بعير فسجد له، فقالوا: نحن أحق أن نسجد لك، فقال: ((لو أمرت أحدًا .. )) فذكره (¬1). ¬
4290 - وزاد القزويني: ((لِزَوْجِهَا، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً أَمَرَ امْرَأَتَهُ أَنْ تَنْقُلَ مِنْ جَبَلٍ أَحْمَرَ إِلَى جَبَلٍ أَسْوَدَ، وَمِنْ جَبَلٍ أَسْوَدَ إِلَى جَبَلٍ أَحْمَرَ لَكَانَ نَوْلُهَا أَنْ تَفْعَلَ)) (¬1). ¬
4291 - ابنُ أَبِي أَوْفَى: لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ مِنَ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقَالَ: ((مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟!))، قَالَ: أَتَيْتُ الشَّامَ فَوَافَقْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لأَسَاقِفَتِهِمْ وَبَطَارِقَتِهِمْ، فَوَدِدْتُ فِي نَفْسِي أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((فَلا تَفْعَلُوا، فَإِنِّي لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ الله، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا تُؤَدِّي -[142]- الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا، وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ)). للقزويني (¬1). ¬
4292 - أُمُّ سَلَمَةَ رفعته: ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا رَاضٍ عَنْهَا دَخَلَتِ الْجَنَّةَ)). للترمذي (¬1). ¬
4293 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِه فَتَأْبَى عَلَيْهِ، إِلاَّ كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا زوجها)) (¬1). ¬
4294 - وفي رواية: ((إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ مُهَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا؛ لَعَنَتْهَا الْمَلائِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ)). للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
4295 - طَلْقُ بْنُ عَلِيٍّ رفعه: ((إِذَا دَعَا الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ لِحَاجَتِهِ فَلْتَأْتِهِ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّورِ)) (¬1). ¬
4296 - مُعَاذُ رفعه: ((لا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إِلاَّ قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ الله فَإِنَّمَا هُوَ دَخِيلٌ عِنْدَكَ، يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا)). هما للترمذي (¬1). ¬
4297 - النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا فأذن له فَلَمَّا دَخَلَ، قال لعائشة: ألا أسمعك تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ورفع يده؛ ليلطمها فحجزه - صلى الله عليه وسلم -، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ))، فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا، فَقَالَ: أَدْخِلانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا)). لأبي داود (¬1). ¬
4298 - أبو هُرَيْرَةَ: قِيلَ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: ((الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا ولا مَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ)). للنسائي (¬1). ¬
4299 - أبو أُمَامَةَ رفعه: ((مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى الله خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ، وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ)). للقزويني بضعف، و «للأوسط» نحوه عن أبي هريرة (¬1). ¬
4300 - عُمرُ رفعه: ((لا يُسْأَلُ الرَّجُلُ فِيمَا ضَرَبَ امْرَأَتَهُ)) (¬1). ¬
4301 - أبو سَعِيدٍ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: زَوْجِي صَفْوَان بْن الْمُعَطَّلِ يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ، وَيُفَطِّرُنِي إِذَا صُمْتُ، وَلا يُصَلِّي الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَصَفْوَانُ عِنْدَهُ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَمَّا قَوْلُهَا: يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ، فَإِنَّهَا تَقْرَأُ بِسُورَتَيْنِ وَقَدْ نَهَيْتُهَا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَوْ كَانَتْ سُورَةً وَاحِدَةً لَكَفَتِ النَّاسَ))، وَأَمَّا قَوْلُهَا: يُفَطِّرُنِي إذا صمت، فَإِنَّهَا تَنْطَلِقُ تَصُومُ، وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ فَلا أَصْبِرُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَصُومُ امْرَأَةٌ إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا))، وَأَمَّا قَوْلُهَا: إِنِّي لا أُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ لا نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، قَالَ: ((فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ يا صفوان فَصَلِّ)). هما لأبي داود (¬1). ¬
4302 - أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ من مَالٍ، وَلا مَمْلُوكٍ، وَلا شَيْءٍ غَيْرَ نَاضِحٍ، وَغَيْرَ فَرَسِهِ؛ فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ، وأكفيه مؤنته وأسوسه، وأدق النوى، لناضحه، فأعلفه، وأسقي الْمَاءَ، وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ، وَأَعْجِنُ -وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ- فكان يَخْبِزُ لِي جَارَاتٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، قالت: فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي فَلَقِيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ أصحابه فَدَعَانِي، وقَالَ: ((إِخْ إِخْ)) لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، -[144]- فَاسْتَحْيَيْتُ وعرفت غيرتك، فَعَرَفَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى، فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ، فَقُلْتُ: لَقِيَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَعَلَى رَأْسِي النَّوَى، وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَنَاخَ لأَرْكَبَ فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ، وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ فَقَالَ: ((وَالله لَحَمْلُكِ النَّوَى على رأسك أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ)) حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ؛ فكفتني سِيَاسَةَ الْفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي. للشيخين (¬1). ¬
4303 - وفي رواية: أنه - صلى الله عليه وسلم - أعطاها خَادِمًا، قَالَتْ: كَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ فجاء رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أُمَّ عَبْدِ الله إِنِّي رَجُلٌ فَقِيرٌ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ فِي ظِلِّ دَارِكِ، قَالَتْ: إِنِّي إِنْ رَخَّصْتُ لَكَ أَبَى ذَلكَ الزُّبَيْرُ؛ فَتَعَالَ فَاطْلُبْ إِلَيَّ وَالزُّبَيْرُ شَاهِدٌ فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا أُمَّ عَبْدِ الله إِنِّي رَجُلٌ فَقِيرٌ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ فِي ظِلِّ دَارِكِ، فَقَلَتْ: مَا لَكَ بِالْمَدِينَةِ إِلاَّ دَارِي؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: مَا لَكِ أَنْ تَمْنَعِي رَجُلاً فَقِيرًا يَبِيعُ، فَكَانَ يَبِيعُ إِلَى أَنْ كَسَبَ، فَبِعْتُهُ الْجَارِيَةَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ وَثَمَنُهَا فِي حَجْرِي، فَقَالَ: هَبِيهَا لِي، فقلت: إِنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِهَا (¬1). ¬
4304 - عَلِيٌّ قال لابن أعبد: أَلا أُحَدِّثُكَ عَنِّي وَعَنْ فَاطِمَةَ، قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: إِنَّهَا جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَ فِي يَدِهَا، وَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أثرت فِي نَحْرِهَا، وَكَنَسَتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَدَمٌ، فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتِ أَبَاكِ فَسَأَلْتِيهِ خَادِمًا فَأَتَتْهُ فَوَجَدَتْ عِنْدَهُ جُدَّاثًا فَرَجَعَتْ، فَأَتَاهَا مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: ((مَا كَانَ حَاجَتُكِ)). وسَكَتَتْ، فَقُلْتُ: أَنَا أُحَدِّثُكَ يَا رَسُولَ الله جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ فِي يَدِهَا، وَحَمَلَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ فِي نَحْرِهَا، فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْخَدَمُ أَمَرْتُهَا أَنْ تَأْتِيَكَ، فَتَسْتَخْدِمَكَ خَادِمًا يَقِيهَا حَرَّ مَا هِيَ فِيهِ، فقال: ((اتَّقِي الله يَا فَاطِمَةُ، وَأَدِّي فَرِيضَةَ رَبِّكِ، وَاعْمَلِي عَمَلَ أَهْلِكِ، وإِذَا أَخَذْتِ مَضْجَعَكِ فَسَبِّحِي ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَاحْمَدِي ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبِّرِي أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، فَتِلْكَ مِائَةٌ فَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ))، قَالَتْ: رَضِيتُ عَنِ الله وَعَنْ رَسُولِهِ، -[145]- وَلَمْ يُخْدِمْهَا (¬1). ¬
4305 - وفي رواية: وأَوْقَدَتِ الْقِدْرَ حَتَّى دكنت ثِيَابُهَا. وفيها: فَغَدَا عَلَيْنَا وَنَحْنُ فِي لِفَاعِنَا فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهَا فَأَدْخَلَتْ رَأْسَهَا حَيَاءً مِنْ أَبِيهَا، قَالَ: ((مَا كَانت حَاجَتُكِ أَمْسِ إِلَى آلِ مُحَمَّدٍ))، فَسَكَتَتْ مَرَّتَيْنِ، فَقُلْتُ: أَنَا وَالله أُحَدِّثُكَ (¬1). ¬
4306 - وفي أخرى: فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي (¬1). ¬
4307 - وفي أخرى: قالَ عَلِيٌّ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ لَيْلَةَ صِفِّينَ فَإِنِّي ذَكَرْتُهَا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَقُلْتُهَا (¬1). ¬
4308 - وفي أخرى: التسبيح أربع وثلاثون، وقال علي: فما تركته منذ سمعته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل له، ولا ليلة صفين، قال: ولا ليلة صفين. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
4309 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رفعه: ((إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ)). لأحمد و «الأوسط» (¬1). ¬
4310 - أبو سعيد: أتى رجل بابنته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن ابنتي هذه أبت أن تتزوج، فقال لها: ((أطيعي أباك)) قالت: والذى بعثك بالحق لا أتزوج، حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته؟ قال: ((حق الزوج على زوجته؛ لو كانت به قرحة فلحستها، أو سال منخراه صديداً أو دما، ثم ابتلعته ما أدت حقه)). -[146]- قالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدًا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تنكحوهن إلا بإذنهن)). للبزار (¬1). ¬
4311 - ابنُ عمر رفعه: ((اثنان لا تجاوز صلاتهما رءوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع إليهم، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع)). «للأوسط» و «الصغير» (¬1). ¬
4312 - أمُّ سلمة رفعته: ((إني لأبغض المرأة تخرج من بيتها تجر ذيلها تشكو زوجها)). «للكبير» و «الأوسط» بضعف (¬1). ¬
4313 - أبو أُمَامَةَ: أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيَّانِ لَهَا قَدْ حَمَلَتْ أَحَدَهُمَا، وَهِيَ تَقُودُ الآخَرَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((حَامِلاتٌ وَالِدَاتٌ رَحِيمَاتٌ؛ لَوْلا مَا يَأْتِينَ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ، دَخَلَ مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ)). للقزويني (¬1). ¬
4314 - أبو هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ أعوج، وَإِنَّ أَعْوَجَ ما فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ، فإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)) (¬1). ¬
4315 - وفي رواية: ((وَكَسْرُهَا طَلاقُهَا)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
4316 - أبو ذَرٍّ رفعه: ((إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، فَإِنْ تُقِمْهَا كَسَرْتَهَا، فَدَارِهَا فَإِنَّ فِيهَا أَوَدًا وَبُلْغَةً)). للدارمي (¬1). ¬
4317 - عَمْروُ بْنُ الأَحْوَصِ رفعه: ((ألا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا؛ فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ، لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً. أَلا إِنَّ لَكُمْ -[147]- عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا: فحَقُّكُمْ عليهن ألا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ، وَلا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ. أَلا وحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ)). للترمذي، ومر في الأيمان مطولاً (¬1). ¬
4318 - حَكيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: ((أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلا تَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلا تُقَبِّحْ، وَلا تَهْجُرْ إِلاَّ فِي الْبَيْتِ)). لأبي داود (¬1). وقال: لا تقبح، أن تقول: قبحك الله. ¬
4319 - عَبْدُ الله بْنُ زَمْعَةَ رفعه: ((لا يَجْلِدُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ، ثُمَّ لعله يُجَامِعُهَا - أو قال-: يضاجعها فِي آخِرِ الْيَوْمِ)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
4320 - أنسٌ: أن أبا طلحة أغلق الباب على أم سليم وهو يضربها، فناديت من وراء الباب: ما تريد من هذه العجوز تضربها؟ فنادتني: تقول العجوز عجز الله ركبك. ((للكبير)) (¬1). ¬
4321 - عليُّ: أن امرأة الوليد بن عقبة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله إن الوليد يضربها، قال: ((قولي له: قد أجارني))، فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت، فقالت: ما زادني إلا ضربا، فأخذ هدبة من ثوبه فدفعها إليها، فقال: ((قولي له: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أجارني)) فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت، فقالت: ما زادني إلا ضربًا، فرفع يديه، فقال: ((اللهم عليك الوليد أثم بي مرتين)). لابن أحمد والبزار والموصلي (¬1). ¬
4322 - إِيَاسُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي ذُئَابٍ رفعه: ((لا تَضْرِبُوا إِمَاءَ الله))، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ذَئِرْنَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فَرَخَّصَ فِي ضَرْبِهِنَّ، فَأَطَافَ بِآلِ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَقَدْ -[148]- طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِهم)). لأبي داود (¬1). معاشرة النساء ¬
4323 - عَائِشَةُ، قَالَتْ: جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ على أَنْ لا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا، قَالَتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى وَلا سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ، قَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لا أَبُثُّ خَبَرَهُ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ لا أَذَرَهُ، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ، قَالَتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِي الْعَشَنَّقُ إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ، وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ، قَالَتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ، لا حَرٌّ وَلا قُرٌّ، وَلا مَخَافَةَ وَلا سَآمَةَ، قَالَتِ الْخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ، قَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ، وَإِنِ اضْطَجَعَ الْتَفَّ، وَلا يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ، قَالَتِ السَّابِعَةُ: زَوْجِي عَيَايَاءُ -أَوْ غَيَايَاءُ- طَبَاقَاءُ، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ، شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ. قَالَتِ الثَّامِنَةُ: زَوْجِي الرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ، وَالْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ. قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رَفِيعُ الْعِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ، عَظِيمُ الرَّمَادِ، قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ. قَالَتِ: الْعَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ، وَمَا مَالِكٌ؟ مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ، لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ، قَلِيلاتُ الْمَسَارِحِ، إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ. قَالَتِ الْحَادِيَةَ عَشْرَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ، فمَا أَبُو زَرْعٍ؟ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ، وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ، فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ، وَأَطِيطٍ، وَدَائِسٍ، وَمُنَقٍّ، فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلا أُقَبَّحُ، وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ. أُمُّ أَبِي زَرْعٍ فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ؟ عُكُومُهَا رَدَاحٌ، وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ، ابْنُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ؟ مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ، وَتُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ، بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ؟ طَوْعُ أَبِيهَا، وَطَوْعُ أُمِّهَا، وَمِلْءُ كِسَائِهَا، وَغَيْظُ جَارَتِهَا، جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ؟ لا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا، وَلا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا، وَلا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا، خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ -[149]- وَالأَوْطَابُ تُمْخَضُ، فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ، فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلاً سَرِيًّا، رَكِبَ شَرِيًّا، وَأَخَذَ خَطِّيًّا، وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا، وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا، وَقَالَ: كُلِي أُمَّ زَرْعٍ وَمِيرِي أَهْلَكِ، فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِي مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ لي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأَمِّ زَرْعٍ)). للشيخين (¬1). ¬
4324 - ((للكبير)) قالت عائشة: فَخُرتُ بمال أبي في الجاهلية، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اسكتي يا عائشة، فإني كنت لك كأبي زرع لأم زرع))، ثم أنشأ - صلى الله عليه وسلم - يحدث أن إحدى عشرة امرأة اجتمعن في الجاهلية، فتعاهدن لتخبرن كل امرأة بما في زوجها ولا تكذب، فذكر نحوه في آخره، قالت عائشة فقلت: يا رسول الله أنت خير لي من أبي زرع لأم زرع (¬1). ¬
4325 - ولأحمد: عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال: ((اجتمع أحد عشر نسوة)) بنحوه.
4326 - عائشةُ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثها بحديث، وهو معها في لحاف، فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله، لولا حدثتني بهذا الحديث، لظننت أنه حديث خرافة، فقال: ((وما حديث خرافة يا عائشة؟)) قالت: الشيء إذا لم يكن، قيل حديث خرافة، فقال: ((إن أصدق الحديث حديث خرافة)). كان خرافة رجل من بني عذرة سبته الجن، وكان معهم فإذا استرقوا السمع أخبروه فيخبر به الناس فيجدونه كما قال. لأحمد و ((الأوسط))، والموصلي، والبزار (¬1). ¬
4327 - وعنها: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بحريرة طبختها له، فقلت لسودة كلي، فأبت فقلت: لتأكلن أو لألطخن وجهك، فأبت فوضعت يدي في الحريرة فطليت وجهها، فضحك - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده لها وقال -[150]- لها: ((ألطخي وجهها))، فضحك لها، فمر عمر فظن أنه سيدخل، فقال: قوما فاغسلا وجوهكما، فما زلت أهاب عمر لهيبته - صلى الله عليه وسلم - له. للموصلي (¬1). ¬
4328 - رزينة مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن سودة دخلت في هيئة، حسنة مزينة على عائشة وحفصة، فقالت حفصة لعائشة: أم المؤمنين يدخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن قشفتين وهذه بيننا تبرق، لأفسدن عليها زينتها فقالت حفصة: يا سودة خرج الأعور، قالت: نعم ففزعت فزعاً شديداً فجعلت تنتفض، قالت: أين أختبئ؟ قالت: عليك بالخيمة، خيمة لهم من سعف يختبئون فيها، فذهبت فاختبأت فيها، وفيها القذر ونسج العنكبوت، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهما يضحكان لا يستطيعان أن يتكلما من الضحك، فقال: ((ماذا الضحك؟)) ثلاث مرات، فأومأتا بأيديهما إلى الخيمة، فذهب فإذا سودة ترعد، فقال لها: ((يا سودة ما لك؟))، قالت: يا رسول الله خرج الأعور، قال: ((ما خرج وليخرجن))، فأخرجها فجعل ينفض عنها الغبار، ونسج العنكبوت. للموصلي والطبرانى بخفي (¬1). ¬
4329 - عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ الْعَسَلَ وَالْحَلْوَاءَ، وَكَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنَ الْعَصْرِ دَخَلَ عَلَى نِسَائِهِ، فَيَدْنُو مِنْ إِحْدَاهُنَّ، فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، فَاحْتَبَسَ أَكْثَرَ مما كَانَ يَحْتَبِسُ، فَغِرْتُ فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ، فَقِيلَ: أَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةً مِنْ عَسَلٍ فَسَقَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهُ شَرْبَةً، فَقُلْتُ: أَمَا وَالله ليختلن لَهُ، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ: إِنَّهُ سَيَدْنُو مِنْكِ فَإِذَا دَنَا مِنْكِ فَقُولِي له: يا رسول الله أَكَلْتَ مَغَافِيرَ، فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ: لا، فَقُولِي لَهُ: مَا هَذِهِ الرِّيحُ الَّتِي أَجِدُ؟ فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ، فَقُولِي لَهُ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، وَسَأَقُولُ ذَلِكِ، وَقُولِي: أَنْتِ يَا صَفِيَّةُ. تَقُولُ سَوْدَةُ: فَوَالله الذي لا إله إلا هو مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ قَامَ عَلَى الْبَابِ فَأَرَدْتُ أَنْ أُبَادِيَهُ -[151]- بِمَا أَمَرْتِنِي فَرَقًا مِنْكِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا قَالَتْ لَهُ سَوْدَةُ: يَا رَسُولَ الله أَكَلْتَ مَغَافِيرَ، قَالَ: ((لا))، قَالَتْ: فَمَا هَذِهِ الرِّيحُ الَّتِي أَجِدُ مِنْكَ؟ قَالَ: ((سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ))، قَالَتْ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ. فَلَمَّا دَارَ إِلَيَّ، قُلْتُ لَهُ نَحْوَ ذَلِكَ فَلَمَّا دَارَ إِلَى صَفِيَّةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله أَلا أَسْقِيكَ مِنْهُ، قَالَ: ((لا حَاجَةَ لِي فِيهِ))، قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: وَالله لَقَدْ حَرَمْنَاهُ، قُلْتُ لَهَا: اسْكُتِي. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
4330 - ابْنُ عُمَرَ: كُنَّا نَتَّقِي الْكَلامَ وَالانْبِسَاطَ إِلَى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ - صلى الله عليه وسلم - هَيْبَةَ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا شَيْءٌ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ تَكَلَّمْنَا وَانْبَسَطْنَا. للبخاري (¬1). ¬
4331 - وعنه رفعه: ((مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ))، قَالَتْ: وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: ((أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ بشَهَادَة رَجُلٍ، وَأَمَّا نُقْصَانُ الدِّينِ فَإِنَّ إِحْدَاكُنَّ تُفْطِرُ رَمَضَانَ، وَتُقِيمُ أَيَّامًا لا تُصَلِّي)). لأبي داود (¬1). ¬
4332 - أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رفعه: ((مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
4333 - عَائِشَةُ: قَالَ لِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى))، فَقُلْتُ: ومِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: ((أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ لا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ))، قُلْتُ: أَجَلْ، وَالله يَا رَسُولَ الله مَا أَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَكَ. للشيخين (¬1). ¬
4334 - وعنها قَالَتْ: سَابَقَنِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَسَبَقْتُهُ. للقزويني (¬1). ¬
4335 - وعنها: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ، وَهُوَ عَرُوسٌ بِصَفِيَّةَ، جِئْنَ نِسَاءُ الأَنْصَارِ فَأَخْبَرْنَ عَنْهَا فَتَنَكَّرْتُ وَتَنَقَّبْتُ فَذَهَبْتُ، فَنَظَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عَيْنِي فَعَرَفَنِي فَالْتَفَتَ، فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ، فَأَدْرَكَنِي فَاحْتَضَنَنِي فَقَالَ: ((كَيْفَ رَأَيْتِ؟)) قُلْتُ: أَرْسِلْ يَهُودِيَّة وَسْطَ يَهُودِيَّاتٍ. للقزويني بضعف (¬1). ¬
الغيرة والخلوة بالنساء والنظر إليهن
الغيرة والخلوة بالنساء والنظر إليهن
4336 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّ الله يَغَارُ، وإن المؤمن يغار، وإن غَيْرَةُ الله أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ الله عليه)) (¬1). ¬
4337 - ابنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((لا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ الله، من أجل ذلك حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ الله، من أجل ذلك مَدَحَ نَفْسَهُ)). هما للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
4338 - أبو هُرَيْرَةَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ الله لَوْ وَجَدْتُ مَعَ أَهْلِي رَجُلاً لَمْ أَمَسَّهُ حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شهود؟ قَالَ: ((نَعَمْ)) قَالَ: كَلاَّ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ كُنْتُ لَأُعَاجِلُهُ بِالسَّيْفِ قَبْلَ ذَلِكَ، قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((اسْمَعُوا إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ إِنَّهُ لَغَيُورٌ، وَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَالله أَغْيَرُ مِنِّي)). لمسلم (¬1). ¬
4339 - وله وللبخاري عن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: لا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ الله، وَلا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ الله مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُرْسَلِينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَلا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ الله مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ الْجَنَّةَ (¬1). ¬
4340 - عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً، قَالَتْ: فَغِرْتُ عَلَيْهِ أن يكون أتى بعض نسائه فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ، فَقَالَ: ((أَغِرْتِ))، فَقُلْتُ: وَمَا لِمثلي لا يَغَارُ -[153]- عَلَى مِثْلِكَ، فَقَالَ: ((لقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ)) قلت: أَوْ مَعِيَ شَيْطَانٌ؟ قَالَ ((ليس أحد إلا ومعه شيطان)) قُلْتُ: وَمَعَكَ؟ قَالَ: ((نَعَمْ وَلَكِنْ أَعَانَنِي الله عَلَيْهِ فأَسْلَمَ)). لمسلم والنسائي (¬1). ¬
4341 - وعنها: أنها وحفصة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فكان إِذَا كَانَ اللَّيْلُ سَارَ معها يَتَحَدَّثُ فَقَالَتْ لها حَفْصَةُ أَلا تَرْكَبِينَ بَعِيرِي وَأَرْكَبُ بَعِيرَكِ تَنْظُرِينَ وَأَنْظُرُ ففعلت فَجَاءَ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى جَمَلِ عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ فَسَلَّمَ عَلَيْهَا ثُمَّ سَارَ حَتَّى نَزَلُوا وَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ فغارت فكانت تجعل (رِجْلَهَا) (¬1) بَيْنَ الإذْخِرِ، وَتَقُولُ: يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَبًا أَوْ حَيَّةً تَلْذَغُنِي حتى يأتي رسولك، وَلا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ شَيْئًا. للشيخين (¬2). ¬
4342 - وعنها: مَا رَأَيْتُ صَانِعَةَ طَعَامٍ مِثْلَ صَفِيَّةَ، صنعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا وهو في بيتي، فأخذني أفكَلُ وارتعدت من شدة الغيرى، فكسرت الإناء ثم ندمت، فقلت: يا رسول الله ما كفارة ما صنعت؟ فقال: ((إناء مثل إناء وطعام مثل طعام)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4343 - وعنها: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر ونحن معه، فاعتل بعير صفية، وكان مع زينب فضل فقال لها - صلى الله عليه وسلم -: ((إن بعير صفية قد اعتل فلو أعطيتها بعيراً لك))، قالت: أنا أعطى هذه اليهودية؟! فغضب - صلى الله عليه وسلم - وهجرها بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وأياماً من ربيع، حتى رفعت متاعها وسريرها فظنت أنه لا حاجة له فيها، فبينا هي ذات يوم قاعدة بنصف النهار إذ رأت ظله قد أقبل، فأعادت سريرها ومتاعها. للأوسط (¬1). ¬
4344 - ولأبي داود إلى قوله: فَهَجَرَهَا ذَا الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ وَبَعْضَ صَفَرٍ (¬1). ¬
4345 - عُقْبةُ بْنِ عَامِرٍ رفعه: ((إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْاَ قَالَ الحماء الْمَوْتُ)). للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
4346 - ابْن عَبَّاسٍ رفعه: ((لا يَخْلُوَنَّ أحدكم بِامْرَأَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ)) فَقَال رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله إن امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً وإني قد اكْتُتِبْتُ فِي جيش كَذَا قَالَ ((ارْجِعْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ)). للشيخين (¬1). ¬
4347 - ابنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ دَخَلُوا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ تَحْتَهُ فَرَآهُمْ فَكَرِهَ ذَلِكَ فذكره للنبي - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: لَمْ أَرَ إِلاَّ خَيْرًا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - ((إِنَّ الله قَدْ بَرَّأَهَا مِنْ ذَلِكَ)) ثُمَّ قَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: ((لا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ إِلاَّ وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوِ اثْنَانِ)). لمسلم (¬1). ¬
4348 - مَوْلَى لعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَرْسَلَهُ إِلَى عَلِيٍّ؛ يَسْتَأْذِنُهُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، فَأُذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ، سَأَلَ الْمَوْلَى عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَانَا أَنْ نَدْخُلَ عَلَى النِّسَاءِ بِغَيْرِ إِذْنِ أَزْوَاجِهِنَّ. للترمذي (¬1). ¬
4349 - أَنَسٌ: أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. فَقَالَ: ((يَا أُمَّ فُلانٍ أن انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ، حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ فَخَلا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ، حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
4350 - جَرِيرٌ: سَأَلْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْاءة، فَقَالَ: ((اصْرِفْ بَصَرَكَ)). لمسلم والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
4351 - بُرَيْدةُ: رفعه: ((يَا عَلِيُّ لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَ لَكَ الثانية)). للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
4352 - أَنَسٌ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى فَاطِمَةَ ابنته بِعَبْدٍ قَدْ وَهَبَهُ لَهَا، وَعَلَى فَاطِمَةَ ثَوْبٌ إِذَا قَنَّعَتْ بِهِ رَأْسَهَا لَمْ يَبْلُغْ رِجْلَيْهَا، وَإِذَا غَطَّتْ بِهِ رِجْلَيْهَا لَمْ يَبْلُغْ رَأْسَهَا، فَلَمَّا رَأَى مَا تَلْقَى قَالَ: ((إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكِ بَأْسٌ إِنَّمَا هُوَ أَبُوكِ وَغُلامُكِ)). لأبي داود (¬1). ¬
4353 - أم سَلَمَةَ أن النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - كان عندها وفي البيت مُخَنَّثٌ، فقال لِعَبْدِ الله بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ- أخي أم سلمة: ((يَا عَبْدَ الله إِنْ فَتَحَ الله لكُمُ غَدًا الطَّائِفَ فإني أدلك على ابْنَةِ غَيْلانَ فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ)). فقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يَدْخُلَنَّ هَؤُلاءِ عَلَيْكُنَّ)). قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: الْمُخَنَّثُ هِيتٌ. للشيخين، والموطأ، وأبي داود (¬1). ¬
4354 - وله عن عَائِشَةَ أنه - صلى الله عليه وسلم - أَخْرَجَهُ فَكَانَ بِالْبَيْدَاءِ، فَقِيلَ له - صلى الله عليه وسلم - إِنَّهُ إِذَنْ يَمُوتُ مِنَ الْجُوعِ؛ فَأَذِنَ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَيْنِ فَيَسْأَلُ، ثُمَّ يَرْجِعُ (¬1). ¬
4355 - ابْنُ عَبَّاسٍ لَعَنَ - صلى الله عليه وسلم - الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ وأَخْرَجَ فُلانًا وَأَخْرَجَ عُمَرُ - رضي الله عنه - فُلانًا. للبخاري، والترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
4356 - أمُّ سَلَمَةَ كنتْ عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وعنده مَيْمُونَةَ فأَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ فدخل علينا فقال: ((احْتَجِبَا مِنْهُ)). فقلنا: يَا رَسُولَ الله أَلَيْسَ أَعْمَى لا يُبْصِرُنَا وَلا يَعْرِفُنَا؟ قَالَ: ((أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟)). للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
4357 - (أبو أُسَيْدٍ) (¬1) سَمِعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، وقد اخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ: ((اسْتَأْخِرْنَ فلَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ)). فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ. لأبي داود (¬2). ¬
4358 - أنسٌ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمشى في الطريق، وأمامه امرأة فقال لها: ((تنحى عن الطريق)). فقالت: الطريق واسع، فقال: ((دعوها فإنها جبارة)). لرزين (¬1). ¬
4359 - ابْنُ عُمَرَ: نَهَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلَ بَيْنَ الْمَرْأَتَيْنِ. لأبي داود (¬1). ¬
4360 - أنسٌ: لما كان صبيحة واحتلمت دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: ((لا تدخل على النساء)). فما أتي على يوم أشد منه. للأوسط والصغير (¬1). ¬
4361 - عمارُ بنُ ياسر، رفعه: ((ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا: الديوث، والرجل من النساء، ومدمن الخمر)). قالوا: فما الديوث؟ قال: ((الذى لا يبالى من دخل على أهله)). للكبير مطولا (¬1). ¬
4362 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((لَمْ يُرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ)). للقزويني (¬1). ¬
كتاب الطلاق
كتاب الطلاق
ألفاظه والطلاق قبل الدخول وقبل العقد وطلاق الحائض
ألفاظه والطلاق قبل الدخول وقبل العقد وطلاق الحائض
4363 - ابْن عَبَّاسٍ قال: إِذَا قَالَ أَنْتِ طَالِقٌ ثَلاثًا، بِفَمٍ وَاحِدٍ فَهِيَ وَاحِدَةٌ. لأبي داود (¬1). ¬
4364 - ولرزين: أنه كان يقول إذا قال: أنت طالق أنت طالق أنت طالق فهى واحدة، إن أراد التوكيد للأولى، وكانت غير مدخول بها.
4365 - وعنه: جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا فقَالَ: يَنْطَلِقُ أَحَدُكُمْ فَيَرْكَبُ الْحُمُوقَةَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فإِنَّ الله تعالى قَالَ: {وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} فما أَجِدْ لَكَ مَخْرَجًا عَصَيْتَ رَبَّكَ وَبَانَتْ مِنْكَ امْرَأَتُكَ، فإِنَّ الله تعالى قَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ} فِي قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ. لأبي داود (¬1). ¬
4366 - مَالِك بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِعَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي طَلَّقْتُ امْرَأَتِي مِائَةَ تَطْلِيقَةٍ، فَمَاذَا تَرَى؟ فقال: طَلُقَتْ مِنْكَ لِثَلاثٍ، وَسَبْعٌ وَتِسْعُونَ اتَّخَذْتَ بِهَا آيَاتِ الله هُزُوًا (¬1). ¬
4367 - مَحْمودُ بْنُ لَبِيدٍ أُخْبِرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا فَقَامَ غَضْبَانًا، ثُمَّ قَالَ: ((أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ الله تعالى وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟)) حَتَّى قَامَ رَجُلٌ فقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَلا أَقْتُلُه؟ ُ. للنسائي (¬1). ¬
4368 - عَبْد الله بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي طَلَّقْتُ امْرَأَتِيَ الْبَتَّةَ. فَقَالَ: ((مَا أَرَدْتَ بِهَا؟)) قُلْتُ: وَاحِدَةً. قَالَ: ((آالله؟)) قُلْتُ: آالله. قَالَ: ((فَهُوَ مَا أَرَدْتَ)). للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
4369 - مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أن عُمَرَ استفتي فيمن قال لامْرَأَتِهِ حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ. فقال وهو يطوف للزوج: أَسْأَلُكَ بِرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ ماذا أَرَدْتَ؟ فَقَالَ: لَوِ اسْتَحْلَفْتَنِي فِي غَيْرِ هَذَا الْمَكَانِ مَا صَدَقْتُكَ، أَرَدْتُ الْفِرَاقَ. فَقَالَ عُمَرُ هُوَ مَا أَرَدْتَ (¬1). ¬
4370 - نَافِع أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ فِي الْخَلِيَّةِ وَالْبَرِيَّةِ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِنَّهَا ثَلاثُ تَطْلِيقَاتٍ. للموطأ (¬1). ¬
4371 - مَالِك بَلَغَهُ أَنَّ عليًا كَانَ يَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ لإمْرَأَتِهِ أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ: إِنَّهَا ثَلاثُ تَطْلِيقَاتٍ (¬1). ¬
4372 - ابْن عَبَّاسٍ: قَالَ: من حَرَّمَ امْرَأَتَهُ فلَيْسَ بِشَيْءٍ، وقرأ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (¬1). ¬
4373 - وفي رواية: إِذَا حَرَّمَ الرَّجُلُ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ، فَهِيَ يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا وقرأ الآية. للشيخين (¬1). ¬
4374 - وللنسائي: قال له رجل: إِنِّي جَعَلْتُ امْرَأَتِي عَلَيَّ حَرَامًا. قَالَ: كَذَبْتَ لَيْسَتْ عَلَيْكَ بِحَرَامٍ، ثُمَّ تَلا {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ} عَلَيْكَ أَغْلَظُ الْكَفَّارَةِ عِتْقُ رَقَبَةٍ (¬1). ¬
4375 - مَالِك بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: إِنِّي جَعَلْتُ أَمْرَ امْرَأَتِي بيدِهَا فَطَلَّقَتْ نَفْسَهَا، فَمَاذَا تَرَى؟ قَالَ بْنُ عُمَرَ: أرَاهُ كَمَا قَالَتْ. فَقَالَ: لا تَفْعَلْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَنَا أَفْعَلُ أَنْتَ فَعَلْت (¬1). ¬
4376 - وفي رواية عن نَافِعٍ أَنَّ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: إِذَا مَلَّكَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ أَمْرَهَا، -[159]- فَالْقَضَاءُ مَا قَضَيت إِلاَّ أَنْ يُنْكِرَ عَلَيْهَا، فيَقُولُ لَمْ أُرِدْ إِلاَّ وَاحِدَةً، فَيَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ وَيَكُونُ أَمْلَكَ بِهَا مَا كَانَتْ فِي عِدَّتِهَا (¬1). ¬
4377 - حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قُلْتُ لأَيُّوبَ هَلْ عَلِمْتَ أَحَدًا قَالَ فِي أَمْركِ بِيَدِكِ إِنَّهَا ثَلاثٌ إِلاَّ الْحَسَنَ؟ فَقَالَ: لا ثُمَّ قَالَ: اللهمَّ غَفْرًا إِلاَّ مَا حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى بَن سَمُرَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((ثَلاثٌ)) قَالَ أَيُّوبُ: فَلَقِيتُ كَثِيرًا فَسَأَلْتُهُ فَلَمْ يَعْرِفْهُ، فَرَجَعْتُ إِلَى قَتَادَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: نَسِيَ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
4378 - مسروق: ما أبالي خيرت امرأتي واحدة أو مائة، أو ألفا بعد أن تختارني ولقد سألت عائشة فقالت: خيرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاخترنا فكان طلاقا. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4379 - ابن مسعود: إذا قال لامرأته: أمرك بيدك أو استقلي بأمرك، أو وهبها لأهلها فقبلوها فهي واحدة بائنة (¬1). ¬
4380 - وعنه: في الحرام إن كان نوى طلاقاً وإلا فهى يمين. هما للطبراني (¬1). ¬
4381 - ابْنُ عَبَّاسٍ كَانَ الرَّجُلُ إِذَا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا؛ جَعَلُوهَا وَاحِدَةً عَلَى عَهْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ إِمَارَةِ عُمَرَ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسَ قَدْ تَتَابَعُوا فِيهَا قَالَ: أَجِيزُوهُنَّ عَلَيْهِن. لمسلم والنسائي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
4382 - وله ولمالك عن ابن عباس، وأبي هريرة -[160]- وسئلا عمن طلق ثلاثا قبل أن يدخل بها، قالا لا ينكحها حتى تنكح زوجًا غيره (¬1). ¬
4383 - ولرزين: أن ابن عباس، وأبا هريرة، وابن عمرو بن العاص قالو ا: الواحدة تبينها والثلاثة تحرمها إلا بعد زوج، ولا عدة عليها في واحدة ولا ثلاث لقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها} ولها المتعة، وذلك نصف ما سمي لها، وإن كان لم يسم لها شيئاً فلها متعة، وهي غير لازمة (¬1). ¬
4384 - مَالِك بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ، وابنه عَبْدَ الله، وابنه سالما، وابن مسعود، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَابْنَ شِهَابٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ كَانُوا يَقُولُونَ: إِذَا حَلَفَ الرَّجُلُ بِطَلاقِ الْمَرْأَةِ قَبْلَ أَنْ يَنْكِحَهَا ثُمَّ أَثِمَ إِنَّ ذَلِكَ لازِمٌ لَهُ إِذَا نَكَحَهَا (¬1). ¬
4385 - ابْن مَسْعُودٍ: كَانَ يَقُولُ فِيمَنْ قَالَ كُلُّ امْرَأَةٍ أَنْكِحُهَا فَهِيَ طَالِقٌ، إِذَا لَمْ يُسَمِّ قَبِيلَةً أَوِ امْرَأَةً بِعَيْنِهَا، فَلا شَيْءَ عليه. لمالك (¬1). ¬
4386 - عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((لا طلاق إلا فيما تملك، ولا عتق إلا فيما تملك، ولا بيع إلا فيما تملك)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
4387 - ابْنُ عَبَّاسٍ: جَعَلَ الله الطَّلاقَ بَعْدَ النِّكَاح. للبخاري، وسمى أربعة وعشرين بين صحابى وغيره كلهم قال أنها لا تطلق (¬1). ¬
4388 - ابْنُ عُمَرَ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذلك عُمَرُ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فَتَغَيَّظَ، فقَالَ: ((لِيُرَاجِعْهَا ثُمَّ يُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ ثُمَّ تَحِيضَ فَتَطْهُرَ، وإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، فتلك الْعِدَّةُ كَمَا أَمَرَ الله عَزَّ وَجَلَّ)) (¬1). ¬
4389 - ومن رواياته: وَكَانَ عَبْدُ الله طَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً، فَحُسِبَتْ مِنْ طَلاقِهَا وَرَاجَعَهَا كَمَا أَمَرَهُ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
4390 - ومنها: ((مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا أَوْ حَامِلاً)).
4391 - ومنها: كَانَ عَبْدُ الله إِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ قَالَ لأَحَدِهِمْ: أَمَّا أَنْتَ طَلَّقْتَ امْرَأَتَكَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَإِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَنِي بِهَذا، وإِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهَا ثَلاثًا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْكَ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ، وَعَصَيْتَ الله فِيمَا أَمَرَكَ مِنْ طَلاقِ امْرَأَتِكَ (¬1). ¬
4392 - ومنها: وقَرَأَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - (({يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ} فِي قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ)) (¬1). ¬
4393 - ومنها: أن ابن عمر سئل أَيَعْتَدُّ بِتِلْكَ التَّطْلِيقَةِ؟ فَقَالَ: فَمَهْ، أرأيت إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَق؟! َ. للستة (¬1). ¬
طلاق المكره والمجنون والسكران والرقيق وغير ذلك
طلاق المكره والمجنون والسكران والرقيق وغير ذلك
4394 - ثَابِتُ الأَحْنَفُ مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب: أَنَّهُ تَزَوَّجَ أُمَّ وَلَدٍ لمولاة عبد الرحمن، فدعاه عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فدخل عَلَيْهِ فَإِذَا سِيَاطٌ وقَيْدَانِ مِنْ حَدِيدٍ وَعَبْدَانِ فَقَالَ: طَلِّقْهَا، وَإِلاَّ وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ لفَعَلْتُ. فقال: هِيَ الطَّلاقُ أَلْفًا. فخرج -[162]- فسأل ابن عمر فَتَغَيَّظَ وَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ بِطَلاقٍ. ثم سأل بن الزبير فقال: لَمْ تَحْرُمْ، فَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ. وَكَتَبَ إِلَى جَابِرِ بْنِ الأَسْوَدِ- وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ- أَنْ يُعَاقِبَ عَبْدَ الله بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فقدم ثابت الْمَدِينَةَ فجهزت له امرأته بِعِلْمِ ابْنِ عُمَرَ، وحضر وليمة عرسه. لمالك مطولاً (¬1). ¬
4395 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((كُلُّ طَلاقٍ جَائِزٌ، إِلاَّ طَلاقَ الْمَعْتُوهِ والْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ)). للترمذي (¬1). ¬
4396 - عَائِشَةُ قَالَتْ: لا طَلاقَ وَلا عَتَاقَ فِي غِلاقٍ. لأبي داود وقال: الغلاق: الغضب (¬1). ¬
4397 - عُثْمَانُ قال: لَيْسَ لِسَكْرَانَ وَلا لِمَجْنُونٍ طلاق (¬1). ¬
4398 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: لا يَجُوزُ طَلاقُ الْمُوَسْوسِ (¬1). ¬
4399 - عَائِشَةُ رفعته: ((طَلاقُ الأَمَةِ تَطْلِيقَتَانِ، وَعِدَّتُهَا حَيْضَتَانِ)). للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
4400 - ابْنُ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: إِذَا طَلَّقَ الْعَبْدُ امْرَأَتَهُ ثنتين حَرُمَتْ عَلَيْهِ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ، حُرَّةً كَانَتْ أَوْ أَمَةً، وَعِدَّةُ الْحُرَّةِ ثَلاثُ (حِيَضٍ) (¬1)، وَعِدَّةُ الأَمَةِ حَيْضَتَانِ. لمالك (¬2). ¬
4401 - ابْنُ عَبَّاسٍ: قيل له: مَمْلُوكٍ كَانَتْ تَحْتَهُ مَمْلُوكَةٌ فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَتَيْنِ، ثُمَّ عُتِقَا بَعْدَ ذَلِكَ هَلْ يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَخْطُبَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، بقيت له واحدة، -[163]- قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود، والنسائي (¬1). قال الخطابي: لم يذهب إلى هذا أحد فيما أعلم، وفي اسناده مقال. ¬
4402 - نَافعٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: مَنْ أَذِنَ لِعَبْدِهِ أَنْ يَنْكِحَ فَالطَّلاقُ بِيَدِ الْعَبْدِ، لَيْسَ بِيَدِ غَيْرِهِ مِنْ طَلاقِهِ شَيْءٌ، فَأَمَّا أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ أَمَةَ غُلامِهِ أَوْ أَمَةَ وَلِيدَتِهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ. لمالك (¬1). ¬
4403 - ابنُ عباس: طلاق الأمة خمس: عتقها، وطلاق زوجها، وبيع سيدها، وهبته لها، وميراثها. لرزين.
4404 - عائشةُ: أردت أن أعتق عبدين لي، فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أبدأ بالرجل قبل المرأة. لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
4405 - زاد رزين: لئلا يكون لها خيار.
4406 - وعنها: كَانت فِي بَرِيرَةَ ثَلاثُ سُنَنٍ: أُعْتِقَتْ فَخُيِّرَتْ فِي زَوْجِهَا وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ)) وَدَخَلَ - صلى الله عليه وسلم - وَالْبُرْمَةُ تَفُورُ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ خُبْزٌ وَإُدْمٌ مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ فَقَالَ: ((أَلَمْ أَرَ برمة تفور؟)) قَالُوا: بَلَى، وَلَكِنْ ذَلِكَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، وَأَنْتَ لا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ. قَالَ: ((عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ)) (¬1). ¬
4407 - وفي رواية: وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا. قال البخاري: مُنْقَطِعٌ، وَقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ: رَأَيْتُهُ عَبْدًا، أَصَحُّ. للستة (¬1). ¬
4408 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا وَدُمُوعُهُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِعبَّاسٍ: ((يَا عَبَّاسُ، أَلا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا؟)) فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَوْ رَاجَعْتِهِ)) قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: ((إِنَّمَا أشفع)) قَالَتْ: لا حَاجَةَ لِي فِيهِ. للبخاري، وأصحاب السنن (¬1). ¬
4409 - عَبْدُ الله قَالَ: طَلاقُ السُّنَّةِ يطلقها تَطْلِيقَةٌ وَهِيَ طَاهِرٌ من غَيْرِ جِمَاعٍ، فَإِذَا -[164]- حَاضَتْ وَطَهُرَتْ طَلَّقَهَا أُخْرَى، ثُمَّ تَعْتَدُّ بَعْدَ ذَلِكَ بِحَيْضَةٍ. للنسائي (¬1). ¬
4410 - عُمرُ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا تَطْلِيقَةً أَوْ تَطْلِيقَتَيْنِ، ثُمَّ تَرَكَهَا حَتَّى تَحِلَّ ويتزوجها زَوْجًا غَيْرَهُ فَيَمُوتَ عَنْهَا أَوْ يُطَلِّقَهَا ثُمَّ يردها الأَوَّلُ، أِنَّهَا تَكُونُ عِنْدَهُ عَلَى مَا بَقِيَ مِنْ طَلاقِهَا. لمالك. وقال: وتلك السنة التي لا خلاف فيها عندنا (¬1). ¬
4411 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((أَبْغَضُ الْحَلالِ إِلَى الله الطَّلاقُ)). لأبي داود (¬1). ¬
4412 - أبو موسى رفعه: ((لا تطلق النساء إلا من ربية، إن الله تعالى لا يحب الذواقين ولا الذواقات)). للبزار، والكبير، والأوسط (¬1). ¬
4413 - ثَوْبَانُ رفعه: ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَلاق مِنْ غَيْرِ ما بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ)). لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
4414 - عَائِشَةُ: كَانَ النَّاسُ وَالرَّجُلُ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ مَا شَاءَ أَنْ يُطَلِّقَهَا، وَهِيَ امْرَأَتُهُ إِذَا ارْتَجَعَهَا وَهِيَ فِي الْعِدَّةِ وَإِنْ طَلَّقَهَا مِائَةَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ، حَتَّى قَالَ رَجُلٌ لإمْرَأَتِهِ: وَالله لا أُطَلِّقُكِ فَتَبِينِي مِنِّي وَلا أؤويك أَبَدًا. قَالَتْ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: أُطَلِّقُكِ، فَكُلَّمَا هَمَّتْ عِدَّتُكِ أَنْ تَنْقَضِيَ رَاجَعْتُكِ. فَذَهَبَتِ الْمَرْأَةُ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا فَسَكَتَتْ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَتْهُ فَسَكَتَ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} فَاسْتَأْنَفَ النَّاسُ الطَّلاقَ مَنْ كَانَ طَلَّقَ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ طَلَّقَ. للترمذي (¬1). ¬
4415 - ثَوْرُ بْنُ يزيد الدؤلي: أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ ثُمَّ يُرَاجِعُهَا وَلا حَاجَةَ لَهُ بِهَا وَلا يُرِيدُ إِمْسَاكَهَا إلا لتطول عَلَيْهَا بِذَلِكَ الْعِدَّة لِيُضَاررها، فَأَنْزَلَ الله َتَعَالَى {وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} يَعِظُهُمُ الله -[165]- بِذَلِكَ. لمالك (¬1). ¬
4416 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ ثُمَّ يَقَعُ بِهَا وَلَمْ يُشْهِدْ عَلَى طَلاقِهَا وَلا عَلَى رَجْعَتِهَا، فَقَالَ: طَلَّقْتَ لِغَيْرِ سُنَّةٍ، وَرَاجَعْتَ لِغَيْرِ سُنَّةٍ أَشْهِدْ عَلَى طَلاقِهَا وَعَلَى رَجْعَتِهَا وَلا تَعُدْ. لأبي داود (¬1). ¬
4417 - أبو هُرَيْرَةَ رفعته: ((لا يَحِلُّ لإمْرَأَةٍ أن تَسْأَل طَلاقَ أُخْتِهَا لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا ولتنكح، فَإِنَّمَا لَهَا مَا قُدِّرَ لَهَا)). للستة (¬1). ¬
4418 - وعنه رفعه: ((ثَلاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكَاحُ، وَالطَّلاقُ، وَالرَّجْعَةُ)). للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
4419 - ابن مسعود، مثله، وجعل العتق بدل الرجعة. رواه رزين.
4420 - عُمَرَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - طَلَّقَ حَفْصَةَ ثُمَّ رَاجَعَهَا. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4421 - عقبة بن عامر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طلق حفصة فبلغ عمر فوضع التراب على رأسه، وقال: ما يعبأ الله بك يا ابن الخطاب بعدها. فنزل جبريل - عليه السلام - على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر. للكبير وفيه عمرو بن صالح الحضرمى (¬1). ¬
4422 - عمر جاءه رجل وامرأته فقال: امرأتي طلقتها ثم راجعتها، فقالت المرأة: طلقني ثم تركني، حتى إذا كان في آخر ثلاث حيض وانقطع عنى الدم وضعت غسلي ورددت بابي ونزعت ثيابي، فقرع الباب وقال: قد راجعتك، قد راجعتك. فتركت غسلي ولبست ثيابي. فقال عمر: ما تقول فيها يا ابن أم (عبد) (¬1)؟ فقال ابن مسعود: أراه أحق بها ما دون أن تحل لها الصلاة. فقال -[166]- عمر: نعم ما رأيت، وأنا أرى ذلك. للكبير (¬2). ¬
4423 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((إِذَا ادَّعَتِ الْمَرْأَةُ طَلاقَ زَوْجِهَا فَجَاءَتْ عَلَى ذَلِكَ بِشَاهِدٍ عَدْلٍ اسْتُحْلِفَ زَوْجُهَا، فَإِنْ حَلَفَ بَطَلَتْ شَهَادَةُ الشَّاهِدِ، وَإِنْ نَكَلَ فَنُكُولُهُ بِمَنْزِلَةِ شَاهِدٍ آخَرَ، وَجَازَ طَلاقُهُ)). للقزويني (¬1). ¬
الخلع والإيلاء والظهار
الخلع والإيلاء والظهار
4424 - ثَوْبَانُ رفعه: ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا مِنْ غَيْرِ ما بَأْسٍ لَمْ تَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ)) (¬1). ¬
4425 - وفى رواية: ((إن المختلعات هن المنافقات)). للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
4426 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ بن شماس أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ له: مَا أَعْتِبُ على ثابت فِي خُلُقٍ وَلا دِينٍ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الإسْلامِ. فَقَالَ: تَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟ (قالت:) (¬1) نَعَمْ. فقَالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((اقْبَلِ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تطليقتين)). للبخاري، والنسائي (¬2). ¬
4427 - ولأبي داود عَنْ عَائِشَةَ: أن ثابتا ضَرَبَهَا فَكَسَرَ بعضها (¬1). ¬
4428 - أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَلَفَ لا يَدْخُلُ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ شَهْرًا، فَلَمَّا مَضَى تِسْع وَعِشْرُونَ يَوْمًا غَدَا عَلَيْهِنَّ أَوْ رَاحَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا نَبِيَّ الله حَلَفْتَ أَنْ لا تَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا. فقَالَ: ((إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعَاً وَعِشْرِينَ)). للشيخين (¬1). ¬
4429 - ابْنُ عُمَرَ: إِذَا مَضَتْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ يُوقَفُ حَتَّى يُطَلِّقَ، وَلا يَقَعُ عَلَيْهِ الطَّلاقُ -[167]- حَتَّى يُطَلِّقَ، وَيُذْكَرُ ذَلِكَ عَنْ عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَائِشَةَ، وَاثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ الصحابة.
4430 - وفي رواية: لا يحل لأحد بعد الأجل إلا أن يمسك بالمعروف أو يعزم الطلاق كما أمر الله تعالى (¬1). ¬
4431 - مَالِكٌ: مَنْ حَلَفَ لإمْرَأَتِهِ أَنْ لا يَطَأَهَا حَتَّى تَفْطِمَ وَلَدَهَا فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَكُونُ إِيلاءً، بَلَغَنِي أَنَّ عليًّا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَرَهُ إِيلاءً (¬1). ¬
4432 - عَائِشَةُ: آلَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ نِسَائِهِ، وَحَرَّمَ فَجَعَلَ الْحَرَامَ حَلالاً، وَجَعَلَ فِي الْيَمِينِ كَفَّارَةً. للترمذي (¬1). ¬
4433 - قتادةُ: أن عليا، وابن عباس، وابن مسعود قالوا: إذا مضت الأشهر الأربعة. فهى تطليقة بائنة. للكبير (¬1). ¬
4434 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي ظَاهَرْتُ امرأتي فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ أُكَفِّرَ. قَالَ: ((وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ يَرْحَمُكَ الله)) قَالَ: رَأَيْتُ خَلْخَالَهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ. قَالَ: ((لا تَقْرَبْهَا حَتَّى تَفْعَلَ مَا أَمَرَكَ الله)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
4435 - أبو أمامة الْهُجَيْمِيِّ: أَنَّ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رَجُلاً يقول لإمْرَأَتِهِ: يَا أُخَيَّةُ. فَكَرِهَ ذَلِكَ وَنَهَى عَنْهُ. لأبي داود (¬1). ¬
4436 - الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سئل عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَةً إِنْ هُوَ تَزَوَّجَهَا فَقَالَ الْقَاسِمُ: إِنَّ رَجُلاً جَعَلَ امْرَأَةً عَلَيْهِ كَظَهْرِ أُمِّهِ إِنْ هُوَ تَزَوَّجَهَا، فَأَمَرَهُ عُمَرُ إِنْ هُوَ تَزَوَّجَهَا أَنْ لا يَقْرَبَهَا حَتَّى يُكَفِّرَ كَفَّارَةَ المظاهر. لمالك (¬1). ¬
4437 - سَلَمَةُ بْنُ صَخْرٍ الْبَيَاضِيُّ: كُنْتُ امْرَأً أُصِيبُ مِنَ النِّسَاءِ مَا لا يُصِيبُ غَيْرِي، فَلَمَّا دَخَلَ رَمَضَانَ خِفْتُ أَنْ أُصِيبَ مِنِ امْرَأَتِي شَيْئًا تُتَابَعُ بِي حَتَّى أُصْبِحَ، فَظَاهَرْتُ مِنْهَا حَتَّى يَنْسَلِخَ رَمَضَانَ، فَبَيْنَا هِيَ تَخْدُمُنِي ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذ أنكَشفَ لِي مِنْهَا شَيْءٌ فمْا لْبَثْ أَنْ نَزَوْتُ عَلَيْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أخبرت قَوْمِي فقُلْتُ: امْشُوا مَعِي إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقَالُوا: لا وَالله. فَانْطَلَقْتُ فَأَخْبَرْتُهُ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((أَنْتَ بِذَاكَ يَا سَلَمَة؟ ُ)) قُلْتُ: أَنَا بِذَاكَ يَا رَسُولَ الله -مَرَّتَيْنِ- وَأَنَا صَابِرٌ لأَمْرِ الله، فَاحْكُمْ مَا أَرَاكَ الله. قَالَ: ((حَرِّرْ رَقَبَةً)). قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَمْلِكُ رَقَبَةً غَيْرَهَا. وَضَرَبْتُ صَفْحَةَ رَقَبَتِي، قَالَ: ((فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ)). قَالَ: وَهَلْ أَصَبْتُ الَّذِي أَصَبْتُ إِلاَّ مِنَ الصِّيَامِ. قَالَ: ((فَأَطْعِمْ وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ بَيْنَ سِتِّينَ مِسْكِينًا)). قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ بِتْنَا وَحْشيْنِ مَا لَنَا طَعَامٌ. قَالَ: ((فَانْطَلِقْ إِلَى صَاحِبِ صَدَقَةِ بَنِي زُرَيْقٍ فَلْيَدْفَعْهَا إِلَيْكَ، فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ، وَكُلْ أَنْتَ وَعِيَالُكَ بَقِيَّتَهَا)). فَرَجَعْتُ إِلَى قَوْمِي فَقُلْتُ وَجَدْتُ عِنْدَكُمُ الضِّيقَ وَسُوءَ الرَّأْيِ وَوَجَدْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - السَّعَةَ وَحُسْنَ الرَّأْيِ، وَقَدْ أَمَرَنِي أَوْ أَمَرَ لِي بِصَدَقَتِكُمْ. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
4438 - خُوَيْلَةَ بِنْتِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ قَالَتْ: ظَاهَرَ مِنِّي زَوْجِي أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ، فَجِئْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَشْكُو إِلَيْهِ ويُجَادِلُنِي فِيهِ، وَيَقُولُ: ((اتَّقِي الله فَإِنَّهُ ابْنُ عَمِّكِ)) فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ: {قَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} إِلَى الْفَرْضِ، قَالَ: ((يُعْتِقُ رَقَبَةً)) قلت: لا يَجِدُ. قَالَ: ((فَيَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ)) قلت: يَا رَسُولَ الله إِنَّهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ مَا بِهِ مِنْ صِيَامٍ. قَالَ: ((فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا)). قلت: مَا عِنْدَهُ شَيْءٍ يَتَصَدَّقُ بِهِ. قَالَتْ: فَأُتِيَ سَاعَتَئِذٍ بِعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، فَإِنِّي أُعِينُهُ بِعَرَقٍ آخَرَ. قَالَ: ((أَحْسَنْتِ، اذْهَبِي فَأَطْعِمِي بِهَما عَنْهُ سِتِّينَ مِسْكِينًا، وَارْجِعِي إِلَى ابْنِ عَمِّكِ)). قَالَ: وَالْعَرَقُ سِتُّونَ صَاعًا. لأبي داود (¬1). ¬
اللعان وإلحاق الولد واللقيط
اللعان وإلحاق الولد واللقيط
4439 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ هِلالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((الْبَيِّنَةُ أَوْ حَدٌّ فِي ظَهْرِكَ)). قَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِذَا رَأَى أَحَدُنَا رَجُلاً عَلَى امْرَأَتِهِ يَلْتَمِسُ الْبَيِّنَةَ. فَجَعَلَ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((الْبَيِّنَةُ وَإِلاَّ حَدٌّ فِي ظَهْرِكَ)) فَقَالَ هِلالٌ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنِّي لَصَادِقٌ، وَلَيُنْزِلَنَّ الله فِي أَمْرِي مَا يُبْرِئُ ظَهْرِي مِنَ الْحَدِّ. فَنَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} إلى: {الصَّادِقِينَ}. فَأَرْسَلَ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِمَا فَجَاءَا، فَقَامَ هِلالُ فَشَهِدَ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إن الله يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا مِنْ تَائِبٍ)) ثُمَّ قَامَتْ فَشَهِدَتْ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْخَامِسَةِ أَنَّ غَضَبَ الله عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، فقَالُوا: إِنَّهَا مُوجِبَةٌ. فَتَلَكَّأَتْ وَنَكَصَتْ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهَا سَتَرْجِعُ، فَقَالَتْ: لا أَفْضَحُ قَوْمِي سَائِرَ الْيَوْمِ، فَمَضَتْ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَبْصِرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ، سَابِغَ الأَلْيَتَيْنِ، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ)) فَجَاءَتْ بِهِ كَذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَوْلا مَا مَضَى مِنْ كِتَابِ الله لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ)). للبخاري والترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
4440 - وفي رواية: جَاءَ هِلالُ -وَهُوَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ تاب الله عَلَيْهِمْ- مِنْ أَرْضِهِ عِشَاءً فَوَجَدَ عِنْدَ أَهْلِهِ رَجُلاً، فَرَأَى بِعَيْنَيْهِ وَسَمِعَ بِأذنهِ، فَلَمْ يَهِجْهُ حَتَّى أَصْبَحَ، فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فَكَرِهَ مَا جَاءَ بِهِ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَنَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ}، فتلاها عَلَيْهِمَا وَذَكَّرَهُمَا وَأَخْبَرَهُمَا أَنَّ عَذَابَ الآخِرَةِ أَشَدُّ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا، بنحوه. وفيه: فَفَرَّقَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمَا، وَقَضَى أن -[170]- لا يُدْعَى وَلَدُهَا لأَبٍ وَلا تُرْمَى وَلا يُرْمَى وَلَدُهَا، وَمَنْ رماهما فَعَلَيْهِ الْحَدُّ، ولا بَيْتَ لَهَا وَلا قُوتَ، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا يَتَفَرَّقَانِ مِنْ غَيْرِ طَلاقٍ وَلا مُتَوَفًّى عَنْهَا، وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنْ جَاءَتْ بِهِ أُصَيْهِبَ، أو يضح، أثيج، ناتىء الأليتين، خَمْشَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِهِلالٍ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ، جَعْدًا، جُمَالِيًّا، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، سَابِغَ الأَلْيَتَيْنِ فَهُوَ لِلَّذِي رُمِيَتْ بِهِ)). فَجَاءَتْ بِهِ كذلك، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَوْلا الأَيْمَانُ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَانٌ)) قَالَ عِكْرِمَةُ: فَكَانَ ولدها بَعْدَ ذَلِكَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ وَمَا يُدْعَى لأبِ (¬1). ¬
4441 - ولمسلم والنسائي (عن أنس:) (¬1) أن هلالاً قذف امرأته بنحوه، وفيه: أنه أول رجل لاعن في الإسلام. وفيه: ((فإن جاءت به أبيض سبطًا (قضئ) (¬2) العينين فهو لهلال، فإن جاءت به أكحل جعدًا خمش الساقين فهو لشريك)) (¬3). ¬
4442 - سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ: أَنَّ عُوَيْمِر الْعَجْلانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيِّ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لو أن رَجُلاً وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فاسَأل لِي عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَسَأَلَه عَاصِمٌ، فَكَرِهَ - صلى الله عليه وسلم - الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْه - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا رَجَعَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ قال له عُوَيْمِرٌ: مَاذَا قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: عَاصِمٌ لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ، قَدْ كَرِهَ - صلى الله عليه وسلم - الْمَسْاَئل. فقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَالله لا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَهُ. فأتي عويمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وَسْطَ النَّاسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَرَأَيْتَ رَجُلاً وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((قَدْ نْزَلَ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ، فَاذْهَبْ فَأْتِ -[171]- بِهَا)) قَالَ سَهْلٌ: فَتَلاعَنَا وَأَنَا مَعَ النَّاسِ عِنْدَه - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا فَرَغَا قَالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ الله إِنْ أَمْسَكْتُهَا. فَطَلَّقَهَا ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَكَانَتْ سُنَّةَ الْمُتَلاعِنَيْنِ. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
4443 - وفي رواية: وَكَانَتْ حَامِلاً، فكَانَ ابْنُهَا ينسب إلى أمه، ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ أن يرثها وترث منه مَا فَرَضَ الله لَها (¬1). ¬
4444 - وفي أخرى: ((إن جاءت به أحمر قصيرًا كأنه وحرة فلا أراها إلا قد صدقت وكذب عليها، وإن جاءت به أسود أعين ذا إليتين فلا أراه إلا صدق عليها)). فجاءت به على المكروه من ذلك (¬1). ¬
4445 - وللشيخين والنسائي عن ابْنِ عَبَّاسٍ: ذكر قضية عاصم بنحوه وفيه: فقَالَ رَجُلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ: أهِيَ الَّتِي قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَوْ رَجَمْتُ أَحَدًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لرَجَمْتُ هَذِهِ؟)) فَقَالَ: لا، تِلْكَ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُظْهِرُ فِي الإسْلامِ السُّوءَ (¬1). ¬
4446 - وللنسائي أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ رَجُلاً أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ (عَلَى في) (¬1) الملاعن فقَالَ إِنَّهَا مُوجِبَةٌ (¬2). ¬
4447 - حذيفة رفعه: ((يا أبا بكر، أرأيت لو وجدت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلاً به؟)) قال: كنت فاعلا به شرا. ثم قال: ((يا عمر، أرأيت لو وجدت رجلا ما كنت صانعًا به؟)) قال: كنت والله قاتله. قال: ((فأنت يا سهيل بن بيضاء؟)) قال: لعن الله الأبعد، فهو خبيث، ولعن الله البعدي فهي خبيثة، ولعن الله أول الثلاثة ذكره. قال: يا ابن بيضاء تأولت القرآن: {والذين يرمون أزواجهم} الآية. للأوسط (¬1). ¬
4448 - ابن عباس: تزوج رجل من الأنصار امرأة من بلعجلان فبات عندها فلم يجدها عذراء، فرفع شأنها الى النبى - صلى الله عليه وسلم - فدعا الجارية فقالت: بلى، كنت عذراء. فأمر بهما فتلاعنا وأعطاها المهر. للبزار (¬1). ¬
4449 - علي، وابن مسعود: إن قذفها زوجها وقد طلقها وله عليها رجعة تلاعنا، وإن أبانها لم يلاعنها. للكبير (¬1). ¬
4450 - عَائِشَةُ: أن عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدِ: أَنَّ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ مِنِّي فَاقْبِضْهُ إِلَيْكَ. فَلَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ أَخَذَهُ سَعْدٌ فَقَالَ: ابْنُ أَخِي، عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. فَقَال عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: أَخِي وَابْنُ وليدة أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ. فَتَسَاوَقَا إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ الله، ابْنُ أَخِي، كَانَ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ أنه ابنه، انظر إلى شبهه به. وقال عبد: أخي وابن وليدة أبي، ولد على فراشه. فنظر - صلى الله عليه وسلم - فرأى شبهًا بينًا بعتبة، فقال: ((هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ)). ثُمَّ قَالَ لِسَوْدَةَ: ((احْتَجِبِي مِنْهُ لِمَا)) رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ، فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِيَ الله. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
4451 - وللنسائي عن ابْنِ الزُّبَيْرِ: كَانَتْ لِزَمْعَةَ جَارِيَةٌ يَطَؤُهَا، وَكَانَ يَظُنُّ بِآخَرَ أنه يَقَعُ عَلَيْهَا، فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ شِبْهِ الَّذِي كَانَ يَظُنُّ بِهِ، فَمَاتَ زَمْعَةُ وَهِيَ حُبْلَى، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ سَوْدَةُ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَاحْتَجِبِي مِنْهُ فَلَيْسَ لَكِ بِأَخٍ (¬1). ¬
4452 - عبدُ الله بنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ: أَنَّ امْرَأَةً هَلَكَ عَنْهَا زَوْجُهَا فَاعْتَدَّتْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، ثُمَّ تَزَوَّجَتْ حِينَ حَلَّتْ فَمَكَثَتْ عِنْدَ زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ونصفًا، ثُمَّ -[173]- وَلَدَتْ وَلَدًا تَماما، فَجَاءَ زَوْجُهَا عُمَرَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَدَعَا عُمَرُ نِسْوَةً قُدَمَاءَ لحقن الجاهلية فَسَأَلَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ أَنَا أُخْبِرُكَ عَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ، هَلَكَ عَنْهَا زَوْجُهَا حِينَ حَمَلَتْ مِنْهُ فَأُهْرِيقَتْ عَلَيْهِ الدِّمَاءُ فَحَشَّ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا فَلَمَّا أَصَابَهَا زَوْجُهَا الَّذِي نَكَحَت أَصَابَ الْوَلَدَ الْمَاءُ فتَحَرَّكَ الْوَلَدُ فِي بَطْنِهَا وَكَبِرَ. فَصَدَّقَهَا عُمَرُ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا وَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَبْلُغْنِي عَنْكُمَا إِلاَّ (خَيْرٌ) (¬1). وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالأَوَّلِ. لمالك (¬2). ¬
4453 - رَبَاح: زَوَّجَنِي أَهْلِي أَمَةً لَهُمْ رُومِيَّةً، فدخلت بها فَوَلَدَتْ غُلامًا أَسْوَدَ مِثْلِي فَسَمَّيْتُهُ عَبْدَ الله، ثُمَّ وَقَعْتُ عَلَيْهَا فَوَلَدَتْ غُلامًا أَسْوَدَ مِثْلِي فَسَمَّيْتُهُ عُبَيْدَ الله، ثُمَّ طَبَنَ لَهَا غُلامٌ من أهل رُومِي يُقَالُ لَهُ: يُوحَنَّهْ، فَرَاطَنَهَا بِلِسَانِها فَوَلَدَتْ غُلامًا كَأَنَّهُ وَزَغَةٌ مِنَ الْوَزَغَاتِ فَقُلْتُ لَهَا مَا هَذَا فَقَالَتْ هَذَا لِيُوحَنَّهْ. فَرَفَعْنَا إِلَى عُثْمَانَ فَسَأَلَهُمَا فَاعْتَرَفَا، فَقَالَ لَهُمَا: أَتَرْضَيَانِ أَنْ أَقْضِيَ بَيْنَكُمَا بِقَضَاءِ النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ أنه قَضَى أَنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ. فَجَلَدَهَا وَجَلَدَهُ فكَانَا مَمْلُوكَيْنِ. لأبي داود (¬1). ¬
4454 - أبو هُرَيْرَةَ: أن رجلا أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ولد لي غُلامٌ أَسْوَدَ وهو يعرض بأن ينفيه فلم يرخص له في الانتفاء منه، فَقَالَ: ((هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟)) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ((مَا أَلْوَانُهَا؟)) قَالَ: حُمْرٌ. قَالَ: ((هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟)) قَالَ: نَعَمْ قَالَ: ((أَنَّى ذَلِكَ؟)) قَالَ: لعله نزغه عرق. قَالَ: ((فَلَعَلَّ ابْنَكَ نَزَغَهُ عِرْقٌ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4455 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ فُلانًا ابْنِي عَاهَرْتُ بِأُمِّهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا دَعْوَةَ فِي الإسْلامِ، ذَهَبَ أَمْرُ الْجَاهِلِيَّةِ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ)). لأبي داود (¬1). ¬
4456 - عَائِشَةَ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيَّ مَسْرُورًا تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ فَقَالَ: ((أَلَمْ تَرَيْ مجزرا المدلجي نَظَرَ آنِفًا إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ؟)) (¬1). ¬
4457 - وفي رواية: ((أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا الْمُدْلِجِيَّ دَخَلَ عَلَيَّ فَرَأَى أُسَامَةَ وَزَيْدًا وَعَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ وقَدْ غَطَّيَا رُءُوسَهُمَا وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْض؟)) (¬1). ¬
4458 - وفي أخرى: كَانَ أُسَامَةُ أَسْوَدَ شَدِيدَ السَّوَادِ مِثْلَ الْقَارِ وَكَانَ زَيْدٌ أَبْيَضَ من الْقُطْنِ (¬1). ¬
4459 - عُمَرَ: كَانَ يُلِيطُ أَوْلادَ الْجَاهِلِيَّةِ بِمَنِ ادَّعَاهُمْ فِي الإسْلامِ، فَأَتَى رَجُلانِ كِلاهُمَا يَدَّعِي وَلَدَ امْرَأَةٍ، فَدَعَا عُمَرُ قَائِفًا فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا فَقَالَ الْقَائِفُ: لَقَدِ اشْتَرَكَا فِيهِ. فَضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالدِّرَّةِ وقال: ما يدريك؟ ثُمَّ دَعَا الْمَرْأَةَ فَقَالَ: أَخْبِرِينِي خَبَرَكِ. فَقَالَتْ: كَانَ هَذَا لأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ يأتيها وَهِيَ فِي إِبِلٍ لأَهْلِهَا، فَلا يُفَارِقُهَا حَتَّى تَظُنَّ ويَظُنَّ أَن قَدِ اسْتَمَرَّ بِهَا حَملٌ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهَا فَأُهْرِيقَتْ عَلَيْها الدِمَاءٌ، ثُمَّ خلفه الآخَرَ، فَلا أَدْرِي مِنْ أَيِّهِمَا هُوَ. فَكَبَّرَ الْقَائِفُ فَقَالَ عُمَرُ لِلْغُلامِ: وَالِ أَيَّهُمَا شِئْتَ. لمالك (¬1). ¬
4460 - أبو عثمان النهدي: لما أدعى زياد لقيت أبا بكرة فقلت: ما هذا الذي صنعتم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت أذني من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من ادعى أبا في الإسلام غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام)). فقال أبو بكرة: وأنا سمعته منه - صلى الله عليه وسلم -. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
4461 - أبو ذر رفعه: ((لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ كَفَرَ، وَمَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا فلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ رمى -[175]- رَجُلاً بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ: عَدُوَّ الله، وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَ عَلَيْهِ)). للشيخين (¬1). ¬
4462 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ عَلَى قَوْمٍ من لَيْسَ مِنْهُمْ فَلَيْسَتْ مِنَ الله فِي شَيْءٍ ولن يُدْخِلُهَا الله الجنة وَأَيُّمَا رَجُلٍ جَحَدَ وَلَدَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ احْتَجَبَ الله مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَفَضَحَهُ عَلَى رُءُوسِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
4463 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى أَنَّ كُلَّ مُسْتَلْحَقٍ اسْتُلْحِقَ بَعْدَ أَبِيهِ الَّذِي يُدْعَى لَهُ ادَّعَاهُ وَرَثَتُهُ، فَقَضَى أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ يَمْلِكُهَا يَوْمَ أَصَابَهَا فَقَدْ لَحِقَ بِمَنِ اسْتَلْحَقَهُ، وَلَيْسَ لَهُ مِمَّا قُسِمَ قَبْلَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ شَيْءٌ وَمَا أَدْرَكَ مِنْ مِيرَاثٍ لَمْ يُقْسَمْ فَلَهُ نَصِيبُهُ، وَلا يَلْحَقُ إِذَا كَانَ أَبُوهُ الَّذِي يُدْعَى لَهُ أَنْكَرَهُ، فإِنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ لَمْ يَمْلِكْهَا أَوْ مِنْ حُرَّةٍ عَاهَرَ بِهَا فَإِنَّهُ لا يَلْحَقُ بِهِ وَلا يَرِثُ، وَإِنْ كَانَ الَّذِي يُدْعَى لَهُ هُوَ ادَّعَاهُ فَهُوَ وَلَدُ زِنْيَةٍ مِنْ حُرَّةٍ كَانَ أَوْ أَمَةٍ (¬1). ¬
4464 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: لا مُسَاعَاةَ فِي الإسْلامِ، مَنْ سَاعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَدْ لَحِقَ بِعَصَبَتِهِ، وَمَنِ ادَّعَى وَلَدًا مِنْ غَيْرِ رِشْدَه فَلا يَرِثُ وَلا يُورَثُ. هما لأبي داود (¬1). ¬
4465 - زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ: إِنَّ ثَلاثَةَ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَتَوْا عَلِيًّا يَخْتَصِمُونَ إِلَيْهِ فِي وَلَدٍ، قَدْ وَقَعُوا عَلَى امْرَأَةٍ فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ فَقَالَ لاثْنَيْنِ مِنْهُم طِيبَا بِالْوَلَدِ لِهَذَا، فَغَلَبَا. ثُمَّ قَالَ لاثْنَيْنِ طِيبَا بِالْوَلَدِ لِهَذَا، فَغَلَبَا. فَقَالَ: أَنْتُمْ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ، إِنِّي مُقْرِعٌ بَيْنَكُمْ، فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ وَعَلَيْهِ لِصَاحِبَهِ ثُلُثَا الدِّيَةِ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ فَجَعَلَهُ لِمَنْ قُرِعَ، فَضَحِكَ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ أَضْرَاسُهُ أَوْ نَوَاجِذُهُ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4466 - أَنَسٌ رفعه: مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله الْمُتَتَابِعَةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. لأبي داود (¬1). ¬
4467 - رَافِعُ بْنُ سِنَانٍ: أَنَّهُ أَسْلَمَ وَأَبَتِ امْرَأَتُهُ أَنْ تُسْلِمَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتِ: ابْنَتِي وَهِيَ فَطِيمٌ، وَقَالَ رَافِعٌ: ابْنَتِي، فقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: اقْعُدْ نَاحِيَةً وَقَالَ لَهَا اقْعُدِي نَاحِيَةً، وَأَقْعَدَ الصَّبِيَّةَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوَاهَا، فَمَالَتِ الصَّبِيَّةُ إِلَى أُمِّهَا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: اللهمَّ اهْدِهَا، فَمَالَتِ إِلَى أَبِيهَا. للنسائي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
4468 - أبو جَمِيلَةَ: وجدت مَنْبُوذًا فِي زَمنِ عُمَرَ، فَجِئْتهُ بِهِ فلما رآني قال: عسى الغوير أبؤسا مَا حَمَلَكَ عَلَى أَخْذِ هَذِهِ النَّسَمَةِ، قلت: وَجَدْتُهَا ضَائِعَةً فَأَخَذْتُهَا، فكأنه اتهمني، فَقَالَ عريفي: إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَكَذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اذْهَبْ هُوَ حُرٌّ وَعَلَيْنَا نَفَقَتُهُ. لمالك والبخاري في ترجمة (¬1). ¬
4469 - زاد رزين: وولاة المسلمين يرثونه ويعقلون عنه، وهو الذي ذكر في روايته: عسى الغوير أبؤسا.
العدة والاستبراء والإحداد والحضانة
العدة والاستبراء والإحداد والحضانة
4470 - أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ الأَنْصَارِيَّةِ أَنَّهَا طُلِّقَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَكُنْ لِلْمُطَلَّقَةِ عِدَّةٌ، فَأَنْزَلَ الله تعالى العدة لِلطَّلاقِ، فكانت أول من نزل فيها العدة للطلاق. لأبي داود (¬1). ¬
4471 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قال الله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} وَقَالَ تعالى {وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ} فَنُسِخَ مِنْ -[177]- ذَلِكَ وَقَالَ {وإن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا}. للنسائي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
4472 - عُرْوَةُ: أن عَائِشَةَ انْتَقَلَتْ حَفْصَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ حِينَ دَخَلَتْ فِي الدَّمِ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فبلغني ذلك فذكرته لِعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَتْ: صَدَقَ عُرْوَةُ، وَقَدْ (جَادَلَهَا) (¬1) فِي ذَلِكَ نَاسٌ، وقَالُوا إِنَّ الله وَتَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ {ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} فبلغ عائشة فَقَالَتْ: صَدَقْتُمْ، أتَدْرُونَ مَا الأَقْرَاءُ؟ هي الأَطْهَارُ. لمالك. وقال قال: ابن شهاب: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِنْ فُقَهَائِنَا إِلاَّ وَهُوَ يَقُولُ ما قالت عَائِشَةَ (¬2). ¬
4473 - عُمَرُ: أَيمَا امْرَأَةٍ طُلِّقَتْ فَحَاضَتْ حَيْضَةً أَوْ حَيْضَتَيْنِ ثُمَّ رَفَعَتْهَا حَيْضَتُهَا فَإِنَّهَا تَنْتَظِرُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، فَإِنْ (بِهَا) (¬1) حَمْلٌ فذاك، وَإِلاَّ اعْتَدَّتْ بَعْدَ التِّسْعَةِ أَشْهُرٍ، ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ حَلَّتْ. لمالك (¬2). ¬
4474 - الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ: أَنَّهَا اخْتَلَعَتْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ أُمِرَتْ أَنْ تَعْتَدَّ بِحَيْضَةٍ. للنسائي، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
4475 - ولمالك عن نَافِعٍ أنها جَاءَتْ هِيَ وَعَمهَا إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا فِي زَمنِ عُثْمَانَ، فبلغه ذلك، فَلَمْ يُنْكِرْهُ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لها: عدتك عِدَّةُ الْمُطَلَّقَةِ (¬1). ¬
4476 - ولأبي داود عن ابن عمر: عدة المختلعة عدة المطلقة (¬1). ¬
4477 - ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ بن شماس اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَعْتَدَّ بِحَيْضَةٍ. لأبي داود، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
4478 - أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهَا سُبَيْعَةُ كَانَتْ تَحْتَ زَوْجِهَا، فتُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ حُبْلَى، فَخَطَبَهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ، فَأَبَتْ أَنْ تَنْكِحَهُ، فَقَالَ: وَالله مَا يَصْلُحُ أَنْ تَنْكِحِي حَتَّى تَعْتَدِّي آخِرَ الأَجَلَيْنِ، فَمَكُثَتْ قَرِيبًا مِنْ عَشْرِ لَيَالٍ ثُمَّ جَاءَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ انْكِحِي. للستة (¬1). ¬
4479 - ومن رواياته: أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَابْنَ عَبَّاسٍ تنازعا في الْمَرْأَةَ تُنْفَسُ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عِدَّتُهَا آخِرُ الأَجَلَيْنِ، وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: قَدْ حَلَّتْ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَا مَعَ ابْنِ أَخِي، يَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ، فَبَعَثُوا كُرَيْبًا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ يَسْأَلُهَا، فقالت: إِنَّ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةَ نُفِسَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ، وذَكَرَتْ ذَلِكَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَهَا أَنْ تَتَزَوَّجَ (¬1). ¬
4480 - ومنها: وَلَدَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِنِصْفِ شَهْرٍ، فَخَطَبَهَا رَجُلانِ أَحَدُهُمَا شَابٌّ وَالآخَرُ كَهْلٌ، (فَحَطَّتْ) (¬1) إِلَى الشَّابِّ، فَقَالَ الشيخ لَمْ تحلي بعد، وَكَانَ أَهْلُهَا غُيَّبًا، ورَجَا إِذَا جَاءَ أَهْلُهَا أَنْ يُؤْثِرُوهُ، فَجَاءَتْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ (¬2). ¬
4481 - ومنها أن أبا سَلَمَةَ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ َتَعَالَى {وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} فَقَالَ أعاد ذَلِكَ فِي الطَّلاقِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَا مَعَ ابْنِ أَخِي بنحوه، وفيه: وَضَعَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِعِشْرِينَ لَيْلَةً (¬1). ¬
4482 - ومنها: قُتِلَ زَوْجُ سُبَيْعَةَ فَوَضَعَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِينَ -[179]- لَيْلَةً فَخُطِبَتْ فَأَنْكَحَهَا - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
4483 - ومنها: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ سُبَيْعَةَ جاءته فَقَالَتْ: تُوُفِّيَ زَوْجُهَا فَوَلَدَتْ لأَدْنَى مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَتَزَوَّجَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ (¬1). ¬
4484 - ومنها عن سُبَيْعَةَ: أن زوجها سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ توفي عَنْهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فوضعت بعده فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا تَجَمَّلَتْ لِلْخُطَّابِ، فقال لها أَبُو السَّنَابِلِ: وَالله مَا أَنْتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى يَمُرَّ عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأفتاها بأنها قَدْ حَلْتُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لا أَرَى بَأْسًا أَنْ تَتَزَوَّجَ حِينَ وَضَعَتْ وَإِنْ كَانَتْ فِي دَمِهَا، غَيْرَ أَنه لا يَقْرَبُهَا زَوْجُهَا حَتَّى تَطْهُرَ (¬1). ¬
4485 - ومنها، عن ابْن مَسْعُودٍ في شأن سبيعة قال: تَجْعَلُونَ عَلَيْهَا التَّغْلِيظَ وَلا تَجْعَلُونَ لَهَا الرُّخْصَةَ، لأنَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ الْقُصْرَى بَعْدَ الطُّولَى.
4486 - وفي رواية: قَالَ مَنْ شَاءَ لاعَنْتُهُ مَا نزِلَتْ {وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} إِلاَّ بَعْدَ آيَةِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا، إِذَا وَضَعَتِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا فَقَدْ حَلَّتْ (¬1). ¬
4487 - ابْنُ عُمَرَ وقد سُئِلَ عَنِ المتوفى عَنْهَا الحامل، -[180]- فَقَالَ: إِذَا وَضَعَتْ فَقَدْ حَلَّتْ، فقال رَجُلٌ عِنْدَهُ: أَنَّ عُمَرَ قَالَ: لَوْ ولدت وَزَوْجُهَا عَلَى السَرِيرِ لَمْ يُدْفَنْ بَعْدُ حَلَّتْ. لمالك (¬1). ¬
4488 - عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لا تُلَبِّسُوا عَلَيْنَا سُنَّةً نَبِيِّنَا، عِدَّةُ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، يَعْنِي في أُمَّ الْوَلَدِ. لأبي داود (¬1). ¬
4489 - ولمالك عن ابْنِ عُمَرَ: عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا سَيِّدُهَا حَيْضَةٌ (¬1). ¬
4490 - أبو سَعِيدٍ أَصَابُوا سَبايا يَوْمَ أَوْطَاسَ لَهُنَّ أَزْوَاجٌ فَتَحَرَّجُوا فَأُنْزِلَتْ {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (¬1). ¬
4491 - وفي رواية رَفَعَهُ فِي سَبَايَا أَوْطَاسَ: لا تُوطَأُ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ، وَلا غَيْرُ ذَاتِ حَمْلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً. لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
4492 - أبو الدَّرْدَاءِ أن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نظر في بعض أسفاره إلى امرأة مُجِحٍّ ببَابِ فُسْطَاطٍ، فسئل عنها، فقالوا: هذه أمة لفلان، فقال: لَعَلَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُلِمَّ بِهَا، فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَلْعَنَهُ لَعْنًا يَدْخُلُ مَعَهُ قَبْرَهُ، كَيْفَ يُوَرِّثُهُ وَهُوَ لا يَحِلُّ لَهُ أوكَيْفَ يَسْتَخْدِمُهُ وَهُوَ لا يَحِلُّ لَهُ. لمسلم، وأبي داود (¬1). ¬
4493 - لمالك: بلغنى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر باستبراء الإماء بحيضة إن كانت ممن تحيض، وثلاثة أشهر إن كانت ممن لا تحيض، وينهى عن سقى ماء الغير (¬1). ¬
4494 - ابنُ عمر: إذا وهبت الوليدة التى توطأ أو بيعت أو عتقت فليستبرىء رحمها بحيضة، ولا تستبرىء العذراء. لرزين.
4495 - فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: إَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ وَهُوَ غَائِبٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلهُ بِشَعِيرٍ، فَسَخِطَتْهُ، -[181]- فَقَالَ: وَالله مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ فَجَاءَتْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَته لَهُ، فَقَالَ: ((لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ)). فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ، ثُمَّ قَالَ: ((تِلْكِ امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي، اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى، تَضَعِينَ ثِيَابَكِ، فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي)). فَلَمَّا حَلَلتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي، فَقَالَ: ((أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لا مَالَ لَهُ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ)). فَكَرِهْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: ((انْكِحِي أُسَامَةَ)). فَنَكَحْتُهُ، فَجَعَلَ الله فِيهِ خَيْرًا، وَاغْتَبَطْتُ. للستة إلا البخاري (¬1). ¬
4496 - ومن رواياته: أَنَّ أَبَا حَفْصِ بْنَ الْمُغِيرَةِ طَلَّقَهَا ثَلاثًا، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ له أَهْلُهُ: لَيْسَ لَكِ نَفَقَةٌ. بنحوه (¬1). ¬
4497 - ومنها: أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ خَرَجَ مَعَ عَلِيٍّ إِلَى الْيَمَنِ، فَأَرْسَلَ إِلَى امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ بِتَطْلِيقَةٍ بَقِيَتْ مِنْ طَلاقِهَا، وفيه: انتقالها ولا نفقة لها، وأن مَرْوَانَ قال: لَمْ نَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ إِلاَّ مِنِ امْرَأَةٍ سَتَأْخُذُ بِالْعِصْمَةِ الَّتِي وَجَدْنَا النَّاسَ عَلَيْهَا. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ حِينَ بَلَغَهَا قَوْلُ مَرْوَانَ: فَبَيْنِي وَبَيْنَكُمُ الْقُرْآنُ {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} الآيَةَ هَذَا لِمَنْ كَانَ لَهُ مُرَاجَعَةٌ فَأَيُّ أَمْرٍ يَحْدُثُ بَعْدَ الثَّلاثِ، فَكَيْفَ تَقُولُونَ لا نَفَقَةَ لَهَا إِذَا لَمْ تَكُنْ حَامِلاً، فَعَلامَ تَحْبِسُونَهَا (¬1). ¬
4498 - ومنها: طَلَّقَهَا زَوْجُهَا الْبَتَّةَ، قَالَتْ: فَخَاصَمْتُهُ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي -[182]- السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ، فَلَمْ يَجْعَلْ لِي. بنحوه (¬1). ¬
4499 - وَمِنْهَا: أَنَّ الشَّعْبِيَّ حدث بِحَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: لا سُكْنَى وَلا نَفَقَةً فأَخَذَ الأَسْوَدُ بن يزيد كَفًّا مِنْ حَصًى فَحَصَبَهُ بِهِ، قَالَ وَيْلَكَ تُحَدِّثُ بِمِثْلِ هَذَا. قَالَ عُمَرُ: لا نَتْرُكُ كِتَابَ الله وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا لِقَوْلِ امْرَأَةٍ لا نَدْرِي أحَفِظَتْ أم نَسِيَتْ، لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ قَالَ تعالى: {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ} الآية (¬1). ¬
4500 - ومنها: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ، فَخَرَجَ فِي غَزْوَةِ نَجْرَانَ بنحوه، وفيه فَتَزَوَّجْتُهُ فَشَرَّفَنِي الله بابن زَيْدٍ وَكَرَّمَنِي بابن زَيْدٍ. للستة إلا البخاري (¬1). ¬
4501 - عائشةُ: لما طلق يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ فَانْتَقَلَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَرْسَلَتْ عَائِشَةُ إِلَى مَرْوَانَ -وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ- اتَّقِ الله وَارْدُدْهَا إِلَى بَيْتِهَا، قَالَ مَرْوَانُ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ غَلَبَنِي (¬1). ¬
4502 - وفي رواية قال لها: أَمَا بَلَغَكِ شَأْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَتْ: لا يَضُرُّكَ (أَنْ لا تَذْكُرَ) (¬1) حَدِيثَ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ بِكِ شَرٌّ فَحَسْبُكِ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ مِنَ الشَّرِّ (¬2). ¬
4503 - وفي أخرى: عَابَتْ عَائِشَةُ ذلك أَشَدَّ الْعَيْبِ، وَقَالَتْ: إِنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ فِي مَكَانٍ وَحْشٍ فَخِيفَ عَلَى نَاحِيَتِهَا فأَرْخَصَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
4504 - وفي أخرى: لأنه كان خشي عليها في مسكن زوجها أن يقتحم عليها، أو تبدو على أهلها بفاحشة (¬1). ¬
4505 - ابنُ الْمُسَيبِ قيل له: فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ طُلِّقَتْ، فَخَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا، فَقَالَ: تِلْكَ امْرَأَةٌ فَتَنَتِ النَّاسَ، إِنَّهَا كَانَتْ لَسِنَةً فَوُضِعَتْ عَلَى يَدِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ. لأبي داود (¬1). ¬
4506 - جَابِرٌ: طُلِّقَتْ خَالَتِي فأرادت أن تَجدَّ نخلها فزجرها رَجُلٌ أن تخرج فَأَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((بلى فَجُدِّي نَخْلَكِ، فإنك عسى أَنْ تَصَدَّقِي أَوْ تَفْعَلِي معروفًا)). لمسلم والنسائي، وأبي داود بلفظ: طلقت خالتي ثلاثًا (¬1). ¬
4507 - الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ مَالِكٍ: أَنَّ زَوْجَهَا تَكَارَى عُلُوجًا لِيَعْمَلُوا لَهُ فَقَتَلُوهُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَتْ: إِنِّي لَسْتُ فِي مَسْكَنٍ لَهُ وَلا يَجْرِي عَلَيَّ مِنْهُ رِزْقٌ أَفَأَنْتَقِلُ إِلَى أَهْلِي؟ قَالَ: ((افْعَلِي)). ثُمَّ قَالَ: ((كَيْفَ قُلْتِ)) فأعدت عليه عَلَيْهِ فقال: ((اعْنَدِّي حَيْثُ بَلَغَكِ الْخَبَرُ)). لمالك وأصحاب السنن (¬1). ¬
4508 - مُجَاهِدٌ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} كَانَتْ هَذِهِ الْعِدَّةُ تَعْتَدُّ عِنْدَ أَهْلِ زَوْجِهَا فَأَنْزَلَ الله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ} فجعل الله لَهَا تَمَامَ السَّنَةِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَصِيَّةً إِنْ شَاءَتْ سَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ وَهُوَ تَعَالَى {غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} فَالْعِدَّةُ كَمَا هِيَ وَاجِبة عَلَيْهَا وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَسَخَتْ هَذِهِ الآيَةُ عِدَّتَهَا عِنْدَ أَهْلِهَا فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ. وَقَالَ عَطَاءٌ: إِنْ شَاءَتِ اعْتَدَّتْ عِنْدَ أَهْلِهَا وَسَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ {فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي -[184]- أَنْفُسِهِنَّ} ثُمَّ جَاءَ الْمِيرَاثُ فَنَسَخَ السُّكْنَى فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ وَلا سُكْنَى لَهَا. للبخاري وأبي داود والنسائي (¬1). قلت: فعلى الأول: لا نسخ كأنه رأى أن الأولى لتقدمها لا تكون ناسخاً، لكن يلزمه التفرد بأن بالحول مشروع إلى الآن. وعلى الثاني: الأولى هي الثاني الأولى هي الثانية في النزول فتكون ناسخا والسكنى منسوخ. وعلى الثالث: أن الناسخ للسكنى هو آية الميراث من الثُمن والربع كأنه رأى أن مدلول الثانية إمتاع الزوجة حولا فاقتضى النفقة والسكنى وتربص الحول، ومدلول الأولى وهو الزمان لا يصلح أن ينسخ إلا الحول فكان نسخ السكنى كالنفقة بالميراث. ¬
4509 - عُمَرُ: كَانَ يَرُدُّ الْمُتَوَفَّى عَنْهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ مِنَ الْبَيْدَاءِ يَمْنَعُهُنَّ الْحَجَّ (¬1). ¬
4510 - ابنُ عمر: سَأَلَتْهُ امرأة تُوُفِّيَ عنها زوجها: هَلْ يَصْلُحُ لَهَا أَنْ تَبِيتَ في حرث لهم فَنَهَاهَا، فَكَانَتْ تَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ سَحَرًا فَتُصْبِحُ فِي حَرْثِهِمْ فَتَظَلُّ فِيهِ، وتبيت إِذَا أَمْسَتْ فِي بَيْتِهَا (¬1). ¬
4511 - الْمُسَيَّبُ وسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: أَنَّ طُلَيْحَةَ الأَسَدِيَّةَ كَانَتْ تَحْتَ رُشَيْدٍ الثَّقَفِيِّ فَطَلَّقَهَا، فَنَكحَتْ فِي عِدَّتِهَا، فَضَرَبَهَا عُمَرُ وَضَرَبَ زَوْجَهَا بِالْمِخْفَقَةِ ضَرَبَات وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ نكِحَتْ فِي عِدَّتِهَا فَإِنْ كَانَ الَّذِي تَزَوَّجَهَا لَمْ يَدْخُلْ بِهَا فُرِّقَ بَيْنَهُمَا واعْتَدَّتْ بَقِيَّةَ عِدَّتِهَا مِنْ الأَوَّلِ، ثُمَّ كَانَ الآخَرُ خَاطِبًا مِنَ الْخُطَّابِ، وَإِنْ دَخَلَ بِهَا فُرِّقَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ اعْتَدَّتْ بَقِيَّةَ الأَوَّلِ، ثُمَّ اعْتَدَّتْ مِنَ الآخَرِ، ثُمَّ لا يَجْتَمِعَانِ أَبَدًا. قَالَ ابْنُ الْمُسَيبِ: وَلَهَا مَهْرُهَا كاملاً بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْهَا. هي لمالك (¬1). ¬
4512 - زَيْنَبُ بِنْتُ أبي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّهَا أم سلمة: أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَ عنها زَوْجُهَا فَخَشُوا عَلَى عينيها، -[185]- فَأَتَوْا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَأْذَنُوهُ فِي الْكُحْلِ فَقَالَ: ((لا تَكَتحَّلْ، قَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَمْكُثُ فِي شَرِّ أَحْلاسِهَا -أَوْ شَرِّ بَيْتِهَا- فَإِذَا كَانَ حَوْلٌ فَمَرَّ الكَلْب رَمَتْ بِبَعَرَةٍ، فَلا حَتَّى تَمْضِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ)).
4513 - فَقَالَتْ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا دَخَلَتْ حِفْشًا، وَلَبِسَتْ شَرَّ ثِيَابِهَا، وَلَمْ تَمَسَّ طِيبًا حَتَّى يَمُرَّ بِهَا سَنَةٌ، ثُمَّ تُؤْتَى بِدَابَّةٍ حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ طَائِرٍ فَتَفْتَضُّ بِهِ، فَقَلَّ مَا تَفْتَضُّ بِشَيْءٍ إِلاَّ مَاتَ، ثُمَّ تَخْرُجُ فَتُعْطَى بَعَرَةً فَتَرْمِي بها، ثُمَّ تُرَاجِعُ بَعْدُ مَا شَاءَتْ مِنْ طِيبٍ أَوْ غَيْرِهِ. قال: هما لمَالِكٌ. تَفْتَضُّ: تَمْسَحُ بِهِ جِلْدَهَا (¬1). ¬
4514 - وعنها: أن أُمَّ حَبِيبَةَ لَمَّا جَاءَهَا نَعي أَبِيهَا دَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَحَتْ ذِرَاعَيْهَا وَقَالَتْ: مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ، ولَوْلا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ، إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا)). هما للستة (¬1). ¬
4515 - أُمُّ عَطِيَّةَ: كُنَّا نُنْهَى أَنْ نُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثة، إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَلا نَكْتَحِلَ، وَلا نَتطيبَ، وَلا نَلْبَسَ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلاَّ ثَوْبَ عَصْبٍ، وَقَدْ رُخِّصَ لَنَا عِنْدَ الطُّهْرِ إِذَا اغْتَسَلَتْ إِحْدَانَا مِنْ مَحِيضِهَا فِي نُبْذَةٍ مِنْ كُسْتِ أَظْفَارٍ، وَكُنَّا نُنْهَى عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ. للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4516 - أُمُّ سَلَمَةَ رفعته: ((لا تَلْبَسُ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا الْمُعَصْفَرَ مِنَ الثِّيَابِ، وَلا الْمُمَشَّقَةَ، وَلا الْحُلِيَّ، وَلا تَخْتَضِبُ، وَلا تَكْتَحِلُ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4517 - لمَالِكٍ: أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عليها وَهِيَ حَادٌّ عَلَى -[186]- أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ جَعَلَتْ عَلَى عَيْنَهَا صَبِرًا، فَقَالَ: ((مَا هَذَا يَا أُمَّ سَلَمَةَ؟)) قَالَتْ: إِنَّمَا هُوَ صَبِرٌ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: ((فاجْعَلِيهِ باللَّيْلِ وَامْسَحِيهِ بِالنَّهَارِ)) (¬1). ¬
4518 - وفي رواية: قَالَتْ لامْرَأَةٍ حَادٍّ عَلَى زَوْجِهَا اشْتَكَتْ عَيْنَيْهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ مِنْهَا: اكْتَحِلِي بِكُحْلِ الْجِلاءِ وَامْسَحِيهِ بِالنَّهَارِ (¬1). ¬
4519 - وفي أخرى: كَانَتْ تَقُولُ: تَجْمَعُ الْحَادُّ رَأْسَهَا بِالسِّدْرِ وَالزَّيْتِ (¬1). ¬
4520 - أَبُو هُرَيْرَةَ: أتت امْرَأَة النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ زَوْجِي يُرِيدُ أن يَذْهَبَ بِابْنِي، وَقَدْ نفعني وسَقَانِي مِنْ عذب الماء فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - ((اسْتَهِمَا عَلَيْهِ)) فَقَالَ زَوْجُهَا: مَنْ يُحَاقُّنِي فِي وَلَدِي؟ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا أَبُوكَ وَهَذِهِ أُمُّكَ، فَخُذْ بِيَدِ أَيِّهِمَا شِئْتَ)). فَأَخَذَ بِيَدِ أُمِّهِ فَانْطَلَقَتْ بِهِ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
4521 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ امْرَأَةً أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إِنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً، وَثَدْيِي لَهُ سِقَاءً، وَحِجْرِي لَهُ حِوَاءً، وَإِنَّ أَبَاهُ طَلَّقَنِي وَأَرَادَ أَنْ يَنْتَزِعَهُ مِنِّي. فَقَالَ: - صلى الله عليه وسلم - ((أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ تُنْكحي)) (¬1). ¬
4522 - عَلِيُّ: خَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى مَكَّةَ فَقَدِمَ بِابْنَةِ حَمْزَةَ، فَقَالَ جَعْفَر: أَنَا آخُذُهَا، أَنَا أَحَقُّ بِهَا، هي بنت عَمِّي وَعِنْدِي خَالَتُهَا، وَإِنَّمَا الْخَالَةُ أُمٌّ. وقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، هي ابْنَةُ عَمِّي، وَعِنْدِي ابْنَةُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فهِيَ أَحَقُّ بِهَا. وقَالَ زَيْدٌ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، هي ابنة أخي، وإنما خَرَجْتُ إِلَيْهَا وَسَافَرْتُ وَقَدِمْتُ بِهَا فقضى بها. رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِجَعْفَرَ وقال: ((الْخَالَةُ أُمٌّ)). هما لأبي داود (¬1). ¬
4523 - الْقَاسِمُِ بْنُ مُحَمَّدٍ: كَانَتْ عِنْدَ عُمَرَ امْرَأَة مِن الأَنْصَارِ، -[187]- فَوَلَدَتْ لَهُ عَاصِمَ وفارقها، فَجَاءَ قُبَاءً فَوَجَدَ ابْنَهُ يَلْعَبُ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى الدَّابَّةِ فَأَدْرَكَتْهُ جَدَّةُ الْغُلامِ فَنَازَعَتْهُ إِيَّاهُ حَتَّى أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خَلِّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ. فَمَا رَاجَعَهُ عُمَرُ الْكَلامَ. لمالك (¬1). ¬
كتاب البيوع
كتاب البيوع
الكسب والمعاش وما يتعلق بالتجارة
الكسب والمعاش وما يتعلق بالتجارة
4524 - أبو الطفيلِ رفعه: ((من كسبَ مالاً من حرام فأعتقَ منه، ووصل منه رحمه كان ذلك إصراً)). للكبير بضعف (¬1). ¬
4525 - ميمونةُ بنتُ سعد، قالت: أفتنا يا رسول الله عن السرقة، قال: ((من أكلها وهو يعلم أنها سرقة، فقد أشرك في إثم سرقتها)). للكبير بخفى (¬1). ¬
4526 - أبو بكر رفعه: ((لا يدخلُ الجنةَ جَسَدٌ غُذِّيَ بحرام)). للموصلي، والبزار والأوسط (¬1). ¬
4527 - وله عن حذيفة، رفعه: ((لا يدخل الجنة لحم نَبَتَ من سُحْت، النار أولى به)) (¬1). ¬
4528 - النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ رفعه ((إِنَّ الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلا وَلِكُلِّ مِلِكٍ حِمًى أَلا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا -[188]- فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ)). للستة (¬1). ¬
4529 - وابصةُ: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأضمر في نفسه أنه يسأله عن البر والإثم، فلما دَنا منه قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أخبرك أم تخبرني؟)) قال: لا، بل أخبرني، فقال)) جئت تسألني عن البرِّ والإِثْمِ؟)) فقلت: نعم. فجمع أنامله الثلاث فجعل ينكث بهن في صدري، ويقول: يا وابصة استفت نفسك، واستفت نفسك ثلاثًا، البرُّ: ما اطمأنت إليه النفس، والإثم: ما حاك في نفسك، وتردد في صدرك، وإن أفتاك الناس وأفتوك)). لأحمد، والموصلى بلين (¬1). ¬
4530 - سلمانُ وابنُ عباسٍ، رفعاه: ((الحلالُ ما أحلَّ الله في كتابه والحرامُ ما حرَّمَ في كتابه وَمَا سَكَتَ فَهُوَ مَا عَفَى عَنه فَلَا تَتَكَلَّفُوه)). لرزين (¬1). ¬
4531 - الْمِقْدَامُ رفعه: ((مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِيهِ وَإِنَّ نَبِيَّ الله دَاوُدَ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِيهِ)). للبخاري (¬1). ¬
4532 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ أَمِنَ الْحَلالِ أَمْ مِنَ الْحَرَامِ)). للبخاري والنسائي (¬1). ¬
4533 - زاد رزين: ((فإذ ذاك لا تجابُ لهم دعوة)).
4534 - وعنه رفعه: ((أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الله طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ الله أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ -[189]- طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ أَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ)). لمسلم، والترمذي (¬1). ¬
4535 - عَائِشَةُ رفعته: ((إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ وَإِنَّ أَوْلادَكُمْ مِنْ كَسْبِكُم)) (¬1). ¬
4536 - وفى رواية: ((ولدُ الرجل من كسبه، من أطيب كسبه، فكلوا من أموالهم)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
4537 - سَعْدٌ: لَمَّا بَايَعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - النِّسَاءَ قَامَتِ امْرَأَةٌ جَلِيلَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نِسَاءِ مُضَرَ قَالَتْ: يَا رسول الله إِنَّا كَلٌّ عَلَى آبَائِنَا وَأَبْنَائِنَا وَأَزْوَاجِنَا فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: ((الرَّطْبُ تَأْكُلْنَهُ وَتُهْدِينَهُ)).لأبي داود: وقال: والرطب ما يفسد إذا بقي (¬1). ¬
4538 - ابنُ عباسٍ: قال له رجل: إِنَّ لِي يَتِيمًا وَلَهُ إِبِلٌ أَفَأَشْرَبُ مِنْ لَبَنِ إِبِلِهِ َقَالَ: ((إِنْ كُنْتَ تَبْغِي ضَالَّةَ إِبِلِهِ وَتَهْنَأُ جَرْبَاءهَا وَتَلُيطُّ حَوْضَهَا وَتَسْقِيهَا يَوْمَ وِرْدِهَا فَاشْرَبْ غَيْرَ مُضِرٍّ بِنَسْلٍ وَلا نَاهِكٍ فِي الْحَلْبِ)). لمالك (¬1). ¬
4539 - ضِرَارُ بْنُ الأَزْوَرِ قَالَ: ((أَهْدَيْتُ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لِقْحَةً فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْلُبَهَا فَحَلَبْتُهَا فَجَهَدْتُ حَلبِهَا فَقَالَ دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ)). للدارمي (¬1). ¬
4540 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((أَحَقُّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ الله)). للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
4541 - أبو الدرداء رفعه: ((مَنْ يَأْخُذْ عَلَى تَعلِيمِ القرآن قَوساً قَلَّدَهُ اللهُ قوساً من نار)). للكبير (¬1). ¬
4542 - الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ رفعه: ((مَنْ كَانَ لَنَا عَامِلاً فَلْيَكْتَسِبْ زَوْجَةً وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ خَادِمًا فَلْيَكْتَسِبْ خَادِمًا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَسْكَنٌ فَلْيَكْتَسِبْ مَسْكَنًا ومَنِ اتَّخَذَ غَيْرَ ذَلِكَ فَهُوَ غَالٌّ أَوْ سَارِقٌ)). لأبي داود (¬1). ¬
4543 - عَائِشَةُ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ لَقَدْ عَلِمَ قَوْمِي أَنَّ حِرْفَتِي لَمْ تَكُنْ تَعْجِزُ عَنْ مَئُونَةِ أَهْلِي وَشُغِلْتُ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَسَيَأْكُلُ آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا وَيَحْتَرِفُ لِلْمُسْلِمِينَ. للبخاري (¬1). ¬
4544 - كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الله بن عوف المازني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَقْطَعَ بِلالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ وَكَتَبَ إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا مَا أَعْطَى محمدٌ رَسُولُ الله بِلالَ بْنَ الْحَارِثِ أَعْطَاهُ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ: جَلْسَيهَا وَغَوْرَيهَا وذات النصب، وحيث يصلح الزرع من قوس ولم يعطه حق مسلم))، وكتب أبي بن كعب. لأبي داود (¬1). ¬
4545 - ولمالك: أنه - صلى الله عليه وسلم - أقطع بلال بن الحارث معادن القبلية، وهي من ناحية الفرع، وتلك المعادن لا يؤخذ منها إلا الزكاة حتى اليوم (¬1). ¬
4546 - أَبْيَضُ بْنِ حَمَّالٍ أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -: فَاسْتَقْطَعَهُ الْمِلْحَ الَّذِي بِمَأْرِبَ فَقَطَعَهُ لَهُ فَلَمَّا أَنْ وَلَّى قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمَجْلِسِ أَتَدْرِي مَا قَطَعْتَ لَهُ يارسول الله؟ إِنَّمَا قَطَعْتَ لَهُ الْمَاءَ الْعِدَّ فَانْتَزَعَه مِنْهُ قَالَ وَسَأَلَتهُ عَمَّا يُحْمَى مِنَ الأَرَاكِ -[191]- قَالَ: ((مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخْفَافُ الإبِلِ)) (¬1). ¬
4547 - وفي رواية: أَنَّهُ سَأَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ حِمَى الأَرَاكِ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: لا حِمَى فِي الأَرَاكِ فَقَالَ: أَرَاكَةٌ فِي حِضَارِي فَقَالَ: لا حِمَى فِي الأَرَاكِ)). لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
4548 - قَيْلَةُ بِنْتِ مَخْرَمَةَ: قَدِمْنَا عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فتَقَدَّمَ صَاحِبِي تَعْنِي حُرَيْثَ بْنَ حَسَّانَ وَافِدَ بني بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ فَبَايَعَهُ عَلَى الإسْلامِ عَلَيْهِ وَعَلَى قَوْمِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ الله اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ بِالدَّهْنَاءِ أَنْ لا يُجَاوِزَهَا إِلَيْنَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ مُسَافِرٌ أَوْ مُجَاوِرٌ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((اكْتُبْ لَهُ يَا غُلامُ بِالدَّهْنَاءِ)). قالت: فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَدْ أَمَرَ لَهُ بِهَا شُخِصَ بِي وَهِيَ َدَارِي ووَطَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنَّهُ لَمْ يَسْأَلْكَ السَّوِيَّةَ مِنَ الأَرْضِ إِذْ سَأَلَكَ إِنَّمَا هَذِهِ الدَّهْنَاءُ عِنْدَكَ مُقَيَّدُ الْجَمَلِ وَمَرْعَى الْغَنَمِ وَنِسَاءُ تَمِيمٍ وَأَبْنَاؤُهَا وَرَاءَ ذَلِكَ. فَقَالَ: ((أَمْسِكْ يَا غُلامُ صَدَقَتِ الْمِسْكِينَةُ: الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، يَسَعُهُمَ الْمَاءُ وَالشَّجَرُ وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى الْفَتَّانِ)). لأبي داود، وقال: الفتان الشيطان (¬1). ¬
4549 - سَبْرَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الرَّبِيعِ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَن جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَزَلَ فِي مَوْضِعِ الْمَسْجِدِ تَحْتَ دَوْمَةٍ فَأَقَامَ ثَلاثًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ وَأِنَّ جُهَيْنَةَ لَحِقُوهُ بِالرَّحْبَةِ فَقَالَ لَهُمْ: ((مَنْ أَهْلُ ذِي الْمَرْوَةِ فَقَالُوا بَنُو رِفَاعَةَ مِنْ جُهَيْنَةَ فَقَالَ قَدْ أَقْطَعْتُهَا لِبَنِي رِفَاعَةَ فَاقْتَسَمُوهَا فَمِنْهُمْ مَنْ بَاعَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَمْسَكَ)) (¬1). ¬
4550 - ابْنُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ حَتَّى قَامَ ثُمَّ رَمَى سَوْطِهِ فَقَالَ أَعْطُوهُ مِنْ حَيْثُ بَلَغَ السَّوْطُ (¬1). ¬
4551 - رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رفعه: ((الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاثٍ: فِي الْمَاءِ والْكَلإِ وَالنَّارِ)). هي لأبي داود (¬1) ¬
4552 - وللقزويني بضعف عن ابن عباس مثله وزاد: ((وَثَمَنُهُ حَرَامٌ)) وقال: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ يَعْنِي الْمَاءَ الْجَارِيَ (¬1). ¬
4553 - ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ وَاسْتَعَطَ (¬1). ¬
4554 - وفي رواية حجمه: عَبْدٌ لِبَنِي بَيَاضَةَ فَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ وَكَلَّمَ سَيِّدَهُ فَخَفَّفَ عَنْهُ مِنْ ضَرِيبَتِهِ وَلَوْ كَانَ سُحْتًا لَمْ يُعْطِهِ. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
4555 - ابنُ مَسْعُودٍ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَمَهْرِ الْبَغِيِّ وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ. للستة (¬1). ¬
4556 - جابرٌ: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ثمن الكلب والسنور. لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
4557 - وفي رواية: ((إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ)) (¬1). ¬
4558 - ابْنُ مُحَيِّصَةَ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي أجرة -[193]- الْحَجَّامِ فَنَهَاهُ وكان له مولى حجامًا فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ وَيَسْتَأْذِنُهُ حَتَّى قَالَ له آخرًا: اعْلِفْهُ نَاضِحَكَ وَأَطْعِمْهُ رَقِيقَكَ. لأبي داود والترمذي والموطأ بلفظه (¬1). ¬
4559 - أَنَسٌ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ كِلابٍ سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ عَسْبِ الْفَحْلِ فَنَهَاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله إِنَّا نُطْرِقُ الْفَحْلَ فَنُكْرَمُ فَرَخَّصَ لَهُ فِي الْكَرَامَةِ. للترمذي والنسائي (¬1). ¬
4560 - أبو سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن القسامة. قلنا: وما القسامة؟ قال: ((الشيء يكون بين الناس فينتقص منه)) (¬1). ¬
4561 - وفي رواية: ((الرَّجُلُ يَكُونُ عَلَى الْفِئَامِ مِنَ النَّاسِ فَيَأْخُذُ مِنْ حَظِّ هَذَا وَمن حَظِّ هَذَا)). لأبى داود (¬1). ¬
4562 - عَائِشَةُ قَالَتْ: كَانَ لأَبِي بَكْرٍ غُلامٌ يُخْرِجُ لَهُ الْخَرَاجَ ويأكل منه، وَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ ووافق من أبي بكر جوعًا فَأَكَلَ مِنْهُ لقمةً فَقَالَ الْغُلامُ: َتَدْرِي مَا هَذَا؟ كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لأَنْسَانٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ إِلاَّ أَنِّي خَدَعْتُهُ فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ إصبعه في فيه فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ. للبخاري (¬1). ¬
4563 - عُمَرُ رفعه: ((إِنِّي وَهَبْتُ لِخَالَتِي غُلامًا وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَارَكَ لَهَا فِيهِ فَقُلْتُ لَهَا لا تُسَلِّمِيهِ حَجَّامًا وَلا صَائِغًا وَلا قَصَّابًا)) (¬1). ¬
4564 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أَكْذَبُ النَّاسِ الصَّبَّاغُونَ وَالصَّوَّاغُونَ)). للقزويني، بلين (¬1). ¬
4565 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رفعه: ((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ -[194]- مَكْسٍ)). هما لأبي داود (¬1). ¬
4566 - عليُّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن سهيلا ثلاث مرات، فإنه كان يعشر الناس فمسخه الله شهاباً. للكبير بلين (¬1). ¬
4567 - رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: قِيلَ يَا رَسُولَ الله: أَيُّ الْكَسْبِ أَطْيَبُ؟ قَالَ: ((عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ)). لأحمد، والبزار والكبير، والأوسط (¬1). ¬
4568 - ابنُ عمر رفعه: ((إنَّ اللهَ يحبُ المؤمنَ المحترف)). للكبير والأوسط بضعف (¬1). ¬
4569 - أنسٌ رفعه: ((إن قامت الساعةُ وفى يد أحدكم فَسِيْلَةٌ فليغرسها)). للبزار (¬1). ¬
4570 - ابنُ عباس رفعه: ((من أمسى كالَّا من عملِ يدِهِ أمسى مغفورًا له)). للأوسط بخفى (¬1). ¬
4571 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا)). لمسلم (¬1). ¬
4572 - عَمْرُو بْنِ الْعَاصِ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ له: ((أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ فَيُسَلِّمَكَ الله وَيُغْنِمَكَ [وَأَرْغَبُ] لَكَ مِنَ الْمَالِ رَغْبَةً صَالِحَةً)) فقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله مَا أَسْلَمْتُ مِنْ أَجْلِ الْمَالِ وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الإسْلامِ وَأَنْ -[195]- أَكُونَ مَعَك. فَقَالَ: يَا عَمْرُو نِعْمَّا الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ)). لأحمد (¬1). ¬
4573 - أبو هريرةَ رفعه: ((الدنانيرُ والدراهمُ خواتمُ الله في أرضِه، مَنْ جاءَ بخاتم مولاه قُضيت حاجته)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
4574 - ابنُ عمر رفعه: ((عليكم بالغنم فإنها من دوابِّ الجنة فصلوا في مراحها وامسحوا رغامها)). للكبير (¬1). ¬
4575 - عبادةُ بنُ الصامت: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشكو إليه الوحشة فأمره أن يتخذ زوج حمام (¬1). ¬
4576 - أبو كبشة الأنماري: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه النظر إلى الأُتْرُج وإلى الحمام الأحمر. هما للكبير بضعف (¬1). ¬
4577 - أبو هريرة رفعه: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
4578 - رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: قَدِمَ النَبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَأْبُرُونَ النَّخْلَ فَقَالَ: ((مَا تَصْنَعُونَ؟)) قَالُوا: شيئًا كُنَّا نَصْنَعُهُ، قَالَ: ((لَعَلَّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لكَانَ خَيْرًا)). فَتَرَكُوهُ فَنَقَصَتْ، فَذكر لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: ((إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ أمر دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ (رَأْيٍ) فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ)) (¬1). ¬
4579 - أَنَسٌ وعائشة: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ، فَقَالَ: ((لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ)). فَخَرَجَ شِيصًا فَمَرَّ بِهِمْ، فَقَالَ: ((مَا لِنَخْلِكُمْ)) فقَالُوا: قُلْتَ: كَذَا وَكَذَا قال: ((أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ)). هما لمسلم (¬1). ¬
4580 - الحسنُ بنُ علي رفعه: ((النخلُ والشجرُ بركةٌ على أهْلِه وعلى عَقِبِهِم بعدَهُم إذا كانوا لله شاكرين)). «للكبير» بضعف (¬1). ¬
4581 - ابنُ الزبير: أمر النبى - صلى الله عليه وسلم - عمه العباس يأمر بنيه أن يحرثوا القضْبَ فإنه ينفى الفقرَ، والقضبُ: الرطبة. للكبير بخفى (¬1). ¬
4582 - أَنَسُ رفعه: ((النَّفَقَةُ كُلُّهَا فِي سَبِيلِ الله، إِلاَّ الْبِنَاءَ فَلا خَيْرَ فِيهِ)). للترمذي (¬1). ¬
4583 - وعنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ يومًا ونحن معه، فَرَأَى قُبَّةً مُشْرِفَةً، فَقَالَ: ((مَا هَذِهِ؟)) قَالَ أَصْحَابُهُ: هَذِهِ لِفُلانٍ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَسَكَتَ وَحَمَلَهَا فِي نَفْسِهِ حَتَّى لما جَاءَ صَاحِبُهَا سَلِّمُ عَلَيْهِ فِي النَّاسِ فأَعْرَضَ عَنْهُ، صَنَعَ ذَلِكَ مِرَارًا حَتَّى عَرَفَ الرَّجُلُ الْغَضَبَ فِيهِ وَالإعْرَاضَ عَنْهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: وَالله إِنِّي لَأُنْكِرُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالُوا: خَرَجَ فَرَأَى قُبَّتَكَ فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى قُبَّتِهِ فَهَدَمَهَا حَتَّى سَوَّاهَا بِالأَرْضِ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَرَهَا، قَالَ ((مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ؟)) قَالُوا شَكَا إِلَيْنَا صَاحِبُهَا إِعْرَاضَكَ عَنْهُ فَأَخْبَرْنَاهُ فَهَدَمَهَا، فَقَالَ: ((أَمَا إِنَّ كُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ إِلاَّ مَا لا إِلاَّ مَا لا)). لأبي داود (¬1). ¬
4584 - وابنُ عمرو بنِ العاص: مَرَّ بِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أُطَيِّنُ حَائِطًا لِي من خص، فَقَالَ: ((مَا هَذَا يَا عَبْدَ الله)) قُلْتُ: حائطٌ أُصْلِحُهُ يَا رَسُولَ الله قَالَ: ((الأَمْرُ [أيسرُ] مِنْ ذَلِكَ)). لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
4585 - ابنُ مسعود رفعه: ((إِذَا تَشَاجَرْتُمْ فِي الطَّرِيقِ فَاجْعَلُوهُ سَبْعَةَ أَذْرُعٍ)). للشيخين وأبو داود والترمذي (¬1). ¬
4586 - ابنُ مسعود رفعه: ((مَنْ بَنَى فوقَ مَا يَكْفيه كُلِّفَ أن يحمله يوم القيامة على عُنِقِه)). للكبير بلين (¬1). ¬
4587 - معاذُ بنُ أنس ((مَنْ بَنَى بُنْيَانًا في غَيْرِ ظُلْمٍ وَلا اعْتِدَاءٍ، أَوْ غَرَسَ غَرْسًا فِي غَيْرِ ظُلْمٍ وَلا اعْتِدَاءٍ كَانَ لَهُ أَجْرًا جاريًا مَا انْتُفِعَ بِهِ مِنْ خَلْقِ الرحمن)). لأحمد، و «الكبير» بلين (¬1). ¬
4588 - عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقَاسَمْتُ أَخِي، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يُبَارَكُ فِي ثَمَنِ أَرْضٍ وَلا دَارٍ لا يُجْعَلُ فِي أَرْضٍ وَلا دَارٍ)). لأحمد بلين (¬1). ¬
4589 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رفعه: ((مَنْ بَاعَ عُقْدَةَ مَالٍ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْه تَالِفًا يُتْلِفُهَا)). لأحمد براو لم يسم (¬1). ¬
4590 - ابنُ مسعود رفعه: ((إن العبدَ له رزقه، فلو اجتمع عليه الثقلان: الجن ,والأنس، أن يصدوا عنه شيئا من ذلك ما استطاعوا)). للأوسط بلين (¬1). ¬
4591 - أبو الدرداء رفعه: ((إنَّ الرزقَ ليطلب العبدَ أكثر مما يطلبه أجله)). للبزار والكبير (¬1). ¬
4592 - نَافِعٌ: كنْتُ أُجَهِّزُ إِلَى الشَّامِ وَإِلَى مِصْرَ فَجَهَّزْتُ إِلَى الْعِرَاقِ، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، كُنْتُ أُجَهِّزُ إِلَى الشَّامِ فَجَهَّزْتُ إِلَى -[198]- الْعِرَاقِ، فَقَالَتْ: لا تَفْعَلْ مَالَكَ وَلِمَتْجَرِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِذَا سَبَّبَ الله لأَحَدِكُمْ رِزْقًا مِنْ وَجْهٍ فَلا يَدَعْهُ حَتَّى يَتَغَيَّرَ لَهُ أَوْ يَتَنَكَّرَ لَهُ)). للقزويني بمجهول (¬1). ¬
4593 - أَبو سَعِيدٍ رفعه: ((التَّاجِرُ الأَمِينُ الصَّدُوقُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ)) (¬1). ¬
4594 - رفاعةُ بن رافع: خرجت مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمُصَلَّى فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ، فَقَالَ: ((يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ)) فَاسْتَجَابُوا وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ فَقَالَ: ((إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلاَّ مَنِ اتَّقَى الله وَبَرَّ وَصَدَقَ)). هما للترمذي (¬1). ¬
4595 - قَيْسُ بْنُ أَبِي غَرَزَةَ: كُنَّا فِي عَهْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - نُسَمَّى قبل أن يهاجر السَّمَاسِرَةَ فَمَرَّ بِنَا يومًا بالمدينة فَسَمَّانَا بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ، فَقَالَ: ((يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ وَالْحَلِفُ)) (¬1). ¬
4596 - وفي رواية: ((الْحَلِفُ وَالْكَذِبُ، فشوبوه بالصدقة)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
4597 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مُمْحِقَةٌ للكسب)) للشيخين (¬1). ¬
4598 - ولأبى داود بلفظ: ((ممحقة للبركة)) (¬1). ¬
4599 - جَابِرُ: ((رَحِمَ الله رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى)). للبخاري، والترمذي (¬1). ¬
4600 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((الْوَزْنُ وَزْنُ أَهْلِ مَكَّةَ وَالْمِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ)) (¬1). ¬
4601 - وفى رواية: ((وزن المدينة ومكيال مكة)). لأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
4602 - الْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ رفعه: ((كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ فيه)).للبخاري (¬1). ¬
4603 - ابْنُ عَبَّاسٍ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأهل الكيل وَالْمِيزَانِ: ((إِنَّكُمْ قَدْ وُلِّيتُمْ أَمْرَيْنِ هَلَكَتْ فِيهِما الأُمَمُ السَّالِفَةُ قَبْلَكُمْ)). للترمذي (¬1). ¬
4604 - عُثْمَانُ رفعه: ((إِذَا بِعْتَ فَكِلْ، وَإِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ)). للبخاري (¬1). ¬
4605 - سَلْمَانُ قَالَ: لا تَكُونَنَّ (إِنِ) اسْتَطَعْتَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ وَلا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا فَإِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ. لمسلم (¬1). ¬
4606 - عُمَرُ: لا يَبِعْ فِي سُوقِنَا إِلاَّ مَنْ قَدْ تَفَقَّهَ فِي الدِّينِ. للترمذي (¬1). ¬
4607 - أبو الدرداء: ما أود أن لى متجرا على درجةِ جامعِ دمشق أصيب في كل يوم خمسين دينارا أتصدق بها في سبيل الله، ولا تفوتنى الصلاة في الجماعة، ومابى تحريم ما أحل الله، لكن أكره ألا أكون من الذين قال الله فيهم: {رجال لا تلهيهم تجارة} إلى {الأبصار}. لرزين.
4608 - أَنَسِ: بَعَثَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلَى نَّصْرَانِي لِيَبْعَثَ إِلَيْهِ أَثْوَابًا إِلَى الْمَيْسَرَةِ فَقَالَ: وَمَا الْمَيْسَرَةُ؟ وَمَتَى الْمَيْسَرَةُ؟ وَالله مَا لِمُحَمَّدٍ باغيةٌ وَلا رَاغِيَةٌ. فَرَجَعْتُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ الله، وأَنَا خَيْرُ مَنْ بَايَع، -[200]- لأَنْ يَلْبَسَ أَحَدُكُمْ ثَوْبًا مِنْ رِقَاعٍ شَتَّى خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ بِأَمَانَتِهِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ)). لأحمد وللأوسط والبزار، بنحوه (¬1). ¬
ما لا يجوز بيعه من النجاسات وما لم يقبض، وما لم يبد صلاحه والمحاقلة والمزابنة إلا العرايا وغير ذلك
ما لا يجوز بيعه من النجاسات وما لم يقبض، وما لم يبد صلاحه والمحاقلة والمزابنة إلا العرايا وغير ذلك
4609 - جَابِرُ: سَمِعَت النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ ((إِنَّ الله حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالأَصْنَامِ)). فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ؟ فَإِنَّها يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ. فَقَالَ: ((هُوَ حَرَامٌ، قَاتَلَ الله الْيَهُودَ، إِنَّ الله لَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ شُحُومَهَا أَجْمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4610 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أن رجلاً أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رَاوِيَةَ خَمْرٍ فَقَالَ لَهُ: ((هل عَلِمْتَ أَنَّ الله حَرَّمَهَا؟)) قَالَ: لا، فَسَارَّ إنسانا إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم - ((بِمَ سَارَرْتَهُ؟)) َقَالَ: أَمَرْتُهُ بَبِيعَهَا فَقَالَ ((إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا)) فَفَتَحَ الْمَزَادَتَيْنِ حَتَّى ذَهَبَ مَا فِيهِمَا. لمالك ومسلم والنسائي (¬1). ¬
4611 - ولأبي داود نحوه، وفيه: ((وَإِنَّ الله إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ)) (¬1). ¬
4612 - أبو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ الله، إِنِّي اشْتَرَيْتُ خَمْرًا لأَيْتَامٍ فِي حِجْرِي فقَالَ: ((أَهْرِقِ الْخَمْرَ وَاكْسِرِ الدِّنَانَ)). للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
4613 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلا يَبيِعُه -[201]- حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ)) وَكُنَّا نَشْتَرِي الطَّعَامَ مِنَ الرُّكْبَانِ جِزَافًا فَنَهَانَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَبِيعَهُ حَتَّى نَنْقُلَهُ مِنْ مَكَانِهِ. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
4614 - حكيمُ بنُ حزام: قلت يا رسول الله: إن الرجل ليأتيني فيريد مني البيع، وليس عندي ما يطلب، أفأبيع منه ثم أبتاعه من السوق؟ قال: ((لا تبع ما ليس عندك)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
4615 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أن النبي نَهَى أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ طَعَامًا حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ، قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: كَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: ذَاكَ دَرَاهِمُ بِدَرَاهِمَ وَالطَّعَامُ مُرْجَأٌ (¬1). ¬
4616 - وفي رواية: قَالَ: ولا أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ إلا مِثْلَ الطَّعَامِ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4617 - وعنه وقد سأله رجل عمن سلف فِي سَبَائِبَ، فَأَرَادَ بَيْعَهَا قَبْلَ أَنْ يَقْبِضَهَا قَالَ: تِلْكَ الْوَرِقُ بِالْوَرِقِ وَكَرِهَ ذَلِكَ. للموطأ (¬1). ¬
4618 - مَالِك: بَلَغَهُ أَنَّ صُكُوكًا خَرَجَتْ لِلنَّاسِ فِي زَمَنِ مَرْوَانَ مِنْ طَعَامِ الْجَارِ، فَتَبَايَعَ النَّاسُ تِلْكَ الصُّكُوكَ قَبْلَ أَنْ يَسْتَوْفُوهَا، فَدَخَلَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَال: لا، أَتُحِلُّ بَيْعَ الرِّبَا يَا مَرْوَانُ؟! فَقَالَ: أَعُوذُ بِالله، وَمَا ذَاكَ؟ قَالا: هَذِهِ الصُّكُوكُ تَبَايَعَهَا النَّاسُ ثُمَّ بَاعُوهَا قَبْلَ أَنْ يَسْتَوْفُوهَا، فَبَعَثَ مَرْوَانُ الْحَرَسَ يَتْبَعُونَهَا يَنْتزِعُونَهَا مِنْ أَيْدِي النَّاسِ وَيَرُدُّونَهَا إِلَى أَهْلِهَا (¬1). ¬
4619 - ابْنُ عُمَرَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فَكُنْتُ عَلَى -[202]- بَكْرٍ صَعْبٍ لِعُمَرَ، فَكَانَ يَغْلِبُنِي فَيَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْقَوْمِ فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ فيَرُدُّهُ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيَزْجُرُهُ، ويقول لي: أمسكه، لا يتقدم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((بِعْنِيهِ يا عمر)) قَالَ: هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَبَاعَهُ مِنْه فقال لي: ((هُوَ لَكَ يَا عَبْدَالله فاصْنَع بِهِ مَا شِئْتَ)). للبخاري (¬1). ¬
4620 - وعنه أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهَا، نَهَى الْبَائِعَ وَالْمُبْتَاعَ. للستة (¬1). ¬
4621 - أَنَسٌ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعِ (الثمرةِ) حَتَّى تزْهُوَ فَقُلْنَا لأَنَسٍ: مَا زَهْوُهَا؟ فقَالَ: تَحْمَرُّ وَتَصْفَرُّ، قال: أَرَأَيْتَ إِنْ مَنَعَ اللهُ الثَّمَرَةَ، بِمَ تَسْتَحِلُّ مَالَ أَخِيك؟ َ. للشيخين والموطأ والنسائي (¬1). ¬
4622 - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: كَانَ النَّاسُ في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يَتَبَايَعُونَ الثِّمَارَ، فَإِذَا جَذَّ النَّاسُ وَحَضَرَ تَقَاضِيهِمْ قَالَ الْمُبْتَاعُ: إنه أَصَابَ الثَّمَرَ الدُّمَانُ أصابه مراض أصابه قشام، عَاهَاتٌ يَحْتَجُّونَ بِهَا، فقال - صلى الله عليه وسلم - ـ لما كثرت عنده الخصومة في ذلك ـ: ((أما لا، فَلا تَبَايَعُوا حَتَّى يَبْدُوَ صلاح الثمر)) كالمشورة يشير بها؛ لِكَثْرَةِ خُصُومَتِهِمْ. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
4623 - ابْنُ عَبَّاسٍ: نَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَأْكُلَ منه أَوْ يُؤْكَلَ، وَحَتَّى يُوزَنَ قيل وَمَا يُوزَنُ؟ فقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: حَتَّى يُحْرَزَ. للشيخين (¬1). ¬
4624 - وعنه: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تباع ثمرة حتى تطعم، ولا صوف على ظهر، ولا لبن في ضرع. للأوسط (¬1). ¬
4625 - أَنَسٌ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعِ الْعِنَبِ حَتَّى يَسْوَدَّ وَعَنْ بَيْعِ الْحَبِّ -[203]- حَتَّى يَشْتَدَّ. للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
4626 - خَارِجَةُ: بْنِ زَيْدِ أن أباه كَانَ لا يَبِيعُ ثِمَارَهُ حَتَّى تَطْلُعَ الثُّرَيَّا. لمالك (¬1). ¬
4627 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ بيع الْمُزَابَنَةِ الثَّمَرِ بِالثَّمْرِ كَيْلاً وَبَيْعُ الْكَرْمِ بِالزَّبِيبِ كَيْلاً (¬1). ¬
4628 - وفي رواية: وَإِنْ كَانَ زَرْعًا أَنْ يَبِيعَهُ بِكَيْلِ طَعَامٍ. للستة (¬1). ¬
4629 - جابرُ: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المخابرة والمحاقلة وعن المزابنة وعن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه، وأن لا تباع إلا بالدينار والدرهم إلا العرايا. أما المخابرة: فالأرض البيضاء يدفعها الرجل إلى الرجل، فينفق فيها، ثم يأخذ من (الثمر). والمزابنة: بيع الرطب في النخل كيلاً بالتمر. والمحاقلة: في الزرع على نحو ذلك بيع الزرع القائم بالحب كيلاً (¬1). ¬
4630 - زاد في رواية: والمعاومة: وهو بيع السنين. وعن الثنيا إلا أن يعلم (¬1). ¬
4631 - وفي أخرى: نهى عن المزابنة والمحاقله والمخاضرة والمخابرة. قال: المخاضرة: بيع الثمر قبل أن يزهو والمخابرة: بيع الكدس بكذا وكذا صاعًا. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4632 - عُمَرُ: أَيُّمَا وَلِيدَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا فَإِنَّهُ لا يَبِيعُهَا وَلا يَهَبُهَا وَلا يُوَرِّثُهَا ويَسْتَمْتِعُ بِهَا ما عاش، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ. لمالك (¬1). ¬
4633 - جابرُ: بعنا أمهات الأولاد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبى بكر، فلما كان عمر نهانا فانتهينا. لرزين (¬1). ¬
4634 - ابْنُ عُمَرَ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ. للستة (¬1). ¬
4635 - إِيَاسُ بْنُ عَبْدٍ الله: نَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
4636 - أبو هريرة رفعه: ((لا يُبَاعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُبَاعَ بِهِ الْكَلأُ)). للشيخين (¬1). ¬
4637 - بُهَيْسَةُ قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ أَبِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَدَخَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَمِيصِهِ فَجَعَلَ يُقَبِّلُ وَيَلْتَزِمُ ثُمَّ قَالَ: يَا رسول الله، حدثني مَا الشَّيْءُ الَّذِي لا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: ((الْمَاءُ)) ,قَالَ: ومَا الشَّيْءُ الَّذِي لا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: ((الْمِلْحُ)) ,قَالَ: ثم ماذا؟ قال: ((النار)) يَا نَبِيَّ الله، مَا الشَّيْءُ الَّذِي لا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: ((أَنْ تَفْعَلَ الْخَيْرَ خَيْرٌ لَكَ)). لأبي داود (¬1). ¬
4638 - أبو أُمامةَ رفعه: ((لا تَبِيعُوا الْقَيْنَاتِ المغنيات وَلا تَشْتَرُوهُنَّ وَلا تُعَلِّمُوهُنَّ وَلا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ)) وفِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} (¬1). ¬
4639 - أبو سعيد: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ شِرَاءِ الغنائم حَتَّى تُقْسَمَ. هما للترمذي (¬1). ¬
4640 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -: نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبلِ -[205]- الْحَبلَةِ، وَكَانَ بَيْعًا يَتَبَايَعُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، كَانَ الرَّجُلُ يَبْتَاعُ لحمَ الْجَزُورِ إِلَى أَنْ تُنْتجَ النَّاقَةُ ثُمَّ يُنتِج الذي فِي بَطْنِهَا (¬1). ¬
4641 - وفي رواية: حبلُ الْحبلَةِ أَنْ تُنْتجَ النَّاقَةُ مَا فِي بَطْنِهَا ثُمَّ يحمل الذي نتجَتْ. للستة (¬1). ¬
4642 - ابن المسيب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المضامين، والملاقيح، وحبل الحبلة. فالمضامين: ما في بطون إناث الإبل. والملاقيح: ما في ظهور الجمال. وحبل الحبلة: هو بيع الجزور إلى أن تنتج الناقة ثم ينتج الذي في بطنها (¬1). ¬
4643 - وعنه أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِاللَّحْمِ. هما لمالك (¬1). ¬
4644 - جَابِرُ رفعه: ((لا تُبَاعُ الصبْرَةُ مِنَ الطَّعَامِ بِالصبْرَةِ مِنَ الطَّعَامِ، وَلا الصُّبْرَةُ مِنَ الطَّعَامِ بِالْكَيْلِ الْمُسَمَّى مِنَ الطَّعَامِ)). لمسلم والنسائي بلفظه (¬1). ¬
4645 - عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُكْسَرَ سِكَّةُ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ مِنْ بَأْسٍ. لأبي داود (¬1). ¬
4646 - أَبِو أُسَيْدٍ الساعدي أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذَهَبَ إِلَى سُوقِ النَّبِيطِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: ((لَيْسَ هَذَا لَكُمْ بِسُوقٍ)) ,ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى سُوقٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: ((لَيْسَ هَذَا لَكُمْ بِسُوقٍ)) ,ثُمَّ رَجَعَ إِلَى هَذَا السُّوقِ فَطَافَ به، ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا سُوقُكُمْ فَلا يُنْتَقَصَنَّ وَلا يُضْرَبَنَّ عَلَيْهِ خَرَاجٌ)). للقزويني (¬1). ¬
ما لا يجوز فعله في البيع كالشرط والاستثناء والخداع وإخفاء العيب والنجش
ما لا يجوز فعله في البيع كالشرط والاستثناء والخداع وإخفاء العيب والنجش
4647 - ابْنُ مَسْعَودٍ: اشترى جَارِيَةً مِنِ امْرَأَتِهِ زَيْنَبَ، وَاشْتَرَطَتْ عَلَيْهِ: إِنْ بِعْتهَا فَهِيَ لِي بِالثَّمَنِ الَّذِي بِعتُهَا بِهِ فاستفتى عُمَرَ فَقَالَ: لا تَقْرَبْهَا وَفِيهَا شَرْطٌ لأَحَدٍ. لمالك (¬1). ¬
4648 - عَمْرُو بْن شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَيْعِ الْعُرْبَانِ. لأبي داود، ومَالِك، وفسره بأن يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ سلْعَة أو يكتري دابةً، فيقول للبائع أو المكري: أعطيك دينارًا مثلاً على أني إن أخذت السلعة أو ركبت الدابة فالدينار من الثمن أو الكرى، وإن تركت: فما أعطيتك باطل بغير شيء (¬1). ¬
4649 - مَالِكُ: بَلَغَهُ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعٍ وَسَلَفٍ. وفسره مالك بأن يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ آخُذُ سِلْعَتَكَ بِكَذَا وَكَذَا عَلَى أَنْ تُسْلِفَنِي كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ عَقَدَا بَيْعَهُمَا عَلَى هَذَا فَهُوَ غَيْرُ جَائِزٍ (¬1). ¬
4650 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((لا يَحِلُّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ، وَلا شَرْطَانِ فِي بَيْعٍ، وَلا رِبْحُ مَا لَمْ يُضْمَنُ، وَلا بَيْعُ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
4651 - مَالِك: بَلَغَني أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ عَنِ الرَّقَبَةِ الْوَاجِبَةِ تُشْتَرَى بِشَرْطٍ العتق؟ فَقَالَ: لا (¬1). ¬
4652 - جَابِرُ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، وكُنْتُ عَلَى جَمَلٍ ثَفَالٍ، إِنَّمَا هُوَ فِي آخِرِ الْقَوْمِ، فَمَرَّ بِي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((مَنْ هَذَا؟)) قُلْتُ: -[207]- جَابِرُ. قَالَ: ((مَا لَكَ؟)) قُلْتُ: إِنِّي عَلَى جَمَلٍ ثَفَالٍ قَالَ: ((أَمَعَكَ قَضِيبٌ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ((أَعْطِنِيهِ)) فَضَرَبَهُ فَزَجَرَهُ، فَكَانَ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ في أَوَّلِ الْقَوْمِ. قَالَ: ((بِعْنِيهِ)) فَقُلْتُ: بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: ((بَلْ بِعْنِيهِ)) قال: ((قَدْ أَخَذْتُهُ بِأَرْبَعَةِ دَنَانِيرَ وَلَكَ ظَهْرُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ)) فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ أَخَذْتُ أَرْتَحِلُ قَالَ: ((أَيْنَ تُرِيدُ؟)) قُلْتُ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً قَدْ خَلا مِنْهَا. قَالَ: ((فَهَلاَّ جَارِيَةً تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ؟)) قُلْتُ: إِنَّ أَبِي تُوُفِّيَ وَتَرَكَ بَنَاتٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أتزوج امْرَأَةً قَدْ جَرَّبَتْ وخَلا مِنْهَا. قَالَ: ((فَذَلِكَ)) فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ: قَالَ: ((يَا بِلالُ اقْضِهِ وَزِدْهُ)) فَأَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ دَنَانِيرَ وَزَادَهُ قِيرَاطًا. قَالَ جَابِرٌ: لا تُفَارِقُنِي زِيَادَةُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَلَمْ يَكُنِ الْقِيرَاطُ يُفَارِقُ جِرَابَ جابرٍ (¬1). ¬
4653 - ومن رواياتهِ: فَزَجَرَهُ وَدَعَا لَهُ. وفيه: ((أَفَتَبِعُنِيهِ؟)) فَاسْتَحْيَيْتُ -وَلَمْ يَكُنْ لَنَا نَاضِحٌ غَيْرُهُ- فَبِعْتُهُ إِيَّاهُ عَلَى أَنَّ لِي فَقَارَ ظَهْرِهِ حَتَّى أَبْلُغَ الْمَدِينَةَ. وفيه: فَلَقِيَنِي خَالِي، فَسَأَلَنِي عَنِ الْبَعِيرِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا صَنَعْتُ فِيهِ، فَلامَنِي (¬1). ¬
4654 - ومنها: فَنَزَلَ فحجنه بِمِحْجَنِهِ ثُمَّ قَالَ: ((ارْكَبْ)) بنحوه. وفيه: ((فَإِذَا قَدِمْتَ فَالْكَيْسَ الْكَيْسَ)). وفيه: وَقَدِمْتُ بِالْغَدَاةِ، فَجِئتُ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فقَالَ: ((آلآنَ قَدِمْتَ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ((فَدَعْ جَمَلَكَ وادْخُلْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ)). فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ ثم رجعت، فَأَمَرَ بِلالاً أَنْ يَزِنَ لَي أُوقِيَّةً، فَوَزَنَ، فَأَرْجَحَ فِي الْمِيزَانِ، فَانْطَلَقْتُ، فلما وَلَّيْتُ قَالَ: ((ادْعُ لِي جَابِرًا)) فدعيت فقُلْتُ: الآنَ يَرُدُّ عَلَيَّ الْجَمَلَ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ، فقَالَ: ((خُذْ جَمَلَكَ وَلَكَ ثَمَنُهُ)) (¬1). ¬
4655 - ومنها: كنا في غَزَاةٍ، فلما أقبلنا تعجلت على بعير لي قطوف، فلحقني راكب من خلفي، فنخس بعيري بعنزةٍ، فانظلق بعيري -[208]- كأجود ما أنت راءٍ، فالتفت فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ما يَعجِلُكَ يا جابر؟)) قلت: إِنِّي حديثُ عَهدٍ بعرسٍ. بنحوه (1).
4656 - ومنها: وزادنى قِيراطاً، فكان في كيس لي، فأخذه أهل الشام يومَ الحرةِ. ومنها: فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَدَخَلَ - صلى الله عليه وسلم - الْمَسْجِدَ دَخَلْتُ إِلَيْهِ، وَعَقَلْتُ الْجَمَلَ فِي نَاحِيَةِ الْبَلاطِ، فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا جَمَلُكَ. فَخَرَجَ، فَجَعَلَ يُطِيفُ بِالْجَمَلِ وَيَقُولُ: ((الْجَمَلُ جَمَلُنَا)). فَبَعَثَ بأَوَاقٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: ((أَعْطُوهَا جَابِرًا)) ثُمَّ قَالَ: ((اسْتَوْفَيْتَ الثَّمَنَ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ((الثَّمَنُ وَالْجَمَلُ لَكَ)) (1).
4657 - ومنها: أقبلنا من مكة إلى المدينة مع النبى صلى الله عليه وسلم فأعيا جملي (1).
4658 - ومنها: اشْتَرَاهُ بِطَرِيقِ تَبُوكَ. أَحْسِبُهُ قَالَ: بِأَرْبَعِ أَوَاقٍ (1).
4659 - ومنها: اشتراه بأوقية. وروي: بمائتي درهم، وبأربع أواقٍ، وبعشرين دينارًا، وبخمس أواق، وبوقيتين ودرهم أو درهمين، وبأواقٍ من ذهبٍ. للستة إلا مالكًا (1).
4660 - عبد الوارث: قدمتُ مكةَ، فوجدْتُ بها أبا حنيفةَ وابنَ أبي ليلى، وابنَ شُبْرُمَةَ، فسألتُ أبا حنيفةَ: ما تقولُ في رجلٍ باعَ بَيْعا وشرطَ شرطاً؟ قال: البيعُ باطلٌ والشرطُ باطلٌ، ثم سألتُ ابنَ أبي ليلى، فقال: البيعُ جائزٌ والشرطُ باطلٌ، ثم سألتُ ابنَ شبرمة فقال: البيعُ جائزٌ والشرطُ جائزٌ، فقلت: -[209]- يا سبحانَ الله! ثلاثةٌ من فقهاء العراق اختلفوا عليّ، فأتيت أبا حنيفة فأخبرته، فقال: لا أدري ما قالا، حدثنى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع وشرط، البيع باطل والشرط باطل، ثم أتيت ابن أبى ليلى فأخبرته، فقال: لا أدرى ما قالا، حدثنى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أمرنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أشترى بريرة فأعتقها، البيع جائز والشرط باطل، ثم أتيت ابن شبرمة فأخبرته، فقال: لا أدرى ما قالا، حدثنى مسعر بن كدام عن محارب بن دثار عن جابر قال: بعت للنبى - صلى الله عليه وسلم - ناقة وشرطت حملاناً إلى المدينة، البيع جائز والشرط جائز. للأوسط بلين (¬1). ¬
4661 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلاً ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ يُخْدَعُ فِي البيع، فَقَالَ له: ((من بايعت فَقُلْ لا خِلابَةَ)) فكان إذا بايع قال: لا خلابة. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
4662 - وللقزويني من طريق آخر، نحوه، وزاد بعد: ((لا خلابة)): ((ثُمَّ أَنْتَ فِي كُلِّ سِلْعَةٍ ابْتَعْتَهَا بِالْخِيَارِ ثَلاثَ لَيَالٍ، فَإِنْ رَضِيتَ فَأَمْسِكْ، وَإِنْ سَخِطْتَ فَارْدُدْهَا عَلَى صَاحِبِهَا)) (¬1). ¬
4663 - أنس: أن رجلاً كان يبتاعُ على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي عقدته ضعف، [فأتى أهله النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله، احجر على فلانٍ فإنه يبتاعُ وفي عقدته ضعف] فنهاه (¬1)، فقال الرجل: إني لا أصبر على البيع، قال: ((إن كنت غير تارك البيع فقل: هاء وهاء ولا خلابة)). لأصحاب السنن (¬2). ¬
4664 - الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ بْنِ هَوْذَةَ، كتب له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً، لا دَاءَ وَلا غَائِلَةَ -[210]- وَلا خِبْثَةَ، بَيْع الْمُسْلِمِ الْمُسْلِم)). للترمذي (¬1). ¬
4665 - وللبخاري: كَتَبَ لِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا مَا اشْتَرَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْعَدَّاءِ بْنِ خَالِدٍ، بَيْعَ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِم، لا دَاءَ وَلا خبْثَةَ وَلا غَائِلَةَ)) (¬1). ¬
4666 - ابْنُ أَبِي أَوْفَى: أَنَّ رَجُلاً أَقَامَ سِلْعَةً فِي السُّوقِ، فَحَلَفَ بِالله لَقَدْ أَعْطَى بِهَا مَا لَمْ يُعْطِ؛ لِيُوقِعَ فِيهَا رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَنَزَلَتْ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} الآيَةَ. للبخاري (¬1). ¬
4667 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رفعه: ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا فِيهِ عَيْبٌ إِلاَّ بَيَّنَهُ لَهُ)). للقزويني (¬1). ¬
4668 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ في السوق عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُه بَلَلاً، فَقَالَ: ((مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟)) قَالَ: يَا رَسُولَ الله، أصابته السماء. قَالَ: ((أَفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ حتى يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشنا فَلَيْسَ مِنا)). لمسلم ,والترمذي ,وأبي داود (¬1). ¬
4669 - وزاد في الكبير والصغير: عن ابن مسعود، بعد ((فليس منا)): ((والمكرُ والخداعُ في النار)) (¬1). ¬
4670 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنِ باعُ مُحَفَّلَةً فَهُوَ بِالْخِيَارِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ رَدَّهَا رَدَّ مَعَهَا مِثْلَ أَوْ مِثْلَيْ لَبَنِهَا قَمْحًا)). لأبي داود (¬1). ¬
4671 - عَمْرو بنُ دينار قال: كَانَ هَا هُنَا رَجُلٌ اسْمُهُ نَوَّاسٌ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ إِبِلٌ هِيمٌ، فَذَهَبَ ابْنُ عُمَرَ فَاشْتَرَى تِلْكَ الإبِلَ مِنْ شَرِيكٍ لَهُ، فَجَاءَ إِلَيْهِ شَرِيكُهُ فَقَالَ: بِعنَا تِلْكَ الإبِلَ. قَالَ: مِمَّنْ؟ قَالَ: مِنْ شَيْخٍ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: وَيْحَكَ، ذَاكَ ابْنُ عُمَرَ. فَجَاءَهُ فَقَالَ: إِنَّ شَرِيكِي بَاعَكَ إِبِلاً هِيمًا وَلَمْ يَعْرِفْكَ. قَالَ: فَاسْتَقهَا. قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَ -[211]- ليَسْتَاقهَا قَالَ: دَعْهَا، رَضِينَا بِقَضَاءِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا عَدْوَى)). للبخاري (¬1). ¬
4672 - ابْن عُمَرَ: نَهَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ النَّجْشِ. للشيخين ,والنسائي ,ومالك. قَالَ: وَالنَّجْشُ أَنْ تُعْطِيَهُ بِسِلْعَتِهِ أَكْثَرَ مِنْ ثَمَنِهَا، وَلَيْسَ فِي نَفْسِكَ شراؤُها، فَيَقْتَدِي بِكَ غَيْرُكَ (¬1). ¬
4673 - ابْنُ أَبِي أَوْفَى: النَّاجِشُ آكِلُ الربا خَائِنٌ، وَهُوَ خِدَاعٌ بَاطِلٌ لا يَحِلُّ. للبخاري تعليقا (¬1). ¬
4674 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا تَلَقوُا الرُّكْبَانَ للبيع، وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلا تَنَاجَشُوا، وَلا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلا تُصَرُّوا الإبل والْغَنَمَ، فمَنِ ابْتَاعَهَا بعد ذلك فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، بَعْدَ أَنْ يَحْلِبَهَا، فإِنْ رَضِيَهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ سَخطَهَا رَدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ)). للستة (¬1). ¬
4675 - قَيْلَةُ أُمُّ بَنِي أَنْمَارٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أَبِيعُ وَأَشْتَرِي، فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَاعَ الشَّيْءَ سُمْتُ بِهِ أَقَلَّ مِمَّا أُرِيدُ، ثُمَّ زِدْتُ، ثُمَّ زِدْتُ، حَتَّى أَبْلُغَ الَّذِي أُرِيدُ، وَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ الشَّيْءَ سُمْتُ بِهِ أَكْثَرَ مِنِ الَّذِي أُرِيدُ، ثُمَّ وَضَعْتُ حَتَّى أَبْلُغَ الَّذِي أُرِيدُ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَفْعَلِي يَا قَيْلَةُ، إِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَبْتَاعِي شَيْئًا فَاسْتَامِي بِهِ الَّذِي تُرِيدِينَ، أُعْطِيتِ أَوْ مُنِعْتِ، وإن أَرَدْتِ أَنْ تَبِيعِي فَاسْتَامِي بِهِ الَّذِي تُرِيدِينَ، أعْطَيْتِ أَوْ مُنَعْتِ)). للقزويني (¬1). ¬
بيع الغرر والحصاة والمضطر والملامسة والمنابذة والحاضر للبادي، وتلقى الركبان، وبيعتين في بيعة، والتفريق بين الأقارب
بيعُ الغررِ والحصاةِ والمضطرِ والملامسةِ والمنابذةِ والحاضرِ للبادي، وتلقى الركبان، وبيعتينِ في بيعةِ، والتفريقُ بين الأقارب
4676 - أبو هريرة: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عَنْ بَيْعِ الغرر، بَيْعِ الحصاة. لمسلم وأصحابِ السننِ (¬1). ¬
4677 - شيخٌ من بني تميم عن علي قال: سيأتي على الناسِ زمانٌ عضوضٌ، يعضُّ الموسرُ فيه على ما في يَدِهِ، ويتبايعُ المضطرون ولم يؤمروا بذلك، قال تعالى: {ولا تنسوا الفضل بينكم} وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع المضطر، وعن بيع الغرر، وعن بيع الثمرة قبل أن تدرك. لأبي داود (¬1). ¬
4678 - ابْنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((لا يشْتَرى السَّمَكَ فِي الْمَاءِ فَإِنَّهُ غَرَرٌ)). لأحمد و ((الكبير)) (¬1). ¬
4679 - ابنُ عمر: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الشغار، وعن بيع المجر، وعن بيع الغرر، وعن بيع كالىءٍ بكالىءٍ، وعن بيع آجل بعاجل. قال: والمجرُ: ما في الأرحام، والغررُ: أن تبيع ما ليس عندك، وكالىءٌ بكالىءٍ: دين بدينٍ، والآجلُ بالعاجل: أن يكون لك على الرجل ألف درهم فيقول رجلٌ: أعجل لك خمسمائة ودع البقية. للبزار بضعف (¬1). ¬
4680 - ابنُ عباس: لما أراد النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - إخراج بنى النضير من المدينة أتاه ناس منهم، فقالوا: إنَّ لنا ديونًا لم تحل. فقال: ((ضعوا وتعجلوا)). ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
4681 - أبو سعيد: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ لِبْسَتَيْنِ، وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ: نَهَى عَنِ الْمُلامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ فِي الْبَيْعِ، وَالْمُلامَسَةُ: لَمْسُ الرَّجُلِ ثَوْبَ الآخَرِ بِيَدِهِ بِاللَّيْلِ أَوْ بِالنَّهَارِ لا يُقَلِّبُهُ، وَالْمُنَابَذَةُ: أَنْ يَنْبِذَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ ثَوْبِهِ وَيَنْبِذَ الآخَرُ ثَوْبَهُ، وَيَكُونَ ذَلِكَ بَيْعَهُمَا عَنْ غَيْرِ نظرةٍ وَلا تَرَاضٍ، واللبستان: اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ، وَالصَّمَّاءُ: أَنْ يَجْعَلَ ثَوْبَهُ عَلَى أَحَدِ عَاتِقَيْهِ، فَيَبْدُو أَحَدُ شِقَّيْهِ لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ، وَاللِّبْسَةُ الأُخْرَى احْتِبَاؤُهُ بِثَوْبِهِ وَهُوَ جَالِسٌ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ. للشيخين وأبي داودَ والنسائيِّ (¬1). ¬
4682 - وعنه: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ شِرَاءِ مَا فِي بُطُونِ الأَنْعَامِ حَتَّى تَضَعَ، وَما فِي ضُرُوعِهَا إِلاَّ بِكَيْلٍ، وَعَنْ شِرَاءِ الْعَبْدِ وَهُوَ آبِقٌ، وَعَنْ شِرَاءِ الْمَغَانِمِ حَتَّى تُقْسَمَ، وَعَنْ شِرَاءِ الصَّدَقَاتِ حَتَّى تُقْبَضَ، وَعَنْ ضَرْبَةِ الْغَائِصِ. للقزوينيِّ، بمجهول (¬1). ¬
4683 - عَلِيُّ: نَهَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَعَنْ ذَبْحِ ذَوَاتِ الدَّرِّ. للقزويني، بلين (¬1). ¬
4684 - جَابِرُ رفعه: ((لا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ، ودَعُوا النَّاسَ يَرْزُقِ الله بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ)). لمسلمٍ وأصحابِ السننِ (¬1). ¬
4685 - أَنَسُ رفعه: ((لا يبع حَاضِرٌ لِبَادٍ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ أَوْ أَبَاهُ)) (¬1). ¬
4686 - وفي روايةٍ قال أَنَسٌ: ((لا يبعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ)) كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ لا يَبِيعُ لَهُ شَيْئًا، وَلا يَبْتَاعُ لَهُ شَيْئًا (¬1). ¬
4687 - ابنُ مسعود: نَهَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ تَلَقِّي الْبُيُوعِ (¬1). ¬
4688 - وفي روايةٍ: ((َلا تَلَقَّوُا السِّلَعَ حَتَّى يُهْبَطَ بِهَا إِلَى الأسواق)). هما للشيخين، وأبي داودَ، والنسائيِّ (¬1). ¬
4689 - أبو هريرة: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يُتلقَّى الجلبُ، فمن تلقَّى فاشتراها منه، فإذا أتى سيده السوق فهو بالخيار. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4690 - وعنه: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عَنْ بَيْعَتَيْنِ فِي بَيْعَةٍ. لمالكٍ وأصحابِ السننٍ (¬1). ¬
4691 - ابْنِ مَسْعُودٍ: نَهَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَفْقَتَيْنِ فِي صَفْقَةٍ وَاحِدَةٍ قَالَ سِمَاكٌ: الرَّجُلُ يَبِيعُ الْبَيْعَ فَيَقُولُ: هُوَ بِنَسَاءٍ بِكَذَا وبِنَقْدٍ بِكَذَا. لأحمد، والبزار، و ((الأوسط)) (¬1). ¬
4692 - مَالِكُ بَلَغَهُ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِرَجُلٍ: ابْتَعْ لِي هَذَا الْبَعِيرَ بِنَقْدٍ حَتَّى أَبْتَاعَهُ مِنْكَ إِلَى أَجَلٍ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ، فَكَرِهَهُ وَنَهَى عَنْهُ (¬1). ¬
4693 - أبو أيوب رفعه: ((مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ والدة وَوَلَدِهَا فُرِّق بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (¬1). ¬
4694 - عَلِيُّ: وَهَبَ لِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - غُلامَيْنِ أَخَوَيْنِ، فَبِعْتُ أَحَدَهُمَا، فَقَالَ لِي: ((مَا فَعَلَ غُلاماكَ؟)) فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: رُدَّهُ رُدَّهُ. هما للترمذيِّ (¬1). ¬
الربا في المكيل والموزون والحيوان
الربا في المكيل والموزون والحيوان
4695 - ابْنُ مَسْعُودٍ: لَعَنَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ. لمسلمٍ ,وأبي داودَ ,والترمذيِّ بلفظهما (¬1). ¬
4696 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ أَكَلَ الرِّبَا، فمن لَمْ يَأْكُلْهُ أَصَابَهُ مِنْ بُخَارِهِ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4697 - عمرُ رفعه: ((الوَرِقُ بالوَرِقِ رباً إلا هاء وهاء، والذهب بالذهب رباً إلا هاء وهاء)) (¬1). ¬
4698 - وفي روايةٍ: قال مَالِكُ بْنُ (أَوْسِ) (¬1) بْنِ الْحَدَثَانِ: مَنْ يَصْطَرِفُ الدَّرَاهِمَ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ الله -وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ-: أَرِنَا ذَهَبَكَ، ثُمَّ ائْتِنَا إِذَا جَاءَ خَادِمُنَا نُعْطِكَ وَرِقَكَ فَقَالَ عُمَرُ: كَلاَّ، وَالله لَتُعْطِيَنَّهُ وَرِقَهُ أَوْ لَتَرُدَّنَّ إِلَيْهِ ذَهَبَهُ، فَإِنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((الْوَرِقُ بِالذَّهَبِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ)). للستة (¬2). ¬
4699 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ، -[216]- فَمَنْ زَادَ واسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى، الآخِذُ وَالْمُعْطِي فِيهِ سَوَاءٌ)). للستة إلا أبا داود، بلفظ مسلم (¬1). ¬
4700 - وفي روايةٍ: جَاءَ بِلالٌ بِتَمْرٍ بَرْنِيٍّ، فَقَالَ لَهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((مِنْ أَيْنَ هَذَا؟)) قال: كَانَ عِنْدَنَا تمرٌ رَدِيءٌ فَبِعْتُ مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ لِمَطْعَمِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((أَوَّهْ عَيْنُ الرِّبَا، عَيْنُ الرِّبَا، لا تَفْعَلْ، وَلَكِنْ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ فبع التمر بيعًا آخَرَ ثُمَّ اشتريه)) (¬1). ¬
4701 - وفي أخرى: قال أبو سعيد: الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ، بنحوه. قال راويه: فقلت له: إنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لا يَقُولُهُ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَأَلْتُهُ، فَقُلْتُ: سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ وَجَدْتَهُ فِي كِتَابِ الله؟ قَالَ: كُلَّ ذَلِكَ لا أَقُولُ، وَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنِّي، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بن زيد أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لا رِبًا إِلاَّ فِي النَّسِيئَةِ)) (¬1). ¬
4702 - وفي أخرى: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَعْمَلَ رَجُلاً عَلَى خَيْبَرَ فجاءهم بِتَمْرٍ جَنِيبٍ، فَقَالَ: ((أَكُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذَا؟)) قَالَ: إِنَّا كنا نأخذُ الصَّاعَ بِالصَّاعَيْنِ وَالصَّاعَيْنِ، بِالثَّلاثَةِ قَالَ: ((لا تَفْعَلْ بِعِ الْجَمْيعَ بِالدَّرَاهِمِ، ثُمَّ ابْتَعْ بِالدَّرَاهِمِ جَنِيبًا)). لمسلم (¬1). ¬
4703 - عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رفعه: ((الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، سَوَاءً -[217]- بِسَوَاءٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الأَصْنَافُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ)) (¬1). ¬
4704 - فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ: أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ بِخَيْبَرَ بِقِلادَةٍ فِيهَا خَرَزٌ وَذَهَبٌ، وَهِيَ مِنَ الْمَغَانِمِ تُبَاعُ، فَأَمَرَ بِالذَّهَبِ الَّذِي فِي الْقِلادَةِ فَنُزِعَ وَحْدَهُ، ثُمَّ قَالَ: ((الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ)). هما لمسلم وأصحابِ السننِ (¬1). ¬
4705 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَمَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - السَّعْدَيْنِ يوم خيبر أَنْ يَبِيعَا آنِيَةً مِنَ الْمَغَانِمِ مِنْ ذَهَبٍ وْفِضَّةٍ، فَبَاعَا كُلَّ ثَلاثَةٍ بِأَرْبَعَةٍ عَيْنًا، أَوْ كُلَّ أَرْبَعَةٍ بِثَلاثَةٍ عَيْنًا، فَقَالَ لَهُمَا: ((أَرْبَيْتُمَا فَرُدَّا)). لمالك (¬1). ¬
4706 - عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بَاعَ سِقَايَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ بِأَكْثَرَ مِنْ وَزْنِهَا، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذَا إِلاَّ مِثْلاً بِمِثْلٍ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا أَرَى بِمِثْلِ هَذَا بَأْسًا. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ مُعَاوِيَةَ؟ أَنَا أُخْبِرُهُ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُخْبِرُنِي عَنْ رَأْيِهِ، لا أُسَاكِنُكَ بِأَرْضٍ أَنْتَ بِهَا، ثُمَّ قَدِمَ أَبُو الدَّرْدَاءِ عَلَى عُمَرَ فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنْ لا تَبِعَ ذَلِكَ إِلاَّ مِثْلاً بِمِثْلٍ، وَزْنًا بِوَزْنٍ. للموطأ، والنسائي (¬1). ¬
4707 - ابْنُ عُمَرَ: كُنْتُ أَبِيعُ الإبِلَ بِالْبَقِيعِ، فَأَبِيعُ بِالدَّنَانِيرِ فَآخُذُ مَكَانَهَا الْوَرِقَ، وَأَبِيعُ بِالْوَرِقِ فَآخُذُ مَكَانَهَا الدَّنَانِيرَ، فَأَتَيْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: ((لا بَأْسَ بِهِ بِالْقِيمَةِ)). لأصحابِ السنن (¬1). ¬
4708 - مَالِكُ بَلَغَهُ: أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ قَالَ: فَنِيَ عَلَفُ حِمَارِ سَعْدٍ، فَقَالَ لِغُلامِهِ: خُذْ مِنْ حِنْطَةِ أَهْلِكَ فَابْتَعْ بِه شَعِيرًا، وَلا تَأْخُذْ إِلاَّ مِثْلَهُ (¬1). ¬
4709 - أبو عياش: أَنَّهُ سَأَلَ سَعْدًا عَنِ الْبَيْضَاءِ بِالسُّلْتِ، فَقَالَ سَعْدٌ: أَيَّتُهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْبَيْضَاءُ. فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ: سَمِعْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُسْأَلُ عَنِ اشْتِرَاءِ التَّمْرِ بِالرُّطَبِ. فَقَالَ: ((أَيَنْقُصُ الرُّطَبُ إِذَا يَبِسَ؟)) قَال: نَعَمْ فَنَهَاه عَنْ ذَلِكَ. لمالكٍ وأصحابِ السننِ (¬1). ¬
4710 - جَابِرٌ: جَاءَ عَبْدٌ فَبَايَعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْهِجْرَةِ، وَلَمْ يَشْعُرْ أَنَّهُ عَبْدٌ، فَجَاءَ سَيِّدُهُ يُرِيدُهُ، فَقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: ((بِعْنِيهِ)) فَاشْتَرَاهُ بِعَبْدَيْنِ أَسْوَدَيْنِ، ثُمَّ لَمْ يُبَايِعْ أَحَدًا بَعْدُ حَتَّى يَسْأَلَ: أَعَبْدٌ هُوَ؟ لمسلمٍ وأصحابِ السننِ (¬1). ¬
4711 - ابْنُ عَمْرٍو بنِ العاصِ: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهُ أَنْ يُجَهِّزَ جَيْشًا (فَنَفِذَتِ) (¬1) الإبِلُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ على قِلائصِ الصَّدَقَةِ، فَكَانَ يَأْخُذُ الْبَعِيرَ بِالْبَعِيرَيْنِ إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَة. لأبي داود (¬2). ¬
4712 - عَلِيٌّ: بَاعَ جَمَلاً لَهُ يُدْعَى عُصَيْفِير بِعِشْرِينَ بَعِيرًا إِلَى أَجَلٍ. لمالك (¬1). ¬
4713 - جابرٌ رفعه: ((لا يصلحُ الحيوان: اثنانِ بواحدٍ نسيئةً، ولا بأسَ به يدًا بيدٍ)). للترمذيِّ (¬1). ¬
4714 - سَمُرَةُ: نَهَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً. لأصحاب السنن (¬1). ¬
4715 - ابنُ عمر: استسْلَفَ دراهمَ فقضى صاحبَها خيرًا منها، فأبى أن يأخذَ، وقال: هذه خيرٌ من دراهمي ,فقال ابنُ عمر: قد علمتٌ ولكن نفسي بذلك طيبةٌ (¬1). ¬
4716 - وعنه: سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ لَهُ عَلَى الرَّجُلِ الدَّيْنُ إِلَى -[219]- أَجَلٍ، فَيَضَعُ عَنْهُ صَاحِبُ الْحَقِّ؛ ليعجل الدين، فَكَرِهَ ذَلِكَ وَنَهَى عَنْهُ. هما لمالك (¬1). ¬
4717 - البراءُ بنُ عازب رفعه: ((الربا اثنان وسبعون بابًا، أدناها مثل اتيان الرجل أُمَّهُ، وإنَّ أَرْبَى الربا استطالةُ الرجل في عرض أخيه)). ((للأوسط)) بلين (¬1). ¬
4718 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ)). للقزويني (¬1). ¬
بيع الخيار والرد بالعيب وثمر النخل ومال العبد المبيعين والحوائج
بيع الخيار والرد بالعيب وثمر النخل ومال العبد المبيعين والحوائج
4719 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((إِنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ بِالْخِيَارِ فِي بَيْعِهِمَا مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَكُونُ الْبَيْعُ خِيَارًا)). قَالَ: نَافِعٌ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا اشْتَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ فَارَقَ صَاحِبَهُ. للبخاري (¬1). ¬
4720 - وفي روايةٍ: قَالَ ابنُ عمر: بِعْتُ مِنْ عُثْمَانَ مَالاً بِالْوَادِي بِمَالٍ لَهُ بِخَيْبَرَ، فَلَمَّا تَبَايَعْنَا خَرَجْتُ مِنْ بَيْتِهِ خَشْيَةَ أَنْ يُرَادَّنِي الْبَيْعَ، فكانت السُّنَّةُ أَنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا، فَلَمَّا وَجَبَ بَيْعِي وَبَيْعُهُ رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ غَبَنْتُهُ، بِأَنِّي سُقْتُهُ إِلَى أَرْضِ ثَمُودَ بِثَلاثِ لَيَالٍ، وَسَاقَنِي إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلاثِ لَيَالٍ. للستة (¬1). ¬
4721 - عمروُ بنُ العاص رفعه: ((الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ صَفْقَةَ خِيَارٍ، وَلا يَحِلُّ أَنْ (يُفَارِقَ) (¬1) صَاحِبَهُ خَشْيَةَ أَنْ يَسْتَقِيلَهُ. لأصحاب السنن (¬2). ¬
4722 - حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ رفعه: ((الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا -أَوْ قَالَ: حَتَّى يَتَفَرَّقَا- فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4723 - ابْنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ [أو كذبًا] (¬1) فَالْقَوْلُ قَوْلُ الْبَائِعِ، وَالْمُبْتَاعُ بِالْخِيَارِ)). لمالكٍ والترمذي (¬2). ¬
4724 - أبو الْوَضِيءِ: غَزَوْنَا غَزْوَةً، فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً، فَبَاعَ صَاحِبٌ لَنَا فَرَسًا بِغُلامٍ، ثُمَّ أَقَامَا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمَا وَلَيْلَتِهِمَا، فَلَمَّا أَصْبَحَا قام الرجلُ إِلَى فَرَسِهِ يُسْرِجُهُ فَنَدِمَ، وأَتَى المشتري وَأَخَذَهُ بِالْبَيْعِ، فَأَتَيَا أَبَا بَرْزَةَ، فَقَالَ: أَتَرْضَيَانِ أَنْ أَقْضِيَ بَيْنَكُمَا بِقَضَاءِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يفترقا))؟ وقَالَ: مَا أَرَاكُمَا افْتَرَقْتُمَا. لأبي داود (¬1). ¬
4725 - سَمُرَةُ بنُ جندب رفعه: ((الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا، ويَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنَ الْبَيْعِ مَا هَوِيَ، وَيَتَخَايَرَانِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ)). رواه النسائي (¬1). ¬
4726 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ أَوْ سَمُرَةَ رفعه: ((أَيُّمَا رَجُلٍ بَاعَ بَيْعًا مِنْ رَجُلَيْنِ فَهُوَ لِلأَوَّلِ مِنْهُمَا)). للقزويني (¬1). ¬
4727 - وله عَنْ سَمُرَةَ رفعه: ((إِذَا بَاعَ الْمُجِيزَانِ فَهُوَ لِلأَوَّلِ)) (¬1). ¬
4728 - عَائِشَةُ: أَنَّ رَجُلاً ابْتَاعَ غُلامًا فَأَقَامَ عِنْدَهُ مَا شَاءَ الله، ثُمَّ وَجَدَ بِهِ عَيْبًا، فَخَاصَمَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ الله، قَدِ اشْتَغَلَّ غُلامِي فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
4729 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رفعه: ((عُهْدَةُ الرَّقِيقِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ، إِنْ وَجَدَ دَاءً فِي الثَّلاثِ لَيَالٍ رُدَّ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ، وَإِنْ وَجَدَ دَاءً بَعْدَ الثَّلاثِ كُلِّفَ الْبَيِّنَةَ أَنَّهُ اشْتَرَاهُ وَبِهِ هَذَا الدَّاءُ)). لأبي داود (¬1). ¬
4730 - أبو هريرة رفعه: ((إنَّ الشرودَ يردُّ)) يعني: البعير الشرود. للموصلي بلين (¬1). ¬
4731 - ابنُ عُمَرَ: بَاعَ غُلامًا بِثَمَانمِائَةِ دِرْهَمٍ على الْبَرَاءَةِ، فَقَالَ المبتاع: بِالْغُلامِ دَاءٌ لَمْ تُسَمِّهِ لِي فَاخْتَصَمَا إِلَى عُثْمَانَ، فقضى على ابنِ عُمَرَ أَنْ يَحْلِفَ لَقَدْ بَاعَهُ الْعَبْدَ وَمَا بِهِ دَاءٌ يَعْلَمُهُ، فَأَبَى أَنْ يَحْلِفَ وَارْتَجَعَ الْعَبْدَ، فَصَحَّ عِنْدَهُ، فَبَاعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَلْفٍ وَخَمْسمِائَةِ دِرْهَمٍ. لمالك (¬1). ¬
4732 - وعنه رفعه: ((مَنِ ابْتَاعَ نَخْلاً قد أُبِّرت فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ، وَمَنِ ابْتَاعَ عَبْدًا فَمَالُهُ لِلَّذِي بَاعَهُ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ)). للستة (¬1). ¬
4733 - جابرُ رفعه: ((إن بِعْتَ مِنْ أَخِيكَ ثَمَرًا فَأَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ، فَلا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُ شَيْئًا، بِمَ تَأْخُذُ مَالَ أَخِيكَ بِغَيْرِ حَقٍّ؟)) (¬1). ¬
4734 - وفي روايةٍ: أنه - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِينَ، وَوَضَعَ الْجَوَائِحَ. لمسلمٍ وأبي داودَ والنسائيِّ (¬1). ¬
4735 - أبو هريرة رفعه: ((إِذَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا رُفِعَتِ الْعَاهَةُ)). لأحمد (¬1). ¬
4736 - وفي رواية: ((مَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا قَطُّ وَتَقُومُ عَاهَةٌ إِلاَّ رُفِعَتْ أَوْ خَفَّتْ)). لأحمد، والبزار (¬1). ¬
4737 - وللصغير بلفظ: ((إذا ارتفعَ النجمُ رفعتِ العاهةُ عن كلِ بلدٍ)) (¬1). ¬
الشفعة والسلم والاحتكار والتسعير
الشفعة والسلم والاحتكار والتسعير
4738 - جَابِرُ: قَضَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالشُّفْعَةِ فِي كُلِّ مَا لَمْ يُقْسَمْ، وإِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ وَصُرِّفَتِ الطُّرُقُ فَلا شُفْعَةَ (¬1). ¬
4739 - وفي روايةٍ: قَضَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالشُّفْعَةِ فِي كُلِّ شِرْكَةٍ لَمْ تُقْسَمْ، رَبْعَةٍ أَوْ حَائِطٍ، لا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَبِيعَ حَتَّى (يُؤْذِنَ) (¬1) شَرِيكَهُ، فَإِنْ شَاءَ أَخَذَ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ، وإن بَاعَ وَلَمْ يُؤْذِنْهُ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ (¬2). ¬
4740 - وفي أخرى: ((الْجَارُ أَحَقُّ بِشُفْعَةِ جَارِهِ يُنْتَظَرُ بِهَا وَإِنْ كَانَ غَائِبًا إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِد)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4741 - سَمُرَةُ رفعه: ((جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِدَارِ الْجَارِ والأَرْضِ)). لأبي داود (¬1). ¬
4742 - عثمانُ: إِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ فِي الأَرْضِ فَلا شُفْعَةَ فِيهَا، وَلا شُفْعَةَ فِي بِئْرٍ وَلا فَحْلِ النَّخْلِ. لمالك (¬1). ¬
4743 - جابرُ رفعه: ((الصبيُ على شفعته حتى يُدرِكَ، فإذا أدركَ إن شاءَ أخذَ، وإن شاءَ ترك)). ((للأوسط)) والصغير بضعف (¬1). ¬
4744 - أنس رفعه: ((لا شفعة لنصراني)). للصغير بلين (¬1). ¬
4745 - ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدِمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وَهُمْ يُسْلِفُونَ فِي التمر العام والعامين، فَقَالَ لهم: ((مَنْ أَسْلَفَ في تَمْرٍ ففي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، أو وَزْنٍ مَعْلُومٍ إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ)). للستةِ إلا مالكًا (¬1). ¬
4746 - أبو سعيد رفعه: ((مَنْ أَسْلَفَ فِي شَيْءٍ فَلا يَصْرِفْهُ إِلَى غَيْرِهِ)) (¬1). ¬
4747 - ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلاً أَسْلَفَ فِي نَخْلٍ، فَلَمْ يُخْرِجْ تِلْكَ السَّنَةَ شَيْئًا، فَاخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((بِمَ تَسْتَحِلُّ مَالَهُ؟ ارْدُدْ عَلَيْهِ مَالَهُ)) ثُمَّ قَالَ: ((لا تُسْلِفُوا فِي النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ)). هما لأبي داود (¬1). ¬
4748 - سمرةُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ ينهى ربَّ النخلِ أن يتدينَ على ثمرةِ نخلهِ حتى يؤكلَ من ثمرها؛ مخافة أن يتدين بدين كثير فتفسد الثمرة، فلا توفي عنه، وكانَ ينهى ربَّ الزرع أن يتدين في زرعه حتى يبلغ الحصد، وكان ينهى ربَّ الذَّهبِ إذا (باعها) (¬1) -[224]- بطعام أن يبيع الطعام بالذهب حتى يكتال الطعام فيقبضه، مخافة الربا. للكبير, والبزار بلين (¬2). ¬
4749 - مالك: بلغني أَنَّ عُمَرَ سئل فِي رَجُلٍ أَسْلَفَ طَعَامًا عَلَى أَنْ يُعْطِيَهُ إِيَّاهُ فِي بَلَدٍ آخَرَ، فَكَرِهَ ذَلِكَ عُمَرُ، وَقَالَ: فَأَيْنَ كراء الجمل (¬1)؟ ¬
4750 - وعنه: بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: مَنْ أَسْلَفَ سَلَفًا فَلا يَشْتَرِطْ أَفْضَلَ مِنْهُ وَإِنْ قَبْضَةً مِنْ عَلَفٍ فَهُوَ رِبًا.
4751 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ معمرَ بنَ أبي (معمر) (¬1)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنِ احْتَكَرَ طعاما فَهُوَ خَاطِئٌ. قِيلَ لِسَعِيدٍ: فَإِنَّكَ تَحْتَكِرُ. قَالَ: إِنَّ مَعْمَرًا الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُ بهَذَا الْحَدِيثَ كَانَ يَحْتَكِرُ. لمسلم ,وأبي داود ,والترمذي (¬2). ¬
4752 - ابنُ عمر رفعه: مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ يومًا يريدُ الغلاءَ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللهِ وَبَرِئَ اللهُ مِنْهُ (¬1). ¬
4753 - معاذٌ رفعه: بئسَ العبدُ المحتكرُ، إِنْ أرْخصَ اللهُ الأسعارَ حَزِنَ وإنْ أغْلاها فَرِحَ (¬1). ¬
4754 - أبو أمامة رفعه: أهلُ المدائن هم الجلساء في سبيل الله، تحتكروا عليهم الأقوات ,ولا تغلوا عليهم الأسعار فإن من احتكر عليهم طعاماً أربعين يوماً ,ثم تصدق به لم يكن له كفارة (¬1). ¬
4755 - أبو هريرة ,ومعقل بن يسار رفعاه: يُحشر الحاكرون وقتلة الأنفس في درجة، ومَنْ دخل في شيء من سعر المسلمين يُغليه عليهم كان حقاً على الله أنْ يعذبَه في معظم النار يوم القيامة. -[225]-[أربعتها لرزين ووافقه بضعف على الأول أحمد ,والموصلى ,والبزار ,والأوسط] (¬1). وزاد في آخره: وأيُّما أهلُ عرصةٍ أصبحَ فيهم امرؤٌ جائعٌ فقد برئت منهم ذمة الله. [ووافقه الكبير على الثانى وفيه سليمان بن سلمة متروك]. ¬
4756 - عُمَرُ رفعه: الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ. للقزويني، بضعف (¬1). ¬
4757 - وعنه رفعه: مَنِ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامًا ضَرَبَهُ الله بِالْجُذَامِ وَالإفْلاسِ. للقزويني (¬1). ¬
4758 - ابْنُ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ ,وَهُوَ يَبِيعُ زَبِيبًا بِالسُّوقِ ,فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِمَّا أَنْ تَزِيدَ فِي السِّعْرِ، وَإِمَّا أَنْ تُرْفَعَ مِنْ سُوقِنَا. لمالك (¬1). ¬
4759 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلاً جَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ سَعِّرْ, فَقَالَ: بَلْ أَدْعُو، ثُمَّ جَاءَهُ آخر فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله سَعِّرْ ,فَقَالَ: بَلِ اللهُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ وَلَيْسَ لأَحَدٍ عِنْدِي مَظْلَمَةٌ. لأبي داود (¬1). ¬
4760 - وله وللترمذي عَنْ أَنَسٍ: قَالَوا: يا رسول الله غلا السعر، فسعر لَنَا ,فَقَالَ: إِنَّ الله هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّزَّاقُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى الله، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يطالبني بِمَظْلِمَةٍ فِي دَمٍ وَلا مَالٍ (¬1). ¬
الدين وآداب الوفاء والتفليس وما يقرب منها
الدين وآداب الوفاء والتفليس وما يقرب منها
4761 - أبو موسى رفعه: إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ الله أَنْ يَلْقَاهُ بِه عَبْدٌ بَعْدَ الْكَبَائِرِ الَّتِي نَهَى الله عَنْهَا أَنْ يَمُوتَ رَجُلٌ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ لا يَدَعُ لَهُ قَضَاءً. لأبي داود (¬1). ¬
4762 - ابْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رفعه: يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلاَّ الدَّيْنَ. لمسلم (¬1). ¬
4763 - صُهَيْبُ رفعه: أَيُّمَا رَجُلٍ تَدَيَّنُ دَيْنًا وَهُوَ مُجْمِعٌ أَنْ لا يُوَفِّيَهُ إِيَّاهُ لَقِيَ اللهَ سَارِقًا. للقزويني (بلين) (¬1) (¬2). ¬
4764 - سَمُرَةَ: خَطَبَنَا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا فَقَالَ: هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي فُلانٍ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ: هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي فُلانٍ ,ففي الثالثة قَامَ رَجُلٌ ,فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ,فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُجِيبَنِي فِي الْمَرَّتَيْنِ الأُولَيَيْنِ؟ إِنِّي لَمْ أُنَوِّهْ بِكُمْ إِلاَّ خَيْرًا إِنَّ صَاحِبَكُمْ يريد رجلا منهم مات مَأْسُورٌ بِدَيْنِهِ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَدَّى عَنْهُ حَتَّى مَا يطلبه أحد بشيء. للنسائي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
4765 - أبو هريرة رفعه: مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى الله عَنْهُ وَمَنْ أَخَذَ أموال الناس يُرِيدُ إِتْلافَهَا أَتْلَفَهُ الله. للبخاري (¬1). ¬
4766 - عِمْرَانُ بْنُ حُذَيْفَةَ: كَانَتْ مَيْمُونَةُ تَدَّانُ وَتُكْثِرُ ,فَقَالَ لَهَا أَهْلُهَا فِي ذَلِكَ ,وَلامُوهَا ,وَوَجَدُوا عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: لا أَتْرُكُ الديونَ ,وَقَدْ سَمِعْتُ خَلِيلِي، وَصَفِيِّي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَدَّانُ دَيْنًا، فَيعَلِمَ الله أَنَّهُ يُرِيدُ قَضَاءَهُ إِلاَّ أَدَّاهُ الله عَنْهُ فِي الدُّنْيَا. للنسائي (¬1). ¬
4767 - عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ رفعه: إِنَّ اللهَ مَعَ الدَّائِنِ حَتَّى يَقْضِيَ الله دَيْنَهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِيمَا يَكْرَهُ اللهُ (تعالى) (¬1)، قَالَ فَكَانَ عَبْدُ الله يَقُولُ لِخَازِنِهِ اذْهَبْ فَخُذْ لِي بِدَيْنٍ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَبِيتَ لَيْلَةً إِلاَّ وَالله مَعِي بَعْدَ الَّذِي سَمِعْته مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. للقزويني (¬2). ¬
4768 - أبو هريرة رفعه: مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ ,وإِذَا -[227]- أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيٍّ، فَلْيَتْبَعْ. للستة (¬1). ¬
4769 - علي رفعه: إنَّ اللهَ يبغضُ الغنيَ الظلومَ، والشيخَ الجهولَ، والعائلَ المختالَ. للبزار والأوسط بلين (¬1). ¬
4770 - الشَّرِيدُ رفعه: لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ ,وَعُقُوبَتَهُ. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: يُحِلُّ عِرْضُهُ يُغَلَّظُ لَهُ ,وَعُقُوبَتَهُ يُحْبَسُ. لأبي داود، والنسائي، والبخاري في ترجمة (¬1). ¬
4771 - عَائِشَةُ: سَمِعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - صَوْتَ خُصُومٍ بِالْبَابِ عَالِيَةٍ أَصْوَاتُهُم وَإِذَا أَحَدُهُمَا يَسْتَوْضِعُ الآخَرَ وَيَسْتَرْفِقُهُ فِي شَيْءٍ فقُولُ: وَالله لا أَفْعَلُ فَخَرَجَ عَلَيْهِمَا ,فَقَالَ: أَيُّكم الْمُتَأَلِّي عَلَى الله لا يَفْعَلُ بالْمَعْرُوفَ، فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ الله، فلَهُ أَيُّ ذَلِكَ أَحَبَّ. للشيخين (¬1). ¬
4772 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: إِنَّ رَجُلاً لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ ,وَكَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ الله يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ الله لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ قَالَ: لا, إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ لِي غُلامٌ، وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ ,وإِذَا بَعَثْتُهُ يَتَقَاضَى ,قُلْتُ لَهُ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ الله يَتَجَاوَزُ عَنَّا ,قَالَ الله تَعَالَى: قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ. للبخاري، والنسائي (¬1). ¬
4773 - وعنه رفعه: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ أَظَلَّهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ. للترمذي (¬1). ¬
4774 - أبو قَتَادَةَ: أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ طَلَبَ غَرِيمًا لَهُ فَتَوَارَى عَنْهُ، ثُمَّ وَجَدَهُ، فَقَالَ: إِنِّي مُعْسِرٌ، فَقَالَ: آللهِ. قَالَ: آللهِ. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ الله مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ. لمسلم (¬1). ¬
4775 - عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي لطْلُبُ الْعِلْمَ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الأَنْصَارِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِينَا أَبَا الْيَسَرِ صَاحِبَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ غُلامٌ على كل منهما بُرْدَةٌ، وَمَعَافِرِيَّ فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا عَمي إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِكَ سَفْعَةً مِنْ غَضَبٍ، فقَالَ: أَجَلْ كَانَ لِي عَلَى فُلانٍ مَالٌ، فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ، فَقُلْتُ: أثَمَّ هُوَ، فقَالُوا: لا، فَخَرَجَ ابْنٌ لَهُ جَفْرٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ أَبُوكَ؟ قال: سَمِعَ صَوْتَكَ، فَدَخَلَ أَرِيكَةَ أُمِّي، فَقُلْتُ له: اخْرُجْ فَقَدْ عَلِمْتُ موضعك ,فَخَرَجَ ,فَقُلْتُ له: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنِ اخْتَبَأْتَ مِنِّي؟ قَالَ: وَالله أُحَدِّثُكَ ولا أَكْذِبُكَ خَشِيتُ أَنْ أُحَدِّثَكَ ,فَأَكْذِبَكَ ,وأَوعِدَكَ ,فَأُخْلِفَكَ ,وَكُنْتَ ,وقد صحبت النبي - صلى الله عليه وسلم - وَكُنْتُ ,وَالله مُعْسِرًا ,فقُلْتُ: الله إنك معسر ,قَالَ: الله ,فأعطيته صحيفته، فَمَحَاهَا بِيَدِهِ وقَلت: إِنْ وَجَدْتَ قَضَاءً فَاقْضِنِي وَإِلاَّ أَنْتَ فِي حِلٍّ ثم قال: وأَشْهَدُ بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا وَأَشَارَ إِلَى نيَاطِ قَلْبِهِ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ الله فِي ظِلِّهِ فقال عبادة: فَقُلْتُ: أي عَمِّ لَوْ أَنَّكَ أَخَذْتَ بُرْدَةَ غُلامِكَ وَأَعْطَيْتَهُ مَعَافِرِيَّكَ كَانَتْ عَلَيْكَ حُلَّةٌ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: اللهمَّ بَارِكْ فِيهِ يَا ابْنَ أَخِي بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ فكَانَ أَنْ أَعْطَيْه مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ حَسَنَاتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. لمسلم مطولاً (¬1). ¬
4776 - كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا فِي الْمَسْجِدِ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ فَنَادَى يَا كَعْبُ قلت: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ ضَعِ الشَّطْرَ من دينك قلت: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ الله قُمْ فَاقْضِهِ. للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4777 - أبو هريرة: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سِنٌّ مِنَ الإبِلِ فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ فَقَالَ: أَعْطُوهُ فَطَلَبُوا سِنَّهُ، فَلَمْ يَجِدُوا إِلاَّ سِنًّا فَوْقَهَا ,فَقَالَ: أَعْطُوهُ ,فَقَالَ: أَوْفَيْتَنِي وفاك الله فقال - صلى الله عليه وسلم -:إِنَّ خِيرَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً (¬1). ¬
4778 - وفي رواية: أنه أغلظ للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين استقضاه، وقالوا: لا نجد له سنه حتى هم به بعض أصحابه، فقال: دعوه، فإن لصاحب الحق مقالاً، ثم أمر له بأفضل من سنه، فقال: وفيتني وفاك الله. للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
4779 - وللقزويني: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بنحوه بلفظ إِنَّ صَاحِبَ الدَّيْنِ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يَقْضِيَهُ (¬1). ¬
4780 - ابْنُ عُمَرَ وَعَائِشَةُ رفعاه: مَنْ طَلَبَ حَقًّا فَلْيَطْلُبْهُ فِي عَفَافٍ وَافٍ أَوْ غَيْرِ وَافٍ. للقزويني (¬1). ¬
4781 - عَبْدُ الله بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ: اسْتَقْرَضَ مِنِّي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعِينَ أَلْفًا فَجَاءَهُ -[230]- مَالٌ فَدَفَعَهُ إِلَيَّ ,وَقَالَ: بَارَكَ الله فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْحَمْدُ وَالأَدَاءُ (¬1). ¬
4782 - مُحَمَّدُ بْنُ جَحْشٍ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ,ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ,ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ الله مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ فَسَكَتْنَا وَفَزِعْنَا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ سَأَلْتُهُ: يَا رَسُولَ الله مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نُزِّلَ؟ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ فِي سَبِيلِ الله ,ثُمَّ أُحْيِيَ ,ثُمَّ قُتِلَ ,ثُمَّ أُحْيِيَ ,ثُمَّ قُتِلَ ,وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ. هما النسائي (¬1). ¬
4783 - جَابِرُ: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يُصَلِّي عَلَى رَجُلٍ مات وعَلَيْهِ دَيْنٌ ,فَأُتِيَ بِمَيْتٍ ,فقال: أَعَلَيْهِ دَيْنٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ دِينَارَانِ ,قَالَ: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، فقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: هُمَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ الله فَصَلَّى عَلَيْهِ فَلَمَّا فَتَحَ الله عَلَى رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ فمَنْ تَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ قضاءه ,وَمَنْ تَرَكَ مَالاً ,فَلِوَرَثَتِهِ. لأبي داود ,والنسائي (¬1). ¬
4784 - ولأحمد ,والبزار نحوه وزاد: ثم قال النبى - صلى الله عليه وسلم - لأبى قتادة، بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ: مَا فَعَلَ الدِّينَارَانِ؟ قَالَ: إِنَّمَا مَاتَ أَمْسِ فَعَادَ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: قَدْ قَضَيْتُهُمَا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: الآنَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ جِلْدُهُ (¬1). ¬
4785 - ابن مسعود رفعه: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِمًا قَرْضًا مَرَّتَيْنِ إِلاَّ كَانَ كَصَدَقَتِهَا مَرَّةً. للقزويني، مطولا (¬1). ¬
4786 - أبو أمامة رفعه: دخل رجل الجنة فرأى على بابها مكتوباً: الصدقةُ بعشرة أمثالها والقرضُ بثمانية عشر. للكبير بلين (¬1). ¬
4787 - وزاد القزويني بضعف عَنْ أَنَسِ: -[231]- قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ؟ قَالَ: لأَنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ وَالْمُسْتَقْرِضُ لا يَسْتَقْرِضُ إِلاَّ مِنْ حَاجَةٍ (¬1). ¬
4788 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رفعه: لا تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ أَمْنِهَا قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ الدَّيْنُ. لأحمد، والكبير، والموصلي (¬1). ¬
4789 - جَابِرِ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ جَاهَدْتُ بِنَفْسِي وَمَالِي فَقُتِلْتُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ ,فَأَعَادَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ,قَالَ: نعم إن لم يكن عَلَيْكَ دَيْنٌ لَيْسَ عِنْدَكَ وَفَاؤُهُ. لأحمد، والبزار (¬1). ¬
4790 - سهل بن حنيف رفعه: أول ما يُهْراق دمُ الشهيدِ يغفر له ذنبه كله إلا الدَّين. للكبير (¬1). ¬
4791 - جابر رفعه: لا هَمَّ إلا هم الدَّين ولا وجَعَ إلا وجع العين. للأوسط [والصغير بضعف] (¬1). ¬
4792 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ ,وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ ,فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ. لأحمد، وأبو يعلى (¬1). ¬
4793 - بريدة رفعه: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ ,فقلت: يَا رَسُولَ الله سَمِعْتُكَ تَقُولُ: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ ,ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بكُلِّ يَوْمٍ -[232]- صَدَقَةٌ قَالَ لَهُ مثله قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ فَإِذَا حَلَّ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ كُلِّ يَوْمٍ مثلاه. لأحمد (¬1). ¬
4794 - ابنُ عباس: مَنْ مشى إلى غريمِه بحقه صلت عليه دواب الأرض ونون الماء ونبتت له بكل خطوة شجرة في الجنة وذنب يغفر. للبزار بخفى (¬1). ¬
4795 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: مَنْ أَدْرَكَ مَالَهُ بِعَيْنِهِ عِنْدَ رَجُلٍ أَفْلَسَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ (¬1). ¬
4796 - وفي رواية: فَإِنْ كَانَ قَضَاهُ مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئًا فَمَا بَقِيَ فَهُوَ أُسْوَةُ الْغُرَمَاءِ وَأَيُّمَا امْرِئٍ هَلَكَ وَعِنْدَهُ مَتَاعُ امْرِئٍ بِعَيْنِهِ اقْتَضَى مِنْهُ شَيْئًا أَوْ لَمْ يَقْتَضِ فَهُوَ أُسْوَةُ الْغُرَمَاءِ. للستة (¬1). ¬
4797 - وللقزويني بمجهول: أَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ أَوْ أَفْلَسَ فَصَاحِبُ الْمَتَاعِ أَحَقُّ بِمَتَاعِهِ إِذَا وَجَدَهُ بِعَيْنِهِ (¬1). ¬
4798 - سَمُرَةُ: مَنْ وَجَدَ عَيْنَ مَالِهِ عِنْدَ رَجُلٍ ,فَهُوَ أَحَقُّ وَيَتَّبِعُ المبتاع مَنْ بَاعَهُ. لأبي داود (¬1). ¬
4799 - أبو سعيد: أُصِيبَ رَجُلٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي ثِمَارٍ ابْتَاعَهَا فَكَثُرَ دَيْنُهُ ,فأفلس ,فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - لِغُرَمَائِهِ: خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ لَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ. لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
4800 - عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دَلافٍ الْمُزَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ جُهَيْنَةَ كَانَ يشتري الرَّوَاحِلَ يغالي بِهَا ثُمَّ يُسْرِعُ السَّيْرَ فَيَسْبِقُ الْحَاجَّ، فَأَفْلَسَ، فَرُفِعَ أَمْرُهُ إِلَى عُمَرَ ,فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِيَ مِنْ دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ أَنْ يُقَالَ: سَبَقَ الْحَاجَّ أَلا وَإِنَّهُ قَدْ أدَانَ مُعْرِضًا فَأَصْبَحَ قَدْ رِينَ بِهِ فَمَنْ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا بِالْغَدَاةِ نَقْسِمُ مَالَهُ بين غرمائه وَإِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ فَإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ وَآخِرَهُ حَرْبٌ. لمالك (¬1). ¬
4801 - ابنُ المسيب: قضى عثمانُ أن مَنِ اقتضى من حقه قبل أن يفلس غريمه شيئاً فهو له. لرزين.
العارية والعمرى والرقبى والهبة والهدية
العارية والعمرى والرقبى والهبة والهدية
4802 - أُنَاسٌ مِنْ آلِ عَبدِ الله بْنِ صَفْوَانَ: يَا صَفْوَانُ هَلْ عِنْدَكَ مِنْ سِلاحٍ؟ قَالَ: عاريةً أَمْ غَصْبًا؟ قَالَ: لا بَلْ عاريةً. فَأَعَارَهُ مَا بَيْنَ الثَّلاثِينَ إِلَى الأَرْبَعِينَ دِرْعًا وَغَزَا النبي - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنًا، فَلَمَّا هُزِمَ الْمُشْرِكُينَ جُمِعَتْ دُرُوعُ صَفْوَانَ، فَفَقَدَ مِنْهَا أَدْرَاعًا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - لِصَفْوَانَ: إِنَّا قَدْ فَقَدْنَا مِنْ أَدْرَاعِكَ أَدْرَاعًا فَهَلْ نَغْرَمها لَكَ؟ قَالَ: لا يَا رَسُولَ الله لأَنَّ فِي قَلْبِي الْيَوْمَ مَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ. لأبي داود (¬1). ¬
4803 - أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَعَارَ قَصْعَةً، فَضَاعَتْ فَضَمِنَهَا لَهُمْ. للترمذي (¬1). ¬
4804 - سَمُرَةَ رفعه: عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيه قَالَ قَتَادَةُ: ثُمَّ نَسِيَ الْحَسَنُ، فَقَالَ: هُوَ أَمِينُكَ لا ضَمَانَ عَلَيْهِ يَعْنِي الْعَارِيَةَ (¬1). ¬
4805 - أبو أُمامة رفعه: الْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ وَالزَّعِيمُ غَارِمٌ وَالدَّيْنُ مَقْضِيٌّ. هما لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
4806 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: نِعْمَ الْمَنِيحَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ تَغْدُو بِإِنَاءٍ وَتَرُوحُ بِإِنَاءٍ. للشيخين (¬1). ¬
4807 - جَابِرُ رفعه: أَيُّمَا رَجُلٍ أُعْمِرَ عُمْرَى لَهُ وَلِعَقِبِهِ فَهي لِلَّذِي أُعْطِيَهَا لا تَرْجِعُ إِلَى الَّذِي أَعْطَاهَا لأَنَّهُ أَعْطَى عَطَاءً وَقَعَتْ فِيهِ الْمَوَارِيثُ (¬1). ¬
4808 - وفي رواية: مَنْ أَعْمَرَ رَجُلاً عُمْرَى لَهُ وَلِعَقِبِهِ، فَقَدْ قَطَعَ قَوْلُهُ حَقَّهُ فِيهَا ,وَهِيَ لِمَنْ أُعْمِرَ ,وعَقِبِهِ (¬1). ¬
4809 - وفي أخرى: جَابِرُ قَالَ: إِنَّمَا الْعُمْرَى الَّتِي أَجَازَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَقُولَ هِيَ لَكَ وَلِعَقِبِكَ، فَأَمَّا إِذَا قَالَ هِيَ لَكَ مَا عِشْتَ فَإِنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى صَاحِبِهَا، قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يُفْتِي بِهِ (¬1). ¬
4810 - وفي أخرى: أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ لا تُفْسِدُوهَا، فَإِنَّهُ مَنْ أَعْمَرَ عُمْرَى ,فَهِيَ لِلَّذِي أُعْمِرَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا، وَلِعَقِبِهِ. لمسلم (¬1). ¬
4811 - وفي أخرى: لا تُرْقِبُوا وَلا تُعْمِرُوا فَمَنْ أُرْقِبَ أَوْ أُعْمِرَه فَهي لَوَرَثَتِهِ. رواه النسائي (¬1). ¬
4812 - وفي أخرى: عَطَاءٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الرُّقْبَى والْعُمْرَى قُلْتُ: وَمَا الرُّقْبَى؟ قَالَ: يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ هِيَ لَكَ حَيَاتَكَ، فَإِنْ فَعَلْتُمْ فَهُوَ جَائِزَ. للستة (¬1). ¬
4813 - ابنُ عمر رفعه: لا تعمروا ولا ترقبوا فإن فعلتم فهي للمعمر والمرقب، قلت: وكيف يكون ذلك؟ قال: العمري أن تقول هي لك حياتك، والرقبي أن تقول هو للآخر مني ومنك. للأوسط بلين ,وللقزوينى نحوه في الرقبى (¬1). ¬
4814 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: لا تُرْقِبُوا أَمْوَالَكُمْ فَمَنْ أَرْقَبَ شَيْئًا فَهُوَ لِمَنْ أُرْقِبَهُ (¬1). ¬
4815 - وفي رواية: الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِمَنْ أُعْمِرَهَا وَالرُّقْبَى جَائِزَةٌ لِمَنْ أُرْقِبَهَا وَالْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ. رواه النسائي (¬1). ¬
4816 - ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ رفعاه: لا يَحِلُّ أَنْ يُعْطِيَ عَطِيَّةً فَيَرْجِعَ فِيهَا إِلاَّ الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ، وَمَثَلُ الَّذِي يرجع في عطيته أو هبته كَالْكَلْبِ يَأْكُلُ، فإِذَا شَبِعَ قَاءَ ,ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
4817 - النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ: أَنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي نَحَلْتُ ابْنِي هَذَا غُلامًا كان لي، فَقَالَ: أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْته مِثْلَهُ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَارْجِعْهُ (¬1). ¬
4818 - ومن رواياته: تَصَدَّقَ عَلَيَّ أَبِي بِبَعْضِ مَالِهِ ,فَقَالَتْ أُمِّي عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ: لا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -،فَانْطَلَقَ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لِيُشْهِدَهُ عَلَى صَدَقَتِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أَفَعَلْتَ هَذَا بِوَلَدِكَ كُلِّهِمْ؟ قَالَ: لا. قَالَ: اتَّقُوا الله ,وَاعْدِلُوا فِي أَوْلادِكُمْ، فَرَجَعَ أَبِي، فَرَدَّ تِلْكَ الصَّدَقَةَ (¬1). ¬
4819 - ومنها: قَالَ: أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَلا تُشْهِدْنِي إِذًا، فَإِنِّي -[236]- لا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ (¬1). ¬
4820 - ومنها: أَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي؟ ثُمَّ قَالَ: أَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَلا إِذًا. للستة (¬1). ¬
4821 - عَائِشَةُ: نَحَلَنِي أبو بكرٍ جَادَّ عِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ مَالِ الْغَابَةِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ,قَالَ: يَا بُنَيَّةُ مَا مِنَ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ غِنًى بَعْدِي منك وَلا أَعَزُّ عَلَيَّ فَقْرًا بَعْدِي مِنْكِ، وَإِنِّي كُنْتُ نَحَلْتُكِ جَادَّ عِشْرِينَ وَسْقًا فَلَوْ كُنْتِ جَدَدْتِيهِ واحتزيتيه لكَانَ لَكِ ,وَإِنَّمَا هُوَ الْيَوْمَ مَالُ الوَارِثٍ وَإِنَّمَا هُمَا أَخَوَاكِ وَأُخْتَاكِ ,فَاقْتَسِمُوهُ عَلَى كِتَابِ الله ,قَالَتْ: يَا أَبَتِ لَوْ كَانَ كَذَا وَكَذَا لَتَرَكْتُهُ إِنَّمَا هِيَ أَسْمَاءُ فَمَنِ الأُخْرَى قَالَ: ذُو بَطْنِ ابِنْه خَارِجَةَ، وأُرَاهَا جَارِيَةً (¬1). ¬
4822 - عُمَرُ: قَالَ: مَا بَالُ رِجَالٍ يَنْحَلُونَ أَبْنَاءَهُمْ نُحْلاً، ثُمَّ يُمْسِكُونَهَا؟ فَإِنْ مَاتَ ابْنٌ لأَحَدِهِمْ قَالَ: مَالِي بِيَدِي لَمْ أُعْطِهِ أَحَدًا، وَإِنْ مَاتَ هُوَ قَالَ: هُوَ قبل لابْنِي ,قَدْ كُنْتُ أَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ. مَنْ نَحَلَ نِحْلَةً لَمْ يَحُزْهَا الَّذِي نُحِلَهَا حَتَّى تَكُونَ إِنْ مَاتَ لِوَرَثَتِهِ فَهِو بَاطِلٌ (¬1). ¬
4823 - عُثْمَانُ: قَالَ: مَنْ نَحَلَ وَلَدًا لَهُ صَغِيرًا لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَحُوزَ ما نحله عن نفسه فَأَعْلَنَ الأب بها وَأَشْهَدَ عَلَيْهَا فَهِيَ جَائِزَةٌ، وَإِنْ وَلِيَهَا أَبُوهُ (¬1). ¬
4824 - عُمَرُ: مَنْ وَهَبَ هِبَةً لِصِلَةِ رَحِمٍ أَوْ عَلَى وَجْهِ الصَدَقَةٍ فَإِنَّهُ لا يَرْجِعُ فِيهَا وَمَنْ وَهَبَ هِبَةً يعلم أَنَّهُ أَرَادَ بِهَا الثَّوَابَ، فَهُوَ عَلَى هِبَتِهِ يَرْجِعُ فِيهَا إن لَمْ يُرْضَ مِنْهَا. هي لمالك (¬1). ¬
4825 - جَابِرُ: أَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَى خَيْبَرَ فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِذَا أَتَيْتَ وَكِيلِي ,فَخُذْ -[237]- مِنْهُ خَمْسَةَ عَشَرَ وَسْقًا، فَإِنِ ابْتَغَى مِنْكَ آيَةً، فَضَعْ يَدَكَ عَلَى تَرْقُوَتِهِ. لأبي داود (¬1). ¬
4826 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ قَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: لا يَجُوزُ لامْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا (¬1). ¬
4827 - وفي رواية: لا يَجُوزُ لامْرَأَةٍ أمر فِي مَالِهَا إِذَا مَلَكَ زَوْجُهَا عِصْمَتَهَا. لأبى داود والنسائي (¬1). ¬
4828 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: تَهَادَوْا، فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ وَلا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ شِقَّ فِرْسِنِ شَاةٍ. للترمذي (¬1). ¬
4829 - عَائِشَةُ: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا. للبخاري ,وأبي داود ,والترمذي (¬1). ¬
4830 - أنسٌ رفعه: لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ وَلَوْ دُعِيتُ إلَيْهِ لَأَجَبْتُ (¬1). ¬
4831 - عَلِيٌّ: أَنَّ كِسْرَى أَهْدَى للنبي - صلى الله عليه وسلم - هديةً فَقَبِلَ منه، وَأَنَّ الْمُلُوكَ أَهْدَوْا إِلَيْهِ فَقَبِلَ مِنْهُمْ. هما للترمذي (¬1). ¬
4832 - عِيَاضُ بْنُ حِمَارٍ: أهديت إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - نَاقَةٌ أو هديةٌ، فَقَالَ لي: أَسْلَمْتَ. قلت: لا. قَالَ: فَإِنِّي نُهِيتُ عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
4833 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَهْدَى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بَكْرَةً، فَعَوَّضَهُ مِنْهَا سِتَّ بَكَرَاتٍ فَتَسَخَّطَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَحَمِدَ الله، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ فُلانًا أَهْدَى -[238]- إِلَيَّ بكرة، فَعَوَّضْتُهُ مِنْهَا سِتَّ بَكَرَاتٍ ويظَل سَاخِطًا لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أَقْبَلَ هَدِيَّةً إِلاَّ مِنْ قُرَشِيٍّ أَوْ أَنْصَارِيٍّ أَوْ ثَقَفِيٍّ أَوْ دَوْسِيٍّ. لإبي داود (¬1). ¬
4834 - ذو الجيوش: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي يُقَالُ لَهَا: الْقَرْحَاءُ ,فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ جِئْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ لِتَتَّخِذَهُ، قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فِيهِ. وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أَقضيك بِهِ الْمُخْتَارَةَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ ,فَقلْتُ: مَا كُنْتُ لأَقِبضه الْيَوْمَ بِغُرَّةٍ. قَالَ: فَلا حَاجَةَ لِي فِيهِ. لأبي داود (¬1). ¬
4835 - أَنَسٌ: أَنَّ مَالِكَ ذِي يَزَنَ أَهْدَى إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - حُلَّةً أَخَذَهَا بِثَلاثَةٍ وَثَلاثِينَ بَعِيرًا أَوْ ثَلاثة وَثَلاثِينَ نَاقَةً فَقَبِلَهَا (¬1). ¬
4836 - إِسْحَقُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الْحَارِثِ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اشْتَرَى حُلَّةً بِبِضْع وَعِشْرِينَ قَلُوصًا فَأَهْدَاهَا إِلَى ذِي يَزَنَ فقبلها (¬1). ¬
4837 - أبو أمامة رفعه: مَنْ شَفَعَ لأحد بِشَفَاعَةٍ فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً عَلَيْهَا فَقَبِلَهَا فَقَدْ أَتَى بَابًا عَظِيمًا مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا (¬1). ¬
4838 - عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: عَلَّمْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ فَأَهْدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا ,فَقُلْتُ: لَيْسَتْ بِمَالٍ وَأَرْمِي عليها فِي سَبِيلِ الله لآتِيَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأَسْأَلَنَّهُ ,فقال: إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تُطَوَّقَ طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا. هي لأبي داود (¬1). ¬
4839 - ابن عباس رفعه: مَنْ أُهْدِيَت له هدية وعنده قوم فهم شركاء فيها. للكبير، والأوسط بلين (¬1). ¬
4840 - عياضُ بنُ عبد الله عن أبيه: رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - أَهْدَى له رجل عكة من -[239]- عسل، فقبلها، وقال: احم شعبى، فحماه، وكتب له كتابا. للكبير (¬1). ¬
4841 - جابرُ رفعه: هدايا الإمام غلول. للأوسط (¬1). ¬
4842 - أنسٌ رفعه: إِذَا أَقْرَضَ أَحَدُكُمْ قَرْضًا فَأُهْدِى إليه أَوْ حَمَلَهُ عَلَى الدَّابَّةِ فَلا يَرْكَبْهَا وَلا يَقْبَلْهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ قَبْلَ ذَلِكَ. للقزويني، بمجهول (¬1). ¬
الشركة والضمان والرهن والإجارة والوكالة والقراض والغصب
الشركة والضمان والرهن والإجارة والوكالة والقراض والغصب
4843 - أبو هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: قَالَ إِنَّ الله يَقُولُ أَنَا ثَالِثُ الشَّرِيكَيْنِ مَا لَمْ يَخُنْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَإِذَا خَانَهُ خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِهِمَا. لأبي داود (¬1). ¬
4844 - ابنُ مسعود: اشْتَرَكْتُ أَنَا وَعَمَّارٌ وَسَعْدٌ فيما نصيب يَوْمَ بَدْرٍ فَجَاءَ سَعْدٌ بِأَسِيرَيْنِ وَلَمْ أَجِئْ أَنَا وعَمَّارٌ بِشَيْءٍ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4845 - زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِالله بْنِ هِشَامٍ: وَكَانَ ذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ حُمَيْدٍ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - وفَقَالَتْ: بَايِعْهُ فَقَالَ: هُوَ صَغِيرٌ فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَدَعَا لَهُ بالبركة ,قال زُهْرَةُ: كَانَ يَخْرُجُ بي جدي عَبْدُالله إِلَى السُّوقِ فَيَشْتَرِي الطَّعَامَ، فَيَلْقَاهُ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ ,فَيَقُولانِ: أَشْرِكْنَا، فَإِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ، فَيَشْرَكُهُمْ، فَرُبَّمَا أَصَابَ الرَّاحِلَةَ كَمَا هِيَ فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى الْمَنْزِلِ. للبخاري (¬1). ¬
4846 - السَّائِبُ بنُ أبي السائب: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيَّ وَيَذْكُرُونِّي فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِهِ ,فقُلْتُ: صَدَقْتَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي كُنْتَ شَرِيكِي فَنِعْمَ الشَّرِيكُ كُنْتَ لا تُدَارِي وَلا تُمَارِي. لأبي داود (¬1). ¬
4847 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلاً لَزِمَ غَرِيمًا لَهُ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ ,فَقَالَ: وَالله لا أُفَارِقُكَ حَتَّى تَقْضِيَنِي أَوْ تَأْتِيَنِي بِحَمِيلٍ، فَتَحَمَّلَ بِهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَاهُ بِقَدْرِ مَا وَعَدَهُ ,فَقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ مَعْدِنٍ. قَالَ: لا حَاجَةَ لَنَا فِيهَا وَلَيْسَ فِيهَا خَيْرٌ فَقَضَاهَا عَنْهُ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود (¬1). ¬
4848 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: يُرْكَبُ الرَّهْنُ بِنَفَقَتِهِ، ويشرب لبن الدر إِذَا كَانَ مَرْهُونًا وَعَلَى الَّذِي يَرْكَبُ وَيَشْرَبُ النَّفَقَةُ. للبخاري ,والترمذي ,وأبي داود (¬1). ¬
4849 - وعنه رفعه: الرهنُ لمن رهنه له غنمه وعليه غرمه. لرزين (¬1). ¬
4850 - ابن المسيب أرسله: لا يغلق الرهن. لمالك (¬1). وقال: تفسيره أن يرهن الرهن وفيه فضل عما رهن فيه فيقول المرتهن: إن لم تأتني بحقي إلى أجل كذا فهو لي أو يقول الراهن: هو لك إن لم آتك إلى أجل وهو الذي نهى عنه - صلى الله عليه وسلم - فلا يصلح، فإن جاء صاحبه بما فيه بعد الأجل فهو له. ¬
4851 - عَائِشَةُ: اشْتَرَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طَعَامًا مِنْ يَهُودِيٍّ إِلَى أَجَلٍ وَرَهَنَهُ دِرْعًا له مِنْ حَدِيدٍ. للشيخين ,والنسائي (¬1). ¬
4852 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ. للقزويني بضعف، مثله عن جابر (¬1). ¬
4853 - أبو هُرَيْرَةَ أنه قَالَ نَشَأْتُ يَتِيمًا وَهَاجَرْتُ مِسْكِينًا وَكُنْتُ أَجِيرًا لابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي أَحْطِبُ لَهُمْ إِذَا نَزَلُوا وَأَحْدُو لَهُمْ إِذَا رَكِبُوا فَالْحَمْدُ لله الَّذِي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَامًا. للقزويني (¬1). ¬
4854 - عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ: دَفَعَ إِلَيَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دِينَارًا لأَشْتَرِيَ لَهُ شَاةً فَاشْتَرَيْتُ لَهُ شَاتَيْنِ، فَبِعْتُ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ، وَجِئْتُ بِالشَّاةِ وَالدِّينَارِ إليه - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ لَهُ مَا كَانَ، فَقَالَ لَهُ: بَارَكَ الله لَكَ فِي صَفْقَةِ يَمِينِكَ فَكَانَ يَخْرُجُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى كُنَاسَةِ الْكُوفَةِ، فَيَرْبَحُ الرِّبْحَ الْعَظِيمَ كَانَ مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكُوفَةِ مَالاً. لأبي داود، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
4855 - حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ مَعَهُ بِدِينَارٍ ليشتري به أُضْحِيَّةً فاشترى كبشا بِدِينَارٍ وَبَاعَه بِدِينَارَيْنِ فَرَجَعَ فَاشْتَرَى أُضْحِيَّةً بِدِينَارٍ فجاء بها وبدينار الذي استفضل من الأخرى فَتَصَدَّقَ - صلى الله عليه وسلم - بالدينار وَدَعَا لَهُ أَنْ يُبَارَكَ لَهُ فِي تِجَارَتِهِ. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
4856 - زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ: خَرَجَ عَبْدُ الله وَعُبَيْدُ الله ابْنَا عُمَرَ فِي جَيْشٍ الْعِرَاقِ فَلَمَّا قَفَلا مَرَّا عَلَى أَبِي مُوسَى وَهُوَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ فَرَحَّبَ بِهِمَا ,وقَالَ: لَوْ أَقْدِرُ لَكُمَا عَلَى أَمْرٍ أَنْفَعُكُمَا بِهِ لَفَعَلْتُ ,ثُمَّ قَالَ: بَلَى هَاهُنَا مَالٌ مِنْ مَالِ الله أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَ بِهِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأُسْلِفُكُمَاهُ فَتَبْتَاعَانِ بِهِ مَتَاعًا مِنْ مَتَاعِ الْعِرَاقِ, ثُمَّ تَبِيعَانِهِ بِالْمَدِينَةِ فَتُؤَدِّيَانِ رَأْسَ الْمَالِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَيَكُونُ لَكُمَا الرِّبْحُ ,فَقَالا: وَدِدْنَا. فَفَعَلَ وَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمَا الْمَالَ فَلَمَّا قَدِمَا بَاعَا فَأُرْبِحَا فَلَمَّا دَفَعَا ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ ,قَالَ: أَكُلُّ الْجَيْشِ أَسْلَفَهُ مِثْلَ مَا أَسْلَفَكُمَا؟ قَالا: لا، فَقَالَ عُمَرُ: ابْنَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَسْلَفَكُمَا أَدِّيَا الْمَالَ وَرِبْحَهُ: أمّا عَبْدُ الله فَسَكَتَ وَأَمَّا عُبَيْدُ الله فَقَالَ: مَا يَنْبَغِي لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ,هَذَا لَوْ نَقَصَ الْمَالُ أَوْ هَلَكَ لَضَمِنَّاهُ ,فَقَالَ: عُمَرُ أَدِّيَاهُ ,فَسَكَتَ عَبْدُ الله وَرَاجَعَهُ عُبَيْدُ الله فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَاءِ عُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ -[242]- جَعَلْتَهُ قِرَاضًا ,فَقَالَ عُمَرُ: جَعَلْتُهُ قِرَاضًا ,فَأَخَذَ رَأْسَ الْمَالِ وَنِصْفَ رِبْحِهِ وَأَخَذَا النصف الآخر. لمالك (¬1). ¬
4857 - عُرْوَةُ: أَنَّ أَرْوَى بِنْتَ أُوَيْسٍ ادَّعَتْ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ أَرْضِهَا ,فَخَاصَمَتْهُ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَنَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ أَرْضِهَا شَيْئًا بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -.قَالَ: وَمَا سَمِعْتَ. قَالَ: سَمِعْته يَقُولُ: مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ أَرْضِ ظُلْمًا طُوِّقَهُ يوم القيامة إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ ,فَقَالَ مَرْوَانُ: لا أَسْأَلُكَ بَيِّنَةً بعدها ثم قال سعيد: اللهمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فاعمِ بَصَرَهَا واجعل قبرها فِي أَرْضِهَا، فَمَا مَاتَتْ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهَا (¬1). ¬
4858 - ابنُ عمر رفعه: مَنْ أَخَذَ شبرًا مِنَ أَرْضِ بِغَيْرِ حَق خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ. للبخاري (¬1). ¬
4859 - ابنُ مسعود رفعه: حرمة مال المسلم كحرمة دمه. للبزار والموصلى بلين (¬1). ¬
4860 - جَابِرُ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ مرُّوا بِامْرَأَةٍ فَذَبَحَتْ لَهُمْ شَاةً وَاتَّخَذَتْ لَهُمْ طَعَامًا ,فَأَخَذَ لُقْمَةً ,فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُسِيغَهَا ,فَقَالَ: هَذِهِ شَاةٌ ذُبِحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا ,فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: يَا رسول الله إِنَّا لا نَحْتَشِمُ مِنْ آلِ مُعَاذٍ نَأْخُذُ مِنْهُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَّا. لأحمد (¬1). ¬
المزارعة وكراء الأرض وإحياء الموات واللقطة
المزارعة وكراء الأرض وإحياء الموات واللقطة
4861 - ابْنُ عُمَرَ: لَمَّا افْتُتِحَتْ خَيْبَرُ سَأَلَتْ يَهُودُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أَنْ يُقِرَّهُمْ فِيهَا عَلَى أَنْ يَعْمَلُوا عَلَى نِصْفِ مَا يخَرَجَ مِنْهَا مِنَ الثَّمَرِ وَالزَّرْعِ ,فَقَالَ: أُقِرُّكُمْ فِيهَا عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَاِ، وَكَانَ الثَّمَرُ يُقْسَمُ عَلَى السُّهْمَانِ مِنْ نِصْفِ خَيْبَرَ فَيَأْخُذُ - صلى الله عليه وسلم - الْخُمْسَ. لمسلم (¬1). ¬
4862 - وفي رواية: دَفَعَ إِلَى يَهُودِ خَيْبَرَ نَخْلَها وَأَرْضَهَا عَلَى أَنْ يَعْتَمِلُوهَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ وللنبي - صلى الله عليه وسلم - شَطْرُ ثَمَرِهَا. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4863 - قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ: قَالَ: مَا بِالْمَدِينَةِ أَهْلُ بَيْتِ هِجْرَةٍ إِلاَّ يَزْرَعُونَ عَلَى الثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَزَارَعَ عَلِيٌّ وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ وابْنُ مَسْعُودٍ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ وَالْقَاسِمُ وَعُرْوَةُ وَآلُ أَبِي بَكْرٍ وَآلُ عُمَرَ وَآلُ عَلِيٍّ وَابْنُ سِيرِينَ، وَقَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ: كُنْتُ أُشَارِكُ عَبْدَالرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ فِي الزَّرْعِ وَعَامَلَ عُمَرُ النَّاسَ عَلَى إِنْ جَاءَ عُمَرُ بِالْبَذْرِ مِنْ عِنْدِهِ فَلَهُ الشَّطْرُ وَإِنْ جَاءُوا بِالْبَذْرِ فَلَهُمْ كَذَا. للبخاري. في ترجمة ,ومنه كتبت هذا لا من الأصل لما فيه (¬1). ¬
4864 - ابْنُ عُمَرَ: كَانَتِ الْمَزَارِعُ تُكْرَى عَلَى عَهْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ لِرَبِّ الأَرْضِ مَا عَلَى رَبِيعِ السَّاقِي مِنَ الزَّرْعِ وَطَائِفَةً مِنَ التِّبْنِ لا أَدْرِي كَمْ هُوَ؟. رواه النسائي (¬1). ¬
4865 - طاوسٌ: يكره أَنَّ يؤاجر أرضه بالذهب والفضة ولا يرى بالثلث والربع بأسا ,فقال له مُجَاهِدٍ: اذهب إلى أبي رافع بن خديج فاسمع حديثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -،فانتهره، وقال: إِنِّي وَالله لَوْ أَعْلَمُ أنه - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْهُ مَا فَعَلْتُهُ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي مَنْ هُوَ أَعْلَمُ به منه ابْنُ عَبَّاسٍ أنه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لَأَنْ يَمْنَحَ أحدكم أَخَاهُ أَرْضَهُ -[244]- خَيْرٌ له مِنْ أَنْ يَأْخُذَ عَلَيْهَا خَرْجًا مَعْلُومًا. للشيخين والنسائي (¬1). ¬
4866 - ابنُ رَافِعَ بْنِ خَدِيجٍ: كُنَّا أَكْثَرَ الأَنْصَارِ حَقْلاً فكنا نُكْرِي الأَرْضَ عَلَى أَنَّ لَنَا هَذِهِ وَلَهُمْ هَذِهِ فَرُبَّمَا أَخْرَجَتْ هَذِهِ وَلَمْ تُخْرِجْ هَذِهِ فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ ,وَأَمَّا الْوَرِقُ فَلَمْ يَنْهَنَا (¬1). ¬
4867 - ومن رواياته: وَأَمَّا الذَّهَبُ وَالْوَرِقُ فَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ (¬1). ¬
4868 - ومنها: عن نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُكْرِي مَزَارِعَهُ عَلَى عَهْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَفِي إِمَارَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَصَدْرًا مِنْ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ حَتَّى بَلَغَهُ فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يُحَدِّثُ فِيهَا بِنَهْيٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَأَنَا مَعَهُ ,فَسَأَلَهُ ,فَقَالَ: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ ,فَتَرَكَهَا ابْنُ عُمَرَ ,وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْهَا بَعْدُ قَالَ: زَعَمَ ابْنُ خَدِيجٍ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْهَا (¬1). ¬
4869 - إِنَّمَا كَانَ النَّاسُ يُؤَاجِرُونَ بها عَلَى الْمَاذِيَانَاتِ وَأَقْبَالِ الْجَدَاوِلِ وَأَشْيَاءَ مِنَ الزَّرْعِ فَيَهْلِكُ هَذَا وَيَسْلَمُ هَذَا وَيَسْلَمُ هَذَا وَيَهْلِكُ هَذَا ولَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ كِرَاءٌ إِلاَّ هَذَا فَلِذَلِكَ زُجِرَ عَنْهُ فَأَمَّا شَيْءٌ مَعْلُومٌ مَضْمُونٌ فَلا بَأْسَ بِهِ.
4870 - ومنها: نَهَانَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَمْرٍ كَانَ نَافِعًا لَنَا وَطَوَاعِيَةُ الله وَرَسُولِهِ أَنْفَعُ لَنَا نَهَانَا أَنْ نُحَاقِلَ ِالأَرْضِ فَنُكْرِيَهَا عَلَى الثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَالطَّعَامِ الْمُسَمَّى وَأَمَرَ -[245]- رَبَّ الأَرْضِ أَنْ يَزْرَعَهَا أَوْ يُزْرِعَهَا (¬1). ¬
4871 - ومنها عَنْ عمه ظُهَيْرِ مرة وعن بعض عُمُومَتِهِ أخرى رفعاه بنحو هذا (¬1). ¬
4872 - ومنها: رَافِعُ: أَنَّهُ زَرَعَ أَرْضًا فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَسْقِيهَا فَسَأَلَهُ: لِمَنِ الزَّرْعُ؟ وَلِمَنِ الأَرْضُ؟ , فَقَالَ: زَرْعِي بِبَذْرِي وَعَمَلِي ,لِيَ الشَّطْرُ وَلِبَنِي فُلانٍ الشَّطْرُ ,فَقَالَ: أَرْبَيْتُمَا ,فَرُدَّ الأَرْضَ عَلَى أَهْلِهَا وَخُذْ نَفَقَتَكَ (¬1). ¬
4873 - ومنها: قَالَ لَهُ: أَسَمِعْتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ؟ فَقَالَ رَافِعٌ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لا تُكْرُوا الأَرْضَ بِشَيْءٍ (¬1). ¬
4874 - ومنها: وقد قال له عِمْرَانُ بْنُ سَهْلِ بْنِ رَافِعِ: يَا أَبَتَاهُ إِنَّهُ قَدْ أَكْرَيْنَا أَرْضَنَا فُلانَةَ بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ ,فَقَالَ: يَا بُنَيَّ دَعِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَدْ نَهَى عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ (¬1). ¬
4875 - ومنها: فقال له ابن عمر: يَا ابْنَ خَدِيجٍ مَاذَا تُحَدِّثُ عَنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي كِرَاءِ الأَرْضِ؟ فقَالَ رَافِعُ: سَمِعْتُ عَمَّيَّ يُحَدِّثَانِ أَهْلَ الدَّارِ: أنه - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ (¬1). ¬
4876 - عُرْوَةُ: قَالَ زَيْدُ: يَغْفِرُ اللهُ لِرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ,أَنَا وَاللهِ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ مِنْهُ ,إِنَّمَا أتاه رجلان من الأنصار قد اقْتَتَلا وفَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: إِنْ كَانَ هَذَا -[246]- شَأْنُكُمْ فَلا تُكْرُوا الْمَزَارِعَ ,فَسَمِعَ لا تُكْرُوا الْمَزَارِعَ. لأبي داود ,والنسائي (¬1). ¬
4877 - ابْنُ شِهَابٍ عن سَالِمَ بْنَ عَبْدِ الله: عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ، فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهَا بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُذْكَرُ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ,فَقَالَ: أَكْثَرَ رَافِعٌ ,وَلَوْ كَانت لِي مَزْرَعَةٌ أَكْرَيْتُهَا. لمالك (¬1). ¬
4878 - سَعْدٌ: إنَّ أَصْحَابَ الْمَزَارِعِ يُكْرُونَ مَزَارِعَهُمْ بِمَا يَكُونُ عَلَى السَّاقِي مِنَ الزَّرْعِ ,فَاخْتَصَمُوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ ذَلِكَ ,فَنَهَاهُمْ أَنْ يُكْرُوا بِذَلِكَ ,وَقَالَ: أَكْرُوا بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ. رواه النسائي وأبو داود (¬1). ¬
4879 - مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ. لمالك ,والترمذي ,وأبي داود. وزاد قال عروة: ولقد حدثني الذى حدثني هذا الحديث أن رجلين اختصما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، غرس أحدهما نخلا في أرض الآخر، فقضى لصاحب الأرض بأرضه، وأمر صاحب النخل أن يخرج نخله منها، فلقد رأيتها وإنها لتضرب أصولها بالفئوس وإنها لنخل عُمّ حتى أخرجت منها. لأبى داود (¬1). ¬
4880 - وفي رواية: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَضَى: أَنَّ الأَرْضَ أَرْضُ الله وَالْعِبَادَ عِبَادُ الله وَمَنْ أَحْيَا مَوَاتها فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ جَاءَنَا بِهَذَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِينَ جَاءُوا بالصلاة عَنْهُ (¬1). ¬
4881 - زاد الأوسط قال عروة: أشهد أن عائشة حدثتنى بهذا عن النبى - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن عائشة ما كذبتنى (¬1). ¬
4882 - سعيد بن زيد رفعه: مَنْ أحيا أرضا قد عجز صاحبها عنها وتركها بمهلكة فهي له. لرزين.
4883 - جَابِرُ رفعه: مَنْ أَحْيَا أَرْضًا غلوة مِنَ الْمَصْرِ أَوْ رَمْيَةً مِنَ الْمَصْرِ فَهِيَ لَهُ. لأحمد بلين (¬1). ¬
4884 - أمُ سلمة رفعته: ما مِنِ امْرىءٍ يحيى أرضاً ,فيشرب منها كبد حرّى أو تصيب منها عافية إلا كتب الله له به أجرا. للكبير والأوسط (¬1). ¬
4885 - يزِيدُ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ عن زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ: سُئِلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنِ اللُّقَطَةِ الذَّهَبِ والْوَرِقِ ,فَقَالَ: اعْرِفْ وِكَاءَهَا وَعِفَاصَهَا ,ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً فَإِنْ لَمْ تَعْرِفْ فَاسْتَنْفِقْهَا وَلْتَكُنْ وَدِيعَةً عِنْدَكَ ,فَإِنْ جَاءَ طَالِبُهَا يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ ,فَأَدِّهَا إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ عَنْ ضَالَّةِ الإبِلِ ,فَقَالَ: مَا لَكَ وَلَهَا؟ دَعْهَا ,فَإِنَّ مَعَهَا حِذَاءَهَا ,وَسِقَاءَهَا تَرِدُ الْمَاءَ ,وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ حَتَّى يَجِدَهَا رَبُّهَا ,وَسَأَلَهُ عَنِ الشَّاةِ ,فَقَالَ: خُذْهَا فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ (¬1). ¬
4886 - وفي رواية: قَالَ يَزِيدُ: وَهِيَ تُعَرَّفُ أَيْضًا (¬1). ¬
4887 - وفي أخرى قال: فَضَالَّةُ الإبِلِ؟ فَغَضِبَ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا لَكَ وَلَهَا؟. للستة إلا النسائي (4).
4888 - أُبَيُّ بنُ كعبٍ: وجدت صُرةً فيها مائةُ دينارٍ ,فأتيتُ بها النبي - صلى الله عليه وسلم -،فقال: عَرِّفها حولاً ,فعرفتها ,فلم أجد مَنْ يعرفُها ,ثم أتيته ,فقال: عرفها حولاً ,فلم أجد من يعرفها ,ثم أتيته ,فقال: عرِّفها حولاً ,فلم أجد من يعرفها ,فقال: احفظ -[248]- عددها ,ووعاءها ,ووكاءها ,فإن جاء صاحبها ,وإلا فاستمتع بها. للشيخين وأبي داود والترمذي مطولاً (¬1). ¬
4889 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الثَّمَرِ الْمُعَلَّقِ ,فَقَالَ: مَنْ أَصَابَ منه مِنْ ذِي حَاجَةٍ غَيْرَ مُتَّخِذٍ خُبْنَةً ,فَلا شَيْءَ عَلَيْهِ وَمَنْ خَرَجَ بِشَيْءٍ مِنْهُ فَعَلَيْهِ غَرَامَةُ مِثْلَيْهِ وَالْعُقُوبَةُ وَمَنْ سَرَقَ مِنْهُ شَيْئًا بَعْدَ أَنْ يُؤْوِيَهُ الْجَرِينُ فَبَلَغَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ فَعَلَيْهِ الْقَطْعُ ومن سرق دون ذلك فعليه غرامة مثليه والعقوبة وَذَكَرَ فِي ضَالَّةِ الإبِلِ وَالْغَنَمِ كَمَا ذَكَرَ غَيْرُهُ ,وَسُئِلَ عَنِ اللُّقَطَةِ ,فَقَالَ: مَا كَانَ مِنْهَا فِي الطَرِيقِ الْمِيتَاءِ أَوِ الْقَرْيَةِ الْجَامِعَةِ فَعَرِّفْهَا سَنَةً ,فَإِنْ جَاءَ صاحبها ,فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَأْتِ فَهِيَ لَكَ وَمَا كَانَ منها فِي الْخَرَابِ يَعْنِي فَفِيهَا وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ. لأبي داود والنسائي بلفظه (¬1). ¬
4890 - سَهْلُ بنُ سَعْدٍ: أَنَّ عليًا دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ يَبْكِيَانِ ,فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِمَا؟ قَالَتِ: الْجُوعُ ,فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَوَجَدَ دِينَارًا بِالسُّوقِ ,فَجَاءَ إِلَى فَاطِمَةَ ,فَأَخْبَرَهَا ,فَقَالَتِ: اذْهَبْ إِلَى فُلانٍ الْيَهُودِيِّ، فَخُذْ لَنَا دَقِيقًا ,فَجَاءَ إلي الْيَهُودِيَّ فَاشْتَرَى بِهِ دقيقا ,فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَنْتَ خَتَنُ هَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ الله؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَخُذْ دِينَارَكَ وَلَكَ الدَّقِيقُ ,فَخَرَجَ حَتَّى جَاءَ فَاطِمَةَ ,فَأَخْبَرَهَا ,فَقَالَتِ: اذْهَبْ إِلَى فُلانٍ الْجَزَّارِ ,فَخُذْ لَنَا بِدِرْهَمٍ لَحْمًا فَذَهَبَ ,فَرَهَنَ الدِّينَارَ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا ,فَجَاءَ بِهِ ,فَعَجَنَتْ ,وَنَصَبَتْ ,وَخَبَزَتْ ,وَأَرْسَلَتْ إِلَى أَبِيهَا ,فَجَاءَهُمْ ,فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله أَذْكُرُه لَكَ ,فَإِنْ رَأَيْتَهُ لَنَا حَلالاً أَكَلْنَاهُ ,وَأَكَلْتَ مَعَنَا مِنْ شَأْنِهِ كَذَا وَكَذَا ,فَقَالَ: كُلُوا بِاسْمِ الله فَأَكَلُوا منه فَبَيْنَمَا هُمْ مَكَانَهُمْ إِذَا غُلامٌ يَنْشُدُ الله وَالإسْلامَ الدِّينَارَ فَأَمَرَ به رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَدُعِيَ لَهُ ,فَسَأَلَهُ ,فَقَالَ: سَقَطَ مِنِّي فِي السُّوقِ ,فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: يَا عَلِيُّ اذْهَبْ إِلَى الْجَزَّارِ ,فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ لَكَ: أَرْسِلْ إِلَيَّ بِالدِّينَارِ وَدِرْهَمُكَ عَلَيَّ ,فَأَرْسَله بِهِ فَدَفَعَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِ. لأبي داود (¬1). ¬
4891 - عِيَاضُ بْنُ حِمَارٍ رفعه: مَنْ وَجَدَ لُقَطَةً فَلْيُشْهِدْ ذَا عَدْلٍ أَوْ ذَوِي عَدْلٍ وَلا يَكْتُمْ وَلا يُغَيِّبْ فَإِنْ وَجَدَ صَاحِبَهَا فَلْيَرُدَّهَا عَلَيْهِ وَإِلاَّ فَهُوَ مَالُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ (¬1). ¬
4892 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ضَالَّةُ الإبِلِ الْمَكْتُومَةُ غَرَامَتُهَا وَمِثْلُهَا مَعَهَا (¬1). ¬
4893 - الْمُنْذِرُ بْنُ جَرِيرٍ: كُنْتُ مَعَ جَرِيرٍ بِالْبَوَازِيجِ فَجَاءَ الرَّاعِي بِالْبَقَرِ وَفِيهَا بَقَرَةٌ لَيْسَتْ مِنْهَا ,فَقَالَ لَهُ جَرِيرٌ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: لَحِقَتْ بِالْبَقَرِ لا نَدْرِي لِمَنْ هِيَ. قَالَ جَرِيرٌ: أَخْرِجُوه ,سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لا يَأْوِي الضَّالَّةَ إِلاَّ ضَالٌّ. هي لأبي داود (¬1). ¬
4894 - عَبْدُ اللهِ بْنُ الشِّخِّيرِ رفعه: عَنْ أَبِيهِ ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ. للقزويني (¬1). ¬
4895 - ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ: وَجَدَ بَعِيرًا ضالاً بِالْحَرَّةِ ,فَعَقَلَهُ ,ثُمَّ ذَكَرَهُ لِعُمَرَ فَأَمَرَهُ أَنْ يُعَرِّفَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ,فَقَالَ: قَدْ شَغَلَنِي عَنْ ضَيْعَتِي، فَقَالَ: أَرْسِلْهُ حَيْثُ وَجَدْتَهُ. للموطأ (¬1). ¬
4896 - مَالِكٌ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: كَانَتْ ضَوَالُّ الإبِلِ فِي زَمَانِ عُمَرَ إِبِلاً مُؤَبَّلَةً تَنَاتَجُ لا يَمَسُّهَا أَحَدٌ حَتَّى إِذَا كَانَ زَمَانُ عُثْمَانَ أَمَرَ بِتَعْرِيفِهَا ثُمَّ تُبَاعُ (2).
4897 - جَابِرٌ: رَخَّصَ لَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْعَصَا وَالسَّوْطِ وَالْحَبْلِ وَأَشْبَاهِهِ يَلْتَقِطُهُ الرَّجُلُ يَنْتَفِعُ بِهِ (¬1). ¬
4898 - عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ أرسله: مَنْ وَجَدَ دَابَّةً قَدْ عَجَزَ عَنْهَا أَهْلُهَا أَنْ -[250]- يعقلوها فَسَيَّبُوهَا فَأَخَذَهَا فَأَحْيَاهَا فَهِيَ لَهُ. هما لأبي داود (¬1). ¬
4899 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ لُقَطَةِ الْحَاجِّ. لمسلم ,ولأبي داود (¬1). وزاد: قال ابن وهب- يعني في لقطة الحاج-: يتركها حتى يجدها صاحبها. ¬
4900 - ابْنُ مَسْعُودٍ: اشْتَرَى جَارِيَةً وَفُقِدَ صاحبها ,فَأَخَذَ يُعْطِي الدِّرْهَمَ وَالدِّرْهَمَيْنِ ويقول: اللهمَّ عَنْ فُلانٍ، فَإِنْ أَتَى فَلِي ,وَعَلَيَّ وَقَالَ: هَكَذَا فَافْعَلُوا بِاللُّقَطَةِ إذا لم تجدوا صاحبها وعن ابن مسعود نحوه للبخاري (¬1). ¬
4901 - أبو عمرو الشيباني: أتيت ابن مسعود بأباق من عبيد اليمن فقال: الأجر والغنيمة، قلت: أما الأجر فقد عرفناه فما الغنيمة؟ قال أربعون درهما عن كل رأس. للكبير وفيه أبو رباح (¬1). ¬
كتاب القضاء
كتاب القضاء
القضاء المذموم والمحمود وآدابه وكيفية الحكم
القضاء المذموم والمحمود وآدابه وكيفية الحكم
4902 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ. لأبي داود ,والترمذي (¬1). ¬
4903 - بُرَيْدَةُ رفعه: الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ: وَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ وَاثْنَانِ فِي النَّارِ، فَأَمَّا الَّذِي فِي الْجَنَّةِ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ وقضى بِهِ وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجَارَ فِي الْحُكْمِ فَهُوَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ. لأبي داود (¬1). ¬
4904 - ابن عمر: قال له عثمان: اقض بَيْنَ النَّاسِ. قَالَ: أَوَ تُعَافِينِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: ومَا تَكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ وَقَدْ كَانَ أَبُوكَ يَقْضِي؟ قَالَ: لأنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَنْ كَانَ قَاضِيًا فَقَضَى بِالْعَدْلِ فَبِالْحَرِيِّ أَنْ يَنْقَلِبَ -[251]- مِنْهُ كَفَافًا ,فَمَا راجعه بَعْدَ ذَلِكَ. للترمذي (¬1). ¬
4905 - ولرزين نحوه وفيه: فإن أباك كان يقضي، فقال: إن أبي لو أشكل عليه شيء سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو أشكل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء سأل جبريل عليه السلام، وإني لا أجد من أسأله، وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من عاذ بالله فقد عاذ بعظيم، وسمعته يقول: من عاذ بالله فأعيذوه، وإني أعوذ بالله أن تجعلني قاضيا، فأعفاه وقال: لا تخبر أحداً (¬1). ¬
4906 - أَنَسٌ رفعه: مَنْ سَأَلَ الْقَضَاءَ وُكِلَ إِلَى نَفْسِهِ وَمَنْ جُبِرَ عَلَيْهِ يُنْزِلُ عَلَيْهِ مَلَكًا فَيُسَدِّدُهُ. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
4907 - مَنْ طَلَبَ قَضَاءَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَنَالَهُ ثُمَّ غَلَبَ عَدْلُهُ جَوْرَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَمَنْ غَلَبَ جَوْرُهُ عَدْلَهُ فَلَهُ النَّارُ. لأبي داود (¬1). ¬
4908 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: أن مسلما ويهوديًا اختصما إلى عمر فَرَأَى الْحَقَّ لِلْيَهُودِيِّ، فَقَضَى لَهُ به ,فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: وَالله لَقَدْ قَضَيْتَ بِالْحَقِّ فَضَرَبَهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ وقال ما يُدْرِيكَ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ والله إِنَّا نَجِدُ في التوراة أَنَّهُ لَيْسَ قَاضٍ يَقْضِي بِالْحَقِّ إِلاَّ كَانَ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكٌ وَعَنْ شِمَالِهِ مَلَكٌ يُسَدِّدَانِهِ وَيُوَفِّقَانِهِ لِلْحَقِّ مَا دَامَ مَعَ الْحَقِّ فَإِذَا تَرَكَ الْحَقَّ عَرَجَا وَتَرَكَاهُ. لمالك (¬1). ¬
4909 - ابْنُ أَبِي أَوْفَى رفعه: اللهُ مَعَ الْقَاضِي مَا لَمْ يَجُرْ فَإِذَا جَارَ تَخَلَّى عَنْهُ وألزمه الشَّيْطَانُ. للترمذي (¬1). ¬
4910 - عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ ,فَاجْتَهَدَ ,فأَصَابَ ,فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ وأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ. للشيخين ,وأبي داود (¬1). ¬
4911 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ أَنْ هَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ: إِنَّ الأَرْضَ لا تُقَدِّسُ أَحَدًا وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الإنْسَانَ عَمَلُهُ وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ جُعِلْتَ طَبِيبًا تُدَاوِي فَإِنْ كُنْتَ تُبْرِئُ فَنَعِمَّا لَكَ وَإِنْ كُنْتَ مُتَطَبِّبًا فَاحْذَرْ أَنْ تَقْتُلَ إِنْسَانًا فَتَدْخُلَ النَّارَ فَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا قَضَى بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ أَدْبَرَا عَنْهُ نَظَرَ إِلَيْهِمَا مُتَطَبِّبٌ وَالله ارْجِعَا إِلَيَّ أَعِيدَا عَلَيَّ قِصَّتَكُمَا. لمالك (¬1). ¬
4912 - أبو هُرَيْرَةَ وابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لَعَنَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ فِي الْحُكْمِ. للترمذي ,ولأبي داود عن ابن عمر وحده (¬1). ¬
4913 - مُعَاذٌ: بَعَثَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْيَمَنِ فَلَمَّا سِرْتُ أَرْسَلَ فِي أَثَرِي، فَرُدِدْتُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي لِمَ بَعَثْتُ إِلَيْكَ؟ لا تُصِيبَنَّ شَيْئًا بِغَيْرِ إِذْنِي فَإِنَّهُ غُلُولٌ (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) لِهَذَا دَعَوْتُكَ فَامْضِ لِعَمَلِكَ. للترمذي (¬1). ¬
4914 - عَلِيٌّ: بَعَثَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْيَمَنِ قَاضِيًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ تُرْسِلُنِي وَأَنَا حَدِيثُ السِّنِّ، وَلا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ. قَالَ: إِنَّ اللهَ سَيَهْدِي قَلْبَكَ وَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ فَإِذَا جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْكَ الْخَصْمَانِ فَلا تَقْضِيَنَّ حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الآخَرِ كَمَا سَمِعْتَ مِنَ الأَوَّلِ فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يَتَبَيَّنَ لَكَ الْقَضَاءُ فَمَا زِلْتُ قَاضِيًا أَوْ مَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَعْدُ. للترمذي، ولأبي داود بلفظه (¬1). ¬
4915 - ابْنُ الزُّبَيْرِ: قَضَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْخَصْمَيْنِ يَقْعُدَانِ بَيْنَ يَدَيِ الْحَكَمِ. لأبي داود (¬1). ¬
4916 - أبو بَكْرَةَ رفعه: لا يحكم أحد بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ (¬1). ¬
4917 - وفي رواية: لا يَقْضِيَنَّ فِي قَضَاءٍ بِقَضَاءَيْنِ وَلا يَقْضِي أَحَدٌ بَيْنَ خَصْمَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4918 - أمُّ سلمةَ رفعته: إذا ابتلى أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقضين وهو غضبان، وليُسَوِ بينهم بالنظر والمجلس والإشارة، ولا يرفعْ صوتَه على أحد الخَصمَينِ فوق الآخر. للموصلى والكبير بضعف (¬1). ¬
4919 - عمرانُ بنُ حصين رفعه: من دعي إلى حاكم من حكام المسلمين فامتنع وهو ظالم، أو قال: لا حق له. للبزار بلين (¬1). ¬
4920 - عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ ,فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ: حَسْبِيَ الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ,فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ اللهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ ,فَقُلْ: حَسْبِيَ الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. لأبي داود (¬1). ¬
4921 - أَبِو جَمْرَةَ: كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ والنَّاسِ (¬1). ¬
4922 - عمرُ وعليٌ وغيرُهما: يقضي القاضي والحاكم فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حَدٍّ أقيم خارج المسجد (¬1). ¬
4923 - مُعَاذٌ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَبْعَثه إِلَى الْيَمَنِ قَالَ له: كَيْفَ تَقْضِي إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟ فقَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللهِ. قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي كِتَابِ اللهِ؟ قَالَ: أقضي بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ. قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَلا فِي كِتَابِ الله؟ قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلا آلُو، فَضَرَبَ - صلى الله عليه وسلم - صَدْرَهُ، وَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ الله لِمَا يُرْضِي رَسُولَ الله (¬1). ¬
4924 - وفى رواية: أن معاذا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله بم أقضى؟ قال: بكتاب الله. قال: فإن لم أجد؟ قال: بسنة رسول الله. قال: فإن لم أجد؟ قال: استدق الدنيا ,ويعظم في عينك ما عند الله واجتهد رأيك فيسددك الله للحق. لأبي داود، والترمذي.
4925 - شُرَيْحٌ: كَتَبَ إِلَى عُمَرَ يَسْأَلُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنِ اقْضِ بِمَا فِي كِتَابِ الله، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَبِسُنَّةِ رَسُولِ الله، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ الله وَلا فِي سُنَّةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَاقْضِ بِمَا قَضَى بِهِ الصَّالِحُونَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فيما قضى بِهِ الصَّالِحُونَ، فَإِنْ شِئْتَ فَتَقَدَّمْ وَإِنْ شِئْتَ فَتَأَخَّرْ وَلا (أرى) (¬1) التَّأَخُّرَ إِلاَّ خَيْرًا لَكَ وَالسَّلامُ. للنسائي (¬2). ¬
4926 - أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ جَلَبَةً بِبَابِ حُجْرَتِهِ ,فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: ((إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّهُ يَأْتِينِي الْخَصْمُ فَلَعَلَّ بعضَكم أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَادِقٌ فَأَقْضِي لَهُ ,فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ، فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ فَلْيَحْمِلْهَا أَوْ ليَذَرْهَا)) (¬1). ¬
4927 - وفي رواية: أن رجلين أتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - يختصمان في مواريث ولم يكن لهما بينة، فقال: ((لعلَّ بعضَكم أن يكون ألحن بحجته ... )) الحديث، وفي آخره، فبكى الرجلان وقال كلُّ منهما لصاحبه: حقي لك، فقال لهما - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إذا فعلتما ذلك فاقتسما فتوخيا الحق، ثم استهما، ثم تحللا)). للستة (¬1). ¬
الدعاوى والبينات والشهادات والحبس وغير ذلك
الدعاوى والبينات والشهادات والحبس وغير ذلك
4928 - ابنُ عمرو بن العاص رفعه: ((الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي، وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ)). للترمذي (¬1). ¬
4929 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لادَّعَى قوم دِمَاءَ رِجَالٍ وَأَمْوَالَهمْ، وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ)) (¬1). ¬
4930 - وفي رواية: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا تَخْرِزَانِ فَخَرَجَتْ إِحْدَاهُمَا، وَقَدْ أُنْفِذَ بِإِشْفَى فِي كَفِّهَا، فَادَّعَتْ عَلَى الأُخْرَى فَرُفِعَ ذلك إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لذَهَب دِمَاؤهم وَأَمْوَالُهُمْ. ذَكِّرُوهَا بِالله، وَاقْرَءُوا عَلَيْهَا: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله} فَذَكَّرُوهَا فَاعْتَرَفَتْ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((الْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4931 - وعنه: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِيَمِينٍ وَشَاهِدٍ. لمسلم ,وأبي داود (¬1). ¬
4932 - أبو هُرَيْرَةَ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ. لأبي داود ,والترمذي وله عن جابر مثله (¬1). ¬
4933 - الزُّبَيْبُ الْعَنْبَرِي: بَعَثَ النَبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - جَيْشًا إِلَى بَنِي الْعَنْبَرِ فَأَخَذُوهُمْ بِرُكْبَةٍ مِنْ نَاحِيَةِ الطَّائِفِ فَاسْتَاقُوهُمْ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَرَكِبْتُ فرسي فَسَبَقْتُهُمْ إليه، فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رسول الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، أَتَانَا جُنْدُكَ فَأَخَذُونَا وَقَدْ كُنَّا أَسْلَمْنَا وَخَضْرَمْنَا آذَانَ النَّعَمِ فقدم بالعنبر، فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: ((هَلْ لَك بَيِّنَةٌ عَلَى أَنَّكُمْ أَسْلَمْتُمْ قَبْلَ أَنْ تُؤْخَذُوا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟)). قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ((مَنْ بَيِّنَتُكَ؟)) قُلْتُ: سَمُرَةُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ، وَرَجُلٌ آخَرُ سَمَّاهُ لَهُ، فَشَهِدَ الرَّجُلُ وَأَبَى سَمُرَةُ أَنْ يَشْهَدَ، فَقَالَ لي - صلى الله عليه وسلم -: ((قَدْ أَبَى سمرة أَنْ يَشْهَدَ لَكَ أفتحلف مَعَ شَاهِدِكَ الآخَرِ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ ,فَاسْتَحْلَفَنِي فَحَلَفْتُ بِالله تعالى، لَقَدْ أَسْلَمْنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَخَضْرَمْنَا آذَانَ النَّعَمِ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((اذْهَبُوا فَقَاسِمُوهُمْ أَنْصَافَ الأَمْوَالِ وَلا تَمَسُّوا ذَرَارِيَّهُمْ، ولَوْلا أَنَّ الله لا يُحِبُّ ضَلالَةَ العمل مَا رزأناكم -[256]- عِقَالاً)). قَال الزُّبَيْبُ: فَدَعَتْنِي أُمِّي، فَقَالَتْ: هَذَا الرَّجُلُ أَخَذَ (زِرْبِيَّتِي) (¬1) ,فَانْصَرَفْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لِي: ((احْبِسْهُ)) ,فَأَخَذْتُ بِتَلبِيبِهِ وَقُمْتُ مَعَهُ مَكَانَنَا ثُمَّ نَظَرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْنَا قَائِمَيْنِ، فَقَالَ: ((مَا تُرِيدُ بِأَسِيرِكَ فَأَرْسَلْتُهُ مِنْ يَدِي؟))، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - لِلرَّجُلِ: ((رُدَّ عليه زِرْبِيَّةَ أُمِّهِ الَّتِي أَخَذْتَ مِنْهَا)) ,فَقَالَ: يَا إِنَّهَا خَرَجَتْ مِنْ يَدِي، فَاخْتَلَعَ - صلى الله عليه وسلم - سَيْفَ الرَّجُلِ فَأَعْطَانِيهِ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ: ((اذْهَبْ فَزِدْهُ آصُعًا مِنْ طَعَامٍ)) ,فأعطاني آصُعًا مِنْ شَعِيرٍ. لأبي داود (¬2). ¬
4934 - عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِالله بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ بَنِي صُهَيْبٍ مَوْلَى بني جُدْعَانَ ادَّعَوْا بَيْتَيْنِ وَحُجْرَةً، وأَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَعْطَى ذَلِكَ صُهَيْبًا، فَقَالَ مَرْوَانُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكُم عَلَى ذَلِكَ؟ قَالُوا: ابْنُ عُمَرَ, فَشَهِدَ لأَعْطَى النبي - صلى الله عليه وسلم - صُهَيْبًا بَيْتَيْنِ وَحُجْرَةً ,فَقَضَى مَرْوَانُ بِشَهَادَتِهِ لَهُمْ. للبخاري (¬1). ¬
4935 - أبو مُوسَى: أَنَّ رَجُلَيْنِ ادَّعَيَا بَعِيرًا فَبَعَثَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شَاهِدَيْنِ، فَقَسَمَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ (¬1). ¬
4936 - وفي رواية: أنَّ رجلينِ ادعيا بعيرًا أو دابة ليست لواحد منهما بينة فجعله النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهما. للنسائي وأبي داود (¬1). ¬
4937 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَرَضَ عَلَى قَوْمٍ الْيَمِينَ، فتسارعوا إليه فَأَمَرَ أَنْ يُسْهَمَ بَيْنَهُمْ فِي الْيَمِينِ أَيُّهُمْ يَحْلِفُ. للبخاري (¬1). ¬
4938 - ولأبي داود رفعه: ((إِذَا أُكْرِهَ الاثْنَانِ على الْيَمِينِ واسْتَحَبَّاهَا فَلْيَسْتَهِمَا عَلَيْهَا)) (¬1). ¬
4939 - عمرُو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه: ((لا تجوز شهادة خائنٍ ولا خائنةٍ، ولا زانٍ ولا ذي غِمْرٍ على أخيه)). لأبي داود (¬1). ¬
4940 - عَائِشَةُ رفعته: ((لا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلا خَائِنَةٍ، وَلا -[257]- مَجْلُودٍ حَدًّا، وَلا ذِي غِمْرٍ على أَخِيهِ، وَلا مُجَرَّبِ شَهَادَةٍ، وَلا الْقَانِعِ لأَهْلَ الْبَيْتِ، وَلا ظَنِينٍ فِي وَلاءٍ وَلا قَرَابَةٍ)) قَالَ الْفَزَارِيُّ: الْقَانِعُ التَّابِعُ. للترمذي (¬1). ¬
4941 - مَالِكُ: بلغني أَنَّ عُمَرَ قَالَ: لا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَصْمٍ وَلا ظَنِينٍ (¬1). ¬
4942 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا تَجُوزُ شَهَادَةُ بَدَوِيٍّ عَلَى صَاحِبِ قَرْيَةٍ)). لأبي داود (¬1). ¬
4943 - هِشَامُ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَقْضِي بِشَهَادَةِ الصِّبْيَانِ فِيمَا بَيْنَهُمْ مِنَ الْجِرَاحِ. لمالك (¬1). ¬
4944 - أَنَسٌ قال: شَهَادَةُ الْعَبْدِ إِذَا كَانَ عَدْلاً جَائِزَةٌ. للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
4945 - رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ الْعِرَاقِ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: جِئْتُكَ لأَمْرٍ مَا لَهُ رَأْسٌ وَلا ذَنَبٌ، فَقَالَ عُمَرُ: وما ذاك؟ قَالَ: شَهَادَة الزُّورِ ظَهَرَتْ بِأَرْضِنَا، قَالَ: وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ؟! قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ عُمَرُ: وَالله لا يُؤْسَرُ رَجُلٌ فِي الإسْلامِ بِغَيْرِ الْعُدُولِ. لمالك (¬1). ¬
4946 - أَيْمَنُ بْنُ خُرَيْمٍ رفعه: ((أَيُّهَا النَّاسُ عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ إِشْرَاكًا بِالله تعالى)) ثُمَّ قَرَأَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}. لأبي داود، والترمذي بلفظه وأعله (¬1). ¬
4947 - عَبْدُ الله بْنُ عُتْبَةَ بن مسعود: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ نَاسًا كَانُوا يأخَذونَ بِالْوَحْيِ فِي عَهْدِ - صلى الله عليه وسلم -، وَإِنَّ الْوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ، فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا أَمَنَّاهُ وَقَرَّبْنَاهُ، وَلَيْسَ لنا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قَالَ: إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ. للبخاري (¬1). ¬
4948 - زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الشُّهَدَاءِ الَّذِي يَأْتِي بِشَهَادَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا. لمالك، ومسلم، وأبي داود ,والترمذي (¬1). ¬
4949 - خُزَيْمَةُ بنُ ثابت: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَاسْتَتْبَعَهُ إلى منزله؛ ليقبضه ثَمَنَ فَرَسِهِ، فَأَسْرَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الْمَشْيَ وَأَبْطَأَ الأَعْرَابِيُّ بالفرس ,فَطَفِقَ رِجَالٌ يَعْتَرِضُونَ الأَعْرَابِيَّ يُسَاوِمُونَهُ بِالْفَرَسِ لا يَشْعُرُونَ أنه - صلى الله عليه وسلم - ابْتَاعَه فَنَادَى الأَعْرَابِيُّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ,فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعًا هَذَا الْفَرَسِ وَإِلاَّ بِعْتُهُ، فَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ: ((أَوْ لَيْسَ قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ؟))، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: لا وَالله مَا بِعْتُكَهُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((بَلَى قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ)) فَطَفِقَ الأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا، فَقَالَ خُزَيْمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ ,فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى خُزَيْمَةَ، فَقَالَ: ((بِمَ تَشْهَدُ؟)) ,فَقَالَ: بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ الله فَجَعَلَ - صلى الله عليه وسلم - شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4950 - زاد رزين: فقال الأعرابى: هذا رسول الله؟ فقال له أبو هريرة: كفى بك جهلا أن لا تعرف نبيَّك، صدقَ اللهُ: {الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله} ,فاعترف الأعرابيُ بالبيع.
4951 - أبو موسى رفعه: ((مَنْ كَتَمَ شهادةً إذا دُعي إليها كان كمن شهد بالزور)). للكبير، والأوسط بلين (¬1). ¬
4952 - ابنُ عمرَ: سُئِلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَا الَّذِي يَجُوزُ فِي الرَّضَاعِ مِنَ الشُّهُودِ؟، فَقَالَ: ((رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ)).
4953 - وفي رواية: ((رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ)). لأحمد، والكبير بضعف (¬1). ¬
4954 - حذيفةُ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أجاز شهادة القابلة. للأوسط بخفى (¬1). ¬
4955 - ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ وَكِتَابُكُمِ الَّذِي أَنْزَلَ الله عَلَى نَبِيِّهِ أَحْدَثُ الكتب بِالله تَقْرَءُونَهُ محضًا لَمْ يُشَبْ، وَقَدْ حَدَّثَكُمُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا كتاب الله وَغَيَّرُوا وكتبوا بِأَيْدِيهِمُ الْكِتَابَ وقَالُوا: هُوَ مِنْ عِنْدِ الله {لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً} ألا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ مُسَأَلَتِهِمْ؟ لا وَالله مَا رَأَيْنَا فيهُمْ رَجُلاً قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ. للبخاري (¬1). ¬
4956 - أبو نَمْلَةَ الأَنْصَارِي: مُرَّ بِجَنَازَةٍ، فَقَالَ يهوديُّ: يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَتَكَلَّمُ هَذِهِ الْجَنَازَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((الله أَعْلَمُ))، قَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنَّهَا تَتَكَلَّمُ، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلا تُصَدِّقُوهُمْ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا آمَنَّا بِالله وَرُسُلِهِ فَإِنْ كَانَ بَاطِلاً لَمْ تُصَدِّقُوهُ، وَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُ)) (¬1). ¬
4957 - الشَّعْبِيُّ: أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بِدَقُوقَاءَ، وَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُشْهِدُهُ عَلَى وَصِيَّتِهِ ,فَأَشْهَدَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَدِمَا الْكُوفَةَ ,فَأَتَيَا أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ فَأَخْبَرَاهُ، وَقَدِمَا بِتَرِكَتِهِ وَوَصِيَّتِهِ، قال أبو موسى: هَذَا لَمْ يَكُنْ بَعْدَ الَّذِي كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَحْلَفَهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ بِالله: مَا خَانَا وَلا كَذَبَا وَلا بَدَّلا وَلا كَتَمَا وَلا غَيَّرَا، وَإِنَّهَا لَوَصِيَّةُ الرَّجُلِ وَتَرِكَتُهُ فَأَمْضَى شَهَادَتَهُمَا. هما لأبي داود (¬1). ¬
4958 - مُعَاوِيَةُ: ذُكَرَ عنده كَعْبُ الأَحْبَارِ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ لمِنْ أَصْدَقِ هَؤُلاءِ الْمُحَدِّثِينَ الَّذِينَ يُحَدِّثُونَ عَنْ الْكِتَابِ، وإنَّا كُنَّا مَعَ ذَلِكَ لَنَبْلُو عَلَيْهِ الْكَذِبَ. للبخاري (¬1). ¬
4959 - بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَبَسَ رَجُلاً فِي تُهْمَةٍ. لأبي داود (¬1). ¬
4960 - وزاد الترمذى والنسائى: ثُمَّ خَلَّى سبيله (¬1). ¬
4961 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَضَى فِي السَّيْلِ الْمَهْزُورِ أَنْ يُمْسَكَ حَتَّى يَبْلُغَ الْكَعْبَيْنِ ثُمَّ يُرْسِلُ الأَعْلَى عَلَى الأَسْفَلِ (¬1). ¬
4962 - الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ: كَانَتْ نَاقَةٌ ضَارِيَةٌ ,فَدَخَلَتْ حَائِطًا ,فَأَفْسَدَتْ فِيهِ، فَكُلِّمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِيهَا، فَقَضَى أَنَّ حِفْظَ الْحَوَائِطِ بِالنَّهَارِ عَلَى أَهْلِهَا، وَأَنَّ حِفْظَ الْمَاشِيَةِ بِاللَّيْلِ عَلَى أَهْلِهَا، وَأَنَّ عَلَى أَهْلِ الْمَاشِيَةِ مَا أَصَابَتْ مَاشِيَتُهُمْ بِاللَّيْلِ. هما لأبي داود (¬1). ¬
4963 - رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رفعه: ((مَنْ زَرَعَ فِي أَرْضِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَلَيْسَ لَهُ مِنَ الزَّرْعِ شَيْءٌ وَلَهُ نَفَقَتُهُ)). للترمذي (¬1). ¬
4964 - أبو سَعِيد: اخْتَصَمَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - رَجُلانِ فِي حَرِيمِ نَخْلَةٍ، فَأَمَرَ بِهَا فَذُرِعَتْ فَوُجِدَتْ سَبْعَةَ أَذْرُع (¬1). ¬
4965 - وَفِي رواية: خَمْسَةَ أَذْرُعٍ فَقَضَى بِذَلِكَ (¬1). ¬
4966 - وفي أخرى: فَأَمَرَ بِجَرِيدَةٍ مِنْ جَرِيدِهَا فَذُرِعَتْ. لأبي داود (¬1). ¬
4967 - عَبْدُ الله بْنُ مُغَفَّلٍ رفعه: ((مَنْ حَفَرَ بِئْرًا فَلَهُ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا عَطَنًا لِمَاشِيَتِهِ)). للقزويني، بضعف (¬1). ¬
4968 - أبو هريرة رفعه: ((مَنْ أعانَ على خُصُومَةٍ وهو لا يعلم أَحَقٌ أو باطلٌ -[261]- فهو في سخطِ اللهِ حتى ينزع، ومن مشى مع قوم يرى أنه شاهد وليس بشاهدٍ فهو كشاهد زور)). للأوسط بلين مطولا (¬1). ¬
4969 - أوسُ بنُ شرحبيل رفعه: ((من مشى مع ظالم: ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام)). للكبير وفيه عياش بن يونس (¬1). ¬
الوقف والصلح والأمانة
الوقف والصلح والأمانة
4970 - ابْنُ عُمَرَ: أصاب عُمَرُ أرضا بخيبر فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقَالَ: يَا رَسُولَ الله أصبتُ أرْضاً بخيبر لم أصب مالًا قطُّ أنْفَس عندي منه فكيف تأمرني به؟ فقال: ((إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها)) فتصدق بها عمر أَنها لا يُبَاعُ أصلها وَلا يُوهَبُ وَلا يُورَثُ للفقراء والقربى والرِّقَابِ وفي سبيل الله وابن السبيل (¬1). ¬
4971 - زاد في رواية: وَالضَّيْفِ لا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ وَيُطْعِمَ صديقًا غير مُتَأَثِّلٍ مالا. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4972 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: نسخ لِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ صَدَقَةَ عُمَرَ: بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا كَتَبَ عَبْدُ الله عُمَرُ فِي ثَمْغٍ بنحو حَدِيثِ ابن عمر، وفيه: فَمَا عَفَا عَنْهُ مِنْ ثَمَرِةٍ فَهُوَ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ، وَإِنْ شَاءَ وَلِيُّ ثَمْغٍ اشْتَرَى مِنْ ثَمَرِهِ رَقِيقًا لِعَمَلِهِ وَكَتَبَ مُعَيْقِيبٌ، وَشَهِدَ عَبْدُ الله بْنُ الأَرْقَمِ هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ عَبْدُ الله عُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أنه إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ أَنَّ ثَمْغًا، وَصِرْمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ، وَالْعَبْدَ الَّذِي فِيهِ، وَالْمِائَةَ السَهْمٍ الَّتِي بِخَيْبَرَ، وَرَقِيقَهُ -[262]- الَّذِي فِيهِ، وَالْمِائَةَ الَّتِي أَطْعَمَهُ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - بِالْوَادِي تَلِيهِ حَفْصَةُ مَا عَاشَتْ، ثُمَّ يَلِيهِ ذُووا القربى أو الرَّأْيِ مِنْ أَهْلِهَا أَنْ لا يُبَاعَ وَلا يُشْتَرَى، يُنْفِقُهُ حَيْثُ رَأَى مِنَ السَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وَذَوِي الْقُرْبَى وَلا حَرَجَ عَلَى مَنْ وَلِيَهُ إِنْ أَكَلَ أَوْ آكَلَ أَوِ اشْتَرَى رَقِيقًا مِنْهُ. لأبي داود (¬1). ¬
4973 - سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: قلت: يَا رَسُولَ الله إِنَّ أمي مَاتَتْ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((الْمَاءُ)) فَحَفَرَ بِئْرًا، وَقَالَ: هَذِهِ لأَمِّ سَعْدٍ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4974 - أسلمُ: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ، يَقُولُ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلا أَنْ أَتْرُكَ آخِرَ النَّاسِ بَبَّانًا لَيْسَ لَهُمْ من شَيْءٌ مَا فُتِحَتْ عَلَيَّ قَرْيَةٌ إِلاَّ قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ، وَلَكِنِّي أَتْرُكُهَا خِزَانَةً لَهُمْ يَقْتَسِمُونَهَا. لأبي داود والبخاري بلفظه (¬1). ¬
4975 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مُعْتَمِرًا فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَنَحَرَ هَدْيَهُ وَحَلَقَ رَأْسَهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، وَقَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يَعْتَمِرَوا الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَلا يَحْمِلَ سِلاحًا عَلَيْهِمْ إِلاَّ سُيُوفًا، وَلا يُقِيمَ إِلاَّ مَا أَحَبُّوا، فَاعْتَمَرَ مِنَ الْعَامِ المقْبِلِ، فَدَخَلَهَا كَمَا كَانَ صَالَحَهُمْ، فَلَمَّا أَنْ أَقَامَ بِهَا ثَلاثًا أَمَرُوهُ أَنْ يَخْرُجَ فَخَرَجَ. للبخاري (¬1). ¬
4976 - عَائِشَةُ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} نزلت في الْمَرْأَةُ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ لا يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا فَيُرِيدُ طَلاقَهَا وَيَتَزَوَّجُ غَيْرَهَا، فتقُولُ لَهُ: أَمْسِكْنِي لا تُطَلِّقْنِي ,ثُمَّ تتَزَوَّجْ غَيْرِي وأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنَ النَّفَقَةِ عَلَيَّ وَالْقِسْمَةِ لِي فَذَلِكَ قَوْلُهُ: (فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَصَّالَحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) للشيخين (¬1). ¬
4977 - ابْنُ الزُّبَيْرِ عن أبيه: أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ -[263]- خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: سَرِّحِ الْمَاءَ يَمُرُّ فَأَبَى عَلَيْهِ فَاخْتَصَمَا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - لِلزُّبَيْرِ: ((اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ)) فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ، ثم قال: يا رسول الله أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ: ((للزبير اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ))، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَالله إِنِّي لأَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآية (¬1). ¬
4978 - وفي رواية قال عُرْوَةُ: وَكَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ ذَلِكَ قد أَشَارَ عَلَى الزُّبَيْرِ بِرَأْيٍ أراد فيه سِعَةً للأنصاري، فَلَمَّا أَحْفَظَ الأَنْصَارِيُّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - اسْتَوْعَى - صلى الله عليه وسلم - لِلْزُّبَيْرِ حَقَّهُ فِي صَرِيحِ الْحُكْمِ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
4979 - ابنُ سيرين: أن الحسن بن علي قال: لو نظرتم ما بين جابرس إلى جابلق ما وجدتم رجلا جده نبي غيري، وأخي، وإني أرى أن تجتمعوا على معاوية {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين} قال معمر: جابرس وجابلق المشرق والمغرب. للكبير (¬1). ¬
4980 - أبو هريرة رفعه: ((الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ صُلْحًا حَرَّمَ حَلالاً أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا، وَالْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ حَرَّمَ حَلالاً أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا)). للترمذي وأبي داود، إلا أن أبا داود انتهت روايته عند قوله: ((شروطهم)). قلت: لم يرو منه أبو هريرة إلا ما ذكره أبو داود، وإنما رواه بطوله الترمذي عن عمرو بن عوف المزني لا عن أبي هريرة (¬1). ¬
4981 - سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ فَأُخْبِرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ)). للبخاري (¬1). ¬
4982 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلا تَخُنْ مَنْ -[264]- خَانَكَ)). للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
4983 - أبو مُوسَى رفعه: ((إِنَّ الْخَازِنَ الْمُسْلِمَ الأَمِينَ الَّذِي يُعْطِي مَا أُمِرَ بِهِ فَيُعْطِيهِ كَامِلاً مُوَفَّرًا طَيِّبَةً بِهِ نَفْسُهُ، فَيَدْفَعُهُ إِلَى الَّذِي أُمِرَ لَهُ بِهِ أَحَدُ الْمُتَصَدِّقَيْنِ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
4984 - حُذَيْفَةُ: حَدَّثَنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثَيْنِ قد رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ، حَدَّثَنَا: ((أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ نزل القرآن فعلموا مِنَ الْقُرْآنِ وعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ)) ثم حَدَّثَنَا عَنْ رَفْع الأمانة، فقَالَ: ((يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأمانةُ من قبله فيظل أَثَرُهَا مِثْلَ أثر الْمَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ، فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، ثم أخذ حصًا فدحرجه على رجله، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ حتى يُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلانٍ رَجُلاً أَمِينًا حتى يُقَالُ لِلرَّجُلِ: ما أجْ لَدَه! ما أظْرَفَه! مَا أَعْقَلَه! وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ مِنْ إِيمَانٍ وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيُرَدَّنَّهُ عَلَىَّ دِيْنُهُ، وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا أو يهوديًا ليُرَدَّنَّ عَلَيَّ سَاعِيهِ، وأَمَّا الْيَوْمَ فلا كُنْتُ أُبَايِعُ منكم إِلاَّ فُلانًا وَفُلانًا)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
4985 - أَنَسٌ رفعه: ((لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ)). لأحمد، والموصلي والبزار، و ((الأوسط)) بلين (¬1). ¬
كتاب العتق
كتاب العتق
فضله وآداب الملكية
فضله وآداب الملكية
4986 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا اسْتَنْقَذَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ))، قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ: فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى -[265]- عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنٍ، فَعَمَدَ إِلَى عَبْدٍ لَهُ قَدْ أَعْطَاهُ بِهِ عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ عَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ فَأَعْتَقَهُ (¬1). زاد في رواية: ((حتى فرجه بفرجه)). للشيخين والترمذي. ¬
4987 - أبو أمامة رفعه: ((أَيُّمَا امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا كَانَ فَكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزِئ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ، وَأَيُّمَا امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ كَانَتَا فَكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزِئ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُمَا عُضْوًا مِنْهُ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتِ امْرَأَةً مُسْلِمَةً كَانَتْ فَكَاكَهَا مِنَ النَّارِ، يُجْزِئ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهَا)). للترمذي (¬1). ¬
4988 - أبو نجيح رفعه: ((مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً كَانَتْ له فِدَاءَهُ مِنَ النَّارِ)) (¬1). ¬
4989 - الْغَرِيفُ بْنُ الدَّيْلَمِي: أَتَيْنَا وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا حَدِيثًا لَيْسَ فِيهِ زِيَادَةٌ وَلا نُقْصَانٌ فَغَضِبَ، وَقَالَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَقْرَأُ وَمُصْحَفُهُ مُعَلَّقٌ فِي بَيْتِهِ فَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فقُلْنَا: إِنَّمَا أَرَدْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: أَتَيْنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي صَاحِبٍ لَنَا أَوْجَبَ يَعْنِي -النَّارَ- بِالْقَتْلِ، فَقَالَ: أَعْتِقُوا عَنْهُ يُعْتِقِ الله بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ (¬1). ¬
4990 - رَافِعُ بْنُ مَكِيثٍ رفعه: ((حُسْنُ الْمَلَكَةِ يُمْنٌ وَسُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ)). هي لأبي داود (¬1). ¬
4991 - أبو بَكْرٍ: قَالَ: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ. للترمذي (¬1). ¬
4992 - عَلِيٌّ: كَانَ آخِرُ كَلامِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الصَّلاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)). للقزويني (¬1). ¬
4993 - ابْنُ عُمَرَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، كَمْ أَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟ فَصَمَتَ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ الله، كَمْ أَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟ فَقَالَ: ((اعف عنه كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً)). لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
4994 - الْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ: رأيت أَبا ذَرٍّ وعليه حلة وعلى غلامه مثلها، فسألته عن ذلك فذكر أنه سابَّ رجلاً فعيره بأمه، فأتى الرجلُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((إنك امرؤ فيك جاهلية)). قلت: على ساعتي هذه من كبر السن؟ قال: ((نعم هم إِخْوانُكُم وخَوَلُكُم، جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فليطعمْه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم، فأعينوهم عليه)) (¬1). ¬
4995 - وفي رواية: ((فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيَبِعْهُ)) (¬1). ¬
4996 - وفي أخرى: ((مَنْ لاءَمَكُمْ مِنْ مَمْلُوكِيكُمْ، فَأَطْعِمُوهُ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاَكْسُوهُ مِمَّا تكتسون، وَمَنْ لَمْ يُلائِمْكُمْ فَبِيعُوهُ، وَلا تُعَذِّبُوا خَلْقَ الله)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
4997 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا صَنَعَ لأَحَدِكُمْ خَادِمُهُ طَعَامًا، ثُمَّ جَاءَهُ بِهِ وَقَدْ وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ فَلْيُقْعِدْهُ مَعَهُ فَلْيَأْكُلْ، فَإِنْ كَانَ الطَّعَامُ مَشْفُوهًا فَلْيَضَعْ فِي يَدِهِ مِنْهُ أكْلَةً أَوْ أكْلَتَيْنِ)). للبخاري وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
4998 - مَالِكٌ بَلَغَهُ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَذْهَبُ إِلَى الْعَوَالِي كُلَّ يَوْمِ، -[267]- فإن وَجَدَ عَبْدًا فِي عَمَلٍ لا يُطِيقُهُ، وَضَعَ عَنْهُ مِنْهُ (¬1). ¬
4999 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ فَذَكَرَ الله، فَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ)). للترمذي (¬1). ¬
5000 - زَاذَانُ: أَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَقَدْ أَعْتَقَ مَمْلُوكًا له، فَأَخَذَ مِنَ الأَرْضِ عُودًا أَوْ شَيْئًا، وقَالَ: مالي فِيهِ مِنَ الأَجْرِ مَا يَسْوَى هَذَا، إِلاَّ أَنِّي سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ)). لمسلم (¬1). ¬
5001 - وفي رواية: ((مَنْ ضَرَبَ غُلامًا لَهُ حَدًّا لَمْ يَأْتِهِ، أَوْ لَطَمَهُ فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ أَنْ يُعْتِقَهُ)) (¬1). ¬
5002 - سُوَيْدُ بنُ مقرنَ: كُنَّا بَنِي مُقَرِّنٍ لَيْسَ لَنَا إِلاَّ خَادِمٌ وَاحِدَةٌ فَلَطَمَهَا أَحَدُنَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((أَعْتِقُوهَا)) قَالُوا: لَيْسَ لَهُمْ خَادِمٌ غَيْرُهَا. قَالَ: ((فَلْيَسْتَخْدِمُوهَا فَإِذَا اسْتَغْنَوْا عَنْهَا فَلْيُخَلُّوا سَبِيلَهَا)). لمسلم (¬1). ¬
5003 - أَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيّ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلامًا لِي بِالسَّوْطِ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي: ((اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ)). فَلَمْ أَفْهَمِ الصَّوْتَ مِنَ الْغَضَبِ، قَالَ: فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: ((اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ)). فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِي فَقَالَ: ((اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ الله أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلامِ)). فَقُلْتُ: لا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا (¬1). ¬
5004 - وفي رواية: فَسَقَطَ مِنْ يَدِي السَّوْطُ مِنْ هَيْبَتِهِ (¬1). ¬
5005 - وفي أخرى: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله هُوَ حُرٌّ (لِوَجْهِ الله) (¬1). قَالَ: ((أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ، أَوْ لَمسك النَّارُ)). لمسلم وأبي داود والنسائي (¬2). ¬
5006 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ وهو بريء مما قال، أقام عليه الْحَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5007 - وعنه رفعه: ((لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلا يَقُولَنَّ الْمَمْلُوكُ رَبِّي وَرَبَّتِي، لْيَقُلِ الْمَالِكُ: فَتَايَ وَفَتَاتِي، وَلْيَقُلِ الْمَمْلُوكُ: سَيِّدِي وَسَيِّدَتِي فَإِنَّكُمُ الْمَمْلُوكُونَ، وَالرَّبُّ الله تعالى)). للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
5008 - أبو موسى رفعه: ((ثَلاثَةٌ لَهُمْ أَجْرَانِ رَجُلٌ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ، وَالْعَبْدُ الْمَمْلُوكُ إِذَا أَدَّى حَقَّ الله وَحَقَّ مَوَالِيهِ، وَرَجُلٌ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَةٌ يطؤها، فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5009 - أَبُو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الْمُصْلِحِ أَجْرَانِ)). فوالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَوْلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله، وَالْحَجُّ، وَبِرُّ أُمِّي لأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
5010 - جَرِيرٌ رفعه: ((أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ)) (¬1). ¬
5011 - وفي رواية: ((إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ، وَإِنْ مَاتَ مَاتَ كَافِرًا)). فأَبَقَ غُلامٌ لِجَرِيرٍ فَأَخَذَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ. لمسلم ,وأبي داود ,والنسائي (¬1). ¬
5012 - معاذٌ رفعه: ((إذا ابتاع أحدكم الجارية فليكن أول ما يطعمها الحلواء فإنها أطيب لنفسها)). للأوسط (¬1). ¬
5013 - ابنُ عباس رفعه: ((اشتروا الرقيق وشاركوهم في أرزاقهم وإياكم والزنج فإنهم قصيرة أعمارهم قليلة أرزاقهم)). للكبير و ((الأوسط)) بخفى (¬1). ¬
5014 - وعنه: ذكر السودان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((دعوني من السودان ,فإن الأسود ببطنه وفرجه)). للكبير بلين (¬1). ¬
5015 - وعنه قيل: يا رسول الله ما يمنع حبش بني المغيرة أن يأتوك إلا أنهم يخشون أن تردهم؟ قال: ((لا خير في الحبش إن جاعوا سرقوا وإن شبعوا زنوا، وإن فيهم (لخلتين) (¬1) حسنتين إطعام الطعام وشدة عند البأس)). لرزين، والكبير والبزار (¬2). ¬
5016 - وعنه رفعه: ((اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة: لقمان الحكيم والنجاشى وبلال المؤذن)). للكبير بضعف، وقال: أراد الحبش (¬1). ¬
5017 - عثمانُ رفعه: ((الخبث سبعون جزءًا فجزء في الجن والأنس وتسعة وستون في البربر)). للأوسط بلين (¬1). ¬
5018 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((مَنْ أَخْرَجَ صَدَقَةً فَلَمْ يَجِدْ إِلاَّ بَرْبَرِيًّا فَلْيَرُدَّهَا)). لأحمد (¬1). ¬
5019 - أبو هُرَيْرَة جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ، فَقَالَ: ((لَهُ مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟)) قَالَ: بَرْبَرِيٌّ، فَقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: ((قُمْ عَنِّي)). قَالَ بِمِرْفَقِهِ هَكَذَا، فَلَمَّا قَامَ عَنْهُ أَقْبَلَ عَلَيْنَا - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((إِنَّ الإيمَانَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ)). لأحمد بضعف (¬1). ¬
5020 - أبو محمد البدري: -[270]- وهبت له جارية بربرية، فقال: هذه من المجوس الذين نهى عنهم النبي - صلى الله عليه وسلم - والذين أشركوا. للكبير، براوٍ لم يسم (¬1). ¬
عتق المشترك وولد زنا ومن مثل به وعند الموت وغير ذلك
عتق المشترك وولد زنا ومن مثل به وعند الموت وغير ذلك
5021 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ أَعْتَقَ شَقِصًا مِنْ مَمْلُوكِهِ فَعَلَيْهِ خَلاصُهُ فِي مَالِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ، قُوِّمَ الْمَمْلُوكُ قِيمَةَ عَدْلٍ ثُمَّ يستسعى في نصيب الذي لم يعتق غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5022 - وعنه: سئل عَنِ الرَّجُلِ تَكُونُ عَلَيْهِ رَقَبَةٌ هَلْ يُعْتِقُ بهَا ابْنَ زِنًا، قَالَ: نَعَمْ ذَلِكَ يُجْزِئُ عَنْهُ. لمالك (¬1). ¬
5023 - وعنه رفعه: ((وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاثَةِ))، وقَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: لأَنْ أُمَتِّعَ بِسَوْطٍ فِي سَبِيلِ الله أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ وَلَدَ زِنْيَةٍ. لأبي داود (¬1). ¬
5024 - نافع: أن ابن عمر أعتق ولد زنية. لأبي داود.
5025 - نافع: أن ابن عمر أعتق ولد زنا وأمه. لمالك (¬1). ¬
5026 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: جَاءَ رَجُلٌ مُسْتَصْرِخٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُ: ((مَا لَكَ؟)) قَالَ: أَبْصَرَ لِسَيِّدِهِ جَارِيَةً لَهُ فَغَارَ فَجَبَّ مَذَاكِيرَهُ، فَقَالَ: ((اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ))، قَالَ: يَا رَسُولَ الله عَلَى مَنْ نُصْرَتِي، قَالَ: ((نُصْرَتُك عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ)). لأبي داود (¬1). ¬
5027 - ابنُ عمر: إن وليدة أتت عمر وقد ضربها سيدها بنار أو أصابها فأعتقها عليه. لمالك (¬1). ¬
5028 - سمُرةُ رفعه: ((من مثل بعبده عتق عليه، وإن كان لغيره كان عليه ما نقص من ثمنه)).
5029 - أبو هريرة رفعه: ((من مثل بعبده عتق عليه، فإن كان عبد غيره كان عليه أرش جنايته، وإن قتله حر فعليه قيمته لسيده)). هما لرزين.
5030 - أبو الدَّرْدَاءِ رفعه: مَثَلُ الَّذِي يَعْتِقُ عِنْدَ الْمَوْتِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي إِذَا شَبِعَ. لأبي داود (¬1). ¬
5031 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَنَّ رَجُلاً أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمْلُوكِينَ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرَهُمْ، فَدَعَاهِمْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَجَزَّأَهُمْ أَثْلاثًا، ثُمَّ أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ وأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً، وَقَالَ لَهُ قَوْلاً شَدِيدًا (¬1). ¬
5032 - زاد في رواية: وقال: ((لَوْ شَهِدْتُهُ قَبْلَ أَنْ يُدْفَنَ لَمْ يقبر فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ)). للستة إلا البخاري (¬1). ¬
5033 - سَمُرَةُ بنُ جندب رفعه: ((مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5034 - سَفِينَةُ: كُنْتُ مَمْلُوكًا لأَمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ لي: أُعْتِقُكَ وَأَشْتَرِطُ عَلَيْكَ أَنْ تَخْدُمَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا عِشْتَ، فَقُلْتُ: ولو لَمْ تَشْتَرِطِي عَلَيَّ لم أفعل غيره، فَأَعْتَقَتْنِي وَاشْتَرَطَتْ عَلَيَّ. لأبي داود (¬1). ¬
5035 - يَحْيَى بْنُ سَعِيد: تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي نَوْمٍ نَامَهُ فَأَعْتَقَتْ عَنْهُ عَائِشَةُ -أخته- رِقَابًا كَثِيرًا. لمالك (¬1). ¬
5036 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُ الْعَبْدِ لَهُ إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ سَيِّده)). لأبي داود (¬1). ¬
5037 - رَبِيعَةُ بْنت أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ اشْتَرَى عَبْدًا فَأَعْتَقَهُ، وَلِذَلِكَ الْعَبْدِ بَنُونَ مِنِ امْرَأَةٍ حُرَّةٍ، فقال: إن بنيه موالي، وَقَالَ مَوَالِي أُمِّهِمْ: بَلْ هُمْ مَوَالِينَا فَاخْتَصَمُوا إِلَى عُثْمَانَ فَقَضَى لِلزُّبَيْرِ بِوَلائِهِمْ (¬1). ¬
5038 - عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الرِّقَابِ أَيُّهَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((أَغْلاهَا ثَمَنًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا)). هما لمالك (¬1). ¬
5039 - أبو هُرَيْرَةَ: لَمَّا أَقْبَلَ يُرِيدُ الإسْلامَ وَمَعَهُ غُلامُهُ ضَلَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ فَأَقْبَلَ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ جَالِسٌ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ غُلامُكَ قَدْ أَتَاكَ)) قَالَ: أَمَا إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّهُ حُرٌّ وهُوَ حِينَ يَقُولُ: يَالَيلَةً مِنْ طُولِهَا وعَنَائِهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِن ْدَارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ للبخاري (¬1). ¬
أم الولد والمدبر والمكاتب
أمُّ الولدِ والمدَبَّرُ والمكاتَبُ
5040 - سَلامَةُ بِنْتُ مَعْقِلٍ: قَدِمَ بِي عَمِّي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَبَاعَنِي مِنَ الْحُبَابِ بْنِ عَمْرٍو ,فَوَلَدْتُ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحُبَابِ ,ثُمَّ هَلَكَ، فَقَالَتِ لي امْرَأَتُهُ: الآنَ وَالله تُبَاعِينَ فِي دَيْنِهِ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي امْرَأَةٌ مِنْ خَارِجَةِ قَيْسِ غَيْلانَ قَدِمَ بِي عَمِّي الْمَدِينَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَبَاعَنِي مِنَ الْحُبَابِ بْنِ عَمْرٍو أخي أبي اليسر بْنِ عَمْرٍو، فَوَلَدْتُ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحُبَابِ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: الآنَ وَالله تُبَاعِينَ فِي دَيْنِهِ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ -[273]- وَلِيُّ الْحُبَابِ بن عمرو)) قِيلَ: أَخُوهُ أَبُو اليسرِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَعْتِقُوهَا ,فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِرَقِيقٍ قَدِمَ عَلَيَّ فَأْتُونِي أُعَوِّضْكُمْ مِنْهَا ,فَأَعْتَقُونِي وَقَدِمَ عليه - صلى الله عليه وسلم - رَقِيقٌ فَعَوَّضَهُمْ مِنِّي غُلامًا. لأبي داود (¬1). ¬
5041 - عمرُ: أَيُّمَا وَلِيدَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا، فَإِنَّهُ لا يَبِيعُهَا، وَلا يَهَبُهَا، وَلا يُوَرِّثُهَا، وَهُوَ يَسْتَمْتِعُ منهَا، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ. لمالك (¬1). ¬
5042 - جَابِرُ: كُنَّا نَبِيعُ سَرَارِيَّنَا وَأُمَّهَاتِ أَوْلادِنَا وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِينَا حَيٌّ لا يرَى بِذَلِكَ بَأْسًا. للقزويني (¬1). ¬
5043 - وعنه: دَبَّرَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ غُلامًا لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ فَبَاعَهُ - صلى الله عليه وسلم - فَاشْتَرَاهُ ابْنُ النَّحَّامِ عَبْدًا قِبْطِيًّا مَاتَ عَامَ الأَوَّلَ فِي إِمَارَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ (¬1). ¬
5044 - وفي رواية: أنه باعه بثمانمائة درهم فدفعها إليه، ثم قال: أبدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فَلِأهلك، وإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا. يقول: فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5045 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((الْمُكَاتَبُ عَبْدٌ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْ مُكَاتَبَتِهِ دِرْهَمٌ)) (¬1). ¬
5046 - أُمُّ سَلَمَةَ رفعته: ((إِذَا كَانَ عِنْدَ مُكَاتَبِ إِحْدَاكُنَّ مَا يُؤَدِّي فَلْتَحْتَجِبْ مِنْهُ)). هما لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5047 - عمرُ بنُ أنس: سألَ سيرينٌ أنساً المكاتبةَ وكان كثير المال، فأبى فانطلق سيرين إلى عمر فدعاه عمر، وقال له: كاتِبْهُ فأبى، فضربه عمر بالدرة وتلا {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} فكاتبه. لرزين (¬1). قلت: الذي في البخاري في المكاتب تعليقا، قال: روح عن ابن جريج، قلت لعطاء: أواجبٌ عليَّ إذا علمت له مالا أن أكاتبه؟ قال: ما أراه -[274]- إلا واجبًا، وقال عمروُ بنُ دينارٍ: قلت لعطاء: أتؤثره عن أحد؟ قال: لا، ثم أخبرني: أن موسى بن أنس أخبره: أن سيرينَ سألَ أنساً المكاتبة وكان كثير المال فذكره. ¬
5048 - عَائِشَةُ: أَنَّ بَرِيرَةَ جَاءَتْ تستعين بها فِي كِتَابَتِهَا وَلَمْ تَكُنْ قَضَتْ مِنْ كِتَابَتِهَا شَيْئًا، فقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: ارْجِعِي إِلَى أَهْلِكِ، فَإِنْ أَحَبُّوا أَنْ أَقْضِيَ عَنْكِ كِتَابَتَكِ، وَيَكُونَ وَلاؤُكِ لِي فَعَلْته، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ بَرِيرَةُ لأَهْلِهَا، فَأَبَوْا، وَقَالُوا: إِنْ شَاءَتْ أَنْ تَحْتَسِبَ عَلَيْكِ فَلْتَفْعَلْ وَيَكُونَ لَنَا وَلاؤُكِ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهَا: ((ابْتَاعِي وأَعْتِقِي، فَإِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ))، ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ: ((مَا بَالُ النَاس يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ الله، مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ الله، فَلَيْسَ لَهُ وَإِنْ شَرَطَ مِائَةَ مَرَّةٍ، شَرْطُ الله أَحَقُّ وَأَوْثَقُ)) (¬1). ¬
5049 - وفي رواية: قَالَتْ: كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ فِي كُلِّ عَامٍ أوَقِيَّةٌ (¬1). ¬
5050 - وفي أخرى: إِنَّ بَرِيرَةَ تَسْتَعِينُهَا فِي كِتَابَتِهَا وَعَلَيْهَا خَمْسَةُ أَوَاقٍ نُجِّمَتْ عَلَيْهَا فِي خَمْسِ سِنِينَ (¬1). ¬
5051 - وفي أخرى: قَالَ لَهَا - صلى الله عليه وسلم -: ((ابتاعِيْهَا واشْتَرِطِي لهمُ الوَلَاءَ، فإنَّ الْوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ)). بنحوه للستة (¬1). ¬
كتاب الوصية
كتاب الوصية
5052 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ أن يَبِيتَ لَيْلَتَيْنِ)) (¬1). ¬
5053 - وفي رواية: ثَلاثَ لَيَالٍ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ، قَالَ نافع: سمعت ابن عمر يقول: مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْته من النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ وَعِنْدِي وَصِيَّتِي مكتوبة. للستة (¬1). ¬
5054 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ وَالْمَرْأَةُ بِطَاعَةِ الله سِتِّينَ سَنَةً ثُمَّ يَحْضُرُهُمَا الْمَوْتُ فَيُضَارَّانِ فِي الْوَصِيَّةِ فَتَجِبُ لَهُمَا النَّارُ))، ثم قرأ أَبُو هُرَيْرَةَ {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ} إلى {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5055 - أنسُ: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله ماتَ فلانٌ، قال: ((أليس كان معنا آنفا؟)) قالوا: بلى، قال: ((سبحانَ اللهِ كأنَّها أخذةٌ على غَضَبٍ، المحرومُ مَنْ حُرِمَ وَصِيتُهُ)). للموصلي (¬1). ¬
5056 - أبو هُرَيْرَةَ: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الصَّدَقَةِ خيرٌ، قَالَ: ((أَنْ تتَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تأملُ الغنى وتخشى الفقر، وَلا تدع حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلانٍ. للبخاري (¬1). ¬
5057 - وفي رواية: وَأَنْتَ صَحِيحٌ حَرِيصٌ، تَأْمُلُ البقاءَ، وَتَخْشَى الْفَقْرَ. للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5058 - أبو سعيد رفعه: ((لأَنْ يَتَصَدَّقَ الْمَرْءُ فِي حَيَاتِهِ وصِحَتِه بِدِرْهَمٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ عِنْدَ مَوْتِهِ بِمِائَةِ)). لأبى داود (¬1). ¬
5059 - سعدٌ: جاءني النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني عام حَجَّةِ الْوَدَاعِ من وجع اشتد بي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله قد بَلَغَ بِي مِنَ الْوَجَعِ مَا تَرَى وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلا يَرِثُنِي إِلاَّ ابْنَةٌ لِي أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي، قَالَ: ((لا)) قُلْتُ: فبالشَطْر، قَالَ: ((لا)) قُلْتُ: فَالثُّلُثُ، قَالَ: ((الثلث ,وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ -أو كبير- إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ لك مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وإنك لن تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ الله إِلاَّ أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى ما تجعل فِي فِيِّ امْرَأَتِكَ، فقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله آأُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ: ((إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ -[276]- فَتَعْمَلَ عَمَلاً تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ الله إِلاَّ ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ إن تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللهمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ)) يرَثي لَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ مات بِمَكَّةَ. للبخاري (¬1). ¬
5060 - وفي رواية: أن سعدًا قَالَ: إني خفت أَنْ أَمُوتَ بِالأَرْضِ الَّتِي هَاجَرْتُ مِنْهَا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ اشْفِ سَعْدًا)) ثَلاثًا. لمسلم (¬1). ¬
5061 - وفي أخرى: دعاني النبي - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا مَرِيضٌ، فَقَالَ: ((أَوْصَيْتَ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((بِكَمُ؟)) قُلْتُ: بِمَالِي كُلِّهِ فِي سَبِيلِ الله، قَالَ: ((فَمَا تَرَكْتَ لِوَلَدِكَ؟))، قال: هُمْ أَغْنِيَاءُ بِخَيْرٍ، قَالَ: ((أَوْصِ بِالْعُشْرِ))، فَمَا زِلْتُ أُنَاقِصُهُ حَتَّى قَالَ: ((أَوْصِ بِالثُّلُثِ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ)). للستة (¬1). ¬
5062 - ابْنُ عَبَّاسٍ: كان يقول في الوصية لَوْ غَضَّ النَّاسُ من الثلث إِلَى الرُّبْعِ؛ لأَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لسعد: ((الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ))، أَوْ قال: ((كَبِيرٌ)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
5063 - ابنُ مسعود قال: يموت أحدكم ولا يدع عصبةً ولا رحماً، فما يمنعه أن يضع ماله في الفقراء والمساكين؟. للطبراني (¬1). ¬
5064 - وعنه: أن رجلا أوصى لرجل بسهم من ماله، فجعل له النبي - صلى الله عليه وسلم - السدس. للبزار بضعف (¬1). ¬
5065 - أبو أمامة رفعه: ((إِنَّ الله قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَلا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ)). لأبي داود (¬1). ¬
5066 - طَلْحَةُ بنُ مصرف: سَأَلْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى هل أوْصَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: لا، فَقُلْتُ: فكَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةُ وأُمِرُوا بِهَا وَلَمْ يُوصِ، قَالَ: وْصَّى بِكِتَابِ الله. للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
5067 - وزاد القزويني في آخره: قَالَ الْهُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: أَبُو بَكْرٍ كَانَ يَتَأَمَّرُ عَلَى وَصِيِّ رَسُولِ الله وَدَّ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ وَجَدَ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عَهْدًا فَخَزَمَ أَنْفَهُ بِخِزَامٍ (¬1). ¬
5068 - عَائِشَةُ: ذكروا عندها أَنَّ عَلِيًّا كَانَ وَصِيًّا، فَقَالَتْ: مَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ، وَقَدْ كُنْتُ مُسْنِتدَتَهُ إِلَى صَدْرِي؟، أَوْ قَالَتْ: حَجْرِي فَدَعَا بِالطَّسْتِ، فَلَقَدِ انْخَنَث فِي حَجْرِي فَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُ مَاتَ فَمَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ؟. للشيخين (¬1). ¬
5069 - وللنسائي: يَقُولُونَ أِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ لَقَدْ دَعَا بِالطَّسْتِ؛ لِيَبُولَ فِيه فَانْخَنَثَتْ نَفْسُهُ وَمَا أَشْعُرُ فَإِلَى مَنْ أَوْصَى (¬1). ¬
5070 - ابْنُ الزُّبَيْرِ: لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعَانِي فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّهُ لا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلاَّ ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ، وَإِنِّي لا أُرَانِي إِلاَّ سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا، وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي أَفَتُرَى ديننا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئًا، ثم قَالَ: يَا بُنَيَّ، بِعْ مَالَنَا، واقْضِ دَيْنِي، وَأَوْصى بِالثُّلُثِ وَثُلُثِهِ لِبَنِيهِ، يَعْنِي: لبنِي عَبْدِ الله، -[278]- فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ، وَيَقُولُ: إِنْ عَجَزْتَ عن شيء منه فاستعن بمولاي، فَوَالله مَا دَرَيْتُ مَا أَرَادَ، حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَت مَنْ مَوْلاكَ؟ قَالَ: اللهُ، فَوَاللهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلاَّ قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ دَيْنَهُ، فَيَقْضِيهِ فَقُتِلَ الزُّبَيْرُ، وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا إِلاَّ أَرَضِينَ مِنْهَا الْغَابَةُ، وأحد عَشْرَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ، وَدَارَيْنِ بِالْبَصْرَةِ، وَدَارًا بِالْكُوفَةِ، وَدَارًا بِمِصْرَ، وَإِنَّمَا كَانَ دَيْنُهُ الَّذِي كان عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأْتِيهِ بِالْمَالِ فَيَسْتَوْدِعُهُ إِيَّاهُ، فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ: لا ولكن هو سَلَفٌ إِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ، وَمَا وَلِيَ إِمَارَةً قَطُّ وَلا جِبَايَةً ولا خَرَاجًا وَلا شَيْئًا، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ فِي غَزْو مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَحَسَبْتُ مَا كان عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ، فَوَجَدْتُهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ فلقيني حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي كَمْ عَلَى أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟ فَكَتَمَته، وقلت: مِائَةُ أَلْفٍ، فَقَالَ: وَالله مَا أُرَى أَمْوَالَكُمْ تَسَعُ هذا فقلت: أرأيتك إِنْ كَان أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ، قَالَ: مَا أُرَاكُمْ تُطِيقُونَ هَذَا، فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْ شَيْءٍ فاستعينوني، وَكَانَ الزُّبَيْرُ قد اشْتَرَى الْغَابَةَ بِسَبْعِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ، فَبَاعَهَا عَبْدُ الله بِأَلْفي أَلْفٍ وَسِتِّ مِائَةِ أَلْفٍ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ شيء فَلْيُوَافِنَا بِالْغَابَةِ، فَأَتَاهُ عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُ مِائَةِ أَلْفٍ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ تَرَكْتُهَا لَكُمْ، قَالَ عَبْدُ الله: لا، قَالَ: وإِنْ شِئْتُمْ جَعَلْتُمُوهَا فِيمَا تُؤَخِّرُونَ إِنْ أَخَّرْتُمْ، فَقَالَ عَبْدُ الله: لا، قَالَ: فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً، فَقَالَ عَبْدُ الله: لَكَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا فَبَاعَ عبد الله مِنْهَا فَقَضَى دَيْنَهُ وأَوْفَاهُ، وَبَقِيَ معه أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ، فَقَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ وَالْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ زَمْعَةَ (فَقَالَ) (¬1) مُعَاوِيَةُ: كَمْ قُوِّمَتِ الْغَابَةُ، قَالَ: كُلُّ سَهْمٍ مِائَةُ أَلْفٍ. قَالَ: كَمْ بَقِيَ منها قَالَ: أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ، فقَالَ الْمُنْذِرُ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ، وقَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَقَالَ ابْنُ زَمْعَةَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: كَمْ بَقِيَ قَالَ سَهْمٌ وَنِصْفٌ. قَالَ: قَدْ أَخَذْتُهُ بِخَمْسِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ، وَبَاعَ عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ نَصِيبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّ مِائَةِ أَلْفٍ، -[279]- فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ، قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيرَاثَنَا، قَالَ: وَالله لا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ حَتَّى أُنَادِيَ بِالْمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ، أَلا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا (فَلْنَقْضِهِ) (¬2) فَجَعَلَ كُلَّ سَنَةٍ يُنَادِي في الْمَوْسِمِ فَلَمَّا (مَضَى) (¬3) أَرْبَعُ سِنِينَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ، وَرَفَعَ الثُّلُثَ وكَانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ أَلْفُ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ فَجَمِيعُ مَالِهِ خَمْسُونَ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ. للبخاري (¬4). ¬
5071 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ عمرَو بنَ الْعَاصِّ بْنِ وَائِلٍ السهمي قال: يا رسول اللهِ إن أبي أَوْصَى أَنْ يُعْتقَ عَنْهُ مِائَةُ رَقَبَةٍ، وَإِنَّ هِشَامًا أَعْتَقَ عَنْهُ خَمْسِينَ وَبَقِيَتْ عَلي خَمْسُونَ رَقَبَةً أَفَأُعْتِقُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: ((إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا فَأَعْتَقْتُمْ عَنْهُ وتَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ بَلَغَهُ ذَلِكَ)). لأبي داود (¬1). ¬
5072 - وعنه: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي فَقِيرٌ لَيْسَ لِي شَيْءٌ، وَلِي يَتِيمٌ فقَالَ: ((كُلْ مِنْ مَالِ يَتِيمِكَ غَيْرَ مُسْرِفٍ وَلا مُبذِرٍ وَلا مُتَأَثِّلٍ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5073 - أبو ذَرٍّ رفعه: ((يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا إِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي فَلا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ)). لأبى داود، والنسائي. قلت: كذا في الأصل هنا، وفي الخلافة أورده لمسلم، وأبي داود ولم يذكر هنا مسلما، ولا ذكر هناك النسائي، ولعله لحظ في ذلك مالم ندركه (¬1). ¬
5074 - عَلِيُّ: حَفِظْتُ من النبي - صلى الله عليه وسلم - اثنتين لا يُتْمَ بَعْدَ الاحْتِلامٍ وَلا صُمَاتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ. لأبي داود (¬1). ¬
5075 - صلةُ: جاء رجل إلى ابن مسعود على فرسٍ أبلقٍ فقال: إن (عمي) (¬1) أوصى إلي بتركته وإن هذا منها، أفأشتريه؟ قال: ((لا ولاتستقرض من ماله شيئا)) (¬2). للكبير (¬3). ¬
5076 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْخَيْرِ سَبْعِينَ سَنَةً، فَإِذَا أَوْصَى حَافَ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ فَيَدْخُلُ النَّارَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الشَّرِّ سَبْعِينَ سَنَةً فَيَعْدِلُ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ)) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {تِلْكَ حُدُودُ الله} إِلَى {عَذَابٌ مُهِينٌ}. للقزويني (¬1). ¬
كتاب الفرائض
كتاب الفرائض
5077 - أُسَامَةَ رفعه: ((لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ)). للستة إلا النسائي (¬1). ¬
5078 - أبو هريرة وجابرُ رفعاه: ((لا تَوَارَثُ بين أَهْلِ مِلَّتَيْنِ)). للترمذي (¬1). ¬
5079 - أسامةُ قال: يا رسول اللهِ أين تنزل غدًا؟ وذلك زمن الفتح: قال: ((وهل ترك لنا عقيل من منزل؟)). للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
5080 - مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ: أَنَّ عَمَّةً لَهُ يَهُودِيَّةً أَوْ نَصْرَانِيَّةً تُوُفِّيَتْ: فذَكَرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ، وقالَ لَهُ: مَنْ يَرِثُهَا؟ فَقَالَ عُمَرُ: يَرِثُهَا أَهْلُ دِينِهَا، ثُمَّ أَتَى عُثْمَانَ ,فَسَأَلَهُ ,فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: أترى أني نَسِيتُ مَا قَالَ لَكَ عُمَرُ؟: يَرِثُهَا أَهْلُ دِينِهَا. لمالك (¬1). ¬
5081 - عُرْوَةُ: أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أُحَيْحَةُ بْنُ الْجُلاحِ، كَانَ لَهُ عَمٌّ صَغِيرٌ، أَصْغَرُ منه وكَانَ عِنْدَ أَخْوَالِهِ، فَأَخَذَهُ أُحَيْحَةُ فَقَتَلَهُ ليرثه، فَقَالَ أَخْوَالُهُ: كُنَّا أَهْلَ ثُمِّهِ وَرُمِّهِ حَتَّى إِذَا (استوفى) (¬1) عَلَى عُمَمِهِ غَلَبَنَا حَق امْرِئٍ فِي عَمِّهِ فَلِذَلِكَ لا يَرِثُ مَنْ قَتَلَ. ¬
5082 - رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَائِهِمْ: أَنَّهم لَمْ يَوَرَثوا مَنْ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ ولا يَوْمَ صِفِّينَ ولا يَوْمَ الْحَرَّةِ، ثُمَّ كَانَ يَوْمَ قُدَيْدٍ فَلَمْ يُوَرَّثْ بعضُهم مِنْ بعضٍ إِلاَّ مَنْ عُلِمَ أَنَّهُ قُتِلَ قَبْلَ صَاحِبِهِ ببينة (¬1). ¬
5083 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: أَبَى عُمَرُ أَنْ يُوَرِّثَ أَحَدًا مِنَ الأَعَاجِمِ إِلاَّ أَحَدٌ وُلِدَ فِي الْعَرَبِ. هي لمالك (¬1). ¬
5084 - أبو الأَسْوَدِ: أُتِيَ معاذ بِمِيرَاثِ يَهُودِيٍّ وورثه ابنًا له مُسلمًا وقال: قَالَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الإسْلامُ لا يعلى ويَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ)). لأبي داود (¬1). ¬
5085 - ابنُ عمر: أَنَّ غَيْلانَ الثَّقَفِيَّ أَسْلَمَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ، فَقَال لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا)) فَلَمَّا كَانَ فِي عَهْدِ عُمَرَ طَلَّقَ نِسَاءَهُ، وَقَسَمَ مَالَهُ بَيْنَ بَنِيهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَقَالَ: إِنِّي أَظُنُّ أن الشَّيْطَانَ فِيمَا يَسْتَرِقُ مِنَ السَّمْعِ سَمِعَ بِمَوْتِكَ، فَقَذَفَهُ فِي نَفْسِكَ وَلَعَلَّكَ لا تَمْكُثَ إِلاَّ قَلِيلاً وَايْمُ الله لَتُرَاجِعَنَّ نِسَاءَكَ، وَلَتَرْجِعَنَّ فِي ملِككَ أَوْ لأُوَرِّثُهُنَّ، وَلآمُرَنَّ بِقَبْرِكَ فَيُرْجَمُ كَمَا رُجِمَ قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ. لأحمد والبزار والموصلى (¬1). ¬
5086 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا الَّذِي قَالَ فيه رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيلاً لاتَّخَذْتُهُ، وَلَكِنْ خُلَّةُ الإسْلامِ أَفْضَلُ -أَوْ قَالَ خَيْرٌ- فَإِنَّهُ أَنْزَلَهُ أَبًا -أَوْ قَالَ (قَضَاهُ) (¬1) أَبًا)). يعنى: أبابكر. وقال أبوبكر، وابن عباس، وابن الزبير: الجَدُّ أَبٌ. ولم يذكر أن أحدًا خالف في زمانه، والصحابة متوافرون، وقال -[282]- ابنُ عباسٍ: يرِثُنِي ابنُ ابنِي دُونَ إِخْوَتي، ولا أَرِثُ أنا ابنَ ابنِي، ويذكر عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وزيد أقاويل مختلفة. للبخاري (¬2). ¬
5087 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أن رَجُلاً جَاءَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنَّ ابن ابْنِي مَاتَ، فَمَا لِي من مِيرَاثِهِ قَالَ: ((السُّدُسُ)) فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ فَقَالَ: ((لَكَ سُدُسٌ آخَرُ)) فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ وقال: ((إِنَّ السُّدُسَ الآخَرَ طُعْمَةٌ)). لأبي داود ,والترمذي (¬1). ¬
5088 - مُعَاوِيَةُ: كَتَبَ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الْجَدِّ فَكَتَبَ إِلَيْهِ زَيْدُ إِنَّكَ كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْجَدِّ، فالله أَعْلَمُ وإن ذلك ما لَمْ يَكُنْ يَقْضِي فِيهِ إِلاَّ الأُمَرَاءُ -يَعْنِي: الْخُلَفَاءَ- وَقَدْ حَضَرْتُ الْخَلِيفَتَيْنِ قَبْلَكَ يُعْطِيَانِهِ النِّصْفَ مَعَ الأَخِ الْوَاحِدِ، وَالثُّلُثَ مَعَ الْاثْنَيْنِ فصاعدا لا ينقص مِنَ الثُّلُثِ، وإن كثر الإخوان. لمالك (¬1). ¬
5089 - عمرُ: أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: كيف قسم الجد؟ قال: ((ما سؤالك عن ذلك يا عمر؟ اني أظنك تموت قبل أن تعلم ذلك)). فمات قبل أن يعلمه. للأوسط (¬1). ¬
5090 - الشعبيُّ: أتى بي الحجاج موثقًا، فلقيني يزيد بن أبي مسلم فقال: إنا لله يا شعبي لما بين ذقنيك من العلم، وليس بيوم شفاعة، بؤ للأمير بالشرك والنفاق على نفسك، (فالحَرىِّ) (¬1) أن تنجو، قال: فلقنني ثم لقيني محمد بن الحجاج فقال لي مثل مقالة يزيد، فلما أدخلت على الحجاج قال لي: يا شعبي، وأنت ممن خرج علينا وكثر؟ قلت: أصلح الله الأمير أحزن بنا المنزل، وأجدب الجناب، وضاق المسلك، واكتحلنا السهر، واستجلسنا الخوف، ووقعنا في خزية لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء. فقال: صدق والله، ما بروا بخروجهم علينا ولا قووا علينا إذ (فجروا) (¬2)، أطلقا عنه. قال: فاحتاج إلي في فريضة فبعث إليَّ، قال: ما تقول في أم وأخت وجد؟ قلت: اختلف فيه خمسة من الصحابة: ابن مسعود وعلي -[283]- وعثمان وزيد بن ثابت وابن عباس. قال: فما قال فيها ابن عباس؟ إن كان لمتقنا، قال: جعل الجد أبا ولم يعط الأخت شيئًا، وأعطى الأم الثلث، قال: فما قال فيها ابن مسعود؟ قلت: جعلها من ستة أعطى الأخت ثلاثة وأعطى الجد اثنين وأعطى الأم سهما، قال: فما قال فيها أمير المؤمنين؟ قلت: جعلها أثلاثا قال: فما قال فيها أبو تراب؟ قلت: جعلها من ستة أعطى الأخت ثلاثة وأعطى الأم اثنين وأعطى الجد سهمًا. قال: فما قال فيها زيد؟ قلت: جعلها من تسعة أعطى الأم ثلاثة وأعطى الجد أربعة وأعطى الأخت اثنين، قال: مر القاضي يمضيها على ما أمضاها أمير المؤمنين. للبزار (¬3). ¬
5091 - يحيى بنُ سَعِيدٍ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ كَتَبَ مِيرَاثَ الْجَدِّ حَتَّى إِذَا طُعِنَ دَعَا بِهِ فَمَحَاهُ، ثُمَّ قَالَ: سَتَرَوْنَ رَأْيَكُمْ فِيهِ (¬1). ¬
5092 - ابْنُ سِيرِينَ قُلْتُ لِعَبِيدَةَ: حَدِّثْنِي عَنِ الْجَدِّ قَالَ: إِنِّي لأَحْفَظُ فِي الْجَدِّ ثَمَانِينَ قَضِيَّةً مُخْتَلِفَةً (¬1). ¬
5093 - عليٌّ قال: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَقَحَّمَ جَرَاثِيمَ جَهَنَّمَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَ الإخْوَةِ والْجَدِّ. هي للدارمي برجل لم يسم في هذا الأخير (¬1). ¬
5094 - إِبْرَاهِيمُ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ يُشَركُ الْجَدَّ إِلَى سِتَّةٍ مَعَ الإخْوَةِ يُعْطِي كُلَّ صَاحِبِ فَرِيضَةٍ فَرِيضَتَهُ، وَلا يُوَرِّثُ أَخًا لأَمٍّ مَعَ جَدٍّ، وَلا أُخْتًا لأَمٍّ، وَلا يَزِيدُ الْجَدَّ مَعَ الْوَلَدِ عَلَى السُّدُسِ إِلاَّ يَكُونَ غَيْرُهُ وَلا يُقَاسِمُ بِأَخٍ لأَبٍ مَعَ أَخٍ لأَبٍ وَأُمٍّ، وَإِذَا كَانَتْ أُخْتًا لأَبٍ وَأُمٍّ وَأَخًا لأَبٍ أَعْطَى الأُخْتَ النِّصْفَ وَالنِّصْفَ الآخَرَ بَيْنَ الْجَدِّ -[284]- وَالأَخِ نِصْفَيْنِ، وَإِذَا كَانُوا إِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ شَرَّكَهُمْ مَعَ الْجَدِّ إِلَى السُّدُسِ (¬1). ¬
5095 - وفي روايةِ الشعبيِّ عن عليِّ: أنه أعطى الْجَدَّ السُّدُسَ في ستة أخوة وجد (¬1). ¬
5096 - وفي روايةِ ابنِ عباس عن عليِّ: أنه أعطاه السبع.
