جامع البيان في القراءات السبع
أبو عمرو الداني
الجزء الأول
الجزء الأول [مقدمات التحقيق] تقديم [من إسماعيل محمد البشري] الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد، فإن مثل هذا الإنتاج المتميز ثمره من ثمار نشاط البحوث المشتركة والتكاملية والتي تمثلت في المجموعات البحثية المتخصصة أو المتعددة التخصصات فمنذ انطلاق فكرة المجموعات البحثية في جامعة الشارقة والبحث العلمي في الجامعة ينحى منحى المشاريع التكاملية لتعميق الفائدة من قدرات البحث العلمي في خدمة المجتمع، وإن مجموعة بحوث الكتاب والسنة من المجموعات البحثية المميزة التي لها نشاط بحثي ملحوظ تمثل في إصدار عدد من الكتب المؤلفة والمحققة والموسوعات التي تصدر لأول مرة، وقد أتحفتنا مجموعة بحوث الكتاب والسنة في ملتقى البحث العلمي الثاني والذي عقد في رحاب جامعة الشارقة في الفترة 2 - 3/ 5/ 2006 م بأن دققت وأصدرت أضخم موسوعة في علوم القرآن الكريم وهو كتاب" الزيادة والإحسان في علوم القرآن" والذي طبع لأول مرة في عشرة مجلدات. وها هي تقدم إصدارا متميزا آخر وهو كتاب نفيس في علم القراءات لعالم من علماء القراءات المشهورين في القرن الخامس الهجري وهذا الإصدار هو جامع البيان في علم القراءات لأبي عمرو الداني المتوفى سنة (444 هـ) رحمه الله تعالى. وإن مثل هذه الجهود المباركة لتبين بشكل عملي الفائدة المرجوة من فكرة إنشاء المجموعات البحثية والتي يمكنها أن تنجز بشكل تكاملي ما يعجز أن يقوم به باحث بمفرده. ومثل هذه الدرة النفيسة من كتب القراءات التي لا يزال كثير منها حبيس الأدراج، لتظهر لنا جليا كم قام علماؤنا المتقدمون بخدمة هذا الدين والتعريف به، فحري بالباحثين أن يستخرجوا هذه الكنوز وأن يعرفوا بهذه الجهود الكبيرة. وإنني إذ أشكر مجموعة بحوث الكتاب والسنة على جهودها المباركة أرجو أن يكون مثل هذا الإنتاج العلمي حلقة أخرى في سلسلة الجهود العلمية التي تخدم العلم وطلابه وتشجع البحث العلمي الرصين المبني على أسس وأهداف محددة. وختاما لا يفوتني أن أشير إلى أن هذه الإصدارات والجهود المبذولة ترجمة عملية لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للجامعة في أن تكون جامعة الشارقة مرآة صادقة لحضارة الأمة تجمع بين عبق الأصالة وروح المعاصرة، والله ولي التوفيق. أ. د. إسماعيل محمد البشري مدير جامعة الشارقة
جامع البيان ومجموعة بحوث الكتاب والسنة من مصطفى مسلم
جامع البيان ومجموعة بحوث الكتاب والسنة [من مصطفى مسلم] الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فقد أنزل الله جل جلاله القرآن بلسان عربي مبين، وجعله شفاء ورحمة للمؤمنين، ونورا وضياء وهدى للعالمين، وتكفّل بحفظه من التحريف والتبديل والزيادة والنقص على يد المضلين، ويسر حفظه وتلاوته على الصغير والكبير والمرأة والرجل والعرب والعجم وأهل الحضر والبادية فقال عزّ من قائل: ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر [القمر: 17]. ولقد هيأ لخدمة كتابه من كل جيل رجالا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وتلاوة كتابه، وجعلهم أهله وخاصته، فتناقلوا قراءاته من الصدور إلى الصدور وحرصوا على تلقيه بنصه ولفظه كما تلقاه أمين الأرض عن أمين السماء وأدّوه إلى طلابهم كما أدّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه رضي الله عنهم. واتصل سند المتأخرين بأسانيد المتقدمين وسيبقى هذا السند ممتدا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بإذن الله تعالى. ولما كان في مسيرة هذا الركب المبارك حداة وهداة وأعلام وقمم تتفجر منهم ينابيع العلم والحكمة يرد إليهم الظامئون للنهل من معينهم السلسبيل، ويصدرون إلى الآفاق لنشر القرآن وعلومه، والدعوة إلى هداياته والعيش في ظلاله لينالوا شرف شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وكان من هؤلاء الأعلام عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر أبو عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ الذي شهد له القاضي والداني بتفوقه في مجال قراءات القرآن، قال عنه ابن الجزري: «الإمام العلامة الحافظ أستاذ الأساتيذ وشيخ مشايخ المقرئين .. » وقال عنه ابن بشكوال: «كان أحد الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه وجمع في ذلك تواليف حسانا يطول تعدادها ... »، وقال عنه الحافظ عبد الله بن محمد بن خليل: «لم يكن في عصره ولا بعد عصره بمدد أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه»، وكان يقول أي الداني عن نفسه: «ما رأيت شيئا إلا كتبته ولا كتبته إلا حفظته ولا حفظته فنسيته». ومن نظر في كتبه علم مقدار الرجل وما وهبه الله تعالى فيه فسبحان الفتاح العليم ولا سيما كتاب (جامع البيان) فيما رواه في القراءات السبع، وله كتاب التيسير المشهور «1» ثم سرد جملة من كتبه في القراءات وغيرها. ولقد طبع الكتاب غير مخدوم خدمة تليق بمكانة الكتاب العلمية، ثم حقق تحقيقا علميا في رسائل علمية بجامعة أم القرى- مكة المكرمة- من قبل د. عبد المهيمن عبد السلام الطحان وطلحة محمد توفيق، وسامي عمر إبراهيم، وخالد علي الغامدي. فلما وقفت مجموعة بحوث الكتاب والسنة على هذا التحقيق العلمي الدقيق اتصلت بالمحققين وأخذت منهم الموافقة على طباعته ونشره. ولما كانت الرسائل العلمية لها منهج خاص في ترجمة المؤلف وبيان منهجه في الكتاب وإجراء الموازنات بين الكتاب المحقق وكتب أخرى في مجال التخصص فقد أسندت المجموعة إلى الدكتور عمار الددو وهو مختص بالقراءات وطلبت منه التنسيق بين قسم الدراسة للدارسين الأربعة، كما أسندت إلى أساتذة التفسير وعلوم القرآن في قسم أصول الدين بكلية الشريعة جامعة الشارقة لتدقيق الرسائل ومراجعة تجارب الطباعة وهم: 1 - أ. د. أحمد عباس البدوي 2 - د. محمد عصام القضاة 3 - د. عبد الله الخطيب 4 - د. عفاف عبد الغفور حميد وقد تم تحكيم الكتاب من قبل كلية الدراسات العليا والبحث العلمي ثم دفع به إلى المطبعة وها هو يخرج الآن بهذه الحلة القشيبة، وقد نال العناية والاهتمام ما يليق بجلالة قدر الإمام أبي عمرو الداني ومكانة كتابه جامع البيان في القراءات السبع، وهو الإصدار الثاني لمجموعة بحوث الكتاب والسنة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بأيدينا بإصدارات أخرى وهي تحت المراجعة والتدقيق. والمجموعة إذ تخرج في إصدارها الثاني تقدم الشكر إلى كل من عميد كلية الشريعة الأستاذ الدكتور عبد الناصر أبو البصل الذي هيأ البيئة الصالحة لأساتذة قسم أصول الدين للبذل والعطاء، وعميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عدنان العتوم لتذليله العقبات الإدارية أمام المجموعة للمضي قدما في مشاريعها العلمية من خلال قسم النشر برئاسة الشاب الدكتور عواد الخلف. وترفع التقدير والامتنان لسعادة مدير جامعة الشارقة الأستاذ الدكتور إسماعيل محمد البشري الذي جعل دأبه متابعة البحوث والمشاريع التي ترفع من شأن الجامعة في ميادين البحث العلمي. وعلى رأس الجميع لتوجيهاته الرشيدة وأوامره السديدة سمو الشيخ الدكتور سلطان محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للجامعة الذي وفّر الدعم المعنوي والمادي للمجموعات البحثية عامة ومجموعة بحوث الكتاب والسنة خاصة للمضي قدما في مشاريعها العلمية. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذه الجهود الكريمة في صحائف أعمالهم وأن يثقل بها موازين حسناتهم إنه سميع مجيب. منسق مجموعة الكتاب والسنة أ. د. مصطفى مسلم
المقدمة من المحقق
المقدمة [من المحقق] الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلّم. أما بعد: فإن علم القراءات واحد من علوم الإسلام المتعددة، التي شغف بها سلفنا الصالح، وأفنوا أعمارهم فيها: شطرا في الطلب والتحصيل، وشطرا في التدريس والإملاء والكتابة والتصنيف، نشرا للعلم وقياما بحقه، وأداء لأمانة يرجون فيها ثواب الدار الآخرة، فأورثونا، ونعم الإرث، تراثا عظيما غنيا وأصيلا في شتى ميادين المعرفة. على حين خلف من بعدهم خلف قعدوا عن التأسي بأجدادهم، وفرطوا بتركة آبائهم، فناموا طويلا في سبات عميق، وما انتبهوا إلا بعد ما انتهبوا، فتراكضوا يجمعون ميراثهم، وينشرون كتب آبائهم، بعد أن تشتتت في مشارق الأرض ومغاربها. غير أن مخطوطات علم القراءات لم تنل حقها من عناية الباحثين المسلمين المعاصرين، حيث إن هذه النفائس، ما عدا النزر اليسير، ما زالت حبيسة الخزائن في شتى مكتبات العالم، بل إن بعض أفاضل العلماء يجادل في فائدة نشر هذه المصنفات، وفي جدوى فائدة علم القراءات في هذا الزمان، على أن المستشرقين فطنوا إلى أهمية هذا العلم فبادروا إلى نشر تراثه وكتابة البحوث في مسائله وموضوعاته، وهدف كثير منهم النيل من كتاب الإسلام، والكيد لأتباعه. فما أحرانا أن نشمّر عن سواعد الجدّ للعمل في ميدان هذا العلم الجليل، ندرأ الخطر، ونكشف الشبهات، وطوبى لمن جعله الله سببا لحفظ كتابه الكريم من التغيير والتبديل.
وكان حقّ علم القراءات أن نعنى به أشدّ عناية، كما عني به سلفنا الصالح، لأنه من أوثق العلوم صلة بكتاب الله تعالى. وشرف العلم من شرف موضوعه، وأنه به يعرف تاريخ هذا القرآن الكريم، وتواتر نقله جيلا بعد جيل، وبه يعرف الصحيح من الشاذ، وما تصح به الصلاة وما لا تصح من القراءة. هذا وقد وردت الأحاديث الشريفة تحث على الاشتغال بالقرآن وترغّب في قراءته وإقرائه، وتعلّمه وتعليمه، منها ما أخرجه الإمام أحمد وابن ماجة والحاكم عن أنس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن لله أهلين من الناس، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصّته» «1». ومنها ما أخرجه الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «خيركم من قرأ القرآن وأقرأه» «2». ومنها ما أخرجه البخاري، واللفظ له، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه». قال وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج، قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا «3». ثم إن علم القراءات سند لكثير من استنباطات الفقهاء وحجة العديد من فروع الفقه وقضاياه، حيث إنه باختلاف القراءات يظهر الاختلاف في الأحكام، ولهذا بنى الفقهاء نقض وضوء الملموس وعدمه على اختلاف القراءات في لامستم ولامستم «4» [النساء: 43] وكذلك جواز وطء الحائض عند الانقطاع وعدمه إلى الغسل على اختلافهم في حتّى يطهرن «5» [البقرة: 222].
وعلم القراءات بعد ذلك من العلوم التي يحتاج المفسر إلى إتقانها والأخذ بحظ وافر منها قبل أن يقدم على تفسير كتاب الله تعالى، حيث إنه يتعرّف بالقراءات على (اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص، أو تغير حركة، أو إتيان لفظ بدل لفظ، وذلك بتواتر وآحاد) «1». كما أنه بالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض «2». وأخيرا فبين علم القراءات واللغة العربية صلة وثقى، ووشيجة كبرى، حيث (تعتبر روايات القراءات القرآنية، مشهورها وشاذها هي أوثق الشواهد على ما كانت عليه ظواهرها الصوتية والصرفية، والنحوية واللغوية بعامة في مختلف الألسنة واللهجات، وإن من الممكن القول: بأن القراءات الشاذة هي أغنى مأثورات التراث، بالمادة اللغوية التي تصلح أساسا للدراسات الحديثة التي يلمح فيها المرء صورة تاريخ هذه اللغة الخالدة) «3». وقد قدّمت القراءات للغة العربية خدمة كبرى حيث" إن البحث في مخارج الحروف والاهتمام بضبطها على وجوهها الصحيحة، كان من أبلغ العوامل في عناية الأمة بدقائق اللغة العربية الفصحى وأسرارها، وكانت ثمرة هذا الاهتمام والجهد أن القراء تشرّبوا مزايا اللغة العربية وقواعدها ودقائقها، ومما يؤيد ذلك أن الكثيرين من قدماء النحويين كالفراء كانوا مبرّزين في علم القراءات، كما كان الكثيرون من أئمة القراء كأبي عمرو والكسائي بارعين في علم النحو" «4». وختاما فبسبب من شرف هذا العلم وفضله وأهميته وخطورته وعزوف الباحثين عنه في هذا الزمان، بادرنا إلى تحقيق هذا الكتاب النفيس، لما له من قيمة علمية كبيرة، ولما لمؤلفه من مكانة علمية بين جهابذة هذا الفن، وهو أمر سنبينه فيما بعد إن شاء الله. اللهم اجعل عملنا هذا خالصا لوجهك، واجعلنا من أهلك وخاصتك، إنّك أكرم مسئول، وأفضل مأمول، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الباب الأول دراسة المؤلف
الباب الأول دراسة المؤلف الفصل الأول: المؤلف وسيرته 6 الفصل الثاني: ثقافته ومجال إبداعه وأقوال العلماء فيه 14 الفصل الثالث: شيوخه وتلاميذه ومؤلفاته 27 الفصل الأول المؤلف وسيرته العلمية المبحث الأول مصادر ترجمته مرتبة ترتيبا زمنيا: 1 - جذوة المقتبس للحميدي، ت 488 هـ، ص 305. 2 - فهرسة ابن خير الإشبيلي، ت 577 هـ، 1/ 43. 3 - الصلة لابن بشكوال، ت 578 هـ، 2/ 385. 4 - بغية الملتمس لابن عمير الضبي، ت 599 هـ، 411. 5 - معجم الأدباء لياقوت «1»، ت 626 هـ، 12/ 121 - 128. 6 - إنباه الرواة للقفطي، ت 656 هـ، 2/ 341. 7 - طبقات علماء الحديث، لابن عبد الهادي، ت 744 هـ، 3/ 314. 8 - تذكرة الحفاظ للذهبي، ت 748 هـ، 3/ 1120. 9 - معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 406، تحقيق بشار عواد. 10 - سير أعلام النبلاء للذهبي 18/ 77 11 - تاريخ الإسلام للذهبي ج 13 ل 205/ ظ. 12 - العبر للذهبي 3/ 207. 13 - مفتاح السعادة ومصباح السيادة، لابن قيم الجوزية، ت 751 هـ، 2/ 41. 14 - الديباج المذهب لابن فرحون، ت 799 هـ، 2/ 84. 15 - كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون، ت 808 هـ، ص 437 - 438.
16 - غاية النهاية لابن الجزري، ت 833 هـ، 1/ 503. 17 - النجوم الزاهرة، لابن تغري بردي، ت 874 هـ، 5/ 54. 18 - طبقات المفسرين للداودي، ت 945 هـ، 1/ 373. 19 - نفح الطيب للمقري، ت 1041 هـ، 2/ 135. 20 - شذرات الذهب لابن العماد، ت 1089 هـ، 3/ 272. 21 - الرسالة المستطرفة، لمحمد بن جعفر الكتاني، ت 1345 هـ، ص 139. 22 - شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، لمحمد مخلوف، ت 1360 هـ، ص 11. 23 - معجم المؤلفين لكحالة، ت 1987 م، 6/ 254. 24 - الأعلام للزركلي، ت 1976 م، 4/ 206. 25 - تاريخ الأدب العربي لبروكلمان. الأصل 1/ 517، والذيل 1/ 719 بالألمانية.
المبحث الثاني اسمه وسيرته:
المبحث الثاني اسمه وسيرته: هو أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر، الأموي، مولاهم، القرطبي ثم الداني، المعروف في زمانه بابن الصيرفي. وانفرد بروكلمان فذكر في نسبته (المنيري)، ولم نقف عليها عند غيره في مصادر ترجمته. أما سيرته فلعل أبلغ وأصدق ما تكون الترجمة، حينما تكون من صاحبها، فهو أعرف الناس بنسبه وبمراحل حياته وأدوارها، فعن أبي داود سليمان بن نجاح «1»، تلميذ الداني قال:" كتبت من خط أستاذي أبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان، المقرئ، بعد سؤالي عن مولده: يقول عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي، القرطبي، الصيرفي: أخبرني أبي أني ولدت في سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة، وابتدأت في طلب العلم سنة ست وثمانين، وتوفي أبي في سنة ثلاث وتسعين في جمادى الأولى. فرحلت إلى المشرق في اليوم الثاني من المحرم، يوم الأحد، في سنة سبع وتسعين، ومكثت بالقيروان أربعة أشهر، ولقيت جماعة، وكتبت عنهم. ثم توجهت إلى مصر، ودخلتها اليوم الثاني من الفطر، من العام المؤرخ، ومكثت بها باقي العام، والعام الثاني، وهو عام ثمانية، إلى حين خروج الناس إلى مكة، وقرأت بها القرآن، وكتبت الحديث، والفقه، والقراءات وغير ذلك عن جماعة من المصريين، والبغداديين، والشاميين وغيرهم. ثم توجهت إلى مكة، وحججت، وكتبت بها عن أبي العباس أحمد البخاري، وعن أبي الحسن بن فراس، ثم انصرفت إلى مصر، ومكثت بها شهرا، ثم انصرفت إلى المغرب، ومكثت بالقيروان أشهرا. ووصلت إلى الأندلس أول الفتنة، بعد قيام البرابرة على ابن عبد الجبار بستة أيام، في ذي القعدة سنة تسع «2» وتسعين، ومكثت بقرطبة إلى سنة ثلاث وأربع مائة،
وخرجت منها إلى الثغر «1»، فسكنت سرقسطة «2» سبعة أعوام، ثم خرجت منها إلى الوطة «3»، ودخلت دانية «4» سنة تسع وأربع مائة، ومضيت منها إلى ميورقة «5» في تلك السنة نفسها، فسكنتها ثمانية أعوام، ثم انصرفت إلى دانية سنة سبع عشرة وأربع مائة «6». لا ريب أن الداني لم يستوف في هذه العجالة أسماء كل المناطق والبلاد التي رحل إليها، وإنما اكتفى بذكر أهمها وأبرزها، حيث إن المصادر تحدثنا عن رحلته إلى إستجة «7» وبجّانة «8» وغيرهما من بلاد الثغر، حيث سمع من شيوخها كثيرا «9». كما أنه دخل أبّدة «10»، وقرأ، وسمع فيها «11»، ودخل المريّة «12»، وأقرأ فيها
مدّة «1». ورحلات الداني هذه بعضها كان قبل ارتحاله إلى المشرق، وبعضها بعد عودته إلى الأندلس، كما أن بعضها كان طلبا للسّماع من الشيوخ، وبعضها كان طلبا للأمن والاستقرار «2»، بعد أن عاثت الفتن في أرجاء قرطبة فسادا كبيرا. واستقر به المقام في دانية، لأن ملكها يومئذ مجاهد بن يوسف بن علي، من فحول موالي العامريين، خرج من قرطبة يوم قتل المهدي سنة أربع مائة، واستولى على دانية، فحكمها من سنة (405 - 436) «3» ثم ابنه علي إقبال الدولة من سنة (436 - 468) «4» وكان مجاهد" معتنيا بفن القراءات من بين فنون القرآن؛ لما أخذه به مولاه المنصور بن أبي عامر، واجتهد في تعليمه وعرضه على من كان من أئمة القراء بحضرته، فكان سهمه في ذلك وافرا" «5». " وكان أبو الحبيش مجاهد يستجلب القراء، ويفضل عليهم، وينفق عليهم الأموال، فكانوا يقصدونه، ويقيمون عنده، فكثروا في بلاده" «6». وكان لأبي عمرو الداني صلة بالأمير مجاهد، الذي كان مشغوفا بالعلوم التي حصلها أبو عمرو «7»، فاستمرت إقامة أبي عمرو في دانية حتى نهاية عمره، رحمه الله. ولم يحدثنا الداني في تلك العجالة عن أسرته، كما أن المصادر قد ضنت علينا، فلم تحدثنا عنها كذلك، وكل الذي نعرفه أن والده كان صيرفيا، وهذا يعني أنه كان ثريا، وإن كان الثراء غالبا في أهل قرطبة «8»، وقد ترجم ابن بشكوال لوالده فقال: " سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي، من أهل قرطبة، يكنى أبا عثمان، وهو
والد الحافظ أبي عمرو المقرئ، حدّث عنه ابنه أبو عمرو بحكايات عن شيوخه" «1». هذا النص يدل على أن المؤلف كان أكبر أولاد أبيه، وأن والده كان له صلة بالعلم وأهله، وأغلب الظن أن هذه الصلة لم تكن واسعة ولا متينة، والله أعلم. أما أولاده فلا نعرف منهم غير أبي العباس أحمد «2»، الذي قرأ على أبيه، وتصدّر للإقراء بدانية، وتوفي سنة إحدى وسبعين وأربع مائة.
المبحث الثالث عقيدته
المبحث الثالث عقيدته أبو عمرو الداني الإمام في علوم الكتاب والسنّة كان في عقيدته ملتزما لنصوص الكتاب والسنة، بعيدا عن زيغ أهل الأهواء، وضلالات المبتدعة، يثبت لله تعالى صفات الكمال، دون تشبيه ولا تعطيل، فيقول في أرجوزته في أصول السنة «1»: تدري أخي أين طريق الجنة ... طريقها القرآن ثم السنة ويقول فيها مؤكدا ضرورة قبول خبر الواحد إذا كان رواته من الأئمة: ومن عقود السنة الإيمان ... بكل ما جاء به القرآن وبالحديث المسند المروي ... عن الأئمة عن النبي ويقول في إثبات الصفات لله تعالى دون تشبيه ولا تعطيل: كلم موسى عبده تكليما ... ولم يزل مدبرا حكيما كلامه وقوله قديم ... وهو فوق عرشه العظيم ويقول أيضا: ومن صحيح ما أتى به الخبر ... وشاع في الناس قديما وانتشر نزول ربنا بلا امتراء ... في كل ليلة إلى السماء من غير ما حد ولا تكييف ... سبحانه من قادر لطيف ويقول في التحذير من أهل الأهواء: أهون بقول جهم الخسيس ... وواصل وبشر المريسي ذي السخف والجهل وذي العناد ... معمر وابن أبي داود وابن عبيد شيخ الاعتزال ... وشارع البدعة والضلال
والجاحظ القادح في الإسلام ... وجبت هذي الأمة النظام والفاسق المعروف بالجبّائي ... ونجله السفيه ذو الخناء واللاحقيّ وأبي هذيل ... مؤيدي الكفر بكل ويل وذي العمى ضرار المرتاب ... وشبههم من أهل الارتياب ويمضي في أرجوزته يدعو لحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومدحهم وأن أفضلهم الصديق ثم الفاروق، ويذكّر بما صح من الأخبار من رؤية الله تعالى يوم القيامة، وضغطة القبر، ومنكر ونكير «1»، إلى آخر أبحاث العقدية. ويبدو أن هذه الأرجوزة كانت مشهورة إلى أيام الذهبي، حيث يصفها بقوله: الأرجوزة السائرة «2»، والله أعلم.
الفصل الثاني ثقافته ومجال إبداعه، وأقوال العلماء فيه
الفصل الثاني ثقافته ومجال إبداعه، وأقوال العلماء فيه المبحث الأول ثقافته: تأثر إبداع الداني في علومه ببيئته، فاهتم بما تهتم به من العلوم، وأبدع في بعض ما تؤثره منها، اهتم بعلوم القرآن، وعلوم الحديث، واللغة، والفقه المالكي، ووقف عليها حياته، مع إبداع كبير في القراءات وعلومها، وتبحّر في النحو ومذاهبه، وسعة رواية في الحديث مع تمام ضبط، والأخذ من الفقه بحظ وافر، وهذا تفصيل في جوانب إبداعه في كل فن. أولا: القراءات عاصر الداني من أهل قرطبة مجموعة من القراء، كان على رأسهم: أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد القرطبي، مسند أهل الأندلس في زمانه (ت 446) «1»، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الصناع القرطبي (ت 448) «2»، ومكي بن أبي طالب الإمام الكبير (ت 437). رحل إلى قرطبة، وجلس في جامعها للإقراء «3»، غير أن الداني كان نسيج وحده في علوم القراءات، فقد اجتهد في طلب القراءات، وجدّ في عرض الروايات على الشيوخ، ورواية الحروف عنهم في قرطبة، وإستجة، وبجّانة، وسرقسطة، وغيرها من بلاد الأندلس «4»، ورحل إلى مصر فعرض وروى عن كبار قرائها في ذلك الزمن، الشيء الكثير، حتى غدا أعجوبة العصر في سعة الرواية وكثرتها. ويحدثنا الداني عن طريقته في الطلب والتحصيل، فيقول:" ما رأيت شيئا قط إلا
كتبته، ولا كتبته إلا وحفظته، ولا حفظته فنسيته" «1»، وهذا القول ليس فيه خيال، ولا تكثر بما لم يعطه، فكتب الرجل وآثاره ناطقة بواقعية ما قال وصدقه، وهذا ابن الجزري الإمام الثبت، يقول معقبا على قول الداني السابق:" ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل، وما وهبه الله تعالى فيه، فسبحان الفتاح العليم، ولا سيما كتاب جامع البيان فيما رواه في القراءات السبع" «2». وابن الجزري من أوثق الناس صلة بكتب الداني، ومعرفة بقيمتها. ولو أتينا إلى كتاب جامع البيان، لوجدنا الداني يروي لنا القراءات السبع من أربعين رواية، ومائة وستين طريقا، حتى إذا أخذت تحصي أسانيده بالتفصيل وجدتها تزيد على الأربع مائة طريق، كل ذلك عن الأئمة السبعة فقط. ولم يكن ذلك على كثرته ووفرته هو كل ما روى في القراءات، بل إن عنده في السبع وراء ذلك روايات وطرقا، لم يدخلها في جامع البيان. يقول الداني في جامع البيان، بعد أن فصّل أسانيده فيه:" فهذه الأسانيد التي أدت إلينا القراءة عن أئمة القراءة السبعة بالأمصار، من الروايات والطرق المذكورة في صدر الكتاب، قد ذكرناها على حسب ما انتهت إلينا رواية وتلاوة، وتركنا كثيرا منها؛ اكتفاء بما ذكرناه عما سواه، مع رغبتنا في الاختصار، وترك الإطالة والإكثار" «3». ولو عدنا إلى كتابه (الإشارة بلطيف العبارة، في القراءات المأثورات، بالروايات المشهورات) لوجدناه يضم فيه إلى السبع قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني (ت 132)، وقراءة أبي محمد يعقوب بن إسحاق البصري (ت 205)، وأبي محمد خلف بن هشام البزار الكوفي (ت 229) وحتى في القراءات السبع، يذكر فيه روايات لم يدخلها في جامع البيان، مثل رواية العباس بن الفضل الأنصاري قاضي الموصل (ت 186)، وأبي عبد الله محمد بن عمر بن عبد الله بن رومي البصري عن أبي عمرو بن العلاء، وغيرهما عن غير أبي عمرو من السبعة. وهكذا نرى أن أبا عمرو الداني قد جمع الكثير والكثير من الروايات في علم القراءة عن السبعة وغيرهم، بحيث يتبدى لك قول ابن الجزري عن جامع البيان
وكان وراء إبداع الداني في القراءات عدة عوامل منها:
" قيل: إنه جمع فيه كل ما يعلمه في هذا العلم" «1» وهذا القول غير مسلّم به، وإن كان جامع البيان قد حوى ما يعجب ويدهش، فالرجل قد أوتي حظا وافرا، ونصيبا كبيرا من العلم، جعله يتبوأ في علوم القراءات مرتبة" الأستاذين، وشيخ مشايخ المقرئين" «2» عن جدارة واستحقاق. وكان وراء إبداع الداني في القراءات عدة عوامل منها: 1 - سعة الرواية وكثرتها: بالأسانيد المتصلة في روايات القراءات ووجوهها، وفي تاريخ رواتها، وطبقاتهم، فتراه في جامع البيان، يوثّق كل معلومة بالإسناد المتصل إلى قائلها. يقول: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت أبي يقول: عاصم بن أبي النّجود هو عاصم بن بهدلة «3». وتوثيقا لعاصم يقول: أخبرنا سلمون بن داود، قال: حدثنا أبو علي بن الصوّاف، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن عاصم بن بهدلة فقال: رجل صالح خيّر ثقة «4». ويمضي هكذا، حتى يورد لك سبعة عشر إسنادا، يوثق بها ترجمته لعاصم بن أبي النجود. هذا، وللداني معرفة واسعة بتاريخ رواة القراءات، ودرجاتهم، وطبقاتهم، حتى أن له مصنفا في طبقات القراء في ثلاثة أسفار، ذكر فيه أحوال كل من قصد للإقراء من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى سنة خمس وثلاثين وأربع مائة «5». 2 - الضبط التام: بحيث يؤدي مسموعات ومروياته كما سمعها، وهذا الضبط هو الذي يعلي قدر العالم، ويرفع منزلته، وقد شهد النقّاد لأبي عمرو أنه قد بلغ في ذلك شأوا بعيدا.
3 - الدقة العلمية:
يقول ابن بشكوال:" كان حسن الخط جيد الضبط، من أهل الحفظ والعلم والذكاء والفهم" «1». ويقول أبو محمد بن عبد الله الحجري في فهرسه:" والحافظ أبو عمرو الداني، ذكر بعض الشيوخ أنه لم يكن في عصره، ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه" «2». ويقول الحافظ الذهبي:" وما زال القراء معترفين ببراعة أبي عمرو الداني، وتحقيقه، وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرسم، والتجويد، والوجوه" «3». 3 - الدقة العلمية: رزق أبو عمرو الداني دقة ملاحظة، وتيقظا وانتباها بحيث لا تفوته الأخطاء، ولا تجوز عليه الأوهام قبل أن ينبه إليها، ففي الفقرة (788) من جامع البيان، يقول بعد أن يسوق الرواية عن ابن مجاهد:" في كتابي وفي سائر النسخ من كتاب ابن مجاهد، عن أبيه وعمه، وهو خطأ، وأحسبه من قبل النساخ، والصواب عن أخيه وعمه، كما نا ابن جعفر ... " ويسوق الرواية الصحيحة بإسنادها. ويقول:" الرواة كلهم يقولون عن هارون الأخفش: حدثنا عبد الله بن ذكوان، ما خلا ابن مرشد، فإنه قال عنه: قرأت على ابن ذكوان، وقال ابن عبد الرزاق عنه: حدثنا ابن ذكوان وقرأت عليه، فدلّ ذلك على أن الأخفش نقل الحروف عنه رواية وتلاوة، فتارة يذكر الرواية، وتارة يذكر التلاوة، لذلك حكى عنه الأمرين ابن عبد الرزاق" «4». 4 - النقد العلمي الجريء: أبو عمرو الداني راوية ناقد، لا يقبل الروايات على علّاتها، ولكن ينقدها نقد الصيرفي- وهو ابن الصيرفي- للدرهم والدينار، ولا يمرّ الأخبار على عواهنها، بل يزيف الزائف، ويكشف الخطأ، ويحسن الحسن ويقبله، يعطي كل قول ما يستحق من الحكم.
فبينما يخطّئ ابن جبير فيقول:" وقد أدرج ابن جبير في هذا الضرب حرفين ليسا منه، وحكى عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أظهرهما، وهما قوله: الموت تحبسونهما [المائدة: 106] والموت توفّته [الأنعام: 61] وذلك غلط منه، لأن تاء الموت أصلية، فلا علة تمنع من إدغامها في مثلها، كما منعت منه تاء الخطاب وتاء المتكلم" «1». ويغلط الحلواني في الحاقّة يا أيّها ويا أخت ويا آدم مع ما الهمزة فيه من نفس الكلمة التي قبلها، بل هي منفصلة منها ... الخ «2». وتراه يرد رواية الخزاعي، والحلواني، وابن شنبوذ، عن القوّاس أنه كان يحذف حرف المدّ، ويسقطه من اللفظ في المنفصل، فيقول:" وهذا مكروه قبيح لا يعمل عليه، ولا يؤخذ به، إذ هو لحن لا يجوز بوجه، ولا تحلّ القراءة به" «3» ويحكم بالوهم حتى على شيخه فارس بن أحمد «4». تراه من ناحية أخرى يقبل قول قالون ويحسّنه فيقول:" والذي قاله في الضربين حسن، وقد بينا صحة ذلك في كتابنا المصنف في الهمزتين" «5». ويعقب على تعليل الفراء تفخيم لام الجلالة بعد الفتح والضم، وترقيقها بعد الكسر، بقوله:" وكلام الفراء في هذا حسن، وذلك أنه شبه اللام ... الخ" «6». وحيثما جرى الخلاف بين القراء في قضية ما، بيّن لك وجهة نظر كل فريق، ثم أوضح أي الرأيين هو الصحيح، أو الأقوى الذي يعتمده، والأمثلة كثيرة في جامع البيان. غير أن الداني يقسو أحيانا على أصحاب الرأي المقابل في التعبير. فتراه يقول: " والوجهان جميعا لا دليل فيهما على مذهبهم، ولا حجة فيهما لانتحالهم، بل يؤذنان ببطول قولهم، ورد دعواهم، ويشهدان بقبح مذاهبهم، وسوء انتحالهم" «7».
5 - حسن توفيقه بين الروايات التي ظاهرها التعارض:
5 - حسن توفيقه بين الروايات التي ظاهرها التعارض: أوتي الداني في ذلك ملكة قوية، ورزق حنكة ودربة على التوفيق بين النصوص، بدلا من ضرب بعضها ببعض، وقبول بعض ورد بعضها الآخر، فانظر على سبيل المثال توفيقه بين الروايات التي يقول بعضها: إن إسماعيل بن جعفر قرأ على عيسى بن وردان، وأن عيسى قرأ على نافع. ويقول البعض الآخر: إن إسماعيل قرأ على نافع نفسه «1». وكذلك توفيقه بين الروايات التي يقول بعضها: إن الكسائي يقف على ما لهذا الكتاب [الكهف 49] على رسم المصحف، وبعضها الآخر يقول: إنه يقف على ما «2». هذه المزايا عند الداني رفعته إلى مقام الإمامة في علوم القراءات، حتى قال فيه الذهبي:" إلى أبي عمرو المنتهى في إتقان القراءات، والقراء خاضعون لتصانيفه، واثقون بنقله في القراءات، والرسم، والتجويد، والوقف والابتداء، وغير ذلك" «3». وقال فيه ابن خلدون:" بلغ الغاية فيها، أي في القراءات، ووقفت عليه معرفتها، وانتهت إلى روايته أسانيدها، وتعددت تآليفه فيها، وعول الناس عليها وعدلوا عن غيرها" «4». وقال الضبي عنه:" إمام وقته في الإقراء" «5». هذا، وأبو عمرو يذهب إلى أن القراءات السبع متواترة وما وراءها شواذ، ينبيك عن ذلك أنه صنف كتابه" المحتوى في القراءات الشواذ" فأدخل فيها قراءة يعقوب وأبي جعفر «6». ولم تقعد همة الداني به عند حدود القراءات، بل سمت إلى سائر علوم القرآن؛
ثانيا: الحديث
حيث صنّف في كل فنّ منها، فأحسن وأجاد. وكان كما قال ابن بشكوال:" أحد الأئمة في علم القرآن، وروايته، وتفسيره، ومعانيه، وطرقه، وإعرابه" «1». ثانيا: الحديث لأبي عمرو الداني باع طويل في علوم السنة، رواية ودراية، فقد تلقى الحديث من مشايخ كثر، وبعض أسانيده عالية، فبينه وبين أبي عبيد القاسم بن سلام (ت 224) ثلاثة رجال، فهو يروي عنه بوساطة شيخه خلف بن إبراهيم بن خاقان، عن أحمد بن محمد بن أبي الموت، عن علي بن عبد العزيز البغوي، عن أبي عبيد. وبينه وبين الإمام أحمد (ت 241) ثلاثة، حيث يروي عنه بوساطة شيخه سلمون بن داود، عن أبي علي بن الصواف، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن الإمام أحمد. وبينه وبين يحيى بن معين (ت 223) ثلاثة، حيث يروي عنه بوساطة شيخه عبد الرحمن بن عثمان القشيري، عن قاسم بن أصبغ، عن أحمد بن زهير بن حرب، عن يحيى بن معين. هذا، وينبيك عن سعة رواية أبي عمرو الداني وكثرتها في السنّة، كتابه (السنن الواردة في الفتن). وهو كتاب كبير في مجلد، ذكر فيه مئات الأحاديث، والروايات في الفتن الكائنة في آخر الزمان، وبعضها قد لا تجده في غير هذا الكتاب، وهو كتاب خليق بأن يخدم ويحقق، يقول فيه الذهبي:" وكتاب الفتن الكائنة، مجلد يدل على تبحّره في الحديث" «2»، وتراه في جامع البيان يروي الحديث الواحد بعدة أسانيد «3»، وقد شرح كتاب منتقى ابن الجارود (ت 307) وسماه (المرتقى في شرح المنتقى) «4». واحتفال الداني بالأسانيد ليس مقصورا على الأحاديث المرفوعة، بل يشمل الآثار وكلام السلف أيضا،" كان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار، وكلام السلف،
ثالثا: اللغة
فيوردها بجميع ما فيها، مسندة من شيوخه إلى قائلها" «1»، وربما يروي لك الأثر الواحد بعدة أسانيد، إلى قائله «2». وللداني معرفة كبيرة بتاريخ رواة الحديث، وطبقاتهم، ودرجاتهم، وله إلمام كبير بعلم الجرح والتعديل، يروي أقاويل أئمته: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وأمثالهما في تعديل الرواة وجرحهم بالأسانيد المتصلة «3». والنقاد يعرفون للداني قدره وبراعته في علوم السنّة، وتاريخ رجالها، فالذهبي ترجم له في تذكرة الحفاظ، فقال:" الحافظ الإمام شيخ الإسلام" «4». وابن بشكوال قال فيه:" وله معرفة بالحديث، وطرقه، وأسماء رجاله، ونقلته" «5». وقال فيه ابن الجزري:" سمع الحديث من جماعة، وبرز فيه وفي أسماء رجاله" «6». وللداني شأن في علوم الاصطلاح، وله فيه آراء. ومن آرائه أن العنعنة لا تقبل إلا إذا كان الراوي المعنعن معروف بالرواية عمن عنعن عنه «7»، وهو، أي الداني، ممن يعتبر قوله في الجرح والتعديل، ولذلك ترى الحافظ المزي ينقل عن الداني في (تهذيب الكمال) رواياته في الجرح والتعديل «8». ثالثا: اللغة النحو عند أهل الأندلس في نهاية من علوّ الطبقة، وكل عالم في أي علم لا يكون متمكنا من علم النحو بحيث لا تخفى عليه الدقائق، فليس عندهم بمستحق للتمييز، ولا سالم من الازدراء «9». ومن هنا نرى الداني واسع الاطلاع على النحو، محيطا بمذاهب النحويين
واختلافهم: بصريّهم وكوفيّهم على حدّ سواء، فتراه في مواضع من كتابه جامع البيان ينقل اختلاف النحويين نقل الخبير البصير، ويحكم برجحان الراجح من آرائهم، ويؤيد حكمه بالدلائل البيّنة والحجج الظاهرة، فيقول في الخلاف في الاسم المقصور المنون مثل (هدى): إذا وقف عليه، وأبدل من التنوين ألف، وقبلها الألف المنقلبة عن الياء، فيجتمع ألفان، فيلزم حذف إحداهما، يقول الداني:" وقد اختلف علماء العربية في أيهما المحذوفة، فقال الكوفيون منهم، وبعض البصريين: المحذوفة للساكنين منهما هي المبدلة من التنوين؛ لكون ما أبدلت منه زائدا، والثابتة هي المنقلبة عن الياء؛ لكون ما انقلبت عنه أصليا. " وقال اكثر البصريين: المحذوفة منهما هي المنقلبة عن الياء؛ لكونها أول الساكنين، والثابتة هي المبدلة من التنوين؛ لكون ما أبدلت منه دالا على معنى يذهب بذهابها ... قال أبو عمرو: أوجه القولين وأولاهما بالصحة، قول من قال: إن المحذوفة هي المبدلة من التنوين، لجهات ثلاث ... قال أبو عمرو: فمن أخذ بقول الكوفيين والخليل وسيبويه ومن وافقهما: وقف على جميع ما تقدم، من المنصوب الذي يصحبه التنوين، في مذهب حمزة والكسائي بالإمالة ... ومن أخذ بقول بعض البصريين: المازني ومحمد بن يزيد ومن تبعهما: وقف على جميع ذلك في مذهب من رأى الإمالة الخالصة والإمالة اليسيرة بإخلاص الفتح. والعمل عند القراء وأهل الأداء على الأوّل، وبه أقول لورود النص المذكور به ودلالة القياس على صحته" «1». وتراه في مواضع أخرى ينقل اتفاق النحويين أجمعين، وينفي وجود خلاف بينهم، مما يدل على إحاطته بآرائهم ومذاهبهم. فيقول:" وهذا مذهب النحويين أجمعين، ولا أعلم بينهم خلافا" «2». ويقول:" وهو مذهب جميع النحويين" «3». وللداني عناية خاصة بكتاب سيبويه، فقد أحسن الاستشهاد بنصوصه في مواضع كثيرة من (جامع البيان) «4»، مما يعطي انطباعا بوجود ميول بصرية عنده وإن كنا نراه في مواضع من (جامع البيان) يساير الكوفيين، فيعرف العدد والمعدود «5»، ويستعمل
رابعا: الفقه
(الذي) للمفرد والجمع «1». وتمكن الداني من علم النحو، وتبحره فيه جعله من النحويين المرموقين، الذين يترجم لهم في طبقات النحاة، بل إن أبا حيان الأندلسي ينقل رأيه في موضوع لغوي. فيقول:" وذهب الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني صاحب التصانيف في القراءات إلى أن وزنه- أي عيسى- فعلل" «2». رابعا: الفقه نشأ الداني في قرطبة، التي يعتبر الأندلسيون عمل أهلها حجة في الفقه، فطلب الفقه في الأندلس، وفي مصر «3»، ومما قرأه في الأندلس على شيخه الفقيه ابن أبي زمنين كتاب (المغرب في اختصار المدونة)، وكتاب (المشتمل في الوثائق)، وكتاب (منتخب الأحكام)، وهي من تصنيف شيخ الداني هذا «4». ولا ريب أن الداني بلغ في الفقه مرتبة عالية، أدخلته في (الديباج المذهب)، و (شجرة النور الزكيّة)، وجعلت ابن الجزري يذكر الفقه مع العلوم التي برز فيها الداني «5». غير أنه لم يذكر أحد لنا شيئا عن نشاطه الفقهي، ولا حتى حدود دراسته الفقهية ومدى عمقها، وإن كنّا نرجّح أنه لم يتعدّ حدود مذهب مالك، لأنه يدعو صراحة في أرجوزته إلى اتباع مذهب مالك فيقول «6»: واعتمدن على الإمام مالك ... إذ قد حوى على جميع ذلك في الفقه والفتوى إليه المنتهى ... وصحّة النّقل وعلم من مضى وبعد، فللداني وراء ذلك اهتمامات علمية، ونشاطات تأليفية، في العقيدة وغيرها، وكان يقرض الشعر على قلة، ولعله يرى أن الإغراق في الشعر ينافي جلال العلم، واستقامة السيرة، مع أنه نظم عدة أراجيز، إحداها في أصول السنة والاعتقاد،
تبلغ ثلاثة آلاف بيت. وذكر الحميدي «1» ثلاثة أبيات من شعره، يظهر فيها سبب عزوفه عن الأدب، فيقول: قد قلت إذ ذكروا حال الزمان وما ... يجري على كل من يعزى إلى الأدب لا شيء أبلغ من ذل يجرعه ... أهل الخساسة أهل الدين والحسب القائمين بما جاء الرسول به ... والمبغضين لأهل الزيغ والريب وقد عاصر الداني في الأندلس أبا محمد علي بن أحمد بن حزم (ت 456) وكانت بينهما وحشة ومنافرة شديدة، أفضت بهما إلى التهاجي، ولكل واحد منهما في الآخر هجاء يقذع فيه «2»، غفر الله لهما، غير أنه كما قال الذهبي: وأبو عمرو أقوم قيلا، وأتبع للسنة «3». وجرت كذلك مقاطعة بين أبي عمرو وتلميذه أبي محمد عبد الله بن سهل بعد عودة الأخير من رحلته إلى المشرق، مع أنه كان قد لازم الداني قبل ذلك ثمانية عشر عاما «4». ومهما يكن من أمر فأبو عمرو كما يقول ابن بشكوال:" كان دينا، فاضلا، ورعا، قال المغامي: كان أبو عمرو مجاب الدعوة" «5». رحمه الله، وغفر له ولنا وللمسلمين.
المبحث الثاني أقوال العلماء فيه:
المبحث الثاني أقوال العلماء فيه: قال ابن بشكوال:" كان حسن الخط جيد الضبط، من أهل الحفظ والعلم والذكاء والفهم" «1». وقال أيضا:" كان دينا، فاضلا، ورعا، قال المغامي: كان أبو عمرو مجاب الدعوة، مالكي المذهب" «2» وقال أبو محمد بن عبد الله الحجري في فهرسه:" والحافظ أبو عمرو الداني، ذكر بعض الشيوخ أنه لم يكن في عصره، ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه" «3». وقال الحافظ الذهبي أيضا:" وما زال القراء معترفين ببراعة أبي عمرو الداني، وتحقيقه، وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرسم، والتجويد، والوجوه" «4». وقال أيضا:" إلى أبي عمرو المنتهى في إتقان القراءات، والقراء خاضعون لتصانيفه، واثقون بنقله في القراءات، والرسم، والتجويد، والوقف والابتداء، وغير ذلك" «5». وقال فيه ابن خلدون:" بلغ الغاية فيها، أي في القراءات، ووقفت عليه معرفتها، وانتهت إلى روايته أسانيدها، وتعددت تآليفه فيها، وعول الناس عليها وعدلوا عن غيرها" «6». وقال الضبي عنه:" إمام وقته في الإقراء" «7». وقال ابن الجزري" الإمام العلامة، الحافظ، أستاذ الأستاذين، وشيخ مشايخ المقرئين ... من نظر كتبه علم مقدار الرجل، وما وهبه الله تعالى فيه، فسبحان الفتّاح العليم" «8».
المبحث الثالث وفاته
المبحث الثالث وفاته اجتمعت كلمة المترجمين لأبي عمرو أن وفاته كانت يوم الاثنين في النصف من شوال، سنة أربع وأربعين وأربع مائة، ودفن بالمقبرة عند باب إندارة، وقد بلغ اثنتين وسبعين سنة، ومشى صاحب دانية أمام نعشه، وشيّعه خلق عظيم «1»، رحمه الله.
الفصل الثالث شيوخه، وتلاميذه، وآثاره
الفصل الثالث شيوخه، وتلاميذه، وآثاره المبحث الأول يوخ الداني: شيوخ الداني رجال كثر، يزيد عددهم على السبعين رجلا، أحصى جملة منهم بعض محققي كتبه «1»، وسنقتصر هنا على ذكر أشهرهم طلبا للاختصار. 1 - فارس بن أحمد بن موسى، أبو الفتح، الحمصي، الأستاذ الكبير، الضابط، الثقة، وعليه عمدة الداني في عرض القراءة، فقد عرض عليه القرآن في خمسين ومائة طريق من طرق جامع البيان، إضافة إلى رواية الحروف عنه في سبعة وعشرين طريقا منها، ومجموع أسانيده في جامع البيان مائتان وثلاثة عشر إسنادا، بإسقاط المكرر، وجل رواية أبي الفتح عن عبد الله بن الحسين السامري، وعبد الباقي بن الحسن الخراساني. وأبو الفتح الحمصي هذا يقول فيه الداني:" لم ألق مثله في حفظه وضبطه، كان حافظا ضابطا، حسن التأدية، فهما بعلم صناعته واتساع روايته، مع ظهور نسكه وفضله، وصدق لهجته" «2». 2 - عبد العزيز بن جعفر الفارسي، قال الداني:" لقيته بأبّدة، وقرأت عليه القرآن بجميع ما عنده، وكان خيرا فاضلا ضابطا صدوقا" «3».
عرض الداني عليه القراءة في تسعة طرق من طرق جامع البيان، على حين روى عنه الحروف في خمسة وتسعين طريقا منها، ومجموع أسانيده في جامع البيان مائة وثلاثة وستون إسنادا، بإسقاط المكرر، وجل رواية الفارسي عن الإمام أبي طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم البغدادي تلميذ ابن مجاهد. 3 - محمد بن أحمد بن علي أبو مسلم البغدادي «1»، ولم يعرض عليه القرآن، وإنما روى عنه الحروف، وسمع منه كتاب (السبعة في القراءات) لابن مجاهد، وكتاب (الإيضاح في الوقف والابتداء) لابن الأنباري، كما يروي عنه عن ابن دريد اللغوي في (جامع البيان) أيضا. وبلغت طرق الداني عن أبي مسلم ستين طريقا من طرق (جامع البيان)، كلها رواية حروف، ومجموع أسانيده في جامع البيان مائة وستة وأربعون بإسقاط المكرر. 4 - طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون أبو الحسن، الحلبي، نزيل مصر، أستاذ عارف، وثقة ضابط، وحجة محرر، عرض عليه الداني القراءة في ثلاثة عشر طريقا من طرق جامع البيان، وروى عنه الحروف في ثمانية طرق منها، ومجموع أسانيده في جامع البيان ثلاثة وعشرون إسنادا بإسقاط المكرر، قال الداني:" لم ير في وقته مثله، في فهمه، وعلمه، مع فضله، وصدق لهجته، كتبنا عنه كثيرا" «2» 5 - خلف بن إبراهيم بن خاقان أبو القاسم، قال الداني:" كان ضابطا لقراءة ورش، متقنا لها، مجودا، مشهورا بالفضل والنسك، واسع الرواية، صادق اللهجة، كتبنا عنه الكثير من القراءات والحديث والفقه" «3». عرض الداني عليه القراءة في ستة من طرق جامع البيان، وروى عنه الحروف في عشرة منها، ومجموع أسانيده في جامع البيان ستة وثلاثون إسنادا بإسقاط المكرر، ومن طريقه يروي الداني كتاب فضائل القرآن وغيره لأبي عبيد القاسم بن سلام. هؤلاء هم أشهر شيوخ الداني في القراءات، وأما أشهر شيوخه في الحديث الشريف فهما اثنان هما:
1 - عبد الرحمن بن عثمان القشيري «1»، بلغت أسانيده في جامع البيان عشرين إسنادا، غير أن الداني أكثر الرواية عنه في كتابه (السنن الواردة في الفتن). 2 - محمد بن خليفة بن عبد الجبار، والرواية عنه واسعة وكثيرة في كتاب (السنن الواردة في الفتن)، ومعظم رواية ابن عبد الجبار عن محمد بن الحسين الآجري. هذا، والداني يروي عن الفربري عن البخاري من طريقين: عن علي بن محمد عن محمد بن أحمد عن الفربري، وعن عبد الرحمن بن عبد الله الفرائضي عن محمد بن عمر عن الفربري. ويروي عن البخاري من طريق شيخه فارس بن أحمد بن عبد الله بن الحسين، عن أبي بكر بن أبي داود عن البخاري. ويروي عن الإمام مسلم من طريق شيخه عبد الملك بن الحسن الصقلي عن أبي بكر الجوزقي عن مكي بن عبدان عنه. ويروي في الجرح والتعديل عن الإمام أحمد من طريق شيخه سلمون بن داود عن أبي علي بن الصواف عن عبد الله بن الإمام أحمد عنه. ويروي عن يحيى بن معين من طريق شيخه عبد الرحمن بن عثمان القشيري عن قاسم بن أصبغ عن أحمد بن زهير بن حرب عن يحيى بن معين. ويروي عن النسائي من طريق شيخه علي بن الحسن المعدل عن الحسن بن رشيق عن النسائي.
