جزء في طرق حديث لا تسبوا أصحابي

ابن حجر العسقلاني

جزء في طرق حديث لا تسبوا أصحابي

الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ وَقَفَ الْعَبْدُ، عَلَى هَذِهِ الْفَوَائِدِ وَالْجَوَاهِرِ الزَّوَاهِرِ، فَلَمْ يَجِدْهَا أَبْقَتْ مَقَالا لِقَائِلٍ، وَلا مَرْمًى لِمُنَاضِلٍ، وَحَاصِلُ الأَمْرِ أَنَّ الْمَسْأَلَةَ، تَتَعَلَّقُ بِحَدِيثِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ فِي النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الصَّحَابَةِ، هَلْ هُوَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ أَبِي سَعِيدٍ، أَوْ عَنْهُمَا جَمِيعًا؟ فَقَدْ تَلَخَّصَ فِي هَذِهِ الْفَوَائِدِ، جَمِيعُ مَا يَتَعَلَّقُ بِتَحْرِيرِ ذَلِكَ، وَمَحَلُّ النَّظَرِ، إِنَّمَا هُوَ: فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مَشَايِخِهِ الثَّلاثَةِ: يَحْيَى بْنِ يَحْيَى. وَأَبِي كُرَيْبٍ. وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ. ثَلاثَتِهِمْ عَنْ مُعَاوِيَةَ. هَلْ رِوَايَةُ هَؤُلاءِ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ أَنَّ الْحَدِيثَ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ أَبِي سَعِيدٍ؟ وَلا يَفْصِلُ الأَمْرَ فِي ذَلِكَ إِلا النَّظَرُ فِيمَنْ رَوَاهُ عَنْ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ غَيْر مُسْلِمٍ. فَإِنْ وَجَدْنَا مَنْ رَوَاهُ عَنْهُمْ أَوْ عَنْ أَحَدِهِمْ وَافَقَ مُسْلِمًا، أَوْ وَجَدْنَا بَعْضًا وَافَقَهُ وَبَعْضًا خَالَفَهُ، حَسُنَ الْقَوْلُ، بِأَنَّهُ كَانَ عِنْدَ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَلَى الْوَجْهَيْنِ، إِنِ اسْتَوَى الْجَمِيعُ فِي الْحِفْظِ وَالإِتْقَانِ. وَإِنْ وَجَدْنَاهُمْ أَطْبَقُوا عَلَى مُخَالَفَتِهِ، فَتُرَجَّحُ رِوَايَتُهُمْ عَلَى رِوَايَتِهِ، بِأَنَّ الْعَدَدَ الْكَثِيرَ، أَوْلَى بِالْحِفْظِ مِنَ الْوَاحِدِ، كَمَا قَالَ إِمَامُنَا الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَأَمَّا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فَلَمْ نَجِدْهُ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ إِلا مِنْ مُسْنَدِ أَبِي سَعِيدٍ. وَكَذَلِكَ أَوْرَدَهُ فِي «مُسْنَدِهِ» وَفِي «مُصَنَّفِهِ» جَمِيعًا. وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مُسْتَخْرَجِهِ عَلَى مُسْلِمٍ عَنِ الطَّلْحِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ. وَأَمَّا أَبُو كُرَيْبٍ فَوَجَدْنَاهُ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ مَاجَهْ عَنْهُ. إِلا أَنَّ نُسَخَ ابْنِ مَاجَهِ اخْتَلَفَتْ فِيهِ، فَفَيِ بَعْضِهَا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَفِي بَعْضِهَا: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. وَرَأَيْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي نُسْخَةِ الْحَافِظِ زَكِيِّ الدِّينِ الْمُنْذِرِيِّ، وَقَدْ كَتَبَ فِي الْحَاشِيَةِ بِخَطِّهِ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَضَبَّبْتُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الأَصْلِ. فَيُحَتْمَلُ أَنْ يَكُونَ اعْتَمَدَ عَلَى قَوْلِ صَاحِبِ الأَطْرَافِ، مِنْ أَنَّ أَبَا كُرَيْبٍ إِنَّمَا رَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ تَبَيَّنَ لَهُ بِطَرِيقٍ أُخْرَى. ثُمَّ وَجَدْتُهُ فِي أَصْلِ عَتِيقٍ جِدًّا، تَارِيخُ الأَسْمِعَةِ فِيهِ: فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، وَقَدْ قُرِئَ عَلَى أَصْحَابِ صَاحِبِ ابْنِ مَاجَهْ، وَهُوَ فِي نِهَايَةِ الضَّبْطِ وَالتَّحْرِيرِ. وَوَجَدْتُهُ فِيهِ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، مِنْ غَيْرِ تَرَدُّدٍ. وَسَنُبَيِّنُ فِيمَا بَعْدُ، أَنَّهُ يَتَعَيَّنُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي سَعِيدٍ لا مِنْ مُسْنَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَأَمَّا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، فَلَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ مِنْ رِوَايَتِهِ الآنَ. وَظَهَرَ مِنْ سِيَاقِ أَبِي نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيِّ فِي مُسْتَخْرَجِهِ عَلَى صَحِيحِ مُسْلِمٍ، أَنَّ الْحَدِيثَ عَنْ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ. وَبَيَانُ ذَلِكَ: أَنَّهُ قَالَ مَا نَصُّهُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، أنا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (ح) . وثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ هُوَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ (ح) . وثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا أَبُو حُصَيْنٍ الْوَادِعِيُّ، أنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ (ح) . وثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي (ح) . وَأنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَوَّاسٍ أَبُو عَاصِمٍ، قَالُوا: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. . . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَالَ فِي آخِرِهِ: لَفْظُ أَبِي بَكْرٍ: رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وأَبي كُرَيْبٍ، كُلِّهِمْ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. فَظَاهِرُ هَذِهِ الْعِبَارَةِ تَقْتَضِي أَنَّ مُسْلِمًا إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ بِالإِسْنَادِ الَّذِي سَاقَهُ أَبُو نُعَيْمٍ. وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ: اصْطِلاحُهُ فِي جَمِيعِ كِتَابِهِ: الْمُسْتَخْرَجُ عَلَى نَحْوِ ذَلِكَ، إِذَا أَخْرَجَ الْحَدِيثَ عَلَى الْمُوَافَقَةِ. أَوِ الْبَدَلِيَّةِ، يَنْتَهِي بِالإِسْنَادِ إِلَى الشَّيْخِ الَّذِي اتَّفَقَّ إِسْنَادُهُ وَإِسْنَادُ مُسْلِمٍ فِيهِ، ثُمَّ يُحِيلُ عَلَى الْبَاقِي. وَعَلَى هَذَا، فَلَعَلَّ الْخَلَلَ الْوَاقِعَ فِي نُسَخِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ، وَيَبْدَأُ هُوَ حِينَئِذٍ مِنَ الْوَهْمِ. وَيُقَوِّي ذَلِكَ: أَنَّ الدَّارَقُطْنِيَّ قَدْ جَزَمَ فِي الْعِلَلِ بِأَنَّ الصَّوَابَ أَنَّهُ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي سَعِيدٍ، وَلَمْ يَتَعَرَّضْ فِي كِتَابِ التَّتَبُّعِ لِهَذَا الإِسْنَادِ، وَلا لِكَوْنِ مُسْلِمٍ وَهِمَ فِيه. فَالظَّاهِرُ: أَنَ الْوَهْمَ مِمَّنْ دُونَ مُسْلِمٍ. وَأَمَّا مَا وَقَعَ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ، فَلا رَيْبَ أَنَّهُ غَلَطٌ، لأَنَّهُ قَرَنَ بَيْنَ رِوَايَاتِ وَكِيعٍ وَجَرِيرٍ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَصَيَّرَهَا كُلَّهَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَدْ أَطْبَقَ الْمُصَنِّفُونَ عَلَى أَنَّ رِوَايَةَ جَرِيرٍ وَوَكِيعٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الأَعْمَشِ، إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ. فَرَوَاهُ مُسْلِمٌ كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ حَدِيثِهِمَا. وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهُوَيْهِ، وَأَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، كُلُّهُمْ عَنْ جَرِيرٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ أَيْضًا. وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: فِي النَّوْعِ الثَّامِنِ: مِنَ الْقِسْمِ الثَّالِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا جَرِيرٌ. . . فَذَكَرَهُ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي سَعِيدٍ. وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ هُوَ شَيْخُ ابْنِ مَاجَهْ فِي هَذَا الْخَبَرِ. وَقَدْ صَيَّرَهُ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَهُوَ مِنَ الْحُفَّاظِ، إِنْ رَوَاهُ عَنْهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. وَكَذَلِكَ رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ: فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ لِطِرَادِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْمُعَدَّلُ إِمْلاءً، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ الضَّبِّيُّ، ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ كَلامٌ، فَذَكَرَ الْقِصَّةِ وَالْحَدِيثِ. وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَرِيرٍ. وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِهِ فِي تَرْجَمَةِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ مِنْ طَرِيقِ نَصْرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ جَرِيرٍ. وَأَمَّا رِوَايَةُ وَكِيعٍ، فَرَوَيْنَاهَا فِي كِتَابِ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ لَهُ، مِنْ مُسْنَدِ أَبِي سَعِيدٍ. وَكَذَا رَوَيْنَاهَا فِي نُسْخَتِهِ رِوَايَة إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيِّ الْقَصَّارِ عَنْهُ، كَذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ وَكِيعٍ. وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ الْقَلاسِ، عَنْ وَكِيعٍ كَذَلِكَ. وَكَذَا رَوَاهُ خَيْثَمَةُ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ. وَالْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ فِي مُسْنَدِهِ كِلاهُمَا عَنِ الْقَصّارِ، عَنْ وَكِيعٍ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ الْمُسْتَخْرَج عَلَى مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَصَّارِ، وَابْنِ أَبِي رَجَاءٍ الْمِصِّيصِيِّ، كُلِّهِمْ عَنْ وَكِيعٍ كَذَلِكَ. وَكَذَا رَوَاهُ الْجَوْزَقِيُّ فِي الْمُتَّفَقِ مِنْ طَرِيقِ الأَحْمَسِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَاشِمٍ الطُّوسِيِّ كِلاهُمَا عَنْ وَكِيعٍ. وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانِ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ وَكِيعٍ كَذَلِكَ. وَكَذَا رَوَاهُ تَمَّامٌ فِي فَوَائِدِهِ ". وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكَبِيرِ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ وَكِيعٍ، كَمَا ذَكَرْنَا. وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ بَعْدَهُ: رَوَاهُ مُسْلِمٌ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ، عَنْ وَكِيعٍ. وَكَذَا أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَنْجُوَيْهِ فِي الْجُزْءِ التَّاسِعِ مِنْ «فَوَائِدِ أَبِي زَكَرِيَّا الْمُزَكِّي» مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ وَكِيعٍ. وَقَالَ بَعْدَهُ: أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ وَكِيعٍ. وَكَذَا صَنَعَ الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الأَخْضَرِ فِي «تَخْرِيجِهِ لِفَوَائِدِ شُهْدَةَ الْكَاتِبَةِ» . فَقَدْ ظَهَرَ أَنَّ رِوَايَتَيْ وَكِيعٍ وَجَرِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، إِنَّمَا هِيَ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي سَعِيدٍ. فَإِنْ كَانَ مَا وَقَعَ فِي ابْنِ مَاجَهْ مِنْ جَمْعِهِ بَيْنَ رِوَايَاتِ الثَّلاثَةِ، وَجَعْلِهَا مِنْ مُسْنَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْهُ، فَقَدْ وَهِمَ فِي ذ

§1/1