5097 - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: كَانَ يُقَاسِمُ بِالْجَدِّ مَعَ الإخْوَةِ إِلَى الثُّلُثِ، ثُمَّ لا يُنْقِصُهُ (¬1). ¬
5098 - وعنه: فِي أُخْتٍ وَأُمٍّ وَزَوْجٍ وَجَدٍّ جَعَلَهَا مِنْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ لِلأُمِّ سِتَّةٌ وَلِلزَّوْجِ تِسْعَةٌ وَلِلْجَدِّ ثَمَانِيَةٌ وَلِلأُخْتِ أَرْبَعَةٌ (¬1). ¬
5099 - إِبْرَاهِيم قَالَ: أَطْعَمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثَلاثَ جَدَّاتٍ سُدُسًا، جدتان مِنْ قِبَلِ أَبِيكَ وَجَدَّتُكَ مِنْ قِبَلِ أُمِّكَ (¬1). ¬
5100 - الشَّعْبِيُّ: لا تَرِثُ أُمُّ أَبِ الأُمِّ، فابْنُهَا الَّذِي تُدْلِي بِهِ لا يَرِثُ فَكَيْفَ تَرِثُ هِيَ (¬1). ¬
5101 - عَلِيٌّ وَزَيْدُ بنُ ثابت قَالا: إِذَا كَانَتِ الْجَدَّاتُ سَوَاءً وَرِثَ ثَلاثُ جَدَّاتٍ جَدَّتَا أَبِيهِ أُمُّ أُمِّهِ وَأُمُّ أَبِيهِ وَجَدَّةُ أُمِّهِ، فَإِنْ كَانَتْ إِحَدَاهُنَّ أَقْرَبَ فَالسَّهْمُ لِذَوِي الْقُرْبَى (¬1). ¬
5102 - ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ الْجَدَّاتِ لَيْسَ لَهُنَّ مِيرَاثٌ إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أطعمتها وَالْجَدَّاتُ أَقْرَبُهُنَّ وَأَبْعَدُهُنَّ سَوَاءٌ (¬1). ¬
5103 - وعنه في بنت وابنة ابن قَالَ: النِّصْفُ وَالسُّدُسُ، وَمَا بَقِيَ فَرَدٌّ عَلَى الْبِنْتِ (¬1). ¬
5104 - وعنه: أنه لا يَرُدُّ عَلَى أَخٍ لأَمٍّ مَعَ أُمٍّ وَلا عَلَى جَدَّةٍ إِذَا كَانَ مَعَهَا غَيْرُهَا مَنْ لَهُ فَرِيضَةٌ وَلا عَلَى بنت ابْنٍ مَعَ بنت الصُّلْبِ، وَلا عَلَى امْرَأَةٍ وَزَوْجٍ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَرُدُّ عَلَى كُلِّ ذِي سَهْمٍ إِلاَّ الْمَرْأَةَ وَالزَّوْجَ (¬1). ¬
5105 - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أُتِيَ فِي بنت وأُخْتٍ فَأَعْطَاهَا النِّصْفَ، وَجَعَلَ مَا بَقِيَ فِي بَيْتِ الْمَالِ (¬1). ¬
5106 - عَبْدُ الله بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: كَتَبْتُ إِلَى أَخٍ لِي مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ أَسْأَلُهُ لِمَنْ قَضَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ابْنِ الْمُلاعَنَةِ فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِهِ لأَمهِ هِيَ بِمَنْزِلَةِ أُمِّهِ وَأَبِيهِ، وقَالَ سُفْيَانُ الْمَالُ كُلُّهُ لِلأُمِّ هِيَ بِمَنْزِلَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ (¬1). ¬
5107 - الْحَسَنُ: فِي ابْنِ الْمُلاعَنَةِ تَرَكَ أُمَّهُ وَعَصَبَةَ أُمِّهِ، قَالَ: الثُّلُثُ لأَمِّهِ وَمَا بَقِيَ لِعَصَبته أُمِّهِ (¬1). ¬
5108 - عُمَرُ: أنه الْتَمَسَ مَنْ يَرِثُ ابْنَ الدَّحْدَاحَةِ فَلَمْ يَجِدْ وَارِثًا فَدَفَعَ مَاله إِلَى أَخْوَاله (¬1). ¬
5109 - وعنه: وقد أُتِيَ فِي عَمٍّ لأَمٍّ وَخَالَةٍ، فَأَعْطَى الْعَمَّ لِلأُمِّ الثُّلُثَيْنِ، وَأَعْطَى الْخَالَةَ الثُّلُثَ (¬1). ¬
5110 - ابنُ مسعود: الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ، وَالْعَمَّةُ بِمَنْزِلَةِ الأَبِ، وَبِنْتُ الأَخِ بِمَنْزِلَةِ الأَخِ، وَكُلُّ رَحِمٍ بِمَنْزِلَةِ رَحِمِهِ الَّتِي يُدْلِي بِهَا إِذَا لَمْ يَكُنْ وَارِثٌ ذُو قَرَابَةٍ. هي للدارمي (¬1). ¬
5111 - وعنه: قَالَ فِي الْجَدَّةِ مَعَ ابْنِهَا: إِنَّهَا أَوَّلُ جَدَّةٍ أَطْعَمَهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - سُدُسًا مَعَ ابْنِهَا وَابْنُهَا حَيٌّ. للترمذي (¬1). ¬
5112 - قَبِيصَةُ: جَاءَتِ الْجَدَّةُ أم الأم، وفي رواية: أم الأب إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا قَالَ: فَقَالَ لَهَا: مَا لَكِ فِي كِتَابِ الله شَيْءٌ، وَمَا علمت لَكِ فِي سُنَّةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - شَيْءٌ، فَارْجِعِي حَتَّى أَسْأَلَ النَّاسَ فَسَأَلَ النَّاسَ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: حَضَرْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَعْطَاهَا السُّدُسَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَلْ مَعَكَ غَيْرُكَ، فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، -[286]- فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ الْمُغِيرَةُ، فَأَنْفَذَهُ لَهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ جَاءَتِ الْجَدَّةُ الأُخْرَى إِلَى عُمَرَ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا، فَقَالَ: مَا لَكِ فِي كِتَابِ الله شَيْءٌ، وما كان القضاء الذي قضى به إلا لغيرك، وما أن بزائد في الفرائض شيئًا، وَلَكِنْ هُوَ ذَاكَ السُّدُسُ، فَإِنِ اجْتَمَعْتُمَا فِيهِ فَهُوَ بَيْنَكُمَا وَأَيكُمَا خَلَتْ فَهُوَ لَهَا. لمالك والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
5113 - الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَتَتِ الْجَدَّتَانِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ السُّدُسَ لِلَّتِي مِنْ قِبَلِ الأُمِّ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَمَا إِنَّكَ تركت الَّتِي إن مَاتَتْ، وَهُوَ حَيٌّ كَانَ إِيَّاهَا يَرِثُ فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ السُّدُسَ بَيْنَهُمَا. لمالك.
5114 - بُرَيْدَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ لِلْجَدَّةِ السُّدُسَ إِذَا لَمْ يَكُنْ دُونَهَا أُمٌّ. لأبي داود (¬1). ¬
5115 - معاذٌ: أنه وَرَّثَ أُخْتًا وَابْنَةً جَعَلَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا النِّصْفَ، وَهُوَ بِالْيَمَنِ والنبي - صلى الله عليه وسلم - حَيٌّ. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
5116 - ابنُ مسعود قال: كَانَ عُمَرُ إِذَا سَلَكَ بِنَا طَرِيقًا وَجَدْنَاهُ سَهْلاً، وَإِنَّهُ قَالَ فِي زَوْجٍ وَأَبَوَيْنِ لِلزَّوْجِ النِّصْفُ وَلِلأُمِّ ثُلُثُ مَا بَقِيَ (¬1). ¬
5117 - يَزِيدُ الرِّشْك: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ عَنْ رَجُلٍ تَرَكَ امرأة وَأَبَوَيْهِ، قَالَ: قَسَّمَهَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ أَرْبَعَةٍ (¬1). ¬
5118 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَال: فِي زَوْجٍ وَأَبَوَيْنِ لِلزَّوْجِ النِّصْفُ، وَلِلأُمِّ ثُلُثُ جَمِيعِ الْمَالِ، وَمَا بَقِيَ لِلأَبِ (¬1). ¬
5119 - عِكْرِمَةُ: أَرْسَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَتَجِدُ فِي كِتَابِ الله ثُلُثُ مَا بَقِيَ، فقَالَ زَيْدٌ: إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ تَقُولُ بِرَأْيِكَ وَأَنَا رَجُلٌ أَقُولُ بِرَأْيِي (¬1). ¬
5120 - إِبْرَاهِيمُ: فِي زَوْجٍ وَأُمٍّ وَإِخْوَةٍ لأَبٍ وَأُمٍّ وَإِخْوَةٍ لأَمٍّ قَالَ كَانَ عُمَرُ وَعَبْدُ الله وَزَيْدٌ يشركُونَ. قَالَ عُمَرُ: لَمْ يَزِدْهُمُ الأَبُ إِلاَّ قُرْبًا (¬1). ¬
5121 - أبو مِجْلَزٍ: أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يشركُ وَعَلِيٌّ لا يشركُ (¬1). ¬
5122 - حَكِيمُ بْنُ جَابِرٍ قيل له: إنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ [قضى] (¬1) فِي أَخَوَاتٍ لأَبٍ وَأُمٍّ وَإِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ لأَبٍ [فكَانَ] (¬2) يُعْطِي اِلأَخَوَاتِ مِنَ الأَبِ وَالأُمِّ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ فَلِلذُّكُورِ دُونَ الإنَاثِ، فَقَالَ حَكِيمٌ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: هَذَا مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَرِثَ الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ، إِنَّ إِخْوَتَهُنَّ قَدْ رُدُّوا عَلَيْهِنَّ (¬3). ¬
5123 - مَسْرُوقٌ: أَنَّهُ كَانَ يُشَرِّكُ، فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: هَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَثْبَتُ مِنْ عَبْدِ الله؟ قَالَ: لا وَلَكِنِّي رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَأَهْلَ الْمَدِينَةِ يُشَرِّكُونَ فِي ابْنَتَيْنِ وَابنةِ ابْنٍ وَابْنِ ابْنٍ وَأُخْتَيْنِ (¬1). ¬
5124 - شُرَيْحٌ فِي امْرَأَةٍ تَرَكَتْ زَوْجَهَا وَأُمَّهَا وَأُخْتَهَا لأَبِيهَا، وَأُمِّهَا وَأُخْتَهَا لأَبِيهَا، وَإِخْوَتَهَا لأَمِّهَا فجَعَلَهَا مِنْ سِتَّةٍ، ثُمَّ رَفَعَهَا فَبَلَغَتْ عَشْرَةً لِلزَّوْجِ النِّصْفُ ثَلاثَةُ أَسْهُمٍ، وَلِلأُخْتِ مِنَ الأَبِ وَالأُمِّ النِّصْفُ ثَلاثَةُ أَسْهُمٍ، وَلِلأُمِّ السُّدُسُ سَهْمٌ، وَلِلإخْوَةِ للأم الثُّلُثُ، سَهْمَانِ وَلِلأُخْتِ مِنَ الأَبِ سَهْمٌ تَكْمِلَةُ الثُّلُثَيْن. هي للدارمي (¬1). ¬
5125 - هُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: سُئِلَ أَبُو مُوسَى عَنْ بِنْتٍ وَبنتِ ابْنٍ وَأُخْتٍ، فَقَالَ: لِلْبِنْتِ النِّصْفُ، وَلِلأُخْتِ النِّصْفُ، وَأْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ، فَسُئِلَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَأُخْبِرَ بِقَوْلِ أَبي مُوسَى فَقَالَ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ، ثم قال: أَقْضِي فِيهَا بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للبنت النِّصْفُ لبنت ابْنٍ السُّدُسُ، تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ لِلأُخْتِ، فأخبر أبو مُوسَى فَقَالَ: لا تَسْأَلُونِي مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ فِيكُمْ. لأبي داود والترمذي، والبخاري بلفظه (¬1). ¬
5126 - عَلِيٌّ: إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} فإِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالدَّيْنِ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ، وَإِنَّ أَعْيَانَ بَنِي آدم يَتَوَارَثُونَ -[288]- دُونَ بَنِي الْعَلاَّتِ الرَّجُلُ يَرِثُ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ دُونَ أَخِيهِ لأَبِيهِ. للترمذي (¬1). ¬
5127 - إِبْرَاهِيمُ: أَنَّ عَلِيًّا وَزَيْدًا قَالا: الْمَمْلُوكُونَ وَأَهْلُ الْكِتَابِ لا يحجبون وَلا يرثونَ وَقَالَ عَبْدُ الله: يحْجُبُونَ وَلا يَرِثُونَ. للدارمي (¬1). ¬
5128 - أبو هُرَيْرَةَ: أن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قضى: إنَّ المولود إِذَا اسْتَهَلَّ ثم مات وَرِث ووُرِّثَ. لأبي داود (¬1). ¬
5129 - وَاثِلَةُ رفعه: ((الْمَرْأَةُ تحوز ثَلاثَةَ مَوَارِيثَ: عَتِيقَهَا، وَلَقِيطَهَا، وَوَلَدَهَا الَّذِي لاعَنَتْ عَنْهُ)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5130 - ابْنُ مَسْعُودٍ، وعلي: فِي الْمَجُوسِ إِذَا أَسْلَمُوا يَرِثُونَ مِنَ الْقَرَابَتَيْنِ جَمِيعًا. للدارمي (¬1). ¬
5131 - مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ: كَانَتْ عِنْدَ جَدِّي حَبَّانَ امْرَأَتَانِ هَاشِمِيَّةٌ وَأَنْصَارِيَّةٌ، فَطَلَّقَ الأَنْصَارِيَّةَ وَهِيَ تُرْضِعُ فَمَرَّتْ بِهَا سَنَةٌ، ثُمَّ هَلَكَ وَلَمْ تَحِضْ، فَقَالَتْ: أَنَا أَرِثُهُ لَمْ أَحِضْ فَاخْتَصموا إِلَى عُثْمَانَ فَقَضَى لَهَا بِالْمِيرَاثِ فَلامَتِ الْهَاشِمِيَّةُ عُثْمَانَ، فَقَالَ: هَذَا عَمَلُ ابْنِ عَمِّكِ هُوَ أَشَارَ عَلَيْنَا بِهَذَا يَعْنِي عليًّا (¬1). ¬
5132 - ربيعةُ بنُ أبي عبد الرحمنْ، سألت امرأة عبد الرحمن بن عوف منه الطلاق فقال: إذا طهرتي فآذنيني فأذنتهُ فطلقها البتة أو تطليقة كانت بقيت لها، وهو مريض يومئذٍ فَوَرَّثَهَا عثمانُ من زوجها ميراثها بعد انقضاء عدتها (¬1). ¬
5133 - زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْكَلالَةِ فَقَالَ لَهُ: ((يَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ الآيَةُ الَّتِي أُنْزِلَتْ فِي الصَّيْفِ في آخِرَ سُورَةِ النِّسَاءِ)). هي لمالك (¬1). ¬
5134 - الْبَرَاءُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} فَقَال: لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((تُجْزِئُكَ آيَةُ الصَّيْفِ)). للترمذي (¬1). ¬
5135 - وفي رواية: قُلْتُ لأَبِي إِسْحَقَ: هُوَ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَدَعْ وَلَدًا وَلا وَالِدًا. قَالَ: كَذَلِكَ ظَنُّوا أَنَّهُ كَذَلِكَ. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5136 - عائشةُ رفعته: ((الْخَالُ وَارِثُ مَنْ لا وَارِثَ لَهُ)). للترمذي (¬1). ¬
5137 - عُمَرُ: كان يَقُولُ كثيرًا: عَجَبًا لِلْعَمَّةِ تُورَثُ وَلا تَرِثُ. لمالك (¬1). ¬
5138 - وعنه أنه كان يَقُولُ: الدِّيَةُ على العاقلة وهم يرثونها، وَلا تَرِثُ الْمَرْأَةُ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا، فقَالَ لَهُ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ وَرِّثْ امْرَأَةَ أَشْيَمَ الضِّبَابِيِّ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا، وكانت من قومٍ آخرين فَرَجَعَ عُمَرُ. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5139 - بُرَيْدَةُ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: كُنْتُ تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِوَلِيدَةٍ وَإِنَّهَا مَاتَتْ وَتَرَكَتْ الْوَلِيدَةَ قَالَ: ((قَدْ وَجَبَ أَجْرُكِ وَرَجَعَتْ الوليدة إِلَيْكِ فِي الْمِيرَاثِ)) لمسلم والترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
5140 - زيدُ بنُ ثابت قال: وَلَدُ الأبنَاءِ بمنزلةِ الأبناءِ إذا لَمْ يكن دُونَهُم ابنٌ، ذَكَرُهُم كَذَكَرِهِم وأُنثَاهم كَأُنثَاهم يَرِثُونَ كَمَا يَرِثُونَ ويَحجُبُون كما يَحجُبُون ولا يَرِثُ ولدُ ابن مع ابن ذكر، فإن ترك ابنة وابن ابن ذكر كان للبنت النصف ولابن الابن ما بقي لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((ألحقوا الفرائض بأهلها، وما بقي فهو لأولى رجل ذكر)). للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
5141 - عليُّ: سئل عن ابني عم أحدهما أخ لأم والآخر زوج، فقال: للزوج النصف وللأخ من الأم السدس ,وما بقى بينهما نصفان. لرزين (¬1). ¬
5142 - زَيْنَبُ: أَنَّهَا كَانَتْ تُفْلِّي رَأْسَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدَهُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَنِسَاءٌ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ، وَهُنَّ يَشْتَكِينَ مَنَازِلَهُنَّ أَنَّهَا تَضِيقُ عَلَيْهِنَّ، وَيُخْرَجْنَ مِنْهَا، فَأَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُوَرَّثَ دُورَ الْمُهَاجِرِينَ النِّسَاءُ فَمَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوُرِّثَتْهُ امْرَأَتُهُ دَارًا بِالْمَدِينَةِ. لأبي داود (¬1). ¬
5143 - فاطمةُ: لكل بنى أنثى عصبة ينتمون إليه إلا ولد فاطمة فأنا وليه وأنا عصبته. للكبير بضعف (¬1). ¬
5144 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((كُلُّ قَسْمٍ قُسِمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ عَلَى مَا قُسِمَ، وَكُلُّ قَسْمٍ أَدْرَكَهُ الإسْلامُ ولم يقسم فَهُوَ عَلَى قَسْمِ الإسْلامِ)). لأبي داود، ولمالك نحوه مرسلاً (¬1). ¬
الولاء ومن لا وارث له وميراثه - صلى الله عليه وسلم - وبعض متاعه
الولاء ومن لا وارث له وميراثه - صلى الله عليه وسلم - وبعض متاعه
5145 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((يَرِثُ الْوَلاءَ مَنْ يَرِثُ الْمَالَ)). للترمذي، وقال: ليس إسناده بالقوي (¬1). ¬
5146 - وعنه رفعه: ((ميراثُ الولاء للأكبر من الذكور، ولا يرث النساء من الولاء إلا ولاء من أعتقن وأعتق من أعتقن)). لرزين.
5147 - أبو هُرَيْرَةَ: أَرَادَتْ عَائِشَةُ أَنْ تَشْتَرِيَ جَارِيَةً تُعْتِقُهَا فَأَبَى أَهْلُهَا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْوَلاءُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((لا يَمْنَعُكِ ذَلِكِ فَإِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ)). لمسلم (¬1). ¬
5148 - أبو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ الْعَاصَ بْنَ هِشَامٍ هَلَكَ وَتَرَكَ بَنِينَ ثَلاثَةً اثْنَانِ لأَمٍّ وآخر لِعَلَّةٍ، فَهَلَكَ أَحَدُ اللَّذَيْنِ لأَمٍّ وَتَرَكَ مَالاً وَمَوَالِيَ، فَوَرِثَهُ أَخُوهُ الذي لأَبِيهِ وَأُمِّهِ المال مَوَالِيهِ وولاء ثُمَّ هَلَكَ الوارث وَتَرَكَ ابنا وأخًا لأَبِيهِ، فَقَالَ الابن: قَدْ أَحْرَزْتُ مَا أَحْرَزَ أَبِي مِنَ الْمَالِ والوَلاءِ، وَقَالَ أَخُوهُ: لَيْسَ كَذَلِكَ إِنَّمَا أَحْرَزْتَ الْمَالَ فقط، وَأَمَّا وَلاءُ الْمَوَالِي فَلا رَأَيْتَ لَوْ هَلَكَ أَخِي الْيَوْمَ، أَلَسْتُ أَرِثُهُ أَنَا، فَاخْتَصَمَا إِلَى عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ، فَقَضَى لأَخِيهِ بِوَلاءِ الْمَوَالِي. لمالك (¬1). ¬
5149 - زِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَنَّ امْرَأَةً أَعْتَقَتْ عَبْدًا لَهَا، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ وَتَرَكَتِ ابْنَهَا وَأَخَاهَا، ثُمَّ تُوُفِّيَ مَوْلاهَا فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ابْنُ الْمَرْأَةِ وَأَخُوهَا فِي مِيرَاثِهِ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مِيرَاثُهُ لابن الْمَرْأَةِ))،فَقَالَ أَخُوهَا: يَا رَسُولَ الله لَوْ أَنَّهُ جَرَّ جَرِيرَةً عَلَى مَنْ كَانَتْ؟ قَالَ: ((عَلَيْكَ (¬1))). ¬
5150 - الْحَسَنُ: أن رجلاً أتى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - بعبد، فَقَالَ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ هَذَا فَأَعْتَقْتُهُ، فَمَا تَرَى فِيهِ قَالَ: ((هُوَ أَخُوكَ وَمَوْلاكَ)) قَالَ: فمَا تَرَى فِي صُحْبَتِهِ قَالَ: ((إِنْ -[292]- شَكَرَكَ فَهُوَ خَيْرٌ لك وَشَرٌّ له، وَإِنْ كَفَرَكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ وَشَرٌّ لَهُ)) قَالَ: مَا تَرَى فِي مَالِهِ، قَالَ: ((إِنْ مَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ عَصَبَةً فَأَنْتَ وَارِثُهُ)). هما للدارمي بإرسال (¬1). ¬
5151 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رِئَابَ بْنَ حُذَيْفَةَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلاثَةَ غِلْمَةٍ، فَمَاتَتْ أُمُّهُمْ فَوَرَّثُوهَا رِبَاعَهَا وَوَلاءَ مَوَالِيهَا، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَصَبَةَ بَنِيهَا، فَأَخْرَجَهُمْ إِلَى الشَّامِ فَمَاتُوا فَقَدَّمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَمَاتَ مَوْلًى لَهَا وَتَرَكَ مَالاً فَخَاصَمَهُ إِخْوَتُهَا إِلَى عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا أَحْرَزَ الْوَلَدُ فَهُوَ لِعَصَبَتِهِ مَنْ كَانَ)) فَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا فِيهِ شَهَادَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَرَجُلٍ آخَرَ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بن مروان اخْتَصَمُوا إليه، فَقَالَ: هَذَا مِنَ الْقَضَاءِ الَّذِي كُنْتُ أَرَاهُ فَقَضَى بِكِتَابِ عُمَرَ فَنَحْنُ فِيهِ إِلَى السَّاعَةِ (¬1). ¬
5152 - الْمِقْدَامُ رفعه: ((أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ فَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيْعَةً فَإِلَيَّ وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِهِ وَأَنَا مَوْلَى مَنْ لا مَوْلَى لَهُ أَرِثُ مَالَهُ وَأَفُكُّ عانيه وَالْخَالُ مَوْلَى مَنْ لا مَوْلَى لَهُ يَرِثُ مَالَهُ وَيَفُكُّ عَانَيه)) (¬1). ¬
5153 - وفي رواية: ((مَنْ تَرَكَ كَلًّا فَإِلَيَّ وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِهِ وَأَنَا وَارِثُ مَنْ لا وَارِثَ لَهُ أَعْقِلُ عنه وَأَرِثُهُ)) (¬1). ¬
5154 - بُرَيْدَةَ: أَتَى رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِيرَاثَ رَجُلٍ مِنَ الأَزْدِ وَلَسْتُ أَجِدُ أَزْدِيًّا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ، قَالَ: فاذْهَبْ فَالْتَمِسْ أَزْدِيًّا حَوْلاً فَأَتَاهُ بَعْدَ الْحَوْلِ)) فَقَالَ: لَمْ أَجِدْ أَزْدِيًّا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ، قَالَ: ((فَانْظُرْ -[293]- أَوَّلَ خُزَاعِيٍّ تَلْقَاهُ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ))، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: عَلَيَّ بالرَّجُلُ فَلَمَّا جَاءَ. قَالَ: انْظُرْ كُبْرَ خُزَاعَةَ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ (¬1). ¬
5155 - وفي رواية: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ فَأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِيرَاثِهِ، فَقَالَ: ((الْتَمِسُوا لَهُ وَارِثًا أَوْ ذَا رَحِمٍ))، فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ وَارِثًا وَلا ذَا رَحِمٍ، فَقَالَ: ((أَعْطُوهُ الْكُبْرَ مِنْ خُزَاعَةَ)). هي لأبي داود (¬1). ¬
5156 - عَائِشَةُ: أَنَّ مَوْلًى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَاتَ وَتَرَكَ شَيْئًا، وَلَمْ يَدَعْ حَمِيمًا وَلا وَلَدًا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَعْطُوا مِيرَاثَهُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ قَرْيَتِهِ)) (¬1). ¬
5157 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلاً مَاتَ وَلَمْ يَدَعْ وَارِثًا إِلاَّ غُلامًا لَهُ كَانَ أَعْتَقَهُ، فَجَعَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مِيرَاثَهُ لَهُ (¬1). ¬
5158 - تَمِيمٌ الدَّارِي: قلت: يَا رَسُولَ الله، مَا السُّنَّةُ فِي الرَّجُلِ من المشركين يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ فقَالَ لي: ((هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ)). هي لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5159 - عقبةُ بنُ عامر رفعه: ((من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة)). للكبير بلين (¬1). ¬
5160 - عمرُ: اللقيطُ حُرٌّ، وميراثُه لبيت المال، وكذا السائبة حر وميراثه لبيت المال. لرزين.
5161 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا تَقَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمُؤْنَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ)). لمالك والشيخين وأبي داود (¬1). ¬
5162 - عَائِشَةُ: أَنَّ فَاطِمَةَ سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا أَفَاءَ الله عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ))، فَغَضِبَتْ، فهجرته فَلَمْ تَزَلْ بذلك حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْده - صلى الله عليه وسلم - سِتَّةَ أَشْهُرٍ إلا ليالي وَكَانَتْ تَسْأَلُه أن يقسم لها نَصِيبَهَا مِمَّا أفاء الله على رسوله مِنْ خَيْبَرَ وَفَدَكٍ ومن صَدَقَتِهُ بِالْمَدِينَةِ. فقال لها أبو بكر: لستُ بالذي أقسم من ذلك شيئًا، ولَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَعْمَلُ بِهِ فيها إِلاَّ عَمِلْتُه، فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ، ثم فعل ذلك عمر، فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إِلَيَّ وعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ وأَمسَكَ خَيبَرَ وَفَدكَ، وَقَالَ: هُمَا صَدَقَةُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَت لِحُقُوقِهِ الَّتِي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ، وَأَمْرُهُمَا إِلَى مَنْ وَلِيَ الأَمْرَ فَهُمَا عَلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ (¬1). ¬
5163 - وفي رواية: ((لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَاه صَدَقَةٌ، وَإِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ -يَعْنِي: مَالَ الله- لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَزِيدُوا عَلَى الْمَأْكَلِ)). لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5164 - أبو الطُّفَيْلِ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا مِنَ أبيها إلى أبي بكر، فَقَالَ لها: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّ الله تعالى إِذَا أَطْعَمَ نَبِيًّا طُعْمَةً فهو لِلَّذِي يَقُومُ مِنْ بَعْدِهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
5165 - عَائِشَةُ: أَنَّ أَزْوَاجَ رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) (¬1) حِينَ تُوُفِّيَ أَرَدْنَ أَنْ يَبْعَثْنَ عُثْمَانَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ يَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ)) (¬2). ¬
5166 - وفي رواية: قُلْتُ: أَلا تَتَّقِينَ الله؟ أَلَمْ تَسْمَعْنَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّمَا هَذَا المَالُ لآل مُحَمَّدٍ لِنَائِبَتِهِمْ وَضَيْفِهِمْ، فَإِذَا مُتُّ فَهُوَ إِلَى وَلِيِّ الأَمْرِ مِنْ بَعْدِي)). لمالك والشيخين وأبي داود (¬1). ¬
5167 - عَمْرِوُ بْنُ الْحَارِثِ الخزاعي: مَا تَرَكَ النبي - صلى الله عليه وسلم - دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وَلا عَبْدًا وَلا أَمَةً ولا شيئًا، إِلاَّ بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ الَّتِي كَانَ يَرْكَبُهَا وَسِلاحَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا لابْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً. للبخاري، والنسائي (¬1). ¬
5168 - ابْنُ عَبَّاسٍ: ما ترك النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ. للبخاري (¬1). ¬
5169 - ابْنتُ سِيرِينَ: صَنَعْتُ سَيْفِي عَلَى سَيْفِ سَمُرَةَ، وَزَعَمَ سَمُرَةُ أَنَّهُ صَنَعَ سَيْفَهُ عَلَى سَيْفِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ حَفيًّا (¬1). ¬
5170 - جَابِرٌ: أَنَّ لواءَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يوم دَخَلَ مَكَّةَ كان أَبْيَضُ (¬1). ¬
5171 - ابْنُ عَبَّاس: رأيت رَايَةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت سَوْدَاءَ وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضَ. هي للترمذي (¬1). ¬
5172 - سِمَاكٌ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ آخَرَ مِنْهُمْ: رَأَيْتُ رَايَةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - صَفْرَاءَ. لأبي داود (¬1). ¬
5173 - الْبَرَاءُ: كَانَتْ رايةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَوْدَاءَ مُرَبَّعَةً مِنْ نَمِرَةٍ. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5174 - عَاصِمٌ الأَحْوَل: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَدِ انْصَدَعَ فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ، وَهُوَ قَدَحٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ، قال معمر: والنضار شجر بنجد، وقَالَ أَنَسٌ: لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْقَدَحِ ما لا أُحْصِي، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: -[296]- وقد رأيت ذاك القدح وكَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ فَأَرَادَ أَنَسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا حَلْقَةً مِنْ فِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: لا تُغَيِّرَ شَيْئًا صَنَعَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَتَرَكَهُ. للبخاري (¬1). ¬
5175 - أبو بريدة: قال لى عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: ألا أسقيك في قَدَحٍ شَرِبَ فيه النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فاتبعته إلى بيته، وسقاني في قدح، وأطعمني فيه سويقا ,قال: صَلِّ في هذا المسجد فقد صلى فيه - صلى الله عليه وسلم -. لرزين (¬1). ¬
5176 - سهلُ بنُ سعد: كَانَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَائِطِنَا فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ اللُّحَيْفُ، وفي رواية: اللُّخَيْفُ بالخاء. للبخاري (¬1). ¬
كتاب الحدود
كتاب الحدود
الحث على إقامة الحدود ودرئها والشفاعة فيها والتعزير
الحث على إقامة الحدود ودرئها والشفاعة فيها والتعزير
5177 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((حَدٌّ يقام فِي الأَرْضِ خَيْرٌ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا ثَلاثِينَ صَبَاحًا)). للنسائي (¬1). ¬
5178 - وفي رواية: أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. للنسائي (¬1). ¬
5179 - النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ رفعه: ((مَثَلُ الْقَائِمِ في حُدُودِ الله وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ ترَكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا)). للبخاري والترمذي (¬1). ¬
5180 - زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: أَنَّ رَجُلاً اعْتَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَا فَدَعَا، لَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِسَوْطٍ، فَأُتِيَ بِسَوْطٍ مَكْسُورٍ، فَقَالَ: فَوْقَ هَذَا، فَأُتِيَ بِسَوْطٍ جَدِيدٍ لَمْ تُقْطَعْ ثَمَرَتُهُ، فَقَالَ: دُونَ هَذَاـ فَأُتِيَ بِسَوْطٍ قَدْ رُكِبَ بِهِ وَلانَ، فَأَمَرَ بِهِ -[297]- صلى الله عليه وسلم - فَجُلِدَ ثُمَّ قَالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ الله، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ الله فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ الله)). لمالك (¬1). ¬
5181 - عَائِشَةُ رفعته: ((ادْرَءُوا الْحُدُودَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنْ كَانَ لَهُ مَخْرَجٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهُ، فَإِنَّ الإمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعُقُوبَةِ)). للترمذي، وقال وقد روى موقوفا وهو أصح (¬1). ¬
5182 - وعنها رفعته: ((أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلاَّ الْحُدُودَ)). لأبي داود (¬1). ¬
5183 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((تَعَافَوُا الْحُدُودَ فِيمَا بَيْنَكُمْ فَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ فَقَدْ وَجَبَ)). لأبي داود، وللنسائي (¬1). ¬
5184 - يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ مَاعِزًا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَقَرَّ عِنْدَهُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فَأَمَرَ بِه فرُجِم وَقَالَ لِهَزَّالٍ: ((لَوْ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْرًا لك))، قال ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: إنْ هَزَّالاً أَمَرَ مَاعِزًا أَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَيُخْبره. لمالك (¬1). ¬
5185 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله فَقَدْ ضَادَّ الله تعالى وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ الله حَتَّى يَنْزِعَ وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ الله رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ)). لأبي داود (¬1). ¬
5186 - الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ: لَقِيَ رَجُلاً قَدْ أَخَذَ سَارِقًا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ إِلَى السُّلْطَانِ فَشَفَعَ لَهُ الزُّبَيْرُ لِيُرْسِلَهُ فَقَالَ: لا حَتَّى أَبْلُغَ بِهِ السُّلْطَانَ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: إنما الشفاعة قبل أن تبلغ إلى السلطان فإذا بلغ إليه فقد الشَّافِعَ وَالْمُشَفِّعَ. لمالك (¬1). ¬
5187 - صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ: قِيلَ لَهُ: إِنَّ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ هَلَكَ، فَقَدِمَ صَفْوَانُ الْمَدِينَةَ فَنَامَ فِي الْمَسْجِدِ وَتَوَسَّدَ رِدَاءَهُ، فَجَاءَه سَارِقٌ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَخَذَ صَفْوَانُ السَّارِقَ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَ بِهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُقْطَعَ يَدُهُ، فَقَالَ صَفْوَانُ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ هَذَا يَا رَسُولَ الله هُوَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((فَهَلاَّ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ)). لمالك. ونحوه لأبي داود، والنسائي، وقال: فقطعه النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
5188 - هانئ بن نيار رفعه: ((لا يجلد فَوْقَ عَشْرَةِ أَسْوَاطٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله)). للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
5189 - وللبخاري والترمذي عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا عُقُوبَةَ فَوْقَ عَشْرِ ضَرَبَاتٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله تعالى)) (¬1). ¬
5190 - عَلِي رفعه: ((مَنْ أَصَابَ حَدًّا فَعُجِّلَ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا، فَإن الله أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عَلَى عَبْدِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الآخِرَةِ وَمَنْ أَصَابَ حَدًّا فَسَتَرَهُ الله عَلَيْهِ وَعَفَا عَنْهُ فَالله أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ في شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ)). للترمذي (¬1). ¬
إثم القتل، وما يبيحه، وقاتل نفسه
إثم القتل، وما يبيحه، وقاتل نفسه
5191 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا)). للبخاري (¬1). ¬
5192 - أَبِو الدَّرْدَاءِ رفعه: ((كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى الله أَنْ يَغْفِرَهُ إِلاَّ مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا أَوْ من قَتَلَ مُوْمِنًا مُتَعَمِّدًا)) (¬1). ¬
5193 - عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رفعه: ((مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا فَاغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ لَمْ يَقْبَلِ الله مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدْلاً)). هما لأبى داود (¬1). ¬
5194 - بُرَيْدَةُ رفعه: ((قَتْلُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ الله مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا)). للنسائي (¬1). ¬
5195 - أبو سَعِيد الْخُدْرِيَّ وَأَبَو هُرَيْرَةَ رفعاه: ((لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لأَكَبَّهُمُ الله فِي النَّارِ)) للترمذي (¬1). ¬
5196 - أَبو هُرَيْرَة: ((الإيمَانُ قَيَّدَ الْفَتْكَ، ولا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ)). لأبي داود (¬1). ¬
5197 - ابنُ مسعود رفعه: ((لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا؛ لأَنَّهُ سَنَّ الْقَتْلَ أَوَّلاً)). للشيخين، والترمذي، والنسائي (¬1). ¬
5198 - وعنه رفعه: ((يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ هَذَا قَتَلَنِي فَيَقُولُ الله تعالى لِمَ قَتَلْتَهُ فَيَقُولُ قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ فَيَقُولُ فَإِنَّهَا لِي، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ إِنَّ هَذَا قَتَلَنِي فَيَقُولُ الله تعالى لِمَ قَتَلْتَهُ فَيَقُولُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلانٍ، فَيَقُولُ: فإِنَّهَا لَيْسَتْ لِفُلانٍ، فَيَبُوءُ بِإِثْمِهِ)). للنسائى (¬1). ¬
5199 - الْمِقْدَادُ بْنُ الأسود: قَالَ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلاً مِنَ الْكُفَّارِ فَاقْتَتَلْنَا، فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا ثُمَّ لاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ، فَقَالَ: أَسْلَمْتُ لِلَّهِ، أَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ الله بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَقْتُلْهُ))، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، قَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ: ذَلِكَ بَعْدَ مَا قَطَعَهَا، فَقَالَ: ((لا تَقْتُلْهُ فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَإِنَّكَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ)). للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
5200 - ابنُ عباس رفعه: ((لا يقفن أحدكم موقفاً يقتل فيه رجل ظلماً، فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه، ولا يقفن أحد منكم موقفاً يضرب فيه رجل ظلماً فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه)). «للكبير» بلين (¬1). ¬
5201 - فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِقَتْلِهِ، وَكَانَ عَيْنًا لأَبِي سُفْيَانَ وحَلِيفًا لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَمَرَّ بِحَلَقَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: إِنَّهُ يَا رَسُولَ الله يَقُولُ إِنَّى مُسْلِمٌ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالاً نَكِلُهُمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ، مِنْهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ)). لأبي داود (¬1). ¬
5202 - ابنُ مسعود رفعه: ((لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنِّي رَسُولُ الله إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِي وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5203 - رَجُلٌ مِنْ الصحابة: سأل النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْقَاتِلِ وَالآمِرِ، فقَالَ: ((قُسِّمَتِ النَّارُ سَبْعِينَ جُزْءًا، فَلِلآمِرِ تِسْعة وَسِتُّونَ، وَلِلْقَاتِلِ جُزْءٌ)). لأحمد (¬1). ¬
5204 - أبو الدرداء رفعه: ((يؤتى بالقاتل والمقتول يوم القيامة، فيقول: أي رب، سل هذا فيم قتلنى؟ فيقول: أي رب أمرني هذا، فيؤخذ بأيديهما جميعا فيقذفان في النار)). للكبير (¬1). ¬
5205 - مُخَارِقُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَأْتِينِي فيأخذ مَالِي، قَالَ: ((ذَكِّرْهُ بِالله))، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَذَّكَّرْ، قَالَ: ((فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَنْ حَوْلَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَوْلِي أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: ((فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ بِالسُّلْطَانِ))، قَالَ: -[301]- فَإِنْ نَأَى السُّلْطَانُ عَنِّي، قَالَ: ((قَاتِلْ دُونَ مَالِكَ حَتَّى تَكُونَ مِنْ شُهَدَاءِ الآخِرَةِ أَوْ تَمْنَعَ مَالَكَ)). للنسائي (¬1). ¬
5206 - جُنْدُب رفعه: ((حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ)). للترمذي (¬1). ¬
5207 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِا خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتوجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5208 - وعنه رفعه: ((الَّذِي يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُهَا فِي النَّارِ، وَالَّذِي يَطْعن نفسه يَطْعُنُهَا فِي النَّارِ)). للبخاري (¬1). ¬
5209 - الْحَسَنُ البصري، حَدَّثَنَا جُنْدَبٌ بن عبد الله فِي هَذَا الْمَسْجِدِ فَمَا نَسِينَا منه حديثًا، ولا نَخَافُ أَنْ يَكْون جُنْدَبٌ كَذَبَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ الله تعالى: بَدَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ فحَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)). للبخاري (¬1). ¬
5210 - وفي رواية: ((إِنَّ رَجُلاً مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَتْ بِهِ قُرْحَةٌ، فَلَمَّا آذَتْهُ انْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَنَكَأَهَا، فَلَمْ يَرْقَأِ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ رَبُّكُمْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)) ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَالَ: إِي وَالله لَقَدْ حَدَّثَنِي بِهَا الْحَدِيثِ جُنْدَبٌ عَنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْمَسْجِدِ. للشيخين (¬1). ¬
5211 - سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَلَمَّا مَالَ إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي (أَصْحَابِه) (¬1) رَجُلٌ لا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلا فَاذَّةً إِلاَّ اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ، فَقَالَوا: مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلانٌ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ)) (¬2). ¬
5212 - وفي رواية قالوا: أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدًا، فخرج معه كلما وقَفَ وقَفَ معه، وإذا أسرع أَسرع معه، قال فجرح الرجل جرحًا شديد، فاستعجل الموت، فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أشهد أنك رسول الله فقال: ((وما ذاك)) قال: الرجل الذي ذكرت آنفًا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك، فقلت أنا لكم به، فخرجت في طلبه حتى جرح جرحًا شديدًا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: ((إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدوا للناس وهو من أهل النار)) (¬1). ¬
5213 - وفي رواية نحوه وفيه: ((وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ أو بخواتيمها)). للشيخين (¬1). ¬
5214 - جَابِرُ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيٍّ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنْعَةٍ؟ قَالَ: ((حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ)). فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِلَّذِي ذَخَرَ الله تعالى لِلأَنْصَارِ. فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ (فَمَرِضَ) (¬1) فَجَزِعَ جذعًا شديدًا، فَأَخَذَ مَشَاقِصَ، فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ، فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ فرآه الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ، فَرَآهُ في َهَيْئَةِ حَسَنَةٍ، وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ، فَقَالَ: مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ، فَقَالَ: غَفَرَ لِي لهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ، قَالَ: قِيلَ لِي لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ، فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ)). لمسلم (¬2). ¬
5215 - جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: مَرِضَ رَجُلٌ فَصِيحَ عَلَيْهِ، فَجَاءَ جَارُهُ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ إن فلانًا قَدْ مَاتَ، قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ قَالَ أَنَا سمعت ذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ))، فَرَجَعَ، فَصِيحَ عَلَيْهِ، فَجَاءَ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ))، فَرَجَعَ، فَصِيحَ عَلَيْهِ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: انْطَلِقْ إِلَى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبِرْهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: اللهمَّ الْعَنْهُ، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ الرَّجُلُ، فَرَآهُ قَدْ نَحَرَ نَفْسَهُ بِمِشْقَصٍ، فجاء النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، قَالَ: ((وَمَا يُدْرِيكَ))، قَالَ: رَأَيْتُهُ يَنْحَرُ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ مَعَهُ، قَالَ: ((أَنْتَ رَأَيْتَهُ)) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((إِذًا لا أُصَلِّي عَلَيْهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
القصاص في العمد والخطأ وبين الولد والوالد والجماعة والواحد والحر والعبد والمسلم والكافر
القصاص في العمد والخطأ وبين الولد والوالد والجماعة والواحد والحر والعبد والمسلم والكافر
5216 - أبو شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ رفعه: ((مَنْ أُصِيبَ بِقَتْلٍ أَوْ خَبْلٍ فَإِنَّهُ يَخْتَارُ إِحْدَى ثَلاثٍ إِمَّا أَنْ يَقْتَصَّ وَإِمَّا أَنْ يَعْفُوَ وَإِمَّا أَنْ يَأْخُذَ الدِّيَةَ، فَإِنْ أَرَادَ الرَّابِعَةَ فَخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ وَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)). لأبي داود (¬1). ¬
5217 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قِصَاصٌ وَلَمْ تَكُنْ فِيهِمُ الدِّيَةُ فقال: الله تعالى لهذه الأمة: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} والْعَفْوُ أَنْ يَقْبَلَ الدِّيَةَ فِي الْعَمْدِ وَاتِّبَاعٌ بِالمَعْرُوفٍ يَتَّبِعُ هَذَا بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ يُؤَدِّي هَذَا بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ مِمَّا كُتِبَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ إِنَّمَا هُوَ الْقِصَاصُ ولَيْسَ الدِّيَةَ. للبخاري والنسائي (¬1). ¬
5218 - وعنه رفعه: ((مَنْ قُتِلَ فِي عِمِّيَّاء فِي رَمْيٍ يَكُونُ بَيْنَهُمْ بِحِجَارَةٍ أَوْ قال بِالسِّيَاطِ أَوْ ضَرْبٍ بِعَصًا فَهُوَ خَطَأٌ وَعَقْلُهُ عَقْلُ الْخَطَإِ وَمَنْ قُتِلَ -[304]- عَمْدًا فَهُوَ قَوَدٌ وَمَنْ حَالَ دُونَهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَغَضَبُهُ لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5219 - وَائِلُ بنُ حجر: إِنِّي لَقَاعِدٌ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَ رَجُلٌ يَقُودُ آخَرَ بِنِسْعَةٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله هَذَا قَتَلَ أَخِي فَقَالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((أَقَتَلْتَهُ)). فَقَالَ: إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَعْتَرِفْ أَقَمْتُ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ. قَالَ: نَعَمْ قَتَلْتَهُ. قَالَ: ((كَيْفَ قَتَلْتَهُ)). قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَهُوَ نَخْتَبِطُ مِنْ شَجَرَةٍ فَسَبَّنِي وأَغْضَبَنِي فَضَرَبْتُهُ بِالْفَأْسِ عَلَى قَرْنِهِ فَقَتَلْتُهُ فَقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: ((هَلْ لَكَ مِنْ شَيْءٍ تُؤَدِّيهِ عَنْ نَفْسِكَ)) قَالَ: مَا لِي إِلاَّ كِسَائِي وَفَأْسِي. قَالَ: ((أَتَرَى قَوْمَكَ يَشْتَرُونَكَ)). قَالَ: أَنَا أَهْوَنُ عَلَى قَوْمِي مِنْ ذَلكَ فَرَمَى إِلَيْهِ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِنِسْعَتِهِ فقَالَ: ((دُونَكَ صَاحِبَكَ)) فَانْطَلَقَ بِهِ الرَّجُلُ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنْ قَتَلَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ)) فَرَجَعَ إليه فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ إِنْ قَتَلَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ وما أَخَذْتُهُ إلا بِأَمْرِكَ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَمَا تُرِيدُ أَنْ يَبُوءَ بِإِثْمه وَإِثْمِ صَاحِبِكَ)) قَالَ: بلى يَا نَبِيَّ الله قَالَ: ((فَإِنَّ ذلك كَذَلك)) قَالَ: فَرَمَى بِنِسْعَتِهِ وَخَلَّى سَبِيلَهُ (¬1). ¬
5220 - وفي رواية: قال: ((كَيْفَ قَتَلْتَهُ)) قَالَ: ضَرَبْتُ رَأْسَهُ بِالْفَأْسِ وَلَمْ أُرِدْ قَتْلَهُ. لمسلم، وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5221 - أبو هُرَيْرَةَ: قُتِلَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَرُفِعَ إليه فَدَفَعَهُ إِلَى وَلِيِّ الْمَقْتُولِ فَقَالَ: الْقَاتِلُ يَا رَسُولَ الله. مَا أَرَدْتُ قَتْلَهُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَمَا إِنَّهُ إِنْ كَانَ صَادِقاً ثُمَّ قَتَلتْه دَخَلْتَ النَّارَ)) فَخَلَّى سَبِيلَهُ وَكَانَ مَكْتُوفًا بِنِسْعَةٍ فَخَرَجَ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ فَسُمِّيَ ذي النِّسْعَةِ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
5222 - سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ: حَضَرْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُقِيدُ الأَبَ مِنِ ابْنِهِ وَلا يُقِيدُ الإبنَ مِنْ أَبِيهِ. للترمذي (¬1). ¬
5223 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ غُلامًا قُتِلَ غِيلَةً فَقَالَ عُمَرُ لَوِ اشْتَرَكَ فِيهَ أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ. للبخاري (¬1). ¬
5224 - ولمالك، عن ابْنِ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ عُمَرَ قَتَلَ نَفَراً خَمْسَةً أَوْ سَبْعَةً بِرَجُلٍ وَاحِدٍ قَتَلُوهُ قَتْلَوه غِيلَةٍ وَقَالَ: عُمَرُ لَوْ تَمَالأَ عَلَيْهِ أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ جَمِيعًا. رواه مالك (¬1). ¬
5225 - سَمُرَةَ رفعه: ((مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ وَمَنْ جَدَعَ عَبْدَهُ جَدَعْنَاهُ)). للترمذي (¬1). ¬
5226 - وفي رواية: مَنْ خَصَى عَبْدَهُ خَصَيْنَاهُ (¬1). ¬
5227 - وفي أخرى: ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ نَسِيَ هَذَا الْحَدِيثَ فَكَانَ يَقُولُ لا يُقْتَلُ حُرٌّ بِعَبْدٍ. (¬1). ¬
5228 - أبوجُحَيْفَةَ: قُلْتُ: لِعَلِيٍّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ عِنْدَكُمْ سَوْاءٌ فِي بَيْضَاءَ لَيْسَ فِي كِتَابِ الله قَالَ: لا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا عَلِمْتُهُ إِلاَّ فَهْماً يُعْطِيهِ الله رَجُلاً فِي الْقُرْآنِ وَمَا فِي هذه الصَّحِيفَةِ قُلْتُ وَمَا فِي هذه الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: فيها الْعَقْلُ وَفِكَاكُ الأَسِيرِ وَأَنْ لا يُقْتَلَ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ. للبخاري والترمذي والنسائي (¬1). ¬
5229 - قَيْسُ بْنُ عبَّادٍ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَالأَشْتَرُ إِلَى عَلِيٍّ فَقُلْنَا هَلْ عَهِدَ إِلَيْكَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ؟ عَامَّةً قَالَ: لا. إِلاَّ مَا فِي هَذَا فَأَخْرَجَ كِتَابًا مِنْ قِرَابِ سَيْفِهِ فَإِذَا فِيهِ: ((الْمُؤْمِنُونَ تتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ أَلا لا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلا ذُو عَهْدٍ في عَهْدِهِ -[306]- مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا فَعَلَى نَفْسِهِ ومن أحدث حدثا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5230 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ وَمُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ ولا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ)).لأبي داود (¬1). ¬
القتل في الجنون والسكر وبالمثقل والطب والسم وقتل الزانى وجناية الأقارب وما هو جبار
القتل في الجنون والسكر وبالمثقل والطب والسم وقتل الزانى وجناية الأقارب وما هو جِبار
5231 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَنَّ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ أُتِيَ إليه بِمَجْنُونٍ قد قَتَلَ رَجُلاً فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ أَنِ اعْقِلْهُ وَلا تُقِدْ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَى مَجْنُونٍ قَوَدٌ. للموطأ (¬1). ¬
5232 - مَالِك: بَلَغَهُ أَنَّ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ أُتِيَ بِسَكْرَانَ قَدْ قَتَلَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنِ اقْتُلْهُ بِهِ (¬1). ¬
5233 - أَنَسٌ: أَنَّ يَهُودِيًّا قَتَلَ جَارِيَةً عَلَى أَوْضَاحٍ لَهَا فَقَتَلَهَا بِحَجَرٍ فَجِيءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَبِهَا رَمَقٌ فَقَالَ: ((أَقَتَلَكِ فُلانٌ)) فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَنْ لا ثُمَّ قَالَ: لها ((الثَّانِيَةَ)) فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَنْ لا ثُمَّ ((سَأَلَهَا الثَّالِثَةَ)) فقالت: وأشارت برأسها نَعَمْ. ((فَقَتَلَهُ - صلى الله عليه وسلم - بِحَجَرَيْنِ)). البخاري (¬1). ¬
5234 - وفي رواية: أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْيَهُودِ قَتَلَ جَارِيَةً عَلَى حُلِيٍّ لَهَا ثُمَّ أَلْقَاهَا فِي الْقَلِيبِ وَرَضَخَ رَأْسَهَا بِالْحِجَارَةِ فَأُخِذَ فَأُتِيَ بِهِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فَأَمَرَ أَنْ يُرْجَمَ حَتَّى يَمُوتَ)) فَرُجِمَ حَتَّى مَاتَ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5235 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((مَنْ تَطَبَّبَ وَلا يُعْلَمُ مِنْهُ طِبٌّ فَهُوَ ضَامِنٌ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5236 - عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أن بعض من وفد على أبيه حدثه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أيما تطبب من غير أنه يعرف له طب فأعنت فهو ضامن))، قال عبد العزيز، أما إنه ليس بالنعت إنما هو قطع العرق والبط والكي (¬1). ¬
5237 - أبو هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ أَهْدَتْ إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شَاةً مَسْمُومَةً فَمَا عَرَضَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -. هما لأبي داود (¬1). ¬
5238 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً فَقَتَلَهُ أَوْ قَتَلَهُمَا وأَشْكَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ الْقَضَاءُ فِيهِ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى ليَسْأَلَ لَهُ عَلِيًّا فَسَأَلَه فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ إِنَّ هَذَا الشَّيْءَ مَا هُوَ بِأَرْضِي عَزَمْتُ عَلَيْكَ لَتُخْبِرَنِّي فَقَالَ: لَهُ أَبُو مُوسَى كَتَبَ إِلَيَّ مُعَاوِيَةُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: عَلِيٌّ أَنَا أَبُو حَسَنٍ إِنْ لَمْ يَأْتِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَلْيُعْطَ بِرُمَّتِهِ. لمالك (¬1). ¬
5239 - ثَعْلَبَةُ بْنُ زَهْدَمٍ: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ فجاء نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالُوا. يَا رَسُولَ الله هَؤُلاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ ابْنِ يَرْبُوعٍ قَتَلُوا فُلانًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ: ((وَهَتَفَ بِصَوْتِهِ أَلا لا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى الأُخْرَى)). للنسائي (¬1). ¬
5240 - أبو رِمْثَةَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ أَبِي فَقَالَ: ((مَنْ هَذَا مَعَكَ)) قَالَ: ابْنِي أَشْهَدُ بِهِ قَالَ: ((أَمَا إِنَّكَ لا تَجْنِي عَلَيْهِ وَلا يَجْنِي عَلَيْكَ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5241 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((قَالَ: الْعَجْمَاءُ عقلها جُبَارٌ وَالْبِئْرُ جُبَارٌ وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ)) (¬1). ¬
5242 - في رواية: ((الْبِئْرُ جَرْحُهَا جُبَارٌ وَالْمَعْدِنُ جَرْحُهُ جُبَارٌ وَالْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ)). للستة (¬1). ¬
5243 - ولأبي داود: ((الرِّجْلُ جُبَارٌ. وقَالَ الدَّابَّةُ تَضْرِبُ بِرِجْلِهَا وَهُوَ رَاكِبٌ)) (¬1). ¬
5244 - وله في أخرى: ((النَّارُ جُبَارٌ)) (¬1). ¬
قصاص ما دون النفس والعفو والقسامة وإحسان القتلة
قصاص ما دون النفس والعفو والقسامة وإحسان القتلة
5245 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَنَّ رَجُلاً عَضَّ يَدَ رَجُلٍ، فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ فَيهِ فَوَقَعَتْ ثَنِيَّتَاهُ، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((يَعَضُّ أَحَدُكُمْ يد أَخَيهُ كَمَا يَعَضُّ الْفَحْلُ لا دِيَةَ لَكَ)) (¬1). ¬
5246 - وفي رواية: قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا تَأْمُرُنِي؟! تَأْمُرُنِي آمُرَهُ أَنْ يَدَعَ يَدَهُ فِي فِيكَ تَقْضَمُهَا كَمَا يَقْضَمُ الْفَحْلُ ادفع يَدَكَ حَتَّى يَعَضَّهَا، ثُمَّ انْتَزِعْهَا)). للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
5247 - أَنَسٌ بن مالك: أَنَّ الرُّبَيِّعَ عَمَّتَهُ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا إِلَيْهَا الْعَفْوَ فَأَبَوْا، فَعَرَضُوا الأَرْشَ، فَأَبَوْا فَأَتَوْا - صلى الله عليه وسلم -، فَأَبَوْا إِلاَّ الْقِصَاصَ فَأَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: يَا رَسُولَ الله، أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ، لا وَالَّذِي بَعَثَكَ -[309]- بِالْحَقِّ لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا أَنَسُ، كِتَابُ الله الْقِصَاصُ)) فَرَضِيَ الْقَوْمُ فَعَفَوْا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ مِنْ عِبَادِ الله مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ)) (¬1). ¬
5248 - وفي رواية: أَنَّ أُخْتَ الرُّبَيِّعِ أُمَّ حَارِثَةَ جَرَحَتْ إِنْسَانًا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((الْقِصَاصَ، الْقِصَاصَ)) فَقَالَتْ أُمُّ الرَّبِيعِ: يَا رَسُولَ الله، أَيُقْتَصُّ مِنْ فُلانَةَ، وَالله لا يُقْتَصُّ مِنْهَا أَبَدًا فَمَا زَالَتْ حَتَّى قَبِلُوا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ مِنْ عِبَادِ الله مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5249 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَنَّ غُلامًا لأُنَاسٍ فُقَرَاءَ، قَطَعَ أُذُنَ غُلامٍ لأَغْنِيَاءَ، فَأَتَى أَهْلُهُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّا أُنَاسٌ فُقَرَاءُ، فَلَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهِ شَيْئًا. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5250 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلاً وَقَعَ فِي أَبٍ كَانَ لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَطَمَهُ الْعَبَّاسُ فَجَاءَ قَوْمُهُ فَقَالُوا لَنَلْطِمَنَّهُ كَمَا لَطَمَهُ، فَلَبِسُوا السِّلاحَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ أَهْلِ الأَرْضِ تَعْلَمُونَ أَكْرَمُ عَلَى الله تعالى)) فَقَالُوا: أَنْتَ. قَالَ: ((فإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ لا تَسُبُّوا أمواتنا فَتُؤْذُوا أَحْيَاءَنَا)) فَجَاءَ الْقَوْمُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله نَعُوذُ بِالله مِنْ غَضَبِكَ اسْتَغْفِرْ لَنَا. للنسائي (¬1). ¬
5251 - عبدُ الله بنُ جبير الخزاعي قال: طعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً في بطنه إما بقضيب وإما بسواك، فقال: أوجعتني فأقدني، فأعطاه العود الذى كان معه، فقال: استقد، فقبل بطنه، ثم قال: بل أعفو لعلك أن تشفع لي بها يوم القيامة. للكبير (¬1). ¬
5252 - أَنَسٌ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رُفِعَ إِلَيْهِ شَيْءٌ فِي قِصَاصٍ إِلاَّ أَمَرَ فِيهِ بِالْعَفْوِ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5253 - أبو السَّفر سعيد بن أحمد قَالَ: دَقَّ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ سِنَّ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ هَذَا دَقَّ سِنِّي، فقَالَ له مُعَاوِيَةُ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ، وَأَلَحَّ الآخَرُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَبْرَمَهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: شَأْنَكَ بِصَاحِبِكَ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ جَالِسٌ عِنْدَهُ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَا مِنْ رَجُلٍ يُصَابُ بِشَيْءٍ فِي جَسَدِهِ فَيَتَصَدَّقُ بِهِ إِلاَّ رَفَعَهُ الله بِهِ دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهِ خَطِيئَةً)). فقَالَ الأَنْصَارِيُّ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي. قَالَ: فَإِنِّي أَذَرُهَا لَهُ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: لا جَرَمَ لا أُخَيِّبُكَ فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ. للترمذي (¬1). ¬
5254 - عَائِشَةُ رفعته: ((عَلَى الْمُقْتَتِلِينَ أَنْ يَنْحَجِزُوا الأولى فالأولى وَإِنْ كَانَتِ امْرَأَةً)). لأبي داود والنسائي بلفظ: الأول فالأول (¬1). ¬
5255 - أم سلمة رفعته: ((من كانت فيه واحدة، زوجه الله من الحور العين: من كانت عنده أمانة خفية شهية فأداها مخافة الله، أو رجل عفا عن قاتله، أو رجل قرأ {قل هو الله أحد} دبر كل صلاة)). للكبير بخفي (¬1). ¬
5256 - ابْنُ عَبَّاسٍ: إنَّ أَوَّلَ قَسَامَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَفِينَا بَنِي هَاشِمٍ، كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ فَخِذٍ أُخْرَى فَانْطَلَقَ مَعَهُ فِي إِبِلِهِ فَمَرَّ به رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، قَدِ انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جُوَالِقِهِ، فَقَالَ: أَغِثْنِي بِعِقَالٍ أَشُدُّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِي لا تَنْفِرُ الإبِلُ، فَأَعْطَاهُ عِقَالاً فَشَدَّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِهِن فَلَمَّا نَزَلُوا عُقِلَتِ الإبِلُ إِلاَّ بَعِيرًا وَاحِدًا، فَقَالَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ: مَا بال هَذَا الْبَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِنْ بَيْنِ الإبِلِ، قَالَ: لَيْسَ لَهُ عِقَالٌ، قَالَ: فَأَيْنَ عِقَالُهُ. فَحَذَفَهُ بِعَصًا كَانَ فِيهَا أَجَلُهُ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: أَتَشْهَدُ الْمَوْسِمَ، قَالَ: مَا أَشْهَدُ وَرُبَّمَا شَهِدْتُهُ، -[311]- قَالَ: هَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ عَنِّي رِسَالَةً (مَرَّةً) (¬1) مِنَ الدَّهْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فإِذَا شَهِدْتَ الْمَوْسِمَ، نَادِ يَا آلَ قُرَيْشٍ، فَإِذَا أَجَابُوكَ فَنَادِ يَا آلَ هَاشِمٍ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَسَلْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ، فَأَخْبِرْهُ أَنَّ فُلانًا قَتَلَنِي فِي عِقَالٍ، وَمَاتَ الْمُسْتَأْجَرُ، فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ أَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ: مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا. قَالَ: مَرِضَ فَأَحْسَنْتُ الْقِيَامَ عَلَيْهِ فَوَلِيتُ دَفْنَهُ، قَالَ: وقَدْ كَانَ أَهْلَ ذَاكَ مِنْكَ فَمَكَثَ حِينًا، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ يُبْلِغَ عَنْهُ وَافى الْمَوْسِمَ فَقَالَ: يَا لقُرَيْشٍ، قَالُوا: هَذِهِ قُرَيْشٌ، قَالَ يَا آلَ بني هَاشِمٍ. قَالُوا: هَذِهِ بَنُو هَاشِمٍ. قَالَ: أَيْنَ أَبُو طَالِبٍ؟ (قَالُوا) (¬2): هَذَا أَبُو طَالِبٍ، قَالَ: أَمَرَنِي فُلانٌ أَنْ أُبْلِغَكَ رِسَالَةً: أَنَّ فُلانًا قَتَلَهُ فِي عِقَالٍ، فَأَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ: اخْتَرْ مِنَّا إِحْدَى ثَلاثٍ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنَ الإبِلِ، فَإِنَّكَ قَتَلْتَ صَاحِبَنَا، وَإِنْ شِئْتَ حَلَفَ خَمْسُونَ مِنْ قَوْمِكَ إِنَّكَ لَمْ تَقْتُلْهُ، فَإِنْ أَبَيْتَه قَتَلْنَاكَ بِهِ فَأَتَى قَوْمَهُ فأخبرهم فَقَالُوا: نَحْلِفُ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَدْ وَلَدَتْ منهُ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَالِبٍ أُحِبُّ أَنْ تُجِيزَ ابْنِي هَذَا بِرَجُلٍ مِنَ الْخَمْسِينَ، وَلا تُصْبِرْ يَمِينَهُ حَتى تُصْبَرُ الأَيْمَانُ فَفَعَلَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَرَدْتَ خَمْسِينَ رَجُلاً أَنْ يَحْلِفُوا مَكَانَ مِائَةٍ مِنَ الإبِلِ، يُصِيبُ كُلَّ رَجُلٍ منهم بَعِيرَانِ هَذَانِ بَعِيرَانِ فَاقْبَلْهُمَا منِّي وَلا تصَّبر يَمِينِي حَيْثُ تصَّبر الأَيْمَانُ فَقَبِلَهُمَا، وَجَاءَ ثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ فَحَلَفُوا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا حَالَ الْحَوْلُ، وَمِنَ الثَّمَانِيَةِ وَأَرْبَعِينَ عَيْنٌ تَطْرِفُ. للبخاري والنسائي (¬3). ¬
5257 - أُنَاسٌ مِنْ الصحابة: أَنَّ الْقَسَامَةَ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَقَرَّهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَضَى بِهَا بَيْنَ نَاسٍ مِنَ الأَنْصَارِ فِي قَتِيلٍ ادَّعَوْهُ عَلَى يَهُودِ خَيْبَرَ. لمسلم والنسائي (¬1). ¬
5258 - سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ: انطلق عَبْدُ الله بْنَ سَهْلٍ، وَمُحَيِّصَةُ بْنَ مَسْعُودِ إلى خَيْبَرَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ فَتَفَرَّقَا لِحَوَائِجِهِمَا، فَأَتَى مُحَيِّصَةُ إلى عَبْدِ الله بْنِ سَهْلٍ، وَهُوَ يَتَشَحَّطُ فِي دَمِهِ قَتِيلاً فَدَفَنَهُ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ وَحُوَيِّصَةُ ابنا مسعود إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ: ((كبر كبر)) وهو أحدث القوم -[312]- فَسَكَتَ فَتَكَلَّمَا فَقَالَ: ((أَتَحْلِفُونَ وتَسْتَحِقُّونَ قاتلَكم صَاحِبِكُمْ)). فقَالُوا: وكَيْفَ نَحْلِفُ، وَلَمْ نَشْهَدْ، وَلَمْ نَرَ، قَالَ: فتُبَرِّئُكُمْ يَهُودُ بِخَمْسِينَ يَمِينًا، قَالُوا: كَيْفَ نَأْخُذُ أَيْمَانَ قَوْمٍ كُفَّارٍ، فَعَقَلَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عِنْدِهِ. ومن رواياته: فوداه بمائة من إبل الصدقة (¬1). ¬
5259 - ومنها عن سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عن رجال من كبراء قومه: أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ سَهْلٍ قَدْ قُتِلَ وَطُرِحَ فِي عين أو فقِيرٍ بنحوه وفيه: فذَهَبَ مُحَيِّصَةُ لِيَتَكَلَّمَ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ بِخَيْبَرَ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((كَبِّرْ كَبِّرْ يريد السن)) فَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَيِّصَةُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِمَّا أَنْ يَدُوا صَاحِبَكُمْ وَإِمَّا أَنْ يُؤْذَنُوا بِحَرْبٍ)) فَكَتَبَ - صلى الله عليه وسلم - إليهم فِي ذَلِكَ، فَكَتَبُوا: إِنَّا وَالله مَا قَتَلْنَاهُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -، لِحُوَيِّصَةَ وَمُحَيِّصَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: ((أتَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ)) قَالُوا: لا. قَالَ: فَتَحْلِفُ لَكُمْ يَهُودُ. قَالُوا: لَيْسُوا مُسْلِمِينَ فَوَدَاهُ مِنْ عِنْدِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ ِمِائَةَ نَاقَةٍ حمراء حَتَّى أُدْخِلَتْ عَلَيْهِمُ الدَّارَ. قَالَ سَهْلٌ: لَقَدْ رَكَضَتْنِي فريضة من تلك الفرائض بالمربض (¬1). ¬
5260 - ومنها قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((يَقْسِمُ خَمْسُونَ مِنْكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَيُدْفَعُ بِرُمَّتِهِ)) (¬1). ¬
5261 - ومنها عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُجَيْدٍ قَالَ: إِنَّ سَهْلاً - وَالله- أَوْهَمَ الْحَدِيثَ، إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَتَبَ إِلَى يَهُودَ أَنَّهُ قَدْ وُجِدَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ قَتِيلٌ فَدُوهُ، فَكَتَبُوا يَحْلِفُونَ بِالله -[313]- خَمْسِينَ يَمِينًا مَا قَتَلْنَاهُ وَلا عَلِمْنَا، قَاتِله فَوَدَاهُ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عِنْدِهِ مِائَةَ نَاقَةٍ. للستة (¬1). ¬
5262 - رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: أَصْبَحَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ مَقْتُولاً بِخَيْبَرَ فَانْطَلَقَ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: ((لَكُمْ شَاهِدَانِ يَشْهَدَانِ عَلَى (قَتْلِ) (¬1) صَاحِبِكُمْ)). قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، لَمْ يَكُنْ ثَمَّ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّمَا هُمْ يَهُودُ، وَقَدْ يتجرءون عَلَى أَعْظَمَ مِنْ هَذَا، قَالَ: فَاخْتَارُوا مِنْهُمْ خَمْسِينَ، فَاسْتَحلفهم فَوَدَاهُ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عِنْدِهِ. لأبي داود (¬2) ¬
5263 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ ابْنَ مُحَيِّصَةَ الأَصْغَرَ أَصْبَحَ قَتِيلاً عَلَى أَبْوَابِ خَيْبَرَ، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أَقِمْ شَاهِدَيْنِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ، أَدْفَعْهُ إِلَيْك بِرُمَّتِهِ)) فقَالَ: يَا رَسُولَ الله وَمِنْ أَيْنَ أُصِيبُ شَاهِدَيْنِ، وَإِنَّمَا أَصْبَحَ قَتِيلاً عَلَى أَبْوَابِهِمْ، قَالَ: ((فَتَحْلِفُ خَمْسِينَ قَسَامَةً)) قَالَ: يَا رَسُولَ الله، وَكَيْفَ أَحْلِفُ عَلَى مَا لا أَعْلَمُ؟ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - فَنستحْلِفُ مِنْهُمْ خَمْسِينَ قَسَامَةً. فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ نَسْتَحْلِفُهُمْ وَهُمُ الْيَهُودُ، فَقَسَمَ - صلى الله عليه وسلم - دِيَتَهُ عَلَيْهِمْ وَأَعَانَهُمْ بِنِصْفِهَا. للنسائي (¬1). ¬
5264 - أبو قِلابَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَبْرَزَ سَرِيرَهُ يَوْمًا لِلنَّاسِ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي الْقَسَامَةِ؟ قَالَ: نَقُولُ في الْقَسَامَةِ الْقَوَدُ بِهَا حَقٌّ، وَقَدْ أَقَادَتْ بِهَا الْخُلَفَاءُ، فقَالَ لِي: مَا تَقُولُ يَا أَبَا قِلابَةَ؟ وَنَصَبَنِي لِلنَّاسِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَكَ رُءُوسُ الأَجْنَادِ، وَأَشْرَافُ الْعَرَبِ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ خَمْسِينَ مِنْهُمْ شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ مُحْصَنٍ بِدِمَشْقَ أَنَّهُ قَدْ زَنَى، ولَمْ يَرَوْهُ أَكُنْتَ (تَرْجُمُهُم) (¬1) قلت: لا، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ خَمْسِينَ مِنْهُمْ شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ بِحِمْصَ أَنَّهُ قد سَرَقَ أَكُنْتَ تَقْطَعُهُ، وَلَمْ يَرَوْهُ، قَالَ: لا، قُلْتُ: فَوَالله مَا قَتَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ فِي إِحْدَى ثَلاثِ خِصَالٍ: رَجُلٌ قَتَلَ بِجَرِيرَةِ نَفْسِهِ فَقُتِلَ، أَوْ رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانٍ أَوْ رَجُلٌ حَارَبَ الله وَرَسُولَهُ وَارْتَدَّ عَنِ الإسْلامِ، قال: -[314]- وقد كان في هذا سنة من النبي - صلى الله عليه وسلم -، دخل عليه نفر من الأنصار فتحدثوا عنده، فخرج رجل منهم بين أيديهم فقتل، فخرجوا فإذا هم به يتشحط في الدم، فرجعوا إليه - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه فقال: ((من تظنون قتله؟)) قالوا: اليهود. فدعى اليهود فقال: ((أنتم قتلتم هذا؟)) قالوا: لا. قال: ((أفترضون (بنفل) (¬2) خمسين من اليهود ما قتلوه؟)) قالوا: ما يبالون أن يقتلونا أجمعين ثم ينفلون، قَالَ: أَفَتَسْتَحِقُّونَ الدِّيَةَ بِأَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ، قَالُوا: مَا كُنَّا لِنَحْلِفَ، فَوَدَاهُ مِنْ عِنْدِهِ وقال: وَقَدْ كَانَتْ هُذَيْلٌ خَلَعت خَلِيعًا لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَطَرَقَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْيَمَنِ بِالْبَطْحَاءِ فَانْتَبَهَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَحَذَفَهُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلَهُ، فَجَاءَتْ هُذَيْلٌ فَأَخَذُوا الْيَمَانِيَّ وَرَفَعُوهُ إِلَى عُمَرَ بِالْمَوْسِمِ، وَقَالُوا: قَتَلَ صَاحِبَنَا، فَقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ خَلَعُوهُ، فَقَالَ يُقْسِمُ خَمْسُونَ مِنْ هُذَيْلٍ مَا خَلَعُوهُ فَأَقْسَمَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلاً، وَقَدِمَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنَ الشَّامِ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُقْسِمَ فَافْتَدَى يَمِينَهُ مِنْهُمْ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَدْخَلُوا مَكَانَهُ رَجُلاً آخَرَ، فَدَفَعَهُ إِلَى أَخِي الْمَقْتُولِ، فَقُرِنَتْ يَدُهُ بِيَدِهِ، فَانْطَلَقَا وَالْخَمْسُونَ الَّذِينَ أَقْسَمُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِنَخْلَةَ أَخَذَتْهُمُ السَّمَاءُ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي الْجَبَلِ فَانْهَجَمَ الْغَارُ عَلَى الْخَمْسِينَ -[315]- الَّذِينَ أَقْسَمُوا، فَمَاتُوا جَمِيعًا، وَأَفْلَتَ الْقَرينانِ، وَاتَّبَعَهُمَا حَجَرٌ فَكَسَرَ رِجْلَ أَخِي الْمَقْتُولِ، فَعَاشَ حَوْلاً ثُمَّ مَاتَ، وقال: وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَقَادَ رَجُلاً بِالْقَسَامَةِ، ثُمَّ نَدِمَ بَعْدَ مَا صَنَعَ فَأَمَرَ بِالْخَمْسِينَ الَّذِينَ أَقْسَمُوا فَمُحُوا مِنَ الدِّيوَانِ وَسَيَّرَهُمْ إِلَى الشَّامِ. للبخاري مطولا (¬3). ¬
5265 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَتَلَ بِالْقَسَامَةِ رَجُلاً مِنْ بَنِي نَضْرِ بْنِ مَالِكٍ بِبَحْرَةِ الرُّغَاءِ عَلَى شَطِّ لِيَّةِ الْبَحْرَةِ قَالَ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ مِنْهُمْ. لأبي داود (¬1). ¬
5266 - أبو سَعِيدٍ" وُجِدَ قَتِيلٌ بَيْنَ قَرْيَتَيْنِ فَأَمَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَذُرِعَ مَا بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ إِلَى أَيِّهِمَا كَانَ أَقْرَبَ فَوُجِدَ أَقْرَبَ إِلَى إحَدِاهِمَا بِشِبْرٍ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شِبْرِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَهُ عَلَى الَّذِي كَانَ أَقْرَبَ. لأحمد والبزار بضعف (¬1). ¬
5267 - شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رفعه: ((إِنَّ الله كَتَبَ الإحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ)). الحديث في الذبائح (¬1). ¬
5268 - ابنُ مسعود رفعه: ((أَعَفُّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الإيمَانِ)). لأبي داود (¬1). ¬
الديات في النفس والأعضاء والجوارح والجنين وما يتعلق بذلك
الديات في النفس والأعضاء والجوارح والجنين وما يتعلق بذلك
5269 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: قَضَى النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ مَنْ قُتِلَ خَطَأً فَدِيَتُهُ مِنَ الإبِلِ مِائَةٌ: ثَلاثُونَ بِنْتُ مَخَاضٍ وَثَلاثُونَ بِنْتُ لَبُونٍ وَثَلاثُونَ حِقَّةً وَعَشَرَةُ ابن لَبُونٍ ذَكَرٍ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5270 - وللترمذي: ((مَنْ قَتَلَ مُتَعَمِّدًا دُفِعَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ فَإِنْ شَاءُوا قَتَلُوا وَإِنْ شَاءُوا أَخَذُوا الدِّيَةَ وَهِيَ ثَلاثُونَ حِقَّةً وَثَلاثُونَ جَذَعَةً وَأَرْبَعُونَ خَلِفَةً، وَمَا صولحِوا عَلَيْهِ فَهُوَ لَهمْ، وَكذَلِكَ لِتَشْدِيدِ الْعَقْلِ)) (¬1). ¬
5271 - ابْنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((فِي دِيَةِ الْخَطَإِ عِشْرُونَ حِقَّةً، وَعِشْرُونَ جَذَعَةً، وَعِشْرُونَ بِنْتَ مَخَاضٍ، وَعِشْرُونَ بِنْتَ لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ بَنو مَخَاضٍ ذُكُوراً)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
5272 - عَلِيٌّ قَالَ: دية شِبْهِ الْعَمْدِ أَثْلاثٌ، ثَلاثٌ وَثَلاثُونَ حِقَّةً وَثَلاثٌ وَثَلاثُونَ جَذَعَةً وَأَرْبَعٌ وَثَلاثُونَ ثَنِيَّةً إِلَى بَازِلِ عَامِهَا، وَكُلُّهَا خَلِفات (¬1). ¬
5273 - وفي رواية قَالَ: فِي الْخَطَإِ أَرْبَاعٌ، خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حِقَّةً، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ جَذَعَةً، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ مَخَاضٍ (¬1). ¬
5274 - مُجَاهِد: قَضَى عُمَرُ فِي شِبْهِ الْعَمْدِ ثَلاثِينَ حِقَّةً، وَثَلاثِينَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعِينَ خَلِفَةً مَا بَيْنَ ثَنِيَّةٍ إِلَى بَازِلِ عَامِهَا (¬1). ¬
5275 - أبو عِيَاضٍ: أن عُثْمَانَ وَزَيْدَ بْنِ ثَابِتٍ كانا يجعلان فِي الْمُغَلَّظَةِ أَرْبَعينَ جَذَعَةً خَلِفَةً، وَثَلاثينَ حِقَّةً، وَثَلاثينَ بَنَاتِ لَبُونٍ، وَعِشْرينَ بَني لَبُونٍ ذكر، وَعِشْرينَ بَنَاتِ مَخَاضٍ. هي لأبى داود (¬1). ¬
5276 - رَجُلٌ مِنْ الصحابة رفعه: ((أَلا وَإِنَّ قَتِيلَ الْخَطَإِ الْعَمْدِ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا وَالْحَجَرِ مِائَةٌ مِنَ الإبِلِ، أَرْبَعُونَ ثَنِيَّةً إِلَى بَازِلِ عَامِهَا كُلُّهُنَّ خَلِفَةٌ)) (¬1). ¬
5277 - وفي رواية: ((مِائَةٌ مِنَ الإبِلِ منها أَرْبَعُونَ فِي بُطُونِهَا أَوْلادُهَا)) (¬1). ¬
5278 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((عَقْلُ الْمَرْأَةِ مِثْلُ عَقْلِ الرَّجُلِ حَتَّى يَبْلُغَ الثُّلُثَ مِنْ دِيَتِه)). هما للنسائي (¬1). ¬
5279 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى فِي الْمُكَاتَبِ أن يُودَى بِقَدْرِ مَا عتق منه دِيَةَ الْحُرِّ وَمَا بَقِيَ دِيَةَ الْعَبْدِ (¬1). ¬
5280 - وفي رواية: إِذَا أَصَابَ الْمُكَاتَبُ حَدًّا أَوْ وَرِثَ مِيرَاثًا يَرِثُ عَلَى قَدْرِ مَا عَتَقَ مِنْهُ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
5281 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((دِيَةُ الْمُعَاهِدِ نِصْفُ دِيَةِ الْحُرِّ)). لأبي داود (¬1). ¬
5282 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَدَى الْعَامِرِيَّيْنِ بِدِيَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ لَهُمَا عَهْدٌ مِنْ النبي - صلى الله عليه وسلم -. للترمذي (¬1). ¬
5283 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((عَقْلُ أَهْلِ الذِّمَّةِ نِصْفُ عَقْلِ الْمُسْلِمِينَ، وَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى)). للنسائي (¬1). ¬
5284 - وعنه: قَضَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي الْعَيْنِ الْقَائِمَةِ السَّادَّةِ لِمَكَانِهَا بِثُلُثِ الدِّيَةِ. لأبي داود (¬1). ¬
5285 - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: كَانَ يَقُولُ فِي الْعَيْنِ الْقَائِمَةِ إِذَا طَفِئَتْ مِائَةُ دِينَارٍ. لمالك (¬1). ¬
5286 - عصمة: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد فقئت عينه، قال: ((من ضربك؟)) قال: أعور بني فلان، فبعث إليه فجاء فقال: ((أنت فقأت عين هذا؟)). قال: نعم، فقضى عليه بالدية، وقال: ((لا يفقأ عينه فيدعه غير بصير)). للكبير بضعف (¬1). ¬
5287 - ابن عمرو بن العاص: أن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((فِي الأَسْنَانِ خَمْسٌ خَمْسٌ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5288 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: قَضَى عُمَرُ فِي الأَضْرَاسِ بِبَعِيرٍ بَعِيرٍ، وَقَضَى مُعَاوِيَةُ فِي كل ضرس بِخَمْسَةِ أَبْعِرَةٍ، فَالدِّيَةُ تَنْقُصُ فِي قَضَاءِ عُمَرَ وَتَزِيدُ فِي قَضَاءِ مُعَاوِيَةَ، ولَوْ كُنْتُ أَنَا لَجَعَلْتُ فِي الأَضْرَاسِ بَعِيرَيْنِ بَعِيرَيْنِ، فَتِلْكَ الدِّيَةُ سَوَاءٌ. لمالك (¬1). ¬
5289 - ولرزين: ولو كنت أنا لجعلت ثلاثة أبعرة وثلث فتلك الدية سواء.
5290 - أبو مُوسَى رفعه: ((الأَصَابِعُ سَوَاءٌ، عَشْرٌ عَشْرٌ مِنَ الإبِلِ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5291 - وله عن ابْنِ عَبَّاسٍ رفعه: ((دِيَةُ أَصَابِعِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ سَوَاءٌ، عَشْرةٌ مِنَ الإبِلِ لِكُلِّ أُصْبُعٍ)) (¬1). ¬
5292 - عبدُ الله بنُ أبي بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَمْرِو بْنُ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ كِتَابًا فِيهِ الْفَرَائِضُ وَالسُّنَنُ وَالدِّيَاتُ وَبَعَثَ بِهِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فَقُرِئَتْ عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ هَذِهِ نُسْخَتُهَا: ((مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ إِلَى شُرَحْبِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ وَنُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ، قَيْلِ ذِيِ رُعَيْنٍ وَمَعَافِرَ وَهَمْدَانَ أَمَّا بَعْدُ وَكَانَ فِي كِتَابِهِ أَنَّ مَنِ اعْتَبَطَ مُؤْمِنًا قَتْلاً فَإِنَّهُ قَوَدٌ، إِلاَّ أَنْ يَرْضَى أَوْلِيَاءُ الْمَقْتُولِ، وَأَنَّ فِي النَّفْسِ الدِّيَةَ مِائَةً مِنَ الإبِلِ، وَفِي الأَنْفِ إِذَا أُوعِبَ جَدْعُهُ الدِّيَةُ، وَفِي اللِّسَانِ الدِّيَةُ، وَفِي الشَّفَتَيْنِ الدِّيَةُ، وَفِي الْبَيْضَتَيْنِ الدِّيَةُ، وَفِي الذَّكَرِ الدِّيَةُ، وَفِي الصُّلْبِ الدِّيَةُ وَفِي الْعَيْنَيْنِ الدِّيَةُ، وَفِي الرِّجْلِ الْوَاحِدَةِ نِصْفُ الدِّيَةِ وَفِي الْمَأْمُومَةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَفِي الْجَائِفَةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَفِي الْمُنَقِّلَةِ (خَمْسَ عَشْرَةَ) (¬1) مِنَ الإبِلِ، وَفِي كُلِّ أُصْبُعٍ مِنْ أَصَابِعِ الْيَدِ أو الرِّجْلِ عَشْرٌ مِنَ الإبِلِ، وَفِي السِّنِّ خَمْسٌ مِنَ الإبِلِ، وَفِي الْمُوضِحَةِ خَمْسٌ مِنَ الإبِلِ، وَأَنَّ الرَّجُلَ يُقْتَلُ بِالْمَرْأَةِ وَعَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفُ دِينَارٍ)) (¬2). ¬
5293 - وفي رواية: ((وَفِي الْعَيْنِ الْوَاحِدَةِ نِصْفُ الدِّيَةِ، وَفِي الْيَدِ الْوَاحِدَةِ نِصْفُ الدِّيَةِ)). لمالك والنسائي (¬1). ¬
5294 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُقَوِّمُ دِيَةَ الْخَطَأ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى أَرْبَعَ مِائَةِ دِينَارٍ أَوْ عَدْلُهَا مِنَ الْوَرِقِ وَيُقَوِّمُهَا عَلَى أَثْمَانِ الإبِلِ، إِذَا غَلَتْ رَفَعَ فِي قِيمَتِهَا وَإِذَا هَاجَتْ نَقَصَ مِنْ قِيمَتِهَا، وَبَلَغَتْ عَلَى عَهْدِه مَا بَيْنَ أَرْبَعِ مِائَةِ إِلَى ثَمَانِ مِائَةِ وَعَدْلُهَا مِنَ الْوَرِقِ ثَمَانِيَةُ آلافِ دِرْهَمٍ، وَقَضَى عَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ بمِائَتَيْ بَقَرَةٍ، وَمَنْ كَانَ دِيَةُ عَقْلِهِ فِي شاء فَأَلْفَا شَاةٍ، وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - الْعَقْلُ مِيرَاثٌ بَيْنَ وَرَثَةِ الْقَتِيلِ عَلَى -[320]- قَرَابَتِهِمْ فَمَا فَضَلَ فَلِلْعَصَبَةِ، وَقَضَى فِي الأَنْفِ إِذَا جُدِعَ الدِّيَةَ كَامِلَةً، وَإِن جُدِعَتْ ثَنْدُوَتُهُ فَنِصْفُ الْدية، وذكر نحواً مما قبله ثم قال وَقَضَى - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ عَقْلَ الْمَرْأَةِ بَيْنَ عَصَبَتِهَا مَنْ كَانُوا لا يَرِثُونَ مِنْهَا شَيْئًا إِلاَّ مَا فَضَلَ عَنْ وَرَثَتِهَا، وَإِنْ قُتِلَتْ فَعَقْلُهَا بَيْنَ وَرَثَتِهَا وَهُمْ يَقْتُلُونَ قَاتِلَهُمْ، وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَيْسَ لِلْقَاتِلِ شَيْءٌ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ فَوَارِثُهُ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْهِ وَلا يَرِثُ الْقَاتِلُ شَيْئًا)). لأبي داود (¬1). ¬
5295 - وللنسائي نحوه وفيه: قَضَى - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْعَقْلَ مِيرَاثٌ بَيْنَ وَرَثَةِ الْقَتِيلِ عَلَى فَرَائِضِهِمْ فَمَا فَضَلَ فَلِلْعَصَبَةِ. وَقَضَى أَنْ يَعْقِلَ عَلَى الْمَرْأَةِ عَصَبَتُهَا مَنْ كَانُوا وَلا يَرِثُونَ مِنْهُ شَيْئًا، إِلاَّ مَا فَضَلَ عَنْ وَرَثَتِهَا، فَإِنْ قُتِلَتْ فَعَقْلُهَا على وَرَثَتِهَا وَهُمْ يَقْتُلُونَ قَاتِلَهَا. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5296 - وعنه: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَضَى فِي الْعَيْنِ الْعَوْرَاءِ السَّادَّةِ لِمَكَانِهَا إِذَا طُمِسَتْ بِثُلُثِ دِيَتِهَا، وَفِي الْيَدِ الشَّلاَّءِ إِذَا قُطِعَتْ بِثُلُثِ دِيَتِهَا، وَفِي السِّنِّ السَّوْدَاءِ إِذَا نُزِعَتْ بِثُلُثِ دِيَتِهَا. للنسائي (¬1). ¬
5297 - أبو هُرَيْرَةَ: اقْتَتَلَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ هُذَيْلٍ فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى بِحَجَرٍ فَقَتَلَتْهَا وَمَا فِي بَطْنِهَا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَضَى أَنَّ دِيَةَ جَنِينِهَا غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ وَلِيدَةٌ، وَقَضَى بِدِيَةِ الْمَرْأَةِ عَلَى عَاقِلَتِهَا (¬1). ¬
5298 - زاد في رواية: وَوَرَّثَهَا وَلَدَهَا وَمَنْ مَعَهُمْ، فَقَالَ حَمَلُ بْنُ النَّابِغَةِ الْهُذَلِيُّ: -[321]- يَا رَسُولَ الله كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لا أكل ولا شَرِبَ وَلا اسْتَهَلَّ فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ؟ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ مِنْ أَجْلِ سَجْعِهِ الَّذِي سَجَعَ)) (¬1). ¬
5299 - وفي رواية: قَضَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي جَنِينِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي لَحْيَانَ سَقَطَ مَيِّتًا بِغُرَّةٍ، عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، ثُمَّ إِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي قَضَى علَيهَا بِالْغُرَّةِ تُوُفِّيَتْ فَقَضَى بِأَنَّ مِيرَاثَهَا لِبَنِيهَا وَزَوْجِهَا، وَأَنَّ الْعَقْلَ عَلَى عَصَبَتِهَا. للستة (¬1). ¬
5300 - ولهم إلا مالكا عن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ بنحوه، وفيه: فَجَعَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - دِيَةَ الْمَقْتُولَةِ عَلَى عَصَبَةِ الْقَاتِلَةِ، وَغُرَّةً لِمَا فِي بَطْنِهَا (¬1). ¬
5301 - وفي رواية: وَقَضَى فِيهِ بِغُرَّةٍ وَجَعَلَهُ عَلَى عَاقِلَةِ الْمَرْأَةِ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5302 - وللنسائي عن حمل بن النابغة نحوه وفيه: قَضَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي جَنِينِهَا بِغُرَّةٍ وَأَنْ تُقْتَلَ (¬1). ¬
5303 - أبو هُرَيْرَةَ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى فِي الْجَنِينِ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ أَوْ فَرَسٍ أَوْ بَغْلٍ (¬1). ¬
5304 - جَابِرٌ: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ قَتَلَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا زَوْجٌ وَوَلَدٌ فَجَعَلَ - صلى الله عليه وسلم - دِيَةَ الْمَقْتُولَةِ عَلَى عَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ وَبَرَّأَ زَوْجَهَا وَوَلَدَهَا؛ لأنهما ما كانا من هذيل، فَقَالَ: عَاقِلَةُ الْمَقْتُولَةِ مِيرَاثُهَا لَنَا. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا، مِيرَاثُهَا لِزَوْجِهَا وَوَلَدِهَا)) (¬1). ¬
5305 - عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَضَى فِي الدِّيَةِ عَلَى أَهْلِ الإبِلِ مِائَةً مِنَ الإبِلِ، وَعَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الشَّاءِ أَلْفَيْ شَاةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ حُلَّةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْقَمْحِ شَيْئًا لَمْ يَحْفَظْهُ مُحَمَّدٌ بن إسحاق (¬1). ¬
5306 - ابن عمرو بن العاص كَانَتْ قِيمَةُ الدِّيَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ثَمَانَمِائَةِ دِينَارٍ أَوْ ثَمَانِيَةَ آلافِ دِرْهَمٍ وَدِيَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ على النِّصْفِ مِنْ دِيَةِ الْمُسْلِمِ فكانت كَذَلِكَ حَتَّى اسْتُخْلِفَ عُمَرُ فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: إِنَّ الإبِلَ قَدْ غَلَتْ فَفَرَضَهَا عُمَرُ عَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفَ دِينَارٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْف درهم، وَعَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الشَّاءِ أَلْفَيْ شَاةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ حُلَّةٍ، وَتَرَكَ دِيَةَ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَرْفَعْهَا. هي لأبي داود (¬1). ¬
5307 - مَالِكٌ بلغه نحوه قال: فَأَهْلُ الذَّهَبِ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ مِصْرَ وَأَهْلُ الْوَرِقِ أَهْلُ الْعِرَاقِ (¬1). ¬
5308 - زِيَادُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ضميرة السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ: وَكَانَا شَهِدَا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنًا أَنْ (مُحَلِّمَ) (¬1) بْنَ جَثَّامَةَ قَتَلَ رَجُلاً مِنْ أَشْجَعَ فِي الإسْلامِ، وَذَلِكَ أَوَّلُ غِيَرٍ قَضَى بِهِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَتَكَلَّمَ عُيَيْنَةُ فِي قَتْلِ الأَشْجَعِيِّ؛ لأَنَّهُ مِنْ غَطَفَانَ وَتَكَلَّمَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ دُونَ (مُحَلِّمٍ) (¬2)؛ لأَنَّهُ مِنْ خِنْدِفَ، فَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ وَكَثُرَتِ الْخُصُومَةُ وَاللَّغَطُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا عُيَيْنَةُ أَلا تَقْبَلُ الْغِيَرَ)). قَالَ عُيَيْنَةُ: لا وَالله حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى نِسَائِهِ مِنَ الْحَرْبِ وَالْحُزْنِ مَا أَدْخَلَ عَلَى نِسَائِي ثُمَّ ارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ وَكَثُرَتِ الْخُصُومَةُ وَاللَّغَطُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا عُيَيْنَةُ أَلا (تَقْبَلُ) (¬3) الْغِيَرَ)). فَقَالَ عُيَيْنَةُ: مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا إِلَى أَنْ قَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يُقَالُ لَهُ مُكَيْتِلٌ (عَلَيْهِ شِكَّةٌ) (¬4) وَفِي يَدِهِ دَرِقَةٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي لَمْ أَجِدْ لِمَا فَعَلَ هَذَا فِي غُرَّةِ الإسْلامِ مَثَلاً إِلاَّ غَنَمًا وَرَدَتْ، فَرُمِيَ أَوَّلُهَا وَنَفَرَ آخِرُهَا (اسْنُنِ) (¬5) الْيَوْمَ وَغَيِّرْ غَدًا. فَقَالَ -[323]- صلى الله عليه وسلم -: ((بل نعطيكم خمسين من الإبل فِي فَوْرِنَا هَذَا، وَخَمْسينَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ)) وَذَلِكَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَمُحَلِّمٌ رَجُلٌ طَوِيلٌ آدَمُ، وَهُوَ فِي طَرَفِ النَّاسِ، فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى تَخَلَّصَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَعَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي فَعَلْتُ الَّذِي فعلت، وَأنا أَتُوبُ إِلَى الله فَاسْتَغْفِرِ لِي يَا رَسُولَ الله فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَقَتَلْتَهُ بِسِلاحِكَ فِي غُرَّةِ الإسْلامِ اللهمَّ لا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ)) بِصَوْتٍ عَالٍ (¬6). ¬
5309 - زَادَ في رواية: فَقَامَ وَإِنَّهُ لَيَتَلَقَّى دُمُوعَهُ بِطَرَفِ رِدَائِهِ، قَالَ ابْنُ إِسْحَقَ: فَزَعَمَ قَوْمُهُ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اسْتَغْفَرَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ (¬1). ¬
5310 - جَابِرُ رفعه: ((لا أُعْفِيَ مَنْ قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِ الدِّيَةَ)). هما لأبي داود (¬1). ¬
5311 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ يُقَالُ لَهُ قَتَادَةُ، حَذَفَ ابْنَهُ بِسيْفٍ فَأَصَابَ سَاقَهُ فَنُزِيَ فِي جُرْحِهِ فَمَاتَ، فَقَدِمَ سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اعْدُدْ عَلَى مَاءِ قُدَيْدٍ عِشْرِينَ وَمِائَةَ بَعِيرٍ، حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْكَ فَلَمَّا قَدِمَ علَيْهِ عُمَرُ أَخَذَ مِنْ تِلْكَ الإبِلِ ثَلاثِينَ حِقَّةً وَثَلاثِينَ جَذَعَةً وَأَرْبَعِينَ خَلِفَةً، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَخُو الْمَقْتُول؟ فقَالَ: هَأَنَذَا، فقَالَ: خُذْهَا، فَإِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لَيْسَ لِقَاتِلٍ شَيْءٌ)) (¬1). ¬
5312 - سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: أَنَّ سَائِبَةً رجلا كان بَعْضُ الْحاجِ أعتقه، فكان يلعب هو ورجل مِنْ بَنِي عَائِذٍ فقتل سائبة ابن العائذي، فَجَاءَ أَبُوه إِلَى عُمَرَ يَطْلُبُ دِيَةَ ابْنِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: لا دِيَةَ لَه. قَالَ الْعَائِذِيُّ: أرأيت لَوْ قَتَلَهُ ابْنِي؟ قَالَ عُمَرُ: إِذًا كنتم تُخْرِجُونَ دِيَتَهُ، فَقَالَ العائذي: هُوَ إِذًا مثل الأَرْقَمِ إِنْ يُتْرَكْ يَلْقَمْ وَإِنْ يُقْتَلْ يَنْقَم (¬1). ¬
5313 - عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ أَجْرَى فَرَسًا فَوَطِئَ عَلَى إِصْبَعِ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ فَنُزِيَ فيهَا فَمَاتَ [فقال عمر -[324]- للذين أدعى عليهم أتحلفون بالله؟ خمسين يمينًا ما مات منها فأبوا] (¬1) فَقَالَ لِلآخَرِينَ: أَتَحْلِفُونَ أَنْتُمْ؟ فَأَبَوْا، فَقَضَى عُمَرُ بِشَطْرِ الدِّيَةِ عَلَى السَّعْدِيِّينَ، وَلَيْسَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا. هي لمالك (¬2). ¬
5314 - جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الله: بَعَثَ النبي - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً إِلَى خَثْعَمٍ، فَاعْتَصَمَ أنَاسٌ مِنْهُمْ بِالسُّجُودِ، فَأَسْرَعَ فِيهِمُ بالْقَتْلِ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: فَأَمَرَهُمْ بِنِصْفِ الْعَقْلِ، وَقَالَ: ((أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ)). قَالُوا: يَا رَسُولَ الله لِمَ قَالَ لا تَرَاءَى نَارَاهُمَا؟. للترمذي وأبي داود. وقَالَ: قد رواه جَمَاعَةٌ ولَمْ يَذْكُرُوا جَرِيرًا. للنسائي عن إسماعيل عن قيس ولم يذكروا جريرًا (¬1). ¬
5315 - عَائِشَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ أَبَا جَهْمِ بْنَ حُذَيْفَةَ مُصَدِّقًا، فَلاجَّهُ رَجُلٌ فِي صَدَقَتِهِ، فَضَرَبَهُ أَبُو جَهْمٍ فَشَجَّهُ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: الْقَوَدَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَكُمْ كَذَا وَكَذَا)) فَلَمْ يَرْضَوْا فَقَالَ: ((لَكُمْ كَذَا وَكَذَا)) فَلَمْ يَرْضَوْا فَقَالَ: ((لَكُمْ كَذَا وَكَذَا)) فَرَضُوا، فَقَالَ: ((إِنِّي خَاطِبٌ الْعَشِيَّةَ عَلَى النَّاسِ وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ)) فَقَالُوا: نَعَمْ فَخَطَبَ فَقَالَ: ((إِنَّ هَؤُلاءِ اللَّيْثِيِّينَ أَتَوْنِي يُرِيدُونَ الْقَوَدَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِمْ كَذَا وَكَذَا فَرَضُوا، أَرَضِيتُمْ)) قَالُوا: لا فَهَمَّ بهم الْمُهَاجِرُونَ، فَأَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَكُفُّوا، عَنْهُمْ فَكَفُّوا، ثُمَّ دَعَاهُمْ فَزَادَهُمْ فَقَالَ: ((أَرَضِيتُمْ)). قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ((إِنِّي خَاطِبٌ عَلَى النَّاسِ وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ)). قَالُوا: نَعَمْ، فَخَطَبَ قَالَ: ((أَرَضِيتُمْ)). قَالُوا: نَعَمْ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5316 - هِلالُ بْنُ سِرَاجِ بْنِ مُجَّاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَطْلُبُ دِيَةَ أَخِيهِ (قَتَلهُ) (¬1) بَنُو سَدُوسٍ مِنْ بَنِي ذُهْلٍ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَوْ كُنْتُ جَاعِلاً لِمُشْرِكٍ دِيَةً جَعَلْتُها؛ لأَخِيكَ وَلَكِنْ سَأُعْطِيكَ مِنْهُ عُقْبَى)) فَكَتَبَ لَهُ بِمِائَةٍ مِنَ الإبِلِ مِنْ أَوَّلِ، خُمُسٍ يَخْرُجُ مِنْ مُشْرِكِي بَنِي ذُهْلٍ فَأَخَذَ طَائِفَةً مِنْهَا وَأَسْلَمَ بَنُو ذُهْلٍ، فَطَلَبَهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَأَتَاهُ بِكِتَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَكَتَبَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ صَاعٍ مِنْ صَدَقَةِ الْيَمَامَةِ، أَرْبَعَةِ آلافٍ بُرًّا وَأَرْبَعَةِ آلافٍ شَعِيرًا وَأَرْبَعَةِ آلافٍ -[325]- تَمْرًا، وَكَانَ فِي كِتَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِمُجَّاعَةَ بْنِ مَرَارَةَ مِنْ بَنِي سُلْمَى إِنِّي أَعْطَيْتُهُ مِائَةً مِنَ الإبِلِ مِنْ أَوَّلِ خُمُسٍ يَخْرُجُ مِنْ مُشْرِكِي بَنِي ذُهْلٍ عُقْبَةً مِنْ أَخِيهِ)). لأبي داود (¬2). ¬
5317 - جَابِرُ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب: ((عَلَى كُلِّ بَطْنٍ عُقُولَةً وَلا يَحِلُّ لِولي أَنْ يَتَوَلَّى مُسْلِمًا بِغَيْرِ إِذْنِهِ)). للنسائي (¬1). ¬
5318 - ابنُ شهاب قال: مضت السنة أن العاقلة لا تحمل من دية العمد شيئاً، إلا أن تشاء، وكذا لا تحمل من ثمن العبد شيئاً، وإنما ذلك على الذى يصيبه من ماله؛ لأنه سلعة من السلع لقول النبى - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تحمل العاقلة عمداً ولا صلحاً ولا اعترافا ولا أرش جناية ولا قيمة عبد إلا أن تشاء)). لرزين (¬1). ¬
5319 - أنس رفعه: ((درهم أعطيه في عقل أحب إلى من مائة في غيره)). للأوسط بمجهول (¬1). ¬
5320 - ابنُ عَمْرِو بْنِ العاص: طَعَنَ رَجُل رجلا (في رجله) (¬1) فَقَالَ المطعون: يَا رَسُولَ الله أَقِدْنِي، فَقَالَ: ((لا تَعْجَلْ حَتَّى يَبْرَأَ جُرْحُكَ)) فَأَبَى إِلاَّ أَنْ يَسْتَقِيدَ فَأَقَادَهُ مِنْ طاعنه، فَبَرَأَ الْمُسْتَقَادُ مِنْهُ وَعَرِجَ الْمُسْتَقِيدُ فَأَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله عَرِجْتُ وَبَرَأَ صَاحِبِي فَقَالَ لَهُ: ((أَلَمْ آمُرْكَ أَلاَّ تَسْتَقِيدَ حَتَّى يَبْرَأَ جُرْحُكَ فَعَصَيْتَنِي فَأَبْعَدَكَ الله وَبَطَلَ جُرْحُكَ)) ثُمَّ أَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك مَنْ كَانَ بِهِ جُرْحٌ لا يَسْتَقِيدَ حَتَّى يَبْرَأَ من جِرَاحَتِهِ. لأحمد (¬2). ¬
5321 - حنشٌ بنٌ المعتمر: أنه احتفر بئراً باليمن فسقط فيها الأسد، فأصبحوا ينظرون إليه، فوقع رجل في البئر فتعلق برجل، فتعلق الآخر بآخر، -[326]- حتى كانوا أربعة فسقطوا في البئر جميعاً فجرحهم الأسد، فتناوله رجل برمحه فقتله، فقال الناس للأول: أنت قتلت أصحابنا وعليك ديتهم، فأتى أصحابه فكادوا يقتتلون فقدم عليّ - رضي الله عنه - على تلك الحال فسألوه فقال: سأقضي بينكم بقضاء، فمن رضي منكم جاز عليه رضاه، ومن سخط منكم فلا حق له، حتى تأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقضى بينكم، قالوا: نعم قال: اجمعوا ممن حفر البئر من الناس ربع دية وثلث دية ونصف دية ودية تامة، للأول: ربع دية؛ لأنه هلك فوقه ثلاثة، وللثانى: ثلث دية؛ لأنه هلك فوقه اثنان، وللثالث: نصف دية لأنه هلك فوقه واحد، وللآخر: الدية التامة، فإن رضيتم فهذا بينكم قضاء، وإن لم ترضوا فلا حق لكم حتى تأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العام المقبل، فقصوا عليه، فقال: ((أنا أقضى بينكم إن شاء الله))، وهو جالس في مقام إبراهيم، فقام رجل فقال: إن علياً قضى بيننا. فقال: ((كيف قضى بينكم؟)) فقصوا عليه فقال: ((هو ماقضى بينكم)) (¬1). ¬
حد الردة وسب النبى - صلى الله عليه وسلم -
حد الردة وسب النبى - صلى الله عليه وسلم -
5322 - زَيْدُ بْنُ أَسْلَمُ: أَرسله ((مَنْ غَيَّرَ دِينَهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ)). لمالك، وقال في تفسيره: معناه أن مَنْ خَرَجَ مِنَ الإسْلامِ إِلَى غَيْرِهِ مِثْلُ الزَّنَادِقَةِ وَأَشْبَاهِهِمْ، فَأُولَئِكَ إِذَا ظُهِرَ عَلَيْهِمْ يقتلون وَلا يُسْتَتَابُون؛ لأَنَّهُ لا تُعْرَفُ تَوْبَتُهُمْ؛ فإنهُمْ كَانُوا يُسِرُّونَ الْكُفْرَ وَيُعْلِنُونَ الإسْلامَ، فَلا أَرَى أَنْ يُسْتَتَابَ هَؤُلاءِ إذا ظهر على كفرهم بما يثبت به، والأمر عندنا أن من خرج من الإسلام إلى الردة أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا قتلوا. قال: ومعنى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ((بدل دينه فاقتلوه)) من خرج من الإسلام إلى غيره؛ -[327]- لأن من خرج من دين غير الإسلام إلى غيره كمن يخرج من يهودية إلى نصرانية أو مجوسية، ومن فعل ذلك من أهل الذمة لم يستتب ولم يقتل (¬1). ¬
5323 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَجُلٌ من اليمن مِنْ قِبَلِ أَبِي مُوسَى وكان عاملا له، فَسَأَلَهُ عمر عَنِ النَّاسِ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ كَانَ فِيكُمْ مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلامِهِ، قَالَ: فَمَا فَعَلْتُمْ بِهِ؟ قَالَ قَرَّبْنَاهُ فَضَرَبْنَا عُنُقَهُ، قَالَ: فهلا حَبَسْتُمُوهُ ثَلاثًا وَأَطْعَمْتُمُوهُ كُلَّ يَوْمٍ رَغِيفًا، وَاسْتَتَبْتُمُوهُ لَعَلَّهُ يَتُوبُ وَيُرَاجِعُ أَمْرَ الله، اللهمَّ إِنِّي لَمْ أَحْضُرْ وَلَمْ آمُرْ وَلَمْ أَرْضَ إِذْ بَلَغَنِي. لمالك (¬1). ¬
5324 - عِكْرِمَةَ: أُتِيَ عَلِيٌّ بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ الله)) وَلَقَتَلْتُهُمْ؛ لِقَوْلِه: ((مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ)). للبخاري وأصحاب السنن، وزاد الترمذي: فبلغ ذلك عليا، فقال: صدق ابن عباس (¬1). ¬
5325 - حَارِثَةُ بْنُ مُضَرِّبٍ: أَتَى عَبْدَ الله بالكوفة فَقَالَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ حِنَةٌ وَإِنِّي مَرَرْتُ بِمَسْجِدٍ لِبَنِي حَنِيفَةَ فَإِذَا هُمْ يُؤْمِنُونَ بِمُسَيْلِمَةَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدَ الله فَجِيءَ بِهِمْ فَاسْتَتَابَهُمْ غَيْرَ ابْنِ النَّوَّاحَةِ قَالَ لَهُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ لك: ((لَوْلا أَنَّكَ رَسُولٌ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ)) فَأَنْتَ الْيَوْمَ لَسْتَ بِرَسُولٍ فَأَمَرَ قَرَظَةَ بْنَ كَعْبٍ وكان أميرا على الكوفة فَضَرَبَ عُنُقَهُ بالسُّوقِ ثُمَّ قَالَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى ابْنِ النَّوَّاحَةِ فلينظر إليه قَتِيلاً بِالسُّوقِ. لأبي داود (¬1). ¬
5326 - ابْنُ معيز السَّعْدِيِّ: خَرَجْتُ أُسْفِدُ فَرَسًا لِي مِنَ السَّحَرِ فَمَرَرْتُ عَلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ فَسَمِعْتُهُمْ يَشْهَدُونَ أَنَّ مُسَيْلَمَةَ رَسُولُ الله فَرَجَعْتُ إِلَى عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ فَأَخْبَرْتُهُ فَبَعَثَ إِلَيْهِمُ الشُّرَطَ فَجِيءَ بِهِمْ إِلَيْهِ فَتَابَ الْقَوْمُ وَرَجَعُوا عَنْ قَوْلِهِمْ فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، وَقَدَّمَ رَجُلاً مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الله ابْنُ النُوَاحَةَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ، فَقَالُوا لَهُ: تَرَكْتَ الْقَوْمَ وَقَتَلْتَ هَذَا، قَالَ: إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ -[328]- رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - جَالِسًا إِذْ دَخَلَ وَرَجُلٌ وَافِدَيْنِ مِنْ عِنْدِ مُسَيْلَمَةَ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَتَشْهَدان (¬1) أَنِّي رَسُولُ الله؟)) فَقَالا لَهُ: أتَشْهَدُ (أَنْتَ) (¬2) مُسَيْلَمَةَ رَسُولُ الله فَقَالَ: ((آمَنْتُ بِالله وَرُسُلِهِ لَوْ كُنْتُ قَاتِلاً وَافدًا لَقَتَلْتُكُمَا)) فَلِذَلِكَ قَتَلْتُهُ وَأَمَرَ بِمَسْجِدِهِمْ فَهُدِمَ. للدارمي (¬3). ¬
5327 - أَنَسٌ: أَنَّ أنَاسًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَتَكَلَّمُوا بِالإسْلامِ، وقَالُوا: يَا نَبِيَّ الله إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ، وَاسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لَهُمْ بِذَوْدٍ وَرَاعٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فِيهِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بنَاحِيَةَ الْحَرَّةِ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَقَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، فَبَلَغَ ذلك النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَسَمَلوا أَعْيُنَهُمْ وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَتُرِكُوا فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ، حَتَّى مَاتُوا عَلَى حَالِهِمْ. قَالَ قَتَادَةُ: بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ يَحُثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ (¬1). ¬
5328 - ومن رواياته: قَالَ قَتَادَةُ: حَدَّثَنِي ابْنُ سِيرِينَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْحُدُودُ (¬1). ¬
5329 - ومنها: فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ بِالْحَرَّةِ يَعَضُّونَ الْحِجَارَةَ (¬1). ¬
5330 - ومنها: قَالَ سَلاَّمٌ: بَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ لأَنَسٍ: حَدِّثْنِي بِأَشَدِّ عُقُوبَةٍ عَاقَبَ بها النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَحَدَّثَهُ بِهَذَا، فَبَلَغَ الْحَسَنَ فَقَالَ: وَدِدْتُ أَنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ (¬1). ¬
5331 - ومنها: إِنَّمَا سَمَلَ - صلى الله عليه وسلم - أَعْيُنَ أُولَئِكَ؛ لأَنَّهُمْ سَمَلُوا أَعْيُنَ الرِّعَاءِ (¬1). ¬
5332 - ومنها: قَالَ أَبُو قِلابَةَ: فَهَؤُلاءِ قوم سَرَقُوا وَقَتَلُوا وَكَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَحَارَبُوا الله وَرَسُولَهُ (¬1). ¬
5333 - منها: فَأَمَرَ بِمَسَامِيرَ فَأُحْمِيَتْ فَكَحَلَهُمْ، وَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَمَا حَسَمَهُمْ. للستة إلا مالكا (¬1). ¬
5334 - أبو الزِّنَادِ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا قَطَّعَ الَّذِينَ سَرَقُوا لِقَاحَهُ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ بِالنَّارِ عَاتَبَهُ الله فِي ذَلِكَ فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الله ورسوله} الآيَةَ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5335 - بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ بن معاوية، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((لا يَقْبَلُ الله مِنْ مُشْرِكٍ أَشْرَكَ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ عَمَلاً حَتَّى يُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ)). للقزويني (¬1). ¬
5336 - عَلِيٍّ أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَتَقَعُ فِيهِ فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ، فَأَبْطَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - دَمَهَا. لأبي داود (¬1). ¬
5337 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَتَقَعُ فِيهِ، فَيَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي، وَيَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ فَلَطَّخَ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فَجَمَعَ النَّاسَ، فَقَالَ: -[330]- ((أَنْشُدُ الله رَجُلاً فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلاَّ قَامَ)) فَقَامَ الأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَنَا صَاحِبُهَا، كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ، وَكَانَتْ لي رَفِيقَةً، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَخَذْتُ الْمِعْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5338 - أبو بَرْزَةَ الأسلمي: كُنْتُ يوما عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ فَتَغَيَّظَ عَلَى رَجُلٍ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: أتَأْذَنُ لِي خَلِيفَةَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ: فَأَذْهَبَتْ كَلِمَتِي غَضَبَهُ؟ فَدَخَلَ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ. فَقَالَ: مَا الَّذِي قُلْتَ؟ آنِفًا، قُلْتُ: أتأذن لِي أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ: أَكُنْتَ فَاعِلاً لَوْ أَمَرْتُكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: لا وَالله مَا كَانَتْ لِبَشَرٍ بَعْدَ مُحَمَّدٍ (. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
حد الزنا في الحر والعبد والمكره والمجنون والشبهة وبمحرم
حد الزنا في الحر والعبد والمكره والمجنون والشبهة وبمَحرم
5339 - عُمَرُ: رَجَمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَرَجَمَ أَبُو بَكْرٍ وَرَجَمْتُ، وَلَوْلا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَزِيدَ فِي كِتَابِ الله لَكَتَبْتُهُ فِي الْمُصْحَفِ، فَإِنِّي قَدْ خَشِيتُ أَنْ يَجِيءَ أَقْوَامٌ فَلا يَجِدُونَهُ فِي كِتَابِ الله فَيَكْفُرُونَ بِهِ. للترمذي (¬1). ¬
5340 - ولمالك: الرَّجْمُ فِي كِتَابِ الله حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا أُحْصِنَّ إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ أَوْ الْحَبَلُ أَوِ الْاعْتِرَافُ. وللشيخين وأبي داود نحو ذلك (¬1). ¬
5341 - ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ ... إلى ... سَبِيلاً} ذَكَرَ الرَّجُلَ بَعْدَ الْمَرْأَةِ، ثُمَّ جَمَعَهُمَا فَقَالَ: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ} الآية، فَنُسِخَ ذَلِكَ بِآيَةِ الْجَلْدِ فَقَالَ {والزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ} الآية. لأبي داود (¬1). ¬
5342 - عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رفعه: ((خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي قَدْ جَعَلَ الله لَهُنَّ سَبِيلاً، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ)). لأبي داود والترمذي ومسلم بلفظه (¬1). ¬
5343 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ضَرَبَ وَغَرَّبَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ ضَرَبَ وَغَرَّبَ، وَأَنَّ عُمَرَ ضَرَبَ وَغَرَّبَ. للترمذي (¬1). ¬
5344 - أبو سَعِيدٍ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ أَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي أَصَبْتُ فَاحِشَةً فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، فَرَدَّهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِرَارًا، ثُمَّ سَأَلَ قَوْمَهُ، فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا إِلاَّ أَنَّهُ أَصَابَ شَيْئًا يَرَى أَنَّهُ لا يُبرئه مِنْهُ إِلاَّ أَنْ يُقَامَ فِيهِ الْحَدُّ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَنَا أَنْ نَرْجُمَهُ، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَمَا أَوْثَقْنَاهُ وَلا حَفَرْنَا لَهُ فَرَمَيْنَاهُ بِالْعَظْمِ وَالْمَدَرِ وَالْخَزَ فاشتد وَاشْتَدَدْنَا خَلْفَهُ، حَتَّى أَتَى عُرْضَ الْحَرَّةِ فَانْتَصَبَ لَنَا فَرَمَيْنَاهُ بِجَلامِيدِ الْحَرَّةِ، يَعْنِي الْحِجَارَةَ، حَتَّى سَكَتَ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خَطِيبًا مِنَ الْعَشِيِّ َقَالَ: ((أَوَ كُلَّمَا انْطَلَقْنَا غُزَاةً فِي سَبِيلِ الله تَخَلَّفَ رَجُلٌ فِي عِيَالِنَا لَهُ نَبِيبٌ كَنَبِيبِ التَّيْسِ عَلَيَّ أَنْ لا أُوتَى بِرَجُلٍ فَعَلَ ذَلِكَ إِلاَّ نَكَّلْتُ بِهِ)) فَمَا اسْتَغْفَرَ لَهُ وَلا سَبَّهُ. لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
5345 - وفي رواية: ذَهَبُوا يَسُبُّونَهُ فَنَهَاهُمْ، ذَهَبُوا يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ فَنَهَاهُمْ، قَالَ: ((هُوَ رَجُلٌ أَصَابَ ذَنْبًا حَسِيبُهُ الله)) (¬1). ¬
5346 - ولمسلمُ عن بريدة: أنه حَفَرَ لَهُ حُفْرَةً ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَجَاءَتِ الْغَامِدِيَّةُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي زَنَيْتُ فَطَهِّرْنِي، فرَدَّهَا، فَلَمَّا كَانَ من الْغَدِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله لِمَ تَرُدُّنِي؟ لَعَلَّكَ أَنْ تَرُدَّنِي كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزًا فَوَالله إِنِّي حُبْلَى. قَالَ: ((أمَّا لا فَاذْهَبِي حَتَّى تَلِدِي)) فَلَمَّا وَلَدَتْ أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ. فَقَالَتْ: هَذَا يَا نَبِيَّ الله قَدْ فَطَمْتُهُ وَقَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ فَدَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا إِلَى صَدْرِهَا وَأَمَرَ النَّاسَ فَرَجَمُوهَا فَيُقْبِلُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِحَجَرٍ فَرَمَى رَأْسَهَا فَنَضَحَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ فَسَبَّهَا فَسَمِعَ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((مَهْلاً يَا خَالِدُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ)) ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ (¬1). ¬
5347 - في رواية: فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ، فقَائِلٌ يَقُولُ قَدْ هَلَكَ قَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ وَقَائِلٌ يَقُولُ مَا تَوْبَةٌ أَفْضَلَ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: اقْتُلْنِي بِالْحِجَارَةِ، فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً، ثُمَّ جَاءَ - صلى الله عليه وسلم - وَهُمْ جُلُوسٌ فَسَلَّمَ وجَلَسَ فَقَالَ: ((اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ)) فَقَالُوا: غَفَرَ الله لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ: ((لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ)) ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ مِنَ الأَزْدِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله طَهِّرْنِي، بنحوه وفيه: فَقَالَ لَهَا: ((حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ، فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ)) فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: قَدْ وَضَعَتِ الْغَامِدِيَّةُ فَقَالَ: ((إِذًا لا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِير السن لَيْسَ لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ)) فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: إِلَيَّ رَضَاعُهُ يَا نَبِيَّ الله فَرَجَمَهَا (¬1). ¬
5348 - وللشيخين وأبي داود والترمذي عن أبي هُرَيْرَةَ: جَاءَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الأَسْلَمِيُّ فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ شهادات، كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ فَأَقْبَلَ فِي الْخَامِسَةِ عليه فَقَالَ: ((أَنِكْتَهَا)) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((حَتَّى غَابَ ذَلِكَ مِنْكَ فِي ذَاكَ مِنْهَا)) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ((كَمَا يَغِيبُ الْميل فِي الْمكْحلَةِ وَالرِّشَاءُ فِي الْبِئْرِ))، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ((هَلْ تَدْرِي مَا الزِّنَا؟)) قَالَ: نَعَمْ أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامًا مَا يَأْتِي الرَّجُلُ مِنِ أهله حَلالاً، قَالَ: ((فَمَا تُرِيدُ بِهَذَا الْقَوْلِ؟)) قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَسَمِعَ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: انْظُروا إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ الله عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ، فَسَكَتَ عَنْهُمَا وسَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلًا رِجْله، فَقَالَ: ((أَيْنَ فُلانٌ وَفُلانٌ)) فَقَالا: نَحْنُ ذَانِ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: ((فَكُلا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ)) فَقَالا: يَا نَبِيَّ الله مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: ((فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍ مِنْهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ الآنَ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْقَمِسُ)) [بالقاف لا بالغين والمعنى واحد فيها] (¬1) (¬2). ¬
5349 - ولأبي داود عن نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ: كَانَ مَاعِزُ يَتِيمًا فِي حِجْرِ أَبِي فَأَصَابَ جَارِيَةً، فَقَالَ لَهُ أَبِي: ائْتِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبِرْهُ لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ لَكَ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ بِذَلِكَ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَخْرَجًا فَأَتَاهُ، بنحوه وفيه: فَخَرَجَ يَشْتَدُّ فَلَقِيَهُ عَبْدُ الله بْنُ أُنَيْسٍ، وَقَدْ عَجَزَ أَصْحَابُهُ، فَنَزَعَ لَهُ بِوَظِيفِ بَعِيرٍ فَرَمَاهُ بِهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ، فَقَالَ: ((هَلاَّ تَرَكْتُمُوهُ لَعَلَّهُ أَنْ يَتُوبَ فَيَتُوبَ الله عَلَيْهِ)). لمسلم وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5350 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((أَحَقٌّ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ؟)) قَالَ: وَمَا بَلَغَكَ عَنِّي. قَالَ: ((بَلَغَنِي أَنَّكَ وَقَعْتَ بِجَارِيَةِ آلِ فُلانٍ)). قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ. (¬1). ¬
5351 - ولأصحاب السنن عن جَابِرٍ: فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ في الْمُصَلَّى، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجَارَةُ فَرَّ، فَأُدْرِكَ فَرُجِمَ حَتَّى مَاتَ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - ((خَيْراً وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ)) (¬1). ¬
5352 - وفي رواية قال جابر: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذَا الْحَدِيثِ، كُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَ الرَّجُلَ، إِنَّه لَمَّا خُرَجَ بِهِ فَرَجَمْنَاهُ فَوَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ صَرَخَ بِنَا يَا قَوْمُ رُدُّونِي إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَإِنَّ قَوْمِي قَتَلُونِي وَغَرُّونِي مِنْ نَفْسِي وَأَخْبَرُونِي أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - غَيْرُ قَاتِلِي، فَلَمْ نَنْزَعْ عَنْهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَخْبَرْنَاهُ قَالَ: ((فَهَلاَّ تَرَكْتُمُوهُ وَجِئْتُمُونِي بِهِ لِيَسْتَثْبِتَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْهُ فَأَمَّا لِتَرْكِ الحَدِّ فَلا)) (¬1). ¬
5353 - جَابِرٌ: أَنَّ رَجُلاً زَنَى بِامْرَأَةٍ فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَجُلِدَ الْحَدَّ، ثُمَّ أُخْبِرَ أَنَّهُ مُحْصَنٌ فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ (¬1). ¬
5354 - خَالِدُ بْنُ اللَّجْلاجِ عن أبيه: كنا غلمانا نعمل بالسوق، فمرت امرأة مع صبي فَثَارَ النَّاسُ فَثُرْتُ معهم، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: ((مَنْ أَبُو هَذَا؟)) فَسَكَتَتْ. فَقَالَ شَابٌّ: هو ابني يا رسول الله فطهرني. فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجمه، ثم جاء شيخ يسأل عنه، فأتينا به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: إن هَذَا يَسْأَلُ عَنِ ذلك الْخَبِيثِ الذي رجم اليوم. فَقَالَ: ((لا تقولوا له خبيث، فوالذي نفسي بيده لهو الآن في الجنة)) (¬1). ¬
5355 - وفي رواية: ((لَهُوَ أَطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ)). هما لأبى داود (¬1). ¬
5356 - أبو هُرَيْرَةَ وَزَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الجهني: جاء أعرابي إلى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يا رسول الله أَنْشُدُكَ الله إِلاَّ قَضَيْتَ لي بِكِتَابِ الله، فَقَالَ الخَصْمُ وهو أَفْقَهَ مِنْهُ: نعم، فاقْضِ بَيْنَنَا -[335]- بِكِتَابِ الله وَائذنْ لِي. فقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((قُلْ)) قَالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، وإني أخبرت أَنَّ عَلَى ابنى الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة، فسألت اهل العلم فأخبروني أن على ابْنِي جَلْدَ مِائَةٍ وَتَغْرِيبَ عَامٍ وَعَلَى امْرَأَة هذا الرَّجْمَ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ الله الوليدة والغنم رَدٌّ عَلَيْكَ وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ اغْدُ يَا أُنَيْسُ إلَى امْرَأَةِ هَذَا فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا)) فَغَدَا عَلَيْهَا فَاعْتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا. للستة (¬1). ¬
5357 - مَالِكٌ: بَلَغَني أَنَّ عُثْمَانَ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ وَلَدَتْ فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَأَمَرَ برجمها فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ: ما عليها رجم؛ لأن الله تَعَالَى يَقُولُ: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا} وَقَالَ: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} فَالْحَمْلُ يَكُونُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَلا رَجْمَ عَلَيْهَا، فَأمر عُثْمَانُ بردها فوجدت قَدْ رُجِمَتْ (¬1). ¬
5358 - سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ((أَنَّ رَجُلاً أَقَرَّ عِنْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ زَنَى بِامْرَأَةٍ فسَمَّاهَا لَهُ، فَبَعَثَ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَرْأَةِ فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَأَنْكَرَتْ أَنْ تَكُونَ زَنَتْ، فَجَلَدَهُ الْحَدَّ وَتَرَكَهَا)) (¬1). ¬
5359 - ابْنُ عَبَّاسٍ: ((أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَكْرِ بْنِ لَيْثٍ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَقَرَّ أَنَّهُ زَنَى بِامْرَأَةٍ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَجَلَدَهُ مِائَةً، وَكَانَ بِكْرًا، ثُمَّ سَأَلَهُ الْبَيِّنَةَ عَلَى الْمَرْأَةِ، فَقَالَتْ: كَذَبَ وَالله يَا رَسُولَ الله، فَجَلَدَهُ حَدَّ الْفِرْيَةِ ثَمَانِينَ)). هما لأبي داود (¬1). ¬
5360 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا زَنَتِ أَمَةُ أحدكم فَلْيَجْلِدْهَا ثلاثا بكتاب الله فإن عادت فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ)) (¬1). ¬
5361 - وفي رواية: ((إذا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَجلدهَا وَلا يُعَيِّرْهَا ثَلاثَ مرات، فَإِنْ عَادَتْ فِي الرَّابِعَةِ فَلْيَجْلِدْهَا وَلْيَبِعْهَا بِضَفِيرٍ أَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعْرٍ)) (¬1). ¬
5362 - وفي أخرى: ((إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجدها الحد ولا يثرب عليها، ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا يثرب عليها، ثم إن زنت فليبعها ولو بحبل من شعر)).للستة (¬1). ¬
5363 - عَلِيٌّ: فَجَرَتْ جَارِيَةٌ لآلِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((يَا عَلِيُّ انْطَلِقْ فَأَقِمْ عَلَيْهَا الْحَدَّ)) فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا بِهَا دَمٌ يَسِيلُ لَمْ يَنْقَطِعْ، فَقَالَ: ((يَا عَلِيُّ أَفَرَغْتَ)) فقُلْتُ: أَتَيْتُهَا وَدَمُهَا يَسِيلُ لم ينقطع، فَقَالَ: ((دَعْهَا حَتَّى يَنْقَطِعَ دَمُهَا ثُمَّ أَقِمْ عَلَيْهَا الْحَدَّ وَأَقِيمُوا الْحُدُودَ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)) (¬1). ¬
5364 - وفي رواية: ((ولا تَضْرِبْهَا حَتَّى تَضَعَ)). لأبى داود، ولمسلم والترمذي نحوه (¬1). ¬
5365 - عَبْدُ الله بْنَ عَيَّاشِ: أَمَرَنِي عُمَرُ أن أجلد ولائد الإمارة أنا وفتية من قريش خَمْسِينَ خَمْسِينَ فِي الزِّنَا. لمالك (¬1). ¬
5366 - أبو هريرة: ((قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن على العبد نصف حد الحر في الحد الذى يتبعض كزنا البكر والقذف وشرب الخمر)). لرزين.
5367 - صَفِيَّة بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ رَقِيقِ الإمَارَةِ وَقَعَ عَلَى وَلِيدَةٍ مِنَ الْخُمُسِ فَاسْتَكْرَهَهَا حَتَّى افْتَضَّهَا فَجَلَدَهُ عُمَرُ وَلَمْ يَجْلِدها؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ اسْتَكْرَهَهَا. للبخاري (¬1). ¬
5368 - وَائِلُ بنُ حجر: أَنَّ امْرَأَةً خَرَجَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - تُرِيدُ الصَّلاةَ، فَتَلَقَّاهَا رَجُلٌ فَتَجَلَّلَهَا فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا فَصَاحَتْ فَانْطَلَقَ، وَمَرَّت -[337]- بِعِصَابَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَتْ: إِنَّ ذَلكَ الرَّجُلَ فَعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا فَانْطَلَقُوا وَأَخَذُوا الرَّجُلَ الَّذِي ظَنَّتْ أَنَّهُ وَقَعَ عَلَيْهَا، فَأَتَوْهَا فَقَالَتْ: نَعَمْ. هُوَ هَذَا فَأَتَوْا بِهِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا أَمَرَ بِهِ لِيُرْجَمَ قَامَ صَاحِبُهَا الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهَا فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَنَا صَاحِبُهَا، فَقَالَ لَهَا: ((اذْهَبِي فَقَدْ غَفَرَ الله لَكِ)) وَقَالَ لِلرَّجُلِ قَوْلاً حَسَنًا، وَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهَا ((ارْجُمُوهُ)) وَقَالَ: ((لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَقُبِلَ مِنْهُمْ)). للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
5369 - عبدُ الكريم قال: نبئت (عن) (¬1) علي وابن مسعود: في البكر تستكره على نفسها: أن للبكر مثل صداق إحدى نسائها، وللثيب مثل صداق مثلها. للكبير بانقطاع (¬2). ¬
5370 - وفي رواية قالا في الأمة تستكره: إن كانت بكراً فعشر ثمنها، وإن كانت ثيباً فنصف عشر ثمنها (¬1). ¬
5371 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أُتِيَ عُمَرُ بِمَجْنُونَةٍ قَدْ زَنَتْ فَاسْتَشَارَ فِيهَا أُنَاسًا، فَأَمَرَ بِهَا عُمَرُ أَنْ تُرْجَمَ، فمرَّ بِهَا عَلِيٌّ فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قَالُوا: مَجْنُونَةُ بَنِي فُلانٍ زَنَتْ. فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُرْجَمَ فَقَالَ: ارْجِعُوا بِهَا. ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْقَلَمَ مرفوع عَنْ ثَلاثَةٍ، عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَبْرَأَ وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَعْقِلَ، فقَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا بَالُ هَذِهِ؟ قَالَ: لا شَيْءَ، قَالَ: فَأَرْسَلَهَا عمر وَجَعَلَ يُكَبِّرُ. لأبى داود (¬1). ¬
5372 - وفي رواية: أوَما تذكر أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((رُفِعَ الْقَلَمُ)) ... بمثله (¬1). ¬
5373 - أبو أُمَامَةَ عن بَعْضِ الصحابة مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَّهُ اشْتَكَى رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى أُضْنِيَ، فَعَادَ جِلْدَةً عَلَى عَظْمٍ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ -[338]- جَارِيَةٌ لِبَعْضِهِمْ فَهَشَّ لَهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ رِجَالُ من قَوْمِهِ يَعُودُونَهُ أَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ وَقَالَ اسْتَغفروا لِي رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرُوا له ذَلِكَ وَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا بِأَحَدٍ مِنَ الضُّرِّ مِثْلَ ما بِهِ، ولَوْ حَمَلْنَاهُ إِلَيْكَ لَتَفَسَّخَتْ عِظَامُهُ مَا هُوَ إِلاَّ جِلْدٌ عَلَى عَظْمٍ، فَأَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَأْخُذُوا لَهُ مِائَةَ شِمْرَاخٍ فَيَضْرِبُوهُ بِهَا ضَرْبَةً وَاحِدَةً. لأبي داود (¬1). ¬
5374 - وللنسائى نحوه في مُقْعَدٍ زنى ضربه - صلى الله عليه وسلم - بِأثكولٍ وَرَحِمَهُ لِزَمَانَتِهِ وَخَفَّفَ عَنْهُ (¬1). ¬
5375 - حَبِيبُ بْنُ سَالِمٍ: أَنَّ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُنَيْنٍ وَقَعَ عَلَى جَارِيَةِ امْرَأَتِهِ، فَرُفِعَ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْكُوفَةِ، فَقَالَ: لأَقْضِيَنَّ فِيكَ بِقَضِيَّةِ إِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَكَ جَلَدْتُكَ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَحَلَّتْهَا لَكَ رَجَمْتُكَ بِالْحِجَارَةِ، فَوَجَدُوهُ أَحَلَّتْهَا لَهُ فَجَلَدَهُ مِائَةً. للترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
5376 - وللنسائي قال النعمان: قال رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي رَجُلٍ وَقَعَ بِجَارِيَةِ امْرَأَتِهِ: ((إِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَهُ فَاجْلِدوه وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَحَلَّتْهَا لَهُ فَارْجُموه (¬1). ¬
5377 - سَلَمَةُ بْنِ الْمُحَبَّقِ قَالَ إن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى فِي رَجُلٍ وقع على جَارِيَةِ امْرَأَتِهِ إِنْ كَانَ اسْتَكْرَهَهَا أنها حُرَّةٌ وَعَلَيْهِ لِسَيِّدَتِهَا مِثْلُهَا وَإِنْ كَانَتْ طَاوَعَتْهُ فَهِيَ لَهُ وَعَلَيْهِ لِسَيِّدَتِهَا مِثْلُهَا (¬1). ¬
5378 - وفي رواية: فَهِيَ وَمِثْلُهَا مِنْ مَالِهِ لَسَيِّدَتِهَا. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5379 - حَمْزةُ بْنُ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بَعَثَهُ مُصَدِّقًا فَوَقَعَ رَجُلٌ عَلَى جَارِيَةِ امْرَأَتِهِ فَأَخَذَ حَمْزَةُ مِنَ الرَّجُلِ كفلاء حَتَّى قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فأخبره، وَكَانَ عُمَرُ قَدْ جَلَدَ ذلك الرجل مائة إذ كان بكرا باعترافه على نفسه فأخبره فادعى الجهل في هذه، فَصَدَّقَهُ وَعَذَرَهُ بِالْجَهَالَةِ. للبخاري (¬1). ¬
5380 - الْبَرَاءُ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ يوما عَلَى إِبِلٍ ضَلَّتْ لي رأيت فَوَارِس مَعَهُمْ لِوَاءٌ دخلوا بيت رجل من العرب فَضَرَبُوا عُنُقَهُ، فَسَأَلْتُ عَنْ ذنبه، فقالوا: عرسَ بِامْرَأَةِ أَبِيهِ وهو يقرأ سورة النساء، وقد نزل فيها: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء} (¬1). ¬
5381 - وفي رواية مَرَّ بِي خَالِي أَبُو بُرْدَةَ وَمَعَهُ لِوَاءٌ فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ أَنْ آتِيَهُ بِرَأْسِهِ (¬1). ¬
5382 - وفي أخرى: عَمِّي بدل خالي، وفيها: أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ وَآخُذَ مَالَهُ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
5383 - ابن عباس رفعه: ((من وقع على ذات محرم، أو قال: من نكح ذات محرم فاقتلوه)). لرزين (¬1). ¬
5384 - وعنه رفعه: ((لايدخل الجنة من أتى ذات محرم)). للكبير (¬1). ¬
5385 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَّقِ الْوَجْهَ)). لأبي داود. قلت: وأخرجه في الجهاد للشيخين بلفظ: ((إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه)). فصح أنه للثلاثة (¬1). ¬
5386 - عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ فَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ. للبخاري. في اختصار أبي مسعود الدمشقي: وقال الحميدي: بحثنا عنه فوجدناه في بعض النسخ ذكره في أيام الجاهلية. قال: ولعلها من المقحمات التي أقحمت في كتاب البخاري. وذكر الحميدي أنه في التاريخ الكبير للبخاري بدون: قد زنت. قال: فإن صحت هذه الزيادة فإنما أخرجها البخاري دلالة على أن عمرو بن ميمون قد أدرك الجاهلية ولم يبال بظنه الذي ظن في الجاهلية (¬1). ¬
الحد في أهل الكتاب وفي اللواط والبهيمة والقذف
الحد في أهل الكتاب وفي اللواط والبهيمة والقذف
5387 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ الْيَهُودَ أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرُوا أَنَّ امْرَأَةً منهم ورَجُلاً زَنَيَا، فَقَالَ لَهُمْ: ((مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟)) فَقَالُوا: نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ. قال عبد الله بن سلام: كذبتم، إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك. فإذا فيها آية الرجم، فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم، فأمر بهما النبي - صلى الله عليه وسلم - فرجما، فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة (¬1). ¬
5388 - وفي رواية: قَالُوا نُسَخِّمُ وُجُوهَهُمَا وَنُخْزِيهِمَا قَالَ: {فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. البخاري (¬1). ¬
5389 - وفي رواية: قَالُوا نُسَوِّدُ وُجُوهَهُمَا وَنُحَمِّلُهُمَا وَنُخَالِفُ بَيْنَ وُجُوهِهِمَا وَيُطَافُ بِهِمَا قَالَ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَجَاءُوا بِهَا فَقَرَءُوهَا حَتَّى إِذَا مَرُّوا بِآيَةِ الرَّجْمِ وَضَعَ الْفَتَى الَّذِي يَقْرَأُ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ وَقَرَأَ مَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا وَرَاءَهَا فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الله بْنُ سَلامٍ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مُرْهُ فَلْيَرْفَعْ يَدَهُ فَرَفَعَهَا فَإِذَا تَحْتَهَا آيَةُ الرَّجْمِ فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَرُجِمَا قَالَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ كُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَهُمَا فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَقِيهَا مِنَ الْحِجَارَةِ بِنَفْسِهِ. مسلم (¬1) (¬2). ¬
5390 - وفي رواية: أَتَى نَفَرٌ مِنْ اليَهُودٍ، فَدَعَوْا النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْقُفِّ فَأَتَاهُمْ فِي بَيْتِ الْمِدْرَاسِ (¬1) فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، إِنَّ رَجُلاً مِنَّا زَنَى بِامْرَأَةٍ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ فَوَضَعُوا له - صلى الله عليه وسلم - وِسَادَةً فَجَلَسَ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: ((ائتوني بِالتَّوْرَاةِ)) فَأُتِيَ بِهَا، فَنَزَعَ الْوِسَادَةَ مِنْ تَحْتِهِ، -[341]- ووَضَعَ التَّوْرَاةَ عَلَيْهَا وقَالَ: آمَنْتُ بِكِ وَبِمَنْ أَنْزَلَكِ، ثُمَّ قَالَ: ((ائْتُونِي بِأَعْلَمِكُمْ)) بنحوه. للستة إلا النسائي (¬2). ¬
5391 - لأبي داود عن أبي هُرَيْرَةَ: زَنَى رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ وَامْرَأَةٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اذْهَبُوا بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ بُعِثَ بِالتَّخْفِيفِ فَإِنْ أَفْتَانَا بِفُتْيَا دُونَ الرَّجْمِ قَبِلْنَاهَا وَاحْتَجَجْنَا بِهَا عِنْدَ الله، قُلْنَا فُتْيَا نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِكَ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، مَا تَرَى فِي رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ منهم زَنَيَا؟ فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى أَتَى بَيْتَ (مِدْرَاسِهِمْ) (¬1)، فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ: ((أَنْشُدُكُمْ الله الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أَحْصَنَ؟)) قَالُوا: يُحَمَّمُ وَيُجَبَّهُ وَيُجْلَدُ وَالتَّجْبِيهُ أَنْ يُحْمَلَ الزَّانِيَانِ عَلَى حِمَارٍ وَتُقَابَلُ أَقْفِيَتُهُمَا وَيُطَافُ بِهِمَا، وَسَكَتَ شَابٌّ مِنْهُمْ فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَلَظَّ بِهِ النِّشْدَةَ، قَالَ: اللهمَّ إِذْ نَشَدْتَنَا فَإِنَّا نَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ الرَّجْمَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((فَمَا أَوَّلُ مَا ارْتَخَصْتُمْ أَمْرَ الله؟)) قَالوا: زَنَى ذوا قَرَابَةٍ مِنْ مُلُوكِنَا، فَأَخَّرَ عَنْهُ الرَّجْمَ، ثُمَّ زَنَى رَجُلٌ فِي أُسْرَةٍ مِنَ النَّاسِ، فَأَرَادَ رَجْمَهُ، فَحَالَ قَوْمُهُ دُونَهُ وَقَالُوا: لا ترجم صَاحِبَنَا حَتَّى تَجِيءَ بِصَاحِبِكَ فَتَرْجُمَهُ، فأصْلَحُوا هَذِهِ الْعُقُوبَةِ بَيْنَهُمْ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((فَإِنِّي أَحْكُمُ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ)) فَأَمَرَ بِهِمَا، فَرُجِمَا قَالَ الزُّهْرِيُّ فَبَلَغَنَا أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِمْ: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهُمْ (¬2). ¬
5392 - وله عن جَابِرِ جَاءَتِ الْيَهُودُ بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنْهُمْ زَنَيَا، فَقَالَ: ((ائْتُونِي بِأَعْلَمِ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ)) فَأَتَوْهُ بِابْنَيْ صُورِيَا، فَنَشَدَهُمَا: ((كَيْفَ تَجِدَانِ أَمْرَ هَذَيْنِ فِي التَّوْرَاةِ؟)) قَالا: نَجِدُ فيها إِذَا شَهِدَ أَرْبَعَةٌ أَنَّهُمْ رَأَوْا ذَكَرَهُ فِي فَرْجِهَا مِثْلَ الْمِيلِ فِي الْمكْحلَةِ رُجِمَا قَالَ: ((فَمَا يَمْنَعُكُمَا أَنْ تَرْجُمُوهُمَا؟)) قَالا: ذَهَبَ سُلْطَانُنَا فَكَرِهْنَا الْقَتْلَ، فَدَعَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِالشُّهُودِ فَجَاءُوا أَرْبَعَةً فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ رَأَوْا ذَكَرَهُ فِي فَرْجِهَا مِثْلَ الْمِيلِ فِي الْمُكْحَلَةِ، فَأَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - بِرَجْمِهِمَا (¬1). ¬
5393 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ)). للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
5394 - وعنه: أن علياً أحرقهما وأبا بكر هدم عليهما حائطاً.
5395 - وعنه وعن أبي هريرة رفعاه: ((ملعون من عمل عمل قوم لوط)). هما لرزين.
5396 - عثمانُ: أتي برجل قد فجر بغلام من قريش، قال عثمان: أحصن؟ قالوا: تزوج بامرأة ولم يدخل بها، فقال علي لعثمان: لو دخل بها لحل عليه الرجم، فأما إذا لم يدخل بها فاجلدوه الحد. قال أبو أيوب: أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول الذى ذكر أبوالحسن، فأمر به عثمان فجلد مائة. للكبير (¬1). ¬
5397 - جَابِرٌ رفعه: ((إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ)) (¬1). ¬
5398 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((لا يَنْظُرُ الله تعالى إِلَى رَجُلٍ أَتَى رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فِي دبرها)). هما للترمذي (¬1). ¬
5399 - وعنه: أنه مَنْ أَتَى بَهِيمَةً فَاقْتُلُوهُ وَاقْتُلُوهَا مَعَهُ قيل لابن عباس مَا شَأْنُ الْبَهِيمَةِ؟ قَالَ: سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك شيئا، ولكن أراه كَرِه أَنْ يُؤْكَلَ لَحْمُهَا أو ينتفع بها وَقَدْ فُعِلَ بِهَا ذَلِكَ (¬1). ¬
5400 - وعنه قَالَ: لَيْسَ عَلَى الَّذِي يَأْتِي الْبَهِيمَةَ حَدٌّ. هما للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
5401 - عَائِشَةُ: لَمَّا نَزَلَ عُذْرِي قَامَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ ذَلِكَ وَتَلا، فَلَمَّا نَزَلَ من المنبر أَمَرَ بِالرَّجُلَيْنِ وَالمرأة فَضُرِبُوا حَدَّهُمْ (¬1). ¬
5402 - وفي رواية: حَسَّانُ بْنِ ثَابِتٍ وَمِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ وحَمْنَة بِنْت جَحْشٍ. لأبي داود (¬1). ¬
5403 - أبو الزِّنَادِ: جَلَدَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَبْدًا فِي فِرْيَةٍ ثَمَانِينَ، فَسَأَلْتُ عَبْدَ الله بْنَ عَامِرِ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَدْرَكْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ وَالْخُلَفَاءَ هَلُمَّ جَرًّا فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا جَلَدَ عَبْدًا فِي فِرْيَةٍ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ (¬1). ¬
5404 - عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اسْتَبَّا فِي زَمَنِ عُمَرَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: وَالله مَا أَبِي بِزَانٍ وَلا أُمِّي بِزَانِيَةٍ فَاسْتَشَارَ عُمَرُ فِي ذَلِكَ، فَقَائل يقول: مَدَحَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ. وَآخر يقول: قَدْ كَانَ لأَبِيهِ مَدْحٌ سوى هَذَا فَجَلَدَهُ عُمَرُ ثَمَانِينَ جلدة. هما لمالك (¬1). ¬
5405 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لرجُلٍ يَا يَهُودِيُّ فَاضْرِبُوهُ عِشْرِينَ، فإن قَالَ: يَا مُخَنَّثُ فمثله، وَمَنْ وَقَعَ عَلَى ذَاتِ مَحْرَمٍ فَاقْتُلُوهُ، هذا إذا علم)). للترمذي (¬1). ¬
حد السرقة وما لا حد فيه
حد السرقة وما لا حد فيه
5406 - عَائِشَةُ: يَد السَّارِقِ لَمْ تُقْطَعْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ فِي ثَمَنِ مِجَنٍّ حَجَفَةٍ أَوْ تُرْسٍ (¬1). ¬
5407 - وفي رواية رفعته: ((لا تقطع اليد إلا فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ)) وَثَمَنُ الْمِجَنِّ رُبْعُ دِينَارٍ (¬1). ¬
5408 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَطَعَ سَارِقًا فِي مِجَنٍّ قِيمَتُهُ ثَلاثَةُ دَرَاهِمَ. هما للستة (¬1). ¬
5409 - عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ سَارِقًا سَرَقَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ أُتْرُجَّةً فَأَمَرَ بِهَا عُثْمَانُ أَنْ تُقَوَّمَ فَقُوِّمَتْ بِثَلاثَةِ دَرَاهِمَ مِنْ صَرْفِ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا بِدِينَارٍفَقَطَعَ عُثْمَانُ يَدَهُ. لمالك (¬1). ¬
5410 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَعَنَ الله السَّارِقَ يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ)) قَالَ الأَعْمَشُ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ بَيْضُ الْحَدِيدِ وإن من الحبال ما يساوي دراهم. للشيخين والنسائي (¬1). ¬
5411 - أبو أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِلِصٍّ قَدِ اعْتَرَفَ اعْتِرَافًا، وَلَمْ يُوجَدْ مَعَهُ مَتَاعٌ، فَقَالَ له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا إِخَالُكَ سَرَقْتَ؟)) قَالَ: بَلَى، فَأَعَادَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا كل ذلك يعترف فَأَمَرَ بِهِ، فَقُطِعَ وَجِيءَ بِهِ فَقَالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((اسْتَغْفِرِ الله وَتُبْ إِلَيْهِ)) فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ تُبْ عَلَيْهِ ثَلاثًا)). للنسائي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
5412 - عَائِشَةُ: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: َمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالُوا: ومَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ حِبُّه - صلى الله عليه وسلم - فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله)) ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فقَالَ: ((إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ الله لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)) (¬1). ¬
5413 - وفي رواية: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْن الْمَرْأَةِ الَّتِي سَرَقَتْ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ (¬1). ¬
5414 - وفيه: أن أُسَامَةَ كَلَّمَه فتَلَوَّنَ وَجْهُه - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((أَتُشفع فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله؟!)) قَالَ أُسَامَةُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ الله. وفيه: ثُمَّ أَمَرَ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَقُطِعَتْ يَدُهَا قَالَتْ عَائِشَةُ: فَحَسُنَتْ تَوْبَتُهَا بَعْد وَتَزَوَّجَتْ، فَكَانَتْ تَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَرْفَعُ حَاجَتَهَا إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
5415 - وفي أخرى: اسْتَعَارَتِ امْرَأَةٌ حُلِيًّا عَلَى أَلْسِنَةِ أُنَاسٍ يُعْرَفُونَ وَلا تُعْرَفُ هِيَ فَبَاعَتْهُ، فَأُخِذَتْ، فَأُتِيَ بِهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَ بِقَطْعِ يَدِهَا (¬1). ¬
5416 - وفي أخرى: كانت امْرَأَةٌ مَخْزُومِيَّةٌ تَسْتَعِيرُ الْمَتَاعَ وَتَجْحَدُهُ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِقَطْعِ يَدِهَا. للستة إلا مالكا (¬1). ¬
5417 - ابنُ عمرو بن العاص: أَنَّ رَجُلاً مِنْ مُزَيْنَةَ أَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ تَرَى فِي حَرِيسَةِ الْجَبَلِ؟ قَالَ: ((هِيَ وَمِثْلُهَا وَالنَّكَالُ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَاشِيَةِ قَطْعٌ إِلاَّ فِيمَا آوَاهُ الْمُرَاحُ فَبَلَغَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ فَفِيهِ قَطْعُ الْيَدِ وَمَا لَمْ يَبْلُغْ ثَمَنَ الْمِجَنِّ فَفِيهِ غَرَامَةُ مِثْلَيْهِ وَجَلَدَاتُ النَكَالٍ)) قَالَ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ تَرَى فِي الثَّمَرِ الْمُعَلَّقِ؟ قَالَ: ((هُوَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ وَالنَّكَالُ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الثَّمَرِ الْمُعَلَّقِ قَطْعٌ إِلاَّ فِيمَا آوَاهُ الْجَرِينُ فَمَا أُخِذَ مِنَ الْجَرِينِ فَبَلَغَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ فَفِيهِ الْقَطْعُ وَمَا لَمْ يَبْلُغْ ثَمَنَ الْمِجَنِّ فَفِيهِ غَرَامَةُ مِثْلَيْهِ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
5418 - رافعُ بن خديج قال: لمروان وقد أراد قطع عبد سرق وديا، -[346]- سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا قطع في ثمر ولا كثر)). فأمر مروان بالعبد فأرسل وجلده جلدات. لمالك وأصحاب السنن (¬1). ¬
5419 - جَابِرُ رفعه: ((لَيْسَ عَلَى خَائِنٍ وَلا مُنْتَهِبٍ وَلا مُخْتَلِسٍ قَطْعٌ)). للترمذي والنسائي (¬1). ¬
5420 - عَبَّادُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: أَصَابَتْنِي سَنَةٌ فَدَخَلْتُ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَفَرَكْتُ سُنْبُلاً فَأَكَلْتُ وَحَمَلْتُ فِي ثَوْبِي، فَجَاءَ صَاحِبُهُ فَضَرَبَنِي وَأَخَذَ ثَوْبِي، فأتى بي النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقَالَ لَهُ: ((مَا عَلَّمْتَ إِذا كَانَ جَاهِلاً، وَلا أَطْعَمْتَ (إِذا) (¬1) كَانَ جَائِعًا- أَوْ سَاغِبًا)) فَأَمَرَهُ فَرَدَّ عَلَيَّ ثَوْبِي وَأَعْطَانِي وَسْقًا أَوْ نِصْفَ وَسْقٍ مِنْ طَعَامٍ. لأبي داود والنسائي (¬2). ¬
5421 - ابْنُ عُمَرَ رَفعه: ((لا يَحْلُبَنَّ أَحَدكم مَاشِيَةَ أحدٍ إلا بإِذْنِهِ، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تُؤْتَى مَشْرُبَتُهُ فَتُكْسَرَ خِزَانَتُهُ (فينتثل) (¬1) طَعَامُهُ، إِنَّمَا تَخْزن لَهُمْ ضُرُوعُ مَوَاشِيهِمْ أَطْعِمَتهمْ فَلا يَحْلُبَنَّ أَحَدٌ مَاشِيَةَ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)). للشيخين والموطأ وأبي داود (¬2). ¬
5422 - سَمُرَةُ رفعه: ((إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ عَلَى مَاشِيَةٍ فَإِنْ كَانَ فِيهَا صَاحِبُهَا فَلْيَسْتَأْذِنْهُ فَإِنْ أَذِنَ لَهُ فَلْيَحْتَلِبْ وَلْيَشْرَبْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا أَحَدٌ -[347]- فَلْيُصَوِّتْ ثَلاثًا فَإِنْ أَجَابَهُ أَحَدٌ فَلْيَسْتَأْذِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ فَلْيَحْتَلِبْ وَلْيَشْرَبْ وَلا يَحْمِلْ)) (¬1). ¬
5423 - رَافِعُ بْنُ عَمْرٍو: كُنْتُ أَرْمِي نَخْلَ الأَنْصَارِ فَأَخَذُونِي فَذَهَبُوا بِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((يَا رَافِعُ لِمَ تَرْمِي نَخْلَهُمْ)) فقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، الْجُوعُ. قَالَ: ((لا تَرْمِ، وَكُلْ مَا وَقَعَ، أَشْبَعَكَ الله وَأَرْوَاكَ)) (¬1). ¬
5424 - وفي رواية: ((اللهمَّ أَشْبِعْ بَطْنَهُ)). هما لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5425 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنْ دَخَلَ حَائِطًا فَلْيَأْكُلْ، وَلا يَتَّخِذْ خُبْنَةً)). للترمذي (¬1). ¬
5426 - وعنه: جَاءَ رجل إلى عمر بِغُلامٍ لَهُ فَقَالَ: اقْطَعْ يَدَه فإنه سرق مرآة لامرأتي. فقال عمر: لا قطع عليه، وهو خادمكم أخذ متاعكم. لمالك (¬1). ¬
5427 - جَابِرٌ: جِيءَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بِسَارِقٍ، فَقَالَ: ((اقْتُلُوهُ)) قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّمَا سَرَقَ. فقَالَ: ((اقْطَعُوهُ)) فَقُطِعَ ثُمَّ جِيءَ بِهِ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: ((اقْتُلُوهُ)) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّمَا سَرَقَ. فقَالَ: ((اقْطَعُوهُ)) ثم جيء بِهِ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: ((اقْتُلُوهُ)) قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّمَا سَرَقَ. قَالَ: ((اقْطَعُوهُ)) ثُمَّ أُتِيَ بِهِ الرَّابِعَةَ فَقَالَ: ((اقْتُلُوهُ)). قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّمَا سَرَقَ. قَالَ: ((اقْطَعُوهُ)) فَأُتِيَ بِهِ الْخَامِسَةَ فقَالَ: ((اقْتُلُوهُ)) فَانْطَلَقْنَا به فقتلناه، ثم اجتررناه ورمينا به في بئر، ورَمَيْنَا عَلَيْهِ بِالْحِجَارَةِ. لأبي داود، وللنسائي بنحوه وأنكره (¬1). ¬
5428 - الْقَاسِمُ بنُ محمد: أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَقْطَعَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ قَدِمَ المدينة فَنَزَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصديق فَشَكَا إِلَيْهِ أَنَّ عَامِلَ الْيَمَنِ ظَلَمَهُ وقطع يده، وكَانَ يُصَلِّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَقُولُ أَبُو بَكْرٍ: وَأَبِيكَ مَا لَيْلُكَ بِلَيْلِ سَارِقٍ، ثُمَّ إِنَّهُ بيت حليا -[348]- لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ فافتقدته، فَجَعَلَ يَطُوفُ مَعَهُمْ وَيَقُولُ: اللهمَّ عَلَيْكَ بِمَنْ يبيت أَهْلَ دويرة الرجل الصَّالِحِ، ثم وجد الْحُلِيَّ عِنْدَ صَائِغٍ فزَعَمَ أَنَّ الأَقْطَعَ جَاءَ بِهِ، فَاعْتَرَفَ الأَقْطَعُ أَوْ شُهِدَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ فَقُطِعَتْ شماله، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالله إن دعاءه عَلَى نَفْسِهِ أَشَدُّ عِنْدِي مِنْ سَرِقَتِهِ (¬1). ¬
5429 - يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ رَقِيقًا لِحَاطِبٍ سَرَقُوا نَاقَةً لِرَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَانْتَحَرُوهَا فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَأَمَرَ كَثِيرَ بْنَ الصَّلْتِ أَنْ يَقْطَعَ أَيْدِيَهُمْ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: أَرَاكَ تُجِيعُهُمْ، وَالله لأُغَرِّمَنَّكَ غُرْمًا يَشُقُّ عَلَيْكَ ثُمَّ قَالَ لِلْمُزَنِيِّ كَمْ ثَمَنُ نَاقَتِكَ؟ فَقَالَ كُنْتُ وَالله أَمْنَعُهَا مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَقَالَ عُمَرُ أَعْطِهِ ثَمَانَمائة دِرْهَمٍ (¬1). ¬
5430 - نَافِعُ: أَنَّ عَبْدًا لابن عُمَرَ سَرَقَ وَهُوَ آبِقٌ، فَبعث بِهِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ لِيَقْطَعَ يَدَهُ، فَقال سَعِيدٌ: لا تقطع يد الآبِقِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ. فِي أَيِّ كِتَابِ الله وَجَدْتَ هَذَا؟ فأَمَرَ بِهِ ابْنُ عُمَرَ فَقُطِعَتْ يَدُهُ. وكذلك قضى عمر بن عبد العزيز. هي لمالك (¬1). ¬
5431 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا سَرَقَ الْعَبْدُ فَبيِعوهُ وَلَوْ بِنَشٍّ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5432 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ رَقِيقِ الْخُمُسِ سَرَقَ مِنَ الْخُمُسِ فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَقْطَعْهُ وَقَالَ: ((مَالُ الله سرقَ بَعْضُهُ بَعْضًا)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
5433 - أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ الله: أَنَّ قَوْمًا مِنَ الْكَلاعِيِّينَ سُرِقَ لَهُمْ مَتَاعٌ فَاتَّهَمُوا نَاسًا مِنَ الْحَاكَةِ فَأَتَوُا بهم النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ فَحَبَسَهُمْ أَيَّامًا ثُمَّ -[349]- خَلَّى سَبِيلَهُمْ فَأَتَوُا النُّعْمَانَ فَقَالُوا خَلَّيْتَ سَبِيلَهُمْ بِغَيْرِ ضَرْبٍ وَلا امْتِحَانٍ فَقَالَ لهم النُّعْمَانُ مَا شِئْتُمْ إِنْ شِئْتُمْ أَنْ أَضْرِبَهُمْ فَإِنْ خَرَجَ مَتَاعُكُمْ فَذَاكَ وَإِلاَّ أَخَذْتُ لهم مِنْ ظُهُورِكُمْ مِثْلَ مَا أَخَذْتُ مِنْ ظُهُورِهِمْ فَقَالُوا هَذَا حُكْمُكَ قَالَ هَذَا حُكْمُ الله ورَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5434 - أبو ذَرٍّ قَالَ: دعاني رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقُلْتُ لَبَّيْكَ فَقَالَ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَصَابَ النَّاسَ مَوْتٌ يَكُونُ الْبَيْتُ فِيهِ بِالْوَصِيفِ يَعْنِي الْقَبْرَ قُلْتُ الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ قَالَ حَمَّادُ فلهذا قال من قال يُقْطَعُ يد النَّبَّاشِ لأَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْمَيِّتِ بَيْتَهُ. لأبي داود (¬1). ¬
5435 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رفعه: لا يُغَرَّمُ صَاحِبُ سَرِقَةٍ إِذَا أُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدُّ (¬1). ¬
5436 - أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرِ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَضَى أَنَّهُ إِذَا وَجَدَهَا يعني السرقة فِي يَدِ رجُلٍ غَيْرِ الْمُتَّهَمِ فَإِنْ شَاءَ أَخَذَهَا بِمَا اشْتَرَاهَا وَإِنْ شَاءَ اتَّبَعَ سَارِقَهُ وَقَضَى بِذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. هما للنسائي (¬1). ¬
5437 - فَضَالَةُ: جيء - صلى الله عليه وسلم - بِسَارِقٍ فَقُطِعَتْ يَدُهُ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَعُلِّقَتْ فِي عُنُقِهِ (¬1). ¬
5438 - بُسْرُ بْنُ أَرْطَاةَ رفعه: لا تُقْطَعُ الأَيْدِي فِي السَّفَرِ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
5439 - الشَّعْبِيُّ: أن رَجُليْنِ شَهِدَا عَلَى رَجُلٍ أَنَّهُ سَرَقَ فَقَطَعَهُ عَلِيٌّ ثُمَّ ذهبا وجَاءَا بِآخَرَ وَقَالا أَخْطَأْنَا بالأول فَأَبْطَلَ عَلِيٌّ شَهَادَتَهُمَا وَأُخِذَا منهما دِيَةُ الأَوَّلِ وَقَالَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمَا تَعَمَّدْتُمَا لَقَطَعْتُكُمَا. للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
حد الشرب
حد الشرب
5440 - أَنَسُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ضَرَبَ فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ (¬1). ¬
5441 - وفي رواية: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَجَلَدَهُ بِجَرِيد نَحْوَ أَرْبَعِينَ، وَفَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ اسْتَشَارَ، النَّاسَ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَخَفُّ الْحُدُودِ ثَمَانونَ، فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5442 - ولمالك عن ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ عُمَرَ اسْتَشَارَ فِي حد الْخَمْرِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ: أَرَى أَنْ تَجْعلهُ ثَمَانِينَ، فَإِنَّهُ إِذَا شَرِبَ سَكِرَ، وَإِذَا سَكِرَ هَذَى، وَإِذَا هَذَى افْتَرَى، فَجَلَدَ عُمَرُ ثَمَانِينَ (¬1). ¬
5443 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرِ: أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِشَارِبٍ خمر وَهُوَ بِحُنَيْنٍ - فَحَثَى فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ، ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ فَضَرَبُوهُ بِنِعَالِهِمْ، وَمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ حَتَّى قَالَ لَهُمُ: ((ارْفَعُوا)) ثُمَّ جَلَدَ أَبُو بَكْرٍ فِي الْخَمْرِ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ جَلَدَ عُمَرُ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ جَلَدَ ثَمَانِينَ فِي آخِرِها، وجَلَدَ عُثْمَانُ الْحَدَّيْنِ كِلَيْهِمَا، ثُمَّ أَثْبَتَ مُعَاوِيَةُ الْحَدَّ ثَمَانِينَ. لأبي داود (¬1). ¬
5444 - مُعَاوِيَةُ رفعه: ((مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ)). لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
5445 - قَبِيصَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ فَإِنْ عَادَ فَاقْتُلُوهُ فِي الثَّالِثَةِ - أَوِ- الرَّابِعَةِ)) فَأُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ فَجَلَدَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ فَجَلَدَهُ (ثُمَّ أُتِيَ بِهِ فَجَلَدَهُ) (¬1) ثُمَّ أُتِيَ بِهِ فَجَلَدَهُ وَرَفَعَ الْقَتْلَ، وَكَانَتْ رُخْصَةً. لأبي داود (¬2). ¬
5446 - السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ: أَنَّ عُمَرَ قال: وَجَدْتُ في فُلانٍ رِيحَ شَرَابٍ، يعني: (بعض بنيه) (¬1) وَزَعَمَ أَنَّهُ شَرب الطِّلاءِ، وَأَنَا سَائِلٌ عَنه، فَإِنْ كَانَ يُسْكِرُ جَلَدْتُهُ، فسأل فقيل له: إنه يسكر، فَجَلَدَهُ عُمَرُ الْحَدَّ تَامّاً. لمالك (¬2). ¬
5447 - للنسائي: عن عُتبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ كَانَ النَّبِيذُ الذي يَشْرَبُهُ عُمر قَدْ خُلّلَ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا حَديثُ السَّائِبِ قال: إني وجدت من فلان الحديث (¬1). ¬
5448 - حُضَيْنُ بْنُ الْمُنْذِرِ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ َأُتِيَ بِالْوَلِيدِ قَدْ صَلَّى الصُّبْحَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: أَزِيدُكُمْ، فَشَهِدَ عَلَيْهِ رَجُلانِ أَحَدُهُمَا حُمْرَانُ أَنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ، وَشَهِدَ آخَرُ: أَنَّهُ رَآهُ يَتَقَيَّأُها، فَقَالَ عُثْمَانُ: إِنَّهُ لَمْ يَتَقَيَّأْها حَتَّى شَرِبَهَا، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، قُمْ فَاجْلِدْهُ. فَقَالَ عَلِيٌّ: قُمْ يَا حَسَنُ، فَاجْلِدْهُ. فَقَالَ الْحَسَنُ: وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا فَكَأَنَّهُ وَجَدَ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا عَبْدَ الله بْنَ جَعْفَرٍ قُمْ فَاجْلِدْهُ، فَجَلَدَهُ وَعَلِيٌّ يَعُدُّ حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعِينَ. فَقَالَ: أَمْسِكْ، ثُمَّ قَالَ: جَلَدَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعِينَ، وأَبُو بَكْرٍ، أَرْبَعِينَ، وَعُمَرُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ، وَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ. لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
5449 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَقِتْ فِي الْخَمْرِ حَدًّا، شَرِبَ رَجُلٌ فَسَكِرَ، فَلُقِيَ يَمِيلُ فِي الْفَجِّ، فَانْطُلِقَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا حَاذَى بِدَارِ الْعَبَّاسِ انْفَلَتَ فَدَخَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ، فَالْتَزَمَهُ فَذُكِرَوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَضَحِكَ، وَقَالَ: ((أَفَعَلَهَا)) وَلَمْ يَأْمُرْ فِيهِ بِشَيْءٍ. لأبي داود (¬1). ¬
5450 - عَلِيٌّ: مَا كُنْتُ لأَقِيمَ على أحدٍ حَدًّا فَيَمُوتَ، فَأَجِد فِي نَفْسِي منه شيئًا إِلاَّ صَاحِبَ الْخَمْرِ، فَإِنَّهُ لَوْ مَاتَ وَدَيْتُهُ، وَذَلِكَ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسُنَّهُ. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
5451 - ابْنُ شِهَابٍ: سُئِلَ عَنْ حَدِّ الْعَبْدِ فِي الْخَمْرِ، فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَلَيْهِ نِصْفَ حَدِّ الْحُرِّ فِي الْخَمْرِ، وَكان عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَابْنَ عُمَرَ يجلدون عَبِيدَهُمْ فِي الْخَمْرِ نصف حد الحُرِّ. لمالك (¬1). ¬
5452 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: غَرَّبَ عُمَرُ رَبِيعَةَ بْنَ أُمَيَّةَ فِي الْخَمْرِ إِلَى خَيْبَرَ، فَلَحِقَ بِهِرَقْلَ فَتَنَصَّرَ، فَقَالَ عُمَرُ: لا أُغَرِّبُ بَعْدَهُ مُسْلِمًا. للنسائي (¬1). ¬
5453 - عُمَرَ: أَنَّ رَجُلاً في عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الله، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ النبي - صلى الله عليه وسلم - أحيانًا، وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللهمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَلْعَنُوهُ، فَوَالله مَا عَلِمْتُ إلا إِنَّهُ يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ)). للبخاري (¬1). ¬
5454 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ فَقَالَ: ((اضْرِبُوهُ)) فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ وَالضَّارِبُ، بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأَصْحَابِهِ: ((بَكِّتُوهُ)) فَأَقْبَلْنا عَلَيْهِ نقُول أمَا اتَّقَيْتَ الله، أمَا خَشِيتَ الله أمَا اسْتَحْيَيْتَ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ له بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ الله، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَقُولُوا هَكَذَا، لا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ وَلَكِنْ قُولُوا اللهمَّ ارْحَمْهُ، اللهم تب عليه)). للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
5455 - النعمانُ بنُ بشير رفعه: ((من جَلَد حدّاً في غير حدٍّ فهو من المعتدين)). للكبير (بخفي) (¬1) (¬2). ¬
كتاب الأطعمة
كتاب الأطعمة
آلات الطعام، وآداب الأكل: من تسمية، وغسل، وباليمين، ومما يلي، ولعق وغير ذلك
آلات الطعام، وآداب الأكل: من تسمية، وغَسْلٍ، وباليمين، ومما يلي، ولعق وغير ذلك
5456 - أَنَسٌ: لَمْ يَأْكُلِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى خِوَانٍ حَتَّى مَاتَ، وَمَا أَكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حَتَّى مَاتَ (¬1). ¬
5457 - وفي روايةٍ: مَا أعلمه أَكَلَ عَلَى سُكْرُجَةٍ قَطُّ، قِيلَ لِقَتَادَةَ: فَعَلامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ. قَالَ: عَلَى (الشقر) (¬1) (¬2). ¬
5458 - أبو حَازِمٍ: سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ قُلْتُ: هَلْ أَكَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - النَّقِيَّ؟ قَالَ: مَا رَأَى النَّقِيَّ مِنْ حِين ابْتَعَثَهُ الله حَتَّى قَبَضَهُ. فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ لَكُمْ فِي عَهْدِه مَنَاخِلُ؟ قَالَ: مَا رَأَى مُنْخُلاً مِنْ حِين ابْتَعَثَهُ الله حَتَّى قَبَضَهُ. قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ قَالَ كُنَّا نَطْحَنُهُ وَنَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مَا منه طَارَ وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ. هما للبخاري والترمذي (¬1). ¬
5459 - أُمُّ أَيْمَنَ: أَنَّهَا غَرْبَلَتْ دَقِيقًا فصنعته لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَغِيفًا، فَقَالَ: ((مَا هَذَا؟)) قَالت: طَعَامٌ نَصْنَعُهُ، بِأَرْضِنَا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصْنَعَ مِنْهُ لَكَ رَغِيفًا، فَقَالَ: ((رُدِّيهِ فِيهِ، ثُمَّ اعْجِنِيهِ)). للقزويني (¬1). ¬
5460 - حُذَيْفَةُ: كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - طَعَاماً ما لَمْ نضَعْ أيدينا حَتَّى يَبْدَأَ - صلى الله عليه وسلم - فيضع يده، وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مرة طَعَاماً فَجَاءَت جارية كأنها تُدفع، فذهبت لِتضَعَ يَدَهَا فِي الطَّعَامِ فَأَخَذَ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِا، ثُمَّ جَاءَ أعرابي كَأَنَّمَا يُدْفَعُ فَذَهَبَ لِيَضَعَ يَدَهَ فِي الطَّعَامِ [فأخذ بيده، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، وإن جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي؛ ليستحل به فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها))] (¬1). لمسلم وأبي داود (¬2). ¬
5461 - عائشةُ رفعته: إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل بسم الله، فإن نسي في الأول فليقل في الآخر: بسم الله في أوله وآخره. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5462 - وعنها: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُ طَعَاماً فِي سِتَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: أَمَا إِنَّهُ لَوْ سَمَّى لَكَفَاكُمْ. للترمذي (¬1). ¬
5463 - وَحْشِي بْنِ حَرْبٍ بن وحشي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالُوا يَا رَسُولَ الله إِنَّا نَأْكُلُ وَلا نَشْبَعُ، قَالَ: لَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ الله يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ (¬1). ¬
5464 - أُمَيَّة بْنُ مَخْشِيٍّ: وكَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - جَالِسًا وَرَجُلٌ يَأْكُلُ فَلَمْ يُسَمِّ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ طَعَامِهِ إِلاَّ لُقْمَةٌ فَلَمَّا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ قَالَ بِسْمِ الله أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ: مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ فَلَمَّا ذَكَرَ اسْمَ الله آخرًا اسْتَقَاءَ مَا فِي بَطْنِهِ. هما لأبي داود (¬1). ¬
5465 - جَابِرُ رفعه: ((إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ منزله فَذَكَرَ الله عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لا مَبِيتَ لَكُمْ وَلا عَشَاءَ وَإن ذكر الله عِنْدَ دُخُولِهِ ولم يذكره عند عشاءه يقول: أَدْرَكْتُمُ الْعَشَاءَ ولا مبيت لكم، وإذا لم يذكر الله عند دخوله ولا عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء)). لمسلم، وأبي داود (¬1). ¬
5466 - أنسُ رفعه: ((إن الرجل ليوضع طعامه فما يرفع حتى يغفر له، فقيل: يا رسول الله، وبم ذاك؟ قال: بقول: باسم الله إذا وضع والحمد لله إذا رفع)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
5467 - سَلْمَانُ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ بَرَكَةَ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ بعده فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: بَرَكَةُ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ قَبْلَهُ وَالْوُضُوءُ بَعْدَهُ. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5468 - أَنَسُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُكْثِرَ الله خَيْرَ بَيْتِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ إِذَا حَضَرَ غَدَاؤُهُ وَإِذَا رُفِعَ. للقزويني بضعف (¬1). ¬
5469 - ابنُ عَبَّاس: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ فقدم إِلَيْهِ طَعَامٌ، فَقَالُوا: أَلا نَأْتِيكَ بِوَضُوءٍ قَالَ: إِنَّمَا أُمِرْتُ بِالْوُضُوءِ إِذَا قُمْتُ إِلَى الصَّلاةِ. لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
5470 - وعنه: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - شَرِبَ لَبَنًا فدَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ وَقَالَ إِنَّ لَهُ دَسَماً. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5471 - جَابِرُ: وقد سئل عَنِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ فَقَالَ: قَدْ كُنَّا في زَمَنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لا نَجِدُ مِثْلَ ذَلِكَ مِنَ الطَّعَامِ إِلاَّ قَلِيلاً فَإِذَا نَحْنُ وَجَدْنَاهُ لَمْ يَكُنْ لَنَا مَنَادِيلُ إِلاَّ أَكُفَّنَا وَسَوَاعِدَنَا وَأَقْدَامَنَا، ثُمَّ نُصَلِّي وَلا نَتَوَضَّأُ. للبخاري (¬1). ¬
5472 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ حَسَّاسٌ لَحَّاسٌ فَاحْذَرُوهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ، مَنْ بَاتَ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5473 - ابنُ عمر رفعه: ((لا يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشِمَالِهِ وَلا يَشْرَبَنَّ بِهَا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِهَا، وَكَانَ نَافِعٌ يَزِيدُ فِيهَا وَلا يَأْخُذُ بِهَا وَلا يُعْطِي بِهَا)). لمالك ومسلم، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
5474 - سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ: أَنَّ رَجُلاً أَكَلَ عِنْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِشِمَالِهِ، فَقَالَ: كُلْ بِيَمِينِكَ، فقَالَ: لا أَسْتَطِيعُ قَالَ لا اسْتَطَعْتَ مَا مَنَعَهُ إِلاَّ الْكِبْرُ فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ. لمسلم (¬1). ¬
5475 - عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: كُنْتُ غُلامًا فِي حِجْرِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي - صلى الله عليه وسلم -: يَا غُلامُ سَمِّ الله وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ، فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ. للشيخين، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
5476 - عُبَيْدُ الله بْنِ عِكْرَاشٍ، عَنْ أَبِيهِ: بَعَثَنِي بَنُو مُرَّةَ بِصَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - -[357]- فَانْطَلَقَ بِي إِلَى بَيْتِ أُمِّ سَلَمَة فَقَالَ: هَلْ مِنْ طَعَامٍ فَأُتِينَا بِجَفْنَةٍ كَثِيرَةِ الثَّرِيدِ وَالْوَذْرِ فأَقْبَلْنَا نَأْكُلُ مِنْهَا فَخَبَطْتُ بِيَدِي مِنْ نَوَاحِيهَا وَأَكَلَ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَقَبَضَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى عَلَى يَدِي الْيُمْنَى، ثُمَّ قَالَ: يَا عِكْرَاشُ، كُلْ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ طَعَامٌ وَاحِدٌ، ثُمَّ أُتِينَا بِطَبَقٍ فِيهِ أَلْوَانُ الرُّطَبِ أَوْ التمر شك عُبَيْدُ الله فَجَعَلْتُ آكُلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَجَالَتْ يَدُه فِي الطَّبَقِ فَقَالَ: يَا عِكْرَاشُ، كُلْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ فَإِنَّهُ غَيْرُ لَوْنٍ وَاحِدٍ ثُمَّ أُتِينَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ وَمَسَحَ بِبَلَلِ كَفَّيْهِ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَرَأْسَهُ ثم وَقَالَ يَا عِكْرَاشُ هَذَا الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ. للترمذي وأغربه (¬1). ¬
5477 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((الْبَرَكَةُ تَنْزِلُ وَسْطَ الطَّعَامِ فَكُلُوا مِنْ حَافَتَيْهِ وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسْطِهِ)). للترمذي (¬1). ¬
5478 - عَبْدُ الله بْنِ بُسْرٍ: كَانَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَصْعَةٌ يُقَالُ لَهَا الْغَرَّاءُ يَحْمِلُهَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ فَلَمَّا أَضْحَوْا وَسَجَدُوا الضُّحَى أُتِيَ بِتِلْكَ الْقَصْعَةِ وَقَدْ ثُرِدَ فِيهَا والْتَفُّوا عَلَيْهَا فَلَمَّا كَثَرُوا جَثَا - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ له أَعْرَابِيٌّ مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ قَالَ: ((إِنَّ الله جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا عَنِيدًا)) ثُمَّ قَالَ: ((كُلُوا مِنْ حَوَالَيْهَا وَدَعُوا ذِرْوَتَهَا يُبَارَكْ فِيهَا)) (¬1). ¬
5479 - عَائِشَةُ رفعته: ((لا تَقْطَعُوا اللَّحْمَ (بِالسِّكِّينِ) (¬1) وَانْهَسُوهُ نهسًا فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ)). هما لأبي داود (¬2). ¬
5480 - صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ: كُنْتُ آكُلُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَآخُذُ اللَّحْمَ مِنَ الْعَظْمِ، فَقَالَ: أَدْنِ الْعَظْمَ مِنْ فِيكَ فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
5481 - ابنُ عمرو بن العاص: مَا رُئِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُ مُتَّكِئًا قَطُّ وَلا يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلانِ قط. [إن كانوا ثلاثة مشى بينهما وإن كانوا جماعة قدم بعضهم]. لأبي داود (¬1). ¬
5482 - أَنَسٌ: أُتِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِتَمْرٍ فَجَعَلَ يَقْسِمُهُ وَهُوَ مُحْتَفِزٌ يَأْكُلُ مِنْهُ أَكْلاً ذَرِيعًا (¬1). ¬
5483 - وفي رواية: (جثيثاً) (¬1) ورأيته جالساً مقعياً يأكل تمراً. لمسلم وأبي داود (¬2). ¬
5484 - ابنُ عمر: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الجلوس على مائدة يشرب الخمر عليها، وأن يأكل رجل أو يشرب منبطحاً على بطنه، ورخص في أكل حب مقلا ونحوه متكئاً. لرزين.
5485 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طعامًا فَلا يَمْسَحْ أصابعه حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا)). للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
5486 - كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُ بِثَلاثِ أَصَابِعَ فَإِذَا فَرَغَ لَعِقَهَا. لأبي داود ومسلم بلفظه (¬1). ¬
5487 - جَابِرٌ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِلَعْقِ الأَصَابِعِ وَالصَّحْفَةِ، وَقَالَ: إِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ فِي أي طعامكم الْبَرَكَةُ (¬1). ¬
5488 - وفي روايةٍ: ((إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى وَلْيَأْكُلْهَا وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ وَلا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ)). لمسلم والترمذي (¬1). ¬
5489 - (نبيشة) (¬1) الْخَبررفعه: ((مَنْ أَكَلَ فِي قَصْعَةٍ ثُمَّ لَحِسَهَا اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ)). للترمذي (¬2). ¬
5490 - لرزين: تقول له القصعة أعتقك الله من النار كما أعتقتني من الشيطان.
5491 - أَنَسُ: أُتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِتَمْرٍ عَتِيقٍ فَجَعَلَ يُفَتِّشُهُ حتى يُخْرِجَ السُّوسَ مِنْهُ. لأبي داود (¬1). ¬
5492 - عَبْدُ الله بْنُ بُسْرٍ: نَزَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَبِي فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا وَوَطْيَةً فَأَكَلَ مِنْهَا ثُمَّ أُتِيَ بِتَمْرٍ فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى. لمسلم مطولاً، ولأبي داود والترمذي نحوه (¬1). ¬
5493 - ابْنُ عُمَرَ: نَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَقْرُنَ الرَّجُلُ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ. إلا أن يَسْتَأْذِنَ صاحبه. [قال الشعبى: الإذن من قول ابن عمر]. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5494 - بريدةُ رفعه: ((كنت نهيتكم عن الإقران في التمر، فإن الله قد أوسع عليكم فأقرنوا)). للأوسط والبزار بضعف (¬1). ¬
5495 - ابنُ عمر قال نافع: كان لا يَأْكُلُ حَتَّى يُؤْتَى بِمِسْكِينٍ يَأْكُلُ مَعَهُ فَأَدْخَلْتُ إليه رَجُلاً يَأْكُلُ مَعَهُ فَأَكَلَ كَثِيرًا، فَقَالَ: يَا نَافِعُ لا تُدْخِلْ هَذَا عَلَيَّ سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((الْمسلم يَأْكُلُ فِي معاء وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ والمنافق يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ)) (¬1). ¬
5496 - وفي روايةٍ: كَانَ أَبُو نَهِيكٍ رَجُلاً أَكُولاً، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ إِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ)). فَقَالَ: فَأَنَا أُؤمِنُ بِالله وَرَسُولِهِ. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
5497 - أبو هريرة: أضاف النبي - صلى الله عليه وسلم - ضيفًا كافرًا، فأمر له بشاة فحلبت فشرب حلابها، (وثم أخرى، فشرب حلابها، ثم أخرى فشرب) (¬1) حلابها حتى شرب -[360]- حلاب سبع شياه، ثم إنه أصبح، فأسلم فأمر - صلى الله عليه وسلم - بشاة فشرب حلابها، ثم أخرى فلم يستتمها فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن المؤمن يشرب في معاء واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء)) (¬2). ¬
5498 - وعنه رفعه: ((طَعَامُ الاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلاثَةِ، وَطَعَامُ الثَّلاثَةِ كَافِي الأَرْبَعَةِ)). هما للشيخين والموطأ والترمذي (¬1). ¬
5499 - جَابِرٌ رفعه: ((طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ)). لمسلم والترمذي (¬1). ¬
5500 - ابْن عُمَرَ: تَجَشَّأَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((كُفَّ عَنَّا جُشَاءَكَ فَإِنَّ أَكْثَرَهُمْ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). للترمذي (¬1). ¬
5501 - نافعٌ: أهدى رجل من العراق إلى ابن عمر جوارش، فقال: ما يصنع بهذا، قال إذا كضك الطعام أخذت منه، قال: والله ما شبعت منذ كذا وكذا لا حاجة لي فيه. لرزين (¬1). ¬
5502 - مِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ رفعه: ((مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لقيمات يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ)) (¬1). ¬
5503 - أَنَسٌ رفعه: ((تَعَشَّوْا وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ حَشَفٍ فَإِنَّ تَرْكَ الْعَشَاءِ مَهْرَمَةٌ)). هما للترمذي (¬1). ¬
5504 - وعنه: رأيت عمر وهو يومئذ أمير المدينة يطرح له عن عشائه صاع من التمر فيأكله ويأكل الحشف معه. لمالك دون عشائه فلرزين (¬1). ¬
5505 - أبو هُرَيْرَةَ مَا عَابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5506 - وعنه رفعه: ((إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فاملقوه يقول: اغمسوه فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاء، وَفِي الآخَرِ شِفَاء، وَإِنَّهُ يَتَّقِي بِجَنَاحِهِ الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ)). للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
5507 - جَابِرٌ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ بِيَدِ مَجْذُومٍ فَوَضَعَهَا مَعَهُ فِي الْقَصْعَةِ، وَقَالَ: كُلْ ثِقَةً بِالله وَتَوَكُّلاً عَلَيْهِ. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
5508 - بريدةُ: أن أبا بكر وعمر فعلا مثل ذلك، وقالا مثل ذلك. لرزين.
5509 - ابنُ عباس: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينفخ في الطعام والشراب والتمرة. للكبير بضعف (¬1). ¬
5510 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((إِذَا وُضِعَتِ الْمَائِدَةُ فَلا يَقُومُ رَجُلٌ حَتَّى تُرْفَعَ الْمَائِدَةُ وَلا يَرْفَعُ يَدَهُ وَإِنْ شَبِعَ حَتَّى يَفْرُغَ الْقَوْمُ وَلْيُعْذِرْ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يُخْجِلُ جَلِيسَهُ فَيَقْبِضُ يَدَهُ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ لَهُ فِي الطَّعَامِ حَاجَةٌ)). للقزويني (¬1). ¬
5511 - أنسٌ: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الشرب قائمًا وعن الأكل قائمًا. للبزار والموصلي (¬1). ¬
ما ورد في أطعمة مخصوصة من مدح وإباحة وكراهة وحكم المضطر وغير ذلك
ما ورد في أطعمة مخصوصة من مدح وإباحة وكراهة وحكم المضطر وغير ذلك
5512 - جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: نَزَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أبي أَيُّوبَ فكَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا بَعَثَ إِلَيْهِ بِفَضْلِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ يَوْمًا بِطَعَامٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا أَتَى أَبُو أَيُّوبَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَ له ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((فِيهِ الثوم)) فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: ((لا، وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ مِنْ أَجْلِ رِيحِهِ)) (¬1). ¬
5513 - عُبَيْدُ الله بْنُ أَبِي يَزِيدَ: أَنَّ أُمَّ أَيُّوب أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَزَلَ عَلَيْهِمْ فَتَكَلَّفُوا لَهُ طَعَامًا فِيهِ مِنْ بَعْضِ هَذِهِ الْبُقُولِ فَكَرِهَ أَكْلَهُ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: ((كُلُوهُ فَإِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُوذِيَ صَاحِبِي)). هما للترمذي (¬1). ¬
5514 - عَائِشَةُ: آخِرُ طَعَامٍ أَكَلَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِيهِ بَصَلٌ. لأبي داود (¬1). ¬
5515 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَأْكُلُ خُبْزًا بِسَمْنٍ فَدَعَا رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَيَتَّبِعُ بِاللُّقْمَةِ وَضَرَ الصَّحْفَةِ، فَقَالَ له عُمَرُ: كَأَنَّكَ مُقْفِرٌ، فَقَالَ: وَالله مَا أَكَلْتُ سَمْنًا وَلا سمينًا، ولا رأيت أَكْلاً بِهِ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ عُمَرُ: لا آكُلُ السَّمْنَ حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ مِنْ أَوَّلِ مَا يَحْيَوْنَ (¬1). ¬
5516 - حُمَيْدُ بْنُ مَالِكِ: كُنْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ بِالْعَقِيقِ فَأَتَاهُ قَوْمٌ فَنَزَلُوا عِنْدَهُ، فَقَالَ لي: اذْهَبْ إِلَى أُمِّي، فَقُلْ: إِنَّ ابْنَكِ يُقْرِئُكِ السَّلامَ، وَيَقُولُ لك: أَطْعِمِينَا مما كان عندك فَوَضَعَتْ ثَلاثَةَ أَقْرَاصٍ فِي صَحْفَةٍ وَشَيْئًا مِنْ زَيْتٍ وَمِلْحٍ، ثُمَّ وضعت الصحفة عَلَى رَأْسِي فجئت بها، فلما وَضَعْتُهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ كَبَّرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَشْبَعَنَا مِنَ الْخُبْزِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ طَعَامُنَا إِلاَّ الأَسودان الْمَاء وَالتَّمْر فَلَمْ يُصِبِ الْقَوْمُ مِنَ الطَّعَامِ شَيْئًا، فَلَمَّا انْصَرَفُوا، -[363]- قَالَ: يَا ابْنَ أَختي أَحْسِنْ إِلَى غَنَمِكَ، وَامْسَحِ الرُّغامَ عَنْهَا وَأَطِبْ مُرَاحَهَا وَصَلِّ فِي نَاحِيَتِهَا، فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ الثُّلَّةُ مِنَ الْغَنَمِ أَحَبَّ إِلَى صَاحِبِهَا مِنْ دَارِ مَرْوَانَ. هما لمالك (¬1). ¬
5517 - جَابِرُ: أنه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض حجر نسائه فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟)) فَقَالُوا: نَعَمْ، فَأُتِيَ بِثَلاثَةِ أَقْرِصَةٍ شعير فوضعهن على نبي، فَأَخَذَ (قُرْصًا فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَي وَأَخَذَ آخَرَ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيه، ثُمَّ أَخَذَ الثَّالِثَ فَكَسَرَهُ بِاثْنَيْنِ فَجَعَلَ نِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَنِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيَّ، فقَالَ: ((هَلْ مِنْ أُدُمٍ؟)) فقَالُوا: لا، إِلاَّ شَيْءٌ مِنْ خَلٍّ. قَالَ: ((هَاتُوهُ فَنِعْمَ الإدام هُوَ)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
5518 - وفي رواية: ((إنَّ الْخَلَّ نِعْمَ الأُدُمُ)). قَالَ جَابِرٌ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مذ سَمِعْتُهَا منه (2).
5519 - أُمُّ هَانِئٍ: دَخَلَ عَلَيَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟))، فَقُلْتُ: لا، إِلاَّ كِسَرٌ يَابِسَةٌ وَخَلٌّ، فَقَالَ: قَرِّبِيهِ، فَمَا افتقر بَيْتٌ مِنْ أُدْمٍ فِيهِ خَلٌّ. للترمذي (¬1). ¬
5520 - أَنَسٌ: إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا النبي - صلى الله عليه وسلم - لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، فَذَهَبْتُ معه، فقرب إليه خُبْزاً مِنْ شَعِيرٍ وَمَرَقاً فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ قَالَ أَنَسٌ: فَرَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حوالي الصَّحْفَةِ فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ (¬1). ¬
5521 - وفي رواية: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ جَعَلْتُ أُلْقِيهِ إِلَيْهِ وَلا أَطْعَمُهُ (¬1). ¬
5522 - وفي أخرى: قَالَ أَنَسٌ: فَمَا صُنِعَ لِي طَعَامٌ بَعْدُ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُصْنَعَ فِيهِ دُبَّاءٌ إِلاَّ صُنِعَ. للستة إلا النسائي (1).
5523 - ابْنُ عُمَرَ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِجُبْنَةٍ فِي تَبُوكَ من عمل النصارى، فَدَعَا بِسِكِّينٍ فَسَمَّى وَقَطَعَ. لأبي داود، ولرزين: وأكل (¬1). ¬
5524 - ولأحمد والبزار: عن ابْنِ عَبَّاسٍ أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِجُبْنَةٍ فِي غَزَاةٍ فَقَالَ: ((أَيْنَ صُنِعَتْ هَذِهِ؟)) فَقَالُوا: بِفَارِسَ، وَنَحْنُ نُرَى أَنَّهُ جعل فِيهَا مَيْتَة فَقَالَ: ((اطْعَنُوا فِيهَا بِالسِّكِّينِ وَاذْكُرُوا اسْمَ الله وَكُلُوا)) (¬1). ¬
5525 - أبو هُرَيْرَةَ: قَسَمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا فَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ سبعًا، وأَعْطَانِي سبعًا إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ فكانت أعجبهن إليَّ؛ لأنها شَدَّتْ فِي مَضَاغِي. للبخاري (¬1). ¬
5526 - يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ سَلامٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ فَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً وَقَالَ: ((هَذِهِ إِدَامُ هَذِهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
5527 - عَائِشَةُ رفعته: ((بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ)). لمسلم وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5528 - وعنها: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ ويَقُولُ: ((يُكْسِرُ حَرُّ هَذَا بِبَرْدِ هَذَا، وَبَرْدُ هَذَا بِحَرِّ هَذَا)). للترمذي، وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
5529 - وعنها: أَرَادَتْ أُمِّي أَنْ تُسَمِّنَنِي لِدُخُولِي عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمْ أَقْبَلْ عَلَيْهَا بِشَيْءٍ مِمَّا تُرِيدُ حَتَّى أَطْعَمَتْنِي الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ فَسَمِنْتُ عَلَيْهِ كَأَحْسَنِ السَّمْنِ. لأبي داود (¬1). ¬
5530 - عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ. للبخاري وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5531 - عبدُ الله بنُ بسرٍ وأخوه: دَخَلَ عَلَيْنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَدَّمْنَا إليه زُبْدًا وَتَمْراً، وَكَانَ يُحِبُّ الزُّبْدَ وَالتَّمْرَ. لأبي داود (¬1). ¬
5532 - ولأحمد بخفي: أَتَانَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ جَدَّتِي تَمْرًا تعلله بهِ، وَطَبَخَتْ لَهُ وَسَقَيْنَاهُمْ فَنَفِدَ الْقَدَحُ، فَجِئْتُ بِقَدَحٍ آخَرَ، فَقَالَ: ((أَعْطِ الْقَدَحَ الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ)) (¬1). ¬
5533 - عَائِشَةُ: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ الحلوى وَالْعَسَلَ (¬1). ¬
5534 - عَبْدُ الله الْمُزَنِيُّ رفعه: ((إِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُمْ لَحْمًا فَلْيُكْثِرْ مَرَقَتَهُ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ لَحْمًا أَصَابَ مَرَقًا وَهُوَ أَحَدُ اللَّحْمَيْنِ)). هما للترمذي (¬1). ¬
5535 - بْنُ مَسْعُودٍ: كَانَ أَحَبُّ الْعُرَاقِ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عُرَاقَ الشَّاء، وقَالَ: كَانَ يُعْجِبُهُ الذِّرَاعُ، وَسُمَّ فِي الذِّرَاع. لأبى داود (¬1). ¬
5536 - عَائِشَةُ: مَا كَانَ الذِّرَاعُ أَحَبَّ اللَّحْمِ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَلَكِنْ كَانَ لا يَجِدُ اللَّحْمَ إِلاَّ غِبًّا، فَكَانَ يَعْجَلُ إِلَيْهِ؛ لأَنَّهُ أَعْجَلُهَا نُضْجًا. للترمذي (¬1). ¬
5537 - عُمَرُ: إِيَّاكُمْ وَاللَّحْمَ، فَإِنَّ لَهُ ضَرَاوَةً كَضَرَاوَةِ الْخَمْرِ (¬1). ¬
5538 - جَابِرٌ: أدركني عمر وأنا أجيء من السوق ومعي حِمَالُ لَحْمٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فقلت: قَرِمْنَا إِلَى اللَّحْمِ فَاشْتَرَيْتُ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا، فَقَالَ: أَمَا يُرِيدُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَطْوِيَ بَطْنَهُ عَنْ جَارِهِ، وابْنِ عَمِّهِ، أَيْنَ يذْهَبُ عَنْكُمْ قوله تعالى: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} (¬1). ¬
5539 - أَسْلَمُ قَالَ لِعُمَرَ: إِنَّ فِي الظَّهْرِ نَاقَةً عَمْيَاءَ، قَالَ عُمَرُ: ادْفَعْهَا إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَنْتَفِعُونَ بِهَا. قُلْتُ: وَهِيَ عَمْيَاءُ؟ قَالَ: يَقْطُرُونَهَا بِالإبِلِ. قُلْتُ: كَيْفَ تَأْكُلُ مِنَ الأَرْضِ؟ قَالَ: أَمِنْ نَعَمِ الْجِزْيَةِ هِيَ أَمْ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ؟ قُلْتُ: مِنْ نَعَمِ الْجِزْيَةِ، قال: أَرَدْتُمْ وَالله أَكْلَهَا. قُلْتُ: إِنَّ عَلَيْهَا وَسْمَ نعم الْجِزْيَةِ، فَأَمَرَ بِهَا فَنُحِرَتْ، وَكَانَ عِنْدَهُ صِحَافٌ تِسْعٌ فَلا تَكُونُ فَاكِهَةٌ وَلا طُرَيْفَةٌ إِلاَّ جَعَلَ مِنْهَا فِي تِلْكَ الصِّحَافِ، فيبعث بِهَا إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَيَكُونُ الَّذِي يَبْعَثُ بِهِ إِلَى حَفْصَةَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ، فَإِنْ كَانَ فِيهِ نُقْصَانٌ كَانَ فِي حَظِّ حَفْصَةَ، فَجَعَلَ فِي تِلْكَ الصِّحَافِ مِنْ لَحْمِ تِلْكَ الْجَزُورِ، فَبَعَثَ بِهِ إليهن وَأَمَرَ بِمَا بَقِيَ فصنع فَدَعَا عَلَيْهِ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ. هي لمالك (¬1). ¬
5540 - سهلُ بنُ سعد: كنا نفرح بيوم الجمعة. قلت: ولم؟ قال: كانت لنا عجوز ترسل إلي بضاعة فتأخذ من أصول السلق، فتطرحه في القدر، وتكركر عليه حبات من شعير، والله ما فيه شحم ولا ودك، فإذا صلينا الجمعة انصرفنا فنسلم عليها فتقدمه إلينا فنفرح بيوم الجمعة من أجله (¬1). ¬
5541 - وفي رواية: ومَا كُنَّا نَقِيلُ وَلا نَتَغَدَّى إِلاَّ بَعْدَ الْجُمُعَةِ (¬1). ¬
5542 - جَابِرِ: لقد رأيتنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بِمَرِّ الظَّهْرَانِ نَجْنِي الْكَبَاثَ، وهو ثمر الأراك، ويقول: ((عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ فَإِنَّهُ أَطَيبُ)) فقلت: أَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ؟ قَالَ: ((وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ رَعَاهَا)). هما للشيخين (¬1). ¬
5543 - أنسٌ: أُتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بإناء أو بقعب فيه لبن وعسل، فقال: ((أدمان في إناء لا آكله ولا أحرمه)). للأوسط وفيه محمد بن عبد الكبير بن شعيب (¬1). ¬
5544 - أبو خَالِدٍ: دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَتَمَجَّعُ لَبَنًا بِتَمْرٍ، فَقَالَ: ادْنُ فَإِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سَمَّاهُمَا الأَطيبين. لأحمد (¬1). ¬
5545 - جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلاً نَزَلَ بالْحَرَّةَ وَمَعَهُ أَهْلُهُ وَوَلَدُهُ، فَقَالَ له رَجُلٌ: إِنَّ نَاقَةً لِي ضَلَّتْ، فَإِنْ وَجَدْتَهَا فَأَمْسِكْهَا، فَوَجَدَهَا ولَمْ يَجِدْ صَاحِبَهَا، فَمَرِضَتْ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: انْحَرْهَا، فَأَبَى، فَنَفَقَتْ فَقَالَتِ له: اسْلُخْهَا: حَتَّى نُقَدِّدَ شَحْمَهَا وَلَحْمَهَا وَنَأْكُلَهُ فَقَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: ((هَلْ عِنْدَكَ غِنىً يُغْنِيكَ)) قَالَ: لا. قَالَ: ((فَكُلُوهَا)) فَجَاءَ صَاحِبُهَا، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ. فَقَالَ: هَلاَّ كُنْتَ نَحَرْتَهَا؟ قَالَ: اسْتَحْيَيْتُ مِنْكَ (¬1). ¬
5546 - الْفُجَيْعُ الْعَامِرِيُّ أَنَّهُ أَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: مَا يَحِلُّ لَنَا مِنَ الْمَيْتَةِ؟ قَالَ: ((مَا طَعَامُكُمْ؟)) قُلْنَا: نَغْتَبِقُ وَنَصْطَبِحُ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَسَّرَهُ لِي عُقْبَةُ قَدَحٌ غُدْوَةً وَقَدَحٌ عَشِيَّةً، قَالَ: ذَاكَ وَأَبِي الْجُوعُ فَأَحَلَّ لَهُمُ الْمَيْتَةَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ. لأبي داود (¬1). ¬
5547 - ابنُ عمرو ابنُ العاص رفعه: ((اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَأَفْشُوا السَّلامَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ)). للترمذي (¬1). ¬
5548 - أبو الدرداء، رفعه: ((من وافق من أخيه شهوة غفر له)).للكبير والبزار بلين (¬1). ¬
5549 - عصمةُ قالوا: يا رسول الله إنا نمر بهذه الأسواق فننظر إلى هذه الفواكه فنشتهيها، وليس معنا ناض نشترى به، فهل لنا في ذلك من أجر؟ فقال: وهل الأجر إلا ذلك. للكبير بضعف (¬1). ¬
5550 - أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ إِذَا أثرَدَتْ غَطَّتْهُ شَيْئًا حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرُهُ، ثُمَّ تَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ إِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ. لأحمد والكبير (¬1). ¬
5551 - أبو هريرة، رفعه: ((أبردوا بالطعام، فإن الطعام الحار غير ذى بركة)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
5552 - جابرٌ رفعه: ((إن أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدى)). للموصلي والأوسط (¬1). ¬
5553 - عمارٌ: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها، للشاة التى أهديت له بخيبر. للبزار والكبير (¬1). ¬
5554 - أنسٌ رفعه: ((إذا قُرب إلى أحدكم طعامه وفي رجله نعلان فلينزع نعليه فإنه أروح للقدمين)). للبزار والموصلي والأوسط (¬1). ¬
5555 - أبو أمامة، رفعه: ((الأكل في السوق دناءة)). للكبير بضعف (¬1). ¬
5556 - ابنُ عمرَ: إن فضل الطعام الذى يبقى بين الأضراس يوهن الأضراس. للكبير (¬1). ¬
5557 - الحسنُ بنُ علي: أنه وجد كسرة في مجرى الغائط والبول فأماط عنها الأذى، فغسلها غسلا نعما ثم دفعها إلى غلامه، ثم قال: ذكرنى بها إذا توضأت، فلما توضأ قال: يا غلام: يا غلام ناولنى الكسرة، فقال: يا مولاى أكلتها، قال: اذهب فأنت حر لوجه الله تعالى، فقال له الغلام: لأي شىء عتقتنى؟ قال: لأنى سمعت من فاطمة عن أبيها [- صلى الله عليه وسلم -] (¬1) قال: من وجد لقمة أو كسرة من مجرى الغائط أو البول فأخذها فأماط عنها الأذى وغسلها غسلا نعما، ثم أكلها لم تستقر في بطنه حتى يغفر له))، فما كنت لأستخدم رجلا من أهل الجنة. للموصلي (¬2). ¬
5558 - بريدة، رفعه: ((سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية)). ((للأوسط)) وفيه سعيد بن عتبة القطان (¬1). ¬
5559 - عبدُ الله بنُ سلام: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى عثمان يقود ناقة تحمل دقيقا وسمنا وعسلا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((انخ))، فأناخ، فدعا ببرمة فجعل فيها من السمن والعسل والدقيق، ثم أمر فأوقد تحتها حتى نضج، ثم قال: كلوا، فأكل منه - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: ((هذا شىء يدعوه أهل فارس الخبيص)). للطبراني (¬1). ¬
5560 - أَنَسٌ: أَهْدَى الأُكَيْدِرُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - جَرَّةً مِنْ مَنٍّ، فَلَمَّا انْصَرَفَ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الصَّلاةِ مَرَّ عَلَى الْقَوْمِ فَجَعَلَ يُعْطِي كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قِطْعَةً، أَعْطَى جَابِرًا قِطْعَةً، ثُمَّ إِنَّهُ رَجَعَ إِلَيْهِ فَأَعْطَاهُ قِطْعَةً أُخْرَى، فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ أَعْطَيْتَنِي مَرَّةً، قَالَ: ((هَذَه لِبَنَاتِ عَبْدِ الله)). لأحمد (¬1). ¬
5561 - ابنُ عباسٍ، أنه كان يأخذ الحبة من الرمان فيأكلها، قيل له: لم تفعل هذا؟ قال: إنه بلغنى أنه ليس في الأرض رمانة تلقح إلا بحبة من حب الجنة فلعلها هذه. للكبير (¬1). ¬
5562 - عَلِيٌّ: كُلُوا الرُّمَّانَ بِشَحْمِهِ فَإِنَّهُ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ. لأحمد (¬1). ¬
5563 - ابنُ عباس: جاء جابر بن عبد الله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بسفرجلة قدم بها من الطائف فناوله إياها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه يذهب بطحاوة الصدر ويجلو الفؤاد)). للكبير وفيه على القرشي (¬1). ¬
5564 - سلمانُ، رفعه: ((من أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه)). للكبير (¬1). ¬
5565 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَطْعَمَهُ طَعَامًا فَلْيَأْكُلْ مِنْ طَعَامِهِ وَلا يَسْأَلْ عَنْهُ إِنْ سَقَاهُ شَرَابًا فَلْيَشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ وَلا يَسْأَلْ عَنْهُ)). لأحمد والأوسط بلين (¬1). ¬
كتاب الأشربة
كتاب الأشربة
الشرب قائما ومن فم السقاء والتنفس عند الشرب وترتيب الشاربين وتغطية الإناء وغير ذلك
الشرب قائما ومن فم السقاء والتنفس عند الشرب وترتيب الشاربين وتغطية الإناء وغير ذلك
5566 - عَلِيٌّ أتى بَابَ الرَّحَبَةِ فَشَرِبَ قَائِمًا وقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ. للبخاري وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5567 - ابنُ عَمرَو بنُ العاص: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا (¬1). ¬
5568 - ابْنُ عُمَرَ: لقد كُنَّا عَلَى عَهْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَمْشِي وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ. هما للترمذي (¬1). ¬
5569 - أَنَسٌ: أن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن الشْرْبِ قَائِمًا قُلْنَا لأنس: فَالأَكْلُ؟ قَالَ: ذلك أشد. أو قال: شر وأخبث. لمسلم والترمذي (¬1). ¬
5570 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا يَشْرَبَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَائِمًا فَمَنْ نَسِيَ فَلْيَسْتَقِئْ)). لمسلم (¬1). ¬
5571 - وعنه: أن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِرَجُلٍ رَآهُ يَشْرَبُ قَائِمًا: [((قِئْ))] (¬1) قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: ((أَتُحِبُّ أَنْ تَشْرَبَ مَعَ الْهِرِّ؟)) (قَالَ: لا). قَالَ: ((وقَدْ شَرِبَ مَعَكَ شَرٌّ مِنْهُ الشَّيْطَانُ)). للدرامي بمجهول (¬2). ¬
5572 - كَبْشَةُ الأنصارية: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَشَرِبَ مِنْ فِي قِرْبَةٍ مُعَلَّقَةٍ قَائِمًا، فَقُمْتُ إِلَى فِمهَا فَقَطَعْتُهُ. للترمذي، زاد رزين: فاتخذته ركوة أشرب منها (¬1). ¬
5573 - عِيسَى بْنُ عَبْدِ الله الأنصاري عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دَعَا يَوْمَ أُحُدٍ بإداوة، فَقَالَ: ((اخْنِثْ فَمَ الإدَاوَةِ)) ففعلتُ فشَرِبَ مِنْ فِيهَا. لأبي داود (¬1). ¬
5574 - أبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عَنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ أَنْ يُشْرَبَ مِنْ أَفْوَاهِهَا. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5575 - أبو هريرة: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يشرب من فيِّ السقاء والقربة، وأن يمنع جاره أن يغرس خشبة في جداره. للشيخين (¬1). ¬
5576 - ابْنُ عَبَّاسٍ: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ، وَإِنَّ رَجُلاً بَعْدَ مَا نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ذَلِكَ بعدما قَامَ مِنَ اللَّيْلِ إِلَى سِقَاءٍ فَاخْتَنَثَهُ فَخَرَجَتْ عَلَيْهِ مِنْهُ حَيَّةٌ. للقزويني بضعف (¬1). ¬
5577 - وعنه رفعه ((لا تَشْرَبُوا وَاحِدًا كَشُرْبِ الْبَعِيرِ، وَلَكِنِ اشْرَبُوا مَثْنَى وَثُلاثَ وَسَمُّوا الله إِذَا أَنْتُمْ شَرِبْتُمْ وَاحْمَدُوا الله إِذَا رَفَعْتُمْ)). للترمذي (¬1). ¬
5578 - أَنَسٌ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَنَفَّسُ إذا شرب ثَلاثًا. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5579 - وزاد ويقول: ((إِنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ)) (¬1). ¬
5580 - وللأوسط عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشرب في ثلاثة أنفاس، إذا أدنى الإناء إلى فيه سمى الله، فإذا أخره حمد الله، يفعل ذلك ثلاث مرات (¬1). ¬
5581 - وللكبير بضعف عن بهز: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستاك عرضاً ويشرب مصاً ويتنفس ثلاثاً ويقول: ((هو أهنأ وأمرأ وأبرأ)) (¬1). ¬
5582 - أبو قَتَادَةَ رفعه: ((إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلا يَتَنَفَّسْ فِي الإنَاءِ)). للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
5583 - أَبُو سَعِيدٍ قَالَ له مروان: سَمِعْتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قال أبو سعيد: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - إِنِّي لا أُرْوَى مِنْ نَفَسٍ وَاحِدٍ، فقال - صلى الله عليه وسلم - فابن القدح عن فيك ثُمَّ تَنَفَّسْ)) قَالَ فإني أَرَى الْقَذَاةَ فيه، قَالَ: ((فَأَهْرِقْهَا)) (¬1). ¬
5584 - وفي رواية: أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يشرب مِنْ ثُلْمَةِ الْقَدَحِ وَأَنْ يُنْفَخَ فِي الشَّرَابِ. لمالك وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5585 - أَنَسٌ: أَتَانَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي دَارِنَا هذه فحلبنا لَهُ شَاةً، ثُمَّ شُبْتُهُ مِنْ مَاءِ بئرنا هذه فأعطيته وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ، وَعُمَرُ تجاهه وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ عُمَرُ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْطَى الأَعْرَابِيَّ وقال: ((الأَيْمَنُونَ الأَيْمَنُونَ الأَيْمَنُونَ)) قَالَ أَنَسٌ: فَهِيَ سُنَّةٌ فَهِيَ سُنَّةٌ فَهِيَ سُنَّةٌ. للستة إلا النسائي (¬1). ¬
5586 - سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلامٌ وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلامِ: ((أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلاءِ؟)) فَقَالَ الْغُلامُ: وَالله يَا رَسُولَ الله لا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا فَتَلَّهُ - صلى الله عليه وسلم - فِي يَدِهِ. للشيخين، زاد رزين: والغلام الفضل ابن عباس (¬1). ¬
5587 - أبو قَتَادَةَ رفعه: ((سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا)). للترمذي (¬1). ¬
5588 - جَابِرٌ رفعه: ((غَطُّوا الإنَاءَ وَأَوْكُوا السِّقَاءَ)) (¬1). ¬
5589 - وفي رواية: ((فِي السَّنَةِ لَيْلَةٌ يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ ولا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ إِلاَّ نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ)) قَالَ اللَّيْثُ فَالأَعَاجِمُ عِنْدَنَا يَتَّقُونَ ذَلِكَ فِي كَانُونَ الأَوَّلى. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
5590 - أبو حُمَيْدٍ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِقَدَحِ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ لَيْسَ مُخَمَّرًا، فَقَالَ: ((أَلاَّ خَمَّرْتَهُ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ عُودًا)). لمسلم (¬1). ¬
5591 - عَائِشَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُسْتَعْذَبُ لَهُ الْمَاءُ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا، قَالَ قُتَيْبَةُ: وهو عَيْنٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ يَوْمَانِ. لأبي داود (¬1). ¬
5592 - جَابِرُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ومعه صاحب له فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ هذه الليلة فِي شَنَّةٍ وَإِلاَّ كَرَعْنَا)) وَالرَّجُلُ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فِي حَائِطه فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله عِنْدِي مَاءٌ بَارد فَانْطَلَقَ إِلَى الْعَرِيشِ وانطلق بهما، فَسَكَبَ فِي قَدَحٍ مَاءً ثُمَّ حَلَبَ عَلَيْهِ مِنْ دَاجِنٍ لَهُ، فَشَرِبَ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَعَادَ فَشَرِبَ الرَّجُلُ الَّذِي جَاءَ مَعَهُ. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
5593 - ابْنُ عُمَرَ: نَهَانَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَشْرَبَ عَلَى بُطُونِنَا وَهُوَ الْكَرْعُ، وَنَهَانَا أَنْ نَغْتَرِفَ بِالْيَدِ الْوَاحِدَةِ وَقَالَ: ((لا يَلَغْ أَحَدُكُمْ كَمَا يَلَغُ الْكَلْبُ وَلا يَشْرَبْ بِالْيَدِ الْوَاحِدَةِ كَمَا شَرِبَ الْقَوْمُ الَّذِينَ سَخِطَ الله عَلَيْهِمْ، وَلا يَشْرَبْ بِاللَّيْلِ مِنْ إِنَاءٍ حَتَّى يُحَرِّكَهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ إِنَاءً مُخَمَّراً وَمَنْ شَرِبَ بِيَدِهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِنَاءٍ يُرِيدُ التَّوَاضُعَ إلا كَتَبَ الله بِعَدَدِ أَصَابِعِهِ حَسَنَاتٍ وَهُوَ إِنَاءُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلام إِذْ طَرَحَ الْقَدَحَ فَقَالَ: أُفٍّ هَذَا مَعَ الدُّنْيَا)). للقزويني بمجهولين (¬1). ¬
5594 - وعنه مَرَرْنَا عَلَى بِرْكَةٍ فَجَعَلْنَا نَكْرَعُ فِيهَا فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لا تَكْرَعُوا وَلَكِنِ اغْسِلُوا أَيْدِيَكُمْ ثُمَّ اشْرَبُوا فِيهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ إِنَاءٌ أَطْيَبَ مِنَ الْيَدِ. للقزويني (¬1). ¬
5595 - أَنَسٌ: كَانَ لأَمِّ سُلَيْمٍ قَدَحٌ فَقَالَتْ: سَقَيْتُ فِيهِ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كُلَّ الشَّرَابِ الْمَاءَ وَالْعَسَلَ وَاللَّبَنَ وَالنَّبِيذَ. للنسائي (¬1). ¬
5596 - ابنُ أبي شيخ: أتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا معشر محارب، نضركم الله لا تسقونى حلب امرأة)). للبزار بخفي (¬1). ¬
الخمور والأنبذة
الخمور والأنبذة
5597 - عَائِشَةُ رفعته: ((كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ)). البخاري (¬1). ¬
5598 - وفي رواية: ((كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ومَا أَسْكَرَ الْفَرَقُ مِنْهُ فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ)) (¬1). ¬
وفي أخرى: ((فالحثوة منه حرام)). للستة (¬1). ¬
5600 - جَابِرٌِ رفعه: ((مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ)). للترمذي وأبو داود (¬1). ¬
5601 - أبو موسى: بَعَثَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: ((ادْعُوَا النَّاسَ وَبَشِّراوَلا تُنَفِّرا وَيَسِّرا وَلا تُعَسِّرا وتطاوعا ولا تختلفا)) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَفْتِنَا فِي شَرَابَيْنِ كُنَّا نَصْنَعُهُمَا بِالْيَمَنِ الْبِتْعُ وَهُوَ مِنَ الْعَسَلِ يُنْبَذُ حَتَّى يَشْتَدَّ وَالْمِزْرُ وَهُوَ مِنَ -[376]- الذُّرَةِ وَالشَّعِيرِ يُنْبَذُ حَتَّى يَشْتَدَّ، قَالَ: وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أُعْطِيَ جَوَامِعَ الْكَلِمِ بِخَوَاتِمِهِ فَقَالَ: ((أَنْهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ أَسْكَرَ عَنِ الصَّلاةِ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5602 - أُمُّ سَلَمَةَ: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ. لأبي داود (¬1). ¬
5603 - ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقِيلَ لَهُ أَفْتِنَا فِي الْبَاذَقِ، قَالَ: سَبَقَ مُحَمَّدٌ الْبَاذَقَ وَمَا أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ. للبخاري والنسائي (¬1). ¬
5604 - دَيْلَمٌ الْحِمْيَرِيِّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ نُعَالِجُ فِيهَا عَمَلاً شَدِيدًا وَإِنَّا نَتَّخِذُ شَرَابًا مِنْ هَذَا الْقَمْحِ نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى أَعْمَالِنَا وَعَلَى بَرْدِ بِلادِنَا قَالَ هَلْ يُسْكِرُ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَاجْتَنِبُوا)) قُلْتُ: َإِنَّ النَّاسَ غَيْرُ تَارِكِيهِ، قَالَ: ((إِنْ لَمْ يَتْرُكُوهُ قَاتِلُوهُمْ)). لأبي داود (¬1). ¬
5605 - ابنُ عمرو بن العاص: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْمكوبة وَالْغُبَيْرَاءِ وَقَالَ: ((كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)) أَبُو عُبَيْدٍ: الْغُبَيْرَاءُ (السُّكْرُكَةُ) (¬1) شَرَابٌ تعْمَلُهُ الْحَبَشَةُ. هما لأبي داود (¬2). ¬
5606 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ منها لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ)) (¬1). ¬
5607 - وفي رواية: ((كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ)). للستة (¬1). ¬
5608 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((كُلُّ مُخَمِّرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ شَرِبَ مُسْكِرًا بخِسَتْ صَلاتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَإِنْ تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ فَإِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخبَالِ)) قِيلَ: وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ)). لأبي داود (¬1). ¬
5609 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تقْبَلِ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً فَإِنْ تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ فَإِنْ عَادَ في الرابعة لَمْ يَقْبَلِ الله لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحاً فَإِنْ تَابَ لَمْ يَتُبِ الله عَلَيْهِ وَسَقَاهُ مِنْ نَهْرِ الْخَبَالِ)) قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا نَهْرُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: نَهْرٌ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ النَّارِ. للترمذي (¬1). ¬
5610 - وللنسائى موقوفا: ((مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَلَمْ يَنْتَشِ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ مَا دَامَ فِي جَوْفِهِ أَوْ عُرُوقِهِ مِنْهَا شَيْءٌ، وَإِنْ مَاتَ مَاتَ كَافِرًا، وَإِنِ انْتَشَى لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يومًا وَإِنْ مَاتَ فِيهَا مَاتَ كَافِرًا)) (¬1). ¬
5611 - عُثْمَانُ: ((اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلا قَبْلَكُمْ تَعَبَّدَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ أغوته، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا فَقَالَتْ لَهُ إِنَّها تدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَطَفِقَ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ، حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلامٌ، وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ فَقَالَتْ: وَالله مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْر كَأْسًا أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلامَ، قَالَ: فَاسْقِني مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا فَسَقَتْهُ كَأْسًا، فقَالَ: زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا وَقَتَلَ الغلام، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا وَالله لا يَجْتَمِعُ الإيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلاَّ وَشِكٌ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ)). للنسائي (¬1). ¬
5612 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مُدْمِنُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ)). للقزويني بلين (¬1). ¬
5613 - أبو الدَّرْدَاءِ رفعه: ((قَالَ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ خَمْرٍ)). للقزويني (¬1). ¬
5614 - ابنُ عباس رفعه: ((الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر، من شربها وقع على أمه وخالته وعمته)). للأوسط والكبير بضعف (¬1). ¬
5615 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((إِنَّ آدَمَ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا أَهْبَطَهُ الله إِلَى الأَرْضِ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: أَيْ رَبِّ {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} قَالُوا: رَبَّنَا نَحْنُ أَطْوَعُ لَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ، قَالَ: هَلُمُّوا مَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلائِكَةِ حَتَّى يُهْبَطَا إِلَى الأَرْضِ فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلانِ، قَالُوا: رَبَّنَا هَارُوتُ وَمَارُوتُ، فَأُهْبِطَا إِلَى الأَرْضِ، وَمُثِّلَتْ لَهُمَا الزُّهَرَة امْرَأَةً مِنْ أَحْسَنِ الْبَشَرِ، فَجَاءَتْهُمَا فَسَأَلاهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لا وَالله حَتَّى تَكَلَّمَا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنَ الإشْرَاكِ، قَالا: وَالله لا نُشْرِكُ بِالله أَبَدًا، فَذَهَبَتْ عَنْهُمَا ثُمَّ رَجَعَتْ بِصَبِيٍّ تَحْمِلُهُ، فَسَأَلاهَا نَفْسَهَا، قَالَتْ: لا وَالله حَتَّى تَقْتُلا هَذَا الصَّبِيَّ، قَالا: وَالله لا نَقْتُلُهُ أَبَدًا، فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ بِقَدَحِ خَمْرٍ تَحْمِلُهُ، فَسَأَلاهَا نَفْسَهَا، قَالَتْ: لا وَالله حَتَّى تَشْرَبَا هَذَا الْخَمْرَ، فَشَرِبَا فَسَكِرَا فَوَقَعَا عَلَيْهَا وَقَتَلا الصَّبِيَّ، فَلَمَّا أَفَاقَا قَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَالله مَا تَرَكْتُمَا من شيء امتنعتما منه حِينَ سَكِرْتُمَا، فَخُيِّرَا عند ذلك بَيْنَ عَذَابِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَاخْتَارَا عَذَابَ (الدُّنْيَا) (¬1). لأحمد والبزار برجال الصحيح خلا واحد وهو ثقة (¬2). ¬
5616 - أَنَسُ بْنُ مَالِك: لَعَنَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَبَائِعَهَا ومبتاعها وواهبها وَآكِلَ ثَمَنِهَا. للترمذي (¬1). ¬
5617 - أبو مُوسَى: مَا أُبَالِي شَرِبْتُ الْخَمْرَ أَوْ عَبَدْتُ هَذِهِ السَّارِيَةَ دُون الله. للنسائي (¬1). ¬
5618 - ابنُ عباس: ((من سقى الخمر صغيراً لا يعرف حلاله من حرامه كان حقاً على الله أن يسقى ساقيه من طينة الخبال)). لرزين (¬1). ¬
5619 - عمرُ قال على المنبر: أما بعد أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة أنواع من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير، والخمر ما خامر العقل. ثلاث وددت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عهد إلينا فيهن عهدًا ننتهي إليه الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5620 - أَنَسٌ: كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ وَكَانَ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الْفَضِيخَ، فَأَمَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مُنَادِيًا يُنَادِي أَلا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَقَالَ لي أبو طلحة اخرج فأهرقها فخرجت فأهرقتها فجرت في سكك المدينة بَعْضُ الْقَوْمِ قَدْ قُتِلَ قَوْمٌ وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ فَأَنْزَلَ الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} (¬1). ¬
5621 - وفي رواية: أنه كان يسقيه من فَضِيخِ زَهْوٍ وَتَمْرٍ. البخاري (¬1). ¬
5622 - وفي أخرى: قُلْتُ لأَنَسٍ: مَا هُوَ؟ قَالَ بُسْرٌ وَرُطَبٌ. لمسلم (¬1). ¬
5623 - وفي أخرى: قال: الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ. للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
5624 - أبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رفعه: ((إِنَّ الله يُعَرِّضُ بِالْخَمْرِ وَلَعَلَّ الله سَيُنْزِلُ فِيهَا أَمْراً فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهَا شَيْءٌ فَلْيَبِعْهُ وَلْيَنْتَفِعْ بِها فَمَا لَبِثْنَا إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى قَالَ (: إِنَّ الله حَرَّمَ الْخَمْرَ فَمَنْ أَدْرَكَتْهُ هَذِهِ الآيَةُ وَعِنْدَهُ مِنْهَا شَيْءٌ فَلا يَشْرَبْ وَلا يَبِعْها ولا ينتفع بها، قَالَ فَاسْتَقْبَلَ النَّاسُ بِمَا كَانَ عِنْدَهم مِنْهَا طَرِيقِ الْمَدِينَةِ فَسَفَكُوهَا)). لمسلم (¬1). ¬
5625 - ولرزين: فلما نزلت {يسألونك عن الخمر والميسر}، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيها الناس إن الله يعرض بالخمر، ولعل الله سينزل فيها أمراً، فمن كان عنده منها شيء فليبعه ولينتفع به)).
5626 - أبو هُرَيْرَةَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ قَدِمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَأْكُلُونَ الْمَيْسِرَ فَسَأَلُوه عَنْهُمَا فَنزلَ {َسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} فَقَالَ: النَّاسُ مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، إِنَّمَا قَالَ {فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} وَكَانُوا يَشْرَبُونَ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ صَلَّى رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بأَصْحَابَه وخَلَطَ فِي قِرَاءَتِهِ فنزلت آيَةً أَغْلَظَ مِنْهَا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} الآية وَكَانَوا يَشْرَبُونَ حَتَّى نزلت آية أغلظ منها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية: قَالُوا انْتَهَيْنَا رَبَّنَا فَقَالَوا: يَا رَسُولَ الله نَاسٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله ومَاتُوا عَلَى فُرُشِهِمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَأْكُلُونَ الْمَيْسِرَ وَقَدْ جَعَلَهُ الله رِجْسًا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَنزَلَ الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} الآيَةِ. لأحمد بلين (¬1). ¬
5627 - عَلِيٌّ: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاني شارفًا من الخمس يومئذ فلما أردت أن أبتني بفاطمة واعدت رجلًا صواغًا من بني قينقاع يرتحل معنى فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين فاستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي متاعاً من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار أقبلت حين جمعت ما جمعت فإذا شارفاي قد جبت أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر فقلت: من فعل هذا؟ قالوا: فعله حمزة وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار غنته قينة وأصحابه فقالت في غناها: ألا يا حمزة للشرف النواء، فوثب حمزة إلى سيف فاجتب أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وأخذ من أكبادهما فانطلقت حتى أدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده زيد بن حارثة فعرف - صلى الله عليه وسلم - في وجهي الذي لقيت، فقال: ((مالك)). قلت: يا رسول الله ما رأيت كاليوم عدا حمزة على ناقتيَّ فاجتب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب فدعى - صلى الله عليه وسلم - بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن فأذن فإذا هم شرب فطفق - صلى الله عليه وسلم - يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة ثمل محمر عيناه فنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وصعد النظر إلى ركبتيه ثم صعد النظر إلى سرته ثم صعد النظر إلى وجهه ثم قال: وهل أنتم إلا عبيد لأبي، فعرف - صلى الله عليه وسلم - أنه ثمل فنكص على عقبيه القهقري وخرج وخرجنا معه وذلك قبل تحريم الخمر. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
5628 - مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ بن أبي وقاص: كَانَ لِسَعْدٍ كُرُومٌ وَأَعْنَابٌ كَثِيرَةٌ وَكَانَ لَهُ فِيهَا أَمِينٌ فَحَمَلَتْ عِنَبًا كَثِيرًا فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنِّي أَخَافُ عَلَى الأَعْنَابِ الضَّيْعَةَ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ أَعْصُرَهُ عَصَرْتُهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَعْدٌ إِذَا جَاءَكَ كِتَابِي فَاعْتَزِلْ ضَيْعَتِي فَوَالله لا أَئْتَمِنُكَ عَلَى شَيْءٍ بَعْدَهُ أَبَدًا فَعَزَلَهُ عَنْ ضَيْعَتِهِ (¬1) للنسائي. ¬
5629 - خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ رفعه: ((أَنَّهُ قَالَ إِيَّاكَ وَالْخَمْرَ فَإِنَّ خَطِيئَتَهَا تَفْرَعُ الْخَطَايَا كَمَا أَنَّ شَجَرَتَهَا تَفْرَعُ الشَّجَرَ)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
5630 - ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحَرِّمَ إِنْ كَانَ مُحَرِّمًا مَا حَرَّمَ الله فَلْيُحَرِّمِ النَّبِيذَ (¬1). ¬
5631 - أبو جَمْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَيْنَ النَّاسِ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فسألته عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَنَهَى عَنْهُ. قُلْتُ: إِنِّي أَنْتَبِذُ فِي جَرَّةٍ خَضْرَاءَ نَبِيذًا حُلْوًا -[382]- فَأَشْرَبُ مِنْهُ فَتقَرْقِرُ بَطْنِي قَالَ: لا تَشْرَبي مِنْهُ وَإِنْ كَانَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ (¬1). ¬
5632 - ابن شُبْرُمَةَ قَالَ: طَلْحَةُ لأَهْلِ الْكُوفَةِ فِي النَّبِيذِ تكون فِتْنَةٌ يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَكَانَ فِيهِمْ عُرْسٌ لطَلْحَة والزبير بن سفيَانِ اللَّبَنَ، وَالْعَسَلَ قِيلَ لِطَلْحَةَ أَلا تَسْقِيهِمُ النَّبِيذَ قَالَ إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسْكَرَ مُسْلِمٌ فِي بيتي (¬1). ¬
5633 - عَبْد الرَّحْمَنُ بْنِ أَبْزَى: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيذِ، فَقَالَ: اشْرَبِ الْمَاءَ، وَاشْرَبِ الْعَسَلَ، وَاشْرَبِ السَّوِيقَ، وَاشْرَبِ اللَّبَنَ، الَّذِي نُجِعْتَ بِهِ فَعَاوَدْتُهُ فَقَالَ: الْخَمْرَ تُرِيدُ الْخَمْرَ تُرِيدُ. هي للنسائي (¬1). ¬
5634 - ابْنُ عُمَرَ: أن رَجُلاً جَاءَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - بِقَدَحٍ فِيهِ نَبِيذٌ وَهُوَ عِنْدَ الرُّكْنِ وَدَفَعَ إِلَيْهِ الْقَدَحَ فَرَفَعَهُ إِلَى فِيهِ فَوَجَدَهُ شَدِيدًا فَرَدَّهُ عَلَى صَاحِبِهِ. فَقَالَ رَجُلٌ: مِنَ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ الله أَحَرَامٌ هُوَ فَقَالَ: ((عَلَيَّ بِالرَّجُلِ)) فَأُتِيَ بِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ الْقَدَحَ فدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ فِيهِ ثم رَفَعَهُ إِلَى فِيهِ فَقَطَّبَ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ فِيهِ ثُمَّ قَالَ: ((إِذَا اغْتَلَمَتْ عَلَيْكُمْ هَذِهِ الأَوْعِيَةُ فَاكْسِرُوا قوتها بِالْمَاءِ)). للنسائي، وقال: هذا الحديث ليس بالمشهور ولا يحتج به (¬1). ¬
5635 - بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الله الْمُزَنِيِّ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَا لِي أَرَى بَنِي عَمِّكُمْ يَسْقُونَ الْعَسَلَ وَاللَّبَنَ وَأَنْتُمْ تَسْقُونَ النَّبِيذَ أَمِنْ حَاجَةٍ بِكُمْ أَمْ مِنْ بُخْلٍ؟ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا بِنَا مِنْ حَاجَةٍ وَلا بُخْلٍ إنما قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَاحِلَتِهِ وَخَلْفَهُ أُسَامَةُ فَاسْتَسْقَى فَأَتَيْنَاهُ بِإِنَاءٍ مِنْ نَبِيذٍ فَشَرِبَ وَسَقَى فَضْلَهُ أُسَامَةَ وَقَالَ: ((أَحْسَنْتُمْ أَجْمَلْتُمْ كَذَا فَاصْنَعُوا)) فَلا نُرِيدُ تَغْيِيرَ مَا أَمَرَ بِهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1) لمسلم. ¬
5636 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جَاءَ إِلَى السِّقَايَةِ فَاسْتَسْقَى فَقَالَ الْعَبَّاسُ يَا فَضْلُ اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ فَأْتِ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بِشَرَابٍ مِنْ عِنْدِهَا، فَقَالَ: اسْقِنِي. قَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ أَيْدِيَهُمْ فِيهِ. قَالَ: اسْقِنِي فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ وَهُمْ يَستقُونَ وَيَعْمَلُونَ فِيهَا فَقَالَ: ((اعْمَلُوا فَإِنَّكُمْ عَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ)) ثُمَّ قَالَ: ((لَوْلا أَنْ تُغْلَبُوا لَنَزَلْتُ حَتَّى أَضَعَ الْحَبْلَ عَلَى هَذِهِ يَعْنِي عَاتِقَهُ)). للبخاري (¬1). ¬
5637 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: تَلَقَّتْ ثَقِيفٌ عُمَرَ بِشَرَابٍ فَدَعَا بِهِ فَلَمَّا قَرَّبَهُ إِلَى فِيهِ كَرِهَهُ فَدَعَا بِهِ فَكَسَرَهُ بِالْمَاءِ فَقَالَ: هَكَذَا فَافْعَلُوا. للنسائي (¬1). ¬
5638 - عَائِشَةُ: كنا ننبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سقاء غدوة فيشربه عشية وعشية فيشربه غدوة فإن فضل مما يشرب على عشائه مما نبذناه بكرة سقاه أحداً ثم ننبذ له بالليل فإذا تغدى شربه على غدائه وكنا نغسل السقاء كل غدوة وعشية مرتين في يوم (¬1). ¬
5639 - وفي رواية: كَانَ يُنْبَذُ له فِي سِقَاءٍ يُوكَأُ أَعْلاهُ وَلَهُ عَزْلاءُ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
5640 - ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ ينبذ للنبي - صلى الله عليه وسلم - أَوَّلَ اللَّيْلِ فَيَشْرَبُهُ إِذَا أَصْبَحَ يَوْمَهُ ذَلِكَ وَاللَّيْلَةَ الَّتِي تَجِيءُ وَالْغَدَاء وَاللَّيْلَةَ الأُخْرَى وَالْغَدَاء إِلَى الْعَصْرِ فَإِنْ بَقِيَ شَيْءٌ سَقَاهُ الْخَادِمَ (وأَمَرَ بِهِ) (¬1) فَصُبَّ. لمسلم وأبي داود والنسائي (¬2). ¬
5641 - جابرٌ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ خَلِيطِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَعَنْ خَلِيطِ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ وَعَنْ خَلِيطِ الزَّهْوِ وَالرُّطَبِ (¬1). ¬
5642 - وقال: انتبذوا كل واحد على حسده. لمالك ولمسلم والنسائي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
5643 - أبو قتادة: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَانَا أَنْ نَعْجُمَ النَّوَى طَبْخاً أَوْ نَخْلِطَ الزَّبِيبَ وَالتَّمْرَ. لأبي داود (¬1). ¬
5644 - أنس: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نجمع بين شيئين مما ينتبذان مما يغني أحدهما على صاحبه وسألته عن الفضيخ فنهاني عنه وكان يكره المذنب من البسر مخافة أن يكونا شيئين. لمسلم والنسائي بلفظه (¬1). ¬
5645 - عَائِشَةُ: كَانَ يُنْبَذُ لَرسول - صلى الله عليه وسلم - زَبِيبٌ فَيُلْقِي فِيهِ تَمْراً وَتَمْرٌ فَيُلْقِي فِيهِ زبِيبَ.
5646 - وفي رواية: كُنْتُ آخُذُ قَبْضَةً مِنْ تَمْرٍ وَقَبْضَةً مِنْ زَبِيبٍ فَأُلْقِيهِ فِي إِنَاءٍ فَأَمْرُسُهُ ثُمَّ أَسْقِيهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود (¬1). ¬
5647 - محمدُ بنُ لَبِيدٍ: أَنَّ عُمَرَ حِينَ قَدِمَ الشَّامَ شَكَا إِلَيْهِ أَهْلُ الشَّامِ وَبَاءَ الأَرْضِ وَثِقَلَهَا وَقَالُوا: لا يُصْلِحُنَا إِلاَّ هَذَا الشَّرَابُ فَقَالَ اشْرَبُوا الْعَسَلَ فقَالُوا لا يُصْلِحُنَا فَقَالَ رَجُلٌ هَلْ لَكَ أَنْ نَجْعَلَ لَكَ مِنْ هَذَا الشَّرَابِ شَيْئًا لا يُسْكِرُ قَالَ نَعَمْ فَطَبَخُوهُ حَتَّى ذَهَبَ مِنْهُ الثُّلُثَانِ وَبَقِيَ الثُّلُثُ فَأَتَوْا بِهِ عُمَرَ فَأَدْخَلَ فِيهِ إِصْبَعَهُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ فَتَبِعَهَا يَتَمَطَّطُ فَقَالَ هَذَا الطِّلاءُ هَذَا مِثْلُ طِلاءِ الإبِلِ فَأَمَرَهُمْ بشرب، فَقَالَ لَهُ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: أَحْلَلْتَهَا وَالله، قَالَ كَلاَّ وَالله اللهمَّ إِنِّي لا أُحِلُّ شَيْئًا حَرَّمْتَهُ عَلَيْهِمْ وَلا أُحَرِّمُ شَيْئًا أَحْلَلْتَهُ لَهُمْ. لمالك (¬1). ¬
5648 - عُمَرُ: كتب إِلَى أَبِي مُوسَى أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهَا قَدِمَتْ عَلَيَّ عِيرٌ مِنَ الشَّامِ تَحْمِلُ شَرَاباً غَلِيظاً أَسْوَدَ كَطِلاءِ الإبِلِ وَإِنِّي سَأَلْتُهُمْ عَلَى كَمْ يَطْبُخُونَهُ فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ يَطْبُخُونَهُ عَلَى الثُّلُثَيْنِ ذَهَبَ ثُلُثَاهُ الأَخْبَثَانِ ثُلُثٌ بِرِيحِهِ وَثُلُثٌ بِبَغْيِهِ فَمُرْ مَنْ قِبَلَكَ يَشْرَبُونَهُ (¬1). ¬
5649 - الشَّعْبِيُّ: كَانَ عَلِيٌّ يَرْزُقُ النَّاسَ طلاءَ يَقَعُ فِيهِ ذبَابُ ولا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُ (¬1). ¬
5650 - أَنَسٌ: إِنَّ نُوحًا نَازَعَهُ الشَّيْطَانُ فِي عُودِ الْكَرْمِ فَقَالَ: هَذَا لِي هَذَا لِي فَاصْطَلَحَا أَنَّ لِنُوحٍ ثُلُثَهَا وَلِلشَّيْطَانِ ثُلُثَيْهَا (¬1). ¬
5651 - ابْنُ عَبَّاسٍ: سأله رجل عَنِ الْعَصِيرِ فَقَالَ: اشْرَبْهُ مَا كَانَ طَرِيًاً قَالَ إِنِّي أطبخه وَفِي نَفْسِي شيء مِنْهُ قَالَ أَكُنْتَ شَارِبَهُ قَبْلَ أَنْ تَطْبُخَهُ قَالَ لا قَالَ فَإِنَّ النَّارَ لا تُحِلُّ شَيْئًا قَدْ حَرُمَ. هي للنسائي (¬1). ¬
5652 - أَنَسٌ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الْخَمْرِ أتتخَذُ خَلًّا قَالَ: ((لا)). لمسلم، والترمذي (¬1). ¬
5653 - ابنُ عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه المدينة وأمره أن يأتي بالأسواق فينظر إلى ما فيها من زقاق الخمر وكانت قد جلبت من الشام فيشقها فما وجد منها زقاً إلا شقه. لأحمد بلين (¬1). ¬
5654 - رَجُلٌ مَنْ الصحابة رفعه: ((يَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا)). للنسائي (¬1). ¬
5655 - أبو مُوسَى رفعه: ((ثَلاثَةٌ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، مُدْمِنُ خَمْرٍ وَقَاطِعُ رَحِمٍ وَمُصَدِّقٌ بِسحْرِ وَمَنْ مَاتَ مُدْمِناً لِلْخَمْرِ سَقَاهُ الله مِنْ نَهْرِ الْغُوطَةِ قِيلَ وَمَا نَهْرُ الْغُوطَةِ قَالَ نَهْرٌ يَجْرِي مِنْ فروج الْمُومِسَاتِ يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ رِيحُ فُرُوجِهِن)). لأحمد والموصلى والكبير (¬1). ¬
5656 - أنسٌ رفعه: ((من ترك الخمر وهو يقدر عليه لأسقينه منه من (حظيرة) (¬1) القدس، ومن ترك الحرير وهو يقدر عليه لأكسونه إياه في (حظيرة) (1) القدس)). للبزار بلين (¬2). ¬
5657 - عَائِشَةُ: كَانَ أَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - الْحُلْوَ الْبَارِدَ. للترمذي (¬1). ¬
الانتباذ في الظروف وما يحل منه وما يحرم وحكم الأوانى
الانتباذ في الظروف وما يحل منه وما يحرم وحكم الأوانى
5658 - أبو سَعِيدٍ: أَنَّ نَاساً مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَدِمُوا عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا يَا نَبِيَّ الله إِنَّا حَيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ وَلا نَقْدِرُ عَلَيْكَ إِلاَّ في هذه الأشهر الْحُرُمِ فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَأْمُرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا وَنَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ إِذَا نَحْنُ أَخَذْنَا بِهِ قَالَ: آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ اعْبُدُوا الله وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَصُومُوا رَمَضَانَ، وَأَعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ المغانم، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ)) قَالُوا: يَا نَبِيَّ الله مَا عِلْمُكَ بِالنَّقِيرِ. قَالَ: ((بَلَى جِذْعٌ تَنْقُرُونَهُ فَتَقْذِفُونَ فِيهِ مِنَ الْقُطَيْعَاءِ أَوْ قَالَ مِنَ التَّمْرِ ثُمَّ تَصُبُّونَ -[387]- فِيهِ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى إِذَا سَكَنَ غَلَيَانُهُ شَرِبْتُمُوهُ حَتَّى إِنَّ أَحَدَكُمْ - أَوْ أَحَدَهُمْ- لَيَضْرِبُ ابْنَ عَمِّهِ بِالسَّيْفِ وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ أَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ كَذَلِكَ)) قَالَ: وَكُنْتُ أَخْبَؤُهَا حَيَاءً مِنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: فِيمَ نَشْرَبُ يَا رَسُولَ الله قَالَ: ((فِي أَسْقِيَةِ الأَدَمِ الَّتِي يُلاثُ عَلَى أَفْوَاهِهَا)) قَالُوا: يَا نبي الله إِنَّ أَرْضَنَا كَثِيرَةُ الْجِرْذَانِ وَلا تَبْقَى بِهَا أَسْقِيَةُ الأَدَمِ، فَقَالَ نَبِيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وَإِنْ أَكَلَتْهَا الْجِرْذَانُ)) ثلاثًا وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ فِيكَ َخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا تعالى عز وجل الله الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ)). لمسلم والنسائي (¬1). ¬
5659 - زَاذَانُ: قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ حَدِّثْنِي بِمَا نَهَى عَنْهُ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الأَشْرِبَةِ بِلُغَتِكَ وَفَسِّرْهُ لِي بِلُغَتِنَا فَإِنَّ لَكُمْ لُغَةً سِوَى لُغَتِنَا قَالَ نَهَى - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْحَنْتَمِ وَهِيَ الْجَرَّةُ، وَعَنِ الدُّبَّاءِ وَهِيَ الْقَرْعَةُ وَعَنِ الْمُزَفَّتِ وَهُوَ الْمُقَيَّرُ وَعَنِ النَّقِيرِ وَهِيَ النَّخْلَةُ تُنْسَحُ نَسْحًا، وَتُنْقَرُ نَقْراً وَأَمَرَ أَنْ ننتبذ فِي الأَسْقِيَةِ. للستة إلا البخاري بلفظ مسلم (¬1). ¬
5660 - بُرَيْدَةُ: ((كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنِ الأَشْرِبَةِ إلا فِي ظُرُوفِ الأَدَمِ فَاشْرَبُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ غَيْرَ أَنْ لا تَشْرَبُوا مُسْكِراً)) (¬1). ¬
5661 - وفي رواية: ((كنت نَهَيْتُكُمْ عَنِ الظُّرُوفِ وَإِنَّ الظُّرُوفَ أَوْ ظَرْفًا لا يُحِلُّ شَيْئًا وَلا يُحَرِّمُهُ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)) (¬1). ¬
5662 - وفي أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ إِذْ حَلَّ بِقَوْمٍ فَسَمِعَ لَهُمْ لَغَطاً فَقَالَ: ((مَا هَذَا الصَّوْتُ)) قَالُوا: يَا نَبِيَّ الله لَهُمْ شَرَابٌ يَشْرَبُونَهُ فَبَعَثَ إِلَى الْقَوْمِ فَدَعَاهُمْ فَقَالَ: ((فِي أَيِّ شَيْءٍ تَنْتَبِذُونَ)) قَالُوا: نَنْتَبِذُ فِي النَّقِيرِ وَالدُّبَّاءِ وَلَيْسَ لَنَا ظُرُوفٌ، فَقَالَ: ((لا تَشْرَبُوا إِلاَّ فِيمَا أَوْكَيْتُمْ عَلَيْهِ)) فَلَبِثَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ الله أَنْ يَلْبَثَ ثُمَّ رَجَعَ إلَيْهِمْ فَإِذَا هُمْ قَدْ أَصَابَهُمْ وَبَاءٌ وَاصْفَرُّوا قَالَ: ((مَا لِي أَرَاكُمْ قَدْ هَلَكْتُمْ)) قَالُوا: -[388]- يَا نَبِيَّ الله أَرْضُنَا وَبِيئَةٌ وَحَرَّمْتَ عَلَيْنَا إِلاَّ مَا أَوْكَيْنَا عَلَيْهِ قَالَ: ((اشْرَبُوا وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
5663 - مسلمُ بنُ عمير: أهديت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - جرة خضراء فيها كافور فقسمها بين المهاجرين والأنصار، وقال: ((يا أم سليم انتبذى لنا فيها)). للطبراني في الكبير، وفيه مزاحم بن عبد العزيز (¬1). ¬
5664 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى: أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ حُذَيْفَةَ بالمدائن فَاسْتَسْقَى فَسَقَاهُ مَجُوسِيٌّ في إناء فضة فرماه به وقال إني قد أمرته أن لا يسقيني فيه إني سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلا الدِّيبَاجَ، وَلا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلا تَأْكُلُوا فِي صِحَافِهَا، فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، ولكم فِي الآخِرَةِ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5665 - أُمُّ سَلَمَةَ رفعته: ((إن الذي يأكل ويَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)). لمالك والشيخين (¬1). ¬
5666 - جَابِرٌ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَنُصِيبُ مِنْ آنِيَةِ الْمُشْرِكِينَ وَأَسْقِيَتِهِمْ ونَسْتَمْتِعُ بِهَا فَلا يَعِيبُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ. لأبي داود (¬1). ¬
5667 - أبو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ: سَأَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِنَّا نُجَاوِرُ أَهْلَ الْكِتَابِ وَهُمْ يَطْبُخُونَ فِي قُدُورِهِمُ الْخِنْزِيرَ وَيَشْرَبُونَ فِي آنِيَتِهِمُ الْخَمْرَ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَهَا فَكُلُوا واشربوا فِيهَا وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا فَارْحَضُوهَا بِالْمَاءِ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا)) (¬1). ¬
5668 - وفي رواية: سُئِلَ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قُدُورِ الْمَجُوسِ فَقَالَ: ((أَنْقُوهَا غَسْلاً وَاطْبُخُوا فِيهَا)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5669 - ابنُ عمر: تَوَضَّأَ عُمَرُ بِالْحَمِيمِ في جر نصرانية وَمِنْ بَيْتِها. لرزين ونحوه للبخاري في ترجمته (¬1). ¬
5670 - ابنُ عباس: أهدى المقوقس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قدح قوارير فكان يشرب فيه. للبزار (¬1). ¬
5671 - أبو أمامة: كان لمعاذ بن جبل قدح مفضض بنحاس فيه يسقى النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا شرب، وفيه يوضئه إذا توضأ. للكبير بضعف (¬1). ¬
كتاب اللباس
كتاب اللباس
الزينة الذهب والحرير والصوف والشعر ونحوهما
الزينة الذهب والحرير والصوف والشعر ونحوهما
5672 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَمْنَعُ أَهْلَهُ الْحِلْيَةَ وَالْحَرِيرَ وَيَقُولُ: ((إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ حِلْيَةَ الْجَنَّةِ وَحَرِيرَهَا فَلا تَلْبَسُوهَا فِي الدُّنْيَا)) (¬1). ¬
5673 - ابنُ عمر: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ إِلاَّ مُقَطَّعاً. هما للنسائي (¬1). ¬
5674 - عَلِيُّ: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ حَرِيراً فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ وذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5675 - وله وللترمذي عن أبو مُوسَى رفعه: ((حُرِّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي وَأُحِلَّ لإِنَاثِهِمْ)) (¬1). ¬
5676 - عُمَرُ: ((إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا مَنْ لا خَلاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
5677 - ابْنُ الزُّبَيْرِ قال: لا تُلْبِسُوا نِسَاءَكُمُ الْحَرِيرَ فإني سمعت عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تلبسوا الحرير فَإِنَّ مَنْ لَبِسَهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ)). للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
5678 - أمُّ عطية: نهانا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن لبس الذهب وتفضيض الأقداح فكلمه النساء في لبس الذهب، فأبى علينا، ورخص لنا في تفضيض الأقداح. للكبير والأوسط وفيه عمر بن يحيى الأيلى (¬1). ¬
5679 - عُمَرُ: وجد حُلَّةً من إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ بالسُّوقِ فَأَتَى بِهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ يَا رَسُولَ الله ابْتَعْ هَذِهِ فَتَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالوفد فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ)) فَلَبِثَ عمر مَا شَاءَ الله ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ حَتَّى أَتَى بِهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أقُلْتَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ ثُمَّ أَرْسَلْتَ بِهَذِهِ فَقَالَ: ((تَبِيعُهَا وتُصِيبُ بِهَا حَاجَتَكَ)) (¬1). ¬
5680 - وفي رواية: رَأَى عُمَرُ عُطَارِداً يُقِيمُ -[391]- بِالسُّوقِ حُلَّةً سِيَرَاءَ قَالَ: يَا رَسُولَ الله لَوِ اشْتَرَيْتَهَا فَلَبِسْتَهَا لِوُفُودِ الْعَرَبِ إِذَا قَدِمُوا وَلَبِسْتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ. فَقَالَ: ((إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا مَنْ لا خَلاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ)). ثم أُتِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بحلل سِيَرا فَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ إِلَى أُسَامَةَ بِحُلَّةٍ وَأَعْطَى عَلِيَّ حُلَّةً وَقَالَ شَقِّهَا خُمُرًا بَيْنَ نِسَائِكَ فَجَاءَ عُمَرُ بِحُلَّتِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله بَعَثْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ وَقَدْ قُلْتَ بِالأَمْسِ فِي حُلَّةِ عُطَارِدٍ مَا قُلْتَ فَقَالَ: ((إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا وَلَكِن بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتُصِيبَ بِهَا)). وَأَمَّا أُسَامَةُ فَرَاحَ فِي حُلَّتِهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نَظَرًا عَرَفَ أَنَّه أَنْكَرَ مَا صَنَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله مَا تَنْظُرُ إِلَيَّ فَأَنْتَ بَعَثْتَ بها إِلَيَّ فَقَالَ: ((إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ بها لِتَلْبَسَهَا وَلَكِنِّي بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتُشَقِّهَا خُمُرًا بَيْنَ نِسَائِكَ)). للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
5681 - في رواية: فَكَسَاهَا عُمَرُ أَخًا لَهُ مشركًا بِمَكَّةَ (¬1). ¬
5682 - جَابِرُ: لَبِسَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا قَبَاءً دِيبَاجٍ أُهْدِيَ لَهُ ثُمَّ أَوْشَكَ أَنْ نَزَعَهُ فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَى عُمَرَ فَقِيلَ قَدْ أَوْشَكَ مَا نَزَعْتَهُ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ ((نَهَانِي عَنْهُ جِبْرِيلُ)) فَجَاء عُمَرُ يَبْكِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أكَرِهْتَ أَمْرًا وَأَعْطَيْتَنِيهِ فَمَا لِي؟ فقَالَ: ((إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهُ لِتَلْبَسَهُ إِنَّمَا أَعْطَيْتُكَهُ تَبِيعُهُ فَبَاعَهُ بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ)). مسلم والنسائي (¬1). ¬
5683 - أَنَسُ: أَنَّ مَلِكَ الرُّومِ أَهْدَى للنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُسْتُقَةً مِنْ سُنْدُسٍ فَلَبِسَهَا فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يَدَيْهِ يذَبْذَبَانِ ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى جَعْفَرٍ فَلَبِسَهَا فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبَسَهَا)) قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: ((أَرْسِلْ بِهَا إِلَى أَخِيكَ النَّجَاشِيِّ)). لأبي داود (¬1). ¬
5684 - عَلِيٌ: كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُلَّةَ سِيَرَاءَ فخرجت بها فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ فأطرتها بَيْنَ نِسَائِي (¬1). ¬
5685 - وفي روايةٍ: أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثَوْبَ حَرِيرٍ فَأَعْطَاهُ عَلِيًّا وقَالَ: ((شَقِّقهُ خُمُرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5686 - الْبَرَاءُ: أَمَرَنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - بِسَبْعٍ, وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضَِّ, وَاتِّبَاعِ الجنائز, وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وإِبْرَارِ المُقْسِمِّّ, َ ونصْرِ المَظلُوم, وَإِجَابَةِ الدَّاعِي, وَإِفْشَاءِ السَّلامِ, وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِمِ الذَّهَبِ, وَعَنِ شُّرْبِ بالْفِضَّةِ, وَعَنِ الْمَيَاثِرِ الحمر, وَعن الْقَسِّيِّ, وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالإسْتَبْرَقِ والدِّيبَاج. للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
5687 - عَلِيٌ: نَهَانِي حِبِّي عَنْ ثَلاثٍ لا أَقُولُ نَهَى النَّاسَ عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ وَعَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ وَعَنِ الْمُعَصْفَرِ الْمُفَدَّم. للستة إلا البخاري (¬1). ¬
5688 - جَابِرُ: كُنَّا نَنْزِعُهُ عَنِ الْغِلْمَانِ وَنَتْرُكُهُ عَلَى الْجَوَارِي (¬1). ¬
5689 - ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الثَّوْبِ الْمُصْمَتِ مِنَ الْحَرِيرِ, فَأَمَّا للْعَلَمُ وَسَدَى الثَّوْبِ فَلا بَأْسَ بِهِ. هما لأبي داود (¬1). ¬
5690 - أبو عُثْمَانَ النهدي: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ مع عُتْبَة بْنَ فَرْقَدٍ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ وَلا كَدِّ أَبِيكَ, وَلا كَدِّ أُمِّكَ, فَأَشْبِعِ الْمُسْلِمِينَ فِي رِحَالِهِمْ مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ فِي رَحْلِكَ, وَإِيَّاك وَالتَّنَعُّمَ وَزِيَّ أَهْلِ الشِّرْكِ وَلَبُوسَ الْحَرِيرَ, فَإِنَّ رَسُولَ الله -[393]- صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ لَبُوسِ الْحَرِيرِ إِلاَّ هَكَذَا وَرَفَعَ لَنَا - صلى الله عليه وسلم - إِصْبَعَيْهِ السبَّابةَ والوُسْطَى وَضَمَّهُمَا (¬1). ¬
5691 - وفي روايةٍ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ إِلاَّ مَوْضِعَ إِصْبَعَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5692 - أَسْمَاء: أَخْرَجَتْ جُبَّةَ طَيَالِسَةٍ كِسْرَوَانِيَّةٍ لَهَا لِبْنَةُ دِيبَاجٍ وَفَرْجَيهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ فَقَالَتْ: هَذِهِ جبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ حَتَّى قُبِضَتْ فقَبَضْتُهَا وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَلْبَسُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى ونسْتَشْفي بِهَا. لمسلم وأبي داود مطولاً (¬1). ¬
5693 - عُرْوَةَ: أن عَائِشَةَ كَسَتْ عَبْدَ الله بْنَ الزُّبَيْرِ مِطْرَفَ خَزٍّ كَانَتْ تَلْبَسُهُ. لمالك (¬1). ¬
5694 - أَنَسُ: رَخَّصَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِلزُّبَيْرِ وَعَبْدِالرَّحْمَنِ بن عوف فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ لِحِكَّةٍ بِهِمَا. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5695 - عَائِشَةُ: صَنَعْتُ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بُرْدَةً سَوْدَاءَ فَلَبِسَهَا فَلَمَّا عَرَقَ فِيهَا وَجَدَ منها رِيحَ الصُّوفِ قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ وَكَانَ يعْجِبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبَ. لأبي داود (¬1). ¬
5696 - أبو موسى قال لابنه أبي بُرْدَة: يَا بُنَيَّ لَوْ رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ لحَسِبْتَ أَنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ. لأبي داود (¬1). ¬
5697 - أبوبردة: دخلت على عائشة فأخرجت إلينا كساءًا ملبدًا من التي يسمونها الملبدة وإزارًا غليظًا مما يصنع باليمن وأقسمت بالله لقد قبض روح النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذين الثوبين. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5698 - عَائِشَةُ: خَرَجَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعرٍ أَسْوَدَ. لمسلم وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5699 - ابْنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((كَانَ عَلَى مُوسَى يَوْمَ كَلَّمَهُ رَبُّهُ سراويل صُوفٍ وَجُبَّةُ صُوفٍ وكساء صوف وَكُمَّةُ صُوفٍ وَنعلان مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ مَيِّتٍ)). للترمذي (¬1). ¬
5700 - عَائِشَةُ: كَانَ فِرَاشُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي رواية وساده الذي يتكأ عليه من أدم حَشْوُهُ لِيفٌ. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5701 - جَابِر: ذَكَرَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - الْفُرُشَ فَقَالَ ((فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ وَفِرَاشٌ لِلْمَرْأَةِ وَفِرَاشٌ لِلضَّيْفِ وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ.)) لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5702 - عبيدة، قال: افتراش الحرير كلبسه. لرزين (¬1). ¬
5703 - أبو الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيه: ِ نهي النَّبِيُ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ أَنْ تُفْتَرَشَ. لأصحاب السنن بلفظ الترمذي (¬1). ¬
5704 - عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: اسْتَكْسَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَكَسَانِي خَيْشَتَيْنِ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا أَكْسِى أَصْحَابِي. لأبي داود (¬1). ¬
آداب اللبس وهيئته
آداب اللبس وهيئته
5705 - رُكَانَةُ رفعه: ((فَرْقُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ الْعَمَائِمُ عَلَى الْقَلانِسِ)). للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
5706 - أبو المليح، عن أبيه، رفعه: ((اعتموا تزدادوا حلماً))، وقال علي: العمائم تيجان العرب. لأبى داود. قلت: لم أجده في أبى داود ولا غيره من الخمسة. وهو في مجمع الزوائد للكبير، وقال: فيه عبيد الله بن أبي حميد وهو متروك (¬1). ¬
5707 - عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنِ عَوْفٍ: لقد عَمَّمَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَسَدَلَهَا بَيْنَ [يَدَيَّ] وَمِنْ خَلْفِي أصابع. لأبي داود (¬1). ¬
5708 - عائشةُ: عمّم النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن بن عوف وأرخى له أربعة أصابع، وقال: ((إنى لما صعدت إلى السماء رأيت أكثر الملائكة معتمين)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
5709 - عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أَرْخَى طَرَفَيْهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ (¬1). ¬
5710 - وفي رواية: طَرَفَهَا. لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5711 - أبو كبشة الأنماري: كانت عمامة النبي - صلى الله عليه وسلم - بطحة، يعنى لاطئة. لرزين.
5712 - عبدُ الملك بن حبيب: نَظَرَ أَنَسٌ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَرَأَى طَيَالِسَةً فَقَالَ: كَأَنَّهُمُ السَّاعَةَ يَهُودُ خَيْبَرَ. للبخاري (¬1). ¬
5713 - أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ: كَانَ كُمُّ قميص النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الرُّسْغِ. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
5714 - الْعَلاء بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ عَنِ الإزَارِ فَقَالَ: على الخبير سقطت قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى نصف الساق ولا حرج -أو قال- لا جُنَاحَ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ مَا كان أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فهو في النَّارِ ومن جر إزاره بطرًا لم ينظر الله إليه يوم القيامة)). لمالك وأبو داود (¬1). ¬
5715 - حُذَيْفَةُ قَالَ: أَخَذَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِعَضَلَةِ سَاقِي أَوْ سَاقِهِ فَقَالَ: ((هَذَا مَوْضِعُ الإزَارِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ فَإِنْ أَبَيْتَ فأسفل فإن أبيت فَلا حَقَّ لِلإزَارِ فِي الْكَعْبَيْنِ.)) للترمذي والنسائي (¬1). ¬
5716 - ابْن عُمَر: مَا قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي الإزَارِ فَهُوَ فِي الْقَمِيصِ (¬1). ¬
5717 - عِكْرِمَة: رأيت ابْنَ عَبَّاسٍ يَأْتَزِرُ فَيَضَعُ حَاشِيَةَ إِزَارِهِ مِنْ مُقَدَّمِهِ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَهِ وَيَرْفَعُ مُؤَخَّره قُلْتُ: لِمَ تَأْزِرُ بهَذِهِ الإزْرَةَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَأْتَزِرُهَا. هما لأبي داود (¬1). ¬
5718 - أبو هُرَيْرَة رفعه: ((إِذَا لَبِسْتُمْ أو تَوَضَّأْتُمْ فَابْدَءُوا بميامنكم)). للترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
5719 - ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ الله إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يا رسول الله إِنَّ إِزَارِي يَسْتَرْخِي إلا أن أتعاهده. قَالَ: ((إنك لَسْتَ مِمَّنْ يَفْعَلُهُ خُيَلاءَ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5720 - وفي روايةٍ: ((الإسْبَالُ فِي الإزَارِ وَالْقَمِيصِ وَالْعِمَامَةِ, ومَنْ جَرَّ مِنْهَا شَيْئًا خُيَلاءَ لم يَنْظُرِ الله له يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) (¬1). ¬
5721 - ولأصحاب السنن: أن أُمَّ سَلَمَةَ قالت: فَكَيْفَ يَصْنَعْ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ قَالَ ((يُرْخِينَ شِبْرًا)) فَقَالَتْ: إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ: قَالَ ((فَيُرْخِين ذِرَاعًا لا يَزِدْنَ عَلَيْه)) ِ (¬1). ¬
5722 - وعنه: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيَّ إِزَارٌ يَقَعْقَعُ فَقَالَ ((مَنْ هَذَا)) قُلْتُ: عَبْدُ الله, قَالَ: ((إِنْ كُنْتَ عَبْدَ الله فَارْفَعْ إِزَارَكَ)) فَرَفَعْته إِلَى نِصْفِ السَّاقَيْنِ فَلَمْ تَزَلْ إِزْرَتُهُ حَتَّى مَاتَ (¬1). ¬
5723 - أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - شَبَّرَ لِفَاطِمَةَ شِبْرًا مِنْ نِطَاقِهَا. للترمذي (¬1). ¬
5724 - جَابِرِ: رأيت النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُحْتَبٍ بِشَمْلَةٍ قدْ وَقَعَ هُدْبُهَا عَلَى قَدَمَيْهِ. لأبي داود (¬1). ¬
5725 - وعنه: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الصَّمَّاء وعنِ الإحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
5726 - مُعَاوِيَة بْنُ قُرَّةَ عن أبيه: أَتَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي رَهْطٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَبَايَعْنَاهُ وَإِنَّ قَمِيصَهُ لَمُطْلَقُ الأزْرَار فأَدْخَلْتُ يَدَيَّ فِي جَيْبِ قَمِيصِهِ قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ وَلا ابْنَهُ قَطُّ إِلاَّ مُطْلِقَيْ أَزْرارِهِمَا فِي شِتَاءٍ وَلا حَرٍّ وَلا يُزَرِّرانِ أَزْرارَهُمَا أَبَدًا. لأبي داود (¬1). ¬
5727 - عَائِشَة: يَرْحَمُ الله نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلَ لَمَّا أَنْزَلَ الله {وَلْيَضْرِبْنَ بخمورهن عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شَقَقْنَ أَكْنَفَ مُرُوطِهِنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
5728 - أُمِّ سَلَمَة: لَمَّا نَزَلَتْ {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} خَرَجْن نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانُ مِنَ الأَكْسِيَةِ (¬1). ¬
5729 - عَائِشَة: أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَقَالَ: ((يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَن يصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلاَّ هَذَا و َهَذَا)) وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ (¬1). ¬
5730 - وعنها: إذا أتت البصرة نَزَلَتْ عَلَى صَفِيَّةَ أُمِّ طَلْحَةَ الطَّلَحَاتِ فَرَأَتْ بَنَاتٍ لَهَا فَقَالَتْ لها: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ وَفِي حُجْرَتِي جَارِيَةٌ فَأَلْقَى لِي حِقْوَهُ وَقَالَ: ((شُقِّيهِ شُقَّتَيْنِ فَأَعْطِي هَذِهِ نِصْفًا وَالْفَتَاةَ الَّتِي عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ نِصْفًا فَإِنِّي لا أَرَاهَا إِلاَّ قَدْ حَاضَتْ وْ لا أُرَاهُمَا إِلاَّ قَدْ حَاضَتَا)) (¬1). ¬
5731 - أُمُّ سَلَمَةَ أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَخْتَمِرُ فَقَالَ ((لَيَّةً لا لَيَّتَيْنِ)). هي لأبي داود (¬1). ¬
5732 - مَالِكٌ بَلَغَهُ أَنَّ أَمَةً كَانَتْ لِعَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رَآهَا عُمَرُ وَقَدْ تَهَيَّأَتْ بِهَيْئَةِ الْحَرَائِرِ فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَقَالَ: أَلَمْ أَرَ جَارِيَةَ أَخِيكِ تَجُوسُ النَّاسَ وَقَدْ تَهَيَّأَتْ بِهَيْئَةِ الْحَرَائِرِ فأَنْكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ (¬1). ¬
5733 - أبو هُرَيْرَة رفعه: ((إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ باليمين وَإِذَا خَلَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالشِّمَالِ)). وَقال: ((لا يمشي أحدكم في نعل واحد ليحفهما جميعًا أو لْيُنْعِلْهُمَا جَمِيعًا)). لمالك والترمذي وأبي داود ومسلم بلفظه (¬1). ¬
5734 - جَابِرٍُ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ قَائِمًا. لأبي داود (¬1). ¬
5735 - وعنه: ((إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ فَلا يَمْشِ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُصْلِحَ شِسْعَهُ وَلا يَمْشِ فِي خُفٍّ وَاحِدٍ وَلا يَأْكُلْ بِشِمَالِهِ)). لمسلم والترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
5736 - عَائِشَةُ: رُبَّمَا مَشَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ. للترمذي (¬1). ¬
5737 - ولرزين: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتعل قائماً ويمشي في نعل واحدة غير ما مرة.
5738 - ابْنُ عَبَّاسٍ: مِنَ السُّنَّةِ إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْلَعَ نَعْلَيْهِ فَيَضَعَهُمَا بِجَنْبِهِ. لأبي داود (¬1). ¬
5739 - جَابِرٌ قَالَ لنا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ غَزَوْنَاهَا: ((اسْتَكْثِرُوا مِنَ النِّعَالِ فَإِنَّ الرَّجُلَ لا يَزَالُ رَاكِبًا مَا انْتَعَلَ)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
5740 - عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ: أَخْرَجَ لنا أَنَسٌ نَعْلَيْنِ جَرْدَاوَيْنِ لَهُمَا قِبَالانِ,،فَحَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ بَعْدُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُمَا نَعْلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري وأبي داود للترمذي والنسائي نحوه (¬1). ¬
5741 - أبو هريرة: كان لنعل النبي - صلى الله عليه وسلم - قبالان ولنعل أبي بكر قبالان ولنعل عمر قبالان، وأول من عقد عقدة واحدة عثمان. للصغير والبزار (¬1). ¬
5742 - ابن عباس: من لبس نعلا أصفرًا لم يزل يرى سروراً ما دام لابسها. للطبراني وفيه ابن العذراء لم يسم (¬1). ¬
5743 - عائشة: قيل لها هل تَلْبَسُ المرأة النَّعْلَ؟ فَقَالَتْ: قد لَعَنَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الرَّجُلَةَ مِنَ النِّسَاءِ (¬1). ¬
5744 - أبو هُرَيْرَةَ: لَعَنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسة الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ. هما لأبي داود (¬1). ¬
5745 - عَلِي سَمِعْتُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ عِنْدَ الْكُسْوَةِ ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي.)) لأحمد والموصلى بضعف (¬1). ¬
5746 - عُمَر رفعه: ((مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الثَّوْبِ الَّذِي أُخْلَقَ أو ألقى فَتَصَدَّقَ بِهِ كَانَ فِي كَنَفِ الله وَفِي حِفْظِ الله وَفِي سَتْرِ الله حَيًّا وَمَيِّتًا)) قالها ثلاثًا. للقزويني بمجهول (¬1). ¬
5747 - ابنُ عمر، رفعه: ((الارتداء لبسة العرب والالتفاع لبسة الإيمان)) وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتلفع. للكبير (¬1). ¬
5748 - أبو أمامة، دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بخفين يلبسهما فلبس أحدهما ثم جاء غراب فاحتمل الآخر فرمى به فخرجت منه حية، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس خفيه حتى ينفضهما)). للكبير (¬1). ¬
أنواع من اللباس وألوانها حيث يطلب اللبس وتركه
أنواع من اللباس وألوانها حيث يطلب اللبس وتركه
5749 - أُمُّ سَلَمَةَ: لَمْ يَكُنْ ثَوْبٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ القَمِيصٍ. للترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
5750 - سُوَيْدُ بْنِ قَيْسٍ: جَلَبْتُ أَنَا وَمَخْرَمةُ الْعَبْدِيُّ بَزًّا مِنْ هَجَرَ فأتينا به مكة فَجَاءَنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَاوَمَنَا بِسَرَاوِيلَ فبعنا منه، فوزن ثمنه وقال للذي يزن: ((زِنْ وَأَرْجِحْ)) لأصحاب السنن وللموصلي والأوسط (¬1). ¬
5751 - أبو هريرة نحوه وفيه، قلت: يا رسول الله، وإنك لتلبس السراويل؟ قال: ((أجل في السفر والحضر، وبالليل والنهار، فإني أمرت بالستر، فلم أجد شيئاً أستر منه)) (¬1). ¬
5752 - علي: كنت قاعداً عند النبي - صلى الله عليه وسلم - عند البقيع في يوم مطير، فمرت امرأة على حمار ومعها مكار فسقطت فأعرض عنها بوجهه، فقالوا: يا رسول الله، إنها متسرولة، فقال: ((اللهم اغفر للمتسرولات من أمتى.)) للبزار بضعف (¬1). ¬
5753 - الْمِسْوَرُِ بْنُ مَخْرَمَةَ قَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَقْبِيَةٌ فَقَالَ أَبِي مَخْرَمَةُ: انْطَلِقْ بِنَا عَسَى أَنْ يُعْطِيَنَا مِنْهَا شَيْئًاَّ, فَقَامَ أَبِي عَلَى الْبَابِ فَتَكَلَّمَ فَعَرَفَ - صلى الله عليه وسلم - صَوْتَه, فَخَرَجَ وَمَعَهُ قَبَاءٌ وَهُوَ يُرِيهِ مَحَاسِنَهُ وَهُوَ يَقُولُ ((خَبَأْتُ هَذَا لَكَ خَبَأْتُ هَذَا لَك)) (¬1). ¬
5754 - وفي رواية: يَا بُنَيِّ ادْعُ لِيَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَعْظَمْتُ ذَلِكَ وقُلْتُ: أَدْعُو لَكَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: فَقَالَ: يَا بُنَيِّ إِنَّهُ لَيْسَ بِجَبَّارٍ فَدَعَوْتُهُ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ مُزَررٌ بِالذَّهَبِ فَقَالَ: يَا مَخْرَمَةُ هَذَا خَبَأْنَاه لَكَ (¬1). ¬
5755 - أَنَسُ: كَانَ أَحَبُّ ما إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَلْبَسَه الْحِبَرَةَ. هما للستة (¬1).إلا مالكا ¬
5756 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا خَرَجَتِ الْحَرُورِيَّةُ أَتَيْتُ عَلِيًّا فَقَالَ: ائْتِ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ فَلَبِسْتُ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنْ حُلَلِ الْيَمَنِ قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ: وَكَانَ -[402]- ابْنُ عَبَّاسٍ رَجُلاً جَمِيلاً جَهِيرًا قَالَ فَأَتَيْتُهُمْ فَقَالُوا مَرْحَبًا بِكَ يَا أبا عَبَّاسٍ مَا هَذِهِ الْحُلَّةُ قلت: مَا تَعِيبُونَ عَلَيَّ لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الْحُلَلِ. لأبي داود (¬1). ¬
5757 - عَبْدُِ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ عن أبيه: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا دِرْعٌ قِطْري ثَمَنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ فَقَالَتِ: ارْفَعْ بَصَرَكَ إِلَى جَارِيَتِي أنْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهَا تُزْهَى أَنْ تَلْبَسَهُ فِي الْبَيْتِ: وَقَدْ كَانَ لِي دِرْعٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ تُقَيَّنُ في الْمَدِينَةِ إِلاَّ أتت إِلَيَّ تَسْتَعِيرُهُ. للبخاري (¬1). ¬
5758 - ابنُ عمر: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبس قلنسوة بيضاء. للكبير بلين (¬1). ¬
5759 - ] مالك [(¬1) بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى الْقَارِئِ أَبْيَضَ الثِّيَابِ (¬2). ¬
5760 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا أَبْيَضَ فَقَالَ ((ثَوْبُكَ هَذَا غَسِيلٌ أَمْ جَدِيدٌ)) قَالَ: لا بَلْ غَسِيلٌ قَالَ ((الْبَسْ جَدِيدًا وَعِشْ حَمِيدًا وَمُتْ شَهِيدًا.)) للقزويني (¬1). ¬
5761 - جَابرُِ بْنِ سَمُرَةَ: رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي لَيْلَةٍ إِضْحِيَانٍ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إليه وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُّ وإلى القمر فَإِذَا هُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنَ الْقَمَرِ. للترمذي (¬1). ¬
5762 - نَافِعٌٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَلْبَسُ الثَّوْبَ الْمَصْبُوغَ بِالْمِشْقِ وَالْمَصْبُوغَ بِالزَّعْفَرَانِ. لمالك (¬1). ¬
5763 - ابْنُِ عَمْرٍو: مَرَّ رَجُلٌ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَحْمَرَانِ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
5764 - رَافِعٌِ بْنُ خَدِيجٍ: خَرَجْنَا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فَرَأَى عَلَى رَوَاحِلِنَا وَعَلَى إِبِلِنَا أَكْسِيَةً فِيهَا خُيُوطُ عِهْنٍ حُمْرٌ فَقَالَ: ((أَلا أَرَى هَذِهِ الْحُمْرَةَ قَدْ عَلَتْكُمْ)) فَقُمْنَا سِرَاعًا لِقَوْلِه حَتَّى نَفَرَ بَعْضُ إِبِلِنَا فَأَخَذْنَا الأَكْسِيَةَ فَنَزَعْنَاهَا عَنْهَا (¬1). ¬
5765 - امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ: كُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ زَيْنَبَ وَنَحْنُ نَصْبُغُ ثِيَابًا لنا بِمَغْرَةٍ فطَلَعَ عَلَيْنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا رَأَى الْمَغْرَةَ رَجَعَ (فعلمت) (¬1) زينب أنه كره ما فعلت (¬2). ¬
5766 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رفعه: ((لا أَرْكَبُ الأُرْجُوَانَ وَلا أَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ وَلا الْقَمِيصَ المكفوف بِالْحَرِيرِ أَلا وَطِيبُ الرِّجَالِ رِيحٌ لا لَوْنَ لَهُ وَطِيبُ النِّسَاءِ لَوْنٌ لا رِيحَ لَهُ)). هي لأبي داود (¬1). ¬
5767 - سمرةُ: لبس النبي - صلى الله عليه وسلم - ثوبين كانا صبغا بزعفران، وقد نفضا. لرزين.
5768 - ابْنُ عَمْرو بن العاص: رَأَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ فَقَالَ: ((أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا)) قُلْتُ: أَغْسِلُهُمَا يا رسول الله؟ قَالَ: ((بَلْ أَحْرِقْهُمَا)) (¬1). ¬
5769 - وفي رواية: ((هَذِهِ ثِيَابُ الْكُفَّارِ فَلا تَلْبَسْهَا)) (¬1). ¬
5770 - وفي أخرى: أنه - صلى الله عليه وسلم - غضب وَقَالَ: ((اذْهَبْ فَاطْرَحْهُمَا عَنْكَ)) قَالَ: أَيْنَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((فِي النَّارِ)) (¬1). ¬
5771 - وفي أخرى: هَبَطْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ثَنِيَّةٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَعَلَيَّ رَيْطَةٌ مُضَرَّجَةٌ بِالْعُصْفُر فَقَالَ: ((مَا هَذِهِ الرَّيْطَةُ عَلَيْكَ؟)) فَعَرَفْتُ مَا كَرِهَ فَأَتَيْتُ أَهْلِي وَهُمْ يَسْجُرُونَ تَنُّورًا لَهُمْ فَقَذَفْتُهَا فِيهِ فأَتَيْتُهُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: ((يَا عَبْدَ الله مَا فَعَلْتَ بالرَّيْطَةُ؟)) فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: ((أفلا كَسَوْتَهَا بَعْضَ أَهْلِكَ فَإِنَّهُ لا بَأْسَ بِهِا لِلنِّسَاءِ)). لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5772 - ابنُ عمر، رفعه: ((لا تلبسوا شيئا مسه زعفران ولا ورس)) (¬1). ¬
5773 - أنسُ، كانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ملحفة مصبوغة بالورس والزعفران يدور بها على نسائه، فان كانت ليلة هذه رشتها بالماء، وإن كانت ليلة هذه رشتها بالماء. للأوسط (¬1). ¬
5774 - أُمُّ خَالِدٍ: أَتَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سَنَهْ سَنَهْ)) وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ: حَسَنَةٌ، فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ فَزَبَرَنِي أَبِي، فقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((دَعْهَا)) ثُمَّ قَالَ: ((أَبْلِي وَأَخْلِقِي ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي)) قَالَ الراوي: فَبَقِي حَتَّى دكن. للبخاري (¬1). ¬
5775 - وعنها: أُتِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صغيرة، فقَالَ: ((مَنْ تَرَوْنَ أكسو هَذِهِ؟)) فَسْكَتَ الْقَوْمُ قَالَ: ((ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ)) فَأُتِيَ بِها فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ وَقَالَ: ((أَبْلِي وَأَخْلِقِي)) مَرَّتَيْنِ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ وَيَقُولُ: ((يَا أُمَّ خَالِدٍ: هَذَا سَنَا يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا)) وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِةِ الْحَسَنُ (¬1). ¬
5776 - وفي روايةٍ: قَدِمْتُ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَأَنَا جُوَيْرِيَةٌ، فَكَسَانِي النبي - صلى الله عليه وسلم - خَمِيصَةً لَهَا أَعْلامٌ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الأَعْلامَ بِيَدِهِ وَيَقُولُ: ((سَنَاهْ سَنَاهْ)). يَعْنِي حَسَنٌ حَسَنٌ. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
5777 - أبو رِمْثَةَ: رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ ثوبان أَخْضَرَانِ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
5778 - أنسٌ: كان أحب الألوان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الخضرة. للبزار والأوسط (¬1). ¬
5779 - أنسٌ: أَنَّ عُمَرَ أَرَادَ أَنْ يَنْهَى عَنْ حُلَلِ الْحِبَرَةِ لأَنَّهَا تُصْبَغُ بِالْبَوْلِ، فَقَالَ لَهُ أُبَيٌّ لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ، لقَدْ لَبِسَهُنَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَلَبِسْنَاهُنَّ فِي عَهْدِهِ. لأحمد مطولاً (¬1). ¬
5780 - أبو الأَحْوَصِ عَنْ أَبِيهِ أتيت النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وعليّ ثَوْبٍ دُرنٍ فَقَالَ لي: ((أَلَكَ مَالٌ؟)) قَلت: نَعَمْ. قال: ((مِنْ أي المال)) قلت: من كُلِّ الْمَالِ قَدْ أعطاني الله تعالى مِنَ الإبِلِ (والبقر) وَالْغَنَمِ وَالْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ. قَالَ فَإِذَا آتَاكَ الله مَالاً فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَةِ الله عليك وَكَرَامَتِهِ. للنسائي (¬1). ¬
5781 - عَمْرُو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((إِنَّ الله يُحِبَّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ)). للترمذي (¬1). ¬
5782 - عَائِشَةُ: كَانَ عَلَى عهد رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ثَوْبَانِ قِطْرِيَّانِ، فَكَانَ إِذَا قَعَدَ فَعَرِقَ ثَقُلا عَلَيْهِ، فَقَدِمَ بَزٌّ مِنَ الشَّامِ لِفُلانٍ الْيَهُودِيِّ، فَقُلْتُ: يا رسول الله لَوْ بَعَثْتَ فَاشْتَرَيْتَ مِنْهُ ثَوْبَيْنِ إِلَى الْمَيْسَرَةِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ اليهودي: قَدْ عَلِمْتُ مَا أراد، إِنَّمَا أراد أَنْ يَذْهَبَ -[406]- بِمَالِي أَوْ بِدَرَاهِمِي فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((كَذَبَ عدو الله قَدْ عَلِمَ أَنِّي مِنْ أَتْقَاهُمْ وَآدَاهُمْ لِلأَمَانَةِ)). للترمذي والنسائي (¬1). ¬
5783 - جَابِرٌ: خَرَجْنَا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ أَنْمَارٍ فَبَيْنَا أَنَا تَحْتَ شَجَرَةٍ إِذَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: هلم هَلُمَّ إِلَى الظِّلِّ، فَنَزَلَ، فَقُمْتُ إِلَى غِرَارَةٍ لَنَا فَالْتَمَسْتُ فِيهَا فَوَجَدْتُ جِرْوَ قِثَّاءٍ فَكَسَرْتُهُ ثُمَّ قَرَّبْتُهُ إليه فَقَالَ: ((مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا؟)) فَقُلْتُ: يا رسول الله خَرَجْنَا بِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ وَعِنْدَنَا صَاحِبٌ لَنَا نُجَهِّزُهُ يَذْهَبُ يَرْعَى لنا ظَهْرَنَا فَجَهَّزْتُهُ، ثُمَّ أَدْبَرَ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ لَهُ قَدْ خَلقَا، فَنَظَرَ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِ فَقَالَ: ((أَمَا لَهُ ثَوْبَانِ غَيْرُ هَذَيْنِ؟)) فَقُلْتُ: بَلَى لَهُ ثَوْبَانِ فِي الْعَيْبَةِ كَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا قَالَ: ((فَادْعُهُ فَمُرْهُ فَلْيَلْبَسْهُمَا)) فَدَعَوْتُهُ فَلَبِسَهُمَا، ثُمَّ وَلَّى يَذْهَبُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا لَهُ ضَرَبَ الله عُنُقَهُ أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا!)) فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله فِي سَبِيلِ الله فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((فِي سَبِيلِ الله)) فَقُتِلَ فِي سَبِيلِ الله. لمالك (¬1). ¬
5784 - عائشة، رفعته: ((اللباس يظهر الغنى، والدهن يذهب البؤس، والإحسان إلى المملوك يكبت الله به العدو)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
5785 - ابنُ سيرين: أن تميماً الداري اشترى رداء بألف وكان يصلى فيه. للكبير (¬1). ¬
5786 - مُعَاذٌ ابْنُ أَنَسٍ رفعه: ((مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ تَوَاضُعًا لِلَّهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ دَعَاهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الإيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا)) (¬1). ¬
5787 - مَيْمُونَةُ بِنْتُ سَعْدٍ رفعته: ((مَثَلُ الرَّافِلَةِ فِي الزِّينَةِ فِي غَيْرِ أَهْلِهَا كَمَثَلِ ظُلْمَةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا نُورَ لَهَا)). وهما للترمذي (¬1). ¬
5788 - ابْنُ عُمَرَ رْفَعُهُ: ((مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ الله إياه يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ ألَهبُ فِيهِ النَّارُ، ومن تشبه بقوم فهو منهم)). لرزين ولأبى داود نحوه (¬1). ¬
5789 - ابنُ أبي حدرد، رفعه: ((تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاة)). للكبير والأوسط بضعف (¬1). ¬
5790 - أنسٌ رفعه: ((استعينوا على النساء بالعري)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
لبس الخاتم
لبس الخاتم
5791 - أَنَسٌ: رَأَى فِي يَدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ يَوْمًا وَاحِدًا، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ اصْطَنَعُوا الْخَوَاتِيمَ مِنْ وَرِقٍ وَلَبِسُوهَا فَطَرَحَ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمَهُ وطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ (¬1). ¬
5792 - ومن رواياته: أنه - صلى الله عليه وسلم - لَبِسَ خَاتَمَ فِضَّةٍ فِي يَمِينِهِ فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ كَانَ يَجْعَلُ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ (¬1). ¬
5793 - ومنها أنه: - صلى الله عليه وسلم - أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَالنَّجَاشِيِّ فَقِيلَ: إِنَّهُمْ لا يَقْبَلُونَ كِتَابًا إِلاَّ بِخَاتَمٍ، فَصَاغَ خَاتَمًا حَلْقَتُهُ فِضَّةٌ وَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله (¬1). ¬
5794 - ومنها: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي يَدِهِ وَفِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَهُ وَفِي يَدِ عُمَرَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ جَلَسَ عَلَى بِئْرِ أَرِيسَ وأَخْرَجَ الْخَاتَمَ وجَعَلَ يَعْبَثُ بِهِ فَسَقَطَ، فَاخْتَلَفْنَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مَعَ عُثْمَانَ ننزح الْبِئْرَ فَلَمْ نجِدْهُ (¬1). ¬
5795 - ومنها: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّا اتَّخَذْنَا خَاتَمًا وَنَقَشْنَا فِيهِ نَقْشًا فَلا يَنْقُش عَلَيْهِ أَحَدٌ)). قَالَ أنس: وإني لأَرَى بَرِيقَهُ فِي خِنْصَرِهِ (¬1). ¬
5796 - ومنها: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ فِضَّةٍ كُلُّهُ فَصُّهُ مِنْهُ (¬1). ¬
5797 - ومنها: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثَلاثَةَ أَسْطُرٍ مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَالله سَطْرٌ (¬1). ¬
5798 - ومنها: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا اسْتُخْلِفَ كَتَبَ لَهُ: وَكَانَ نَقْشُ الْخَاتَمِ مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَالله سَطْرٌ (¬1). ¬
5799 - ومنها: خَرَجَ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدِ اتَّخَذَ حَلْقَةً مِنْ فِضَّةٍ وقَالَ: ((مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصُوغَ عَلَيْهِ فَلْيَفْعَلْ وَلا تَنْقُشُوا عَلَى نَقْشِهِ)) (¬1). ¬
5800 - ومنها: ((لا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ وَلا تَنْقُشُوا عَلَى خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبِيًّا)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5801 - ابْنُ عُمَرَ: اتَّخَذَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ أَلْقَاهُ، ثُمَّ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ وَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، وَقَالَ: ((لا يَنْقُشْ أَحَدٌ عَلَى نَقْشِ خَاتَمِي هَذَا)) وَكَانَ إِذَا لَبِسَهُ جَعَلَ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي بَطْنَ كَفِّهِ، وَهُوَ الَّذِي سَقَطَ مِنْ مُعَيْقِيبٍ فِي بِئْرِ أَرِيسٍ (¬1). ¬
5802 - أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - لَبِسَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا رَآهُ أَصْحَابُهُ فَشَتْ خَوَاتِيمُ الذَّهَبِ فَرَمَى بِهِ، فَلا نَدْرِي مَا فَعَلَ، ثُمَّ أَمَرَ بِخَاتَم مِنْ فِضَّةٍ، فَأَمَرَ أَنْ يُنْقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، فكَانَ فِي يَدِه وَفِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ وَفِي يَدِ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ وَفِي يَدِ عُثْمَانَ سِتَّ سِنِينَ مِنْ عَمَلِهِ، فَلَمَّا كَثُرَتْ عَلَيْهِ الْكُتُبُ دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وكَانَ يَخْتِمُ بِهِ فَخَرَجَ الأَنْصَارِيُّ إِلَى قَلِيبٍ لِعُثْمَانَ فَسَقَطَ فَالْتُمِسَ فَلَمْ يُوجَدْ، فَأَمَرَ بِخَاتَمَ مِثْلِهِ وَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله (¬1). ¬
5803 - ومنها: أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ وَكَانَ يجَعَلُ فَصَّهُ فِي بطن كَفِّهِ واتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ ذَهَبٍ فَطَرَحَهُ وطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتمَهُمْ فاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وكَانَ يَخْتِمُ بِهِ وَلا يَلْبَسُهُ. للستة (¬1). ¬
5804 - ابنُ المسيب: قال عمر (يعنى لصهيب): مالى أرى عليك خاتم الذهب، قال: قد رآه من هو خير منك فلم يعبه، قال: من هو؟ قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لرزين (¬1). ¬
5805 - بُرَيْدَةُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ: ((مَا لِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ النَّارِ)) ثُمَّ جَاءَهُ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ صُفْرٍ فَقَالَ: ((مَا -[410]- لِي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ الأَصْنَامِ)) ثُمَّ أَتَاهُ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: ((مَالِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ)) قَالَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ أَتَّخِذُهُ؟ قَالَ: ((مِنْ وَرِقٍ وَلا تُتِمَّهُ مِثْقَالاً)). لأصحاب السنن بلفظ الترمذي (¬1). ¬
5806 - أبو ذُبَابٍ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ حَدِيدٍ مَلْوِيٌّ عَلَيْهِ فِضَّةٌ، ورُبَّمَا كَانَ فِي يَدِهِ، وَكَانَ الْمُعَيْقِيبُ عَلَى خَاتَمه - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5807 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رَأَى خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ فَنَزَعَهُ وطَرَحَهُ، وَقَالَ: ((يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فيطرحها فِي يَدِهِ)) فَقِيلَ لِلرَّجُلِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ - صلى الله عليه وسلم -: خُذْ خَاتَمَكَ انْتَفِعْ بِهِ، قَالَ: لا وَالله لا آخُذُهُ أَبَدًا وَقَدْ طَرَحَهُ - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم (¬1). ¬
5808 - أبو سَعِيدٍ: أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ وَجُبَّةُ حَرِيرٍ فَأَلْقَاهُمَا، ثُمَّ سَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ فقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَتَيْتُكَ آنِفًا فَأَعْرَضْتَ عَنِّي؟ فَقَالَ: ((إِنَّهُ كَانَ فِي يَدِكَ جَمْرَةٌ مِنْ نَارٍ)) قَالَ: لَقَدْ جِئْتُ إِذًا بِجَمْرٍ كَثِيرٍ. قَال: ((إِنَّ مَا جِئْتَ بِهِ لَيْسَ بِأَجْزَأَ عنك مِنْ حِجَارَةِ الْحَرَّةِ، وَلَكِنَّهُ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)). قَالَ: بمَاذَا أَتَخَتَّمُ؟ قَالَ: ((حَلْقَةً مِنْ حَدِيدٍ أَوْ وَرِقٍ أَوْ صُفْرٍ)) (¬1). ¬
5809 - ابْن عَبَّاسٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اتَّخَذَ خَاتَمًا فَلَبِسَهُ فقَالَ: ((شَغَلَنِي هَذَا عَنْكُمْ مُنْذُ الْيَوْمَ إِلَيْهِ نَظْرَةٌ، وَإِلَيْكُمْ نَظْرَةٌ)). ثُمَّ أَلْقَاهُ. هما للنسائي (¬1). ¬
5810 - مالكٌ: إني أكره أَنْ يَلْبَسَ الْغِلْمَانُ شَيْئًا مِنَ الذَّهَبِ؛ لأَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ التختم بالذهب، فَأَنَا أَكْرَهُهُ لِلرِّجَالِ، للكَبِيرِ مِنْهُمْ وَالصَّغِيرِ (¬1). ¬
5811 - عَائِشَةُ: قَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِلْيَةٌ أَهْدَاهَا لَهُ النجاشي فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ، فَأَخَذَهُ -[411]- بِعُودٍ مُعْرِضًا عَنْهُ أَوْ بِبَعْضِ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ دَعَا أُمَامَةَ ابْنَةَ أَبِي الْعَاصِ من بنْتِهِ زَيْنَبَ، فَقَالَ: ((تَحَلَّيْ بِهَذَا يَا بُنَيَّةُ)). لأبي داود (¬1). ¬
5812 - ابنُ عباس: أن النساء يلبسن الفتخ والخواتيم والخرص والسخاب على عهد النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأن ذلك مما كن يُلبسنه أولادهن الذكور. لرزين.
5813 - عَلِيٌّ: نَهَانِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أجعل خاتمي فى هَذِهِ، أَوْ في التي تليها، وأشار إِلَى الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا. لمسلم (¬1). ¬
5814 - وفي رواية: نَهَانِي - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْخَاتَمِ فِي السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5815 - أَنَسٌ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ (¬1). ¬
5816 - وفي رواية: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بياض خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - في إِصْبِعِهُ الْيُسْرَى الْخِنْصَرِ. للنسائي (¬1). ¬
5817 - ابْنُ إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ عَلَى الصَّلْتِ بْنِ عَبْدِ الله خَاتَمًا فِي خِنْصَرِهِ الْيُمْنَى، فَقُلْتُ له: مَا هَذَا؟ فقَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَلْبَسُ خَاتَمَهُ هَكَذَا، وَجَعَلَ فَصَّهُ إلى ظاهره، وَلا نخاله إِلاَّ كَانَ يَذْكُرُ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَلْبَسه كَذَلِكَ. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
5818 - ابْنُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ، وَكَانَ فَصُّهُ فِي بَاطِنِ كَفِّهِ. لأبي داود (¬1). ¬
5819 - أبو رَيْحَانَةَ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ عَشْرٍ، عَنِ الْوَشْرِ وَالْوَشْمِ وَالنَّتْفِ وَعَنْ مُكَامَعَةِ الرَّجُلِ الرَّجُلَ بِغَيْرِ شِعَارٍ وَمُكَامَعَةِ الْمَرْأَةِ الْمَرْأَةَ بِغَيْرِ شِعَارٍ وَأَنْ يَجْعَلَ الرَّجُلُ أَسْفَلَ ثِيَابِهِ حَرِيرًا مِثْلَ الأَعَاجِمِ وْيَجْعَلَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ حَرِيرًا مِثْلَ الأَعَاجِمِ وَعَنِ النُّهْبَى وَرُكُوبِ النُّمُورِ وَلُبُوسِ الْخَاتَمِ إِلاَّ لِذِي سُلْطَانٍ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5820 - مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكٍ: رَأَيْتُ عَلَى الْبَرَاءِ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ وَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ لَهُ: لِمَ تَخَتَّمُ بِالذَّهَبِ وَقَدْ نَهَى عَنْهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ يَدَيْهِ غَنِيمَةٌ فَقَسَمَهَا حَتَّى بَقِيَ هَذَا الْخَاتَمُ، فَرَفَعَ طَرْفَهُ فَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ خَفَّضَ ثُمَّ رَفَعَ طَرْفَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ ثُمَّ خَفَّضَ ثُمَّ قَالَ: ((أَيْ بَرَاءُ)) فَجِئْتُهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثم أخذ الخاتم ثم قَبَضَ عَلَى كُرْسُوعِي، ثُمَّ قَالَ: ((خُذِ الْبَسْ مَا كَسَاكَ الله وَرَسُولُهُ)) وَكَانَ الْبَرَاءُ يَقُولُ كَيْفَ تَأْمُرُونِي أَنْ أضع مَا قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الْبَسْ مَا كَسَاكَ الله وَرَسُولُهُ؟. لأحمد والموصلي (¬1). ¬
5821 - عبادةُ، رفعه: ((كان فص خاتم سليمان سماويًا ألقى إليه فأخذه فوضعه في خاتمه، وكان نقشه: أنا الله لا إله إلا أنا محمد عبدى ورسولى)). للكبير بضعف (¬1). ¬
5822 - أبو موسى: رآنى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أقلب خاتمي في السبابة والوسطى فقال: ((إنما الخاتم بهذه وهذه)) (يعني الخنصر والبنصر). للكبير بخفي (¬1). ¬
5823 - جميلُ بنُ عبد الله: رأيت خمسة من الصحابة يلبسون خواتم الذهب: زيد بن حارثة وزيد بن أرقم والبراء وأنس وعبد الله بن يزيد. للكبير وفيه جميل (¬1). ¬
5824 - فاطمة، رفعته: ((من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيراً)). للأوسط بانقطاع (¬1). ¬
الحلى والطيب
الحلى والطيب
5825 - أبو هُرَيْرَةَ: أتت امرأة النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فقَالَ: ((سِوَارَانِ مِنْ نَارٍ)) قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ: ((طَوْقٌ مِنْ نَارٍ)) قَالَتْ: قُرْطَاْنِ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ: ((قُرْطَانِ مِنْ نَارٍ)) وَكَانَ عَلَيْهِا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَرَمَتْ بِهِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله: إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا لَمْ تَتَزَيَّنْ لِزَوْجِهَا صَلِفَتْ عِنْدَهُ، قَالَ: ((مَا يَمْنَعُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَصْنَعَ قُرْطَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ ثُمَّ تُصَفِّرَهُ بِزَعْفَرَانٍ أَوْ بِعَبِيرٍ)). رواه النسائي (¬1). ¬
5826 - عَائِشَةُ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رَأَى عَلَيْهَا مَسَكَتَيْ ذَهَبٍ فَقَالَ: ((أَلا أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا لَوْ نَزَعْتِ هَذَا وَجَعَلْتِ مَسَكَتَيْنِ مِنْ وَرِقٍ وصَفَّرْتِهِمَا بِزَعْفَرَانٍ كَانَتَا أحسن)) (¬1). ¬
5827 - ثَوْبَانُ: جَاءَتْ هند بِنْتُ هُبَيْرَةَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - وَفِي يَدِهَا فَتَخٌ من ذهب -أَيْ خَوَاتم ضِخَامٌ- فَجَعَلَ يَضْرِبُ على يَدِهَا، فَدَخَلَتْ عَلَى فَاطِمَةَ تَشْكُو إِلَيْهَا الَّذِي صَنَعَ بِهَا - صلى الله عليه وسلم - فَانْتَزَعَتْ فَاطِمَةُ سِلْسِلَةً فِي عُنُقِهَا مِنْ ذَهَبٍ، قَالَتْ: هَذِهِ أَهْدَاهَا أَبُو حَسَنٍ فَدَخَلَ - صلى الله عليه وسلم - وَالسِّلْسِلَةُ فِي يَدِهَا، فَقَالَ: ((يَا فَاطِمَةُ أَيَغُرُّكِ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: ابْنَةُ رَسُولِ الله وَفِي يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ)) ثُمَّ خَرَجَ وَلَمْ يَقْعُدْ، فَأَرْسَلَتْ فَاطِمَةُ بِالسِّلْسِلَةِ إِلَى السُّوقِ فَبَاعَتْهَا وَاشْتَرَتْ بِثَمَنِهَا غُلاماً، وَقَالَ مَرَّةً: عَبْدًا، وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا: فَأَعْتَقَتْهُ، فَحُدِّثَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نْجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ)). هي للنسائي (¬1). ¬
5828 - (وعنه: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سَافَرَ كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ بِإِنْسَانٍ مِنْ أَهْلِهِ فَاطِمَةَ، وإِذَا قَدِمَ كان أول من يدخل عليه فَاطِمَةَ، فَقَدِمَ يومًا مِنْ غَزَاةٍ وَقَدْ عَلَّقَتْ مِسْحًا أَوْ سِتْرًا عَلَى بَابِهَا وَحَلَّتِ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ قُلْبَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ، فَقَدِمَ، فَلَمْ يَدْخُلْ فَظَنَّتْ أَنَّ مَا مَنَعَهُ أَنْ يَدْخُلَ مَا رَأَى، فَهَتَكَتِ السِّتْرَ وَفَكَّتِ الْقُلْبَيْنِ عَنِ الصَّبِيَّيْنِ وَقَطَّعَتْهُ بَيْنَهُمَا، فَانْطَلَقَا إليه - صلى الله عليه وسلم - وَهُمَا يَبْكِيَانِ، فَأَخَذَهُ مِنْهُمَا وَقَالَ: ((يَا ثَوْبَانُ اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى آل فُلانِ)) أَهْلِ بَيْتٍ بِالْمَدِينَة، إِنَّ هَؤُلاءِ أهلي أَكْرَهُ أَنْ يَأْكُلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا، يَا ثَوْبَانُ اشْتَرِ لِفَاطِمَةَ قِلادَةً مِنْ عَصَبٍ وَسِوَارَيْنِ مِنْ عَاجٍ)). لأبي داود (2). (2) أبو داود (4213)، وقال الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (903): منكر.