المبحث الثاني تلاميذه:
المبحث الثاني تلاميذه: تصدّر أبو عمرو للإقراء مدة طويلة في عدد من مدن الأندلس، لذلك كثر تلاميذه في الأندلس، إضافة إلى ما كان يتمتع به من سمعة حسنة، وذكر طيب لدى العامة والخاصة. فترى الذهبي بعد أن يعدد جماعة من تلاميذ الداني يقول:" وخلق كثير من أهل الأندلس، لا سيما أهل دانية" «1» .. ومجموعة التلاميذ الذين وصلت أسماؤهم إلينا ليست كبيرة، فقد عدت عوادي الزمن وأحداثه على أسماء الكثرة الكاثرة منهم، كما عدت على الأندلس كلها بما فيها ومن فيها. ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأكبر تلاميذ الداني أبو عبد الله الأنصاري محمد بن أحمد بن مسعود، الذي تصدر في حياة شيخه، وعاش إلى حدود السبعين وأربع مائة «2» .. وآخر من حدث عن الداني في الدنيا أبو القاسم المرسي أحمد بن عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة «3»، فإنه بقي إلى بعد الثلاثين وخمس مائة «4». وأجلّ تلاميذه قدرا، وأشهرهم ذكرا، سليمان بن نجاح أبو داود بن أبي القاسم الأموي، مولى المؤيد بالله المستنصر، الأندلسي، شيخ القراء، وإمام الإقراء (413 - 496) أخذ القراءات عن أبي عمرو الداني، ولازمه كثيرا، وسمع منه غالب مصنفاته، وأخذ عنه مؤلفاته في القراءات «5»، واشتهر بحمل علوم الداني ورواية كتبه «6»، ومن طريقه وصل إلينا كتاب جامع البيان في القراءات السبع، ولم يكن مجرد راوية، بل
" كان من جلة المقرئين وفضلائهم وأخيارهم، عالما بالقراءات وطرقها، حسن الضبط ثقة دينا" «1»، صنف (البيان الجامع لعلوم القرآن) في ثلاث مائة جزء، وكتاب (التبيين لهجاء التنزيل)، وكتاب (الاعتماد في أصول القراءة والديانة)، عارض به شيخه الداني، أرجوزة في ثمانية عشر ألف بيت وأربع مائة وأربعين بيتا، وغير ذلك «2». وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ كتاب جامع البيان، وكتاب التيسير وصلا إلينا عن طريق تلميذه أبي الذّوّاد مفرج مولى إقبال الدولة. هذا، والداني الإمام المؤتسي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يضن على النساء بالإفادة والتعليم والإقراء، حيث كانت ريحانة تقرأ عليه القرآن بالمرية، كانت تقعد خلف ستر، فتقرأ ويشير لها بقضيب بيده إلى المواقف، وطلبت منه الإجازة فامتنع، وقرأت عليه خارج السبع روايات، ولما تثبت من تأهلها للإجازة أجازها، رحمه الله «3». وبعد فهذه قائمة بأسماء تلاميذه مرتبين على حروف المعجم «4»: 1 - إبراهيم بن علي، أبو إسحاق الفيومي نزيل الإسكندرية «5». 2 - أحمد بن عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة، أبو القاسم المرسي. 3 - أحمد بن عثمان بن سعيد الأموي، ولد أبي عمرو الداني. 4 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو عبد الله الخولاني (ت 508) «6». 5 - الحسين بن علي بن مبشر أبو علي «7». 6 - خلف بن إبراهيم أبي القاسم الطليطلي (ت 477) «8».
7 - خلف بن محمد بن خلف، أبو القاسم الأنصاري، المعروف بابن العريبي (ت 508) «1». 8 - ريحانة المرية «2». 9 - سليمان بن نجاح أبو داود بن أبي القاسم الأموي. 10 - عبد الحق بن أبي مروان، أبو محمد الأندلسي، المعروف بابن الثلجي، بقي إلى بعد الخمس مائة «3». 11 - عبد الله بن سهل بن يوسف، أبو محمد الأنصاري، الأندلسي (ت 480). 12 - عبد الملك بن عبد القدوس، أبو مروان الداني «4». 13 - علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن الدوش، أبو الحسن الشاطبي (ت 496) «5». 14 - عمر بن أحمد بن رزق، أبو بكر بن الفصيح التجيبي الأندلسي (ت 507) «6». 15 - محمد بن إبراهيم بن إلياس، أبو عبد الله اللخمي الأندلسي، يعرف بابن شعيب «7». 16 - محمد بن أحمد بن مسعود، أبو عبد الله، الأنصاري، الداني. 17 - محمد بن عيسى بن فرج، أبو عبد الله التجيبي المغامي، الطليطلي (ت 485) «8».
18 - محمد بن المفرج بن إبراهيم بن محمد، أبو بكر وأبو عبد الله يعرف بالربويله (ت 494) «1». 19 - محمد بن يحيى بن مزاحم، أبو عبد الله الأنصاري الطليطلي (ت 502) «2». 20 - مفرج فتى إقبال الدولة، أبو الذواد «3». 21 - يحيى بن إبراهيم بن أبي زيد، أبو الحسن المرسي، المعروف بابن البياز (ت 496) «4».
المبحث الثالث مؤلفاته:
المبحث الثالث مؤلفاته: للداني نشاط تأليفي كبير، فقد ترك لنا عددا كبيرا من المصنفات، قيل: إنها تبلغ عشرين ومائة مصنف «1»، وتوزع نشاط الداني في التأليف على ألوان من المصنفات التي تتراوح بين الكتاب الكبير في عدة أسفار، والرسالة الصغيرة في عدة أوراق. فعند ما يصنف في القراءات، تراه يتوسع في عدد القراءات، فيجمع إحدى عشرة قراءة في كتاب (الإشارة بلطيف العبارة)، ويكتفي بالقراءة الواحدة في (مفردة يعقوب)، بل برواية واحدة، فيؤلف رسالة في رواية ورش عن نافع، وأكثر من ذلك يؤلف رسالة في طريق الأزرق عن ورش. ومن ناحية أخرى يتوسع في روايات السبعة مع المناقشة والتوجيه والترجيح، فيؤلف جامع البيان في القراءات السبع ورواياتها المشهورة والغريبة، ويكتفي براويين لكل قارئ في التيسير، فيأتي كتابا صغيرا، ويفرق القراءات السبع فيأتيك بمفردات السبعة، ثم يبدو له فينظم القراءات السبع في أرجوزة تشتهر وتذيع «2». وللداني نشاط في النظم، فقد نظم أرجوزته في أصول السنة، فجاءت في ثلاث آلاف بيت، ونظم في التجويد، وفي مخارج الحروف، بل في الظاءات الواردة في القرآن الكريم في أربعة أبيات فقط. وألف الداني في أصول القراء، وفي أصول نافع، وفيما انفرد به كل واحد من القراء السبعة، وأفرد بعض الموضوعات الأصول بالتصنيف مثل الياءات، والفتح والإمالة، ومقدار المد، ومد البدل لورش، فقدم لنا رسائل مفيدة مثل (الموضح في الفتح والإمالة) مستوعبة اختلاف الروايات في موضوعها، مع المناقشة وتمييز الصحيح
السائر، من السقيم الداثر. والداني مؤلف أصيل، بل مبدع في بعض تصانيفه، مثل (طبقات القراء)، الذي جاء كتابا حافلا عظيما، قال فيه ابن الجزري:" وهو عظيم في بابه، لعلي أظفر بجميعه، إن شاء الله تعالى" «1». ومع أن الداني اعتمد في بعض كتبه على كتب السالفين، مثل (المكتفى في الوقف والابتداء)، حيث اعتمد فيه على كتاب (الإيضاح في الوقف والابتداء) لابن الأنباري، ثم كتاب (القطع والائتناف) لأبي جعفر النحاس، فقد كانت له مشاركة فعلية قيمة، ولم يكن مجرد ناقل أو جامع «2». ورائد الداني في تصانيفه الإفادة ونشر العلم، وليس التكثر وإشاعة الذكر، فربما عدل عن ابتداء التصنيف إلى شرح كتب السالفين، فيقرب تناولها واستيعابها إلى طلاب العلم، حيث شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني في التجويد، وشرح منتقى ابن جارود في الحديث. وتجدر الإشارة إلى أن جل كتب الداني تدور حول القراءات: رواية، ومناقشة، وترجيحا، ورسم المصاحف ونقطها، وعدد الآي، والتجويد، وكثير من هذه التواليف رسائل صغيرة في جزء وجزءين «3». وأخيرا، فكتب الداني ينتظمها وصفان: أحدهما: جودة التأليف وحسن التصنيف، حيث أعجبت النقاد، فأثنوا عليها وعلى مؤلفها. يقول ابن بشكوال:" وقد جمع في كل ذلك تآليف حسانا" «4»، ويقول الذهبي:" وكتبه في غاية الحسن والإتقان" «5»، ويثني على الداني فيقول:" صاحب المصنفات الكثيرة المتقنة" «6». والآخر: أن كتبه لقيت إقبالا من القراء عليها، ورزقت حظوة عند أرباب
الصناعة، واحتفاء بها لدرجة أن يقول الذهبي:" والقراء خاضعون لتصانيفه" «1»، ومع ذلك فقد ضاع كثير من كتب الداني، ولم يرزق نور الطباعة مما بقي إلا القليل. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الدكتور غانم قدوري الحمد قد حقق كتاب (فهرست تصانيف الإمام أبي عمرو الداني الأندلسي) وفيه ذكر لمائة وتسعة عشر كتابا من مصنفات الداني، وقد أشار المحقق إلى المطبوع منها والمخطوط «2». ثم إن محققي كتب الداني جلهم قد ذكر مصنفاته «3»، لذا سنقتصر هنا على ذكر كتبه المطبوعة رجاء أن نتحف الباحثين في هذا الصدد بما هو جديد، وإليك ما تيسر لنا الوقوف عليه منها منسوقة على حروف المعجم: 1 - الإدغام الكبير «4». 2 - الأرجوزة المنبهة على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات وعقد الديانات بالتجويد والدلالات «5». 3 - البيان في عدّ آي القرآن «6». 4 - التحديد في الإتقان والتجويد «7». 5 - التعريف في قراءة نافع «8».
6 - التهذيب لما تفرد به كل واحد من القراء السبعة «1». 7 - التيسير في القراءات السبع «2»، وهو أشهر كتب الداني، حيث نظمه الشاطبي في حرز الأماني. 8 - جامع البيان في القراءات السبع، وهو أنفس كتب الداني، وأجلها قدرا، وهو هذا الكتاب. جزء في علوم الحديث في بيان المتصل والمرسل والموقوف والمنقطع «*» 9 - السنن الواردة في الفتن «3». 10 - شرح القصيدة الخاقانية. وهو شرح على قصيدة أبي مزاحم الخاقاني (ت 225) الرائية في التجويد، والتي يقال إنها أول ما نظم في علم التجويد «4». 11 - الفرق بين الضاد والظاء في كتاب الله «5». 12 - فهرسة تآليف أبي عمرو الداني. 13 - فهرسة شيوخه ومروياته.
14 - المحكم في نقط المصاحف «1». 15 - مفردات القراء السبعة «2»، طبع بدون تحقيق. 16 - المقنع في معرفة رسم مصاحف الأمصار «3». 17 - المكتفى في الوقف والابتداء «4». 18 - الموضح لمذاهب القراء واختلافهم في الفتح والإمالة «5». 19 - الظاءات الواردة في القرآن الكريم. حققه الدكتور علي حسين البواب، وصدر عن مكتبة المعارف بالرياض، سنة 1985 م. 20 - النقط «6».
الباب الثاني دراسة الكتاب
الباب الثاني دراسة الكتاب الفصل الأول: توثيق العنوان ونسبة الكتاب 40 الفصل الثاني: خطة الكتاب ومنهجه ومصادره 46 الفصل الثالث: منهج التحقيق ووصف النسخ 62
الفصل الأول توثيق العنوان، ونسبة الكتاب
الفصل الأول توثيق العنوان، ونسبة الكتاب المبحث الأول تحقيق عنوان الكتاب: أورد ابن الجزري كتاب جامع البيان في جملة مصادره في النشر 1/ 61 وسماه: " جامع البيان في القراءات السبع"، وكذلك أثبت اسم الكتاب على ظاهر نسخة نور عثمانية، النسخة الأصل، وهذا الاسم هو الذي تركن النفس إلى صحته، لأن النشر من أوثق كتب القراءات التي وصلت إلينا وأصحها، وأن نسخة نور عثمانية أصح نسخ الكتاب وأوثقها. وقد جاءت تسمية الكتاب على ظهر نسختي دار الكتب وبنكيبور:" جامع البيان في القراءات السبع المشهورة"، وفي غاية النهاية" جامع البيان فيما رواه في القراءات السبع"، وفي معرفة القراء" جامع البيان في القراءات السبع وطرقها المشهورة والغريبة"، وهي وأمثالها تسميات فيها تصرف، بقصد بيان محتوى الكتاب والتعريف بمضمونه، والله أعلم.
المبحث الثاني وثيق نسبة الكتاب لمؤلفه:
المبحث الثاني وثيق نسبة الكتاب لمؤلفه: نسبة كتاب جامع البيان لأبي عمرو الداني نسبة لا شك في صحتها، وذلك أن الذين ترجموا للداني، وذكروا كتبه أثبتوا كتاب جامع البيان في كتبه، مثل الذهبي في: تذكرة الحفاظ، ومعرفة القراء، وسير أعلام النبلاء، وتاريخ الإسلام، وابن الجزري في: النشر، وغاية النهاية، وابن بشكوال في الصلة وغيرهم. ثم إنّ ابن الجزري رواه بإسناد متّصل إلى مؤلفه، واقتبس منه نصوصا، مسندة لأبي عمرو في جامع البيان، من ذلك قوله في النشر 1/ 374:" وأما أبو عمرو فروى عنه الفصل أبو عمرو الداني في جامع البيان وقوّاه بالقياس، وبنصوص الرواة عن أبي عمر، وأبي شعيب، وأبي حمدون، وأبي خلاد، وأبي الفتح الموصلي، ومحمد بن شجاع، وغيرهم حيث قالوا عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يهمز الاستفهام همزة واحدة ممدودة، قالوا: وكذلك كان يفعل بكل همزتين التقتا، فيصيرهما واحدة، ويمد إحداهما مثل (أءذا، و (أءله)، و (أئنكم)، و (ء أنتم) وشبهه، قال الداني: فهذا يوجب أن يمد إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة مضمومة، إذ لم يستثنوا ذلك، وجعلوا المد سائغا في الاستفهام كله، وإن لم يدرجوا شيئا من ذلك في التمثيل، فالقياس فيه جار، والمد فيه مطرد، انتهى". وهذا النص بحروفه في جامع البيان «1». ثم إنّ النسخ الخطية التي بين أيدينا هي نسخ جامع البيان لأبي عمرو الداني، بلا مراء، لأنها تبدأ بواحد من شيوخ الداني الكثيرين، مما يبين بوضوح وجلاء أن الكتاب من تأليف أبي عمرو الداني. يضاف إلى ذلك أن النصوص الكثيرة التي أسندها ابن الجزري في نشره إلى جامع البيان لأبي عمرو الداني تطابق ما في النسخ الخطية التي بأيدينا «2». ثم إنّ ورقة العنوان من النسخ الخطية حملت اسم أبي عمرو الداني.
وأخيرا تبتدئ كل واحدة من النسخ، بقول أبي داود «1» تلميذ الداني:" حدثني شيخنا أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمر، الفقيه، المقرئ، اللغوي، الأموي مولى لهم، المعروف بابن الصيرفي، قراءة مني عليه في منزله بمدينة دانية .. الخ". وهكذا نرى أن نسبة الكتاب إلى الداني لا يرقى إليها شك، ولا تقاربها ريبة أبدا.
المبحث الثالث قيمة الكتاب العلمية:
المبحث الثالث قيمة الكتاب العلمية: الكتب المصنفة في القراءات كثيرة، وكثيرة جدا، سواء في السبع أو أكثر أو أقل «1»، واشتهر من المصنفات في السبع قبل الداني عدة كتب، أقدمها سبعة ابن مجاهد (ت 324)، وهو أول هذه المصنفات، ثم إرشاد أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المصري (ت 389)، وهادي محمد بن سفيان القيرواني (ت 415)، ومجتبى عبد الجبار الطرسوسي (ت 420)، وروضة أبي عمر أحمد بن عبد الله الطلمنكي (ت 429)، وهداية أبي العباس أحمد بن عمار المهدوي (ت بعد 430)، وتبصرة مكي بن أبي طالب (ت 437). وكتاب جامع البيان يبرز بين كتب القراءات متفرّدا، في منزلة لا يدانيه فيها كتاب من كتب هذا العلم على كثرتها وتنوعها: حيث إن هذا الكتاب جمع ما تفرق فيها من صفات الحسن، ومزايا الكمال. فإن قيل إن ضبط الرواية، وتحرير أوجه الخلاف، والتمييز بين الطرق صفة امتازت بها كتب المحققين مثل سبعة ابن مجاهد، ونشر ابن الجزري، فأبو عمرو الداني إليه المنتهى في الضبط والتحرير، وكتابه جامع البيان قد اجتهد في تحريره وضبطه، فأعطاه حظا وافرا من عنايته، ونصيبا كاملا من درايته. وإن قيل إن علوّ الأسانيد وصحتها مع خبرة المؤلف برجالها، ميزة كتب المحدثين من القراء، مثل أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني (ت 569)، فأبو عمرو الداني أعرف الناس بأسانيد القراءات، وأقدرهم على نقدها وتمييزها، والقراء عيال عليه في تعديل رجال القراءات وتجريحهم، حتى أن إمام المتأخرين ابن الجزري كثيرا ما يترجم الراوي بمثل ما ورد ذكره في روايات جامع
البيان، لا يزيد على ذلك شيئا، لأنه لم يتمكن من تحصيل علم بحاله زيادة على ما في جامع البيان «1». وإن قيل: إن سعة الرواية، وكثرة الطرق والأسانيد ميزة في بعض الكتب، مثل كامل الهذلي يوسف بن علي بن جبارة (ت 465)، فجامع البيان جمع في القراءات السبع أربعين رواية، وأربع مائة طريق، مع البراءة من أغلاط الهذلي وأوهامه. وإن قيل: إن التعريف بالصحيح السائر من الروايات، والسقيم الدائر من الوجوه خصلة تعلي قدر الكتاب، وتزيد الثقة به، فلم يعتن كتاب بالتمييز بين الصحيح والشاذ، والسائر والفاز كما اعتنى بذلك جامع البيان. وإن قيل: إن تسلسل الأفكار، ووضوح العرض، مع التلخيص والتقريب، مما يحبب الكتاب إلى النفوس، ويسهل الانتفاع به، فجامع البيان اجتهد مؤلفه في إيضاحه وتهذيبه، وبالغ في تلخيصه وتقريبه، وشرح فيه المذاهب شرحا كافيا، وبين الاختلاف بيانا شافيا. وإن قيل: إن الموازنة بين مذاهب النحويين وآرائهم، وروايات القراء ووجوههم، ميزة كتب أهل اللغة من القراء مثل مكي بن أبي طالب، وغيره، فقد جاءك جامع البيان على ما تحب من ذلك، مع البراءة من تقديم اللغة والنحو على صحيح الرواية وثابت الأثر. وهكذا دواليك حتى إذا استغرقت محاسن جامع البيان ميزات كتب القراءات الأخرى أو كادت، تفرد جامع البيان بفضائل منها: أ- حسن التوفيق بين الروايات. ب- أنه يضع يديك على مجموعة كبيرة من كتب القراءات المفقودة، والتي لا تجد لها ذكرا في غيره.
ج- يروي مصطلحات أئمة القراء السابقين، وتعبيراتهم في ضبط الأداء، ويفسر هذه المصطلحات، فيبين المراد من عباراتهم الموهمة «1»، وهذه الروايات في جامع البيان كثيرة وغنية، بحيث تعطينا المادة العلمية الوفيرة، لدراسة تطور مصطلحات علم القراءات إلى نهاية القرن الرابع. د- جامع البيان يعطينا معلومات قيّمة في تاريخ القراءات وانتشارها «2». وأخيرا، فمما يزيد في القيمة العلمية لجامع البيان، أنك تجده مصدر كثير من نصوص النشر، وتعليلاته الفائقة، وإن لم يشر ابن الجزري إلى ذلك «3». وبالجملة فجامع البيان، جامع لمحاسن كتب القراءات، وصدقت فيه مقالة ابن الجزري:" وهو كتاب جليل في هذا العلم، لم يؤلف مثله، للإمام الحافظ الكبير أبي عمرو الداني" «4».
الفصل الثاني خطة الكتاب ومنهجه
الفصل الثاني خطة الكتاب ومنهجه المبحث الأول منهج المؤلف في الكتاب: عرض المؤلف خطة كتابه في مقدمته عرضا شافيا كافيا، فقال:" أما بعد، أيدكم الله بتوفيقه، وأمدكم بعونه وتسديده، فإنكم سألتموني إسعافكم برسم كتاب في اختلاف الأئمة السبعة بالأمصار، محيط بأصولهم وفروعهم، مبين لمذاهبهم واختلافهم، جامع للمعمول عليه من رواياتهم، والمأخوذ به من طرقهم، ملخص للظاهر الجلي، موضح للغامض الخفي، محتو على الاختصار والتقليل، خال من التكرار والتطويل، قائم بنفسه مستغن عن غيره، يذكّر المقرئ الثاقب، ويفهم المبتدئ الطالب، ويخف على الناسخ، ويكون عونا للدارس، فأجبتكم إلى ما سألتموه، وأسعفتكم فيما رغبتموه، على النحو الذي أردتم، والوجه الذي طلبتم" «1». ويزيد خطته بيانا وتفصيلا فيقول:" وذكرت لكم الاختلاف بين أئمة القراء في المواضع الذي «2» اختلفوا فيها من الأصول المطردة، والحروف المتفرقة، وبينت اختلافهم بيانا شافيا، وشرحت مذاهبهم شرحا كافيا، وقرّبت تراجمهم وعباراتهم، وميزت بين طرقهم ورواياتهم، وعرّفت بالصحيح السائر، ونبّهت على السقيم الداثر «3». ثم يحدد شرطه في الرواة عن أئمة القراءة، فيقول:" وأفردت قراءة كل واحد من الأئمة برواية من أخذ القراءة عنه تلاوة، وأدى الحروف عنه حكاية، دون رواية من
نقلها مطالعة في الكتب، ورؤية في الصحف، إذ الكتب والصحف غير محيطة بالحروف الجلية، ولا مؤدية عن الألفاظ الخفية، والتلاوة محيطة بذلك، ومؤدية عنه «1». ثم يسمي الرواة على ما اشترطه مع طرق كل واحد منهم، فيبلغ بهم أربعين رواية، من مائة وستين طريقا عن القراء السبعة، ويصف هذه الروايات والطرق بقوله: " هي التي أهل دهرنا عليها عاكفون، وبها أئمتنا آخذون، وإياها يصنفون وعلى ما جاءت به يعولون" «2». ويردف ذلك ببيان طريقته في عرض وجوه القراءات، فيقول:" فإذا اتفق الرواة من طرقهم عن الإمام على أصل أو فرع سميت الإمام دونهم، وإذا اختلفوا عنه سميت من له الرواية منهم، وأهملت اسم غيره. وإذا اتفقت الأئمة كلهم على شيء، أضربت عن اتفاقهم، إلا في أماكن من الأصول، ومواضع من الحروف، فإني أذكر ذلك فيها: ألنكتة أدل عليها أهملها المصنفون. ب أو لداثر أنبه عليه أغفله المتقدمون. ج أو لغامض خفي أكشف عن خاصّ سرّه، وأعرّف بموضع غموضه د أو لوهم وغلط وقع في ذلك، فأرفع الإشكال في معرفة حقيقته، وأفصح عن صحة طريقته" «3». ثم يصل ذلك بعرض طريقته في جميع مادة الكتاب، فيقول:" ولا أعدو في شيء مما أرسمه في كتابي هذا: ما قرأته لفظا، أو أخذته أداء، أو سمعته قراءة، أو رأيته عرضا، أو سألت عنه إماما، أو ذكرت به متصدرا، أو أجيز لي، أو كتب به إلي، أو أذن لي في روايته، أو بلغني عن شيخ متقدم، أو مقرئ متصدر بإسناد عرفته وطريق ميزته، أو بحثت عنه عند عدم النص والرواية فيه، فألحقته بنظيره، وأجريت له حكم شبيهه" «4».
ويذيّل كلامه هذا، بتوضيح مصطلحه في تسمية القراء، فيقول:" وإذا اتفق نافع وابن كثير، قلت: قرأ الحرميان، وإذا اتفق عاصم وحمزة والكسائي قلت: قرأ الكوفيون، طلبا للتقريب على الملتمس، ورغبة في التسهيل على الطالبين" «1». ويختم خطته المفصّلة، بالحديث عن الأبحاث التي سيقدّم بها للكتاب، فيقول: " وذلك بعد الاستفتاح بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف» وبيان معناه، وشرح تأويله، ثم نتبعه بذكر الوارد من الأخبار في الحض على اتباع السلف والأئمة في القراءة، والتمسك بما أدّوه، والعمل بما تلقوه. ثم نصل ذلك بذكر أسماء القراء والناقلين عنهم، وأنسابهم، وكناهم، ومواطنهم، ووفياتهم، وبعض مناقبهم، وأحوالهم، وتسمية أئمتهم الذين أخذوا عنهم الحروف وقيدوها، وأدّوا إليهم القراءة وضبطوها، وتسمية الذين نقلوا إلينا ذلك عنهم رواية وتلاوة" «2». ولا يفوته في هذه الخطّة الحافلة أن يبين لنا اهتمامه، واجتهاده، وعنايته في إعداد هذا الكتاب، وتصنيفه فيقول:" وبالغت في تلخيص ذلك وتقريبه، واجتهدت في إيضاحه وتهذيبه، وأعطيته حظا وافرا من عنايتي، ونصيبا كاملا من درايتي" «3». تلك هي خطة المؤلف في تصنيف الكتاب، وهي خطة مترابطة الحلقات، متسلسلة الأفكار، محكمة البناء، على أحسن ما تكون خطة كتاب ترابطا وتسلسلا وتناسقا وإحكاما.
المبحث الثاني مدى التزام المؤلف بنود خطته في الكتاب:
المبحث الثاني مدى التزام المؤلف بنود خطته في الكتاب: من خلال دراستنا كتاب جامع البيان في القراءات السبع، تبين لنا بوضوح وجلاء، أن المؤلف قد وفّى بالتزامه، ونفّذ بنود خطّته، فجاء كتابه متين البناء، متسلسل الأبواب، أخذ فيه كل موضوع حقّه من البحث والنقاش. فقد ابتدأ كتابه بباب (ذكر الخبر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وبيان ما ينطوي عليه من المعاني، ويشتمل عليه من الوجوه) ساق فيه من روايات الحديث ما فيه كفاية ومقنع، ثم بحث في معناه من خلال إجابته على خمسة أسئلة: أولها: ما معنى الأحرف التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم هاهنا؟ وكيف تأويلها؟ والثاني: ما وجه إنزال القرآن على هذه السبعة أحرف؟ وما المراد بذلك؟ والثالث: في أي شيء يكون اختلاف هذه السبعة أحرف؟ والرابع: على كم معنى يشتمل اختلاف هذه السبعة أحرف؟ والخامس: هل هذه السبعة أحرف كلها متفرقة في القرآن موجودة فيه في ختمة واحدة؟. وقد جاء بحث الداني في الباب رائعا رائقا، زاخرا بالأمثلة والشواهد، ثم ختم الباب بإيراد جملة ما يعتقده ويختاره في موضوع إنزال القرآن، وكتابته، وجمعه، وتأليفه، وقراءته، ووجوهه. والباب الثاني: جاء بعنوان (ذكر الأخبار الواردة بالحض على اتباع الأئمة من السلف في القراءة والتمسك بما أدّاه أئمة القراءة عنهم منها) ساق فيه روايات كثيرة عن الصحابة والتابعين، لم يجمعها كتاب آخر في حدود ما نعلمه، والله أعلم. وترجم في الباب الثالث للقراء السبعة ورواتهم الذين اعتمدهم في جامع البيان، فجاءت تراجمهم حافلة، مدعّمة بالأسانيد المتصلة. ورابع أبواب المقدمة تحدث فيه عن أسانيد القراء السبعة في تلقي القراءات إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو باب واسع ينم عن سعة رواية، وعمق بحث، خاصة في تعرضه لتضعيف محمد ابن جرير الطبري اتصال قراءة ابن عامر. فقد روى حجة ابن جرير، ثم كرّ على مقالته بالتفنيد والتزييف، يؤيد آراءه بالروايات، ويدعّم حججه بالأسانيد، في ردّ طويل مسهب ومقنع. وخامس أبواب المقدمة- وهو آخرها- سرد فيه أسانيده بالروايات والطرق التي اعتمدها في جامع البيان عن القراء السبعة. ثم شرع في بيان اختلاف القراء في أبواب الأصول، مبتدئا بذكر اختلافهم في الاستعاذة، فالبسملة، فسورة فاتحة الكتاب، ثم ذكر اختلاف القراء في ضم ميم الجمع وفي إسكانها، ثم مذهب أبي عمرو في الإدغام، ثم قال:" ذكر اختلافهم في سورة البقرة، فأول ما أقدّم من اختلافهم فيها مذاهبهم في الأصول التي تطّرد، ويكثر دورها، ويجري القياس فيها، وأرتب لذلك أبوابا، وأجعله فصولا، ثم أتبعه بذكر الحروف التي يقلّ دورها، ولا يجري قياس عليها سورة سورة إلى آخر القرآن إن شاء الله" «1». وتحدث عن أبواب الأصول واحدا واحدا، ثم ذكر فرش الحروف سورة سورة إلى آخر القرآن. والداني يعرض اختلاف القراء ورواتهم عرضا مفصّلا مبسّطا، بعبارة سلسة، وقلم سيّال، ويناقش الروايات في مواطن الخلاف، فيبين الرواية الصحيحة الشائعة عند القراء، التي عليها العمل، والرواية الشاذة التي لم يعمل بها القراء، ولم يأخذ بها أهل الأداء، وتراه في الترجيح يقول:" وبذلك قرأت، وعلى ذلك أهل الأداء" «2». أو يقول:" بهذا قرأت، وبه آخذ" «3». أو يقول:" وكذلك قرأت، وهو الذي يوجبه القياس، ويحققه النظر، وتدلّ عليه الآثار، وتشهد بصحته النصوص، وهو الذي أتولاه، وآخذ به" «4».
أو يقول:" والعمل في قراءة عاصم من جميع طرقه، والأخذ له في كل رواياته، بالفصل بالتسمية لا غير" «1». أو يقول:" والعمل عند عامّة أهل الأداء من البغداديين: ابن مجاهد وابن شنبوذ، وابن المنادي وغيرهم على الأوّل، وعلى جميع الرقيين، وبذلك قرأت على جميع شيوخي، وبه آخذ" «2». وفي التضعيف يقول:" وليس عليه العمل" «3»، أو يقول:" وهذا خلاف لقول الجماعة أيضا في سائر الباب" «4». وفي المواطن التي يكون الخلاف فيها قويا، يسهب الداني في المناقشة والرد، ويكثر من إيراد الروايات، حتى يظن أن القارئ لم يبق عنده أدنى ريبة في صحة ما يرى، ورجحان ما يقول. ففي رده على من يأخذ لورش بالمد الطويل، عند ما تتقدم الهمزة على حرف المد، يطول نفس الداني في إيراد الحجج والأدلة، ومناقشة النصوص، وردّ بعضها إلى بعض، حتى يستغرق الصفحات الكثيرة «5». والداني في مناقشاته وترجيحاته يعتمد على الرواية والأثر، ويستعمل القياس والنظر، ويستشهد بأقوال النحويين. غير أنه لا يقدّم على صحيح الرواية قياسا، ولا على ثابت الأثر نظرا ولا لغة. يقول عند رواية الإسكان لأبي عمرو في راء بارئكم:" والإسكان أصحّ في النقل، وأكثر في الأداء، وهو الذي أختاره وآخذ به" «6». ثم يقول:" وأئمة القراءة لا تعمل في شيء من حروف القرآن، على الأفشى في اللغة، والأقيس في العربية. بل على الأثبت في الأثر، والأصح في النقل، والرواية إذا ثبتت لا يردّها قياس عربية، ولا فشوّ لغة، لأن القراءة سنّة متبعة، يلزم قبولها والمصير إليها" «7».
ويقول:" والمذهبان حسنان بالغان، غير أن الأول أقيس، والثاني آثر، وعليه عامة أهل الأداء" «1». وأخيرا، فمادة جامع البيان العلمية مادة وفيرة، تذخر بالآثار، والأمثلة، والشواهد من القرآن الكريم التي تفوق العدّ والحصر، والمناقشات العلمية، والترجيحات المدعمة بأقوى الأدلة رواية، ولغة، وقياسا، يعرض الداني ذلك علينا في تسلسل وترابط محكم، وتناسق وانسجام، بعبارة سهلة، وأسلوب عذب، وقلم سيّال بالمترادفات الكثيرة، والعبارات المتزاوجة. وتلك صبغة في أسلوب أهل الأندلس، وميزة في أدبهم وكتبهم.
المبحث الثالث مصادر المؤلف في كتابه:
المبحث الثالث مصادر المؤلف في كتابه: مصادر الداني في جامع البيان تتوزع على قسمين: رواياته عن الشيوخ، وكتب من سبقه من أئمة القراءات واللغة والتفسير. أولا: رواياته عن شيوخه: وهي المصدر الأهم، والأساسي له في جمع مادة الكتاب، وعلى هؤلاء الشيوخ اعتمد غالبا في رواية وجوه القراءة، والخلاف بين القراء، وفي ضبط الأداء. وشيوخ الداني الذين روى عنهم القراءة في جامع البيان، عرضا «1» أو رواية حروف، كثيرون يربو عددهم على الثلاثين شيخا، غير أن معظم روايته القراءة عرضا أو رواية حروف كانت عن خمسة منهم، سبق ذكرهم في مسرد شيوخه.
ثانيا: إفادته من الكتب:
ثانيا: إفادته من الكتب: استفاد الداني من كتب الأئمة قبله، مما يتصل بموضوع كتابه، ككتب القراءات وعلومها، وكتب النحو، وغيرها. أما كتب القراءات فهي كثيرة تشمل رواية الوجوه، والوقف والابتداء، وضبط الأداء، والأحرف السبعة. وقد صرح الداني بأسماء بعضها، مثل كتاب قراءة أبي عمرو لابن مجاهد، وكتاب الوقف والابتداء لمحمد بن واصل (ت 273) وكتاب اللفظ للنحاس، في حين أنه لم يصرح في بعض آخر، مكتفيا بقال فلان في كتابه، أو ذكر فلان في كتابه «1». وأحيانا يسند الرواية إلى المؤلف، دون أن يشير إلى أنه أخذها من أحد كتبه، فقد اقتبس كثيرا من الروايات من فضائل القرآن لأبي عبيد، دون أن يذكر اسم الكتاب أو يشير «2» إلا أنه أخذ الرواية من أحد كتب أبي عبيد مكتفيا بذكر الإسناد إلى أبي عبيد «3»، وكذلك فعل في نقوله من كتاب الإيضاح في الوقف والابتداء لابن الأنباري (ت 328) «4». على أن أهم كتاب من مصادر الداني في جامع البيان، وأكثرها اعتمادا عليه، هو كتاب السبعة لابن مجاهد (ت 324)، حيث إن الداني ضمن كتابه معظم المادة العلمية لكتاب ابن مجاهد، سواء في رواية القراءة ووجوهها، أو في تراجم القراء ومناقبهم، وأسانيدهم. ومما تجدر الإشارة إليه بهذا الصدد، أن الداني لم يعرض القراءات بمضمون كتاب السبعة، وإنما أخذ الكتاب، رواية عن شيخه محمد بن أحمد بن علي، عن ابن مجاهد، وأسانيده من طريق السبعة في غاية العلو.
وأما كتب اللغة فإنّ الداني اعتمد عليها في الاستشهاد للروايات، ووجوه القراءة، ونقل آراء النحويين في كثير من المسائل القرائية، ونلحظ في الكتاب تردد أسماء أئمة اللغة والنحو مثل: سيبويه «1»، والزجاج «2». والسيرافي «3»، وغيرهم، دون أن ينسب أقوالهم إلى كتبهم التي استقى منها. هذا، ولعل تفسير محمد بن جرير الطبري (ت 310) من الكتب التي استفاد منها الداني في جامع البيان دون أن يعزو إليها، حيث إنه اقتبس عدة أسطر من مقدمة التفسير، دون أن يشير إلى أن هذا الكلام ليس من إنشائه «4». وقائمة الكتب التي اعتمدها الداني في كتابه هذا كبيرة، ستذكر في قائمة الفهارس العامة، إن شاء الله وهي في غاية الأهمية، لتقدم وفاة أصحابها، وفقدان كثير منها، بل إن بعضها قد لا تسمع له ذكرا في غير كتاب الداني هذا، مثل كتاب البزّي (ت 250)، وكتاب المفرد بقراءة حمزة، لمحمد بن يزيد الرفاعي (ت 248)، وكتاب الجامع لأحمد بن جبير (ت 258)، وغيرها «5».
المبحث الرابع الروايات والطرق التي اشتمل عليها الكتاب:
المبحث الرابع الروايات والطرق التي اشتمل عليها الكتاب: أورد الداني في هذا الكتاب الجليل، الشائع الذائع من الروايات، والسائر الدائر من الطرق، فجاء بأربعين رواية عن القراء السبعة، من مائة وستين طريقا فصّلها في خطبة كتابه فقال:" فأفردت قراءة نافع برواية إسماعيل بن جعفر، من طريق عبد الرحمن بن عبدوس وأحمد بن فرح، ومحمد بن محمد الباهلي عن أبي عمر الدوري عنه، ومن طريق علي الكسائي، وسليمان الهاشمي، وأبي عبيد الأسدي، وحسين المروروذي، وبريد بن عبد الواحد عنه. وبرواية إسحاق المسيبي، من طريق ابنه محمد، وخلف بن هشام، ومحمد بن سعدان، وعبد الله ابن ذكوان، وحمزة بن القاسم، وأحمد بن جبير، وإسحاق بن موسى الأنصاري، ومحمد بن عمرو الباهلي، وحماد بن بحر عنه. وبرواية قالون، من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأحمد بن يزيد الحلواني والحسن بن علي الشحام، ومحمد بن هارون، وأحمد بن صالح المصري، وإبراهيم بن الحسين الكسائي، وعبد الله بن عيسى المدني، ومحمد بن عبد الحكيم القطري، ومصعب بن إبراهيم الزبيري، ومحمد بن عثمان العثماني، وعبيد الله بن محمد العمري، وسالم بن هارون المدني، والحسين بن عبد الله المعلم، وإبراهيم وأحمد ابني قالون عنه. وبرواية ورش من طريق أبي الأزهر العتقي، وأبي يعقوب الأزرق المدني، وداود بن أبي طيبة، وأحمد بن صالح، ويونس بن عبد الأعلى، وأبي بكر الأصبهاني عن أصحابه عنه. وأفردت قراءة ابن كثير برواية أبي الحسن القواس، من طريق قنبل بن عبد الرحمن المخزومي، وأحمد بن يزيد الحلواني وعبد الله بن جبير الهاشمي عنه.
وبرواية أبي الحسن البزي، من طريق أبي ربيعة محمد بن إسحاق الرّبعي، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وأبي عبد الرحمن اللهبي، والحسن بن الحباب، ومحمد بن هارون، ومضر بن محمد الضبي، وأبي معمر البصري عنه. وبرواية أبي إسحاق: عبد الوهاب بن فليح، من طريق الخزاعي، وأبي علي الحداد، ومحمد بن عمران الدينوري. وأفردت قراءة أبي عمرو، برواية أبي محمد اليزيدي، من طريق أبي عمر الدوري، وأبي شعيب السوسي، وأبي الفتح الموصلي، وأبي أيوب الخياط، وأبي عبد الرحمن عبد الله، وأبي إسحاق إبراهيم، وأبي علي إسماعيل أبناء اليزيدي، وأبي جعفر أحمد ابن أخيهم محمد، وأحمد بن واصل، وأبي حمدون الطيب بن إسماعيل، وأبي خلاد سليمان بن خلاد، وأبي جعفر بن سعدان، وأحمد بن جبير، ومحمد بن شجاع عنه. وبرواية أبي نعيم: شجاع بن أبي نصر، من طريق أبي عبيد: القاسم بن سلام، وأبي نصر: القاسم بن علي، ومحمد بن غالب الأنماطي عنه. وأفردت قراءة ابن عامر برواية عبد الله بن ذكوان، من طريق هارون بن موسى الأخفش، ومحمد بن موسى الصوري، وأحمد بن يوسف التغلبي وأحمد بن أنس وأحمد بن المعلى، وعثمان بن خرزاذ عنه. وبرواية هشام بن عمار، من طريق الحلواني، وإبراهيم بن عباد البصري، وأحمد بن أنس، وأبي عبيد الأسدي، وأحمد بن بكر، وإسحاق بن أبي حسان، وأبي بكر الباغندي، وإبراهيم بن دحيم، وأحمد بن النضر، وأحمد بن الجارود عنه. وبرواية الوليد بن عتبة، وعبد الحميد بن بكار، عن أيوب بن تميم، عن يحيى عنه. وبرواية الوليد بن مسلم عن يحيى عنه. وأفردت قراءة عاصم، برواية أبي بكر بن عياش، من رواية أبي الحسن الكسائي، من طريق أبي عبيد، وأبي توبة، وأبي عمر، وابن جبير. ومن رواية أبي يوسف الأعشى، من طريق محمد بن حبيب الشموني، ومحمد بن غالب الصيرفي، ومحمد بن خلف التيمي، وأحمد بن جبير، ومحمد بن جنيد، وعبيد
بن نعيم، ومحمد بن إبراهيم الخواص، وعبد الحميد بن صالح البرجمي. ومن رواية يحيى بن آدم، من طريق عبد الله بن شاكر، وأحمد بن عمر الوكيعي، ومحمد بن يزيد الرفاعي، والحسين بن علي العجلي، وخلف بن هشام، وشعيب بن أيوب، وموسى بن حزام، وضرار بن صرد، ومحمد بن المنذر، والحجاج بن حمزة. ومن رواية عبد الرحمن بن أبي حماد، من طريق الحسن بن جامع، ومحمد بن الجنيد. ومن رواية حسين بن علي الجعفي، من طريق هارون بن حاتم، وخلاد بن خالد، وأبي هشام الرفاعي. ومن رواية يحيى بن محمد العليمي، وعبد الحميد بن صالح البرجمي، والمعلى بن منصور، وهارون بن حاتم، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعبيد بن نعيم، وعبد الله بن أبي أمية، ويحيى بن سليمان الجعفي، وعبد الجبار بن محمد العطاردي، وأحمد بن جبير، وبريد بن عبد الواحد عنه. وبرواية أبي عمر البزاز: حفص بن سليمان، من طريق عمرو وعبيد ابني الصباح، وهبيرة بن محمد التمار، وأبي شعيب القواس، وأبي عمارة الأحول، وأبي الربيع الزهراني، وحسين المروروذي، والفضل بن شاهي الأنباري. وبرواية حماد بن أبي زياد، من طريق العليمي عنه. وبرواية المفضل بن محمد الضبي، من طريق جبلة بن أبي مالك، وأبي زيد النحوي عنه. وأفردت قراءة حمزة برواية سليم بن عيسى، من طريق خلف بن هشام، وخلاد بن خالد، وأبي عمر الدوري، ورجاء بن عيسى عن أصحابه، وإبراهيم بن زربي، وعلي بن كيسة، وابن سعدان، وابن جبير، وأبي هشام الرفاعي. وأفردت قراءة الكسائي من رواية الدوري، من طريق ابن عبدوس، وابن فرح، وأبي عثمان الضرير، وابن الحمامي، والرافقي، والقطيعي عنه. وبرواية أبي الحارث، من طريق محمد بن يحيى، وسلمة بن عاصم عنه. وبرواية نصير بن يوسف، من طريق أحمد بن رستم، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن إدريس، وعلي بن أبي نصر، والحسين بن شعيب، وداود بن سليمان.
وبرواية أبي موسى الشيزري، وقتيبة بن مهران، من طريق أحمد بن محمد الأصم عنه. ثم قال الداني:" فهذه الروايات التي عددتها أربعون رواية، من الطرق التي جملتها مائة وستون «1» طريقا، هي التي أهل دهرنا عليها عاكفون، وبها أئمتنا آخذون، وإياها يصنفون، وعلى ما جاءت به يعوّلون". هذا، وقد أسند الداني هذه الروايات والطرق من أربع مائة طريق فرعي وطريقين، فصّلها كلها في باب (ذكر الأسانيد التي نقلت إلينا القراءة عن أئمة القراء رواية، وأدّت إلينا الحروف عنهم تلاوة). ومن هذه الأسانيد مائة وخمسة وسبعون، عرض الداني فيها القراءة على شيوخه، وروى الحروف من مائتين وسبعة وعشرين إسنادا، وبعد دراسة جميع هذه الأسانيد تبين لنا أن الصحيح منها ثلاث مائة وستة، على حين لم يجاوز الضعيف منها سبعة أسانيد، وأغفلنا تسعة وسبعين إسنادا من الحكم لعدم توفر الدلائل. وقمنا باستعراض أسانيد طرق مجموعة من أمهات كتب القراءات، وأشهرها وأوثقها، تضمنت سبعة ابن مجاهد، وتيسير الداني، وحرز الشاطبي، ونشر ابن الجزري، ووازنا بين هذه الأسانيد، وأسانيد جامع البيان، فتبين لنا اشتراك السبعة مع جامع البيان، في تسعة وأربعين طريقا، واشتراك التيسير معه في واحد وثلاثين، هي كل أسانيد التيسير، وهذا يعني أن محتوى التيسير كله من القراءات متضمن في جامع البيان. وتبين لنا من هذه الموازنة كذلك أن حرز الأماني يشترك مع جامع البيان في خمسة عشر طريقا، وأن نشر ابن الجزري يشترك معه في سبعة وثلاثين طريقا، وقد فصّلنا نتيجة دراسة الطرق وموازنتها، من خلال التعليق على أسانيد جامع البيان في بابها،
وأجملناها هنا في هذه اللوحة الإحصائية: () هذا، وتبين لنا من خلال موازنة الطرق، وجود سبعة طرق في النشر، يرويها ابن الجزري عن الداني من قراءته على شيوخه، وليست في جامع البيان، فلعل ابن الجزري رواها من مصدر آخر غير جامع البيان، وهذه الطرق السبعة هي: 1 - قراءة الداني على محمد بن يوسف، على علي بن محمد بن إسماعيل في رواية البزي «1». 2 - قراءة الداني على فارس بن أحمد، على عبد الباقي بن الحسن في رواية البزي «2».
3 - قراءة الداني على طاهر بن غلبون، على أبيه في رواية الدوري عن أبي عمرو «1». 4 - قراءة الداني على فارس بن أحمد، على الحسن بن عبد الله الكاتب في رواية الدوري عن أبي عمرو «2». 5 - قراءة الداني على الفارسي، على عبد الواحد بن عمر في رواية هشام «3». 6 - قراءة الداني على طاهر بن غلبون، على أبيه في رواية ابن ذكوان «4». 7 - قراءة الداني على طاهر بن غلبون، على أبيه في رواية خلاد عن سليم «5». وقد عزا الداني في أبواب الأصول إلى الثلاثة الأخيرة «6» بعض القراءات وأخيرا، فقد ذكر ابن الجزري أن جامع البيان يشتمل على نيف وخمس مائة رواية وطريق، عن الأئمة السبعة «7»، على حين أن عدة الطرق لم يتجاوز الأربع مائة إلا بطريقين، فما سبب هذا الفارق في العدد؟. نقول: السبب، والله أعلم، أن ابن الجزري أدخل في عدد الطرق تفرعات الأسانيد فوق الرواة الأربعين إلى الأئمة السبعة، وبه تزيد طرق إسماعيل بن جعفر عن نافع اثني عشر طريقا، وطرق القواس عن ابن كثير ستة وثلاثين طريقا، وطرق البزي عن ابن كثير ثمانية وستين، وطرق ابن فليح عنه عشرين، وطرق هشام عن ابن عامر تزيد سبعة طرق، ويكون مجموع هذه الزيادات مائة وثلاثة وأربعين طريقا، فيزيد المجموع العام لطرق جامع البيان على الخمس مائة طريق، والله أعلم.
الفصل الثالث منهج التحقيق، ووصف النسخ الخطية
الفصل الثالث منهج التحقيق، ووصف النسخ الخطية المبحث الأول منهجنا في تحقيق الكتاب اقتضت طبيعة تحقيق هذا الكتاب أن تكون على قسمين: اشتمل القسم الأول على الدراسة، واشتمل القسم الثاني على النص المحقق. أما الدراسة: فقد تناولت المؤلف والكتاب. وأما النص: فكان منهجنا في تحقيقه كما يأتي: - تمت كتابة النص بحسب قواعد الإملاء الحديثة من النسخة الأصل، وهي التي رمزنا إليها بالحروف (ت). - قابلنا النسختين الخطيتين وأثبتنا ما ترجح لدينا أنه صواب في المتن، وأثبتنا الفروق الأخرى في الحاشية. - عزونا الآيات القرآنية إلى سورها في أول موطن وردت فيه في المتن. - خرّجنا الأحاديث الواردة في الكتاب، وعزونا الآثار إلى مصادرها وسع الطاقة. - شرحنا المفردات الغريبة، وعرّفنا المصطلحات القرآنية، الواردة في النص، وبيّنا مراد المؤلف من عبارته. - تم التعريف بموارد المؤلف ومصادره في رواياته وسع الطاقة. - تم التعريف بالأعلام والأماكن والبلدان التي ورد ذكرها في الكتاب، وما لم نقف على معرفته من ذلك نبهنا عليه في الحاشية. - تم نسخ الآيات القرآنية في باب الأصول من المصحف الشريف برواية حفص عن عاصم، وفي باب الفرش رسمت حسب قراءة القارئ المذكور أوّلا.
المبحث الثاني وصف النسخ الخطية
المبحث الثاني وصف النسخ الخطية أولا: النسخة التركية، ورمزها" ت": وهي نسخة خطية محفوظة في مكتبة نور عثمانية برقم (62)، مكتوبة بخط فارسي بتاريخ 1144 هـ، واسم الناسخ محمد بن مصطفى، وعدد أوراقها (253) ورقة، وأسطرها (29) سطرا، في كل سطر (19 - 22) كلمة، والنسخة جيدة وواضحة، مقابلة على أصل النسخة" م"، وعلى نسخة أخرى غير أصل" م"، وذلك أنه أثبت الفروق بين النسخ في حواشي النسخة" ت" وهذه الفروق بعضها موافق ما في النسخة" م" «1»، وبعضها الآخر مخالف، مما يدل على أن النسخة المقابلة فيها هي نسخة أخرى «2»، وهذه المقابلات تزيد في قيمة النسخة" ت". وأغلب الظن أن النسخة" ت" والنسخة" م" ترجعان إلى أصل واحد، حيث إن الفروق بينهما قليلة، ولاشتراكهما في الأخطاء في كثير من الأحيان «3»، ولتكرار بعض الحواشي فيهما «4»، وهذا الأصل المشترك هو نسخة ابن الجزري لسببين: أحدهما وجود حاشيتين لابن الجزري على هذا الأصل المشترك، وقد صرح ناسخ" ت" بأنه رأى الحاشيتين بخط ابن الجزري على أصله، بينما اكتفى ناسخ" م" بنقل الحاشيتين دون ذكر أنهما بخط ابن الجزري. والحاشية الأولى في ل 27/ و، ونصها:" صوابه إبراهيم بن عمر، كما في التيسير، كذا رأيته بخط ابن الجزري". والحاشية الثانية في ل 73/ و، ونصها:" كتب في الأصل بقلم ابن الجزري قلت: هذا عجب من مثل الشيخ أبي عمرو، كيف يقول إن الواو لم تقع زائدة في القرآن، وقد وقعت زائدة في نحو قوله تعالى: ثلاثة قروء كتبه محمد بن الجزري، قلت: بلى هذا سهو مني، والصواب ما ذكر، فإن هذا من الهمزة المتوسطة ولم يقع بعد واو انتهى".
