جزء فيه مصافحات مسلم النسائي للدمياطي

الدمياطيّ، عبد المؤمن بن خلف

جزء في مصافحة الإمام مسلم والإمام النسائي

جزء في مصافحة الإِمَامِ مُسْلِمٍ وَالإِمَامِ النَّسَائِيِّ تَخْرِيجُ شَيْخِنَا الإِمَامِ الْحَافِظِ جَمَالِ الْمُحَدِّثِينَ شَرَفِ الدِّينِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَلَفٍ الدِّمْيَاطِيِّ تَغَمَّدَهُ اللَّهُ برحمته

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ الْمُعَمِّرُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ سَمَاعًا عَلَيْهِ، عَنِ الشَّرِيفِ النَّقِيبِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عبد الله بن العباس بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمَكِّيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ الشَّافِعِيُّ الْمَكِّيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِهَا، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ العبقسي الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّيْبُلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الأَزْهَرِ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دينار، عن ابن عمر رضي الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلا يَحْلِفْ إِلا بِاللَّهِ)) ، وَكَانَتْ

قُرَيْشٌ، تَحْلِفُ بِآبَائِهَا، فَقَالَ: ((لا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ)) . رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَيَحْيَى بن أيوب، وقتيبة، وعلي ابن حُجْرٍ، أَرْبَعَتِهِمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ. فَوَقَعَ بدلا عالياً تساعيا. رواه أيضاً نازلاً عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَبِاعْتِبَارِ هَذَا الْعَدَدِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ مُسْلِمٍ وَصَافَحْتُهُ بِهِ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ، وَهُوَ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.

حديث مصافحة لمسلم

حَدِيثٌ مُصَافَحَةٌ لِمُسْلِمٍ قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخَةِ الصَّالِحَةِ سِتِّ الْعَشِيرِ أُمِّ حَمْزَةَ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْخَضِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قُصَيٍّ الْقُرَشِيَّةِ الأَسَدِيَّةِ الزُّبَيْرِيَّةِ، بِالسُّوقِ الأَعْلَى مِنْ حُمَاةَ بِمَحْضَرٍ مِنْ وَلَدِهَا الْقَاضِي أَبِي يَعْلَى حَمْزَةَ بن محمد بن الحسن بْنِ حَمْزَةَ الْبَهْرَانِيِّ الْحَاكِمِ بِحُمَاةَ. وَتُوُفِّيَتْ بِهَا يَوْمَ الأَحَدِ قَبْلَ الْعَصْرِ الْخَامِسَ مِنْ رَجَبٍ، ودفنت من الغد سنة ست وأربعين وستمائة. وَفِيهَا تُوُفِّيَ: مَنْصُورُ بْنُ الدَّمَّاغِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ ياقوت، وأحمد بن رئيس، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ الدِّمْيَاطِيُّ الفقيه،

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ التِّلْمِسَانِيُّ، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْحَاجِبِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الصَّيْرَفِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. عَنِ الأَشْيَاخِ الْخَمْسَةِ: الإِمَامِ الْمُفْتِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّسْتُمِيِّ، وَأَبِي الْفَرَجِ مَسْعُودِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ أحمد ابن أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيِّ، وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ اللَّبَّادِ، وَأَبِي الْغَنَائِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، وَأَبِي الْقَاسِمِ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّاجِرِ الْمَعْرُوفِ بِفُورَجَةَ. قَالَ الرُّسْتُمِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِيسَى عَبْدُ الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن ابن زِيَادٍ، وَأَبُو الْفَضْلِ الْمُطَهِّرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عبد الله بن الفضل بن الربيع البزاني.

وقال الثقفي: أخبرنا ابن زياد المذكور. وقال الباقون: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الأنصاري، قالوا: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري، أخبرنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن يحيى بن الحكم الحزروري، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي الملقب بلوين، حدثنا ابن عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ، عن أمه، قالت: كنت مع عائشة –رضي الله عنها- في الطواف، فذكروا حسانا، فوقعوا فيه، فنهتهم عنه، وقالت: أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ: هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء أتهجوه ولست له بكفوء ... فشركما لخير كما الفداء فإن أبي ووالدتي وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء هكذا ساقه محمد بن سعد في ((الطبقات)) فقال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا ابن جريج، حدثني مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ، عَنْ أُمِّهِ: أنها كانت تطوف مع عائشة، ومعها عاتكة بنت خالد بن العاص وأم عبد الوهاب بن عبد الله بن أبي ربيعة قالت: فذكرنا حسان بن ثابت، ذكرناه بسبه إياها، قالت ابن الفريعة: تسببن! قلنا: نعم، قال ذلك. فبرأته من ذلك، وقالت: أليس الذي يقول:

هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذَاكَ الْجَزَاءُ فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ محمد منكم وقاء وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَتَرْجَمَهُ عَنْ أمه عن عائشة ترجمة حسنة محفوظة. أخرجه ابن ماجه، والترمذي، وصححه. وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِيْ كِتَابِ ((الْفَضَائِلِ)) مِنْ ((مُسْنَدِهِ الصَّحِيحِ)) عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْمَصْرِيِّ، عَنْ سَعيِدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ اللَّيْثِيِّ مَوْلاهُمْ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِّيَّةَ الأَنْصَارِيِّ النَّجَّارِيِّ ثُمَّ الْمَازِنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الصِّدِّيقَةِ بِنْتِ الصِّدِّيقِ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرٍ أَخِي عُثْمَانَ، وَجَدُّ ثمان أولا: عَمْرٍو وَآلِيَةِ الْبَيْتِ أَخِي عَامِرٍ وَعَبْدِ مَنَافٍ، وأولاد كعب أخي حارثة بن سعيد بن تيم بن مُرَّةَ الْقُرَشَيِّةِ التَّيْمِيَّةِ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَحَبِيبَةِ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. فَبِاعْتِبَارِ الْعَدَدِ إِلَيْهَا –رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- فَكَأَنِّي شَافَهْتُ بِهِ الإِمَامَ النَّاقِدَ أَبَا الْحُسَيْنِ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمُضَرِيَّ القيسي الهوزاني الْعَامِرِيَّ الْقُشَيْرِيَّ. قُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ أَخُو عُقَيْلٍ وَجَعْدَةَ وَالْحُرَيْشُ، أَوْلادُ كَعْبٍ أَخِي كِلابٍ وَكُلَيْبٍ، وَهُمَا مِنْ وَلَدِ الْبَكَّاءِ وَاسْمُهُ رَبِيعَةُ، أَوْلادُ رَبِيعَةَ أَخِي هِلالٍ.

اخْتَصَرْتُ مَعْهُ مَا هُنَا مِنَ الْكَلامِ لِطُولِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَيْضًا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَخِي عُثْمَانَ وَاِلِد الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ أَخِي حَكِيمِ بن حزام، إلى أن قال: أخبرناه أبو محمد عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَبِي الْمَنْصُورِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكَ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَصْبَهَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ بِالثَّغْرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَارِئُ، فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رِزْقَوَيْهِ، فِيْ صَفَرَ سَنَةَ إحدى عشر وأربعمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ السَّابِحُ –بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الهيثم الدير عاقولي، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا

سفيان ابن عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: طُفْتُ مَعَ عَائِشَةَ بِالْبَيْتِ فِيْ نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ وَذَكَرْنَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، وَوَقَعْنَ فِيهِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: ((أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ: هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ اللَّهِ فِيْ ذَاكَ الْجَزَاءُ فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءٌ وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يُدْخِلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ)) . قَالَ عبد الكريم، وزاد إبراهيم بن المنذر عن سفيان: أتهجوه ولست له بكفوء ... فشركما لخير كما الْفِدَاءُ وَقَدْ وَقَعَ إِلَيْنَا حَدِيثُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ. أَخْبَرَنَاهُ الأَشْيَاخُ الأَرْبَعَةُ: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ مَحْمُودِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَلِيٍّ الْمَحْمُودِيُّ الصَّابُونِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحسين بْنِ رَوَاحَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ أَبِي الثَّنَاءِ مَحْمُودُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الحرم مَكِّيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَابُلْسِيُّ قِرَاءَةً عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مُنْفَرِدًا قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ،

أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ الْمُزَكِّي، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِنَيْسَابُورَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ محمد عَبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعيِدٍ الدَّارَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِيَ اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعيِدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِّيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عَنْهَا أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اهْجُوا قُرَيْشًا، فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقِ النَّبْلِ)) . فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ: ((اهْجُهُمْ)) ، فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يَرْضَ، فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ: ((قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ)) . ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لأَفْرِيَنَّهُمْ بِهِ فَرْيَ الأَدِيمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تعجل وإيت أَبَا بَكْرٍ فَهُوَ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا، وَإِنَّ لي فيهم نسبا حتى يخلص لك نسبي)) ، فَأَتَاهُ حَسَّانٌ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَخْلَصَ لِي نَسَبُكَ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لأُسَلِّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ العجين.

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِحَسَّانٍ: ((إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنِ الله ورسوله)) . قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((هَجَاهُمْ حَسَّانٌ فَشَفَى وَاسْتَشْفَى)) . قَالَ حَسَّانٌ: هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذَاكَ الْجََزاءُ هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا حَنِيفًا ... رَسُولَ اللَّهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي ... لَعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ ثَكِلْتُ بُنَيَّتِي إِنْ لم تروها ... تثير النقع موعدها كداء تنازعها الأَعِنَّةَ مُصْعِدَاتٍ ... عَلَى أَكْتَافِهَا الأُسُلُ الظَّمَّاءُ تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ ... تَلْطُمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ فَإِنْ أَعْرَضْتُمْ عَنَّا اعْتَمَرْنَا ... وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ وَإِلا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ يَوْمٍ ... يُعِزُّ اللَّهُ فِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَقَالَ اللَّهُ قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا ... يَقُولُ الحق ليس به خفاء وقال الله قد يَسَّرْتُ جُنْدًا ... هُمُ الأَنْصَارِ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ يُلَاقَى مِنْ مَعْدٍ كُلَّ يَوْمٍ ... سِبَابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَاءُ فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ ... ويمدحه وينصره سواء وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء وأخبرناه أَيْضًا عَالِيًا وَمُوَافَقَةً: الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بن الخليل بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ عَوْدًا على بدء، أخبرنا أبو الحسن مسعود