5829 - هشامُ بن عروة: رأيت على عائشة خواتيم الذهب. لرزين (¬1). ¬
5830 - عَرْفَجَةُ بْنُ أَسْعَدَ: أُصِيبَ أَنْفِي يَوْمَ الْكُلابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَاتَّخَذْتُ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ فَأَنْتَنَ عَلَيَّ فَأَمَرَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ. لأصحاب السنن (¬1). ¬
5831 - عبد الله بن عبد الله بن أُبي، أن ثنيته أصيبت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمره أن يتخذ ثنية من ذهب. للبزار (¬1). ¬
5832 - حَمَّادُ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ: رَأَيْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الله قَدْ شَدَّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ، فذكرت ذَلِكَ لإبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: لا بَأْسَ. لابن أحمد (¬1). ¬
5833 - أَنَسٌ: كَانَ نَصلُ سَيْفِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِضَّةً، وَقَبِيعَةُ سَيْفِهِ فِضَّةً، وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ حِلَقَ الفِضَّة. للنسائي (¬1). ¬
5834 - مَزِيدَةُ: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَى سَيْفِهِ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ. للترمذي (¬1). ¬
5835 - أَنَسٌ رفعه: ((حُبِّبَ إِلَيَّ الطِّيبُ والنِّسَاءُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ)). ... للنسائي (¬1). ¬
5836 - ابن الْمُسَيَّبِ أرسله: ((إِنَّ الله طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا)) وأُرَاهُ قَالَ: ((أَفْنِيَتَكُمْ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ)) فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِيهِ [عامر بن سعد] (¬1) رفعه مِثْلَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ: ((نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ)) (¬2). ¬
5837 - أبو عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ أرسله: ((إِذَا أُعْطِيَ أَحَدُكُمُ الرَّيْحَانَ فَلا يَرُدَّهُ، فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْجَنَّةِ)) (¬1). ¬
5838 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: «ثَلاَثٌ لاَ تُرَدُّ الْوَسَائِدُ وَالدُّهْنُ وَاللَّبَنُ». الدُّهْنُ يَعْنِى بِهِ الطِّيبَ. هي للترمذي (¬1). ¬
5839 - عَائِشَةُ سئلت أَكَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَتَطَيَّبُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ بِذِكَارَةِ الطِّيبِ، الْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ. للنسائي (¬1). ¬
5840 - أبو سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الْمِسْكِ قَالَ: ((هُوَ أَطْيَبُ طِيبِكُمْ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
5841 - نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يستجمر بِالأَلُوَّةِ غَيْرَ مُطَرَّاةٍ، وَبِكَافُورٍ يَطْرَحُهُ مَعَ الأَلُوَّةِ، ويقول: هَكَذَا كَانَ يَسْتَجْمِرُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم والنسائي (¬1). ¬
5842 - أَنَسُ: كَانَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُكَّةٌ يَتَطَيَّبُ مِنْهَا. لأبي داود (¬1). ¬
5843 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((طِيبُ الرِّجَالِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِيَ لَوْنُهُ وَطِيبُ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ)). للترمذي والنسائي (¬1). ¬
5844 - أبو مُوسَى رفعه: ((كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ، وإن الْمَرْأَةَ إِذَا اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِالْمَجْلِسِ فَهِيَ كَذَا وَكَذَا، يَعْنِي زَانِيَةً)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
5845 - في روايةٍ: ((إِذَا اسْتَعْطَرَت فَمَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا)) (¬1). ¬
5846 - أَبو هُرَيْرَةَ: لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ فوَجَدَ مِنْهَا رِيحَ الطِّيبِ وَلِذَيْلِهَا إِعْصَارٌ، فَقَالَ: يَا أَمَةَ الْجَبَّارِ جِئْتِ مِنَ الْمَسْجِدِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ حِبِّي أَبَا الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لا تُقْبَلُ صَلاةٌ امرأة تَطَيَّبَتْ للْمَسْجِدِ حَتَّى تَغْتَسِلَ غُسْلَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ)). لمسلم والنسائي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
5847 - أَنَسٌ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَان يُعْجِبُهُ الْفَاغِيَةُ. لأحمد (¬1). ¬
5848 - ابنُ عمرو بنِ العاص، رفعه: ((سيد ريحان أهل الجنة الحناء)). للكبير (¬1). ¬
الشعور من الرأس واللحية والشارب
الشعور من الرأس واللحية والشارب
5849 - أبو قَتَادَةَ: قَالَ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ لِي جُمَّةً أَفَأُرَجِّلُهَا؟ قال: ((نَعَمْ. وَأَكْرِمْهَا)) وكَانَ أَبُو قَتَادَةَ رُبَّمَا دَهَنَهَا فِي الْيَوْمِ مَرَّتَيْنِ؛ من أجل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((نَعَمْ وَأَكْرِمْهَا)). لمالك والنسائي (¬1). ¬
5850 - عَبْدُ الله بْنُ مُغَفَّلٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عَنِ التَّرَجُّلِ إِلاَّ غِبًّا. لأصحاب السنن (¬1). ¬
5851 - حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ: لَقِيتُ رَجُلاً صَحِبَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَرْبَعَ سِنِينَ، قَالَ: نَهَانَا - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَمْتَشِطَ أَحَدُنَا كُلَّ يَوْمٍ. للنسائي (¬1). ¬
5852 - عَطَاءُ بْنَ يَسَارٍ قَالَ: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ فَدَخَلَ رَجُلٌ ثَائِرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ فَأَشَارَ إِلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ -[418]- كَأَنَّهُ يأمره بإِصْلاحِ شَعَرهِ وَلِحْيَتِهِ، فَفَعَلَ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدُكُمْ ثَائِرَ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ شَيْطَانٌ)). لمالك (¬1). ¬
5853 - ابْنُ عُمَرَ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نْهَى عَنِ الْقَزَعِ قيل: وَمَا الْقَزَعُ؟ فَأَشَارَ لَنَا عُبَيْدُ الله بن عمر قَالَ: إِذَا حَلَقَ الصَّبِيُّ َتَرَكَ هَا هُنَا وَهَا هُنَا، وأَشَارَ عُبَيْدُ الله إِلَى نَاصِيَتِهِ وَجَانِبَيْ رَأْسِهِ، قِيلَ لِعُبَيْدِ الله والْجَارِيَةُ؟ قَالَ: لا أَدْرِي (¬1). ¬
5854 - وفي روايةٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى غلامًا قَدْ حُلِقَ بَعْضُ رأسه وَتُرِكَ بَعْضُهُ فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: ((احْلِقُوا كُلَّهُ أَو ذروا كُلَّهُ)). للشيخين والنسائي وأبي داود (¬1). ¬
5855 - عن أنسٍ بقصة أنه قال في غلام له قَرْنَانِ أَوْ قُصَّتَانِ: احْلِقُوا هَذَيْنِ وْقُصُّوهُمَا، فَإِنَّ هَذَا زِيُّ الْيَهُودِ (¬1). ¬
5856 - وَائِلُ بْنِ حُجْرٍ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَلِي شَعْرٌ طَوِيلٌ فسمعته يقول: ((ذُبَابٌ ذُبَابٌ)) وليس معه أحد، فقلت: يعنيني فخرجت فَجَزَزْتُهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ: ((إِنِّي لَمْ أَعْنِكَ وَهَذَا أَحْسَنُ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5857 - أَنَسٌ: كَانَتْ لِي ذُؤَابَةٌ فَقَالَتْ لِي أُمِّي: لا أَجُزُّهَا، كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَمُدُّهَا وَيَأْخُذُ بِهَا. لأبي داود (¬1). ¬
5858 - عَبْدُ الله بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ حين أتى نعيه ثَلاثًا، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَالَ: ((لا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ)) ثُمَّ قَالَ: ((ادْعُوا لِي بَنِي أَخِي)) فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أفراخ، فَقَالَ: ((ادْعُوا لِيَ الْحَلاَّقَ)) فَأَمَرَهُ فَحَلَقَ رُءُوسَنَا. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5859 - عَلِيٌ: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَحْلِقَ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا. للنسائي (¬1). ¬
5860 - عمرُ: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن حلق القفا إلا للحجامة. للأوسط والصغير بلين (¬1). ¬
5861 - أَسْمَاءُ أن امْرَأَةً قالت: يَا رَسُولَ الله إِنَّ ابْنَتِي أصابها الْحَصْبَةُ وأمرق شَعَرُهَا، فإِنِّي زَوَّجْتُهَا أَفَأَصِلُ فِيهِ؟ فَقَالَ: ((لَعَنَ الله الْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ)) (¬1). ¬
5862 - عَائِشَةُ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ زَوَّجَتِ ابْنَتَهَا فَتَمَعَّطَ شَعَرُ رَأْسِهَا، فَجَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ وقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَهَا أَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ فِي شَعَرِهَا، فَقَالَ: ((لا إِنَّهُ قَدْ لُعِنَ الْمُوصِلاتُ)). هما للشيخين والنسائي (¬1). ¬
5863 - مُعَاوِيَةُ: قال عَلَى الْمِنْبَرِ عام حج وتناول قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ كَانَتْ فِي يَدَيْ حَرَسِيٍّ فَقَالَ، يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِا وَيَقُولُ؟ ((إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَهَا نِسَاؤُهُمْ)) (¬1). ¬
5864 - وفي رواية: قَالَ مَا كُنْتُ أُرَى أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُهُ إِلاَّ الْيَهُودَ، إِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بَلَغَهُ فَسَمَّاهُ الزُّورَ (¬1). ¬
5865 - وفي أخرى: قَالَ قَتَادَةُ في تفسير الزور: يَعْنِي مَا يُكَثِّرُ بِهِ النِّسَاءُ أَشْعَارَهُنَّ مِنَ الْخِرَقِ. للستة (¬1). ¬
5866 - ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ بِهِ، -[420]- فَسَدَلَ - صلى الله عليه وسلم - نَاصِيَتَهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ. للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5867 - عَمْرُو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((لا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ فإنه مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشِيبُ شَيْبَةً فِي الإسْلامِ إِلاَّ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) (¬1). ¬
5868 - وفى رواية: ((كتب الله له حسنة وحط عنه بها خطيئة)). لأصحاب السنن بلفظ أبي داود (¬1). ¬
5869 - عَمْرُو بْنِ عَبَسَةَ رفعه: ((مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ الله كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). للترمذي (¬1). ¬
5870 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((انْهَكُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى)) (¬1). ¬
5871 - وفي رواية: ((خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ، وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ)) وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا حَجَّ وِاعْتَمَرَ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ فَمَا فَضَلَ أَخَذَهُ. للستة (¬1). ¬
5872 - ولرزين: أن ابن عمركان يحفي شاربه حتى ينظر إلى الجلد ويأخذ هذين، (يعني ما بين الشارب واللحية).
5873 - جَابِرٌ: ما كُنَّا نُعْفِي السِّبَالَ إِلاَّ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ. لأبي داود (¬1). ¬
5874 - ابن عمرو بن العاص: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَتِهِ مِنْ عَرْضِهَا وَطُولِهَا. للترمذي (¬1). ¬
5875 - عامر بن عبد الله بن الزبير: أن عمرَ كان إذا غضبَ فَتلَ شاربه ونفخ. للكبير بانقطاع (¬1). ¬
5876 - جابرٌ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن جز السبال. للأوسط بضعف (¬1). ¬
5877 - ابنُ عمرو بن العاص: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الجمة للحرة والعقصة للأمة. للكبير والصغير (¬1). ¬
الخضاب للشعر واليدين والخلوق
الخضاب للشعر واليدين والخلوق
5878 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5879 - وفي رواية: ((غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ)) (¬1). ¬
5880 - ابْنُ عَبَّاسٍ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ وقَدْ خَضَّبَ بِالْحِنَّاءِ فَقَالَ: ((مَا أَحْسَنَ هَذَا)) فَمَرَّ آخَرُ قَدْ خَضَّبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ فَقَالَ: ((هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا)) قَالَ: فَمَرَّ آخَرُ قَدْ خَضَّبَ بِالصُّفْرَةِ فَقَالَ: ((هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
5881 - أبو ذَرٍّ رفعه: ((إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
5882 - ابْنُ عُمَرَ: كَانَ يصفر لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ حَتَّى تَمْتَلِئَ ثِيَابُهُ مِنَ الصُّفْرَةِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ؟ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَصْبُغُ بِهَا، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا، وكَانَ يَصْبُغُ ثِيَابَهُ كُلَّهَا حَتَّى عِمَامَتَهُ (¬1). ¬
5883 - وفي روايةٍ: أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّة، َ وَيُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالْوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يفعله. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5884 - أَنَسُ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَعُدَّ شَمَطَاتٍ كُنَّ فِي رَأْسِهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلْتُ، لَمْ يَخْتَضِبْ وَقَدِ اخْتَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ وَاخْتَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ بَحْتًا. للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5885 - أبو رِمْثَةَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا هُوَ ذُو وَفْرَةٍ وفيها رَدْعُ من حِنَّاءٍ، وَعَلَيْهِ رداءان أَخْضَرَانِ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: أَرِنِي هَذَا الَّذِي بِظَهْرِكَ، فَإِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ، قَالَ الله الطَّبِيبُ، بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ رَفِيقٌ، طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا. لأبي داود (¬1). ¬
5886 - وللنسائي: أَتَيْتُ أَنَا وَأَبِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ قَدْ لَطَخَ لِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ (¬1). ¬
5887 - عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِالله بْنِ مَوْهَبٍ: أَرْسَلَنِي أَهْلِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ، وَكَانَ إِذَا أَصَابَ الإنْسَانَ عَيْنٌ أَوْ شَيْءٌ بَعَثَ إِلَيْهَا مِخْضَبَهُ، فأخرجت من شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت تمسكه في جلجل من فضة، فخضخضته له فشرب منه، فَاطَّلَعْتُ فِي الْجُلْجُلِ فَرَأَيْتُ شَعَرَاتٍ حُمْراً. للبخاري (¬1). ¬
5888 - أبو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ كَانَ جَلِيسًا لَهُمْ وَكَانَ أَبْيَضَ الرَّأسِ واللِّحْيَةِ، فَغَدَا عَلَيْهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ حَمَّرَهُا، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: هَذَا أَحْسَنُ، فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْسَلَتْ إِلَيَّ الْبَارِحَةَ جَارِيَتَهَا نُخَيْلَةَ بحناء، فَأَقْسَمَتْ عَلَيَّ لأَصْبُغَنَّ وَأَخْبَرَتْنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَصْبُغُ. لمالك (¬1). ¬
5889 - وعنه بلغنى: أن عمر وعلياً وأبياً لم يكونوا يغيرون الشيب، ولو كانت عائشة علمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صبغ لذكرته حين ذكرت أبا بكر. لابن الأسود، لرزين.
5890 - جَابِرٌ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ الفتح ولحيَتُهُ وَرَأْسُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ)). لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5891 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((قَوْمٌ يَخْضِبُونَ بالسواد آخِرَ الزَّمَانِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ لا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ)). لأبي داود والنسائي بلفظه (¬1). ¬
5892 - عَائِشَةُ: سئلت عَنْ خِضَابِ الْحِنَّاءِ، فَقَالَتْ: لا بَأْسَ بِهِ ولكني أَكْرَهُهُ، فإن حبي رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَكْرَهُ رِيحَهُ (¬1). ¬
5893 - وعنها أَوْمأت امْرَأَةٌ مِنْ وَرَاءِ سِتْرٍ، بِيَدِهَا كِتَابٌ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَبَضَ يَدَهُ وقال: ((مَا أَدْرِي أَيَدُ رَجُلٍ أَمْ يَدُ امْرَأَةٍ)) قَالَتْ: بَلِ امْرَأَةٌ. قَالَ: ((لَوْ كُنْتِ امْرَأَةً لَغَيَّرْتِ أَظْفَارَكِ)) يَعْنِي بِالْحِنَّاءِ. هما لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5894 - وعَنْهَا أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ الله بَايِعْنِي قَالَ: ((لا أُبَايِعُكِ حَتَّى تُغَيِّرِي كَفَّيْكِ كَأَنَّهُمَا كَفَّا سَبُعٍ)). لأبي داود (¬1). ¬
5895 - وعنها رفعته: ((إني لأبغض المرأة أن أراها سلتاء مرهاء)). لرزين.
5896 - وعنها وسَأَلَتْ أتختضب المرأة وهي حائض؟ فَقَالَتْ: قَدْ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَخْتَضِبُ فَلَمْ يَكُنْ يَنْهَانَا عَنْهُ. للقزويني (¬1). ¬
5897 - أبو هُرَيْرَةَ: أتى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِمُخَنَّثٍ قَدْ خَضَّبَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ بِالْحِنَّاءِ فَقَالَ: ((مَا بَالُ هَذَا؟)) قالوا: يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ، فَأَمَرَ بِهِ فَنُفِيَ إِلَى النَّقِيعِ، -[424]- فَقيل: يَا رَسُولَ الله: أَلا نَقْتُلُهُ قَالَ: ((إِنِّي نُهِيتُ عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ)). لأبي داود (¬1). ¬
5898 - مالكٌ: بلغني أن ناساً من أهل العلم كرهوا خضاب اليدين والرجلين للرجال، لهذا الحديث المذكور عن أبى هريرة، ولم يبلغنى فيه إلا أنه مستحب للنساء. لرزين.
5899 - أنسٌ، رفعه: ((اختضبوا بالحناء فانه طيب الريح يسكن الدوخة)). للموصلي بجهالة (¬1). ¬
5900 - وعنه: نَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ. للستة إلا مالكًا. قال الترمذي: معنى كراهية التزعفر للرجل أن يتطيب به (¬1). ¬
5901 - وعنه أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ، وَكَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَلَّمَا يُوَاجِهُ رَجُلاً فِي وَجْهِهِ بِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ: ((لَوْ أَمَرْتُمْ هَذَا أَنْ يَغْسِلَ هَذَا عَنْهُ)) (¬1). ¬
5902 - الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ: لَمَّا فَتَحَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ جَعَلَ أَهْلُ مَكَّةَ يَأْتُونَهُ بِصِبْيَانِهِمْ فَيَدْعُو لَهُمْ بِالْبَرَكَةِ وَيَمْسَحُ رُءُوسَهُمْ، فَجِيءَ بِي إِلَيْهِ وَأَنَا مُخَلَّقٌ، فَلَمْ يَمَسَّنِي مِنْ أَجْلِ الْخَلُوقِ. هما لأبي داود (¬1). ¬
5903 - يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ: أَبْصَرَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - وَبِي رَدْعٌ مِنْ خَلُوقٍ، فقَالَ: ((يَا يَعْلَى لَكَ امْرَأَةٌ)) قُلْتُ: لا، قَالَ: ((اغْسِلْهُ ثُمَّ لا تَعُدْ ثُمَّ اغْسِلْهُ ثُمَّ لا تَعُدْ ثُمَّ اغْسِلْهُ ثُمَّ لا تَعُدْ)) فَغَسَلْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَعُدْ، ثُمَّ غَسَلْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَعُدْ، ثُمَّ غَسَلْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَعُدْ. للترمذي والنسائي بلفظه (¬1). ¬
5904 - عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: قَدِمْتُ عَلَى أَهْلِي من سفر وَقَدْ تَشَقَّقَتْ يَدَايَ فَخَلَّقُونِي بِزَعْفَرَانٍ، فَغَدَوْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ ولم يرحب بي، وَقَالَ: ((اذْهَبْ فَاغْسِلْ هَذَا -[425]- عَنْكَ)) (¬1). ¬
5905 - أبو مُوسَى رفعه: ((لا يَقْبَلُ الله صَلاةَ الرَجُل وفِي جَسَدِهِ شَيْءٌ مِنْ خَلُوقٍ)). هما لأبي داود (¬1). ¬
5906 - أمُّ ليلى: بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان فيما أخذ علينا أن نختضب الغمس، ونمتشط بالغسل، ولا نقحل أيدينا من خضاب. وقالت: أمرنا إذا كانت إحدانا تقدر أن تتخذ فى يديها مسكتين من فضة، فإن لم تقدر فصدت يديها ولو بسير، ولا تتشبهن بالرجال. للكبير والأوسط بخفى (¬1). ¬
الختان وقص الأظفار ونتف الإبط والاستحداد والوشم وغير ذلك
الختان وقص الأظفار ونتف الإبط والاستحداد والوشم وغير ذلك
5907 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْفِطْرَةُ خَمْسٌ: الخْتِتَانُ وَالإسْتِحْدَادُ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ وَنَتْفُ الإبِطِ. للستة (¬1). ¬
5908 - أَنَسٌ: وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمِ الأَظْفَارِ وَنَتْفِ الإبِطِ وَحَلْقِ الْعَانَةِ أَنْ لا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
5909 - وفي رواية: أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا (¬1). ¬
5910 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بِالْقَدُّومِ، وقال بعضهم مخففا، أبو الزِّنَادِ القدوم مشددة مَوْضِعٌ (¬1). ¬
5911 - وفي رواية: اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً. للشيخين (¬1). ¬
5912 - ابنُ الْمُسَيَّبِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ أَوَّلَ النَّاسِ ضَيَّفَ الضَّيْفَ، وَأَوَّلَ النَّاسِ اخْتَتَنَ وَأَوَّلَ النَّاسِ قَصَّ شاربه وَأَوَّلَ النَّاسِ رَأَى الشَّيْبَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ مَا هَذَا؟ قَالَ تَعَالَى: وَقَارٌ يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: رَبِّ زِدْنِي وَقَارًا. لمالك (¬1). ¬
5913 - زاد رزين: واختتن وهو ابن مائة سنة وعشرين، ثم عاش بعد ثمانين.
5914 - ابْنُ عَبَّاسٍ سئل مَنْ أَنْتَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ يَوْمَئِذٍ: مَخْتُونٌ وَكَانُوا لا يَخْتِنُونَ الرَّجُلَ حَتَّى يُدْرِكَ. للبخاري (¬1). ¬
5915 - أُمُّ عَطِيَّةَ أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَخْتِنُ النساء في المدينة فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تُنْهِكِي، فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْظَى لِلْمَرْأَةِ وَأَحَبُّ للْبَعْلِ)). لأبي داود وضعفه (¬1). ¬
5916 - ولرزين: ((اشمي ولاتنهكي، فإنه أنور للوجه وأحظى عند الرجل)) (¬1). ¬
5917 - ميل بنت مشرح، قالت: رأيت أبي يقلم أظفاره ويدفنهم، وقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك. للبزار والكبير والأوسط بضعف (¬1). ¬
5918 - ابنُ مسعود: لَعَنَ الله الْوَاشِمَاتِ وَالمستوشمات وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ الله، فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت: ما حديث بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قلت: كذا وكذا فَقَالَ: وَمَا لِي لا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ فِي كِتَابِ الله، فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ لوحي المصحف فَمَا وجدته قال: إن كُنْتِ قَرَأْتِيهِ فقد وَجَدْتِيهِ قال تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} قَالَتْ: إِنِّي -[427]- أَرَى شيئًا من هذا على امرأتك الآن، قَالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَلَمْ تَرَ شَيْئًا، فجاءت فقالت: ما رأيت شيئًا. قال: أما لو كان ذلك لم نجامعها. وفي رواية أنه رفع الحديث. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5919 - ولهم أيضًا عن ابن عمر نحوه، وفيه: قَالَ: نَافِعٌ الْوَشْمُ فِي اللِّثَةِ (¬1). ¬
5920 - ولأبي داود عن ابْنِ عَبَّاسٍ: لُعِنَتِ الْوَاصِلَةُ وَالْمُسْتَوْصِلَةُ وَالنَّامِصَةُ وَالْمُتَنَمِّصَةُ وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُسْتَوْشِمَةُ مِنْ غَيْرِ دَاءٍ (¬1). ¬
5921 - قيسُ بنُ أبي حازم: دخلنا على أبي بكر فى مرضه فرأيت عنده امرأة بيضاء موسومة اليدين تذب عنه وهي أسماء بنت عميس. للكبير (¬1). ¬
5922 - عائشةُ: كان لا يفارق مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواكه ومشطه، وكان ينظر فى المرآة إذا سرح لحيته. للأوسط بضعف (¬1). ¬
5923 - أمُّ الدرداء، قالت لعائشة: ما كنت إذا سافرت مع النبى - صلى الله عليه وسلم - أو حججت أو غزوت معه، ما كنت تزودينه؟ قالت: كنت أزوده قارورة دهن ومشط ومرآة ومقصا ومكحلة وسواكا. للأوسط بضعف (¬1). ¬
5924 - أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أطلى بَدَأَ بِعَوْرَتِهِ فَطَلاهَا بِالنُّورَةِ وَسَائِرَ جَسَدِهِ أَهْلُهُ. للقزويني (¬1). ¬
الصور والنقوش والستور
الصور والنقوش والستور
5925 - عَائِشَةُ: أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ، فَعَرَفَتْ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ فقلت: يَا رَسُولَ الله أَتُوبُ إِلَى الله وَإِلَى رَسُولِهِ مَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فقَالَ: ((مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟)) قَلَتِ: اشْتَرَيْتُهَا لك لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا قال: ((إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فيقال لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ -وَقَالَ- إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لا تَدْخُلُهُ الْمَلائِكَةُ)) (¬1). ¬
5926 - وفي روايةٍ: حَشَوْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وِسَادَةً فِيهَا تَمَاثِيلُ كَأَنَّهَا نُمْرُقَةٌ، فَجَاءَ فَقَامَ بَيْنَ الْبَابَيْنِ وَجَعَلَ يَتَغَيَّرُ وَجْهُهُ فَقُلْتُ: مَا لَنَا يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((مَا بَالُ هَذِهِ الْوِسَادَةِ؟)) قََلتْ: وِسَادَةٌ جَعَلْتُهَا لَكَ لِتَضْطَجِعَ عَلَيْهَا. قَالَ: ((أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ)) (¬1). ¬
5927 - في رواية: فَأَخَذْتُهُ فَجَعَلْتُهُ مِرْفَقَتَيْنِ فَكَانَ يَرْتَفِقُ بِهِمَا فِي الْبَيْتِ (¬1). ¬
5928 - وفي أخرى: قَدِمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ سَتَّرْتُ بِقِرَامٍ عَلَى سَهْوَةٍ لِي فِيهِ تَصَاوِيرُ فَنَزَعَهُ وَقَالَ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ خَلْقَ الله) (¬1). ¬
5929 - وفي أخرى: قَدِمَ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ سَتَّرْتُ عَلَى بَابِي دُرْنُوكًا فِيهِ الْخَيْلُ ذَوَاتُ الأَجْنِحَةِ فَأَمَرَنِي فَنَزَعْتُهُ (¬1). ¬
5930 - وفي أخرى: أنها سترت على بابها بنمط، فَلَمَّا قَدِمَ رَأَى النَّمَطَ فعَرَفْتُ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ فَجَذَبَهُ حَتَّى هَتَكَهُ أَوْ قَطَعَهُ وَقَالَ: ((إِنَّ الله لَمْ يَأْمُرْنَا أَنْ نَكْسُوَ الْحِجَارَةَ وَالطِّينَ)). قَالَتْ: فَقَطَعْنَا مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ وَحَشَوْتُهُمَا لِيفًا فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ (¬1). ¬
5931 - وفي أخرى: قَالَ: ((انْزَعِيهِ فَإِنَّهُ يُذَكِّرُنِي الدُّنْيَا)). للستة (¬1). ¬
5932 - ابْنُ عَبَّاسٍ قال له رَجُلٌ: إني أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا، فَقَالَ لَهُ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا ثُمَّ قَالَ: ادْنُ مِنِّي فَدَنَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وقَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سَمِعْتُه يَقُولُ: ((كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا تُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ)). وقَالَ: ((إِنْ كُنْتَ لا بُدَّ فَاعِلاً فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَمَا لا نَفْسَ لَهُ)) (¬1). ¬
5933 - وفي رواية: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ((مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فَإِنَّ الله يعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا)) فَرَبَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً وَاصْفَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ: ((وَيْحَكَ إِنْ أَبَيْتَ إِلاَّ أَنْ تضع فَعَلَيْكَ بِهَذَا الشَّجَرِ كُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
5934 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((قَالَ الله تعالى وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ ليخلقوا شَعِيرَةً)) (¬1). ¬
5935 - (عَائِشَةُ لَمَّا اشْتَكَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَر بَعْضُ نِسَائِهِ كَنِيسَةً يُقَالُ لَهَا: مَارِيَةُ، وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ أَتَتَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ فَذَكَرَتَا مِنْ حُسْنِهَا وَتَصَاوِيرَ فِيهَا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: ((أُولَئِكِ -[430]- إِذَا مَاتَ فيهم الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّورَةَ أُولَئِكِ شِرَارُ خَلْقِ الله)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
5936 - زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رفعه: ((لا تَدْخُلُ الملائكة بَيْتًا فِيهِ صُّورَةُ)). قَالَ: بشر بن سعيد: ثُمَّ اشْتَكَى زَيْدٌ بن خالد فَعُدْنَاهُ فَإِذَا عَلَى بَابِهِ سِتْرٌ فِيهِ صُورَةٌ، فَقُلْتُ لعبد الله الخولاني: لَمْ يُخْبِرْنَا زَيْدٌ عَنِ الصُّوَرِ يَوْمَ الأَوَّلِ فَقَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْهُ حِينَ قَالَ: إِلاَّ رَقْمًا فِي ثَوْبٍ. للستة إلا مالكًا (¬1) ¬
5937 - أَبُو طَلْحَةَ دعا إِنْسَانًا يَنْزِعُ نَمَطًا تَحْتَهُ سرير وهو مريض، فَقَالَ لَهُ سَهْلٌ: لِمَ تَنْزِعُهُ؟ قَالَ: لأَنَّ فِيهِ تَصَاوِيرَ، وَقَالَ فِيهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَا عَلِمْتَ، قَالَ سَهْلٌ أَوَلَمْ يَقُلْ: ((إِلاَّ مَا كَانَ رَقْمًا فِي ثَوْبٍ)) فَقَالَ بَلَى وَلَكِنَّهُ أَطْيَبُ لِنَفْسِي. لمالك والترمذي والنسائي (¬1) ¬
5938 - ابنُ عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى بيت فاطمة فوجد على بابها سترًا موشيًا فلم يدخل، فجاء علي فرآها مهتمة فأخبرته، فأتاه علي فذكر له ذبلك وقال: قد اشتد عليها فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مالنا وللدنيا وما أنا والرقم؟)) فذهب إلى فاطمة فأخرها، فردته إليه تقول: فما تأمرها به فيه؟ قال: ((ترسلني به إلى أهل حاجة)). للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
5939 - سَفِينَةُ: أَنَّ رَجُلاً ضَافَ عَلِيًا فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَتْ له فَاطِمَةُ: لَوْ دَعَوْنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَكَلَ مَعَنَا فَدَعُوهُ فَجَاءَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عِضَادَتَيِ الْبَابِ، فَرَأَى الْقِرَامَ قَدْ ضُرِبَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَرَجَعَ فَقَالَتْ: لِعَلِيٍّ الْحَقْهُ فَانْظُرْ مَا رَجَعَهُ؟ فتبعه فقال: يَا رَسُولَ الله مَا رَدَّكَ؟ فَقَالَ: ((إِنَّهُ لَيْسَ لِي أَوْ لِنَبِيٍّ -[431]- أَنْ يَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا)). لأبي داود (¬1). ¬
5940 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ -وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ وعلى الباب تماثيل- الرجال فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ فَيُقْطَعْ فَيُصَيَّرْ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ وَمُرْ بالقرام وَيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتان يُوطَآَنِ وَبِالْكَلْبِ فَليُخْرَجْ)) وَكَانَ الْكَلْبُ جَرْوًا لِلْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ يلعب به كان تَحْتَ نَضَدٍ لَهُ فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ. لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
5941 - ابنُ عمر: دعي أبا أيوب فرأى فى البيت ستراً على الجدار، فقال ابن عمر: غلبنا عليه النساء، قال أبو أيوب: من كنت أخشى عليه فلم أكن أخشى عليك، والله لا أطعم لك طعاما فرجع. لرزين (¬1). ¬
5942 - أبو هريرة، رفعه: ((فى التماثيل رخص فيما كان يوطأ، وكره ما كان منصوباً)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
5943 - ابنُ عمر: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بصنم من نحاس فضرب ظهره بظهر كفه ثم قال: ((خاب وخسر من عبدك من دون الله))، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريل ومعه ملك، فتنحى الملك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما شأنه تنحى؟ فقال إنه وجد منك ريح نحاس، وإنا لا نستطيع ريح النحاس)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
كتاب الخلافة والإمارة وما يتعلق بذلك
كتاب الخلافة والإمارة وما يتعلق بذلك
5944 - (¬1) أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ، النَّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإسْلامِ إِذَا فَقِهُوا، تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ أَشَدَّ النَّاسِ كَرَاهِيَةً لِهَذَا الشَّأْنِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ)) (¬2). ¬
5945 - ابْن عُمَرَ رفعه: ((لا يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ)). هما للشيخين (¬1). ¬
5946 - معاوية: وقد بلغه أن (ابن) (¬1) عمرو بن العاص يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَغَضِبَ فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى الله ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالاً مِنْكُمْ يتحدثون أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ الله وَلا تُؤثَرُ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَالأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلاَّ كَبَّهُ الله عَلَى وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ)). للبخاري (¬2). ¬
5947 - عَمْرُو بْنِ الْعَاصِ: قَالَ رَجُلٌ عنده: لَتَنْتَهِيَنَّ قُرَيْشٌ أَوْ لَيَجْعَلَنَّ الله هَذَا الأَمْرَ فِي جُمْهُورٍ مِنَ الْعَرَبِ غَيْرِهِمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: كَذَبْتَ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((قُرَيْشٌ وُلاةُ النَّاسِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)). للترمذي (¬1). ¬
5948 - جُبَيْر بْنِ مُطْعِمٍ رفعه: ((إِنَّ لِلْقُرَشِيِّ مِثْلَيْ قُوَّةِ رَّجُلٍ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ)) قال الزهري: عَنَى بِذَلِكَ نُبْلَ الرَّأْيِ. لأحمد (¬1). ¬
5949 - سَفِينَة رفعه: ((خِلافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلاثُونَ سَنَةً ثُمَّ يُؤْتِي الله الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ)) قَالَ سَعِيدٌ: قَالَ لِي سَفِينَةُ: أَمْسَكَ أبو بكر سَنَتَيْنِ وَعُمَرُ عَشْرًا وَعُثْمَانُ اثْنَى عَشْرَ وَعَلِيٌّ كَذَا قُلْتُ لِسَفِينَةَ: إِنَّ هَؤُلاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا لَمْ يَكُنْ بِخَلِيفَةٍ قَالَ: كَذَبَتْ أَسْتَاهُ (بَنِي) (¬1) الزَّرْقَاءِ يَعْنِي بَنِي مَرْوَانَ. لأبي داود. وللترمذي: قال سعيد: قلت له: إن بنى أمية يزعمون أن الخلافة فيهم، قال: كذبوا بنو الزرقاء، بل هم ملوك من شر الملوك (¬2). ¬
5950 - جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ رفعه: ((لا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا حَين يَكُونُ عَلَيْكُمُ اثنا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ تَجْتَمِعُ عَلَيْهِ الأُمَّةُ)) فَسَمِعْتُ كَلامًا مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ أَفْهَمْهُ فقُلْتُ لأَبِي: مَا يَقُولُ؟ قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ (¬1). ¬
5951 - في رواية: فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ أَتَتْهُ قُرَيْشٌ فَقَالُوا: ثُمَّ يَكُونُ مَاذَا؟ قَالَ ثُمَّ يَكُونُ الْهَرْجُ. للشيخين والترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
5952 - أَبو سَعِيدٍ رفعه: ((إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا)) (¬1). ¬
5953 - عَرْفَجَةُ بن شريح رفعه: ((مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ)). هما لمسلم (¬1). ¬
5954 - وله ولأبي داود والنسائي: ((سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ)) (¬1). ¬
5955 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا -[434]- هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ بعدي خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ)) قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: ((أوفوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ ثم أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ واسألوا الله الذي لكم، فَإِنَّ الله سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ)). للشيخين (¬1). ¬
5956 - أَنَس: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى الْمَدِينَةِ مَرَّتَيْنِ. لأبي داود (¬1). ¬
5957 - أبو بَكْرَةَ: عَصَمَنِي الله بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا هَلَكَ كِسْرَى قَالَ: ((مَنِ اسْتَخْلَفُوا؟)) قَالُوا: ابْنَتَهُ. فَقَالَ: ((لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً)) فَلَمَّا قَدِمَتْ عَائِشَةُ يَعْنِي: الْبَصْرَةَ ذَكَرْتُ قَوْلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَعَصَمَنِي الله به. للترمذي والنسائي (¬1). ¬
5958 - وللبخاري: لَقَدْ نَفَعَنِي الله بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَيَّامَ الْجمَلِ بَعْدَ مَا كِدْتُ (أَلْحَقَ) (¬1) بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ. بنحوه (¬2). ¬
5959 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ خِيَارَكُمْ وَأَغْنِيَاؤُكُمْ سُمَحَاءَكُمْ، وَأُمُورُكُمْ شُورَى بَيْنَكُمْ فَظَهْرُ الأَرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ بَطْنِهَا، وَإِذَا كَانَت أُمَرَاؤُكُمْ شِرَارَكُمْ وَأَغْنِيَاؤُكُمْ بُخَلاءَكُمْ وَأُمُورُكُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ فَبَطْنُ الأَرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ظَهْرِهَا)). للترمذي (¬1). ¬
5960 - ابْن عُمَرَ رفعه: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فالإمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهو مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)). فسمعت هؤلاء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحسب النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ راع وهو مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكلكم مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5961 - أبو مَرْيَمَ الأَزْدِيِّ دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ مَا: أَنْعَمَنَا بِكَ أَبَا فُلانٍ. وَهِيَ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ. فَقُلْتُ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ أُخْبِرُكَ بِهِ، سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ وَلاَّهُ الله شَيْئًا مِنْ أمور الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وخلتهم وَفَقْرِهِمُ احْتَجَبَ الله دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَقْرِهِ يوم القيامة)) قَالَ: فَجَعَلَ معاوية رَجُلاً عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
5962 - ابْن عَمْرو بن العاص رفعه: ((إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ الله عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا)). لمسلم والنسائي (¬1). ¬
5963 - مَعْقِلُ بْن يَسَار: ٍ عَادَه عُبَيْدُ الله بْنُ زِيَادٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فقَالَ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ الله رَعيته يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)). للشيخين (¬1). ¬
5964 - عَائِذ بْن عَمْرو: دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ الله بْنِ زِيَادٍ فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ)) فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَةٌ؟ إِنَّمَا النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ وَفِي غَيْرِهِمْ. لمسلم (¬1). ¬
5965 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَأَبْغَضُ النَّاسِ وَأَبْعَدهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا إِمَامٌ جَائِرٌ)). للترمذي (¬1). ¬
5966 - الْمِقْدَامُ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ضَرَبَ عَلَى منكبيه، ثُمَّ قَالَ: ((أَفْلَحْتَ يَا قُدَيْمُ إِنْ مُتَّ وَلَمْ تَكُنْ أَمِيرًا وَلاكَاتِبًا وَلا عَرِيفًا)). لأبي داود (¬1). ¬
5967 - أبو ذَر قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَلا تَسْتَعْمِلُنِي فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى منْكبي، ثُمَّ قَالَ: ((يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةُ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا)). لمسلم (¬1). ¬
5968 - غَالِب الْقَطَّانِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أن قومًا كَانُوا عَلَى مَنْهَلٍ فَلَمَّا بَلَغَهُمُ الإسْلامُ جَعَلَ صَاحِبُ الْمَاءِ لِقَوْمِهِ مِائَةً مِنَ الإبِلِ عَلَى أَنْ يُسْلِمُوا فَأَسْلَمُوا وَقَسَمَ الإبِلَ بَيْنَهُمْ وَبَدَا لَهُ أَنْ يَرْتَجِعَهَا مِنْهُمْ، أَفَهُوَ أَحَقُّ بِهَا أَمْ هُمْ؟ فَإِنْ قَالَ لَكَ: لا أو نَعَمْ، فَقُلْ لَهُ إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ وَهُوَ عَرِيفُ الْمَاءِ، وَإِنَّهُ يَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِيَ الْعِرَافَةَ بَعْدَهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ له ذلك فقال: إِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُسْلِمَهَا لَهُمْ فَلْيُسْلِمْهَا، وَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَرْتَجِعَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنْهُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَلَهُمْ إِسْلامُهُمْ، وَإِنْ لَمْ يُسْلِمُوا قُوتِلُوا عَلَى الإسْلامِ وقال: إِنَّ الْعِرَافَةَ حَقٌّ وَلا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنَ عرافة وَلَكِنَّ الْعُرَفَاءَ فِي النَّارِ. لأبي داود (¬1). ¬
5969 - عبد الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رفعه: ((يَا عَبْدَالرَّحْمَنِ لا تَسْأَلِ الإمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا وَإِنْ أعطيتها مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
5970 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإمَارَةِ وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فنعمت الْمُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الْفَاطِمَةُ)). للبخاري والنسائي (¬1). ¬
5971 - أبو مُوسَى: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَرَجُلانِ مِنْ بَنِي عَمِّي فَقَالَ أحدهما: يَا رَسُولَ الله أَمِّرْنَا عَلَى بَعْضِ مَا وَلاَّكَ الله، وَقَالَ الآخَرُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ: ((إِنَّا وَالله لا نُوَلِّي هَذَا الْعَمَلِ أَحَدًا سَأَلَهُ، أو أَحَدًا حَرَصَ عَلَيْهِ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5972 - ابْن عَبَّاسٍ قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ المدينة فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر بعده أتبعه، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنُ شَمَّاسٍ وَفِي يَدِه - صلى الله عليه وسلم - قِطْعَةُ جَرِيدٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ: ((لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ الله فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ ليَعْقِرَنَّكَ الله، وَإِنِّي لأَرَاكَ الَّذِي أريتُ فِيكَ مَا رَأَيْتُ)). فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ)). الحديث الآتى فى التعبير (¬1). ¬
5973 - وفي رواية: قال له - صلى الله عليه وسلم -: ((وَهَذَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ وَسَيُجِيبُكَ عَنِّي)). فَانْصَرَفَ - صلى الله عليه وسلم -. للشيخين (¬1). ¬
5974 - عَائِشَة رفعته: ((إِذَا أَرَادَ الله بِالأَمِيرِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ، وَإِذَا أَرَادَ الله بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ، إِنْ نَسِيَ لَمْ يُذَكِّرْهُ، وَإِنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
5975 - أبو هريرة وأبو سعيد رفعاه: ((ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم من عصمه الله)). للبخاري وللنسائي عن أبي هريرة (¬1). ¬
5976 - (كَعْب بْنُ عُجْرَةَ، رفعه: ((اسْمَعُوا، إنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ، -[438]- فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ دخل عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ فَهُوَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ)). للترمذي والنسائي (1). () الترمذي (2259)، وقال: صحيح غريب، والنسائي 7/ 160. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1843). 5968. ابْن عَبَّاسٍ: السِّجِلُّ كَاتِبٌ كَانَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود (¬1). ¬
5978 - نَافِع: لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ حَشَمَهُ وَوَلَدَهُ وقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ الله وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي لا أَعْلَمُ غَدْرًا أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَايَعَ رَجُلٌ عَلَى بَيْعِ الله وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُنْصَبُ لَهُ الْقِتَالُ، وَإِنِّي لا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْكُمْ خَلَعَهُ وَلا بَايَعَ فِي هَذَا الأَمْرِ إِلاَّ كَانَتِ الفصل بَيْنِي وَبَيْنَهُ)). للشيخين (¬1). ¬
5979 - وعنه: لما خلعوا يزيد واجتمعوا على ابن مطيع أتاه ابن عمر، فقال ابن مطيع: اطْرَحُوا لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: لَمْ آتِكَ لأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ؛ لأَحَدِّثَكَ حَدِيثًا سمعته من النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ولا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)). لمسلم (¬1). ¬
5980 - جَرِير: كُنْتُ بِالْيَمَنِ فَلَقِيتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، ذَا كَلاعٍ وَذَا عَمْرٍو، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُمْ عَنْ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ ذُو عَمْرٍو: لَئِنْ كَانَ الَّذِي يُذْكُرُ مِنْ أَمْرِ صَاحِبِكَ، لَقَدْ مَرَّ عَلَى أَجَلِهِ مُنْذُ ثَلاثٍ، فأقبلت وَأَقْبَلا مَعِي حَتَّى إِذَا كُنَّا ببَعْضِ الطَّرِيقِ رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ، فسألتهم فَقَالُوا قُبِضَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَالنَّاسُ صَالِحُونَ، فَقَالا أَخْبِرْ صَاحِبَكَ أَنَّا قَدْ جِئْنَا وَلَعَلَّنَا سَنَعُودُ إِنْ شَاءَ الله، وَرَجَعَا إِلَى الْيَمَنِ فَأَخْبَرْتُ أَبَا بَكْرٍ بِحَدِيثِهِمْ، قَالَ: أَفَلا جِئْتَ بِهِمْ فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ قَالَ لِي ذُو عَمْرٍو: يَا جَرِيرُ إِنَّ بِكَ عَلَيَّ كَرَامَةً، وَإِنِّي مُخْبِرُكَ خَبَرًا، إِنَّكُمْ -[439]-مَعْشَرَ الْعَرَبِ- لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا كُنْتُمْ إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ تَأَمَّرْتُمْ آخَرَ فَإِذَا كَانَتْ بِالسَّيْفِ كَانُوا مُلُوكًا يَغْضَبُونَ غَضَبَ الْمُلُوكِ وَيَرْضَوْنَ رِضَا الْمُلُوكِ. للبخاري (¬1). ¬
5981 - عَبْد الرَّحْمَنِ بْن شِمَاسَةَ المهري: أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَتْ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ مِصْرَ. قَالت: كَيْفَ كَانَ صَاحِبُكُمْ لَكُمْ فِي غَزَاتِكُمْ هَذِهِ؟ فقلتُ: مَا نَقِمْنَا شَيْئًا، إِنْ كَانَ لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا الْبَعِيرُ فَيُعْطِيهِ الْبَعِيرَ، وَالْعَبْدُ فَيُعْطِيهِ الْعَبْدَ، وَيَحْتَاجُ إِلَى النَّفَقَةِ فَيُعْطِيهِ النَّفَقَةَ، فَقَالَتْ: أَمَا إِنَّهُ لا يَمْنَعُنِي الَّذِي فَعَلَ فِي مُحَمَّدِ أَخِي أَنْ أُخْبِرَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا: ((اللهمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ)). لمسلم (¬1). ¬
5982 - عمر: قال في خطبته إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ عُمَّالِي لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ، وَلا لِيَأْخُذُوا أَمْوَالَكُمْ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَلْيَرْفَعْهُ إِلَيَّ أُقِصُّهُ مِنْهُ، فقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ أَتُقِصُّهُ مِنْهُ قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إلا أُقِصُّهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَقَصَّ مِنْ نَفْسِهِ (¬1). ¬
5983 - جُبَيْر بْن نُفَيْرٍ وغيره رفعوه: ((إِذَا ابْتَغَى الأمير الرِّيبَةَ فِي النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ)). هما لأبي داود (¬1). ¬
5984 - ابن عباسٍ، رفعه: ((أولُ هذا الأمرِ نبوةٌ ورحمة، ثم تكونُ خلافةً ورحمةً، ثم تكونُ ملكا ورحمةً، ثم تكونُ إمارةً ورحمةً، ثم يتكادمون عليها تكادمَ الحميرِ، -[440]- فعليكم بالجهادِ، وإنَّ أفضلَ جهادِكُم الرباطُ، وإن أفضلَ رباطِكم عسقلانُ)). للكبيرِ (¬1). ¬
5985 - أبو هريرةَ، رفعه: ((ما من أميرِ عشرةٍ إلا يؤتى به يومَ القيامةِ مغلولا حتى يفكَّهُ العدل أو يوبقه الجورُ)). للبزار والأوسط (¬1). ¬
5986 - ابن عباس، رفعه: ((ما من رجلٍ ولىَ عشرةً إلا أتى يومَ القيامةِ مغلولةً يدُهُ إلى عنقِهِ حتى يقضى بينه وبينهم)). للكبير والأوسط (¬1). ¬
5987 - معاوية، رفعه: ((لا تقدسُ أمةٌ لا يقضى فيها بالحقِّ ويأخذُ الضعيفُ حقَّه من القوي غير متعتع)). للكبير (¬1). ¬
5988 - زَيْد بْن أَسْلَمَ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: ما حَاجَتُكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: عَطَاءُ الْمُحَرَّرِينَ فَإِنِّي رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَوَّلَ مَا جَاءَهُ شَيْءٌ بَدَأَ بِالْمُحَرَّرِينَ. لأبي داود (¬1). ¬
5989 - أبو الدرداء، رفعه: ((من أبلغَ ذا سلطانٍ حاجةَ من لا يستطيعُ إبلاغه، ثبتَ الله قدميه على الصراطِ يومَ تزولُ الأقدامُ)). للبزار (¬1). ¬
5990 - ابن عباس، رفعه: ((ما من أمتى أحدٌ وليَ من أمرِ الناسِ شيئاً لم يحفظهم بما يحفظُ نفسَهُ وأهلَه إلا لم يجدْ رائحة الجنة)). للأوسط والصغير بضعف (¬1). ¬
5991 - وعنه رفعه: ((من وليَ شيئاً من أمرِ المسلمين لم ينظرِ الله في حاجتِهِ حتى ينظرَ في حوائجهم)). للكبير بلين (¬1). ¬
5992 - عِيَاضُ بْن غَنْمٍ رفعه: ((مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لذي سلطانٍ بِأَمْرٍ -[441]- فَلا يبذله عَلانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ وَإِلاَّ كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ)). لأحمد مطولاً (¬1). ¬
5993 - ابن عمر، رفعه: ((من حضرَ إماماً فليقلْ خيراً أو ليسكتْ)). للأوسط بلين (¬1). ¬
5994 - علي رفعه: ((لا يَحِلُّ لِلْخَلِيفَةِ مِنْ مَالِ الله إِلاَّ قصعتين؛ قَصْعَةٌ يَأْكُلُهَا هُوَوَأَهْلُهُ، وَقَصْعَةٌ يَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ)). لأحمد (¬1). ¬
5995 - أبو بكر قال لما احتُضِر: يا عائشةُ انظري اللقحةَ التى كنا نشربُ من لبنِهَا، والجفنةََ التي كنا نصطنعُ فيها، والقطيفةَ التى كنا نلْبسها، فإنا كنا ننتفعُ بذلك حين كنا نلي أمرَ المسلمينَ، فإذا متُّ فاردديه إلى عمرَ، فلما ماتَ أبو بكرٍ أرسلَتْ بها إلى عمرَ فقالَ: عمرُ: رحمَكَ الله لقدْ أتعبتَ من جاءَ بعدَك. للكبير (¬1). ¬
5996 - ثَعْلَبَةُ بْنُ مَالِكٍ أنَّ عُمَرَ قَسَمَ مُرُوطاً بَيْنَ نِسَاء أهل الْمَدِينَةِ، فَبَقِيَ منها مِرْطٌ جَيِّدٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: أَعْطِ هَذَا ابْنَةَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ فَقَالَ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ به فإنها مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَتْ تَزْفِرُ لَنَا الْقِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ. للبخاري (¬1). ¬
ذكر الخلفاء الراشدين وبيعتهم رضى الله عنهم
ذكر الخلفاء الراشدين وبيعتهم رضى الله عنهم
5997 - ابْن عَبَّاسٍ أَنَّ عليًّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا الحَسَنٍ كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ الله بَارِئًا، فَأَخَذَ بِيَدِهِ العَبَّاسُ، فَقَالَ: أَنْتَ -[442]- وَالله بَعْدَ ثَلاثٍ عَبْدُ الْعَصَا، وَإِنِّي وَالله لأَرَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سيتوفي في وَجَعِهِ هَذَا، إِنِّي لأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِالْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ، فاذْهَبْ بِنَا إليه فَنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ إِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كلمناه فَأَوْصَى بِنَا. فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّا وَالله لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَمنَعْنَاهَا، لا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ وَإِنِّي وَالله لا أَسْأَلُهَا إياه. للبخاري (¬1). ¬
5998 - جُبَيْر بْن مُطْعِمٍ: أن امرأة أتت النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فكلمته في شيء، فَأَمَرَهَا أن تَرْجِعَ قَالَتْ: فإن لم أَجِدْكَ. كَأَنَّهَا تَقُول الْمَوْتَ قَالَ: ((إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
5999 - ابْن عَبَّاسٍ: كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالاً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُالرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَوْ رَأَيْتَ رَجُلاً أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي فُلانٍ يَقُولُ: لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلانًا، فَوَالله مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلاَّ فَلْتَةً، فَغَضِبَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي إِنْ شَاءَ الله لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أمرهم. قَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لا تَفْعَلْ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ، وإنهم الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حتى تَقُومَ فِي النَّاسِ، فأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يطير بها أولئك عَنْكَ كُلّ مُطَيِّرٍ، وَأَنْ لا يَعُوهَا، وَأَنْ لا يَضَعُوهَا مَوضِعِهَا، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِيَ أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ وبضعوها عَلَى مَوَاضِعِهَا. فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَالله إِنْ شَاءَ الله لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي عُقْبِ ذِي الْحَجَّةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ عَجَّلْتُ بالرَّوَاحِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ. زاد رزين: فخرجت في صكة عمي حَتَّى أَجِدَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ جَالِساً إِلَى رُكْنِ الْمِنْبَرِ فَجَلَسْتُ حذوه فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجَ عُمَرُ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ مُقْبِلاً قُلْتُ لِسَعِيدِ: -[443]- لَيَقُولَنَّ العشية على هذا المنبر مَقَالَةً لَمْ يَقُلْهَا مُنْذُ اسْتُخْلِفَ، فَأَنْكَرَ عَلَيَّ وَقَالَ: مَا عسى أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ، فَجَلَسَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَلَمَّا سَكَتَ المؤذن قَامَ فَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ أَنْ أَقُولَهَا لا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لا يَعْقِلَهَا فَلا أُحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ، إِنَّ الله بَعَثَ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ عليه آيَةُ الرَّجْمِ فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا، رَجَمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ وأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: وَالله مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ الله فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا الله، فالرَّجْمُ فِي كِتَابِ الله حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوِ الإعْتِرَافُ، ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ الله: أَنْ لا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، أَلا وإِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لا تُطْرُونِي كَمَا أُطْرِيَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَقُولُوا: عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ قَائِلاً مِنْكُمْ يَقُولُ والله لَوْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلانًا فَلا يَغْتَرَّ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ: إِنَّمَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً وَتَمَّتْ، أَلا وَإِنَّهَا قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّ الله وَقَى شَرَّهَا، وَلَيْسَ فيكم مَنْ تُقْطَعُ إليه الأَعْنَاقُ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَإِنَّهُ كَانَ مِنْ خيرنا حِينَ تُوَفَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الأَنْصَارَ خَالَفُونَا وَاجْتَمَعُوا بِأَسْرِهِمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَخَالَفَ عَنَّا عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَمَنْ مَعَهُمَا، وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ له: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا الأَنْصَارِ فَانْطَلَقْنَا، فلقيَنا مِنْهُمْ رَجُلانِ صَالِحَانِ فَذَكَرَا مَا تَمَالأَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ، فَقَالا: لا عَلَيْكُمْا أَنْ لا تَقْرَبُوهُمُ، اقْضُوا أَمْرَكُمْ. فَقُلْتُ: وَالله لَنَأْتِيَنَّهُمْ فأَتَيْنَاهُمْ فَإِذَا رَجُلٌ مُزَمَّلٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا. قَالُوا: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ. فَقُلْتُ: مَا لَهُ. قَالُوا: يُوعَكُ. فَلَمَّا جَلَسْنَا قَلِيلاً تَشَهَّدَ خَطِيبُهُمْ وأَثْنَى عَلَى الله ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَنَحْنُ أَنْصَارُ الله وَكَتِيبَةُ الإسْلامِ، -[444]- وَأَنْتُمْ يا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ رَهْطٌ منا، وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ فَإِذَا هُمْ أراداو أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا وَأَنْ يَحْضُنُونَا مِنَ الأَمْرِ، فَلَمَّا سَكَتَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ وَكُنْتُ زَوَّرْتُ مَقَالَةً أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أَنْ أُقَدِّمَهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ فكُنْتُ أُدَارِي مِنْهُ بَعْضَ الْحَدِّ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ قَالَ لي أَبُو بَكْرٍ: عَلَى رِسْلِكَ. فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَكَانَ هُوَ أَحْلَمَ مِنِّي وَأَوْقَرَ، وَالله مَا تَرَكَ مِنْ كَلِمَةٍ أَعْجَبَتْنِي فِي تَزْوِيرِي إِلاَّ قَالَ فِي بَدِيهَتِهِ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ مِنْهَا حَتَّى سَكَتَ فَقَالَ: مَا ذَكَرْتُمْ فِيكُمْ مِنْ خَيْرٍ فَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلٌ. وَلَنْ تعرف العرب هَذَا الأَمْرَ إِلاَّ لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ نَسَباً وَدَاراً، وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ فَأَخَذَ بِيَدِي وَيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَلَمْ أَكْرَهْ مِمَّا قَالَ غَيْرَهَا كَانَ وَالله أَنْ أُقَدَّمَ فَيُضْرَبَ عُنُقِي لا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ مِنْ إِثْمٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، اللهمَّ إِلاَّ أَنْ تُسَوِّلَ لَيَّ نَفْسِي عِنْدَ الْمَوْتِ شَيْئًا لا أَجِدُهُ الآنَ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ فَكَثُرَ اللَّغَطُ، وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ حَتَّى فَرِقْتُ مِنَ الاخْتِلافِ. فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فَبَايَعْتُهُ وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ ثُمَّ بايعه الأَنْصَارُ وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدًَا فَقُلْتُ قتله الله وَإِنَّا وَالله مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا مِنْ أمرنا أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ أَنْ يُبَايِعُوا رَجُلاً مِنْهُمْ بَعْدَنَا فَإِمَّا تابعناهم عَلَى مَا لا نَرْضَى وَإِمَّا أن نُخَالِفَهُمْ فَيَكُونَ فَسَادٌ، فَمَنْ بَايَعَ رَجُلاً عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلا يُتَابَعُ هُوَ وَلا الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلا. للبخاري (¬1). ¬
6000 - عَائِشَة: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ: وَالله مَا مَاتَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: وَقَالَ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلاَّ ذَاكَ وَلَيَبْعَثَنَّهُ الله فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَبَّلَهُ وقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ -[445]- طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يذيقنك الله الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ الله أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: أَلا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ الله فَإِنَّه حَيٌّ لا يَمُوتُ. وَقَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} وَقَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ الله شَيْئًا وَسَيَجْزِي الله الشَّاكِرِينَ} فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ، بنحو ما قبله. للنسائي والبخاري (¬1). ¬
6001 - وله عن ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ فَقَالَ: اجْلِسْ. فَأَبَى، فَقَالَ: اجْلِسْ. فَأَبَى، فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاسُ وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ بنحوه، وفيه: وَالله لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ الله أنزل هذه الآية حَتَّى تَلاهَا أَبُو بَكْرٍ فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ فَمَا يُسْمَعُ بَشَرٌ إِلاَّ يَتْلُوهَا (¬1). ¬
6002 - أَنَس: أَنَّهُ سَمِعَ خُطْبَةَ عُمَرَ الآخِرَةَ حِينَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ الْغَدَّ مِنْ يَوْم تُوُفِّيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَتَشَهَّدَ، وَأَبُو بَكْرٍ صَامِتٌ ثمَّ قالَ: أمَّا بعد فإني قلت لكم أمسَ مقالةً وإنها لم تكن كما قلت وإني والله ما وجدتها في كتاب أنزله الله وفي عهد عهده إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكني كنت أرجو أن يعيش حتى يدبرنا، وإن يكن قد مات، فإن الله قد جعل بين أظهركم نورًا تهتدون به، هدى الله محمدًا فاعتصموا به تهتدوا، وإن أبا بكر صاحبه - صلى الله عليه وسلم - وثاني اثنين وإنه أولى الناس بأموركم فقوموا إليه فبايعوه وكانت طائفة منهم قد بايعوه في السقيفةِ وكانت بيعة العامة عند المنبر (¬1). ¬
6003 - (¬1) وفي رواية: أَنَّ عُمَرَ قَالَ: وَالله مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ تَلاهَا أبو بكر يعني {وما محمد إلا رسول .. } عقرت وأنا قائم حتى خررت إلى الأرض وأيقنت أنه قد مات. للبخاري (2). ¬
6004 - ولرزين: أن عمر لم يزل يومئذ بأبي بكر حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة وخطب في اليوم الثالث: أيها الناس، إن الذي رأيتم مني لم يكن حرصاً على ولايتكم، لكنيِّ خفْتُ الفتنةَ والاختلافَ، وقَدْ رددْتُ أمرَكُمْ إليْكُمْ، فولوُّا مَنْ شئْتُمْ، فقالُوا: لا نقيلُكَ.
6005 - عائشةٌ: أنَّ فاطمةَ والعباسَ أتيَا أبا بكرٍ يلتمسَانِ ميراثَهُمَا بنحوِ حديثِهِمَا في الفرائضِ وفيه: فهجرَتْهُ فاطمةُ، فلَمْ تكلمْهُ في ذلِكَ حتَّى ماتَتْ فدفنَهَا عليٌّ ليلاً ولم يؤذِنْ بهاَ أبا بكر، فكان لعليٍّ وجهٌ مِنَ الناسِ حياةَ فاطمةَ، فلمَّا تُوفيت انصرفَتْ وجوهُ الناسِ عَنْ عليٍّ ومكثت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر، فقال الرجل للزهريِّ: فلم يبايعه عليٌّ ستة أشهر. فقال: لا والله ولا أحد من بني هاشم حتى بايعَهُ عليٌّ، فلمَّا رأى عليٌّ انصرافَ وجوه الناسِ عنه ضرعَ إلى مصالحةِ أبي بكرٍ فأرسلَ إلى أبي بكر ائتنا ولا تأتنا معك بأحدٍ وكره أن يأتيه عمرُ لما علم من شدة عمر. فقال عمرُ: لا تأتهم وحدك، قال أبو بكر: والله لآتينهم وحدي ما عسى أن يصنعوا بي، فانطلق أبو بكر فدخل على عليِّ وقد جمع بني هاشم عنده فقام علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فلم يمنعنا أن نبايعك يا أبا بكر إنكارًا لفضليتك ولا نفاسة عليك بخير ساقه الله إليك ولكنا نُرى أن لنا في هذا الأمر حقًا، فاستبددتم علينا ثم ذكر قرابته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحقهم، فلم يزل يذكر حتى بكى أبو بكر وصمت علي فتشهد أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فوالله -[447]- لقرابة رسول الله أحب إلي أَنْ أصلَ من قرابتي، وإني والله ما آلوتُ في هذه الأمور التي كانت بيني وبينكم عن الخير، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا نورث، ما تركنا صدقة)). إنما يأكل آل محمد في هذا المال، وإني والله لا أدع أمرًا صنعه إلا صنعته، وقال علي: موعدك للبيعة العشية، فلما صلى أبو بكر الظهر أقبل على الناس يعذر عليًا ببعض ما اعتذر به، ثم قام علي فعظم من حق أبي بكر وذكر فضيلتهُ وسابقته ثم قام إلى أبي بكر فبايعه، فأقبل الناس على عليٍّ فقالوا: أصبت وأحسنت وكان المسلمون إلى علي قريبًا حين راجع الأمر المعروف. لمسلم (¬1). ¬
6006 - الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: قَالَتْ عَائِشَةُ: وَارَأْسَاهْ فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرُ لَكِ، وَأَدْعُو لَكِ)). فَقَالَتْ: وَاثكلاه، وَالله إِنِّي لأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي وَلَوْ كَانَ ذَاكَ لَظَلَلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ. فَقَالَ: (بل) (¬1) أَنَا وَارَأْسَاهْ، لَقَدْ هَمَمْتُـ أَوْ أَرَدْتُ ـ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ فَأَعْهَدَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ)). ثُمَّ قُلْتُ يَأْبَى الله وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ أَوْ يَدْفَعُ الله وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ. للبخاري (¬2). ¬
6007 - عائشةُ: نَحلني أَبي جاد عشرينَ وسقًا، الحديثُ الماضي فى الهبةِ. زادَ رزينُ في آخرِهِ: ثمَّ أَوصَى أَنْ تُغسِّلَهُ امرأتُهُ، ثمَّ دَعَا عمرُ فقالَ: إني مستخلفُكَ على أصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عمرُ، إنما ثقُلتْ (موازين) (2) من ثقُلَتْ موازينُهُ يومَ القيامةِ باتباعِهِمُ الحقَ وثُقلُهُ عليهِم، وحُقَّ لميزانٍ لا يوضعُ فيه إلا الحقُ أنْ يكونَ ثقيلاً، يا عمرُ، وإنمَا خفّت موازينُ من خَفّتْ موازينُهُ يومَ القيامِة باتباعهِمُ البَاطِلَ وخِفَّتهُ عليهمْ، وحقَّ لميزانٍ لا يوضعُ فيهِ سوىَ الباطلِ أنْ يكونَ خفيفاً، وكتبَ إلى أمراءِ الأجنادِ: ولّيت عليكم عمر، ولم آل نفسى ولا المسلمين خيراً. ثمَّ ماتَ ودفنَ ليلاً ثمَّ قامَ عمُر في الناسِ خطيباً، ثمَّ قالَ بعدَ أنْ حمدَ الله: أيُّها الناسُ إني لأعلمكُم مِنْ -[448]- نفسي شيئًا تجهلُونَهُ، أنا عمرُ ولم أحرصْ على أَمْرِكُم، ولكنَّ المتوفي أوصى إليَّ بذلكَ، والله ألهمه ذلك، وليسَ أجعلُ أمانتي إلى أحدٍ ليسَ لها بأهلٍ، ولكنْ أجْعَلهُاَ إلى مَنْ تكونُ رغبُتهُ فى التوقيرِ للمسلمينَ، أولئك أحقُّ بهم ممنْ سواهُمْ (¬1). ¬
6008 - الأَقْرَع مُؤَذِّنُ عُمَرَ: بَعَثَنِي عُمَرُ إِلَى الأُسْقُفّ بإيلياء فَدَعَوْتُهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَلْ تَجِدُنِي فِي الْكِتَابِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: كَيْفَ تَجِدُنِي؟ قَالَ: أَجِدُكَ قَرْناً فَرَفَعَ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ، وقَالَ قَرْنٌ مَهْ. قَالَ: قَرْنٌ حَدِيدٌ أَمِينٌ شَدِيدٌ قَالَ: فكَيْفَ تَجِدُ الَّذِي بَعْدِي؟ قَالَ: أَجِدُهُ خَلِيفَةً صَالِحًا غَيْرَ أَنَّهُ يُؤْثِرُ قَرَابَتَهُ. قَالَ عُمَرُ: يَرْحَمُ الله عُثْمَانَ ثَلاثًا قَالَ كَيْفَ تَجِدُ الَّذِي بَعْدَهُ؟ قَالَ: أَجِدُهُ صَدَاء حَدِيدٍ. فرفع عُمَرُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وقَالَ: يَا دَفْرَاهُ يَا دَفْرَاهُ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ خَلِيفَةٌ صَالِحٌ، وَلَكِنَّهُ يُسْتَخْلَفُ حِينَ يُسْتَخْلَفُ وَالسَّيْفُ مَسْلُولٌ وَالدَّمُ مُهْرَاقٌ. لأبي داود (¬1). ¬
6009 - لمسلم عن معدان بن أبي طلحة، وللبخاري عن جرير بن قدامة مختصر. قلت: طلبته في أبي داود ومسلم فلم أجده: عمر خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَذَكَرَ النَبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأَبَا بَكْرٍ ثم قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي ثَلاثَ نَقَرَاتٍ وَإِنِّي لا أُرَاهُ إِلاَّ حُضُورَ أَجَلِي. للشيخين مطولاً (¬1). ¬
6010 - ابْن الْمُسَيَّبِ، لَمَّا صَدَرَ عُمَرُ بمِنًى أَنَاخَ بِالأَبْطَحِ ثُمَّ كَوَّمَ كَوْمَةً من بطْحَاءَ ثُمَّ طَرَحَ عَلَيْهَا رِدَاءَهُ ثم اسْتَلْقَى ومَدَّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: اللهمَّ كَبُِر سِنِّي، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلا مُفَرِّطٍ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ في عقب ذي الحجة فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ سُنَّتْ لَكُمُ السُّنَنُ، وَفُرِضَتْ لَكُمُ الْفَرَائِضُ، وَتُرِكْتُمْ عَلَى الْوَاضِح ليلها كنهارها، وصفق إحدى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى وقال: إِلاَّ أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ يَمِيناً وَشِمَالاً، ثم قَالَ: إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: لا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ الله، فَقَدْ رَجَمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَرَجَمْنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ ابْنُ الْخَطَّابِ فِي كِتَابِ الله تَعَالَى لَكَتَبْتُهَا، الشَّيْخُ -[449]- وَالشَّيْخَةُ (إذا زنيا) (¬1) فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ، فَإِنَّا قَدْ قَرَأْنَاهَا فَمَا انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى قُتِلَ. لمالك وقال: قوله: الشيخ والشيخة يعني: الثيب والثيبة (¬2). ¬
6011 - ابْن عُمَرَ: دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ ونوساتها تنظف، فَقَالَتْ: أَعَلِمْتَ أَنَّ أَبَاكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ؟ قُلْتُ: مَا كَانَ لِيَفْعَلَ. قَالَتْ: إِنَّهُ فَاعِلٌ فَحَلَفْتُ أَنِّي أُكَلِّمُهُ فِي ذَلِكَ فَسَكَتُّ حَتَّى غَدَوْتُ وَلَمْ أُكَلِّمْهُ فَكُنْتُ كَأَنَّمَا أَحْمِلُ بِيَمِينِي جَبَلاً حَتَّى رَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَسَأَلَنِي عَنْ حَالِ النَّاسِ وَأَنَا أُخْبِرُهُ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ مَقَالَةً فَآلَيْتُ أَنْ أَقُولَهَا لَكَ، زَعَمُوا أَنَّكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ، وَإِنَّهُ لَوْ كَانَ رَاعِي إِبِلٍ أَوْ غَنَمٍ ثُمَّ جَاءَكَ وَتَرَكَهَا لرَأَيْتَ أَنْ قَدْ ضَيَّعَ، فَرِعَايَةُ النَّاسِ أَشَدُّ، فَوَافَقَهُ قَوْلِي فَوَضَعَ رَأْسَهُ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: إِنَّ الله يَحْفَظُ دِينَهُ، وَإِنِّي إن لا أَسْتَخْلِفْ فَإِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسْتَخْلِفْ، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدِ اسْتَخْلَفَ، فَوَالله مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ ذَكَرَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا بَكْرٍ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَعْدِلَ بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَحَدًا وَأَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ (¬1). ¬
6012 - وفي رواية: قَالَ أَتَحَمَّلُ أَمْرَكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا وفيها لَوَدِدْتُ أَنَّ حَظِّي مِنْهَا الْكَفَافُ لا عَلَيَّ وَلا لِي. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
6013 - عَمْرو بْن مَيْمُونٍ الأودي: رَأَيْتُ عُمَرَ قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بالْمَدِينَةِ وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ وقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتُمَا؟ أَتَخَافَا أَنْ تَكُونَا قد حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لا تُطِيقُ؟ قَالا: حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ ومَا فِيهَا كثير فَضْلٍ. فقَالَ انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لا تُطِيقُ. فقَالا: لا، قَالَ لَئِنْ سَلَّمَنِي الله تعالى لأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لا يَحْتَجْنَ إِلَى أحدٍ بَعْدِي أَبَدًا، فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ رحمه الله، وإِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلاَّ ابْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قام بينهما فإذا رأى خللاً قَالَ: اسْتَوُوا، حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِم خَلَلاً -[450]- تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ وَرُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ أَوِ النَّحْلِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ حِينَ طَعَنَهُ فَطَارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ لا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِيناً وشِمَالاً إِلاَّ طَعَنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً فمَاتَ مِنْهُمْ تسعة، وفي رواية سَبْعَةٌ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ (الرَجُلُ) (¬1) طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وَتَنَاوَلَ عُمَرُ بيد عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فأما من كان يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي رأيت، وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لا يَدْرُونَ ما الأمر غَيْرَ أَنَّهُمْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ وَهُمْ يَقُولُونَ سُبْحَانَ الله سُبْحَانَ الله، فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُالرَّحْمَنِ صَلاةً خَفِيفَةً فَلَمَّا انْصَرَفُوا، قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي، فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: غُلامُ الْمُغِيرَةِ بن شعبة فقالَ: أصنع. قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قَاتَلَهُ الله لَقَدْ كنت أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا. ثم قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ مسلم، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ يكثر الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ الْعَبَّاسُ أَكْثَرَهُمْ رَقِيقاً، فَقَالَ ابن عباس. إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ، أَيْ: إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَا. قَالَ: كذبت بَعْدَ مَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمْ، وَصَلَّوْا قِبْلَتَكُمْ وَحَجُّوا حَجَّكُمْ، فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ، فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ فَقَائِلٌ يَقُولُ: أخافُ عَلَيْه، وَقَائِلٌ يَقُولُ: لا بأس فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَ منه فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَ منه، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ (فعرفوا) (¬2) أَنَّهُ مَيِّتٌ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَجَاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ وَجَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى الله لَكَ قد كان لك مِنْ صُحْبَةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وقِدَمٍ فِي الإسْلامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ وَلِيتَ فَعَدَلْتَ ثُمَّ شَهَادَةٌ فقَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كان كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِي فَلَمَّا أَدْبَرَ الرجل إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأَرْضَ فقَالَ رُدُّوا عَلَيَّ الْغُلامَ، قَالَ يَا ابْنَ أَخِي: ارْفَعْ ثَوْبَكَ؛ فَإِنَّهُ أنقى لِثَوْبِكَ وَأَتْقَى لِرَبِّكَ، يَا عَبْدَ الله انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الديون فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا أَوْ نَحْوَهُ، فقَالَ: إِنْ وَفَى بهُ مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَإِلاَّ فَسَلْ بَنِي عَدِيِّ بْنَ كَعْبٍ، فَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوَالُهُمْ فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ وَلا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ فَأَدِّ عَنِّي هَذَا الْمَالَ، انْطَلِقْ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عائشة فَقُلْ يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلامَ، وَلا تَقُلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيراً، وَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَالَ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلامَ وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ -[451]- مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي ولأوثرنه الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ هَذَا عَبْدُالله، فقَالَ: ارْفَعُونِي، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَذِنَتْ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا أَنَا قُبضتُ فَاحْمِلُونِي، ثُمَّ سَلَّمُ، فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلُونِي، وَإِنْ رَدَّتْنِي رُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ. وَجَاءَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ يسترنها فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا قُمْنَا، فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ فَوَلَجَتْ دَاخِلاً فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنَ الدَّاخِلِ، فَقَالُوا: أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. اسْتَخْلِفْ، قَالَ: مَا أرى أَحَداً أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاءِ النَّفَرِ أَوِ الرَّهْطِ الذي تُوُفِّيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَقَالَ يَشْهَدُكُمْ عَبْدُالله بْنُ عُمَرَ وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ فَإِنْ أَصَابَتِ الإمْارَةُ سَعْدًا فَذَلكَ وَإِلاَّ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ مَنْ عَجْزٍ وَلا خِيَانَةٍ، وَقَالَ: أُوصِى الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْراً {الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَأَنْ يعفو عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الإسْلامِ وَجُبَاةُ الْمَالِ وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَأَنْ لا يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلاَّ فَضْلُهُمْ عَنْ رِضاً منهُمْ. وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْراً، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ الإسْلامِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ وَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ الله وَذِمَّةِ رَسُولِهِ أَنْ يُوفى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ وَأَنْ يُقاتلَ مِنْ وَرَاءهم وَلا يُكَلَّفُوا إِلاَّ طَاقَتَهُمْ فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا بِهِ فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي فَسَلَّمَ عَبْدُ الله فقَالَ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ قَالَتْ: أَدْخِلُوهُ، فَأُدْخِلَ فَوُضِعَ هُنَالِكَ مَعَ صَاحِبَيْهِ فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلاءِ الرَّهْطُ فَقَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلاثَةٍ مِنْكُمْ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ. فَقَالَ طَلْحَةُ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ؟ وَقَالَ سَعْدٌ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ أَيُّكُمَا يَبَرَّأُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ فَنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ، وَالله عَلَيْهِ وَالإسْلامُ لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ فَأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ فَقَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ: أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ، وَالله عَلَيَّ أَنْ لا آلُ عَنْ أَفْضَلِكُمْ قَالا نَعَمْ فَأَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِمَا فَقَالَ لَكَ من قَرَابَة رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَالْقَدَم فِي الإسْلامِ مَا قَدْ -[452]- عَلِمْتَ، فَالله عَلَيْكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ ثُمَّ خَلا بِالآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ قَالَ: ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ، فَبَايَعَهُ وبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ وَوَلَجَ أَهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ (¬3). ¬
6014 - الْمِسْوَر بْن مَخْرَمَةَ: أَنَّ الرَّهْطَ الَّذِينَ وَلاَّهُمْ عُمَرُ اجْتَمَعُوا فَتَشَاوَرُوا فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُالرَّحْمَنِ: لَسْتُ بِالَّذِي أُنَافِسُكُمْ في هَذَا الأَمْرِ، وَلَكِنَّكُمْ إِنْ شِئْتُمُ اخْتَرْتُ لَكُمْ مِنْكُمْ فَجَعَلُوا ذَلِكَ إِلَى عَبْدِالرَّحْمَنِ، فَلَمَّا ولوه أَمْرَهُمْ انثال النَّاسُ عَلَى عَبْدِالرَّحْمَنِ ومالوا إليه يُشَاوِرُونَهُ ويناجونه تِلْكَ اللَّيَالِي، حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَصْبَحْنَا فيْهَا فَبَايَعْنَا عُثْمَانَ. قَالَ الْمِسْوَر: طَرَقَنِي عَبْدُالرَّحْمَنِ بَعْدَ هَجْعٍ مِنَ اللَّيْلِ فَضَرَبَ الْبَابَ حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ فَقَالَ: ألا أَرَاكَ نَائِمًا فَوَالله مَا اكْتَحَلْتُ هَذِهِ الثلاث بكثير نَوْمٍ فَادْعُ لي الزُّبَيْرَ وَسَعْدًا فَدَعَوْتُهُمَا فَشَاوَرَهُمَا ثُمَّ دَعَانِي فَقَالَ: ادْعُ لِي عَلِيًّا فَدَعَوْتُهُ فَنَاجَاهُ حَتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ عَلَى طَمَعٍ. وكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَخْشَى مِنْ عَلِيٍّ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي عُثْمَانَ فَنَاجَاهُ حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ، فَلَمَّا صَلَّى لِلنَّاسِ الصُّبْحَ اجْتَمَعَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، فَأَرْسَلَ عبد الرحمن إِلَى مَنْ كَانَ خارجًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَأَرْسَلَ إِلَى أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ وَكَانُوا قد وَافَوْا تِلْكَ الْحَجَّةَ مَعَ عُمَرَ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا تَشَهَّدَ عَبْدُالرَّحْمَنِ وقَالَ: أَمَّا بَعْدُ يَا عَلِيُّ فإِنِّي نَظَرْتُ فِي أَمْرِ النَّاسِ فَلَمْ أَرَهُمْ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ فَلا تَجْعَلَنَّ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلاً، وأخذ بيد عثمان وقال: أُبَايِعُكَ عَلَى سُنَّةِ الله وَرَسُولِهِ وَالْخَلِيفَتَيْنِ مِنْ بَعْدِهِ فَبَايَعَهُ عَبْدُالرَّحْمَنِ وَبَايَعَهُ النَّاسُ والْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ وَأُمَرَاءُ الأَجْنَادِ وَالْمُسْلِمُونَ. وهما للبخاري (¬1). ¬
6015 - عبدُ الله بنُ سلام: لما حوصرَ عثمانُ: ولىّ أبا هريرةُ على الصلاةِ وكانَ ابنُ عباسٍ يصلِّي أحيانًا ثم بعثَ عثمانُ إليهم، فقال: ما تريدونَ منِّي؟ قالوا: نريدُ أن تخلعَ إليهمْ أمَرهمْ قالَ: لا أخلعُ سربالًا سربلنيهِ الله تعالَى، قالوا: فهمْ قاتلوكَ، قالَ: لئنْ قتلتموني لا تتحابوا بعدي أبداً، ولا تقاتلون بعدي عدواً جميعاً أبداً، ولتختلفن على بصيرة، يا قوم لا يجرمنكمْ شقاقي أن يصيبكمْ مثلُ ما أصابَ مَنْ قبلكمْ، فلمَّا اشتدَ -[453]- عليهِ الأمرُ أصبحَ صائماً يوم جمعة، فلما كان فى بعض النهار نام، قال: رأيت الآن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: إنك تفطر عندنا الليلة، فقتل من يومه، ثم قام علي خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس أقبلوا على بأسماعكم وأبصاركم، إنى أخاف أن أكون أنا وأنتم قد أصبحنا فى فتنة، وما علينا فيها إلا الاجتهاد، وإن الله أدب هذه الأمة بأدبين الكتاب والسنة لا هوادة عند السلطان فيهما، فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم. ثم نزل وعمد إلى ما بقي من بيت المال فقسمه على المسلمين. لرزين.
6016 - الْحَسَن البصري: اسْتَقْبَلَ وَالله الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبَ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لمعاوية: إِنِّي لأَرَى كَتَائِبَ لا تُوَلِّي حَتَّى تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ وَكَانَ وَالله خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ: أرأيت إِنْ قَتَلَ هَؤُلاءِ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ هَؤُلاءِ مَنْ لِي بِأُمُورِ المسلمين، مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي عَبْدِشَمْسٍ: عَبْدَالرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ وَعَبْدَالله بْنَ عَامِرِ فَقَالَ: اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَاعْرِضَا عَلَيْهِ وَقُولا لَهُ وَاطْلُبَا إِلَيْهِ فَأَتَيَاهُ فَدَخَلا عَلَيْهِ وتَكَلَّمَا وَقَالا لَهُ وطَلَبَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُم الْحَسَنُ: إِنَّا بَنُو عَبْدِالْمُطَّلِبِ قَدْ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ، وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ قَدْ غاثت فِي دِمَائِهَا قَالا: فَإِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ، قَالَ فَمَنْ لِي بِهَذَا؟ قَالا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا إِلاَّ قَالا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَصَالَحَهُ قَالَ الْحَسَنُ: وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ: ((إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ الله يُصْلِحُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)). للبخاري (¬1). ¬
6017 - عَبْد خَيْرٍ: قَامَ عَلِيٌّ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: قُبِضَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ فَعَمِلَ بِعَمَلِهِ وَسَارَ بِسِيرَتِهِ حَتَّى قَبَضَهُ الله عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ -[454]- فَعَمِلَ بِعَمَلِهِمَا وَسَارَ بسيرهما حَتَّى قَبَضَهُ الله عَلَى ذَلِكَ. لأحمد (¬1). ¬
6018 - عَلِيُّ قِيلَ: يَا رَسُولَ الله مَنْ نؤمر بَعْدَكَ؟ قَالَ: ((إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ تَجِدُوهُ أَمِينًا زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا رَاغِبًا فِي الآخِرَةِ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيّاً أَمِيناً لا تأخذه فِي الله لَوْمَةُ لائِمٍ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عَلِيًّا وَلا أُرَاكُمْ فَاعِلِينَ تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا يَأْخُذُ بِكُمُ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ)). لأحمد والبزار والأوسط (¬1). ¬
6019 - عائشةُ: لما أسسَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مسجدَ المدينةِ، جاء بحجر فوضعه وجاء أبو بكر بحجر فوضعه وجاء عمر بحجر فوضعه وجاء عثمان بحجر فوضعه فسئل - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: ((هذا أمر الخلافة من بعدى)). للموصلي بتابعي لم يسم (¬1). ¬
6020 - ابن عمرو بن العاص، رفعه: ((يكون من بعدى اثنا عشر خليفة منهم أبو بكر الصديق، ولا يلبث بعدى إلا قليلا، وصاحب رحا دارة العرب يعيش حميداً ويموت شهيداً))، فقيل: من هو؟ قال: ((عمر بن الخطاب))، ثم التفت إلى عثمان، فقال: ((يا عثمان إن ألبسك الله قميصاً فأرادك الناس على خلعه فلا تخلعه، فوالله لئن خلعته لا ترى الجنة حتى يلج الجمل فى سم الخياط)). للكبير والأوسط بضعف (¬1). ¬
6021 - ولأحمد بلين عن عَائِشَةَ رفعته: ((يَا عُثْمَانُ، إِنَّ الله قَمَّصَكَ قَمِيصًا فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خلعه فَلا تَخْلَعْهُ وَلا كَرَامَةَ)) يَقُولُهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا. لأحمد (¬1). ¬
6022 - فَضَالَة بْنِ أَبِي فَضَالَةَ قال أبي لعلي وقد عاده في مرض: مَا يُقِيمُكَ بمَنْزِلِكَ هَذَا لَوْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ لَمْ يَلِكَ إِلاَّ أَعْرَابُ جُهَيْنَةَ تُحْمَلُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَإِنْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ وَلِيَكَ أَصْحَابُكَ وَصَلَّوْا عَلَيْكَ، قَالَ عَلِيٌّ: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ لا أَمُوتَ حَتَّى نؤمَّر ثُمَّ تُخْضَبَ هَذِهِ يَعْنِي: لِحْيَتَهُ مِنْ هَذِهِ يَعْنِي هَامَتَهُ. لأحمد (¬1). ¬
6023 - عَلِيٌّ رفعه: ((يَا عَلِيُّ إِنْ وُلِّيتَ الأَمْرَ بَعْدِي فَأَخْرِجْ أَهْلَ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ)). لأحمد بلين (¬1). ¬
6024 - أبو سعيدٍ، رفعه: ((إن منكُم من يقاتلُ على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله))، قال أبو بكر: أنا هو؟ قال: ((لا))، قال عمر: أنا هو؟ قال: ((لا ولكنه خاصف النعل))، وكان أعطى علياً نعله يخصفها. للموصلي (¬1). ¬
6025 - مُعَاوِيَة رَفَعَهُ: ((يَا مُعَاوِيَة إِنْ وُلِّيتَ أَمْرًا فَاتَّقِ الله وَاعْدِلْ)). قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَظُنُّ أَنِّي مُبْتَلىً بِعَمَلٍ لِقَوْلِه - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى ابْتُلِيتُ. لأحمد والموصلي مطولاً (¬1). ¬
طاعة الإمام ولزوم الجماعة وملوك الجور
طاعة الإمام ولزوم الجماعة وملوك الجور
6026 - أَنَس رفعه: ((اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ ما أقام فيكم كتاب الله)). للبخاري (¬1). ¬
6027 - أبو هُرَيْرَة رفعه: ((مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ الله، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى الله، وَمَنْ يطع الأمير فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يعصي الأمير فَقَدْ عَصَانِي)) (¬1). ¬
6028 - زاد في رواية: ((وإِنَّمَا الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى الله وَعَدَلَ، فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْراً وَإِنْ قال بِغَيْرِهِ كان عَلَيْهِ منه وِزْر)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
6029 - وَائِل بْنِ حُجْرٍ: سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَرَجُلٌ يسأله فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَمْنَعُونَا حَقَّنَا وَيَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ فَقَالَ: ((اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ)). لمسلم والترمذي (¬1). ¬
6030 - ابن عمر رفعه: ((عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ أوَ كَرِهَ إلا أن يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
6031 - ابْن مَسْعُودٍ رفعه: ((سَيَلِي أُمُورَكُمْ بَعْدِي رِجَالٌ يُطْفِئُونَ السُّنَّةَ وَيَعْمَلُونَ بِالْبِدْعَةِ وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنْ أَدْرَكْتُهُمْ كَيْفَ أَفْعَلُ؟ قَالَ: ((تَسْأَلُنِي يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ كَيْفَ تَفْعَلُ لا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى الله)). للقزويني (¬1). ¬
6032 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((عَلَيْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ)). لمسلم والنسائي (¬1). ¬
6033 - عَوْف بْن مَالِكٍ رفعه: ((خِيَارُ أَئِمَّتِكُمِ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمِ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ)) قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله أَفَلا نُنَابِذُهُمْ؟ قَالَ: ((لا مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ أَلا مَنْ -[457]- وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ الله فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ الله، وَلا يَنْزِعَنَّ يَداً مِنْ طَاعَةٍ)). لمسلم (¬1). ¬
6034 - أُم سَلَمَةَ رفعته: ((إنما يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ)) قَالُوا: أفلا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: ((لا مَا صَلَّوْا)) أَيْ مَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ وَأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ. لمسلم وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
6035 - ابْن عَبَّاسٍ رفعه: ((مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْراً مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)). للشيخين (¬1). ¬
6036 - أبو هُرَيْرَة رفعه: ((مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يغْضَبُ لعصبية أَوْ يَدْعُو إِلَى عصبية أَوْ يَنْصُرُ عصبية فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا لا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلا يَفِي بعهد زي عهدها فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ)). لمسلم والنسائي (¬1). ¬
6037 - وعنه رفعه: ((ثَلاثٌة لا يُكَلِّمُهُمُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِفَلاةٍ يَمْنَعُهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلاً سِلْعَةً بَعْدَ الْعَصْرِ فَحَلَفَ بِالله لأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ فأخذها وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لا يُبَايِعُهُ إِلاَّ للدنيا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا ما يريد وَفَى له، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ يَفِ)). للشيخين، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
6038 - عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ: بَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً فَسَلَّحْتُ رَجُلاً مِنْهُمْ سَيْفًا فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: أرأيت مَا لامَنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((أَعَجَزْتُمْ إِذْا بَعَثْتُ رَجُلاً فَلَمْ يَمْضِ لأَمْرِي أَنْ تَجْعَلُون مَكَانَهُ مَنْ يَمْضِي لأَمْرِي)). لأبي داود (¬1). ¬
-[458]- 6039 - أَبُو بَكْرَةَ رفعه: ((مَنْ أَهَانَ السلطان أَهَانَهُ الله)). للترمذي (¬1). ¬
6040 - أبو ذر: أنه اشتد عليه صلاة عثمان أربعًا بمنى، ثم قام فصلى أَرْبَعًا فَقِيلَ لَهُ عِبْتَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَيْئًا ثُمَّ صَنَعْته؟ قَالَ: الْخِلافُ أَشَدُّ إِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَنَا فَقَالَ: ((إِنَّهُ كَائِنٌ بَعْدِي سُلْطَانٌ فَلا تُذِلُّوهُ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُذِلَّهُ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإسْلامِ مِنْ عُنُقِهِ وَلَيْسَ بِمَقْبُولٍ مِنْهُ تَوْبَةٌ حَتَّى يَسُدَّ ثُلْمَتَهُ وَلَيْسَ بِفَاعِلٍ)). لأحمد مطولاً برجل لم يسم (¬1). ¬
6041 - أبو أمامة رفعه: ((لا تسبوا الأئمةَ، وادعوا الله لهم بالصلاح، فإصلاحُهُمْ لكم صلاحٌ)). للكبير والأوسط (¬1). ¬
6042 - أبو ذر رفعه: ((مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإسْلامِ عنْ عُنُقِهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
6043 - عَلِي قَالَ: اقْضُوا كَمَا كُنْتُمْ تَقْضُونَ فَإِنِّي أَكْرَهُ الخلاف حَتَّى يَكُونَ النَّاسُ جَمَاعَة أَوْ أَمُوتَ كَمَا مَاتَ أَصْحَابِي، وكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَرَى عَامَّةَ مَا يروون عَنْ عَلِيٍّ كذبًا. للبخاري (¬1). ¬
6044 - ابن عباس، رفعه: ((مَنْ عِمِلَ للهِ فى الجماعةِ فأصاب قَبلَ الله منه، وإن أخطأ غفر له، ومن عمل يبتغى الفرقة فأصاب لم يقبل الله منه وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار)). للكبير والبزار بضعف (¬1). ¬
6045 - ابن عمر، رفعه: ((لن تجتمع أمتى على ضلالة، فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة)). للكبير (¬1). ¬
6046 - مُعَاوِيَة رفعه: ((مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)) (¬1). ¬
6047 - وفي روايةٍ: ((من مات وليس فى عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)). للكبير بضعف (¬1). ¬
6048 - مُعَاذٌ رفعه: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الإنْسَانِ كَذِئْبِ الْغَنَمِ يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ وَالنَّاحيَةَ، فَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَالْعَامَّةِ وَالْمَسْجِدِ)). لأحمد والكبير (¬1). ¬
6049 - ابن مسعود: قال لهم لما أنكروا سيرة الوليد بن عقبة: اصبروا فإن جور إمامكم خمسين عامًا خير من هرج شهر. للكبير مطولاً، وفيه وهب الله بن رزق (¬1). ¬
6050 - أبو ذر: وجده النبي - صلى الله عليه وسلم - نَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ فقال له: ((أَلا أَرَاكَ نَائِمًا)) فقَالَ: يَا رَسُولَ الله، وأَيْنَ أَنَامُ هَلْ لِي بَيْتٌ غَيْرُهُ؟. فَقَالَ: ((كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ؟)) قَالَ: إِذَنْ أَلْحَقُ بِالشَّامِ أَرْضُ الْهِجْرَةِ وَأَرْضُ الْمَحْشَرِ وَأَرْض الأَنْبِيَاءِ فَأَكُونُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِهَا قَالَ: ((كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنَ الشَّامِ؟)) قَالَ: إِذَنْ أَرْجِعُ إِلَيْهِ فَيَكُونَ بيتي -[460]- مَنْزِلِي. قَالَ: ((كَيْفَ بك إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ الثَّانِيَةَ؟)) قَالَ: إِذَنْ آخُذَ سَيْفِي فَأُقَاتِلَ عَنِّي حَتَّى أَمُوتَ فقَالَ: ((أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟)) قَالَ: بَلَى بِأَبِي وَأُمِّي يَا نَبِيَّ الله فقَالَ: ((تَنْقَادُ لَهُمْ حَيْثُ قَادُوكَ وَتَنْسَاقُ لَهُمْ حَيْثُ ما سَاقُوكَ حَتَّى تَلْقَانِي وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ)). لأحمد بلين (¬1). ¬
6051 - عُبَادَة رفعه: ((إِنَّهُ سَيَلِي أُمُورَكُمْ بَعْدِي رِجَالٌ يُعَرِّفُونَكُمْ مَا تُنْكِرُونَ وَيُنْكِرُونَ عَلَيْكُمْ مَا تَعْرِفُونَ فَلا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى الله َتَعَالَى)). لأحمد والكبير مطولاً (¬1). ¬
6052 - معاذٌ رفعه: ((إنَّ رحى الإسلامِ دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنَّهُ ستكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم مالا يقضون لكم، فإن عصيتموهم قتلوكم وإن أطعتموهم أضلوكم))، قالوا: يا رسول الله كيف نصنع؟ قال: ((كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم، نشروا بالمناشير وحملوا على الخشبِ، موتٌ فى طاعةِ الله خيرٌ من حياةٍ فى معصيةِ الله)). للكبير بلين (¬1). ¬
6053 - أبو هشام السلمي رفعه: ((ستكون عليكم أئمة يملكون رقابكم، ويحدثونكم فيكذبون، ويعملون فيسيؤون، لا يرضون عنكم حتى تحسنوا قبيحهم وتصدقوا كذبهم، فأعطوهم الحقَّ ما رضوا به)). للكبير بضعف (¬1). ¬
6054 - زاد من طريق آخر فى آخره: ((فإذا تجاوزوا فمن قتل على ذلك فهو شهيدٌ)) (¬1). ¬
6055 - معاذ، رفعه: ((أخوف ما أخاف على أمتى ثلاث: رجل قرأ كتاب الله -[461]- حتى إذا رؤيت عليه بهجته وكان عليه ردء الإسلام اخترط سيفه وضرب به جاره ورماه بالشرك)) قيل: يا رسول الله، الرامى أحقُّ به أم المرميُّ؟ قال: ((الرامي، ورجلٌ آتاه الله سلطاناً فقال: من أطاعنى فقد أطاع الله، ومن عصانى فقد عصى الله، وكذب، ليس بخليفة أن يكون حبه دون الخالق، ورجل استخفته الأحاديث كلما قطع أحدوثة حدث بأطول منها، إن يدرك الدجال يتبعه)). للكبير والصغير بلين (¬1). ¬
6056 - ابن مسعود: ((إنه سيكون عليكم أمراء يدعون من السنة مثل هذه، فإن تركتموها جعلوها مثل هذه فإن تركتموها جاؤوا بالطامة الكبرى)). للكبير (¬1). ¬
6057 - أبو هريرة رفعه: ((لاتدخلن على الامراء فإن غلبت على ذلك فلا تجاوز سنتى ولا تخافن سيفه وسوطه أن تأمر بتقوى الله)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
6058 - أبو بكر رفعه: ((مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَحَدًا مُحَابَاةً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله لا يَقْبَلُ الله مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدْلاً حَتَّى يُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ)). لأحمد مطولاً برجل لم يسم (¬1). ¬
6059 - حُذَيْفَةَ: ضَرَبَ لَنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلاً وَتَرَكَ سَائِرَهَا قَالَ: ((إِنَّ قَوْمًا كَانُوا أَهْلَ ضَعْفٍ وَمَسْكَنَةٍ قَاتَلَهُمْ أَهْلُ تَجَبُّرٍ وَعَددٍ، فَأَظْهَرَ الله أَهْلَ الضَّعْفِ عَلَيْهِمْ فَعَمَدُوا إِلَى عَدُوِّهِمْ فَاسْتَعْمَلُوهُمْ وَسَلَّطُوهُمْ فَأَسْخَطُوا الله عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ)). لأحمد بلين (¬1). ¬
6060 - أبو هريرة، رفعه: ((يكونُ فى آخر الزمان أمراء ظلمة ووزراء فسقة وقضاه خونة وفقهاء كذبة، فمن أدرك ذلك الزمان منكم فلا يكونن لهم جابياً ولا عريفاً ولا شرطياً)). للطبراني في الأوسط، والصغير بلين (¬1). ¬
6061 - أبو أمامة، رفعه: ((صنفان من أمتى لا تنالهما شفاعتى: إمام ظلوم غشوم وكل غال مارق)). للكبير والأوسط (¬1). ¬
6062 - أم سلمة، كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فتذاكروا الخلافة بعده، فقالوا: ولد فاطمة، فقال: ((لا يصلون إليها أبداً، ولكنها فى ولد عمي وصنو أبي، حتى يسلموها إلى الدجال)). للكبير بخفي (¬1). ¬
6063 - عقبة بن عامر رفعه: ((يا عباس إنه لا تكون نبوة إلا كانت بعدها خلافة وسيَلى من ولدك آخر الزمان سبعة عشر منهم السفاح ومنهم المنصورٌ، ومنهم المهديُّ وليس بمهدى، ومنهم الجموح، ومنهم العاقب ومنهم الواهن من ولدك، وويلٌ لأمتى منه، كيف يعقرها ويهلكها ويذهب بأموالها، هو وأتباعه على غير دين الإسلام، فإذا بويع لصلبه فعند الثامن عشر انقطاع دولتهم وخروج أهل المغرب من بيوتهم)). للأوسط وفيه عبد الأول بن عبد الله المعلم (¬1). ¬
6064 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَيَرْعَفَنَّ عَلَى مِنْبَرِي جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِي أُمَيَّةَ فيسِيلُ رُعَافُهُ)). برجل لم يسم (¬1). ¬
6064 - ابْنُ الزُّبَيْرِ: قال وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ: -[463]- وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ لَقَدْ لَعَنَ الله الحكم وَمَا وُلِدَ على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -. للبزار والكبير ولأحمد نحوه (¬1). ¬
6066 - أبو يحيى: كنت بين الحسن والحسين ومروان وسليمان فجعل الحسن يكف الحسين، فقال مروان: أهل بيت ملعونون، وقال: أقلت: أهل بيت ملعونون؟ فو الله لقد لعنك الله على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - وأنت فى صلب أبيك. للموصلي بلين (¬1). ¬
6067 - أبو سعيد رفعهُ: ((إذا بلغَ بنُو أبي العاصي ثلاثينَ رجلاً اتخذُوا مالَ الله دولا، ودينَ الله دخلاً، وعبادَ الله خولاً)). للبزار والأوسط والموصلي وله عن أبي هريرة مثله (¬1). ¬
6068 - ابْن عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((لَيَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ لَعِينٌ فدخل الحكم. للبزار والأوسط بقصة)) (¬1). ¬
6069 - أبو عبيدة، رفعه: ((لا يزالُ أمرُ أمتي قائمًا بالقسطِ حتى يكونَ أولُ من يثلمُهُ رجلٌ من بنى أميةَ يقالُ له: يزيدُ)). للموصلي والبزار (¬1). ¬
6070 - عمرو بن مرة: استأذنَ الحكمُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فعرف كلامه، فقال: ((ائذنوا له فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والناسِ أجمعين، وما يخرجُ من صلْبهِ -[464]- يشرفون فى الدنيا ويرذلون فى الآخرةِ ذوو مكرٍ وخديعةٍ)). للكبير وفى غيره ما يخرج من صلبه إلا الصالحون منهم وقليلٌ ما هم (¬1). ¬
6071 - أبو هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى في منامه كأن بني الحكم ينزون على منبره وينزلون فأصبح كالمتغيظ وقال: مالى ((رأيت بنى الحكم ينزون على منبرى نزو القردة)) فما رأيته - صلى الله عليه وسلم - مستجمعاً ضاحكاً بعد ذلك حتى مات. للموصلى. (¬1) ¬
6072 - عابس الغفاري: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخوف على أمته ست خصال إمرة الصبيان وكثرة الشرط والرشوة في الحكم وقطيعة الرحم واستخفاف بالدم ونشو يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أفضلهم يغنيهم غناء. للكبير وللبزار نحوه. (¬1) ¬
كتاب الجهاد
كتاب الجهاد
فضل الرباط والجهاد في سبيل الله
فضل الرباط والجهاد في سبيل الله
6073 - عثمان قال يومًا على المنبر: إني كنتُ كتمتكم حديثًا سمعته من النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ مخافة تفرقكم عني، ثم بدا لي أن أحدثكموه؛ ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له سمعته يقول: ((رباط يومٍ في سبيل الله خيرٌ من ألف يومٍ فيما سواه من المنازل)). للنسائي، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
6074 - سلمان رفعه: ((رباطُ يومٍ في سبيل الله خيرٌ من صيام شهرٍ وقيامه، ومن مات مرابطًا وقى من فتنة القبر ونمى له عمله إلى يوم القيامة)). لمسلمٍ، والنسائي، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
6075 - أبو الدرداء رفعه: ((رباطُ شهرٍ خيرٌ من صيام دهرٍ، ومن مات مرابطًا في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر، وغدا عليه برزقه وريح من الجنة، ويجزى عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله)). ((للكبير)) (¬1). ¬
6076 - أنس رفعه: ((من حرس ليلةً على ساحل البحر كان أفضل من عبادته في أهله ألف سنةٍ)) للموصلي بلين (¬1). ¬
6077 - سهل بن سعد رفعه: ((رباط يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خيرٌ من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها)) للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
6078 - وعنه رفعه: ((غدوة أو روحة في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما فيها)). لمسلم، والنسائي (¬1). ¬
6079 - ابنُ عمرو بن العاص رفعه: ((قفلة في سبيل الله كغزوةٍ)). لأبي داود (¬1). ¬
6080 - معاذ بن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث غزوًا، فتأخر رجل حتى صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأتاه يودعه ويدعو له، فقال له: ((تدري بكم سبقك أصحابك؟)) قال: نعم، سبقوني اليوم بغدوتهم، فقال: ((والذي نفسي بيده، لقد سبقوك بأبعد مما بين المشرقين والمغربين في الفضيلة)). لأحمد بلين (¬1). ¬
6081 - أبو هريرة رفعه: ((إن مقام أحدكم في سبيل الله ساعةً أفضل من صلاته في بيته سبعين عامًا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم فيدخلكم الجنة؟)) قالوا: بلى، قال: ((فاغزوا في سبيل الله فإنه من قاتل في سبيل الله فواق ناقةٍ؛ لتكون كلمة الله هي العليا وجبت له الجنة للترمذي بقصة)) (¬1). ¬
6082 - معاذ بن جبل رفعه: ((من قاتل في سبيل الله فواق ناقةٍ وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل في سبيل الله صادقًا من نفسه، ثم مات أو قتل، كان له أجر شهيدٍ، ومن جرح جرحًا في سبيل الله، أو نكب نكبةً فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها لون الزعفران، وريحها ريح المسك، ومن خرج به خراج في سبيل الله فإن عليه طابع الشهداء)) لأصحاب السنن (¬1). ¬
6083 - أبو هريرة رفعه: ((تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمةٍ، والذي نفس محمدٍ بيده، ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كُلِم، لونه لون دم وريحه ريح مسكٍ، والذي نفس محمدٍ بيده، لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سريةٍ تغزو في سبيل الله أبدًا، ولكن لا أجد سعةً فأحملهم، ولا يجدون سعةً ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمدٍ بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله، فأقتل، ثم أغزو، فأقتل، ثم أغزو، فأقتل)) للشيخين، والموطأ، والنسائي (¬1). ¬
6084 - وعنه قيل: يا رسول الله، ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((لا تستطيعونه)) فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثًا كل ذلك، يقول: ((لا تستطيعونه))، ثم قال: ((مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله، لا يفتر من صيامٍ ولا صلاةٍ حتى يرجع المجاهد في سبيل الله)) (¬1). ¬
6085 - وفي رواية: ((كمثل الصائم القائم الخاشع الراكع الساجد)) للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
6086 - أبو سعيد: أتى رجلٌ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أيُّ الناس أفضل؟ قال: ((مؤمنٌ يجاهدٌ بنفسه وماله في سبيل الله)) قال: ثم من؟ قال: ((ثم رجل في شعبٍ من الشعاب يتقي الله، ويدع الناس من شره)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
6087 - ابن عباس رفعه: ((ألا أخبركم بخير الناس منزلاً؟)).قلنا: بلى يا رسول الله. قال: ((رجل أخذ برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل أخبركم بالذي يليه))؟ قلنا: نعم يا رسول الله. قال: ((رجل معتزلٌ في شعبٍ من الشعب، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعتزل الناس شره فأخبركم بشر الناس))؟ قلنا نعم يا رسول الله. قال: ((الذي يسأل بالله ولا يعطى به)) لمالك، والترمذي، والنسائي بلفظه (¬1). ¬
6088 - أبو هريرة رفعه: ((لا يلج النار رجلٌ بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع على عبدٍ غبارٌ في سبيل الله ودخانُ جهنم)) للترمذي، والنسائي (¬1). ¬
6089 - أبو عبس رفعه: ((ما أغبرت قدما عبدٍ في سبيل الله فتمسه النارُ)) للبخاري، والترمذي، والنسائي (¬1). ¬
6090 - ابن عباس رفعه: ((عينان لا تمسهما النار عينٌ بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)) للترمذي (¬1). ¬
6091 - أبو هريرة رفعه: ((لا يجتمعان في النار مسلم قتل كافرًا ثم سدد وقارب، ولا يجتمعان في جوف مؤمن غبارٌ في سبيل الله وفيح جهنم، ولا يجتمعان في قلب عبدٍ مؤمنٍ الإيمان والحسد)) لمسلم، وأبي داود، والنسائي بلفظه (¬1). ¬
6092 - أبو سعيد رفعه: ((من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولاً وجبت له الجنة)). فعجب لها أبو سعيدٍ فقال: أعدها علي يا رسول الله فأعادها عليه، ثم قال: ((وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجةٍ في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض)) قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله)) لمسلم، والنسائي (¬1). ¬
6093 - أبو موسى رفعه: ((الجنة تحت ظلال السيوف)) فقام رجلٌ رث الهيئة فقال: يا أبا موسى، أنت سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول هذا؟ قال: نعم، فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل. لمسلم والترمذي (¬1). ¬
6094 - أبو هريرة: أن عمرو بن أُقَيْش كان له ربًا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه، فجاء يوم أحدٍ فقال: أين بنو عمي؟ قالوا: بأحدٍ. قال: أين فلان؟ قالوا: بأحدٍ، فلبس لأمته، وركب فرسه، وتوجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عمرو. قال: إني قد آمنت، فقاتل حتى جرح، فحمل إلى أهلهٍ جريحًا فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخته: سليه أحمية لقومك، أم غضبًا لهم، أم -[469]- غضبًا لله تعالى؟ قال: بل غضبًا لله تعالى ورسولهِ، فمات فدخل الجنة، وما صلى لله صلاةً. لأبي داود (¬1). ¬
6095 - أبو نجيح السلمي رفعه: ((من بلغ بسهمٍ فهو له درجةٌ في الجنة)) فبلغت يومئذٍ ستة عشر سهمًا، وسمعته - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من رمى بسهمٍ في سبيل الله فهو له عدل محرر لأصحاب)) السنن (¬1). ¬
6096 - كعب بن مرة رفعه: ((من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة، وقال: ((ارموا، من بلغ العدو بسهمٍ رفعه الله به درجة)) قال ابن النحام: يا رسول الله، وما الدرجة؟ قال: ((أما إنها ليست بعتبة أمك، ولكن ما بين الدرجتين مائة عام)) للنسائي (¬1). ¬
6097 - أنس رفعه: ((من رمى رميةً في سبيل الله قصر أو بلغ كان له مثل أجر أربعة أناسٍ من بني إسماعيل أعتقهم)) للبزار ((والأوسط)) بلين (¬1). ¬
6098 - أبو هريرة رفعه: ((من رمى بسهمٍ في سبيل الله كان له نورا يوم القيامة)) للبزار (¬1). ¬
6099 - وعنه رفعه: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله، ثم يستشهد، فيتوب الله على القاتل فيسلم فيقاتل في سبيل الله فيستشهد)) لمالك، والشيخين، والنسائي (¬1). ¬
6100 - وعنه رفعه: ((من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة)) يعني: حسنات للبخاري، والنسائي (¬1). ¬
6101 - أبو سعيد: جاء رجلٌ بناقةٍ مخطومةٍ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هذه في سبيل الله. قال - صلى الله عليه وسلم - ((لله بها يوم القيامة سبعمائة ناقةٍ، كلها مخطومة)) لمسلم، والنسائي (¬1). ¬
6102 - عدى بن حاتم: سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أيُّ الصدقة أفضل؟ قال: ((إخدام عبدٍ في سبيل الله، أو إظلال فسطاط، أو طروقة فحل في سبيل الله)) الترمذي (¬1). ¬
6103 - خريم بن فاتك رفعه: ((من أنفق نفقة في سبيل الله كتب الله له بسبعمائة ضعف)) للترمذي، والنسائي (¬1). ¬
6104 - معاذ رفعه: ((طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله تعالى؛ فإنَّ له بكل كلمة سبعين ألف حسنةٍ، كل حسنةٍ منها عشرة أضعافٍ مع الذي له عند الله من المزيد)). قيل: يا رسول الله، النفقة؟ قال: ((النفقة على قدر ذلك)). قال عبد الرحمن: فقلت لمعاذٍ: إنما النفقة بسبعمائة ضعف. فقال معاذٌ: قل فهمك، إنما ذاك إذا أنفقوها وهم مقيمون في أهليهم غير غزاةٍ، فإذا غزوا وأنفقوا خبأ الله لهم من خزانة رحمته ما ينقطع عنه علم العباد وصفتهم، فأولئك حزب الله، وحزب الله هم الغالبون. ((للكبير)) برجل لم يسم (¬1). ¬
6105 - الحسن: عن علي وأبي الدرداء وأبي هريرة وأبى أمامة وابن عمرو بن العاص وجابرٍ وعمران بن حصين رفعوه: ((من أرسل بنفقةٍ في سبيل الله -[471]- وأقام في بيته فله بكل درهمٍ سبعمائةُ درهم، ومن غزا بنفسه في سبيل الله وأنفق في وجهه ذلك، فله بكل درهمٍ سبعمائة ألف درهم))، ثم تلا هذه الآية {وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 261]. للقزويني بمجهولٍ وإرسالٍ (¬1). ¬
6106 - زيد بن خالد رفعه: ((من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في أهله بخيرٍ فقد غزا)) للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
6107 - ابن عمرو بن العاص رفعه: ((للغازي أجره، وللجاعل أجره وأجر الغازي)) لأبي داود (¬1). ¬
6108 - جبلة بن حارثة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا لم يغز أعطى سلاحه عليًا أو أسامة؛ لأحمد و ((الكبير)) و ((الأوسط)) (¬1). ¬
6109 - أبو هريرة رفعه: ((أفضل الغزاة في سبيل الله خادمهم، ثم الذي يأتيهم بالأخبار، وأخصمهم منزلةً عند الله الصائم، ومن استقى لأصحابه قربةً في سبيل الله سبقهم إلى الجنة بسبعين درجةٍ أو سبعين عامًا)) للأوسط بضعف (¬1). ¬
6110 - وعنه رفعه: ((طوبى لعبدٍ آخذٌ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه مغبرةٍ قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع)) للبخاري مطولاً (¬1). ¬
6111 - أبو أيوب رفعه: ((ستفتح لكم الأمصار وستكون جنودٌ مجندةٌ تقطع عليكم فيها بعوثٌ، يتكره الرجل منكم البعث فيها، فيتخلص من قومه، ثم يتصفح القبائل يعرض نفسه عليهم يقول: من أكفه بعث كذا، من أكفه بعث كذا؟ ألا فذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه)) لأبي داود (¬1). ¬
6112 - أبو هريرة: وعدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوة الهند، فإن أدركتها أنفق فيها نفسي ومالي، فإن قتلتُ كنت أفضل الشهداء، وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر. للنسائي (¬1). ¬
6113 - ثوبان رفعه: ((عصابتان من أمتي أجارهما الله من النارِ عصابة تغزو الهند، وعصابةٌ تكون مع عيسى بن مريم)) للأوسط (¬1). ¬
6114 - عمران بن حصين رفعه: ((مقام الرجل في الصفِّ في سبيل الله أفضل من عبادته ستين سنةٍ)) ((للكبير)) و ((الأوسط)) والبزار بلين (¬1). ¬
6115 - أبو أمامة رفعه: ((ليس شيءٌ أحبَّ إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة دموع من خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران، فأثر في سبيل الله وأثر في فريضةٍ من فرائض الله)) للترمذي (¬1). ¬
فضل الشهادة والشهداء
فضل الشهادة والشهداء
6116 - ابن عباس رفعه: ((إنه لما أصيب إخوانكم بأحدٍ جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر، ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهبٍ معلقةٍ في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أننا أحياءٌ في الجنة؛ لئلا يزهدوا في الجنة، ولا ينكلوا عند الحرب. فقال الله تعالى: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ} [آل عمران: 169] إلى آخر الآيات)) لأبي داود (¬1). ¬
6117 - مسروق: سألنا عبد الله عن هذه الآية {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتاً} [آل عمران: 169] فقال: إنا سألنا عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أرواحهم في جوف طيرٍ خضرٍ، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئًا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل، ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد، أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرةً أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا)). لمسلم والترمذي وزاد: وتقرأ نبيًا السلام وتخبره أن قد رضينا ورضي عنا (¬1). ¬
6118 - أنس رفعه: ((ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة)) للشيخين، والترمذي، والنسائي (¬1). ¬
6119 - أبو هريرة: ذكر الشهداء عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى يبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيليهما في براحٍ من الأرض، وفي يد كلِّ واحدةٍ منهما حلةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها)) للقزويني (¬1). ¬
6120 - وعنه: قال رجلٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرًا محتسبًا، مقبلاً غير مدبر، أيكفر الله عنِّي سيئاتي؟ قال: ((نعم!)) ثم سكت ساعةً، قال: ((أين السائل آنفًا))؟ فقال الرجل: فها أنا ذا. قال: ((ما قلت))؟ قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرًا محتسبًا، مقبلاً غير مدبرٍ أيكفر الله عني سيئاتي؟ قال: ((نعم إلا الدين سارني به جبريل عليه السلام آنفًا)) للنسائي (¬1). ¬
6121 - أنس رفعه: ((القتل في سبيل الله يكفر كل خطيئةٍ)) فقال: جبريل إلا الدين، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إلا الدين)) للترمذي (¬1). ¬
6122 - ابن مسعود رفعه: ((القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة، والأمانة في الصلاة، والأمانة في الصوم، والأمانة في الحديث وأشد ذلك الودائع)) للكبير (¬1). ¬
6123 - المقدام بن معد يكرب رفعه: ((للشهيد عند الله ست خصالٍ: يغفر له أول دفعةٍ، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجةً من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه)) للترمذي (¬1). ¬
6124 - أبو الدرداء رفعه: ((يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيتهٍ)) لأبي داود (¬1). ¬
6125 - عمر رفعه: ((الشهداء أربعة: رجلٌ مؤمنٌ جيد الأيمان لقي العدو فصدق الله حتى قتل، فذلك الذي يرفع الناس أعينهم إليه يوم القيامة هكذا)). ورفع رأسه حتى سقطت قلنسوته، فلا أدري قلنسوة عمر أراد أم قلنسوة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((ورجل مؤمن جيدٌ الإيمان لقي العدو، فكأنما ضرب جلده بشوك طلحٍ من الجبن أتاه سهمٌ غربٌ فقتله، فهو في الدرجة الثانية، ورجلٌ مؤمنٌ خلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا، لقي العدو، فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الثالثة، ورجلٌ مؤمن أسرف على نفسه لقي العدو، فصدق الله حتى قتل، فذاك في الدرجة الرابعة)) للترمذي (¬1). ¬
6126 - عتبة بن عبد السلمي رفعه: ((القتلى ثلاثةٌ: مؤمنٌ جاهد بنفسه وماله في سبيل الله إذا لقى العدو قاتل حتى قتل، فذاك الشهيد الممتحن في جهة الله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة، ومؤمنٌ خلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل فمصمصةٌ تحت ذنوبهٍ وخطاياه، إن السيف محاء للخطايا وأدخل من أي الأبواب الجنة شاء، ومنافقٌ جاهد بنفسهٍ ومالهٍ، فإذا لقي العدو قاتل حتى يقتل فذاك في النار إن السيف لا يمحو النفاق)) للدارمي بضعفٍ وقال: يقال الثوب إذا غسل مصمص (¬1). ¬
6127 - البراء: أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ مقنعٌ بالحديد فقال: يا رسول الله أقاتل أو أسلم؟ قال: ((أسلم. ثم قاتل))، فأسلم ثم قاتل، فقتل. فقال - صلى الله عليه وسلم - ((عمل قليلاً وأجر كثيرًا)) للشيخين (¬1). ¬
6128 - رجل من الصحابة: أن رجلاً قال: يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: ((كفى ببارقة السيوف على رأسهِ فتنةً)) للنسائي (¬1). ¬
6129 - أبو هريرة رفعه: ((ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة)) للترمذي والنسائي (¬1). ¬
6130 - ابن مسعود رفعه: ((عجب ربنا تعالى من رجلٍ غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه، فعلم ما عليه، فرجع حتى أهريق دمه، فيقول الله تعالى لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبةً فيما عندي، وشفقةً مما عندي حتى أهريق دمه)) لأبي داود. زاد رزين: ((أشهدكم أني قد غفرت له)) (¬1). ¬
6131 - عبد الخبير بن ثابت بن قيس، عن أبيه، عن جده: جاءت امرأةٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال لها: أم خلادٍ، وهي منتقبةٌ تسأل عن ابن لها قتل في سبيل الله، فقيل لها: جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبةٌ؟ فقالت: إن أرزأ ابني فلم أرزأ حيائي. فقال لها - صلى الله عليه وسلم -: ((ابنك له أجر شهيدين)) قالت: ولم؟ قال: ((لأنه قتله أهل الكتاب)) لأبي داود (¬1). ¬
6132 - سهل بن حنيف رفعه: ((من سأل الله الشهادة بصدقٍ بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
6133 - أبو مالك الأشعري رفعه: ((من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد، أو وقصته فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشهِ بأي حتف ما شاء الله مات فهو شهيدٌ وإن له الجنة)) (¬1). ¬
6134 - حسناء بنت معاوية، حدثني عمِّي، قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: من في الجنة؟ قال: ((النبيُّ في الجنة، والشهيد في الجنة والمولود والوئيد في الجنة)). هما لأبي داود (¬1). ¬
6135 - أبو النضر بلغه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لشهداء أحدٍ ((هؤلاء أشهد عليهم)) فقال أبو بكر: ألسنا يا رسول الله بإخوانهم أسلمنا كما أسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا قال: ((بلى ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي)). فبكى أبو بكرٍ، ثم بكى، ثم قال: إنا لكائنون بعدك لمالك (¬1). ¬
6136 - أنس رفعه: ((الشهداء ثلاثةٌ: رجلٌ خرج بنفسه وماله محتسبًا في سبيل الله لا يريد أن يقاتل ولا يقتل يكثر سواد المسلمين، فإن مات أو قتل -[477]- غفرت له ذنوبه كلها، وأجير من عذاب القبر ويؤمن من الفزع ويزوج من الحور العين، وحلت عليه حُلة الكرامة، ويوضع على رأسه تاج الوقار والجلد الثاني خرج بنفسه وماله محتسبًا يريد أن يقتل ولا يقتل، فإن مات أو قتل كانت ركبته مع إبراهيم خليل الرحمن بين يدي الله تعالى {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيك مقتدر} [القمر: 55]، والثالث خرج بنفسه وماله محتسبًا يريد أن يقتل ويقتل، فإن مات أو قتل، جاء يوم القيامة شاهرًا سيفه، واضعه على عاتقه، والناس جاثون على الركب يقولون: ألا أفسحوا لنا فإنا قد بذلنا دماءنا لله تعالى، والذي نفسي بيده، لو قال ذلك إبراهيم خليل الرَّحمن أو لنبيٍ من الأنبياء لرحل لهم عن الطريق، لما يرى من واجب حقهم حتى يأتون منابر من نورٍ تحت العرش، فيجلسونَ عليها، ينظرون كيف يقضى بين الناس لا يجدون غم الموت ولا يقيمون في البرزخ ولا تفزعهم الصيحة، ولا يهمهم الحساب ولا الميزان ولا الصراط، ينظرون كيف يقضى بين الناس ولا يسألون شيئًا إلا أعطوه، ولا يشفعون في شيء إلا شفعوا فيه، ويعطون من الجنة ما أحبوا ويتبؤون من الجنة حيث أحبوا)) للبزار بضعف (¬1). ¬
6137 - أبو موسى: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في غزاةٍ فبارز رجلٌ من المشركين رجلاً من المسلمين، فقتله المشرك ثم برز له رجلٌ من المسلمين، فقتله المشرك، ثم جاء فوقف على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: علام تقاتلون؟ فقال: ديننا أن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وأن نفي الله بحقه، قال: والله إن هذا لحسن آمنت بهذا ثم تحول إلى المسلمين فحمل على المشركين فقائل حتى قتل، فحمل فوضع مع صاحبيه الذين قتلهما قبل ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هؤلاء أشد أهل الجنة تحابا)) ((للكبير)) و ((الأوسط)) (¬1). ¬
6138 - سعد بن جنادة رفعه: ((شهداء البحر أفضل من شهداء البر)) ((للكبير)) بخفي (¬1). ¬
6139 - أم حرام رفعته: ((المائد في البحر يصيبه القيء له أجر شهيدٍ، والغرق له أجر شهيدين)) لأبي داود (¬1). ¬
6140 - أبو الدرداء رفعه: ((غزوة في البحر مثل عشر غزواتٍ في البر والذي يسدر (¬1) في البحر كالمتشحط في دمه وفي سبيل الله)) للقزويني بلين (¬2). ¬
6141 - أبو هريرة رفعه: ((الشهداء خمسةٌ: المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله)) لمسلم ومالكٍ والترمذي بلفظهما (¬1). ¬
6142 - صفوان بن أمية رفعه: ((المطعون والمبطون والغرق والنفساء شهادة)) للنسائي (¬1). ¬
6143 - جابر رفعه: ((الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون والمبطون والغرق والحرق وصاحب ذات الجنب، والذي يموت تحت الهدم والمرأة تموت بجمعٍ)). لرزينٍ: قلت: كذا في الأصل هنا، وفي فصل البكاء من باب الموت أخرج الحديث بطوله عن جابر بن عتيك لمالكٍ وأبي داود والنسائي بلفظ: ((الشهداء سبعةٌ سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيدٌ، والغرق شهيدٌ وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمعٍ شهيدة)) والذي في نسخةٍ رزين التي عندي إنما هو أن جابر بن عتيك أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب فصاح به فلم يجبه -[479]- فاسترجع، وقال: غلبنا عليك يا أبا الربيع، وساق الحديث، وفي آخره: ((والمرأة تموت بجمعٍ شهيدة)). انتهى بلفظه فصحَّ أنه جابر بن عتيك عند رزين لا جابر بن عبد الله وقوله: ((شهيدة)) ظاهر في أن الحديث عنده بلفظ الثلاثة أيضًا (¬1). ¬
6144 - سعيد بن زيد رفعه: ((من قتل دون مالهٍ فهو شهيده، ومن قتل دون دمه فهو شهد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
6145 - سويد بن مقرن رفعه: ((من قتل دون مظلمة فهو شهيدٌ)) للنسائي (¬1). ¬
6146 - رجل من الصحابة: أغرنا على حي من جهينة فطلب رجلٌ من المسلمين رجلاً منهم فضربه فأخطأ وأصاب نفسه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أخاكم يا معشر المسلمين، فابتدره الناس، فوجدوه قد مات، فلفه - صلى الله عليه وسلم - بثيابه ودمه وصلى عليه ودفنه فقالوا: يا رسول الله أشهيدٌ هو؟ قال: ((نعم، وأنا له شهيد)) لأبي داود (¬1). ¬
6147 - العرباض بن سارية) رفعه: ((يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا في الذين يتوفون من الطاعون، فيقول الشهداء: قتلوا كما قتلنا ويقول المتوفون على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا، فيقول ربنا: انظروا إلى جراحهم فإن أشبهت جراح المقتولين فإنهم منهم ومعهم، فإذا جراحهم قد أشبهت جراحهم)) للنسائي (¬1). ¬
6148 - ابن عمر: أن عمر غسل وكفن وصلي عليه، وكان شهيدًا رحمه الله. لمالك (¬1). ¬
وجوب الجهاد وصدق النية فيه وآدابه
وجوب الجهاد وصدق النية فيه وآدابه
6149 - أبو هريرة رفعه: ((الجهاد واجبٌ عليكم مع كل أميرٍ برًا كان أو فاجرًا، والصلاة واجبةٌ عليكم خلف كل مسلمٍ برًا كان أو فاجرًا، وإن عمل الكبائر والصلاة واجبة على كل مسلم برًا كان أو فاجرًا، وإن عمل الكبائر)) لأبي داود (¬1). ¬
6150 - أنس رفعه: ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)) لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6151 - عائشة رفعته: ((لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا)) للشيخين (¬1). ¬
6152 - أبو هريرة رفعه: ((من مات ولم يغزو لم يحدث به نفسه مات على شعبةٍ من النفاق)). قال ابن المبارك رحمه الله: فنرى أن ذلك كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6153 - أبو أمامة رفعه: ((من لم يغز ولم يجهز غازيًا أو يخلف غازيًا في أهله بخير أصابه الله بقارعةٍ قبل يوم القيامة)) لأبي داود (¬1). ¬
6154 - أبو هريرة رفعه: ((لا تمنوا لقاء العدو، وإذا لقيتموهم فاصبروا)) للشيخين (¬1). ¬
6155 - سلمة بن نفيل الكندي: كنت جالسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل: يا رسول الله أذال الناس الخيل، ووضعوا السلاح، وقالوا: لا جهاد، وقد وضعت الحرب أوزارها فأقبل - صلى الله عليه وسلم - بوجهه، قال: ((كذبوا، الآن جاء القتال، ولا -[481]- يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزيغ الله لهم قلوب أقوامٍ ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة)). للنسائي مطولاً (¬1). ¬
6156 - ابن عمر [رفعه] (¬1): ((إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)). لأبي داود (¬2). ¬
6157 - أبو أمامة: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأى سكة أو شيئًا من آلة الحرث يقول: ((لا يدخل هذا بيت قومٍ إلا أدخله الله الذلَّ)). للبخاري (¬1). ¬
6158 - أبو موسى: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقاتل شجاعةً، ويقاتل حميةً، ويقاتل رياءً، أيُّ ذلك في سبيل الله؟ فقال: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
6159 - أبو أمامة: جاء رجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر، ماله؟ فقال: ((لا شيء له)) فأعادها ثلاث مرار يقول: ((لا شيء له)) ثم قال: ((إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتغي به وجهه)) (¬1). ¬
6160 - عبادة رفعه: ((من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالاً فله ما نوى)) (¬1). ¬
6161 - شداد بن الهاد: أن رجلاً من الأعراب جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمن به واتبعه ثم قال: أهاجر معك فأوصى به - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه، فلما كانت غزاة غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فقسم وقسم له فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوه إليه فقال: ما هذا؟ قالوا: قسمٌ قسم لك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذه فجاء به فقال: ما هذا؟ قال: قسمته لك. قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمى -[482]- إلى هاهنا- وأشار إلى حلقه- بسهم فأموت فأدخل الجنة. فقال: إن تصدق الله يصدقك، فلبثوا قليلاً، ثم نهضوا في قتال العدو فأتي به - صلى الله عليه وسلم - يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال: ((أهو هو))؟ قالوا: نعم. قال: ((صدق الله فصدقه)) ثم كفنه - صلى الله عليه وسلم - في جبة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثم قدمه فصلَّى عليه، فكان مما ظهر من صلاته: ((اللهمَّ هذا عبدك خرج مهاجرًا في سبيلك فقتل شهيدًا، أنا شهيدٌ على ذلك)). هي للنسائي (¬1). ¬
6162 - عبد الرحمن بن أبي عقبة، عن أبيه: وكان مولى من أهل فارس شهدت مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أحدًا فضربت رجلاً من المشركين، فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي، فالتفت إلي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((هلا قلت وأنا الغلام الأنصاري)) (¬1). ¬
6163 - قيس بن عبيد: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرهون الصوت عند القتال (¬1). ¬
6164 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان هو وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا، فوضعت الصلاة على ذلك (¬1). ¬
6165 - سمرة كان شعار المهاجرين: عبد الله، وشعار الأنصار عبد الرحمن (¬1). ¬
6166 - سلمة بن الأكوع: أمر علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - مرة أبا بكر في غزاةٍ فبيتنا أناسًا من المشركين نقتلهم، وقتلت أنا بيدي تلك الليلة سبعة أهل أبياتٍ، وكان شعارنا: أمت أمت. وفي روايةٍ: يا منصور أمت (¬1). ¬
6167 - كعب بن مالك: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا ناحيةً ورى بغيرها وكان يقول: ((الحرب خدعة)). هي لأبي داود (¬1). ¬
6168 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قال: ((اللهم أنت عضدي ونصيري، وبك أقاتل)) (¬1). ¬
6169 - المهلب: عمن سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن بيتكم العدو فقولوا: حم لا ينصرون)). هما لأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
6170 - معاذ رفعه: ((الغزو غزوان فأما من ابتغى وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريم، وياسر الشريك، واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجرٌ كله، وأما من غزا فخرًا ورياءً [وسمعةً] (¬1)، وعصى الإمام، وأفسد في الأرض فإنه لم يرجع بالكفاف)). لمالك وأبي داود والنسائي (¬2). ¬
6171 - ابن عمر: قال له رجل: أريد أن أبيع نفسي من الله فأجاهد حتى أقتل، فقال: ويحك، وأين الشروط؟ أين قوله: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} [التوبة: 112]. الآية. لرزين.
6172 - محمد بن الحجاج بن حسين بن السائب بن أبي لبابة، حدثني أبي، عن أبيه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ: ((كيف تقاتلونهم إذا لقيتموهم))؟ فقال عاصم بن ثابت: يا رسول الله، إذا كان القوم منَّا حيث ينالهم النبل كانت المراماة بالنبل، فإذا اقتربوا كانت لهم المراضخة بالحجارة حجرٌ في يده وحجران في حجزته، فإذا اقتربوا كانت المداعمة بالرماح، فإذا انتقضت الرماح كان الجلاد بالسيوف. فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((بهذا أنزلت الحرب من قاتل فليقاتل قتال عاصم)). ((للكبير)) ومحمد بن الحجاج مجهولٌ (¬1). ¬
6173 - مالك بلغني: أن عمر كان يقول: كرم المؤمن تقواه ودينه -[484]- حسبه ومروءته خلقه والجرأة والجبن غرائز يضعها الله حيث يشاء، فالجبان يفر عن أبيه وأمه، والجريء يقاتل عمن لا يئوب به إلى رحله، والقتل حتف من الحتوف، والشهيد من احتسب نفسه على الله (¬1). ¬
أحكام وأسباب تتعلق بالجهاد
أحكام وأسباب تتعلق بالجهاد
6174 - بريدة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أمر أميرًا على جيش أو سريةٍ أوصاه في خاصةِ نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: ((اغزوا بسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت عدَّوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصالٍ فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهمٍ إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فاسألهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن أبوا فاستعن بالله عليهم، وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تحفروا ذمة الله وذمة رسوله وإذا حاصرت أهل حصنٍ وأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا)). لأبي داود والنسائي ومسلم بلفظه (¬1). ¬
6175 - أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا بعث جيشًا قال: ((انطلقوا بسم الله، ولا تقتلوا شيخًا فانيًا ولا طفلاً صغيرًا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)). لأبي داود (¬1). ¬
6176 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغار على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلهم، وسبي ذراريهم وأصاب يومئذ جويرية. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
6177 - سمرة رفعه: ((اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شرخهم)) - يعني من لم ينبت منهم. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
6178 - يحيى بن سعيد: أن أبا بكرٍ بعث جيوشًا إلى الشام، فخرج يشيعهم فمشى مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربعٍ من تلك الأرباع فقال يزيد لأبي بكرٍ: إما أن تركب، وإما أن أنزل. فقال له: ما أنت بنازلٍ، ولا أنا براكبٍ، إني احتسب خطاي في سبيل الله، ثم قال: إنك ستجد قومًا زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فدعهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له، وستجد قومًا فحصوا عن أوساط رءوسهم من الشعر، فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف؛ فإني موصيك بعشر: لا تقتلن امرأةً ولا صبيًا ولا كبيرًا هرمًا، ولا تقطع شجرًا مثمرًا، ولا تخربن عامرًا، ولا تعقرن شاةً ولا بعيرًا؛ إلا لمأكلةٍ ولا تغرقنَّ نخلاً، ولا تحرقنه، ولا تغلوا ولا تجبنوا. لمالك (¬1). ¬
6179 - النعمان بن مقرن: غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوات فكان إذا طلع الفجر أمسك عن القتال حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قاتل، حتى إذا انتصف النهار أمسك حتى تزول الشمس، فإذا زالت قاتل حتى العصر، ثم أمسك حتى يصلي العصر، ثم قاتل، وكان يقول: ((عند هذه الأوقات تهيج رياح النصر ويدعو المؤمنون لجيوشهم في صلاتهم)). لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
6180 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما يغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان فإنا سمع أذانًا أمسك، وإلا أغار، فسمع رجلاً يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((على الفطرة))، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: ((خرجت من النار)) فنظر فإذا هو راعي معزٍ. للترمذي وأبي داود ومسلم بلفظه (¬1). ¬
6181 - عصام المزني: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيشًا أو سريةً يقول لهم: ((إذا رأيتم مسجدًا أو سمعتم مؤذنًا فلا تقتلوا أحد)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
6182 - جبير بن حية: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، فأسلم الهرمزان قال: إني مستشيرك في مغازي هذه. قال: نعم، مثلها ومثل من فيها من المسلمين مثل طائرٍ له رأسٌ وجناحان، وله رجلان، فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناحٍ والرأس، فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس فإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان، فالرأس كسرى، والجناح قيصر، والجناح الآخر فارس، فامرَّ المسلمين أن ينفروا إلى كسرى قال جبير بن حية فندبنا عمر واستعمل علينا النعمان بن مقرنٍ حتى إذا كنا بأرض العدو خرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفًا، فقام ترجمان فقال: ليكلمني رجلٌ منكم. فقال المغيرة: سل عمَّا شئت. فقال: ما أنتم؟ قال: نحن ناسٌ من العرب، كنا في شقاءٍ شديدٍ، وبلاءٍ سديدٍ، نمص الجلد والنوى من الجوع، ونلبس الوبر والشعر ونعبد الشجر والحجر، فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السموات ورب الأرضين إلينا نبيًّا من أنفسنا، نعرف أباه وأمَّه، فأمرنا نبينا رسول ربنا أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثله، ومن بقي منا يملك رقابكم. فقال النعمان: ربما أشهدك الله مثلها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم -[487]- يندمك ولم يخزك، ولكن شهدت القتال مع النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الرياح وتحضر الصلوة. للترمذي والبخاري بلفظه (¬1). ¬
6183 - أبو سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بعثًا إلى بني لحيان من هذيل، فقال: ((ليخرج من كل رجلين رجلٌ ثم قال للقاعد: أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج)). لمسلم وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
6184 - ابن عمر: بعثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في سريةٍ فحاص الناسُ حيصةً، فقدمنا المدينة. فاختبأنا بها وقلنا: هلكنا ثم أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: يا رسول الله نحن الفرارون. قال: ((بل أنتم العكارون وأنا فئتكم)). لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
6185 - عبد الله بن كعب بن مالك) أن جيشًا من الأنصار كانوا بأرض فارس مع أميرهم، وكان عمر يعقب له الجيوش في كل عام فشغل عنهم عمر فلما مرَّ الأجل قفل أهل ذلك الثغر، فاشتد عليهم، وأوعدهم وهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا عمر إنك غفلت وتركت فينا الذي أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من إعقاب بعض الغزية بعضًا. لأبي داود (¬1). ¬
6186 - ابن عباس رفعه: ((من فر من اثنين فقد فر ومن فر من ثلاثة فلم يفر)). ((للكبير)) (¬1). ¬
6187 - نجدة بن عامر الحروري: أنه كتب إلى ابن عباسٍ: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو بالنساء؟ وهل كان يضرب لهم بسهمٍ؟ كان يقتل الصبيان؟ ومتى ينقضي يتم اليتيم؟ والخمس لمن هو؟ فقال ابن عباس: لولا أن أكتم علمًا ما كتبت إليه كتبت تسألني: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو بالنساء؟ فقد كان يغزو بهنَّ فيداوين الجرحى، ويحذين من الغنيمة، وأما سهم فلم يضرب لهن، وإنه لم يكن يقتلُ -[488]- الصبيان فلا تقتل الصبيان إلا أن تكون تعلم ما علم الخضر من الصبيِّ الذي قتل. وزاد في أخرى: وتميز المؤمن فتقتل الكافر وتدع المؤمن، وأما اليتيم فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه، ضعيف العطاء منها، وإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم، وأما الخمس فإنا نقول: هو لنا فأبى علينا قومنا ذاك (¬1). ¬
6188 - وفي روايةٍ: كتب نجدة يسأل عن أشياء، وعن المملوك أله في الفيء شيء؟ فقال ابن عباسٍ: لولا أن يأتي أحموقةٌ ما كتبتُ، أما المملوك فكان يحذى. لمسلم وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
6189 - وللنسائي عن يزيد بن هرمز: أنا كتبت كتاب ابن عباس إلى نجدة، كتب إليه: كتبت تسألني عن سهم ذي القربى لمن هو؟ وهو لنا أهل البيت وقد كان عمر دعانا أن ينكح منه أيمنا ويحذى منه عائلنا ويقضى منه عن غارمنا فأبينا إلا أن يسلمه إلينا وأبى ذلك فتركناه عليه (¬1). ¬
6190 - الربيع بنت معوذ: لقد كنا نغزو مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لنسقي القوم ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة. للبخاري (¬1). ¬
6191 - أم عطية: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات أخلفهم في رحالهمٍ: فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى. لمسلم (¬1). ¬
6192 - حمزة الأسلمي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره على سريةٍ، قال: فخرجت فيها، وقال: ((إن وجدتم فلانًا فأحرقوه بالنار))، فوليت فناداني فرجعت إليه فقال: ((إن وجدتم فلانًا فاقتلوه، ولا تحرقوه، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار)) (¬1). ¬
6193 - أسامة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عهد إليه قال: أغر على ابُنْيَ صباحًا، وحرق، قيل لأبي مسهرٍ: أبنى. قال: نحن أعلم، هي يبنا فلسطين (¬1). ¬
6194 - ابن يعلى: غزونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فأتي بأربعة أعلاجٍ من العدوِّ فأمر بهم فقتلوا بالنبل صبرًا (¬1). ¬
وفي روايةٍ: بالنبل صبرًا، فبلغ ذلك أبا أيوب الأنصاري فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن القتل الصبر، فوالذي نفسي بيده لو كانت دجاجة ما صبرتها فبلغ ذلك عبد الرحمن بن خالدٍ فأعتق أربع رقابٍ. هي لأبي داود (¬1). ¬
6196 - ابن عمرو بن العاص رفعه: ((ما من غازيةٍ تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث، وإن لم يصيبوا غنيمةً تمَّ لهم أجرهم)). لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6197 - أنس رفعه: ((لقد تركتم بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا، ولا أنفقتم من نفقةٍ، ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه))، قالوا: يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال: ((حبسهم العذر)) (¬1). ¬
6198 - أبو هريرة رفعه: ((عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل يعني: الأسير يوثق ثم يسلم)). هما للبخاري وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
6199 - أنس: أن فتىً من أسلم قال: إني أريد الغزو يا رسول الله وليس معي مالٌ أتجهز به. قال: ((ائت فلانًا فإنَّه كان قد تجهز فمرض فأتاه)) فقال: إن -[490]- النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرئك السلام ويقول: أعطني الذي تجهزت به فقال: يا فلانة لأهله أعطيه الذي تجهزت به، ولا تحبسي عنه شيئًا منه، فوالله لا تحبسي منه شيئًا فيبارك لك فيه. لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
6200 - سمرة قال: أما بعد فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى خيلنا خيل الله إذا فزعنا، وكان يأمرنا إذا فزعنا بالجماعة والصبر والسكينة إذا قاتلنا. لأبي داود (¬1). ¬
6201 - ابن عباس رفعه: ((خير الصحابة أربعةٌ وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلافٍ، ولن تغلب اثنا عشر ألفا من قلةٍ)). للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
6202 - أبو أمامة: لقد فتح الفتوح قومٌ ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة، إنما كانت حليتهم العلابى والآنك والحديد. للبخاري (¬1). ¬
6203 - أبو طلحة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاث ليالٍ. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
6204 - ابن عمر: كان إذا أعطى شيئًا في سبيل الله يقول لصاحبه: إذا بلغت وادي القرى فشأنك به. لمالك (¬1). ¬
6205 - عمران بن حصين: كانت ثقيف حلفاء لبني عقيلٍ، فأسرت ثقيف رجلين من الصحابة، وأسر الصحابة رجلاً من بني عقيل، وأصابوا معه العضباء، فأتى عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو في الوثاق فقال: يا محمد فأتاه، فقال: ((ما شأنك))؟ فقال: بم أخذتني، وبم أخذت سابقة الحاج يعني: العضباء-؟ فقال: أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف))، ثم انصرف عنه فناداه يا محمد، يا محمد وكان -[491]- صلى الله عليه وسلم - رحيمًا رفيقًا، فرجع إليه فقال: ((ما شأنك))؟ قال:: إني مسلمٌ، قال: ((لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح)) ثم انصرف عنه فناداه: يا محمد يا محمد، فأتاه فقال: ((ما شأنك))؟ فقال: إني جائعٌ، فأطعمني وظمآن فاسقني، قال: ((هذه حاجتك)) ففدى بالرجلين وأسرت امرأة من الأنصار وأصيبت العضباء، فكانت المرأة في الوثاق، وكان القوم يريحون نعمهم بين يدي بيوتهم، فانفلتت ذات ليلةٍ من الوثاق فأتت الإبل فجعلت إذا دنت من البعير رغى فتتركه حتى تنتهي إلى العضباء فلم ترغ وهي ناقة منوقة. وفي روايةٍ: مجرسةٌ فقعدت في عجزها، ثم زجرتها فانطلقت، ونذروا بها فطلبوها فأعجزتهم، ونذرت لله إن نجاها الله عليها لتنحرنها، فلما قدمت المدينة رآها الناس. فقالوا: العضباء ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إنها نذرت إن نجاها الله عليها أن تنحرها فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكروا ذلك له فقال: ((سبحان الله، بئس ما جزتها نذرت لله إن نجاها الله عليها لتنحرنها، لا وفاء لنذر في معصيةٍ، ولا فيما لا يملك العبد)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
6206 - ابن عباس: أن المشركين أرادوا أن يشتروا جسد رجلٍ من المشركين فأبى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبيعهم. للترمذي (¬1). ¬
6207 - فيروز الديلمي: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - برأس الأسود العنسي (¬1). ¬
6208 - عمرو بن العاص أنه لما بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى غزوة ذات السلاسل منع الناس أن يوقدوا نارًا ثلاثًا، وحين هزم العدو منع الناس أن يطلبوا العدو، فشكوا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رجعوا فقال: يا رسول الله كانوا قليلاً فكرهت أن يطلبوا العدو وخفت أن يكون لهم مادة فيعطفون عليهم، ونهيتهم أن يوقدوا نارًا؛ خشية أن يرى العدو قلتهم، فحمد - صلى الله عليه وسلم - -[492]- أمره. هما ((للكبير)) (¬1). ¬
6209 - نافع أن عبدًا لابن عمر أبق وأن فرسًا غار فأصابهما المشركون ثم غنمهما المسلمون فردا على عبد الله بن عمر، وذلك قبل أن تصيبهم المقاسم. للبخاري وأبي داود و ((الموطأ)) بلفظه (¬1). ¬
الأمان والهدنة والجزية ونقض العهد والغدر
الأمان والهدنة والجزية ونقض العهد والغدر
6210 - عثمان بن أبي حازم، عن أبيه، عن جدِّه صخرٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا ثقيفًا، فلما سمع صخر ركب في خيلٍ يمده فوجده - صلى الله عليه وسلم - قد انصرف ولم يفتح فجعل صخرٌ عهدًا لله وذمته أن لا يفارق هذا القصر حتى ينزلوا على حكم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكمه، فكتب إليه صخر: أما بعد فإن ثقيفًا قد نزلت على حكمك يا رسول الله، وإني مقبل بهم وهم في خيلٍ، فأمر - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة جامعةً، فدعا لأحمس عشر دعوات: ((اللهم بارك لأحمس في خيلها ورجالها))، وأتاه القوم فكلمه المغيرة بن شعبة فقال: يا رسول الله إن صخرًا أخذ عمتي وقد دخلت فيما دخل فيه المسلمون فدعاه فقال: ((يا صخر، إن القوم إذا أسلموا فقد أحرزوا دماءهم وأموالهم، فادفع إلى المغيرة عمته)). فدفعها إليه، وسأل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ماءً كان لبني سليم قد هربوا عن الإسلام وتركوا ذلك الماء؟ أنزل فيه أنا وقومي فأنزله، وأسلموا يعني: السلميين، فأتوا صخرًا وسألوه أن يدفع إليهم الماء فأبى فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعاه فقال: ((يا صخر إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم فادفع إلى القوم ماءهم)) قال: نعم يا نبي الله، ورأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتغير عند ذلك حمرةً؛ حياءً من أخذه الجارية وأخذه الماء. لأبي داود (¬1). ¬
6211 - يزيد بن عبد الله: كنا بالبصرة فإذا رجلٌ أشعث بيده قطعة أديم أحمر قلنا: كأنك من أهل البادية؟ قال: أجل، قلنا: ناولنا هذه القطعة التي -[493]- في يدك فناولنا هي فإذا فيها، من محمدٍ رسول الله إلى بني زهير بن أقيش إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآتيتم الخمي من المغنم وسهم رسول الله وسهم الصفي أنتم آمنون بأمان الله ورسوله فقلنا: من كتب هذا الكتاب؟ قال: النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6212 - عامر بن شهرٍ: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت لي همدان هل أنت آتٍ هذا الرجل ومرتاد لنا؟ فإن رضيت لنا شيئًا قبلناه وإن كرهت شيئًا كرهناه. قلت: نعم فقدمت عليه - صلى الله عليه وسلم - فرضيت أمره وأسلم قومي وكتب هذا الكتاب إلى عمير ذي مرانٍ وبعث - صلى الله عليه وسلم - مالك بن مرارة الرهاوي إلى اليمن جميعًا فأسلم عك ذي خيوان فقيل لعك انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخذ منه الأمان على بلدك ومالك فقدم فكتب له - صلى الله عليه وسلم -: بسم الله الرحمن الرحيم لعك ذي حيوان إن كان صادقًا في عرضه وماله ورقيقه فله الأمان وذمة الله وذمة محمدٍ رسول الله وكتبه خالد بن سعيد بن العاص (¬1). ¬
6213 - كعب بن مالك: أن كعب بن الأشرف كان يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم - ويحرض عليه كفار قريش فكان - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة وفيها مشركون يعبدون الأوثان واليهود يؤذونه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فأمره الله تعالى بالصبر والعفو ففيهم نزل {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً} [آل عمران: 186] فأبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر - صلى الله عليه وسلم - سعد ابن معاذ أن يبعث إليه من يقتله فقتله محمد بن مسلمة وذكر قصة قتله فلما قتلوه فزعت اليهود والمشركون فغدوا إليه - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: طرق صاحبنا وقتل فذكر لهم - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يقول ثم دعاهم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتابًا ينتهون إلى ما -[494]- فيه فكتب بينه وبين المسلمين عامةً صحيفةً (¬1). ¬
6214 - ابن عباس صالح النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل نجران على ألفي حلةٍ النصف في صفرٍ والنصف في رجب يؤدونها إلى المسلمين وعاريةً ثلاثين درعًا وثلاثين فرسًا وثلاثين بعيرًا وثلاثين من كل صنفٍ من أصناف السلاح يغزون بها والمسلمون ضامنون لها حتى يردوها عليهم إن كان باليمن كيد ذات غدر على أن لا يهدم لهم بيعة ولا يخرج لهم قس ولا يفتنوا عن دينهم ما لم يحدثوا حدثًا أو يأكلوا الربا. هي لأبي داود (¬1). ¬
6215 - زياد بن حدير قال علي: لئن بقيت لنصارى بني تغلب لأقتلن المقاتلة ولأسبين الذرية فإني كتبت الكتاب بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن لا ينصروا أولادهم. قال أبو داود: هذا حديث منكرٌ كذا ذكره رزين ولم أجده في كتاب أبي داود قلت هو في أبي داود قبل حديث ابن عباس المتقدم بلا فاصل وفي آخره بلغني عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارًا شديدًا قال أبو علي: ولم يقرأه أبو داود في العرصة الثانية. اهـ. فظاهر كلام اللؤلؤي أنه لم يوجد هذا الحديث عند كل رواة أبي داود فلهذا لم يجده المصنف في أصله (¬1). ¬
6216 - العرباض بن سارية: نزلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر ومعه من معه من أصحابه وكان صاحب خيبر رجلاً ماردًا منكرًا فأقبل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، لكم أن تذبحوا حمرنا وتأكلوا ثمرنا وتضربوا نساءنا، فغضب - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((يا ابن عوف اركب فرسك ثم ناد إن الجنة لا تحل إلا لمؤمنٍ وأن اجتمعوا للصلاة)) فاجتمعوا ثم صلى بهم - صلى الله عليه وسلم - ثم قام فقال: ((أيحسب أحدكم متكئًا على أريكته قد يظن أن الله لم يحرم شيئًا إلا ما في هذا القرآن ألا إني والله -[495]- لقد وعظت وأمرت ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر وإن الله لم يحل لكم ضرب أهل الكتاب إلا بإذن ولا ضرب نسائهم ولا أكل ثمارهم إذا أعطوا الذي عليهم)) (¬1). ¬
6217 - رجل من جهينة رفعه: ((لعلكم تقاتلون قومًا فتظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم وذراريهم فيصالحونكم على صلحٍ فلا تصيبوا منهم فوق ذلك فإنه لا يصلح لكم)). هما لأبي داود (¬1). ¬
6218 - نافع: لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر، قام عمر خطيبًا فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عامل يهود خيبر على أموالهم، وقال: ((نقركم ما أقركم والله)). وإنَّ عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك، فعدي عليه من الليل، ففدعت يداه ورجلاه، وليس له هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم. فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني الحقيق، فقال: يا أمير المؤمنين، أتخرجنا وقد أقرنا محمد، وعاملنا على الأموال، وشرط لنا ذلك؟ فقال عمر: أظننت أني نسيت قوله - صلى الله عليه وسلم - لك: ((كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة؟)). فقال: كان ذلك هزيلةً من أبي القاسم، فقال: كذبت يا عدو الله، إنه لقولٌ فصلٌ وما هو بالهزل، فأجلاهم عمر، وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر، مالاً وإبلاً وعروضًا من أقتابٍ وحبال وغير ذلك. للبخاري (¬1). ¬
6219 - وله ولمسلم عن ابن عمر: أن عمر أجلاهم إلى تيماء وأريحاء (¬1). ¬
6220 - ابن عمر: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل خيبر، فقاتلهم حتى ألجأهم إلى قصرهم، وغلبهم على الأرض والزرع والنخل، فصالحوه، على أن يجلوا منها ولهم ما حملت ركابهم، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصفراء والبيضاء والحلقة -[496]- وهي السلاح، ويخرجون منها، واشترط عليهم أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئًا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد، فغيبوا مسكًا فيه مالٌ وحلىُّ لحييِّ بن أخطب، كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير، فقال - صلى الله عليه وسلم - لعم حيي واسمه سعية: ((ما فعل مسك حيي الذي جاء به من من بني النضير؟)). قال: أذهبته النفقات والحروب، فقال: العهد قريب والمال أكثر من ذلك وقد كان حيي قتل قبل ذلك، فدفع - صلى الله عليه وسلم - سعية إلى الزبير، فمسه بعذاب، فقال: قد رأيت حييًا يطوف في خربةٍ ههنا، فذهبوا، فطافوا، فوجدوا المسك في الخربة، فقتل - صلى الله عليه وسلم - ابني أبي الحقيق، أحدهما زوج صفية بنت حييِّ، وسبا نساءهم وذراريهم، وقسم أموالهم بالنكث الذي نكثوا، وأراد أن يجليهم منها، فقالوا: يا محمد، دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها، ولم يكن له - صلى الله عليه وسلم - ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، وكانوا لا يفرغون أن يقوموا عليها، فأعطاهم خيبر على أنَّ لهم الشطر من كل زرعٍ وشيءٍ ما بدا للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري وأبي داود مطولاً (¬1). ¬
6221 - الزهري: أن بعض خيبر فتح عنوةً وبعضها صلحًا، والكتيبة أكثرها عنوةً، وفيها صلح. قيل لمالكٍ: ما الكتيبة؟ قال: أرض خيبر، وهي أربعون ألف عذقٍ. لأبي داود (¬1). ¬
6222 - سليم بن عامر: كان بين معاوية بين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم ليقرب، حتى إذا انقضى العهد، غزاهم، فجاءه رجل على دابةٍ أو فرسٍ وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر، وفاءٌ لا غدرٌ، فإذا هو عمرو بن عبسة، فأرسل إليه معاوية، فسأله فقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من كان بينه وبين قوم عهدٌ فلا يشد عقدةً ولا يحلها حتى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواءٍ)) فرجع معاوية. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
6223 - صفوان بن سليم: عن عدةٍ من أبناء الصحابة، عن آبائهم رفعوه: ((من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفسٍ فأنا حجيجه يوم القيامة)) (¬1). ¬
6224 - أبو رافع: بعثني قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأيته ألقي في قلبي الإسلام، فقلت: يا رسول الله، لا أرجع إليهم أبدًا، فقال: (إني لا أخيس بالعهد، ولا أحبس البرد، ولكن ارجع، فإن كان في -[497]- نفسك الذي في نفسك الآن فارجع) فذهبت، ثم أتيته - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمت. هما لأبي داود. وقال: كان أبو رافع قبطيًا، وإنما كانوا يردون أول الزمان، وأمَّا الآن فلا يصلح (¬1). ¬
6225 - سلمة بن نعيم، عن أبيه: قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول حين قرأ كتاب مسيلمة للرسل: ((ما تقولان أنتما؟)) قالا: نقول كما قال، قال: ((أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما)). لأبي داود (¬1). ¬
6226 - عمر: كتب إلى عامل جيش كان بعثه، أنه بلغني أن رجالاً منكم يطلبون العلج، حتى إذا اشتد في الجبل وامتنع، قال رجل مترس يقول: لا تخف، فإذا أدركه قتله، وإني والذي نفسي بيده لا أعلم مكان أحد فعل إلا ضربت عنقه. لمالكٍ (¬1). ¬
6227 - عائشة: إن كانت المرأة لتجير على المؤمنين فيجوز. لأبي داود (¬1). ¬
6228 - مالك بلغني: أن ابن عباسٍ قال: ما ختر قوم بالعهد إلا سلط عليهم العدو (¬1). ¬
6229 - معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما وجهه إلى اليمن أمره أن يأخذ من كل حالم يعني محتلمًا دينارًا أو عدله من المعافري: ثياب تكون باليمن. لأبي داود (¬1). ¬
6230 - أسلم: أن عمر ضرب الجزية على أهل الذهب: أربعة دنانير، وعلى أهل الورق أربعين درهمًا، مع ذلك أرزاق المسلمين، وضيافة ثلاثة أيام. لمالك (¬1). ¬
6231 - ابن عباس: جاء رجلٌ من الأسديين من أهل البحرين وهم مجوس هجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فمكث عنده ثم خرج فسألته: ما قضى الله ورسوله فيكم؟ قال: شر. قلت: مه؟ قال: الإسلام أو القتل، وكان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن بن الأسيدي عوفٍ فلما خرج سئل فقال: قبل منهم الجزية فأخذ الناس بقول عبد الرحمن وتركوا حديثي أنا عن الأسيدي. لأبي داود (¬1). ¬
6232 - بجالة بن عبدة: كنت كاتبًا لجزء بن معاوية عم الأحنف فجاء كتاب عمر قبل موته بسنةٍ أن اقتلوا كل ساحرٍ وساحرةٍ، وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس، وأنههم عن الزمزمة فقتلنا ثلاث سواحر وجعلنا نفرق بين كل رجلٍ من المجوس وحريمه في كتاب الله، وصنع طعامًا كثيرًا فدعاهم فعرض السيف على فخذه فأكلوا فلم يزمزموا فألقوا وقر بغلٍ أو بغلين من الورق، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذها من مجوس هجر. للبخاري والترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
6233 - جعفر بن محمد، عن أبيه: أن عمر ذكر المجوس فقال: ما أدري كيف أصنع في أمرهم، فقال عبد الرحمن بن عوف: أشهد لسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((سنوا بهم سنة أهل الكتاب)) (¬1). ¬
6234 - ابن شهاب بلغني: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ الجزية من مجوس البحرين، وأن عمر أخذها من مجوس فارس، وأن عثمان أخذها من البربر. هما لمالك (¬1). ¬
6235 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة فأخذوه فأتوا به فحقن له دمه وصالحه على الجزية (¬1). ¬
6236 - عمر بن عبد العزيز: كتب إلى من سأله عن أمورٍ من الفيء ذلك ما حكم به عمر بن الخطاب فرآه المؤمنون عدلاً موافقًا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه، فرض الأعطية وعقد لأهل الأديان ذمةً فيما فرض عليهم الجزية لم يضرب فيها بخمسٍ ولا مغنم. هما لأبي داود (¬1). ¬
6237 - ابن عمر: أن عمر كان يأخذ من النبط من الحنطة والزيت نصف العشر، يريد بذلك أن يكثر الحمل إلى المدينة ويأخذ من قطنية العشر (¬1). ¬
6238 - السائب بن يزيد: كنت عاملاً مع عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ في زمن عمر فكنا نأخذ من النبط العشر، قال مالكٌ: سألت ابن شهابٍ على أيِّ وجهٍ كان يأخذ عمر من النبط العشر؟ فقال: كان ذلك يؤخذ منهم في الجاهلية فألزمهم ذلك عمر. هما لمالك (¬1). ¬
6239 - أبو هريرة رفعه: ((منعت العراق قفيزها ودرهمها ومنعت الشام مديها ودينارها ومنعت مصر أردبها ودينارها ثم عدتم من حيث بدأتم)) قالها زهيرٌ ثلاث مراتٍ شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه. لمسلم وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
6240 - ابن عباس رفعه: ((لا تصلح قبلتان في أرض واحدةٍ، وليس على مسلمٍ جزيةٌ)). قال سفيان: معناه إذا أسلم الذمي بعدما وجبت الجزية عليه بطلت عنه. لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
6241 - أبو الدرداء رفعه: ((من أخذ أرضًا بجزيتها فقد استقال هجرته ومن نزع صغار كافرٍ من عنقه فجعله في عنق نفسه فقد ولى الإسلام ظهره. لأبي داود بقصة)) (¬1). ¬
6242 - غرفة بن الحارث: أنه دعا إلى الإسلام نصرانيًا فذكر النصراني النبي - صلى الله عليه وسلم - فتناوله فرفع ذلك إلى عمرو بن العاص. فقال: قد أعطيناهم العهد، فقال عرفة: معاذ الله أن نكون أعطيناهم العهود والمواثيق على أن يؤذونا في الله ورسوله، إنما أعطيناهم على أن نخلي بينهم وبين كنائسهم يقولون فيها ما بدا لهم، وأن لا نحملهم ما لا طاقة لهم به وأن نقاتل من ورائهم وأن نخلي بينهم وبين أحكامهم إلا أن يأتونا فنحكم بينهم بما أنزل الله فقال عمروٌ صدقت. ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
6243 - عوف بن مالك: أنه أبصر نصرانيًا يسوق امرأةً فنخس بها فصرعت فتجللها فضربته بخشبة معي فشججته فانطلقت إلى معاذ بن جبل فقلت: أجرني من عمر وخشيت عجلته فأتي عمر فأخبره فجمع بيننا فلم يزل بالنصراني حتى اعترف، فأمر له بخشبةٍ فنحتت، ثم قال: لهؤلاء عهد ففوا لهم بعهدهم ما وفوا لكم، فإذا بدلوا فلا عهد لهم وأمر به فصلب. ((للكبير)) (¬1). ¬
6244 - ابن عمر رفعه: ((إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال: هذه غدرة فلانٍ)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
6245 - أبو سعيد رفعه: ((لكل غادرٍ لواء عند استه يوم القيامة)) (¬1). ¬
6246 - وفي رواية: ((لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته ألا ولا غادر أعظم غدرًا من أمير عامة)). لمسلم (¬1). ¬
الغنائم والغلول ونحوه
الغنائم والغلول ونحوه
6247 - مجمع ابن جارية الأنصاري: لما انصرفنا عن الحديبية إذا الناس يهزون الإبل فقلنا ما للناس؟ فقالوا: أوحى للنبي - صلى الله عليه وسلم - فسرنا نوجف الإبل فوجدناه بكراع الغميم واقفًا على راحلته فلما اجتمع الناس قرأ علينا {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} [الفتح:1] قال رجل أفتح هو؟ قال: نعم والذي نفس محمد بيده إنه لفتح حتى بلغ {وَعَدَكُمُ الله مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِه} [الفتح: 20] يعني خيبر فلما انصرفنا غزونا خيبر فقسمت على أهل الحديبية وكانوا ألفًا وخمسمائة منهم ثلاثمائة فارس فقسمها على ثمانية عشر سهما فأعطى الفارس سهمين والراجل سهمًا. لأبي داود (¬1). ¬
6248 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسهم لرجل ولفرسه ثلاثة أسهم سهما له وسهمين لفرسه. للشيخين والترمذي وأبى داود بلفظه (¬1). ¬
6249 - ابن الزبير: ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر للزبير أربعة أسهم سهم للزبير وسهم لذي القربي بصفية أمه وسهمان للفرس. للنسائي (¬1). ¬
6250 - بشير بن يسار: لما أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - خيبر قسمها على ستة وثلاثين سهما جمع كل سهم مائة سهم فعزل نصفها لنوائبه وما ينزل به الوطيحة والكتيبة وما أحيز معهما وعزل النصف الآخر فقسمه بين المسلمين الشق والنطاءة وما أحيز معهما وكان سهمه - صلى الله عليه وسلم - فيما أحيز معهما (¬1). ¬
6251 - وفي روايةٍ: الوطيح والكتيبة والسلاليم (¬1). ¬
6252 - ابن شهاب: خمس النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر ثم قسم سائرها على من شهدها ومن غاب عنها من أهل الحديبية (¬1). ¬
6253 - حشرج بن زياد، عن جدته أم أبيه: خرجت في غزاة خيبر سادسة ستِّ نسوةٍ فبلغ ذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فبعث إلينا فجئنا فرأينا فيه الغضب فقال مع من خرجتن وبإذن من خرجتن؟ فقلنا خرجنا نغزل الشعر ونعين به في سبيل الله ونناول السهام ومعنا دواءٌ للجرحى ونسقي السويق قال قمن إذا حتى إذا فتح الله عليهم خيبر أسهم لنا كما أسهم للرجال فقلت لها يا جدة ما كانت ذلك؟ قالت: تمرًا. هي لأبي داود (¬1). ¬
6254 - عمير مولى أبى اللحم: شهدت خيبر مع ساداتي فكلموا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلدت سيفًا فإذا أنا أجره وأخبر أني مملوكٌ فأمر لي بشيءٍ من خرثي المتاع وعرضت عليه رقيةً كنت أرقى بها المجانين فأمرني بطرح بعضها وحبس بعضها. لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
6255 - الزهري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسهم لقومٍ من اليهود قاتلوا معه. للترمذي (¬1). ¬
6256 - جابر: كنت أمنح أصحابي الماء يوم بدرٍ. لأبي داود وقال معناه أنه لم يسهم له (¬1). ¬
6257 - أبو موسى: قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفر من الأشعريين بعد أن افتتح خيبر فقسم لنا ولم يقسم لأحدٍ ممن لم يشهد الفتح غيرنا. لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
6258 - أبو هريرة: أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر بعدما افتتحوها فقلت يا رسول الله أسهم لي فقال بعض بني سعيدٍ بن العاص: لا تسهم لهم يا رسول الله فقلت: هذا قاتل ابن قوقل فقال: ((واعجبًا لوبرٍ)) تدلى علينا من قدوم ضأن ينعى علي قتل رجلٍ مسلم أكرمه الله على يدي ولم يهني على يديه قال عنبسة فلا أدري أسهم له أم لا. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
6259 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يعني يوم بدرٍ إن عثمان انطلق في حاجة الله وحاجة رسوله وإنِّي أبايع له فضرب له بسهمٍ ولم يضرب لأحد غاب غيره. لأبي داود (¬1). ¬
6260 - أبو هريرة رفعه: ((أيما قرية أتيتموها أو أقمتم فيها فسهمكم فيها، وأيما قرية عصت الله ورسوله فإنَّ خمسها لله وللرسول وهي لكم)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
6261 - بعض الصحابة: كنا نأكل الجزور في الغزو ولا نقسمه حتَّى إن كنا لنرجع إلى رحالنا وأخرجتنا منه مملوءة. لأبي داود (¬1). ¬
6262 - ابن عمر: كنَّا نصيب في مغازينا العسل والعنب فنأكله ولا نرفعه. للبخاري (¬1). ¬
6263 - عائشة) أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظبيةٍ فيها خرزٌ فقسمها للحرة والأمة وقالت كان أبي يقسم للحرِّ والعبد. لأبي داود (¬1). ¬
6264 - أبو هريرةى رفعه: ((غزا نبيٌّ من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجلٌ ملك بضع امرأةٍ وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ولا أحد بنى بيوتًا ولم يرفع سقوفها ولا رجلٌ اشترى غنمًا أو خلفاتٍ وهو ينتظر ولادها فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبًا من ذلك فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمورٌ اللهم احبسها علينا فحبست حتى فتح الله عليه فجمع الغنائم، فجاءت - يعني: النَّار - لتأكلها فلم تطعمها فقال إن فيكم غلولاً فليبايعني من كل قبيلةٍ رجلٌ فلزقت -[504]- يد رجلٍ بيده فقال إن فيكم الغلول فجاءوا برأسٍ مثل رأس بقرةٍ من الذهب فوضعها فجاءت النار فأكلتها فلم تحل الغنائم لأحدٍ قبلنا ثم أحلَّ الله لنا الغنائم رأى ضعفنا وعجزنا فأحلَّها لنا)) (¬1). ¬
6265 - وعنه: قام فينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يومٍ فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره حتى قال: ((لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء، يقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرسٌ له حمحمة، فيقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفسٌ لها صياحٌ، فيقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك، لا ألفينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت، فيقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك)). هما للشيخين (¬1). ¬
6266 - سمرة رفعه: ((من كتم غالاً، فإنه مثله)) (¬1). ¬
6267 - ابن عمرو بن العاص: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أصاب غنيمةً أمر بلالاً فنادي في الناس فيجيئون بغنائمهم فيخمسه ويقسمه فجاء رجل يومًا بعد النداء بزمامٍ من شعرٍ فقال يا رسول الله هذا كان فيما أًبناه من الغنيمة فقال: ((أسمعت بلالاً ينادي ثلاثًا؟)) قال: نعم، قال: فما منعك أن تجيء به؟ فاعتذر إليه فقال: ((كلا أنت تجيء به [يوم القيامة] (¬1) فلن أقبله منك)). هما لأبي داود (¬2). ¬
6268 - أبو هريرة: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر ففتح الله علينا فلم نغنم ذهبًا ولا ورقًا غنمنا المتاع والطعام والثياب ثم انطلقنا إلى الوادي يعني وادي القرى ومعه - صلى الله عليه وسلم - عبدٌ له وهبه له رجلٌ من جذام يدعى رفاعة بن زيد من بني الضبيب فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحلُّ رحله فرمى بسهمٍ فكان فيه حتفه فقلنا هنيئًا له الشهادة يا رسول الله قال: ((كلا والذي نفس محمدٍ بيده إن الشملة -[505]- لتلتهب عليه نارًا أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم)) ففزع الناس فجاء رجلٌ بشراكٍ أو شراكين فقال: أصبته يوم خيبر فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((شراك من نارٍ أو شراكان)). للستة إلا الترمذي (¬1). ¬
6269 - ابن عمرو بن العاص: كان على ثقل النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ يقال له كركرة فمات، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءةً قد غلَّها)). للبخاري (¬1). ¬
6270 - أبو رافع: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بالنقيع فقال: ((أف لك أف لك أف لك)) فكبر ذلك في ذرعي فاستأخرت وظننت أنه يريدني فقال لي: ((مالك امش)) قلت: أحدث حدثًا فقال: وما ذاك؟ قلت: أففت بي قال: لا. ((ولكن هذا فلانٌ رجل بعثته ساعيًا على بني فلانٍ فغلَّ نمرةً فدرع الآن مثلها من نارٍ)). للنسائي (¬1). ¬
6271 - زيد بن خالد: أنَّ رجلاً من الصحابة توفي يوم خيبر فذكر له - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((صلُّوا على صاحبكم)) فتغيرت وجوه الناس لذلك، فقال: ((إن صاحبكم غلَّ في سبيل الله)) ففتشنا متاعه فوجدنا خرزًا من خرز يهود لا يساوي درهمين. لمالك وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6272 - عبد الله بن المغيرة بلغه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى الناس في قبائلهم يدعو لهم وأنه نزل قبيلةً من القبائل وأن القبيلة وجدوا في بردعة رجلٍ منهم عقد جزعٍ غلولاً فأتاهم - صلى الله عليه وسلم - فكبر عليهم كما يكبر على الميت. لمالك (¬1). ¬
6273 - عمر: لما كان يوم خيبر أقبل نفرٌ من الصحابة فقالوا فلانٌ شهيدٌ وفلانٌ شهيدٌ حتى مروا على رجلٍ فقالوا فلانٌ شهيد فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((كلا إني رأيته في النار في بردةٍ غلَّها أو عباءةٍ)). -[506]- ثم قال: ((يا بن الخطاب، اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون)) ثلاثًا فخرجت فناديت ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون ثلاثًا. لمسلم والترمذي (¬1). ¬
6274 - ابن عمرو بن العاص: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكرٍ وعمر حرقوا متاع الغال وضربوه ومنعوه سهمه. لأبي داود (¬1). ¬
6275 - رجل من الأنصار: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر أصاب الناس حاجة شديدةٌ وجهدٌ فأصابوا غنمًا فانتهبوها فإن قدورنا لتغلي إذ جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي أكفأ قدورنا بقوسه ثم جعل يرمل اللحم بالتراب ثم قال: ((إن النهبة ليست بأحل من الميتة أو إن الميتة ليست بأحل من النهبة)) (¬1). ¬
6276 - أبو لبيد: كنَّا مع عبد الرحمن بن سمرة بكابل فأصاب الناس غنيمةً فانتهبوها فقام خطيبًا فقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن النهبي فردُّوا ما أخذوا فقسمه بينهم (¬1). ¬
6277 - رويفع بن ثابت الأنصاري رفعه: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يركب دابةً من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردَّها فيه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس ثوبًا من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه ردَّه فيه)). هي لأبي داود (¬1). ¬
6278 - أسلم: أن عمر استعمل مولى له يدعى هنيًا على الصدقة فقال: يا هنى ضمَّ جناحك عن الناس واتق دعوة المظلوم فإنَها مجابة، وأدخل ربَّ الصريمة وربَّ الغنيمة، وإياك ونعم ابن عفان وابن عوف فإنَّهما إن تهلك مواشيهما يرجعا إلى زرعٍ ونخل، وإنَّ ربَّ الصريمة والغنيمة إن تهلك ماشيتهما يأتني ببنيه فيقول يا أمير المؤمنين يا أمير -[507]- المؤمنين، أفتاركه أنا لا أبا لك؟ فالماء والكلأ أيسرُ عليَّ من الذهب والفضة، وايمُ الله إنهم ليرون إنا قد ظلمناهم إنها لبلادهم ومياههم قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام، والله لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت على الناس من بلادهم شبرًا. لمالك والبخاري (¬1). ¬
6279 - الصعب بن جثامة رفعه: ((لا حمى إلا لله ولرسوله)) وبلغنا أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى النقيع وأنَّ عمر حمى السرف والربذة. لأبي داود والبخاري بلفظه (¬1). ¬
النفل والخمس
النفل والخُمس
6280 - حبيب بن مسلمة الفهريّ: شهدت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نفل الربع في البدأة والثلث في الرجعة (¬1). ¬
6281 - وفي روايةٍ: كان ينفل الربع بعد الخمس والثلث بعد الخمس إذا قفل. لأبي داود (¬1). ¬
6282 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينفل بعض من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصةً سوى قسم عامة الجيش والخمس في ذلك كلِّه واجبٌ (¬1). ¬
6283 - وفي روايةٍ: بعثنا - صلى الله عليه وسلم - في سريةٍ قبل نجدٍ فبلغت سهماننا أحد عشر بعيرًا أو اثنى عشر بعيرًا ونفلنا بعيرًا بعيرًا (¬1). ¬
6284 - وفي أخرى: فأصبنا نعمًا كثيرًا فنفلنا أميرنا بعيرًا بعيرًا ثم قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقسم بيننا فأصاب كل رجلٍ اثنى عشر بعيرًا بعد -[508]- الخمس وما حاسبنا - صلى الله عليه وسلم - بالذي أعطانا صاحبنا ولا عاب عليه ما صنع فكان لكل رجل منَّا ثلاثة عشر بعيرًا بنفله. للشيخين والموطأ وأبي داود (¬1). ¬
6285 - ابن مسعود: نفلني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ سيف أبي جهلٍ كان قتله (¬1). ¬
6286 - معن بن يزيد السلمي رفعه: ((لا نفل إلا بعد الخمس)). هما لأبي داود (¬1). ¬
6287 - سعد أعطى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رهطًا وأنا جالسٌ فترك رجلاً هو أعجبهم إلىَّ، فقلت: يا رسول الله مالك عن فلانٍ؟ والله إني لأراه مؤمنًا، فقال أو مسلمًا، ذكر ذلك سعد ثلاثًا وأجابه بمثل ذلك، ثم قال: ((إني لأعطي الرجل وغيره أحبُّ إلىَّ منه خشية أن يكبَّ في النار على وجهه)) (¬1). ¬
6288 - وفي روايةٍ: فضرب - صلى الله عليه وسلم - بيده بين عنقي وكتفي ثم قال: ((أقتالاً أي سعدُ؟ إني لأعطي الرجل)) (¬1). ¬
6289 - وفي أخرى: قال الزهريّ: فنرى أن الإسلام الكلمة، والإيمان العمل الصالح. للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6290 - رافع بن خديج: أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان بن حربٍ يوم حنين، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابسٍ، وعلقمة بن علاثة كل إنسان منهم مائةً من الإبل، وأعطى عباس بن مرداسٍ دون ذلك، فقال عباسٌ: أتجعل نهبي ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرعِ فما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمعِ وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تخفض اليوم لا يرفعِ فأتم له - صلى الله عليه وسلم - مائةً. لمسلم (¬1). ¬
6291 - عوف بن مالك وخالد بن الوليد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى في السلب للقاتل ولم يخمس السلب (¬1). ¬
6292 - ابن عمر: أن جيشًا غنموا في زمن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - طعامًا وعسلاً فلم يؤخذ منهم الخمس. هما لأبي داود (¬1). ¬
6293 - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين صدر من حنين وهو يريد الجعرانة سأله الناس حتى دنت به ناقته من شجرة، فتشبكت بردائه، فنزعته عن ظهره، فقال: ((ردوا عليَّ ردائي، أتخافون أن لا أقسم بينكم ما أفاء الله عليكم؟ والذي نفسي بيده لو أفاء الله عليكم مثل سمر تهامة نعمًا لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلاً ولا جبانًا ولا كذابًا)) فلمَّا نزل قام في الناس، فقال: ((أدُّوا الخائط والمخيط فإنَّ الغلول عار وشنارٌ على أهله يوم القيامة)) ثمَّ تناول من الأرض وبرةً من بعير أو شيئًا، ثم قال: ((والذي نفسي بيده مالي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه إلا الخمس والخمس مردود عليكم)). لمالك ولأبي داود والنسائي في ضمن حديث غزوة حنين (¬1). ¬
6294 - جبير بن مطعم: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم بمنزلةٍ واحدةٍ، فقال: ((إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحدٌ)) (¬1). ¬
6295 - وفي روايةٍ: قلنا: يا رسول الله، هؤلاء بنو هاشم لا ننكر فضلهم للموضع الذي وضعك الله به منهم، فما بال إخواننا بنو المطلب أعطيتهم وتركتنا وقرابتنا واحدة؟ فقال: (إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهليةٍ ولا إسلام، وإنما نحن وهم شيء واحد، وشبك أصابعه) (¬1). ¬
6296 - وفي أخرى: أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يقسم لبني عبد شمس ولا لبنى نوفل من الخمس شيئًا كما قسم لبنى هاشم وبني المطلب، وكان أبو بكرٍ يقسمُ الخمس نحو قسمه - صلى الله عليه وسلم -، غير أنه لم يكن يعطى منه قرباء النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان عمر يعطيهم ومن كان بعده منه. للبخاري وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6297 - علي: اجتمعت أنا والعباس وفاطمة وزيد بن حارثة عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله إن رأيت أن توليني حقنا من هذا الخمس في كتاب الله، فأقسمه في حياتك كيلا ينازعني أحد بعدك فأفعل، قال: ففعل ذلك فقسمته حياته ثمَّ ولايته أبي بكر حتى كانت آخر سنةٍ من سني عمر، فإنه أتاه مال كثيرٌ، فعزل حقنا، ثم أرسل لي فقلت بنا عنه العام غنىً وبالمسلمين إليه حاجة فاردده عليهم، فلقيت العباس بعدما خرجت من عند عمر، فأخبرته، فقال: لقد حرمتنا الغداة شيئًا لا يرد علينا أبدًا وكان رجلاً داهيًا. لأبي داود (¬1). ¬
الفيء وسهم النبي - صلى الله عليه وسلم -
الفيء وسهم النبي - صلى الله عليه وسلم -
6298 - عامر الشعبي: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - سهم يدعى الصفىَّ إن شاء عبدًا أو أمةً أو فرسًا يختاره قبل الخمس (¬1). ¬
6299 - قتادة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا بنفسه كان له سهم صفيٌّ يأخذه من -[511]- حيث شاء، فكانت صفية من ذلك للسهم، وكان إذا لم يغز بنفسه ضرب له بسهمٍ ولم يخير. هما لأبي داود (¬1). ¬
6300 - مالك بن أوس: أرسل إلى عمر فجئته حين تعالى النهار، فوجدته في بيته جالسًا على سرير مفضيًا إلى رماله متكئًا على وسادةٍ من أدم، فقال لي: يا مال إنه قد دف أهل أبياتٍ من قومك وقد أمرت فيهم برضخٍ، فخذه فاقسمه بينهم، قلت: لو أمرت بهذا غيري، قال: خذه يا مال، فجاء يرفأ، فقال: هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد؟ فقال: نعم، فأذن لهم، فدخلوا، ثم جاء فقال: هل لك في عباس وعلىٍّ؟ قال: نعم، فأذن لهما، فقال العباس: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا، فقال القوم: أجل يا أمير المؤمنين، فاقض بينهم وأرحهم، قال مالك بن أوس: فخيل إلى أنهم قد كانوا قدموهم لذلك، فقال عمر: اتئدوا، أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا نورث ما تركناه صدقة)) قالوا: نعم، ثم أقبل على العباس وعليٍّ فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمان أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا نورث ما تركناه صدقةً؟)) قالا: نعم، قال: إنَّ الله خصَّ رسوله بخاصةٍ لم يخصص بها أحدًا غيره، فقال لهم: {مَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُول} [الحشر: 7] (¬1). ¬
6301 - وفي رواية: ((ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا ركاب)). فقسم - صلى الله عليه وسلم - بينكم أموال بني النضير، فوالله ما استأثر عليكم ولا أخذها دونكم حتى بقي هذا المال، فكان يأخذ منه نفقةً سنةً ثم يجعل ما بقى أسوة المال، ثم قال: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمون ذلك؟ قالوا: نعم، ثم نشد عباسًا وعليًّا بذلك، قالا: نعم، (قال) (¬1): فلما توفي - صلى الله عليه وسلم - قال أبو بكرٍ: أنا ولى رسول الله، فجئتما تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال أبو بكر: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا نورث ما تركنا صدقة)) -[512]- ثم توفى أبو بكر وأنا وولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وولي أبو بكرٍ، فوليتها، ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد، فقلتم: ادفعها إلينا، فقلت: إن شئتم دفعتها إليكم على أن عليكما عهد الله وأن تعملا فيها بالذي كان يعمل - صلى الله عليه وسلم -، فأخذتماها بذلك أكذلك؟ قالا: نعم، ثم جئتماني لأقضي بينكما، ولا والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فرداها إلي (¬2). ¬
6302 - ومن رواياته: قال عمر: كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيلٍ ولا ركاب، فكانت للنبي خاصة، فكان ينفق على أهله نفقة سنةٍ، ومنها ويحبس لأهله قوت سنتهم، وما بقي جعله في الكراع والسلاح عدةً في سبيل الله (¬1). ¬
6303 - ومنها: اقض بيني وبين هذا الظالم استبا (¬1). ¬
6304 - ومنها: اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن. وفيه قال أبو بكر: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا نورث، ما تركنا صدقة)) فرأيتماه كاذبًا آثمًا غادرًا خائنًا والله يعلم إنه لصادق بار راشدٌ تابع للحق، ثم توفي أبو بكرٍ، فقلت: أنا ولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وولي أبي بكرٍ، فرأيتماني كاذبًا آثمًا غادرًا خائنًا، والله يعلم إني لصادق بارٌ تابعٌ للحقِّ فوليتها (¬1). ¬
6305 - ومنها: قال أبو داود: إنما سألا أن يكون يصيره نصفين بينهما؛ لأنهما جهلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا نورث ما تركناه صدقة)) فإنهما كانا لا يطلبان إلا الصواب، -[513]- فقال عمر: لا أوقع عليه اسم القسم، أدعه على ما هو. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
6306 - قلت: وللنسائي: قال مجاهد: الخمسُ الذي لله وللرسول، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وقرابته لا يأكلون من الصدقة شيئًا، فكان له خمس الخمس، ولقرابته خمس الخمس، ولليتامى مثل ذلك، وللمساكين مثل ذلك، ولابن السبيل مثل ذلك. قال النسائي: قال تعالى {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [الأنفال: 41] إلى {وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41]، ثم حكى عن عمر أنه قال في آخر حديثه: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ} الآية هذه لهؤلاء {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء} [التوبة: 60] إلى {وَابْنِ السَّبِيل} [التوبة: 60]، هذه لهؤلاء {وَمَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ} [الحشر: 6]. قال الزهريّ: هذه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصةً قرى عرينة وفدك، وكذا وكذا {مَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيل} [الحشر: 7]، {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِم} [الحشر: 8]،، {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [الحشر: 9]، و {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} [الحشر: 10] فاستوعبت هذه الآية الناس فلم يبق أحد من المسلمين إلا له في هذا المال حق إلا بعض من تملكون من أرقائكم، ولئن عشت إن شاء الله ليأتين على كل مسلمٍ حقه، وبين أبو داود، فقال: قال الزهري: قال عمر: هذه، فذكره، وقال الحميدي: زاد البرقاني في روايته: فغلب على هذه الصدقة على، فكانت بيد علي، ثم كانت بيد حسن بن عليٍّ، ثم كانت بيد حسينٍ، ثم كانت بيد عليِّ بن حسين، ثم كانت بيد الحسن ابن الحسن ثم كانت بيد زيد بن الحسن، ثم بيد عبد الله بن الحسن، ثم وليها بنو العباس (¬1). ¬
6307 - المغيرة: أن عمر بن عبد العزيز جمع بني مروان حين استخلف، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت له فدك، فكان ينفق منها ويعود منها على صغير بني هاشمٍ، ويزوج منها أيمهم، وإن فاطمة سألته أن يجعلها لها، فأبى فكانت كذلك في حياته، فلما أن ولي أبو بكر عمل فيها بما عمل - صلى الله عليه وسلم -، فلما أن ولي عمر عمل فيها بمثل ما -[514]- عملا حتى مضى لسبيله، ثم أقطعها مروان، ثم صارت لعمر بن عبد العزيز، فرأيت أمرًا منعه - صلى الله عليه وسلم - فاطمة ليس لي بحقٍّ، وإني أشهدكم أني رددتها على ما كانت (¬1). ¬
6308 - عمر: ما أنا أحق بهذا الفيء منكم، وما أحد منَّا أحق به من أحد إلا أنا على منازلنا من كتاب الله، وقسمة رسوله: فالرجل وقدمه، والرجل وبلاؤه، والرجل وعياله، والرجل وحاجته. هما لأبي داود (¬1). ¬
6309 - نافع: أن عمر فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلافٍ، وفرض لابن عمر ثلاثة آلافٍ وخمسمائة، فقيل له: هو من المهاجرين، فلم نقصته من أربعة آلافٍ؟ قال: إنما هاجر به أبوه يقول: ليس هو ممن هاجر بنفسه (¬1). ¬
6310 - قيس بن أبي حازم كان عطاء البدريين خمسة آلافٍ وقال عمر: لأفضلنهم على من بعدهم (¬1). ¬
6311 - أنس: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمالٍ من البحرين، فقال: انثروه في المسجد وكان أكثر مالٍ أتي به، فخرج إلى الصلاة ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدًا إلا أعطاه، إذا جاءه العباسُ فقال: يا رسول الله، أعطني، فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلاً، فقال: ((خذ)). فحثا في ثوبه، ثم ذهب يقله فلم يستطع، فقال: يا رسول الله، مر بعضهم يرفعه إلىَّ، قال: ((لا)). قال: فارفعه أنت علىَّ، قال: ((لا)) فنثر منه، ثم ذهب يقله، فلم يستطع، فقال: يا رسول الله، مر بعضهم يرفعه على، قال: ((لا)). قال: فارفعه أنت علىَّ، قال: ((لا)). فنثر منه، ثم احتمله، فألقاه على كاهله، ثم انطلق، فما زال - صلى الله عليه وسلم - يتبعه بصره حتى خفي علينا، عجبًا من حرصه، فما قام - صلى الله عليه وسلم - وثمَّ منها درهمٌ. هي للبخاريِّ (¬1). ¬
6312 - عوف بن مالك: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه الفيء قسمه في يومه، فأعطى الآهل حظين، وأعطى الأعزب حظًا. لأبي داود (¬1). ¬
6313 - ابن عمر: أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرعٍ، فكان يعطي أزواجه كلَّ سنةٍ مائة وسقٍ، ثمانين وسقًا من تمرٍ، وعشرين وسقًا من شعير، فلمَّا ولي عمر قسم خيبر حين أجلى منها اليهود، فخير أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقطع لهن من الماء والأرض، أو يمضي لهن الأوساق، فمنهن من اختار الأرض والماء، منهن عائشة وحفصة، واختار بعضهن الوسق. للشيخين ولأبي داود نحوه (¬1). ¬
السبق والرمي وذكر الخيل
السّبق والرمي وذكر الخيل
6314 - أبو هريرة رفعه: ((لا سبق إلا في خفٍ أو حافرٍ أو نصلٍ)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
6315 - ابن عمر: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سابق بين الخيل وفضل القرح في الغاية. لأبي داود (¬1). ¬
6316 - زاد الأوسط: وجعل بينها سبقًا وجعل فيها محللاً (¬1). ¬
6317 - ولأحمد عن أنسٍ: قيل له أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يراهن؟ قال: نعم، والله لقد راهن على فرسٍ يقال لها سبحة، فسبق الناس، فهش لذلك وأعجبه (¬1). ¬
6318 - وعنه: أجرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ضمر من الخيل من الحفياء إلى ثنية الوداع، وما لم يضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، فكنت في من أجرى، فطفف بي الفرس المسجد. قال سفيان: من الحفياء إلى الثنية خمسة أميالٍ أو ستةٌ (¬1). ¬
6319 - وفي روايةٍ: ستة أو سبعة، ومن الثنية إلى مسجد بني زريقٍ ميل أو نحوه. للستة (¬1). ¬
6320 - أبو هريرة رفعه: ((من أدخل فرسًا بين فرسين، يعني: وهو لا يؤمن أن يسبق فليس بقمارٍ، ومن أدخل فرسًا بين فرسين وقد أمن أن يسبق فهو قمارٌ)). لأبي داود (¬1). ¬
6321 - أنس: كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناقة يقال لها العضباء، لا تسبق، فجاء أعرابيٌّ على قعود، فسبقها، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((حق على الله أن لا يرتفع شيءٌ من الدنيا إلا وضعه)). للبخاريِّ وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6322 - فقيم اللخمي: قلت لعقبة بن عامر: تختلف بين هذين الغرضين وأنت شيخٌ كبيرٌ ويشقُّ عليك فقال: لولا كلام سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم أعانه. قلت: وما ذاك؟ قال: سمعته يقول من تعلم الرمي ثم تركه فليس مني أو قد عصى. لمسلم (¬1). ¬
6323 - عقبة بن عامر رفعه: ((إن الله تعالى ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفرٍ الجنة صانعه يحتسب في عمله الخير والرامي به والممدَّ به فارموا واركبوا وأحب إليَّ أن ترموا من أن تركبوا، كل لهوٍ باطلٌ ليس من اللهو محمودٌ إلا ثلاثةٌ -[517]- تأديب الرجل فرسه وملاعبته أهله ورميه بقوسه ونبله فإنهن من الحق ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبةً عنه فإنها نعمةٌ تركها - أو قال:- كفرها)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
6324 - سلمة بن الأكوع: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - على نفر من أسلم ينتضلون بالسوق فقال: ((ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا وأنا مع بني فلان)). فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال: ((ما لكم لا ترموا؟)). فقالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال: ((ارموا وأنا معكم كلكم)). للبخاري (¬1). ¬
6325 - أبو وهب الجشمي رفعه: ((عليكم من الخيل بكل كميت أغر محجلٍ أو أشقر أغرَّ محجلٍ فسئل ابن شبيب لم فضل الأشقر؟)) قال: لأن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعث سريةً فكان أول من جاء بالفتح صاحب أشقر. للنسائي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
6326 - وفي روايةٍ: ((ارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأعجازها - أو قال:- أكفالها وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار)) (¬1). ¬
6327 - أبو قتادة رفعه: ((خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم ثم الأقرح المحجل طلق اليمين فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية)). للترمذي (¬1). ¬
6328 - ابن عباسٍ رفعه: ((يمن الخيل في شقرها)). للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
6329 - أنس: كان السلف يستحبون الفحولة من الخيل ويقولون هي أحسن وأجرى وعن راشد بن سعدٍ مثله. لرزين.
6330 - أبو هريرة: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يكره الشكال من الخيل، والشكال أن يكون الفرس في رجله اليمين بياضٌ وفي يده اليسرى بياضٌ أو يده اليمنى ورجله اليسرى (¬1). ¬
6331 - وفي روايةٍ: أن تكون ثلاث قوائم محجلةً وواحدةٌ مطلقةً أو يكون الثلاثة مطلقةً وواحدةٌ محجلةً وليس يكون الشكال إلا في رجلٍ ولا يكون في اليد، وقيل: هو اختلاف الشية بباضٌ في خلافٍ. لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
6332 - عروة بن الجعد رفعه: ((الخيل معقود في نواصيها الخير، الأجر والمغنم إلى يوم القيامة)). للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
6333 - عتبة بن عبد السلمى رفعه: ((لا تقصوا نواصي الخيل ولا مفارقها ولا أذنابها، فإنَّ أذنابها مذابها، ومفارقها دفؤها ونواصيها معقودٌ فيها الخير)). لأبي داود (¬1). ¬
6334 - أبو كبشة رفعه: ((الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة)). للكبير (¬1). ¬
6335 - زاد من طريقٍ آخر في آخره: ((وأبوالها وأرواثها لأهلها. عند الله يوم القيامة من مسك الجنة)) (¬1). ¬
6336 - يحيى بن سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رؤي يمسح وجه فرسه بردائه فسئل عن ذلك فقال: ((إني عوتبت الليلة في الخيل)). لمالك (¬1). ¬
6337 - أنس: لم يكن شيء أحبَّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد النساء من الخيل (¬1). ¬
6338 - أبو ذر رفعه: ((ما من فرسٍ عربي إلا يؤذن له عند كل سحرٍ بكلماتٍ يدعو بهن اللهم خولتني من خولتني من بني آدم وجعلتني له فاجعلني أحبَّ أهله وماله أو من أحب ماله وأهله إليه)). هما للنسائي (¬1). ¬
6339 - أبو هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسمي الأنثى من الخيل فرسًا. لأبي داود (¬1). ¬
6340 - سهل بن سعد: كانَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في حائطنا فرسٌ يقال له: اللحيفُ. للبخاري، وقال بعضهم: اللخيف بالخاء (¬1). ¬
6341 - علي: أهديت للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بغلةٌ فركبها فقال عليٌّ: لو حملنا الحمير على الخيل فكانت لنا مثل هذه فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يفعل ذلك الذين لا يعلمون)). للنسائي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
6342 - سويد بن هبيرة رفعه: ((خيرُ المال مهرةٌ مأمورةٌ أو سكة مأبورةٌ)) (¬1). ¬
6343 - أبو كبشة رفعه: ((من أطرق فرسه مسلمًا فعقب له الفرس كان له كأجر سبعين فرسًا حمل عليها في سبيل الله فإن لم يعقب كان له كأجر فرسٍ حمل عليها في سبيل الله)). هما لأحمد والكبير (¬1). ¬
6344 - ابن عمر قال: ما تعاطى الناسُ بينهم قط أفضل من الطرق يطرق الرجل فرسه فيجري له أجره ويطرق الرجلُ فحله فيجري له أجره. للكبير (¬1). ¬
6345 - عمرو بن عوف المزني رفعه: ((يُبدأ بالخيل) (¬1) يوم وردها) للقزويني يضعف في باب قسمة الماء (¬2). ¬
كتاب السير والمغازي
كتاب السير والمغازي
كرامة أصل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدم نبوته ونسبه وأسماءه
كرامة أصل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدم نبوته ونسبه وأسماءه
6346 - أبو هريرة رفعه: ((بعثت من خير قرون بني آدم قرنًا فقرنًا حتى كنت من القرن الذي كنت منه)). للبخاري (¬1). ¬
6347 - واثلة رفعه: ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريشٍ بني هاشمٍ، واصطفاني من بني هاشمٍ)). لمسلم والترمذي (¬1). ¬
6348 - العباس قلت: يا رسول الله، إنَّ قريشًا جلسوا فتذاكروا أحسابهم فجعلوا (مثلك) (¬1) كمثل نخلةٍ في كبوةٍ من الأرض فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله خلق الخلق فجعلني في خير فرقهم وخير الفريقين، ثم خير القبائل فجعلني في خير قبيلةٍ، ثم خير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسًا وخيرهم بيتًا)). للترمذي (¬2). ¬
6349 - أبو أمامة رفعه: ((لما بلغ ولد معدِّ بن عدنان أربعين رجلاً وقعوا في عسكر موسى فانتهبوه فدعا عليهم يا رب، هؤلاء ولد معد قد أغاروا على عسكري فأوحى الله إليه لا تدعُ عليهم؛ فإن منهم النبي الأميَّ النذير البشير يجتبى، ومنهم الأمة المرحومة أمة محمدٍ الذين يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى الله منهم باليسير من العمل، فيدخلهم الجنة بقول: لا إله إلا الله نبيهم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب -[521]- المتواضع في هيئته، المجتمع له اللب في سكوته ينطق بالحكمة ويستعمل الحلم أخرجته من خير جيل من أمته قريشًا ثم أخرجته صفوةً من قريشٍ فهو خيرٌ من خيرٍ إلى خيرٍ يصير هو وأمته إلى خيرٍ)). للكبير بضعف (¬1). ¬
6350 - ابن عباس: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء:219] قال: من صلب نبي إلى نبي حتى صرت نبيًّا. للبزار (¬1). ¬
6351 - على رفعه: ((خرجت من نكاحٍ ولم أخرج من سفاحٍ من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي)). للأوسط (¬1). ¬
6352 - ابن عباس رفعه: ((ما ولدني من سفاح الجاهلية شيءٌ، وما ولدني إلا نكاحٌ كنكاح الإسلام)). للكبير وفيه المديني عن أبي الحويرث (¬1). ¬
6353 - العباس قال: يا رسول الله إني أريد أن أمدحك فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هات لا يفضض الله فاك)) فأنشد: من قبلها طبت في الظِّلال وفيه. ... مستودعٍ حيث يخصف الورق. ثم هبطت البلاد لا بشرٌ. ... أنت ولا مضغةٌ ولا علقُ. بل نطفةٌ تركب السفين وقد. ... ألجم نسرًا وأهله الغرق. تنقل من صالبٍ إلى رحمٍ. ... إذا مضى عالمٌ بدا طبق. حتى اجتوى بيتك المهيمن من ... خندف علياء تحتها النطق. وأنت لما ولدت أشرقت. ... الأرض وضاءت بنورك الأفق. فنحن في ذلك الضياء وفي. ... النور وسبل الرشاد نخترق (¬1). ¬
6354 - رقيقة بنت أبي صيفي: وكانت لدة عبد المطلب قالت: تتابعت على قريشٍ سنون أقحلت الضرع وأدقت العظم فبينا أنا راقدة سمعت قائلًا يقول يا معشر قريشٍ إن هذا النبيَّ المبعوث وهذا أبان خروجه فحيهلا بالحيا لخصب فانظروا رجلاً منكم وسيطًا عظامًا جسامًا أبيض أو طف أهدب سهل الخدين أشمَّ العرنين، له فخرٌ يكظم عليه فليخرج هو وولده وليهبط إليه من كلِّ بطن رجلٌ، وليستملوا الركن، ثم ليرقوا أبا قبيس ثم ليدعُ الرجلُ وليؤمن القوم فأصبحتُ فقصصت رؤياها عليهم فنظروا فوجدوا هذه الصفة صفة عبد المطلب الحمد وهبط إليه من كل بطنٍ رجلٌ فاستلموا ثم ارتقوا أبا قبيس، واصطفوا حوله فقام ومعه النبي - صلى الله عليه وسلم - غلامٌ أيفع فرفع يديه وقال: اللهم ساد الخلة، وكاشف الكربة، أمت معلِّم غير معلًَّم، ومسئول غير مبخلٍ، وهذه عبادك وإماؤك بعذرات حرمك يسألون إليك، سنتهم أذهبت الخف والظلف، اللهم فأمطرن علينا غيثًا مغدقًا مربعًا، فوربِّ الكعبة ما راموا حتى تفجرت السماء بمائها واكتظَّ الوادي بثجيجه فقالت رقيقة: بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا. ... وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر. فجاد بالماء جونى له سبل. ... دان فعاشت به الأنعام والشجر. منا من الله بالميمون طائره. ... وخيرُ من بشرت يومًا به مضر. مبارك الأمر يستسقي الغمام به. ... ما في الأنام له عدلٌ ولا خطر. هما للكبير بخفي (¬1). ¬
6355 - أبو هريرة: قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة؟ قال وآدم بين الروح والجسد. للترمذي (¬1). ¬
6356 - العرباض بن سارية رفعه: ((إنِّي عند الله لخاتم النبيين، وإنَّ آدم لمجندلٌ في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك -[523]- دعوة إبراهيم، وبشرى عيسى، ورؤيا أمِّي التي رأت خرج منها نورٌ أضاءت له قصور الشام، وكذلك أمهات النبيين)). لأحمد والكبير والبزار (¬1). ¬
6357 - البخاري: هو - صلى الله عليه وسلم - محمدٌ بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشمٍ بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان. ولرزين أنه عن ابن عباس (¬1). ¬
6358 - جبير بن مطعم رفعه: ((لي خمسة أسماء أنا محمدٌ وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبيٌّ، وقد سماه الله رؤفًا رحيمًا)). لمالك والترمذي والشيخين بلفظهما (¬1). ¬
6359 - أبو موسى: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمي لنا نفسه أسماء فقال: ((أنا محمدٌ وأنا أحمد المقفى ونبيُّ التوبة ونبيُّ الرحمة)). لمسلم (¬1). ¬
6360 - وزاد أحمد والبزار عن حذيفة: ((ونبي الملاحم)) (¬1). ¬
6361 - وزاد الكبير والأوسط عن جابر: ((وإذا كان يوم القيامة كنتُ إمام المرسلين وصاحب شفاعتهم)) (¬1). ¬
6362 - وزاد الأوسط والصغير عن ابن عباس: ((والخاتم)) (¬1). ¬
6363 - أبو هريرة رفعه: ((ألا تعجبون كيف يصرف الله عنِّي شتم قريشٍ ولعنهم؟ يشتمون مذممًا ويلعنون مذممًا وأنا محمدٌ)). للبخاري والنسائي (¬1). ¬
مولده - صلى الله عليه وسلم - ورضاعه وشرح صدره ونشوءه
مولده - صلى الله عليه وسلم - ورضاعه وشرح صدره ونشوءه
6364 - قيس بن مخرمة ولدت أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل، وسأل عثمان بن عفان قباث بن أشيم أنت أكبر أم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أكبر مني، وأنا أقدم منه في الميلاد، وأنا رأيت خذق الطير محيلاً. للترمذي (¬1). ¬
6365 - وللكبير: ولد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل وبين الفجار والفيل عشرون سنة. وبين الفجار وبناء الكعبة خمس عشرة سنةً، وبين بناء الكعبة ومبعثه - صلى الله عليه وسلم - خمس سنين، فبعث وهو ابن أربعين (¬1). ¬
6366 - ابن عباس: ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين، واستنبئ يوم الاثنين، وخرج مهاجرًا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين، وقدم المدينة يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين، ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين، وفتح بدرًا يوم الاثنينن ونزلت سورة المائدة يوم الاثنين {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم} [المائدة: 3]. لأحمد والكبير بلين (¬1). ¬
6367 - حليمة بنت الحارث: خرجتُ على أتانٍ قمراء في نسوةٍ من بني سعدٍ نلتمسُ الرضعاء بمكة في سنةٍ شهباء، لم تبق لنا شيئًا، ومعنا شارفٌ لا تبضُّ بقطرةٍ، وصبيُّ لا ننام من بكائه ما في ثدي ولا في شارفنا ما يغنيه من لبنٍ، فلما قدمنا مكة لم تبق منا امرأةٌ إلا عُرضَ عليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فتأباه، وإنما كنا نرجو كرامة رضاعةٍ من والد المولود، وكان يتيمًا فكنَّا نقول: ما عسى أن تصنع أمه حتى -[525]- لم يبق من صواحبي امرأةٌ إلا أخذت صبيًا غيري، وكرهت أن أرجع ولم آخذ شيئًا، فقلت لزوجي: والله لأرجعن إلى ذلك المولود فلآخذنه، فأتيته فأخذته، فرجعت إلى رحلي فقال زوجي: قد أخذتيه أصبت فعسى الله أن يجعل فيه خيرًا، فوالله ما هو إلا أن جعلته في حجري فأقبل عليه ثديي بما شاء الله من اللبن فشرب، حتى روي وشرب أخوه حتى روي، وقام زوجي إلى شارفنا من الليل فإذا هي حافٌ فحلب لنا ما شئنا، فشرب وشربت حتى روينا فبتنا ليلتنا تلك بخير شباعًا رواءً، ونام صبياننا يقول زوجي: والله يا حليمة ما أراك إلا قد أصبت نسمةً مباركةً، ثم خرجنا فوالله لقد خرجت أتاني أمام الركب حتى قطعته، حتى أنهم ليقولون: ويحك يا بنت الحارث، كفى علينا أليست هذه بأتانك التي خرجت عليها؟ فأقول: بلى وهي قدامنا حتى قدمنا منازلنا فقدمنا على أجدب أرضٍ وكانت غنمي تروح بطانًا حفلاً وتروح أغنامهم جياعًا هالكةً ما بها من لبنٍ فنشرب ما شئنا من لبنٍ، وما في الحاضر أحدٌ يحلبُ قطرةً فيقولون لرعائهم: ويلكم ألا تسرحون حيث يسرح (فيه) (¬1) راعي حليمة؟ فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه راعينا وتروح أغنامهم جياعًا وغنمي حفلاً، وكان - صلى الله عليه وسلم - يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر، ويشبُّ في الشهر شباب الصبي في سنة، فبلغ سنًّا وهو غلامٌ جفرٌ فقدمنا على أمِّه فقال لها أبوه: ردي علينا ابني فلنرجع به فإنا نخشى عليه وباء مكة، ونحن أضن بشأنه لما رأيناه من بركته فلم نزل بها حتى قالت: ارجعا به. فرجعنا به فمكث عندنا شهرين، فبينا هو يلعبُ وأخوه يومًا خلف البيوت يرعيان بهما لنا؛ إذ جاءنا أخوه يشتد فقال: أدركي أخي القرشي قد جاءه رجلان، فأضجعاه فشقا بطنه فخرجنا نحوه نشتد فانتهينا إليه وهو قائمٌ منتقعٌ لونه فاعتنقه أبوه واعتنقته ثم قلنا: مالك أي بني؟ قال: أتاني رجلان عليهما ثياب بيضٌ فأضجعاني ثم شقا بطني، فوالله ما أدري ما صنعا فاحتملناه فرجعنا به يقول أبوه: والله يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب، فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما يتخوف عليه، فرجعنا به إليها فقالت: ما رد كما به وقد كنتما حريصين عليه؟ فقلت: لا والله إنا كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا فيه، ثم تخوفت الأحداث عليه فقلنا: يكون في أمه. فقالت أمه: والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره -[526]- فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره قالت: فتخوفتما عليه كلا والله إن لابني هذا لشأنًا ألا أخبركما عنه؟ إني حملت به فلم أر حملاً قط كان أخف ولا أعظم بركةً منه، ثمَّ رأيت نورًا كأنه شهابٌ خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصري، ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان وقع واضعًا يده بالأرض رافعًا رأسه إلى السماء، دعاه والحقا بشأنكما. للموصلي والكبير (¬2). ¬
6368 - عتبة بن عبد السلمي: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف كان أول شأنك؟ فقال: ((كانت حاضنتي من بني سعدٍ بن بكرٍ فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادًا فقلت: يا أخي اذهب فائتنا بزادٍ من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني إلى القفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين قال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلجٍ فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء بردٍ فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة فزراها في قلبي: ثم قال أحدهما لصاحبه: حصه وختم عليه. بخاتم النبوة وقال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفةٍ واجعل ألفًا من أمته في كفةٍ، فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر على بعضهم، قال: لو أن أمته وزنت به لمال بهم، فانطلقا وتركاني قد فرقت فرقًا شديدًا، ثم انطلقت إلى أمي، فأخبرتها بالذي لقيت، فأشفقت على أن يكون التبس بي، فقالت: أعيذك بالله، فرحلت بعيرًا لها فحملتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي، فقالت: أديت أمانتي وذمتي فحدثتها بالذي لقيت، فلم يرعها ذلك، قالت: إني رأيت خرج مني نور أضاءت له قصور الشام)). لأحمد والكبير (¬1). ¬
6369 - أبى بن كعبٍ: أن أبا هريرة قال: يا رسول الله ما أول ما رأيت من أمر النبوة؟ فقال: ((إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهرٍ، وإذا بكلامٍ فوق رأسي، وإذا برجلٍ يقول لرجلٍ: أهو هو؟ قال: نعم فاستقبلاني بوجوهٍ لم أرها لخلقٍ قط، وأرواحٍ لم أجدها من خلقٍ قط، وثيابٍ لم أرها على أحدٍ قط، فأقبلا إلى يمشيان حتى أخذ كل واحدٍ منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسًا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه أضجعه، فأضجعاني بلا قصرٍ ولا هصرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره، فهوى أحدهما إلى صدري، ففلقها فيما أرى بلا دمٍ ولا وجعٍ، فقال له: أخرج الغل والحسد، فأخرج شيئًا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها، فقال له: ... ادخل الرحمة والرأفة، فإذا مثل الذي أخرج شبيه الفضة، ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم، فرجعت لها أغدو بها رأفةً على الصغير ورحمةً)). للكبير. لابن أحمد (¬1). ¬
6370 - أبو بكرة: أن جبريل عليه السلام ختن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين طهر قلبه. للأوسط بخفى (¬1). ¬
6371 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرجه منه علقةً وقال: هذا حظُّ الشيطان منك، ثم غسله في طستٍ من ذهبٍ بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني: ظئره، فقالوا: إنَّ محمدًا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: وكنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره. لمسلم (¬1). ¬
6372 - علي بن أبي طالبٍ، عن أبيه: قال خرجنا إلى الشام في أشياخٍ من قريش وكان معي محمدٌ، فأشرفنا على راهبٍ بالطريق، فنزلنا وحللنا رواحلنا، فخرج إلينا الراهب، -[528]- وكان قبل ذلك لا يخرج إلينا، فجعل يتخللنا حتى جاء فأخذ بيد محمدٍ وقال: هذا سيد العالمين، فقال له أشياخٌ من قريشٍ: وما علمك بما تقول؟ قال: أجد صفته ونعته في الكتاب المنزل، وإنكم حين أشرفتم لم يبق شجرٌ ولا حجرٌ إلا خرَّ له ساجدًا، ولا تسجد الجمادات إلا لنبي، وأعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع وصنع طعامًا وأتانا به، وكان محمد في رعية الإبل، فجاء وعليه غمامة تظله، فلما دنى وجد القوم قد سبقوه إلى شجرةٍ، فجلس في الشمس، فمال فيء الشجرة عليه وضحوا هم في الشمس، فبينا هو قائمٌ عليهم يناشدهم الله أن لا يذهبوا به إلى الروم، ويقول: إن رأوه عرفوه بالصفة وآذوه فبينا هو يناشدهم الله في ذلك التفت، فإذا بسبعةٍ من الروم مقبلين نحو ديره فاستقبلهم، وقال: ما جاء بكم؟ قالوا: بلغنا من أحبارنا أن نبيًا من العرب خارجٌ نحو بلادنا في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناسٍ وبعثنا إلى طريقك هذا، قال: فهل خلفكم أحدٌ خيرٌ منكم؟ قالوا: إنما اخترنا لطريقك هذا خيرةً، قال لهم: أرأيتم أمرًا أراد الله تعالى أن يقضيه هل يستطيع أحدٌ من الناس أن يرده؟ قالوا: لا، قال: فبايعوا هذا النبي فإنه حقٌ فبايعوه وأقاموا مع الراهب، ثم رجع إلينا، فقال: أنشدكم أيكم وليه؟ قالوا: هذا، يعنوني، فما زال يناشدني حتى رددته مع رجالٍ، فكان فيهم بلال، وزوده الراهب كعكًا وزيتًا. لرزين.
6373 - وللترمذي عن أبي موسى: خرج أبو طالبٍ إلى الشام وخرج معه النبي - صلى الله عليه وسلم - في أشياخ من قريش. وذكر نحو هذه الرواية، وليس بين الألفاظ كثير اختلافٍ. قلت: نسخة رزين التي عندي قابلتها بالترمذي فكانت إلى الترمذي أقرب منها إلى ما ذكره المصنف عن زرين. وفي آخرها، وبعث معه أبو بكرٍ بلالاً كما في الترمذي، والله أعلم أن نسخ رزين مختلفة، بعضها أقرب إلى ما في الأصول، وبعضها أبعد كنسخة المصنف (¬1). والله أعلم. ¬
بدء الوحي وكيفية نزوله
بدء الوحي وكيفية نزوله
6374 - عائشة: أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، وحبب إليه الخلاء، وكان يخلوا بغار حراء، فيتحنث فيه، وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئٍ، (قال) (¬1): ((فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئٍ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئٍ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} [العلق:1: 4]- حتى بلغ- ما لم يعلم})) فرجع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرجف فؤاده، فدخل على خديجة، فقال: ((زملوني زملوني)) فزملوه حتى ذهب عنه الروع: فقال لخديجة وأخبرها الخبر: ((لقد خشيت على نفسي)). فقالت له: كلا، أبشر، فوالله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأً تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني فكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أو مخرجيَّ هم))؟ قال: نعم، لم يأت رجلٌ قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي. للشيخين (¬2). ¬
6375 - وفي روايةٍ: فتر الوحي فترةً حتى حزن - صلى الله عليه وسلم -، فيما بلغنا، حزنًا غدا منه مرارًا، حتى يتردى من رءوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبلٍ لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد إنك رسول الله حقًا فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبلٍ تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك (¬1). ¬
6376 - يحيى بن أبي كثير: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر:1] قلت: يقولون: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} قال: سألت جابرًا عن ذلك. فقلت له مثل الذي قلت لي. فقال لي جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ((جاورت بحراءٍ شهرًا، فلما قضيت جواري هبطت، فنوديت، فنظرت أمامي وخلفي، وعن يميني وعن شمالي، فلم أر أحدًا، ثم نوديت فرفعت رأسي، فإذا هو قاعد على عرشٍ في الهواء، يعني جبريل، فأخذتني رجفةٌ شديدةٌ، فأتيت خديجة، فقلت: دثروني دثروني فدثروني وصبوا عليَّ ماءً، فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} المدثر:1: 4)) (¬1). ¬
6377 - وفي روايةٍ: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يحدث عن فترة الوحي فقال لي في حديثه: ((فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء فرفعت رأسي، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسٌ على كرسيٍّ بين السماء والأرض، فجئثت منه رعبًا، فرجعت فقلت: زملوني))، فدثروني فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - إلى - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر:5] (¬1). ¬
6378 - وفي أخرى: ((ثم حمى الوحي وتتابع)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
6379 - عائشةُ: أنَّ الحارث بن هشام قال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال: -[531]- ((أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي فيفصم عني، وقد وعيتُ ما قال، وأحيانًا يتمثلُ لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقولُ)) قالت عائشةُ: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإنَّ جبينه يتفصد عرقًا. للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
6380 - عمر: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحيُ يسمع عند وجهه كدويِّ النحل. للترمذي مطولاً (¬1). ¬
6381 - عبادة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحيُّ كرب لذلك وتربد وجهه. لمسلم (¬1). ¬
6382 - يعلى بن أمية: أنه كان يقول لعمر ليتني أرى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين ينزل عليه الوحي، فلمَّا كان - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة وعليه ثوبٌ قد أظل به عليه، فسأله المحرم الذي تضمَّخ بطيبٍ، فجاءه الوحيُ، فأشار عمر إلى يعلى أن تعال، فجاء يعلى، فأدخل رأسه، فإذا هو محمرُ الوجه، يغطُ لذلك ساعةً، ثم سرى عنه. للشيخين والنسائي مطولاً (¬1). ¬
صبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في تبليغه على أذى قومه وكسره الأصنام
صبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في تبليغه على أذى قومه وكسره الأصنام
6383 - ابن مسعود: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي عند البيت، وأبو جهلٍ وأصحابه جلوسٌ وقد نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهلٍ: أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلانٍ فيأخذه فيضعه بين كتفيّ محمدٍ إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم فأخذه، فلما سجد - صلى الله عليه وسلم - -[532]- وضعه بين كتفيه، فاستضحكوا، وجعل بعضهم يميل على بعضٍ، وأنا قائمٌ أنظرٌ لو كانت لي منعةٌ طرحته عن ظهره، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ساجدٌ ما يرفعُ رأسه، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة، فجاءت وهي جويرية فطرحته عنه، ثم أقبلت عليهم تسبهم ... لما قضى صلاته رفع صوته، ثم دعا عليهم، وكان إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا، ثم قال اللهمَّ عليك بقريشٍ، ثلاث مراتٍ، فلمَّا سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته، ثم قال: ((اللهمَّ عليك بأبي جهلٍ بن هشامٍ، وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلفٍ وعقبة بن أبي معيطٍ)) وذكر السابع ولم أحفظه، فوالذي بعث محمدًا بالحق لقد رأيت الذي سمى صرعى، ثمّ سحبوا إلى القليب قليب بدرٍ (¬1). ¬
6384 - وفي روايةٍ: ذكر السابع عمارة بن الوليد، وفيها فيعمدُ إلى فرثها ودمها وسلاها. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
6385 - وزاد البزار والكبير: إنَّ أبا البختري أتى أبا جهلٍ، فقال: يا أبا الحكم، أنت الذي أمرت لمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - فطرح عليه الفرث؟ قال: نعم، فرفع السوط فضرب به رأسه، فثار الرجالُ بعضها إلى بعضٍ، وصاح أبو جهلٍ، ويحكم هي له، إنما أراد محمد أن يلقي بيننا العداوة وينجو هو وأصحابه (¬1). ¬
6386 - عقيل بن أبي طالبٍ: جاءت قريش إلى أبي طالبٍ، فقالوا: إنَّ ابن أخيك يأتينا في أفنيتنا وفي نادينا، فيسمعنا ما يؤذينا، فإن رأيت أن تكفه عنا فافعل، فقال له: أبو طالب: ذلك، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((والله ما أنا بأقدر أن أدع ما بعثت به من أن يشتعل أحدكم من هذه الشمس شعلةً من نارٍ))، فقال أبو طالبٍ: ما كذب ابن أخي قطُ، ارجعوا راشدين. للموصلي والكبير والأوسط (¬1). ¬
6387 - عمرو بن العاص: ما رأيت قريشًا أرادوا قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا يومًا جلسوا في ظلِّ الكعبة وهو يصلي عند المقام، فقام إليه عقبة ابن أبي معيطٍ، فجعل رداءه في عنقه، ثم جذبه وتصايح الناس، وظنوا أنه مقتولٌ فأقبل أبو بكرٍ يشتدُ، حتى أخذ بضبعه - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقول: أتقتلون رجلاً أن يقول ربيَ الله، ثم انصرفوا عنه، فقام - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا قضى صلاته مرَّ بهم وهم جلوسٌ في ظلِ الكعبة، فقال: ((يا معشر قريشٍ، أما والذي نفسي بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح، وأشار بيده إلى حلقه))، فقال له أبو جهل: يا محمد ما كنت جهولاً، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أنت منهم)). للموصلى والكبير (¬1). ¬
6388 - إبراهيم قال: أراد الضحاك بن قيسٍ أن يستعمل مسروقًا، فقال له عمارة بن عقبة: أتستعمل رجلاً من بقايا قتلة عثمان؟ فقال له مسروق: حدثنا ابن مسعودٍ، وكان في أنفسنا موثوق الحديث، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لما أراد قتل أبيك، قال: من للصِّبية؟ قال: ((النار)) وقد رضيت لك ما رضى لك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود (¬1). ¬
6389 - أنس: لقد ضربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرةً حتى غشي عليه، فقام أبو بكرٍ فجعل ينادي، ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربيَّ الله، فقالوا: من هذا؟ قالوا أبو بكرٍ المجنون، فتركوه وأقبلوا على أبي بكرٍ. للموصلي والبزار بلفظه (¬1). ¬
6390 - قتادة بن دعامة: تزوج أمَّ كلثومٍ بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عتيبة بن أبي لهبٍ، وكانت رقية عند أخيه عتبة، ولم يبن بها حتى بعث - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا نزلت تبت يدا أبي لهبٍ، قال أبو لهبٍ لابنيه رأسي من رؤسكما حرامٌ إن لم تطلقا بنتي محمدٍ، وقالت أمهما حمالةُ الحطب: طلقاهما يا ابني، فطلقاهما، فجاء عتبة إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كفرت بدينك وطلقت ابنتك، ثم سطا عليه فشق قميصه - صلى الله عليه وسلم -، وخرج نحو الشام (تاجرًا) (¬1)، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه))، فخرج مع تجرٍ من -[534]- قريشٍ حتى نزلوا بالزرقاء، فأطاف بهم الأسد تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول: ويل أمي، هذا والله آكلي كما قال محمد، قاتلني ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام، فانصرف الأسد، فناموا وجعلوا عتيبة وسطهم، فأقبل السبع يتخاطهم حتى أخذ برأس عتيبة فقتله. للكبير. بضعف (¬2). ¬
6391 - جابر: اجتمعت قريشُ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي فرَّق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه، قالوا: ما نعلمُ أحدًا غير عتبة بن ربيعة، فأتاه عتبة، فقال: يا محمد أنت خيرٌ أم عبد الله؟ فسكت، فقال: أنت خيرٌ أم عبد المطلب؟ فسكت، فقال: إن كنت تزعم أنَّ هؤلاء خيرٌ منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خيرٌ منهم فتكلم حتى نسمع قولك، أما والله ما رأينا سخطةً أشأمُ على قومك منك، فرَّقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب، حتى طار فيهم أن في قريشٍ ساحرًا كاهنًا، ما تنتظرُ إلا أن يقوم بعضنا لبعضٍ بالسيوف حتى نتفانا، أيها الرجل إن كان إنما بك حاجةٌ جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أغنى قريشٍ، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أيُّ نساء قريشٍ فنزوجك عشرًا، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((أفرغت))؟ قال: نعم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: {حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [فصلت:2] حتى بلغ {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت:13]. فقال عتبه حسبك ما عندك غير هذا؟ قال: ((لا)) فرجع إلى قريشٍ فقالوا: ما وراءك؟ قال: ما تركتُ شيئًا أرى أنكم تكلمونه به إلاَّ كلمته، قالوا: هل أجابك؟ قال: نعم، والذي نصبها بنيةً ما فهمتُ شيئًا مما قال، غير أنه قال: {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13] قالوا: ويلك كلمك رجلٌ بالعربية فلا تدري ما قال؟ قال: لا والله ما فهمتُ شيئًا مما قال: غير ذكر الصاعقة. للموصلي بلين (¬1). ¬
6392 - ربيعة بن (عبيد الديلي) (¬1): أكبرُ ما رأيتُ أنَّ منزل النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كان بين منزل أبي لهبٍ وعقبة بن أبي معُيطٍ، فكان ينقلب - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته فيجدُ الأرحام والدماء والأنجاس قد نصبتْ على بابه، فينحي ذلك بسيةِ قوسه، ويقولُ: ((بئس الجوار هذا يا معشر قريشٍ)). للأوسط بلين (¬2). ¬
6393 - رجلٌ من بني مالك بن أبي كنانة: رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بسوقِ ذي المجاز يتخللها، يقولُ: ((يا أيها الناسُ، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا))، وأبو جهلٍ يُحثي عليه التراب، يقولُ: يا أيها الناسُ، لا يغوينكم هذا عن دينكم، فإنما يريد لتتركوا آلهتكم ولتتركوا اللات والعزى، وما يلتفت إليه - صلى الله عليه وسلم -. لأحمد (¬1). ¬
6394 - على: انطلقت أنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتى أتينا الكعبة، فقال لي: ((اجلس))، وصعد على منكبي، فذهبتُ لأنهض به، فرأى منِّي ضعفًا، فنزل وجلس لي، فقال: ((اصعد على منكبي))، فنهض بي، فإنه يُخيلُ إلىَّ أني لو شئت لنلت أفق السماء، حتى صعدت على البيت وعليه تمثالٌ صفرٌ أو نُحاسٌ، فجعلتُ أزاولهُ عن يمينه وعن شماله، ومن بين يديه، ومن خلفه، حتى استمكنت منه، فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: ((اقذف به))، فقذفت به فتكسر كما تنكسرُ القواريرُ، ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نستبق، حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحدٌ من الناسِ (¬1). ¬
6395 - وفي رواية: كان على الكعبة أصنامٌ فذهبت أحمل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فلم أستطع فحملني فجعلت أقطعها، ولو شئت لنلتُ السماء. لأحمد والموصلي والبزار (¬1). ¬
الهجرة إلى الحبشة
الهجرة إلى الحبشة
6396 - عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أمه ليلى: كان عمر من أشد الناس علينا في إسلامنا، فلما تهيأنا للخروج إلى الحبشة أتى وأنا على بعيري فقال: أين يا أم عبد الله؟ فقلت: آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله حيث لا نؤذى، فقال: صحبكم الله، ثم ذهب فجاء زوجي عامر فأخبرتُه بما رأيتُ من رقة عمر، فقال: ترجين أن يسلم، والله لا يُسلمُ حتى يُسلمَ حمار الخطابِ. للكبير (¬1). ¬
6397 - ابن مسعودٍ: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشيِّ نحو ثمانين رجلاً، فيهم جعفر وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعونٍ وأبو موسى، فأتينا النجاشي، وبعث قريشٌ عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهديةٍ، فلمَّا دخلا على النجاشيِّ سجدا له وقالا له: إن نفرًا من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا. قال: فأين هم؟ قال: في أرضك فبعث إليهم، قال جعفر: أنا خطيبكم اليوم، فاتَّبعوه، فسلَّم ولم يسجد، فقالوا له: مالك لا تسجدُ للملك؟ قال: إنا لا نسجدُ إلا لله تعالى قال: وما ذاك؟ قال: إنَّ الله تعالى بعث إلينا رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأمرنا أن لا نسجد إلا لله تعالى، وأمرنا بالصلاة والزكاة، قال عمرو: فإنهم يخالفونك في عيسى، قال: ما تقولون في عيسى وأمه؟ قالوا: نقولُ كما قال الله تعالى، هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها بشرٌ، ولم يفرضها ولدٌ، فرفع النجاشيُّ عودًا من الأرض وقال: يا معشر القسيسين والرهبان، والله ما تزيدون على الذي يقول ما يسوى هذا، مرحبًا بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي نجده في الإنجيل، وأنه الذي بشر به عيسى، انزلوا حيث شئتم، فوالله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه، وأوضِّئه، وأمر بهدية الآخرين فردت عليهما، ثم تعجَّل ابن مسعودٍ حتى أدرك بدرًا. للكبير بلين (¬1). ¬
6398 - ولأحمد عن أمِّ سلمة نحوه وفيه: إنَّ الذي بعثوه مع عمرو بن العاص هو عبد الله بن أبي ربيعة المخزوميِّ، ومعهما هدايا للنجاشيِّ وكل بطارقته من أدم؛ لكونه أعجبُ ما يأتيهم من مكةَ. وفيه أنَّ جعفرًا قال: أيها الملك، كنَّا قومًا أهل جاهليةٍ، نعبدُ الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطعُ الأرحام، ونسئ الجوار، ويأكل القويُّ منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منَّا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلعُ ما كنا نعبدُ نحن وآباؤنا من دون الله من الحجارة والأوثان، وأمرنا بالصدق والأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكفِّ عن المحارم والدماء والفواحش وشهادة الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصن، وأمرنا أن نعبد الله لا نشركُ به شيئًا، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فعدد عليه أمور الإسلام، فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به، فعدى علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا وشقوا علينا، فخرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك، فقال النجاشي: هل معك مما جاء به من شيءٍ؟ قال: نعم، فقرأ عليه صدرًا من {كهيعص} [مريم:1] فبكى النجاشيُّ، وبكت أساقفته، ثم قال: إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدةٍ، انطلقا، فوالله لا أسلمهم إليكما أبدًا، ولا أكادُ، ثم قال: اذهبوا فأنتم سيومٌ بأرضي - والسيومُ الآمنون- من سبَّكم غُرِّم، قاله ثلاثًا، -[538]- قالت: وأقمنا عنده في خير دارٍ، مع خير جارٍ، وإن عدوًا للنجاشيِ نزل به فوالله ما علمنا حربًا قط أشد من حربٍ حربناه عند ذلك؛ تخوفًا أن يظهر عليه من لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف (¬1). ¬
6399 - وللكبير والبزار عن عمير بن إسحاق نحو ذلك وفيه: أن عمرو بن العاص قال: فتفرقنا من عند النجاشيِّ ولم يكن أحدٌ أحبُ إلى أن ألقاه من جعفر، فاستقبلني في طريقٍ مرةً فنظرتُ خلفه وخلفي، فلم أر أحدًا، فقلت: أتعلم أني أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله؟ قال: فقد هداك الله فاثبت، ثم ذكر أنهم أخذوا كل شيءٍ له، ثم أتى جعفرًا وانطلق معه إلى النجاشيِّ، فقال جعفر: إنَّ عمرًا تابعني على ديني، قال: كلا، قلت: بلى، قال لإنسانٍ اذهب معه فإن فعل فلا يقولُ شيئًا إلا -[539]- كتبته، قال عمرو: فجعلت أقول، وجعل يكتب، حتى كتب كل شيء لي، حتى القدح، ولو شئت آخذُ شيئًا من أموالهم إلى مالي فعلت (¬1). ¬
6400 - وللكبير عن أبي موسى بنحوه وزاد: وكان عمرو بن العاص رجلاً قصيرًا، ومعه امرأته، وكان عمارة رجلاً جميلاً، فشربا خمرًا حين أقبلا إلى النجاشيِّ فقال عمارة لعمرو: مر امرأتك تقبلني، فقال له عمرو: ألا تستحي، فرماه عمارة في البحر، فجعل عمرو يناشده حتى أدخله عمارة السفينة، فحقد عمرو على ذلك، وقال للنجاشيِّ إنك إذا خرجت خلفك عمارة في أهلك، فدعا النجاشيُّ عمارة، فنفخ في إحليله فطار مع الوحش (¬1). ¬
6401 - وله من طريقٍ آخر: فأمر النجاشيُّ بعمارة، فنفخ في إحليله فاستطير حتى لحق بالصحارى يسعى فيها مع الوحش، فجاء بعد ذلك أهله فسقوه شربةً من سويقٍ فمات (¬1). ¬
6402 - عروة: في تسمية الذين خرجوا إلى الحبشة المرة الأولى قبل خروج جعفر وأصحابه، الزبير بن العوام، سهيل بن بيضاء، عامر بن ربيعة، عبد الله بن مسعودٍ، عبد الرحمن بن عوفٍ، عثمان بن عفان، مع امرأته رقية بنت النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، عثمانُ بن مظعونٍ، مصعب بن عميرٍِ، أبو حذيفة بن عتبة، مع امرأته سهلة بنت سهيلٍ، وولدت له بالحبشة محمد بن أبي حذيفة، أبو سبرة بن أبي رهمٍ، مع امرأته أمِّ كلثوم بنت سهيلٍ، أبو سلمة بن عبد الأسد، مع امرأته أمِّ سلمة، ولما نزلت سورة النجم وقرأ - صلى الله عليه وسلم - {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم:20] ألقى الشيطانُ فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال: وإنهنَّ من الغرانيق العلى، وإنَّ شفاعتهنَّ لترتجى، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشركٍ، وذلت بها ألسنتهم، واستبشروا وقالوا إن محمدًا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه، فلما بلغ - صلى الله عليه وسلم - آخر السورة سجد، -[540]- وسجد معه كل من حضره من مسلمٍ ومشركٍ، غبر أنَّ الوليد بن المغيرة وكان رجلاً كبيرًا فرفع ملء كفه ترابًا فسجد عليه، فعجب المسلمون من سجود المشركين من غير إيمان ولا يقينٍ، ولم يسمعوا الذي ألقى الشيطان، ففشت تلك الكلمة في الناس، وأظهرها الشيطانُ، حتى بلغت الحبشة، فلمَّا سمع عثمان بن مظعونٍ ومن معه أنَ الناس أسلموا وسجدوا لله أقبلوا سراعًا، فكبر ذلك عليه - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا أمسى أتاه جبريل فشكى إليه، فأمره فقرأ عليه، فلمَّا بلغها تبرأ منها جبريل، فشق ذلك عليه - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ((تكلمت بكلام الشيطان وشركني في أمر الله فنسخ الله ما ألقى الشيطان)) وأنزل عليه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] إلى بعيد فلمَّا برأه الله من سجع الشيطان وفتنته انقلب المشركون بضلالهم (وعداوتهم) (¬1)، وبلغ المسلمون ممن كان بالحبشة وقد شارفوا مكة فلم يستطيعوا الرجوع من شدة البلاء الذي أصابهم، وخافوا أن يدخلوا مكة فيبطش بهم فلم يدخل رجلٌ منهم إلا بجوارٍ فأجار الوليد بن المغيرة عثمان بن مظعونٍ، ثم ردَّ عليه جواره حين أبصر ما يلقاهُ المسلمون من أذية المشركين لهم، وأحب عثمان أن يكون من جملة المسلمين يثاب على ما يلقاه من الأذى في الله تعالى. للكبير. مطولاً بلين وإرسال. قلت ردَّ الأئمة من هذا الحديث قضية إلقاء الشيطان لعصمه الوحي معلوم، والحديثُ بدون ذلك معروفٌ محفوظ (¬2). والله أعلمُ. ¬
خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف وعرضه نفسه على القبائل والعقبة الأولى
خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف وعرضه نفسه على القبائل والعقبة الأولى
6403 - عائشة: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: هل أتى عليك يومٌ كان أشد من يوم أحدٍ؟. قال: ((لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت يوم العقبة؛ إذ عرضتٌ نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلالٍ، فلم يُجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فوفعت رأسي، وإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريلُ فناداني، فقال: إنَّ الله قد سمع قول قومك وما ردُّوا عليك، وقد بعث إليك ملك -[541]- الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم على، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين قال - صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا)). للشيخين (¬1). ¬
6404 - عبد الله بن جعفر: لما توفى أبو طالبٍ خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ماشيًا على قدميه إلى الطائف يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، فانصرف فأتى ظل شجرةٍ فصلى ركعتين، ثم قال: ((اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت أرحم الراحمين، إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريبٍ ملكته أمري، إن لم تكن غضبان على فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك أو تُحل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله)). للكبير (¬1). ¬
6405 - جابر: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يعرضُ نفسه على الناس بالموقف، فيقول: ((هل من رجلٍ يحملني إلى قومه؟ فإنَّ قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي)) فأتاه رجل فقال - صلى الله عليه وسلم - له: ((من أنت))؟ قال: من همدان قال: ((فهل عند قومك من منعةٍ))؟ قال: نعم، ثم إنَّ الرجل خشى أن يُخفره قومه فقال: آتيهم فأخبرهم، ثم آتيك من قابلٍ قال: ((نعم))، فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب. لأحمد (¬1). ¬
6406 - محمود بن لبيد: لما قدم أنس بن نافعٍ مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذٍ، يلتمسون الحلف من قريشٍ على قومهم من الخزرج، سمع بهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتاهم فجلس إليهم، فقال لهم: ((هل لكم إلى خيرٍ مما جئتم إليه))؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: ((أنا رسولُ الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وأنزل عليَّ كتابًا، ثم ذكر الإسلام، وتلا عليهم القرآن))، فقال إياسُ: أي قومي، هذا والله -[542]- خيرٌ مما جئتم إليه، فأخذ أنس ابن نافع حفنةً من البطحاء فضرب بها وجه إياسٍ، وقام - صلى الله عليه وسلم - عنهم وانصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاثٍ فلم يلبث إياس أن هلك، ولم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلمًا، لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس. لأحمد والكبير (¬1). ¬
6407 - ابن إسحاق: لما أراد الله تعالى إظهار دينه وإعزاز نبيه - صلى الله عليه وسلم -، خرج - صلى الله عليه وسلم - في الموسم الذي لقى فيه الأنصار، وهم فيما يزعمون ستة فيهم جابر بن عبد الله بن ريابٍ. للكبير (¬1). ¬
ذكر العقبة الثانية والثالثة
ذكر العقبة الثانية والثالثة
6408 - عروة: لما حضر الموسم حجَّ نفرٌ من الأنصار من بني النجار معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة، ومن بني زريقٍ رافعٌ بن مالكٍ وذكوان بن عبد القيس، ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التيهان، ومن بني عمرو بن عوفٍ عويمر بن ساعدة، وأتاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وقرأ عليهم القرآن، فلمَّا سمعوهُ اطمأنُّوا إلى دعوته وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياهُ بصفته وما يدعوهم إليه، فصدقوه وآمنوا به، وقالوا له: لقد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الدماء، ونحن لله ولك مجتهدون فامكث على اسم الله حتى نخبر قومنا بشأنك، وندعوهم إلى الله ورسوله، ولعل الله يصلح أمرنا، فإننا اليوم متباغضون، فإن تقدم علينا اليوم ولم نصطلح لم تكن لنا جماعةٌ عليك، ونحن نواعدك الموسم من العام القابل، فرضى - صلى الله عليه وسلم -، ورجعوا إلى قومهم، فأخبروهم ودعوهم سرًا، حتى قلَّ دارٌ من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناسٌ، ثم بعثوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن ابعث لنا من قبلك رجلاً يدعو الناس بكتاب الله فإنه أدنى أن يتبع، فبعث إليهم مصعب بن عميرٍ، فنزل على أسعد بن زرارة، فجعل يدعو الناس -[543]- ويُفشي الإسلام وهم في ذلك مستخفون، ثم إنَّ مصعبًا وأسعد ذات يومٍ مستخفيان في تعليم جماعةٍ أخبر بهم سعدُ بنُ معاذٍ وأتاهم في لأمته ورمحه، فقال: علام تأتينا في دورنا بهذا الفريد الطريح يُسفه ضعفاءنا، لا أراكما بعد هذا في جوارنا، فرجعوا ثم إنهم عادوا الثانية، فاجتمعوا فأخبر بهم سعد فأتاهم فواعدهم وعيدًا دون الأول، فلما رأى أسعد منه لينًا قال: يا ابن خالتي اسمع من قوله، فإن سمعت منكرًا فاردده، وإن سمعت خيرًا فأجبه، فقال: ماذا تقول؟ فقرأ مصعب {حم} {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الزخرف:2] {إِنَّا جعلناه قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} فقال سعد: وما اسمع إلا ما اعرف، فهداه الله، ولم يظهر الإسلامُ حتى رجع إلى قومه فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام، وأظهر إسلامه فأسلموا، إلا من لا يذكر، فكانت أول دارٍ من دور الأنصار أسلمت بأسرها، ثم إنَّ بني النجار أخرجوا مصعب بن عميرٍ فانتقل إلى سعدٍ، فلم يزل يُهدى على يديه حتى قلَّ دارٌ من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناسٌ، وأسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح، وكسروا أصنامهم، فكان المسلمون أعز أهلها، وصلح أمرهم ورجع مصعب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يُدعى المقُرئ. للكبير بلين وإرسال (¬1). ¬
6409 - كعب بن مالكٍ: ذُكر أنه لما قدم اثنا عشر رجلاً من العقبة وقد أمرهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يوافوه في القابل، فوافاه سبعون رجلاً. للكبير بلين (¬1). ¬
6410 - عنه: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين، وقد صلينا ومعنا البراء بن معرور سيدنا، وقال لنا: إني رأيتُ أن لا أدع الكعبة مني بظهرٍ، وأن أصلي إليها، قلنا لا تفعل، ونبينا - صلى الله عليه وسلم - إنما يصلي إلى الشام، وكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام، وصلى إلى الكعبة، -[544]- حتى قدمنا مكة فذهبتُ معه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فوجدناه مع العباس فسلمنا عليه، فقال لعمه: أتعرف هذين؟ قال: نعم، هذا البراء بن معرورٍ سيد قومه، وهذا كعب بن مالكٍ، فوالله ما أنسى قوله - صلى الله عليه وسلم -: الشاعرُ؟ قال: نعم، فأخبره البراء بصلاته إلى الكعبة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: لقد كنت على قبلةٍ لو صبرت عليها، فرجع البراء إلى قبلة الشام، وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات، وليس كذلك، نحن أعلم به منهم. قال: وخرجنا إلى الحج فواعدنا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - العقبة من أوسط أيام التشريق، وكنا نكتم أمرنا من معنا من المشركين، منهم عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر، فأخبرته ودعوته إلى الإسلام فأسلم وشهد معنا العقبة نقيبًا، فبتنا تلك الليلة في رحالنا إلى ثلث الليل، فخرجنا نتسلل مستخفين حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة سبعون رجلاً وامرأتان، نسيبةُ بنت كعب النجارية -[545]- وأسماء بنت عمرو السلمية، فجاءنا - صلى الله عليه وسلم - ومعه عمهُ العباس وهو يومئذٍ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويوثق، فلما جلسنا كان العباس أول من تكلم فقال: يا معشر الخزرج إن محمدًا منا حيث علمتم، وقد منعناه من قومنا وهو في عز ومنعةٍ في بلده، فقلنا قد سمعنا ما قلت: فتكلم يا رسول الله فخذ لربك ولنفسك ما أحببت، فتكلم فتلا ودعا إلى الله ورغَّب في الإسلام فقال: ((أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم))، فأخذ البراء بن معرور بيده فقال: نعم والذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب. وقال أبو الهيثم بن التيهان: يا رسول الله إنَّ بيننا وبين الرجال حبالاً أي عهودًا وإنا قاطعوها، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك وأظهرك الله أن ترجع وتدعنا؟ فتبسم - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((بل الدم الدم، والهدمُ الهدمُ، أنا منكم وأنتم مني أحاربُ من حاربتم وأسالم من سالمتم))، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أخرجوا إلىَّ اثني عشر نقيبًا يكونون على قومهم))، فأخرجوا تسعةً من الخزرج وثلاثةً من الأوس، فلما بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صرخ الشيطانُ بأنفذ صوتٍ سمعته: يأهل الجباجب أي المنازل هل لكم في مذمم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا أزبُّ العقبة ارتفعوا إلى رحالكم))، -[546]- فرجعنا فلما أصبحنا غدت علينا جلةُ قريشٍ فقالوا: يا معشر الخزرج بلغنا أنكم جئتم إلى صاحبنا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا، والله ما من العرب أحدٌ أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم، فانبعث مشركو قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيءٌ وما علمناه، وصدقوا لم يعلموا ما كان منا، فقام القوم وفيهم الحارث بن هشام ابن المغيرة وعليه نعلان جديدان فقلت كلمةٌ: كأني أريد أن أشرك القوم بها: أما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيدنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريشٍ؟ فسمعها الحارث فخلعهما ورمى بهما إلىَّ، قال: والله لتنتعلنهما. فقال أبو جابر: أحفظت والله الفتى، أردد عليه نعليه فقلت: والله لا أردهما فألٌ والله صالحٌ لئن صدق الفأل لأسلبنه. لأحمد والكبير (¬1). ¬
6411 - وزاد: أنَّ النقيب لبني النجار أسعد بن زرارة، ولبني سلمة البراء بن معرورٍ وعبد الله بن عمرو بن حرام، ولبني ساعدة سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، ولبني زريقٍ رافع بن مالكٍ بن العجلان، ولبني الحارث بن الخزرج عبادة بن الصامت، ولبني عبد الأشهل أسيد بن حضيرٍ، وأبو الهيثم ابن التيهان، ولبني عمرو بن عوفٍ سعد بن خيثمة (¬1). ¬
6412 - الشعبي: انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - مع العباس إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة قال: ((ليتكلم متكلمكم ولا يُطيلُ فإنَّ عليكم من المشركين عينا)) قال قائلهم وهو أبو أمامة: سل يا محمد لربك ولنفسك ولأصحابك ما شئت قال: ((أسألُ لربي أن -[547]- تعبدوهُ ولا تُشركوا به شيئًا، ولنفسي ولأصحابي أن تأوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم)) قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: ((لكم الجنة)) قالوا: فلك ذلك. لأحمد (¬1). ¬
6413 - وللكبير عن عبادة بن الصامت: أنَّ أسعد بن زرارة قال: يا أيها الناسُ هل تدرون ما تبايعون عليه محمدًا - صلى الله عليه وسلم -؟ إنكم تبايعونه أن تُحاربوا العرب والعجم والجن والإنس، فقالوا: نحن حربٌ لمن حاربه وسلمٌ لمن سالمهُ (¬1). ¬
6414 - وللكبير عن ابن شهاب: ممن شهد العقبة أوس بن يزيدٍ بن أصرم، وأوس بن ثابتٍ، وأسعد بن زرارة، والبراء بن معرورٍ، وبشير بن سعدٍ، وجابرُ بن عبد الله بن عمرو، وجبارُ بن صخرٍ، والحارث بن قيسٍ بن مالكٍ، وذكوان بن عبد القيس، ورافع بن مالكٍ، وسعد بن عبادة، وسعد بن خيثمة، وسلمة بن سلامة، وظهير بن رافعٍ، وكعبُ بن مالكٍ، وأبو بردة بن نيار (¬1). ¬
6415 - وزاد عن عروة: منهم ظهير بن الهيثم، وثابت بن أجدع، وزيد ابن لبيدٍ، وسعد بن الربيع، وسهل بن عتيكٍ، وعمرو بن عزمة بن ثعلبة، وعقبة بن عمرو بن ثعلبة، يكنى أبا مسعود (¬1). ¬
6416 - عمر: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة يعرضُ نفسه على قبائل العرب قبيلةً قبيلةً في الموسم ما يجد أحدًا يُجيبه حتى جاء الله بهذا الحي من الأنصار لما ساق لهم من الكرامة فآووه ونصروه، فجزاهم الله عن نبيهم خيرًا، والله ما وفينا لهم كما عاهدناهم إنا قلنا لهم نحن الأمراء وأنتم الوزراء ولئن بقيت إلى رأس الحول لا يبقى لي عاملٌ إلا أنصاري. للبزار بضعف (¬1). ¬
هجرته - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة
هجرته - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة
6417 - عائشة: لم أعقل أبوىَّ قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يومٌ إلا يأتينا فيه رسول - صلى الله عليه وسلم - بكرةً وعشيةً، فلما ابتُلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجرًا نحو الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ قال: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي فقال: إن مثلك لا يخرج ولا يخرج؛ إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جارٌ فارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف في أشراف قريشٍ فقال لهم: أتخرجون رجلاً يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق؟ فأنفذت قريشٌ جواره وقالوا له: مر أبا بكرٍ فليعبد ربه في داره وليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكرٍ فلبث يعبد ربه في داره، ثم بدا له فابتنى مسجدًا بفناء داره وكان يُصلي فيه، فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم (وهم) (¬1) يعجبون منه، وكان رجلاً بكاءً إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك كفار قريشٍ فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا: إنا كنَّا أجرنا أبا بكرٍ بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدًا وأعلن فيه، فأته، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى فاسأله أن يرد إليك ذمتك، فأتاه فقال قد علمت الذي عاقدتُ لك عليه، فإما أن تقتصر عليه، وإما -[549]- أن ترد لي ذمتي، فقال أبو بكر: إني أرد إليك جوارك، وأرضى بجوار الله. والنبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ بمكة، فقال - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين: ((إني أريت دار هجرتكم سبخةً ذات نخل بين لابتين)) فهاجر من هاجر قبل المدينة، ورجع عامة من كان بالحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر قبل المدينة فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((على رسلك إني أرجو أن يؤذن لي)) قال أبو بكرٍ: وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي؟ قال: ((نعم)) فحبس أبو بكرٍ نفسه على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلف راحلتين من ورق السَّمر وهو الخبط أربعة أشهرٍ، فبينا نحن يومًا جلوسٌ في بيت أبي بكرٍ في نحر الظهيرة، قال قائلٌ لأبي بكرٍ: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متقنعًا في ساعةٍ لم يكن يأتينا فيها، قال أبو بكر: فداءٌ له أبي وأمي، والله ما جاء به هذه الساعة إلا أمرٌ، فجاءنا فاستأذن فأذن له فدخل، فقال لأبي بكرٍ: ((أخرج من عندك))؟ قال أبو بكرٍ: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله قال: ((فإني قد أذن لي في الخروج)) قال أبو بكرٍ: الصحابة يا رسول الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نعم)) قال أبو بكر: فخذ إحدى راحلتيَّ هاتين، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((بالثمن)) فجهزناهما أحب الجهاز ووضعنا لهما سفرةً في جرابٍ، فقطعت أسماء من نطاقها فربطت به فم الجراب، فبذلك سميت ذات النطاق. ثمَّ لحق - صلى الله عليه وسلم - أبو بكرٍ بغارٍ في جبل ثورٍ، فمكثا فيه ثلاث ليالٍ، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكرٍ، وهو غلامٌ شاب ثقف لقنٌ، يدلجُ من عندهما بسحرٍ فيصبح بمكة كبائتٍ، فلا يسمع أمرًا يكادان به إلا أتاهما بخبره حين يختلط الظلامُ، ويرعى عليها عامر بن فهيرة مولى أبي بكرٍ منحةً من غنمٍ فيريحها عليهما حين تذهب ساعةً من العشاء، فيبتان في رسلٍ، فاستأجر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ رجلاً من بني الديل هاديًا خريتًا، وقد غمس حلفا من آل العاص ابن وائلٍ، وهو على دين قريشٍ، أمَّناه فدفعا إليه -[550]- راحلتيهما وواعداه غار ثورٍ بعد ثلاثٍ، فأتاهما، فارتحلا ومعهما عامرُ بن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق الساحل، قال ابن شهابٍ: أخبرني عبد الرحمن بن مالكٍ عن أبيه عن سراقة بن جعشم قال: جاءنا رسلُ قريشٍ يجعلون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكرٍ ديةً، كلُ واحدٍ منهما لمن قتله أو أسره، فبينا أنا جالسٌ في قومي بني مدلجٍ أقبل رجلٌ منهم فقال: يا سراقة إني رأيت أسودةً بالساحل أراها محمدًا وأصحابه فعرفت أنهم هم، فقلت: إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانًا وفلانًا انطلقوا بأعيننا، ثم لبثت في المجلس ساعةً، ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي فتحبسها علىَ، فأخذت رمحي فخرجت من ظهر البيت فخططت بزجه الأرض وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم، فعثرت بي فرسي فخررت عنها، فقمت فاستخرجت الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا؟ فخرج الذي أكره فركبت فرسي وعصيتُ الأزلام تقرب بي، حتى إذا سمعت قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو لا يلتفتُ وأبو بكرٍ يُكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين، فخررتُ عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمةً إذا لأثر يديها عثانٌ ساطعٌ في السماء مثل الدخان، فاستقسمتُ بالأزلام فخرج الذي أكره فناديتهم الأمان، فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم فوقع في نفسي حين حُبست عنهم أن سيظهر أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت له: إنَّ قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم بما يريد الناس بهم، فعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزآني إلا أن قالا: أخف عنَّا ما استطعت، فسألته أن يكتب لي كتاب أمنٍ فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي رقعةً من أدم ومضى - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن شهاب: فأخبرني عروة أنه - صلى الله عليه وسلم - لقى الزبير في ركبٍ من المسلمين كانوا تجارًا قافلين من الشام، فكسى الزبير النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكرٍ ثياب بياضٍ، وسمع المسلمون بالمدينة مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة، فكانوا يغدون كل غداةٍ إلى الحرَّة فينتظرونه -[551]- حتى يردهم حرُّ الظهيرة، فانقلبوا يومًا بعدما أطالوا انتظارهم، فلما آووا إلى بيوتهم أوفى يهوديٌّ على أطمٍ لأمرٍ يُنظر إليه فبصر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه مبيضين يزول بهم السرابُ، فلم يملك أن قال بأعلى صوته يا معشر العرب هذا جدُّكم الذي تنتظرونه، فثار المسلمون إلى السلاح فلقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظهر الحرَّة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوفٍ، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، فقام أبو بكرٍ للناس وجلس - صلى الله عليه وسلم - صامتًا فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - يجيء أبا بكرٍ حتى أصابت الشمس النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل أبو بكرٍ حتى ظل عليه بردائه فعرفه الناس - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك، فلبث في بني عمرو بن عوفٍ بضع عشرةً ليلةً، وأسس المسجد الذي أُسس على التقوى وصلى بهم فيه، ثم ركب راحلته فسار يمشي معه الناسُ حتى بركت عند مسجد الرسول بالمدينة، وهو يُصلى فيه يومئذٍ رجالٌ من المسلمين؛ وكان مربدًا للتمر لسهلٍ وسهيلٍ؛ يتيمين في حجر أسعد بن زرارة، فقال - صلى الله عليه وسلم - حين بركت راحلته: ((هذا إن شاء الله المنزل)) ثم دعا الغلامين فساومهما بالمربد؛ ليتخذه مسجدًا، فقال: لا بل نهبه لك يا رسول الله، ثم بناه مسجدًا ثم فطفق ينقل معهم اللبن في بنيانه، ويقول وهو ينقلُ: هذا الحمالُ لا حمالُ خيبر. ... هذا أبر ربنا وأطهر. اللهم إنَّ الأجر أجر الآخرة. ... فارحم الأنصار والمهاجرة. فتمثل بشعر رجلٍ من المهاجرين لم يسم لي. قال ابن شهابٍ: لم يبلغنا أنه - صلى الله عليه وسلم - تمثل بيت شعرٍ تام غير هذه الأبيات. للبخاري (¬2). ¬
6418 - البراء بن عازب: جاء أبو بكر إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلاً، فقال لعازبٍ: ابعث معي ابنك يحمله، فحملته، وخرج أبي معه ينتقد ثمنه فقال له: يا أبا بكرٍ كيف صنعتما ليلة سريت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم أسرينا ليلتنا حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق، حتى -[552]- رفعت لنا صخرة طويلةٌ لها ظلٌ فنزلنا عندها، فسويت بيديَّ مكانًا ينام فيه - صلى الله عليه وسلم - في ظلها، ثم بسطت عليه فروةً، ثم قلت نم يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك، فنام وخرجت أنفض ما حوله فإذا أنا براعٍ مقبلٌ بغنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا فقلت: لمن أنت؟ فقال: لرجلٍ من أهل المدينة، فقلت: أفي غنمك لبنٌ؟ قال: نعم، قلت: أفتحلب لي؟ قال: نعم، فأخذ شاةً، فقلت: انفض الضرع من الشعر والتراب والقذا، فحلب لي في قعبٍ معه كثبةً من لبنٍ، ومعي إداوةً أرتوي فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - ليشرب منها ويتوضأ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فوافقته حين استيقظ، فصببتُ على اللبن من الماء حتى برد أسفله، فقلت: يا رسول الله اشرب من هذا اللبن فشرب وشربت حتى رضيت، ثم قال: ((ألم يأن للرحيل؟)). قلت: بلى، فارتحلنا بعد مازالت الشمس واتَّبعنا سراقة بن مالك ونحن في جلدٍ من الأرض، فقلتُ يا رسول الله: أتينا، فقال: ((لا تحزن إنَّ الله معنا)) فدعا عليه فارتطمت فرسهُ إلى بطنها، فقال: إني علمتُ أنكما دعوتما علىَّ، فادعوا لي والله، لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنجا فرجع لا يلقى أحدًا إلا قال: كفيتم ما هاهنا، ولا يلقى أحدًا إلا ردّه ووفى لنا (¬1). ¬
6419 - وفي رواية: قال سراقة: هذه كنانتي فخذ سهمًا منها فإنك ستمر على إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك، قال: ((لا حاجة لي)) فقدمنا المدينة ليلاً تنازعوا أيهم ينزل عليه، فقال: ((أنزل على بني النجار أخوال بني عبد المطلب أكرمهم بذلك))، فصعد الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرق الغلمانُ والخدم في الطريق ينادون يا محمد يا رسول الله. للشيخين (¬1). ¬
6420 - أبو بكر: نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رءوسنا، فقلت: يا رسول الله لو أنَّ أحدهم (نظر) (¬1) إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال: ((يا أبا بكرٍ ما ظنك باثنين الله ثالثهما)). للشيخين والترمذي (¬2). ¬
6421 - أنس: أقبل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وهو مردف أبا بكرٍ، وأبو بكرٍ شيخٌ يعرفُ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شابٌ لا يُعرف، فيلقى الرجل فيقول: يا أبا بكرٍ من هذا الرجلُ الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل، فيحسبُ الحاسبُ أنه إنما يعني به الطريق، وإنما يعني سبيل الخير، فالتفت أبو بكسر فإذا هو بفارسٍ قد لحقهم فقال: يا رسول الله هذا فارسٌ قد لحقنا، فالتفت - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((اللهمَّ أصرعُه)) فصرعته فرسه ثم قامت تحمحم، فقال يا نبي الله مرني بما شئت، قال: ((تقف مكانك لا تترك أحدًا يلحق بنا)) فكان أول النهار جاهدًا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وآخره مسلحةً له، فتزل - صلى الله عليه وسلم - جانب الحرَّة، ثم بعث إلى الأنصار فجاءوا فسلمُوا عليهما، فقالوا: اركبا آمنين مطاعين، فركبا وحفوا دونهما بالسلاح فقيل في المدينة: جاء نبيُّ الله، جاء نبيُّ الله، وأشرفوا ينظرون، فأقبل يسير حتى نزل دار أبي أيوب. للبخاري مطولاً (¬1). ¬
6422 - البراء: أول من قدم علينا من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عميرٍ، وابن أمِّ مكتومٍ فجعلا يقرآن القرآن، ثم جاء عمارٌ وبلالٌ وسعدٌ، ثم جاء عمر في عشرين من الصحابة، ثم قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيءٍ فرحهم به، حتَّى لرأيتُ الولائد والصبيان يقولون هذا رسول الله قد جاء، فما جاء حتَّى قرأت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى:1] في سور مثلها من المفصل (¬1). ¬
6423 - أبو عثمان النهدي: سمعت ابن عمر يغضب إذا قيل له: إنه هاجر قبل أبيه، قال: ابن عمر: قدمت أنا وعمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فوجدناه قايلاً، فرجعنا إلى المنزل فأرسلني عمر فقال: اذهب فانظر هل استيقظ؟ فوجدته قد استيقظ فبايعته ثم انطلقت إلى عمر فجئنا نهرول فبايعه ثم بايعته. هما للبخاري (¬1). ¬
6424 - جرير رفعه: ((إنَّ الله أوحى إلىَّ، أيُّ هؤلاء الثلاثة نزلت فهي دار هجرتك؛ المدينة أو البحرين أو قنسرين)). للترمذي (¬1). ¬
6425 - أبوة موسى: بلغنا مخرج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهما؛ أبو بدرة وأبو رهم في بضعةٍ وخمسين رجلاً من قومي، فركبنا سفينةً فألقتنا إلى النجاشي، فوافقنا جعفرًا وأصحابه عنده، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا فوافقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح خيبر، فأسهم لنا وما قسم لأحدٍ غاب عن فتحها إلا لأصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، وكان ناسٌ يقولون لنا سبقناكم بالهجرة، فدخلت أسماء بنت عميسٍ وهي ممن قدم معنا على حفصة فدخل عمر فقال حين رأى أسماء من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميسٍ، قال: الحبشية هذه، البحرية هذه؟ قالت: نعم، فقال: سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكم فغضبت وقالت: كلاَّ والله، كنتم معه يُطعم جائعكم ويعظ جاهلكم، وكنَّا في أرض البعداء البغضاء في الحبشة وذلك في الله وفي رسوله، وأيم الله لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى أذكر ما قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا جاء - صلى الله عليه وسلم - أخبرته فقال: ((ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرةٌ واحدةٌ، ولكم أهل السفينة هجرتان)) قالت: -[555]- فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالاً يسألوني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيءٌ همَّ به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم - صلى الله عليه وسلم -. للشيخين (¬1). ¬
6426 - ابن عباس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر من المهاجرين؛ لأنهم هجروا دار المشركين وكان من الأنصار مهاجرون لأنَّ المدينة كانت دار شركٍ، فجاءوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة (¬1). ¬
6427 - عد الله بن السعدي: قلت: يا رسول الله يزعمون أنَّ الهجرة قد انقطعت، قال: ((لن تنقطع الهجرةُ ما قوتل الكفار)) (¬1). ¬
6428 - يعلى بن أمية: أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بأبي أمية يوم الفتح فقلت: بايع أبي على الهجرة فقال: ((أبايعه على الجهاد وقد انقطعت الهجرة)) (¬1). ¬
6429 - عمر: لا هجرة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
6430 - ابن عمرو بن العاص: قال رجلٌ: يا رسول الله أيُّ الهجرة أفضل؟ قال: ((أن تهجر ما كره ربك)) وقال: ((الهجرة هجرتان؛ هجرة الحاضر وهجرة البادي؛ أما البادي فيجيب إذا دعى، ويُطيع إذا أمر، وأما الحاضر فهو أعظمها بليةً وأعظمها أجرًا)). هي للنسائي (¬1). ¬
6431 - معاوية رفعه: ((لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها)). لأبي داود (¬1). ¬
6432 - سهل بن سعد: ما عدوا من مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا من وفاته، ما عدوا إلا من مقدمه المدينة. للبخاري (¬1). ¬
6433 - عروة: ومكث النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الحج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر، ثم إن المشركين أجمعوا أمرهم ومكرهم حين ظنوا أنه - صلى الله عليه وسلم - خارجٌ، وعلموا أن له بالمدينة مأوى ومنعةً، وبلغهم إسلام الأنصار وأجمعوا على أن يقتلوه أو يسجنوه أو يخرجوه، فأخبره الله بمكرهم وقال: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله وَالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30] وبلغه - صلى الله عليه وسلم - في ذلك اليوم الذي أتى فيه دار أبي بكرٍ أنهم مثبتوه إذا أمسى على فراشه، وخرج من تحت الليل هو وأبو بكرٍ قبل غار ثورٍ، وعمد عليُّ فرقد على فراشه يواري العيون، وبات المشركون يأتمرون أنهم يقتحمون على صاحب الفراش فيوثقونه، فكان ذلك حديثهم حتى أصبحوا، فإذا على يقومُ عن الفراش، فسألوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: لا علم لي به، فعلموا أنه خرج فركبوا في كل وجهٍ يطلبونه، وبعثوا إلى أهل المياه يجعلون لهم جعلاً عظيمًا، وأتوا ثورًا حتى طلعوا فوق الغار، وسمعا أصواتهم فأشفق أبو بكرٍ، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: {لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا} [التوبة: 40] ودعا {فَأَنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ الله هِيَ الْعُلْيَا وَالله عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40]. للكبير مطولاً بلينٍ وإرسال (¬1). ¬
6434 - أنس وغيره: قالوا لما كان ليلة بات - صلى الله عليه وسلم - في الغار أمر الله شجرةً فنبتت في وجه الغار، وأمر العنكبوت فنسجت على وجهه، وأمر حمامتين وحشيتين فوقعتا بفم الغار، وأتى المشركون حتى كانوا منه - صلى الله عليه وسلم - قدر أربعين ذراعًا، فنظر رجلٌ منهم فرأى الحمامتين، فقال لأصحابه: رأيت حمامتين على فم الغار فعرفت أن ليس فيه أحدٌ، فسمع - صلى الله عليه وسلم - قوله، فعلم أنَّ الله قد درأ بهما عنه، فسمت عليهما وفرض -[557]- جزاءهما، واتخذا في حرم الله فرخين، فأصل كل حمامٍ في الحرم من فراخهما. للبزار والكبير بخفي (¬1). ¬
6435 - جابر: أن أبا بكرٍ وجد في الغار جحرًا فألقمه عقبه حتى أصبح، لئلا يخرج على النبي - صلى الله عليه وسلم - منه شيءٌ، فأقاما في الغار ثلاثًا ثم خرجا، حتى نزلا بخيمات أمِّ معبدٍ فأرسلت إليه بشفرةٍ وشاةٍ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اردد الشفرة وهات لي فرقًا)) فأرسلت إليه أن لا لبن فيها، قال: ((هات لي فرقًا)) فجاءته بفرقٍ، فضرب ظهرها، فاجترت ودرت، فحلب فملأ القدح فشرب وسقى أبا بكرٍ ثم حلب فبعث به إلى أمِّ معبد. للبزار. بخفي (¬1). ¬
6436 - خنيس بن خالد: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن معه مروا على خيمتي أمِّ معبدٍ الخزاعية، وكانت امرأةٌ جلدةٌ تسقي وتطعمُ، فسألوها لحمًا وتمرًا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئًا، وكان القوم مرملين مسنتين فنظر - صلى الله عليه وسلم - إلى شاةٍ في الخيمة، فقال: ((ما هذه الشاة يا أم معبدٍ))؟ قالت: خلفها الجهد عن الغنم، قال: ((فهل بها من لبنٍ))؟ قالت: هي أجهد من ذلك، قال: ((أتأذنين أن أحلبها))؟ قالت: بلي بأبي أنت وأمي، فدعا بها فمسح على ضرعها وسمى الله ودعا لها في شاتها، فدرت واجترت، فحلب ثم سقاها وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم، ثم حلب ثانيًا حتى ملأ الإِناء، ثم غادره عندها، ثم بايعها وارتحلوا فقل ما لبثت أن جاء زوجها أبو معبدٍ أعنزًا عجافًا، فلمَّا رأى اللبن عجب، وقال: من أين هذا يا أمَّ معبدٍ ولا حلوبة في البيت؟ قالت: لا والله إلاَّ أنه مر بنا رجلٌ مباركٌ من حاله كذا وكذا، قال: صفيه لي، قالت: رأيتُ رجلاً ظاهرُ الوضاءة، أبلج الوجه، حسنُ الخلق، لم تُعبه ثجلةٌ، ولم تزر به صعلةٌ، وسيمٌ قسيمٌ في عينيه دعجٌ، وفي أشفاره وطفٌ، وفي صوته صحلٌ، وفي عنقه سطعٌ، وفي لحيته كثافةٌ، أزج أقرنُ، إن صمت فعليه الوقارُ، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيدٍ، وأحلاه وأحسنهُ من قريبٍ، حلو المنطق لا هذرٌ ولا نزرٌ، كأن نطقهُ خرزات نظم ربعٍ لا تشنؤه من طولٍ ولا تقتحمه من قصرٍ، -[558]- غصنٌ بين غصنين، فهو أنضر الثلاثةً منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاءُ يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا أمره، محفودٌ محسودٌ لا عابسٌ ولا مفندٌ قال أبو معبد: هو والله صاحبُ قريشٍ الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلنَّ إن وجدت إلى ذلك سبيلاً، وأصبح صوتٌ بمكة، يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول: جزى الله ربُّ الناس خير جزائه ... رفيقين قالا خيمتي أم معبد هما نزلاها بالهدى فاهتدت به ... لقد فاز من أمسى رفيق محمد فيا لقصى ما زوى الله عنكم به ... من فعالٍ لا تجارى وسؤدد ليهن بنى كعبٍ مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد دعاها بشاة حائلٍ فتحلبت ... عليه صريحًا ضرة الشاة مزبد فغادرها رهنًا لديها بحالبٍ ... يرددها في مصدرٍ ثم مورد فلما سمع حسان بن ثابتٍ أنشأ يجيب الهاتف ويقول: لقد خاب قومٌ زال عنهم نبيهم ... وقدس من يسري إليهم ويغتدي. ترحل عن قوم فضلت عقولهم ... وحل على قومٍ بنورٍ مجدِّد هداهم به بعد الضلالة ربهم ... وأرشدهم من يتبع الحق يرشد. وقد نزلت منه على أهل يثرب ... ركاب هدى حلت عليهم بأسعد. نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب الله في كلِّ مسجد. وإن قال في يومٍ مقالة غائب فتصديقها ... في اليوم أو في ضحى الغد. ليهن أبا بكرٍ سعادة جده. ... بصحبته من يسعد الله يسعد. للكبير. بخفي (¬1). ¬
6437 - قيس بن النعمان: لما انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ مستخفين نزلا بأبي معبد، فقال: والله إنَّ شاءنا لحوائل فما بقى لنا لبن، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فما تلك الشاة))؟ فأتى بها -[559]- فدعا بالبركة عليها ثم حلب عسا فسقاه، ثمَّ شربوا، فقال: أنت الذي تزعم قريش أنك صابئ؟ قال: ((إنهم ليقولون)) قال: أشهد أن ما جئت به حق، ثم قال: أتبعك، قال: ((لا، حتى تسمع أنا قد ظهرنا فأتبعه بعد)). للبزار برجال الصحيح (¬1). ¬
6438 - أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي: أنه مرَّ به النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أبي بكرٍ بحذوات الجحفة فحملهما على فحل إبله وبعث معهما غلامًا له، فقال: لا تفارقهما حتى يقضيا حاجتهما منك ومن جملك، فسلك بهما ثنية الرمحا ثم ثنية الكوبة ثم المرة ثم شعب ذات كشطٍ ثم المدلجة ثم الغابة ثم ثنية المرة ثم المدينة، ثم رد - صلى الله عليه وسلم - الجمل والغلام إلى سيده، وأمره أن يأمر سيده أوسًا أن يسم إبله في أعناقها؛ لأنه كان مغفلاً لا يسم الإِبل. للكبير بخفي (¬1). ¬
6439 - صهيبٌ رفعه: ((أريت دار هجرتكم سبخةً بين ظهراني حرةٍ، فإما أن تكون هجرٌ، وإما أن تكون يثرب)) فخرج - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة معه أبو بكر، وهممت أن أخرج معه وصدني فتيانٌ من قريشٍ، ثم خرجت فلحقني منهم ناسٌ يريدون ردي، فقلت لهم: هل لكم أن أعطيكم أواقي من ذهبٍ وحلةً سيراء وتخلون سبيلي؟ ففعلوا فبعثتهم إلى مكة، فقلت: أحفروا تحت أسكفة الباب فإن تحتها الأواقي، واذهبوا إلى فلانة فخذوا الحلة. وخرجت حتى قدمت عليه - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا رآني قال: ((ربح البيع ثلاثًا)) فقلت: يا رسول الله، ما سبقني إليك أحدٌ، وما أخبرك إلا جبريل عليه السلام. للكبير بخفي (¬1). ¬
6440 - ولرزين نحوه وفيه: فنزلت {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ (يَشْرِي) (¬1) نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ الله} [البقرة: 207] الآية وتلاها - صلى الله عليه وسلم - على صهيبٍ. ¬
6441 - عروةُ: خرج عمر وعياش بن أبي ربيعة في أصحابٍ لهم فنزلوا بني عمرو بن عوفٍ، فطلب أبو جهلٍ والحارث ابنا هشامٍ عياش بن أبي ربيعة، وهو أخوهما لأمٍ، فقدما المدينة فذكرا له حزن أمه وأنها حلفت أن لا يظلها بيتٌ ولا يمسُّ رأسها -[560]- دهنٌ حتى تراك، ولولا ذلك لم (نطلبك) (¬1)، وكان يعلم من حبها إياه ما يصدقهما، فرقَّ لها وأبي أن يتبعهما حتى عقد له الحارث، فلمَّا خرج معهما أوثقاه، فلم يزل هنالك موثقًا حتى خرج مع من خرج قبل فتح مكة، وكان - صلى الله عليه وسلم - دعا له بخلاصٍ وحفظٍ. للكبير بلين وإرسال (¬2). ¬
6442 - وللبزار نحوه عن عمر وزاد: قال عمر: فكنَّا نقولُ والله لا يقبلُ الله توبةً من قومٍ عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر، وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم، فلمَّا قدم علينا - صلى الله عليه وسلم - المدينة أنزل الله فيهم وفي قولنا لهم وقولهم لأنفسهم {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله} إلى {وأنتم لا تشعرون} [الزمر: 53] فكتبتها في صحيفةٍ وبعثت بها إلى هشام بن العاص، قال هشام: فلم أزل أقرأها حتى فهمتها وألقي في نفسي أنها إنما نزلت فينا، فجلست على بعيري فلحقتُ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
6443 - ابن عباس: كان قدومنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخمسٍ من الهجرة، خرجنا متواصلين مع قريشٍ عام الأحزاب، وأنا مع أخي الفضل، ومعنا غلامنا أبو رافعٍ، حتى انتهينا إلى العرج، ثمَّ أخذنا في طريقٍ حتى خرجنا على بني عمرو بن عوفٍ، فدخلنا المدينة فوجدناه - صلى الله عليه وسلم - في الخندق وأنا يومئذٍ ابن ثمان سنين وأخي ابن ثلاث عشرة. للأوسط (¬1). ¬
عدد غزواته - صلى الله عليه وسلم - وما كان قبل بدر
عدد غزواته - صلى الله عليه وسلم - وما كان قبل بدر
6444 - أبو إسحاق: كنت إلى جنب زيد بن أرقم فقيل له: كم غزا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: تسع عشرة، فقلت: كم غزوت أنت معه؟ قال: سبع عشرة، قلت: وأيتهن كان أول؟ قال: ذاتُ العشيراء أو العسيراء. للشيخين والترمذي بلفظه (¬1). ¬
6445 - بريدةُ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا تسع عشرة غزوةً، قاتل في ثمانٍ منهن. للبخاري ومسلمٍ بلفظه (¬1). ¬
6446 - سعدٌ: لمَّا قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المدينة جاءت جهينة، فقالوا: إنك نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا حتى نأتيك. فأوثق لهم، فأسلموا، فبعثنا - صلى الله عليه وسلم - في رجب ولا نكون مائةً، وأمرنا أن نغير على حيٍّ من بني كنانة إلى جنب جهينة، فأغرنا عليهم وكانوا كثيرًا، فلجأنا إلى جهينة فمنعونا، وقالوا: لم تقاتلون في الشهر الحرام؟ فقلنا: إنما نُقاتل من أخرجنا من البلد الحرام في الشهر الحرام. فقال: بعضنا لبعضٍ ما ترون؟ فقال: بعضنا نأتي النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال قومٌ: بل نقيم هنا. وقلت أنا في أناسٍ معي: بل نأتي عير قريشٍ فنقطعها. فانطلقنا إلى العير وانطلق أصحابنا إليه - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه فقام غضبان، فقال: ((أذهبتم من عندي جميعًا، وجئتم متفرقين؟ إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة، لأتعين عليكم رجلاً)) فبعث علينا عبد الله بن جحشٍ، فكان أول أميرٍ في الإسلام. لأحمد بلينٍ (¬1). ¬
6447 - زرُّ بن حبيشٍ: أول رايةٍ رفعت في الإسلام راية عبد الله بن جحشٍ، وأول مال خمِّس في الإسلام مال عبد الله بن جحشٍ. للكبير (¬1). ¬
6448 - جندبٌ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث رهطًا، وبعث عليهم عبد الله بن جحشٍ، وكتب له كتابًا وأمره أن لا يقرأه حتى يبلغ مكان كذا، وقال: ((لا تكرهنَّ أحدًا من أصحابك على السير معك)) فلمَّا قرأ الكتاب استرجع، قال: سمعٌ وطاعةٌ لله ولرسوله، فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجلان، ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرميِّ فقتلوه، ولم يدروا أنَّ ذلك اليوم من رجب، أو جمادى، فقال المشركون قتلتم في الشهر الحرام، فأنزل الله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيه} [البقرة: 217] الآية فقال بعضهم: إن لم يكونوا أصابوا وزرًا فليس لهم أجرٌ فنزل {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ الله وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة:218]. للكبير (¬1). ¬
6449 - جبيرُ بنُ مطعم: قال أبو جهل حين قدم مكة منصرفه عن حمزة: يا معشر قريش إنَّ محمدًا قد نزل يثرب، وأرسل طلائعه، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئًا، فاحذروا أن تمروا طريقه وأن تقاربوه، فإنه كالأسد الضاري. فذكر الحديث. للكبير، (وزاد) (¬1): بعث حمزة حين بعثه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى سيف بحرٍ في ثلاثين راكبًا من المهاجرين، فلقى أبا جهلٍ في ثلاث مائة راكبٍ في عيرٍ لقريشٍ جاءت من الشام، فحجر بينهم مجدي بن عمرٍو الجهني، ولم يكن قتالٌ (¬2). ¬
6450 - عمروُ بنُ عوفٍ المزني: غزونا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أول غزوةٍ غزاها الأبواء، حتى إذا كنا بالروحاء نزلنا بقرن الظبية، فصلى ثم قال: ((هل تدرون ما اسم هذا الجبل))؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال: (هذا حميت، هذا من جبال الجنة، اللهمَ بارك فيه، وبارك لأهله فيه)) وقال للروحاء: ((هذا وادٍ من أودية الجنة، لقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيًا ولقد مر به موسى عليه عباءتان قطوانيتان على ناقةٍ ورقاء، في سبعين -[563]- ألفًا من بني إسرائيل حاجين، ولا تقوم الساعة حتى يمر به عيسى حاجًّا أو معتمرًا أو يجمع الله له ذلك)). للكبير بلين (¬1). ¬
غزوة بدر
غزوة بدر
6451 - أنسٌ: أنَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - شاور حين بلغه إقبالُ أبي سفيان، فتكلم أبو بكرٍ، فأعرض عنه، ثم تكلم عمر، فأعرض عنه، فقام سعد ابن عبادة، فقال: إيانا تريدُ يا رسول الله؟ والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا، فندب - صلى الله عليه وسلم - الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدرًا، ووردت عليهم روايًا قريش وفيهم غلامٌ أسود فأخذه أصحابه - صلى الله عليه وسلم - يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه، فيقول: ما لي علمٌ بأبي سفيان، ولكن هذا أبو جهلٍ وعتبة وشيبة وأمية بن خلفٍ. فإذا قال ذلك ضربوه، فقال: نعم، أنا أخبركم هذا أبو سفيان. فإذا تركوه فسألوه، قال ما لي بأبي سفيان علمٌ، ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلفٍ في الناس. فإذا قال هذا أيضًا ضربوه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمٌ يصلي، فلمَّا رأى ذلك انصرف، وقال: ((والذي نفسي بيده لتضربونه إذا صدقكم، وتتركونهُ إذا كذبكم، هذا مصرع فلانٍ، ويضع يده على الأرض ههنا وههنا))، فما ماط أحدٌ عن موضع يده. لأبي داود ومسلمٍ بلفظه (¬1). ¬
6452 - عروة: كانت عاتكة بنت عبد المطلب قالت لأخيها العباس: رأيت رؤيا وقد خشيتُ منها على قومك، قال: وما رأيت؟ قالت: تُعاهدني أن لا تذكرها؟ فإنهم إن سمعوها آذونا. فعاهدها، فقالت: رأيتُ راكبًا أقبل من أعلى مكة يصيحُ بأعلى صوته، يا آل غدرٍ يا آل فجرٍ اخرجوا من ليلتين أو ثلاثٍ إلى مصارعكم، ثم دخل المسجد فصرخ ثلاث صرخاتٍ، ومال عليه رجالٌ ونساء وصبيانٌ فزعين، ثم مثل على ظهر الكعبة على راحلته فصرخ بمثل ذلك ثلاث صرخات حتى أسمع من -[564]- بين الأخشبين، ثم نزع صخرةً عظيمةً من أصلها ثم أرسلها على أهل مكة، حتى إذا كانت عند أصل الجبل ارفضت فلا أعلم بمكة بيتًا إلا دخلتها فلقةٌ منها، ففزع منها عباس فخرج فلقي الوليد بن عتبة وكان خليله، قصَّها عليه وأمره أن لا يذكره لأحدٍ، فذكرها الوليد لأبيه وذكرها عتبة لأخيه شيبة، وارتفع حديثها حتى بلغ أبا جهلٍ، فلمَا أصبحوا غدا العباس يطوف فناداه أبو جهلٍ في نفرٍ: يا أبا الفضل، إذا قضيت طوافك فأتنا. فلما فرغ أتى فجلس، فقال أبو جهل: يا أبا الفضل ما رؤيا رأتها عاتكة؟ قال: ما رأت من شيءٍ. قال: بلى، أما رضيتم يا بني هاشم بكذب الرجال حتى جئتمونا بكذب النساء، إنَّا كنَّا وأنتم كفرسيِّ رهانٍ فاستبقنا المجد منذ حينٍ، فلمَّا حاذت الركبُ قلتم منا نبيُّ، فما بقى إلا أن تقولوا منا نبيةٌ، لا أعلم أهل بيتٍ أكذب رجلاً ولا امرأةً منكم، وقال: زعمت عاتكة أنَّ الراكب قال: اخرجوا في ليلتين أو ثلاثٍ فلو قد مضت هذه الثلاث تبين لقريش كذبكم، وكتبنا سجلاً ثم علقناه بالكعبة، أنكم أكذبُ بيتٍ في العرب رجلاً وامرأة، أما رضيتم يا بني قصيٍّ أنكم ذهبتم بالحجابة والندوة والسقاية واللواء حتى جئتمونا بنبيٍّ؟ فآذوهُ يومئذٍ أشد الأذى، وقال له عباس: مهلاً يا مصفر استه، فإنَّ الكذب فيك وفي أهل بيتك. فقال من حضر يا أبا الفضل ما كنت بجاهلٍ ولا خرقٍ. ونال عباسٌ من عاتكة أذى شديدًا فيما أفشى من حديثها، فلمَّا كان الليلة الثالثة جاءهم الراكبُ الذي بعث أبو سفيان ضمضم بن عمرو الغفاري، فقال: يا آل غدرٍ انفروا فقد خرج محمدٌ وأصحابهُ يتعرضون لأبي سفيان، ففزعت قريشٌ أشد الفزع، وأشفقوا من رؤيا عاتكة، ونفروا على كل صعبٍ وذلولٍ. للكبير بلين وإرسال (¬1). ¬
6453 - مصعب بن عبد الله وغيره: أنَّ عاتكة قالت في صدق رؤياها بعد: ألم تكن الرؤيا بحق ويأتكم ... بتأويلها فل من القوم هاربُ رأى فأتاكم باليقين الذي رأى ... بعينيه ما تفري السيوف القواضبُ -[565]- فقلتم ولم أكذب: كذبتِ وإنما ... يكذبني بالصدق من هو كاذبُ في أبياتٍ. للكبير (¬1). ¬
6454 - أنسٌ: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بُسيسة عينا ينظر ما صنعت عيرُ أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحدٌ غيري وغيره - صلى الله عليه وسلم -، قال: لا أدري استثنى بعض نسائه، قال: فحدثه الحديثُ فخرج - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((إنَّ لنا طلبةٌ فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا)). فجعل رجالٌ يستأذنونهُ في ظهرانهم في علو المدينة، فقال: لا، إلا من كان ظهره حاضرًا، فانطلق - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدرٍ، وجاء المشركون، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يتقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا أؤذنه))، فدنا المشركون، فقال: ((قوموا إلى جنة عرضها السمواتُ والأرض)). فقال عمير ابن الحمام الأنصاريِّ: يا رسول الله، جنةٌ عرضها السمواتُ والأرض؟ قال: ((نعم)) قال: بخٍ بخٍ يا رسول الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يحملك على قولك بخٍ بخ؟)) قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاءً أن أكون من أهلها، قال: ((فإنك من أهلها)). فأخرج تمراتٍ من قرنه فجعل يأكلُ منهن، ثم قال: لئن حييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياةٌ طويلةٌ، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل. لمسلم (¬1). ¬
6455 - ابن عباسٍ: حدثني عمر لما كان يوم بدرٍ نظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وهم ألفٌ وأصحابهُ ثلاثمائةٍ وتسعة عشر رجلاً، فاستقبل - صلى الله عليه وسلم - القبلة ثم مدَّ يديه فجعل يهتفُ بربه يقولُ: ((اللهمَّ أنجز لي ما وعدتني، اللهمَّ آتني ما وعدتني، اللهمَّ إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض))، فما زال يهتفُ بربه مادًّا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكرٍ فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال يا نبي الله: كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ -[566]- رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال:9] فأمدَّهُ الله بالملائكة، قال سماكُ: فحدثني ابنُ عباسٍ قال: بينما رجلٌ من المسلمين يومئذٍ يشتدُّ في أثر رجلٍ من المشركين أمامه، إذ سمع ضربةً بالسوط فوقه، وصوتُ الفارس يقولُ: أقدم حيزومُ، فنظر إلى المشرك أمامه خرَّ مستلقيًا، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشقَّ وجهه كضربة السوط (فاخضرَّ) (¬1) ذلك أجمع فجاء الأنصاريُّ فحدث بذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة)) فقتلوا يومئذٍ سبعين، وأسروا سبعين، قال ابن عباس: فلمَّا أسروا الأسارى، قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكرٍ وعمر: ((ما ترون في هؤلاء الأسارى))؟ فقال أبو بكرٍ: يا رسول الله هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فديةً فتكون لنا قوةً على الكفار، فعسى الله أن يهديهم إلى الإسلام، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما ترى يا ابن الخطاب))؟ قال: (لا والله) (¬2) يا رسول الله، ولكني أرى أن تمكننا فنضرب أعناقهم، فتمكن عليًا من عقيلٍ فيضربُ عنقه، وتمكنني من فلانٍ نسيبًا لعمر فأضرب عنقه، فإنَّ هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها، فهوى - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكرٍ ولم يهو ما قلتُ، فلمَّا كان من الغد جئتُ فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ قاعدين يبكيان، فقلت يا رسول الله أخبرني من أيّ شيءٍ تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاءً بكيتُ، وإن لم أجد بكاءً تباكيتُ لبكائكما. فقال: ((أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض على عذابهم أدنى من هذه الشجرة وأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْض} [الأنفال: 67] إلى قوله {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً} [الأنفال: 69] فأحلَّ الله الغنيمة لهم)). للترمذي ومسلم بلفظه (¬3). ¬
6456 - ابنُ مسعودٍ: شهدتُ من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون أنا صاحبهُ أحب إلىَّ مما عدل به، أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو على المشركين يوم بدرٍ، فقال: يا رسول الله، إنَّا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك، فرأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أشرق -[567]- وجههُ وسرَّهُ (¬1). ¬
6457 - ابنُ عباسٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: يوم بدٍ هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب (¬1). ¬
6458 - وعنه: أنه - صلى الله عليه وسلم - خرج من القبَّة وهو يقولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر:46]. هي للبخاري (¬1). ¬
6459 - ابن عمرو بن العاص: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم بدرٍ في ثلاثمائةٍ وخمسة عشر رجلاً، فما انتهينا إليها، قال: ((اللهمَّ إنهم حفاةٌ فاحملهم، اللهم إنهم عراةٌ فاكسهم، اللهمَّ إنهم جياعٌ فأشبعهم)) ففتح الله لهم يوم بدرٍ، فانقلبوا ما منهم رجلٌ إلا وقد رجع بجملٍ أو جملين، واكتسوا وشبعوا. لأبي داود (¬1). ¬
6460 - البراءُ: كنَّا أصحاب محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - نتحدثُ أنَّ عدة أصحاب بدرٍ على عدة أصحاب طالوت الذي جاوزوا معه النهر ولم يجاوز معه إلا مؤمن بضعة عشر وثلاثمائة. للترمذي والبخاري بلفظه (¬1). ¬
6461 - وله: استصغرتُ أنا وابن عمرٍ يوم بدرٍ وكان المهاجرون يوم بدر نيفًا على الستين، والأنصارُ نيفًا وأربعين ومائتين. للبخاري (¬1). ¬
6462 - أبو أسيد) قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ حين صففنا لقريشٍ: ((إذا أكثبوكم - يعني: غشوكم- فارموهم واستبقوا نبلكم)) (¬1). ¬
6463 - وفي روايةٍ: ((فارموهم ولا تسلُّوا السيوف حتى يغشوكم)). للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
6464 - سعدُ بن معاذ: أنه كان صديقًا لأمية بن خلفٍ، وكان أمية إذا مرَّ بالمدينة نزل على سعدٍ، وكان سعدٌ إذا مرَّ بمكة نزل على أمية، فانطلق سعدٌ معتمرًا، فنزل على أمية، وقال له: انظر لي ساعة خلوةٍ لعلي أن أطوف بالبيت، فخرج به قريبًا من نصف النهار فلقيهما أبو جهلٍ، فقال: يا أبا صفوان من هذا معك؟ فقال: هذا سعدٌ، فقال له: أبو جهلٍ: ألا أراك تطوف بمكة آمنًا وقد آويتم الصباة وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم؟ أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالمًا. فقال له سعدٌ ورفع صوته عليه: أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشدُ عليك منه، طريقك على المدينة، فقال له أميةُ: لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيد أهل الوادي. فقال سعد: دعنا عنك يا أمية، فوالله لقد سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إنه قاتلك)). قال: بمكة؟ قال: لا أدري. ففزع لذلك أمية فزعًا شديدًا، فلمَّا رجع إلى أهله قال: يا أم صفوان ألم ترى ما قال لي سعدٌ؟ قالت: وما قال لك؟ قال: زعم أنَّ محمدًا أخبرهم أنه قاتلي، فقلت له: بمكة؟ قال: لا أدري. فقال أمية: والله لا أخرج من مكة. فلمَّا كان يوم بدرٍ استنفر أبو جهلٍ الناس، قال: أدركوا عيركم. فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهلٍ، فقال: يا أبا صفوان، إنك متى ما يراك الناسُ قد تخلفت وأنت سيدُ أهل الوادي تخلفوا معك. فلم يزل به حتى قال: أما إذا غلبتني، فوالله لأشترينَّ أجود بعيرٍ بمكة، ثم قال أمية: يا أم صفوان، جهزيني. فقالت له: يا أبا صفوان، وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربيُّ؟ قال: لا، وما أريدُ أن أجوز معهم إلا قريبًا، فلمَّا خرج أميةُ أخذ لا ينزلُ منزلاً إلا عقل بعيره، فلم يزل بذلك حتى قتله الله ببدرٍ. للبخاري (¬1). ¬
6465 - وللبزار برجال الصحيح عن ابن مسعودٍ: قال: كان عتبهُ بن ربيعة صديقًا لسعدِ بن معاذ، فإذا قدم عتبة المدينة نزل على سعدٍ، وإذا قدم سعدٌ مكة نزل على عتبة -[569]- (¬1)، بمثل الحديث المتقدم في جميع فصوله ولا مخالفة بينهما، إلا أنَّ صديق سعدٍ في الأول أمية بن خلفٍ، وفي هذا عتبة بن ربيعة، والله أعلم. ¬
6466 - عبد الرحمن بن عوفٍ: كاتبتُ أمية بن خلفٍ كتابًا أن يحفظني في صاغيتي بمكة، وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلمَّا ذكرتُ الرحمن قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان لك في الجاهلية، فكاتبته عبد عمرو، فلمَّا كان يوم بدرٍ خرجتُ إلى جبلٍ لأحرزهُ حين نام الناسُ فأبصره بلالٌ فخرج حتى وقف على مجلسٍ من مجالس الأنصار، فقال: يا معشر الأنصار أمية بن خلفٍ، لانجوت إن نجا أميةُ، فخرج معه فريقٌ من الأنصار في أثرنا، فلمَّا خشيتُ أن يلحقونا خلفتُ لهم ابنه لأشغلهم به، فقتلوه، ثم أبوا حتى يتبعونا، وكان أمية رجلاً ثقيلاً، فلمَّا أدركونا قلت له ابرك فبرك فألقيتُ عليه نفسي لأمنعه فيخلُّوه فتخللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه فأصاب أحدهم رجلي بسيفه، وكان عبد الرحمن يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه (¬1). ¬
6467 - وفي روايةٍ: فلمَّا كان يوم بدرٍ وحصل لي درعان، فلقيني أمية فقال: خذني وابني فأنا خيرٌ لك من الدرعين افتدى منك، فرآه بلالٌ فقال: أمية رأسُ الكفر، لا نجوت إن نجا أمية، فقتلهما، فكان ابن عوفٍ يقول: يرحم الله بلالاً فلا درعي ولا أسيري. للبخاري (¬1). ¬
6468 - وعنه: إني لواقفٌ في الصف يوم بدرٍ، فنظرتُ عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، فتمنيتُ أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: أي عم هل تعرف أبا جهل؟ قلت نعم، فما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرتُ أنه يسبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارقُ سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فعجبتُ لذلك، وغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهلٍ يجولُ في الناس، فقلتُ: ألا تريان، هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه، فابتدراهُ بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه، فقال: ((أيكما قتله؟)) فقال كل واحدٍ منهما أن قتلته، فقال: ((هل -[570]- مسحتما سيفيكما))؟ قالا: لا، فنظر في السيفين، فقال: ((كلاكما قتله))، وقضى - صلى الله عليه وسلم - بسلبه لمعاذ بن عمر بن الجموح، والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء (¬1). ¬
6469 - وفي روايةٍ: فشدَّا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء (¬1). ¬
6470 - أنسُ: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ: ((من ينظر لنا ما صنع أبو جهل))، فانطلق ابنُ مسعودٍ فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، فأخذ بلحيته، فقال: أنت أبو جهلٍ؟ قال: وهل فوق رجلٍ قتلتموه أو قال قتله قومه (¬1). ¬
6471 - وفي رواية: قال أبو جهلٍ فلو غير أكار قتلني. هما للشيخين (¬1). ¬
6472 - ابنُ مسعودٍ: مررت فإذا أبو جهلٍ صريعٌ قد ضربت رجله، فقلت: يا عدو الله يا أبا جهلٍ قد أخزى الله الآخر، ولا أهابه عند ذلك، فقال: أبعد من رجلٍ قتله قومهُ، فضربتهُ بسيفٍ غير طائلٍ، فلم يغن شيئًا حتى سقط سيفه من يديه، فضربته حتى برد. لأبى داود (¬1). ¬
6473 - ولرزين: فضربته بسيفي فلم يغن شيئًا فبصق إلى وجهي وقال: سيفك كهامٌ، خذ سيفي فاحتز به رأسي من عرشي، فأجهزت عليه فنفلني - صلى الله عليه وسلم - سيفه لما أجهزت عليه، وكان قد أثخن، وكان عتبةُ قد أشار على أبي جهل بالانصراف، فقال له أبو جهل: قد انتفخ سحره من الخوف، فقال له عتبة سيعلم مصفرُ استه أينا انتفخ سحرهُ.
6474 - الزبيرُ: لقيتُ يوم بدرٍ عبيدة بن سعيدٍ بن العاص، وهو مدججٌ لا يرى منه إلا عيناه، وكان يكنى أبا ذات الكرش، فقال أنا أبو ذات الكرش، فحملتُ عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات، ولقد وضعتُ رجلي عليه، ثم تمطيت فكان الجهدُ أن نزعتها وقد انثنى طرفاها، قال عروةُ فسأله إياها -[571]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه إياها، فلما قبض أخذها، ثم طلبها أبو بكرٍ فأعطاه إياها، فلمَّا قبض أبو بكرٍ سألها إياه عمر فأعطاه إياها، فلمَّا قبض عمر أخذها ثمَّ طلبها عثمان فأعطاه إياها، فلمَّا قُتل وقعت عند آل علىٍّ فطلبها عبد الله بن الزبير فكانت عنده حتى قتل. للبخاري (¬1). ¬
6475 - عليٌ: لما كان يوم بدرٍ تقدم عتبة بن ربيعة وتبعه ابنه وأخوه، فنادى من يبارز؟ فانتدب له شبابٌ من الأنصار، فقال: ممن أنتم؟ فأخبروه فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بني عمِّنا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((قم يا حمزة، قم يا على، قم يا عبيدة بن الحارث))، فأقبل حمزة إلى عتبة وأقبلت إلى شيبة، واختلفت بين عبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كل واحدٍ منهما صاحبهُ، ثم ملنا على الوليد فقتلناه، واحتملنا عبيدة. لأبي داود (¬1). ¬
6476 - أبو طلحة: لمَّا كان يومُ بدرٍ وظهر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أمر بأربعةٍ وعشرين رجلاً من صناديد قريش فألقوا في طوىّ من أطواء بدرٍ خبيثٍ مخبثٍ، وكان إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاث ليالٍ، فلمَّا كان ببدرٍ اليوم الثالث أمر براحلته فرحلت، ثم مشى واتبعه أصحابه، حتى قام على شفة الرَّكىِّ، فجعل يُناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ((أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله، فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا))، فقال عمر: يا رسول الله ما تكلم من أجسادٍ لا أرواح لها؟ فقال: ((والذي نفس محمدٍ بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم)) قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخًا وتصغيرًا ونقمةً وحسرةً وندمًا. للشيخين (¬1). ¬
6477 - أنسٌ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك قتلى بدر ثلاثًا، ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم، فقال: ((يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلفٍ، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة -[572]- بن ربيعة)) بنحوه. وفي آخره: ثمَّ أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدرٍ. لمسلم (¬1). ¬
6478 - جبيرُ بنُ مطعم: لمَّا أسر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من أسر يوم بدرٍ، قال: ((لو كان المطعم بن عدىٍّ حيًا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له)). للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
6479 - علي رفعهُ: ((إنَّ جبريل، قال لي: خيِّر أصحابك في أسارى بدرٍ، إمَّا القتلُ وإمَّا الفداءُ، على أن يُقتل منهم قابلٌ مثلهم، فقالوا اخترنا الفداء، ويُقتلُ منا فنستشهد)) (¬1). للترمذي. ¬
6480 - ابنُ عباسٍ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ: ((من فعل كذا وكذا فله من النَّفل كذا وكذا))، فتقدَّم الفتيان ولزم المشيخة الرايات فلم يبرحوها، فلمَّا فتح الله عليهم قالت المشيخةُ كنَّا ردءًا لكم لو انهزمتم فئتم إلينا فلا تذهبوا بالمغنم دوننا، فأبى الفتيان وقالوا جعله - صلى الله عليه وسلم - لنا، فأنزل الله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَال} [الأنفال: 1] إلى قوله {لكارهون}، يقولُ: فكان ذلك خيرًا لهم، فكذلك أيضًا، فأطيعوني فإني أعلمُ بعاقبة هذا منكم، فأصلحوا ورضى كلٌ بقسم الله فيه. لأبي داود (¬1). ¬
6481 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تنفل سيفه ذا الفقار يوم بدرٍ، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحدٍ (¬1). ¬
6482 - ابن مسعود: لمَّا كان يومُ بدر وجيء بالأسارى، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تقولون في هؤلاء الأسارى؟)) فذكر في الحديث قصةً فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا ينفلتنَّ أحدٌ منهم إلا بفداءٍ أو ضرب عنق))، قال عبد الله، فقلتُ -[573]- يا رسول الله إلا سهل بن بيضاء فإني سمعته يذكر الإسلام فسكت، فما رأيتني في يومٍ أخوف أن تقع علىَّ حجارةٌ من السماء مني في ذلك اليوم، حتى قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إلا سهلُ بن بيضاء))، ونزل القرآن بقول عمر {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى} [الأنفال: 67] إلى آخر الآيات. هما للترمذي (¬1). ¬
6483 - ومن تلك القصة عند أحمد والكبير: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما تقولون في هؤلاء الأسارى))؟ فقال أبو بكرٍ: قومك وأهلك استفدهم، ولعل الله أن يتوب عليهم، وقال عمر: أخرجوك وكذبوا بك، نضربُ أعناقهم، وقال ابن رواحة: انظروا واديًا كثير الحطب فادخلهم فيه ثم أضرمه عليهم نارًا، فدخل - صلى الله عليه وسلم - ثم خرج، فقال: ((مثلك يا أبا بكرٍ كمثل إبراهيم قال: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36] وكمثل عيسى قال: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118] ومثلك يا عمر كمثل نوحٍ قال: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً} [نوح: 26] وكمثل موسى {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 88] أنتم عالةٌ، فلا ينفلتنَّ أحدٌ إلا بفداءٍ وضرب عنقٍ)) (¬1). ¬
6484 - ابنُ عباسٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل فداء أهل الجاهلية يوم بدرٍ أربعمائةً. لأبي داود (¬1). ¬
6485 - أنسٌ: أنَّ (رجالاً) (¬1) من الأنصار استأذنوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباسٍ فداءه، فقال: ((لا تدعوا منه درهمًا)). للبخاري (¬2). ¬
6486 - عائشةُ: لما بعث أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب فداء زوجها أبي العاص، وبعثت فيه بقلادةٍ لها كانت عند خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، فلمَّا رآها - صلى الله عليه وسلم - رقَّ لها رقةً شديدةً، وقال: ((إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها)) فقالوا: نعم، وكان - صلى الله عليه وسلم - أخذ عليه ووعده أن يخلي سبيل زينب إليه، وبعث - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة ورجلاً من الأنصار، فقال: ((لهما كونا ببطن يأجج حتى تمرَّ بكما زينب فتصحباها حتى تأتيا بها)). لأبي داود (¬1). ¬
6487 - ابنُ عباس: لمَّا فرغ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من بدرٍ قيل له عليك العير ليس دونها شيءٌ، فناداه العباس من وثاقه، لا تصلح لك لأنَّ الله وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك الله ما وعدك، قال: ((صدقت)). للترمذي (¬1). ¬
6488 - عائشةُ: تزوج أبو بكرٍ امرأةً من كلبٍ يُقالُ لها أمَّ بكرٍ، طلقها فتزوجها ابن عمها، هذا الشاعر الذي قال هذه القصيدة وهو أبو بكرٍ بن الأسود يرثي كفار قريشٍ: وماذا بالقليب قليب بدرٍ. ... من الشيزا تزين بالسنام. وماذا بالقليب قليب بدرٍ. ... من القينات والشرب الكرام. تُحييَّ بالسلامة أمَّ بكرٍ. ... وهل لي بعد قومي من سلام. يحدثنا الرسول بأنَّ سنحيى. ... وكيف حياة أصداءٍ وهام. للبخاري (¬1). ¬
6489 - وعنها: خرج - صلى الله عليه وسلم - قبل بدرٍ فلمَّا كان بحرة الوبرة أدركه رجلٌ تُذْكَرُ منه جرأة، ففرح الصحابة -[575]- حين رأوه، فقال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - جئت لأتبعك وأصيب معك، فقال: ((تؤمن بالله ورسوله؟)) قال: لا، قال: ((فارجع فلن أستعين بمشركٍ)) ثمَّ مضى حتى إذا كان بالشجرة أدركه الرجل، فقال له كما قال أول مرةٍ، وقال - صلى الله عليه وسلم -: مثل أول مرةٍ ثمَّ مضى، ثمَّ رجع فأدركه بالبيداء، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((أتؤمن بالله ورسوله؟)) قال: نعم، قال: فانطلق. للترمذي وأبي داود ومسلمٍ بلفظه (¬1). ¬
6490 - حذيفةُ: ما منعني أن أشهد بدرًا إلاَّ أني خرجتُ أنا وأبي حسيلٍ، فأخذنا كفار قريشٍ فقالوا: إنكم تريدون محمدًا، فقلنا: ما نريده ما نريدُ إلا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفنَّ إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه الخبر، فقال: ((انصرفا نفي لهم بعهدهم ونستعينُ الله عليهم)). لمسلم (¬1). ¬
6491 - الزبيرُ: ضربتُ يوم بدرٍ للمهاجرين بمائة سهم. للبخاري. وقال: فجميع من شهد بدرًا من قريشٍ ممَّن ضرب له بسهمه أحدٌ وثمانون رجلاً، وكان عروة يقول: قال الزبير قسمت سهمانهم فكانوا مائة (¬1). ¬
من سمى من أهل بدر في البخاري
من سمى من أهل بدر في البخاري النبي - صلى الله عليه وسلم -، أبو بكر، عمر، عثمان خلفه - صلى الله عليه وسلم - على ابنته وضرب له بسهمه، عليُّ، الزبير، سعد بن أبي وقاصٍ، سعيد ابن زيد، عبد الرحمن بن عوفٍ، حمزة، عبيدة بن الحارث، ابن مسعود، أبو حذيفة بن عتبة، خنيس بن حذافة السهميِّ، سعد بن خولة، بلال بن رباحٍ، إياس بن البكير، حاطب بن أبى بلتعة، عمرو بن عوفٍ، عامر بن ربيعة العنزي، قدامة بن مظعونٍ، مسطح بن أثاثة، -[576]- المقداد بن عمرو الكندي (ومن الأنصار) حارثة بن الربيع، قتل يوم بدرٍ، خبيب بن عديِّ، رفاعة بن رافعٍ، رفاعة بن عبد المنذر، أبو لبابة، زيد بن سهلٍ، أبو طلحة، أبو زيدٍ الأنصاريِّ، سهل بن حنيفٍ، ظهير بن رافعٍ وأخوه، عبادة بن الصامت، عقبة بن عمرو، عاصم بن ثابت، عويم بن ساعدة، عتبان بن مالكٍ، قتادة ابن النعمان، معاذ بن عمرو بن الجموح، معوذ بن عفراء وأخوه، مالك بن ربيعة أبو أسيدٍ، مرارة بن الربيع، معن بن عدي، هلال بن أمية. (ومن زاده في مجمع الزوائد من المهاجرين) الأرقم بن الأرقم، أسعد مولى حاطب بن أبي بلتعة، أعبد ثلاثة لبني غفار، ثعلبة بن قبطيِّ بن صخر بن سلمة، حصين بن الحارث بن عبد المطلب، أخو عبيدة، الحكم بن سعيد بن العاص، رفاعة بن قيس بن عمرو بن ثعلبة، زيد بن حارثة، زيد بن الخطاب، زيد ابن أسلم، سالم مولى أبي حذيفة، السائب بن عثمان بن مظعون، سعد (¬1) مولى خولى، رجلٌ من مذحج، سهيل بن بيضاء، صهيب بن سنانٍ، طلحة ابن عبيد الله، عامر بن فهيرة، عبد الله بن جحشٍ، عبد الله بن حذافة السهميِّ، عبد الله بن مظعون، عتبة بن غزوان بن جابرٍ، عثمان بن مظعونٍ، عثمان بن حبيب، ابن وهبٍ، أبو السائب، عكاشة بن محصنٍ، عمير بن أبي وقاص، مرثد بن أبى مرثد الغنوي، أبو عبيدة بن الجراح، أبو كبشة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أبو مرثد الغنويِّ، (ومن الأنصار) أسعد ابن زيد، أسود بن زيد، أمية ابن لوذان، أنيس بن قتادة، أنيسة مولى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أوس بن ثابت بن المنذر، أوس بن الصامت، أوس بن عبد الله بن الحارث، بجير بن أبي بجير، بسبس ابن عمروٍ، بشر بن البراء بن معرورٍ، بشير بن سعدٍ، تميم بن يعار بن قيسٍ، تميم مولى بني غنم، تميم مولى خراش بن الصمَّت، ثابتُ بن أقرم. ثابت بن عمرو بن زيدٍ، ثابت بن حسان بن عمرو، ثعلبة بن حاطب، -[577]- ثعلبة ابن عمرو بن محصن، ثعلبة بن غنيمة، ثعلبة الذي يُقال له الجذعُ، ثعلبة بن سعد الساعديِّ، جابر بن خالدٍ، جابر بن عبد الله بن رئاب، جبار بن صخر، جبير (¬2) بن عتيكٍ ابن الحارث، الحارث ابن أنسٍ، الحارث بن أوسٍ، الحارث بن قيس، الحارث بن الصِّمَّة كسر بالروحاء فضرب له بسهم، الحارث بن معاذٍ، الحارث بن نعمان الحارث بن خزمة بن عدىِّ، الحارث بن حاطبٍ، حارثة بن زيدٍ، حارثة بن الحمير (¬3) حارثة بن سراقة، حريث بن زيد، خالد بن زيدٍ، أبو أيوب، خليفة بن عدي، خلاد بن رافع، خوات بن جبير، ذكوان بن عبد قيس، رافع بن سهل، رافع بن الحارث بن سوادٍ، رافع بن عنجة، رافع بن المعلا، رافع بن يزيد، ربعي بن أبى رافع، ربيع بن إياس، ربيعة بن أكثم، رخيلة بن ثعلبة، رفاعة بن قيس، زيد بن أسلم بن ثعلبة، زيد بن عوف، زيد بن المزين، زيد بن وديعة، زيد بن خارجة، زيد بن الحارث بن الخزرج، زياد بن لبيد، زياد بن عمرو الجهنيِّ، سعد بن معاذٍ، سعد بن عبادة، سعد بن الربيع، سعد بن خيثمة، سعد بن زيدٍ، سعد بن يزيد بن عثمان، سعد بن النعمان، سعد بن سهلٍ، سعيد بن عثمان أبو عبادة، سلمة بن سلامة، سماك بن خرشة، أبو دجانة، سهل بن قيس، سهل بن عديِّ، سهل بن رافعٍ بن أبي عمرو، سهيل بن عبيد، طفيل بن النعمان، عاصم بن عدي ضرب له بسهمٍ، عبد الله بن رواحة، عبد الله بن حرام، عبد الله بن سرجس، عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول، عبد الله بن سعد بن خيثمة، عبد الله بن طارقٍ، عبد الله بن سلمة بن مالكٍ، عبد الله بن عرفطة، عبد الله بن عميرٍ، عبد الله بن سهلٍ، عبد الله بن ربيع بن قيس، عبد الله بن ثعلبة بن خزمة، عبد الله بن الجدِّ بن قيس، عبد الله بن الحمير، عبد الله عبد بن منافٍ، عبد الله بن قيس بن صخرٍ، عبد الله بن كعب بن عاصم، عثمان بن عمرو، عمارة بن حزم بن زيدٍ، عمير بن عامرٍ أبو داود، فروة بن عمروٍ، محمد بن مسلمة، مسعود بن أصرم، أبو محمد، معاذ بن جبل، معاذ بن الحارث بن رفاعة، المقداد بن عمرو، النعمان بن قوقل، أبو بردة بن نيارٍ، أبو عبس بن جبر، أبو عمرو الأنصاري، أبو الهيثم بن التيهان. ¬
6492 - ابن عباس: كان أهل بدرٍ ثلاثمائة وثلاثة عشر، والمهاجرين ستة وسبعون، والهزيمة في بدر لسبعة عشر مضين من رمضان يوم الجمعة. لأحمد (¬1). ¬
6493 - والبزار إلا أنه قال: ثلاثمائةٍ وبضعة عشر، وقال: كانت الأنصارُ مائتين وستةً وثلاثين. وللكبير مثله (¬1). ¬
6494 - وله بمدلس: كان يوم بدرٍ لسبعٍ وعشرين من رمضان (¬1). ¬
6495 - وله بخفى عن عامر بن عبد الله البدري: كانت صبيحة بدرٍ يوم الاثنين لتسع عشرة من رمضان (¬1). ¬
6496 - رفاعة بن رافع جاء جبريل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم قال: ((من أفضل المسلمين))، أو كلمة نحوها، قال: وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة (¬1). ¬
6497 - وفي رواية: وكان رفاعة من أهل بدرٍ، ورافع من أهل العقبة، وكان يقول لابنه: ما يسرني أني شهدت بدرًا بالعقبة (¬1). للبخاري. ¬
6498 - أبو هريرة رفعه: اطلع الله على أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. لأبي داود (¬1). ¬
6499 - رافع بن خديج: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدرٍ: ((والذي نفسي بيده لو أن مولودًا ولد في فقه أربعين سنةٍ يعمل لطاعة الله ويجتنبُ معاصيه كلها إلى أن يردَّ إلى أرذل العمر، لم يبلغ أحدكم هذه الليلة)) (¬1). للكبير وفيه جعفر بن مقلاصٍ. ¬
6500 - علي: كنت على قليب يوم بدرٍ أميح وأمنح منه، فجاءت ريحٌ شديدةٌ ثمَّ جاءت ريحٌ شديدة ثم جاءت ريحٌ شديدةٌ، فكان الأول ميكائيل في ألفٍ من الملائكة عن يمين النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، والثانية إسرافيل في ألفٍ من الملائكة عن يساره، والثالثة جبريل في ألفٍ من الملائكة، وكان أبو بكرٍ عن يمينه وكنت عن يساره، فلمَّا هزم الله الكفار حملني - صلى الله عليه وسلم - على فرسه، فلمَّا استويت عليه حمل بي فصرت على عنقه، فدعوتُ الله فثبتني عليه، فطعنت برمحي حتى بلغ الدم إبطي (¬1). للموصلي. ¬
6501 - ابن عمر: بينا أنا سائرٌ بجنبات بدرٍ إذ خرج رجلٌ من حفرةٍ، في عنقه سلسلةٌ، فناداني يا عبد الله اسقني، فلا أدري عرف اسمي أو دعاني بدعاء العرب، وخرج رجلٌ من ذلك الحفير في يده سوطٌ، فناداني يا عبد الله لا تسقه فإنه كافرٌ، ثم ضربه بالسوط فعاد إلى حفرته، فأتيت ُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مسرعًا فأخبرته، فقال لي: ((أو قد رأيته؟)) قلت: نعم، قال: ((فذاك عدو الله أبو جهلٍ وذلك عذابه إلى يوم القيامة)) (¬1). للأوسط بخفى. ¬
6502 - ابن عباس: كان سيما الملائكة يوم بدرٍ عمائم بيضٌ قد أرسلوها إلى ظهورهم، ويوم حنين عمائم حمرٌ، ولم تقاتل الملائكة في يومٍ إلا يوم بدرٍ، إنما يكونون عددًا ومددًا لا يضربون (¬1). للكبير بضعف. ¬
6503 - وفي رواية: لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدرٍ، وفيما سواه إمدادًا، وكان مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فرسان أحدهما للمقداد والآخر لأبى مرثدٍ (¬1). ¬
6504 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلىٍّ ناولني كفًا من حصباء، فناوله فرمى به وجوه القوم، فما بقى أحدٌ من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء، فنزلت {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ الله رَمَى} [الأنفال: 17] (¬1). للكبير. ¬
6505 - وعنه: قلت لأبي: يا أبت، كيف أسرك أبو اليسر؟ ولو شئت لجعلته في كفك، قال يا بنى: لا تقل ذاك، لقد لقيني وهو أعظمُ في عينىَّ من الخندمة. للكبير بضعفٍ (¬1). ¬
6506 - وعنه: كان الذي أسر العباس أبو اليسر، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((كيف أسرته))؟ فقال: أعانني عليه رجلٌ ما رأيته قبل ولا بعد، هيئته كذا -[580]- وكذا، قال: لقد أعانك عليه ملكٌ كريمٌ، فقال للعباس: ((افد نفسك وابن أخيك عقيلاً ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة))، قال: فإني كنتُ مسلمًا قبل ذلك وإنما استكرهوني، قال: ((الله أعلم بشأنك، إن يكُ ما تَّدعي حقًا فالله يجزيك بذلك، فافد نفسك))، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ منه عشرين أوقية ذهبٍ، فقال: يا رسول الله احسبها لي من فدائي، قال: ((لا، ذاك شيءٌ أعطانا الله منك)) قال: فإنه ليس لي مالٌ، قال: ((فأين المال الذي وضعته بمكة حين خرجت عند أمِّ الفضل؟ فقلت: إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثمٍ كذا ولعبد الله كذا))، قال: فوالذي بعثك بالحق ما علم به أحدٌ من الناس غيري وغيرها، وإني أعلم أنك رسولُ الله. لأحمد براولم يسم (¬1). ¬
6507 - على: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ: ((من استطعتم أن تأسروه من بني عبد المطلب فإنهم خرجوا كرهًا)) (¬1). لأحمد والبزار. ¬
6508 - أبو رافع: كنتُ غلامًا للعباسٍ، وكنت أسلمت أنا وأمِّ الفضل والعباس، وكان يكتم إسلامه مخافة قومه، وكان أبو لهبٍ تخلف عن بدرٍ، وبعث مكانه العاص بن هشامٍ، فلمَّا جاء الخبرُ كبت الله أبا لهبٍ، وإني لفي حجرة زمزمٍ أنحتُ أقداحي وعندي أمُّ الفضل، إذ جاء الفاسقُ أبو لهبٍ يجر رجليه حتى -[581]- جلس عند الحجرة، فقال: هذا أبو سفيان بن الحارث، وقال له: هلمَّ يا ابن أخي، كيف كان أمر الناس؟ قال: لا شيء والله، ما هو إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا ويأسروننا ك يف شاءوا، ورأيتُ رجالاً بيضًا على خيلٍ بلقٍ لا والله لا يقوم لها شيءٌ، قال أبو رافع: فرفعت طنب الحجرة، فقلت: تلك والله الملائكة، فرفع أبو لهبٍ يده فلطم وجهي، وثاورته فاحتملني، وضرب بي الأرض، وبرك علىَّ وأخذت أمُّ الفضل عمودًا من عمد الحجرة فضربته فشجته، وقالت: أي عدو الله استضعفته أن رأيت سيده غائبًا، فقام ذليلاً، فوالله ما عاش إلا سبع ليالٍ حتى ضربه الله بالعدسة فقتلته، وتركه ابناه حتى أنتن، فقال لهما رجلٌ ألا تستحيان إنَّ أباكما قد أنتن في بيته، فقال: إنَّا نخشى هذه القرحة، وكانت قريش تتقي العدسة كما يتقى الطاعون، فوالله ما غسلاه إلا قذفا بالماء من بعيدٍ، ثم احتملوه فقذفوه في أعلى مكة إلى جدارٍ وقذفوا عليه الحجارة (¬1). للكبير والبزار بلينٍ. ¬
6509 - ابن عباسٍ: فادى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أسارى بدرٍ وفداء كل رجلٍ منهم أربعة آلافٍ، وقتل عقبة بن أبي معيطٍ قبل الفداء، قام إليه على فقتله صبرًا قال: من للصبية يا محمدُ؟ قال: ((النار)) (¬1). للكبير والأوسط برجال الصحيح. ¬
6510 - ابن مسعود: أنَّ الثمانية عشر الذين قتلوا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ جعل الله أرواحهم في جوف طيرٍ خضرٍ تسرحُ في الجنة (¬1). للكبير مطولاً. ¬
6511 - ابن عباسٍ: كان لواء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ مع عليٍّ، ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة (¬1). للكبير. ¬
غزوة بنى النضير وإجلاء يهود المدينة وقتل كعب بن الأشرف وأبى رافع
غزوة بنى النضير وإجلاء يهود المدينة وقتل كعب بن الأشرف وأبى رافع
6512 - عروة: كانت على رأس ستة أشهرٍ من وقعة بدرٍ (¬1). للبخاري. ¬
6513 - رجل من الصحابة: أن كفار قريشٍ كتبوا إلى ابن أبى ومن عنده من عبدة الأوثان بالمدينة من الأوس والخزرج، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ بالمدينة قبل وقعة بدر، يقولون إنكم آويتم صاحبنا، وإنَّا نقسم باللات والعزى لتقتلنه أو لتخرجنه أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتليكم ونستبيح ذراريكم، فلمَّا بلغ ذلك ابن أبى ومن معه أجمعوا على قتال من أسلم منهم وقتال النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومن معه، وأجمع المسلمون لقتالهم، فجاءهم - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لقد بلغ وعيد قريشٍ منكم المبالغ، ما كانت قريش تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلمَّا سمعوا ذلك تفرقوا، فبلغ ذلك قريشًا، ثم كانت وقعة بدرٍ، فكتبت قريش إلى اليهود إنكم أهل الحلقة والحصون فلتقاتلن صاحبنا أو ليكونن بيننا وبينكم أمرٌ، فلمَّا بلغ كتابهم إليهم اجتمعت النضير على الغدر، فأرسلوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن اخرج إلينا في ثلاثين من أصحابك، ويخرج منا ثلاثون حبرًا فنلتقي بمكانٍ منصفٍ، فيسمعون منك، فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا أجمعون، فأعلمه جبريل عليه السلام بكيدهم، فغدا عليهم بالكتائب فحصرهم، فقال إنكم والله لا تأمنون عندي إلا بعهدٍ تعاهدونني عليه، فأبوا أن يعطوه عهدًا، فقاتلهم يومهم ذلك، ثمَّ غدا من الغد على بني قريظة بالكتائب ودعاهم إلى أن يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم، وغدا على بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء، فجلت بنو النضير واحتملوا ما أقلت الإبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها فكان نخل بني النضير -[583]- للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصةً خصه الله بها، فقال {وَمَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ} [الحشر: 6] يقول بغير قتالٍ، فأعطى - صلى الله عليه وسلم - منها للمهاجرين، وقسَّمها بينهم، وقسَّم منها لرجلين من الأنصار كانا ذوي حاجةٍ، ولم يقسِّم لأحدٍ من الأنصار غيرهما، وبقى منها صدقتها - صلى الله عليه وسلم - التي ي أيدي بني فاطمة (¬1). لأبي داود. ¬
6514 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرق تخل بني النضير وقطع، وهي البويرة، ولها يقول حسان: وهان على سارة بني لؤىٍّ. ... حريقٌ بالبويرة مستطيرُ. فأجابه أبو سفيان: أدام الله ذلك من صنيعٍ. ... وحرَّق في نواحيها السعيرُ ستعلم أينا منها بنزه. ... وتعلمُ أىّ أرضينا تُضير (¬1). ¬
6515 - وفي روايةٍ: فنزلت {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ الله} [الحشر: 5] (¬1). للشيخين وأبى داود والترمذي. ¬
6516 - بنت محيصة: عن أبيها: لما أعلم الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - بما همت به اليهودُ من الغدر، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من ظفرتم به من رجالٍ يهودٍ فاقتلوه))، فوثبت محيصة على شيبة رجلٍ من تجار اليهود وكان يلابسهم، فقتله، وكان عمي حويصةُ إذ ذاك لم يُسلم، وكان أسن من أبي، فجعل حويصةُ يضربه ويقول: أي عدو الله، أما والله لربَّ شحمٍٍ في بطنك من مالهٍ، فقال: له أبي، قتلته، لأنه أمرني بذلك من لو أمرني بقتلك ما تركتك، فأسلم عمي عند ذلك (¬1). لأبي داود من قوله قال - صلى الله عليه وسلم - إلى قوله من ماله، قلت كذا في الأصل، ولم يذكر من أخرج الجميع، ومثل هذا فيه كثيرٌ. ¬
6517 - ابن عمر: حاربت النضير وقريظة النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأجلى النضير، وأقرَّ قريظة ومن عليهم، حتى حاربت بعد ذلك، فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين، إلا بعضهم لحقوا بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأمنهم وأسلموا، وأجلى يهود المدينة كلهم؛ بني قينقاع، وهم قوم عبد الله بن سلامٍ، ويهود بني حارثة، وكل يهوديٍّ بالمدينة (¬1). ¬
6518 - أبو هريرة: بينما نحن في المسجد يومًا خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((انطلقوا إلى اليهود))، فقال: ((اسلموا تسلموا))، فقالوا: قد بلَّغت، فقال: ((ذلك أريد أسلموا تسلموا)) فقالوا: قد بلغت، فقال: ((ذلك أربد))، ثم قالها الثالثة، ثم قال: ((اعلموا أن الأرض لله ولرسوله، وإني أريدُ أن أجليكم من هذه الأرض، فمن يجد منكم بماله شيئًا فليبعه، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ولرسوله)) (¬1). هما للشيخين وأبي داود. ¬
6519 - عمرو بن أمية: كتب عامر بن الطفيل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قد قتلت رجلين لهما منك جوارٌ، فابعث بديتهما، فانطلق - صلى الله عليه وسلم - إلى قباء، ثم مال إلى بني النضير يستعينهم في ديتهما ومعه نفرٌ من المسلمين، فاستند إلى جدارٍ فكلَّمهم، فقالوا: نعمن فقام أحدهم فصعد على رأس الجدار ليدلي عليه صخرةً، فأخبرهُ -[585]- جبريلٌ فقام ثم أتبعه المسلمون، فقال: ((لقد همَّت اليهود بقتلي)) فقال لمحمد بن مسلمة: اذهب إلى اليهود، فقل اخرجوا من المدينة لا تساكنوني فيها، فأجلاهم - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أراد غير ذلك، فرغب فيهم عبد الله بن أبى ابن سلول، فوهبهم له. لرزين.
6520 - جابر: رفعه: ((من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله))، قال محمد بن مسلمة: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال: نعم، قال: ائذن لي فلأقل قال: ((قل))، فأتاه فقال له وذكر ما بينهم، وقال: إنَّ هذا الرجل قد أراد صدقةً، فقد عنَّانا، فلمَّا سمعه، قال: وأيضًا والله لتملنَّه، قال: إنَّا قد اتبعناه الآن، ونكره أن ندعه حتى ننظر إلى أيِّ شيءٍ يسيرُ أمره، وقد أردتُ أن تسلفني سلفًا، قال: فما ترهنني؟ ترهنني نساءكم، قال: أنت أجملُ العرب، أنرهنك نساءنا؟ قال: ترهنوني أولادكم؟ قال: يسبُّ ابن أحدنا، فيقال: رهن في وسقين من تمرٍ، ولكن نرهنك اللأمة يعني السلاح، قال: نعم، قال: نعم، وواعده أن يأتيه بالحارث وأبي عبس بن جبرٍ وعبَّاد بن بشرٍ، فجاءوا فدعوه ليلاً فنزل إليهم، قالت له امرأته: إني لأسمع صوتًا كأنَّه صوت دمٍ، قال: إنما هو محمد ورضيعى أبو نائلة، إنَّ الكريم لو دعى إلى طعنةٍ ليلاً لأجاب، قال محمد: إني إذا جاء فسوف أمدُّ يدي إلى رأسه فإذا استمكنت فدونكم، فلمَّا نزل، نزل وهو متوشحٌ، فقالوا: نجدُ منك ريح الطيب، قال: نعم، تحتي فلانةٌ هي أعطر نساء -[586]- العرب، قال: فتأذن لي أن أشمَّ منه؟ قال: نعم، فشمَّ، فتناول، ثم قال: أفتأذن لي أن أعود؟ فاستمكن من رأسه، ثم قال: دونكم فقتلوه (¬1). للشيخين. ¬
6521 - البراء: بعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي رافعٍ اليهودي رجالاً من الأنصار، وأمر عليهم عبد الله بن عتيكٍ، وكان أبو رافعٍ يؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويعين عليه، وكان في حصنٍ له بأرض الحجاز، فلمَّا دنوا منه وقد غربت الشمس، وراح الناس بسرحهم، قال عبد الله لأصحابه: اجلسوا مكانكم فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلي أن أدخل، فأقبل حتى دنا من الباب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجةً، وقد دخل الناسُ، فهتف بي البواب: يا عبد الله إن كنت تريدُ أن تدخل فأدخل فإني أريدُ أن أغلق الباب، فدخلتُ فكمنت، فلمَّا دخل الناسُ أغلق البابُ ثم أغلق الأغاليق على وتدٍ، فقمتُ إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب، وكان أبو رافعٍ يُسمر عنده وكان في علاليَّ له فلمَّا ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه، فجعلت كلَّما فتحت بابًا أغلقت على من داخلٍ، قلت: إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلى حتى أقتله، فانتهيتُ، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت، قلت: أبا رافعٍ، قال: من هذا؟ فأهويتُ نحو الصوت فأضربه ضربةً بالسيف وأنا وحشٌ فما أغنيتُ شيئًا، وصاح فخرجتُ من البيت، فأمكث غير بعيدٍ، ثم دخلت إليه فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافعٍ؟ قال: لأمك الويلٌ، رجلُ بالبيت ضربني قبل بالسيف، فأضربه ضربةً فأثخنتُه ولم أقتله، ثم وضعت ضبيب السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابًا بابًا حتى انتهيتُ إلى درجةٍ له، فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيتُ إلى الأرض، فوقعتُ في ليلةٍ مقمرةٍ، فانكسرت ساقي، فعصبتها بعامتي، ثم انطلقتُ حتى جلستُ على الباب، فقلتُ: لا أخرج الليلة حتى أعلم: أقتلته؟ فلمَّا صاح الديك قام الناعي على السور، فقال: أنعي أبا رافعٍ تاجر أهل الحجاز، فانطلقتُ إلى أصحابي، فقلتُ: النجاء -[587]- فقد قتل الله أبا رافعٍ، فانتهيت إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فحدثته، فقال ابسط رجلك، فبسطتُ رجلي، فمسحها، فكأنما لم أشتكها قط (¬1). للبخاري. ¬
6522 - عبد الرحمن بن كعبٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى الذين قتلوا بن أبي الحقيق عن قتل النسوان والولدان، فكان الرجلُ منهم يقولُ: برَّحت بنا امرأته بالصياحٍ، فأرفع السيف عليها، ثم أذكر نهيه - صلى الله عليه وسلم -، فأكف عنها، ولولا ذلك لاسترحنا منها. لمالكٍ (¬1)، وهو أبو رافعٍ عبد الله ويقال سلام بن أبي الحقيق، كان بخيبر، يقال إنه كان في حصنٍ له بأرض الحجاز، وقال الزُّهريّ هو بعد كعب بن الأشرف (¬2). ¬
غزوة أحد
غزوة أحد
6523 - زيد بن ثابت: لمَّا خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أحدٍ رجع ناسٌ ممَّن خرج معه، فكان أصحابهٌ - صلى الله عليه وسلم - فيهم فرقتين، قالت فرقةٌ نقتلهم، وقالت فرقةٌ: لا نقتلهم، فنزلت {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَالله أَرْكَسَهُم} [النساء: 88] وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها طيبةٌ تنفي الرجال كما ينفي الكيرُ خبث الحديد)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
6524 - البراءُ بن عازبٍ: لقينا المشركين يومئذٍ، وأجلس النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جيشًا من الرماة، وأمَّر عليهم عبد الله بن جبيرٍ، وقال: ((لا تبرحوا فإن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا))، فلمَّا لقيناهم هربوا، حتى رأيتُ النساء يسندن في الجبل، رفعن عن سوقهنَّ حتى بدت خلاخيلهنَّ، فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة، فقال عبدُ الله: عهدُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن لا تبرحوا، (فأبوا) (¬1)، فلمَّا أبوا، صرف الله وجوههم، فأصيب سبعون قتيلاً، وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمدٌ؟ فقال: ((لا تجيبوه))، قال: أفي القوم ابنُ أبي قحافة؟ فقال: ((لا تجيبوه))، قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إنَّ هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياءً لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدَّو الله، أبقى الله لك ما يخزيك، قال أبو سفيان: اعلُ هبلٌ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أجيبوه))، قالوا: ما نقولُ؟ قال: ((قولوا: الله أعلى وأجلُّ))، قال أبو سفيان: العزى لنا، ولا عزى لكم، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((أجيبوه))، قالوا ما نقولُ؟ قال: ((قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم))، قال أبو سفيان: يومٌ بيومٍ، والحربُ سجالٌ، وتجدون مثلة، لم آمر بها ولم تسؤني (¬2). زاد رزين: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أجيبوه)) فقالوا: ما نقولُ؟ قال قولوا: لا سواء قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النارِ. للبخاري ولأبي داود نحوه. ¬
6525 - عائشة: هزم المشركون يوم أحدٍ فصرخ إبليسُ: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فنظر حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه، فقال: أبي أبي، فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم، وقال عروة: فوالله ما زالت في حذيفة منها بقيةٌ حتى لقي الله (¬1). ¬
6526 - وفي روايةٍ: وقد كان انهزم منهم قومٌ حتى لحقوا بالطائفِ. للبخاري. (¬1) ¬
6527 - أنس: لمَّا كان يومُ أحدٍ انهزم ناسٌ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأبو طلحة بين يديهِ مجوبٌ عليه بجحفة، وكان رجلاً راميًا شديد النزع، ولقد كسر يومئذٍ قوسين أو ثلاثةً، وكان الرجلُ يمرُ معه الجعبة من النبل، فيقولُ: ((انثرها لأبي طلحة)): ويشرف - صلى الله عليه وسلم -، ينظرُ إلى القوم فيقولُ أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف، يصيبك سهمٌ، نحري دون نحرك، ولقد رأيتُ عائشة وأمَّ سليمٍ وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقيهما تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها فتفرغانه في أفواههم، ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة مرتين أو ثلاثةٍ من النُّعاس. للشيخين (¬1). ¬
6528 - وعنه: غاب عمي أنسُ بن (النضر) (¬1) عن قتال بدرٍ، فقال يا رسول الله: غبتُ عن أول قتالٍ قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرينَّ الله ما أصنع، فلمَّا كان يومُ أحدٍ وانكشف المسلمون، قال: ((اللهمَّ إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين -)) ثم تقدم فاستقبله سعدُ بن معاذٍ، فقال: يا سعد، الجنة وربِّ النضر، إني أجدُ ريحها من دون أحدٍ، فقال سعدُ: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنسُ: فوجدنا به بضعًا وثمانين، ما بين ضربةٍ بالسيف أو طعنةٍ برمحٍ، أو رميةٍ بسهمٍ، ووجدناه قد مثَّل به المشركون، فما عرفه أحدٌ إلا أخته بشامةٍ أو ببنانه، قال أنس كنَّا نرى إنَّ هذه الآية -[3]- نزلت فيه وفي أشباهه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] الآية. للشيخين والترمذي (¬2). ¬
6529 - جابر: لمَّا كان يومُ أحدٍ وولَّى الناسُ، كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحيةٍ في اثني عشر رجلاً من الأنصار، وفيهم طلحةُ بن عبيد الله، فأدركهم المشركون، فالتفت - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((من للقوم؟)) قال طلحة: أنا، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((كما أنت)) فقال رجلٌ من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال: ((أنت)) فقاتل حتى قُتل، ثم التفت فإذا المشركون، قال: ((من للقوم؟))، قال طلحة: أنا، قال: ((كما أنت))، فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال: ((أنت)) (¬1)، فقاتل حتى قتل، ثم لم يزل يقولُ ذلك ويخرجُ إليهم رجلٌ من الأنصار فيقاتلُ قتال من قبله حتى يُقتل، حتى بقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلحة بن عبيد الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من للقوم))؟ فقال طلحة: أنا. فقاتل قتال الأحد عشر، حتى ضُربت يده فقطعت أصابعه، فقال: حس، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لو قلت: بسم الله؛ لرفعتك الملائكة والناسُ ينظرون)) ثم رد الله المشركين. للنسائي (¬2). ¬
6530 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أخذ سيفًا يوم أحدٍ فقال: ((من يأخذ مني هذا؟))، فبسطوا أيديهم كل إنسانٍ يقول أنا، قال: ((فمن يأخذه بحقه))، فأحجم القومُ، فقال سماكُ بن خرشة أبو دجانة: أنا آخذه بحقه؟ فأخذه، ففلق به هام المشركين (¬1). لمسلم. ¬
6531 - وزاد البزار عن الزبير: قال: واتبعت أبا دجانة فجعل لا يمر بشيءٍ إلا أفراه وهتكه، حتى أتى نسوةٌ معهن هندٌ، وهي تقولُ: نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق والمسك في المفارق ... إن تقبلوا نعانق أو تدبروا نفارق ... فراق غير وامق -[4]- فحمل عليها ثم انصرف عنها، فقلت له: كلُ صنيعك رأيته فأعجبني غير أنك لم تقتل المرأة، قال: كرهت أن أضرب بسيف النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأةً (¬1). ¬
6532 - أبو طلحة: كنت ممن يغشاه النعاسُ يوم أحدٍ حتى سقط سيفي من يدي، مرارًا يسقطُ وآخذه، وسقط وآخذه. للترمذي والبخاري بلفظه (¬1). ¬
6533 - جابر: قال رجلٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ: أرأيت إن قتلتُ أين أنا؟ قال: ((في الجنة)). فألقى تمراتٍ في يده، ثم قاتل حتى قتل. للشيخين والنسائي (¬1). ¬
6534 - سعدُ: نثل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كنانتهُ يوم أحدٍ فقال: ((ارم فداك أبي وأمي)) (¬1). ¬
6535 - وفي روايةٍ: قال كان رجلٌ من المشركين قد أحرق المسلمين، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: [((ارم فداك أبي وأمي))، فنزعتُ له بسهمٍ ليس فيه نصلٌ فأصبتُ جنبه فسقط، فانكشف عورته، فضحك - صلى الله عليه وسلم -] (¬1) حتى نظرت إلى نواجذهِ (¬2). ¬
6536 - وعنه: رأيتُ على يمين النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وعن شماله يوم أحدٍ رجلين عليهما ثيابُ بياضٍ يقاتلان عنه كأشد القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعدُ، يعني جبريل وميكائيلُ عليهما السلام. هما للشيخين (¬1). ¬
6537 - جعفرُ بنُ عمرو الضمريّ: خرجتُ مع عبيد الله بن عديِّ بن الخيار، فلمَّا قدمنا حمص، قال لي: هل لك في وحشيٍّ نسأله عن قتل حمزة؟ قلت: نعم، وكان وحشيُّ يسكن حمص، فسألناه عنه، فقيل لنا: هو ذاك في -[5]- ظل قصره كأنه حميت، فجئنا حتى وقفنا عليه، وسلمنا، فردَّ السلام، وعبيد الله معتجرٌ بعمامته ما يرى وحشيُّ إلا عينيه ورجليه، فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟ فنظر إليه ثم قال: لا والله إلا أني أعلمُ أن عديّ بن الخيار تزوج امرأةً، يقال لها: أمَّ قتالٍ بنت أبي العيص، فولدت له غلامًا بمكة، فكنتُ أسترضعُ له، فحملتُ ذلك الغلام مع أمه، فناولتها إياهُ، فكأني نظرت إلى قدميك، فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم. إنَّ حمزة قتل طعيمة بن عديٍّ بن الخيارِ ببدرٍ، فقال لي مولاي جبير بن مطعمٍ: إن قتلت حمزة بعمي، فأنت حرٌ، (فأنت حرٌ) (¬1)، فلمَّا خرج الناسُ عام عينين وعينين، جبلٌ بجبال أحدٍ بينه وبينه وادٍ، خرجتُ مع الناس إلى القتال، فلمَّا أن اصطفوا خرج سباع، فقال: هل من مبارز؟ فخرج إليه حمزة، فقال: يا ابن أم أنمار مقطعةُ البظور، اتحاد الله ورسوله؟ ثم شدَّ عليه فكان كأمس الذاهب، وكمنتُ لحمزة تحت صخرةٍ، فما دنا منى رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه، فكان ذلك العهد به، فلمَّا رجع الناسُ رجعتُ معهم، فأقمتُ بمكة حتى فشى فيها الإسلامُ، ثم خرجتُ إلى الطائف، فأرسلوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - رسلاً، وقيل لي: إنهُ لا يُهيجُ الرسل فخرجتُ معهم حتى قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا رآني قال: ((أنت وحشيّ))؟ قلت: نعم، قال: ((أنت قتلت حمزة؟)) قلت: قد كان من الأمر ما بلغك عني، قال ((فهل تستطيع أن تغيِّب وجهك عني؟)) فخرجت، فلمَّا قبض - صلى الله عليه وسلم -، فخرج مسليمة الكذاب، قلت: لأخرجنَّ إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، فخرجت مع الناس، فكان من أمره ما كان، فإذا رجلٌ قائمٌ في ثلمة جدارٍ كأنه جملٌ أورق، ثائر الرأس، فرميتهُ بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته، قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمانُ بن يسارٍ عن عبد الله بن عمر، قالت جاريةٌ على ظهر بيتٍ: وأمير المؤمنين قتلهُ العبدُ الأسودُ. للبخاري (¬2). ¬
6538 - وللكبير: عن وحشيٍّ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لهُ: ((أخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصدَّ عن سبيل الله)) (¬1). ¬
6539 - يحيى بن سعيٍد: لمَّا كان يوم أحدٍ قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((من يأتيني بخبر سعدٍ بن الربيع؟)). قال رجلٌ: أنا يا رسول الله، فذهب يطوفُ بين القتلى حتى وجده، فقال له سعد: ما شأنك؟ قال بعثني - صلى الله عليه وسلم - لآتيه بخبرك، قال فأقرأهُ مني السلام وأخبره أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنةً، وقد أنفذت مقاتلي، واسألهُ أن يستغفر لي، وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ومنهم عينٌ تطرف. لمالكٍ (¬1) , وليس له، واسأله أن يستغفر لي، ولا عينٌ تطرفُ. ¬
6540 - جابر: أصيب أبي يوم أحدٍ، فجعلتُ أكشفُ الثوب عن وجهه وأبكي، وجعلوا ينهونني، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينهاني، وجعلت فاطمة بنتُ عمروٍ تبكي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((تبكيه أو لا تبكيهِ، ما زالت الملائكة تظلهُ بأجنحتها حتى رفعتموه)) (¬1). ¬
6541 - وفي روايةٍ: لمَّا كان يومُ أحدٍ جيء بأبي مسجىً، وقد مثِّل به. للشيخين والنسائي (¬1). ¬
6542 - رجلٌ من الصحابة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ظاهر يوم أحدٍ بين درعين (¬1). لأبي داود. ¬
6543 - أبو هريرة: رفعه: ((اشتد غضبُ الله على قومٍ فعلوا بنبيه - يشيرُ إلى رباعيته - اشتدَّ غضبُ الله على رجلٍ يقتلهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبيل الله)) (¬1). للشيخين. ¬
6544 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كُسرت رباعيته يوم أحدٍ، وشجَّ في رأسهِ، فجعل يسلتُ الدم عن وجهه، ويقولُ: ((كيف يُفلحُ قوم شجوا نبيهم، وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله)) فنزل {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] الآيةُ (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
6545 - أبو سعيد: أصيب وجه النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ، فاستقبله مالكُ بن سنانٍ، فمصَّ جرحهُ ثم ازدرده، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحبَّ أن ينظر إلى من خالط دمي دمهُ فلينظر إلى مالكٍ بن سنانٍ)) (¬1). للكبير. ¬
6546 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقولُ يوم أحدٍ: ((اللهمَّ إنك إن تشأ لا تعبدُ في الأرض)). لمسلم (¬1). ¬
6547 - عائشة: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران:172] قالت لعروة: يا ابن أختي، كان أبوك منهم الزبيرُ وأبو بكرٍ لمَّا أصاب النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ما أصابه يوم أحدٍ فانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، فقال: ((من يذهب في أثرهم؟)) فانتدب منهم سبعون رجلاً، فيهم أبو بكرٍ والزبيرُ. للشيخينٍ (¬1). ¬
6548 - وللكبير: عن ابن عباسٍ: لمَّا انصرف المشركون وبلغوا الروحاء قال أبو سفيان: لا محمدًا قتلتم، ولا الكواعب أردفتم، شرَّ ما صنعتم، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد، فنزل {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُول} الآية [آل عمران: 172] (¬1). ¬
6549 - علي: لمَّا انجلى الناسُ عنه - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ، نظرت في القتلى، فلم أره - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: والله ما كان ليفرَّ، وما أراهُ في القتلى، ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا، فرفع نبيه، فما لي خيرٌ من أن أقاتل حتى أقتل، فكسرت جفن سيفي، ثم حملتُ على القوم فأفرجوا لي، فإذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم. للموصلي بلينٍ (¬1). ¬
6550 - عائشةُ عن أبيها: لمَّا انصرف الناسُ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، كنتُ أول من فاء إليه، فجعلتُ أنظرُ إلى رجلٍ يُقاتل بين يديه، فقلت: كن طلحة، ثم نظرتُ فإذا أنا بإنسانٍ خلفي كأنه طائرٌ فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، وإذا طلحة بين يديه صريعًا، قال: ((دونكم أخوكم، فقد أوجب))، فتركناهُ وأقبلنا عليه - صلى الله عليه وسلم - فإذا قد أصابه في وجهه سهمان، فأردتُ أن أنزعهما، فمازال أبو عبيدة يسألني ويطلبُ إلىَّ حتى تركته فنزع أحد السهمين، وأزمَّ عليه بأسنانه فقلعهُ وانتدرت إحدى ثنتيه، ثم لم يزل يسألني ويطلب إلىَّ أن أدعه ينزع الآخر، فوضع ثنيته على السهم وأزمَّ عليه كراهية أن يؤذي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - إن تحوَّل، فنزعه وانتدرت ثنيته، فكان أبو عبيدة أهتم الثنايا. للبزار بإسحاق بن يحيى بن طلحة متروك. قلت: لكنه من رجال الترمذي وابن ماجة وللحديث طرقٌ (¬1). ¬
6551 - كعبُ بن مالكٍ: لمَّا كان يومُ أحدٍ وصرنا إلى الشِّعب كنتُ أول من عرفه، فقلتُ: هذا رسولُ الله، فأشار بيده أن اسكت، ثم ألبسني لامته ولبس لامتي، ولقد ضربتُ حتى جُرحتُ عشرين، (أو قال: بضعةً وعشرين جرحًا) (¬1)، كل من يضربني يحسبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2). للكبير والأوسط. ¬
6552 - قتادة: أهدي للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قوسٌ فدفعها إلىَّ يوم أحدٍ، فرميتُ بها بين يديه حتى اندقت سيتها، ولم أزل عن مقامي نُصب وجهي ألقى السهام بوجهي، كلما مال سهمٌ منها إلى وجهه ميلتُ رأسي لأقي وجهه - صلى الله -[9]- عليه وسلم -، فكان آخرها سهمًا ندرت منه حدقتي على خدي، وافترق الجمعُ، فأخذت حدقتي بكفي فسعيتُ بها إليه - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا رآها في كفي دمعت عيناه، فقال: ((اللهمَّ إنَّ قتادة قد أوجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرًا)) فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرًا (¬1). للكبير بخفى. ¬
6553 - الحارث بن الصمة: سألني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو في الشِّعب، ((هل رأيت عبد الرحمن بن عوف؟)) فقلت: رأيته إلى جنب الحبل وعليه المشركون، فرأيتك فعدلت إليك، فقال: ((أما إنَّ الملائكة تتقاتلُ معه)) فرجعت إلى عبد الرحمن فأجده بين سبعةٍ صرعى، فقلتُ له أكلَّ هؤلاء قتلت؟ فقال: أمَّا هذا وهذا فأنا قتلتهما، وأمَّا هؤلاء فقتلهم من لم أره، قلتُ: صدق الله ورسولهُ (¬1). للكبير والبزار بضعفٍ. ¬
6554 - أنس: لمَّا كان يومُ أحدٍ حاص أهلُ المدينة حيصةً، وقالوا قتل محمدٌ حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة، فخرجت امرأةٌ من الأنصارِ فاستقبلت بأبيها وابنها وزوجها وأخيها، فقالوا: هذا أبوك أخو زوجك ابنك، تقولُ: ما فعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ يقولون أمامك حتى وقفت عليه فأخذت بناحية ثوبه، ثم قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي إذا سلمت من عطبٍ (¬1). للأوسط وفيه شيخه محمد بنُ شعيب. ¬
6555 - الزبير: لمَّا كان يومُ أحدٍ أقبلت امرأةٌ تسعى، حتى كادت أن تشرف على القتلى، فكره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن تراهم، فقال: ((المرأة المرأة))، فتوسمت أنها أمي صفية، فخرجت أسعى إليها فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، فدفعت في صدري، وقالت: إليك عني، فقلتُ إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزم عليك، فوقفت وأخرجت ثوبين، فقالت: هذان جئت بهما لأخي حمزة، فكفنوه فيهما، فجئنا بهما حمزة، فإذا إلى جنبه -[10]- رجلٌ من الأنصار، فعل به كما فعل بحمزة، فقلنا لحمزة ثوبٌ وللأنصاريِّ ثوبٌ، فأقرعنا بينهما، فكفَّنا كل واحدٍ في الثوب الذي طار له (¬1). لأحمد والموصلى والبزار بلين. ¬
6556 - ابن عباسٍ: لمَّا قُتل حمزة أقبلت صفية تسأل ما صنع؟ فلقيت عليًّا والزبير، فأوهماها أنهما لا يدريان، فضحك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((إني أخاف على عقلها)) فوضع يده على صدرها، فاسترجعت وبكت، ثم قام عليه، وقال: ((لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصلِ الطير)) ثم أتى بالقتلى فجعل يصلي عليهم، فيوضع سعبة وحمزة، فيكبرُ عليهم سبع تكبيراتٍ، ثم يرفعون ويترك حمزة مكانه، ثم دعا بسبعةٍ فيكبر عليهم سبع تكبيراتٍ حتى فرغ منهم (¬1). للكبير والبزار بضعف. ¬
6557 - ولأحمد، والكبير بضعفٍ: أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر به فهيئ إلى القبلة، ثم كبر عليه سبعًا، ثم جمع إليه الشهداء، كلما أتى بشهيدٍ وضع إلى جنبه، فصلى عليه وعلى الشهداء اثنين وسبعين صلاةً (¬1). ¬
6558 - أبو هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا نظر إلى حمزة قال: أما والله لأمثلنَّ بسبعين كمثلك، فنزل القرآن {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] الآية، فَكَفَّرَ - صلى الله عليه وسلم - وأمسك عن ذلك (¬1). للكبير والبزار بضعفٍ مطولاً. ¬
6559 - ابن عباس: لمَّا رجع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من أحدٍ بكت نساءُ الأنصار على شهدائهم، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لكنَّ حمزة لا -[11]- بواكي عليه، فرجعت الأنصارُ فقالوا: لنسائهم لا تبكين أحدًا حتى تبدأن بحمزة، فذاك فيهم إلى اليوم لا يبكين ميتًا إلا بدأن بحمزة (¬1). للكبير وفيه يحيى ابن مطيعٍ الشيباني. ¬
6560 - بريدةُ: أنَّ رجلاً قال يوم أحدٍ: اللهمَّ إن كان محمدٌ على الحق فاخسف بي، قال فخسف به (¬1). للبزار. ¬
6561 - جابر: دخل عليٌّ على فاطمة يوم أحدٍ فقال: أفاطم هذا السيف غير ذميم ... فلست برعديدٍ ولا بلئيم لعمري لقد أبليتُ في نصر أحمد ... ومرضاة ربٍّ بالعبادِ عليم فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن كنت أحسنت القتال، فقد أحسنه سهل بن حنيف وابن الصمة)) وذكر آخر فنسيه الراوي، فقال: جبريلُ هذا وأبيك المواساة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه مني)) فقال: جبريلُ عليه السلام: وأنا منكما (¬1). للبزار بلين. ¬
6562 - وللكبير، عن ابن عباسٍ: ((لئن كنت أحسنت القتال، لقد أحسنهُ سهلُ بن حنيفٍ وأبو دجانة)) (¬1). ¬
من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد
من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد من المهاجرين: حمزة بن عبد المطلب، ربيعة بن أكثم، عبدُ الله بن حجشٍ، مصعب بن عميرٍ ومن الأنصار: أنيس بن قتادة، أوس بن الأرقم، أوس بن المنذر، إياس بن أوسٍ، ثعلبة بن سعدٍ، الحارث بن أوسٍ، حنظلة بن أبي عامرٍ غسيل الملائكة، ذكوانُ بن عبد قيس، ربيعة بن الفضل، رفاعة بن أوسٍ، رفاعة بن عمرو، سعد بن الربيع، -[12]- سعد بن سويدٍ، سليط بن ثابتٍ، سهلُ بن قيسٍ، عبد الله بنُ عمروٍ بن حرامٍ، المجذر بن زيادٍ.
6563 - ابن إسحاق: خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة حين صلَّى الجمعة، فأصبح بالشِّعبِ من أحدٍ، فالتقوا يوم السبت في النصف من شوال (¬1). للكبير. ¬
6564 - صفية بنت عبد المطلب: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا خرج إلى أُحدٍ جعل نساءه في أطمٍ يقالُ له فارع، وجعل معهنَّ حسان ثابتٍ، وكان حسان يطَّلعُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فإذا اشتد على المشركين اشتد معه في الحصن، وإذا رجع رجع وراءه، فجاء ناسٌ من اليهود فيرقى أحدهم في الحصن حتى اطلع علينا، فقلت لحسان: قُم إليه فاقتله، فقال: ما ذاك فىَّ، ولو كان ذلك فىَّ لكنت مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: فضربت رأسهُ حتى قطعته، فقلتُ: يا حسان قم إلى رأسهِ فارم به عليهم وهم أسفل من الحصن، فقال: والله ما ذاك فىَّ، قالت فأخذتُ برأسه فرميتهُ عليهم، فقالوا: قد والله علمنا أنَّ محمدًا لم يكن يتركُ أهلهُ خلوفًا، لم يكن معهم أحدٌ، وتفرقوا، قالت: ومرَّ بنا سعدُ بن معاذٍ، وبه أثر صفرةٍ، كأنه كان معرسًا قبل ذلك، وهو يرتجز: ويقولُ: مهلاً قليلاً يدرك الهيجا حمل ... لا بأس بالموت إذا حان الأجل للكبير والأوسط بخفي (¬1). ¬
غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة
غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة
6565 - أبو هريرة: بعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سريةً عينًا، وأمَّر عليهم عاصمُ بن ثابتٍ، وهو جدُّ عاصمٍ بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بين عسفان ومكة، ذكروا الحي من هذيلٍ يقالُ لهم بنو لحيان، فتبعوهم بقريبٍ من مائة رامٍ، فاقتصوا آثارهم، حتى أتوا منزلاً نزلوه فوجدوا فيه نوى تمرٍ -[13]- تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم، فلما أحسَّ بهم عاصمُ وأصحابه، لجئوا إلى فدفدٍ، وجاء القوم فأحاطوا بهم، فقالوا: لكم العهدُ والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلاً، فقال: عاصم أمَّا أنا فلا أنزل في ذمةِ كافرٍ، اللهمَّ أخبر عنَّا رسولك، فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصمًا في سبعة نفرٍ بالنبل وبقي خبيبٌ وزيدٌ ورجلٌ آخر، فأعطوهم العهد والميثاق، ونزلوا إليهم فلمَّا استمكنوا منهم حلُّوا أوتار قسيِّهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، فأبى أن يصحبهم، فجرروه فلم يفعل، فقتلوه فانطلقوا بخبيب وزيدٍ حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيبًا بنو الحارث بن عامرٍ بن نوفلٍ، وكان خبيب قد قتل الحارث يوم بدرٍ، فمكث عندهم أسيرًا حتى إذا أجمعوا قتله، استعار موسى من بعض بنات الحارث ليستحدَّ بها، فأعارتهُ، قالت: فغفلت عن صبيٍّ لي، فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه، فلمَّا رأيتهُ فزعت فزعةً عرف ذلك مني، وفي يده الموسى، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنتُ لأفعل ذلك إن شاء الله، وكانت تقول: ما رأيتُ أسيرًا قط خيرًا من خُبيبٍ، لقد رأيته يأكلُ من قطف عنبٍ وما بمكة يومئذٍ ثمرةٌ، وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقًا رزقه الله خبيبًا، فخرجوا به من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين، ثم انصرف إليهم، فقال: لولا أن تروا أنَّ ما بي جزع من الموت لزدت، فكان أول من سنَّ الركعتين عند القتل هو وقال اللهمَّ أحصهم عددًا: ما أبالي حين أقتلُ مسلمًا ... على أيِّ شقٍ كان لله مصرعي وذلك في ذات الإِله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلوٍ ممزعِ ثم قام إليه عقبةُ بن الحارث فقتله، وبعثت قريش إلى عاصمٍ ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه، وكان قتل عظيمًا من عظمائهم يوم بدرٍ، فبعث الله عليهم مثل الظلة من الدبرِ، فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شيءٍ. للبخاري وأبي داود، وزاد رزين: إن عاصمًا جعل يرميهم، ويقولُ: ما علتي وأنا جلد نابلٍ ... والقوسُ فيها وترُ عنابلِ (¬1) ¬
6566 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعث خاله أخًا لأمَّ سليم إلى بني عامرٍ في سبعين راكبًا، فلمَّا قدموا، قال لهم خالي أتقدمكم فإن أمنوني حتى أبلغ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وإلا كنتم مني قريبًا، فتقدَّم فأمنوه، فبينما هو يحدثهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أومأ إلى رجلٍ منهم فطعنه فأنفذهُ، فقال: الله أكبر فزتُ وربُّ الكعبة، ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلاً أعرج صعد الجبل، قال همام: وأراه آخر معه، فأخبر جبريلُ عليه السلام النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أنهم قد لقوا ربهم فرضى عنهم وأرضاهم، قال: فكنَّا نقرأه أن بلغُوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا، ثم نُسخ بعد فدعا عليهم أربعين صباحًا على رعلٍ وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله ورسوله (¬1). ¬
6567 - وفي رواية: أن رعلاً وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عدو فأمدهم بسبعين من الأنصار كنَّا نسميهم القراء، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلُّون بالليل حتى كانوا ببئر معونة، فقتلوهم وغدروا بهم، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقنت شهرًا يدعو عليهم (¬1). ¬
6568 - وفي رواية: لمَّا طعن حرام بن ملحان خالهُ يوم بئر معونة، قال: بالدم هكذا، فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزتُ وربِّ الكعبة (¬1). ¬
6569 - وفي أخرى: جاء ناسٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ابعثوا معنا رجالاً يعلمون القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار، يقالُ لهم القراء، فيهم خالي حرامُ، يقرءون القرآن، يتدارسون بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة والفقراء، فبعثهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغُوا المكان، فقالوا اللهمَّ أبلغ عنَّا نبينا أنَّا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا (¬1). ¬
6570 - وفي أخرى: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعث خاله في سبعين راكبًا، وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خير بين ثلاث خصالٍ، فقال: يكون لك أهلُ السهل ولي أهل المدرِ، أو أكون خليفتك، أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف، فطعن عامرُ في بيت أمِّ فلانٍ، فقال: غدةٌ كغدة البكر، وموتٌ في بيت امرأةٍ من آل فلانٍ، ائتوني بفرسي. فمات على ظهر فرسه، فانطلق حرامٌ هو، ورجلٌ أعرج، ورجلٌ من بني فلانٍ قال: كونا قريبًا حتى آتيهم، فإن أمنوني كنتم، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم، فقال أتؤمنوني أبلِّغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحوه (¬1). للشيخين. ¬
6571 - وفي رواية أحمد: بألف أشقر وألفٍ شقراء. وفيها: فانطلق حرامٌ ورجلان معه من بني أمية ورجلٌ أعرجُ، فقال لهم كونوا قريبًا (مني) (¬1) بنحوه (¬2). ¬
6572 - وللكبير بضعفٍ، عن سهل بن سعدٍ: ذكر قصة قدوم عامرٍ بن الطفيل المدينة، وكلام ثابتٍ بن قيس له بحضرة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وقول عامرٍ لأملانَّها عليك خيلاً ورجالاً، ثم خرج فجمع للنبيِّ - صلى الله عليه -[16]- وسلم -، فدعا - صلى الله عليه وسلم - سبع عشرة ليلةٌ، ثم بعث عشرةً فيهم؛ عمرو بنُ أمية الضمريِّ وسائرهم من الأنصار أميرهم المنذر بن عمرو، فمضوا حتى نزلوا بئر معونة، فأقبل حتى هجم عليهم، فقتلهم كلهم إلا عمرو بن أمية كان في الركاب، فنزل الوحيُ، وأخبر - صلى الله عليه وسلم - قتلهم، ودعا على عامر بن الطفيل، وقال: اللهمَّ اكفني عامرًا فأقبل حتى رماه الله بالذبحة في حلقة في بيت امرأةٍ من سلولٍ، وهو يقول: يا لعامرٌ، غدَّة كغدة الجمل في بيت سلوليةٍ، فلم يزل كذلك حتى مات في بيتها، وكان أربد بن قيسٍ أصابته صاعقة فاحترق، فمات، فرجع من كان معهم (¬1). ¬
6573 - كعب بن مالكٍ: جاء ملاعب الأسنَّة إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بهديةٍ، فعرض عليه الإسلام، فأبى أن يُسلم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: فإني لا أقبل هدية مشركٍ، قال: فابعث إلى أهل نجدٍ من شئت، فأنا لهم جارٌ، فبعث إليهم بقومٍ فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل بني عامرٍ، فأبوا أن يطيعوه، وأبوا أن يخفروا ملاعب الأسنة، فاستجاش عليهم بني سليمٍ، فأطاعوه فاتبعهم بقريبٍ من مائة رامٍ، فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم، إلا عمرو بن أمية (¬1). للكبير برجال الصحيح. ¬
6574 - ابن إسحاق: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعث أصحاب بئر معونة في صفرٍ على رأس أربعة أشهرٍ من أُحدٍ، حين قدم عليه أبو براء عامر بن مالكِ ملاعب الأسنة، فلم يُسلك ولم يبعد من الإسلام، وقال: يا محمدُ، لو بعثت إلى أهل نجدٍ رجالًا يدعونهم إلى أمرك، رجوتُ أن يستجيبوا لك، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إني أخشى عليهم أهل نجدٍ)) قال أبو براء: أنا لهم جارٌ، فبعث - صلى الله عليه وسلم - المنذر بن عمرو في أربعين من خيارٍ المسلمين، منهم: الحارثُ بن الصمة، وحرامُ بن ملحان، وعروةُ بن أسماء، ونافعُ بن بديلٍ بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة، فساروا حتى نزلوا بئر معونة بين أرض بني عامرٍ وحرة بني سليمٍ، فبعثوا حرام بن ملحانٍ بكتاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلى عامرٍ بن الطفيل، فلمَّا أتاهم لم ينظر في كتابه حتى قتله، ثم استصرخ بني عامرٍ، فأبوا أن يخفروا أبا براءٍ، وقد عقد لهم عقدًا وجوارًا، -[17]- فاستصرخ بني سليم عصبةً ورعلًا وذكوان فأجابوه، فخرجوا حتى أحاطوا بالقوم، فلمَّا رأوهم، أخذوا أسيافهم، فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم، إلا كعب بن زيدٍ النجاري، فإنهم تركوه، وبه رمقٌ، فأرتث من بين القتلى، فعاش حتى قتل بالخندق، وكان في السرح عمرو بن أمية الضمري ورجلٌ من الأنصارِ، فلم ينبئهما بمصاب إخوانهما إلا الطيرُ تحومُ على العسكر، فقالَا: والله إنَّ لهذا الطير شأنًا. فأقبلا، فإذا القومُ في دمائهم، وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة، فقال الأنصاري لعمرو بن أمية: ما ترى؟ قال: أرى أنَّ أُلحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنخبره، فقال الأنصاريُّ: لكني ما كنتُ لأرغب بنفسي عن موطن قتلٍ فيه المنذر بن عمروٍ، فقاتل القوم حتى قتل، وأسروا عمرو بن أمية، فلمَّا أخبرهم أنه من مضرٍ أطلقه عامر بن الطفيل، وجزَّ ناصيته وأعتقه عن رقبةٍ زعم أنها كانت على أمه، فخرج عمرو فلقى رجلين من بني عامرٍ نزلًا في ظلٍ، وكان للعامريين عقدٌ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وجوارٌ، ولم يعلم به عمرو بن أمية، وقد سألهما حين نزل ممَّن أنتما؟ قال: من بني عامرٍ، فأمهلهما حتى ناما، فقتلهما وهو يرى أنه أصاب بهما ثأره من بني عامرٍ، فلمَّا قدم عمرو على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: لقد قتلت قتيلين (لأدينهما) (¬1)؛ ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا عمل أبي براء لقد كنتُ لهذا كارهًا متخوفًا)) فبلغ ذلك أبا براءٍ فشق عليه إخفارُ عامر إياه، وما أصيب من أصحابه، فقال حسان: يحرض ابن أبي براءٍ على عامر بن الطفيل: بني أمِّ البنين ألم يرعكم ... وأنتم من ذوائب أهل نجد تهكُّم عامرٍ بأبي براءٍ ... ليخفره وما خطأ كعمد ألا أبلغ ربيعة ذا المساعي ... فما أحدثتُ في الحدثان بعدي أبوك أبو الحروب أبو براءٍ ... وخالك ما جدٌ حكم بن سعد فحمل ربيعة بن أبي براء على عامرٍ بن الطفيل، فطعنه بالرمح في فخذه فوقع عن فرسه، وقال: هذا عملُ أبي براءٍ، فإن أمت فدمي لعمي لا يتبع به، وإن أعش فسأرى رأيي (¬2). للكبير. ¬
6575 - وله: عن عبد الرحمن بن كعبٍ بن مالكٍ: أرسله: أنَّ فيهم عامر بن فهيرة قُتل يومئذٍ، فلم يوجد جسده، ويرون أنَّ الملائكة دفنته (¬1). ¬
6576 - وله: عن عروة: أن ممن شهد بئر معونة أوسٌ بن معاذٍ الأنصاريِّ، والحكمُ بن كيسان المخزوميِّ (¬1). ¬
6577 - سلمة بن الأكوع: غزونا فزارة وعلينا أبو بكرٍ، فلمَّا كان بيننا وبين الماء ساعةٌ، أمرنا فعرسنا، ثم شنَّ الغارة، فورد الماء، فقتل من قتل عليه، وسبي من سبي، وأنظر إلى عنقٍ من الناس فيهم الذراري فخشيتُ أن يسبقوني إلى الجبل، فرميتُ بسهمٍ بينهم وبين الجبل فلمَّا رأوا السهم وقفوا، فجئتُ بهم أسوقهم وفيهم امرأةٌ من بني فزارة عليها قشع من أدمٍ، قال: القشع النطعُ، معها ابنةٌ لها من أحسن العربِ، فسقتهم حتى أتيتُ بهم أبا بكرٍ، فنفلني ابنتها، فقدمنا المدينة وما كشفتُ لها ثوبًا، فلقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السوق، فقال يا سلمة: ((هب لي المرأة))، فقلتُ يا رسول الله: لقد أعجبتني وما كشفتُ لها ثوبًا، ثم لقيني من الغد في السوق، فقال يا سلمة: ((هب لي المرأة لله أبوك)) فقلت: هي لك يا رسول الله، فوالله ما كشفت لها ثوبًا، فبعث بها - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل مكة ففدى بها ناسًا من المسلمين قد أسروا بمكة (¬1). لمسلم وأبي داود. ¬
غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة
غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة
6578 - البخاري: كانت في شوال سنة أربعٍ (¬1). ¬
6579 - وللكبير، عن ابن إسحاق: سنة خمسٍ (¬1). ¬
6580 - عمرو بن عوفٍ المزنيّ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خطَّ الخندق من طرف بني حارثة حتى بلغ المذابح فقطع لكل عشرةٍ أربعين ذراعًا، واحتج المهاجرون والأنصار سلمان، وكان رجلاً قويًا، فقال المهاجرون: سلمانُ منَّا، وقال الأنصارُ: منَّا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((سلمان منَّا أهل البيت)) (¬1) للكبير بلين. ¬
6581 - أنس: خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداةٍ باردةٍ، ولم يكن لهم عبيدٌ يعملون ذلك لهم، فلمَّا رأى ما بهم من النصب والجوع قال: ((اللهمَّ إنَّ العيش عيشُ الآخرة. فاغفر للأنصار والمهاجرة)). فقالوا مجيبين له: نحنُ الذين بايعوا محمدًا ... على الجهاد ما بقينا أبدًا ج
6582 - وفي روايةٍ: قال: جعل المهاجرون يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم وهم يقولون: نحنُ الذين بايعوا محمدًا ... على الجهاد ما بقينا أبدًا وهو - صلى الله عليه وسلم - يجيبهم: ((اللهمَّ لا خير إلا خير الآخرة ... فبارك في الأنصار والمهاجرة)) فيؤتون بملء كفٍ من شعيرٍ، فيصنع لهم بإهالةٍ سنخةٍ تُوضع بين يدي القوم والقومُ جياعٌ، وهي بشعةٌ في الحلق، ولها ريح منكرة (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
6583 - البراء: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ينقل معنا التراب وهو يقولُ: ((والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلنَّ سكينةً علينا ... وثبت الأقدم إن لاقينا -[20]- والمشركون قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا)) ويرفع بها صوته، وفي روايةٍ: ورفع بها صوته، أبينا أبينا (¬1). للشيخين. ¬
6584 - حذيفة: قال رجلٌ عنده: لو أدركتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قاتلت معه وأبليتُ، فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا معه - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب وأخذتنا ريحٌ شديدةٌ وقرٌّ، فقال: ((ألا رجلٌ يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟)) فسكتنا فلم يجبه منَّا أحدٌ، ثم قال: ((ألا رجلٌ يأتيني بخبر القوم؟)) قال ذلك ثلاث مراتٍ فلم يجبه أحدٌ، فقال: ((قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم))، فلم أجد بدًّا إذ دعاني باسمي إلاَّ أن أقوم، قال: ((اذهب فأتني بخبر القوم، ولا تذعرهم عليَّ))، فلمَّا وليت من عنده جعلتُ كأنما أمشي في حمامٍ، حتى أتيتهم، فرأيتُ أبا سفيان يُصلي ظهره بالنار، فوضعت سهمًا في كبد القوس، فأردتُ أن أرميهُ، فذكرت قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تذعرهم على)) ولو رميته لأصبته، فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام، فلمَّا أتيته أخبرته خبر القوم وفرغتُ، قررت فألبسني - صلى الله عليه وسلم - من فضل عباءةٍ كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائمًا (حتى) (¬1) أصبحتُ، قال: قم يا نومان. لمسلم (¬2). ¬
6585 - أبو هريرة: جاء الحارث الغطفاني إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمدُ، ناصفنا تمر المدينة، وإلا ملأناها عليك خيلاً ورجالاً، قال: ((حتى استأمر السعود: سعد بن عبادة وسعد بن معاذٍ)) فشاورهما، فقالا: لا والله ما أعطينا الدنية من أنفسنا في الجاهلية، فكيف وقد جاء الله بالإسلام، فرجع إليه الحارثُ فأخبره، فقال: غدرت يا محمد، فقال: حسانُ: يا حارُ من يغدر بذمة جاره ... منكُم فإنَّ محمدًا لا يغدرِ إن تغدروا فالغدر من عاداتكم ... واللؤم ينبتُ في أصول السنجرِ -[21]- وأمانة (لنهدي) (¬1) حيث لقيتها ... مثل الزجاجة صدعها لا يجبر فقال الحارث كفَّ عنا يا محمد لسان حسان، فلو مزج به ماء البحر لمزجه (¬2). للكبير والبزار بلينٍ. ¬
6586 - رافع بن خديج: لم يكن حصن أحصن من حصن بني حارثة، فجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - النساء والذراري فيه، وقال: ((إن ألمَّ بكنَّ أحدٌ فألمعن بالسيف)) فجاءهنَّ فارسٌ يقال له: نجدان، فجعل يقول: أنزلنَّ إلىَّ خيرٌ، لكن فحركن السيف، فأبصره الصحابة، فابتدر الحصن قومُ فيهم ظهير بن رافع، فقال: يا نجدان ابرز، فبرز إليه فقتلهُ، وأخذ رأسه فذهب به إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). للكبير. ¬
6587 - سليمان بن صرد: سمعتُ النبيَّ يقولُ حين أجلى الأحزاب عنه: ((الآن نغزوهم ولا يغزوننا. نحن نسير إليهم)) (¬1). ¬
6588 - ابن عمر: أولُ مشهدٍ شهدته الخندق (¬1): (هما) (¬2) للبخاري. ¬
6589 - عائشةُ: أصيب سعدٌ يوم الخندق، رماه رجلٌ من قريش يقالُ له: حبانُ بن العرقة، رماهُ في الأكحل، فضرب عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خيمةً في المسجد، ليعوده من قريبٍ، فلمَّا رجع - صلى الله عليه وسلم - من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاهُ جبريلُ وهو ينفضُ رأسه من الغبار، فقال: قد وضعت السلاح، والله ما وضعته، اخرج إليهم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فأين))؟ فأشار إلى بني قريظة، فأتاهم - صلى الله عليه وسلم - فنزلوا على حكمه، فرد الحكم إلى سعدٍ، قال: فإني أحكمُ فيهم أن تُقتل المقاتلةُ، وإن تُسبى النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم، قال هشامُ: فأخبرني أبي عن عائشة أنَّ سعدًا قال: اللهمَّ إنك تعلمُ أنه ليس لي أحدٌ أحبَّ إلىَّ أن أجاهدهم فيك من قوم كذَّبُوا رسولك وأخرجوه، اللهمَّ فإني أظنُّ أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من -[22]- حرب قريش شيءٌ فأبقني لهم حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت قد وضعت الحرب فأفجرها، واجعل موتتي فيها، فانفجرت من لبَّته فلم يرعهم، وفي المسجد خيمةٌ من بني غفار، إلا الدم يسيلُ إليهم، فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعدُ يغذو جرحه دمًا فمات منها (¬1). للشيخين. ¬
6590 - وفي روايةٍ: أن سعدًا تحجَّر كلمه للبرء فقال اللهمَّ إنك تعلمُ بنحوه (¬1). ¬
6591 - وزاد في أخرى: فذاك حين يقول الشاعرُ: ألا يا سعد بني معاذ ... فما فعلت قريظة والنضير لعمرك إن سعد بني معاذ ... غداة تحملوا لهو الصبور تركتم قدركم لا شيء فيها ... وقدر القوم حاميةٌ تفور وقد قال الكريمُ أبو حبابٍ ... أقيموا قينقاع ولا تسيرُ وقد كانوا ببلدتهم ثقالاً ... كما ثقلت بميطان الصخور (¬1) ¬
6592 - جابر: أن سعد بن معاذٍ رمي يوم الأحزاب فقطعوا أكحله أو أبجله، فحسمه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالنار، فانتفخت يده فتركه، فنزفه الدمُ فحسمه أخرى، فانتفخت يده، فلمَّا رأى ذلك قال: اللهمَّ لا تخرج نفسي حتى تقرَّ عيني من بني قريظة، فاستمسك عرقه فما قطر قطرةً حتى نزلوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - على حكمه، فحكم فيهم أن تُقتل رجالهم، وتُسْتَحْيى نساؤهم، يستعين بهن المسلمون، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((أصبت حكم الله فيهم))، وكانوا أربعمائةٍ، فلمَّا فرغ من قتلهم، انفتق عرقه فمات. للترمذي (¬1). ¬
6593 - ابنُ عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا رجع من الأحزاب قال: ((لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة)) فأدرك بعضهم العصر في الطريق، -[23]- فقال بعضهم: لا تصلي حتى نأتيها، وقال بعضهمُ: بل نُصلي، لم يرد ذلك منا، فذكر للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فلم يعنف أحدًا. للشيخين (¬1). ¬
6594 - أنس: كأني أنظر إلى الغبار ساطعًا في زقاق بني غنمٍ، موكب جبريل حين سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة. للبخاري (¬1). ¬
6595 - أبو سعيدٍ: نزل أهلُ قريظة على حكم سعدٍ، فأرسل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى سعدٍ، فأتى على حمارٍ، فلمَّا دنا من المسجد قال للأنصار: ((قوموا إلى سيدكم. أو قال خيركم)) فقال: ((هؤلاء نزلوا على حكمك))، فقال: نقتل مقاتلتهمُ ونسبي ذراريهم بنحوه. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
6596 - عطيةُ القرظي: عرضنا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يوم قريظة، فكل من أنبت قُتل، وكل من لم ينبت خلي سبيله، فكنت ممن لم ينبت، فخلى سبيلي. لأصحاب السنن (¬1). ¬
6597 - عائشة: لم يقتل من نساء بني قريظة إلا امرأةٌ واحدةُ، إنها لعندي تحدث وتضحك ظهرًا وبطنًا، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقتلُ رجالهم بالسيوف، إذ هتف بها هاتفٌ باسمها، أين فلانةٌ؟ فقالت: أنا. فقلت: وما شأنُك؟ قال: حدث أحدثته، فانطلق بها فضرب عنقها، فما أنسى عجبًا منها أنها كانت تضحك ظهرًا وبطنًا، وقد علمت أنها تقتل. لأبي داود (¬1). ¬
6598 - وعنها: كان الزبير رجلاً أعمى، فقال ثابتُ بن قيسٍ بن شماسٍ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن الزبير منَّ علىَّ يوم بعاثٍ فأعتقني، فهبه لي أجره، فقال: هو لك، فقال للزبير: هل تعرفني؟ قال: نعم، أنت ثابتُ، قال: إني أمنُّ عليك كما مننت علىَّ يوم بعاثٍ، فقال: أين أهلي؟ فرجع إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هب لي -[24]- أهله، فوهب له أهله، فأتاه فأخبره، فقال: ما ينفعني أن نعيش أجسادًا، لدين المالُ؟ فرجع إليه - صلى الله عليه وسلم - فقال: هب لي ماله، قال: ((ولك ماله)) فرجع إليه فأخبره، قال يا ابن أخي: ((ما فعل حيى بنُ أخطب؟)) قال: قد قُتل، قال: ((ما فعل فلانُ، ما فعل فلانُ؟)) يعددهم، فيقول ثابت: في كل واحدٍ قتل، فقال أسألك بيدي عندك إلا ألحقتني بالقوم، فقتلهُ. للأوسط بضعف (¬1). ¬
غزوة ذات الرقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار
غزوة ذات الرّقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار
6599 - أبو موسى: خرجنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في غزاة ونحنُ ستةُ نفرٍ بيننا بعيرٌ نعتقبه، فنقبت أقدامنا، ونقبت قدماي وسقطت أظفاري، فكنَّا نلفُّ على أرجلنا الخرق، فسميت غزوة ذات الرقاع، لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا، قال: وقد حدَّث أبو موسى بهذا الحديث، ثم كرهَ ذلك، وقال: ما كنت أصنعُ بأن أذكرهُ، كأنه كره أن يكون شيءٌ من عمله أفشاه (¬1). للشيخين. ¬
6600 - ولهما عن جابرٍ: خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى ذات الرقاع من نخلٍ، فلقي جمعًا من غطفان، فلم يكن قتالٌ، وأخاف الناسُ بعضهم بعضًا، فصلَّى - صلى الله عليه وسلم - ركعتي الخوف (¬1). ¬
6601 - وفي رواية عن أبي موسى: أنَّ جابرًا حدثهم: صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بهم يوم محاربٍ وثعلبةَ (¬1). ¬
6602 - البخاري: هي بعد خيبرٍ؛ لأن أبا موسى جاء بعد خيبر، وقال أبو هريرة: صليتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - غزوة نجدٍ صلاة الخوف، وإنما جاء أبو هريرة أيام خيبرٍ (¬1). ¬
6603 - ابن إسحاق: أسندهُ: بلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ بني المصطلق يجمعون له، فخرج إليهم حتى لقيهم على ماءٍ لهم، يقالُ له المريسيعُ، من ناحية قديدٍ إلى -[25]- الساحلِ، فاقتتلوا وانهزم بنو المصطلق، وقتل الحارثُ بن أبي ضرارٍ أبو جويرية زوج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وأصاب منهم - صلى الله عليه وسلم - سبيًا كثيرًا قسمه بين المسلمين، وكان فيما أصاب جويرية. للكبير (¬1). ¬
6604 - البخاري: حكى أنها سنة ستٍ، وقيل: سنة أربعٍ، وأنَّ حديث الإِفك فيها (¬1). ¬
6605 - (جابرُ) رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أنمار، يُصلي على راحلتهِ متوجهًا قبل المشرق متطوعًا. للبخاري (¬1). ¬
غزوة الحديبية
غزوة الحديبية
6606 - الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَه وقد ينفرد: خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، حَتَّى إذا كَان بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ: ((إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةً فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ)). فَوَالله مَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا هُمْ بِقَتَرَةِ الْجَيْشِ، فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَسَارَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا، بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ. فَقَالَ النَّاسُ حَلْ حَلْ. فَأَلَحَّتْ، فَقَالُوا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ، خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ))، ثُمَّ قَالَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ الله إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا)). ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ، قَالَ فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ، عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاءِ يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا، فَلَمْ يُلَبِّثْهُ النَّاسُ حَتَّى نَزَحُوهُ، وَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الْعَطَشُ، فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ، فَوَالله مَا زَالَ يَجِيشُ لَهُمْ بِالرِّي حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ -[26]- كَذَلِكَ، إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِي فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ، فَقَالَ إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَي وَعَامِرَ بْنَ لُؤَي نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَمَعَهُمُ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الْحَرْبُ، وَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً، وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَظْهَرْ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا، وَإِلاَّ فَقَدْ جَمُّوا، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي، وَلَيُنْفِذَنَّ الله أَمْرَهُ)). فَقَالَ بُدَيْلٌ سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ. قَالَ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى قُرَيْشًا قَالَ إِنَّا قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ، وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَوْلاً، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعْرِضَهُ عَلَيْكُمْ فَعَلْنَا، فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ لاَ حَاجَةَ لَنَا أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ بِشَيءٍ. وَقَالَ ذَوُو الرَّأْي مِنْهُمْ هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ. قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَحَدَّثَهُمْ بِمَا قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -. فَقَامَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَي قَوْمِ أَلَسْتُمْ بِالْوَالِدِ قَالُوا بَلَى. قَالَ أَوَلَسْتُ بِالْوَلَدِ قَالُوا بَلَى. قَالَ فَهَلْ تَتَّهِمُونِي. قَالُوا لاَ. قَالَ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظٍ، فَلَمَّا بَلَّحُوا عَلَي جِئْتُكُمْ بِأَهْلِي وَوَلَدِي وَمَنْ أَطَاعَنِي قَالُوا بَلَى. قَالَ فَإِنَّ هَذَا قَدْ عَرَضَ لَكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ، اقْبَلُوهَا وَدَعُونِي آتِهِ. قَالُوا ائْتِهِ. فَأَتَاهُ فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ، فَقَالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ أَي مُحَمَّدُ، أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَأْصَلْتَ أَمْرَ قَوْمِكَ هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَهُ قَبْلَكَ وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى، فَإِنِّي وَالله لأَرَى وُجُوهًا، وَإِنِّي لأَرَى أَوْشَابًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ فَقَالَ مَنْ ذَا قَالُوا أَبُو بَكْرٍ. قَالَ أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلاَ يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لأَجَبْتُكَ. قَالَ وَجَعَلَ يُكَلِّمُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَكُلَّمَا تَكَلَّمَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ، فَكُلَّمَا أَهْوَى عُرْوَةُ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - ضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ السَّيْفِ، وَقَالَ لَهُ أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ فَقَالَ مَنْ هَذَا قَالُوا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ. فَقَالَ أَي غُدَرُ، أَلَسْتُ أَسْعَى فِي -[27]- غَدْرَتِكَ وَكَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَتَلَهُمْ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ، ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أَمَّا الإِسْلاَمَ فَأَقْبَلُ، وَأَمَّا الْمَالَ فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَيءٍ)). ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِعَيْنَيْهِ. قَالَ فَوَالله مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ أَي قَوْمِ، وَالله لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِي وَالله إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ، يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مُحَمَّدًا، وَالله إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ، فَاقْبَلُوهَا. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ دَعُونِي آتِهِ. فَقَالُوا ائْتِهِ. فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا فُلاَنٌ، وَهْوَ مِنْ قَوْمٍ يُعَظِّمُونَ الْبُدْنَ فَابْعَثُوهَا لَهُ)). فَبُعِثَتْ لَهُ وَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ يُلَبُّونَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: سُبْحَانَ الله مَا يَنْبَغِي لِهَؤُلاَءِ أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ قَالَ رَأَيْتُ الْبُدْنَ قَدْ قُلِّدَتْ وَأُشْعِرَتْ، فَمَا أَرَى أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ. فَقَالَ دَعُونِي آتِهِ. فَقَالُوا ائْتِهِ. فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا مِكْرَزٌ وَهْوَ رَجُلٌ فَاجِرٌ)). فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَبَيْنَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُ إِذْ جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو. فقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ)). فَقَالَ سُهَيْلُ: هَاتِ، اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابًا، فَدَعَا النبي - صلى الله عليه وسلم - الْكَاتِبَ، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)). قَالَ سُهَيْلٌ: أَمَّا الرَّحْمَنُ فَوَالله مَا أَدْرِي مَا هُوَ وَلَكِنِ اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهمَّ. كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ. فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: وَالله لاَ نَكْتُبُهَا إِلاَّ بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اكْتُبْ -[28]- بِاسْمِكَ اللهمَّ)). ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا مَا قَاضَي عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله)). فَقَالَ سُهَيْلٌ وَالله لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ الله مَا صَدَدْنَاكَ عَنِ الْبَيْتِ وَلاَ قَاتَلْنَاكَ، وَلَكِنِ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وَالله إِنِّي لَرَسُولُ الله وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي. اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله)). قَالَ الزُّهْرِيُّ وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ: ((لاَ يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ الله إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا)). فَقَالَ لَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَنَطُوفَ بِهِ)). فَقَالَ سُهَيْلٌ وَالله لاَ تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً وَلَكِنْ ذَلِكَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَكَتَبَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ وَعَلَى أَنَّهُ لاَ يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ، إِلاَّ رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا. قَالَ الْمُسْلِمُونَ سُبْحَانَ الله كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ، حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ هَذَا يَا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَىَّ. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ)). قَالَ: فَوَالله إِذًا لَمْ أُصَالِحْكَ عَلَى شَىْءٍ أَبَدًا. قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فَأَجِزْهُ لِي)). قَالَ مَا أَنَا بِمُجِيزِهِ لَكَ. قَالَ: ((بَلَى، فَافْعَلْ)). قَالَ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ. قَالَ مِكْرَزٌ: بَلْ قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ. قَالَ أَبُو جَنْدَلٍ: أَيْ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الله. قَالَ فَقَالَ عُمَرُ
6607 - ومن رواياته: وكانت أمّ كلثوم بنت عُقبة بن أبي معيط ممن خَرَج إلى النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ وهي عاتق فجاءَ أهلها يسألون النَّبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يرجعها إليهم فلم يرجعها (¬1). ¬
6608 - ومنها: خَرَجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ الْهَدْىَ، وَأَشْعَرَهُ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا بِعُمْرَةٍ، وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ، وَسَارَ النبي - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى كَانَ بِغَدِيرِ الأَشْطَاطِ، أَتَاهُ عَيْنُهُ قَالَ إِنَّ قُرَيْشًا جَمَعُوا لَكَ جُمُوعًا، وَقَدْ جَمَعُوا لَكَ الأَحَابِيشَ، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ وَمَانِعُوكَ. فَقَالَ: ((أَشِيرُوا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَىَّ، أَتَرَوْنَ أَنْ أَمِيلَ إِلَى عِيَالِهِمْ وَذَرَارِيِّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّونَا عَنِ الْبَيْتِ، فَإِنْ يَأْتُونَا كَانَ الله عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَطَعَ عَيْنًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَإِلاَّ تَرَكْنَاهُمْ مَحْرُوبِينَ)). قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ الله، خَرَجْتَ عَامِدًا لِهَذَا الْبَيْتِ، لاَ تُرِيدُ قَتْلَ أَحَدٍ وَلاَ حَرْبَ أَحَدٍ، فَتَوَجَّهْ لَهُ، فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ. قَالَ: ((امْضُوا عَلَى اسْمِ الله)). (¬1). ¬
6609 - ومنها: أنهم اصطلحوا على وضع الحرب عشر سنين، يأمن فيهن الناس، وعلى أن بيننا عيبة مكفوفة وأنه لا إسلال ولا إغلال. للبخاري، وأبي داود (¬1). ¬
6610 - وزاد رزين: وكيف نكتب هذا؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((نعم من ذهب منا إليهم أبعده الله ومن جاءنا منهم وررددناه سيجعل الله له فرجاً)).
6611 - وزاد أيضاً: قال عمر: فأمكنت يده من السيف ليضرب به أباه فضن به، وعلم بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -: فقال لي: ((ياعمر؛ لعله أن يقوم في الله مقاماً تحمده عليه)).
6612 - وللترمذي عن عَلِي أن سُهَيْل بْنُ عَمْرٍو وناسًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا يَا رَسُولَ الله خَرَجَ إِلَيْكَ نَاسٌ مِنْ أَبْنَائِنَا وَإِخْوَانِنَا وَأَرِقَّائِنَا وَلَيْسَ لَهُمْ فِقْهٌ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا خَرَجُوا فِرَارًا مِنْ أَمْوَالِنَا وَضِيَاعِنَا فَارْدُدْهُمْ إِلَيْنَا. فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِقْهٌ فِي الدِّينِ سَنُفَقِّهُهُمْ. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَتَنْتَهُنَّ أَوْ لَيَبْعَثَنَّ الله عَلَيْكُمْ مَنْ يَضْرِبُ رِقَابَكُمْ بِالسَّيْفِ عَلَى الدِّينِ قَدِ امْتَحَنَ الله قَلْبَهُ عَلَى الإِيمَانِ)). قَالُوا مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ الله وَقَالَ عُمَرُ مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ الله قَالَ: ((هُوَ خَاصِفُ النَّعْلِ)). وَكَانَ أَعْطَى عَلِيًّا نَعْلَهُ يَخْصِفُهَا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا عَلِيٌّ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)) (¬1). ¬
6613 - معقل بن يسار: لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يبايع الناس وأنا رافع غصناً من أغصانها عن رأسه ونحن أربع عشرة مائة لم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفر. لمسلم (¬1). ¬
6614 - طارق بن عبد الرحمن: انطلقت حاجاً فمررت بقوم يصلون قلت ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة، حيث بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان فأتيت ابن المسبب فأخبرته فقال سعيد: كان أبي ممن بايع تحت الشجرة قال: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فعميت علينا فلم نقدر عليها. قال سعيد: فأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يعلموها وعلمتموها أنتم فأنتم أعلم. للشيخين (¬1). ¬
6615 - جابر رفعه: لا يدخل النَّار أحدٌ ممن بايع تحتَ الشجرة (¬1). لمسلم، وأبي داود، والترمذي. ¬
6616 - وله: ليدخلن الجنة من بايع تحت الشجرة إلا صاحب الجمل الأحمر (¬1). ¬
6617 - سلمة بن الأكوع: أنه قدم الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً لاَ تُرْوِيهَا - قَالَ - فَقَعَدَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى جَبَا الرَّكِيَّةِ فَإِمَّا دَعَا وَإِمَّا بَسَقَ فِيهَا - قَالَ - فَجَاشَتْ فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا. قَالَ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - دَعَانَا لِلْبَيْعَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ. قَالَ فَبَايَعْتُهُ أَوَّلَ النَّاسِ ثُمَّ بَايَعَ وَبَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَسَطٍ مِنَ النَّاسِ قَالَ: ((بَايِعْ يَا سَلَمَةُ)). قَالَ قُلْتُ قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ الله فِي أَوَّلِ النَّاسِ قَالَ: ((وَأَيْضًا)). قَالَ وَرَآنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَزِلاً - يَعْنِي لَيْسَ مَعَهُ سِلاَحٌ - قَالَ فَأَعْطَانِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَجَفَةً أَوْ دَرَقَةً ثُمَّ بَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ قَالَ: ((أَلاَ تُبَايِعُنِي يَا سَلَمَةُ)). قَالَ قُلْتُ قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ الله فِي أَوَّلِ النَّاسِ وَفِي أَوْسَطِ النَّاسِ قَالَ: ((وَأَيْضًا)). قَالَ فَبَايَعْتُهُ الثَّالِثَةَ ثُمَّ قَالَ لِي: ((يَا سَلَمَةُ أَيْنَ حَجَفَتُكَ أَوْ دَرَقَتُكَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ)). قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله لَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ عَزِلاً فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا - قَالَ - فَضَحِكَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: ((إِنَّكَ كَالَّذِي قَالَ الأَوَّلُ اللهمَّ أَبْغِنِي حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِي)). ثُمَّ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ رَاسَلُونَا الصُّلْحَ حَتَّى مَشَى بَعْضُنَا فِي بَعْضٍ وَاصْطَلَحْنَا. قَالَ وَكُنْتُ تَبِيعًا لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله أَسْقِي فَرَسَهُ وَأَحُسُّهُ وَأَخْدُمُهُ وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِ وَتَرَكْتُ أَهْلِي وَمَالِي مُهَاجِرًا إِلَى الله وَرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فَلَمَّا اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ مَكَّةَ وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا فَاضْطَجَعْتُ فِي أَصْلِهَا - قَالَ - فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَجَعَلُوا يَقَعُونَ فِي رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَبْغَضْتُهُمْ فَتَحَوَّلْتُ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى وَعَلَّقُوا سِلاَحَهُمْ وَاضْطَجَعُوا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ أَسْفَلِ الْوَادِي يَا لَلْمُهَاجِرِينَ قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ. قَالَ فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَى أُولَئِكَ الأَرْبَعَةِ وَهُمْ رُقُودٌ فَأَخَذْتُ سِلاَحَهُمْ. فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا فِي يَدِي قَالَ ثُمَّ قُلْتُ وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ لاَ يَرْفَعُ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَأْسَهُ إِلاَّ ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاهُ. قَالَ ثُمَّ جِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى -[33]- رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ - وَجَاءَ عَمِّي عَامِرٌ بِرَجُلٍ مِنَ الْعَبَلاَتِ يُقَالُ لَهُ مِكْرَزٌ. يَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى فَرَسٍ مُجَفَّفٍ فِي سَبْعِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((دَعُوهُمْ يَكُنْ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ وَثِنَاهُ)) فَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنْزَلَ الله (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) الآيَةَ كُلَّهَا. قَالَ ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي لَحْيَانَ جَبَلٌ وَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِمَنْ رَقِيَ هَذَا الْجَبَلَ اللَّيْلَةَ كَأَنَّهُ طَلِيعَةٌ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ - قَالَ سَلَمَةُ - فَرَقِيتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَبَعَثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِظَهْرِهِ مَعَ رَبَاحٍ غُلاَمِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا مَعَهُ وَخَرَجْتُ مَعَهُ بِفَرَسِ طَلْحَةَ أُنَدِّيهِ مَعَ الظَّهْرِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْفَزَارِيُّ قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ وَقَتَلَ رَاعِيَهُ قَالَ فَقُلْتُ يَا رَبَاحُ خُذْ هَذَا الْفَرَسَ فَأَبْلِغْهُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ الله وَأَخْبِرْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِهِ - قَالَ - ثُمَّ قُمْتُ عَلَى أَكَمَةٍ فَاسْتَقْبَلْتُ الْمَدِينَةَ فَنَادَيْتُ ثَلاَثًا يَا صَبَاحَاهْ. ثُمَّ خَرَجْتُ فِي آثَارِ الْقَوْمِ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ وَأَرْتَجِزُ أَقُولُ أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ وَالْيَوْمَ يَوْمُ الرُّضَّعِ فَأَلْحَقُ رَجُلاً مِنْهُمْ فَأَصُكُّ سَهْمًا فِي رَحْلِهِ حَتَّى خَلَصَ نَصْلُ السَّهْمِ إِلَى كَتِفِهِ - قَالَ - قُلْتُ خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ قَالَ فَوَالله مَا زِلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بِهِمْ فَإِذَا رَجَعَ إِلَىَّ فَارِسٌ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَجَلَسْتُ فِي أَصْلِهَا ثُمَّ رَمَيْتُهُ فَعَقَرْتُ بِهِ حَتَّى إِذَا تَضَايَقَ الْجَبَلُ فَدَخَلُوا فِي تَضَايُقِهِ عَلَوْتُ الْجَبَلَ فَجَعَلْتُ أُرَدِّيهِمْ بِالْحِجَارَةِ - قَالَ - فَمَا زِلْتُ كَذَلِكَ أَتْبَعُهُمْ حَتَّى مَا خَلَقَ الله مِنْ بَعِيرٍ مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي وَخَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ثُمَّ اتَّبَعْتُهُمْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِينَ بُرْدَةً وَثَلاَثِينَ رُمْحًا يَسْتَخِفُّونَ وَلاَ يَطْرَحُونَ شَيْئًا إِلاَّ جَعَلْتُ عَلَيْهِ آرَامًا مِنَ الْحِجَارَةِ يَعْرِفُهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ حَتَّى أَتَوْا مُتَضَايِقًا مِنْ ثَنِيَّةٍ فَإِذَا هُمْ قَدْ أَتَاهُمْ فُلاَنُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ فَجَلَسُوا يَتَضَحَّوْنَ - يَعْنِي يَتَغَدَّوْنَ - وَجَلَسْتُ عَلَى رَأْسِ قَرْنٍ قَالَ الْفَزَارِيُّ مَا هَذَا الَّذِي أَرَى قَالُوا لَقِينَا مِنْ -[34]- هَذَا الْبَرْحَ وَالله مَا فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ يَرْمِينَا حَتَّى انْتَزَعَ كُلَّ شَىْءٍ فِي أَيْدِينَا. قَالَ فَلْيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ أَرْبَعَةٌ. قَالَ فَصَعِدَ إِلَىَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فِي الْجَبَلِ - قَالَ - فَلَمَّا أَمْكَنُونِي مِنَ الْكَلاَمِ - قَالَ - قُلْتُ هَلْ تَعْرِفُونِي قَالُوا لاَ وَمَنْ أَنْتَ قَالَ قُلْتُ أَنَا سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - لاَ أَطْلُبُ رَجُلاً مِنْكُمْ إِلاَّ أَدْرَكْتُهُ وَلاَ يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ. فَيُدْرِكَنِي قَالَ أَحَدُهُمْ أَنَا أَظُنُّ. قَالَ فَرَجَعُوا فَمَا بَرِحْتُ مَكَانِي حَتَّى رَأَيْتُ فَوَارِسَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ - قَالَ - فَإِذَا أَوَّلُهُمُ الأَخْرَمُ الأَسَدِيُّ عَلَى إِثْرِهِ أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ وَعَلَى إِثْرِهِ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ - قَالَ - فَأَخَذْتُ بِعِنَانِ الأَخْرَمِ - قَالَ - فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ قُلْتُ يَا أَخْرَمُ احْذَرْهُمْ لاَ يَقْتَطِعُوكَ حَتَّى يَلْحَقَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ. قَالَ يَا سَلَمَةُ إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ فَلاَ تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ. قَالَ فَخَلَّيْتُهُ فَالْتَقَى هُوَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ - قَالَ - فَعَقَرَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرَسَهُ وَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ وَتَحَوَّلَ عَلَى فَرَسِهِ وَلَحِقَ أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - لَتَبِعْتُهُمْ أَعْدُو عَلَى رِجْلَىَّ حَتَّى مَا أَرَى وَرَائِي مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وَلاَ غُبَارِهِمْ شَيْئًا حَتَّى يَعْدِلُوا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ ذُو قَرَدٍ لِيَشْرَبُوا مِنْهُ وَهُمْ عِطَاشٌ - قَالَ - فَنَظَرُوا إِلَىَّ أَعْدُو وَرَاءَهُمْ فَحَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ - يَعْنِي أَجْلَيْتُهُمْ عَنْهُ - فَمَا ذَاقُوا مِنْهُ قَطْرَةً - قَالَ - وَيَخْرُجُونَ فَيَشْتَدُّونَ فِي ثَنِيَّةٍ - قَالَ - فَأَعْدُو فَأَلْحَقُ رَجُلاً مِنْهُمْ فَأَصُكُّهُ بِسَهْمٍ فِي نُغْضِ كَتِفِهِ. قَالَ قُلْتُ خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ وَالْيَوْمَ يَوْمُ الرُّضَّعِ قَالَ يَا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ أَكْوَعُهُ بُكْرَةَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ أَكْوَعُكَ بُكْرَةَ - قَالَ - وَأَرْدَوْا فَرَسَيْنِ عَلَى ثَنِيَّةٍ قَالَ فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ - وَلَحِقَنِي عَامِرٌ بِسَطِيحَةٍ فِيهَا مَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ وَسَطِيحَةٍ فِيهَا مَاءٌ فَتَوَضَّأْتُ وَشَرِبْتُ ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ فَإِذَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَخَذَ تِلْكَ الإِبِلَ وَكُلَّ شَىْءٍ اسْتَنْقَذْتُهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَكُلَّ رُمْحٍ وَبُرْدَةٍ وَإِذَا بِلاَلٌ نَحَرَ نَاقَةً مِنَ الإِبِلِ الَّذِي اسْتَنْقَذْتُ مِنَ الْقَوْمِ وَإِذَا هُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا - قَالَ - قُلْتُ يَا -[35]- رَسُولَ الله خَلِّنِي فَأَنْتَخِبُ مِنَ الْقَوْمِ مِائَةَ رَجُلٍ فَأَتَّبِعُ الْقَوْمَ فَلاَ يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلاَّ قَتَلْتُهُ - قَالَ - فَضَحِكَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فِي ضَوْءِ النَّارِ فَقَالَ: ((يَا سَلَمَةُ أَتُرَاكَ كُنْتَ فَاعِلاً)). قُلْتُ نَعَمْ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ. فَقَالَ: ((إِنَّهُمُ الآنَ لَيُقْرَوْنَ فِي أَرْضِ غَطَفَانَ)). قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ فَقَالَ نَحَرَ لَهُمْ فُلاَنٌ جَزُورًا ف
غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء
غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء
6618 - سلمة بن الأكوع: خرجت قبل أن يؤذن بالأولى، وكانت لقاح النبي - صلى الله عليه وسلم - ترعى بذي قردة، فلَقِيَنِي غُلاَمٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ -[37]- عَوْفٍ قُلْتُ وَيْحَكَ، مَا بِكَ قَالَ أُخِذَتْ لِقَاحُ النبي - صلى الله عليه وسلم -. قُلْتُ مَنْ أَخَذَهَا قَالَ غَطَفَانُ وَفَزَارَةُ. فَصَرَخْتُ ثَلاَثَ صَرَخَاتٍ أَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا يَا صَبَاحَاهْ، يَا صَبَاحَاهْ. ثُمَّ انْدَفَعْتُ حَتَّى أَلْقَاهُمْ وَقَدْ أَخَذُوهَا، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَقُولُ أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ، وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ، فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا، فَأَقْبَلْتُ بِهَا أَسُوقُهَا، فَلَقِيَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ ... يَا رَسُولَ الله، إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ، وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا سِقْيَهُمْ، فَابْعَثْ فِي إِثْرِهِمْ، فَقَالَ: ((يَا ابْنَ الأَكْوَعِ، مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ)) ثم رجعنا ويردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقته حتى دخلنا المدينة. للشيخين (¬1). ¬
6619 - سلمة بن الأكوع: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر فنزلنا ليلا فقال: رجل لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلاً شاعرًا فنزل يحدو بالقوم يقول: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا فاغفر فداء لك ما اقتفينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا ج وألقين سكينة علينا ... إنا إذا صيح بنا أتينا ج وبالصياح عولوا علينا فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من هذا السائق؟)) قالوا: عامر. قال: ((يرحمه الله)) قال رجل: وجبت يا رسول الله، لولا متعتنا به فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة، ثم إن الله فتحها عليهم فذكر الحديث. وفيه: ((إن له لأجرين -وجمع بين إصبعيه- إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله)). للشيخين (¬1). ¬
6620 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا خيبر فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة فأجرى - صلى الله عليه وسلم - في زقاق خيبر وإن ركبتي -[38]- لتمس فخذه - صلى الله عليه وسلم -، وانحسر الإزار عن فخذه، فإني لأرى بياض فخذه - صلى الله عليه وسلم - فلما دخل القرية قال: ((الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين)) قالها ثلاثًا وخرج القوم إلى أعمالهم فقالوا: محمد والخميس فأصبناها عنوة، وجمع السبي فجاء دحية فقال: يا رسول الله اعطني جارية من السبي فقال: ((اذهب فخذ جارية)) فأخذ صفية بنت حُيي، فجاء رجل فقال يا نبي الله أعطيت دحية صفية سيدة قريظة والنضير لا تصلح إلا لك، قال ادعوه بها فجاء بها فلما نظر إليها - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خذ جارية من السبي غيرها)) فأعتقها وتزوجها. للشيخين والنسائي مطولاً (¬1). ¬
6621 - بريدة: حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد عمر ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله)) فذكر الحديث. لأحمد (¬1). ¬
6622 - أنس: لما فتح النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر، قال الحجاج ابن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالاً، وإن لي بها أهلاً، وإني أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا، فأذن له - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم فقال: أجمعي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم قد استحيوا وأصيبت أموالهم، وفشا ذلك بمكة، وانقمع المسلمون، وأظهر المشركون فرحًا، -[39]- فعقر العباس وجعل لا يستطيع أن يقوم، فأرسل غلامه إلى الحجاج فقال: ويلك ماذا جئت به، وماذا تقول؟ فما وعد الله خير مما جئت به. فقال الحجاج للغلام: قل له فليخل لي بعض بيوته لآتيه، فإن الخبر على ما يسره. فلما بلغ الغلام باب الدار، قال: ابشر يا أبا الفضل، فوثب العباس فرحًا حتى قبل بين عينيه، فأخبره ما قال الحجاج، فأعتقه، ثم جاء الحجاج فأخبره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله فيها، واصطفى صفية بنت حُيي وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته، أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكني جئت لمال كان لي ههنا أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذن لي أن أقول ما شئت، فأخف عني ثلاثًا ثم اذكر ما بدا لك، فجمعت امرأته ما كان عندها من متاع وحلى فدفعته إليه، ثم سرى به، ثم أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه ذهب وقالت: لا يحزنك الله أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك. قال: أجل لا يحزنني إلا هو، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، فتح الله خيبر على رسوله وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى النبي - صلى الله عليه وسلم - صفية لنفسه، فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به قالت: أظنك والله صادقًا. قال: فإني صادق والأمر على ما أخبرتك. ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل. قال: لم يصبني إلا خير بحمد الله، قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وجرت فيها سهام الله واصطفى صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخذ ماله ثم يذهب. فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر فسروا. لأحمد والموصلي والبزار والكبير (¬1). ¬
6623 - البراء بن عازب: اعتمر النَّبي - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة، فأبى أهلُ مكة أن يدعوه يدخل حتى قاضاهم على أن يدخل يعني من العام المقبل يقيم فيها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله. قالوا: لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك ولكن أنت محمد بن عبد الله. فقال: ((أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله)) ثم قالَ لعلي: ((امح رسول الله)) قال: لا والله لا أمحوك أبدًا، فأخذ - صلى الله عليه وسلم - وليس يحسن يكتب، فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع مِنْ أصحابه أحدًا إنْ أراد أن يقيم بها. فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا قل لصاحبك: اخرج عنا فقد مضى الأجل، فخرج - صلى الله عليه وسلم - فتبعته ابنة حمزة تناديه يا عم يا عم فتناولها علي فأخذ بيدها، وقال لفاطمة: دونك ابنة عمك فحملتها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر فقال علي: أنا أخذتها وهي بنت عمي. وقال جعفر: بنت عمي وخالتها تحتي. وقال زيد: بنت أخي فقضى بها - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال: ((الخالة بمنزلة الأم)) وقال لعلي: ((أنت مني وأنا منك)) وقال لجعفر: ((أشبهتَ خلقي وخلقي)) وقال لزيد: ((أنت أخونا ومولانا)). للشيخين (¬1). ¬
6624 - ابن شهاب: أن أهل مكة الرجال والنساء والصبيان انكفئوا ينظرون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهم يطوفون بالبيت، وعبد الله بن رواحة يرتجز بين يديه - صلى الله عليه وسلم - متوشحًا بالسيف يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله ... أنا الشهيد أنه رسوله قد نزل الرحمن في تنزيله ... في صحف تتلى على رسوله فاليوم نضربكم على تأويله ... كما ضربناكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهب الخليل عن خليله -[41]- وانبعث رجال من أشراف المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيظًا وحمقًا وحسدًا، خرجوا إلى نواحي مكة فقضى - صلى الله عليه وسلم - نسكه وأقام ثلاثًا. للكبير (¬1). ¬
غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة
غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة
6625 - ابن عمر أمَّرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة مؤتة زيد ابن حارثة فقال: ((إن قتل زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة)) فكنت معهم تلك الغزوة، فالتمسنا جعفرا فوجدناه في القتلى، ووجدناه فيما أقبل من جسده بضعا وتسعين بين طعنة ورمية. للبخاري (¬1). ¬
6626 - أحد بني مرة بن عوف: لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم على فرس له شقراء فعقرها، وكان أول من عقر في سبيل الله، ثم قاتل القوم حتى قتل. لأبي داود وقال: ليس بالقوي (¬1). ¬
6627 - أنس رفعه: ((أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب)) وإن عينيه - صلى الله عليه وسلم - لتذرفان، ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له (¬1). ¬
6628 - وفي رواية: ((وما يسرني أنهم عندنا)) أو قال: ((ما يسرهم أنهم عندنا)) (¬1). ¬
6629 - وفي أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، قال: ((أخذ الراية زيد)) فذكرهم (¬1). ¬
6630 - وقال في أخرى: ((حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليه)). للبخاري والنسائي (¬1). ¬
6631 - خالد بن الوليد: لقد انقطعت يوم مؤتة في يدي تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمنية. للبخاري (¬1). ¬
6632 - عوف بن مالك: خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة ورافقني مددي منْ أهلِ اليمن ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمينَ جزورًا فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه، فاتخذه كهيئة الدرقة، ومضينا فلقينا جموع الروم، وفيهم رجل على فرس أشقر عليه سرج مذهب، وله سلاح مذهب، فجعل الرومي يفرى بالمسلمين، فقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي، فعرقب فرسه بسيفه، وخر الرومي فعلاه بسيفه وقتله، وحاز فرسه وسلاحه، فلما فتح الله للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ منه بعض السلب، فأتيت خالدًا وقلت: أما علمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى بالسلب للقاتل؟ قال: بلى ولكني استكثرته. قلت: لتردنه إليه أو لأعرفنكها عند النبي - صلى الله عليه وسلم -. فأبى أن يرد عليه، فاجتمعنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد فقال: ((يا خالد ما حملك على ما صنعتَ؟)) قال: استكثرته. فقال: ((رد عليه الذي أخذت منه)) فقلت: دونكها يا خالد ألم أوف لك؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((وما ذلك؟)) فأخبرته فغضب -[43]- وقال: ((يا خالد لا ترد عليه هل أنتم تاركوا لي أمرائي لكم صفوة أمرهم وعليهم كدره)). لمسلم وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
6633 - عروة بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثًا إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان واستعمل زيدًا بنحوه. وفيه: فتجهز الناس ثم تهيأوا للخروج وهم ثلاثة آلاف، فلما حضر خروجهم وادع الناس أمراء النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلموا عليهم، فلما ودع ابن رواحة بكى فقيل له ما يبكيك؟ قال: والله ما بي حب الدنيا ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتمًا مقضيا} قلت: كيف لي بالصدر بعد الورود؟ فقال لهم المسلمون صحبكم الله ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين فقال عبد الله ابن رواحة: لكنني أسأل الرحمن مغفرة ... وضربة ذات قرع تقذف الزبدا أو طعنة بيدي حران مجهزة ... بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا حتى يقال إذا مروا على جدثي ... أرشده الله من غاز وقد رشدا وفيه: ثم مضوا حتى نزلوا معان من أرض الشام، فبلغ الناس أن هرقل قد نزل البلقاء في مائة ألف من الروم، ومائة ألف من العرب من لخم وجذام والقين وبهرا وبلى، فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا بمعان ليلتين ينظرون في أمرهم، وقالوا: نكتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له، فشجع عبد الله بن رواحة الناس وقال: يا قوم والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون: الشهادة، ولا نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة إنما نقاتل لهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور وإما شهادة. وفيه: ومضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيهم جموع هرقل من الروم والعرب، وانحاز المسلمون إلى قرية مؤتة، وجعلوا على ميمنتهم قطبة ابن قتادة من بني عذرة وعلى ميسرتهم عبادة بن مالك الأنصاري، ثم اقتتلوا فقاتل زيد ابن حارثة براية -[44]- النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى شاط في رماح القوم، ثم أخذها جعفر بنحوه. للكبير (¬1). ¬
6634 - أسامة: بعثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاًُ منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا أسامة أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟)) قلت: إنما كان متعوذا فقال: ((أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟)) فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم (¬1). ¬
6635 - وفي رواية: بعثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة فأدركت رجلاً فقال: لا إله إلا الله، فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أقال: لا إله إلا الله وقتلته؟)) قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفًا من السلاح. قال: ((أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم قالها أم لا؟)) فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ. قال: فقال سعد: وأنا والله لا أقتل مسلمًا حتى يقتله ذو البطين -يعني: أسامة- قال: فقال رجل: ألم يقل الله {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} فقال سعد: قد قاتلنا حتى لا تكون فتنة وأنت وأصحابك تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
غزوة الفتح
غزوة الفتح
6636 - علي: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب -[45]- فخذوه منها، فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا لها: اخرجي الكتاب، قالت: ما معي من كتاب. فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا فيه: من حاطب ابن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا حاطب ما هذا؟)) فقال: يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقًا في قريش ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابة يحمون بها أموالهم وأهليم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلته كفرًا ولا ارتدادًا عن ديني، ولا رضي بالكفر بعد الإسلام فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه قد صدقكم)) فقال عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} (¬1). ¬
6637 - وفي رواية: فأنخنا بعيرها فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئًا، فقال: صاحباي ما نرى معها كتابًا. فقلت: لقد علمنا ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كذب، والذي يحلف به لتخرجن الكتاب أو لأجردنك، فأهوت إلى حجرتها وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الصحيفة من عقاصها. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
6638 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف وذلك على رأس ثمان سنين ونصف، يصوم ويصومون حتى بلغ الكديد أفطر وأفطروا. للشيخين وقد مر في الصوم (¬1). ¬
6639 - عروة لما سار النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح فبلغ ذلك قريشًا، خرج أبو سفيان، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة، فقال أبو سفيان: ما هذه؟ لكأنها نيران عرفة. فقال بديل: نيران بني عمرو. فقال أبو سفيان: عمرو أقل من ذلك، فرآهم ناس من حرس النبي - صلى الله عليه وسلم - فأدركوهم فأخذوهم فأتوا بهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم أبو سفيان فلما سار قال للعباس: ((احبس أبا سفيان عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين)) فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان فمرت كتيبة فقال: يا عباس من هذه؟ قال: هذه غفار. قال: مالي ولغفار؟ ثم مرت جهينة فقال مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك، ثم مرت سليم فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها، قال من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية. فقال سعد: يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكعبة. فقال أبو سفيان: يا عباس حبذا يوم الذمار ثم جاءت كتيبة وهي أجل الكتائب فيهم رسول الله وأصحابه ورايته مع الزبير، فلما مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ قال ما قال؟ قال: كذا وكذا. فقال كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، ويوم تكسى فيه الكعبة، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تركز رايته بالحجون قال عروة عن نافع بن جبير بن مطعم: سمعت العباس يقول للزبير: أههنا أمرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تركز الراية؟ قال: نعم. قال: وأمر - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء، ودخل - صلى الله عليه وسلم - من كدى، فقتل من خيل خالد يومئذ رجلان حبيش بن الأشعر وكرز بن جابر الفهري. للبخاري (¬1). ¬
6640 - ابن عباس لما نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - مر الظهران قال العباس: قلت: والله لئن دخل - صلى الله عليه وسلم - مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش، فجلست على بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم - (فقلت: لعلي أجد ذا حاجة يأتي أهل مكة فيخبرهم بمكان النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬1) ليخرجوا إليه فيستأمنوه، فأنى لأسير إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء فقلت: يا أبا حنظلة فعرف صوتي، قال: أبو الفضل؟ قلت: نعم. قال: مالك فداك أبي وأمي؟ قلت: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس. قال: وما الحيلة؟ فركب خلفي ورجع صاحبه، فلما أصبح غدوت به على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فاجعل له شيئًا. قال: ((نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن)) فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد. لأبي داود (¬2). ¬
6641 - أبو هريرة: أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قدم مكة، فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالدًا على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر فأخذ بطن الوادي، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في كتيبة فنظر فرآني فقال: ((أبو هريرة)) قلت: لبيك يا رسول الله فقال: ((اهتف لا يأتيني إلا أنصاري)) فأطافوا به، ووبشت قريش من أوباش لها وأتباع فقالوا نقدم هؤلاء، فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سألنا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم)) ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى. وزاد في رواية: وقال: ((احصدوهم حصدًا)) ثم قال: ((حتى توافوني بالصفا)) فانطلقنا فما شاء أحد منا أن يقتل، أحدًا إلا قتله وما أحد منهم يوجه إلينا شيئًا، فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله أبيدت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، قال: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن)) فقالت الأنصار بعضهم لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة -[48]- بعشيرته، وجاء الوحي فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر الأنصار)) فقالوا: لبيك يا رسول الله. قال: ((قلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قريته؟)) قالوا: قد كان ذاك. قال: ((كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم المحيا محياكم والممات مماتكم)) فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله فقال: ((إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم)) فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان وأغلق الناس أبوابهم، وأقبل - صلى الله عليه وسلم - إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت، وأتى على صنم إلى جانب البيت كانوا يعبدونه، وفي يده - صلى الله عليه وسلم - قوس وهو آخذ بسيته، فلما أتى على الصنم جعل يطعن في عينه ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا} فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو. لمسلم. وفي رواية أبي داود: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن ألقى السلاح فهو آمن)) فعمدت صناديد قريش فدخلوا الكعبة فغص بهم، وطاف النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى خلف المقام، ثم أخذ بجنبتي الباب فخرجوا فبايعوه - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
6642 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجل فقال له: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال له: ((اقتلوه)). للستة (¬1). ¬
6643 - سعد لما كان يوم فتح مكة أمن النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس إلا أربعة وامرأتين، وقال: ((اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة)) عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة -[49]- وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، فأما ابن خطل فقتله سعيد بن حريث وهو متعلق بأستار الكعبة، وأما مقيس فأدركه الناس بالسوق فقتلوه، وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أهل السفينة: أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئًا ههنا، فقال عكرمة: والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص لا ينجني في البر غيره، اللهم إن لك علي عهدًا إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدًا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوًا غفورًا كريمًا، فجاء فأسلم. وأما ابن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان، فلما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثًا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال: ((أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟)) قالوا: ما ندري ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك؟ قال: ((إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين)). للنسائي وأبي داود وقال: كان عبد الله أخا عثمان من الرضاعة (¬1). ¬
6644 - وله عن سعيد بن يربوع المخزومي رفعه: ((أربعة لا أؤمنهم في حل ولا حرم)) وسماهم، وقينتين كانتا لمقيس بن صبابة فقتلت إحداهما وانفلت الأخرى فأسلمت (¬1). ¬
6645 - ابن مسعود: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: (({جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} {جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد})). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
6646 - جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عمر زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها فلم يدخلها النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى محيت كل صورة فيها. لأبي داود (¬1). ¬
6647 - وعنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة ولواؤه أبيض. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
6648 - وله: أن وهب بن منبه سأل جابرًا هل غنموا يوم فتح مكة شيئًا؟ قال: لا (¬1). ¬
6649 - ميمونة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بات عندها فقام ليتوضأ فسمعته يقول في متوضأه: ((لبيك لبيك)) ثلاثًا نصرت نصرت ثلاثًا فلما خرج قلت: يا رسول الله سمعتك تقول كذا كأنك تكلم إنسانًا فهل معك أحد؟ قال: ((هذا راجز بني كعب يستصرخني ويزعم أن قريشًا أعانت عليهم بكر بن وائل)) ثم خرج فأمر عائشة أن تجهزه فدخل عليها أبو بكر فقال: ما هذا الجهاز؟ والله ما هذا بزمان غزو بني الأصفر فأين يريد - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: والله لا علم لي فأقمنا ثلاثًا ثم صلى الصبح بالناس فسمعت الراجز ينشد: يا رب إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا إنا ولدناك فكنت ولدا ... ثمت أسلمنا فلم تنزع يدا إن قريشًا أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا وزعموا أن ليس تدعوا أحدا ... فانصر هداك الله نصرا أبدا وادع عباد الله يأتوا مددا ... فيهم رسول الله قد تجردا إن سيم خسفا وجهه تربدا فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لبيك لبيك)) ثلاثًا ((نصرت نصرت)) ثلاثًا ثم خرج - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((اللهم عم عليهم وخبرنا حتى نأخذهم بغتة)) حتى نزل بمر -[51]- الظهران فذكر قصة أبي سفيان وحكيم وبديل وأن العباس سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يؤمن له من آمن قال: ((قد أمنت من أمنت ماخلا أبا سفيان)) فقال: يا رسول الله لا تحجر عليَّ فقال: ((من أمنت فهو آمن)) فذهب بهم إليه ثم خرج بهم، وتوضأ النبي - صلى الله عليه وسلم - وابتدر المسلمون وضوءه ينتضحونه في وجوههم، فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيمًا. فقال: ليس بملك ولكنها النبوة. للكبير بضعف (¬1). ¬
6650 - وله برجال الصحيح عن ابن عباس قال: ثم مضى النبي - صلى الله عليه وسلم - واستعمل على المدينة أبا رهم كلثوم بن الحصين الغفاري فذكر الحديث وفيه: وقد عميت الأخبار على قريش وقد كان العباس تلقى النبي - صلى الله عليه وسلم - ببعض الطريق وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية قد لقيا النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بين مكة والمدينة والتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فقالت: يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك. قال: ((لا حاجة لي بهما أما ابن عمي فهتك عرضي بمكة وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال)) فلما سمعا ذلك ومع أبي سفيان بنى له فقال: والله ليأذن لي أو لآخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشًا وجوعًا، فلما بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - رق لهما ثم أذن لهما فدخلا فأسلما. وفيه: قال العباس لأبي سفيان حين لقيه: ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس وأصباح قريش والله. قال: فما الحيلة فداك أبي وأمي؟ قلت: لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب معي هذه البغلة، فركب فحركت به فكلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا من هذا؟ فإذا رأوا بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته حتى مررت بنار عمر، فقال: من هذا؟ وقام إليَّ فلما رأى أبا سفيان على عجز البغلة قال أبو سفيان عدو الله، الحمد لله الذي أمكن الله منك بغير عقد ولا عهد، ثم خرج يشتد نحو النبي - صلى الله عليه وسلم -، وركضت البغلة فسبقته فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ودخل عمر، -[52]- فقال: يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد، فدعنى فلأضرب عنقه، فقلت: يا رسول الله إني أجرته، فلما أكثر عمر في شأنه قلت: مهلاً يا عمر، أما والله لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا، ولكنك عرفت أنه من رجال بني عبد مناف، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اذهب به إلى رحلك يا عباس، فإذا أصبح غدوت به علي))، فقال له: ((ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تشهد أن لا إله إلا الله؟)) قال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وما أكرمك وأوصلك، قد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغني عني شيئًا. قال: ((ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟)) قال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك هذه والله كان في النفس منها شيء حتى الآن. قال العباس: قلت ويحك يا أبا سفيان، اسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله قبل أن يضرب عنقك، فشهد شهادة الحق وأسلم. وفيه: حتى مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمهاجرين والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق، قال: سبحان الله من هؤلاء؟ قلت: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة، والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيمًا. قلت: يا أبا سفيان: إنها النبوة. قال: نعم إذا. قلت: النجاة إلى قومك. فخرج حتى إذا جاءهم صرخ بأعلى صوته: يا قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقامت إليه امرأته هند بنت عتبة فأخذت بشاربه فقالت: اقتلوا الدهم الأحمس، فبئس طليعة قوم أنت، فقال: ويحكم لا تغرنكم هذه، فإنه قد جاء بما لا قبل لكم به، قالوا: وما تغني عنا دارك؟ قال: ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، فتفرقوا إلى دورهم وإلى المسجد (¬1). ¬
غزوة حنين
غزوة حنين
6651 - سهل بن الحنظلية أنهم ساروا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، فأطنبوا السير حتى كانت عشية فحضرت الصلاة، -[53]- فجاء رجل فارس فقال: يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت على جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله، ثم قال: من يحرسنا الليلة؟)) قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله، قال: ((فاركب)) فركب فرسًا له فجاء، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه، ولا نغرن من قبلك الليلة)) فلما أصبحنا خرج - صلى الله عليه وسلم - إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال: ((هل أحسستم فارسكم؟)) قالوا: لا، فثوب بالصلاة، فجعل - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي يلتفت إلى الشعب، حتى إذا قضى صلاته وسلم قال: ((أبشروا فقد جاءكم فارسكم))، فجعلنا ننظر خلال الشجر فإذا هو قد جاء حتى وقف عليه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلا هذا الشعب حيث أمرتني، فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما، فنظرت فلم أر أحدًا فقال له: ((هل نزلت الليلة؟)) قال: لا، إلا مصليًا أو قاضي حاجة، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها)). لأبي داود (¬1). ¬
6652 - أنس: لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بذراريهم ونعمهم، ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ عشرة آلاف، ومعه الطلقاء فأدبروا عنه حتى بقي وحده، فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما شيء التفت عن يمينه، فقال: ((يا معشر الأنصار)) قالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك، ثم التفت عن يساره فقال: ((يا معشر الأنصار!)) قالوا لبيك يا رسول الله، أبشر نحن معك، وهو على بغلة بيضاء، فنزل فقال: ((أنا عبد الله ورسوله))، فانهزم المشركون فأصاب - صلى الله عليه وسلم - يومئذ غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئًا، فقالت الأنصار: إذا كانت الشدة فنحن ندعى ويعطى الغنائم -[54]- غيرنا فبلغه ذلك، فجمعهم في قبلة فقال: ((يا معشر الأنصار: ما حديث بلغني عنكم؟)) فسكتوا، فقال: ((يا معشر الانصار! أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد تحوزونه إلى بيوتكم؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، رضينا، فقال: ((لو سلك الناس واديًا وسلك الأنصار شعبًا لأخذت شعب الأنصار)). وفي روايةٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طفق يعطي رجالاً من قريش المائة من الإبل، فقال ناس من الأنصار: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي قريشًا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، فحدثه - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم فقال: ((ما حديث بلغني عنكم؟)) فقال فقهاؤهم: أما ذو رأينا فلم يقولوا شيئًا، وأما ناس حديثة أسنانهم، فقالوا ذلك، فقال: ((إني أعطي رجالاً حديثي عهدهم بكفر نتألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعون إلى رحالكم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه وسلم؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به))، قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا، قال: ((فإنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض)) فلم نصبر (¬1). ¬
6653 - وفي أخرى: قالوا: إن هذا لهو العجب، إن سيوفنا تقطر من دمائهم وغنائمنا ترد عليهم، وأنه قال: ((ما الذي بلغني عنكم؟)) قالوا: هو الذي بلغك، وكانوا لا يكذبون بنحوه (¬1). ¬
6654 - وفي أخرى: غزونا حنينا فجاء المشركون بأحسن صفوف رؤيت، فصفت الخيل ثم صفت المقاتلة ثم صفت النساء ثم صفت الغنم ثم صفت النعم، ونحن بشر كثير وقد بلغنا ستة آلاف، وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد، فجعلت الخيل تلوي خلف ظهورنا فلم نلبث أن انكشفت خيلنا، وفرت -[55]- الأعراب ومن تعلم من الناس، فنادى - صلى الله عليه وسلم -: ((يا للمهاجرين يا للمهاجرين))، ثم قال: ((يا للأنصار يا للأنصار))، وقال أنس: هذا حديث عِمِّيَّة قلنا: لبيك يا رسول الله، فتقدم - صلى الله عليه وسلم -، وأيم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله فقبضنا ذلك المال، ثم انطلقنا إلى الطائف فحاصرنا هم أربعين ليلة، ثم رجعنا إلى مكة فنزلنا، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي الرجل المائة بنحوه. للترمذي والشيخين (¬1). ¬
6655 - ولهما عن عبد الله بن زيد بن عاصم نحوه وفيه: ((يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي؟)) كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمن، قال: ((ما يمنعكم أن تجيبوا؟ لو شئتم لقلتم جئتنا كذا وكذا)) (¬1). ¬
6656 - العباس: شهدت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون، فطفق - صلى الله عليه وسلم - يركض بغلته قبل الكفار وأنا آخذ بلجام بغلته أكفها؛ إرادة أن لا يسرع، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بركابه - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أي عباس ناد أصحاب السمرة))، فقال عباس: وكان رجلاً صيتا فقلت: بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك، فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأنصار يقولون يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فنظر - صلى الله عليه -[56]- وسلم - وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال: ((هذا حين حمى الوطيس)) ثم أخذ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال: ((انهزموا ورب محمد))، فذهبت أنظر، وإذا القتال على هيئته فيما أرى، فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصيات، فمازلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرًا. لمسلم (¬1). ¬
6657 - البراء قال له رجل: أكنتم وليتم يوم حنين؟ فقال: أشهد على النبي - صلى الله عليه وسلم - ما ولى، ولكنه انطلق أخفاء من الناس وحسر إلى هذا الحي من هوازن وهم قوم رماة، فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد فانكشفوا، فأقبل القوم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول: ((أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب اللهم أنزل نصرك))، ثم صفهم، وكنا والله إذا أحمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا للذي يحاذى به، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
6658 - وفي رواية: وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا، فأكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسهام. للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
6659 - سلمة بن الأكوع: غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - هوازن فبينما نحن نتضحى معه إذ جاء رجل على جمل فأناخه ثم قيده ثم تقدم فتغدى مع القوم وجعل ينظر وفينا ضعفة ورقة من الظهر، وبعضنا مشاة، إذ خرج يشتد فأتى جملة فأطلق قيده ثم أناخه وقعد عليه فأثاره فاشتد به الجمل، فاتبعه رجل على ناقة ورقاء، وخرجت أشتد حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، واخترطت سيفي فضربت رأس الرجل فندر، ثم جئت بالجمل أقوده عليه رحله -[57]- وسلاحه، فاستقبلني - صلى الله عليه وسلم - معه فقال: ((من قتل الرجل؟)) قالوا: ابن الأكوع، قال: ((له سلبه أجمع)). للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
6660 - أبو قتادة خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عام حنين فلما التقينا كان للمسلمين جولة فرأيت رجلاً من المشركين قد علا رجلاً من المسلمين، فاستدرت عليه حتى أتيته من ورائه، فضربته على حبل عاتقه، وأقبل على فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقت عمر، فقال ما للناس؟ فقلت: أمر الله، ثم إن الناس رجعوا وجلس - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه)) فقمت وقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست ثم قال مثل ذلك، فقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست ثم قال مثل ذلك الثالثة، فقمت فقال: ((مالك يا أبا قتادة؟)) فقصصت عليه القصة، فقال رجل من القوم: صدق يا رسول الله، سلب ذلك القتيل عندي فأرضه من حقه، فقال أبو بكر: لاهالله، إذًا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سلبه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((صدق، فأعطه إياه))، فأعطاني فبعت الدرع وابتعت مخرقًا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام. للشيخين والموطأ وأبي داود (¬1). ¬
6661 - أنس: إن أم سليم اتخذت خنجرًا أيام حنين فرآها أبو طلحة فقال: يا رسول الله، هذه أم سليم معها خنجر، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما هذا الخنجر؟)) قالت: اتخذته، إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه، فجعل - صلى الله عليه وسلم - يضحك، فقالت: يا رسول الله، اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك، فقال: ((يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن)). لمسلم ولأبي داود نحوه وفيه: أن أبا طلحة قتل يومئذ عشرين رجلاً فأخذ أسلابهم (¬1). ¬
6662 - المسور: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد عليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم: ((إن معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين، إما المال وإما السبي، وقد كنت استأنيت بكم)). وكان انتظرهم بضع عشرة ليلة حتى قفل من الطائف، فلما تبين لهم أنه غير رادٍ إلا إحدى الطائفتين، قالوا: إنا نختار سبينا، فقام - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين فأثنى على الله ثم قال: ((أما بعد، فإن إخوانكم هؤلاء جاءوا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل))، فقال الناس: طيبنا ذلك يا رسول الله، فقال لهم: ((إنا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم))، فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
6663 - وله وللنسائي من طريق عمرو بن شعيب: قال لهم - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا صليت الظهر فقولوا إنا نستعين برسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المؤمنين -أو المسلمين- بنسائنا وأموالنا)) فلما صلوا الظهر قالوا ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم))، فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عيينة بن حصن: أما أنا وبنو فزارة فلا، وقال العباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا، وقامت بنو سليم فقالوا: كذبت ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله -[59]- عليه وسلم -: ((أيها الناس ردوا عليهم نساءهم وأبناهم فمن تمسك من هذا الفيء بشيء فله ست فرائض من أول شيء يفيئه الله علينا)) (¬1). ¬
6664 - جابر: لما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في وادٍ من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارًا وفي عماية الصبح، وكان القوم قد كمنوا لنا في شعابه وأجنابه ومضايقه، قد أجمعوا وتهيأوا وأعدوا، فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد، وانهزم الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد، وانحاز النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات اليمين ثم قال: ((إلي أيها الناس)). إلا أن معه رهطًا من المهاجرين والأنصار وأهل بيته، وممن ثبت معه أبو بكر وعمر وعلي والعباس وابنه الفضل وأبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وأيمن بن أم أيمن وأسامة بن زيد، وكان رجلاً من هوزان على جمل أحمر في يده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن، فإذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع لمن وراءه فاتبعوه، فهوى له علي ورجل من الأنصار، فيأتيه على من خلفه فعرقب الجمل، ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن به قدمه بنصف ساقه، واجتلد الناس، فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لأحمد والموصلي. وزاد: وصرخ حين كانت الهزيمة كلدة أخو صفوان بن أمية، وهو يومئذ مشرك في المدة التي ضرب له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألا بطل -[60]- السحر اليوم، فقال له صفوان: اسكت فض الله فاك، فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن (¬1). ¬
6665 - ابن مسعود: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فولى الناس وثبت معه ثمانون رجلاً من المهاجرين والأنصار، وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة والنبي - صلى الله عليه وسلم - على بغلته، فحادت به فمال عن السرج، فقلت: ارتفع رفعك الله، قال: ((ناولني كفًا من تراب))، فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابًا. قال: ((أين المهاجرون والأنصار؟)) قلت: هم أولاء. قال: ((اهتف بهم)). فهتفت وجاءوا وسيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب وولى المشركون أدبارهم. لأحمد والبزار والكبير (¬1). ¬
6666 - وله عن يزيد بن عامر السوائي: أنه - صلى الله عليه وسلم - أخذ قبضة من الأرض فرمى بها وجوههم وقال: ((ارجعوا شاهت الوجوه))، فما منهم أحد إلا وهو يشكو القذا ويمسح عينيه (¬1). ¬
6667 - أبو جرول زهير بن صرد: لما أسرنا رسول الله يوم حنين وذهب يفرق السبي والشاء أتيته فأنشدت أقول: امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وننتظر امنن على بيضة قد عاقها قدر ... مشتت شملها في دهرها غير أبقت لنا الدهر هتافًا على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر إن لم تداركهم النعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلمًا حين يختبر امنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك تملؤه من محضها الدرر إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها ... وإذا يزينك ما تأتي وما تذر لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فإنا معشر زهر إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر -[61]- فالبس العفو من قد كنت ترضعه ... من أمهاتك إن العفو مشتهر يا خير من مرحت كمت الجياد به ... عند الهياج إذا ما استوقد الشرر إنا نؤمل عفوًا منك نلبسه ... هادي البرية إذ تعفو وتنتصر فاعف عفى الله عما أنت راهبه ... يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر فلما سمع - صلى الله عليه وسلم - هذا الشعر قال: ((ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم)) فقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله، وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله. للكبير بخفي (¬1). قلت: رواه الكبير عن عبيد الله بن زماحس (¬2) عن زياد بن طارق، وعاش مائة وعشرين عن زهير، وقد أزاح في لسان الميزان ما أعلوا به الحديث، وحسنه، وساق أسانيده العشارية منها عن أبي إسحاق بن الحريري، عن أحمد ابن الفخر البعلي، عن محمد المقدسي، عن يحيى بن محمود، عن فاطمة الجوزذانية عن محمد ابن عبد الله عن الطبراني به. ¬
6668 - وله عن ابن عمرو بن العاص: أن وفد هوازن لما أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة وقد أسلموا قالوا إنا أصل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء مالم يخف عليك، فامنن علينا منَّ الله عليك، وقال زهير: نساءنا عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كفلنك، ولو أنا لحقنا الحارث بن أبي شمرة (¬1) والنعمان بن المنذر، ثم نزل بنا منه مثل الذي أنزلت بنا، لرجونا عطفه وأنت خير المكفولين، ثم أنشد: امنن علينا ... إلى فإنا معشر زهر. ثم قال فذكر الحديث. من في مجمع الزوائد، من استشهد في حنين أيمن بن أم أيمن ويزيد بن زمعة وسراقة بن الخباب (¬2). ¬
غزوة أوطاس، وغزوة الطائف
غزوة أوطاس، وغزوة الطائف
6669 - أبو موسى: لما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من -[62]- غزوة حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقى دريد بن الصمة، فقتل دريد وهزم الله أصحابه، وبعثني مع أبي عامر، فرمي أبو عامر في ركبته رماه جشمى بسهم، فقلت يا عم، من رماك؟ فقال: ذاك قاتلي، فلحقته، فلما رآني ولى فاتبعته، وجعلت أقول له: ألا تستحي ألا تثبت؟ فكف فاختلفنا ضربتين فقتلته، فقلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك، قال: فانتزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء وقال: يا ابن أخي، أقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - السلام، وقل له يستغفر لي، فاستخلفني أبو عامر فمات، فرجعت فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقال: قل له: استغفر لي، فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال: ((اللهم اغفر لعبيد أبي عامر))، ورأيت بياض إبطيه ثم قال: ((اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك -أومن الناس)) فقلت: ولي فاستغفر، فقال: ((اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريمًا)) (¬1). ¬
6670 - ابن عمر: لما حاصر النبي - صلى الله عليه وسلم - الطائف فلم ينل منهم شيئًا قال: ((إنا قافلون غدًا إن شاء الله))، فثقل عليهم، فقالوا: نذهب ولا نفتحه؟! فقال: ((اغدوا على القتال))، فغدوا فأصابهم جراح، فقال: ((إنا قافلون غدًا إن شاء الله))، فأعجبهم، فضحك - صلى الله عليه وسلم -. هما للشيخين (¬1). ¬
6671 - أبو بكرة: لما حاصر النبي - صلى الله عليه وسلم - حصن الطائف تدليت إليه - صلى الله عليه وسلم - ببكرة، فقال: ((كيف تدليت؟)) فقلت: تدليت ببكرة، فقال: أنت أبو بكرة. للكبير وفيه أبو المنهال البكراوي. من في مجمع الزوائد ممن استشهد يوم الطائف سعيد بن سعيد بن العاص عبد الله بن أبي أمية أخو أم سلمة لأبيها، وأمه عاتكة بنت عبد المطلب وجليحة بن عبد الله، -[63]- ومن الأنصار ثابت بن الجدع، ورقيم بن ثابت (¬1). ¬
6672 - البخاري: كانت الطائف في شوال سنة ثمان (¬1). ¬
6673 - ابن عمرو بن العاص: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف فمررنا بقبر فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا قبر أبي رغال فكان بهذا الحرم يدفع عنه، فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب، إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه))، فابتدر الناس فاستخرجوا الغصن. لأبي داود (¬1). ¬
بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار
بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار
6674 - ابن عمر: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ذكرناه فرفع يديه فقال: ((اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد)) مرتين. للبخاري والنسائي (¬1). ¬
6675 - علي: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سرية واستعمل عليهم رجلاً من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه، فغضب فقال: أليس أمركم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تطيعوني؟ قالوا: بلى قال: فاجمعوا حطبًا، فجمعوا قال: أوقدوا نارًا. -[64]- فأوقدوها، فقال: ادخلوا فيها، فهموا وجعل بعضهم يمسك بعضًا، ويقولون: فررنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من النار، فما زالوا حتى خمدت النار فسكن غضبه، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة، الطاعة في المعروف)). للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6676 - أبو سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث علقمة بن مجزز على بعث وأنا فيهم، فلما انتهى إلى رأس غزاته أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم، وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي، فكنت فيمن غدا معه، فلما كان ببعض الطريق أوقد القوم نارًا ليصطنعوا عليها صنيعًا، فقال عبد الله وكانت فيه دعابة: أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى، قال: فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه؟ قالوا: نعم، قال: فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار، فقام ناس فتحجزوا فلما ظن أنهم واثبون قال: امسكوا على أنفسكم، فإنما كنت أمزح معكم، فلما قدمنا ذكرنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((من أمركم منهم بمعصية الله فلا تطيعوه)). للقزويني (¬1). ¬
بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع
بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع
6677 - أبو بردة أرسله: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا موسى ومعاذًا إلى اليمن، كل واحد منهما على مخلاف واليمن مخلافان ثم قال: ((يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا))، فانطلق كل منهما إلى عمله، وكان إذا سار في أرضه كان قريبًا من صاحبه أحدث به عهدًا فسلم عليه، فسار معاذ في أرضه قريبًا من أبي موسى، فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه، وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه، -[65]- فقال له معاذ: أيَّمَ هذا؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه، قال: لا أنزل حتى يقتل، قال: إنما جئ به لذلك، فانزل، قال: ما أنزل حتى يقتل، فأمر به فقتل، ثم نزل فقال: يا عبد الله، كيف تقرأ القرآن؟ قال: أتفوقه تفوقًا، قال: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم، فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
6678 - البراء: بعثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - مع خالد بن الوليد ثم بعث عليًا بعد ذلك مكانه، فقال: ((مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب، ومن شاء فليقبل))، فكنت فيمن عقب معه، فغنمت أواق ذوات عدد (¬1). ¬
6679 - بريدة: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عليًا إلى خالد ليقبض الخمس فقبضه منه، فاصطفى عليّ منها سبية، فأصبح وقد اغتسل ليلاً وكنت أبغض عليًا، فقلت لخالد: أما ترى إلى هذا؟ فلما قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرت ذلك له، فقال: ((يا بريدة، أتبغض عليًا؟)) قلت: نعم، قال: ((لا تبغضه، فإن له في الخمس أكثر من ذلك)). هما للبخاري (¬1). ¬
6680 - البراء: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى اليمن جيشين، وأمر على أحدهما عليًّا وعلى الآخر خالدًا، وقال: إذا كان القتال فعلي، فافتتح علي حصنًا فأخذ منه جارية، فكتب معي خالد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخبره، فلما قدمت وقرأ الكتاب رأيته يتغير لونه، فقال: ((ما ترى في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله؟)) فقلت: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، وإنما أنا رسول، فسكت. للترمذي (¬1). ¬
غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك
غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك
6681 - جرير: كان بيت في الجاهلية يقال له: ذو الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشامية، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا تريحني من ذي الخلصة؟)) فنفرت في مائة وخمسين راكبًا، فكسرناه وقتلنا من وجدنا عنده، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فدعا لنا ولأحمس (¬1). ¬
6682 - وفي رواية: وكنت لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال: ((اللهم ثبته واجعله هاديًا مهديًا، فانطلق فكسرها وحرقها))، ثم بعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول جرير: والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب، فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات (¬1). ¬
6683 - وفي أخري: فما وقعت عن فرس بعد، وكان ذو الخلصة بيتًا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب تعبد يقال لها: الكعبة. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
6684 - أبو عثمان النهدي أرسله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: ((عائشة))، قلت: من الرجال؟ قال: ((أبوها)) قلت: ثم من؟ قال: ((عمر))، فعد رجالاً فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم. للشيخين. قلت: وأخرجه في الفضائل للشيخين والترمذي (¬1). ¬
6685 - الشعبي: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - جيش ذات السلاسل، واستعمل أبا عبيدة على المهاجرين، واستعمل عمرو بن العاص على الأعراب، فقال لهما: ((تطاوعا))، وكانوا يؤمرون أن يغيروا على بكر بن وائل، فانطلق عمرو فغار على قضاعة؛ لأن بكرا أخواله، فانطلق المغيرة بن شعبة إلى أبي عبيدة فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعملك علينا، وإن ابن فلان قد اتبع أمر القوم وليس لك معه -[67]- أمر، فقال أبو عبيدة: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا أن نتطاوع، فأنا أطيع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن عصاه عمرو. لأحمد بإرسال (¬1). ¬
6686 - البخاري: هي غزوة لخم وجذام وقيل: هي بلاد بلىِّ وعُذرة وبني القين (¬1). ¬
6687 - أبو موسى: أرسلني أصحابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أسأله لهم الحملان إذ هم معه في جيش العسرة وهي غزوة تبوك فقلت: يا نبي الله إن أصحابي أرسلوني إليك؛ لتحملهم، فقال: ((والله لا أحملكم على شيء)) ووافقته وهو غضبان ولا أشعر، فرجعت حزينًا من منعه - صلى الله عليه وسلم -، ومن مخافة أن يكون قد وجد في نفسه عليّ، فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الذي قال، فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالاً ينادي: أين عبد الله بن قيس؟ فأجبته فقال: أجب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما أتيته قال: ((خذ هذين القرينين وهذين القرينين وهذين القرينين لستة أبعرة ابتاعهم حينئذ من سعد، فانطلق بهن إلى أصحابك فقل: إن الله، أو إن رسول الله يحملكم على هؤلاء فاركبوهن))، فانطلقت إلى أصحابي بهن، فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحملكم على هؤلاء فاركبوهن، ولكن والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سألته لكم ومنعه في أول مرة ثم إعطاؤه إياي بعد ذلك، لا تظنوا أني حدثتكم شيئًا لم يقله، فقالوا: والله إنك عندنا لمصدق، ولنفعلن ما أحببت، فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى أتوا الذين سمعوا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - منعه إياهم ثم إعطاؤهم بعد فحدثوهم بما حدثهم أبو موسى. للشيخين (¬1). ¬
6688 - واثلة: نادى النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك فطفقت في المدينة أنادي: ألا من يحمل رجلاً له سهمه، فإذا شيخ من -[68]- الأنصار فقال: لنا سهمه على أن نحمله عقبة وطعامه معنا، فقلت: نعم، قال: ((فسر على بركة الله))، فخرجت مع خير صاحب، حتى أفاء الله علينا فأصابني قلائص فسقتهن حتى أتيته، فخرج فقعد على حقيبة من حقائب إبله ثم قال: ((سقهن مدبرات)) ثم قال: ((سقهن مقبلات))، فقال: ((ما أرى قلائصك إلا كرامًا)). قلت: إنما هي غنيمتك التي شرطت لك، قال: ((فخذ قلائصك يا ابن أخي فغير سهمك أردنا)). لأبي داود (¬1). ¬
6689 - عمران بن حصين: أنه شهد عثمان أيام تبوك في جيش العسرة فأمر - صلى الله عليه وسلم - بالصدقة وكانت نصارى العرب كتبت إلى هرقل: إن هذا الرجل الذي ينتحل النبوة قد هلك وأصابتهم سنون فهلكت أموالهم، فإن كنت تريد دينك فالآن، فبعث رجلاً من عظمائهم في أربعين ألفًا فلما بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو كل يوم على المنبر يقول: ((اللهم إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض))، فلم يكن للناس قوةٌ، وكان عثمان قد جهز عيرًا إلى الشام يريد أن يمتار عليها، فقال: يا رسول الله، هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها، ومائتا أوقية، فحمد الله - صلى الله عليه وسلم - وكبر الناس وأتى عثمان بالإبل والصدقة بين يديه، فسمعته يقول: ((لا يضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم)). للكبير بضعف (¬1). ¬
6690 - ابن شهاب: غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك وهو يريد الروم ونصارى العرب بالشام. لرزين.
سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها
سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها
6691 - جندب بن مكيث: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن غالب الليثي في سرية وكنت فيهم وأمرهم أن يشنوا الغارة على بني الملوح بالكديد، فخرجنا حتى إذا كنا بالكديد لقينا الحارث بن البرصاء الليثي فأخذناه فقال: إنما جئت أريد الإسلام وإنما خرجت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: إن -[69]- تك مسلمًا لن يضرك رباطنا يومًا وليلة، وإن تك غير ذلك نستوثق منك فشددناه وثاقًا. لأبي داود (¬1). ¬
6692 - ولأحمد والكبير: أن جندبًا قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - غالب بن أبجر الليثي فذكره. وزاد: ثم خلفنا عليه رجلاً أسود كان معنا، قلنا: امكث معه حتى نمر عليك، فإن نازعك فاحتز رأسه، ثم مضينا حتى أتينا الكديد فنزلنا بعد العصر فبعثني أصحابي ربيئة، فعمدت إلى تل يطلعني على الحاضر، فانبطحت عليه قبيل المغرب، فخرج رجل فرآني منبطحًا على التل، فقال لامرأته: والله لأرى على هذا التل سوادًا ما رأيته أول النهار، فانظري لا تكون كلاب جرت بعض أوعيتك، فنظرت فقالت: لا والله ما أفقد شيئًا، قال: فناوليني قوسًا وسهمين، فناولته فرماني بسهم فوضعه بجنبي، فنزعته ولم أتحرك، ثم رماني بآخر فوضعه برأس منكبي فنزعته ولم أتحرك، فقال لامرأته: والله لقد خالطه سهماي، ولو كان ربيئة لتحرك، فإذا أصبحت فابتغي سهمي لا تمضغهما الكلاب وأمهلناهم حتى راحت رائحتهم حتى إذا احتلبوا واطمأنوا وذهبت عتمة من الليل (شننا) (¬1) عليهم الغارة فقتلنا واستقنا النعم، وخرج صريخهم إلى قومهم وخرجنا سراعًا حتى نمر بابن البرصاء وصاحبه، فانطلقنا به وأتانا صريخ الناس بما لا قبل لنا به حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلا بطن الوادي أقبل سيل حال بيننا وبنيهم بعثه الله من حيث شاء ما رأينا قبل -[70]- ذلك مطرًا ولا حالاً، فرأيناهم وقوفًا ينظرون إلينا لا يقدر أحد منهم أن يقدم (¬2) ¬
6693 - الشعبي عن زغبة السحيمي: قال: كتب إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في أديم أحمر، فأخذ كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرقع به دلوه فبعث - صلى الله عليه وسلم - سرية فلم يدعو له رائحة ولا سارحة ولا أهلاً ولا مالاً إلا أخذوه، وانفلت عريانًا على فرس ليس له قشرة حتى انتهى إلى ابنته وقد أسلمت وأسلم أهلها، فلما رأته ألقت عليه قالت: مالك؟ قال: كل الشر، فأخبرها، قال: أين بعلك؟ قالت: في الإبل، فأتاه قال: مالك؟ قال: كل الشر قد نزل به، ما ترك له رائحة ولا سارحة، ولا أهلاً ولا مالاً (¬1)، وأنا أريد أن آتى محمدًا أبادره قبل أن يقسم مالي وأهلي. قال: خذ راحلتي، قال: لا حاجة لي فيها، فأخذ قعود الراعي وخرج وعليه ثوب إذا غطى وجهه خرجت إسته، وإذا غطى إسته خرج وجهه، وهو يكره أن يعرف حتى أتى المدينة، فلما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الفجر قال: يا رسول الله ابسط يدك أبايعك فبسطها، فلما أراد أن يضرب عليها قبضها - صلى الله عليه وسلم - فعله ثلاثًا، فلما كانت الثالثة قال: من أنت؟ قال: أنا زغبة السحيمي فتناول - صلى الله عليه وسلم - عضده ثم رفعه ثم قال: ((يا معشر المسلمين! هذا زغبة السحيمي الذي كتبت إليه كتابي فرقع به دلوه)) فأخذ يتضرع إليه، فقلت: يا رسول أهلي ومالي، قال: ((أما مالك فقد قسم، وأما أهلك فمن قدرت عليه منهم))، فإذا ابنه قد عرف الراحلة وهو قائم عندها، فرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هذا ابني، -[71]- فقال: ((يا بلال اخرج معه فاسأله: أبوك هذا؛ فإن قال: نعم، فادفعه إليه)) ورجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما رأيت أحدًا استعبر لصاحبه، قال: ((ذلك جفاء الأعراب)). لأحمد والكبير (¬2). ¬
6694 - وله من طريق غيره: قال له - صلى الله عليه وسلم -: ((أما ما أدركت من مالك بعينه قبل أن يقسم فأنت أحق به)) (¬1). ¬
6695 - أسماء بنت يزيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بعثًا إلى ضاحية مضر، فذكروا أنهم نزلوا في أرض صحراء فأصبحوا، فإذا هم برجل في قبة له بفنائه غنم، فقالوا له: أجزرنا، فأجزرهم شاة فطبخوها ثم أخرى فسمطوها، فلما أظهروا ولا ظل معهم في يوم صائف، وكانت غنمه في مظلة قالوا: نحن أحق بالظل من هذه الغنم فأخرجها لنستظل به. فقال: إنكم إن أخرجتموها تهلك وتطرح أولادها وإني قد آمنت بالله وبرسوله وقد صليت وزكيت، فأخرجوا غنمه، فلم يلبث إلا ساعة فطرحت أولادها فانطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فغضب غضبًا شديدًا ثم قال: ((اجلس حتى يرجع القوم)) فلما رجعوا جمع بينهم وبينه فتواتروا على كذب، فَسُري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى الأعرابي ذلك قال: أما والله، إن الله ليعلم إني صادق وإنهم لكاذبون، ولعل الله يخبرك ذلك يا نبي الله، فوقع في نفس النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صادق، فدعاهم رجلاً رجلاً يناشد كل رجل منهم بنشدة، فلم ينشد رجلاً منهم إلا قال: كما قال الأعرابي، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار)). للكبير بلين (¬1). ¬
6696 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية فغنموا، وفيهم رجل قال لهم إني: لست منهم، عشقت منهم امرأة فلحقتها فدعوني أنظر إليها ثم اصنعوا بي ما بدا لكم، فأتى امرأة طويلة أدماء فقال لها: اسلمي حبيش قبل نفاذ العيش. أرأيتك لو تبعتكم فلحقتكم ... بحيلة أو أدركتكم بالخوانق أما كان حقًا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق قالت: نعم، فديتك، فقدموه فضربوا عنقه، فجاءت المرأة فوقعت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت، فلما قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر، فقال: ((أما كان فيكم رجل رحيم)). للكبير والأوسط (¬1). ¬
6697 - عصام المزني: كان - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيشًا أو سرية يقول لهم: ((إذا رأيتم مسجدًا أو سمعتم مؤذنًا فلا تقلتوا أحدًا))، فبعثنا في سرية وأمرنا بذلك، فخرجنا نسير في أرض تهامة، فأدركنا رجلاً يسوق ظعائن، فعرضنا عليه الإسلام، فقلنا: أمسلم أنت؟ قال: وما الإسلام؟ فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه، قال: فإن لم أفعل فماذا أنتم صانعون؟ قلنا: نقتلك. فقال: فهل أنتم منظري حتى أدرك الظعائن؟ فقلنا: نعم. ونحن مدركوه، فخرج فإذا امرأة في هودجها فقال: أسلمي حبيش قبل انقطاع العيش. فقالت: أسلم عشرًا وتسعًا تترًا ثم قال: أرأيتك إذ طاليتكم فوجدتكم ... بحلية أو أدركتكم بالخوانق ألم يك حقًا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معي أثيي بود قبل أن تشحط النوي ... أثيي بود قبل إحدى الصفائق ج ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق ثم أتانا فقال: شأنكم، فقدمناه فضربنا عنقه، ونزلت الأخرى من هودجها فحنت عليه حتى ماتت. للكبير والبزار (¬1). ¬
قتال أهل الردة
قتال أهل الردة
6698 - الشعبي: لما قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وارتد من ارتد من الناس، فقال قوم: نصلي ولا نعطي الزكاة. فقال الناس لأبي بكر: اقبل منهم. فقال: لو منعوني عناقًا لقاتلتهم. فبعث خالد بن الوليد، وقدم عدي بن حاتم بألف من طي حتى أتى اليمامة فكانت بنو عامر قد قتلوا عمال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحرقوهم بالنار، فكتب أبو بكر إلى خالد أن اقتل بني عامر وأحرقهم بالنار، ففعل ثم مضى حتى انتهى إلى الماء خرجوا إليه فقالوا: الله أكبر الله أكبر، نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمدًا رسول الله، فإذا سمع ذلك كف عنهم، فأمره أبو بكر أن يسير حتى ينزل الحيرة ثم يمضي إلى الشام، فلما نزل الحيرة كتب إلى أهل فارس ثم أغار عليهم حتى انتهى إلى سوراء فقتل وسبى، ثم أغار على عين التمر فقتل وسبى، ثم مضى إلى الشام، والذي كتبه بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس: السلام على من اتبع الهدى، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو الذي فرق جماعتكم ووهن بأسكم وسلب ملككم، فإذا جاءكم كتابي هذا فاعقدوا مني الذمة وأدوا إلي الجزية، وابعثوا إلي بالرهن، وإلا فوالذي لا إله إلا هو لألقاكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة. للموصلي بلين (¬1). ¬
6699 - ابن إسحاق: لما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة بعث العلاء ابن الحضرمي إلى البحرين، وكان العلاء هو الذي بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المنذر بن ساوى العبدي فأسلم المنذر، فأقام العلاء بها أميرًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وارتدت ربيعة بالبحرين فيمن ارتد من العرب، إلا الجارود بن عمرو، فإنه ثبت على الإسلام ومن تبعه من قومه، واجتمعت ربيعة بالبحرين وارتدت وقالوا نرد المُلك في آل المنذر، فكلموا المنذر ابن النعمان بن المنذر، وكان يسمى الغرور، وكان يقول بعد حين أسلم وأسلم الناس وعليهم السيف: لست بالغرور، ولكني المغرور، فلما -[74]- اجتمعت ربيعة البحرين ساروا إلى المسلمين فحصروهم بجواثا حتى كاد المسلمون أن يهلكوا من الجهد، فقال عبد الله بن حذف العامري في ذلك: ألا أبلغ أبا بكر رسولا ... وفتيان المدينة أجمعينا فهل لك في شباب منك أمسوا ... جميعا في جواثا محصرينا توكلنا على الرحمن إنا ... وجدنا النصر للمتوكلينا فيأتيهم العلاء فيمن معه من المسلمين من العرب والعجم فقتلوهم قتلا شديدًا، وانهزموا. للكبير مطولاً (¬1). ¬
6700 - خزيم بن أوس رفعه: ((هذه الحيرة البيضاء قد رفعت إلىّ، وهذه الشيماء بنت نفيلة على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود))، قلت: يا رسول الله، إن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي، قال: هي لك، ثم ارتدت العرب فكنا نقاتل قيسًا على الإسلام ومنهم عيينة بن حصن، ونقاتل طلحة بن خويلد القعيسي، ثم سار خالد بن الوليد إلى مسيلمة فسرنا معه، فلما فرغنا أقبلنا إلى ناحية البصرة فلقينا هرمز في جمع عظيم، ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز، وبه يضرب المثل: أكفر من هرمز، فبرز له خالد بن الوليد فقتله خالد، فتنفل سلبه، وبلغت قلنسوته مائة ألف درهم، ثم سرنا حتى دخلنا الحيرة، فكان أول من تلقانا فيها: الشيماء بنت نفيلة على بغلة شهباء بخمار أسود، فقلت: هذه وهبها لي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدعاني خالد عليها البينة، فأتيته بها، فسلمها إلى ونزل إلينا أخوها عبد المسيح وقال لي بعنيها، فقلت: لا أنقصها والله من عشر مائة شيئًا، فدفع إلي ألف درهم، فقيل لي: لو قلت مائة ألف دفعها إليك. (فقلت: لا أحسب أن مالا أكثر من عشر مائة. للكبير مطولاً) (¬1) (¬2). ¬
كتاب التفسير
كتاب التفسير
6701 - جندب: رفعهُ: ((من قال في كتاب الله تعالى فأصاب فقد أخطأ)). للترمذي وأبي داود زاد رزين: ((ومن قال برأيه فأخطأ فقد كفرَ)) (¬1). ¬
6702 - ابن عباسٍ: رفعهُ: ((من قال في القرآن بغير علم، وفي رواية برأيهِ، فليتبوأ مقعده من النار)). للترمذي (¬1). ¬
6703 - عائشة: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان لا يفسرُ شيئًا من القرآن برأيه إلا آيًا تعدُّ، علمهنَّ إياه جبريلُ. للموصلى والبزار برجل لم يسم (¬1). ¬
فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة
فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة
6704 - الحارث الأعور: مررتُ في المسجد فإذا الناسُ يخوضون في الأحاديث، فدخلتُ على عليٍّ فأخبرتهُ، فقال: أو قد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: أما إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ألا إنها ستكون فتنة، قلتُ: فما المخرجُ منها يا رسول الله؟ قال: كتابُ الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبرُ ما بعدكم، وحكمُ ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركهُ من جبارٍ قصمهُ الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلهُ الله، وهو حبلُ الله المتينُ، وهو الذكرُ الحكيمُ، وهو الصراطُ المستقيمُ، وهو الذي لا تزيغُ به الأهواءُ، ولا تلتبس به الألسنةُ، ولا تشبعُ منه العلماءُ، ولا يخلقُ على كثرة الردّ، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنته الجنُّ إذ سمعته حتى قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 2] من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيمٍ، خذها إليك يا أعورُ)) (¬1). للترمذي. ¬
6705 - أبو هريرة: رفعه: ((ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينةُ وغشيتهم الرحمةُ، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) (¬1). لأبي داود. ¬
6706 - وعنه: رفعه: ((أيحبُ أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفات عظامٍ سمانٍ؟)) قلت: نعم، قال: ((فثلاثُ آياتٍ يقرأ بهنَّ أحدكم في صلاةٍ، خيرٌ له من ثلاث خلفات عظام سمانٍ)). لمسلم (¬1). ¬
6707 - عقبة بن عامر: رفعه: ((أيكم يحبُّ أن يغدو كل يومٍ إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثمٍ ولا قطيعة رحمٍ؟)) فقلنا: يا رسول الله نحبُّ ذاك، قال: ((أفلا يغدو أحدكم إلى المسجدِ فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين، وثلاثٌ خير له من ثلاثٍ، وأربعٌ خير له من أربعٍ، ومن أعدادهنَّ من الإبل)) (¬1). لأبي داود ومسلم بلفظه. ¬
6708 - ابن مسعود: رفعه: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنةٌ والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرف)) (¬1). ¬
6709 - أبو أمامة: ((ما أذن الله لعبدٍ في شيءٍ أفضل من ركعتين يصليهما، وإنَّ البرَّ ليذرُ على رأس العبد ما دام في مصلاهُ وما تقرب العبادُ إلى الله بمثل ما خرج منه)) قال أبو النصر: يعني القرآن، منه بدأ الأمر به، وإليه يعودُ الحكمُ فيه (¬1). ¬
6710 - ابن عباس: قال رجلٌ: يا رسول الله! أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: ((الحالُّ المرتحلُ))، قال: وما الحال المرتحل؟ قال: ((الذي يضرب من أولِ القرآنِ إلى آخرهِ كلما حلَّ ارتحل)) (¬1). ¬
6711 - أبو سعيد: رفعه: يقولُ الربُّ تعالى: ((من شغله قراءةُ القرآن عن مسألتي، أعطيتُهُ أفضل ما أعطي السائلين)). هي للترمذي (¬1). ¬
6712 - عقبة بن عامر: رفعه: ((الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقةِ، والمسرُّ بالقرآن كالمسرِّ بالصدقة)). لأصحاب السنن قال الترمذي معناه: ((إنَّ الذي يسرُّ بقراءة القرآنِ، أفضلُ من الذي يجهرُ، لأنَّ الصدقة السرَّ أفضلُ عند أهل العلم للأمن من العجب)) (¬1). ¬
6713 - سهل بن معاذ الجهنى: عن أبيه رفعه: ((من قرأ القرآن وعمل به ألبس والداه تاجًا يوم القيامة، ضوؤه أحسنُ من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل بهذا)). لأبي داود (¬1). ¬
6714 - على: رفعه: ((من قرأ القرآن فاستظهره، فأحلَّ حلاله وحرم حرامهُ، أدخله الله به الجنة، وشفعهُ في عشرةٍ من أهل بيته كلهم قد وجبت له النارُ)). للترمذي (¬1). ¬
6715 - أبو هريرة: رفعه: ((يجيءُ القرآن يوم القيامة فيقولُ: يا ربِّ حَلِّه فيلبس تاج الكرامةِ، ثم يقول: يا ربِّ زده، فيلبسه حلة الكرامة، ثم يقولُ: يا ربِّ ارض عنه فيرضى عنه، فيقال: اقرأ وارق ويزداد بكل آيةٍ حسنةً)). من الترمذي وصحح وقفه (¬1). ¬
6716 - ابن عمرو بن العاص: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتلُ في دار الدنيا، فإنَّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرأ بها)). للترمذي وأبى داود (¬1). ¬
6717 - عائشة: رفعته: ((الماهرُ بالقرآنِ مع السفرةِ الكرام البررةِ، والذي يقرأُ القرآن، ويتتعتعُ فيه وهو عليه شاقٌ له أجران)). للترمذي وأبي داود والشيخين بلفظهما (¬1). ¬
6718 - أنس: رفعه: ((مثلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيبٌ وطعمها طيب، ومثلُ المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيبٌ ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيبٌ وطعمها مرٌّ، ومثلُ الفاجرِ الذي لا يقرأُ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مرٌّ ولا ريح لها، ومثلُ جليس الصالحِ كمثلِ صاحب المسكِ إن لم يصبكَ منه شيءٌ أصابك من ريحه، ومثلُ جليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه)). لأبي داود (¬1). ¬
6719 - عامر بن واثلة: أن نافع بن عبد الحارث لقى عمر بعسفان وكان عمر استعمله على مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ قال: ابن أبزى، قال: ومن ابنُ أبزى؟ قال: مولى من موالينا، قال: فاستخلفت عليهم مولى، قال: إنه قارئٌ لكتاب الله تعالى وعالم بالفرائضِ، قال عمرُ: أما إنَّ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - قد قال: ((إنَّ الله يرفعُ بهذا الكتابِ أقوامًا ويضعُ به آخرين)). لمسلم (¬1). ¬
6720 - عثمان: رفعه: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)). للبخاري وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
6721 - ابن عباس: رفعه: ((إنَّ الذي ليس في جوفه شيءٌ من القرآنِ كالبيت الخرب)). للترمذي (¬1). ¬
6722 - سعد بن عبادة: رفعه: ((ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه، إلا لقى الله يوم القيامة أجذم)) لأبي داود، زاد رزين: ((واقرءوا إن شئتم {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه:125: 126] (¬1). ¬
6723 - عمران بن حصين: رفعه: ((من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوامٌ يقرءون القرآن ويسألون به الناس)) (¬1). ¬
6724 - صهيب: رفعه: ((ما آمن بالقرآن من استحلَّ محارمهُ)) (¬1). هما للترمذي. ¬
6725 - ابن عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدوِّ. للشيخين وأبى داود والموطأ وقال: إنما ذلك مخافة أن يناله العدوُّ، وقال أيوبُ فقد ناله العدوُّ وخاصموكم بهِ (¬1). ¬
6726 - عقبة بن عامر: رفعه: ((لو أنَّ القرآن جعل في إهابٍ ثم ألقي في النارِ ما احترق)). لأحمد، والموصليِّ، والكبير، وفسر بأنَّ من جمع القرآن ثم دخل النار فهو شرٌّ من الخنزيرِ (¬1). ¬
6727 - أبو هريرة: رفعه: ((القرآنُ غنى لا فقر بعدهُ، ولا غنى دونه)) (¬1). للكبير بضعف. ¬
6728 - ابن عمرو: رفعه: ((يؤتى برجلٍ يوم القيامة ويمثلُ له القرآنُ، قد كان يضيعُ فرائضه ويتعدى حدوده ويخالف طاعته ويرتكبُ معصيتهُ، فيقول: أي رب، حملت آياتي بئس حاملٌ، تعدى حدودي وضيَّع فرائضي وترك طاعتي وركب معصيتي. فما يزالُ عليه بالحجج حتى يقال: فشأنك بهِ. فيأخذ بيده فما يفارقهُ حتى يكبَّه على منخره في النارِ، ويؤتى بالرجل قد كان يحفظُ حدوده ويعملُ بفرائضهِ ويعملُ بطاعته ويجتنبُ معصيتهُ فيصيرُ خصمًا دونه، فيقول: أي رب، حملت آياتي خير حاملٍ، اتقى حدودي وعمل بفرائضي واتَّبع طاعتي واجتنب معصيتي. فلا يزالُ له بالحجج حتى يقال: فشأنك بهِ، فيأخذ بيده فما يزالُ به حتى يكسوه حلة الإستبرق ويضع عليه تاج الملك ويسقيهُ بكأس الملك)). للبزار بلين (¬1). ¬
6729 - أبو هريرة: رفعه: ((من استمع إلى آيةٍ من كتابِ الله كتبت له حسنةٌ مضاعفةٌ، ومن تلاها كانت له نورًا يوم القيامة)). لأحمد بلينِ (¬1). ¬
6730 - عمر: رفعه: ((القرآنُ ألف ألف حرفٍ وسبعة وعشرون ألف حرفٍ، فمن قرأهُ صابرًا محتسبًا كان له بكل حرفٍ زوجةٌ من الحورِ العين)) (¬1). للأوسط بشيخه محمدٍ بن عبيدٍ بن آدم ذكره الذهبيُّ في الميزان بهذا الحديث، ولم أجد لغيره فيه كلامًا. ¬
6731 - أسيد بن حضير: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسُه مربوطةٌ (عنده) (¬1)، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، فقرأ فجالت، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبًا منها فأشفق أن تصيبهُ، ولما أخرهُ رفع رأسه إلى السماءِ فإذا مثل الظلة فيها أمثالُ المصابيح، فلما أصبح حدث النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((اقرأ يا ابن حضيرٍ))، قال: أشفقتُ يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبًا، فانصرفتُ إليه ورفعتُ رأسي إلى السماءِ فإذا -[81]- مثلُ الظلةِ فيها أمثالُ المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: ((وتدري ما ذاك؟)) قال: لا والله، قال: ((تلك الملائكةُ دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظرُ الناسُ إليها لا تتوارى منهم)). للبخاري (¬2). ¬
6732 - ولمسلم: أنَّ أسيد بن حضيرٍ بينما هو يقرأ في مربدهِ إذ جالت فرسهُ بنحوه، بلا قيد القراءة بسورة البقرة (¬1). ¬
6733 - أبو سعيد بن المعلا: كنتُ أصلي في المسجد فدعاني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فلم أجبهُ، ثم أتيتهُ فقلت: يا رسول الله إني كنتُ أصلي فقال: ((ألم يقل الله تعالى {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم})) [الأنفال: 24]، ثم قال لي: ((لأعلمنك سورةً هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد))، ثمَّ أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلتُ: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: ((الحمد لله رب العالمين هي السبعُ المثاني والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيته)).للبخاري وأبى داود والنسائي (¬1). ¬
6734 - وعنهُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نادى أبىَّ بن كعبٍ وهو يًصلِّى، فلمَّا فرغ من صلاته لحقهُ، قال أبىُّ: فوضع يدهُ على يدي فقال: ((إنِّي لأرجو أن لا نخرج من المسجدِ حتَّى تعلمَ سورةً ما أنزل في التوراةِ ولا في الإِنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها))، بنحوه. لمالك (¬1). ¬
6735 - أبو هريرة: رفعه: (({الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، أمُّ القرآن وأمُّ الكتابِ والسبع المثاني)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
6736 - ابن عباس: بينما جبريلُ عليه السلامُ قاعدٌ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه فقال: ((هذا باب من السَّماء فتح قط اليوم، لم يُفتح إلا اليوم، -[82]- فنزل منه ملكٌ))، فقال: ((هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ لم ينزل قطُ إلا اليومَ، فسلَّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌ قبلك: فاتحةُ الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرفٍ منها إلا أعطيتهُ)) (¬1). لمسلم والنسائي. ¬
6737 - أبو أمامة الباهلي: رفعه: ((اقرءوا القرآن فإنَّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنَّهما غمامتان أو كأنهما فرقانٌ من طيرٍ صوافٍ يحاجان عن صاحبهما، اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرةٌ ولا تستطيعها البطلة))، قال معاوية بن سلام: بلغني أن البطلة السحرة (¬1). ¬
6738 - زاد في رواية: ((ما من عبد يقرأ بها في ركعة قبل أن يسجد ثم سأل الله شيئًا إلا أعطاه إن كادت لتحصى الدين كله)). لمسلم (¬1). ¬
6739 - أبو هريرة: بعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بعثًا وهم ذوو عددٍ فاستقرأهم فقرأ كل رجلٍ ما معه من القرآن، فأتى على رجل من أحدثهم سنًا فقال: ((ما معك أنت يا فلان؟)) قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة، قال: ((أمعك سورةُ البقرة؟)) قال: نعمْ، قال: ((اذهب فأنت أميرهم، فإنَّها إن كادت لتُحصى الدين كله))، فقال رجلٌ من أشرافهم: والله ما منعني يا رسُول الله أن أتعلَّمها إلا خشية أن لا أقوم بما فيها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((تعلمُوا القرآن واقرءوهُ وقومُوا به، فإن مثل القرآن لمن تعلَّمه فقرأه وقام به كمثلِ جرابٍ محشوٍ مسكًا يفوحُ بريحه كلَّ مكانٍ، ومثل من تعلَّمهُ ويرقدُ وهو في جوفه كمثلٍ جرابٍ أوكى على مسكٍ)). للترمذي (¬1). ¬
6740 - أبو هريرة: رفعه: ((لا تجعلُوا بيوتكم مقابر إنَّ الشيطان يفرُّ من البيت الذي تقرأُ فيه سورةُ البقرة)). لمسلم والترمذي (¬1). ¬
6741 - أبي مسعود: رفعه: ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاهُ)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
6742 - أبو هريرة: رفعه: ((لكل شيءٍ سنامُ، وإنَّ سنام القرآن سورة البقرة، وفيها آيةٌ هي سيدة آي القرآن آية الكرسي)). للترمذي (¬1). ¬
6743 - أبىُّ بن كعبٍ: رفعه: ((يا أبا المنذر، أتدرى أيُّ آيةٍ من كتابِ الله معك أعظمُ؟)) قلتُ: الله لا إله إلا هو الحيُّ القيومُ، فضرب في صدري وقال: ((ليهنك العلمُ يا أبا المنذرِ)). لمسلم وأبى داود (¬1). ¬
6744 - أبو هريرة: وكَّلني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثوُ من الطعام، فأخذتُهُ فقلتُ: لأرفعنَّك إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: إنَّى محتاجٌ وعلىَّ عيالٌ وبي حاجةٌ شديدةٌ، فخليتُ عنهُ، فأصبحت فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا هريرة ما فعلَ أسيرك البارحة؟)) قلتُ: يا رسول الله شكى حاجةً شديدةً وعيالاً فرحمتهُ فخليتُ سبيلهُ، قال: ((أمَّا إنَّه قد كذبك وسيعود))، فعرفت أنه سيعودُ لقوله - صلى الله عليه وسلم -، فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذتُهُ فقلتُ: لأرفعنَّك إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: دعني فإنِّي محتاجٌ وعلى عيالٌ لا أعودُ، فرحمته فخليتُ سبيله، فأصبحتُ فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرُك؟)) قلتُ: يا رسول الله شكى حاجةً وعيالاً فرحمتُه فخليتُ سبيله، قال: أمَّا إنَّهُ قد كذبك وسيعودُ، فرصدتُه الثالثة فجاء يحثوُ من الطعام، فأخذته فقلتُ: لأرفعنَّك إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وهذا آخرُ الثلاثِ مراتٍ، إنَّك تزعمُ أن لا تعود ثمَّ تعودُ، فقال: -[84]- دعني فإنِّي أعلمُك كلماتٍ ينفعك الله بها، قلت ما هنَّ؟ قال: إذا أويت إلى فراشكَ فاقرأ آية الكرسي {الله لا إِلَهَ إِلَّا هُو} [البقرة: 255] حتى تختم الآية، إنَّه لن يزال عليك من الله حافظٌ ولا يقربُك شيطانٌ حتى تصبح، فخليتُ سبيله، فأصبحتُ فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما فعل أسيرك البارحة؟)) قلتُ يا رسول زعم أنه يعلمني كلماتٍ ينفعني الله بها فخليتُ سبيله، قال: ((ما هي؟)) قلتُ: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسيِّ من أوَّلها حتى تختم الآية {الله لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظٌ ولنْ يقربك شيطانٌ حتى تصبح، وكانوا أحرص شيءٍ على الخير، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أمَّا إنَّهُ قد صدقك وهو كذوبٌ، تعلمُ من تخاطبُ منذُ ثلاثٍ يا أبا هريرة؟)) قلتُ: لا، قال: ((ذاك شيطانٌ)). للبخاري (¬1). ¬
6745 - أبو أيوب: أنَّهُ كانت له سهوةٌ فيها تمرٌ، وكانت تجيءُ الغُولُ فتأخذ منه، فشكى ذلك إلى النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((اذهب فإذا رأيتها فقل: بسم الله أجيبي رسول الله، فأخذها فحلفت أن لا تعود)) بمثل قصة أبي هريرة. للترمذي (¬1). ¬
6746 - أبو الدَّرداء: رفعه: ((من حفظ عشر آياتٍ من أولِ سورةِِ الكهف عُصِمَ من فتنة الدَّجال)) (¬1). ¬
6747 - وفي رواية: ((من آخر الكهف)). لمسلم وأبى داود (¬1). ¬
6748 - وللترمذي: ((ثلاثُ آياتٍ من أول الكهف)) (¬1). ¬
6749 - البَراء: كان رجلٌ يقرأُ سورة الكهف وعندهُ فرسٌ مربوطة بشطنين فتغشَّتْهُ سحابةٌ فجعلتْ تدنوُ، وجعل فرسهُ ينفرُ منها، فلمَّا أصبح أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر له ذلك، فقال: ((تلك السكينة تنزَّلت للقرآن)). للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
6750 - أنس: رفعه: ((لكل شيءٍ قلبٌ وقلبُ القرآنِ يس، ومن قرأها كتب له بقراءتها قراءة القرآن عشر مراتٍ دون يس)). للترمذي (¬1). ¬
6751 - عطاءُ بن أبى رباحٍ: بلغني أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قرأ يس في صدرِ النَّهار قُضيت حوائجُهُ)). للدارمي بإرسال (¬1). ¬
6752 - أبو هريرة: ((من قرأ الدُّخان في ليلةٍ أصبح يستغفرُ لهُ سبعون ألف ملكٍ)). للترمذي وضعَّفه (¬1). ¬
6753 - ابنُ مسعودٍ: رفعهُ: ((من قرأ كلَّ ليلةٍ سورة الواقعة لم تصبه فاقةٌ، وفي المسبَّحات آيةٌ كألفِ آيةٍ)) (¬1). لرزين. ¬
6754 - معقل بن يسارٍ رفعهُ: ((من قال حين يصبحُ ثلاث مراتٍ: أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آياتٍ من آخر سورة الحشرِ، وكَّلَ الله به سبعين ألف ملكٍ يُصلُّون عليه حتَّى يُمسي، وإن مات في يومهِ، مات شهيدًا، ومن قرأها حين يُمسي فكذلك)). للترمذي (¬1). ¬
6755 - أبو هريرة: رفعهُ: ((من القرآن سورةٌ ثلاثون آيةً، شفعت لرجلٍ حتَّى غفر له، وهي تباركَ الذي بيدهِ الملكُ)). لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
6756 - ابنُ عباسٍ: ضرب بعضُ أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خباءةً على قبرٍ، وهو لا يحسبُ أنَّه قبرٌ، فإذا فيه إنسانٌ يقرأ سورة الملك حتى ختمها، -[86]- فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال: ((هي المانعةُ هي المنجيةُ، تنجيه من عذاب القبر)). للترمذي (¬1). ¬
6757 - ابن عمرو بن العاص: أتى رجلٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: أقرئني يا رسول الله، فقال: ((اقرأ ثلاثًا من ذوات الراءِ))، فقال: كبر سنِّي واشتدَّ قلبي وغلظ لساني، قال: ((فاقرأ ثلاثًا من ذوات حم))، فقال: مثل مقالته الأولى، قال: ((اقرأ ثلاثًا من المسبحات))، فقال مثل مقالته، وقال: أقرئني سورةً جامعةً، فأقرأه - صلى الله عليه وسلم - {إِذَا زُلْزِلَت} [الزلزلة: 1] حتى فرغ منها، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أريدُ عليها شيئًا أبدًا، ثم أدبر الرجلُ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أفلح الرويجلُ - مرتين)). لأبي داود (¬1). ¬
6758 - أبو سعيد: أنَّ رجلاً سمع رجلاً يقرأ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} [الإخلاص:1] يرددها فلمَّا أصبح جاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك لهُ، وكأنَّ الرجل يتقالها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده إنها لتعدلُ ثلث القرآن)). لمالك وأبى داود والنسائي والبخاري بلفظه (¬1). ¬
6759 - أبو هريرة: رفعه: ((احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن))، فحشد من حشد، ثم خرج - صلى الله عليه وسلم - فقرأ: (({قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}))، ثمَّ دخل فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبرًا من السماء فذاك الذي أدخله، ثم خرج فقال: ((إني قلتُ لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا إنها تعدلُ ثلث القرآن)). لمسلم والترمذي (¬1). ¬
6760 - أنس: رفعه: ((من قرأ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} كل يومٍ مائتي مرةٍ، محي عنه ذنوبُ خمسين سنةَ، إلا أن يكونُ عليه دينٌ، ومن أراد أن ينام على فراشه فنام -[87]- على يمينه، ثمَّ قرأ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} مائة مرةٍ قال له الربُّ يوم القيامة: ادخلْ، على يمنيك الجنة)). للترمذي (¬1). ¬
6761 - ابن المسيب: أرسله: ((من قرأ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} عشر مراتٍ بُنيَ له قصرٌ في الجنة، ومن قرأها عشرين مرةً بُنيَ له قصران في الجنة، ومن قرأها ثلاثين مرة بُنيَ له ثلاثة قصورٍ في الجنة))، فقال عمرُ: يا رسول الله، إذًا لتكثرنَّ قصورنا في الجنة!، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((الله أوسعُ من ذلك)). للدارمي (¬1). ¬
6762 - أبو هريرة: أقبلتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فسمع رجلا يقرأ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}، فقال: ((وجبت))، فقلتُ: ماذا يا رسول الله؟ قال: ((الجنةُ)). لمالك والترمذي والنسائي (¬1). ¬
6763 - عقبة بن عامر: رفعه: ((أُنزل علي آياتٌ لم ير مثلهنَّ قط: المعوذتان)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
6764 - زاد في رواية: ((ما سأل سائلٌ بمثلهما ولا استعاذ مستعيذٌ بمثلهما)) (¬1). ¬
6765 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لرجلٍ من أصحابه: ((هل تزوجت يا فلانُ؟)) قال: لا والله، ولا عندي ما أتزوجُ به، قال: ((أليس معك {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}؟)) قال: بلى، قال: ((تلك ثلث القرآنِ))، قال: ((أليس معك {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ}؟)) [النصر:1]. قال: بلى قال: ((ربع القرآن))، قال: ((أليس معك {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}؟)) [الكافرون:1]. قال: بلى، قال: (ربع القرآن)، قال: (أليس معك {إِذَا زُلْزِلَت}؟) [الزلزلة: 1]، قال: بلى قال: ((ربعُ القرآنِ))، قال: ((تزوج تزوج)) (¬1). ¬
6766 - وفي رواية: ((من قرأ إذا زلزلت عدلت له بنصف القرآن)) (¬1). ¬
6767 - أبو هريرة: رفعه: ((من قرأ الدخان كلها، وأول {حم} غافر إلى {إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} وآية الكرسي حين يمسي؛ حُفظ بها حتى يُصبح، ومن قرأها حين يصبح؛ حُفظ بها حتى يمسي)) (¬1). ¬
6768 - ابن عمر: رفعه: ((من سرهُ أن ينظر إلى يوم القيامة كأنهُ رأى عينٍ فليقرأ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير:1] {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} [الانفطار:1] {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشقاق:1])) (¬1). ¬
6769 - جابرٌ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينامُ حتى يقرأ: {الم تنزيل} و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك} [الملك: 1]، قال طاووس: تفضلان على كل سورةٍ في القرآن بسبعين حسنةٍ. هي للترمذي (¬1). ¬
6770 - حميد بن عبد الرحمن: ((إن {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} [الإخلاص:1] ثلثُ القرآنِ، وإنَّ تبارك الذي بيدهِ الملكُ تجادلُ عن صاحبها في قبره)). لمالك (¬1). ¬
6771 - واثلة: رفعه: ((أعطيتُ مكان التوراة السبع، وأعطيتُ مكان الزبور المئين، وأعطيتُ مكان الإنجيلِ المثاني، وفُضِّلْتُ بالمفصل)). لأحمد والكبير (¬1). ¬
6772 - ولهُ: عن أبي أمامة بلينٍ رفعه: ((أعطاني ربي السبع الطوال مكان التوراة، والمئين مكان الإنجيل، وفُضِّلْتُ بالمفصل)) (¬1). ¬
6773 - عثمانُ بن عبد الله بنُ أوسٍ الثقفي: عن جده رفعه ((قراءة الرجلِ في غير المصحف ألف درجة، وقراءته في المصحف ألف درجةٍ، وقراءته في المصحف تضاعفُ على ذلك ألفى درجةٍ)). للكبير بلين (¬1). ¬
6774 - أنس: رفعه: ((من علّم ابنهُ القرآن نظرًا، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن علمهُ آيًا ظاهرًا بعثهُ الله يوم القيامةِ على صورة القمرِ ليلةَ البدرِ، ويقالُ لابنه: اقرأ. فكلما قرأ آيةً رفع الله الأبَ بها درجةً، حتى ينتهي إلى آخر ما معه من القرآن)). للأوسط بخفى (¬1). ¬
من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة
من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة
6775 - عبد الله بن شقيق: عمن سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: وقد قال له رجلٌ: من هؤلاء؟ قال: ((المغضوب عليهم))، وأشار إلى اليهود، فقال: ومن هؤلاء؟ قال: ((الضالون)) يعني: النصارى. لأحمد مطولًا (¬1). ¬
6776 - ابن عمرو بن العاص: رفعه: ((ما من مولودٍ يولدُ إلا وهو مكتوب في تشبيك رأسه خمسُ آياتٍ من فاتحة الكتاب)). للأوسط بلين (¬1). ¬
6777 - أبو هريرة: رفعه ((قيل لبني إسرائيل {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ} [البقرة: 58]، فبدلوا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم، وقالوا حبةٌ في شعرةٍ)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
6778 - وعنه: رفعه: ((إنَّ بني إسرائيل لو أخذوا أدنى بقرةٍ لأجزأت عنهم)). للبزار بضعف (¬1). ¬
6779 - ابن عباس: إنَّ يهود كانوا يقولون: هذه الدنيا سبعةُ آلاف سنةٍ، وإنما نعذَّبُ لكلِ ألف سنةٍ يومًا في النار، وإنما هي سبعةُ أيامٍ معدودةٍ، فأنزل الله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً} [البقرة: 80] الآية. للكبير (¬1). ¬
6780 - عامر بن ربيعة: كنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرِ في ليلةٍ مظلمةٍ فلم ندر أين القبلةُ فصلى كلُ رجلٍ منَّا على حياله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك له - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله} [البقرة: 115]. للترمذي (¬1). ¬
6781 - ابن عباس: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [البقرة: 126] كان إبراهيمُ احتجرها دون النَّاس، فأنزل الله: {وَمَنْ كَفَرَ} [البقرة: 126] أيضًا فأنا أرزقهم كما أرزق المؤمنين، {أمتعهم قليلاً ثم أضطرهم إلى عذاب النار} ثم قرأ ابنُ عباسٍ: {كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّك} [الإسراء: 20]. للكبير (¬1). ¬
6782 - البراء: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال: أخواله من الأنصار - وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبل البيت، وأنهُ صلى أول صلاةٍ صلاها صلاة العصرِ، وصلى معه قومٌ فخرج رجلٌ ممن صلى معهُ، فمرَّ على أهل مسجدٍ وهم راكعون، فقال: أشهدُ بالله لقد صليتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قبل الكعبةِ، فداروا كما هم قبل البيتِ. وكانت اليهودُ قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس، وأهل الكتاب، فلما ولَّى وجههُ قبل البيت أنكرُوا ذلك (¬1). ¬
6783 - وفي رواية: أنهُ ماتَ على القبلة قبل أن تحول رجالٌ، وقتلوا، فلم ندر ما نقولُ فيهم فأنزل الله تعالى: {وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] (¬1). ¬
6784 - وفي أخرى: وكان - صلى الله عليه وسلم - يحبُ أن يوجَّه إلى الكعبة فأنزل تعالى {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 144] فتوجَّه نحو الكعبة فقال السفهاءُ- وهم اليهودُ-: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142]. للشيخين والترمذي والنسائي نحوه (¬1). ¬
6785 - ولمسلم، وأبى داود نحوه عن أنس، وفيه: فمرَّ رجلٌ من بني سلمة وهم ركوعٌ في صلاة الفجر نحو بيت المقدس، فقال: ألا إنَّ القبلة قد حولت إلى الكعبة، مرتين، فمالوا كما هم ركوعًا إلى الكعبة (¬1). ¬
6786 - أبو سعيد رفعه: ((يجيءُ نوحٌ وأمتهُ، فيقولُ الله: هل بلغت؟ فيقول: نعم أي رب، فيقولُ لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: لا ما جاءنا من نبي فيقولُ لنوحٍ: من يشهدُ لك؟ فيقولُ: محمد وأمتُه، فنشهدُ أنهُ قد بلغ، هو قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ})) [البقرة: 143]. للترمذي والبخاري بلفظه (¬1). ¬
6787 - ابنُ عباسٍ: في قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَة} [البقرة: 156] الآية، أخبر الله تعالى أنَّ المؤمن إذا أسلم لأمر الله ورجع فاسترجع عند المصيبة، كُتب له ثلاثُ خصالٍ: الصلاةُ من الله، والرحمةُ، وتحقيقُ سبيل الهدى، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسنَ عقباهُ)). للكبير (¬1). ¬
6788 - عروة: سألتُ عائشة فقلتُ لها: أرأيت قول الله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] فوالله ما على أحدٍ جناحٌ أن لا يطوف بالصفا والمروة، قالت: بئس ما قلت يا ابن أختي، إنَّ هذه لو كانت على ما أولتها كانت لا جناح عليه أن لا يطوف بهما، ولكنها أنزلت من الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية -[92]- التي كانوا يعبدونها عند المشلل، وكان من أهلَّ لها يتحرجُ أن يطوف بالصفا والمروة، فلما أسلمُوا سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقالوا يا رسول الله: إنا كنا نتحرجُ أن نطوف بين الصفا والمروةِ، فأنزل الله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله} [البقرة: 158] الآية قالت: وقد سنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الطواف بينهما، قال الزهري: فأخبرتُ أبا بكر بن عبد الرحمن فقال: إنَّ هذا لعلمٌ ما كنتُ سمعتُه، ولقد سمعتُ رجالاً من أهل العلم يذكرون أنَّ الناس إلا من ذكرت عائشة ممن كان يهلُّ لمناة، كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة، فلمَّا ذكر الله الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن، قالوا: يا رسول الله كنَّا نطوفُ بالصفا والمروة، وإنَّ الله أنزل الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا، فهل علينا من حرجٍ أن نطوف بالصفا والمروة فأنزل الله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله} [البقرة: 158] الآية، قال أبو بكرٍ: فأسمعُ هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا في الجاهلية بالصفا والمروة، والذين كانوا يطوفون، ثمَّ تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام؛ من أجل أنَّ الله تعالى أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت (¬1). ¬
6789 - وفي رواية: أنَّ الأنصار كانوا قبل أن يُسلموا هم وغسَّان يهلونَ لمناة، فتحرجوا أنْ يطوفوا بين الصفا والمروة، وكان ذلك سنةً في آبائهم، من أحرم لمناة لم يطف بين الصفا والمروة وأنهم سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك حين أسلمُوا فأنزل الله في ذلك {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله}. للستة. قلت: قوله: فهل علينا من حرجٍ أن لا نطوف بالصفا والمروة؟ هو سياق البخاري دون غيره، لكنَّ الذي في اليونينية وغيرها إنما هو أن نطوف بالصفا والمروة بدون لا كما يقتضيه المعنى والله أعلمُ (¬1). ¬
6790 - ابن عباسٍ: كان في بني إسرائيل القِصاصُ ولم تكن فيهم الديةُ، فقال تعالى لهذه الأمة {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى - إلى- بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 178] فالعفوُ: أن يقبل الرجلُ الدِّيةَ في العمدِ، {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ}: أن يطلب هذا بمعروفٍ ويؤدي هذا بإحسان {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَة} [البقرة: 178] مما كتب على من كان قبلكم، {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ} [البقرة: 178] قتل بعد قبول الدِّيةِ. للبخاري والنسائي (¬1). ¬
6791 - (وعنه) {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] قال: ليست بمنسوخةٍ، هي للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يومٍ مسكينًا (¬1). ¬
6792 - وفي رواية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] فكانَ من شاء منهم أن يفتدي بطعام مساكين افتدى وتمَّ له صومهُ، فقال: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 184]، ثم قال: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185]. للبخاري وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6793 - سلمة بن الأكوع: لما نزلت هذه الآيةُ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] كان منْ أرادَ أن يفطرَ ويفتدي حتى نزلتْ: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
6794 - النعمانُ بن بشيرٍ رفعه: ((الدعاءُ هو العبادة)) وقرأ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، فقال أصحابه: أقريبٌ ربُنا فنناجيه، أم بعيدٌ فنناديه؟ فنزلت {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]. لرزين وللترمذي وأبي داود بعضه (¬1). ¬
6795 - ابن عباس: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] قالَ: كانَ الناسُ على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذا صلوا العتمة، حرِّم عليهم الطعامُ والشرابُ والنساء، وصاموا إلى القابلة، فاختان رجلٌ فجامع امرأتهُ، وقد صلى العشاء ولم يفطر، فأراد الله أن يجعل ذلك يسرًا لمن بقي ورخصةً ومنفعةً فقال: {عَلِمَ الله أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 187] الآية. فكان هذا مما نفع الله به الناس ورخص لهم ويسَّرَ. لأبي داود (¬1). ¬
6796 - البراء: كان أصحابُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،إذا كان الرجلُ صائمًا فحضر الإفطارُ فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلتهُ ولا يومهُ حتى يمسي، وإنَّ قيس بن صرمة الأنصاري كان صائمًا فلمَّا حضر الإِفطارُ أتى امرأتهُ فقال: أعندك طعامٌ؟ قالت: لا، ولكن أنطلقُ فأطلب لك وكان يومهُ يعملُ، فغلبتهُ عينه فجاءت امرأتهُ، فلمَّا رأتهُ قالت: خيبةً لك، فلمَّا انتصف النهارُ غشي عليه، فذكر ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآيةُ: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم} [البقرة: 187] ففرحُوا فرحًا شديدًا، ونزلت {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَد} [البقرة: 187] ولم ينزل {مِنَ الْفَجْرِ}. للبخاري وأصحاب السنن (¬1). ¬
6797 - (سهل بن سعد) أنزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَد} ولم ينزل {مِنَ الْفَجْرِ}، فكان الرجالُ إذا أرادوا الصوم ربط أحدُهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولا يزالُ يأكلُ حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله تعالى بعدُ {مِنَ الْفَجْرِ} فعلمُوا إنما يعني: الليل والنهار. للشيخين (¬1). ¬
6798 - عدى بن حاتم: لما نزلت {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَد} عمدتُّ إلى عقالٍ أسود وعقالٍ أبيض فجعلتُهُما -[95]- تحت وسادتي، وجعلتُ أنظرُ من الليل فلا يستبينُ لي فغدوتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فذكرتُ ذلك له، فقال: ((إنما ذلك سوادُ الليلِ وبياضُ النهارِ)) (¬1). ¬
6799 - وفي روايةٍ: قال له - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ وسادك إذا لعريضٌ، إن كان الخيطُ الأبيضُ والخيطُ الأسودُ تحت وسادتك)) (¬1). ¬
6800 - وفي أخرى: قلت: يا رسول الله ما الخيط الأبيضُ من الخيط الأسود، أهما الخيطان؟ قال: ((إنك لعريضُ القفا إن أبصرت الخيطين)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
6801 - البراء: نزلت هذه الآيةُ فينا، كانت الأنصارُ إذا حجُّوا، لم يدخلوا من قبل أبواب البيوت، فجاء رجلٌ من الأنصار فدخل من قبل بابه، فكأنه عُيِّر بذلك فنزلت: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189]. للشيخين (¬1). ¬
6802 - حذيفة قال: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ الله وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] نزلت في النفقة. للبخاري (¬1). ¬
6803 - وللكبير عن النعمان بن بشير: قال: كان الرجلُ يذنبُ، فيقولُ لا يغفرُ لي، فأنزل الله: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة:195] (¬1). ¬
6804 - أسلم بن عمران: غزونا من المدينة نريدُ القسطنطينية وعلى الجماعة عبدُ الرحمن بن خالد بن الوليدَ، والرومُ ملصقُو ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجلٌ على العدوِّ، وقال الناسُ: مه، مه، لا إله إلا الله، يُلقي بيديه إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: إنما أنزلت هذه الآيةُ فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - وأظهر الإسلام، قلنا نقيمُ في أموالنا ونصلحُها، فأنزل الله {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ الله وَلا تُلْقُوا -[96]- بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] والإلقاءُ بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا وندع الجهادَ، فلم يزل أبو أيوب يجاهدُ في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينيةِ. للترمذي وأبى داود بلفظه (¬1). ¬
6805 - ابن عباس: كانت عكاظُ، ومجنةُ، وذو المجازِ أسواقًا في الجاهلية، فلمَّا كان الإسلامُ فكأنهم تأثموا أن يتجروا في الموسم، فنزلت: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ في مواسمِ الحجِّ) قرأها ابنُ عباسٍ هكذا (¬1). ¬
6806 - وعنه: كان أهلُ اليمن يحجون فلا يتزودون، ويقولون: نحنُ المتوكلون. فإذا قدمُوا مكة سألوُا الناسَ، فأنزل الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
6807 - أبو أمامة التيمي: كنتُ رجلاً أكرِّي في هذا الوجه، وكان ناسٌ يقولون لي: إنهُ ليس لك حجٌ، فلقيتُ ابن عمر، فقلتُ: يا أبا عبد الرحمنِ، كنتُ رجلاً أكرِّي في هذا الوجه، وإنَّ ناسًا يقولون إنَّهُ ليس لك حجٌ، فقال ابنُ عمر: أليس تحرمُ وتلبي وتطوفُ بالبيت، وتفيضُ من عرفاتٍ وترمي الجمار؟ قلتُ: بلى، قال: فإنَّ لك حجًا؛ جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن مثل ما سألتني، فسكت حتى نزلت هذه الآية: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198] فأرسل إليه وقرأها عليه، وقال: لك حجٌ. لأبى داود (¬1). ¬
6808 - ابن عباس: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَة} [البقرة: 213] قال: على الإسلام كلهم، قال الكلبي: يعني: على الكفر كلهم. للموصلي والكبير (¬1). ¬
6809 - وعنه: لما نزل: {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام: 152] وقوله {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} [النساء:10] انطلق من كان عنده يتيمٌ، فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فإذا فضل من طعام اليتيم وشرابه شيءٌ حبس لهُ حتى يأكله أو يفسد، فاشتدَّ ذلك عليهم، فذكروا ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فنزل: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُم} [البقرة: 220] فخلطُوا طعامهم بطعامهم، وشرابهم بشرابهم. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6810 - ابن عمر: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] قال: يأتيها في دبرها. للبخاري. قال الحميدي: يعنى الفرج (¬1). ¬
6811 - ولرزين: قال ابنُ عمر: يأتيها في الفرج إن شاء مجبئةً أو مقبلةً أو مدبرةً غير أنَّ ذلك في ضمانٍ واحدٍ.
6812 - وللأوسط بلين: قال ابنُ عمر: إنما نزلت رخصةً في إتيان الدبر (¬1). ¬
6813 - وله بلينٍ أيضًا: قال ابنُ عمر: إنَّ رجلاً أصاب امرأة في دبرها في زمنه - صلى الله عليه وسلم -، فأنكر ذلك الناسُ، فأنزل الله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} [البقرة: 223] (¬1). ¬
6814 - جابر: كانت اليهودُ تقولُ: إذا جامعها من ورائها جاء الولدُ أحول، فنزلت: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} الآية. للشيخين وأبى والترمذي (¬1). ¬
6815 - ابن عباس: جاء عمرُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله: هلكتُ، قال: ((وما أهلكك؟)) قال: حولت رحلي الليلة، فلمْ يردَّ عليه شيئًا، فأوحى الله إليه: -[98]- {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أقبلْ أو أدبر واتق الدُّبر والحيضة. للترمذي (¬1). ¬
6816 - وعنه: أنَّ ابن عمر، والله يغفرُ له، أوهم إنما كان هذا الحيُّ من الأنصار وهم أهل وثنٍ مع هذا الحيّ من اليهود، وهم أهل كتابٍ، فكانوا يرون لهم فضلاً عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثيرٍ من فعلهم، وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يؤتُوا النساء إلا على حرفٍ، وذلك أسترُ ما تكونُ المرأةُ، فكان هذا الحىُ من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم، وكان هذا الحىُّ من قريشٍ يشرحون النساء شرحًا منكرًا، ويتلذذون منهنَّ مقبلاتٍ ومدبراتٍ ومستلقياتٍ، فلما قدم المهاجرون المدينة تزوجَّ رجل منهم امرأةً من الأنصار، فذهب يصنعُ بها ذلك، فأنكرتهُ عليه، وقالت: إنا كنَّا نؤتى على حرفٍ فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني، حتى شرى أمرُهما، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أي مقبلاتٍ أو مدبراتٍ أو مستلقياتٍ، يعني بذلك موضع الولد. لأبي داود (¬1). ¬
6817 - ابن عباس: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228] الآية، وذلك أنَّ الرجل كان إذا طلق امرأتهُ فهو أحقً برجعتها، وإن طلقها ثلاثًا فنسخ ذلك، فقال: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} [البقرة: 22]. للنسائي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
6818 - معقل بن يسار: كانت لي أختٌ تُخطبُ إليَّ وأمنعها من الناسٍ، فأتاني ابنُ عمٍ لي فأنكحتها إياهُ، فاصطحبا ما شاء الله ثمَّ طلقها طلاقًا له رجعةٌ، ثمَّ تركها حتى انقضت عدتُها، فلمَّا خُطب إلىَّ أتاني يخطبها مع الخطَّابِ، فقلتً لهُ: أخطبت إليَّ فمنعتُها الناس وآثرتُك بها فزوجتُك، ثم طلقتها طلاقًا لك رجعةٌ، ثم تركتها حتى انقضت عدتُها، فلمَّا خُطبت إلى أتيتني تخطبُها مع الخطَّاب، والله لا أنكحتها أبدًا، ففي هذا نزلت هذه الآية: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُن} [البقرة: 232] الآية فكفَّرت عن يميني وأنكحتها إياه. للترمذي وأبي داود والبخاري بلفظه (¬1). ¬
6819 - ابن عباس: قال في قوله تعالى: {فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} [البقرة: 235] هو أن يقول: إني أريدُ التزوج، وإنَّ النساء لمن حاجتي، ولوددتُ أنَّه تيسَّر لي امرأةٌ صالحةٌ. للبخاري (¬1). ¬
6820 - (علي) أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الأحزاب: ((ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمسُ)) (¬1). ¬
6821 - وفي رواية: ((شغلونا عن الصلاة الوسطى - صلاة العصر)) (¬1). ¬
6822 - وفي أخرى: ثمَّ صلاها بين المغرب والعشاء. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
6823 - ابن مسعود: حبس المشركون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة العصر حتى احمرت الشمسُ أو اصفرت، فقال: ((شغلونا عن الصَّلاة الوسطى- صلاة العصر- ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارًا أو حشى الله أجوافهم وقبورهم نارًا)). لمسلم (¬1). ¬
6824 - أبو يونس مولى عائشة: أمرتني عائشةُ أن أكتب لها مصحفًا، وقالت: إذ بلغت هذه الآية فآذنِّي: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238] فلما بلغتها آذنتُها، فأملتْ عليَّ: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وصلاة العصر وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة:238] قالت سمعتُها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. للستة إلا البخاري (¬1). ¬
6825 - عمرو بن رافع: أنهُ كان يكتُب مصحفًا لحفصة فقالت له: إذا انتهيت إلى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] فآذنِّي فآذنتُها فقالت: اكتب (وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وصلاة العصر وَقُومُوا -[100]- لِلَّهِ قَانِتِينَ). لمالك (¬1). ¬
6826 - البراء: نزلتْ هذه الآيةُ: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وصلاة العصر) فقرآناها ما شاء الله، ثمَّ نسخها الله فنزلت: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} وقال رجلٌ: فهي إذًا صلاةُ العصرِ، فقال البراءُ: قد أخبرتُك كيف نزلت وكيف نسخها الله، والله أعلمُ. لمسلم (¬1). ¬
6827 - مالك بلغه: أنَّ عليًا وابن عباسٍ كانا يقولان: الصلاةُ الوسطى صلاةُ الصبحِ. وللترمذي عن ابن عباس وابن عمر تعليقًا (¬1). ¬
6828 - زيد بن ثابت: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يصلِّي الظهر بالهاجرة، ولم يكن يصلي صلاةً أشدَّ على أصحابه منها فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} وقال: قبلها صلاتين وبعدها صلاتين. لأبي داود ولمالك عن زيدٍ، وللترمذي عنه وعن عائشة تعليقًا (¬1). ¬
6829 - ابن الزبير: قلتُ لعثمان هذه الآيةُ التي في البقرة {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً} [البقرة: 234] إلى قوله {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [البقرة: 240] قد نسختها الآيةُ الأخرى فلم تكتبها؟ قال: ندعها يا ابن أخي لا أغيرُ شيئًا من مكانه. للبخاري (¬1). ¬
6830 - ابن عباس: نزل {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} [البقرة: 256] في الأنصارِ، كانت تكونُ المرأةُ مقلاةً فتجعل على نفسها إن عاش لها ولدٌ أن تهودهُ، فلمَّا أجليت بنو النضير، كان فيهم كثيرٌ من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندعُ أبناءنا فأنزل الله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَي} [البقرة: 256]. لأبي داود (¬1). ¬
6831 - أبو هريرة رفعه: نحنُ أحقُ بالشك من إبراهيم، إذ قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ -[101]- بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] ويرحم الله لوطًا لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديدٍ، ولو لبثتُ في السجن طول لبث يوسفَ لأجبتُ الداعي. للشيخين، وللترمذي نحوه (¬1). ¬
6832 - عبيد بن عمير قال: قال عمرُ يومًا للصحابة: فيما ترون هذه الآية نزلت؟ {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} [البقرة: 266] قالوا: الله أعلمُ، فغضب، فقال: قولوا نعلمُ أو لا نعلمُ، فقال ابنُ عباسٍ: في نفسي منها شيءٌ يا أمير المؤمنين، قال عمرُ: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك، قال: ضربتُ مثلاً لعمل، قال عمرُ: أيُّ عملٍ؟ قال لعمل رجلٍ غنيٍّ يعملُ بطاعة الله، ثمَّ بعث الله الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعمالَهُ. للبخاري (¬1). ¬
6833 - البراء: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267] نزلت فينا معشر الأنصار، كنَّا أصحابَ نخلٍ، فكان الرجلُ يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته، وكان الرجلُ يأتي بالقنو والقنوين فيعلقُهُ في المسجدِ، وكان أهلُ الصُّفَّة ليس لهم طعامٌ، وكان أحدهم إذا جاع أتى القنو فضربه بعصاهُ فسقط البسرُ والتمرُ فيأكل، وكان ناسٌ ممن لا يرغبُ في الخير يأتي الرجلُ بالقنو فيه الشيصُ، والحشف، وبالقنو قد انكسر فيعلقه، فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة: 267] قال: لو أنَّ أحدكُم أُهدى إليه مثل ما أَعطى، لم يأخذه إلاَّ على إغماضٍ وحياءٍ، فكنَّا بعد (¬1) ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عندهُ (¬2). ¬
6834 - ابن مسعود رفعه: إنَّ للشيطان لمةً بابن آدم، وللملك لمةً، فأمَّا لمةُ الشيطان: فإيعِادٌ بالشك وتكذيبٌ بالحق، وأمَّا لمةُ الملكِ: فإيعادٌ بالخير وتصديقٌ بالحقِ، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله تعالى، -[102]- فيحمدُ الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان: ثمَّ قرأ {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاء} [البقرة: 268] الآية (¬1). هما للترمذي. ¬
6835 - ابن عباس {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً} [البقرة: 274] نزلت في علىٍ، كانت عندهُ أربعةُ دراهم فأنفق بالليل واحدًا وبالنهارِ واحدًا وفي السر واحدًا وفي العلانية واحدًا (¬1). للكبير بضعف. ¬
6836 - ابن عمر {لِلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ - إلى - {قَدِيرٌ} [البقرة: 284] نسختها الآيةُ التي بعدها. للبخاري (¬1). ¬
6837 - أبو هريرة: لما نزلت {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 284] الآية. اشتدَّ ذلك على أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وبركوا على الركب، فقالوا: أي رسول الله كُلِّفنا من الأعمال ما نطيقُ؛ الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت هذه الآيةُ: ولا نطيقُها قال - صلى الله عليه وسلم -: ((تريدون أن تقولُوا كما قال أهلُ الكتابين من قبلكُم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]))، فلمَّا اقترأها القومُ وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في أثرها {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ} - إلى- {المصير} [البقرة: 285]، فلمَّا فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله {لا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]، قال: ((نعم)) {رَبَّنَا وَلا -[103]- تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قال نعم {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} قال: ((نعم)). لمسلم (¬1). ¬
6838 - أبو هريرة رفعه: ((إنَّ الله تجاوز لأمتي ما لم تكلم به أو تعمل به وما حدثت به أنفسها)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
سورة آل عمران
سورة آلِ عمران
6839 - عائشة: تلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَات} إلى {أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7] فقال: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
6840 - أنس وغيره: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من الراسخون في العلم؟ قال: ((هو من قرت عينه، وصدق لسانه، وعفَّ فرجه وبطنه، فذاك الراسخُ في العلم)). للكبير بضعف (¬1). ¬
6841 - ابن عباس: قال له رجلٌ: إنِّي أجدُ في القرآن أشياء تختلفُ علىَّ، قال: ما هو؟ قال: {فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] وقال {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات:50] وقال: {وَلا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً} [النساء: 42] وقال {رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] فقد كتموا، وفي النازعات {أم السَّمَاءُ بَنَاهَا} - إلى قوله: {دَحَاهَا} فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض، ثم قال: {أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ - إلى طَائِعِينَ} [فصلت: 9: 11] فذكر في هذه خلق الأرض قبل خلق السماء، وقال {وَكَانَ الله غَفُوراً رَحِيماً} [النساء: 96] {وَكَانَ الله عَزِيزاً حَكِيماً} [النساء: 158] {وَكَانَ الله سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء: 134] فكأنه كان ثمَّ مضى، قال ابن عباسٍ: فلا أنساب بينهم في -[104]- النفخة الأولى، ينفخُ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله (فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عند ذلك وَلا يَتَسَاءَلُونَ) [المؤمنون: 101] ثمَّ في النفخة الآخرة {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات:50]، وأما قولهم {رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] فختم الله على أفواههم فتنطقُ جوارحُهم بأعمالهم، فعند ذلك عرف أنَّ الله لا يكتم حديثًا وعنده، {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر:2] {خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9] {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَات} [البقرة: 29] في يومين آخرين، ثمَّ دحا الأرض أي: بسطها، وأخرج منها الماء والمرعى، وخلق فيها الجبال والأشجار والآكام وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قولُه: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات:30]، فخلقت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيامٍ، وخلقت السموات في يومين، وقوله {وَكَانَ الله غَفُوراً رَحِيماً} [النساء: 96] سمَّى نفسهُ ذلك، أي: لم يزل ولا يزالُ كذلك، وإنَّ الله لم يرد شيئًا إلا أصاب به الذي أراد، ويحك فلا يختلفُ عليك القرآنُ، فإنَّ كلاً من عند الله. للبخاري (¬1). ¬
6842 - وعنه: لما أصاب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قريشًا يوم بدرٍ وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع، فقال: ((أسلمُوا قبل أن يصيبكُم مثلُ ما أصاب قريشًا))، قالُوا: يا محمد لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرًا من قريشٍ أغمارًا لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحنُ الناسُ، وأنك لن تلق مثلنا، فأنزل الله في ذلك: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ - إلى قوله {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله} [آل عمران: 12: 13] ببدرٍ وأخرى كافرةٌ. لأبي داود (¬1). ¬
6843 - الأعمش تلا: {شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} - إلى- {الإِسلامُ} [آل عمران: 18] ثم قال: وأنا أشهدُ بما شهد بهِ الله، وأستودع الله هذه الشهادة، وهي عند الله وديعةُ، فسئل عن ذلك فقال: حدثني أبو وائل عن عبد الله رفعه: ((يجاءُ بصاحبها يوم القيامة فيقولُ الله تعالى: عبدي عهدٌ إلىَّ وأنا أحقُّ من وفىَّ بالعهد، أدخلوا عبدي الجنة)). للكبير بضعف (¬1). ¬
6844 - ابن مسعود رفعه: ((إنَّ لكل نبيِّ ولاةً من النبيين، وإنَّ وليِّى أبي وخليل ربي إبراهيمُ، ثمَّ قرأ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَالله وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:68])). للترمذي (¬1). ¬
6845 - ابن عباس قال: آلُ إبراهيمً وآلُ عمرانَ المؤمنون منْ آل إبراهيمَ وآلِ عمرانَ وآلِ يس وآلِ محمدٍ، يقولُ الله: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} [آل عمران: 68]، وهم المؤمنون، {وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَالله وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}. للبخاري بلا إسنادٍ (¬1). ¬
6846 - وعنه: تفسيرُ قول المرأة الصالحة: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً} [آل عمران: 35]، أي: خالصًا للمسجد يخدمهُ.
6847 - وعنه: {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ} [آل عمران: 44] اقترعُوا فجرت أقلامهم مع الجرية، وعالَ قلم زكرياء الجرية. هي للبخاري في تراجم (¬1). ¬
6848 - وعنه: كان رجلٌ من الأنصار أسلم ثم ارتدَّ ولحق بالشركِ، ثم ندمَ، فأرسل إلى قومه، سلُوا لي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هل لي من توبةٍ؟ فسألوهُ فنزلت {كَيْفَ يَهْدِي الله قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِم} - إلى - {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 86: 89] فأرسل إليه فأسلم. للنسائي (¬1). ¬
6849 - ابن عمر: حضرتني هذه الآيةُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] فذكرتُ ما أعطاني الله تعالى فلم أجد شيئًا أحبَّ إليَّ من مرجانةِ جاريةٍ لي روميةٍ فقلتُ: هي حرةٌ لوجهِ الله، فلو أني أعودُ في شيءٍ جعلتهُ لله لنكحتُها. للبزار بخفي (¬1). ¬
6850 - ابن مسعود: {اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِه} [آل عمران: 102] أنْ يطاع فلا يعصى، وأن يشكر فلا يكفر، وأن يذكر فلا ينسى. للكبير (¬1). ¬
6851 - أبو غالب: رأى أبو أمامة رءوسًا منصوبةً على درج دمشق فقال: كلابُ النارِ، شرُ قتلى تحت أديم السماءِ، خيرُ قتلى من قتلُوه، ثم قرأ {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} الآية [آل عمران: 106] الآية، قلتُ لهُ: أنت سمعتهُ من -[106]- النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لو لم أسمعهُ إلا مرة أو مرتين أو ثلاثًا حتى عدَّ سبعًا ما حدثتكمُوهُ (¬1). ¬
6852 - بهز بن حكيم: عن أبيه عن جده رفعه: (({كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] أنتم تتمون سبعين أمةٍ أنتم خيرها وأكرمُها على الله)). هما للترمذي (¬1). ¬
6853 - ولأحمد والكبير عن ابن عباس: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة} [آل عمران: 110] الآية. همُ الذين هاجروا إلى المدينةِ (¬1). ¬
6854 - ابن عباس: لما أسلم عبدُ الله بنُ سلام وثعلبةُ بنُ سعيدٍ وأسدُ بن عبيد، ومن أسلم من يهودٍ، قالت أحبارهُمْ: ما آمن بمحمدٍ إلاَّ شرارُنا، ولو كانُوا من خيارنا ما تركُوا دين آبائهم، فأنزل الله {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب - إلى - مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 113: 114]. للكبير (¬1). ¬
6855 - أبو أمامة رفعه: (({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} - إلى- {تَعْقِلُونَ} [آل عمران: 118] قالوا: همُ الخوارجُ. للكبير (¬1). ¬
6856 - جابر: فينا نزلت {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَالله وَلِيُّهُمَا} [آل عمران: 122] قال: نحنُ الطائفتان بُنو حارثة وبنو سلمة، وما يسرني أنها لم تنزل لقول الله والله وليهما. للشيخين (¬1). ¬
6857 - أبو هريرة: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: أرأيت قوله {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: 133] فأين النارُ؟ قال: ((أرأيت الليلَ فالتبس كلُ شيءٍ فأين النهارُ؟)) قال: حيثُ شاء الله، قال: ((فكذلك حيثُ شاء الله)). للبزار (¬1). ¬
6858 - ابن عمر: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يدعُو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشامٍ، فنزلت {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْء} - إلى- {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُون} [آل عمران: 128]. للبخاري (¬1). ¬
6859 - وللترمذي: قال النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ العن أبا سفيان، اللهمَّ العن الحارث بن هشامَ، اللهمَّ العن صفوانَ بن أميةَ))، فنزلت {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُم} [آل عمران: 128] فتاب عليهم، فأسلمُوا فحسن إسلامُهُم. وللنسائي نحوه (¬1). ¬
6860 - ابن مسعود: ما كنتُ أرى أنَّ أحدًا من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يريدُ الدنيا حتَّى نزلت فينا يوم أحدٍ {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَة} [آل عمران: 152]. لأحمد والكبير (¬1). ¬
6861 - ابن عباس: نزلت هذه الآيةُ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُل} [آل عمران: 161] في قطيفةٍ حمراء فقدت يوم بدرٍ، فقال بعضُ القوم: لعلَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها، فأنزل الله الآية. للترمذي وأبى داود (¬1). ¬
6862 - وعنه: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُم} - إلى - {وَقَالُوا حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173] قالها إبراهيمُ حين ألقى في النارِ، وقالها محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - حين {قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ}. للبخاري (¬1). ¬
6863 - أبو سعيد: أنَّ رجالاً من المنافقين كانُوا إذا خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى الغزو تخلفُوا عنه {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ الله} [التوبة: 81] فإذا قدم - صلى الله عليه وسلم - اعتذروا إليه وحلفوا لهُ وأحبُّوا أنَّ يحمدُوا بما لم يفعلُوا، فنزلت {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188] الآية. للشيخين (¬1). ¬
6864 - حميد بن عبد الرحمن بن عوف: أنَّ مروان قال لبوابه: اذهب يا رافعُ إلى ابن عباسٍ، فقل: لئن كان كلُ امرئ منَّا فرحَ بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبًا لنعذبنَّ أجمعون، فقال ابنُ عباسٍ: ما لكمْ ولهذه الآية: إنما نزلتْ في أهلِ الكتابِ، ثم تلا ابن عباس: {وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 187] الآية، وتلا: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188] وقال ابنُ عباسٍ: سألهمُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن شيءٍ فكتمُوه إياهُ وأخبروهُ بغيره، فأروه أن قد استحمدُوا إليه بما أخبروهُ عنه فيما سألهم، وفرحُوا بما أُتوا من كتمانهم إياهُ ما سألهم عنه. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
6865 - ابن عباس: ما من برٍّ ولا فاجرٍ إلاَّ والموتُ خيرٌ لهُ ثمَّ تلا: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً} وتلا {وَمَا عِنْدَ الله خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [آل عمران: 178: 179]. لرزين (¬1). ¬
6866 - (أم سلمة) قلتُ: يا رسول الله، لا أسمعُ الله تعالى ذكر النساءٍِ في الهجرة لشيءٍ فأنزل الله تعالى {أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض} - إلى - {حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران: 195]. للترمذي (¬1). ¬
سورة النساء
سورة النِّسَاء
6867 - عائشة: سألها عروة عن قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى - إلى- أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 3] قالت: يا ابنَ أختي: هذه اليتيمةُ تكونُ في حجر وليها فيرغبُ في جمالها ومالها ويريدُ أن ينتقصَ صداقها، فنهوا عن نكاحِهنَّ إلا أنْ يقسطُوا لهنَّ في إكمالِ الصداقِ، وأمرُوا بنكاح من سواهنَّ، قالتْ عائشةُ: فاستفتى الناسُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك، فأنزل الله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ - إلى وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} [النساء: 127] فبين لهم أنَّ اليتيمة إذا كانت ذات جمالٍ ومالٍ رغبوا في نكاحها ولم يلحقوها بسنتها في إكمال الصداق، وإذا كانت مرغوبةً عنها في قلةِ المالِ والجمالِ تركوها والتمسُوا غيرها من النساءِ قال: فكما يتركونها حين يرغبون عنها فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبُوا فيها إلاَّ أن يقسطُوا لها ويعطُوها حقَّها الأوفى من الصداق (¬1). ¬
6868 - وفي رواية: يا ابن أختي هي اليتيمةُ تكونُ في حجرِ وليِّها تشاركُهُ في مالهِ فيعجبُهُ مالُها وجمالُها، ويريدُ أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطيها غيرهُ، فنهوا عن نكاحهنَّ إلا أن يقسطُوا لهنَّ ويبلغُوا لهنَّ أعلى سنتهنَّ من الصداقِ. وفيه: قالت والذي ذكر الله، أنَّهُ يتلى عليكم في الكتاب الآيةُ الأولى التي قال فيها: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُم} [النساء: 3] قالت وهو قولُ الله تعالى في الآية الأخرى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنّ} [النساء: 127] رغبةُ أحدكُم عن يتيمته التي تكونُ في حجره حين تكونُ قليلة المالِ، فنهو أن -[110]- ينكحُوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساءِ إلاَّ بالقسط من أجلِ رغبتهم عنهنَّ. للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6869 - وعنها: {وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6] إنما أنزلتْ في والي اليتيم إذا كان فقيرًا، أنهُ يأكلُ منهُ مكان قيامهِ عليهِ بمعروفٍ. (¬1) للشيخين. ¬
6870 - ابن عباس: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ} [النساء: 8] إنَّ ناسًا يزعمونَ إنَّ هذه الآيةِ نسختْ، لا والله ما نسخت، ولكنْ مما تهاون الناسُ بها، وهما واليان والٍ يرثُ، وذلك الذي يرزقُ، ووالٍ لا يرثُ، وذلك الذي يقولُ بالمعروفٍ ويقولُ لا أملكُ لك أن أعطيك. للبخاري (¬1). ¬
6871 - جابر: اشتكيتُ، وعندي سبعُ أخواتٍ فدخل علَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فنفخ في وجهي فأفقتُ فقلتُ: يا رسول الله! ألا أوصي لأخواتي بالثلثين؟ قال: ((أحسنُ))، قلتُ: الشطرِ؟ قال: ((أحسنُ))، ثم خرج وتركني، فقال: ((يا جابرُ! لا أراك ميتًا من وجعك هذا، وإنَّ الله قد أنزل فبينَّ الذي لأخواتك فجعلَ لهنَّ الثلثين))، فكان جابرٌ يقولُ: أنزلت فيَّ هذه الآيةُ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَة} [النساء: 176] (¬1). ¬
6872 - وفي رواية: وكان لهُ تسعُ أخواتٍ (¬1). ¬
6873 - وفي أخرى: فلم يرد عليه شيئًا، فقلتُ: لا يرثني إلاَّ كلالةً فكيفَ الميراثُ؟ فنزلت: {يُوصِيكُمُ الله فِي أَوْلادِكُمْ} [النساء: 11] (¬1). ¬
6874 - وفي أخرى: فلم يرد علىَّ شيئًا حتى نزلت آيةُ الميراث: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَة} (¬1). ¬
6875 - وفي أخرى: فقلت يا نبيَّ الله كيفَ أقسمُ مالي بين ولديَّ؟ فلم يردَّ علىَّ شيئًا فنزلت: {يُوصِيكُمُ الله} الآية (¬1). للشيخين وأبي داود والترمذي. ¬
6876 - وعنه: خرجنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حتى جئنا امرأةً من الأنصارِ في الأسواقِ، فجاءتْ بابنتين لها فقالت: يا رسولَ الله، هاتانِ ابنتا ثابتِ بن قيسٍ، قتل معك يوم أحدٍ، وقد استفاء عمهما مالَهما وميراثَهما كلَّه، فلم يدع لهما مالاً إلا أخذهُ، فما ترى يا رسول الله؟ فوالله لا تنكحان أبدًا إلا ولهما مالٌ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يقضي الله في ذلك))، ونزلت سورة النساء {يُوصِيكُمُ الله فِي أَوْلادِكُمْ} الآية، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ادعُوا لي المرأة وصاحبها))، فقال لعمِّهما: ((أعطهما الثلثين، وأعط أمهما الثمن، وما بقي فهو لك)) (¬1). ¬
6877 - وفي رواية: أن امرأةً سعد بن الربيع قالت: إنَّ سعدًا هلك وترك ابنتينِ بنحوه. لأبي داود وقال هذا هو الصواب وللترمذي: جاءت امرأة سعد ابن الربيع بابنتيها من سعد إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بنحوه (¬1). ¬
6878 - (ابن عباس) {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} [النساء: 15]، قال: كنَّ يحبسن في البيوت حتى يمتن فلمَّا نزلت سورةُ النورِ ونزلت الحدودُ نسختها. للبزار (¬1). ¬
6879 - ولمسلمٍ عن عبادة بن الصامت: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أنزل عليه، كَرُبَ لذلك وتربد وجهُهُ، فأنزل عليه ذات يومٍ فلقي كذلك، فلمَّا سرى عنهُ قال: َ ((خذوا عنِّي، فقد جعل الله لهنَّ سبيلاً، البكرُ بالبكر جلدُ مائةٍ ونفيُ سنةٍ، والثيبُ بالثيب جلدُ مائةٍ والرجمُ)) (¬1). ¬
6880 - وعنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُن} [النساء: 19] قال: كانوا إذا مات الرجلُ، كان أولياؤهُ أحق بامرأتهِ إن شاء بعضهُم تزوجها وإن شاءوا زوجوها وإن شاءوا لم يزوجوها فهم أحقُ بها من أهلها، فنزلت هذه الآيةُ في ذلك. للبخاري وأبى داود (¬1). ¬
6881 - وله في رواية: أنَّ الرجلَ كانَ يرثُ امرأةً ذي (قرابةٍ) (¬1) فيعضلها حتى تموت فيرثها، أو تردُّ إليه صداقها، فأحكم الله عن ذلك (¬2). ¬
6882 - وعنه: {لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء: 29] كان الرجلُ يتحرجُ أن يأكل عند أحدٍ من الناسِ بعدما نزلت هذه الآيةُ فنسخ ذلك بالآية الأخرى التي في النور فقال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً} [النور: 61] ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم - إلى قوله - أشتاتا فكان الرجلُ الغنىُّ يدعُوا الرجل من أهلهِ فيقولُ: إني لأجنحُ أن آكل منهُ، والتجنحُ: الحرجُ، ويقولُ: المسكينُ أحقُ به منِّي، فأحلَّ في ذلك أن يأكلُوا مما ذكر اسمُ الله عليه، وأحِلَّ طعامُ أهل الكتاب. لأبي داود (¬1). ¬
6883 - وللكبير عن ابن مسعود: قال إنها محكمةُ ما نسختْ (¬1). ¬
6884 - أم سلمة: قلتُ: يا رسولَ الله، يغزوا الرجالُ ولا يغزو النساءُ، وإنما لنا نصفُ ميراثٍ، فأنزل الله تعالى: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 32] قال مجاهدٌ: وأنزل فيها: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} [الأحزاب: 35] وكانت أمُّ سلمة أولُ ظعينةٍ قدمت المدينةَ مهاجرةً. للترمذي وقال هو مرسلٌ (¬1). ¬
6885 - ابن عباس: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِي} [النساء: 33] ورثةٌ، {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُم} [النساء: 33] كانَ المهاجرون لما قدموا المدينة يرثُ المهاجرُّ الأنصاريَّ دون ذوى رحمهم، للأخوة التي آخى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم، فلما نزلت {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِي} نسختها ثمَّ قال {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُم} من النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراثُ ويوصي لهُ. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
6886 - داود بن الحصين: كنتُ أقرأ على أم سعدِ بنت الربيع وكانت يتيمةً في حجر أبى بكرٍ فقرأت {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُم} فقالت: لا تقرأ {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُم} إنما نزلت في أبى بكرٍ وابنه عبد الرحمن حين أبى الإسلام فحلف أبو بكرٍ أن لا يورثه فلمَّا أسلم أمرهُ الله أن يورثهُ نصيبهُ، زاد في روايةٍ: فما أن أسلم حتى حمل علي الإسلام بالسيف. لأبي داود (¬1). ¬
6887 - مالك بلغه: أنَّ عليًا قال في الحكمين الذين قال الله فيهما {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ الله بَيْنَهُمَا إِنَّ الله كَانَ عَلِيماً خَبِيراً} [النساء:35] إنَّ إليهما الفرقةُ والاجتماعَ (¬1). ¬
6888 - أنس: {إِنَّ الله لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء: 40] قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لا يظلمُ مؤمنًا حسنةً يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات -[114]- ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنةٌ يجزى بها)). لمسلم (¬1). ¬
6889 - على: صنعَ لنا ابنُ عوفٍ طعامًا فدعانا فأكلنا وسقانا خمرًا قبل أن تحرمَ فأخذت منا وحضرت الصلاةُ فقدموني فقرأتُ: قل يا أيها الكافرون، لا أعبدُ ما تعبدون، ونحنُ نعبدُ ما تعبدون، فخلطتُّ فنزلت: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُون} [النساء: 43]. لأبى داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
6890 - وعنه: ما في القرآن آيةٌ أحبُّ إلىَّ من هذه {إِنَّ الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء} [النساء: 48]. للترمذي (¬1). ¬
6891 - ابن عباس: نزل {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] الآية، في عبدِ الله بن حذافةِ السهمىِّ إذ بعثهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في سريةٍ. للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
6892 - وعنه: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله وَالْمُسْتَضْعَفِينَ} [النساء: 75] إلى قوله {الظَّالِمِ أَهْلُهَا} قال كنتُ أنا وأمي من المستضعفين. للبخاري (¬1). ¬
6893 - وعنه: أنَّ عبد الرحمن بن عوفٍ وأصحابًا له أتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بمكةَ فقالُوا: يا رسول الله إنَّا كنا في عزٍ ونحنُ مشركون فلما آمنا صرنا أذلةً، فقال: ((إني أمرتُ بالعفو فلا تقاتلُوا)) فلمَّا حولهُ الله إلى المدينة أمر بالقتالِ فكفوا فنزل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} - إلى قوله - {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء: 77]. للنسائي (¬1). ¬
6894 - وعنه: كان أبو برزة الأسلمىُّ كاهنًا يقضي بين اليهودِ فيما تنافروا إليه، فتنافرَ إليه ناسٌ من المسلمين فنزل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِك - إلى وَتَوْفِيقاً} [النساء: 62]. للكبير (¬1). ¬
6895 - عائشة: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إنك لأحبُّ إلىَّ من نفسي ومن ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرُ فما أصبرُ حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرتُ موتي وموتك عرفتُ أنك إذا دخلتَ الجنة رفعت مع النبيين، وأني إذا دخلتُ الجنة خشيتُ أن لا أراك، فلم يردَّ عليه شيئًا حتى نزل جبريلُ بهذه الآيةِ: {وَمَنْ يُطِعِ الله وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم} - إلى - {وَالصَّالِحِينَ} [النساء: 69]. للأوسط والصغير (¬1). ¬
6896 - الحسن: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} [النساء: 86] لأهلِ الإسلام {أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] على أهل الشرك. للموصلى (¬1). ¬
6897 - خارجة بن زيد: سمعتُ زيد بن ثابتٍ في هذا المكان يقولُ: أنزلت هذه الآيةُ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا} [النساء: 93] بعد التي في الفرقانِ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَقّ} [الفرقان: 68] بستةِ أشهرٍ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6898 - وله في رواية: بثمانيةِ أشهرٍ (¬1). ¬
6899 - وله في أخرى: لما أنزلت {أَشْفَقْنَ مِنْهَا} فنزلت الآيةُ التي في الفرقان (¬1). ¬
6900 - سعيد بن جبير: قلت لابن عباسٍ: ألمن قتل مؤمنًا متعمدًا من توبةٍ؟ قال: لا، فتلوتُ عليه آية الفرقان، فقال: هذه آيةٌ مكيةٌ نسختها آيةٌ مدنيةٌ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً} [النساء: 93] (¬1). ¬
6901 - وفي روايةٍ: قال ابنُ عباسٍ: نزلت هذه الآيةُ بمكة: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهاً آخَرَ - إلى قوله مهانا} [الفرقان: 68] فقال: المشركون وما يغني عنا الإسلامُ، وقد عدلنا بالله، وقتلنا النفسَ التي حرم الله، وأتينا الفواحش، فأنزل الله: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} الآية [الفرقان: 70]. زاد في روايةٍ: فأما من دخل في الإسلام وعقله، ثم قَتل فلا توبةَ له (¬1). للشيخين وأبي داود والنسائي. ¬
6902 - ابن عباس: سُئل عمنْ قتل مؤمنًا متعمدًا ثمَّ تاب وآمن وعمل صالحًا ثمَّ اهتدى، فقال ابنُ عباسٍ: فأنى له التوبةُ، سمعتُ نبيكُم - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((يجيءُ المقتولُ متعلقًا بالقاتلِ، تشخبُ أوداجُه دمًا، يقول يا رب، سل هذا فيم قتلني؟)) ثمَّ قال: والله لقد أنزلها الله ثمَّ ما نسخها. للترمذي والنسائي بلفظه (¬1). ¬
6903 - أبو مجلز: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم} [النساء: 93] قال: هي جزاؤه، فإن شاء الله أن يتجاوز عن جزاءه فعل. لأبي داود (¬1). ¬
6904 - ابن عباس: لقي ناسٌ من المسلمين رجلاً في غنمةٍ لهُ، فقال السلامُ عليكم، فأخذوه فقتلُوه، وأخذُوا تلك الغنيماتِ، فنزلت: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} [النساء: 94] وقرأها ابن عباسٍ {السلام} (¬1). للترمذي وأبي داود والشيخين بلفظهما. ¬
6905 - وعنه: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] عن بدرٍ والخارجون إليها (¬1). للبخاري. ¬
6906 - زاد الترمذي: لمَّا نزلت غزوةُ بدرٍ، قال عبدُ الله بنُ جحشٍ وابن أمِّ مكتوم: إنا أعميان يا رسول الله، فهل لنا رخصةٌ؟ فنزلت: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95]، {فَضَّلَ الله الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} [النساء: 95] فهؤلاء القاعدون غيرُ أولى الضرر {وَفَضَّلَ الله الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْه} [النساء: 96] على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر (¬1). ¬
6907 - محمدٌ بن عبد الرحمن: قطع على أهل المدينة بعثٌ، فاكتتبت فيه فلقيتُ عكرمةَ مولى ابن عباسٍ فأخبرتُهُ فنهاني عن ذلك أشدَّ النهي، ثمَّ قال: أخبرني ابنُ عباسٍ أنَّ ناسًا من المسلمين كانُوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، يأتي السهمُ يرمى به فيصيبُ أحدهُم فيقتلهُ أو يضربُ فيقتل، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النساء: 97] الآية. للبخاري (¬1). ¬
6908 - ابن عباس: خرج ضمرةُ بنُ جندب مهاجرًا، قال لأهلِهِ احملوني من أرضِ المشركين إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فمات في الطريقِ، فنزل {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى الله وَرَسُولِهِ} - {رَحِيماً} [النساء: 100]. للموصلي (¬1). ¬
6909 - يعلى بن أمية: قلتُ لعمر: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101] فقد أمن الناسُ فقال: عجبتُ مما عجبت منه، فسألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: ((صدقةٌ تصدق الله بها عليكم، فاقبلُوا صدقتهُ)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
6910 - قتادة بن النعمان: كانَ أهلُ بيتٍ منَّا يقالُ لهم بنو أبيرق بشرٌ وبشيرٌ ومبشرٌ، وكان بشيرٌ رجلاً منافقًا يقولُ الشعر يهجُو به أصحاب النبيِّ - صلى الله -[118]- عليه وسلم - ثمَّ ينحلُه بعض العربِ، ثمَّ يقولُ: قال فلانٌ كذا وكذا، قال فلانٌ كذا وكذا فإذا سمع أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك الشعر قالوا: والله ما يقولُ هذا الشعر إلا هذا الخبيثُ، أو كما قال الرجلُ، وقالوا ابن الأبيرق قالها، قال وكانوا أهل بيتِ حاجةٍ وفاقةٍ في الجاهلية والإسلام، وكان الناسُ إنما طعامُهُم بالمدينة التمرُ والشعيرُ، وكان الرجلُ إذا كان لهُ يسارٌ، فقدمتْ ضافطةٌ من الدرمك،
ابتاع الرجلُ منها فخصَّ بها نفسهُ، وأما العيالُ فإنَّما طعامهم التمرُ والشعيرُ فقدمت ضافطةُ من الشام، فابتاع عمي رفاعةُ بنُ زيدٍ حملاً من الدرمك فجعلهُ في مشربةٍ لهُ وفي المشربة سلاحٌ ودرعٌ وسيفٌ، فعدى عليه من تحتِ الليلِ، فنقبت المشربة وأخذ الطعامُ والسلاحُ، فلمَّا أصبح أتاني عمِّي فقال: يا ابن أخي: إنه قد عُدى علينا في ليلتنا هذه، فنقبت مشربتنا وذُهب بطعامنا وسلاحنا، فتجسسنا في الدار وسألنا، فقيل لنا قد رأينا بني أبيرقٍ استوقدوا في هذه الليلة، ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكُم، وكان بنو أبيرقٍ، قالوا ونحنُ نسألُ في الدار والله ما نرى صاحبكُمْ إلا لبيد بن سهلٍ رجلاً منالُهُ صلاحٌ وإسلامٌ، فلما سمع لبيدُ اخترط سيفه وقال: أنا أسرقُ، فوالله ليخالطنكُم هذا السيف أو لتبيننَّ هذه السرقةِ، قالوا إليك عنا أيها الرجلُ، فما أنت بصاحبها، فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابُها، فقال لي عمِّي: يا ابن أخي: لو أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك لهُ، فأتيتُهُ فقلتُ: إن أهل بيتٍ منَّا أهل جفاءٍ عمدُوا إلى (عمي) (¬1) رفاعة بن زيدٍ فنقبُوا مشربتهُ وأخذُوا سلاحه وطعامهُ، فليردُّوا علينا سلاحنا، فأما الطعامُ فلا حاجة لنا فيه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((سآمر في ذلك))، فلما سمع بنو أبيرقٍ أتوا رجلاً منهم يقالُ له: أسيرُ بنُ عروة فكلموهُ في ذلك، فاجتمع في ذلك أناسٌ من أهلِ الدارِ، فقالوا يا رسول الله إنَّ قتادة وعمَّهُ عمدُوا إلى أهل بيتٍ منا أهلِ إسلامٍ وصلاحٍ يرمونهم بالسرقةِ من غير بينةٍ ولا ثبت، قال قتادةُ: فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فكلمتُهُ، فقال: عمدتَّ إلى أهلِ بيتٍ ذكر منهم إسلامٌ وصلاحٌ ترميهم بالسرقة من غير ثبتٍ ولا بينةٍ، فرجعتُ ولوددتُ أنى خرجتُ من بعض مالي، ولم أكلم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في ذلك -[119]- فأتاني عمِّي فقال: يا ابن أخي: ما سمعتَ؟ فأخبرتُهُ بما قال - صلى الله عليه وسلم -، فقال: الله المستعانُ، فلم نلبث أن نزل القرآنُ: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ الله وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً} [النساء:105] بنى أبيرقٍ {وَاسْتَغْفِرِ الله} [النساء: 106] ما قلتُ لقتادة {إِنَّ الله كَانَ غَفُوراً رَحِيماً} [النساء: 106] {وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ الله لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً} [النساء:107] {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ - إلى رَحِيماً} [النساء: 108] أي: لو استغفروا الله لغفر لهم، {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ - إلى قولهِ- وَإِثْماً مُبِيناً} [النساء: 111 - 112] قولُهم للبيد {وَلَوْلا فَضْلُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ - فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء: 74 - 113] فلمَّا نزل القرآنُ أتى - صلى الله عليه وسلم - بالسلاح فردَّهُ إلى رفاعة، ولما أتيتُ عمِّي بالسلاح وكان يتحنى شيخًا قد عسى أو عشى في الجاهلية وكنتُ أرى إسلامه مدخولاً فلمَّا أتيتُهُ بالسلاح قال لي: يا ابن أخي: هو في سبيلِ الله فعرفتُ إنَّ إسلامه كان صحيحًا فلمَّا نزل القرآنُ لحق بشيرُ بالمشركين فنزل على سلافة بنت سعدِ بن سمية، فأنزل الله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى - بَعِيداً} [النساء: 115 - 116]. فلما نزل على سلافة رماها حسانُ بنُ ثابتٍ بأبياتٍ من شعرٍ: فأخذت رحلهُ فوضعتهُ على رأسها، فخرجت فرمت به في الأبطح، ثمَّ قالت: أهديتَ إليَّ شعرَ حسان ما كنتُ تأتيني بخيرٍ. للترمذي (¬2). ¬
6911 - أبو هريرة: لما نزلت: {من يعمل سوءًا يجز به}. بلغت من المسلمين مبلغًا شديدًا، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قاربُوا وسددُوا، ففي كل ما يصابُ بهِ المسلمُ كفارةٌ حتَّى النكبةُ ينكبها أو الشوكةُ يشاكها)). لمسلم والترمذي (¬1). ¬
6912 - وعن أبي بكرٍ الصديقِ: كنتُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فنزلت {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] الآية فقال: ((يا أبا بكر، ألا أقرئك آيةً أنزلت علىَّ؟)) قلتُ: بلى يا رسول الله فأقرأنيها، فلا أعلمُ إلا أنِّي وجدتُ في ظهري انقصامًا فتمطأتُ لها، فقال: ((ما شأنك يا أبا بكرٍ؟)) قلتُ: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، وأينا لم يعمل سوءًا وإنا لمجزيون بما عملنا فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما أنت يا أبا بكرٍ والمؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتَّى تلقوا الله وليس لكم ذنوبٌ، وأما الآخرون فيجمعُ ذلك لهم حتَّى يجزوا به يوم القيامةِ)). للترمذي (¬1). ¬
6913 - على بن زيد: عن أمه أنها سألت عائشة عن قول الله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله} [البقرة: 284] وعن قولهِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] فقالت: ما سألني عنها أحدٌ منذُ سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((هذه معاتبةُ الله العبدَ بما يصيبهُ من الحمَّى والنكبةِ حتَّى البضاعةُ يضعُها في يد قميصه فيفقدها فيفزعُ لها، حتى إنَّ العبد ليخرجُ من ذنوبه كما يخرجُ التبرُ الأحمرُ من الكيرِ)) (¬1). ¬
6914 - (ابن عباس): خشيت سودةُ أن يطلقها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: لا تطلقني وأمسكني، واجعل يومي لعائشة، ففعل فنزل: {فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128] فما اصطلحا عليهِ من شيءٍ فهو جائز. هما للترمذي (¬1). ¬
سورة المائدة
سورة المائدة
6915 - ابن عمرو بن العاص: أنزلت على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - سورةُ المائدةِ وهو راكبٌ على راحلتهِ، فلم تستطع أن تحملهُ فنزل عنها. لأحمد (¬1). ¬
6916 - طارق بن شهاب: جاءَ رجلٌ من اليهود إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين آيةٌ في كتابكُم تقرءونها لو علينا نزلت معشر اليهودِ لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: فأيُّ آيةٍ؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} [المائدة: 3] فقال عمرُ: إني لأعلمُ اليوم الذي أنزلت فيهِ، والمكان الذي أنزلت فيهِ، نزلت على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بعرفاتٍ في يومِ الجمعةِ. للشيخين والنسائي والترمذي (¬1). ¬
6917 - وله عن ابن عباسٍ: وقال لهُ يهوديٌّ: لو أنزلت هذه الآيةُ علينا لاتخذناها عيدًا، فقال ابنُ عباسٍ: فإنها نزلت في يوم عيدينِ في يومِ جمعةٍ ويوم عرفةَ.
6918 - ابن عباس: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ} إلى {رحيم} [المائدة: 33] نزلت في المشركين، فمن تاب منهم قبل أن يقدر عليه لم يمنعه ذلك أن يقام فيه الحدُّ الذي أصابهُ. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
6919 - البراء: مرَّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بيهوديٍّ محممٍ مجلودٍ فدعاهم فقال: هكذا تجدونَ حدَّ الزاني في كتابكُم؟ قالوا نعم، بنحوِ أحاديث مرت في الحدودِ، وفيه فأُمرَ بهِ فرجمَ، فنزل: {يا أيها الرسول وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْر إلى قوله إن أوتيتم هذا فخذوه} [آل عمران: 176]. يقول ائتوا محمدًا فإن أمركم بالتحميم والجلدِ فخذوهُ وإن أفتاكم بالرجمِ فاحذورا. فنزل: -[122]- {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: من الآية47] في الكفارِ كلُها. لأبي داود ومسلمٍ بسوقهِ (¬1). ¬
6920 - ابن عباس: كان قريظةُ والنضيرُ، وكان النضيرُ أشرف من قريظة، فكان إذا قتل رجلٌ من قريضة رجلاً من نضيرٍ قتل بهِ، وإذا قتل رجلٌ من النضير رجلاً من قريظة فوديَ بمائة وسقٍ من تمرٍ، فلمَّا بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، قتل رجلٌ من النضير رجلاً من قريظة، فقالوا: ادفعوهُ إلينا نقتله، فقالُوا: بيننا وبينكُم النبيُّ فأتوهُ فنزلت: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} [المائدة: 42] والقسطُ: النفسُ بالنفسِ، ثم نزلت {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} [المائدة: 50]. للنسائي وأبي داود (¬1). ¬
6921 - ولهُ: قال: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُم} [المائدة: 42] فنسخت، قال {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله} [المائدة: 48] (¬1). ¬
6922 - وفي روايةٍ لهما: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ - إلى- المقسطين} كان بنو النضير إذا قتلُوا من قريظةَ أدُّوا نصف الديَّةِ، وإذا قتل قريظةُ أدَّوا الديةَ كاملةً، فسوَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بينهمْ (¬1). ¬
6923 - جابر: سئلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن: {فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] قال: ((هؤلاء قومٌ من اليمنِ، ثمَّ من كندة، ثمَّ من السكونِ، ثم من تجيبُ)). للأوسط (¬1). ¬
6924 - عمار بن ياسر: وقف على علىٍّ سائلٌ وهو راكعٌ في تطوعٍ فنزع خاتمهُ فأعطاهُ السائلَ، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأعلمهُ، فنزلت: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله -[123]- وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة:55] فقرأها - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ قال: ((من كنتُ مولاهُ فعلىٌّ مولاهُ، اللهمَّ والِ من والاهُ، وعاد من عاداهُ)). للأوسط بخفى (¬1). ¬
6925 - ابن عباس: قال رجلٌ من اليهودِ، إنَّ ربك بخيلٌ لا ينفقُ، فنزلت: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ الله مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاء} [المائدة: 64]. للكبير (¬1). ¬
6926 - عائشة: كانَ النبيُّ يحرسُ ليلاً حتى نزلَ، {وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] فأخرج رأسهُ من القبةِ، فقال لهم: ((يا أيها الناسُ انصرفوا فقد عصمني الله)) (¬1). ¬
6927 - ابن عباس: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله إني إذا أصبتُ اللحم انتشرتُ للنساء وأخذتني شهوتي فحرمتُ علىَّ اللحمَ، فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ الله لَكُم - إلى طَيِّباً} [المائدة: 87 - 88]. هما للترمذي (¬1). ¬
6928 - ابن مسعود لمَّا نزلتْ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] الآية: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((قيلَ لي أنت منهمْ)). لمسلم وللترمذي: قال لي النبيُّ {((أنت منهم)) (¬1). ¬
6929 - ابنُ عباسٍ قالوا يا رسول الله: أرأيت الذين ماتُوا وهم يشربون الخمرَ لمَّا نزل تحريمُ الخمرِ، فنزلت: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاح} [المائدة: 93] الآية. للترمذي (¬1). ¬
6930 - عمر أنه قال: اللهمَّ بيِّن لنا في الخمرِ بيان شفاءٍ، فنزلت التي في البقرة {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [البقرة: 219] الآيةُ، فدُعى عمرُ، فقُرئت عليه، فقال: اللهمَّ بيِّن لنا في الخمرِ بيانَ شفاءٍ، فنزلت التي في النساءِ، {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] فدُعى عمرُ، فقُرئت عليهِ، فقال: اللهمَّ بيِّن لنا في الخمر بيانَ شفاءٍ، فنزلت التي في المائدةِ: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} إلى {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91] فدُعى عمرُ، فقُرئت عليه، فقالَ: انتهينا انتهينا. لأصحاب السنن (¬1). زاد أبو داود بعد وأنتم سكارى: فكان منادي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أقيمت الصلاةُ ينادي ألا لا يقربنَّ الصلاة سكرانٌ. ¬
6931 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرج حين زاغت الشمسُ صلى الظهرَ، فقام على المنبر، فذكر الساعة، فذكر أنَّ فيها أمورًا عظامًا، ثمَّ قال: ((من أحبَّ أن يسألَ عن شيءٍ فليسأل فلا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتُكم، ما دُمتُ في مقامي هذا))، فأكثر الناسُ البكاءَ، وأكثر أن يقول: سلوني:، فقامَ عبدُ الله بنُ حذافةَ السهميّ، فقالَ: من أبي؟ ((فقالَ أبوكَ حذافةُ؟)). ثمَّ أكثر أن يقول سلوني، فبرك عمرُ على ركبتيهِ، فقالَ: رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًا، فسكتَ، ثم قال: ((عُرضتْ علىَّ الجنةُ والنارُ آنفًا في عرض هذا الحائطِ، فلم أر كاليوم في الخيرِ والشرِّ))، قال ابنُ شهابٍ: فأخبرني عبيدُ الله بنُ عبدِ الله بنُ عبدِ الله بن عتبةَ، قالت أمُّ عبدِ الله بن حذافةَ لعبدِ الله: ما سمعتُ قطُّ أعقَ منكَ، أأمنتَ أن تكونَ أمُّك قارفت لبعضِ ما يقارفهُ أهلُ الجاهليةِ -[125]- فتفضحها على أعينِ الناسِ، فقال عبدُ الله بنُ حذافةَ: لو ألحقني بعبدٍ أسود للحقتهُ. للشيخين (¬1). ¬
6932 - وللترمذي: قال رجلٌ يا رسول الله من أبي؟ ((قال أبوك فلانُ)) فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم} [المائدة: 101] الآية (¬1). ¬
6933 - وللبخاري عن ابنِ عباسٍ: كان قومٌ يسألونَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - استهزاءً، فيقولُ الرجلُ: من أبي؟ ويقولُ الرجلُ تضلُ ناقتُه: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: 101] الآية (¬1). ¬
6934 - ابن المسيب قال: البحيرةُ: التي يُمنعُ درُّها للطواغيت فلا يُحلبها أحدٌ، والسائبةُ كانوا يسيبونها لآلهتهمُ لا يحملُ عليها شيءٌ. قال أبو هريرة: قال النبيُّ: ((رأيتُ عمرو بن عامرٍ الخزاعيِّ يجرُّ قُصبهُ في النارِ، وكان أول من سيَّب السوائب))، والوصيلة: الناقةُ تُبكِّرُ في أولِ نتاج الإِبل بأنثى، ثم تُثني بأنثى، وكانوا يُسيِّبُونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكرٌ، والحامِ: فحلُ الإِبلِ،، يضربُ الضِّرابَ المعدودَ، فإذا قضى ضرابهُ ودعُوهُ للطواغيت وأعفوهُ من الحملِ وسمَّوهُ الحاميَ (¬1). ¬
6935 - وفي روايةٍ: ((رأيتُ عمرو بنَ لحي بن قمعةَ بن خندفٍ أخا بني كعبٍ وهو يجرُّ قُصبهُ في النارِ))، زادَ في أخرى: أبو خزاعةَ. للشيخين (¬1). ¬
6936 - ابن عباسٍ: خرجَ رجلٌ من بني سهمٍ مع تميم الداريّ وعديّ ابن بداءٍ، فمات السهميُّ بأرض ليس بها مسلمٌ، فلمَّا قدموا بتركته فقدوا -[126]- جاما من فضةٍ مخوصًا بذهبٍ، فأحلفهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، من وجدَ الجام بمكة، فقالوا ابتعناهُ من تميم وعديّ بن بداءٍ، فقام رجلان من أوليائهِ، فحلفا لشهادتُنا أحق من شهادتهما، وإنَّ الجام لصاحبهم، قال وفيهم نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} [المائدة: 106]. للبخاري وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
6937 - وله أيضًا: أنَّ تميمًا قال: برئ الناسُ من هذه الآية غيري وغير عديٍّ بن بداءٍ، وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشامِ قبلَ الإسلام، وقدم عليها مولى لبني سهمٍ، ومعهُ جامٌ من فضةٍ يريدُ به الملكَ وهو أعظمُ تجارتهِ، فمرض فأوصى به إليهما وأمرهما أن يُبلغا ما ترك أهله، فلمَّا مات أخذنا الجام فبعناه بألفِ درهمٍ، ثم اقتسمناهُ أنا وعديّ، فلمَّا قدمنا إلى أهلهِ دفعنا لهم ما كان معنا ففقدوا الجام، فسألونا فقلنا: ما ترك غير هذا، فلمَّا أسلمتُ تأثمتُ من ذلك، فأتيتُ أهلهُ فأخبرتُهم الخبر، أديتُ إليهم خمسمائة درهمٍ، وأخبرتُهم أنَّ عند صاحبي مثلهُا، فأتَوا بهِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فسألهمْ البينةَ، فلم يجدُوا، فأمرهم أن يستحلفُوهُ بما يعظمُ على أهلِ دينهِ، فحلفَ، فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} إلى قوله {بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ} [المائدة: 106 - 108] فقامَ عمرو بنُ العاصِ ورجلٌ آخرُ فحلفا، فنزعتُ الخمسَ مائةَ درهمٍ من عديّ. وقال الترمذي: ليس إسنادهُ بصحيحٍ (¬1). ¬
6938 - عمارُ بنُ ياسرٍ رفعه: ((أنزلت المائدةُ من السماءِ خبزًا ولحمًا، وأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا لغدٍ، فخانُوا وادخرُوا ورفعُوا لغدٍ، فمُسخُوا قردةً وخنازيرَ)). للترمذي (¬1). ¬
سورة الأنعام
سورة الأنعام
6939 - أسماءُ بنتُ يزيدٍ: نزلت سورةُ الأنعامِ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - جملةً واحدةً، كادت من ثقلها أن تكسر عظم الناقةِ. للكبير بلين (¬1). ¬
6940 - وللصغير بضعفٍ عن ابن عمرَ رفعهُ: ((نزلت علىَّ سورةُ الأنعامِ جملةً واحدةً يشيعها سبعون ألف ملكٍ، لهم زجلٌ بالتسبيح والتحميدِ)). وللأوسط عن أنس نحوه بخفى (¬1). ¬
6941 - ابن عباسٍ: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} [الأنعام: 26] نزلت في أبي طالبٍ، كان ينهى عن أذى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وينأى عن اتباعهِ. للكبير بلين (¬1). ¬
6942 - علىّ: أنَّ أبا جهلٍ قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إنَّا لا نُكذبك، ولكن نكذبُ بما جئتَ بهِ. فأنزل الله: {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ الله يَجْحَدُون} [الأنعام: 33]. للترمذي (¬1). ¬
6943 - و ((للكبيرِ)) بضعفٍ عن ابن عباسٍ: {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ} مخففةٌ، وكذلك كانوا يقرءونها، وقال: لا يقدرون على أن لا تكون رسولاً، ولا على أن لا يكون القرآن قرآنًا، فأمَّا إن يكذبونك بألسنتهم فهم يكذبونك، وذاك الإكذابُ، وذاك التكذيبُ (¬1). ¬
6944 - عقبةُ بن عامرٍ رفعه: ((إذا رأيت الله تعالى يعطي العبدَ في الدنيا على معاصيهِ ما يحبُ، فإنما هو استدراجٌ))، ثم تلا - صلى الله عليه وسلم - {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْء} {مُبْلِسُونَ} [الأنعام: 44]. -[128]- لأحمد والكبير وزاد: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:45] (¬1). ¬
6945 - سعدُ: كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ستةُ (أنفارٍ) (¬1)، فقال المشركون لهُ: اطرد هؤلاء لا يجئرون علينا، قال: وكنتُ أنا وابنُ مسعودٍ ورجلٌ من هذيلٍ وبلالٌ ورجلانِ لستُ أسميهما، فوقعَ في نفسِ النبيِّ ما شاء الله أن يقع، فحدّث نفسهُ، فأنزل الله: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَه} [الأنعام: 52]. لمسلم (¬2). ¬
6946 - وعنه: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُم} [الأنعام: 65] فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إنها كائنةٌ ولم يأتِ تأويلها بعدُ)). للترمذي (¬1). ¬
6947 - أُبيٌّ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} الآية، قالُ: هُنَّ أربعٌ، وكلُّهنَّ عذابٌ، وكلُّهنَّ واقعٌ لا محالةَ، فمضت اثنتان بعد وفاة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بخمسٍ وعشرين سنةٍ فألبسوا شيعًا، وذاقَ بعضهم بأس بعضٍ، وبقيت اثنتانِ واقعتانِ لا محالةَ؛ الخسفُ والرجمُ. لأحمد، وفي الأصل، الظاهرُ أنَّ قولهُ فمضت اثنتان إلى آخره من قول رفيعٍ، فإنَّ أبُيّ بن كعبٍ لم يتأخر إلى زمن الفتنة، والله أعلمُ (¬1). ¬
6948 - جابرُ قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لما نزلت: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} قال: ((أعوذُ بوجهك)) {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُم} قال: ((أعوذُ بوجهك))، فلمَّا نزلت: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْض} [الأنعام: 65] قال: ((هاتان أهونُ وأيسرُ)). للبخاري والترمذي (¬1). ¬
6949 - ابنُ مسعودٍ: لمَّا نزلت: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: من الآية82] شقَّ ذلك على المسلمين، وقالوا: أيُّنا لا يظلمُ نفسهُ؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس -[129]- ذاك إنما هو الشركُ، ألم تسمعُوا قول لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِالله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: من الآية13])). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
6950 - وعنه: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَع} [الأنعام: 98] مستودعها في الدنياـ، ومستقرها في الرحم. للكبير (¬1). ¬
6951 - ابنُ عباسٍ: أتى ناسٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا: يا رسول الله: أنأكلُ ما نقتلُ ولا نأكلُ ما يقتلُ الله؟ فأنزل الله {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ الله عَلَيْهِ} إلى {لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121] (¬1). ¬
6952 - وفي روايةٍ: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْه} [الأنعام: 118] {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ الله عَلَيْهِ} [الأنعام: 121] فنسخ، واستثنى من ذلك فقال: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [المائدة: 5]. لأصحاب السنن (¬1). ¬
6953 - وعنه: إذا سركَ أن تعلمَ جهل العربِ فاقرأ ما فوق الثلاثينَ والمائةِ من سورةٍ الأنعامِ: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ} إلى قوله {قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [الأنعام:140]. للبخاري (¬1). ¬
6954 - ابنُ مسعودٍ: من سرهُ أن ينظر إلى الصحيفةِ التي عليها خاتمُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - فليقرأ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} إلى {قوله تَتَّقُونَ} [الأنعام: 151: 153]. للترمذي (¬1). ¬
6955 - أبو هريرة رفعهُ: ((ثلاثٌ إذا خرجن لا ينفعُ نفسًا إيمانُها لم تكن آمنت من قبلُ: طلوعُ الشمسِ من مغربها، والدجالُ، ودابةُ الأرضِ)). لمسلم والترمذي (¬1). ¬
6956 - ولهُ عن أبي سعيدٍ رفعه: {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّك} [الأنعام: 158] طلوعُ الشمس من مغربها (¬1). ¬
6957 - عمر رفعه: ((يا عائشةُ {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً} [الأنعام: 159] هم أصحابُ البدعِ والأهواءِ، ليس لهم توبةٌ، أنا منهم بريءٌ وهم مني براءُ)). للصغير (¬1). ¬
6958 - أبو هريرة رفعه: ((يقولُ الله: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنةً، وإذا أراد أن يعمل حسنةً فلم يعملها، اكتبوها لهُ حسنةً، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائةٍ)). للشيخين والترمذي. وزاد: ثم قرأ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: من الآية160] (¬1). ¬
6959 - وللشيخين عن ابنِ عباسٍ نحوه وفيه: ((إلى سبعمائةِ ضعفٍ، إلى أضعافٍ كثيرةٍ)) (¬1). ¬
سورة الأعراف وسورة الأنفال
سورة الأعراف وسورة الأنفال
6960 - ابنُ عباس: كانت المرأةُ تطوفُ بالبيت وهي عريانةٌ، فتقولُ: من يعيرني تطوافًا؟ تجعلهُ على فرجهَا، وتقولُ: اليوم يبدو بعضهُ أو كلُّه ... وما بدا منه فلا أحلُّه فنزلت: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [لأعراف: 31]. لمسلم والنسائي (¬1). ¬
6961 - أبو سعيدٍ: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن أًصحاب الأعرافِ فقال: ((هم رجالٌ قتلوا في سبيل الله، وهم عصاةٌ لآبائهم، فمنعتهمُ الشهادةُ أن يدخلوا النارَ، ومنعتهمُ المعصيةُ أن يدخلوا الجنةُ، وهم على سورٍ بين الجنةِ والنارِ، حتى تذبل لحومهم -[131]- وشحومهم، حتى يفرغ الله من حسابِ الخلائقِ، فإذا فرغ من حساب خلقه فلم يبق غيرهم، تغمدهم منه برحمةٍ فأدخلهم الجنة برحمته)). للأوسط والصغير بضعف (¬1). ¬
6962 - عبدُ الله بنُ بسرٍ: خرجتُ من حمصٍ فآواني الليلُ إلى البقيعةِ فحضرني من أهلٍ الأرض، فقرأتُ: {إِنَّ رَبَّكُمُ الله الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} الآية [الأعراف: 54]، فقال بعضهم لبعضٍ أخرسوهُ الآن حتى يُصبح. فلمَّا أصبحتُ ركبتُ دابتي. للكبير بلين (¬1). ¬
6963 - أبو واقدٍ الليثي أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لمَّا خرجَ إلى غزوة حنينٍ، مرَّ بشجرةٍ للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتُهم، يقالُ لها: ذاتُ أنواطٍ، فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواطٍ، كما لهم ذاتُ أنواطٍ، فقال: ((سبحان الله، هذا كما قال قومُ موسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، والذي نفسي بيده لتركبنَّ سنن من كان قبلكم)). للترمذي (¬1). ¬
6964 - زاد رزين: ((حذو النعل بالنعلِ والقذةَ بالقذةِ، حتى إن كان فيهم من أتى أمهُ يكونُ فيكم، فلا أدري أتعبدون العجلَ أم لا)). (¬1) ¬
6965 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآيةَ: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً} [الأعراف: 143] قال حمادُ: هكذا، وأمسك سليمانُ بطرفِ إبهامهِ على أنملة إصبعه اليمنى (¬1)، قال فساخ الجبلُ {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً} [الأعراف: من الآية143]. للترمذي (¬2). ¬
6966 - ابنُ عباسٍ: سأل موسى عليهِ السلامُ مسألةً فأعطيها محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -، قولهُ: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} إلى {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 155: 156]. للبزار بلين (¬1). ¬
6967 - عمر: وسُئل عن قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ (ذُرِّيَّتَهُمْ) (¬1)} [الأعراف: 172] الآية فقال سُئل عنها - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إنَّ الله تعالى خلق آدم، ثم مسح ظهرهُ بيمينه فاستخرج منهُ ذريةً، فقالُ: خلقتُ هؤلاءِ للجنة -[132]- وبعمل أهل الجنة يعملونَ، ثم مسحَ ظهرهُ فاستخرج منهُ ذريةً فقالَ: خلقتُ هؤلاء للنار وبعمل أهلِ النارِ يعملونَ)). فقال رجلٌ: يا رسولَ الله ففيمَ العملُ؟ فقال: ((إنَّ الله إذا خلقَ العبد للجنةِ استعملهُ بعملِ أهلِ الجنةِ حتى يموت على عملٍ من أعمالِ أهلِ الجنةِ، فيدخلهُ به الجنةَ، وإذا خلقَ العبدَ للنارِ استعملهُ بعملِ أهلِ النارِ حتى يموتَ على عملٍ من أعمالِ أهلِ النارِ، فيدخلهُ به النارَ)). لمالكِ والترمذي وأبي داود (¬2). ¬
6968 - ولابن أحمد عن أُبيّ بن كعبٍ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ} [الأعراف: 172] الآية: قال جمعهم فجعلهم أرواحًا، ثمَّ صورهم فاستنطقهم فتكلموا، ثمَّ أخذوا عليهمُ العهد والميثاق {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] قال: فإني أشهدُ عليكمُ السمواتِ السبعَ، وأشهدُ عليكم آباءكم أن تقولوا يوم القيامةِ لم نعلم بهذا، اعلموا أنهُ لا إله غيري، ولا ربَّ غيري، ولا تُشركوا بي شيئًا، إني سأرسلُ إليكم رسلي يذكرونكُم عهدي وميثاقي، وأُنزلُ عليكُم كُتبي، قالوا: شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا ربَّ لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك، فأقروا، ورفع عليهم آدمُ عليهِ السلامُ لينظر إليهم، فرأى الغنىَّ والفقير وحسن الصورة ودون ذلك، فقال يا ربِ: لولا سويتَ بين عبادك؟ قال: إني أحبُّ أن أشكر، ورأى الأنبياءَ فيهم مثلُ السرجِ عليهم، وخصوا بميثاقٍ آخر في الرسالةِ والنبوة وهو قولهُ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ - إلى قوله- وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: 7] كان في تلك الأرواحِ فأرسلهُ إلى مريم فحدّث عن أبي أنهُ دخلَ مِن فيها (¬1). ¬
6969 - وللترمذي عن أبي هريرةَ رفعهُ: ((لمَّا خلق الله آدمَ مسحَ ظهرهُ فسقطَ من ظهره كلُ نسمةٍ هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامةِ، وجعلَ بينَ عينيّ كلِ إنسانٍ منهم وبيصًا من نورٍ، ثم عرضهُم على آدم، فقال: أي رب -[133]- من هؤلاء؟ قال: ذريتك: فرأى رجلاً منهم فأعجبهُ وبيصُ ما بينَ عينيهِ، فقالَ أي رب: من هذا؟ قال: داود، فقال: رب كم جعلت من عمرهِ؟ قالًَ ستينَ سنةً، قالَ رب: زدهُ مِن عمري أربعينَ سنةً، فلمَّا انقضى عمرُ آدم إلا أربعينَ جاءهُ ملكُ الموتِ، فقال آدمُ أو لم يبقَ من عمري أربعينَ سنةً؟ قال: أو لم تعطها ابنك داودَ؟ فجحدَ آدمُ فجحدت ذريتُه، ونسى آدمُ فأكل من الشجرة فنسيت ذريتهُ، وخطئ فخطئت ذريتُه)) (¬1). ¬
6970 - سمرةُ بنُ جندبٍ رفعه: ((لمَّا حملت حواءُ طافَ بها إبليسُ، وكان لا يعيشُ لها ولدٌ فقالَ: سميهِ عبد الحارثِ فسمتهُ، فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطانِ وأمره)) (¬1). للترمذي. ¬
6971 - ابنُ مسعودٍ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} [الأعراف: من الآية175] قال: هو بلعمُ أو قال: بلعام. للكبير (¬1). ¬
6972 - ولهُ عن ابن عمرو بنِ العاصِ: أنها نزلت في أمية بن أبي الصلتِ (¬1). ¬
6973 - ابن الزبيرِ ما نزلت: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199] إلا في أخلاقِ الناسِ (¬1). ¬
6974 - وفي روايةٍ: أمر الله نبيهُ أن يأخذ العفو من أخلاقِ الناسِ. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
6975 - ابنُ جبير: قلتُ لابن عباسٍ سورة الأنفالِ؟ قال نزلت في بدرٍ. للشيخين (¬1). ¬
6976 - سعد: لمَّا كانَ يومُ بدرٍ جئتُ بسيفٍ، فقلتُ: يا رسولَ الله إنَّ الله قد شفى (قلبي) (¬1) من المشركينَ أو نحو هذا، هبْ لي هذا السيف، -[134]- فقال: ((هذا ليس لي ولا لك))، فقلتُ: عسى أن يُعطى هذا السيفُ من لا يُبلي بلائي، فجاءني الرسولُ: ((وقال إنك سألتني وليس لي، وأنُه قد صار لي، وهو لك))، فنزلت: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَال} الآية [الأنفال: 1]. لمسلم وأبي داود والترمذي (¬2). ¬
6977 - ابنُ عباسٍ: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ الله الصُّمُّ الْبُكْم} الآية [الأنفال: 22]، هُم نفرٌ من بني عبدِ الدارِ. للبخاري (¬1). ¬
6978 - أنس: قالُ أبو جهل: {اللهمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاء} الآية [الأنفال: 32]، فنزلت: {وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} الآية [الأنفال: 33]، فلمَّا أخرجوهُ نزلتْ {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ الله وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآية [الأنفال: 34]. للشيخين (¬1). ¬
6979 - عقبةُ بنُ عامر رفعه: (({وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} ألا إنَ القوةَ الرميَ، ثلاثًا)). لمسلم والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
6980 - ابنُ عباسٍ: لمَّا نزلت {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال: 65] كُتب عليهم أن لا يفر واحدٌ من عشرةٍ ولا عشرونَ من مائتين، ثم نزلت: {الْآنَ خَفَّفَ الله عَنْكُم} الآية [الأنفال: 66]، فكتب أن لا يفرَّ مائةٌ من مائتينِ (¬1). ¬
6981 - وفي روايةٍ: لمَّا نزلت {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال: 65] شقَّ ذلك على المسلمين فنزلت: {الْآنَ خَفَّفَ الله عَنْكُم} الآية فلمَّا خفف الله عنهم من العدةِ نقصَ عنهم من الصبرِ بقدرِ ما خفف عنهم. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
6982 - عمرُ: لمَّا كانَ يومُ بدرٍ وأخذ ـ يعني النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ـ الفداءَ، فأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ - إلى قوله- لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 67 - 68] ثمَّ أحلَّ لهم الغنائمَ (¬1). ¬
6983 - ابنُ عباس: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا} [الأنفال: 72] وقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا} [الأنفال: 72] كان الأعرابي لا يرثُ المهاجر ولا يرثهُ المهاجرُ، فنسخت، فقال: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأنفال: 75]. هما لأبي داود (¬1). ¬
سورة براءة
سورة براءة
6984 - حذيفةُ: قال التي تسمونها سورة التوبة هي سورةُ العذابِ، وما تقرءونَ منها مما كنا نقرأُ إلا ربُعها. للأوسط (¬1). ¬
6985 - ابنُ عباس: قلتُ لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني؟ وإلى براءة وهي من المئينِ، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطرَ بسمِ الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبعِ الطوالِ، ما حملكُم على ذلك؟ قال عثمانُ: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مما يأتي عليه الزمانُ وهو تنزلُ عليه السورُ ذواتُ العددِ، وكان إذا نزل عليه شيءٌ دعا بعض من كان يكتبُ فيقول: ((ضعوا هؤلاء الآيات في السورةِ التي يُذكر فيها كذا وكذا)) فإذا نزلت عليهِ الآياتُ، فيقولُ: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يُذكرُ فيها كذا وكذا))، وكانتِ الأنفالُ من أوائل ما نزلَ بالمدينةِ، وكانت براءةُ من آخرِ القرآنِ نزولاً، وكانت قصتُها شبيهةً بقصتها، فقبض - صلى الله عليه وسلم - ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجلِ ذلك قرنتُ بينهما، ولم أكتب سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتُها في السبعِ الطوالِ. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
6986 - ابنُ جبير: قلتُ لابنِ عباسٍ سورة التوبةِ: قالَ بل هي الفاضحةُ، ما زالت تقولُ: ومنهُم ومنهم، حتى ظنوا أن لا يبقى أحدٌ إلا ذُكرَ فيها، قلتُ سورةُ الأنفالِ: قال: نزلت في بدرٍ، قلتُ: سورةُ الحشرِ: قال: نزلت في بني النضيرِ. للشيخين (¬1). ¬
6987 - أبو هريرة: أنَّ أبا بكرٍ بعثهُ في الحجةِ التي أمرهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قبل حجةِ الوداع في رهطٍ يؤذنون في الناس يومَ النحرِ، أن لا يحج بعد العامِ مشركٌ ولا يطوفُ بالبيت عريانٌ (¬1). ¬
6988 - وفي رواية: ثمَّ أردفَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بعليّ، فأمرهُ أن يؤذنَ ببراءةَ، فأذن معنا في أهل مني ببراءة، أن لا يحجَ بعد العامِ مشركٌ، ولا يطوفَ بالبيتِ عريانٌ (¬1). ¬
6989 - وفي أخرى: ويوم الحجِ الأكبرِ يومُ النحرِ، والحجُ الأكبرُ الحجُ، وإنما قيل الحجُ الأكبرُ منِ أجلِ قولِ الناسِ: العمرة الحجُ الأصغرُ، قال فنبذ أبو بكرٍ إلى الناسِ في ذلك العامِ، فلم يحجَّ في العامِ القابلِ الذي حجَّ فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حجةَ الوداعِ مشركٌ، وأنزلَ الله في العامِ الذي نبذ فيهِ أبو بكرٍ إلى المشركين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَس} الآية [التوبة: 28]، وكان المشركون يوافون بالتجارةِ فينتفعُ بها المسلمونُ، فلمَّا حرَّم الله على المشركين أن يقربوا المسجدَ الحرامَ، وجد المسلمون في أنفسهم مما قُطعَ عليهم من التجارة التي كان المشركون يوافون بها، فقال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ} [التوبة: 28] ثمَّ أحلَّ في الآية التي تتبُعها الجزية، ولم تؤخذ قبل ذلك، فجعلها عوضًا مما منعهُم من موافاةِ المشركين بتجاراتهم، فقال: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالله وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} الآية [التوبة: 29]، فلمَّا أحلَّ الله ذلك للمسلمينَ عرفُوا أنهُ قد عاضهُم أفضلَ مما خافُوا، ووجدوا عليهِ مما كان المشركون يوافون به من التجارةِ. للشيخين وأبى داود والنسائي (¬1). ¬
6990 - على: وقد سُئلَ بأيِّ شيءٍ بُعثت في الحجةِ؟ قال: ((بعثتُ بأربعٍ: لا يطوفنَ بالبيتِ عريانٌ، ومن كان بينه وبين النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عهدٌ فهو إلى مدتهِ، ومن لم يكُن لهُ عهدٌ فأجلُه أربعة أشهرٍ، ولا يدخل الجنة إلا نفسٌ مؤمنةٌ، ولا يجتمع المشركون والمؤمنون بعد عامهم هذا)). للترمذي (¬1). ¬
6991 - جابر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حين رجع من عمرةِ الجعرانةِ بعث أبا بكرٍ على الحجِ فأقبلنا معهُ، حتى إذا كنَّا بالعرجِ ثوب للصبح ثم استوى ليكبرَ، فسمع الرغوةَ خلفَ ظهرهِ، فوقف عن التكبير، فقال: هذه رغوةُ ناقةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الجدعاءَ، لقد بدا لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قفي الحجِ، فلعلهُ يكونُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فنصلي معه، فإذا عليٌّ عليها، فقال لهُ أبو بكرٍ: أميرٌ أم رسولُ؟ قال: لا بل رسولٌ، أرسلني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ببراءةَ أقرؤها على الناس في مواقف الحجِ، فقدمنا مكة، فلمَّا كان قبل الترويةِ بيومٍ، قام أبو بكرٍ فخطبَ الناسُ، فحدثهُم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ، قام عليٌّ فقرأ على الناسِ براءةَ حتى ختمها، ثمَّ كان يومُ النحرِ، فأفضنا، فلمَّا رجع أبو بكرٍ خطب الناسَ فحدثُهم عن إفاضتهم، وعن نحرهم، وعن مناسكهم، فلمَّا فرغ قام عليٌّ فقرأ على الناسِ براءة، حتى ختمها، فلمَّا كان يومُ النفرِ الأولِ، قام أبو بكرٍ فخطبَ الناسَ، فحدثهُمْ كيف ينفرون، وكيف يرمونَ، يعلمهُم مناسكهم، فلمَّا فرغ قام عليٌّ فقرأ على الناسِ براءة، حتى ختمها. للنسائي (¬1). ¬
6992 - حذيفةُ: قال ما بقى من أصحاب هذه الآيةِ، يعني: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ} [التوبة: 12] إلا ثلاثةٌ، ولا بقى من المنافقين إلا أربعةٌ، فقال أعرابيّ: إنكم أصحابُ محمدٍ تخبرون أخبارًا لا ندري ما هي، تزعمون أن لا منافق إلا أربعةً، فما بالُ هؤلاء -[138]- الذين يبقرون بيوتنا، ويسرقون أعلاقنا؟ قال: أولئك الفُسَّاقُ، أجل لم يبق منهم إلا أربعةٌ، أحدهم شيخٌ كبيرٌ لو شرب الماء البارد لما وجد بردهُ. للبخاري (¬1). ¬
6993 - النعمانُ بنُ بشير: كنتُ عند منبر النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجلٌ: ما أبالي أن لا أعملَ عملاً بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج وقال آخرُ: ما أبالي أن لا أعملَ عملاً بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجدَ الحرامَ، وقال آخرُ: الجهادُ في سبيل الله أفضلُ مما قلتُم، فزجرُهم عمرُ وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يومُ جمعةٍ، ولكن إذا صليتُ الجمعةَ دخلتُ فاستفتيتُهُ فيما اختلفتم فيهِ، فنزل: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِالله} [التوبة: 19] إلى آخرها. لمسلم (¬1). ¬
6994 - عديُّ بنُ حاتمٍ: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وفي عنقي صليبٌ من ذهبٍ، فقال يا عديّ: اطرح عنك هذا الوثنَ، وسمعتُهُ يقولُ: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ الله} [التوبة: 31] قال: ((إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانُوا إذا أحلُّوا لهم شيئًا استحلُوهُ، وإذا حرموا عليهم شيئًا حرموهُ)). للترمذي (¬1). ¬
6995 - زيدُ بنُ وهبٍ: مررتُ بالربذة فإذا بأبي ذرٍ، فقلتُ لهُ: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنتُ بالشامِ فاختلفتُ أنا ومعاوية في هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله} [التوبة: 34] فقال معاويةُ: نزلتْ في أهلِ الكتابِ، فقلتُ: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذلك كلامٌ، فكتب إلى عثمان يشكوني، فكتب إلىَّ عثمانُ أن أقدم المدينةَ، فقدمتُها، فكثر علىَّ الناسُ حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرتُ ذلك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيتَ وكنتَ قريبًا، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمَّروُا علىَّ حبشيًا لسمعتُ وأطعتُ. للبخاري (¬1). ¬
6996 - ابنُ عباسٍ: لمَّا نزلت: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} [التوبة: 34] كبر ذلك على المسلمين، فقال عمرُ: أنا أفرجُ عنكم، فانطلق فقال: يا نبي الله إنُه كبر على أًصحابكَ هذه الآيةُ، فقال: ((إنَّ الله لم يفرض الزكاةَ إلاَّ لطيِّب ما بقى من أموالكُم، وإنما فرض المواريث، وذكر كلمةً لتكون لمن بعدكم))، فكبر عمرُ ثمَّ قال لهُ: ((ألا أخبرك بخير ما يكنزُ المرءُ؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرتهُ، وإذا أمرها أطاعتْهُ، وإذا غاب عنها حفظتهُ)). لأبي داود (¬1). ¬
6997 - ابنُ عمرو بن العاص: كانت العربُ يحلون عامًا شهرًا وعامًا شهرين، ولا يصيبون الحج إلا في كلِّ ستةٍ وعشرين سنةً مرةً، وهو النسيءُ الذي ذكرهُ الله تعالى في كتابهِ، فلمَّا كان عامُ حج أبو بكرٍ بالناسِ، وافق ذلك العامُ الحجَ، فسماهُ الله الحجُ الأكبرُ، ثم حجَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من العامِ المقبلِ، فاستقبل الناسُ الأهلةَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الزمان قد استدار كهيئتهِ يوم خلق الله السمواتِ والأرض)). للأوسط (¬1). قلتُ لعلهُ إلا في كلِّ ستةٍ وثلاثين سنةً، لأن الباعث لهم على الإِنساءِ وهو أن يأتي الحجُّ كلَّ عامٍ في زمن الثمار ليجلبها عليهمُ الحجاج، إنما يقتضي أن يستدير الحجُ في تسع ذي الحجةِ في كلِ ستٍ وثلاثين تقريبًا، فلو أحلُّوا محرمًا في عامٍ ومحرمًا وصفر في الثاني، ومحرمًا فقط في الثالث وحجوا في تاسع الحجة في الأعوامِ الثلاثة، ثم أحلُّوا صفر وربيع في الرابع وصفر فقط في الخامس، وصفر وربيع في السادس، وحجُّوا في تاسعِ المحرم في هذه الثلاثة، وهكذا في بقيتها، فإنَّ عود الحجِ إلى تاسعِ ذي القعدة إنما يكونُ في تلك المدةِ، وبهذه يكونُ للحديث معنى صحيحٌ. والله أعلم. ¬
6998 - ابنُ عباسٍ: {لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} الآية [التوبة: 44]، فنسختها التي في النورِ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرَسُولِهِ - إلى غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 62]. لأبي داود (¬1). ¬
6999 - أبو مسعودٍ البدريّ لمَّا نزلت آيةُ الصدقةِ كنَّا نُحاملُ على ظهورنا، فجاء رجلٌ فتصدقَ بشيءٍ كثيرٍ، فقالوا مراءٍ، وجاء رجلٌ فتصدق بصاعٍ، فقالوا: إنَّ الله لغنيُّ عن صاعِ هذا، فنزلت: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] (¬1). الآية. ¬
7000 - ابن عمر: لمَّا تُوفى عبدُ الله- يعني ابن أبي بن سلول- جاء ابنه عبدُ الله إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فسألهُ أن يعطيهُ قميصهُ يكفِّنُ فيهِ أباهُ، فأعطاهُ، ثم سألهُ أن يُصلِّي عليهِ، فقام ليصلي عليهِ، فقام عمرُ فأخذ بثوبه - صلى الله عليه وسلم -، فقال يا رسول الله: تُصلي عليه وقد نهاك ربك أن تُصلي عليه؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما خيرني الله تعالى قال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّة} [التوبة: 80] وسأزيد على السبعين)) قال: إنهُ منافقٌ، فصلى عليهِ - صلى الله عليه وسلم - فنزل: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً - إلى فَاسِقُونَ} (¬1). هما للشيخين والنسائي. ¬
7001 - ولهُ وللبخاري والترمذي عن عمر نحوهُ وفيه: أتصلي على ابن أبيّ وقد قال يوم كذا وكذا؛ كذا وكذا؟ أعدد عليه قولهُ، فتبسم - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ((أخِّر عني يا عمرُ))، فلمَّا أكثرتُ عليهِ، قال: ((أما إنِّي خيرتُ)) بنحوه. وفيه: فعجبتُ بعدُ من جرأتي على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ، والله ورسولهُ أعلمُ (¬1). ¬
7002 - ابنُ عباسٍ: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ - عَظِيمٍ} [التوبة: 101] قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعةِ خطيبًا، فقال: ((قُم يا فلانُ فاخرج فإنك منافقٌ، اخرج يا فلانُ فإنك منافقٌ، وأخرجهم بأسمائهم ففضحُهم، ولم يكن عمرُ شهد تلك الجمعة لحاجةٍ كانت لهُ، فلقيهم عمرُ وهم يخرجون من المسجدِ فاختبأ منهم استحياءً أنهُ لم يشهد الجمعة، وظنَّ أن الناس قد انصرفوا واختبئُوا هم من عمر، وظنوا أنهُ قد علم بأمرهم، فدخل عمرُ المسجد، فإذ الناسُ لم ينصرفوا، فقال له رجلٌ أبشر يا عمر: فقد فضح الله المنافقين اليوم، فهذا يومُ العذابِ الأولِ، والعذابِ الثاني عذابُ القبرِ)) (¬1). للأوسط بضعيف. ¬
7003 - على: سمعتُ رجلاً يستغفرُ لأبويه وهما مشركانِ، فقلتُ لهُ: أتستغفرُ لأبويك وهما مشركان؟ فقال استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشركٌ، فذكرتُ ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] (¬1). للترمذي والنسائي. ¬
7004 - كعبُ بنُ مالكٍ: -[142]- لم أتخلَّفْ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في غزوةٍ غزاها قطُّ، إلا في غزوة تبوكٍ، غير أني قد تخلَّفتُ في غزوة بدرٍ ولم يُعاتب أحدٌ تخلف عنها، إنما خرج يريدُ عير قريشٍ حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعادٍ، ولقد شهدتُ ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام، وما أحبُ أنَّ لي بها مشهد بدرٍ، وإن كانت بدرٌ أذكرُ في الناس منها، وكان من خيري حين تخلفت من غزوة تبوكٍ أني لم أكن قطُّ أقوى ولا أيسر مني حينَ تخلفتُ، والله ما جمعتُ راحلتين قطُّ حتى جمعتهما في تلك الغزوة، ولم يكن - صلى الله عليه وسلم - يريدُ غزوةً إلا ورَّى بغيرها حتى كانت تلك الغزوةُ، فغزاها - صلى الله عليه وسلم - في حرٍ شديدٍ، واستقبل سفرًا بعيدًا ومفازًا، واستقبل عدوًا كثيرًا، فجلى للمسلمين أمرهُم ليتأهبُوا أهبةَ غزوهم، وأخبرهُم بوجههِ الذي يريدُ، والمسلمون معه - صلى الله عليه وسلم - كثيرٌ لا يجمعُهم كتابٌ حافظ، فقلَّ رجلٌ يريدُ أن يتغيب إلا ظنَّ أنَّ ذلك سيخفي ما لم ينزل فيه وحيٌ، وغزا - صلى الله عليه وسلم - تلك الغزوة حين طابتِ الثمارُ والظلالُ، فأنا إليها أصعرُ، فتجهز - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معهُ، وطفقتُ أغدوا لكيّ أتجهز معُهم فأرجع ولم أقض شيئًا، وأقولُ في نفسي أنا قادرٌ على ذلك إذا أردتُ، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى استمرَ بالناس الجدُّ، فأصبح - صلى الله عليه وسلم - غاديًا ولم أقض من جهازي شيئًا، ثم غدوتُ فرجعت ولم أقضِ شيئًا فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعُوا وتفارط الغزو، فهممتُ أن أرتحل فأدركهم، فيا ليتني فعلتُ، ثم لم يُقدَّر ذلك لي، وطفقتُ إذا خرجتُ في الناسٍ بعد خروج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يحزنني أن لا أرى لي أسوةً إلا رجلاً مغموصًا عليه في النفاقِ، أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاءِ، ولم يذكرني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغَ تبوكَ، فقالَ وهو جالسٌ في القوم بتبوك: ((ما فعلَ كعبُ بنُ مالكٍ)) فقال رجلٌ من بني سلمة: يا رسول الله حبسهُ برداهُ والنظر في عطفيهِ، فقال له معاذُ بنُ جبلٍ: -[143]- بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرًا، فسكت - صلى الله عليه وسلم -، فبينا هو على ذلك رأى رجلاً مبيضًا يزول به السرابُ، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((كُن أبا خيثمة)) فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري، وهو الذي تصدَّق بصاع التمر حين لمزهُ المنافقون، فلمَّا بلغني أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قد توجه قافلاً من تبوك حضرني بثِّي، فطفقتُ أتذكرُ الكذب وأقولُ بم أخرجُ من سخطهِ غدًا، وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلمَّا قيل إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قد ظلَّ قادمًا، زاحَ عني الباطلَ حتى عرفتُ أنني لن أنجو منه بشيء أبدًا، فأجمعتُ صدقهُ، وأصبحَ - صلى الله عليه وسلم - قادمًا، وكان إذا قدم من سفرٍ بدأ بالمسجدِ فركع فيه ركعتينِ، ثم جلس للناس، فلمَّا فعل ذلك جاءه المخلَّفُون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعةً وثمانين رجلاً، فقبل منهم علانيتهم وبايعهُم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله تعالى حتى جئتُ، فلمَّا سلمتُ تبسَّم تبسُّمَ المغضب، ثم قال: ((تعال)) فجئتُ أمشي حتى جلستُ بين يديهِ، فقال لي: ((ما خلفكَ، ألم تكن قد ابتعتَ ظهرك؟)) قلتُ يا رسول الله: إني والله لو جلستُ عند غيركَ من أهلِ الدنيا لرأيتُ أني سأخرجُ من سخطه بعذرٍ، ولقد أُعطيتُ جدلاً، ولكني والله لقد علمتُ أني لئن حدثتك اليوم حديث كذبٍ ترضى بهِ عني، ليوشكنَّ الله أن يُسخطك علىَّ، ولئن حدثتك حديثَ صدقٍ تجدُ علىَّ فيه، إني لأرجو فيه عفو الله، والله ما كان لي من عذرٍ، والله ما كنتُ قطُّ أقوى ولا أيسر مني حين تخلفتُ عنك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أمَّا هذا قد صدقَ، فقم حتى يقضي الله فيكَ))، فقمتُ وثار رجالٌ من بني سلمة فاتبعوني، فقالوا لي والله ما علمناك أذنبتَ ذنبًا قبل هذا، لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بما اعتذر إليه المخلَّفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفارُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لك، فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردتُ أن أرجع إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأكذِّبَ نفسي، ثم قلتُ لهم: هل لقى هذا معي من أحدٌ؟ قالوا: نعم، لقيهُ معك رجلانِ، قالا: مثل ما قلت، وقيل لهما مثل ما قيل لك، قلتُ: من هما؟ قالوا: مرارةُ بن الربيع العامري وهلالُ بن أمية الواقفىُّ، فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرًا، فيهما أسوةٌ، فمضيتُ حين ذكروهما لي، ونهى - صلى الله عليه وسلم - المسلمين عن كلامنا أيُّها الثلاثةُ من بين من تخلَّف عنهُ، فاجتنبنا الناسُ، أو قال تغيروا لنا، حتى تنكَّرت لي في نفسي الأرضُ فما هي بالأرض التي أعرفُ، فلبثنا -[144]- على ذلك خمسين ليلةً، فأمَّا صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيانِ، وأمَّا أنا فكنتُ أشبَّ القومِ وأجلدَهُمْ، فكنتُ أخرجُ فأشهد الصلاة وأطوفُ في الأسواقِ، فلا يكلمُني أحدٌ، وآتي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلمُ عليه وهو في مجلسهِ بعد الصلاةِ فأقولُ في نفسي: هل حرَّك شفتيه بردِّ السلامِ أم لا؟ ثمَّ أصلي قريبًا منهُ وأسارقُهُ النظر، فإذا أقبلتُ على صلاتي نظر إلىَّ فإذا التفتُ نحوهُ أعرض عني حتى إذا طالَ علىَّ ذلك من جفوةِ المسلمين، مشيتُ حتى تسورتُ جدار حائطِ أبي قتادةَ، وهو ابنُ عمي، وأحبُّ الناسِ إلىّ، فسلمتُ عليه، فوالله ما ردَّ عليَّ السلامَ، فقلت له يا أبا قتادةَ: أنشدك بالله هل تُعلمني أني أحبُّ الله ورسولهُ؟ فسكتَ، فعدتُ فناشدتُهُ، فسكت، فعدتُ فناشدتُهُ، فقال: الله ورسولهُ أعلمُ، ففاضت عيناي، وتوليتُ حتى تسورتُ الجدار، فبينا أنا أمشي في سوق المدينةِ إذا نبطىٌّ من نبط أهلِ الشامِ ممن قدمَ بطعامٍ يبيعُهُ بالمدينة، يقولُ: من يدلُّ على كعبِ بنِ مالكٍ؟ فطفق الناسُ يشيرون له إلىَّ حتى جاءني، فدفع إلىَّ كتابا من ملكِ غسانَ، وكنتُ كاتبًا فقرأتُهُ، فإذا فيه أمَّا بعدُ: فإنه قد بلغنا أنَّ صاحبكَ قد جفاك، ولم يجعلك الله بدارِ هوانٍ ولا مضيعةٍ، فالحق بنا نواسك، فقلتُ حين قرأتُها: وهذه أيضًا من البلاء، فتيممتُ بها التنورَ فسجرُتها، حتى إذا مضت أربعون من الخمسين واستلبث الوحيُ، وإذا رسولُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيني، فقال إنهُ - صلى الله عليه وسلم - يأمركَ أن تعتزل امرأتكَ، فقلتُ: أطلقهَا أم ماذا؟ قال: لا بل اعتزلها فلا تقربها، وأرسل إلى صاحبيَّ بمثلِ ذلك: فقلتُ لامرأتي: الحقي بأهلكِ وكوني عندُهم حتى يقضي الله في هذا الأمرِ، فجاءتِ امرأةُ هلالٍ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إنَّ هلالاً ضائعٌ ليس له خادمٌ، فهل تكره أن أخدمهُ؟ قال: ((لا، ولكن لا يقربنَّك)) فقالت: إنهُ والله ما بهِ حركةٌ إلى شيءٍ، ووالله ما زال يبكي منذُ كان من أمرهِ ما كانَ، إلى يومِهِ هذا، فقال: لي بعضُ أهلي: لو استأذنتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في امرأتكَ، فقد أذن لامرأةِ هلالٍ أن تخدمهُ، فقلتُ: لا أستأذنُ فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما يدريني (ما) (¬1) يقولُ إذا استأذنتُهُ، وأنا رجلٌ شابٌ، فلبثتُ بذلك عشرَ ليالٍ، فكمل لنا -[145]- خمسونَ ليلةً مِن حين نهى عن كلامنا، فلما صليتُ صلاةَ الفجرِ صباحَ خمسينَ ليلةً على ظهرِ بيتٍ من بيوتنا، فبينا أنا جالسٌ على الحالِ التي ذكر الله منا، قد ضاقت علىَّ نفسي، وضاقت علىَّ الأرضُ بما رحُبت، سمعتُ صوت صارخٍ أوفى على سلعٍ، يقولُ بأعلى صوتِهِ: يا كعبَ بن مالكٍ أبشر، فخررتُ ساجدًا، وعلمتُ أنه قد جاء فرجٌ، وآذن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الناسَ بتوبةِ الله علينا، حين صلى صلاةَ الفجرِ، فذهب الناسُ يبشروننا، فذهب قبل صاحبيَّ مبشرونَ، وركضَ رجلٌ إلىَّ فرسًا، وسعى ساعِ من أسلم قبلي فأوفىَ على الجبلِ، فكان الصوتُ أسرع من الفرسِ، فلمَّا جاءني الذي سمعتُ صوتهُ يبشرني، نزعتُ له ثوبيَّ فكسوتهما إياهُ ببشارتِهِ، والله ما أملكُ غيرهُما يومئذٍ، واستعرتُ ثوبينِ فلبستُهما وانطلقتُ أتأمم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يتلقاني الناسُ فوجًا فوجًا يهنئوني بالتوبة، ويقولون لتهنك توبةُ الله عليك، حتى دخلنا المسجد، فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حولهُ الناسُ، فقام طلحة بن عبيد الله يهرولُ حتى صافحني وهناني، والله ما قام رجلٌ من المهاجرين غيره، فكان كعبٌ لا ينساها لطلحةَ، وقال: فلمَّا سلمتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال وهو يبرقُ وجههُ منَ السرور: ((أبشر بخير يومٍ مرَّ عليك منذُ ولدتك أمُّك))، فقلتُ: أمن عندك يا رسول الله أم من عندِ الله؟ فقال: ((بل من عندِ الله))، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا سُرَّ استنارَ وجههُ حتى كأنَّ وجهَهُ قطعة قمرٍ، وكنَّا نعرفُ ذلك، فلمَّا جلستُ بين يديه قلتُ: يا رسول الله إنَّ من توبتي أن أنخلع من مالي صدقةً إلى الله وإلى رسولهِ، فقال: ((أمسك بعض مالك فهو خيرٌ لك))، فقلتُ: فإني أمسكُ سهمي الذي بخيبر، وقلتُ: يا رسولَ الله إنما نجاني الله بالصدقِ وإنَّ من توبتي أن لا أحدِّثَ إلا صدقًا ما بقيتُ، فوالله ما علمتُ أحدًا من المسلمين أبلاهُ في صدقِ الحديث منذُ ذكرتُ ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أحسن مما أبلاني الله، والله ما تعمدتُ كذبةً منذُ قلتُ ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومي هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقى، فأنزل الله تعالى: {لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ -[146]- وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ - إلى- رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 117] {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} - إلى - {مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 118: 119] والله ما أنعمَ الله علىَّ من نعمةٍ قطُّ بعد إذ هداني للإسلام، أعظم في نفسي من صدقي في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أكون كذبتُهُ فأهلكَ كما هلك الذين كذبوا، إنَّ الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شرَّ ما قال لأحدٍ، فقال: {سَيَحْلِفُونَ بِالله لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} - إلى - {الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 95: 69] كُنَّا خلفنا أيُّها الثلاثةُ عن أمر أولئك الذين قبل منهم - صلى الله عليه وسلم - حين حلفوا لهُ، فبايعهُم واستغفر لهم، وأرجأ - صلى الله عليه وسلم - أمرنا حتى قضى فيه الله بذلك، قال تعالى: {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو، وإنما هو تخليفهُ إيانا وإرجاؤه أمرنا عمَّن حلف له واعتذر إليه فقبل منهُ (¬2). ¬
7005 - وفي روايةٍ: قال ما من شيءٍ أهمًُّ إلىَّ من أن أموت فلا يُصلي علىَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، أو يموت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأكون من الناسِ بتلك المنزلةِ لا يُكلمني أحدٌ منهم ولا يُسلِّمُ علىَّ ولا يصلي علىَّ، وأنزل الله توبتنا على نبيه - صلى الله عليه وسلم - حين بقى الثلثُ الآخرُ من الليل، وهو عند أمِّ سلمة، وكانت مُحسنةٌ في شأني، مُعينةٌ بأمري، فقال - صلى الله عليه وسلم - يا أمَّ سلمة: ((تيب على كعبٍ))، قالت: أفلا أرسلُ إليهِ فأبشرهُ؟ قالَ: ((إذًا يحطمكم الناسُ فيمنعونكم النوم سائر الليلِ)) (¬1). ¬
7006 - وفي أخرى: قال كعبٌ أو أبو لبابة أو من شاء الله: إنَّ من توبتي أن أهجر دار قومي الذي أصبتُ فيها الذنب، وأن أنخلع من مالي كلِّهِ صدقةً، قال: ((يجزئ عنكَ الثلثُ)) (¬1). للستة إلا مالكًا. ¬
7007 - ابنُ عباسٍ: {إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً} {مَا كَانَ لِأَهْلِ -[147]- الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ الله} [التوبة: 39 - 120] نسختُهما: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} [التوبة: 122] (¬1). ¬
7008 - وعنه: وسألهُ نجدةُ بنُ لقيعٍ عن {إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً} قال فأمسك عنهم المطر، فكان عذابهم (¬1). هما لأبي داود. ¬
7009 - عبدُ الله بن الزبير: أتى الحارثُ بن خزيمةَ بهاتين الآيتينِ من آخر سورة براءة {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] إلى عمرَ، فقال من معكَ على هذه؟ قال لا أدري، والله إني أشهدُ لسمعتُهما من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ووعيتُهما وحفظتُهما، فقال عمرُ: وأنا أشهدُ لسمعتُهما من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قالَ: لو كانت ثلاثَ آياتٍ لجعلتها سورةً على حدة، فانظروا سورةً من القرآن فضعوها فيها، فوضعناها في آخر براءة. لأحمد بتدليس ابن إسحاق (¬1). ¬
7010 - أبي: آخرُ آيةٍ نزلت: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] (¬1). لابن أحمد والكبير بلين. ¬
7011 - وعنه: أنهم جمعُوا القرآن في مصاحف في خلافة أبي بكرٍ، وكان رجالٌ يكتبون ويُملي عليهم أبي، فلمَّا انتهوا إلى {ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ الله قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 127] فظنَّوا أنَّ هذه آخرُ ما نزل من القرآن، فقال لهم أبي: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أقرأني بعدها آيتين {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ - الْعَظِيمِ} [التوبة: 128: 129] قال: هذا آخرُ ما نزل من القرآن، فختم بما فتح به الله الذي لا إله إلا هو، وهو قولهُ تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا -[148]- فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25] (¬1). لابن أحمد ¬
سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم
سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم
7012 - أبو الدرداء: سُئل عن: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] قال ما سألني عنها أحدٌ منذُ سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ما سألني عنها أحدٌ غيرك منذُ أنزلت، هي الرؤيا الصالحةُ، يراها المسلمُ أو تُرى لهُ)) (¬1). ¬
7013 - ابن عباسٍ رفعه: ((لمَّا أغرق الله فرعون قال: {آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيل} [يونس: 90] قال جبريلُ: يا محمدُ! فلو رأيتني وأنا آخذُ من حالِ البحر فأدسُّهُ في فيه، مخافة أن تدركهُ الرحمةُ)) (¬1). ¬
7014 - وفي رواية: ((إنَّ جبريل جعلَ يدسُّ في في فرعون خشية أن يقول لا إله إلا الله، فيرحمهُ الله)) (¬1). ¬
7015 - وعنهُ: قال: أبو بكرٍ يا رسول الله: قد شبتَ، قال: ((شيبتني هودٌ والواقعُة والمرسلاتُ وعمَّ يتساءلونَ. وإذا الشمسُ كورتْ)) (¬1). هي للترمذي. ¬
7016 - وعنه: وقرأ: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} [هود: 5] فسئل عنها فقال: كان أناسٌ يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماءِ، وأن يجامعُوا نساءهم فيفضوا إلى السماءِ، فنزل ذلك فيهم (¬1). للبخاري. ¬
7017 - جابر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا نزل الحجرَ في غزوةٍ خطب الناسَ: يا أيُّها الناسُ لا تسألُوا نبيكُمْ عن الآيات، هؤلاء سألوا نبيهم أن يبعث لهم ناقةً ففعل، فكانت ترد من هذا الفجِّ، -[149]- فتشربُ ماءهم يوم وردها، ويحلبون من لبنها مثل الذي كانوا يصيبونَ من غبِّها، ثم تصْدُرُ من هذا الفجِّ، فعقروها، فأجَّلهُمُ الله ثلاثةَ أيامٍ، وكان وعد الله غير مكذوبٍ، ثم جاءتهم الصيحةُ فأهلك الله من كان منهم بين السماءِ والأرضِ، إلا رجلاً كانَ في حرم الله فمنعه حرمُ الله من عذابِ الله، قيلَ يا رسولَ الله: من هو؟ قال: ((أبو رغالٍ)) (¬1). للأوسط والبزار ولأحمد نحوه. ¬
7018 - أبو موسى رفع: ((إنَّ الله يملي للظالمِ حتى إذا أخذهُ لم يفلتهُ)) ثمَّ قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102] (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
7019 - ابنُ مسعودٍ: أنَّ رجلاً أصابَ من امرأةٍ قُبلةً، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فنزلت {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَار} [هود: 114] فقال: يا رسول الله ألي هذا؟ قال: ((لمن عمل بها مِن أمتي)) (¬1). ¬
7020 - وفي روايةٍ: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: إني عالجتُ امرأةً في أقصىَ المدينةِ، وإني أصبتُ منها ما دون أن أمسَّهَا، فأنا هذا، فاقض فيَّ ما شئت، فقالَ لهُ عمرُ: لقد ستركَ الله لو سترتَ على نفسك، ولم يرد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، فقام الرجلُ: فانطلق، فأتبعهُ النبيُّ {رجلاً فدعاهُ وتلا عليه هذهِ الآيةَ: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَار - إلى - لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] فقالَ رجلٌ من القوم يا نبيَّ الله هذا لهُ خاصةٌ؟ قال: ((بل وللناسِ كافةً)) (¬1). للشيخين وأبي داود والترمذي. ¬
7021 - ولهُ عن أبي اليسرِ: أتتني امرأةٌ تبتاعُ تمرًا، فقلتُ: إنَّ في البيتِ تمرًا أصيبَ منهُ، فدخلت معي في البيتِ فأهويتُ إليها فقبلتُها، فأتيتُ أبا بكرٍ فذكرتُ ذلك لهُ، فقال: استر على نفسك وتُب، فأتيتُ عمرَ، فقال: استُر على نفسكَ وتُبْ، فلم أصبر، فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكرتُ -[150]- ذلك لهُ، فقال: ((أخَلَفْت غازيًا في سبيل الله، في أهله بمثلِ هذا؟)) حتى تمنىَ أنهُ لم يكن أسلمَ إلا تلك الساعةَ، حتى ظنَّ أنهُ منِ أهلِ النارِ، وأطرق النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - طويلاً حتى أوحى إليه: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ} الآية، فأتيتُهُ فقرأها علىَّ، فقال أصحابُهُ: ألهذا خاصةً أم للناسِ عامةً؟ قالَ: ((بل للناسِ عامةً)) (¬1). ¬
7022 - ابنُ عباسٍ: أنَّ أحد أصحابنا كان يُحبُ امرأةً، فاستأذن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في حاجةٍ فأذن لهُ، فانطلق في يومٍ مطيرٍ، فإذا هو بالمرأةِ على غديرِ ماءٍ تغتسلُ، فلمَّا جلس منها مجلسَ الرجلِ من المرأةِ، ذهبَ يحركُ ذكرهُ، فإذا هو به هدبةٌ، فقامَ فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك لهُ، فقال لهُ ((صلِّ أربع ركعاتٍ))، فنزل: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ} الآية (¬1). للبزار. ¬
7023 - ابنُ مسعودٍ: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْس} [يوسف: 20] كان ما اشترى به يوسفُ عشرين درهمًا، وكان أهلهُ حين أرسل إليهم وهم بمصر ثلاثةً وتسعينَ إنسانًا، رجالُهم أنبياءٌ، ونساءهم صديقاتٌ، والله ما خرجُوا مع موسى حتى بلغُوا ستمائة ألفٍ وسبعين ألفًا (¬1). للكبير. ¬
7024 - عروة: سأل عائشة عن قولهِ تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: 110] أو كذبُوا، فقالت: بل كذَّبهم قومهم، فقلتُ: والله لقد استيقنُوا أنَّ قومهم كذَّبوهم، وما هو بالظنّ، يا عريَّة أجل، لقدِ استيقنُوا بذلك، فقلتُ: لعلها قد كذبُوا، فقالت: معاذ الله، لم تكن الرسلُ تظنُ ذلك بربها، قلتُ: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباعُ الرسلِ الذين آمنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاءُ واستأخر عنهم النصرُ، حتى إذا استيأس الرسلُ ممَّن كذَّبُوا بهم من قومهم، وظنُّوا أن أتباعهم كذَّبوهم جاءهم نصرُ الله عند ذلك (¬1). ¬
7025 - وفي روايةٍ عن ابن أبي مليكة، قالَ ابنُ عباسٍ: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} -[151]- خفيفةً، قال: ذهب هنالك، وتلا: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ الله} [البقرة: 214] فلقيتُ عروة بن الزبير، فذكرتُ ذلك لهُ، فقال: قالت عائشةُ: معاذ الله، والله ما وعد الله رسولهُ من شيءٍ قطُّ إلا علم أنهُ كائنٌ قبل أن يموتَ، ولكن لم يزلِ البلاءُ بالرسلِ حتى خافوا أن يكون من معهم من قومهم يكذبونُهم، وكانت تقرؤها {وظنوا أنهم قد كُذِّبوا} مثقَّلةً (¬1). للبخاري. ¬
7026 - أبو هريرة رفعهُ: (({وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} [الرعد: 4] قال: ((الدقلُ والفارسيُّ والحلوُ والحامضُ)) (¬1). للترمذي. ¬
7027 - على رفعهُ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] ((والمنذرُ والهادِ رجلٌ من بني هاشم)) (¬1). لأحمد والأوسط والصغير. ¬
7028 - أنس: بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من أصحابهِ إلى رجلٍ من عظماءِ الجاهليةِ يدعوهُ إلى الله، فقال: إيش ربُّك الذي تدعوني إليهِ، مِن حديدٍ هو، مِن نَحاسٍ، هُو من فضةٍ، هو من ذهبٍ، هو! فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرهُ، فأعادهُ، فقال: مثل ذلك، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرهُ، فأرسلهُ إليه الثالثة، فقال: مثل ذلك، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرهُ، فأرسل الله عليهم صاعقةً فأحرقتهُ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله تعالى قد أرسل على صاحبكَ صاعقةً فأحرقتهُ))، فنزل: {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي الله وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: 13] (¬1). للبزار والأوسط والموصلي والكبير. ¬
7029 - أبو أمامةَ رفعه: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ} [إبراهيم: 16: 17] ((يُقرَّبُ إلى فيهِ فيكرهُهُ، فإذا أُدنىَ منهُ شُوىَ وجهُهُ، ووقعت فروةُ رأسهِ، فإذا شربهُ قطَّع أمعاءهُ حتى يخرجَ من دبره))، قال تعالى: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً -[152]- فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15] وقال: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً} [الكهف: 29] (¬1). ¬
7030 - أنس: أُتي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بقناعٍ فيهُ رطبٌ، فقالَ {مَثَلُ كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 24: 25]. قال: ((هي النخلة))، {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم:26] قال: ((هي الحنظلةُ)) (¬1). هما للترمذي. ¬
7031 - البراءُ رفعهُ: {يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27] ((نزلتْ في عذابِ القبرِ، يقالُ له من ربُّك؟ فيقولُ: ربيَّ الله ونبيَّ محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -)) (¬1). للستة إلا مالكًا. ¬
7032 - ابنُ عباسٍ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ الله كُفْراً} [إبراهيم: 28] هُم والله كفارُ قريشٍ، قال عمر: وهُم قريشٌ، ومحمدُ نعمةُ الله {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28] قال: النارُ يوم بدرٍ (¬1). للبخاري. ¬
7033 - وللأوسط عن عليّ: نزلت في الأفخرين من قريش بني مخزومٍ، وبني أمية، فأما بنو مخزومٍ فقطعَ الله أدبارهُم يوم بدرٍ، وأما بنو أميةَ فمتعُوا إلى حينٍ (¬1). ¬
7034 - عائشةُ: سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن قولهِ تعالىَ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} إبراهيم: 48] قلتُ: أين يكونُ الناسُ يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: ((على الصراطِ)) (¬1). لمسلم والترمذي. ¬
سورة الحجر والنحل والإسراء
سورة الحجر والنحل والإسراء
7035 - أبو موسى رفعهُ: ((إذَا اجتمعَ أهلُ النارِ في النارِ ومعهمْ من شاءَ الله مِن أهلِ القبلةِ، قالَ الكفارُ للمسلمينَ: ألم تكونُوا مسلمينَ؟ قالُوا بلىَ، قالوا فما أغنى إسلامكُم وقد صرتُم معنا في النارِ، قالُوا كانت لنا ذنوبٌ فأخذنا بها، فسمعَ الله ما قالُوا، فأمر بمنْ كانَ في النارِ من أهلِ القبلةِ فأخرجُوا، فلمَّا رأى ذلك من بقي من الكفارِ في النار، قالُوا: يا ليتنا كُنَّا مسلمينَ، فنخرجُ كما خرجُوا)) ثمَّ قرأ - صلى الله عليه وسلم -: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ - إلى -مُسْلِمِينَ} [الحجر: 1: 2]. للكبير بلين (¬1). ¬
7036 - ولهُ بخفى عن أبي أمامةُ رفعهُ: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر:2] ((نزلتْ في الخوارج حين رأوا تجاوز الله عنِ المسلمين وعنِ الأئمةِ والجماعةِ، قالُوا: يا ليتنا كنَّا مسلمينَ)) (¬1). ¬
7037 - أبو سعيد رفعهُ: ((اتقُوا فراسةَ المؤمنِ، فإنهُ ينظرُ بنورِ الله)) ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر:75] (¬1). للترمذي. ¬
7038 - ابنُ عمرَ رفعهُ: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ} [الحجر:83] ((ما هلكَ قومُ لوطٍ إلا في الآذان)). للكبير. وقال معناهُ: في وقتِ أذانِ الفجرِ، وهو وقتُ الاستغفارِ والدعاءِ (¬1). ¬
7039 - ابنُ عباس: أوتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سبعًا من المثاني السبعِ الطوالِ. للنسائي (¬1). ¬
7040 - وعنه: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر:91] ((هم أهلُ الكتابِ اليهودُ والنصارى جزءوهُ أجزاءَ، آمنوا ببعضٍ وكفروا ببعضٍ)) (¬1). للبخاري. ¬
7041 - أنس رفعهُ: {لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر:92: 93] ((عن قولِ لا إله إلا الله)) للترمذي (¬1). ¬
7042 - ابنُ مسعودٍ: {زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَاب} [النحل: 88] قال: زيدوا عقارب أنيابها كالنخلِ الطوالِ (¬1). للكبير. ¬
7043 - وللموصليّ عن ابن عباسٍ، قال: هيَ خمسةُ أنهارٍ تحت العرشِ، يعذبون ببعضها بالليل وببعضها بالنهارِ (¬1). ¬
7044 - عثمانُ بنُ أبي العاصِ: كنتُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - جالسًا إذ شخص ببصرهِ، ثمَّ صوبهُ، حتى كاد أن يلزقهُ بالأرضِ، ثم شخصَ ببصرهِ، فقال: ((أتاني جبريلُ عليه السلامُ فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة)) {إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ - إلى - تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] (¬1). لأحمد. ¬
7045 - ابنُ عباسٍ: {مَنْ كَفَرَ بِالله مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ- إلى - عَظِيمٌ} [النحل: 106] واستثنى من ذلك {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا - إلى - رَحِيمٌ} [النحل: 110] وهو عبدُ الله بن أبي السرح الذي كانَ على مصر، كان يكتبُ الوحي للنبيِّّ - صلى الله عليه وسلم - فأذلهُ الشيطانُ، فلحق بالكفارِ، فأمرَ بهِ أن يقتلَ يوم الفتحِ، فاستجارَ لهُ عثمانُ، فأجاره - صلى الله عليه وسلم - (¬1). للنسائي. ¬
7046 - أبي: لمَّا كانَ يومُ أحدٍ، أصيب من الأنصار أربعةٌ وستونَ، ومن المهاجرين ستةٌ، فمثلوا بهم، فقالت الأنصارُ: لئن أصبنا منهم يومًا مثل هذا لنربينَّ عليهم في التمثيل، فلمَّا كان يومُ الفتح أنزل الله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل:126] فقالَ رجلُ: لا قريش بعد اليوم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((كفوا عن القوم إلا أربعةً)) (¬1). للترمذي. ¬
7047 - ابنُ مسعودٍ قال: في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء، إنهنَّ من العتاقِ الأُولِ، وهنَّ من تلادي (¬1). للبخاري. ¬
7048 - وعنه: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} [الاسراء: 16] كنَّا نقولُ في الجاهلية إذا كثروا، أُمر بنو فلانٍ (¬1). للبخاري. ¬
7049 - أبو سعيد: لمَّا نزلت: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الاسراء: 26] دعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فاطمة فأعطاها فدك (¬1). للكبير بضعف. ¬
7050 - ابنُ مسعودٍ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَة} [الاسراء: 57] كان نفرٌ من الإنس يعبدونَ نفرًا من الجن، فأسلمَ النفرُ من الجنِّ فاستمسك الآخرون بعبادتهم فنزلت: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَة} [الاسراء: 57] (¬1). للشيخين. ¬
7051 - ابنُ عباسٍ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاس} [الاسراء: 60] هي رؤيا عينٍ أريها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ أُسرى بهِ، والشجرةُ الملعونةُ في القرآنِ هي شجرةُ الزقوم (¬1). للبخاري والترمذي. ¬
7052 - أبو هريرة رفعه: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] يُدعى أحدهُم فيعطى كتابهُ بيمينه، ويُمدَّ لهُ في جسمه -[156]- ستون ذراعًا، ويبيضُ وجههُ، ويُجعل على رأسهِ تاجٌ من لؤلؤٍ يتلالأ، فينطلقُ إلى أصحابهِ الذين كانوا يجتمعون إليهِ، فيرونهُ من بعيدٍ فيقولون: اللهمَّ ائتنا بهذا فيأتيهم، فيقولُ: أبشروا لكلِ رجلٍ منكم مثل هذا المتبوع على الهدى، وأمَّا الكافرُ فيعطى كتابهُ بشمالهِ، ويسوَّدُ وجهُهُ، ويمدُّ لهُ في جسمِهِ ستون ذراعًا، ويُلبس تاجًا من نارٍ، إذا رآهُ أصحابهُ يقولون: نعوذُ بالله من شرِّ هذا، اللهمَّ لا تأتنا بهِ، فيأتيهم فيقولون: اللهمَّ [اخزِهِ] (¬1)، فيقولُ لهم: أبعدكم الله، فإنَّ لكلِ رجلٍ منكم مثلُ هذا (¬2). للترمذي. ¬
7053 - ابنُ عباسٍ: كان يقولُ: {لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} إذا فاء الفيءُ، {غَسَقِ اللَّيْلِ} اجتماعُ الليلِ وظلمتهُ (¬1). لمالكٍ. ¬
7054 - أبو هريرة رفعه: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} [الإسراء: 78] ((تشهدُهُ ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ)) (¬1). ¬
7055 - وعنه رفعه: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} [الاسراء: 79] ((هو الشفاعةُ)) (¬1). ¬
7056 - ابنُ عباسٍ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بمكة أمر بالهجرة فنزل: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ -إلى - نَصِيراً} [الإسراء: 80] (¬1). هي للترمذي. ¬
7057 - ابن مسعود: بينا أنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يتوكأ على عسيبٍ، مرَّ بنفرٍ من اليهودِ، فقال بعضهُم لبعضٍ: سلوهُ عن الروح، وقال بعضهم: لا تسألوُه لا يُسمعكُمْ ما تكرهونَ، فقامُوا إليهِ، فقالوا يا أبا القاسم: حدِّثنا عن الروح، فقام ساعةً ينظرُ، فعرفتُ أنهُ يوحي إليهِ، فتأخرتُ حتى صعد الوحيُ، ثم قال: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا -[157]- أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} [الاسراء:85] فقال بعضهُم لبعضٍ: قد قلنا لكم لا تسألوهُ (¬1). ¬
7058 - وفي روايةٍ: وما أوتُوا من العلمِ إلا قليلاً، قال الأعمش: وهكذا قراءتُنا (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
7059 - ولهُ عن ابنِ عباسٍ نحوهُ وفيهِ: قالوُا أُوتينا علمًا كثيرًا، أوتُينا التوراةُ، ومن أوتى التوراة فقد أوتى خيرًا كثيرًا، فنزل: {لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي} الآية [الكهف: 109] (¬1). ¬
7060 - ابنُ عباسٍ: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا} [الاسراء: 110] نزلت والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - متوارٍ بمكةَ، وكانَ إذا رفعَ صوتهُ، سمعهُ المشركون، فسبُّوا القرآن ومن أنزلهُ، ومن جاءَ بهِ، فقال تعالى: {ولا تجهر بصلاتك}، أي: بقراءتكَ حتى يسمعها المشركونَ، {ولا تخافتْ بها} عن أصحابكَ فلا تُسمعُهم، {وابتغِ بين ذلك سبيلاً} أسمعهُم ولا تجهر، حتى يأخذوا عنك القرآنَ (¬1). للشيخين والترمذي والنسائي. ¬
سورة الكهف ومريم
سورة الكهف ومريم
7061 - ابنُ عباسٍ: كان يرى الاستثناء ولو بعد سنةٍ، ثم قرأ: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [الكهف: 23، 24] يقولُ: إذا ذكرت (¬1). للكبير والأوسط. ¬
7062 - وعنه: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ} إذا نسيت الاستثناءَ فاستثنِ إذا ذكرتَ، قال: هي خاصةٌ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وليس لأحدٍنا أن يستثني إلا في صلةِ يمينٍ (¬1). للطبراني. ¬
7063 - وعنه) {مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} [الكهف: 22] قال: أنا من أولئك القليل، مكسملينا، ومليخا، وهو المبعوث بالورق إلى المدينة، ومرطوليس، ويتبونس وذردونس، وكفاسطيطوس، ومنطيواسيوس، وهو الراعي، والكلبُ اسمهُ قطميرَ، قالَ أبو عبدِ الرحمنِ: قال أبي: بلغني أنهُ من كتب هذه الأسماء في شيءٍ وطرحهُ في حريقٍ، سكنَ الحريقُ (¬1). للأوسط بضعف. ¬
7064 - ابنُ المسيبِ: قال: إنَّ الباقياتِ الصالحاتِ، هي قولُ العبدِ، الله أكبرُ وسبحان الله، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوةَ إلا بالله (¬1). لمالك. ¬
7065 - ابنُ عباسٍ: قال سعيدُ بنُ جبيرٍ، قلتُ لابن عباسٍ: إنَّ نوف البكالي يزعُمُ أنَّ موسى صاحبَ بني إسرائيل ليس صاحبَ الخضرِ، فقال: كذب عدوُّ الله، سمعتُ أُبيَّ بنَ كعبٍ يقولُ: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((قامَ موسى عليهِ السلامُ خطيبًا في بني إسرائيل، فسُئل: أيُّ الناسِ أعلُم؟)) فقالَ: أنا أعلمُ، فعتب الله عليه إذ لم يردِ العلمَ إليهِ، فأوحىَ الله إليهِ إنَّ عبدًا من عبادي بمجمع البحرينِ هو أعلمُ منكَ، قال موسى: أي ربِّ! كيف لي بهِ؟ فقيلَ لهُ: احمل حوتًا في مكتلٍ، فحيثُ تفقدِ الحوت فهو ثمَّ، فانطلقَ، وانطلقَ معهُ، فتاه وهو يوشعُ بنُ نونَ، فحمل موسى حوتًا في مكتلٍ، وانطلق هو وفتاهُ يمشيان حتى أتيا الصخرة، فرقد موسى وفتاهُ، فاضطربَ الحوتُ في المكتل، حتى خرج من المكتلِ، فسقط في البحرِ، وأمسك الله عنهُ جرية الماءِ، حتىَ كانَ مثلَ الطاقِ، فكانَ للحوتِ سربًا، وكان لموسىَ وفتاهُ عجبًا، فانطلقا بقيةَ يومهَما وليلتهمَا، ونسىَ صاحبُ موسى أنْ يخبرهُ، فلمَّا أصبحَ موسىَ قال: {لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً} [الكهف: 62] ولم ينصب حتى جاوز المكانَ الذي أُمرَ بهِ، قال: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً} [الكهف:63] قالَ موسى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً} [الكهف: 64] قال: يقصانِ آثارهمَا، حتى أتيا الصخرةَ، فرأى رجلاً مسجَّى عليه بثوبٍ، فسلَّمَ عليه -[159]- موسىَ، فقالَ لهُ الخضرُ: أنيَ بأرضكَ السلامُ؟ قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيلَ؟ قال: نعم، قالَ: إنكَ علىَ علمٍ من علمِ الله علمكَهُ الله لا أعلمهُ، وأنا على علمٍ من علمِ الله علمنيهِ لا تعلمهُ، قالَ: لهُ موسى {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} [الكهف: 66] {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ الله صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً} [الكهف:67: 69] قالَ لهُ الخضرُ: {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً} [الكهف:70] قال: نعمْ، فانطلقَ الخضرُ وموسىَ يمشيانِ علىَ ساحل البحرِ، فمَّرتْ بهما سفينةُ، فكلَّماهُمْ أن يحملوهُما، فعرفُوا الخضرَ فحملوهُما بغيرِ نولٍ، فعمدَ الخضرُ إلى لوحٍ من ألواحِ السفينة فنزعهُ، فقالَ لهُ موسى: قومٌ حملونا بغيرِ نولٍ فعمدتَ إلى سفينتهم فخرقتها {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً} [الكهف:71: 73]. ثمَّ خرجا من السفينة، فبينما هما يمشيان على الساحلِ إذا غلامٌ يلعبُ مع الغلمانِ فأخذ الخضرُ برأسِهِ فاقتلعَهُ بيدهِ، فقتلهُ، فقال موسى: {أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً} [الكهف:74: 75] وهذهِ أشدُ من الأولى، {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} [الكهف: 76: 77] يقولُ: مائلٌ، قالَ الخضرُ بيدهِ هكذا فأقامهُ، قالَ لهُ موسى: قومُ أتيناهُم فلم يضيفونا ولم يطعمونَا، لو شئتَ لاتخذت عليه أجرًا {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً} [الكهف:78] قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يرحمُ الله موسىَ، لوددتُ أنهُ كانَ صبرَ، حتىَ كانَ يقصُّ علينا من أخبارهِمَا))، وقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((كانتِ الأولىَ مِن موسىَ نسيانا))، قالَ: وجاءَ عصفورٌ حتى وقعَ على حرفِ السفينةِ ثم نقر في البحرِ، فقالَ لهُ الخضرُ: ما نقصَ علمني وعلمُك من علمِ الله إلا ما نقصَ هذا العصفورُ مِنَ البحرِ. قال ابنُ جبيرٍ: وكانَ يقرأُ: وكانَ أمامهُم ملكُ يأخذُ كلَّ سفينةٍ صالحةٍ غصبًا. وكان يقرأُ: وأمَّا الغلامُ فكانَ كافرًا (¬1). ¬
7066 - من رواياتهِ: ((بينما موسىَ في قومهُ يذِّكرهُم بأيام الله، وأيامُ الله نعماؤهُ وبلاؤه، إذ قال: ما أعلمُ في الأرض رجلاً خيرًا أو أعلم مني)). وفيه: ((حوتًا مالحًا)). وفيه: ((مسجى ثوبًا مستلقيًا على القفا، أو على حلاوة القفا)). وفيه: ((رحمةُ الله علينا وعلى موسى لولا أنهُ عجَّل لرأى العجب، ولكنهُ أخذتهُ من صاحبهِ)) ذمامةٌ {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً} [الكهف:76]. وفيه: ((حتى إذا أتيا أهلَ قريةٍ لئامٍ فطاقَا في المجلسِ فاستطعمَا أهلهَا)). وفيهِ: {فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْر} [الكهف: 79] فإذا جاءَ الذي يتسخرها وجدها منخرقةً، فتجاوزها، فأصلحُوها بخشبةٍ، وأمَّا الغلامُ فطُبعَ يوم طُبع كافرًا، وكانَ أبواهُ قد عطفا عليهِ، فلو أنهُ أدركَ، أرهقهُما طغيانًا وكفرًا (¬1). ¬
7067 - ومنها: وفي أصلِ الصخرةِ عينٌ يُقالُ لها الحياةُ، لا يصيبُ مِن مائها شيءٌ إلا حيىَ، فأصاب الحوتُ من ماءِ تلكَ العينِ، فتحركَ وانسلَّ (¬1). ¬
7068 - ومنها: أنهُ قيلَ لهُ خذ حوتًا ميتًا، حتى يُنفخَ فيهِ الروحُ، فأخذَ حوتًا فجعلهُ في مكتلٍ، فقال: لا أُكلفكَ إلا أن تخبرني بحيثُ يفارقك الحوتُ، فقال: ما كلفت كبيرًا. وفيه: فوجد خضرًا على طنفسةٍ خضراءَ على كبدِ البحرِ، وأنَّ الخضرَ قال: أما يكفيكَ أنَّ التوراةَ بيدكَ، وأنَّ الوحي يأتيكَ؟ يا موسى إنَّ لي علمًا لا ينبغي لك أن تعلمهُ، وإنَّ لكَ علمًا لا ينبغي لي أن أعلمهُ. وفيه: فأضجعهُ فذبحهُ بالسكينِ. وفيه: فخشينا أن يرهقهُما طغيانًا وكفرًا، يحملهما حبُّهُ على أن يتابعاهُ على دينه (¬1). ¬
7069 - ومنها: أنَّ ابن عباسٍ تمارى هو والحر بن قيسٍ بن حصن الفزاري في صاحبِ موسى، فقال ابنُ عباسٍ: هو الخضرُ، فمرَّ بهما أُبيُّ بنُ كعبٍ، فدعاهُ ابنُ عباسٍ، فقال: يا أبا الطفيل إني تماريتُ أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سألَ موسى السبيل إلى لقيهِ فهل سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يذكر شأنه؟ فقال سمعتهُ يقولُ: بينا موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءهُ رجلٌ، فقال لهُ: هل تعلمُ أحدًا أعلمَ منكَ، فقال موسى: لا، فأوحى الله إلى موسى، بل عبدنا الخضرُ، بنحوهِ (¬1). ¬
7070 - ومنها: فانطلقا حتى إذا لقيا غلمانًا يلعبون فانطلق إلى أحدهم بادي الرأي فقتلهُ، فذُعرَ عندها موسى ذعرةً منكرةً، قال: أقتلتَ نفسًا. بنحوه (¬1). ¬
7071 - ومنها: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ} الآيةُ، كانت الأولى نسيانًا، والوسطى شرطًا، والثالثةُ عمدًا (¬1). ¬
7072 - ومنها: وكانَ الحوتُ قد أُكل منهُ فلمَّا قطر عليه الماءُ عاشَ (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
7073 - ولهُ عن أبي الدرداءِ رفعهُ: ((كان الكنزُ ذهبًا وفضَّةً)) (¬1). ¬
7074 - زينبُ بنتُ جحشٍ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها فزعًا، يقولُ: لا إله إلا الله، ويلٌ للعربِ من شرٍ قد اقترب، فُتح اليوم من ردمِ يأجوجَ ومأجوج مثلُ هذهِ، وحلَّقَ بإصبعيه الإِبهام والتي تليها، فقلتُ: يا رسول الله، أنهلكُ وفينا الصالحونَ؟ قال: نعمْ، إذا كثُر الخبثُ (¬1). للشيخين وللترمذي نحوه. ¬
7075 - أبو هريرة رفعهُ: ((في السدِّ يحفرونهُ كلَّ يومٍ حتى إذا كادُوا يخرقونهُ، قال الذي عليهم: ارجعُوا فستخرقونهُ غدًا، فيعيدهُ الله كأشدِ ما كان، حتى إذا بلغَ مدتهُم وأراد الله أن يبعثَهم على الناسٍ، قال الذي عليهم: ارجعُوا فستحفرونه غدًا إن شاء الله، واستثنى، فيرجعون فيجدونهُ كهيئتِهِ حين تركوهُ، فيخرقونهُ فيخرجون على الناسِ، فيستقون المياه، ويفرُّ الناسُ منهم، فيرمون بسهامٍ إلى السماءِ فترجعُ مخضبةً بالدماءِ فيقولون قهرنا من في السماء، وعلونَا من في السماءِ قسوةً وعلوًا، فيبعثُ الله عليهم نغفًا في أقفائِهِمْ، فيهلكونَ)). فوالذي نفسُ محمدٍ بيدهِ إنَّ دوابَّ الأرضِ لتسمنُ وتبطرُ وتشكرُ شكرًا من لحومهم)). (¬1). للترمذي. ¬
7076 - مصعب بنُ سعدٍ: سألتُ أبي عن قولهِ تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً} [الكهف:103] أهمُ الحروريةُ؟ قالَ: لا همُ اليهودُ والنصارىَ. أمَّا اليهودُ فكذَّبوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، وأمَّا النصارى فكذَّبُوا بالجنةِ، قالوا لا طعام فيها ولا شراب، والحروريةُ الذين ينقضون عهدَ الله من بعدِ ميثاقهِ، وكانَ سعدُ يسميهم الفاسقين (¬1). للبخاري. ¬
7077 - أبو هريرة رفعهُ: ((إنهُ ليأتي الرجلُ السمينُ العظيمُ يوم القيامةِ لا يزنُ عند الله جناح بعوضةٍ))، وقالَ: ((اقرءوا)) {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} [الكهف: 105]. للشيخين (¬1). ¬
7078 - أبو سعدٍ بنُ أبي فضالةَ رفعهُ: ((إذا جمعَ الله الناسَ ليومٍ لا ريب فيهِ، نادى منادٍ، من كانَ يُشركُ في عملٍ عملهُ للهِ أحدًا فليطلبْ ثوابهُ منهُ، فإنَّ الله أغنىَ الشركاءِ عن الشرك)) (¬1). للترمذي. ¬
7079 - ابنُ عمر رفعه: ((إنَّ السرى الذي قالَ الله تعالى لمريم: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} [مريم: 24] نهرٌ أخرجهُ الله لتشربَ منهُ)). للكبير بضعف (¬1). ¬
7080 - المغيرةُ بنُ شعبةَ: لمَّا قدمتُ نجرانَ سألوني، فقالوا: إنكُم تقرءُونَ يا أختَ هارونَ، وموسىَ قبلَ عيسى بكذا وكذا، فلمَّا قدمتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سألتُهُ عن ذلكَ، فقالَ إنهم كانوا يسمونَ بأنبيائهم والصالحينَ قبلهم (¬1). لمسلم والترمذي. ¬
7081 - ابنُ عباسٍ: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لجبريل عليهِ السلامُ: ((ما يمنعكُ أن تزورنا أكثر مما تزورنا))؟ فنزلت: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّك} الآية [مريم: 64]. للبخاري والترمذي (¬1). ¬
7082 - أمُّ مبشر الأنصارية: أنها سمعتْ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ عند حفصةَ: ((لا يدخل النارَ إن شاءَ الله من أصحابِ الشجرةِ أحدُ الذين بايعُوا تحتها))، قلت: بلى، يا رسولَ الله فانتهرها، فقالت حفصةُ {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] فقال - صلى الله عليه وسلم -: قد قال تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً} [مريم:72]. مسلم (¬1). ¬
7083 - وللترمذي عن ابن مسعودٍ رفعهُ: ((يردُ الناسُ النارَ ثم يصدرونَ عنها بأعمالِهم، فأولهُم كلمح البرقِ، ثم كالريح، ثم كحضرِ الفرسِ، ثم كالراكبِ في رحلِهِ، ثم كشدِّ الرجلِ، ثم كمشيهِ)) (¬1). ¬
7084 - ولأحمد عن جابر: وأهوى بإصبعيهِ إلى أذنيهِ، فقال: صمتًا، إن لم أكنُ سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: الورودُ: الدخولُ، لا يبقى برٌّ ولا فاجرٌ -[164]- إلا دخلها، فتكونُ على المؤمنين بردًا وسلامًا، كما كانت على إبراهيم، حتى إنَّ للنارِ، أو قالَ: لجهنمَ، ضجيجًا من بردهمْ {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً} [مريم:72] (¬1). ¬
7085 - خبابُ بنُ الأرت: كنتُ قينًا في الجاهليةِ، فعملتُ للعاصِ بن وائل سيفًا، فجئتهُ أتقاضاهُ، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: والله لا أكفرُ حتىَ يميتكَ الله، ثم يبعثكَ، قال: وإني لميتٌ ثمَّ مبعوثٌ؟ قلتُ: بلى، قالَ: دعني حتى أموتَ وأُبعثَ فسأوتي مالاً وولدًا فأقضيكَ، فنزلت: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً - إلى- فَرْداً} [مريم: 77: 80] (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون
سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون
7086 - أبو هريرةَ رفعهُ: ((إنَّ الله قرأَ طه ويس قبلَ أن يخلقَ آدمَ بألفِ عامٍ، فلمَّا سمعتِ الملائكةُ القرآن، قالوا: طوبى لأمةٍ ينزلُ عليهم، وطوبى لأجوافٍ تحملُ هذا، وطوبى لألسنٍ تكلَّمُ بهذا)) (¬1). للأوسط بلين. ¬
7087 - علىّ: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يراوحُ بينَ قدميهِ، يقومُ على كلِ رجلٍ، حتى نزلت {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه:2]. للبزار بلين (¬1). ¬
7088 - عبدُ الله بنُ سلامٍ: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل بأهلهِ الضيقُ، أمرهُم بالصلاةِ، ثم قرأ {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} الآية [طه: 132]. للأوسط (¬1). ¬
7089 - ابنُ مسعودٍ بلغهُ: أنَّ مروان يقولُ: {وآتيناهُ أهلهُ ومثلهُم معهم} [الأنبياء: 84]، أوتى أهلاً -[165]- غيرَ أهلهِ، فقالَ ابنُ مسعودٍ: أوتى بأهله بأعيانهم ومثلهم معهم (¬1). للكبير بضعف. ¬
7090 - سعدُ رفعهُ: ((دعوةُ ذي النونِ، إذ هو في بطن الحوتِ، {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] فإنهُ لن يدعو بها مسلمٌ ربهُ في شيءٍ قطُّ إلا استجابَ لهُ)) (¬1). لأحمد مطولاً. ¬
7091 - ابن عباسٍ: لمَّا نزلت {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الانبياء:98] قالَ عبدُ الله بنُ الزبعرى: أنا أخاصمُ لكُم محمدًا فقالَ: يا محمدُ! أليسَ فيما أُنزل عليكَ: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله} الآية [الانبياء: 98]؟ قالَ: ((نعم)) قالُ: فهذهِ النصارىَ تعبدُ عيسىَ، وهذه اليهودُ تعبدُ عزيرًا، وهذه بنو تميمٍ تعبدُ الملائكةَ، فهؤلاءِ في النارِ، فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الانبياء:101] (¬1). للكبير بلين. ¬
7092 - وعنهُ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] قالَ: من تبعهُ كانَ لهُ رحمةٌ في الدنيا والآخرةِ، ومن لم يتبعهُ عوفى مما بلي بهِ سائرُ الأممِ، من الخسفِ والمسخِ والغرقِ (¬1). للكبير بضعف. ¬
7093 - وعنهُ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ الله عَلَى حَرْفٍ} [الحج: 11] كان الرجلُ يقدمُ المدينةَ، فإنْ ولدتِ امرأتُهُ غلامًا ونتجتْ خيلهُ، قال: هذا دينٌ صالحٌ، وإن لم تلدِ امرأتُهُ ولم تنتجُ خيله، قالَ: هذا دينُ سوءٍ (¬1). ¬
7094 - على: أنا أولُ من يجثو للخصومةِ بين يديِّ الرحمنِ يومَ القيامةِ قالَ قيسُ بنُ عبَّاد: فيهم نزلت {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] قال: همُ الذينَ تبارزُوا يوم بدرٍ علىٌّ وحمزةُ وعبيدةُ بنُ الحارثِ، وشيبةُ بنُ ربيعةَ وعتبةُ بنُ ربيعةَ والوليدُ بنُ عتبةَ (¬1). هما للبخاري. ¬
7095 - ابنُ مسعودٍ رفعهٍ: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج: 25] -[166]- ((لو أنَّ رجلاً همَّ فيهِ بإلحادِ وهو بعدن، لأذاقهُ الله تعالىَ عذابًا أليمًا)) (¬1). لأحمد والموصلي والبزار. ¬
7096 - ابنُ الزبير رفعه: ((إنما سُمى البيتُ العتيقُ لأنهُ لم يظهر عليهِ جبارٌ)) (¬1). للترمذي. ¬
7097 - ابنُ عباسٍ: لمَّا أُخرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من مكةَ قال أبو بكرٍ: أخرجوا نبيهم، إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ، فنزلت {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُون} الآية [الحج: 39] فعرفتُ أنهُ سيكونُ قتالٌ، قال ابنُ عباس: هي أولُ آيةٍ نزلت في القتالِ (¬1). للترمذي والنسائي. ¬
7098 - عائشةُ قلتُ: يا رسولَ {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أهمُ الذين يشربون الخمرَ ويسرقونَ؟ قال: ((لا يا ابنة الصديق! ولكن همُ الذينَ يصومون ويتصدقونَ ويخافون أن لا يقبلَ منهم)). {يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات} [الأنبياء: 90] (¬1). ¬
7099 - أبو سعيدٍ رفعه: {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104] ((قال: تشويهِ النارُ، فتتقلصُ شفتهُ العليا حتى تبلغَ وسط رأسهِ، وتسترحي شفتُهُ السفلىَ حتى تضربَ سرتهُ)) (¬1). هما للترمذي. ¬
سورة النور
سورة النّور
7100 - عمرو بنُ شعيبٍ، عن أبيهِ عن جدِّه: كانَ رجلٌ يقالُ لهُ (مرثدُ) (¬1) بنُ أبي مرثدَ، وكانَ رجل يحملُ الأسرىَ من مكةَ حتىَّ يأتي بهمُ المدينةَ، وكانت امرأة بغى بمكةَ يقالُ لها عناقُ، وكانت صديقةً لهُ، وأنهُ كانَ وعدَ رجلاً من أسارى مكةَ -[167]- يحملُه، قال: فجئتُ حتى انتهيتُ إلى ظلِ حائطِ من حوائطِ مكةَ في ليلةٍ مقمرةٍ، فجاءتْ عناقُ، فأبصرتْ سوادَ ظليِّ بجنبِ الحائطِ، فلمَّا انتهت إلي عرفتني، فقالت: مرثدُ؟ قلتُ: مرثدُ، فقالت: مرحبًا وأهلاً، هلمَّ فبت عندنا الليلةَ قلتُ: يا عناقُ، حرمَ الله الزنَا، قالت: يا أهلَ الخيام هذا الرجلُ يحملُ أسراكُم، قال: فتبعني ثمانيةٌ، وسلكتُ الخندمةَ، فانتهيتُ إلى غارٍ أو كهفٍ، فدخلتُ فجاءُوا حتى قامُوا على رأسي، فبالُوا، فظلَّ بولهم على رأسي، وأعماهُم الله عني، ثم رجعوا ورجعتُ إلى صاحبي، فحملتُهُ وكانَ رجلاً ثقيلاً، حتى انتهيتُ إلى الإِذخر ففككتُ عنهُ أكبُلهُ، فجعلتُ أحملهُ ويعينني، حتى قدمتُ المدينة، فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ يا رسولَ الله: أنكحُ عناقًا؟ فأمسكَ حتى نزلت {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِك} [النور: 3] فقرأها علىّ، وقال: ((فلا تنكحها)) (¬2). لأصحاب السنن. ¬
7101 - ابنُ عباسٍ: أنَّ هلالَ بن أميةَ قذفَ امرأتَهُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بشريكٍ بن سحماءَ، الحديثُ المتقدمُ في اللعانِ، وفيه نزل {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُم} [النور: 6] إلى آخرها (¬1). ¬
7102 - الزهريُّ عن عروةَ بن الزبير، وسعيدٍ بنِ المسيبِ وعلقمةَ بنِ وقاصٍ وعبيدِ الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ، عن حديث عائشة، حين قالَ لها أهلُ الإِفكِ ما قالوا فبرّأها الله مما قالُوا، قال الزهري: وكلهُم، حدثني طائفةٌ من حديثَها، وبعضهم كان أوعى لهُ من بعضٍ، وأثبتهم له، وقد وعيتُ عن كلِ واحدٍ منهم الحديثَ الذي حدثني عن عائشة، وبعض حديثهم يُصدِّقُ بعضًا، قالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج سفرًا أقرع بين أزواجه، فأيتهنَ خرجَ سهمها خرج بها -[168]- معه، قالت: فأقرع بيننا في غزوةٍ غزاها، فخرج فيها سهمي، فخرجتُ معه بعد ما أنزلَ الحجابُ، وأنا أُحملُ في هودجي، وأنزلُ فيهِ، فسرنا حتى إذا فرغ - صلى الله عليه وسلم - من غزوتهِ تلك، وقفل ودنونا من المدينةِ آذن ليلةً بالرحيلِ، فقمتُ حين آذنُوا بالرحيلِ، فمشيتُ حتى جاوزتُ الجيش، فلمَّا قضيتُ من شأني أقبلت إلى الرحل فلمستُ صدري، فإذا عقدٌ لي من جزع ظفارٍ قد انقطعَ، فرجعتُ فالتمستُ عقدي فحبسني ابتغاؤُهُ، وأقبلَ الرهطُ الذين كانُوا يرحلونَ بي فاحتملُوا هودجي، فرحلوهُ على بعيري الذي كنتُ أركبُ وهم يحسبونَ أني فيهِ، وكان النساءُ إذ ذاكَ خفافًا لم يهبلنَ ولم يغشهنَّ اللحمُ، وإنما يأكلنَ العلقةَ منَ الطعام، فلم يستنكر القومُ حين رفعوهُ خفة الهودجِ فحملُوهُ، وكنتُ جاريةً حديثةَ السنِّ، فبعثُوا الجمل وساروا، فوجدتُ عقدي بعد ما استمرَّ الجيشُ، فجئتُ منزلهم، وليس فيه أحدٌ، فتيممتُ منزلي الذي كنتُ فيهِ، وظننتُ أنهم سيفقدونني فيرجعون إلىَّ، فبينا أنا جالسةٌ غلبتني عينايَ فنمتُ، وكان صفوانُ بنُ المعطلِ السلمي، ثم الذكواني قد عرسَ من وراءِ الجيشِ، فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ نائمٍ، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجابِ، فاستيقظتُ باسترجاعه حين عرفني، فخمرتُ وجهي بجلبابي، والله ما يكلمني بكلمةٍ، ولا سمعتُ منهُ كلمةً غير استرجاعهِ، وهوىَ حتى أناخَ راحلتهُ فوطئ على يدها فركبتُها، فانطلق يقودُ بي الراحلةَ حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرةِ، فهلك من هلك في شأني، وكان الذي تولى كبر الإِفك عبد الله بنُ أبيٍّ بن سلولَ، فقدمنا المدينة فاشتكيتُ بها شهرًا، والناسُ يفيضون في قولِ أصحابِ الإِفكِ، ولا أشعرُ، -[169]- وهو يريبني في وجعي أني لا أرى من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - اللطفَ الذي كنتُ أرى منهُ حينَ أشتكي، إنما يدخلُ فيسلمُّ فيقول: ((كيف تيكم))؟ ثم ينصرفُ، فذلك الذي يريبنى منهُ، ولا أشعرُ بالشرِّ حتى نقهتُ، فخرجتُ أنا وأمُّ مسطحٍ قبلَ المناصع، وهي متبرزنا، وكنا لا نخرجُ إلا ليلاً إلى ليلٍ. وذلك قبلَ أن نتخذ الكنفُ قريبًا من بيوتنا، وأمرنا أمر العربِ الأولِ في التبرز قبلَ الغائط، وكنَّا نتأذى بالكنفِ، أن نتخذها عند بيوتنا، فأقبلتُ أنا وأمُّ مسطحٍ وهي ابنةُ أبي رُهم بنُ المطلبِ بنِ عبدِ منافٍ، وأمها بنتُ صخرٍ بنُ عامرِ خالةُ أبي بكرٍ وابنها مسطح بُن أثاثةَ بن عبادٍ بن المطلب، حين فرغنا من شأننا نمشي، فعثرت أمُّ مسطحٍ في مرطها، فقالت: تعس مسطحٌ، فقلتُ لها: بئس ما قلت، أتسبينَ رجلاً شهدَ بدرًا؟ فقالت: يا هنتاهُ ألم تسمعي ما قالَ؟ قلتُ: وما قالَ؟ فأخبرتني بقولِ أهلِ الإِفكِ، فازددتُ مرضًا إلى مرضي، فلمَّا رجعتُ إلى بيتي دخلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلمَّ، وقال: ((كيف تيكم))؟ فقلتُ ائذن لي إلى أبوىَّ، وأنا حينئذٍ أريدُ أن أستيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي، فأتيتُ أبوىَّ، فقلتُ لأمي: يا أمتاهُ ماذا يتحدثُ الناسُ بهِ؟ فقالت: يا بنيةُ هوني على نفسكِ الشأن، فوالله لقلَّما كانت امرأةٌ قطُّ وضيئةً عند رجلٍ يحبها، ولها ضرائرُ إلا أكثرن عليها، فقلتُ: سبحان الله، ولقد تحدثَ الناسُ بهذا، فبكيتُ تلكَ الليلةَ حتى أصبحت لا يرقأُ لي دمعُ، ولا أكتحلُ بنومٍ، ثم أصبحتُ أبكي، فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليًا وأسامةَ حينَ استلبثَ الوحيُ يستشيرهُما في فراقِ أهلهِ، فأما أسامة فأشارَ إليه بما يعلمُ من براءةِ أهلهِ، وبالذي يعلمُ في نفسهِ من الودِّ لهم، فقالَ أسامة: هم أهلكَ يا رسول َ الله، ولا نعلمُ والله إلا خيرًا، وأمَّا على فقالَ: يا رسولَ الله لم يضيقِ الله عليكُ، والنساءُ سواها كثيرٌ، واسألِ الجارية تصدقك، فدعَا - صلى الله عليه وسلم - بريرةَ، فقال: ((أي، بريرة، هل رأيتٍِ فيها ما يريبكِ))؟ قالت لهُ: لا والذي بعثك بالحقِ، إن رأيتُ منها أمرًا أغمصهُ عليها أكثر من أنها جاريةٌ حديثةُ السنِّ، تنامُ عن عجين أهلها، فيأتي الداجنُ فيأكلهُ، فقام - صلى الله عليه -[170]- وسلم - من يومهِ، فاستعذر من ابن أبي بن سلول، فقال وهو علىَ المنبر: ((من يعذرني من رجلٍ بلغني أذاهُ في أهلي، فوالله ما علمتُ على أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلاً ما علمتُ عليهِ إلا خيرًا، وما كان يدخلُ على أهلي إلا معي))، فقامَ سعدُ بنُ معاذٍ، فقال: يا رسولَ الله أنا والله أعذركَ منهُ، إن كانَ من الأوس ضربنا عنقهُ، وإن كانَ من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك، فقام سعدُ بنُ عبادةَ وهو سيدُ الخزرج، وكانت أمُّ حسان بنتَ عمه من فخذهِ، وكان رجلاً صالحًا، ولكن احتلمتهُ الحميةُ، فقال لسعدِ بن معاذٍ، كذبتَ، لعمرُ الله لا تقتلهُ ولا تقدرُ على ذلك، فقام أسيدُ بنُ حضيرٍ وهو ابنُ عمِ سعدِ بن معاذٍ، فقالَ لسعدِ بن عبادةَ كذبتَ، لعمرُ الله لنقتلنَّهُ، فإنك منافقٌ تجادلُ عن المنافقينَ، فتثاور الحيانِ الأوسُ والخزرجُ حتى همُّوا أن يقتتلوا، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قائمٌ على المنبرِ فلم يزل يخفضهُم حتى سكتُوا، وسكت. وبكيتُ يومي ذلك لا يرقأُ لي دمعٌ ولا أكتحل بنومٍ، ثم بكيتُ ليلتي المقبلة لا يرقأُ لي دمعٌ ولا أكتحلُ بنومٍ، فأصبحَ عندي أبواي، وقد بكيتُ ليلتين ويومًا حتى أظنَّ أنَّ البكاءَ فالقٌ كبدي، فبينما هما جالسانِ عندي وأنا أبكي، إذا استأذنتِ امرأةٌ من الأنصارِ، فأذنتُ لها، فجلست تبكي معي، فبينا نحنُ كذلك إذ دخل علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمَّ، ثم جلس، ولم يجلس عندي من يوم قيلَ لي ما قيل قبلها، وقد مكث شهرًا لا يُوحى إليه في شأني بشيءٍ، فتشهَّدَ حينَ جلسَ ثم قال: ((أمَّا بعدُ يا عائشةُ: فإنهُ بلغني عنكِ كذا وكذا، فإن كنت بريئةً فسيبرئكِ الله، وإنَّ كنتِ ألممتِ بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإنَّ العبد إذا اعترف بذنبهِ ثمَّ تابَ، تابَ الله عليهِ)) فلمَّا قضى مقالتهُ قلص دمعي، حتى ما أحسُّ منهُ قطرةً، وقلتُ لأبي: أجب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قالَ، قال: والله ما أدري ما أقولُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ لأمي: أجيبي عني، قالت والله ما أدري ما أقولُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جاريةٌ حديثةُ السنِّ لا أقرأُ كثيرًا من القرآن، -[171]- فقلتُ: إني والله لقد علمتُ أنكم سمعتم ما تحدث بهِ الناسُ حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلتُ لكم: إني بريئةٌ لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفتُ لكُم بأمرٍ، والله يعلمُ أني منهُ بريئةٌ لتصدقوني، فوالله ما أجدُ لي ولكُم مثلاً، إلا أبا يوسف إذ قال {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَالله الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثم تحولتُ فأضجعتُ على فراشي، وأني والله حينئذٍ أعلمُ أني بريئةٌ وأنَّ الله مبرئني ببراءتي، ولكنَّ والله ما كنتُ أظنُّ أن يُنزلَ الله في شأني وحيًا يُتلى، ولشأني في نفسي كان أحقرُ من أن يتكلمَ الله فىَّ بأمرٍ يُتلى، ولكن كنتُ أرجو أن يرىَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في النوم رؤيا يبرئُني الله بها، فوالله ما رامَ مجلسهُ، ولا خرج أحدٌ منِ أهلِ البيتِ حتى أنزل الله إلى نبيهِ، فأخذَ ما كان يأخذهُ من البرحاءِ، حتى إنهُ لينحدرُ منهُ مثلُ الجمانِ من العرقِ في يومٍ شاتٍ، من ثقلِ القوِل الذي أُنزل عليه. فسرِّى عنه، وهو يضحكُ، فكان أولُ كلمةٍ تكلَّم بها أن قال لي: ((يا عائشةُ! احمدى الله، أما والله فقد برأكِ)) فقالت أمي: قومي إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: لا والله لا أقومُ إليه ولا أحمدُ إلا الله، هو الذي أنزل براءتي، فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] العشر الآيات، فلمَّا أنزل الله هذا في براءتي، قال أبو بكرٍ وكان ينفقُ على مسطح بنِ أثاثةَ لقرابتهِ منهُ وفقرهِ، والله لا أنفقُ على مسطحٍ شيئًا أبدًا بعد ما قال لعائشةَ، فأُنزلَ {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ - إلى- رَحِيمٌ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ بلى: والله إني لأحبُّ أن يغفر الله لي، فرجعَ إلى مسطحٍ الذي كانَ يجري عليهِ، فقال: والله لا أنزعها منهُ أبدًا، قالت: وكانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سألَ زينب بنتَ جحشٍ عن أمري، فقال: ((يا زينبُ، ما علمتِ ما رأيتِ؟)) فقالت يا رسولَ الله! احمي سمعي وبصري، والله ما علمتُ عليها إلا خيرًا، وهي التي كانت تساميني من أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فعصمها الله بالورع، فطفقت أختها حمنة تحاربُ لها، فهلكت فيمن هلكَ من أصحاب الإِفكِ. قال ابنُ شهابٍ فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرَّهطِ (¬1). ¬
7103 - ومن روايتهِ: قالت عائشةُ: والله إنَّ الرجلَ الذي قيلَ لهُ ما قيلَ ليقولُ: سبحان الله، فوالذي نفسي بيدهِ ما كشفتُ من كنفِ أنثى، ثمَّ قتل بعدَ ذلك في سبيل الله (¬1). ¬
7104 - ومنها: قامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فىَّ خطيبًا، فتشهدَ ثم قال: ((أمَّا بعدُ: فأشيروا علىّ في أناسٍ أبنوا أهلي، وأيمُ الله ما علمتُ على أهلي من سوءٍ قطُّ، وأبنوهم بمنٍ؟ والله ما علمتُ عليهِ من سوءٍ قطُّ، ولا دخلَ بيتي قطُّ إلا وأنا حاضرٌ، ولا غبتُ في سفرٍ إلا غاب معي))، فقامَ سعدُ بنُ معاذ بنحوه وفيه: فلمَّأ كانَ مساءُ ذلكَ اليومِ خرجتُ لبعضِ حاجتي ومعى أمُّ مسطحٍ، فعثرت، وقالت: تعس مسطحٌ، فقلتُ لها: أي أمِّ، أتسبينَ ابنكِ؟ فسكتت ثم عثرت الثانية، فقالت: تعس مسطح، فقلتُ لها، أي أمِّ أتسبين ابنكِ؟ ثم عثرت الثالثة، فقالت: تعسَ مسطَحٌ، فانتهرْتها، فقالت والله ما أسبُّهُ إلا فيك، فقلتُ: في أيِّ شأني؟ فبقرت الحديث، فقلتُ: وقد كان هذا؟ قالت: نعم والله، فرجعتُ إلى بيتي كأنَ الذي خرجتُ لهُ لا أجدُ منهُ قليلاً ولا كثيرًا ووكعتُ. بنحوه. وفيه: وبكيتُ، فسمعَ أبو بكرٍ صوتي وهو فوق البيتِ يقرأ، فنزل، فقال لأمي: ما شأنُها؟ فقالت: بلغها الذي ذُكر من شأنها، ففاضت عيناهُ، وقال: أقسمتُ عليك يا بُنيةُ إلا رجعتِ إلى بيتكِ، فرجعتُ، ولقد جاءَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بيتي، فسأل عني خادمي، فقالت: لا والله ما علمتُ عليها عيبًا، إلا أنها كانت ترقدُ حتى تدخلَ الشاةُ فتأكلُ خبزها، أو عجينَها، وانتهرها بعض أصحابه، فقال: اصدقي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أسقطوا لهابهِ، فقالت: سبحان الله، والله ما علمتُ عليها إلا ما يعلمُ الصائغُ على تبر الذهبِ الأحمر. -[173]- وفيه: فأصبح أبواي عندي فلم يزالا حتى دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. بنحوه. وفيه: والتمستُ اسم يعقوب، فلم أقدر عليه إلا أبا يوسف. وفيه: أبشري يا عائشةُ فقد أنزلَ الله براءتكِ، قالت: وكنت أشدَّ ما كنتُ غضبًا، فقال لي أبواي: قومي إليهِ، فقلتُ: لا والله لا أقومُ إليهِ ولا أحمدهُ ولا أحمدكما، ولكن أحمدُ الله الذي أنزل براءتي، لقد سمعتموهُ فما أنكرتموهُ ولا غيرتموهُ (¬1). ¬
7105 - ومنها: قال الزهريُّ: كان حديث الإفك في غزوة المريسيع، قال ابن إسحاق: وذلك سنة ست، وقال موسى بن عقبة: سنة أربع، ومنها الزهري قال لي الوليدُ بنُ عبدِ الملكِ: أبلغكَ أنَّ عليًا كان فيمن قذف عائشة؟ قلتُ: لا، ولكن قد أخبرني أبو سلمة بنُ عبدِ الله وأبو بكرٍ بن عبد الرحمن وابن الحارثِ بن هشامٍ، أنَّ عائشة قالت لهما: كان على مسلمًا في شأنها (¬1). ¬
7106 - ومنها: أنهُ لم يسم من أهلِ الإِفكِ إلا ابن أبيّ، وحسانَ ومسطحٍ وحمنةَ، وأنَّ عائشة كانت تكرهُ أن يُسبَّ عندها حسانُ، وتقولُ: إنهُ الذي، قال: فإنَّ أبي ووالده وعرضي. ... لعرضِ محمدٍ منكم وقاءُ (¬1). ¬
7107 - ومنها: قال مسروقُ: دخلتُ على عائشةَ وعندها حسانُ ينشدُها شعرًا، يشببُ من أبيات: حصان رزان ما تزن بريبة. ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل. فقالت له عائشةُ: لكنك لستَ كذلك، قالَ مسروقُ: فقلتُ لها أتأذنين لهُ أن يدخلَ عليك، وقد قال الله تعالى {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}؟! [النور: 11] قالت: وأيُّ عذابٍ أشدُ من العمى، وقالت: إنهُ كانَ ينافحُ أو يُهاجي عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). للشيخين والترمذي والنسائي. ¬
7108 - وللبخاري: عن أمِّ رومانَ: بينا أنا قاعدةٌ -[174]- وعائشةُ، إذ ولجتِ امرأةٌ من الأنصارِ، فقالت: فعلَ الله بفلانٍ وفعلَ، فقالت أمَّ ورمانَ: وما ذاك؟ قالت: ابني فيمن حدَّثَ الحديثُ، قالت: وما ذاك؟ قالت: كذا وكذا قالت عائشةُ: سمعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: نعم، قالت: وأبو بكرٍ؟ قالت: نعم، فخرَّت مغشيًا عليها، فما أفاقت إلا وعليها حُمّى بنافضٍ، فطرَحتُ عليها ثيابها، فغطيتُها، فجاءَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ما شأنُ هذه)) قلتُ: أخذتها الحُمى بنافضٍ، قالَ: ((فلعل في حديثٍ تُحدث به)) قالت: نعم، فقعدت عائشةُ، فقالت: والله لئن حلفتُ لا تصدقوني، ولئن قلتُ لا تعذروني، مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيهِ، فالله المستعانُ على ما تصفونَ، بنحوهِ (¬1). ¬
7109 - عائشةُ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يسافر أقرعَ بين نسائهِ بنحو حديثها، وفيه: قالت: فسألني يعني صفوانُ عن أمري، فسترتُ عنه وجهي بجلبابي، وأخبرتهُ عن أمري، فقرَّبَ بعيرهُ، فوطئ على ذراعهِ فولاني قفاهُ، حتى ركبتُ، وسويتُ ثيابي، ثم بعثهُ فأقبل يسيرُ بي، حتى دخلنا المدينة نصفَ النهارِ أو نحوهِ. وفيهِ: فقلتُ: لأمِّ مسطحٍ خذي الإداوة فأملئيها ماءً فاذهبي به إلى المناصعِ، فأخذتها وخرجتُ فعثرتُ، بنحوه (¬1). ¬
7110 - وفي أخرى: وقعد صفوانُ بنُ المعطلِ لحسان بن ثابتٍ بالسيف فضربهُ ضربةً، فقال صفوانُ حين ضربهُ: تلق ذبابَ السيفِ عنك فإنني ... غلامٌ إذا هوجيتُ لستُ بشاعرِ. ولكنني أحمي حماىَ وأنتقم ... من الباهت الرامي البراة الطواهر. فصاحَ حسانُ: فاستغاثَ الناسُ، فلمَّا جاءَ الناسَ فرَّ صفوانُ، فجاءَ حسانُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فاستعداهُ على صفوانَ في ضربته إياهُ، فسألهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يهب لهُ ضربة صفوان إياهُ، فوهبها للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فعاضهُ - صلى الله عليه وسلم - حائطًا من نخلٍ عظيمٍ وجاريةً تُدعى سيرينُ، ولدت لحسان ابنهُ عبدُ الرحمن الشاعرَ. -[175]- وفيه: فقيل في أصحابِ الإفك أشعارٌ، قال أبو بكرٍ لمسطحٍ: وكان يُدعى عوفًا. يا عوفُ ويحك هلا قلت عارفةً ... منَ الكلام ولم تبغ به طمعا. هلا حربت من الأقوام إذا حسدوا لمَّا رميت حصانًا غير مقرفةٍ ... فلا تقولُ وإن عاديتهم قذعا. فيمن رماها وكنتُم معشرا إفكا ... أمينةُ الجيبِ لم تعلمْ لها خضعا. فأنزل الله عذرًا في براءتها ... في سيئ القول من لفظ الخنا شرعًا. فإن أعش أُجزِ عوفًا في مقالته ... وبين عوفٍ وبين الله ما صنعا. سوء الجزاء بما ألفيتُهُ تبعا. وقالت أمُّ سعدِ بن معاذ: شهد الأوس كلها وفتاها ... والخماسي من نسلها والعظيمُ. أنَّ بنت الصدِّيق كانت حصانا ... عفَّة الجيب ديُنها مستقيمُ. تتقي الله في المغيبِ عليها ... نعمة الله سرُّها ما يريمُ. خيرُ هدي النساءِ حالاً ونفسًا ... وأبا للعُلا نماها كريمُ. ليتَ سعدًا وختامها ومن رماها ... بسوءٍ في كظاظٍ حتى يئوبَ الظليم. وقال حسانُ معتذرًا: حصانٌ رزانٌ ما تزن بريبةٍ ... وتصبحُ غرثى من لحوم الغوافل. خليلةُ خيرِ الناسِ دينًا ومنصبًا ... نبيُّ الهُدى والمكرمات الفواضل. إلى أن قالَ: فإن كانَ ما قد جاءَ عني قلتُهُ ... فلا رفعتُ سوطي إلى أناملي. وأنَّ الذي قد قيل ليس بلائطٍ بك ... الدهرُ بل قولُ امرئٍ غير ماحلٍ. وقال في الذين جلدوا: لقد ذاق عبدُ الله ما كان أهلهُ ... وحمنةُ إذ قالوا هجيرًا ومسطح. تعاطوا برجمِ الغيب زوجَ نبيهم ... فآذوا رسولَ الله فيها وعمَّمُوا ... وسخطةُ ذي العرش الكريم فأبرحُوا. -[176]- مخازيَ سوءٍ حلَّلٌوها وفضحُوا (¬1). للكبير. ¬
7111 - أبو هريرةَ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرًا أقرعَ بين نسائِهِ، فأصابت عائشةَ القرعةُ، في غزوة بني المصطلق، فلمَّا كان في جوفِ الليلِ انطلقت عائشةُ لحاجةٍ، فانحلت قلادتُها، وذهبت في طلبها. بنحوهِ. وفيه: فكان صفوانُ بنُ المعطلِ يتخلفُ عن الناسِ فيصيبُ القدح والجرابَ والإِداوة، فيحملهُ بنحو حديث عائشة (¬1). للبزار، وللكبير حديثُ الإِفكِ بنحو حديث عائشةِ من طريق ابن عباسٍ بمتروكٍ، ومن طريق عمر بوضاعٍ. ¬
7112 - ابنُ عباسٍ) رفعه: ((إذا كان يومُ القيامة حدَّ الله الذين شتمُوا عائشة ثمانين ثمانين على رءوس الخلائقِ، فيستوهبُ ربي المهاجرين منهم، فأستأمرك يا عائشة!)) فبكتْ، وقالت: والذي بعثك بالحق نبيًا لسرورك أحبُّ إلىّ من سروري، فتبسَّم - صلى الله عليه وسلم - ضاحكًا، وقال: ((ابنة أبيها)) (¬1). للكبير بضعف. ¬
7113 - الحكمُ بن عتبة: لمَّا خاضَ الناسُ في أمرِ عائشة أرسل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى عائشة، قالت: فجئتُ وأنا أنتفضُ من غير حُمى، فقال: يا عائشةُ ما يقولُ الناسُ؟ فقالت: لا والذي بعثك بالحقِ لا اعتذرُ من شيءٍ، قالوا: حتى ينزل عُذري من السماءِ، فأنزل الله فيها خمس عشرةَ آيةً من سورة النور، ثم قرأ الحكم حتى بلغ {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَات} [النور: 26] قالَ فالخبيثاتُ من النساءِ للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثاتِ من النساءِ، والطيباتُ من النساء للطيبين من الرجالِ. للكبير مرسلاً ولهُ عن قتادة: الخبيثاتُ من القول، والعملُ للخبيثين من الناسِ (¬1). ¬
7114 - عائشةُ: لمَّا نزل عُذري قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على -[177]- المنبر، وذكر ذلك وتلا القرآن، وأمر برجلين وامرأةٍ فجلدُوا الحدَ (¬1). للترمذي. ¬
7115 - وعنها: يرحمُ الله نساءَ المهاجرات الأول، لمَّا أنزلَ الله {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، شققنَ مروطهُنَّ فاختمرن بها (¬1). للبخاري وأبي داود. ¬
7116 - ابنُ عباسٍ: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ} الآية [النور: 31] فنسخَ واستثنى من ذلك {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً} [النور: 60]. لأبي داود (¬1). ¬
7117 - جابرُ: كان عبدُ الله بن أبيّ بن سلول، يقولُ لجاريةٍ لهُ: اذهبي فابغينا شيئًا، فأنزلَ الله {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً} الآية [النور: 33] (¬1). ¬
7118 - وفي روايةٍ: أنَّ جاريةً لابن أُبيّ، يُقال لها مسيكةُ، وأخرى يُقالُ لها أميمةُ، كان يريدهما على الزنا، فشكتا ذلك إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فنزل {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} الآية [النور: 33]. لأبي داود ومسلمٍ بلفظهِ (¬1). ¬
7119 - ابنُ مسعودٍ: رأى ناسًا من السوقِ سمعُوا الأذان فتركُوا أمتعتهُم وقامُوا إلى الصلاةِ، فقال: هؤلاءِ الذين قال الله تعالى: {لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله} [النور: 37] (¬1). للكبير براو لم يسم. ¬
7120 - ابنُ عباسٍ: وقالَ لهُ نفرٌ من أهلِ العراقِ: كيفَ ترى في هذه الآيةِ التي أُمرنا بها، ولا يعملُ بها أحدٌ؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} الآية [النور: 58]، -[178]- فقال ابنُ عباسٍ: إنَّ الله حليمٌ رحيمٌ بالمؤمنين يحبُّ الستر، وكان الناسُ ليس لبيوتهم ستورٌ ولا حجالٌ، فربما دخلَ الخادمُ أو الولدُ أو يتيمةُ الرجلِ، والرجلُ على أهلهِ، فأمرهم الله تعالى بالاستئذان في تلك العوراتِ، فجاءهم الله بالستورِ والخير، فلم أر أحدًا يعمل بذلك بعدُ (¬1). ¬
7121 - وفي رواية: قال لم يؤمر بها أكثرُ الناسِ، آيةُ الإذنِ، وإني لآمرُ جاريتي هذه تستأذنُ علىَّ (¬1). لأبي داود. ¬
7122 - عقبةُ بن عامر: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية في خاتمة سورة النور وهو جاعل إصبعيه تحت عينيه يقول بكل شيء بصير {وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282] (¬1). للكبير بلين. ¬
سورة الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت
سورةُ الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت
7123 - ابنُ عباسٍ: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} [الفرقان: 27] قالَ: الظالمُ عقبةُ بنُ أبي معيطٍ {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتَي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً} [الفرقان:28] يعني أميةُ بنُ خلفٍ، وقيل أُبىّ (¬1). ¬
7124 - وعنه: صنع عقبةُ بنُ أبي معيطٍ طعامًا، فدعا أشرافَ قريشٍ، وكان فيهمُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فامتنع - صلى الله عليه وسلم - أن يطعم أو يشهد عقبة شهادة التوحيدِ، ففعل، فأتاه أبيّ أو أمية وكان خليله فقال: أصبأت؟ قال: لا، ولكنِ استحييتُ أن يخرج من منزلي أو يطعم من طعامي، فقالَ: ما كنتُ أرضى أو تبصق في وجهه، ففعلَ عقبةُ، وقُتل يوم بدرٍ صبرًا كافرًا. هما لرزين (¬1). ¬
7125 - ابنُ مسعودٍ: سألتُ أو سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الذنب أعظمُ؟ قالَ: ((أن تجعلَ لله ندًا وهو خلقك، قلتُ: إنَّ ذلك لعظيمٌ)) ثم أيُّ؟ قال: -[179]- ((أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك))، قلتُ: ثم أيُّ؟ قالَ: ((أن تزاني حليلةَ جارك)) ونزلت هذه الآيةُ تصديقًا لقولهِِ - صلى الله عليه وسلم - {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَق} [الفرقان: 68] (¬1). للشيخين وأبي داود. ¬
7126 - ابنُ عباسٍ: لمَّا نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] صعدَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على الصفا، فجعلَ ينادي: ((يا بني فهرٍ، يا بني عدىّ)) لبطونِ قريشٍ حتى اجتمعُوا، فجعلَ الرجلَ إذا لم يستطع أن يخرجَ أرسلَ رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهبٍ وقريشُ فقال: ((أرأيتُكم لو أخبرتُكم أن خيلاً بالوادي تريدُ أن تُغير عليكُم كنتُم مصدقيَّ))؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقًا، قال: ((فإني نذيرٌ لكُم بين يديّ عذابٍ شديدٍ))، فقال أبو لهبٍ: تبًا لك سائرَ اليومِ، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 1: 2] (¬1). ¬
7127 - وفي روايةٍ: فصعد الجبل فنادى: ((يا صباحاه)) (¬1). ¬
7128 - وفي أخرى: لمَّا نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] قالَ: ورهطك منهمُ المخلصينَ (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
7129 - ولهم وللنسائي عن أبي هريرةَ: قامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حين نزل {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قال: ((يا معشر قريشٍ أو كلمةٌ نحوها، اشتُروا أنفسكُم، لا أُغني عنكُم من الله شيئًا، يا عباسُ بنُ عبدِ المطلبِ لا أُغني عنكَ من الله شيئًا، ويا صفيةُ عمةُ رسولِ الله لا أُغني عنكِ من الله شيئًا، ويا فاطمةُ بنتُ محمدٍ سليني ما شئت من مالي، لا أُغني عنكِ من الله شيئًا)) (¬1). ¬
7130 - وفي روايةٍ: دعا قريشًا، فاجتمعوا فعم وخصَّ، فقال: ((يا بني كعب بن لؤىّ! أنقذُوا أنفسكُم من النارِ، يا بني مرة بن كعبٍ! أنقذُوا أنفسكم من النارِ، يا بني عبدِ شمسٍ! أنقذُوا أنفسكُم من النارِ، يا بني عبد منافٍ! أنقذوا أنفسكُم من النارِ، يا بني هاشمِ! أنقذُوا أنفسكُم من النارِ يا بني عبدِ المطلبِ! أنقذوا أنفسكُم من النارِ، يا فاطم! أنقذي نفسك من النارِ، فإني لا أملكُ لكُم من الله شيئًا غير أنَّ لكُم رحمًا سأبلُّها ببلالها)) (¬1). ¬
7131 - وفي أخرى بنحوه، وقال لكل واحدٍ: ((فإني لا أملكُ لكَ من الله ضرًا ولا نفعًا)) (¬1). ¬
7132 - ولمسلمٍ عن قبيصة بن مخارقٍ وزهير بن عمرو قالا: لمَّا نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} انطلق النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى رضمةِ جبلٍ فعلا أعلاها حجرًا، ثمَّ نادى: ((يا بني عبدِ منافٍ، إني نذيرٌ لكُم، إنما مثلي ومثلكم كمثلِ رجلٍ رأى العدوَ فانطلق يربأُ أهلهُ، فخشى أن يسبقوهُ، فجعلَ يهتفُ يا صباحاهُ)) (¬1). ¬
7133 - ابنُ عباسٍ: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء:224] استثنى الله منهم {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا الله كَثِيراً} [الشعراء: 227] (¬1). لأبي داود. ¬
7134 - أبو هريرةَ رفعه: ((تخرجُ الدابةُ ومعها خاتمُ سليمان، وعصا موسىَ، فتجلُوا وجه المؤمنِ، وتخطمُ أنف الكافرِ بالخاتمَ، حتى إنَّ أهل الخوانِ يجتمعونَ، فيقولُ: (هذا يا مؤمنُ، ويقولُ: هذا يا كافرُ (¬1))) (¬2). للترمذي. ¬
7135 - سعيدُ بنُ جبير: سألني يهوديُّ من أهلِ الحيرةِ، أيُّ الأجلينِ قضى -[181]- موسى؟ قلتُ لا أدري، حتى أُقدم على حبرِ العربِ فأسألهُ، فقدمتُ فسألتُ ابن عباسٍ، فقال: قضى أكثرهما وأطيبهما، إنَّ رسولَ الله إذا قالَ فعل (¬1). للبخاري. ¬
7136 - عقبةُ بن المنذر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سًئلِ أيُّ الأجلينِ قضى موسى؟ قال: ((أبرهما وأوفاهما))، ثم قال: ((لمَّا أراد مُوسى فراقَ شعيب، أمر امرأتهُ أن تسأل أباها أن يعطيها من غنمهِ ما يعيشون به، فأعطاها ما ولدت من غنمهِ في ذلك العامِ من قالب لونٍ، فما مرَّت شاةٌ إلا ضربَ جنبتيها موسى بعصاهُ، فولدت قوالب ألوانها كلها، وولدت ثنتين وثلاثةً، كلُ شاةٍ ليس فيها فشوشٌ، ولا ضبوب، ولا كمشة، تفوتُ الكفَّ ولا تعولُ)) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا افتتحتُمُ الشام فإنكُم ستجدون بقايا منها، وهي السامريةُ)) (¬1). للبزار والكبير. ¬
7137 - أبو ذرٍ رفعهُ: ((إذا سئلتَ أيُّ المرأتين تزوج؟ فقل: الصغرى منهما))، وهي التي جاءت، فقالت {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} [القصص: 26] قالَ: ما الذي رأيتِ من قوتهِ؟ قالت: أخذ حجرًا ثقيلاً فألقاهُ على البئرِ، قال: وما الذي رأيتِ من أمانتِهِ؟ قالت: قال: امشي خلفي ولا تمشي أمامي (¬1). للبزارِ والأوسط والصغير مطولاً. ¬
7138 - رفاعةُ القرظي: نزلت هذهِ الآيةُ في عشرة رهطٍ أنا أحدُهم {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص:51] (¬1). للكبير. ¬
7139 - أبو هريرة: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت} [القصص: 56] نزلت في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حيثُ يراودُ عمَّهُ أبا طالبٍ على الإِسلام (¬1). لمسلم والترمذي. ¬
7140 - ابن عباس: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85] قال: إلى مكة (¬1). للبخاري. ¬
7141 - وللكبير: قال: إلى الجنةِ (¬1). ¬
7142 - وفي روايةٍ: إلى الموتِ (¬1). ¬
7143 - وللموصلي عن أبي سعيدٍ: معاده: آخرتهُ (¬1). ¬
7144 - أمُّ هاني رفعتهُ: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: 29] ((قال: كانُوا يحذفون أهلَ الأرضِ ويسخرونَ منهمُ)) (¬1). للترمذي. ¬
7145 - أبو هريرة: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر} [العنكبوت: 45] جاءَ رجلٌ إلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنَّ فلانًا يُصلي بالليلِ، فإذا أصبحَ سرقَ، قال: ((سينهاهُ ما يقولُ)) (¬1). لأحمد. ¬
7146 - ابنُ عباسٍ: ولذكرُ الله أكبرُ، ذكرُ العبدِ الله بلسان كبير، وذكرهُ وخوفهُ منهُ إذا أشفي على ذنبٍ فتركه من خوفه، أكبرُ من ذكرهِ بلسانهٍ من غير نزعٍ عن الذنبِ. لرزين.