والسبب الآخر: قال ابن الجزري في غاية النهاية 2/ 188: وأبي العباس أحمد بن محمد بن القباب، كذا أسنده الداني في جامعه، رأيته في نسختي كذلك، ولا أشك أنه محمد بن حميد، والغلط من الكاتب والله أعلم. نقول: والذي في نسخة ابن الجزري موافق لما في (ت) و (م) «1». والنسخة" ت" بعد ذلك عليها حواش، تدل على تمكن كاتب هذه الحواشي من علم القراءات، وتيقظه وضبطه، مثل حاشية ل 38/ و، ونصها: وقرأ الداني على ابن غلبون على أبيه، على أبي سهل صالح بن إدريس بن صالح البغدادي، على أبي سلمة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، على القاسم بن نصر المازني، على ابن الهيثم، على خلاد، نقل هذا الطريق من النشر عن الداني ولم يوجد في جامعه في نسختنا. وحاشية ل 49/ ظ، ونصها: قوله روى ذلك عن اليزيدي ابنه هو أبو عبد الرحمن كذا في كتاب الإدغام الكبير لأبي عمرو الداني. وحاشية ل 97/ ظ، ونصها قال في كتاب الموضح: وسمعت الحسن بن محمد بن سليمان المقرئ يقول: هو مذهب البصريين، وفي كتابه هذا الحسن بن سليمان، والله أعلم «2». والنسخة" ت" عليها حواش كثيرة تعرّف بالأعلام، أو تضبط الأسماء، مثل حاشية ل 3/ و، ونصها: صرد: بضم الصاد المهملة، وفتح الراء المهملة. وحاشية ل 22/ و، ونصها: قال ابن الجزري في كتابه غاية النهاية: زر مات في الجماجم سنة اثنتين وثمانين ناقلا عن خليفة صاحب التاريخ. وحاشية ل 47/ و، ونصها: أبو زيد هو سعيد بن أوس الأنصاري غاية، وعليها حواش تشرح بعض المفردات. وقد اعتمدنا هذه النسخة أصلا، لأنها أوثق النسخ بسبب ما تقدّم في وصفها. ثانيا: النسخة المصرية، ورمزها" م": وهي نسخة خطية محفوظة في دار الكتب المصرية برقم (3) قراءات
(6467) «1»، مكتوبة بخط نسخ بتاريخ 1146 هـ، واسم الناسخ أبو بكر البولوي، الساكن بمدرسة محمود باشا، ولم نقف على ترجمة له. وعدد أوراقها (375) ورقة، وأسطرها (27) سطرا، وفي كل سطر (16 - 18) كلمة. والنسخة جيدة وواضحة، عليها استدراكات للسقط في الحواشي، تردفها كلمة (صح). وأغلب الظن أن أصل هذه النسخة، وربما أصل الأصل، هو نسخة ابن الجزري، فقد نقل الناسخ التعليق السابق في النسخة (ت) نفسه، وفيه (كتبه محمد بن الجزري) دون أن يشير إلى أن ذلك رآه بخط ابن الجزري، كما ذكر ناسخ (ت) أو هو منقول من خط ابن الجزري. ويبدو لنا أن النسخة كتبت بطريق الإملاء لوقوع تصحيف السمع فيها، مثل (الوصل) صحفت إلى (الوصف) «2»، و (معدول) صحفت إلى (معلول) «3» والله أعلم. ثالثا: النسخة الهندية: وهي نسخة خطية محفوظة في مكتبة خدابخش في بنكيبور، باتنا برقم (110) مكتوبة بخط نسخ بتاريخ (1295) هـ، واسم الناسخ مصطفى إبراهيم خادم الأستاذ الخدوتي، وعدد أوراقها (670)، وأسطرها (21) سطرا، في كل سطر (9 - 10) كلمات. والنسخة سيئة بها آثار رطوبة مما سبب طمسا لكثير من لوحاتها، بحيث يتعذر الاعتماد عليها في المقابلة، لذلك لم نثبت الفروق بينها وبين النسختين السابقتين.
() [صورة لوحة العنوان من النسخة ت]
() [صورة اللوحة الأخيرة 253/ ظ من النسخة ت]
() [صورة لوحة العنوان من النسخة م]
() [صورة اللوحة الأولى من النسخة م]
() [صورة اللوحة الأخيرة من النسخة م]
جامع البيان في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الدّاني المتوفى 444 هـ
مقدمة المؤلف
[مقدمة المؤلف] بسم الله الرّحمن الرّحيم 1 - حدّثني «1» الفقيه المقرئ أبو داود، قال: حدّثني شيخنا أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمر الفقيه المقرئ اللغوي الأموي مولى لهم، المعروف بابن الصّيرفي، قراءة مني عليه في منزله بمدينة دانية من كتابي، وهو يمسك أصله، في ربيع الآخر سنة أربعين وأربع مائة «2». قلت له: قلتم رضي الله عنكم: 2 - الحمد لله بارئ الأنام بحكمته وفاطر السماوات والأرض بقدرته الأوّل بلا عديل، والآخر بلا مثيل، والواحد بلا نظير، والقاهر بلا ظهير، ذي العظمة والملكوت، والعزّة والجبروت، الذي لا يئوده حفظ ما ابتدأ ولا تدبير ما برأ، جلّ عن تحديد الصفات، فلا يرام بالتدبير. وخفي عن الأوهام، فلا يقاس بالتفكير. لا تتصرّف به الأحوال ولا تضرب له الأمثال، له المثل الأعلى والأسماء الحسنى. 3 - أحمده حمد من شكر نعماه، ورضي في الأمور كلها قضاه، وأومن به إيمان من أخلص عبادته واستشعر طاعته، وأتوكل عليه توكّل من وثق به وفوّض إليه. 4 - وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، شهادة من اعترف له بالوحدانية، وأقرّ له بالصّمدانية «3»، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى، ورسوله المرتضى بعثه بالدين القيّم، والبرهان البيّن بكتاب عزيز كريم معجز التأليف والنظام، بائن عن جميع الكلام خارج عن تحبير «4» المخلوقين، تنزيل من ربّ العالمين، فرض فيه الفرائض، وأوضح فيه الشرائع، وأحلّ وحرّم، وأدّب وعلّم، وأنزله بأيسر الوجوه، وأفصح اللغات، وأذن فيه بتغاير الألفاظ، واختلاف القراءات، وجعله مهيمنا على كل
كتاب، ووعد من تلاه حقّ تلاوته بجزيل الأجر والثواب، وحفظه من تحريف المبطلين وخطل «1» الزائغين، وأورثه من اصطفى من خليقته، وارتضى من بريّته، فهم خلّص عباده، ونور بلاده. 5 - فله الحمد على ما أنعم وأولى «2»، ووهب وأعطى من آلائه التي لا تحصى، ونعمائه التي لا تخفى، وصلّى الله على سيّدنا محمد أمين وحيه، وخاتم رسله، صلاة زاكية نامية على مرّ الزمان وتتابع الأمم، وعلى أهل بيته الطيّبين وأصحابه المنتخبين وأزواجه أمّهات المؤمنين، وسلّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. 6 - أما بعد، أيّدكم الله بتوفيقه وأمدّكم بعونه وتسديده، فإنكم سألتموني إسعافكم برسم كتاب في اختلاف قراءة الأئمة السبعة بالأمصار، محيط بأصولهم «3» وفروعهم «4»، مبيّن لمذاهبهم واختلافهم، جامع للمعمول عليه في روايتهم والمأخوذ به من طرقهم، ملخّص للظاهر الجليّ، موضح للغامض الخفيّ، محتو على الاختصار والتقليل «5»، خال من التكرار والتطويل، قائم بنفسه، [2/ و] مستغن عن غيره، يذكّر المقرئ الثاقب، يفهم المبتدئ الطالب، ويخفّف على الناسخ ويكون عونا للدّارس. 7 - فأجبتكم إلى ما سألتموه، وأسعفتكم فيما رغبتموه على النحو الذي أردتم، والوجه الذي طلبتم، وذكرت لكم الاختلاف بين أئمة القراءة في المواضع الذي «6» اختلفوا فيها من الأصول المطّردة والحروف المتفرّقة، وبيّنت اختلافهم بيانا شافيا،
وشرحت مذاهبهم شرحا كافيا، وقرّبت تراجمهم «1» وعباراتهم، وميّزت بين طرقهم ورواياتهم، وعرّفت بالصّحيح السائر، ونبّهت على السقيم الداثر «2»، وبالغت في تلخيص ذلك وتقريبه، واجتهدت في إيضاحه وتهذيبه، وأعطيته حظّا وافرا من عنايتي، ونصيبا كاملا من روايتي، وأفردت قراءة كل واحد من الأئمة برواية من أخذ القراءة عنه تلاوة، وأدّى الحروف عنه حكاية، دون رواية من نقلها مطالعة «3» في الكتب، ورؤية «4» في المصحف؛ إذ الكتب والصّحف غير محيطة بالحروف الجليّة، ولا مؤدية عن الألفاظ الخفية، والتلاوة محيطة بذلك ومؤدّية عنه «5». 8 - فأفردت قراءة نافع «6» برواية إسماعيل «7» بن جعفر من طريق عبد الرحمن «8» بن عبدوس وأحمد «9» بن فرح، ومحمد بن محمد «10» الباهلي عن أبي عمر «11» الدوريّ عنه، ومن طريق علي «12» الكسائي
وسليمان الهاشمي «1» وأبي عبيد «2» الأسدي وحسين «3» المروروذي وبريد «4» بن عبد الواحد عنه. 9 - وبرواية إسحاق «5» المسيبي من طريق ابنه محمد «6»، وخلف «7» بن هشام ومحمد «8» بن سعدان وعبد الله «9» بن ذكوان وحمزة «10» بن القاسم وأحمد «11» بن
جبير وإسحاق «1» بن موسى الأنصاري ومحمد «2» بن عمرو الباهلي «3» وحمّاد «4» بن بحر عنه. 10 - وبرواية قالون «5» من طريق إسماعيل «6» بن إسحاق القاضي وأحمد «7» بن يزيد الحلواني والحسن «8» بن علي الشحام ومحمد «9» بن هارون وأحمد «10» بن صالح
المصري وإبراهيم «1» بن الحسين الكسائي وعبد الله «2» بن عيسى المدني ومحمد «3» ابن عبد الحكم القطري ومصعب «4» بن إبراهيم الزّبيري، ومحمد «5» بن عثمان العثماني وعبيد الله «6» بن محمد العمري وسالم «7» بن هارون المدني والحسين بن محمد بن عبد الله «8» المعلم وإبراهيم «9» وأحمد «10» ابني قالون عنه.
11 - وبرواية ورش «1» من طريق أبي الأزهر «2» العتقي وأبي يعقوب «3» الأزرق المدني وداود «4» بن أبي طيبة وأحمد بن صالح ويونس «5» بن عبد الأعلى وأبي بكر «6» الأصبهاني عن أصحابه عنه. 12 - وأفردت قراءة ابن كثير «7» برواية أبي الحسن «8» القواس من طريق قنبل «9» ابن عبد الرحمن المخزومي وأحمد بن يزيد الحلواني وعبد الله «10» بن جبير الهاشمي عنه.
13 - وبرواية أبي الحسن «1» البزّي من طريق أبي ربيعة محمد «2» بن إسحاق «3» الرّبعي وإسحاق بن أحمد الخزاعي وأبي عبد الرحمن «4» اللهبي والحسن «5» بن الحباب ومحمد «6» بن هارون ومضر «7» بن محمد الضّبّي وأبي معمر «8» البصري عنه. 14 - وبرواية أبي «9» إسحاق عبد الوهّاب بن فليح من طريق الخزاعيّ وأبي عليّ «10» الحدّاد ومحمد بن «11» عمران الدّينوري.
15 - وأفردت قراءة أبي عمرو «1» برواية أبي محمد «2» اليزيدي من طريق أبي الدوري وأبي شعيب «3» السّوسي وأبي الفتح «4» الموصلي وأبي أيوب «5» الخيّاط وأبي عبد الرحمن «6» عبد الله وأبي إسحاق «7» إبراهيم، وأبي عليّ «8» إسماعيل أبناء «9» اليزيدي، وأبي جعفر أحمد «10» ابن أخيهم محمد، وأحمد «11» بن واصل، وأبي حمدون «12» الطيب بن إسماعيل وأبي خلاد «13» سليمان بن خلّاد وأبي جعفر بن
سعدان وأحمد بن جبير ومحمد «1» بن شجاع عنه. 16 - وبرواية أبي نعيم «2» شجاع بن أبي نصر من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام وأبي نصر القاسم «3» بن علي ومحمد «4» بن غالب الأنماطيّ عنه. 17 - وأفردت قراءة ابن عامر «5» برواية عبد الله «6» بن ذكوان من طريق هارون «7» بن موسى الأخفش ومحمد «8» بن موسى الصّوريّ، وأحمد «9» بن يوسف
التغلبيّ وأحمد «1» بن أنس وأحمد بن المعلّى «2» وعثمان بن خرّزاذ «3» عنه. 18 - وبرواية هشام «4» بن عمّار من طريق الحلواني وإبراهيم «5» بن عبّاد البصري وأحمد بن [2/ ظ] أنس وأبي عبيد الأسديّ وأحمد «6» بن بكر وإسحاق «7» بن أبي حيّان وأبي بكر الباغندي «8» وإبراهيم «9» بن دحيم وأحمد «10» بن النصر وأحمد «11» بن الجارود عنه.
19 - وبرواية الوليد بن عتبة «1» وعبد الحميد «2» بن بكّار عن أيّوب «3» بن تميم، عن يحيى «4» عنه «5»، وبرواية الوليد «6» بن مسلم، عن يحيى عنه. 20 - وأفردت قراءة عاصم «7» برواية أبي بكر «8» بن عيّاش من رواية أبي الحسن الكسائي من طريق أبي عبيد، وأبي توبة «9»، وأبي عمر، «10» وابن جبير «11». 21 - ومن رواية أبي يوسف «12» الأعشى من طريق محمد بن حبيب «13» الشمّوني، ومحمد بن غالب الصيرفي «14»،
ومحمد «1» بن خلف التيمي، وأحمد بن جبير، ومحمد «2» بن جنيد، وعبيد «3» بن نعيم، ومحمد «4» بن إبراهيم الخوّاص، وعبد الحميد «5» بن صالح البرجمي. 22 - ومن رواية يحيى «6» بن آدم من طريق عبد الله «7» بن شاكر، وأحمد «8» بن
عمر الوكيعي، ومحمد «1» بن يزيد الرفاعي، والحسين بن «2» عليّ العجلي، وخلف بن هشام، وشعيب «3» بن أيوب، وموسى «4» بن حزام، وضرار «5» بن صرد، ومحمد «6» بن المنذر، والحجّاج «7» بن حمزة. 23 - ومن رواية عبد الرحمن «8» بن أبي حمّاد من طريق
الحسن «1» بن جامع، ومحمد بن الجنيد. 24 - ومن رواية حسين «2» بن عليّ الجعفي من طريق هارون «3» بن حاتم، وخلاد بن خالد وأبي هشام الرفاعي. 25 - ومن رواية يحيى «4» بن محمد العليمي، وعبد الحميد بن صالح البرجمي، والمعلى «5» بن منصور، وهارون بن حاتم، وإسحاق «6» بن يوسف الأزرق، وعبيد بن نعيم، وعبد الله «7» بن أبي أمية، ويحيى «8» بن سليمان الجعفيّ،
وعبد الجبار «1» بن محمد العطارديّ وأحمد بن جبير وبريد «2» بن عبد الواحد عنه. 26 - وبرواية أبي عمر البزاز حفص «3» بن سليمان، من طريق عمرو «4» وعبيد «5» ابني الصّبّاح، وهبيرة «6» بن محمد التمار، وأبي شعيب «7» القوّاس، وأبي عمارة الأحول، وأبي الربيع «8» الزهراني، وحسين المروروذي، والفضل «9» بن شاهي الأنباري. 27 - وبرواية حمّاد «10» بن أبي زياد من طريق
العليمي «1» عنه، وبرواية المفضّل «2» بن محمد الضبي من طريق جلبة «3» بن مالك وأبي زيد «4» النحوي عنه. 28 - وأفردت قراءة حمزة «5» برواية سليم «6» بن عيسى من طريق خلف بن هشام، وخلاد «7» بن خالد وأبي عمر الدوري ورجاء «8» بن عيسى عن أصحابه وإبراهيم «9» بن زربي وعليّ «10» بن كيسة، وابن سعدان، وابن جبير، وأبي هشام الرفاعيّ. 29 - وأفردت قراءة الكسائي من رواية الدوري من طريق ابن عبدوس «11» وابن فرح وأبي عثمان «12» الضرير.
وابن الحمامي «1» والرافقي «2» والقطيعي «3» عنه، وبرواية أبي الحارث «4» من طريق محمد «5» بن يحيى، وسلمة «6» بن عاصم عنه. 30 - وبرواية نصير «7» بن يوسف من طريق أحمد «8» بن رستم، ومحمد «9» ابن عيسى، ومحمد «10» بن إدريس،
وعلي «1» بن أبي نصر، والحسين «2» بن شعيب، وداود «3» بن سليمان. 31 - وبرواية أبي موسى «4» الشّيزري، [وقتيبة بن مهران] «5» من طريق أحمد بن محمد «6» الأصم عنه. 32 - فهذه الروايات التي عددتها أربعون رواية من الطرق التي جملتها مائة وستون «7» طريقا هي التي أهل دهرنا عليها عاكفون وبها أئمتنا آخذون، وإيّاها يصنّفون، وعلى ما جئت به يعوّلون «8». 33 - فإذا اتفق الرّواة من طرقهم عن الإمام على أصل [أ] «9» وفرع سمّيت الإمام دونهم، وإذا اختلفوا عنه سمّيت من له الرواية منهم وأهملت اسم غيره.
وإذا اتفقت الأئمة كلهم على شيء أضربت عن اتفاقهم إلا في أماكن من الأصول، ومواضع من الحروف؛ فإني أذكر ذلك فيها لنكتة أدلّ عليها أهملها المصنّفون، أو لداثر أنبّه عليه أغفله المتقدّمون، أو لغامض خفيّ أكشف عن خاصّ سرّه، وأعرّف بموضع غموضه، أو لوهم وغلط وقع في ذلك، فأرفع الإشكال في معرفة حقيقته وأفصح عن صحّة طريقته. 34 - ولا أعدو في شيء مما أرسمه في كتابي هذا ما «1» قرأته لفظا، أو أخذته أداء، أو سمعته قراءة، أو رويته عرضا، أو سألت عنه إماما، أو ذاكرت به متصدّرا، أو أجيز لي أو كتب به إليّ، أو أذن لي في روايته، أو بلغني عن شيخ متقدّم «2»، أو مقرئ متصدّر، بإسناد عرفته وطريق ميّزته، أو بحثت عنه عند عدم النّصّ والرواية فيه، [3/ و] فألحقته «3» بنظيره، وأجريت له حكم شبيهه. 35 - وإذا اتفق نافع وابن كثير قلت: قرأ الحرميّان، وإذا اتفق عاصم وحمزة والكسائي قلت: قرأ الكوفيون طلبا في الأصل «للتقرير» على الملتبس، ورغبة في التسهيل على الطالبين، وذلك بعد الاستفتاح بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف «4»» وبيان معناه وشرح تأويله. ثم نتبعه بذكر الوارد من الأخبار في الحضّ على اتّباع السّلف والأئمة في القراءة، والتمسّك بما أدّوه «5» والعمل بما تلقّوه. ثم نصل ذلك بذكر أسماء القرّاء والناقلين عنهم، وأنسابهم وكناهم ومواطنهم ووفاتهم، وبعض مناقبهم وأحوالهم، وتسمية أئمتهم الذين أخذوا عنهم الحروف وقيّدوها، وأدّوا إليهم القراءة وضبطوها، وتسمية الذين نقلوا إلينا ذلك عنهم رواية وتلاوة. وبالله عزّ وجلّ نستعين على بلوغ الأمل وإيّاه نسأل التوفيق للصّواب من القول والعمل، وما توفيقنا إلا بالله عليه توكّلت وإليه أنيب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
باب ذكر الخبر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن القرآن أنزل على سبعة أحرف وبيان ما ينطوي عليه من المعاني ويشتمل عليه من الوجوه
باب ذكر الخبر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف وبيان ما ينطوي عليه من المعاني ويشتمل عليه من الوجوه [روايات الحديث] 36 - حدّثنا فارس بن محمد بن خلف المالكي، قال: نا عبد الله بن أبي هاشم قال: نا عيسى بن مسكين قال: نا سحنون بن سعيد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن القاسم قال: نا مالك بن أنس قال: نا ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن ابن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها عليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، فكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته «1» بردائه، فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: [اقرأ] «2»، فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هكذا أنزلت»، ثم قال لي: اقرأ فقرأت فقال: «هكذا أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسّر منه» «3».
37 - حدّثنا خلف بن إبراهيم بن محمد المقرئ قال: نا أحمد بن محمد المكي قال: نا عليّ بن عبد العزيز قال: نا القاسم بن سلام قال: نا عبد الله بن صالح عن الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده [ويزيدني] حتى انتهى إلى سبعة أحرف» «1».
38 - حدّثنا فارس بن أحمد بن موسى [المقرئ قال: نا عبيد الله بن محمد، قال [نا] «1» علي بن الحسين القاضي: قال نا يوسف بن موسى قال: نا أبو معمر عبد الله بن عمرو قال: نا عبد الوارث قال: نا محمد بن جحادة عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيّ بن كعب قال «2»: أتى جبريل النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله يأمرك أن تقرئ أمّتك على سبعة أحرف فمن قرأ منها حرفا فهو كما قرأ» «3».
39 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: نا أحمد بن محمد قال: نا علي بن حرب قال: نا يوسف بن موسى القطان، قال: نا عبد الله بن موسى عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن سقير العبدي عن سليمان بن صرد عن أبيّ [بن كعب] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبيّ بن كعب إن ملكين أتياني فقال أحدهما: اقرأ القرآن على ستة أحرف، فقال الآخر: زده، فقلت: زدني، فقال: اقرأ القرآن على سبعة أحرف» «1».
40 - حدّثنا خلف بن حمدان بن خاقان قال: نا أحمد بن محمد قال: نا علي بن عبد العزيز قال: نا أبو عبيد نا عبيد الله بن صالح عن الليث عن يزيد بن الهادي عن محمد بن إبراهيم عن بسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص أن رجلا قرأ [3/ ظ] آية من القرآن فقال له عمرو بن العاص: إنما هي كذا وكذا، لغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
أتياه، فذكرا ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ««1» [إن هذا القرآن] نزل على سبعة أحرف بأيّ ذلك قرأتم أصبتم، فلا تماروا في القرآن فإن مراء فيه كفر» «2». 41 - حدّثنا خلف بن إبراهيم بن محمد قال: نا أحمد بن محمد قال: نا علي قال: نا القاسم بن سلام قال: نا أبو النصر عن شيبان عن عاصم بن أبي النجود عن زرّ بن حبيش عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقيت جبريل عند أحجار المراء «3»، فقلت: يا جبريل إني أرسلت إلى أمة أميّة؛ الرجل والمرأة والغلام والجارية
والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قطّ. قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف» «1». 42 - حدّثنا خلف بن أحمد بن هاشم «2» قال: حدّثنا زياد بن عبد الرحمن قال: نا محمد بن يحيى بن حميد «3» قال: نا محمد بن يحيى بن سلام قال: نا أبيّ قال: حدّثنا الحسن بن دينار وحماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي
بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل وميكائيل فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: بسم الله، في حديث الحسن، وفي حديث حمّاد: «يا محمد اقرأ القرآن على حرف، فنظرت إلى ميكائيل فقال: استزده، فقلت: زدني، فقال: بسم الله اقرأه على حرفين، ثلاثة أحرف، فنظرت إلى ميكائيل فقال: استزده، فقلت: زدني، قال: بسم الله اقرأه على خمسة أحرف، فنظرت إلى ميكائيل فقال: استزده، فقلت: زدني، قال: بسم الله اقرأه على ستة أحرف، فنظرت إلى ميكائيل فقال: استزده، قلت: زدني، فقال: بسم الله اقرأه على سبعة أحرف». وفي حديث الحسن بن دينار «فنظرت إلى ميكائيل فسكت فعلمت أنه قد انتهى العدة «1»، فقال جبرئيل: اقرأه على سبعة أحرف كلّهن شاف كاف لا يضرك كيف قرأت ما لم تختم رحمة بعذاب أو عذابا برحمة» في حديث الحسن، وفي حديث حمّاد «ما لم تختم آية رحمة بعذاب أو آية عذاب بمغفرة «2»».
43 - حدّثنا أبو الفتح شيخنا قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا علي بن حرب قال: حدّثنا يوسف بن موسى، قال: حدّثنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، وسمعته منه قال: حدّثنا عليّ بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، أنّ جبريل أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف كلّ شاف وكاف، ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة، وآية رحمة بآية عذاب، وهو قولك: هلم وتعال وأقبل وأسرع واذهب واعجل» «1». 44 - حدّثنا خلف بن أحمد قال: نا زياد بن عبد الرحمن قال: حدّثنا محمد بن يحيى قال: حدّثنا محمد بن يحيى بن سلام، قال: حدّثنا أبي عن يزيد بن إبراهيم عن
محمد بن سيرين أن عبد الله بن مسعود قال: «نزل القرآن على سبعة أحرف كقولك: هلمّ، أقبل، تعال» «1». 45 - حدّثنا الخاقاني خلف بن حمدان قال: نا أحمد بن محمد قال: حدّثنا عليّ قال: حدّثنا أبو عبيد قال: حدّثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن عقيل، قال: قال ابن شهاب في الأحرف السبعة: هي في الأمر الواحد الذي لا اختلاف فيه «2».
46 - قال أبو عمرو: فيما ذكرناه من طرق هذا الخبر المجتمع «1» على صحته كفاية ومقنع، فأمّا معناه ووجهه: فإنّي تدبّرته وأمعنت النظر فيه بعد وقوفي على أقاويل المتقدّمين من السّلف والمتأخّرين من الخلف، فوجدته متعلّقا بخمسة أسئلة هي محيطة بجميع معانيه، وكل وجوهه:
فأوّلها: أن يقال: ما معنى الأحرف التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم هاهنا، وكيف تأويلها؟ والثاني: أن يقال: ما وجه إنزال القرآن على هذه السبعة أحرف وما المراد بذلك؟ والثالث: أن يقال: في أيّ شيء يكون اختلاف هذه السبعة أحرف؟ والرابع: أن يقال: على كم معنى يشتمل اختلاف هذه السبعة أحرف؟ والخامس: أن يقال: هل هذه السبعة أحرف كلها متفرّقة في القرآن موجودة فيه في ختمة واحدة، حتى إذا قرأ القارئ القرآن بأيّ حرف من حروف أئمة القراءة بالأمصار المجتمع على إمامتهم، أو بأيّ رواية من رواياتهم فقد قرأ بها كلها، أم ليست كلها متفرقة وموجودة في ختمة واحدة بل بعضها، حتى إذا قرأ القارئ القرآن بقراءة من القراءات أو برواية من الروايات فقد قرأ ببعضها لا بكلها؟ وأنا مبيّن ذلك كله ومجيب عنه وجها وجها إن شاء الله تعالى.
[معنى الأحرف السبعة]
[معنى الأحرف السبعة] 47 - فأمّا معنى الأحرف التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم هاهنا فإنه يتوجّه إلى وجهين؛ أحدهما: أن يكون يعني بذكر أن القرآن أنزل على سبعة [أحرف سبعة] «1» أوجه من اللغات، لأن الأحرف جمع حرف في الجمع القليل مثل: فلس وأفلس ورأس وأرؤس «2»، والحرف قد يراد به الوجه بدليل قوله تعالى: ومن النّاس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأنّ به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه [الحج: 11] الآية. فالمراد بالحرف هاهنا الوجه «3» الذي تقع عليه العبادة. 48 - يقول جلّ ثناؤه: ومن النّاس من يعبد الله [الحج: 11] على النعمة تصيبه، والخير يناله من تثمير المال، وعافية البدن، وإعطاء السؤال ويطمئن إلى ذلك ما دامت له هذه الأمور، واستقامت له هذه الأحوال، فإن تغيّرت حاله وامتحنه الله تعالى بالشدّة في عيشه، والضّرّ في بدنه، والفقر في ماله ترك عبادة ربّه وكفر به. فهذا عبد الله سبحانه وتعالى على وجه واحد ومذهب واحد، وذلك معنى الحرف. 49 - ولو عبده تبارك وتعالى على الشكر للنعمة، والصبر عند المصيبة، والرضى بالقضاء عند السّرّاء والضّرّاء، والشدة والرخاء، والفقر والغنى، والعافية والبلاء؛ إذ كان سبحانه أهلا أن يتعبّد على كل حال لم يكن عبده تعالى على حرف. 50 - فلهذا سمّى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأوجه المختلفة من القراءات والمتغايرة من اللغات أحرفا على معنى أن كل شيء منها وجه على حدته غير الوجه الآخر، كنحو قوله: ومن النّاس من يعبد الله على حرف [الحج: 11] أي: على وجه إن تغيّر عليه تغيّر عن عبادته وطاعته على ما بيّنّاه. 51 - والوجه الثاني من معنى الأحرف: أن يكون صلى الله عليه وسلم سمّى القراءات أحرفا على طريق السعة «4»، كنحو ما جرت عليه عادة العرب في تسميتهم الشيء باسم ما منه وما قاربه وجاوره، وكان كسبب منه وتعلق به ضربا من التعلّق وتسميتهم الجملة باسم
البعض منها. فلذلك سمّى النبي صلى الله عليه وسلم القراءة حرفا وإن كان كلاما كثيرا من أجل أن منها حرفا قد غير نظمه أو كسر أو قلب إلى غيره أو أميل أو زيد أو نقص منه على ما جاء في المختلف فيه من القراءة، فلما كان ذلك نسب صلى الله عليه وسلم القراءة والكلمة التامّة إلى ذلك الحرف المغير المختلف اللفظ من القراءة، فسمّى القراءة إذا كان ذلك الحرف منها حرفا على عادة العرب في ذلك، واعتمادا على استعمالها نحو: «1» ألا ترى أنهم قد يسمّون القصيدة قافية إذ «2» كانت القافية منها «3» كما قالت «4»: وقافية مثل حدّ السنان ... تبقى ويهلك من قالها يعني وقصيدة، فسمّاها «5» قافية على طريق الاتساع. 52 - وكذا يسمّون الرسالة على نظامها والخطبة بكمالها والقصيدة كلها والقصة بأسرها كلمة إذا كانت الكلمة منها، فيقولون: قال قسّ «6» في كلمته كذا يعنون خطبته وقال زهير في كلمته كذا، يريدون قصيدته، وقال فلان في كلمته كذا أي: في رسالته. 53 - قال الله تبارك وتعالى: وتمّت كلمت ربّك الحسنى على بنى إسرائيل بما صبروا [الأعراف: 137] فقال: إنما يعني بالكلمة هاهنا قوله في سورة القصص: ونريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين (5) ونمكّن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم مّا كانوا يحذرون (5) [القصص: 5 - 6] فسمّى ما في الآيتين [من] «7» منّة على بني إسرائيل وجعلهم أئمة وورّاث الأرض، وتمكينه إيّاهم إلى غير ذلك مما تضمنتا، كلمة. «8»
[حكمة إنزال القرآن على سبعة أحرف]
54 - وقال مجاهد «1» في قوله تعالى: وألزمهم كلمة التقوى [الفتح: 26] قال: لا إله إلّا الله، فسمّى هذه الجملة كلمة، إذ كانت الكلمة منها، فكذا «2» سمّى رسول الله صلى الله عليه وسلم القراءات أحرفا إذ كانت الأحرف المختلف «3» فيها منها فخاطب صلى الله عليه وسلم من بالحضرة وسائر العرب في هذا الخبر من تسمية القراءة حرفا لما يستعملونه في لغتهم، وما جرت عليه عادتهم في منطقهم كما بيّنّاه، فدلّ «4» على صحّة ما قلناه «5». [حكمة إنزال القرآن على سبعة أحرف] 55 - وأمّا وجه إنزال القرآن على هذه السبعة أحرف وما الذي أراد تبارك اسمه بذلك، فإنه إنما أنزل علينا توسعة من الله تعالى على عباده، ورحمة لهم، وتخفيفا عنهم عند سؤال النبي صلى الله عليه وسلم إيّاه لهم، ومراجعته له فيه لعلمه صلى الله عليه وسلم بما هم عليه من اختلاف اللغات، واستصعاب مفارقة كل فريق منهم الطبع والعادة في الكلام إلى غيره، فخفّف «6» تعالى عنهم وسهّل عليهم بأن أقرّهم على مألوف طبعهم وعادتهم في كلامهم. 56 - والدليل على ذلك الخبر الذي قدّمناه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم «أن الله تعالى أمره أن يقرأ القرآن على حرف، فقال: ربّ خفّف عن أمّتي، فأمره أن يقرأ القرآن على سبعة أحرف» «7».
[أوجه اختلاف الأحرف السبعة]
57 - وكذا حديث حذيفة عنه حين لقي جبرائيل عليه السلام فقال له: «إني أرسلت إلى أمّة أمّيّة» إلى آخره، فقال: «إن القرآن أنزل على سبعة أحرف» «1». 58 - وكذا الحديث الذي رواه الحكم بن عتبة عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبيّ عنه أن جبرائيل أتاه بأضاة «2» بني غفار فقال: «إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقال: «أسأل الله المعافاة والرحمة إن ذلك ليشقّ على أمّتي ولا يستطيعونه»، ثم أتاه الثانية فقال: «إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين» فقال له مثل ما قال في الأولى حتى انتهى إلى سبعة أحرف. قال: «فمن قرأ بحرف منها فقد أصاب» «3». ويمكن أن تكون هذه الأوجه السّبعة من اللغات، فلذلك أنزل القرآن عليها. [أوجه اختلاف الأحرف السبعة] 59 - وأمّا في أيّ شيء يكون اختلاف هذه السبعة أحرف؟ فإنه يكون في أوجه كثيرة منها: 60 - تغيّر اللفظ نفسه وتحويله ونقله إلى لفظ آخر كقولك: ملك يوم الدين [الفاتحة: 4] بغير «4» ألف، ومالك بألف، والسّراط بالسّين «5»، والصّراط بالصّاد، والزّراط بالزاي وبين الزاي والصاد، وما يخادعون بالألف «6» وما يخدعون [البقرة: 9] بغير ألف، وكيف ننشزها [البقرة: 259] بالزاي «7»،
وننشرها بالراء، ويقتلون الّذين يأمرون [آل عمران: 21] بالألف «1»، ويقتلون بغير ألف، وبظنين [التكوير: 24] بالظاء «2»، وبضنين، بالضاد وما أشبه ذلك. 61 - ومنها الإثبات والحذف كقوله تعالى: وقالوا «3» اتّخذ الله ولدا [البقرة: 116]، وسارعوا «4» إلى مغفرة [آل عمران: 133] والّذين «5» اتّخذوا مسجدا [التوبة: 107] بالواو وبغير واو وبالزّبر وبالكتاب في آل عمران «6» [184] بالباء وبغير باء، وما عملته «7» أيديهم [يس: 35] بالهاء وبغير هاء، وفبما «8» كسبت أيديكم [الشورى: 30] بالفاء وبغير فاء، وما تشتهيه «9» الأنفس [الزخرف: 71] بهاء بعد الياء وبغير هاء، وتجرى من تحتها الأنهار بعد المائة في التوبة «10» بمن وبغير من [التوبة: 100]، وفإنّ الله هو الغنىّ [24] في الحديد «11» بهو وبغير هو، وكذا الدّاع «12» إذا دعان [البقرة: 186]، والكبير «13» المتعال [الرعد: 9]، ويوم «14» يأت [هود: 105]، وما كنّا «15» نبغ [الكهف: 64]، وإذا يسر «16» [الفجر: 4] وما أشبهه، بياء وبغير ياء.
62 - ومنها تبديل الأدوات كقوله: وتوكّل على العزيز الرّحيم في الشعراء [217] «1» بالفاء، وتوكّل بالواو، فلا يخاف عقباها «2» [الشمس: 15] بالفاء ولا يخاف بالواو، وأن يظهر «3» في الأرض [غافر: 26] بالواو وأو أن يظهر بأو قبل أن. 63 - ومنها التوحيد والجمع كقوله: الرّيح «4» والرّيح [البقرة: 164] وفما بلّغت رسالته «5» [المائدة: 67] وو رسالاته، وآيات لّلسّائلين «6» [يوسف: 7] وآيات وغيابت وغيابات «7» [يوسف: 10]، وو سيعلم «8» الكفّار [الرعد: 42] والكفّار، وكطىّ السّجل «9» للكتب [الأنبياء: 104] والكتب، والمضغة «10» عظما [المؤمنون: 14] وعظما، وإلى ءاثر رحمت «11» الله [الروم: 50] وإلى ءاثر وما أشبه ذلك. 64 - ومنها التذكير والتأنيث كقوله: ولا يقبل «12» منها شفعة [البقرة: 48] بالياء والتاء، وفنادته «13» الملئكة [آل عمران: 39] وفنادته الملئكة، واستهوته «14» الشّيطين [الأنعام: 71] واستهوته، وتوفّته «15» رسلنا [الأنعام: 61] وتوفّته،
ويغشى «1» طائفة [آل عمران: 154] بالياء والتاء، وكذا ولتستبين «2» سبيل المجرمين [الأنعام: 55]، وإلّا أن «3» تأتيهم الملئكة [الأنعام: 158] وتعرج «4» الملئكة [المعارج: 4] بالياء والتاء، وما أشبه ذلك. 65 - ومنها الاستفهام والخبر كقوله: أعجمىّ «5» [فصلت: 44]، وأذهبتم «6» [الأحقاف: 20]، وأن كان «7» [القلم: 14] بالاستفهام، وأعجمىّ وأذهبتم وأن كان بالخبر، وكذلك أئنّكم «8» [الأنعام: 19] وأئنّ لنا «9» [الشعراء: 41] وأءنّك «10» [يوسف: 90] وأءذا متنا «11» [المؤمنون: 82] وأئنّا لمخرجون «12» [النمل: 67] بالاستفهام، وإنّكم [وإنك] «13» وإنّ لنا وإذا متنا وإنّا بهمزة مكسورة على الخبر، وكذلك ما أشبهه. 66 - ومنها التشديد والتخفيف كقوله: بما كانوا يكذبون [التوبة: 77] بتشديد «14» الذال وتخفيفها، وو لكنّ الشّيطين «15» [البقرة: 102]، ولكنّ البرّ «16»
[البقرة: 177] بتشديد النون وتخفيفها، وتظهرون «1» [البقرة: 85] وتظهرون «2» وتذكّرون «3» [الأنعام: 152] وو خرقوا له «4» [الأنعام: 100] وإنّ كلّا لّمّا «5» [هود: 111] وفقدر عليه «6» [الفجر: 16] وجمع مالا «7» [الهمزة: 2] وشبهه بتشديد الظاء [والذال] «8» والراء والميم [والدال] وتخفيفهنّ. 67 - ومنها الخطاب والإخبار كقوله «9»: وما الله بغفل عمّا تعملون [آل عمران: 99]، وأفلا تعقلون «10» [البقرة: 44]، وو لكن لّا تعلمون «11» [الأعراف: 38] ولا تظلمون «12» [البقرة: 279]، وأم تقولون «13» [البقرة: 80] وستغلبون وتحشرون «14» [آل عمران: 12]، ولو يرى الّذين ظلموا «15» [البقرة: 165] ويرونهم مّثليهم «16» [آل عمران: 13]، ولّتنذر أمّ القرى «17» [الشورى: 7]، وأفبنعمة الله
يجحدون «1» [النحل: 71]، وما أشبه ذلك بالتاء على الخطاب، وبالياء على الإخبار. 68 - ومنها الإخبار عن النفس والإخبار عن غير النفس كقوله: نتبوّأ «2» من الجنة حيث نشاء [الزمر: 74] بالنون ويشاء بالياء، ويجعل الرّجس «3» [يونس: 100] بالنون والياء، ينبت لكم «4» [النحل: 11] بالنون والياء، ولتحصنكم «5» [الأنبياء: 80] بالنون، الله تعالى يخبر عن نفسه، وبالياء إخبارا عن اللبوس وما أشبه ذلك. 69 - ومنها التقديم والتأخير كقوله: وقتلوا وقاتلوا «6»، وقتلوا وقتلوا [آل عمران: 195]، فيقتلون ويقتلون «7»، وفيقتلون ويقتلون [التوبة: 111]، وكذلك زيّن لكثير مّن المشركين قتل أولدهم شركاؤهم «8» [الأنعام: 137] وقتل أولدهم شركاؤهم وما أشبه ذلك. 70 - ومنها النفي والنهي كقوله: ولا تسئل عن أصحب الجحيم «9» [البقرة: 119] بالجزم على النهي، ولا تسئل بالرفع على النفي ولا يشرك فى حكمه أحدا «10» [4] بالتاء والجزم على النهي، وو لا يشرك [الكهف: 26] بالياء والرفع على النفي، ولّا تخف دركا «11» [طه: 77] فلا يخاف ظلما «12» [طه: 112] بالجزم على النهي، وتخف «13» بالرفع وإثبات الألف على النفي وما أشبه ذلك.
71 - ومنها الأمر والإخبار كقوله «1»: واتّخذوا من مّقام إبراهيم [البقرة: 125] بكسر الخاء على الأمر، واتّخذوا بفتح الخاء على الإخبار، وقل سبحان ربّى «2» [الإسراء: 93] وقال ربّى يعلم «3» [الأنبياء: 4]، وقل ربّ احكم «4» [الأنبياء: 112]، وقل إنّما أدعوا ربّى «5» [الجن: 20] على الأمر، وقال على الخبر، وكذلك ما أشبهه. 72 - ومنها تغيير الإعراب وحده كقوله: وصيّة لّأزوجهم «6» [البقرة: 240] بالنصب والرفع، وتجرة حاضرة «7» [البقرة: 282] بالنصب والرفع، وأرجلكم إلى الكعبين «8» [المائدة: 6] بالنصب والجرّ، والكفّار أولياء «9» [المائدة: 57] بالنصب والجرّ، وحور عين «10» [الواقعة: 22] بالرفع والجرّ، وخضر وإستبرق «11» [الإنسان: 21] بالرفع والجرّ، فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء «12» [البقرة: 284] بالرفع والجزم، وتلقف ما صنعوا «13» [طه: 69] بالرفع والجزم، وو الله ربّنا «14» [الأنعام: 23] بالجرّ والنصب، وذو العرش المجيد «15» [البروج: 15] وفى لوح مّحفوظ «16» [البروج: 22] بالرفع والجرّ، وما أشبه ذلك.
73 - ومنها تغيّر الحركات اللوازم كقوله: ولا تحسبنّ «1» [آل عمران: 169] بكسر السين وفتحها، وو من يقنط «2» [الحجر: 56] ويقنطون «3» [الروم: 36]، بكسر النون وفتحها، ويعرشون «4» [النحل: 18] ويعكفون «5» [الأعراف: 138] بكسر الراء والكاف، وبضمّها، الولية «6» [الكهف: 44] بكسر الواو وفتحها، وما أشبه ذلك. 74 - ومنها التحريك والتسكين كقوله: خطوت الشيطن «7» [البقرة: 168] بضم الطاء وبإسكانها، وعلى الموسع قدره وعلى المقتر قدره «8» [البقرة: 236] بفتح الدال وإسكانها، وفى الدّرك «9» [النساء: 145] بإسكان الراء وبفتحها، وكذلك ومن المعز «10» [الأنعام: 143]، ويوم ظعنكم «11» [النحل: 80] وظعنكم بفتح العين وإسكانها، وكذلك إنّى أعلم «12» [البقرة: 30] وأنّى أعلم ومنّى إلّا «13» ومنّى إلّا [البقرة: 249] وو ليؤمنوا بى «14» وبى، ووجهى لله «15» [آل عمران: 20] بفتح الياء وإسكانها، وكذلك وهو «16» وفهو ولهى وفهى بإسكان الهاء
وتحريكها، وكذلك ثمّ ليقطع «1» [الحج: 15] وثمّ ليقضوا «2» [الحج: 29] وليوفوا «3» [الحج: 29] وليطّوّفوا [الحج: 29] وليتمتّعوا «4» [العنكبوت: 66] بإسكان اللام وبكسرها، وكذلك ما أشبهه. 75 - ومنها الإتباع وتركه كقوله: فمن اضطرّ [البقرة: 173]، وأن اعبدوا الله [المؤمنون: 32]، ولقد استهزئ [الأنعام: 10]، وقالت اخرج «5» [يوسف: 31] وشبهه بضم النون والدال والتاء لالتقاء الساكنين اتباعا لضمّ ما بعدهنّ، وكسرهنّ للسّاكنين أيضا من غير إتباع. 76 - ومنها الصّرف وتركه كقوله: وعادا وثمودا «6» [العنكبوت: 38] وألا بعدا لّثمود «7» [هود: 68] بالتنوين وتركه، وكذلك سبإ «8» [النمل: 22] وسبإ وسلاسلا «9» [الإنسان: 4] وسلاسل وقواريرا «10» [13] وقوارير، وما أشبه ذلك. 77 - ومنها اختلاف اللغات كقوله: وجبريل «11» بكسر الجيم من غير همز، وبفتحها كذلك، وجبرئيل بفتح الجيم والراء مع الهمز من غير مدّ وبالهمز والمدّ، وو ميكال «12» بغير همز وميكائيل بالهمز من غير ياء، وبالهمز وبالياء، وإبرهم «13» بالياء وإبراهام بالألف، وأرجئه «14» [الأعراف: 111] بالهمز
وأرجه بغير همز، وكذلك مرجون «1» [التوبة: 106] ومرجئون «2» وترجى [الأحزاب: 51] وترجىء ويضهؤن «3» [التوبة: 30] ويضاهون ويأجوج ومأجوج «4» [الكهف: 94] ويأجوج ومأجوج والتّناوش «5» [سبأ: 52] والتناؤش ومّؤصدة «6» وموصدة [البلد: 20] بالهمز وبغير همز وكذلك مما أشبهه. 78 - ومنها التصرّف في اللغات نحو الإظهار والإدغام والمدّ والقصر والفتح والإمالة وبين بين «7» والهمز وتخفيفه بالحذف، والبدل [وبين بين] «8»، والإسكان والرّوم «9» والإشمام عند الوقف على أواخر الكلم، والسكوت على الساكن قبل الهمز، وما أشبه ذلك «10». 79 - وقد ورد التوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الضرب من الاختلاف، وأذن فيه لأمته في الأخبار المتقدمة. وفيما حدّثناه علي بن محمد الربيعي، قال [نا] «11» عبد الله بن مسرور، قال: حدّثنا يوسف بن يحيى، قال: حدّثنا عبد الملك بن حبيب، قال: ثني طلق بن السّمح وأسد بن موسى ح. 80 - وحدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا أحمد بن ثابت التّغلبيّ، قال: حدّثنا سعيد بن عثمان قال: حدّثنا نصر بن مرزوق، قال: حدّثنا علي بن معبد ح.
81 - وحدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: ثني نعيم بن حمّاد واللفظ له، قالوا: حدّثنا بقية بن الوليد عن حصين بن مالك قال: سمعت شيخا يكنى أبا محمد يحدّث عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها» «1». قال أبو عمرو: لحونها وأصواتها مذاهبها وطباعها.
[أصل اختلاف القراءات]
[أصل اختلاف القراءات] 82 - ووجه هذا الاختلاف في القرآن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه الصلاة والسلام في كل عام عرضة، فلما كان في العام الذي توفي فيه عرض عليه عرضتين «1»، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يأخذ عليه في كل عرضة بوجه وقراءة من هذه الأوجه والقراءات المختلفة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «إن القرآن أنزل عليها وإنها كلها شاف كاف» «2» وأباح لأمّته القراءة بما شاءت منها مع الإيمان بجميعها والإقرار بكلها؛ إذ كانت كلّها من عند الله تعالى منزلة، ومنه صلى الله عليه وسلم مأخوذة. 83 - ولم يلزم أمتّه حفظها كلّها ولا القراءة بأجمعها بل هي مخيّرة في القراءة بأيّ حرف شاءت منها كتخييرها إذا هي حنثت في يمين وهي موسرة بأن تكفّر بأيّ الكفّارات شاءت، إما بعتق وإما بإطعام وإما بكسوة، وكذلك المأمور في الفدية بالصيام أو الصدقة أو النسك أيّ ذلك فعل فقد أدّى ما عليه وسقط عنه فرض غيره، فكذا أمروا بحفظ القرآن وتلاوته، ثم خيّروا في قراءته بأيّ الأحرف السبعة شاءوا؛ إذ كان معلوما أنهم لم يلزموا استيعاب جميعها دون أن يقتصروا منها على حرف واحد،
[اختلاف المعاني تبعا لاختلاف الألفاظ في الأحرف السبعة]
بل قيل لهم: أيّ ذلك قرأتم أصبتم «1» فدلّ على صحة ما قلنا. [اختلاف المعاني تبعا لاختلاف الألفاظ في الأحرف السبعة] 84 - وأمّا على كم معنى يشتمل اختلاف هذه السبعة أحرف، فإنه يشتمل على ثلاثة معان يحيط بها كلها: أحدها: اختلاف اللفظ والمعنى واحد، والثاني: اختلاف اللفظ والمعنى جميعا مع جواز أن يجتمعا في شيء واحد لعدم تضادّ اجتماعهما فيه. والثالث: اختلاف اللفظ والمعنى مع امتناع جواز أن يجتمعا في شيء واحد لاستحالة اجتماعهما فيه، ونحن نبيّن ذلك إن شاء الله. 85 - فأما اختلاف اللفظ والمعنى واحد فنحو قوله: السّراط [الفاتحة: 6] بالسين، والصّراط بالصاد، والزراط بالزاي وعليهم «2» [الفاتحة: 7] وإليهم [آل عمران: 77] ولديهم [آل عمران: 44] بضم الهاء مع إسكان الميم، وبكسر الهاء مع ضمّ الميم وإسكانها، وفيه هدى [البقرة: 2] وعليه كنز [هود: 12] ومنه ءايت [آل عمران: 7] وعنه ماله [المسد: 2] بصلة الهاء وبغير صلتها «3»، ويؤدّه إليك [آل عمران: 75] ونؤته منها [آل عمران: 145] وفألقه إليهم «4» [النمل: 28] بإسكان الهاء وبكسرها مع صلتها واختلاسها «5». وأكلها [البقرة: 265] وفى الأكل «6» [الرعد: 4] بإسكان الكاف وبضمّها وإلى ميسرة «7» [البقرة: 280] بضم السين وبفتحها، ويعرشون «8» [النحل: 68] بكسر الراء وبضمها، وكذلك ما أشبهه ونحو ذلك البيان والإدغام والمدّ والقصر والفتح والإمالة وتحقيق الهمز وتخفيفه وشبهه «9» مما يطلق عليه أنه لغات فقط.