عن أبي منصور وسعد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسن الحداد، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الله بن بكير، حَدَّثَنِيَ اللَّيْثُ ح. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَحَدَّثَنَا أبو محمد بن حيان، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ. قَالُوا: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الكريم، حدثني أبي، وشعيب، عن الليث ح. وقال: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ

بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعيِدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِّيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة رضي الله عَنْهَا: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اهْجُ قُرَيْشًا، فَإِنَّهُ أَشَقُّ عَلَيْهَا من رَشْقٌ بِالنَّبْلِ)) . فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ: ((اهْجُهُمْ)) ، فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يَرْضَ، فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ حَسَّانٌ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ، ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْيَ الأديم. فقال له رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَعْجَلْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا، وإن لي فيهم نسبا حتى يخلص لك نَسَبِي)) ، فَأَتَاهُ حَسَّانٌ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ خَلُصَ لِي نَسَبُكَ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لأُسَلِّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِحَسَّانٍ: ((إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)) . وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((هَجَاهُمْ حَسَّانٌ فشفى واستشفى)) . قال حسان: هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء هجوت مُبَارَكًا بَرًّا حَنِيفًا ... رَسُولَ اللَّهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وِقَاءٌ عَدِمْنَا خَيْلَنَا إِنْ لَمْ تَرَوْهَا ... تُثِيرُ النقع في كنفي كداء

ينازعن الأَعِنَّةَ مُصْعِدَاتٍ ... عَلَى أَكْتَافِهَا الأُسُلُ الظَّمَّاءُ تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتُ ... تَلْطُمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ فَإِنْ أَعْرَضْتُمُوا عَنَّا اعْتَمَرْنَا ... وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ وَإِلا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ يَوْمٍ ... يُعِزُّ اللَّهُ فِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَقَالَ اللَّهُ قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا ... يَقُولُ الحق ليس به خفاء وقال الله قد يَسَّرْتُ جُنْدًا ... هُمُ الأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ لَنَا فِيْ كُلِّ يَوْمٍ مَنْ مَعْدٍ ... سِبَابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَاءُ فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ منكم ... ويمدحه وينصره سواء وجبريل رسول الله فِينَا ... وَرُوحُ الْقُدُسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ قَالَ أبو نعيم: اللفظ لابن ملحان، عن ابن بكير وعبد الْمَلِكِ بْنِ شُعَيْبٍ مِثْلَهُ. قُلْتُ: وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ عَائِشَةَ عُرْوَةُ وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الشِّعْرِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الثَّنَاءِ مَحْمُودِ بْنِ سَالِمِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْمُقْرِئُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَيْرِ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْبَدْرِ بْنِ مُقْبِلِ بْنِ فتيان بن مطر النهرواني، الفقيه الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمُنَى بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا مُنْفَرِدَيْنِ بِبَغْدَادَ، قالا: أخبرتنا الجهة العالمة الكاتبة شهدة

بنت أبي نصر أحمد بن الفرج بن عمر الآبري الدينوري، قراءة عليها ونحن نسمع، قَالَتْ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بن محمد عبد اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بن الهيثم الدير عاقولي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ –رضي الله عَنْهُمَا- قَالَ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فَرَأَى النِّسَاءَ يَلْطُمْنَ وُجُوهَ الْخَيْلِ بِالْخُمُرِ، فَتَبَسَّمَ إِلَى أَبِي بكر -رضي الله عَنْهُ- وَقَالَ: ((يَا أَبَا بَكْرٍ، كَيْفَ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ)) ؟ فَأَنْشَدَهُ: عَدِمْنَا خَيْلَنَا إِنْ لم تروها ... تثير النقع موعدها كداء ينازعن الأعنة مصغيات ... على أكنافها الأُسُلُ الظَّمَّاءُ تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ ... يَلْطُمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَدْخِلُوهَا مِنْ حَيْثُ قَالَ حَسَّانٌ)) .