سورة الروم ولقمان والسجدة والأحزاب
سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب
7147 - أبو سعيدٍ: لمَّا كانَ يومُ بدرٍ ظهرت الرومُ على فارسٍ، فأعجب ذلك المؤمنين، فنزلت {الم غُلِبَتِ الرُّومُ - إلى قوله - يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم:1: 4]. ففرحَ المؤمنونَ بظهورِ الرومِ على فارسٍ. للترمذي، وقال: هكذا قال نصرُ بنُ عليّ: غلبت (¬1). ¬
7148 - نيارُ بنُ مكرم الأسلميِّ: لمَّا نزلت: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ} [الروم: 1: 4] فكانت فارس يوم نزلت هذه الآيةُ قاهرين الروم، وكان المسلمون يُحبون ظهور الروم عليهم؛ لأنهم وإياهم أهل الكتابِ، وفي ذلك قوله تعالى {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ الله يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 4: 5] وكانت قريشٌ تحبّ ظهور فارسٍ، لأنهم وإياهُم ليسوا بأهلِ كتابٍ، ولا إيمانٍ ببعثٍ، فلمَّا نزلت هذه الآيةُ: خرجَ أبو بكرٍ -[183]- يصيحُ في نواحي مكة {الم غلبت الروم إلى سنين} قال ناسٌ من قريش لأبي بكرٍ: فذلك بيننا وبينكم، زعم صاحبُكم أنَّ الروم ستغلبُ فارسًا في بضعِ سنين، أفلا نراهنكَ على ذلك؟ قال: بلى، وذلك قبل تحريم الرهان، فارتهن أبو بكرٍ والمشركون، وتواضعُوا الرهانَ، وقالوا لأبي بكرٍ: كم تجعل البضعَ؟ ثلاثَ سنين إلى تسع سنين، فسِّم بيننا وبينك وسطًا ننتهي إليهِ فسمُّوا بينهم ستَ سنينَ، فمضت الستُ قبل أن يظهرُوا، فأخذ المشركون رهن أبي بكرٍ، فلمَّا دخلت السنةُ السابعةُ ظهرت الرومُ على فارسٍ، فعابَ المسلمونَ على أبي بكرٍ تسميةَ ست سنين، قال: لأنَّ الله قال: في بضعِ سنين، وأسلمَ عند ذلك ناسٌ كثيرٌ (¬1). للترمذي. ¬
7149 - أبو رزين: خاصم نافعُ بنُ الأزرقِ ابنَ عباسٍ، فقال: أتجدُ الصلواتِ الخمسَ في كتابِ الله؟ قال: نعم، فقرأ عليهِ: فسبحان الله حينَ تمسونَ: المغرب، وحينَ تصبحون: الصبحَ، وعشيا: العصرَ، وحينَ تُظهرونَ: الظهرَ، ومِن بعدِ صلاةِ العشاءِ (¬1). للكبير بضعفٍ. ¬
7150 - ابنُ عمرٍ رفعهَ: ((مفاتيحُ الغيبِ خمسٌ، ثم قرأ {إِنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] (¬1))). للبخاري. ¬
7151 - أنسُ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16] نزلت في انتظارِ الصلاةِ التي تُدعى العتمةَ (¬1). للترمذي. ¬
7152 - ولأبي داود: قال: كانوا يتنفلونَ ما بينَ المغربِ والعشاءِ يصلونَ، وكانَ الحسنُ يقولُ: قيامُ الليلِ (¬1). ¬
7153 - أُبيُّ: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ -[184]- الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [السجدة: 21] قال: مصائبُ الدنيا، والروم، والبطشةُ، أو الدخانُ. شك شعبة (¬1). لمسلم. ¬
7154 - ابنُ عباسٍ قال لهُ أبو ظبيان: أرأيتَ قول الله {ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4] قالَ: قامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا يُصلي، فخطرَ خطرةً، فقال المنافقون الذين يُصلونَ معهُ: ألا ترى أنَّ لهُ قلبينِ قلبًا معكم، وقلبًا معهم، فنزل: {مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4] (¬1). للترمذي. ¬
7155 - ابنُ عمرٍ: أنَّ زيد بن حارثةَ مولى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ما كُنا ندعوهُ إلا زيدُ بنُ محمدٍ، حتى نزل القرآنُ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِم} الآية [الأحزاب: 5]. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
7156 - أبو هريرة رفعهُ: ((ما مِن مؤمنٍ إلا وأنا أولى الناسِ به في الدنيا والآخرةِ، اقرءوُا إن شئتمُ {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] فأيما مؤمنٌ ترك مالاً فليرثهُ عصبتُهُ من كانُوا، فمن ترك دينًا أو ضياعًا فليأتني فأنا مولاهُ)) للشيخين (¬1). ¬
7157 - عائشةُ: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُم} الآية [الأحزاب: 10]، كان ذلك يوم الخندقِ (¬1).للشيخينِ. ¬
7158 - وعنها: لو كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كاتمًا شيئًا من الوحيِّ لكتم هذه الآية {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ الله عَلَيْهِ} - يعني بالإسلام- وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ- بالعتق فأعتقته- {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ الله وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا الله مُبْدِيهِ - إلى -[185]- مَفْعُولاً} [الأحزاب: الآية 37]. وإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمَّا تزوجها قالوا: تزوجَ حليلةَ ابنه، فنزل {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} الآية [الأحزاب: 40]: وكان - صلى الله عليه وسلم - تبناهُ وهو صغيرٌ، فلبث حتى صارَ رجلاً، يقالُ لهُ زيد بنُ محمدٍ، فنزل {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِم - إلى - وَمَوَالِيكُم} [الأحزاب: 5] فلانٌ مولىَ فلانٍ، وفلانٌ أخو فلانٍ، {هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ الله} [الأحزاب: 5] يعني أعدلُ (¬1). للترمذي. ¬
7159 - أنسٌ: جاء زيدُ بنُ حارثة يشكُو، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((اتقِ الله وأمسك عليك زوجك)) قال: لو كان - صلى الله عليه وسلم - كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآيةَ، وكانت تفخر على أزواجهِ - صلى الله عليه وسلم - تقولُ: زوجكنَّ أهاليكُنَّ، وزوجني الله من فوقِ سبعِ سموات (¬1). للبخاري والترمذي والنسائي. ¬
7160 - وعنه أنهُ كان ابن عشرِ سنين وتُوفي مقدمُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكُنَّ أمهاتي يواظبنني على خدمةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فخدمُتهُ عشرَ سنينَ، وتوفيَ وأنا ابنُ عشرينَ سنةً، وكنتُ أعلمُ الناسِ بشأنِ الحجابِ، وكانَ أولُ ما أُنزلَ في مبتنىَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بزينبَ بنتِ جحشٍ، أصبحَ - صلى الله عليه وسلم - عروسًا، فدعا القومَ، فأصابُوا الطعامَ، ثم خرجُوا، وبقى رهط منهم، فأطالوا المكث، فقام - صلى الله عليه وسلم - فخرج وخرجتُ معه لكي يخرجُوا، فمشى ومشيتُ، حتى جاء عتبةَ حجرة عائشةٍ، ثم ظنَّ أنُهم خرجُوا، فرجعَ ورجعتُ معهُ، حتى إذا دخلَ على زينب فإذا هم جلوسٌ لم يقوموا، فرجعَ ورجعتُ معهُ، حتى بلغ عتبةَ حجرةِ عائشةٍ، ظنَّ أنُهم خرجُوا، فرجع ورجعتُ معهُ، فإذا هم قد -[186]- خرجُوا، فضربَ - صلى الله عليه وسلم - بيني وبينهُ بالسترِ، وأنزلَ الحجابَ (¬1). ¬
7161 - ومن رواياتهِ: قال: أنا أعلمُ الناسِ بالحجابِ، قد كان أبيّ بنُ كعبٍ يسألُني عنهُ (¬1). ¬
7162 - ومنها: قال: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عروسًا بزينب، فقالت لي أمُّ سليمٍ: لو أهدينا لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بهديةً، فقلتُ لها افعلي، فعمدت إلى تمرٍ وسمنٍ وأقطٍ، فاتخذت حيسةً في برمةٍ، فأرسلت بها معي إليهِ، فانطلقتُ بها إليهِ، فقال: ((ضعها))، ثم أمرني، فقال لي: ((ادعُ رجالاً سماهم، وادعُ لي من لقيت))، ففعلتُ الذي أمرني، فرجعتُ فإذا البيتُ غاصٌ بأهلِهِ، ورأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وضعَ يدهُ في تلكَ الحيسةِ، وتكلَّمَ بما شاء الله، ثم جعلَ يدعُو عشرةً عشرةً يأكلونَ منهُ، يقولُ لهم: ((اذكروا اسمَ الله، وليأكل كلُ رجلٍ مما يليه)) حتى تصدعُوا كلُّهم، فخرجَ من خرج، وبقى نفرٌ يتحدثون، ثم خرج - صلى الله عليه وسلم - نحو الحجراتِ، وخرجتُ في أثرهِ، فقلتُ: إنهم قد ذهبوا، فرجع فدخل البيتَ، وأرخى الستر، وإني لفي الحجرةِ، وهو يقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلوا بُيُوتَ النَّبِي} إلى {مِنَ الْحَقّ} [الأحزاب: 53] (¬1). ¬
7163 - ومنها: قلتُ لأنسٍ: عددُ كم كانُوا؟ قالَ: زهاءُ ثلاثمائةٍ. وفيهِ: فخرجت طائفةٌ ودخلت طائفةٌ، حتى أكلُوا كلُّهم، فقال لي: يا أنسُ: ((ارفع فرفعت)): فما أدري حينُ وضعتُ كان أكثر، أم حين رفعتُ؟ (¬1). ¬
7164 - ومنها: فبقى ثلاثةُ رهطٍ يتحدثون في البيتِ، فخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال: ((السلامُ عليكُم أهلَ البيتِ ورحمةُ الله))، فقالت: -[187]- وعليك السلامُ ورحمةُ الله، كيفَ وجدتَ أهلكَ بارك الله لكَ؟ فتقرى حجر نسائهِ كلهنَّ، يقولُ لهنَّ كما يقولُ لعائشةَ، ويقلنَ لهُ كما قالت (¬1). للشيخين والترمذي والنسائي. ¬
7165 - عائشةُ قال عروةُ: كانت خولةٌ بنتُ حكيمٍ من اللاتي وهبن أنفسهُنَّ للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت عائشةُ: أما تستحي المرأةُ أن تهب نفسها للرجلِ؟ فلمَّا نزلت: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنّ} [الأحزاب: 51] قلتُ: يا رسولَ الله! ما أرى ربك إلا يسارعُ في هواك (¬1). ¬
7166 - وفي روايةٍ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يستأذنُنا في يومِ المرأةِ منا بعد أن نزلت هذه الآية {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْك} [الأحزاب: 51] فقلتُ لها: ما كنت تقولين؟ قالت: كنتُ أقولُ إن كان ذلك إلي فإني لا أريد يا رسولَ الله أن أوثر عليك أحدًا. للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
7167 - أم هانئ: خطبني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فاعتذرتُ إليهِ فعذرني ثم أنزلَ الله: {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ الله عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَك} الآية [الأحزاب: 50] فلم أكُن أحلُّ لهُ، لأني لم أهاجر، كنتُ من الطلقاء (¬1). ¬
7168 - ابنُ عباسٍ: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن أصنافِ النساءِ، إلا ما كان من المؤمناتِ المهاجراتِ، بقولهِ: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} [الأحزاب: 52] فأحلَّ الله فتياتكُمُ المؤمناتِ {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيّ} [الأحزاب: 50] وحرَّم كل ذاتِ دينٍ غير الإِسلامِ، ثم قالَ: {وَمَنْ يَكْفُرْ الْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ -[188]- الْخَاسِرِينَ} [المائدة: 5] وقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ الله عَلَيْك} - إلى قوله- {خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50] وحرَّم ما سوى ذلك من أصنافِ النساءِ (¬1). هما للترمذي. ¬
7169 - عائشةُ: ما ماتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أُحلَّ لهُ أن يتزوجَ من النساءِ ما شاءَ. للترمذي والنسائي (¬1). ¬
7170 - وعنها: أنَّ أزواجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كُنَّ يخرجنَ قبلَ المناصعِ، وهو صعيدٌ أفيحُ، فكانَ عمرُ يقولُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: احجبْ نساءك، فلم يكُن - صلى الله عليه وسلم - يفعل، فخرجتْ سودةُ بنتُ زمعةَ ليلةً عشاء، وكانت امرأةً طويلةً، فنادها عمرُ: ألا قد عرفناك يا سودة، حرصًا على أن ينزل الحجابُ (¬1). ¬
7171 - وفي روايةٍ: خرجت سودةُ بعد ما ضُرب الحجابُ لحاجتها، وكانت امرأةً جسيمةً تفرع النساءَ جسمًا، لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمرُ فقال: يا سودةُ، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين، فانكفأت راجعة، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي، وإنهُ ليتعشى، وفي يده عرقٌ فدخلت فقالت: يا رسولَ الله إني خرجتُ فقال لي عمرُ كذا وكذا، فأوحي إليه ثمَّ رُفع عنه وإن العرقَ في يدهِ ما وضعهُ، فقال: ((إنهُ قد أُذن لكنَّ أن تخرُجنَ لحاجتكُنَّ))، قال هشام (¬1): يعني البزار. ¬
7172 - أبو هريرة رفعهُ: ((كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراةً، ينظرُ بعضُهم إلى سوءةِ بعضٍ، وكانَ موسى - عليه السلام - يغتسل وحدهُ، فقالوا: والله ما يمنعُ موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدرُ. فذهب مرةً يغتسلُ فوضعَ -[189]- ثوبهُ على حجرٍ، ففرَّ الحجرُ بثوبهِ، فجمح موسى بأثرهِ يقول: ثوبي حجرُ، ثوبي حجرُ، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوءةِ موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأسٍ، فقام الحجرُ حتى نظر إليهِ فأخذ ثوبهُ فطفق بالحجر ضربًا)). قال أبو هريرة: والله إن بالحجرٍ ندبًا ستة أو سبعة من ضرب موسى بالحجر (¬1). ¬
7173 - وفي روايةٍ: ((أنَّ موسى كان رجلاً حييًا ستِّيرًا، لا يُري شيئٌ من جلده استحياءً منهُ، فآذاهُ من آذاهُ من بنى إسرائيل، فقالوا: ما يستترُ هذا التستر إلا من عيب بجلده، إمَّا برصٍ وإمَّا أدرةٍ وإمَّا آفةٍ. وإنَّ الله أراد أن يبرئهُ مما قالُوا: فخلا يومًا وحده، فوضع ثيابهُ على الحجر، ثم اغتسل، فلمَّا فرغ، أقبلَ إلى ثيابه؛ ليأخذها وإنَّ الحجرَ عدا بثوبهِ، فأخذ موسى عصاهُ وطلب الحجر، وجعل يقولُ: ثوبي حجرُ، ثوبي حجرُ)). بنحوه. وفيه: فوالله إنَّ بالحجرِ لندبًا من أثر ضربه ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا، فذلك قولهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ الله مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ الله وَجِيهاً} [الأحزاب:69] هما للشيخينِ (¬1). ¬
سورة سبأ وفاطر ويس والصافات وص والزمر
سورة سبأ وفاطر ويس والصّافات وص والزمر
7174 - فروةُ بنُ مسيكٍ المراديّ قلتُ: يا رسولَ الله! ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ فأذن لي في قتالهم، فلمَّا خرجتُ من عندهِ، سألَ عني ((ما فعل الغُطيفي))؟ فأخبر أني قد سرتُ، فأرسل في أثري فردني، فأتيتُهُ فقالَ: ((ادعُ القوم، فمن أسلم منهم فاقبل منه، ومن لم يُسلم فلا تعجل، حتى أحدث إليك))، قال: فأنزل في سبأ ما أنزل، فقال رجلٌ: يا رسولَ الله وما سبأ، أرضٌ أو امرأةٌ؟ قال: ((ليس بأرضٍ ولا امرأةٍ، ولكنهُ رجلٌ ولد عشرةً من العربِ، فتيامن منهم ستةٌ، وتشاءم منهم أربعةٌ، فأمَّا الذين تشاءمُوا: -[190]- فلخمُ وجذامُ وغسانُ وعاملةُ، وأمَّا الذين تيامنُوا: فالأزدُ والأشعريونَ وحميرُ وكندةُ ومذحجُ وأنمارُ)) فقالَ رجلٌ: يا رسولَ الله! وما أنمارُ؟ قال: ((الذين منهم خثعمُ وبجيلةُ)) (¬1). لأبي داود والترمذي. ¬
7175 - أبو هريرة رفعهُ: ((إذا قضى الله الأمر في السماءِ ضربتِ الملائكةُ بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنهُ سلسلةٌ على صفوانٍ، فإذا فزِّع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربُّكم؟ قالُوا للذين قالوا: الحقَّ وهو العلىُّ الكبير. فيسمعُها مسترقُ السمعَ، [ومسترقو السمع هكذا - بعضهُ فوق بعضٍ، ووصف سفيان بكفهِ، فحرفها وبدد بين أصابعهِ، فيسمعُ الكلمة] (¬1) فيلقيها إلى من تحته، حتى يلقيها على لسانِ الساحر أو الكاهنِ، فرَّبما أدركهُ الشهابُ قبلَ أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركهُ فيكذبُ معها مائة كذبةٍ، فيقالُ: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا؟ كذا وكذا فيُصدَّقُ بتلك الكلمةِ التي سمعت من السماءِ)) (¬2). للبخاري والترمذي. ¬
7176 - ابنُ مسعودٍ: ((إذا تكلَّمَ الله بالوحيِّ سمعَ أهلُ السماءِ صلصلةً كجر السلسلة على الصفا، فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريلُ، فإذا جاءهم، فزِّع عن قلوبهم، فيقولون: يا جبريلُ ماذا قال ربكم؟ فيقولُ الحقَّ، فيقولون: الحقَّ الحقَّ)). لأبي داود (¬1). ¬
7177 - أبو سعيدٍ رفعه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] ((هؤلاءِ كلُّهم بمنزلةٍ واحدةٍ، وكلهُم في الجنةِ)). للترمذي (¬1). ¬
7178 - ولأحمد عن أبي الدرداءِ رفعه: {فمنهم ظالمٌ لنفسهِ} الآية: -[191]- ((فأمَّا الذينَ سبقُوا فأولئكَ الذينَ يدخلونَ الجنةَ! الجنةَ بغير حسابٍ، وأمَّا الذينَ اقتصدُوا فأولئك الذين يحاسبون حسابًا بسيرًا، وأمَّا الذينَ ظلمُوا أنفسهم فأولئك الذينَ ظلمُوا أنفسهُم في طولِ المحشرِ، ثم هُم الذين يتلافاهُم الله برحمتِهِ، منهمُ الذين يقولونَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} - إلى- {لُغُوبٌ} [فاطر: 34: 35] (¬1). ¬
7179 - وعنه: كانت بنو سلمة في ناحيةِ المدينةِ، فأرادُوا النقلةَ إلى قربِ المسجد، فنزل: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُم} [يّس: 12] فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ آثاركم تُكتبُ، فلم ينتقلُوا)) (¬1). للترمذي. ¬
7180 - أبو ذرٍّ: كنتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في المسجدِ عند غروب الشمس، فقالَ يا أبا ذرٍّ: ((أتدري أين تذهب الشمسُ)) قلتُ: الله ورسولُهُ أعلمُ، قال: ((تذهب تسجدُ تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشكُ أن تسجدَ فلا يُقبل منها، وتستأذن فلا يُؤذن لها، فيقالُ لها: ارجعي من حيثُ جئت، فتطلعُ من مغربها، فذلك قولهُ تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يّس:38])) (¬1). ¬
7181 - وفي روايةٍ ((تدرون متى ذاكم؟ ذاك حين {لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرا} [الأنعام: 158])) (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
7182 - سمرةُ رفعهُ: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} [الصافات:77] حام وسام ويافث ويقالُ: يافت بالثاءِ والتاءِ، ويقالُ: يفثُ (¬1). ¬
7183 - وفي رواية: سامُ أبو العربِ، وحامُ أبو الحبشِ، ويافثُ أبو الرومِ (¬1). للترمذي. ¬
7184 - ابنُ عباسٍ و (ابنُ مسعودٍ) (¬1): يُذكرُ عنهما أنَّ إلياسَ هو إدريسُ، وكان ابنُ مسعودٍ يقرأُ: سلامٌ على إدراسين. لرزين (¬2). ¬
7185 - أبو هريرة رفعهُ: ((لمَّا أراد الله حبس يونس في بطن الحوت، أوحى الله إلى الحوت أن لا تخدشنَّ لهُ لحمًا، ولا تكسرنَّ لهُ عظمًا، فأخذه ثمَّ أهوى به إلى مسكنهِ في البحر، فلمَّا انتهى به إلى أسفل البحر، سمع يونس حسًا، فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى الله إليهِ وهو في بطن الحوتِ، أنَّ هذا تسبيحُ دوابِ الأرضِ، فسبحَ وهو في بطن الحوتِ، فسمعتِ الملائكةُ تسبيحهُ فقالُوا: ربنا إنا سمعنا صوتًا ضعيفًا بأرض غريبةٍ، فقال: تعالى: ذلك عبدي يونس، عصاني فحبستُهُ في بطن الحوتِ في البحر فقالُوا: العبدُ الصالحُ الذي كان يصعدُ إليك منه في كل يومٍ وليلةٍ عملٌ صالحٌ؟ قالَ: نعمْ فشفعُوا لهُ عندَ ذلكَ، فأمر الحوت فقذفهُ في الساحلِ كما قال تعالى: {وهو سقيمٌ})) (¬1). للبزارِ بلينٍ براولم يسم. ¬
7186 - أبي: سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات:147] قال: ((يزيدون عشرين ألفًا)) (¬1). ¬
7187 - ابنُ عباسٍ: مرضَ أبو طالبٍ فجاءتهُ قريشٌ، وجاءهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وعند أبي طالبٍ مجلسُ رجلٍ، فقام أبو جهل كي يمنعهُ مِن الجلوسِ فيه، وشكُوه إلى أبي طالبٍ، فقال: يا ابن أخي ما تريدُ من قومكَ؟ قال: ((أريدُ منهم كلمةً تدينُ لهم بها العربُ، وتُؤدي إليهم العجمُ الجزية))، فقال: كلمةٌ واحدةٌ؟ قالَ: ((كلمةٌ واحدةٌ))، قال: ((يا عمّ، قولوا: لا إله إلا الله)) فقالوا: إلهًا واحدًا ما سمعنا بهذا في الملةِ الآخرةِ، إن -[193]- هذا إلا اختلاقٌ، فنزل فيهمُ القرآنُ {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} - إلى - {اخْتِلاقٌ} [صّ: 7] (¬1). هما للترمذي. ¬
7188 - وعنه: كنتُ أمرُّ بهذه الآيةَ فما أدري ما هي؟ العشيَّ والإِشراقَ، حتى حدثتني أمُّ هانئٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دخلَ عليها فدعا بوضوءٍ في جفنةٍ كأني أنظرُ إلى أثرٍ العجينِ فيها، فيتوضأ، ثمَّ قامَ فصلىَ الضحىَ، فقال: ((يا أمَّ هانئ! هي صلاةُ الإِشراق)) (¬1). للأوسط بضعفِ. ¬
7189 - ابنُ الزبير: لمَّا نزلت: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر:31] قالَ الزبيرُ: يا رسولَ الله! أتُكرَّرُ علينا الخصومة بعد الذي كان بيننا في الدنيا؟ قال: ((نعم)) فقالَ: إنَّ الأمرَ إذًا شديدٌ (¬1). للترمذي. ¬
7190 - وزاد الكبيرُ بعد ((نعم)) لتكررَ حتى يُؤدَّىَ إلى كلِّ ذي حقٍ حقهُ (¬1). ¬
7191 - ابنُ عباسٍ: أنَّ قومًا قتلُوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، وانتهكُوا، فأتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا محمدُ إنَّ الذي تقولُ وتدعُوا إليهِ لحسنٌ، لو تخبرنا أنَّ لما عملنا كفارةٌ، فنزلت: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهاً آخَر} - إلى- {حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 68: 70] قالَ: ((يبدلُ الله شركهُم إيمانًا وزناهُم إحصانًا))، ونزلت: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله} [الزمر: 53] (¬1). للنسائي. ¬
7192 - ابنُ مسعودٍ: جاءَ حبرٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمدُ، إنَّ الله يضعُ السماءَ على إصبعٍ، والأرضينَ على إصبعٍ، والجبالَ على إصبع، والشجرَ على إصبعٍ، والأنهارَ على إصبعٍ، وسائرَ الخلقٍ على إصبع، ثم يقولُ: أنا الملكُ، فضحك - صلى الله عليه وسلم - وقال: {وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِه} [الأنعام: 91] (¬1). ¬
7193 - وفي روايةٍ: فضحكَ حتى بدتْ نواجذُه تعجُبًا وتصديقًا لهُ (¬1). للترمذي والشيخين. ¬
7194 - ولهما ولأبي داودَ، عن ابن عمرَ رفعهُ: ((يطوي الله تعالى السمواتِ يومَ القيامةَ، ثم يأخذهُنَّ بيدِهِ اليمنىَ، ثم يقولُ: أنا الملكُ، أين الجبارونَ، أينَ المتكبرونَ؟ ثم يطوي الأرضَ بشمالهِ، ثمَّ يقولُ: أنا الملكُ، أين الجبارونَ، أينَ المتكبرونَ؟)) (¬1). ¬
7195 - وفي روايةٍ: أنَّ ابن عمرَ يحكي أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يأخذُ الله تعالىَ سمواتِهِ وأرضيهِ بيديهِ، ويقولُ: أنا الله، ويقبضُ أصابعهُ ويبسطها، ويقول: أنا الملكُ))، حتى نظرتُ إلى المنبرِ يتحركُ من أسفلِ شيءٍ منهُ، حتى أني أقولُ أساقطٌ هو برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدخان
سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدّخان
7196 - ابنُ مسعودٍ: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} [غافر: 11] قالَ: هيَ مثلُ التي في سورةِ البقرة: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 28] للكبيرِ بضعفٍ (¬1). ¬
7197 - العلاءُ بنُ زيادٍ: كانَ يذكِّرُ بالنارِ، فقال رجلٌ: لم تُقنط الناسَ؟ قال: وأنا أقدرُ أن أقنط الناسَ، والله يقولُ: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله} [الزمر: 53] ويقولُ: {الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}؟! [غافر: 43] ولكنَّكُم تحبون أن تبشرُوا بالجنةِ على مساوئ أعمالكُم، وإنما بعثَ الله تعالى محمدًا - صلى الله عليه وسلم - مبشرًا بالجنةِ لمنْ أطاعهُ، ومنذرًا بالنارِ لمن عصاهُ (¬1). للبخاري تعليقًا. ¬
7198 - ابنُ مسعودٍ: اجتمعَ عندَ البيتِ ثلاثةُ نفرٍ، ثقفيانِ وقرشيٌّ، أو قرشيانِ وثقفيٌّ، كثير شحم بطونهم، قليلُ فقهِ قلوبهم، فقال أحدهُم: أترونَ أنَّ الله يسمعُ ما نقولُ؟ فقالَ الآخرُ: يسمعُ إن جهرنا، ولا يسمعُ إن أخفينا وقالَ الآخرُ: إن كانَ يسمعُ إذا جهرنا فهو يسمعُ إذا أخفينا، فأنزلَ الله تعالىَ {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ} [فصلت: 22] (¬1). ¬
7199 - وفي روايةٍ: قالَ فذكرتُ ذلكَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فنزلَ {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ} - إلى- {الْخَاسِرِين} [فصلت: 22: 23] (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
7200 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30] قالَ: ((قد قالَ الناسُ ثم كفر أكثرهم، فمن مات عليها فهو ممنِ استقام)) (¬1). للترمذي. ¬
7201 - ابنُ عباسٍ: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت: 34] قالَ: الصبرُ عندَ الغضبِ، والعفوُ عند الإِساءةِ، فإذا فعلوهُ عصمهُم الله، وخضع لهم عدوهم (¬1). للبخاري تعليقًا. ¬
7202 - وعنه: سُئل عن قولهِ تعالى: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] فقال ابن جبيرٍ: قُربى آلِ محمدٍ. فقال ابنُ عباسٍ: عجلت، إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بطنٌ من قريشٍ إلا كان لهُ فيهم قرابةٌ، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة (¬1). للبخاري والترمذي. ¬
7203 - ولأحمدَ والكبيرِ: قال: ((قلُ لا أسألُكُم على ما أتيتكُم بهِ من البيناتِ والهُدى أجرًا إلا أن توادُوا الله، وتقرُبوا إليهِ بطاعتهِ)) (¬1). ¬
7204 - وللكبيرِ بلينٍ: لمَّا نزلت {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً} الآية [الأنعام: 90] الآية قالوا: يا رسولَ الله من قرابتُكُم هؤلاء الذين وجبت علينا مودتُهم؟ قالَ: ((علىٌّ وفاطمةُ وابناهُما)) (¬1). ¬
7205 - عمرو بنُ حريثٍ: نزلت هذه الآيةُ في أهلِ الصفةِ، {وَلَوْ بَسَطَ الله الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْض} [الشورى: 27] قال: لأنُّهم تمنَّوا الدنيا (¬1). للكبير. ¬
7206 - (ابنُ عونٍ) (¬1): كنتُ أسألُ عن قولهِ {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} [الشورى:41] فحدثني ابنُ جدعانَ عن امرأة أبيه، وزعمُوا أنها كانت تدخلُ على عائشةَ، قالت: قالت عائشةُ: دخلَ علىَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وعندنا زينبُ بنتُ جحشٍ، فجعلَ يصنعُ شيئًا بيدهِ شيئًا، فقلتُ: بيدهِ حتى فطنتهُ لها، فأمسكَ، وأقبلتْ زينبُ تقحمُ لعائشةَ، فنهاهَا، فأبت أن تنتهي، فقالَ لعائشةَ: ((سبيها)). فسبتها فغلبتها، فانطلقت زينبُ إلى عليٍّ، فقالت: إنَّ عائشةَ وقعت بكُم، وفعلت فجاءت فاطمةُ، فقال لها: ((إنها حبةُ أبيكِ، وربُّ الكعبةِ)). فانصرفت، فقالت لهم: إني قلتُ لهُ: كذا وكذا، فقال لي: كذا وكذا، وجاءَ علىُّ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فكلَّمَهُ في ذلكَ (¬2). لأبي داودَ. ¬
7207 - ابنُ عباسٍ: {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الزخرف: 33] لولا أن اجعلَ الناس كلَّهُم كفارًا لجعلتُ لبيوتِ الكفارِ سُقفًا من فضةٍ ومعارج من فضةٍ، وهي الدرجُ، وسُررًا من فضةٍ (¬1). للبخاري تعليقًا. ¬
7208 - وعنه: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ لقريشٍ: ((يا معشر قريشٍ! إنهُ ليس أحدٌ يعبدُ من دونِ الله فيهِ خيرٌ، وقد علمت قريشٌ أنَّ النصارى يعبدون عيسىَ))، فقالوا يا محمدٌ: ألست تزعمُ أنَّ عيسى كان نبيًا، فإن كنتَ صادقًا فإنَّ آلهتهم لكما يقولون، -[197]- فنزل: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف:57] قيلَ لابنِ عباسٍ ما يصدون؟ قال: يضجونَ، {وإنهُ لعلمٌ للساعةِ} [الزخرف: 61] قال: هو خروجُ عيسى قبلَ يومِ القيامةِ (¬1). لأحمد والكبير. ¬
7209 - ابنُ مسعودٍ: كانَ مضطجعًا فأتاهُ رجلٌ، فقال: يا أبا عبدَ الرحمنِ! إنَّ قاصًا عند أبواب كندةَ يقصُّ ويزعمُ أنَّ آيةَ الدُّخانِ تجيءُ فتأخذُ بأنفاسِ الكفارِ، ويأخذُ المؤمنينَ منها كهيئةِ الزكامِ، فقالَ ابنُ مسعودٍ وجلسَ وهو غضبانُ: يا أيها الناسُ اتقوا الله، منَ علمَ منكُم شيئًا فليقل بما يعلم، ومن لا يعلمُ فليقلْ الله أعلمُ فإنه أعلم بأحدكم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم، فإنَّ الله تعالىَ قال لنبيهِ - صلى الله عليه وسلم - {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [صّ:86] إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا رأى من الناسِ إدبارًا قال: ((اللهمَّ سبعًا كسبعِ يوسف)) (¬1). ¬
7210 - وفي روايةٍ: لمَّا دعا قريشًا كذَّبُوهُ واستعصوا عليه، فقال: ((اللهم أعنِّي عليهم بسبعٍ كسبعِ يوسفَ)) فأخذتهُم سَنةٌ حصَّت كلَّ شيءٍ، حتى أكلُوا الجلود والميتة من الجوعِ، وينظرُ إلى السماءِ أحدهم، فيرى كهيئةِ الدخانِ، فأتاهُ أبو سيانَ، فقال: يا محمدُ! إنك جئت تأمرُ بطاعةِ الله، وبصلة الرحمِ وإنَّ قومكَ قد هلكُوا، فادعُ الله لهمُ، قال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} - إلى- {عَائِدُونَ} [الدخان: 10: 15] قال ابنُ مسعودٍ: أفيكشفُ عذاب الآخرةِ {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان:16] فالبطشةُ يوم بدر (¬1). ¬
7211 - وفي أخرى: فأصابهُم قحطٌ وجهدٌ حتى أكلُوا العظامَ، فجعلَ الرجلُ ينظرُ إلى السماءِ فيرى ما بينهُ وبينها كهيئةِ الدخانِ من الجهدِ، فنزلَ {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} الآية: فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقيل لهُ: استسقِ الله لمضرَ: فإنها قد هلكت، فقال: -[198]- ((لمضر؟! إنك لجريءٌ)) فاستسقىَ لهم فسقُوا فنزل: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} فلمَّا أصابتهُمُ الرفاهيةُ، عادُوا إلى حالهم حين أصابهم الرفاهيةُ، فنزلَ: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان:16] يعني يوم بدرٍ (¬1). ¬
7212 - وفي أخرى: قال خمسٌ قد مضينَ: الدخانُ، واللزامُ، والرومُ، والبطشةُ، والقمرُ (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
7213 - أنس رفعه: ((ما من مؤمنٍ إلا ولهُ بابانِ، بابٌ يصعدُ منهُ عملُهُ، وبابٌ ينزلُ منه رزقهُ، فإذا مات بكيا عليهِ، فذلك قولهُ تعالى {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} [الدخان:29])) (¬1). ¬
7214 - أبو سعيد رفعهُ: (({كالمهلِ} كعكرِ الزيتِ، إذا قرَّبهُ إلى وجهه سقطت فروةُ وجهه فيه)) (¬1). هما للترمذي. ¬
سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذاريات
سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذّاريات
7215 - يوسفُ بن ماهك: كانَ مروانُ على الحجازِ، استعملهُ معاويةُ، فخطب فجعلَ يذكر يزيد بن معاويةَ لكي يبايعَ لهُ بعد أبيهِ، فقال لهُ عبدُ الرحمنِ بن أبي بكرٍ، شيئًا فقال: خذوهُ، فدخل بيتَ عائشة فلم يقدروا عليهِ، فقال مروانُ: هذا الذي أنزل الله فيه {والذي قال لوالديهِ أفٍ لكما}. فقالت: عائشةُ من وراء الحجابِ: ما أنزلَ الله فينا شيئًا من القرآنِ، إلا ما أنزلَ في سورةِ النورِ من براءتي (¬1). للبخاري. ¬
7216 - علقمةُ قلتُ لابنِ مسعودٍ: هل صحبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ الجنِّ منكُم أحُد؟ قالَ: ما صحبهُ منَّا أحدٌ، ولكنَّا كنَا معهُ ذاتَ ليلةٍ ففقدناهُ، فالتمسناهُ في الأوديةِ والشعابِ، فقلنَا استُطيرَ أو اغتيلَ، فبتنَا بشرِّ ليلةٍ باتَ بها قومٌ، -[199]- فلمَّا أصبحنا إذا هُو جاءَ من قبلِ حراءٍ، فقلنَا يا رسولَ الله: فقدناك فطلبناكَ فلم نجدكَ، فبتنا شر ليلةٍ باتَ بها قومٌ، قالَ: ((أتاني داعي الجنِّ، فذهبتُ معهُ، فقرأتُ عليهمُ القرآن)). فانطلقَ بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد فقالَ: ((لكُم كلُّ عظمٍ ذكر اسمُ الله عليهِ يقعُ في أيديكُم، أوفرُ ما يكونُ لحمًا، وكلُّ بعرةِ علفٍ لدوابكُم)) فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فلا تستنجُوا بهما فإنهما طعامُ إخوانكُم)) (¬1). ¬
7217 - وفي روايةٍ: ((وكانُوا من جنِّ الجزيرةِ)) (¬1). لمسلم والترمذي وأبي داود. ¬
7218 - زرُّ بنُ حبيشٍ: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} [الاحقاف: 29] قالَ: صهٍ، قالَ: كانُوا سبعةً أحدُهُم زوبعةُ (¬1). للبزار. ¬
7219 - أنسُ: أُنزلت على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - {لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر} [الفتح: 2] مرجعُهُ من الحديبيةِ، فقالَ: ((لقد أُنزلت علىَّ آيةٌ أحبُّ إلىَّ مما على الأرضِ، ثم قرأها عليهم))، فقالُوا: هنيئًا مريئًا يا رسولَ الله، لقد بيَّن الله لكَ ما يفعلُ بكَ، فماذا يفعلُ بنا؟ فنزلَ: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} إلى {عَظِيماً} [الفتح: 5] (¬1). ¬
7220 - وفي روايةٍ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} [الفتح:1] قالَ: الحديبيةَ (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
7221 - أسلم: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يسيرُ في بعضِ أسفارهِ، وعمرُ يسيرُ معهُ ليلاً، فسألهُ عمرُ عن شيءٍ فلم يُجبهُ، ثمَّ سألهُ فلم يُجبهُ، ثمَّ سألهُ فلم يُجبهُ، فقالَ -[200]- عمرُ: ثكلتكَ أمُّكَ يا عمرُ! نزرت على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثَ مراتٍ، كلُّ ذلك لا يُجيبُك. قال عمرُ: فحركتُ بعيري، حتى تقدمتُ أمامَ الناسِ، وخشيتُ أن ينزلَ فيَّ قرآنٌ، فما نشبتُ إذ سمعتُ صارخًا يصرخُ بي، فقلتُ: لقد خشيتُ أن يكونَ نزلَ فيَّ قرآنٌ، فجئتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فسلمتُ عليهِ، فقالَ: ((لقد أُنزلت علىَّ الليلةَ سورةٌ هي أحبُّ إلى مما طلعت عليهِ الشمسُ)) ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} [الفتح:1] (¬1). لمالك والبخاري والترمذي. ¬
7222 - أنس: إنَّ ثمانينَ نزلُوا علىَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابهِ، من جبلِ التنعيمِ عندَ صلاةِ الصبحِ يريدونَ أن يقتلُوهُ، فأخذوا، فأعتقهُمُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فأنزلَ الله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} الآية [الفتح: 24] (¬1). لمسلم والترمذي وأبي داود. ¬
7223 - أبي رفعه: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26] قالَ: ((لا إلهَ إلا الله)) (¬1). للترمذي. ¬
7224 - ابنُ الزبيرِ: قدمَ ركبٌ من بني تميمٍ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ أبو بكرٍ: أمر القعقاع بنَ معبدٍ، وقالَ عمرُ: أمِّرِ الأقرع بن حابسٍ، فقالَ أبو بكرٍ: ما أردتَ إلا خلافي، وقالَ عمرُ: ما أردتُ خلافكَ، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهُما، فنزلُ في ذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِه} الآية [الحجرات: 1] (¬1). ¬
7225 - وفي روايةٍ: قالَ ابنُ أبي مُليكة: كادَ الخيرانِ أن يهلكا، أبو بكرٍ وعمرُ، لمَّا قدمَ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وفد بني تميمٍ، أشارَ أحدهمَا بالأقرعِ بن حابسَ، وأشارَ الآخرُ بغيرهِ. بنحوه. -[201]- وفيهِ: قالَ ابنُ الزبيرِ فكانَ عمرُ بعدُ إذا حدَّث بحديثٍ حدثهُ كأخىِ السرار ولم يُسمعْهُ حتى يستفهمَهُ (¬1). للبخاري والترمذي والنسائي. ¬
7226 - زيدُ بنُ أرقمَ قالَ ناسٌ من العربِ: انطلقُوا بنا إلى هذا الرجلِ، فإن يكُ نبيًا فنحنُ أسعدُ الناسِ بهِ، وإن يكُ ملكًا عشنا في جنابهِ، فانطلقتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُهُ بما قالُوا، ثم جاءُوا إلى حجرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فجعلُوا ينادُون يا محمدُ يا محمدُ، فنزلَ {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [الحجرات:4] فأخذَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بأذني، فقالَ: ((لقد صدقَ الله قولكَ يا زيدُ)) (¬1). للكبير بلين. ¬
7227 - الأقرعُ بنُ حابسٍ: أنهُ نادى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - من وراء الحجراتِ، فقالَ: يا رسولَ الله، فلم يُجبهُ، فقالَ: يا محمدُ إنَّ حمدي زينُ، وإنَّ ذمي لشينٌ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((ذاكُمُ الله تعالىَ)) (¬1). لأحمد والكبير. ¬
7228 - الحارثُ بنُ ضرارٍ الخزاعيِّ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وعدهُ أن يرسلَ إليه من يقبض زكاةَ قومِهِ، فجمعَ الحارثُ الزكاةَ، وبلغَ زمانُ الوعدِ، فلم يأتِهِ أحدٌ، فجاَ الحارثُ بقومِهِ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وبعثَ - صلى الله عليه وسلم - إليهم الوليدَ -[202]- بن عقبةَ، ليقبض زكاتهُم، فسارَ الوليدُ، حتىَ بلغ بعض الطريقِ، فرجعَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: إنَّ الحارثَ منعني الزكاة، وأرادَ قتلي، فضربَ - صلى الله عليه وسلم -، البعث إلى الحارثِ، فأقبل الحارثُ بأصحابهِ، حتى استقبل البعثَ، فقال لهم: إلى أين؟ قالُوا: إليكَ، قالَ: ولمَ؟ قالوا: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ بعثَ إليكَ الوليدَ بن عقبةَ فزعم أنكَ منعتهُ الزكاةَ، وأردتَ قتلهُ، قال: لا والذي بعث محمدًا بالحق ما رأيتُهُ ولا أتاني، فلمَّا دخلَ الحارثُ علىَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((منعتَ الزكاةَ وأردتَ قتلَ رسولي))؟ قالَ: لا، والذي بعثكَ بالحقِ ما رأيتُه ولا أتاني، وما أقبلتُ إلا حينَ احتبسَه علىَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، خشيةَ أن تكونَ سخطةً مِنَ الله ورسولِهِ علىَّ، فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] إلى آخرهَا (¬1). لأحمد والكبيرِ. ¬
7229 - أبو سعيدٍ قرأ: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ الله لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} [الحجرات: 7] ٍ فقالَ: هذا نبيكُم يوحى إليهِ، وخيارُ أئمتكُم، لو أطاعهُم في كثيرٍ من الأمرِ لعنتُوا، فكيف بكُم (¬1). للترمذي. ¬
7230 - أبو (جبيرة) (¬1) بن الضحاكِ: فينا نزلت هذهِ الآيةُ. بني سلمةَ، قدمَ علينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وليس منَّا رجلٌ إلا ولهُ اسمانِ أو ثلاثةٌ، فجعلَ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((يا فلانُ))! فيقولون: مهٍ يا رسولَ الله، إنهُ يغضبُ من هذا الاسم، فنزل {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ} [الحجرات: 11] (¬2). للترمذي وأبي داود. ¬
7231 - ابن عباس: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ} [الحجرات: 13] الشعوبُ: القبائلُ الكبارُ العظامُ، والقبائل: البطونُ (¬1). للبخاريِّ. ¬
7232 - أنس: في قولِهِ تعالى {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [قّ: 35] قالَ يتجلَّى لهم كلَّ جمعةٍ (¬1). للبزَّار بضعفٍ. ¬
7233 - ابن عباس: أمرهُ أن يسبحَ في أدبارِ الصلواتِ كلِّها، يعني قوله {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [قّ: 40] (¬1). للبخاريِّ. ¬
7234 - أنس في قولهِ تعالى: {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذريات:17)] قال: كانُوا يصلُّون بين المغربِ والعشاءِ (¬1). لأبي داودَ. ¬
7235 - ابن عمر رفعهُ: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [الذريات:41] ((ما فتح الله على عادٍ من الريحِ إلاَّ مثل موضع الخاتمِ، فمرَّت بأهلِ الباديةِ فحملتْ مواشيهم وأموالهُم من السماءِ والأرض، فلمَّا رأى ذلك أهل الحاضرٍِ من الريح وما فيها قالُوا عارضٌ ممطرُنا، فألقت أهلُ الباديةِ مواشيهم على أهلِ الحاضرةِ)) (¬1). للكبير بضعفٍ. ¬
سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد
سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد
7236 - أبو هريرة رفعهُ: ((أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأى البيتَ المعمورَ يدخلُهُ كلَّ يومٍ سبعونَ ألف ملكٍ)) (¬1). للبخاريِّ. ¬
7237 - ابن عباس رفعهُ: ((إذا دخلَ الرجلُ الجنةَ، سألَ عن أبويهِ وزوجتهِ وولدِهِ، فقالَ: إنَّهم لم يبلُغُوا درجتك وعملك، فيقولُ: يا ربُّ قد عملتُ لي ولهُم، فيؤمرُ بإلحاقِهِم))، وقرأ ابنُ عباسٍ {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ} [الطور: 21] الآية (¬1). للكبير والصغير بضعفٍ. ¬
7238 - وعنه رفعهُ: (({وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} [الطور: 49] الرَّكعتين قبل الفجرِ، {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} الركعتين بعدَ المغربِ)) (¬1). للترمذيِّ. ¬
7239 - ابن مسعودٍ: في قولِهِ {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم:9] وقولِهِ {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم:11] وقولِهِ {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم:18] قال: فيها كلِّها رأى جبريلُ عليهِ السلامُ له ستمائةُ جناحِ (¬1). ¬
7240 - وفي روايةٍ: رأى جبريلُ في حلة من رفرفٍ قد ملأ ما بينَ السماءِ والأرضِ (¬1). للشيخين والترمذيِّ. ¬
7241 - ابن عباس: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم:11] {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم:13] قال رآه بفؤادِهِ مرتينِ (¬1). لمسلم. ¬
7242 - وللترمذيِّ: رأى محمدٌ ربَّهُ، قال عكرمة: قلت: أليس الله يقولُ: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103] قالَ: ويحكَ ذاك إذا تجلَّى بنورِهِ الذي هو نورهُ وقد رأى ربَّهُ مرتينِ. وحديثُ عائشةَ يأتي في رؤية الله (¬1). ¬
7243 - وعنه: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم:19] قالَ: كان اللاتُ رجلاً يلتُّ سويقَ الحاجِّ (¬1). للبخاريِّ. ¬
7244 - وعنه: ما رأيتُ شيئًا أشبهَ باللممِ مما قالَ أبو هريرةَ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الله كتب على ابن آدم حظهُ من الزِّنا أدرك ذلك لا محالةَ، فزنا العينينِ النظرُ، وزنا اللسانِ النطقُ، والنفسُ تمنَّى وتشتهي، والفرجُ يصدِّق ذلكَ ويكذبُه)) (¬1). للشيخين وأبي داود. ¬
7245 - زادَ في روايةٍ: ((والأذنانِ زناهُما الاستماعُ، واليدُ زناها -[205]- البطشُ، والرِّجلُ زناها الخطَا)) (¬1). ¬
7246 - وعنه {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم: 32] قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إنْ تغفر اللهمَّ تغفر جمًّا، وأيُّ عبدٍ لك لا ألما)). للترمذي وزاد البزار: قال ابن عباس: واللمَّةُ الزنا (¬1). ¬
7247 - أبو هريرة: جاءَ مشركُو قريشٍ يخاصمُونَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في القدرِ، فنزلتْ {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49] (¬1). لمسلمٍ والترمذيِّ. ¬
7248 - وللكبير بضعف عن ابن عباس: نزلت هذه الآيةُ في القدريَّةِ (¬1). ¬
7249 - وله بخفى عن زرارةٍ رفعهُ: ((نزلت في أناسٍ من أمَّتي في آخِرِ الزمانِ يكذبُونَ بقدَرِ الله تعالى)) (¬1). ¬
7250 - جابر خرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على أصحابِهِ فقرأَ عليهم سورةَ الرحمنِ من أولها إلى آخرهَا فسكتُوا، فقال: ((لقد قرأتُها على الجنِّ ليلةَ الجنِّ فكانُوا أحسنَ مردودًا منكُم، كنتُ كلَّما أتيتُ على قولِهِ {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن:13] قالُوا: لا بشيءٍ من نعمِكَ ربَّنا نكذبُ، فلكَ الحمدُ)) (¬1). للترمذيِّ. ¬
7251 - أبو الدرداء رفعهُ: (({كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29] من شأنه أن يغفر ذنبًا ويكشف كربًا ويجيب دُعاءًا ويرفع قومًا ويضع آخرين)) (¬1). للبزَّارِ. ¬
7252 - وعنه: أنهُ سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقصُّ على المنبر {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46] فقلت: وإن زنا وإن سرق يا رسولَ الله؟ فقال الثانيةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46] -[206]- فقلتُ: وإن زنا وإن سرق؟ فقال الثالثةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46] فقلتُ: وإن زنا وإن سرق؟ قال: ((نعم، وإن رغم أنفُ أبي الدرداءِ)) (¬1). لأحمد والكبير. ¬
7253 - أبو سعيد رفعهُ: (({وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة:34] ارتفاعُها كما بين السماءِ والأرضِ مسيرةَ ما بينهما خمسمائةُ عامٍ)) (¬1). ¬
7254 - أنس: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} [الواقعة:35] إنَّ من المنشئات اللاتي كُنَّ في الدنيا عجائزَ عمشاءَ رمصاءَ (¬1). هما للترمذيِّ. ¬
7255 - أبو بكرة: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 13، 40] قالَ: جميعهما من هذه الأمة (¬1). للكبير. ¬
7256 - على رفعهُ: (({وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة:82] شكركم تقولُون: مطرنا بنوءِ كذا وكذا، ونجمِ كذا وكذا)) (¬1). للترمذي. ¬
7257 - ابن مسعود: ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بقولهِ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله} [الحديد: 16] إلاَّ أربعُ سنينَ (¬1). لمسلمٍ. ¬
7258 - ابن عباس: {اعْلَمُوا أَنَّ الله يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الحديد: 17] قال: يلينُ القلوبَ بعدَ قسوتِها، فيجعلُها مخبتةً منيبةً، يحيي القلوبَ الميتةَ بالعلمِ والحكمةِ، وإلاَّ فقد علم إحياءِ الأرضِ بالمطرِ مشاهدةً. لرزينٍ.
7259 - وعنه: كانت ملوكٌ: بعد عيسى بدلُوا التوراةَ والإِنجيلَ، وقيلَ لملوكهم: ما نجدُ شتمًا أشدَّ من شتمٍ يشتمونا هؤلاء، إنهم يقرءُون {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله -[207]- فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] مع ما يعيبُونا في أعمالنا في قراءتهم، فادعُهم. فليقرءُوا كما نقرأُ، وليؤمنُوا كما آمنَّا، فدعاهُم فجمعهُم وعرضَ عليهم القتلَ أو يتركُوا قراءة التوراةِ والإِنجيلِ إلا ما بدلُوا منها، فقالُوا: ما تريدُون إلى ذلكَ؟ دعونا، فقالت طائفةٌ منهم: ابنوا لنا اسطوانةً، ثمَّ ارفعُونا إليها، ثُمَّ أعطُونا أشياءً نرفعُ بها طعامنا وشرابنا فلا نردَّ عليكُم، وقالت طائفةٌ: دعُونا نسيحُ في الأرض ونهيمُ، ونشربُ كما يشربُ الوحشُ، فإن قدرتُم علينا في أرضكُم فاقتلُونا، وقالت طائفةٌ: ابنُوا لنا دورًا في الفيافي، ونحفرُ الآبارَ، ونحترث البقولَ، ولا نردُّ عليكم ولا نمرُّ بكم، وليس أحدٌ من القبائل إلاَّ ولهُ حميمٌ فيهم، ففعلُوا ذلك، فأنزل الله تعالى {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ الله فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} [الحديد: 27] والآخرون قالُوا: نتعبدُ كما تعبدَ فلانٌ، ونسيح كما ساح فلانٌ، وهم على شركهم لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا بهم، فلمَّا بُعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لم يبق منهم إلاَّ قليلٌ انحطَّ رجلُ من صومعتهِ وجاءَ سائحٌ من سياحتِهِ وصاحبُ الديرِ من ديرهِ، فآمنُوا بهِ وصدقُوهُ، فقالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} [الحديد: 28] أجرينِ بإيمانهم بعيسى وبالتوراة والإِنجيلِ، وبإيمانهم بمحمدٍ، وتصديقهم، قال {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ} [الحديد: 28] القرآنُ، واتباعُهُم النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قالَ: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَاب} [الحديد: 29] الذين يتشبهُون بكم {أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ الله} الآية [الحديد: 29] الآية. للنسائي (¬1). ¬
سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون
سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون
7260 - عائشة: الحمدُ للهِ الذي وسعَ سمعُهُ الأصواتَ، لقد جاءت المجادِلَةُ خولةُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكلمتهُ في جانبِ البيت، وما أسمعُ ما تقولُ فنزل {قَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1]. للبخاري والنسائيِّ (¬1). ¬
7261 - عليُّ: لمَّا نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12] قالَ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما ترى دينارٌ؟)) قلت: لا يطيقونه، قال: ((فنصفُ دينارٍ))، قلتُ: لا يطيقُونهُ، قال: ((فكم؟)) فقلتُ: شعيرةٌ، قالَ: ((إنَّك لزهيدٌ))، فنزلت {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَات} [المجادلة: 13] قالَ: فبي خفَّفَ الله عن هذهِ الأمةِ. للترمذيِّ (¬1). ¬
7262 - ابنُ عباس: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جالسًا فقالَ لأصحابهِ: ((يجيئكم رجلٌ ينظرُ إليكُم بعيني شيطانٍ، فإذا رأيتمُوهُ فلا تكلمُوهُ))، فجاء رجلٌ أزرقُ، فلمَّا رآهٌ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - دعاهُ، فقالَ: علامَ تشتمُني أنتَ وأصحابُك؟ قالَ: ((كما أنت حتَّى آتيكَ بهم)) فذهبَ فجاءَ بهم، فجعلُوا يحلفُون بالله ما قالوا وما فعلُوا، فنزل {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} الآية [المجادلة: 18]. لأحمد والكبيرِ (¬1). ¬
7263 - ابنُ عمر: حرَّقَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - نخلَ بني النضيرِ وقطعَ، وهي البويرةُ، فأنزل الله {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ الله وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} [الحشر:5]. للشيخين وأبي داود والترمذيِّ (¬1). ¬
7264 - ولهُ عن ابنِ عباسٍ: اللينةُ النخلةُ، وليخزي الفاسقينَ، استنزلُوهُم من حصونهم وأمرُوا بقطعِ النخلِ فحكَّ ذلك في صدورهم، فقالَ المسلمُون قد قطعنا بعضًا وتركنا بعضًا فلنسألنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هل لنا فيما قطعنا من أجرٍ؟ وهل علينا فيما تركنا من وزرٍ؟ فنزل {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} الآية [الحشر: 5] (¬1). ¬
7265 - أنسُ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ} الآية [الحشر: 11] أنَّ ابن أبيٍّ قالَ ليهودِ النضيرِ: إذا أراد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إجلاءهم فنزلت. لرزين (¬1). ¬
7266 - عائشةُ: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يبايعُ النساءَ بالكلام بهذهِ الآيةِ لا يشركنَ بالله شيئًا، وما مسَّتْ يدُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يدَ امرأةٍ لا يملكُها (¬1). للشيخين والترمذيِّ. ¬
7267 - ابن مسعود: {قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ} [الممتحنة: 13] قال: فلا يؤمنُوا بها، ولا يؤجروا. للكبيرِ بضعفٍ (¬1). ¬
7268 - عبد الله بن سلام: كنتُ جالسًا في نفرٍ من أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نتذاكرُ، نقولُ: لو نعلمُ أيَّ الأعمالِ أحبَّ إلى الله؟ لعملناهُ، فنزل {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْض- إلى- كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ الله- أي عظم- أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} فخرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأها علينا. للترمذيِّ (¬1). ¬
7269 - جابر: بينا نحنُ نصلِّي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، إذ أقبلت عيرٌ تحملُ طعامًا، فالتفتوا إليها، حتَّى ما بقي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ اثنا عشر رجلاً فنزلت: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً} [الجمعة: 11] (¬1). ¬
7270 - وفي روايةٍ: إلاَّ اثنا عشر رجلاً فيهم أبو بكرٍ وعمر (¬1). ¬
7271 - وفي أخرى: إلاَّ اثنا عشرَ رجلاً أنا فيهم (¬1). ¬
7272 - وعنه: غزونا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقد ثاب معهُ ناسٌ من المهاجرين حتَّى كثرُوا، وكان من المهاجرين رجلٌ لعابٌ، فكسع أنصاريًا فغضبَ الأنصاريُّ غضبًا شديدًا حتَّى تداعوا، -[210]- وقال الأنصاريُّ يا للأنصارِ، وقال المهاجريُّ: يا للمهاجرينِ، فخرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: ((ما بالُ دعوى الجاهليةِ))؟ ثمَّ قال: ((ما شأنهُم؟)) فأخبر بكسعةِ المهاجري الأنصاريَّ، فقال: ((دعُوها فإنَّها خبيثةٌ))، وقال عبدُ الله بن أبيِّ ابن سلولٍ قد تداعوا علينا، {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: 8] قالًَ عمرُ: ألا نقتلُ يا نبيَّ الله هذا الخبيثَ؟ لعبدِ الله، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يتحدثُ الناسُ أنَّهُ كانَ يقتلُ أصحابهُ)) (¬1). ¬
7273 - وفي روايةٍ: فقال له ابنهُ عبدُ الله بن عبدِ الله: لا تنقلبُ حتَّى تقرَّ أنَّكَ الذليلُ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - العزيزٌ ففعلَ (¬1). ¬
7274 - زيدُ بن أرقم: خرجنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ أصابَ الناسُ فيه شدةٌ، فقالَ عبدُ الله بنُ أبيِّ: لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ الله حَتَّى يَنْفَضُّوا من حولِهِ، وقال: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُه، فأرسلَ إلى ابن أُبيِّ فسألهُ فاجتهد يمينهُ ما فعلَ، فقالُوا: كذبَ زيدٌ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فوقعَ في نفسي ممَّا قالُوا شدةٌ، حتَّى أنزلَ الله تصديقي، إذا جاءك المنافقُون، ثُمَّ دعاهُم - صلى الله عليه وسلم - ليستغفر لهم فلووا رءوسهُم، وقولُهُ: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4] كانُوا رجالاً أجملَ شيءٍ (¬1). ¬
7275 - وفي روايةٍ: غزونا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكانَ معنا أناسٌ من الأعراب، فكنَّا نبتدرُ الماءَ، وكانَ الأعرابُ يسبقُونا إليهِ، فيسبقُ الأعرابيُّ فيملأُ الحوضَ، ويجعلُ حولهَ حجارةٌ، ويجعلُ النطاع عليه، حتَّى يجيء أصحابُهُ، فأتىَ رجلٌ من الأنصارِ أعرابيًا فأرخى زمامَ ناقتهِ؛ لتشربَ فأبى أن يدعهُ، فانتزعَ فغاضَ الماءُ فرفعَ الأعرابيُّ خشبةً فضرب بها رأسَ الأنصاريِّ فشجَّهُ، فأتى عبدُ الله بنُ أُبيِّ فأخبرهُ، فغضب، ثمَّ -[211]- قال: لا تنفقُوا على من عِنْدَ رسول الله حتَّى ينفضُّوا من حولِهِ، - يعني: الأعرابَ- وكانُوا يحضرُون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عند الطعامِ، قال عبدُ الله: إذا انفضُّوا من عندِ محمدٍ فأتوا محمدًا بالطعامِ، ثُمَّ قالَ لأصحابهِ: لئن رجعتم إلى المدينةِ فليخرج الأعزُّ منها الأذلَّ، قال زيدٌ: وأنا ردفُ عمِّي، فسمعتُ عبد الله، فأخبرتُ عمِّي، فانطلقَ فأخبرَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسلَ إليهِ فحلفَ وجهدَ، وصدقهُ - صلى الله عليه وسلم -، وكذبني، فجاء عمِّي إليَّ، فقالَ: ما أردتَ إلاَّ أن مَقَتَكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذا المسلمُونَ فوقعَ علىَّ من الهمِّ ما لمْ يقعْ على أحدٍ، فبينا أنا أسيرُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ قد خففتُ برأسي من الهمِّ، إذ أتاني - صلى الله عليه وسلم - فعرك أذني، وضحكَ في وجهي، فما كان يسرُّني أنَّ لي بها الخُلْدَ في الجنةِ، ثمَّ إنَّ أبا بكرٍ لحقني، فقال: ما قال لك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: ما قال لي شيئًا إلاَّ أنهُ عرك أذني، وضحك في وجهي، فقال: أبشر، ثمَّ لحقني عمرُ، فقلتُ لهُ مثل قولي لأبي بكرٍ، فلمَّا أصبحنا قرأ - صلى الله عليه وسلم - سورة المنافقينَ (¬1). ¬
7276 - وفي رواية: أنَّ ذلك في غزوة بني المصطلقِ.
7277 - وفي أخرى: في غزوةِ تبوكٍ. هي للشيخين والترمذيِّ.
7278 - ابنُ عباس: من كان لهُ مالٌ يُبْلِغُهُ حجَّ بيتِ ديه أو تجبُ عليه فيه زكاةٌ فلم يفعل، سألِ الرجعةُ عند الموت، فقالَ رجلٌ: يا ابنَ عباسٍ! اتَّقِ الله فإنَّما يسألُ الرجعةَ الكفارُ، فقالَ سأتلو عليك بذلك قرآنًا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله - إلى قوله - فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ} الآية [المنافقون: 9: 10] قالَ: فما يوجبُ الزكاةَ؟ قال: إذا بلغَ المالُ مائتين فصاعدًا، قال: فما يوجبُ الحجَّ؟ قال: الزادُ والبعيرُ (¬1). للترمذيِّ. ¬
سورة التغابن والطلاق والتحريم
سورة التغابن والطلاق والتحريم
7279 - ابنُ مسعود: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِالله يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11] قال: هي المصيباتُ تصيبُ الرجل، فيعلمُ أنَّها من عندِ الله، فيُسلِّمُ ويرضى (¬1). للبخاريِّ. ¬
7280 - ابنُ عباس: سئل عن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن: 14] قال: هؤلاء رجالٌ أسلمُوا من أهلِ مكة، وأرادُوا أن يأتُوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأبى أزواجهُم، وأولادُهُم، أن يدعُوهُم، فلمَّا أتوُا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأوا الناسَ قد فقهُوا في الدينِ، همُّوا أن يعاقبوهُم، فنزلَ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ} الآية (¬1). للترمذيِّ. ¬
7281 - ابنُ عمر: قرأ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُن} [الطلاق: 1] لقبلِ عدتهنَّ. لمالكٍ، وقالَ: يعني بذلك أن يطلقَ في كلِّ طهرٍ مرةً (¬1). ¬
7282 - معاذ رفعهُ: ((يا أيُّها الناسُ اتخذُوا تقوى الله تجارةً، يأتكُمُ الرزقُ بلا بضاعةٍ ولا تجارةٍ))، ثمَّ قرأ {وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 3] (¬1). للكبيرِ بضعفٍ. ¬
7283 - عائشة: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يمكثُ عند زينب بنتِ جحشٍ، فيشربُ عندها عسلاً، فتواصينا أنا وحفصةُ: أنَّا أيَّتنا ما دخل عليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلتقل: إنِّي أجدُ منكَ ريحَ مغافير؟ أكلتَ مغافيرَ، فدخل على إحداهُما، فقالتْ ذلك لهُ، فقال: ((بل شربتُ عسلاً عند زينب بنت جحشٍ، ولنْ أعودَ لهُ))، فنزلَ { -[213]- لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَك -إلى -إِنْ تَتُوبَا إِلَى الله} [التحريم: 1: 4] لعائشة وحفصةَ، {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً} [التحريم: 3] لقوله: ((بل شربتُ عسلاً، ولن أعود لهُ، وقد حلفتُ ولا تخبري بذلك أحدًا)) (¬1). للشيخين وأبي داود والنسائي. ¬
7284 - ابنُ عباس: لم أزل حريصًا على أن أسألَ عمر عن المرأتين من أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - اللتين قال الله {إِنْ تَتُوبَا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حتَّى حجَّ عمرُ، وحججتُ معهُ، فلمَّا كانَ ببعضِ الطريقِ، عدلَ عمرُ، وعدلتُ معه بالإداوةِ، فتبرزَ، ثمَّ أتاني فسكبتُ على يديهِ فتوضَّأ، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين، من المرأتانِ من أزواجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - اللتانِ قال الله: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]؟ فقالَ عمرُ: واعجبًا لك يا ابن عباسٍ، قال الزهريِّ: كره والله ما سألهُ عنه ولم يكتمهُ، قال: هُما عائشةُ وحفصةُ، ثمَّ أخذ يسوقُ الحديثَ، قالَ: كنَّا معشر قريشٍ قومًا نغلبُ النساءَ فلمَّا قدمنَا المدينةَ وجدنا قومًا تغلبهُمُ نساؤُهم، فطفقِ نساؤنا يتعلمنَ من نسائهم، وكان منزلي في بني أمية بن زيدٍ بالعوالي، فتغضبتُ يومًا على امرأتي فإذا هي تراجعُني فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكرُ أن أراجعك، فوالله إنَّ أزواجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ليراجعنهُ، وتهجرُهُ إحداهُنَّ اليومَ إلى الليلِ فانطلقتُ، فدخلتُ على حفصةَ، فقلتُ: أتراجعنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: نعم، فقلتُ: أتهجرهُ إحداكُنَّ اليوم إلى الليلِ؟ قالت: نعم، قلتُ: قد خاب من فعل ذلك منكُنَّ وخسرتْ، أفتأمنُ إحداكُنَّ أن يغضبَ الله عليها لغضبِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هي قد هلكت، لا تراجعي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تسأليه شيئًا واسأليني ما بدا لكِ، ولا يغرنَّكِ أن كانت جارتُك هي أوسم وأحبَّ إلى رسولِ الله منكِ، يريدُ - عائشةَ- فكانَ لي جارٌ من الأنصارِ، فكنَّا نتناوبُ النزولُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فينزلُ يومًا وأنزلُ يومًا، ويأتيني بخبر الوحي وغيرهِ وآتيهِ بمثل ذلك، وكنَّا نتحدثُ أنَّ غسانَ تنعلُ الخيل لتغزونا، فنزل صاحبي ثمَّ أتاني عشاءً فضربَ بابي، ثُمَّ ناداني، فخرجتُ إليهِ، فقال: حدث أمرٌ -[214]- عظيمٌ فقلتُ: ماذا؟ جاءت غسانُ؟ قالَ: لا بل أعظمُ من ذلك وأهولُ، طلقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نساءهُ، فقلتُ قد خابت حفصةُ وخسرت، قد كنت أظنُّ هذا يوشكُ أن يكونَ، حتَّى إذا صليتُ الصبحَ، شددتُ على ثيابي، ثُمَّ نزلتُ، فدخلتُ على حفصةَ وهي تبكي، فقلتُ: أطلقكُنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: لا أدري، هُو ذا معتزلٍ في هذهِ المشربةِ، فأتيتُ غلامًا له أسودَ، فقلتُ: استأذن لعمرَ، فدخلَ، ثمَّ خرجَ إليَّ، فقال: قد ذكرتُك له فصمتَ، فانطلقتُ حتَّى أتيتُ المنبرَ، فإذا عندهُ رهطٌ جلوسٌ، يبكي بعضهم، فجلستُ قليلاً، ثمَّ غلبني ما أجدُ، فأتيتُ الغلامَ، فقلتُ: استأذن لعمرَ، فدخلَ، ثمَّ خرجَ إليَّ، فقال: قد ذكرتُك لهُ فصمتَ، فخرجتُ، فجلستُ إلى المنبر، ثُمَّ غلبني ما أجدُ، فأتيتُ الغلامَ، فقلتُ: استأذن لعمرَ، فدخل، ثُمَّ خرج، فقال: قد ذكرتُك له، فصمتَ، فوليتُ مدبرًا، فإذا الغلامُ يدعُوني، فقال: ادخل، قد أذن لك، فدخلتُ: فسلمتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو متكئ على رمالِ حصيرٍ قد أثَّر في جنبهِ، فقلتُ: أطلقت يا رسول الله نساءك؟ فرفع رأسهُ إلىَّ، فقالَ: ((لا))، فقلتُ: الله أكبرُ، لو رأيتنا يا رسولَ الله وكنَّا معشرَ قريشٍ نغلبُ النساءَ، فلمَّا قدمنا المدينةَ وجدنا قومًا تغلبُهُم نساؤهُمْ، فطفقَ نساؤُنا يتعلمنَ من نسائهم، فتغضبتُ على امرأتي يومًا فإذا هي تراجعني، فأنكرتُ أن تراجعني، فقالت: ما تنكرُ أن أراجعك، فوالله إنَّ أزواج رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ليراجعنهُ، وتهجرُهُ إحداهُنَّ اليومَ إلى الليلِ، فقلتُ: قد خابَ من فعل ذلك منهنَّ وخسرَ، أفتأمنُ إحداهُنَّ أن يغضبَ الله عليها لغضبِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هي قد هلكت، فتبسَّم - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يا رسول الله، فدخلتُ على حفصة، فقلتُ: لا يغرنكِ إن كانت جارتُك هي أوسم وأحبَّ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - منكِ، فتبسمَ أخرى، فقلتُ: أستأنسُ يا رسول الله؟ قال: ((نعم))، فجلستُ فرفعتُ رأسي في البيتِ، فوالله ما رأيتُ فيه شيئًا يردُّ البصرَ إلا أهبةً ثلاثة، فقلتُ: يا رسولَ الله ادعُ الله أن يوسعَ على أمتكَ، فقد وسعَ على فارسَ والروم، وهُم لا يعبدُون الله، فاستوى جالسًا، ثم قال: ((أفي شكٍ أنت يا ابن الخطابِ؟ أولئك قومٌ عجلت لهم -[215]- طيباتُهُم في الحياةِ الدنيا))، فقلتُ: استغفر لي يا رسولَ الله، وكان أقسمَ أن لا يدخل عليهنَّ شهرًا من أجلِ ذلك الحديث، حين أفشتهُ حفصةُ: إلى عائشةَ من شدةِ موجدتِهِ عليهنَّ حتَّى عاتبهُ الله (¬1). ¬
7285 - قال: قالَ الزهريُّ: فأخبرني عروةُ عن عائشةَ لما مضت تسعٌ وعشرونَ، دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بدأ بي، فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّكَ أقسمتَ أنْ لا تدخلُ علينا شهرًا، وأنك دخلتَ مع تسعٍ وعشرين، أعدُّهن، قال: ((إنَّ الشهرَ تسعٌ وعشرون)). زاد في روايةٍ: ((وكان ذلك الشهرُ تسعًا وعشرين ليلةً))، ثمَّ قالَ: ((يا عائشة، إنِّي ذاكرٌ لك أمرًا، فلا عليكِ أن لا تعجلي حتَّى تستأمري أبويك))، ثُمَّ قرأ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا- حتى بلغَ- عَظِيماً [الأحزاب: 28: 29] قالتْ: قدْ عَلِمَ والله أنَّ أبويَّ لم يكُونا ليأمراني بفراقِهِ، فقلتُ: أفي هذا أستأمرُ أبويَّ؟ فإنِّي أريدُ الله ورسولَهُ والدارَ الآخرةَ (¬1). ¬
7286 - وفي روايةٍ: أنَّ عائشةَ قالت له: لا تخبر نساءك أنِّي اخترتُكَ، فقال لها - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله أرسلني مبلغًا ولم يرسلني متعنتًا)) (¬1). ¬
7287 - ومن رواياتِهِ: وذلك قبل أن يؤمرن بالحجابِ. وفيه: دخولُ عمرَ على عائشةَ وحفصةَ ولومهُ لهما، وقولُهُ لحفصة: والله لقد علمت أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحبُّك، ولولا أنا لطلقك. وفيهِ: قولُ عمر: يا رباحُ استأذن لي، فإنِّي أظنُّ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ظنَّ أنِّي جئتُ من أجلِ حفصةَ، والله، لئن أمرني -[216]- أن أضربَ عنقها لأضربنَّ عنقها، قال: ورفعتُ صوتي، وأنَّهُ أذن له عند ذلك، وأنَّهُ استأذن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في أن يخبر الناس أنَّهُ لم يطلق نساءهُ، فأذنَ لهُ وأنَّهُ قال على بابِ المسجد فنادى بأعلى صوتهِ: لم يطلق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نساءهُ، وأنَّهُ قال لهُ وهو يرى الغضبَ في وجههِ: يا رسول الله، ما يشق عليك من أمر النساءِ، فإن كنت طلقتهنَّ، فإنَّ الله معك وملائكتُهُ وجبريلٌ وميكائيلُ وأنا وأبو بكرٍ والمؤمنونَ معك، قالَ: وقلَّما تكلمتُ وأحمدُ الله بكلامِ إلا رجوتُ أنَّ الله يصدقُ قولي فنزلت هذهِ الآيةُ، وآيةُ التخييرِ، {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنّ} [التحريم: 5]. وفيهِ: أنَّهُ قال: فلم أزل أحدثُهُ حتَّى تحسرَ الغضبُ عن وجههِ، وحتَّى كشر فضحكَ، وكانَ من أحسنِ الناسِ ثغرًا، قال: ونزلتُ أتشبثُ بالجذْعِ، وهُو جذعٌ يرقأ عليه - صلى الله عليه وسلم - وينحدرُ، ونزلَ - صلى الله عليه وسلم - كأنَّما يمشي على الأرض ما يمسُّهُ بيدهِ، فقلتُ: يا رسولَ الله إنَّما كنتُ في الغرفةِ تسعًا وعشرين، فقال: ((إنَّ الشهر يكونُ تسعًا وعشرين))، قال: ونزلت هذه الآيةٌ {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى -[217]- أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83] قالَ: فكنتُ أنا الذي استنبطتُ ذلك الأمرَ، فنزلت آيةُ التخييرِ (¬1). ¬
7288 - ومنها: مكثتُ سنةً أريدُ أن أسألَ عمر عن آيةٍ: فما أستطيعُ أن أسألهُ، هيبةً لهُ، حتَّى خرج حاجًّا فخرجتُ معهُ، فلمَّا رجعنا وكنَّا ببعضِ الطريقِ، عدلَ إلى الأراكِ لحاجةٍ لهُ، فوقفتُ لهُ، حتَّى فرغَ، ثُمَّ سرتُ معهُ، فقلتُ: يا أمير المؤمنينَ: من اللتانِ تظاهرتا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من أزواجِهِ؟ فقال: تلك حفصةُ وعائشةُ، فقلتُ: والله، إن كنتُ لأريدُ أن أسألك عن هذا منذُ سنةٍ فما أستطيعُ هيبةً لك، قال: فلا تفعل، ما ظننتُ أنَّ عندي من علمٍ، فاسألني، فإن كان لي علمٌ خبرتُك بهِ، ثمَّ قال عمرُ: والله، إن كُنَّا في الجاهليةِ ما نعدُّ للنساءِ أمرًا حتَّى أنزلَ الله فيهن ما أنزلَ، وقسمَ لهنَّ ما قسمَ، فبينا أنا في أمرٍ أتأمرهُ، إذ قالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، فقلتُ لها: مالكِ ولما ههنا، فيم تكلفُك في أمرٍ أريدُهُ؟ فقالت لي: عجبًا لك يا ابن الخطاب! ما تريدُ أن تراجع أنت، وإنَّ ابنتك لتراجعُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتَّى يظلُّ يومًا غضبانَ، فقامَ عمرُ حتَّى دخل على حفصةَ بنحوهِ. وفيهِ: أنَّهُ خرجَ من عندِ حفصةَ، ثمَّ دخل على أمِّ سلمةَ لقرابتِهِ منها فكلمها، فقالت: عجبًا لك يا ابن الخطابِ، دخلتَ في كلِّ شيءٍ حتَّى تبتغي أن تدخُل بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين أزواجِهِ، قال: فأخذتني والله أخذًا، كسرتني عن بعض ما كنت أجدُ، فخرجتُ من عندها، وكان لي صاحبٌ من الأنصار إذا غبتُ أتاني بالخبر بنحوهِ. وفيهِ: أنَّه لمَّا دخلَ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في الغرفةِ قصَّ عليه هذا الحديثَ، قال فلمَّا بلغتُ حديث أمِّ سلمة تبسمَ - صلى الله عليه وسلم -. وفيهِ: فبكيتُ، فقال: ((ما يبكيكَ؟)) فقلتُ: يا رسول الله! إنَّ كسرى وقيصر فيما هُما فيهِ، وأنت رسولُ الله، فقال: ((أما ترضى أن تكون لهُما الدُّنيا ولنا الآخرةُ)) (¬1). للشيخين والترمذيِّ والنسائيِّ. ¬
7289 - وللأوسط بلين: قالَ عمرُ: دخلتُ على حفصةَ فقلتُ لها: لا تكلمي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تسأليهِ ما ليس عندهُ، وما كانت لكِ من حاجةٍ حتَّى دُهْنَ رَأْسِكِ فاسأليني، وكانَ - صلى الله عليه وسلم - إذا صلَّى الصبحَ جلسَ في مُصلاَّهُ، وجلسَ الناسُ حولهُ، حتَّى تطلعَ الشمسُ، ثمَّ دخلَ على نسائهِ امرأة امرأةً، يسلمُ عليهنَّ، ويدعُو لهنَّ، وإنَّهُ أُهْدِيَتْ لحفصةَ عكةَ عسلٍ، فذكر قصةَ ريحِ مغافير إلى أن قالَ: هُو عسلٌ، والله، لا أطعمهُ أبدًا، حتَّى إذا كانَ يومُ حفصةَ، قالت: يا رسولَ الله: إنَّ لي حاجةً إلى أبي، فَأْذَنْ لي أن آتيهُ، فأذن لها، ثُمَّ إنَّهُ أرسلَ إلىَّ جاريتهُ ماريةَ، فأدخلها بيتَ حفصة، فوقع عليها، فأتت حفصةُ، فوجدتِ البابَ مغلقًا، فجلست عندَ البابِ، فخرجَ وهو فزعٌ ووجههُ يقطرُ عرقًا، وحفصةُ تبكي، فقالَ ((ما يبكيكِ؟)) قالت: إنَّما أذنتَ لي من أجل هذا، أدخلت أمتك بيتي، ثُمَّ وقعت عليها على فراشي، ما كنتَ تصنعُ هذا بامرأةٍ منهنَّ، أما والله، لا يحلُّ لك هذا يا رسولَ الله، فقال: ((والله ما صدقتِ، أليس هي جاريتي قد أحلها الله لي، أشهدُك أنَّها علىَّ حرامٌ، ألتمسُ بذلك رضاكِ، انظري لا تخبري بهذا امرأةً منهنَّ فهي عندك أمانةٌ))، فلمَّا خرجَ، قرعت حفصةُ الجدارَ الذي بينها وبين عائشةَ، فقالت: ألا أبشرُكِ، فإنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدْ حرَّم أمتهُ، فقد أراحنا الله منها، فنزل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ - إلى- وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 1: 4] (¬1). ¬
سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر
سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر
7290 - ابن عباس رفعه: ((إن أولَ ما خلق الله القلمّ والحوتَ، قال: ما أكتبُ؟ قالَ: كل شيء كان إلى يوم القيامة))، ثم قرأ: {ن والقلم}، فالنون: الحوت، والقلم: القلم)). ((للكبير)). بلين (¬1). ¬
7291 - وعنه: في قوله تعالى {عتل بعد ذلك زنيم} قال: رجل من قريش كانت له زنيمة مثل زنمةِ الشاةِ. للبخاري (¬1). ¬
7292 - ((ولأحمد)) بلين. عن عبد الرحمن بن غنم أرسله: سئل النبي عن العتل الزنيم. قال: ((هو الشديد الخلق، المصحح، الأكول الشروب، الواجد للطعام والشرا، الظلوم للناس، رحيب الجوف)) (¬1). ¬
7293 - أبو موسى رفعه: {يوم يكشف عن ساق}: وعن نور عظيم يخرون له سجداً)). للموصلي (¬1). ¬
7294 - ابن عباس: صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب، أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل، وسواع لهذيل، ويغوث لمراد، ثم صارت لبني غطيف بالجرف عند سب،, وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فلحمير لآل ذي الكلاع، وكلها أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك، ونسخ العلم عبدت)). للبخاري (¬1). ¬
7295 - وعنه: ما قرأ رسول، على الجن ولا رآهم، انطلق في طائفة من أصحابه إلى سوق عكاظ, وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسل عليهم الشهب، فرجع الشياطين إلى قومهم، فقالوا: مالكم، قيل، حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قالوا وما ذاك إلا من شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبي، بنخل عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، وقالوا هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم، -[220]- فقالوا: ياقومنا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا. فنزل {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن} (¬1). ¬
7296 - وفي رواية: وإنما أوحى إليه قول الجن. للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
7297 - وزاد: لما رأوه يصلي وأصحابه يصلون بصلاته، ويسجدون بسجوده تعجبوا من طواعية أصحابه له، قالوا لقومهم، لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا (¬1). ¬
7298 - وعنه: {قم الليل إلا قليلاً نصفه} الآية نسختها الآية التي فيها: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن} {وناشئة الليل} أوله، يقول هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل، وذلك أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ، وقوله: {وأقوم قيلاً} يقول: هو أجدر أن يفقه في القرآن، وقوله {إن لك في النهار سبحاً طويلاً} يقول: فراغاً طويلاً. لأبي داود (¬1). ¬
7299 - أبو سعيد رفعه: ((الصعود: عقبة في النار، يتصعد فيها الكافر سبعين خريفاً، ثم يهوي فيها سبعين خريفاً، فهو كذلك أبداً)). للترمذي (¬1). ¬
7300 - وللأوسط بضعفٍ: ((الصعود: جبل من نار، يكلف أن يصعده، فإذا وضع يده عليه ذابت، فإذا رفعها عادت فإذا وضع رجله عليه ذابت، فإذا رفعها عادت)) (¬1). ¬
7301 - جابر: قال ناس من اليهود لناسٍ من الصحابة: هل يعلم نبيكم عدد (خزنة) (¬1) جهنم؟ قالوا: لا ندري حتى نسأله. -[221]- فجاء رجل إلى النبي، فقال، يا محمد: غُلب أصحابك اليوم، قال، ((ومم غلبوا؟)) قال: سألهم يهود: هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم؟ قال: ((فماذا قالوا؟)) قال: قالوا: لا ندري حتى نسأل نبينا. قال: ((أفغلب قوم سئلوا عما لا يعلمون فقالوا: لا نعلم حتى نسأل نبينا؟!.قد سألوا نبيهم، فقالوا: أرنا الله جهرة، عليَّ بأعداء الله إني سائلهم عن تربة الجنة، وهي الدَّرْمَكُ))، قال: فلما جاءوا قالوا: يا أبا القاسم كم عدد خزنة جهنم؟ قال: هكذا وهكذا، في مرة عشرة وفي مرة تسعة قالوا: نعم. قال: لهم - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تربة لجنة؟)) قال: فسكتوا هينهة ثم قالوا: خبزة يا أبا القاسم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الخبز من الدرمك)) (¬2). ¬
7302 - أنسٌ رفعه: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} قال الله تعالى: أنا أهل أن أتقى، فمن اتقاني فلم يجعل معي إلهاً؛ فأنا أهل أن أغفر له. هما للترمذي (¬1). ¬
من سورة القيامة إلى آخر القرآن
من سورة القيامة إلى آخر القرآن
7303 - ابن عباس: كان النبي، يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك به شفتيه، فقال ابن عباس: أنا أحركهما كما كان يحركهما، وقال ابن جبير: أنا أحركهما كما كان ابن عباس يحركهما، فحرك شفتيه، فنزل: {لاتحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه} قال: جمعه في صدرك، ثم تقرأه، {فإذا قرآناه فاتبع قرآنه} قال: فاستمع وأنصت، ثم علينا أن تقرأه، فكان إذا أتاه جبريل بعد ذلك استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه، كما أقرأه. للشيخين والترمذي والنسائي. قلت: وأخرجه في بدء الوحي للبخاري فقط (¬1). ¬
7304 - وعنه قال: {إنها ترمي بشرر كالقصر} كنا نرفع -[222]- الخشب للشتاء ثلاثة أذرع أو أقل، ونسميه القصر، {كأنه جمالات صُفر}: حِبال السفن تجمع حتى تكون كأوساط الرجال. للبخاري (¬1). ¬
7305 - وللأوسط بلين. عن ابن مسعود: {ترمي بشرر كالقصر} قال: إنها ليست كالشجر والجبال، ولكنها مثل المدائن والحصون (¬1). ¬
7306 - ابن عباس: سمعت أبي في الجاهلية يقول: اسقنا كأساً دهاقاً. قال عكرمة: دهاقاً: ملأىً متتابعة. هما للبخاري (¬1). ¬
7307 - عائشة: أنزلت {عبس وتولى} في ابن أم مكتوم، الأعمى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني. وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من عظماء المشركين، فجعل رسول يعرض عنه، ويقبل على الآخر، ويقول: أترى بما أقول بأساً؟ فيقول: لا، ففي هذا أنزل. لمالك والترمذي (¬1). ¬
7308 - أنس: أن عمر قرأ: {فاكهة وأبا} قال: فما الأب؟ ثم قال: ما كلفنا أو ما أمرنا بهذا. للبخاري (¬1). ¬
7309 - ابن مسعود رفعه: ((الوائدة، والموؤدة في النار)). لأبي داود (¬1). ¬
7310 - أبو هريرة رفعه: ((إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة، فإذا نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى يعلو قلبه، وهو الران الذي ذكره الله {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون})). الترمذي (¬1). ¬
7311 - ابن عباس: {لتركبن طبقاً عن طبق} قال: حالاً بعد حال قال هذا نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري (¬1). ¬
7312 - أبو هريرة رفعه: {اليوم الموعود}: يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة، وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه، فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعوا الله بخير إلا استجاب الله له، ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه)). للترمذي (¬1). ¬
7313 - الحسين بن علي قال: {وشاهد ومشهود}: الشاهد جدي - صلى الله عليه وسلم - والمشهود يوم القيامة ثم تلا {إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً} وتلا {ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود}. للأوسط والصغير. بضعف (¬1). ¬
7314 - أبو ذر: دخلت على النبي، في المسجد فقال: ((إن للمسجد تحية))، قلت: وما تحيته يارسول الله؟ قال: ((ركعتان تركعهما))، قلت: يا رسول الله، هل أنزل الله عليك شيئاً مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: ((يا أبا ذر اقرأ: {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى، بل تؤثرون الحياة الدنيا، والآخرة خير وأبقى، إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى})) قلت: يا رسول الله، وما كانت صحف موسى؟ قال: ((كانت عبراً كلها، عجبت لمن أيقن بالموت ثم يفرح، عجبت لمن أيقن بالنار ثم يضحك، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلّبها بأهلها ثم يطمئن، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم ينصب، عجبت لمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل)). لرزين (¬1). ¬
7315 - عمران بن حصين: أن النبي، سئل عن الشفع، والوتر قال: ((هي الصلاة، بعضها شفع وبعضها وتر)). للترمذي (¬1). ¬
7316 - ولأحمد والبزار. عن جابر رفعه: (({وليال عشر} الأضحى)) {والشفع والوتر} , قال: ((الشفع: يوم الأضحي، والوتر يوم عرفة)) (¬1). ¬
7317 - عبد الله بن زمعة رفعه: (({إذا انبعث أشقاها}: انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبي زمعة)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
7318 - ابن الزبير: نزلت هذه الآية: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى} في أبي يكر الصديق. للبزار. بلين (¬1). ¬
7319 - جندب بن سفيان البجلي: اشتكى النبي، فلم يقم ليلة أو ليلتين، فجائته امرأة، قالت: يا محمد، إني لأرجوا أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك، منذ ليلتين. فنزل: {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}. للشيخين (¬1). ¬
7320 - وللترمذي: قال: كنت جالساً مع النبي، في غار فدميت إصبعه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هل أنت إلا إصبع دميت,،وفي سبيل الله مالقيت)) فأبطأ عليه جبريل فقال المشركون: قد ودع محمد فنزل {ماودعك ربك وما قلى} (¬1). ¬
7321 - ابن مسعود رفعه: ((لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه)) ثم قرأ، {إن مع العسر يسر}. للكبير. بضعف (¬1). ¬
7322 - ابن عباس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي فجاء أبو جهل فقال: ألم أنهك عن هذا؟ فانصرف النبي، فزبره فقال أبو جهل: إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني. فنزل: {فليدع ناديه سندع الزبانية} قال ابن عباس: والله لودعا ناديه لأخذته زبانية الله. للترمذي (¬1). ¬
7323 - أبو موسى: أنه قال في {اقرأ باسم ربك}: إنها أول سورة نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم -. للكبير (¬1). ¬
7324 - ابنُ عباس: أنزل القرآن جملة واحدة، حتى وضع في بيت العزة في سماء الدنيا وينزل به جبريل على محمد - صلى الله عليه وسلم - بجواب كلام العباد وأعمالهم. للبزار والكبير (¬1). ¬
7325 - وعنه: جاء رجل إلى عمر يسأله, فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة, وإلى رجليه أخرى، هل يرى عليه من البؤساء, ثم قال له عمر: كم مالك؟ قال: أربعون من الإبل, قال ابن عباس: فقلت: صدق الله ورسوله. ((لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب, ويتوب الله على من تاب)). فقال عمر: ما هذا؟ فقلت: هكذا أقرأنيها أُبَىٌّ، قال: فمر بنا إليه، فجاء إلى أُبَيٍّ, فقال: ما يقول هذا؟ قال: هكذا أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: أفأثبتها في المصحف؟ قال: نعم. لأحمد (¬1). ¬
7326 - أبو هريرة: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {يومئذ تحدث أخبارها} قال: ((أتدرون ما أخبارها؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها, تقول: عمل يوم كذا، كذا وكذا, فهذه أخبارها)). للترمذي (¬1). ¬
7327 - صعصعة بن معاوية: أنه أتى النبي، فقرأ عليه: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} فقال: حسبي، لا أبالي أن لا أسمع غيرها. لأحمد، الكبير (¬1). ¬
7328 - أبو أمامة رفعه: ((الكنود الذي يأكل وحده، ويمنع رفده، ويضرب عبده)). للكبير (¬1). ¬
7329 - أبو هريرة: لما نزلت {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال الناس: يا رسول الله، عن أي نعيم نسأل؟ إنما هما الأسودان، والعدو حاضر، وسيوفنا على عواتقنا؟ قال: ((إن ذلك سيكون)) (¬1). ¬
7330 - وعنه رفعه: ((أول ما يُسْأَل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له: ألم نصح لك جسدك، ونرويك من الماء البارد؟)). هما للترمذي (¬1). ¬
7331 - ابن مسعود: كنا نعد الماعون على عهد رسول الله، عارية الدلو، والقدر. لأبى داود (¬1). ¬
7332 - ابن عباس: {ويمنعون الماعون} قال: العارية. للكبير (¬1). ¬
7333 - أنس: بينا رسول الله، ذات يوم بين أظهرنا في المسجد، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسماً،,فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: ((نزلت علىّ آنفاً سورة - فقرأ- بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر} -ثم قال- أتدرون ما الكوثر؟)) فقلنا: الله ورسوله أعلم،, قال: ((فإنه نهر وعدنيه ربي تعالى، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد نجوم السماء، فيختلج العبد منه، فأقول: رب إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك -وفي رواية- لما عرج بي إلى السماء أتيت على نهر، حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر)). للستة إلا مالكاً (¬1). ¬
7334 - ابن عباس: قال في الكوثر هو الخير الذي أعطاه الله تعالى إياه، ... قال: أبو بشر لابن جبير: فإن ناسًا يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه. للبخاري (¬1). ¬
7335 - ابن عمر رفعه: ((الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، مجراه على الدرِّ، والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج)). للترمذي (¬1). ¬
7336 - عائشة: الكوثر نهر أعطيه نبيكم، شاطئاه در مجوف، آنيته كعدد النجوم. للبخاري (¬1). ¬
7337 - ابن عباس: قالت قريش: ليس له ولد، وسيموت وينقطع أثره، فنزلت سورة الكوثر إلى قوله {إن شأنئك هو الأبتر}. لرزين.
7338 - وعنه: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأنّ بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تُدْخل هذا معنا، ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم، فدعاه ذات يوم، فأدخله معهم، قال: فما رأيت أنه إلا ليريهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى {إذا جاء نصر الله والفتح}؟ فقال بعضهم: أمرنا بأن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا، وفتح علينا، وسكت بعضهم، ولم يقل شيئاً، فقال لي: أكذا تقول يا ابن عباس؟ قلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله أعلمه، فقال: {إذا جاء نصر الله والفتح} فذلك علامة أجلك,، {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً} فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول (¬1). ¬
7339 - وفي رواية: قال عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله. فقال عمر: إنه من حيث تعلم. للبخاري والترمذي (¬1). ¬
7340 - وعنه: لما نزلت {تبت يدا أبي لهب} جاءت امرأة أبي لهب، والنبي جالس، فقال له أبو بكر: لو تنحيت لا تؤذيك يا رسول الله فقال: ((إنه سيحال بيني وبينها))، فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر، فقالت: يا أبا بكر هجانا صاحبك، فقال: لا ورب هذه البنية، ما ينطق بالشعر، فقالت: إنك لمصدق، فلما -[228]- ولت، قال أبو بكر: ما رأتك فقال: لا مازال ملك يسترني حتى ولت. للبزار والموصلي (¬1). ¬
7341 - أُبَيِّ: إن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك، فنزل: {قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد} لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت. وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله لا يموت، ولا يورث {ولم يكن له كفواً أحد} قال: لم يكن له شبيه، ولا عدل، وليس كمثله شيء. للترمذي (¬1). ¬
7342 - أبو هريرة رفعه: ((قال الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي، فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون على من إعادته، وأما شتمه إيّاي، فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد، ... الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد)). للبخاري والنسائي (¬1). ¬
7343 - زر بن حُبَيش: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين، قلت: أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول: كذا وكذا، فقال: سألت رسول الله فقال: ((قيل لي فقلت:)) فنحن نقول كما قال - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري (¬1). ¬
7344 - عائشة أن رسول الله، نظر إلى القمر فقال: ((يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب)). للترمذي (¬1). ¬
7345 - ابن عباس: الوَسواس إذا ولد خنسهُ الشيطان، فإذا ذكر الله ذهب، وإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه. للبخاري تعليقاً (¬1). ¬
7346 - وفي رواية رفعه: ((الشيطان جاثم على قلب ابن آدم،, فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس)) (¬1). ¬
7347 - عبد الرحمن بن يزيد النخعي: كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه، يقول: إنهما ليستا من كتاب الله تعالى. لابن أحمد، الكبير (¬1). ¬
7348 - وله وللبزار: أن عبد الله كان يحك المعوذتين من المصحف، ويقول إنما أمر النبي، أن يتعوذ بهما وكان عبد الله لا يقرأ بهما (¬1). ¬
الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك
الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك
7349 - أبو موسى رفعه: ((تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها)). للشيخين (¬1). ¬
7350 - ابن عمر رفعه: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة، إن من عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت)). للشيخين والموطأ والنسائي (¬1). ¬
7351 - ابن مسعود رفعة: ((بئس مالأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت، بل هو نُسِّي، واستذكروا القرآن، فإنه أشد تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقلها)). للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
7352 - جابر: خرج علينا رسول الله، ونحن نقرأ القرآن، وفيه الأعرابي والعجمي، فقال: ((اقرءوا فكلٌ حسن، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه)). لأبي داود (¬1). ¬
7353 - أبو موسى: بعث إلى قراء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاث مائة رجل، قد قرءوا القرآن،,فقال أنتم خيار أهل -[230]- البصرة، وقراءهم فاتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتَقْسوَ قلوبُكُمْ، كما قست قلوب من كان قبلكم، وإن كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة، فأنسيتها، غير أنى قد حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها. غير أني حفظت منها {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} فكتب شهادته في أعناقكم، فتسألون عنها يوم القيامة. لمسلم (¬1). ¬
7354 - البراء رفعه: ((زينوا القرآن بأصواتكم)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
7355 - أبو هريرة رفعه: ((ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن)) (¬1). ¬
7356 - وفي رواية: ((لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به)) (¬1). ¬
7357 - وفي أخرى: ((يتغنى بالقرآن يجهر بصوته)) (¬1). ¬
7358 - وفي أخرى: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهربه)).للشيخين ... وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
7359 - حذيفة رفعه: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق، ولحون أهل الكتابين، وسيجئ بعدي قوم يرجعون ترجيع الغناء والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم، وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)). لرزين (¬1). ¬
7360 - أبو سعيد: اعتكف النبي في المسجد فسمعهم يجهرون بالقرآن، فكشف الستر، وقال: ((ألا إن كلكم يناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة -أو قال: - في الصلاة)). لأبي داود (¬1). ¬
7361 - عائشة: سمع رسول الله، رجلاً يقرأ في سورة بالليل، فقال: ((يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أنسيتها)) (¬1). ¬
7362 - وفي رواية)) أسقطتُها من سورةِ كذا وكذا)). للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
7363 - قتادة: سألت أنساً عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كان يمد مداً، ثم قرأ ... بسم الله الرحمن الرحيم، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم. ... لأبي داود والنسائي والبخاري بلفظه (¬1). ¬
7364 - أم سلمة: قرأ رسول الله، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، يقطع قراءته آية آية. لأصحاب السنن بلفظ أبي داود (¬1). ¬
7365 - عبد الله بن مغفل: رأيت النبي، يوم فتح مكة على ناقته، يقرأ سورة الفتح، فرجع في قراءته، فقرأ ابن مغفل ورجع. وقال معاوية بن قرة: لولا الناس لأخذت لكم بذلك الذي ذكره ابن مغفل عن النبي،. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
7366 - ابن مسعود: قال لي النبي، اقرأ علىّ القرآن، قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء, حتى جئت إلى هذه الآية {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} قال: حسبك الآن، فالتفتُ إليه، فإذا عيناه تذرفان. للشيخين والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
7367 - عائشة: كان أبو بكر إذا قرأ القرآن أكثر البكاء.
7368 - أسماء: ما كان أحد من السلف يغشى عليه، لا يصعق عند قراءة القرآن وإنما -[232]- كانوا يبكون ويقشعرون, ثم تلين جلودهم وقلوبهم لذكر الله. هما لرزين.
7369 - أبو هريرة رفعه: ((من قرأ منكم بالتين والزيتون فانتهى إلى قوله: {أليس الله بأحكم الحاكمين} فليقل: وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة} فانتهى إلى قوله {أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى} فليقل: بلى وعزة ربنا: ومن قرأ {والمرسلات}،فبلغ {فبأي حديث بعده يؤمنون} فليقل: آمنَّا بالله)). قال إسماعيل: ذهبت أعيد على الرجل الأعرابي الذي رواه عن أبي هريرة، وأنظر لعله قال: يا ابن أخي أتظن أني لم أحفظه؟ لقد حججت ستين حجة, ما فيها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي حججت عليه. للترمذي وأبى داود بلفظه (¬1). ¬
7370 - ابن عباس: أن النبي، كان إذا قرأ {سبح اسم ربك الأعلى} قال سبحان ربى الأعلى. لأبي داود (¬1). ¬
7371 - أبو هريرة رفعه: ((إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
7372 - عمر: وكان في قومه يقرءون القرآن، فذهب لحاجته، ثم رجع وهو يقرأ القرآن، فقال رجل: يا أمير المؤمنين أتقرأ القرآن ولست على وضوء؟ فقال له عمر: من أفتاك بهذا؟ أَُمُسَيْلمةُ؟. لمالك (¬1). ¬
7373 - جندب بن عبد الله رفعه: ((اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا)). للشيخين (¬1). ¬
7374 - ابن عمرو بن العاص قلت: يا رسول الله! في كم أقرأ القرآن؟ قال: ((اختمه في شهر))، قلت: إني أُطِيقُ أفضل من ذلك، قال: ((اختمه في عشرين))، قلت: إني أُطِيقُ أفضل من ذلك، قال: ((اختمه في خمسة عشر))، قلت: إني أُطِيقُ أفضل من ذلك، قال: ((اختمه في عشر))، قلت: إنى أُطِيقُ أفضل من ذلك، قال: ((اختمه في خمسٍ))، قلت إني أُطِيقُ أفضل من ذلك، فما رخص لي (¬1). ¬
7375 - وفي رواية: ((فاقرأه في سبع لا تزد على ذلك)). قال: فشددت فشدد عليَّ، وقال: ((إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر)). فصرت إلى الذي قال عليه السلام، فلما كبرت وددت أنى كنت قبلت رخصته (¬1). ¬
7376 - وفي أخرى: ((فإنه لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث)). للشيخين والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
7377 - أوس بن حذيفة: سألت أصحاب النبي، كيف يحزبون القرآن؟ قال: ثلاث، وخمس، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده. لأبي داود (¬1). ¬
7378 - (ابن الهادي) سألني نافع بن جبير في كم تقرأ القرآن؟ فقلت: ما أحزبه؟ فقال: لا تقل أحزبه؟ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال: ((قرأت جزءاً من القرآن))،حسبته ذكره عن المغيرة بن شعبة. لأبي داود (¬1). ¬
7379 - عمر رفعه: ((من نام عن حزبه من الليل، أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر، وصلاة الظهر، كتب له كأنه قرأه من الليل)). للستة إلا البخاري، ولفظ ((الموطأ)): ((فقرأه حتى تزول الشمس إلى صلاة الظهر)) (¬1). ¬
7380 - ابن عباس: كان النبي أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة (¬1). ¬
7381 - وفي رواية: وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي القرآن. للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
7382 - أبو هريرة: كان يعرض على النبي القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه. للبخاري (¬1). ¬
7383 - عائشة: إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذ ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر قالوا: لا ندع أبداً، ولو نزل لا تزنوا لقالوا: لا ندع أبداً. للبخاري مطولاً (¬1). ¬
7384 - ابن عباس: كان النبي لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم (¬1). ¬
7385 - ثابت بن عمارة، وقتادة، والشعبي: أن النبي لم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم، حتى نزلت سورة النمل. هما لأبي داود (¬1). ¬
7386 - البراء: آخر سورة نزلت تامة التوبة، وآخر آية نزلت آية الكلالة. للشيخيين (¬1). ¬
7387 - ولمسلم عن ابن عباس: إن آخر سورة نزلت جميعاً إذا جاء نصر الله (¬1). ¬
7388 - وللترمذي عن بن عمرو بن العاص: آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح (¬1). ¬
7389 - وللبخاري عن ابن عباس، آخر آية نزلت آية الربا (¬1). ¬
جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلا، وترتيب القرآن، وتأليفه
جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلاُ، وترتيب القرآن، وتأليفه
7390 - عمر: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله، فكدت أساوره في الصلاة، فتربصت حتى سلم، فلببته بردائه، فقلت، من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟ قال، أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: كذبت، فإن رسول الله، قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى النبي، فقلت يا رسول الله: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، قال أرسله يا هشام اقرأ، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال، هكذا أنزلت، ثم قال: اقرأه يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال هكذا أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه. للستة (¬1). ¬
7391 - أبي: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها ثم دخل فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضيت الصلاة دخلنا جميعاً على النبي، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه -[236]- فدخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما، فقرآ فحسن شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى ما قد غشيني، ضرب في صدري، نفضت عرقاً، وكأنما أنظر إلى الله تعالى فرقاً فقال لي: ((يا أبي: أرسل إلىَّ أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلى أن أقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة رددناها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب الناس إلي كلهم حتى إبراهيم)) (¬1). ¬
7392 - وفي رواية: أن النبي كان عند إضاءة بني غفارٍ، فأتاه جبريل، فقال إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين فقال: ((أسأل الله معافاته، مغفرته، إن أمتي لا تطيق ذلك)) ثم أتاه الثانية، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: ((أسأل الله معافاته، ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)) ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتى لا تطيق ذلك)) ثم جاءه الرابعة، فقال: ((إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا)) (¬1). ¬
7393 - وفي أخرى: قال لي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبي! إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال: الذي معي أقل من حرفين فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك الذي معي قل: على ثلاثة، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف، ثم قال ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت سميعاً -[237]- عليماً عزيزاً حكيماً مالم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
7394 - وللشيخين: قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحداً لا يختلف في حلال، ولا حرام (¬1). ¬
7395 - ابن مسعود: أنه سمع رجلاً يقرأ آية سمع النبي يقرؤها على خلاف ذلك، قال، فأخذت بيده فانطلقت به إليه، فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الكراهية، وقال: ((اقرأ فكلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)) (¬1). ¬
7396 - ابن عباس قال عمر: أبيُّ أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبي، وأبي يقول: أخذت من في النبي، فلا أتركه لشيء، وقال الله، {ما ننسخ من آية أو ننسها}. هما للبخاري (¬1). ¬
7397 - علقمة: كنا بحمص، فقرأ ابن مسعود سورة يوسف، فقال رجل: ماهكذا أنزلت، فقال عبد الله: لقرأتها على النبي، فقال: ((أحسنت)) فبيننا هو يكلمه إذ وجد منه ريح الخمر، فقال: ((أتشرب الخمر، تكذب بالكتاب؟)) فضربه الحد. للشيخين (¬1). ¬
7398 - الزهري: كان النبي، وأبو بكر وعمر، عثمان يقرءون {مالك يوم الدين} وأول من قرأ ملك مروان. للترمذي (¬1). ¬
7399 - أبو سعبد رفعه: ((قال الله -[238]- لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم})) (¬1). ¬
7400 - وعنه: ذكر النبي صاحب الصور، فقال: عن يمينه جبريل وعن يساره ميكائيل (¬1). ¬
7401 - جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} (¬1). ¬
7402 - زيد بن ثابت: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ: {غير أولي الضرر}. هي لأبي داود (¬1). ¬
7403 - أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ: {العين بالعين} بالرفع. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
7404 - معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: {هل تستطيع ربك}. للترمذي (¬1). ¬
7405 - أبىّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {هل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا} بالتاء. لأبي داود (¬1). ¬
7406 - ابن مسعود: كان يقرأ {مجراها ومرساها} (¬1). ¬
7407 - أسماء بنت يزيد: أن النبي، كان يقرؤها:، {إنه عَمِلَ غيرَ صالح}. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
7408 - ابن مسعود: قرأ: {هيت لك} وقال: إنما نقرأ كما علمناه (¬1). ¬
7409 - وعنه: {بل عجبتَ ويسخرون} بالنصب. للبخاري (¬1). ¬
7410 - ولأبي داود: قرأت: {هيتُ لك} فقال شقيق: إنا نقرؤها {هئت لك} فقال: أقرؤها كما علمت أحب إلى (¬1). ¬
7411 - أبىّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {قد بلغت من لدني عذراً} مثقلة (¬1). ¬
7412 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {في عين حمئة} هما للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
7413 - عمران بن حصين: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى}. للترمذي (¬1). ¬
7414 - عائشة: نزل الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {فقرأ علينا، سورة أنزلناها وفرضناها}. لأبي داود وقال تعني مخففة (¬1). ¬
7415 - وعنها إنها كانت تقرأ: {إذ تلِقُونه بألسنتكم} تقول: الولق الكذب. للبخاري (¬1). ¬
7416 - ابن عمر: قال: عطية بن سعد قرأت عليه، {الله الذي خلقكم من ضعف} فقال: من ضعف قرأتها على النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قرأتها علي فأخذ علي كما أخذت عليك. للترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
7417 - أبو هريرة: وذكر حديث الوحي، قال: فذلك قوله تعالى: {حتى إذا فزع عن قلوبهم}. لأبي داود (¬1). ¬
7418 - أم سلمة: قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {بلى قد جائتك آياتي فكذبت بها، واستكبرت وكنت من الكافرين}. لأبي داود (¬1). ¬
7419 - يعلي بن أمية: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ على المنبر: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك} قال سفيان في قراءة عبد الله {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك} قال سفيان في قراءة عبد الله، {ونادوا يا مال}. للشيخين ولأبي داود والترمذي: يا مالك (¬1). ¬
7420 - ابن مسعود: أقرأني النبي - صلى الله عليه وسلم -: {إني أنا الرزاق ذو القوة المتين} (¬1). ¬
7421 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ: {فرُوحٌ وريحان}، هما للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
7422 - ابن مسعود: قرأت على النبي، {مذكر} فردها علىّ {مدكر} (¬1). ¬
7423 - وفي رواية: سمعته يقول: {مدكر} دالا. للشيخين، الترمذي وأبي داود (¬1). ¬
7424 - أبو بكرة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ: {على رفرف خضر وعبقري حسان} للبزار (¬1). ¬
7425 - ابن شهاب: كان عمر يقرأها: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله}. لمالك (¬1). ¬
7426 - الأعمش: سمعت أنساً يقول في قوله تعالى: {وأقوم قيلاً} قال: وأصدق، فقيل: إنها تقرأ: {وأقوم} فقال: أقوم، أصدق واحد، للبزار وللموصلي نحوه (¬1). ¬
7427 - أبو قلابة عمن أقرأه النبي - صلى الله عليه وسلم -: {فيومئذ لا يعذَّبُ عذابه أحد ولا يوثَقُ وثاقه أحد} (¬1). ¬
7428 - جابر: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ: {أيحسب أن ماله أخلده}. هما لأبي داود (¬1). ¬
7429 - علقمة: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، طلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله، قالوا: كلنا، قال، فأيكم أحفظ، فأشاروا إلى علقمة، قال كيف سمعته يقرأ، {والليل إذا يغشى، النهار إذا تجلى}، قال: {والذكر والأنثى}، قال أبو الدرداء: والله لا أتابعهم، ثم قال أبو الدرداء، أنت سمعته من في صاحبك،: نعم، قال، وأنا سمعته من في النبي، وهؤلاء يأبون علينا (¬1). ¬
7430 - وفي رواية: أشهد أني سمعته، يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدونني أن أقرأ: {وما خلق الذكر والأنثى} والله لا أتابعهم عليه. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
7431 - أبىّ رفعه: ((إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن، فقرأ عليه: {لم يكن الذين كفروا} وقرأ فيها، إن الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية، ومن يعمل خيراً فلن يكفره، وقرأ فيها لو أن لابن آدم وادياً من مال لابتغى إليه ثانياً، وَلَوْ كَانَ لَهُ ثَانِيًا، لابتغى إليه ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب)). للترمذي (¬1). ¬
7432 - ولأحمد نحوه وفيه: أن أبياً قرأ لم يكن حتى بلغ {إلا من بعد ما جاءتهم البينة} ثم قرأ (إن الدين عند الله الحنيفية إلى آخر الزيادة) فقال: ثم ختم بما بقى من السورة (¬1). ¬
7433 - زيد بن ثابت: أرسل إلى أبى بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر جالسٌ عنده، فقال أبو بكر: إن عمر جاءني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في كل المواطن، فيذهب من القرآن كثير، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قال: قلت لعمر: وكيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله،؟ فقال عمر: هو، الله خير، فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ورأيت في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد، فقال لي أبو بكر، إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فتتبع القرآن فأجمعه، قال زيد، فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علىّ مما أمرني به من جمع القرآن، قال، قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله النبي، فقال أبو بكر، هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني، وفي رواية: فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبو بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والعسب واللخاف، وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع خزيمة أو أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر، قال بعض الرواة، اللخاف يعني: الخزف (¬1). ¬
7434 - الزهرى عن أنس: أن حذيفة قدم على -[243]- عثمان، وكان يغازى أهل الشام في فتح أرمينية وآذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القرآن، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بها إليه، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سوى ذلك من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق، قال ابن شهاب: وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت، أنه سمع زيد بن ثابت يقول، فقدت آية من سورة الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع النبي، يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصارى، {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} فألحقناها في سورتها من المصحف (¬1). ¬
7435 - في رواية: خزيمة بن ثابت الذي جعل النبي، شهادته بشهادة رجلين (¬1). ¬
7436 - وفي أخرى: قال ابن شهاب اختلفوا يومئذ في التابوت، فقال زيد: التابوه، وقال ابن الزبير وسعيد بن العاص: التابوت فرفع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت، فإنه بلسان قريش، هما للبخارى والترمذى (¬1). ¬
7437 - وزاد في هذا: قال الزهرى: فأخبرني عبيد الله بن عبد الله أن ابن مسعود كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف، وقال: يا معشر المسلمين: أعزل عن نسخ المصاحف، ويتولاه رجل والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر، يريد زيد بن ثابت، ولذلك قال ابن مسعود: يا أهل العراق اكتموا -[244]- المصاحف التي عندكم وغلوها (¬1)، فإن الله يقول: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} فألقوا إليه بالمصاحف، قال الزهرى: فبلغني أنه كره ذلك من مقالة ابن مسعود رجال من أفاضل الصحابة (¬2). ¬
7438 - أنس: جمع القرآن على عهد النبي أربعة، كلها من الأنصار، أبيُّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وزيد يعنى: ابن ثابت، قلت لأنس، من أبو زيد، قال: أحد عمومتى. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
7439 - وفي رواية: مات النبي، ولم يجمع القرآن غير أربعة، أبو الدرداء ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ونحن ورثناه (¬1). ¬
7440 - ابن عباس: جمعت المحكم في عهد النبي، فقال ابن جبير، وما المحكم، قال: المفصل. البخاري (¬1). ¬
كتاب تعبير الرؤيا
كتاب تعبير الرؤيا
7441 - أبو هريرة رفعه: ((إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا،, ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، والرؤيا ثلاث، فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرأ نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس، - قال: - وأحب القيد، وأكره الغل، والقيد ثبات في الدين))، فلا أدرى هو في الحديث أو قاله ابن سيرين (¬1). ¬
7442 - وفي رواية نحوه وفيه: قال أبو هريرة: ((فيعجبني القيد، وأكره الغل والقيد -[245]- ثبات في الدين)). للشيخين والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
7443 - أبو قتادة رفعه: ((الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره، وليستعذ بالله منه، فلن يضره)) (¬1). ¬
7444 - وفي رواية: ((فليتفل عن يساره ثلاثاً، ولتيعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره)) (¬1). ¬
7445 - وفي أخرى: قال أبو سلمة: إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل على من الجبل، فلما سمعت هذا الحديث فما كنت أباليها. للستة إلا النسائي (¬1). ¬
7446 - جابر رفعه: ((إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً، ليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
7447 - أبو رزين العقيلي رفعه: ((رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءاً من النبوة وهى على رِجل طائر ما لم يتحدث بها، فإذا تحدث بها سقطت - وأحسبه قال: - ولا تحدث بها إلا لبيباً أو حبيباً)) (¬1). ¬
7448 - وفي رواية: ((جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)). للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
7449 - ابن عمر رفعه: ((الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة)) (¬1). ¬
7450 - عائشة: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف، فكانت ترى رؤيا كلما غاب عنها زوجها، وقلما يغيب زوجها إلا تركها حاملاً، فتأتي رسول الله، فتقول: إن زوجي خرج تاجرا،, وتركني حاملاًً، فرأيت فيما يرى النائم، أن سارية بيتي انكسرت، وأنى ولدت غلاماً أعوراً، فقال رسول الله: ((خير، يرجع زوجك عليك إن شاء الله صالحاً، وتلدين غلاماً براً، فكانت تراها مرتين أو ثلاثًا، كل ذلك تأتي رسول الله، فيقول: ذلك لها، فيرجع زوجها وتلد غلاماً))، فجاءت يوماً كما كانت تأتيه، ورسول الله، غائب، ولقد رأت تلك الرؤيا، فقلت لها: عم تسألين رسول الله، يا أمة الله؟ فقالت: رؤيا كنت أراها، فآتى رسول الله، فأسأله عنها، فيقول خيراً فيكون كما قال، فقلت أخبريني ما هي؟ قالت: حتى آتى رسول الله، فأعرضها عليه كما كنت أعرض فو الله ما تركتها حتى أخبرتني، فقلت: والله لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك، ولتلدين غلاماً فاجراً، فقعدت تبكي، وقالت: مالي حين عرضت عليك رؤياي، فدخل وهي تبكي، فقال لي، ((مالها يا عائشة؟)) فأخبرته الخبر، وما تأولت لها، فقال لها: ((مه (¬1) يا عائشة، إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير، فإن الرؤيا تكون ما يعبرها صاحبها)). فمات والله زوجها ولا أراها إلا ولدت غلاماً فاجراً. للدرامي بعنعنة ابن إسحاق (¬2). ¬
7451 - أبو هريرة رفعه: ((لم يبق بعدي من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة)). لمالك وأبي داود والبخارى بلفظه (¬1). ¬
7452 - أبو سعيد رفعه: ((أصدق الرؤيا بالأسحار)). للترمذي (¬1). ¬
7453 - ابن عباس رفعه: ((من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة عُذب وكُلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ)). للبخارى والترمذي وأبى داود (¬1). ¬
7454 - ابن عمر رفعه: ((من أفرى الفرى أن يرى الرجل عينيه ما لم تريا)). للبخاري (¬1). ¬
7455 - أبو هريرة رفعه: ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظةـ أو كأنما رآني في اليقظة، لا يتمثل الشيطان بي)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
7456 - أبو قتادة رفعه: من رآني فقد رأى الحق، فإن الشيطان لايتراءى بي. للشيخين (¬1). ¬
7457 - أبو سعيد رفعه: ((من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي ولا بالكعبة)). للأوسط (¬1). ¬
7458 - سمرة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم من رؤيا، فيقص عليه من شاء الله أن يقص))، وأنه قال لنا ذا غداة: ((إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخرٌ قائم عليه -[248]- بصخرة، وإذا هو يهوى بالصخرة لرأسه، فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا، فيتبع الحجر، فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل به مثل ما فعل به المرة الأولى- قال-: قلت: لهما سبحان الله ما هذا، قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه، فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه - وربما قال أبو رجاء- فيشق ثم يتحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثل ما فعل في الجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب، حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى، قلت: سبحان الله ماهذا، قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، فأحسب أنه كان يقول: فإذا فيه لغط وأصوات، فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضووا فقلت: ماهؤلاء؟ قال لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على نهر حسبت أنه كان يقول، أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذ ذلك السابح يسبح ما سبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجراً، فينطلق، فيسبح، ثم يرجع إليه كلما رحع إليه فغر له فاه فألقمه حجراً، قلت لهما: من هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة، أو كأكره ما أنت راء رجلاً مرئياً، وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها، قلت لهما: ما هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على روضة معتمة معشبة فيها من كل نور الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل، لا أكاد أرى رأسه طولاً في السماء، وإذ حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم، قلت: ما هذا؟ ما هؤلاء؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسن، قالا لي: ارق فيها، فارتقينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب، ولبن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا، ففتح لنا، فدخلناها، فتلقانا رجالٌ، شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء، وشطر منهم كأقبح ما أنت راء، قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، وإذا نهر معترض يجري -[249]- كأن ماءه المحض في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة، قالا لي: هذه جنة عدن، وذاك منزلك، فسما بصري صعدًا، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء، قالا لي: هذا منزلك، قلت لهما: بارك الله فيكما فذراني فأدخله، قالا: أما الآن فلا، وأنت داخله، قلت لهما: فإني رأيت منذ الليلة عجباً فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي: أما إنا سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشير شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب بالكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة، فإنه آكل الربا، وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها، فإنه مالك خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذي حوله، فكل مولود مات على الفطرة، قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ فقال: وأولاد المشركين، وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح، فإنهم قوم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئًا، تجاوز الله عنهم (¬1). ¬
7459 - وفي رواية: فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور، أعلاه ضيق، وأسفله واسع تتوقد تحته نار، فإذا ارتقت ارتفعوا، حتى كاد أن يخرجوا، وإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة بنحوه. وفيه: والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين، وأما هذه الدار فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل. للبخاري والترمذي (¬1). ¬
7460 - أبو هريرة رفعه: ((نحن الآخرون السابقون، وبينما أنا نائم إذ أوتيت خزائن الأرض، فوقع في يدي سواران من ذهب، فكبرا على وأهماني، فأوحى إليَّ أن انفخهما، -[250]- فنفختهما فطارا، فأولتهما الكذابين الذين أنا بينهما، صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
7461 - أبو موسى رفعه: ((رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وَهَلى أنها اليمامة، أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفاً فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب به المؤمنون يوم أحد، ثم هزرته أخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضاً بقراً والله خير، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد، وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر)). للشيخين (¬1). ¬
7462 - أنس رفعه: ((رأيت الليلة فيما يرى النائم، كأنا في دار عقبة ابن رافع، وأتيت برطب من رطب ابن طاب، فأولتها أن الرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
7463 - جابر رفعه: ((إني رأيت في المنام، أن رجلاً أتاني بكتلة من تمر فأكلتها، فوجدت فيها نواة آذتنى حين مضغتها، ثم أعطاني كتلة أخرى، فقلت: إن الذي وجدت فيها نواة آذتني فأكلتها، فقال أبو بكر: نامت عينك يا رسول الله، هذه السرية التي بعثت، غنموا مرتين كلتيهما وجدتا رجلاً ينشد ذمتك، فقلت لمجالد: ما ينشد ذمتك؟ قال يقول: لا إله إلا الله)). للدرامي (¬1). ¬
7464 - ابن عمر رفعه: ((رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت بمهيعة، وهي الجحفة، فأولت أن وباء المدينة نقل إليها)). للبخاري والترمذي (¬1). ¬
7465 - ابن عباس: أن رجلاً أتى النبي، فقال: إني رأيت الليلة في المنام كأن ظلة (¬1) تنطف السمن والعسل، وأرى الناس يتكففون منها بأيديهم، فالمستكثر، والمستقل، وإذا بسبب واصل من الأرض إلى السماء فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذه رجل آخر فانقطع به، ثم وصل به فعلا، فقال أبو بكر: يا رسول الله بأبي أنت وأمي والله لتدعني فأعبرها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اعبر)). قال أبو بكر: أما الظلة فظلة الإسلام، وأما الذي ينطف من السمن والعسل فالقرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الارض فالحق الذي أنت عليه، تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت وأمي أصبت أم أخطأت؟ قال: ((أصبت بعضًا، وأخطأت بعضًا)) قال فوالله تحدثني بالذي أخطأت، قال: ((لا تقسم)). للشيخين والترمذي وأبي داود (¬2). ¬
7466 - عائشة: رأيت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي، فقصصت رؤياي على أبي بكر، فسكت، فلما توفى رسول الله، ودفن في بيتي، قال لي أبو بكر: هذا أحد أقمارك، وهو خيرها. لمالك (¬1). ¬
7467 - وللكبير بضعف: أنها قصتها على النبي، فقال لها: ((إن صدقت رؤياك دفن في بيتك، أراه قال أفضل أهل الجنة))، فقبض، وهو أفضل أقمارها، ثم قبض أبو بكر، ثم عمر، فدفنوا في بيتها (¬1). ¬
7468 - وعنها: سئل رسول الله، عن ورقة؟ فقالت خديجة: إنه كان صدقك، وإنه مات قبل أن تظهر فقال أريته في المنام، وعليه ثياب بياض، ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك. للترمذي (¬1). ¬
7469 - جابر: قال أعرابي للنبي، إني حلمت أن رأسي قطع فأنا أتبعه، فزجره، وقال: ((لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام)). لمسلم (¬1). ¬
7470 - بعض الصحابة قال: اللبن الفطرة، والسفينة نجاة، والحمل حزن، والخضرة الجنة، والمرأة خير. للدرامي (¬1). ¬
كتاب الطب وما يقرب منه
كتاب الطب وما يقرب منه
7471 - ابنُ عمرو بن العاصِ رفعه: ((ما أبالي ما أتيتُ إن أنا شربت ترياقا (¬1) أو تعلقت تميمةً (¬2)، أو قلتُ الشعرَ من قبل نفسي)). لأبي داود (¬3). ¬
7472 - المغيرةُ بنُ شعبةَ رفعه: ((من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكلِ)) (¬1). ¬
7473 - عقبةُ بن عامرٍ رفعهُ: ((لا تكرهُوا مرضاكُم على الطعامِ؛ فإنَّ الله يطعمهم ويسقيهم)). هما للترمذيَّ (¬1). ¬
7474 - عائشة: لددنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضهِ، فجعل يشيرُ إلينا أن لا تلُدُّوني، فقلنا كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: ((ألم أنهكم أن تلدوني؟)) فقلنا: كراهيةُ المريضِ للدواءِ. فقال: ((لا يبقى أحد في البيتِ إلا لُدَّ وأنا أنظرُ إلا العباسِ فإنَّه لم يشهدكم)). للبخاري (¬1). ¬
7475 - أبو الدرداءِ رفعه: ((إنَّ الله أنزل الداء والدواءَ، وجعل لكلِّ داءٍ دواءً، فتداووا ولا تتداووا بالحرام)). لأبي داود (¬1). ¬
7476 - أسامةُ بن شريك رفعهُ: ((تداووا؛ فإنَّ الله لم يضع داءً إلا وضع له دواءً، غير داءٍ واحدٍ وهو الهرمُ)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
7477 - أبو موسى رفعه: ((ما أنزل الله داءً إلا أنزلَ له شفاءً، فعليكم بألبانِ البقرِ، فإنَّها ترُمُّ من كلِّ الشَّجَرِ)). للبزار بلين (¬1). ¬
7478 - الأعمش: سمعتُ حيانَ جدَّ ابن أبجر الأكبر يقول: دعِ الدواءَ ما احتمل جسدُك الداء. للكبير (¬1). ¬
7479 - أبو هريرة رفعهُ: ((المعدةُ حوضُ البدن، والعروقُ إليها واردةٌ، فإذا صحَّت المعدةُ صدرتْ العروقُ بالصحةِ، وإذا فسدتِ المعدة ُ صدرتِ العروقُ بالسُّقم)). للأوسط بضعفٍ (¬1). ¬
7480 - ابن عباسٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - استعطَ. لأبي داود (¬1). ¬
7481 - أمُّ المنذر بنتُ قيس الأنصارية: دخل عليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ومعه عليٌّ، وعليُّ ناقهٌ (¬1) ولنا دوالٍ (¬2) معلقةُ، فقام - صلى الله عليه وسلم - يأكلُ منها، وقامَ علي ليأكل منها، فطفقَ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((مه إنَّك ناقهٌ))، حتَّى كفَّ عليُّ، فصنعتُ شعيراً وسلقاً وجئت به، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أصبْ من هذا فهو أنفعُ لك)). لأبي داودَ والترمذيِّ (¬3). ¬
7482 - سهل بنُ سعدٍ: جُرحَ وجهُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكُسرت رباعيته، وهشمتْ البيضةُ (¬1) على رأسهِ، فكانت فاطمةُ تغسلُ الدمَ، وكان عليٌّ يسكبُ عليها بالمجنّ (¬2)، فلمَّا رأت فاطمةُ أنَّ الماءَ لا يزيدُ الدمَ إلا كثرةً، أخذت قطعةَ حصيرٍ فأحرقته حتَّى صار رماداً فألصقتهُ بالجُرح فاستمسك الدَّمُ. للشيخين (¬3). ¬
7483 - وللترمذيِّ: اختلف الناسُ بأيِّ شيءٍ دُوويَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فسألُوا سهل بن سعدٍ وكان آخرُ من بقى من الصحابةِ بالمدينةِ، قال: ما بقي أحدٌ أعلمُ منِّي بما دُووي به جُرحُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ كانت فاطمةُ تغسلُ الدمَ عن وجهه. بنحوه (¬1). ¬
7484 - أبو هريرة رفعهُ: ((إن كانَ في شيءٍ مما تداويتم به خيرٌ فالحجامةُ)) (¬1). ¬
7485 - أبو كبشةَ الأنماريّ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يحتجمُ على هامتهِ وبين كتفيهِ، وهو يقولُ: ((من أهراق من هذه الدماءَ فلا يضرُّهُ أن لا يتداوى بشيءٍ لشيءٍ)). هما لأبي داود (¬1). ¬
7486 - ولرزينٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - احتجمَ على هامتهِ من الشاةِ المسمومةِ، قال معمرٌ: فاحتجمتُ أنا من غير سمٍ كذلك في يافوخىِّ، فذهب حسُّ الحفظِ عنِّي، حتَّى كنتُ ألقَّن فاتحة الكتابِ في الصلاةِ (¬1). ¬
7487 - جابرُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - احتجم على وركهِ من وَثَءٍ (¬1) كانَ بهِ. لأبي داود (¬2). ¬
7488 - نافع: قال ابنُ عمر: يا نافعُ تبيغ (¬1) بي الدم فائتني بحجَّامٍ، واجعلهُ شاباً، ولا تجعله شيخاً، ولا صبياً، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه -[255]- وسلم - يقولُ: ((الحجامةُ على الريقِ أمثلُ، وهي تزيدُ في العقل، وتزيدُ في الحفظ وتزيدُ الحافظ حفظاً، فمن كان محتجماً فيومُ الخميس على [اسم الله] (¬2)، واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة والسبت ويوم الأحدِ، واحتجمُوا يوم الاثنين والثلاثاءِ، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاءِ؛ فإنَّهُ اليوم الذي أصيب فيه أيوبُ بالبلاءِ، وما يبدوا جذامٌ ولا برصٌ إلا في يوم الأربعاء وليلةَ الأربعاءِ)). للقزويني بضعفٍ (¬3). ¬
7489 - أنسٌ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يحتجم في الأخدعين والكاهلِ، وكان يحتجم والكاهل، وكان يحتجمُ لسبعَ عشرةَ، وتسع عشرة، وإحدى وعشرينَ. للترمذيِّ (¬1). ¬
7490 - ولأبي داود: احتجم ثلاثًا في الأخدعين (¬1) والكاهلِ (¬2) (¬3). ¬
7491 - ابن عباسٍ: كان له غلمةٌ ثلاثةٌ حجَّامين، وكان اثنانِ يغلانِ عليه وعلى أهلهِ، وواحدٌ يحجمُهُ ويحجمُ أهلهُ (¬1). ¬
7492 - وقال ابنُ عباسٍ رفعهُ: ((نعم العبدُ الحجَّامُ، يُذهبُ الدمَ، ويخفِّفُ الصلب ويجلو عن البصر)) (¬1). ¬
7493 - وقال: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حيث عُرجَ به ما مرِّ على ملأ من الملائكة إلاَّ قالوا عليك بالحجامةِ (¬1). ¬
7494 - وقال: ((إنَّ خيرَ ما تحتجمُون فيه يومُ سبعَ عشرة، ويومُ تسعَ عشرةَ، ويومُ إحدى وعشرينَ)) (¬1). ¬
7495 - وقال: ((إنَّ خير ما تداويتم به السَّعُوطُ (¬1)، واللدُودُ (¬2)، والحجامةُ، والمشيُ، وإنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لدَّهُ العباسُ وأصحابه، فقال: من لدَّني؟ فكلهم -[256]- أمسكُوا، فقال: لا يبقى أحدٌ في البيتِ إلا لدَّ إلاَّ عمه العباسُ. للترمذيِّ (¬3). ¬
7496 - أبو هريرة رفعهُ: ((من احتجم لسبعَ عشرةَ وتسعَ عشرةَ وإحدى وعشرينَ كانَ شفاءً من كلِّ داءٍ)). لأبي داود (¬1). ¬
7497 - ولرزين: ((إذا وافق يومُ سبعَ عشرةَ يوم الثلاثاءِ كان دواءَ السنةِ لمن احتجمَ فيه)) (¬1). ¬
7498 - كيسةُ بنتُ أبي بكرةَ: أنَّ أباها كان ينهى أهلهُ عن الحجامةِ يوم الثلاثاءِ، ويزعُم عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ يومَ الثلاثاءِ يومُ الدمِ، وفيهِ ساعةٌ لا يرقأُ. لأبي داود (¬1). ¬
7499 - وزاد رزينٌ: ((لا تفتحُوا الدم في سلطانهِ، فإنَّهُ اليومُ الذي أثر فيهِ الحديدُ، ولا تستعملوا الحديدَ في يوم سلطانهِ)).
7500 - ابنُ عمرَ رفعهُ: نزلت سورةُ الحديدِ يومَ الثلاثاءِ، وخلق الله الحديد يوم الثلاثاءِ، ونهى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الحجامةِ يوم الثلاثاءِ. للكبيرِ بضعفٍ (¬1). ¬
7501 - وعنه رفعهُ: ((الحجامةُ في الرأسِ دواءٌ من الجنونِ، والجذامِ، والبرصِ والنعاسِ والضرسِ)). للأوسط بضعفٍ (¬1). ¬
7502 - عاصمُ بن عمر بن قتادةَ: جاءنا جابرٌ في أهلنا، ورجُلٌ يشتكي خرَّاجاً به أو جراحاً، فقال: ما تشتكي؟ قالَ: خراجٌ بي قد شقَّ علىَّ فقال: يا غلامُ ائتني بحجَّامٍ، فقال لهُ: ما تصنعُ بالحجَّام يا أبا عبدِ الله؟ قالَ: أريدُ أن أعلقَ فيه -[257]- محجماً، فقال: والله إنَّ الذبابَ ليصيبنُي أو يصيبني الثوبُ فيؤذيني ويشقُّ علىّ، فلمَّا رأى تبرمهُ من ذلكَ قال: إنِّي سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إن كانَ في شيءٍ من أدويتكُم خيرٌ ففي شرطةِ محجمٍ، أو شربةٍ من عسلٍ، أو لذعةٍ بنار))، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وما أحبُّ أن أكتويَ))، قالَ: فجاءَ بحجامٍ فشرطهُ فذهبَ عنه ما يجدُ. لمسلمٍ (¬1). ¬
7503 - سلمى: خادمُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالت: ما كان أحدٌ يشتكي إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وجعًا في رأسهِ إلا قال: ((احتجم)). ولا وجعاً في رجليهِ إلا قال: ((اخضبهما)). لأبي داود (¬1). ¬
7504 - أمُّ سعيدٍ امرأةُ زيدِ بن ثابتٍ: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يأمُرُ بدفن الدمِ إذا احتجمَ. للأوسط بضعف (¬1). ¬
7505 - جابرُ: أنَّ أبيَّ بن كعب رمي في يومِ الأحزابِ على أكحُلهِ (¬1)، فكواهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم (¬2). ¬
7506 - ولأبي داود: بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أبُي بن كعبٍ طبيبًا فقطعَ منه عرقًا (¬1). ¬
7507 - يحيى بنُ سعيدٍ بلغني: أنَّ أسعد بن زرارةَ اكتوى في زمن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من الذبحة (¬1) فماتَ (¬2). لمالكٍ (¬3). ¬
7508 - أنسٌ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كوى أسعد بن زرارةَ من الشوكةِ (¬1) (¬2). للترمذي. ¬
7509 - وللكبير نحوهُ عن محمد بن عبدِ الرحمنِ بن أسعدَ بن زرارةَ عن عمِّهِ وفيهِ: أنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - كواهُ بيدهِ فماتَ فقال: ((ميتةُ سوءٍ لليهودِ تقولُ: ألا دفع عن -[258]- صاحبهِ، ولا أملكُ لهُ، ولا لنفسي من الله شيئًا)) (¬1). ¬
7510 - وله من طريقٍ آخر: ((شرُّ ميتةٍ ليهودَ يقولونَ: قد داواهُ صاحبهُ فلم ينفعه)) (¬1). ¬
7511 - نافعٌ: أنَّ ابن عمر اكتوى من اللقوةِ (¬1)، ورقى من العقربِ. لمالكٍ (¬2). ¬
7512 - أنس: أنَّ أبا طلحةَ كواهُ من ذاتِ الجنب في حياةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري (¬1). ¬
7513 - عائشةُ رفعتهُ: ((مكانُ الكيِّ التكميدُ (¬1)، ومكانُ العلاقِ (¬2) السَّعُوطُ، ومكانُ النفخِ اللدودُ)). لأحمد (¬3). ¬
7514 - أبو سعيدٍ: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: إنَّ أخي استطلق بطنهُ، فقال: ((اسقه عسلاً)) فسقاهُ، ثمَّ جاءهُ فقالَ: إنِّي سقيتهُ عسلاً فلم يزدهُ إلاَّ استطلاقًا، فقالُ له ثلاثَ مراتٍ، ثمَّ جاءَ الرابعةَ فقال: ((اسقه عسلاً)) فقالَ: لقد سقيته فلم يزدهُ إلا استطلاقًا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((صدق الله وكذبَ بطنُ أخيكَ))، فسقاهُ فبرئ. للشيخينِ والترمذيِّ (¬1). ¬
7515 - نافع: أنَّ ابنُ عمرَ ما كانت تخرجُ به قرحةٌ ولا شيءٌ إلاَّ لَطَّخَ الموضعَ بالعسلِ، ويقرأُ {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69].
7516 - أبو هريرةَ رفعهُ: ((المبطونُ (¬1) شهيدٌ، ودواءُ المبطونِ العسلُ)). هما لرزينٍ. ¬
7517 - وعنه رفعهُ: ((من لعقَ العسلَ -[259]- ثلاثَ غدواتٍ كلَّ شهرٍ لم يصبهُ عظيمٌ من البلاءِ)) (¬1). للقزوينيِّ. ¬
7518 - وعنهُ رفعهُ: ((في الحبةِ السوداءِ شفاءٌ من كل داءٍ إلاَّ السَّامَ)) والسَّامُ الموتُ (¬1). ¬
7519 - وفي روايةٍ: قال قتادةُ: يأخذُ كلَّ يومٍ إحدى وعشرينَ حبةً من الشونيز فيجعلهُنَّ في خرقةٍ وينقعها، ويتسعَّطُ به في كلِّ يومٍ في منخرهِ الأيمنِ قطرتين، والأيسر قطرةً، والثاني (في الأيسر) (¬1) قطرتين، والأيمنِ قطرةً، والثالثِ في الأيمن قطرتين، وفي الأيسر قطرة. للترمذيِّ، وللشيخين نحو ذلك (¬2). ¬
7520 - ابنُ أبي عتيق: عليكم بهذه الحبةِ السوداءِ، فخذوا منها خمسًا أو سبعًا فاسحقوها ثمَّ اقطروها في أنفهِ بقطراتٍ زيتٍ فى هذا الجانب وفي هذا الجانبِ، فإنَّ عائشةَ حدثتني أنها سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إنَّ هذه الحبةَ السوداءَ شفاءٌ من كلِّ داءٍ إلا من السَّامِ))، قلتُ وما السَّامُ؟ قال: ((الموتُ)). للبخاريٍّ (¬1). ¬
7521 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى تقمح كفًا من شونيز، ويشربُ عليه ماءً وعسلاً. للأوسطِ بضعفٍ (¬1). ¬
7522 - سعدُ رفعهُ: ((من تصبَّحَ بسبعِ تمراتٍ عجوةً، (¬1) لم يضرَّهُ ذلك اليوم سمٌّ ولا سحرٌ)) (¬2). ¬
7523 - وفي روايةٍ: ((من أكل سبعَ تمراتٍ ممَّا بين لابتيها حين يصبحُ، لم يضرَّهُ سمُّ حتَّى -[260]- يمسي (¬1). ¬
7524 - وفي أخرى: مرضتُ مرضاً، فأتاني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يعودُني، فوضع يدهُ بين ثديي، حتى وجدت بردها على فؤادي، فقال: ((إنَّك رجل مفئودٌ، ائت الحارثَ بن كلدة أخا ثقيفٍ، فإنَّهُ رجلٌ يتطبَّب، فليأخذ سبع تمراتٍ من عجوةِ المدينةِ، فليجأهُنَّ بنواهُنَّ، ثم ليلُدَّك بهن)). للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
7525 - عائشة رفعتهُ: ((إنَّ في عجوةِ العاليةِ شفاءٌ، وإنَّها ترياقُ أولِ البُكرة)). لمسلمٍ (¬1). ¬
7526 - رافعُ بن عمروٍ المزني رفعهُ: ((العجوةُ والصخرةُ (¬1) من الجنةِ)). للقزوينيِّ (¬2). ¬
7527 - أبو سعيدٍ رفعهُ: ((خيرُ تمراتكُم البرنيُّ، يذهبُ الداءَ ولا داءَ فيه)). للأوسط (بضعفٍ) (¬1) (¬2). ¬
7528 - صهيبٌ: قدمتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وبين يديهِ خبز وتمرٌ فقال: ((ادنُ فكل))، فأخذتُ آكلُ من التمرِ، فقال: ((تأكلُ تمراً وبك رمدٌ؟)) قلت: إني أمْضغُ من ناحيةٍ أخرى، فتبسَّمَ - صلى الله عليه وسلم -. للقزوينيِّ بلينٍ (¬1). ¬
7529 - أبو هريرةَ: أنَّ ناساً قالوا للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: الكمأةُ جُدرى الأرضِ، فقال: ((الكمأةُ من المنِّ، وماؤها شفاءٌ للعينِ، والعجوةُ من الجنةِ وهي شفاءٌ من السُّمِّ)) (¬1)، وقال أبو هريرةَ: أخذتُ ثلاثةَ أكمئٍ أو خمساً أو سبعاً، فعصرتهنَّ وجعلتُ ماءهنَّ في قارورةٍ، وكحلتُ -[261]- به جاريةً عمشاء فبرأت)) (¬2). ¬
7530 - سلمى الخادمةُ: ما كان [بآل] (¬1) الرسولِ قرحةٌ ولا نكبةٌ إلاَّ أمرني أن أضعَ عليها الحنَّاءَ (¬2). ¬
7531 - أسماءُ بنتُ عميس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لها: ((بم تستمشين؟)) قالت: بالشُّبرُم فقال: ((حارٌّ جارُّ)) قالت: ثم استمشيتُ بالسَّنى فقال: ((لو أنَّ شيئًا كان فيهِ شفاءٌ من الموتِ لكان في السَّنى)) (¬1). هي للترمذيِّ. ¬
7532 - أمُّ قيسِ بنتُ محصنٍ: دخلتُ بابن لي على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقد أعلقتُ عليه من العذرة، فقال: ((علام [تذعرن] (¬1) أولادكُنَّ بهذا العلاقِ (¬2)، عليكُنَّ بهذا العودِ الهنديِّ، فإنَّ فيهِ سبعةَ أشفيةٍ، منها ذاتُ الجنب، يسعطُ من العذرة، ويلدُّ من ذات الجنب))، قال سفيان: فسمعتُ الزهريَّ يقولُ: بيَّن لنا اثنتين، ولم يبيِّن لنا خمسًا. وفي روايةٍ: ووصفَ سفيانُ الغلام يحنِّكُ بالإصبعِ، وأدخلَ سفيانُ إصبعهُ في حنكهِ، وقال: إنَّما يعني رفع حنكِهِ بإصبعِهِ (¬3). للشيخين وأبي داودَ. ¬
7533 - ابنُ عباسٍ رفعهُ: ((عليكُم بالإِثمدِ، إنَّ من خير أكحالكُم الإِثمدَ، يجلُو البصرَ، وينبتُ الشَّعر))، وكانَ - صلى الله عليه وسلم - إذا اكتحلَ اكتحل في اليمين ثلاثاً يبتدئُ بها ويختمُ بها، وفي اليسرى ثنتين. لرزين.
7534 - وفي روايةٍ الترمذيِّ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانت له مكحلةٌ، يكتحلُ منها كلَّ ليلةٍ، ثلاثةٌ في هذه وثلاثةٌ في هذه (¬1). ¬
7535 - عائشةُ رفعتهُ: ((الحمَّى من فيحِ جهنَّمَ -[262]- فا - صلى الله عليه وسلم - أبردُوها بالماءِ)). للموطأ والترمذيِّ والشيخين (¬1). ¬
7536 - ولهما عن ابن عمر، أنَّهُ إذا أصابتْهُ حمَّى يقولُ: ربَّنا اكشف عنَّا الرجزَ إنا مؤمنونَ (¬1). ¬
7537 - ثوبان رفعهُ: ((إذا أصابَ أحدكم الحمَّى فإنَّ الحمَّى قطعةٌ من النارِ فليطفئها عنه بالماءِ، فليستنقع في نهرٍ جارٍ، وليستقبلِ جريته فيقولُ: بسمِ الله، اللهمَّ اشف عبدكَ، وصدِّق رسولك، بعد صلاة الصبحِ قبل طلوعِ الشمس، ولينغمس فيه ثلاث غمساتٍ، ثلاثةَ أيامٍ، فإن لم يبرأ في ثلاثٍ فخمسٌ، فإن لم يبرأ في خمسٍ فسبعٌ، فإن لم يبرأ في سبعِ فتسعٌ، فإنَّها لا تكادُ تجاوزُ تسعًا بإذنِ الله تعالى)). للترمذي (¬1). ¬
7538 - عبد الرحمنِ بنُ المرقعِ رفعه: ((إنَّ الحمَّى رائدُ الموتِ، وهي سجن الله تعالى في الأرضِ، فبرِّدُوا لها الماءَ في الشنان، وصبُّوهُ عليكم، فيما بين الأذانين، أذان المغربِ وأذانِ العشاءِ))، ففعلُوا فذهبت عنهم. للكبير مطولاً وفيه المحبر بنُ هارونَ (¬1). ¬
7539 - ابن عمر رفعهُ: ((إنَّ جبريلَ علمني دواءً يشفي من كلِّ داءٍ، وقال لي: نسختُهُ في اللوحِ المحفوظِ، تأخذُ من ماءِ مطرٍ لم يُمَسَّ في سقفٍ، في إناءٍ نظيف، فتقرأ عليه فاتحةَ الكتابِ سبعينَ مرةً، وآية الكرسيِّ مثلهُ، وسورة الإخلاص مثلهُ، وقل أعوذُ بربِّ الفلقِ مثلهُ، وقل أعوذُ بربِّ الناسِ مثلهُ، ولا إله إلاَّ الله وحدهُ لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، يحيى ويميتُ وهو حيٌّ لا يموتُ، بيده الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٍ، ثمَّ يصومُ سبعةَ أيامٍ ويفطرُ كلَّ ليلةٍ بذلك الماءِ)). لرزين (¬1). ¬
7540 - عائشةُ: كانت تأمرُ بالتلبينةِ للمريضِ، وللمحزونِ على الهلاكِ، وكانت تقولُ: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إنَّ التلبينةَ تجمُّ فؤاد المريضِ، وتذهبُ ببعضِ الحزنِ)). للشيخين (¬1). ¬
7541 - وفي روايةٍ: أنَّ عائشةَ كانت تأمرُ بالتلبينةِ وتقولُ، هو البغيضُ النافعُ (¬1). ¬
7542 - وفي أخرى: أنَّها كانت إذا ماتَ الميِّتُ من أهلها، فاجتمعَ لذلك النساءُ، ثمَّ تفرقنَ إلا أهلها وخاصَّتها، أمرت ببرمةٍ (¬1) من تلبينةٍ فطبختْ، ثمَّ صنع ثريدٌ فصَّبت التلبينةَ عليها، ثمَّ قالت: كلن، فإنِّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((التلبينةُ مجمةُ لفؤادِ المريضِ، تُذهبُ ببعضِ الحزنِ)) (¬2). ¬
7543 - وعنها: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصابَ بعض أهلهِ الوعكُ أمرَ بالحساءِ من الخميرِ فصنع، ثُمَّ أمرهم فحسوا منهُ، ويقولُ: ((إنَّهُ ليرتو (¬1) فؤاد الحزين، ويسرو (¬2) عن فؤاد السقيم كما تسرو إحداكنَّ الوسخَ عن وجهها بالماء)). للترمذي (¬3). ¬
7544 - زيدُ بن أرقم: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -[كان] (¬1) ينعتُ الزيتَ والورسَ (¬2) من ذات الجنبِ، قال قتادةُ: ويلدُ من الجانبِ الذي يشتكيهِ (¬3). ¬
7545 - وفي روايةٍ: أمرنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن نتداوى من ذات الجنب بالقسطِ البحريِّ والزيتِ. للترمذيِّ (¬1). ¬
7546 - ابن عباس رفعهُ: ((ماذا في الأمرين من الشِّفاءِ الصبرِ والثفاءِ)) (¬1). لرزين. ¬
7547 - أبو سعيد رفعهُ: ((من شرب الماء على الريقِ انتقصت قوته)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
7548 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يصفُ من عرقِ النسا إليةَ كبشٍ عربيٍّ أسودَ، ليس بالعظيم ولا بالصغير، تجزَّأ ثلاثةَ أجزاءٍ فيُذابُ ويشرَبُ كل يومٍ جزءً. لأحمد (¬1). ¬
7549 - مليكةُ بنت عمرو الزيدية رفعتهُ: ((ألبانُها شفاءٌ، وسمنها دواءٌ ولحومُها داءٌ)). للكبير. بامرأةِ لم تسمَّ، يعني البقر (¬1). ¬
7550 - طارق بن سويد سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الخمر فنهاهُ، أو كره أن يصنعها، فقال: إنَّما أصنعُها للدواءِ فقال: ((إنَّهُ ليس بدواءٍ، ولكنَّهُ داءٌ)). لمسلم ولأبي داود والترمذي نحوهُ. (¬1). ¬
7551 - ولهما عن أبي هريرةَ: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن كلِّ دواءٍ خبيث كالسُّمِّ ونحوهِ. للترمذي (¬1). ¬
7552 - عمر دخلتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فإذا غلامٌ أسودُ يغمزُ ظهرهُ فسألتُه، فقال: ((إنَّ الناقة اقتحمت بي)). للبزار والأوسط والصغير (¬1). ¬
7553 - ابن عباس: أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ به جرحٌ يستأذنُهُ في بطِّه (¬1) فأذن لهُ (¬2). للكبير بلينِ. ¬
7554 - عبد الله بن يحيى الحضرمي: أنَّ حيانَ بن أبجرَ الكنانيِّ بقرَ عن بطنِ امرأةٍ بنى بها حتَّى عالجها. للكبير بلينٍ (¬1). ¬
7555 - عائشة رفعته: ((نباتُ الشعرِ في الأنفِ أمانٌ من الجذامِ)). للموصلي والبزار والأوسط بضعفٍ (¬1). ¬
الرقى والتمائم والعين ونحو ذلك
الرُّقى والتمائمُ والعينُ ونحو ذلك
7556 - عمران بن حصين رفعهُ: ((يدخلُ الجنةَ من أمَّتي سبعُونَ ألفًا بغير حسابٍ))، قالُوا: ومن هم يا رسولَ الله؟ قال: ((همُ الذينَ لا يكتوون ولا يسترقُون، وعلى ربِّهم يتوكلُون))، فقامَ عكاشةُ فقال: ادعُ الله أن يجعلني منهم، فقال: ((أنت منهم))، فقام رجلٌ فقالَ: يا نبيَّ الله ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: ((سبقك بها عُكاشة)). زاد في روايةٍ: ((ولا يتطيرون)). لمسلم (¬1). ¬
7557 - المغيرة رفعهُ: ((من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكلِ)). للقزوينيِّ (¬1). ¬
7558 - ابن مسعود: قالت زينبُ امرأتهُ، قال: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إنَّ في الرقى (¬1) والتمائم (¬2) والتولة (¬3) شركًا))، قالت: قلتُ: لم تقولُ هذا؟ والله لقد كانت عيني تقذف، فكنتُ أختلف إلى فلانٍ اليهوديِّ فيرقيني، فإذا رقاني سكنت، فقال عبدُ الله، إنَّما ذلك من عمل الشيطان، كانَ ينخسُها بيدهِ، فإذا رقاها كفَّ عنها، إنَّما كان يكفيكِ أن تقولي كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أذهب الباسَ، ربَّ الناسِ، اشفِ أنت الشافي لا شفاءَ إلا شفاءُك، اشفِ شفاءً لا يغادرُ سقمًا)) (¬4). ¬
7559 - جابر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن النشرةِ (¬1)؟ فقال: ((هُو من عمل الشيطانِ)). هُما لأبي داودَ (¬2). ¬
7560 - عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: دخلتُ على عبدِ الله ابن عكيم أبي معبدٍ الجُهنيِّ، أعودُه وبهِ حمرةٌٍ، فقلتٌ: ألا تعلِّقُ تميمةً؟ فقال: أعوذُ بالله من ذلك، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((من تعلَّقَ شيئًا وكل إليهِ)). للترمذي (¬1). ¬
7561 - عمران بن (حُصينٍ) (¬1): أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً في يدهِ حلقةٌ من صفرٍ (¬2)، فقال: ((ما هذه الحلقةُ؟)). قال: هذه من الواهنةِ (¬3) فقال: ((انزعها فإنَّها لا تزيدُك إلا وهنًا)). للقزويني (¬4). ¬
7562 - عوف بن مالك الأشجعيّ: كنَّا نرقي في الجاهليةِ، فقلنا: يا رسولَ الله كيف ترى في ذلكَ؟ فقال: ((أعرضوا علىَّ رُقاكمُ))، ثمَّ قال: ((لا بأس بما ليس فيه شركٌ)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
7563 - جابر: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن الرُّقى فجاءَ آل عمرو بن حزمٍ، فقالوا: يا رسول الله إنَّه كانت عندنا رقيةٌ نرقي بها من العقربِ، وإنَّك نهيتنا عن الرُّقى فعرضُوها عليهِ، فقال: ((ما أرى بأساً، من استطاع منكُم أن ينفعَ أخاهُ فليفعلهُ)). لمسلم (¬1). ¬
7564 - أسماء بنتُ عميسٍ قالت: يا رسول الله: إنَّ ولد جعفرٍ تُسرعُ إليهمُ العينُ أفأسترقي لهم؟ قال: ((نعم، فإنَّهُ لو كان شيءٌ سابقٌ القدرَ لسبقتهُ العينُ)) (¬1). ¬
7565 - أبو خزامةَ عن أبيهِ: قلتُ: يا رسولَ الله: أرأيت رُقى نسترقى بها، ودواءً نتداوى بهِ، وتقاةً نتقيها، هل ترُدُّ من قدرِ الله شيئًا؟ قال: ((هو من قدرِ الله)). هما للترمذيِّ (¬1). ¬
7566 - أنس: رخَّص النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في الرقيةِ من العينِ -[267]- والحمةِ والنملةِ. لمسلمٍ والترمذيِّ ولأبي داود نحوه (¬1). ¬
7567 - أم سلمةَ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لجارية في بيتها رأى في وجهها سفعةً (¬1)، يعني: صفرةً، فقال: ((بها نظرةٌ (¬2) استرقُوا لها)). للشيخين (¬3). ¬
7568 - ابن عباس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمُهُم رقى الحمَّى، ومن الأوجاع كلِّها: ((بسم الله الكبيرِ، أعوذُ بالله العظيمِ من كلِّ عرقٍ نعَّارٍ، ومن شرِّ حرِّ النارِ)). للترمذيِّ (¬1). ¬
7569 - عائشة: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى الإِنسانُ الشيءَ منهُ أو كانت به قرحةٌ أو جرحٌ، قال بإصبعِهِ هكذا، ووضع سفيانُ سبابته بالأرضِ، ثم رفعها: ((بسم الله تربةُ أرضنا، بريقةِ بعضنا، يشفى بهِ سقيمنا بإذن ربنا)). للشيخين وأبي داودَ (¬1). ¬
7570 - وعنها: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعوِّذُ بعض أهلِهِ، يمسحُ بيدهِ اليمنى، ويقل: ((اللهمَّ ربَّ الناسِ، أذهبِ البأسَ، اشف أنت الشافي، لا شافيَ إلا أنتَ شفاءً لا يغادرُ سقمًا)) (¬1). ¬
7571 - وفي روايةٍ: فلمَّا مرض - صلى الله عليه وسلم - وثقل، أخذتُ بيدهِ لأصنعَ بهِ نحو ما كان يصنعُ، فانتزعَ يدهُ من يدي، ثمَّ قال: ((اللهمَّ اغفر لي، واجعلني مع الرفيق الأعلى)) فذهبتُ أنظرُ فإذا هو قد قضى. للشيخين (¬1). ¬
7572 - ثابت بن قيس بن شماس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دخلَ عليه وهو مريضٌ، فقال: ((اكشف البأسَ، ربَّ الناسِ))، ثمَّ أخذ ترابًا من -[268]- بطحانَ، فجعلهُ في قدحٍ، ثمَّ نفث عليهِ بماءٍ، ثمَّ صبَّهُ عليهِ. لأبي داود (¬1). ¬
7573 - أبو سعيدٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوَّذُ ويقولُ: ((أعوذُ بالله من الجانِّ، ومن عين الإِنسانِ))، فلمَّا نزلت المعوذتان، أخذ بهما وترك ما سواهُما. للترمذي (¬1). ¬
7574 - وعنهُ: أنَّ جبريل عليه السلامُ أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمدُ اشتكيتَ؟ قال: ((نعم))، فقال جبريلُ: باسم الله أرقيكَ، من كل داءٍ يؤذيك، ومن شرِّ كل نفسٍ وعينٍ، بسم الله أرقيك والله يشفيك. لمسلم والترمذيِّ (¬1). ¬
7575 - أبو الدَّرداء: أتاهُ رجلٌ يذكُرُ أن أباهُ أصابهُ الأسرُ وهو احتباسُ البولِ، فعلَّمهُ رقيةً سمعها من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((من اشتُكى شيئًا فليقل: ربُّنا الله الذي في السماءِ تقدَّسَ اسمُك، أمرُك في السماءِ والأرضِ، كما رحمتُك في السماءِ فاجعل رحمتك في الأرضِ، فاغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت ربُّ الطيِّبين، فأنزل شفاءً من شفائك، ورحمةً من رحمتك، على هذا الوجع، فيبرأ)) وأمره أن يرقيهُ به فرقاهُ فبرئ. لأبي داود (¬1). ¬
7576 - عثمان بن أبي العاص: أنَّهُ اشتكى إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وجعًا يجدهُ في جسدهِ منذُ أسلم، فقال له: ((ضع يدك على الذي يألمُ من جسدكَ، وقل: بسمِ الله ثلاثَ مراتٍ: وقل: سبعَ مراتٍ: أعوذُ بالله وقدرتهِ من شرِّ ما أجد وأحاذر))، فقلت ذلك، فأذهب الله ما كان بي، فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم. لمسلم وأبي داود والترمذيَّ (¬1). ¬
7577 - أبو سعيد: انطلقَ نفرٌ من الصحابةِ في سفرةٍ سافروها، حتَّى نزلوا على حيِّ من أحياءِ العربِ، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، فلُدغ سيدُ ذلك الحيِّ، فسعوا له بكل شيءٍ، لا ينفعهُ شيءٌ، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاءِ الرهط الذين نزلوا بكم، لعلَّهم يكون عندهم بعضُ شيءٍ فأتوهم فقالوا: يا أيُّها الرهطُ إنَّ سيدنا لدغ، وسعينا له بكلِّ شيءٍ لا ينفعه شيءٌ، فهل عند أحدٍ -[269]- منكُم من شيءٍ؟ فقال بعضهم: إنَّي والله لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلمْ تضيفُونا، فما أنا براقٍ لكُم، حتَّى تجعلوا لنا جعلاً، فصالحوهم على قطيع من الغنمِ، فانطلق يتفلُ ويقرأ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، فكأنَّما نشط من عقالٍ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، فأوفوهُم جعلَهم الذي صالحوهُم عليه، وقال بعضهم: اقتسمُوا فقال الذي رقى: لا تفعلُوا حتَّى نأتي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فنذكر له الذي كان، فننظرَ الذي يأمرنا بهِ، فقدمُوا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فذكروا له، فقال: ((وما يدريك أنها رقيةٌ؟)) ثُمَّ قالَ: ((قد أصبتُم، اقتسمُوا واضربُوا لي معكم سهماً))، وضحكَ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). للشيخين وأبي داودَ والترمذيّ. ¬
7578 - جبلة بن الأزرق: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بأصحابهِ إلى جنبِ جدارٍ كثير الأحجرةِ، صلاةَ الظهرِ أو العصرِ، فلمَّا جلسَ في الركعتين، خرجت عقربٌ فلدغتهُ، فغشى عليه، فرقاهُ الناسُ، فلمَّا أفاق قال: ((الله شفاني وليس برقيتكم)). للكبير بلينٍ (¬1). ¬
7579 - عليّ (لدعت) النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عقربٌ وهو يصلي فلمَّا فرغَ قال: ((لعن الله العقربَ لا تدعُ مصلياً ولا غيرهُ))، ثمَّ دعا بماءٍ وملحٍ فجعلَ يمسحُ عليها، ويقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]. للصغير (¬1). ¬
7580 - عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه: كنتُ جالسًا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه أعرابي فقال: إنَّ لي أخاً وجعاً، قال: ((ما وجعُ أخيكَ؟)) قال: به لممٌ؟ قال: ((اذهب فأت بهِ))، فذهب فجاء بهِ، فأجلسهُ بين يديهِ، فسمعتُهُ عوَّذهُ بفاتحة الكتابِ وأربعِ آياتٍ من أولِ البقرةِ، وآيتين من وسطها: {وإلهُكم إلهُ واحدٌ}، وآيةِ الكرسيِّ، وثلاثِ آياتٍ من خاتمتها، وآيةٍ منْ آل عمرانَ وأحسبهُ قال: {شهد الله أنَّهُ لا إله إلاَّ هو} وآيةً من الأعرافِ: {إنَّ ربكم الله}، وآيةَ من -[270]- المؤمنين: {ومن يدعُ مع الله إلهًا آخرَ لا برهان له بهِ} وآيةً من الجنِّ: {وأنَّهُ تعالى جدُّ ربِّنا} وعشر آياتٍ من أوَّلِ الصافَّاتِ، وثلاثَ آياتٍ من آخر الحشر، و {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} [الاخلاص: 1]، والمعوذتين، فقام الأعرابيُّ وقد برئ وليس به بأسٌ. للقزوينيِّ بضعفٍ (¬1). ¬
7581 - خارجة بن الصلت التميميّ عن عمِّه: أقبلنا من عندِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأتينا على حيٍّ من العربِ، فقالُوا: إنَّا أنبئنا أنَّكُم قد جئتم من عند هذا الرجلِ بخبرٍ، فهل عندكُم من دواءٍ أو رقيةٍ؟ فإنَّ عندنا معتوهاً في القيودِ، فقلنا: نعم فجاءُوا بمعتوهٍ في القيودِ، فقرأتُ عليه فاتحةَ الكتابِ، ثلاثةَ أيامٍ، غدوةً وعشيةً، أجمع بزاقي، ثمَّ أتفل، فكأنَّما أنشط من عقالٍ، فأعطوني جعلاً، فقلت: لا، حتَّى أسألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((كل، فلعمري من أكل برقيةِ باطلٍ، لقد أكلتَ برقيةِ حقٍّ (¬1))). لأبي داود (¬2). ¬
7582 - أبو هريرة قال: هجَّر (¬1) النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فهجرتُ، فصلَّيتُ، ثمَّ جلستُ، فالتفت إلىَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((اشَكِمَت درد؟)) (¬2) قلتُ: نعم يا رسولَ الله! قال: ((قُم فصلِّ، فإنَّ في الصلاةِ شفاءً)). للقزويني بضعفٍ وفي تخريج ابن القطانِ يعني تشتكي بطنك (¬3). ¬
7583 - ابن عباس رفعهُ: ((من عاد مريضاً لم يحضر أجلهُ فقال عندهُ سبع مرارٍ: أسألُ الله العظيم ربَّ العرشِ العظيمِ أن يشفيك، إلاَّ عافاهُ الله من ذلك المرض)). لأبي داود والترمذيِّ (¬1). ¬
7584 - وعنه رفعهُ: ((العينُ حقٌّ، ولو كان شيءٌ سابقٌ القدرَ سبقتهُ العينُ، وإذا استغسلتم فاغسلُوا)). لمسلم والترمذيِّ (¬1). ¬
7585 - عائشة: كان يؤمرُ العائنُ فيتوضَأ، ثمَّ يغتسلُ منهُ -[271]- المعينُ. لأبي داود (¬1). ¬
7586 - محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف: أنَّهُ سمعَ أباهُ يقولُ: اغتسل أبي سهلُ بن حنيفٍ بالخرارِ، فنزع جبةً كانت عليهِ، وعامرُ بن ربيعةَ ينظرُ إليهِ، وكان سهلٌ شديدَ البياضِ، وحسنَ الجلدِ، فقال عامرُ: ما رأيتُ كاليومِ ولا جلدَ مخبأة عذراءَ، فوعك سهل مكانهُ، واشتدَّ وعكهُ، فأخبر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بوعكهِ، فقيل لهُ: ما يرفعُ رأسهُ، وقد كان اكتتب في جيشٍ، فقالوا لهُ: هو غيرُ رائحٍ معكَ يا رسول الله، والله ما يرفعُ رأسهُ قال: ((فهل تتهمُون لهُ أحداً؟)) قالُوا: عامرُ بن ربيعةَ، فدعاهُ فتغيَّظ عليهِ، وقالَ: ((علام يقتُلُ أحدكم أخاهُ؟ ألا بركت؟ اغتسل له)): فغسل عامرٌ وجههُ ويديهِ ومرفقيهِ وركبتيه وأطرافَ رجليهِ وداخلة إزارهِ، في قدح، ثمَّ صبَّ عليهِ من ورائهِ فبرئ سهلٌ من ساعتهِ. وفي روايةٍ: فراحَ سهلٌ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ليس به بأسٌ. لمالكٍ (¬1). ¬
7587 - جابر رفعهُ: ((أكثر من يموتُ من أمتي بعد كتابِ الله وقضائهِ وقدرهِ بالأنفسِ)). للبزَّار، وقال: يعني بالعينِ (¬1). ¬
7588 - عليّ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمرَ بالجماجم (¬1) أنْ تنصبَ في المزارعِ، قلتُ: من أجل ماذا؟ قال: ((من أجل العينِ)). للبزَّار بضعفٍ (¬2). ¬
7589 - جابر رفعهُ: ((إذا استجنحَ الليلُ أو كان جُنحُ (¬1) الليلِ فكفُّوا صبيانكُم، فإنَّ الشياطينَ تنتشرُ حينئذٍ، فإذا ذهبَ ساعةٌ من الليلِ فخلُّوهُم، وأغلقْ بابكَ واذكرِ اسم الله، وخمرْ إناءكَ واذكرِ اسمِ الله، ولو تعرُضُ عليهِ شيئاً)) (¬2). ¬
7590 - وفي روايةٍ: ((فخمروا (¬1) الطعامَ والشرابَ)) (¬2). ¬
7591 - وفي أخرى: ((غطُّوا الإِناءَ، وأوكئُوا السقاءَ (¬1)، وأغلقُوا البابَ، وأطفئُوا السراجَ، فإنَّ -[272]- الشيطانَ لا يحلُّ سقاءً، ولا يفتحُ بابًا، ولا يكشفُ إناءً)). للستةِ إلا النسائيَّ (¬2). ¬
7592 - أبو هريرةَ رفعهُ: ((إذا سمعتم صراخ الديكةِ، فاسألوا الله من فضلهِ، فإنَّها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهيق الحمارِ، فتعوُّذوا بالله من الشيطانِ، فإنَّها رأت شيطانًا)). للشيخين والترمذيِّ وأبي داودَ (¬1). ¬
7593 - وله عن جابر رفعهُ: ((إذا سمعتُم نُباحَ الكلبِ ونهيقَ الحمرِ بالليلِ، فتعوَّذُوا بالله فإنهم يرون ما لا ترون)) (¬1). ¬
الطيرة والفأل والشؤم والعدوى
الطيرةُ (¬1) والفألُ والشُّؤمُ والعدوى ¬
7594 - بريدة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان لا يتطيَّرُ من شيءٍ، وكان إذا بعثَ عاملاً سأل عن اسمه، فإن أعجبهُ فرحَ بهِ، ورؤىَ بشرُ ذلك في وجههِ، وإن كره اسمهُ رؤي كراهيةُ ذلك في وجهِهِ، وإذا دخل قريةً سأل عن اسمها، فإنَ أعجبهُ اسمُهَا فرحَ بها ورؤي بشرُ ذلك في وجههِ، وإن كره اسمَها رُؤى كراهيةُ ذلك في وجههِ (¬1). ¬
7595 - أبو هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سمع كلمةً فأعجبتهُ، فقال: ((أخذنا فألك من فيك)). هما لأبي داود (¬1). ¬
7596 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبُهُ إذا خرجَ لحاجةٍ أن يسمع يا راشدُ يا نجيحُ. للترمذيِّ (¬1). ¬
7597 - عروة بن عامر القرشيّ: ذكرتُ الطيرةَ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((أحسنُها الفألُ، ولا تؤذي مسلماً، فإذا رأى أحدكم ما يكرهُ، فليقل: اللهمَّ لا -[273]- يأتي بالحسناتِ إلاَّ أنت، ولا يدفعُ السيئاتِ إلاَّ أنتَ، ولا حول ولا قوةَ إلا بك)). لأبي داود (¬1). ¬
7598 - ابن مسعود رفعهُ: ((الطيرةُ شركٌ، الطيرةُ شركٌ، الطيرةُ شركٌ، وما منَّا إلا، ولكنَّ الله يذهبُهُ بالتوكُّل)). للترمذيِّ وأبي داود بلفظهِ (¬1). قال الترمذيُّ: سمعتُ محمد بن إسماعيل يقولُ: كان سليمانُ بن حربٍ يقولُ: في هذا الحديثِ وما منَّا إلاَّ ولكنَّ الله يذهبُهُ بالتوكُّل، هذا عندي قولُ عبدِ الله بن مسعودٍ. ¬
7599 - ابن عمرو بن العاصِ رفعه: ((من ردَّتهُ الطيرةُ من حاجةٍ فقد أشرك))، فقالوا: يا رسولَ الله ما كفارةُ ذلك؟ قال: ((يقولُ أحدُهُم، اللهمَّ لا خير إلا خيرُك، ولا طير إلا طيرُك، ولا إله غيركَ)). لأحمد والكبير (¬1). ¬
7600 - ابن عمرَ رفعهُ: ((لا عدوى ولا طيرة، وإنَّما الشؤمُ في ثلاثٍ، في الفرسِ والمرأة والدارِ)) (¬1). ¬
7601 - وفي روايةٍ: ((إن كان الشؤمُ ففي الدار والمرأةِ والفرسِ)). للستة (¬1). ¬
7602 - ولأحمدَ عن أبي حسانَ نحوهُ وفيه: قالت عائشةُ: والذي أنزلَ القرآنَ على محمَّدٍ ما قالها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قطُّ، إنَّما قالَ: ((كان أهلُ الجاهلية يتطيَّرونَ من ذلك)) (¬1). ¬
7603 - وفي روايةٍ: كان أهلُ الجاهلية يقولون: ((الطيرةُ في الدارِ والمرأةِ والدابةِ))، ثمَّ قرأت عائشةُ {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ} [الحديد: من الآية22] الآية (¬1). ¬
7604 - حكيم بن معاوية رفعهُ: ((لا شؤم، وقد يكونُ اليمنُ في الدَّارِ والمرأةِ والفرسِ)). للترمذيِّ (¬1). ¬
7605 - جابر رفعهُ: ((لا عدوى ولا صفر ولا غول)). لمسلم (¬1). ¬
7606 - أبو هريرة رفعهُ: ((لا عدوى ولا صفر ولا هامةَ))، فقالَ أعرابيٌّ: يا رسولَ الله! فما بالُ إبلي تكونُ في الرملِ كأنَّها الظباءُ، فيأتي البعيرُ الأجربُ فيدخلُ بينها فيجربها؟ قال: ((فمن أعدى الأول؟)) (¬1). ¬
7607 - وفي روايةٍ لأبي سلمة: أنَّهُ سمعَ أبا هريرةَ بعدُ يقولُ: قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يوردن ممرضٌ على مُصحٍّ)) وأنكر أبو هريرةَ حديثهُ الأول، قلنا: ألم تحدِّثْ أنَّهُ لا عدوى؟ فرطنَ بالحبشيَّةِ، قال أبو سلمة: فما رأيتُهُ نسى حديثًا غيرهُ (¬1). ¬
7608 - وفي أخرى قال: فَلا أَدْرِي، أَنَسِيَ أَبُو هُرَيْرَةَ، أَوْ نَسَخَ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ الْآخَرَ (¬1). ¬
7609 - وفي أخرى: لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ وَفِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الْأَسَدِ (¬1). ¬
7610 - قَطَنُ بْنُ قَبِيصَةَ عَنْ أَبِيهِ رفعه: ((الْعِيَافَةُ وَالطِّيَرَةُ وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ)) (¬1). ¬
7611 - أَنَسٌ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ الله إِنَّا كُنَّا فِي دَارٍ كَثِرٌ فِيهَا عَدَدُنَا، وَكَثِرٌ فِيهَا أَمْوَالُنَا، فَتَحَوَّلْنَا إِلَى دَارٍ أُخْرَى فَقَلَّ فِيهَا عَدَدُنَا وَقَلَّتْ فِيهَا أَمْوَالُنَا. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ذَرُوهَا ذَمِيمَةً)). هما لأبي داود (¬1). ¬
7612 - عن ابن عمر نحوه. وفيه: فقالوا: يا رسول الله كيف ندعها؟ قال: ((بيعوها أو هبوها)) (¬1). ¬
7613 - ابْنُ عَطِيَّةَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لا عَدْوَى، وَلا هَامَة، وَلا صَفَرَ، وَلا يَحُلَّ الْمُمْرِضُ عَلَى الْمُصِحِّن وَلْيَحْلُلِ الْمُصِحُّ حَيْثُ شَاءَ.)) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، وَمَا ذَلكَ؟ قَالَ: رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ((إِنَّهُ أَذىً)). لمالك (¬1). ¬
7614 - الشَّرِيدُ بن سويد: كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((ارْجِعْ فَقَدْ بَايَعْنَاكَ.)). للنسائي، قلت: أخرجه في آخر الباب الأول من الأطعمة لمسلم فقط (¬1). ¬
7615 - ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: ((قَالَ لا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمَجْذُومِينَ)). للقزويني (¬1). ¬
النجوم والسحر والكهانة
النجوم والسحر والكهانة
7616 - ابن عباس، رفعه: ((من اقتبس بابا من علم النجوم لغير ما ذكر الله، فقد اقتبس شعبة من السحر، المنجم كاهن، والكاهن ساحر، والساحر كافر)). لرزين، ولأبى داود بعضه (¬1). ¬
7617 - زَيْد بْن خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ: قَالَ: صَلَّى بِنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ سَّمَاءِ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: ((هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ)) قَالُوا الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: ((أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ الله وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ.)) للسنة إلا الترمذي (¬1). ¬
7618 - أَبوهُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ الله ((مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ يَقُولُونَ: الْكَوْكَبُ)). المسلم والنسائي (¬1). ¬
7619 - ولمَالِك كان أبَو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِذَا أَصْبَحَ وَقَدْ مُطِرَ النَّاسُ مُطِرْنَا بِنَوْءِ الْفَتْحِ ثُمَّ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ {مَا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} (¬1). ¬
7620 - قتادة: خلق الله هذه النجوم لثلاث، جعلها الله زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها غير هذا فقد أخطأ حظه، وأضاع نصيبه، وتكلف مالا يعنيه، وما لا علم له به، وما عجز عن علمه الأنبياء والملائكة عليهم السلام. لرزين. قلت: أخرجه فى خلق العالم، للبخارى إلى قوله مالا علم له به (¬1). ¬
7621 - العباس: خرجت مع النبى - صلى الله عليه وسلم - من المدينة فالتفت اليها، فقال: ((إن الله قد طهر هذه القرية من الشرك إن لم تضلهم النجوم.)). الموصلي والكبير والأوسط بلين (¬1). ¬
7622 - أَبِو هُرَيْرَةَرفعه: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً، ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ.)) (¬1) ¬
7623 - ابْنُ عَبَّاسٍ، عن رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ جُلُوسٌ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، رُمِيَ بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ((ماكُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا)) قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ كُنَّا نَقُولُ: وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ وَمَاتَ رَجُلٌ عَظِيمٌ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فَإِنَّهَا لا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ رَبُّنَا َتَعَالَى إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ -[277]- سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ، فَيُخْبِرُونَهُمْ مَا قَالَ، فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ بَعْضًا حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَتَخْطَفُ الْجِنُّ السَّمْعَ، فَيَقْذِفُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ وَيُرْمَوْنَ، فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ وَيَزِيدُونَ.)). لمسلم والترمذي (¬1). ¬
7624 - عَائِشَةُ سئل رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْكُهَّانِ فَقَالَ: ((لَيْسُوا بِشَيْءٍ)) قَالُوا يَا رَسُولَ الله، ِ فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَاناً بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا؟! فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ.)) (¬1) ¬
7625 - وفي رواية: ((فَيُقَرْقِرُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجَةِ.)) (¬1) ¬
7626 - وعنها قَالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عِنْدِي دَعَا الله وَدَعَاهُ ثُمَّ قَالَ: ((أَشَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ الله قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ)) قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ الله قَالَ: ((جَاءَنِي رَجُلانِ فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ قَالَ: فِيمَا ذَا؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ قَالَ: فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ)) قَالَ: فَذَهَبَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الْبِئْرِ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: ((وَالله لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَفَأَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: ((لا أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِيَ الله وَشَفَانِي وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرّاً)) وَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ. (¬1) ¬
7627 - وفي رواية: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سُحِرَ حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلا يَأْتِيهِنَّ. بنحوه. وفيه: رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ حَلِيفٌ لِيَهُودَ وكَانَ مُنَافِقًا. للشيخين. (¬1) ¬
7628 - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّامًا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام، فَقَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ الْيَهُودِ عَقَدَ لَكَ عُقَداً فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا، فَأَرْسَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَخْرَجُوهَا فَجِيءَ بِهَا فَقَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ لِذَلِكَ الْيَهُودِيِّ وَلا أرَاهُ فِي وَجْهِهِ قَطُّ. للنسائي. (¬1) ¬
كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك
كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك
7629 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رفعه: ((لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ)). (¬1) ¬
7630 - عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ لَهُ لقد وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنَ الْقَدَرِ فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ؛ لَعَلَّ الله أَنْ يُذْهِبَهُ مِنْ قَلْبِي. قَالَ: لَوْ أَنَّ الله عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ، عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ الله مَا قَبِلَهُ الله مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّار، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ ثُمَّ أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ ذَلِكَ. (¬1) ¬
7631 - عَنْ أَبِي حَفْصَةَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وأن مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، فإني سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الله الْقَلَمَ فَقَالَ: لَهُ اكْتُبْ قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ قَالَ اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ)) يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي)). (¬1) (¬2) ¬
7632 - عن عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ فَلَقِيتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ يَقُولُونَ فِي الْقَدَرِ قَالَ: يَا بُنَيَّ أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَاقْرَأِ الزُّخْرُفَ قَالَ: فَقَرَأْتُ {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا أُمُّ الْكِتَابِ؟ قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ كِتَابٌ كَتَبَهُ الله قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَقَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْأَرْضَ، فِيهِ إِنَّ فِرْعَوْنَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَفِيهِ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} قَالَ عَطَاءٌ: فَلَقِيتُ الْوَلِيدَ بْنَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَسَأَلْتُهُ مَا كَانَ وَصِيَّةُ أَبِيكَ عِنْدَ الْمَوْتِ، بنحوه. (¬1) ¬
7633 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ فَقَالَ: ((أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الْكِتَابَانِ)) فَقُلْنَا: لا يَا رَسُولَ الله إِلا أَنْ تُخْبِرَنَا فَقَالَ: ((لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى، هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلا يُزَادُ فِيهِمْ وَلا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَداً، ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي شِمَالِهِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلا يُزَادُ فِيهِمْ وَلا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَداً)) فَقَالَ: أَصْحَابُهُ فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ الله إِنْ كَانَ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ فَقَالَ: ((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ، وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ -[280]- أَهْلِ النَّارِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِيَدَيْهِ فَنَبَذَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنَ الْعِبَادِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ.)) (¬1). ¬
7634 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج فبسط كفه اليمنى فقال: ((بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله الرحمن الرحيم، بأسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم، لا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم))، ثم بسط كفه اليسرى، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الرحمن الرحيم، لأهل النار بأسمائهم، وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم، لا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم)). للكبير. وفيه ابن مجاهد قلت: لعل المصنف دخله احتمال أن يكون غير عبد الوهاب، وإلا فسيأتى له أن عبد الوهاب بن مجاهد ضعيف (¬1). ¬
7635 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَقَالَ: ((يَا غُلامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ الله يَحْفَظْكَ، احْفَظِ الله تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ الله، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِالله، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ)) (¬1). ¬
7636 - عن عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ تَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ سُئِلَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيهِ لَمْ يُسْأَلْ عَنْهُ)) (¬1). ¬
7637 - عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ قال: لأبي الأسود الدؤلي: أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ، أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرِ قد سَبَقَ، أَوْ فِيمَا -[281]- يُسْتَقْبَلُونَ بِهِ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ؟ فَقُلْتُ: بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ قَالَ أَفَلا يَكُونُ ظُلْمًا؟ قَالَ فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ فَزَعًا شَدِيداً وَقُلْتُ: كُلُّ شَيْءٍ خَلْقُ الله وَمِلْكُ يَدِهِ، فَلا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ فَقَالَ: لِي يَرْحَمُكَ الله، ُ إِنِّي لَمْ أُرِدْ بِمَا سَأَلْتُكَ إِلا لأجربَ عَقْلَكَ، وإِنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ مُزَيْنَةَ أَتَيَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالا: يَا رَسُولَ الله، أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى فِيهِمْ مِنْ قَدَرٍ قَدْ سَبَقَ، أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ بِهِ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ؟ ((فَقَالَ لا، بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى فِيهِمْ وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}. للشيخين بلفظ مسلم (¬1). ¬
7638 - عَلِيُّ رفعه فَقَالَ: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ)) قُالوا: يَا رَسُولَ الله أَفَلا نَتَّكِلُ على كتابنا؟ قَالَ: ((لا اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لما خلق له؛ أما من كان من أهل السعادة فسيسير لعمل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فسيسير لعمل الشقاء، ثُمَّ قَرَأَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} إِلَى قَوْلِهِ {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى})). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
7639 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((كَتَبَ الله مَقَادِيرَ الْخَلائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)) قَالَ ((وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)). للترمذي ومسلم بلفظه (¬1). ¬
7640 - ابن مسعود، حَدَّثَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ-: ((إِنَّ خلق أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ الله إِلَيْهِ مَلَكًا بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيد، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فوالله الذي لا إله غيره، إن أحدكم لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فيدخلها)) - للشيخين وأبي داود والترمذي - ((وإن أحدكم -[282]- ليعمل بعمل أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ)) (¬1). ¬
7641 - ولرزين: ((فإذا بلغ أن يخلق، بعث الله ملكاً يصورها، فيأتي الملك بتراب بين إصبعيه، فيخلطه في المضغة، ثم يعجنه بها، ثم يصور كما يؤمر، فيقول: أذكر أو أنثى؟ أشقي أو سعيد؟ وما عمره ورزقه؟ وما أثره وما مصائبه؟ فيقول الله تعالى: فيكتب الملك، فإذا مات ذلك الجسد، دفن حيث أخذ ذلك التراب)) (¬1). ¬
7642 - عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَاش رفعه: ((إِذَا قَضَى الله لِعَبْدٍ أَنْ يَمُوتَ بِأَرْضٍ، جَعَلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةً)) (¬1). ¬
7643 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رفعه: ((وَكَّلَ الله بِالرَّحِمِ مَلَكاً يَقُولُ: أي رَبِّ نُطْفَةٌ، أي رَبِّ عَلَقَةٌ، أي رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قَالَ: أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ وَالْأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ)) (¬1). ¬
7644 - عَنْ طَاوُسٍ: أَدْرَكْتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُونَ: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ، حتى العجز والكيس. لمالك ومسلم (¬1). ¬
7645 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رفعه: ((فَرَغَ الله إِلَى كُلِّ عَبْدٍ مِنْ خَمْسٍ مِنْ أَجَلِهِ وَرِزْقِهِ وعمله ومضجعه وَشَقِيٍّ أَمْ سَعِيدٍ)) (¬1). ¬
7646 - حذيفة رفعه: ((خلق الله كل صانع وصنعته)) (¬1). ¬
7647 - معاوية رفعه: ((لا تعجل على شيء تظن أنك إن استعجلت إليه أنك مدركه، وإن كان الله لم يقدر ذلك، ولا تستأخرن عن شيء تظن أنك إن استأخرت عنه أنه مدفوع عنك، وإن كان الله قد قدره عليك))، الكبير والأوسط بضعف (¬1). ¬
7648 - ابن مسعود قال: لأن يقبض أحدكم على جمرة حتى تبرد، خير له من أن يقول لأمر قضاه الله: ليته لم يكن. للكبير (¬1). ¬
7649 - أَبُو مُوسَى رفعه: ((مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلاةٍ))، القزويني بضعف (¬1). ¬
7650 - أَنَس رفعه: ((إِذَا أَرَادَ الله بِعَبْدٍ خَيْراً اسْتَعْمَلَهُ)) فَقِيلَ: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ)) (¬1). ¬
7651 - سَعْد رفعه: ((مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ رِضَاهُ بِمَا قَضَى الله لَهُ، وَمِنْ شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ الله، وَمِنْ شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ سَخَطُهُ بِمَا قَضَى الله لَهُ))، هما للترمذي (¬1). ¬
7652 - أَبُو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى الله مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِالله وَلا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ لَكَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ الله وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ))، لمسلم (¬1). ¬
7653 - عَبْدُ الله بْنُ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، فَأَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ -[284]- النُّورِ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ؛ فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ الله تعالى))، للترمذي (¬1). ¬
7654 - جَابِر: ((كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ لِسَانُهُ، فَإِذَا أَعْرَبَ عَنْهُ لِسَانُهُ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً))، أحمد بلين (¬1). ¬
7655 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل من فى الجنة؟ فقال: ((النبي في الجنة والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموءودة في الجنة))، للبزار (¬1). ¬
7656 - سمرةُ: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أولاد المشركين قال: ((هم خدم أهل الجنة))، للبزار والكبير والأوسط (¬1). ¬
7657 - عَائِشَةُ: تُوُفِّيَ صَبِيٌّ فَقُلْتُ: طُوبَى، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَوَلا تَدْرِينَ أَنَّ الله خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ، فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلاً وَلِهَذِهِ أَهْلاً)). لمسلم والنسائي، وأبي داود (¬1). ¬
7658 - ولها قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، ذَرَارِيُّ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: ((هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ)) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، بِلا عَمَلٍ؟! قَالَ: ((الله أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، فَذَرَارِيُّ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: ((مِنْ آبَائِهِمْ)) قُلْتُ: بِلا عَمَلٍ؟! قَالَ: ((الله أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ)) (¬1). ¬
7659 - ابْن عَبَّاسٍ: سُئِلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَوْلادِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: ((الله إِذْ خَلَقَهُمْ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
7660 - خديجة قالت: يا رسول الله، أين أطفالي منك؟ قال: ((في الجنة))، قلت: بلا عمل؟! قال: ((الله أعلم بما كانوا عاملين))، قلت: فأين أطفالي من قبلك؟ قال: ((في النار))، قلت: بلا عمل؟ قال: ((لقد علم الله ما كانوا عاملين))، للكبير والموصلي (¬1). ¬
7661 - أنسٌ رفعه: ((يؤتى بأربعة يوم القيامة: بالمولود، وبالمعتوه، ومن مات في الفترة، والشيخ الفاني، كلهم يتكلم بحجته، فيقول تعالى لعنق من النار: ابرز، فيقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلاً من أنفسهم، وإني رسول نفسي إليكم، ادخلوا هذه، فيقول من كتب عليه الشقاء: يارب أنَّى ندخلها، وكنا منها نفر؟ ومن كتب عليه السعادة يمضي فيها، فيقتحم فيها مسرعاً، فيقول تعالى: أنتم لرسلي أشد تكذيباً ومعصية، فيدخل هؤلاء الجنة، وهؤلاء النار))، للموصلي والبزار بمدلس (¬1). ¬
7662 - وله من طريق غيره في بيان حجتهم: ((يقول المولود: لم أدرك العمل. والمعتوه: لم تجعل لي عقلا أعقل به خيرا ولا شرا، ومن مات في الفترة: لم يأتني كتاب ولا رسول. والشيخ الفاني: لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا)) (¬1). ¬
7663 - أَبُو هُرَيْرَةَ رفعه: ((حَاجَّ آدم مُوسَى، فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الْجَنَّةِ بِذَنْبِكَ وَأَشْقَيْتَهُمْ. قَالَ آدَمُ لموسى: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ الله بِرِسَالَاتِهِ وَكَلامِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ الله -[286]- عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟! - أَوْ: قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟! فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى)) (¬1). ¬
7664 - وفي رواية: ((قَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ، ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إِلَى الْأَرْضِ؟ قَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ الله بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلامِهِ، وَأَعْطَاكَ الْأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَرَّبَكَ نَجِيّاً، فَبِكَمْ وَجَدْتَ الله كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ مُوسَى: بِأَرْبَعِينَ عَاماً. قَالَ آدَمُ: فَهَلْ وَجَدْتَ فِيهَا {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلًا كَتَبَهُ الله عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟! فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى))، للستة إلا النسائي (¬1). ¬
7665 - عُمَرُ رفعه: ((إِنَّ مُوسَى قَالَ: يَا رَبِّ، أَرِنَا آدَمَ الَّذِي أَخْرَجَنَا وَنَفْسَهُ مِنَ الْجَنَّةِ. فَأَرَاهُ الله آدَمَ فَقَالَ له: أَنْتَ أَبُونَا آدَمُ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: نَعَمْ. قَالَ: أَنْتَ الَّذِي نَفَخَ الله فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَعَلَّمَكَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا، وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ لَهُ آدَمُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى. قَالَ: أَنْتَ نَبِيُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَلَّمَكَ الله .. )) بنحوه. وفيه: ((فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى)) (¬1). ¬
7666 - مالك: بلغني أنه قيل لإياس: ما رأيك في القدر؟ قال: رأي ابنتي - يريد: لايعلم سره إلا الله - وبه كان يضرب المثل في الفهم، وقال رجل - وقد سئل عن أمر ما من القدر، فقال: ألست تؤمن بالله؟ قال: نعم، قال: فحسبك (¬1). ¬
7667 - أبو هُرَيْرَةَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَتَنَازَعُ فِي الْقَدَرِ، فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْنَتَيْهِ الرُّمَّانُ، فَقَالَ: ((أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أَمْ بِهَذَا أُرْسِلْتُ إِلَيْكُمْ؟ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حِينَ تَنَازَعُوا فِي هَذَا الْأَمْرِ، عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ أَلا تَتَنَازَعُوا فِيهِ))، للترمذي (¬1). ¬
7668 - عُمَرُ رفعه: ((لا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْقَدَرِ وَلا تُفَاتِحُوهُمْ)) (¬1). ¬
7669 - حُذَيْفَةُرفعه: ((لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ، وَمَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لا قَدَرَ. مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَلا تَشْهَدُوا جَنَازَتَهُ، وَمَنْ مَرِضَ مِنْهُمْ فَلا تَعُودُوهُمْ، وَهُمْ شِيعَةُ الدَّجَّالِ، وَحَقٌّ عَلَى الله أَنْ يُلْحِقَهُمْ بِالدَّجَّالِ)) (¬1) ¬
7670 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا فَلا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلا تَشْهَدُوهُمْ))، هي لأبي داود (¬1). ¬
7671 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُمَا فِي الْإِسْلامِ نَصِيبٌ: الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ))، للترمذي (¬1). ¬
7672 - نَافِعٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ فُلانًا يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ. فَقَالَ ابن عمر: بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ التكذيب بالقدر، فَإِنْ كَانَ قَدْ أَحْدَثَ فَلا تُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ، أَوْ: فِي أُمَّتِي - الشَّكُّ مِنْهُ - خَسْفٌ أَوْ مَسْخٌ أَوْ قَذْفٌ وذلك بالمكذبين بالقدر)) (¬1). ¬
7673 - وفي رواية: كَانَ لِابْنِ عُمَرَ صَدِيقٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُكَاتِبُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الله: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَكَلَّمْتَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيَّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ))، للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
7674 - ابن عباس: لما بعث الله موسى، وأنزل التوراة، قال: اللهمَّ إنك ربُّ عظيم، ولو شئت أن تطاع لأُطعت، ولو شئت أن لا تعصى ما عُصيت، وأنت تحب أن -[288]- تطاع، وأنت في ذلك تعصى، فكيف هذا يا رب؟ فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، فلما بعث عزيراً، وأنزل عليه التوراة بعد ما كان رفعها عن بنى إسرائيل، حتى قال من قال منهم: ابن الله، فقال: اللهمَّ إنك ربُّ عظيمٌ، مثل ذلك، فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، فأبت نفسه حتى سأل أيضاً، فقال: أفتستطيع أن تصر صرة من الشمس؟ قال: لا، قال: أفتستطيع أن يجيء بمكيالٍ من ريحٍ؟ قال: لا، قال أفتستطيع أن يجيء بمثقالٍ من نورٍ؟ قال: لا، قال: فهكذا لا تقدر على الذي سألت عنه، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، أما إني لا أجعل عقوبتك إلا أن أمحو اسمك من الأنبياء فلا تذكر فيهم، فمحا اسمه من الأنبياء فليس يذكر فيهم، وهو نبيٌ، فلما بعث الله عيسى ورأى منزلته من ربِّه، وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، ويبرئ الأكمه والأبرص، ويحيى الموتى، وينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، قال: اللهمَّ إنك ربٌ عظيمٌ مثله، فأوحى: إليه إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، وأنت عبدي ورسولي، وكلمتي ألقيتك إلى مريم وروح مني، خلقتك من تراب، ثم قلت لك كن فكنت، فإن لم تنته! لأفعلن بك كما فعلت بصاحبك بين يديك، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، فجمع عيسى من يتبعه فقال: القدر سر الله فلا تتكلفوه. للكبير بلين (¬1). ¬
7675 - عائشة رفعته: ((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمدٌ، قولوا: ما شاء الله وحده)). للموصلى (¬1). ¬
7676 - وعنها رفعته: ((لا ينفع حذرٌ من قدرٍ، والدعاء ينفع، أحسبه قال ما لم ينزل القدر، وإن الدعاء ليتلقى البلاء، فيتعالجان إلى يوم القيامة)). للبزار بلين (¬1). ¬
كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل
كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل
7677 - أبو هريرة رفعه: ((إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فيجلس، ثم إذا قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الثانية)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
7678 - زاد رزين: ((ومن سلم على قوم حين يقوم عنهم، كان شريكهم فيما خاضوا فيه من الخير بعده)).
7679 - كلدة بن حنبل: أن صفوان بن أمية بعثه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بلبنٍ ولباء وضغابيسٍ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بأعلى الوادي، قال: فدخلت عليه، ولم أستأذن، ولم أسلم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ارجع فقل: السلام عليكم أأدخل؟ وذلك بعد ما أسلم صفوان)). وللترمذي ولأبي داود: وجداية بدل اللباء (¬1). ¬
7680 - أبو هريرة: ((إذا لقى أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرةٌ أو جدارٌ أو جرٌ، ثم لقيه فليسلم عليه أيضاً)). لأبي داود (¬1). ¬
7681 - أنس: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا بنى: إذا دخلت على أهلك فسلم، يكن سلامك بركةً عليك، وعلى أهل بيتك)) (¬1). ¬
7682 - جابر رفعه: ((السلام قبل الكلام)). هما للترمذي (¬1). ¬
7683 - أنس: مر على صبيان فسلم عليهم، وقال: كان -[290]- النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله. للشيخين والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
7684 - أسماء بنت يزيد: مر علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - في نسوةٍ فسلَّم علينا. للترمذي وأبى داود بلفظه (¬1). ¬
7685 - الطفيل بن أبي كعب: أنه كان يأتي ابن عمر، فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا لم يمر أبو عبد الله على سقاط، ولا على صاحب بيعةٍ، ولا مسكينٍ، ولا على أحدٍ، إلا سلم عليه، قال الطفيل: فجئته يوماً، فاستتبعني إلى السوق، فقلت له: وما تصنع في السوق؟ وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسومُ بها، ولا تجلس في مجالس السوق، فاجلس بنا هاهنا نتحدث، فقال لي: يا أبا بطنٍ، وكان الطفيل ذا بطن إنما نغدو من أجل السلام، نسلم على من لقينا. لمالك (¬1). ¬
7686 - ابن عمر رفعه: ((من سلم على عشرين رجلاً من المسلمين في يوم جماعةٍ أو فرادى، ثم مات من يومه ذلك، وجبت له الجنة، وفي ليلة مثل ذلك))، للكبير بضعف (¬1). ¬
7687 - علي رفعه: ((يُجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم، ويجزئ عن الجلوس أن يرد (¬1) أحدهم)) (¬2). لأبي داود وحديث: ((تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف))، مر في خصال الإيمان (¬3). ¬
7688 - أبو أمامة رفعه: ((أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام))، للترمذي وأبى داود بلفظه (¬1). ¬
7689 - أبو هريرة رفعه: ((يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير)) (¬1). ¬
7690 - وفي رواية: ((والصغير على الكبير)). للشيخين وأبى داود والترمذي (¬1). ¬
7691 - وله عن فضالة بن عبيد رفعه بنحوه وفيه: ((والماشي على القائم)) (¬1). ¬
7692 - وعنه رفعه: ((لما خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً، ثم قال اذهب، فسلِّم على أولئك نفر من الملائكة جلوسٌ، فاستمع ما يجيبونك (¬1)، فإنَّها تحيتك، وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمةُ الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن)). للشيخين (¬2). ¬
7693 - ابن عباس: وقد قال رجلٌ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم زاد شيئاً، فقال ابن عباسٍ: إنِّ السلام انتهى إلى البركة (¬1). ¬
7694 - ابن عمر: وسلَّم عليه رجلٌ فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، والغاديات الرائحات، فقال له ابن عمر: وعليك ألفاً، ثم كأنه كره ذلك. هما للموطأ (¬1). ¬
7695 - عمران بن حصين: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء رجل فقال: السلام عليكم، فرد - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ((عشر))، ثم جاء آخر فقال: السلام (عليكم) (¬1) ورحمة الله، فردَّ - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((عشرون))، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((ثلاثون)). للترمذي وأبي داود (¬2). ¬
7696 - وله عن معاذ بن أنس نحوه -[292]- وزاد: ثم أتى آخرٌ فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فرد عليه - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ((أربعون))، ثم قال لنا: ((هكذا تكون الفضائلُ)) (¬1). ¬
7697 - غالب بن خطاف: إنا لجلوسٌ بباب الحسن البصري، إذ جاء رجلٌ فقال: حدثني أبى عن جدي قال: بعثني أبى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ائته فاقرئه السلام، فأتيته، فقلت: إن أبى يقرئك السلام، فقال: ((عليك وعلى أبيك السلام)). لأبي داود (¬1). ¬
7698 - جابر بن سليم: أتيت المدينة فرأيت رجلاً يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئاً إلا صدرواً عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا رسول الله فقلت: عليك السلام يا رسول الله مرتين، فقال: ((لا تقل عليك السلام، فإن ذلك تحية الميت، قل: السلام عليك))، قلت: أنت رسول الله؟ فقال: ((أنا رسول الله الذي إن أصابك ضرٌ فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك، وإن كنت بأرضٍ قفرٍ أو فلاةٍ فضلت راحلتك فدعوته ردَّها عليك))، قلت: اعهد إلي، قال: ((لا تسبن أحداً))، فما سببتُ بعد ذلك حراً ولا عبداً ولا شاة ولا بعيراً، قال: ((ولا تحقرن شيئاً من المعروف، وأن تكلِّم أخاك وأنت منبسط إليه بوجهك، فإن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، إنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك أو عيرك بما يعلم فيك، فلا تعيره بما تعلم فيه، يكن وبال ذلك عليه)). للترمذي وأبى داود بلفظه (¬1). ¬
7699 - أنس: قال رجلٌ لعمر: السلام عليكم، فردَّ عمر السلام، ثم قال: كيف أنت؟ قال الرجل: أحمد الله إليك، قال عمر: ذاك أردت منك. لمالك (¬1). ¬
7700 - عكرمة بن أبي جهل: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم جئت: -[293]- ((مرحباً بالرَّاكب المهاجر)). للترمذي (¬1). ¬
7701 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سلم سلم ثلاثاً، وإذا تكلَّم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه. للبخاري والترمذي (¬1). ¬
7702 - عمران بن حصين: كنا نقول في الجاهلية: أنعم الله بك عيناً، وأنعم صباحاً، فلما كان الإسلام نهينا عن ذلك (¬1). لأبي داود وقال: قال معمر: يكره أن يقول الرجل: أنعم الله بك عيناً، ولا بأس أن يقول: أنعم الله عينك. ¬
7703 - أبو أسيد الساعدي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس بن عبد المطلب ودخل عليهم، فقال: ((السلام عليكم)) قالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. قال: ((كيف أصبحتم؟)) قالوا: بخير نحمد الله، فكيف أصبحت بأبينا وأمنِّا يا رسول الله؟ قال: ((أصبحتُ بخيرٍ، أحمد الله)). للقزويني (¬1). ¬
7704 - أنس: سمعتُ رجلاً يقولُ للنبي - صلى الله عليه وسلم -:الرجلُ منا يلقى أخاه وصديقه أينحني له؟ قال: ((لا))، قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: ((لا))، قال: أيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: ((نعم)). للترمذي. وزاد رزين بعد قوله ويقبله: قال: ((لا إلا أن يأتي من سفر)) (¬1). ¬
7705 - عمرو بن شعيب: عن أبيه عن جده رفعه: ((لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكفِّ)). للترمذي (¬1). ¬
7706 - ابن عمر رفعه: -[294]- ((إذا سلم عليكم اليهود، فإنما يقول أحدهم: السام عليك، فقل: وعليك)). للستة إلا النسائي (¬1). ¬
7707 - عائشة: دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك، ففهمتها، فقلت: عليكم السام واللعنة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مهلاً يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله))، فقلت: يا رسول الله! ألم تسمع ما قالوا؟ قال: ((قد قلت وعليكم)) (¬1). ¬
7708 - وفي رواية: ((عليكم)) بدون الواو (¬1). ¬
7709 - وفي أخرى: قالت: عليكم السام والذام. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
7710 - ولمسلمٍ، عن جابرٍ نحوه وفيه: قالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: ((بلى، قد سمعت فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم ولا يجابون علينا)) (¬1). ¬
7711 - أبو هريرة رفعه: ((لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقه)). لمسلم وأبى داود والترمذي (¬1). ¬
7712 - أسامة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ركب على حمارٍ عليه إكاف، تحته قطيفة فدكية، وأردف أسامة، يعود سعد بن عبادةَ في بنى الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدرٍ، فسار حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبى ابن سلولٍ، وذلك قبل أن يسلم، وإذا في المجلس أخلاطٌ من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفي المسلمين عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم، ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن، فقال له ابن أبيّ: أيها -[295]- المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقًّاً فلا تؤذينا به في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا، فإنَّا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم حتى سكتوا، ثم ركب فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له: ((أي سعدُ، ألم تسمع إلى ما قال أبو حبابٍ؟ - يريد ابن أبي - قال: كذا وكذا))، فقال سعد: يا رسول الله، اعف عنه واصفح، فوالله الذي أنزل عليك الكتاب، لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك، ولقد اجتمع أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه، فيعصبوه بالعصابة، فلمَّا أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله، شرق بذلك، فذلك الذي فعل به ما رأيت، فعفى عنه - صلى الله عليه وسلم -، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابهُ يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله، ويصبرون على الأذى، قال تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: من الآية186] وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109] وكان - صلى الله عليه وسلم - يتأول في العفو ما أمره الله به، حتى أذن له فيهم، فلما غزا بدراً، فقتل الله فيها من قتل من صناديد كفَّار قريشٍ، وقفل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه منصورين غانمين، معهم أسارى من صناديد الكفار وسادة قريشٍ، قال ابن أبىّ ومن معه من المشركين عبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه، فبايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام فأسلموا. للشيخين (¬1). ¬
7713 - المهاجر بن قنفذ: أنه أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول، فسلم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه، وقال: ((إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
7714 - ابن مسعود رفعه: ((السلام اسمٌ من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض، فأفشوه بينكم، فإنَّ الرجل المسلم إذا مرَّ بقوم فسلَّم عليهم، فردوا عليه، كان له -[296]- عليهم فضلُ درجةٍ بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه، رد عليه من هو خير منهم وأطيب)). للبزار، والكبير (¬1). ¬
7715 - أبو هريرة رفعه: ((أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام)). الأوسط (¬1). ¬
7716 - وعنه - والشك في رفعه -: ((لا يؤذن للمستأذن حتى يبدأ بالسلام)) للأوسط. (¬1). ¬
7717 - معاوية بن قرة رفعه: ((إذا مررت على مجلس فسلم على أهله، فإن يكونوا في خير كنت شريكهم، وإن يكونوا في غير ذلك كان لك أجرٌ)). للكبير. بخفى (¬1). ¬
7718 - أنس: لما جاء أهل اليمن قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة)). لأبى داود (¬1). ¬
7719 - ابن مسعود رفعه: ((من تمام التحية الأخذ باليد)). للترمذي (¬1). ¬
7720 - البراء رفعه: ما من مسلمَين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا. لأبى داود والترمذي (¬1). ¬
7721 - عطاء الخراساني أرسله: تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا، وتذهب الشحناء. لمالك (¬1). ¬
7722 - جندب: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا لقى أصحابه، لم يصافحهم حتى يسلم عليهم. للكبير بخفي (¬1). ¬
7723 - حذيفة رفعه: ((إن المؤمن إذا لقى المؤمن فسلم عليه، وأخذ بيده فصافحه، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر)). للأوسط (¬1). ¬
7724 - أبو هريرة رفعه: ((إن المسلمين إذا التقيا فتصافحا وتساءلا، أنزل الله بينهما مائة رحمةٍ، تسعةً وتسعين لآنسهما وأطلقهما وأبرهما وأحسنهما مسألة لأخيه)). للأوسط وفيه الحسن بن كثير بن عدى (¬1). ¬
7725 - وعنه رفعه: ((لا تصافحوا اليهود والنصارى)). للأوسط. بضعف (¬1). ¬
7726 - كعب بن مالك: أنه لما نزل عذره أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بيده فقبلها. للكبير بضعف (¬1). ¬
7727 - عمر: أنَّه قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -. للموصلى بلين (¬1). ¬
7728 - عبد الرحمن بن رزين عن سلمة بن الأكوع: بايعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيدي هذه فقبلناها فلم ينكر ذلك. للأوسط (¬1). ¬
7729 - أنسٌ: لم يكن شخص أحبَّ إليهم من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا، لما يعلمون من كراهيته لذلك. للترمذي (¬1). ¬
7730 - أبو أمامة: خرج علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوكأ على عصا فقمنا إليه، فقال: ((لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً)). لأبي داود (¬1). ¬
7731 - معاوية رفعه: ((من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار)). لأبى داود والترمذي (¬1). ¬
الاستئذان
الاستئذان
7732 - ربعى بن حراش: جاء رجلٌ فاستأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ألج؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لخادمه: ((اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل السلام عليكم أأدخل؟)) فسمع الرجل ذلك فقال: السلام عليكم أأدخل؟ فأذن له - صلى الله عليه وسلم - فدخل (¬1). ¬
7733 - قيس بن سعد: زارنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في منزلنا، فقال: ((السلام عليكم ورحمة الله))، فرد أبي ردًّا خفيًا، فقلتُ: ألا تأذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ذره حتى يكثر علينا من السلام، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((السلام عليكم ورحمة الله))، فردَّ سعد ردًا خفيًا ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: السلام عليكم ورحمة الله، ثم رجع، فأتبعه سعد فقال يا رسول الله أني كنت أسمع تسليمك، وأردُّ عليك ردًّا خفيًّا لتكثر علينا من السَّلام، فانصرف معه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمر له سعد بغسلٍ فاغتسل، ثم ناوله ملحفةً مصبوغةً بزعفران أو وَرَسٍ، فاشتمل بها، ثم رفع يديه وهو يقول: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعدٍ، ثم أصاب - صلى الله عليه وسلم - من الطعام، فلما أراد الانصراف قرب له سعد حمارًا قد وطأ عليه بقطيفةٍ، فقال سعد: يا قيس اصحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصحبته فقال لي: ((اركب معي)) فأبيت، فقال: إما أن تركب، وإما -[299]- أن تنصرف، فانصرفت. هما لأبى داود (¬1). ¬
7734 - أبو سعيد: كنت في مجلسٍ من الأنصار، إذ جاء أبو موسى كأنه مذعورٌ، فقال: استأذنت على عمر ثلاثًا فلم يؤذن لي، فرجعت، فقال لي ما منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثًا فلم يؤذن لي، فرجعت، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع))، فقال: والله لتقيمنَّ عليه بينة أمنكم أحد سمعه منه؟ قال أبى بن كعب: والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، وكنت أصغر القوم، فقمت معه، فأخبرت عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك (¬1). ¬
7735 - وفي روايةٍ: أن أبا موسى استأذن على عمر ثلاثًا فكأنه وجده مشغولاً فرجع، فقال عمر: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس؟ ائذنوا له، فدعى له، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: إنا كنا نؤمر بهذا، قال: لتقيمن على هذا بينة، أو لأفعلن بنحوه. وفيه: قال عمر: خفى على هذا من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ألهاني عنه الصفق بالأسواق (¬1). ¬
7736 - وفي أخرى: أنَّ أبا موسى استأذن فقال عمر واحدةً، ثمَّ استأذن الثانية فقال عمر ثنتان ثم استأذنه الثالثة فقال عمر ثلاث، ثم انصرف فاتبعه فرده، فقال: إن كان هذا شيئًا حفظته من النبي - صلى الله عليه وسلم - فها، وإلا لأجعلنك عظةً، قال أبو سعيدٍ: فأتانا فقال: ألم تعلموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الاستئذان ثلاث، فجعلوا يضحكون، فقلت: أتاكم أخوكم المسلم قد أفزع تضحكون، قال: انطلق فأنا شريكك في هذه العقوبة، فأتاه فقال: هذا أبو سعيدٍ (¬1). ¬
7737 - وفي أخرى: قال: السلام عليكم، هذا عبد الله بن قيسٍ، فلم يأذن له، فقال: السلام عليكم، هذا أبو موسى، السلام عليكم، هذا الأشعري، ثم انصرف، فقال ردوا علىَّ، ردوا علىَّ فجاء، فقال: ما ردك؟ كنا في شغلٍ، قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه. وفيه: أن الشاهد أبى بن كعب، وأنه قال: يا ابن الخطاب! فلا تكونن عذابُا على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: سبحان الله! سبحان الله! إنما سمعت شيئًا فأحببت أن أتثبتُ (¬1). ¬
7738 - وفي أخرى: قال عمر أما أنى لم أتهمك، ولكن خشيتُ أن يتقول الناس على النبي - صلى الله عليه وسلم -. للستة إلا النسائي (¬1). ¬
7739 - عوف بن مالك: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، وهو في قبة من أدم، فسلمت عليه، فردَّ على، وقال: ((ادخل)). قلت: أكلى يا رسول الله؟ قال: ((كلك))، فدخلت، قال: ذلك من صغر القبة (¬1). ¬
7740 - عبد الله بن بسر: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى بابَ قومٍ، لم يستقبلِ البابَ من تلقاءِ وجههِ، ولكن من ركنهِ الأيمنِ أو الأيسرِ، ويقولُ: ((السلام عليكم، السلام عليكم))، وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذٍ ستورٌ (¬1). ¬
7741 - هزيل بن شرحبيل: جاءَ رجلٌ فوقفَ على بابِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يستأذنُ، فقامَ مستقبل الباب، فقال له - صلى -[301]- الله عليه وسلم -: ((هكذا عنك، أو هكذا، فإنما الاستئذان من النظر)) (¬1). ¬
7742 - أبو هريرة رفعه: ((إذا دخل البصر فلا إذن)) (¬1). ¬
7743 - وعنه إذا دعى أحدكم فجاء مع الرسول، فإن ذلك له إذنٌ (¬1). ¬
7744 - وفي رواية: رسولٌ الرجل إلى الرجل إذنه. هي لأبي داود (¬1). ¬
7745 - عطاء بن يسار: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: استأذن على أمي؟ فقال: نعم قال: إني معها في البيت، فقال: استأذن عليها قال: إني خادمها، فقال: استأذن عليها أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا فقال: استأذن عليها. لمالك (¬1). ¬
7746 - علي: كان لي من النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة آتيه فيها، فإذا أتيته استأذنته، فإن وجدته يصلِّى تنحنح فدخلت، وإن وجدته فارغًا أذن لي (¬1). ¬
7747 - وفي رواية: كان لي من النبي - صلى الله عليه وسلم - مدخلٌ بالليل، ومدخلٌ بالنهار، فكنت إذا دخلت بالليل تنحنح لي. للنسائي. (¬1). ¬
7748 - أبو أيوب قلنا: يا رسول الله هذا السلام، فما الاستيناس؟ قال: يتكلم الرجلُ بتسبيحةٍ وتكبيرةٍ وتحميدةٍ، ويتنحنح، ويؤذن أهل البيت. للقزويني بضعف (¬1). ¬
7749 - ابن مسعود رفعه: ((إذنك على أن يُرفع الحجاب، وأن تسمع سوادي (¬1) حتى أنهاك)). لمسلم (¬2). ¬
7750 - جابر: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمر دينٍ كان على أبي فدققت الباب، فقال: من ذا؟ فقلت: أنا، فخرج وهو يقول: ((أنا أنا)) كأنه يكرهه. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
7751 - أنس: أن رجلاً أطلع من بعض حجر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام إليه - صلى الله عليه وسلم - بمشقصٍ أو بمشاقصٍ، وكأنَّي أنظر إليه يختل الرجل ليطعنه (¬1). ¬
7752 - وفي روايةٍ: أنَّ أعرابيًا أتى باب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فألقم عينه خصاصة الباب، فبصر به - صلى الله عليه وسلم -، فتوخاه بحديدةٍ أو عودٍ ليفقأ عينه، فلما أن بصر به انقمع، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما أنك لو ثبت لفقأت عينك)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
7753 - أبو هريرة رفعه: ((من اطَّلع في بيت قومٍ بغير إذنهم فقد حلَّ لهم أن يفقئوا عينه)) (¬1). ¬
7754 - وفي رواية: فقد هدرت عينه. للشيخين وأبى داود والنسائي (¬1). ¬
7755 - أبو ذر رفعه: ((من كشف سترًا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له فرأى عورة أهله فقد أتى حدًّا لا يحلُّ له أن يأتيه، ولو أنه حين أدخل بصره استقبله رجلٌ ففقأ عينه ما غيرت عليه، وإن مر رجلٌ -[303]- على بابٍ لا ستر له غير مغلق فنظر فلا خطيئة عليه، إنما الخطيئة على أهل البيت)). للترمذي (¬1). ¬
7756 - ابن عباس: إنما كان نفى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الحكم ابن أبى العاص من المدينة إلى الطائف، بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجرته، إذا هو بإنسانٍ يطَّلع عليه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((الوزغ الوزغ)) فنظروا فإذا هو الحكم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اخرج لا تساكنني في المدينة ما بقيت، فنفاه إلى الطائف)). للكبير وفيه مدرك بن سليمان (¬1). ¬
7757 - أعين الجراميزي: أتيت أنسًا وهو في دهليز فسلمت عليه، فقلت أدخل؟ قال: هذا مكان لا يستأذن فيه. للكبير وأعين مجهول (¬1). ¬
العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود
العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود
7758 - أنس: عطس رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فشمت أحدهما، ولم يشمت الآخر، فقيل له: فقال: ((هذا حمد الله، وهذا لم يحمد الله)) للشيخين وأبى داود والترمذي (¬1). ¬
7759 - عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا عطس فشمِّته، ثم إن عطس فشمته، ثم إن عطس فقل إنك مضنوك (¬1)، لا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة)). لمالك (¬2). ¬
7760 - عبيد الله بن رفاعة الزرقي رفعه: ((شمت العاطس ثلاثًا، فإن زاد فإن شئت فشمته، وإن شئت فلا)). لأبى داود والترمذي (¬1). ¬
7761 - سلمة بن الأكوع: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وعطس عنده رجل، فقال له: ((يرحمك الله)) ثم عطس أخرى، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((الرجل مزكوم)). لمسلم وأبى داود والترمذي (¬1). ¬
7762 - أبو هريرة رفعه: ((إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم فحمد الله فحق على كلِّ مسلم سمعه أن يقول له يرحمك الله وأمَّا التثاؤب فإنما هو من الشيطان، وإذا تثاءب أحدكم وهو في الصلاة فليكظم ما استطاع، ولا يقل: ها، فإن ذلكم من الشيطان يضحك منه)) (¬1). ¬
7763 - وفي رواية: ((فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، فإذا قال آه آه فإنَّ الشيطان يضحك من جوفه)). للشيخين وأبى داود والترمذي (¬1). ¬
7764 - ولمسلم وأبى داود عن أبى سعيد رفعه: ((إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه، فإنَّ الشيطان يدخلُ)) (¬1). ¬
7765 - أبو هريرة: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عطس غطى على وجهه بيديه أو بثوبه، وغض بها صوته (¬1). ¬
7766 - أبو موسى: كانت اليهود يتعاطسون عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، يرجون أن يقول لهم يرحمكم الله، فيقول يهديكم الله ويصلح بالكم. هما للترمذي وأبى داود (¬1). ¬
7767 - على رفعه: ((من بادر العاطس بالحمد، عوفى من وجع الخاصرة، ولم يشتك ضرسه أبدًا)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
7768 - أبو هريرة رفعه: ((من حدث بحديثٍ فعطس عنده فهو حق)). للأوسط والموصلي بضعف (¬1). ¬
7769 - وله بلين وخفى عن أنس رفعه: ((أصدقُ الحديث ما عطس عنده)) (¬1). ¬
7770 - قيلة بنت مخرمة: أنها رأت النبي - صلى الله عليه وسلم -: وهو قاعد القرفصاء قالت: فلما رأيته المتخشع في الجلسة، أرعدت من الفرق (¬1). ¬
7771 - الشريد بن سويد: مر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا جالس هكذا، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، وأتكأت على إلية يديَّ فقال: أتقعد قعدة المغضوب عليهم؟. هما لأبى داود (¬1). ¬
7772 - أبو سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس احتبى بيديه. للترمذي وأبى داود (¬1). ¬
7773 - أبو الدرداء: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس وجلسنا حوله فقام، فأراد الرجوع نزع نعليه أو بعض ما يكون عليه، فيعرف ذلك أصحابه فيثبتون. لأبى داود. (¬1). ¬
7774 - أنس رفعه: في حديث مرَّ في فضائل القرآن وفيه: ((مثل الجليس الصالح كمثل المسك)). الحديث (¬1). ¬
7775 - أبو سعيد رفعه: ((إياكم والجلوس في الطرقات)) فقالوا يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها، فقال: -[306]- ((فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه))، فقالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: ((غضُّ البصر وكفُّ الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر)) للشيخين وأبى داود (¬1). ¬
7776 - وله عن عمر نحوه وفيه: ((وتغيثوا الملهوف، وتهدوا الضَّالَّ)) (¬1). ¬
7777 - أبو طلحة: كنا قعودًا بالأفنية نتحدث، فجاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقام علينا فقال: ((ما لكم ولمجالس الصعدات؟ اجتنبوا مجالس الصعدات)). فقلنا: إنما قعدنا لغير ما بأسٍ، قعدنا نتذاكر ونتحدث، قال: ((أما لا، فأدُّوا حقَّها، غضُّ البصر، ورد السلام، وحسن الكلام)). لمسلم (¬1). ¬
7778 - ابن عمر قال ابن دينار: كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة التي بالسوق، فجاء رجلٌ يريد أن يناجيه، وليس مع ابن عمر أحد غيري وغير الرجل الذي يريد أن يناجيه، فدعا ابن عمر رجلاً آخر حتى كنا أربعةً، فقال لي وللرجل الذي دعاه: استأخرا شيئًا فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا يتناجى اثنان دون واحدٍ)). للشيخين وأبى داود والموطأ بلفظه (¬1). ¬
7779 - وعنه رفعه: ((لا يقيمن أحدكم رجلاً من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن توسعوا وتفسحوا، يفسح الله لكم)). للشيخين وأبى داود والترمذي (¬1). ¬
7780 - سعيد بن أبي الحسن: جاءنا أبو بكرة في شهادةٍ، فقام له رجلٌ من مجلسه، فأبى أن يجلس فيه وقال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذاك، ونهى أن يمسح الرجل يده بثوب من لم يكسه. لأبي داود (¬1). ¬
7781 - أبو هريرة رفعه: ((إذا قام أحدكم من مجلسٍ ثم رجع إليه فهو أحق به)). لمسلم وأبى داود (¬1). ¬
7782 - جابر بن سمرة: كنَّا إذا أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس أحدنا بحيث ينتهي (¬1). ¬
7783 - أبو سعيد رفعه: ((خير المجالس أوسعها)). هما لأبى داود (¬1). ¬
7784 - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه: ((لا تجلس بين رجلين إلا بإذنهما)) (¬1). ¬
7785 - أبو مجلز: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن من جلس وسط الحلقة. هما لأبى داود والترمذي (¬1). ¬
7786 - جابر بن سمرة: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد وهم حلقٌ فقال: ((ما لي أراكم عزين)). لمسلم وأبى داود (¬1). ¬
7787 - أبو هريرة رفعه: ((إذا كان أحدكم في الفئ)). وفي رواية: ((في الشمس فقلص عنه الظلُّ وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظلِّ فليقمْ)). لأبي داود (¬1). ¬
7788 - وعنه رفعه: ((إن لكلِّ شيءٍ سيِّدًا، وإنَّ سيِّد المجالس قبالة القبلة)). للأوسط (¬1). ¬
7789 - سهل بن سعد رفعه: ((لا يجلس الرجل بين الرجل وابنه في المجلس)). للأوسط بخفى. (¬1). ¬
7790 - أبو ذر: مر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا مضطجعٌ على بطني، فركضني برجله، وقال: ((يا جنيدب إنما هذه ضجعة أهل النار)). للقزويني. بمجهول (¬1). ¬
7791 - يعيش بن طفخة: كان أبى من أصحاب الصفة، فحدَّثني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((انطلقوا معي))، فأتى بيت عائشة، فقال: ((أطعمينا فجاءت بجشيشةٍ فأكلنا))، ثم قال: ((يا عائشة، أطعمينا))، فجاءت بحبسةٍ مثل القطاة فأكلنا، ثم قال: ((يا عائشة، اسقينا))، فجاءت بعسٍّ من لبن فشربنا، ثم قال: ((يا عائشة، اسقينا))، فجاءت بقدح صغيرٍ فشربنا، ثم قال: ((إن شئتم بتم، وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد))، فجئت إلى المسجد، فبينا أنا مضطجع من السَّحر على بطني، إذا جاء رجل يحركني برجله، فقال: ((إن هذه ضجعة يبغضها الله))، فنظرت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي داود (¬1). ¬
7792 - على بن شيبان رفعه: ((من بات على ظهر بيتٍ ليس عليه حجاب، فقد برئت منه الذمة)). لأبى داود (¬1). ¬
7793 - عباد بن تميم، عن عمِّه: أنه أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - مضطجعًا في المسجد، رافعًا إحدى رجليه على الأخرى (¬1). قال مالك: وبلغني عن ابن المسيب: أنَّ عمر وعثمان كانا يفعلان ذلك. للستة. ¬
7794 - جابر رفعه: ((لا يستلق أحدكم ثم يضع إحدى رجليه على الأخرى)). لمسلم وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
7795 - جابر بن سمرة: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - متكئًا على وسادة -[309]- على يساره. للترمذي (¬1). ¬
7796 - بعض آل أمِّ سلمة قال: كان فراش النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نحوًا مما يوضع للإنسان في قبره، وكان المسجد عند رأسه. لأبي داود (¬1). ¬
التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك
التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك
7797 - أنس رفعه: ((انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً))، فقال رجلٌ: يا رسول الله: أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إن كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: ((تحجزه أو تمنعه عن الظلم، فإن ذلك نصره)). للبخاري والترمذي (¬1). ¬
7798 - جابر وأبو طلحة رفعاه: ((ما من مسلمٍ يخذل امرأ مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موضع يحب نصرته)). لأبى داود. (¬1). ¬
7799 - أبو الدرداء رفعه: ((من ذب عن عرض أخيه، رد الله النار عن وجهه يوم القيامة)). للترمذي. (¬1). ¬
7800 - سراقة بن مالك رفعه: ((خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يأثم)) (¬1). ¬
7801 - واثلة بن الأسقع قلت: يا رسول الله، ما -[310]- العصبية؟ قال: تعين قومك على الظلم. هما لأبى داود (¬1). ¬
7802 - جبير بن مطعم رفعه: ((لا حلف في الإسلام وأيما حلفٍ كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدةً)). لمسلم وأبى داود وقال يريد حلف المطيبين (¬1). ¬
7803 - عاصم الأحول قلت لأنسٍ: أبلغك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا حلف في الإسلام؟)) قال: قد حالف - صلى الله عليه وسلم - بين قريش والأنصار في داري (¬1). وفي روايةٍ: بين المهاجرين والأنصار في دارنا مرتين أو ثلاثًا. للشيخين وأبى داود. ¬
7804 - أنس: آخى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين أبي طلحة وأبى عبيدة. لمسلم (¬1). ¬
7805 - أبو موسى: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - جالساً، فجاء رجل يسأل، فأقبل علينا بوجهه، وقال: ((اشفعوا تؤجروا، ويقضى الله على لسان رسوله ما شاء)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
7806 - معاوية رفعه: ((اشفعوا تؤجروا، فإني لأريد الأمر فأوخره كيفما تشفعوا فتؤجروا))، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اشفعوا تؤجروا)) لأبى داود. (¬1). ¬
7807 - وللنسائي: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اشفعوا تؤجروا))، ولم يزد على هذا. قلت: لم أجده في أبى داود، وأما النسائي ففي الزكاة عن معاوية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الرجل يسألني فأمنعه حتى تشفعوا فيه فتؤجروا))، وأنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اشفعوا تؤجروا)) (¬1). ¬
7808 - ابن عمر رفعه: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربةً، فرج الله عنه بها كربةً من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره -[311]- الله يوم القيامة)). لأبي داود. (¬1). ¬
7809 - زاد رزين: ((ومن مشي مع مظلومٍ حتى يثبت له حقه، ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزلُّ الأقدام)). قلت: أعاد هذا الحديث بعد حديثين وقال: للشيخين والترمذي ولم يذكر أبا داود.
7810 - أبو هريرة رفعه: ((من نفس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسرٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)). لمسلم والترمذي وأبى داود (¬1). ¬
7811 - وعنه رفعه: ((الدِّين النصيحة))، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين، والمسلمُ أخو المسلم، لا يخذله، ولا يكذبه، ولا يظلمه، وإنَّ أحدكم مرآة أخيه، فإن رأى به أذى فليمطه عنه)). للترمذي. (¬1). ¬
7812 - أبو موسى رفعه: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وشبك بين أصابعه)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
7813 - أبو هريرة رفعه: ((للمؤمن على المؤمن ستُّ خصال، يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويسلم عليه إذا لقيهُ، ويشمِّتُه إذا عطس، وينصح له إذا غاب أو شهد)) للستة إلا مالكًا بلفظ النسائي (¬1). ¬
7814 - أبو ذر رفعه: ((لا يحقرن أحدكم شيئًا من المعروف، فإن لم يجد فليلق أخاه بوجهٍ طلق، وإذا اشتريت لحمًا أو طبخت قدرًا، فأكثر مرقته، واغرف لجارك منه)). للترمذي (¬1). ¬
7815 - ابن عمر رفعه: ((إن لله خلقًا خلقهم لحوائج النَّاس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله)). للكبير بلين (¬1). ¬
7816 - ابن عباس رفعه: ((من مشى في حاجة أخيه كان خيرًا له من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق، كل خندق أبعد مما بين الخافقين)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
7817 - أبو هريرة رفعه: ((من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه، لا ينقصه ذلك من أوزارهم شيئاً)). للشيخين وأبى داود والترمذي (¬1). ¬
التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب
التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب
7818 - النعمان بن بشير رفعه: ((مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)). للشيخين (¬1). ¬
7819 - المقدام رفعه: ((إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
7820 - أنس: أنَّ رجلاً كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فمر رجل فقال: يا رسول الله، إني لأحب هذا، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: أعلمته؟ قال: لا، قال: ((فأعلمه)). فلحقه فقال: إني أحبك في الله. قال: أحبك الذي أحببتني له. لأبي داود (¬1). . ¬
7821 - يزيد بن نعامة رفعه: ((إذا آخى -[313]- الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه وممن هو؟)). فإنه أوصل للمودة. للترمذي (¬1). . ¬
7822 - أبو هريرة: ((أحبب حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما)) (¬1). للترمذي. وقال: أراه رفعه. ¬
7823 - وعنه رفعه: ((يقول الله تعالى يوم القيامة أين المتحابون لجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)). لمالك ومسلم (¬1). ¬
7824 - معاذ رفعه: ((المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء)). للترمذي (¬1). ¬
7825 - أبو إدريس الخولاني: دخلت مسجد دمشق، فإذا فتى شابٌ براق الثنايا، والناس حوله، فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه، وصدروا عن رأيه، فسألت عنه فقالوا: هذا معاذ بن جبلٍ، فلما كان الغد هجرت إليه، فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلى، فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه، فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك في الله، فقال: الله؟ قلت: الله، فأخذ بحبوة ردائي، فجبذني إليه، وقال: أبشر فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ. لمالك (¬1). ¬
7826 - أبو ذر رفعه: ((أفضلُ الأعمال الحب -[314]- في الله، والبغض في الله)) (¬1). ¬
7827 - عمر رفعه: ((إنَّ من عباد الله ناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله))، قالوا: يا رسول الله! تخبرنا من هم؟ قال: ((هم قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحامَ بينهم، ولا أموالَ يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنورٌ، وإنهم على نورٍ، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ الله لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62] (¬1). ¬
7828 - أبو هريرة رفعه: ((أنَّ رجلاً زار أخاه في قريةٍ أخرى، فأرصد الله على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمةٍ تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبَّك كما أحببته فيه)). لمسلم (¬1). ¬
7829 - وعنه رفعه: ((إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء، إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، فيبغضونه، ثم يوضع له البغضاء في الأرض)) (¬1). ¬
7830 - وفي رواية: عن سهيل بن أبي صالح: كنا بعرفة، فمر عمر بن عبد العزيز وهو على الموسم فقام الناس ينظرون إليه، فقلت لأبى: يا أبت إني أرى الله يحب عمر بن عبد العزيز، قال: وما ذاك؟ قلت: لما له من الحب في قلوب الناس. قال: فأنبئك أني -[315]- سمعت أبا هريرة. وذكر الحديث. لمالك والشيخين والترمذي بلفظ مسلم (¬1). ¬
7831 - أنس: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: متى الساعة؟ قال: ((وما أعددت لها؟)) قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله فقال: ((أنت مع من أحببت))، قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقوله - صلى الله عليه وسلم - أنت مع من أحببت، فأنا أحب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبا بكرٍ، وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل أعمالهم (¬1). ¬
7832 - وفي رواية: قال أنس: فأنا أحبُّ الله ورسوله، وذكره (¬1). ¬
7833 - وفي أخرى: فمرَّ غلامٌ للمغيرة وكان من أقراني فقال: إن أُخِّر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة. للشيخين وأبى داود والترمذي (¬1). ¬
7834 - أبو ذر قال: يا رسول الله الرجل يحبُّ القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم، قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت، قال: فإني أحب الله ورسوله، قال: ((فإنك مع من أحببت))، فأعادها أبو ذرٍّ، فأعادها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لأبى داود (¬1). ¬
7835 - عائشة: وقد قدمت امرأة مزاحةٌ من أهل مكة المدينة، فنزلت على نظيرةٍ لها، فقالت عائشة: صدق حبي - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقولُ: ((الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف)). للبخاري (¬1). ¬
7836 - أبو سعيد رفعه: ((ألا أخبركم بأحبكم إلى الله)). قلنا: بلى، قال: ((إن أحبكم إلى الله أحبكم إلى الناس، ألا أخبركم بأبغضكم إلى الله؟)) قلنا: بلى. قال: ((إن أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس)). للأوسط (¬1). ¬
7837 - جابر رفعه: ((المجالس بالأمانة إلا ثلاثةً: سفك دمٍ حرامٍ، وفرج حرام، واقتطاع مالٍ بغير حقٍّ)). لأبى داود (¬1). . ¬
7838 - وعنه رفعه: ((إذا حدث رجلٌ رجلاً بحديث ثم التفت فهو أمانة)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
7839 - أنس: أتى على النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأنا ألعب مع الغلمان، فسلم علينا، وبعثني إلى حاجةٍ، فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت: ما قالت أحبسك؟ قلت: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - في حاجةٍ قال: ما حاجته؟ قلت: إنها سرٌ، قالت: لا تحدثن بسر النبي - صلى الله عليه وسلم - أحداً، قال: أنس: والله لو حدثت به أحداً لحدثتك يا ثابت (¬1). للشيخين. ¬
7840 - أبو الدرداء رفعه: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟)) قالوا: بلى، قال: ((صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة)) لأبي داو والترمذي. وزاد في رواية: ((لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين)) (¬1). ¬
7841 - أبو موسى رفعه: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط).لأبي داود (¬1). ¬
7842 - أبي رفعه: ((ما أكرم شابٌ شيخاً لسنِّه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنِّه)) (¬1). ¬
7843 - وعنه: جاء شيخ يريد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأبطأ القوم أن يوسعوا له، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا. هما للترمذي (¬1). ¬
7844 - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا)). لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
7845 - عائشة: مر بها سائلٌ فأعطته كسرةً، ومر بها آخر وعليه ثيابٌ وله هيئة فأقعدته فأكل، فقيل: لها ذلك، فقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنزلوا الناس منازلهم. لأبي داود (¬1). ¬
7846 - أبو هريرة: أن جرير بن عبد الله دخل البيت وهو مملوءٌ، فلم يجد مجلسًا، فرمى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإزاره أو برداءه وقال: ((اجلس على هذا))، فأخذه وقبّله وضمه إليه، وقال: أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أتاكم كريم قومٍ فأكرموه)). للأوسط والبزار بخفى (¬1). ¬
7847 - ابن مسعود: إذا أكرم الرجل أخاه فإنما يكرم ربه. للبزار بلين (¬1). ¬
7848 - ابن عباس رفعه: ((من أمسك بركاب أخيه المسلم لا يرجوه ولا يخافه غفر الله له)). للأوسط وفيه حفص بن عمر المازني (¬1). ¬
7849 - معاذ: كان آخر ما أوصاني به النبي - صلى الله عليه وسلم - حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: يا معاذ أحسن خلقك للناس. للموطأ (¬1). ¬
7850 - مالك بلغه: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بعثت لأتمم حسن الأخلاق (¬1). ¬
7851 - عائشة رفعته: ((إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)). لأبى داود (¬1). ¬
7852 - وعنها رفعته: ((إن من أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهلهِ)) (¬1). ¬
7853 - أبو الدرداء رفعه: ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسنٍ، وإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء)) (¬1). ¬
7854 - جابر رفعه: ((إن من أحبكم إلى، وأقربكم منى مجلسًا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إلى، وأبعدكم منى مجلسًا يوم القيامة الثرثارون، والمتشدقون، والمتفيهقون))، قالوا: يا رسول الله! قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: ((المتكبرون)). هي للترمذي (¬1). ¬
7855 - النواس بن سمعان رفعه: ((البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس)). لمسلم والترمذي (¬1). ¬
7856 - ابن مسعود رفعه: ((استحيوا من الله حق الحياء))، قلنا: إنا لنستحيي من الله يا رسول الله! والحمد لله، قال: ((ليس ذلك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء، أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء)). للترمذي (¬1). ¬
7857 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال - صلى الله عليه وسلم -: دعه فإن الحياء من الإيمان (¬1). للستة. ¬
7858 - أبو هريرة رفعه: ((الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار)) (¬1). ¬
7859 - أبو أمامة رفعه: ((الحياء والعى شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق. هما للترمذي وقال: العى قلة الكلام، والبذاء الفحش، والبيان هو كثرة الكلام، مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون ويتوسعون في الكلام، ويتفصحون فيه من مدح الناس فيما لا يرضي الله)) (¬1). ¬
7860 - عمران بن حصين رفعه: ((الحياء لا يأتي إلا بخيرٍ، فقال بشير بن كعبٍ: إنه مكتوب في الحكمة، إن منه وقاراً ومنه سكينةً)) (¬1). ¬
7861 - وفي راويةٍ: ((ومنه ضعفاً))، فقال عمر: أنا أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحدثني عن صحفك. للشيخين وأبى داود (¬1). ¬
7862 - أبو مسعود البدري رفعه: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فافعل ما شئت)). للبخاري وأبى داود (¬1). ¬
7863 - أبو سعيد: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه. للشيخين (¬1). ¬
7864 - أنس رفعه: ((ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه)). للترمذي (¬1). ¬
7865 - عائشة: كنت أدخل بيتي وأضع ثوبي فأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر معهم، فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة على ثيابي، حياءً من عمر (¬1). لأحمد. ¬
7866 - زيد بن طلحة بن ركانة يسنده مرفوعاً: ((إن لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء)). لمالك (¬1). ¬
7867 - أبو سعيد رفعه: ((لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي)) (¬1). ¬
7868 - أبو هريرة رفعه: ((المرء على دين خليله، فلينظره أحدكم من يخالل)). هما لأبى داود والترمذي (¬1). ¬
7869 - ابن مسعود: قال اعتبروا الناس بإخوانهم. للكبير بلينٍ (¬1). ¬
7870 - سمرة رفعه: ((لا تساكنوا المشركين، ولا تجامعوهم، فمن ساكنهم أو جامعهم فهو منهم)). للترمذي (¬1). ¬
7871 - أبو موسى رفعه: ((إذا مر أحدكم في مجلسٍ أو سوقٍ، وبيده نبل، فليأخذ بنصالها، ثم ليأخذ بنصالها))، فقال أبو موسى: والله ما متنا حتى سددناها بعضنا في وجوه بعض. للشيخين وأبى داود (¬1). ¬
7872 - جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتعاطى السيف مسلولاً. لأبى داود والترمذي (¬1). ¬
7873 - ابن عمر رفعه: ((تعافوا تسقط الضغائن بينكم)). للبزار. بضعفٍ (¬1). ¬
7874 - أنس رفعه: ((احترسوا من الناس بسوء الظن)). للأوسط بمدلسٍ (¬1). ¬
7875 - ابن سيرين: كنا مع أبى قتادة على ظهر بيتنا. فرأى كوكباً انقض، فنظروا إليه، فقال: إنا نهينا أن نتبعه أبصارنا. لأحمد (¬1). ¬
7876 - ابن عباس رفعه: ((لا ينظر أحدكم إلى ظله في الماء)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
7877 - جابر: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكره السراج عند الصبح. للأوسط بضعفٍ (¬1). ¬
7878 - سعد رفعه: ((إذا تنخم أحدكم فليغيب نخامته، لا تصيب جلد مؤمنٍ أو ثوبه)). للبزار (¬1). ¬
7879 - عائشة قالت: يكره أن يجعل الرجل يده في خاصرته، وكانت تقول: إن اليهود تفعله (¬1). لرزين. ¬
7880 - أبو هريرة رفعه: ((تجدون من شر الناس عند الله تعالى يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجهٍ)). للستة إلا النسائي (¬1). ¬
7881 - عما بن ياسر رفعه: ((من كان له وجهان في الدنيا، كان له يوم القيامة لسانان من نارٍ)). لأبي داود (¬1). ¬
7882 - سهل بن سعد رفعه: ((الأناة من الله، والعجلة من الشيطان)). للترمذي (¬1). ¬
7883 - سعد رفعه: ((التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة)) (¬1). ¬
7884 - سمرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يقد السير بين إصبعين. هما لأبى داود (¬1). ¬
الثناء والشكر والمدح والرفق
الثناء والشكر والمدح والرفق
7885 - أسامة رفعه: ((من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء)). للترمذي (¬1). ¬
7886 - جابر: من أعطي عطاءً فليجز به إن وجد، وإن لم يجد فليثن به، فإن من أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط كلابس ثوبي زور. لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
7887 - أبو سعيد رفعه: ((من لا يشكر الناس لا يشكر الله)). للترمذي (¬1). . ¬
7888 - أنس: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا قومًا أبذل من كثير، ولا أحسن مواساةً من قليل، من قوم نزلنا بين أظهرهم، لقد كفونا المؤنة، وأشركونا في المهنإ، حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله، قال: ((لا، ما دعوتم الله لهم، وأثنيتم عليهم)). لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
7889 - مطرف قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: أنت سيدنا فقال: ((السيد الله))، قلنا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً، فقال: ((قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان)) (¬1). لأبي داود. ¬
7890 - ولرزين نحوه عن أنسٍ وزاد آخره: ((إني لا أريد أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله تعالى، أنا محمد بن عبد الله عبده ورسوله)) (¬1). ¬
7891 - عمر رفعه: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله)). لرزين (¬1). ¬
7892 - أبو بكرة: أثنى رجل على رجلٍ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ويلك، قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك))، ثلاثًا، ثم قال: ((من كان منكم مادحاً أخاه لا محالة. فليقل: أحسب فلاناً، والله حسيبه، ولا يزكي على الله أحداً أحسب كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه)). للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
7893 - المقداد: وقد جعل رجلٌ يمدح عثمان، فعمد المقداد فجثا على ركبتيه وكان رجلاً ضخمًا، وجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له عثمان: ما شأنك: فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب)). لمسلم وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
7894 - عائشة رفعته: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)) (¬1). ¬
7895 - وفي رواية: ((إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على -[324]- العنف، وما لا يعطي على سواه)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
7896 - جرير رفعه: ((من يحرم الرفق يحرم الخير كله)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة
7897 - أبو سعيد رفعه: ((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)). لمسلمٍ وأصحاب السنن (¬1). ¬
7898 - ابن مسعود رفعه: ((إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول: هذا اتق الله، ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم على بعضٍ، ثم قال {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ} إلى قوله {فاسقون} [المائدة: 78] ثم قال: والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرًا، ولتقصرنه على الحق قصرًا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم. لأبي داود والترمذي. (¬1) ¬
7899 - أبو بكر: يا أيها الناس، أنتم تقرءون هذه الآية، وتضعونها على غير موضعها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: من الآية105] وإنا سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقابٍ)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
7900 - جرير بن عبد الله رفعه: ((ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي، يقدرون على أن يغيروا عليه ولا يغيرون، إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن يموتوا)). لأبي داود (¬1). ¬
7901 - حذيفة رفعه: ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يستجيب لكم)). للترمذي (¬1). ¬
7902 - العرس بن عميرة الكندي رفعه: ((إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فأنكرها، كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها)). لأبي داود (¬1). ¬
7903 - أبو سعيد رفعه: ((إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائرٍ)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
7904 - أسامة قيل له: لو أتيت عثمان فكلمته، فقال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم، وإني أكلمه في السر دون أن أفتح بابًا لا أكون أول من فتحه، ولا أقول لرجلٍ إن كان عليٌّ أميراً إنه خير الناس بعد شيءٍ سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: وما هو؟ قال: سمعته يقول: ((يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع عليه أهل النار عليه، فيقولون: يا فلان، ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقولُ: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه؟ وأنهاكم عن الشر وآتيه)) (¬1). ¬
7905 - وقال: إنِّي سمعتُ يقول: ((مررت ليلة أسري بي بأقوامٍ تقرض شفاههم بمقاريض من نارٍ، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: -[326]- خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون)). للشيخين (¬1). ¬
7906 - على رفعه: ((كيف بكم إذا فسق فتيانكم وطغى نساؤكم؟)) قالوا: يا رسول الله، وإن ذلك لكائنٌ؟ قال: ((نعم. وأشد، كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر؟)) قالوا: يا رسول الله وإن ذلك لكائن؟ قال: ((نعم وأشد، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف؟)) قالوا: يا رسول الله وإن ذلك لكائن؟ قال: ((نعم وأشد، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرًا، والمنكر معروفًا)). لرزين (¬1). ¬
7907 - سهل بن حنيف رفعه: ((من أُذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره، أذله الله على رءوس الخلائق يوم القيامة)). لأحمد والكبير (¬1). ¬
7908 - جابر رفعه: ((أوحى الله إلى ملك من الملائكة أن اقلب مدينة كذا وكذا على أهلها، قال: إن فيها عبدك: فلانا لم يعصك طرفة عينٍ، قال: اقلبها عليه وعليهم فإن وجهه لم يتمعر في ساعةٍ قطٍ. للأوسط بلين ((يعني لم يغضب لله)) (¬1). ¬
7909 - ابن عمر: سمعت الحجاج يخطب فذكر كلاماً أنكرته، فأردت أن أغير فذكرت قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه))، قلت: يا رسول الله كيف يذل نفسه؟ قال: ((يتعرض من البلاء لما لا يطيق)). للبزار والكبير والأوسط (¬1). . ¬
7910 - أبو أمامة رفعه: ((إذا رأيتم أمراً لا تستطيعون غيره فاصبروا حتى يكون الله هو الذي يغيره)). للكبير بضعف (¬1). ¬
7911 - ابن عمر رفعه: ((من دعا الناس إلى قولٍ أو عمل ويعمل هو به لم يزل في سخط الله حتى يكفَّ أو يعمل ما قال أو دعا إليه)). للكبير بلينٍ (¬1). ¬
7912 - أنس قلنا: يا رسول الله! لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به، ولا ننهى عن المنكر حتى نجتنبه كله؟ فقال: ((بل مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به، وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله)). للأوسط والصغير بضعف (¬1). ¬
7913 - أبو هريرة رفعه: ((لا تزال لا إله إلا الله تدفع عن قائلها، ما بالى قائلوها ما أصابهم في دنياهم، إذا سلم لهم دينهم، فإذا لم يبال قائلوها ما أصابهم في دينهم بسلامة دنياهم، فقالوا: لا إله إلا الله، قيل لهم: كذبتم)). للبزار. بضعفٍ (¬1). ¬
7914 - تميم الداريّ رفعه: ((إن الدين النصيحة))، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم)). لمسلم، وأبي داود، والنسائي (¬1). ¬
7915 - جرير بن عبد الله: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أبايعك على الإسلام، فشرط علىَّ، ((والنصح لكلِّ مسلم)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
7916 - عليّ بن سهل أن أباه قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة، فلما بلغت المغار استحثثت فرسي، وسبقت أصحابي، فقلت لهم: قولوا لا إله إلا الله، تحرزوا منا أموالكم، ودماءكم، فقالوها، فلامني أصحابي، وقالوا أحرمتنا الغنيمة، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبروه بالذي صنعت، فدعاني وحسن لي فعلي في الجهاد، وقال: ((أما إن الله قد كتب لك من كل إنسانٍ منهم خيراً، وقال لي: أما إني سأكتب لك بالوصاة على قومك))، فكتب لي كتاباً وختم عليه ودفعه إلى. لرزين (¬1). قلت: كذا في الأصل والحديث في آخر أبي داود في باب ما يقول إذا أصبح بما حاصله قال أبو داود: ثنا -[328]- علىُّ بن سهل الرمليّ ومحمد بن المصفىَّ، ثنا الوليد، ثنا عبد الرحمن بن حسان الكناني ثني مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي، قال عليّ: أن أباه حدثه قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سريةٍ فلما بلغت المغار استحثثت فرسي، فسبقت أصحابي، وتلقاني الحىُّ بالرنين، فقلت لهم قولوا: لا إله إلا الله تحرزوا، فقالوها، فلامني أصحابي وقالوا: أحرمتنا الغنيمة، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبروه بالذي صنعت، فدعاني، فحسَّن لي ما صنعت، وقال: ((أما إن الله قد كتب لك من كل إنسان منهم كذا وكذا))، قال عبد الرحمن: فأنا نسيتُ الثواب، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إني سأكتب لك بالوصاة بعدي))، قال: ففعل وختم عليه ودفعه إلي، وقال لي: ثم ذكر معناه، وقال ابن المصفَّى: سمعت الحارث بن مسلم يحدث عن أبيه انتهى فعلم أن الحديث لمسلم بن الحارث، ويقال له الحارث بن مسلمٍ، عن أبيه لا لعلىِّ بن سهلٍ كما توهمه رزين، من تعقيد لفظ أبي داود كعادته في التعقيد في تأدية الحديث، ورحم الله المصنِّف تبع هنا رزيناً وأخرج الحديث في الجهاد لأبي داود عن الحارث بن مسلمٍ، كما عند ابن المصفَّى، والنسخة التي عندي من رزين فيها الحديث عن عليِّ بن سهل، لكن لفظ متن الحديث هو لفظ أبي داود، وأجد بها كثرة الاختلاف لما يسنده المصنف لرزين، والله أعلم. ¬
7917 - أبو هريرة رفعه: ((من أفتى بغير علمٍ كان إثمه على من أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه)). لأبي داود (¬1). ¬
7918 - أم سلمة رفعته: ((المستشار مؤتمن)). للترمذي (¬1). ¬
7919 - ولأبى داود عن أبي هريرة (¬1). ¬
النية والإخلاص والوعد والصدق والكذب
النّية والإخلاص والوعد والصدق والكذب
7920 - عمر رفعه: ((إنما الأعمال بالنيات، وفي رواية بالنبة، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)) (¬1). للستة إلا مالكاً. ¬
7921 - وفي رواية: ((فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأةٍ ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)) (¬1). ¬
7922 - ابن عمر رفعه: ((إذا أنزل الله بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم)) (¬1). للشيخين. ¬
7923 - أبو هريرة رفعه: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأقوالكم، ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم)). للقزويني (¬1). ¬
7924 - ابن عباس رفعه: ((من أخلص لله أربعين صباحاً، ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه)) (¬1). لرزين. ¬
7925 - عبد الله بن أبي الحمساءِ: بايعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ببيع قبل أن يبعث، فبقيت له بقية، ووعدته أن آتيه بها في مكانه، فنسيت، ثم ذكرت بعد -[330]- ثلاثٍ، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال: ((يا فتى لقد شققت على أنا ههنا منذ ثلاث أنتظرك)). لأبي داود (¬1). ¬
7926 - زيد بن أرقم رفعه: ((إذا وعد الرجل ونوى أن يفي به، فلم يف به فلا جناح عليه)) (¬1). لأبي داود والترمذي بلفظه. ¬
7927 - ولرزين: من وعد رجلاً فلم يأت أحدهما إلى وقت الصلاة وذهب الذي جاء ليصلي فلا إثم عليه.