86 - وأما اختلاف اللفظ والمعنى جميعا مع جواز اجتماع القراءتين في شيء واحد من أجل عدم تضادّ اجتماعهما فيه، فنحو قوله تعالى: ملك يوم الدين [الفاتحة: 4] بألف، وملك بغير ألف؛ لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هو الله سبحانه وتعالى، وذلك أنه تعالى مالك يوم الدين. وملكه، فقد اجتمع له الوصفان جميعا، فأخبر الله تعالى بذلك في القراءتين «1». 87 - وكذا: بما كانوا يكذبون «2» [البقرة: 10] بتخفيف الذال وبتشديدها؛ لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هم المنافقون، وذلك أنهم كانوا يكذبون في أخبارهم ويكذّبون النبيّ صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من عند الله تعالى، فالأمران جميعا مجتمعان لهم، فأخبر الله تعالى بذلك عنهم، وأعلمنا أنه معذّبهم بهما «3». 88 - وكذا قوله تعالى: كيف ننشزها «4» [البقرة: 259] بالراء وبالزاي؛ لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هي العظام، وذلك أن الله تعالى أنشرها أي: أحياها وأنشزها أي: رفع بعضها إلى بعض حتى التأمت، فأخبر سبحانه أنه جمع لها هذين الأمرين من إحيائها بعد الممات، ورفع بعضها إلى بعض لتلتئم، فضمّن تعالى المعنيين في القراءتين تنبيها على عظيم قدرته «5». 89 - وكذا قوله تعالى: واتّخذوا من مّقام إبرهم مصلى «6» [البقرة: 125] بكسر الخاء على الأمر وبفتحها على الخبر؛ لأن المراد بالقراءتين جميعا هم المسلمون، وذلك أن الله تعالى أمرهم باتخاذهم مقام إبراهيم مصلى، فلما امتثلوا ذلك وفعلوه أخبر به عنهم فجاءت القراءة بالأمرين جميعا للدلالة على اجتماعهما لهم، فهما صحيحان غير متضادّين ولا متنافيين «7».
90 - وكذا قوله: وما هو على الغيب بضنين «1» [التكوير: 24] بالظاء وبضنين وبالضاد؛ لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هو النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه كان غير ظنين على الغيب، أي: غير متّهم فيما أخبر به عن الله تعالى، وغير ضنين به، أي: غير بخيل بتعليم ما علمه الله وأنزله إليه، فقد انتفى عنه الأمران جميعا، فأخبر الله تعالى عنه بهما في القراءتين «2»، وكذا ما أشبهه. 91 - وأما اختلاف اللفظ والمعنى جميعا مع امتناع جواز اجتماعهما «3» في شيء واحد لاستحالة اجتماعهما فيه، فكقراءة من قرأ: وظنّوا أنّهم قد كذبوا «4» [يوسف: 110] بالتشديد؛ لأن المعنى: وتيقن الرسل أن قومهم قد كذّبوهم، وقراءة من قرأ قد كذبوا بالتخفيف؛ لأن المعنى: وتوهم المرسل إليهم أن الرسل قد كذّبوهم فيما أخبروهم به من أنهم إن لم يؤمنوا بهم نزل العذاب بهم، فالظن في القراءة الأولى يقين والضمير الأول [للرسل، والثاني] «5» للمرسل إليهم، والظن في القراءة الثانية شك، والضمير الأول للمرسل إليهم والثاني للرسل «6». 92 - وكذا قراءة من قرأ لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلّا ربّ السّموت والأرض بصائر «7» [الإسراء: 102] بضم التاء، وذلك أنه أسند هذا العلم إلى موسى عليه السلام حديثا منه لفرعون حيث قال: إنّ رسولكم الّذى أرسل إليكم لمجنون [الشعراء: 27]، فقال له موسى عليه السلام عند ذلك: لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلّا ربّ السّموت والأرض بصائر [الإسراء: 102] فأخبر عليه السلام عن نفسه بالعلم بذلك [أي] «8» ليس بمجنون، وقراءة من قرأ لقد علمت بفتح التاء، وذلك أنه أسند هذا العلم إلى فرعون مخاطبة من موسى له بذلك على وجه التقريع والتوبيخ له على شدّة
[الأحرف السبعة لا تجمعها رواية ولا قراءة واحدة]
معاندته للحق وجحوده له بعد علمه، ولذلك أخبر «1» تبارك وتعالى عنه وعن قومه فقال: فلمّا جاءتهم ءايتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين* وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوّا «2» [النمل: 13، 14] الآية. 93 - وكذلك ما ورد من هذا النوع من اختلاف القراءتين التي لا يصحّ أن يجتمعا في شيء واحد هذا سبيله؛ لأن كل قراءة منهما بمنزلة آية قائمة بنفسها لا يصحّ أن يجتمع مع آية أخرى تخالفها في شيء واحد لتضادهما وتنافيهما. [الأحرف السبعة لا تجمعها رواية ولا قراءة واحدة] 94 - أما هذه السبعة الأحرف فإنها ليست متفرّقة في القرآن كلّها ولا موجودة فيه في ختمة واحدة بل بعضها، فإذا قرأ القارئ بقراءة من قراءات الأئمة وبرواية من رواياتهم، فإنما قرأ ببعضها لا بكلّها «3»، والدليل على ذلك أننا قد أوضحنا قبل أن المراد بالسبعة الأحرف سبعة أوجه من اللغات كنحو اختلاف الإعراب والحركات والسكون، والإظهار والإدغام، والمدّ والقصر، والفتح والإمالة، والزيادة للحرف ونقصانه، والتقديم والتأخير، وغير ذلك مما شرحناه ممثّلا قبل. وإذ كان «4» هذا هكذا فمعلوم أن من قرأ بوجه من هذه الأوجه وقراءة من القراءات ورواية من الروايات لا يمكنه أن يحرّك الحرف ويسكّنه في حالة واحدة، أو يقدّمه ويؤخّره، أو يظهره ويدغمه، أو يمدّه ويقصره، أو يفتحه ويميله إلى ما أشبه هذا من اختلاف تلك الأوجه والقراءات والروايات في حالة واحدة، فدلّ على صحّة ما قلناه. [الأحرف السبعة كلها صواب] 95 - وهذه القراءات كلّها والأوجه بأسرها من اللغات هي التي أنزل القرآن عليها، وقرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقرأ بها وأباح الله تعالى لنبيّه القراءة بجميعها،
وصوّب الرسول صلى الله عليه وسلم من قرأ ببعضها دون بعض، كما تقدّم في حديث «1» عمر رضي الله عنه، وفي حديث «2» أبيّ بن كعب وعمرو «3» بن العاص وغيرهم. 96 - وكما حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله الفرائضيّ، قال: حدّثنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن يوسف، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبو الوليد، قال: حدّثنا شعبة، قال أخبرني «4» عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت النّزال بن سبرة، قال: سمعت عبد الله، قال: سمعت رجلا قرأ آية وسمعت من النبي صلى الله عليه وسلم خلافها، فأخذت بيده فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «كلاهما محسن» «5».
97 - وحدّثنا الخاقاني قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا عليّ، قال: حدّثنا القاسم قال: حدّثنا حجّاج عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن ابن مسعود، قال: سمعت رجلا يقرأ آية وسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافها، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فعرفت في وجهه الغضب، ثم قال: «كلاكما محسن إن من قبلكم اختلفوا فأهلكهم ذلك» «1». 98 - وحدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا أحمد ابن علي، قال: حدّثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش عن عاصم عن زرّ عن عبد الله، قال: قلت لرجل: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آية، فأقرأني خلاف ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لآخر: اقرأ، فقرأ خلاف ما أقرأني الأول، فأتيت بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب، فقال عليّ: قال لكم: «اقرءوا كما قد علّمتم» «2».
99 - أفلا ترى كيف قرأ كل واحد من هؤلاء الصحابة بخلاف ما قرأ به الآخر بدلالة تناكرهم في ذلك، ثم ترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكر على واحد منهم ما قرأ به بل أقرّ أنه كذلك أخذ عليه، وأنه كذلك أنزل، ثم أقرّه على ذلك فأمره بلزومه وشهد بصواب ذلك كله، وأعلم أن كلّ واحد منهم في ذلك محسن مجمل مصيب، فدلّ ذلك على صحيح ما تأوّلناه. 100 - فأمّا قوله صلى الله عليه وسلم لمن قرأ عليه من المختلفين في القراءة: «أصبت» وهو حديث يرويه قبيصة بن ذؤيب «1» مرسلا، فمعناه أن كل حرف من الأحرف التي أنزل عليها القرآن كالآخر في كونه كلام الله تعالى الذي تكلم به وأنزله على رسوله، وأن الله سبحانه قد جعل فيه جميع ما جعل في غيره منها من أنه مبارك وأنه شفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، وأنه عربي مبين، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأن قارئه يصيب على أحد الأحرف السبعة من الثواب على قراءته ما يصيب القارئ على غيره منها. 101 - وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: «كلّ شاف كاف» «2» أي: يشفي من التمس علمه وحكمته، ويكفي من التمس بتلاوته الفضيلة والثواب كما يشفي، ويكفي غيره من سائر الأحرف لما فيه. 102 - وكذا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: «أحسنت» «3» أي أحسنت القصد لالتماس «4» الثواب بقراءة القرآن على الحروف التي أقرئتها، وأحسنت في الثّبات على ما كان معك من الأحرف السبعة إذ هي متساوية.
[خبر نزول القرآن على سبعة أبواب وبيان معناه]
[خبر نزول القرآن على سبعة أبواب وبيان معناه] 103 - فأما الخبر الذي رويناه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كان الكتاب الأول نزل من باب واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال «1» إلى آخره. 104 - في السبعة أحرف التي ذكرها صلى الله عليه وسلم، في هذا الخبر وجهان: أحدهما: أنها غير السبعة الأحرف التي ذكرها في الأخبار المتقدمة، وذلك من حديث فسّرها في هذا الخبر، فقال: «زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال» وأمر أمته أن يحلّوا حلاله ويحرّموا حرامه، ويفعلوا ما أمروا به وينتهوا عمّا نهوا عنه، ويعتبروا
بأمثاله، ويعملوا بمحكمه، ويؤمنوا بمتشابهه. ثم أكّد ذلك بأن أمرهم أن يقولوا: ءامنّا به كلّ من عند ربّنا [آل عمران: 7] فدلّ ذلك كله على أن هذه الأحرف غير تلك الأحرف التي هي: اللغات والقراءات «1» وأنه صلى الله عليه وسلم أراد بذكر الأحرف في هذا الخبر التنبيه على فضل القرآن على سائر الكتب، وأن الله سبحانه قد جمع فيه من خلال الخير ما لم يجمعه فيها. 105 - فأما قوله في هذا الخبر: كان الكتاب الأول «2» نزل من باب واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب، فمعناه: أن الكتاب الأول نزل خاليا من الحدود والأحكام والحلال والحرام، كزبور داود الذي هو تذكير ومواعظ، وإنجيل عيسى الذي هو تمجيد ومحامد وحضّ على الصّفح والإعراض دون غير ذلك من الأحكام والشرائع. وكذلك ما أشبه ذلك من الكتب المنزّلة ببعض المعاني السبعة التي يحوي جميعها كتابنا الذي خصّ الله تعالى [به] «3» نبيّنا وأمّته، فلم يكن المتعبّدون بإقامته يجدون لرضى الله مطلبا ينالون [به] «4» الجنة ويستوجبون [به] «5» منه القربة إلا من الوجه الواحد الذي نزل به كتابهم وذلك هو [الباب] «6» الواحد من أبواب الجنة الذي نزل منه ذلك الكتاب. 106 - والوجه الثاني: أن السبعة الأحرف في هذا الخبر هي السبعة الأحرف المذكورة في الأخبار المتقدمة التي هي اللغات والقراءات، ويكون قوله:- «زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال» - تفسيرا للسبعة «7» أبواب التي هي من الجنة لا تفسيرا للسبعة الأحرف؛ لأن العامل إذا عمل بها وانتهى إلى حدودها استوجب بذلك الجنة. وكلا «8» الوجهين في تأويل الحديث بيّن ظاهر. وعلى الأول أكثر العلماء وبالله التوفيق.
[ما ينبغي اعتقاده في تاريخ المصحف]
[ما ينبغي اعتقاده في تاريخ المصحف] 107 - قال أبو عمرو: وجملة ما نعتقده من هذا الباب وغيره من إنزال القرآن وكتابته وجمعه وتأويله وقراءته ووجوهه ونذهب إليه ونختاره: أن القرآن منزّل على سبعة أحرف «1» كلها شاف كاف وحق وصواب وأن الله تعالى قد خيّر القرّاء في جميعها وصوّبهم إذا قرءوا بشيء منها، وأن هذه الأحرف السبعة المختلف معانيها تارة وألفاظها تارة مع اتفاق المعنى ليس فيها تضادّ ولا تناف للمعنى ولا إحالة ولا فساد، وإنّا لا ندري حقيقة أيّ هذه السبعة الأحرف كان آخر العرض أو آخر العرض كان ببعضها دون جميعها، وأن جميع هذه السبعة أحرف قد كانت ظهرت واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضبطتها الأمة على اختلافها عنه، وتلقّيها منه، ولم يكن شيء منها مشكوكا فيه ولا مرتابا به. 108 - وأن [7/ ظ] أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ومن بالحضرة من جميع الصحابة قد أثبتوا جميع «2» تلك الأحرف في المصاحف وأخبروا بصحتها وأعلموا بصوابها وخيّروا الناس فيها كما كان صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن من هذه الأحرف حرف أبيّ بن كعب، وحرف عبد الله بن مسعود، وحرف زيد بن ثابت، وأن عثمان رحمه الله تعالى والجماعة إنما طرحوا حروفا وقراءات باطلة غير معروفة ولا ثابتة بل منقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم نقل الأحاديث التي لا يجوز إثبات قرآن وقراءات بها. 109 - وأن معنى إضافة كل حرف مما أنزل الله تعالى إلى من أضيف من
الصحابة كأبيّ وعبد الله وزيد وغيرهم من قبل أنه «1» كان أضبط له وأكثر قراءة وإقراء به وملازمة له وميلا إليه لا غير ذلك. وكذلك «2» إضافة الحروف والقراءات إلى أئمة القراءة بالأمصار، المراد بها «3» أن ذلك القارئ وذلك الإمام اختار القراءة بذلك الوجه من اللغة وآثره على غيره وداوم عليه ولزمه حتى اشتهر وعرف به وقصد فيه وأخذ عنه، فلذلك أضيف إليه دون غيره من القرّاء، وهذه الإضافة إضافة اختيار ودوام ولزوم لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد. 110 - وأن القرآن لم ينزل بلغة قريش فقط دون سائر العرب، وإن كان معظمه نزل بلغة قريش «4»، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنّ جمع القرآن وكتابته وأمر بذلك «5» وأملاه على كتبته، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى حفظ جميع القرآن جماعة من أصحابه «6»، وحفظ الباقون منه جميعه متفرّقا وعرفوه وعلموا مواقعه ومواضعه على وجه ما يعرف ذلك اليوم من ليس من الحفّاظ لجميع «7» القرآن. 111 - وأنّ أبا بكر «8» الصّدّيق وعمر الفاروق وزيد بن ثابت رضي الله عنهم وجماعة الأئمة أصابوا في جمع القرآن بين لوحين وتحصينه وإحرازه وصيانته، وجروا في كتابته على سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وسنّته، وإنهم لم يثبتوا منه شيئا غير معروف ولا ما لم تقم الحجة به ولا رجعوا في العلم بصحة شيء منه وثبوته إلى شهادة الواحد والاثنين، ومن جرى مجراهما، وإن كانوا قد أشهدوا «9» على النسخة التي جمعوها على وجه الاحتياط من الغلط «10»
وطرق «1» الحكم (والإنقاد) «2». 112 - وأن أبا بكر رضي الله عنه قصد في جمع القرآن «3» إلى تثبيته بين اللوحين فقط ورسم جميعه، وأن عثمان رحمه الله تعالى أحسن وأصاب ووفّق لفضل عظيم في جمع الناس على مصحف واحد وقراءات محصورة والمنع من غير ذلك، وأن سائر الصحابة من عليّ رضي الله عنه ومن غيره كانوا متبعين لرأي أبي بكر وعثمان في جمع القرآن «4»، وأنهم أخبروا بصواب ذلك وشهدوا به، وأن عثمان لم يقصد قصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمع الصحابة على القراءات الثابتة المعروفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وألقى ما لم يجر مجرى ذلك وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير، وأنه لم يسقط شيئا من القراءات الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا منع منها ولا حظر القراءة بها؛ إذ ليس إليه ولا إلى غيره أن يمنع ما أباحه الله تعالى وأطلقه وحكم بصوابه، وحكم الرسول صلى الله عليه وسلم للقارئ به أنه محسن مجمل في قراءته «5»، وأن القرّاء السبعة ونظائرهم من الأئمة متّبعون في جميع قراءاتهم الثابتة عنهم التي لا شذوذ فيها، وأن ما عدا ذلك مقطوع على إبطاله وفساده وممنوع من إطلاقه والقراءة به، فهذه الجملة التي نعتقدها ونختارها في هذا الباب، والأخبار الدّالّة على صحّة جميعها كثيرة ولها موضع غير هذا وبالله التوفيق.
باب ذكر الأخبار الواردة بالحض على اتباع الأئمة من السلف في القراءة والتمسك بما أداه أئمة القراءة عنهم منها
باب ذكر الأخبار الواردة بالحضّ على اتّباع الأئمة من السّلف في القراءة والتمسّك بما أدّاه أئمة القراءة عنهم منها 113 - حدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكّي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز قال: حدّثنا القاسم بن سلّام، قال: حدّثنا أبو النّصر عن شيبان [8/ و] عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود عن عليّ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علّم. «1» 114 - حدّثنا محمد بن أحمد بن عليّ البغدادي، قال: حدّثنا أبو بكر بن مجاهد، قال: حدّثنا أحمد بن موسى بن سعيد، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش عن عاصم عن زرّ عن عبد الله قال: قال لنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علّمتم «2».
115 - حدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن المفسّر، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ القاضي، قال: حدّثنا أحمد بن منيع، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش عن عاصم عن زرّ عن عبد الله، قال: قال لنا عليّ بن أبي طالب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علّمتم «1». 116 - حدّثنا سلمة بن سعيد الإمام، قال: حدّثنا محمد بن الحسين، قال: حدّثنا محمد بن صالح بن ذريح، قال: حدّثنا محمد بن عبد الحميد التميمي، قال: حدّثنا أبو إسحاق الفزاري عن الحسن بن عبد الله النخعي عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول على منبره: «يا أيها الناس إن هذا القرآن كلام الله عزّ وجلّ، (فلأعرفنّ) «2» ما عطفتموه على أهوائكم، فإن الإسلام قد خضعت له رقاب الناس فدخلوه طوعا وكرها وقد وضعت لكم السّنن ولم يترك «3» لأحد مقال إلا أن يكفر عبد عمد «4» عين، فاتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، اعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه» «5».
117 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا جرير عن العلاء بن المسيّب عن حمّاد عن «1» إبراهيم، قال: قال عبد الله: اتّبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم «2». 118 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا العباس بن محمد الدوري، قال: حدّثنا أبو يحيى الحمّامي قال: حدّثنا الأعمش عن حبيب عن
أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود قال: «اتّبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم» «1». 119 - حدّثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: نا القاسم بن سلام، قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله، قال: «إنّي سمعت القرّاء فوجدتهم متقاربين فاقرءوا كما علّمتم، وإيّاكم والاختلاف والتنطّع» «2». 120 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا عباس بن
محمد، قال: حدّثنا أبو يحيى الحمّانيّ قال: حدّثنا الأعمش عن شفيق «1» قال: قال عبد الله فذكره «2». 121 - حدّثنا يوسف بن أيّوب بن زكريا، قال: حدّثنا الحسن بن رشيق، قال: حدّثنا العبّاس بن محمد، قال: حدّثنا أبو عاصم الفزاري، قال: حدّثنا يعلى بن عبيد، قال: حدّثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السّلميّ، قال: قال عبد الله بن مسعود: اتّبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم «3». 122 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا يحيى بن محمد «الحنّائي، قال: حدّثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا ابن عون
عن إبراهيم، قال: قال حذيفة: «اتّقوا الله يا معشر القرّاء، وخذوا طريق من كان قبلكم، فو الله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا «1» بعيدا، ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا» «2». 123 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: حدّثنا أحمد بن ثابت قال: حدّثنا سعيد بن عثمان، قال: حدّثنا نصر بن مرزوق، قال: حدّثنا عليّ بن معبد، قال: حدّثنا إسماعيل بن عبّاس عن ابن عون عن إبراهيم عن حذيفة مثله «3».
124 - حدّثنا محمد بن عبد الله بن عيسى المرّيّ، قال: حدّثنا وهب بن مرّة، قال: حدّثنا محمد بن وضّاح، قال: حدّثنا موسى بن معاوية، قال: حدّثنا عبد الرحمن ابن مهدي، قال: حدّثني زمعة بن صالح عن عثمان بن حاضر، قال: قلت لابن عباس: أوصني، قال: «عليك بالاستقامة اتّبع لا تبتدع» «1». 125 - حدّثنا عبد الرحمن بن عمر بن محمد الشاهد، قال: حدّثنا محمد بن حامد البغدادي، قال: حدّثنا محمد بن الجهم، قال: حدّثنا خلف بن هشام عن الخفاف عن شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود أنه قرأ هيت لك «2» [يوسف: 23]
فقال له: هئت لك «1»، فقال ابن مسعود: إنما نقرؤها كما علّمناها «2». 126 - حدّثنا أحمد بن عمر بن محفوظ القاضي، [8/ ظ] قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا عبد الله بن عيسى المدني «3». 127 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا موسى بن إسحاق، قال: [أنا] قالون، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة ابن زيد عن زيد ابن ثابت، قال: «القراءة سنّة» «4».
128 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن الحسن الأنطاكي، قال: حدّثنا إبراهيم ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا عثمان بن خرّزاذ، قال: حدّثنا عيسى بن مينا (قالون)، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه، قال: «القراءة سنّة»، قال ابن خرّزاذ: قلت لقالون: ما هذا؟ قال: يأخذها الآخر عن الأول «1». 129 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني محمد بن الجهم، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي أميّة، قال [أخبرنا] «2» ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن أبيه، قال: «القراءة سنّة فاقرءوا كما تجدوه» «3». 130 - حدّثنا الخاقاني، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا أبو عبيد، قال: حدّثنا حجّاج عن ابن أبي الزناد عن أبيه، قال: قال لي خارجة بن زيد، قال زيد بن ثابت: «القراءة سنّة» «4».
131 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال: حدّثنا محمد بن عمرو الحمصي ببغداد، قال: حدّثنا أبو حيوة شريح بن يزيد، قال: حدّثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن محمد بن المنكدر، قال: القراءة سنّة يأخذها الآخر عن الأول. كذا قال عن الزهري عن ابن المنكدر زاد فيه الزهري وهو غلط «1». 132 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا الحسن بن مخلد قال: حدّثنا محمد بن عمرو بن حنان «2»، قال: حدّثنا شريح بن يزيد قال: حدّثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر ولم يذكر الزهري وهو الصواب «3».
133 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا عبد الله بن سليمان، قال: حدّثنا عمرو بن عثمان، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر سمعته يقول: قراءة القرآن سنّة يأخذها الآخر عن الأول «1». 134 - قال «2»: وسمعت بعض أشياخنا يقول عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز مثل ذلك «3». 135 - حدّثنا خلف بن إبراهيم قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز. قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: حدّثنا ابن أبي مريم وحجّاج [عن] «4» ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن عروة بن الزبير، قال: «إن قراءة القرآن سنّة من السّنن، فاقرءوه كما أقرئتموه» «5».
136 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني أبو القاسم بن الفضل المقرئ الرازي، قال: حدّثنا أبو زرعة، قال: حدّثنا عبد العزيز بن عمران، قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن عروة بن الزبير، قال: إنما قراءة القرآن سنّة من السّنن فاقرءوه كما أقرئتموه «1». 137 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني محمد بن المزرّع «2» ويقال له: يموت قال: حدّثنا أبو حاتم سهل بن محمد قال: حدّثنا أبو عبد
الرحمن المقرئ، قال: حدّثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن عروة بن الزبير، قال: «إنما قراءة القرآن سنّة من السّنن فاقرءوه كما علّمتم» «1». 138 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أحمد بن الصقر، قال: حدّثنا عمر بن الخطاب الحنفي، قال: حدّثني سعيد بن أبي مريم، قال: حدّثنا يحيى بن أيّوب، قال: حدّثنا عيسى بن أبي عيسى الخياط، قال: سمعت عامرا الشعبيّ، قال: (القراءة سنّة فاقرءوا كما قرأ أوّلوكم) «2». 139 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد بن إسحاق أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: في كتابي عن أبي بكر بن أبي داود، قال: حدّثنا عمرو بن عثمان قال: حدّثنا
إسماعيل بن عيّاش عن عمر [و] «1» بن مهاجر عن عمر بن عبد العزيز سمعته يقول: «قراءة القرآن سنّة يأخذها الآخر عن الأول» «2». 140 - حدّثنا محمد بن علي، [قال: حدّثنا محمد]، قال: حدّثنا القاسم الأنباري، قال: حدّثنا محمد بن أبي العنبر، قال: حدّثنا العباس بن محمد قال: حدّثنا عبيد الله ابن موسى، قال: حدّثنا عيسى بن عمر، قال: سمعت طلحة بن مصرّف يقرأ قد أفلح المؤمنون [المؤمنون: 1] فقلت له: أتلحن؟ فقال: نعم كما يلحن أصحابي «3».
141 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال: ثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا أحمد بن موسى الرازي، قال: نا الحسن بن عليّ بن زياد قال: ثنا إسحاق بن [9/ و] الحجّاج، قال: نا ابن أبي حمّاد، قال: أخبرني عيسى، قال: قلت لطلحة: يا أبا عبد الله إن بعض أصحاب النحو يقولون: في قراءتك لحن، فقال: ألحن كما يلحن أصحابي أحبّ إليّ من أن أتابع هؤلاء «1». 142 - أخبرنا خلف بن حمدان بن خاقان قال: حدّثنا محمد بن عبد الله الأصبهاني، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: نا زريق الورّاق قال: حدّثني محمد بن يحيى بن الحسين، قال [نا] «2» عبد الله بن حيوة، قال: حدّثني عبد الله بن عبد الرحمن عن حمزة، قال: قلت للأعمش: إن أصحاب العربية قد خالفوك في حرفين، قال يا زيّات: إن الأعمش قرأ على يحيى بن وثّاب ويحيى بن وثّاب، قرأ على علقمة، وعلقمة قرأ على عبد الله، وعبد الله قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: عندهم إسناد مثل هذا؟ ثم قال: غلب الزيّاتون غلب الزيّاتون «3».
143 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا أبو بكر شيخنا وأحمد بن منصور السراج قالا: حدّثنا مضر بن محمد، قال: نا حامد ابن يحيى البلخي قال: نا الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد عن شبل بن عبّاد، قال: كان ابن محيصن وابن كثير يقرءان وو أن احكم [المائدة: 49] وأن اعبدوا [المائدة: 117] أن اشكر [لقمان: 12] وقالت اخرج [يوسف: 31] قل ربّ احكم [الأنبياء: 112] وربّ انصرنى [المؤمنون: 26] «1» ونحوه، فقال شبل بن عبّاد: فقلت لهما: إن العرب لا تفعل هذا ولا أصحاب النحو، فقال «2»: إن النحو لا يدخل في هذا، هكذا سمعت أئمتنا ومن مضى من السّلف «3». 144 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا عبيد الله بن عليّ وإسماعيل بن إسحاق، قالا: حدّثنا نصر بن عليّ، قال: أخبرنا الأصمعي، قال:
سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت حرف كذا كذا «1» وحرف كذا كذا «2». 145 - أخبرنا خلف بن إبراهيم قال: حدّثنا محمد بن عبد الله الأصبهاني، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: حدّثني أحمد بن محمد، قال: حدّثنا أبو حاتم عن أبي زيد، قال: قلت لأبي عمرو: أكلما أخبرته وقرأت به سمعته؟ قال: لو لم أسمعه من الثقات لم أقرأ به لأن القراءة سنّة «3». 146 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا الحسن ابن علي، قال: حدّثنا نصر بن عليّ، قال: حدّثنا الأصمعي، قال: سمعت نافعا يقرأ يقصّ الحقّ [الأنعام: 57]، فقلت لنافع: إن أبا عمرو يقرأ يقض، وقال: القضاء مع «4» الفصل، فقال: وي يا أهل العراق! تقيسون في القرآن «5».
147 - أخبرنا الخاقاني، قال: حدّثنا محمد بن عبد الله، قال [نا] «1» أبو بكر «2» ابن عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا يوسف بن جعفر، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن السّريّ، قال: نا سالم بن منصور عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أنه قال لمالك بن أنس: لم قرأتم في ص ولى نعجة وحدة [ص: 23] موقوفة الياء، وقرأتم في قل يأيّها الكفرون [الكافرون: 1] ولىّ [الكافرون: 6] منتصبة الياء؟ فقال مالك: يا أهل الكوفة لم يبق لكم من العلم إلّا كيف ولم، القراءة سنّة تؤخذ من أفواه الرجال، فكن متّبعا ولا تكن مبتدعا «3». 148 - أخبرنا الخاقاني، قال: نا محمّد بن عبد الله، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا يوسف بن جعفر، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى، قال: نا القعنبي قال: قيل لمالك بن أنس: كيف قرأتم في سورة سليمان ما لى لا أرى الهدهد [النمل: 20] مرسلة الياء، وقرأتم في سورة يس وما لى لا أعبد [يس: 22] منتصبة الياء؟
قال: فذكر مالك كلاما، ثم قال: لا تدخل على كلام ربّنا لم وكيف، وإنما هو سماع وتلقين، أصاغر عن أكابر، والسّلام «1». 149 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: أخبرني الحسن بن محمد في كتابه، قال: نا أبي، قال: نا محمد بن عيسى، قال: سمعت حمّاد بن بحر يقول: قال الكسائي: لو قرأت على قياس العربية لقرأت كبره [النور: 11] برفع الكاف، لأنه أراد عظمه ولكني قرأت على الأثر «2». 150 - قال أبو عمرو: الأخبار الواردة عن السّلف والأئمة والعلماء بهذا المعنى كثيرة وفيما ذكرنا منها كفاية ومقنع وبالله التوفيق.
باب ذكر أسماء أئمة القراءة والناقلين عنهم وأنسابهم وكناهم ومواطنهم ووفاتهم ونكت من مناقبهم وأخبارهم
باب ذكر أسماء أئمة القراءة والناقلين عنهم وأنسابهم وكناهم ومواطنهم ووفاتهم ونكت من مناقبهم وأخبارهم 151 - فأول من ينبغي أن نبتدئ بذكره منهم من قام بالقراءة بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واؤتمّ به فيها؛ إذ هي حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، [9/ ظ] ودار هجرته، ومبعثه ومحشره. ومعدن الأكابر من الصحابة وتابعيهم؛ وإذ بها حفظ عنه الآخر من أمره صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين. ذكر نافع المدني 152 - وهو نافع «1» بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني مولى
جعونة «1» بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطّلب أصله من أصبهان كان جدّه أبو نعيم من سبيها، واختلف في كنيته فقيل: أبو رويم «2»، وأبو عبد الرحمن، وأبو الحسن، وأبو عبد الله، وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة وله سنّ يحتمل أن يلقى من تأخّر موته منهم. 153 - كما حدّثنا محمد بن أحمد بن عليّ البغدادي قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا سليمان بن يزيد عن أبي حاتم عن الأصمعي، قال: قال فلان: أدركت المدينة سنة مائة ونافع رئيس بالقراءة بها «3». 154 - حدّثنا محمد [بن] أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا عبد الله ابن الصّقر، قال: سمعت محمد بن إسحاق، يقول: سمعت أبا خليد الدمشقي يحدّث عن الليث بن سعد أنه قدم المدينة سنة عشر ومائة فوجد نافعا إمام الناس في القراءة لا ينازع، قال المسيّبي: وشيبة يومئذ حيّ «4». 155 - فهذا يدلّ على أنه قد أدرك ببلده سهل بن سعد الساعدي ومن مات قبله
من أقرانه؛ لأن سهلا توفي سنة إحدى وتسعين «1»، غير أنّا لا نعلم له عنه ولا عن غيره من الصحابة رواية، وعظم روايته عن التابعين. 156 - وقد قال محمد بن الحسن النقاش: بلغنا أن أبا الطفيل عامر بن واثلة، وعبد الله بن أنيس صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّيا خلف نافع «2»، وهذا يقوّي ما قلناه. 157 - حدّثنا محمد بن علي قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: أبو عبد الرحمن نافع ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب أخبرني بنسبه أبو بكر محمد بن الفرج، قال: نا محمد بن إسحاق عن أبيه «3». 158 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني أبو بكر
محمد بن عبد الرحيم، قال: سمعت مفضّل بن غسّان الغلّابي يقول: حدّثني رجل من أهل المدينة عن أبي مسهر، قال: قرأت على نافع بن أبي نعيم وسألته عن ولائه فزعم أنه مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف بني هاشم «1». 159 - حدّثنا فارس بن أحمد بن موسى المقرئ، قال: حدّثنا أبو طاهر محمد ابن حسن الأنطاكي، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال: حدّثنا عثمان بن خرّزاذ، قال: قال لي قالون: نافع مولى لجعونة بن شعوب الليثي حليف العبّاس بن عبد المطلب «2». 160 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان القشيري، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: أخبرني مصعب بن «3» عبد الله [قال] «4»: «ونافع الذي صار أهل المدينة إلى قراءته» «5».
161 - حدّثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: «وإلى نافع صارت قراءة أهل المدينة، وبها تمسّكوا إلى اليوم» «1». 162 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا الحسن بن أبي مهران، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد، قال سمعت سعيد بن منصور، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: «قراءة نافع سنّة» «2». 163 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا محمد بن أحمد عن محمد بن شاهين، قال: حدّثنا روح بن الفرج، قال: حدّثنا عبد الغني بن عبد العزيز المعروف بالغسّال، قال: سمعت عبد الله بن وهب يقول: قراءة أهل المدينة سنّة فقيل له: قراءة نافع؟ قال: نعم «3».
164 - حدّثنا أحمد بن عمر بن محمد الجيزي، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن منير، قال: حدّثنا عبد الله بن عيسى المدني، قال: قال لنا هارون بن موسى الفروي: أخبرني أبي عن نافع بن أبي نعيم أنه كان يجيز كل ما قرئ عليه إلا أن يسأله إنسان أن يقفه على قراءته فيقفه عليها «1». 165 - حدّثنا محمد بن علي الكاتب، قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: نا إسماعيل بن إسحاق، قال: حدّثنا نصر، قال: حدّثنا الأصمعي، قال: حدّثنا نافع، قال: جلست إلى نافع مولى ابن عمر ومالك من الصبيان «2». 166 - حدّثنا فارس بن أحمد المقري، قال: حدّثنا جعفر بن أحمد البزّاز. قال: حدّثنا محمد بن الربيع، قال: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: قال لي عثمان بن سعيد المعروف بورش: تذاكر نافع ورجل هذه الآية: وتذرون أحسن الخلقين* الله ربّكم وربّ ءابائكم الأوّلين [الصافات: 125، 126] «3» فنصب الله ربّكم وربّ ءابائكم، فقال له نافع: قل أيضا: فادعوا الله مخلصين له الدّين ولو كره الكفرون* رفيع
ذكر رواته
الدّرجت ذو العرش [غافر: 14، 15] «1» اطرح واوا من كتاب الله تعالى، ثم قال نافع: لو لم ترحل- لا أعلمه قال- من العراق إلا في هذا كفاك، يريد أنّا لم نأخذ القراءة على قياس العربية يريد إنما أخذناها بالرواية «2». 167 - حدّثنا محمد بن علي الكاتب، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عيسى العباسي، قال: حدّثنا سهل بن محمد، قال: حدّثنا الأصمعي، قال: قال لي نافع: أصلي من أصبهان «3». 168 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا عبد الله بن أبي بكر بن حمّاد المقرئ، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق عن أبيه «4»، قال: لمّا حضرت نافعا الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا، قال: فاتّقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مّؤمنين [الأنفال: 1]. ذكر رواته 169 - فأما إسماعيل «5»: فهو إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري المدني يكنى أبا «6» إبراهيم، وهو من قدماء أصحابه وممّن شاركه في الإسناد وسمع من
جماعة «1» من التابعين، منهم: حميد «2» الطويل، وعبد الله «3» بن دينار، والعلاء «4» بن عبد الرحمن وغيرهم. 170 - حدّثنا خلف بن إبراهيم بن محمد المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد ابن هارون، قال: حدّثنا محمد بن محمد الباهلي، قال: حدّثنا أبو عمر الدوريّ، قال: حدّثنا إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري أبو إبراهيم «5». 171 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان الزاهد قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن جعفر المدني ثقة مأمون قليل الخطأ صدوق «6». 172 - حدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: حدّثنا عبد الباقي «7» بن الحسن المقرئ، قال: أبو إبراهيم إسماعيل بن جعفر أجلّ أصحاب نافع؛ لأنه نظيره في السنّ
وقد قرآ جميعا على شيبة بن نصاح، وإنما قرأ إسماعيل على نافع باختياره بعد تحصيل «1» نافع القراءة. 173 - وأما المسيبي «2»: فهو إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيّب بن أبي السّائب المخزومي المدني إمام مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمن مالك ابن أنس. 174 - حدّثنا فارس بن أحمد المقرئ قال: حدّثنا أبو طاهر محمد بن الحسن قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا محمد بن مخلد، قال: حدّثنا خلف بن هشام، قال: حدّثنا إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب المسيبي، المخزومي، عن نافع «3». 175 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا عبد الله بن أبي بكر بن حمّاد، قال: حدّثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال: قال أبي: «قراءة نافع قراءتنا، وذلك أنه كفانا المئونة مما لو أدركنا من أدرك ما عدونا ما فعل» «4».
[ذكر قالون]
176 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن قال: أهل المدينة على قراءة المسيبي، وإن كان قليل الأصحاب في التلاوة؛ لأنه لم يمكّن من نفسه وأخذ القراءة عنه رواية خلق كثير. [ذكر قالون] 177 - وأما قالون «1» فهو عيسى بن مينا الزّرقيّ «2» الأصمّ المدني ويلقّب بقالون، ويكنى أبا موسى وهو مولى الزهريين وكان يعلّم العربية بالمدينة، وتصدّر للإقراء وللأخذ بها على الناس ونافع حيّ، ويروى أنه هو الذي لقّبه بقالون لجودة قراءته؛ لأن قالون بلسان الروم جيد «3». 178 - حدّثنا أحمد بن محمد القاضي، قال: حدّثنا محمد بن أحمد الإمام قال: حدّثنا عبد الله بن عيسى المدني، قال: حدّثنا أبو موسى عيسى بن مينا، قالون أنّ هذه قراءة نافع وأن هكذا قرأ عليه وسمع «4» يقرأ عليه «5». 179 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد النحوي المقرئ أن أبا طاهر عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: حدّثنا الحسن بن عبد الرحمن قال: حدّثنا إبراهيم بن الحسين، قال: حدّثنا أبو موسى عيسى بن مينا قالون مولى الزهريين ومعلم العربية، قال: قرأت على نافع غير مرة، وأخذت قراءته وكتبتها في كتابي هذا «6».
180 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا ابن عبد الرزاق، قال: نا عثمان بن [10/ ظ] خرّزاد، قال: حدّثنا عيسى بن مينا قالون، أبو موسى الزّرقي، قال: قال لي نافع: كم تقرأ؟ اجلس إلى اسطوانة حتى أرسل إليك «1». 181 - قال أبو عمرو: توفي قالون بالمدينة قبل سنة عشرين ومائتين «2»، وتوفي أصحابه «3» الثلاثة يعني أصحاب نافع قبل سنة مائتين. 182 - وأما ورش «4» فهو عثمان بن سعيد المصري ويلقّب بورش ويكنى أبا سعيد، وقيل: أبا عمرو، وقيل: أبا القاسم، رحل إلى المدينة، وقرأ على نافع وختم عليه ختمات كثيرة، ثم انصرف إلى مصر وأقرأ الناس بها إلى أن توفي. 183 - واختلف شيوخنا في معنى تلقيبه بورش، فقال بعضهم: إنما لقّب بذلك لشدّة بياضه. والورش شيء يكون من اللبن شبّه به «5». وقال بعضهم: هو مأخوذ من قول العرب: ورش الرجل الطعام يرش ورشا إذا تناول منه شيئا يسيرا «6»، فلعله تناول منه «7» شيئا يسيرا من طعام، فلقّب بذلك «8». 184 - قرأت بخط أبي طاهر بن أبي هاشم في أصل كتابه، وأخبرنا ابن خواستي الفارسي عنه، قال: حدّثنا محمد بن أحمد الدقاق، قال: حدّثنا محمد بن عبد
الرحيم «1»، قال: سمعت أبا القاسم بن داود وموّاسا وأبا الربيع «2» وغيرهم ممّن قرأت عليه يقولون: إنّ ورشا إنما قرأ على نافع بعد ما حصّل نافع القراءة. 185 - في كتابي عن شيخنا أبي الحسن طاهر بن غلبون عن أبي صالح أحمد ابن عبد الرحمن الحراني عن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس عن أبيه عن جدّه، قال: توفي ورش بمصر سنة سبع وتسعين ومائة «3». 186 - قال أبو عمرو: فأما أصحاب هؤلاء الأربعة وغيرهم من الرّواة عن الأئمة فنذكر أسماؤهم وأنسابهم وكناهم في الأسانيد إن شاء الله تعالى والله الموفّق.
ذكر ابن كثير المكي
ذكر ابن كثير المكّي 187 - وهو عبد الله «1» بن كثير بن المطلب «2» الداريّ المكّي مولى عمرو بن «3» علقمة الكناني ويكنى أبا معبد، كنّاه خليفة بن خيّاط «4»، وقال البخاري «5»: هو من بني عبد الدار قرشي. وقال مسلم «6» بن الحجّاج: هو من الطبقة الثانية من التابعين. 188 - لحق من (الصحابة) عبد الله بن السائب وقرأ عليه «7»، وحدّث «8» عن عبد الله بن الزبير. 189 - قال أحمد «9» بن سعيد بن أبي مريم: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد
الله بن كثير الداري القارئ ثقة «1». 190 - وقد اختلف في الداري، فقال عبد الله بن أبي داود: الدار بطن من لخم من رهط تميم الداري «2». وحكي لنا عن الأصمعي أنه قال: الداري هو الذي لا يبرح ولا يطلب معاشا «3»، وروي لنا عنه أيضا أنه قال «4»: الداري العطّار، وهذا هو الصحيح المتعارف عند العرب فيه، فنسبوه إلى دارين «5» وهو موضع بالبحرين يؤتى منه بالطّيب. 191 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين قال: حدّثنا أحمد ابن موسى، قال: حدّثنا [عبد الله بن كثير قال]: «6» عبد الله بن كثير مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداري، قال: وقال الأصمعي: كان عطّارا وهو من أبناء فارس الذي «7» بعثهم كسرى إلى صنعاء فطردوا الحبشة عنها «8».
192 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو «1» عن حمّاد بن زيد عن أيوب، قال: عبد الله بن كثير قارئ أهل مكة «2». 193 - حدّثنا خلف بن إبراهيم قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام «3»، قال: وكان من قرّاء مكة عبد الله بن كثير وحميد «4» بن قيس الذي يقال له: الأعرج، ومحمد بن محيصن، فكان أقدم هؤلاء الثلاثة «5» ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة أو أكثرهم وبه اقتدوا فيها «6». 194 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: نا ابن مجاهد قال: وكان الإمام الذي انتهت إليه القراءة بمكة وائتمّ به أهلها في عصره عبد الله بن كثير مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداريّ، وكان مقدّما في عصره، قرأ على مجاهد بن جبر ولم يخالفه في شيء من قراءته «7». 195 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد ابن موسى، قال: حدّثني أبو بكر الوراق قال: حدّثنا محمد بن سعدان، قال: حدّثنا عبيد عن شبل قال: اجتماع أهل مكة على قراءة ابن كثير «8». [11/ و]
196 - حدّثنا أبو الفتح قال: حدّثنا عبد الله بن حسنون «1» المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن العباس، قال: حدّثني محمد بن الجهم، قال: حدّثنا خلف بن هشام، قال: حدّثني عبد الله بن عقيل «2» عن شبل، قال: قراءة أهل مكة قراءة عبد الله بن كثير وهي قراءة شبل «3». 197 - حدّثنا عبد الرحمن بن عمر الشاهد، قال: حدّثنا محمد بن حامد قال: نا محمد بن الجهم، قال: حدّثنا خلف عن محبوب عن عبّاد بن كثير عن أبي هاشم عن لقيط بن صبرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ولا تحسبنّ «4» [آل عمران: 169] ولم يقل: ولا تحسبنّ قال عبّاد: فأخبرت بها عبد الله بن كثير المكي، فقال: لا أدعها والله حتى أموت «5».
198 - حدّثنا محمد بن علي قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا الحسين بن بشر الصّوفي، قال: حدّثنا روح بن عبد المؤمن، قال: حدّثنا محمد بن صالح المريّ عن شبل عن ابن كثير، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقرأ: جبريل وميكائيل «1» [البقرة: 98] بكسر الجيم والراء من غير همز فلا أقرأهما إلّا هكذا «2». 199 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: حدّثني الحسين بن بشر الصوفي قال: حدّثنا روح بن عبد المؤمن، قال: حدّثنا محمد بن صالح، قال: قرأ عبد الله بن كثير في بيت شبل وثمّ يومئذ عدّة من القرّاء: أو من وراء جدر «3» [الحشر: 14] فناداه ابن الزبير «4»: ما هذه القراءة؟ ارجع إلى قراءة قومك، قال: إني لما هبطت العراق خلطوا عليّ قراءتي، قال: فقال: أو من وراء جدار «5». 200 - حدّثنا أبو الربيع سلمون بن داود القروي، قال: حدّثنا أبو علي محمد بن الصوّاف، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا حجّاج عن جرير بن حازم، قال: رأيت عبد الله بن كثير فرأيت رجلا فصيحا «6».
201 - حدّثنا محمد بن أحمد «1» قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: في كتابي عن بشر بن موسى عن الحميدي عن سفيان بن عيينة، قال: حدّثنا قاسم الرحّال في جنازة عبد الله بن كثير سنة عشرين ومائة «2».
ذكر رواته
ذكر رواته 202 - فأما القوّاس «1» فهو أحمد بن محمد بن عون النّبّال «2» القوّاس ويكنى أبا الحسن، وهو أقدم الثلاثة الذين صارت قراءة أهل مكة إليهم وقد أخذ البزيّ عنه. 203 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: قال لي قنبل: قال لي القوّاس «3» في سنة سبع وثلاثين ومائتين: الق هذا الرجل- يعني البزي- فقل له: هذا الحرف ليس من قراءتنا- يعني وما هو بميّت [إبراهيم: 17]- فخفّفا، وإنما يخفّف من الميّت «4» ما قد مات، و [ما] «5» لم يمت فهو مشدّد «6»، فلقيت البزيّ فأخبرته بما قال لي النبّال، فقال: قد رجعت عنه، ثم لقي «7» البزيّ من الغد النبال وهو في مجلسه عند باب (الحمادين) «8»، فقال له: قد جاءني أبو عمرو برسالتك في هذه الحروف «9»، وكان معه حرفان آخران رددتهما عليه «10»، وقد كان عكرمة «11» بن
سليمان أقرأنيهما وقد رجعت منهما إلى قولك «1». 204 - وأما البزيّ «2»، فهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزّة المؤذّن المكي ويكنى أبا الحسن، واختلف في اسم أبي بزّة. 205 - فحدّثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: القاسم بن نافع هو القاسم بن أبي بزّة «3». وقال علي «4» بن المديني: اسم أبي بزّة نافع. 206 - وخالفهما أبو داود «5» وسليمان بن الأشعث ومحمد بن إسماعيل البخاري، فرويا عن البزيّ أن القاسم بن أبي بزّة هو القاسم بن نافع بن أبي بزّة وأبو بزّة بشّار مولى عبد الله بن السائب. قال البخاري «6»: اسم أبي بزّة بشار، فارسي من همذان «7» أسلم على يد السائب «8» بن صيفي. 207 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: أخبرني إسحاق بن أحمد، قال: أخبرنا البزيّ، قال: قال لي أبو
عبد الرحمن «1»: كيف تقرأ يتبوّأ منها حيث يشاء «2» [يوسف: 56] بالياء أم بالنون؟ فقلت: بالنون، فقال: كذلك أقرأ ومن قرأها بالياء، فإنه يقول قول القدريّة «3». 208 - وأما ابن فليح «4» فهو عبد الوهّاب بن فليح المكي مولى عبد الله «5» بن عامر بن كريز العبشمي «6» يكنى أبا إسحاق. حدّثنا بذلك أبو الفتح شيخنا قال نا عبد الله، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا الخزاعي «7». 209 - حدّثنا أبو الفتح، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا إبراهيم، قال: حدّثنا إسحاق بن أحمد، قال: قال عبد الوهّاب بن فليح: كنت أختلف إلى مشايخ من أهل العلم بالقرآن من القرشيين وغيرهم من أهل مكة فأسألهم وأستنبئهم وآخذها عنهم «8». 210 - وقال محمد «9» بن الحسن النقّاش عن محمد بن عمران الدينوري عن
ذكر أبي عمرو البصري
ابن فليح، قال: قرأت على أكثر من ثمانين شيخا، منهم من قرأت عليه ومنهم من سألته عن الحروف المكيّة، ومنهم من سمعته يقرأ بالناس في رمضان، وكلهم خرج على يدي القسط «1» في القراءة والنحو «2». 211 - قال أبو عمرو: ورواية هؤلاء الثلاثة عن ابن كثير بإسناد يأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى والله الموفّق. ذكر أبي عمرو البصري 212 - وهو أبو عمرو «3» بن العلاء بن عمّار بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهم بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ويقال ابن حلهمة بن [حجر «4» ابن] خزاعي. حدّثنا نبيه محمّد بن عليّ، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: أخبرني الفضل بن الحسن بن عبد الله الخزاعي، قال: حدّثنا روح بن عبد المؤمن قال: حدّثنا العريان بن أبي سفيان أخي أبي عمرو ابن العلاء فذكره، وقال: اسم أبي عمرو زبّان بن العلاء «5». 213 - واختلف في اسمه فقيل: العريان «6»، وقيل: زبّان، وقيل: يحيى، وقيل: محبوب،
وقيل: جنيد، وقيل: عيينة، وقيل: عثمان، وقيل: عيّاد، «1» وقال عمرو «2» بن شبّة: اسمه كنيته لا اسم له غير ذلك. وكذا قال الأصمعي «3». 214 - وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، وله سنّ يحتمل أن يلقى من تأخر موته منهم، لأن محمد بن أحمد حدّثنا أن مجاهدا حدّثهم قال: نا إسماعيل بن إسحاق قال: نا نصر بن علي عن الأصمعي، قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: كنت رأسا والحسن حيّ «4». 215 - قال ابن مجاهد: وقال ضمرة عن ابن شوذب: توفي الحسن سنة عشر ومائة «5» فهذا يدلّ على أنه قد أدرك ببلده أنس بن مالك؛ لأن أنسا توفي سنة إحدى وقيل: اثنتين، وقيل: ثلاث وتسعين «6» لكنّا لا نعلم له عنه رواية «7» وعظم روايته عن التابعين، ويقال: إنه ولد بمكة سنة ثمان وستين. ويقال قبلها، ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة.
216 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثوني عن محمد ابن سلام، قال: مرّ أبو عمرو بن العلاء بمجلس قوم فقال رجل من القوم: ليت شعري ممّن هذا، أعربي «1» أم مولى؟ وهو على بغلة له، فقال: النسب في مازن، والولاء للعنبر «2»، وقال: عدس «3» للبغلة ومضى. 217 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني بعض أصحابنا عن أبي بكر بن خلاد عن وكيع بن الجراح، قال: قرأت على قبر أبي عمرو ابن العلاء بالكوفة: هذا قبر أبي عمرو بن العلاء مولى بني حنيفة «4». 218 - قال أبو عمرو: إنما قيل هذا لأن أمه من بني حنيفة واسمها عائشة بنت عبد الرحمن بن ربيعة بن بكر بن حنيفة، حكى ذلك بعض أهل النسب «5». 219 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني الحسن بن
سعيد الموصلي، قال: أخبرني عامر بن صالح المقرئ عن يحيى بن المبارك، قال: اسم أبي عمرو العربان بن العلاء «1». 220 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني أبو أحمد ابن موسى قال: حدّثنا طائع، قال: حدّثنا الأصمعي، قال أبو عمرو بن العلاء اسمه أبو عمرو ولا اسم له غيره «2». 221 - حدّثنا محمد بن علي قال: حدّثني ابن مجاهد قال: حدّثني عبد الله اليزيدي قال: حدّثني ابن أخي الأصمعي، عن عمّه قال: كنت إذا سمعت أبا عمرو يتكلم ظننت أنه لا يحسن شيئا ولا يلحن يتكلم كلاما سهلا «3». 222 - حدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ قال: حدّثنا الحسن بن رشيق المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن شعيب قال: حدّثنا صالح بن زياد ح «4».