قُلْتُ: وَأَوَّلُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ: عَفَتْ ذَاتُ الأَصَابِعِ والجواء ... إلى عذراء منزلها خلاء دبار من بني الحسحاس قَفْرٌ ... تُعْفِيهَا الرَّوَامِسُ وَالسَّمَاءُ وَكَانَتْ لا يَزَالُ بِهَا أَنِيسٌ ... خِلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ فَدَعْ هذا ولكن من لطيف ... يؤرقني إذا ذهب الْعِشَاءُ لِشَعْثَاءَ الَّتِي قَدْ تَيَّمَتْهُ ... فَلَيْسَ لِقَلْبِهِ منها شفاء كأن خبيبة مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ ... يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ عَلَى أَنْيَابِهَا أَوْ طَعْمٌ غَضٌّ ... مِنَ التُّفَّاحِ هَصَرَهُ اجْتِنَاءُ إِذَا مَا الأَشْرِبَاتُ ذَكَرْنَ يَوْمًا ... فَهُنَّ لِطِيبِ الرَّاحِ الْفِدَاءُ نُوَلِّيهَا الْمَلامَةَ إِنْ أَلَمْنَا ... إِذَا مَا كَانَ مَغْثً أَوْ لِحَاءُ ونشربها فتجعلنا ملوكا ... وأسدا ما ينهنها اللقاء عَدِمْنَا خَيْلَنَا إِنْ لَمْ تَرَوْهَا ... تُثِيرُ النَّقْعَ موعدها كداء ينازعن الأعنة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظماء لَنَا فِيْ كُلِّ يَوْمٍ مَنْ مَعْدٍ ... سِبَابٌ أو قتال أو هجاء فنحكم بالقوافي من هجانا ... ونضرب حين يختلط الدماء وَقَالَ اللَّهُ قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا ... يَقُولُ الْحَقَّ ليس به خفاء شهدت به فقوموا صدقوه ... فقالوا لا نقوم ولا نشاء ألا أبلغ أبا سفيان عنا ... مغلغلة فقد برح الخفاء بأن سيوفنا تركتك عبدا ... وعبد الدار سادتها الإماء في رواية: ألا أبلغ أبا سفيان عنى ... فأنت مجوف نخب هواء هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء

فذكر البيت، ثم قال في أخرها: لساني صارم لا عيب فيه ... وبحري لا تكدره الدلاء وكان حسان بن ثابت يقال له: شاعر النبي صلى الله عليه وسلم. ويكنى أبا وليد. وهو أخو أوس.

حديث مصافحة للنسائي رحمه الله

حديث مصافحة للنسائي رحمه الله أخبرنا الأشياخ: أبو الحسن علي بن أبي الفضائل هبة الله بن سلامة بن المسلم بن أحمد بن علي اللخمي الفقيه مرات بفسطاط مصر، وأبو محمد بن أبي المنصور، وأبو القاسم بن أبي الحرم المالكيان بالاسكندرية في الشافية قراءة وسماعا، والإمام العلامة أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد بن عبد الغالب السخاوي كتابة من دمشق، قالوا أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الفقيه الحافظ قراءة عليه ونحن نسمع بالثغر، أخبرنا الرئيس أبو الحسن مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَلانَ الْكَرْجِيُّ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ بِنَيْسَابُورَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ

الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ الْمَرْوَزِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي، وَإِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي، وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي، وَإِلَيْكَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي، رَغْبَةً، وَرَهْبَةً، لا مَلْجَأَ، وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِرَسُولِكَ أَوْ نَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مَاتَ، مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ)) . صَحِيحٌ ثَابِتٌ، كُوفِيُّ الإِسْنَادِ تُسَاعِيَّةٌ، مُجْمَعٌ على صحته وثبوته من حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِيِ ((الدَّعَوَاتِ)) عن ابن أبي عمرو. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي ((الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ)) ، عَنْ قُتَيْبَةَ، كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. فَوَقَعَ بَدَلا عَالِيًا لَهُمَا. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا فِيِ ((الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ)) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ

بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعيِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. فَبِاعْتِبَارِ الْعَدَدِ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ كَأَنِّي شَاهَدْتُ فِيهِ الإِمَامَ الْحَافِظَ أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النَّسَائِيَّ، وَسَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَصَافَحْتُهُ بِهِ. وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بمكة سنة ثلاثمائة، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ. وَقَدْ وَقَعَ إِلَيْنَا أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ طَهْمَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. أَخْبَرَنَاهُ الشَّيْخَانِ: أَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الثَّنَاءِ مَحْمُودِ بْنِ سَالِمِ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ المقرئ وأبو عبد الله محمد بن أبي البدر معقل بن يسار ابن مطر النهرواني الفقيه، بقراءتي عليهما منفردين ببغداد في الرحلة الأولى، قَالا: أَخْبَرَتْنَا الْكَاتِبَةُ الْعَالِمَةُ شُهْدَةُ بِنْتُ أَبِي نصر أحمد بن الفرج بن عمر الآبري الدَّيْنَوَرِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهَا وَنَحْنُ نَسْمَعُ ح. وَقَرَأَتْهُ أَيْضًا بِمَارَدِينَ عَلَى الْفَقِيهِ الإِمَامِ الْمُعَمَّرِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ أَبِي ذَرٍّ الْمُعَمَّرِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى بْنِ سلمون الْعِرَاقِيِّ النَّشْتَبَرِيِّ نَزِيلِ مَارَدِينَ، أَخْبَرَكَ أَبُو الْفَتْحِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن نجا بن محمد بن علي بن شاتيل الدباس، قرأت عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ بِبَغْدَادَ، قَالا:

أخبرنا الشيخان: أبو عبد الله الحسين بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبُنْدَارِ البسري، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ خُشَيْشٍ الْكَرْخِيُّ، ح. وَأَخْبَرَنَاهُ أَيْضًا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عبد القادر المديني القزويني الحربي المؤدب، بقرائتي عليه ببغداد، وأبو المحاسن فضل الله ابن الْحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عليهم، إِذْنًا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، قَالا: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل، قِرَاءَةً وَنَحْنُ نَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ خُشَيْشٍ، قَالا –أَعْنِي ابْنَ خُشَيْشٍ، وَابْنَ الْبُنْدَارِ-: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحسن ابن مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادُ الْفَقِيهُ، حدثنا أحمد بن محمد ثنا أبو حذيفة،

وعند شهده ((أَبُو حَنِيفَةَ)) ، بَدَلَ ((أَبِي حُذَيْفَةَ)) ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب رضي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يُعَلِّمُهُ أَنْ يَقُولَ عِنْدَ مَنَامِهِ: ((اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أنزلت، ونبيك الَّذِي أَرْسَلْتَ)) ثُمَّ قَالَ: ((إِنْ مَاتَ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَإِنْ عَاشَ أَصَابَ خَيْرًا)) .

حديث مصافحة النسائي أيضا

حديث مصافحة النسائي أيضاً أخبرنا الْحَافِظُ مُسْنِدُ الشَّامِ وَمُحَدِّثُهُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بن خليل ابن عَبْدِ اللَّهِ الأَدَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، نَزِيلُ حَلَبَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِهَا، أَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْدِ بْنِ حَمَدِ بْنِ أبي نصر بن أبي علي الكراني، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ الطَّرْسُوسِيُّ بِأَصْبَهَانَ قَالا: أَخْبَرَنَا أبو منصور محمود بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَاذْشَاهْ. ح. وأَخْبَرَنَا ابْنُ خَلِيلٍ أَيْضًا، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الطَّرْسُوسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَهْشَلٍ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الْعَنْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادِ بْنِ زَيْدٍ قَالا: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مُطَيْرٍ اللَّخْمِيُّ الشَّامِيُّ ثم الطبري،

نزيل أصبهان، حدثنا الحسين بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله يُصْبِحُ جُنُبًا مِنَ الْوِقَاعِ، لا مِنَ الاحْتِلامِ ثُمَّ يُتِمُّ صَوْمَهُ)) . رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِيِ ((الصوم)) عن [علي] بن مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ عبيد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى ابْنِ عمر، عن أم المؤمنين أم سلمة. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِيِ ((الصَّوْمِ)) أَيْضًا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَلَمْ يُسَمِّهِ، وَاسْمُهُ نَافِعٌ أَيْضًا، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها. ونافع هذا غير نافع مولى بن عُمَرَ الَّذِي رَوَيْنَاهُ عَنْهُ. فَبِاعْتِبَارِ الْعَدَدِ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ كَأَنِّي فِيْ رِوَايَةِ عَبْدِ رَبِّهِ في طريق النسائي سمعت مِنْهُ، وَصَافَحْتُهُ بِهِ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.

حديث مصافحة النسائي أيضا

حَدِيثُ مُصَافَحَةِ النَّسَائِيِّ أَيْضًا حَدَّثَنَا الأَشْيَاخُ السَّبْعَةُ: أبو الحسن العليان، وأبي الْفَضَائِلِ النَّابُلْسِيُّ، وَابْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْمَنْصُورِ الأَزْدِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَرَمِ الطَّرَابُلْسِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ يَاقُوتٍ، وَأَبُو الرِّضَى عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ التَّسَارِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مُنْفَرِدًا، قَالُوا كُلُّهُمْ: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ بِالثَّغْرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ الْمَحْمُودِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وأنا أسمع بأصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، ومات في رجب سنة تسع وثمانين وأربعمائة، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله

ابن بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عمرو بن البختري إملاء، حدثنا عبد الرحمن بْنُ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعيِدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عن أبي هريرة رضي الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَيْسَ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيْ فَرَسِهِ، وَلا فِيْ مَمْلُوكِهِ صَدَقَةٌ)) . صَحِيحٌ ثَابِتٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِيِ، ((الزَّكَاةِ)) عَنْ مُسَدَّدٍ. وَالنَّسَائِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعيِدٍ، جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ. فَوَقَعَ بَدَلا عَالِيًا لَهُمَا. وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ، مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ الْغِفَارِيِّ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَمَالِكٍ، عَنِ ابْنِ دِينَارٍ مِنْ