7928 - جابر: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لو قد جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا))، فلم يجىء حتى قبض، فلما مات جاء أبا بكر مال البحرين، فنادى منادي أبي بكرٍ، من كان له على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عدةٌ أو دينٌ فليأتنا، فأتيته، فأخبرته، فقال: حثا ولم يعطني، ثم أتيته فقال: مثله ثم أتيته الثالثة فقلت: سألتك فلم تعطني، ثم سألتك فلم تعطني، فإما أن تعطيني، وإما أن تبخل عني، فقال: قلت إما أن تعطيني وإما أن تبخل عني، وأي داءٍ أدوأ من البخل، وما رددتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك، فحثى لي حثية، وجعل سفيان حين رواه يحثو بكفيه جميعاً، ثم قال: هكذا قال لنا ابن المنكدر عن جابرٍ وقال: عدَّها، فوجدتها خمسمائةٍ قال: فخذ مثلها مرتين (¬1). للشيخين. ¬
7929 - ابن مسعودٍ رفعه: ((إن الصدق يهدي إلى البرِّ، إن البر يهدي إلى الجنة وإنَّ الرجل ليصدق حتى يكتب صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب كذابًا)) (¬1). ¬
7930 - وفي رواية: ((وما يزال الرجل يصدق ويتحرى -[331]- الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا))، وقال في الكذب: ((يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا)) (¬1). للستة إلا النسائي. ¬
7931 - أبو الحوراء السعدى قلت للحسن بن علي: ما حفظت من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: حفظت منه: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة)) (¬1). للترمذي والنسائي. ¬
7932 - صفوان بن سليم قلنا: يا رسول الله، أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: ((نعم))، قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: ((نعم))، قيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: ((لا)). لمالك (¬1). ¬
7933 - ابن عمر) رفعه: إذا كذب العبد، تباعد عنه الملك ميلاً من نتن ما جاء به. للترمذي (¬1). ¬
7934 - بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده رفعه: ((ويل للذي يحدث بالحديث يضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له)) (¬1). لأبي داود والترمذي. ¬
7935 - سفيان بن أسيد الحضرمي رفعه: ((كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثًا هو لك به مصدق، وأنت له به كاذب)) (¬1). لأبي داود. ¬
7936 - أبو هريرة رفعه: ((كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع)) (¬1). لمسلم وأبي داود. ¬
7937 - عائشة أن امرأةً قالت: يا رسول الله، أقول: إن زوجي أعطاني ما لم يعطني، فقال: ((المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زورٍ)) (¬1). ولمسلم والنسائي. ¬
7938 - عبد الله بن عامرٍٍ: دعتني أمي يومًا والنبي - صلى الله عليه وسلم - قاعد في بيتنا فقالت: ها تعالى أعطيك، فقال لها: ((ما أردت أن تعطيه؟))، قالت: أردت أن أعطيه تمرًا، فقال: ((أما إنك لو لم تعطه شيئًا كتبت عليك كذبةً)) (¬1). لأبي داود. ¬
7939 - أبو هريرة رفعه: ((يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتون من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم)) (¬1). ¬
7940 - ابن مسعودٍ قال: إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب، فيتفرقون، فيقول الرجل منهم سمعت رجلاً أعرف وجهه ولا أعرف اسمه يحدث كذا وكذا (¬1). ¬
7941 - ابن عمر قال: إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان، يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنًا (¬1). هي لمسلم. ¬
7942 - أسماء بنت يزيد رفعته: ((يا أيها الناس ما يحملكم على أن تتابعوا على الكذب كتتابع الفراش في النار؟ الكذب كله على ابن آدم إلا في ثلاث خصالٍ، رجل كذب على امرأته ليرضيها، ورجل كذب في الحرب، فإن الحرب خدعةُ، ورجل كذب بين المسلمين ليصلح بينهما)) (¬1). لرزين وللترمذي نحوه. ¬
7943 - وله وللشيخين وأبي داود عن أم كلثوم بنت عقبة نحوه، وذكر الثالث: ((الرجل يحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها)) (¬1). ¬
7944 - صفوان بن سليم الزرقي: أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أكْذب امرأتي؟ قال: ((لا خير في الكذب))، فقال: -[333]- فأعدها وأقول لها؟ قال: ((لا جناح عليك)) (¬1). لمالك. ¬
7945 - أبو هريرة رفعه: ((لم يكذب إبراهيم عليه السلام قطُّ إلا ثلاث كذبات، ثنتين في ذات الله، قوله إني سقيمٌ، وقوله بل فعله كبيرهم هذا وواحدة في شأن سارة، فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة، وكانت أحسن الناس، فقال لها: إن هذا الجبار، إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك، فإذا سألك فأخبريه أنك أختي، فإنك أختي في الإسلام، فإني لا أعلم في الأرض مسلماً غيري وغيرك، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار، أتاه فقال له: لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي لها أن تكون إلا لك، فأرسل إليها، فأتى بها، وقام إبراهيم إلى الصلاة، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها، فقبضت يده قبضةً شديدةً، فقال لها: ادعى الله أن يطلق يدي ولا أضرك، ففعلت، فعاد، فقبضت أشد من القبضة الأولى، فقال: لها مثل ذلك، ففعلت، فعاد، فقبضت أشد من القبضتين الأوليين، فقال: ادعي الله أن يطلق يدي، فلك الله أن لا أضرك، ففعلت، وأطلقت يده، ودعها الذي جاء بها، فقال له: إنك إنما جئتني بشيطانٍ، ولم تأتني بإنسانٍ، فأخرجها من أرضي وأعطها هاجر، فأقبلت تمشي، فلما رآها إبراهيم انصرف، فقال لها: مهيم؟ فقالت: خيراً كفى الله يد الفاجر، وأخدم خادمناً، قال أبو هريرة: فتلك أمكم يا بني ماء السماء (¬1). ¬
7946 - وفي رواية: ((إن الجبار أرسل إليه أن يا إبراهيم من هذه التي معك؟ قال أختي، ثم رجع إليها قال: لا تكذبي حديثي، فإني أخبرتهم أنك أختي، والله ما على الأرض مؤمن غيري وغيرك، فأرسل بها إليه، فقام إليها، فقامت توضأ وتصلي، فقالت: اللهم إن كنت آمنت بك، وبرسولك، وأحصنت فرجي إلا على زوجي، فلا تسلط عليَّ يد الكافر، فغط حتى ركض برجله، -[334]- فقالت: اللهم إن يمت يقال: هي قتلته، فأرسل، ثم قام إليها، فقامت تتوضأ وتصلي وتقول: اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي إلا على زوجي، فلا تسلط على هذا الكافر فغط حتى ركض برجله، قال أبو هريرة: فقالت: اللهم إن يمت يقال هي قتلته، فأرسل في الثانية أو الثالثة فقال: والله ما أرسلتم إلى إلا شيطانًا أرجعوها إلى إبراهيم، وأعطوه هاجر فرجعت إلى إبراهيم فقالت: أشعرت أن الله كبت الكافر، وأخدم وليدةً)) للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
7947 - سعد رفعه: ((يطبع المؤمن على كل خلةٍ غير الخيانة والكذب)) للترمذي (¬1). ¬
السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا
السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا
7948 - أبو هريرة رفعه: ((السخىُّ قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار، ولَجاهل سخي، أحب إلى الله من عابد بخيل)) للترمذي (¬1) .. ¬
7949 - وعنه رفعه: ((قال الله تعالى: أنفق أنفق عليك))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يد الله ملأى، لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع)) للشيخين والترمذي (¬1). ¬
7950 - جابر: ما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قط فقال: لا. للشيخين (¬1). ¬
7951 - أنس: ما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، ولقد جاء رجلٌ فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم! أسلموا، فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة، وإن كان الرجل ليُسْلم، ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها. لمسلم (¬1). ¬
7952 - ابن شهاب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى صفوان ابن أمية مائةً من النعم ثم مائة، وأن صفوان قال: والله لقد أعطاني ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إلىَّ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلى. لمسلم مطولاً (¬1). ¬
7953 - عبد الله الهوزني: لقيت بلالاً بحلب، فقلت: كيف كان نفقة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما كان له شيء، كنت إلى ذلك منه منذ بعثه الله تعالى إلى أن توفاه، وكان إذا أتاه الإنسان مسلماً فيراه عارياً يأمرني فأنطلق، فأستقرض فأشتري له البردة وأكسوه وأطعمه، حتى اعترضني يوماً رجل من المشركين فقال: إن عندي سعةً فلا تستقرض من أحد إلا مني، ـ ففعلت، فلما أن كان ذات يوم توضأت، ثم قمت لأؤذن للصلاة، فإذا المشرك قد أقبل في عصابةٍ من التجار، فلما أن رآني قال يا حبشي: قلت: يا لباه، فتجهمني، وقال لي قولاً غليظاً، وقال: تدري كم بينك وبين الشهر؟ قلت: قريب قال: إنما بينك وبينه أربع، فآخذك بالذي عليك، فأردك ترعى الغنم، كما كنت قبل ذلك، فأجد في نفسي ما أجد في نفس الناس، حتى إذا صليت العتمة رجع - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله فاستأذنت عليه، فأذن لي، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، إن المشرك الذي كنت أتدين منه، قال لي كذا وكذا، وليس عندك ما تقضي ديني، ولا عندي، وهو فاضحي فائذن لي أن آبق إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين أسلموا، حتى يرزق الله رسوله ما يقضي عني، فخرجت حتى أتيت منزلي، فجعلت سيفي وجرابي ونعلي ومجني -[336]- عند رأسي، حتى إذا انشق عمود الصبح الأول أردت أن انطلق، فإذا إنسان يدعو يا بلال، أجب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقت حتى أتيته، فإذا أربع ركائب مناخاتٍ عند الباب عليهن أحمالهن، فاستأذنت، فقال لي: ((أبشر فقد جاء الله بقضائك)) ثم قال: ((ألم تر الركائب المناخات الأربع؟)) قلت: بلى، قال: ((فإن لك رقابهن وما عليهن، وإن عليهن كسوة وطعاماً أهداهن إلى عظيم فدكٍ، فاقبضهن، واقض دينك))، ففعلت، ثم انطلقت إلى المسجد فإذا فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - قاعد، سلمت عليه، فقال: ((ما فعل ما قبلك؟)) قلت: قضى الله كل شيءٍ كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أفضل شيءٍ؟ قلت: نعم، قال: أنظر أن تريحني منه، فإني لست بداخلٍ على أحد من أهلي حتى تريحني منه، فلما صلى العتمة دعاني فقال: ((ما فعل الذي قبلك؟)) قلت: هو معي لم يأتنا أحدٌ، فبات - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، وأقام فيه حتى صلى العتمة يعني من الغد، ثم دعاني فقال: ((ما فعل الذي قبلك؟)) فقلت: قد أراحك الله منه، فكبر وحمد الله، وإنما كان يفعل ذلك شفقًا من أن يدركه الموت وعنده ذلك، ثم اتبعته حتى جاء أزواجه، فسلَّم على امرأة امرأةٍ حتى أتى التي عندها مبيته، فهذا الذي سألتني عنه لأبي داود (¬1) .. ¬
7954 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يدخر شيئًا لغدٍ للترمذي (¬1). ¬
7955 - عقبة بن الحارث: أنه صلى وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر فسلم، ثم قام مسرعًا يتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم، فرأى أنهم قد أعجبوا من سرعته، فقال: ((ذكرت شيئاً من تبر عندنا، فكرهت أن يبيت عندنا فأمرت بقسمته)) للبخاري والنسائي (¬1). ¬
7956 - عمر: قسم -[337]- النبي - صلى الله عليه وسلم - قسمًا فقلت: والله يا رسول الله لغير هؤلاء كانوا أحق به منهم، قال: ((إنهم خيروني بين أن يسألوني بالفحش، أو يبخِّلوني ولست بباخل)) لمسلم (¬1). ¬
7957 - أنس: أن الأنصار قاسموا المهاجرين على أن يعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام، ويكفونهم العمل والمؤنة، وكانت أم سليم أعطت عذقًا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأعطاها أم أيمن، فلما فتح خيبر، رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم، فرد - صلى الله عليه وسلم - إلى أم سليم عذاقها، وأعطى أم أيمن مكانهن من حائطه (¬1). ¬
7958 - وفي رواية: أن أهل أنسٍ أمروه أن يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان أعطوه أو بعضه، قال: فأتيته فأعطانيهن، فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي، وقالت: والله لا نعطيكهن وقد أعطانيهن، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أم أيمن اتركيه ولك كذا وكذا))، وتقول: كلا والله الذي لا إله إلا هو، فجعل يقول: ((كذا)) حتى أعطاها عشرة أمثالها أو قريبًا. للشيخين مطولاً (¬1). ¬
7959 - أسلم: خرجت مع عمر فلحقته امرأة شابة فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي، وترك صبية صغارًا، والله ما ينضجون كراعًا ولا لهم زرع ولا ضرع، وخشيت أن تأكلهم الضبع، -[338]- وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاريِّ، وقد شهد أبي الحديبية مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فوقف معها عمر ولم يمض، ثم قال: مرحبًا بنسب قريبٍ، ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطاً في الدار، فحمل عليه غرارتين ملأهما طعامًا، وحمل بينهما نفقة وثيابًا، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتاديه فلن يفنى هذا حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجلٌ: يا أمير المؤمنين أكثرت لها، فقال عمر: ثكلتك أمُّك، والله إني لكأني أرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنًا زماناً فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه. للبخاري (¬1). ¬
7960 - الأحنف بن قيسٍ: قدمت المدينة فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش إذ جاء رجل أخشن الثياب، أخشن الجسد، أخشن الوجه، فقام عليهم فقال: بشر الكنازين برضف يحمى عليه في نار جهنم، فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه، ويوضع على نغض كتفه، حتى يخرج من حلمة ثديه، يتزلزل، فوضع القوم رءوسهم، فما رأيت أحدًا منهم رجع إليه شيئًا، فأدبر فاتبعته حتى جلس إلى ساريةٍ، فقلت: ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم، فقال: إن هؤلاء لا يعقلون شيئًا، إن خليلي أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - دعاني فأجبته، فقال: ((أترى أحدًا؟)) فنظرت ما علي من الشمس وأنا أظن أنه يبعثني في حاجةٍ له فقلت: أراه، فقال: ((ما يسرني أن لي مثله ذهبًا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير))، ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئًا، قلت: ما لك ولإخوانك من قريشٍ لا تعتريهم وتصيب منهم؟ قال: لا وربك لا أسألهم عن دنيا، ولا أستفتيهم عن دين حتى ألحق بالله ورسوله للشيخين (¬1). ¬
7961 - أبو ذر: انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالسٌ في ظل الكعبة، فلما رآني قال: ((هم الأخسرون ورب الكعبة))، فجئت حتى جلست، فلم أتقار أن قمت، فقلت: يا رسول الله فداك أبي وأمي من هم؟ قال: ((هم الأكثرون أموالاً إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله -[339]- وقليلٌ ما هم)) للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
7962 - ابن عمر رفعه: ((إياكم والشحَّ، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالفجور ففجروا)) لأبي داود (¬1). ¬
7963 - أبو القيس: أنه مر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه شيءٌ من تمر، فأهوى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ليأخذ منه قبضةُ ينشرها بين يدي أصحابه، فضم طرف ردائه إلى بطنه وإلى صدره، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((زادك الله شحًا)) ((للكبير)) بلين (¬1). ¬
7964 - أبو هريرة رفعه: ((لو كان عندي مثل أحد ذهباً لسرني أن لا يمر عليَّ ثلاث ليالٍ وعندي منه شيءٌ أرصده لدينٍ)) للشيخين (¬1). ¬
7965 - كعب بن عياض رفعه: ((إن لكل أمة فتنة، وإن فتنة أمتي المال)) (¬1). ¬
7966 - ابن مسعود رفعه: ((لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا)) هما للترمذي (¬1). ¬
7967 - أبو هريرة رفعه: ((تكون إبلٌ للشيطان، وبيوتٌ للشيطان، فأما إبل الشيطان: فقد رأيتها يخرج أحدكم بنجيباتٍ معه قد أسمنها فلا يعلو بعيراً منها، ويمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله، وأما بيوت الشيطان فلا أراها إلا هذه الأقفاص التي يسترها الناس بالديباج)) لأبي داود (¬1). ¬
7968 - أبو هريرة رفعه: ((يقول العبد مالي مالي، وإنما له من ماله ثلاثٌ: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فاقتنى، وما سوى ذلك فهو ذاهبٌ وتاركه للناس)). لمسلم (¬1). ¬
7969 - ابن مسعود رفعه: ((أيكم مال وارثه أحبُّ إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله ما منا أحدٌ إلا ماله أحبُّ إليه، قال: فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر)) للبخاري والنسائي (¬1). ¬
7970 - أبو وائل: جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عتبة وهو مريضٌ يعوده، فوجده يبكي، فقال: يا خالي ما يبكيك؟ أوجعٌ يشئزك، أم حرصٌ على الدنيا؟ قال: كلا، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلينا عهداً لم آخذ به، قال: وما ذاك؟ قال: سمعته يقول: ((إنما يكفي من جمع المال خادمٌ، ومركبٌ في سبيل الله))، وأجدني اليوم جمعت. للترمذي والنسائي. وزاد رزين: فلما مات حصل ما خلف فبلغ ثلاثين درهماً وحسب فيه القصعة التي كان فيها يعجن ويأكل (¬1). ¬
7971 - أبو سعيد: جلس النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وجلسنا حوله، فقال: ((إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح الله عليكم من زهرة الدنيا وزينتها))، فقال رجلٌ: أو يأتي الخير بالشرِّ يا رسول الله؟ فسكت عنه، فقالوا: ما شأنك تكلم رسول الله ولا يكلمك، قال: وأرينا أنه ينزل عليه، فأفاق يمسح الرحضاء، وقال: أين السائل آنفاً؟ أو خيرٌ هو؟ إن الخير لا يأتي إلا بالخير، وإن مما ينبتُ الربيع ما يقتل حبطاً أو يلم إلا آكلة الخضر، فإنها أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس، فثلطت وبالت، ثم ارتعت، وإن هذا المال خضرٌ حلوٌ، ونعم صاحب المال هو لمن أعطى منه المسكين، -[341]- واليتيم، وابن السبيل، أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -، وإن من يأخذ بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليهم شهيدًا يوم القيامة. للشيخين والنسائي (¬1). ¬
7972 - عبد الرحمن بن عوف: وقد أتي بطعام وكان صائماً فقال: قتل مصعب بن عمير، وهو خير مني، وكفن في بردةٍ، إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه، وقتل حمزة وهو خيرٌ مني، فلم يوجد ما يكفن به إلا بردة، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا، وقد خشيت أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام. للبخاري (¬1). ¬
7973 - أبو هريرة رفعه: ((الدنيا ملعونة، ملعونٌ ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالمٌ ومتعلمٌ)). للترمذي (¬1). ¬
7974 - وعنه رفعه: ((الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر)) لمسلم والترمذي (¬1). ¬
7975 - أنس رفعه: ((حب الدنيا رأس كل خطيئةٍ، وحبك الشيء يعمى ويصم)) لرزين (¬1). ¬
7976 - ابن مسعود: مالي وللدنيا، ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها (¬1). ¬
7977 - جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بالسوق داخلاً من بعض العوالي والناس كنفته، فمر بجديٍ ميتٍ أسك، فتناوله فأخذ بأذنه، ثم قال: أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ قالوا: ما نحب أنه لنا بلا شيءٍ، وما نصنع به؟ -[342]- إنه لو كان حياً كان عيبًا به أنه أسك، قال: فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم. لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
7978 - المستورد أخو بنى فهد رفعه: ((ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعيه هذه. وأشار يحيى بالسبابة في اليم فلينظر بم يرجع)) لمسلم والترمذي (¬1). ¬
7979 - سهل بن سعد رفعه: ((لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضةٍ ما سقى كافراً منها شربة ماء)) (¬1). ¬
7980 - قتادة بن النعمان رفعه: ((إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا، كما يظل أحدكم يحمى سقيمه الماء)). هما للترمذي (¬1). ¬
7981 - عليّ قال: ارتحلت الدنيا مدبرةً، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منها بنون، كونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عملٌ ولا حساب، وغدًا حسابٌ ولا عمل. للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
الغضب والغيبة والنميمة والغناء
الغضب والغيبة والنميمة والغناء
7982 - أبو هريرة رفعه: ((ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)). للشيخين والموطأ (¬1). ¬
7983 - أبو وائل: دخلنا على عروة بن محمد السعدي فكلمه رجلٌ فأغضبه، فقام فتوضأ، فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن عطية قال: قال، النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من نارٍ، وإنما تُطْفَأُ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ (¬1). ¬
7984 - أبو ذر رفعه: ((إذا غضب أحدكم وهو قائمٌ فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع)). هما لأبي داود (¬1). ¬
7985 - سليمان بن صرد: استب رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونحن عنده فبينما أحدهما يسب صاحبه مغضباً، قد احمر وجهه، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه الذي يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب ما يجد))، فانطلق إليه رجلٌ فقال له: تعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقال: أترى بي بأسٌ أمجنون أنا؟ اذهب (¬1). ¬
7986 - وفي روايةٍ: قال له: ألا تسمع ما يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: إني لست بمجنونٍ. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
7987 - وله عن معاذٍ نحوه وفيه: يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، فجعل معاذ يأمره فأبى، ومحك وجعل يزداد غضبًا (¬1). ¬
7988 - أبو هريرة: أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: مرني بأمر وأقلله عليَّ كي أعقله، قال: ((لا تغضب، فردد مراراً، قال: لا تغضب)). للبخاري و ((الموطأ)) والترمذي (¬1). ¬
7989 - سهل بن معاذ عن أبيه رفعه: ((من كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفذه، دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق، حتى يخيره من أي الحور شاء)). للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
7990 - أبو سعيد: صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً صلاة العصر، ثم قام خطيباً، فلم يدع شيئًا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، وكان فيما قال: ((إن الدنيا حلوةٌ خضرةٌ، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظرٌ كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء))، وكان فيما قال: ((ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحقٍ إذا علمه))، قال: فبكى أبو سعيدٍ، وقال: والله رأينا أشياء فهبنا، وكان فيما قال: ((ألا إنه يُنصب لكل غادر لواءٌ يوم القيامة بقدر غدرته، ولا غدرة أعظم من غدرة إمامة عامةٍ، يركز لواء عند إسته))، وكان فيما حفظْنا يومئذ: ألا إنَّ بنى آدم خلقوا على طبقات شتى، فمنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمنًا ويموت مؤمنًا، ومنهم من يولد كافرًا ويحيا كافرًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولد ويحيا مؤمنًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولدُ كافرًا ويحيا كافرًا ويموت مؤمنًا، ألا وإن منهم البطيء الغضب، سريع الفيء، ومنهم السريع الغضب سريع، الفيء فتلك بتلك، ألا وإن منهم سريع الغضب بطيء الفيء، ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيء، وشرَّهم سريع الغضب بطيء الفيء، ألا وإن منهم حسن القضاء حسن الطلب، ومنهم سيئ القضاء وحسن اطلب، ومنهم حسن القضاء سيئ الطلب، فتلك بتلك، ألا وإن منهم السيئ القضاء السيئ الطلب، ومنهم سيئ القضاء وحسن الطلب، ومنهم حسن القضاء سيئ الطلب، فتلك بتلك، ألا وإن منهم السيئ القضاء السيئ الطلب، ألا وخيرهم الحسن القضاء الحسن الطلب، وشرَّهم سيئ القضاء سيئ الطلب، ألا وإن الغضب جمرةٌ في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه، فمن أحس بشيءٍ من ذلك فليلصق بالأرض، قال: وجعلنا نلتفت إلى الشمس هل بقي منها شيءٌ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه)). للترمذي (¬1). ¬
7991 - ابن مسعود رفعه: ((ما تعدون -[345]- الرقوب فيكم؟)) قلنا: الذي لا يولد له، قال: ((ليس ذلك بالرقوب، ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئًا))، قال: ((فما تعدون الصرعة فيكم؟)) قلنا: الذي لا يصرعه الرجال، قال: ((ليس بذاك، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب)). لمسلم (¬1). ¬
7992 - زاد رزين: ((فما تعدون المفلس فيكم؟)) قلنا: من لا مال له، قال: ((ليس بذاك، ولكنه الذي يأتي يوم القيامة بحسناتٍ، ويأتي قد ظلم هذا وشتم هذا، وأخذ مال هذا وليس هناك دينارٌ، ولا درهم، فيعطون من حسناته ولا تفي، فيؤخذ من سيئاتهم فتطرح عليه)) (¬1). ¬
7993 - ابن عباس رفعه: ((علموا، ويسروا، ولا تعسروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت، وإذا غضب أحدكم فليسكت، وإذا غضب أحدكم فليسكت)) (¬1). ¬
7994 - محمد بن عطية، عن أبيه عن جده رفعه: ((إذا استشاط السلطان تسلط الشيطان)). هما لأحمد والكبير (¬1). ¬
7995 - ابن عباس رفعه: ((باب النار لا يدخله أحدٌ إلا من يشفى غيظه بسخط الله)). للبزار. أن بلينٍٍ (¬1). ¬
7996 - أبو هريرة رفعه: ((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((ذكر أحدكم أخاه بما يكره))، فقال رجلٌ: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)) (¬1). ¬
7997 - عائشة قلت: يا رسول الله حسبك من صفية قصرها، قال: لقد قلت كلمةً لو مزج بها البحر لمزجته، وحكيت له إنسانًا، فقال: ما أحبُّ أني حكيت إنسانًا وأن لي كذا وكذا. هما لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
7998 - أنس رفعه: ((لما عرج بي ربي مررت بقوم لهم أظفارٌ من نحاسٍ يخمشون بها وجوههم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟)) (¬1). ¬
7999 - المستورد رفعه: ((من أكل برجل مسلم أكلةً فإن الله يطعمه مثلها من جهنم، ومن كسى ثوبًا برجلٍ مسلمٍ فإن الله يكسوه مثله من جهنم ومن قام برجلٍ مقام سمعةٍ ورياء فإن الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة)) (¬1). ¬
8000 - سعيد بن زيد رفعه: ((إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حقٍ)) (¬1). ¬
8001 - معاذ بن أنس رفعه: ((من حمى مؤمنًا من منافقٍ، بعث الله ملكاً يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مسلمًا بشيء يريد شينه به، جلس يوم القيامة على جسرٍ من جسور جهنم حتى يخرج مما قال)). هي لأبي داود (¬1). ¬
8002 - حذيفة رفعه: ((لا يدخل الجنة قتات)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8003 - ابن مسعود رفعه: ((لا يبلغني أحدٌ عن أحد من أصحابي شيئًا، فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8004 - جابر: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فارتفعت ريحةٌ منتنه، فقال: ((أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين)). لأحمد (¬1). ¬
8005 - ابن مسعود: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام رجلٌ فوقع فيه رجل من بعده، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((تخلل))، فقال ومما أتخلل يا رسول الله، أأكلتُ لحمًا؟ قال: ((إنك أكلت لحم أخيك)). للكبير (¬1). ¬
8006 - عائشة: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان، تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فأقبل عليه - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((دعهما))، فلما غفل غمزتهما، فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب في المسجد، فإمَّا سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإما قال: ((تشتهين تنظرين؟)) -[348]- فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، ويقول: ((دونكم يا بنى أرفدة))، حتى إذا مللت قال: ((حسبك؟)) قلت: نعم، قال: ((فاذهبي)) (¬1). ¬
8007 - وفي روايةٍ: إنهما تغنيان وما هما بمغنيتين (¬1). ¬
8008 - وفي أخرى: أن عمر زجر الحبشة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أمْنَاً يا بنى أرفدة)). للشيخين والنسائي (¬1). ¬
8009 - ولهم عن أبي هريرة: دخل عمر فأهوى إلى الحصباء فحصبهم فقال: دعهم يا عمر (¬1). ¬
8010 - الربيع بنت معوذ: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بنى عليَّ، فدخل بيتي، وجلس على فراشي، فجعل جويريات لنا يضربن بالدف، ويندبن من قتل من آبائهن يوم بدرٍ، إذ قالت إحداهن: فينا نبي يعلم ما في غدٍ، قال لها - صلى الله عليه وسلم -: ((دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين)). للبخاري وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8011 - نافع: كنت مع ابن عمر في طريقٍ، فسمع مزماراً فوضع إصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق إلى الجانب الآخر، ثم قال لي بعد أن بعد: يا نافع هل تسمع شيئًا؟ قلت: لا، فرفع إصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا. لأبي داود (¬1). ¬
8012 - محمد بن المنكدر بلغني: أن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان؟ أدخلوهم في رياض المسك، ثم يقول للملائكة: أسمعوهم حمدي، وأخبروهم أن لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون. لرزين (¬1). ¬
8013 - السائل بن يزيد: أن امرأةً جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - -[349]- فقال: يا عائشة تعرفين هذه؟ قالت: لا، قال: هذه قينة بنى فلانٍ، تحبين أن تغنيك؟ قالت: نعم، فأعطاها طبقًا فغنتها، فقال: نفخ الشيطان في منخريها. لأحمد والكبير (¬1). ¬
اللهو واللعب واللعن والسب
اللهو واللعب واللعن والسب
8014 - أبو هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يتبعُ حمامةً فقال: ((شيطانٌ يتبعُ شيطانةً)). لأبي داود (¬1). ¬
8015 - ابن عباس: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن التحريش بين البهائم (¬1). لأبي داود والترمذي. ¬
8016 - ابن جبير: مرَّ ابن عمر بفتيانٍ من قريش نصبوا طيرًا أو دجاجةً يترامونها، وقد جعلوا لصاحبها كل خاطئةٍ من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن من اتخذ الروح غرضاً. للشيخين والنسائي (¬1). ¬
8017 - بريدة رفعه: ((من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في دم خنزيرٍ)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
8018 - نافع: أن ابن عمر كان إذا وجد أحدًا يلعبُ بالنرد من أهله ضربه وكسرها. لمالكٍ (¬1). ¬
8019 - أبو سعيد: مثل الذي يلعب بالنرد ثم يقوم فيصلي، مثل الذي يتوضأ بالقيح ودم الخنزير، ثم يقوم فيصلي. لأحمد (¬1). والموصلي وزاد: لا تقبل صلاته. ¬
8020 - عائشة: كنتُ ألعب بالبنات عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكن يأتين صواحبي، فكن ينقمعن منه - صلى الله عليه وسلم -، فكان يسريهن إليّ فيلعبن معي (¬1). ¬
8021 - وفي روايةٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم من غزوة تبوك، أو خيبر، وفي سهوتها سترٌ، فهبت الريح فانكشف ناحية الستر عن بناتٍ لعائشة، لِعب، فقال: ((ما هذا يا عائشة؟)) قلت: بناتي ورأى بينهن فرسًا له جناحان من رقاعٍ، فقال: ((وما هذا الذي أرى وسطهن؟)) قلت: فرسٌ. وقال: ((وما هذا الذي عليه؟)) قلت: جناحان قال: ((فرسٌ له جناحان؟)) قلت: أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟ فضحك حتى رأيت نواجذه. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
8022 - أنس: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة لعبت الحبشة لقدومه فرحًا بذلك، لعبوا بحرابهم. لأبي داود (¬1). ¬
8023 - ابن مسعود رفعه: ((ليس المؤمن بطعان، ولا لعانٍ، ولا فاحش، ولا بذئ)). لترمذي (¬1). ¬
8024 - أبو الدرداء رفعه: ((إن اللعانين لا يكونون شهداء، ولا شفعاء يوم القيامة)). لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
8025 - سمرة رفعه: ((لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضب الله، ولا بالنار)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8026 - أبو هريرة: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ادع الله على المشركين والعنهم فقال: إني إنما بعثت رحمةً ولم أبعث لعانًا. لمسلم (¬1). ¬
8027 - أنس: لم يكن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سبابًا ولا فاحشًا ولا لاعنًا، -[351]- كان يقول لأحدنا عند المعتبة: ما له تربت يمينه. وفي روايةٍ: تربت جبينه. للبخاري (¬1). ¬
8028 - ابن مسعود رفعه: ((سبابُ المؤمن فسوق، وقتاله كفرٌ)). للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
8029 - أبو ذر رفعه: ((لا يرمي رجل رجلاً بالفسق أو الكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك)). للبخاري (¬1). ¬
8030 - أبو الدرداء رفعه: ((إذا لعن العبد شيئًا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، فتأخذ يمينًا وشمالاً فإذا لم تجد مساغًا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها)) (¬1). ¬
8031 - عائشة: أنها سرقت ملحفة لها، فجعلت تدعو على من سرقها، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا تسبخي عنه)). هما لأبي داود، قال: لا يسبخي ولا تخففي (¬1). ¬
8032 - أبو هريرة رفعه: ((المستبان ما قالا، فعلى البادي منهما، حتى يعتدي المظلوم)). لمسلم وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8033 - النعمان بن مقرن: سب رجل رجلاً عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعل المسبوب يقول: عليك السلام، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إن ملكًا بينكما يذب عنك كلما شتمك هذا، قال له: بل أنت وأنت أحق به، وإذا قلت له: عليك السلام، قال: لا، بل أنت وأنت أحق به)). لأحمد (¬1). ¬
8034 - أبو هريرة رفعه: ((قال الله تعالى: يسب بنو آدم الدهر، وأنا الدهر بيدي الليل والنهار)) (¬1). ¬
8035 - وفي روايةٍ: ((يؤذيني ابن آدم، يقول: يا خيبة الدهر، فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أقلب ليله ونهاره)). للشيخين. ((والموطأ)) وأبي داود (¬1). ¬
8036 - ابن عباس: أن رجلاً نازعته الريح رداءه فلعنها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تلعنها فإنها مأمورة مسخرةٌ، وإنه من لعن شيئًا ليس له بأهل رجعت عليه)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8037 - أبو هريرة رفعه: ((إن هذه الريح من روح الله، تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، واسألوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرِّها)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
8038 - جابر رفعه: ((لا تسبوا الليل والنهار، ولا الشمس ولا القمر ولا الريح، فإنها رحمةٌ لقومٍ، وعذابٌ لآخرين)). ((للأوسط)) بلينٍ (¬1). ¬
8039 - عائشة رفعته: ((لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا)). للبخاري وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
8040 - المغيرة رفعه: ((لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء)). للترمذي (¬1). ¬
8041 - ابن عمر رفعه: ((اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم)) لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8042 - عمران بن حصين: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، وامرأةٌ من الأنصار على ناقةٍ لها فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك - صلى الله عليه وسلم - فقال: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونةٌ، قال عمران: فكأني أراها الآن تمشى في الناس ما يعرض لها أحدٌ. لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
8043 - أبو هريرة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ يسيرٍ، فلعن رجلٌ ناقته، فقال: ((أين صاحبُ الناقة؟)) قال الرجل: أنا، فقال: ((انحرها فقد أجبت فيها)). لأحمد (¬1). ¬
8044 - زيد بن خالد رفعه: ((لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة)). لأبي داود (¬1). ¬
8045 - ابن عباس رفعه: ((لا تسبوا تبعًا فإنه قد أسلم)). للأوسط (¬1). ¬
8046 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجلٍ قرصته برغوثةٌ فسبها: ((لا تسبها فإنها أيقظت نبيًا من الأنبياء للصلاة)). للموصلي (¬1). ¬
8047 - على رفعه: ((لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثًا، لعن الله من غير منار الأرض)). للنسائي ومسلم بلفظه (¬1). ¬
8048 - عائشة رفعته: ((ستة لعنتهم، وكل نبيِّ مجابٌ، المحرف لكتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمستحل لحرم الله، والمتسلط بالجبروت، ليعز من أذل الله، ويذل من أعز الله، والمستحل ما حرم الله من عترتي. والتارك لسنتي)). لرزين (¬1). ¬
8049 - أنس: لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثةً: رجلاً أم قومًا وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخطٌ، ورجلاً سمع حىَّ على الفلاح ثم لم يجب. للترمذي (¬1). ¬
8050 - ابن مسعود قال: آكل الربا وموكله وكاتبه، إذا علموا ذلك، والواشمة والمستوشمة للحسن، ومانع الصدقة، والمرتد أعرابيًا بعد الهجرة، ملعونون على لسان محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة. للنسائي (¬1). ¬
8051 - وله عن عليّ نحوه وفيه: والواشمة والمستوشمة إلا من داءٍ، والمحلل والمحلل له (¬1). ¬
8052 - عمرة بنت عبد الرحمن: لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - المختفي، والمختفية يعني: نباش القبور. لمالك (¬1). ¬
8053 - أبو هريرة رفعه: ((اللهم إني أتخذ عندك عهدًا لن تخلفنيه، فإنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته، شتمته، لعنته، جلدته، فاجعلها له صلاةً وزكاةً وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة)). للشيخين (¬1). ¬
8054 - وفي رواية: ((اللهم إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر، فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته، أو جلدته، فاجعلها له صلاةً وزكاة وقربةَ تقربهُ بها إليك يوم القيامة، واجعل ذلك كفارةً له إلى يوم القيامة)). وفي أخرى: ((أو جلده)) لغة أبى هريرة في جلدته (¬1). ¬
8055 - عائشة: دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه، فلعنهما وسبهما، فلما خرجا قلت: يا رسول الله: من -[355]- أصاب من الخير شيئًا ما أصابه هذان قال: ((وما ذاك؟)). قلتُ: لعنتهما وسببتهما قال: ((أو علمت ما شرطت عليه ربي؟)) قلت: لا. قال: قلت: ((اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين سببته، أو لعنته فاجعلها له زكاةً وأجرًا)) (¬1). ¬
8056 - أنس: كانت عند أم سليم يتيمة فرآها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أنت هيه، لقد كبرت لا كبر الله سنك، أو قرنك))، فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكى، فقالت لها: مالك يا بنية؟ فقالت: دعا عليَّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يكبر سنى (فالآن لا يكبر سنى أبدًا) (¬1)، أو قالت: قرني، فخرجت أم سليمٍ مستعجلةً تلوث خمارها حتى لقيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: ((مالك يا أم سليم؟)) فقالت: يا نبي الله دعوت على بنتي، فقال: ((وما ذاك يا أم سليم؟)) قالت: زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها أو قرنها، فضحك، ثم قال: ((يا أم سليم أما تعلمين شرطي على ربي؟) أني اشترطت على ربي فقلت: ((إنما أنا بشرٌ أرضي كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيما أحدٍ دعوت عليه من أمتي بدعوةٍ ليس لها بأهلٍ، أن تجعلها له طهورًا وزكاة وقربةً، تقربه بها يوم القيامة)). هما لمسلم (¬2). ¬
الحسد والظن والهجران وتتبع العورة
الحسد والظن والهجران وتتبع العورة
8057 - ابن مسعود رفعه: ((لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها، ورجلٍ آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق)). للشيخين (¬1). ¬
8058 - أبو هريرة رفعه: ((إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، - أو قال-: العشب)). لأبي داود (¬1). ¬
8059 - الزبير رفعه: ((دب إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد، والبغضاء وهي الحالقة، أما إني لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على ما تحابون به؟ أفشوا السلام بينكم)). للترمذي (¬1). ¬
8060 - أبو هريرة رفعه: ((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تحبسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً، كما أمركم، المسلم أخو المسلم، ولا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا، التقوى ههنا، التقوى ههنا، ويشير إلى صدره، بحسب امرئٍ من الشرِّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرامٌ، دمه وعرضه وماله، إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم وأعمالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم)) (¬1). ¬
8061 - أنس رفعه: ((لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثٍ)) (¬1). ¬
8062 - أبو أيوب رفعه: ((لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي بدأ بالسلام)). هي للستة إلا النسائي (¬1). ¬
8063 - أبو هريرة رفعه: ((لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمناً فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث، فليقه وليسلم عليه، فإن رد عليه فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم)) (¬1). ¬
8064 - وفي روايةٍ: ((فمن هجر فوق ثلاثٍ فمات دخل النار)) (¬1). ¬
8065 - أبو خراش السلمي رفعه: ((من هجر أخاه سنةً، فهو كسفك دمه)). هما لأبي داود (¬1). ¬
8066 - أبو هريرة رفعه: ((تعرض الأعمال كل خميس واثنين، فيغفر الله في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئاً، إلا امرأً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا)) (¬1). لمالكٍ ومسلمٍ وأبي داود والترمذي. ¬
8067 - عائشة: حُدثت أن ابن الزبير قال في بيعٍ أو عطاء أعطته عائشة: والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها، فقالت: أهو قال هذا؟ قالوا: نعم، قالت: هو لله عليَّ نذرٌ أن لا أكلم ابن الزبير أبداً، فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة، فقالت: والله لا أشفع فيه أبداً، ولا أتحنثُ إلى نذري، فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة، وقال لهما: أنشدكما الله لما أدخلتماني على عائشة، فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي، فأقبل به المسور وعبد الرحمن مشتملين بأرديتهما، حتى استأذنا على عائشة، فقالا: السلام عليك ورحمةُ الله وبركاته، أندخل؟ قالت: عائشة: ادخلوا، قالوا: كلنا؟ قالت: نعم، ادخلوا كلكم، ولم تعلم أن معهما ابن الزبير فلما دخلوا، دخل ابن الزبير الحجاب، فاعتنق عائشة، وجعل يناشدها ويبكي، وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها إلا كلمتيه؟ وقبلت منه، ويقولان إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -: نهى عما قد علمت من الهجرة، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج، طفقت تذكرهما وتبكي، وتقول: إني نذرت، والنذر -[358]- شديدٌ، فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير، وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبةٍ، وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها (¬1). ¬
8068 - عروة: كان عبد الله بن الزبير أحب البشر إلى عائشة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكرٍ، وكان أبر الناس بها، وكانت لا تمسك شيئاً مما جاءها إلا تصدقت به، فقال ابن الزبير، ينبغي أن يؤخذ على يديها بنحوه. وفيه: فقال له الزهريون، أخوال النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم: عبد الرحمن بن الأسود، والمسور بن مخرمة، إذا استأذنا فاقتحم الحجاب، ففعل، فأرسل إليها بعشر رقابٍ، فأعتقتهم، ثم لم تزل تعتق، حتى بلغت أربعين وقالت: وددت أني جعلت حين حلفت عملاً أعمله فأفرغ منه. هما للبخاري (¬1). ¬
8069 - ابن عمر: صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - المنبر، فنادى بصوتٍ رفيع فقال: يا معشر من أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله، وقال نافه: ونظر ابن عمر يوماً إلى الكعبة، فقال: ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمةً عند الله منك. للترمذي (¬1). ¬
8070 - معاوية رفعه: ((إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم، أوكدت أن تفسدهم)) (¬1). ¬
8071 - عقبة بن عامر رفعه: ((من رأى عورةً فسترها، كان كمن أحيا موؤدةً)) (¬1). هما لأبي داود. ¬
8072 - أبو هريرة رفعه: ((لا يسترُ عبدٌ عبداً في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة)) (¬1). ¬
8073 - وفي روايةٍ: ((إنه لا يستر الله على عبدٍ في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة)). لمسلمٍ (¬1). ¬
8074 - زيد بن وهب الجهني: أتى ابن مسعود فقيل: هذا فلانٌ تقطرُ لحيته خمراً، فقال: إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به (¬1). ¬
8075 - دخين كاتب عقبة بن عامر قال: كان لنا جيران يشربون الخمر فنهيتهم، وإني نهيتهم فلم ينتهوا، وإني داعٍ لهم الشرط، فقال: دعهم، ثم رجعت إليه مرة أخرى، فقلت مثل ذلك، فقال: ويحك دعهم، فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول. فذكر معنى حديث عقبة بن عامرٍ. هما لأبي داود (¬1). ¬
8076 - واثلة بن الأسقع رفعه: ((لا تظهر الشماتة بأخيك، فيعافيه الله ويبتليك)). للترمذي (¬1). ¬
8077 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بلغه عن الرجل لم يقل: ما بال فلانٍ؟ ولكن يقول: ((ما بالُ أقوامٍ يقولون: كذا وكذا)). لأبي داود (¬1). ¬
الكبر والرياء والكبائر
الكبر والرياء والكبائرُ
8078 - أبو سعيد وأبو هريرة رفعاه: ((يقول الله تعالى: العز إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني شيئاً منهما عذبته)). لمسلم ولأبي داود عن أبي هريرة (¬1). ¬
8079 - ابن مسعود رفعه: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبةٍ من كبرٍ، فقال رجلٌ: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، قال: إن الله جميلٌ يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناسِ)). لمسلم والترمذي ولأبي داود أوله (¬1). ¬
8080 - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه: ((يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، يغشاهم الذلُّ من كل مكانٍ، يساقون إلى سجنٍ في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار: طينة الخبال. للترمذي (¬1). ¬
8081 - أبو هريرة رفعه: ((لينتهين أقوامٌ يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه، إن الله تعالى قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، وإنما هو مؤمن تقيٌ، أو فاجرٌ شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب)). لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
8082 - وعنه: وقد رآى رجلاً يجر إزاره، وجعل يضرب الأرض برجله وهو أميرٌ على البحرين، فقال له: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ الله لا ينظر يوم القيامة إلى من جرَّ إزاره بطراً، -[361]- قال: وكان أبو هريرة يستخلف على المدينة، فيأتي بحزمة الخطب على ظهره، فيشق السوق، ويقول طرقوا للأمير، حتى ينظر الناس إليه. لمالك والشيخين بلفظ مسلم (¬1). ¬
8083 - ابن عمر رفعه: ((بينما رجل ممن كان قبلكم يجر إزاره من الخيلاء خسف به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة)). للبخاري والنسائي (¬1). ¬
8084 - وللدارمي عن أبي هريرة مثله وزاد: إن فتى في حلة له، قال له: يا أبا هريرة أهكذا كان يمشى ذلك الفتى الذي خسف به؟ ثم ضرب بيده، فعثر عثرة كاد ينكسر منها، فتلا أبو هريرة: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ} [الحجر: 95] (¬1). ¬
8085 - جبير بن مطعم قال: يقولون في التيه، وقد ركبت الحمار، ولبست الشملة، وحلبت الشاة، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من فعل هذا، فليس فيه من الكبر شيءٌ)). للترمذي (¬1). ¬
8086 - أبو هريرة رفعه: ((إن الله إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضى بينهم، وكل أمةٍ جاثيةٍ، فأول من يدعو به رجلٌ جمع القرآن، ورجل قتل في سبيل الله، ورجلٌ كثيرُ المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك بما أنزلت على رسولي؟ فقال: بلى يا رب! قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل، وآناء النهار، فيقول الله: كذبت، وتقول الملائكة كذبت، ويقول الله له: بل أردت أن يقال: فلان قارئ وقد قيل ذلك، ويؤتى بصاحب المال، فيقول الله: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحدٍ؟ قال: بلى يا رب! قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم، وأتصدق، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جوادٌ -[362]- فقد قيل ذلك، ثم يؤتى بالذي قتل في سبيل الله، فيقول الله: فيماذا قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك، فقاتلت حتى قتلت، فيقول الله: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جريء، فقد قيل ذلك، ثم ضرب - صلى الله عليه وسلم - على ركبتي، فقال: يا أبا هريرة أولئك الثلاثة، أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة)). لمسلم والترمذي والنسائي بقصة (¬1). ¬
8087 - وعنه رفعه: ((تعوذوا بالله من جب الحزن، قالوا: وما جب الحزن؟)) قال: ((وادٍ في جهنم، تتعوذ منه جهنم كل يوم مائة مرةٍ))، قيل: من يدخله؟ قال: ((القراء المراءون بأعمالهم)). للترمذي (¬1). ¬
8088 - وعنه رفعه: ((قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)). لمسلم (¬1). ¬
8089 - وعنه أن رجلاً قال: يا رسول الله الرجل يعمل العمل فيُسِر، فإذا اطُّلِع عليه أعجبه ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: له أجران، أجر السر وأجر العلانية. للترمذي وقال: فسر بمن يعجبه ثناء الناس عليه بالخير، لحديث أنتم شهداء الله في الأرض، أما إذا أعجبه ليعلم الناس منه الخير، ويكرم، ويعظم على ذلك، فهذا رياءٌ، وقيل إذا أعجبه رجاء أن يعمل بعمله، فيكون له مثل أجورهم، فهذا له مذهب أيضاً (¬1). ¬
8090 - أبو بكرة رفعه: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً، الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ألا وشهادة الزور، وقول الزور، وكان متكئاً، فجلس ومازال يكررها حتى قلنا ليته سكت. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8091 - أبو هريرة رفعه: ((اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، والزنا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)). للشيخين وأبي داود النسائي (¬1). ¬
8092 - عبيد بن عمير، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وقد سأله رجل عن الكبائر فقال: هن تسع، فذكر، الشرك، والسحر، وقتل النفس، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات، وعقوق الوالدين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتاً. لرزين (¬1). ¬
8093 - ابن عمرو بن العاص رفعه: ((الكبائر، الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس)). للبخاري والترمذي والنسائي (¬1). ¬
8094 - بريدة رفعه: ((إن أكبر الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ومنع فضل الماء، ومنع الفحل)). للبزار بضعف (¬1). ¬
النفاق والمزاح والمراء
النفاق والمزاح والمراء
8095 - ابن عمرو بن العاص رفعه: ((أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلةٌ منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) (¬1). ¬
8096 - وفي رواية: ((وإذا وعد أخلف)). للستة إلا مالكًا. وقال الترمذي: معناه عند أهل العلم: نفاق العمل، وإنما كان نفاق التكذيب على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
8097 - ولمسلمٍ عن أبي هريرة: ((آية المنافق ثلاثة، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم)) بنحوه (¬1). ¬
8098 - أبو هريرة رفعه: ((خصلتان لا تجتمعان في منافقٍ، حسنُ سمت، ولا فقه في الدين)). للترمذي (¬1). ¬
8099 - ابن عمر رفعه: ((مثل المنافق كالشاة العائر بين الغنمين، تعير إلى هذه مرةً، وإلى هذه مرةً)). لمسلم والنسائي (¬1). ¬
8100 - وعنه: وقد قيل له: إنا لندخل إلى سلطاننا وأمرائنا، فنقول لهم، بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، فقال: كنا نعد هذا نفاقاً على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان (¬1). ¬
8101 - وفي رواية: قال: إن المنافقين اليوم شرٌ منهم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، قيل: وكيف ذلك؟ قال: كانوا يومئذ يسرون، واليوم يجهرون. للبخاري (¬1). ¬
8102 - حذيفة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلمه اثني عشر منافقاً، منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، وأربعة لم أحفظ ما قال فيهم (¬1). ¬
8103 - وفي رواية: ثمانية تكفيكهم الدبيلة، سراج من نارٍ يظهر في أكتافهم حتى ينجم (من) (¬1) صدورهم. لمسلم (¬2). ¬
8104 - أبو الطفيل: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك الله! كم كان أصحاب العقبة، فقال له القوم: أخبره إذ سألك، فقال: كنا نخبر أنهم أربعة عشر، فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر، وأشهد بالله أن اثنى عشر منهم حرب لله ولرسوله، في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد، وعذر ثلاثة، قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا علمنا بما أراد القوم، وقد كان في حرة فمشى فقال: إن الماء قليل، فلا يسبقني إليه أحد، فوجد قوماً قد سبقوه فلعنهم يومئذ. لمسلم (¬1). ¬
8105 - وللكبير: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك انتهى إلى عقبة، فأمر منادياً فنادى لا يأخذن العقبة أحد، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذها، وكان - صلى الله عليه وسلم - يسير، وحذيفة يقوده، وعمار يسوقه، فأقبل رهط متلثمين على الرواحل حتى غشوه، فرجع عمار فضرب وجوه الرواحل، فقال - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة: ((قد قد))، ولعمار ((سق سق))، حتى أناخ، فقال لعمار: ((هل تعرف القوم؟)) قال: لا، كانوا متلثمين، قال: ((أتدري ما أرادوا؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم قال: ((أرادوا أن ينفردوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطرحوه من العقبة))، فلما كان بعد ذلك نزع بين عمار وبين رجلةٍ منهم شيء، فقال: أنشدك بالله! كم أصحاب العقبة الذين أرادوا أن يمكروا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نرى أنهم أربعة عشر، فذكره إلى يوم يقوم الأشهاد (¬1). (وتسمية أصحاب هذه العقبة) معتب بن قشير شهد بدراً، وهو الذي قال: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا وقال: يعدنا محمد كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا لا يأمن على خلائه، ووديعة بن ثابت، وهو الذي قال: إنما كنا نخوض ونلعب، (وجدير) (¬2) بن عبد الله بن نبتل، وهو الذي قال جبريل عليه السلام: يا محمد من هذا الأسود كثير شعر عينيه، كأنهما قدران من صفر، ينظر بعيني شيطان، وكبده كبد حمار، يخبر المنافقين بخبرك، والحارث بن يزيد، وهو الذي سبق إلى الوشل التي نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسبقه أحد فاستقى منها، أربعتهم من بنى عمرو بن عوف وأوس بن قبطى الذي قال: إن بيوتنا -[366]- عورة، وسعيد بن زرارة، المدخن على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسويد وراعش بن بلحبلى، وهما ممن جهز ابن أُبي في غزوة تبوك يخذلان الناس، وقيس بن عمرو، وزيد بن اللصيب، وسلالة بن الحمام، وهما من يهود بني قينقاع، والجلاس ابن سويد، قيل إنه تاب بعد ذلك (¬3). ¬
8106 - سلمة بن الأكوع: عدنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً موعوكاً، فوضعت يدي عليه، فقلت: والله ما رأيت كاليوم رجلاً أشد حراً فقال: ((ألا أخبركم بأشد حراً منه يوم القيامة؟ هذينك الرجلين المقنيين، لرجلين حينئذ من أصحابه)). لمسلم (¬1). ¬
8107 - ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من الصحابة، قد شهدوا بدراً، كلهم يخاف النفاق على نفسه، ولا يأمن المكر على دينه، ما منهم من أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل. للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
8108 - أبو هريرة رفعه: ((إن للمنافقين علامات يعرفون بها، تحيتهم لعنة، وطعامهم نهبة، وغنيمتهم غلول، لا يقربون المساجد إلا هجراً ولا يأتون الصلاة إلا دبراً مستكبرين، لا يألفون ولا يؤلفون، خشب بالليل صخب بالنهار)). لأحمد والبزار (¬1). ¬
8109 - سهل بن سعد رفعه: ((نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن عملاً ثار في قلبه نور)). للكبير، وفيه حاتم بن عباد بن دينار (¬1). ¬
8110 - أبو سعيد رفعه: ((لو أن أحدكم يعمل في صخرةٍ صماء، ليس لها باب ولا كوة، لخرج عمله للناس كائناً ما كان)). لأحمد والموصلي (¬1). ¬
8111 - أبو هريرة قالوا: يا رسول الله إنك لتداعبنا، قال: ((إنى لا أقول إلا حقاً)). للترمذي (¬1). ¬
8112 - أنس: أن امرأةً أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: احملنا على بعير فقال: ((أحملكم على ولد الناقة))، قالت: وما نصنع بولد الناقة؟ فقال: ((هل تلد الإبل إلا النوق)) (¬1). ¬
8113 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((يا ذا الأذنين، - يعني: يمازحه-)). هما لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8114 - أم سلمة قالت: خرج أبو بكر في تجارة إلى بصري قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بعام، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا شهدا بدراً، وكان نعيمان على الزاد، وكان سويبط رجلاً مزاحاً، فقال لنعيمان: أطعمني، قال: حتى يجيء أبو بكر، قال: أما لأغيظنك، فمروا بقوم، فقال لهم سويبط: تشترون مني عبداً لي؟ فقالوا: نعم قال: إنه عبد له كلام وهو قائل لكم إني حُر، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه، فلا تفسدوا على عبدي، فقالوا: لا بل نشتريه منك، فاشتروه بعشرة قلائص، ثم أتوه، فوضعوا في عنقه عمامةً أو حبلاً، فقال نعيمان: إن هذا يستهزئ بكم، وإني حر لست بعبد، فقالوا: قد أخبرنا خبرك، فانطلقوا به، فجاء أبو بكر، فأخبروه، فاتبع القوم، ورد عليهم القلائص وأخذ نعيمان، فلما قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه فضحك - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه منه حولاً. للقزويني. بضعف (¬1). ¬
8115 - أسيد بن حضير: أن رجلاً من الأنصار كان فيه مزاح، فبينما هو يحدث القوم يضحكهم، إذ طعنه النبي - صلى الله عليه وسلم - في خاصرته بعود كان في يده، فقال: ((اصبرني)) يا رسول الله، فقال: اصطبر، قال: إن عليك قميصاً وليس علىّ قميص، فرفع - صلى الله -[368]- عليه وسلم - قميصه، فاحتضنه، وجعل يقبل كشحه فقال: إنما أردت هذا يا رسول الله (¬1). ¬
8116 - عبد الله بن السائب بن يزيد، عن أبيه، عن جده رفعه: ((لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعباً جاداً)) (¬1). ¬
8117 - ابن أبي ليلى: حدثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يسيرون معه، فقام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه، فأخذه، ففزع، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً)). هي لأبي داود (¬1). ¬
8118 - أبو أمامة رفعه: ((من ترك المراء وهو مبطل، بنى له بيت في ربض الجنة، ومن تركه وهو محق، بنى له في وسطها، ومن حسن خلقه بنى له في أعلاها)) (¬1). ¬
8119 - وعنه رفعه: ((ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم تلا {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ})) [الزخرف: من الآية58]. هما للترمذي (¬1). ¬
8120 - أبو هريرة رفعه: ((المراء في القرآن كفر)). لأبي داود (¬1). ¬
8121 - عائشة رفعته: ((إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم)). للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
8122 - ابن عباس قال: لا تمار أخاك، فإن المراء لا تفهم حكمته، ولا تؤمن غائلته، ولا تعد وعداً فتخلفه. لرزين (¬1). ¬
8123 - عمر رفعه: ((لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتى يدع المزاح والكذب، ويدع المراء وإن كان محقاً)). للموصلي بخفى (¬1). ¬
8124 - ابن عمر رفعه: ((ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها)). للأوسط. بضعف (¬1). ¬
8125 - ابن عباس رفعه: ((إن عيسى عليه السلام قال: إنما الأمور ثلاثةٌ: أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه، وأمرٌ اختلف فيه فرده إلى عالمه)). ((للكبير)) (¬1). ¬
الأسماء والكنى
الأسماء والكنى
8126 - أبو الدرداء رفعه: ((إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم، وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم)). لأبي داود (¬1). ¬
8127 - وهب الجشميُّ رفعه: ((تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة)). للنسائي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
8128 - أبو هريرة رفعه: ((إن أخنع اسم عند الله رجلٌ تسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله))، قال سفيان: مثل شاهنشاه. للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8129 - جابر: أراد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن ينهى عن أن يسمى بيعلى وبركة وأفلح ويسار ونافع وبنحو ذلك، ثم رأيته سكت بعد عنها، ولم يقل شيئاً، ثم قبض - صلى الله عليه وسلم - ولم ينه عنها. لأبي داود ومسلم بلفظه (¬1). ¬
8130 - سمرة رفعه: ((أحب الكلام إلى الله أربع، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت، لا تسمين غلامك يساراً، ولا رباحاً، ولا نجيحاً ولا أفلح، فإنك تقول: أثم هو؟ فيقول: لا، إنما هن أربعٌ فلا تزيدن علي)). للترمذي وأبي داود ومسلم بلفظه (¬1). ¬
8131 - أسلم مولى عمر: أن عمر ضرب ابناً له -[371]- يكنى أبا عيسى، وأن المغيرة بن شعبة يكنى أبا عيسى، فقال له عمر: أما يكفيك أن تكنى بأبي عبد الله؟ فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كناني أبا عيسى فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وإنا بعد في جلجتنا، فلم يزل يكنى بأبي عبد الله حتى هلك. لأبي داود (¬1). ¬
8132 - يحيى بن سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للقحة تحلب: ((من يحلب هذه؟)) فقام رجلٌ، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ما اسمك؟ قال: مرة، فقال له: ((اجلس)) ثم قال: ((من يحلب هذه؟)) فقام رجلٌ فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((ما اسمك؟)) قال: حرب، فقال له: ((اجلس)) ثم قال: ((من يحلب هذه؟)) فقام رجل، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((ما اسمك؟)) قال: يعيش، فقال له: ((احلب)) (¬1). ¬
8133 - وعنه أن عمر قال لرجلٍ: ما اسمك؟ قال: جمرة، قال: ابن من؟ قال: ابن شهابٍ، قال: ممن؟ قال من الحرقة. قال: أين مسكنك؟ قال: بحرة النار، قال: بأيها؟ قال: بذات لظى. قال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا، فكان كما قال عمر. هما لمالك (¬1). ¬
8134 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً يمشى في البقيع، فسمع قائلاً يقول: يا أبا القاسم فرد رأسه إليه، فقال الرجل: يا رسول الله إني لم أعنك، وإنما دعوت فلاناً، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8135 - ولهم ولأبي داود عن جابر: ولد لرجلٍ منا غلامٌ فسمَّاه القاسم، فقلنا: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عينا، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له، فقال له: ((سم ابنك عبد الرحمن)) (¬1). ¬
8136 - وفي روايةٍ: قالت الأنصار: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عيناً، فقال -[372]- صلى الله عليه وسلم -: ((أحسنت الأنصار، تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي)) (¬1). ¬
8137 - وفي أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يجمع أحدٌ بين اسمه وكنيته فيسمى محمداً أبا القاسم (¬1). ¬
8138 - أبو رافع رفعه: ((إذا سميتم محمداً في تضربوه ولا تحرموه)). للبزار (¬1). بلين. ¬
8139 - أنس رفعه: ((تسمونهم محمداً ثم تلعنونهم)) (¬1). للموصلى والبزار بلين. ¬
8140 - عبد الرحمن بن أبى ليلى: نظر عمر إلى ابن عبد الحميد وكان اسمه محمداً- ورجلٌ يقولُ له: فعل الله بك يا محمدٌ، فسماه عبد الرحمن، فأرسل إلى بني طلحة وهم سبعة سيدهم وكبيرهم محمد بن طلحة، بغير أسماءهم، فقال محمد: أذكرك الله يا أمير المؤمنين، فوالله محمد - صلى الله عليه وسلم - سماني، فقال: قوموا فلا سبيل إلى شيء سماه - صلى الله عليه وسلم -. لأحمد و ((الكبير)) (¬1). ¬
8141 - عائشة: قالت امرأةٌ: يا رسول الله إني ولدت غلامًا فسميته محمداً، وكنيته أبا القاسم، فذكر لي أنك تكره ذلك فقال: ما الذي أحل اسمي، وحرم كنيتي؟ أو ما الذي حرم كنيتي وأحل اسمي (¬1). ¬
8142 - محمد ابن الحنفية، عن أبيه: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن ولد لي بعدك ولد أسميه باسمك، وأكنيه بكنيتك؟ قال: ((نعم)). هما لأبي داود (¬1). ¬
8143 - ابن عباس رفعه: ((من ولد له ثلاثة فلم يسم أحدهم محمداً فقد جهل)). ((للكبير)) بضعف (¬1). ¬
8144 - سهل بن سعد: وقد قيل له: هذا فلانٌ لأمير المدينة يذكر علياً عند المنبر يقول: أبو ترابٍ فضحك سهل وقال: والله ما سماه به إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - وما كان له اسم أحب إليه منه، جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ببيت فاطمة ولم يجد علياً، فقال: ((أين ابن عمك؟)) فقالت: كان بيني وبينه شيءٌ فغاضبني، فخرج ولم يقل عندي، فقال - صلى الله عليه وسلم - لإنسان: ((انظر أين هو؟)) فقال: هو في المسجد راقدٌ فجاءه - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجعٌ قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((قم أبا تراب، قم أبا ترابٍ)). للشيخين (¬1). ¬
8145 - أسماء بنت أبي بكر أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت: فخرجت وأنا متمٌ، فقدمت المدينة، فنزلت بقباء فولدته بقباء، ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرةٍ فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم حنكه بالتمرة، ثم دعا له، وبرَّك عليه، فكان أول مولود ولد في الإسلام (¬1). ¬
8146 - زاد في روايةٍ: ففرحوا به فرحاً شديداً؛ لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد سحرتكم، فلا يولد لكم. للشيخين (¬1). ¬
8147 - ولهما نحوه عن عائشة وفيه: وسمَّاه عبد الله (¬1). ¬
8148 - أبو موسى: ولد لي غلامٌ فأتيت به النبي - صلى الله -[374]- عليه وسلم - فسماه إبراهيم، وحنكه بتمرةٍ ودعا له بالبركة، وفدعه إليَّ، وكان أكبر ولد أبي موسى. للشيخين (¬1). ¬
8149 - عائشة قلت: يا رسول الله كل صواحبي لهن كنى، قال: فاكتنى بابنك عبد الله بن الزبير، فكانت تكنى أم عبد الله. لأبي داود (¬1). ¬
8150 - ابن مسعود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كناه أبا عبد الرحمن ولم يولد له. ((للكبير)) (¬1). ¬
8151 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغير الاسم القبيح. للترمذي (¬1). ¬
8152 - أبو هريرة: أن زينب هي بنت أبي سلمة كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها، فسمَّاها النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - زينب. للشيخين (¬1). ¬
8153 - ابن عباس: كان اسم جويرية بنت الحارث، برة، فحول النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة (¬1). ¬
8154 - زينب بنت أبي سلمة: كان اسمي برة فسماني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - زينب، ودخلت عليه زينب بنت جحشٍ واسمها برة فسماها زينب. هما لمسلم (¬1). ¬
8155 - شريح بن هانئ، عن أبيه: قال لما وفد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مع قومه سمعهم يكنونه بأبى الحكم، فدعاه - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن الله هو الحَكم، وإليه الحُكم، فلم تكنى أبا الحكم؟ فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضى كلا الفريقين بحكمي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما -[375]- أحسن هذا، فما لك من الولد؟)) قال: لي شريحٌ ومسلم وعبد الله، قال: ((فمن أكبرهم؟)) قلت: شريح. قال: ((فأنت أبو شريح)). لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
8156 - أسامة بن أخدري: أن رجلاً كان اسمه أصرم، كان في نفرٍ أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: ((ما اسمك؟)) قال: أصرم. قال: ((بل أنت زرعة)). لأبي داود (¬1). ¬
8157 - سعيد بن المسيب: أن أباه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما اسمك؟)) قال: حزن، قال: ((أنت سهلٌ))، قال: لا أغير اسماً سمانيه أبي (¬1). ¬
8158 - وفي روايةٍ: أن جده حزناً قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه. وفيه: قال ابن المسيب: مازالت فينا الحزونة بعد (¬1). ¬
8159 - وفي أخرى: قال: لا، السهل يوطأ ويمتهن، قال سعيد: فظننت أنه سيصيبنا بعده حزونة. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
8160 - وقال: غير النبي - صلى الله عليه وسلم - اسم العاص، وعزيز، وعتلة، وشيطان، والحكم، وغرابٍ، وحبابٍ، وشهابٍ، فمساه هشاماً، سمَّى حرباً سلماً، وسمى المضطجع المنبعث، وأرضاً تسمى عفرة، سماها خضرة، وشعب الضلالة سماه شعب الهدى، وبنى الزينة سماهم بني الرشدة، وسمى بني معاوية بني رشدٍ. قال أبو داود: تركت أسانيدها للاختصار (¬1). ¬
8161 - خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: -[376]- ((ما اسمك؟)) قلت: عبد العزى، قال: ((بل أنت عبد الرحمن)). للكبير وللبزار: ما اسمك؟ قلت: عزيزٌ. قال: ((الله العزيزُ)) (¬1). ¬
8162 - وعنه، عن أبيه رفعه: ((لا تسمِّ ابنك الحباب، فإن الحباب شيطانٌ، ولكن هو عبد الرحمن)). ((للكبير)) بقصة (¬1). ¬
8163 - ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير اسم عاصية وسماها جميلة. لمسلم والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
8164 - مسروق لقيت عمر فقال: من أنت؟ قلت: مسروقُ ابن الأجدع، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: الأجدع شيطانٌ. لأبي داود (¬1). ¬
8165 - سهل بن سعد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى بالمنذر ابن أبي أسيدٍ حين ولد، فوضعه على فخذه، وأبو أسيدٍ جالسٌ، فلها النبي - صلى الله عليه وسلم - بشيء كان بين يديه فأمر أبو أسيدٍ بابنهٍ فاحتمل من على فخذ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلبوه، فاستفاق - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أين الصبي؟ فقال أبو أسيدٍ: قلبناه يا رسول الله. قال: ما اسمه؟ قال: فلانٌ قال: ((لا، ولكن اسمه المنذر))، فسماه يومئذ المنذر. للشخيين (¬1). ¬
8166 - رجل من جهينة قال: سمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: يا حرام فقال: يا حلال. لأحمد (¬1). ¬
8167 - عليّ: لما ولد الحسن سماه حمزة، فلما ولد الحسين سماه بعمه جعفرٍ، قال: فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إني أمرت أن -[377]- أغير اسم ابني هذين))، قلت: الله ورسوله أعلم، فسماهما حسناً وحسيناً. لأحمد والموصلي والبزار والكبير (¬1). ¬
8168 - وعنه: لما ولد الحسن سميته حرباً، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أروني ابني ما سميتموه؟)) قلت: حرباً، قال: ((بل هو حسن))، فلما ولد الحسين سميته حرباً، فجاء - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أروني ابني ما سميتموه؟)) قلت: حرباً، قال: ((بل هو حسينٌ))، فلما ولد الثالث سميته حرباً فجاء - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أروني ابني ما سميتموه؟)) قلت: حرباً، قال: ((بل هو محسن))، ثم قال: ((سميتهم بأسماء ولد هارون بشر، وبشير ومبشرٍ)). لأحمد والبزار إلا أنه قال: جبرٍ وجبيرٍ ومجبرٍ (¬1). ¬
8169 - وله وللكبير نحوه وفيه: وكنت أحِبُّ أن أكنى بأبي حربٍ (¬1). ¬
8170 - عبد الله بن سلام: كان اسمي في الجاهلية غيلان، فسماني النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله. ((للكبير)) بضعف (¬1). ¬
8171 - يزيد بن جارية الأنصاري: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان إذا لم يحفظ اسم رجل قال: ((يا ابن عبد الله)). للأوسط والصغير بخفى (¬1). ¬
8172 - أبو هريرة: ((لا تسموا العنب الكرم، فإن الكرم المسلم)) (¬1). ¬
8173 - وفي روايةٍ: ولكن قولوا: ((حدائق وأعناب)) (¬1). ¬
8174 - وفي أخرى: ((إنما الكرم قلب المؤمن)). للشيخين وأبى داود (¬1). ¬
8175 - ولمسلم عن وائل بن حجرٍ رفعه: ((لا تقولوا الكرم، ولكن قولوا: العنب والحبلة)) (¬1). ¬
الشعر
الشّعر
8176 - أُبىّ: إن من الشعر حكمةً. للبخاري وأبي داود (¬1). ¬
8177 - وله عن ابن عباسٍ: جاء أعرابيُّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يتكلم بكلام فقال: ((إن من البيان سحرًا، وإن من الشعر حكمًا)) (¬1). ¬
8178 - أبو هريرة: ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه، خير له من أن يمتلئ شعراً)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8179 - أبو سعيد: بينا نحن نسير مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعرج، إذ عرض شاعرٌ ينشد، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((خذوا الشيطان، أو أمسكوا الشيطان، لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا)). لمسلم (¬1). ¬
8180 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يضع لحسان منبراً في المسجد يقوم عليه قائماً يفاخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو ينافح فيقول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح أو فاخر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)). للبخاري وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8181 - عمرو بن شريد، عن أبيه: ((ردفت النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً فقال: هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت؟)) قلت: ((نعم))، قال: ((هيه)) فأنشدته بيتاً، قال: ((هيه)) فأنشدته، فقال: ((هيه)) فأنشدته فقال: ((هيه)) فأنشدته مائة بيتٍ (¬1). ¬
8182 - وفي روايةٍ: لقد كاد يسلم في شعره. لمسلم (¬1). ¬
8183 - جابر بن سمرة: جالست النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مائة مرةٍ، فكان أصحابه يتناشدون الشعر، ويتذاكرون شيئاً من أمر الجاهلية، وهو ساكت، فربما تبسم معهم. للترمذي (¬1). ¬
8184 - أبو هريرة: أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد، فلحظ إليه شزراً فقال: لقد كنت أنشد فيه وفيه من هو خيرٌ منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك الله أسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أجب عنِّي، اللهم أيده بروح القدس؟)) فقال: اللهم نعم. للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
8185 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء، وعبد الله بن رواحة يمشي بين يديه، ويقول: خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تنزيله، ضرباً يزيل الهام عن مقيله، ويذهل الخليل عن خليله، فقال له عمر: يا ابن رواحة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي حرم الله، تقول الشعر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خل عنه يا عمر، فلهي أسرع فيهم من نضح النبل)). للترمذي والنسائي ومر في عمرة القضاء بوجه آخر (¬1). ¬
8186 - وعنه: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((ويحك يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير)). للشيخين (¬1). ¬
8187 - وفي رواية: قال أبو قلابة: تكلم - صلى الله عليه وسلم - بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه (¬1). ¬
8188 - أبو هريرة: ((إن أخاً لكم لا يقول الرفث)) يعني: ابن رواحة، قال: وفينا رسولُ الله يتلو كتابه ... إذا انشق معروف من الفجر ساطع أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات أن ما قال واقع يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالمشركين المضاجع للبخاري (¬1). ¬
8189 - البراء: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم قريظة لحسان: ((اهج المشركين فإنَّ جبريل معك)) (¬1). ¬
8190 - عائشة: استأذن حسان النبي - صلى الله عليه وسلم - في هجاء المشركين، فقال: ((كيف بنسبي؟)) قال: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين (¬1). ¬
8191 - وفي روايةٍ: قال حسان: يا رسول الله ائذن لي في أبي سفيان. قال: ((كيف بقرابتي منهم؟))، قال: والذي أكرمك لأسلنك كما تسل الشعرة من الخمير، فقال حسان: وإن سنام المجد من آل هاشمٍ ... بنو بنت مخزوم ووالدك العبد قصيدته هذه للشيخين (¬1). ¬
8192 - ولمسلمٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اهجوا قريشاً، فإنه أشد عليهم من رشق النبل))، فأرسل إلى ابن رواحة فقال: ((اهجهم)) فهجاهم فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان، فلما دخل عليه قال حسان: قد آن -[381]- لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه، فجعل يحركه فقال: والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فرى الأديم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تعجل فإن أبا بكر أعلم قريشٍ بأنسابها، وإن لي فيهم نسباً حتَّى يخلص لك نسبي))، فأتاه حسان، ثم رجع، فقال: والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، قالت عائشة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((هجاهم حسان فشفى واشتفى)). قال حسان: هجوت محمداً فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء هجوت محمداً براً تقيًّا ... رسول الله شيمته الوفاء وإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء ثكلت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع من كنفي كداء يبارين الأعنة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظماء جج تظل جيادنا متمطرات ... تلطمهن بالخمر النساء فإن أعرضتمو عنا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء وإلا فاصبروا لضراب يوم ... يعز الله فيه من يشاء وقال الله قد أرسلت عبدًا ... يقول الحق ليس به خفاء وقال الله قد يسرت جندًا ... هم الأنصار عرضتها اللقاء لنا في كل يوم من معد ... سباب أو قتال أو هجاء فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء (¬1). ¬
أبو هريرة: ((أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيدٍ: ألا كل شيء ما خلا الله باطل. وكاد ابن أبي الصلت يسلم)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8194 - عائشة: قيل لها: هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان يتمثل بشعر ابن رواحة ويتمثل ويقول: ((ويأتيك بالأخبار من لم تزود)). للترمذي (¬1). ¬
8195 - جندب: بينما نحن عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أصابه حجر فعثر، فدميت إصبعه، فقال: هل أنت إلا إصبع دميت. وفي سبيل الله ما لقيت؟ للشيخين (¬1). ¬
8196 - عائشة: سئلت هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتسامع عنده الشعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه. لأحمد (¬1). ¬
8197 - أبو هريرة: ((امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار)). لأحمد والبزار وفيه أبو الجهيم شيخ هشيم (¬1). ¬
8198 - شداد بن أوس رفعه: ((من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة، لم تقبل له صلاة تلك الليلة)). لأحمد والبزار والكبير بلين (¬1). ¬
8199 - ابن عمر: الشعر بمنزلة الكلام، فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام. ((للأوسط)) (¬1). ¬
8200 - عبد الله بن رواحة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول؟)) قلت: أنظر ثم أقول، قال: ((عليك بالمشركين))، ولم أكن أعددت لذلك شيئًا، فقلت: فخبروني أثمان العباء متى. كنتم مطاريق أو دانت لكم مضر. نظرت الكراهية في وجهه - صلى الله عليه وسلم - أن جعلت قومه إثمان العباء، فنظرت، ثم قلت: يا هاشم الخير إن الله فضلكم ... على البرية فضلاً ما له غير -[383]- إني تفرست فيك الخير أعرفه ... فراسةً خالفتهم في الذي نظروا ولو سألت أو استنصرت بعضهم ... في جل أمرك ما آووا ولا نصروا فثبت الله ما آتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصرًا كالذي نصروا قال: ((وأنت فثبتك الله يا ابن رواحة)). ((للكبير)) (¬1). ¬
8201 - عمرو بن مسلم الخزاعي، عن أبيه: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنشدته قول سويد بن عامر المصطلق: لا تأمنن وإن أمسيت في حرم ... إن المنايا بجنبي كل إنسان ... واسلك طريقك تمشي غير مختشعٍ ... حتى تلافي ما يمني لك الماني فكل ذي صاحب يومًا مفارقه وكل ... زادٍ وإن أبقيته فاني والخير والشرَّ مقرونان في قرنٍ بكل ذلك يأتيك الجديدان فقال - صلى الله عليه وسلم -: لو أدركني هذا لأسلم. للكبير، والبزار (¬1). ¬
8202 - النابغة أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنشدته من قولي: علونا العباد عفةً وتكرمًا ... وإن لنرجو فوق ذلك مظهرًا فقال: ((أين المظهر يا أبا ليلى؟)) قلت: الجنة، قال: ((أجل إن شاء الله)) ثم قال: ((أنشدني)) فأنشدته من قولي: ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمى صفوة أن يكدرا ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا قال: ((أحسنت لا يفضض الله فاك)) للبزار بلين (¬1). ¬
8203 - العجاج سأل أبا هريرة ما تقول في هذا؟ طاف الخيالان فهاجا سقمًا ... خيال سلمى وخيال تكتما قامت تريك رهبةً أن تصرما ... ساقًا بخنداة وكعبًا أدرما فقال أبو هريرة: كنا ننشد هذا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يعيبه (¬1). للبزار وفيه: رفيع بن سلمة. ¬
كتاب البر والصلة
كتابُ البرِِّ والصلة
بر الوالدين
برُّ الوالدين
8204 - أبو هريرة: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسولَ الله، من أحقُّ الناسِ بحسنِ صحابتي؟ قال: ((أمُّكَ))، قال ثُمَّ منْ؟ قال: ((ثم أمُّك))، قال ثمَّ من؟ قال: ((ثمَّ أمُّكَ))، قال ثمَّ منْ؟ قال: ((ثمَّ أبوكَ)) (¬1). ¬
8205 - وفي رواية: قال: ((أمُّكَ، ثمَّ أمُّك، ثمَّ أباكَ، ثمَّ أدناكَ فأدناكَ)) (¬1). للشيخين. ¬
8206 - كليب بن منفعة: عن جده قال: يا رسولَ الله، من أبرُّ؟ قال: ((أمُّك، وأباكَ، وأختُك، وأخاكَ، ومولاك الذي يلي ذلك، حقًا واجبًا ورحمًا موصولة)) (¬1). ¬
8207 - ابن عمرو بن العاص: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أتاه رجلٌ فقال: يا رسولَ الله، إنَّ لي مالاً وولدًا، وإنَّ أبي يحتاجُ مالي، فقال: ((أنتَ ومالكَ لوالدكَ، إنَّ أولادكُم من أطيب كسبكُم، فكلوا من كسبِ أولادكُم)) (¬1). هما لأبي داود. ¬
8208 - أبو هريرة: رفعه: ((رغم أنفُه، رغم أنفُه، رغم أنفُه))، قيل: من يا رسولَ اللهِ؟ قال: ((من أدركَ والديه عند الكبرِ أو أحدهما ثمَّ لم يدخلِ الجنةَ)). لمسلم.
8209 - وعنه: رفعه: ((لن يجزى ولدُ والدِهِ إلا أن يجدهُ مملوكًا فيشتريه فيعتقه)) (¬1). لمسلم، والترمذي، وأبي داود. ¬
8210 - ابن عمرو بن العاص: رفعه: ((رضا الربِّ في رضا الوالدِ، وسخطُ الربِّ في سخطِ الوالدِ)) (¬1). للترمذي. ¬
8211 - وعنه: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنه في الجهادِ، فقال: ((أحيٌّ والداكَ))؟ قال: نعم، قال: ((ففيهما فجاهدِ)) (¬1). للستة إلا مالكًا. ¬
8212 - وفي رواية: جاءَ رجلٌ فقال: جئتُ أبايُعكَ على الهجرةِ، وتركتُ أبوىَّ يبكيان، قال: ((فارجع إليهما فأضحكُهما كما أبكيتهُما)) (¬1). ¬
8213 - معاوية بن جاهمة: أنَّ جاهمةَ قال: يا رسولَ الله، أردتُ أن أغزو وقد جئتُ أستشيرُك، فقال: ((هل لك من أمٍّ؟)) قال: نعم، قال: ((فألزمها فإنَّ الجنةَ عند رجلها)). للنسائي (¬1). ¬
8214 - ابن عمر: كانت تحتي امرأةٌ أحبُها، وكان عمرُ يكرهُها، فقال لي: طلِّقها فأبيتُ، فأتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: ((طلِّقْها)) (¬1). للترمذي، وأبي داود. ¬
8215 - أبو الدرداء: قال له رجلٌ: إنَّ لي امرأةً وإنَّ أمي تأمرني بطلاقها، فقال أبو الدرداءَ: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((الوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنةِ، فإن شئتَ فأضع ذلك الباب أو أحفظْه)) (¬1). للترمذي. ¬
8216 - أسماء بنت أبي بكر: قدمت على أُميِّ وهي مشركةٌ، فاستفتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قلتُ: قدمت على أُميِّ وهي راغبةٌ أفأصلُ أمي؟ قالَ: ((نعم، صِلى أمَّكِ)). للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
8217 - ابن عمر: قال رجلٌ: يا رسولَ الله، إنِّي أصبتُ ذنبًا عظيمًا فهل لي من توبةٍ؟ قالَ: ((هل لك من أمٍ))؟ قال: لا، قال: ((فهل لك من خالةٍ؟)) قال: نعم، قال: ((فبرَّها)) (¬1). للترمذي. ¬
8218 - أبو أسيد الساعدي: أنَّ رجلاً قالَ: يا رسولَ الله، هل بقي من برِّ أبويَّ شيءٌ أبرهما به بعد موتهما؟ قال: ((نعم الصلاةُ عليهما، والاستغفارُ لهما، وإنفاذُ عهدهما من بعدهما، وصلةُ الرحمِ التي لا توصلُ إلاَّ بهما، وإكرامُ صديقهِما)) (¬1). لأبي داود. ¬
8219 - ابن عمر: أنَّه كان إذا خرجَ إلى مكة كان له حمارٌ يتروَّحُ عليه إذا ملَّ ركوبَ الراحلةِ، وعمامةٌ يشدُّ بها رأسه، فبينما هو يومًا على ذلك الحمارِ إذ مرَّ به أعرابيٌ، فقال: ألستَ فلانَ بنَ فلانٍ؟ قال: بلى، فأعطاه الحمارَ، فقال: اركب هذا، والعمامةَ وقال: اشدد بها رأسَك، فقال له بعضُ أصحابهِ: غفر الله لك، أعطيت هذا الأعرابي حمارًا كنت تروحُ عليه، وعمامةً كنت تشدُّ بها رأسَك، فقال: إنِّي سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إنَّ من أبرِّ البرِّ صلةُ الرجلِ أهل ودِّ أبيه بعد أن يولي))، وإنَّ أباه كان ودًا لعمرَ (¬1). لأبي داود، والترمذي، ومسلم بلفظه. ¬
8220 - عمر بن السائب: بلغه: أنَّ النبيَ - صلى الله عليه وسلم - كان جالسًا يومًا فأقبل أبوه من الرضاعةِ، فوضع له بعض ثوبهِ فقعدَ عليه، ثم أقبلتْ أمُّه من الرضاعةِ، فوضعَ لها شقَّ ثوبهِ من جانبهِ الآخرِ فجلست عليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعةِ فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فأجلسهُ بين يديهِ (¬1). لأبي داود. ¬
8221 - أنس: انطلقَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أمِّ أيمنَ، فانطلقتُ معه فناولته إناءً فيه شرابٌ، فلا أدري أصادفته صائمًا أو لم يُردْه، فجعلت تصخبُ عليه، وتذمَّرُ عليه. لمسلم.
8222 - عمر بن السائب: بلغه: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - شفع أمَّه التي أرضعته فيما استشفعتْ إليهِ فيهِ من وفدِ هوازنَ وأكرمها، وأباه من الرضاعةِ بأن بسَطَ لهما رداءه فأجلسهُما عليه.
8223 - زيد بن أرقم: رفعه: ((من حجَّ عن أحدِ أبويهِ، أجزأ ذلك عنه، وبشرَّ روحه بذلك في السماءِ، وكُتب عند الله بارًا ولو كان عاقًا)) (¬1). ¬
8224 - وفي رواية: ((كتُب لأبيه بحجٍّ وله بسبعٍ)). هما لرزين.
8225 - معاذ بن أنس: رفعه: ((من برَّ والديهِ طوبى له، زاد الله في عمرهِ)) (¬1). للموصلي، والكبير بلين. ¬
8226 - عائشة: أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ ومعه شيخٌ، فقالَ له: ((يا فلانُ من هذا معك؟)) قال: أبى، قال: ((فلا تمش أمامه، ولا تجلس قبله، ولا تدْعُه باسمهِ، ولا تستسب له)) (¬1). للأوسط بلين. ¬
8227 - ابن عمر: رفعه: ((برُّوا آباءكم، تبرَّكم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم)) (¬1). للأوسط. ¬
8228 - أبو هريرة: رفعه: ((أعينوا أولادكم على البرِّ، من شاءَ استخرجَ العقوق لولدهِ)) (¬1). للأوسط بخفي. ¬
بر الأولاد والأقارب، وبر اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك
برّ الأولاد والأقارب، وبرّ اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك
8229 - عائشة: دخلت عليَّ امرأةٌ ومعها ابنتان لها تسألُ، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرةٍ، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيهاولم تأكل منها، ثم خرجت فدخل علىَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُه، فقال: ((من اُبتلي من هذه البناتِ بشيءٍ فأحسنَ إليهنَّ، كنَّ له سترًا من النار)). للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
8230 - سراقة بن مالك: رفعه: ((ألا أدلك على أفضل الصدقةِ؟ ابنتك مردودةٌ إليك، ليسَ لها كاسبٌ غيرك)) (¬1). للقزويني. ¬
8231 - أنس: رفعه: ((من عالَ جاريتينِ حتى تبلغا، جاء يوم القيامةِ أنا وهو)) وضمَّ أصابعه. للترمذي، ومسلم بلفظه (¬1). ¬
8232 - أبو سعيد: رفعه: ((من عالَ ثلاثَ بناتٍ، أو ثلاثَ أخواتٍ، أو أختين، أو بنتينِ، فأدبهنَّ وأحسن إليهن، وزوَّجهنَّ فله الجنةٌ)).للترمذي، وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
8233 - ابن عباس: رفعه: ((من كانت له أنثى فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده يعني: الذكورَ عليها أدخله الله الجنةَ)) (¬1). ¬
8234 - عوف بن مالك الأشجعي: رفعه: ((أنا وامرأةٌ سفعاءُ الخدينِ كهاتينِ يومَ القيامة، وأومأ بيده)) يزيد بن زريع: الوسطى والسبابة، ((امرأةٌ آمت من زوجها ذات منصبٍ وجمالٍ، حبستْ نفسها على يتاماها، حتى بانوا أو ماتوا)). هما لأبى داود (¬1). ¬
8235 - خولة بنت حكيم: خرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يومٍ وهو محتضنٌ أحد ابني ابنته وهو يقولُ: ((إنكم لتبخلونَ، وتجبنون، وتجهلونَ، وإنكم لمن ريحان الله)) (¬1). ¬
8236 - سعيد بن العاص: رفعه: ((ما نحلَ والدٌ ولدًا من نحلِ أفضلَ من أدبٍ حسنِ)) (¬1). ¬
8237 - عائشة: رفعته: ((خيرُكم خيرُكم لأهلهِ، وأنا خيرُكُم لأهلي، وإذا ماتَ صاحبُكُم فدعوه)) (¬1). هي للترمذي. ¬
8238 - سهل بن سعد: رفعه: ((أنا وكافلُ اليتيم في الجنةِ هكذا))، وأشارَ بالسبابة والوسطى، وفرَّج بينهما شيئًا. للبخاري، والترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
8239 - ابن عباس: رفعه: ((من قبضَ يتيمًا من بين المسلمين إلى طعامه وشرابهِ، أدخله الله الجنةَ البتةَ، إلا أن يكون قد عمل ذنبًا لا يُغفر)). للترمذي (¬1). ¬
8240 - أبو هريرة: أنَّ رجلاً شكا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قسوةَ قلبهِ، فقال: ((امسح رأسَ اليتيم، وأطعم المسكينَ)). لأحمد (¬1). ¬
8241 - وعنه: رفعه: ((خيرُ بيتٍ في المسلمينَ، بيتٌ فيه يتيمٌ يحسنُ إليه، وشرُّ بيتٍ في المسلمين، بيتٌ فيه يتيمٌ يساءُ إليه)). للقزويني بلين (¬1). ¬
8242 - أبو موسى: رفعه: ((ما قعدَ يتيمٌ مع قومٍ على قصعتهمِ فيقرب قصعتهم شيطانٌ)). للأوسط (¬1). ¬
8243 - أبو هريرة: رفعه: ((بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ، وجدَ غصنَ شوكٍ على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له)) (¬1). ¬
8244 - وفي رواية: ((لقد رأيتُ رجلاً يتقلبُ في الجنةِ في شجرةٍ قطعها من طريقِ المسلمينَ، كانت تؤذى الناس)) (¬1) َ. ¬
8245 - وفي أخرى: ((نزعَ رجلٌ لم يعمل خيرًا قط غصنَ شوكٍ عن الطريقِ)) بنحوه. للستة إلا النسائي (¬1). ¬
8246 - أبو ذر: رفعه: ((عُرضت علىَّ أعمالُ أمتي، حسنُها وسيِّئُها فوجدتُ في محاسن أعمالهِا الأذى يماطُ عن الطريق، ووجدتُ في مساوئ أعمالها النخامةَ تكونُ في المسجد لا تدفنُ)). لمسلم (¬1). ¬
8247 - أبو هريرة: رفعه: ((الساعي على الأرملةِ، والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله))، وأحسبه قال: ((وكالقائمِ لا يفترُ وكالصائمِ لا يفُطرُ)). للشيخين، والترمذي، والنسائي (¬1). ¬
8248 - ابن عمرو بن العاص: رفعه: ((أربعونَ خصلةً أعلاها منيحةُ العنز، ما من عاملٌ يعملُ بخصلةٍ منها رجاء ثوابها، وتصديق موعودها، إلا أدخله الله بها الجنة)). قال الراوي: فعددنا ما دونَ منيحة العنز من ردِّ السلام، وتشميتِ العاطسِ، وإماطةِ الأذى عن الطريق ونحوه، فما استطعنا أنْ نصلَ إلى خمسةَ عشرَ خصلةً (¬1). للبخاري، وأبي داود. ¬
8249 - أبو موسى: رفعه: ((على كلِّ مسلمٍ صدقةٌ))، قيلَ: أرأيتَ إن لم يجد؟ قال: ((يعتملُ بيديهِ، فينفعُ نفسه، ويتصدقُ))، قال: أرأيت إن لم يستطعْ؟ قال: ((يعينُ ذا الحاجةِ الملهوفَ))، قال: قيل له: أرأيت إن لم -[391]- يستطع؟ قال: ((يأمرُ بالمعروفِ أو الخيرِ))، قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: ((يمسكُ عن الشرِّ فإنها صدقةٌ)) (¬1). ¬
8250 - أبو هريرة: رفعه: ((كلُّ سُلامى من الناس عليه صدقةٌ، كل يومٍ تطلعُ فيه الشمسُ، تعدلُ بين الاثنين صدقةٌ، وتعينُ الرجلَ في دابتهِ، فتحمله عليها، أو ترفعُ له عليها متاعه صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وبكلِّ خطوةٍ تمشيها إلى الصلاةِ صدقةٌ، وتميطُ الأذى عن الطريق صدقةٌ)) (¬1). ¬
8251 - حكيم بن حزام: قال: يا رسولَ الله، أرأيت أمورًا كنتُ أتحنثُ بها في الجاهليةِ من صلاةٍ وعتاقِهِ، وصدقةٍ، هل لي فيها أجرٌ؟ قال: ((أسلمتَ على ما سلفَ لك من خيرٍ)) (¬1). ¬
8252 - وفي رواية: قال عروة: إنَّ حكيمًا أعتقَ في الجاهلية مائةَ رقبةٍ، وحملَ على مائةِ بعيرٍ، فلما أسلم حمل على مائةِ بعيرٍ، وأعتقَ مائةَ رقبةٍ، قال: سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قلت: يا رسولَ الله، أشياءُ كنتُ أصنعها في الجاهليةِ، كنتُ أتحنَّثُ بها يعني أتبَّررُ بها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أسلمتَ على ما سلفَ لك من خيرٍ)) (¬1). ¬
8253 - وفي أخرى: قلت: فوالله لا أدعُ شيئًا صنعتهُ في الجاهلية إلاَّ فعلتُ في الإِسلام مثله. هي للشيخين (¬1). ¬
8254 - عائشة: قلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ ابن جُدعانَ كان في الجاهلية يصلُ الرحمَ، ويُطعمُ المسكينَ، فهل ذلك نافعه؟ قال: ((لا ينفعه، إنه لم يقل يومًا ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين)) (¬1). ¬
8255 - جابر: رفعه: ((لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاكَ بوجهٍ طليقٍ، وأن تفرغ من دلوك في إناءِ أخيك)). للشيخين، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
8256 - أبو هريرة: رفعه: ((ألا رجلٌ يمنحُ أهلَ بيتٍ ناقةً، تغدو بعشاءٍ، وتروحُ بعشاءٍ، إنَّ أجرها لعظيمٌ)). لمسلم (¬1). ¬
صلة الرحم، وحق الجار
صلة الرحم، وحق الجار
8257 - عبد الرحمن بن عوف: رفعه: ((قالَ الله تعالى أنا الله، وأنا الرحمنُ خلقتُ الرحم، وشققتُ لها اسمًا (من اسمي) (¬1)، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتتُّه)) (¬2). للترمذي، وأبي داود. ¬
8258 - أبو هريرة: رفعه: ((إنَّ الرحمَ شجنةٌ من الرحمنِ، فقالَ الله من وصلكِ وصلتهُ، ومن قطعكِ قطعتهُ)) (¬1). ¬
8259 - وفي رواية: ((إنَّ الله خلقَ الخلقَ، حتَّى إذا فرغ منهم قامت الرحمُ فأخذت بحقو الرحمنِ، فقال: مهٍ؟ قالت: هذا مقامُ العائذِ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصلَ من وصلكِ، وأقطعَ من قطعك، قالت: بلى، قال: فذاك لكِ، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: اقرءوا إنْ شئتمُ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} إلى {أَقْفَالُهَا} [محمد: الآية 22: 24] (¬1). ¬
8260 - عائشة رفعته: ((الرحمُ معلَّقةٌ بالعرشِ تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله)). هما للشيخين (¬1). ¬
8261 - أبو هريرة: رفعه: ((من سرَّه أن يبسُط الله في رزقهِ، وأن ينسأ له في أثرهِ، فليصل رحمه)). للبخاري (¬1). ¬
8262 - وللترمذي: ((تعلَّموا من أنسابكم ما تصلونَ به أرحامكم فإنَّ صلة الرحم محبةٌ في الأهل، مثراةٌ في المالِ، منسأةٌ في الأثر)) (¬1). ¬
8263 - جبير (بن مطعم) (¬1): رفعه: ((لا يدخلُ الجنةَ قاطعٌ رحم)). للشيخين، وأبي داود، والترمذي (¬2). ¬
8264 - أبو بكرة: رفعه: ((ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجلَ لصاحبهِ العقوبةَ في الدنيا مع ما يدخرُ له في الآخرةِ من البغيِّ، وقطيعةِ الرحمِ)). للترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
8265 - ابن عمرو بن العاص: رفعه: ((ليس الواصلُ بالمكافئ، ولكن الواصلَ من إذا قطعتَ رحمه وصلها)) (¬1). للبخاري، وأبي داود، والترمذي. ¬
8266 - أبو هريرة: أنَّ رجلاً قالَ: يا رسول الله، إنَّ لي قرابةَ أصلهُم ويقطعوني، وأحسنُ إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلمُ عنهم ويجهلون عليَّ، قال: ((لئن كنت كما قلتَ، فكأنَّما تسفهمُ الملَّ، ولن يزال معكَ من الله ظهيرٌ عليهم ما دمتَ على ذلك)). لمسلم (¬1). ¬
8267 - عمرو بن العاص: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول جهارًا غير إسرارٍ: ((إنَّ آل أبي)) في كتاب محمد بن جعفر عن شعبة بياض وبعده: ((ليسوا بأوليائي، إنما ولي الله وصالح المؤمنين)) (¬1). ¬
8268 - وفي رواية: ((إنَّ آل أبى فلانٌ)) (¬1). ¬
8269 - وفي أخرى: ((ولكن لهم رحمٌ أبلها ببلالها)). للشيخين (¬1). ¬
8270 - أبو ذر: رفعه: ((إنكم ستفتحونَ أرضًا يذكرُ فيها القيراطُ)) وفي رواية: ((ستفتحونَ مصرَ وهيَ أرضٌ يسمَّى فيها القيراطُ، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمةً ورحمًا))،أو قال: ((ذمةً وصهرًا، فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضعِ لبنةٍ فاخرج منها)) فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيلَ يختصمان في موضعِ لبنةٍ فخرجَ منها)). لمسلم (¬1). ¬
8271 - ميمونة: عتقتُ وليدةَ ولم تستأذن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان يومها قالت: أشعرت يا رسول الله، إني أعتقتُ وليدتي؟ قال: ((أوفعلتِ))؟ قالت: نعم، قالَ: أما إنك لو أعطيتها أخوالكِ، كان أعظم لأجركِ (¬1). للشيخين، وأبي داود. ¬
8272 - سلمان بن عامر: رفعه: ((الصدقةُ على المسكين صدقةٌ، وعلى ذي الرحمِ ثنتانِ، صدقةٌ وصلةُ رحمٍ)). للنسائي (¬1). ¬
8273 - أبو هريرة: رفعه: ((إن أعمالَ بني آدم تعرضُ كل خميسٍ ليلةَ الجمعةِ فلا يقبلُ عملُ قاطعِ رحمٍ)). لأحمد (¬1). ¬
8274 - عائشة: رفعته: ((ما زالَ جبريلُ يوصيني بالجارِ، حتى ظننتُ أنَّه سيورِّثهُ)). للشيخين، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
8275 - ابن عمرو بن العاص: ذبحت له شاةً في أهلهِ، فلما جاءَ قال: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما زالَ جبريلُ يوصيني بالجارِ حتى ظننتُ أنه سيورِّثهُ)). لأبي داود، والترمذي بلفظه (¬1). ¬
8276 - أبو هريرة: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يشكوجاره، فقال له: ((اذهب فاصبر))، فأتاه مرتين أو ثلاثًا، فقال: ((اذهب فاطرح متاعكَ في الطريق))، ففعلَ، فجعل الناسُ يمرون ويسألونه، ويخبرهم خبر جارهِ، فجعلوا يلعنونهُ: فعل الله به وفعل، وبعضهُم يدعو عليه، فجاء إليه جارهُ، فقالَ: ارجع فإنك لن ترى منِّي شيئًا تكرهُه (¬1). لأبي داود. ¬
8277 - وعنه: رفعه: ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن))، قيلَ: من يا رسولَ الله؟ قالَ: ((الذي لا يأمنُ جارهُ بوائقه)) (¬1). للشيخين. ¬
8278 - أبو شريح العدوي: كان في حائطِ جدِّه ربيع يعني ساقيةً لابن عوفٍ، فأراد ابنُ عوفٍ أن يحوله إلى ناحيةٍ من الحائطِ هي أقربُ إلى أرضهِ، فمنعهُ صاحبُ الحائطِ فكلَّمَ عبدُ الرحمنِ عمرَ فقضى لعبدِ الرحمنِ بتحويلهِ (¬1). ¬
8279 - وعنه: رفعه: ((لا ضرر ولا ضرار))، وروي ((ولا إضرار)). هما لمالك (¬1). ¬
8280 - أبو صرمة: رفعه: ((من ضارَّ أضرَّ الله به، ومن شاقَّ شقَّ الله عليهِ))، لأبي داود، قلت: أخرجه في اللواحق (¬1). للترمذي فقط. ¬
8281 - أنس: رفعه: ((ما آمن بي من ماتَ شبعانَ وجارهُ جائعٌ إلى جنبهِ وهو يعلمُ به)). للكبير، والبزار (¬1). ¬
8282 - أبو هريرة: رفعه: ((حقُ الجار أربعين دارًا هكذا وهكذا وهكذا وهكذا)) يمينًا وشمالًا وقدام وخلف (¬1). للموصلي بضعف. ¬
8283 - فضالة بن عبيد: رفعه: ((ثلاثةٌ من العواقر، إمامٌ إن أحسنتَ لم يشكر، وإن أسأتَ لم يغفر، وجارُ سوءٍ إن رآي خيرًا دفنه، وإن رآى شرًا أذاعه، وامرأةٌ إن حضرت آذتك، وإن غبت عنها خانتكَ)) (¬1). للكبير. ¬
8284 - أبو هريرة: قال رجل: يا رسولَ الله، إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذى جيرانها بلسانها، قال: ((هي في النار))، قال: يا رسولَ الله فإنَّ فلانةَ تذكرُ من قلة صيامها وصلاتها وإنَّها تصدقُ بالأثوار من الأقط، ولا تؤذى بلسانها جيرانها، قال: ((هي في الجنة)). الثور: القطعة (¬1). لأحمد، والبزار. ¬
الرحمة، والضيافة، والزيارة
الرحمة، والضيافة، والزّيارة
8285 - ابن عمرو بن العاص: رفعه: ((الراحمونَ يرحمهمُ الرحمنُ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)). للترمذي، وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
8286 - أبو هريرة: رفعه: ((لا تنزعُ الرحمةُ إلا من شقي)) (¬1). لأبي داود، والترمذي بلفظه. ¬
8287 - وعنه: قَبَّل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الحسنَ بن عليٍ، وعنده الأقرعُ بنُ حابسٍ، فقال الأقرعُ: إنَّ لي عشرةً من الولد ما قبلتُ منهم أحدًا قط، فنظر إليه - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ قال: ((من لا يرحم لا يُرحم)). للشيخين، والترمذي، وأبي داود (¬1). ¬
8288 - عائشة: جاءَ أعرابيٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: إنكم تقبِّلونَ الصبيانَ وما نقبلهم، فقال: ((أو أملكُ لك أن نزع الله الرحمةَ من قلبكَ)). للشيخين (¬1). ¬
8289 - أبو هريرة: ((لما خلقَ الله الخلقَ كتبَ في كتابهِ، فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي تغلبُ غضبي)) (¬1). ¬
8290 - وعنه: رفعه: ((إنَّ للهِ مائةَ رحمةٍ أنزل منها رحمةً واحدة بين الجنِّ والإِنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون وبها يتراحمونَ، وبها تعطفُ الوحشُ على ولدها، وأخَّرَ الله تسعًا وتسعينَ رحمةً يرحمُ الله بها عبادهَ يوم القيامةِ)) (¬1). ¬
8291 - وفي رواية: ((ولو يعلمُ الكافرُ بكلِّ الذي عند الله من الرحمةِ لم ييأس من الجنةِ، ولو يعلمُ المؤمنُ بكلِّ الذي عند الله من العذابِ لم يأمن من النارِ)). هما للشيخين، والترمذي (¬1). ¬
8292 - عمر: قدم على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بسبيٍ، فإذا امرأةٌ من السبيِ تسعى قد تحلب ثديها إذ وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها، فأرضعته، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟)) قلنا: لا، والله وهي تقدرُ على أن لا تطرحهُ، فقالَ: ((الله أرحمُ بعبادهِ من هذه المرأة بولدها)). للشيخين (¬1). ¬
8293 - أبو هريرة: رفعه: ((بينما رجلٌ يمشى بطريقٍ اشتدَّ عليه العطشُ فوجد بئرًا فنزل فيها فشربَ ثمَّ خرجَ، فإذا كلبٌ يلهثُ يأكلُ الثرى من العطشِ، فقالَ الرجلُ: لقد بلغ هذا الكلبَ من العطشِ مثلُ الذي كانَ بلغ منى، فنزل البئر فملأ خفَّه ماءً ثم -[398]- أمسكه بفيهِ حتى رقي فسقى الكلبَ؛ فشكر الله له فغفر له))، فقالوا: يا رسولَ الله، إنَّ لنا في البهائم أجرًا فقالَ: ((في كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ)) (¬1). ¬
8294 - وفي رواية: ((أنَّ امرأةً بغيًّا رأت كلبًا في يومٍ حارٍ يطيفُ ببئرٍ قد أدلع لسانه من العطشِ، فنزعت له موقها فغفر لها)). لمالك، والشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
8295 - ابن عمر: رفعه: ((دخلت امرأةٌ النارَ في هرةٍ ربطتها فلم تُطعمْها، ولم تدعْها تأكلُ من خشاشِ الأرضِ)). للشيخين (¬1). 8296 - عبد الله بن جعفر: أردفني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خلفهَ ذاتَ يومٍ، فأسرَّ إلىَّ حديثًا لا أحدثً به أحدًا من الناسِ، وكانَ أحبُ ما استترَ به لحاجتهِ هدفًا أو حائشَ نخلٍ، فدخلَ حائطًا لرجلٍ من الأنصارِ فإذا فيه جملٌ، فلمَّا رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حنَّ وذرفت عيناه، فأتاه - صلى الله عليه وسلم - فمسح ذفراهُ، فسكتَ، فقالَ: ((من ربُّ هذا الجملِ؟)). فجاءَ فتىً من الأنصار ِفقال: لي يا رسولَ الله، فقالَ له: ((أفلا تتقى الله في هذه البهيمةِ التي ملككَ الله إياها؟)). فإنه شكا إلىَّ أنك تُجيعُه وتدئبهُ (¬2). ¬
8297 - سهل بن الحنظلية: مرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ببعيرٍ قد لحقَ ظهرهُ ببطنِهِ، فقالَ: ((اتقوا الله في هذه البهائمِ المعجمةِ، فاركبوها صالحةً، وكلوها صالحةً)) (¬1). ¬
8298 - أبو هريرة: رفعه: ((إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابرَ، فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكُم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيهِ إلا بشقِّ الأنفسِ، وجعلَ لكم الأرضَ فعليها فاقضوا حاجتكمُ)) (¬1). ¬
8299 - عبد الرحمن بن عبد الله: عن أبيه: كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ فانطلقَ لحاجتِهِ، فرأينا حمرةً معها الفرخانِ، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرةُ، فجعلت تعرشُ، فلما جاء - صلى الله عليه وسلم - قالَ: ((من فجعَ هذه بولدِها؟ ردّوا ولدها إليها))، ورأى قرية نملِ قد أحرقناها، فقالَ: ((من أحرقَ هذه؟)) قلنا: نحنُ، قالَ: ((إنه لا ينبغي أن يعذِّبَ بعذابِ النارِ إلا ربُّ النارَ)) (¬1). ¬
8300 - عامر الرام: قال إنا لببلادنا إذ رفعت لنا رايات وألوية، فقلت: ما هذا؟ قالوا: لواءُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيتُه وهو تحتَ شجرةٍ بُسطَ له كساءٌ وهو جالسٌ عليه، وقد اجتمع إليه أصحابهُ، فجلستُ إليهم، فذكر الأسقامَ والأمراضَ، فقال: ((إنَّ المؤمنَ إذا أصابه السقمُ ثم عافاه الله منه كان كفارةً لما مضى من ذنوبهِ، وموعظةً له فيما يستقبلُ، وإنَّ المنافقَ إذا مرضَ ثم أُعفى، كان كالبعير عقلهَ أهلهُ ثم أرسلوه، فلم يدر لم عقلوهُ ولم أرسلُوه))، فقال رجلٌ: يا رسولَ الله، وما الأسقامُ؟! والله ما مرضتُ قط فقال: ((قُم فلست منَّا))، فبينما نحنُ عنده إذ أقبل رجلٌ وعليه كساءٌ وفي يده شيءٌ قد التفَّ عليه، فقال: يا رسولَ الله، إني لما رأيتك أقبلتُ فمررتُ بغيطةِ شجرٍ، فسمعتُ فيها أصواتَ فراخِ طائرٍ فأخذتُهنَّ فوضعتهنَّ في كسائي، فجاءت أمُّهنَّ فاستدرات على رأسي وكشفتُ لها عنهنَّ فوقعت عليهنَّ، فلففتُها معهنَّ بكسائي، فهن أولاءِ معي، فقال: ضعهنَّ، ففعلتُ، فأبت أمُّهنَّ إلا لزومهنَّ، فقال: ((أتعجبون لرحمة أمِّ الأفراخ على فراخها؟)) قالوا: نعم، قال: ((والذي بعثني بالحقِّ، للهُ أرحمُ بعبادهِ من أمِّ -[400]- الأفراخِ بفراخها، ارجع بهنَّ حتَّى تضعهنَّ من حيثُ أخذتَهُنَّ وأمُّهنَّ معهنَّ))، فرجع بهن (¬1). هي لأبي داود. ¬
8301 - أبو هريرة: رفعه: ((قرصتْ نملةٌ نبيًا من الأنبياءِ، فأمر بقريةِ النملِ فأحرقت، فأوحى الله إليه أنْ قرصتكَ نملةٌ أحرقتَ أمةً من الأمم تسبحُ)) (¬1). للشيخين، وأبي داود، والنسائي. ¬
8302 - أبو كريمة: رفعه: ((ليلةُ الضيفِ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ، فمن أصبحَ بفنائهِ فهو عليه دينٌ، إن شاءَ اقتضى، وإن شاءَ تركَ)) (¬1). ¬
8303 - وفي رواية: ((أيما رجلٌ أضاف قومًا فأصبحَ الضيفُ محرومًا، فإنَّ نصرهُ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ حتَّى يأخذَ بقرى ليلتهِ من زرعهِ ومالهِ)). لأبي داود (¬1). ¬
8304 - عقبة بن عامر: قلتُ: يا رسولَ الله، إنا نمرُّ بقومٍ فلا يُضيفُونا، ولا يؤُّدونا ما لنا عليهم من الحقِّ، ولا نحنُ نأخذُ منهم، فقال: ((إنْ أبوا إلا أن تأخذوا منهم كرهًا فخذوه)). للشيخين، وأبي داود، والترمذي بلفظه (¬1). وقال عمرُ بنحو هذا، ومعناه أنهم يشترونه منهم بالثمنِ كرهًا إنْ لم يجدوا إلا ذاك، وقال: روي في بعضِ الحديثِ مفسرًا. ¬
8305 - عوف بن مالك: قلتُ: يا رسولَ الله، الرجلُ أمرُّ به فلا يُقربنى ولا يضيفني، ثم يمرُّ بي أفأجزيهُ؟ قال: ((لا، بل أقره)) (¬1). للترمذي مطولًا. ¬
8306 - أبو شريح العدوي: سمعت أذناي وأبصرت عيناي ووعاه قلبي، حين تكلَّم به النبيُّ فقال: ((من كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخرِ فليكرمْ ضيفه جائزته))، قالوا: وما جائزتُه يا رسولَ الله؟ قال: ((يومُه وليلتُه، والضيافةُ ثلاثةُ أيامٍ، فما كان وراءَ ذلك فهو صدقةٌ عليه، ومن كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخر فليقلْ خيرًا أو ليصمتْ)) (¬1). ¬
8307 - وفي رواية: ((ولا يحلُّ لرجلٍ مسلمٍ أن يقيمَ عند أخيه حتَّى يؤثمه)) قالوا: يا رسولَ الله، وكيف يؤثمه؟ قال: ((يقيمُ عنده ولا شيءَ له يقريه به)). للستة إلا النسائي (¬1). ¬
8308 - شقيق بن سلمة: دخلتُ أنا وصاحبٌ لي على سلمانَ الفارسيِّ، فقال سلمانُ: لولا أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن التكلُّفِ لتكلفتُ لكم، ثم جاء بخبزٍ وملحٍ، فقال صاحبي: لو كان في ملحنا صعترٌ، فبعثَ سلمانُ بمطهرته فرهنها، ثم جاء بصعترٍ، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمدُ للهِ الذي قنعنا بما رزقنا، فقال سلمانُ: لو قنعكَ بما رزقكَ لم تكنْ مطهرتي مرهونةٌ (¬1). للكبير. ¬
8309 - أبو هريرة: رفعه: ((إذا دخلَ أحدُكُم على أخيه المسلمِ فأطعمهُ من طعامِه فليأكل من طعامه ولا يسألْ عنه، وإن سقاه شرابًا فليشربْ من شرابهِ ولا يسألْ عنه)) (¬1). لأحمد، والموصلي بلين. ¬
8310 - عبد الله بن قيس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُكثرُ زيارةَ الأنصارِ خاصةً وعامةً، فكان إذا زار خاصةً أتى الرجل في منزلهِ، وإذا زار عامةً أتى المسجدَ (¬1). لأحمد براوٍ لم يسمه. ¬
8311 - أنس: رفعه: ((ما من عبدٍ مسلمٍ أتى أخاه يزورهُ في الله، إلا ناداه منادٍ من السماءِ أن طبتَ وطابتْ لك الجنةُ، وإلا قال الله في ملكوتِ عرشِه: عبدي زارَ فيَّ وعلىَّ قراه، فلم يرضَ له بثوابٍ دون الجنةِ)). للبزار، والموصلي (¬1). ¬
كتاب المناقب
كتاب المناقب
ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم
ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم
8312 - أبو موسى: رفعه ((لما أخرج الله آدمَ من الجنةِ زوده من ثمارِ الجنةِ، وعلمه صنعةَ كلِّ شيءٍ، فثماركم هذه من ثمارِ الجنةِ غير أنَّ هذه تغير، وتلك لا تغير)) (¬1). للبزار، والكبير. ¬
8313 - بريدة: رفعه: ((لو أن بكاءَ داود وبكاءَ جميعِ أهلِ الأرضِ يعدلُ ببكاءِ آدم ما عدله)). للأوسط (¬1). ¬
8314 - أُبيّ: رفعه: ((إنَّ آدمَ غسلتهُ الملائكةُ بماءٍ وسدرٍ، وكفنوه وألحدوا له ودفنوه، وقالوا: هذه سنتُكُم يا بني آدمَ في موتاكم)) (¬1). للأوسط بلين. ¬
8315 - عائشة: رفعته: ((لو رحم الله من قوم نوحٍ أحدًا لرحم أمَّ الصبي، كان نوحٌ مكث في قومهِ ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا يدعوهم حتى كان آخرُ زمانهِ، وغرس شجرةً فعظمت وذهبتْ كلَّ مذهبٍ ثم قطعها، وجعل يعملها سفينةً، ويمرون عليه فيسألونه، فيقولُ: أعملها سفينةً، فيسخرون منه ويقولون: تعملُ سفينةً في البرِّ وكيف تجرى؟ قال: سوف تعلمون، فلما فرغ منها وفار التنورُ وكثر الماءُ في السككِ، خشيتْ أمُّ الصبيِّ عليه، وكانت تحبهُ حبًا شديدًا، فخرجت إلى الجبلِ حتى بلغت ثلثه، فلمَّا بلغها الماءُ خرجتْ حتى بلغت ثلثي الجبل، فلما بلغها الماءُ خرجت به حتى استوتْ -[403]- به على الجبلِ فلما بلغ الماءُ رقبتها رفعته بيديها حتَّى ذهبَ بهما الماءُ، فلو رحم الله منهم أحدًا رحم أمَّ الصبي)). للأوسط بلين (¬1). ¬
8316 - أنس: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا خيرَ البريةِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ذاك إبراهيمُ خليلُ الله)). لمسلم، وأبي داود، والترمذي (¬1). ¬
8317 - ابن عمر: رفعه: ((إنَّ الكريمَ ابن الكريم ابن الكريمِ ابن الكريمِ يوسفُ بنُ يعقوبَ بن إسحاقَ بن إبراهيمَ)). للبخاري (¬1). ¬
8318 - ابن عباس: رفعه: ((أول ما اتخذت النساءُ المنطق من قبلُ أمُّ إسماعيلَ، اتخذتْ منطقًا لتعفى أثرها على سارةَ، ثم جاء بها إبراهيمُ وبابنها إسماعيلَ وهي تُرضعهُ حتَّى وضعهما عند البيتِ عندَ دوحةٍ فوق زمزمَ في أعلى المسجدِ، وليس بمكةَ يومئذٍ أحدٌ وليس بها ماءٌ، فوضعهما هناك ووضع عندهما جرابًا فيه تمرٌ وسقاءً فيه ماءٌ، ثم قفى إبراهيم منطلقًا، فتبعته أمُّ إسماعيلَ فقالت: يا إبراهيمُ، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيسٌ ولا شيءٌ؟ فقالتْ له: ذلك مرارًا، فجعل لا يلتفتُ إليها، فقالتْ له: الله أمركَ بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذًا لا يضيعنا، ثم رجعتْ، فانطلقَ إبراهيمَ حتَّى إذا كان عند الثنيةِ حيثُ لا يرونهُ استقبل بوجههِ البيت، ثم دعا بهؤلاءِ الدعوات، فرفع يديه وقال: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم ـ إلى - يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: من الآية37] وجعلتْ أمُّ إسماعيلَ ترضعه وتشرب من ذلك الماءِ حتَّى إذا نفد ما في السقاءِ وعطشتْ وعطشَ ابنها وجعلتْ تنظرُ إليه يتلوى ـ أو قال يتلبطُ ـ فانطلقتْ كراهيةَ أن تنظرَ إليه، فوجدت الصفا أقرب جبلٍ في الأرضِ يليها، فقامتْ عليه، ثم استقبلتْ الوادي تنظر هل ترى أحدًا؟ فلم تر أحدًا، فهبطتْ من الصفا حتَّى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم -[404]- سعت سعى الإِنسانِ المجهودِ حتَّى جاوزتْ الوادي، ثم أتت المروةَ فقامتْ عليها، فنظرت هل ترى أحدًا؟ فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبعَ مراتٍ؛ فلذلك سعى الناسُ بينهما، فلمَّا أشرفت على المروةِ سمعت صوتًا فقالتْ صهٍ تريدُ نفسَها، ثم تسمَّعت فسمعتْ أيضًا، فقالتْ: قد أسمعت إن كان عندك غواثٌ، فإذا هي بالملك عند موضع زمزمَ، فبحث بعقبه ـ أو قال: بجناحهِ ـ ثمَّ ظهرَ الماءُ، فجعلتْ تحوضَه وتقولُ بيدها هكذا، وجعلتْ تغرفُ من الماءِ في سقائها وهو يفورُ بقدرِ ما تغرفُ، ويرحمُ الله أمَّ إسماعيلَ، لو تركتْ زمزمَ -أو قال- لو لم تغرف من الماءِ لكانت زمزمُ عينًا معينًا، فشربتْ وأرضعتْ ولدها، فقال لها الملكُ لا تخافوا الضيعةَ، فإنَّ ههنا بيتًا للهِ يبنيه هذا الغلامُ وأبوه، وإنَّ الله لا يضيعُ أهله، وكان البيتُ مرتفعًا من الأرضِ كالرابيةِ تأتيه السيولُ فتأخذُ عن يمينه وعن شمالهِ، فكانتْ كذلك، حتَّى مرت بهم رفقةٌ من جرهم أو أهل بيتٍ من جرهمَ، مقبلين من طريقِ كداءَ، فنزلوا في أسفل مكةَ فرأوا طائرًا عائفًا فقالوا: إنَّ هذا الطائرَ ليدور على ماءٍ لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماءٌ فأرسلوا جريًا أو جريين فإذا هم بالماءِ، فرجعوا فأخبروهم، فأقبلوا وأمُّ إسماعيلَ عند الماءِ، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ قالت: نعم، ولكن لا حقَّ لكم في الماءِ، قالوا: نعم، فألفى ذلك أمَّ إسماعيلَ وهي تحب الأنسَ، فنزلوا فأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتَّى إذا كان بها أهلُ أبياتٍ منهم وشبَّ الغلامُ وتعلَّم العربيةَ منهم وأنفسهم، وأعجَبهم حين شبَّ، فلمَّا أدرك زوجوه امرأةً منهم، وماتت أمُّ إسماعيلَ، فجاء إبراهيمُ بعد ما تزوجَ إسماعيلُ يطالع تركتَه، فلم يجد إسماعيلَ، فسأل امرأتهَ عنه، فقالت: خرج يبتغى لنا وفي رواية: ذهبَ يصيدُ لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالتْ: نحنُ بشرٍّ، في ضيقٍ وشدَّةٍ، وشكتْ إليه، قال: فإذا جاء فاقرئي عليه السلام، وقولي له: يغيِّرُ عتبةَ بابه، فلمَّا جاء إسماعيلُ كأنه أنسَ شيئًا، فقال: هل جاءكم من أحدٍ؟ قالتْ: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرتُه، فسألني كيف عيشنا؟ فأخبرتُه أنا في جهدٍ وشدَّةٍ، قال: فهل أوصاكِ بشيءٍ؟ قالتْ: نعم، أمرني أن أقرئك السلام، ويقول لك: غيِّر عتبةَ بابك، قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقكِ، الحقي -[405]- بأهلكِ، فطلقها، وتزوَّجَ منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيمُ ما شاءَ الله أنْ يلبثَ، ثم أتاهم بعد فلم يجدهُ، فدخل على امرأتِه فسأل عنه، قالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم؟ فقالت: نحنُ بخيرٍ وسعةٍ، وأثنتْ على الله، فقال ما طعامُكم؟ قالتْ: اللحمُ، قال: فما شرابُكم؟ قالتْ: الماءُ، قال: اللهمَّ باركْ لهم في اللحمِ والماءِ، ولم يكنْ لهم يومئذٍ حبٌّ؛ ولو كان لهم دعا لهم فيه، فهما لا يخلو عليهما أحدٌ بغير مكةَ إلا لم يوافقاه، قال: فإذا جاءَ زوجُك فاقرئي عليه السلامَ، وأمريه يثبتُ عتبةَ بابهِ، فلمَّا جاء إسماعيلُ قال: هل أتاكم من أحدٍ؟ قالتْ: نعم، أتانا شيخٌ حسنُ الهيئةِ، وأثنتْ عليه، فسألني عنك فأخبرتُه، فسألني كيف عيشُنا؟ فأخبرتُه أنا بخيرٍ، قال: فأوصاكِ بشيءٍ؟ قالتْ: نعم، يقرأُ عليك السلامَ ويأمرُك أنْ تُثبتَ عتبةَ بابك، قال: ذاك أبي، وأنتِ العتبةُ، أمرني أن أمسككِ، ثم لبثَ عنهم ما شاءَ الله، ثم جاءَ بعد ذلكَ وإسماعيلُ يبرى نبلا له تحت دوحة قريبًا من زمزمَ، فلما رآه قام إليه وصنعا كما يصنعُ الوالدُ بالولدِ، والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيلُ، إنَّ الله أمرني بأمرٍ، قال: فاصنعْ ما أمركَ ربُك، قال وتعينني؟ قال: وأعيُنك، قال: فإنَّ الله أمرني أن أبنيَ بيتًا ههنا وأشارَ إلى أكمةٍ مرتفعةٍ على ما حولها فعند ذلك، ورفعَ القواعدَ من البيتِ، فجعل إسماعيلُ يأتي بالحجارةِ وإبراهيمُ يبنى، حتَّى إذا ارتفعَ البناءُ جاء إبراهيمُ بهذا الحجرِ فوضعه فقام عليه وهو يبنى وإسماعيلُ يناوله الحجارةَ، وهما يقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: من الآية127] (¬1). ¬
8319 - وفي رواية: ((فجعلتْ تشربُ من الشنةِ، ويدرُّ لبنُها على صبيِّها، حتَّى لما فنى الماءُ قالت: لو ذهبتُ فنظرتُ لعلِّى أحسُّ أحدًا، فذهبتْ فصعدتْ الصفا، فنظرتْ ونظرتْ هل تحسُّ أحدًا؟ فلم تحس أحدًا، فلمَّا بلغت الوادي سعت وأتت المروةَ وفعلتْ ذلك أشواطًا، ثم قالت: لو ذهبتُ فنظرتُ ما فعل الصبيُّ، فذهبتْ فنظرتْ فإذا هو على حالهِ كأنه ينشغُ للموتِ، فلم تقرها نفسُها فقالتْ: لو ذهبتُ فنظرتُ لعلى أحسُّ أحدًا، فذهبتْ فصعدتْ فنظرتْ ونظرتْ فلم تحس أحدًا، حتَّى أتمت سبعًا، ثم قالتْ: -[406]- لو ذهبتُ فنظرت ما فعل؟ فإذا هي بصوتٍ فقالتْ: أغث إنْ كان عندك خيرًا فإذا جبريلُ عليه السلامُ، فقال: بعقبه هكذا، وغمر بعقبهِ على الأرضِ (فانبثق) (¬1) الماءُ، فدهشتْ، فجعلتْ تحفرُ، لو تركتهُ كان الماءُ ظاهرًا عينًا معينًا. للبخاري (¬2). ¬
8320 - أبو هريرة: رفعه: ((إنَّ في الجنةِ قصراً من درةٍ، لا صدعَ فيه ولا وهنَ، أعدَّهُ الله لخليلهِ إبراهيمَ نزلا)) (¬1). للبزار، والأوسط. ¬
8321 - العباس: رفعه: ((الذبيحُ إسحاق)). للبزار بلين، ومرَّ في الحج أنه إسماعيلُ (¬1). ¬
8322 - أبو هريرة: رفعه: ((أرسلَ ملكُ الموتِ إلى موسى فلمَّا جاءه صكَّهُ، ففقأ عينه، فرجع إلى ربِّه فقال: أرسلتني إلى عبدٍ لا يريدُ الموتَ، فردَّ الله إليه عينَه، فقال: ارجع إليه فقل له: يضعُ يده على متنِ ثورٍ، فله بكلِّ ما غطتْ يده من شعره سنةً، قال: أي ربُّ، ثم ماذا؟ قال: ثم الموتُ، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيهُ من الأرضِ المقدسةِ رميةُ بحجرٍ، قال - صلى الله عليه وسلم -: فلو كنتُ ثمة لأريتُكم قبره إلى جانبِ الطريقِ عند الكثيبِ الأحمر)). للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
8323 - وزاد أحمد، والبزار: ((كان ملكُ الموتِ يأتي الناسَ عيانًا، فأتى موسى فلطمهُ)) (¬1). الحديث. ¬
8324 - ابن مسعود: رفعه: ((كان طولُ موسى أثنى عشر ذراعًا، وعصاهُ اثنى عشر ذراعًا، ووثبته اثني عشر ذراعًا، فضرب عوج بن عنقٍ فما أصاب إلا كعبه)). للكبير بمختلط (¬1). ¬
8325 - أبو هريرة: بينما يهوديٌّ يعرض سلعته أعطى بها شيئًا كرهه، فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشرِ، فسمعهُ رجلٌ من الأنصار فقام فلطمَ وجههُ، فقال: تقولُ والذي اصطفى موسى على البشرِ، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرِنا؟ فذهبَ إليه فقال: يا أبا القاسمِ، إنَّ لي ذمةً وعهدًا، فما بالُ فلان لطمني؟ فقال: ((لم لطمتَ وجههُ؟)) فذكره، فغضبَ - صلى الله عليه وسلم - حتى رؤى في وجههِ، ثم قال: ((لا تفضلوا بين أنبياءِ الله، فإنَّه ينفخ في الصورِ فيصعقُ من في السمواتِ ومن في الأرضِ إلا ما شاء الله، ثم ينفخُ فيه أخرى، فأكون أولُ من يبعثُ، فإذا موسى آخذٌ بالعرش، فلا أدرى أحوسبَ بصعقهِ الطورِ أم بعثَ قبلي؟ ولا أقولُ إن أحدًا أفضل من يونسَ بن متَّى)). للشيخين، ولأبي داود، والترمذي نحوه (¬1). ¬
8326 - ابن عباس: رفعه: ((لا ينبغي لعبدٍ أن يقولَ أنا خيرٌ من يونسَ بن متَّى، ونسبُه إلى أبيه)). للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
8327 - وله عن عبدِ الله بن جعفرٍ رفعه: ((ما ينبغي لنبيٍّ أنْ يقولَ أنا خيرٌ من يونسَ بنِ متَّى)) (¬1). ¬
8328 - وللشيخين عن أبي هريرة: رفعه: ((قال الله تعالى: لا ينبغي لعبدي أن يقولَ أنا خيرٌ من يونسَ بنِ متَّى)) (¬1). ¬
8329 - أبو هريرة: رفعه: ((خُفِفَ على داودَ القرآنَ، وكان يأمرُ بدوابِّه أنْ تسرجَ فيقرأه قبلَ أن تسرجَ دوابُّه، ولا يأكلُ إلاَّ من عملِ يديه)). للبخاري (¬1). ¬
8330 - وعنه: رفعه: ((كانت امرأتان معهما ابناهما، جاءَ الذئبُ فذهب بابن إحداهما، فقالت لصاحبتها: إنما ذهبَ بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهبَ بابنكِ، -[408]- فتحاكمتا إلى داود فقضى به للكبرى، فخرجتا به على سليمان بن داود فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسكينِ أشقَّهُ بينهما، فقالتْ الصغرى: لا تفعل يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى))، قال أبو هريرةَ: والله إن سمعتُ بالسكين إلا يومئذٍ وما كنَّا نقولُ إلا المديةَ. للشيخين، والنسائي (¬1). ¬
8331 - وعنه: رفعه: ((بينما أيوبُ يغتسلُ عريانًا خرَّ عليه رجلُ جرادٍ من ذهبٍ، فجعلَ يحثى في ثوبهِ، فناداه ربُّه يا أيوبُ، ألم أكن أغنيكَ عمَّا ترى؟ قال: بلى يا ربُ، ولكن لا غنىَ لي عن بركتكَ)). للبخاري، والنسائي (¬1). ¬
8332 - وعنه: رفعه: ((ما من بنى آدمَ مولودٌ إلا يمسُّه الشيطانُ حين يولدُ فيستهلُّ صارخًا من نخسه إياه، إلا مريمَ وابنها)) (¬1). ¬
8333 - وفي رواية: ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتمُ {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: من الآية36] (¬1). ¬
8334 - وفي أخرى: ((كلُّ ابن آدمَ يطعنُ الشيطانُ في جنبيهِ بإصبعه حين يولدُ، غيرَ عيسى ابنِ مريمَ، ذهبَ يطعنُ فطعنَ في الحجابِ)) (¬1). للشيخين. ¬
8335 - وعنه: يلقى عيسى حجته ولقَّاه الله تعالى في قولهِ: {وَإِذْ قَالَ الله يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ الله} [المائدة: من الآية116] قال أبو هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((فلقاه الله {سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ})) [المائدة: من الآية116] الآية كلها (¬1). للترمذي. ¬
8336 - وعنه: رفعه: ((أنا أولى الناسِ بابنِ مريمَ في الدنيا والآخرةِ، ليس بيني وبينه نبيٌّ، والأنبياءُ إخوةٌ أولادُ علاتٍ أمهاتُهم شتَّى، ودينهُم واحدٌ)) (¬1). للشيخين، وأبي داود. ¬
8337 - وعنه: رفعه: ((أني لأرجو إنْ طالَ بي عمرٌ أنْ ألقى عيسى ابنَ مريمَ، فإنْ عجَّلَ بي موتٌ فمن لقيه منكم فليقرأَ منِّى السلامَ)). لأحمد (¬1). ¬
8338 - ابن عمر: قال: لا والله ما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لعيسى أحمرُ، ولكن قال: ((بينا أنا نائمٌ أطوفُ بالبيتِ، فإذا رجلٌ آدمُ سبطُ الشعرِ، يهادِى بين رجلين ينطفُ رأسُه ماءً ـ أو يهراق رأسُه ماءً ـ فقلتُ: من هذا؟ قالوا: ابنُ مريمَ، فذهبتُ ألتفتُ، فإذا أنا برجلٍ أحمرَ جسيمٍ جعدِ الشعرِ أعورِ عينهِ اليمنَى، كأنَّ عينَه عنبةٌ طافيةٌ، قلتُ من هذا؟ قالوا: الدجالُ، وأقربُ الناسِ به شبهًا ابنُ قطنٍ)) (¬1). ¬
8339 - وفي رواية: ((رأيتُ عيسى وموسى وإبراهيمَ عليهم السلامُ، فأمَّا عيسى فأحمرُ جعدٌ عريضُ الصدرِ، وأما موسى فآدمُ (¬1) جسيم سبطٌ كأنَّه من رجالِ الزطِّ)) (¬2). للشيخين، والموطأ. ¬
8340 - أبو هريرة: رفعه: ((ليلة أسرى بي لقيتُ موسى -فنعته - صلى الله عليه وسلم - فإذا رجلٌ- حسبتُه قال-: مضطربٌ رجلُ الرأسِ كأنه من رجالِ شنوءةَ، ولقيتُ عيسى -فنعتُّه، فقال: ربعةٌ أحمرُ كأنما خرج من ديماسٍ -يعني الحمامَ-، ورأيتُ إبراهيمَ وأنا أشبهُ ولدهِ به)) (¬1). ¬
8341 - وفي رواية: ((وإذا عيسى ابنُ مريمَ قائمٌ يصلى أقربُ الناسِ به شبهًا عروةُ بنُ مسعودٍ الثقفيُّ)) (¬1). للترمذي، والشيخين. ¬
8342 - ولهما عن ابن عباس: ((موسى آدمُ طوالٌ كأنَّه من رجالِ شنوئةَ)) (¬1). ¬
8343 - أبو الدرداء: رفعه: ((لقد قبضَ الله داودَ من بينِ أصحابهِ، فما فتنُوا وما بدَّلُوا، ولقد مكثَ أصحابُ المسيحِ على سننهِ وهديهِ مائتي سنةً)) (¬1). للكبير. ¬
8344 - ابن عمرو بن العاص: ((لا ينبغي لأحدٍ أنْ يقولَ أنا خيرٌ من يحيى بن زكريا، ما هم بخطيئةٍ -أحسبُه قال-: ولا عملها)) (¬1). للبزار. ¬
8345 - أبو هريرة: رفعه: ((كلُّ بنى آدم يلقى الله يومَ القيامةِ بذنبٍ قد أذنبه يعذِّبه عليه إنْ شاءَ أو يرحمه، إلا يحيى بنَ زكريا فإنَّه كان سيِّدًا وحصورًا ونبيًا من الصالحين))، وأهوى - صلى الله عليه وسلم - إلى قذاةٍ من الأرضِ فأخذها، وقال: ((ذكره مثلَ هذه القذاةِ)) (¬1). للأوسط بلين. ¬
8346 - أبو أمامة: أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ الله، أنبيًّا كان آدمُ؟ قال: ((نعم))، قال: كم كان بينه وبينَ نوحٍ؟ قال: ((عشرةُ قرونٍ))، قال: كم كان بين نوحٍ وإبراهيمَ؟ قال: ((عشرةُ قرونٍ))، قال: يا رسولَ الله، كم كانت الرسلُ؟ قال: ((ثلاثمائةَ وثلاثةَ عشرَ)) (¬1). للكبير. ¬
8347 - أنس: رفعه: ((الأنبياءُ أحياءٌ في قبورهم يصلُّون)). للموصلي، والبزار (¬1). ¬
8348 - أبو هريرة: رفعه: ((إنَّما سُمِّى الخضرُ، لأنَّه جلسَ على فروةٍ بيضاءَ، فإذا هي تهتزُّ من خلفهِ خضراءَ)) (¬1). للبخاري، والترمذي. ¬
8349 - ابن عباس: ذُكرَ خالدُ بنُ سنانٍ عندَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ذاكَ نبيٌّ ضيَّعهُ قومُه)) (¬1). للبزار. ¬
8350 - وللكبير بلين: جاءتْ بنتُ خالدِ بن سنانٍ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فبسطَ لها ثوبَه فذكره (¬1). ¬
8351 - أبو سعيد: رفعه: ((لا تُخيِّروا بين الأنبياءِ)) (¬1). لأبي داود. ¬
من فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - غير ما تفرق في الكتاب
من فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - غير ما تفرق في الكتاب
8352 - ابن عباسِ: جلسَ ناسٌ من الصحابةِ يتذاكرونَ وهم ينتظرونَ خروجه فخرجَ، حتَّى إذا دنا منهم سمعَهُم يتذاكرُونَ فسمعَ حديثَهم فقال بعضُهُم عجبًا: إنَّ الله اتخذَ من خلقهِ خليلاً، اتخذَ إبراهيمَ خليلاً، وقال آخرٌ: ماذا بأعجبَ من كلامِ موسى؟ كلَّمه تكليمًا، وقال آخرٌ: ماذا بأعجبَ من جعلِهِ عيسى كلمةَ الله وروحِه؟ وقال آخرٌ: ماذا بأعجبَ من آدمَ اصطفاه الله عليهم؟ فسلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم وقال: ((سمعتُ كلامكُم وعجبكُم، إنَّ إبراهيمَ خليلُ الله وهو كذلك، وإنَّ موسى نجىُّ الله وهو كذلك، وإنَّ عيسى روحُ الله وكلمتهُ وهو كذلك، وإنَّ آدمَ اصطفاه الله وهو كذلك، وأنا حبيبُ الله ولا فخرَ، وأنا حاملٌ لواءَ الحمدِ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وأنا أكرمُ الأولين والآخرينَ على الله ولا فخرَ، وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وأنا أولُ من يحركُ حلقَ الجنةِ فيفتحُ الله لي فيُدخلنيها ومعي فقراءَ المؤمنين ولا فخرَ)) (¬1). ¬
8353 - أٌبي: رفعه: ((إذا كان يومُ القيامةِ كنتُ إمام النبيين وخطيبهمُ وصاحبَ شفاعتهم غير فخرٍ)) (¬1). هما للترمذي. ¬
8354 - جابر: رفعه: ((أُعطيتُ خمسًا لم يُعطهنَّ أحدٌ قبلي: كان كلُّ نبيٍّ يُبعثً إلى قومِه خاصةً، وبعثتُ إلى كلِّ أحمرَ وأسودَ، وأُحلَّتْ لي الغنائمُ ولم تحل لأحدٍ قبلي، وجُعلتْ لي الأرضُ طيبةً وطهورًا ومسجدًا، فأيُّما رجلُ أدركتهُ الصلاةُ صلَّى حيثُ كان، ونُصرتُ بالرعبِ على العدوِّ بين يدي مسيرةُ شهرٍ، وأعطيتُ الشفاعةَ)). للشيخين (¬1). ¬
8355 - ولهم، وللترمذي عن أبي هريرة: رفعه: ((بُعثتُ بجوامعِ الكلمِ، ونُصرتُ بالرعبِ، وبينا أنا نائمٌ رأيتُنى أتيتُ بمفاتيحِ خزائنِ الأرض فوضعتْ في يدي))، قال أبو هريرة: فقد ذهبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم [تنتثلونها] (¬1) (¬2).للشيخين، والترمذي، والنسائي. ¬
8356 - أبو هريرة: رفعه: ((ما من نبيٍّ من الأنبياءِ إلا أُعطىَ من الآياتِ ما مثله آمنَ عليه البشرُ، وإنما كان الذي أوتيتُه وحيًا أوحاه الله إلىَّ، فأرجو أن أكونَ أكثرهم تابعًا يوم القيامةِ)). للشيخين (¬1). ¬
8357 - ابن عمر: رفعه: ((جُعل رزقي تحتَ ظلِّ رُمحي، وجعلتْ الذلةُ والصغارُ على من خالفَ أمري)). للبخاري في ترجمة (¬1). ¬
8358 - أبو هريرة: رفعه: ((إنَّ مثلي ومثلُ الأنبياءِ من قبلي، كمثلِ رجلٍ بنى بيتًا فأحسنهُ وأجملهُ، إلا موضعَ لبنةٍ من زاويةٍ من زواياه، فجعلَ الناسُ يُطوفونَ به ويعجبونَ له، ويقولونَ هلاَّ وضعت هذه اللبنةُ؟ فأنا اللبنةُ وأنا خاتمُ النبيين)). للشيخين (¬1). ¬
8359 - أنس: رفعه: ((آتي بابَ الجنةِ يومَ القيامةِ فأستفتحُ، فيقولُ الخازنُ: من أنت؟ فأقولُ: محمدٌ، فيقولُ: بك أُمرتً أن لا أُفتح لأحدٍ قبلكَ)). لمسلم (¬1). ¬
8360 - أبو هريرة: رفعه: ((سلُوا الله لي الوسيلةَ، قالوا: يا رسولَ الله، وما الوسيلةُ؟ قال: أعلى درجةٍ في الجنةِ، لا ينالها إلا رجلٌ واحدٌ، أرجو أن أكونَ أنا هو)) (¬1). ¬
8361 - ابن مسعود: صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - العشاءَ ثمَّ انصرفَ، فأخذ بيدِ عبدِ الله بنِ مسعودٍ حتَّى خرجَ به إلى بطحاءِ مكةَ فأجلسهُ، ثمَّ خطَّ عليه خطًا ثم قال: ((لا تبرحنَّ خطكَ هذا، فإنَّه سينتهي إليكَ رجالٌ فلا تكلِّمُهم فإنَّهم لن يكلموكَ))، ثم مضىَ - صلى الله عليه وسلم - حيثُ أرادَ، فبينا أنا جالسٌ في خطىِّ، إذ أتاني رجالٌ كأنَّهم الزطُّ، أشعارُهم وأجسادُهم، لا أرى عورةً ولا أرى قشرًا، وينتهون إلىَّ، لا يجاوزنَ الخطَّ، ثمَّ يصدرون إليه - صلى الله عليه وسلم -، حتَّى إذا كان من آخرِ الليلِ، لكنَّ جاءني رسولُُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جالسٌ فقال: ((لقد أراني منذُ الليلةِ)) ثمَّ دخلَ علىَّ في خطىِّ، فتوسَّدَ فخذي فرقدَ، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا رقدَ نفخَ، فبينا أنا قاعدٌ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - متوسدُ فخذي، إذْ أتى رجال عليهم ثيابٌ بيضٌ الله أعلمُ، ما بهم من الجمالِ، فانتهوا إليه، فجلسَ طائفةٌ منهم عندَ رأسِه وطائفةٌ منهم عند رجليهِ، ثمَّ قالوا بينهم: ما رأينا عبدًا قطُّ أوتي ما أوتى هذا النبيُّ، إنَّ عينيه تنامان وقلبهُ يقظانُ، اضربوا له مثلاً مثلُ سيدٍ بنى قصرًا ثمَّ جعلَ مأدبةً فدعا الناسَ إلى طعامِه وشرابهِ فمن أجابه أكلَ من طعامه وشربَ من شرابهِ، ومن لم يجبْهُ عاقبهُ، أو قال عذَّبه، ثم ارتفعوا، واستيقظَ - صلى الله عليه وسلم - عندَ ذلك، فقال: ((سمعتَ ما قال هؤلاءِ وهل تدري من هُم؟)) قلتُ: الله ورسولهُ أعلمُ، فقال: ((همُ الملائكة أفتدري ما المثلُ الذي ضربُوه؟)) قلتُ: الله ورسولُه أعلمُ، فقال: ((المثلُ الذي ضربُوه الرحمنُ بنى الجنةَ، ودعا إليها عبادهَ، فمن أجابهَ دخلَ الجنةَ، ومن لم يجبهُ عاقبهُ وعذَّبه)) (¬1). هما للترمذي. ¬
8362 - وللشيخين عن جابر نحوه وفيه: مثلُك ومثلُ أمتكَ كمثل ملكٍ اتخذ دارًا ثمَّ بنى فيها بيتًا، ثمَّ جعل فيه مائدةً، ثم بعثَ رسولاً يدعو الناسَ إلى طعامه، فمنهم من أجابَ الرسولَ، ومنهم من تركهُ، فالله هو الملكُ، والدارُ الإِسلامُ، والبيتُ الجنةُ، وأنت يا محمدٌ. رسولُ الله، فمن أجابكَ دخلَ الإِسلام، ومن دخلَ الإِسلامَ دخل الجنةَ، ومن دخلَ الجنةَ أكلَ ما فيها (¬1). ¬
8363 - عبد الله بن هشام: كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذٌ بيدِ عمر، فقال له عمرُ: يا رسولَ الله، لأنتَ أحبُّ إلىَّ من كلِّ شيءٍ إلا نفسي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا والذي نفسي بيدهِ حتَّى أكونَ أحبَّ إليكَ من نفسكَ))، فقال له عمرُ: فإنَّه الآن لأنتَ أحبُّ إلىَّ من نفسي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((الآن يا عمرُ)). للبخاري (¬1). ¬
8364 - أبو هريرة: رفعه: ((والذي نفسي بيدهِ ليأتينَّ على أحدكُم يومٌ ولا يراني، ثمَّ لأن يراني أحبُّ إليه من أهِله ومالِه معهم))، فأولُوه على أنَّه نعى نفسَه إليهم وعرَّفهمُ ما يحدثُ لهم بعده من تمنِّى لقائه عند فقدهم ما كانوا يشاهدون من بركاته (¬1). ¬
8365 - ابن مسعود: رفعه: ((ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكِّل به قريُنه من الجنِّ)). وزاد في رواية: ((وقرينُه من الملائكةِ))، قالوا: وإياكَ يا رسولَ الله؟ قال: ((وإياي إلا أنَّ الله أعانني عليه فأسلمَ، فلا يأمرني إلا بخيرٍ)). هما لمسلم (¬1). ¬
8366 - أبو هريرة رفعه: ((فضلتُ على الأنبياءِ بخصلتينِ، كان شيطاني كافرًا فأعانني الله عليه حتَّى أسلمَ))، ونسيتُ الخصلةَ الأخرى (¬1). للبزار بضعف. ¬
8367 - أنس رفعه: ((ما منكم من أحدٍ يسلِّمُ علىَّ إلا ردَّ الله علىَّ روحي حتَّى أردَّ عليه السلامَ)) (¬1). لأبي داود. ¬
8368 - وعنه: لما كان اليومُ الذي دخل فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ أضاء منها كلُّ شيءٍ، فلما كان اليومُ الذي ماتَ فيه أظلمَ منها كلُّ شيءٍ، وما نفضنا الأيدي من دفنهِ وإنا لفي دفنهِ حتَّى أنكرنا قلوبنا (¬1). للترمذي. ¬
8369 - ابن عمرو بن العاص: قال: تلا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قولَ الله {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ} إلى: {رَحِيمٌ} [ابراهيم: من الآية36]،وقول عيسى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118]،فرفع يديه وقال: ((اللهمَّ أمَّتي، اللهمَّ أُمتَّي))، وبكى، فقال الله تعالى: يا جبريلُ، اذهبْ إلى محمدٍ وربُّك أعلمُ، فاسأله ما يُبكيكَ؟ فأتاه جبريلُ فسأله فأخبره بما قالَ وهو أعلمُ، فقال تعالى: يا جبريلُ اذهبْ إلى محمدٍ فقل له: إنَّا سنُرضيكَ في أُمتَّكَ، ولا نسوءك. لمسلم (¬1). ¬
8370 - عمار بن ياسر: سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هل أتيتَ في الجاهليةِ شيئًا حراما؟ قال: ((لا، وقد كنتُ منه على ميعادين، أمَّا أحدُهما فغلبتني عيني، وأمَّا الآخرُ فحالَ بيني وبينه سامر قوميِ)). للطبراني بخفى (¬1)، ولفظ الأوسط: سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هل أتيتَ من النساءِ حرامًا. ¬
8371 - عمر رفعه: ((لما أذنبَ آدمُ الذنبَ الذي أذنبه، رفع رأسه إلى العرشِ، فقال: أسألُك بحقِّ محمدٍ إلا رفعتنى، فأوحى الله إليه وما محمدٌ؟ قال: تباركَ اسمكَ لمَّا خلقتني رفعتُ رأسي إلى عرشكَ، فرأيتُ فيه مكتوبًا لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله، فعلمتُ أنَّه ليس أحدٌ أعظم عندكَ قدرًا ممن جعلتَ اسمه مع اسمك، فأوحى الله إليه: يا آدمُ، إنه آخرُ النبيين من ذريتك، وإنَّ أمَّته آخرُ الأمم من ذريتكَ، ولولا هو ما خلقتُك)). للأوسط والصغير بخفى (¬1). ¬
8372 - أبو سعيد رفعه: ((أتاني جبريلُ فقال: إنَّ ربي وربَّك يقولُ:. كيف رفعتُ ذكركَ؟ قال: الله أعلمُ، قال: إذا ذُكرتُ ذُكرتَ معي)). للموصلي (¬1). ¬
من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه - صلى الله عليه وسلم -، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته
من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه - صلى الله عليه وسلم -، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته
8373 - على: يصفُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ لم يكن بالطويل المُمَغَّطِ (¬1)، ولا بالقصيرِ المتردد (¬2)، كان ربعةً من القوم، ولم يكن بالجعدِ القططِ (¬3)، ولا بالسبط، كان جعداً رجلاً (¬4)، ولم يكنْ بالمطهم (¬5) ولا بالمكلثم (¬6)، وكان في وجهه تدويرٌ، أبيض مشربٌ (¬7)، أدعجُ (¬8) العينين، أهدبُ (¬9) الأشفار، جليلُ المشاش والكتدِ (¬10)، أجردُ ذو مسربةٍ (¬11)، شتنُ (¬12) الكفين والقدمين، إذا مشى تقلَّع (¬13)، كأنما يمشى في صببٍ (¬14)، وإذا التفتَ التفت معًا، بين كتفيه خاتمُ النبوةِ، وهو خاتمُ النبيينَ، أجودُ الناسِ صدرًا، وأصدقُ الناسِ لهجةً، وألينهمُ عريكةً، (وأكرمهُم) (¬15) عشرةً، من رآه بديهةً هابه، ومن خالطهُ معرفةً أحبه، يقول ناعته:؛ لم أر قبله ولا بعده مثله (¬16). زاد في رواية: ضخمُ الرأس، ضخمُ الكراديسِ (¬17). للترمذي. ¬
8374 - أنس: كان - صلى الله عليه وسلم - ربعةً من القوم، ليس بالطويل البائنِ ولا بالقصيرِ، أزهرَ اللونِ، ليس بالأبيضِ الأمهقِ، ولا بالآدمِ، ليس بجعدٍ قططٍ، ولا سبط رجلٍ، أُنزل عليه وهو ابنُ أربعين سنةٍ، فلبث بمكةَ عشر سنين، ينزل عليه الوحي، وبالمدينة عشرًا، وتوفاه الله على رأس ستين، وليس في رأسِه ولحيته عشرون شعرةً بيضاً، قال ربيعةُ بن أبي عبدِ الرحمن: فرأيتُ شعرًا من شعره فإذا هو أحمرُ، فسألتُ: فقيل أحمرُ من الطيب (¬1) ِ. للشيخين، والموطأ، والترمذي. ¬
8375 - جابر بن سمرة: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ضليعَ الفمٍِ، أشكلَ العينين منهوسَ العقبين ضخمَ القدمين، قيل لسماكٍ، ما ضليعُ الفم؟ قال عظيمُ الفمِ قيل: -[417]- ما أشكلُ العينين؟ قال: طويلُ شقِّ العينين، قيل: ما منهوسُ العقبِ؟ قال: قليلُ لحمِ العقبِ (¬1). لمسلم، والترمذي. ¬
8376 - وله: كان في ساقيه - صلى الله عليه وسلم - خموشةً، وكان لا يضحكُ إلا تبسمًا، وكنتُ إذا نظرتُ إليه قلتُ: أكحلُ العينين وليس بأكحلَ (¬1). ¬
8377 - أنس: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أزهر اللونِ، كأنَّ عرقه اللؤلؤُ، إذا مشى تكفَّأ، وما مسستُ ديباجةً ولا حريرةً ألين من كفِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ولا شممتُ مسكةً ولا عنبرةً أطيب من رائحةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). للشيخين، والترمذي. ¬
8378 - وعنه: وقد سئلَ عن شعر النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: شعرٌ بين شعرين، لا رجلٌ سبط، ولا جعدٌ قططٌ، كان بين أُذنيهِ وعاتقهِ (¬1). ¬
8379 - وفي رواية: كان يضربُ شعره منكبيه (¬1). ¬
8380 - وفي أخرى: إلى أنصافِ أذنيهِ (¬1). ¬
8381 - وفي أخرى: إلى شحمة أذنيهِ (¬1). للشيخين، وأبي داود، والنسائي. ¬
8382 - عائشة: كان شعرُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فوقَ الوفرة ودون الجمَّةِ (¬1). ¬
8383 - أم هانئ: قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مكةَ وله أربعُ غدائرَ (¬1). هما للترمذي، وأبي داود. ¬
8384 - ابن عباس: كان أهلُ الكتابِ يسدلون أشعارهم، وكان المشركونَ يفرقُون، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعجبُهُ موافقة أهلِ الكتابِ فيما لم يؤمر به فسدل ناصيته، ثم فرق بعدُ (¬1). للشيخين، وأبي داود. ¬
8385 - أنس: سأل عن شيبِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما شانهُ الله ببيضاءَ (¬1). ¬
8386 - وفي رواية: قال يكره أن ينتفَ الرجلُ الشعرةَ البيضاءَ من لحيتهِ ورأسهِ، قال: ولم يخضِّب - صلى الله عليه وسلم -، إنما كان البياضُ في عنفقته، وفي الصدغين، وفي الرأسِ نبذٌ. لمسلم (¬1). ¬
8387 - ابن سيرين: قلتُ لعبيدةَ: عندنا من شعرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أصبناه من قبل أنسٍ أو من قبلِ أهلِ أنسٍ، قال: لأن تكونَ عندي شعرةً منه أحبُّ إلىَّ من الدنيا وما فيها (¬1). للبخاري. ¬
8388 - جابر بن سمرة: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قد شمط مقدم رأسه ولحيته فكان إذا ادهنَ لم يتبين، فإذا شعثَ رأسَه تبينَ، وكان كثيرَ شعرِ اللِّحية، فقال رجلٌ: وجهه مثلُ السيفِ قال: لا بل مثلُ الشمسِ والقمرِ، وكان -[419]- مستديرًا قال: رأيتُ الخاتمَ عند كتفيه مثل بيضةِ الحمام يشبه جسده (¬1). للنسائي، ومسلم بلفظه. ¬
8389 - عبد الله بن سرجس: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأكلتُ معه خبزًا ولحمًا أو قال: ثريدًا، فقلتُ: يا رسولَ الله، غفرَ الله لك، قال: ((ولكَ))، قال الراوي عنه: فقلتُ: استغفرَ لك - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، ولك ثمَّ تلا هذه الآية: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: من الآية19] قال: ثمَّ درتُ خلفهُ فنظرتُ إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغضِ كتفهِ اليسرى جمعًا عليه خيلان كأمثالِ الثآليلِ. لمسلم (¬1). ¬
8390 - السائب بن يزيد: كان الخاتمُ مثلَ زر الحجلةِ، وكان أشهلَ العينين، منهوسَ العقبِ، ضليعَ الفمِ (¬1). للشيخين. ¬
8391 - أبو هريرة: ما رأيتُ أحسنَ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، كأنَّ الشمس تجرى في وجههِ، وما رأيتُ أحدًا أسرعَ في مشيهِ منه - صلى الله عليه وسلم -، لكأنَّما الأرضُ تُطوى له، كنَّا إذا مشينا معه نجهدُ أنفسنا، وأنه لغيرُ مكترثٍ (¬1). للترمذي. ¬
8392 - أنس: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا مشى يتوكأُ (¬1). لأبي داود. ¬
8393 - جابر: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا مشى، مشى أصحابهُ أمامهُ وتركوا ظهرهُ للملائكةِ (¬1). للقزويني. ¬
8394 - عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يحدِّثُ حديثًا لو عدَّ العادُّ لأحصاهُ (¬1). ¬
8395 - وفي رواية: قالتْ لعروةَ: ألا يعجبُكَ أبو فلانٍ؟ جاءَ فجلسَ إلى جانبِ حُجرتي يحدِّث عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يسمعني ذلكَ، وكنتُ أسبحُ، فقامَ قبل أن أقضي سبحتي، فلو أدركتُه لرددتُّ عليه أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكنْ يسردُ الحديثَ كسردكمُ (¬1). ¬
8396 - وفي رواية أخرى: كان أبو هريرة يحدِّثُ ويقولُ: اسمعي يا ربَّةَ الحجرةِ، اسمعي يا ربَّة الحجرةِ، وعائشةُ تصلِّى، فلمَّا قضتْ صلاتها، قالتْ لعروةَ بنحوه (¬1). للشيخين، والترمذي، وأبي داود. ¬
8397 - أنس: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يعيدُ الكلمة ثلاثًا لتُعقَلَ عنه (¬1). للترمذي. ¬
8398 - عائشة: كان كلامُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كلامَ فصلٍ، يفهمهُ كلُّ من سمعهُ (¬1). ¬
8399 - ابن سلام: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا جلسَ يتحدَّثُ يُكثرُ أن يرفعَ طرفهُ إلى السماءِ (¬1). هما لأبي داود. ¬
8400 - رجل من الصحابة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ضمَّه قال: فسالَ عليَّ من عرقِ إبطهِ مثلَ ريحِ المسكِ (¬1). للدارمي مطولاً بمجهول. ¬
8401 - أنس: أنَّ أمَّ سليمٍ كان تبسطُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نطعًا فيقيلُ عندها على ذلك النطعِ، فإذا قامَ أخذت من عرقهِ -[421]- وشعرهِ فجمعتْهُ في قارورةٍ ثمَّ جعلتْهُ في سكٍّ فلمَّا حضرَ أنساً الوفاةُ أوصى أنْ يجعلَ في حنوطِه من ذلك السكِ فجعلَ في حنوطِه (¬1). ¬
8402 - وفي رواية: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يدخلُ بيتَ أمِّ سليمٍ فينامُ على فراشها وليستْ فيه، فجاءَ ذاتَ يومٍ فنامَ على فراشها، فأتتْ فقيلَ لها: هذا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - نائمٌ على فراشكِ، فجاءتْ وقد عرقَ واستنقعَ عرقُه على قطعةِ أديمِ الفراشِ، ففتحتْ عتيدتها فجعلتْ تنشِّفُ ذلك العرقَ فتعصرهُ في قواريرها، ففزعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما تصنعين يا أمَّ سليمٍ؟))،فقالت: يا رسولَ الله، نرجو بركتهُ لصبياننا قال: ((أصبت)) (¬1). ¬
8403 - وفي أخرى: قالت: هذا عرقُكَ نجعلُه في طيبنا، وهو أطيبُ الطيبِ (¬1). للشيخين، والنسائي. ¬
8404 - وعنه: كان فزعٌ بالمدينةِ، فاستعارَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فرسًا من أبي طلحةَ يقالُ لها: المندوبُ فركب، فلما رجعَ قال: ((ما رأينا من شيءٍ، وإن وجدناه لبحراً)) (¬1). ¬
8405 - وفي رواية: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أحسنَ الناسِ، وكان أجودَ الناسِ وكان أشجع الناسِ، ولقد فزعَ أهلُ المدينةِ ذاتَ ليلةٍ، فانطلق ناسٌ من قبلِ الصوتِ فتلقَّاهُم - صلى الله عليه وسلم - راجعًا وقد سبقهُم إلى الصوتِ (¬1). ¬
8406 - وفي أخرى: -[422]- وقد استبرأ الخبر وهو على فرسٍ لأبي طلحة عريٍّ في عنقه السيفُ، وهو يقولُ: لنْ تراعوا لن تراعوا، فقال: (وجدناه بحراً)) أو ((إنَّه لبحرٌ))، وكان فرسًا يبطأ (¬1). ¬
8407 - وفي أخرى: فما سبقَ بعد ذلكَ اليومِ. للشيخين، وأبي، داود والترمذي (¬1). ¬
8408 - عائشة: ما خُيِّرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين أمرينِ قطُّ إلا أخذَ أيسرهُما، ما لم يكنْ إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعدَ الناسِ منه، وما أنتقمَ - صلى الله عليه وسلم - لنفسهِ في شيءٍ قطُّ إلا أن تنتهكَ حرمةُ الله فينتقمُ (¬1). لمالك، والشيخين، وأبي داود. ¬
8409 - وفي رواية: ما ضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قطُّ بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهدَ في سبيلِ الله (¬1). ¬
8410 - أنس: كانت الأمةُ من إماءِ المدينة لتأخذَ بيدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فتنطلقَ به حيثُ شاءت. للبخاري (¬1). ¬
8411 - وعنه: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا استقبلهُ الرجلُ فصافحهُ لا ينزعُ يده من يده حتَّى يكونَ الرجلُ ينزع يده، ولا يصرفُ وجههُ عن وجههِ حتَّى يكونَ الرجلُ هو يصرفهُ، ولم ير مقدماً ركبته بين يدي جليسٍ له (¬1). لأبي داود، والترمذي بلفظه. ¬
8412 - وعنه: ما رأيتُ أحدًا كان أرحمَ بالعيالِ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كان إبراهيمُ ابُنه مسترضعًا في عوالي المدينةِ، وكان ينطلقُ ونحنُ معه فيدخلُ البيتَ وإنه ليدخن وكان ظئرُه قينًا فيأخذه فيقبِّلهُ ثمَّ يرجعُ. لمسلم (¬1). ¬
8413 - الأسود: سألتُ عائشةَ ما كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يصنعُ في بيتهِ؟ قالت: كان يكونُ في مهنةِ أهله، فإذا حضرتْ الصلاةُ يتوضأُ ويخرجُ إلى الصلاةِ (¬1). لمسلم، والترمذي. ¬
8414 - ابن عباس: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكلُ طهورهُ إلى أحدٍ ولا صدقتهُ التي يتصدقُ بها، يكونُ هو الذي يتولاها بنفسهِ (¬1). للقزويني بضعف. ¬
8415 - عبد الله بن الحارث بن جزء: ما رأيتُ أحدًا أكثرَ تبسمًا من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). للترمذي. ¬
8416 - أبوهريرة: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يجلسُ معنا في المسجدِ يحدثنا فإذا قام قمنا قيامًا حتَّى نراه قد دخلَ بعضَ بيوتِ أزواجهِ، فحدثنا يومًا فقمنا حين قامَ، فنظرنا إلى أعرابيٍّ قد أدركهُ فحبذهُ بردائه، فحمر رقبتهُ، وكان رداءً خشنًا، فالتفت إليه، فقال له الأعرابيُّ: (احمل لي) (¬1) على بعيريَّ هذين، فإنَّك لا تحملني من مالكَ ولا مالِ أبيكَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا، واستغفرُ الله واستغفرُ الله لا، واستغفرُ الله لا، أحملك حتَّى تقيدنى من جبذتكَ التي جبذتني))، فكلُّ ذلك يقولُ له الأعرابيُّ: والله، لا أقيدُكها فذكر الحديث. قال: ثمَّ دعا رجلاً فقال له: ((احملْ له على بعيريهِ هذين، على بعيرٍ شعيرًا، وعلى الآخرِ تمرًا))، ثمَّ التفتَ إلينا فقال: ((انصرفوا على بركةِ الله)) (¬2). لأبي داود، والنسائي. ¬
8417 - رجل من العرب قال: زاحمتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ حنينٍ، وفي رجلي نعلٌ كثيفةٌ فوطئتُ بها رجلهُ، فنفحني نفحةً بسوطٍ في يدهِ، وقال: ((بسمِ الله أوجعتني))، فبتُّ لنفسي لائمًا أقولُ أوجعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فبتُّ بليلةٍ كما يعلمُ الله، فلما أصبحنا إذا رجلٌ يقولُ: أين فلانٌ؟ قلتُ: هذا والله الذي كان منِّي بالأمسِ، فانطلقتُ -[424]- وأنا متخوِّفٌ، فقالَ لي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنك وطأتَ بنعلكَ على رجلي بالأمسِ فأوجعتني، فنفحتُكَ نفحةً بالسوطِ، فهذه ثمانونَ نعجةً فخذْها بها)) (¬1). ¬
8418 - عكرمة قال: قال العباسُ: لأعلمنَّ ما بقى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فينا، فقال يا رسولَ الله: إنيِّ أراهم قد آذوكَ وآذاكَ غبارهم، فلو اتخذتَ عرشاً تكلمهمُ منه فقال: ((لا أزالُ بين أظهرهم يطئونَ عقبي، وينازعوني ردائي، حتَّى يكونَ الله هو الذي يريحني منهم))، فعلمتُ أنَّ بقاءه فينا قليل (¬1). هما للدارمي. ¬
8419 - أنس: خدمتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عشرَ سنينٍ، والله ما قال لي أفٌّ قطُّ، ولا قال لشيءٍ لم فعلتَ كذا؟ وهلاَّ فعلتَ كذا (¬1). ¬
8420 - وفي رواية: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من أحسنِ الناسِ خُلقًا، فأرسلني يومًا لحاجةٍ فقلتُ: والله، لا أذهبُ، وفي نفسي أنْ أذهبَ لما أمرني به، فخرجتُ حتَّى أمرَّ على صبيانٍ وهم يلعبون في السوقِ، فإذا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قد قبضَ بقفاي من ورائي فنظرتُ إليه وهو يضحكُ، فقال: ((يا أنيسُ ذهبتَ حيثُ أمرتكَ؟)) قلتُ: نعم، أنا أذهبُ يا رسولَ الله، قال أنسٌ: والله لقد خدمتهُ تسع سنينٍ ما علمتهُ قال لشيءٍ صنعتُه لم فعلتَ كذا وكذا، أو لشيء تركتُه هلاَّ فعلتَ كذا وكذا. (¬1) للشيخين، وأبي داود، والترمذي. ¬
8421 - وعنه: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا صلَّى الغداةَ جاءَ خدمُ المدينةِ بآنيتهم فيها الماءُ، فما يأتونه بإناءٍ إلا غمسَ يده فيه، فرَّبما جاءوه في الغداةِ الباردةِ فيغمسُ يده فيه. لمسلم.
8422 - وعنه: وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أحسنَ الناسِ خُلُقًا وكان لي أخٌ يقالُ له عميرٌ وهو فطيمٌ، كان إذا جاءَ قال: ((يا أبا عميرٍ ما فعلَ النغيرُ؟)) لنغرٍ كان يلعبُ به، وربما حضرتْ الصلاةُ وهو في بيتنا، فيأمرُ بالبساطِ الذي تحتهُ فيُكنسُ، ثم يُنضحُ، ثمَّ يقومُ ونقومُ خلفهُ فيصلى بنا (¬1). للشيخين، وأبي داود، والترمذي. ¬
8423 - الحسن بن علي: سألت خالي هندُ بنُ أبي هالةَ التميميُّ وكان وصَّافًا عن صفةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أشتهي أنْ يصفَ لي منها شيئًا أتعلقُ به، فقال: كان - صلى الله عليه وسلم - فخمًا مفخمًا، يتلألأ وجهُهُ تلألأ القمرِ ليلةَ البدرِ، أطولُ من المربوعِ، وأقصرُ من المشذبِ، عظيمُ الهامةِ رجلُ الشعرِ، إن انفرقت عقيصتُه فرق وإلاَّ فلا، يجاوزُ شعرُه شحمةَ أذنيه إذا هو وفرة، أزهرُ اللونِ واسعُ الجبينِ، أزجُّ الحواجبِ، سوابغٌ من غيرِ قرنٍ، بينهما عرقٌ يدره الغضبُ، أقنى العرنينِ، له نورٌ يعلوه، يحسبُه من لم يتأمَّلُه أشمٌّ، كثُّ اللحيةِ، أدعجٌ سهلُ الخدين، ضليعُ الفمِ، أشنب، مفلَّجُ الأسنان، دقيقُ المسربةِ، كأنَّ عنقهُ جيدُ دميةٍ في صفاءِ الفضةِ، معتدلُ الخلقِ بادناً متماسكًا، سواءُ البطنِ والصدرِ، عريضُ الصدر، بعيدُ ما بين المنكبينِ، ضخمُ الكراديسِ، أنورُ المتجردِ، موصولُ ما بين اللبةِ والسُّرَّةِ بشعرٍ يجري كالخطِّ، عاري الثديينِ والبطنِ مما سوى ذلك، أشعرُ الذراعينِ والمنكبينِ وأعالي الصدرِ، (طويل الزندين) (¬1) رحبُ الراحةِ، سبطُ القصبِ، شثنُ الكفينِ والقدمينِ، وسائرِ الأطرافِ، خصمانُ الأخمصين، مسيحُ القدمينِ ينبوعنهما الماءُ، إذا زالَ زالَ تقلُّعا، ويخطو تكفأ ويمشى هوناً، ذريعُ المشيةِ، إذا مشى كأنَّما ينحط من صببٍ، وإذا التفتَ التفتَ معاً، خافضُ الطرفِ، نظرُه إلى الأرضِ أطولُ من نظرهِ إلى السماءِ، جلُّ نظره إلى السماءِ، جُلُّ نظره الملاحظةُ، يسوقُ أصحابهَ، ويبدأ من لقيه بالسلامِ، ... قلتُ: صف لي منطقةُ قال: كان - صلى الله عليه وسلم - متواصلُ الأحزانِ، دائمُ الفكرةِ، ليست له راحةٌ، ولا يتكلَّمُ في غير حاجةٍ طويلُ السكوتِ يفتتحُ الكلام ويختمُه بأشداقهِ، ويتكلَّمُ بجوامع الكلمِ فصلاً لا فضولُ ولا تقصيرٌ دمثًا، ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمةَ وإنْ دقَّتْ، لا يذمُّ ذواقًا ولا يمدحُهُ، ولا تغضبُه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا تعرَّض -[426]- للحقِّ لم يعرف أحداً، ولم يقمْ لغضبه شيءٌ، ولا يغضبُ لنفسهِ ولا ينتصرُ لها، إذا أشارَ أشار بكفِّه كلِّها، وإذا تعجَّبَ قلبها، وإذا تحدَّث اتصل بها فضربَ بباطنِ راحتهِ اليُمنى باطنَ إبهامِه اليُسرى، وإذا غضبَ أعرضَ وأشاحَ، وإذا ضحكَ غضَّ طرفه، جُلُّ ضحكِهِ التبسمُ، ويفترُ عن مثلِ حبِّ الغمام، فكتمتُها الحسينَ زمانًا ثمَّ حدثتُه فوجدتُه قد سبقني إليه، فسألَهُ عمَّا سألتُه، ووجدتهُ قد سأل أباه عن: مدخَلِه، ومجلسهِ، ومخرجه، وشكله، فلم يدع منه شيئًا، ... قال الحسينُ: سألتُ أبي عن دخولِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كان دخولُه لنفسهِ مأذونًا له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزلهِ جزأ نفسهُ [ثلاثةَ] (¬2) أجزاء: جزءًا للهِ، وجزءًا لأهلهِ، وجزءًا لنفسِهِ، ثم جزأ نفسهُ بينه وبينَ الناسِ، فيردُّ ذلك على العامَّةِ بالخاصَّةِ، فلا يدَّخرُ عنهم شيئًا، فكان من سيرتهِ في جزءِ الأمةِ إيثارُ أهلِ الفضلِ بإذنهِ، وقسمته على قدرِ فضلهم في الدِّينِ، فمنهم ذو الحاجةِ، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائجِ، فيتشاغلُ بهم ويُشغلهُم فيما يُصلحهُم والأمة، وإخبارهم بالذي ينبغي لهم، ويقولُ: ((ليبلِّغ الشاهدُ الغائبَ، وأبلغوني حاجةَ من لا يستطيعُ إبلاغها إياي، فإنَّه من أبلغَ سلطاناً حاجةَ مْنَ لا يستطيعُ إبلاغها ثبَّتَ الله قدميه يومَ القيامةِ)) لا يُذكرُ عنده إلا ذلك، ولا يُقبلُ من أحدٍ غيرهُ، يدخلون رواداً، ولا يتفرقون إلا عن ذواقٍ، ٍويخرجون أدلةً، ... قال: فسألتُه عن مخرجهِ، كيف كان يصنعُ فيه؟ فقال: كانَ - صلى الله عليه وسلم - يخزنُ لسانه إلا مما يُعنيهم، ويؤلفَهُم ولا يفرقهُم ـ أو قال ولا ينفرهُم ـ فيُكرمُ كريمَ كلِّ قومٍ ويولِّيه عليهم، ويحذِّرُ الناسُ ويحترسُ منهم، من غيرِ أنْ يطوي عن أحدٍ منهم بشرِّه ولا خلقه، يتفقَّدُ أصحابه ويسألُ الناسَ عمَّا في الناسِ، ويُحسنُ الحسنَ ويصوِّبُه، ويقبِّحُ القبيحَ ويُوهنُه، معتدلُ الأمرِ غيرُ مختلفٍ، لا يغفلُ مخافةَ أن يغفلوا أو يملُوا لكلِّ حالٍ عنده عتاد، لا يقصِّرُ عن الحقِّ، ولا يجاوزهُ الذين يلونه من الناسِ، خيارهم وأفضلهُم عنده أعمَّهُم نصيحةً، وأعظمهُم عندهُ منزلةً أحسنهُم مواساةً ومؤازرةً، ... فسألتهُ عن مجلسهِ فقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يجلسُ ولا يقومُ إلا على ذكرٍ، ولا يوطنُ الأماكنَ وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قومٍ جلس حيثُ ينتهي به المجلسُ ويأمرُ بذلك، ويُعطى كلَّ جلسائهِ نصيبه، حتَّى لا يحسبُ جليسُه أنَّ أحدًا أكرمَ عليه منهُ، -[427]- من جالسهِ أو قاومه في حاجة صابره، حتَّى يكونَ هو المنصرفُ، ومن سألهَ حاجةً لم يردَّهُ إلا بها، أو بميسورٍ من القولِ، قد وسعَ الناسَ بسطُه وخلقُه، فصار لهم أباً وصاروا عندهُ في الحقِّ سواءً، مجلسُه مجلسُ حلمٍ وحياءٍ وصبرٍ وأمانةٍ، لا تُرفعُ فيه الأصواتُ، ولا تؤبَّنُ فيه الحرمُ، ولا تنثى فلتاته، متعادلين متفاضلين فيه بالتقوى، متواضعين، يوقرون فيه الكبير ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذوي الحاجةِ، يحفظون الغريبَ، ... قال: قلتُ: كيف كانتْ سيرتُه في جُلسائه؟ قال: كان - صلى الله عليه وسلم - دائمُ البشر سهلُ الخلقِ لينُ الجانبِ، ليس بفظٍّ ولا غليظ، ولا صخَّابٍ ولا فاحشٍ، ولا عيابٍ ولا مدَّاحٍ، يتغافلُ عمَّا لا يشتهي، ولا يؤنسُ منه ولا يجيبُ فيه، قد تركَ نفسه من ثلاثٍ: المراءِ، والإِكثار، وما لا يُعنيه، وتركَ الناسَ من ثلاثٍ: كان لا يذمُّ أحدًا ولا يعيِّرهُ، ولا يطلبُ عورتهُ، ولا يتكلَّمُ إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلَّم أطرق جلساؤه كأنَّما على رءوسهم الطيرُ، وإذا سكتَ تكلَّمُوا ولا يتنازعون عنده الحديثَ، من تكلَّم عنده أنصتوا له حتَّى يفرغَ، حديثُهم حديث أوَّلهم، يضحكُ مما يضحكون منه، ويتعجَّبُ مما يتعجَّبونَ منه، ويصبرُ للغريبِ على الجفوةِ في منطقهِ ومسألتهِ، حتَّى إن كان أصحابهُ يستجلبونهُم، ويقولُ: إذا رأيتمُ طالبَ الحاجةٍ فأرشدوه، ولا يقبلُ الثناءَ إلاَّ من مكافئٍ، ولا يقطعُ على أحدٍ حديثهُ حتَّى يتجوَّزَهُ فيقطعهُ بانتهاءٍ أو قيامٍ، ... قال قلتُ: كيفَ كان سكوتُه؟ قال: كان سكوتُه - صلى الله عليه وسلم - على أربعٍ: على الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكرِ، فأمَّا تقديرُه: ففي تسويةِ النظرِ والاستماع بين الناسِ، وأمَّا تذكرُه أو قال تفكرهُ: ففيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلمَ في الصبر، فكان لا يُغضبُه شيءٌ ولا يستفزَّهُ، وجمع له الحذر في أربعٍ: أخذهِ بالحسنى ليُقتدي به، وتركه القبيحَ ليُنتهي عنه، واجتهاد الرأي فيما أصلحَ أمته، والقيام لهم بما جمعَ لهم الدنيا والآخرةِ (¬3). -[428]- للكبير. ¬
8424 - أنس: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا مرَّ في طريقٍ من طرقِ المدينة وُجدَ منه رائحةُ المسكِ، فيقال مرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الطريقِ (¬1). للموصلي، والبزار، والأوسط. ¬
من علاماته - صلى الله عليه وسلم - غير ما تفرق في الكتاب
من علاماته - صلى الله عليه وسلم - غير ما تفرق في الكتاب
8425 - عطاء بن يسار: قلتُ لابنِ عمروٍ بن العاصِ: أخبرني عن صفةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في التوراةِ؟ فقال: والله إنه لموصوف في التوراة ببعض ما في القرآن: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} [الأحزاب:45] وحرزاً للأميين أنتَ عبدي ورسولي، سميتُك المتوكِّل، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ولا (سخاب) (¬1) في الأسواقِ، ولا يدفع بالسيئةِ السيئةَ، ولكن يعفو ويصفحُ، ولن يقبضه الله حتَّى يقيمَ به الملة العوجاءَ، ويفتح به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفاً. للبخاري (¬2). ¬
8426 - ابن مسعود رفعه: ((صفتي أحمدُ المتوكلُّ، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ، يُجزى بالحسنةِ الحسنةَ، ولا يكافئ بالسيئةِ، مولدهُ بمكةَ ومهاجرهُ بطيبةَ، وأمَّتهُ الحامدون، يأتزرون على أنصافهم، ويوضئون أطرافهم، أناجيلُهم في صدورهم، يصفُّون للصلاة كما يصفُّون للقتالِ، قربانُهم الذي يتقربونَ به إلىَّ دماؤهم، رهبانٌ بالليل ليوثٌ بالنهارِ)) (¬1). للكبير بخفى. ¬
8427 - عبد الله بن سلام: قال مكتوبٌ في التوراة صفةُ محمدٍ وعيسى بن مريمَ يدفن معه، فقال أبو مودودٍ المدنيُّ: قد بقى في البيت موضعُ قبرٍ (¬1). للترمذي. ¬
8428 - ابن عمر: قال: ما سمعتُ عمر يقولُ لشيءٍ قطُّ إنِّي لأظنُّه كذا إلا كان كما يظنُّ، بينما عمرُ جالسٌ إذ مرَّ به رجلٌ جميلٌ فقال: لقد أخطأ ظنِّي أو إنَّ -[429]- هذا على دينهِ في الجاهليةِ، أو لقد كان كاهنهُم على الرجلِ، فدعي له، فقال له ذلك: فقال ما رأيتُ كاليوم استُقبلَ به رجلٌ مسلمٌ، قال فإنِّي أعزمُ عليكَ إلا ما أخبرتني، قال: كنتُ كاهنُهم في الجاهليةِ، قال: فما أعجبَ ما جاءتك به جنيتُكَ؟ قال: بينما أنا يوماً في السوق جاءتني أعرفُ فيها الفزعَ، قالت: ألم ترى الجنَّ وإبلاسها، ويأسها من بعد إيناسها، ولحوقها بالقلوص وأحلاسها، قال عمرُ: صدقَ، بينا أنا نائمٌ عند آلهتهم، إذ جاءَ رجلٌ بعجلٍ فذبحهُ، فصرخَ به صارخٌ لم أسمع صارخًا قطُّ أشدَّ صوتًا منه يقولُ: يا جليح أمرُ نجيح رجلٌ فصيحٌ يقولُ: لا إله إلا الله، فوثب القومُ، قلتُ: لا أبرحُ حتَّى أعلمَ ما وراءَ هذا، ثمَّ نادى يا جليح أمرُ نجيحٍ رجلٌ فصيحٌ يقولُ: لا إله إلاَّ الله، فقمتُ فما نشبنا أن قيل هذا نبيٌ. للبخاري (¬1). ¬
8429 - جبير بن مطعم: خرجتُ تاجراً إلى الشام في الجاهلية، فلمَّا كنتُ بأدنى الشامِ لقيني رجلٌ من أهلِ الكتابِ، فقال: هل عندكُم رجلٌ تنبأ؟ قلتُ: نعم، قال: هل تعرفُ صورته إذا رأيتها؟ قلتُ: نعم، فأدخلني بيتًا فيه صورٌ، فلم أر صورة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فبينا أنا كذلك إذ دخلَ رجلٌ منهم علينا، فقال فيم أنتمُ؟ فأخبرناه، فذهبَ بنا إلى منزله، فساعةُ دخلتُ نظرتُ إلى صورة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وإذا رجلٌ أخذ بعقبهِ، قلتُ: من هذا الرجلُ القابضُ على عقبه؟ قال: إنه لم يكن نبيٌّ إلا كان بعده نبيٌ إلاَّ هذا، فإنه لا نبيَّ بعده، وهذا الخليفةُ بعده، وإذا صفةُ أبي بكرٍ (¬1). للكبير، والأوسط بخفى. ¬
8430 - عبد الله بن سلام: لمَّا أراد الله هدى زيد بن سعنةَ قال زيدٌ: ما من علامات النبوة شيءٌ إلا وقد عرفتُها في وجهِ محمدٍ إلا اثنتين يسبق حلمُه جهلهَ، ولا يزيدهُ شدةُ الجهلِ عليه إلا حلمًا، فخرجَ - صلى الله عليه وسلم - يومًا من الحجراتِ ومعه عليٌّ، فأتاه رجلٌ كالبدويِّ فقال يا رسولَ الله، إنَّ نفري قد أسلمُوا، وكنتُ حدثتُهم إن أسلمُوا أتاهم الرزقُ رغدًا، وقد أصابتهُم سنةٌ فأخشى يا رسولَ الله؛ أن يخرجُوا من الإِسلام طمعًا كما دخلوا فيه طمعًا، فإنْ رأيتَ أن ترسلَ إليهم شيئًا تعينهُم به فعلتُ، فنظرَ إلى رجلٍ أراه عليُّا فقال: يا رسولَ الله، ما بقى منه شيءٌ، -[430]- فقال زيدُ بنُ سعنةَ: فقلتُ يا محمدٌ، هل لك أن تبيعني تمراً معلوماً في حائطِ بنى فلانٍ إلى أجلِ كذا وكذا؟ قال: ((لا يا يهوديُّ، ولكن أبيعكَ ولا تُسمِّى حائطَ بنى فلانٍ))، قلتُ: نعم، فباعني فأعطيتهُ ثمانين مثقالاً من ذهب، فأعطى الرجلَ وقال: ((أعدل عليهم (وأغثهم) (¬1) بها))، قال زيدٌ: فلمَّا كان قبل محلِّ الأجل بيومين أو ثلاثةٍ خرج - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ في نفرٍ من أصحابِه، فلمَّا صلَّى على الجنازةِ ودنا إلى الجدارِ ليجلسَ إليه، أتيتُه فأخذتُ بمجامعِ قميصهِ وردائه، ونظرتُ إليه بوجهٍ غليظٍ، قلتُ له: يا محمدٌ، ألا تقضيني حقِّي؟ فوالله ما علمتُكُم بني عبدِ المطلبِ مطلاً، ونظرتُ إلى عمرَ وعيناه تدورانِ في وجهه، ثمَّ رماني ببصرهِ فقال: يا عدوَّ الله، أتقولَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ما أسمعُ وتصنعَ به ما أرى، فلولا ما أحاذرُ لضربتُ بسيفي رأسكَ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ينظرُ إلىَّ في سكون وتؤدةٍ، وقال: ((يا عمرُ: أنا وهو كنَّا أحوجُ إلى غير هذا، أن تأمرني بحسن الأداءِ، وتأمرهُ بحسن التباعة، اذهبْ به يا عمرُ فأعطه حقَّهُ، وزدهُ عشرين صاعًا من تمرٍ مكان ما رعتهُ))، فذهبَ بي عمرُ فأعطاني حقِّي وزادني عشرين صاعًا، فقلتُ: ما هذه الزيادةُ يا عمرُ؟ قال: أمرني - صلى الله عليه وسلم - أن أزيدك، قال: وتعرفني يا عمرُ؟ قال: لا، قلتُ أنا زيدُ بن سعنةَ، قال الحبرُ؟ قلت: الحبرُ، قال: فما دعاكَ إلى أن فعلتَ ما فعلت، وقلتَ ما قلتَ؟ قلتُ: يا عمرُ، لم يكنْ من علاماتِ النبوةِ شيءٌ إلا عرفتُه في وجهِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حين نظرتُ إليه إلا اثنتين لم أخبرهُما منه، سبقُ حلمُهُ جهلهُ، ولا يزيدهُ شدةُ الجهلِ عليه إلا حلمًا، وقد أخبرتُهما، فأشهدُك يا عمرُ أنِّي قد رضيتُ بالله ربًّا وبالإِسلامِ دينًا وبمحمدٍ نبيًّا، وأشهدُك أنَّ شطر مالي صدقةٌ على أمةِ محمدٍ، قال عمرُ: أو على بعضهم فإنَّكَ لا تسعهم، قلتُ: أو على بعضهم، فرجعَ عمرُ وزيدٌ إلى النبيٍّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال زيدٌ: أشهدُ أنَّ لا إله إلاَّ الله وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدهُ ورسولُه، وآمنَ به وصدَّقهُ، وبايعهُ وشهدَ معه مشاهدَ كثيرةً، ثمَّ تُوفى في غزوةِ تبوكٍ مقبلاً غير مدبرٍ (¬2). للكبير. ¬
8431 - محمد بن كعب القرظي: بينما عمرُ قاعدٌ في (المسجدِ) (¬1) إذ مرَّ به رجلٌ فقيل: يا أميرَ المؤمنين، تعرفُ هذا المارَّ؟ قال: فمن هو؟ قال هذا سوادُ بنُ قاربٍ وهو من أهلِ اليمن له فيهم شرفٌ، وهو الذي أتاه رئيه بظهورِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمرُ: علىَّ به فدعي، فقال: أنتَ سوادُ بنُ قاربٍ؟ قال: نعم، قال: أنتَ الذي أتاكَ رئيُك بظهورِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، قال: فأنتَ على ما كنتَ عليه من كهانتكَ؟ فغضبَ غضباً شديداً، وقال: يا أمير، المؤمنين ما استقبلني بهذا أحدٌ منذُ أسلمتُ، فقال عمرُ: يا سبحانَ الله، ما كنَّا عليه من الشركِ أعظمُ مما كنتَ عليه من كهانتكَ، أخبرني بإتيانك رئيُكَ بظهور النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا أنا ذات ليلةٍ بين النائم واليقظانِ، إذ أتاني رئيٌ، فضربني برجلِهِ، وقال: قُم يا سوادُ بنُ قاربٍ، فافهم واعقلْ إن كنتَ تعقلُ، إنه قد بُعثَ رسولٌ من لؤيِّ بن غالبٍ، يدعو إلى الله وإلى عبادتهِ، ثم أنشأ يقولُ: عجبتُ للجنِّ وتحساسها ... وشدِّها العيسَ بأحلاسِهَا. تأوى إلى مكةَ تبغى الهدى ... ما خيرُ الجنِ كأنجاسِهَا. فارحلْ إلى الصفوة من هاشمٍ ... واسمُ بعينيكَ إلى رأسها. قال: فلم أرفع بقوله رأسًا، وقلتُ دعني فإنِّي أمسيت ناعسًا، فلمَّا كانتِ الليلةُ الثانيةُ أتاني، فضربني برجله، وقال: ألم أقلْ لكَ يا سوادُ بن قاربٍ: قم وافهمْ واعقلْ إنْ كنتَ تعقلُ، إنه قد بعثَ رسولٌ من لؤيِّ بن غالبٍ يدعو إلى الله وإلى عبادتهِ، ثم أنشأ الجنُّي يقول: عجبتُ للجنِّ وتطلابها ... وشدِّها العيسَ بأقتابها تهوى إلى مكةَ تبغى الهدى ... ما صادقُ الجنِّ ككذابها. فارحلْ إلى الصفوةِ من هاشمٍ ... ليس قدَّاماها كأذنابها. قال: فلمْ أرفعْ لقوله رأسًا، فلمَّا كانتِ الليلةُ الثالثةُ أتاني وضربني برجلهِ، وقال: ألمْ أقل لكَ يا سوادُ بنُ قاربٍ: افهمْ واعقلْ إنْ كنتَ تعقلُ، إنَّه قد بُعثَ رسولٌ من لؤىِّ بن غالبٍ، يدعو إلى الله وإلى عبادته، ثم أنشأ الجنُّي يقولُ: عجبتُ للجنِ وأخبارها ... وشدِّها العيسَ بأكوارِها. -[432]- تهوى إلى مكةَ تبغى الهدى ... ما مؤمنُ الجنِّ ككفارها. فارحلْ إلى الصفوةِ من هاشمٍ ... بين روابيها وأحجارها. فوقع في نفسي حبُّ الإِسلام والرغبةُ فيه، فلمَّا أن أصبحتُ شددتُ على راحلتي وانطلقتُ إلى مكةَ، فلمَّا كنتُ ببعضِ الطريق أُخبرتُ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قد هاجرَ إلى المدينةِ، فأتيتُ المدينةَ فسألتُ عنه فقيلَ لي في المسجدِ، فانتهيتُ إلى المسجدِ فعقلتُ راحلتي، وإذا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - والناسُ حوله، فقلتُ: اسمع مقالتي يا رسولَ الله، فقال أبو بكرٍ: ادنه ادنه، فلم يزلْ بي حتَّى صرتُ بين يديه، فقال: هات، فأخبرني بأنبائكَ رئيكَ، فقلتُ: أتاني نجىِّ بعدَ هدءٍ ورقدةٍ ... ولم يكُ فيما بلوتُ بكاذبِ ثلاثَ ليالٍ كلَّهُنَّ يقولُ لي أتاكَ ... رسولٌ من لؤيِّ بن غالبِ فشمَّرتُ عن ذيلي الإِزارَ ووسطتُ بي ... الدلعبَ الوجناءَ بين السباسبِ فأشهدُ أنَّ الله لا ربَّ غيرهُ ... وأنكَ مأمونٌ على كلِّ غائبِ وأنكَ أدنى المرسلين وسيلة إلى ... الله يا ابنَ الأكرمينَ الأطايب. فمُرنا بما يأتيكَ يا خيرَ مرسلٍ ... وإنْ كان فيما جاءَ شيبُ الذوائبِ. وكن لي شفيعًا يومَ لا ذو شفاعةٍ ... سواكَ بمغنٍ عن سوادِ بن قاربِ. قال: ففرحَ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بإسلامي فرحاً شديداً قال: فوثبَ عمرُ إليه والتزمَه، وقال قد كنتُ أحبُّ أنْ أسمعَ هذا منكَ (¬2). للكبير بضعف. ¬
8432 - ابن عباس: حدثني أبو سفيان بنُ حربٍ من فيهِ إلى فيَّ قال: انطلقتُ في المدَّةِ التي كانت بيني وبينَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: فبينا أنا بالشام إذ جيئ بكتابٍ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقلَ: وكان دحيةُ الكلبيُّ جاءَ به فدفعهُ إلى عظيم بُصري، فدفعه عظيم بُصري إلى هرقلَ، فقال هرقلُ: هل ههنا أحدٌ من قوم هذا الرجلِ الذي يزعمُ أنه نبيٌّ؟ قالوا: نعم، فدُعيتُ في نفرٍ من -[433]- قريشٍ، فدخلنا على هرقلَ فأجلسنا بين يديه، فقال: أيُّكم أقربُ نسباً من هذا الرجلِ الذي يزعمُ أنه نبيُّ؟ فقلتُ: أنا فأجلسُوني بين يديه وأجلسُوا أصحابي خلفي، ثم دعا بترجمانهِ، فقال: قل لهؤلاءِ إني سائلُ هذا عن هذا الرجلِ الذي يزعمُ أنه نبيٌ، فإنْ كذبني فكذِّبوُه، وأيم الله لولا أن يؤثروا على الكذب لكذبت، ثم قال لترجمانه: سلهُ كيف حسبُه فيكم؟ قلتُ: هو فينا ذو حسبٍ، قال: فهلْ كان من آبائهِ من ملكٍ؟ قلتُ: لا قال: فهل كنتمُ تتهمونه بالكذبِ قبل أن يقولَ ما قالَ؟ قلتُ: لا، قال: فهل يتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قلتُ: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصُونَ؟ قلتُ: بل يزيدون، قال: فهلْ يرتدُّ أحدٌ منهم عن دينه بعد أنْ يدخلَ فيه سخطةً له؟ قلتُ: لا، قال فهل قاتلتمُوه؟ قلتُ: نعم، قال: فكيف كان قتالُكم إياه؟ قلتُ: تكونُ الحربُ بيننا وبينه سجالاً، يصيبُ منا ونُصيبُ منه، قال: فهل يغدُرُ؟ قلتُ: لا، ونحن منه في هذه المدةِ لا ندري ما هو صانعٌ فيها، قال: والله ما أمكنني من كلمةٍ أدخل فيها شيئًا غير هذه، قال: فهل قال هذا القولَ أحدٌ قبلهٌ؟ قلتُ: لا، ثمَّ قال لترجمانهِ: قلْ له إنِّي سألتُكَ عن حسبهِ فيكم، فزعمتَ أنه فيكُم ذو حسبٍ، وكذلك الرسلُ تبعثُ في أحسابِ قومها، وسألتُك هل كان في آبائهِ ملكٌ؟ فزعمت أن لا، فقلتُ: لو كان في آبائهِ ملكٌ، قلتُ: رجلٌ يطلبُ مُلكَ آبائهِ، وسألتُك عن أتباعه أضعفاؤهم أمن أشرافُهم؟ فقلتُ: بل ضعفاؤهم، وهم أتباعُ الرسلِ، وسألتُكَ هل كنتمُ تتهمونَه بالكذبِ قبلَ أن يقولَ ما قالَ؟ فزعمتَ أنْ لا، فعرفتُ أنه لم يكنْ ليدع الكذبَ على الناسِ ثمَّ يذهبُ فيكذبُ على الله، وسألتُك هل يرتدُّ أحدٌ منهم عن دينهِ بعدَ أنْ يدخلَ فيه سخطةً له؟ فزعمتَ أن لا، وكذلك الإِيمانُ إذا خالطَ بشاشتُه القلوبَ، وسألتُك هل يزيدونَ أو ينقصونَ؟ فزعمتَ أنهم يزيدونَ، وكذلكَ الإِيمانُ حتَّى يتمَّ، وسألتكَ هل قاتلتمُوه؟ فزعمتَ أنكم قاتلتمُوه، فتكونُ الحربُ بينكم وبينه سجالاً، ينالُ منكم، وتنالونَ منه، وكذلك الرسلُ تُبتلى، ثمَّ تكونُ لها العاقبةُ، وسألتُكَ هل يغدرُ؟ فزعمتَ أنه لا يغدرُ، وكذلك الرسلُ لا تغدرُ، وسألتُكَ هل قالَ هذا القولَ أحدٌ قبله؟ فزعمتَ أنْ لا، فقلتُ لو كان قالَ هذا القول أحدٌ قبله قلتُ: رجلٌ ائتمَّ بقولٍ قيل قبلهُ، ثمَّ قال بما يأمرُكُم؟ قلنا: يأمرُنا بالصلاةِ والزكاةِ والصلةِ والعفافِ، قال: إن يكُ -[434]- ما تقولُ حقًّا فإنه نبيٌّ، وقد كنتُ أعلمُ أنه خارجٌ، ولم أكُ أظنَّه منكم، ولو أنيِّ أعلمُ أنيِّ أخلصُ إليه لأحببتُ لقاءهُ، ولو كنتُ عندهُ لغسلتُ عن قدميه، وليبلغنَّ ملكهُ ما تحت قدميَّ، ثمَّ دعا بكتابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأهُ، فإذا فيه: ((بسم الله الرحمنِ الرحيمِ، من محمدٍ رسولُ الله إلى هرقلَ عظيم الرومِ، سلامٌ على من اتبعَ الهدى، أما بعدُ: فإنيِّ أدعوكَ بدعايةِ الإِسلامِ، أسلمْ تسلَمَ، وأسلمْ يؤتكَ الله أجركَ مرتين، فإنْ توليتَ فإنمَّا عليكَ إثمُ الأريسيين، و {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا الله وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ الله فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ})) [آل عمران: من الآية64]. فلمَّا فرغَ من قراءةِ الكتابِ، ارتفعتِ الأصواتُ عنده وكثُر اللغطُ، وأمرَ بنا فأخرجنا، فقلتُ لأصحابي حين خرجنا: لقد أَمِرَ أمرُ ابن أبي كبشةَ أنَّه ليخافُه ملكُ بنى الأصفر، فمازلتُ موقنًا بأمرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه سيظهرُ، حتَّى أدخلَ الله علىَّ الإِسلامَ، قال الزهريُّ: فدعا هرقلُ عظماءَ الرومِ، فجمعهُم في دارٍ له، فقال يا معشرَ الرومِ: هل لكُم في الفلاحِ والرشدِ آخرُ الأبدِ، وأنْ يثبتَ لكم مُلككُم؟ فحاصُوا حيصةَ حُمرِ الوحشِ إلى الأبوابِ فوجدوها قد أُغلقت، قال: عليَّ بهم، فدعا بهم فقال: إنِّي اختبرتُ شدَّتكُم على دينكُم فقد رأيتُ منكم الذي أحببتُ، فسجدُوا له ورضُوا عنه (¬1). ¬
8433 - وفي رواية: فمازلتُ ذليلاً مستيقنًا بأنَّ أمرهُ سيظهرُ، حتَّى أدخلَ الله على قلبي الإِسلامَ، وأنا كارهٌ، قال وكان ابنُ الناظورِ صاحبُ إيلياءَ وهرقلُ أسقفًا على نصارى الشام يُحدِّثُ أنَّ هرقلَ حين قدم إيلياءَ أصبحَ يوماً خبيثَ النفسِ، فقال بعضُ بطارقته: قد استنكرنا هيئتُكَ، قال ابنُ الناظورِ: وكان هرقلُ حزاءً ينظرُ في النجومِ، فقال لهم حين سألوه: إنِّي رأيتُ الليلةَ حين نظرتُ في النجوم ملك الختان قد ظهرَ، فمن يختتنُ من هذه الأمةَ؟ قالوا: ليس يختتنُ فيها إلا اليهودُ، قال فلا يهمنَّك شأنُهم، واكتب إلى مدائنِ ملككَ فليقتُلوا من فيها من اليهودِ، فبينما هم على أمرهم أتى هرقلُ برجلٍ أرسلَ به ملكُ غسَّانَ، يخبرُ عن خبرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا استخبره هرقلُ قال: اذهبُوا فانظرُوا أمختتنٌ هو؟ فنظروا إليه فحدَّثُوه أنَّه مختتنٌ وسألوه عن العربِ، فقال: هُم يختتنونَ، فقال هرقلُ: -[435]- هذا ملكُ هذه الأمةُ قد ظهرَ، ثم كتبَ هرقلُ إلى صاحبٍ له برومِّيةٍ، وكان نظيرُه في العلمِ، وسارَ هرقلُ إلى حمصَ، فلم يرم حمصَ حتَّى أتاه كتابٌ من صاحبهِ يوافقُ رأى هرقلَ على خروج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأنه نبيٌّ، فأذن هرقلُ لعظماءِ الروم في دسكرةٍ له بحمصَ، ثمَّ أمر بأبوابها فغلِّقت، ثمَّ قال يا معشرَ الرومِ: هل لكم في الصلاحِ والرشدِ، وأن يثبتَ ملككُم، فتبايعوا هذا النبيَّ؟ فحاصُوا بنحوه، وفي آخره: فكان ذلك آخر شأنِ هرقلَ (¬1). للشيخين. ¬
8434 - وعنه قال: كان الجنُّ يصعُدون إلى السماءِ يستمعُون الوحي فإذا سمعُوا الكلمةَ زادوا عليها تسعاً وتسعين، فأمَّا الكلمةُ فتكون حقًّا، وأما ما زادوه فيكونُ باطلا، فلمَّا بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - منعتْ الجنُّ مقاعدها من السماءِ بالشهبِ، قال ولم تكنْ النجومُ يرمى بها قبل ذلك فقال لهم إبليسُ: ما هذا إلا لأمرٍ حدثَ؟ فبعثَ جنودهُ فوجدوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قائماً يصلى بين جبلين بمكةَ، فأتوه فأخبرُوه فقال: هذا الحدثُ الذي حدثَ في الأرض. للترمذي، ومرَّتْ روايةٌ أخرى في تفسير سورة الجنِّ (¬1). ¬
8435 - وعنه: أن قريشاً أتوا امرأة كاهنةً فقالوا لها: أخبرينا أشبهنا أثراً بصاحبِ المقامِ، فقالت: إن أنتمُ جررتُم كساءً على هذه السهلةِ، ثمَّ مشيتُم عليها أنبأتُكُم، فجرُّوا كساءً، ثم مشى الناسُ عليها فأبصرتْ أثر النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: هذا أقربُكم إليه شبهاً، ثمَّ مكثوا بعد ذلك عشرين سنةٍ أو ما شاء الله، ثم بُعث محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). للقزويني. ¬
الإسراء
الإسراء
8436 - قتادة، عن أنسِ، عن مالكِ بن صعصعة: رفعه: ((بينما أنا في الحطيمِ- وربما قال: في الحجرِ- مضطجعٌ، ومنهم من قال: بين النائمِ واليقظان إذا أتاني آتٍ، فشقَّ ما بين هذه إلى هذه، يعني من ثغرةِ نحرهِ إلى شعرتهِ، فاستخرج قلبي، ثم أُتيتُ بطستٍ من ذهبٍ مملوءٍ إيمانًا فغسلَ قلبي ثم حُشي ثم أُعيد، ثم أُتيتُ بدابةٍ دونَ البغلِ وفوقَ الحمار، أبيضَ يضعُ خطوهُ عند أقصى طرفه فحُملتُ عليه، فانطلقَ بي جبريلُ عليه السلامُ حتَّى أتى السماءَ الدنيا، فاستفتحَ فقيل من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعم المجيءُ جاءَ، فلمَّا خلصتُ فإذا فيها آدمُ، فقال: هذا أبوكَ آدمُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردَّ علىَّ السلامَ فقال: مرحبًا بالابن الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثمَّ صعدَ حتَّى أتى السماءَ الثانيةَ فاستفتحَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومنْ معكَ؟ قال: محمدٌ، قيلَ: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبًا به ونعم المجيءُ جاءَ، ففتحَ، فلمَّا خلصتُ فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالةٍ، قال: هذا يحيى وعيسى فسلِّم عليهما، فسلمتُ عليهما فردَّا ثمَّ قالا: مرحباً بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثمَّ صعدَ بي إلى السماءِ الثالثةِ، فاستفتحَ، قيل: منْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومنْ معك؟ قال: محمدُ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعمَ المجيءُ جاءَ ففتحَ، فلمَّا خلصتُ فإذا يوسفُ، قال: هذا يوسفُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردَّ ثمَّ قال: مرحباً بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم صعد بي حتَّى أتى السماءَ الرابعةَ، فاستفتح، قيل: منْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معك؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعم المجيءُ جاءَ، ففتحَ فلمَّا خلصتُ فإذا إدريسُ، قال: هذا إدريسُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردَّ ثم قال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم صعدَ بي -[437]- حتَّى أتى السماءَ الخامسةَ فاستفتحَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعمَ المجيءُ جاءَ، ففتحَ فلمَّا خلصتُ فإذا هارونُ، قال: هذا هارونُ فسلِّم عليه فسلَّمتُ عليه فردَّ ثمَّ قال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم صعد بي حتَّى أتى السماءَ السادسةَ فاستفتحَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعمَ المجيءُ جاءَ، فلمَّا خلصتُ فإذا موسى، قال: هذا موسى فسلِّمْ عليه فسلَّمتُ عليه فردَّ ثمَّ قال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، فلمَّا جاوزتُه بكى؛ فقيل: ما يُبكيكَ؟ قال أبكى لأنَّ غلامًا بعث بعدي يدخلُ الجنةَ من أُمَّته أكثر مما يدخلُها من أمَّتي، ثمَّ صعدَ بي إلى السماءِ السابعةِ، فاستفتحَ، قيل: منْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد بُعثَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعم المجيءُ جاءَ، فلمَّا خلصتُ فإذا إبراهيم، قال: هذا أبوكَ إبراهيمُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه، فردَّ السلامَ، ثمَّ قال: مرحباً بالابنِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم رُفعتُ إلى سدرةِ المنتهي فإذا نبقها مثلُ قلالِ هجر، وإذا ورقُها مثل آذانِ الفيلةِ، قال: هذه سدرةُ المنتهى، فإذا أربعةُ أنهارٍ، نهران باطنان ونهران ظاهران، فقلتُ: ما هذا يا جبريلُ؟ قال: أما الباطنان: فنهران في الجنَّةِ، وأمَّا الظاهران: فالنيل والفراتُ ثمَّ رُفع لي البيتُ المعمورُ، ثمَّ أتيتُ بإناءٍ من خمرٍ وإناءٍ من لبنٍ وإناءٍ من عسلٍ، فأخذتُ اللبنَ، فقال: هي الفطرةُ التي أنتَ عليها وأمتُكَ، ثمَّ فرضتْ علىَّ الصلاةُ خمسين صلاةٍ كلَّ يومٍ، فرجعتُ فمررتُ على موسى؛ فقال: بم أُمرتَ؟ قلتُ: أمرتُ بخمسين صلاةٍ كلَّ يومٍ، قال إنَّ أمتَكَ لا تستطيعُ خمسين صلاةٍ كلَّ يومٍ، وإنِّي والله لقد جربتُ الناسَ قبلكَ، وعالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ، فارجعْ إلى ربِّكَ فاسألُه التخفيفَ لأمتكَ، فرجعتُ فوُضعَ عنِّي عشرًا، فرجعتُ (إلى موسى) (¬1) فقال مثلَه، فرجعتُ فُوضعَ عنِّي عشراً، فرجعتُ فقال مثلَه، فرجعتُ فوُضعَ عنِّي عشراً، فرجعتُ إلى موسى فقال مثلَه، فرجعتُ فأُمرتُ بخمسِ صلواتٍ كلَّ يومٍ، فرجعتُ إلى موسى؛ فقال: بم أُمرتَ؟ قلتُ: أمرتُ بخمسِ صلواتٍ كلَّ يومٍ، قال: إنَّ أمتكَ لا تستطيعُ خمسَ صلواتٍ كلَّ يومٍ، وإنيِّ جربتُ الناسَ قبلكَ وعالجتُ بنى إسرائيل أشدَّ المعالجةِ، فارجعْ إلى -[438]- رِّبك فاسألُه التخفيفَ لأمتكَ، قال: سألتُ ربيِّ حتَّى استحييتُ، ولكن أرضى وأسلِّمُ، فلمَّا جاوزتُ نادي منادٍ أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي)) (¬2). للشيخين، والترمذي، والنسائي. ¬
8437 - شريك سمع أنساً يقولُ: ليلةَ أسرى بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من مسجدِ الكعبةِ أنه جاءهَ ثلاثةُ نفرٍ قبلَ أن يُوحى إليه وهو نائمٌ في المسجدِ (الحرامِ) (¬1)، فقال أولُهم: أيُّهم هو؟ فقال أوسطهُم: هو خيرُهم، وقال آخرُهم: خذوا خيرهم، فكانتْ تلك الليلةُ، فلم يُرَهُمْ حتَّى أتوه ليلةً أخرى فيما يرى قلبه وتنام عينهُ ولا ينامُ قلبه؛ وكذلك الأنبياءُ تنامُ أعينُهم ولا تنامُ قلوبُهم، فلم يكلِّمُوه حتَّى احتملوه فوضعُوه عند بئرِ زمزمَ، فتولاه منهم جبريلُ فشقَّ ما بين نحرهِ إلى لُبتهِ حتَّى فرغَ من صدره وجوفهِ، وغسلهُ من ماءِ زمزمَ بيده حتَّى أنقى جوفه، ثمَّ أتى بطستٍ من ذهبٍ فيه تورٌ من ذهبٍ، محشوٍ إيماناً وحكمهَ فحُشي به صدُره ولغاديدُه يعني عروقَ حلقهِ، ثم أطبقه، ثم عرجَ به إلى السماءِ الدنيا بنحوه، ... وفيه: فإذا هو في السماءِ الدنيا بنهرين يطردانِ، فقالَ ما هذان النهران يا جبريلُ؟ قال هذا النيلُ والفراتُ عنصرهما، ثم مضى به في السماءِ فإذا هو بنهرٍ آخرِ عليه قصرٌ من لؤلؤِ وزبرجدٍ، فضربَ بيدهِ فإذا هو مسكٌ أذفر، قالَ ما هذا يا جبريلُ؟ قالَ: هذا الكوثرُ، الذي خبأ لك ربُّك، ثم عرجَ به إلى السماء الثانية بنحوه إلا أنه لم يعين من الأنبياءِ إلا إدريس في الثانية، وهارونَ في الرابعةِ، وإبراهيم في السادسةِ، -[439]- وموسى في السابعةِ، وأمَّا الأولى ففيها آدمُ، وفيه: أنه تعالى وضعَ عنه في المراجعةِ الأولى عشرَ صلواتِ، ثم رجعَ إلى موسى فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت خمسَ صلواتٍ عند المراجعة الخامسة، وقال تعالى: إنه لا يبدلُ القولُ لديَّ كما فرضت عليكَ في أمِّ الكتابِ فكلُّ حسنةِ بعشرة أمثالها، فهي خمسونَ في أمِّ الكتابِ وهي خمسٌ عليكَ. وفي آخره: فاستيقظ - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجدِ الحرامِ (¬2). ¬
8438 - وفي رواية ثابتِ البناني، عن أنسٍ: رفعه: أُتيتُ بالبراقِ وهو دابةٌ أبيضُ طويلٌ، فوقَ الحمارِ ودون البغلِ، يضعُ حافره عند منتهى طرفهِ، فركبته حتى أتيتُ بيتَ المقدسِ، فربطتهُ بالحلقة التي تربطُ بها الأنبياءُ، ثم دخلتُ المسجد فصليتُ فيه ركعتين ثم خرجتُ، فجاءني جبريلُ بإناءِ من خمرِ وإناءِ من لبنِ، فاخترتُ اللبنَ، فقالَ جبريلُ: اخترت الفطرةَ، ثم عرجَ بنا .. بنحو حديث قتادة. وفيه: فإذا أنا بإبراهيم مسنداً ظهره إلى البيتِ المعمورِ، فإذا هو يدخله كلَّ يوم سبعونَ ألف ملكِ لا يعودونَ إليه، وذهب بي إلى السدرة المنتهى وإذا أوراقُها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال، فلما غشيها من أمرِ الله تعالى ما غشى تغيرت، فما أحدٌ من خلقِ الله يستطيعُ أن ينعتها من حسنها. وفيه: أن الله تعالى حطَّ عنه في المراجعة الأولى خمساً، قال: فلم أزل أرجعُ بين ربِّي تعالى وبين موسى، حتى قال: يا محمدُ، إنهنَّ خمسُ صلواتِ لكل يومٍ وليلةِ، لكل صلاةٍ عشرٌ، فذلك خمسونَ صلاةً (¬1). للشيخين، والنسائي. ¬
8439 - أنس: كان أبو ذرٍ يحدثُ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فرجَ سقفُ بيتي وأنا بمكةَ فنزل جبريلُ ففرجَ عن صدري ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطستٍ من ذهبِ ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغها في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذَ بيدي فعرجَ بي إلى السماءِ)) بنحوه. وفيه: ((فلما علونا السماءَ الدنيا، فإذا رجلٌ عن يمينه أسودة وعن يسارهِ أسودةُ، فإذا نظر قبلَ يمينهِ ضحك، وإذا نظرَ قبلَ شمالهِ بكى، فقالَ: مرحبًا بالنبيِّ الصالح والابن الصالحِ، قلتُ: يا جبريلُ من هذا؟ قال: هذا آدمُ، وهذه الأسودةُ عن يمينهِ وعن شمالهِ نسمُ بنيه، فأهلُ اليمين أهل الجنة، والأسودةُ التي عن شمالهِ أهلُ النارِ)). وفيه: قالَ أنسُ: فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس -[441]- وعيسى وموسى وإبراهيم عليهم السلامُ، ولم يثبت كيف منازلُهم غير آدمَ في السماءِ الدنيا، وإبراهيمُ في السماءِ السادسةِ. وفيه: قال ابنُ شهابِ: وأخبرني ابنُ حزمِ أنَّ ابن عباسِ وأبا حبةَ الأنصاري يقولان: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ثم عرجَ بي حتى ظهرتُ لمستوى أسمعُ فيه صريفَ الأقلامِ)). وفيه: قال في أولِ المراجعةِ: ((فراجعتُ ربِّي فوضعَ شطرها)).وفي الثانيةِ: ((فراجعتُ ربِّي فقالُ: هي خمسٌ وهي خمسونَ)) (¬1). للشيخين. ¬
8440 - ابن مسعود: لما أُسرى بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - انتهى بي إلى سدرة المنتهى، وهي في السماءِ السادسةِ وإليها ينتهي ما يُعرجُ به من الأرضِ فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، قال تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم:16] قال: فراشٌ من ذهبٍ، قال: فأُعطىَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً: الصلواتُ الخمسُ، وخواتيمُ سورة البقرة، وغُفرَ لمن لا يشركُ بالله من أمته شيئاً المقحمات (¬1). لمسلم، والنسائي، والترمذي. ¬
8441 - بريدة: رفعه: ((لما انتهينا إلى بيتِ المقدسِ قال جبريلُ: كذا بإصبعهِ فخرقَ به الحجرَ وشدَّ به البراقُ)) (¬1). للترمذي. ¬
8442 - جابر: رفعه: ((لما كذبتني قريشٌ قمتُ في الحجرِ، فجلَّى الله لي بيتَ المقدسِ، فطفقتُ أخبرهم عن آياته وأنا أنظرُ إليه)) (¬1). للشيخين، والترمذي. ¬
8443 - ولأحمد، والبزار، والكبيروالأوسط: عن ابن عباس: أنَّ أبا جهلٍ قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - صبيحةَ الإِسراء كالمستهزئِ: هل كان من شيءٍ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((نعم))، قال: وما هو؟ قال: ((إنِّي أُسرى بي الليلةَ))، قال: إلى أين؟ قال: ((إلى بيتِ المقدسِ))، قال: ثمَّ أصبحتَ بين ظهرانينا! قال: ((نعم))، قال: أرأيتَ إنْ دعوتَ قومك أتحدثهُم ما حدثتني؟ قال: ((نعم))، قال: يا معشرَ بني كعبِ بن لؤيٍّ، حيهلا؛ فجاءوا، قال: حدِّث قومكَ بما حدثتني، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنِّي أسرى بي الليلةَ))، قالوا: إلى أين؟ قال: ((إلى بيتِ المقدسِ))، قالوا: ثمَّ أصبحتَ بين ظهرانينا! قال: ((نعم))، فمِنْ بين مصفِّقٍ، وبين واضعٍ يده على رأسِه متعجباً للكذبِ، قالوا: وتستطيعُ أن تنعتَ لنا المسجدَ؟ وفي القوم من سافرَ إلى البلد ورأى المسجدَ، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((فما زلتُ أنعتُ حتَّى التبس علىَّ بعض النعتِ، فجئ بالمسجد حتَّى وُضع دونَ دارِ عقيلٍ فنعتُّه، وأنا أنظرُ إليه))، فقال القومُ: أما النعتُ فوالله لقد أصابَ (¬1). ¬
8444 - أبو هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أتى بفرسٍ يجعل كلَّ خطوةٍ منه أقصى بصره، فسار ومعه جبريلُ، فأتى على قومٍ يزرعون ويحصدون في يومٍ، كلَّما حصدُوا عاد كما كان، فقال: ((يا جبريلُ: منْ هؤلاء))؟ قال: المجاهدون تضاعفُ لهم الحسنةُ بسبعمائةِ ضعفٍ، وما أنفقوا من شيءٍ فهو يخلفهُ، ... ثمَّ أتى على قومٍ ترضخ رءوسُهم بالصخرِ، كلَّما رُضخت عادتْ كما كانت، قال: ((من هؤلاء؟)) قال: الذين تثاقلت رءوسُهم عن الصلاة، ثمَّ أتى على قومٍ على أدبارهم رقاعٌ، وعلى -[443]- أقبالهم رقاعٌ، يسرحُون كما تسرحُ الأنعامُ إلى الضريعِ والزقومِ ورضفِ جهنمَ، قال: ((من هؤلاءِ؟)) قال: الذين لا يؤدون صدقةَ أموالهم، ... ثمَّ أتى على قومٍ بين أيديهم لحمٌ في قدرٍ نضيجٌ، ولحمٌ آخرٌ نئٌ خبيثٌ، فجعلوا يأملون الخبيثَ ويدعون النضيجَ، قال: ((من هؤلاء؟)) قال: الرجلُ من أمتكَ يقومُ من عند امرأته فيأتي المرأةَ الخبيثةَ فيبيتُ معها، والمرأةُ تقومُ من عندِ زوجها فتأتي الرجلَ الخبيثَ فتبيتُ عنده، ... ثم أتى على رجلٍ قد جمع حزمةً عظيمةً لا يستطيعُ حملها، وهو يريدُ أن يزيد عليها، فقال: ((ما هذا الرجلُ؟)) قال: رجلٌ من أمتكَ عليه أمانةُ الناسِ لا يستطيعُ أداءها وهو يزيدُ عليها، ثمَّ أتى على قومٍ تُقرضُ شفاهُهُم وألسنتُهم بمقاريضَ من حديدٍ، كلَّما قُرضتْ عادت، قال: ((ما هؤلاء؟)) قال: خطباءُ الفتنةِ، ثمَّ أتى على حجرٍ صغير، يخرجُ منه ثورٌعظيم، فيريدُ الثورُ أنْ يدخل من حيثُ خرجَ فلا يستطيعُ، قال: ((ما هذا؟)) قال: الرجلُ يتكلَّم الكلمة العظيمةِ فيندمُ، فيريدُ أن يردَّها فلا يستطيعُ، ثمَّ أتى على وادٍ فوجدَ ريحاً طيبةً وريحَ مسكٍ مع صوتٍ، قال: ((ما هذا؟)) قال: صوتُ الجنةِ، تقولُ يا ربّ ائتني بأهلي وبما وعدتني، فقد كثُر غرسي، وحريري، وسندسي، وإستبرقي، وعبقرييِّ، ومرجاني، وفضتي، وذهبي وأكوابيِ، وصحافي، وأباريقي، وفواكهي، وعسلي، وثيابي، ولبني، وخمري، ائتني بما وعدتني، قال: لكِ كلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ، ومؤمن ومؤمنةٍ، ومن آمنَ بي وبرسلي، وعملَ صالحاً ولم يشرك بي شيئًا، ولم يتخذ من دوني أنداداً؛ فهو آمنٌ، ومن سألني أعطيتُه، ومن أقرضني جزيتُه، ومن توكَّل علي كفيتُه، إني أنا الله لا إله إلا أنا، لا خلفَ لميعادي، قد أفلح المؤمنونَ، تباركَ الله أحسنُ الخالقين، فقالتْ: قد رضيتُ، ثمَّ أتى على وادٍ فسمعَ صوتاً منكراً، فقال: ((ما هذا؟)) قال: صوتُ جهنم، تقولُ يا ربُّ ائتني بأهلي وبما وعدتني، فقد كثُر سلاسلي، وأغلالي، وسعيري، وحميمي، وغساقي، وغسليني، وقد بعُد قعري واشتدَّ حرّي، ائتني بما وهدتني، قال: لك كلُّ مشركٍ ومشركةٍ، وخبيثٍ وخبيثةٍ، وكلُّ جبارٍ لا يؤمنُ بيومِ الحسابِ، قالتْ: قد رضيتُ، ثمَّ سار حتَّى أتي بيتَ المقدسِ، فنزل فربطَ فرسَه إلى صخرةٍ فصلَّى مع الملائكةِ، فلمَّا قضيت الصلاةُ، قالوا: يا جبريلُ، من هذا معكَ؟ قال: هذا محمدٌ رسولُ الله خاتمُ النبيين، قالوا: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قالوا: حيَّا الله من أخٍ ومن خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعم -[444]- الخليفةُ، ثمَّ لقوا أرواحَ الأنبياءِ فأثنوا على ربِّهم، ... فقال إبراهيمُ: الحمدُ للهِ الذي اتخذني خليلاً وأعطاني مُلكاً عظيماً وجعلني أمةً قانتاً، واصطفاني برسالاتهِ وأنقذني من النارِ، وجعلها علىَّ برداً وسلاماً، ثمَّ قال موسى: الحمدُ للهِ الذي كلَّمني تكليمًا واصطفاني، وأنزلَ علىَّ التوراةَ، وجعل هلاكَ فرعونَ ونجاةَ بنى إسرائيلَ على يدي، وقال داودُ: الحمدُ للهِ الذي جعلَ لي ملكاً وأنزل علىَّ الزبور، وألانَ لي الحديدَ، وسخَّرَ لي الجبالَ يسبحنَ معي والطيرُ، وآتاني الحكمةَ وفصلَ الخطابِ، ... وقال سليمانُ: الحمدُ للهِ الذي سخَّر لي الرياحَ والجنَّ والإِنسَ وسخَّرَ لي الشياطين يعملون ما شئتُ من محاريبَ وتماثيلَ وجفانٍ كالجوابِ وقدورٍ راسياتٍ، وعلَّمني منطقَ الطيرِ، وأسالَ لي عينَ القطرِ، وأعطاني ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي، وقال عيسى: الحمدُ للهِ الذي علَّمني التوراةَ والإِنجيلَ وجعلني أُبرئُ الأكمه والأبرصَ وأُحيي الموتى بإذنهِ، ورفعني وطهرَّني من الذين كفروا، وأعاذني وأمِّي من الشيطانِ الرجيم، ولم يجعل للشيطانِ علينا سبيلاً، ... وقال محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّكُم أثنى على ربِّه، وأنا مثنٍ على ربِّي: الحمدُ للهِ الذي أرسلني رحمةً للعالمين، وكافةً للناسِ بشيراً ونذيراً، وأنزل علىَّ القرآن فيه تبيانُ كلِّ شيءٍ، وجعل أمتَّي خيرَ أمةٍ أخرجت للناسِ، وجعل أمَّتي وسطًا، وجعل أمَّتي هم الأولون وهُم الآخرون، وشرح لي صدري ووضعَ عنِّي وزري، ورفع لي ذكري، وجعلني فاتحًا وخاتمًا))، ... فقال إبراهيمُ: بهذا فضلكم محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ أتى بآنيةٍ ثلاثةٍ مغطاةٍ، فدفعَ له إناءٌ فقيل له: اشربْ فيه ماءٌ، ثمَّ دفع له آخر فيه لبنٌ فشربَ منه حتَّى رُوىَ، ثم دفعَ له آخرَ فيه خمرٌ، فقال: قد رويتُ لا أذوقُه، فقيلَ له قد أصبتَ، أما إنها ستحرَّم على أمتكَ، ولو شربتها لم يتبعكَ من أمتكَ إلا قليلٌ، ثم صعدَ به إلى السماءِ .. بنحو حديثِ قتادةَ، إلا أنَّه قال في آدمَ: عن يمينه بابٌ تخرجُ منه ريحٌ طيبةٌ، وعن شمالهِ بابٌ تخرجُ منه ريحٌ خبيثةٌ، إذا نظر إلى البابِ الذي عن يمينه ضحكَ، وإلى الذي عن يسارِه بكى، فقال: ((يا جبريلُ ما هذا؟)) قال: أبوكَ آدمُ، وهذا البابُ الذي عن يمينهِ بابُ الجنةِ، إذا رأى من يدخله من ذريتهِ ضحكَ، وإذا نظرَ إلى البابِ الذي عن شمالهِ بابِ جهنمَ ومن يدخله من ذريتهِ بكى، ... وقال في إبراهيم: ((فإذا هو برجلٍ أشمطَ على -[445]- كرسيٍّ عند بابِ الجنةِ، وعنده قومٌ سودُ الوجوهِ، -يعني بعضُهم- فقاموا فدخلُوا نهراً يُقالُ له نعمةُ الله، فاغتسلوا فخرجوا وقد خلصَ من ألوانهم شيءٌ، فدخلوا نهراً آخرَ، يقالُ له: رحمةُ الله، فاغتسلوا فخرجوا وقد خلصَ من ألوانهم شيءٌ، فدخلوا نهراً، فذلك قولُه: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً} [الإنسان: من الآية21]، فخرجوا وقد خلصَ ألوانُهم، من ألوانِ أصحابهم، فقال: يا جبريلُ ما هذا؟)) قال: أبوكَ إبراهيمُ أولُ من شمطَ على الأرضِ، وهؤلاء البيضُ الوجوهِ، قومٌ لم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ، وهؤلاء قد خلطُوا عملاً صالحاً وآخرَ سيئاً، تابوا فتابَ الله عليهم، ثم مضى إلى السدرةِ يخرجُ من أصلها أنهارٌ من ماءٍ غيرِ آسنٍ، وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغير طعمُه، وأنهارٌ من خمرٍ لذةً للشاربين، وأنهارٌ من عسلٍ مصطفَّى، وهي شجرةٌ يسيرُ الراكبُ فيظلِّها سبعين عامًا، وإنَّ ورقةً منها مظلةُ الخلقِ، فغشيها نورٌ وغشيتْها نورٌ وغشيتها الملائكةُ، وذلك قولُه: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم:16]، فقال له تعالى: سلْ، فقال: ((إنكَ اتخذتَ إبراهيمَ خليلاً، وكلمتَ موسى تكليماً، وأعطيتَ داودَ ملكاً عظيماً، وألنتَ له الحديدَ، وسخرتَ له الجبالَ، وأعطيتَ سليمانَ ملكاً عظيماً، وسخرتَ له الجنَّ والإنسَ والشياطين والرياحَ، وعلمتَ عيسى التوراةَ والإِنجيل وجعلتهُ يبرئُ الأكمه والأبرصَ))، فقال له تعالى: قد اتخذتُك حبيباً، ومكتوبٌ في التوراةِ: محمدٌ حبيبُ الرحمنِ، وأرسلتُكَ إلى كافة الناس، وجعلت أمتكَ الأولين والآخرين، ولا تجوزُ لهم خطبةٌ حتَّى يشهدوا أنكَ عبدي ورسولي، وجعلتُك أولَ النبيين خلقاً وآخرهم بعثاً، وأعطيتُك سبعاً من المثاني ولم أعطها نبيًّا قبلك، وأعطيتُك خواتيم سورة البقرةِ من كنزٍ تحتَ العرشِ لم أعطها نبيًّا قبلكَ، وجعلتُكَ فاتحاً وخاتماً، ثم ذكر فرض الصلاةِ ومراجعة موسى، فحطَّ عشراً ثمَّ عشراً ثم عشراً ثمَّ عشراً ثمَّ خمساً (¬1). للبزار. ¬
8445 - شداد بن أوس: قلنا يا رسولَ الله، كيف أُسرى بكَ؟ قال: ((صليتُ بأصحابي العتمةَ بمكةَ معتماً فأتاني جبريلُ بدابةٍ بيضاءَ فوق الحمارِ ودون البغلِ، فاستصعبَ عليَّ، فأدارهَا بأذنها حتَّى حملني عليها، فانطلقتُ حتَّى انتهينا إلى أرضٍ ذات نخلٍ، قال: انزل فنزلتُ، ثمَّ قال: صلِّ فصليتُ ثمَّ ركبنا، قال لي: أتدري أين صليت قلتُ: الله أعلم قال: صليتَ بيثربَ، ثمَّ انطلقنا حتَّى بلغنا أرضاً بيضاءَ، قال لي: انزل فنزلتُ، ثمَّ قال لي: صلِّ فصليتُ، ثم ركبنا، قال أتدري أين صليتَ؟ -[446]- قلتُ: الله أعلمُ، قال: صليتَ بمدينَ، صليتَ عند شجرةِ موسى، ثمَّ انطلقنا حتَّى قال: انزلْ فنزلتُ، فقال: صلِّ فصليتُ، ثمَّ ركبنا، فقال: أتدري أينَ صليتَ؟ قلتُ: الله أعلمُ، قال: صليتَ ببيتِ لحمٍ حيثُ ولدَ عيسى، ثمَّ انطلق بنا حتَّى دخلنا المدينةَ فأتى قبلةَ المسجدِ فربط دابتَه ودخلَ المسجدَ، فصليتُ ثمَّ أتيتُ بإناءين)) بنحوه، ... وفيه: ((ثمَّ انطلقَ بي حتَّى أتيتُ الوادي الذي بالمدينةِ، فإذا جهنمُ تنكشفُ عن مثلِ الزرابيِّ))، قلنا: يا رسولَ الله، كيف وجدتَها؟ قال: ((مثلُ)) وذكرَ شيئاً ذهبَ عنِّي، ((ثم مررنا بعير لقريشٍ بمكانِ كذا وكذا قد أضلُّوا بعيراً لهم فسلَّمتُ عليهم، فقال بعضُهم لبعضٍ: هذا صوتُ محمدٍ، ثم أتيتُ أصحابي قبلَ الصبحِ بمكةَ، فأتاني أبو بكرٍ فقال: يا رسول الله، أين كنتَ الليلةَ؟ قد التمستُكَ في مكانكَ فلم أجدكَ، قال إني أتيتُ بيتَ المقدسِ الليلةَ، قال: يا رسولَ الله، إنه مسيرةُ شهرٍ فصفهُ لي، ففُتح لي شراكٌ كأنِّي أنظرُ إليه، لا يسألوني عن شيءٍ إلا أنبأتُهم عنه، فقال أبو بكرٍ: أشهدُ أنكَ رسولُ الله، فقال المشركون: انظروا إلى ابن أبي كبشةَ يزعمُ أنه أتى بيتَ المقدسِ الليلةَ))، قال: ((نعم وقد مررتُ بعيرٍ لكم بمكانِ كذا وكذا وقد أضلُّوا بعيرًا لهم، وأنا مسيرهم لكُم: ينزلون بكذا، ثم يأتونكُم يوم كذا، يقدمُهُم جملٌ عليه مسحٌ أسودُ وغرارتان سوداوان))، فلمَّا كان ذلك اليومُ أشرفَ الناسُ ينظرون حتَّى كان قريبا من نصفِ النهارِ، أقبلتِ العيرُ يقدمهم ذلك الجملُ الذي وصفَ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). للبزار، والكبير بلين. ¬
8446 - وللبزار، والموصلي، والكبير نحوه، وفيه: إنَّ البراقَ إذا أتى على جبلٍ ارتفعت رجلاهُ، وإذا هبطَ ارتفعت يداهُ، وإنَّه - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بالأنبياءِ في بيتِ المقدسِ (¬1). ¬
8447 - أنس رفعه: ((بينا أنا قاعدٌ إذ جاء جبريلُ فوكز بين كتفي، فقمتُ إلى شجرةِ فيها كوكري الطير، فقعد في أحدهما وقعدتُ في الآخرِ، فنمت، وارتفعت -[447]- حتى سدت الخافقين، وأنا أقلبُ طرفي، ولو شئتُ أن أمسَّ السماءَ لمسستُ، فالتفتَ إلىَّ جبريلُ كأنه حلسُ لاطئ، فعرفتُ فضلَ علمه بالله علىَّ، وفتحَ باب من أبوابِ السماءِ، ورأيتُ النورَ الأعظمَ، وإذا دون الحجابِ رفرفةُ الدرِّ والياقوتِ، فأوحي إلىَّ ما شاءَ أن يوحى)) (¬1). للبزار، والأوسط. ¬
من إخباره - صلى الله عليه وسلم - بالمغيبات
من إخباره - صلى الله عليه وسلم - بالمغيبات
8448 - جابر بن سمرة رفعه: ((إذا هلكَ كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلكَ قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده، لتنفقنَّ كنوزُهما في سبيلِ الله)) (¬1). للشيخين. ¬
8449 - عدى بن حاتم: بينا أنا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاه رجلٌ فشكى إليه الفاقةَ، ثم أتاه آخرُ فشكى إليه قطع السبيلِ، فقالَ: ((يا عديُّ: هل رأيتَ الحيرةَ؟)) قلتُ: لم أرها وقد أنبئتُ عنها، قالَ: ((إن طالت بكَ حياةٌ لترينَّ الظعينةَ ترتحلُ من الحيرة حتى تطوفَ بالبيت لا تخافُ أحداً إلا الله))، قلتُ: فيما بيني وبين نفسي فأين دعارُ طيء الذين سعروا البلادَ؟ ((ولئن طالت بك حياةٌ لتفتحنَّ كنوزُ كسرى))، قلت: كسرى بن هرمز! قالَ: ((كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياةٌ لترينَّ الرجلَ يخرجُ ملءَ كفِّه من فضةٍ أو ذهبٍ يطلبُ من يقبلُه منه فلا يجدُ أحداً يقبلهُ منه، وليلقينَّ الله أحدُكم يومَ يلقاهُ وليس بينه وبينه حجابٌ ولا ترجمانُ يترجمُ له، فليقولنَّ: ألم أبعث إليكَ رسولاً فيبلغكَ؟ فيقولُ: بلى يا ربّ، فيقولُ: ألم أعطك مالاً وأفضلُ عليكَ؟ فيقولُ: بلى، فينظرُ عن يمينهِ فلا يرى إلا جهنم، وينظرُ إلى شمالهِ فلا يرى إلا جهنمَ))، وسمعتهُ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((اتقوا النارَ ولو بشقِ تمرةٍ، فمن لم يجد شقَّ تمرةِ فبكلمةِ طيبةِ))، قال عديُّ: فرأيت الظعينةَ ترتحلُ من الحيرةِ حتى تطوفَ بالكعبةِ لا تخافُ إلا الله، وكنتُ فيمن افتتح كنوز كسرى، ولئن طالت بكم حياةٌ لترونَّ ما قالَ أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: ((يخرجُ ملءَ كفِّهِ)) (¬1). للبخاري. ¬
8450 - ثوبان: رفعه: ((زويت لي الأرضُ فرأيتُ مشارقها ومغاربها، وإنَّ أمتي سيبلغُ ملكُها ما زُوي لي منها، وأعطيتُ الكنزين الأحمر والأبيضَ، وإني سألتُ ربي لأمتي أن لا يهلكَها بسنةٍ عامةِ، وأن لا يسلطَ عليهم عدواً من أنفسهم فيستبيحَ بيضتهم، وإنَّ ربي قالَ: يا محمدُ، إذا قضيتُ قضاءً فإنَّه لا يردُّ، وإني أعطيتكَ لأمتكَ أن لا أهلكُهم بسنةٍ عامةٍ ولا أسلط عليهم عدواً سوى أنفسهم يستبيحُ بيضتهم، ولو اجتمعَ عليهم من بأقطارهاِ، -أو قالَ: من بين أقطارها- حتى يكونَ بعضهم يهلكَ بعضاً ويسبى بعضُهم بعضاً، وإنما أخافُ على أمتي الأئمة المضلينُ، وإذا وضعَ السيفُ في أمتي لم يرفع عنها إلى يومِ القيامةِ، ولا تقومُ الساعةُ حتى يلتحق قبائلُ من أمتي بالمشركينَ، وحتى تعبدَ قبائلُ من أمتي الأوثانَ وإنه سيكونُ في أمتي كذابونَ ثلاثون، كلٌّ يزعمُ أنه نبيٌ وأنا خاتمُ النبيين لا نبيٌ بعدي، ولا تزالُ طائفة من أمتي على الحقِ ظاهرينَ لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمرُ الله)). لمسلم، والترمذي، وأبي داود بلفظه. قالَ ابنُ المديني: هم أصحابُ الحديثِ (¬1). ¬
8451 - جابر: رفعه: ((هل لكم من أنماطٍ؟)) قلتُ: أَنَّى يكونُ لنا الأنماطُ؟! قال: ((أَمَا إنها ستكونُ لكم الأنماطُ))، فكانت؛ فأنا أقولُ لها -يعني امرأته- أَخِّرى عني أنماطك، فتقولُ ألم يقل - صلى الله عليه وسلم -:ستكونُ لكم الأنماطُ؟ فأدعها (¬1). للستة إلا مالكًا. ¬
8452 - أبو هريرة: رفعه: إن الله يبعثُ لهذه الأمةِ على رأسٍ كلِّ مائةِ سنةِ من يجدِّدُ لها دينها (¬1). لأبي داود. ¬
8453 - حذيفة: قام فينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مقامًا، فما ترك شيئًا يكونُ من مقامهِ ذلك إلى قيامِ الساعةِ إلا حدثه، حفظهُ من حفظه، ونسيهُ من نسيهُ، -[449]- قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكونُ منه الشيءُ قد نسيته، فأراه، فأذكره كما يذكرُ الرجلُ وجهَ الرجلِ إذا غابَ عنه، ثم إذا رآه عرفه (¬1). للشيخين وأبي داود. ¬
8454 - ابن مسعود: رفعه: ((تدورُ رحى الإِسلام لخمسٍ وثلاثينَ أو ستِ وثلاثينَ أو سبعٍ وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيلُ من هلكَ، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عامًا))، قلتُ مما بقى أو مما مضى. قال: ((مما مضى)) (¬1). ¬
8455 - سعد رفعه: ((إني لأرجو أن لا يعجز الله أمتي عندَ ربِّها أن يؤخرهم نصفَ يومِ))، قيل لسعدٍ: كم نصفُ يومِ؟ قال: خمسمائة سنةٍ (¬1). هما لأبي داود. ¬
8456 - أبو هريرة: لما فتحت خيبرُ أهديت للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - شاةٌ فيها سمٌ، فقالَ: ((اجمعوا لي من كان ههنا من اليهود))، فجمعوا، فقالَ لهم: ((إني سائلكم عن شيءِ فهل أنتم صادقي عنه؟)) قالوا: نعم، يا أبا القاسم، فقال لهم: ((من أبوكم؟)) قالوا: فلانٌ، قال: ((كذبتم أبوكم فلانٌ))، قالوا: صدقت وبررتَ، قالَ: ((هل أنتم صادقي عن شيءِ إن سألتكم عنه؟)) قالوا: نعم، وإن كذبناك عرفت كما عرفته في أبينا، قال لهم: ((من أهلُ النارِ؟)) قالوا: نكونُ فيها يسيراً ثم تخلفونا فيها، قال: ((اخسئوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبداً))، قال: ((هل أنتم صادقي عن شيءِ إن سألتكم عنه؟)) قالوا: نعم، قال: ((هل جعلتم في هذه الشاة سماً؟)) قالوا: نعم، قالَ: ((فما حملكم على ذلك؟)) قالوا: أردنا أن كنتَ كاذباً أن نستريحُ منكَ، وإن كنتَ صادقاً لم يضركَ. للبخاري (¬1). ¬
8457 - جابر: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قدمَ من سفرِ، فلما كان قربَ المدينةِ هاجت ريحٌ شديدةٌ تكادُ أن تدفن الراكبَ، فزعمَ أنه - صلى الله -[450]- عليه وسلم - قال: ((بعثت هذه الريحُ لموتِ منافقِ))، فلما قدمَ المدينةَ إذا عظيمُ المنافقين قد ماتَ. لمسلم (¬1). ¬
8458 - عاصم بن كليب، عن أبيه عن رجلٍ من الأنصارِ قالَ: خرجنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في جنازةِ، فرأيته - صلى الله عليه وسلم - وهو على القبرِ يوصى الحافرَ يقول: ((أوسع من قبل رجليه، أوسع من قبل رأسه))، فلما رجعَ استقبله داعي امرأةِ فأجابَ ونحن معه، فجيء بالطعامِ فوضعَ يدهَ، ثم وضعَ القومُ فأكلوا، ففطنَ آباؤنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يلوكُ لقمةً في فيهِ، ثم قالَ: أجدُ لحمَ شاة أخذت بغير إذن أهلها، فأرسلت المرأة تقولُ: يا رسول الله، إني أرسلتُ إلى البقيع، وهو موضعٌ تباع فيه الغنمَ لتشترى لي شاةُ فلم توجد، فأرسلتُ إلى جارٍ لي قد اشترى شاةً أن يرسلَ بها إليَّ بثمنها فلم يُوجد فأرسلتُ إلى امرأتهِ فأرسلتْ بها إليَّ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أطعمي هذا الطعامَ الأسرى)) (¬1). لأبي داود. ¬
8459 - عائشة: أنَّ بعضَ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قلنَ: يا رسولَ الله، أينا أسرعُ بك لُحوقاً؟ قال: ((أطولُكُنَّ يداً))، فأخذوا قصبةً يذرعونها، وكانت سودةُ أطولهن يداً، فعلمنا بعد إنما كان طولَ يدها الصدقةُ، وكانت أسرعنا لحوقاً به، وكانت تحبُ الصدقةَ (¬1). للشيخين. ¬
8460 - وفي رواية: قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أسرعُكنَّ لحوقًا بي أطولكنَّ يدًا)) فكنَّ يتطاولن أيتهنَّ أطولُ يدًا، وكانت أطولنا يداً زينبُ، لأنها كانتْ تعملُ بيدها وتتصدَّقُ (¬1). ¬
8461 - علي: رفعه: ((يخرجُ رجلٌ من وراءِ النهرِ يُقالُ له الحارثُ، على مُقدِّمته رجلٌ يُقال له منصورٌ، يُوطئُ أو -[451]- يُمكِّنُ لآلِ محمدٍ كما مكَّنتْ قريشٌ للنبي ِّ - صلى الله عليه وسلم -، وجبَ على كلِّ مسلمٍ نصرُه)) أو قالَ: ((إجابتُه)) (¬1). لأبي داود. ¬
8462 - ابن أبي كثيرقال: قال أبو سهم: مرَّتْ بي امرأةٌ في المدينةِ فأخذتُ بكشحها ثم أطلقتُها، فأصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة يبايعُ الناسَ فأتيتُه، فقال: ((ألستَ صاحبَ الجبذةِ بالأمسِ))، قلتُ: بلى، فإني لا أعودُ يا رسولَ الله فبايعني. لرزين (¬1). ¬
8463 - أنس: كان وهبُ بنُ عميرٍ شهدَ أحدًا كافرًا فأصابتُه جراحةٌ، فكان في القتلى؟ فمرَّ به رجلٌ من الأنصارِ، فعرفه فوضع سيفه في بطنه حتى خرج من ظهرهِ ثم تركه، ولما دخل الليلُ وأصابهَ البردُ لحق بمكةَ فبرأ فاجتمع هو وصفوانُ بنُ أميةَ في الحجرِ، فقال لصفوانَ: لولا عيالي ودينٌ عليَّ لأحببتُ أن أكون أنا الذي أقتلُ محمدًا بنفسي، فقال صفوانُ: فعيالُكَ وديُنك عليَّ، فخرج فشحذ سيفه وسمَّه، ثم خرجَ إلى المدينةِ، فلما قدمها رآه عمرُ فهاله ذلك وشقَّ عليه، وقال لأصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إني رأيتُ وهبًا قدم فرابني قدومُه وهو رجلٌ غادرٌ فأطيفوا بنبيِّكم، فأطافوا به، فجاءَ وهبُ فوقف على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقال: أنعم صباحًا يا محمدُ، فقال: ((قد أبدلنا الله خيراً منها))، وقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أقدمك؟)) قال: جئتُ أفدي أساراكم، قال: ((ما بالُ السيفِ؟)) قال: أما إنا قد حملناها يوم بدرٍ فلم يفلحنَ ولم ينجحنَ، قال: ((فما شيءٌ قلتَ لصفوانَ وأنتما بالحجر؟ لولا عيالي وديني لكنتُ أنا الذي أقتل محمدًا بنفسي))، فأخبره - صلى الله عليه وسلم - الخبرَ، فقال وهبُ: هاه كيفَ قلتَ؟ فأعاد عليه قالَ وهبٌ: قد كنت تخبرُنا خبر أهلِ الأرضِ فنكذبُك، فأراك تُخبرُ خبر أهلِ السماءِ، أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنك رسولُ الله، فقالَ: يا رسولَ، الله أعطني عمامتك، فأعطاه - صلى الله عليه وسلم - عمامته، ثم خرجَ راجعًا إلى مكةَ، فقال عمرُ: لقد قدم وإنه أبغضُ إليَّ من الخنزير ثُمَّ رجعَ وهو أحبُ إليَّ من ولدي (¬1). للكبير. ¬
8464 - أبو حميد الساعدي: انطلقنا حتى قدمنا تبوكَ، فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((ستهبُّ عليكم الليلةَ ريحٌ شديدةٌ فلا يقم فيها أحدٌ، فمن كان له بعيرٌ فليشدَّ عقالَه فهبت ريحٌ شديدة، فقامَ رجلٌ فحملته الريحُ حتى ألقته بجبلي طيِّ)) (¬1). للشيخين، وأبي داود مطولاً. ¬
8465 - عبد الله بنُ عمروٍ الخزاعي: عن أبيه قالَ: دعاني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأرادَ أن يبعثني بمالٍ إلى أبي سفيانَ بمكةَ ليقسمه في قريشٍ بعد الفتحِ فقال: ((التمس صاحبًا))، فجاءني عمروُ بنُ أميةَ الضمريِّ فقالَ: بلغني أنَّكَ تريدُ الخروجَ إلى مكةَ وتلتمسُ صاحبًا، قلتُ: أجلْ، قالَ: فأنا لك صاحبٌ، فجئتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: قد وجدتُ صاحباً، قال: ((مَنْ؟)) قلتُ: عمرو بن أميةَ، قال: ((إذا هبطت بلاد قومِه فاحذره، فإنه قد قالَ القائلُ: أخوك البكري لا تأمنه))، فخرجنا حتى إذا كُنا بالأبواءِ قال: إني أريد حاجةً إلى قومي، ووددتُ أن تلبث لي قليلاً، فقلتُ: انصرف راشدًا، فلما وليَّ ذكرتُ قولَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فشددتُ على بعيري فخرجتُ أوضعه، حتى إذا كنتُ بالأصافرِ إذا هو يعارضني في رهطٍ، فأوضعتُ فسبقتُه، فلما رآني قد فته جاءني فقال: قد كانت لي إلى قومي حاجةٌ، قلتُ: أجل، ومضينا حتى قدمنا مكةَ فدفعتُ المالَ إلى أبي سفيانَ (¬1). لأبي داود. ¬
من كلام الحيوانات والجمادات له - صلى الله عليه وسلم -
من كلام الحيوانات والجمادات له - صلى الله عليه وسلم -
8466 - أبو سعيد: عدي الذئبُ على شاةٍ فأخذها، فطلبه الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئبُ على ذَنَبِهِ فقالَ: ألا تتقي الله تنزعُ مني رزقًاً ساقه الله إليَّ، فقالَ: يا عجبًا! ذئبٌ يكلمني بكلام الإِنسِ، فقالَ الذئبُ ألا أخبرُك بأعجبَ من ذلك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - بيثربَ يُخبرُ الناسَ بأنباء ما قد سبق، فأقبلَ الراعي بغنمه حتى دخل المدينةَ، فزواها إلى زاويةٍ، -[453]- ثُمَّ أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فأمر - صلى الله عليه وسلم - فنُودي الصلاةُ جامعةٌ ثُمَّ خرجَ، فقال للأعرابيِّ: ((أخْبرهُم)) فأخبرهم (¬1). لأحمد والبزار مطولاً. ¬
8467 - عمر: جاءَ أعرابيٌّ من بني سُليم قد صادَ ضبًا وجعله في كُمِّه، فأقبل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: يا محمدُ ما اشتملتِ النساءُ على ذي لهجةٍ أكذبَ منك وأنقصَ ولولا أن تسميني العربُ عجولاً لعجلتُ عليك فقتلتُك، فقال عمرُ: يا رسولَ الله! دعني أقتلُه، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أما علمتَ أنَّ الحليمَ كاد يكون نبيًا))، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أعرابي ما حملك على أن قلت غير الحقّ ولم تُكرم مجلسي؟)) فقالَ الأعرابيُّ: واللات والعزى لا آمنتُ بك حتى يُؤمنَ هذا الضبُّ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا ضبُ من تعبدُ؟)) فقال الضبُّ: بلسانٍ عربيِّ مبينٍ: لبيكَ وسعديكَ يا رسولَ الله! أعبدُ الذي في السماءِ عرشُه، وفي الأرضِ سلطانهُ، وفي البحر سبيلُه، وفي الجنة رحمته، وفي النارِ عذابهُ، قال: ((فمن أنا؟)) قال: أنتَ رسولُ ربِّ العالمين، وخاتمُ النبيين قد أفلح من صدَّقك، وقد خابَ من كذَّبكَ، فقال الأعرابيُّ: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنكَ رسولُ الله حقًا، والله لقد أتيتُك وما على الأرض أبغضُ إليَّ منك، ووالله لأنت الساعةَ أحبُّ إليَّ من نفسي ومن والدي، فقد آمنتُ بك بشعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي، الحديث. وفيه أنه أخبر بهذا ألفًا من قومِه فأسلموا جميعًا. للأوسط والصغير مطولاً. قلت: الحديث وَهَّاهُ الذهبيُ في الميزانِ (¬1). ¬
8468 - أمُّ سلمة: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في الصحراءِ فإذا منادٍ ينادي يا رسولَ الله! فالتفتَ فلم ير أحداً ثُم التفتَ فإذا ظبيةٌ موثقةٌ، قالتْ: إنَّ لي خشفين في هذا الجبلِ، فَحُلَّنِي حتى أرضعهما ثم أرجعَ إليك، فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها، فأتاه الأعرابيُّ فقالَ: ألكَ حاجةٌ يا رسولَ الله؟ قال: -[454]- ((نعم، تُطلق هذه))، فأطلقها، فخرجت تعدو وتقولُ: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنك رسولُ الله (¬1). للكبير بضعف. ¬
8469 - رجلٌ من مزينة أو جُهينة: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجرَ، فإذا هو بقريبٍ من مائةِ ذئب مدافعين وفود الذئابِ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((ترضخوا لهم شيئًا من طعامكم، وتأمنونَ على ما سوى ذلك))، فشكوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الحاجةَ، قال: فآذنوهن فآذنوهن فخرجن ولهن عواءٌ (¬1). للدارمي. ¬
8470 - جابر: أنَّ يهوديةً من خيبر سمَّت شاةً مصليةً، ثم أهدتها للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ الذراع فأكل منها وأكلَ رهطٌ من أصحابهِ معه، ثُمَّ قال: ((ارفعوا أيديكم))، وأرسلَ إلى اليهودية فدعاها فقال لها: سممتِ الشاةَ؟ قالت: من أخبرك؟ قال: ((أخبرتني هذه الذراعُ التي بيدي))، قالتْ: نعم، قال: ((وما أردت إلى ذلك؟)) قالت: قلتُ إن كان نبيًا لم يضره، وإن لم يكن نبيًا استرحنا منه فعفا عنها ولم يعاقبها وتُوفي أصحابُه الذين أكلوا من الشاةِ، واحتجمَ - صلى الله عليه وسلم - على كاهله من الذي أكلَ (¬1). ¬
8471 - وفي رواية: فأمر بها - صلى الله عليه وسلم - فقُتلت (¬1). لأبي داود. ¬
8472 - علي: كنتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمكةَ، فخرجنا في بعضِ نواحيها فما استقبله شجرٌ ولا جبلٌ إلا وهو يقولُ السلامُ عليك يا رسولَ الله (¬1). للترمذي. ¬
8473 - جابر بن سمرة: رفعه: ((إنَّ بمكةَ حجرًا كان يُسَلِّمُ عليَّ ليالي بُعثتُ، إني لأعرفُه الآن)) (¬1). لمسلم والترمذي. ¬
8474 - ابنُ عباس: جاء أعرابيُّ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: بم أعرفُ أنك رسولُ الله؟ قال: ((إن دعوتُ هذا العذقَ من النخلةِ أتشهد إني رسولُ الله؟)) فدعاه، فجعل العذقُ ينزلُ من النخلةِ حتى سقطَ إليه - صلى الله عليه وسلم - فسلَّم عليه، وقال: السلامُ عليكَ يا رسولَ الله! ثُم قالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((ارجعْ إلى موضعك))، فعادَ إلى موضعه والتأمَ، فأسلمَ الأعرابيُّ (¬1). للترمذي. ¬
8475 - ابنُ مسعودٍ: سُئل من آذن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بالجنِ ليلةَ استمعوا القرآن؟ فقال: آذنت بهم شجرةٌ (¬1). للشيخين. ¬
8476 - جابر: أنَّ امرأةً من الأنصار قالت للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - ألا أجعلُ لك شيئًا تقعدُ عليه؟ فإن لي غلامًا نجارًا، قال: ((إن شئت))، فعملت له المنبر، فلما كان يومُ الجمعةِ قعد - صلى الله عليه وسلم - على المنبر الذي صُنعَ، فخطب، فصاحت النخلةُ التي كان يخطبُ عندها حتى كادت تنشقُّ (¬1). ¬
8477 - وفي رواية: فصاحت صياح الصبيِّ، فنزل حتى أخذها فضمَّها إليه، فجعلت تئن أنين الصبيِّ الذي يُسكَّت حتى استقرت، بكت على ما كانت تسمعُ من الذكرِ (¬1). ¬
8478 - وفي أخرى: كان - صلى الله عليه وسلم - إذا خطبَ يستندُ إلى جذعِ نخلةٍ من سواري المسجدِ، فلما صُنعَ المنبرُ واستوى عليه اضطربت تلك الساريةُ كحنين الناقةِ، حتى سمعها أهل المسجد، حتى نزلَ إليها - صلى الله عليه وسلم - فاعتنقها (¬1). للبخاري والنسائي. ¬
8479 - وللدارمي عن بُريدةَ نحوه وفيه: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجعَ إليه، فوضعَ يده عليه وقالَ: ((اختر أن أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت، وإن شئت أن أغرسَك في الجنةِ فتشربَ من أنهارِها وعيونها، فيحسنُ نبتُك وتثمرُ فيأكلُ أولياءُ الله من ثمرتكِ ونخلك، فعلتُ))، فزعمَ أنه سمعَ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يقوُل له: ((نعمْ قد فعلتُ مرتين))، فسُئلَ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((اختار أنْ أغرسَه في الجنةِ)) (¬1). ¬
8480 - وله عن أبي بنِ كعب نحوه وفيه: فلما هُدمَ المسجدُ أخذ ذلك الجذع أبيُّ بنُ كعبٍ فلم يزل عنده حتى بلي وأكلته الأرضةُ وعاد رُفاتًا (¬1). ¬
8481 - وله عن أنسٍ نحوه وفيه: أنه - صلى الله عليه وسلم - لما التزمه سكتَ ثُم قالَ: ((أما والذي نفسُ محمدٍ بيده، لو لم التزمه لما زال هكذا حتى يوم القيامةِ))، فأمرَ به فدُفن (¬1). ¬
8482 - ابنُ عمرَ: كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ فأقبل أعرابيُّ، فلما دنا قالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((أين تريدُ؟)) قال إلى أهلي، قالَ: ((هل لك في خيرٍ؟)) قال: وما هو؟ قال: ((تشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه))، وقال: من يشهدُ على ما تقولُ؟ قال: ((هذه الشجرةُ))، فدعاها - صلى الله عليه وسلم - وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تخدُّ الأرضَ خدًا حتى جاءت بينَ يديه، فاستشهدها ثلاثًا، فشهدت أنه كما قالَ، فرجعت إلى منبتها ورجعَ الأعرابيُّ إلى قومِه، فقال: إن يتبعوني آتكَ بهم وإلا رجعتُ إليكَ فكنتُ معكَ (¬1). للكبير والموصلي والبزار. ¬
8483 - أبو ذرٍ: أنه تبعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فجلسَ، قال: فجلستُ عنده، فقالَ: ((يا أبا ذرِّ ما جاءَ بك؟)) قلتُ: الله ورسولُه، فجاء أبو بكر فسلَّم وجلس -[457]- عن يمينه - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: ((ما جاءَ بكَ يا أبا بكر؟)) قال: الله ورسولُه، فجاء عمرُ فجلسَ عن يمينِ أبي بكرٍ، فقالَ: ((يا عمرُ ما جاءَ بكَ؟)) قالَ: الله ورسولُه، ثم جاء عثمانُ فجلسَ عن يمينِ عمرَ، فقالَ: ((يا عثمانُ ما جاء بكَ؟)) قال: الله ورسولُه، فتناول - صلى الله عليه وسلم - سبعَ حصياتٍ أو تسعَ حصياتٍ فسبحنَ في يده حتى سمعتُ لهن حنينًا كحنين النحلِ، ثم وضعهنَّ فخرسنَ، ثم وضعهنّ في يد أبي بكرٍ فسبحنَ في يده حتى سمعتُ لهن حنينًا كحنينِ النحلِ، ثم وضعهنَّ فخرسنَ، ثم تناولهنَّ فوضعهنَّ في يدِ عمرَ فسبحنَ في يده حتى سمعتُ لهن حنينًا كحنين النحلِ، ثم وضعهنَّ فخرسنَ، ثم تناولهنَّ فوضعهنَّ في يد عثمان فسبحنَ في يده حتى سمعتُ لهن حنينًا كحنين النحلِ، ثم وضعهنَّ فخرسنَ (¬1). للبزار وقال الزهري: يعني الخلافة. ¬
من زيادة الطعام والشراب ببركته - صلى الله عليه وسلم -
من زيادة الطعام والشراب ببركته - صلى الله عليه وسلم -
8484 - عَنْ عِمْرَانَ، قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّا أَسْرَيْنَا حَتَّى كُنَّا فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وَقَعْنَا وَقْعَةً، وَلاَ وَقْعَةَ أَحْلَى عِنْدَ المُسَافِرِ مِنْهَا، فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ فُلاَنٌ، ثُمَّ فُلاَنٌ، ثُمَّ فُلاَنٌ - يُسَمِّيهِمْ أَبُو رَجَاءٍ فَنَسِيَ عَوْفٌ ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ الرَّابِعُ - وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ لَمْ يُوقَظْ حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَسْتَيْقِظُ، لِأَنَّا لاَ نَدْرِي مَا يَحْدُثُ لَهُ فِي نَوْمِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ عُمَرُ وَرَأَى مَا أَصَابَ النَّاسَ وَكَانَ رَجُلًا جَلِيدًا، فَكَبَّرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ بِصَوْتِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ شَكَوْا إِلَيْهِ الَّذِي أَصَابَهُمْ، قَالَ: «لاَ ضَيْرَ - أَوْ لاَ يَضِيرُ - ارْتَحِلُوا»، فَارْتَحَلَ، فَسَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ نَزَلَ فَدَعَا بِالوَضُوءِ، فَتَوَضَّأَ، وَنُودِيَ بِالصَّلاَةِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ صَلاَتِهِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُعْتَزِلٍ لَمْ يُصَلِّ مَعَ القَوْمِ، قَالَ: «مَا مَنَعَكَ يَا فُلاَنُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ القَوْمِ؟» قَالَ: أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ وَلاَ مَاءَ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ، فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ»، ثُمَّ سَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاشْتَكَى إِلَيْهِ النَّاسُ مِنَ العَطَشِ، فَنَزَلَ فَدَعَا -[458]- فُلاَنًا - كَانَ يُسَمِّيهِ أَبُو رَجَاءٍ نَسِيَهُ عَوْفٌ - وَدَعَا عَلِيًّا فَقَالَ: «اذْهَبَا، فَابْتَغِيَا المَاءَ» فَانْطَلَقَا، فَتَلَقَّيَا امْرَأَةً بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ - أَوْ سَطِيحَتَيْنِ - مِنْ مَاءٍ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا، فَقَالاَ لَهَا: أَيْنَ المَاءُ؟ قَالَتْ: عَهْدِي بِالْمَاءِ أَمْسِ هَذِهِ السَّاعَةَ وَنَفَرُنَا خُلُوفٌ، قَالاَ لَهَا: انْطَلِقِي، إِذًا قَالَتْ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالاَ: إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: الَّذِي يُقَالُ لَهُ الصَّابِئُ، قَالاَ: هُوَ الَّذِي تَعْنِينَ، فَانْطَلِقِي، فَجَاءَا بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَاهُ الحَدِيثَ، قَالَ: فَاسْتَنْزَلُوهَا عَنْ بَعِيرِهَا، وَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ، فَفَرَّغَ فِيهِ مِنْ أَفْوَاهِ المَزَادَتَيْنِ - أَوْ سَطِيحَتَيْنِ - وَأَوْكَأَ أَفْوَاهَهُمَا وَأَطْلَقَ العَزَالِيَ، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ اسْقُوا وَاسْتَقُوا، فَسَقَى مَنْ شَاءَ وَاسْتَقَى مَنْ شَاءَ وَكَانَ آخِرُ ذَاكَ أَنْ أَعْطَى الَّذِي أَصَابَتْهُ الجَنَابَةُ إِنَاءً مِنْ مَاءٍ، قَالَ: «اذْهَبْ فَأَفْرِغْهُ عَلَيْكَ»، وَهِيَ قَائِمَةٌ تَنْظُرُ إِلَى مَا يُفْعَلُ بِمَائِهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ أُقْلِعَ عَنْهَا، وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهَا أَشَدُّ مِلْأَةً مِنْهَا حِينَ ابْتَدَأَ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْمَعُوا لَهَا» فَجَمَعُوا لَهَا مِنْ بَيْنِ عَجْوَةٍ وَدَقِيقَةٍ وَسَوِيقَةٍ حَتَّى جَمَعُوا لَهَا طَعَامًا، فَجَعَلُوهَا فِي ثَوْبٍ وَحَمَلُوهَا عَلَى بَعِيرِهَا وَوَضَعُوا الثَّوْبَ بَيْنَ يَدَيْهَا، قَالَ لَهَا: «تَعْلَمِينَ، مَا رَزِئْنَا مِنْ مَائِكِ شَيْئًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَسْقَانَا»، فَأَتَتْ أَهْلَهَا وَقَدِ احْتَبَسَتْ عَنْهُمْ، قَالُوا: مَا حَبَسَكِ يَا فُلاَنَةُ، قَالَتْ: العَجَبُ لَقِيَنِي رَجُلاَنِ، فَذَهَبَا بِي إِلَى هَذَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الصَّابِئُ فَفَعَلَ كَذَا وَكَذَا، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَسْحَرُ النَّاسِ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ وَهَذِهِ، وَقَالَتْ: بِإِصْبَعَيْهَا الوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ، فَرَفَعَتْهُمَا إِلَى السَّمَاءِ - تَعْنِي السَّمَاءَ وَالأَرْضَ - أَوْ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فَكَانَ المُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ يُغِيرُونَ عَلَى مَنْ حَوْلَهَا مِنَ المُشْرِكِينَ، وَلاَ يُصِيبُونَ الصِّرْمَ الَّذِي هِيَ مِنْهُ، فَقَالَتْ: يَوْمًا لِقَوْمِهَا مَا أُرَى أَنَّ هَؤُلاَءِ القَوْمَ يَدْعُونَكُمْ عَمْدًا، فَهَلْ لَكُمْ فِي الإِسْلاَمِ؟ فَأَطَاعُوهَا، فَدَخَلُوا فِي الإِسْلاَمِ رواه البخاري (344)
8485 - وفي رواية قَالَتْ: أَيْهَاهْ أَيْهَاهْ، لَا مَاءَ لَكُمْ، قُلْنَا: فَكَمْ بَيْنَ أَهْلِكِ وَبَيْنَ الْمَاءِ؟ قَالَتْ: مَسِيرَةُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، قُلْنَا: انْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: وَمَا رَسُولُ اللهِ؟ فَلَمْ نُمَلِّكْهَا مِنْ أَمْرِهَا شَيْئًا حَتَّى انْطَلَقْنَا بِهَا، فَاسْتَقْبَلْنَا بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهَا، فَأَخْبَرَتْهُ مِثْلَ الَّذِي أَخْبَرَتْنَا، وَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا مُوتِمَةٌ لَهَا صِبْيَانٌ أَيْتَامٌ، فَأَمَرَ بِرَاوِيَتِهَا فَأُنِيخَتْ فَمَجَّ فِي الْعَزْلَاوَيْنِ الْعُلْيَاوَيْنِ، ثُمَّ بَعَثَ بِرَاوِيَتِهَا، فَشَرِبْنَا وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا عِطَاشٌ حَتَّى رَوِينَا، وَمَلَأْنَا كُلَّ قِرْبَةٍ مَعَنَا وَإِدَاوَةٍ، وَغَسَّلْنَا صَاحِبَنَا، غَيْرَ أَنَّا لَمْ نَسْقِ بَعِيرًا، وَهِيَ تَكَادُ تَنْضَرِجُ مِنَ الْمَاءِ - يَعْنِي الْمَزَادَتَيْنِ - مطولا رواه مسلم (682)
8486 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّكُمْ تَسِيرُونَ عَشِيَّتَكُمْ وَلَيْلَتَكُمْ، وَتَأْتُونَ الْمَاءَ إِنْ شَاءَ اللهُ غَدًا»، فَانْطَلَقَ النَّاسُ لَا يَلْوِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ حَتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ، وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ، قَالَ: فَنَعَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَالَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَأَتَيْتُهُ فَدَعَمْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ حَتَّى اعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، قَالَ: ثُمَّ سَارَ حَتَّى تَهَوَّرَ اللَّيْلُ، مَالَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، قَالَ: فَدَعَمْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ حَتَّى اعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، قَالَ: ثُمَّ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ، مَالَ مَيْلَةً هِيَ أَشَدُّ مِنَ الْمَيْلَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ، حَتَّى كَادَ يَنْجَفِلُ، فَأَتَيْتُهُ فَدَعَمْتُهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» قُلْتُ: أَبُو قَتَادَةَ، قَالَ: «مَتَى كَانَ هَذَا مَسِيرَكَ مِنِّي؟» قُلْتُ: مَا زَالَ هَذَا مَسِيرِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ، قَالَ: «حَفِظَكَ اللهُ بِمَا حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ»، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَرَانَا نَخْفَى عَلَى النَّاسِ؟»، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَرَى مِنْ أَحَدٍ؟» قُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ، ثُمَّ قُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ آخَرُ، حَتَّى اجْتَمَعْنَا فَكُنَّا سَبْعَةَ رَكْبٍ، قَالَ: فَمَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّرِيقِ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: «احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلَاتَنَا»، فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالشَّمْسُ فِي ظَهْرِهِ، قَالَ: فَقُمْنَا فَزِعِينَ، ثُمَّ قَالَ: «ارْكَبُوا»، فَرَكِبْنَا فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ، ثُمَّ دَعَا بِمِيضَأَةٍ كَانَتْ مَعِي فِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ مِنْهَا وُضُوءًا دُونَ وُضُوءٍ، قَالَ: وَبَقِيَ فِيهَا شَيْءٌ مَنْ مَاءٍ، ثُمَّ قَالَ لِأَبِي قَتَادَةَ: «احْفَظْ عَلَيْنَا مِيضَأَتَكَ، فَسَيَكُونُ لَهَا نَبَأٌ»، ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى الْغَدَاةَ، فَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَكِبْنَا مَعَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ بَعْضُنَا يَهْمِسُ إِلَى بَعْضٍ مَا كَفَّارَةُ مَا صَنَعْنَا بِتَفْرِيطِنَا فِي صَلَاتِنَا؟ ثُمَّ قَالَ: «أَمَا لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ»، ثُمَّ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا»، ثُمَّ قَالَ: «مَا تَرَوْنَ النَّاسَ صَنَعُوا؟» قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «أَصْبَحَ النَّاسُ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ»، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَكُمْ، لَمْ يَكُنْ لِيُخَلِّفَكُمْ، وَقَالَ النَّاسُ: إِنَّ -[460]- رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، فَإِنْ يُطِيعُوا أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يَرْشُدُوا، قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى النَّاسِ حِينَ امْتَدَّ النَّهَارُ، وَحَمِيَ كُلُّ شَيْءٍ، وَهُمْ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكْنَا، عَطِشْنَا، فَقَالَ: «لَا هُلْكَ عَلَيْكُمْ»، ثُمَّ قَالَ: «أَطْلِقُوا لِي غُمَرِي» قَالَ: وَدَعَا بِالْمِيضَأَةِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُبُّ، وَأَبُو قَتَادَةَ يَسْقِيهِمْ، فَلَمْ يَعْدُ أَنْ رَأَى النَّاسُ مَاءً فِي الْمِيضَأَةِ تَكَابُّوا عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحْسِنُوا الْمَلَأَ كُلُّكُمْ سَيَرْوَى» قَالَ: فَفَعَلُوا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُبُّ وَأَسْقِيهِمْ حَتَّى مَا بَقِيَ غَيْرِي، وَغَيْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثُمَّ صَبَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: «اشْرَبْ»، فَقُلْتُ: لَا أَشْرَبُ حَتَّى تَشْرَبَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِنَّ سَاقِيَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا»، قَالَ: فَشَرِبْتُ، وَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَتَى النَّاسُ الْمَاءَ جَامِّينَ رِوَاءً رواه مسلم (681)
8487 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَانَتْ صَلاَةُ العَصْرِ، فَالْتَمَسَ النَّاسُ الوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الإِنَاءِ يَدَهُ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّئُوا مِنْهُ قَالَ: «فَرَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ» رواه البخاري (169)
8488 - عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِمَاءٍ فَأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْرَاحٍ، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَوَضَّئُونَ، فَحَزَرْتُ مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الثَّمَانِينَ. رواه مسلم (2279)
8489 - عَنْ أَنَسٍ قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَقَامَ مَنْ كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ إِلَى أَهْلِهِ، وَبَقِيَ قَوْمٌ، «فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ، فَصَغُرَ المِخْضَبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ، فَتَوَضَّأَ القَوْمُ كُلُّهُمْ» قُلْنَا: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: «ثَمَانِينَ وَزِيَادَةً» رواه البخاري (195)
8490 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ، وَهُوَ بِالزَّوْرَاءِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، «فَجَعَلَ المَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ القَوْمُ» قَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: ثَلاَثَ مِائَةٍ، أَوْ زُهَاءَ ثَلاَثِ مِائَةٍ رواه البخاري (3572)
8491 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكُمْ؟» قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ بِهِ وَلاَ نَشْرَبُ، إِلَّا مَا فِي رَكْوَتِكَ، قَالَ: «فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ، فَجَعَلَ المَاءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ العُيُونِ». قَالَ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا فَقُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً رواه البخاري (4152)
8492 - عَنِ البَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: تَعُدُّونَ أَنْتُمُ الفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ، وَقَدْ كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ فَتْحًا، وَنَحْنُ نَعُدُّ الفَتْحَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ، كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَالحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ، فَنَزَحْنَاهَا فَلَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهَا، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِهَا ثُمَّ «دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَدَعَا ثُمَّ صَبَّهُ فِيهَا، فَتَرَكْنَاهَا غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ إِنَّهَا أَصْدَرَتْنَا مَا شِئْنَا نَحْنُ وَرِكَابَنَا» رواه البخاري (4150)
8493 - عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ تَبُوكَ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ». قَالَ: فَأَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، ثُمَّ خَرَجَ «فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا»، ثُمَّ دَخَلَ. ثُمَّ خَرَجَ «فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يَضْحَى النَّهَارُ، فَمَنْ جَاءَهَا فَلَا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا»، حَتَّى آتِيَ، فَجِئْنَاهَا، وَقَدْ سَبَقَنَا إِلَيْهَا رَجُلَانِ، وَالْعَيْنُ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ: «هَلْ مَسِسْتُمَا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا؟»، -[462]- فَقَالَا: نَعَمْ. فَسَبَّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ. ثُمَّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْعَيْنِ، قَلِيلًا قَلِيلًا. حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَيْءٍ، ثُمَّ غَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ. ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا، فَجَرَتِ الْعَيْنُ بِمَاءٍ كَثِيرٍ ". فَاسْتَقَى النَّاسُ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، أَنْ تَرَى مَا هَاهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا» رواه مالك (330)
8494 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً، وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَقَلَّ المَاءُ، فَقَالَ: «اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ» فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، ثُمَّ قَالَ: «حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ المُبَارَكِ، وَالبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ» فَلَقَدْ رَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ رواه البخاري (3579)
8495 - أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، وَإِذَا هُوَ يَسْنُو فِيهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَجْعَلُ لِي إِذَا رَوَيْتُ حَائِطَكَ هَذَا؟» قَالَ: أَنِّي أَجْهَدُ أَنْ أَرْوِيَهُ فَمَا أُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَجْعَلُ لِي مِائَةَ تَمْرَةٍ اخْتَارُهَا مِنْ تَمْرِكَ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَرْبَ فَمَا لَبِثَ أَنْ رَوَاهُ حَتَّى قَالَ الرَّجُلُ: غَرِقَتْ عَلَيَّ حَائِطِي، فَاخْتَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَمْرِهِ مِائَةَ تَمْرَةٍ فَأَكَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ مِائَةَ تَمْرَةٍ كَمَا أَخَذَهَا مِنْهُ (¬1) للكبير (18/ 244) ¬
8496 - عن إِيَاس بْن سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ، فَأَصَابَنَا جَهْدٌ حَتَّى هَمَمْنَا أَنْ نَنْحَرَ بَعْضَ ظَهْرِنَا، فَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعْنَا مَزَاوِدَنَا، فَبَسَطْنَا لَهُ نِطَعًا، فَاجْتَمَعَ زَادُ الْقَوْمِ عَلَى النِّطَعِ، قَالَ: فَتَطَاوَلْتُ لِأَحْزِرَهُ كَمْ هُوَ؟ فَحَزَرْتُهُ كَرَبْضَةِ الْعَنْزِ، وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، قَالَ: فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ حَشَوْنَا جُرُبَنَا، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَهَلْ مِنْ -[463]- وَضُوءٍ؟» قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بِإِدَاوَةٍ لَهُ فِيهَا نُطْفَةٌ، فَأَفْرَغَهَا فِي قَدَحٍ، فَتَوَضَّأْنَا كُلُّنَا نُدَغْفِقُهُ دَغْفَقَةً رواه مسلم (1729)
8497 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - شَكَّ الْأَعْمَشُ - قَالَ: لَمَّا كَانَ غَزْوَةُ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَنَحَرْنَا نَوَاضِحَنَا، فَأَكَلْنَا وَادَّهَنَّا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «افْعَلُوا»، قَالَ: فَجَاءَ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ فَعَلْتَ قَلَّ الظَّهْرُ، وَلَكِنْ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، ثُمَّ ادْعُ اللهَ لَهُمْ عَلَيْهَا بِالْبَرَكَةِ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَدَعَا بِنِطَعٍ، فَبَسَطَهُ، ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِكَفِّ ذُرَةٍ، قَالَ: وَيَجِيءُ الْآخَرُ بِكَفِّ تَمْرٍ، قَالَ: وَيَجِيءُ الْآخَرُ بِكَسْرَةٍ حَتَّى اجْتَمَعَ عَلَى النِّطَعِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ يَسِيرٌ، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ: «خُذُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ»، قَالَ: فَأَخَذُوا فِي أَوْعِيَتِهِمْ، حَتَّى مَا تَرَكُوا فِي الْعَسْكَرِ وِعَاءً إِلَّا مَلَئُوهُ، قَالَ: فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، لَا يَلْقَى اللهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ، فَيُحْجَبَ عَنِ الْجَنَّةِ» رواه مسلم (27)
8498 - وفي رواية فَجَاءَ ذُو الْبُرِّ بِبُرِّهِ، وَذُو التَّمْرِ بِتَمْرِهِ، قَالَ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: وَذُو النَّوَاةِ بِنَوَاهُ، قُلْتُ: وَمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ بِالنَّوَى؟ قَالَ: كَانُوا يَمُصُّونَهُ وَيَشْرَبُونَ عَلَيْهِ الْمَاءَ رواه مسلم (27)
8499 - جابر: لما حُفر الخندقُ رأيتُ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خمصًا، فانكفأتُ إلى امرأتي فقلتُ: هل عندك من شيءٍ؟ فإنِّي رأيتُ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خمصًا، فأخرجتْ إليَّ جرابًا فيه صاعٌ من شعيرٍ، ولنا بهيمةٌ داجنٌ فذبحتُها وطحنَتْ، ففرغت إلى فراغي، وقطعتُها في برمتها، ثم وليتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: لا تفضحني برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه، فجئتهُ فساررتهُ، فقلتُ: يا رسولَ الله ذبحنا بهيمةً لنا -[464]- وطحنت صاعًا من شعيرٍ كان عندنا، فتعالَ أنتَ ونفرٌ معكَ، فصاحَ - صلى الله عليه وسلم -، وقالَ: ((يا أهلَ الخندقِ إن جابرًا قد صنع سؤرًا فحيهلا بكم))، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تنزلنَّ برمتكم ولا تخبزنَّ عجينكم حتى أجيء)) فجئتُ وجاءَ يقدمُ الناسَ حتى جئتُ امرأتي، فقالت: بك وبكَ، فقلتُ قد فعلتُ الذي قلتِ، فأخرجتُ عجيننا فبصق فيه وباركَ، ثم عمدَ إلى برمتنا فبصق وباركَ، ثمَّ قال: ((ادعى خابزةً فلتخبز معكِ، واقدحي من برمتك ولا تنزلوها)). وهم ألفٌ، فأقسمُ بالله لأكلوا حتى تركوا وانحرفوا وإن برمتنا لتغطُّ كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو. للشيخين (¬1). ¬
8500 - أنس: قال أبو طلحة لأمِّ سليمٍ: قد سمعتُ صوتَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ضعيفًا أعرف فيه الجوعَ، فهل عندك من شيءٍ؟ فقالت: نعم، فأخرجت أقراصًا من شعيرٍ ثم أخذت خمارًا لها، فلفتِ الخبزَ ببعضهِ ثم دسَّتهُ تحت ثوبي وردتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فذهبتُ به فوجدته جالسًا في المسجدِ ومعه الناسُ، فقمتُ عليهم، فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: أرسلكَ أبو طلحةَ؟ قلتُ: نعم، قال: ألطعام؟ قلتُ: نعم، قال لمن معه: قوموا فانطلقوا، وانطلقتُ بين أيديهم حتى جئتُ أبا طلحة فأخبرتُه، فقالَ: يا أمَّ سليمٍ قد جاءَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وليس عندنا ما نطعمهم، فقالت: الله ورسولُه أعلمُ، فانطلق أبو طلحة حتى أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأقبل - صلى الله عليه وسلم - معه حتى دخلا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: هلمي ما عندك يا أمَّ سليم فأتت بذلك الخبز فأمر به فَفُتَّ وعصرت عليه أمُّ سليمٍ عكةً لها فأدمته، ثم قالَ فيه - صلى الله عليه وسلم - ما شاءَ الله أن يقول، ثم قالَ ائذن لعشرةٍ فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا ثمَّ قال: ائذن لعشرةِ فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرةٍ حتى أكل القومُ كلُّهُم وشبعوا والقومُ سبعونَ رجلاً أو ثمانونَ (¬1). ¬
8501 - وفي رواية: رأى أبو طلحة النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مضطجعًا في المسجدِ يتقلبُ ظهرًا لبطنِ فظنَّهُ جائعًا وساقَ الحديثَ وفيه: ثم أكل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأبو طلحة وأمُّ سليمٍ وأنسُ، وفضلت فضلةٌ، فأهدوا منها لجيراننا. للشيخين والموطأ والترمذي (¬1). ¬
8502 - أبو هريرة: الله الذي لا إله إلا هو إنْ كنتُ لأعتمدُ بكبدي على الأرض من الجوعِ، وإن كنتُ لأشدُّ الحجرَ على بطني من الجوعِ، ولقد قعدتُ يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه، فمرَّ أبو بكرٍ فسألتُهُ عن آيةٍ من كتابِ الله ما سألتُهُ إلا ليستتبعني، فمرَّ فلم يفعل، ثم مرَّ عمرُ فسألتُهُ عن آيةٍ من كتابِ الله ما سألتهُ إلا ليستتبعني، فمرَّ فلم يفعل، ثم مرَّ أبو القاسمِ - صلى الله عليه وسلم - فتبسم حين رآني، وعرفَ ما في وجهي وما في نفسي، ثم قالَ: يا أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله قال الحق ومضى، فاتبعتُهُ، فدخلَ فاستأذن فأذن لي، فدخل فوجد لبنًا في قدحٍ، فقالَ: من أينَ هذا اللبنُ؟ قالوا: أهداه لك فلانٌ أو فلانةٌ، قال: يا أبا هريرة. قلتُ: لبيكَ يا رسول الله، قال: الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي، وأهلُ الصفة أضيافُ الإِسلام لا يأوون على أهلٍ ولا مالِ ولا على أحدٍ إذا أتته صدقةٌ بعث بها إليهم، ولم يتناول شيئا، وإذا أتته هديةٌ أرسلَ إليهم وأصابَ منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، وقلتُ ما هذا اللبنُ في أهلِ الصفةِ، كنتُ أحقَّ أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاءوا أمرني، فكنتُ أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبنِ، ولم يكن من طاعةِ الله وطاعةِ رسولهِ بدٌّ، فأتيتُهم فدعوتُهم، فأقبلوا واستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيتِ فقال: يا أبا هر قلتُ: لبيكَ يا رسولَ الله قال: ((خذ وأعطهم))، فأخذتُ القدحَ فجعلتُ أعطيه الرجلَ فيشربَ حتى يروى، ثم يردُّ عليَّ القدحَ، فأعطيه الآخرَ فيشربَ حتى يروى، ثم يردُّ -[466]- عليَّ القدحَ فأعطيه الآخر، حتى انتهيتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقد روي القومُ كلُّهم، فأخذ القدح فوضعه على يدهِ، فنظر إلي وتبسَّمَ، فقال: ((يا أبا هريرةَ)) قلتُ: لبيكَ يا رسول الله، قال: ((بقيتُ أنا وأنتَ))، قلتُ: صدقتَ يا رسولَ الله، قال: ((اقعد فاشرب))، فقعدتُ فشربتُ، فقالَ: ((اشرب)) فشربت، فما زال يقولُ: ((اشرب)) حتى قلتُ: والذي بعثك بالحقِّ ما أجدُ له مسلكًاً، قال: فأرني فأعطيتُهُ القدحَ، فحَمِد الله وشرب الفضلةَ. للبخاري والترمذي (¬1). ¬
8503 - عبدُ الرحمن بن أبي بكرٍ الصديق: كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثلاثينَ ومائةً، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((هل مع أحدٍ منكم طعامٌ؟)) فإذا مع رجلٍ صاعٌ من طعامٍ أو نحوه، فعجن، ثم جاءَ رجلٌ مُشعانٌ (¬1) طويلٌ بغنمٍ يسوقها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أبيعًا أم هبةً؟)) قال: بل بيعٌ، فاشترى منها شاةً، فصُنعت فأمر - صلى الله عليه وسلم - بسوادِ البطنِ أن يُشوى، وايمُ الله ما في الثلاثينَ والمائةِ رجلٌ إلا قد حزَّ له حزةً من سوادِ بطنها، إن كانَ شاهدًا أعطاها إياه، وإن كانَ غائبًا خبأ لهُ، فجعل منها قصعتين فأكلوا أجمعون وشبعنا ففضلت القصعتان فحملناهُ على البعيرِ. للشيخين (¬2). ¬
8504 - سمرةُ: كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نتداولُ من قصعةٍ من غدوةٍ حتى الليلِ يقومُ عشرةٌ ويقعدُ عشرةٌ، فقلنا: فما كانت تمدُّ؟ قال: ((من أيِّ شيء تعجبُ، ما كانت تمدُّ إلا من ههنا، وأشار بيده إلى السماءِ)). للترمذي (¬1). ¬
8505 - جابرُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جاءه رجلٌ يستطعمُهُ، فأطعمه شطر وسق شعيرٍ، فمازال الرجلُ يأكلُ منه وامرأتُهُ وضيفهما حتى كاله ففني، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: ((لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم)) (¬1). ¬
8506 - وعنه: أنَّ امرأةً كانت تُهدي للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في عكةٍ لها سمنًا فيأتيها بنوها فيسألون الأدمَ وليس عندهمُ شيءٌ فتعمدُ إلى العكةِ التي تُهدي منها للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فتجد فيها سمنًا، فما زالت تقيم لها أدم بنيها حتى عصرتها فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((عصرتِها)) قالت: نعم، قال: ((لو تركتها ما زال قائمًا)). هما لمسلم (¬1). ¬
8507 - أبو هريرة: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا بتمراتٍ، فقلتُ: يا رسولَ الله ادعُ فيهنَّ بالبركةِ فضمَّهنَ، ثم دعا لي فيهنَّ، ثمَّ قالَ: ((خذهنَّ فاجعلهنَّ في مزودكَ هذا أو في هذا المزودِ، فكلَّما أردت أن تأخذ منه شيئًا أدخل يدك فيه وخذ ولا تنثره نثرًا))، ففعلتُ، فلقد حملتُ من ذلك التمر كذا وكذا من وسقٍ في سبيلِ الله، فكنَّا نأكلُ منه ونطعمُ، وكان لا يفارقُ حقوى حتى كان يومُ قتل عثمان انقطعَ. للترمذي (¬1). ¬
8508 - عليٌّ: جمعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من بني عبدِ المطلبِ رهطًا كلَّهم يأكلُ الجذعةَ ويشربُ الفرقَ، فصنعَ لهم مُدًا من طعامٍ فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعامُ كأنَّه لم يُمسّ، ثم دعا بغمرٍ فشربوا حتى شبعوا وبقي الشرابُ كأنَّه لم يُمس، فقال: ((يا بني عبد المطلبٍ: إنِّي بُعثتُ إليكم خاصةً وإلى الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآيةِ ما رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكونَ أخي وصاحبي)) فلم يقُم إليه أحدٌ، فقمتُ إليه وكنتُ أصغرَ القومِ، فقال: ((اجلس ثلاث مراتٍ))، كل ذلك أقومُ إليهِ، فيقولُ لي: ((اجلس))، حتى إذا كانَ في الثالثةِ ضربَ بيدهِ على يدي. لأحمد (¬1). ¬
8509 - أبو رافع: صُنِعَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - شاةً مصليةً فأُتى بها، فقال: ((يا أبا رافعٍ ناولني الذراعَ))، فناولتهُ، فقالُ: ((يا أبا رافعٍ ناولني الذراعَ))، فناولته -[468]- ثم قالَ: ((يا أبا رافعٍ ناولني الذراعَ))، فقلت: يا رسولَ الله وهل للشاةٍ إلا ذراعانِ؟ فقالَ: لو سكتَّ لناولتني منها ذراعًا ما دعوتُ وكانَ - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الذراعَ. لأحمد والكبير (¬1). ¬
8510 - سلمةُ السكوني: بينما نحنُ عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قالَ قائلٌ: يا رسولَ الله هل أوتيت بطعامٍ من السماءِ؟ قالَ: ((نعم))، قالَ: يا نبيَ الله هل كانَ فيه من فضلٍ؟ قال: ((نعم))، قالَ: فما فعلَ به؟ قال: ((رُفع إلى السماءِ)) (¬1). للدارمي مطولاً بلين. ¬
من إجابة دعائه - صلى الله عليه وسلم - وكف الأعداء عنه
من إجابة دعائه - صلى الله عليه وسلم - وكف الأعداء عنه
8511 - أنسُ: كانَ رجلٌ نصرانيٌ أسلمَ فقرأ البقرة وآل عمرانَ وكانَ يكتبُ الوحي للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فعاد نصرانيًا فكانَ يقولُ: ما يدري محمدٌ إلا ما كنتُ أكتبُ له، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم اجعلْه آيةً))، فأماته الله فدفنوه فأصبحَ ولقد لفظته الأرضُ، فقالوا: هذا فعلُ محمدٍ وأصحابهِ لمَّا هربَ منهم نبشوا عن صاحبنا وألقوه، فحفروا لهُ وأعمقوا ما استطاعوا فأصبحَ ولقد لفظته الأرضُ، وقالوا مثل الأول فحفروا وأعمقوا فلفظته الثالثةَ، فعلموا أنَّه ليسَ من الناسِ، فألقوه بين حجرين ورضموا عليه الحجارة. للشيخين (¬1). ¬
8512 - جابرُ: أنَّ أباه تُوفي وتركَ عليه ثلاثين وسقًا لرجلٍ من اليهودِ، فاستنظره جابرٌ فأبى أن يُنْظِرَهُ فكلَّم جابرٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؛ ليشفعَ إليهِ فجاءه - صلى الله عليه وسلم - فكلَّم اليهوديَّ ليأخذ ثمر نخلة بالذي له، فأبى، فدخلَ - صلى الله عليه وسلم - النخلَ فمشى فقام فيها ثم قال لجابرٍ: ((جُدَّ له فأوف الذي له))، فجدَّه بعد ما رجع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فأوفاهُ ثلاثين وسقًا. وفضلت له سبعة عشر وسقًا، فجاء -[469]- جابرٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؛ ليخبره بالذي كانَ فوجده يصلي العصرَ، فلما انصرفَ أخبره بالفضلِ، فقالَ: ((أخبر بذلك ابن الخطابِ)) فأخبرهُ، فقال عمرُ: لقد علمتُ حين مشى فيها ليباركنَّ فيها (¬1). ¬
8513 - وفي رواية: قال له - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جددته فوضعتَهُ في المربدٍِ آذنتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -))، فجاءَ ومعه أبو بكرٍ وعمرَ، فجلس عليه ودعا بالبركةِ فيهِ، ثم قالَ: ((ادعُ غرماءكَ فأوفهم))، فما تركتُ أحدًا له دينٌ على أبي إلا قضيتُهُ، وفضلَ ثلاثةَ عشرَ وسقًا سبعةٌ عجوةٌ، وستةٌ لون أو ستةٌ أو سبعةٌ (¬1). ¬
8514 - وفي أخرى: قلتُ يا رسول الله: قد علمتَ أنَّ والدي استشهدَ يومَ أحدٍ وترك دينًا كثيرًا، وأحبُّ أن يراك الغرماءُ، فقال: ((اذهب فبيدر كلَّ تمرٍ على ناحيةٍ)) ففعلتُ، ثم دعوته، فلمَّا رأوه أغروا بي تلكَ الساعةَ، فلما رأى ما يصنعونَ، طافَ حولَ أعظمها بيدراً ثلاث مراتٍ ثم جلسَ عليه، ثم قالَ: ادعُ أصحابك، فما زالَ يكيلُ لهم حتى أدى الله أمانةَ والدى، وأنا والله راضٍ أن يؤدي الله أمانةَ والدي ولا أرجعُ إلى أخواتي بتمرةٍ، فسلمَ الله البيادر كلها حتى أني أنظرُ إلى البيدر الذي عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فكأنه لم ينقص تمرةً واحدةً. للبخاري وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
8515 - أبو هريرة: كنتُ أدعو أمي إلى الإِسلام وهي مشركةٌ، فدعوتها يومًا فأسمعتني في النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما أكره، فأتيتهُ - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكى، فقلتُ: يا رسولَ الله إني كنتُ أدعو أمي إلى الإِسلامِ فتأبى علىَّ، فدعوتُها اليومَ فأسمعتني فيك ما أكره فادعُ الله أن يهدى أم أبى هريرةَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم اهد أم أبي هريرةَ))، فخرجتُ مستبشرًا بدعوتهِ، -[470]- فلما جئتُ قصدتُ إلى البابِ وقربتُ منه، فإذا هو مجافٍ، فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضةَ الماءِ، فاغتسلت ولبست درعها، وعجلت عن خمارها ففتحتِ البابَ، ثم قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسولهُ، فرجعتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأتيتهُ وأنا أبكي من الفرحِ، فقلتُ: يا رسولَ الله أبشر، فقد استجابَ الله دعوتك وهدى أم أبي هريرةَ، فحمد الله وقال: ((خيرًا))، فقلتُ: يا رسولَ الله ادعُ الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين ويجبهم إلينا فقالَ: ((اللهم حبب عبيدك هذا وأمهُ إلى عبادكَ المؤمنينَ، وحبب إليهما المؤمنينَ، فما خلقَ مؤمنٍ يسمعُ بي ولا يراني إلا أحبني)). لمسلم (¬1). ¬
8516 - السائبُ بن يزيد: ذهبت بي خالتي إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسولَ الله إن ابن أختي وجعٌ، فمسحَ رأسي ودعا لي بالبركةِ فتوضأ فشربت من وضوئه ثم قمتُ خلف ظهرهِ، فنظرتُ إلى خاتم النبوةِ بين كتفيه مثل زرِّ الحجلة، وقال الجعيدُ: رأيتُ السائب بن يزيدِ ابن أربعِ وتسعينَ، جلدًا معتدلاً، فقال: قد علمتُ ما متعت به سمعي وبصري إلا بدعاءِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8517 - أبو زيد بن أخطب: مسحَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بيدهِ على وجهي ودعا لي، قال عزرةُ: فلقد رأيتهُ بعدما عاشَ عشرينَ ومائةَ سنةً وليس في لحيته إلا شعيراتٍ تعدُّ بيضٌ. للترمذي (¬1). ¬
8518 - جابرُ: بينما نحنُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بالسوق إذا امرأةٌ قالت يا رسولَ الله: إنَّ زوجي لا يقربني، ففرِّق بيني وبينه، ومرَّ زوجُها، فدعاه - صلى الله عليه وسلم - وأخبره، قالَ: يا رسولَ الله والذي أكرمكَ إنَّ عهدي بها لهذه الليلةُ، فبكت المرأةُ وقالت: كذبَ، فرق بيني وبينه، فإنه من أبغض خلقِ الله إلىَّ، فتبسمَ - صلى الله عليه وسلم -، ثم أخذ برأسهِ ورأسها فجمعَ بينهما وقال: ((اللهم ادنُ كل -[471]- واحدٍ منهما من صاحبهِ)) فلبثنا ما شاء الله ثم مرَّ - صلى الله عليه وسلم - بالسوقِ فإذا نحن بالمرأةِ، فلما رأته أقبلت إليهِ فقالت: يا رسولَ الله والذي بعثكَ بالحقِّ ما خلقَ من بشرِ أحبَّ إليَّ منه الآنَ. للموصلي (¬1). ¬
8519 - أبو هريرة: قال أبو جهل: هل يُعَفِّرُ محمدٌ وجههُ بين أظهركم، قيل: نعم، قال: واللاتِ والعزى لئن رأيتُه يفعلُ ذلك لأطأنَّ على رقبتهِ أو لأعفرنَّ وجهه في التراب، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي؛ ليطأ على رقبته، فما فجأهم منه إلا وهو ينكصُ على عقبيه ويتقى بيديه، فقيلَ له مالكَ؟ قال: إن بيني وبينه لخندقًا من نارٍ وهولاً وأجنحةٍ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لو دنا مني لاختطفته الملائكةُ عضوًا عضوًا))، فأنزلَ الله لا ندري أفي حديث أبي هريرة أو شيء بلغه {كَلَّا إِنَّ الإنسَانَ لَيَطْغَى- إلى قوله-كَلَّا لا تُطِعْهُ} [العلق: 19] لمسلم (¬1). ¬
8520 - جابرُ: غزونا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - غزاةً قبل نجدٍ، فأدركنا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في القائلةِ في وادٍ كثيرِ العضاة، فنزلَ تحتَ شجرةٍ فعلقَ سيفه بغصنٍ من أغصانها وتفرقَ الناسُ في الوادي يستظلونَ بالشجرِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ رجلاً أتاني وأنا نائمٌ فأخذ السيفَ فاستيقظتُ وهو قائمٌ على رأسي، والسيفُ صلتا في يده))، فقال: من يمنعكُ مني، قلتُ: ((الله))، فشام السيفُ، فها هو ذا جالسٌ، ثم لم يعرض له، وكان ملك قومهِ فانصرف عنه حين عفى عنه، فقال: لا أكونُ في قومٍ هم حرب لكَ. للشيخين (¬1). ¬
8521 - وعنه رفعه: ((دخلتُ البيتَ فإذا شيطانٌ خلف البابِ فخنقته حتى وجدتُ برد لسانه على يدي، فلولا دعوةُ العبدِ الصالحِ لأصبحَ مربوطًا يراه الناسُ)). للأوسط (¬1). ¬
مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي - صلى الله عليه وسلم -
مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي - صلى الله عليه وسلم -
8522 - ثوبان: كنتُ قائمًا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فجاءَ حبرٌ من أحبارِ اليهودِ، فقالَ: السلامُ عليك يا محمدُ، فدفعته دفعةً كاد يصرعُ منها، فقال: لم تدفعني؟ فقلتُ: ألا تقولُ يا رسولَ الله؟ فقال اليهوديُّ: إنما ندعوه باسمهِ الذي سماه به أهلُهُ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ اسمي محمدٌ الذي سماني به أهلي))، فقالَ اليهودُّ: جئتُ أسألُكَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أينفعكَ شيءٌ إن حدثتك؟)) قالَ أسمع بأذني، فنكث - صلى الله عليه وسلم - بعودُ معه، فقالَ: ((سل))، قالَ اليهوديُّ: أين يكونُ الناسُ يوم تُبَدَّلُ الأرضُ غير الأرض والسمواتُ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((في الظلمة دون الجسرِ))، قال: فمن أولُ الناسِ إجازةً؟ فقالَ: ((فقراءُ المهاجرينَ))، قال اليهوديُّ: فما تحفتهم حين يدخلونَ الجنةَ؟ قالَ: ((زيادةُ كبدِ النون))، قالَ: فما غذاؤهم على أثرها؟ قالَ: ((ينحرُ لهم ثورُ الجنةِ الذي كان يأكلُ من أطرافها))، قالَ: فما شرابُهم عليه؟ قالَ: ((من عينٍ فيها تسمى سلسبيلا))، قال: صدقت، قالَ: وجئتك أسألكَ عن شيءٍ لا يعلمه أحدٌ إلا نبيٌ أو رجلٌ أو رجلانِ، قالَ: ((ينفعكَ إن حدثتك)) قال: ((أسمع بأذني))، قال: جئتُ أسألكَ عن الولدِ، قال: ((ماءُ الرجلِ أبيضٌ وماء المرأة أصفرٌ، فإذا اجتمعا فعلا منىُّ الرجل منىَّ المرأة ذكرًا بإذنِ الله وإذا علا منىُّ المرأةِ منىَّ الرجلِ أنثا بإذن الله)) قال اليهوديُّ: صدقتَ، وإنك لنبيٌ، ثم انصرفَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ومالي علمٌ بشيءٍ منه حتى أتاني الله به)). لمسلم (¬1). ¬
8523 - صفوان بن عَسَّال: قالَ بعضُ اليهودِ لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبيِّ، فقال له صاحبه: لا تقل نبي، إنه لو سمعكَ كان له أربعةُ أعينٍ، فأتيا النبيَّ - صلى الله -[473]- عليه وسلم - فسألاه عن تسعِ آيات بيناتٍ، فقال لهم: ((لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفسَ التي حرم الله إلا بالحقِّ، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطانٍ ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنةً، ولا تولوا الأدبارَ يوم الزحف، وعليكم خاصة من اليهودِ: أن لا تعدوا في السبتِ))، فقبلا يده ورجله، وقالا نشهد أنك نبيٌ، فقال: ((ما منعكما أن تتبعاني؟)) قالَ: إن داودَ دعا ربَّه أن لا يزال من ذريته نبيٌ وإنّا نخافُ إن اتبعناك أن تقتلنا اليهودُ. للترمذي والنسائي (¬1). ¬
8524 - أنسُ: بلغَ عبد الله بن سلام مقدمُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ، فأتاه وقال: إنِّي سائلكَ عن ثلاثٍ لا يعلمهنَّ إلا نبيٌ، ما أولُ أشراطِ الساعةِ؟ وما أولُ طعام يأكله أهلُ الجنةِ؟ ومن أيِّ شيءٍ ينزعُ الولدُ إلى أبيه، ومن أيِّ شيءٍ ينزعُ إلى أخوالهِ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((خبرني بهنَّ آنفًا جبريلُ))، قالَ عبد الله: ذاك عدو اليهود من الملائكة فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما أولُ أشراطِ الساعةِ، فنارٌ تحشرُ الناسَ من المشرقِ إلى المغربِ، وأما أولُ طعامٍ يأكله أهلُ الجنة فزيادةُ كبدِ الحوتِ، وأما الشبهُ في الولدِ، فإن الرجل إذا غشى المرأة فسبقها ماؤه كان الشبهُ له وإذا سبقت كان الشبهُ لها)) قال: أشهد أنَّك رسولُ الله، ثم قالَ: يا رسولَ الله إنَّ اليهودَ قومُ بهتٍ إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندكَ، فجاءت اليهودُ ودخلَ عبد الله البيتَ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أيُّ رجلٍ فيكم عبد الله بن سلامٍ؟)) قالوا: أعلمنا وابن أعلمنا، وأخيرنا وابن أخيرنا قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أفرأيتم إن أسلمَ عبدُ الله؟)) قالوا: أعاذه الله من ذلكَ، فخرجَ عبد الله إليهم، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدً رسولُ الله، قالوا: شرُّنا وابن شرِّنا ووقعوا فيه (¬1). زاد في رواية: قال: هذا الذي كنتُ أخافهُ يا رسول الله. للبخاري (¬2). ¬
معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده - صلى الله عليه وسلم -
معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده - صلى الله عليه وسلم -
8525 - جابرُ: سرنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلنا واديًا أفيحَ، فذهبَ - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته فاتبعته بإداوةٍ من ماءٍ، فنظر فلم ير شيئًا يستترُ بهِ، وإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق إلى إحداهما فأخذَ بغصنٍ من أغصانها، فقالَ: ((انقادي علىَّ بإذنِ الله))، فانقادت معه كالبعيرِ المخشوشِ الذي يصانعُ قائده حتى أتى الشجرةَ الأخرى، فأخذَ بغصنٍ من أغصانها، فقال: ((انقادي عليَّ بإذنِ الله))، فانقادت معهُ كذلك، حتى إذا كان بالنصف مما بينهما لأمَ بينهما -يعني جمعهما- قال: ((التئما علىَّ بإذن الله))، فالتأمتا، فخرجتُ أحضرُ مخافةَ أن يحسَّ - صلى الله عليه وسلم - بقربي فيتبعدَ، فجلستُ أحدثُ نفسي، فحانت منِّي لفتةٌ، فإذا أنا به - صلى الله عليه وسلم -، وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساقِ، فرأيتهُ وقفَ وقفةً، فقال برأسهِ هكذا، وأشار الراويُّ برأسه يمينًا وشمالاً، ثم أقبلَ، فلمَّا انتهى إليَّ قال: ((يا جابرُ: هل رأيت مقامي؟)) قلتُ: نعم، يا رسولَ الله، قالَ: ((فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدةٍ منهما غصنًا فأقبل بهما، حتى إذا قمت مقامي فأرسلْ غصنًا عن يمينك وغصنًا عن يسارك)). فقمتُ فأخذتُ حجرًا وكسرته وحسرتُه فانذلق لي، فأتيتُ الشجرتين، فقطعتُ من كل واحدةٍ منهما غصنًا، ثم أقبلتُ أجرُّهما حتى قمتُ مقامَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أرسلتُ غصنًا عن يميني وغصنًا عن يساري، ثم لحقتُ فقلتُ: قد فعلتُ يا رسولَ الله، فعمَّ ذاك قال: ((إنِّي مررتُ بقبرين يعذبان فأحببتُ بشفاعتي أن يرفه عنهما ما دامَ هذان الغصنانِ رطبين))، فأتينا العسكرَ، فقال: ((نادِ بوضوءٍ)) فقلتُ: ألا وضوءٌ ألا وضوءٌ ألا وضوءٌ، قلتُ: يا رسولَ الله ما -[475]- وجدتُ في الرَّكبِ من قطرةٍ، وكان رجلٌ من الأنصارِ يبردُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الماءَ في أشجابٍ لهُ على حمارةٍ من جريدٍ، فقال لي: ((انطلق إلى فلانٍ الأنصاريِّ فانظر هل في أشجابهِ من شيءٍ؟)) فانطلقتُ إليهِ، فنظرتُ فيها فلم أجد إلا قطرة في عزلاء شجبٍ منها لو أنيِّ أفرغته شربه يابسه، فأتيته - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، قال: ((اذهب فأتني به))، فأتيتهُ به، فأخذهُ بيدهِ فجعلَ يتكلمُ بشيءٍ لا أدري ما هو يغمزُ بيدهِ، ثم أعطانيه، فقال: ((يا جابر: نادِ بجفنةٍ))، فقلتُ: يا جفنة الركبِ، فأتيتُ بها تحملُ فوضعتُها بين يديه، فقال بيده في الجفنة هكذا، فبسطها وفرَّقَ بين أصابعهِ، ثم وضعها في قعر الجفنة، وقال: ((خذ يا جابرُ، فصبَّ علىَّ وقل بسم الله))، فصببتُ عليه وقلتُ: بسمِ الله، فرأيتُ الماء يفورُ من بين أصابعهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ فارت الجفنةُ وزادت حتى امتلأت، فقال: ((يا جابرُ: ناد من كان له حاجةٌ بماءٍ))، فأتى الناسُ فاستقوا حتى رووا، فقلتُ: هل بقى أحدٌ له حاجةٌ؟ ورفع - صلى الله عليه وسلم - يده من الجفنة وهي ملأى وشكى الناسُ إليه - صلى الله عليه وسلم - الجوعَ، فقال: ((عسى الله أن يطعمكم))، فأتينا سيف البحرِ فزخر البحرُ زخرةً فألقى دابةً: أورينا على شقِّها النار فأطبخنا واشتوينا وأكلنا وشبعنا، فدخلتُ أنا وفلانٌ وفلانٌ حتى عدَّ خمسةً في حجاج عينها ما يرانا أحدٌ حتى خرجنا فأخذنا ضلعًا من أضلاعها فقوسناه، ثم دعونا بأعظم رجلٍ، وأعظمِ جملٍ وأعظم كفلٍ في الركب، فدخل تحته ما يطأطئ رأسه. لمسلم مطولاً (¬1). ¬
8526 - وللدارمي قصة الشجرتين وزاد: ثم ركبنا وعرضت امرأةٌ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - معها صبيٌ لها، فقالت: يا رسولَ الله إنَّ ابني هذا يأخذُه الشيطانُ كلَّ يومٍ ثلاثَ مرارٍ فتناول الصبي فجعله بينه وبين مقدم الرحلِ، ثم قالَ: ((أخسأ عدو الله أنا -[476]- رسولُ الله)) ثلاثًا، ثم دفعه إليها، فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك المكان فعرضت لنا المرأةُ معها صبيُها ومعها كبشان تسوقُهما، فقالت: يا رسول الله اقبل مني هديتي، فوالذي بعثك بالحقِّ ما عاد إليه بعد. قال: ((خذوا منها واحدًا وردّوا عليها الآخرَ)) (¬1). ¬
8527 - رجلٌ من الصحابة: لمَّا أمرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندقِ عرضت لهم صخرةٌ حالت بينهم وبين الحفرِ، فقام - صلى الله عليه وسلم - وأخذ المعول ووضعَ رداءه ناحيةَ الخندق [وقال] (¬1): َتَمَّتْ كلماتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فبرز ثلثُ الحجر وسلمانُ الفارسيُّ ينظرُ، فبرق مع ضربته - صلى الله عليه وسلم - برقةً، ثم ضرب الثانية [وقال] (¬2): تَمَّتْ كلماتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً (فندر) (¬3) الثلثُ الآخرُ فبرقت، فرآها سلمانُ، ثم ضربَ الثالثةَ وقالَ: {وَتَمَّتْ كلمات رَبِّكَ} الآية فبرز الثلثُ الباقي، وخرجَ - صلى الله عليه وسلم - وأخذَ رداءه وجلسَ، قال سلمانُ يا رسول الله: رأيتُك حين ضربتَ ما تضربُ ضربةً إلا كانت معها برقةُ، قال له يا سلمانُ: ((رأيت ذلك؟)) قال: أي والذي بعثك بالحقِ، قالَ: ((فإنِّي حينَ ضربتُ الضربة الأولى رُفعت لي مدائنُ كسرى وما حولها ومدائنُ كثيرةٌ حتى رأيتُها بعيني))، فقال من حضر من أصحابه: يا رسول الله، أدعُ الله أن يفتحها علينا ويغنمنا ذراريهم، ويخربَ بأيدينا بلادهم، فدعا - صلى الله عليه وسلم - بذلكَ، ((ثم ضربتُ الضربة الثانيةَ فرُفعت لي مدائنٌ قيصر وما حولها حتى رأيتُها بعيني)) فقالوا: يا رسول الله: فادعُ الله أن يفتحها علينا ويغنمنا ذراريهم ويخربَ بأيدينا بلادهم فدعا - صلى الله عليه وسلم - بذلك، ((ثم ضربتُ الضربة الثالثة فرفعت لي مدائنُ حبشةَ وما حولها من القرى حتى رأيتُها بعيني))، قال - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: ((دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا التركَ ما تركوكم)). للنسائي (¬4). ¬
8528 - ابنُ مسعودٍ: بينا نحنُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمنى إذ انفلق القمرُ فلقتين، فلقة وراء الجبل وفلقة دونه، فقال لنا - صلى الله عليه وسلم -: ((اشهدوا)) (¬1). ¬
8529 - أنسُ: أنَّ أهلَ مكةَ سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أن يريهُم آيةً، فأراهم انشقاق القمر. هما للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8530 - وله عن جُبير بنِ مطعمٍ: انشقَّ القمرُ على عهدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فصار فرقتين، فقالتْ قريشُ: سحر محمدٌ أعيننا، فقال بعضهم: لئن كان سحرنا ما يستطيع أن يسحر الناسَ كلهم. زاد رُزينُ: فكانوا يتلقون الرُكبان فيخبرونهم بأنَّهم قد رأوه فيكذبونهم (¬1). ¬
8531 - أسماءُ بنتُ عميس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى الظهرَ بالصَّهباءِ ثُم أرسل عليًا في حاجةٍ، فرجعَ وقد صلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - العصرَ فوضعَ رأسه في حجر عليٍّ فنام فلم يُحركه حتى غابت الشمسُ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ إنَّ عبدك عليًا احتبست بنفسيه على نبيه فردَّ عليه الشمسَ)). قالت أسماءُ: فطلعت عليه الشمسُ حتى وقفت على الجبالِ وعلى الأرض، فقام عليٌّ فتوضأ وصلَّى العصرَ ثُمَّ غابت، وذلك بالصهباءِ (¬1). ¬
8532 - وفي روايةٍ: قالت: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحيُّ يكادُ يُغشى عليه، فأُنزل عليه يومًا وهو في حجر عليٍّ، فقالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((صلَّيتَ العصرَ؟)) قال: لا، فدعا الله فردَّ عليه الشمسَ حتى صلَّى العصرَ، قالت: فرأيتُ الشمس طلعت بعد ما غابت حين ردت حتى صلى العصرَ. للكبير (¬1). ¬
8533 - عائشةُ: كان لآل رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وحشٌ، فإذا خرجَ - صلى الله عليه وسلم - لعب واشتدَّ وأقبل وأدبر، فإذا أحسَّ به - صلى الله عليه وسلم - ربض فلم يترمرم ما دام - صلى الله عليه وسلم - في البيتِ كراهية أن يُؤذيه. لأحمد والموصلي والبزار والأوسط (¬1). ¬
8534 - ابنُ عباس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أقام بمكة [ثلاث] (¬1) عشرة سنةً يُوحى إليه وتُوفيَّ وهو ابنُ ثلاثٍ وستين (¬2). ¬
8535 - وفي رواية: أقام بمكةَ خمس عشرة سنةً يسمعُ الصوت ويرى الضوءَ ولا يرى شيئًا سبع سنين، وثماني سنين يوُحى إليه، وأقامَ بالمدينة عشرًا وتُوفيَّ وهو ابنُ خمسٍ وستين سنةً (¬1). ¬
8536 - وفي أخرى أُنْزِلَ عليه - صلى الله عليه وسلم - وهو ابنُ أربعينَ فمكث ثلاث عشرةَ، ثمَّ أُمر بالهجرة فهاجرَ إلى المدينة فمكث بها عشر سنين (¬1). ¬
8537 - وفي أخرى: عن عمروِ بنِ دينارٍ: قلتُ لعروة: كم لبث - صلى الله عليه وسلم - بمكةَ؟ قال: عشرًا، قلتُ: فابنُ عباسٍ يقول: بضع عشرةَ فغفره، وقال: إنما أخذه من قولِ الشاعرِ. ثوى في قريشٍ بضع عشرة حجةً. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8538 - أنسُ: تُوفيَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو ابنُ ثلاثٍ وستين سنةً، وأبو بكرٍ وهو ابنُ ثلاثٍ وستينَ، وعمر وهو ابن ثلاثٍ وستينَ. لمسلم (¬1). ¬
8539 - وللترمذي عن جرير: خطب معاويةُ فقال: ماتَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو ابنُ ثلاثٍ وستينَ، وأبو بكرٍ وعمرُ، وأنا ابن ثلاث وستين (¬1). ¬
8540 - ابنُ عباس: قال: إن قريشًا تواصت بينها بالتمادي في الغيِ والكفر، فقال بعضهم: الذي نحن عليه أحقُ مما هو عليه هذا الصنبورُ المنبترُ فأنزل الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:1: 2] إلى آخرها، وأتاه بعد ذلك خمسةُ أولادٍ ذكورٍ؛ أربعةٍ من خديجةَ؛ عبدِ الله وهو أكبرُهم، والطاهرِ، وقيل: إنَّ الطاهرَ هو عبدُ الله، فهم ثلاثةٌ، والطيبِ، والقاسم، وإبراهيمُ من ماريةَ، وكانَ له - صلى الله عليه وسلم - أربعُ بناتٍ؛ منهنَّ زينبُ التي كانت تحت أبي العاص بن الربيع، ورقيةُ، وأمُّ كلثومٍ، كانتا تحت عتبة وعتيبةَ ابني أبي لهبٍ، فلما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد:1] أمرهما بفراقهما، وتزوجَ عثمانُ أولاً رقية، وهاجرت معه إلى أرض الحبشةِ، وولدت هناك عبد الله، وبه كان يكنَّى، ثم ماتت، وتزوج بعدها أم كلثوم. وفاطمةُ، وكانت تحت عليٍّ وولدت له حسنًا، وحسينًا، ومحسنًا، وزينب كانت تحت عبد الله بن جعفر، وأم كلثوم زوَّجها عليُّ من عمرَ. لرزين.
8541 - أنس: رفعه: ((أنَّ إبراهيم ماتَ في الثديِّ، وإنَّ له لظئران يكملان رضاعه في الجنةِ وإنه ابني)). لمسلم (¬1). ¬
8542 - إسماعيل بن أبي خالد: قلتُ لابن أبي أوفى: أرأيتَ إبراهيمَ ابن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قالَ: نعم، مات صغيرًا ولو قضي أن يكون بعد محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - نبيٌّ عاش ابنهُ، ولكن لا نبيَّ بعده. للبخاري (¬1). ¬
من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدا منهم رضي الله عنهم أجمعين
من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدًا منهم رضي الله عنهم أجمعين
8543 - عمران بن حُصين رفعه: ((خيرُ الناسِ قرني ثُمَّ الذين يلونهم ثُمَّ الذين يلونهم)) فلا أدري ذكر قرنين أو ثلاثةَ ((ثُمَّ إنَّ بعدهم قومًا -[480]- يشهدُون ولا يستشهدُون، ويخونون ولا يُؤتمنون، وينذرون ولا يُوفونَ، ويظهر فيهم السِّمنُ)). للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
8544 - جابر رفعه: ((لا تمسُّ النارُ مسلمًا رآني، أو رأى من رآني))،قالَ طلحةُ: فقد رأيتُ جابرًا، وقال موسى: رأيت طلحةَ، قال يحيى: وقال لي موسى وقد رأيتني ونحن نرجو الله. للترمذي (¬1). ¬
8545 - أبو سعيد: ((يأتي على الناسِ زمانٌ فيغزو فئام من الناسِ فيقولون هل فيكم من صاحب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟)) فيقولون: نعم، ((فيفتحُ لهم، ثُمَّ يأتي على النَّاسِ زمانٌ فيغزو فئامُ من الناسِ، فيقالُ لهم: هل فيكم من صاحبَ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟)) فيقولون: نعم، فيفتحُ لهم (¬1). ¬
8546 - وفي رواية بنحوه وزاد: ((ثم يكونُ بعث الرابعِ فيقالُ: انظروا هل ترون فيهم أحدًا رأى من رأى أحدًا رأى أصحابَ النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فيوجدُ فيفتح لهم)) (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
8547 - وعنه: كان بين خالدِ بن الوليدِ، وبين عبد الرحمن بن عوفٍ شيءٌ فسبَّه خالدُ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تسبُّوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحدٍ ذهبًا ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه)). للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8548 - عبدُ الله بن مغفل رفعه: ((الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا بعدي فمن أحبَّهم فبحُبي أحبَّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوُشكُ أن يأخذه)) (¬1). ¬
8549 - ابنُ عمر رفعه: ((إذا رأيتم الذين يسُبُّون أصحابي فقولوا لعنةُ الله على شرِّكم)). هما للترمذي (¬1). ¬
8550 - عروةُ: قالت لي عائشةُ: يا ابنَ أُختي أُمروا أن يستغفروا لأصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فسبُّوهم. لمسلم (¬1). ¬
8551 - جابر: قيل لعائشة: إن ناسًا يتناولون أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أبا بكرٍ وعمر، فقالت: وما تعجبُون من هذا؟ انقطعَ عنهم العملُ، فأحب الله أن لا يقطع عنه الأجر. لرزين (¬1). ¬
8552 - أبو موسى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلةً رفع رأسه إلى السماءِ فقال: ((النجومُ أمنةٌ السماءِ، فإذا ذهبت النجومُ أتى السماءَ ما تُوعد وإني أمنةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوُعدُون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي فإذا ذهبَ أصحابي أتى أمتي ما يُوعدُون)). لمسلم (¬1). ¬
8553 - بُريدة: رفعه: ((ما من أحدٍ من أصحابي يموتُ بأرضٍ إلا بُعثَ لهم نورًا، وقائدًا يومَ القيامةِ)). للترمذي (¬1). ¬
8554 - عمر: رفعه: ((سألتُ ربي عن اختلاف أصحابي من بعدي، فأوحى إليَّ يا محمدُ أنَّ أصحابك عندي بمنزلةِ النجوم من السماءِ بعضُها أقوى من بعضٍ، ولكلٍّ نورٌ، فمن أخذ بشيءٍ مما هم عليه من اختلافهم؛ فهو عندي على هدى))، وقال: ((أصحابي كالنجوم بأيهمُ اقتديتُم اهديتم)). لرزين.