223 - وحدّثنا محمد بن علي قال: حدّثنا محمد بن قطن قال: حدّثنا سليمان بن خلاد قالا «1»: حدّثنا اليزيدي قال: كان أبو عمرو قد عرف القراءة فقرأ من كل قراءة بأحسنها وبما يختار العرب وبما بلغه من (لغة) النبي صلى الله عليه وسلم [12/ و] وجاء تصديقه في كتاب الله عزّ وجلّ. «2» 224 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: وحدّثني فضلان المقرئ، قال: حدّثني أبو حمدون [عن اليزيدي] «3» أبي عمرو، قال: سمع سعيد بن جبير قراءتي، فقال: الزم قراءتك هذه «4». 225 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: وحدّثونا عن وهب ابن جرير، قال: قال لي شعبة: تمسّك بقراءة أبي عمرو، فإنها ستصير للناس إسنادا «5». 226 - حدّثنا محمد قال: حدّثنا محمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عيسى، قال: حدّثنا نصر بن عليّ، قال: قال لي أبي: قال لي شعبة: انظر ما يقرأ به أبو عمرو بن العلاء مما يختاره لنفسه فاكتبه، فإنه سيصير للناس إسنادا. قال نصر: قلت لأبي: كيف تقرأ؟ قال: على قراءة أبي عمرو. وقلت للأصمعي: كيف تقرأ؟ قال: قراءة أبي عمرو «6».
227 - حدّثنا طاهر بن غلبون المقري، قال: حدّثنا الحسن بن رشيق، قال: حدّثنا محمد بن أحمد الداجوني، قال: حدّثني أحمد بن الحسين، قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن الرومي، قال: حدّثني أحمد بن الحسين بن موسى، قال: سمعت أبا عمرو يقول: ما قرأت حرفا من القرآن إلّا بسماع واجتماع من الفقهاء، وما قلت برأيي إلا حرفا واحدا، فوجدت الناس قد سبقوني إليه وأملي لهم «1». 228 - حدّثنا محمد بن علي الكاتب قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن دريد قال: حدّثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة، قال: قال أبو عمرو بن العلاء: أنا زدت هذا البيت في أول قصيدة الأعشى وأستغفر «2» الله منه: وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصّلعا «3».
229 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا عبيد الله بن علي الهاشمي وإسماعيل بن إسحاق، قالا: حدّثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا الأصمعي، قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ به لقرأت حرف كذا كذا «1» وحرف كذا وكذا «2». 230 - حدّثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد، قال: حدّثني شجاع بن أبي نصر «3» وكان صدوقا مأمونا، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضت عليه أشياء من قراءة أبي عمرو فما ردّ عليّ إلّا حرفين «4»، قال أبو عمرو: أحدهما: وأرنا مناسكنا «5» [البقرة: 128] وأحسب الآخر ما ننسخ من ءاية أو ننسها «6» [البقرة: 106]. 231 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني جعفر بن محمد المعروف بالعثور، قال: حدّثنا محمد بن بشير، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله قد اختلف «7» عليّ القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ فقال: «اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء» «8».
232 - حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أبو العباس البلخي، قال: حدّثنا سريج بن يونس قال: حدّثنا شجاع بن أبي نصر عن أبي عمرو، قال: رآني سعيد ابن الجبير وأنا جالس مع الشباب فقال: عليك بالشيوخ «1». 233 - حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن دريد، قال: حدّثنا أبو عثمان، قال: حدّثنا بعض أصحابنا، قال: قال أبو عمرو بن العلاء «2»: ناظرت عمرو بن عبيد في الوعيد، فقال: إن الله تبارك وتعالى لا يوعد شيئا فيخلفه. فقلت له: يا أبا عثمان ليس لك علم باللغة إن خلف الوعيد عند العرب ليس بخلف ثم أنشده: وإني إذا أوعدته أو وعدته ... ليكذب إيعادي ويصدق موعدي «3» 234 - حدّثني إبراهيم بن خطاب اللحائي «4»، قال: قال «5»: حدّثنا أحمد بن خالد، قال: حدّثنا مسلم بن الفضل، قال: حدّثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قال:
حدّثنا المنقري، قال: حدّثنا الأصمعي، قال: قال أبو عمرو: إنما سمّي القرآن الفرقان؛ لأنه فرّق بين الحق والباطل، والمؤمن والكافر «1». 235 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني عبيد الله ابن علي، قال: حدّثنا ابن أخي الأصمعي عن عمّه، قال: قلت لأبي عمرو: وبركنا عليه [الصافات: 113] في موضع وتركنا عليه [الصافات: 129] أتعرف هذا؟ قال: ما يعرف إلا أن يسمع من المشايخ الأوّلين، قال: وقال أبو عمرو: إنما نحن في من مضى كبقل في أصول نخل طوال «2». 236 - أخبرنا الفارسي عبد العزيز بن غسّان، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو بكر عن جعفر بن محمد عن أحمد الأسود القاضي «3» أن أبا عمرو كان متواريا، فدخل عليه الفرزدق، فأنشده: ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها ... حتى أتيت أبا عمرو بن عمّار حتى أتيت فتى ضخما دسيعته ... مرّ المريرة، حرّا، وابن أحرار ينميه من مازن في فرع نبعتها ... جدّ كريم، وعود غير خوّار «4»
237 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني عبيد الله، قال: حدّثني ابن أخي الأصمعي عن عمّه، قال: قال أبو عمرو: نظرت في هذا العلم قبل أن أختن، وهو يومئذ ابن أربع وثمانين «1». 238 - قرأت على خلف بن إبراهيم من خطه في كتابه، توفي أبو عمرو بالكوفة عند محمد ابن سليمان سنة أربع وخمسين ومائة «2». 239 - قال الأصمعي: مات وهو ابن ست وثمانين «3». 240 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثوني عن الأصمعي، قال: توفي أبو عمرو وهو ابن ست وثمانين «4». 241 - قال ابن مجاهد: دخل أبو عمرو الكوفة، وتوفي بها عند محمد بن سليمان «5».
ذكر راوييه
242 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا جعفر بن محمد، قال: حدّثنا عمر «1» ابن يوسف البروجرديّ، قال: مات أبو عمرو زبان بن العلاء قبل أبي جعفر المنصور بسنتين «2». ذكر راوييه 243 - فأمّا اليزيدي «3» فهو يحيى بن المبارك العدويّ البصري النحوي، يكنى أبا محمد ويعرف باليزيدي، وهو مولى عبد مناف «4» بن تميم، وقال أبو حاتم: هو مولى بني عديّ وليس منهم، ولكن كان نازلا فيهم «5» نسب إلى اليزيدي، وكان مؤدّبا ليزيد ابن مزيد «6». 244 - وقال غير أبي حاتم: هو منسوب إلى يزيد بن منصور الحميري «7» خال
المهدي «1»، نسب إليه لصحبته إيّاه. 245 - وأدّب المأمون بعد الكسائي، وخرج معه إلى خراسان فتوفي بها سنة اثنين ومائتين. 246 - أخبرني خلف بن إبراهيم، قال: نا محمد بن عبد الله الأصبهاني قال: أنا المعدّل يعني محمد بن يعقوب، قال: أخبرني عبيد الله بن محمد عن أخيه عن يحيى ابن المبارك، قال: كان أبي يعني المبارك صديقا لأبي عمرو بن العلاء فخرج إلى مكة فذهب أبو عمرو يشيّعه، قال يحيى: وكنت معه، فأوصى أبي أبا عمرو في وقت ما ودّعه، ثم مضى فلم يرني أبو عمرو حتى قدم أبي ذهب أبو عمرو يستقبله، ووافقني عند أبي فقال: يا أبا عمرو كيف رضاك عن يحيى؟ قال: ما رأيته منذ وقت فارقتك إلى هذا الوقت، فحلف أبي لا يدخل إلى البيت حتى أقرأ على أبي عمرو القرآن كله قائما على رجليّ، فقعد أبو عمرو وقمت أقرأ عليه، فلم أجلس حتى ختمت القرآن على أبي عمرو كله. قال: وأحسب أنه قال: كانت اليمين بالطلاق «2». 247 - وأما شجاع «3» فهو شجاع بن أبي نصر الخراساني نزل العراق يكنى أبا نعيم، وكان (خيرا) فاضلا ثقة مأمونا. 248 - قال ابن مجاهد: لا نعلم أن أحدا يقول قرأت على أبي عمرو إلا شجاع ابن أبي نصر.
ذكر ابن عامر الشامي
249 - وفي الخبر الذي ذكرناه عن اليزيدي دلالة واضحة على أنه عرض على أبي عمرو، وكذلك سائر الأسانيد الواردة عنه تدلّ على ذلك أيضا. 250 - حدّثنا الخاقاني، قال: حدّثنا أبو بكر المكّي، قال: حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: حدّثني أبو نعيم القارئ شجاع بن أبي نصر من أهل خراسان كان قديما في القراءة أنه سمع القراءة من أبي عمرو نفسه، وذكر أنه قرأ عليه القرآن مرات قال القاسم: وكان صدوقا مأمونا «1». ذكر ابن عامر الشامي 251 - وهو عبد الله «2» بن عامر اليحصبي «3»، [ويحصب] «4» بطن من بطون اليمن يكنى أبا عمران، وقيل: أبا نعيم. وولّي القضاء بدمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك. 252 - وهو من الطبقة الثانية من التابعين، وقد لقي جماعة من الصّحابة وروى عنهم، منهم معاوية بن أبي سفيان، وأبو الدرداء وفضالة «5» بن عبيد، وواثلة بن
الأسقع، والنعمان بن بشير وغيرهم «1». 253 - وليس في أئمة القراءة عربي غيره وغير أبي عمرو ومن سواهما مولى. 254 - حدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا عليّ قال: حدّثنا [أبو عبيد «2» أن]: عبد الله بن عامر اليحصبي هو إمام أهل دمشق في دهره وإليه صارت قراءتهم «3». 255 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: فأمّا أهل الشام فيسندون قراءتهم إلى عبد الله بن عامر اليحصبي، وعلى قراءته أهل الشام وبلاد الجزيرة «4». 256 - حدّثنا طاهر بن غلبون المقرئ قال: كان عبد الله بن عامر اليحصبي منسوبا إلى يحصب «5» بن دهمان بن عامر بن جبير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عامر بن أرفخشذ بن شافخ بن سام بن نوح بن آل، متصل بآدم صلى الله عليه وسلم «6». 257 - قال: أبو الحسن «7» وكنيته أبو نعيم، وقيل: أبو عمران «8».
258 - حدّثني عبد الملك بن الحسن الصّقلّي، قال: حدّثنا أبو بكر الجوزقي، قال: حدّثنا [13/ و] مكّي بن عبدان قال: حدّثنا مسلم بن الحجّاج، قال: أبو عمران عبد الله بن عامر اليحصبي سمع معاوية «1». 259 - كتبت من كتاب شيخنا خلف بن قاسم بن سهل، وقرأ على أبي الميمون «2» عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، قال: حدّثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، قال: حدّثنا هشام قال: سمعت الهيثم بن عمران، قال: كان عبد الله بن عامر رئيس أهل المسجد «3». 260 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر،
قال: حدّثنا وكيع بن خلف «1»، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن معدان عن هيثم بن مروان عن أبي مسهر سويد بن عبد العزيز، قال: كان على القضاء بدمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك عبد الله بن عامر اليحصبي. 261 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ قال: حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطيّ، قال: حدّثنا الوليد ابن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبر، قال: حدّثني عبد الله بن عامر اليحصبي عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني» «2».
ذكر رواته
262 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا أبو بكر، قال: حدّثني محمد بن سند، قال: حدّثنا عليّ بن عبد العزيز الحوطي، قال: حدّثنا الواقدي، قال: توفي ابن عامر بدمشق سنة ثماني عشرة ومائة «1». ذكر رواته 263 - فأما ابن ذكوان «2» فهو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الفهري «3» الدمشقي، يكنى أبا عمرو. 264 - قال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمر: حدّثني عبد الله بن أحمد بن ذكوان قال: ولدت سنة ثلاث وسبعين ومائة يوم عاشوراء. قال أبو زرعة: وتوفي عبد الله في شوّال سنة اثنتين وأربعين ومائتين، توفي وهو في السبعين. 265 - وأما هشام «4» فهو
هشام بن عمّار بن نصير «1» بن أبان بن ميسرة السّلميّ «2» القاضي الدمشقي يكنى أبا الوليد وهو أسنّ من ابن ذكوان بثلاث وعشرين سنة. 266 - قال أبو زرعة: حدّثنا هشام بن عمّار قال: ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة، قال: ومات سنة خمس وأربعين ومائتين. 267 - حدّثنا عبيد الله بن سلمة المكتّب «3»، قال: حدّثنا عبد الله بن عطيّة، قال: حدّثنا الحسين بن حبيب قال: حدّثنا هارون بن موسى، قال: كانت حروف أهل الشام عند هشام قليلة وهي عند عبد الله بن ذكوان كثيرة «4». 268 - يعني الحروف المرويّة في الكتاب دون التلاوة. 269 - وأما ابن عتبة «5» فهو الوليد بن عتبة دمشقي يكنى أبا العبّاس. 270 - قال أبو زرعة: حدّثني محرز بن محمد ومحمود بن خالد أنهما سمعا الوليد بن مسلم يقول للوليد بن عتبة: اقرأ يا أبا العباس وكان يقرأ القرآن في مجلسه «6».
271 - قال أبو زرعة: ومات الوليد في جمادى الأولى سنة أربعين ومائتين، وولد سنة ست وسبعين. [ومات] «1» وهو ابن أربع وستين سنة. 272 - وأما ابن بكار «2» فهو عبد الحميد بن بكار الكلاعي «3» الدمشقي نزل بيروت قرية من قرى دمشق يكنى أبا عبد الله. 273 - حدّثنا محمد بن أحمد بن عليّ، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بالرملة، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عبد الحميد بن بكّار أبو عبد الله «4». 274 - قال لي فارس بن أحمد المقرئ: قال لي عبد الباقي بن الحسن المقرئ: رجعت الإمامة في القراءة بعد أيوب «5» إلى ابن ذكوان وبعده هشام، وعبد الحميد بن بكّار، وأبو مسهر يعني عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني. 275 - وأما الوليد «6»: فهو الوليد بن مسلم مولى بني أميّة دمشقي يكنى أبا العباس وهو أسنّ رواة قراءة ابن عامر وأجلّهم، قرأ على يحيى «7» بن الحارث نفسه وضبط عنه القراءة.
276 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدّثنا ابن أبي رزمة، قال: الوليد بن مسلم يكنى أبا العبّاس «1». 277 - قال أحمد «2»: قال لي أبي: توفي الوليد سنة خمس وتسعين في أوّلها. 278 - قال أبو زرعة: ولد الوليد سنة تسع عشرة ومائة وتوفي في منصرفه من الحجّ بذي المروة «3». 279 - قال أبو عمرو: ورواية هؤلاء الخمسة عن ابن عامر بإسناد، فأمّا ابن ذكوان وابن عتبة وابن بكار، فأخذوا [13/ ظ] عن أبي سليمان أيوب بن تميم التميميّ الدمشقيّ. وأمّا هشام فأخذ عن أبي الضحّاك «4» عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح بن جشيم المري الدمشقي، وأخذ أيّوب وعراك والوليد بن مسلم عن أبي عمر «5» يحيى بن الحارث الذماري الغسّاني. 280 - وذمار «6» كورة من كور اليمن، قال البخاري: هي على ليلتين من صنعاء. 281 - وأخذ يحيى عن عبد الله بن عامر وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة بالشام، وأتمّ الناس بها فيما بعده، ولقي واثلة بن الأسقع صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع القاسم «7» بن عبد الرحمن أبا عبد الرحمن.
ذكر عاصم الكوفي
282 - قال خليفة «1» بن الخيّاط: مات يحيى بن أبي يحيى الذماري من أهل الشام سنة خمس وأربعين ومائة. 283 - وقال محمد بن أحمد «2» الدولابي: توفي يحيى وهو ابن تسعين سنة. ذكر عاصم الكوفي 284 - وهو عاصم «3» بن أبي النجود، ويقال ابن بهدلة وقيل بهدلة اسم أبيه، وقيل اسم أبي النجود عبد «4». 285 - وهو مولى بني خزيمة بن مالك بن نصر بن قعين الأسدي «5» ويكنى أبا بكر.
286 - وهو من الطبقة الثالثة من التابعين «1» وقد لقي من الصحابة أبا رمثة «2» رفاعة بن يثربي التميمي، والحارث «3» بن حسّان البكري وافد بني بكر، وروى عنهما «4». 287 - وحدّث عن عاصم جماعة من جلّة التابعين، توفي بعضهم قبله منهم عرفجة «5» بن عبد الواحد، وأبو صالح «6» السمّان، وعطاء بن أبي رباح «7»، وغيرهم «8»، وقد روى أيضا أبو صالح عن عرفجة عنه. 288 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: حدّثنا ابن أصبغ قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: حدّثنا ابن الأصبهاني ومحمد بن إسماعيل العبدي، قالا: حدّثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث بن حسّان، قال: قدمت مكة، فأتيت المسجد، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وبلال قائم متقلّدا سيفا «9».
289 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال أبو بكر عاصم بن أبي النّجود «1»: 290 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت أبي يقول: عاصم بن أبي النجود هو عاصم بن بهدلة «2». 291 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا عبد الله «3» ابن محمد، قال: حدّثني يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عيّاش، قال: لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من عاصم يعني ابن أبي النجود ما أستثني أحدا من أصحاب عبد الله «4». 292 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: حدّثنا الأخنسي يعني محمد بن عمران قال: سمعت أبا بكر بن عياش، قال: سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أقرأ من عاصم يعني ابن أبي النّجود «5». 293 - حدّثنا ابن عفّان قال: حدّثنا قاسم، قال: حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدّثنا عبيد بن يعيش، قال: سمعت أبا بكر بن عيّاش، يقول: ما رأيت أقرأ من عاصم
فقرأت عليه «1». 294 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا عبد الله «2» ابن محمد بن شاكر، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا حسين بن صالح، قال: ما رأيت أحدا قطّ كان أفصح من عاصم بن أبي النجود إذا تكلم كاد يدخله خيلاء «3». 295 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: أخبرني جعفر ابن محمد الفريابي «4»، قال: حدّثنا منجاب، قال: أخبرنا شريك، قال: كان عاصم صاحب همز ومدّ وقراءة شديدة «5». 296 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا محمد بن يزيد، قال: حدّثنا يحيى بن آدم عن شريك، قال: سمعت مسعرا يقرأ على عاصم فمرّ بحرف، فلحن فقال له عاصم: أرغلت يا أبا سلمة «6».
297 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا ابن شهريار، قال: حدّثنا حسين قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا أبو بكر قال: كان عاصم نحويّا، فصيحا، إذا تكلم، مشهور الكلام «1». 298 - حدّثنا ابن عفّان قال: حدّثنا قاسم، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا عفان ابن مسلم، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: حدّثنا عاصم، قال: ما قدمت على أبي وائل من سفر إلا قبّل كفي «2». 299 - أخبرنا سلمون بن داود، قال: حدّثنا أبو علي بن الصوّاف، [14/ و] قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن عاصم بن بهدلة، فقال: رجل صالح خيّر ثقة «3». 300 - أخبرنا الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: نا قاسم المطرّز وابن جرير قالا: أنا أبو كريب، قال: حدّثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن شمر بن عطية قال: فينا رجلان أحدهما أقرأ الناس لقراءة زيد: عاصم، والآخر أقرأ الناس لقراءة عبد الله: الأعمش «4».
301 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني جعفر بن محمد وقاسم ابن زكريا عن أبي كريب عن أبي بكر بن عيّاش، قال: قال لي عاصم: مرضت سنتين فلمّا قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفا «1». 302 - أخبرنا عبد العزيز بن أبي غسّان الفارسي، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: نا حمدان بن يعقوب، قال: نا عليّ بن محمد الضرير، قال: نا ابن أبي حمّاد عن حفص، قال: كان عاصم إذا قرئ عليه أخرج يده فعدّ «2». 303 - أخبرنا عبد الله بن أحمد في كتابه، قال: نا الحسن بن أبي الحسن السّرخسي، قال: نا زنجويه بن محمد، قال: نا محمد بن إسماعيل، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: نا إسماعيل بن مجالد، قال: مات عاصم سنة ثمان وعشرين ومائة «3».
ذكر رواته
304 - أخبرني أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن معاذ، قال: نا عبد الله بن أحمد بن معاذ، قال: نا عبد الله بن أحمد الفرغاني، قال: نا محمد بن جرير، قال: وعاصم بن أبي النجود الأسدي توفي سنة ثمان وعشرين ومائة «1». 305 - قال أبو عمرو: وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: مات عاصم سنة سبع وعشرين ومائة «2». ذكر رواته 306 - فأما أبو بكر «3» فهو شعبة بن عياش بن سالم الكوفي الحنّاط «4» مولى
واصل بن حيّان الأحدب «1»، وقال البخاري: هو مولى بني كاهل من أسد «2». 307 - وقد اختلف في اسمه، فقيل: اسمه كنيته، وقيل: سالم، وقيل: محمد، وقيل: عطاء، وقيل: مطرف، وقيل: عنترة، وقيل: رؤبة، وقيل: عبد الله «3». 308 - حدّثني عبد الملك بن الحسن قال: نا أبو بكر الجورقي، قال: نا مكّي بن عبدان قال: نا مسلم بن الحجّاج «4» قال: أبو بكر بن عياش الأسدي، قال أبو حفص «5»: اسمه سالم، وقال غيره: شعبة. 309 - حدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: نا عبد الباقي بن الحسن، قال: حدّثني عبيد الله ابن سليمان النخّاس قال: وجدت في كتابي بخطي عن عمر بن أيوب بن إسماعيل السّقطي، قال: نا محمد بن بكّار بن الريّان نا أبو بكر بن عيّاش واسمه رؤبة «6».
310 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: نا أحمد بن زهير، قال: نا يحيى بن أيوب، قال: سمعت أبا عيسى النخعي، قال: لم يفرش لأبي بكر بن عياش فراش خمسين سنة «1». 311 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن الحسين المقرئ، نا أحمد ابن موسى، قال: نا الحسن بن مهران بن الوليد الأصبهاني: قال: نا أحمد بن عليّ بن عبد الرحمن الكوفي، قال: نا محمد بن يزيد المرادي، قال: لمّا حضرت أبا بكر بن عيّاش الوفاة بكت ابنته، فقال: يا بنيّة لا تبكي أتخافين أن يعذبني الله عزّ وجلّ وقد ختمت في هذه الزاوية أربعة وعشرين ألف ختمة «2»؟! 312 - حدّثنا عبد الرحمن بن عفّان، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: نا أحمد بن أبي خيثمة قال: نا محمد بن يزيد، قال: سمعت داود بن يحيى بن يمان يحدّث عن ابن المبارك، قال: ما رأيت أحدا أشرح للسّنّة من أبي بكر بن عيّاش «3».
313 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن شهريار، قال: نا حسين بن الأسود، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: قال لي أبو بكر ابن عيّاش: إنك لتسألني عن شيء من هذه الحروف قد أعملت نفسي فيه زمانا سنة بعد سنة في الصيف والشتاء والأمطار، وذكر من اهتمامه بهذه الحروف وطلبه لها من عاصم اهتماما وطلبا شديدا، وقال: إنما تعلّمت من عاصم القرآن كما يتعلّم الصبي من المعلم، قال: فلقي منّي شدّة، قال: فما أحسن غير قراءة عاصم. قال: وقال: هذا الذي أخبرك من القرآن إنما تعلّمته من عاصم تعلّما. قال أبو بكر: وقال لي عاصم حين سمع قراءتي: أحمد الله فإنك قد جئت وما تحسن شيئا، قال: فقلت: أنا خرجت من الكتّاب وجئت إليك «1». 314 - حدّثنا ابن عفّان قال: نا قاسم قال: حدّثنا [أحمد بن] «2» زهير، قال: حدّثنا عبيد بن يعيش، قال: سمعت أبا بكر بن عيّاش، يقول: ما رأيت أفقه من مغيرة فلزمته، وما رأيت أقرأ من عاصم فقرأت عليه «3». 315 - حدّثنا ابن عفّان، قال: حدّثنا قاسم قال: حدّثنا أحمد، قال: سمعت يحيى ابن معين، يقول: ولد أبو بكر بن عيّاش سنة أربع وتسعين «4». 316 - حدّثنا أبو الفتح قال: حدّثنا عبد الله بن الحسن، قال: حدّثنا أبو بكر ابن داود قال: نا محمد بن إسماعيل، قال: مات أبو بكر بن عيّاش سنة أربع
وتسعين ومائة «1». 317 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: نا عبد الباقي بن الحسن، قال: نا عليّ بن جعفر بن خليع، قال: توفي أبو بكر سنة أربع وتسعين ومائة، وامتنع من الأخذ على الناس بعد سنة أربع وسبعين ومائة «2». 318 - وأما حفص «3» فهو حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي البزاز الكوفي، يكنى أبا عمر ويعرف بحفيص. 319 - قال وكيع بن الجراح: وكان ثقة «4». 320 - وقال يحيى بن معين: حفص بن سليمان وأبو بكر بن عيّاش من أعلم الناس بقراءة عاصم، قال: وكان حفص أقرأ من أبي بكر «5». 321 - وقال ابن مجاهد: بلغني عن يحيى بن معين أنه قال: الرواية الصحيحة التي رويت من قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان «6». 322 - قال ابن مجاهد: وقال أبو هشام الرفاعي: كان ممن يعرف بقراءة عاصم بالكوفة حفص بن أبي داود، وكان أعلمهم بقراءة عاصم ثم أبو بكر بن عياش «7».
323 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني وهب بن عبد الله قال: حدّثنا الحسن بن المبارك، قال: نا عمرو بن الصبّاح عن أبي عمر البزاز وهو حفص بن سليمان بن المغيرة ويعرف بالأسدي «1». 324 - حدّثنا حمزة بن علي البغدادي، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد بن القاسم بن أبي خلّاد، قال: نا عبد الله بن محمد البغوي، قال: نا أبو الربيع الزهراني، قال: نا حفص بن أبي داود الأسدي «2». 325 - أنا أبو الربيع بن داود قال: نا أبو علي بن الصوّاف، قال: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: نا أبي قال: نا وكيع عن سفيان عن أبي عمر البزاز وكان ثقة كذا قال وكيع «3».
326 - قال أبو عمرو: مات حفص فيما ذكره البخاري في التاريخ الأوسط قريبا من سنة تسعين ومائة «1». 327 - حدّثنا ابن عفّان، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: نا أحمد ابن حنبل عن يحيى بن سعيد، قال: مات حفص بن سليمان قبل الطاعون بقليل، قال أحمد: وكان ثقة «2». 328 - قال أبو عمرو: وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة. 329 - وقد ظن أبو طاهر بن أبي هاشم وجماعة من مصنّفي القراءات لقلّة معرفتهم بنقلة الأخبار ورواة الآثار أن حفص بن سليمان هذا هو الأسدي الكوفي أبو عمر القارئ، وإنما هو المنقريّ البصريّ أبو الحسن من أقران أيّوب السختياني «3». 330 - وأمّا المفضل «4» فهو المفضل بن محمد بن يعلى بن سالم بن أبيّ بن سلمى بن ربيعة بن ريّان بن عامر بن ثعلبة «5» الضّبّي «6» النحوي الكوفي، يكنى أبا محمد. 331 - وفيه يقول عبد الله بن المبارك- وقد سأل عن شيوخ من أهل الكوفة، فقيل له: ماتوا: نعي لي رجال والمفضل منهم فكيف تقرّ «7» العين بعد المفضل «8»؟
332 - أخبرنا بذلك عبد الوهّاب بن أحمد بن منير، قال: نا ابن الأعرابي قال: نا عبد الله بن أسامة، قال: سمعت الحسن بن الربيع يقول: سمعت الحسن بن عيسى يقول: سمعت ابن المبارك يقول «1». 333 - وأمّا حمّاد «2» بن أبي زياد، فهو حمّاد بن شعيب واسم أبي زياد شعيب التميمي الكوفي يكنى أبا شعيب. 334 - حدّثنا بنسبه وكنيته عبد الرحمن بن عثمان، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: نا أحمد بن أبي خيثمة «3». 335 - سمعت فارس بن أحمد يقول: كان عبد الله بن الحسن يقول فيه: حمّاد ابن زياد والصّواب حمّاد بن أبي زياد اسم أبي زياد: شعيب. 336 - حدّثنا عبد الرحمن بن عمر المعدل، قال: نا محمد بن حامد قال: نا محمد بن الجهم، قال: نا عبد الله بن عمر «4»، قال: نا حمّاد بن شعيب أبو شعيب الحمّاني «5».
ذكر حمزة الكوفي
ذكر حمزة الكوفي 337 - وهو حمزة «1» بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات الفرضي مولى بني تيم الله يكنى أبا عمارة. 338 - وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، وله سنّ يحتمل أن يلقى من تأخّر موته منهم ببلده، لأن محمد بن عليّ الكاتب نا قال حدّثنا ابن مجاهد قال: نا ابن أبي الدنيا، قال: قال محمد بن الهيثم المقرئ: أخبرني الحسن بن بكار أنه سمع شعيب ابن حرب يقول: أمّ حمزة الناس سنة مائة «2». 339 - فهذا يدل على أنه قد أدرك ببلده عبد الله بن أبي أوفى، ورأى أنسا؛ لأن عبد الله توفي بالكوفة سنة ست وثمانين «3»، وأنسا توفي سنة إحدى وتسعين «4»، غير
أنّا لا نعلم له رواية عنهما، ولا عن غيرهما من الصحابة وعظم روايته عن التابعين وعن أتباعهم. 340 - قال سهل بن محمد التميمي نا سليم قال: سمعت حمزة يقول: ولدت سنة ثمانين وأحكمت القراءة ولي خمس عشرة سنة «1». 341 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: نا أحمد بن زهير، قال: نا الأخنثي، قال: نا ابن فضيل عن حمزة الزيّات مولى بني تيم الله «2». 342 - أخبرنا حاتم بن عبد الله البزاز، قال: نا أبو محمد قاسم بن أصبغ، قال عبد الله بن مسلم: حمزة «3» الزيات هو حمزة بن حبيب بن عمارة ويكنى أبا عمارة مولى لآل عكرمة بن ربعي التيمي، كان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان ويجلب من حلوان الجبن إلى الكوفة «4». 343 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني علي بن الحسن الطيالسي، قال: سمعت محمد بن الهيثم، يقول: أدركت الكوفة ومسجدها الغالب عليه قراءة حمزة. ولا أعلمني أدركت حلقة من حلق المسجد الجامع يقرءون قراءة عاصم «5».
344 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا علي بن محمد النخعي قال: نا محمد بن علي بن عفان قال: سمعت عبد الله بن موسى يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض. قال عبيد الله: ما رأيت أقرأ من حمزة قرأ على الأئمة «1». 345 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني عبد الله بن أبي الدنيا، قال: قال محمد بن الهيثم: سمعت خلف بن تميم، يقول: حدّثني حمزة الزيّات أن سفيان الثوري عرض عليه القرآن أربع عرضات، قال: وقال حمزة: أتاني علي بن صالح فسألني أن أقرئه فأخذت عليه «2». 346 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني ابن أبي الدنيا «3» قال: حدّثني الطيب بن إسماعيل عن شعيب بن حرب، قال: سمعت حمزة يقول: ما قرأت حرفا إلا بأثر «4». 347 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: نا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال: حدّثنا عقبة بن قبيصة بن عقبة، قال: سمعت أبي
يقول: كنّا عند سفيان الثوري، فجاء حمزة بن حبيب الزيّات كلّمه «1»، فلما قام من عنده أقبل علينا سفيان الثوري، فقال: أترون هذا، ما قرأ حرفا من كتاب الله عزّ وجلّ إلا بأثر «2». 348 - حدّثنا ابن عفّان قال: نا قاسم، قال: نا أحمد بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حمزة الزيّات ثقة «3». 349 - حدّثنا محمد بن عبد الله بن عيسى، قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا عمرو بن حفص، قال: نا أحمد بن محمود، قال: نا عثمان بن سعيد، قال: قلت ليحيى بن معين: فحمزة الزيّات ما حاله؟ قال: ثقة «4». 350 - حدّثنا الحسين بن عليّ بن شاكر البصري، قال: نا أحمد بن نصر، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: حفظت عن عبد الله بن محمد بن شاكر قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: سمعت الحسين يقول: سمعت حمزة يقول: إنما الهمز رياضة «5».
351 - حدّثنا محمد بن أحمد. قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني ابن أبي الدنيا قال: قال ابن الهيثم محمد: أخبرني إبراهيم الأزرق، قال: كان حمزة يقرأ في الصلاة كما يقرأ لا يدع شيئا من قراءته، فذكر الهمز والمدّ والإدغام «1». 352 - أخبرنا الفارسي قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا ابن فرح، قال: سمعت أبا عمر يقول: سمعت سليمان يقول: قال حمزة: ترك الهمز في المحاريب من الأستاذية «2». 353 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني محمد بن عيسى، قال: نا سليم عن حمزة أنه كان إذا قرأ في الصلاة لم يكن يهمز «3». 354 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن، قال: نا جعفر الطيالسي، قال: حدّثنا يحيى بن معين قال: سمعت محمد بن فضيل يقول: ما أحسب أن الله عزّ وجلّ يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة «4».
355 - حدّثنا محمد بن خليفة بن عبد الجبّار الإمام، قال: نا محمد بن الحسين قال: حدّثنا العباس بن يوسف قال: نا إسحاق بن الجراح قال خلف بن تميم: مات أبي وعليه دين فأتيت حمزة الزيّات فسألته أن يكلّم صاحب الدّين أن يضع عن أبي من دينه شيئا، فقال لي حمزة: ويحك إنه يقرأ عليّ القرآن وأنا أكره أن أشرب من بيت من يقرأ عليّ الماء «1». 356 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد، قال: وحدّثني علي بن الحسين «2» قال: سمعت محمد بن الهيثم، يقول: حدّثني عبد الرحمن بن [أبي] «3» حمّاد، قال: سمعت حمزة يقول: إن لهذا التحقيق «4» منتهى ينتهي إليه، ثم يكون قبيحا
مثل البياض له منتهى ينتهي إليه، فإذا زاد صار «1» برصا ومثل الجعودة لها منتهى تنتهي إليه، فإذا زادت صارت قططا «2». 357 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الباقي بن الحسن، قال: لمّا توفي عاصم قيل لأبي بكر بن عيّاش: اجمع الناس على قراءة عاصم وانصب نفسك للأخذ عليهم، فامتنع من ذلك فرجع الناس إلى قراءة حمزة فاشتهرت له الإمامة بالكوفة بعد، وأقرأ حمزة «3» من سنة ثلاثين ومائة وتوفي سنة ست وخمسين ومائة. 358 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني ابن أبي الدنيا، قال: حدّثني محمد بن نصر البجلي «4» المقرئ، قال: مات حمزة سنة ست وخمسين ومائة «5». 359 - قال أبو عمرو: مات بحلوان في خلافة أبي جعفر المنصور والله أعلم «6».
ذكر راويه
ذكر راويه 360 - وهو سليم بن عيسى «1» الحنفي «2» الكوفي مولى تيم «3» بن ثعلبة بن ربيعة يكنى أبا عيسى، وقيل: أبا محمد نسبه البخاري «4». 361 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن الهيثم، قال: نا روح بن الفرج، قال: حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الملك، قال: كنّا نقرأ على حمزة ونحن شباب فإذا جاء سليم قال لنا حمزة: تحفّظوا وتثبّتوا قد جاء سليم «5». 362 - حدّثنا ابن جعفر، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا أحمد بن محمد الجوهري، قال: حدّثنا محمد بن الجهم، قال: حدّثنا خلف، قال: قرأت على سليم الكوفي مرارا وسمعت سليمان يقول: قرأت القرآن على حمزة عشر مرّات. قال خلف: ولم يخالف سليم حمزة في شيء من قراءته «6».
363 - قال أبو هشام الرفاعي: مات سليم سنة تسع وثمانين ومائة «1». 364 - قال هارون بن حاتم: سألت سليما متى ولدت؟ قال: سنة تسع عشرة ومائة. قال هارون: ومات سنة ثمان وثمانين ومائة «2». 365 - قال أبو عمرو: ولنذكر أصحاب سليم الخمسة الذين قرأنا لهم: خلف وخلّاد والدوري ورجاء وابن سعدان وما بلغنا من وفاة بعضهم وأخبارهم. 366 - فأما خلف «3» فهو خلف بن هشام بن ثعلب بن طالب البزّار «4» من أهل فم الصّلح «5»، يكنى أبا محمد. 367 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: ورفع إليّ قاسم المطرّز كتابا من حديثه حدّثنا ابن أبي الدنيا قال: سمعت خلفا البزار يقول: قدمت الكوفة على أن أقرأ على أبي بكر فلقيت أبا شهاب «6» فقال: أنا أكلّمه حتى يأخذ عليك، قال: فقال لي: قد لقيته فاذهب إليه، فلما ذهبت إليه وقفت بين يديه قال: فقال لي: عليك عليك عليك، قال: فتنحّيت من بين يديه ورحت إلى أبي شهاب، قال: فقلت: قال لي: عليك عليك عليك ازدراء. قال: مرّ أنا أكلّمه حتى يأخذ عليك، قال: فقلت: والله لا رجعت إلى إنسان ازدراني ولا قرأت عليه أبدا، قال: ثم ذهبت
إلى يحيى فأخذت القراءة عنه وهو حيّ «1». 368 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: نا ابن أبي خيثمة، قال خلف بن هشام: أبو محمد البزار المقري مات سنة تسع وعشرين ومائتين «2». 369 - وقال موسى «3» بن هارون: مات في جمادى الآخرة «4» وكان مختفيا أيام الجهميّة «5». 370 - وأما خلّاد «6» فهو خلّاد بن خالد ويقال خليد ويقال عيسى بن الشيباني الصيرفي الكوفي يكنى أبا عيسى. قال يزيد الحلواني: قرأت على خلّاد بن خالد الصيرفي، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: خلّاد بن خالد الشيباني أبو عيسى المقري «7». 371 - أخبرنا عبد الملك بن الحسين، قال: حدّثنا أبو بكر الجوزقي قال: حدّثنا مكّي بن عبدان، قال: حدّثنا مسلم بن الحجّاج، قال أبو عيسى: خلّاد بن عيسى القاري سمع سليما صاحب حمزة «8».
372 - وقال البخاري «1»: أبو عيسى خلّاد القاري الكوفي مات سنة عشرين ومائتين. 373 - وأما الدّوري «2» فهو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الأزدي الدّوري البغدادي النحوي، والدّور موضع ببغداد، يكنى أبا عمر. 374 - حدّثنا بنسبه فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسين عن زيد بن [أبي بلال] «3» عن أحمد بن فرج «4». 375 - ذهب بصره قبل وفاته وتوفي في حدود سنة خمسين ومائتين «5». 376 - وأما رجاء «6» فهو رجاء بن عيسى بن حاتم الجوهري الكوفي ويكنى أبا المستنير. 377 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن الحسن، قال: قرأت على أبي بكر الأدميّ وقال: قرأت على أبي أيوب الضّبّي، وقال أبو أيّوب: قرأت على رجاء بن عيسى بن رجاء الجوهري، وكان يكنى أبا المستنير «7».
ذكر الكسائي الكوفي
378 - وقال أبو أيوب: كنت أسأل أبا المستنير عند ختمي عليه القرآن: هذا التحقيق عن من رويته؟ فقال: هذا قرأته على إبراهيم بن زربي، وأخبرني إبراهيم أنه قرأ هكذا على سليم. 379 - وأما ابن سعدان «1» فهو محمد بن سعدان النحوي الكوفي الضرير صاحب الكسائي والفرّاء «2»، يكنى أبا جعفر. 380 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد وابن الأنباري، قالا: حدّثنا محمد بن يحيى، قال: حدّثنا أبو جعفر الضرير محمد بن سعدان «3». 381 - قال محمد بن الحسن النقّاش: مات ابن سعدان يوم الأضحى سنة إحدى وثلاثين ومائتين «4». ذكر الكسائي الكوفي 382 - وهو عليّ بن حمزة «5» النحوي مولى بني أسد يكنى أبا الحسن، وقيل له: الكسائي؛ لأنه أحرم في كسا «6». 383 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: وكان عليّ بن
حمزة قرأ على حمزة ونظر في وجوه القراءات، وكانت العربية عمله وصناعته، فاختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة من أثر من تقدّم «1» من الأئمة، وكان إمام الناس في عصره في القراءة وكان يأخذ الناس عنه ألفاظه بقراءته عليهم «2». 384 - حدّثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلّام «3»، قال: فأمّا الكسائي، فإنه كان يتخيّر القراءات، فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضا. 385 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني أحمد بن القاسم البزّي، قال: حدّثني إسحاق بن إبراهيم «4»، قال: سمعت الكسائي وهو يقرأ على الناس القرآن مرتين، قال «5»: وقال خلف: وكنت أحضر بين يدي الكسائي وهو يقرأ على الناس وينقطون مصاحفهم بقراءته عليهم. 386 - حدّثنا فارس بن أحمد «6» [حدثنا محمد بن أحمد] قال: حدّثنا أحمد بن محمد الرازي قال: حدّثنا الفضل بن شاذان قال: حدّثني أحمد البغدادي «7» قال: رأيت الكسائي يعدّ الآي ويحلّق عند العشر بيمينه في قراءته على الناس.
387 - حدّثنا الفارسي قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا أحمد بن فرح، قال: سمعت محمد بن أبي عمر الدّوري يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: ما رأيت بعينيّ هاتين أصدق لهجة من الكسائي «1». 388 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني ابن أبي الدنيا، قال: حدّثنا محمد بن خالد «2» المقرئ، قال: حدّثنا عبد الله بن صالح العجلي عن الكسائي، قال: قال لي هارون أمير المؤمنين: أقرئ محمدا قراءة حمزة، فقلت: هو أستاذي يا أمير المؤمنين «3». 389 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن قال: حدّثنا زيد ابن عليّ قال: حدّثنا أحمد بن فرح قال: حدّثنا أبو عمر الدّوري قال: سمعت الكسائي يقول: من علامة الأستاذية ترك الهمز في المحاريب «4». 390 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ قال: حدّثنا أحمد ابن زهير [16/ ظ] قال: حدّثنا محمد بن يزيد قال: سمعت الكسائي يقول: ما رأيت أحدا يروي الحروف إلا وهو يخطئ فيها إلا ابن عيينة وكان شعبة كثير الخطأ فيها «5».
391 - حدّثنا عبد الرحمن بن عمر الشاهد قال: حدّثنا محمد بن حامد المقرئ قال: حدّثنا محمد بن الجهم قال: حدّثنا الفرّاء [قال] «1» وحدّثني الكسائي وكان والله صدوقا «2». 392 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني أحمد بن عبيد الله قال: حدّثني الحسن بن العباس قال: سمعت أحمد بن أبي سريج يقول: سمعت أبا المعافى وكان عالما بالقرآن والحروف يقول: الكسائي القاضي على أهل زمانه «3». 393 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين قال: حدّثنا ابن شنبوذ قال: حدثني إدريس بن عبد الكريم، قال: حدثني أبو توبة قال: قال الكسائيّ عليّ بن حمزة «4»: قرأ عليّ المأمون فلمّا بلغ سورة الأنبياء قال: وحرم على قرية [الأنبياء: 95] «5»، فقلت: وحرّم فقال لي «6»: من قرأ بهذا؟ فقلت: ابن عمّك ابن عبّاس «7». قال: لو كنت في زمنه ما ودعته يقرأ كذلك، أفله مخرج في كلام العرب؟ قلت: نعم وجيّد. قال: أفله شاهد في الشعر؟ قلت: نعم وأنشدته:
إن تدع ميتا لا يجبك بحيلة ... وحرم على من مات أن يتكلّما «1». 394 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: توفي الكسائي برنبويه «2» في قرية من قرى الريّ سنة تسع وثمانين ومائة «3». 395 - قال أبو عمرو: وكذا قال البخاري في موته «4» وكان قد خرج مع الرشيد إلى الريّ في خرجته الأولى فمات هناك في السنة التي مات فيها محمد بن الحسن الفقيه «5». 396 - فحدّثني عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، قال: حدّثني أبو سعيد الحسن ابن عبد الله السيرافي «6»، قال: خرج الكسائي ومحمد بن الحسن الفقيه مع الرشيد إلى خراسان فماتا «7» في الطريق، ورثاهما أبو محمد اليزيدي «8» فقال: 397 - أسيت على قاضي القضاة محمد ... فأذريت دمعي والفؤاد عميد «9» وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا ... بإيضاحه يوما وأنت فقيد وأقلقني موت الكسائيّ بعده ... وكادت بي الأرض الفضاء تميد وأذهلني عن كل عيش ولذّة ... وأرّق «10» عيني والعيون هجود
ذكر رواته
هما عالمانا «1» أوديا وتخرّما «2» ... فما لهما في العالمين نديد «3». 398 - قال أبو عمرو: وقيل: مات الكسائي وله من العمر نحو من الستين سنة «4». ذكر رواته 399 - فأما الدّوري: فهو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الضرير الأزدي النحوي صاحب سليم [و] «5» اليزيدي يكنى أبا عمر. 400 - وأمّا أبو الحارث «6» فهو الليث بن خالد «7» البغدادي. 401 - وأما نصير «8» فهو نصير بن يوسف بن أبي نصير النحوي الرازي يكنى أبا المنذر. 402 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثنا أبو بكر قال: حدّثنا الحسين بن علي بن حمّاد قال: حدّثنا محمد بن إدريس قال: حدّثنا نصير بن أبي نصير أبو المنذر النحوي «9».
403 - وأما الشّيزري «1» فهو عيسى بن سليمان الحجازي يكنى أبا موسى. 404 - وأما قتيبة «2»: فهو قتيبة بن مهران الأزاذاني «3» يكنى أبا عبد الرحمن. 405 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد البزار. قال: حدّثنا إسماعيل بن شعيب قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن سلمويه قال: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عقيل بن يحيى الطّهراني «4» يقول: سمعت قتيبة يقول: قرأت على الكسائي وقرأ عليّ الكسائي، وكان
باب ذكر تسمية [17/ و] أئمة القراء الذين نقلوا عنهم القراءة وأدوها إليهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
من جلّة «1» أصحابه جليلا قديما شاركه في عامة رجاله، وصحبه خمسين سنة، وروى عن رجال الكسائي. 406 - قال أبو عمرو: هذه جملة كافية ونبذة مقنعة من أخبار أئمة القراءات والناقلين عنهم وما ينضاف إلى ذلك من معرفة أسمائهم وأنسابهم وكناهم وموتهم وبالله التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل. باب ذكر تسمية [17/ و] أئمة القراء «2» الذين نقلوا عنهم القراءة وأدّوها إليهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجال نافع 407 - رجال نافع الذين سمّاهم خمسة: أبو جعفر يزيد «3» بن القعقاع القارئ مولى عبد الله «4» بن عبّاس بن أبي ربيعة المخزومي، وأبو داود عبد الرحمن «5» بن هرمز الأعرج مولى محمد «6» بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو روح يزيد «7» بن رومان مولى «8» آل الزبير بن العوّام، وأبو عبد الله مسلم «9» بن جندب
الهذلي القاضي، وشيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب القاضي، مولى أمّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. 408 - وقرأ هؤلاء الخمسة على أبي هريرة وعبد الله بن عباس بن أبي ربيعة، وقرآ «1» على أبيّ بن كعب، وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 409 - حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدّثنا بكر ابن سهل، قال: حدّثنا عبد الصمد بن عبد الرحمن «2» ح. 410 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا بكر بن سهل وعبد الجبار بن محمد، قالا: حدّثنا «3» عبد الصمد «4» ح. 411 - وحدّثنا محمد بن سعيد الإمام في كتابه، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن خالد، قال: حدّثنا أبي، قال «5»: حدّثنا إبراهيم بن محمد، قال: حدّثنا عبد الصّمد «6» ح.
412 - وحدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد، قال: حدّثنا أبو بكر بن سيف، قال: [نا] «1» يوسف «2» ح. 413 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عمر بن محمد الإمام، قال: حدّثنا أحمد بن زكريا قال: حدّثنا عبيد بن محمد قال: حدّثنا داود بن أبي طيبة «3». 414 - قالوا: حدّثنا عثمان بن سعيد ورش عن نافع، ورجال نافع: عبد الرحمن الأعرج، وأبو جعفر القارئ، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب، ويزيد بن رومان، وعبد الرحمن بن القاسم؛ وهو عبد الرحمن «4» بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. 415 - وقد تابعه «5» على ذكره في رجال نافع أحمد بن جبير عن إسحاق المسيّبي، وزاد ابن جبير أيضا فيهم محمد بن شهاب الزهري. 416 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن قال: حدّثنا ابن عبد الرزاق قال: حدّثنا محمد بن مخلد، قال: حدّثنا خلف عن إسحاق «6» عن نافع.
417 - قال «1»: وسمعت نافعا يقول: أدركت أئمة بالمدينة يقتدى بهم منهم: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نصاح، وأبو جعفر بن يزيد بن القعقاع، ومسلم بن جندب، وأناسا لم يكتبهم إسحاق، قال نافع: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم أخذت به وما شذّ فيه واحد تركته حتى ألّفت هذه القراءة في هذه الحروف التي اجتمعوا عليها. 418 - لم يذكر ابن ذكوان «2» في حديثه يزيد بن رومان. 419 - حدّثنا أحمد بن محفوظ القاضي، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن منير، قال: حدّثنا عبد الله بن عيسى المدني، قال: حدّثنا هارون بن موسى الفروي، قال: حدّثنا قالون أن محمد بن إسحاق بن محمد المسيّبي حدّثه أن نافع بن أبي نعيم «3» القارئ أخبره أنه قرأ هذه القراءة على عدة من التابعين: أبو جعفر القارئ ويزيد بن رومان وشيبة بن نصاح وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وجماعة، فكل ما اجتمع له اثنان على حرف من هذه القراءة أثبته وقرأته «4». 420 - لم يذكر الفروي في حديثه مسلم بن جندب، وقال: إنّ محمد بن إسحاق سمعه «5» من نافع، وإنما سمعه «6» من أبيه إسحاق عن نافع وعن إسحاق نفسه رواه قالون فغلط عليه الفرويّ أو «7» عبد الله بن عيسى فذكر ابنه محمدا. 421 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الفرج، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع أنه قال: أدركت هؤلاء الخمسة وغيرهم ممّن سمّى ولم يحفظ أبي أسماءهم. قال نافع: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم، فأخذته وما شذّ فيه واحد تركته حتى ألّفت هذه القراءة في هذه الحروف «8».