طُرُقٍ مِنْهَا: أَنَّهُ رَوَاهُ فِيْ ((جَمْعِ حَدِيثِ مَالِكٍ)) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ الليث ابن سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ. فَبِاعْتِبَارِ هَذَا الْعَدَدِ إِلَى عِرَاكٍ كَأَنِّي لَقِيتُ فِيهِ النَّسَائِيَّ وَسَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَصَافَحْتُهُ. وَقَدْ وَقَعَ إِلَيْنَا أَيْضًا مُوَافَقَةً مِنْ حَدِيثِ الإِمَامِ مَالِكٍ: أَخْبَرَنَاهُ أَبُو نَصْرٍ الأَغَرُّ بْنُ فَضَائِلَ بْنِ أَبِي نَصْرِ بْنِ أَبِي العز بن عباسوه الْبَغْدَادِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْعُلَّيْقِ وَابْنِ بُنْدُقَةَ أَيْضًا، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ جَمِيعَ مُوَطَّأِ الْقَعْنَبِيِّ بِبَغْدَادَ قَالَ: حدثتنا الجهة العالمة الكاتبة شهدة بنت أبي نصر أحمد ابن الفرج بن عمر الآبري الدينوري، قراءة عليها وَنَحْنُ نَسْمَعُ، وَأَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمَعَالِي ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَقَّالُ إجازة، قالت شهدة: أخبرنا أبو الحسن أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، وَقَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا وَالِدِي، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ابن مُحَمَّدِ بْنِ دَوْسَتَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد بن عبد الله

ابن إبراهيم البزاز، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سليمان ابن يَسَارٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله قَالَ: ((لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِيْ عَبْدِهِ وَلا فَرَسِهِ صَدَقَةٌ)) . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، على الموافقة.

حديث مصافحة للنسائي أيضا

حَدِيثُ مُصَافَحَةٍ لِلنَّسَائِيِّ أَيْضًا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي محمد إبراهيم بن محمود بن سالم بن مَهْدِيٍّ الْمُقْرِئِ، بِبَغْدَادَ بِبَابِ الأَزْجِ، وَعَلَى أَبِي الْعَزَائِمِ عِيسَى بْنِ سَلامَةَ بْنِ سَالِمِ بْنِ ثَابِتٍ الْخَيَّاطِ، وَكَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ فَارِسٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ، مِنْ بَغْدَادَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْحَاجِبُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ البطي الأولان كتابة، والأخيران سماعاح. وَقَرَأْتُ أَيْضًا بِحَمَاةِ عَلِيٍّ أُمِّ حَمْزَةَ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْخَضِرِ الْقُرَشِيَّةِ، بِمَحْضَرٍ مِنْ وَلَدِهَا الْقَاضِي أَبِي يَعْلَى، عن أبي الحسن ابن أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ الطُّوسِيُّ -عُرِفَ وَالِدُهُ بِابْنِ تاج القراء-، ح.

وقرأت أَيْضًا بِدِمَشْقَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ أبي الفتح المفرج بن علي ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُفَرِّجِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَضِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مَسْلَمَةَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ ابْنِ الْبَطِّيِّ وَابْنِ تَاجِ الْقُرَّاءِ وَأَبِي الْقَاسِمِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هِلالِ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقِ، قَالُوا أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَانَيَاسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بن محمد ابن موسى بن القاسم بن الصلت الْقُرَيْشِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِيْ رَجَبٍ سنة خمسين وأربعمائة، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بن موسى ابن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِمَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، إِمْلاءً حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزهري [قال: حدثنا مالك، عن ابن شهاب] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ علي، عن أبيهما، عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: ((أن رسول الله نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ)) . صَحِيحٌ ثَابِتٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، مَدَنِيُّ الإِسْنَادِ، عَالٍ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، عن الزهري.

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِيِ ((الْمَغَازِي)) عَنْ يَحْيَى بْنِ قَزْعَةَ. وَفِي ((الذَّبَائِحِ)) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي ((النِّكَاحِ)) عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَعَنِ ابْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ، أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ مَالِكٍ. فَوَقَعَ بَدَلا عَالِيًا لَهُمَا. وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِيِ ((النِّكَاحِ)) عَنِ ابْنِ بَشَّارٍ، عَنِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مَالِكٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عُمَرَ الزَّهْرَانِيِّ، عَنْ مَالِكٍ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي ((الصَّيْدِ)) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ وَمَالِكٍ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، كُلُّهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا فِي ((جَمْعِ حَدِيثِ مَالِكٍ)) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شعيب ابن اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ إِيَاسٍ السِّجْزِيِّ الْمَعْرُوفِ بخياط السنة،

عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعيِدِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَبْثَرِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ مَالِكٍ. فَبِاعْتِبَارِ هَذَا الْعَدَدِ إِلَى مَالِكٍ، كَأَنِّي مِنْ رِوَايَةِ الثَّوْرِيِّ عَنْهُ صَافَحْتُ بِهِ النَّسَائِيُّ وَسَمِعْتُهُ منه، ولله الحمد والمنة. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْبَدْرِ مُقْبِلِ بْنِ فَتْيَانَ بْنِ مَطَرٍ النَّهْرَوَانِيُّ الفقيه المعروف [بابن المني وابن الْخَيْرِ] ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا مُنْفَرِدَيْنِ، فِي الأُولَى قَالا: أخبرتنا الجهة العالمة الكاتبة شهدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج بن عمر الآبري الدَّيْنَوَرِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهَا وَنَحْنُ نَسْمَعُ قَالَتْ: سَمِعْنَا القاضي الإمام أبي المعالي عزيزي بن عَبْدَ الْمَلِكِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ، ويا باسط اليدين بالرحمة، افعل بي ما أنت أهله. إلهي أذنبت في بعض الأوقات، وآمنت بك في كل الأوقات فكيف يغلب بعض عمري مذنبا جميع عمري مؤمنا. إلهي لَوْ سَأَلْتَنِي حَسَنَاتِي لَجَعَلْتُهَا لَكَ مَعَ شِدَّةِ حَاجَتِي إِلَيْهَا، وَأَنَا عَبْدٌ فَكَيْفَ لا أَرْجُو أَنْ تَهَبَ لِي سَيِّئَاتِي مَعَ غِنَاكَ عَنْهَا، وَأَنْتَ رَبٌّ. فَيَا مَنْ أَعْطَانَا خَيْرَ مَا فِيْ خَزَائِنِهِ، وَهُوَ الإِيمَانُ بِهِ قَبْلَ السُّؤَالِ، لا تَمْنَعْنَا أَوْسَعَ مَا فِيْ خَزَائِنِكَ، وَهُوَ الْعَفْوُ مَعَ السُّؤَالِ. إِلَهِي حُجَّتِي حَاجَتِي، وَعُدَّتِي فَاقَتِي، فَارْحَمْنِي. إِلَهِي كَيْفَ أَمْتَنِعُ بِالذَّنْبِ مِنَ الدُّعَاءِ، وَلا أَرَاكَ تَمْنَعُ مَعَ الذَّنْبِ مِنَ العطاء فإن غفرت فخير راحم، وأنت وإن عذبت

فَغَيْرُ ظَالِمٍ. أَنْتَ إِلَهِي أَسْأَلُكَ تَذَلُّلا فَأَعْطِنِي تفضلاً. قرأت على أبي الفضل مرجي بْنِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شقيرة الْقَزَّازِ الْمِصْرِيِّ الْوَاسِطِيِّ، قَدِمَ عَلَيْنَا الْقَاهِرَةَ تَاجِرًا فَتَرَكْتُهُ حَيًّا أَوْ كُنْتُ بِالْعِرَاقِ، يُقْرِئُ الْقُرْآنَ بواسط في سنة [خمسين وستمائة] ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكَ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن أحمد بن الكتاني الْمُحْتَسِبُ بِوَاسِطَ فِيْ رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وخمسمائة فأقربه، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ مُحَمَّدِ بن الحسن النشاوي فِيْ كِتَابِهِ وَذَلِكَ فِيْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثني وسبعين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ الْحُوفِيِّ هُوَ ابْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بِنُ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيُّ، إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ، قال: حدثني.. (¬1) بن ¬

_ (¬1) طمس في الأصل بسبب المداد ولعلها محمد أو أحمد، ولم أقف عليه.

عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ يَاسِينُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ، حَدَّثَنَا الْمُزَنِيُّ وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى أَبُو إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: دخلت عَلَى الشافعي رضي الله عَنْهُ فِيِ الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ مِنَ الدُّنْيَا رَاحِلا وَلإِخْوَانِي مُفَارِقًا، وَبِكَأْسِ الْمَنِيَّةِ شَارِبًا، فَلا وَاللَّهِ مَا أَدْرِي إِلَى الْجَنَّةِ أُسَاقُ فَأُهَنِّيهَا، أَمْ إِلَى النَّارِ فَأُعَزِّيهَا. وَأَنْشَأَ يَقُولُ: وَلَمَّا قَسَى قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي ... جَعَلْتُ رَجَائِي نَحْوَ عَفْوِك سُلَّمًا تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمَّا قَرَنْتُهُ ... بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا وَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لم تزل ... تجود وتعف منة وتكرما ولولاك لم يغوي بِإِبْلِيسَ عَابٌِد ... وَكَيْفَ وَقَدْ أَغْوَى صَفِيَّكَ آدَمَا أَخْبَرَنَا أَعْلَى مِنْ هَذَا بِدَرَجَتَيْنِ الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ الدِّمَشْقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي ((الْحِلْيَةِ)) لأَبِي نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ اللَّبَّانُ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بن الحسن الحداد، أخبرنا أبو نعيم أحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ قال: وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى، عَنِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الشَّافِعِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ فِيْ عِلَّتِهِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ مِنَ الدُّنْيَا

رَاحِلا، وَلإِخْوَانِي مُفَارِقًا، وَبِكَأْسِ الْمَنِيَّةِ شَارِبًا، وَلِسُوءِ أَعْمَالِي مُلاقِيًا، وَعَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَارِدَا، فَلا أَدْرِي رُوحِي تَصِيرُ إِلَى الْجَنَّةِ فَأُهَنِّيهَا أَوْ إِلَى النَّارِ فَأُعَزِّيهَا، ثُمَّ بَكَى الشَّافِعِيُّ. وَأَنْشَأَ يَقُولُ: وَلَمَّا قَسَى قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي الأَبْيَاتُ بعينها الماضية. آخر الجزء، ولله الحمد والمنة.