8555 - سعيد بن زيد: سمعَ من يسبُّ عليًا بحضرةِ بعضِ الأمراءِ، فقال: ألا أرى أصحابَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُسبُّون عندكم، ثم لا تُنكروا ولا تُغيروا سمعتُه - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((وإني لغنيٌُّ أن أقول عنه ما لم يقل فيسألني عنه غدًا إذا لقيتُه، أبو بكرٍ في الجنة، وعمرُ في الجنةِ، وعثمان في الجنةِ، وعليُّ في الجنةِ، وطلحةُ في الجنةِ، وزبيرُ في الجنةِ، وسعدُ بن مالكٍ في الجنةِ، وعبد الرحمن بنُ عوفٍ في الجنةِ، وأبو عبيدةَ بنُ الجرَّاح في الجنةِ))، وسكتَ عن العاشرِ، قالوا: ومن هو العاشرُ؟ فقال: سعيدُ بنُ زيدٍ يعني نفسه، ثُمَّ قال: والله لمشهدُ رجلٍ منهم مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يغبرُ فيه وجهه خيرٌ من عملِ أحدكم ولو عمَّر عُمر نوحٍ (¬1). ¬
8556 - وفي رواية: فعدَّ هؤلاء التسعة وسكت عن العاشر، فقالَ القومُ: ننشدُك الله يا أبا الأعور، من العاشر؟ قال نشدتُموني بالله، أبو الأعورِ: في الجنةِ. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8557 - أبو موسى: أنَّه توضأ في بيته ثُمَّ خرج فقال: لألزمنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ولأكوننَّ معه يومي هذا، فجاءَ المسجدَ فسألَ عنه، فقالوا: خرجَ وجه ههنا، قال: فخرجتُ على إثره أسألُ عنه حتى دخل بئر أريسٍ، فجلستُ عند البابِ، وبابُها من جريدٍ، حتى قضى - صلى الله عليه وسلم - حاجته، وتوضَّأ فقمتُ إليه، فإذا هو قد جلس على بئر أريسٍ وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهُما في البئر، فسلَّمتُ عليه ثم انصرفتُ فجلستُ عند البابِ فقلتُ: لأكوننَّ بوابَ النبي - صلى -[483]- الله عليه وسلم - اليومَ، فجاءَ أبو بكرٍ فدفع الباب فقلتُ: من هذا؟ فقال أبو بكرٍ، فقلتُ: على رسلك، ثم ذهبتُ، فقلتُ: يا رسولَ الله هذا أبو بكرٍ يستأذنُ، فقال: ((ائذن له َوبَشِّرهُ بالجنةِ))، فأقبلتُ حتى قلتُ لأبي بكرٍ ادخلْ والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُبشِّرك بالجنةِ، فدخل فجلسَ عن يمينِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - معه في القفِّ ودلَّى رجليه في البئر كما صنع - صلى الله عليه وسلم - وكشف عن ساقيه، ثم رجعتُ فجلستُ وقد تركتُ أخي يتوضأ ويلحقني، فقلتُ إن يرد الله بفلانٍ يعني أخاه خيرًا يأت به، فإذا إنسانٌ يحركُ الباب فقلتُ من هذا؟ قال: عمرُ، فقلتُ: على رسلك، ثم جئتُ إليه - صلى الله عليه وسلم - فسلمتُ عليه، وقلتُ: هذا عمرُ يستأذنُ، فقال: ((ائذن له، وبشِّره بالجنةِ))، فجئتُ عمر فقلتُ: ادخلْ ويبشِّرك بالجنةِ، فدخل عمرُ فجلسَ معه في القُفِّ عن يساره ودلَّى رجليه في البئر، ثُمَّ رجعتُ فجلستُ، فقلتُ: إن يرد الله بفلان خيرًا يعني أخاه يأتِ به، فجاء إنسانٌ فحرَّكَ البابَ، فقلتُ من هذا؟ فقال: عثمان، فقلتُ: على رسلك، وجئتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُه، فقال: ((ائذن له وبشِّره بالجنة)) مع بلوى تصيبُه، فجئتُ فقلتُ: ادخلْ ويبشِّرك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالجنة مع بلوى تصيبُك، فدخل فوجد القُفَّ قد مُلئ فجلس وجاههم من الشقِّ الآخرِ. قال ابنُ المسيبِ: فأولتُ ذلك قبورهم اجتمعت ههنا وانفرد عثمان عنهم (¬1). ¬
8558 - وفي رواية: وقلتُ: لأكوننَّ اليوم بواب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ولم يأمرني (¬1). ¬
8559 - وفي أخرى: أنَّه - صلى الله عليه وسلم - دخل حائطًا وأمرني بحفظ بابِ الحائط بنحوه. -[484]- وفيه أن عثمان قال حين بشَّره اللهم صبرًا والله المستعان. وفيه أنَّ كلَّ واحدٍ منهم قال: حين بشَّره الحمدُ لله وأنَّه - صلى الله عليه وسلم - لما دخل عثمانُ غطى ركبتيه (¬1). ¬
8560 - وفي أخرى: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قاعدٌ في مكانٍ فيه ماءٌ متكئ يركزُ بعودٍ معه بين الماءِ والطينِ. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8561 - علىُّ: رفعه: ((طلحة والزبير جاراي في الجنةِ)) (¬1). ¬
8562 - أنس رفعه: ((إنَّ الجنةَ تشتاقُ إلى ثلاثةٍ: عليٌّ وعمار وسلمان)). هما للترمذي (¬1). ¬
8563 - أبو هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان على حراءَ هو وأبو بكرٍ، وعثمانُ، وعليُّ، وطلحةُ، والزبيرُ فتحركتِ الصَّخرةُ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اهدأ فما عليك إلا نبيٌّ أو صديقٌ أو شهيدٌ)) (¬1). ¬
8564 - وفي رواية: وسعد بن أبي وقاص. لمسلمٍ والترمذي (¬1). ¬
8565 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صعد أحدًا، وأبو بكرٍ، وعمرُ، وعثمانُ، فرَجَفَ بهم الجبلُ، فقال: ((اسكن أحدُ))، أراه ضربه برجلهِ، ((فإنما عليك نبيٌّ وصديقٌ وشهيدان)). للبخاري وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8566 - وعنه رفعه: ((أرحمُ أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدُّهم في أمرِ الله عمرُ، وأشدُّهم حياءً عثمانُ، وأقضاهم عليُّ، وأعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ، وأفرضهم زيدُ بنُ ثابتٍ، وأقرؤُهم أبيّ بنُ كعبٍ، ولكلِّ قومٍ أمينٌ، وأمينُ هذه الأُمة أبو عبيدة بنُ الجرَّاحِ، -[485]- ولا أقلتِ الغبراءُ أصدقَ لهجةً من أبي ذر أشبه عيسى عليه السلام في ورعه))، قال عمرُ: أفنعرفُ له ذلك يا رسولَ الله؟ قال: ((نعم))، فاعرفه. للترمذي (¬1). ¬
8567 - ابنُ عمرو بن العاص: رفعه: ((خذوا القرآنَ من أربعةٍ من عبد الله، وسالم، ومعاذ، وأبيّ بن كعبٍ)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8568 - معاذ: قيل له لما حضره الموت أوصنا، قال: اجلسوني، ففعلنا، فقال: إن العلمَ والإِيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما، يقولُ ذلك ثلاثَ مراتٍ، والتمسوا العلم عند أربعة رهطٍ: عند عُويمر أبي الدرداءِ وعند سلمان الفارسيِّ، وعند ابن مسعودٍ، وعند عبدِ الله بن سلامِ، الذي كان يهوديًا فأسلم فإني سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إنه عاشرُ عشرةٍ في الجنةِ)) (¬1). ¬
8569 - خيثمة بن أبي سبرة: أتيتُ المدينةَ فسألتُ الله أن ييسِّر لي جليسًا صالحًا، فيسر لي أبا هريرة فجلستُ إليه، فقلتُ له: إني سألتُ الله أن ييسَّر لي جليسًا صالحًا فوقعت لي، فقال لي: من أين أنتَ؟ فقلتُ: من أهلِ الكوفة جئتُ التمسُ الخير وأطلبُه، فقالَ: أليس فيكم سعدُ بن مالكٍ مجابُ الدعوةِ وابن مسعودٍ صاحب طهور النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ونعليهِ، وحذيفةُ صاحبُ سره - صلى الله عليه وسلم -، وعمَّارُ الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، وسلمانُ صاحبُ الكتابين؟ قال قتادة: والكتابان: الإِنجيلُ والقرآنُ (¬1). ¬
8570 - عليُّ رفعه: ((رحم الله أبا بكرٍ زوجتي ابنته، وحملني إلى دار الهجرةِ، وصحبني في الغارِ، وأعتقَ بلالاً من مالهِ، رحم الله عمرَ، يقولُ الحقَّ -[486]- وإن كان مرًا، تركه الحق ومالهُ من صديقٍ، رحم الله عثمان تستحي منه الملائكةُ، رحم الله عليًا، اللهمَّ أدر الحقَّ معه حيثُ دار)) (¬1). ¬
8571 - حذيفة: رفعه: ((إني لا أدري قدر بقائي فيكم فاقتدوا بالذين من بعدي))، وأشار إلى أبي بكرٍ وعمر، ((واهتدوا بهدي عمَّارٍ، وما حدَّثكم ابنُ مسعودٍ فصدِّقُوه)). هي للترمذي (¬1). ¬
8572 - أبو بكرة: رفعه: ((من رأى الليلة رؤيا؟)) فقال رجلٌ: أنا رأيتُ كأنَّ ميزانًا نزل من السماءِ فوزنت أنت وأبو بكرٍ، فرجحت أنت بأبي بكرٍ، ووزن عمرُ وأبو بكرٍ، فرجح أبو بكرٍ، ووزن عمرُ بعثمان فرجح عمرُ، ثُمَّ رفع الميزانُ، فرأينا الكراهية في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8573 - سمرةُ: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله رأيتُ كأنَّ دلوًا دُلي من السماءِ، فجاء أبو بكرٍ فأخذ بعراقيها فشرب شُربًا ضعيفًا، ثم جاءَ عمرُ فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلَّع، ثُمَّ جاءَ عثمانُ فأخذَ بعراقيها فشرب حتى تضلَّع، ثم جاء عليُّ فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها شيءٌ. لأبي داود (¬1). ¬
8574 - جابر: رفعه: ((رأيتُني أدخلتُ الجنة فإذا بالرُّميصاء امرأةُ أبي طلحة، وسمعتُ خشفةً، فقلتُ من هذا؟ فقال: هذا بلالٌ، ورأيت قصرًا بفنائه جاريةٌ فقلتُ: لمن هذا؟)) فقالوا: لعمرَ، فأردتُ أن أدخله فأنظرَ إليه، فذكرتُ غيرتك فوليتُ مُدبرًا، فبكى عمرُ وقال: أعليك أغارُ يا رسولَ الله. للشيخين (¬1). ¬
8575 - أسامة: كنتُ جالسًا إذ جاءَ عليُّ والعباسُ فقال: يا أسامةُ استأذن لنا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، -[487]- فقلتُ: يا رسول الله عليُّ والعباسُ يستأذنان، قال: ((أتدري ما جاءَ بهما؟)) قلتُ: لا قال: لكني أدري، فأذن لهما فدخلا، فقالا: يا رسولَ الله. إنا جئناك نسألُك أيُّ أهلك أحبُّ إليك قال: ((فاطمةُ بنتُ محمدٍ))، قالا ما جئناك نسألك عن أهلكَ، قال: ((أحبُّ أهلي إلى من أنعم الله عليه وأنعمتُ عليه، أسامةُ بن زيدٍ))، قال ثم من؟ قال: ((ثم عليُّ)) فقال العباس: جعلت عمك آخرهم؟ قال: إن عليًا سبقك بالهجرةِ (¬1). ¬
8576 - بريدة: رفعه: ((إنَّ الله تعالى أمرني بحبِّ أربعةٍ، وأخبرني أنَّه يحبهم))، قيل: يا رسول الله سمِّهم، قال: ((عليُّ منهم، يقولُ ذلك ثلاثًا، وأبو ذرٍ والمقدادُ وسلمانُ أمرني بحبهم وأخبرني أنه يُحبُّهم)). هما للترمذي (¬1). ¬
8577 - ابنُ عمر: كُنا زمن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لا نعدلُ بأبي بكرٍ أحدًا ثم عمرَ، ثم عثمانَ، ثم نترك أصحابَ رسول - صلى الله عليه وسلم - لا نفاضل بينهم. للبخاري وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8578 - أبو هريرة رفعه: ((نعم الرجلُ أبو بكرٍ، نعم الرجلُ عمرُ، نعم الرجلُ أبو عبيدة بنُ الجراحِ، نعم الرجلُ أُسيد بن حضيرٍ، نعم الرجلُ ثابت بنُ قيس بن شماسٍ، نعم الرجلُ معاذُ بنُ جبلٍ، نعم الرجلُ عمرو بنُ الجموحِ)) (¬1). ¬
8579 - عليُّ: ((إنَّ كلَّ نبيٍّ أُعطي سبعةُ نُجباء أو قال: رُقباءَ، وأعطيتُ أنا أربعة عشر)) قلنا من هم؟ قال: ((أنا، وابناي، وجعفرُ، وحمزةُ، وأبو بكر، وعمرُ، ومصعبُ بن عمير، وبلالُ، وسلمانُ، وعمَّارُ والمقدادُ، وحذيفةُ، وعبد الله بن مسعودٍ)). هما للترمذي (¬1). ¬
8580 - عمَّار: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وما معه إلا خمسةُ أعبدُ وامرأتان وأبو بكر. للبخاري (¬1). ¬
8581 - عائذ بنُ عمرو: أنَّ أبا سفيانَ أتى على سلمان، وصهيبٍ، وبلالٍ في نفرٍ بالمدينةِ، فقالوا: ما أخذت سيوفُ الله من عُنُق عدوِّ الله مأخذها، فقال أبو بكر: تقولون هذا لشيخ قريشٍ وسيدهم، فأتى أبو بكر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال: ((يا أبا بكر أغضبتهم، لئن كنتَ أغضبتهم لقد أغضبتَ ربَّك))، فأتاهم أبو بكر فقال: يا أخوتاه أغضبتُكم؟ قالوا لا، ثُمَّ قالوا: يغفرُ الله لك يا أخي. لمسلم (¬1). ¬
8582 - أبو موسى: كُنَّا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانةِ ومعه بلالٌ، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أعرابيُّ، فقال: ألا تُنجزُ لي يا محمدُ ما وعدتني؟ فقال له: ((أبشر))، فقال: قد أكثرتَ علىَّ من أبشر، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليّ وعلى بلالٍ كهيئةِ الغضبانِ، فقال: إنَّ هذا ردُّ البشرى، فاقبلا أنتما، فقلنا قبلنا، ثم دعا بقدحٍ فيه ماءٌ فغسلَ يديه، ووجه فيه، ومجَّ فيه، ثم قال: اشربا، وأفرغا على وجوهكما، ونحوركما، وأبشرا، فأخذنا القدح ففعلنا، فنادت أمُّ سلمة من وراءِ السِّتر أفضلا لأمكُما من إنائكما، فأفضلنا لها منه طائفةً. للشيخين (¬1). ¬
8583 - أنسُ: أنَّ رجلين من أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خرجا من عنده في ليلةٍ مظلمةٍ ومعهما مثلُ المصباحين بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كلِّ واحدٍ منهما واحدٌ حتى أتى أهله (¬1). ¬
8584 - وفي رواية: كان أُسيدُ بنُ حُضيرٍ وعبَّادُ بنُ بشرٍ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فخرجا في ليلةٍ مظلمةٍ بنحوه. للبخاري (¬1). ¬
8585 - ابنُ عمر: جاءه رجلٌ يسألُه عن عثمانَ فذكر محاسنَ عمله، فقال: لعلَّ ذلك يسوؤك، قال: نعم، قال: فأرغمَ الله أنفك، ثم سأله عن -[489]- عليٍّ، فذكر محاسن عمله، قال: ذاك بيتُه أوسطُ بيوتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: لعلَّ ذلك يسوؤك، قال: أجل، قال: فأرغم الله أنفك، انطلق فاجهد على جهدك. للبخاري (¬1). ¬
8586 - عمرو بن العاص: رفعه: ((هممتُ أن أبعث معاذ بن جبلٍ، وسالمًا مولى أبي حذيفة، وأُبيَّ بن كعبٍ، وابن مسعودٍ إلى الأمم كما بعثَ عيسى الحواريين))، فقال رجلٌ: ألا تبعثُ أبا بكر وعمر فإنهما أبلغ؟ فقال: ((لا غنى لي عنهما إنما منزلتُهما من الدين منزلةَ السمعِ والبصرِ)). للكبير براوٍ لم يسمِ (¬1). ¬
8587 - ابنُ عمر: لم يجلس أبو بكر في مجلسِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - على المنبر حتى لقي الله، ولم يجلس عمرُ في مجلس أبي بكرٍ حتى لقي الله، ولم يجلسْ عثمانُ في مجلسِ عمرَ حتى لقي الله. للأوسط (¬1). ¬
8588 - أبو هريرة: رفعه: ((بينما راعٍ في غنمه عدا الذئبُ فأخذ منها شاةً فطلبها حتى استنفذها منه، فالتفتَ إليه الذئبُ، فقال: من لها يوم السَّبُعِ يومَ ليس لها راعٍ غيري، فقال الناسُ: سبحانَ الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فإني أؤمنُ بهذا وأبو بكر وعمرُ)) (¬1). ¬
8589 - وفي رواية: بينما رجلٌ يسوقُ بقرةً قد حمل عليها، التفتت إليه، فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكني خُلِقْتُ للحرث، فقال الناس: سبحانَ الله تعجبًا وفزعًا أبقرة تتكلمُ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فإني أومن بهذا وأبو بكر وعمر)) (¬1). ¬
8590 - وفي أخرى: بينما رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا بنحوه. وفيه: ((فإني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمرُ وما هما ثمَّ)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8591 - أبو سعيدٍ رفعه: ((إنَّ أهلَ الدرجات العُلى ليراهُم من تحتهم كما ترون النَّجم الطالعَ في أُفق السماءِ، وإنَّ أبا بكرٍ وعمر منهم وأنعما)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8592 - عليُّ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكرٍ وعمر: ((هذان سيِّدًا كُهول أهلِ الجنةِ من الأولينَ والآخرينَ، إلا النبيينَ والمرسلينَ، يا عليُّ لا تخبرهما)) (¬1). ¬
8593 - ابنُ عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات يومٍ فدخلَ المسجدَ وأبو بكر وعمرُ، أحدُهما عن يمينه والآخر عن شماله، وهو آخذٌ بأيديهما، وقال: ((هكذا نُبعثُ يوم القيامةِ)) (¬1). ¬
8594 - أنسُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يخرجُ على أصحابهِ من المهاجرينَ والأنصار ولا يرفعُ طرفه أولاً إلا إلى أبي بكرٍ وعمرَ، كانا ينظران إليه وينظر إليهما، ويتبسمانِ إليه ويتبسمُ إليهما خاصةً، وإلى سائر أصحابهِ عامةً (¬1). ¬
8595 - أبو سعيد رفعه: ((ما من نبيٍّ إلا وله وزيران من أهلِ السماءِ، ووزيران من أهل الأرضِ، فأما وزيراي من أهل السماءِ فجبريلُ وميكائيلُ، وأمَّا وزيراي من أهلِ الأرضِ فأبو بكرٍ وعمرُ)) (¬1). ¬
8596 - ابنُ عمر رفعه: ((أنا أولُ من تنشقُ عنه الأرضُ يوم القيامةِ، ثم أبو بكر، ثم عمرُ، فنأتي البقيعَ فيُحشرون معي، ثم ننتظرُ أهل مكةَ حتى نحشر بين الحرمينِ)). هي للترمذي (¬1). ¬
8597 - محمدُ بنُ الحنفية: قلتُ لأبي: أيُّ الناسِ خيرٌ بعد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أبو بكر، قلتُ: ثم منْ؟ قال: عمر وخشيتُ أن أقولَ ثم من؟ فيقول عثمانُ، قلتُ: ثم أنتَ؟ قال: ما أنا إلا رجلٌ من المسلمين. للبخاري، وأبي داود (¬1). ¬
8598 - عائشةُ: بينا رأسُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في حجري في ليلة ضاحيةٍ إذ قلت: يا رسولَ الله يكونُ لأحدِ من الحسناتِ عددُ نجوم السماءِ؟ قال: نعم، عمرُ، قلت: فأين حسناتُ أبي؟ قال: إنما جميعُ حسناتِ عمر كحسنةٍ واحدةٍ من حسناتٍ أبي بكرٍ. لرزين (¬1). ¬
8599 - أنس: رفعه: ((السُّبَّاقُ أربعةٌ: أنا سابقُ العربِ، وصهيبُ سابقُ الروم، وسلمان سابقُ الفرسِ، وبلالُ سابقُ الحبشةِ)). للكبير (¬1). ¬
8600 - ابنُ مسعود: كان أولُ من أظهر إسلامه سبعةٌ: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكرٍ، وعمارُ، وأمه سميةُ، وصهيبُ، وبلالُ، والمقدادُ، فأمَّا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعه الله بعمِّه أبي طالبٍ، وأمَّا أبو بكرٍ فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد، وصهروهم في الشمسِ، فما منهم من أحدٍ إلا وقد، واتاهم على ما أرادوا إلا بلالاً فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومِه فأخذوه فأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعابِ مكةَ ويقول: أحد أحد. للقزويني (¬1). ¬
مناقب أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -
مناقب أبي بكر الصّديق - رضي الله عنه -
8601 - عروةُ: أبو بكر اسمهُ عبد الله بنُ عثمانَ بنُ عامرٍ بنُ عمروٍ بنُ كعبٍ بنُ سعدٍ بنُ تيمٍ بنُ مُرة، وأمُّهُ أمُ الخير سلمى بنتُ صخرٍ بنُ عامرٍ ابنُ عمرو بنُ كعبٍ. للكبير مطولاً (¬1). ¬
8602 - عائشةُ: دخلَ أبو بكرٍ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: ((أبشر، فأنتَ عتيقُ الله من النَّارِ))، فمن يومئذٍ سُمِّي عتيقًا (¬1). ¬
8603 - أبو هريرة رفعهُ: ((ما لأحدٍ عندنا يدًا إلا وقد كافأناه، ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يدًا ليكافأه الله بها يوم القيامةِ، وما نفعني مالُ أحدٍ قط، ما نفعني مالُ أبي بكر، ولو كنتُ متخذًا خليلاً من النَّاسِ لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلاً، وإنَّ صاحبَكم خليلُ الله))، هما للترمذي. زاد رزين: ((وما عرضتُ الإِسلام على أحدٍ إلا كانت له كبوةٌ، إلا أبو بكرٍ، فإنه لم يتلعثمْ في قولهِ)) (¬1). ¬
8604 - وعنه رفعهُ: ((أتاني جبريلُ، فأخذ بيدي فأراني بابَ الجَّنةِ التي تدخلُ منهُ أمَّتي))، فقال أبو بكرٍ: يا رسول الله وددتُ أني كنتُ معكَ حتى أنظرَ إليهِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إنَّك يا أبا بكرٍ أولُ من يدخلُ الجَّنة من أمَّتي)). لأبي داود (¬1). ¬
8605 - وعنهُ: رفعه: ((من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي من أبوابِ الجنَّة يا عبد الله هذا خيرٌ، فمن كان من أهلِ الصَّلاة دُعى من باب الصَّلاةِ، ومن كان من أهلِ الجهاد دُعى من بابِ الجهادِ، ومن كان من أهلِ الصَّدقةِ دُعى من باب الصَّدقةِ، ومن كان من أهلِ الصِّيام دُعى من باب الرَّيان))، فقال أبو بكرٍ: يا رسولَ الله ما على أحدٍ -[493]- يُدعى من تلك الأبوابِ من ضرورةٍ، فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبوابِ كلِّها؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((نعم، وأرجو أن تكونَ منهمْ يا أبا بكرٍ)). للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
8606 - وعنه رفعه: ((من أصبح اليوم منكم صائمًا؟)) قال أبو بكرٍ: أنا، قال: ((فمن تبعَ اليومَ منكم جنازةً؟)) قال أبو بكرٍ: أنا، قال: ((فمن أطعم اليومَ منكم مسكينًا؟)) قال أبو بكرٍ: أنا، قال: ((فمن عادَ اليوم منكم مريضًا؟)) قال أبو بكرٍ: أنا، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما اجتمعن في رجلٍ إلا دخلَ الجنةَ)). لمسلم (¬1). ¬
8607 - أبو سعيد: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جلسَ على المنبرِ فقال: ((إنَّ عبدًا خيرَّه الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا، وبين ما عنده، فاختار ما عنده))، فقال أبو بكرٍ: فديناك يا رسولَ الله بآبائنا وأمهاتنا، فعجبنا، فقالَ الناسُ: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن عبدٍ خيرَّه الله بين أن يؤتيه زهرةَ الدنيا وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فكان - صلى الله عليه وسلم - هو المخيرُ، وكان وأبو بكرٍ هو أعلمُنا به، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من أمنِّ الناسِ عليَّ في صحبته ومالهِ أبا بكرٍ، ولو كنتُ متخذًا خليلاً لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإِسلام، لا يبقينّ خوخةٌ إلا خوخة أبي بكرٍ)). للشيخين والترمذي بلفظه (¬1). ¬
8608 - عمر: أمَرَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدَّقَ ووافقَ ذلك مني مالاً، فقلتُ: اليوم أسبقُ أبا بكرٍ إن سبقتُه فجئتُ بنصف مالي، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أبقيت لأهلك؟)) قلتُ: مثله، وأتى أبو بكر بكلِّ ما عنده، فقال: ((يا أبا بكرٍ: ما أبقيتَ لأهلك؟)) قال: أبقيتُ لهم الله ورسوله، قلتُ: ((لا أسبقهُ إلى شيء أبدًا)). لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
8609 - أبو الدرداء: كنتُ جالسًا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبلَ أبو بكرٍ آخذًا بطرفِ ثوبهِ حتى أبدى عن ركبتيه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما صاحبُكم فقد غامر فسلم))، فقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيءٌ فأسرعتُ إليه ثم ندمتُ، فسألتُه أن يغفر لي، فأبى عليّ، فأقبلتُ عليك، فقال: ((يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثًا))، ثم إن عمر ندم وأتى منزل أبي بكرٍ، فقال أثمَّ أبو بكر؟ قالوا: لا، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فجعل وجه النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يتمعرُ حتى أشَفق أبو بكر فجثى على ركبتيهِ وقال: والله يا رسولَ الله أنا كنتُ أظلمُ مرتين، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله بعثني إليكم فقلتُم كذبت وقال أبو بكر صدقَ، وواساني بنفسهِ ومالهِ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟)) مرتين فما أوذي بعدها. للبخاري (¬1). ¬
8610 - عائشة رفعته: ((لا ينبغي لقومٍ فيهم أبو بكرٍ أن يؤمهم غيرهُ)). للترمذي (¬1). ¬
8611 - عبدُ الله بن زمعة: لما اسْتُعزَّ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأنا عنده في نفرٍ من الناسِ، دعاه بلالُ إلى الصلاةِ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مروا أبا بكرٍ يُصلِّي بالناسِ))، فخرجتُ فإذا عمرُ في الناسِ، وكان أبو بكر غائبًا، فقلتُ يا عمرُ: قمْ، فصلِّ بالناسِ، فتقدَّم وكبَّر، فلما سمع - صلى الله عليه وسلم - صوته وكان عمر رجلاً مُجهرًا قال: ((فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون))، فبعث إلى أبي بكر فجاءَ بعد أن صلَّى عمرُ تلك الصلاة فصلَّى بالناسِ (¬1). ¬
8612 - وفي رواية: لما سمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - صوتَ عمرَ خرجَ حتى أطلعَ رأسَه من حجرتهِ ثم قالَ: ((لا، لا، لا، ليُصلِّ بالناس ابن أبي قحافةَ))، يقول ذلك مغضبًا. لأبي داود (¬1). ¬
8613 - ابنُ مسعود: لما قُبض النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قالت الأنصارُ: منا أميرٌ ومنكم أميرٌ، فأتاهم عمرُ فقال: ألستم تعلمون أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمر أبا بكر أن يصليَّ بالناسِ؟ فأيكم تطيبُ نفسهُ أن يتقدمَ أبا بكرٍ؟ قالوا: نعوذُ بالله أن نتقدم أبا بكر. للنسائي (¬1). ¬
8614 - عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه: ((مروا أبا بكر يُصلي بالناس))، قلتُ: إنَّ أبا بكرٍ إذا قامَ في مقامك لم يسمع الناسُ من البكاء، فَمُرْ عمر فليصلِّ بالناسِ، فقلت لحفصة: قولي له: إنَّ أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصلِّ بالناس. ففعلتْ حفصةُ، فقال: ((إنكن لأنتنَّ صواحبُ يوسفَ، مروا أبا بكرٍ فليصلْ بالناسِ))، فقالت حفصةُ لعائشةَ: ما كنتُ لأصيب منك خيرًا (¬1). ¬
8615 - وفي رواية: قالت: لقد راجعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، وما حملني على كثرة مراجعتي إلا أنَّه لم يقع في قلبي أن يحبَّ الناسُ بعده رجلاً قام مقامه أبدًا، وإني كنتُ أرى لن يقوم مقامه أحدٌ إلا تشاءم الناسُ به، فأردتُ أن يعدلَ ذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن أبي بكرٍ. للستة إلا أبا داود (¬1). ¬
8616 - ابنُ عباس: أسلمت أمُّ أبي بكرٍ، وأمُّ عثمان، وأمُّ طلحةَ، وأمُّ الزبير، وأمُّ عبدِ الرحمنِ بن عوفٍ، وأمُّ عمارِ بن ياسرَ، وإنما سمي عتيقُ بن عثمان لحسن وجهه. للكبير بضعف (¬1). ¬
8617 - أبو هريرة رفعه: ((عُرجَ بي إلى السماءِ فما مررتُ بسماءٍ إلا وجدتُ فيها اسمي محمدٌ رسولُ الله، وأبو بكر الصديقُ من خلفي)). للموصلي الأوسط بضعف (¬1). ¬
8618 - موسى بن عقبة: لا نعلمُ أربعةً أدركوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأبناؤهم إلا هؤلاء الأربعة: أبو قحافة وأبو بكرٍ، وعبدُ الرحمن، وأبو عتيق بنُ عبدِ الرحمنِ واسمه محمدٌ. للكبير بخفى (¬1). ¬
8619 - عائشة: تُوفيَّ أبو بكرٍ ليلةَ الثلاثاءِ ودُفن ليلاً. للكبير (¬1). ¬
8620 - الهيثم بن عمران: سمعتُ جدي يقولُ: تُوفي أبو بكرٍ وفيه طرف من السلِّ، وولي سنتين ونصفًا. للكبير (¬1). ¬
مناقب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
مناقب عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -
8621 - ابن إسحاق: هو عمرُ بنُ الخطابِ بن نفيلِ بن عبد العزي بن رباح بن عبدِ الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأمُّه حنتمة بنتُ هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمروِ بن مخزوم. للكبير (¬1). ¬
8622 - جابر: قال عمر لأبي بكرٍ: يا خير الناسِ بعد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أما إنَّك إن قلتَ ذلك، فلقد سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما طلعتِ الشمس على رجلٍ خير من عمرَ)) (¬1). ¬
8623 - ابن عمر رفعه: ((اللهمَّ أعزَّ الإِسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك، بأبي جهلِ بن هشامٍ أو بعمرَ بن الخطاب)) قال: وكان أحبَّهما إليه عمرُ. هما للترمذي (¬1). ¬
8624 - وعنه: لما أسلم عمرُ اجتمعَ الناسُ عند دارهِ، فقالوا: صبأ عمرُ، وأنا غلامٌ فوقَ ظهر بيتي، فجاءَ رجلٌ عليه قباءُ ديباجٍ، فقال: صبأ عمرُ، فما ذاك فأنا له جارٌ، فرأيتُ الناسَ تصدعوا عنه، فقلت: من هذا؟ قالوا: العاصُ بنُ وائلَ. للبخاري (¬1). ¬
8625 - وعنه رفعه: ((إن الله تعالى جعلَ الحقَّ على لسانِ عمرَ وقلبه)). وقال ابنُ عمرَ: ما نزل بالناسِ أمرٌ قط فقالوا فيه وقال فيه عمرُ، إلا نزلَ فيه القرآنُ على نحو ما قالَ فيه عمرُ. للترمذي (¬1). ¬
8626 - عقبة بن عامر رفعه: ((لقد كان فيمن كان قبلكم ناسٌ محدَّثُونَ من غير أن يكونوا أنبياءَ، فإن يكن في أُمَّتي أحدٌ فإنه عمرُ)). للشيخين (¬1). ¬
8627 - ابن مسعود: مازلنا أعزةً منذ أسلم عمرُ. للبخاري (¬1). ¬
8628 - أبو سعيد: رفعه: ((بينا أنا نائمٌ رأيتُ الناسَ يُعرضُون وعليهم قمصٌ فمنها ما يبلغ الثديَّ، ومنها ما يبلغُ دونَ ذلك، وعُرض عليَّ عمرُ عليه قميصٌ يجرُّه)). قالوا: فما أولتَّه يا رسولَ الله؟ قال: ((الدينُ)). للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
8629 - ابن عمر رفعه: ((بينا أنا نائمٌ أُتيتُ بقدح لبنٍ، فشربتُ منه، حتى إني لأرى الريَّ يخرجُ من أظافيري، ثم أعطيتُ فضلي عمرَ)). قالوا: ما أولتَّ ذلك يا رسولَ الله؟ قال: العلمَ (¬1). ¬
8630 - أبو هريرة رفعه: ((بينا أنا نائمٌ رأيتُني على قليبٍ عليه دلوٌ، فنزعتُ منه ما شاءَ الله، ثم أخذها ابنُ أبي -[498]- قحافة فنزعَ بها ذَنُوبًا أو ذنوبين وفي نزعه ضعفٌ والله يغفرُ له، ثم استحالت غربًا فأخذها ابنُ الخطاب، فلم أر عبقريًا من الناس ينزعُ نزعَ عمرَ حتى ضرَبَ الناسُ بعطنٍ)). هما للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8631 - عمر: استأذنتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في العُمَرَةِ فأذن لي، قال: لا تنسانا يا أخي من دعائك، أو قالَ: أشركنا يا أخي في دعائك، فقال: كلمة ما يسرُّني أن لي بها الدنيا. للترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
8632 - بريدة: خرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه فلمَّا انصرف جاءت جارية سوداءُ فقالت: إني كنتُ نذرتُ إن ردَّك الله سالمًا أن أضربَ بين يديكَ بالدفِّ وأتغنى. فقال لها: ((إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا)) فقالت: نذرت وجعلتْ تضربُ. زاد رزين: وتقول: طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داعٍ ثم اتفقا، فدخلَ أبو بكر وهي تضربُ، ثم دخلَ عليٌ وهي تضربُ، ثم دخلَ عثمان وهي تضربُ، ثم دخل عمرُ فألقت الدفَّ تحت استها وقعدت عليها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الشيطان ليخافُ منك يا عمر، إني كنتُ جالسًا وهي تضربُ، فدخل أبو بكرٍ وهي تضربُ، ثم دخل عليٌ وهي تضربُ، ثم دخلَ عثمانُ وهي تضرب، فلمَّا دخلتَ أنتَ يا عمرُ، ألقتْ الدفَّ وجلستْ عليه)) (¬1). ¬
8633 - عائشة: ذكرت قصة لعب الحبشة وفيه: فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأنظرُ إلى شياطين الجنِّ والإنسِ يفرون من عمرَ)). هما للترمذي (¬1). ¬
8634 - سعد: استأذن عمرُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وعنده نسوةٌ من قريشٍ يكلمنه عاليةً أصواتِهنَّ على صوتهِ، فلما استأذن عمرُ عليه قمن يبتدرنَ الحجابَ، فأذن له فدخل وهو - صلى الله عليه وسلم - يضحك، فقال عمرُ: أضحكَ الله سنَّك، بأبي أنت وأمي ما أضحكك؟ قال: ((عجبتُ من هؤلاء اللاتي كنَّ عندي، فلمَّا سمعن صوتك ابتدرن الحجاب)) قال عمرُ: فأنت يا رسول الله لأحقُ أن يهبن، ثمَّ قال عمرُ: أي عدوات أنفسهنَّ أتهبنني ولا تهبن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلن: نعم، أنت أفظُّ وأغلظُ مِنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إيهٍ يا ابنَ الخطابِ، والذي نفسي بيدهِ ما لقيك الشيطانُ سالكًا فجًا إلا سلك فجًا غير فجِّكَ)) (¬1). ¬
8635 - أنس وابن عمر: إن عمرَ قال: وافقت ربي في ثلاثٍ، قلتُ: يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} [البقرة: 125] وقلتُ: يا رسولَ الله! يدخلُ على نسائك البرُّ والفاجرُ، فلو أمرتهن يحتجبن، فنزلت آيةُ الحجاب، واجتمع نساءُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في غيرةٍ، فقلتُ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] فنزلت كذلك (¬1). ¬
8636 - وفي روايةٍ: حتى أتيت إحدى نسائه فقالت يا عمرُ: أما في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ما يعظُ نساءه حتى تعظهُنَّ أنت؟ فأنزل الله {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} الآية (¬1). ¬
8637 - وفي أخرى: وافقتُ ربي في ثلاثٍ: في مقامِ إبراهيم، وفي الحجابِ، وفي أسارى بدرٍ. هما للشيخين (¬1). ¬
8638 - يحيى بن سعيد: أن عمرَ كان يحملُ في العام الواحدِ على أربعين ألف بعيرٍ، يحملُ الرجلَ إلى الشام على بعيرٍ، والرجلين إلى العراقِ على -[500]- بعيرٍ، فجاءهُ رجلٌ من أهلِ العراقِ فقال: احملني وسحيمًا، فقالَ له عمرُ: نشدتك الله أسحيمُ زقٍ؟ قال: نعم. لمالك (¬1). ¬
8639 - المسور: لما طعنَ عمرُ جعلَ يألم، فقالَ له ابن عباسٍ: وكأنَّه يجزعه: يا أمير المؤمنين! ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأحسنتَ صحبتهُ، ثم فارقك وهو عنك راضٍ، ثم صحبت أبا بكرٍ فأحسنت صحبتهُ، ثم فارقك وهو عنك راضٍ، ثم صحبت المسلمين فأحسنت صحبتهُم، ولئن فارقتهم لتفارقنَّهم وهم عنك راضون، قال: أما ما ذكرتَ من صحبةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ورضاه فإنَّما ذلك من منَّ الله به عليَّ وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكرٍ ورضاه، فإنَّما ذلك مما منَّ الله به عليَّ، وأما ما ذكرتَ من جزعي فهو من أجلك ومن أجل أصحابكَ، والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبًا لافتديتُ به من عذاب الله قبل أن أراه. للبخاري (¬1). ¬
8640 - ابن عباس: إني لواقفٌ في قومٍ يدعون لعمر وقد وضع على سريرهِ فتكَّنفه الناسُ يدعون ويصلون قبل أن يرفع، فلم يرعني إلا رجلٌ أخذَ بمنكبي فإذا عليٌّ فترحَّم على عمرَ وقال: ما خلفتُ أحدًا أحبُّ إليَّ أن ألقى الله بمثلِ عمله منكَ، وايم الله إن كنتُ لأظنُّ أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كنتُ كثيرًا أسمعُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((ذهبتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ، ودخلتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ، وخرجتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ))، فإن كنتُ لأرجو ولأظنُّ أن يجعلكَ الله معهما. للشيخين (¬1). ¬
8641 - ابن شهاب: قال عمرُ بن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمانَ: من أولُ من كتب أميرَ المؤمنينَ؟ فقال: أخبرتني الشفاءُ بنتُ عبد الله وكانت من المهاجرات الأولِ. أنَّ لبيد بن ربيعةَ وعديَّ بن حاتمٍ قدما المدينة، فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاصِ، فقالا له: استأذن لنا على أميرِ المؤمنين، فقال: أنتما والله أصبتما اسمه فهو -[501]- الأميرُ ونحن المؤمنون، فدخل على عمرَ، فقال: السلامُ عليك يا أميرَ المؤمنين، فقال: ما هذا؟ فقالَ: أنت الأميرُ ونحن المؤمنون، فجرى الكتابُ من يومئذٍ (¬1). ¬
8642 - ابن مسعود: ركب عمرُ فرسًا فركضه فانكشفت فخذه فرأى أهل نجران على فخذه شامةًََ سوداء، قالوا: هذا الذي نجدُ في كتابنا أنه يخرجُنا من أرضنا. هما للكبير (¬1). ¬
8643 - عمر: كنت أشد الناسِ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فبينا أنا في بعض طرق مكة إذ رآني رجلٌ من قريشٍ، فقال: أين تذهبُ يا ابن الخطابِ؟ قلتُ: أريدُ هذا الرجل، قال: تقولُ هذا وقد ذهبت إليه أختك، فرجعتُ مغضبًا، حتى قرعت عليها البابَ، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أسلم بعض من لا شيء له ضمَّ الرجل والرجلين إلى الرجلِ ينفقُ عليه، وكان ضمَّ الرجلين إلى زوج أختي، فقرعتُ البابَ، فقيل من هذا؟ قلتُ: عمرُ، وقد كانوا يقرءون كتابًا في أيديهم، فلمَّا سمعُوا صوتي قاموا، حتى اختبئوا في مكانٍ وتركوا الكتاب، فلمَّا فتحت لي أختي، قلت: يا عدوة نفسها صبوت، فأضرب رأسها، فبكت وقالت: يا ابن الخطاب اصنع ما كنت صانعًا، فقد أسلمتُ، فذهبتُ فجلست على السرير إذا الصحيفة، فقلتُ: ما هذه الصحيفةُ. فقالتْ: دعنا عنك فإنِّك لا تغتسلُ من الجنابة ولا تتطهر، وهذا لا يمسُّه إلا المطهرون، فما زلتُ بها حتى أعطتنيها، فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، فلمَّا قرأتُ، الرحمن الرحيم تذكرت من أين اشتقَّ، ثم رجعتُ إلى نفسي فقرأت {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} حتى بلغ {آمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيه} [الحديد: 1 - 7]. قلتُ: أشهدُ أنْ لا إله إلا الله وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، فخرجَ القومُ مبادرين فكبَّروا واستبشروا، ثم قالوا: أبشر يا ابن الخطابِ فإنَّ النبيَِّ - صلى الله عليه وسلم - دعا يومَ الإثنينِ: اللهمَّ أعزَّ الدين بأحبِّ الرجلينِ إليك عمرِ بن الخطابِ وأبي جهلِ بن هشامِ، وإنا نرجو أن تكونَ دعوةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لكَ، فقلتُ: دلوني على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أين هو؟ فلمَّا عرفُوا -[502]- الصدقَ دلوني عليه، فجئتُ حتى قرعتُ البابَ، فقال: من هذا؟ قلتُ: عمرُ، وقد علموا شدَّتي عليه، ولم يعلموا بإسلامي، فما اجترأ أحدٌ منهم أن يفتح لي، حتى قالَ لهم: ((افتحوا له، فإن يرد الله به خيرًا يهده))، ففتحَ لي، فأخذ رجلانِ بعضديَّ حتى دنوتُ منه - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ لهم: ((أرسلوه)) فجلستُ بين يديه، فأخذ بمجامع قميصي، ثم قال: ((أسلِّم يا ابن الخطابِ اللهمَّ اهده))، فقلتُ: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنك رسولُ الله، فكبرَّ المسلمونَ تكبيرةً سمُعت في طريقِ مكةَ وقد كانوا سبعينَ قبل ذلك، وكان الرجلُ إذا أسلم فعلم به الناسُ يضربونه ويضربُهم، فجئتُ إلى رجلٍ فقرعتُ عليه البابَ فخرجَ إليَّ، فقلتُ: أعلمتَ أني صبوتُ؟ فقالَ: لا تفعلْ ودخلَ البيتَ فأجاف البابَ دوني، فذهبت إلى آخرَ، فقلتُ له: وقال: مثل ذلك وأجافَ البابَ دوني، فقلتُ: ما هذا بشيء، فقال لي رجلٌ: أتحبُّ أن يُعلم إسلامُك؟ قلتُ: نعم، قال: إذا جلس الناسُ في الحجر فأت فلانًا فقل له فيما بينك وبينه أشعرتَ أني صبوتُ؟ فإنه قلمَّا يكتمُ شيئًا ففعلتُ ذلك، فقامَ الرجلُ فنادي بأعلى صوتهِ ألا إنَّ عمرَ قد صبأ، فثار إليَّ الناسُ فما زالوا يضربونني وأضربُهم حتى أتى خالي، فقيل له: إنَّ عمرَ قد صبأ، فقام على الحجر فنادى: ألا إني قد أجرتُ ابن أختي فانكشفوا عني، فكنتُ لا أشاءُ أن أرى أحدًا من المسلمين يُضربُ إلا رأيتُه، فقلتُ: ما هذا بشيء إن الناسَ يُضربون ولا أُضرب، فلما جلس الناسُ في الحجر جئت إلى خالي، فقلتُ: جوارك عليك رد، فقال لا تفعل، فأبيتُ فمازلتُ أضربُ وأضربُ حتى أظهر الله تعالى الإِسلامَ. للبزار بضعف (¬1). ¬
8644 - عصمة رفعه: ((لو كان بعدي نبيّ لكان عمرُ)). للكبير بضعف (¬1). ¬
8645 - أبو هريرة رفعه: ((إنَّ الله تعالى باهي ملائكته بعبيده عشيةَ عرفة عامةً، وباهى بعمرَ خاصةً)). للأوسط بلين (¬1). ¬
8646 - عبد الرحمن بن يسار: شهدتُ موتَ عمرَ، فانكسفتِ الشمسُ يومئذٍ (¬1). ¬
8647 - عروةُ: لما قُتل عمرُ محا الزبيرُ اسمه من الديوانِ (¬1). ¬
8648 - المسورُ بنُ مخرمة: ولي عمرُ عشرَ سنينَ ثم تُوفيَ (¬1). ¬
8649 - سالم بن عبد الله: أنَّ عمرَ قُبض وهو ابنُ خمسٍ وخمسينَ. هي للكبير (¬1). ¬
8650 - أبو بردة بن أبي موسى: قال لي عبدُ الله بنُ عمرَ: هل تدري ما قال أبي لأبيكَ؟ قلتُ: لا قالَ: فإنَّ أبي قالَ لأبيكَ: يا أبا موسى! هل يسرُّك أنَّ إسلامنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهجرتنا معه، وجهادنا معه، وعملنا كلَّه معه، يردُّ لنا، وأنَّ كلَّ عملٍ عملنا بعده نجونا منه، كفافًا رأسًا برأسٍ؟ فقال أبوك لأبي: والله لقد جاهدنا بعده - صلى الله عليه وسلم - وصلِّينا وصمنا وعملنا خيرًا كثيرًا، وأسلمَ على أيدينا بشرٌ كثيرٌ، وإنَّا لنرجو ذلك، قال أبي: لكني أنا والذي نفسُ عمر بيده لوددتُ أنَّ ذلك يردُّ لنا، وأنَّ كلَّ شيءٍ عملناه بعده نجونا منه كفافًا، رأسًا برأسٍ، فقلتُ: إنَّ أباك والله كان خيرًا من أبي. للبخاري (¬1). ¬
8651 - أُبيّ: رفعه: ((أولُ من يصافحهُ الحقُّ عمرَ، وأول من يسلِّمُ عليه، وأولُ من يأخذُ بيده فيدخله الجنةَ)). للقزويني بضعف (¬1). ¬
مناقب عثمان بن عفان - رضي الله عنه -
مناقب عثمان بن عفّان - رضي الله عنه -
8652 - مصعبُ بن عبد الله بن الزبير: قالَ: هو عثمانُ بنُ عفانَ ابن أبي العاصِ بن أميةَ بن عبدِ شمسِ بنِ عبدِ منافِ بن قصيِّ، وأمه أروى بنتُ كريز بن ربيعة بن -[504]- حبيب بن عبد شمس بن عبدِ منافِ، وأمُّها أمُّ حكيم البيضاءِ بنت عبد المطلبِ عمةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. للكبير (¬1). ¬
8653 - عائشة: استأذن أبو بكرٍ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجعٌ على فراشي عليه مرطٌ لي، فأذن له، وهو على حالهِ، فقضى إليه حاجته، ثمَّ انصرف، ثم استأذنَ عمرُ فأذنَ له وهو على تلك الحالةِ، فقضى إليه حاجتهَ ثم انصرفَ، ثم استأذنَ عثمانُ فجلسَ - صلى الله عليه وسلم - وأصلحَ عليه ثيابه وقال: ((اجمعي عليك ثيابك))، فأذن له، فقضى إليه حاجته ثم انصرفَ، فقلتُ: يا رسولَ الله! لم أرك فزعت لأبي بكرٍ وعمرَ كما فزعت لعثمانَ؟ فقال: ((يا عائشةُ! إنَّ عثمانَ رجلٌ حييٌ، وإني خشيتُ إن أذنتُ له على تلك الحالةِ أن لا يبلغ إليَّ حاجتَه)). وفي رواية: قال لها: ((ألا استحيي من رجلٍ تستحيى منه الملائكةُ)). لمسلم (¬1). ¬
8654 - ابن عمر: وقد قال له رجلٌ مصريٌّ: إني سائلُك عن شيءٍ فحدثني، هل تعلمُ أنَّ عثمانَ فرَّ يومَ أحدٍ؟ قال: نعمْ. قال: تعلم أنه تغيبَ عن بدرٍ ولم يشهد؟ قال: نعم، قالَ: تعلم أنه تغيَّب عن بيعة الرضوانِ فلم يشهدها؟ قال: نعم، قال: الله أكبرُ، فقال ابنُ عمرَ: تعال أُبين لك، أمَّا فرارُه يوم أحدٍ: فأشهدُ أنَّ الله عفا عنه، وأما تغيبُهُ عن بدرِ: فإنه كانت تحته رقيةُ بنتُ رسولٍِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت مريضةً، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ لك أجرَ رجلٍ ممن شهدَ بدرًا وسهمه))، وأمَّا تغيبُه عن بيعة الرضوانِ: فلو كان أحدٌ أعزَّ ببطنِ مكةَ من عثمان لبعثه، فبعث - صلى الله عليه وسلم - عثمانَ، وكانت بيعةُ الرضوانِ بعد ما ذهبَ عثمانُ إلى مكة، فقال - صلى الله -[505]- عليه وسلم - بيده اليمنى ((هذه يدُ عثمانَ))، فضربَ بها على يدهِ، وقال هذه لعثمانَ، ثم قال ابنُ عمر: اذهب بها الآنَ معكَ. للبخاري والترمذي (¬1). ¬
8655 - عبدُ الرحمن بنُ سمرة: جاء عثمانُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بألفِ دينارٍ في كُمِّه حين جهزَ جيش العسرةِ فنثرها في حجره، فرأيتُه - صلى الله عليه وسلم - يقلبُها في حجره ويقولُ: ((ما ضر عثمان ما فعل بعد اليومِ مرتين)) (¬1). ¬
8656 - عبدُ الرحمن بنُ خبَّاب: شهدتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يحثُّ على تجهيزِ جيش العسرة، فقام عثمانُ فقالَ: يا رسول الله، عليَّ مائةُ بعيرٍ بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حضَّ على الجيشِ، فقام عثمانُ فقال: يا رسول الله، عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيلِ الله، ثم حضَّ على الجيش، فقامَ عثمانُ فقالَ: يا رسولَ الله عليَّ ثلاثُمائةِ بعيرٍ بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فأنا رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ينزلُ عن المنبرِ وهو يقولُ: ((ما على عثمانَ ما عملَ بعد هذه ما على عثمان ما عمل بعد هذه)) (¬1). ¬
8657 - طلحة بن عبيد الله رفعه: ((لكلِّ نبيٍّ رفيقٌ ورفيقي يعني في الجنةِ عثمانُ)). هي للترمذي (¬1). ¬
8658 - أبو هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لقي عثمانَ عند بابِ المسجدِ، فقالَ: ((يا عثمانُ هذا جبريلُ أخبرني أنَّ الله قد زوجكَ أم كلثومَ بمثلِ صداقِ رقيةَ على مثل صُحبتها)) (¬1). ¬
8659 - عثمان: قال ما تغنيت ولا تمنيتُ ولا مسستُ ذكري بيميني منذ بايعتُ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. هما للقزويني بضعف (¬1). ¬
8660 - الأحنفُ بنُ قيسٍ: خرجنا حُجَّاجًا فقدمنا المدينة، فبينا نحن نضعُ رحالنا، إذ قيلَ لنا: إنَّ الناسَ قد اجتمعوا في المسجدِ وفزعنا فانطلقنا فإذا الناسُ مجتمعونَ على نفرٍ في وسطِ المسجدِ، فإذا عليٌّ والزبيرُ وطلحةُ وسعدُ، فإنا لكذلك إذ جاءَ عثمانُ وعليه ملاءة صفراءُ قد قنع بها رأسه، فقال أههنا عليٌّ؟ أههنا طلحةُ؟ أههنا الزبيرُ؟ أههنا سعدُ؟ قالوا: نعم، قال: فإني أنشدُكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمونَ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: ((من يبتاع مربدَ فلانٍ غفر الله له؟)) فابتعته بعشرين ألفًا أو بخمسةٍ وعشرين ألفًا فأتيتُه فأخبرتُه، فقال: ((اجعله في مسجدنا وأجرهُ لك))، قالوا: اللهمَّ نعم، قال: أنشدُكم بالله الذي لا إله إلاَّ هو أتعلمون أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من يبتاع بئر رومة غفر الله له؟)) فابتعتُها بكذا وكذا فأتيتُه فأخبرتُه، قال: ((اجعلها سقايةً للمسلمين وأجرُها لكَ))، قالوا: اللهمَّ نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نظرَ في وجوه القوم فقال: ((من يجهز هؤلاء غفر الله له؟)) يعني جيشَ العسرةِ، فجهزتُهم حتَّى لم يفقدوا عقالاً ولا خطامًا، قالوا: اللهمَّ نعم، قال: اللهمَّ اشهدْ، اللهمَّ اشهد، اللهمَّ اشهد. للنسائي (¬1). ¬
8661 - ثمامة بن حزن القشيري: شهدتُ يوم الدارِ حين أشرفَ عليهم عثمانُ، فقال: ائتوني بصاحبيكم اللذين ألباكم عليّ، فجيءَ بهما كأنَّهما جملان أو كأنهما حماران فأشرف عليهم عثمانُ فقال: أنشدكُم بالله بنحوه. وزاد: وأنشدُكم بالله هل تعلمون أنِّي كنتُ على ثبير مكةَ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكرٍ وعمرَ، فتحرك الجبلُ حتَّى تساقطت حجارتُه بالحضيض، فركضهُ - صلى الله عليه وسلم - برجلِهِ وقال: ((اسكن ثبيرُ، فإنَّما عليك نبيٌّ وصديقٌ وشهيدان))، فقالوا: اللهمَّ نعم، فقال: الله أكبرُ شهدوا لي بالجنةِ وربِّ الكعبةِ ثلاثًا. للترمذي والنسائي (¬1). ¬
8662 - جابر: أتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بجنازةِ رجلٍ ليصلَّى عليه، فلم يصلِّ عليه، فقيل يا رسولَ الله، ما رأيناك تركتَ الصلاة على أحدٍ قبل هذا، قال: ((إنَّه كان يبغضُ عثمانَ فأبغضهُ الله)) (¬1). ¬
8663 - ابن عمر: أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذكر فتنةً وقال: ((يُقتلُ هذا فيها مظلومًا يعني عثمانَ)). هما للترمذي (¬1). ¬
8664 - عبيد الله بن عدى بن الخيار: أنَّ المسورَ بن مخرمةَ وعبد الرحمن بن الأسودَ قالا له: ما يمنعكَ أن تكلمَ أميرَ المؤمنين عثمان في شأن الوليدِ بن عقبةَ؟ فقد أكثر الناسُ فيه، فقصدتُ لعثمانَ حين خرجَ إلى الصلاةِ قلتُ: إن لي إليكَ حاجةً وهي نصيحةٌ لك، قال: يا أيها المرءُ أعوذُ بالله منك، فانصرفتُ فرجعتُ إليهم إذ جاء رسولُ عثمانَ فأتيتُه، فقال: ما نصيحتُك؟ فقلتُ: إنَّ الله تعالى بعثَ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحقِّ، وأنزلَ عليه الكتابَ، وكنتَ ممن استجابَ للهِ ورسولهِ، فهاجرتَ الهجرتين وصحبتَه - صلى الله عليه وسلم - ورأيتَ هديهُ وقد أكثرَ الناسُ في شأنِ الوليدِ، قال: أدركتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلتُ: لا ولكن خلص إليَّ من علمِهِ ما يخلصُ إلى العذراء في سترها، فقال: أما بعدُ: فإنَّ الله تعالى بعثَ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحقِّ، وكنتُ ممن استجابَ للهِ ورسولهِ، وآمنتُ بما بُعث به وهاجرتُ الهجرتين كما قلت، وصحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، ونلتُ صهرهُ وبايعتُه، فوالله ما عصيتُه ولا غششتُه حتَّى توفاه الله، ثم أبو بكرٍ مثلُه ثم عمرَ مثلُه، ثم استُخلفتُ أفليس لي من الحقِّ مثلُ الذي لهم؟ قلتُ: بلى، قال: فما هذه الأحاديثُ التي تبلغني عنكم؟ أمَّا ما ذكرت من شأن الوليدِ فسنأخذُ فيه بالحقِّ إن شاءَ الله ثم دعا عليًّا، فأمره أن يجلدهُ فجلدهُ ثمانين. للبخاري (¬1). ¬
8665 - عبد الله بن سلام: أنَّه دخلَ على عثمانَ وهو محصورٌ فسلَّم عليه ورَّد عليه، وقال: ما جاء بك يا عبد الله بن سلامٍ؟ قال: جئتُ لأثبتَ حتَّى أستشهدَ أو يفتح الله -[508]- لك، ولا أرى هؤلاءِ القومِ إلا قاتلوكَ، فإن يقتلوكَ فذاك خيرٌ لك وشرٌ لهم، فقال عثمانُ: أسألُك بالذي لي عليك من الحقِّ لما خرجتَ إليهم خيرٌ يسوقه الله بك أو شرٌ يدفعه الله بكَ، فسمعَ وأطاعَ فخرجَ عليهم، فلمَّا رأوه اجتمعوا وظنُّوا أنُّه قد جاءهم ببعضِ ما يسرون به، فقامَ خطيبًا وقال في جملة خطبته: إنَّه لم يُقتل نبيٌّ فيما مضى إلا قُتل به سبعون ألفَ مقاتلٍ، ولا قُتل خليفةً قطُّ إلا قُتل به خمسةٌ وثلاثون ألفَ مقاتلٍ فلا تعجلوا على هذا الشيخِ بقتلٍ، فوالله لا يقتله رجلٌ منكم إلا لقى الله يومَ القيامةِ ويدهُ مقطوعةٌ مسلولةٌ، واعلموا أنه ليس لوالدٍ على ولدٍ حقٌّ إلا ولهذا الشيخ عليكم مثلُه، فقاموا فقالوا: كذبت اليهودُ، فقال: كذبتُم والله ما أنا بيهوديٍّ، وإنِّي لأحدُ المسلمين يعلمُ الله بذلك ورسولُه والمؤمنون، وقد أنزل الله فيَّ القرآن {قُلْ كَفَى بِالله شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43] {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ الله وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} [الاحقاف: 10] فقاموا فدخلوا على عثمان فذبحوه، فخرج عبدُ الله بنُ سلامٍ فقام على راحلتهِ فقال: يا أهل مصرَ يا قتلةَ عثمانَ، قتلتم أميرَ المؤمنين، أما والله لا يزالُ عهدٌ منكوثٌ ودمٌ مسفوحٌ ومالٌ مقسومٌ. للكبير مطولاً وللترمذي بعضه (¬1). ¬
8666 - يزيد بن أبي حبيب: أنَّ عامةَ الركبِ الذين ساروا إلى عثمان جُنُّوا (¬1). ¬
8667 - مالك بن أنسٍ: قُتل عثمانُ فأقام مطروحًا على كناسةِ بنى فلانٍ ثلاثًا، وأتاه اثنا عشر رجلاً منهم جدِّى مالكُ بنُ أبي عامرٍ وحويطبُ بنُ عبد العزَّى وحكيمُ بنُ حزامٍ وعبدُ الله بنُ الزبيرِ وعائشةُ بنتُ عثمانَ معهم مصباح في حقٍّ، فحملوه على بابٍ، وإنَّ رأسه ليقولُ على البابِ طق طق حتَّى أتوا به البقيعَ فاختلفوا في الصلاة عليه، فصلَّى عليه حكيمٌ أو حويطبٌ، ثم أرادوا دفنه فقام رجلٌ من بني مازن فقال: لئن دفنتمُوه مع المسلمين لأخبرنَّ الناسَ غدًا فحملوه حتَّى أتوا به حشَّ كوكبٍ -[509]- فدفنوه، وكان عثمانُ قبل ذلك يمرُّ بحش كوكبٍٍ فيقولُ ليدفننَّ ههنا رجلٌ صالحٌ. هما للكبير، وقال: الحشُّ البستانُ (¬1). ¬
8668 - مسلم بن سعيد مولى عثمان: إنَّ عثمانَ أعتق عشرينَ عبدًا فدعا بسراويلَ فشدَّها عليه ولم يلبسْها في جاهليةٍ ولا إسلامٍ وقال إنيِّ رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - البارحةَ في المنامِ وأبا بكر وعمرَ، فقالوا لي: ((اصبر فإنَّك تفطرُ عندنا القابلةَ))، فدعا بمصحفٍ فَنَشَرَهُ بين يديه فَقُتلَ وهو بين يديه. لابن أحمد والموصلي (¬1). ¬
8669 - زهدم الجرمي: خطبنا ابنُ عباسٍ فقال: لو أنَّ الناسَ لم يطلبوا بدم عثمانَ لَرُجِمُوا بالحجارة من السماءِ. للكبير والأوسط (¬1). ¬
8670 - كعب بن عجرة: ذكررسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فتنةً بها، فمرَّ رجلٌ مقنِعٌ رأسَه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا يومئذٍ على الهدى))، فوثبت فأخذتُ بضبعي عثمانَ، ثمَّ استقبلتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ هذا؟ قال: ((هذا)) (¬1). ¬
8671 - عائشة: رفعته: ((يا عثمانُ: إنْ ولاَّك الله هذا الأمرَ يومًا فأرادكَ قومٌ أنْ تخلعَ قميصَكَ الذي قمَّصَكَ الله فلا تخلعه))، يقولُ: ذلك ثلاث مراتِ، قال النعمانُ بنُ بشيرٍ: فقلتُ لعائشةَ: ما منعكِ أن تُعلميِ الناس بهذا؟ قالت: أُنسيتهُ والله. هما للقزويني (¬1). ¬
8672 - الحسن قالَ: أُخذ الفاسقُ محمدُ بنُ أبي بكرٍ في شعبٍ من شعابِ مصرَ فأدخلَ في جوف حمارٍ فأحرقَ. للكبير (¬1). ¬
8673 - عبد الله بن سعيد عن أبيه: كُنَّا جلوسًا عند عليٍّ وعن يمينه عمارٌ وعن يساره محمَّدُ بن أبي بكرٍ، إذ جاء رجلٌ فقال: يا أمير المؤمنين! ما تقولُ في عثمانَ؟ فبدره الرجلان فقال: تسألُ عن رجلٍ كفَرَ بالله من بعد إيمانهِ ونافقَ؟ فقال الرجلُ لهما: لستُ لكما أسألُ، ولا إليكُما جئتُ، فقال له عليٌّ: لستُ أقولُ ما قالا، فقالا له جميعًا: فلم قتلناهُ إذًا؟ قال ولى عليكم فأساء الولاية في آخر أيامه وجدعتم فأسأتم، والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمانُ كما قال الله تعالى {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:47]. للكبير بضعف (¬1). ¬
8674 - وثابُ: جاءَ محمدُ بن أبي بكرٍ في ثلاثة عشر رجلاً حتى انتهوا إلى عثمانَ فأخذ بلحيتهِ فقال بها وقال بها، حتى سمعت وقع أضراسهِ، فقال: ما يُغني عنك معاوية وفلان وفلان، فقام إليه بمشقصٍ حتَّى وجأهُ به في رأسِه، ثمَّ تعاونوا عليه حتَّى قتلُوهُ. للكبير مطولاً (¬1). ¬
8675 - يحيى بن بُكيرٍ: كانت الشورى فاجتمعَ الناسُ على عثمانَ لثلاثٍ بقينَ من ذي الحجةِ سنةَ ثلاثٍ وعشرين، وقُتل عثمانُ يومَ الجُمُعَةِ لثلاث عشرة خلت من ذي الحجةِ سنة خمسةٍ وثلاثينَ، وسنه ثمانٍ وثمانون سنةٍ، وكان يصفر لحيتهُ، وولايتهُ اثنتى عشرةَ سنةٍ. للكبير (¬1). ¬
8676 - الزبيرُ: قَتَلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ الفتح رجلاً من قريشٍ صبرًا، ثم قال: ((لا يُقتلُ قرشيٌّ بعد هذا اليومِ صبرًا إلا رجلٌ قتل عثمان ابن عفان فاقتلوه، فإن لم تفعلوا تُقتَّلوا قتل الشاءِ)).للأوسط والبزار بضعف (¬1). ¬
8677 - عبد الله بن فروخ: شهدتُ عثمانَ دُفن في ثيابه بدمائهِ ولم يُغسَّل. لابن أحمد (¬1). ¬
مناقب الإمام على - رضي الله عنه -
مناقب الإمام على - رضي الله عنه -
8678 - جابر رفعه: ((الناسُ من شجرٍ شتَّى، وأنا وعلىٌ من شجرةٍ واحدةٍ)). للأوسط (¬1). ¬
8679 - وللكبير: هو عليُّ بن أبي طالبِ بن عبدِ المطلبِ بن هاشمِ (¬1). وقال الزبيرُ بنُ بكارٍ: أمُّهُ فاطمةُ بنتُ أسدٍ بن هاشمٍ بن عبد منافٍ، ويقال: إنَّها أولُ هاشميةٍ ولدت لهاشميٍّ، وقد أسلمتْ وهاجرتْ إلى المدينةِ، وماتتْ ودفنها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -. ¬
8680 - أنس قال: بُعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم الإثنينِ وصلَّى عليٌّ يوم الثلاثاءِ (¬1). ¬
8681 - زيد بن أرقم: أولُ من أسلمَ عليٌّ، قال عمروُ بنُ مرةَ: فذكرتُ ذلك لإِبراهيمَ النخعيِّ فأنكره، وقال: أولُ من أسلمَ أبو بكرٍ (¬1). ¬
8682 - ابن عمر: لما آخى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابهِ جاء عليٌّ تدمعُ عيناه، فقال: يا رسولَ الله آخيتَ بين أصحابك ولم تواخِ بيني وبين أحدٍ، فسمعتُه - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((أنت أخي في الدنيا والآخرةِ)). هي للترمذي (¬1). ¬
8683 - سعد: إنَّ معاويةَ قال له: ما يمنعُك أن تسبَّ أبا ترابٍ؟ فقال: أما ذكرتُ ثلاثًا قالهن له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فلن أسبَّهُ، لأن تكون لي واحدةٌ منهنَّ أحبُ إليَّ من حُمْرِ النَّعَمِ، سمعتُه - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: وخلف في بعض مغازيه، فقال -[512]- له عليٌّ: يا رسولَ الله: خلفتني مع النساءِ والصبيانِ، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((أما ترضي أن تكون منِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى إلا أنَّه لا نبوةَ بعدي))، وسمعتُه يقولُ يومَ خيبرَ: ((لأُعطينَّ الرايةََ رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبُّهُ الله ورسولُه))، فتطاولنا لها، فقال: ((ادعوا لي عليًّا))، فأتى به أرمد فبصق في عينه ودفعَ الرايةَ إليه، ففتحَ الله عليه، ولما نزلت هذه الآية {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُم} [آل عمران: 61] دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليًّا وفاطمةَ وحسنًا وحسينًا فقالَ: ((اللهمَّ هؤلاءِ أهلي)). لمسلم والترمذي (¬1). ¬
8684 - حبشي بن جنادة رفعه: ((عليٌّ منِّي وأنا من علي، ولا يؤدي عنِّي إلا أنا أو عليٌّ)) (¬1). ¬
8685 - أنسٌ: كانَ عِندَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - طيرٌ فقالَ: ((اللهمَّ ائتني بأحبِّ خلقِكَ إليك يأكلُ معي هذا الطيرَ، فجاءَ عليٌّ فأكلَ معه)). هما للترمذي. زاد رزين: أنَّ أنسًا قال لعليّ: استغفر لي ولكَ عندي بشارةٌ ففعل، فأخبرهُ بقوله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
8686 - أبو هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال يومَ خيبرَ: ((لأُعطينَّ هذه الرايةَ رجلاً يحبُّ الله ورسوله يفتحُ الله على يديه))، قال عمرُ: ما أحببتُ الإمارةَ إلا يومئذٍ، فتساورتُ لها رجاءَ أن أُدعى لها، فدعا - صلى الله عليه وسلم - عليًّا فأعطاه إياه وقال: ((امشْ ولا تلتفتْ حتَّى يفتحَ الله عليك))، فسار شيئًا ثمَّ وقف ولم يلتفتْ، فصرخَ يا رسولَ الله: على ماذا أقاتلُ الناسَ؟ قال: ((قاتلهم حتَّى يشهدوا أنَّ لا إلهَ إلاَّ الله، وأنَّ محمدًا رسولُ الله، فإذا فعلوا ذلك فقد مَنَعُوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقِّها وحسابُهم على الله)). لمسلم (¬1). ¬
8687 - أبو سعيد: إنا كنَّا لنعرفَ المنافقين نحنُ معشرَ الأنصارِ ببغضهم عليًّا (¬1). ¬
8688 - أم سلمة رفعته: ((لا يحبُّ عليًّا منافقٌ ولا يُبغضُهُ مؤمنٌ)) (¬1). ¬
8689 - علي رفعه: ((أنا مدينةُ العلمِ وعليٌّ بابُها)) (¬1). ¬
8690 - أبو سعيد رفعه: ((يا عليٌّ، لا يحلُّ لأحدٍ أن يجنبَ في هذا المسجدِ غيري وغيرُك)) وفُسِّرَ أنَّه لا يحل لأحدٍ أن يستطرقهُ جنبًا غيري وغيرك (¬1). ¬
8691 - جابر: دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليًّا يومَ الطائفِ فانتجاه، فقال الناسُ: لقد طالَ نجواه مع ابن عمِّه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما انتجيتُه ولكنَّ الله انتجاه)) (¬1). ¬
8692 - ابن عباس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمرَ بسدِ الأبوابِ إلاَّ بابَ عليٍّ. هي للترمذي (¬1). ¬
8693 - بريدة: خطبَ أبو بكرٍ وعمرُ فاطمةَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّها صغيرةٌ فخطبها عليٌّ فزوَّجها منه)) (¬1). ¬
8694 - علي: كانت لي منزلةٌ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لم تكن لأحدٍ من الخلائقِ، آتيه بأعلىَ سحرٍ فأقولُ: السلامُ عليك يا رسولَ الله، فإن تنحنحَ انصرفتُ إلى أهلي وإلاَّ دخلتُ عليه. هما للنسائيِّ ومرَّ في الاستئذان غير هذا (¬1). ¬
8695 - أنس: بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ببراءة مع أبي بكرٍ، ثم دعاه فقالَ: ((لا ينبغي لأحدٍ أن يبلغَ هذه إلا رجلٌ من أهلي، فدعا عليًّا فأعطاه إياها)) (¬1). ¬
8696 - أمُّ عطيةَ: بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جيشًا فيهم عليٌّ فسمعتُه - صلى الله عليه وسلم - يقولُ وهو رافعٌ يديه: ((اللهمَّ لا تُمتني حتَّى تريني عليًّا)). هما للترمذي (¬1). ¬
8697 - محمدُ بنُ كعبٍ: افتخرَ علىٌّ وعباسٌ وشيبة بنُ عبدِ الدارِ، فقال عباسٌ: أنا أُسقى حاجَّ بيتِ الله، وقال شيبةُ: أنا أعمرُ مسجدَ الله، وقال عليٌّ: أنا هاجَرْتُ معَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزل {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِالله} [التوبة: 19] الآية. لرزين.
8698 - ذويب: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لما احتضرَ، قالت صفيةُ: لكلِّ امرأةٍ من نسائك أهلٌ تلجأُ إليهم وإنَّك أجليتَ أهلي، فإن حدثَ حدثٌ فإلي من؟ قال: ((إلى عليٍّ)). للكبير (¬1). ¬
8699 - ابن عباس: كنَّا نتحدثُ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عهدَ إلى عليٍّ سبعين عهدًا لم يعهدها إلى غيرهِ. للصغير. بخفي (¬1). ¬
8700 - أنس رفعه: ((من سيدُ العربِ؟)) قالوا: أنتَ يا رسولَ الله، فقال: ((أنا سيدُ ولدِ آدمَ، وعليٌّ سيدُ العربِ)). للأوسط بضعف (¬1). ¬
8701 - ابن مسعود رفعه: ((النظرُ إلى عليٍّ عبادةٌ)). للكبير بلين (¬1). ¬
8702 - وله بضعفٍ عن طارقِ بن محمدٍ: رأيتُ عمرانَ بن حصينٍ يحدُّ النظرَ إلى عليٍّ، فقيل له، فقال سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((النظرُ إلى عليٍّ عبادةٌ)) (¬1). ¬
8703 - علي أنَّه قيل له: نراكَ في الحرِّ الشديدِ وعليكَ ثيابُ الشتاء، ونراك في الشتاءِ وعليكَ ثيابُ الصيفِ، وتمسحُ العرقَ، فقال: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بزقَ في عينيَّ وأنا أرمدُ، فما اشتكيتهما حتَّى الساعةِ، ودعا لي فقال: ((اللهمَّ أذهبْ عنه الحرَّ والبردَ))، فما وجدتُ حرًّا ولا بردًا حتى يومي هذا. للأوسط (¬1). ¬
8704 - وعنه: لقد رأيتني مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وإنِّي لأربط الحجرَ على بطني من الجوعِ، وإنَّ صدقةَ مالي لتبلغ أربعين ألفَ دينارٍ (¬1). ¬
8705 - وفي رواية: وإنَّ صدقتي اليومَ لأربعون ألفًا. لأحمد (¬1). ¬
8706 - وعنه قال: أنا عبدُ الله وأخو رسولهِ - صلى الله عليه وسلم -، وأنا الصدِّيق الأكبرُ، لا يقولها بعدي إلا كذَّابٌ، صليتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قبلَ الناسِ بسبعِ سنين. للقزويني وأنكره ابن المديني (¬1). ¬
8707 - أبو رافع رفعه في شأنِ عليٍّ: ((من أبغضهُ فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أحبَّه فقد أحبَّني ومن أحبَّني فقد أحبَّ الله)). للبزار بلين (¬1). ¬
8708 - أبو عبد الله الجدلي دخلتُ على أمِّ سلمةَ فقالتْ لي: أيسبُّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فيكم؟ قلتُ: معاذ الله، قالت: سمعتهُ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من سبَّ عليًّا فقد سبَّني)). لأحمد (¬1). ¬
8709 - أمُّ سلمة رفعته: ((عليٌّ مع القرآنِ والقرآنُ مع عليٍّ، لا يفترقان حتَّى يردا على الحوضِ)). للأوسط والصغير بضعف (¬1). ¬
8710 - أبو ذرٍ رفعه: ((يا عليُّ، من فارقني فارق الله، ومن فارقكَ يا عليُّ فارقني)). للبزار (¬1). ¬
8711 - أبو سعيد رفعه: ((يا عليُّ، معك يومَ القيامةِ عصى من عصَى الجنةِ تذودُ بها المنافقين عن حوضي)). للأوسط بلين (¬1). ¬
8712 - صهيب: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لعليٍّ: ((من أشقى الأولين؟)) قال: الذي عقر الناقة يا رسولَ الله، قال: ((صدقت، فمن أشقى الآخرين؟)) قال: لا علمَ لي يا رسولَ الله، قال: الذي يضربُكَ على هذه، وأشار إلى يافوخه، فكان عليٌّ يقولُ لأهلِ العراقِ: وددتُ أنه قد انبعثَ أشقاكُم فيخضِّبُ هذه -يعني لحيته- من هذه، ووضع يدهُ على مقدم رأسه. للكبير بلين (¬1). ¬
8713 - إسماعيل بن رشد: أنَّ ابن ملجمٍ لعنهُ الله، والبركَ بن عبدِ الله، وعمروَ بن بكرٍ التميميَّ، اجتمعوا بمكةَ فعابوا على الناسِ ولاتهم، وقالوا: والله ما نصنعُ بالبقاءِ شيئًا بعد إخواننا أهلِ النهروانِ الذين كانوا لا يخافونَ في الله لومةَ لائمٍ، وقتلهم علي، فلو أتينَا أئمةَ الضلالةِ فقتلناهُم فأرحنا منهم البلادَ، قال ابنُ ملجمٍ وكان من أهلِ مصرَ، أنا أكفيكم عليًّا، وقال البركُ: أنا أكفيكم معاويةَ، وقال عمروُ: أنا -[517]- أكفيكم عمرو بن العاصِ، فتواثقوا علي قتلهم، فسمَّوا أسيافهم وتواعدوا أنَّ في سبعَ عشرةَ من رمضانَ يثبُ كلٌّ منهم على صاحبهِ، فخرج عليٌ لصلاةِ الغداةِ فجعل يقول: الصلاةَ الصلاةَ، فشدَّ عليه ابن ملجمٍ فضربهَ على قرنه وهربَ، فلُحقَ وأخذَ فأُدخلَ على عليٍّ، فقال له: يا عدو الله ألم أُحسنْ إليك؟ قال: بلى، ولكن شحذتُه أربعين صباحًا، فسألتُ الله أن يقتل به شرَّ خلقهِ، قال له عليٌّ: ما أراك إلا مقتولاً به، وما أراك إلا من شرٍِّ خلقه، فقال عليٌّ للحسنِ: إن بقيتُ رأيتُ فيه رأى، وإن هلكتُ فاقتلوه ولا تمثلوا به، فإني سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المثلةِ ولو بالكلبِ العقورِ، فلما قُبضَ عليٌّ، أدخل ابنُ ملجمٍ على الحسنِ، فقال: هل لكَ في خصلةٍ إني كنتُ أعطيتُ عهدًا أن أقتلَ عليًّا ومعاويةَ، فإن شئتَ خليتَ بيني وبينه ولكَ الله علىَّ إن لم أقتلهُ أن آتيك حتَّى أضعَ يدي في يدكَ، فقال الحسنُ: لا والله، فقدَّمَه فقتله فأحرقه الناسُ، وأما البركُ بنُ عبدِ الله فقعدَ لمعاويةَ فخرج لصلاةِ الغداةِ فشدَّ عليه فأدبرَ معاويةُ هاربًا، فوقع السيفُ في إليتهِ، فأخذ البركُ، فقال لمعاويةَ: عندي خبرٌ أسركَ به أنافعي ذلك عندك؟ قال: وما هو؟ قال إنَّ أخًا لي قتل عليًّا الليلة، قال: فلعلَّهُ لم يقدر عليه؟ قال: بلى. إن عليًّا يخرجُ ليس معه أحدٌ يحرسه، فأمرَ به معاويةُ فقتلَ، وبعثَ إلى الطبيب فنظر إليه فقال: إنَّ ضربتك مسمومةٌ، فاختر إما أنْ أحمى حديدةً فأضعُها في موضع السيفِ، وإما أنْ أسقيكَ شربةً ينقطعُ منها الولدُ، فقال: أما النارُ فلا صبر لي عليها، وأما انقطاعُ الولدِ ففي يزيدَ وعبدِ الله وولديهما ما تقرُّ به عيني، فسقاه الشربةَ فبرأ فلم يولد له ولدٌ بعدُ، فأمرَ معاويةَ بعد ذلك بالمقصورات وقيام الشرطِ على رأسهِ. وأما عمروُ بن بكير: فقعدَ لعمروِ بن العاصِ في تلك الليلةِ فلم يخرج واشتكى، فأمرَ خارجة بن حبيبٍ يصلِّي بالناس، فشدَّ عليه فضربه بالسيفِ فقتله، فأُخذ فأدخلَ على عمروٍ، فلما رآهم يسلِّمُون عليه بالإِمرةِ قال: من هذا؟ قالوا: عمرو بن العاصِ، قال: من قتلتُ؟ قالوا: خارجةَ، قال: أما والله يا فاسقُ ما عمدتُ غيركَ، قال عمروٌ: أردتني والله أراد خارجةَ، فقدَّمه وقتله. للكبير بإرسال مطولاً (¬1). ¬
8714 - محمد بن علي بن الحسين قال: تُوفى عليٌّ وهو ابنُ ثمانٍ وخمسين (¬1). ¬
8715 - يحيى بن بكير: قتل عليٌّ يومَ الجمعةِ سبعَ عشرةَ من رمضانَ سنةَ أربعين (¬1). ¬
8716 - أبو بكر بن أبي شيبة: قُتل عليٌّ سنةَ أربعين، وكانت خلافتُه خمسَ سنين وستةَ أشهرٍ. هي للكبير (¬1). ¬
مناقب بقية العشرة
مناقب بقية العشرة طلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنهم -
8717 - أبو عبيدة معمر بن المثنى قال: طلحةُ بنُ عبيدِ الله بن عثمانَ ابنِ عامرِ بنِ كعبِ بنِ سعدِ بن تيمِ بنِ مرةَ بنِ كعبٍ، وأمُّه: الصعبةُ بنتُ الحضرميِّ بنِ عامرِ بن ربيعةَ من كندة. للكبير (¬1). ¬
8718 - جابر رفعه: ((من سرَّهُ أن ينظر إلى شهيدٍ يمشى على وجهِ الأرضِ فلينظر إلى طلحةَ بن عبيدِ الله)) (¬1). ¬
8719 - الزبير: كان على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - درعان يومَ أحدٍ، فنهضَ إلى صخرةٍ فلم يستطع، فأقعدَ طلحةَ تحته وصعدَ حتَّى استوى على الصخرةِ فسمعتُه يقول: ((أوجبَ طلحةُ)). هما للترمذي (¬1). ¬
8720 - قيس بن أبي حازم: رأيتُ يد طلحةَ التي وقى بها النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قد شلَّت. للبخاري (¬1). ¬
8721 - أبو عثمان النهدي قال: لم يبقَ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في تلك الأيامِ التي قاتلَ فيهنَّ غيرُ طلحةَ وسعدٍ عن حديثهما. للشيخين (¬1). ¬
8722 - طلحة: أنَّ الصحابةَ قالوا لأعرابيٍّ جاهلٍ: سل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عمن قضى نحبهُ من هو؟ وكانوا لا يجترءون على مسائلتهِ، وكانوا يوقرونهُ ويهابونهُ، فسأله الأعرابيُّ، فأعرض عنه، ثم طلعتُ من بابِ المسجدِ وعليَّ ثيابٌ خضرٌ، فلمَّا رآني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أينَ السائلُ عمن قضى نحبهُ؟)) قال الأعرابيُّ: أنا يا رسولَ الله، فقال: ((هذا ممن قضى نحبهُ)). للترمذي (¬1). ¬
8723 - وعنه: سمَّاني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ أحدٍ: طلحة الخيرِ، وفي غزوة العشيرة: طلحةَ الفياضِ، ويوم حنينٍ: طلحةَ الجودِ. للكبير بخفى (¬1). ¬
8724 - قبيصة: ما رأيتُ رجلاً قطُّ أُعطى الجزيلَ من المالِ من غيرِ مسألةٍ من طلحةَ بن عبيدِ الله، وكان أهلُه يقولون إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سمَّاه الفياضَ. للكبير (¬1). ¬
8725 - أبو هريرة رفعه: ((ألا أخبرُكُم عن يوم أحدٍ وما معي إلا جبريلُ عن يميني وطلحةُ عن يساري)). للأوسط وفيه القعقاع بن زكريا الطلحي (¬1). ¬
8726 - يحيى بن بكير: قُتل طلحةُ يوم الجملِ في جمادي سنةَ ستٍّ وثلاثين وسنةَ ثنتان وخمسون أو أربعٍ وخمسون سنةٍ (¬1). ¬
8727 - قيس بن حازم: رأيتُ مروانَ بن الحكمِ حين رمى طلحةَ بسهمٍ فوقع في عينِ ركبتهِ، فما زالَ يسيحُ إلى أنْ ماتَ (¬1). ¬
8728 - طلحة بن مصرف: أنَّ عليًّا انتهى إلى طلحةَ بن عبيدِ الله وقد ماتَ فنزلَ عن دابتهِ وأجلسَه فجعل يمسحُ الغبارَ عن وجههِ ولحيتهِ وهو يترحَّمُ عليه ويبكى ويقولُ ليتني متُّ قبل هذا اليوم بعشرين سنةٍ. هي للكبير (¬1). ¬
8729 - الطبراني قال في الكبير: الزبيرُبنُ العوامِ بن خويلدِ بنِ أسدِ بن عبدِ العزَّى بن قصيِّ بنِ كلابٍ، وأمُّه صفيةُ عمةً رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
8730 - جابر: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ الأحزابِ: ((من يأتينا بخبر القومِ؟)) فقال الزبيرُ: أنا، ثمَّ قال: من يأتينا بخبر القومِ؟ فقال الزبيرُ أنا، ثمَّ قال في الثالثةِ: ((إنَّ لكلِّ نبيٍّ حواريًا وإنَّ حواريِّ الزبيرَ)) (¬1). ¬
8731 - ابن الزبير: كنتُ يومَ الأحزابِ جعلتُ أنا وعمروُ بنُ أبي سلمةَ مع النساءِ يعني نسوةَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في أُطُمِ حسانِ بنِ ثابتٍ، فنظرتُ فإذا أنا بالزبير على فرسهِ يختلفُ إلى بنى قريظةَ، فلمَّا رجع قلتُ: يا أبتُ، رأيتُك تختلفُ، قال وهل رأيتني يا بنى؟ قلتُ: نعم، قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من يأتي بني قريظةَ فيأتيني بخبرهم؟)) فانطلقتُ فلمَّا رجعتُ جمعَ لي - صلى الله عليه وسلم - أبويه قال: ((فداك أبي وأمِّي)). هما للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8732 - عروة: أوصى الزبيرُ إلى ابنهِ عبدِ الله صبيحةَ يومِ الجملِ فقال: ما منِّي عضوٌ إلا وقد جُرحَ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حتَّى انتهى ذلك منِّي إلى الفرجِ. للترمذي (¬1). ¬
8733 - مروان بن الحكم: قال أصابَ عثمان رعافٌ شديدٌ سنةَ الرعافِ حتَّى حبسهُ عن الحجِّ، وأوصىَ فدخلَ عليه رجلٌ من قريشٍ فقال: استخلفْ، فقال عثمانَ: أو قالوه؟ قال: نعم، قال: ومن هو؟ فسكتْ، قال: فلعلَّهُم قالوا الزبيرُ؟ قال: نعم، قال أما والذي نفسي بيدهِ إنَّه لخيرُهم ما علمتُ، وإن كان لأحبَّهم إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
8734 - عروة: كان في الزبيرِ ثلاثُ ضرباتٍ: إحداهُنَّ في عاتِقِه إن كنتُ لأُدخلُ أصابعي فيها ألعبُ بها وأنا صغيرٌ، قال له أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ اليرموكِ: ألا تشدُّ فنشدُّ معك؟ قال: إنْ شددتُ كذبتُم، قالوا: لا نفعلُ، فحمل عليهم حتَّى شقَّ صفوفهُم فجاوزهُم وما معه أحدٌ، ثم رجع مقبلاً فأخذوا بلجامه فضربُوه ضربتين بينهما ضربةٌ ضربها يومَ بدرٍ، وكان معه عبدُ الله يومئذٍ وهو ابنُ عشرِ سنينَ، فحمله على فرسِه فوَّكل به رجلاً (¬1). ¬
8735 - وعنه: قالَ لي عبدُ الملكِ بنُ مروانَ حين قُتلَ عبدُ الله: يا عروةُ هل تعرفُ سيفَ الزبيرِ؟. قلتُ: نعم، قال: فما فيه؟ قلتُ: فيه فلةٌ فلَّها يومَ بدرٍ، وقال: صدقتَ بهنَّ فلولٌ من قراعِ الكتائبِ، ثمَّ ردَّهُ على عروةَ قال هشامٌ: فأقمناه بثلاثةِ آلافٍ فأخذهُ بعضُنا، ووددتُ أنِّي كنتُ أخذتُه وكان على بعضهِ. هي للبخاري (¬1). ¬
8736 - عمر قال: والله لو عهدتُ عهدًا أو تركتُ تركةً، لكان أحبُّ إليَّ أن أجعلها إلى الزبيرِ بن العوامِ، فإنه ركنٌ من أركانِ الدينِ (¬1). ¬
8737 - أبو الأسود أسلم الزبيرُ وهو ابنُ ثمانِ سنين، وهاجرَ وهو ابن ثمانِ عشرةَ، وكان عمُّه يعلقُ الزبيرَ في حصيرٍ ويدخِّنُ عليه بالنارِ ويقول: ارجعْ إلى الكفرِ، فيقولُ لا أكفرُ أبدًا (¬1). ¬
8738 - يحيى بن بكير: قُتل الزبيرُ يومَ الجملِ في جُمادي لا أدري الأولى، أو الآخرة سنةَ ست وثلاثينَ، وأسلمَ وهو ابن ثمانِ سنينَ، فإن كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أقام بمكة ثلاثَ عشرةَ سنةً، فهو يومَ قُتل ابنُ سبعٍ وخمسينَ، وإن أقامَ عشر فالزبيرُ ابنُ أربعٍ وخمسينَ. هي للكبير (¬1). ¬
8739 - سعد: أنَّه جاءَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقاَل: يا رسولَ الله! من أنا؟ قال: ((سعدُ بن مالكٍ بنُ أُهيبٍ بنُ عبدِ منافٍ، من قال غير ذلك، فعليه لعنةُ الله)). للكبير والبزار (¬1). ¬
8740 - مصعبُ بنُ عبد الله الزبيري قال: أمُّ سعدٍ: حمنة بنتُ سفيانَ بن أميةَ بن عبدِ شمسٍ بن عبد منافٍ. للكبير (¬1). ¬
8741 - علي: ما سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يفدي أحدًا غير سعدٍ، سمعتُه يوم أحدٍ يقولُ: ((ارم فداكَ أبي وأمِّي)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8742 - سعد: ما أسلم أحدٌ إلاَّ في اليومِ الذي أسلمتُ فيه، ولقد مكثتُ سبعةَ أيامٍ وإنِّي لثلثُ الإِسلامِ. للبخاري (¬1). ¬
8743 - جابر: كنتُ جالسًا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأقبلَ سعدُ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا خالي، فليُرني امرؤ خاله)). للترمذي: وقال كانَ سعدُ وأمُّ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من بنى زُهرةَ (¬1). ¬
8744 - سعد: أُنزلت فيَّ أربعُ آياتٍ من القرآنِ حلفت أمُّ سعدٍ أن لا تكلِّمهُ أبدًا حتَّى يكفرَ بدينهِ، ولا تأكلُ ولا تشربُ، قالت: زعمتَ إنَّ الله وصاكَ بوالديك وأنا أمُّك وأنا آمرك بهذا، فمكثتْ ثلاثًا حتَّى غشى عليها من الجهد، فقام ابنٌ لها يُقالُ له عمارةُ، فسقاها، فجعلت تدعُو على سعدٍ فنزلَ {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا} إلى {معروفًا} [العنكبوت: 8] قالَ: وأصابَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - غنيمةً عظيمةً فإذا فيه سيفٌ، فأخذتُه فأتيتُ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ نفلني هذا السيفُ، فأنا من قد علمت حالهُ، فقال: ((ردَّهُ حيثُ أخذتهُ)) فانطلقتُ حتَّى أردتُ أن ألقيهُ في القبضِ لا متني نفسي فرجعتُ إليهِ، فقلتُ أعطنيهِ، فشدَّ لي صوتهُ: ((ردَّهُ من حيثُ أخذتهُ)) فنزل {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَال} [الأنفال: 1] ومرضتُ فأرسلتُ إليه - صلى الله عليه وسلم - فأتاني. فقلتُ: دعنى أقسِّمُ مالي حيثُ شئتُ، فأبى، قلتُ فالنصفُ، فأبى، قلتُ فالثلثُ، فسكت، فكان بعد الثلثِ جائزًا، وأتيت على نفرٍ من الأنصارِ والمهاجرينَ فقالوا: تعالَ نطعُمك ونسقيكَ خمرًا، وذلك قبل أن تحرَّم، فأتيتُهم فإذا رأسُ جزورٍ مشوىٍّ وزقِ خمرٍ عندهُم، فأكلتُ وشربتُ، فذكرت الأنصارُ والمهاجرون عندهُم، فقلتُ: المهاجرون خيرٌ من الأنصارِ، فأخذَ رجلٌ أحد لحي الرأسِ فضربني بهِ فجرحَ أنفي، فأتيتُهُ - صلى -[524]- الله عليه وسلم - فأخبرتُهُ، فنزلَ في شأنِ الخمرِ {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [البقرة: 219] الآية. لمسلمٍ والترمذي (¬1). ¬
8745 - جابر بن سمرة: شكى أهلُ الكوفة سعدًا إلى عمرَ فعزلهُ واستعمل عليهم عمَّارًا، فشكُوا حتَّى ذكروا أنُّه لا يحسنُ يُصلِّى، فأرسلَ إليهِ فقال: يا أبا إسحاق! إنَّ هؤلاءِ يزعُمون أنَّك لا تحسنُ تصلِّى، قال: أما والله إنِّي كنتُ أصلِّي بهم صلاةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لا أخرمُ عنها، أُصلِّى صلاةَ العشاءِ فأركدُ في الأوليين وأخفُّ في الأخريين، قالَ: ذاك الظنُّ بك يا أبا إسحاق، فأرسلَ معهُ رجلاً أو رجالاً إلى الكوفة يسألُ عنهُ أهل الكوفة، فلم يدعْ مسجدًا إلا سأل عنه ويثنون عليه حتَّى دخل مسجدًا لبنى عبسٍ فقامَ رجلٌ منهم يُقالُ له أسامةُ بن قتادةَ، يكنى أبا سعدة، فقالَ: أما إذا نشدتنا فإنَّ سعدًا كان لا يسيرُ بالسريَّة ولا يقسمُ بالسوية ولا يعدلُ في القضيةِ، قالَ سعدُ: أما والله لأدعونَّ بثلاثٍ، اللهمَّ إن كانَ عبدُك هذا كاذبًا قام رياءً وسمعةً فأطل عُمرهُ وأطل فقرهُ وعرضهُ للفتن، فكانَ بعد ذلك إذا سُئل يقولُ شيخُ كبيرٌ مفتونٌ أصابتني دعوةُ سعدٍ، قالَ عبدُ الملكِ بنُ عميرٍ: فأنا رأيتُهُ بعدُ قد سقط حاجباهُ على عينيه من الكبر، وإنَّه يتعرضُ للجواري في الطريقِ فيغمزهُنَّ. للبخاري (¬1). ¬
8746 - سعد رفعه: ((اللهمَّ استجب لسعدٍ إذا دعاك)). للترمذي (¬1). ¬
8747 - وعنه: إني لأولُ رجلٍ من العرب رمى بسهمٍ في سبيلِ الله، ورأيتُنا نغزُو مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وما لنا طعامٌ إلا ورق الحُبلة وهو السَّمرُ، وإن كان أحدُنا ليضعُ كما تضعُ الشاةُ مالهُ خلطٌ، ثم أصبحت بنو أسدٍ تُعزرني على الإِسلام لقد خبتُ إذًا وضلَّ عملي (¬1). ¬
8748 - عائشة: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سهرَ مقدمه المدينة ليلةً، فقال: ليت رجلاً من أصحابي صالحًا يحرُسني الليلة فبينا نحن كذلك إذ سمعنا خشخشةَ سلاحٍ، فقال: ((منْ هذا؟)) قال: أنا سعدُ، قال لهُ: ((ما جاء بك؟)) قال: وقع في نفسي خوفٌ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فجئتُ أحرسُهُ، فدعا له ثمَّ نامَ. هما لليشيخين والترمذي (¬1). ¬
8749 - أحمد بن حنبل: تُوفىِّ سعدُ وهو ابنُ ثلاثٍ وثمانينَ سنةً، وماتَ على عشرةِ أميالٍ من المدينةِ، وحُمل على رقابِ الرجالِ إلى المدينةِ، وكانَ مروانُ يومئذٍ الوالي عليها، وأسلمَ وهو ابنُ سبع عشرة سنةً. للكبير (¬1). ¬
8750 - وله عن الزبير بن بكار: مات سعدُ بالعقيق في قصره على عشرة أميالٍ. بنحوه (¬1). ¬
8751 - شباب العصفري قال: سعيدُ بنُ زيدٍ بن عمروٍ بن نفيلٍ ابن عبد العُزى بن رباحٍ بن عبدِ الله بن قرطٍ بن رزاح بن عديّ بن كعبٍ، وأمُّه فاطمةُ بنتُ بعجةَ بن أميةَ بن خويلدٍ من خزاعةَ. للكبير (¬1). ¬
8752 - قيس بن حازم: سمعتُ سعيدَ بن زيدٍ في مسجدِ الكوفةِ يقولُ: والله لقد رأيتُني وإنَّ عمر لموثقي على الإِسلام أنا وأختُه قبل أن يسلم عمرُ، ولو أنَّ أحدً أرفض للذي صنعتم بعثمانَ، لكانَ محقوقًا أن يرفض. للبخاري (¬1). ¬
8753 - يحيى بن بكير: تُوفِّى سعيدُ بنُ زيدٍ سنةَ إحدى وخمسينَ وسنه بضعٌ وسبعونَ ودُفن بالمدينة، وماتَ بالعقيق ونزل في قبره سعدُ ابنُ أبي وقاصٍ للكبير (¬1). ¬
8754 - أبو عبيدة معمر بن المثنى قال: عبدُ الرحمن بن الحارثِ ابن زهرةَ بن كلابٍ. للكبير (¬1). ¬
8755 - عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقولُ لنسائهِ: ((إنَّ أمركُنَّ مما يهمني من بعدي، ولن يصبر عليكُنَّ إلا الصابرون الصدِّيقون))، قالتْ: يعني المتصدِّقين، ثمَّ قالت لأبي سلمةَ بن عبد الرحمنِ: سقى الله أباك من سلسبيل الجنة، وكان ابنُ عوفٍ قد تصدَّق على أمهاتِ المؤمنين بحديقةٍ بيعتْ بأربعين ألفًا. للترمذي (¬1). ¬
8756 - ولهُ عن أبي سلمة بن عبدِ الرحمن: أنَّ الحديقة بيعتْ بأربعمائة ألفِ (¬1). ¬
8757 - يحيى بن بكير: ولد عبدُ الرحمنِ بن عوفٍ بعد الفيل بعشرين سنةً، وماتَ سنةَ إحدى وثلاثين أو اثنتين وثلاثينَ سنةً، وسنهُ خمسٌ وسبعونَ، وصلَّى عليه عثمانُ. للكبير (¬1). ¬
8758 - أبو إسحاق: أبو عبيدةَ هو عامرُ بنُ عبدِ الله بن الجراحِ ابن هلالٍ بن أُهيبٍ بن ضبَّةَ بن الحارث بن فهرٍ لم يعقِّب، وأمُّهُ: أمُّ غنم بنت جابرٍ ابن عديٍّ بن العداءِ بن عامرٍ بن عُميرةَ بن وديعة بن الحارثِ بن فهرٍ. للكبير (¬1). ¬
8759 - أنس رفعه: ((إنَّ لكلِ أمةٍ أمينًا وإن أمينُنا أيَّتُها الأمةُ أبو عبيدةَ ابن الجراحِ)) (¬1). ¬
8760 - وفي رواية: إنَّ أهلَ اليمنِ قدمُوا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالُوا: ابعثُ معنا رجلاً يعلِّمُنا السنةَ والإِسلامَ، فأخذ بيد أبي عبيدةَ فقال: ((هذا أمينُ هذه الأُمّةِ)). للشيخين (¬1). ¬
8761 - زاد رزين: وفيه نزل {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُم} [المجادلة: 22] الآية، وكُان قتل أباهُ، وهو من جُملةِ أُسارى بدرٍ بيدهِ، لما سمعَ منهُ في النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما يكرهُ ونهاهُ فلم ينتهِ.
8762 - عمر قال: إن أدركني أجلي وأبو عبيدةَ حيٌّ استخلفتهُ، فإن قال الله لم استخلفتهُ على أمةِ محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -؟ قلتُ: إنِّي سمعتُهُ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((لكلِ نبيٍ أمينٌ، وأميني أبو عبيدةَ)). لأحمد بإرسال (¬1). ¬
8763 - يحيى بن بكير: ماتَ أبو عبيدةَ في طاعونَ عمواسَ سنةَ ثمانِ عشرةَ، وهو ابنُ ثمانٍ وخمسينَ سنةً، وشهدَ بدرًا وهو ابنُ إحدى وأربعينَ، ويقال صلَّى عليه معاذُ بنُ جبلٍ. للكبير (¬1). ¬
8764 - حذيفة: جاءَ السَّيِّدُ والعاقبُ صاحبا نجران إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يريدان أن يُلاعناهِ، فقال أحدُهُما لصاحبهِ: لا تفعل، والله إن كانَ نبيًا فتلاعننا لا نفلحُ أبدًا نحنُ ولا عقبنا بعدنا، قال: إنا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلاً أمينًا ولا تبعث معنا إلا أمينًا، فقالَ: ((لأبعثنَّ معكما رجلاً أمينًا حقَّ أمينٍ)). فاستشرف لها أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: ((قُمْ يا أبا عبيدة))، فلمَّا قام، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا أمينُ هذه الأُمَّةِ)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
مناقب العباس وجعفر والحسن والحسين - رضي الله عنهم -
مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين - رضي الله عنهم -
8765 - عبد المطلب بن ربيعة: أنَّ العباسَ دخل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُغضبًا فقال له: ((ما أغضبكَ؟)) فقال: يا رسولَ الله، أرى قومًا من قريشٍ يتلاقون بينهم بوجوهٍ مسفرةٍ، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك. فغضب - صلى الله عليه وسلم - حتَّى احمرَّ وجههُ، وقال: (والذي نفسي بيده لا يدخلُ قلبَ رجلٍ إيمانٌ حتَّى يحبُكُم للهِ ورسولِهِ)). ثُمَّ قالَ: ((أيُّها النَّاسُ، من آذى عمِّى فقد آذاني، وإنَّما عمُّ الرجلِ صنوُ أبيه)) (¬1). ¬
8766 - ابنُ عباسٍ رفعهُ: ((يا عمِّ، إذا كان غداةَ الاثنين فأتني أنت وولدُكَ حتَّى أدعُو لكُم بدعوةٍ ينفعُكَ الله بها وولدكَ)). فغدا وغدونا معهُ فألبسنا كساءً ثُمَّ قالَ: ((اللهمَّ اغفرِ للعباسِ وولدهِ مغفرةً ظاهرةً وباطنةً لا تغادرُ ذنبًا، اللهمَّ احفظهُ في ولدهِ)). زاد رزينُ: ((واجعلْ الخلافةَ باقيةً في عقبهِ)) (¬1). ¬
8767 - أبو هريرة رفعهُ: ((تخرجُ من خُراسان رايات سُود، فلا يردَّها شيءٌ حتَّى تنصبَّ بإيلياءَ)). هي للترمذي (¬1). ¬
8768 - سعد رفعهُ: ((هذا العباسُ بنُ عبد المطلبِ، أجودُ قريشٍ كفًّا وأوصلُها)). لأحمد والبزار والموصلي (¬1). ¬
8769 - أبو هريرة رفعهُ: ((رأيتُ جعفرًا يطيرُ في الجنَّة مع الملائكةِ)). للترمذي (¬1). ¬
8770 - وعنه: أن النَّاسَ يقولونَ: أكثر أبو هريرةَ، وإنِّي كنتُ ألزمُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لشبع بطني حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصق بطني بالحصى من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجلَ الآيةَ وهي معي كي ينقلبَ معي فيطعُمني، وكان خير النَّاسِ للمساكين جعفرُ بنُ أبي طالبٍ كان ينقلبُ معنا فيطعمُنا ما كان في بيتهِ، حتَّى إن كان ليخرج بالعكة ليس فيها شيء فنشقها فنلعق ما فيها. للبخاري (¬1). ¬
8771 - وللترمذي نحوه وفيه: وكانَ جعفرُ يحبُّ المساكين، ويجلسُ إليهم، ويحدثُهُم ويحدثونهُ، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يكنيهِ بأبي المساكين (¬1). ¬
8772 - وعنهُ قالَ: ما احتذى النِّعال ولا ركب المطايا ولا ركبَ الكُور بعد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أفضل من جعفرٍ بن أبي طالبٍ. للترمذي (¬1). ¬
8773 - ابنُ عمر: كان إذا سلَّم على عبد الله بن جعفرٍ قال: ((السلامُ عليكَ يا ابن ذي الجناحين)). للبخاري (¬1). ¬
8774 - ابنُ عباسٍ: بينما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جالسٌ وأسماءُ بنتُ عميسٍ قريبةٌ منهُ إذ ردَّ السلامَ ثُمَّ قال: ((يا أسماءُ هذا جعفرٌ مع جبريل وميكائيل مرُّوا فسلَّموا علينا، فرددتُ السلامَ وأخبرني أنَّهُ لقى المشركين يوم كذا وكذا، فأصبتُ في جسدي من مقاديمي ثلاثًا وسبعينَ بين طعنةٍ وضربةٍ، ثمَّ أخذتُ اللواءَ بيدي اليمنى فقطعتُ، -[530]- ثمَّ أخذتُه بيدي اليسرى فقُطعت، فعوَّضني الله من يدي جناحين أطيرُ بهما مع جبريل وميكائيل في الجنَّةِ)). للكبير مطولاً بخفى (¬1). ¬
8775 - البراء: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - والحسنَ على عاتقهِ يقولُ: ((اللهمَّ إني أحبُّهُ فأحبَّه)). وفي رواية: أنَّه أبصرَ حسنًا وحسينًا فقالَ: ((اللهمَّ إني أحبُّهما فأحبَّهما)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8776 - أنس: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، أيُّ أهل بيتكَ أحبُّ إليكَ؟ فقال: ((الحسن والحسينُ))، وكان يقول لفاطمة: ((ادعي لي ابنيّ))، فيشمُّهُما ويضمهما إليهِ. للترمذي (¬1). ¬
8777 - أبو هريرة: خرجتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في طائفةٍ من النَّهارِ لا يكلمُني ولا أكلِّمُه، حتَّى جاءَ سوقَ بني فينُقاعَ، ثُمَّ انصرف حتَّى أتى مخبأ فاطمةَ فقال: ((أثمَّ لُكعُ؟)) يعني حسنًا، فظننا إنما تحبسُه لأن تُغسِّلُهُ أو تُلبسُهُ سخابًا، فلم نلبث أن جاءَ يسعى حتَّى اعتنق كلُّ واحدٍ منهما صاحبه فقال: ((اللهمَّ إني أحبُّه فأحبَّهُ وأحبَّ من يحبُّه)). للشيخين (¬1). ¬
8778 - خالد بن معدان قال: وفد المقدامُ بنُ معدى كربٍ وعمرو بنُ الأسودِ ورجلٌ من بني أسدٍ من أهلِ قنسرينَ إلى معاويةَ، فقالَ معاويةُ للمقدامِ: أما علمتَ أنَّ الحسن بنَ علي تُوفَّى، فرجعَ المقدامُ فقالَ لهُ: يا فلانُ! أتعدُّها مصيبةً؟ فقال المقدامُ: مالي لا أُعدُّها مصيبةً، وقد وضعهُ - صلى الله عليه وسلم - في حجرهِ، فقالَ: ((هذا منِّي وحسينُ من علي))، فقالَ الأسدي: جمرةٌ أطفأها الله، فقالَ المقدامُ: أمَّا أنا فلا أبرحُ اليومَ حتَّى أغضبَك وأُسمعُكَ ما تكرهُ، ثُمَّ قال يا معاويةَ: إن أنا صدقتُ فصدقني، وإن أنا كذبتُ فكذبني قال: افعل، قالَ أُنشدُك بالله هل سمعتَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لبس الذهبِ؟ قال: نعم، قال: أنشدُكَ بالله هل تعلمُه نهى عن لبس الحرير؟ قال: نعم، قال: -[531]- فأنشدُك بالله هل تعلمُه نهى عن لبس جلودِ السِّباع والركوبِ عليها؟ قال: نعم، قال: فوالله لقد رأيتُ هذا كلَّه في بيتكَ يا معاويةَ، قال معاويةُ: قد علمتُ أنِّي لا أنجو منك يا مقدامُ، قالَ خالدُ: فأمر معاويةَ للمقدام بما لم يأمر لصاحبيهِ، وفرضَ لابنه في المائتينِ، ففرَّقَهَا المقدامُ على أصحابهِ ولم يعط الأسديَّ لأحدٍ شيئًا مما أخذ، فبلغ معاوية ذلكَ فقالَ: فأمَّا المقدامُ فرجلٌ كريمٌ بسطَ يدهُ، وأمَّا الأسديُّ فرجلٌ حسنُ الإِمساكِ لشيئهِ. للنَّسائي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
8779 - يعلى بن مرة رفعه: ((حسينٌ مني وأنا من حسينٍ، أحبَّ الله من أحبَّ حسينًا، حسينٌ سبطٌ من الأسباطِ)) (¬1). ¬
8780 - أبو سعيد رفعه: ((الحسنُ والحسين سيدا شبابِ أهل الجنة)). هما للترمذي (¬1). ¬
8781 - ابن عمر سألهُ رجلٌ عن دم البعوضِ؟ فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل العراقِ، قال: انظروا إلى هذا، يسألني عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وسمعته - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((هما ريحانتاي من الدنيا)) (¬1). ¬
8782 - وفي روايةٍ: سأله عن المحرم يقتلُ الذبابَ، فقال: يا أهل العراقِ! تسألونا عن قتل الذبابِ، وقد قتلتم ابن بنت النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ¬
8783 - وفي أخرى: ما أسألهم عن الصغيرة وأجرأهم على الكبيرةِ. للبخاري والترمذي (¬1). ¬
8784 - عبد الله بن شداد عن أبيه: خرجَ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في إحدى صلاتي العشاءِ وهو حاملٌ حسنًا أو حسينًا، فتقدم - صلى -[532]- الله عليه وسلم - فوضعه ثم كبر للصلاةِ، فصلى فسجد بين ظهراني صلاتهِ سجدة أطالها، فرفعتُ رأسي فإذا الصبيُ على ظهر النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجدٌ، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى الصلاة قال الناسُ: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدةً أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمرٌ، وأنه يوحى إليك، قال: ((كلُّ ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهتُ أن أعجله حتى يقضي حاجته)). للنسائي (¬1). ¬
8785 - بريدة: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يخطبُنا فجاءَ الحسنُ والحسينُ وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل - صلى الله عليه وسلم - من المنبرِ فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: ((صدقَ الله {إِِِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28] نظرتُ إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعتُ حديثي ورفعتُهما)). لأصحاب السنن (¬1). ¬
8786 - علي قال: الحسنُ أشبهُ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما بين الصدر إلى الرأسِ، والحسينُ أشبه به - صلى الله عليه وسلم - فيما كان أسفل من ذلك (¬1). ¬
8787 - سلمى امرأة من الأنصار دخلتُ على أمِّ سلمةَ وهي تبكي قلتُ: ما يبكيكِ؟ قالت: رأيتُ الآن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في المنامِ وعلى رأسِهِ ولحيتهِ الترابُ وهو يبكي، فقلتُ: ما لك يا رسول الله؟ فقال: ((شهدتُ قتل الحسين آنفًا)). هما للترمذي (¬1). ¬
8788 - أنس: كنتُ عند ابن زيادٍ فجيء برأس الحسين، فجعلَ يضرب بقضيبٍ في أنفه ويقول: ما رأيتُ مثلَ هذا حسنا، فقلتُ: أما إنه كانَ أشبههم برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري والترمذي بلفظه. وللبزار والكبير قال أنس: والله لأسوءنك إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلثم حسينا حيث يقع قضيبك. قال: فانقبض (¬1). ¬
8789 - عمار بن عمير: لما جيء برأس عبيد الله بن زيادٍ وأصحابه: نضدت في المسجدِ في الرحبة، فانتهيتُ إليهم وهم يقولون: قد جاءت قد جاءت، فإذا حيةٌ قد جاءت تخللُ الرءوس حتى دخلت في منخر عبيد الله بن زيادٍ، فمكثت هنيهةً، ثم خرجت فذهبت، حتى تغيبت، ثم قالوا: قد جاءت قد جاءت، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثًا. للترمذي (¬1). ¬
8790 - أم سلمة رفعته في حقِّ الحسين: ((إنَّ جبريل قال تحبُّه؟ قلتُ: أمَّا في الدنيا فنعم، قال: إن أمتك ستقتله بأرض يقال لها كربلاء))، فلما أحبط بحسينٍ حين قتل، قال: ما اسمُ هذه الأرضِ؟ قالوا: كربلاء قال: صدقَ الله ورسوله كربٌ وبلاءٌ. للكبير مطولاً (¬1). ¬
8791 - عائشة رفعته: ((إنَّ جبريل أخبرني أن ابني حسينًا مقتولٌ في أرض الطفِّ، وأن أمتي ستفتنُ بعدي)). للكبير بلين مطولاً (¬1). ¬
8792 - محمد بن الحسن بن زبالة: لما نزل عمرُ بنُ سعدٍ بالحسينِ وأيقنَ أنهم قاتلوه، قامَ في أصحابه خطيبًا، فحمدَ الله ورغبهم في لقاءِ الله، نفرهم من الحياةِ مع الظالمين، وقتل بالطفِّ بكربلاء. للكبير بضعف (¬1). ¬
8793 - الشعبي: لما أراد الحسينُ أن يخرجَ أتى ابن عمر ليودعه، فقال له: إني أريدُ العراق، فقال: لا تفعل، فإنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خيرتُ بين أن أكون نبيًّا ملكًا أو نبيًا عبدًا، فقيل لي تواضع، فاخترتُ أن أكونَ نبيًا عبداً))، وإنك بضعةٌ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فلا تخرج فأبى فودَّعه وقال: أستودعُك الله من مقتولٍ. للبزار والأوسط (¬1). ¬
8794 - ابن عباس: استأذنني حسينٌ في الخروجِ، فقلتُ: لولا أن يُزرى بي أو بك، لشبَّكتُ بيدي في رأسكِ، فقال: لأن أقتل بمكان كذا وكذا، أحبُّ إلي من أن يستحلَّ بي حرم الله ورسولِهِ، قال: فذلك الذي سلى بنفسي عنه (¬1). ¬
8795 - الضحاك بن عثمان: خرجَ الحسينُ إلى الكوفة ساخطًا لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيدُ إلى عبيد الله بن زيادٍ وهو واليه على العراق: إنه قد بلغني أن حسينًا قد سار إلى الكوفة، وقد ابتلي به زمانُك وبلدك وابتليت به، وعندها تعتقُ أو تعودُ عبدًا، فقتله عبيدُ الله بنُ زيادٍ وبعث برأسهِ إليه، فلمَّا وضع بين يديه تمثلَ بقولِ الحصين بن حمامٍ: نعلِّقُ هامًا من رجالٍ أحبَّةٍ. إلينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما (¬1). ¬
8796 - الزبير بن بكار: ولد الحسينُ لخمسٍ خلونَ من شعبانَ سنة أربعٍ من الهجرة، وقُتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، قتله سنانُ ابنُ أبي أنسٍ، وأجهزَ عليه خولي بنُ يزيدٍ الأصبحي، وحز رأسه وأتى به ابن زيادٍ. فقال سنانٌ: أوقر ركابي فضةً وذهبًا. ... أنِّي قتلتُ الملك المحجَّبا. قتلتُ خير الناسِ أمًا وأبًا (¬1). ¬
8797 - الليث بن سعد قال: أبى الحسينُ أن يستأسر فقاتلوه، فقتلوه وقتلوا بنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه، وانطلق بعليِّ بن حسينٍ وفاطمةَ وسكينة بنتي حسين إلى ابن زيادٍ، فبعثَ بهم إلى يزيد، فأمر بسكينةَ فجعلها خلف سريره؛ لئلا ترى رأس أبيها، وعلي بن حسين في غلٍ وهو غلامٌ، فوضع رأس الحسين، وقال يزيدُ: نعلقُ هامًا البيتِ، وقال عليُّ بنُ الحسين: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ} [الحديد:22] فقال يزيدُ: بل بما كسبت أيدكم ويعفُو عن كثيرٍ، فقال علي: أما والله لو رآنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مغلولينَ لأحبَّ أن يحلنا من الغلِّ، قال: صدقت، فحلوهم ففعلوا، وقال: -[535]- ولو وقفنا بينَ يدي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - على بُعدٍ لأحبَّ أن يقربنا، قالَ: صدقتَ، فقربُوهُم، فجعلت فاطمةُ وسكينةُ تتطاولان لتريان رأسَ أبيهما، وجعل يزيدُ يتطاولُ في مجلسهِ ليسترَ الرأسَ، ثم أمرَ بهم فجُهزُوا وأصلحَ إليه، وأُخرجُوا إلى المدينةِ (¬1). ¬
8798 - الشعبي: رأيتُ في النومِ كأنَّ رجالاً نزلوا من السماءِ معهم حرابٌ يتتبعون قتلةَ الحسين، فما لبثتُ أن نزل المختارُ فقتلهمُ (¬1). ¬
8799 - الزهري قال: ما رُفع بالشامِ حجرٌ يومَ قتلِ الحسينِ إلا عن دمٍ (¬1). ¬
8800 - وفي روايةٍ: لم ترفع حصاةٌ بيتِ المقدسِ إلا وُجدَ تحتها دمٌ عبيط (¬1). ¬
8801 - أبو قبيل: لمَّا قُتل الحسينُ انكسفت الشمسُ حتى بدت الكواكبُ نصف النهارِ، حتى ظننا أنها هي (¬1). ¬
8802 - الليثُ بنُ سعدٍ: أنهُ قُتل مع الحسينِ، العباسُ بنُ علي ابن أبي طالبٍ، وأمُه أمُّ البنين عامرة، وجعفرُ وعبدُ الله وعثمانُ وأبو بكرٍ بنو عليّ، وأمُّ أبي بكرٍ ليلى بنتُ مسعودٍ نهشلية، وعلىُّ بنُ الحسين الأكبر وأُمهُ ليلى ثقفيةٌ، وعبدُ الله بنُ الحسينِ وأمهُ الربابُ كلبية، وأبو بكرٍ بنُ الحسينِ، وعونُ ومحمدُ ابنا عبد الله بنُ جعفرَ بن أبي طالبٍ، وجعفرُ ومسلمُ ابنا عقيلٍ بن أبي طالبٍ وسليمانُ مولى الحسين، وعبدُ الله رضيعُ الحسينِ (¬1). ¬
8803 - محمدُ بنُ الحنفيةِ: قُتل مع الحسين سبعةَ عشر كلُّهم ارتكض في رحمِ فاطمةَ رضي الله عنهم. هي للكبير (¬1). ¬
8804 - أبو قبيل: لمَّا قُتل الحسينُ احتزُوا رأسهُ، وقعدُوا في أولِ مرحلةٍ يشربونَ النبيذَ، فخرجَ إليهم قلمٌ من حديدٍ من حائطٍ، فكتبَ بدمٍ: أترجُو أمة قتلتْ حسينًا ... شفاعة جده يوم الحسابِ. فهربوا وتركُوا الرأسَ ثم رجعُوا. للكبير بخفى (¬1). ¬
8805 - أمُّ سلمةَ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تدعي أحدًا يدخلُ علىّ، فجاءَ الحسينُ فأرادَ أن يدخلَ فأخذتُهُ، فلمَّا اشتدَ في البكاءِ خليتُ عنهُ، فدخلَ حتى جلسُ في حجرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ جبريلُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ أُمتكَ ستقتلُ ابنكَ هذا، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((يقتلونهُ وهم مؤمنونَ بي؟)) قال: نعم، فخرج - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إنَّ أُمتي يقتلونَ هذا))، فقالَ أبو بكرٍ وعمرُ: يا نبيّ الله وهم مؤمنونَ؟ قالَ: ((نعم)). للكبير بلين مطولاً (¬1). ¬
مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري - رضي الله عنهم -
مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري - رضي الله عنهم -
8806 - عائشة: قدمَ زيدٌ بن حارثةَ المدينةَ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي، فقرعَ البابَ فقامَ إليهِ - صلى الله عليه وسلم - عريانًا يجرُّ ثوبه، والله ما رأيتُه عريانًا قبلهُ ولا بعدهُ فاعتنقه وقبلهُ (¬1). ¬
8807 - جبلة بن حارثة: قدمتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يا رسولَ الله ابعث معي أخي زيداً، قال: ((هو ذاك انطلق إليهِ، فإن ذهبَ معك لم أمنعهُ))، فجاءَ زيدٌ فقالَ: يا رسولَ الله! أوَ أختارُ عليك أحدًا؟ قالَ جبلةُ: فأقمتُ أنا مع أخي، ورأيتُ رأي أخي أفضل من رأيي. هما للترمذي (¬1). ¬
8808 - ابنُ عمر: بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بعثًا وأمرَّ عليهم أسامةَ ابن زيدٍ فطعنَ بعضُ النَّاسِ في إمارته، فقال - صلى الله -[537]- عليه وسلم -: ((إنْ تطعنُوا في إمارتِه فقد كنتمُ تُطعنونَ في إمارةِ أبيه من قبلِ، وايمُ الله إن كان لخليقٌ بالإمارةِ وكانَ لَمِنْ أحبِّ النَّاسِ إليَّ، وإنَّ هذا لمن أحبِّ النَّاسِ إليَّ بعدهُ)). للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8809 - أسامة: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قد عقدَ لي لواءً في مَرَضِهِ الذي ماتَ فيه وبرزتُ بالنَّاسِ، فلمَّا ثقُل هبطتُ وهبطَ النَّاسُ إلى المدينةِ، فدخلتُ عليهِ وقد أصمتَ، فجعلَ يَضَعُ يديهِ عليَّ ويرفعهُما، فعرفتُ أنَّه يدعُو لي. للترمذي (¬1). ¬
8810 - عائشة قالت: عثر أسامةُ بعتبة البابِ فشُجَّ في وجهه فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أميطي عنه الأذى)) فتقذرتُه، فجعلَ يمصُّ عنهُ الدّمَ ويمجُّ عن وجههِ ثُمَّ قال: ((لو كان أسامةُ جاريةً لحليتهِ وكسوتهِ حتى أنفقهُ)). للقزويني (¬1). ¬
8811 - وعنها: أراد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُنحِّى مُخاطَ أسامةَ، قالتْ عائشةُ: دعني حتَّى أنا أفعلُهُ، قالَ: ((يا عائشةُ أحبِّيهِ فإنِّي أحبُّهُ)) (¬1). ¬
8812 - ابنُ عمرَ: أنَّ عمرَ فرضَ لأسامةَ في ثلاثةِ آلافٍ وخمسمائةِ وفرض لعبدِ الله بن عمرَ في ثلاثةِ آلافٍ، فقال ابنُ عمرَ: لِمَ فضَّلتَ أسامةَ عليُّ؟ فوالله ما سبقني إلى مشهدٍ قال: لأنَّ زيدًا كان أحبَّ إلى النبيِّ من أبيك، وأسامةَ أحبَّ إليهِ منكَ، فآثرتُ حبَّه - صلى الله عليه وسلم - على حُبِّي. هما للترمذي (¬1). ¬
8813 - وعنهُ: وقد نظر وهُو في المسجدِ إلى رجلٍ يسحبُ ثيابه في ناحيةٍ من المسجدِ، فقالَ: انظروا من هذا؟ فقيلَ له: هذا محمدٌ بنُ أسامةَ، فطأطأ ابنُ عمرَ -[538]- رأسهُ ثُمَّ قال: لو رآه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأحبَّهُ. للبخاري (¬1). ¬
8814 - ابن شهاب: قال: أولُ من أسلم زيدُ بنُ حارثةَ. للكبير بإرسالٍ (¬1). ¬
8815 - علي: جاءَ عمَّارُ بنُ ياسرٍ يستأذنُ على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ائذنوا له، مرحبًا بالطيِّبِ المطيَّبِ)). للترمذي (¬1). ¬
8816 - أبو هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالَ لعمارٍ: ((أبشرْ تقتلُك الفئةُ الباغيةُ)). للترمذي (¬1). ¬
8817 - وزاد رزين: واستسقى يومَ صفين فأتى بقعبٍ فيه لبنٌ، فلمَّا نظر إليه كبَّر ثمَّ قالَ: أخبرنيِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّ آخرَ رزقي من الدُّنيا ضياحُ لبنٍ في مثل هذا القعب، ثُمَّ حُمل فلم يُنثني حتَّى قُتل.
8818 - أبو سعيدٍ رفَعَهُ: ((ويحَ عمَّارٍ، تقتلُهُ الفئةُ الباغيةُ، يدعُوهُم إلى الجنَّة ويدعونهُ إلى النَّارِ)). للبخاري (¬1). ¬
8819 - عائشة رفعتْهُ: ((ما خُيِّرَ عمَّارٌ بينَ أمرينِ إلاَّ اختارَ أرشَدَهُما)). للترمذي (¬1). ¬
8820 - رَجُلٌ منَ الصحابة رفعهُ: ((مُلئَ عمَّارٌ إيمانًا إلى مُشاشهِ)). للنسائي (¬1). ¬
8821 - عليُّ رفعهُ: ((دمُ عمَّارٍ ولحمُه حرامٌ على النَّارِِ أن تطعمهُ)). للبزار (¬1). ¬
8822 - بلالُ بنُ يحيى: لما قُتل عثمانُ (¬1) قيل لحذيفةَ قُتل هذا الرجلُ وقد اختلفَ النَّاسُ فما تقولُ؟ قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((أبو اليقظانِ على الفطرةِ لا يدعُها حتَّى يموتَ أو يمسَّهُ الهرمُ)). للبزار والأوسط (¬2). ¬
8823 - عثمانُ: أقبلتُ مع النبيِّ نتمشَّى في البطحاءِ حتَّى أتى على عمَّارٍ وأبيهِ وأمِّهِ يُعذَّبونَ، فقالَ أبو عمَّارٍ: يا رسولَ الله الدَّهر هكذا؟ فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: اصبر، اللهمَّ اغفر لآلِ ياسرٍ وقد فعلت. لأحمدَ (¬1). ¬
8824 - وللكبير بخفى: ((اصبرُوا آل ياسرٍ موعدُكُم الجنَّةُ)) (¬1). ¬
8825 - الحسن: كانَ عمَّارُ يقولُ: قاتلتُ مع النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الجنَّ والإِنسَ، أرسلني إلى بئر بدرٍ فلقيتُ الشيطانَ في صورةِ الإنِس فصارعنيِ فصرعتُهُ، فجعلتُ أدقُّهُ بفهرٍ معي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((عمَّارُ لقى الشيطانَ عند البئر فقاتلهُ))، فما عدى أن رجعتُ فأخبرتُه فقال ذاك الشيطانُ. للكبير بلين وخفى (¬1). ¬
8826 - خالد بن الوليد رفعهُ: ((من يُحقر عمَّارًا يُحقِّرهُ الله، ومنْ يسبَّه يسبَّه الله، ومن ينتقصهُ ينتقصهُ الله)) (¬1). ¬
8827 - وفي رواية: ((ومن يعادِ عمَّارًا يُعادِهِ الله)). للكبير مطولاً (¬1). ¬
8828 - عمرو بن العاص: وقد أتاه رجلان يختصمان في دم عمار وسلبه، فقال عمرو: خليا عنه فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «قاتل عمار وسالبه في النار» (¬1). ¬
8829 - عبد الله بن الحارث: أن عمرو بن العاص قال لمعاوية: يا أمير المؤمنين، أما سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول حين كان يبني المسجد لعمار: «إنك لحريصٌ على الجهاد، وإنك لمن أهل الجنة، ولتقتلنك الفئة الباغية». قال: بلى. فلم قتلتموه؟! ما تزال تدحض في بولك، أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذي جاء به» (¬1). ¬
8830 - كلثوم بن جبر: أنه قيل لقاتل عمار كيف كان أمر عمار قال: أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنا نعد عمارًا من خيارنا حتى سمعته يومًا في مسجد قباء يقع في عثمان فلو حصلت إليه لوطئته برجلي فما صليت بعد ذلك صلاة إلا قلت: اللهم لقنى عمارًا فلما كان يوم صفين استقبلني رجل يسوق الكتيبة فاختلفت أنا وهو ضربتين فبدرته وضربته فكبا لوجهه ثم قتلته. هي للكبير (¬1). ¬
8831 - عَلِيّ رفعه: «لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا منهم مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ، لَأَمَّرْتُ عليهم ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ» (¬1). للترمذي. ¬
8832 - عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ: سألت حُذَيْفَةَ عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ والدل مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ فَقَالَ: مَا نعلم أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا به - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ، أقربهم إلى الله وسيلة. للبخاري والترمذي (¬1). ¬
8833 - أبو مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنْ الْيَمَنِ فَمَكَثْنَا حِينًا ولا ندري إلا أن ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ مِنْ أَهْلِ بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِهِمْ عليه وَلُزُومِهِمْ بَهُ. للشيخين والترمذي (¬1) ¬
8834 - أبو مُوسَى وَأَبَو مَسْعُودٍ الأنصاري: قال أحدهما لصاحبه حِينَ مَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَتُرَاهُ تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ؟ فَقَالَ: إِنْ قُلْتَ ذَلكَ إِنْ كَانَ لَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا وَيَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا (¬1). لمسلم. ¬
8835 - ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بَشَّرَاهُ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ» (¬1). للقزويني. ¬
8836 - وعنه: لقد رأيتني وإنى لسادس ستة ما على الأرض مسلمٌ غيرُنا (¬1). للكبير. ¬
8837 - أبو ذر قال عبد الله بن الصامت قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا، فَنَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا فَأَكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ، فَقَالُوا: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكَ خَالَفَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسٌ، فَجَاءَ خَالُنَا فَنَثَا (¬1) عَلَيْنَا الَّذِي قِيلَ لَهُ. فَقُلْتُ: أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفِكَ فَقَدْ كَدَّرْتَهُ، وَلَا جِمَاعَ لَكَ فِيمَا بَعْدُ فَقَرَّبْنَا صِرْمَتَنَا (¬2)،فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا وَتَغَطَّى خَالُنَا بثَوْبِهُ فَجَعَلَ يَبْكِي، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ فَنَافَرَ أُنَيْسٌ عَنْ صِرْمَتِنَا فَأَتَيَا الْكَاهِنَ فَخَيَّرَ أُنَيْسًا فَأَتَانَا أُنَيْسٌ بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا. ومعهما، وَقَدْ صَلَّيْتُ يَا ابْنَ أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بِثَلَاثِ سِنِينَ. قُلْتُ لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ تعالى قُلْتُ: فَأَيْنَ تَوَجَّهُ؟ قَالَ: أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي، أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ (¬3) حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ فَقَالَ أُنَيْسٌ إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي، فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَرَاثَ (¬4) عَلَيَّ ثُمَّ جَاءَ فَقُلْتُ مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ الله أَرْسَلَهُ. قُلْتُ: فَمَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: يَقُولُونَ شَاعِرٌ, كَاهِنٌ، سَاحِرٌ. وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ قَالَ أُنَيْسٌ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ (¬5) الشِّعْرِ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ وَالله إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. قُلْتُ: فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ فَأَتَيْتُ مَكَّةَ -[542]- فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ فَقُلْتُ أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ؟ فَأَشَارَ إِلَيَّ فَقَالَ: الصَّابِئَ الصَّابِئَ. فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ. فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ. فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا، وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ (¬6) بَطْنِي، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ (¬7) جُوعٍ. فَبَيْنَا أَهْلُ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانَ (¬8) إِذْ ضُرِبَ عَلَى أَصْمِخَتِهِمْ (¬9) فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ وَامْرَأَتَان مِنْهُمْ تَدْعُوَانِ أِسَافًا وَنَائِلَةَ فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا فَقُلْتُ أَنْكِحَا إَحَدَهُمَا الْأُخْرَى فَمَا تَنَاهَتَا عَنْ قَوْلِهِمَا. فَأَتَتَا عَلَيَّ فَقُلْتُ هَنٌ مِثْلُ الْخَشَبَةِ غَيْرَ أَنِّي لَا أَكْنِي فَانْطَلَقَتا تُوَلْوِلَانِ وَتَقُولَانِ: لَوْ كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا. فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا هَابِطَانِ قَالَ: مَا لَكُمَا: قَالَتَا: الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا قَالَ مَا قَالَ لَكُمَا قَالَتَا إِنَّهُ قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلَأُ الْفَمَ وَجَاءَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ وَطَافَ بِالْبَيْتِ هُوَ وَصَاحِبُهُ ثُمَّ صَلَّى فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ. فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله». ثُمَّ قَالَ: «ممَنْ أَنْتَ» قَالَ: قُلْتُ: مِنْ غِفَارٍ. فَأَهْوَى بِيَدِهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِ انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ، فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ فَقَدَعَنِي صَاحِبُهُ وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فقال «مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا؟» قَالَ: كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ. «قَالَ فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ؟» قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَََنُ بَطْنِي وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ. فقَالَ: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ». قال أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله، ائذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ فَانْطَلَقَ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ َكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا، ثُمَّ غَبَرْتُ مَا غَبَرْتُ ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «إِنَّهُ قََدْ وُجِّهَتُ إلِى أَرْضٍ ذَاتِ نَخْلٍ لَا أُرَاهَا إِلَّا يَثْرِبَ فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ عَسَى الله أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ» فَأَتَيْتُ أُنَيْسًا فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: صَنَعْتُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ قَالَ مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكَ فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ -[543]- وَصَدَّقْتُ فَأَتَيْنَا أُمَّنَا فَقَالَتْ مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، فَاحْتَمَلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ أَيْمَاءُ بْنُ رَخصَةَ وَكَانَ سَيِّدَهُمْ، وَقَالَ نِصْفُهُمْ إِذَا قَدِمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ الْبَاقِي، وَجَاءَتْ أَسْلَمُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله إِخْوَتُنَا نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ فَأَسْلَمُوا. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «غِفَارُ غَفَرَ الله لَهَا وَأسْلَمُ سَالَمَهَا الله». ومن رواياته: فتنافر إلى رجل من الكهان فلم يزل أخي أنيس يمدحه حتى غلبه فأخذنا صرمته (¬10). ¬
8838 - ومنها: أن أبا ذرٍ تزود وحمل شنة حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَالْتَمَسَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَلَا يَعْرِفُهُ وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ بعضُ اللَّيْلِ فَاضْطَجَعَ فَرَآهُ عَلِيٌّ فعرفه أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ فَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وَزَادَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَظَلَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلَا يَرَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى أَمْسَى، فَعَادَ إِلَى مَضْجَعِهِ فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ: مَا آَنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ. فَأَقَامَهُ فَذَهَبَ بِهِ مَعَهُ، وَلَا يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَقَامَهُ عَلِيٌّ مَعَهُ فقال: أَلَا تُحَدِّثُنِي مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ هَذَا الْبَلَدَ؟ قَالَ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدَنِّي فَعَلْتُ فَفَعَلَ. فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: َإِنَّهُ حَقٌّ وَهُوَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاتَّبِعْنِي فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ شَيْئًا أَخَافُه عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ الْمَاءَ فَإِذاْ أمَضَيْتُ فَاتَّبِعْنِي حَتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي فَفَعَلَ، فأخبره فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَدَخَلَ مَعَهُ فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ فَقَالَ: لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: «ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي» فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله وَثَارَ الْقَوْمُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَضْجَعُوهُ وَأَتَى الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: وَيْلَكُمْ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ -[544]- مِنْ غِفَارٍ وَأَنَّ طَرِيقَ تُجَّارِكُمْ إِلَى الشَّامِ عَلَيْهِمْ فَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ ثُمَّ عَادَ مِنْ الْغَدِ بِمِثْلِهَا وَثَارُوا إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ فَأَنْقَذَهُ (¬1). لمسلم وشاركه البخاري في هذه. ¬
8839 - أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إِنِّي سمعتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ خَرَجَ مِنْ الدُّنْيَا كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ تَرَكْتُهُ وَإِنَّهُ وَالله مَا مِنْكُمْ مِن أَحَدٍْ إِلَّا وَقَدْ تَشَبَّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ غَيْرِي» (¬1). لأحمد والكبير. ¬
8840 - وعنه: لقد رأيتنى ربع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وبلال رضي الله عنهما (¬1).للكبير. ¬
8841 - إبراهيم بن الأشتر: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَضَرَهُ الْمَوْتُ بِالرَّبَذَةِ فَبَكَتْ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: أَبْكِي إنه لَا يَدَ لِي بِنَفْسِكَ وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا. فَقَالَ: لَا تَبْكِي؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ». فَكُلُّ مَنْ كَانَ مَعِي فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَاتَ فِي جَمَاعَةٍ وَقريةٍ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرِي، وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالْفَلَاةِ أَمُوتُ فَرَاقِبِي الطَّرِيقَ فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرَيْنَ مَا أَقُولُ، فَإِنِّي مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ، فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إذا بْقَوْمِ تَخُّب بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا، فَقَالُوا: مَا لَكِ قَالَتْ: امْرُؤٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ تُكَفِّنُوهُ وَتُؤْجَرُواَ قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَتْ: أَبُو ذَرٍّ. فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ فابتدروه فَقَالَ: أَبْشِرُوا فأَنْتُمْ النَّفَرُ الَّذِي قَالَ فِيكُمْ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَا قَالَ فَأَنْشُدُكُمْ بالله لَا يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ -[545]- عَرِيفًا أَوْ أميرًا أو بَرِيدًا فَكُلُّ الْقَوْمِ قَدْ نَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ عندي ثَوْبَانِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي. قَالَ: أَنْتَ صَاحِبِي (¬1). لأحمد والبزار. ¬
مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير - رضي الله عنهم -
مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير - رضي الله عنهم -
8842 - حُذَيْفَةَ: سَأَلَتْنِي أُمِّي مَتَى عَهْدُكَ برسول الله فَقُلْتُ: مَا لِي بِهِ عَهْدٌ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَنَالَتْ مِنِّي. فَقُلْتُ: دَعِينِي آتيه فَأُصَلِّيَ مَعَهُ الْمَغْرِبَ وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ فَأَتَيْتُه فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ ثم قام يصلي حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ انْفَتَلَ فَتَبِعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي فَقَالَ: «مَنْ هَذَا حُذَيْفَةُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «مَا حَاجَتُكَ غَفَرَ الله لَكَ وَلِأُمِّكَ؟ قَالَ إِنَّ هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلْ إلى الْأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ وَيُبَشِّرَنِي ِأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» (¬1). ¬
8843 - وعنه: قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، لَوْ اسْتَخْلَفْتَ؟ قَالَ: «إني إِنْ اسْتَخْلِفْتُ فَعَصَيْتُمُ خليفتي عُذِّبْتُمْ، وَلَكِنْ مَا حَدَّثَكُمْ حُذَيْفَةُ فَصَدِّقُوهُ وَمَا أَقْرَأَكُمْ عَبْدُ الله بن مسعود فَاقْرَءُوه» (ُ (¬1). هما للترمذي. ¬
8844 - أبو إسحاق قال البراء بن عازب: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثَوْبُ حَرِيرٍ فَجَعَلْنَا نَلْمُسُهُ وَنَتَعَجَّبُ مِنْهُ، فَقَالَ أَتَعْجَبُونَ مِنْ لين هذه؟ لمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ منها وألين. للشيخين والترمذي (¬1) ¬
8845 - جَابِرٍ رفعه: «اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» , فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الْبَرَاءَ يَقُولُ: اهْتَزَّ السَّرِيرُ. فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ ضَغَائِنُ. سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذ» (¬1). للشيخين والترمذي بلفظ البخاري. ¬
8846 - ابْنِ عَبَّاسٍ: ضَمَّنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى صدره وَقَالَ: «اللهمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ» (¬1). ¬
8847 - وفي رواية: «الحكمة» (¬1). ¬
8848 - وفي أخرى أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أتى الْخَلَاءَ فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءً فلما خرجَ قال: «مَنْ وَضَعَ هَذَا» فَأُخْبِرَ فَقَالَ «اللهمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وعلمه التأويل» (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
8849 - أُمُّ الْفَضْلِ: بَيْنَا أَنَا مَارَّةٌ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحِجْرِ، فَقَالَ: «يَا أُمَّ الْفَضْلِ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «إِنَّكِ حَامِلٌ بِغُلامٍ فَإِذَا وَضَعْتِيهِ فَأتِينِي بِهِ»، فَلَمَّا وَضَعَتْهُ أَتَيتْه بِهِ فَسَمَّاهُ عَبْدَ الله، وَأَلْبَأَهُ (¬1) بريقه، ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبِي بِهِ، فلتجِدِيهُ كَيِّسًا» (¬2). للكبير بضعف. ¬
8850 - ابن عباس: دعا لي النبيُّ وقال: «نعم ترجمان القرآن أنت»، ودعا لى جبريل عليه السلام مرتين. (¬1) للكبير مطولًا. ¬
8851 - سعيد بن جبير: مات ابن عباس بالطائف وشهدنا جنازته فجاء طائر حتى دخل في نعشه، ثم لم ير خارجًا منه فلما دفن تليت هذه الآية على القبر ولم يدر من تلاها {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} إلى {جنتي}». (¬1) [الفجر: 27 - 30] للكبير. ¬
8852 - ابْنِ عُمَرَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عليه فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عليه، وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا َعْزَبًَا أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيْ الْبِئْرِ، وَإِذَا فِيهَا أنَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِالله مِنْ النَّارِ فلقيهم مَلَكٌ آخَرُ، فَقَالَ لِي لم ترع فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ الله لَوْ كَانَ يُصَلِّي من الليل» قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ عَبْدُ الله لَا يَنَامُ مِنْ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا (¬1) ¬
8853 - وفي رواية: رَأَيْتُ فِي النوم كأن في كفي سرقة من حرير لا أهوي بها إلى مكان في الجنة إِلَّا طَارَتْ بِي إِلَيْهِ فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ «إِنَّ أَخَاكِ رَجُلٌ صَالِحٌ» أَوْ قال «إِنَّ عَبْدَ الله رَجُلٌ صَالِحٌ» (¬1) ¬
8854 - وفي أخرى: قَالَ: إِنَّ رِجَالًا كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا فَيَقُصُّونَهَا عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُ فِيهَا وَأَنَا غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ َبَيْتِي الْمَسْجِدُ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ, فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلَاءِ فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ لَيْلَةً فقُلْتُ: اللهمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَنِي مَلَكَانِ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ فحملاني إِلَى جَهَنَّمَ، وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ، ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ: لم ترع؟ نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ لَوْ تُكْثِرُ الصَّلَاةَ، فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا بِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ ولَهُا قُرُونٌ -[548]- كَقَُرْونِ الْبِئْرِ بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بِيَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ وَأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بِالسَّلَاسِلِ رُءُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ وعَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ فَانْصَرَفُوا بِي ذَاتَ الْيَمِينِ فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ (¬1). بنحوه للشيخين. ¬
8855 - ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: كَانَ بَيْنَ ابن عباس وبين ابن الزبير شَيْءٌ فَغَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: أَتُرِيدُ أَنْ تُقَاتِلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَتُحِلَّ ما حَرَّمَ الله َقَالَ: مَعَاذَ الله، إِنَّ الله كَتَبَ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَبَنِي أُمَيَّةَ مُحِلِّينَ للحرم وَإِنِّي وَالله لَا أُحِلُّهُ أَبَدًا، قَالَ: قَالَ النَّاسُ: بَايِعْ لِابْنِ الزُّبَيْرِ فَقُلْتُ: وَأَيْنَ بِهَذَا الْأَمْرِ عَنْهُ، أَمَّا أَبُوهُ فَحَوَارِيُّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،وَأَمَّا جَدُّهُ فَصَاحِبُ الْغَارِ، وأما أُمُّهُ فَذَاتُ النِّطَاقِتين، وَأَمَّا خَالَتُهُ فَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمَّا عَمَّتُهُ فَزَوْجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،وَأَمَّا جدته فعمة النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،ثُمَّ عَفِيفٌ فِي الْإِسْلَامِ، قَارِئٌ القرآن وَالله إِنْ وَصَلُونِي وَصَلُونِي مِنْ قَرِيبٍ وَإِنْ رَبُّونِي ربني أَكْفَاءٌ كِرَامٌ فَآثَرَ التُّوَيْتَاتِ وَالْأُسَامَاتِ وَالْحُمَيْدَاتِ يعني أَبْطُنًا مِنْ بَنِي أَسَدٍ بَنِي تُوَيْتٍ وَبَنِي أُسَامَةَ وَبَنِي حميد إِنَّ ابْنَ أَبِي الْعَاصِ بَرَزَ يَمْشِي الْقُدَمِيَّةَ يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَإِنَّهُ لَوَّى ذَنَبَهُ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ (¬1). للبخاري. ¬
8856 - عُرْوَةُ وَفَاطِمَةُ: خَرَجَتْ أَسْمَاءُ حِينَ هَاجَرَتْ وَهِيَ حُبْلَى بِعَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ فَقَدِمَتْ قُبَاءً فَنُفِسَتْ بِعَبْدِ الله بِقُبَاءٍ ثُمَّ خَرَجَتْ حِينَ نُفِسَتْ إِلَى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لِيُحَنِّكَهُ فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ فَمَكَثْنَا سَاعَةً نَلْتَمِسُهَا -تعني تمرة- فَمَضَغَهَا ثُمَّ بَصَقَهَا فِي فِيهِ فأولُ شَيْءٍ دَخَلَ بَطْنَهُ لَريقُهُ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ أَسْمَاءُ: ثُمَّ مَسَحَ وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ الله ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ أَوْ ثَمَانٍ لِيُبَايِعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَرَهُ بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ فَتَبَسَّمَ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ رَآهُ مُقْبِلًا إِلَيْهِ ثُمَّ بَايَعَه (¬1). للشيخين. -[549]- مناقب بلال بن رباح، وأبي بن كعب، وأبي طلحة الأنصاري، والمقداد بن عمرو، وأبي قتادة الأنصاري ¬
8857 - أبو هُرَيْرَةَ: قَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِبِلالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ: «حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ مَنْفَعَةً، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةََََ خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ» قَالَ بِلَالٌ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًاً فِي الْإِسْلَامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً مِنْ أَنِّي لَا أَتَطَهَّرُ طُهُورًا تَامًّا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أو نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كَتَبَ الله لِي أَنْ أُصَلِّيَ (¬1). للشيخين. ¬
8858 - جَابِرُ: كَانَ عُمَرُ يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا يَعْنِي بِلَالًا (¬1). للبخاري. ¬
8859 - سَالِم بن عبد الله: أَنَّ شَاعِرًا مَدَحَ بِلَالَ بْنَ عَبْدِ الله فَقَالَ: بِلَالُ بْنُ عَبْدِ الله خَيْرُ بِلَالٍ فَقَالَ له ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ. بِلَالُ رَسُولِ الله خَيْرُ بِلَالٍ (¬1). للقزويني. ¬
8860 - أَنَسِ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِأُبَيٍّ: «إِنَّ الله - تعالى - أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة:1]. قَالَ: وَسَمَّانِي؟! قَالَ: «نَعَمْ». فَبَكَى (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
8861 - أَبِو هُرَيْرَةَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «إِنِّي مَجْهُودٌ فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ. فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ -[550]- مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ وقُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ يُضِيفُه رَحِمَهُ الله»،فَقَامَ رجل من الأنصار فَقَالَ: أَنَا فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ قَالَتْ لَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، قَالَ: فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ، ونوميهم فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فأريه أَنَّا نَأْكُلُ، فَإِذَا أَهْوَى بيده لِيَأْكُلَ فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ كي تصلحيه فاطفئيه، ففعلت، فَقَعَدُوا، فَأَكَلَ الضَّيْفُ، وباتا طاويين، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «لقَدْ عَجِبَ الله - أو ضحك الله - من فلان وفلانة» (¬1). ¬
8862 - وفي رواية: فأنزل الله {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ} (¬1). [الحشر: 9]. ¬
8863 - المقداد، وهو ابن الأسود: أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي َقَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنْ الْجَهْدِ فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى الصحابة فَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُنَا فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أَهْلِهِ فَإِذَا ثَلَاثَةُ أَعْنُزٍ فَقَالَ احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا كُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا نَصِيبَهُ وَنَرْفَعُ له - صلى الله عليه وسلم - نَصِيبَهُ فَيَجِيءُ مِنْ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُ، فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ شَرِبْتُ نَصِيبِي، فَقَالَ: مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجُرْعَةِ فَأَتَيْتُهَا فَشَرِبْتُهَا، فَلَمَّا أَنْ وَغَلَتْ فِي بَطْنِي وَعَلِمْتُ أَنَّ لَيْسَ ِلهَا سَبِيلٌ قَالَ: نَدَّمَنِي الشَّيْطَانُ وَقَالَ وَيْحَكَ، مَا صَنَعْتَ؟ أَشَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ فَيَجِيءُ فَلَا يَجِدُهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَهْلِكُ فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ إِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأْسِي وَإِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى رَأْسِي خَرَجَ قَدَمَايَ وَجَعَلَ لَا يَجِيئُنِي النَّوْمُ، وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا وَلَمْ يَصْنَعَا مَا صَنَعْتُ فَجَاءَ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى ثُمَّ أَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ َأَهْلِكُ فَقَالَ: اللهمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي وَاسْقِ مَنْ سْقَانِي، فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ -[551]- فَشَدَدْتُهَا عَلَيَّ وَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ، وَانْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَيُّهَا أَسْمَنُ فَأَذْبَحُهَا لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ وَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ مَا كَانُوا يَطْمَعُونَ أَنْ يَحْتَلِبُوا فِيهِ. فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ رَغْوَةٌ فَجِئتُ إِلَيه - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَشَرِبْتُمْ شَرَابَكُمْ اللَّيْلَةَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، اشْرَبْ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، اشْرَبْ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّه قَدْ رَوِيَ وَأَصَبْتُ دَعْوَتَهُ ضَحِكْتُ حَتَّى أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ فَقَالَ: «إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا وَكَذَا وَفَعَلْتُ كَذَا وكذا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - «مَا هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةٌ مِنْ الله أَفَلَا كُنْتَ آذَنْتَنِي فَنُوقِظََ صَاحِبَيْنَا فَيُصِيبَانِ مِنْهَا معنا»: فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِذَا أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ لا أُبالي مَنْ أَصَابَهَا مِنْ النَّاسِ (¬1). للترمذي، ومسلم بلفظه. ¬
8864 - أَبُو قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي سَفَرٍ فَعَطِشُوا فَانْطَلَقَ سَرْعَانُ النَّاسِ فَلَزِمْتُ - صلى الله عليه وسلم - تِلْكَ اللَّيْلَةَ. فَقَالَ: «حَفِظَكَ الله بِمَا حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ» (¬1). لمسلم، وأبي داود وهو طرفٌ من حديث مر في المعجزات. ¬
مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك - رضي الله عنهم -
مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك - رضي الله عنهم -
8865 - أبو هريرة: «تَلَا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - {هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ الله ... } [محمد: 38]. قَالُوا: َمَنْ يُسْتَبْدَل بنا فَضَرَبَ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى مَنْكِبِ سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ هَذَا وَقَوْمُهُ (¬1) ¬
8866 - وفي رواية: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ مَنُوطًًا بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنْ فَارِسَ» (¬1) للترمذي ¬
8867 - سلمان: أنا من رامهرمز (¬1). ¬
8868 - وعنه: إنه تداوله بضعة عشر من رب إلى رب. هما للبخاري (¬1). ¬
8869 - وعنه: كنت رجلا من أصبهان من قرية يقال لها جي، وكان أبي دهقانها، وكنت أحب خلق الله إليه، واجتهدت في المجوسية، حتى كنت قطن النار الذي يوقدها، فأرسلني يوماً إلى ضيعته، فمررت بكنيسة النصارى، فدخلت عليهم، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم، ورغبت في أمرهم، وقلت: هذا خير من الدين الذي نحن عليه، فما تركتهم حتى غربت الشمس، فقلت لهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام، ثم رجعت إلى أبي فقال: أين كنت؟ فأخبرته، فقال: أي بني: ليس في ذلك الدين خير، دينك، ودين آبائك خير، قلت: كلا والله إنه لخير من ديننا فخافني فجعل في رجلي قيدًا وحبسني في بيته، -[553]- وبعثت إلى النصارى إذا قدم إليكم من الشام تجار أخبروني فأقبلوا عليهم فأخبروني فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم ألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم إلى الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا: الأسقف في الكنيسة، فجئته فقلت: إني رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك أخدمك وأتعلم منك، قال: ادخل، فدخلت معه، فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة، فإذا جمعوا له شيئًا اكتنزه ولم يعط المساكين، ثم مات فاجتمعوا ليدفنوه، فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة وإذا جمعتهم له شيئًا اكتنزه، قالوا: وما علمك بذلك؟ قلت: أنا أدلكم على كنزه، فأريتهم موضعه، فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبًا وورقا، فلما رأوها قالوا: والله لا ندفنه، فصلبوه ثم رجموه بالحجارة، ثم جاءوا برجل آخر فجعلوه مكانه، فرأيته أفضل منه وأزهد في الدنيا فأحببته فأقمت معه زماناً، ثم حضرته الوفاةُ، فقلت له: إلى من توصيني، وما تأمرني؟ قال: لا أعلم اليوم أحدًا على ما كنت عليه إلا رجلا بالموصل، وهو فلان فالحق به، فلحقت به وأخبرته، فقال: أقم عندي فأقمت فوجدته خير رجل، فلما حضرته الوفاة قلت: إلى من توصيني وما تأمرني؟ قال الحق بفلان في نصيبين، فلحقت به فأخبرته فقال: أقم عندي فأقمت مع خير رجل، فلما حضرته الوفاة -[554]- قلت: إلى من توصيني وبما تأمرني؟ قال: فلان في عموريا فأتيته فأخبرته فقال أقم عندي فأقمت مع خير رجل واكتسبت حتى صارت لي بقيرات وغنيمة، فلما حضرته الوفاة قلت: إلى من توصيني وبما تأمرني؟ قال: يا بني والله ما أعلم أحدًا على ما كنا عليه، ولكن قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، مهاجره إلى أرض نخل بين حرتين، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل، ثم مات، ومر بي نفر من كلب تجار، فقلت لهم: تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقيراتي وغنيمتي؟ قالوا: نعم، فأعطيتهم، فحملوني إلى وادي القرى فظلموني فباعوني، ثم ابتاعني رجل من بني فأقمت بها إلى أن هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيته بشيء عندي وهو بقباء فقلت له: هذه صدقة قريظة، فحملني إلى المدينة، فوالله ما هو إلى أن رأيتها عرفتها بصفة صاحبي، فقال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: كلوا وأمسك يده، فقلت في نفسي: هذه واحدة، -[555]- ثم انصرفت فجمعت شيئًا وتحول - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة فجئته، فقلت: هذه هدية أكرمتك بها فأكل منها، فقلت في نفسي: هذه اثنتان، ثم جئته وهو بالبقيع جالس في أصحابه فسلمت عليه، ثم استدرت إلى ظهره هل أرى الخاتم، فلما رآني عرف، فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فانكببت عليه أقبله وأبكي، فقال لي: تحول فتحولت فقصصت عليه حديثي فأعجبه - صلى الله عليه وسلم - أن يسمع ذلك أصحابه، ثم شغلني الرق حتى فاتني بدر وأحد، ثم قال لي - صلى الله عليه وسلم - «كاتب»، فكاتبت على ثلاثمائة نخلة أحييها له، وبأربعين أوقية، فقال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه «أعينوا أخاكم». -[556]- فأعانوني، فجمعوا لي ثلاثمائة ودية، ففقرت لها، فخرج - صلى الله عليه وسلم - معي فجعلنا نقرب إليه الودي ويضعه بيده، فما مات منها ودية، ثم أتي - صلى الله عليه وسلم - بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المعادن، فقال: ما فعل الفارسي المكاتب؟ فدعيت له، قال «خذ هذه فأدّ بها ما عليك». قلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال: «إن الله سيؤدي بها عنك»،فوزنت لهم منها أربعين أوقية وعتقت، فشهدت معه - صلى الله عليه وسلم - الخندق، ثم لم يفتني معه مشهد» (¬1). لأحمد والكبير والبزار مطولاً. ¬
8870 - أبو موسى: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لو رأيتني البارحة وأنا أستمع لقراءتك، لقد أعطيت مزمارًا من مزامير آل داود، قلت: والله يا رسول الله: لو علمت لحبرته لك تحبيرًا».لمسلم والنسائي (¬1). ¬
8871 - قيس بن عباد: قَالَ كُنْتُ جالسًا في مسجد المدينة فِي نَاسٍ فِيهِمْ بَعْضُ الصحابة فَجَاءَ رَجُلٌ فِي وَجْهِهِ أَثَرٌ مِنْ خُشُوعٍ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ َتَجَوَّزُ فِيهِمَا ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَدَخَلْتُ فَتَحَدَّثْنَا فَلَمَّا اسْتَأْنَسَ قُلْتُ: إِنَّكَ لَمَّا دَخَلْتَ قَالَ رَجُلٌ: كَذَا وَكَذَا قَالَ: سُبْحَانَ الله مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ: رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - رَأَيْتُنِي فِي رَوْضَةٍ ذَكَرَ سَعَتَهَا وَعُشْبَهَا وَخُضْرَتَهَا وَوَسْطَ الرَّوْضَةِ عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ فَقِيلَ لِي: ارْقَهْ فَقُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ فَجَاءَنِي وصيفٌ فقَالَ بثيابي من خلفي وصف أنه رفعه من خلف بيده، فرقيت حتى كنت في أعلى العمود، فأخذت بالعروة، فقيل لي: استمسك، لقد استيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «تلك الروضة الإسلام، وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة عروة الوثقي، وأنت على الإسلام حتى تموت، والرجل عبد الله بن سلام». (¬1). ¬
8872 - وفي رواية: قال: بينا أنا نائم إذ أتاني رجل، فقال لي: قم، فأخذ بيدي فانطلقت معه، فإذا أنا بجواد على شمالي فأخذت لآخذ فيها فقال لي: لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال، وإذا جواد منهج على يميني، فقال لي: خذ هاهنا، فأتى بي جبلاً فقال لي: اصعد، فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على استي، حتى فعلتُ ذلك مرارًا، ثم انطلق بي حتى أتى بي عمودًا رأسه في السماء، وأسفله في الأرض في أعلاه حلقة، فقال لي: اصعد فوق هذا، قلت: كيف أصعد هذا ورأسه في السماء، فأخذ بيدي فزجل بي فإذا أنا متعلق بالحلقة، ثم ضرب العمود فخر وبقيت متعلقًا بالحلقة، حتى أصبحت فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقصصتها عليه، فقال: «أما الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال، وأما الطرق التي عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين، وأما الجبل فهو منزل الشهداء ولن تناله، وأما العمود فهو عمود الإسلام، وأما العروة، فهي عروة الإسلام، ولن تزال متمسكًا بها حتى تموت». للشيخين (¬1). ¬
8873 - سعد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي بقصعة فأكل منها ففضلت فضلة فقال: «يجيء رجل من هذا الفج من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة»: فجاء عبد الله بن سلام فأكلها لأحمد والموصلي والبزار بلين (¬1). ¬
8874 - يوسف بن عبد الله بن سلام: قال: أجلسني النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجره ومسح على رأسي وسماني يوسف. لأحمد والكبير وزاد: ودعا لي بالبركة (¬1). ¬
8875 - جرير بن عبد الله: ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت وما رآني إلا تبسم في وجهي (¬1). ¬
8876 - وفي رواية: ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري فقال: اللهم ثبته واجعله هاديًا مهديًّا. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8877 - جابر قال: لقد استغفر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة البعير خمسًا وعشرين مرة (¬1). ¬
8878 - وعنه: «لقيني النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا مهتم «ما لي أراك منكسرًا؟» فقلت: استشهد أبي يوم أحد وترك عيالًا ودينًا، فقال: «ألا أبشرك بما لقى الله به أباك» قلت: بلى. قال: «ما كلم الله أحد قط إلا من وراء حجاب، وإنه أحيى أباك فكلمه كفاحًا فقال: يا عبدي تمن علي أعطك، قال: يا رب: تحييني فأقتل ثانية، قال سبحانه: قد سبق مني أنهم لا يرجعون، فنزلت {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتاً} ... [آل عمران 169] الآية. هما للترمذي (¬1). ¬
8879 - وعنه: غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تسع عشرة غزوة ولم أشهد بدرًا ولا أحدًا منعني أبي، فلما قتل عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم (¬1). ¬
8880 - أنس: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أم سليم، فأتته بتمر وسمن فقال: «أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه»، ثم قام إلى ناحية البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله إن لي خويصة، قال: ما هي؟ قالت: خادمك أنس، فما ترك لي خيرًا دنيا ولا آخرة إلا دعا به؛ اللهم ارزقه مالًا وولدًا وبارك له؛ فإني لمن أكثر الأنصار -[559]- مالًا، وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي إلى مقدم الحجاج البصرة، بضع وعشرون ومائة. للشيخين (¬1). ¬
8881 - أبو خلدة: قلت لأبي العالية: سمع أنس من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: خدمه عشر سنين ودعا له، وكان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين وكان فيه ريحان يجئ منه ريح المسك. للترمذي (¬1). ¬
8882 - أنس رفعه: «كم من أشعث أغبر ذي طمرين (¬1) لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك» هما للترمذي (¬2). ¬
مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب - رضي الله عنهم -
مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب - رضي الله عنهم -
8883 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسًا في بيته منكسًا رأسه، فقال له: ما شأنك؟ قال: شر كان يرفع صوته فوق صوت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد حبط عمله وهو من أهل النار، فأتى الرجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره أنه قال كذا وكذا، فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة، فقال: «اذهب إليه، فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكنك من أهل الجنة». للشيخين (¬1). ¬
8884 - أبو هريرة: قلت: يا رسول الله أسمع منك أشياء فلا أحفظها، قال «ابسط رداءك فبسطته، فحدث كثيرًا فما نسيت شيئًا حدثني به». للترمذي ومر في العلم (¬1). ¬
8885 - وعنه: قال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - «ممن أنت؟» قلت: من دوس، قال: «ما كنت أرى أن في دوس أحدًا فيه خير» (¬1). ¬
8886 - عبد الله بن رافع: قلت لأبي هريرة: لم كنيت أبا هريرة؟ قال: أما تفرق مني؟ قلت: بلى والله إني لأهابك. قال: كنت أرعى غنم أهلي وكانت لي هريرة صغيرة فكنت أضعها بالليل في شجرة، فإذا كان النهار وسرحت الغنم ذهبت بها معي، فلعبت بها؛ فكنوني أبا هريرة (¬1). ¬
8887 - جابر: أن عبدًا لحاطبٍ جاءَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يشكو حاطبًا. فقال: يا رسولَ الله، ليدخل حاطب النار، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «كذبت؛ لا يدخلها؛ فإنه شهد بدرًا والحديبية» هي للترمذي (¬1). ¬
8888 - أبو برزة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ فَأَفَاءَ الله عَلَيْهِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: نَعَمْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: نَعَمْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا. ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: لَا قَالَ: «لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَاطْلُبُوهُ» فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ فَأَتَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَوَقَفَ عَلَيْهِ ثم قال: «قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ». قَالَ: فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ لَيْسَ لَهُ سرير إلا ساعديه - صلى الله عليه وسلم - فحفر له فوضع في قبره ولم يذكر غسلاً. لمسلم (¬1). ¬
مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية - رضي الله عنهم -
مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية - رضي الله عنهم -
8889 - أنس: أن أم حارثة بن سراقة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة؟ -[561]- وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب (¬1)، فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء، قال «يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى» للشيخين (¬2). ¬
8890 - وعنه: كان قيس بن سعد بن عبادة بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة صاحب الشرط من الأمير. للبخاري والترمذي (¬1). ¬
8891 - أبو مالك: كان صاحب لواء النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد مصعب قيس بن سعد. لرزين.
8892 - أبو هريرة: نزلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - منزلًا فجعل الناس يمرون فيقول - صلى الله عليه وسلم - «من هذا يا أبا هريرة؟» فأقول: فلان. فيقول: «نعم عبد الله هذا»، ويقول: «من هذا؟» فأقول: فلان، يقول «بئس عبد الله هذا»، حتى مر خالد ابن الوليد فقال: «من هذا؟» فقلت: خالد بن الوليد، قال: «نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله» للترمذي (¬1). ¬
8893 - عقبة بن عامر رفعه «أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص» (¬1). ¬
8894 - طلحة بن عبيد الله رفعه: «عمرو بن العاص من صالحي قريش» هما للترمذي بمقال فيهما (¬1). ¬
8895 - زاد أحمد والموصلي في هذا «ونعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله» (¬1). ¬
8896 - عبد الله بن شماسة المهري: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياق الموت فبكى طويلًا وحوَّل وجهه إلى الجدار فجعل ابنه يقول: ما يبكيك يا أبتاه؟ أما بشرك -[562]- النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بكذا وكذا؟. فأقبل بوجهه فقال: إِنَّ أَفْضَلَ مَا نُعِدُّ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله وإِنِّي كُنْتُ عَلَى طباقٍ ثلاث: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا أَحَدٌ أَشَدَّ بُغْضًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - مِنِّي وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ قَدْ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ فَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلَمَّا جَعَلَ الله الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ فَبَسَطَ يَمِينَهُ فقبضت يدي، فقال: «مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟» قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ. قَالَ: «تَشْتَرِطُ ِمَاذَا؟» قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي. قَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ» وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ منه - صلى الله عليه وسلم - ولا أجلَّ في عيني منه وما كنت أطيقُ أن أملا عيني منه إجلالاً له، ولو قيل لي صفه لما استطعت أن أصفه لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحالة لرجوت أن أكون من أهل الجنة ثم ولينا أشياء لا أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا على التراب شنًّا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى استأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رُسُلَ ربي (¬1). ¬
8897 - ابن عباس: كان المسلمون لا ينظرون إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَلَا يُقَاعِدُونَهُ فَقَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ثَلَاثٌ أَعْطِنِيهِنَّ قَالَ: «نَعَمْ». قَالَ: عِنْدِي أَحْسَنُ الْعَرَبِ وَأَجْمَلُهُ أُمُّ حَبِيبَةَ أُزَوِّجُكَهَا قَالَ: «نَعَمْ». قَالَ: وَمُعَاوِيَةُ تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ. قَالَ: «نَعَمْ». قَالَ: وَتُؤَمِّرُنِي حَتَّى أُقَاتِلَ الْكُفَّارَ كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: نَعَمْ قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ: وَلَوْلَا أَنَّهُ طَلَبَ ذَلِكَ مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما أعطاه إياه؛ لأنه لم يكن يسأل شيئًا إلا قال: نعم». هما لمسلم (¬1). ¬
8898 - عبد الرحمن بن أبي عميرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: «اللهمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا ومَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ» (¬1). ¬
8899 - أبو إدريس الخولاني: لَمَّا عَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُمَيْرَ بْنَ سَعْدٍ عَنْ حِمْصَ وَلَّى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ النَّاسُ: عَزَلَ عُمَيْرًا وَوَلَّى مُعَاوِيَةَ. فَقَالَ عُمَْرٌ: لَا تَذْكُرُوا مُعَاوِيَةَ إِلَّا بِخَيْرٍ فَإِنِّي سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «اللهمَّ اهْدِ بِهِ» (¬1). هما للترمذي. ¬
8900 - ابن عباس: كنت ألعب مع الصبيان فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فتواريت خلف باب فجاء فحطأني حطأةً وقال: «اذهب فادع لي معاوية» فجئت فقلت: هو يأكل، ثم قال: اذهب فادع لي معاوية، فجئت فقلت: هو يأكل فقال: «لا أشبع الله بطنه» قال ابن المثنى: فقلت لأمية: ما معنى حطأني قال: قفذني قفذة. لمسلم (¬1). ¬
مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي - رضي الله عنهم -
مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي - رضي الله عنهم -
8901 - الزهري: زعم أبو جميلة أنه أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وخرج معه عام الفتح (¬1). ¬
8902 - عائشة: تهجد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي، فسمع صوت عباد يصلي في المسجد، فقال: «يا عائشةُ أصوتُ عبادٍ هذا؟» قلت: نعم، قال: «اللهم ارحم عبادًا» هما للبخاري (¬1). ¬
8903 - ابنُ عباسٍ: أنَّ ضمادًا قدمَ مكةَ وكانَ مِنْ أزدٍ شنوءةَ، وكان يرقي من هذه الريح، فسمع سفهاء مكة يقولون: إن محمدًا مجنون، فقال: لو أني أتيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي، فلقيه فقال: يا محمد إني أرقى من هذه الريح، وإن الله يشفي على يدي من شاء، فهل لك؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ الله فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا -[564]- هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ» قال ضماد: فقلت له: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ وَقَوْلَ السَّحَرَةِ وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ وَلَقَدْ بَلَغْنَ قاموس البحر، هات يداك أبايعك على الإسلام فبايعه - صلى الله عليه وسلم - وقال: «وعلى قومك؟» قال: وعلى قومي. فبعث - صلى الله عليه وسلم - سرية بعد مقدمه المدينة، فمروا على قوم فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئًا؟ فقال رجل: أصبت منهم مطهرة فقال: ردها، فإن هؤلاء قوم ضماد. لمسلم (¬1). ¬
8904 - عدي بن حاتم: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد، فقال القوم هذا عدي، وكنت جئت بغير أمان ولا كتاب، فلما رفعت إليه أخذ بيدي، وقد كان بلغني أنه قال: «إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي»، فقام بي فلقينا امرأة معها صبي فقالا: إن لنا إليك حاجة فقام معها حتى قضى حاجتهما، ثم أخذ بيدي حتى إذا أتى داره فألقت له الوليدة وسادة فجلس عليها وأنا بين يديه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال لي: يا عدي ما يفرك من الإسلام أن يقال لا إله إلا الله، فهل تعلم من إله سوى الله؟ قلت: لا، ثم تكلم ساعة ثم قال: «أتفر من أن يقال الله أكبر فهل تعلم شيئًا أكبر من الله؟» قلت: لا، قال: «اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال»، قلت: فإني حنيف مسلم، فرأيت وجهه ينبسط فرحًا» للترمذي مطولاً (¬1). ¬
8905 - أبو هريرة: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ سيد أهل اليمامة، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال ماذا عندك يا ثمامة؟ قال: عندي خير يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه - صلى الله عليه وسلم - -[565]- حتى إذا كان من الغد: فقال: ما عندك يا ثمامة؟ قال: مثل ذلك، فتركه. حتى كان بعد الغد قال: ما عندك يا ثمامة قال: عندي ما قلت لك، وذكر مثله، فقال - صلى الله عليه وسلم - «أطلقوا ثمامة» فأطلقوه فانطلق إلى نخلٍ فاغتسل، ثم دخل المسجدَ فقالَ: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، يا محمد، والله ما كان على الأرض أبغض إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إليَّ والله ما كان من دين أبغض إليَّ من دينك، فقد أصبح دينك أحب الدين كله إليَّ، والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك فقد أصبح بلدك أحب البلاد إليَّ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة، قيل له: أصبأت؟ قال: لا، ولكني أسلمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (¬1). للشيخين وأبي داود والنسائي. ¬
8906 - عمرو بن عبسة: كُنْتُ وَأَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى الضَّلَالَةٍ وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَخْفِيًا جرءاء عليه قومه. فتلطفت حتى دخلت عليه فقلت له: ما أنت؟ فقال «أنا نبي». فقلت: وما نبي؟ قال: «أرسلني الله»، فقلت: فبأي شيء أرسلك الله؟ قال: «أبصلة أرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله ولا يشرك به شيءٌ»، قلت له: فمن معك على هذا؟ قال «حر وعبد» ومعه يومئذ ممن آمن به أبو بكر وبلال قلت: إني متبعك، قال: «إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت أني قد ظهرت فأتني» فذهبت إلى أهلي، وقدم - صلى الله عليه وسلم - المدينة وكنت في أهلي، فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الْأَخْبَارَ وَأَسْأَلُ النَّاسَ -[566]- حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك، فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت: يا رسول أتعرفني؟ قال: «نعم أنت الذي لقيتني بمكة». فقلت بلى يا رسول الله، أخبرني عما علمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة. لمسلم مطولاً (¬1). ¬
مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر - رضي الله عنهم -
مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر - رضي الله عنهم -
8907 - محمد بن كعب القرظي قال: كانَ إسلامُ حمزةَ حمية، كان يخرج من الحرم فيصطاد، فإذا رجع مرَّ بمجلسِ قريشٍ، فيقول: رميت كذا وصنعت كذا، فأقبل ذات يوم فلقيته امرأةٌ فقالتْ: يا أبا عمارة ماذا لقي ابن أخيك من أبي جهل، شتمه وتناوله وفعل وفعل؟ قال: هل رآهُ أحدٌ؟ قالت: إي والله، لقد رآه ناس، فأقبل حتى انتهى إلى ذلك المجلس فإذا هم جلوس وأبو جهل فيهم، فأتكأ على قوسه وقال: رميت كذا وفعلت كذا ثم جمع يديه بالقوس فضرب بها أذني أبي جهل فدق سيتها، ثم قال: خذها بالقوس وأخرى بالسيف، أشهد أنه لرسول الله، وأنه جاء بالحق من عند الله. للكبير مرسلا (¬1). ¬
8908 - يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده رفعه: «والذي نفسي بيده إنه لمكتوب عند الله في السماء السابعة، حمزة أسد الله وأسد رسوله» للكبير بخفى (¬1). ¬
8909 - ابن عباس رفعه: «سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» للأوسط بضعف (¬1). ¬
8910 - أبو إسحاق: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعقيل ابن أبي طالب: «يا أبا -[567]- يزيد إني أحبك حبين، حبّا لقرابتك، وحبًّا لما كنت أعلم من حب عمي إياك» للكبير مرسلاً (¬1). ¬
8911 - أبو حبة البدري: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين لا ينظر في ناحية إلا رأى أبا سفيان بن الحارث يقاتل، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أبا سفيان خير أهلي - أو - من خير أهلي» للكبير والأوسط (¬1). ¬
8912 - عبد الله بن جعفر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَسحَ على رأسِهِ ثلاثًا كلما مسحَ قال اللهم اخلف جعفرًا في ولده. لأحمد (¬1). ¬
مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب - رضي الله عنهم -
مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب - رضي الله عنهم -
8913 - كردوس: أن خباب بن الأرت أسلم سادس ستة، كان سدس الإسلام. للكبير مرسلاً (¬1). ¬
8914 - عائشة: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سمعَ سالمًا مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل، فقال: «الحمد الذي جعل في أمتي مثله». للبزار (¬1). ¬
8915 - عبد الرحمن بن عوف قال: كلم طلحة بن عبيد الله عامر بن فهيرة بشيء فقال - صلى الله عليه وسلم - «مهلاً يا طلحة، فإنه شهد بدرًا فما شهدته، وخيركم خيركم لمواليه» للطبراني (¬1). ¬
8916 - عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: كان عامر بن ربيعة يصلي من الليل حين نشب الناس في الفتنة، فأري في المنام، فقيل له: قم فاسأل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده، فقام فصلى فاشتكى فما خرج إلا جنازته» (¬1). ¬
8917 - مصعب بن عبد الله الزبيري قال: توفي عامر بن ربيعة البدري سنة اثنين وثلاثين (¬1). ¬
8918 - سعد: أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد: ألا ندعو الله؟ فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال: يا رب، إذا لقيت العدو فلقني رجلاً شديدًا بأسه شديدًا حرده أقاتله ويقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه، فأمن عبد الله بن جحش ثم قال: اللهم ارزقني رجلاً شديدًا حرده شديدًا بأسه، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدًا قلت: من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك - صلى الله عليه وسلم -، فتقول: صدقت، قال سعد فكانت دعوة عبد الله بن جحش خيرًا، لقد رأيته آخر النهار، وأن أنفه وأذنه لمعلقان في خيط. هي للكبير (¬1). ¬
8919 - صهيب: صحبت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يوحى إليه. للكبير بخفى (¬1). ¬
8920 - وعنه: لم يشهد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مشهدًا قط إلا كنت حاضره ولا غزا غزوة قط إلا كنت فيها عن يمينه أو عن شماله، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها ولم يسير سرية إلا كنت حاضرها، وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا وراءهم إلا كنت وراءهم، وما جعلت النبي - صلى الله عليه وسلم - بيني وبين العدو قط. للكبير بضعف (¬1). ¬
مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة - رضي الله عنهم -
مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة - رضي الله عنهم -
8921 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا مات ميت قال: «قدموه على فرطنا نعم الفرط لأمتي عثمان بن مظعون». للكبير والأوسط بضعف (¬1). ¬
8922 - الأسود بن سريع: لما مات عثمان بن مظعون أشفق المسلمون عليه فلما مات ابراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون» للكبير (¬1). ¬
8923 - وله عن ابن عباس: لما ماتت رقية قال «الحقي بسلفنا عثمان ابن مظعون» (¬1). ¬
8924 - معاذ: أنه كان مريضًا فبصق أو أراد أن يبصق عن يمينه، فقال: ما بصقت عن يميني منذ أسلمت. للكبير (¬1). ¬
8925 - أنس: مات معاذ بن جبل وهو ابن ثمانٍ وعشرينَ سنةً، وقائل يقول: ابن اثنتين وثلاثين، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «معاذٌ أمامَ العلماء برتوة» للكبير بانقطاع (¬1). ¬
8926 - جابر رفعه: «من سيدكم يا بني سلمة؟» قالوا: الجد بن قيس على أنا نبَخِّلُهُ، قال: «بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح»، قال: وكان عمرو بن الجموح يؤلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا تزوج. للبزار بلين (¬1) ¬
8927 - وله عن كعب بن مالك نحوه، وفيه: «وأي داءٍ أدوأُ من البخلِ؟ بل سيدكم الجعد القطط عمرو بن الجموح» (¬1). ¬
8928 - عائشة رفعته: «دخلتُ الجنةَ فسمعتُ قراءةًً، قلتُ: منْ هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان، كذاكم البر كذاكم البر» لأحمد والموصلي (¬1). ¬
8929 - عبد الله بن عامر بن ربيعة: أن حارثة بن النعمان قال: مررت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه جبريل جالس في المقاعد، فسلمت عليه ثم أجزت، فلما رجعت وانصرف - صلى الله عليه وسلم - قال: «هل رأيتَ الذي كان معي؟ قلت: نعم. قالَ: إنه جبريلُ وقد رد عليك السلام» لأحمد والكبير (¬1). ¬
8930 - كعب بن مالك رفعه: «من سيدكم يا بني سلمة؟» قالوا: الجد بن قيس على أنًّا نزنه بالبخل، فقال: «وأي داء أدوأ من البخل؟» قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال: «سيدكم بشر بن البراء بن معرور» (¬1). ¬
8931 - ابن عمر رفعه: «رحم الله أخي عبد الله بن رواحة»، قال: «كان أينما أدركته الصلاة أناخ» هما للكبير (¬1). ¬
مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبي، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب - رضي الله عنهم -
مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب - رضي الله عنهم -
8932 - أبو اليسر كعب بن عمرو قال: والله إني لمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر عشية، إذ أقبلت غنمٌ لرجلٍ من اليهود يريد حصنهم، ونحن محاصروهم، إذ قال - صلى الله عليه وسلم -: «من يطعمنا من هذه الغنم؟» قلت: أنا يا رسول الله، قال: «فافعل» فخرجت أشتد مثل الظليم، فلما نظر إليَّ - صلى الله عليه وسلم - موليا قال: «اللهم أمتعنا به» فأدركت الغنم وقد دخل أوائلها الحصن، فأخذت شاتين من أخراها فاحتضنتهما تحت يدي، ثم أقبلت بهما أشتد كأنه ليس معي شيء حتى ألقيتهما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذبحوهما وأكلوهما. لأحمد (¬1) ¬
8933 - يحيى بن بكير قال: توفي أبو اليسر سنة خمس وخمسين بالمدينة، وهو آخر من مات من أهل بدر. للكبير (¬1). ¬
8934 - أسامة: لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من بني المصطلق، قام ابن عبد الله بن أبيٍّ فسلَّ على أبيه السيف، وقال: لله عليَّ أن لا أغمده حتى تقول: محمد الأعز وأنا الأذل، قال: ويلك، محمد الأعز وأنا الأذل، فبلغت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعجبه وشكرها له. بضعف. للكبير (¬1). ¬
8935 - عبد الله بن عبد الله بن أبي: أنه استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقتل أباه. فقال: لا تقتل أباك. للكبير (¬1). ¬
8936 - قتادة بن النعمان: خرجت ليلة مظلمة، فقلت: لو أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وشهدت معه الصلاة وآنسته بنفسي، ففعلت، فلما دخلت المسجد برقت السماء فرآني - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا قتادة، -[572]- ما هاج عليك؟ قلت: أردت بأبي وأمي أنت أن أؤنسك، قال: «خذ هذا العرجون فتخصر به، فإنك إذا خرجت أضاء لك عشراً أمامك وعشراً خلفك». ثم قال لي: «إذا دخلت بيتك فإنك تجد مثل الحجر الأخشن في أستار بيتك فإنَّ ذلك الشيطان»، فخرجت فأضاء لي ثم ضربت به مثل الحجر الأخشن حتى خرج من بيتي. للكبير وأحمد والبزار (¬1). ¬
8937 - عبادة بن الصامت: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ له: «يا أبا الوليد»، وهو بدري عقبي أُحُديٌّ شجري نقيب (¬1). ¬
8938 - يحيى بن بكير قال: مات عبادة بن الصامت بالرملة من فلسطين سنة أربع وثلاثين وهو ابن اثنتين وسبعين. هما للكبير (¬1). ¬
8939 - خزيمة بن ثابت: أنه رأى في النوم أنه سجد على جبهة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له، فاضطجع له - صلى الله عليه وسلم - فجاء فسجد على جبهته. لأحمد بلين (¬1). ¬
8940 - أبو أيوب الأنصاري: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يطوفُ بينَ الصفا والمروةِ، فسقطت على لحيته ريشةٌ، فابتدرَ إليه أبو أيوبَ فأخذها، فقالَ له - صلى الله عليه وسلم -: «نزعَ الله عنك ما تكره». للكبير بلين (¬1). ¬
8941 - ابن عباسٍ: أنَّ أبا أيوبَ الأنصاريِّ غزا أهلَ الروم فمرَّ على معاوية فجفاه فانطلق ثم رجع من غزوته فجفاه، ولم يرفع رأسًا، فقالَ: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنبأني إنا سنرى بعده أثرة، فقال معاوية: فبم أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر، قال: اصبروا إذًا فأتى عبد الله بن عباس بالبصرة، وقد أمره عليها عليٌّ، فقالَ: يا أبا أيوب، -[573]- إني أريد أن أخرج لك عن مسكني كما خرجت للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمر أهله فخرجوا وأعطاه كل شيء أغلق عليه الدار، فلما كان انطلاقه قال: ما حاجتك؟ قال: حاجتي عطائي وثمانية أعبد يعملون في أرضي، وكان عطاؤه أربعة آلاف فأضعفها له خمس مرات وأعطاه عشرين ألفا وأربعين عبدًا. للكبير (¬1). ¬
مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين - رضي الله عنهم -
مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين - رضي الله عنهم -
8942 - عبد الله بن أبزى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى أبي الدحداح يستقرضه، فلما جاءه الرسول قال: النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثك إليَّ ليستقرضني؟ قال: نعم، قال: فإني أشهد الله أن مالي في موضع كذا وكذا في سبيل الله، فقال - صلى الله عليه وسلم - «كم من عذق لأبي الدحداح في الجنة». للكبير بلين (¬1). ¬
8943 - زيد بن ثابت قال: أجازني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكساني قبطية. للكبير بضعف (¬1). ¬
8944 - أبو هريرة: قال حين مات زيد بن ثابت: اليوم مات خير هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفًا (¬1). ¬
8945 - امرأة رافع بن خديج: أن رافعًا رمي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد ويوم خبير بسهم في ثندوته، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، انزع السهم، فقال: «يا رافع، إن شئت نزعت السهم والقطنة جميعًا، وإن شئت نزعت السهم وتركت القطنة وشهدت له يوم القيامة أنك شهيد»، قال: فنزع - صلى الله عليه وسلم - السهم وترك القطنة، فعاش بها حتى كان في خلافة معاوية فانتقض الجرح، فمات بعد العصر، فأتى ابن عمر فقيل له: مات رافع فترحم عليه، وقال: -[574]- إن مثل رافع لا يخرج به حتى يؤذن من حول المدينة من أهل القرى، فلما خرجنا بجنازته جاء ابن عمر حتى جلس على رأس القبر ... . فذكر الحديث (¬1). ¬
8946 - سلمة بن الأكوع: أردفني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مرارًا ومسحَ رأسي مرارًا، واستغفر لي ولذريتي عدد ما بيدي من الأصابع (¬1). ¬
8947 - أبو الدرداء: قلت: يا رسول الله بلغني أنك تقول: إنَّ قوماً من أمتي سيكفرون من بعد إيمانهم قال: «أجل يا أبا الدرداء، ولست منهم» هي للكبير (¬1). ¬
8948 - سالم بن أبي الجعد: عن رجل من أشجع يقال له زاهر بن حرام رجل بدوي، وكان لا يزال يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بطرفة أو هدية، فرآه - صلى الله عليه وسلم - في سوق المدينة يبيع سلعة، ولم يكن أتاه في ذلك الوقت فاحتضنه من وراء كتفه، فالتفت فأبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقبل كفه، فقال: «من يشتري العبد؟» قال: «إذاً تجدني يا رسول الله كاسدًا»، فقال: «لكنك عند الله ربيح». فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لكل حاضر بادية وبادية آل محمد زاهر بن حرام». للبزار. والكبير (¬1). ¬
8949 - عقبة بن عامر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل يقال له ذا البجادتين إنه أواب، وذلك أنه كان كثيرًا لذكر الله تعالى في القرآن، وكان يرفع صوته في الدعاء. لأحمد والكبير (¬1). ¬
مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب - رضي الله عنهم -
مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب - رضي الله عنهم -
8950 - عبد الواحد بن أبي عون: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - كتاب رجل، فقال لعبد الله ابن الأرقم: أجب علي فكتب جوابه، ثم قرأه عليه، فقال: أصبت وأحسنت، اللهم وفقه، فلما ولي عمر كان يشاوره. للكبير مفصلاً (¬1). ¬
8951 - عثمان بن أبي العاص: قدمت في وفد ثقيف حين قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: من يمسك لنا رواحلنا؟ فقلت، وأنا أصغر القوم: إن شئتم أمسكت لكم على أن لي عليكم عهد الله لتمسكن لي إذا خرجتم، قالوا: فذلك لك، فدخلوا عليه ثم خرجوا فقالوا: انطلق بنا، قلت: إلى أين؟ قالوا: إلى أهلك، قلت: ضربت من أهلي، حتى إذا حللت بباب النبي - صلى الله عليه وسلم - أرجع ولا أدخل عليه، وقد أعطيتموني ما قد علمتم، قالوا: فأعجل، فإنا قد كفيناك المسألة لم ندع شيئًا إلا سألناه، فدخلت فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يفقهني في الدين ويعلمني، قال: «ماذا قلت؟» فأعدت عليه القول فقال: «لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أصحابك، اذهب فإنك أمير عليهم، وعلى من تقدم عليهم من قومك ... » وذكر الحديث. للكبير (¬1). ¬
8952 - أبو هريرة: لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - العلاء بن الحضرمي إلى البحرين تبعته فرأيت منه ثلاث خصال لا أدري أيتهن أعجب، انتهينا إلى ساحل البحر فقال: «سموا الله واقتحموا»، فسمينا الله واقتحمنا، فعبرنا فما بل الماء أسافل أخفاف إبلنا، فلما قفلنا صرنا معه بفلاة من الأرض، وليس معنا ماء، فشكونا إليه فقال: «صلوا ركعتين»، ثم دعا فإذا سحابة مثل الترس ثم أرخت عزاليها فسقينا وأسقينا، ومات فدفناه في الرمل، فلما سرنا غير بعيد قلنا: يجيء سبع فيأكله، فرجعنا فلم نره. للطبراني، وفيه إبراهيم بن معمر الهروي (¬1). ¬
8953 - أبو زيد بن أخطب الأنصاري: استسقى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيته بقدح فيه ماء فكانت فيه شعرة فأخذتها فقال: «اللهم جمله»، فرأيته وهو ابن أربع وتسعين ليس في لحيته شعرة بيضاء. لأحمد -[576]- والكبير، إلا أنه قال: ستون سنة (¬1). ¬
مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد - رضي الله عنهم -
مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد - رضي الله عنهم -
8954 - أبو أمامة: بعثني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى باهلة فأتيتهم، وهم على الطعام فرحبوا بي، وأكرموني، وقالوا: تعال فكل، فقلت: إني جئت لأنهاكم عن هذا الطعام وأنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتيتكم لتؤمنوا به، فكذبوني وزبروني وأنا جائع ظمآن، فنمت فأتيت في منامي بشربة لبن، فشربت ورويت وعظم بطني، قال القوم: أتاكم ر جل من أشرافكم وسراتكم فرددتموه، اذهبوا إليه وأطعموه من الطعام والشراب ما يشتهي فأتوني بالطعام والشراب فقلت: لا حاجة في طعامكم وشرابكم فإن الله أطعمني وسقاني، فانظروا إلى الحال التي أنا عليها، فنظروا فأريتهم بطني، فأسلموا عن آخرهم. للكبير (¬1). ¬
8955 - علي رفعه: «من سره أن ينظر إلى رجل يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان» للموصلي بخفى (¬1). ¬
8956 - فروة بن هبيرة: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه كان لنا أرباب وربات نعبدهن من دون الله تعالى، فدعوناهن فلم يجبن، وسألناهن فلم يعطين، فجئناك فهدنا، فنحن نعبد الله فقال - صلى الله عليه وسلم - «قد أفلح من رزق لبًّا». فقال: يا رسول الله! ألبسني ثوبين من ثيابك قد لبستهما فكساه، فلما كان بالموقف من عرفات، قال - صلى الله عليه وسلم -: «أعد علي مقالتك»، فأعاد عليه فقال: «أفلح من رزق لبًّا». للكبير براو لم يسم (¬1). ¬
8957 - عبد الله بن بسر: وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده على رأسي فقال: «يعيش هذا الغلام قرنًا» فعاش مائة سنة، وكان في وجهه ثؤلول فقال: «لا يموت حتى يذهب الثؤلول من وجهه، فلم يمت حتى ذهب الثؤلول من وجهه». للكبير والبزار (¬1). ¬
8958 - الهرماس بن زياد: وفد أبي وأنا معه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له أبي: ادع الله لي ولابني، فمسح رأسه وبايعه على الإسلام. للأوسط بخفى (¬1). ¬
8959 - عطاء مولى السائب بن يزيد: رأيت مولاي السائب بن يزيد لحيته بيضاء ورأسه أسود، فقلت: يا مولاي: ما لرأسك لا يبيض؟ فقال: لا يبيض رأسي أبدًا وذلك أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مضى، وأنا غلام ألعب مع الغلمان، فسلم وأنا معهم فرددت السلام من بين الغلمان فدعاني، فقال لي: ما اسمك؟ فقلت: السائب بن يزيد بن أخت النمر، فوضع يده على رأسي، وقال: «بارك الله فيك»، فلا يبيض موضع يده أبدًا. للطبراني (¬1). ¬
مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس - رضي الله عنهم -
مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس - رضي الله عنهم -
8960 - ابن عمر: كنتُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه حرملة بن زيد، فجلس بين يديه فقال: يا رسولَ الله! الإيمانُ هاهُنا، وأشار إلى لسانِهِ، والنفاق هاهنا، وأشارَ إلى صدرهِ ولا نذكر الله إلا قليلاً، فسكتَ عنه - صلى الله عليه وسلم - فردد ذلك عليه حرملة، فأخذ - صلى الله عليه وسلم - بطرف لسان حرملة فقال: «اللهم اجعل له لسانًا صادقًا وقلبا شاكراً وارزقه حبي وحب من يحبني وصبر أمره إلى الخير». فقال -[578]- حرملة: يا رسول الله، إن لي إخوانا منافقين كنت فيهم رأسا، ألا أدلك عليهم؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «من جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك، ومن أصر على دينه فالله أولى به، ولا تخرق على أحد سترًا». للكبير (¬1). ¬
8961 - حمزة بن عمرو الأسلمي: أسرينا في سفر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة ظلماء فأضائت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم، وما سقط من متاعهم، وإن أصابعي لتنير. للكبير بلين (¬1). ¬
8962 - عائشة رفعته: «لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين». للبزار (¬1). ¬
8963 - أسماء بنت أبي بكر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن ورقة بن نوفل، فقال: يبعث يوم القيامة أمة وحده. للكبير (¬1). ¬
8964 - جابر: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أبي طالب هل تنفعه نبؤتك؟ قال: «نعم، أخرجته من غمرات جهنم إلى ضحضاح منها»، وسئل عن خديجة؛ لأنها ماتت قبل الفرائض، وأحكام القرآن، فقال: «أبصرتها على نهرٍ من أنهارِ الجنة من بيت في قصب لا صخب فيه ولا نصب»، وسئل عن ورقة بن نوفل، فقال: «أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس»، وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال: «يبعث يوم القيامة أمة واحدة بيني وبين عيسى عليه السلام» للموصلي (¬1). ¬
8965 - الأحنف بن قيس: بينما أنا أطوف بالبيت إذ لقيني رجل من بني سليم فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى قال: تذكر إذ بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قومك من بني سعد أدعوهم إلى الإسلام، فقلت: إيه والله ما قال إلا خيرًا، ولا أسمع إلا -[579]- حسنا، فإني رجعت وأخبرت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مقالتك، فقال: «اللهم اغفر للأحنف، فما أنا لشيء أرجى مني لها» لأحمد والكبير (¬1). ¬
مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن
مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن
8966 - إسماعيل بن أبي خالد: قلت: لعبد الله بن أبي أوفى: أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - بشر خديجة ببيت في الجنة؟ قال: نعم بشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. للشيخين (¬1). ¬
8967 - عائشة: ما غرت على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة قط، وما رأيتها قط، ولكن كان يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعث في صدائق خديجة، وربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولدٌ (¬1). ¬
8968 - وفي رواية: وتزوجني بعدها بثلاث سنين (¬1). ¬
8969 - وفي أخرى: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك، فقال: اللهم هالة بنت خويلد فغرت. فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين، هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيرًا منها. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8970 - أنس رفعه: «حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون» (¬1). ¬
8971 - عائشة: سئلت أي الناس كان أحب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: فاطمة قيل من الرجال؟ قالت: زوجها إن كان ما علمت صوامًا قوامًا. هما للترمذي (¬1). ¬
8972 - وعنها: كن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عنده لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، فلما رآها رّحَّب بها وقال: «مرحبًا بابنتي». ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سار فبكت بكاءً شديدًا، فلما رأى جزعها، سارّها الثانية فضحكت، فقلت لها: خصك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بين نسائه بالسرار، ثم أنت تبكين فلما قام سألتها ما قال لك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرّه، فلما توفي قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني بما قال لك - صلى الله عليه وسلم - قالت: أما الآن فنعم، أما حين سارني في المرة الأولى، فأخبرني أن جبريل كان يعارض بالقرآن في كل سنة مرة، وعارضه الآن مرتين «وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك»، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارَّني الثانية فقال: «يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟» فضحكت ضحكي الذي رأيت (¬1). ¬
8973 - وفي رواية: ثم سارني أني أول أهله يتبعه، فضحكت (¬1). ¬
8974 - وفي أخرى: «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة وأنك أول أهلي لحوقًا بي». فضحكت. للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8975 - وله عن أم سلمة نحوه، وفيه: ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت (¬1). ¬
8976 - أنس رفعه: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام». للشيخين والترمذي (¬1). ¬
8977 - عائشة رفعته «يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام. قلت: وعليه السلام ورحمة الله، وهو يرى ما لا أرى». للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
8978 - أبو موسى: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا (¬1). ¬
8979 - عمار بن ياسر: وقد نال عنده رجل من عائشة فقال له عمار: أغرب مقبوحًا منبوحًا، تؤذي حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. هما للترمذي (¬1). ¬
8980 - عائشة: أن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - كن حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر: أم سلمة وسائر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد كان المسلمون قد علموا حبه - صلى الله عليه وسلم - عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - آخرها حتى إذا كان - صلى الله عليه وسلم - في بيت عائشة ذهب صاحب الهدية بها إليه - صلى الله عليه وسلم - في بيت عائشة، فكلم حزب أم سلمة فقلن لها: كلمي النبي - صلى الله عليه وسلم - يكلم -[582]- الناس فيقول: من أراد أن يهدي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هدية فليهد له حيث كان من نسائه فكلمته أم سلمة بما قلن، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها فقالت: ما قال لي شيئًا فقلن لها: كلميه فكلمته حِينَ دَارَ إِلَيْهَا أَيْضًا فَلَمْ يَقُلْ لَهَا شَيْئًا فَقَالَتْ: مَا قَالَ لِي شَيْئًا فَقُلْنَ لَهَا كَلِّمِيهِ حَتَّى يُكَلِّمَكِ فَدَارَ إِلَيْهَا فَكَلَّمَتْهُ فَقَالَ لَهَا: «لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّ الْوَحْيَ لَمْ يَأْتِنِي وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ إلا عَائِشَةَ» فقلت: أَتُوبُ إِلَى الله مِنْ أَذَاكَ يَا رَسُولَ الله ثُمَّ إِنَّهُنَّ دَعَوْنَ فَاطِمَةَ فأرسلنها إليه تقول: إن نساءك يسألنك العدل في بنت أبي بكر، فقال: «يا بنية ألا تحبين ما أحبه» فقالت: بلى، فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقلن: ارجعي، فأبت أن ترجع، فأرسلن زينت بنت جحش، فأتته فأغلظت وقالت: إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي قحافة، فرفعت صوتها ثلاثًا حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها، حتى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لينظر إلى عائشة هل تكلم، فتكلمت ترد على زينب حتى اسكتتها، فنظر - صلى الله عليه وسلم - إلى عائشة فقال: «إنها ابنة أبي بكر» (¬1). ¬
8981 - وفي رواية: قالت عائشة: فأرسلن زينب بنت جحش وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب وأتقى لله أصدق حديثًا وأوصل للرحم، وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب به إلى الله تعالى ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة ... بنحوه. للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
8982 - عروة: ما رأيت امرأة أعلم بطب ولا فقه ولا شعر من عائشة (¬1). ¬
8983 - الزهري أرسله: «لو جُمعَ علمُ نساءِ هذه الأمة فيهن أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كانت عائشة أكثر من علمهن» هما للكبير (¬1). ¬
8984 - صفية: دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي وكانت حفصة قالت: يا بنت يهود، فأخبرته فقال: «ألا تتقين الله يا حفصة، إنها ابنة نبي، وإن عمها لنبي، وإنها لتحت نبي، فبم تفخرين عليها» (¬1). ¬
8985 - وفي رواية: قالت: دخل علي - صلى الله عليه وسلم - وقد بلغني كلام من حفصة وعائشة فذكرته له فقال: «ألا قلت كيف تكونان خيرًا مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى» وكان الذي قالتا، نحن على النبي - صلى الله عليه وسلم - أكرم منها، وقالتا: نحن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بنات عمه. للترمذي (¬1). ¬
8986 - عكرمة: قيل لابن عباس بعد صلاة الصبح: ماتت فلانة لبعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسجد فقيل له: أتسجد هذه الساعة؟ فقال: أليس قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأيتم آية فاسجدوا؟» وأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود والترمذي ولرزين: ماتت سودة؛ فسماها (¬1). ¬
8987 - وهب بن كيسان: كان أهل الشام يعيرون ابن الزبير، يقولون يا ابن ذات النطاقين، فقالت له أسماء: يا بني إنهم يعيرونك بالنطاقين هل تدري ما ذاك؟ إنما كان نطاقي شققته نصفين، فأوكيت قربة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بأحدهما، وجعلت في سفرته آخر، فكان ابن الزبير إذا عيره أهل الشام يقول: إيها والإله، تلك شكاة ظاهر عنك عارها. للبخاري (¬1). ¬
8988 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها - صلى الله عليه وسلم - يومًا فأطعمته، ثم جعلت تفلي رأسه، فنام - صلى الله عليه وسلم - ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: يا رسول الله ما يضحكك؟ قال: «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكًا على الأسرة، وقال: مثل الملوك على الأسرة»، فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك. قلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله» كما قال في الأولى، فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي أن يجعلني منهم، قال: «أنت من الأولين»، فركبت أم حرام البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت (¬1). ¬
8989 - وفي رواية: فتزوجها عبادة بن الصامت بعد فغزا في البحر فحملها معه فلما جاءت قربت لها بغلة فركبتها فصرعتها فاندقت عنقها (¬1). ¬
8990 - وفي أخرى: وماتت بنت ملحان بقبرص. للستة (¬1). ¬
8991 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدخل في المدينة بيت امرأة، غير أم سليم، إلا على أزواجه، فقيل له فقال: «إني أرحمها قتل معي أخوها» (¬1). ¬
8992 - جابر رفعه: «رأيتني دخلت الجنة، وإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة» هما للشيخين (¬1). ¬
8993 - أنس رفعه: «دخلت الجنة فسمعت خشفة، قلت: من هذا؟ قالوا: هذه الرميصاء بنت ملحان أم أنس» لمسلم (¬1). ¬
8994 - عائشة: جاءت هند بنت عتبة فقالت: يا رسول الله: ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض من أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك، قال - صلى الله عليه وسلم -: «وأيضًا، والذي نفسي بيده». قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل مسيك، فهل علي حرج أن أطعم من الذي له عيالنا؟ قال: «لا حرج عليك أن تطعميهم بالمعروف» للشيخين (¬1). ¬
مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي - صلى الله عليه وسلم -،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن
مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي - صلى الله عليه وسلم -،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن
8995 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة خَرَجَتِ ابْنَتُهُ زَيْنَبُ مِنْ مَكَّةَ مَعَ كِنَانَةَ أَوِ ابْنِ كِنَانَةَ فَخَرَجُوا فِي طلبها فأدركها هَبَّارُ بنُ الأَسْوَدِ فَلَمْ يَزَلْ يَطْعَنُ بَعِيرَهَا بِرُمْحِهِ حَتَّى صَرَعَهَا، وَأَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا وَهُرِيقَتْ دَمًا فتخلت، وتشاجر فيها بنو هاشم وبنو أمية، فقال بنو أمية: نحن أحق بها، وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص وكانت عند هند بنت عتبة فقال - صلى الله عليه وسلم - لزيد بن حارثة «أَلا تَنْطَلِقُ فَتَجِيءَ بِزَيْنَبَ» َقَالَ: بَلَى، قال: «فَخُذْ خَاتَمِي فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ»، فَانْطَلَقَ زَيْدُ يَتَلَطَّفْ فلقي راعيًا لأبي العاص فقال: لمن هذه الغنم؟ فقال: لزينب بنت محمد، قال: هل لك أن أعطيك شيئًا تعطيها إياه ولا تذكره لأحد؟ قال: نعم، فأعطاه الخاتم وانطلق الراعي وأخلى غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته، فقالت: من أعطاك هذا؟ قال: رجل، قالت: أين تركته؟ قال بمكان كذا، فسكتت، حتى إذا كان الليل خرجت إليه فلما جاءته أركبها وراءه حتى أتت، فكان - صلى الله عليه وسلم - يقول: «هي خير بناتي، أصيبت في»، فبلغ ذلك علي بن الحسين فانطلق إلى عروة فقال: ما حديث بلغني عنك تنتقص فاطمة، -[586]- فقال عروة: والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وأني أنتقص فاطمة، أما بعد هذا فإني لا أحدث به أبدًًا». للكبير والأوسط والبزار (¬1). ¬
8996 - قتادة بن دعامة: كانت رقية بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - عند عتبة بن أبي لهب، فلما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عتبة طلاقها، وسألته رقية ذلك فطلقها فتزوجها عثمان وتوفيت عنده. للكبير بلين، ومر مطولاً في صبره - صلى الله عليه وسلم - في تبليغه (¬1). ¬
8997 - الزبير بن بكار: كانت أم كلثوم بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - عند عتيبة بن أبي لهب ففارقها فلما توقيت رقية عند عثمان، زوجه النبي - صلى الله عليه وسلم - أم كلثوم، فتوفيت عنده، ولم تلد له، وقال - صلى الله عليه وسلم -: لو كان لي عشر لزوجتكهن. للكبير بانقطاع (¬1). ¬
8998 - زينب بنت أبي سلمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عند أم سلمة، فدخل عليها الحسن والحسين وفاطمة، فجعل الحسن من شق والحسين من شق، وفاطمة في حجره، فقال: {رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد} [هود:73]. وأنا وأم سلمة جالستين فبكت أم سلمة فنظر إليها فقال «ما يبكيك؟» فقالت: يا رسول الله خصصت هؤلاء وتركتني أنا وابنتي فقال: «أنت وابنتك من أهل البيت». للكبير والأوسط (¬1). ¬
8999 - عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُهدى له قلادةٌ من جزع معلمةً بالذهبِ، وقال: «والله لأضعنها في رقبةِ أحبِّ أهلِ البيتِ إليَّ»، فاستشرفَ لها كلٌّ من نسائه، فأقبل بها حتَّى وضعها في رقبةِ أمامةَ بنتِ أبي العاصِ. لأحمد والموصلي (¬1). ¬
9000 - وللكبير: قال: قال الزبير بن بكار: وأوصى أبو العاصِ بابنته أمامةَ إلى الزبيرِ، فزوجها الزبيرُ عليًّا بعد وفاةِ فاطمةَ، وقتل عليٌّ وهي عندهُ ولم تلد (¬1). ¬
9001 - أنس: لما توفيتْ فاطمةُ بنتُ أسدٍ أمُّ عليٍّ، دخل عليها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فجلسَ عند رأسها، فقال: «رحمكِ الله يا أمِّي، كنتِ أميِّ بعد أمِّي تجوعين وتشبعينني، وتعرين وتكسينني وتمنعين نفسكِ طيبًا وتطعمينني، تريدينَ بذلك وجه الله والدارَ الآخرِ»، ثمَّ أمرَ أن تغسل ثلاثًا ثلاثًا، فلمَّا بلغَ الماءُ الذي فيه الكافورُ سكبهُ - صلى الله عليه وسلم - بيدهِ، ثم خلع قميصه فألبسها إياه وكفَّنها ببردٍ فوقه، ثم دعا أسامةَ وأبا أيوبٍ الأنصاريَّ وعمرَ وغلامًا أسودَ يحفرون، فحفروا قبرها، فلمَّا بلغوا اللحدَ حفره - صلى الله عليه وسلم - بيدهِ، وأخرج ترابه بيدهِ، فلمَّا فرغ دخلَ فاضطجعَ فيه، ثمَّ قال: «الله الذي يحيى ويميتُ، هو حيٌّ لا يموتُ، اللهمَّ اغفر لأمِّي فاطمةَ بنتِ أسدٍ، ولقِّنها حجتها ووسِّع عليها مدخلها، بحقِّ نبيِّكَ والأنبياءِ الذين من قبلي، فإنَّكَ أرحمُ الراحمين»، وكبرَّ عليها أربعا وأدخلها اللحد هو والعباسُ وأبو بكرٍ. للكبير والأوسط بلين (¬1). ¬
9002 - عبد الرحمن بن أبي رافع: أنَّ أمَّ هانئ بنتَ أبي طالبٍ قال لها عمرُ: اعملي، فإنَّ محمدًا لا يغني عنكِ شيئًا، فجاءت النبيَِّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتهُ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ما بالُ أقوامٍ يزعمون أنَّ شفاعتي لا تنالُ أهل بيتي، وأنَّ شفاعتي تنالُ حاءَ وحكمَ (قبيلتان)». للكبير بإرسال (¬1). ¬
9003 - درة بنت أبي لهب: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لها: «أنت منِّي وأنا منكِ». لأحمد مطولاً (¬1). ¬
9004 - وللكبير بلين عن ابن عمر وغيره: قالوا: قدمت درةُ بنتُ أبي لهبٍ مهاجرةً، فقال لها نسوةٌ من بني زريق: أنت بنتُ أبي لهبٍ الذي قال الله فيه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد:1] الآية، يغني عنكِ مهاجركِ، فأتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فشكتْ إليه ما قلنَ لها، فسكتها، وقال لها «اجلسي»، ثمَّ صلَّى بالناسِ الظهرَ وجلسَ على المنبرِ، ثمَّ قال: «أيها الناسُ مالي أوذي في أهلي فوالله إنَّ شفاعتي لتنالُ حيَّ حاءَ وحكمَ وصدا وسهلبَ يوم القيامةِ» (¬1). ¬
مناقب أهل البيت وأصهاره - صلى الله عليه وسلم -
مناقب أهل البيت وأصهَاره - صلى الله عليه وسلم -
9005 - ابن عباس رفعه: «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه, وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي» (¬1). ¬
9006 - سعد بن أبى وقاص: لما نزلت هذه الآية: {نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ} الآية, دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - عليا, وفاطمة, وحسنا, وحسينا, فقال: «اللهم هؤلاء أهلي» (¬1). ¬
9007 - أم سلمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلَّلَ على الحسن والحسين وعلي وفاطمة, ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي, أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» , قالت أم سلمة: وأنا معهم يارسول الله, قال: «إنك إلى خير» (¬1). ¬
9008 - عمر بن أبى سلمة نزلت: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} في بيت أم سلمة, فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة وحسنًا وحسينًا, فجللهم بكساء وعلىّ خلف ظهره ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي, فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» , قالت أم سلمة: وأنا معهم يانبي الله؟ قال: «أنت على مكانك وأنت على خير» (¬1). ¬
9009 - علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد حسن وحسين قال: «من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما, كان معي في درجتي يوم القيامة» (¬1). ¬
9010 - زاد رزين بعد وأمهما: «ومات متبعًا لسنتي غير مبتدع, كان معي في الجنة».
9011 - زيد بن أرقم: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي وفاطمة والحسن والحسين: «أنا حرب لمن حاربتم, وسلم لمن سالمتم» , هي للترمذي (¬1). ¬
9012 - أنس رفعه: «نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة, أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي» , للقزويني بلين (¬1). ¬
9013 - زيد بن أرقم رفعه: «ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب, وأنا تارك فيكم ثقلين, أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور, فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» , فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي» , فقال له حصين: ومن أهل بيته يازيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده, قال: ومن هم؟ قال: آل علي, وآل عقيل, وآل جعفر, وآل عباس, قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال نعم. وفى رواية: قلنا من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا وايم الله, إن المرأة تكون مع رجل العصر من الدهر, ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. لمسلم (¬1). ¬
9014 - ابن الزبير رفعه: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق» , للبزار (¬1). ¬
9015 - زاد في «الأوسط» بخفي: «وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بنى إسرائيل من دخله غفر له» (¬1). ¬
9016 - عثمان رفعه: «من صنع إلى أحد من ولد عبد المطلب يدا فلم يكافئه بها في الدنيا, فعلىَّ مكافأته غدًا إذا لقيني». للأوسط بلين (¬1). ¬
9017 - جابر: أنه سمع عمر يقول للناس حين تزوج بنت علي, ألا تهنوني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلا سببي ونسبى» , للكبير والأوسط (¬1). ¬
9018 - عبد الله بن أبي أوفى رفعه: «سألت ربى أن لا أتزوج إلى أحد, ولا أزوج إليه, إلا كان معي في الجنة, فأعطاني ذلك».للأوسط بلين (¬1). ¬
مناقب المهاجرين والأنصار - رضي الله عنهم -
مناقب المهاجرين والأنصَار - رضي الله عنهم -
9019 - مسلمة بن مخلد سبق المهاجرون الناس بأربعين خريفًا يتنعمون فيها, والناس محبوسون للحساب, ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريفًا. للكبير وفيه عبد الرحمن بن مالك السنانى (¬1). ¬
9020 - جرير رفعه: «المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض, والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض». لأحمد والكبير (¬1). ¬
9021 - غيلان بن جرير قلت لأنس: أرأيتم اسم الأنصار أكنتم تسمون به أم سماكم الله تعالى؟ قال: بل سمانا الله, وكنا ندخل على أنس فيحدثنا بمناقب الأنصار ومشاهدهم, ويقبل علىّ أو على رجل من الأزد فيقول: فعل قومك يوم كذا وكذا كذا وكذا. للبخاري (¬1). ¬
9022 - أُبي رفعه: «لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار». للترمذي (¬1). ¬
9023 - البراء بن عازب رفعه: «لا يحب الأنصار إلا مؤمن, ولا يبغضهم إلا منافق, فمن أحبهم أحبه الله, ومن أبغضهم أبغضه الله». للشيخين والنسائي (¬1). ¬
9024 - أنس رفعه: «آية الإيمان حب الأنصار, وآية النفاق بغض الأنصار». للشيخين والنسائي (¬1). ¬
9025 - وعنه: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء والصبيان مقبلين أحسب أنه قال من «عرس» , فقام ممثلا فقال: «اللهم أنتم من أحبِّ الناسِ إليَّ» , قالها ثلاث مرات. للشيخين. يعني الأنصار (¬1). ¬
9026 - زيد بن أرقم رفعه: «اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار». للشيخين (¬1). ¬
9027 - زاد الترمذى: «ولنساء الأنصار» (¬1). ¬
9028 - ولمسلم عن أنس: «ولموالي الأنصار» (¬1). ¬
9029 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب في مرضه الذي مات فيه: «أما بعد: أيها الناس! فإن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام, فمن ولي منكم أمرًا يضر فيه أحدًا أو ينفعه, فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم». للبخاري (¬1). ¬
9030 - أنس رفعه: «أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي (¬1) , قد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم, فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم».للشيخين والترمذي (¬2). ¬
9031 - زيد بن أرقم: قالت الأنصار: يانبي الله، لكل نبي أتباع وإنا قد اتبعناك, فادع الله أن يجعل أتباعنا منا, فدعا به. للبخاري (¬1). ¬
9032 - أبو طلحة رفعه: «أقرأ قومك السلام, فإنهم ما علمت أعفة صبر». للترمذي (¬1). ¬
9033 - أنس: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الأنصار ليكتب لهم بالبحرين, فقالوا: لا والله حتى تكتب لإخواننا من قريش بمثلها, فقال: «ذلك لهم ما شاء الله» , كل ذلك يقولون له, قال: «فإنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني» (¬1). ¬
9034 - وفي رواية: «علي الحوض» (¬1). ¬
9035 - قتادة: ما علنما حيًا من أحياء العرب أكثر شهيدًا أعز يوم القيامة من الأنصار, فقال أنس: قتل منهم يوم أحد سبعون, ويوم بئر معونة سبعون, ويوم اليمامة على عهد أبي بكر سبعون. هما للبخاري (¬1). ¬
9036 - أبو أسيد رفعه: «خير دور الأنصار بنو النجار, ثم بنو عبد الأشهل, ثم بنو الحارث بن الخزرج, ثم بنو ساعدة, وفي كل دور الأنصار خير» , -[6]- وبلغ ذلك سعد بن عبادة, فوجد في نفسه وقال: خلفنا فكنا آخر الأربع, أسرجوا لي حماري آتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،فكلمه ابن أخيه سهل بن سعد, فقال: أتذهب لترد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أعلم؟ أو ليس حسبك أن تكون رابع أربعة؟ فرجع وقال: الله ورسوله أعلم وأمر بحماره فحل عنه. للشيخين (¬1). ¬
9037 - ولمسلم، عن أبي هريرة نحوه. لكن بدأ ببني عبد الأشهل ثم بني النجار ثم بني الحارث ثم بني ساعدة ثم في كل دور الأنصار خير فقام سعد بن عبادة مغضبًا فقال أنحن آخر الأربع؟ فأراد كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له رجال من قومه: اجلس ألا ترضى أن سمى داركم في الأربع؟ فمن ترك فلم يسم أكثر ممن سمى, فانتهى سعد (¬1). ¬
9038 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر ببعض المدينة, فإذا هو بجوارٍ يضربْن بدفهنَّ ويتغنين ويقلن: نحن جوار من بنى النجار: ياحبذا محمد من جار فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الله يعلم إني لأحبكن». للقزويني (¬1). ¬
فضائل هذه الأمة
فضائل هذه الأمّة
9039 - أبو موسى رفعه: «مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قومًا يعملون له عملا إلى الليل على أجر معلوم, فعملوا له إلى نصف النهار فقالوا: لا حاجة لنا إلا أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل, فقال: لا تفعلوا, أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملا, فأبوا وتركوا, واستأجر آخرين بعدهم, فقال: أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الأجر, فعملوا حتى إذا كان صلاة العصر قالوا: كل ما عملنا باطل, ولك الأجر, الذي جعلت لنا, فقال أكملوا بقية عملكم فإنما بقي من النهار شيء يسير, فأبوا فاستأجر قومًا أن يعملوا بقية يومهم, فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس, فاستكملوا أجر الفريقين كليهما, فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور». للبخاري (¬1). ¬
9040 - ابن عمر رفعه: «إنما بقاؤكم فيما سَلَفَ قبلكم من الأمم كما بينَ العصر إلى غروب الشمس, وأوتي أهل التوراة، التوراة, فعملوا بها حتى انتصف النهار, ثم عجزوا فأعطوا قيراطًا قيراطًا, ثم أوتي أهل الإنجيل, الإنجيل, فعملوا إلى صلاة العصر, فعجزوا فأعطوا قيراطًا قيراطًا, ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين, فقال أهل الكتابين: أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين, وأعطيتنا قيراطًا قيراطًا ونحن كنا أكثر عملاً, قال الله تعالى: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء» (¬1). ¬
9041 - وفي روايةٍ: «مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثلِ رجلٍ استأجرَ أجراءَ, فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود, ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط؟ فعملت النصارى, ثم قال: من يعمل لي من العصر إلى تغيب الشمس على قيراطين؟ -[8]- فأنتم هم فغضبت اليهود والنصارى».بنحوه (¬1). ¬
9042 - وفي أخرى: «قال إنما أجَلُكُم من أجَلِ من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس, وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالاً فقال: من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟» بنحوه. للبخاري والترمذي (¬1). ¬
9043 - أنس: مُرَّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بجنازة فأثني عليها خيرًا فقال: «وجبت, وجبت, وجبت, ومر بجنازة فأثني عليها شرًا فقال: وجبت, وجبت, وجبت» فقلت: وما وجبت؟ [فقال عمر: فداك أبي وأمي, مر بجنازة فأثني عليها شرًا فقلت: وجبت, وجبت, وجبت] (¬1) , فقال - صلى الله عليه وسلم -: «من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة, ومن أثنيتم عليه شرًا وجبت له النار, أنتم شهداء الله في الأرض».للشيخين والترمذي والنسائي (¬2). ¬
9044 - عمر رفعه: «أيما مسلم شهد له أربعة نفر بخيرٍ أدخله الله الجنة» , فقلنا واثنان؟ فقال: «واثنان» , ثم لم نسأله عن الواحد. للبخاري والترمذي والنسائي مطولاً (¬1). ¬
9045 - أبو هريرة رفعه: «أَضلَّ الله تعالى عنِ الجُمُعَةِ من كان قبلنا, فكان لليهود يوم السبت, وكان للنصارى يوم الأحد, فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة, فجعل الجمعة والسبت والأحد, وكذلك هم فيه تبعٌ لنا يوم القيامة, نحن الآخرون من أهل الدنيا, والأولون يوم القيامة. المقضى لهم قبل الخلائق» (¬1). ¬
9046 - وفي رواية: «نحن الآخرون السابقون, بيد أنهم أوتوا الكتاب من -[9]- قبلنا, ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له». بنحوه. للشيخين والنسائي (¬1). ¬
9047 - عمران بن حصين: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نزلت {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} , الآية, قال: «أتدون أي يوم ذاك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: «ذاك يوم يقول الله تعالى لآدم ابعث بعث النار, قال: يارب، وما بعث النار؟ قال: تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار, وواحد إلى الجنة» , فأنشأ المسلمون يبكون, «فقال - صلى الله عليه وسلم -: قاربوا وسددوا فإنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية, فتؤخذ العدة من الجاهلية, فإن تمت وإلا كملت من المنافقين, وما مثلكم والأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة, أو كالشامة في جنب البعير, ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة, فكبروا, ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة, فكبروا, ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة, فكبروا» , قال: ولا أدري أقال: الثلثين أم لا (¬1). ¬
9048 - وفي رواية: «أتدرون أي يوم ذلك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: «ذلك يوم ينادي الله في آدم فيناديه ربه, فيقول: ياآدم, ابعث بعث النار, فيقول: أي رب وما بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار, وواحد إلى الجنة» فيَئسَ القومُ حتى ما أبدوا بضاحكةٍ, فلما رأى الذي بأصحابِهِ قالَ: «اعملوا وأبشروا, فوالذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ أنكم لَمَعَ خليقتين ما كانتا مع كلِ شيءٍ إلا كثرتاهُ, يأجوج ومأجوج, ومن ماتَ منْ بني آدمَ وبني إبليسَ» , فَسُرِّيَ عنِ القومِ بعض الذي يجدون, قالَ: «اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير, أو كالرقمة في ذراع الدابة».للترمذي (¬1). ¬
9049 - أبو أمامة رفعه: «وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب, ومع كل ألف سبعون ألفًا وثلاث حثيات من حثيات ربي» (¬1). ¬
9050 - بريدة رفعه: «أهل الجنة عشرون ومائة صف, منها ثمانون من هذه الأمة, وأربعون من سائر الأمم».هما للترمذي (¬1). ¬
9051 - أبو هريرة رفعه: «يدخل [الجنة] (¬1) من أمتي زمرة هم سبعون ألفًا تضيء وجوهم إضاءة القمر ليلة البدر» , فقام عكاشة بن محصن الأسدي, فرفع نَمِرَةً عليه, فقال: يارسول الله، ادعوا الله أن يجعلني منهم, قال: (اللهم اجعله منهم» , ثم قام رجلٌ منَ الأنصار، فقال: يارسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم, فقال: «سبقك عكاشة».للشيخين (¬2). ¬
9052 - أبو موسى رفعه: «إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديًا أو نصرانيًا، فيقول: هذا فكاكك من النار».لمسلم (¬1). ¬
9053 - أبو مالك الأشعري رفعه: «قد أجاركم الله من ثلاث خلال: أن لا يدعوا عليكم نبيكم فتهلكوا جميعًا, وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق, وأن لا تجتمعوا على ضلالة» (¬1). ¬
9054 - أبو موسى رفعه: «أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة, عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل» (¬1). ¬
9055 - عوف بن مالك رفعه: «لن يجمع الله على هذه الأمة سيفين سيفًا منها, وسيفًا من عدوها». هي لأبي داود (¬1). ¬
9056 - أبو موسى رفعه: «إن الله أنزل عليّ أمانين لأمتي, وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم, وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون, فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة». للترمذي (¬1). ¬
9057 - سعد: أنه أقبل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم من العالية, حتى إذا مر بمسجد بني معاوية, دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه, ودعا ربه طويلاً ثم انصرف إلينا فقال: «سألت ربي ثلاثًا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة, سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها, وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها, وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها».لمسلم (¬1). ¬
9058 - وللترمذي, عن خباب بن الأرت: «سألته أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها, وسألته أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها, وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها» (¬1). ¬
9059 - أبو سعيد رفعه: «إن من أمتي من يشفع للفئام من الناس, ومنهم من يشفع للقبيلة, ومنهم من يشفع للعصبة, ومنهم من يشفع للواحد حتى يدخلوا الجنة» (¬1). ¬
9060 - زاد رزين: «وإنما شفاعتي في أهل الكبائر, وإنه ليؤمر برجل إلى النار فيمر برجل كانَ سقاهُ شربةَ ماءٍ على ظمأ فيعرفه, فيقول: ألا تشفع لي؟ فيقول ومن -[12]- أنت؟ فيقول: ألستُ أنا سقيتُكَ الماءَ يومَ كذا وكذا؟ فيعرفه فيشفع فيه فيرد من النار إلى الجنة».
9061 - عبد الله بن أبي الجدعاء رفعه: «يدخلُ الجنةَ بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم» , قلنا: سواك يارسول الله؟ قال: «نعم سواي» (¬1). ¬
9062 - أنس رفعه: «مثل أمتي مثل المطر لا يدري آخره خيرًا أم أوله». هما للترمذي (¬1). ¬
9063 - زاد رزين في هذا: «وأنه لا مهديَّ إلا عيسى بن مريم, وأنا أولى الناسِ به, وليس بيني وبينه نبي» , وسمعته يقول: «لن تهلك أمة أنا أولها, ومهديها وسطها, والمسيح آخرها».
9064 - المغيرة رفعه: «لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون».للشيخين (¬1). ¬
9065 - سعد رفعه: «لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة».لمسلم (¬1). ¬
9066 - معاوية بن قرة, عن أبيه رفعه: «إذا فسد أهل الشام فلا خير لكم, ولا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة» , قال ابن المديني: هم أصحاب الحديث. للترمذي (¬1). ¬
9067 - أبو موسى رفعه: «أن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله فرطًا وسلفًا بين يديها, وإذا أراد -[13]- هلاك أمة عذبها ونبيها حي, فأهلكها وهو ينظر, فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره».لمسلم (¬1). ¬
9068 - أبو الدرداء رفعه: «أنا حظكم من الأنبياء وأنتم حظي من الأمم».للبزار (¬1). ¬
9069 - وعنه رفعه: «إن الله تعالى يقول: ياعيسى, إني باعث من بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا وأن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا, ولا حلم ولا علم, قال: يارب كيف هذا لهم ولا حلم ولا علم؟ قال أعطيتهم من حلمي وعلمي».لأحمد والكبير والأوسط والبزار (¬1). ¬
9070 - ابن عمر رفعه: «ما من أمة إلا وبعضها في النار, وبعضها في الجنة إلا أمتي, فإنها كلها في الجنة».للأوسط والصغير بضعف (¬1). ¬
فضائل قريش وغيرهم من قبائل العرب وفضائل العجم والروم
فضائل قريش وغيرهم من قبَائل العرب وفضائل العجم والروم
9071 - سعد رفعه: «من أراد هوان قريش أهانه الله» (¬1). ¬
9072 - ابن عباس رفعه: «اللهم أذقت أول قريش نكالاً فأذق آخرهم نوالاً». للترمذي (¬1). ¬
9073 - أبو هريرة رفعه: «نساء قريش خير نساء ركبن الإبل, أحناه على طفل في صغره, وأرعاه على زوج في ذات يده» , ويقول أبو هريرة -[14]- في إثر ذلك: ولم تركب مريم ابنة عمران بعيرًا قط ولو علمت أنها ركبت بعيرًا ما فضلت عليها أحدًا. للشيخين (¬1). ¬
9074 - أبو بكرة رفعه: «أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار خيرًا من بني تميم وبني أسد وبني عبد الله بن غطفان ومن بني عامر ابن صعصعة؟» فقال رجل: خابوا وخسروا, «فقال: هم خير من بني تميم وبني أسد وبني غطفان ومن بني عامر بن صعصعة» (¬1). ¬
9075 - وفي رواية: أن الأقرع بن حابس, قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة وأحسبه قال: وجهينة, قال - صلى الله عليه وسلم -: «أرأيت إن كان أسلم وغفار».بنحوه (¬1). ¬
9076 - أبو هريرة رفعه: «أسلم سالمها الله, وغفار غفر الله لها, وأما إني لم أقلها ولكن الله قالها».هما للشيخين (¬1). ¬
9077 - وعنه رفعه: «قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار, مواليَّ ليس لهم مولى دون الله ورسوله».للشيخين والترمذي (¬1). ¬
9078 - أبو موسى رفعه: «إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل, وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن [بالليل] (¬1) , وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار, ومنهم حكيم إذا لقي الخيل أو قال العدو, قال: إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم» (¬2). ¬
9079 - وعنه رفعه: «إنَّ الأشعريين إذا أرملوا في الغزو, أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد, ثم اقتسموه -[15]- بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم». للشيخين (¬1). ¬
9080 - أبو عامر الأشعري رفعه: «نعم الحي الأسدي والأشعريون لا يفرون في القتال ولا يغلون, هم مني وأنا منهم» , قال عامر ابنه فحدثت به معاوية فقال: ليس كذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «هم مني وإلي» , فقلت: ليس كذا حدثني أبي, ولكنه حدثني قال سمعت - صلى الله عليه وسلم - يقول: «هم مني وأنا منهم» , قال: فأنت أعلم بحديث أبيك. للترمذي (¬1). ¬
9081 - أبو هريرة لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتها من النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولها فيهم, سمعته يقول: «هم أشد أمتي على الدجال, وجاءت صدقاتهم فقال - صلى الله عليه وسلم -: هذه صدقات قومنا, وكانت سبية منهم عند عائشة فقال - صلى الله عليه وسلم - اعتقيها فإنها من ولد إسماعيل».للشيخين (¬1). ¬
9082 - وعنه رفعه: «ذكر بني تميم فقال: ضخام الهام, ثبت الأقدام, نصار الحق في آخر الزمان, أشد قومٍ على الدجال» , للبراز بلين (¬1). ¬
9083 - وعنه, ربما ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - على كتفي وقال «أحبوا بني تميم». للبزار (¬1). ¬
9084 - وعنه أن رجلا من قيس جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: العن حمير, فأعرض عنه فأعاد عليه فقال: «رحم الله حمير أفواههم سلام, وأيديهم طعام, وهم أهل أمن وإيمان» (¬1). ¬
9085 - أنس رفعه: «الأزد أزد الله في الأرض يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم, وليأتين على الناس زمان يقول الرجل فيه: ياليت أبي كان أزديًا وياليت أمي كانت أزدية». هما للترمذى (¬1). ¬
9086 - أبو هريرة رفعه: «نعم القوم الأزد, طيبة أفواههم, برة أيمانهم, نقية قلوبهم».لأحمد (¬1). ¬
9087 - وعنه, جاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن دوسًا قد هلكت, عصت وأبت, فادع الله عليهم, فظن الناس أنه يدعوا عليهم فقال: «اللهم اهد دوسًا وائت بهم».للشيخين (¬1). ¬
9088 - جابر: أن الصحابة قالوا: يارسول الله أحرقتنا نبال ثقيف فادع الله عليهم, فقال: «اللهم اهد ثقيفًا» (¬1). ¬
9089 - عمران بن حصين مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يكره ثلاثة أحياء ثقيفًا وبني حنيفة وبني أمية. هما للترمذي (¬1). ¬
9090 - عمرو بن عبسة رفعه: «شر قبيلتين في العرب, نجران وبنو ثعلبة».لأحمد (¬1). ¬
9091 - أبو ذر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلا إلى حي من أحياء العرب فسبوه وضربوه, فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك».لمسلم (¬1). ¬
9092 - عمر رفعه: «إنِّي -[17]- لأعلمُ أرضًا يُقالُ لها عُمانَ ينضحُ بناحيتها البحر, لو أتاهم رسولي مارموه بسهم ولا حجر».لأحمد (¬1). ¬
9093 - أبو هريرة رفعه: «الملك في قريش, والقضاء في الأنصار, والأذان في الحبشة, والأمانة في الأزد».للترمذي (¬1). ¬
9094 - زاد أحمد: «والسرعة في اليمن» (¬1). ¬
9095 - طارق بن شهاب قدم وفد بجيلة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ,فقال: «اكتبوا البجليين وابدءوا بالأحمسيين» (¬1). ¬
9096 - وفي رواية: قدم وفد أحمس ووفد قيس على النبي - صلى الله عليه وسلم -،فقال: «ابدءوا بالأحمسيين قبل القيسيين ثم دعا لأحمس: اللهم بارك في أحمس وخيلها ورجالها سبع مرات».لأحمد والكبير (¬1). ¬
9097 - غالب بن أبجر: ذكرت قيس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «رحم الله قيسا» , قيل يارسول الله ترَّحمْ على قيسٍ؟ قال: «نعم إنه كان على دين أبينا إبراهيم خليل الله, ياقيس حي يمنًا, يايمن حي قيسًا, إن قيسًا فرسان الله في الأرض, والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان ليس لهذا الدين ناصر غير قيس, إنما قيس بيضة تفلقت عنا أهل البيت, إن قيسًا ضراء الله, يعني: أسد الله».للكبير والأوسط (¬1). ¬
9098 - سلمة بن سعد: أنه وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - هو وجماعة من أهل بيته, فاستأذنوا عليه فدخلوا, فقال: «من هؤلاء؟» , فقيل له وفد عنزة, فقال: «بخ بخ بخ نعم الحي عنزة, مبغي عليهم منصورون, مرحبًا بقوم شعيب وأختان موسى, سل يا سلمة عن -[18]- حاجتك؟» فقال: جئت أسألك عما افترضت على في الإبل والغنم, فأخبره, ثم جلس عنده قريبًا ثم استأذنه في الانصراف, فقال: «انصرف» , فما عدا أن قام لينصرف فقال: «اللهم ارزق عنزة قوتا لا سرف فيه».للكبير والبزار بخفي (¬1). ¬
9099 - عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تذكر عنزة ذات يوم, فقال أصحابه: يارسول الله! وما عنزة؟ فأشار بيدهِ نحو المشرقِ, فقال: «حي من ههنا مبغي عليهم منصورون».للموصلي والبزار والأوسط وأحمد (¬1). ¬
9100 - أبو هريرة رفعه: «خير أهل المشرق عبد القيس».للأوسط (¬1). ¬
9101 - ابن عباس رفعه: «أنا حجيج من ظلم عبد القيس».للبزار والكبير بخفي (¬1). ¬
9102 - ابن مسعود: شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو لهذا الحي من النخع أو قال يثني عليهم حتى تمنيت أن أكون رجلاً منهم. لأحمد والبزار والكبير (¬1). ¬
9103 - ابن عباس رفعه: «إذا اختلف الناس فالعدل في مضر».للكبير بلين (¬1). ¬
9104 - سلمان رفعه: «لا تبغضني فتفارق دينك» , قلت يارسول الله! كيف أبغضك وبك هداني الله؟ قال: «تبغض العرب فتبغضني» (¬1). ¬
9105 - عثمان رفعه: «من -[19]- غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي».هما للترمذي (¬1). ¬
9106 - أبو هريرة: ذكرت الأعاجمُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: «لأنا بهم أو ببعضهم أوثق مني بكم أو ببعضكم».للترمذي (¬1). ¬
9107 - المستورد القرشي رفعه: «تقوم الساعة والروم أكثر» , فقال عمرو بن العاص للمستورد أبصر ما تقول؟ قال: أقول ما سمعت منه - صلى الله عليه وسلم - قال: «لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربعًا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة, وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة, وأوشكهم كرة بعد فرة, وخيرهم لمسكين, ويتيم, وضعيف, وخامسة حسنة جميلة, وأمنعهم من ظلم الملوك».لمسلم (¬1). ¬
فضائل جماعة من غير الصحابة
فضائل جماعة من غير الصحابة
9108 - أسير بن جبير: كان عمر إذا أتى عليه أمداد اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس قال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم, قال: من مراد ثم من قرن؟ , قال: نعم, قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم, قال: ألك والدة؟ قال: نعم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم, له والدة هو بها بر, لو أقسم على الله لأبره, فإن استعطت أن يستغفر -[20]- لك فافعل» , فاستغفرلي, فاستغفر له, فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة, قال: ألا اكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلىَّ, فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم, فوافق عمر فسأله عن أويس, فقال: تركته رث البيت قليل المتاع قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن فذكره» , ثم قال: «فأتى أويسًا» فقال: استغفر لي؟ قال: أنت أحدث عهد بسفر صالح فاستغفر لي, قال: لقيت عمر؟ , قال: نعم, «فاستغفر له» , ففطن له الناس فانطلق على وجهه, قال أسير: وكسوته بردة, فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة. لمسلم (¬1). ¬
9109 - عائشة: لما مات النجاشي كنا نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور. لأبي داود (¬1). ¬
9110 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقي زيد بن عمرو ابن نفيل بأسفل بلدح, وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي, فقدم إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها, ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم, ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه (¬1). ¬
9111 - وفي رواية: أن زيد بن عمرو خرج إلى الشام يسأل عن الدين, فلقي عالمًا من اليهود فسأله عن دينهم, قال: لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله, قال زيد: ما أفر إلا من غضب الله؟ ولا أحمل من غضب الله شيئًا أبدًا, وأنىّ أستطيعه؟ فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعمله إلا أن تكون حنيفًا, قال زيد وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله, فخرج زيد فلقي عالمًا من النصارى فذكر مثله, فقال: لن تكون في ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله, قال: ما أفر إلا من لعنة الله ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئًا أبدًا, وأنى أستطيع فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن تكون حنيفًا, قال: وما الحنيف؟ قال دين إبراهيم لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله, فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم خرج فلما برز رفع يديه وقال: اللهم اشهد أني على دين إبراهيم (¬1). ¬
9112 - أسماء بنت أبي بكر: رأيت زيد بن عمرو قائمًا ومسندًا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري, وكان يحيى الموءودة, يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها, أنا أكفيك مؤنتها فيأخذها, فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك, وإن شئت كفيتك مؤنتها. هما للبخاري (¬1). ¬
9113 - المسيب بن حزن: لما حضرت أبا طالب الوفاةُ, جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد عنده أبا جهل بن هشام, وعبد الله بن أمية بن المغيرة, فقال «أي عم! قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله» , فقال أبو جهل وعبد الله: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه, ويعودان لتلك المقالة, حتى قال أبو طالب آخر ما كلمه: إنه على ملة عبد المطلب, وأبى أن يقول لا إله إلا الله, قال - صلى الله عليه وسلم -: «لاستغفرن لك مالم انه عنك» , فنزل {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ} الآية, ونزل {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.للشيخين والنسائي (¬1). ¬
9114 - أبو سعيد رفعه في أبي طالب: «لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة, يجعل في ضحضاح من نار تبلغ كعبيه, تغلي منه أم دماغه». للشيخين (¬1). ¬
9115 - ابن عباس رفعه: «أهون أهل النار عذابًا أبو طالب, وهو مشتملٌ نعلينِِ يغلي منهما دماغه». مسلم (¬1). ¬
9116 - أبو هريرة رفعه: «يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم -[22]- فلا يجدون أحدًا أعلم من عالم المدينة» , قال عبد الرزاق في حديثه: هو مالك بن أنس وقال: ابن عيينة يرونه مالكا. للترمذي (¬1). ¬
9117 - علقمة: كنا جلوسًا مع ابن مسعود فجاء خباب فقال: ياأبا عبد الرحمن أيستطيع هؤلاء أن يقرءوا كما تقرأ؟ فقال: أما أنك إن شئت أمرت بعضهم فقرأ عليك, قال: أجل, قال: اقرأ ياعلقمة, فقرأت خمسين آية من سورة مريم, فقال عبد الله: كيف ترى؟ قال: قد أحسن, قال عبد الله: ما يقرأ شيئًا إلا هو يقرؤه. للبخاري مطولاً (¬1). ¬
9118 - أبو جعفر محمد بن على بن الحسين: أتاني جابر وأنا في الكتاب فقال: اكشف عن بطنك, فكشفت عن بطني فقبله, ثم قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرني أن أقرأ عليك السلام. للأوسط بضعف (¬1). ¬
9119 - عبد الملك بن عمير قال: كان الشعبي يحدث بالمغازي, فمر ابن عمر فسمعه وهو يحدث بها, فقال لهو أحفظ لها مني, وان كنت قد شهدتها مع النبي - صلى الله عليه وسلم -.للكبير (¬1). ¬
فضائل أماكن متعددة من الأرض وما ورد زمه
فضائل أماكن متعددة من الأرض وما ورد زمه
9120 - عبد الملك بن عباد بن جعفر رفعه: «أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف».للبزار والأوسط بخفى (¬1). ¬
9121 - ميمونة مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم - قلت: يارسول الله أفتنا في بيت المقدس؟ قال: «ائتوه فصلوا فيه» -وكانت البلاد إذ ذاك حربًا- «فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله». لأبي داود (¬1). ¬
9122 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «إنَّ سليمانَ بنَ داود لما بنى بيت المقدس سأل الله تعالى خلالاً ثلاثة: سأل الله حكمًا يصادف حكمه فأوتيه, وسأل الله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه, وسأل الله حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحدٌ لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئتة كيوم ولدته أمه». للنسائي (¬1). ¬
9123 - أبو هريرة رفعه: «من مات في بيت المقدس فكأنما مات في السماء». للنسائي (¬1). ¬
9124 - عمرو بن عوف رفعه: «إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها, وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل, إن الدين بدأ غريبًا [ويرجع غريبًا] (¬1) , فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي».للترمذي (¬2). ¬
9125 - ابن عمر رفعه: «إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ, وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها».لمسلم (¬1). ¬
9126 - عمر كانَ يقولُ: لبيتٌ بركبةٍ أحب إليَّ من عشرةِ أبياتٍ بالشامِ. لمالك وقال: وقال يريد لطول الأعمار والبقاء وشدة الوباء بالشام (¬1). ¬
9127 - ابن عباس: لما مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بوادي عسفان حين حج, قال: «ياأبا بكر! أى واد هذا؟» قال: وادي عسفان, قال: «لقد مر به هود وصالح -[24]- على بكرات حمر خطمها الليف وأزرهم العباء وأرديتهم النمار يحجون البيت العتيق».لأحمد بلين (¬1). ¬
9128 - جابر رفعه: «غلظ القلوب والجفاء في المشرق, والإيمان في أهل الحجاز».لمسلم (¬1). ¬
9129 - الزبير: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ليلة, حتى إذا كنا عند السدرة وقف في طرف القرْن (¬1) الأسود حذوها (¬2) واستقبل نخبًا (¬3) ببصره, وقال مرة: وقف حتى وقف الناس كلهم ثم قال: «إن صيد وج (¬4) وعضاهه حرام محرم لله, وذلك قبل نزوله الطائف وحصاره لثقيف».لأبي داود (¬5). ¬
9130 - جابر رفعه: «إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم».لمسلم (¬1). ¬
9131 - ابن شهاب أرسله: «لا يجتمع دينان في جزيرة العرب» , قال: ففحص عنه عمر حتى أتاه الثلج واليقين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله, فأجلي يهود خيبر, لمالك (¬1). ¬
9132 - مالك: وأن عمر أجلى أهل نجران, ولم يجل من تيماء لأنها ليست من بلاد العرب, فأما الوادي فإني أرى إنما لم يجل من فيها من اليهود أنهم لم يروها من أرض العرب. لأبي داود (¬1). ¬
9133 - عمر رفعه: «لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلا أترك فيها إلا مسلمًا» -[25]- , قال سعيد بن عبد العزيز: جزيرة العرب ما بين الوادي إلى أقصى اليمن إلى تخوم العراق إلى البحر. لمسلم والترمذي وأبي داود بلفظه وله: قال يعقوب بن محمد: سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب فقال: مكة والمدينة واليمامة واليمن وقال يعقوب: العرج أول اليمامة وحدثت أنها ما بين وادي القرى إلى أقصى اليمن, وما بين البحر إلى تخوم العراق في العرض (¬1). ¬
9134 - أبو هريرة رفعه: «أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبًا, الإيمان يمان, والحكمة يمانية, ورأس الكفر قبل المشرق, والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم».للشيخين (¬1). ¬
9135 - وفي رواية: «الفقه يمان» , وللترمذي نحوه (¬1). ¬
9136 - أبو مسعود رفعه: «الإيمان ههنا, وأشار بيده إلى اليمن, والقسوة وغلظ القلب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعه ومضر».للشيخين (¬1). ¬
9137 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر قبل اليمن فقال: «اللهم أقبل بقلوبهم, وبارك لنا في صاعنا ومدنا».للترمذي (¬1). ¬
9138 - أبو الدرداء رفعه: «إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام» (¬1). ¬
9139 - عنه رفعه: «بينما أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فاتبعته بصري فعمد إلى الشام, ألا وإن الإيمان حين تقع -[26]- الفتن بالشام».للبزار (¬1). ¬
9140 - مكحول قال: لتمخرن الروم الشام أربعين صباحًا لا يمتنع فيها إلا دمشق وعمان (¬1). ¬
9141 - عبد الرحمن بن سليمان قال: سيأتي ملك من ملوك العجم يظهر على المدائن كلها إلا دمشق. هي لأبي داود (¬1). ¬
9142 - زيد بن ثابت: كنا يومًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - نؤلف القرآن من الرقاع فقال: «طوبى للشام» , فقلت: لم ذاك يارسول الله؟ قال: «لأن الملائكة باسطة أجنحتها عليه».للترمذي (¬1). ¬
9143 - ابن حوالة رفعه: «سيصير الأمر إلى أن تكونوا أجنادًا مجندة: جند بالشام, وجند باليمن, وجند بالعراق» , فقلت: خر لي يارسول الله إن أدركت ذلك, فقال: «عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده, فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم, واسقوا من غدركم, فإن الله توكل لي بالشام وأهله» (¬1). ¬
9144 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «ستكون هجرة بعد هجرة, فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم, ويبقى في كل أرض إذ ذاك شرار أهلها تلفظهم أرضوهم, تقذرهم نفس الله عز وجل, ويحشرهم إلى النار مع القردة والخنازير» (¬1). ¬
9145 - إبراهيم بن صالح بن درهم سمعت أبي يقول: انطلقنا حاجين فإذا رجل فقال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها الأبلة؟ قلنا: نعم, قال: من يضمن لي منكم أن يصلي في مسجد العشار ركعتين أو أربع ركعات ويقول هذه لأبي هريرة, سمعت -[27]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الله تعالى يبعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم».هي لأبى داود قال: زرين: المسجد على النهر (¬1). ¬
9146 - عمر رفعه «ليبعثن الله من مدينة بالشام يقال لها حمص خمسين ألفاً ما بين الزيتون والحائط والبرث الأحمر».للبزار بضعف (¬1). ¬
9147 - أبو هريرة رفعه «سيحان وجيحان والفرات والنيل من أنهار الجنة.» لمسلم (¬1). ¬
9148 - أنس رفعه: «عسقلان أحد العروستين يبعث منها يوم القيامة سبعون ألفاً لا حساب عليهم, ويبعث خمسون ألفاً شهداء ووفود إلى الله تعالى, وبها صفوف الشهداء رءوسهم مقطعة في أيديهم, تثج أوداجهم دماً يقولون: {ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد} فيقول: صدق عبيدي, اغسلوهم بنهر البيضة, فيخرجون منه نقياً بيضاً يسرحون في الجنة حيث شاءوا. لأحمد بلين (¬1). ¬
9149 - أم سلمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى عند وفاته فقال: «الله الله في قبط مصر, فإنكم ستظهرون عليهم, ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله». للكبير (¬1). ¬
9150 - بريدة رفعه: «ستكون بعدي بعوث كثيرة, فكونوا في بعث خراسان, ثم انزلوا مدينة مرو, فإنه بناها ذو القرنين, ودعا لأهلها بالبركة ولا يضر أهلها سوء». لأحمد والكبير بضعف (¬1). ¬
9151 - حذيفة قال: «ما أخبية بعد أخبية كانت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ببدر, يدفع عنها ما يدفع عن أهل هذه الأخبية, يعني الكوفة, ولا يريدهم أحد بسوء إلا أتاهم الله مما يشغلهم عنهم.» لأحمد والبزار (¬1). ¬
9152 - أنس رفعه: «يا أنس إن الناس يمصِّرون أمصاراً, وإنَّ مصراً منها يسمى البصرة أو البصيرة, فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها, وعليك بضواحيها, فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف, وقوم يبيتون فيصبحون قردة وخنازير.» لأبي داود (¬1). ¬
9153 - مالك بلغه أن عمر أراد الخروج إلى العراق, فقال له كعب الأحبار: لا تخرج يا أمير المؤمنين, فإن بها تسعة أعشار السحر أو الشر وبها فسقة الجن, وبها الداء العضال, قال مالك: الداء العضال الهلاك في الدين (¬1). ¬
9154 - ابن عمر: لما مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحجر قال: «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين, ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى جاوز الوادي» (¬1). ¬
9155 - وفي رواية: أن الناس نزلوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجر أرض ثمود، فاستقوا من آبارهم وعجنوا بها العجين، فأمرهم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة. للشيخين (¬1). ¬
كتاب القصص
كتاب القصص
9156 - صهيب رفعه: ((كان ملك فيمن كان قبلكم, وكان له ساحر, فلما كبر قال للملك: قد كبرت فابعث إلى غلاماً أعلمه السحر فبعث إليه غلاماً يعلمه, -[29]- وكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فكان إذا أتى الساحر مرَّ بالراهب, وقعد إليه, فإذا أتى الساحر ضربه فشكى ذلك إلى الراهب, فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي, وإذا خشيت أهلك فقل: حبسنى الساحر, فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس, فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب؟ فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس, فرماها فقتلها ومضى الناس, فأتى الراهب فأخبره, فقال له الراهب: أي بني أنت اليوم أفضل مني, وقد بلغ من أمرك ما أرى, وأنك ستبتلى, فإن ابتليت فلا تدل علىَّ, وكان الغلام يبرىء الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء, فسمع جليس للملك كان قد عمى به, فأتاه بهدايا كثيرة, فقال: ما ههنا لك أجمع إن أنت شفيتني, قال إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى, فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك, فآمن بالله فشفاه الله تعالى فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال ربي, قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله, فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام, فجيء بالغلام فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل؟ فقال: إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى, فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب, فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك, فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه, ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك, فأبى, فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا, فاصعدوا به, فإذا بلغتم ذروته, فإن رجع عن دينه إلا فاطرحوه, فذهبوا به, فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت, فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك, فقال له الملك: ما فعل أصحابك فقال: كفانيهم الله تعالى, فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر, فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه, فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت, فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك, فقال له الملك: ما فعل -[30]- أصحابك؟ فقال كفانيهم الله تعالى, فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به, قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع, ثم خذ سهماً من كنانتي, ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: بسم الله رب الغلام ثم ارم به, فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني, فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع وأخذ سهماً من كنانته, ثم وضع السهم في كبد القوس, ثم قال: بسم الله رب الغلام, ثم رماه فوقع السهم في صدغه, فوضع يده في صدغه موضع السهم فمات, فقال الناس: آمنا برب الغلام, آمنا برب الغلام فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك, قد آمن الناس, فأمر بالأخدود بأفواه السكك, فخدت وأضرم فيه النيران, وقال: من لم يرجع عن دينه فاقحموه فيها, أو قيل له اقتحم, ففعلوا, حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيه فقال لها الغلام: يا أمه اصبرى فإنك على الحق)). لمسلم (¬1). ¬
9157 - وللترمذي: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى العصر همس, والهمس في قول بعضهم تحرك شفتيه كأنه يتكلم, فقيل له إنك إذا صليت العصر همست؟ قال: ((إن نبياً من الأنبياء أعجب بأمته, قال: من يقوم لهؤلاء؟ فأوحى الله إليه أن خيرهم بين أن انتقم منهم, وبين أن أسلط عليهم عدوهم, فاختاروا النقمة فسلط عليهم الموت, فمات في يوم سبعون ألفاً)) وكان إذا حدث لهذا الحديث حدث بهذا الحديث الآخر, ((كان ملك من الملوك وكان له كاهن, فقال: انظروا إلي غلاماً فهما أعلمه علمي هذا, فإني أخاف أن أموت)) بنحوه وفيه: يقول الله تعالى: {قتل أصحاب الأخدود} -إلى- {العزيزالحميد} قال: فأما الغلام فإنه دفن ويذكر أنه خرج في زمن عمر بن الخطاب وإصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل (¬1). ¬
9158 - أبو هريرة رفعه: ((لم يتكلم في المهد إلا ثلاثه, عيسى بن مريم, وصاحب جريج, وكان جريج رجلاً عابداً فاتخذ صومعة فكان فيها, فأتته أمه وهو يصلى فقالت: ياجريج! فقال: يارب أمي وصلاتي, فأقبل على صلاته فانصرفت, فلما كان من الغد أتته وهو يصلي, فقالت: ياجريج! فقال: أي رب أمي وصلاتي, فأقبل على صلاته, فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات, فتذاكر بنو إسرائيل جريجاً وعبادته, وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها, فقالت: إن شئتم لأفتنه لكم, فتعرضت له فلم يلتفت إليها, فأتت راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت, فلما ولدت, قالت: هو من جريج, فأتوه, فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه فقال: ما شأنكم؟ فقالوا. زنيت بهذه البغي فولدت منك, فقال: أين الصبي؟ فجاءوا به، فقال: دعوني حتى أصلي, فصلى فلما انصرف, أتى الصبي وطعن في بطنه، وقال: يا غلام، من أبوك؟ قال: فلان الراعي, فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به وقالوا: نبني صومعتك من ذهب, قال: لا أعيدوها من طين كما كانت ففعلوا, وبينما صبي يرضع من أمه, فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة, فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا, فترك الثدي وأقبل إليه, فنظر إليه فقال: اللهم لا تجعلني مثله, ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع)) قال فكأني أنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فيه, فجعل يمصها, قال: ومر بجارية وهم يضربونها ويقولون زنيت سرقت, وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل, فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها, فترك الرضاع ونظر إليها فقال: اللهم اجعلني مثلها, فهنا تراجعا الحديث, فقالت: حلقى، مر رجل حسن الهيئة, فقلت: اللهم اجعل ابني مثله, فقلت: اللهم لا تجعلني مثله, ومر بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون: زنيت سرقت, فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها, فقلت: اللهم اجعلني مثلها, فقال: إن ذلك الرجل كان جبارا فقلت: اللهم لا تجعلني مثله, وإن هذه يقولون زنيت ولم تزن, سرقت ولم تسرق, فقلت: -[32]- اللهم اجعلني مثلها)) للشيخين (¬1). ¬
9159 - ابن عمر رفعه: ((انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى أواهم المبيت إلى غار فدخلوه, فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم, فقال رجل منهم: اللهم كان أبوان شيخان كبيران, وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً فنأى بي طلب الشجر يوماً, فلم أرح عليهما حتى ناما, فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين, فكرهت أن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً, فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما, حتى برق الفجر. زاد بعض الرواة: والصبية يتضاغون عند قدمي, فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك, ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة, فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج, قال النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه وسلم: قال الآخر: اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلى, فأردتها على نفسها وامتنعت مني, حتى ألمت بها سنة من السنين, فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت, حتى إذا قدرت عليها قالت: لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه, فتحرجت عن الوقوع عليها فانصرفت عنها, وهي أحب الناس إلى, وتركت الذهب الذي أعطيتها, اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك, فافرج عنا ما نحن فيه, فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها, قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وقال الثالث: اللهم استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم, غير رجل واحد ترك الذي له وذهب, فثمرت أجره حتى كثرت من الأموال, فجاءني بعد حين, فقال: يا عبد الله أد إليَّ أجرى, فقلت: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق, فقال: يا عبد الله لا تستهزىء بي, فقلت: إني لا أستهزىء بك, فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً, اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك, فافرج عنا ما نحن فيه, فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون.)) للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
9160 - وعنه رفعه: ((كان فيمن كان قبلكم رجل اسمه الكفل, وكان لا ينزع عن شيء فأتى امرأة علم بها حاجة, فأعطاها عطاءً كثيراً, فلما أرادها على نفسها ارتعدت وبكت, فقال: وما يبكيك؟ قالت: لأن هذا عمل ما عملته قط, وما حملني عليه إلا الحاجة, قال: تفعلين أنت هذا من مخافة الله, فأنا أحرى, اذهبي فلك ما أعطيتك والله لا أعصيه بعدها أبداً, فمات من ليلته, فأصبح مكتوب على بابه, إن الله قد غفر للكفل, فعجب الناس من ذلك حتى أوحى الله إلى نبي زمانهم بشأنه.)) لرزين وللترمذي غير هذا اللفظ (¬1). ¬
9161 - الحارث بن يزيد البكري رجل من ربيعة قال: قدمت المدينة فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسجد غاص بأهله, وإذا رايات سود تخفق, وإذا بلال متقلد السيف بين يدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فقلت: ما شأن الناس؟ قالوا: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يبعث عمرو بن العاص نحو ربيعة, فقلت: أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد, فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((وما وافد عاد؟)) فقلت: على الخبير سقطت, إن عادا لما اقحطت بعثت قيلا يستقي لها, فنزل على بكر بن معاوية فسقاه الخمر وغنته الجرادتان, ثم خرج يريد جبال مهرة, فقال: اللهم إني لم آتك لمرض فأداويه, ولا لأسير فأفاديه, فاسق عبدك ما كنت مسقيه, واسق معه بكر بن معاوية, يشكر له الخمر الذي سقاه فرفع له ثلاث سحائب حمراء وبيضاء وسوداء, فقيل له اختر إحداهن فاختار السوداء منهن, فقيل: خذها رمادا رمدداً, لاتذر من عاد أحدًا فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه لم يرسل الريح إلا بمقدار هذه الحلقة, يعني حلقة الخاتم, ثم قرأ {إذ أرسلنا علهم الريح العقيم ما تذر من شيء} الآية.)) للترمذي (¬1). ¬
9162 - أبو هريرة رفعه: ((إن ثلاثة من بني إسرائيل, أبرص, وأقرع, وأعمى, فأراد الله تعالى أن يبتليهم, فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن, ويذهب عني الذي قذرني الناس, فمسحه فذهب عنه قذره, وأعطى لوناً حسناً وجلدا حسناً, قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل أو قال: البقر -شك إسحاق إلا أن الأبرص والأقرع قال أحدهما: الأيل, وقال الآخر: البقر- فأعطى ناقة عشراء فقال: بارك الله لك فيها, فأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن, ويذهب عني هذا الذي قذرني -[34]- الناس، قال: فمسحه فذهب عنه وأعطي شعراً حسنا، قال فأي المال أحب إليك؟ قال البقر: فأعطى بقرة حاملا, قال بارك الله لك فيها, فأتى الأعمى قال: أي شيء أحب إليك؟ قال أن يرد الله إلىَّ بصري فأبصر به الناس, فمسحه فرد الله إليه بصره, قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم, فأعطى شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا, وولد هذا, فكان لهذا واد من الإبل, ولهذا واد من البقر, ولهذا واد من الغنم, ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته, فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري, فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك, أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أتبغ عليه في سفري فقال: الحقوق كثيرة, فقال له: كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيراً فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت, قال: وأتى الأقرع في صورته فقال: مثل ما قال لهذا, ورد عليه مثل مارد عليه هذا, فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت, قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته, فقال: رجل مسكين وابن سبيل, انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك, أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة, أتبلغ بها في سفري, فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلى بصرى, فخذ ما شئت ودع ما شئت, فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله, فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم, فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك.)) للشيخين (¬1). ¬
9163 - وعنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر: رجلاً من بني إسرائيل, سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار, فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم, فقال كفى بالله شهيداً قال: فأتني بالكفيل, قال كفى بالله كفيلاً, قال: صدقت, فدفعها إليه إلى أجل مسمى, فخرج في البحر فقضى حاجته, ثم التمس مركباً يقدم عليه للأجل الذي أجله, فلم يجد مركباً, فاتخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه, ثم زجج موضعها, ثم أتى بها البحر فقال: اللهم إنك تعلم أنى تسلفت من فلان ألف دينار فسألني كفيلاً, فقلت: كفى بالله كفيلاً, فرضى بك, سألني شاهدا فقلت: كفى بالله شهيداً فرضى بك, وإني -[35]- جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له فلم أقدر, وإني استودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه, ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده, فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركباً قد جاء بماله, فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطباً, فلما نشرها وجد المال والصحيفة, ثم قدم الذي كان أسلفه وأتى بألف دينار, فقال: والله مازلت جاهداً في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركباً قبل الذي جئت فيه, قال: فإن الله تعالى قد أدى عنك الذي بعثته في الخشبة, فانصرف بالألف دينار راشدًا. للبخاري (¬1). ¬
9164 - وعنه رفعه: ((لا أدري أتبَُّع لعين هو أم لا ولا أدري أعزيرُ نبي هو أم لا)).لأبي داود (¬1). ¬
9165 - وعنه رفعه: ((لولا بنو إسرائيل لم يخنز (¬1) اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر.)) للشخين (¬2). ¬
9166 - همام بن منبه حدثنا أبو هريرة أحاديث منها قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((اشترى رجل ممن كان قبلكم عقاراً من رجل, فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب, فقال له المشتري: خذ ذهبك, فإنما اشتريت العقار فلم أبتع منك الذهب, فقال البائع: إنما بعتك العقار وما فيها, فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ فقال أحدهما: لي غلام, وقال الآخر لي جارية, فقال انكحوا الغلام الجارية وأنفقوا عليهما منه وتصدقوا.)) للشيخين (¬1). ¬
9167 - ابن عمرو بن العاص: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدثنا عن بني إسرائيل حتى يصبح ما يقوم إلا إلى أعظم صلاة, لأبي داود (¬1). ¬
9168 - أبوسعيد رفعه: ((كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشى بين امرأتين طويلتين, فاتخذت قدمين من خشب وخاتماً -[36]- من ذهب مطبق, ثم حشته مسكاً وهو أطيب الطيب.)) لمسلم (¬1). ¬
كتاب بدء الخلق وعجائبه
كتاب بدء الخلق وعجائبه
9169 - عمران بن حصين: أن ناسا من أهل اليمن قالوا: يا رسول الله جئنا لنتفقه في الدين, ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال: ((كان الله ولم يكن شيء قبله, وكان عرشه على الماء, ثم خلق السموات والأرض, وكتب في الذكر كل شيء)). للبخاري والترمذي مطولاً (¬1). ¬
9170 - أبو رزين العقيلي قلت: يا رسول الله! أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: ((كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وخلق عرشه على الماء)).للترمذي وقال قال أحمد: ((قال يزيد العماء, أي ليس معه شيء)) (¬1). ¬
9171 - عمر: قام فينا النبي - صلى الله عليه وسلم - مقاماً فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم, وأهل النار منازلهم, حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه. للبخاري (¬1). ¬
9172 - جابر رفعه: ((أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن مابين شحمة أذنيه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام.)) لأبي داود (¬1). ¬
9173 - أبي رفعه: ((أول ما خلق الله القلم, فقال له: أكتب, فجرى بما هو كائن إلى الأبد)).
9174 - ابن مسعود رفعه: ((أول ما خلق الله العقل, قال له أقبل, فأقبل, وأدبر, فأدبر فقال: ما خلقت خلقاً أحب إلى منك ولا أركبك إلا في أحب الخلق إليَّ)). هما لرزين.
9175 - العباس كنت جالساً في البطحاء في عصابة, والنبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم, إذ مرت سحابة, فنظروا إليها, فقال: هل تدرون ما اسم هذه؟ قالوا: نعم, هذه السحاب, قال: والمزن؟ قالوا: والمزن؟ قال والعنان؟ قالوا والعنان, ثم قال: هل تدرون كم بعد ما بين السماء والأرض؟ قالوا: لا, قال: فإن بعد ما بينهما, إما قال واحدة, وإما اثنتان, وإما ثلاث وسبعون سنة, وبعد السماء التي فوقها كذلك, وكذلك حتى عددهم سبع سموات, ثم فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن ما بين سماء إلى سماء ثم فوق ظهورهن العرش بين أسفله وأعلاه مثل ما بين السماء إلى السماء, والله عزَّ وجلَّ فوق ذلك. للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9176 - أبو هريرة: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - جالس وأصحابه, إذ أتى عليهم سحاب, فقال: هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: هذا العنان؟ هذه روايا الأرض يسوقها الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه, ثم قال: هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم, قال: فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف, ثم قال: هل تدرون كم بينكم وبينها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: بينكم وبينها خمسمائة عام, ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا الله ورسوله أعلم, قال: فإن فوق ذلك سمائين بعد ما بينهما خمسمائة سنة, ثم قال كذلك حتى عدد سبع سموات بين كل سمائين ما بين السماء والأرض, ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: إن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد مابين السمائين, ثم قال هل تدرون ما الذي تحتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: إن تحتها أرضاً أخرى بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عدد -[38]- سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة, ثم قال: والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله, ثم قرأ {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم} للترمذي, وقال: قراءته - صلى الله عليه وسلم - الآية تدل على أنه أراد لهبط على علم الله وقدرته وسلطانه (¬1). ¬
9177 - جبير بن مطعم رفعه: ((إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سمواته لهكذا, وقال بإصبعه مثل القبة عليه, وإنه ليئط أطيط الرحل بالركاب. لأبي داود مطولاً)) (¬1). ¬
9178 - أبو هريرة رفعه: ((خلق الله التربة يوم السبت, وخلق الله فيها الجبال يوم الأحد, وخلق الشجر يوم الإثنين, وخلق المكروه يوم الثلاثاء, وخلق النور يوم الأربعاء, وبث فيها الدواب يوم الخميس, وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق وآخر ساعة من النهار فيما بين العصر إلى الليل)). لمسلم (¬1). ابن عباس: أقبلت يهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: هو ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوقها بها حيث شاء الله, قالوا فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: زجره للسحاب, حتى تنتهي حيث أمرت, قالوا صدقت, فأخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه؟ قال: اشتكى عرق النساء فلم يجد شيئاً يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها, فلذلك حرمها, قالوا: صدقت. للترمذي (¬2). ¬
9180 - أبو هريرة رفعه: ((خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً. للشيخين مطولاً ستون بما مرَّ في السلام)) (¬1). ¬
9181 - أنس رفعه: ((لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به, وينظر إليه, فما رآه أجوف, -[39]- عرف أنه خلق لا يتمالك)).لمسلم (¬1). ¬
9182 - أبو موسى رفعه: ((إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض, منهم الأحمر, والأبيض والأسود وبين ذلك, والسهل والحزن, والخبيث, والطيب.)) لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
9183 - عائشة رفعته: ((خلقت الملائكة من نور, وخلق الجان من مارج من نار, وخلق آدم مما وصف لكم)). لمسلم (¬1). ¬
9184 - أبو هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الإسراء: ((فلما نزلت إلى السماء الدنيا فنظرت أسفل مني فإذا أنا بريح وأصوات ودخان, فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذه شياطين يحرقون على أعين بني آدم, لا يتفكروا في ملكوت السموات والأرض, ولولا ذلك لرأوا العجب)). لأحمد وفيه أبو الصلت (¬1). ¬
9185 - أبو أمامة رفعه: ((وكِّل بالشمس تسعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم, ولولا ذلك ما أتت على شيء إلا أحرقته)). للكبير بضعف (¬1). ¬
9186 - أبو ذر رفعه: ((كثف الأرض مسيرة خمسمائة عام, وبين الأرض العليا والسماء الدنيا خمسمائة عام, وكثفها خمسمائة عام, ثم كل سماء مثل ذلك حتى -[40]- تبلغ السماء السابعة, ثم ما بين السماء السابعة إلى العرش مسيرة ما بين ذلك كله)). للبزار (¬1). ¬
9187 - على قال: أشد خلق ربك الجبال, والحديد ينحت الجبال, والنار تأكل الحديد, والماء يطفى النار, والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء, والريح تنقل السحاب, والإنسان يتقي الريح بيده ويذهب فيها لحاجته والسكر يغلب الإنسان, والنوم يغلب السكر, والهم يمنع النوم, فأشد خلق ربك الهم. للأوسط (¬1). ¬
9188 - ابن عباس: سئل عن المد والجزر, فقال: إن ملكاً موكلاً بقاموس البحر, فإذا وضع رجله فاضت, وإذا رفعها غاضت. لأحمد بخفي (¬1). ¬
9189 - رجل من الصحابة أخبر أبا بكرة أنه انطلق إلى أرض ليس لأهلها إلا الحديد يعملونه, فدخل بيتاً فلما كان عند غروب الشمس سمع صوتاً لم يسمع مثله, قال فرعبت, فقال لي رب البيت: لا تذعرن فإن هذا لا يضرك, هذا صوت قوم ينصرفون الساعة من عند هذا السد, قال فيسرك أن تراه؟ قلت: نعم, قال فغدوت إليه فإذا لبنة من حديد مثل الصخرة, وإذا كأنه البرد المحبر, وإذا مسامير مثل الجذوع, فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: صفه لي؟ فقلت: كأنه البرد المحبر, فقال - صلى الله عليه وسلم - من سره أن ينظر إلى رجل قد رأى الردم, فلينظر إلى هذا. للبزار بلين وخفى (¬1). ¬
9190 - ابن عمرو بن العاص قال: إن كان الرجل ممن كان قبلكم ليأتي عليه ثمانون سنة قبل أن يحتلم. للبزار بلين (¬1). ¬
9191 - جابر رفعه: يا معاذ إني مرسلك إلى قوم أهل الكتاب, فإذا سئلت عن المجرة التي في السماء فقل هي لعاب حية تحت العرش. للكبير بضعف (¬1). ¬
9192 - ابن عمرو بن العاص قال: إن العرش لمطوق بحية, وإن الوحي لينزل في السلاسل (¬1). ¬
9193 - وعنه قال: ربع من لا يلبس الثياب من السودان أكثر من جميع الناس. هما للكبير (¬1). ¬
كتاب الأذكار والأدعية
كتاب الأذكار والأدعية
فضل الذكر والدعاء
فضل الذكر والدعاء
9194 - أبو هريرة رفعه: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تعالى، تنادوا هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: ما يقول عبادي؟ قالوا: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا والله ما رأوك، فيقول: كيف لو رأوني؟ فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادةً، وأشد لك تحميدًا، وأكثر لك تسبيحًا، فيقول: فما يسألون؟ فيقولون: يسألونك الجنة، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، فيقول: كيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا عليها أشد حرصاً وأشد لها طلباً، وأعظم فيها رغبةً، قال: فمم يتعوذون؟ فيقولون: يتعوذون من النار، فيقول: هل رأوها؟ فيقولون: لا والله ما رأوها، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارًا وأشد لها مخافةً، فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم، قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى جليسهم». للشيخين (¬1). ¬
9195 - للترمذي: نحوه عن أبي هريرة، أو أبي سعيد بالشك (¬1). ¬
9196 - وعنه رفعه: «من قعد مقعدًا لم يذكر الله فيه، كانت عليه من الله تِرة، ومن اضطجع مضجعًا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة، وما مشى أحد ممشى لا يذكر الله فيه، إلا كانت عليه من الله ترة» لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
9197 - وعنه رفعه: «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة». لأبي داود (¬1). ¬
9198 - أبو سعيد: خرج معاوية على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: آلله ما أجلسنا غيره، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمةً، وما كان أحد بمنزلتي من النبي - صلى الله عليه وسلم - أقل عنه حديثًا مني، وإنه - صلى الله عليه وسلم - خرج على حلقة من أصحابه، فقال: «ما أجلسكم؟» قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا، قال: «آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟» قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذلك، قال: «أما إني لم أستحلفكم تهمةً لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة». لمسلم والترمذي والنسائي (¬1). ¬
9199 - عبد الله بن بسر: أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن أبواب الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بكلها، فأخبرني عن شيء أتشبث به ولا تكثر علي فأنسى، قال: «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله» (¬1). ¬
9200 - أبو سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل؛ أي العباد أفضل وأرفع درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا» قيل: يا رسول الله، ومن الغازي في سبيل الله؟ قال: «لو ضرب بسيفه حتى ينكسر ويختضب دمًا، فإن الذاكر لله أفضل منه درجة» هما للترمذي (¬1). ¬
9201 - أبو موسى رفعه: «مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت».للشيخين بلفظ مسلم (¬1). ¬
9202 - أبو هريرة: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسير في طريق مكة، فمر على جبل يقال له: جمدان، فقال: «سيروا هذا جمدان سبق المفردون» قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا». لمسلم (¬1). ¬
9203 - وفي رواية الترمذي: «وما المفردون؟ قال: «المستكثرون لذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم، فيأتون الله يوم القيامة خفافًا» (¬1). ¬
9204 - وعنه رفعه: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة». للشيخين والترمذي (¬1). ¬
9205 - عمارة بن زعكرة رفعه: «يقول الله تعالى: إن عبدي كل عبدي الذي يَذْكُرُنِي وهو مُلاَقٍ قِرْنَهُ؛ يعني: عند القتال» (¬1). ¬
9206 - أنس رفعه: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر» (¬1). ¬
9207 - أبو أمامة رفعه: «من أوى إلى فراشه طاهرًا يذكر الله حتى يدركه النعاس لم يتقلب ساعة من ليل، يسأل الله من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه» (¬1). ¬
9208 - عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بعثًا قِبل نجد، فغنموا غنائم كثيرة وأسرعوا الرجعة، فقال رجل ممن لم يخرج: ما رأينا بعثًا أسرع رجعة ولا أفضل غنيمة من هذا البعث، فقال - صلى الله عليه وسلم - «ألا أدلكم على قوم أفضل غنيمة وأسرع رجعة؟ قوم شهدوا صلاة الصبح، ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت الشمس، فأولئك أسرع رجعة، وأفضل غنيمة» هي للترمذي (¬1). ¬
9209 - أبو الدرداء رفعه: «ليبعثن الله أقوامًا يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، قال: فجثى أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله جلّهم لنا نعرفهم، قال: هم المتحابون في الله في قبائل شتى وبلاد شتى، يجتمعون على ذكر الله يذكرونه». للكبير (¬1). ¬
9210 - ابن مسعود رفعه: «إن من الناس مفاتيح لذكر الله، إذا رُؤوا ذُكِرَ الله». للكبير وفيه عمرو بن القاسم (¬1). ¬
9211 - سعد بن مالك رفعه: «خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي». لأحمد والموصلي بلين (¬1). ¬
9212 - مالك: بلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل خلف الفارين، وذاكر الله في الغافلين، كغصن أخضر في شجر يابس، وذاكر الله في الغافلين، مثل مصباح في بيت مظلم، وذاكر الله في الغافلين، يريه الله مقعده من الجنة وهو حي، وذاكر الله في الغافلين، يغفر له بعدد كل فصيح -[45]- وأعجم، والفصيح بنو آدم والأعجم البهائم». لرزين.
9213 - أبو الدرداء رفعه: «ألا أخبركم بخير أعمالكم وأرفعها في درجاتكم وأزكاها عند مليككم، وخير لكم من إعطاء الورق والذهب، وخير لكم من أن تلقوا أعداءكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: بلى، قال: «ذكر الله» للترمذي، وللموطأ موقوفًا (¬1). ¬
9214 - أبو سعيد رفعه: «أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون».لأحمد والموصلي بلين (¬1). ¬
9215 - معاذ: «ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله». لمالك والترمذي (¬1). ¬
9216 - أنس رفعه: «لأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس، أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل؛ ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، أحب إلي من أن أعتق أربعة». لأبي داود (¬1). ¬
9217 - النعمان بن بشير رفعه: «الدعاء هو العبادة، ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]. لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
9218 - أبو هريرة رفعه: «ليس شيء أكرم على الله من الدعاء» (¬1). ¬
9219 - أنس رفعه: «الدعاء مخ العبادة» (¬1). ¬
9220 - ابن عمر رفعه: «من فتح له باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما (سئل) (¬1) الله تعالى شيئاً أحب إليه من أن يسأل العافية، وإن الدعاء (ينفع) (¬2) مما نزل ومما لم ينزل، ولا يرد القضاء إلا الدعاء، فعليكم بالدعاء» (¬3). ¬
9221 - جابر رفعه: «ما من عبد يدعو بدعاء إلا أتاه الله ما سأل، أو كف عنه من السوء مثله ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم». هي للترمذي (¬1). ¬
9222 - ولفظ رزين في هذا: «إلا أتاه (الله) (¬1) ما سأل، أو ادَّخر له في الآخرة خيرًا منه، أو كفّ عنه إلى آخره» (¬2). ¬
9223 - جابر رفعه: «ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم، ويدر لكم أرزقكم؟ تدعون الله في ليلكم ونهاركم، فإن الدعاء سلاح المؤمن» للموصلي بضعف (¬1). ¬
وقت الدعاء وحال الداعي وكيفية الدعاء وغير ذلك
وقت الدعاء وحال الداعي وكيفية الدعاء وغير ذلك
9224 - أبو هريرة رفعه: «ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟» (¬1) ¬
9225 - وفي رواية: «إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر» (¬1). ¬
9226 - وفي أخرى: «إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله» بنحوه للستة إلا النسائي (¬1). ¬
9227 - أبو أمامة قيل: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: «جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات». للترمذي (¬1). ¬
9228 - أنس رفعه: «الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد» لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
9229 - سهل بن سعد رفعه: «ثنتان لا تردان أو قلما تردان عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا» (¬1). ¬
9230 - وفي رواية: «وتحت المطر». الموطأ وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
9231 - أبو هريرة رفعه: «أقرب ما يكون العبد من ربه تعالى وهو ساجد فأكثروا الدعاء». لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9232 - وعنه رفعه: «من سرّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في (الرخاء)» (¬1) للترمذي (¬2). ¬
9233 - وعنه رفعه: «دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان (فاجرًا) (¬1) ففجوره على نفسه». لأحمد والبزار. ¬
9234 - وعنه رفعه: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الربُّ تعالى: لأنصرنك ولو بعد حين» (¬1). ¬
9235 - وفي رواية: «ثلاث دعوات مستجابات لا شك في إجابتهن: دعوة المظلوم ودعوة الوالد على الولد» (¬1). ¬
9236 - ابن عمرو بن العاص: «ما من دعوة أسرع إجابة من دعوة غائب لغائب». هما لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
9237 - أبو الدرداء رفعه: «إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة: آمين ولك بمثل» لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
9238 - ابن عباس رفعه: «لا تستروا الجدر، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما ينظر في النار سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها فإذا فرغتم فامسحوا بهما وجوهكم». لأبي داود وضعفه (¬1). ¬
9239 - وفي رواية: «إن المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما، والاستغفار أن تشير بإصبع واحدة، والابتهال أن تمد يديك جميعا، ورفع يديه وجعل ظهورهما مما يلي وجهه» (¬1). ¬
9240 - أنس: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو هكذا بباطن كفيه وظاهرهما. لأبي داود (¬1). ¬
9241 - خلاد بن السائب الأنصاري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا (سأل) (¬1) جعل باطن كفيه إليه، وإذا استعاذ جعل ظاهرهما إليه. لأحمد بإرسال (¬2). ¬
9242 - أبو هريرة: أن رجلًا كان يدعو بإصبعيه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أحِّد أحِّد». للنسائي والترمذي (¬1). وقال معناه: إذا أشار الرجل بإصبعيه في الدعاء عند الشهادة فلا يشير إلا بإصبع واحدة. ¬
9243 - ابن عمرو بن العاص: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيمينه. للترمذي والنسائي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
9244 - سلمان رفعه: «إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين» لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
9245 - أبو هريرة رفعه: «ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ» للترمذي. ٍ (¬1) ¬
9246 - فضالة بن عبيد: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يدعو في صلاته، فلم يصل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم - «عجل هذا» ثم دعاه فقال له أو لغيره: «إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم ليصل على النبي، ثم ليدع بعد بما شاء». للترمذي وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9247 - عمر رفعه: «الدعاء موقوف بين السماء والأرض، لا يصعد حتى يصلى عليّ فلا تجعلوني كغمر الراكب، -[50]- صلوا عليّ أول الدعاء وأوسطه وآخره». للترمذي بلفظ رزين (¬1). ¬
9248 - أبو زهير النميري: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة فأتينا على رجل قد ألحّ في المسألة، فوقف - صلى الله عليه وسلم - يستمع منه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أوجب إن ختم»، فقال رجل من القوم: بأيّ شيء يختم يا رسول الله؟ قال: «بآمين، فإنه إن ختم بآمين فقد أوجب»، فانصرف الرجل الذي سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتى الرجل، فقال: «يا فلان! اختم بآمين وأبشر». لأبي داود. (¬1) ¬
9249 - أبو هريرة رفعه: «إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له». للستة إلا النسائي. (¬1) ¬
9250 - ابن سعد (¬1): سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا، فقال لي: يا بني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «سيكون قوم يعتدون في الدعاء، فإياك أن تكون منهم، إنك إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر». لأبي داود. (¬2) ¬
9251 - معاذ: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يقول: يا ذا الجلال والإكرام، قال: «قد استجيب لك، فسل»، وسمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك الصبر، قال: «سألت الله البلاء فاسأله العافية» للترمذي مطولاً (¬1). ¬
9252 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك. لأبي داود. (¬1) ¬
9253 - أبو هريرة رفعه: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي». للستة إلا النسائي. (¬1) ¬
9254 - جابر رفعه: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا يوافق من الله تعالى ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم» لأبي داود (¬1). ¬
9255 - أنس رفعه: «ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى يسأل شسع نعله إذا انقطع» (¬1). ¬
9256 - أبو هريرة: من لم يسأل الله يغضب عليه. (¬1) ¬
9257 - ابن مسعود رفعه: «سلوا الله من فضله، فإن الله يحب أن يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج» هي للترمذي (¬1). ¬
9258 - جابر: أن امرأة قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: صل عليّ وعلى زوجي فقال: صلى الله عليك وعلى زوجك. لأبي داود (¬1). ¬
9259 - عائشة رفعته: «من دعا على من ظلمه فقد انتصر» للترمذي (¬1). ¬
9260 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل من العرب: «إذا نزلت (بكم) (¬1) رغبة ورهبة إلى من تفزعون؟» قالوا: إلى الله، قال «فإذا أجابكم قال (فإلى) (¬2) من تعودون؟» قالوا: إلى ما نعلم، قال: «تعلمون ولا تعملون، وتعملون ولا تعلمون ثلاثا» للأوسط بلين (¬3). ¬
9261 - أبو أيوب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا بدأ بنفسه. للكبير (¬1). ¬
9262 - أبو هريرة رفعه: «إن الله ليرفع للرجل درجة فيقول: أنى لي هذه؟ فيقول: بدعاء ولدك لك». للبزار (¬1). ¬
9263 - ابن مسعود قال لرجل: إذا سألت ربك الخير فلا تسأل وفي يدك حجر. للكبير برجل لم يسم. (¬1) ¬
9264 - أبو موسى: أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا فقال: «أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟» فقال أصحابه: ما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله؟ فقال: «إن موسى أمر أن يسير ببني إسرائيل فضلَّ الطريق، فسأل بني إسرائيل ما هذا؟ فقال علماؤهم: إن يوسف حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه فقال لهم موسى: وأيكم يدري أين قبر يوسف؟ فقالوا: لا يدريه إلا عجوز بني إسرائيل، فأرسل إليها، فقال: دليني على قبر يوسف، فقالت: لا والله حتى تعطيني حكمي، قال: وما حكمك؟ قالت: أكون معك في الجنة، فكأنه ثقل ذلك عليه، فقيل له: أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقع ماء، فقالت: انضبوا هذا الماء، فلما أنضبوه، قالت: احفروا في هذا المكان، فلما احتفروا أخرجوا عظام يوسف عليه السلام، فلما استنقلوها من الأرض إذا الطريق مثل النهار». للموصلي والكبير بلفظه. (¬1) ¬
اسم الله الأعظم وأسماؤه الحسنى
اسم الله الأعظم وأسماؤه الحسنى
9265 - بريدة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال: «والذي نفسى بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى». لأبي داود والترمذي. (¬1) ¬
9266 - أنس: أن رجلا صلى ثم دعا فقال: «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تدرون بم دعا؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى». لأبي داود والترمذي والنسائي (¬1) ¬
9267 - أسماء بنت يزيد رفعته: «اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163].وفاتحة سورة آل عمران {الم {1} الله لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران:1 - 2].لأبي داود والترمذي. (¬1) ¬
9268 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على عائشة فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله! علمني اسم الله، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، فأعرض عنها فقامت وتوضأت فقالت: اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وباسمك العظيم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، فقال: «والله (إنه) (¬1) لفي هذه الأسماء» للأوسط بضعف (¬2). ¬
9269 - أبو أمامة رفعه: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث، البقرة وآل عمران وطه». للقزويني. (¬1) ¬
9270 - عائشة رفعته: «اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت»، وقال ذات يوم: «يا عائشة! هل علمت أن الله قد دلني على الاسم الذي إذا دعي به أجاب؟» فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي فعلمنيه، فقال: «إنه لا ينبغي لك يا عائشة» فتنحيت وجلست ساعة، ثم قمت فقبلت رأسه، ثم قلت: يا رسول الله! علمنيه، قال: «إنه لا ينبغي لك يا عائشة أن أعلمك، إنه لا ينبغي لك أن (تسألي) (¬1) به شيئا من الدنيا» فقمت فتوضأت ثم صليت ركعتين ثم قلت: اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم، أن تغفر لي وترحمني، قالت: فاستضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: «إنه لفي الأسماء التي دعوت بها» للقزويني بمجهول (¬2). ¬
9271 - أبو هريرة رفعه: «إن لله تسعة وتسعين اسما من حفظها دخل الجنة، والله وتر يحب الوتر». للشيخين (¬1). ¬
9272 - وللترمذي «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع -[55]- الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الولي المتعال البر التواب المنتقم العفو الرءوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور». وللقزويني بلين: «إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، إنه وتر يحب الوتر، من حفظها دخل الجنة: الله الواحد الصمد الأول الآخر الظاهر الباطن الخالق البارئ المصور الملك الحق السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرحمن الرحيم اللطيف الخبير السميع البصير العليم العظيم (البارّ) (¬1) المتعالي الجليل الجميل الحي القيوم القادر القاهر العلي الحكيم القريب المجيب الغني الوهاب الودود الشكور الماجد الواجد الوالي (الرشيد) (¬2) الغفو الغفور الحليم الكريم التواب الرب المجيد الولي الشهيد المبين البرهان الرءوف الرحيم المبدئ المعيد الباعث الوارث القوي الشديد الضار النافع الباقي الواقي الخافض الرافع القابض الباسط المعز المذل المقسط الرزاق ذو القوة المتين القائم الدائم الحافظ الوكيل الناظر السامع المعطي المانع المحيي المميت الجامع الهادي الكافي الأبد العالم الصادق النور المنير التام القديم الوتر الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا»، قال: زهير فبلغنا عن غير واحد من أهل العلم أن أولها يفتح بقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله له الأسماء الحسنى (¬3). ¬
أدعية الصلاة
أدعية الصلاة
9273 - أبو هريرة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كبر في الصلاة، سكت (هنية) (¬1) قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال «أقول: اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد» للشيخين وزاد أبو داود والنسائي في أول الدعاء: «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت -[56]- بين المشرق والمغرب» (¬2). ¬
9274 - ابن عمر: بينما نحن نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ قال رجل في القوم: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «من القائل كلمة كذا وكذا؟» قال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: «عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء» قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعته يقول ذلك. لمسلم والترمذي والنسائي (¬1). ¬
9275 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي إذ جاء رجل وقد حفزه النفس، فقال: الله أكبر، الله أكبر الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما قضى صلاته، قال: أيكم المتكلم بالكلمات؟ وأرمّ القوم، فقال: «إنه لم يقل بأسا». فقال الرجل: أنا يا رسول الله قلتها، فقال: «لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها». لمسلم وأبي داود والنسائي. (¬1) ¬
9276 - جبير بن مطعم: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلّي فقال: «الله أكبر، الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا ثلاثا، وسبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا، أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه، قال: نفثه الشعر، ونفخه الكبر، وهمزه المؤتة» لأبي داود (¬1). ¬
9277 - جابر: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة كبر ثم قال: «إن صلاتي ومحياي) (¬1) ومماتي لله رب العالمين لا شريك -[57]- له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيء الأعمال وسيء الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت».للنسائي (¬2). ¬
9278 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك، ولا إله غيرك». للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9279 - سعد: أن رجلا جاء إلى الصلاة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم إني أسألك أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين فلما سلّم - صلى الله عليه وسلم - قال: «من المتكلم آنفا؟» قال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: «إذًا يعقر جوادك وتستشهد في سبيل الله» لرزين.
9280 - علي: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة قال: «وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك، أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك». وإذا ركع قال: «اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي»، فإذا رفع رأسه قال: «اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض وما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد» وإذا سجد قال: «اللهم لك سجدت بك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين». ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: «اللهم اغفر لي ما -[58]- قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت» لمسلم وأبي داود والترمذي والنسائي (¬1). ¬
9281 - ابن عباس رفعه: «ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا وساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم». لمسلم وأبي داود والنسائي. (¬1) ¬
9282 - عوف بن مالك: قمت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما ركع مكث قدر سورة البقرة ويقول في ركوعه: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة». للنسائي (¬1). ¬
9283 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، يتأول القرآن». للشيخين، وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9284 - وعنها: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه وسجوده: «سبوح قدوس، رب الملائكة والروح». لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9285 - عقبة بن عامر: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة:74] قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اجعلوها في ركوعكم»، ولما نزل {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]. قال: «اجعلوها في سجودكم» فكان - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع قال: «سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثًا»، وإذا سجد قال: «سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثًا». لأبي داود (¬1). ¬
9286 - ابن أبي أوفى: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع ظهره من الركوع قال: «سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس». لأبي داود والترمذي ومسلم بلفظه (¬1). ¬
9287 - أبو سعيد: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع قال: «اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد». لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9288 - رفاعة بن رافع: كنا نصلي وراء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رفع رأسه من الركعة قال: «سمع الله لمن حمده»، وقال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف قال: «من المتكلم؟» قال: أنا، قال: «رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها، أيهم يكتبها أول» (¬1). ¬
9289 - وفي رواية: قال: صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - فعطست فقلت: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه مباركًا عليه كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى انصرف فقال: من المتكلم في الصلاة؟ ثم قالها الثانية ثم الثالثة فلم يتكلم أحد، فقال رفاعة: أنا، قال: كيف قلت؟ قال: قلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبًا مباركًا فيه مباركًا عليه كما يحب ربنا ويرضى، فقال - صلى الله عليه وسلم - «والذي نفسي بيده لقد ابتدوها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها» للستة إلا مسلمًا (¬1). ¬
9290 - أبو هريرة رفعه: «إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه». للستة (¬1). ¬
9291 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في سجوده: «اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله أوله وآخره سره وعلانيته». لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
9292 - عائشة: فقدت النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفراش، فالتمسته فوقعت يدي في بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: «اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» (¬1). ¬
9293 - وفي رواية: «افتقدت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه فتجسست ثم رجعت فإذا هو راكع أو ساجد يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت، فقلت: بأبي وأمي، إني لفي شأن وإنك لفي آخر». للستة إلا البخاري (¬1). ¬
9294 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بين السجدتين: «اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني».للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9295 - أبو هريرة رفعه: «إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال». للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9296 - جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في صلاته بعد التشهد: «أحسن الكلام كلام الله وأحسن الهدي هدي محمد». للنسائي (¬1). ¬
9297 - ابن مسعود: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم من الدعاء بعد التشهد: «ألف اللهم على الخير بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك، قابليها وأتمها علينا». لرزين.
9298 - معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده وقال: «يا معاذ، والله إني لأحبك أوصيك يا معاذ لا تدعن في كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك». لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9299 - شداد بن أوس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في صلاته: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم» (¬1). ¬
9300 - قيس بن عباد: صلى عمار بن ياسر بالقوم صلاة أخفها فكأنهم أنكروها، فقال: ألم أتم الركوع والسجود؟ قالوا: بلى. قال: أما إني دعوت فيها بدعاء كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو به، اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمتَ الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمتَ الوفاة خيرًا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الإخلاص في الرضا والغصب وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى -[62]- وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين. هما للنسائي (¬1). ¬
9301 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو في الصلاة يقول: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم». فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: «إن الرجل إذا غرم حدّث فكذب، ووعد فأخلف». للشيخين وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9302 - أبو بكر: قلت: يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم». للشيخين والترمذي والنسائي (¬1). ¬
9303 - ابن عباس: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ليلة حين فرغ من صلاته: «اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري وتلم بها شعثي، وترد بها غائبي وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي وتلهمني بها رشدي، وترد بها ألفتي، وتعصمني بها من كل سوء، اللهم أعطني إيمانا ويقينا ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك الفوز في القضاء و (نزل) (¬1) الشهداء وعيش السعداء والنصر على الأعداء، اللهم إني أنزل بك حاجتي وإن قصر رأيي وضعف عملي وافتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور، أن تجيرني من عذاب السعير، ومن دعوة الثُّبور ومن فتنة القبور، اللهم وما قصّر عنه رأيي ولم تبلغه مسألتي ولم تبلغه نيتي، من خير وعدّته أحدًا من خلقك أو خير أنت معطيه أحدًا من عبادك فإني راغب إليك فيه، وأسألك برحمتك يا رب العالمين، اللهم يا ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد، أسألك -[63]- الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود، مع المقربين الشهود الرُّكع السجود، الموفين بالعهود إنك رحيم ودود، إنك تفعل ما تريد، اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلِّين، سلمًا لأوليائك حربا لأعدائك، نحب بحبك من أحبَّك ونعادي بعداوتك من خالفك، اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة، اللهم هذا الجهد وعليك التُّكلان، اللهم اجعل لي نورًا في قلبي، ونورًا في قبري، ونورًا من بين يدي، ونورًا من خلفي، ونورًا عن يميني، ونورًا عن شمالي، ونورًا من فوقي ونورًا من تحتي، ونورًا في سمعي، ونورًا في بصري، ونورًا في شعري، ونورًا في بشري، ونورًا في لحمي ونورًا في دمي ونورًا في مخي ونورًا في عظامي، اللهم أعظم لي نورًا، وأعطني نورًا، واجعل لي نورًا. سبحان الذي تعطّف بالعز وقال به، سبحان الذي لبس المجد وتكرّم به، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي الفضل والنعم، سبحان ذي المجد والكرم، سبحان ذي الجلال والإكرام». للترمذي (¬2). ¬
9304 - ثوبان: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سلم يستغفر الله ثلاثا ويقول: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام» قيل للأوزاعي كيف الاستغفار؟ قال: يقول: استغفر الله استغفر الله. لمسلم وأبي داود والترمذي والنسائي (¬1). ¬
9305 - ابن الزبير: كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون» وقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يهلل بهن دبر كل صلاة. لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9306 - كعب بن عجرة رفعه: «معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهنّ دبر كل صلاة ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة». لمسلم والترمذي والنسائي (¬1). ¬
9307 - زيد بن ثابت: أن رجلا من الأنصار قيل له في منامه أمركم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تسبّحوا دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمدوا ثلاثا وثلاثين وتكبروا أربعا وثلاثين؟ قال: نعم، قال: فاجعلوها خمسًا وعشرين، واجعلوا فيها التهليل، فلما أصبح أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال: «اجعلوها كذلك» (¬1). ¬
9308 - أبو هريرة رفعه: «من سبّح في دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة وهلَّل مائة تهليلة غُفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر». هما للنسائي (¬1). ¬
9309 - وعنه: أن فقراء المهاجرين أتوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: قد ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا والنعيم المقيم، فقال: «وما ذاك» (¬1) قالوا: يُصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أفلا أعلِّمكم شيئًا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين» قال أبو صالح فرجع فقراء المهاجرين إليه - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: سمع إخواننا أهلُ الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، -[65]- فقال: «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء»، قال سُميّ: فحدثت بعض أهلي بهذا الحديث فقال: وهمت إنما قال لك تسبِّح ثلاثًا وثلاثين وتحمد الله ثلاثًا وتكبِّر الله أربعًا وثلاثين، فرجعت إلى أبي صالح فقلت له ذلك، فأخذ بيدي وقال: الله أكبر وسبحان الله والحمد لله، الله أكبر وسبحان الله والحمد لله حتى تبلغ من جميعهن ثلاثًا وثلاثين (¬2). ¬
9310 - وفي رواية: «تسبحون في دبر كلِّ صلاة عشرًا وتحمدون عشرًا وتكبرون عشرًا» (¬1). ¬
9311 - وفي أخرى: «إحدى عشرة إحدى عشرة إحدى عشرة» (¬1). ¬
9312 - وفي أخرى: «من سبَّح دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين وكبَّر ثلاثًا وثلاثين, وحمد ثلاثًا وثلاثين، وختم المائة بلا إله إلا إله الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيء قدير، غُفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر». للشيخين والموطأ وأبي داود (¬1). ¬
9313 - زيد بن أرقم: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول دبر كلِّ صلاة: «اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد (أنك أنت الربُّ وحدك لا شريك لك، اللهم ربنا ورب كل شيء -[66]- أنا شهيد أن محمدا عبدك ورسولك) (¬1)، اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة، اللهم ربنا ورب كل شيء اجعلني مخلصًا لك وأهلي في كل ساعة من الدنيا والآخرة يا ذا الجلال والإكرام، اسمع واستجب الله أكبر الأكبر اللهم نور السموات والأرض، الله أكبر الأكبر، حسبي الله ونعم الوكيل الله أكبر الأكبر». لأبي داود (¬2). ¬
9314 - عقبة بن عامر: أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة. لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9315 - البراء: كنا إذا صلينا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه، فسمعته يقول: «ربِّ قني عذابك يوم تبعث عبادك - أو - تجمع عبادك» لمسلم (¬1). ¬
9316 - عطاء بن أبي مروان، عن أبيه: أن كعب بن مانع حلف له بالله الذي فلق البحر لموسى إنا لنجد في التوراة أن داود نبي الله كان إذا انصرف من صلاته قال: «اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمةً، وأصلح لي دنياي التي جعلت َ فيها معاشي، اللهم أعوذ برضاك من سخطك، أعوذ بعفوك من نقمتك، وأعوذ بك منك، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت, ولا ينفع ذا الجد منك الجدُّ». وحدثني كعب أن صهيبًا حدثه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقولهنَّ عند انصرافه من الصلاة «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر». للترمذي والنسائي (¬1). ¬
9317 - أبو بكرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول دبر كل صلاة: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر». للترمذي والنسائي مطولا (¬1). ¬
9318 - أنس رفعه: «من قال قبل صلاة الغداة يوم الجمعة ثلاث مراتٍ: أستغفر الله الذي الذي لا إله إلا هو الحيُّ وأتوب إليه غفرت له ذنوبه وإن كان أكثر من زبد البحر». للأوسط بضعف (¬1). ¬
9319 - أبو ذر رفعه: «من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مراتٍ، كتب الله له عشر حسناتٍ ومحا عنه عشر سيئاتٍ، ورفع له عشر درجاتٍ وكان يومه ذلك كله في حرز من كلِّ مكروه، وحُرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله» للترمذي (¬1). ¬
9320 - أم سلمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دُبر الفجر: «اللهم إني أسألك علمًا نافعًا وعملًا متقبلًا ورزقًا طيبًا» (¬1). لرزين. ¬
9321 - مسلم بن الحارث: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسرَّ إليه فقال: «إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات قبل أن تكلَّم أحدًا، فإنك إذا قلت ذلك ثم متَّ في ليلتك كُتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل ذلك فإنك إن متَّ من يومك كُتب لك جوار منها». قال الحارث بن مسلم: أسرّها - صلى الله عليه وسلم - ونحن نخصُّ بها إخواننا. لأبي داود (¬1). ¬
9322 - عمارة بن شبيب رفعه: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب، بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح، وكتب له بها عشر حسناتٍ موجبات، ومحا عنه عشر سيئات موبقاتٍ، وكانت له بعدل عشر رقبات مؤمناتٍ» للترمذي (¬1). ¬
9323 - أبو أمامة رفعه: «من قرأ آية الكرسيِّ دبر كلَّ صلاة مكتوبةٍ لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموتَ» (¬1). ¬
9324 - وفي رواية: «وژ ? ? ? ?ژ». للكبير والأوسط (¬1). ¬
9325 - حسن بن علي رفعه: «من قرأ آية الكرسي دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى». للكبير (¬1). ¬
9326 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سلَّم قال: «اللهم اجعل خير عمري آخره، اللهم اجعل خواتم عملي (رضوانك) (¬1)، اللهم اجعل خير أيامي يوم لقاك» للأوسط بضعف (¬2). ¬
9327 - ابن عباس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يتهجد قال: «اللهم ربنا لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت ملك السموات والأرض ومن فيهنَّ، ولك الحمد أنت الحقُّ ووعدك الحقُّ ولقاؤك حقٌّ وقولك حقٌّ، والجنة حقٌّ، والنار حقٌّ، والنبيون حقٌّ، ومحمدٌ حقٌّ، والساعة حقٌّ، اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ وما أسررت ُ وما أعلنت ُ وما أنت أعلم به مني، أنت المقدِّم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ولا إله غيرك». للستة (¬1). ¬
9328 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام من الليل، افتتح صلاته: «اللهم ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل {قُلِ اللهمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ -[69]- تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر: 46]، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».لمسلم وأصحاب السنن (¬1). ¬
9329 - شريق الهوزني: أنه سأل عائشة بم كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفتتح إذا أهبَّ من الليل؟ فقالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان إذا أهبَّ من الليل كبر الله عشرًا وحمد الله عشرًا وقال: «سبحان الله وبحمده عشرًا»،وقال: «سبحان الملك القدوس عشرًا»، واستغفر عشرًا وهلل الله عشرًا» ثم قال: «إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة (¬1)» ثم يفتتح الصلاة. لأبي داود (¬2). ¬
9330 - وله وللنسائي عن عاصم بن حميد: أنه سأل عائشة بأيّ شيء كان - صلى الله عليه وسلم - يفتتح قيام الليل؟ قالت: سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان إذا قام كبَّر عشرًا، وحمد الله عشرًا، وسبح عشرًا، وهلل عشرًا، واستغفر عشرًا وقال: «اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني»، وكان يتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة (¬1). ¬
9331 - أبو سعيد: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل كبَّر ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدُّك ولا إله غيرك» ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه». لأصحاب السنن (¬1). ¬
9332 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بأعرابي وهو يدعو في صلاته وهو يقول: يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون، ولا تغيِّره الحوادث ولا يخشى الدوائر، يعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، ولا -[70]- تواري منه سماءُ سماءَ، ولا أرضٌ أرضًا، ولا بحر إلا يعلم ما في قعره، ولا جبل إلا يعلم ما في وعره، اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه، فوكَّل النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأعرابي رجلاً فقال: إذا صلَّى فائتني به، فلما صلَّى أتاه وقد كان أهدي له ذهبٌ من بعض المعادن، فلما أتاه الأعرابي وهب له الذهب وقال: «ممن أنت يا أعرابي؟» قال: من بني عامر بن صعصعة، قال: «هل تدري لم وهبت لك الذهب؟» قال: للرحم بيننا وبينك، قال: «إن للرحم حقًّا ولكن وهبت لك الذهب بحسن ثنائك على الله تعالى». للأوسط (¬1). ¬
أدعية الصباح والمساء والنوم والانتباه
أدعية الصباح والمساء والنَّوم والانتباه
9333 - أبو هريرة: أن أبا بكر قال: يا رسول الله، مرني بكلماتٍ أقولهنَّ إذا أمسيتُ وإذا أصبحتُ، قال: قل: «اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ربَّ كلِّ شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشرِّ الشيطان وشركه، قال: قلها إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ، وإذا أخذت مضجعك» للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9334 - أبو عياش رفعه: «من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له عدل عتق رقبةٍ من ولد إسماعيل، وكُتب له عشر حسناتٍ وحُطَّ عنه عشرُ سيئات ورُفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتَّى يمسي، فإن قالها إذا أمسى، كان له مثل ذلك حتَّى يصبح»، قال حماد: فرأى رجلٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقال له: إن أبا عياش يُحدِّث عنك بكذا وكذا، قال: «صدق أبو عياش» لأبي داود (¬1). ¬
9335 - أنس رفعه: «من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك -[71]- وجميع خلقك، أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، وأنَّ محمدًا عبدُك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين، أعتق الله نصفه من النار، فمن قالها ثلاثًا، أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، فإن قالها أربعًا، أعتقه من النار». للترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
9336 - أبو هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُعلِّم أصحابه يقول: «إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك (المصير) (¬1)، وإذا أمسى فليقل: بك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير». لأبي داود والترمذي بلفظه (¬2). ¬
9337 - ابن مسعود: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا أمسى: «أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شرِّ ما في هذه الليلة وشرِّ ما بعدها، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربّ أعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر». وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: «أصبحنا وأصبح الملك لله». لمسلم والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9338 - بعض بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لها: «قولي حين تصبحين: «سبحان الله وبحمده ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كلِّ شيء قدير وأن الله قد أحاط بكلِّ شيء علمًا من قالهنَّ حين يصبح حفظ حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي حفظ حتى يصبح» (¬1). ¬
9339 - أنس رفعه: «من قال: إذا أصبح وإذا أمسى: رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا، كان حقًّا على الله أن يرضيه» (¬1). ¬
9340 - بُريدة رفعه: «من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم أنت ربِّي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة» (¬1). ¬
9341 - عبد الله بن غنام البياضيّ رفعه: «من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فإنها منك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته» (¬1). ¬
9342 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يَدَعُ هؤلاء الكلمات حين يصبح وحين يمسي: «اللهم إني أسألك العفو (¬1) والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي» (¬2). ¬
9343 - ابن عباس رفعه: «من قال حين يصبح {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ} إلى {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [الروم: 18، 19] أدرك ما فاته يومه ذلك، ومن قالهنَّ حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته» (¬1). ¬
9344 - أبو مالك قالوا: يا رسول الله، حدثنا بكلمة نقولها إذا أصبحنا وأمسينا واضطجعنا، قال: قولوا: «اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت ربُّ كل شيء والملائكة يشهدون أنك لا إله إلا أنت، فإنا نعوذ بك -[73]- من شر أنفسنا، ومن شر الشيطان الرجيم وشركه، وأن نقترف سوءا أو نجره إلى مسلم» (¬1). ¬
9345 - وقال: «إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله ربِّ العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك» (¬1). ¬
9346 - أبو ذر: كان يقول «من قال حين يصبح: اللهم ما حلف من حالف، أو نذرت من نذر، أو قلت من قول: فمشيئتك بين يدي ذلك كله ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن، اللهم اغفر وتجاوز لي عنه، اللهم من صليت عليه فعليه صلاتي، ومن لعنته فعليه لعنتي، كان من استثناء يومه ذلك». هي لأبي داود (¬1). ¬
9347 - أبان بن عثمان، عن أبيه رفعه: «من قال حين يصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مراتٍ، لم يصبه في يومه فجأة بلاءٍ، ومن قالها حين يمسي لم يصبه فجأة بلاء في ليلته» ثم ابتلي أبان (بالفالج) (¬1) فرآى رجلًا حدَّثه بهذا الحديث ينظر إليه، فقال مالك تنظر إليَّ؟ فوالله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان علي النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن نسيت اليوم الذي أصابني هذا فلم أقله ليمضي الله قدره» (¬2). ¬
9348 - عبد الله بن حبيب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له «اقرأ: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات، تكفيك من كلِّ شيء» هما لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
9349 - أبو هريرة رفعه: «من قال حين يصبح: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، وإذا أمسى كذلك، لم يواف أحد من الخلائق مثلما وافى». للشيخين وأبي داود (¬1). ¬
9350 - أم سلمة: علِّمني النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أقول إذا أمسيت: «اللهم هذا استقبال ليلك، وإدبار نهارك وأصوات دعاتك وحضور صلواتك، أسألك أن تغفر لي». لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
9351 - عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا أصبح: «أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلما وما كان من المشركين». لرزين.
9352 - زيد بن ثابت: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علَّمه دعاء وأمره أن يتعاهد به أهله كلَّ يوم «قال: قل حين تصبح: لبيك اللهم لبيك. لبيك وسعديك، والخير في يديك، ومنك وبك وإليك اللهم ما قلت من قول أو نذرت من نذر أو حلفت من حلف فمشيئتك بين يديه، ما شئتَ كان وما لم تشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كلِّ شيء قدير، اللهم وما صليت من صلاة تشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير، اللهم وما صليت من صلاة فعلى من صليت، وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت، إنك أنت وليًّ في الدنيا والآخرة توفَّني مسلمًا وألحقني بالصالحين، أسألك اللهم الرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك وشوقًا إلى لقائك في غير ضرَّاء مضرة، ولا فتنة مضَّلة، أعوذ بك اللهم أن أظلم أو أظلم أو أعتدي أو يعتدى علي، أو أكتسب خطيئة (مخطئة) (¬1) أو ذنبًا لا يغفر، اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ذا الجلال والإكرام، فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا، وأشهدك وكفى بالله شهيدًا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد، وأنت على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبدك ورسولك، وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق -[75]- والساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور، وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ظليعة وعورة وذنب وخطيئة، وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنبي كله إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم». لأحمد والكبير (¬2). ¬
9353 - ابن عمر: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا أخذ مضجعه: «الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني، والحمد لله الذي منَّ علي فأفضل والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله علي كل حال، اللهم رب كل شيء ومليكه أعوذ بالله من النار». لأبي داود (¬1). ¬
9354 - وعنه أنه أمر رجلًا قال: إذا أخذت مضجعك قل: «اللهم أنت خلقت نفسي وأنت تتوفَّاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العفو والعافية». فقيل له: سمعت هذا من عمر؟ قال: سمعته من خير من عمر؛ من النبي - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم (¬1). ¬
9355 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مأوي له» لمسلم والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9356 - شداد بن أوس رفعه: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وأسألك لسانًا صادقًا وقلبًا سليمًا، وأعوذ بك من شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم، وأستغفرك مما تعلم إنك علام الغيوب، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ما -[76]- من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكًا فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهبَّ متى هبَّ». للترمذي (¬1). ¬
9357 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخذ مضجعه، نفث في يديه وقرأ المعوذات وقل هو الله أحد ومسح بهما وجهه وجسده، فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به. للستة إلا النسائي (¬1). ¬
9358 - حذيفة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه قال: «باسمك اللهم أحيا وأموت» وإذا أصبح قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور». للبخاري والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9359 - البراء رفعه: «يا فلان، إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت جهي إليك (¬1)، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت، فإنك إن متَّ في ليلتك متَّ على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيرًا» (¬2). ¬
9360 - وفي رواية: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل ..... » بنحوه. وفيه: «واجعلهنَّ آخر ما تقول» فقلت: أستذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت، فقال: «لا. ونبيك الذي أرسلت». للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
9361 - حذيفة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن ينام وضع يده تحت رأسه، ثم قال: «اللهم قني عذابك يوم تجمع أو تبعث عبادك». للترمذي (¬1). ¬
9362 - فروة بن نوفل، عن أبيه: قال: يا رسول الله، علِّمني شيئًا أقوله إذا أويت إلى فراشي، فقال له: «اقرأ ژ ? ? ?ژ [الكافرون:1] ثم نم، فإنها براءة من الشرك» (¬1). ¬
9363 - العرباض بن سارية: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ المسبحات قبل أن ينام إذا اضطجع، وقال: «إن فيهن آية أفضل من ألف آية». هما للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9364 - عائشة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل».للترمذي (¬1). ¬
9365 - أبو هريرة رفعه: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين». للشيخين والترمذي (¬1). ¬
9366 - وزاد أبو داود بعد قوله ما خلفه عليه: «ثم ليضطجع على شقِّه الأيمن» (¬1). ¬
9367 - أبو هريرة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقِّه الأيمن، ثم يقول: «اللهم ربَّ السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء -[78]- وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين واغننا من الفقر». لمسلم والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9368 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استيقظ من الليل قال: «لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علمًا ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب». لأبي داود (¬1). ¬
9369 - أبو سعيد رفعه: «من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات، غفر له ذنوبه، وإن كانت عدد ورق الأشجار، وإن كانت عدد رمل عالجٍ، وإن كانت عدد أيام الدنيا». للترمذي (¬1). ¬
9370 - عبادة رفعه: «من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن عزم، فتوضأ وصلّى، قبلت صلاته» للبخاري والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9371 - أبو الأزهر الأنماري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «إذا أخذ مضجعه من الليل: بسم الله وضعت جنبي لله اللهم اغفر لي ذنبي واخسأ شيطاني وفكَّ رهاني، واجعلني في الندى الأعلى». لأبي داود (¬1). ¬
9372 - عليّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند مضجعه: «اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وبكلماتك التامات من شر كل دابة أنت آخذ -[79]- بناصيتها، اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك اللهم وبحمدك». لأبي داود (¬1). قلت: وفي أذكار النووي أنه للنسائي أيضًا. ¬
9373 - بريدة: شكى خالد بن الوليد للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا ينام الليل من الأرق، فقال «إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم ربَّ السموات السبع وما أظلَّت، وربَّ الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جارًا من شر خلقك كلهم جميعًا أن يفرط علي أحد أو أن يبغي علي، عزّ جارك وجلّ ثناؤك ولا إله غيرك، لا إله إلا أنت». للترمذي (¬1). ¬
9374 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعذابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنها لن تضره» وكان عبد الله يلقنها من بلغ من أولاده، ومن لم يبلغ كتبها في صكٍّ وعلقها على عنقه». لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
9375 - جابر رفعه: «إذا أوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان فيقول الملك أختم بخير، ويقول الشيطان: اختم بشر، فإن ذكر الله ثم نام بات الملك يكلؤه، وإذا استيقظ قال الملك: افتح بخير، وقال الشيطان: افتح بشر، فإن قال: الحمد لله الذي ردَّ عليَّ نفسي ولم يمتها في منامها، (الحمد لله [الذي]) (¬1) {إِنَّ الله يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا} [فاطر:41] إلى آخر الآية الحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه فإن وقع عن سريره فمات دخل الجنة». لرزين والموصلي بلفظه (¬2). ¬
أدعية البيت والمسجد دخولا وخروجا وأدعية المجلس والسفر
أدعية البيت والمسجد دخولاً وخروجًا وأدعية المجلس والسفر
9376 - أم سلمة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج من بيته قال: «بسم الله توكلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك أن نزل أو نضل أو نظلم أو نُظلم أو نجهل أو يجهل علينا». لأصحاب السنن (¬1). ¬
9377 - أنس رفعه: «إذا خرج الرجل من بيته فقال: «بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: حسبك، هديت وكفيت ووقيت، وتنحى عنك الشيطان». لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
9378 - أبو سعيد رفعه: «من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق خروجي إليك، إنك تعلم أنه لم يخرجني أشر ولا بطر ولا سمعة ولا رياء خرجت هربًا وفرارًا من ذنوبي إليك، خرجت رجاء رحمتك وشفقًا من عذابك، وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، وأسألك أن تعيذني من النار برحمتك، وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون الله له، وأقبل الله بوجهه حتى يفرغ من صلاته» لرزين والقزويني (¬1). ¬
9379 - أبو هريرة رفعه: «من خرج من بيته إلى المسجد فقال: أعوذ بالله العظيم وسلطانه القديم من الشيطان، ربي توكلت على الله فوضت أمري إلى الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال له الملك كفيت وهديت ووقيت» لرزين.