422 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن قال: حدّثنا إبراهيم ابن عبد الرزاق قال: حدّثنا عثمان بن خرّزاذ قال: حدّثنا قالون قال: قرأ نافع على شيبة بن نصاح وأبي جعفر القارئ ومسلم بن جندب الهذلي ويزيد بن رومان، قال نافع: فنظرت فيما اجتمعوا عليه فأخذت به وما شذّ منهم تركته «1». 423 - لم يذكر ابن خرّزاذ في حديثه عبد الرحمن بن هرمز والخبر مرسل «2»؛ لأن قالون لم يسمعه من نافع كما تقدّم في خبر الفروي عنه. 424 - وكما حدّثونا عن محمد بن جعفر الفريابي قال: حدّثنا إسماعيل بن إسحاق قال «3» قالون: أخبرني أصحابنا عن نافع «4» ولست أحفظ عنه أنه قال: أدركت بالمدينة أئمة يقتدى بهم في القراءة منهم عبد الرحمن بن هرمز وأبو جعفر القاري وشيبة بن نصاح ومسلم بن جندب ويزيد بن رومان وغيرهم، قال نافع: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته وما شذّ عنه واحد «5» تركته حتى ألّفت هذه القراءة، قال قالون: وقد كان نافع يذكر هذا ولكني [لست] «6» أحفظه [عنه] «7». 425 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عمر بن محمد المقري، قال: حدّثنا أبو محمد الحسن بن أبي الحسن العسكريّ، قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن عمير، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، قال: قرأت على أبي التحقيق، وأخبرني أنه قرأ على ورش التحقيق، وأخبرني أنه قرأ على نافع التحقيق، قال: وأخبرني نافع أنه قرأ [على] «8» الخمسة التحقيق، وأخبرني الخمسة أنهم قرءوا على
عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة التحقيق، وأخبرهم عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة أنه قرأ على أبيّ بن كعب التحقيق، وأخبرني أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وقرأ النبيّ عليّ التحقيق «1». 426 - قال أبو عمرو: هذا الحديث غريب لا أعلمه يحفظ إلا من هذا الوجه، وهو مستقيم الإسناد «2». 427 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني أحمد بن محمد بن صدقة، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد المدني، قال: حدّثنا عبيد بن ميمون التبان، قال: قال لي هارون بن زيد «3»: قراءة من تقرأ؟ قلت: قراءة نافع بن أبي نعيم، قال «4»: فعلى من قرأ نافع؟ قلت: أخبرنا نافع أنه قرأ على الأعرج، وأن الأعرج قال: قرأت على أبي هريرة، وقال أبو هريرة: قرأت على أبيّ بن كعب، قال أبيّ: عرض عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، وقال: «أمرني جبريل عليه السلام أن أعرض عليك القرآن» «5».
428 - حدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: معنى هذا الحديث عندنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أراد بذلك العرض على أبيّ أن يتعلّم أبيّ منه القراءة وسنّته فيها وليكون عرض القرآن سنّة «1». 429 - حدّثنا ابن عفّان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: نا أحمد بن زهير، قال: أخبرني مصعب، قال: شيبة بن نصاح وأبو جعفر يزيد بن القعقاع عنهما أخذ نافع بن أبي نعيم القراءة وعدد الآي «2». 430 - حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا المفضل بن محمد، قال: حدّثنا أبو جمّة محمد بن يوسف، قال: حدّثنا أبو قرّة، قال: سمعت نافعا يقول: قرأت على سبعين من التابعين «3». 431 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني، قال: سمعت الحسين بن علي الصّدفي المقرئ بمصر، قال: سمعت أبا القاسم موّاسا يقول: أخبرني يوسف بن عمرو أن نافعا قرأ على صالح بن خوّات «4».
ذكر رجال ابن كثير
ذكر رجال ابن كثير 432 - ورجال ابن كثير ثلاثة أبو عبد الرحمن عبد الله بن السّائب بن أبي السائب المخزومي، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو الحجاج مجاهد بن جبر ويقال: ابن جبير، مولى قيس «1» بن السّائب بن عويمر بن عابد بن عمران بن مخزوم المخزومي، ودرباس «2» مولى عبد الله بن عبّاس «3»، وقرأ ابن عبّاس على أبيّ، وزيد بن ثابت وقرآ على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 433 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين ح. 434 - وأخبرنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قالا: حدّثنا أحمد بن موسى قال: حدّثني علي «4» بن أخي إبراهيم بن راشد، قال: حدّثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدّثنا محمد بن إدريس الشافعي، قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، وقرأ إسماعيل على شبل، وقرأ شبل على ابن كثير، وقرأ ابن كثير على عبد الله بن السّائب وقرأ عبد الله على أبيّ وقرأ أبيّ على النبي صلى الله عليه وسلم. 435 - قال أبو عمرو: كذا روى [عليّ] «5»
هذا الخبر عن ابن [عبد] «1» الحكم، وخالفه عنه فيه غير واحد من أصحابه فلم يذكروا عبد الله بن السائب وذكروا مجاهدا. 436 - فحدّثنا إبراهيم بن خطّاب اللّحائي «2»، قال: حدّثنا أحمد بن خالد، قال: حدّثنا مسلم بن الفضل، قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم «3» ح. 437 - وأخبرنا عبد العزيز بن أبي غسّان المقرئ، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن سليمان بن محبوب ومحمد بن جرير، قالوا «4»: حدّثنا ابن عبد الحكم، قال: نا محمد بن إدريس، قال: قرأت على إسماعيل، قال: قرأت على شبل وأخبرني أنه قرأ على ابن كثير وأخبرني ابن كثير أنه قرأ على مجاهد وأخبرني مجاهد أنه قرأ على ابن عبّاس وأخبرني ابن عبّاس أنه قرأ على أبيّ وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم «5». 438 - قال أبو عمرو: وليس الاختلاف على ابن عبد الحكم في هذا الخبر بموجب لبطوله ودفع صحّته، بل يردّنّ ذلك بثبوته من كلا الطريقين له [و] «6» يحتمل أن يكون ابن عبد الحكم سمع ذلك من الشافعي في وقتين: في وقت عن عبد الله بن كثير عن عبد الله بن السّائب، وفي وقت آخر عن ابن كثير عن مجاهد، على ما رواه عن إسماعيل عن شبل؛ إذ كان ابن كثير قد عرض عليهما معا وأخذ القراءة عنهما جميعا، فأخبر به ابن عبد الحكم على نحو ما سمع وهو صادق في خبره محقّ في حكايته.
439 - وممّا يدلّ على صحّة ما قلناه أنّ عليّا قد رواه أيضا عن ابن عبد «1» الحكم عن الشافعي، فذكر فيه مجاهدا ولم يذكر عبد الله بن السّائب. 440 - فحدّثنا أبو الفتح شيخنا قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني ابن أخي إبراهيم بن راشد الآدمي قال: حدّثنا ابن عبد الحكم قال: نا الشافعي قال: قرأت على ابن قسطنطين، وأخبرني أنه قرأ على شبل وأنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبرني عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد، وأخبرني مجاهد أنه قرأ على ابن عباس، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبيّ بن كعب وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم «2». 441 - حدّثنا أبو الفتح قال: حدّثنا عبد الله قال: حدّثنا «3» ابن كثير على عبد الله بن السّائب نفسه. 442 - حدّثنا ابن عفّان، قال: حدّثنا قاسم، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة و «4» داود بن شابور عن مجاهد، قال: كنّا نفخر على «5» الناس بقراءتنا على عبد الله بن السّائب «6». 443 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن الحسن [قال «7»: حدّثنا ابن عبد الرزاق] قال حدثنا إسحاق بن أحمد قال: قرأت على البزّي، وأخبرني أنه قرأ
على عكرمة بن سليمان وأخبره أنه قرآ على شبل وعلى إسماعيل وأخبراه أنهما قرآ على ابن كثير وأخبرهما أنه قرأ على مجاهد وأخبره أنه قرأ على ابن عباس وأخبراه ابن عباس أنه قرأ على أبيّ بن كعب «1». 444 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني مضر بن محمد، قال: حدّثني أبو الحسن البزّي أنه قرأ على أبي الإخريط، قال: وأخبرني أنه قرأ على إسماعيل عن عبد الله بن كثير عن مجاهد لم يرفعه أكثر من هذا «2». 445 - حدّثنا أبو الفتح شيخنا، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا إسحاق الخزاعيّ، قال: قرأت على عبد الوهّاب بن فليح قال: قرأت على محمد بن سبعون وداود بن شبل وأخبراه أنهما قرآ على إسماعيل بن عبد الله وأنه قرأ على عبد الله بن كثير، وقرأ عبد الله على مجاهد بن جبير «3»، وقرأ أبيّ على النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على أبيّ وقال: «أبيّ أقرؤكم» «4».
446 - حدّثنا أبو الفتح قال: حدّثنا محمد بن الحسن قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا أبو محمد الخزاعي، قال: أخبرني عبد الوهّاب أنه قرأ على محمد ابن بزيع «1» وأخبره أنه قرأ على القسط وأن القسط قرأ على ابن كثير وقرأ ابن كثير على مجاهد ودرباس مولى ابن عباس وقرآ على ابن عباس ووقف عند هذا «2». 447 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا [أبو] «3» طاهر قال: حدّثنا ابن عبد الرزاق، قال: حدّثنا محمد بن عمير وغيره، قالوا: حدّثنا حامد بن يحيى، قال: حدّثنا الحسن بن محمد عن شبل، وقرأ شبل على عبد الله بن كثير ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن، وذكرا أنهما عرضا [18/ ظ] على درباس مولى ابن عباس على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم «4». 448 - حدّثنا (فارس) «5» بن داود قال: حدّثنا أبو علي محمد بن أحمد الصوّاف، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثنا حامد بن يحيى البلخي، قال: حدّثنا حسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد، قال: هذه قراءة أخذتها [من] «6» درباس [و] من شبل بن عبّاد، وقرأ شبل بن عبّاد على محمد بن عبد الله بن محيصن وعلى عبد الله بن كثير المكّي وذكر أنهما عرضا على درباس مولى
ذكر رجال أبي عمرو
ابن عباس وعلى عبد الله بن عباس، وقرأ «1» عبد الله بن عبّاس على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم «2». 449 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني مضر، قال: حدّثنا حامد، قال: حدّثنا حسن بن محمد عن شبل، وقرأ شبل على محمد بن عبد الله بن محيصن، وعلى عبد الله بن كثير، وذكر أنهما عرضا على درباس، كذا أوقفه مضر على حامد «3». ذكر رجال أبي عمرو 450 - ورجال أبي عمرو جماعة من أهل الحجاز وأهل العراق، فممّن قرأ عليه من أهل مكة أبو الحجاج مجاهد بن جبر مولى قيس بن السّائب، وأبو محمد عطاء ابن أبي رباح مولى بني فهر، وأبو عبد الله سعيد بن جبير مولى بني أسد، وأبو خالد عكرمة «4» بن خالد المخزومي، وعبد الله بن كثير الداري، ومحمد بن محيصن السهمي، وأبو صفوان حميد بن قيس الأعرج مولى آل الزبير. 451 - وعرض مجاهد وعطاء وسعيد على عبد الله بن عبّاس وعرض ابن كثير وابن محيصن [وحميد] «5» على مجاهد، وعرض ابن عباس على أبيّ وزيد وعرضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
452 - وممّن عرض عليه بالمدينة يزيد بن القعقاع ويزيد بن رومان وشيبة بن نصاح، وعرض هؤلاء على من تقدّم في إسناد نافع من الصحابة. 453 - وممّن عرض عليه بالبصرة وسمع قراءته أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري، وأبو سليمان «1» يحيى بن يعمر العدواني ونصر «2» بن عاصم الليثي وعبد الله «3» بن أبي إسحاق الحضرمي. 454 - وعرض الحسن على حطّان «4» بن عبد الله الرّقاشي وعرض حطّان على أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري وعرض أبو موسى على النبي صلى الله عليه وسلم. 455 - وعرض نصر ويحيى على أبي الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي، وعرض أبو الأسود على عثمان بن عفّان وعليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما وعرضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 456 - وعرض ابن «5» أبي إسحاق على نصر وابن يعمر أيضا. 457 - حدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد، قال: حدّثني عدة من أهل العلم عن أبي عمرو بن العلاء أنه قرأ على مجاهد، وقال بعضهم: وعلى سعيد بن جبير «6». 458 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني الحسن بن
مخلد، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدّثنا عبد الله بن المبارك، قال: قرأت على أبي عمرو بن العلاء، وقرأ أبو عمرو على مجاهد، وقرأ مجاهد على عبد الله بن عباس، وقرأ ابن عباس على أبيّ بن كعب، وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم «1». 459 - حدّثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: حدّثنا حجّاج عن هارون عن «2» ابن أبي إسحاق قال: أخذت قراءتي على الأشياخ: نصر بن عاصم وأصحابه، قال هارون: فذكرت ذلك لأبي عمرو، فقال: لا، إني لا آخذ عن نصر ولا عن أصحابه، كأنه يقول أخذ عن أهل الحجاز «3». 460 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا موسى بن إسحاق قال: حدّثنا هارون بن حاتم، قال: حدّثنا أبو العباس ختن «4» ليث قال: سألت أبا عمرو على من قرأت؟ قال: قرأت على مجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما «5». 461 - أخبرنا عبد العزيز بن محمد بن إسحاق المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد ابن عمر، قال: حدّثنا محمد بن قريش قال: حدّثنا القاسم بن عبد الوارث، قال: حدّثنا أبو عمر الدوري، قال: حدّثنا اليزيدي، قال: قرأ أبو عمرو على «6» مجاهد، وقرأ مجاهد على ابن عبّاس وقرأ ابن عبّاس على زيد بن ثابت وقرأ زيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم «7».
462 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد ابن عمر، قال: حدّثنا محمد بن أحمد الوكيل، قال: حدّثنا أبو جعفر بكر بن أحمد، قال: حدّثنا أبو خلاد سليمان بن خلاد، قال: حدّثنا اليزيدي، قال «1»: قرأ أبو عمرو على مجاهد وقرأ مجاهد على ابن عبّاس على زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم. قال «2»: وقرأ أبو عمرو على أهل مكة وأهل المدينة فمن أهل مكة: مجاهد ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن السّهمي وعبد الله بن كثير الداري «3»، وممّن فات أبا عمرو ولم يقرأ عليه عبد الله بن السّائب، وممّن قرأ عليه بالمدينة: يزيد بن رومان وشيبة بن نصاح ويزيد بن القعقاع، وممّن فات أبا عمرو من أهل المدينة: عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي وكان إمام أبي جعفر القاري، وأخذ أبو عمرو من كل قراءة أحسنها. 463 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد النحوي قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن يونس، قال: حدّثنا الفضل بن مخلد، قال: حدّثنا أبو حمدون، قال: حدّثنا اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وقرأ عبد الله بن كثير على مجاهد وقرأ مجاهد على ابن عبّاس وقرأ ابن عباس على أبيّ، وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم «4». 464 - أخبرنا أبو القاسم الفارسي، قال: نا أبو طاهر بن أخي هاشم، قال: أخبرني عبد الله بن الحسن بن سليمان، قال: حدّثني محمد بن الحسين التميمي، قال:
حدّثني أبو جعفر محمد بن إسماعيل، قال: حدّثني الأصمعي، قال: قلت لأبي عمرو: قرأت على ابن كثير؟ قال: نعم ختمت على ابن كثير بعد ما ختمت على مجاهد، وكان ابن كثير أعلم باللغة من مجاهد «1». 465 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: قرأ أبو عمرو على مجاهد وسعيد بن جبير ويحيى بن يعمر وعبيد الله بن كثير وحميد بن قيس «2». 466 - قال «3»: وقال أبو سفيان بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء: كان أبو عمرو إذا لم يحج أمرني، فسألت عكرمة بن خالد المخزومي عن الحروف. 467 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعيد، قال: حدّثنا أبو زيد عمر بن شبّة، قال: حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث عن أبيه، قال: جاءني أبو عمرو ابن العلاء، فقال: انطلق بنا نقرأ على حميد بن قيس، قال: وقراءة حميد قراءة مجاهد «4».
ذكر رجال ابن عامر
ذكر رجال ابن عامر 468 - ورجال ابن عامر: أبو الدرداء «1» عويمر بن عامر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم والمغيرة «2» بن أبي شهاب المخزوميّ صاحب عثمان بن عفّان رضي الله عنه، وقيل: عرض على عثمان نفسه وليس بالقوي، ولقي معاوية بن أبي سفيان، والنعمان بن بشير، وفضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع وغيرهم من الصّحابة وسمع منهم وأخذ عنهم. 469 - وعرض أبو الدرداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم «3»، وعرض المغيرة على عثمان وعرض عثمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 470 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال: حدّثنا هارون بن موسى وعثمان بن خرّزاذ، قالا: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان، قال: قرأت على أيّوب بن تميم القاري وقرأ أيوب بن تميم على يحيى بن الحارث الذماري وقرأ يحيى على عبد الله بن عامر اليحصبي وقرأ عبد الله على رجل لم يسمّه لنا عبد الله بن ذكوان، قال: فسمّاه غيره، وغير أيّوب من القرّاء المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفّان رضي الله عنه «4». 471 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا أحمد بن سعيد القرشي الدمشقي، قال: حدّثنا أبو عمر عبد الله بن ذكوان قارئ أهل دمشق، قال: قرأت على أيّوب بن تميم القارئ، وأخبرنا أنه قرأ على يحيى بن الحارث الذماري، وأن يحيى قرأ على عبد الله بن عامر، وأن عبد الله بن عامر [19/ ظ] قرأ على رجل لم يسمّه لي أيّوب بن تميم، وأن ذلك الرجل الذي لم
يسمّه أيّوب ولم يحفظ اسمه قرأ على عثمان بن عفّان، قال أبو عمرو «1»: وأخبرني بعض قرّائنا منهم هشام بن عمار وذاكرته هذا الإسناد، فقال لي هشام: ذلك الرجل الذي قرأ على عثمان هو المغيرة بن أبي شهاب «2». 472 - حدّثنا عبيد الله بن سلمة بن حزم المكتّب، قال: حدّثنا عبد الله بن عطية، قال: حدّثنا الحسن بن حبيب، قال: حدّثنا هارون بن موسى، قال: حدّثنا عبد الله بن ذكوان، قال: قرأت على أيوب بن تميم قال لي أيوب: قرأت على يحيى بن الحارث وقرأ يحيى بن الحارث على عبد الله بن عامر اليحصبي، وقرأ عبد الله بن عامر على رجل، قال هارون بن موسى: لم يسمّه لنا عبد الله بن ذكوان، وسمّاه لنا هشام بن عمّار بن نصير السّلمي، قال: إن الذي لم يسمّه لكم عبد الله بن ذكوان هو المغيرة بن أبي شهاب المخزومي. قال هشام بن عمّار: وقرأ المغيرة بن أبي شهاب على عثمان بن عفّان رضي الله عنه «3». 473 - حدّثنا طاهر بن غلبون المقرئ، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن أنس، ح. 474 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال «4»: حدّثنا [أحمد «5» بن] بكر، ح. 475 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا إبراهيم بن عباد «6». ح. 476 - وحدّثنا عبيد الله بن سلمة، قال: حدّثنا ابن عطيّة، قال: حدّثنا الحسن بن حبيب، قال: حدّثنا أحمد بن المعلى. ح.
477 - وأخبرنا أحمد بن عمر بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا محمد بن محمد الباغندي، قالوا: حدّثنا هشام بن عمّار قال: حدّثنا عراك بن خالد، قال: سمعت يحيى بن الحارث الذماري، قال: قرأت على عبد الله بن عامر اليحصبي، وقرأ عبد الله بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي وقرأ المغيرة على عثمان بن عفّان رضي الله عنه «1». 478 - زاد ابن عبيد وابن المعلى: ليس بينه وبينه أحد. 479 - حدّثنا محمد «2» بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أحمد بن بكر. 480 - وحدّثنا ابن «3» غلبون قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن أنس، قالا: حدّثنا هشام بن عمّار، قال: وحديث عراك هذا أصحّ عندنا، وذلك أن الوليد ابن مسلم حدّثنا عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على عثمان. 481 - قال أبو عمرو: كذا قال الحلواني عن هشام عن أيّوب عن يحيى عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على عثمان بن عفّان، فوافق ما رواه «4» عن الوليد عن يحيى [عن] «5» ابن عامر.
482 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا أبو عبد الرزّاق، قال: حدّثنا إبراهيم بن عباد، [قال حدثنا هشام] «1» قال: حدّثنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على عثمان «2». 483 - هكذا قال هشام عن الوليد، وخالفه عنه إسحاق «3» بن أبي إسرائيل، فوافق عراكا على روايته. 484 - فأخبرنا عبد العزيز بن محمد الفارسي قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن سهل الوكيل، قال: حدّثنا علي بن موسى، قال: حدّثنا إسحاق ابن [أبي] «4» إسرائيل، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث الذماري أنه قرأ على عبد الله بن عامر اليحصبي، وأنه قرأ على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وأنّ المغيرة قرأ على عثمان بن عفّان رضي الله عنه ورحمه «5». 485 - خالف عراكا في هذا الخبر سويد بن عبد العزيز وأيّوب بن تميم من رواية هشام عنهما، فلم يرفعا الإسناد بل أوقفاه على ابن عامر. 486 - فحدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن المفسر، قال: حدّثنا أحمد بن أنس «6» ح. 487 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أحمد بن بكر. «7» ح.
488 - وحدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: أخبرنا الحسن بن علي المعمري «1». ح. 489 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد، قال: حدّثنا إبراهيم قال: حدّثنا ابن عبّاد. «2» ح. 490 - وأخبرنا أحمد بن محفوظ، قال: حدّثنا أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا أبو بكر الباغندي. «3» 491 - قالوا: حدّثنا هشام بن عمّار، قال: حدّثنا سويد بن عبد العزيز وأيّوب بن تميم القارئ عن يحيى بن الحارث الذماري أنه حدّثهما عن عبد الله بن عامر اليحصبي «4» أنه كان يقرأ هذا «5» الحروف ويقول: هي قراءة أهل الشام. 492 - تابع هشاما عن أيّوب عبد الحميد بن بكّار. 493 - حدّثنا عبد العزيز بن محمّد أنّ عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا محمد بن جرير، قال: حدّثنا العبّاس بن [20/ و] الوليد، قال: حدّثني عبد الحميد بن بكار قال: حدّثنا أيّوب بن تميم عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر أن هذه حروف أهل الشام التي يقرءونها. «6» 494 - قال أبو عمرو: قرئ «7» على «8» الحسين بن محمد بن حبش الدّينوري
[اعتراض ابن جرير على اتصال قراءة ابن عامر ورده]
المقرئ عن أبي القاسم العباس بن الفضل بن شاذان، قال: حدّثنا الحسن بن جبير، قال: حدّثنا محمد بن سعيد المقرئ، قال [نا] محمّد بن شعيب بن شابور عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على أبي الدرداء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم «1». [اعتراض ابن جرير على اتصال قراءة ابن عامر وردّه] 495 - قال أبو عمرو: وهذه الأخبار التي رويناها عن هشام بن عمّار والوليد بن مسلم، وغيرهما، ورواها العلماء ودوّنها الأئمة متظاهرة مؤذنة باتصال قراءة ابن عامر وتصحيح مادّتها «2». وأسلاف أهل الشام الذين تداولوا حملها من أعلم الناس بصحّتها وحال نقلتها، فلا تصغ إلى قول مفتات عليهم، ومخالف لهم فيما اتفقوا على صحته وتداول حمله، وأجمعوا على قبوله والعمل به. 496 - وقد كان محمد بن جرير الطبري، فيما أخبرنا الفارسي عن عبد الواحد ابن عمر عنه يضعّف اتصال قراءة ابن عامر، ويبطل مادّتها من جهتين: إحداهما: أن الناقل لاتصالهما مجهول في نقله الأخبار غير معروف في حملة القرآن، وهو عراك بن خالد المقرئ، وأنه لم يرو عنه غير هشام بن عمّار وحده. والثانية: أن أحدا من الناس لم يدّع أن عثمان أقرأه القرآن. 497 - قال: ولو كان سبيله في الانتصاب لأخذ القرآن على من قرأه عليه السبيل التي وصفها الرازي عن المغيرة، كان لا شك قد شارك المغيرة في القراءة عليه أو الحكاية عنه غيره من المسلمين، إما من أدانيه وأهل الخصوص به، وإمّا من الأباعد
منه والأقاصي، فقد كان له من أقاربه وأدانيه من هو أمسّ به رحما وأوجب حقّا من المغيرة، كأولاده، وبني أعمامه، ومواليه، وعشيرته، ومن الأباعد من لا يحصى عدده كثرة وفي عدم مدّعي ذلك على عثمان رضي الله عنه الدليل الواضح على بطول قول من أضاف قراءة عبد الله بن عامر إلى المغيرة بن أبي شهاب، ثم إلى أن أخذها المغيرة عن عثمان قراءة عليه. 498 - قال أبو عمرو: وهذا القول من محمد بن جرير عندنا فاسد مردود، ولا يثبت ولا يصحّ. والأمر في كل ما أتى به، وأورده، وقطع بصحّته ظاهر، بخلاف ما قاله وذهب إليه. ونحن نوضّح ذلك، ونبين خطأه وغفلته فيما أورده، وظن أنه دليل على صحة قوله، بما لا يخفى عن ذي لبّ وفهم، ودين وإنصاف إن شاء الله. 499 - فأمّا ما حكاه من أن عراك بن خالد مجهول في رواة الأخبار، ونقلة الحروف وأنه لم يرو عنه غير هشام وحده، فباطل لا شك فيه؛ وذلك أن عراكا قد شارك هشاما في الرواية عنه والسّماع منه عبد الله بن ذكوان، وهما إمامان يغنيان. ومن روى عنه رجلان لا سيما مثلهما في عدالتهما وشهرتهما فغير مجهول عند جميع أهل النقل من حيث كانت روايتهما عنه عند الجميع توجب قبول خبره، والمصير إليه، وإن سكتا عنه ولم يعدّلاه «1». 500 - فأما رواية هشام عنه، فقد ذكرناها بطرقها «2» فأغنى ذلك عن إعادتها. 501 - وأمّا رواية ابن ذكوان عنه، فحدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: حدّثنا عمر بن محمد بن الإمام، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد الشافعي، قال: حدّثنا أحمد ابن أنس، قال: حدّثنا عبد الله بن ذكوان، قال: حدّثنا عراك بن خالد بن يزيد بن صبيح المرّي عن عثمان بن عطاء، عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس، قال: لمّا عزّي النبيّ صلى الله عليه وسلم بابنته رقيّة امرأة عثمان قال: «دفن البنات من المكرمات» «3».
502 - وشاركهما أيضا في الرواية عنه محمد بن وهب بن عطيّة السّلمي، الدمشقي وهو من الثقات المشهورين، ذكر ذلك أبو حاتم الرازي وغيره «1». 503 - على أن عراكا قد تابعه- على حكايته عن يحيى عن ابن عامر: أنه قرأ على المغيرة، وأن المغيرة قرأ على عثمان [20/ ظ]- الوليد بن مسلم من رواية إسحاق بن أبي إسرائيل عنه وأيّوب بن تميم وسويد بن عبد العزيز وهشام «2» بن الغاز، وهؤلاء الأربعة أعلام أهل الشام، فهو غير منفرد بها بل متابع عليها من وجوه مجتمع على صحّتها وطرق متّفق على قبولها «3». 504 - أخبرت عن محمد بن الحسن النقّاش، قال: حدّثني عبد الله بن محمد الفرهاذاني قال: حدّثنا هشام بن عمّار قال: قرأت على أيّوب بن تميم، وقرأ أيوب على يحيى، وقرأ يحيى على ابن عامر، وابن عامر قرأ على المغيرة بن أبي شهاب، وإن المغيرة قرأ على عثمان وليس بينه وبينه أحد «4».
505 - قال محمد بن الحسن: وحدّثنا الحسن بن علي الأزرق، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد، قال: قلت لهشام بن عمّار: أروي «1» هذه القراءة عنك عن أيوب بن تميم، وسويد بن عبد العزيز، عن يحيى، عن ابن عامر أنه قرأ على المغيرة، وأن المغيرة قرأ على عثمان؟ قال: نعم «2». 506 - قال «3»: وحدّث عن العبّاس بن الوليد عن يحيى عبد الحميد بن بكار، عن أيّوب عن يحيى. 507 - قال: وحدّثت أيضا عن أبي مسهر، عبد الأعلى بن مسهر قال: حدّثني أيّوب وسويد، وصدقة «4» وهشام «5» بن الغاز عن يحيى بن الحارث، عن عبد الله بن عامر، عن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، فوافق «6» ما رواه عن يحيى. 508 - وأما ما زعمه من أن عثمان لم يدّع القراءة عليه أحد من الناس فباطل أيضا؛ وذلك أن ثلاثة من أكابر التابعين، سوى المغيرة، قد ادّعوا ذلك، وصحّ الخبر، وثبت النقل، لعرضهم القرآن مرارا عليه، وانتشر ذلك واستفاض عند أولي العلم من حملة القرآن، ونقلة الأخبار، وتداول النقّاد من الرّواة في كل عصر حمله ونقله، وقبله جماعتهم، ورضيته، ولم تنكره، ولا قدحت فيه «7». وأولئك التابعون هم: أبو عبد الرحمن السّلمي، وزرّ بن حبيش، وأبو الأسود الدؤلي. 509 - فأمّا أبو عبد الرحمن: فحدّثنا عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم، قال: حدّثنا هارون بن حاتم، قال: حدّثنا حسين عن محمد بن أبان، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد
الرحمن أنّه علّمه القرآن عثمان بن عفّان، رضي الله عنه وعرض على عليّ رضي الله عنهما «1». 510 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، عن أبيه، قال: حدّثنا الحسن بن علي الجعفي عن محمد بن أبان، عن علقمة بن مرثد أن أبا عبد الرحمن تعلّم القرآن من عثمان «2» [وعرض على علي]، رضي الله عنهما «3». 511 - حدّثنا الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا أحمد «4» ابن عبيد الله المقرئ، قال: حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن الواقدي «5»، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا حفص أبو عمر البزاز، عن عاصم بن بهدلة، وعطاء بن السائب، ومحمد الثقفي، وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى، أنّهم قرءوا القرآن
على [أبي «1»] عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السّلمي، وذكروا أن أبا عبد الرحمن أخبرهم أنه قرأ على عثمان بن عفّان رضي الله عنه عامّة القرآن. وكان يسأله عن القرآن، وكان وليّ الأمر فيشقّ عليه، ويقول: إنك تشغلني عن بعض أمر الناس، فعليك بزيد بن ثابت، فإنه يجلس للناس، ويتفرّغ لهم، ولست أخالفه في شيء من القرآن «2». 512 - وأما زرّ: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا سوادة بن علي ابن [بنت «3»] ابن نمير، قال حدّثني الحسن بن محمد بن سعيد بن محمد بن عمارة بن عقبة، قال: قرأت على سليم، على حمزة، وقرأ حمزة على سليمان بن مهران الأعمش، وقرأ سليمان بن مهران، على يحيى بن وثّاب، وقرأ يحيى على زرّ بن حبيش، وزرّ قرأ على عثمان، وعلى عبد الله رحمهما الله تعالى «4».
513 - وأما أبو الأسود: فحدّثنا محمد بن علي الكاتب [قال حدثنا ابن مجاهد «1»]، قال حدّثنا أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا سوادة بن علي، قال: حدّثنا الحسن بن محمد، قال: قرأت على سليم بن عيسى، وقرأ سليم [21/ و] على حمزة، وقرأ حمزة على حمران بن أعين وقرأ حمران على أبي الأسود الدؤلي، وقرأ أبو الأسود على عليّ وعثمان رضي الله عنهما «2». 514 - وأمّا «3» ما ذكره، من أنه لو صحّ ما حكاه المغيرة من قراءته على عثمان، لكان قد شاركه في ذلك الأقارب والأباعد، إلى آخر قوله، فساقط بما أوردناه آنفا من الأخبار، بقراءة من ذكر فيها عليه من أباعد الناس. فأمّا أقاربه فلو لم تصحّ رواية، ولا ثبت عرض عن صحابي وغيره إلا بأن شارك الرواة الأباعد في الرواية عنه والعرض عليه الأقارب والأداني من الأولاد وبني الأعمام وغيرهم، لبطل عرض من عرض على أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن قيس، وغيرهم من جلّة الصحابة. الذين ورد ذلك عنهم، وثبت من جهتهم، وصحّحه المسلمون، وقبلوه؛ إذ لم يشاركهم في العرض عليهم، والرواية عنهم، أقاربهم وأهل الخصوص بهم من أولادهم، وبني أعمامهم، ومواليهم، وعشائرهم. وفي كون الأمر بخلاف ذلك، وانعقاد الإجماع، على أنّ عرض [من عرض «4»] عليهم من الأباعد والأقاصي صحيح، ثابت، مقبول، وإن انفردوا به دون الأقارب والأداني، دليل قاطع على بطلان ما زعمه محمد بن جرير، واستدلّ به على صحّة ما ذهب إليه، من تضعيف اتصال قراءة ابن عامر، وبطول مادّتها. 515 - على أنه جائز ومتمكّن أن يكون قد شارك المغيرة في العرض على عثمان جماعة سوى من سمّينا من الأقارب والأباعد، إلا أنّ ذلك لم ينشر من
جهتهم، إمّا لامتناعهم من التصدّر للناس والأخذ عليهم. وإمّا لنسيان لحقهم واختلال حفظ وضبط دخلهم، فعدمت لذلك الرواية عنهم، ودثرت الحروف من قبلهم، وإذا جاز ذلك وتمكن، لم يصحّ ما قاله وادّعاه، وصار جميع ما أتى به، وأورده بمعزل عن الصواب. 516 - أخبرنا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن عبد الله، قال: أخبرنا الحسن بن أبي مهران، قال: نا أحمد بن يزيد «1»، قال: سمعت هشاما يقول: هذه قراءة عثمان بن عفّان رحمه الله تعالى «2». 517 - حدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن أنس، قال: حدّثنا هشام، قال: نا صدقة، وأبو سعيد مدرك بن أبي سعد، أنّهما سمعا يحيى بن الحارث يقول: حدّثني من سمع عثمان يقرأ إلّا من اغترف غرفة [البقرة: 249] «3» «4». 518 - حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا مجاهد، قال: حدّثني أحمد بن بكر، قال: حدّثنا هشام، قال: حدّثني صدقة بن خالد، عن يحيى بن الحارث، قال: حدّثني من سمع عثمان بن عفّان، يقرأ إلّا من اغترف غرفة بيده [البقرة: 249] بضم الغين «5». 519 - وقال محمد بن الحسن النقاش: حدّثني ابن أبي حاتم الرازي، قال: حدّثنا عيّاش بن الوليد، قال: حدّثنا عبد الحميد بن بكّار، قال: حدّثنا أيوب، عن
يحيى، عن عبد الله بن عامر، قال: صلّيت خلف عثمان، فسمعته يقرأ هذا الحرف إلّا من اغترف غرفة بضم الغين «1». 520 - قال أبو عمرو: فأمّا المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، فإن أهل العلم اكتفوا في فضله وعدالته، [و] «2» وسعوا في شهرته، وإمامته، بإضافة عبد الله بن عامر قراءته إليه، واعتماده في عرضه عليه. وإن لم يشركه في العرض والقراءة عليه غيره من أقاربه، ولم يتابعه في الأخذ والرواية عنه سواه «3»، من نظرائه من ذوي الإتقان والمعرفة بالقرآن؛ إذ غير ممكن، ولا جائز أن يضيف قراءته ويسند أداءه «4» ويعتمد في عرضه- مع محله وتقدّمه، وسعة علمه، ووفور معرفته، ومشاهدته من شاهد، وبقية من بقي من جلّة الصحابة، وفقهائها، وحفّاظ الأمة «5»، وقرّائها، وسماعه منهم، وأخذه عنهم، وإسناده إليهم وعرضه عليهم- إلا إلى من هو بالحال التي وصفناها، والمنزلة التي ذكرناها، من الشّهرة، والعدالة، والثقة، والإمامة. فوجب بذلك قبول ما ادّعاه، من العرض على أمير المؤمنين عثمان، ولزم العمل بما ادّعاه عنه [21/ ظ] من حروف القرآن، وبالله التوفيق.
ذكر رجال عاصم
ذكر رجال عاصم 521 - ورجال عاصم: أبو عبد الرحمن بن حبيب السّلمي، وأبو مريم زرّ بن حبيش العامريّ، وأبو عمرو سعيد «1» بن إياس الشيباني. 522 - وأما أبو عبد الرحمن: فقد تصدّر لإقراء الناس وتعليمهم، في الجامع الأعظم بالكوفة، بعد موت عبد الله «2» بن مسعود، فلم يزل يقرئ القرآن أربعين سنة- فيما ذكره أبو إسحاق السّبيعي- إلى أن توفي في ولاية بشر «3» بن مروان، وكانت ولايته سنة ثلاث وسبعين. وأبو عبد الرحمن أوّل من أقرأ الناس بالكوفة بقراءة زيد، وهي التي جمع عثمان رحمه الله تعالى الناس عليها «4»، واتفق عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. 523 - وتعلّم أبو عبد الرحمن من عثمان بن عفّان، وعرض على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما. وعرض أيضا على أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله ابن مسعود، وعبد الله بن عبّاس «5». قال أبو عبد الرحمن: كانت قراءة أبي بكر، وعثمان، وزيد، والمهاجرين، والأنصار، واحدة وعرضها هؤلاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 524 - وأما زرّ بن حبيش: فعرض على عثمان بن عفّان، وعلى عبد الله بن مسعود، وعرضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي «6» زرّ قبل الجماجم «7» في زمن
الحجّاج «1»، وهو ابن مائة وعشرين سنة. 525 - وأمّا أبو عمرو الشيباني: فقرأ على ابن مسعود، وقرأ ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 526 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني إبراهيم بن أحمد ابن عمر الوكيعي، عن أبيه، قال: حدّثني الحسين بن علي الجعفي، عن محمد ابن أبان، عن علقمة بن مرثد. أن أبا عبد الرحمن تعلم القرآن من عثمان، وعرض على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما «2». 527 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني موسى بن إسحاق، عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال حدّثنا عبد الرحمن ابن حميد، عن أبي إسحاق: أن أبا عبد الرحمن كان يقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة «3». 528 - أخبرنا ابن داود، قال: حدّثنا أبو علي الصوّاف، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، قال حدّثنا أبي قال: نا يحيى بن آدم، قال: نا عبد الرحمن بن حميد، قال: سمعت أبا إسحاق يقول: أقرأ «4» أبو عبد الرحمن القرآن في المسجد أربعين سنة «5».
529 - حدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: حدّثنا حجّاج، عن هارون، عن عاصم بن بهدلة: أنه قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السّلمي وزرّ بن حبيش، وقرأ أبو عبد الرحمن على عليّ، وقرأ زرّ على عبد الله «1». 530 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني عبد الله بن محمد بن شاكر، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، قال: قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفا إلّا أبو عبد الرحمن السّلمي قال: وكان أبو عبد الرحمن قد قرأ على عليّ، قال: وكنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن، فأعرض على زرّ بن حبيش، وكان زرّ قد قرأ على عبد الله. قال أبو بكر بن عيّاش، فقلت لعاصم: لقد استوثقت «2». 531 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال حدّثنا صالح بن يعقوب بن صالح، قال: حدّثنا أبو عمر الدّوري، قال: قال عليّ بن حمزة الكسائي: قال أبو بكر بن عيّاش، قال عاصم بن بهدلة: قرأت على أبي عبد الرحمن السّلميّ، وقرأ أبو عبد الرحمن على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. قال عاصم: وكنت أجعل طريقي إذا رجعت من عند أبي عبد الرحمن السّلميّ على زرّ بن حبيش فأقرأ عليه، وقرأ زرّ على عبد الله بن مسعود «3». 532 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال حدّثنا عبد الواحد بن أبي هاشم، قال: أنا وكيع، قال: أنا ابن عطارد، قال: أنا أبو بكر: أن عاصما أخبره: أنه كان يأتي زرّ بن حبيش، فيقرئه خمس آيات، فلا يزيد عليها شيئا، ثم يأتي أبا عبد الرحمن
فيعرضها عليه «1». 533 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا محمد بن مخلد، قال: حدّثنا خلف بن هشام، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عيّاش عن عاصم [22/ و] قال يحيى: قرأها عليّ أبو بكر، وحدّثني بها حرفا حرفا، وقال: لولا أني تعلّمت هذه الحروف- حروف القرآن كلّه- من عاصم حرفا حرفا ما حدّثتك بها. وقال: قال عاصم: ما أقرأني أحد من الناس إلا أبو عبد الرحمن السّلمي. وكان أبو عبد الرحمن السّلمي قرأ على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قال عاصم: وكنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن السّلمي، فأعرض على زرّ بن حبيش وكان قد قرأ على عبد الله بن مسعود، قال أبو بكر: فقلت لعاصم: لقد استوثقت «2». 534 - حدّثني أبو الحسن طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا علي بن محمد الهاشمي «3». ح. 535 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قالا حدّثنا أحمد بن سهل «4»، قال حدّثنا علي بن محصن «5» ح. 536 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني وهب بن عبد الله، قال حدّثنا الحسن بن المبارك ح. 537 - وحدّثنا أبو الفتح، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا إبراهيم، قال حدّثنا
عبد «1» الصّمد بن محمد، قالوا «2»: حدّثنا عمرو بن الصبّاح، عن حفص بن سليمان، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن السّلمي، عن عليّ بن أبي طالب، وذكر عاصم: أنه لم يخالف أبا عبد الرحمن في شيء من قراءته، وأن أبا عبد الرحمن لم يخالف عليّا في شيء من قراءته، وأن أبا عبد الرحمن قال: كنت ألقى زيد بن ثابت في الموسم، فأجمع له أحرف عليّ بن أبي طالب، وأسأله عنهم، فما اختلفا إلّا في سورة البقرة أن يأتيكم التّابوت [248] فقال عليّ: بالتاء، وقال زيد: بالهاء. لفظ الحديث للعينوني عبد الصمد بن محمد «3». 538 - حدثنا أحمد بن عمر بن محمد الجيزي، قال نا أحمد بن بهزاذ بن مهران، قال: نا أبو جعفر بن رشدين، قال: نا يحيى بن سليمان الجعفي، قال: أنا أبو بكر بن عيّاش، قال: قرأت على عاصم بن أبي النّجود، قال أبو بكر: فقلت لعاصم: على من قرأت؟ قال: قرأت على أبي عبد الرحمن السّلمي، وقرأ أبو عبد الرحمن السّلمي على عليّ بن أبي طالب، وقرأ عليّ بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عاصم: وكنت أجعل طريقي على زرّ بن حبيش فأقرأ عليه، وقرأ زرّ على عبد الله بن مسعود، وقرأ ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو جعفر: قال لي يحيى بن سليمان: وزاد بعض أصحابنا: فقلت لقد استوثقت «4». 539 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا عبد الله بن أحمد البزاز، قال حدّثنا الحسن بن داود، قال حدّثنا القاسم بن أحمد، قال حدّثنا محمد بن حبيب عن أبي يوسف الأعشى، عن أبي بكر، قال: قرأت بهذه القراءة عن عاصم بن أبي النّجود،
وقال عاصم: قرأت هذه القراءة على أبي عبد الرحمن السّلميّ، وقرأ أبو عبد الرحمن السّلمي على عليّ بن أبي طالب. وقال عاصم: كنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن فأعرض على زرّ بن حبيش، وكان زرّ قرأ «1» على عبد الله بن مسعود، وقال أبو بكر: فقلت لعاصم: لقد استوثقت «2». 540 - حدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا علي ابن عبد العزيز، قال حدّثنا القاسم بن سلام، قال حدّثنا حجاج، عن «3» هارون، قال: أخبرني أبان العطار، قال: وقال: لنا عاصم: ما حدّثتكم عن زرّ فهو عن عبد الله، وما حدّثتكم عن أبي عبد الرحمن فهو عن «4» عليّ. 541 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن الأشعث، قال: نا موسى بن حزام، قال: نا يحيى، عن أبي بكر، عن عاصم، قال: كان أبو عمرو الشيباني يقرئ القرآن في المسجد الأعظم، فقرأت عليه «5».
[سبب اختلاف روايات القراءة عن الأئمة]
[سبب اختلاف روايات القراءة عن الأئمة] 542 - قال أبو عمرو: فإن قال قائل: إن أبا بكر بن عيّاش، وحفص بن سليمان، على ما رويته عن القدوة، وحكينا «1» عن الجلة، أضبط من عرض على عاصم اختياره، وروى عنه حروفه، فما بالهما اختلفا عليه اختلافا شديدا متفاوتا؟ حتى صار ما رواه كل واحد منهما عنه، كأنه قراءة على حدة؟ هل ذلك لسوء نقل؟ واختلال حفظ وقلّة ضبط من أحدهما؟ أو اختلاط ونسيان ووهم دخلهما؟ 543 - قلت: لم يتفاوت الاختلاف بينهما عنه لشيء من ذلك؛ إذ كانا من الشّهرة والإتقان وحسن الاضطلاع «2» والمعرفة بنقل الحروف، بموضع لا يجهل ومكان لا ينكر، بل تفاوت ذلك بينهما من جهة [22/ ظ] صحيحة، لا مدخل «3» للطعن عليها، ولا سبيل للقدح فيها، وهي: أن عاصما أقرأ كل واحد منهما بمذهب، غير المذهب الذي أقرأ به الآخر، على ما نقله عن سلفه، وقرأه عن أئمته. والاختلاف بين الصحابة والتابعين في حروف القرآن، قد كان موجودا مستفيضا، وقد جاء هذا المعنى مفسّرا عن عاصم نفسه. 544 - فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن محمد بن شنبوذ، قال: أخبرني جدّي الصّلت، قال: قال لي أبو شعيب القوّاس، قال [لي حفص] «4»، قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها، فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن عن عليّ بن أبي طالب، وما كان من القراءة التي أقرأت بها أبا بكر بن عيّاش، فهي القراءة التي كنت أعرضها على زرّ بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود «5».
ذكر رجال حمزة
545 - قال أبو عمرو: ولهذا المعنى نفسه، وقع الخلاف أيضا بين أصحاب أبي بكر الأعلام وتفاوت؛ لأنه يجوز أن يكون قد روى ذلك كلّه- على اختلافه- عن عاصم سماعا في أوقات مختلفة، وأخذه عنه أداء في عرضات متفرقة، على حسب ما نقله عن سلفه، وسمعه من أئمته. ولهذا السبب أيضا نفسه، ورد الاختلاف بين الرواة عن الأئمة. وبين أصحابهم؛ لأن كل واحد من أئمة القراءة، قد عرض على جماعة من السّلف في مصره، وفي غير مصره وشاهدهم، وسمع منهم، وروى الحروف عنهم، وهم لا شك مختلفون فيها، على نحو ما علّموه وتلقوه وأدي إليهم، وأذن لهم فيه من الوجوه المفترقة، واللغات والقراءات المختلفة. فهو تارة يقرئ بحرف من تلك الحروف، وتارة يقرئ بهما معا «1»؛ لصحّتهما عنده في الأثر ونشرهما «2» لديه في الاستعمال، فهي- كلها على اختلافها واتفاقها، وتغاير ألفاظها واختلاف معانيها- عن السّلف منقولة، ومن الصحابة مأخوذة، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسموعة، ومن عند الله عزّ وجلّ منزّلة. وسبيل اختلاف الناقلين لها من الأئمة، سبيل من دونهم من الراوين، وشبه ما ذكرناه وبيّنّا صحّته، وبالله التوفيق. ذكر رجال حمزة 546 - ورجال حمزة جماعة كثيرة، منهم: أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش، مولى بني كاهل، وأبو عبد الرحمن محمد «3» بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، الأنصاري القاضي، وحمران بن أعين مولى بني شيبان، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعي الهمداني «4»، وأبو عبد الله جعفر «5» بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي الصادق رضي الله عنه وعن آبائه، وأبو عثّاب «6» منصور بن المعتمر السّلمي،
وأبو هاشم مغيرة بن مقسم الضبّي الضرير، وغير هؤلاء «1». 547 - فأمّا الأعمش: فمادّة قراءته عن يحيى بن وثّاب مولى بني كاهل، وعرض يحيى على أصحاب عبد الله: علقمة بن قيس، والأسود «2» بن يزيد، وعبيد «3» بن نضلة وعبيدة «4» السّلماني، ومسروق «5» بن الأجدع وزرّ بن حبيش وأبي عمرو الشيباني، وأبي عبد الرحمن السّلمي، وعرض هؤلاء على ابن مسعود، وعرض ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 548 - وعرض الأعمش أيضا على زرّ بن حبيش وإبراهيم النخعي، وزيد «6» بن وهب، وأبي العالية «7» الرماحي، ومجاهد بن جبر، وقرأ أيضا في القديم على عاصم ابن أبي النّجود، وعلى أبي حصين «8» عثمان بن عاصم الأسدي.
549 - وأما ابن أبي ليلى: فقرأ على جماعة، منهم: أخوه عيسى «1» بن عبد الرحمن، وعامر بن شراحيل الشعبي، والمنهال «2» بن عمرو الأسدي، وطلحة بن مصرّف اليامي. وقرأ أخوه «3» على أبيه عبد الرحمن، وقرأ عبد الرحمن على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وقرأ عليّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقرأ الشعبي على علقمة ابن قيس، وعلى أبي عبد الرحمن السّلمي، وقرأ على ابن مسعود. وقرأ المنهال على سعيد بن جبير، وقرأ سعيد على ابن عبّاس، وقرأ ابن عبّاس على أبيّ بن كعب، وزيد بن [23/ و] ثابت، وقرآ على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقرأ طلحة على يحيى بن وثّاب، وإبراهيم بن يزيد النخعي، وقرأ يحيى على أصحاب عبد الله المذكورين، وقرأ إبراهيم على علقمة، والأسود، وقرآ على ابن مسعود. 550 - وأمّا حمران بن أعين، فقرأ على عبيد بن نضيلة وأبي الأسود الدؤلي، وابنه «4» أبي حرب بن أبي الأسود، ويحيى بن وثّاب، وقرءوا على ما تقدّم. 551 - وأما السّبيعي: فقرأ على أصحاب عليّ رضي الله عنه، وعلى أصحاب عبد الله رحمه الله: عاصم «5» بن ضمرة والحارث «6» الهمداني، وعلقمة، والأسود، وزرّ وأبي عبد الرحمن، وقرأ عاصم، والحارث، على عليّ، وقرأ الآخرون «7» على عبد الله.
552 - وأما جعفر الصادق: فقرأ على آبائه رضوان الله عليهم، وأمّا منصور فعرض على الأعمش. 553 - وأما مغيرة فقرأ على عاصم بن أبي النجود، وقد ذكرنا على من قرأ الأعمش، وعاصم. 554 - حدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال: حدّثني محمد بن مخلد، عن خلف بن هشام، عن سليم بن عيسى، قال «1»: قرأ حمزة على الأعمش، وابن أبي ليلى، [فما كان من قراءة الأعمش فهي عن ابن مسعود، وما كان من قراءة ابن أبي ليلى «2»] فهي عن عليّ رضي الله عنه. 555 - قال خلف: ولم يخالف حمزة «3» عن الأعمش فيما وافق قراءة زيد بن ثابت، إلا في حروف يسيرة. قال خلف: وسمعت غير واحد من أصحابنا يذكرون: أن الأعمش قرأ على يحيى بن وثّاب، وأن يحيى قرأ على عبيد بن نضيلة، وأنه كان من خيار أصحاب عبد الله، فذكر بعضهم: أن يحيى قرأ على علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع. 556 - حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني أحمد بن زهير، وإدريس بن عبد الكريم، عن خلف، عن سليم، قال: قرأ حمزة على سليمان ابن «4» مهران، وابن أبي ليلى. فما كان من قراءة الأعمش فهو عن ابن مسعود، وما كان من قراءة ابن أبي ليلى فهو عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. ولم يخالف حمزة الأعمش فيما وافق قراءة زيد بن ثابت- التي جمع عثمان الناس عليها- إلا في أحرف يسيرة «5».
557 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أبو طالب عبد الله ابن أحمد بن سوادة، وموسى بن موسى، قالا: حدثنا هارون بن حاتم، قال: حدّثنا علي بن حمزة الكسائي، قال قلت لحمزة: على من قرأت؟ قال: على ابن أبي ليلى، وحمران بن أعين، قلت: فحمران على من قرأ؟ [قال] «1»: على عبيد بن نضيلة الخزاعي، وقرأ عبيد بن نضيلة الخزاعي على علقمة، وقرأ علقمة على عبد الله، على النبي صلى الله عليه وسلم. وقرأ ابن أبي ليلى على المنهال بن عمرو، وقرأ المنهال على سعيد بن جبير، وقرأ سعيد بن جبير على عبد الله ابن عباس، وقرأ ابن عباس على أبيّ بن كعب، وقرأ أبيّ على النبي صلى الله عليه وسلم «2». 558 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن إسحاق المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا الحسين بن المهلب، قال: نا محمد ابن العباس «3»، قال: نا أحمد بن يزيد، قال: حدّثنا الخشكني، عن سليم، عن حمزة، قال: قرأت القرآن على ابن أبي ليلى أربع مرات «4».