حديث سابع مصافحة لمسلم وأبي داود ألحقه به المخرج

حَدِيثُ سَابِعِ مُصَافَحَةٍ لِمُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُدَ أَلْحَقَهُ بِهِ الْمُخَرِّجُ قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ رَشِيدِ الدِّينِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ مَسْلَمَةَ الدِّمَشْقِيِّ بِهَا، وَشَافَهَنِيَ الشَّيْخُ رَشِيدُ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أحمد بن الحسين العراقي الأواني، عَنْ شُهْدَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ عُمَرَ الآبُرِّيِّ الدَّيْنَوَرِيِّ وَأُمّ عُتْبٍ تَجْنِي بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ، عَتِيقَةُ الرَّئِيسِ أَبِي الْمَكَارِمِ بْنِ وهبان قَالا: أَخْبَرَنَا نَقِيبُ النُّقَبَاءِ أَبُو الْفَوَارِسِ طَرَّادُ بن محمد بن علي الزينبي. وَقَرَأْتُ عَلَى ابْنِ مَسْلَمَةَ أَيْضًا، عَنِ الْعَدْلِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن الْعَبَّاسِ الْحَرَّانِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الأَشْهَلِي، ح. وَشَافَهَنِي بِبَغْدَادَ أَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَالِمِ بْنِ مَهْدِيٍّ عُرِفَ بِابْنِ الْخَيْرِ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أُمّ عُتْبٍ تَجْنِي بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ الوهبانية، قِرَاءَةً عَلَيْهَا وَأَنَا أَسْمَعُ فِيْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ قَالَتْ: أَخْبَرَنَا طَرَّادٌ الزينبي.

وَشَافَهَنِي أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الزَّاغُونِيِّ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الأَنْصَارِيُّ. وَكَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي بن حمزة بن القبيطي مِنْ بَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن عبد الله الحراني وشهدة بِنْتُ الآبُرِّيِّ، قَالَ الْحَرَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ هبة الله بن الحسن بن الدوامي مِنْ بَغْدَادَ قَالَ: حَدَّثَتنَا أُمّ عُتْبٍ تَجْنِي بنت عبد الله الوهبانية، قِرَاءَةً عَلَيْهَا وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَتْ: أَخْبَرَنَا طَرَّادٌ، ح. وَكَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعيِدِ بْنِ الْمُوَفَّقِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بن الخازن من بغداد قال: أخبرتنا شهدة، قالت: أخبرنا طراد، ح. وَشَافَهَنِيَ الأَشْيَاخُ: عبد اللطيف بن المبارك النهرواني وإسماعيل بن أحمد العراقي وأبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ

ابن عبد القاهر الطوسي، قَالَ: أَخْبَرَنِي طَرَّادٌ سَمَاعًا، قَالَ طَرَّادٌ وَهِبَةُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سَعْدَانَ الْحَفَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الله القطان، حدثنا إبراهيم هو بن مجشر، قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِّيَّةَ، عَنْ سَعيِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ شَيَّعَ جَنَازَةً مِنْ أَهْلِهَا حَتَّى تُوضَعَ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ تَبِعَهَا حَتَّى يَدْفِنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ، أَدْنَاهُمَا أَوْ أَصْغَرُهُمَا أَوْ أعظمهما مثل أحد)) رواه مسلم عن بن نمير، وأبو دَاوُدَ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن يَزِيدَ، عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خباب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ مُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُدَ رَضِيَ الله عنهم. آخر الجزء، ولله الحمد والمنة. كذا رأيت المنقول به.

حديث ثامن مصاحفة ألحقه به أيضا

حديث ثامن مصاحفة أَلْحَقَهُ بِهِ أَيْضًا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَجَّاج، أَخْبَرَنَا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِب مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الشافعي، حدثنا محمد –يعني ابن مسلمة الْوَاسِطِيَّ- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وَثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ البراء بن عازب رضي الله عنهما،: ((أن رسول الله نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ)) . وبه إلى الشافعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: ((كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ فَأَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ، وَأَصَابُوا حُمُرًا أَهْلِيَّةً فَنَحَرُوهَا، فَغَلَتِ الْقُدُورُ ببعضها، فنادى منادي رسول الله أَنْ أَكْفِئُوا الْقُدُورَ، وَلا تَطْعَمُوا مِنْ لُحُومِ الحمر شيئاً)) .

رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ مِسْعَرٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ وَحْدَهُ عَنِ الْبَرَاءِ. وَقَدِ اتَّفَقَا عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَمِنْ حديث معاذ بن هشام، عن شعبة، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ نَازِلا مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النبي في جمع حديث مالك، عن عبد الملك بْنِ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مَالِكٍ وَعَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ الْهَرَوِيِّ، عَنْ سَعيِدِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَبْثَرِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزهري، عن الحسن بن محمد بن الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلَيٍّ. فَكَأَنِّي مِنْ رِوَايَةِ الْبَرَاءِ، وَابْنِ أَبِي أَوْفَى سَمِعْتُهُ من النسائي وصافحته به. ألحقه المخرج في النصف من شوال سنة ثلاث وتسعين وستمائة، والحمد لله وحده. آخر الجزء وهو جزء مصافحات لمسلم والنسائي.

§1/1