9380 - وعنه رفعه: «إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وليقل: اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم» للقزويني (¬1). ¬
9381 - ابن عمرو بن العاص: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا دخل المسجد «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم» لأبي داود (¬1) ¬
9382 - أبو أسيد وأبو قتادة رفعاه «إذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك» لمسلم والنسائي (¬1). ¬
9383 - زاد أبو داود في الدخول: «فليسلم على النبي ثم يقل: «اللهم» فذكره (¬1). ¬
9384 - وللترمذي عن فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنه إذا دخل المسجد - صلى الله عليه وسلم -، وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج - صلى الله عليه وسلم - قال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك» (¬1). ¬
9385 - أبو مالك الأشعري رفعه: «إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم أسألك خير المولج وخير المخرج، بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا، ثم يسلم على أهله». لأبي داود (¬1). ¬
9386 - أبو هريرة رفعه: «من جلس مجلسًا كثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا -[82]- أنت أستغفرك وأتوب أليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك». للترمذي (¬1) ¬
9387 - ابن عمرو بن العاص قال: «كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلسه عند قيامه ثلاث مرات إلا كفر بهن عنه، ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر، إلا ختم له بهن عليه كما يختم بالخاتم على الصحيفة: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك». لأبي داود (¬1). ¬
9388 - ابن عمر: «كان يعد للنبي - صلى الله عليه وسلم - في المجلس الواحد قبل أن يقوم مائة مرة، رب اغفر لي وتب علي إنك انت التواب الغفور» لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
9389 - وعنه: «قلما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجلعه الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا». للترمذي (¬1). ¬
9390 - وعنه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة، يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، هو على كل شيء قدير، آيبون تائبنون عابدون ساجدون لربنا حامدون. صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده». للستة إلا النسائي (¬1). ¬
9391 - وعنه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر، حمد الله وسبح، وكبر ثلاثًا، ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين -[83]- وإنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم انت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في الأهل والمال، وإذا رجع قالهن، وزاد فيهن، آيبون، تائبون، عابدون، لربنا ساجدون» لمسلم والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9392 - مالك بلغه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وضع رجله في الغرز وهو يريد السفر يقول: بسم الله، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم ازو لنا الأرض وهون علينا السفر، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، ومن كآبة المنقلب، ومن سوء المنظر في المال والأهل» (¬1). ¬
عبد الله بن سرجس «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب ومن الحور بعد الكور ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال» لمسلم والترمذي والنسائي (¬1). ¬
9393 - أبو هريرة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كان في سفر وأسحر يقول: سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا وأفضل علينا. عائذًا بالله من النار». لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
9394 - أنس: «جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أريد السفر فزودني، فقال «زودك الله التقوى» قال: زدني، قال: «وغفر ذنبك»، قال: زدني بأبي أنت وأمي، قال: «ويسر لك الخير حيث ما كنت». للترمذي (¬1). ¬
9395 - ابن عمر: قال رجل أراد سفرًا هلم أودعك كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يودعنا: «أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك. قل قبلت ورضيت» فقال الرجل: قبلت ورضيت، ثم قال: قل لي: مثل ما قلت لك ففعل (¬1). ¬
9396 - وفي رواية: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ودع رجلاً أخذ بيده، فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع» لأبي داود والترمذي بلفظه (¬1). ¬
9397 - وعنه: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر فأقبل عليه الليل قال: يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما خلق فيك، ومن شر ما دب عليك، أعوذ بك من أسد وأسود، ومن الحية والعقرب ومن ساكني البلد، وولد وما ولد». لأبي داود (¬1). ¬
9398 - خولة بنت حكيم رفعته: «من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك» لمالك, ومسلم والترمذي (¬1). ¬
9400 - عثمان رفعه: «ما من مسلم يخرج من بيته يريد سفرًا أو غيره فقال حين يخرج: آمنت بالله، اعتصمت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله إلا رزق خير ذلك المخرج، وصرف عنه شر ذلك المخرج». لأحمد برجل عن عثمان (¬1). ¬
9401 - عليّ: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرًا قال: «اللهم بك أصول, وبك أحول، وبك أسير» لأحمد والبزار (¬1). ¬
9402 - الحسن بن علي رفعه: «أمان أمتي من الغرق، إذا ركبوا البحر أن يقولوا {إِنَّ الله يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا} [هود:41] {وَمَا قَدَرُواْ الله حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] الآية. للموصلي بضعف (¬1). ¬
9403 - عتبة بن غزون رفعه: «إذا أضل أحدكم شيئًا، أو أراد أحدكم عونًا وهو بأرض ليس لها أنيس فليقل: يا عباد الله أعينوني يا عبد الله أعينوني، يا عباد الله أعينوني، فإن لله عبادًا لا نراهم». وقد جرب ذلك. للكبير بضعف (¬1). ¬
9404 - ابن عباس رفعه: «إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة، يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإن أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة، فليناد: أعينوني عباد الله». للبزار (¬1). ¬
9405 - ابن مسعود رفعه: «إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة، فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا، فإن لله حاضرًا في الأرض سيحبسه». للموصلي والكبير بضعف (¬1). ¬
9406 - ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الضالة أنه يقول: «اللهم راد الضالة وهادي الضالة تهدي من الضلالة، اردد علي ضالتي بقدرتك وسلطانك، فإنها من عطائك وفضلك» للطبراني بخفى (¬1). ¬
9407 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - «كان إذا علا نشزًا من الأرض قال: اللهم لك الشرف على كل شرف، ولك الحمد على كل حال» لأحمد والموصلي (¬1). ¬
9408 - جبير بن مطعم رفعه: أتحب يا جبير إذا خرجت في سفر أن تكون من أمثل أصحابك هيئة وأكثرهم زادًا فقلت: نعم، بأبي أنت وأمي، قال: فاقرأ هذه السور الخمس: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (الكافرون:1) {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ} (النصر:1) {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} (الإخلاص:1)، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (الفلق:1)، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (الناس:1)، وافتتح كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم، واختم قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم، قال جبير، وكنت غنيًّا كثير المال فكنت -[86]- أخرج في سفر فأكون أبذهم هيئة وأقلهم زادًا، فما زلت منذ علمنيهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأت بهن أكون من أحسنهم هيئة وأكثرهم زادًا، حتى أرجع من سفري. للموصلي (¬1) بخفى. ¬
9409 - ابن عمر: كنا نسافر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - فإذا رأى قرية يريد أن يدخلها قال: «اللهم بارك لنا فيها ثلاث مرات، اللهم ارزقنا حياها، وحببنا إلى أهلها وجبب صالحي أهلها إلينا» للأوسط (¬1). ¬
9410 - أبو سعيد: قلنا يوم الخندق: يا رسول الله هل من شيء نقول؟ قد بلغت القلوب الحناجر، قال: «نعم اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا فضرب الله وجوه أعدائنا بالريح، هزمهم الله بالريح» لأحمد والبزار (¬1). ¬
أدعية الكرب والاستخارة والحفظ والطعام والشراب واللباس وغير ذلك
أدعية الكرب والاستخارة والحفظ والطعام والشراب واللباس وغير ذلك
9411 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض لا إله إلا الله رب العرش الكريم» للشيخين (¬1). ¬
9412 - وللترمذي: بدون لا إله إلا الله بعد الأرض (¬1). ¬
9413 - أبو سعيد رفعه: «يا أبا أمامة مالي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت صلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: -[87]- «أفلا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همك، وقضى عنك دينك، فقال: بلى يا رسول الله! قال «قل - إذا أصبحت وإذا أمسيت - اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزم، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، فقلت ذلك، فأذهب الله عهمي وقضى عني ديني». لأبي داود (¬1). ¬
9414 - أنس: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أكربه أمر يقول: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث وقال ألظوا بياذا الجلال والإكرام». للترمذي (¬1). ¬
9415 - أسماء بنت عميس: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - «ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب؟ الله الله ربي لا أشرك به شيئًا» (¬1). ¬
9416 - عبد الرحمن بن أبي بكرة: قلت لأبي: يا أبت أسمعك تقول كل غداة اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، تكررها ثلاثًا حين تصبح وثلاثًا حين تمسي، فقال: «يا بنيّ سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهن، فأنا أحب أن أستن بسنته». هما لأبي داود (¬1). ¬
9417 - ابن مسعود رفعه: «من كثر همه فليقل: اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك وفي قبضتك، ناصيتي بيدك ماض (في علمك) (¬1) عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في مكنون الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، وجلاء همي وغمي، ما قالها عبد قط إلا أذهب الله غمه وأبدله به فرجًا» لرزين. ¬
9418 - أبو بكر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أمرًا قال: «اللهم خر لي واختر لي» للترمذي وضعفه (¬1). ¬
9419 - شداد بن أوس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا، يقول إذا روينا أمرًا (قل) (¬1): «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وعزيمة في الرشد، واسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك لسانًا صادقًا وقلبًا سليمًا، وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب» للترمذي، وقد مر في صلاة الاستخارة دعاؤه المشهور (¬2). ¬
9420 - ابن عباس: بينما نحن عند النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءه عليٌّ فقال: بأبي أنت وأمي يتفلت هذا القرآن من صدري، فما أجدني أقدر عليه فقال له - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ويثبت بهن ما تعلمت في صدرك؟ قال: أجل يا رسول الله، فعلمني قال: إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه، سوف أستغفر لكم ربي، يقول حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفي الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب وآلم السجدة، وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله، وصل عليَّ وأحسن، وصل على سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدًا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنين، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك با الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك، أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن أن تنور بكتابك بصري، وأن -[89]- تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسًا أو سبعًا تجاب بإذن الله والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنًا قط» قال ابن عباس: فوالله ما لبث علي خمسًا أو سبعًا حتى جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك المجلس، فقال: يا رسول الله كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوها، فإذا قرأتهن على نفسي تفتلن مني، وإني أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته على نفسي تفلت، وأنا أسمع اليوم أحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفًا فقال - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: «مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن» للترمذي (¬1). ¬
9421 - أبو بكر: علمني النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الدعاء قال: «قل اللهم إني أسالك بمحمد نبيك وبإبراهيم خليلك، وبموسى نجيك، وعيسى روحك وكلمتك وبتوراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وفرقان محمد، وكل وحي أوحيته وقضاء قضيته وأسألك بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك أو استأثرت به في غيبك، وأسألك باسمك الطهر الطاهر بالأحد الصمد الوتر وبعظمتك وكبريائك وبنور وجهك، أن ترزقني القرآن والعلم، وأن تخلطه بلحمي ودمي وسمعي وبصري، وتستعمل به جسدي بحولك وقوتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بك» لرزين.
9422 - أبو سعيد: كان النبي إذا أكل أو شرب قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا من المسلمين». للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9423 - وله عن أبي أيوب «الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه، وجعل له مخرجًا» (¬1). ¬
9424 - أبو أمامة (¬1): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع (مائدته) (¬2) قال: «الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنٍ عنه ربنا». للبخاري، والترمذي وأبي داود (¬3). ¬
9425 - معاذ بن أنس رفعه: «من أكل طعامًا ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه» للترمذي (¬1). ¬
9426 - وزاد أبو داود: ومن لبس ثوبًا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر» (¬1). ¬
9427 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يؤتى أبدًا بطعام أو شراب، حتى الدواء فيطعمه أو يشربه حتى يقول: الحمد لله الذي هدانا وأطعمنا وسقانا ونعمنا، الله أكبر، اللهم ألفتنا نعمتك بكل شر، فأصبحنا منها وأمسينا بكل خير، نسألك تمامها وشكرها، لا خير إلا خيرك ولا إله غيرك، إله الصالحين ورب العالمين، الحمد لله ولا إله إلا الله، ما شاء الله ولا قوة إلا بالله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار». لمالك موقوقًا على عروة ولزرين عنه، عن عائشة (¬1). ¬
9428 - ابن عباس: أنه دخل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وخالد ابن الوليد على ميمونة، فجاءتنا بإناء من لبن، فشرب - صلى الله عليه وسلم - وأنا عن يمينه وخالد عن شماله، فقال لي: الشربة لك فإن شئت آثرت بها خالد. فقلت: ما كنت أوثر على سؤرك أحدًا، ثم قال - صلى الله عليه وسلم - من أطعمه الله طعامًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرًا منه، ومن سقاه الله لبنًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن». لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
9429 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى سعيد ابن عبادة، فجاء بخبز وزيت فأكل، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة» (¬1). ¬
9430 - جابر: صنع أبو الهيثم بن التيهان طعامًا، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فلما فرغوا قال - صلى الله عليه وسلم - أثيبوا أخاكم قالوا: يا رسول الله وما إثابته؟ قال: إن الرجل إذا دخل بيته فأكل طعامه وشرب شرابه فدعوا له، فذلك إثابته» هما لأبي داود (¬1). ¬
9431 - أبو سعيد: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استجد ثوبًا قال: اللهم لك الحمد أنت كسوتني هذا، ويسميه باسمه، إما قميصًا، وإما عمامة أو رداء «أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له» للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9432 - عمر (¬1) رفعه: من لبس ثوبًا جديدًا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به، كان في كنف الله وفي حفظ الله وفي ستر الله حيًّا وميتًا» للترمذي (¬2). ¬
9433 - أبو رافع رفعه: إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل ذكر الله بخير من ذكرني به» للطبراني والبزار (¬1). ¬
9434 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نظر في المرآة قال الحمد لله الذي سوى خلقي وأحسن صورتي وزان مني ما شان من غيري. للبزار بلين.
أدعية رؤية الهلال وعند الرعد والسحاب والريح والعطاس ودعاء عرفة وليلة القدر
أدعية رؤية الهلال وعند الرعد والسحاب والريح والعطاس ودعاء عرفة وليلة القدر
9435 - طلحة بن عبيد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال: اللهم هله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله» للترمذي (¬1). ¬
9436 - قتادة بلغه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، هلال خير ورشد، هلا خير ورشد، آمنت بالذي خلقك» ثلاث مرات ثم يقول الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا. لأبي داود (¬1). ¬
9437 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك. للترمذي (¬1). ¬
9438 - عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا راى ناشئًا في أفق السماء ترك العمل، وإن كن في صلاة خفقها، ثم يقول اللهم إني أعوذ بك من شرها، فإن مطر قال: اللهم صيبًا هنيئًا (¬1). ¬
9439 - وعنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عصفت الريح قال: «اللهم إني اسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به» للشيخين والترمذي (¬1). ¬
9440 - أبو هريرة رفعه: «الريح من روح الله وروح الله يأتي بالرحمة ويأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها» لأبي داود (¬1). ¬
9441 - وعنه: «إذا عطس أحدكم فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم» للبخاري، وأبي داود (¬1). ¬
9442 - سالم بن عبيد الله، وقد عطس رجل فقال: السلام عليكم، فقال له سالم: وعليك وعلى أمك، ثم قال له: لعلك وجدت مما قلت لك؟ قال: وددت أنك لم تذكر أمي بخير ولا شر، قال سالم: إنما قلت لك كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، بينا نحن عنده إذا عطس رجل فقال: السلام عليكم، فقال - صلى الله عليه وسلم - وعليك وعلى أمك، ثم قال: «إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين، وليقل له: من يرد عليه: يرحمك الله، وليرد عليه يغفر الله لنا ولكم» للترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
9443 - نافع: أن ابن عمر كان إذا عطس فقيل له: يرحمك الله، قال: يرحمنا الله وإياكم، ويغفر الله لنا ولكم. لمالك (¬1). ¬
9444 - علي: أكثر ما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة في الموقف: «اللهم لك الحمد كالذي تقول، وخيرًا مما نقول اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح» للترمذي (¬1). ¬
9445 - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه: «أفضل الدعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» (¬1). ¬
9446 - عائشة: قلت: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أدعو به؟ قال: قولي: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني». هما للترمذي (¬1). ¬
أدعية غير مؤقتة وفيها الاستعاذة
أدعية غير مؤقتة وفيها الاستعاذة
9447 - سعد رفعه: «دعوة ذي النون إذا دعا في بطن الحوت قال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ما دعال بها أحد قط إلا استجيب له» (¬1). ¬
9448 - أبو الدرداء رفعه: كان من دعاء داود يقول: «اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي ومالي وأهلي ومن الماء البارد»، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكر داود يحدث عنه يقول أعبد البشر. هما للترمذي (¬1). ¬
9449 - أبو هريرة رفعه: «إن دعاء قوم يونس يا حي يا قيوم يا حي حين لا حي يا محي يا مميت يا ذا الجلال والإكرام». لرزين.
9450 - عائشة رفعته: «لما أهبط الله آدم إلى الأرض قام وجاه الكعبة فصلى ركعتين فألهمه الله هذا الدعاء: اللهم إنك تعلم سرِّي وعلانيتي، فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي فاعطني سؤلي، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنبي، اللهم إني اسألك إيمانا يباشر قلبي، ويقينا صادقًا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضًا بما قسمت لي، قال: فأوحى الله إليه يا آدم قد قبلت توبتك، وغفرت لك ذنبك، ولن يدعوني أحد بهذا الدعاء إلا غفرت له ذنبه وكفيته المهم من أمره، وزجرت عنه الشيطان، واتجرت له من وراء كل تاجر، وأقبلت إليه الدنيا وهي راغمة وإن لم يردها». للأوسط بضعف (¬1). ¬
9451 - ابن مسعود رفعه: «ألا أعلمكم الكلمات التي تكلم بها موسى حين جاوز البحر ببني إسرائيل؟ فقلنا بلى يا رسول الله، قال: قولوا: اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم». قال عبد الله: فما تركتهن منذ سمعتهن منه - صلى الله عليه وسلم - قال شقيق فما تركتهن منذ سمعتهن من عبد الله قال الأعمش فما تركتهن منذ سمعتهن من شقيق، قال الأعمش: فأتاني آت في منامي فقال: يا سليمان زد في هؤلاء الكلمات ونستعينك على فساد فينا، ونسألك صلاح أمرنا كله. للأوسط الصغير بخفى (¬1). ¬
9452 - عمر رفعه: «من رأى صاحب بلاء فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً عوفي من ذلك البلاء كائنًا ما كان ما عاش» للترمذي (¬1). ¬
9453 - أبو هريرة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر» لمسلم (¬1). ¬
9454 - وعنه رفعه: «اللهم انفعني بما علمتني وعلمني بما ينفعني وزدني علما والحمد لله على كل حال وأعوذ بالله من حال أهل النار» (¬1). ¬
9455 - وعنه: دعاء حفظته من النبي - صلى الله عليه وسلم - لا أدعه «اللهم اجلعني أعظم شكرك وأكثر ذكرك وأتبع نصحك وأحفظ وصيتك» (¬1). ¬
9456 - وعنه رفعه: «اللهم متعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوارث مني وانصرني على من يظلمني وخذ منه ثأري» (¬1). ¬
9457 - وعنه أن رجلاً قال: يا رسول الله سمعت دعاءك الليلة، وكل الذي وصل إلى منه أنك تقول: «اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري، وبارك لي فيما رزقتني» قال: فهل تراهن تركن شيئًا. هي للترمذي (¬1). ¬
9458 - أنس: كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» للشيخين، وأبي داود (¬1). ¬
9459 - وعنه: أن رجلاً قال: يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ قال: «سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة. ثم أتاه في اليوم الثاني فقال: أي الدعاء أفضل؟ فقال له مثل ذلك، ثم أتاه في اليوم الثالث، فقال له مثل ذلك، فقال: إذا أعطيت العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت». للترمذي (¬1). ¬
9460 - وعنه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عاد رجلاً من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ فقال - صلى الله عليه وسلم - له: «هل كنت تدعو الله بشيء أو تسأله إياه؟ قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبني به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال له سبحان الله لا تطيقه ولا تستطيعه أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. فدعا الله به فشفاه الله». لمسلم والترمذي (¬1). ¬
9461 - وعنه رفعه: «من سأل الله الجنة ثلاثًا قالت الجنة: اللهم ادخله جنتي، ومن استجار بالله من النار ثلاثا قالت النار: اللهم أجره من النار». للترمذي والنسائي (¬1). ¬
9462 - ابن عباس رفعه: «رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شاكرا لك ذاكرا لك راهبًا لك مطواعًا لك مخبتًا إليك أواهًا منيبًا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي وثبت حجتي وسدد لسان واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري». لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
9463 - وعنه رفعه: «اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون» للشيخين (¬1). ¬
9464 - أبو بكر: قام على المنبر ثم بكى فقال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام أول على المنبر ثم بكى فقال: «سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين خيرًا من العافية» (¬1). ¬
9465 - عمر: علمني النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قل اللهم اجعل سريرتي خيرًا من علانيتي واجعل علانيتي صالحة، اللهم إني أسألك من صالح ما تؤتي الناس من المال والأهل والولد، غير الضَّالّ ولا المضلّ» هما للترمذي (¬1). ¬
9466 - عليُّ رفعه: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - «قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد سداد السهم» لمسلم (¬1). ¬
9467 - أبو موسى رفعه: «اللهم (رب) (¬1) اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير» للشيخين (¬2). ¬
9468 - عبد الله بن يزيد الخطمي رفعه: «اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، وما زويت (عني) (¬1) مما أحب فاجعله فراغًا لي فيما تحب» (¬2). ¬
9469 - عمران بن حصين: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي: «يا حصين كم تعبد اليوم إلهًا؟ قال: سبعة: ستة في الأرض، وواحد في السماء. قال فأيهم تعد لرهبتك ورغبتك؟ قال الذي في السماء، قال يا حصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك، فلما أسلم حصين قال: يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني؟ قال: قل: اللهم ألمهني رشدي. وأعذني من شر نفسي» (¬1). ¬
9470 - أم سلمة: أن أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان عندها: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك». قالت فقلت: يا رسول الله ما أكثر دعائك بهذا، قال «يا أم سلامة إنه ليس آدمي إلا قلبه بين إصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ» هي للترمذي (¬1). ¬
9471 - طارق بن أشيم: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات: «اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني». لمسلم (¬1). ¬
9472 - عائشة رفعته: «اللهم عافني في جسدي، وعافني في سمعي وعافني في بصري، واجعله الوراث مني، لا إله إلا (الله) (¬1) الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين». للترمذي (¬2). ¬
9473 - وعنها: رفعته: «اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس» للنسائي (¬1). ¬
9474 - أم سلمة رفعته: «اللهم أنت الأول فلا شيء قبلك، وأنت الآخر فلا شيء بعدك أعوذ بك من كل دابة ناصيتها بيدك وأعوذ بك من الإثم والكسل وعذاب القبر، وفتنة الغنى وفتنة الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، اللهم نقني من خطاياي كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، هذا ما سأل محمد ربه، اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني، وارفع درجتي وتقبل صلاتي واغفر خطيئتي، واسألك الدرجات العلى من الجنة، آمين، اللهم إني أسألك الجنة آمين) (¬1) اللهم إني أسألك خير ما فعل وخير ما أعمل، وخير ما بطن وخير ما ظهر والدرجات العلى من الجنة آمين اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري وتضع وزري، وتصلح أمري، وتطهر قلبي، وتحفظ فرجي، وتنور قلبي، وتغفر ذنبي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين، اللهم نجني من النار». للأوسط (¬2). ¬
9475 - ابن أبي أوفى رفعه: «اللهم طهرني من الذنوب اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد». للنسائي (¬1). ¬
9476 - وعنه: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - على الأحزاب فقال: «اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم» للشيخين والترمذي (¬1). ¬
9477 - مالك بلغه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو «اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضني إليك غير مفتون» (¬1) ¬
9478 - يحيى بن سعيد أرسله: «اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكنًا والشمس والقمر حسبانًا اقض عني الدين واغنني من الفقر، وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي في سبيلك». لمالك (¬1). ¬
9479 - أم حبيبة: سمعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أقول اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال: «سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئًا منها قبل حله ولا يؤخر، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبر، كان خيرًا وأفضل». لمسلم (¬1). ¬
9480 - عليّ: أن مكاتبًا جاءه فقال: إني عجزت عن مكاتبتي فأعني، قال: «ألا أعلمك كلمات علمنيهن النبي - صلى الله عليه وسلم - لو كان عليك مثل جبل (صبر) (¬1) دينًا أداه عنك قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك». للترمذي (¬2). ¬
9481 - معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - افتقده يوم الجمعة، فلما صلى أتى معاذًا فقال: «يا معاذ مالي لم أرك؟ فقال: يا رسول الله ليهودي على وقية من تبر فخرجت إليك فحبسني عنك فقال له: «يا معاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به فلو كان عليك من الدين مثل صبر أداه الله عنك وصبر جبل باليمن فادع الله يا معاذ. -[101]- قل {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 27] رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء ارحمني رحمةً تغنين بها عن رحمة من سواك» للكبير، وفيه نصر بن مرزوق (¬1). ¬
9482 - عثمان بن حنيف: أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ادع الله أن يعافني فقال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك، قال: فادعه فامره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويدعو بهذا: اللهم إني أسالك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا نبي الله إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى اللهم فشفعه فيَّ». للترمذي (¬1). ¬
9483 - أبو هريرة: أتت فاطمة النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادمًا، فقال لها: «ما عندي ما أعطيك فرجعت، فأتاها بعد ذلك فقال: الذي سألت أحب إليك أو ما هو خير منه؟ فقال لها على قولي لا بل ما هو خير منه، فقالته، فقال قولي: اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والقرآن العظيم، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين واغننا من الفقر» للقزويني (¬1). ¬
9484 - أبو أمامة: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئًا. فقلنا: يا رسول الله دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئًا، قال: «ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله؟ تقول اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله». للترمذي (¬1). ¬
9485 - حفصة وأسلم: «أن عمر قال: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك، قالت حفصة: فقلت: إنى يكون هذا قال: يأتيني به الله إن شاء». للبخاري (¬1). ¬
9486 - أنس رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات». للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
9487 - وعنه رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من الجذام والبرص والجنون ومن سيئ الأسقام». لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9488 - عائشة رفعته: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم، ومن فتنة القبر، ومن عذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي كما نقيت الثوب الأبيض وباعد بني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب». للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
9489 - وعنها رفعته: «اللهم إني أعوذ بك من شر ما علمت ومن شر ما لم أعلم». لمسلم وأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9490 - وعنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمها هذا الدعاء «اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما -[103]- قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا». للقزويني (¬1). ¬
9491 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع». للترمذي والنسائي (¬1). ¬
9492 - وعنه رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك». لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
9493 - أبو هريرة رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم» (¬1). ¬
9494 - وعنه رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من الشقاق (والنفاق) (¬1) وسوء الأخلاق» (¬2). ¬
9495 - وعنه رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة» هي لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9496 - وعنه رفعه: «تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء». للشيخين والنسائي (¬1). ¬
9497 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء» (¬1). ¬
9498 - أبو هريرة رفعه: «تعوذوا بالله من جار السوء في دار المقام فإن جار البادية يتحول عنك». هما للنسائي (¬1). ¬
9499 - أبو اليسر رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من الهدم وأعوذ بك من التردي، ومن الغرق والحرق والهرم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا وأعوذ بك أن أموت لديغًا». لأبي داود والنسائي (¬1). ¬
9500 - ابن مسعود: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من خمس: من البخل والجبن وسوء العمر وفتنة الصدر وعذاب القبر (¬1). للنسائي. ¬
9501 - أنس رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من صلاة لا تنفع» وذكر دعاء آخر». لأبي داود (¬1). ¬
9502 - قطبة بن مالك رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء». للترمذي (¬1). ¬
9503 - أبو سعيد رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والديْن» فقال رجل يا رسول الله: أتعدل الكفر بالدين؟ قال: «نعم» (¬1). ¬
9504 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ من عين الجان وعين الإنس فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سوى ذلك (¬1). ¬
9505 - أبو ذر رفعه: «يا أبا ذر تعوذ من شياطين الجن والإنس. قلت أو للإنس شياطين؟. قال نعم». هي للنسائي (¬1). ¬
9506 - أبو موسى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خاف من قوم قال: «اللهم إن نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم». لأبي داود (¬1). ¬
9507 - يحيى بن سعيد أرسله: «رأيت ليلة أسري بي عفريتًا من الجن يطلبني بشعلة نار، كلما التفت رأيته فقال جبريل ألا أعلمك كلمات تقولهن فتطفئ شعلته ويخر لفيه؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - بلى فقال: قل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن طوارق الليل إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن». لمالك (¬1). ¬
9508 - أبو هريرة: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما لقيت البارحة من عقرب لدغتني قال: «أما لو قلت حين أمست أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك» (¬1). ¬
9509 - في رواية: «من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامَّات من شر ما خلق، لم تضره حمة تلك الليلة، قال سهيل: فكنا أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلدغت جارية منهم فلم تجد لها وجعًا» لمالك ومسلم وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
9510 - شكل بن حميد قلت: يا رسول الله علمني تعوذًا أتعوذ به فأخذ بكفي، وقال: «قل: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعني ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي. ومن شر هني يعني الفرج» لأصحاب السنن (¬1). ¬
9511 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعوذ الحسن والحسين ويقول: «إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة». للبخاري والترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9512 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن قال «قولوا: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات» للستة إلا البخاري (¬1). ¬
9513 - زيد بن أرقم رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا تستجاب». لمسلم والنسائي (¬1). ¬
9514 - القعقاع: أن كعب الأحبار قال: «لولا كلمات أقولهن لجعلتني يهود حمار، فقيل له ما هن؟ قال: أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وذرأ وبرأ» (¬1). لمالك. ¬
9515 - ابن عباس قال: «إذا أتيت سلطانًا مهيبًا تخاف أن يسطو بك فقل: الله أكبر الله أكبر من خلقه جميعًا، الله أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله الممسك السموات السبع أن (يقعن) (¬1) على الأرض إلا بإذنه، من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس، إلهي كن لي جارًا من شرهم، جل ثناؤك، وعز جارك، وتبارك اسمك ولا إله غيرك (¬2). للكبير. ¬
9516 - ابن مسعود رفعه: «إذا تخوف أحدكم السلطان فليقل: اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، كن لي جارًا من شر فلان ابن فلان، وشر الجن والإنس وأتباعهم أن يفرط علي أحد منهم، عز جارك وجل ثناؤك ولا إليه غيرك». للكبير بلين (¬1). ¬
الاستغفار والتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والحوقلة والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -
الاستغفار والتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والحوقلة والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -
9517 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «خصلتان أو خلتان لا يحصيهما رجل إلا دخل الجنة، وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح الله في دبر كل صلاة عشرًا ويحمده عشرًا (¬1). فلقد رأيته - صلى الله عليه وسلم - يعقدها بيده. قال فتلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا أخذت مضجعك تسبحه وتكبره وتحمده مائة، فتلك مائة باللسان وألف في الميزان، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة، قالوا فكيف لا نحصيها؟ قال: يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته فيقول: اذكر كذا اذكر كذا حتى ينفتل فلعله أن لا يفعل، ويأتيه وهو في مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام». لأصحاب السنن (¬2). ¬
9518 - ابن أبي أوفى: جاء رجل إلى النبي فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئًا، فعلمني ما يجزئني، قال: «قل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال: يا رسول الله هذا لله فماذا لي؟ قال: قل اللهم ارحمني وعافني واهدني وارزقني. فقال هكذا بيديه وقبضهما وقال أما هذا فقد ملأ يديه من الخير». للنسائي. وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
9519 - سفينة رفعه: «بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وفرط صالح يفرط الرجل». للأوسط (¬1). ¬
9520 - عمران بن حين رفعه: «أما يستطيع أحدكم أن يعمل كل يوم مثل أحد عملا قالوا يا رسول الله ومن يستطيع؟ قال: كلكم يستطيعه قالوا: يا رسول الله ماذا؟ قال: سبحان الله أعظم من أحد، ولا إله إلا الله أعظم من أحد، والحمد لله أعظم من أحد، والله أكبر أعظم من أحد» (¬1). ¬
9521 - سعد: دخل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على امرأة وبيدها نوى، أو حصى تسبح به وتعد فقال: أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل؟ قالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال: «قولي: سبحان الله عدد ما خلق الله في السماء والأرض وما بينهما، سبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك».للترمذي وأبي داود بلفظه (¬1). ¬
9522 - أبو ذر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل أي الكلام أفضل؟ قال: «ما اصطفاه الله لملائكته سبحان الله وبحمده» لمسلم والترمذي (¬1). ¬
9523 - أبو هريرة وأبو سعيد رفعاه: «من قال لا إله إلا الله والله أكبر، صدقه ربه، وقال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده، يقول الله لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال الله: لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، قال الله: لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله: لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي وكان يقول من قالها في مرض ومات لم تطعمه النار» (¬1). ¬
9524 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على شجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق فقال: «إن الحمد لله وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر تساقط ذنوب العبد كما يتساقط ورق هذه الشجرة» (¬1). ¬
9525 - ابن مسعود رفعه: «لقيت ليلة أسري بي إبراهيم، فقال لي يا محمد: اقرا أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» (¬1). ¬
9526 - وزاد الأوسط والصغير: «ولا حول ولا قوة إلا بالله» (¬1). ¬
9527 - جابر رفعه: «من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة» (¬1). ¬
9528 - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه: «من سبح الله مائة بالغداة ومائة بالعشي، كان كمن حج مائة حجة، من حمد الله مائة بالغداة -[110]- ومائة بالعشي، كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله، أو قال غزا مائة غزاة، ومن هلل مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن أعتق مائة رقبة من ولد إسماعيل، ومن كبرَّ الله مائة بالغداة ومائة بالعشي، لم يأت في ذلك أحد بأفضل مما جاء به، إلا من قال مثل ما قال وزاد على ما قال» (¬1). ¬
9529 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر» (¬1). ¬
9530 - جابر رفعه: «أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله». هي للترمذي (¬1). ¬
9531 - أم هانئ رفعته: «لا إله إلا الله، لا يسبقها عمل ولا تترك ذنبًا». للقزويني بضعف (¬1). ¬
9532 - يسيرة: وكانت من المهاجرات الأول، قالت: قال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - «عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس والتكبير واعقدن بالأنامل، فإنهن مسؤلات مستنطقات، ولا تغفلن فتنسين الرحمة» (¬1). ¬
9533 - أبو بكر رفعه: «ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة». هما لأبي داود والترمذي (¬1). ¬
9534 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساءوا استغفروا». للقزويني (¬1). ¬
9535 - أغر مزينة رفعه: «إنه ليغان على قلبي حت أستغفر في اليوم مائة مرة» (¬1). ¬
9536 - وفي رواية: «توبوا إلى ربكم، فوالله إني لأتوب إلى ربي مائة مرة في اليوم». لمسلم وأبي داود (¬1). ¬
9537 - شداد بن أوس رفعه: «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي ذنوبي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل، وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة». للبخاري والنسائي والترمذي (¬1). ¬
9538 - ابن عباس رفعه: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرج، ورزقه من حيث لا يحتسب». لأبي داود (¬1). ¬
9539 - بلال بن يسار: مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا للترمذي ولأبي داود هلال بن يسار عن أبيه، عن جده رفعه: «من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف» (¬1). ¬
9540 - أبو هريرة رفعه: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه، ومن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر». للشيخين والموطأ والترمذي (¬1). ¬
9541 - أبو أيوب رفعه: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل». للشيخين والترمذي (¬1). ¬
9542 - تميم الداري رفعه: «من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهًا واحدًا أحدًا صمدًا، لم يتخذ صاحبةً ولا ولدًا، ولم يكن له كفوًا أحدٌ عشر مرات، كتب الله له أربعين ألف الف حسنة» للترمذي وأنكره (¬1). ¬
9543 - وللكبير بضعف عن ابن عمر رفعه: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو الحي الذي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، لا يريد بها إلا وجه الله أدخله بها الجنة جنات النعيم» (¬1). ¬
9544 - سلمان رفعه «من قال اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك وأشهد من في السموات إنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأشهد أن محمدًا عبدك ورسولك، من قالها مرة أعتق ثلثه من النار، ومن قالها مرتين أعتق ثلثاه من النار ومن قالها ثلاثًا أعتق كله». للبزار بضعف (¬1). ¬
9545 - أبو الدرداء رفعه: «من قال لا إله إلا الله والله أكبر، عتق الله ربعه من النار، ومن قالها ثنتين أعتق شطره، ومن قالها أربعًا أعتق كله» للكبير والأوسط بضعف (¬1). ¬
9546 - أبو هريرة رفعه: «ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر». للترمذي (¬1). ¬
9547 - أبو سعيد رفعه: «قال موسى يا رب علمني شيئًا أذكرك وأدعوك به، قال قل يا موسى: لا إله إلا الله، قال: كل عبادك يقول هذا، قال قل: لا إله إله الله، قال لا إله إلا أنت أريد شيئًا تخصني به، قال يا موسى: لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله». للموصلي بلين (¬1). ¬
9548 - علي: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - «ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك وإن كنت مغفور لك قل: لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم» (¬1). ¬
9549 - عمر رفعه: «من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة». هما للترمذي (¬1). ¬
9550 - جويرية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: «ما زلت على هذه الحال التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم، فقال: «لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته» لأبي داود والترمذي والنسائي ومسلم بلفظه (¬1). ¬
9551 - أبو هريرة رفعه: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحاه الله العظيم» للشيخين والترمذي (¬1). ¬
9552 - أبو أمامة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «أفلا أخبرك بشيء إذا قلته، ثم دأبت الليل والنار لم تبلغه؟ قلت: بلى قال تقول: الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد ما في كتابه، والحمد لله عدد ما أحصى خلقه، والحمد لله ملء ما في خلقه، والحمد لله ملء سمواته وأرضه، والحمد لله عدد كل شيء، وتسبح مثل ذلك وتكبر مثل ذلك» للكبير (¬1). ¬
9553 - حذيفة: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: بينا أنا أصلي إذا سمعت متكلمًا يقول: اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، بيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره، فأهل أن تحمد إنك على كل شيء قدير، اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي، واعصمني فيم بقي من عمري، وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك تعالى» لأحمد (¬1) براوٍ ولم يسم. ¬
9554 - معاذ بن أنس رفعه: «آية العز الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرًا» لأحمد بلين (¬1). ¬
9555 - ابن عمر رفعه: «من قال الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته والحمد لله الذي ذل كل شيء (لعزته، والحمد لله خضع كل شيء لملكه، والحمد لله الذي استسلم) (¬1) لقدرته، فقالها يطلب بها ما عند الله، كتب الله له بها الف حسنة ورفع له بها ألف درجة، ووكل به سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة» للكبير بضعف (¬2). ¬
9556 - وعنه رفعه: «إن عبدًا من عباد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فعضلت بالملكين، فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى السماء فقالا يا رب إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها؟ قال الله تعالى: وهو أعلم بما فقال عبده ماذا -[115]- قال عبدي؟ قالا: يا رب قد قال لك: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فقال الله تعالى لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها» للقزويني (¬1). ¬
9557 - عائشة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى ما يحب قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات» وإذا رأى ما يكره قال: «الحمد لله على كل حال» للقزويني بلين (¬1). ¬
9558 - أبو موسى: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال «أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم، قال: وأنا خلفه وأنا أول: لا حول ولا قوة إلا بالله فقال: يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى يا رسول الله قال قل لا حول ولا قوة إلا بالله» (¬1). ¬
9559 - وفي رواية: «الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم» للشيخين وأبي داود والترمذي (¬1). ¬
9560 - قيس بن سعد بن عبادة: «أن أباه دفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخدمه قال: فمر بي - صلى الله عليه وسلم - وقد صليت فضربني برجله، وقال: «ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قلت: بلى قال لا حول ولا قوة إلا بالله» (¬1). ¬
9561 - أبو هريرة رفعه: «لا حول ولا قوة إلا بالله، دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم» للأوسط بلين (¬1). ¬
9562 - وعنه رفعه: «أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة قال مكحول فمن قال لا حول ولا قوة إلا بالله ولا منجأ من الله إلا إليه كشف الله عنه سبعين بابًا من الضر أدناها الفقر» هما للترمذي (¬1). ¬
9563 - أبو مسعود البدري: أتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ فسكت حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم» (¬1). ¬
9564 - وفي رواية: «وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». وفي أخرى: «اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد» للستة إلا البخاري (¬1). ¬
9565 - ابن أبي ليلى: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج علينا فقلنا: يا رسول قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت -[117]- على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» للستة إلا مالكًا (¬1). ¬
9566 - أبو هريرة رفعه: «من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صل على محمد النبي الأمي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (¬1). ¬
9567 - أبو سعيد: «قلنا: يا رسول الله هذا السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: «قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم» للبخاري والنسائي (¬1). ¬
9568 - طلحة: «أن رجلاً قال: كيف نصلي عليك يا نبي الله؟ قال: «قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد» للنسائي (¬1). ¬
9569 - أبو حميد الساعدي: «قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: «قولوا اللهم (صل) (¬1) على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد» للستة إلا الترمذي (¬2). ¬
9570 - ابن مسعود قال: «إذا صليتم على النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسنوا الصلاة عليه فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه، فقالوا له: فعلمنا قال -[118]- قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين إلى آخرها». للقزويني وتمامها في خطبة الكتاب (¬1). ¬
9571 - أنس رفعه: «من صلى علي صلاةً واحدةً صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات» (¬1). ¬
9572 - أبو طلحة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء ذات يوم والبشر في وجهه، فقلنا إنا لنرى البشر في وجهك قال إنه أتاني الملك فقال يا محمد إن ربك يقول أما يرضيك أن لا يصلي عليك أحدٌ إلا صليت عليه عشرًا ولا يسلم عليك أحدٌ إلا سلمتُ عليه عشرًا» هما للنسائي (¬1). ¬
9573 - ابن مسعود رفعه: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة» (¬1). ¬
9574 - عليٌ رفعه: «البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصلِّ علي» هما للترمذي (¬1). ¬
9575 - ابن مسعود رفعه: «إن لله ملائكةً سيَّاحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام» للنسائي (¬1). ¬
9576 - عبد الله بن دينار: «رأيت ابن عمر يقف على قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر». لمالك.
9577 - محمد بن يحيى بن حبان، عن أبيه، عن جده «أن رجلاً قال يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي عليك؟ قال: «نعم، إن شئت»، قال الثلثين؟ قال: «نعم» قال: فصلاتي كلها؟ قال: «إذًا يكفيك الله ما همك من أمر دنياك وآخرتك» (¬1). ¬
9578 - عمار بن ياسر رفعه: «إن الله وكل بقبري ملكًا أعطاه أسماع الخلائق فلا يصلي على أحدٌ إلى يوم القيامة إلا بلغني باسمه واسم أبيه هذا فلانٌ بن فلان قد صلى عليك» للبزار بضعف (¬1). ¬
9579 - أنس رفعه: «من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا، ومن صلى عليَّ عشرًا صلى الله عليه بها مائة، ومن صلى علي مائة كتب الله بين عينيه براءة من النفاق وبراءة من النار، وأسكنه الله يوم القيامة مع الشهداء». للأوسط والصغير بخفى (¬1). ¬
9580 - عليٌ: «كان يعلم الناس الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول اللهم داحي المدحوات وبارئ المسموكات، وجبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها، اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفة تحننك على محمد عبدك ورسولك، الخاتم لما سبق والفاتح لما أغلق، والمعين على الحق بالحق والدامغ جيشات الأباطيل كما حمل، فاضطلع بأمرك لطاعتك مستوفرًا في مرضاتك، بغير نكل عن قدم ولا وهن في عزم، داعيًا لوحيك حافظًا لعهدك ماضيًا على نفاذ أمرك حتى أورى قبسًا لقابس به هديت القلوب بعد خوضات الفتن والإثم بموضحات الأعلام ومنيرات الأحكام ونيرات الإسلام ونائرات الأحكام فهو أمينك المأمون وخازن علمك المخزون وشهيدك يوم الدين وبعثه لك نعمة ورسولك بالحق رحمة اللهم افسح له مفسحًا في عدنك، واجزاه مضاعفات الخير من فضلك مهنئات له غير مكدرات من فوز ثوابك المعلوم وجزيل عطائك المجزول، اللهم عل على بناء الناس بناءه وأكرم مثواه لديك ونزله -[120]- وأتمم له نوره، واجزه من انبعاثك له مقبول الشهادة مرضي المقالة، ذا منطق عدل وكلام فصل، وحجة وبرهان عظيم». للأوسط بانقطاع (¬1). ¬
9581 - كعب بن عجرة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يومًا إلى المنبر فقال حين ارتقى درجة آمين، ثم رقى أخرى فقال أمين، ثم رقى الثالثة فقال آمين، فلما نزل عن المنبر وفرغ، قلنا: يا رسول الله لقد سمعنا منك كلاما اليوم قال: «وسمعتموه؟ قلنا: نعم، قال إن جبريل عرض لي حين ارتقيت درجة فقال: بعد من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما لم يدخل الجنة قلت: آمين، وقال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين، ثم قال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت آمين» للكبير (¬1). ¬
9582 - ابن عباس رفعه: «من نسي الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة» للقزويني (¬1). ¬
كتاب الزهد والفقر والأمل والأجل والحرص
كتاب الزهد والفقر والأمل والأجل والحرص
9583 - أبو ذر رفعه: «ليست الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن الزهد أن تكون بما في يد الله تعالى أوثق منك بما في يدك، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها بقيت لك» (¬1). ¬
9584 - عائشة رفعته: «إن كنت تريدين الإسراع واللحوق بي فليكفيك من الدنيا كزاد الراكب، وإياك ومجالسة الأغنياء، ولا (تستلحقي) (¬1) ثوبًا حتى ترقعيه» (¬2). ¬
9585 - زاد رزين: قال عروة: «فما كانت عائشة تستجد ثوبًا حتى ترقع ثوبها وتنكسه، ولقد جاءها يومًا من عند معاوية ثمانون ألفًا، فما أمسى عندها درهم، قالت لها جاريتها: فهلاَّ اشتريت لنا بدرهم لحمًا، قالت: لو ذكرتيني لفعلت». هما للترمذي.
9586 - أبو هريرة رفعه: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا» (¬1). ¬
9587 - وفي أخرى «كفافًا» للشيخين والترمذي (4).
9588 - أنس رفعه: «اللهم أحيني مسكينًا وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة فقالت عائشة لم يا رسول الله؟ قال إنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفًا يا عائشة لا تردي المسكين ولو بشق تمرة، يا عائشة أحبِّي المساكين وقربيهم يقربك الله يوم القيامة» (¬1). ¬
9589 - أبو هريرة رفعه: «يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام نصف يوم» هما للترمذي (¬1). ¬
9590 - ابن عمرو بن العاص قال له رجل: «ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال نعم. قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خادمًا (قال) (¬1): فأنت من الملوك، قال أبو عبد الرحمن الحبلي وجاء ثلاثة نفر إلى ابن عمرو (¬2) فقال لهم: ما شئتم؟ إن شئتم رجعتم إلينا وأعطيناكم ما يسر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم إلى السلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفًا قالوا: نصبر لا نسأل شيئًا» لمسلم (¬3). ¬
9591 - أبو سعيد: «جلست في عصابة من ضعفاء المهاجرين، وإن بعضهم ليستتر ببعض من العري، وقارئ يقرأ علينا، إذ جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام علينا، فسكت القارئ فسلم ثم قال: ما كنتم تصنعون؟ قلنا: يا رسول الله، كان قارئ لنا يقرأ علينا، وكنا نستمع إلى كتاب الله تعالى، فقال: «الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم» وجلس - صلى الله عليه وسلم - وسطنا ليعدل بنفسه فينا، ثم قال بيده هكذا، فتحلقوا وبرزت وجوههم فما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - عرف منهم أحدًا غيري، ثم قال: «أبشروا صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذاك خمسمائة سنة» للترمذي وأبي داود (¬1). ¬
9592 - وزاد البزار في آخره: «حتى أن الغني يود أنه كان سائلاً».
9593 - أسامة رفعه: «قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون، غير أن اصحاب النار قد أمر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء». للشيخين (¬1). ¬
9594 - مصعب بن سعد: «أن سعدًا ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم» البخاري والنسائي بلفظه (¬1). ¬
9595 - سهل بن سعد: «مر رجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لرجل عنده جالس: ما رأيك في هذا؟ فقال رجل: من أشراف الناس هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع، فسكت - صلى الله عليه وسلم -، ثم مر رجل فقال له - صلى الله عليه وسلم - ما رأيك في هذا؟ فقال: يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب أن لا ينكح -[123]- وإن شفع لا يشفع، وإن قال لا يسمع لقوله، فقال - صلى الله عليه وسلم - «هذا خير من ملء الأرض مثل هذا» للشيخين (¬1). ¬
9596 - أبو هريرة رفعه: «رب أشعث مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره» لمسلم (¬1) ¬
9597 - وعنه رفعه: «ما بعث الله نبيًّا إلا راعي غنم» فقال أصحابه وأنت؟ فقال: «نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة». لمالك والبخاري بلفظه (¬1). ¬
9598 - عبد الله بن مغفل: «أن رجلاً قال: يا رسول الله، والله إني لأحبك فقال: «انظر ما تقول؟» قال: والله إني لأحبك ثلاث مرار، قال: «إن كنت تحبني فأعد للفقر، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه» (¬1). ¬
9599 - عليٌ: «إنا لجلوس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ طلع علينا مصعب ابن عمير ما عليه إلا بردة مرقعة بفرو، فلما رآه - صلى الله عليه وسلم - بكى (للذي) (¬1) كان فيه من النعمة والذي وهو فيه اليوم، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: «كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة أخرى، ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ قالوا: يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم، نكفي المؤنة ونتفرغ للعبادة، فقال: بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ» هما للترمذي (¬2). ¬
9600 - أبو أمامة بن ثعلبة الأنصاري: «ذكر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا عنده الدنيا فقال: «ألا تسمعون؟ ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان إن البذاذة من الإيمان» يعني التقحل» لأبي داود (¬1). ¬
9601 - زيد بن أسلم: «استسقى يومًا عمر فجيء بماء قد شيب بعسل، فقال: إنه لطيب لكني أسمع الله تعالى نعى على قوم شهواتهم، فقال {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا} [الأحقاف: 20] فأخاف أن تكون حسناتنا عجلت لنا فلم يشربه» (¬1). ¬
9602 - جابر: «ذكر رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بعبادة واجتهاد وذكر آخر بورع، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يعدل الورع بشيء» هما لرزين.
9603 - عطية السعدي رفعه: «لا يبلغه العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به، حذرًا مما به البأس» للترمذي (¬1). ¬
9604 - عائشة: «كان يأتي علينا الشهر لا نوقد فيه نارًا، إنما هو التمر والماء، إلا أن نؤتى باللحم» (¬1). ¬
9605 - ومن رواياته: «ما شبع آل محمد من خبز البر ثلاثًا حتى مضى لسبيله» (¬1). ¬
9606 - ومنها: «ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض - صلى الله عليه وسلم -» (¬1) ¬
9607 - ومنها: «ما أكل آل محمد أكلتين في يوم واحد إلا إحداهما تمر» (¬1). ¬
9608 - ومنها: «قالت لعروة: والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال, ثم الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقد في أبيات النبي - صلى الله عليه وسلم - نارٌ، قال قلت: يا خالة فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان التمر والماء، إلا أنه قد -[125]- كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - جيران من الأنصار وكانت لهم منايح، وكانوا يرسلون إليه من ألبانها فيسقيناه» (¬1). ¬
9609 - ومنها: «قالت: توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - حين شبع الناس من الأسودين التمر والماء» (¬1). ¬
9610 - وفي أخرى: «وما شبعنا من الأسودين» (¬1). ¬
9611 - ومنها: «قالت: لقد مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين». للشيخين والترمذي (¬1). ¬
9612 - ابن عباس: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبيت الليالي المتتابعة وأهله طاويًا لا يجدون عشاءً وإنما كان أكثر خبزهم خبز الشعير». للترمذي (¬1). ¬
9613 - أنس: «لبس النبي - صلى الله عليه وسلم - الصوف، واحتذى المخصوف وأكل بشعًا ولبس خشنًا، فقيل للحسن: ما البشع؟ قال: غليظ الشعير ما كان يسيغه إلا بجرعة ماء» (¬1). ¬
9614 - وعنه رفعه: «إن من السرف أن تأكل كلما اشتهيت».هما للقزويني بضعف (¬1). ¬
9615 - عمر: «وذكر ما أصاب الناس من الدنيا فقال رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدقل ما يملئ به بطنه». لمسلم (¬1). ¬
9616 - قتادة: «كنا نأتي أنسًا وخبازه قائم، فيقدم إلينا الطعام ويقول: كلوا، فما أعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رغيفًا مرققًا حتى لحق بالله ولا رأى شاةً سميطة بعينيه حتى لحق بالله». للبخاري (¬1). ¬
9617 - أنس رفعه: «لقد أخفت في الله ما لم يخف أحد وأوذيت في الله ما لم يؤذ أحد قبل، ولقد أتى علي ثلاثون من بين يوم وليلة ومالي ولبلال طعام إلا شيء يواريه إبط بلال». للترمذي (¬1). وقال معنى هذا: حين خرج - صلى الله عليه وسلم - هاربًا من مكة ومعه بلال إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمل تحت إبطه. ¬
9618 - عائشة قالت: «لما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر» (¬1). ¬
9619 - ابن عمر: «ما شبعنا من تمر حتى فتحنا خيبر». هما للبخاري (¬1). ¬
9620 - عائشة قالت: «توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس عندي شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي وكلته ففني». للشيخين (¬1). ¬
9621 - زاد الترمذي: «فلو كنا تركناه لأكلنا منه أكثر من ذلك» (¬1). ¬
9622 - وعنها: «توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعًا من شعير» للشيخين والنسائي (¬1). ¬
9623 - وعنها: «ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسب أحدًا ولا يطوي له ثوب». للقزويني (¬1). ¬
9624 - علي: «لقد خرجت من بيتي في يوم شات من بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أخذت إهابًا معطونًا فجوبت وسطه أدخلته في عنقي وشددت وسطي فحزمت بخوص النخل، وإني لشديد الجوع، ولو كان في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - طعام لطعمت منه، فخرجت ألتمس شيئًا، فمررت بيهودي في ماله وهو يستقي ببكرة له، فاطلعت عليه من ثلمة الحائط، فقال مالك يا أعرابيُّ؟ هل لك من دلو بتمرة؟ فقلت: نعم فافتح الباب حتى أدخل، ففتح فدخلت فأعطاني دلوه، فكلما نزعت دلوًا أعطاني تمرة، حتى إذا امتلأت كفي أرسلت دلوه وقلت حسبي فأكلتها، ثم جرعت من الماء فشربت ثم جئت المسجد فوجدت النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه». للترمذي (¬1). ¬
9625 - أبو هريرة: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال: «ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟» قال: الجوع يا رسول الله، قال: «وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوموا» فقاموا معه فأتى رجلاً من الأنصار فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قال مرحبًا وأهلاً، فقال لها: «أين فلان؟» قالت: ذهب يستعذب لنا الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم مني، فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال كلوا وأخذ المدية، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: «إياك والحلوب» فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا، قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر وعمر: «والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم» (¬1). لمالك والترمذي ومسلم بلفظه. ¬
9626 - عتبة بن غزوان: «لقد رأيتني سابع سبعة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -،ما طعامنا إلى ورق الحبلة حتى قرحت أشدقنا» (¬1). لمسلم. ¬
9627 - أبو طلحة: شكونا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الجوعَ ورفعنا ثيابنا عن حجرٍ حجرٍ، فرفع - صلى الله عليه وسلم - عن حجرين (¬1). للترمذي. ¬
9628 - خبابُ بنُ الأرت: هاجرنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نلتمس وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنَّا من مات لم يأكل من أجره شيئًا، منهم مصعب ابن عميرٍ قتل يوم أحدٍ فلم نجد ما نكفنه به إلا بردةً، إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاهُ، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا - صلى الله عليه وسلم - أن نغطِّي رأسه، وأن نجعل على رجليه الإدخر. ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبُها (¬1). للستة إلا مالكًا. ¬
9629 - أبو هريرة: لقد رأيتُ سبعين من أهل الصفَّة، ما منهم رجلٌ عليه رداءٌ إمَّا إزارٌ وإمَّا كساءٌ قد ربطوا في أعناقهم، منها ما يبلغُ نصف السَّاقين ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعهُ بيده كراهية أن ترى عورته (¬1). للبخاري. ¬
9630 - أنسٌ: رأيتُ عمر وهو يومئذٍ أميرُ المؤمنين وقد رقع بين كتفيه برقاعٍ ثلاثٍ لبد بعضها على بعضٍ (¬1). لمالكٍ. ¬
9631 - عبد الرحمن بنُ عوفٍ قال: ابتلينا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بالضراء فصبرنا، ثمَّ ابتلينا بالسرَّاء بعده فلم نصبر (¬1). للترمذي. ¬
9632 - ابنُ سيرين: كنَّا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان من كتَّان فتمخَّط فقال: بخٍ بخٍ أبو هريرة يتمخَّطُ في الكتَّان، لقد رأيتني وإنِّي لأخرُّ فيما بين منبر -[129]- النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلى حجرة عائشة مغشيًا عليَّ فيجيءُ الجائي فيضع رجلهُ على عنقي، ويرى أنِّي مجنونٌ وما بي من جنونٍ، ما بي إلاَّ الجوعُ (¬1). للبخاري والترمذي. ¬
9633 - فضالةُ بن عبيدٍ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب مجانين أو مجانون فإذا صلى - صلى الله عليه وسلم - وانصرف إليهم، فقال: «لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة» (¬1). للترمذي. ¬
9634 - عمر: رفعه: «لا تفتح الدنيا على أحدٍ إلاَّ ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامةِ» (¬1). لأحمدَ والبزار مطولاً. ¬
9635 - أبو ذر: رفعه: «يا أبا ذر تقولُ كثرةُ المالِ الغنى؟» قلت: نعم، قال تقولُ: «قلة المالِ الفقرُ؟» قلتُ: نعم، قال: ذلك ثلاثًا، ثم قال: «الغنى في القلبِ، والفقرُ في القلبِ من كان الغنى في قلبه فلا يغنيهُ ما أكثر في الدنيا، وإنَّما تصيرُ نفسه كريمًا» (¬1). للكبير. ¬
9636 - أم سلمة: دخلَ علي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساهم الوجهِ، فحسبُ ذلك من وجعٍ، فقلتُ: يا رسول الله، مالك ساهم الوجهِ؟ فقال: «من أجل الدنانير السبعةِ التي أتتنا أمسُ، أمسينا ولم ننفقها» (¬1). لأحمد والموصلي. ¬
9637 - علي: تُوفي رجلٌ من أهلِ الصُّفَّة وترك دينارين أو درهمين، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «كيتان، صلُّوا على صاحبكم». لأحمد ولابنه والبزار: دينارًا أو درهمًا (¬1). ¬
9638 - ابنُ مسعود: دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على بلالٍ وعنده صبرٌ من تمرٍ، فقال: «ما هذا يا بلالُ؟» فقال: أُعدُّ ذلك لأضيافك، فقال: «أما تخشى أن يكونَ له دخانٌ في جهنم، أنفق بلالُ ولا تخش من ذي العرش إقلالاً» (¬1). للكبير والبزار. ¬
9639 - نافعٌ: سمع ابنُ عمر رجلاً يقولُ: الشحيحُ أعذرُ من الظالم، فقال ابن عمرَ: كذبتَ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «الشحيحُ لا يدخل الجنةَ» (¬1). للأوسط بضعف. ¬
9640 - البراءُ رفعه: «من قضىَ نهمتهُ في الدنيا، حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مدَّ عينيه إلى زينة المترفين، كان مهينًا في ملكوتِ السمواتِ، ومن صبر على القوت الشديد صبرًا جميلاً، أسكنه الله من الفردوس حيثُ شاءَ» (¬1). للأوسط والصغير بلينٍ. ¬
9641 - ابن عمرَ رفعه: «ما ذئبان ضاريانِ في حظيرةٍ يأكلان ويفسدان بأضرَّ فيها من حُبِّ الشرفِ وحُبِّ المالِ في دين المرءِ المسلمِ». للبزار.
9642 - ابنُ عباسِ رفعه: «ما عال مقتصدٌ قطُّ» (¬1) للكبير والأوسط بلين. ¬
9643 - أبو عبيدة قيل له: ما يُبكيك؟ فقال: نبكي إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر يومًا ما -[131]- يفتحُ الله على المسلمينَ حتى ذكرَ الشامَ، فقال: «إن ينسأ في أجلك يا أبا عبيدة فحسبك من الخدم ثلاثةٌ: خادمٌ يخدمك، وخادمٌ يسافرُ معك، وخادمٌ يخدم أهلك ويردُّ عليهم» وحسبك من الدواب ثلاثةٌ: دابةٌ لرحلك، ودابةٌ لثقلك، ودابةٌ لغلامك، ثمَّ هذا أنا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقًا، وأنظر إلى مربطى قد امتلأت دوابًا وخيلاً، فكيف ألقى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذا، وقد وصانا - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ أحبكُم إليَّ وأقربكم منِّي من لقيني على مثلِ الحالِ الذي فارقني عليها» (¬1). لأحمد براو لم يسم. ¬
9644 - أنسٌ: دخلتُ على سلمان فرأيت بيته رثًّا، فقلتُ: في ذلك، فقال: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عهد إليَّ أن يكون زادُك في الدنيا كزاد الراكب (¬1). للكبير. ¬
9645 - أبو هريرة قال: أتى رجلٌ أهله فرأى ما بهم من الحاجةِ فخرج إلى البرية فقالت امرأتهُ: اللهمَّ ارزقنا ما نطحنُ وما نعجنُ ونخبزُ فإذا الجفنة ملأى خبزًا والرَّحى تطحن والتَّنوُرُ ملآنٌ جنوبَ شواءٍ فجاءَ زوجهُا فقال: عندكم شيءٌ؟ قالت: رزق الله فرفعَ الرَّحى فكنسَ حولها فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو تركها لطحنتْ إلى يومِ القيامةِ» (¬1). لأحمد والبزار. ¬
9646 - عقبةُ بن رافع رفعه: «إذا أحبَّ الله عبدًا حماهُ الدنيا كما يحمي أحدُكم مريضهُ الماءَ ليشفى» (¬1). للموصلى. ¬
9647 - عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يعجبهُ من الدنيا ثلاثةً: الطعامُ والنساءُ والطيبَ، فأصابَ النساءَ والطيب ولم يصب الطعام (¬1). لأحمد براوٍ لم يسم. ¬
9648 - وعنها: أتي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بقدحٍ فيه لبن وعسلٌ، فقال: «شربتين في شربةٍ وأدمين في قدحٍ لا حاجة لي به، أما إنِّي لا أزعمُ أنَّهُ حرامٌ، أكرهُ أن يسألني الله عن فضولِ الدنيا يوم القيامة» (¬1). للأوسط بلين. ¬
9649 - ابنُ مسعود قال: خطَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خطًا مربعًا، وخطَّ خطًا في الوسطِ، وخطَّ خطًا خارجًا منه، وخطَّ خطوطًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسطِ من جانبه الذي في الوسطِ، فقالَ: «هذا الإِنسان، وهذا أجلهُ محيطٌ به، وهذا الذي هو خارجٌ أملهُ، وهذه الخطوط الصغار الأعراض، فان أخطأ هذا نهشه هذا، وان أخطأ هذا نهشه هذا» (¬1). ¬
9650 - أنس خطَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خطًّا، وقالَ: «هذا الإنسانُ» وخطَّ إلى جنبهِ خطًا، وقال: «هذا أجلهُ، وخطَّ آخر بعيدًا منه، وقالَ: هذا الأملُ، بينما هو كذلك إذ جاءه الأقربُ» (¬1). ¬
9651 - ابن عمر أخذ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بمنكبي وقالَ: «كُن في الدنيا كأنَّك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ» وكان ابنُ عمر يقولُ: إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك، هي للبخاري وللترمذي، وزاد بعد أو عابرُ سبيلٍ: «وعدَّ نفسك من أهل القبور» (¬1). ¬
9652 - أبو هريرة رفعه: «أعذر الله إلى امرئٍ أخَّر أجلهُ حتى بلغ ستين سنة» ٍ (¬1). للبخاري. ¬
9653 - وعنه رفعه: «قلبُ الشيخِ شابَ على حُب اثنتين، حُبِّ العيشِ أو قال: طولُ الحياة، وحبِّ المال» ِ (¬1). ¬
9654 - أنسٌ: يهرمُ ابنُ آدمَ ويشبُّ معه اثنتانِ الحرصُ على المالِ والحرصُ على العمر (¬1). ¬
9655 - وعنه رفعه: «لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى لهما ثالثًا ولا يملأ جوف ابن آدمَ إلا الترابُ ويتوبُ الله على من تاب» (¬1). هي للشيخين والترمذي. ¬
كتاب الخوف والرقائق والمواعظ
كتاب الخوف والرقائق والمواعظ
9656 - أبو هريرة رفعه: «من خافَ أدلجَ، ومن أدلجَ بلغَ المنزلَ، ألا إنَّ سلعة الله غاليةٌ، ألا إنَّ سلعةَ الله الجنةُ» (¬1). ¬
9657 - أنس أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دخلَ على شابٍ وهو في الموتِ، فقال: «كيف تجدك»؟ قالَ: أرجو الله يا رسولَ الله، وإني أخافُ ذنوبي، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يجتمعان في قلبِ عبدٍ في مثل هذا الموطن إلا أعطاهُ الله ما يرجو منهُ، وأمنهُ مما يخافُ» (¬1). هما للترمذي. ¬
9658 - عائشةُ ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مستجمعًا قطُّ ضاحكًا حتى ترى منه لهواتهِ، إنما كان يتبسَّمُ (¬1). ¬
9659 - وفي روايةٍ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا عصفت الريحُ قال: «اللهمَّ إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذُ بك من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أُرسلت به»، وإذا تخيلت السماءِ تُغيرَ لونهُ، وخرجَ ودخلَ وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سرِّى عنهُ، فعرفت ذلك -[134]- عائشةُ، فسألتهُ، فقال: «لعلَّهُ يا عائشةُ كما قال قومُ عادٍ {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} [الاحقاف: 24]» (¬1). للشيخين والترمذي وأبي داود. ¬
9660 - أبو ذرٍّ رفعهُ: «إني أرى ما لا ترون، وأسمعُ ما لا تسمعون، أطتِ السماءُ وحقَّ لها أن تئط، ما فيها موضعُ أربع أصابعٍ إلا وملكُ واضعٌ جبهتهُ لله ساجدًا، والله لو تعلمون ما أعلمُ لضحكُتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذًتم بالنساءِ على الفُرش، ولخرجتُم إلى الصعدات تجأرونَ إلى الله، لوددتُ أني شجرةٌ تعضدُ» (¬1). ¬
9661 - وفي روايةٍ: أنَّ أبا ذرٍّ قال: لوددتُ أني كنتُ شجرةً تعضدُ (1).
9662 - حنظلة بن الربيع الأسيدى من كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافقَ حنظلةُ، قال: سبحانَ الله ما تقولُ؟ قلتُ: نكونُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يذكِّرنا بالنارِ والجنةِ كأنَّا رأي عينٍ، وإذا خرجنا من عنده عافسنا الأزواج والأولادَ والضيعات، ونسينا كثيرًا، قال أبو بكرٍ: فوالله إنا لنلقى مثل ذلك، فانطلقتُ أنا وأبو بكرٍ حتى دخلنا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: نافقَ حنظلةُ يا رسولَ الله، فقال: «وما ذاك؟» قلتُ: نكونُ عندكَ تذكِّرنا بالنارِ والجنةٍِ كأنا رأى عينٍ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولادَ والضيعاتِ ونسينا كثيرًا، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده لو تدومونَ على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكةُ على فرشكُم وفي طرقكُم، ولكن يا حنظلةُ، ساعةٌ وساعة» ثلاثَ مراتٍ (¬1). للترمذي ومسلم بلفظه. ¬
9663 - أبو ذرٍّ رفعهُ: «قال الله تعالى: يا عبادي، إني حرمتُ الظلم على نفسي وجعلتهُ بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضالٌ إلا من هديتهُ فاستهدوني أهدكُم، يا عبادي، كلكُم جائعٌ إلا من أطعمتهُ، فاستطعُموني أطعمكُم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوتُه، فاستكسوني أكسكُم، يا عبادي! إنكم تخطُون بالليل والنهارِ وأنا أغفرُ الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، لو أنَّ أولكم وآخركُم وإنسكُم وجنكم كانُوا على أتقى قلب رجلٍ واحد منُكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أنَّ أولكُم وآخركُم وإنسكم وجنكم كانُوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أنَّ أولُكم وآخركُم وإنسكُم وجنكُم قامُوا في صعيدٍ واحدٍ وسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ مسألتهُ، ما نقصَ مما عندي إلا كما ينقصُ المخيطُ إذا أنحل البحرَ، يا عبادي، إنما هي أعمالُكم أحصيها لكُم ثم أوفيكُم إياها، فمن وجدَ خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسهُ» (¬1). للترمذي ومسلم بلفظه. ¬
9664 - أبي كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ثلثا الليل قام فقالَ: «يا أيُها الناسُ، اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفةُ تتبعُها الرادفةُ، جاء الموتُ بما فيه» (¬1). للترمذي مطولاً. ¬
9665 - أسماءُ بنتُ عميسٍ رفعته: «بئس العبدُ عبدٌ تخيَّلَ واختال ونسي الكبيرَ المتعالِ، بئس العبدُ عبدٌ تجبَّر واعتدىَ ونسى الجبارَ الأعلى، بئس العبدُ عبدٌ سهى ولهى ونسى المقابر والبلى، بئس العبدُ عبدٌ عتا وطغى ونسى المبتدأ والمنتهى، بئس العبدُ عبدٌ يختلُ الدين بالشهوات، بئس العبدُ عبدٌ طمعُ يقودهُ، بئس العبدُ عبدٌ هوى يضُلَّهُ، بئس العبدُ عبدٌ رغب يذله» (¬1). ¬
9666 - أنس رفعهُ: «من كانت الآخرةُ همَّهُ، جعل الله غناهُ في قلبه وجمع عليه شملهُ وأتتهُ الدنيا وهي راغمةٌ، ومن كانت الدنيا همَّهُ جعلَ الله فقرهُ بين عينيه وفرَّقَ عليه شملهُ ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما قدِّر لهُ» (¬1). ¬
9667 - زاد في روايةٍ: «فلا يُمسي إلا فقيرًا ولا يُصبحُ إلا فقيرًا، وما أقبل عبدٌ على الله بقلبه، إلا جعلَ الله قلوب المؤمنين تنقادُ إليهِ بالودِّ والرحمةِ، وكان الله بكل خيرٍ إليه أسرعُ».
9668 - أبو هريرة رفعهُ: «يقولُ الله تعالى: ابن آدمَ تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك، وإلا تفعل ملأتُ يديك شغلاً ولم أسدُّ فقركَ» (¬1). ¬
9669 - شدادُ بنُ أوسٍ رفعه: «الكيسُ من دانَ نفسهُ وعمل لما بعد الموتِ، والعاجزُ من أتبع نفسهُ هواها وتمنى على الله» (¬1). ¬
9670 - أبو هريرة رفعهُ: «بادروا بالأعمالِ سبعًا، هل تنتظرونَ إلا فقرًا منسيًا أو غنى مطغيًا أو مرضًا مفسدًا أو هرمًا مفندًا أو موتًا مجهزًا أو الدجالَ، فشرُّ غائبٍ يُنتظرُ، أو الساعةُ والساعةُ أدهى وأمر» (¬1). زاد رزين: «وأكثروا من ذكرٍ هاذم اللذات». هي للترمذي. ¬
9671 - ابنُ مسعودٍ قال لإنسان: إنك في زمانٍ كثيرُ فقهاؤه قليلٌ قراؤه، تحفظُ فيه حدودُ القرآن وتضيعُ حروفهُ، قليل من يسأل كثيرٌ من يعطي يطيلون فيه الصلاة ويقصرون الخطبة ويدعون أعمالهم قبل أهوائهم، وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير قراؤه تحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده، -[137]- كثير من يسأل قليل من يعطي يقبلون على الخطبة ويقصرون الصلاة، يبدون فيه أهواءهم قبل أعمالهم (¬1). لمالك. ¬
9672 - علي قال: ألا لا خير في قراءةٍ ليس فيها تدُّبرٌ، ولا في عبادةٍ ليس فيها تفقهٌ، الفقيه كل الفقيه من لم يُقنط الناسَ من رحمةِ الله، ولم يؤمنهم مكر الله، ولم يدع القرآنَ رغبةً عنه إلى ما سواه. لرزين.
9673 - أبو هريرة رفعه: «يا معشر النساء، تصدقنَ، وأكثرنَ من الاستغفارِ فإني رأيتكنَّ أكثرَ أهلِ النارِ؟» قالت امرأةٌ منهنَّ جزلةٌ: ما لنا أكثرُ أهلِ النارِ؟! قال: «تكثرن اللعنة وتكفرن العشير، ما رأيتُ من ناقصاتِ عقلٍ ودينٍ أغلبَ لذي لبٍ منكنَّ» قالت: وما نقصانُ العقل والدين؟ قال: «أمَّا نقصانُ العقل فشهادةُ امرأتين تعدلُ شهادة رجلٍ فهذا نقصانُ العقلِ، وتمكثُ ليالي ما تصلي، وتفطرُ في رمضانَ فهذا نقصانُ الدينِ». لمسلم والترمذي (¬1). ¬
9674 - مالك بلغهُ: أنَّ عيسى بن مريم كان يقولُ: لا تُكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكُم، وإنَّ القلب القاسي بعيدٌ من الله ولكن لا تعلمونَ، ولا تنظروا في ذنوبِ الناسِ كأنُكم أربابٌ، انظروا في ذنوبكُم كأنكُم عبيدٌ، فإنما الناسُ مبتلى ومعافى، فارحمُوا أهلُ البلاءِ واحمدُوا الله على العافيةِ (¬1). ¬
9675 - عروةُ أنَّ عمر قال يومًا في خطبته: تعلمون أيها الناسُ، إنَّ الطمعَ فقرٌ، وإنَّ اليأس غني، وإنَّ المرء إذا أيس عن أمور الدنيا استغنى عنها.
9676 - مالكُ إنَّ لقمانَ قال لابنه: يا بنىَّ إنَّ الناسَ قد تطاولَ عليهم ما يوعدونَ، وهم إلى الآخرة سراعًا يذهبونَ، وإنكَ قد استدبرتَ الدنيا منذُ كنت، واستقبلت الآخرةَ، وإنَّ دارًا تسيرُ إليها أقربُ إليك من دارٍ تخرجُ عنها. هما لرزين.
9677 - ابنُ مسعودٍ كونوا ينابيع العلم مصابيح الهدى، أحلاسَ البيوتِ سرج الليلِ، جدد القلوبِ، خلقين الثياب، تعرفون في أهل السماءِ وتخفون على أهلِ الأرض (¬1). ¬
9678 - عمر بن عبد العزيز من تعبَّد بغير علمٍ كان ما يُفسدُ أكثر مما يصلحُ، ومن عدَّ كلامهُ من عمله قلَّ كلامُهُ إلا فيما يعنيهِ، ومن جعلَ دينهُ غرضًا للخصومات أكثر تنقلهُ. هما للدارمي، وقال يعني أن يتنقل من رأي إلى رأي (¬1). ¬
9679 - أبو هريرة رفعهُ: «ما رأيتُ مثل النارِ نام هاربُها، ولا مثلَ الجنةِ نام طالبُها!» (¬1). للترمذي. ¬
9680 - عبدُ الله بنُ أبي بكرٍ أنَّ أبا طلحةَ كان يُصلي في حائطٍ لهُ فطار دبسي (¬1) فطفق يتردد يلتمسُ مخرجًا فلا يجد، فأعجبهُ ذلك فتبعه بصرُه ساعةً ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لا يدري كمن صلى، فقال: لقد أصابني في مالي هذا فتنةٌ، فجاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر له الذي أصابهُ في صلاته، وقال: يا رسول الله، هو صدقةٌ فضعه حيثُ شئتَ (¬2). لمالك. ¬
9681 - عتبةُ بنُ عبيدٍ رفعهُ: «لو أنَّ رجلاً يجرُّ على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموتُ في مرضاة الله تعالى، لحقرهُ يوم القيامة» (¬1). لأحمد. ¬
9682 - أنس رفعهُ: «أربعةٌ من الشقاءِ: جمودُ العين، وقسوةُ القلوبِ، وطولُ الأمل، والحرصُ على الدنيا» (¬1). للبزار بضعف. ¬
9683 - أبو هريرة رفعهُ: «من يأخذ هذه الكلمات فيعملُ بهنَّ أو يعلمُ من يعملُ بهنَّ؟» قال أبو هريرةُ: قلتُ: أنا يا رسولَ الله، فأخذ بيدي فعد خمسًا فقال: «اتق المحارم تكُن أعبدَ الناسِ، وارض بما قسمَ الله لك تكن أغنى الناسِ، وأحسن إلى جاركَ تكُن مؤمنًا، وأحبَّ للناسِ ما تُحبُّ لنفسكَ تكن مسلمًا، ولا تُكثر الضحك فإنَّ كثرة الضحك تُميتُ القلب» (¬1). للترمذي. ¬
9684 - وعنه رفعه: «أمرني ربي بتسعٍ: خشيةَ الله في السرِّ والعلانية، وكلمةِ العدل في الرضا والغضب، والقصدِ في الفقرِ والغنى، وأن أصل من قطعني، وأعطي من حرمني، وأعف عمن ظلمني، وأن يكون صمتي فكرًا، ونطقي ذكرًا، ونظري عبرةً، وأمرٌ بالمعروفِ». لرزين.
9685 - أبو ذر رفعهُ: «اتق الله حيثُ ما كنتَ، واتبع السيئةَ الحسنةَ تمحها، وخالق الناسَ بخلقٍ حسن» (¬1). ¬
9686 - أبو بكرة أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله، أيُّ الناسِ خيرٌ؟ قال: «من طال عمره وحسنَ عملُهُ» قال: فأيُّ الناسِ شرٌ؟ قالَ: «من طالَ عمرُه وساء عمله» ُ (¬1). ¬
9687 - ابنُ عمرو بن العاص رفعهُ: «خصلتان من كانتا فيه كتبهُ الله شاكرًا صابرًا، ومن لم تكونا فيه لم يكتبهُ الله لا شاكرًا ولا صابرًا، من نظر في دينه إلى من هو فوقهُ فاقتدى به، ونظر فيدنياهُ إلى من هو دونهُ فحمد الله على ما فضلهُ عليه كتبهُ الله شاكرًا صابرًا، ومن نظرَ في دينهِ إلى من هو دونهُ ونظرَ في دنياهُ إلى من هو فوقهُ فأسف على ما فاتهُ منهُ، لم يكتبهُ الله لا شاكرًا ولا صابرًا» (¬1). ¬
9688 - عقبةُ بن عامرٍ قلتُ: يا رسولَ الله، ما النجاةُ؟ قال: «أمسك عليك لسانكَ، وليسعك بيتُك، وابك على خطيئتك» (¬1). ¬
9689 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «لا حليم إلا ذو عثرةٍ، ولا حكيمَ إلا ذو تجربةٍ» (¬1). ¬
9690 - حذيفةُ رفعه: «لا يكن أحدُكُم إمعةً: يقولُ أنا مع الناسِ، إن أحسنَ الناسُ أحسنتُ، وإن أساءوا أسأتُ، ولكن وطنوا أنفسكُم إن أحسنَ الناسُ أن تحسنوُا، وإن أساءُوا أن لا تظلمُوا» (¬1). ¬
9691 - وعنه رفعهُ: «لا ينبغي للمؤمنِ أن يذلَ نفسهُ» قالوا: وكيف يذلُّ نفسهُ؟ قال: «يتعرضُ من البلاءِ لما لا يطيقُ» (¬1). ¬
9692 - معاويةُ كتب إلى عائشة أن اكتبي إلي كتابًا توصيني فيه ولا تُكثري عليَّ، فكتبت: سلامٌ عليكَ أما بعدُ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «من التمسَ رضا الله بسخط الناسِ كفاهُ الله مؤنة الناسِ، ومن التمس رضا الناسِ بسخطِ الله وكله الله إلى الناسِ» والسلامُ عليكَ (¬1). ¬
9693 - أبو هريرة رفعهُ: «المؤمنُ غرٌّ كريمٌ، والفاجرٌ خبٌّ لئيم» ٌ (¬1) (¬2). هي للترمذي. ¬
9694 - وعنه رفعهُ: «المؤمُن لا يلدغُ من جحرٍ مرتينٍ» (¬1). للشيخين وأبي داود. ¬
9695 - مالك بلغني: إنهُ قيل للقمانَ الحكيم ما بلغ بك ما نرى؟ يريدون الفضل، قال: صدق الحديثُ، وأداءُ الأمانة، وترك ما لا يعنيني، والوفاء بالوعد (¬1). ¬
9696 - ابنُ عمرٍ رفعهُ: «ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم يومَ القيامة: العاقّ لوالديهِ، والمرأةُ المترجلةُ، والديوثُ، -[141]- وثلاثةٌ لا يدخلونَ الجنةَ: العاقُّ لوالديهِ، والمدمنُ الخمرِ، والمنانُ بما أعطى» (¬1). للنسائي. ¬
9697 - ابنُ عمرو بن العاص: «ثلاثةٌ أنا خصُمهُم يوم القيامةِ: رجلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باعَ حرًّا ثم أكل ثمنهُ، ورجلٌ استأجر أجيرًا فاستوفى منهُ العملَ ولم يوفهِ أجرهٌ» (¬1). للبخاري. ¬
9698 - أبو هريرة رفعهُ: «من يضمنُ لي ما بين رجليه وما بين لحييه ضمنت لهُ بالجنة» (¬1). للبخاري والترمذي. ¬
9699 - وعنه رفعه: «شرُّ ما في الرجلِ: شحٌ هالعٌ، وجبنٌ خالعٌ» (¬1). لأبي داود. ¬
9700 - أبو بكرٍ رفعهُ: «لا يدخل الجنة خبٌّ ولا بخيلٌ ولا منانٌ» (¬1). للترمذي. ¬
9701 - عياضُ بنُ حمارٍ رفعهُ: «إنَّ الله أوحى إليّ أن تواضعُوا حتى لا يبغي أحدٌ على أحدٍ، ولا يفخر أحدٌ على أحدٍ» (¬1). لأبي داود. ¬
9702 - ابنُ عباسٍ رفعهُ: «أبغضُ الناسِ إلى الله ثلاثةٌ: محل في الحرمِ، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، وطالبُ دم امرئٍ بغير حقٍ ليهريقَ دمه» (¬1). للبخاري. ¬
9703 - المغيرة كتب إليه معاويةُ أن اكتب لي بشيء سمعتهُ من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكتبُ إليه أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ الله حرَّم عليكُم عقوق الأمهاتِ، ووأد البناتِ، ومنعًا وهات، وكرهَ لكُم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤالِ، وإضاعةَ المالِ» (¬1). للشيخين. ¬
9704 - أبو الدرداء رفعهُ: «حبك الشيء يعمي ويصمُّ» (¬1). لأبي داودَ. ¬
9705 - أبو هريرةَ رفعهُ: «ألا أنبئكُم بشراركُم؟ الذي يأكلُ وحدهُ، ويجلدُ عبدهُ، ويمنعُ رفدهُ». لرزين.
9706 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «إذا أصبحَ ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تستكفي اللسانَ فتقولُ: اتق الله فينا فإنما نحنُ بكَ، إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا» (¬1). ¬
9707 - أنس: توفي رجلٌ، فقال رجلٌ آخر والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يسمعُ: أبشر بالجنةِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ما يدريك لعله تكلم بما لا يعنيهِ أو بخل بما يغنيه» (¬1). ¬
9708 - أم حبيبة رفعتهُ: «كلُ كلام ابن آدمَ عليه لا لهُ، إلا أمرٌ بمعروفٍ أو نهي عن منكرٍ، وذكر الله» (¬1). هي للترمذي. ¬
9709 - أبو هريرة رفعهُ: «إنَّ العبد ليتكلَّمُ بالكلمة من رضوانِ الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها في الجنة، وإن العبد ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في النار» (¬1). لمالك والشيخين والترمذي. ¬
9710 - وعنه رفعه: «من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال أو الناسِ، لم يقبل الله منهُ صرفًا ولا عدلاً» (¬1). لأبي داود. ¬
9711 - يحيى بنُ سعيدٍ أنَّ عيسى ابن مريم لقى خنزيرًا على الطريقِ، فقال له: انفذ -[143]- بسلامٍ، فقيل لهُ تقولُ هذا لخنزيرٍ، فقال: إني أخافُ وأكرهُ أن أُعود لساني النطق بالسوءِ (¬1). لمالك. ¬
9712 - عائشةُ أنَّ رجلاً استأذن على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رآهُ قال: «بئس أخو العشيرةِ، أو بئس ابنُ العشيرةِ» فلمَّا جلسَ تطلق في وجههِ وانبسط إليهِ، فلمَّا انطلق قلتُ: يا رسولَ الله، حين رأيتُ الرجلَ قلتُ لهُ: كذا وكذا، ثم تطلقت (¬1) في وجههِ وانبسطت إليهِ، فقالَ: «يا عائشةُ، متى عهدتني فحَّاشًا، إنَّ من شرِّ الناسِ منزلةً عند الله يوم القيامةِ من تركهُ الناسُ اتقاء شرِّهِ» (¬2). ¬
9713 - وفي روايةٍ: «اتقاءَ فحشه» (¬1). للستة إلا النسائي. ¬
9714 - أبو هريرة رفعهُ: «إذا سمعتمُ الرجلَ يقولُ: هلكَ الناسُ فهو أهلكهم». لمسلم وأبي داود والموطأ، وقال أبو إسحاقٍ: سمعتُهُ بالنصبِ والرفعِ وفسره مالكُ إذا قال ذلك معجبًا بنفسهِ مزريًا بغيره، فهو أشدُ هلاكًا منهم، وأمَّا إذا قالهُ وهو يرى نفسهُ معهم، وهو لنفسهِ أشدُ احتقارًا منه لغيره فلا بأس به (¬1). ¬
9715 - أبو قلابة: قال أبو مسعودٍ لأبي عبدِ الله، أو قال أبو عبدُ الله لأبي مسعودٍ: ما سمعت من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ في: "زعموا"؟ قال: سمعتهُ يقولُ: «بئس مطية الرجلِ» (¬1). لأبي داود. ¬
9716 - معاذ رفعهُ: «من عير أخاهُ بذنبٍ لم يمت حتى يعملهُ». قال أحمدُ: من ذنبٍ قد تاب منهُ (¬1). للترمذي. ¬
9717 - أبو هريرة رفعهُ: -[144]- «كل أمتي معافى إلا [المجاهرون] (¬1)، وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرجلُ بالليل عملاً يصبحُ وقد سترهُ الله عليه، فيقولُ: يا فلانُ قد عملتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يسترهُ ربهُ، فيصبحُ يكشف ستر الله عنهُ» (¬2). للشيخين. ¬
9718 - بريدةُ رفعهُ: «إنَّ من البيانِ سحرًا، وإنَّ من العلم جهلاً، وإنَّ من الشعر حكمًا، وإنَّ من القول عيلاً»، فقال: صعصعةُ بن صوحان: صدق - صلى الله عليه وسلم -، أما قوله إنَّ من البيانِ سحرًا، فالرجلُ يكونُ عليه الحقُ وهو ألحنُ بحجتهِ من خصمهِ فيقلبُ الحقَ ببيانهِ إلى نفسهِ؛ لأنَّ معنى السحرِ قلبُ الشيءِ في عينِ الإِنسانِ، وليس بقلبِ الأعيانِ، ألا ترى أنَّ البليغَ يمدحُ إنسانًا حتى يصرف قلوبَ السامعين إلى حبِّ الممدوح، ثمَّ يُذمُّهُ حتى يصرفها إلى بعضه، وأما قولهُ إنَّ من العلم جهلاً، فهو تكلَّفُ ما لا يعلمُ الرجلُ فيُجهلُهُ ذلك عند غيرهِ، وأمَّا قولهُ: إنَّ من الشعرِ حكمًا، فهي هذه المواعظُ والأمثالُ التي يتعظُ الإنسانُ بها، وأمَّا قولهُ: إنَّ من القول عيلاً: فعرضك كلامك وحديثك على من لا يريدُهُ، وعلى من ليس من شأنه، وقد نهى عن ذلك - صلى الله عليه وسلم - بقوله: لا تحدثُوا الناسِ بما لا يعلمونَ، وبقولهِ لا تعطُوا الحكمة غير أهلها فتظلمُوها، ولا تمنعُوها أهلها فتظلموهم، وقد ضرب لذلك مثلاً، إنه كتعليق اللآلئ في أعناق الخنازير (¬1). لأبي داود. ¬
9719 - عياضُ بن حمار أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبتهِ: «ألا إنَّ ربي أمرني أن أعلمكُم ما جهلتمُ مما علمني يومي هذا كل ما نحلتُهُ عبدًا حلالاً، وإني خلقتُ عبادي حنفاءَ كلهم، وإنهم أتتهم الشياطينُ فاجتالتهُم في دينهم، وحرمتُ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يشركُوا بي ما لم أنزل به سلطانًا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتابِ، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلتُ إليك كتابًا لا يغسلُهُ الماءُ، تقرؤُه نائمًا ويقظانًا، وإنَّ الله أمرني أن أحرق قريشًا، فقلتُ: ربي إذا [يثلغوا] (¬1) رأسي فيدُعوه خبزهُ، قال: استخرجهم كما أخرجوكَ، واغزهم نُعنك، وأنفق فسننفق عليكَ، وابعث جيشًا نبعث خمسةَ مثله، واتل بمن أطاعكَ من عصاكَ، قالَ وأهلُ الجنةِ ثلاثةٌ: ذو سلطانٍ مقسطٍ متصدقٍ (موفقٍ) (¬2)، ورجلٌ رحيمٌ رقيق القلبِ لكلِ ذي قربى ومسلمٌ، وعفيفٌ متعففٌ ذو عيالٍ، وأهل النارِ خمسةٌ: الضعيفُ الذي لا [زبر] (¬3) له الذين هم -[145]- فيكم تبعٌ لا يتبعون أهلاً ولا مالاً، والخائنُ الذي لا يخفى له طمعٌ وإن دقَّ إلا خانهُ، ورجلٌ لا يصبحُ ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل والكذب، والشنظير الفحاش» (¬4). لمسلم. ¬
9720 - ابنُ عمرٍ رفعهُ: «إنما الناس كإبل المائةِ لا تجد فيها راحلةً» (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
9721 - وله في رواية: «لا تجد فيها إلا راحلة» (¬1). ¬
9722 - أم العلاءِ الأنصاريةِ قالت: اقتسم المهاجرون قرعةً وطار لنا عثمانُ بنُ مظعونٍ فأنزلناهُ في أبياتنا، فوجع وجعهُ الذي تُوفي فيه، فلمَّا تُوفي وغُسِّل وكُفِّنَ في أثوابهِ دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: رحمةُ الله عليك أبا السائبِ، فشهادتي عليك، لقد أكرمكَ الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «وما يدريك أنَّ الله أكرمهُ؟» فقلتُ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال: «أمَّا هو فقد جاءه اليقينُ، والله إني لأرجو لهُ الخير، والله ما أدري وأنا رسولُ الله ما يفعلُ بي». قالت: فوالله ما أزكي أحدًا بعدُه أبدًا (¬1). ¬
9723 - وفي رواية: قالت ورأيتُ لعثمان في النوم عينًا تجري، فجئتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرتُ له ذلك، فقالَ: «ذلك عملهُ» (¬1). للبخاري. ¬
9724 - عيسى بن واقدٍ رفعه: «إذا كانت سنة ثمانين ومائةٍ، فقد أحللتُ لأمتي العزبةَ والترهبَ في رءوسِ الجبالِ». لرزين.
9725 - ابنُ عباسٍ رفعهُ: «من سكن البادية جفا، ومن تبع الصيدَ غفل، ومن أتى بيوتَ السلطانِ افتتنَ» (¬1). ¬
9726 - وفي روايةٍ: «وما ازداد عبد من السلطانِ دُنوًّا إلا ازداد من الله بعدًا» (¬1). لأصحاب السنن. ¬
9727 - أبو هريرة رفعهُ: «صنفان من أهلِ النارِ لم أُرهما، قومُ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربونَ بها الناسَ، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ رءوسهنَّ كأسنمةِ البختِ، لا يدخلنَ الجنةَ ولا يجدنَ ريحها، وإنَّ ريحها ليوجدُ من مسيرة كذا وكذا» (¬1). لمسلم. ¬
9728 - مطرفُ بنُ عبد الله بن الشخير عن أبيهِ رفعهُ: «مثلُ ابن آدم وإلى جنبه تسعٌ وتسعونَ منيةٌ، فإن أخطأتهُ المنايا وقع في الهرمِ حتى يموتُ» (¬1). للترمذي. ¬
9729 - ابنُ عباسٍ رفعهُ: «نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ: الصحةُ والفراغُ» (¬1). للبخاري والترمذي. ¬
9730 - أنس رفعه: «إن لله عبادًا يعرفون الناس بالتوسُّم» (¬1). للبزار والأوسط. ¬
9731 - وللكبير عن أبي أمامة رفعه: «اتقوا فراسةَ المؤمنِ فإنهُ ينظرُ بنور الله» (¬1). ¬
9732 - ابنُ مسعودٍ قال أفرسُ الناسِ ثلاثةٌ: صاحبةُ موسى التي قالت: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ... } [القصص:26] الآية، وصاحبُ يوسفَ حين قال: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} [يوسف:21]، وأبو بكرٍ حين استخلف عمرَ (¬1). للكبير. ¬
9733 - عمرو بنُ العاصِ قيل له: صف لنا أهل الأمصارِ، قال: أهلُ الحجاز أحرصُ الناسِ على فتنةٍ وأعجزهُ عنها، وأهلُ العراقِ أحرصُ الناسِ على علمٍ وأبعدهُ منهم، وأهلُ الشام أطوع الناسِ للمخلوقِ في معصيةِ الخالقِ وأهلُ مصر أكيسُ الناسِ صغيرًا وأحمقهُ كبيرًا (¬1). ¬
9734 - ابن عمر رفعه: «لكل شيءٍ معدنٌ، ومعدنُ التقوى قلوبُ العارفين» (¬1). هما للكبير بضعف. ¬
9735 - أبو أمامة رفعه: «ما من ناشئ ينشأ في العبادة حتى يدركهُ الموتُ إلا أعطاهُ الله أجر تسعةً وتسعينَ صديقًا» (¬1). للأوسط بضعف. ¬
9736 - أنس رفعهُ: «خيرُ شبابكُم من تشبَّه بكهولكُم، وشرُّ كهولكم من تشبَّه بشبابكُم» (¬1). للأوسط والبزار بضعف. ¬
9737 - سهل بن سعدٍ رفعه: «المؤمن يألف ويؤلفُ ولا خير فيمن لا يألفُ ولا يؤلفُ» (¬1). لأحمد والكبير. ¬
9738 - أم سلمة رفعته: «من لم تكن فيه واحدةٌ من ثلاثٍ فلا يُعتد بشيءٍ من عمله، تقوى تحرزه عن المحارم، أو حلمٌ يكفُّ به السفيه، أو خلقٍ يعيشُ به في الناسِ» (¬1). للكبير بلين. ¬
9739 - أبو مالك الأشعري قلتُ: يا رسولَ الله، ما تمامَّ البرِ؟ قالَ: «أن تعمل في السرِّ عمل العلانيةِ» (¬1). للكبير. ¬
9740 - عمران بن حصين رفعه: «كفى بالمرء من الإثم أن يشار إليهِ بالأصابع» قيل: يا رسولَ الله، وإن كان خيرًا؟ قال: «وإن كان خيرًا، فهو شرٌّ له (¬1) إلا من رحم الله وإن كان شرًا فهو شرٌّ له» (¬2). للكبير بضعف. ¬
9741 - ابن عمر قال رجلٌ: يا نبي الله، من أكيسُ الناسِ وأحزمُ الناسِ؟ قال: «أكثرُهم ذكرًا للموتِ وأكثرهم استعدادًا للموت، أولئك الأكياسُ ذهبُوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة» (¬1). للصغير. ¬
9742 - ابنُ عباس رفعهُ: «عليكم بالحزن فإنهُ مفتاحُ القلب». قالوا: يا رسولَ الله وكيف الحزنُ؟ قال: «اخنعوا (¬1) أنفسكم بالجوع وأظمئوها» (¬2). للكبير. ¬
9743 - العباسُ رفعهُ: «إذا اقشعر جلدُ العبدِ من خشيةِ الله تحاتت عنهُ خطاياهُ كما تحات عن الشجرة البالية ورقها» (¬1). للبزار وفيه أم كلثوم بنت العباس. ¬
كتاب التوبة والعفو والمغفرة
كتاب التوبة والعفو والمغفرة
9744 - الحارث بن سويد قال حدثني عبد الله حديثين: أحدُهما عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - والآخرُ عن نفسه، قال: إنَّ المؤمن يرى ذنوبهُ كأنَّهُ قاعدٌ تحت جبلٍ يخافُ أن يقع عليه، وإنَّ الفاجر يرى ذنوبهُ كذبابٍ مرَّ على أنفهِ، فقال به هكذا بيده فذبَّهُ عنهُ، ثم قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «لله أفرحُ بتوبة عبده المؤمنِ من رجلٍ نزل في أرضٍ دويةٍ مهلكةٍ معهُ راحلتُهُ عليها طعامه وشرابهُ، فوضع رأسهُ فنام نومةً، فاستيقظ وقد ذهبت راحلتهُ فطلبها، حتَّى إذا اشتدَّ عليه الجوعُ والعطشَ، قال: أرجعُ إلى مكاني الذي كنتُ فيه فأنامُ حتَّى أموتَ، فوضعَ رأسهُ على ساعده ليموتَ، فاستيقظ فإذا راحلتُهُ عنده عليها زادهُ وشرابهُ، فالله أشدُّ فرحًا بتوبة العبدِ المؤمنِ من هذا براحلته وزاده» ِ (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
9745 - ولمسلم عن أنسٍ نحوهُ وفيهِ: «فأخذ بخطامها، ثُمَّ قال من شدة الفرح: اللهمَّ أنت عبدي وأنا ربُّك، أخطأ من شدة الفرحِ» (¬1). ¬
9746 - صفوان بن عسال رفعهُ: «بابٌ من قبل المغرب مسيرةُ عرضهِ، أو قال: يسيرُ الراكبُ في عرضهِ أربعينَ أو سبعين سنةً، خلقهُ الله يوم خلقَ السمواتِ والأرض مفتوحًا للتوبة، لا يُغلقُ حتَّى تطلعَ الشمسُ منه» (¬1). للترمذيِّ. ¬
9747 - أبو هريرة رفعهُ: «من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه» (¬1). لمسلم. ¬
9748 - ابن عمر رفعه: «إنَّ الله يقبلُ توبة العبد ما لم يغرغر» (¬1). للترمذيِّ. ¬
9749 - أبو موسى رفعهُ: «إنَّ الله يبسطُ يدهُ بالليل ليتوب مسيءُ النهارِ ويبسطُ يدهُ بالنهار ليتوبَ مسيء الليل حتَّى تطلعَ الشمسُ من مغربها» (¬1). لمسلمٍ. ¬
9750 - أبو سعيد رفعهُ: «فيمن كان قبلكُم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على راهب، فأتاهُ فقال: إنَّهُ قتل تسعةً وتسعين نفسًا فهل له من توبةٍ؟ فقال: لا، فقتلهُ فكمَّل به مائةً، ثُمَّ سألَ عن أعلم أهل الأرضِ، فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ، فقال: إنَّهُ قتل مائة نفسٍ فهل له من توبةٍ؟ فقال: نعم، ومن يحولُ بينهُ وبين التوبةِ، انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإنَّ بها ناسًا يعبدون الله، فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضكَ؛ فإنَّها أرضُ سوءٍ، فانطلقَ حتَّى إذا انتصف الطريق أتاهُ الموتُ، فاختصمت فيهِ ملائكةُ الرحمة وملائكةُ العذابِ، فقالت ملائكةُ الرحمةِ: جاء تائبًا مقبلاً بقلبهِ إلى الله، وقالت ملائكةُ العذابِ: إنَّهُ لم -[150]- يعمل خيرًا قطُّ، فأتاهُ ملكٌ في صورةِ آدمي فجعلُوه بينهم، فقال: قيسُوا ما بين الأرضين فإلى أيِّهما كان أدنى فهو له، فقاسُوا فوجدُوهُ أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة» ِ (¬1). ¬
9751 - وفي روايةٍ: «فلمَّا كان في بعض الطريق أدركهُ الموتُ، فناءَ بصدرهِ نحوها». وفيه: «فكان إلى القرية الصالحة أقرب منها بشبرٍ، فجعل من أهلها» (¬1). ¬
9752 - وفي أخرى: «فأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن تقاربي». للشيخين (¬1). ¬
9753 - أنس رفعهُ: «كلُّ بني آدم خطاءٌ، وخيرُ الخطائين التوابُون» (¬1). للترمذي. ¬
9754 - أبو هريرة رفعهُ: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقومٍ يذنبون، فيستغفرون، فيغفر لهم» (¬1). لمسلمٍ. ¬
9755 - وعنه رفعهُ: «أذنب عبدٌ ذنبًا فقال: اللهمَّ اغفر لي ذنبي، فقالَ تعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أنَّ لهُ ربًا يغفرُ الذنب ويأخذُ بالذنبِ، ثمَّ عادَ فأذنبَ، فقال: ربِّ اغفر لي ذنبي، فقال تعالى: أذنبَ عبدي ذنبًا فعلم أنَّ له ربًا يغفرُ الذنب ويأخذُ بالذنب،، ثمَّ عاد فأذنب، فقال: ربِّ اغفر لي ذنبي، فقال تعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أنَّ له ربًا يغفرُ الذنبَ ويأخذُ بالذنبِ، اعمل ما شئت فقد غفرت لك» (¬1). للشيخين. ¬
9756 - أنس رفعهُ: «قال الله تعالى: يا ابن آدمَ، إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبُك عنان السماءِ ثمَّ استغفرتني غفرتُ لك ما كان فيك ولا أبالي. يا ابن آدم، إنَّك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتُك بقرابها مغفرةً» (¬1). للترمذيِّ. ¬
9757 - جندب أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - «حدَّثَ أن رجلاً قال: والله لا يغفرُ الله لفلانٍ، وأنَّ الله تعالى قال: من ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلانٍ، فإنِّي قد غفرتُ له وأحبطتُ عملك» (¬1). لمسلمٍ. ¬
9758 - أبو هريرة رفعهُ: «كان في بني إسرائيل رجلانِ متواخيانِ، أحدُهما مذنبٌ، والآخرُ في العبادةِ مجتهدٌ، وكان المجتهدُ لا يزالُ يرى الآخرَ على ذنبٍ، فيقولُ: أقصر، فوجده يومًا على ذنبٍ، فقال: أقصر، فقال: خلِّني وربِّي أبُعثت علىَّ رقيبًا؟ فقال لهُ: والله لا يغفرُ الله لك، أو قال: لا يدخلُك الجنةَ، فقبض الله أرواحهُما فاجتمعا عند ربِّ العالمين، فقال تعالى للمجتهد: أكنت على ما في يدي قادرًا؟ وقال للمذنبِ: اذهبْ، فادخلِ الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهُبوا به إلى النارِ، وقال أبو هريرةَ: تكلمَ والله بكلمةٍ أوبقت دنياهُ وآخرتهُ» (¬1). لأبي داودَ. ¬
9759 - وعنه رفعهُ: «كان رجلٌ يسرفُ على نفسهِ، فلمَّا حضرهُ الموتُ قال لبنيه: إذا أنا متُّ فاحرقوني ثمَّ اطحنوني ثمَّ ذروني في الريح، فوالله لئن قدر عليَّ ربيِّ ليعذبُني عذابًا ما عذبهُ أحدُا، فلمَّا ماتَ فعل به ذلك، فأمرَ الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منهُ، ففعلتُ فإذا هو قائمٌ، فقال: من حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتُك يا ربِّ، فغفر لهُ» (¬1). ¬
9760 - وفي رواية: «قالَ رجلٌ: لم يعمل -[152]- حسنةً قطُّ لأهلهِ: إذا متُّ فأحرقوه ... ثمَّ ذروا نصفه في البرِّ ونصفه في البحر» بنحوهِ. وفيهِ: «فأمر الله البر فجمعَ ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيهِ، ثمُّ قالَ: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك يا ربِّ، وأنت تعلمُ فغفر الله لهُ» (¬1). للشيخين والموطأ والنسائي. ¬
9761 - ابن عباس أن عيينةَ بنَ حصنٍ قال لعمر: هي يا ابنَ الخطَّابِ، والله ما تُعطينا الجزلَ ولا تحكم بيننا بالعدلِ، فغضب عمر، حتَّى همَّ أن يوقعَ بهِ، فقال الحُرُّ: يا أمير المؤمنينَ، إنَّ الله تعالى قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم - {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199] وإنّ هذا من الجاهلينَ فوالله ما جاوزها عمرُ حين قرأها عليهِ، وكان وقافًا عند كتابِ الله تعالى (¬1). للبخاري. ¬
كتاب الفتن أعاذنا الله منها
كتاب الفتن أعاذنا الله منها التحذير والتنفير منها
9762 - أبو ثعلبة الخُشني أنَّهُ سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: الآية105] فقال: «ائتمرُوا بالمعروفِ، وانتهُوا عن المنكرِ، حتَّى إذا رأيتمُ شحًا مطاعًا وهوىً متَّبعًا ودُنيا مؤثرةً وإعجابَ كلِّ ذي رأي برأيهِ، فعليكَ بنفسك ودع عنك العوامَ، فإنَّ من ورائكُم أيامًا الصيرُ فيهنَّ مثل القبض على الجمرِ، للعاملِ فيهنَّ مثلُ أجر خمسينَ رجلاً يعملون مثل عملكم» قيل: يا رسولَ الله، أجرُ خمسين منَّا أو منهمُ؟ قال: «بل أجرُ خمسين منكُم» (¬1). لأبي داود والترمذي. ¬
9763 - أبو هريرة رفعهُ: «إنَّكم في زمانٍ من ترك فيه عُشر ما أمر هلك، ثمَّ يأتي زمانٌ من عمل فيه بعشر ما أمر به نجا» (¬1). للترمذي. ¬
9764 - ابنُ عمروٍ شبَّك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أصابعهُ وقال: «كيف أنت يا عبد الله بن عمروٍ إذا بقيت في حُثالةٍ قد مرجت عهودهُم وأماناتُهم، واختلفُوا فصارُوا هكذا؟» قال: فكيفَ يا رسولَ الله؟ قال: «تأخذُ ما تعرفُ وتدعُ ما تنكرُ، وتقبلُ على خاصّتك وتدعُهم وعوامُهُم» (¬1). للبخاري. ¬
9765 - أبو ذرٍ رفعهُ: «يا أبا ذرٍ» قلتُ: لبيك يا رسولَ الله وسعديكَ، قال: «كيف أنت إذا رأيتَ أحجارَ الزيت قد غرقت بالدَّم؟» قلتُ: ما خارَ الله لي ورسوله، قال: «عليك بمن أنت منهُ» قلتُ: يا رسولَ الله، أفلا آخذُ سيفي فأضعُهُ على عاتقي؟ قال: «شاركت القوم إذًا» قلتُ: فما تأمرني؟ قال: «تلزمُ بيتك» قلتُ: فإن دُخل علي بيتي؟ قال: «فإن خشيتَ أن يبهرك شعاعُ السيفِ فألقِ ثوبك على وجهكَ يبوءُ بإثمك وإثمه» (¬1). لأبي داود مطولاً. ¬
9766 - عديسة بنت أهبان جاء عليُّ إلى أبي فدعاه إلى الخروج معه، فقال له: إنَّ خليلي وابن عمِّك عهد إليَّ إذا اختلفَ الناسُ أن أتخذ سيفًا من خشبٍ فقد اتخذتُه، فإن شئت خرجتُ به معك، فتركه (¬1). للترمذي. ¬
9767 - أبو موسى رفعه: «إنَّ بين يدي الساعةِ فتنًا كقطع الليلِ المظلم، يصبحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبحُ كافرًا، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والماشي فيها خير من الساعي، -[154]- فكسروا قسيَّكم، وقطِّعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإن دخل على أحدٍ منكم فليكن كخير ابني آدمَ» (¬1). لأبي داود والترمذي. ¬
9768 - وفي رواية: قالوا: فما تأمرُنا؟ قال: «كونوا أحلاسَ بيوتكم» (¬1). ¬
9769 - أبو هريرة رفعه: «ستكونُ فتنٌ القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، من تشرف إليها تستشرفُه، ومن وجد ملجأ أو معاذًا فليعذ به» (¬1). للشيخين. ¬
9770 - أبو سعيد رفعه: «يوشكُ أن يكون خير مال المسلم غنمٌ يتبعُ بها شعف الجبالِ ومواقعَ القطرِ، يفرُّ بدينهِ من الفتن» (¬1). لمالك والبخاري وأبي داود والنسائي. ¬
9771 - أم مالك البهزية ذكر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فتنةً فقربها، فقلتُ: يا رسولَ الله، من خيرُ الناسِ فيها؟ قالَ: «رجلٌ في ماشيةٍ يؤدي حقَّها ويعبدُ ربَّه، ورجلٌ آخذ برأسِ فرسهِ يخيفُ العدو ويخوفونه» (¬1). للترمذي. ¬
9772 - محمد بن علي أنَّ حرملةَ مولى أسامة أخبره، قال: أرسلني أسامةُ إلى عليٍّ ليعطيني، وقال إنه سيسألُك الآنّ فيقولُ ما خلفَ صاحبكَ؟ فقل له يقولُ لك لو كنتَ في شدق الأسدِ لأحببتُ أن أكون معكَ، ولكن هذا أمرٌ لم أره، قال حرملةُ: فسألني فأخبرتُه فلم يعطني شيئًا فذهبتُ إلى حسنٍ وحسينٍ وابن جعفرٍ فأوقروا لي راحلتي (¬1).للبخاري. ¬
9773 - حذيفة ما أحدٌ من الناسِ تدركُه الفتنةُ إلا وأنا أخافُها عليه، إلا محمدُ بنُ مسلمة فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «لا تضرُّك الفتنةُ» (¬1). لأبي داود. ¬
9774 - معقل بن يسار رفعه: «العبادةُ في الهرج كهجرةٍ إليَّ» (¬1). لمسلم والترمذي. ¬
9775 - المقداد رفعه: «إنَّ السعيدَ لمن جنب الفتنَ، إنَّ السعيدَ لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتُلي فصبر فواهًا» (¬1). لأبي داود. ¬
9776 - يزيد بن أبي عبيد لما قُتل عثمانُ خرجَ سلمةُ بن الأكوعِ إلى الربذة وتزوجَ هناك امرأةً وولدت له أولادًا، فلم يزل بها حتى قبل أن يموتَ بليالٍ، فنزلَ المدينة فماتَ بها (¬1). ¬
9777 - وفي رواية: أن سلمة دخلَ على الحجاجِ فقال: يا ابن الأكوعِ، ارتددت على عقبيكَ تعرَّبت؟ قال: لا، ولكن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أذن لي في البدوِ. للشيخين والنسائي.
9778 - ابن عباس رفعه: «ويلٌ للعرب من شرّ قد اقترب، أفلح من كفَّ يديه» (¬1). ¬
9779 - سعيد بن زيد كنا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر فتنةً عظم أمرها فقلنا أو قالوا: يا رسول الله، لئن أدركتنا هذه لتهلكُنا؟ فقال: «كلا، إن بحسبكم القتل» قال سعيدُ: فرأيتُ إخواني قتلوا (¬1). هما لأبي داود. ¬
9780 - أنس رفعه: «أمتي على خمسِ طبقاتٍ: فأربعونَ سنةً أهلُ بر وتقوى ثمَّ الذين يلونهم إلى عشرين ومائة سنةٍ أهلُ تراحمٍ وتواصلٍ، ثم الذين يلونهم إلى ستين ومائة سنةٍ أهلُ تدابرٍ وتقاطع ثم الهرجَ الهرجَ النجا النجا» (¬1). للقزويني بمجهول. ¬
9781 - أبو هريرة رفعه: «ليأتينَّ على الناسِ زمانٌ لا يدري القاتلُ في أيِّ شيءٍ قتل، ولا يدري المقتولُ في أي شيءٍ قُتل» قيل: وكيفَ؟ قال: «الهرجُ، القاتلُ والمقتولُ في النارِ» (¬1). لمسلم. ¬
9782 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «إنها ستكونُ فتنةٌ تستنظفُ العرب قتلاها في النارِ، اللسانُ فيها أشدُّ من وقع السيفِ» (¬1). للترمذي وأبي داود. ¬
9783 - أسامة أشرف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على أطمٍ من آطام المدينةِ، فقال: «هل تدرون ما أرى؟» قال: لا، قال: «فإني أرى مواقعَ الفتن خلال بيوتكم كمواقع المطرِ» (¬1). ¬
9784 - أبو سعيد رفعه: «لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبرًا بشيرٍ وذراعًا بذارعٍ، حتى لو دخلوا جُحرَ ضبٍ لتبعتموهم»، فقلنا يا رسولَ الله اليهود والنصارى؟ قال: «فمن هما» (¬1). هما للشيخين. ¬
9785 - عائشة رفعتهُ: «لا يذهب الليلُ والنهارُ حتى تُعبد اللاتُ والعُزى»، قلتُ: يا رسولُ الله! إن كنتُ لأظنُّ حين أنزل الله، {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:33] أنَّ ذلك تامٌ، قال: «إنهُ سيكونُ من ذلك ما شاء الله ثم يبعثُ الله ريحًا طيبةً فيتوفى كل من كان في قلبهِ مثقالُ حبةٍ من خردلٍ من إيمانٍ، فيبقى من لا خير فيهِ، فيرجعونَ إلى دين آبائهم» (¬1). لمسلم. ¬
9786 - أبو هريرة رفعهُ: «ستكونُ فتنةٌ صماءُ بكماءُ عمياءُ، من أشرف لها استشرفت لهُ، وإشرافُ اللسانِ فيها كوقوعِ السيفِ» (¬1). لأبي داودَ. ¬
9787 - ابنُ عمر رفعهُ: «إذا مشت أمتي المطيطاء (¬1) وخدمتها أبناءُ الملوكِ وفارسَ والرومِ، سُلِّط شرارها على خيارها» (¬2). للترمذي. ¬
9788 - معاذُ «إن وراءكم فتنًا يكثرُ فيها المالُ ويفتح فيها القرآنُ حتى يأخذهُ المؤمن والمنافقُ والرجلُ والمرأةُ والعبدُ والحرُ والصغيرُ والكبيرُ، فيوشكُ قائلٌ أن يقولَ: ما للناسِ لا يتبعوني وقد قرأتُ القرآنَ وما هُم بمتبعيَّ حتى ابتدعَ لهم غيره، فإياكُم وما ابتدع إنما ابتدع ضلالةً، وأحذرُكم زيغة الحكيم فإنَّ الشيطانَ قد يقولُ كلمةَ الضلالة على لسانِ الحكيم، وقد يقولُ المنافقُ كلمة الحقِ، وقال: اجتنب من كلام الحكيم المشتهراتِ التي يقالُ ما هذه ولا يثنينكَ ذلك عنهُ، فإنهٌ لعلَّهُ يراجعُ، وتلقَّ الحقَ إذا سمعتهُ فإنَّ على الحقِ نورًا» (¬1). لأبي داود. ¬
9789 - حذيفة كان الناسُ يسألون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الخيرِ، وكنتُ أسألُهُ عن الشر مخافةَ أن يدركني، فقلتُ: يا رسولَ الله! إنا كُنَّا في جاهليةٍ وشرٍ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرٍ؟ قال: «نعم»، قلتُ: وهل بعد ذلك الشرِّ من خير؟ قال: «نعم وفيه دخنٌ»، قلتُ: وما دخنهُ؟ قال: «قومٌ يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرفُ منهم وتنكرُ»، فقلتُ: فهل بعد ذلك الخير من شرِّ؟ قال: «نعم، دعاةٌ على أبوابِ جهنَّم، من أجابهم قذفوهُ فيها»، فقلت يا رسول الله: فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعةَ المسلمين وإمامهم»، قلتُ: فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلِّها، ولو أن تعضَّ بأصلِ شجرةٍ حتى يدركك الموتُ وأنت على ذلك» (¬1). ¬
9790 - وفي روايةٍ «قومٌ لا يستنون بسنتي، وسيقومُ فيهم رجالٌ قلوبهم قلوب الشياطينِ في جثمانِ إنسٍ»، قلتُ: فما أصنع إن أدركتُ ذلك؟ قالَ: «تسمعُ وتطيعُ وإن ضُرب ظهركَ وأخذ مالك، فاسمع وأطع» (¬1). للشيخين وأبي داود. ¬
9791 - ابن عمرو بن العاصِ رفعه: «إنه لم يكُن قبلي نبي إلا كانَ حقًا عليه أن يدل أمتهُ على خير ما يعلمهُ لهم، وينذرهم شرَّ ما يعلمُه لهم، وإنَّ أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيبُ آخرها بلاءً وأمورٌ تنكرونها، وتجيء فتنةٌ فيزلق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنةُ فيقولُ المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنةُ فيقولُ المؤمنُ هذه هذه، فمن أحبَّ أن يزحزحَ عن النارِ ويُدخل الجنةَ، فلتأته منيتُه وهو يؤمنُ بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناسِ الذي يُحبُّ أن يؤتي إليه، ومن بايع إمامًا فأعطاهُ صفقة يده وثمرة قلبه فليطعهُ إن استطاع، فإن جاءَ آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخرِ» (¬1). لمسلم والنسائي. ¬
9792 - جابر رفعهُ: «إنَّ عرشَ إبليس على البحر فيبعثُ سراياهُ فيفتنون الناسَ، فأعظمُهم عندهُ أعظمهم فتنةً، يجيءُ أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقولُ: ما صنعت شيئًا، ثم يجيءُ أحدُهم فيقولُ: ما تركتُه حتى فرقتُ بينه وبين امرأتهُ فيدنيه منه ويلتزمهُ، ويقول: نعم أنت» (¬1). لمسلم. ¬
9793 - أبو موسى رفعهُ: «من حملَ علينا السلاحَ فليس منَّا» (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
9794 - ابنُ الزبير رفعهُ: «من شهر سيفهُ ثمَّ وضعهُ، فدمُهُ هدرٌ» (¬1). للنسائي. ¬
9795 - جندب رفعهُ: «من قُتل تحت رايةِ عميةٍ يدعو عصبية أو ينصرُ عصبيةً فقتله جاهليةٌ» (¬1). لمسلم والنسائي. ¬
9796 - سفيان سمعتُ رجلاً سأل جابرًا الجعفي عن قولهِ تعالى {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ الله وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ الله لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ... } الآية [يوسف: 80]، قال جابرُ: لم يجئ تأويلها بعدُ، قال سفيانُ: كذبٌ، قيل لسفيان: ما أراد بهذا؟ فقال: طائفةٌ من الرافضة يقولون: إن عليًا في السحابِ فلا تخرج مع من خرجَ من ولده حتى ينادي منادٍ من السماءِ، يريدون عليًا، اخرجوا مع فلان، ذلك تأويلُ هذه الآيةِ عندهُم، وكذب جابرُ وكذبوا هُم، وإنما كانت هذه الآيةُ في إخوةِ يوسفَ، وقال تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ... } [الأنبياء:95] (¬1). لمسلم في مقدمة كتابهِ. ¬
9797 - ابن عمر رفعهُ: «ألا إنَّ الفتنة هاهنا يشيرُ إلى المشرقِ من حيثُ يطلعُ قرنُ الشيطانُ» (¬1). ¬
9798 - وفي رواية: «اللهمَّ بارك لنا في شامنا، اللهمَّ بارك لنا في يمننا»، قالوا: وفي نجدنا؟ قال: «اللهمَّ بارك لنا في شامنا، اللهمَّ بارك لنا في يمننا»، قالوا: يا رسولَ الله وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: «هنالك الزلازلُ والفتن، ومنها يطلعُ قرنُ الشيطانِ» (¬1). ¬
9799 - وفي رواية: قال سالم: يا أهل العراقِ ما أسألُكم عن الصغيرةِ وأركبكم للكبيرةِ، سمعتُ أبي عبدِ الله بن عمرٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «إنَّ الفتنة تجيءُ من هاهنا، وأومأ بيده نحو المشرق من حيثُ يطلعُ قرنا الشيطانِ، وأنتمُ يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ، وإنما قتل موسى الذي قتل من آل -[160]- فرعون خطأ»، فقال الله له: {وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً} [طه: 40] (¬1). للشيخين والموطأ والترمذي. ¬
9800 - الأحنفُ بنُ قيسٍ: خرجتُ وأنا أريدُ هذا الرجلَ، فلقيني أبو بكرةَ فقال: أين تريدُ يا أحنفُ؟ قلتُ: أريدُ نصر ابن عمِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا أحنفُ! ارجع فإني سمعتُهُ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتلُ والمقتولُ في النارِ»، فقلتُ أو قيلَ يا رسولَ الله: هذا القاتلُ فما بالُ المقتولِ؟ قال: «إنه قد أراد قتل صاحبهِ» (¬1). للشيخين وأبي داود والنسائي. ¬
9801 - ابنُ مسعودٍ رفعهُ: «سبابُ المؤمنِ فسوقٌ وقتالهٌ كفرٌ» (¬1). للشيخين والترمذي والنسائي. ¬
9802 - ابنُ عمر: رفعهُ: «لا ترجعُوا بعدي كفارًا يضربُ بعضُكُم رقاب بعضٍ» (¬1). لأبي داود والنسائي. ¬
9803 - وعنه: رفعهُ: «من مشىَ إلى رجلٍ من أمتي ليقتلهُ فليقل هكذا، فالقاتلُ في النار والمقتولُ في الجنَّةِ» (¬1). لأبي داود. ¬
9804 - ابنُ مسعودٍ: لا يقولُ أحدُكم «اللهمَّ إني أعوذُ بك من الفتنةِ، فإنهُ ليس منكُم أحدٌ إلا يشتملُ على فتنةٍ، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاتها»، فإنَّ الله تعالى يقولُ: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28] (¬1). للكبير بانقطاع ومختلط. ¬
9805 - أمُ حبيبةَ: رفعتهُ: «رأيتُ ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دماءَ بعضٍ، وسبق ذلك من الله كما سبق في الأمم قبلهم، فسألتُه أن يوليني شفاعةً يوم القيامة فيهم، ففعل» (¬1). لأحمد والأوسط. ¬
9806 - أنسُ: رفعهُ: «من اقتراب الساعة أن يُرى الهلالُ قبلاً، فيقالُ للثلاثين، وأن تُتخذ المساجدُ طرقًا، وأن يظهر موتُ الفجأة» (¬1). للأوسط والصغير بضعف. ¬
9807 - ابنُ عمرو بن العاصِ: رفعهُ: «لا تقوم الساعةُ حتى يظهر الفحشُ وقطيعةُ الرحمِ وسوءُ الجوارِ، ويخونُ الأمينُ»، قيل: يا رسولَ الله! فكيف المؤمنُ يومئذٍ؟ قالَ: «كالنخلةِ وقعت ولم تفسد، وأكلت فلم تكسرَ، ووضعت طيبًا» (¬1). للبزار بلين. ¬
9808 - حذيفةُ: رفعه: «يدرسُ الإِسلامُ كما يدرسُ وشي الثوبِ حتى لا يدرى ما صيامٌ ولا صلاةٌ ولا نسكٌ ولا صدقةٌ، وليسرى على كتابِ الله تعالىَ في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منهُ آيةٌ، وتبقى طوائفُ من الناسِ الشيخ الكبيرِ والعجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمةِ، لا إله إلا الله، فنحنُ نقولها فقال له: صلة ما يغني عنهم لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاةٌ ولا صيامٌ ولا نسكٌ ولا صدقةٌ؟ فأعرضَ عنهُ حذيفةُ ثم ردها عليه ثلاثًا كلَّ ذلك يعرضُ عنهُ حذيفةُ، ثمَّ أقبل عليه في الثالثةِ، فقال: يا صله تنجيهم من النارِ ثلاثًا» (¬1). للقزويني. ¬
9809 - عوف بن مالك: رفعهُ: «يكونُ أمام الدجالِ سنون خوادعُ، يكثرُ فيها المطرُ ويقلُّ النبتُ، ويكذب فيها الصادقُ ويصدقُ فيها الكاذبُ، ويؤتمنُ فيها الخائنُ ويخونُ فيها الأمينُ، وينطقُ فيها الرويبضةُ»، قيل: يا رسولَ الله! وما الرويبضةُ؟ قال: «من لا يؤبهُ له» (¬1). للكبير بمدلس. ¬
ما ورد من فتن مسماة
ما ورد من فتن مسماة
9810 - حذيفةُ: كنَّا عند عمر، فقال: أيكُم يحفظُ من حديثِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في الفتنةِ؟ فقلتُ: أنا أحفظهُ، فقال: هات إنك لجريءٌ، وكيف قال؟ قلتُ: سمعتُه يقولُ: «فتنةُ الرجلِ في أهلهِ ومالهِ ونفسهِ وولدهِ وجاره، يكفرها الصيامُ والصلاةُ والصدقةُ والأمرُ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ»، فقال عمرُ: ليس هذا أريدُ، إنما أريدُ التي تموجُ كموجِ البحر، قلتُ: مالكَ ولها يا أميرَ المؤمنينَ؟ إنَّ بينكَ وبينها بابًا مغلقًا، قال: فيكسرُ البابُ أو يفتحُ؟ قال: قلتُ: بل يُكسرُ، قال: ذلك أحرى أن لا يغلقَ أبدًا، قال فقلنا لحذيفة: هل كانَ عمرُ يعلمُ من البابُ؟ قال: نعم، كما يعلمُ أنَّ دونَ غدٍ ليلةً، إني حدثُته حديثًا ليس بالأغاليط، قال: فهبنا أن نسألَ حذيفة من البابُ؟ فقلنا لمسروقٍ سلهُ، فسأله فقالَ: عُمرُ (¬1). للشيخين والترمذي. ¬
9811 - وفي روايةٍ: قال عمرُ أنت لله أبوكَ، قال حذيفةُ: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «تعرض الفتنُ على القلوبِ كالحصيرِ عودًا عودًا، فأيُّ قلبٍ أُشربها نكتت فيه نكتة سوداءَ، وأيُّ قلبٍ أنكرها نكتت فيه نكتةً بيضاء، حتى تصيرَ على قلبينِ على أبيضٍ مثل الصفا فلا تضرُّهُ فتنةٌ ما دامت السمواتُ والأرضُ، والآخرُ أسودُ مربادٌّ كالكوز مجخيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكرُ منكرًا إلا ما أشربَ من هواهُ»، وحدثته أن بينكَ وبينها بابًا مغلقًا يوشكُ أن يكسر، قال عمرُ: أكسرا لا أبا لكَ، فلو أنهُ فُتح لعلَّهُ كان يعادُ، قال: لا بل يُكسرُ، وحدثتُه أنَّ ذلكَ البابَ رجلٌ يقتلُ أو يموتُ حديثًا ليس بالأغاليطِ، قالَ أبو خالد: فقلتُ لسعدٍ: يا أبا مالكٍ! ما أسودُ مربادٌّ؟ قال: شدةُ البياضِ في سوادٍ، قلتُ: فما الكوز مجخيًا؟ قالَ: منكوسًا (¬1). ¬
9812 - ابنُ عمر: كنَّا قعودًا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكرَ الفتنَ فأكثرَ في ذكرها، حتى ذكر فتنةَ الأحلاسِ، قال: «هي هربٌ وحربٌ، ثم فتنةُ السراءِ دخنها من تحت -[163]- قدميّ رجلٍ من أهل بيتي يزعمُ أنهُ منيِّ وليس منيّ، وإنما أوليائي المتقونَ، ثم يصطلحُ الناسُ على رجلٍ كوركٍ على ضلعٍ، ثم فتنة الدهيماءِ لا تدع أحدًا من هذه الأمةِ إلا لطمتهُ لطمةً، فإذا قيلَ انقضت تمادت، يصبحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، حتى يصير الناسُ إلى فسطاطينِ، فسطاط إيمانٍ لا نفاقَ فيه، وفسطاطُ نفاقٍ لا إيمانَ فيه، فإذا كان ذاكُم فانتظروا الدجالَ من يومهِ أو غده» (¬1). ¬
9813 - أبو بكرة: رفعهُ: «ينزلُ ناسٌ من أمتي بغائطٍ يسمونهُ البصرةَ عند نهرٍ يقالُ لهُ دجلةَ، يكونُ عليه جسرٌ يكثرُ أهلها، وتكونُ من أمصارِ المهاجرينَ». وفي روايةٍ: «المسلمينَ فإذا كان في آخر الزمان جاءَ بنو قنطوراءَ (¬1) عراضُ الوجوهِ صغارُ الأعين حتى ينزلوا على شط النهر، فيتفرَّقُ أهلها ثلاثَ فرقٍ، فرقةٌ يأخذون أذنابَ البقرِ والبرية وهلكُوا، وفرقةٌ يأخذونَ لأنفسهم وكفروا، وفرقةٌ يجعلون ذراريهم خلفَ ظهورهم، ويقاتلونهُم وهم الشهداءُ» (¬2). ¬
9814 - ذو مخبرٍ: رفعهُ: «ستصالحون الرومَ صلحًا آمنًا فتغزون أنتمُ وهُم عدوًا من ورائكمُ، فتنصرون وتغنمونَ وتسلمُونَ، ثم ترجعونَ حتى تنزلُوا بمرج (¬1) ذي تلولٍ فيرفعُ رجلُ من أهلِ النصرانيةِ الصليبَ، فيقولُ: غلبَ الصليبُ فيغضبٌ رجلٌ من المسلمينَ فيدقهُ، فعند ذلك تغدوُ الرومُ وتجتمعُ للمسلحةِ) (¬2). ¬
9815 - زاد في روايةٍ: «ويثورُ المسلمونَ إلى أسلحتهم فيقتتلونُ فيكرمُ الله تلك العصابةَ بالشهادةِ» (¬1). ¬
9816 - أمُّ سلمةَ: رفعتهُ: «يكونُ اختلافٌ عند موت خليفةٍ، فيهرجُ رجلٌ من أهلِ المدينةِ هاربًا إلى -[164]- مكةَ، فيأتيهِ ناسٌ من أهلِ مكةَ فيخرجونهُ وهو كارهٌ، فيبايعونهُ بين الركنِ والمقامِ، ويُبعثُ إليه بعثٌ من الشامِ فيخسف بهمُ بالبيداءَ بين مكةَ والمدينةِ، فإذا رأى الناسُ ذلك أتاهُ أبدالُ (¬1) الشامِ وعصائبُ (¬2) أهلِ العراقِ فيبايعونهُ، ثم ينشأُ رجلٌ من قريشٍ أخوالهُ كلبٌ فيبعثُ إليهم بعثًا فيظهرون عليهم، وذلك بعثُ كلبٍ، والخيبةُ لمن لم يشهد غنيمة كلبٍ، فيقسمُ المالُ ويعملُ في الناسِ بسنةِ نبيهم، ويُلقى الإِسلامُ بجرانهِ إلى الأرضِ فيلبث سبعَ سنين» (¬3). ¬
9817 - وفي رواية: «تسعَ سنينَ ثم يتوفى ويُصلي عليه المسلمونَ». قلتُ يا رسولَ الله: كيف بمن كان كارهًا؟ قال: «يُخسفُ بهم ولكن يُبعثُ يوم القيامةِ على نيَّته» (¬1). ¬
9818 - ثوبان: رفعهُ: «يوشكُ الأممُ أن تداعى عليكُم كما تداعى الأكلةُ إلى قصعتها»، فقال قائلٌ: من قلةٍ نحنُ يومئذٍ؟ فقال: «بل أنتمُ يومئذٍ كثيرونَ، ولكنَّكُم غثاءٌ كغثاءِ السيلِ، ولينزعنَّ الله من صدور عدِّوكُم المهابةَ منكُم، وليقذفنَّ في قلوبكُمُ الوهنَ»، قيلَ وما الوهنُ يا رسولَ الله؟ قالَ: «حُبُّ الدنيا وكراهيةُ الموتِ» (¬1). هي لأبي داودَ. ¬
9819 - حذيفةُ: والله إني لأعلمُ الناسِ بكلِّ فتنةٍ هي كائنةٌ فيما بيني وبينَ الساعةِ، وما بي إلا أن يكونَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أسرَّ إليَّ في ذلك شيئًا ما لم يُحدثهُ غيري، ولكنَّهُ قال يومًا وهو في مجلسٍ يتحدَّثُ فيه عن الفتنِ ويعدُّهنَّ: «منهنَّ ثلاثٌ لا يكدن يذرنَ شيئًا، ومنهنَّ فتنٌ كرياحِ الصيفِ، ومنها صغارٌ، ومنها كبارٌ»، فذهب أولئكَ الرَّهطُ الذين سمعوهُ معي كلُهم غيري (¬1). لمسلم. ¬
9820 - وعنه: والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا، والله ما تركَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من قائدِ فتنةٍ إلى انقضاءِ الدنيا، يبلغُ من معهُ ثلاثمائةً فصاعدًا إلا قد سماهُ لنا باسمهِ واسم أبيه واسم قبيلتهِ (¬1). ¬
9821 - ابنُ عمر: رفعهُ: «يوشكُ المسلمونَ أن يُحاصرُوا إلى المدينةِ، حتى يكون أبعد مسالحهم (¬1) سلاحٌ»، قال الزهري: سلاحٌ قريبٌ من خيبرَ (¬2). هما لأبي داود. ¬
9822 - أبو مالكَ: رفعهُ: «ليكونّنَّ من أمتي قومٌ يستحلونَ الحر والحريرَ والخمرَ والمعازفَ، ولينزلنَّ أقوامٌ إلى جنبِ علمٍ تروحُ عليهم سارحةٌ لهم، فيأتيهم رجلٌ لحاجةٍ فيقولون ارجع إلينا غدًا، فيبيتهم الله ويضعُ العلمَ ويمسخُ آخرين قردةً وخنازيرَ إلى يومِ القيامةِ» (¬1). ¬
9823 - عبدُ الله بنُ زيادٍ: لمَّا صارَ طلحةُ والزبيرُ وعائشةُ إلى البصرةِ، بعثَ عليُّ عمارَ بن ياسرٍ وحسنًا، فقدما علينا الكوفةَ، فصعدا المنبرَ وكانَ حسنَ بنُ عليٍّ في أعلاهُ وعمارُ أسفلَ منهُ، فاجتمعنا إليهما، فسمعتُ عمارًا يقولُ: إنَّ عائشة قد صارت إلى البصرةِ، والله إنها لزوجةُ نبيكُم في الدنيا والآخرةِ، ولكنَّ الله ابتلاكُم ليعلم إياهُ تطيعونَ أم هيَ (¬1). ¬
9824 - شقيقُ: دخلَ أبو مُوسى وأبو مسعودٍ على عمارَ حيثُ أتى الكوفة ليستنفر الناسَ، فقالا: ما رأينا منك أمرًا منذُ أسلمتَ أكرهَ عندنا من إسراعكَ في هذا الأمرِ، فقال: ما رأيتُ منكما أمرًا منذُ أسلمتما أكره عندي من إبطائكُما عن هذا الأمرِ، ثم كساهُما حلَّةً (¬1). ¬
9825 - وفي رواية: أنَّ أبا مسعودٍ هو كسى عمارًا وأبا موسى حلَّةً حُلَّةً. هي للبخاري.
9826 - قيسُ بنُ عبادٍ: قلتُ لعليٍّ: أخبرني عن مسيركَ هذا، أعهدٌ عهدهُ إليك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، أم رأيٌ رأيتهُ؟ قال: ما عهد إليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بشيءٍ ولكنه رأىٌ رأيتهُ (¬1). لأبي داودَ. ¬
9827 - أبو رافع: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لعليّ: «إنهُ سيكونُ بينك وبين عائشة أمرٌ»، قال: أنا يا رسول الله؟ قال: «نعم»، قالَ: أنا من بين أصحابي؟ قال: «نعم»، قال: أنا أشقاهُم يا رسولَ الله؟ قالَ: «لا، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها» (¬1). أحمد والبزار والكبير. ¬
9828 - قيسُ بنُ أبي حازمٍ: أنَّ عائشةَ لمَّا نزلت على الحوأب سمعت نباح الكلابِ، فقالت ما أظنني إلا راجعةً، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ لنا: «أيتكنَّ تنبحُ عليها الحوأب؟». فقال لها الزبيرُ: لا ترجعينَ عسى الله أن يصلحَ بكَ بين الناسِ (¬1). لأحمد والموصلي والبزار. ¬
9829 - ابنُ عباسٍ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لنسائه: «ليت شعري أيتكنَّ صاحبةُ الجملِ الأدبب تخرجُ فتنبحُها كلابُ جوأبٍ، يُقتلُ عن يمينها وعن يسارها قتلى كثيرًا، ثم تنجُو بعد ما كادتْ» (¬1). ¬
9830 - حذيفةُ: قال: كيف أنتم وقد خرجَ أهلُ بيت نبيكُم - صلى الله عليه وسلم - فرقتين يضربُ بعضكم وجوه بعضٍ بالسيفِ، فقيلَ: يا أبا عبد الله: فكيف نصنعُ إن أدركنا ذلك الزمانَ؟ قال: انظروا الفرقة التي تدعُو إلى أمرِ عليٍّ فالزموها فإنها على الهُدى (¬1). هما للبزار. ¬
9831 - ابنُ عباسٍ: لمَّا بلغَ أصحابَ عليٍّ حين سارُوا إلى البصرةِ أنَّ أهل البصرةِ قد اجتمعُوا لطلحةَ والزبيرِ، شقَّ عليهم ووقعَ في قلوبهم، فقال عليٌّ والذي لا إله غيرهُ -[167]- لنظهرنَّ على أهل البصرة، ولنقتلنَّ طلحة والزبيرُ، ولنخرجنَّ إليكُم من الكوفةِ ستُة آلافٍ وخمسمائةٍ وخمسونَ رجلاً، قال ابنُ عباسٍ: فوقعَ ذلك في نفسي، فلمَّا أتى أهلُ الكوفةِ خرجتُ فقلتُ لأنظرنَّ، فإن كان كما يقولُ فهو أمرٌ سمعهُ، وإلا فهي خديعةُ الحربِ، فرأيتُ رجلاً من الجيشِ فسألتُهُ فقالَ: ما قال عليٌ (¬1). للكبير بضعف. ¬
9832 - ابنُ عمر: دخلتُ على حفصةَ ونوساتها (¬1) تنطفُ، قلتُ: قد كان من الناسِ ما ترينَ فلم يجعل من الأمر شيءٌ، فقالت: الحق فإنَّهم ينتظرونك وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقةٌ، فلم تدعهُ حتى تذهبَ، فلمَّا تفرَّق الناسُ خطب معاويةُ، وقال: من كان يريدُ أن يتكلَّم في هذا الأمرِ فليُطلعُ لنا قرنهُ فلنحنُ أحقُّ به منهُ ومن أبيه، قال حبيبُ بن مسلمةً: فهلا أجبتهُ؟ قال عبدُ الله: فحللتُ حبوتي وهممت أن أقول: أحقُّ بهذا الأمرِ منكَ من قاتلك وأباك على الإِسلام، فخشيتُ أن أقولَ كلمةً تفرقُ بين الجمعِ وتسفكُ الدمَ وتحملُ عني غير ذلك، فذكرتُ ما أعدَّ الله في الجنانِ، قال حبيبُ: حُفظتَ وعصمتَ (¬2). للبخاري. ¬
9833 - علي: عهدَ إليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في قتالِ الناكثينَ والقاسطينَ والمارقين (¬1). للبزار والأوسط. ¬
9834 - ابنُ عمرَ: قال: لم أجدني آسي على شيءٍ إلا أني لم أقاتلِ الفئة الباغية مع عليٍّ (¬1). للكبير. ¬
9835 - حذيفةُ: قال لهُ بنو عبسٍ: إنَّ أميرَ المؤمنين عثمان قد قُتل فما تأمرنا؟ قال: آمركم أن تلزموا عمارًا، قالوا: إن عمارًا لا يفارقُ عليًا، قال: إنَّ الحسدَ هو أهلك الجسدِ، وإنما ينفرُكُم من عمارٍ قربهُ من عليٍّ، فوالله لعليٌّ أفضلُ من عمارٍ أبعد ما بين التراب -[168]- والسحابِ، وإن عمارًا لمن الأخيار، وهو يعلمُ أنُهم إن لزمُوا عمارًا كانُوا مع عليٍّ. (¬1) للكبير بمبهم. ¬
9836 - ابنُ عمرو بن العاص: قالُ لرجلين يختصمانِ في رأسِ عمارٍ، يقولُ: كلُ واحدٍ منهما أنا قتلتهُ، فقال عبدُ الله: ليطب به أحدُكما نفسًا لصاحبِهِ فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، يقولُ: «تقتلهُ الفئةُ الباغيةُ»، فقال معاويةُ: فما بالك معنا؟ قال: إن أبي شكاني إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أطع أباكَ ما دامَ حيًا ولا تعصه، فأنا معكم ولستُ أقاتلُ أحدًا» (¬1). لأحمد. ¬
9837 - ابنُ أبي أوفى: رفعه: «الخوارجُ كلابُ النارِ» (¬1). للقزويني. ¬
9838 - زيد بنُ وهبٍ: أنهُ كان في الجيشِ الذين كانًوا مع عليٍّ الذينَ سارُوا إلى الخوارجِ، فقال عليٌّ: أيُّها الناسُ! إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «يخرجُ قومٌ من أمتي يقرُءونَ القرآن ليست قراءتكُم إلى قراءتهم بشيءٍ ولا صلاتُكم إلى صلاتهم بشيءٍ ولا صيامكُم إلى صيامهم بشيءٍ، يقرءونَ القرآن يحسبونَ أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوزُ صلاتُهم تراقيهم، يمرقونَ من الإسلام كما يمرقُ السهمُ من الرمية، لو يعلم الجيشُ الذين يصيبونهم ما قُضى لهمُ على لسانِ نبيهم لنكلُوا عن العمل وآيةُ ذلك أن فيهم رجلاً لهُ عضٌ ليس لهُ ذراعُ، على عضده مثلُ حلمة الثدي، عليه شعراتٌ بيضٌ، فتذهبون إلى معاويةَ وأهل الشامِ وتتركونَ هؤلاء القوم يخلفونكُم في ذراريكُم وأموالكُم، والله إني لأرجو أن يكونُوا هؤلاء القوم، فإنَّهُم قد سفكُوا الدم الحرامَ، وأغاروا في سرحِ الناسِ فسيروا»، قال سلمة بن كهيلٍ: فنزلني زيدُ بن وهبٍ منزلاً منزلاً، حتى قال: مررنا على قنظرةٍ فلمَّا التقينا وعلى الخوارجِ يومئذٍ عبدُ الله -[169]- بنُ وهبٍ الراسبي، فقال لهم: ألقُوا الرماحَ وسلُّوا سيوفكُم من جفونها، فإني أخافُ أن يناشدُوكم كما ناشدوكم يوم حروراء، فرجعُوا فوحشُوا برماحهم وسلُّوا السيوفَ، وشجرهُم الناسُ برماحهم، وقتل بعضهم على بعضٍ، وما أصيبَ يومئذٍ من الناسِ إلا رجلان، فقال عليٌّ: التمسُوا فيهم المخدج، فالتمسوه فلم يجدوهُ، فقام عليٌّ بنفسه حتى أتى ناسًا قد قتل بعضهم على بعضٍ، قال: أخرجُوهم فوجدوهُ مما يلي الأرض، فكبرُ ثمَّ قال: صدقَ الله وبلغ رسولهُ، فقام إليه عبيدةُ السلماني فقال: يا أمير المؤمنين! الله الذي لا إله إلا هو أسمعت هذا الحديثَ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أي، والله الذي لا إله إلا هو، حتى استلفه ثلاثًا وهو يحلفُ لهُ (¬1). ¬
9839 - وفي روايةٍ: «واستخرجُوه من تحت قتلى في الطين، قال أبو الوضيء: فكأني أنظر إليه حبشيٌّ عليه قريطقٌ، لهُ إحدىَ يديهِ مثلُ ثدي المرأة عليها شعيرات مثلُ الشعيراتِ التي تكونُ على ذنب اليربوع» (¬1). قال أبو مريم: إن كان ذلك المخدجُ لمعنا يومئذٍ في المسجدِ نجالسُه بالليلِ والنهارِ، وكان فقيرًا ورأيتُه مع المساكين يشهدُ طعامَ عليٍّ مع الناسِ، وقد كسوتُه برنسًا، وكان يسمّى نافعًا ذا الثدية، وكان في يده مثل ثدي المرأةِ، على رأسهِ حلمةُ مثلُ حلمةِ الثدي، عليه شعيراتٌ مثلُ سبالة السنورِ (¬2). لمسلم وأبي داود. ¬
9840 - عبدُ الله بن أبي رافعٍ: أن الحرورية لمَّا خرجُوا على عليٍّ، فقالوا لا حكم إلا لله، قال علي: كلمةُ حقٍّ أريد بها باطلٌ، إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وصفَ لنا ناسًا إني لأعرفُ صفتهُم في هؤلاء، يقولون الحقّ بألسنتهم لا يجاوزُ هذا منهمُ، وأشارَ إلى حلقهِ، ومن أبغض خلقِ الله إليه، منهم أسودُ إحدى يديه طبى (¬1) شاةٍ أو حلمةِ ثدي، فلمَّا قتلهم عليٌّ، قال: انظروا فنظرُوا فلم يجدوا شيئًا، فقال: ارجعُوا فوالله ما كذبتُ ولا كُذبتُ مرتين أو ثلاثًا ثم وجدُوه في خربةٍ فأتوا بهِ حتى وضعوهُ بين يديهِ (¬2). لمسلم. ¬
9841 - سويدُ بنُ غفلةَ: قال: قال عليٌّ: إذا حدثتُكم عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حديثًا فيما بيني وبينكم فإنَّ الحربَ خدعةٌ، وإني سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «سيخرجُ قومٌ في آخرِ الزمان حدثاة الأسنانِ سفهاءُ الأحلامِ، يقولون من قول خير البريةِ، يقرءون القرآن لا يجاوزُ إيمانهم حناجرهُم، يمرقونَ من الدين كما يمرقُ السهمُ من الرَّميَّة، فأينما لقيتُموهُم فاقتُلوهُم، فإنَّ في قتلهم أجرًا لمن قتلهُم عند الله يوم القيامةِ» (¬1). للشيخين وأبي داود والنسائي. ¬
9842 - أبو سعيد: سُئل عن الحرورية، هل سمعتَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يذكرُها؟ قال: لا أدري من الحرورية, ولكني سمعتُهُ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «يخرجُ في هذه الأمةِ، ولم يقل منها، قومٌ تحقرون صلاتكُم مع صلاتهم، يقرءون القرآن لا يجاوزُ حلوقهُم أو حناجرهُم، يمرقون من الدين مروقَ السهم من الرَّميَّة، فينظرُ الرامي سهمهُ إلى نصلهِ إلى رصافهِ، فيتمارى في الفوقة هل علق بها من الدمِ شيءٌ» (¬1). ¬
9843 - وفي رواية: بينما نحنُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقسم قسمًا، أتاهُ ذو الخويصرةِ، وهو رجلٌ من بني تميم، فقال: يا رسولَ الله! اعدلْ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ويلك ومن يعدلُ إذا لم أعدل» (¬1). ¬
9844 - وفي أُخرى: «قد خبتُ وخسرتُ إن لم أعدل» (¬1). ¬
9845 - وفي أخرى: قال: أبو سعيدٍ: فأشهدُ أني سمعتُ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهدُ أنَّ عليًا قاتلهُم وأنا معهُ، فأمر بذلك -[171]- الرجلُ، فالتُمس فوُجد، فأُتي به حتى نظرتُ إليه على نعتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
9846 - وفي أخرى: قال أبو سعيدٍ: بعث عليٌّ وهو باليمنِ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بذهيبة في تربتها، فقسَّمها بين أربعةٍ بين الأقرعِ بن حابسٍ الحنظلي، وبين عيينة بن بدرٍ الفزاري، وبين علقمةَ بن علاثة العامري، وبين زيد الخيلِ الطائي، فتغضبت قريشٌ والأنصارُ، فقالُوا: يعطيهِ صناديدُ أهلِ نجدٍ ويدعنا، قالُ: إنما أتألفُهُم، فأقبل رجلٌ غائرُ العينين، ناتئُ الجبين، كثُّ اللحيةِ، مشرفُ الوجنتينِ، محلوقُ الرأسِ، فقال: يا محمَّدُ! اتق الله، قال: «فمن يطيعِ الله إذا عصيتُهُ؟ فيأمنني على أهلِ الأرض ولا تأمنوني» فسألَ رجلٌ من القومِ قتلهُ، أراهُ خالدَ بن الوليدِ، فمنعهُ، فلمَّا ولى قال: إنَّ من ضئضئ هذا قومًا يقرءُونَ القرآنُ لا يجاوزُ جناجرهُم، يمرقون من الإسلامِ مروقَ السَّهم من الرَّميَّةِ، يقتلونَ أهلَ الإسلامِ، ويدعُون أهلَ الأوثانِ، لئن أدركتُهُم لأقتلنَّهُم قتل عادٍ (¬1). ¬
9847 - وفي أخرى: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماءِ، يأتيني خبرُ السماءِ صباحًا ومساءً ... » بنحوه، وفيه: ثم ولى الرجلٌ فقال خالدُ بنُ الوليدِ: يا رسولَ الله! ألا أضربُ عنقهُ؟ فقال: «لا، لعلَّهُ أن يكونَ يُصلي»، قالَ خالدُ: كم من مصلٍ يقولُ بلسانهِ ما ليس في قلبهِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إني لم أؤمر أن أنقب على قلوبِ الناسِ، ولا أشقَّ بطونهم، ثم نظر إليه وهو مقفٍ، فقالَ: يخرجُ من ضئضئٍ هؤلاء قومٌ يتلون كتاب الله رطبًا» (¬1). بنحوه. ¬
9848 - في أخرى: فقام إليه عمرُ، فقالَ: يا رسولَ الله! ألا أضربُ عنقهُ! فقال: «لا»، فقام إليه خالدُ سيفُ الله، فقال: يا رسولَ الله! ألا أضرب عنقهُ؟ قالَ: «لا» (¬1). ¬
9849 - في أخرى: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذكر قومًا يكونونَ في أمتهِ يخرجونَ في فرقةٍ من الناسِ سيماهُم التحالقُ، قال: «هم شرُّ الخلقِ، أو من شرِّ الخلقِ، يقتلُهُم أدنى الطائفتين إلى الحقٍ» (¬1). للستة إلا الترمذي. ¬
9850 - للنسائي عن أبي برزة نحوه وفيه: «سيماهُم التحليقُ، لا يزالواَ يخرجونَ حتى يخرجُ آخرهم مع المسيح الدجالِ» (¬1). ¬
9851 - أنس: أنَّ رجُلاً كان يغزو مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فإذا رجعَ وحطَّ عن رحله عمد إلى المسجدِ، فجعل يُصلي فيه يطيلُ الصلاةَ، حتى جعلَ أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يرون أنَّ لهُ فضلاً عليهم، فمرَّ يومًا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قاعدٌ في أصحابهِ، فقال لهُ بعضُ أصحابهِ: يا رسولَ الله! هو ذاك الرجلُ، فإمَّا أرسل إليهِ، وإمَّا جاءَ من قبل نفسهِ، فلمَّا رآهُ - صلى الله عليه وسلم - مقبلاً قال: «والذي نفسي بيدهِ إنَّ بين عينيهِ سفعةٌ من الشيطان»، فلمَّا وقف على المجلس قال لهُ - صلى الله عليه وسلم -: «أقلت في نفسكَ حين وقفتَ على المجلسِ ليس في القوم خيرٌ مني؟». قالَ: نعم، ثم انصرفَ فأتى ناحيةً من المسجدِ فخطَّ خطًا برجلهِ، ثم صفَّ كعبيه. فقام يُصلي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أيكُم يقومُ إلى هذا فيقتلهُ؟» فقام أبو بكرٍ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أقتلتَ الرجلَ»؟ قال وجدتُهُ يُصلي فهبتُهُ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أيكُم يقومُ إلى هذا فيقتلهُ؟». قالَ عمرُ: أنا، وأخذ السيف فوجدهُ يصلي فرجعَ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم - لعمر: «أقتلت الرجلَ؟». قالَ: يا رسولَ الله! وجدتُهُ يصلي فهبتهُ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أيكُم يقومُ إلى هذا فيقتلهُ؟» قال عليٌّ: أنا، قال - صلى -[173]- الله عليه وسلم -: «أنت لهُ إن أدركتهُ» فذهبَ عليٌّ فلم يجدهُ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: «أقتلتَ الرجلَ؟» قالَ: لم أدرِ أين سلك، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ هذا أولُ قرنٍ خرجَ في أمتي، لو قتلهُ ما اختلفَ في أمتي اثنانِ» (¬1). للموصلي بلين. ¬
9852 - ابنُ عمر: وقالَ لهُ رجلانِ في فتنة ابن الزبيرِ: إنَّ الناسَ صنعُوا ما ترى وأنت ابنُ عمر وصاحبُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فما يمنعكَ أن تخرجَ؟ فقال: يمنعني أنَّ الله تعالى حرَّمَ عليَّ دمَ أخي المسلمِ، قال: ألم يقلُ الله {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لله فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193] فقالَ ابنُ عمرَ: قد قاتلنا حتى لم تكُن فتنةٌ وكان الدينُ لله، وأنتمُ تريدون أن تقاتلُوا حتى تكون فتنةٌ ويكون الدينُ لغير الله (¬1). للبخاري. ¬
9853 - أبو نوفلَ: قال رأيتُ عبد الله بن الزبيرِ على عقبةِ المدينةِ، فجعلت قريشٌ تمرُّ عليهِ والناسُ، حتى مرَّ عليهِ عبدُ الله بنُ عمرَ فوقفَ عليهِ، فقالَ: السلامُ عليك أبا خُبيبٍ ثلاثًا، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا ثلاثًا إن كنت ما علمتُ، صوامًا وصولاً للرحمِ، أما والله لأمةٌ أنت شرُّها لأمةٌ خيرٌ، ثم نفذَ فبلغَ الحجاجَ موقفُهُ وقولُهُ، فأرسلَ إلى ابن الزبيرِ فأُنزل عن جذعِهِ فألقى في قبور اليهودِ، ثم أرسلَ إلى أمهِ أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ، فأبت أن تأتيهُ، فأعادَ عليها الرسولُ لتأتيني أو لأبعثنَّ إليك من يسحبُكِ بقرونكِ، فأبت وقالتْ: لا آتيكَ حتى تبعثَ إلىَّ من يسحُبني بقروني، فقالَ: أروني سبتيتي، فأخذ نعليهِ ثم انطلقَ يتوذفٌ (¬1) حتى دخل عليها، قالَ: كيف رأيتني صنعتُ بعدوِ الله؟ قالت: رأيتك أفسدتَ عليه دنياهُ، وأفسدَ عليك آخرتكَ، وبلغني أنك تقولُ: يا ابن ذات النطاقين، أنا والله ذاتُ النطاقينِ، أمَّا أحدُهما، فكنتُ أرفعُ به طعامَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وطعامَ أبي من الدوابِّ، وأمَّا الآخرُ: فنطاق المرأة التي لا تستغني عنهُ، أما إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - -[174]- حدثنا: «أنَّ في ثقيفٍ كذابًا ومبيرًا»، فأمَّا الكذابُ فرأيناه، وأمَّا المبيرُ فلا أخالك إلا إياهُ، قالَ: فقام عنها ولم يُراجعها. لمسلم. زاد رزينُ: وقالَ: دخلتُ لأخبرها فخبرتني (¬2). ¬
9854 - سعيدُ بنُ عمرو بن سعيدٍ بن العاصِ: كنتُ مع مروانَ وأبي هريرةَ في مسجدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، سمعتُ أبا هريرة يقولُ: سمعتُ الصادقَ المصدوقَ يقولُ: «هلاكُ أمتي على يد أغيلمةٍ من قريشٍ»، قالَ مروانُ: غلمةٌ، قال: أبو هريرة: إن شئتَ أن أسميهم بني فلانٍ وبني فلانٍ (¬1). للبخاري. ¬
9855 - الزبيرُ بنُ عديّ: دخلنا على أنسٍ فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقالَ: اصبرُوا لا يأتي عليكُم زمانٌ إلا الذي بعدهُ شرٌ منهُ حتى تلقوا ربَّكم، سمعت هذا من نبيكُم - صلى الله عليه وسلم - (¬1). للبخاري والترمذي. ¬
9856 - ابنُ عمرَ: رفعهُ: في ثقيف كذابٌ ومبيرُ. للترمذي: وقالَ يُقالُ: الكذابُ: المختارُ بن أبي عبيدٍ، والمبيرُ: الحجاجُ (¬1). ¬
9857 - هشامُ بنُ حسان: قال: أُحصى ما قتل الحجاجُ صبرًا فوجدَ مائةَ ألفٍ وعشرين ألفًا (¬1). للترمذي. ¬
9858 - ابن المسيب: قال وقعت الفتنة الأولى، يعنى مقتل عثمان، فلم يبقى من أصحاب بدر أحد، ثم وقعت الفتنة الثانية، يعنى الحرة، فلم يبق من أصحابِ الحديبية أحدٌ، ثم وقعتِ الفتنةُ الثالثةُ فلم ترتفع وبالناس طباخٌ (¬1). للبخاري (¬2). ¬
9859 - حذيفةُ: رفعهُ: «أحصًوا لي كم يلفظ الإسلامُ؟» فقلنا يا رسولَ الله: أتخافُ علينا ونحنُ ما بين الستمائةِ إلى -[175]- السبعمائةِ؟ قال: «إنكُم لا تدرونَ لعلَّكُم أن تبتلُوا»، فابُتلينا حتى جعلَ الرجلُ منا لا يُصلي إلا سرًا (¬1). للشيخين. ¬
9860 - خلفُ بنُ حوشبٍ: قال: كانُوا يستحبونَ أن يتمثلُوا بهذه الأبياتِ عند الفتنِ. الحربُ أوَّلُ ما تكونُ فتنة. تسعى بزينتها لكل خليلِ. حتى إذا اشتعلت وشبَّ ضرامُها. ولت عجوزًا غير ذات حليلِ. شمطاء تنكر لونها وتغيرت. مكروهةً للشمِ والتقبيلِ (¬1). للبخاري. ¬
9861 - عمرُ: ولد لأخي أمِّ سلمة زوج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - غلامٌ، فسموهُ الوليدَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «سميتموهُ بأسماءِ فراعنتكُم، ليكُوننَّ في هذه الأمةِ رجلٌ يقالُ لهُ الوليدُ، لهو أشدُ على هذه الأمة من فرعونَ لقومه» (¬1). لأحمد. ¬
9862 - أبو أسحاقَ: قلتُ لابن عمرَ: إنَّ المختارَ يزعُم أنهُ يوحى إليهِ، قالَ: صدق {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} [الأنعام: الآية121] (¬1). للأوسطِ. ¬
كتاب الملاحم وأشراط الساعة
كتاب الملاحم وأشراط الساعةِ
9863 - أبو هريرة: رفعهُ: «بُعثتُ أنا والساعةُ كهاتينِ، يعني إصبعيه» (¬1). للبخاري. ¬
9864 - المستوردُ بنُ شدادٍ: رفعهُ: «بُعثتُ في نفس الساعةِ، فسبقتُها كما سبقت هذه لهذه، لإِصبعيهِ، السبابةِ والوسطي» (¬1). للترمذي. ¬
9865 - أبو هريرة: رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ حتى تخرج نارٌ من أرضِ الحجازِ تضئُ أعناقَ الإِبل ببصرى» (¬1). للشيخين. ¬
9866 - ابنُ عمر: رفعهُ: «ستخرجُ نارٌ من حضرموتَ قبل القيامةِ تحشرُ الناسَ»، قالوا: يا رسولَ الله! فما تأمرنا؟ قال: «عليكُم بالشامِ» (¬1). للترمذي. ¬
9867 - أنس: رفعهُ: «أولُ أشراط الساعةِ نارٌ تحشرُ الناسَ من المشرقِ إلى المغرب» (¬1). للبخاري. ¬
9868 - أبو هريرة: رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ حتى تقاتلُوا خوزًا وكرمانَ من الأعاجم، حُمر الوجوه فطس الأنوفِ، صغارَ الأعينِ، وجوهُهُم كالمجان المطرقة نعالهمُ الشعرُ» (¬1). ¬
9869 - وفي روايةٍ: «وهم أهلُ هذا البارزِ». يعني أهل فارسٍ (¬1). ¬
9870 - وفي أُخرى: «لا تقوُم الساعةُ حتى يُقاتلَ المسلمونَ التركَ، قومًا وجوهُم كالمجان المطرقةِ، يلبسون الشَّعرَ ويمشون في الشَّعرِ» (¬1). للستة إلا مالكًا. ¬
9871 - ولأبي داود عن بريدة نحوه وفيه: «تسوقونهم ثلاث مرارٍ حتى تُلحقُوهُم بجزيرة العربِ، فأمَّا في -[177]- السياقةِ الأولى فينجُو من هربَ منهُم، وأمَّا في الثانيةِ فينجُو بعضٌ ويهلكُ بعضٌ، وأمَّا في الثالثة فيصطلمون» (¬1). (¬2). ¬
9872 - وعنه: رفعهُ: «لا تقومُ الساعةَ حتى ينزل الرومُ بالأعماقِ أو بدابق، فيخرجُ إليهم جيشٌ من المدينة من خيار أهلِ الأرضِ يومئذٍ، فإذا تصافُّوا قالت الرومُ: خلُّوا بيننا وبين الذين سبوا منا نُقاتلهمُ، فيقولُ المسلمونَ: لا والله لا نُخلي بينكُم وبين إخواننا فتقاتلُونهُم، فينهزم ثلثٌ لا يتوبُ الله عليهم أبدًا ويُقتلُ ثلثٌ هم أفضلُ الشهداءِ عند الله، ويفتتحُ الثلثُ لا يُفتنونَ أبدًا، فيفتحونَ قسطنطينيَّة، فبينما هم يقتسمون الغنائمَ، قد علَّقُوا سيوفُهم بالزيتُون، إذ صاحَ فيهمُ الشيطانُ، إنَّ المسيحَ الدجالِ قد خلفكُم في أهليكُم، فيخرجونَ، وذلك باطلٌ، فإذ جاءُوا الشامَ خرجَ، فبينما هُم يُعدُّون للقتالِ يسوون صفوفهُم إذ أقيمتِ الصلاةُ، فينزلُ عيسى بنُ مريمَ فأمَّهُم، فإذا رآهُ عدوُّ الله ذابَ كما يذوبُ الملحُ في الماءِ، فلو تركهُ لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتلُهُ بيده، فيريهم دمه بحربته» (¬1). ¬
9873 - ابنُ مسعودٍ: قال: «لا تقومُ الساعةُ حتى لا يُقسمَ ميراثٌ، ولا يُفرحَ بغنيمةٍ»، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشَّام فقال عدوٌّ يجمعونَ لأهلِ الإسلامِ، ويجمعُ لهم أهلُ الإسلام، قيلَ لهُ تعني الرومَ؟ قال: نعم، ويكونُ عند ذاكُم القتالِ ردةٌ شديدةٌ، فيشترطُ المسلمون شرطةً للموتِ لا ترجعُ إلا غالبةً، فيقتتلونَ حتى يحجز بينهم الليلُ، فيفيء هؤلاءِ وهؤلاءِ، وكلٌّ غير غالبٍ، وتفنى الشُّرطةُ، ثم يشترطُ المسلمون شرطةً للموتِ لا ترجعُ إلا غالبةً، فيقتتلونَ حتى يمسُوا، فيفئ هؤلاء وهؤلاء، كلٌّ غير غالبٍ وتفنى الشُّرطةُ، فإذا كان في اليومِ الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلامِ، فيجعلُ الله الدائرةَ عليهم، فيقتتلونَ مقتلةً لا يُرى -[178]- مثلها، حتى إنَّ الطائر ليمرُّ بجنباتهم، فما يُخلِّفهُم حتى يخرَّ ميتًا، فيتعادُّ بنو الأبِ، كانُوا مائةً فلا يجدونهُ بقي منهم إلا الرجلُ الواحدُ فبأي غنيمةٍ يفرحُ أو أيُّ ميراثٍ يقسَّمُ؟ فبينما همُ كذلكَ، إذ سمعُوا بناسٍ هُم أكثرُ من ذلكَ، فجاءهُم الصريخُ؛ إنَّ الدجالَ قد خلفهُم في ذراريهم، فيرفضون ما بأيديهم، ويقبلون فيبعثون عشر فوارسَ طليعةً، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إني لأعرفُ أسماءهُم، وأسماءَ آبائهم، وألوان خيولهم، هُم خيرُ فوارس على ظهرِ الأرضِ يومئذٍ، أو قال من خير فوارسَ» (¬1). ¬
9874 - أبو هريرة: رفعهُ: «سمعتم بمدينةٍ؛ جانبٌ منها في البرِّ وجانبٌ منها في البحرِ»؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قالَ: «لا تقومُ الساعة حتى يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاقَ، فإذا جاءوها نزلُوا فلم يُقاتلوا بسلاحٍ ولم يرموا بسهمٍ، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبرُ، فيسقطُ أحدُ جانبيها»، قال ثورُ بنُ زيدٍ: لا أعلمُهُ إلا قال: «الذي في البحرِ، ثم يقولونَ الثانيةَ: لا إله إلا الله والله أكبرُ، فيسقطُ جانبها الآخرُ، ثم يقولون الثالثةَ: لا إله إلا الله والله أكبرُ، فيفرجُ لهم فيدخلُونها فيغنمونَ، فبينما هم يقتسمونَ المغانم إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شي ويرجعون» (¬1). هي لمسلم. ¬
9875 - وعنه: رفعه «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ والشجرِ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلمٌ، يا عبدَ الله، هذا يهوديٌّ خلفي، فتعالَ فاقتلهُ، إلا الغرقد، فإنهُ من شجر اليهودِ» (¬1). للشيخين. ¬
9876 - حذيفةُ: رفعهُ: «والذي نفسي بيدهِ لا تقومُ الساعةُ حتى تقتُلوا إمامكُم وتجتلدُوا بأسيافكُم، ويرثَ دنياكُم شراركُم» (¬1). ¬
9877 - وعنه رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ حتى يكونَ أسعدُ الناسِ بالدنيا لكعُ ابنُ لكع» (¬1). ¬
9878 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «والذي نفسي بيدهِ لا تقومُ الساعةُ حتى تكلِّمُ السباعُ الإِنس، وحتى يُكلِّمُ الرجلُ عذبةُ سوطِهِ وشراك نعلهِ، وتخبرُه فخذُهُ بما أحدثَ أهله ومن بعدهِ» (¬1). هي للترمذي. ¬
9879 - أبو هريرة رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ حتى تضطربَ ألياتُ نساءِ دوسٍ على ذي الخلصةِ»، وذو الخلصةِ طاغيةُ دوسٍ التي كانُوا يعبدونَ في الجاهليةِ (¬1). ¬
وفي روايةٍ: أنهُ في تبالةَ (¬1). ¬
9881 - وعنه رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ، حتى يقومَ رجلٌ من قحطان، يسوقُ الناسَ بعصاة» (¬1). هما للشيخين. ¬
9882 - أنسُ رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ على أحدٍ يقولُ الله الله» (¬1). لمسلم والترمذي. ¬
9883 - وعنه رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ، حتى يتقاربَ الزمانُ، فتكونُ السنةُ كالشهرِ، والشهرُ كالجمعةِ، والجمعةُ كاليومِ، ويكونُ اليومُ كالساعةِ، وتكون الساعةُ كالضرمة من النارِ» (¬1). للترمذي. ¬
9884 - ابن مسعودٍ رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ إلاَّ على شرار الناسِ» (¬1). لمسلم. ¬
9885 - أبو هريرة رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ، حتى يحسر الفراتُ عن جبلٍ من ذهبٍ، يُقتتلُ عليه، فيقتلُ من كلِّ مائةٍ تسعةٌ وتسعونَ، فيقولُ كلُّ رجلٍ منهم: لعلّي أكونُ أنا أنجو» (¬1). للشيخين وأبي داود والترمذي. ¬
9886 - وعنه ورفعهُ: «والذي نفسي بيده لا تمرُّ الدنيا، حتىَّ يمرَّ الرجلُ بالقبر، فيتمرغُ عليهِ، ويقولُ: يا ليتني مكانَ صاحبِ هذا القبرِ، وليسَ به الدينُ ما به إلا البلاءَ» (¬1). لمالك والشيخينِ. ¬
9887 - وعنه رفعهُ: «لا تذهبِ الليالي والأيامُ، حتى يملك رجلٌ، يقال له: الجهجاهُ أو الجهجلُ» (¬1). لمسلم. ¬
9888 - وعنه رفعهُ: «تقيء الأرضُ أفلاذ كبدها مثل الأسطوانِ من الذهبِ والفضةِ، فيجيء القاتلُ فيقولُ: في هذا قتلتُ، ويجيءُ القاطعُ يقولُ: في هذا قطعتُ رحمي، ويجيء السارقُ فيقولُ: في هذا قُطعتْ يدي، ثم يدعونهُ فلا يأخذونَ منه شيئًا» (¬1). لمسلم والترمذي. ¬
9889 - سلامةُ بنت الحرِّ رفعتهُ: «إنَّ من أشراطِ الساعةِ أن يتدافعَ أهلُ المسجدِ الإمامةَ، فلا يجدونَ إمامًا يُصلي بهم» (¬1). ¬
9890 - عبد الله بن حوالةَ رفعهُ: «يا ابن حوالةَ، إذا رأيتَ الخلافةَ قد نزلتِ الأرضَ المقدسةَ فقد دنت الزلازلُ والبلابلُ والأمورُ العظامُ، والساعةُ يومئذٍ أقربُ من الناسِ من يدي هذه من رأسكَ» (¬1). هما لأبي داود. ¬
9891 - أبو هريرة رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ حتى تقتتلَ فئتانِ عظيمتان، يكونُ بينهما مقتلهُ عظيمةٌ دعواهما واحدةٌ، وحتى يُبعثَ دجالونَ كذابونَ قريبٌ من ثلاثين، كلُّهم يزعمُ أنهُ رسولُ الله، وحتى يُقبضَ العلمُ، وتكثر الزلازلُ، ويتقاربَ الزمانُ، وتظهرَ الفتنُ، ويكثرَ الهرجُ، وهو القتلُ، وحتى يكثر فيكمُ المالُ فيفيض، حتى يهمَّ رب المالِ من يقبلُ صدقته، وحتى يعرضهُ فيقولَ -[181]- الذي عُرض هو عليه: لا أرب لي فيه، وحتى يتطاولَ الناسُ في البنيان، وحتى يمرَّ الرجلُ بقبر الرجلِ فيقول: يا ليتني مكانهُ، وحتى تطلعَ الشمسُ من مغربها فإذا طلعت ورآها الناسُ آمنوا أجمعون، فذلك حينَ لا ينفعُ نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبلُ أو كسبت في إيمانها خيرًا، فلتقومنَّ الساعةُ وقد نشر الرجلانِ ثوبهما بينهما فلا يتبايعانهِ ولا يطويانه، ولتقومنَّ الساعةُ وقد انصرفَ الرجلُ بلبنٍ لقحته فلا يطعمُهُ، ولتقومنَّ الساعةُ وهو يليطُ حوضهُ فلا يُسقى فيه، ولتقومنَّ الساعة وقد رفع أكلتهُ إلى فيه فلا يطعمها» (¬1). ¬
9892 - في رواية: «وحتى تعودَ أرضُ العربِ مروجًا وأنهارًا». (¬1) للشيخين. ¬
9893 - حذيفةُ بنُ أسيدٍ الغفاري رفعهُ: «إنها لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آياتٍ، فذكر الدخانَ، والدجالَ، والدابة، وطلوعَ الشمس من مغربها، ونزول عيسىَ، ويأجوجَ ومأجوجَ، وثلاثةَ خسوفٍ؛ خسفٌ بالمشرقِ، وخسفٌ بالمغربِ، وخسفٌ بجزيرة العرب، وآخرُ ذلك نارٌ، تطردُ الناسَ إلى محشرهم». (¬1) ¬
9894 - وفي روايةٍ: «وريحٌ تلقي الناسَ في البحرِ». (¬1) ¬
9895 - في أخرى: «ونارٌ تخرجُ من قعر عدن تسوقُ الناسَ، فتبيتُ معهُم حيثُ باتُوا، وتقيلُ معهم حيثُ قالوا». (¬1) لمسلم وأبي داود والترمذي. ¬
9896 - أبو هريرة رفعه: «إذا اتُّخذ الفيء دولاً، والأمانةُ مغنمًا، والزكاةُ مغرمًا، وتعلِّم العلمُ لغير الدينِ، وأطاع الرجلُ امرأتهُ، وعقَّ أمَّهُ، وأدنى صديقهُ وأقصى أباهُ، وظهرتِ الأصواتُ في المسجدِ، وسادَ القبيلة فاسقهمُ، وكانَ زعيمُ القوم أرذلهم، -[182]- وأكرم الرجلُ مخافةَ شرِه، وظهرتِ القيناتُ والمعازفُ، وشُربت الخمور، ولعن آخرُ هذه الأمةِ أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراءَ، وزلزلةً وخسفًا ومسخًا، وقذفًا، وآياتٍ تتابعُ كنظام بال انقطع سلكُه فتتابعُ». (¬1) للترمذي. ¬
9897 - عوفُ بنُ مالكٍ رفعهُ: «اعدد ستًا بين يدي الساعةِ: موتي ثم فتحُ بيتُ المقدسِ، ثم موتان يأخذُ فيكُم كعقاصِ الغنمِ، ثم استفاضةُ المالِ حتى يُعطى الرجلُ مائةَ دينارٍ، فيظلُّ ساخطًا، ثم فتنةٌ لا يبقى بيتٌ من العربِ إلا دخلتهُ، ثم هدنةٌ تكونُ بينكُم وبين بني الأصفرِ، فيغدرونَ فيأتونكُم تحت ثمانين غايةٍ، تحت كلِّ غايةٍ اثنا عشر ألفًا». (¬1) للبخاري. ¬
9898 - ابنُ عمرو بن العاصِ رفعهُ: أولُ الآية خروجًا، طلوعُ الشمسِ من مغربها، وخروجُ الدابةِ على الناسِ ضحىً، وأيتُهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبًا. (¬1) لمسلمٍ وأبي داودَ. ¬
9899 - أبو أمامة رفعهُ: «تخرجُ الدابةُ فتسمّ الناسُ على خراطيمهم، ثمَّ يُعمِّرون فيكُم حتى يشتري الرجلُ البعير، فيقولُ: ممَّن اشتريته؟ فيقولُ: اشتريتهُ من أحدِ المخُطمين». (¬1) لأحمد. ¬
9900 - أبو هريرة رفعهُ: «بئس الشعبُ جيادٌ قالها مرتين أو ثلاثًا قالوا: فيم يا رسولُ الله؟ قالَ: تخرجُ منهُ الدابةُ فتصرخَ ثلاثَ صرخاتٍ، فيسمعها من بين الخافقينِ». (¬1) للأوسط بضعفٍ. ¬
9901 - حذيفةُ بنُ أسيدٍ أراهُ رفعهُ: «تخرجُ الدابةُ من أعظم المساجدِ، فبينما هم كذلك إذا رنتِ الأرضُ، فبينما هُم كذلك إذ تصدَّعت، قال ابنُ عيينةَ: تخرجُ حتى -[183]- يسيرَ الإِمامُ من جمعٍ، وإنما جُعل سابق الحاجِ ليخبرَ الناسَ أنَّ الدابةَ لم تخرج». (¬1) للأوسط. ¬
9902 - ابنُ عمرو بن العاص رفعهُ: «إذا طلعتِ الشمسُ من مغربها خرَّ إبليسُ ساجدًا، ينادي ويجهرُ مرني أن أسجدَ لمن شئتَ، فتجتمعُ إليهِ زبانيتُهُ، فيقولونَ: يا سيدهُم ما هذا التضرُّعُ؟ فيقولُ: إنما سألتُ ربي أن يُنظرني إلى الوقتِ المعلومِ، وهذا الوقتُ المعلومُ، ثم دابَّةُ الأرضِ من صدعٍ في الصفا، فأوَّلُ خطوةٍ تضعهُا بأنطاكيةَ، فتأتي إبليسَ فتلطمهُ». (¬1) للكبيرِ والأوسطِ بضعفِ. ¬
9903 - معاذ رفعهُ: «عمرانُ بيتُ المقدسِ خرابُ يثربَ، وخرابُ يثربَ خروجُ الملحمةِ، وخروجُ الملحمةِ فتحُ قسطنطينةَ، وفتحُ القسطنطينةَ خروجُ الدجالِ، ثم ضربَ بيدهِ على فخذِ الذي حدثهُ أو منكبهُ، ثم قالَ: إنَّ هذا لحقٌ كما إنكَ قاعدٌ هاهنا»، (¬1) يعني معاذًا. ¬
9904 - وفي روايةٍ: «الملحمةُ الكبرى، وفتحُ القسطنطينة، وخروجُ الدجالِ في سبعةِ أشهرٍ». (¬1) لأبي داود والترمذي. ¬
9905 - عبدُ الله بنُ بسرٍ رفعهُ: «بينَ الملحمةِ وفتحِ المدينةِ ست سنينَ، ويخرجُ المسيحُ الدجالُ في السابعةِ». (¬1) لأبي داود. ¬
9906 - ابنُ عمرو بن العاصِ: بينما نحنُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نكتبُ، إذ سُئل: أيُّ المدينتينِ تُفتحُ أولاً، قسطنطينةَ أو روميةَ؟ فقال: «لا بل مدينةَ هرقلٍ أولاً» (¬1) للدارمي. ¬
9907 - عائشة رفعتهُ: «يكونُ في آخرِ هذه الأمةِ خسفٌ، ومسخٌ، وقذفٌ» قلتُ: يا رسولَ الله! أنهلكُ وفينا الصالحونَ؟ قال: «نعم، إذا كثُر الخبثُ» (¬1). للترمذي. ¬
9908 - نافع بن عتبةَ بن أبي وقاصٍ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «لقومٌ من قبلِ المغربِ عليهم ثيابُ الصوفِ تغزون جزيرةَ العرب، فيفتحها الله، ثمَّ فارسَ، فيفتحها الله، ثم تغزونَ الرومَ، فيفتحها الله، ثم تغزونَ الدجالَ، فيفتحه الله» (¬1) لمسلم. ¬
9909 - جابرُ سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - «يقولُ قبلَ أن يموتَ بشهرٍ: تسألوني عن الساعةِ وإنَّما علمُها عند الله، وأقُسمُ بالله ما على الأرضِ من نفسٍ منفوسةٍ اليومَ يأتي عليها مائةُ سنةٍ وهي حيةٌ يومئذٍ»، فسَّرها عبد الرحمن صاحبُ السقايةِ نقصَ العمرِ، وقال ابنُ أبي الجعدِ: إنما هي نفسٌ مخلوقةٌ يومئذٍ. (¬1) لمسلم والترمذي. ¬
9910 - لهما وللبخاري ولأبي داود عن ابن عمر بنحوه وفيه: يريدُ بذلك أن ينخرمَ ذلك القرنُ. (¬1) ¬
9911 - عائشةُ كانَ الأعرابُ إذا قدمُوا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سألُوهُ عن الساعةِ متى الساعةُ؟ فينظرُ إلى أحدثِ الناسِ منهم، فيقولُ: «إنَّ يعشْ هذا لم يدركهُ الهرمُ حتى قامت عليكمُ الساعةُ» (¬1). قال هشامُ: يعني موتهُ. للشيخينِ. ¬
9912 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «لا تأتي مائةُ سنةٍ وعلى الأرضِ نفسٌ منفوسةٌ اليومَ». (¬1) لرزين. ¬
9913 - ابنُ مسعودٍ رفعهُ: «لو لم يبق من الدنيا إلا يومٌ واحدٌ، لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعثَ الله فيه رجلاً منِّي أو من أهلِ بيتي، يواطئُ اسمهُ اسمي واسمُ أبيه اسم أبي، يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلاً، كما مُلئت ظلمًا وجورًا» لأبي داود والترمذي. (¬1) ¬
9914 - أم سلمةَ رفعتهُ: «المهدي من عترتي من ولد فاطمةَ» لأبي داود. (¬1) ¬
9915 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «المهدي مني، أجلى الجبهةِ أقنىَ الأنفِ، يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلاً كما مُلئت جورًا وظلمًا، يملكُ سبعَ سنينَ». للترمذي وأبي داودَ بلفظهِ. (¬1) ¬
9916 - علي: ونظرَ إلى ابنهِ الحسنِ فقال: إنَّ ابني هذا سيدكُما، سمَّاهُ: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وسيخرجُ من صلبهِ رجلٌ يُسمى باسم نبيِّكُم، يشبُههُ في الخُلُق ولا يشبهه في الخَلْق. لأبي داود. (¬1) ¬
9917 - وعنهُ رفعهُ: «المهدي منَّا أهل البيت، يُصلحُهُ الله في ليلةٍ». للقزويني. (¬1) ¬
9918 - فاطمةُ بنتُ قيسٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمرَ، فنُودي الصلاةُ جامعةٌ، فلمَّا قضى الصلاة جلس على المنبر وهو يضحكُ، فقال: «ليلزم كلُّ إنسان مصلاهُ»، ثم قال: «هل تدرون لم جمعتُكم»؟ قالوا: الله ورسولهُ أعلمُ، قال: «إني ما -[186]- جمعتُكُم لرغبةٍ ولا لرهبةٍ، ولكن جمعتُكُم لأن تميمًا الداري كان رجلاً نصرانيًا، فجاء فبايعَ وأسلم، وحدثني حديثًا وافق الذي كنتُ أحدثكُم عن المسيحِ الدجالِ، حدثني أنهُ ركبَ في سفينةٍ بحريةٍ مع ثلاثين رجلاً من لخمٍ وجذامَ، فلعب بهمُ الموجُ شهرًا في البحرِ، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحرِ حيثُ مغربُ الشمس، فجلسُوا في أقرب السفينة، فلقيتهم دابةٌ أهلبُ كثير الشَّعر، لا يدرون ما قبله من دُبره، فقالوا: ويلك ما أنتِ؟ قالت: أنا الجساسةُ، قالوا: وما الجساسةُ؟ قالت: أيُّها القومُ انطلقُوا إلى هذا الرجل الذي في الدير فإنهُ إلى خبركُم بالأشواقِ، قال: لمَّا سمَّت لنا رجلاً فزعنا منها أن تكونَ شيطانةٌ، فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسانٍ رأيناهُ قطُّ خلقًا، وأشدُّهُ وثاقًا، مجموعةٌ يداهُ إلى عنقهِ ما بين ركبتيهِ إلى كعبيه بالحديدِ، قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتُم على خبري فأخبروني ما أنتمُ قالوا: نحنُ ناسٌ من العربِ، ركبنا في سفينةٍ بحريةٍ فصارفنا البحرُ حين اغتلمَ فلعب بنا الموجُ شهرًا، ثم أرفئنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابةٌ أهلبُ كثيرُ الشعرِ لا ندري ما قبلهُ من دُبرهِ من كثرةِ الشعرِ، فقلنا: ويلك ما أنتِ؟ فقالت: الجساسةُ، قلنا: وما الجساسةُ؟ قالت: اعمُدوا إلى هذا الرجلِ الذي في الدير فإنَّهُ إلى خبركُم بالأشواقِ، فأقبلنا إليكَ سراعًا وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكونَ شيطانةٌ، فقالَ: أخبروني عن نخل بيسانَ، قلنا: عن أيِّ شأنها تستخبرُ؟ قال: أسألكُم عن نخلها هل يثمُر؟ فقلنا له: نعم، قال: أما إنها توشكُ أن لا تُثمر، قال: أخبروني عن بحيرةِ طبرية، قلنا: عن أيِّ شأنها تستخبرُ؟ قالَ: هل فيها ماءٌ؟ قالوا: هي كثيرةُ الماءِ، قال: أما ماؤها يوشكُ أن يذهبَ، قالَ: أخبروني عن عين زُغر، قالوا: عن أيِّ شأنها تستخبرُ؟ قال: هل في العينِ ماءٌ، وهل يزرعُ أهلها بماءِ العينِ؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماءِ، وأهلها يزرعونَ من مائها، قال: أخبروني عن نبيِّ الأميين ما فعل؟ قالُوا: قد خرج من مكَّة، ونزل يثرب، قال: أقاتلُه العربُ؟ قلنا: نعم، قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العربِ وأطاعوهُ، قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم، قال أما إنَّ ذلك خيرٌ لهم أن يطيعُوهُ، وإني مخبركُم عني، أنا المسيحُ، وإني يوشكُ أن يؤذنَ لي في الخروجِ، فأخرجَ وأسير في الأرضِ، فلا أدُع قريةً إلا هبطتُها في أربعين ليلةً غير مكةً وطيبةَ، فأنهما -[187]- محرمتان علىَّ كلتاهما، كلَّما أردتُ أن أدخل واحدةً منهما، استقبلني ملكٌ بيده السيفُ، صلتًا يصدُّني عنها، وإنَّ على كلِّ نقبٍ من أنقابها ملائكة يُحرسونها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطعنَ بمخصرته في المنبر، هذه طيبةُ هذه طيبةُ هذه طيبةُ، ألا هل كنتُ حدثتكُم ذاك؟ فقال الناسُ: نعم، قال: فإنه قد أعجبني حديثُ تميمٍ، إنه وافق الذي كنتُ أحدثكُم عنهُ وعن المدينة ومكة، إلا أنه في بحر الشام أو بحر اليمنِ، لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق. من قبل المشرق ما هو» وأومأ بيده إلى المشرق، قالت: فحفظتُ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. (¬1) ¬
9919 - ومن رواياته: قالت: فسمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبرِ يخطبُ، فقال: «إن بني عمٍّ لتميم الداري ركبُوا في البحر ... » وساقوا الحديث. (¬1) ¬
9920 - ومنها: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أخرجَ تميمًا إلى الناسِ فحدثهُم. (2)
9921 - ومنها: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - «أيها الناسُ، حدثني تميمُ الداري أنَّ أناسًا من قومه كانُوا في البحر في سفينة فخرجُوا إلى جزيرة ... » وساق الحديث. (¬1) ¬
9922 - ومنها قالت: صلى الظهرَ ثمَّ صعدَ المنبرَ. (¬1) ¬
9923 - ومنها: أنهُ أخَّر العشاءَ الآخرة ذات ليلةٍ، ثم خرجَ. فقالَ: «إنه حبسني حديثٌ كان يحدثنيه تميمُ الداري عن رجلٍ كان في جزيرةٍ». بنحوه. وفيه: أنَّ الجساسةَ قالت له: اذهبْ إلى ذلك القصرِ، فأتيتُه، فإذا رجلٌ يجرُّ شعره مسلسلٌ في الأغلالِ ينزو فيما بين السماءِ والأرض. (¬1) ¬
9924 - ومنها: أنَّ أناسًا من أهلِ فلسطين ركبُوا سفينةً في البحر، فجالت بهم بنحوه، وفيه: قالت: أنا الجساسةُ، قالوا: فأخبرينا، قالت: لا أخبرُكم ولا أستخبرُكم، ولكن ائتوا أقصى القريةِ، فإنَّ ثمَّ من يخبركم ويستخبركُم، فأتينا أقصى القريةِ فإذا رجلٌ موثَّقٌ بنحوه، وفيه: -[188]- قال: أخبروني عن نخلِ بيسانَ الذي بين الأردنِ وفلسطين هل أطعمَ؟ قلنا: نعم. لمسلم والترمذي وأبي داود. (¬1) ¬
9925 - وله عن جابر نحوه وفيه: شهدَ جابرُ أنه ابنُ صيادٍ، قلتُ: فإنهُ قد ماتَ، قال: وإن ماتَ، قلتُ: فإنَّهُ أسلمَ، قالَ: وإن أسلم، قلتُ: فإنه قد دخل المدينةَ، قالَ: وإن دخلَ المدينةَ. (¬1) ¬
9926 - النواسُ بنُ سمعانَ: ذكرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الدجالَ ذات غداةٍ فخفضَ فيهِ ورفعَ حتى ظنناهُ في طائفةِ النخلِ، فلمَّا رُحنا إليه عرفَ ذلك فينا فقال: «ما شأنُكُم؟» قلنا: يا رسولَ الله! ذكرتَ الدجالَ غداةً فخفضتَ فيهِ ورفعت حتى ظنناهُ في طائفة النخلِ، فقال: «غيرُ الدجالِ أخوفني عليكُم، إن يخرج وأنا فيكُم فأنا حجيجُه دونكُم، وإن يخرج ولستُ فيكُم فامرؤ حجيجُ نفسهِ، والله خليفتي على كلِّ مسلمٍ، إنهُ شابٌ قططُ عينه طافيةٌ، كأني أشبهُهُ بعبدِ العُزى بن قطنٍ، فمن أدركه منكُم فليقرأ عليه فواتحَ سورةِ الكهف، فإنَّهُ خارجُ خلةٍ بين الشام والعراق، فعاث يمينًا وعاثَ شمالاً، يا عبادَ الله فاثبتُوا»، قلنا: يا رسولَ الله! فما لبثهُ في الأرضِ؟ قال: «أربعونَ يومًا، يومٌ كسنةٍ، ويومٌ كشهرٍ، ويومٌ كجمعةٍ، وسائرُ أيامِه كأيامكُم»، قلنا: يا رسولَ الله! فذاك اليومُ الذي كسنةٍ أتكفينا في صلاةُ يومٍ؟ قالَ: «لا، اقدرُوا له قدرهُ»، قلنا: يا رسولَ الله, وما إسراعُهُ في الأرضِ؟ قالَ: «كالغيثِ استدبرتهُ الريحُ، فيأتي على القوم فيدعُوهُم فيؤمنونَ به ويستجيبونَ له، فيأمرُ السماء فتُمطرُ، والأرضَ فتنبتُ، فتروحُ عليهم سارحتُهم أطول ما كانت درًّا، وأشبعهُ ضروعًا، وأمدَّهُ خواصرَ، ثمَّ يأتي القومُ فيدعُوهم فيردونَ عليه قولهُ، فينصرفَ عنهم، فيصبحوا ممحلينَ ليسَ -[189]- بأيديهم شيءٌ من أموالهم ويمرُّ بالخربةِ فيقولُ لها: أخرجي كنوزكِ، فتتبعُه: كنوزُها كيعاسيب النحلِ، ثم يدعو رجلاً ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيفِ فيقطعهُ جزلتين رمية الغرضِ، ثم يدعُوه فيقبلُ ويتهللُ وجهُهُ ويضحكُ، فبينما هو كذلك إذ بعث الله تعالى المسيحَ بن مريم، فينزلُ عند المنارةِ البيضاءِ شرقيِّ دمشق بينَ مهرودتين، واضعٌ كفيهِ على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسهُ قطرَ، وإذا رفعَ تحدَّرَ منهُ جمانُ اللؤلؤ، فلا يحل لكافرٍ يجدُ ريح نفسهِ إلا ماتَ، ونفسهُ ينتهي حيثُ ينتهي طرفُهُ، فيطلبُهُ حتى يدركهُ ببابِ لدٍّ فيقتلهُ، ثم يأتي عيسىَ قومٌ قد عصمهُم الله منهُ، فيمسحَ عن وجوههم ويحدثُهم بدرجاتهم في الجنَّةِ، فبينما هو كذلك إذا أوحى الله تعالى إلى عيسي أني قد أخرجتُ عبادًا لي لا يدانِ لأحدٍ بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطورِ، ويبعثُ الله يأجوج ومأجوجَ، وهُم من كلِّ حدبٍ ينسلونَ، فيمرُّ أوائلهُم على بحيرةِ طبرية فيشربونَ ما فيها، ويمرُّ آخرهُم فيقولون: لقد كانَ بهذه مرةً ماءٌ، ويحصر نبيُّ الله عيسىَ وأصحابُه حتى يكونَ رأسُ الثورِ لأحدهم خيرًا من مائةِ دينارٍ، لأحدكم اليومَ، فيرغبُ عيسى وأصحابهُ، فيرسلَ الله عليهمُ النغفَ في رقابهم، فيصبحونَ فرسىَ كموتِ نفسٍ واحدةٍ، ثم يهبطُ عيسى وأصحابهُ إلى الأرضِ، فلا يجدونَ في الأرضِ موضع شبرٍ إلا ملأهُ زهمُهُم ونتنُهم، فيرغبُ عيسى وأصحابهُ إلى الله تعالى، فيرسلَ الله طيرًا كأعناق البخت، فتحملهُم فتطرحهُم حيثُ شاءَ الله، ثم يرسلُ الله مطرًا لا يكُن منه بيتُ مدرٍ ولا وبرٍ فيغسل الأرضَ حتى يتركها كالزلقة، ثم يقالُ للأرضٍ: أنبتي ثمرتك، وردي بركتكِ، فيومئذٍ تأكلُ العصابةُ من الرمانةِ يستظلونَ بقحفها، ويباركُ الله في الرسلِ حتى أن اللقحةَِ من الإِبلِ لتكفي الفئامَ من الناسِ، واللقحةُ من البقرِ لتكفي القبيلةَ من الناسِ، واللقحةُ من الغنم لتكفي الفخذ من الناسِ، فبينما هم كذلك إذ بعثَ الله تعالى ريحًا طيبةً، فتأخذهُم تحت آباطهم، فتقبضَ روحُ كلِّ مؤمن وكلِّ مسلمٍ، ويبقىَ شرارُ الناسِ يتهارجونَ فيها تهارج الحُمر، فعليهم تقومُ الساعةُ». وفي روايةٍ: بعد قوله: «لقد -[190]- كان بهذه مرةً ماءٌ: ثم يسيرونَ حتى ينتهوا إلى جبلِ الخمرِ، وهو جبلٌ بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرضِ، فلنقتلَ من في السماءِ، فيرمون بنشابهم إلى السماءِ، فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبةً دماءً». لمسلم وأبي داود والترمذي. (¬1) ¬
9927 - وللقزويني بضعفٍ نحوه عن أبي أمامةَ وفيه: «إنَّ من فتنتهِ أن يقول لأعرابيّ: أرأيت إن بعثتُ إليك أباكَ وأمك، أتشهدُ إني ربُّك؟ فيقول: نعم، فيتمثل لهُ شيطانانِ في صورة أبيهِ وأمهِ فيقولانِ: يا بنيَّ! اتبعهُ فإنهُ ربُّك، وفيه: لا يبقى شيء من الأرضِ إلا وطأهُ، إلا مكةَ والمدينة فإنَّه لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيتهُ الملائكةُ بالسيوفِ صلتةً، حتى ينزل عند الظريبِ الأحمرِ عند منقطعِ السبخةِ، فترجفَ المدينةُ بأهلها ثلاثَ رجفاتٍ فلا يبقى منافقُ ولا منافقةٌ إلا خرجَ إليهِ، فتنفي الخبث منها كما ينفي الكيرُ خبث الحديدِ، ويُدعى ذلك اليوم يومُ الخلاصِ، قالت أمُّ شريكٍ: يا رسولَ الله! فأينَ العربُ يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليلٌ، وجلُّهم ببيتِ المقدسِ، وإمامُهُم رجلٌ صالحٌ، فبينما إمامُهم قد تقدَّم يصلي بهم الصبحَ، إذ نزلَ عليهم عيسىَ. -[191]- وفيه أنَّ أيامهُ أربعونَ سنةً، السنةُ كنصفِ سنةٍ، والسنةُ كالشهرِ، والشهرُ كالجمعةِ، وآخرُ أيامهِ كالشررةِ، يصبحُ أحدُكمُ على بابِ المدينةِ فلا يبلغَ بابها الآخرَ، حتى يُمسي، فقيلَ: يا رسولَ الله كيفَ نُصلي في تلك الأيام القصارِ؟ قال: «تُقَدِّرونَ فيها الصلاةَ كما تقدرونها في هذه الأيام الطوالِ، ثمَّ صلُّوا، فيكونَ عيسى في أمتي حكمًا وعدلاً وإمامًا مقسطًا، يدقُّ الصليب، ويذبحُ الخنزير، ويضعُ الجزيةَ، وتُتركُ الصدقةُ، فلا يسعى على شاةٍ ولا بعيرٍ، وتُرفعُ الشحناءُ والتباغضُ، وتُنزعُ حمةُ كلِّ ذاتِ حمة، حتى يُدخل الوليدُ يدهُ في في الحيةِ فلا تضرهُ، وتفرُّ الوليدةُ الأسد فلا يضرَّها، ويُكونُ الذئبُ في الغنم كأنَّه كلبُها، وتملأُ الأرضُ من السِّلمِ كما يُملأُ الإناءُ من الماء، وتكونُ الكلمةُ واحدة، فلا يُعبد إلا الله، وتضعُ الحربُ أوزارها، وتسلبُ قريشٌ ملكها، وتكونُ الأرضُ كفاثور الفضةِ، تنبتُ نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانةِ فتشبعهُم، ويكونُ الثورُ بكذا وكذا من المالِ، وتكونُ الفرسُ بالدريهمات»، قيلَ: يا رسولَ الله! وما يُرخصُ الفرسَ؟ قال: «لا يُركبَ لحربٍ أبدًا»، قيل لهُ: فما يُغلي الثورَ؟ قال: «تُحرثُ الأرضُ كلُّها. وإنَّ قبل خروجِ الدجالِ ثلاثُ سنواتٍ شدادٌ، يصيبُ الناسُ فيها جوعٌ شديدٌ، يأمرُ الله السماءَ السنة الأولى أن تحبسَ ثلثَ مطرها، ويأمرُ الأرضَ فتحبسَ ثلثُ نباتها ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثانيةِ فتحبسَ ثلثيّ مطرها، ويأمرُ الأرضَ فتحبسَ ثلثىّ نباتها، ثم يأمرَ السماءَ في السنةِ -[192]- الثالثةِ، فتحبسَ مطرها كلَّهُ، فلا تقطرُ قطرةً، ويأمرُ الأرضَ فتحبسَ نباتها كله، فلا تُنبتَ خضرًا، فلا يبقى ذاتُ ظلفٍ إلا هلكتْ، إلا ما شاء الله» قيلَ: فما يُعيشُ الناسَ ذلكَ الزمانَ؟ قالَ: «التهليلُ والتكبيرُ والتسبيحُ والتحميدُ، ويجزئ ذلك عنهم مجزأةَ الطعامِ»، قالَ المحاربي: ينبغي أن يدفعَ هذا الحديثُ إلى المؤدب حتى يعلمهُ الصبيانَ في الكتابِ (¬1). ¬
9928 - ابنُ عمرو بن العاص رفعهُ: إنَّ يأجوجَ ومأجوجَ من ولدِ آدمَ، ولو أرسلُوا لأفسدُوا على الناسِ معايشهم، ولن يموتَ منهم رجلٌ إلا تركَ من ذريتهِ ألفًا فصاعدًا، وإنَّ من ورائهم ثلاثُ أمم، تأولُ تارسُ ومنسكُ. للكبير والأوسط (¬1). ¬
9929 - لهُ عن حذيفةَ رفعهُ: «يأجوجُ أمةٌ، ومأجوجُ أمةٌ، كلُّ أمةٍ أربعمائةَ ألف أمةٍ، لا يموتُ الرجلُ حتى ينظرَ إلى ألفِ ذكرٍ بين يديهِ من صُلبهِ، كلٌّ قد حمل السلاحَ»، قلتُ: يا رسولَ الله! صفهُم لنا، قال: «همُ ثلاثةُ أصنافٍ، فصنفٌ منهم أمثالُ الأرز»، قلتُ: وما الأرزُ؟ قالَ: «شجرٌ بالشام، طولُ الشجرِ عشرونَ ومائةِ ذراع في السماءِ»، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: «هؤلاءِ الذينَ لا يقومُ لهم جبلٌ ولا حديدٌ. وصنفٌ منهم يفترشُ أذنه ويلتحفُ بالأخرىَ، لا يمرونَ بفيلٍ ولا وحشٍ ولا جملٍ ولا خنزير إلا أكلُوهُ، ومن ماتَ منهم أكلُوه، ومقدمتهُم بالشامِ وساقتُهم بخراسانَ، يشربون أنهارَ المشرقِ وبحيرةَ طبريةَ». (¬1) ¬
9930 - أبو سعيدٍ حدثنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن الدجالِ: فكان فيما حدَّثنا به أن قالَ: «يأتي الدجالُ وهو محرمٌ عليه أن يدخل نقاب المدينةِ، فينتهي إلى بعض السباخِ التي بالمدينةِ، فيخرجَ إليه يومئذ رجلٌ هو خيرُ الناسِ، أو من خير الناسِ، فيقولُ: أشهدُ أنَّكَ الدجالٌ الذي حدثنا عنك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حديثهُ، فيقولُ الدجال: أرأيتم إن قتلتُ هذا ثم أحييتهُ هل -[193]- تشكُّون في الأمرِ؟ فيقولون: لا، فيقتلهُ ثم يحييهِ، فيقولُ: حين يحييهِ: والله ما كنتُ قطُّ أشدُّ بصيرةً مني اليومَ، فيقولُ الدجالُ أقتله، فلا يسلط عليه». (¬1) ¬
9931 - وفي روايةٍ بنحوه وفيهِ: «قولُ الرجلِ: هذا الدجالُ الذي ذكر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فيأمرُ بهِ فيشج، فيقولُ: خُذُوهُ وأشجوه، فيوسع ظهره وبطنهُ ضربًا، فيقولُ: أما تؤمنُ بي؟ فيقولُ: أنت المسيحُ الكذَّابُ، فيؤمر بهِ فيوشرُ بالمنشار من مفرقهِ حتى يفرقَ بين رجليه، ثم يمشي الدجَّالُ بين قطعتينِ، ثم يقولُ له: قُمْ، فيستوي قائمًا، ثم يقولُ له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما أزددتُ فقيكَ إلا بصيرةً، ثم يقولُ: يا أيها الناسَ! إنه لا يفعل بعدُ بأحدٍ من الناسِ، فيأخذه الدجالُ ليذبحه، فيجعلُ ما بين رقبتهِ إلى ترقوته نحاسًا، فلا يستطيعَ إليهِ سبيلاً، فيأخذُ بيديهِ ورجليه فيقذف به، فيحسبَ الناسُ أنما قذفهُ في النارِ، وإنما أُلقي في الجنةِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: هذا أعظمُ الناسِ شهادةً عند ربِّ العالمينَ». للشيخين. (¬1) ¬
9932 - حذيفة رفعهُ: «لأنا أعلمُ بما مع الدجالِ منه، معهُ نهران يجريان أحدُهما رأي العين ماءٌ أبيضُ، والآخرُ رأي العينِ نارٌ تأجج، فإما أدركن أحدٌ فليأتِ النهرَ الذي يراهُ نارًا وليغمضَ، ثم ليطأطئ رأسهُ فيشرب منهُ، فإنهُ ماءُ باردٌ، وإنَّ الدجالَ ممسوحُ العينِ عليها زفرةٌ غليظةٌ، مكتوبٌ بين عينيه كافرٌ، يقرأُهُ كلُّ مؤمنٍ كاتبٌ وغير كاتبٍ». (¬1) ¬
9933 - وفي روايةٍ: «الدجالُ أعوُر العين اليسرى، جفالُ الشَّعرِ معهُ جنةٌ ونارٌ، فنارُه جنةٌ، وجنتهُ نارٌ». للشيخين وأبي داود. (¬1) ¬
9934 - المغيرةُ ما سألَ أحدُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدجالِ أكثر مما سألتُه، وإنه قال لي: «ما يضركَ منهُ»، قلتُ: إنُهم يقولون: إنَّ معه جبلُ خبزٍ ونهرُ ماءٍ، قال: «هو أهونُ على الله من ذلكَ». للشيخين. (¬1) ¬
9935 - أمُّ شريكٍ رفعتهُ: «ليفرنَّ الناسُ من الدجالِ في الجبالِ»، قلتُ يا رسولَ الله! فأين العربُ يومئذٍ؟ قال: «هم قليلٌ». لمسلم والترمذي. (¬1) ¬
9936 - عمرانُ بن حصينٍ رفعهُ: «من سمع الدجال فلينأ عنهُ فوالله إنَّ الرجلَ ليأتيهُ وهو يحسبُ أنه مؤمنٌ فيتبعه مما بعث به من الشبهاتِ». لأبي داود. (¬1) ¬
9937 - وعنه رفعهُ: «ما بين خلق آدمَ إلى قيام الساعةِ خلقٌ أكبرُ من الدجالِ». (¬1) ¬
9938 - وفي روايةٍ: «أمرٌ أكبرُ من الدجال». لمسلم. (¬1) ¬
9939 - ابنُ عمر رفعهُ: «إنَّ الله ليس بأعورَ، إلا إنَّ المسيحَ الدجال أعورُ العينِ اليمنى، كأنَّ عينيهِ عنبةٌ طافئةٌ». (¬1) ¬
9940 - وفي روايةٍ: «تعلمونَ أنهُ ليس يرى أحدٌ منكُم ربَّهُ حتى يموتَ، وأنهُ مكتوبٌ بين عينيه كافرٌ يقرؤه من كره عمله». للشيخين وأبي داود والترمذي. (¬1) ¬
9941 - ولهم عن أنس رفعهُ: «ما من نبيٍّ إلا وقد أنذر أمته الأعورَ الكذاب، ألا إنَّهُ أعورٌ، وإنَّ ربَّكُمْ ليس بأعورَ، مكتوبٌ بين عينيه ك ف ر». (¬1) ¬
9942 - عبادةُ بن الصامت رفعهُ: «إني حدثتُكُم عن الدجالِ حتى خشيتُ أن لا تعقلُوا، إنَّ المسيحَ الدجالَ قصيرٌ أفحج، جعدُ، أعورُ، مطموسُ العين، ليست بناتئةٍ ولا حجراءَ، فإن التبسَ عليكُم فاعلمُوا أنَّ ربكُم ليس بأعور».لأبي داود. (¬1) ¬
9943 - له للترمذي عن أبي عبيدةَ بن الجراحِ نحوه وفيه: «لعلَّهُ سيدركُهُ بعض من رآني وسمع كلامي»، قالوا: يا رسولَ الله! فكيف قلوبنا يومئذٍ؟ قال: «مثلُها يعني اليوم أو خيرُ». (¬1) ¬
9944 - أبو سعيدٍ: أنهُ سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الدجالِ فقالَ: «هو يومُه هذا قد أكلَ الطعامَ، وإني أعهدُ إليكم فيه عهدًا لم يعهدهُ نبيٌّ إلى أمتهِ، إنَّ عينهُ اليمنى ممسوحةٌ جاحظةٌ لا حدقة لها، كأنَّها نخاعةٌ في حائطٍ، وعينهُ اليسرى كأنها كوكبٌ درىٌّ، ومعهُ مثلُ الجنَّةِ والنارِ، فنارهُ جنةٌ، وجنَّته نارٌ، ألا وبين يديه رجلان ينذران أهل القُرى، فإذا خرجا من قريةٍ دخلها أولُ أصحابِ الدجالِ». لرزين.
9945 - أبو بكرٍ: رفعهُ: «الدجالُ يخرجُ من أرضٍ بالمشرقِ يقالُ لها: خراسان، يتبعُه أقوامٌ كأنَّ وجوههم المجانُ المطرقةُ». (¬1) ¬
9946 - أبو بكرة رفعهُ: «يمكثُ أبو الدجالِ وأمُّهُ ثلاثين عامًا لا يولدُ لهُما ولد، ثم يولدُ لهما غلامٌ أعورُ، أضر شيءٍ وأقلُّه منفعةً، تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُهُ»، ثم نعت لنا - صلى الله عليه وسلم - أبويهِ فقال: «أبوهُ طوالٌ ضربُ اللحمِ كأنَّ أنفهُ منقارٌ، وأمُّهُ امرأةٌ فرضاخيةٌ طويلة الثديين»، قال أبو بكرةَ: فسمعنا بمولودٍ قد ولد على هذه الضفة في يهودِ المدينةِ، فذهبتُ أنا والزبيرُ بنُ العوامِ، حتى دخلنا على أبويه، فإذا نعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهما، فقلنا: هل لكما ولدٌ؟ فقالا: -[196]- مكثنا ثلاثين عامًا لا يُولدُ لنا ولدُ، ثم ولد لنا غلامٌ أعورُ أضر شيءٍ وأقلُّهُ منفعةً، تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُه، فخرجنا من عندهما، فإذا هو منجدلٌ في الشمسِ في قطيفةٍ ولهُ همهمةٌ، فكشف عن رأسهِ فقال: ما قلتما؟ قلنا: وهل سمعت ما قُلنا؟ قال: نعم، تنامُ عيناي ولا ينامُ قلبي. هما للترمذي. (¬1) ¬
9947 - أنس رفعهُ: «يتبعُ الدجالُ من يهودِ أصفهانَ سبعونَ ألفًا عليهم الطيالسةُ». لمسلم. (¬1) ¬
9948 - محمد بن المنكدرٍ: رأيتُ جابر بن عبد الله يحلف بالله أنَّ ابن صيادٍ الدجالَ، قلتُ أتحلفُ بالله؟ قال: فإني سمعتُ عمر يحلفُ بالله على ذلك عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فلا ينكرهُ. للشيخين وأبي داود. (¬1) ¬
9949 - ابن عمر أنَّ عمر انطلق مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في رهطٍ من أصحابهِ قبل ابن صيادٍ، حتى وجدهُ يلعبُ مع الصبيانِ عند أُطم بني مغالةَ، وقد قاربَ ابنُ صيادِ يومئذٍ الحُلم، فلم يشعُر حتى ضربَ - صلى الله عليه وسلم - ظهرهُ، ثم قال لابن صيادٍ: «أتشهدُ أني رسولُ الله؟» فنظرَ إليه ابنُ صيادِ فقالَ: أشهدُ أنكَ رسولُ الأميينَ، فقالَ ابنُ صيادٍ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: أتشهدُ أني رسولُ الله؟ فرفضهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وقالَ: «آمنتُ بالله ورسلهِ» ثم قالَ لهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - «ماذا ترى»؟ قالَ: يأتيني صادقٌ وكاذبٌ، قال لهُ - صلى الله عليه وسلم -: «خلط عليك الأمرُ»، ثم قالَ له - صلى الله عليه وسلم -: «إني خبأتُ لك خبيًا»، فقال ابنُ صيادِ هو الدخُ، فقالَ له - صلى الله عليه وسلم -: «اخسأ فلن تعدوُ قدرك»، فقالَ عمرُ: ذرني يا رسولَ الله أَضربُ عنقهُ، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: «إن يكنهُ فلن تُسلط عليه، وإن لم يكنهُ فلا خير لك في قتله»، وقال ابنُ عمر: انطلق بعدَ ذلكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبىُّ بن كعبٍ إلى النخلِ التي فيها ابنُ صيادٍ، حتى إذا دخلَ - صلى الله عليه وسلم - النخلَ طفقَ يتقي بجذوع النخلٍِ وهو يختلُ أن يسمعَ من ابن صيادٍ شيئًا قبل أن يراه ابنُ صيادٍ، فرآهُ - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجعٌ على فراشٍ في قطيفةٍ، له فيها زمزمةٌ، -[197]- فرأت أمُّ ابن صيادٍ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتقي بجذوعِ النخلِ، فقالت لابن صيادٍ يا صاف، وهو اسمُ ابن صيادٍ، هذا محمدٌ، فثار ابنُ صيادٍ، فقال - صلى الله عليه وسلم - لو تركتُه بين، قال ابن عمرَ: فقام - صلى الله عليه وسلم - في الناس فأثنى على الله بما هو أهلُهُ ثم ذكر الدجالَ، فقال: «إني لأُنذركُمُوهُ، ما من نبيِّ إلا قد أنذرَ قومهُ، لقد أنذرهُ نوحٌ قومه، ولكن أقولُ لكُم فيه قولاً لم يقلهُ نبيٌّ لقومِهِ: تعلمونَ أنهُ أعورُ وأنَّ الله ليس بأعور». (¬1) ¬
9950 - وفي روايةٍ: «إني قد خبأتُ خبيًا، وخبأ لهُ يوم تأتي السماءُ بدخانٍ مبينٍ». للشيخين وأبي داود والترمذي. (¬1) ¬
9951 - له ولمسلم عن أبي سعيدٍ: «ما ترى؟» قال: أرى عرشًا على الماءِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ترى عرش إبليس على البحر». (¬1) ¬
9952 - أبو سعيدٍ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لابن صيادٍ: «ما تربةُ الجنَّةِ» قالَ: درمكة بيضاءُ مسكُ يا أبا القاسم. قالَ: «صدقتَ». (¬1) ¬
9953 - وفي روايةٍ: أنَّ ابن صيادٍ سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ما تربة الجنةِ؟ فقال: «درمكة بيضاءُ مسكٌ خالصٌ». لمسلم. (¬1) ¬
9954 - وعنه قال: خرجنا حجاجًا وعمارًا ومعنا ابنُ صيادٍ، فنزلنا منزلاً فتفرقَّ الناسُ وبقيتُ أنا وهو، فاستوحشتُ منهُ وحشةً شديدةً مما يقالُ عنه، وجاءَ بمتاعه فوضعهُ مع متاعي، فقلتُ: إن الحرَّ شديدٌ فلو وضعت تحتَ تلك الشجرةِ، قال: ففعل فرفعتْ لنا غنمٌ، فانطلق فجاء بعسٍ فقالَ: اشرب أبا سعيدٍ، -[198]- فقلتُ: إن الحرَّ شديدٌ، واللبنُ حارٌّ، ما بي إلا أني أكرهُ أن أشربَ على يدهِ، فقال أبا سعيدٍ لقد هممتُ أن آخذَ حبلاً فأعلقهُ بشجرةٍ ثم أختنقَ مما يقولُ لي الناسُ، يا أبا سعيدٍ: من خفى عليه حديثُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ما خفي عليكم يا معشر الأنصارِ، ألستُ من أعلم الناسِ بحديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أليس قد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «هو كافرٌ؟» وأنا مسلمٌ أوليس قد قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «وهو عقيمٌ لا يولدُ لهُ؟» وقد تركت ولدي بالمدينة، أو ليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخلِ المدينة ولا مكة؟» وقد أقبلتُ من المدينةِ وأنا أريدُ مكةَ، قال أبو سعيدٍ: حتى كدتُ أن أعذرهُ، ثم قال: أما والله إني لأعرفه وأعرفَ مولدهُ وأين هو الآن؟ قلت: تبًا لك سائر اليومِ. (¬1) ¬
9955 - وفي روايةٍ: قيل لابن صيادٍ: أيسرُّك أنك ذاك الرجلُ؟ فقال: لو عُرض علي ما كرهتُ. لمسلم والترمذي. (¬1) ¬
9956 - نافع لقي ابنُ عمر ابن صيادٍ في بعض طرق المدينةِ، فقالَ لهُ: قولاً أغضبهُ، فانتفخَ حتى ملأ السكةَ، فدخل ابنُ عمرَ على حفصةَ وقد بلغها، فقالت لهُ: رحمكَ الله ما أردتَ من ابن صيادٍ؟ أما علمتَ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنما يخرجُ من غضبةٍ يغضبُها». (¬1) ¬
9957 - وفي روايةٍ: قال ابنُ عمر: لقيتهُ مرتين؛ فلقيتُهُ مع قومِهِ فقلتُ لبعضهم: هل تحدثون أنهُ هو؟ قالوا: لا والله، قلتُ: كذبتموني، والله لقد أخبرني بعضكُم أنهُ لن يموتَ حتى يكونَ أكثركُم مالاً وولدًا، وكذلك هو زعمُوا اليومَ، قال فتحدثنا، ثم فارقتُه فلقيتهُ لقيةً أخرى، وقد نفرت عينهُ، فقلتُ: متى فعلت عينكَ ما أرىَ؟ قال: لا أدري، قلتُ: لا تدري وهي في رأسكَ؟ قال: إن شاءَ الله خلقها في عصاكَ هذه، فنخر كأشدِّ نخيرِ حمارٍ سمعتُ، فزعمُ بعضُ أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت، وأمَّا أنا فوالله ما شعرتُ، قالوا: وجاءَ حتى دخل على أمِّ المؤمنين -[199]- حفصة فحدثها، فقالت: ما تريدُ إليهِ؟ ألم تعلم أنَّهُ قد قال: «أولَ ما يبعثُه على الناسِ غضبةٌ يغضبها». لمسلم. (¬1) ¬
9958 - جابرُ قال: فقدنا ابن صيادٍ يوم الحرَّةِ. لأبي داود. (¬1) ¬
9959 - الصعبُ بنُ جثامةَ رفعهُ: «لا يخرجُ الدجالُ حتى يذهلَ الناسُ عن ذكرهِ، وحتى تترك الأئمة ذكرهُ على المنابر». لابن أحمد. (¬1) ¬
9960 - أبو هريرة ذكر الدجالُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: «تلدُهُ أمَّهُ في قبرها، فإذا ولدتهُ حملت النساءُ بالخطائين». للأوسط بمجهول. (¬1) ¬
9961 - وعنهُ رفعهُ: «والذي نفسي بيدهِ ليوشكنَّ أن ينزل فيكُم ابنُ مريم حكمًا مقسطًا، فيكسر الصليبَ، ويقتلَ الخنزيرَ، ويضعَ الجزية، ويُفيضَ المالَ حتى لا يقبلُهُ أحدٌ». (¬1) ¬
9962 - وفي رواية: «حتى تكون السجدةَ الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها»، ثم يقولُ أبو هريرةَ: اقرءُوا إن شئتم {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} (¬1) [النساء: الآية159] الآية. ¬
9963 - وفي أخرى: «كيفَ أنتمُ إذا نزل ابنُ مريمَ فيكُم وإمامكُم منكُم». (¬1) ¬
9964 - وفي روايةٍ: «فأمَّكُم منكم»، فسَّرهُ ابنُ أبي ذئبٍ: فأمَّكُم بكتابِ ربِّكُم وسنَّةِ نبيكُم. (¬1) ¬
9965 - وفي أخرى: «لينزلنَّ ابنُ مريمَ بنحوه، وفيه: ولتذهبنَّ الشحناءُ والتباغضُ والتحاسدُ». (¬1) ¬
9966 - وفي أخرى: «ليسَ بيني وبينهَ نبيٌّ، وإنهُ نازلٌ، فإذا رأيتُمُوه فاعرفُوهُ، فإنهُ رجلٌ مربوعٌ إلى الحمرةِ والبياضِ، ينزلُ بين ممصرتين، كأنَّ رأسهُ يقطرُ، وإن لم يصبهُ بللٌ، فيقاتلُ الناسَ على الإسلامِ، فيدقُ الصليبَ ويقتلُ الخنزيرَ، ويضعُ الجزيةَ، ويهلكُ الله في زمانهِ المللَ كلَّها إلا الإسلامَ، ويهلكُ المسيحَ الدجالَ، ثم يمكثُ في الأرضِ أربعينَ سنةً، ثم يُتوفى ويُصلي عليهِ المسلمونَ». للشيخين وأبي داود والترمذي. (¬1) ¬
9967 - جابرُ رفعهُ: «لا تزالُ طائفةٌ من أمتي يقاتلونَ على الحقِ ظاهرينَ إلى يومِ القيامةِ، فينزلُ عيسى، فيقول أميرُهُم: تعالَ صلِ لنا، فيقولُ: لا، إنَّ بعضكُم على بعضِ أمراءَ تكرمة الله هذه الأمة». (¬1) ¬
9968 - ابنُ عمرو بن العاص رفعهُ: «خرجُ الدجالُ في أمتي فيمكثُ أربعين، لا أدري أربعين يومًا أو شهرًا أو عامًا، فيبعثُ الله عيسى كأنهُ عروة بن مسعودٍ، فيطلبُهُ فيهلكُهُ، ثم يمكثُ الناسُ سبعَ سنين ليس بين اثنين عداوةٌ، ثم يُرسلُ الله ريحًا باردةً من قبل الشامِ، فلا يبقى على وجهِ الأرضِ أحدٌ في قلبهِ مثقالُ ذرةٍ من خيرٍ أو إيمانٍ إلا قبضته، حتى لو -[201]- أنَّ أحدكُم دخل في كبدِ جبلٍ لدخلتهُ عليه حتى تقبضهُ، فيبقى شرارُ الناسِ في خفةِ الطير وأحلام السباعِ، لا يعرفون معروفًا ولا يُنكرون منكرًا، فيتمثل لهمُ الشيطانُ فيقولُ: ألا تستجيبونَ؟ فيقولونَ: فما تأمرنا؟ فيأمرهُم بعبادةِ الأوثانِ، وهم في ذلك درأ رزقهم حسن عيشهم. ثم يُنفخُ في الصورِ فلا يسمعُ أحدٌ إلا أصغى ليتا ورفع ليتا، فأولُ من يسمعُه رجلٌ يلوطُ حوض إبلهِ، فيصعقُ ويصعقُ الناسُ، ثم يرسلُ الله مطرًا كأنهُ الطلّ أو الظلُّ - نعمان الشاك- فتنبتُ منهُ أجسادُ الناس ثم ينفخُ فيه أخرى فإذا هُم قيامٌ ينظرون، ثم يُقالُ: يا أيها الناسُ: هلمُّوا إلى ربِّكم، وقفوهُم إنهم مسئولُون، ثم يقالُ: أخرجُوا بعث النارِ، فيقالُ: من كم؟ فيقالُ: من كلِّ ألفِ تسعمائةٍ وتسع وتسعينَ، فذلك يومٌ يجعلُ الولدان شيبًا، وذلك يوم يُكشفُ عن ساقٍ». هما لمسلم. (¬1) ¬
كتاب القيامة وأحوالها من الحشر والحساب والحوض والصراط والميزان والشفاعة
كتاب القيامة وأحوالها من الحشر والحساب والحوض والصراط والميزان والشفاعة
9969 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «كيفَ أنعمَ وقد التقمَ صاحبُ القرنِ القرنَ، وحنى جبهتهُ وأصغى سمعهُ، ينتظر أن يؤمر فينفخُ، فكأنَ ذلك ثقلَ على أصحابهِ»، فقالوا: وكيف نفعلُ يا رسولَ الله أو نقولُ؟ قال: قولوا: «حسبنا الله ونعم الوكيلُ، على الله توكلنا». للترمذي (¬1) ¬
9970 - ابنُ عمرو بن العاص جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: ما الصورُ؟ قالَ: «قرنٌ ينفخُ فيهِ». لأبي داود والترمذي. (¬1) ¬
9971 - أبو هريرةَ رفعهُ: «ما بين النفختين أربعونَ» قيل أربعونَ يومًا؟ قال أبو هريرةَ: أبيتُ، قالُوا: أربعونَ شهرًا؟ قالَ: أبيتُ، قالوا: أربعونَ سنةً؟ قال: أبيتُ، ثم ينزلُ من السماءِ ماءٌ فينبتونَ كما ينبتُ البقلُ، -[202]- وليس من الِإنسان شيء إلا يبلى إلا عظمٌ واحدٌ وهو عجبُ الذنبِ، منه يُركبُ الخلقُ يوم القيامةِ. (¬1) ¬
9972 - وفي روايةٍ: «كلُّ ابن آدمَ تأكلُه الأرضُ، إلا عجبُ الذنبِ منهُ خُلقَ، وفيه يركبُ». للستة إلا الترمذي. (¬1) ¬
9973 - كعبُ بنُ مالكٍ رفعهُ: «إنما نسمةُ المؤمن طيرٌ تعلَّقَ في شجرة الجنةِ حتى يرجعهُ الله تعالى في جسده يوم يبعثهُ». لمالك والنسائي. (¬1) ¬
9974 - أبو رزين العقيلي قلتُ: يا رسولَ الله! كيفَ يعيدُ الله الخلقَ؟ وما آيةُ ذلكَ في خلقهِ؟ قال: «أما مررت بوادي قومكَ جدبًا، ثمَّ مررتَ به يهتزُّ خضرًا؟». قلتُ: نعم، قال: «فتلك آيةُ الله في خلقهِ، كذلكَ يُحيي الله الموتى». لرزين. (¬1) ¬
9975 - سهلُ بنُ سعدٍ رفعهُ: «يحشرُ الناسُ يومَ القيامةِ على أرضِ بيضاء عفراء كقرصة النقي، ليس فيها علم لأحدٍ». للشيخين. (¬1) ¬
9976 - ابنُ عباسٍ رفعهُ: «يُحشر الناسُ يوم القيامةِ عراةً غرلاً، أولُ ما يُكسى إبراهيمُ الخليلُ». ثم قرأ {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} (¬1) [الأنبياء: الآية104]. ¬
9977 - وفي روايةٍ: «تُحشرونَ حفاةً عراةً غُرلاً»، فقالت امرأةٌ: أيبصرُ بعضنا عورة بعضٍ؟ قال: «يا فلانة» {لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس:37] للشيخين والترمذي والنسائي. (¬1) ¬
9978 - أنس أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله؟ قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان: الآية34] أيحشر الكافرُ على وجهه؟ قال: «أليس الذي أمشاهُ على الرجلينِ في الدنيا، قادرٌ (¬1) على أن يمشيهُ على وجههِ يومَ القيامةِ». للشيخين. (¬2) ¬
9979 - أبو هريرة رفعهُ: «يُحشرُ الناسُ يوم القيامةِ ثلاثةَ أصنافٍ: صنفًا مشاةً، وصنفًا ركبانًا، وصنفًا على وجوههم، قيل: يا رسول الله: وكيفَ يمشونَ على وجوههم؟ قال: إن الذي أمشاهُم على أقدامهم قادرٌ أن يمشيهم على وجوههم، أما إنَهم يتقونَ بوجوههم كلَّ حدبٍ وشوقٍ». للترمذي. (¬1) ¬
9980 - وعنه رفعهُ: «يحشرُ الناسُ يومَ القيامةِ على ثلاثِ طرائقَ؛ راغبينَ، وراهبينَ، واثنان على بعيرٍ، وثلاثةٌ على بعيرٍ، وأربعةٌ على بعيرٍ، وعشرةٌ على بعيرٍ، وتُحشرُ بقيتهُم النارُ، تُقيلُ معهم حيثُ قالُوا، وتبيتُ معهم حيثُ باتُوا، وتصبحُ معهم حيثُ أصبحُوا، وتُمسي معهم حيث أمسوا» للشيخين والنسائي. (¬1) ¬
9981 - وعنه رفعهُ: «يعرقُ الناسُ يومَ القيامةِ حتى يذهب في الأرضِ عرقهم سبعينَ ذراعًا، فإنهُ يلجمُهُم حتى يبلغ آذانهُم». للشيخين. (¬1) ¬
9982 - ابنُ عمر وتلا: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ {4} لِيَوْمٍ عَظِيمٍ {5} يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 4 - 6].فقال: «يقومُ أحدُهم في رشحةٍ إلى أنصافِ أذنيهِ». للشيخين والترمذي. (¬1) ¬
9983 - المقدادُ رفعهُ: «تدنى الشمسُ يومَ القيامةِ من الخلقِ حتى تكون منهم كمقداِر ميلٍ»، قالَ سليمُ بنُ -[204]- عامر: فوالله ما أدري ما يعني بالميلِ، أمسافة (¬1) الأرض أو الميلِ الذي تكحلُ به العينَ، قال: «فيكونُ الناسُ على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون، ُ إلى كعبيه، ومنهم من يكونُ إلى ركبتيه، ومنهم من يكونُ إلى حقويه، ومنهم من يلجمُه العرق إلجامًا»، وأشار - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيهِ. لمسلم والترمذي. (¬2) ¬
9984 - وعنه رفعهُ: «يُحشرُ الناسُ ما بينَ السقطِ إلى الشيخِ الفاني أبناءَ ثلاثٍ وثلاثين. في خلقِ آدمَ، وحسنِ يوسفَ، وقلبِ أيوبَ، مكحلينَ ذوي أفانينَ». للكبير. (¬1) ¬
9985 - أبو هريرةَ رفعهُ: «يُحشرُ المتكبرونَ يومَ القيامةِ في صورِ الذرِ». للبزارِ بخفى. (¬1) ¬
9986 - أبو سعيدٍ قيلَ: يا رسولَ الله يومُ كانَ مقدارُه خمسنَ ألفَ سنةٍ، فما أطولَ هذا اليومِ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيدِه إنهُ ليخففُ على المؤمنِ حتَى يكونَ عليهِ أخفَّ مِن صلاةٍ مكتوبةٍ يصليها في الدنيا». لأحمد والموصلي. (¬1) ¬
9987 - ولهُ عن أبي هريرة رفعهُ: «يومَ يقومُ الناسُ لربِّ العالمينَ مقدارُ نصفِ يوم من خمسينَ ألفَ سنةٍ، فيهوَّنُ ذلك على المؤمن، كتدلي الشمسِ للغروب إلى أن تغربَ». (¬1) ¬
9988 - ابن عباسٍ قال: من شكَّ أنَّ المحشرَ بالشام فليقرأ أولَ سورةِ الحشر: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: من الآية2] فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «فهي أرضُ المحشرَ». للبزار بلين. (¬1) ¬
9989 - جابرُ رفعهُ: «يبعثُ كلُّ عبدٍ على ما ماتَ عليه». لمسلم. (¬1) ¬
9990 - أبو هريرة رفعهُ: «من كانت عندهُ مظلمةُ لأخيه من عرضهِ أو شيءٌ منه فليحلله منهُ اليوم قبلَ أن لا يكونَ دينارٌ ولا درهمٌ، إن كان لهُ عملٌ صالحٌ أخذ منه بقدرِ مظلمتهِ، وإن لم يكُن لهُ حسناتٌ أخذ من سيئاتِ صاحبهِ فحمل عليه» (¬1). ¬
9991 - وعنه رفعهُ: «أتدرون ما المفلسُ؟» قالوا: المفلسُ فينا من لا درهم لهُ ولا متاعَ، قالَ: «إن المفلسَ من يأتي يوم القيامةِ بصلاةِ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناتُهُ قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهُم فطُرحَت عليهِ، ثمَّ يطرحُ في النارِ» (¬1). ¬
9992 - وعنه رفعهُ: «لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقادَ للشاة الجلحاء من الشاة القرناءِ». هي لمسلم والترمذي. (¬1) ¬
9993 - وعنه قال: كُنا نسمعُ أنَّ الرجلَ يتعلَّقُ بالرجلِ يوم القيامةِ وهو لا يعرفهُ، فيقولُ لهُ: مالكُ إلىَّ، وما بيني وبينكَ معرفةٌ؟ فيقولُ: كنت تراني على الخطأ المنكرِ ولا تنهاني. لرزين.
9994 - عائشةُ: كانت لا تسمعُ شيئًا لا تعرفهُ إلا راجعت فيه حتى تعرفهُ، وأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «من نُوقش الحساَب عذِّبَ»، فقلتُ: أليسَ يقولُ الله: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ {7} فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً {8} وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً} [الانشقاق:7 - 9]. فقال: «إنما ذلك العرضُ وليسَ أحدٌ يحاسبُ يومَ القيامةِ إلا هلكَ» (¬1). ¬
9995 - وفي روايةٍ: «وليس أحدٌ يناقشُ الحسابَ يوم القيامةِ إلا عُذِّبَ» للشيخين وأبي داود والترمذي. (¬1) ¬
9996 - ابنُ مسعودٍ رفعهُ: «أولُ ما يحاسبُ عليه العبدُ الصلاةَ، وأولُ ما يُقضى بين الناسِ في الدماءِ». للشيخين والترمذي والنسائي بلفظه. (¬1) ¬
9997 - وعنه رفعهُ: «لا تزولُ قدما ابن آدمَ يومَ القيامةِ من عند ربِّهِ حتى يُسألَ عن خمسٍ؛ عن عمرهِ فيما أفناهُ؟ وعن شبابهِ فيما أبلاهُ؟ وعن مالهِ من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وماذا عَمَلَ فيما عَلِمَ؟» (¬1). ¬
9998 - أنس رفعهُ: «يُجاءُ بابن آدم يوم القيامةِ كأنَّهُ بذج، فيوقفُ بين يدي الله تعالى فيقولُ الله: أعطيتكَ، وخولتكَ، وأنعمتُ عليك، فماذا صنعتَ؟ يقولُ: يا رب جمعتهُ وثمرتُه وتركتُهُ أكثرَ ما كانَ، فارجعني آتك به، فيقولُ لهُ: أرني ما قدمت، فيقولُ: يا رب جمعتُه وثمرَّتُه وتركتُه أكثر ما كانَ، فارجعني آتك به، فإذا عبدُ لم يُقدِّم خيرًا، فيمضى به إلى النارِ». هما للترمذي (¬1). ¬
9999 - أبو هريرة رفعهُ: «يلقى العبدُ ربَّهُ فيقولُ أي قل: ألم أكرمك وأُسوِّدك وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإِبل، وأذرك ترأسُ وتربعُ؟ فيقولُ: بلى يا رب، فيقولُ: قد ظننتَ أنك ملاقيَّ؟ فيقولُ: لا، فيقولُ: فإني أنساكَ كما نسيتني، ثم يلقى الثاني فذكر مثله، ثم يلقى الثالث فذكر مثلهُ، إلى أن قال: أظننت أنك ملاقىَّ؟ فيقولُ: أي ربِّ، آمنتُ بكَ، -[207]- وبكتابكَ، وبرُسلك، وصليتُ، وصمتُ، وتصدقتُ، ويثني بخير ما استطاعَ، فيقولُ: هاهنا، إذا، ثم يقولُ: الآن نبعثُ شاهدًا عليك، فيتفكرُ في نفسهِ من ذا الذي يشهدُ عليه؟ فيختمُ على فيهِ، ويقالُ لفخذه: انطق، فتنطقُ فخذهُ ولحمُهُ وعظامهُ بعملهِ، وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافقُ، وذلك الذي سخط الله عليهِ». لمسلمٍ مطولاً. (¬1) ¬
10000 - أبو سعيد قلنا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامةِ؟ قال: «نعم، فهلْ تضارونَ في رؤيةِ الشمسِ بالظهيرةِ صحوًا ليس معها سحابٌ وهل تضارون في رؤيةِ القمر ليلة البدرِ صحوًا ليس فيها سحابٌ؟ قالوا: لا يا رسولَ الله، قالَ: «فما تضارونَ في رؤيةِ الله يوم القيامةِ إلاَّ كما تضارونَ في رؤيةِ أحدهما، إذا كان يوم القيامةِ، أذن مؤذنٌ لتتبع كلُ أمةٍ ما كانت تعبدُ، فلا يبقى أحدٌ كان يعبدُ غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطونَ في النارِ، حتى إذا لم يبقَ إلا من كان يعبدُ الله من برٍّ وفاجرٍ، وغيرُ أهل الكتابِ، فيدعى اليهودُ فيقالُ لهم: ما كنتم تعبدونَ؟ قالوا: نعبد عزيرًا ابن الله، فيقالُ كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبةٍ ولا ولدٍ، فما تبغونَ؟ قالوا: عطشنا يا رب فاسقنا، فيشارُ إليهم ألا تردون؟ فيحشرونَ إلى النارِ كأنها سرابٌ يحطمُ بعضها بعضًا، فيتساقطونَ في النارِ، ثم تدعى النصارى فيقالُ لهم: ما كنتم تعبدونَ؟ قالوا: كنا نعبدُ المسيحَ ابن الله، فيقالُ لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبةٍ ولا ولدٍ، فماذا تبغونَ؟ فيقولون: عطشنا يا ربنا فاسقنا، فيشارُ إليهم ألا تردونَ؟ فيحشرونَ إلى جهنم كأنها سرابٌ يحطمُ بعضُها بعضًا، فيتساقطونَ في النارِ، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبدُ الله من بر وفاجرٍ، أتاهم الله في أدنى صورةٍ من اتي رأوهُ فيها، قال: فما تنتظرونَ؟ تتبع كلُ أمةٍ ما كانت تعبدُ، قالوا: يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقرَ ما كنَّا إليهم ولم نصاحبهُم، فيقولُ: أنا ربكم، فيقولونَ: نعوذُ بالله منكَ لا نشركُ بالله شيئًا مرتين أو -[208]- ثلاثًا، حتى إنَّ بعضهمُ ليكادُ أن ينقلب، فيقولُ هل بينكم وبينهُ آيةٌ فتعرفونهُ بها؟ فيقولون: نعم، فيكشفُ عن ساقٍ فلا يبقى من كان يسجدُ لله من تلقاء نفسه إلاَّ أذن الله له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجدُ اتقاءً ورياءً إلاَّ جعل الله ظهرهُ طبقةً واحدةً، كلمَّا أراد أن يسجدَ خرَّ على قفاهُ، ثم يرفعون رءوسهم، وقد تحول في صورته التي رأوهُ فيها أول مرةٍ، فيقولُ: أنا ربكمْ؟ فيقولون: أنتَ ربنا، ثمَّ يضربُ الجسرُ على جهنمَ، وتحلُّ الشفاعةُ ويقولونَ: اللهمَّ سلمَّ سلمْ» قيل: يا رسولَ الله! وما الجسرُ؟ قال: «دحضٌ مزلةً، فيه خطاطيفُ وكلاليب وحسكةٌ تكونُ بنجدٍ فيها شويكةٌ، يقالُ لها: السعدانُ، فيمرُّ المؤمنونَ كطرفِ العينِ، وكالبرقِ، وكالريحِ وكالطيرِ، وكأجاويدِ الخيلِ والركابِ، فناجٍ مسلمٌ ومخدوشٌ مرسلٌ، ومكدوسٌ في نارِ جهنمَ، حتى إذا خلصَ المؤمنون من النارِ، فوالذي نفسي بيده ما من أحدٍ منكم بأشدَّ مناشدةً لله في استقصاءِ الحق منَ المؤمنين لله يومَ القيامةِ لإِخوانهمُ الذين في النارِ، فيقولونَ: ربنا كانوا يصومونَ معنا ويصلونَ ويحجونَ، فيقالُ لهم: أخرجوا من عرفتم فتحرمُ صورهم على النارِ فيخرجونَ خلقًا كثيرًا قد أخذت النارُ إلى نصفِ ساقهِ وإلى ركبتيهِ، ثمَّ يقولونَ: ربنا ما بقي فيها أحدٌ ممن أمرتنا بهِ، فيقولُ: ارجعوا فمن وجدتم في قلبهِ مثقال دينارٍ من خيرٍ فأخرجوهُ، فيخرجونَ خلقًا كثيرًا، ثم يقولونَ: ربنا لم نذر فيها أحدًا ممن أمرتنا، ثم يقولُ: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقالا نصف دينارٍ من خيرٍ فأخرجوهُ، فيخرجُون خلقًا كثيرًا، ثمَّ يقولونَ: ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدًا، ثم يقولُ: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقالَ ذرةٍ من خيرٍ فأخرجوهُ فيخرجونَ خلقًا كثيرًا، ثمَّ يقولونَ: ربنا لم نذر فيها خيرًا، وكان أبو سعيدٍ يقولُ: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرءوا إن شئتم: {إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:40] فيقولُ الله تعالى: شفعتْ الملائكةُ، وشفعَ النبيونَ، وشفعَ المؤمنونَ، ولم يبقَ إلا أرحمُ الراحمين، فيقبضُ قبضةً من النارِ، فيخرجُ منها قومًا لم يعملُوا خيرًا قط قد عادوا حممًا، فيلقيهم في نهرٍ في أفواه الجنةِ، يقالُ له نهرُ الحياةِ، فيخرجون كما تخرجُ الحبةُ في حميلِ السيلِ، ألا ترونها تكونُ إلى الحجرِ أو إلى الشجرِ ما يكونُ إلى الشمسِ أصيفرٌ وأخيضرٌ، وما يكونُ منها إلى -[209]- الظلِ يكونُ أبيضٌ». فقالوا: يا رسولَ الله! كأنك كنت ترعى بالباديةِ، قال: «فيخرجونَ كاللؤلؤ في رقابهم الخواتيمُ يعرفهم أهلُ الجنةِ، هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عملٍ عملوهُ ولا خيرٍ قدموهُ، ثم يقولُ: ادخلوا الجنةَ فما رأيتموهُ فهو لكم، فيقولونَ: ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من العالمينَ، فيقولُ لكم عندي أفضلُ من هذا فيقولون: يا ربناَ! أيُّ شيءٍ أفضل من هذا؟ فيقولُ: رضائي، فلا أسخطُ عليكم بعدهُ أبدًا». (¬1) ¬
10001 - وفي روايةٍ: قال أبو سعيدٍ: بلغني أنَّ الجسر أدقُ من الشعرِ وأحدُّ من السيفِ. للشيخين والنسائي. (¬1) ¬
10002 - ولمسلم عن جابر: قال: «فيقولُ: من تنتظرونَ؟ فيقولونَ ننتظرُ ربنا، فيقولُ: أنا ربكم، فيقولونَ: حتى ننظر إليك، فيتجلَّى لهم يضحكُ، فينطلقُ بهم ويتبعونهُ، ويعطي كل إنسانٍ منهم منافقٌ أو مؤمنٌ نورًا، ثم يتبعونهُ وعلى جسر جهنم كلاليبُ وحسكٌ تأخذُ من شاء الله، ثم يُطفأ نورُ المنافقين، ثم ينجو المؤمنونَ، فتنجو أولُ زمرةٍ وجوههم كالقمرِ ليلة البدرِ، سبعون ألفًا لا يُحاسبونَ، ثم الذين يلونهم كأضوءِ نجم في السماءِ، ثم كذلك، ثم تحلُّ الشفاعة ويشفَّعونَ حتى يخرجَ من النارِ من قال: لا إله إلاَّ الله، وكان في قلبهِ من الخيرِ ما يزنُ شعيرة، فيُجعلون بفناءِ الجنةِ، ويجعلُ أهلُ الجنةِ يرشونَ عليهمُ الماء، حتى ينبتُوا نباتَ الشيء في السيلِ، ويذهبُ حراقهُ، ثم يسألُ حتى تُجعلَ له الدنيا وعشرةُ أمثالها». لمسلم مطولاً. (¬1) ¬
10003 - ابن عمر رفعهُ: «في النجوى يدنو -[210]- المؤمنُ من ربهِ حتى يضعَ عليه كنفهُ، فيقررهُ بذنوبهِ تعرف ذنب كذا؟ فيقولُ: أعرفُ ربِّ، أعرف ربِّ مرتين، فيقولُ سترتُها عليك في الدنيا وأغفرها لك اليومَ، ثم تُطوى صحيفةُ حسابهِ، وأما الآخرون أي الكفارُ والمنافقونَ، فينادى على رءوسِ الخلائقِ هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنةُ الله على الظالمين». للشيخين. (¬1) ¬
10004 - عائشة: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله: إنَّ لي مملوكينِ يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهُمْ وأشربهُم، فكيف أنا منهم؟ فقالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كانَ يوم القيامةِ يحسبُ ما خانوكَ وعصوكَ وكذبوكَ وعقابكَ إياهم، فإن كان عقابُك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافًا، لا لك ولا عليكَ، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم، كان فضلاً لك، وإن كان عقابُك إياهم فوق ذنوبهم، اقتصَّ لهم منكَ الفضل»، فتنحى الرجلُ وجعل يهتفُ ويبكي، فقال لهُ - صلى الله عليه وسلم -: «أما تقرأ قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: الآية47]؟ (¬1) وقال الرجل: يا رسول الله، ما أجد لي ولهؤلاء شيئًا خيرًا من مفارقتهم، أشهدك أنهم كلهم أحرار. للترمذي. ¬
10005 - أنس: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فضحك فقال: «هل تدرون مما أضحك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «من مخاطبة العبد ربه فيقول: يارب ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى، قال: فإني لا أجيز اليوم على نفسي إلا شاهدًا منِّي، فيقولُ: كفى بنفسكَ اليومَ عليكَ شهيدًا، والكرامِ الكاتبينَ شُهودًا، فيختمُ على فيهِ، ويقولُ: لأركانهِ انطقي، فتنطقُ بأعمالهِ، ثم يخلَّى بينهُ وبين الكلامِ، فيقولُ: بعدًا لكنَّ وسحقًا، فعنكنَّ كنتُ أناضلُ». لمسلمٍ. (¬1) ¬
10006 - أنس رفعهُ: «الظلمُ ثلاثةٌ: فظلمٌ لا يغفرهُ الله، وظلمٌ يغفرهُ الله، وظلمٌ لا يتركهُ الله، فأما الظلمُ الذي لا يغفرهُ الله، فالشركُ، إنَّ الشركَ لظلمٌ عظيمٌ، وأما الظلمُ الذي يغفرهُ الله، فظلمُ العبادِ لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم، -[211]- وأما الظلمُ الذي لا يتركُهُ الله: فظلم العبادِ بعضهم بعضًا حتى يدينَ لبعضهم من بعضٍ». للبزار وفيه أحمدُ بنُ مالكٍ القشيري (¬1). ¬
10007 - عقبة بن عامرَ رفعهُ: «أولُ خصمينِ يوم القيامةِ جارانِ». لأحمدَ (¬1). ¬
10008 - أنس رفعه: «إذا التقى الخلائقُ يوم القيامةِ فأدخلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ وأهلُ النار النارُ، نادى منادٍ: يا أهل الجمعِ تتاركُوا المظالم بينكم وثوابكم عليَّ». للأوسط بلينٍ. (¬1) ¬
10009 - أبو ذر رفعهُ: «إني لأعلمُ آخرَ أهلِ الجنةِ دخولاً الجنةَ، وآخرَ أهلَِ النارِ خروجًا منها، رجلٌ يؤتى به يومَ القيامة فيقالُ: اعرضُوا عليهِ صغارَ ذنوبه وارفعُوا عنه كبارها، فيعرضُ عليه صغارها، فيقالُ له: عملتَ يوم كذا وكذا، كذا وكذا، وعملتَ يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟ فيقولُ: نعم، لا يستطيعُ أن ينكرَ، وهو مشفقٌ من كبارِ ذنوبهِ أن تعرضَ عليهِ، فيقالُ لهُ: فإنَّ لك مكان كل سيئةٍ حسنةً، فيقولُ: ربِّ قد عملتُ أشياءَ لا أراها هاهنا، قال: فلقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ضحكَ حتى بدت نواجذُهُ». لمسلمٍ والترمذي. (¬1) ¬
10010 - ابن مسعود قالَ رجلٌ: يا رسولَ الله! أنؤاخذُ بما عملنا في الجاهليةِ؟ قال: «من أحسنَ في الإسلامِ لم يؤاخذ بما عمل في الجاهليةِ، ومن أساء في الإسلامِ أخذ بالأولِ والآخرِ». للشيخين. (¬1) ¬
10011 - أبو ذر قلتُ: يا رسولَ الله! ما آنيةُ الحوضِ؟ قالَ: «والذي نفسي بيده لآنيتُهُ أكثرُ من عدد نجومِ السماءِ وكواكبها في الليلةِ المظلمةِ المصحيةِ، آنيةُ الجنةِ من شربَ منها لم يظمأ، آخرُ ما عليه يشخبُ، فيه ميزابانِ من -[212]- الجنةِ، من شربَ منهُ لم يظمأ، عرضُهُ مثلُ طولِهِ، ما بين عمانَ إلى أيلةَ، وماؤهُ أشدُّ بياضًا من اللبن وأحلى من العسلِ». للترمذي ومسلمٍ بلفظه. (¬1) ¬
10012 - ولهما وللبخاري عن أنسَ رفعهُ: «ما بينَ ناحيتيّ حوضي كما بين صنعاءَ والمدينةِ». (¬1) ¬
10013 - وفي رواية: «ما بين المدينةِ وعمانَ». (¬1) ¬
10014 - وفي أخرى: «كما بين أيلةَ وصنعاءَ اليمنِ». (¬1) ¬
10015 - وفي أخري: «ترى فيه أباريقَ الذهبِ والفضةِ كعددِ نجومِ السماءِ». (¬1) ¬
10016 - وللشيخين عن ابن عمرو بن العاص: «حوضي مسيرةُ شهرٍ». (¬1) ¬
10017 - أبو طالوت أنَّ أبا برزة الأسلميَّ دخلَ على عبدِ الله بن زياد، فلمَّا رآه قال: إنَّ محمديكم هذا، الدحداحُ، ففهمها الشيخُ، فقال: ما كنتُ أحسبُ أن أبقي في يومٍ يعيرونني بصحبةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهُ عبيدُ الله: إنَّ صحبةَ محمدٍ لكم زينٌ غير شينٍ، قال: إنما بعثتُ إليكَ لأسألك عن الحوضِ، هل سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرُ فيهِ شيئًا؟ قال أبو برزة: نعم، لا مرةً ولا مرتين ولا ثلاثًا ولا أربعًا ولا خمسًا، فمن كذبَ به فلا سقاهُ الله منهُ، ثمَّ خرجَ مغضبًا. لأبي داودَ (¬1). ¬
10018 - سمرة رفعه: «إنَّ لكلٍ نبيٍّ حوضًا تردهُ أمتهُ، وإنهم يتباهون أيهم أكثرُ واردةً، وإني لأرجو أن أكون أنا أكثرهم واردةً». للترمذي. (¬1) ¬
10019 - ابن عمرو بن العاصِ: أنه سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هل بينَ الجنةِ والنارِ منزل؟ قال: «بينهما حوضي، شرفاتُهُ على الجنةِ، وتضربُ شرفاتهُ على النارِ». للكبير مطولاً بخفى. (¬1) ¬
10020 - أبو هريرة وجابرٌ رفعاه: «عليُّ بنُ أبي طالبٍ صاحبُ حوضي يومَ القيامةِ». للأوسط بلين. (¬1) ¬
10021 - أنس رفعهُ: «ليردنَّ عليَّ الحوضَ رجالٌ، حتى إذا رفعوا إليَّ اختلجُوا دوني فلأقولنَّ أيَّ رب أصيحابي أصيحابي، فليقولنَّ لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» (¬1). ¬
10022 - وفي روايةٍ: «فأقولُ: سحقًا لمنْ بدَّل بعدي». (¬1) ¬
10023 - أبو هريرةَ رفعهُ: «يردُ عليَّ يوم القيامةِ رهطٌ من أصحابي فيحلونَ عن الحوضِ، فأقولُ: يا ربِّ أصحابي، فيقولُ: إنَّهُ لا علم لك بما أحدثُوا بعدك، إنهمُ ارتدُّوا على أدبارهم القهقرى» (¬1). ¬
10024 - وفي رواية: «ترد عليَّ أمتي الحوضَ وأنا أذودُ الناسَ عنهُ كما يذودُ الرجلُ إبل الرجلِ عنه إبلهِ، قالوا: يا نبيَّ الله تعرفنا؟ قال: نعم، لكم سيمًا ليستْ لأحدٍ غيركم، تردونَ عليَّ غرًا محجَّلينَ من آثار الوضُوءِ ولتُصدنَّ عني طائفةٌ منكم فلا يصلُون، فأقولُ: يا ربِّ هؤلاء من أصحابي، فيجيبُني ملكٌ فيقولُ: وهل تدري ما أحدثُوا بعدك». هما للشيخين. (¬1) ¬
10025 - أنس: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يشفعَ لي يومَ القيامة، قال: «أنا فاعلٌ إن شاءَ الله» قلتُ: فأين أطلبك؟ قال: «أولُ ما تطلبي على الصراط»، قلتُ: فإن لم ألقك على الصراطِ؟ قال: «فاطلبني عند الميزان»، قلتُ: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: «فاطلبني عند الحوضِ، فإني لا أخطي هذه الثلاثة مواطن». (¬1) ¬
10026 - المغيرةُ رفعهُ: «شعارُ المؤمنين على الصراطِ يومَ القيامةِ: ربِّ سلم سلم». هما للترمذي. (¬1) ¬
10027 - يعلى بن منية رفعهُ: «تقولُ النارُ للمؤمن يوم القيامةِ: جز يا مؤمنُ فقد أطفأ نورك لهبي». للكبير بضعفٍ. (¬1) ¬
10028 - عائشة قالتُ: ذكرتُ النارَ فبكيتُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما يبكيكَ؟» قلت: ذكرتُ النارَ فبكيتُ، فهل تذكرون أهليكُم يومَ القيامة؟ فقال: «أما في ثلاثة مواطنَ فلا يذكرُ أحدٌ أحدًا. عند الميزانِ حتى يعلم أيخفُّ ميزانهُ أم يثقلُ، وعند تطايرِ الصحفِ حتى يعلم أين يقعُ كتابهُ في يمينهِ أم في شمالهِ أم من وراء ظهرهِ، وعند الصراطِ إذا وضع بين ظهراني جهنمَ حتى يجوزَ». لأبي داود. (¬1) ¬
10029 - أنس: «لكل نبيٍّ دعوةٌ قد دعاها لأمتهِ، وإنّي اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامةِ» (¬1). ¬
10030 - وفي رواية: «أنا أولُ الناسِ يشفعُ في الجنةِ، وأنا أكثرُ الأنبياء تبعًا يومَ القيامةِ، وأنا أولُ من يقرعُ باب الجنةِ». للشيخين. (¬1) ¬
10031 - جابر رفعهُ: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي». للترمذي. وقال جابر: من لم يكن من أهلِ الكبائر فمالهُ وللشفاعةِ. (¬1) ¬
10032 - أنس قالَ معبدُ بنُ هلالِ العنزي: انطلقنا إلى أنسٍ وتشفعنا بثابتٍ فانتهينا إليه وهو يصلِّي الضحى، فاستأذن لنا ثابتٌ، فدخلنا عليه وأجلس ثابتًا معهُ على سريرهِ، فقال له: يا أبا حمزةَ! إنَّ إخوانكَ من أهلِ البصرة يسألونك أن تحدثهم حديث الشفاعة، فقال: حدثنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا كان يوم القيامةِ ماج الناسُ بعضهم إلى بعضٍ فيأتونَ آدمَ فيقولونَ: اشفع لذريتكَ، فيقولُ: لستُ لها، ولكن عليكُم بإبراهيم، فإنهُ خليلٌ لله، فيأتونَ إبراهيم فيقولُ: لستُ لها ولكن عليكم بموسى، فإنَّه كليمُ الله، فيؤتى موسى فيقولُ: لستُ لها ولكن عليكُم بعيسى، فإنَّهُ روحُ الله وكلمتُهُ، فيؤتى عيسى فيقولُ: لستُ لها ولكن عليكم بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فأُوتى فأقولُ: أنا لها، فأنطلقُ فاستأذنُ على ربي فيؤذنُ لي، فأقومُ بين يديهِ فأحمدُهُ بمحامد لا أقدرُ عليها الآنَ يلهمنيهِا الله، ثم أخرُّ لربنا ساجدًا فيقولُ: يا محمدٌ: ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعطهُ واشفع تشفَّع، فأقولُ: يا ربِّ أمتي أمتي، فيقالُ: انطلق فمن كان في قلبهِ مثقالُ حبةٍ من برة أو شعيرة من إيمانٍ فأخرجه منها، فأنطلقُ فأفعل، ثم أعودُ إلى ربي فأحمدُهُ بتلك المحامد، ثم أخرَّ لهُ ساجدًا، فيقالُ لي: يا محمدٌ ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع، فأقولُ: يا ربِّ أمتي أمتي، فيقالُ لي: انطلق فمن كان في قلبه مثقالِ حبةٍ من خردلٍ من إيمانٍ فأخرجهُ من النارِ، فأنطلقُ فأفعلُ» هذا حديث أنسٍ -[216]- الذي أنبأنا بهِ، فخرجنا من عنده فلمَّا كنا بظهرِ الجبانِ قلنا: لو ملنا إلى الحسنِ فسلمنا عليه وهو مستخفٍ في دار أبي خليفة، قال: فدخلنا عليه فسلمنا عليه، فقلنا يا أبا سعيدٍ، جئنا من عند أخيك أبي حمزةَ فلم نسمع بمثلِ حديثٍ حدثناهُ في الشفاعةِ، قال: هيهُ، فحدثناهُ الحديث، فقال: هيهُ، قلنا ما زادنا، قال: قد حدثنا به منذ عشرينَ سنةٍ وهو يومئذٍ جميعٌ، ولقد تركَ شيئًا لا أدري أنسى أنسى الشيخُ أو كرهَ أن يحدثكُم فتتكلُوا، قلنا لهُ: حدثنا، فضحك، وقال: خلقَ الإِنسانُ من عجلٍ ما ذكرتُ لكم هذا إلاَّ وأنا أريدُ أن أحدثكمُوهُ، قال: «ثم أرجعُ إلى ربي في الرابعةِ فأحمدهُ بتلك المحامد ثم أخرَّ له ساجدًا، فيقالُ لي: يا محمدٌ ارفع رأسكَ، وقل: يسمع لك، وسل تُعطهُ، واشفع تشفَّع، فأقولُ: يا ربِّ! ائذن لي فيمن قال: لا إله إلاَّ الله، قال: فليس ذلك إليك ولكن وعزتي، وكبريائي، وعظمتي وجبريائي لأخرجنَّ منها من قالَ: لا إله إلاَّ الله». للشيخينِ. (¬1) ¬
10033 - وللدارمي عن عقبةَ بن عامرٍ نحوه وفيه: «فيأتُون عيسى فيقولُ أدلكُم على النبيِّ الأميِّ، فيأتون فيأذنُ الله لي أن أقوم إليهِ، فيثورُ مجلسي أطيب ريحٍ شمها أحدٌ قط حتى آتي ربي فيشفعني، ويجعلُ لي نورًا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي، فيقولُ الكافرونَ عند ذلك لإِبليس: قد وجد المؤمنونَ من يشفعُ لهم، فقم أنتَ فاشفع لنا إلى ربكَ فإنك أنت أضللتنا، قالَ: فيقومُ فيثورُ مجلسهُ أنتنَ ريحٍ شمها أحدٌ قط ثم يعظمُ لجهنم، فيقولُ عند ذلك {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ابراهيم: الآية22] الآية. (¬1) ¬
10034 - أبو هريرة كنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في دعوةٍ فرفعَ إليهِ الذراعُ، وكان يعجبُهُ، فنهسَ منها نهسةً وقالَ: «أنا سيدُ الناسِ يومَ القيامةِ هل تدرون مما ذاكَ؟ يجمعُ الله الأولين والآخرينَ في صعيدٍ واحدٍ، فيبصرُهُم الناظرُ ويسمعهُم -[217]- الداعي، وتدُنو منهم الشمسُ، فيبلغُ الناسُ من الغمِّ والكربِ ما لا يطيقونَ ولا يتحملونَ، فيقولُ الناسُ ألا ترونَ إلى ما أنتم فيهِ وإلى ما بلغكُم، ألا تنظرونَ من يشفعُ لكم إلى ربكُم؟ فيقولُ بعضُ الناسِ لبعضٍ: أبوكُم آدم، فيأتونهُ فيقولون يا آدمُ أنتَ أبو البشرِ، خلقكَ الله بيدِهِ، ونفخَ فيكَ من روحهِ، وأمرَ الملائكةَ فسجدُوا لك، وأسكنكَ الجنة، ألا تشفعُ لنا إلى ربكَ، ألا ترى ما نحن فيه؟! وما بلغنا؟ فقال: إنَ ربي غضبَ اليوم غضبًا لم يغضب قبلهُ مثلهُ، ولا يغضبُ بعدهُ مثلهُ، وإنَّهُ نهاني عن الشجرةِ فعصيتُ، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبُوا إلى نوحٍ، فيأتُون نوحًا فيقولونَ: يا نوحٌ أنت أولُ الرسل إلى أهلِ الأرضِ، وقد سماك الله عبدًا شكورًا، ألا ترى ما نحنُ فيهِ؟ ألا ترى ما بلغنا؟ ألا تشفعُ لنا إلى ربكَ؟ فيقولُ: إنَّ ربي غضب اليومَ غضبًا لم يغضبٍْ قبلهُ مثلهُ، ولن يغضبَ بعدهُ مثلهُ، وإنَّهُ قد كانت لي دعوةٌ دعوتُ بها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهبُوا إلى غيري اذهبُوا إلى إبراهيم، فيأتونَ إلى إبراهيم، فيقولُون: أنت نبيُّ الله وخليلهُ من أهلِ الأرضِ، اشفع لنا إلى ربكَ، ألا ترى إلى ما نحنُ فيهِ؟ فيقولُ لهم: إنَّ ربي قد غضبَ اليومَ غضبًا لم يغضب قبلهُ مثلهُ، ولن يغضبَ بعدهُ مثلهُ، وإني كنتُ كذبتُ ثلاثَ كذباتٍ فذكرها، نفسي، نفسي، نفسي، اذهبُوا إلى غيري، اذهبُوا إلى موسى، فيأتونَ موسى فيقولونَ: أنتَ رسولُ الله، فضَّلك الله برسالاتهِ وبكلامهِ على الناسِ، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحنُ فيهِ؟ فيقولُ: إنَّ ربي قد غضبَ اليومَ غضبًا لم يغضب قبله مثلهُ، ولن يغضب بعدهُ مثلهُ، وإني قد قتلتُ نفسًا لم أؤمر بقتلها، نفسي، نفسي، نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبُوا إلى عيسىَ، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى! أنت رسولُ الله وكلمتُهُ ألقاها إلى مريم، وروحُ منهُ، وكلمَّت الناسَ في المهد، اشفع لنا إلى ربكَ، ألا ترى ما نحنُ فيهِ؟ فيقولُ عيسى: إنَّ ربي قد غضبَ اليومَ غضبًا لم يغضبْ قبلهُ مثلهُ، ولن يغضب بعده مثلهُ، ولم يذكر ذنبًا، نفسي، نفسي، نفسي، اذهبُوا إلى غيري، اذهبُوا إلى محمدٍ، فيأتُون فيقولون: يا محمدٌ أنت رسولُ الله وخاتم النبيينَ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخرَ، اشفع لنا إلى ربكَ، ألا ترى -[218]- إلى ما نحن فيه؟ فأنطلقُ فآتى تحت العرش فأخرُّ ساجدًا لربي، ثم يفتحُ الله عليَّ من محامدِهِ وحسنِ الثناءِ عليه شيئًا لم يفتحهُ الله على أحدٍ قبلي، ثمَّ يقالُ: يا محمدٌ! ارفع رأسك، سل تعط، واشفع تشفَّع، فأرفعُ رأسي فأقولُ: أمتي يا ربِّ، أمتي يا ربِّ، أمتي يا ربِّ، فيقالُ: يا محمدٌ! أدخلْ من أمتكَ من لا حسابَ عليهم من البابِ الأيمنِ من أبوابِ الجنةِ، وهم شركاءُ الناسِ فيما سوى ذلك من الأبواب، ثمَّ قالُ: والذي نفسي بيده إنَّ ما بين المصراعين من مصاريع الجنةِ كما بين مكةَ وهجرٍ، أو كما بين مكةَ وبصرى». (¬1) ¬
10035 - وللبخاري «كما بين مكة وحميرَ». (¬1) ¬
10036 - وفي روايةٍ: «يجمع الله تعالى الناسَ فيقومُ المؤمنونَ حتى تزلف لهمُ الجنةُ، فيأتُونَ آدم فيقولونَ: يا أبانا استفتح لنا الجنةَ، فيقولُ: وهل أخرجكُم من الجنةِ إلا خطيئة أبيكُم، لستُ بصاحبِ ذلك، اذهبُوا إلى ابني إبراهيم خليل الله، فيقولُ إبراهيمُ: لستُ بصاحبِ ذلك، إنما كنتُ خليلاً من وراء وراءَ، اعمدُوا إلى موسى ... » بنحوه. فيه: «وترسلُ الأمانةُ والرحمُ فيقومان جنبتي الصراطِ يمينًا وشمالاً، فيمرُّ أولكُم كالبرقِ»، قلتُ: بأبي وأمي، أيُّ شيءٍ كالبرقِ؟ قال: «ألم تروا إلى البرقِ؟ كيف يمرُّ ويرجعُ في طرفةِ عينٍ، ثم كمرِّ الريح، ثم كمرِّ الطيرِ، وشدِّ الرجالِ تجري بهم أعمالُهم، ونبيُكُم قائمٌ على الصراط يقولُ: ربِّ سلم سلم، حتى تعجزُ أعمالُ العبادِ، حتى يجيءُ الرجلُ فلا يستطيعُ السيرَ إلاَّ زحفًا». للشيخين والترمذي. (¬1) ¬
10037 - وله عن أبي سعيدٍ رفعهُ: «أنا سيدُ ولد آدمَ يوم القيامةِ ولا فخر، وبيدي لواءُ الحمدِ ولا فخرَ، وما من بني آدم فمن سواهُ إلا تحت لوائي، وأنا أولُ من تنشقًّ عنه الأرضُ ولا فخرَ، فيفزعُ الناسُ ثلاث -[219]- فزعاتٍ، فيأتون آدم». بنحوه. إلا أنَّ فيهِ: «فيأتون عيسى فيقولُ: إني عبدتُ من دونِ الله». (¬1) ¬
10038 - بريدةُ أنَّهُ قال لمعاويةَ: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إني لأرجُو أن أشفعَ يومَ القيامةِ في عدد ما في الأرضِ من شجرةٍ ومدرةٍ، قال: فترجُوها أنت يا معاويةُ ولا يرجوها عليٌّ». لأحمد بضعف. (¬1) ¬
10039 - أنيسُ الأنصاري رفعهُ: «إني لأشفعُ يومَ القيامةِ في كلِ شيءٍ مما على وجهِ الأرضِ من حجرٍ ومدرٍ». (¬1) ¬
10040 - أبو هريرةَ رفعهُ: «إني آتي جهنمَ فأضربُ بابها، فيفتحُ لي فأدخلُها، فأحمدُ الله محامدَ ما حمدهُ أحدٌ قبلي مثلهُ، ولا يحمدُه أحدٌ بعدي، ثم أخرجُ منها من قال: لا إله إلاَّ الله مخلصًا، فيقومُ إليَّ أناسٌ من قريشٍ فينتسبونَ إليَّ، فأعرفُ نسبهم ولا أعرفُ وجوههُم وأتركُهم في النارِ». هما للأوسط بخفى. (¬1) ¬
10041 - ابن عمر رفعهُ: «أولُ من أشفع له من أمتي أهل بيتي، ثم الأقربُ فالأقربُ من قريشٍ والأنصارِ، ثم من آمن بي، واتبعني من أهلِ اليمنِ، ثم من سائر العربِ، ثم الأعاجمِ، وأولُ من أشفعُ له أولو الفضلِ». للكبير بخفى (¬1). ¬
10042 - عبدُ الملك بن عباد بن جعفر رفعهُ: «أولُ من أشفع له منَّ أمتي أهلُ المدينةِ، وأهلُ مكةَ، وأهلُ الطائفِ». للبزارِ والكبير بخفى. (¬1) ¬
10043 - عثمان رفعهُ: «أولُ من يشفعُ يومَ القيامةِ الأنبياءُ، ثم الشهداءُ، ثم المؤذنونَ». للبزار بضعف. (¬1) ¬
10044 - أبو سعيد رفعهُ: «إذا كان يومُ القيامةِ، أُتى بالموتِ كالكبشِ الأملحِ، فيوقفُ بين الجنةِ والنارِ، فيذبحُ وهم ينظرونَ، فلو أنَّ أحدًا مات فرحًا لمات أهلُ الجنةِ ولو أنَّ أحدًا ماتَ حزنًا لماتَ أهلُ النارِ». (¬1) ¬
10045 - وفي رواية: «فيؤتى بالموتِ كهيئة كبشٍ أملحٍ، فينادِ منادٍ: يا أهل الجنةِ فيشرئبون وينظرون فيقولُ لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقولونَ: نعم، هذا الموتُ، وكلهم قد رآهُ، ثمَّ ينادي منادٍ يا أهلَ النارِ فيشرئبون وينظرونَ فيقولُ لهم: هل تعرفونَ هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموتُ، وكلهُم قد آهلُ، فيذبحُ بينَ الجنةِ والنارِ، ثمَّ يقولُ: يا أهلَ الجنةِ! خلودٌ فلا موتٌ، ويا أهل النارِ خلودٌ فلا موتٌ، ثم قرأ: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ... } [مريم:39] وأشار بيدهِ إلى الدنيا». للشيخين والترمذي. (¬1) ¬
كتاب الجنة والنار وما فيهما
كتاب الجنة والنّار وما فيهما
10046 - أبو هريرةَ رفعهُ: «لما خلقَ الله الجنةَ قال لجبريل: اذهب فانظر إليها، فذهبَ فنظرَ إليها فقالَ: وعزتُك لا يسمعُ بها أحدٌ إلا دخلها، فحفها بالمكارهِ، فقالَ: اذهبْ فانظر إليها، فذهبَ فنظر إليها فقال: وعزتك لخشيتُ أن لا يدخلها أحدٌ، ولما خلقَ الله النارَ، قال لجبريل: اذهبْ فانظر إليها، فذهب فنظر إليها فقال: وعزتك لا يسمعُ بها أحدٌ فيدخلها، فحفَّها بالشهواتِ، فقال: -[221]- اذهبْ فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، فلمَّا رجع قال: وعزتك لقد خشيتُ أن لا يسلمُ منها أحدُ إلاَّ دخلها». لأبي داود والترمذي والنسائي (¬1). ¬
10047 - وعنه رفعهُ: «حفت النارُ بالشهواتِ وحفت الجنةُ بالمكارهِ». للشيخين. (¬1) ¬
10048 - ابن مسعود رفعهُ: «الجنةُ أقربُ إلى أحدِكُم من شراك نعلهِ، والنارُ مثل ذلكَ». للبخاري. (¬1) ¬
10049 - أنس «لا تزالُ جهنمُ يلقى فيها وتقول: هل من مزيدٍ، حتى يضعَ ربُّ العزةِ فيها قدمهُ، فينزوي بعضها إلى بعضٍ وتقولُ قط قط، بعزتكَ وكرمك، ولا يزالُ في الجنةِ فضلٌ حتى ينشئ الله لها خلقًا فيسكنهم فضل الجنةِ» (¬1). ¬
10050 - أبو هريرة رفعه: «تحاجتِ الجنةُ والنارُ، فقالتِ النارُ: أوثرتُ بالمتكبرينَ والمتجبرينَ، وقالت الجنةُ: فمالي لا يدخلُني إلا ضعفاءُ الناسِ وسقطهم وغرتهُم، فقال الله تعالى للجنةِ: أنت رحمتي أرحمُ بك من أشاء من عبادي، وقالَ للنارِ: إنما أنت عذابي أعذبُ بك من أشاءُ من عبادي، ولكلِ واحدةٍ منكما ملؤها، فأما النارُ فلا تمتلئ حتى يضعَ الله تعالى رجلهُ، فتقولُ: قط قط، ويزوي بعضُها إلى بعضٍ، ولا يظلمُ الله من خلقهِ أحدًا وأما الجنةُ فإنَّ الله ينشئُ لها خلقًا». هما للشيخين والترمذي. (¬1) ¬
10051 - أبو سعيد رفعهُ: «أما أهلُ النارِ الذين هم أهلُها فإنهُم لا يموتونَ ولا يحيونَ، ولكنْ أناسٌ أصابتهُم النارُ بذنوبهم، أو قال: بخطاياهُم، فأماتتهم إماتُةٌ، حتى إذا كانوا فحمًا أذن بالشفاعةِ فجيء بهم ضبائر -[222]- ضبائر، فبثوا على أنهارِ الجنةِ، ثم قيل: يا أهل الجنةِ، أفيضوا عليهم، فينبتونَ نباتَ الحبةِ في حميلِ السيلِ، فقالَ رجلٌ من القومِ: كأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قد كان بالبادية». لمسلم (¬1). ¬
10052 - وعنه رفعهُ: «يخلصُ المؤمنونَ من النارِ فيحبسونَ على قنطرةٍ بين الجنةِ والنارِ فيقتصُ لبعضهم من بعضٍ مظالمُ كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذِبُوا ونقُّوا أذن لهم في دخولِ الجنةِ، فوالذي نفسُ محمدٍ بيدهِ، لأحدُهم أهدى بمنزلهِ في الجنةِ منه بمنزله كان في الدنيا». للبخاري. (¬1) ¬
10053 - جابرُ رفعهُ: «يخرجُ من النارِ قومٌ بالشفاعةِ، كأنهُم الثعاريرُ»، قلنا: وما الثعاريرُ؟ قال: «الضغابيسُ». للشيخين. (¬1) ¬
10054 - أبو هريرة رفعهُ: «أنَّ رجلينِ ممن يدخُلُ النارَ ليشتدُّ صياحهُما فيها فيقولُ الله تعالى: أخرجوهُما، ثم يقولُ لهما: لأيِّ شيءٍ اشتدَّ صياحُكما؟ فيقولان: فعلنا ذلك لترحمنا، فيقولُ: إنَّ رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكُما في النارِ حيث كنتما، فينطلقانِ فيلقي أحدهما نفسهُ في النارِ فيجعلها عليه بردًا وسلامًا، ويقوم الآخرُ فلا يلقي نفسهُ في النارِ فيقولُ لهُ الربُّ تعالى: ما يمنعكَ أن تلقي نفسكَ كما ألقى صاحبُك نفسهُ؟ فيقولُ: ربِّ إني لأرجُو أن لا تعيدني فيها بعد أن أخرجتني منها فيقولُ الله تعالى: لك رجاؤُكَ، فيدخلانِ معًا في الجنة برحمةِ الله». للترمذي. (¬1) ¬
10055 - أنس رفعهُ: «يُؤتى بأنعم أهلِ الدنيا من أهلِ النارِ، فيصبغُ في النارِ صبغةً، ثم يقالُ: يا ابنَ آدمَ! هل رأيتَ خيرًا قط؟ هل مرَّ بكَ من نعيمٍ قطْ؟ فيقولُ: لا والله يا ربِّ، ويؤتى بأشدِّ الناسِ بؤسًا من أهلِ الجنةِ فيصبغُ صبغةً في الجنةِ، فيقالُ لهُ: يا ابنَ آدمَ! هل رأيتُ بؤسًا -[223]- قط، هل مرَّ بك من شدةٍ قط؟ فيقولُ: لا والله يا ربِّ، ما مرَّ بي بؤسٌ قط ولا رأيتُ شدةً قط». لمسلم. (¬1) ¬
10056 - ابن مسعود رفعهُ: «إني لأعلمُ آخرَ أهل النارِ خروجًا منها آخرَ أهل الجنةِ دخولاً الجنةَ، رجلٌ يخرجُ من النارِ حبوًا، فيقولُ الله تعالى لهُ: اذهبْ فادخل الجنةَ فيأتيها فيخيلُ إليه أنها ملأى، فيرجعُ فيقولُ: يا ربِّ! وجدتُها ملأى، فيقولُ الله: اذهبْ فادخلِ الجنةَ، فيأتيها فيخيلُ إليه أنها ملأى، فيرجعُ فيقولُ يا ربِّ وجدتها ملأى، فيقولُ الله: اذهبْ فادخلِ الجنةَ، فإنَّ لكَ مثلُ الدُّنيا وعشرةُ أمثالها، أو إن لك مثل عشرة أمثالِ الدُّنيا، فيقولُ: أتسخرُ بي أو تضحكُ بي وأنتَ الملكُ؟ فلقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ضحكَ حتَّى بدت نواجذُهُ، فكان يقولُ: ذاك أدنى أهلُ الجنَّةِ منزلةً». للشيخين والترمذي. (¬1) ¬
10057 - وعنهُ رفعهُ: «آخرُ من يدخلُ الجنَّةَ رجلٌ فهو يمشي مرةً ويكبوُ مرةً وتسفعهُ النَّارُ مرةً، فإذا ما جاوزها التفت إليها فقالَ: تباركَ الذي نجاني منكِ، لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاهُ أحدً من الأولينَ والآخرينَ، فترفعُ له شجرةٌ فيقولُ: يا ربِّ! أدنني من هذه الشجرةِ؛ فلأستظلَّ بظلِّها وأشربُ منِ مائها، فيقولُ الله تعالى: لعليّ إنْ أعطيتُكها سألتني غيرها فيقولُ: لا يا ربِّ، ويعاهدُهُ أن لا يسألهُ غيرها، وربُّه تعالى يعذُرُه؛ لأنَّهُ يرى ما لا صبر لهُ عليهِ، فيدنيهِ منها فيستظلُّ بظلِّها ويشربُ من مائها، ثُمَّ تُرفعُ لهُ شجرةٌ هي أحسنُ من الأولى، فيقولُ: أي ربِّ أدنني من هذه لأشربَ من مائها وأستظلُّ بظلِّها، لا أسألُك غيرها، فيقولُ: يا ابنَ آدمَ! ألم تُعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقولُ: لعلي إن أدنيتُك منها تسألنُي غيرها، فيعاهدُه أنْ لا يسألُه غيرها، وربُّه تعالى يعذُرُه لأنَّه يرى ما لا صبر له عليهِ، فيدنيهِ منها فيستظلُّ بظلها ويشربُ من مائها، ثُمَّ تُرفعُ لهُ شجرةٌ عند باب الجنةِ وهي أحسنُ من الأوليينَ، فيقولُ: يا ربِّ! أدنني من هذه لأستظلَّ بظلِّها، وأشربَ من مائها -[224]- لا أسألُك غيرها، يقولُ: يا ابنَ آدمَ! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يا ربِّ! هذهِ لا أسألُك غيرها، وربُّه تعالى يعذُره؛ لأنَّه يرى ما لا صبر لهُ عليه فيدنيهِ منها، فإذا أدناهُ منها سمعَ أصواتَ أهلِ الجنَّةِ، فيقولُ: أي ربِّ! أدخلنيها، فقالَ: يا ابنَ آدمَ! ما يُصرينى منكَ أيرضيكَ أن أُعطيكَ الدُّنيا ومثلها معها؟ قالَ: يا ربِّ! أتستهزئُ منِّي وأنتَ ربُّ العالمينَ؟ فضحكَ ابنُ مسعودٍ فقالَ: ألا تسألوني مم أضحكُ؟ فقالوا: مم تضحكُ؟ فقالَ: هكذا ضحكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالُوا: مم تضحكُ يا رسولَ الله؟ فقال: من ضحكِ ربِّ العالمينَ حينَ قال: أتستهزئ مني وأنت ربُّ العالمينَ، فيقولُ: لا أستهزئُ منك ولكنِّي على ما أشاءُ قادرٌ». لمسلم. (¬1) ¬
10058 - أبو هريرةَ رفعهُ: «ناركم هذه التَّي توقدون جزءٌ من سبعينَ جزءًا من نارِ جهنَّمُ، قالُوا والله إن كانت لكافيةٌ يا رسول الله، قالَ: فإنَّها فُضلت عليها بتسعةٍ وستينَ جزءًا كلُّها مثل حرِّها». لمالكٍ والشيخينِ والترمذي. (¬1) ¬
10059 - وعنهُ رفعهُ: «أُوقد على النَّارِ ألفَ سنةٍ حتَّى احمرَّتْ، ثمَّ أُوقد عليها ألف سنةٍ حتَّى ابيضَّت، ثُمَّ أُوقد عليها ألفَ سنةٍ حتَّى اسودت، فهي سوداءُ مظلمةٌ». لمالكٍ والترمذي بلفظه. (¬1) ¬
10060 - وعنهُ: كنُّا مع النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فسمع وجبةً فقال: «أتدرونَ ما هذا؟» قلنا: الله ورسولُه أعلمُ، قال: «هذا حجرٌ رمي به في النَّارِ منذُ سبعينَ خريفًا، فهوُ يهوي في النَّارِ الآنَ حيثُ انتهى إلى قعرها». لمسلمٍ. (¬1) ¬
10061 - ابنُ عمرو بن العاص رفعهُ: «لو أنَّ رصاصةً مثل هذه وأشارَ إلى مثل الجمجمة أرسلتْ من السَّماءِ إلى الأرضِ، وهي مسيرةُ خمس -[225]- مائةِ سنةٍ، لبلغت الأرضَ قبل الليلِ، ولو أنَّها أُرسلت من رأس السِّلسلةِ لسارتْ أربعينَ خريفًا الليل والنَّهار قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها». (¬1) ¬
10062 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «لسرادقِ النَّارِ أربعُ جُدُرٍ، كثفُ كلِّ جدارٍ مسيرةُ أربعينَ سنةٍ». (¬1) ¬
10063 - وعنهُ رفعهُ: «ويلٌ وادٍ في جهنَّم يهوي فيه الكافُر أربعينَ خريفًا قبل أن يبلغ قعرهُ». (¬1) ¬
10064 - وعنه رفعهُ: «لو أنَّ دلوًا من غسَّاقٍ يهراقُ في الدُّنيا، لأنتنَ أهل الدُّنيا». (¬1) ¬
10065 - ابنُ عباسٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} [آل عمران: الآية102] فقالَ: «لو أنَّ قطرةً من الزَّقوم قطرت في الدُّنيا، لأفسدتْ على أهلِ الدُّنيا معايشهُم، فكيف بمن يكونُ طعامهم». هي للترمذي. (¬1) ¬
10066 - أبو مُوسى رفعهُ: «في جهنَّمَ وادٍ يُقالُ له هبهبُ يسكنُهُ كلُّ جبَّارٍ فإيَّاك أن تكون منهم». للدارمي بضعفٍ. (¬1) ¬
10067 - أبو هريرةَ رفعهُ: «اشتكتْ النَّارُ إلى ربِّها، فقالت: ربِّ أكل بعض بعضًا فأذن لها بنفسين نفسٌ في الشِّتاءِ ونفسٌ في الصَّيفِ، فهو أشدُّ ما تجدون من الحرِ وأشدُ ما تجدونَ من الزمهريرِ». للشيخين والترمذي. (¬1) ¬
10068 - وعنهُ رفعهُ: «يخرجُ عنقٌ من النَّارِ يومَ القيامةِ، له عينانِ يبصرانِ وأذنان يسمعان ولسانٌ ينطقُ، يقولُ: إنِّي وكلتُ بثلاثةٍ: من جعل مع الله إلهًا آخرَ، وبكلِّ جبارٍ عنيدٍ وبالمصورينِ». للترمذي. (¬1) ¬
10069 - ولرزين: «من كذب عليَّ متعمّدًا فليتبوأ بين عيني جهنَّم مقعدًا، قيلَ: يا رسولَ الله! ولها عينانِ؟ قال: أما سمعتُم قول الله {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً} [الفرقان:12] يخرجُ عنقٌ من النَّار لهُ عينانِ تُبصرانِ ... » بنحوهِ. (¬1) ¬
10070 - ابنُ مسعودٍ رفعهُ: «يُؤتى بالنَّارِ يومئذٍ لها سبعون ألف زمامٍ مع كلِّ زمامٍ سبعونَ ألف ملكٍ يجرُّونها». لمسلم والترمذي. (¬1) ¬
10071 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «إنَّ أدنى أهلُ النَّارِ عذابًا ينتعلُ بنعلينِ من نَّارٍ يغلي منهما دماغهُ من حرارةِ نعليهِ» (¬1). ¬
10072 - سمرة رفعهُ: «إنَّ منهم من تأخذهُ النَّارُ إلى كعبيهِ، ومنهم من تأخذُه النَّارُ إلى حجزتهِ، ومنهم من تأخذُهُ النَّارُ إلى ترقوتهِ». هما لمسلمٍ. (¬1) ¬
10073 - أبو الدرداء: يُلقى على أهلِ النَّارِ الجوعُ، فيعدلُ ما هُم فيه من العذابِ فيستغيثونَ بالطعامِ فيغاثونَ بطعامٍ من ضريعٍ لا يُسمنُ ولا يُغني من جوعٍ، فيستغيثونَ بالطعامِ فيغاثونَ بطعامٍ ذي غصةٍ، فيتذكرونَ أنَّهم كانُوا يجيزونَ الغصصَ في الدُّنيا بالشَّرابِ، فيستغيثونَ بالشرابِ فيدفعُ إليهم الحميمُ بكلاليبِ الحديدِ، فإذا دنى من وجوههم شوى وجوههم، فإذا دخل بطونهم قطَّع ما في بطونهم، فيقولون: ادعُوا خزنةَ جهنَّمَ عساهُم يخففون عنَّا، فيقولونَ لهم: {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [غافر: الآية50] فيقولونَ ادعُوا مالكًا فيقولون: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: الآية77] فيجيبهم {قَالَ إِنَّكُم -[227]- مَّاكِثُونَ} [الزخرف: من الآية77] قال الأعمشُ: نُبئتُ أنَّ بين دعائهم وإجابةِ مالكٍ لهمُ مقدارَ ألفِ عامٍ، فيقولونَ أدعُو ربّكُم فلا تجدونَ خيرًا منهُ، فيقولون: {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ {106} رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون:106 - 107] فيجيبهم قَالَ {قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون:108] فعند ذلك يئسُوا من كلِّ خيرِ، وعند ذلك يأخذونَ في الزَّفير والحسرةِ والويلِ (¬1). ¬
10074 - أبو هريرةَ رفعهُ: «إنَّ الحميمَ ليصبُّ على رءوسهم، فينفذُ حتَّى يخلصَ إلى جوفهِ، فيسلت ما في جوفهِ حتَّى يمرقَ من قدميهِ وهُو الصهرُ، ثم يعادُ كما كانَ». هُما للترمذي. (¬1) ¬
10075 - وعنهُ رفعهُ: «ضرسُ الكافرِ أو نابُ الكافرِ مثلُ أحدٍ، وغلظُ جلدهِ مسيرةُ ثلاثٍ». لمسلم. (¬1) ¬
10076 - وللترمذي: ضرسُ الكافرِ يومَ القيامةِ مثلُ أُحدٍ، وفخذُهُ مثلُ البيضاءَ، ومقعدُهُ من النَّارِ مسيرةُ ثلاثٍ مثل الرَّبذةِ، يعني كما بينها وبين المدينةِ، والبيضاءُ جبلٌ، وقيل: مدينةُ بالمغربِ. (¬1) ¬
10077 - ولهُ في روايةٍ: إنَّ غلظَ جلدِ الكافرِ اثنانِ وأربعونَ ذراعًا، وإنَّ ضرسهُ مثلُ أحدٍ، وإنَّ مجلسهُ من جهنَّم ما بين مكةَ والمدينةِ. (¬1) ¬
10078 - وعنهُ رفعهُ: «ما بين منكبي الكافرِ في النَّارِ مسيرةُ ثلاثةِ أيامٍ للراكبِ المسرعِ». لمسلمٍ. (¬1) ¬
10079 - ابنُ عمرٍ رفعهُ: «إنَّ الكافرَ لسحبُ لسانهِ الفرسخِ والفرسخين يتوطَّأهُ النَّاسُ». للترمذي. (¬1) ¬
10080 - أبو هريرة رفعهُ: «إنَّ إبراهيم يرى أباهُ يوم القيامةِ، عليهِ الغبرةُ والقترةُ، فيقولُ له إبراهيمُ: ألم أقل لك لا تعصيني؟ فيقولُ أبوهُ: فاليومَ لا أعصيكَ، فيقولُ إبراهيمُ: يا ربِّ إنَّكَ وعدتَّني أن لا تُخزني يوم يبعثونَ، فأيُّ خزي أخزى من أبي الأبعدِ، فيقولُ الله تعالى: إني حرَّمت الجنَّةَ على الكافرينَ ثمَّ يقولُ: يا إبراهيمُ! ما تحتَ رجليكَ؟ فنظرَ فإذا هُو بذبحٍ مُتلطِّخٍ، فيؤخذُ بقوائمهِ فيُلقى في النَّارِ». للبخاري. (¬1) ¬
10081 - أنس رفعهُ: «الشمسُ والقمرُ ثورانِ عقيرانِ في النَّارِ». للموصلي بلين (¬1). ¬
10082 - وعنه رفعهُ: «عُمرُ الذُّبابِ أربعونَ ليلةً، والذُّبابُ كلُّه في النَّارِ إلا النَّحلَ» (¬1). ¬
10083 - أبو هريرةَ رفعهُ: «لو أنَّ في هذا المسجدِ مائةَ ألفٍ أو يزيدون وفيه رجلٌ من النَّار فنفسَ فأصابَ نفسهُ، لاحترقَ المسجدَ ومن فيهِ». هما للموصلي. (¬1) ¬
10084 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «لو أن مقمعًا من حديدٍ وضُع في الأرضِ فاجتمعَ لهُ الثقلانِ، ما أقلوه من الأرضِ» لأحمد والموصلي بلين. (¬1) ¬
10085 - عمرُ: جاءَ جبريلُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في حين غير حينه الَّذي كان يأتيهِ فيه، فقام إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: «يا جبريلُ! مالي أراكَ مُتغيِّر اللون؟ فقالَ: ما جئتُك حتَّى أمر الله تعالى بمفاتيحِ النَّار، فقال: «يا جبريلُ! صف لي النَّار، وانعت لي جهنَّم»، فقالَ: إنَّ الله تعالى أمر بجهنم فأُوقد عليها ألف عام حتَّى ابيضَّ، ثمَّ أمر فأُوقد عليها ألفَ عامٍ حتَّى احمرَّت، ثم أُمر فأوقد -[229]- عليها ألف عامٍ حتَّى اسودت، فهي سوداءُ مظلمة لا يُضيء شررها ولا يطفأ لهبها والذي بعثك بالحقِ لو أنَّ قدر ثقبِ الإبرة فتح من جهنَّم لمات من في الأرض كلُّهم جميعًا من حرهِ، والذي بعثك بالحق لو أن خازنًا من خزنة جهنَّم برز إلى أهل الدُّنيا فنظرُوا إليهِ، لماتَ من في الأرض كلُّهم من قبح وجههِ ومن نتنِ ريحه، والذي بعثك بالحق لو أنَّ حلقةً من حلق سلسلةِ أهل النَّار التي نعتَ الله في كتابهِ وضعت على جبالِ الدُّنيا لارفضت وما تقارتُ حتَّى تنتهي إلى الأرض السُّفلى، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «حسبي يا جبريلُ لا يتصدعُ قلبي فأموتُ»، فنظر - صلى الله عليه وسلم - إلى جبريلَ وهو يبكي، فقال: «تبكى يا جبريل وأنت من الله بمكان الَّذي أنت بهِ؟» فقال: وما لي لا أبكي، أنا أحقُ بالبكاءِ لعلِّي أكونُ في علمِ الله على غيرِ الحالِ الَّتي أنا عليها، وما أدري لعلِّي أُبتلى بما ابتُلي به إبليسُ، فقد كان من الملائكةِ، وما أدري لعلِّي أبتلى بما ابتلي به هاروتُ وماروتُ، فبكى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وبكى جبريلُ عليه السلامُ، فما زالا يبكيان، حتى نوديا، أن يا جبريلُ ويا محمدُ! إن الله تعالى قد آمنكما أن تعصياهُ، فارتفع جبريلُ وخرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فمرَّ بقوم من الأنصارِ يضحكونَ ويلعبون، فقالَ «أتضحكون وورائكم جهنَّمُ، فلو تعلمون ما أعلم لضحكتُم قليلاً ولبكيتم كثيرًا ولما أسغتُم الطعامَ والشرابَ، ولخرجتُم إلى الصعداتِ تجأرون إلى الله تعالى»، فنُودى يا محمد لا تُقنط عبادي، إنَّما بعثتُك مُيسِّرًا ولم أبعثك معسرًا فقال - صلى الله عليه وسلم -: «سددُوا وقاربُوا». للأوسط بضعف. (¬1) ¬
10086 - أبو هريرةَ قلت: يا رسولَ الله مم خلق الخلقُ؟ قال: «من الماءِ قلتُ: الجنَّةُ ما بناؤُها؟ قال: لبنةٌ فضةٌ ولبنةٌ ذهبٌ، وملاطُها المسُكُ الأذفرُ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوتُ، وتربتُها الزعفرانُ، من يدخلُها ينعمُ ولا يبأسُ، ويخلَّدُ ولا يموتُ، ولا تبلى ثيابهُم ولا يفنى شبابهُمُ». للترمذي مطولاً. (¬1) ¬
10087 - زيدُ بنُ أرقمٍ رفعهُ: «إنَّ الرجلَ من أهلِ الجنَّةِ ليُعطى قوةَ مائة رجلٍ في الأكل والشربِ والجماع والشَّهوةِ، فقال رجلٌ من اليهودِ: إنَّ الذي يأكلُ ويشربُ تكون منه الحاجةُ قال: يفيضُ من جلدهِ عرقٌ فإذا بُطنُهُ قد ضمرَ». للدارمي. (¬1) ¬
10088 - أبو موسى رفعهُ: «جنتانِ من فضةٍ آنيتُهما وما فيهما، وجنتانِ من ذهبٍ آنيتُهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربِّهم إلا رداءُ الكبرياءِ على وجههِ في جنَّة عدنٍ». (¬1) ¬
10089 - وعنه رفعهُ: «إنَّ للمؤمنِ في الجنة لخيمةٌ من لؤلؤةِ واحدةٍ طولها في السَّماءِ ستون ميلاً». (¬1) ¬
10090 - وفي روايةٍ: «عرضُها للمؤمن فيها أهلونَ، يطوفُ عليهم المؤمنُ فلا يرى بعضُهُم بعضًا». (¬1) ¬
10091 - أبو هريرة رفعهُ: «إنَّ في الجنَّةِ شجرةٌ يسيرُ الراكبُ في ظلِّها مائةَ عامٍ، واقرءوا إن شئتم {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} [الواقعة:30] ولقابَ قوسُ أحدكم في الجنَّةِ خيرٌ مما طلعت عليه الشَّمسُ أو تغربُ». هي للشيخين والترمذي. (¬1) ¬
10092 - عبادةُ بنُ الصامتِ رفعهُ: «إنَّ في الجنَّةِ مائة درجةٍ ما بينَ كلِّ درجةٍ ودرجةٍ كما بين السَّماء والأرض، والفردوسُ أعلى درجة منها تفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ الأربعةِ، ومن فوقها يكونُ العرشُ، فإذا سألُتم الله فسألوهُ الفردوسَ». (¬1) ¬
10093 - أنسٌ رفعهُ: «غدوةٌ في سبيلِ الله أو روحةٌ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، ولقابَ قوس أحدكم أو موضعُ قده في الجنَّةِ، خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، ولو أنَّ امرأةً من نساءِ أهلِ الجنَّةِ اطَّلعت إلى أهلِ الأرض لأضاءت الدنيا وما فيها، ولملأت ما بينهما ريحًا، ولنصيفها، يعني خمارها خيرٌ من الدُّنيا وما فيها». (¬1) ¬
10094 - سعدٌ رفعهُ: «لو أنَّ ما يُقلُّ ظفرٌ مما في الجنَّة بدّا، لتزخرفتْ له ما بين خوافقِ السمواتِ والأرضِ، ولو أنَّ رجلاً من أهلِ الجنَّةِ اطَّلعَ فبدا سواره لطُمس ضوءُ الشَّمس كما تطمسُ الشمسُ ضوءَ النُّجومِ». (¬1) ¬
10095 - معاويةُ جدُّ بهز بنُ حكيمٍ رفعهُ: «إنَّ في الجنَّةِ بحر العسلِ وبحر الخمرِ، وبحرُ اللبنِ، وبحرُ الماءِ ثمَّ تنشقُ الأنهارَ بعدُ». (¬1) ¬
10096 - أبو أيوبٍ أتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فقال: يا رسولَ الله! إنِّي أحبُّ الخيلَ، أوفي الجنَّةِ خيلٌ؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أُدخلت -[231]- الجنَّةَ أُتيتَ بفرسٍ من ياقوتةٍ لها جناحانِ فحملتَ عليها، ثم طارت بك حيثُ شئتَ». (¬1) ¬
10097 - علىُّ رفعهُ: «إنَّ في الجنةِ لمجتمعًا للحورِ العينِ، يرفعن بأصواتٍ لم يسمع الخلائقُ بمثلها، يقلن نحنُ الخالداتُ فلا نبيدُ، ونحنُ الناعماتُ فلا نبأس، ونحن الراضياتُ فلا نسخطُ، طوبى لمن كان لنا وكنَّا لهُ». (¬1) ¬
10098 - ابنُ المسيِّب: لقيتُ أبا هريرة فقال لي: أسألُ الله أن يجمع بيننا في سوقِ الجنَّةِ، فقلتُ أفيها سوقُ؟ قال: نعم، أخبرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّ أهل الجنَّةِ إذا دخلُوها نزلُوا فيها بفضل أعمالهم، ثُمَّ يؤذنُ لهم في مقدارِ يوم الجمعةِ من أيام الدُّنيا فيزورونَ ربَّهم، ويبرزُ لهم عرشُه، ويتبدَّى لهم في روضةٍ من رياضِ الجنَّةِ، فيوضعُ لهم منابرُ من نورٍ، ومنابرُ من لؤلؤٍ، ومنابرُ من ياقوتٍ، ومنابرُ من زبرجدٍ، ومنابرُ من ذهبٍ، ومنابرُ من فضةٍ، يجلسُ أدناهُم وما فيهم دنيُّ على كثبانِ المسكِ، وما يرونَ أنَّ أصحابَ الكراسي أفضل منهم مجلسًا، قلتُ: يا رسولَ الله! هل نرى ربنا؟ قالَ: «نعم، هل تتمارونَ في رؤيةِ الشَّمسِ أو القمر ليلة البدرِ؟ قلنا: لا، قال: كذلك لا تتمارون في رؤية ربِّكُم، ولا يبقى في ذلك المجلسُ رجلٌ إلا حاضرهُ الله تعالى محاضرةً، حتَّى يقول للرجل منهم: يا فلانُ بن فلانةٍ أتذكرُ يوم كذا وكذا إذ قلتَ: كذا وكذا؟ فيذكِّرهُ ببعضِ غدراته في الدُّنيا، فيقولُ: يا ربِّ ألم تغفر لي؟ فيقولُ: بلى بسعةِ مغفرتي بلغتَ منزلتك هذهِ، فبينما هم على ذلك، غشيتُهم سحابةٌ من فوقهم، فأمطرتْ عليهم طيبًا لم يجدُوا مثل ريحه شيئًا قطُّ، ويقولُ ربُّنا: قومُوا إلى ما أعددتُ لكم من الكرامةِ، فخذُوا ما اشتهيتُم، فنأتي سوقًا قد حفت به الملائكةُ فيهِ ما لم تنظر العيونُ إلى مثلهِ ولم تسمعْ الآذانُ، ولم يخطر على القلوبِ، فنحملُ منهُ ما اشتُهينا بغير بيعٍ ولا شراءٍ، وفي ذلك السوقِ يلقى أهل الجنَّة بعضهم بعضًا، فيُقبِّلُ الرجلُ من منزلتهِ المرتفعةِ فيلقى ما -[232]- هو دونه، وما فيهم دنِّى فيروعُهُ ما عليه من اللَّباسِ، فما ينقضي آخرُ حديثهِ حتى يصير عليه ما هو أحسنُ منه، وذلك أنَّه لا ينبغي لأحدٍ أن يحزنَ فيها، ثمَّ ننصرفُ إلى منازلنا فيلقانا أزواجنا، فيقلن مرحبًا وأهلاً، لقد جئتَ وإن لك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليهِ، فنقولُ: إنا زُرنا اليومَ ربَّنا الجبارَ، ويحقُّ لنا أن ننقلبَ بمثل ما انقلبنا». (¬1) ¬
10099 - علي رفعهُ: «إنَّ في الجنَّة لسوقًا ما فيها شراءٌ ولا بيعٌ إلا الصّور من الرجالِ والنِّساء، فإذا اشتهى الرجلُ صورةً دخل فيها»، هي للترمذي وضعف حديثُ أبي أيوبٍ. (¬1) ¬
10100 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «إنَّ أهل الجنَّةِ ليتراءونَ أهلَ الغُرف من فوقهم، كما تتراءونَ الكوبَ الدُّري الغابر في الأفقِ من المشرق إلى المغربِ لتفاضلِ ما بينهم، قالوا: يا رسولَ الله تلكَ منازلُ الأنبياءِ لا يبلُغها غيرهُم؟ قالَ: بلى، والذي نفسي بيدهِ رجالٌ آمنُوا بالله وصدَّقُوا المرسلينَ». للشيخين. (¬1) ¬
10101 - أبو هريرةَ رفعهُ: «إنَّ أولَ زمرةٍ يدخُلونَ الجنَّةَ على صورةِ القمرِ ليلةَ البدرِ، ثمَّ الذين يلونهم على أشدِّ كوكبٍ دُريٍّ في السَّماءِ إضاءةً، لا يبولونَ ولا يتغوَّطونَ ولا يتفلُونَ، ولا يتمخطُون، أمشاطُهُم الذهب ورشحُهُم المسكَ، ومجامرهُم الألوةُ والألنجوجُ عودُ الطيبِ، وأزواجُهم الحورُ العينُ على خلقِ رجلٍ واحدٍ، على صورة أبيهم آدمَ ستونَ ذراعًا في السَّماءِ». (¬1) ¬
10102 - وفي روايةٍ: «ولكلِ واحدٍ منهم زوجتان يُرى مخَّ سوقهما من وراء اللَّحم من الحُسنِ، لا اختلافَ بينهم ولا تباغض، قلوبُهُم قلبٌ واحدٌ يسبحون الله بكرةً وعشيًا». للشيخين والترمذي. (¬1) ¬
10103 - جابر رفعهُ: «إنَّ أهلَ الجنَّةِ يأكُلُون فيها ويشربونَ ولا يتفُلُون ولا يبولُونَ ولا يتغوَّطُون ولا يتمخَّطُون، قالوا فما بالُ الطَّعام؟ قال: جشاءٌ ورشحٌ كرشحِ المسكِ، يلهمونَ التسبيحَ والتحميدَ كما يلهمونَ النَّفسَ». (¬1) ¬
10104 - وفي روايةٍ: بدلُ التحميدِ: الحمدُ. (¬1) ¬
10105 - وفي أُخرى: التكبيرُ. لأبي داودَ ومسلمٍ بلفظهِ. (3)
10106 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «من ماتَ من أهلِ الجنَّةِ وهو صغيرٌ أو كبيرٌ يدخلونَ الجنَّة بني ثلاثينَ لا يزيدونَ عليها أبدًا، وقال: إنَّ عليهم التيجانُ، إنَّّ أدنى لؤلؤةٍ منها تضيء ما بينَ المشرقِ والمغربِ». (¬1) ¬
10107 - معاذ رفعهُ: «يدخلُ أهلُ الجنَّةِ الجنةَ جُردًا مردًا مكحلينَ أبناء ثلاثين أو ثلاثٍ وثلاثين سنة». (¬1) ¬
10108 - أنسٌ رفعهُ: «يُعطى المؤمنُ في الجنَّةِ قوة كذا وكذا من الجماعِ قيلَ: يا رسولَ الله أو يطيقُ ذلك؟ قال: يُعطى قوةَ مائةِ رجلٍ». (¬1) ¬
10109 - أبو سعيدٍ: إنَّ المؤمنَ إذا اشتهى الولدَ في الجنَّةِ، كان حملهُ ووضعهُ وسنُّهُ في ساعةٍ واحدةٍ كما يشتهى. هي للترمذي. (¬1) ¬
10110 - أبو هريرةَ رفعهُ: «من يدخلُ الجنَّةَ ينعمُ ولا يبأسُ ولا تبلى ثيابُه، ولا يفنى شبابُه». لمسلم. (¬1) ¬
10111 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «تكونُ الأرضُ يومَ القيامةِ خبزةً واحدةً يتكفَّؤُها الجبَّارُ بيده كما يتكفؤُ أحدُكُم خبزتهُ في السَّفر، نزلاً لأهلِ الجنَّةِ، فأتى رجلٌ من اليهودِ فقال: باركَ الرحمنُ عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرُك بُنزلِ أهلِ الجنةِ يومَ القيامةِ؟ قال: بلى، قال: تكونُ الأرضُ خبزةً واحدةً كما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: فنظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلينا ثُمَّ ضحكَ حتى بدت نواجذُهُ، ثمَّ قال: ألا أخبركَ بإدامهم؟ قال: بلى قال: إدامُهُم لام ونونٌ، قالُوا: وما هذا؟ قال: ثورُ ونونُ يأكلُ من زيادةِ كبدهما سبعون ألفًا». للشيخين. (¬1) ¬
10112 - وعنه: «أدنى أهلِ الجنَّةِ الَّذي لهُ ثمانون ألفِ خادمٍ واثنتانِ وسبعونَ زوجةً، وينصب له قبةٌ من لؤلؤٍ، وزبرجدٍ، وياقوتٍ، كما بينَ الجابيةِ إلى صنعاءَ». (¬1) ¬
10113 - ابنُ عمرٍ: إنَّ أدنى أهلِ الجنَّةِ منزلةً لمن ينظرُ إلى جنانهِ، وأزواجه، ونعيمهِ، وخدمهِ، وسُررهِ، مسيرة ألفِ سنةٍ، وأكرمهم على الله من ينظرُ إلى وجهه غُدوةً وعشيَّةً، ثمَّ قرأ - صلى الله عليه وسلم - {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:22 - 23]. هما للترمذي. (¬1) ¬
10114 - المغيرة رفعهُ: «سألَ موسى عليه السَّلامُ ربَّه: ما أدنى أهلُ الجنَّةِ منزلةً؟ قال: هو رجلٌ يجيءُ بعدما أدخل أهلُ الجنَّة الجنَّة، فيقالُ لهُ: ادخُل الجنَّةَ، فيقولُ: أي ربِّ كيف وقد نزل النَّاسُ منازلهم وأخذوا أخذاتهم، فيقالُ له: أما ترضي أن يكون لك مثل ملْك ملِك من ملوكِ الدُّنيا؟ فيقول: رضيتُ يا ربِّ، فيقولُ: لك ذلك ومثلُهُ ومثلُهُ ومثلُهُ، فقال في الخامسةِ؟: رضيت يا ربِّ، فيقولُ هذا لك وعشرة أمثالهِ، ولك ما اشتهيتْ نفسُكَ ولذَّت -[235]- عينُكَ، فيقولُ: رضيتُ يا ربِّ، قال: رب فأعلاهُم منزلةً؟ قال: أولئك الذين أردتُ غرستُ كرامتهم بيدي وختمتُ عليهم، فلم ترعينٌ ولم تسمع أذنٌ ولم يخطرُ على قلبِ بشرٍ، قال: ومصداقه في كتابِ الله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: الآية17] الآية». للترمذي ومسلمٍ بلفظهِ. (¬1) ¬
10115 - أبو هريرة رفعهُ: «يدخلُ الجنَّةَ أقوامُ أفئدتُهم مثل أفئدةِ الطيرِ». لمسلم. (¬1) ¬
10116 - حارثةُ بنُ وهبٍ رفعهُ: «لا يدخلُ الجنَّةَ الجوَّاظُ ولا الجعظريُّ، قال: والجوَّاظ الغليظُ الفظُّ». لأبي داودَ. (¬1) ¬
10117 - أبو هريرة: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يتحدثُ وعنده رجلٌ من أهل الباديةِ: «أنَّ رجلاً استأذن ربَّه في الزرعِ، فقال: ألستَ فيما شئت؟ يقولُ: بلى، ولكن أحبُّ ذلك، فيؤذن له فيبذرُ فيبادرُ الطرفَ نباتهُ واستحصادهُ وتكويرهُ أمثالَ الجبالِ، فيقولُ الربُ تعالى: دونك يا ابن آدم فإنَّهُ لا يُشبعُك شيءٌ»، فقالَ الأعرابيُّ: إنَّك لن تجدهُ إلا قرشيَّا أو أنصاريًّا فإنَّهم أصحابُ زرعٍ، فأمَّا نحن فلسنا بأصحاب زرعٍ. فضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتَّى بدت نواجذُهُ. للبخاري. (¬1) ¬
10118 - سلمانُ رفعهُ: «لا يدخلُ الجنَّة أحدٌ إلا بجواز بسم الله الرحمن الرحيم، كتابٌ من الله لفلانٍ ابن فلانِة، أدخلُوهُ جنةً عاليةً قطوفها دانية». للكبير والأوسط. (¬1) ¬
10119 - أبو أمامةَ: -[236]- «ألا كُلُّكُم يدخُلُ الجنَّة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهلهِ». لأحمد. (¬1) ¬
10120 - وللكبير نحوه وفيه: «فمن لم يصدِّقني فإنَّ الله تعالى يقولُ {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى {15} الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (¬1) [الليل:15 - 16]. ¬
10121 - ابنُ مسعودٍ رفعهُ: «إنَّك لتنظرُ إلى الطَّير في الجنَّة فتشتهيهِ فيجيء مستويًا بين يديك». للبزارِ بضعفٍ. (¬1) ¬
10122 - ابن عمروٍ بن العاصِ: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله! أخبرنا عن ثيابِ الجنَّة أخلقٌ تخلقُ أم تنسجُ بنسج؟ فضحك بعض القومِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «مم تضحكُونَ من جاهلٍ يسألُ عالمًا؟ أين السائلُ؟» قال: أنا ذا يا رسولَ الله! قال: «تنشقُ عنها ثمار الجنَّةِ». للبزارِ. (¬1) ¬
10123 - جابرٌ: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أينامُ أهلُ الجنَّةِ؟ فقال: «النَّومُ أخو الموتِ، وأهلُ الجنَّة لا ينامُونَ». للأوسط والبزار. (¬1) ¬
10124 - ابن عمرٍ رفعهُ: «لو أذن الله في التِّجارة لأهل الجنَّةِ لاتجروا في البز والعطر». للصغير. (¬1) ¬
10125 - أبو أمامة سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: يتناكحُ أهلُ الجنَّةِ؟ قال: «نعم، بذكرٍ لا يمل وشهوةٍ لا تنقطعُ، دحمًا دحمًا». (¬1) ¬
10126 - وفي رواية: «ولكن لا مني ولا مُنيةَ». للكبير. (¬1) ¬
رؤية الله تعالى في دار الخلد
رؤية الله تعالى في دار الخلد
10127 - جرير: كنا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فنظر إلى القمر ليلةَ البدرِ، وقال: «إنكم سترون ربكم عيانًا كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيتهِ، إن استطعتم أن لا تغلبُوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمسِ وقبل غروبها فافعلوا»، ثم قرأ {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: الآية39]. للشيخين والترمذي وأبي داود. (¬1) ¬
10128 - صهيب رفعهُ: «إذا دخل أهلُ الجنةَ الجنةَ، يقولُ الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولونَ: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنةَ، وتنجينا من النارِ؟ فيكشفُ الحجابُ، فما أعطوا شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إلى ربهم تعالى». (¬1) ¬
10129 - زاد في رواية: ثم تلا هذه الآيةَ: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: الآية26]. لمسلم والترمذي. (¬1) ¬
10130 - أنس رفعهُ: «أتاني جبريلُ - عليه السلام - وفي يدهِ مرآةٌ بيضاءُ فيها نكتةٌ سوداءُ، فقلتُ: ما هذه يا جبريلُ؟ قال: هذه الجمعةُ يعرضها عليك ربُك لتكونَ لك عيدًا، ولقومك من بعدك، تكونُ أنت الأولُ ويكون اليهود والنصارى من بعدك، قال: ما لنا فيها؟ قال: لكم فيها خيرٌ، لكم فيها ساعةٌ، من دعا ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه الله إياهُ، أو ليس له بقسمٍ إلا ذخرٌ له ما هو أعظمُ منهُ، أو تعوذ فيها من شرٍ هو عليه مكتوبٌ إلا أعاذهُ منهُ، أو غيرُ مكتوبٌ إلا أعاذهُ من أعظم منه، قلتُ: ما هذه النكتة السوداء فيها قال: هذه الساعة تقوم يوم الجمعة، وهو سيد الأنام عندنا ونحنُ ندعوه في الآخرة يوم المزيد، قلتُ: لم تدعونهُ يوم المزيدِ؟ قال: إنَّ ربَّك تعالى اتخذ في الجنة واديًا أفيحُ من مسكٍ أبيضَ، فإذا كان يوم الجمعة نزل تعالى من عليين على كرسيهِ، ثم حفَ الكرسي بمنابرَ من نورٍ، وجاءُ النبيون حتى يجلسون عليها، ثم صف الناس بكراسي من ذهب، ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسون عليها ثم يجيءُ أهلُ الجنةِ، حتى يجلسونَ على الكثبِ، فيتجلَّى لهم ربهم تعالى، حتى ينظرونَ إلى وجههِ وهو يقولُ: أنا الذي صدقتُكم وعدي، وأتممتُ عليكم نعمتي، هذا محلُّ كرامتي، فأسألوني، فيسألونهُ الرضا، فيقولُ تعالى: رضائي أحلُّكم داري وأنا لكم كرامتي، فاسألوني، فيسألونهُ حتى تنتهي رغبتهم، فيفتحُ لهم عند ذلك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ، إلى مقدار منصرفِ الناسِ يوم الجمعةِ، ثم يصعدُ تعالى على كرسيهِ، فيصعدُ معه الشهداءُ والصديقونَ، أحسبهُ قال: ويرجعُ أهلُ الغرفِ إلى غرفهم درةً بيضاءَ لا قصمٌ ولا فصمٌ، أو ياقوتةً حمراء أو زبرجدةً خضراءُ منها غرفُها وأبوابُها، مطردةً فيها أنهارُها، متدليةٌ فيها ثمارها، فيها أزواجُها وخدمها، فليسوا إلى شيءٍ أحوجُ منهم إلى يومِ الجمعةِ ليزدادوُا فيه كرامةً، وليزدادُوا فيه نظرًا إلى وجهِهِ تعالى ولذلك دُعى يوم المزيدِ». للبزار والكبير والأوسط والموصلى. (¬1) ¬
10131 - أبو هريرة: أنَّ الناسَ قالوا: يا رسولَ الله: هل نرى ربنا يوم القيامةِ؟ قال: «هل تمارونَ في القمرِ ليلةَ البدرِ ليس دونهُ سحابٌ؟» قالوا: لا، يا رسولَ الله! قال: «هل تمارون في الشمس ليس دونها سحابٌ؟» قالوا: لا، قال: «فإنَّكم ترونه كذلك، يحشرُ الناسُ يوم القيامةِ، فيقولُ: من كان يعبدُ شيئًا فليتبع، فمنهم من يتبعُ الشمسَ، ومنهم من يتبعُ القمر، ومنعم من يتبعِ الطواغيت، وتبقى هذه الأمةُ فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقولُ: أنا ربُّكم، فيقولون: هذا مكانُنا حتى يأتينا ربُّنا، فإذا جاءَ ربُّنا عرفناه، فيأتيهم الله فيقولُ: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربُّنا فيدعُوهُم، ويضربُ الصِّراط بين ظهراني جهنَّمَ فأكوُن أولُ من يجوزُ من الرُّسل بأمَّتهِ، ولا يتكلمُ يومئذٍ أحدٌ إلا الرُّسلَ، وكلامُ الرسلِ يومئذٍ: اللهمَّ سلِّم سلِّم، وفي جهَّنم كلاليبٌ مثلٌ شوك السُّعدانِ، هل رأيتمُ شوك السُّعدانِ؟ قالوا: نعم، قال: فإنَّها مثلُ شوك السُّعدانِ، غير أنَّه لا يعلمُ قدر عظمها إلا الله، تخطفُ الناسُ بأعمالهم، فمنهم من يوبقُ بعملهِ، ومنهم من يخردلُ ثمُّ ينجُو، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهلِ النَّارِ، أمر الملائكةَ أن يخرجُوا من كان يعبدُ الله، فيخرجونهم بآثارِ السجودِ، وحرَّم الله على النَّار أن تأكل أثر السجودِ، فيخرجونَ وقد امتحشُوا، فيصبُّ عليهم ماءَ الحياةِ فينبتونَ كما تُنبتُ الحبةُ في حميل السيلِ، ثمَّ! يفرغُ الله من القضاء بين العبادِ، ويبقى رجلٌ بين الجنَّة والنَّارِ، وهو آخرُ أهلِ النَّارِ دخولاً الجنَّةَ، مقبلٌ بوجههِ قبلَ النَّارِ، فيقولُ: يا ربِّ! اصرف وجهي عن النَّارِ، قد قشَّبني ريُحها وأحرقني ذكاها، فيقولُ: هل عسيتُ أن أفعل ذلك أن تسأل غير ذلك؟ فيقولُ: لا وعزَّتك، فيُعطى الله ما شاءَ من عهدٍ وميثاقٍ، فيصرفُ الله وجهه عن النَّارِ، فإذا أقبل به على الجنَّةِ رأى بهجتها، سكتَ ما شاء الله أن يسكتَ، ثمُّ قال: يا ربِّ! قدمني عند باب الجنَّةِ، فيقولُ الله لهُ: أليس قد أعطيتُ العهود والميثاقَ أن لا تسألَ غير الَّذي كنتَ سألتَ؟ فيقولُ: يا ربِّ! لا أكونُ أشقى خلقكَ؟ فيقولُ: فما عسيتَ إن أعُطيت ذلك أن تسأل غيرهُ؟ فيقولُ: لا وعزَّتكَ لا أسألُك غير هذا، فيعطى ربَّهُ ما شاءَ من عهدٍ وميثاقٍ فيقدمهُ إلى بابِ الجنةِ، فإذا بلغَ بابها فرأى زهرتها وما فيها من -[239]- النضرةِ والسرورِ، فيسكتُ ما شاءَ الله أن يسكتَ، فيقولُ: يا ربِّ! أدخلني الجنةَ، فيقولُ الله: ويحكَ يا ابنَ آدمَ! ما أغدرك، أليس قد أعطيت العهود والمواثيق أنْ لا تسأل غير الذي أعطيتَ فيقولُ: يا ربِّ! لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحكُ الله تعالى منهُ، ثم يأذنُ له في دخولِ الجنةِ، فيقولُ: تمنّ، فيتمنّى، حتى إذا انقطع أمنيتهُ قال الله تعالى: تمنّ من كذا وكذا يذكرهُ ربهُ، حتى إذا انتهت به الأمانيُّ قال الله تعالى: لك ذلك ومثلهُ معهُ، قال أبو سعيد لأبي هريرة: إنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: قال الله تعالى: لك ذلك وعشرةُ أمثالهِ، قال أبو هريرةَ: لم أحفظ منهُ - صلى الله عليه وسلم - إلا قولهُ: لك ذلك ومثلهُ معهُ، قال أبو سعيد: إني سمعتُهُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: لك ذلكَ وعشرةُ أمثالهِ، قال أبو هريرةَ وذلك الرجلُ آخرُ أهلٍ الجنةِ دخولاً الجنة». للشيخين والترمذي. (¬1) تم الكتابُ بحمدِ الله الملكِ الوهابِ والصلاةُ والسلامُ على رسولهِ محمدٍ سيد من أُوتي الحكمةَ وفصل الخطابِ وعلى آلهِ وأصحابهِ خير آلٍ وأصحابٍ ¬