559 - حدّثنا محمد بن علي بن الحسين، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثنا أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا سوادة بن علي ابن [بنت «1»] ابن نمير، قال: حدّثني الحسن بن محمد «2» بن سعيد بن محمد بن عمارة بن عقبة، قال: قرأت على سليم عن عيسى، وقرأ سليم على حمزة، وقرأ حمزة على حمران بن أعين، وقرأ حمران على أبي الأسود الدؤلي، وقرأ أبو الأسود الدؤلي على عليّ وعثمان. وقرأ حمزة أيضا على ابن أبي ليلى، وقرأ ابن أبي ليلى على أخيه، وقرأ أخوه على أبيه عبد الرحمن، وقرأ عبد الرحمن على عليّ بن أبي طالب. وقرأ حمزة أيضا على سليمان بن مهران الأعمش، وقرأ سليمان بن مهران على يحيى ابن وثّاب، وقرأ يحيى على أصحاب عبد الله، جماعة «3»، وقرأ يحيى أيضا على زرّ بن حبيش، وقرأ زرّ على عثمان «4»، وعبد الله. وقرأ حمزة أيضا على جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وقرأ جعفر على آبائه رضوان الله عليهم، وقرءوا على أهل المدينة «5». 560 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثني أبي، قال: نا أحمد بن جبير، قال: حدّثنا الكسائي، قال: حدّثنا محمد «6» الأنصاري، قال قلت [23/ ظ] للأعمش: على من قرأت يا أبا محمد؟ قال: وما يهمك يا بني؟ قلت: لولا أنه يهمّني لم أسألك. قال: قرأت على يحيى بن وثّاب، وقرأ يحيى على علقمة، وقرأ علقمة على عبد الله، وقرأ عبد الله على النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن جبير: قال الكسائي، قال أبو بكر: قرأ يحيى على عبيد بن نضيلة، وكان من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. قال ابن جبير: وحدّثنا الكسائي، قال قال
زائدة «1»: قلت للأعمش: على من قرأ يحيى؟ قال: على علقمة والأسود ومسروق «2». 561 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد المقرئ، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا علي بن محمد النخعي، قال: حدّثنا محمد بن علي بن عفّان، قال: قرأت على عبيد الله بن موسى العنسي، وقرأ عبيد الله على حمزة بن حبيب «3» التيمي. 562 - قال النخعي: وحدّثنا سهل بن محمد الجلاب «4»، قال: قرأت على خالد بن يزيد الطبيب، وقرأ خالد على حمزة «5». ح. 563 - قال النخعي: وحدّثنا محمد بن الحسين بن عطية البزار، قال: قرأت على أبي الحسن بن عطيّة البزار، وقرأ الحسن على حمزة «6».
564 - قالوا جميعا: وقرأ حمزة على حمران بن أعين وعلى سليمان الأعمش، وعلى أبي إسحاق السّبيعي، وعلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. 565 - وأما حمران فقرأ على يحيى بن وثّاب، وقرأ يحيى على عبيد بن نضيلة، وقرأ عبيد على عبد الله بن مسعود، وقرأ عبد الله على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أراد أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأ كما يقرأ ابن أم عبد «1»». 566 - وأما الأعمش: فقرأ على يحيى بن وثّاب، وقرأ يحيى على زرّ بن حبيش، وعلى زيد بن وهب، وقرأ زرّ، وزيد على عبد الله، وقال الأعمش: إن يحيى قرأ على علقمة، والأسود وزرّ بن حبيش، وعبيد بن نضيلة وعبيدة السّلماني، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وعلي بن عمرو الشيباني. وكان الأعمش يقول: يحيى أقرأ من بال «2» على التراب. 567 - قالوا: وقرأ الأعمش أيضا على إبراهيم بن زيد النخعي، وقرأ إبراهيم على الأسود، وعلقمة بن قيس «3» النخعي، قال: وكان ابن مسعود إذا سمع علقمة يقرأ
قال: فداك «1» أبي وأمي، لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لسرّ «2» بك. 568 - قالوا: وأما أبو إسحاق السّبيعي: فإنه قرأ على أصحاب عليّ، وأصحاب ابن مسعود، وقال: إنه قرأ على علقمة، والأسود، وزرّ، وعاصم بن ضمرة، والحارث الهمداني، وعلى أبي عبد الرحمن، وأبو عبد الرحمن على عليّ رضي الله عنه. 569 - وكان الأعمش يجوّد حرف ابن مسعود، وكان ابن أبي ليلى يجوّد حرف عليّ، وكان أبو إسحاق السّبيعي يقرأ من هذا الحرف، ومن هذا الحرف، وكان يقرأ قراءة ابن مسعود، ولا يخالف مصحف عثمان رضوان الله عليه، ويعتبر حروف معاني عبد الله، فيوافق معاني حروف عبد الله، ولا يخرج من موافقة مصحف عثمان. وهذا كان اختيار حمزة. واستفتح حمزة القرآن من حمران بن أعين، وعرض على الأعمش وأبي إسحاق، وابن أبي ليلى. 570 - حدّثنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الشعراني، قال: حدّثنا أبو الحسين الرعيني، قال: أخبرني عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، قال: قال أبو داود بن أبي طيبة أخبرني علي بن يزيد «3»، عن سليم «4»، عن حمزة. وذكر لي عليّ بن يزيد: أن رجال حمزة: الأعمش، ومغيرة، ومنصور، وأبو إسحاق السّبيعي، والليث بن أبي سليم «5». 571 - قرأت على محمد بن أحمد بن علي خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على علي بن أحمد بن بزيع خمسا، فقال لي: حسبك؛ فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على بزيع بن عبيد خمسا،
فقال لي: حسبك؛ قرأت على أبي أيوب سليمان الحمزي خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على سليم خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على حمزة بن حبيب الزيّات خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على الأعمش خمسا، فقال لي: حسبك؛ فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت [24/ و] على يحيى ابن وثّاب خمسا، فقال لي: حسبك؛ فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على أبي عبد الرحمن السّلمي خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على عليّ بن أبي طالب خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك هكذا أنزله جبريل عليه الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا «1». 572 - قال أبو عمرو: وهذه الأخبار كلها تؤذن بقراءة حمزة على الأعمش وعرضه عليه القرآن، وتثبت ذلك وتحقّقه، وقد جاءت أخبار أخر بخلاف ذلك.
[الأخبار في أن حمزة لم يعرض على الأعمش] ذكرها
[الأخبار في أن حمزة لم يعرض على الأعمش] ذكرها 573 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عبّاس الكابلي، قال: حدّثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري، قال: قلت لابن داود: قرأ حمزة على الأعمش؟ فقال: من أين قرأ على الأعمش، إنما سأله عن حروف «1». 574 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا عبيد بن محمد، قال: أخبرنا ابن سعدان، قال: حدّثنا سليم بن عيسى، قال: وسمع حمزة قراءة الأعمش، ولم يقرأ عليه «2». 575 - حدّثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن مجاهد قال حدّثنا ابن صدقة «3»، قال: حدّثنا أحمد بن جبير، قال: حدّثنا حجّاج، قال: قلت لحمزة: قرأت على الأعمش؟ قال: لا، ولكني سألته عن هذه الحروف حرفا حرفا «4». 576 - حدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا علي ابن عبد العزيز، قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: حدّثني عدّة من أهل العلم- دخل
حديث بعضهم في بعض- عن حمزة الزيّات أنه قرأ على حمران بن أعين، وكانت هذه الحروف التي يرويها حمزة عن الأعمش [إنما أخذها عن الأعمش] «1» أخذا، ولم يبلغنا أنه قرأ عليه القرآن من أوّله إلى آخره «2». 577 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن الحسين القطان، قال: حدّثنا حسين يعني ابن الأسود، قال: حدّثنا عبيد الله، قال: كان حمزة يسأل الأعمش عن حروف القرآن «3». 578 - قال أبو عمرو: وليس مما حكاه هؤلاء براد لما روته الجماعة الكثيرة العدد، ولا بمزيل لصحته، من أن حمزة قرأ على الأعمش القرآن، بل يجب الوقوف عنده، ويلزم المصير إليه. 579 - فإن أبي ذلك آب، واستدلّ بقول حجّاج، وابن داود وردّ قول الجماعة، فقل له «4»: ليست الفائدة في نقل الحروف ذوات الاتفاق، وإنما الفائدة في نقل الحروف ذوات الاختلاف، فإذا كان حمزة قد سأل الأعمش عن قراءته المختلف فيها حرفا حرفا، وأجابه الأعمش بمذهبه الذي نقله عن أئمته، فذلك وقراءة «5» القرآن كلّه سواء في معرفة مذهبه، فيما الخلاف فيه بين الناس موجود، ولا يدفع صحة ذلك- ومعرفته بوجوه القراءات وطرق النقل- دافع «6». 580 - نا أبو الفتح شيخنا، قال: حدّثنا أحمد بن محمد وعبيد بن محمد، قالا: نا علي بن الحسين، قال: حدّثنا يوسف بن موسى، قال: قيل لجرير بن عبد الحميد: كيف أخذتم هذه الحروف عن الأعمش؟ فقال: إذا كان شهر رمضان جاء أبو حيّان التميمي وحمزة الزيّات، مع كل واحد منهما مصحف، فيمسكان على الأعمش المصاحف، ثم يقرأ فيسمعون قراءته، فأخذنا الحروف من قراءته «7».
ذكر رجال الكسائي
581 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: أخبرنا محمد بن الهيثم، قال حدّثنا روح بن الفرج، قال: حدّثنا يحيى بن سليمان، قال: نا ابن نمير، قال: حضرت حمزة، وهو يسأل الأعمش عن حروف القرآن، يقرأ فيقرأ له الأعمش الحرف الذي بعد ما قرأ «1». 582 - قال أبو عمرو: وهذا الذي حكاه جرير وابن نمير والتلاوة «2» والسّرد سواء لا فرق بينهما، وذلك عند من جعل السّماع الذي هو قراءة العالم للمتعلّم، والعرض الذي هو قراءة المتعلّم على العالم واحد. فأما من فرّق بينهما فالسّماع عنده أقوى من العرض وأعلى «3» عند أكثر العلماء، وبالله التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل. ذكر رجال الكسائي 583 - ورجال الكسائي حمزة بن حبيب الزيّات، وعليه عمدته، وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عمرو عيسى بن عمر الهمداني، وأبو بكر بن عيّاش، وأبو إبراهيم إسماعيل بن جعفر، وأبو الصّلت زائدة بن قدامة. 584 - فأمّا حمزة وابن أبي ليلى، وأبو بكر، وإسماعيل، فقد ذكرنا أئمتهم. 585 - وأمّا عيسى فقرأ على عاصم، وطلحة بن مصرّف، والأعمش، وقرءوا على من تقدّم.
586 - وأما زائدة فروى الحروف عن الأعمش [24/ ظ]. 587 - وقرأ الكسائي حرفا واحدا معتبرا بقراءة عبد الله بن مسعود، وهو قوله عزّ وجلّ في آل عمران: وأنّ الله لا يضيع أجر المؤمنين [آل عمران: 171] هو في قراءة عبد الله «1» والله لا يضيع على الابتداء؛ فكسر «2» الهمزة لذلك. 588 - حدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال حدّثنا أبو عبيد، قال: كان الكسائي يكسر وإن الله، وكان يعتبرها بقراءة عبد الله والله لا يضيع على الابتداء؛ فكسر الهمزة لذلك «3». 589 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال حدّثنا إسماعيل بن شعيب، قال: حدّثنا أحمد بن سلمويه «4»، قال حدّثنا محمد بن يعقوب، قال حدّثنا العباس بن الوليد، قال حدّثنا قتيبة، عن محمد بن طلحة، عن أبيه: والله لا يضيع قال الكسائي: وهو في الاعتبار" وإنّ الله" «5» على الابتداء «6». 590 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني هارون بن يوسف عن أبي هشام قال: ضبط الكسائيّ القراءة على حمزة «7».
591 - أخبرنا خلف بن إبراهيم إجازة، قال حدّثنا محمد بن عبد الله الأصبهاني، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني الجمال، قال حدّثني أحمد بن يزيد الحلواني، قال: قال خلف: قرأ الكسائي على حمزة القرآن أربع مرّات «1». 592 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن مسلم الحنبلي، قال: قرئ على أحمد بن رستم- وأنا أسمع- حدّثكم نصير بن يوسف، قال قرأت على الكسائي، فأخبرني أنه قرأ القرآن كلّه على حمزة بن حبيب الزيّات، وعلى جماعة في عصر حمزة، منهم: ابن أبي ليلى، وعيسى بن عمر الهمداني، وأبو بكر بن عياش «2». 593 - حدّثنا محمد بن علي، [قال حدثنا ابن مجاهد] «3»، قال حدّثنا محمد بن عبد الرحيم، قال حدّثنا محمد بن عيسى، قال حدّثنا محمد بن سفيان «4»، قال: قال الكسائي: أدركت أشياخ أهل الكوفة القرّاء والفقهاء: ابن أبي ليلى، وأبان بن تغلب، والحجّاج بن أرطاة وعيسى بن عمر الهمداني وحمزة الزيّات «5». 594 - قال أبو عمرو: فهذه تسمية رجال أئمة القراءة، الذين نقلوا عنهم القراءة، وأدّوها إليهم عن سلفهم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، على وجه الاختصار، وما يحتمل الكتاب، وبالله التوفيق.
باب ذكر الأسانيد التي نقلت إلينا القراءات عن أئمة القراءة والرواية وأدت إلينا الحروف عنهم تلاوة
باب ذكر الأسانيد التي نقلت إلينا القراءات عن أئمة القراءة والرواية وأدّت إلينا الحروف عنهم تلاوة ذكر أسانيد قراءة نافع [طرق رواية إسماعيل بن جعفر عنه] 595/ 1 - فما كان من رواية إسماعيل عنه، من طريق ابن عبدوس عن أبي عمر: فحدّثنا بها محمد بن أحمد بن علي البغدادي قراءة عليه، قال [نا] «1» أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد قراءة منه علينا، قال: قرأت على أبي الزهراء عبد الرحمن بن عبدوس القرآن من أوله إلى آخره نحوا من عشرين مرة، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عمر «2» حفص بن عمر الدوري، وأخبرني أبو عمر أنه قرأ بها على إسماعيل، وأنه قرأ بها على نافع «3». 596/ 2 - وقرأت أنا بها القرآن كلّه، على شيخنا أبي الفتح فارس بن أحمد بن موسى بن عمران الضرير، المقرئ، الحمصي، وقال لي: قرأت بها على عبد الله بن الحسين المقرئ البغدادي، وقال لي: قرأت بها على أبي بكر بن مجاهد، وقرأ أبو بكر على أبي الزهراء، وقرأ أبو الزهراء على أبي عمر الدّوري، وقرأ الدّوري على إسماعيل على «4» نافع. 597/ 3 - وأما طريق ابن فرح عن أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقرئ،
قال «1»: وأخبرني أنه قرأ على أبي القاسم زيد بن عليّ ببغداد، قال: وأخبرني أنه قرأ على أبي جعفر أحمد بن فرح بن جبريل، العسكري، المقرئ، الضرير، والمفسّر، قال: وأخبرني أنه قرأ على [أبي «2»] عمر الدّوري، قال: وأخبرني أبو عمر أنه قرأ على إسماعيل، قال: وأخبرني أنه قرأ على نافع «3». 598/ 4 - وأمّا طريق الباهلي عن أبي عمر: فحدّثنا أبو القاسم خلف بن إبراهيم ابن محمد بن جعفر بن حمدان بن خاقان المقرئ، أن أبا جعفر أحمد بن محمد حدّثهم. 599/ 5 - ونا فارس بن أحمد، [أن أحمد «4»] بن محمد بن جابر حدّثهم، قالا: حدّثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبد الله بن بدر بن النفاخ الباهلي، قال: حدّثنا أبو عمر الدّوري [بسرّ «5»] قراءة سنة أربع وأربعين ومائتين، قال «6» «7» وأنا إسماعيل بن جعفر أنه [25/ و] قرأ على عيسى بن وردان الحذاء، وأخذ القراءة عنه، وكان عيسى بن وردان يقرأ يومئذ قراءة نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، ولا يخالفه في شيء. 600 - قال إسماعيل: وقرأت القرآن أيضا على سليمان بن مسلم بن جمّاز «8»، وقرأه سليمان على أبي جعفر يزيد بن القعقاع، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وعنه أخذ القراءة، قال سليمان: وأخبرني أبو جعفر أنه كان يقرئ القرآن
في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحرّة «1»، وكانت الحرّة على رأس ثلاث «2» وستين سنة من تقدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. 601 - قال إسماعيل: وقرأت القرآن على شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب، مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. وكان إمام أهل المدينة بالقراءة، وكان قديما. 602 - قال إسماعيل: وأخبرني سليمان بن مسلم أن شيبة بن نصاح أخبره، أنه أتي به وهو صغير، إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فمسحت رأسه وباركت عليه. 603 - قال إسماعيل: ثم هلك شيبة، فتركت قراءته، وقرأت قراءة نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم. 604 - قال أبو عمرو: هكذا روى كل الرواة «3» هذا الخبر عن إسماعيل، وليس في ظاهره ما يدلّ أنه قرأ القرآن على نافع، ولا أنه روى الحروف عنه. وقد أتى ذلك عنه ظاهرا مكشوفا في أسانيد التلاوة «4»، وحكاه عنه أبو عبيد نصا. 605 - فحدّثنا الخاقاني، قال حدّثنا أحمد بن محمد، قال: نا عليّ، قال حدّثنا أبو عبيد، قال نا إسماعيل، عن نافع: أنه أخذ القراءة عنه نفسه، وقرأ القرآن عليه «5». 606 - والأمران عندنا صحيحان؛ إذ كان محتملا أن يكون إسماعيل عرض القرآن على نافع بعد ما عرضه على عيسى بن وردان عنه؛ لأن عيسى من قدماء أصحاب نافع، القائمين بمذهبه، الضابطين لاختياره، وممّن شاركه في الإسناد، ولقي الأئمة، [و] «6» ممّن عرض معه على أبي جعفر وغيره. 607 - فتارة يخبر إسماعيل بأنه قرأ على نافع نفسه، كما أخبره أبو عبيد، وتارة
يخبر أنه قرأ على عيسى عنه، كما في سائر الأخبار. وهو صادق في الخبرين جميعا، فصدقه في إخباره، أنه قرأ على شيبة، وهو أحد أئمة نافع، وقد جاء مثل ذلك عن غير واحد من التابعين، وسبيله ما ذكرناه. 608/ 6 - وأما طريق الكسائي عن إسماعيل: فحدّثنا محمد بن أحمد بن علي، أن ابن مجاهد حدّثهم، قال: حدّثنا محمد بن الجهم، قال حدّثنا أبو توبة- وهو ميمون بن حفص- قال حدّثنا الكسائي، قال حدّثنا إسماعيل عن نافع «1». 609/ 7 - وأخبرنا عبد العزيز بن جعفر، أن أبا طاهر بن أبي هاشم حدّثهم، قال: نا محمد بن محمد بن الوزير، قال: نا عبد الرزاق بن الحسن، قال نا أحمد بن جبير، قال نا الكسائي، عن إسماعيل، عن نافع بالقراءة «2». 610/ 8 - قال أبو طاهر: ونا ابن فرح، قال نا أبو عمر، عن الكسائي، عن إسماعيل، عن نافع بالقراءة «3». 611/ 9 - وأما طريق الهاشمي عنه: فحدّثني «4» محمد بن علي أنّ أبا بكر «5» بن أحمد بن موسى حدّثهم، قال أخبرني محمد بن الجهم، قال حدّثني سليمان بن داود «6» الهاشمي، عن إسماعيل، عن نافع «7». 612 - قال أبو عمرو: الهاشمي هذا، هو سليمان بن داود بن علي بن عبد الله ابن عباس، يكنى أبا أيوب، حدّثني بنفسه الخاقاني، قال نا عثمان بن محمد
السمرقندي عن أبي أميّة محمد بن إبراهيم «1». 613/ 10 - وأما طريق أبي عبيد عنه: فحدّثنا خلف بن إبراهيم بن حمدان، أنّ أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد المكّي حدّثهم، قال حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال حدّثنا إسماعيل بن جعفر، عن نافع أنه أخذ القراءة عنه نفسه، وقرأ القرآن عليه «2». 614/ 11 - وأما طريق حسين «3» بن محمد المروزي عنه: فأخبرني عبد العزيز ابن محمد، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: أما ابن منيع، قال: حدثني جدي، قال حدّثنا حسين «4» بن محمد أبو أحمد «5» المروزي، قال حدّثنا إسماعيل، عن نافع بحروف غير مستوعبة للقراءة. 615/ 12 - وأما طريق يزيد بن عبد الواحد عنه: فأخبرني الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال نا محمد بن يونس، قال: نا أحمد بن سعيد بن شاهين، قال حدّثنا سليمان ابن داود الزهراني [25/ ظ] قال حدّثنا بريد بن عبد الواحد، عن إسماعيل، عن نافع بحروف ليست بالكثيرة «6».
طرق رواية إسحاق المسيبي عن نافع
616 - قال أبو عمرو: بريد يكنى أبا المعافى. طرق رواية إسحاق المسيبي عن نافع 617/ 13 - وما كان من رواية إسحاق المسيبي عن نافع، من طريق أبيه محمد عنه: فحدّثنا محمد بن علي الكاتب، أن ابن مجاهد حدّثهم، قال حدّثنا أبو بكر محمد ابن الفرج المقرئ، قال حدّثنا محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن نافع بالقراءة «1». 618/ 14 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال [نا] «2» أبو العباس عبد الله بن الصقر السكري، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق أبو عبد الله «3»، قال حدّثنا أبي: إسحاق عن نافع «4». 619/ 15 - وقرأت أنا بها القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال لي قرأت بها على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على زيد بن علي بن محمد بن عثمان «5» العجلي المقرئ، قال وأخبرني أنه قرأ على أبي الحسن محمد بن الحسن المقرئ، قال وأخبرني أنه قرأ على أبي الفرج عبد الواحد بن أحمد بن غزال الجرجاني، قال: وأخبرني أنه قرأ على محمد بن إسحاق، وأخبرني أنه قرأ على أبيه، وقرأ أبوه على نافع «6».
620/ 16 - قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن، وقرأت بها أيضا على أبي بكر أحمد بن محمد المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي بكر محمد بن يونس، قال وأخبرني أنه قرأ على أبي [علي «1»] إسماعيل بن يحيى بن عبد ربه، قال: وأخبرني أنه قرأ على محمد بن إسحاق، وقرأ محمد على أبيه، وقرأ أبوه على نافع «2». 621/ 17 - وأمّا طريق ابن سعدان عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال حدّثنا عبيد بن محمد المروزي، قال حدّثنا محمد بن سعدان، قال حدّثنا إسحاق بن محمد المسيبي عن نافع بالقراءة «3». 622/ 18 - قال «4» أبو طاهر: وحدّثنا أبو علي الحسن بن علي بن سهل العطار، قال حدّثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن واصل «5» المقرئ، قال حدّثنا محمد بن سعدان، قال حدّثنا إسحاق المسيبي، عن نافع «6».
623/ 19 - 22 - وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد المقرئ، وقال لي: قرأت القرآن كله على عبد الله بن الحسين المقري، وأخبرني أنه قرأ على أبي بكر بن مجاهد، وعلى [أبي «1»] الحسن علي بن مستور «2»، وأخبراه أنهما قرآ على ابن واصل، وقال ابن واصل قرأت القرآن مرارا كثيرة من أوله إلى آخره على محمد بن إسحاق، وعلى محمد بن سعدان الضرير النحوي، وقرءاه جميعا على المسيبي، وقرأ المسيبي على نافع «3». 624/ 23 - وحدّثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا محمد ابن يحيى قال حدّثنا أبو جعفر الضرير يعني محمد بن سعدان «4». 625/ 24 - 25 - وأمّا طريق خلف عنه فحدّثنا بها محمد بن أحمد الكاتب قال حدّثنا أبو بكر بن مجاهد قال حدّثنا أبو بكر أحمد بن زهير، وإدريس بن عبد الكريم، قالا حدّثنا خلف بن هشام، قال حدّثنا إسحاق المسيبي عن نافع بالقراءة «5».
626/ 26 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا محمد بن الحسن، قال حدّثنا ابن عبد الرزاق، قال حدّثنا محمد بن مخلد الأنصاري، قال حدّثنا خلف بن هشام، عن إسحاق بن محمد، عن نافع، قال خلف: قرأ على إسحاق حروف القرآن من أوله إلى آخره «1». 627/ 27 - وأما طريق عبد الله بن ذكوان عنه: فأخبرت عن محمد بن الحسن النقاش، قال حدّثنا أحمد بن أنس، قال حدّثنا عبد الله بن ذكوان، قال حدّثنا إسحاق ابن محمد المسيبي، عن نافع بالقراءة «2». 628/ 28 - وأما طريق أبي عمارة الأحول عنه: فحدّثنا محمد بن علي أبو مسلم، قال حدّثنا أحمد بن موسى، قال أخبرنا محمد بن يحيى الكسائي، قال حدّثنا أبو الحارث الليث ابن خالد، قال حدّثنا أبو عمارة حمزة بن القاسم، قال حدّثنا إسحاق المسيّبي عن نافع بالقراءة «3». 629/ 29 - وأما طريق ابن جبير عنه: فحدّثنا أبو القاسم الفارسي، أنّ عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال حدّثنا محمد بن محمد بن الوزير، قال حدّثنا عبد الرزّاق ابن الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن جبير، قال: وسمعت [26/ و] حروف نافع من إسحاق المسيبي «4». 630/ 30 - وأمّا طريق أبي موسى الأنصاري عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هشام، قال حدّثنا أبو بكر أحمد بن منصور، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعيد الوراق، قال حدّثنا أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري، قال حدّثنا إسحاق بن محمد، عن نافع «5».
[طرق رواية قالون عن نافع]
631/ 31 - وأما طريق محمد الباهلي عنه: فأخبرني خلف بن إبراهيم المقرئ، أن محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرئ أخبرهم، قال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن جعفر بن محمد، وقال قرأت على أبي يعقوب يوسف بن جعفر بن معروف، وقال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن الحسن النقاش، وقال قرأت على أبي بكر محمد بن عمرو بن العباس الباهلي، وقال قرأت على إسحاق المسيّبي، وقال: قرأت على نافع «1». 632/ 32 - وأمّا طريق حمّاد بن بحر الأصمّ الرازي عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثني محمد بن يونس المطرّز، قال حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عيسى الأصبهاني، قال حدّثنا حمّاد بن بحر، قال حدّثنا إسحاق بن محمد «2» المسيّبي، عن نافع «3». [طرق رواية قالون عن نافع] 633/ 33 - وما كان من رواية قالون عن نافع من طريق أبي إسحق إسماعيل القاضي عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا أبو بكر بن مجاهد، قال حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، قال حدّثنا قالون، عن نافع بالقراءة «4». 634/ 34 - وحدّثنا أبو الحسن طاهر بن غلبون المقرئ، قال حدّثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد الفريابي، غير مرّة، وأخذتها عنه، قال حدّثنا إسماعيل بن
إسحاق القاضي، قال حدّثنا قالون، قال: قرأت هذه القراءة على نافع القارئ غير مرة، وأخذتها عنه «1». 635/ 35 - وقرأت أنا بها على فارس بن أحمد المقرئ، وقال لي: قرأت بها على عبد الله بن الحسين المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي «2» بكر بن مجاهد، وقال قرأت على إسماعيل بن إسحاق القاضي، وسمعت الرواية منه عن قالون، عن نافع «3». 636/ 36 - وأما طريق الحلواني عنه: فحدّثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثنا الحسن بن أبي مهران، قال حدّثنا الحلواني، عن قالون، عن نافع «4». 637/ 37 - وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال لي: قرأت على عبد الله بن الحسين المقرئ، وقال: قرأت على أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ، وقرأ أبو الحسن على أبي عليّ الحسن بن مهران، وقرأ أبو عليّ على أبي الحسن بن يزيد الحلواني، وقرأ الحلواني على قالون، وقرأ قالون على نافع «5». 638/ 38 - قال لي أبو الفتح: وقرأت أيضا على عبد الباقي بن الحسن، وقال لي: قرأت على أبي علي محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي بكر أحمد بن حماد الثقفي المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي علي
الحسن بن مهران الجمال، وقرأ الجمال على أحمد بن يزيد، وقرأ أحمد على قالون، وقرأ قالون على نافع «1». 639/ 39 - وقرأت أنا أيضا بهذه الرواية القرآن كلّه على أبي عبد الله محمد بن يوسف المقرئ، فقال لي: قرأت بها على علي بن محمد المقرئ الشافعي، وقال: قرأت على إبراهيم بن عبد الرزاق، وقال قرأت على أبي العباس محمد بن أحمد الرازي وقال قرأت على الحلواني، وقال قرأت على قالون، وقال قرأت على نافع «2». 640/ 40 - 41 - وقرأت أيضا برواية الحلواني من طريق أبي العون الواسطي، على شيخنا أبي الفتح- بضم الميم عند الميم، وعند الهمزة، وعند الفاصلة- وقال لي: قرأت بها كذلك على عبد الله بن الحسين البغدادي، وقال لي: قرأت على أبي محمد الحسن بن صالح، وعلى أبي «3» الحسن محمد بن حمدون الحذاء، وقرآ جميعا على أبي عون محمد بن عمرو بن عون، وقرأ ابن عون على الحلواني وقرأ الحلواني على قالون، وقرأ قالون على نافع «4».
641/ 42 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثنا محمد ابن حمدون الحذاء، قال حدّثنا ابن عون محمد بن عمرو بن عون، قال حدّثنا الحلواني عن قالون، عن نافع «1». 642/ 43 - وأما طريق أبي «2» علي الشّحّام عنه: فإني قرأت القرآن كلّه على شيخنا أبي الفتح الضرير، وقال قرأت على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن، وقال [26/ ظ] قرأت «3» على زيد بن علي المقرئ، وقال قرأت على أبي العباس محمد بن الحسن النحوي، وقال قرأت على أبي علي الحسن بن علي بن عمران الشّحّام، وقال قرأت على قالون، وقال قرأت على نافع «4». 643/ 44 - وأما طريق أبي نشيط عنه: فحدّثني أبو محمد عبد الله بن محمد، قال حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن محمد البغدادي، قال قرأت على أبي الحسين أحمد ابن عثمان بن جعفر بن بويان، وقال قرأت على أبي حسان أحمد بن محمد، وقال قرأت على أبي نشيط محمد بن هارون، وقال قرأت على قالون، وقال قرأت على نافع «5».
644/ 45 - وقرأت بها القرآن كله على أبي الفتح فارس بن أحمد، وقال لي: قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن «1» عمر المقرئ، وقال قرأت على أبي الحسين أحمد بن عثمان بن جعفر، وقال قرأت على أبي حسان أحمد بن محمد بن الأشعث، وقال: قرأت على محمد بن هارون المروزي المعروف بأبي نشيط، وقال قرأت على قالون، وقال: قرأت على نافع «2». 645 - قال أبو عمرو: ومحمد بن هارون يكنى أبا جعفر، كنّاه أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي «3». 646/ 46 - 47 - وأما طريق أحمد بن صالح عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني الحسن بن علي بن مالك الأشناني، والحسن بن أبي مهران، قالا حدّثنا أحمد بن صالح، قال حدّثنا قالون، عن نافع «4».
647/ 48 - وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي: قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال: قرأت على أبي بكر بن مجاهد، وقال: قرأت على الحسن ابن علي بن مالك، وقال: قرأت على أحمد بن صالح المصريّ، وقرأ أحمد على قالون، وقرأ قالون على نافع «1». 648/ 49 - وحدّثني أبو الفتح، قال حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: قرأت برواية أحمد بن صالح، عن قالون، على «2» أبي بكر محمد بن علي الجلندي، وقال: قرأت على أبي عبد الله أحمد بن عبد ربه بن عباس المقرئ، وقال قرأت على أبي علي الحسن بن القاسم بن عبد الله المقرئ، وقال قرأت القرآن على أحمد بن صالح، وقال قرأت على قالون، وقال قرأت على نافع «3». 649 - قال أبو عمرو: وأحمد بن صالح يكنى أبا جعفر، كنّاه البخاري «4». 650 - حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله، قال حدّثنا محمد بن الحسن (النخات) «5»، قال: أحمد بن صالح المصري أبو جعفر أحد الأئمة. 651/ 50 - وأما طريق إبراهيم الكسائي عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن أبي الفضل «6» المقرئ، [قال حدثنا أبو طاهر] «7»، قال حدّثنا الحسن بن عبد الرحمن
الكرخي الخياط، قال حدّثنا إبراهيم بن الحسين الكسائي، قال حدّثنا قالون عن نافع بالقراءة «1». 652 - قال أبو عمرو: إبراهيم الكسائي يكنى أبا إسحاق، وهو همذاني ثقة «2». 653/ 51 - وأما طريق عبد الله بن عيسى المدني عنه: فحدّثنا أبو عبد الله أحمد بن عمر بن محمد الجيزي، قراءة مني عليه- وشيخنا أبو الفتح يسمع- قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن منير الحراني، قال حدّثنا أبو موسى عبد الله بن عيسى بن عبد الله، المدني القرشي، قال حدّثنا قالون أن هذه قراءة نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، القاري وأن هكذا قرأ عليه، وسمعه يقرأ عليه. 654 - قال أبو موسى: وقرأ قالون هذا الكتاب علينا قراءة، وذكر القراءة من أول القرآن إلى آخره «3». 655/ 52 - وأما طريق محمد بن عبد الحكم القطري عنه: فحدّثنا أبو الفتح فارس بن أحمد، قال حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن إدريس، الرازي، قال حدّثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الهروي، قال حدّثنا عبد الحكم القطري، قال حدّثنا قالون، قال: هذه الحروف التي قرأناها على نافع، والتي سمعناها تقرأ «4» عليه. 656 - قال أبو عمرو: والقطري يكنى أبا العباس، كنّاه لنا خلف بن إبراهيم، عن عثمان بن محمد السّمرقندي. 657/ 53 - وأمّا طريق أحمد بن قالون عنه: فحدّثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثنا الحسن بن أبي مهران، قال حدّثنا أحمد بن قالون، عن أبيه،
عن نافع بالقراءة «1». 658/ 54 - وأمّا طريق مصعب الزبيري: فحدّثني فارس بن أحمد، قال حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: قرأت على أبي بكر محمد بن [27/ و] الجلندى، قال: قرأت على أبي العبّاس الفضل بن داود المدني، وقال قرأت على أبي عبد الله مصعب بن إبراهيم بن حمزة الدّينوري، وقال: قرأت على قالون، وقال: قرأت على نافع «2». 659/ 55 - وأما طريق أبي مروان العثماني عنه: فأخبرنا عبد العزيز بن محمد، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا بعض أصحابنا، قال حدّثنا أبو جعفر أحمد ابن نصر الترمذي، قال حدّثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني، قال حدّثنا قالون عن نافع بالأصول «3». 660/ 56 - وأما طريق أبي بكر العمري عنه: فحدّثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا محمد بن الحسن، قال حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال حدّثنا عبيد الله بن محمد العمري، القاضي، قال حدّثنا قالون، عن نافع «4». 661/ 57 - وأمّا طريق أبي سليمان عنه: فحدّثني أبو عبد الله محمد «5» بن عبد الله، البغدادي، قال حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد المجيد المقرئ، قال قرأت على محمد بن أحمد بن الصّلت، وقال قرأت على أبي سليمان بن سالم بن هارون
[طرق رواية ورش عن نافع]
المدني، وقال قرأت على قالون، وقال قرأت على نافع «1». 662/ 58 - 60 - وأمّا طريق الحسين بن المعلم، وإبراهيم بن قالون: فأخبرت عن محمد بن الحسن، قال قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن فليح، قال قرأت على الحسين بن عبد الله المعلم، وعلى إبراهيم بن قالون، وعلى مصعب الزبيري، وقرءوا على قالون. قال ابن فليح: ولم يختلفوا عليّ في شيء من هذه القراءة، إلا أن حسينا أسكن الياء في يوسف في قوله: أنّى أوفى الكيل [59]، وفي النمل في قوله: ليبلوني ءأشكر وحرّكها الآخران «2». [طرق رواية ورش عن نافع] 663/ 61 - وما كان من رواية ورش عن نافع، من طريق أبي الأزهر: فحدّثنا أبو عبد الله أحمد بن عمر بن محفوظ القاضي، قال حدّثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم ابن «3» جامع السّكري، قال حدّثنا أبو محمد بكر بن سهل الدمياطي، قال حدّثنا أبو الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم العتقي، قال حدّثنا عثمان بن سعيد المعروف بورش، وهو لقبه، عن نافع، وذكر القراءة كلها «4». 664/ 62 - وقرأت أنا بهذا الطريق القرآن كله على أبي الفتح، وقال لي: قرأت
على أبي حفص عمر بن محمد الحضرمي المقرئ، وقال: قرأت على أبي الفضل عبد المجيد بن مسكين، وقال: قرأت على أبي عبد الله محمد بن سعيد الأنماطي، وقال: قرأت على أبي الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن، وقال: قرأت على ورش، وقال: قرأت على نافع «1». 665/ 63 - 64 - وقرأت أنا القرآن كله أيضا على أبي مروان عبيد الله بن سلمة ابن حزم، ومنه تعلّمت عامّة القرآن، وعلى أبي محمد عبد الله بن أبي عبد الرحمن المصاحفي، وقالا قرأنا على أبي الحسن علي بن محمد المقرئ، وقال: قرأت على إبراهيم بن الحسن المقرئ، وقال قرأت على عبد الجبّار بن محمد، وقال: قرأت على أبي الأزهر، وقال قرأت على ورش، وقال قرأت على نافع «2». 666/ 65 - وأما طريق أبي يعقوب الأزرق عنه: فحدّثنا أبو القاسم خلف بن إبراهيم المقرئ، قال حدّثنا عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج، قال حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حمدان بن عبد الصمد، قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد الله المعروف بالنحاس، قال حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار، قال حدّثنا عثمان بن سعيد، ولقبه ورش، عن نافع بالقراءة «3».
667/ 66 - وحدّثنا أبو الحسن طاهر بن غلبون، قال حدّثنا أبو بكر بن عتيق بن ما شاء الله بن محمد المقرئ، المعروف بالعسّال، قال حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن هلال الأزدي المقرئ، قال حدّثنا أبو جعفر يعقوب الأزرق، عن ورش عن نافع بالقراءة «1». 668/ 67 - 68 - وحدّثنا أبو الحسن بن غلبون أيضا، قال [نا «2»] أبو إسحاق بن محمد بن مروان المقرئ، وعبد العزيز بن الفرج، قالا حدّثنا أبو بكر بن سيف المقرئ، قال حدّثنا أبو يعقوب الأزرق، عن ورش، عن نافع بالقراءة «3». 669/ 69 - 70 - وقرأت أنا القرآن كله من هذا الطريق على شيخنا أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن محمد الخاقاني المقرئ، وقال لي: قرأت القرآن سنة أربعين وغيرها على جماعة من شيوخ المصريين، منهم: أبو جعفر أحمد بن أسامة بن أحمد التّجيبي، وأبو بكر أحمد بن أبي الرجاء، وقرآ جميعا [27/ ظ] على إسماعيل بن عبد الله النحاس، وقرأ إسماعيل على أبي يعقوب الأزرق، وقرأ أبو يعقوب على ورش، وقرأ ورش على نافع «4».
670/ 71 - 72 - قال لي أبو القاسم: وقرأت أيضا على أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأنماطي، وعلى أبي سلمة الحمراوي القارئ، وقالا قرأنا على أبي جعفر أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الخياط «1» ح. 671/ 73 - قال لي أبو القاسم: وقرأت أيضا على أبي بكر محمد بن عبد الله المقرئ خمس عشرة ختمة، وقال لي قرأت على أبي العباس أحمد بن محمد بن القباب «2» ح. 672/ 74 - قال لي أبو القاسم: وقرأت أيضا على أبي محمد أحمد بن عبد الله الخياط، وقال قرأت على عليّ بن أبي رصاصة «3»، وقال هؤلاء «4»: قرأنا على
إسماعيل النحاس، وقال قرأت على أبي يعقوب، وقال: قرأت على [ورش، وقال قرأت على] «1» نافع «2». 673/ 75 - وقرأت أنا القرآن كله أيضا على أبي الفتح فارس بن أحمد المقرئ، وقال لي: قرأت على أبي حفص عمر بن محمد المقرئ المصري، وقال: قرأت على أبي جعفر حمدان بن عون بن حكيم «3» المقرئ، وقال: قرأت على أبي الحسن النحاس، وقال قرأت على أبي يعقوب، وقال قرأت على ورش، وقال: قرأت على نافع «4». 674/ 76 - وقرأت القرآن كله أيضا على شيخنا أبي الحسن طاهر بن غلبون المقرئ، وقال لي: قرأت على عبد العزيز بن علي بن محمد المقرئ، وقال: قرأت على أبي بكر بن سيف، وقال قرأت على أبي يعقوب، وقال قرأت على نافع «5». 675/ 77 - وأما طريق داود بن أبي طيبة عنه: فحدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال حدّثنا عمر بن محمد الإمام، قال حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن يحيى بن زكريا الصّدفي، قال حدّثنا أبو القاسم عبيد بن محمد «6» رجال، قال حدّثنا داود بن هارون، قال حدّثنا عثمان بن سعيد، عن نافع بالقراءة «7».
676 - قال أبو عمرو: اسم أبي طيبة هارون. يكنى داود، أبا سليمان، كنّاه مواس ابن سهل. 677/ 78 - وأما طريق أحمد بن صالح عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثنا الحسن بن علي بن مالك، قال حدّثنا أحمد بن صالح، قال حدّثنا عثمان ابن سعيد، ويلقّب بورش، عن نافع بالقراءة «1». 678/ 79 - وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا فارس بن أحمد، وقال لي: قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال: قرأت على أبي الحسن بن شنبوذ، وقال قرأت على أحمد بن محمد بن الحجّاج بن رشدين، وقال: قرأت على أحمد بن صالح، وقال قرأت على ورش، وقال قرأت على نافع «2». 679/ 80 - وأمّا طريق يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة، الصّدفي أبي موسى عنه: فحدّثنا خلف بن إبراهيم، قال حدّثنا أحمد بن أسامة بن أحمد، قال حدّثنا أبي قال حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال أقرأنا عثمان بن سعيد، عن نافع «3». 680/ 81 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال أخبرني محمد ابن عبد الله، قال حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، عن ورش، عن نافع «4». 681 - قال أبو عمرو: محمد بن عبد الله هذا (هو «5») الذي يروي عنه ابن مجاهد، هو محمد بن جرير بن يزيد الطبري؛ دلّسه ابن مجاهد «6».
682/ 82 - وحدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال حدّثنا أبو محمد جعفر بن أحمد البزار، قال حدّثنا أبو عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي، قال حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، عن ورش، عن نافع «1». 683/ 83 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال حدّثنا أبو جعفر بن جرير، قال حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، الصّدفي، عن ورش، عن نافع «2». 684/ 84 - 85 - وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد، قال لي: قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله، وعلى أبي عبيد الله بن مسلم بن إبراهيم المقرئين، وقالا: قرأنا على أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر بن زيد المقرئ، الواسطي، بواسط يعرف بالجواربي، وقال قرأت على أبي موسى يونس بن عبد الأعلى الصّدفي، وقرأ يونس على ورش، وقرأ ورش على نافع «3». 685/ 86 - وأما طريق أبي بكر الأصبهاني: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد، أنّ «4» عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: أخبرني محمد بن أحمد بن محمد
الحسن الدقاق، قال: قرأت على أبي بكر محمد بن عبد الرحيم المقرئ الأصبهاني، قال: قرأت القرآن بفسطاط «1» مصر ومهرته على أبي الربيع [28/ و] بن أخي الرّشديني، وختمت عليه إحدى وثلاثين ختمة بقراءة نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، وقلت له إلى من تسند قراءتك؟ قال: إلى عثمان بن سعيد المعروف بورش، وقال ورش: قرأت على نافع بن عبد الرحمن المدني. وسمعت أبا الربيع يقول: قرأ ورش عن نافع بعد ما حصّل نافع القراءة «2». 686/ 87 - قال أبو بكر «3» الأصبهاني: وقرأت بمصر أيضا على أبي القاسم موّاس ابن أخت أبي الربيع الرّشديني، وكان ختنه على ابنته، فختمت عليه أكثر مما ختمت على أبي الربيع، كلّ ذلك بقراءة نافع. وسألته إلى من تسند قراءتك؟ قال قرأت على يونس بن عبد الأعلى، وغيره، وذكر جماعة أحسب أن داود بن أبي طيبة منهم. وقال مواس: قرأت على يونس بن عبد الأعلى، وقال يونس: قرأت على ورش، وقال ورش: قرأت على نافع «4». 687/ 88 - وسار «5» جماعة من قراء القرآن إلى يونس بن عبد الأعلى، وأنا حاضرهم، فسألوه «6» أن يقرئهم القرآن على قراءة نافع فامتنع. وقال: أحضروا موّاسا ليقرأ، فاستمعوا قراءته عليّ، وهي لكم إجازة، فقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره في أيام كثيرة، وسمعت قراءته عليه «7». 688/ 89 - وكنت قبل ذلك أقرأ على مواس قراءة نافع، فقرأت بعد ذلك عليه ختمات كثيرة على قراءة نافع، على المذهب الذي كنت سمعته يقرأ على يونس إن
شاء الله تعالى «1». 689/ 90 - قال أبو بكر: وقرأت بفسطاط مصر على أبي مسعود الأسود اللون المدني، وكان يقرئ في المسجد الجامع، فختمت عليه ختمات على قراءة نافع، وكان لا يقرئ غيرها، وكان كثير الخلاف لسائر من قرأت عليهم من المصريين، وكان يمدّ مدا طويلا، وكان له سكتات شبه الإخفاء في مثل" أولئك"، كأنه كان يقول" أولا" ثم يسكت ثم يقول" ئك" فيه نبرة «2». 690/ 91 - قال أبو بكر: وقرأت على أبي القاسم بن داود بن أبي طيبة، بالفسطاط في داره، وفي غير داره. فقرأت عليه من أول القرآن إلى سورة والمرسلات، أو عبس- إن شاء الله تعالى- على مذهب نافع. ولم يكن يزيد في اليوم على عشر آيات، وقد قرأت عليه أياما كثيرة خمس آيات في كل يوم. وسألته عن قراءته عمّن أخذها؟ فقال: قرأت على أبي داود بن هارون- المعروف يعني بأبي طيبة- وقال إن أباه قال: قرأت على ورش عثمان بن سعيد، وإن ورشا قال: قرأت على نافع بن أبي نعيم القارئ «3». 691 - وسمعت أبا القاسم «4»، وأبا الربيع، وموّاسا، وغيرهم ممّن قرأت عليهم، يقولون: إن ورشا إنما قرأ على نافع بعد أن حصّل نافع القراءة. 692/ 92 - وقرأت بفسطاط مصر على أبي علي الحسين بن الجنيد المكفوف، في جامع الفسطاط وختمت عليه ختمات على حرف نافع بن عبد الرحمن، وسألته عن قراءته عمّن أخذها؟ فقال: أخذتها عن أصحاب عثمان بن سعيد ورش الثقات
الذين قرءوا «1» عليه. وكان رحمه الله متقنا للقراءة، عالما بقراءة نافع «2». 693/ 93 - وقرأت بجيزة الفسطاط، على أبي الأشعث الجيزي، وكان متقنا لقراءة نافع، وختمت عليه ختمتين على قراءة نافع، فلما بلغت في الثالثة [ ... «3»] سألته «4» عن قراءته عمّن أخذها؟ فقال: أخذتها عن أصحاب ورش «5». 694/ 94 - وقرأت بها- المصّيصة «6» - في المسجد الجامع، على أبي الأشعث عامر بن سعيد الحرشي، وكان خيّرا فاضلا، وكان قد بلغ مائة سنة فيما حكاه، أو زاد عليها- الشك مني- وكان يقول: قرأت على ورش وغيره من أصحاب نافع. فختمت على هذا أبي الأشعث ختمتين وشرعت في الثالثة فلم أتم الثالثة، فمات «7». 695/ 95 - وقرأت بمكة في المسجد الحرام على أبي يحيى «8» محمد بن أبي عبد الرحمن ختمة واحدة على قراءة نافع، سنة ثلاث وخمسين ومائتين، فقال لي:
تقرأ على قراءة نافع، وأنت قارئ لهذه القراءة؟ فكأنه (أفسد حجتي «1»)، فقلت له: أريد أن أقول قرأت عليه. فختمت عليه ختمة [28/ ظ] واحدة، وأمر أبو يحيى بعد ذلك جماعة أن يقرءوا عليّ قراءة نافع. فكنت أقرئهم في المسجد الحرام بحضرته «2». 696 - قال أبو عمرو: اسم أبي «3» الربيع بن أخي الرّشديني «4»: سليمان بن داود، واسم أبي القاسم بن داود: عبد الرحمن. وموّاس: هو مواس بن سهل المعافري «5» يكنى أبا القاسم. 697 - سمعت فارس بن أحمد المقرئ يقول: قال محمد «6» بن عبد الرحيم: دخلت مصر ومعي ثمانون ألف درهم، فأنفقتها على ثمانين ختمة. 698/ 96 - قال أبو عمرو: وقرأت أنا القرآن كله بهذا الطريق على شيخنا أبي الفتح نضّر الله وجهه، وقال لي: قرأت به على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقرئ، وقال قرأت على أبي عبد الله إبراهيم بن عبد العزيز بن الحسن، الفارسي، المقرئ، وأخبرني أنه لقي أبا بكر محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شيث بن يزيد بن خالد بن قرة بن عبد الله، مولى بني أسد، موالي بني عامر، المعروف بالأصبهاني، وقرأ عليه القرآن. قال: وأخبرني أنه قرأ القرآن كله على أبي القاسم موّاس بن سهل. قال الأصبهاني: فسألته إلى من تسند قراءتك؟ فقال لي: قرأت على يونس بن عبد الأعلى، وغيره من القرّاء. قال أبو بكر الأصبهاني: وذكر جماعة أحسب أن داود بن أبي طيبة منهم، وقرأ يونس وداود على ورش، وقرأ ورش على نافع «7».
ذكر أسانيد قراءة ابن كثير
ذكر أسانيد قراءة ابن كثير [طرق رواية القواس] 699/ 97 - فما كان من رواية القوّاس عن أصحابه عنه من طريق قنبل: فحدّثنا محمد بن أحمد بن علي بن الحسين البغدادي قراءة عليه، قال حدّثنا أبو بكر أحمد ابن موسى بن العباس بن مجاهد، قال: قرأت على أبي عمر محمد بن عبد الرحمن ابن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة، المخزومي، المكي، سنة ثمان وسبعين ومائتين، ويلقب قنبلا. وأخبرني أنه قرأ على أحمد بن محمد بن عون، القواس، النبال، وأخبره أنه قرأ على أبي الإخريط وهب بن واضح. قال: وأخبرني وهب أنه قرأ على إسماعيل بن عبد الله القسط، وأخبره إسماعيل أنه قرأ على شبل بن عبّاد، ومعروف بن مشكان «1»، وأخبراه أنهما قرآ على عبد الله بن كثير. 700 - قال النبال: وأخبرني وهب أنه لقي معروف بن مشكان، وشبل بن عباد فقرأ عليهما، وأخبراه بهذا الإسناد «2». 701/ 98 - وقرأت أنا القرآن كله على أبي الفتح فارس بن أحمد المقرئ، وقال قرأت على عبد الله بن الحسين المقرئ، وقال: قرأت على أبي بكر بن مجاهد، وقال قرأت على قنبل، وقال: قرأت على القوّاس «3». 702/ 99 - 101 - قال لي فارس بن أحمد: قال لي عبد الله بن الحسين: وقرأت أيضا على أبي عبد الله محمد بن الصباح، وعلى أحمد بن محمد بن هارون، يعرف
بابن بقرة «1»، وعلى أبي الحسن بن شنبوذ. وقرءوا على محمد بن «2» عبد الرحمن قنبل «3». 703/ 102 - 103 - قال لي فارس بن أحمد: وقرأت على أبي طاهر محمد بن الحسن بن علي الأنطاكي، بدمشق، وأخبرني أنه قرأ على إبراهيم بن عبد الرزاق، قال إبراهيم: قرأت الحروف في الكتاب على قنبل- وهو يسمع- وقرأت القرآن على أبي ربيعة «4» محمد بن إسحاق، وقرأ على قنبل «5». 704/ 104 - قال لي فارس بن أحمد: وقرأت أيضا على عبد الباقي بن الحسن، وقال لي: قرأت على أبي بكر أحمد بن محمد، المروروذي، المقرئ، البغدادي، وأخبرني أنه قرأ على الزينبي، على قنبل بن عبد الرحمن بمكة «6». 705 - قال أبو عمرو: والزينبي اسمه محمد بن موسى بن سليمان يكنى أبا بكر.
706 - و [أما قنبل:] «1» أبو ربيعة يقول في نسبه: قنبل بن عبد الرحمن بن قنبل، وابن الصبّاح يقول في نسبه: قنبل بن عبد الرحمن بن مخلد بن خالد بن سعيد بن جرجة، وكذا قال ابن عبد الرزاق، والصّحيح نسب ابن مجاهد «2». 707/ 105 - وأما طريق الحلواني عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، أن أبا طاهر بن أبي هاشم حدثهم، قال حدّثنا أحمد بن عبيد الله المخزومي، قال: حدثنا الحسن بن العبّاس، قال حدثنا أحمد بن يزيد الحلواني، قال: قرأت القرآن على أحمد بن محمد القواس، المكي، وسألته بعد فراغي من القراءة، أروي عنك هذه القراءة، التي قرأتها عليك، عنك عن وهب بن واضح، عن شبل بن عباد، ومعروف، عن عبد الله بن كثير؟ فقال: نعم «3». 708/ 106 - وحدثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال حدّثنا أحمد بن موسى، قال حدّثنا العباس الرازي، عن أحمد بن يزيد [29/ و] الحلواني، عن أحمد بن محمد بن عوف النبال، بإسناده عن ابن كثير «4». 709/ 107 - 108 - وأما طريق عبد الله بن جبير الهاشمي عنه: فحدثنا فارس بن أحمد [ ... ] «5» قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قالا حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، قال: وأخبرني بهذه القراءة عبد الله بن جبير الهاشمي، عن أحمد بن محمد بن عون
طرق رواية البزي
القواس، عن أبي الإخريط، عن إسماعيل بن عبد الله، عن ابن كثير. لفظ الإسناد لعبد الواحد بن عمر. طرق رواية البزي 710/ 109 - وما كان من رواية البزي عن أصحابه عن ابن كثير من طريق أبي ربيعة: فحدثنا عبد العزيز «1» أبو القاسم الفارسي، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال حدّثنا محمد بن موسى العباس، قال حدّثنا أبو ربيعة محمد بن إسحاق الرّبعي، قال قرأت على أبي الحسن بن أبي بزّة، وأخبرني أنه قرأ على عكرمة بن سليمان، وأخبرني أنه قرأ على شبل بن عبّاد، وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، وأخبراه أنهما قرآ على عبد الله بن كثير «2». 711/ 110 - وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي القاسم عبد العزيز بن محمد المقرئ، وقال لي: قرأت ببغداد على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ، وأخبرني أنه قرأ بمكة على أبي ربيعة محمد بن إسحاق الرّبعي، وقرأ أبو ربيعة على البزي «3». 712/ 111 - وقرأت أنا القرآن كله أيضا على أبي الفتح فارس بن أحمد، وقال لي: قرأت على عبد الله بن الحسين «4»، عن أحمد بن محمد بن هارون، ويعرف بابن بقرة «5»، وقال قرأت على أبي ربيعة محمد بن إسحاق، وقال قرأت على أبي الحسن بن أبي بزّة «6».
[طريق أبي معمر البصرى]
[طريق أبي معمر البصرى] 713/ 112 - قال لي أبو الفتح: قال لي عبد الله: وقرأت أيضا على سلامة بن هارون البصري، وقال قرأت على أبي معمر البصري الجمحي، وقال قرأت على ابن أبي بزّة «1». 714/ 113 - وأما طريق الخزاعي عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدثنا ابن مجاهد، قال حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي ح. 715/ 114 - وحدثنا عبد العزيز بن جعفر، أن عبد الواحد بن عمر حدثهم، قال حدّثنا إسحاق بن أحمد «2» الخزاعي، قال: قرأت على أبي الحسن بن أبي بزة، المكي، المؤذّن في المسجد الحرام، وأخبرني أنه قرأ على عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر، المكي وأخبرني أنه قرأ على شبل بن عباد مولى عبد الله بن عامر، وعلى إسماعيل بن عبد الله القسط، وأخبراه «3» أنهما قرآ على عبد الله بن كثير «4». 716/ 115 - حدثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا محمد بن الحسن، قال حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال حدّثنا أبو محمد إسحاق بن أحمد الخزاعي بمكة، قال: قرأت على أبي الحسن بن أبي بزة، المكّي، [وأخبرني أنه قرأ على عكرمة بن سليمان] «5»، وأخبره أنه قرأ على إسماعيل بن عبد الله، وأخبره إسماعيل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، قال أبو محمد: وأخبرني البزي أنه قرأ على أبي الإخريط وهب بن واضح المكي، وأخبره أنه قرأ على إسماعيل عن ابن كثير «6».
717/ 116 - 117 - وقرأت أنا القرآن كله على أبي الفتح فارس بن أحمد، قال لي: قرأت على أبي الحسن، وقال: قرأت على أبي إسحاق عبيد الله بن إبراهيم، وعلى إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم المقرئين، وأخبرني هؤلاء أنهم قرءوا بمكة في المسجد الحرام على أبي محمد [إسحاق بن أحمد] «1» بن إسحاق بن نافع بن أبي بكر ابن يوسف بن عبد الله بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي، وأنه قرأ على أبي الحسن البزي «2». 718/ 118 - وأما طريق ابن الحباب عنه: فحدثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدثنا الحسن بن مخلد، عن البزي «3» ح. 719/ 119 - وحدثنا الفارسي، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال حدّثنا الحسن بن الحباب بن مخلد الدقاق «4»، وأبو علي المقرئ قال حدّثنا أبو الحسن بن أبي بزّة، مقرئ أهل مكة، ومؤذنهم، وإمامهم، قال: قرأت على عكرمة بن سليمان، وأخبرني أنه قرأ على شبل بن عباد، وعلى إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، وأخبراه أنهما قرآ على عبد الله بن كثير «5». 720/ 120 - حدّثنا محمد بن علي الكاتب، قال حدّثنا محمد بن القاسم، قال أخبرني الحسن بن الحباب، قال حدثنا أبو الحسن بن أبي بزّة، قال: أقرأني عكرمة بن سليمان، عن شبل بن عباد، وإسماعيل بن قسطنطين عن ابن كثير «6».
721/ 121 - 122 - وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد المقرئ، وقال لي [29/ ظ] قرأت على عبد الباقي بن الحسن المقرئ، قال: قرأت على أبي بكر عبد الرحمن بن عمر بن علي، وعلى أبي علي أحمد بن عبيد الله المقرئين، وأخبراني أنهما قرآ على أبي الحسن البزي، وسمع منه الكتاب الذي ألفه البزيّ في قراءة ابن كثير، بعد قراءته عليه القرآن، وقرأ البزّي على شيوخه «1». 722/ 123 - وأما طريق ابن هارون عنه: فقرأت القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال لي: قرأت على أبي الحسن المقرئ، وقال: [قرأت «2»] بمكة في المسجد الحرام على أبي عبد الله محمد بن إبراهيم البلخي، وأخبرني أنه قرأ على أبي الحسن محمد بن محمد بن هارون الرّبعي المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على البزّي «3». 723 - قال لي فارس بن أحمد: قال [أبو «4»] عبد الله البلخي: وروايتي عن ابن هارون عن البزّي كرواية الخزاعي عن البزّي سواء. 724/ 124 - وأما طريق أبي عبد الله اللهبي «5»: فحدّثت عن صالح بن إدريس، قال: قرأت على ابن سعيد، قال: قرأت على اللهبي بمكة، وقال: قرأت على البزّي «6».
725 - قال أبو عمرو: وأبو عبد الرحمن، اسمه عبد الله بن عليّ. 726 - وبمكة لهبيّ آخر، وروى القراءة أيضا عن البزي، وقرأ عليه أيضا علي «1» ابن سعيد، واسمه «2» محمد بن عبد الله، ويكنى أبا جعفر. 727/ 125 - وأمّا طريق الضّبّي عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد قال أخبرني أبو محمد مضر بن محمد بن خالد بن الوليد، الأسدي، قال: حدّثني أبو الحسن بن أبي بزّة سنة ست وثلاثين ومائتين، قال: قرأت على عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر، مولى جبير بن شيبة الحجبي «3»، قال: وأخبرني أنه قرأ على شبل بن عباد، وعلى إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، مولى بني ميسرة، وأخبراه أنهما قرآ على عبد الله «4» بن كثير «5». 728 - قال ابن «6» أبي بزة: وقرأت على عبد الله «7» بن زياد بن عبد الله بن يسار، مولى عبيد بن «8» عمير بن قتادة الليثي، وأخبرني بهذا الإسناد. قال البزي:
وقرأت على أبي الإخريط وهب بن واضح، مولى عبد العزيز «1» بن أبي روّاد وأخبرني أنه قرأ على إسماعيل بن عبد الله، عن عبد الله بن كثير عن مجاهد «2». 729 - قال أبو عمرو: واتفق الناقلون لهذه الأسانيد عن البزي أن إسماعيل القسط قرأ على عبد الله بن كثير نفسه إلا ما كان من الاختلاف عن أبي الإخريط: فإن البزي حكى عنه الموافقة للجماعة، من أنه قرأ على ابن كثير. وحكى القواس عنه عن القسط أنه قرأ على شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان، وأنهما قرآ على ابن كثير. 730 - وحكى القواس عن أبي الإخريط بإثر ذلك أنه لقي شبلا ومعروفا، فقرأ عليهما القراءة التي قرأها عليه القسط، قال: ولم يختلفا علي في القرآن كله، إلا في" قل يا أيّها الكافرون" قال: هذا بإسكانها «3». 731 - وقد تابع القواس على روايته أن القسط قرأ على شبل، محمد بن إدريس الشافعي. 732 - فحدثنا إبراهيم بن خطاب اللحائي «4»، قال حدثنا أحمد بن خالد، قال حدثنا مسلم بن الفضل، قال حدثنا محمد بن إبراهيم «5» ح. 733 - وحدثنا فارس بن أحمد، قال حدثنا عبد الله بن الحسين، قال حدثنا أحمد بن موسى، قال حدثني علي بن أخي إبراهيم بن راشد، قالا «6» حدثنا ابن عبد الحكم، قال حدثنا الشافعي، قال قرأت على [ابن] «7» قسطنطين، وأخبرني أنه قرأ على شبل، وأخبره شبل أنه قرأ على ابن كثير «8».
734 - وتابع البزيّ أيضا على روايته أن القسط قرأ على ابن كثير نفسه عبد الوهاب بن فليح. 735 - فحدثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا محمد بن الحسن، قال حدّثنا ابن عبد الرزاق، قال حدثنا الخزاعي، قال قرأت على ابن فليح، وأخبرني أنه قرأ على محمد بن سبعون، وداود بن شبل، وأنهما قرآ على إسماعيل القسط، وأنه قرأ على عبد الله بن كثير «1». 736 - وتابعه أيضا أبو قرة موسى بن طارق، فحدثنا عبد العزيز بن جعفر، أن عبد الواحد بن عمر حدثهم، قال حدثنا المفضل بن محمد الجندي «2»، قال حدّثنا أبو جمة «3» محمد بن يوسف الزّبيدي، قال حدثنا أبو قرّة، عن إسماعيل بن قسطنطين، أنه أخبره أنه قرأ على عبد الله بن كثير «4». 737 - وتابعه أيضا على ذلك عبد الله بن جبير الهاشمي [عن «5»] القواس فيما حكاه الخزاعي عنه «6»، حدثنا الفارسي، عن أبي طاهر، عنه «7». 738 - وأحسب الخزاعي حمل رواية القواس على رواية البزي، وذلك غلط منه على القواس. 739 - والروايتان عندنا- وإن اختلفتا- صحيحتان؛ وذلك أن إسماعيل عرض على ابن كثير، بعد أن قرأ على شبل، ومعروف. فهو يخبر تارة أنه قرأ «8» [على ابن كثير ويخبر تارة أخرى أنه قرأ] «9» [30/ و] عليهما عنه. وهو صادق في حكايته،
[طرق رواية ابن فليح]
مصيب في خبره؛ لصدق إسماعيل بن جعفر «1» [في حكايته أنه قرأ على نافع] «2» وإضافته في إخباره أنه قرأ على عيسى بن وردان عنه على ما بيناه «3». 740 - ومن الدليل على صحة ما قلناه عن القسط ما حدثناه عبد العزيز بن محمد، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثني محمد بن موسى، قال حدثنا إسحاق الخزاعي، قال: قال: ابن فليح: قرأت على داود بن شبل بن عباد، عن أبيه، وعن القسط، قال: وذكر لي- يعني داود- أن القسط، كان يقرأ على أبيه «4». 741 - حدثنا فارس بن أحمد، قال حدثنا عبد الباقي بن الحسن، عن محمد بن زريق «5»، عن محمد بن الصباح، عن قنبل، عن القواس، عن أبي الإخريط، عن إسماعيل، أنه قرأ على شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان، وقرآ على ابن كثير، قال القسط: وقرأت بعد ذلك على عبد الله بن كثير «6». [طرق رواية ابن فليح] 742/ 126 - وما كان من رواية ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير من طريق الخزاعي: فحدثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدثني إسحاق بن أحمد، عن ابن فليح «7» ح. 743/ 127 - وحدثنا الفارسي، قال حدثنا أبو طاهر، قال حدثنا إسحاق الخزاعي: قال: قرأت على عبد الوهاب بن فليح المكي «8». 744/ 128 - وحدثنا فارس بن أحمد، قال حدثنا عبد الله بن الحسين، قال
حدثنا أحمد بن موسى، قال حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، قال قرأت على عبد الوهاب بن فليح أبي إسحاق، مولى عبد الله بن عامر بن كريز «1» ح. 745/ 129 - وحدثنا فارس «2» أبو الفتح، قال «3» [حدثنا محمد بن الحسن] «4»، قال حدثنا ابن عبد الرزاق [قال حدثنا إسحاق الخزاعي] «5» قال: أقرأني عبد الوهاب بن فليح، قال: قرأت على محمد بن سبعون، وداود بن شبل بن عباد المكّيّين، وأخبراني أنهما قرآ على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، المعروف بالقسط، وأنه قرأ على عبد الله بن كثير. 746 - قال الخزاعي: وأخبرني عبد الوهاب أيضا أنه قرأ على محمد بن بزيع المكي، وأخبره أنه قرأ على القسط، وأن القسط قرأ على ابن كثير. 747 - قال الخزاعي: وأخبرني عبد الوهاب أنه قرأ على عبد الملك بن عبد الله بن سعوة «6». [وأنه قرأ على وهب بن زمعة] «7» بن صالح، [وأنه قرأ على أبيه، وأنه قرأ على ابن كثير] «8»، وأنه قرأ على مجاهد ودرباس «9». 748 - قال أبو عمرو: وهم ابن عبد الرزاق في هذا الخبر، فأدرج بين زمعة وبين مجاهد ودرباس ابن كثير «10».
749/ 130 - فحدثنا فارس بن أحمد، قال حدثنا عبد الله، قال حدثنا أحمد، قال حدثنا إسحاق، قال أخبرني عبد الوهاب أنه قرأ على عبد الملك بن عبد الله بن سعوة، وعلى شعيب بن أبي بزّة، وأخبراه أنهما قرآ على وهب بن زمعة بن صالح، وأنه قرأ على أبيه زمعة بن صالح، وقرأ زمعة على مجاهد ودرباس «1». 750/ 131 - وحدثنا أبو الفتح، قال [نا «2»] أبو الحسن المقرئ قال: قرأت على إبراهيم بن أحمد المقرئ، قال: قرأت على الخزاعي، وقال قرأت على ابن فليح، وقال: قرأت على عبد الملك بن عبد الله بن سعوة، وعلى شعيب بن أبي بزة، وأخبره أنهما قرآ على وهب بن زمعة بن صالح، وأخبرهما أنه قرأ على أبيه زمعة بن صالح، وقرأ زمعة على مجاهد ودرباس «3». 751 - قال أبو عمرو: وهذا هو الصحيح، وما حكاه ابن عبد الرزاق خطأ. 752/ 132 - وقرأت أنا القرآن كله برواية ابن فليح، على شيخنا فارس بن أحمد المقرئ، وأخبرني أنه قرأ بها على عبد الباقي بن الحسن، قال: وأخبرني أنه قرأ القرآن من أوله إلى آخره على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم، قال وأخبرني أنه قرأ على أبي محمد الخزاعي بمكة، قال: وأخبرني الخزاعي أنه قرأ على ابن فليح القرآن، وختمه عليه نحو العشرين ومائة ختمة «4».
ذكر أسانيد قراءة أبي عمرو
753/ 133 - قال لي فارس بن أحمد: وقرأت بها القرآن كله أيضا على عبد الله ابن الحسين [30/ ظ]، وأخبرني أنه قرأ على أبي الحسن علي بن الحسين الرقي، قال وأخبرني أنه قرأ على الخزاعي، وقرأ الخزاعي على ابن فليح «1». 754/ 134 - وأما طريق أبي «2» علي الحداد عنه: فأخبرت عن أبي بكر النقّاش، قال: قرأت على أبي «3» علي الحسين بن محمد الحداد بمكة، وقال: قرأت على عبد الوهاب بن فليح «4». 755/ 135 - وأما طريق محمد بن عمران عنه: فأخبرت أيضا عن محمد بن الحسن، قال: قرأت على أبي بكر محمد بن عمران الدّينوري، وقلت له: قرأت على أبي إسحاق عبد الوهاب بن فليح هذه قراءة أهل مكة التي أجمع عليها مشايخهم وفتيانهم من قريش وغيرهم؟ [قال: نعم] «5». ذكر أسانيد قراءة أبي عمرو [طرق رواية اليزيدي] 756/ 136 - فما كان من رواية اليزيدي من طريق الدوري عنه: فحدثنا محمد بن أحمد، قال حدثنا ابن مجاهد، قال قرأت القرآن مرات على ابن عبدوس، وأخبرني أنه قرأ على أبي عمر، وقرأ أبو عمر على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على أبي «6» عمرو.
757/ 137 - 138 - وحدثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد البرمكي، وأبو إسحق إسماعيل بن يونس الشيعي، قالا حدثنا أبو عمر، عن اليزيدي «1»، عن أبي عمرو بالقراءة «2». 758/ 139 - وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي القاسم عبد العزيز «3» بن جعفر بن محمد بن إسحاق الفارسي رحمه الله تعالى، وقال لي: قرأت القرآن ما لا أحصيه كثرة على أبي طاهر بن أبي هاشم، وقال قرأت على أبي بكر بن مجاهد، وقال قرأت على ابن عبدوس، وقال قرأت على أبي عمر، وقرأ أبو عمر على اليزيدي وقرأ اليزيدي على أبي عمرو «4». 759/ 140 - 141 - وقال لي أبو القاسم: وقرأت بالبصرة على أبي الحسن المالكي وأبي بكر العطار، وقالا لي قرأنا على أبي العباس المعدّل محمد بن يعقوب، وقرأ المعدّل على ابن عبدوس، عن أبي عمر، عن اليزيدي، عن أبي عمرو «5». 760/ 142 - 143 - وقرأت أنا القرآن كله أيضا على شيخنا أبي الفتح فارس بن أحمد رحمه الله تعالى وقال لي: قرأت على أبي الحسن علي بن عبد الله الجلّاء،
وعلى عبد الله بن الحسين، وقالا لي قرأنا على أبي بكر بن مجاهد، وقرأ أبو بكر على ابن عبدوس، عن أبي عمر، عن اليزيدي، عن أبي عمرو «1». 761/ 144 - 146 - قال لي فارس بن أحمد، قال لي عبد الله: قرأت على أبي الحسن: علي بن الحسين الرقي، وعلى أبي العباس المعدّل البصري؛ وعلى عمر بن علان، وقرءوا على أبي الزعراء، عن الدوري، عن اليزيدي، عن أبي عمرو «2».
762/ 147 - قال عبد الله: وقرأت بواسط على أبي محمد الحسن بن صالح، وقرأ أبو محمد على مردويه ( .... ) «1»، وقرأ على اليزيدي، وقرأ على أبي عمرو «2». 763/ 148 - وقال لي فارس بن أحمد: وقرأت أيضا على عبد الباقي بن الحسن، وقال لي قرأت على زيد بن علي المقرئ، وقال قرأت على أحمد بن فرح، وقال قرأت على أبي عمر. [وقال قرأت على اليزيدي] «3» وقال قرأت على أبي عمرو «4». 764 - قال لي فارس بن أحمد: قرأت على عبد الله وعلى عبد الباقي في رواية الدوري عن اليزيدي بإظهار الأول من المثلين والمتقاربين، وتحقيق الهمز الساكن. وقرأت عليهما أيضا بإدغام الأول وتخفيف الهمز. وكذلك قرأت أنا على فارس بن أحمد. 765/ 149 - وأما طريق السوسي عنه: فحدثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال حدثنا أبو محمد الحسن بن رشيق، قال حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، قال حدثنا أبو شعيب بن صالح بن زياد السوسي، قال حدّثنا اليزيدي عن أبي عمرو بالقراءة «5». 766/ 150 - وحدثنا محمد بن أحمد، قال حدثنا ابن مجاهد ح. 766/ 151 - وحدثنا ابن جعفر، قال حدثنا أبو طاهر، قالا حدثنا علي بن موسى بن حمزة بن بزيع، أبو القاسم، مولى المنصور، قال حدثنا أبو شعيب السوسي، قال حدثنا أبو محمد اليزيدي، عن أبي عمرو بالقراءة «6».
767/ 152 - 154 - وقرأت أنا القرآن كله على أبي الفتح، وقال لي: قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال: قرأت على أبي عمران موسى بن جرير النحوي، وعلى أبي الحسن علي بن الحسين الرقي، وعلى أبي عثمان النحوي، وقرءوا على أبي شعيب، وقرأ أبو شعيب على اليزيدي «1». 768 - وقال لي فارس بن أحمد: قرأت على أبي الحسن «2» بالإظهار وتحقيق الهمز الساكن، بالإدغام وتخفيف الهمز، وكذلك قرأت أنا عليه. 769/ 155 - قال لي فارس بن أحمد: وقرأت القرآن كله أيضا بالإظهار والهمز، وبالإدغام وترك الهمز، على شيخنا [31/ و] عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على أبي الحسن نظيف بن عبد الله المقرئ، وقال قرأت على أبي عمران موسى بن جرير الضرير، وقال قرأت على أبي شعيب، وقال قرأت على اليزيدي، وقال قرأت على أبي عمرو «3».
770 - وقال لي أبو الفتح، قال لي عبد الباقي، قال لي أبو الحسن «1»: قرأت على أبي عمران بالرقة، ثم قدم بعد ذلك إلى حلب، فقرأت عليه ختمة ثانية، وقلت له: إنّي أفتخر بالقراءة عليك، فشدّد على غيري، ممن يقرأ عليك؛ ليعرفوا منزلتي منك، ففعل ذلك، فلم يختم عليه غيري بحلب. 771 - قال لي أبو الفتح، قال لي عبد الباقي: كان لأبي عمران اختيارات خالف فيها ما قرأ به أبو شعيب، وكان يعتمد على ما قوي في العربية، ورجع جماعة من أصحاب السوسي إلى اختيار أبي عمران، ومنهم من لزم ما قرأه على أبي شعيب، وترك ما اختاره أبو عمران. 772/ 156 - قال لي فارس بن أحمد، قال لي عبد الباقي: وقرأت أيضا بالإدغام وترك الهمز، على أبي الحسن مسلم بن عبد العزيز المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي عمران، وقرأ أبو عمران على أبي شعيب، وقرأ أبو شعيب على اليزيدي، عن أبي عمرو «2». 773/ 157 - قال لي فارس بن أحمد، قال لي عبد الباقي: وقرأت القرآن كله بالإظهار والهمز، وبالإدغام وترك الهمز، على أبي بكر محمد بن علي بن الحسن بن الجلندي المقرئ، الموصلي بالموصل، وأخبرني أنه قرأ على أبي بكر محمد بن إسماعيل القرشي، المقرئ، وأخبرني أنه قرأ القرآن كله على أبي شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود بن مقترح الدّشتكي «3»، السوسي، بالرقة، وأخبرني أنه قرأ القرآن كله على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على أبي
عمرو «1». 774 - وقال أبو عمرو: وقد حكى ابن شنبوذ عن موسى بن «2» جمهور: أن أبا شعيب لم يختم القرآن على اليزيدي، وإنما بلغ عليه إلى الأنفال. والسند الذي قدمناه مع أشباه له ترد من طريق الأداء ذلك، وتحقيق عرضه القرآن كله عليه. 775/ 158 - 159 - وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي الحسن طاهر بن غلبون المقرئ رحمه الله تعالى بترك الهمز الساكن وبالإظهار، وقال لي قرأت كذلك على أبي رحمه الله تعالى، وقال لي قرأت على أبي بكر أحمد بن الحسين النحوي المقرئ، وعلى نظيف بن عبد الله الكسروي، وقالا قرأنا على أبي عمران، وقال قرأت على أبي شعيب، وقال قرأت على اليزيدي، على أبي عمرو «3». 776/ 160 - وأما طريق عامر الموصلي عنه: فحدثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال حدثنا أبو بكر شيخنا، قال حدثنا الحسن بن سعيد الموصلي، قال حدثنا عامر يعني ابن عمر، قال حدثنا اليزيدي، عن أبي عمرو بالقراءة «4». 777/ 161 - وقرأت أنا القرآن كله بالإظهار والهمز، وبالإدغام وترك الهمز على أبي الفتح الضرير المقرئ، وقال لي: قرأت كذلك على عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت على أبي الحسن محمد بن شبغون «5»، الحارثي المقرئ، وقال قرأت على أبي
قبيصة حاتم ابن إسحاق المقرئ، الموصلي، الضرير، وقال قرأت على أبي الفتح عامر بن عمر المعروف بأوقية، وقال لي: قرأت على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على أبي عمرو «1». 778/ 162 - 165 - قال لي فارس بن أحمد، قال لي عبد الباقي: وقرأت بترك الهمز وإدغام الأول من المتحركين، على أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن المقرئ، وقال لي: قرأت على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله، المعروف بابن المنادي، وقال قرأت على أبي عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى البزوري، وقال قرأت على أحمد بن سمعويه، وعيسى بن رصاص، وأبي الحسن بن السراج، وأبي علي المعروف بالعين زربي، وهؤلاء الأربعة أحذق أصحاب أبي الفتح بمعرفة الإدغام، ولفظ القراءة، وقرءوا على أبي الفتح عامر بن أوقية، وقرأ عامر على اليزيدي، على أبي عمرو «2».
779/ 166 - قال أبو عمرو: وأما طريق أبي أيوب الخياط عنه: فحدثنا محمد بن علي الكاتب، قال حدثنا ابن مجاهد، قال قرأت على جماعة ممّن قرأ على أبي أيوب الخياط سليمان منهم: عبد الله بن كثير، وقرأ أبو أيوب على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على أبي عمرو «1». 780/ 167 - وقرأت أنا القرآن كله بالهمز والإظهار على عبد العزيز بن جعفر، وقال لي قرأت على أبي طاهر بن أبي هاشم [31/ ظ] وقال لي قرأت على أبي بكر بن مجاهد، وقال قرأت على عبد الله بن كثير، ومنه تعلّمت عامّة القرآن، وقرأ على أبي أيوب، وقرأ أبو أيوب على اليزيدي عن أبي عمرو «2». 781/ 168 - 169 - وقرأت أنا القرآن كله أيضا على أبي الفتح، وقال لي قرأت على أبي الحسن شيخنا، وقال قرأت على أبي عبد الله محمد بن صالح المقرئ، وقال قرأت على أبي الحسن محمد بن أحمد بن أيوب «3» ح. 782 - قال عبد الباقي: وقرأت على أبي الحسن علي بن عبد الله بن محمد المقرئ، وقال قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى المقرئ، وقالا قرأنا على أبي يعقوب إسحاق بن مخلد بن عبد الله بن زريق «4» الضرير، وقال قرأت على أبي أيوب، وقال قرأت على اليزيدي عن أبي عمرو «5».
783 - قال أبو عمرو: وأبو أيوب هو سليمان بن «1» الحكم الخياط، سماه لي فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسن. 784/ 170 - وأما طريق أبي عبد الرحمن عن أبيه: فحدثنا ابن جعفر، قال حدثنا أبو طاهر، قال حدثني أبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد، عن كتاب أبيه بخطه، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي محمد اليزيدي، عن أبيه، عن أبي عمرو «2». 785/ 171 - قال العباس بن محمد: وحدثنا إبراهيم بن أبي محمد، عن أبيه، عن أبي عمرو بالقراءة «3». 786/ 172 - وأما طريق أبي علي إسماعيل عن أبيه عنه: فحدثنا الفارسي، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثني محمد بن قريش الأعرابي، قال حدثنا أبو نصر القاسم بن عبد الوارث، قال حدثنا إسماعيل بن أبي محمد عن أبيه، عن أبي عمرو «4».
787/ 173 - 174 - وأما طريق أبي جعفر أحمد بن محمد بن أبي محمد عن جده، وعمه أبي إسحاق إبراهيم بن أبي محمد عن أبيه: فحدثنا محمد بن أحمد البغدادي، قال حدثنا أبو بكر بن مجاهد، قال حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أبي محمد، عن أخيه، عن عمه، عن اليزيدي، عن أبي عمرو بالقراءة «1». 788 - قال أبو عمرو: في كتابي وفي سائر النسخ من كتاب ابن مجاهد: عن أبيه وعمه، وهو خطأ. وأحسبه من قبل النساخ. والصواب: عن أخيه وعمه. 789/ 175 - 176 - كما نا ابن جعفر، قال حدثنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا أبو القاسم بن اليزيدي، قال حدثني أخي أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي محمد، وعمي إبراهيم بن أبي محمد، قالا حدثنا أبو محمد عن أبي عمرو «2». 790/ 177 - وأما طريق أحمد بن واصل عنه: فحدثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن المقرئ، قال حدثنا عبد الله بن محمد الطوسي، قال حدثنا محمد بن أحمد بن واصل، عن كتاب أبيه، عن اليزيدي، عن أبي عمرو «3». 791/ 178 - وأما طريق أبي حمدون عنه: فحدثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال حدثنا جعفر بن محمد بن الفضل البغدادي، قال حدثنا أبو حفص عمر بن يوسف البروجرديّ، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن شيرك «4»، قال حدثنا أبو حمدون
الطيب بن إسماعيل، قال حدثنا اليزيدي، عن أبي عمرو بالقراءة «1». 792/ 179 - وأما طريق أبي خلاد عنه: فحدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال حدثنا أبو عيسى بن قطن «2»، سنة ثماني عشرة وثلاث مائة، قال حدثنا أبو خلاد سليمان بن خلاد النحوي، المقرئ، قال حدثنا اليزيدي، عن أبي عمرو بالقراءة «3». 793/ 180 - وأما طريق ابن سعدان عنه: فحدثنا ابن جعفر، قال: حدثنا أبو طاهر، قال حدثنا أبو محمد عبيد بن محمد المكتّب، قال حدثنا محمد بن سعدان، عن اليزيدي، عن أبي عمرو «4». 794/ 181 - قال أبو طاهر: وأخبرني عبد الله بن أحمد بن إسحاق «5» الأصبهانيّ في كتابه، قال حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد الأدمي المقرئ، قال حدثنا محمد بن سعدان عن اليزيدي، عن أبي عمرو بالقراءة «6». 795/ 182 - وأما طريق ابن جبير عنه: فحدثنا الفارسي، قال حدثنا عبد الواحد
[طرق رواية شجاع بن أبي نصر]
ابن عمر، قال حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن الوزير، قال حدثنا عبد الرزاق بن الحسن، قال حدثنا أحمد بن جبير، قال قرأت على اليزيدي، وقال قرأت على أبي عمرو «1». 796 - قال أبو عمرو: أحمد بن جبير يكنى أبا جعفر، وهو كوفي نزل أنطاكية، وأقرأ بها إلى أن توفي. 797/ 183 - وأما طريق محمد بن شجاع: فحدثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثنا أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي حية، قال حدثنا محمد بن شجاع الثلجي، أبو عبد الله، قال حدثنا اليزيدي، عن أبي عمرو «2». [طرق رواية شجاع بن أبي نصر] 798/ 184 - وما كان من طريق شجاع بن أبي نصر عن أبي عمرو من طريق أبي عبيد: فحدثنا خلف بن إبراهيم الخاقاني، قال حدثنا أحمد بن محمد المكي، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام [32/ و] قال حدثنا أبو نعيم شجاع بن أبي نصر، قال قرأت على أبي عمرو، وذكر أبو عبيد القراءة كلها «3». 799/ 185 - وأما طريق أبي جعفر محمد بن غالب الأنماطي عنه: فإني قرأت القرآن كله على شيخنا أبي الفتح فارس بن أحمد المقرئ بالإدغام وترك الهمز، وبالإظهار والهمز، وقال لي قرأت كذلك على أبي الحسن، عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على أبي بكر أحمد بن صالح «4» بن عمر المقرئ، وقال قرأت على «5»
الحسن بن الحباب «1». 800/ 186 - 188 - قال لي فارس بن أحمد، وقال لي عبد الباقي: وقرأت أيضا على محمد بن علي بن الحسن الجلندي، وعلى أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد، وعلى أبي «2» عبد الله أحمد بن عبد الرحمن، وأخبرني هؤلاء أنهم قرءوا على أبي علي الحسن بن الحسين المعروف بالصواف «3». 801/ 189 - قال لي فارس، قال لي أبو الحسن: وقرأت أيضا على زيد بن علي المقرئ، وقال قرأت على أحمد بن إبراهيم بن مروان المقرئ المعروف بالقصباني «4». 802/ 190 - قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن: وقرأت أيضا على أبي الحسين محمد بن شبغون «5» البرقعيدي، وقال قرأت على أبي محمد عبد الله «6» بن سهلان المقرئ ببغداد، وقرءا هؤلاء كلهم على محمد بن غالب، وقرأ محمد على شجاع، وقرأ شجاع على أبي عمرو «7».
803 - قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن: قرأت على أبي بكر بن الجلندي، وأبي القاسم بن بلال، وإبراهيم بن أحمد بالإدغام وترك الهمز، وقرأت على أبي بكر بن صالح، وأبي الحسين بن شغبون، وأحمد بن عبد الرحمن بالإظهار وتحقيق الهمز. 804/ 191 - وأما طريق أبي نصر عنه: فقرأت القرآن كله على فارس بن أحمد بالإدغام وترك الهمز، وقال لي قرأت كذلك «1» على أبي «2» أحمد عبد الله بن الحسين المقرئ وقال: قرأت على أبي «3» الحسين الدقاق المخرمي، قال: وقرأ الدقاق «4» على أبي نصر القاسم بن علي، وقرأ القاسم على شجاع، وقرأ شجاع على أبي عمرو «5». 805 - قال لي فارس بن أحمد، أنا «6» عبد الله قال: وكان الدقاق ماهرا في الإدغام الكبير. 806/ 192 - قال أبو عمر: فأما أصول الإدغام لأبي عمرو فحدثنا بها مشروحة أبو مسلم محمد بن علي، قال حدثنا ابن مجاهد، عن أصحابه، عن اليزيدي، عن أبي عمرو «7».
807/ 193 - وحدثنا بها أيضا عبد العزيز بن جعفر، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر قال حدثنا محمد بن قريش، قال حدثنا القاسم بن عبد الوارث، قال حدثنا «1» أبو عمر الدوري عن اليزيدي، عن أبي عمرو «2». 808/ 194 - وحدثنا بها أيضا أبو الحسن طاهر بن غلبون المقرئ، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن المبارك، قال حدثنا جعفر بن سليمان، قال حدثنا أبو شعيب، عن اليزيدي، عن أبي عمرو «3». 809 - وعرضت أنا حروف الإدغام حرفا حرفا من أوّل القرآن إلى آخره على أبي «4» الحسن، وأخذت عنه أصولها، وفروعها، وعللها، ووجوهها، وعرضتها أيضا على أبي الفتح، حرفا حرفا، من أول القرآن إلى آخره، مرتين، من بعد أن قرأت القرآن كله بها عليه، وفي رواية الذين ذكرتهم من الرواة، عن اليزيدي، وشجاع، وعبد الوارث «5»، والحمد لله تعالى وحده.
ذكر أسانيد قراءة ابن عامر
ذكر أسانيد قراءة ابن عامر [طرق رواية ابن ذكوان] 810/ 195 - فما كان من رواية ابن ذكوان من طريق الأخفش عنه عن أصحابه: فحدثني عبيد الله بن سلمة بن حزم المكتّب قراءة مني عليه من أصل كتابه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن عطية الدمشقي بها، قال حدثنا أبو علي الحسين بن حبيب بن عبد الملك، قال حدثنا أبو عبد الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش، قال حدثنا عبد الله ابن ذكوان، قال قرأت على أيوب بن تميم، وقال: قرأت على يحيى بن الحارث، وقال قرأت على ابن عامر «1». 811/ 196 - وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر ابن محمد المقرئ، وقال لي قرأت القرآن كله على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وقال قرأت على هارون بن موسى الأخفش، قال الأخفش حدثنا عبد الله بن ذكوان، قال قرأت على أيوب بن تميم، وقرأ أيوب على يحيى بن الحارث، وقرأ يحيى على عبد الله بن عامر «2». 812/ 197 - 199 - وقرأت القرآن كله أيضا على أبي الفتح فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على أبي بكر محمد بن أحمد بن مرشد الدمشقي المقرئ، يعرف بابن الزرز، ثلاث ختمات متواليات، وعلى أبي عمران موسى بن عبد الرحمن بن موسى، المقرئ، وعلى أبي طاهر محمد بن سليمان بن أحمد ابن محمد بن ذكوان [32/ ظ] البعلبكّي، وقرأ هؤلاء على [هارون بن] «3» موسى بن شريك الرّبعي «4» المعروف بالأخفش، وقال ابن
مرشد: وقرأ الأخفش على ابن ذكوان «1». 813/ 200 - 201 - قال لي أبو الفتح، قال لي عبد الباقي: وقرأت أيضا على أبي بكر محمد بن الحسين الذهلي «2»، وقال قرأت على أبي بكر محمد بن نصير بن جعفر، المعروف بابن أبي حمزة، وهو أكبر أصحاب الأخفش، وأشهرهم «3» بالقراءة، وقد أقرأ الناس في أيام الأخفش، وبعد وفاته. وعلى أبي الفضل جعفر بن حمدان بن سليمان النيسابوري، المعروف بابن أبي داود، وقالا قرأنا على الأخفش، وقال «4» الأخفش، حدثنا ابن ذكوان «5».
814/ 202 - قال لي فارس بن أحمد: وقرأت القرآن كله على أبي طاهر محمد بن الحسن الأنطاكي، وقال لي قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق المقرئ وقال قرأت على الأخفش مقرئ أهل دمشق، وقال حدثنا عبد الله بن ذكوان، قال الأخفش: وقرأت بها عليه «1». 815 - قال أبو عمرو: الرواة كلهم يقولون عن هارون الأخفش: حدثنا عبد الله بن ذكوان، ما خلا ابن مرشد، فإنه قال عنه: قرأت على ابن ذكوان. وقال ابن عبد الرزاق عنه: حدثنا ابن ذكوان وقرأت عليه، فدل ذلك على أن الأخفش نقل الحروف عنه رواية وتلاوة، فتارة يذكر الرواية، وتارة يذكر التلاوة؛ ولذلك حكى عنه الأمرين ابن عبد الرزاق. 816/ 203 - 204 - قال لي فارس بن أحمد: وقرأت القرآن أيضا على عبد الله بن الحسين، وقال لي قرأت على أبي الحسن بن شنبوذ، وعلى أبي نصر سلامة بن ابن هارون البصري، وقالا قرأنا على الأخفش، وقال الأخفش حدثنا ابن ذكوان «2». 817/ 205 - وأما طريق التّغلبي عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدثنا ابن مجاهد، قال حدثنا أحمد بن يوسف التّغلبي أبو عبد الله، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان الدمشقي، قال قرأت على أيوب بن تميم، وأخبرني أيوب أنه قرأ على يحيى بن الحارث، وقرأ يحيى على عبد الله بن عامر «3». 818/ 206 - وأما طريق الصّوري عنه: فأخبرني محمد بن عبد الواحد البغدادي، أن أحمد بن نصر أخبرهم، قال قرأت على أبي بكر محمد بن أحمد الداجوني، قال قرأت على محمد بن موسى بن عبد الرحمن الصوري، قال قرأت
على عبد الله بن أحمد بن ذكوان «1». 819/ 207 - وأما طريق ابن أنس عنه: فأخبرت عن أبي بكر محمد بن الحسن النقاش، قال قرأت على أبي الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي، أن عبد الله- بن ذكوان- حدّثهم، قال قرأت على أيّوب، وأن أيوب قرأ على يحيى بن الحارث، وأن يحيى قرأ على ابن عامر «2». 820/ 208 - وأما طريق ابن المعلّى عنه: فإني أخذته من كتاب شيخنا علي بن محمد بن بشر، قال حدثنا أبو الطيب أحمد بن يعقوب التائب الأنطاكي، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن المعلى القاضي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان بإسناده عن ابن عامر «3». 821/ 209 - وأما طريق ابن خرّزاذ عنه: فحدثنا فارس بن أحمد شيخنا، قال حدثنا محمد بن الحسن الأنطاكي، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال حدثنا عثمان بن خرّزاذ، عن عبد الله بن أحمد بن ذكوان، بإسناده عن ابن عامر «4».
[طرق رواية هشام بن عمار]
822 - قال أبو عمرو: ابن خرّزاذ هو عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرّزاذ، وهو بصري نزل أنطاكية، يكنى أبا عمرو. [طرق رواية هشام بن عمار] 823/ 210 - وما كان من رواية هشام بن عمار عن أصحابه عنه من طريق الحلواني: فحدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال حدثنا أبو بكر بن مجاهد، قال حدثني الحسن بن أبي مهران، قال حدثنا أحمد بن يزيد، قال قرأت على هشام بن عمار بهذه القراءة بهذا الإسناد «1». 824/ 211 - 212 - وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد المقرئ، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين وأخبرني أنه قرأ على جماعة بالشام وديار «2» ربيعة، منهم: أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في جزيرة بني عمر، ومنهم محمد بن أحمد بن عبدان المقرئ، وقالا قرأنا على أحمد بن يزيد الحلواني، وقال قرأت على هشام بن عمار «3». 825/ 213 - قال لي فارس بن أحمد: وقرأت القرآن ختمة كاملة على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت على أبي الحسن علي بن محمد المقرئ،
وقال قرأت على أبي القاسم مسلم بن عبيد الله بن محمد المقرئ، وقال قرأت على [أبي] «1» عبيد الله وقال قرأت على الحلواني، وقال قرأت على هشام بن عمار «2». 826/ 214 - وأما طريق ابن أنس عنه: فحدثنا أبو الحسن طاهر بن غلبون المقرئ، قال حدثنا أبو أحمد [33/ و] عبد الله بن محمد الدمشقي المعروف بابن المفسر، قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك قال حدثنا هشام بن عمار، عن عراك بن خالد، عن يحيى بن الحارث، عن ابن عامر «3». 827/ 215 - وأما طريق إبراهيم بن عباد عنه: فقرأت القرآن كله على أبي الفتح، وقال لي قرأت على أبي طاهر، وقال قرأت على إبراهيم بن عبد الرزاق، وقال قرأت على إبراهيم ابن عباد البصري التميمي، وقال قرأت على هشام بن عمار بإسناده إلى ابن عامر «4». 828/ 216 - وأما طريق أبي عبيد عنه: فحدثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد المكي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز البغوي، قال حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال حدثنا هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر، وذكر الحروف غير مستوعبة القراءة «5». 829 - قال أبو عمرو: عاش هشام بعد موت أبي عبيد إحدى وعشرين سنة، وحدث أبو عبيد بالقراءة عنه قبل وفاة هشام بنحو أربعين سنة. 830/ 217 - وأما طريق ابن بكر عنه: فحدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال
حدثنا ابن مجاهد، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر، مولى بني سليم، قال حدثنا هشام بن عمار، بإسناده عن ابن عامر «1». 831/ 218 - وأما طريق إسحاق بن أبي حسان: فحدثنا الفارسي عبد العزيز بن محمد النحوي، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر البزاز، قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان، قال حدثنا هشام بإسناده، عن ابن عامر «2». 832/ 219 - وأما طريق أبي بكر الباغندي: فأخبرني أحمد بن عمر بن محفوظ، القاضي في الإجازة، قال حدثنا أبو الطيب أحمد بن سليمان، قال حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي الباغندي، قال حدثنا هشام بإسناده عن ابن عامر «3». 833/ 220 - 222 - وأما طريق ابن النضر وابن الجارود وابن دحيم عنه: فأخبرت عن محمد بن الحسن المقرئ، قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن النضر العسكري، وأحمد بن الجارود الدّينوري، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن «4» دحيم الدمشقي، قالوا «5» حدثنا هشام بإسناده عن ابن عامر «6».
[طريق رواية الوليد بن عتبة]
[طريق رواية الوليد بن عتبة] 834/ 223 - وما كان من رواية الوليد بن عتبة عن أيوب عن يحيى عنه: فحدثني محمد «1» بن عبد الله البغدادي، أن أبا بكر أحمد بن عبد المجيد حدثهم، قال قرأت على محمد بن أحمد بن الصّلت، قال قرأت على أبي الحسن أحمد بن نصر بن شاكر، قال قرأت على الوليد بن عتبة، وقال قرأت على أيوب، وقرأ على يحيى، وقرأ على ابن عامر «2». [طريق رواية عبد الحميد بن بكار] 835/ 224 - وما كان من رواية عبد الحميد «3» بن بكار عن أيوب «4» عن يحيى عنه: فحدثنا عبد العزيز بن أبي غسان المقرئ، أن عبد الواحد بن عمر حدثهم، قال حدثنا محمد بن جرير، قال حدثنا العباس بن الوليد البيروتي، قال حدثنا عبد الحميد «5» بن بكار، قال حدثنا أيوب عن يحيى، عن ابن عامر بقراءته «6». [طريق رواية الوليد بن مسلم] 836/ 225 - وما كان من رواية الوليد بن مسلم عن يحيى عنه: فحدثنا عبد العزيز بن محمد النحوي، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثنا محمد بن سهل الوكيل، قال حدثنا علي بن موسى الثقفي، قال حدثني إسحاق بن أبي
ذكر أسانيد قراءة عاصم
إسرائيل، قال حدثنا الوليد بن مسلم، عن يحيى بن حارث، عن عبد الله بن عامر بالقراءة. ذكر أسانيد قراءة عاصم [طرق رواية أبي بكر] 837/ 226 - فما كان من رواية أبي بكر عنه من رواية الكسائي من طرقه عنه: فحدثنا محمد بن أحمد، قال حدثنا ابن مجاهد، قال حدثنا محمد بن الجهم، قال حدثنا أبو توبة ميمون بن حفص، عن الكسائي، عن أبي بكر، عن عاصم بالحروف «1». 838/ 227 - وحدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال حدثنا أحمد بن محمد المكي، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا القاسم بن سلام، قال حدثنا الكسائي عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بالقراءة «2». 839/ 228 - وحدثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثنا أحمد بن فرح، قال حدثنا أبو عمر حفص بن عمر الدوري، قال حدثنا الكسائي، قال حدثنا أبو بكر عن عاصم «3». 840/ 229 - وحدثنا الفارسي، قال حدثنا أبو طاهر، قال حدثنا محمد بن محمد ابن الوزير، قال حدثنا عبد الرزاق بن الحسن، قال [حدثنا «4»] أحمد بن جبير، قال حدثنا الكسائي، عن أبي بكر، عن عاصم بالقراءة «5». 841/ 230 - وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال لي: قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على زيد بن علي، وقال قرأت على أحمد بن
فرح، وقال قرأت على أبي عمر الدوري، وقال قرأت على أبي الحسن علي بن حمزة الكسائي، قال وأخبرني أنه جمع هذه الحروف التي جمعها يحيى بن آدم في أربعين سنة، فقرأها على أبي بكر بن عياش، وقرأ أبو بكر على عاصم «1». 842/ 231 - [قال لي أبو الفتح] «2»، قال لي أبو الحسن: وقرأت [33/ ظ] أيضا على أبي حفص عبيد الله بن علي المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي عيسى الحسين ابن إبراهيم بن عامر المقرئ الأنطاكي بأنطاكية، ويعرف بابن أبي عجرم. وقال: قرأت على أبي جعفر أحمد بن جبير الكوفي المعروف بالأنطاكي لطول مقامه بها. وقال: قرأت على أبي الحسن علي بن حمزة بالحروف التي عرضها على أبي بكر بن عياش «3». قال ابن جبير: وكنت أغالط ابن عياش، فأقول له: إن أقواما عندنا يقرءون كذا وكذا ويروون عنك كذا، فيصدق في بعض ويكذب في بعض «4». 843/ 232 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن الحسن قال: حدّثنا ابن عبد الرزاق، قال: حدّثني علي بن يوسف عن أحمد بن جبير عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بمائة وثمانين حرفا وسائر رواية ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر ابن عياش عن عاصم «5».
844/ 233 - وأما رواية أبي زكريا يحيى بن آدم بن سليمان من طرقه عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن شاكر، قال: حدّثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم من أول القرآن إلى آخر سورة الكهف. ح «1». 845/ 234 - قال ابن مجاهد: وأخبرني إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي «2» عن أبيه عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم من أول القرآن إلى آخره «3». 846/ 235 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني علي بن أحمد بن أبي قربة العجلي، قال: حدّثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي، قال [حدثنا «4»] يحيى بن آدم، قال: سألت أبا بكر بن عياش عن حروف عاصم أربعين سنة، فحدّثني بها. وحدّثني أن عاصما أقرأه هذه الحروف كلها، وقال: ما أقرأني أحد حرفا واحدا إلا عاصم، وقال عاصم: ما أقرأني أحد حرفا واحدا إلا أبو عبد الرحمن، وكان أبو عبد الرحمن قد قرأ على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه «5». 847 - قال أبو هشام: قال يحيى: سألت أبا بكر عن هذه الحروف، فحدّثني بها كلها وقرأها عليّ حرفا حرفا فنقّطتها وقيّدتها وكتبت معانيها على معنى ما حدّثني به سواء ثم قال لي أبو بكر: أقرأنيها عاصم كما حدّثتك حرفا حرفا.
848/ 236 - 237 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني موسى بن إسحاق، ومحمد بن عيسى «1» بن حيان المقرئ عن أبي هشام الرفاعي عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم «2». 849/ 238 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا محمد بن الحسين بن شهريار أبو بكر، قال: حدّثنا الحسن بن الأسود العجلي أبو عبد الله، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: سألت أبا بكر بن عياش عن هذه الحروف، فحدّثنا عن عاصم بن أبي النجود أنه أقرأه إياها كلّها «3». 850/ 239 - 240 - قال أبو طاهر: وحدّثنا أبو بكر شيخنا ومحمد بن يونس، [قالا]: حدّثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد، قال: حدّثنا خلف، قال: حدّثنا يحيى عن أبي بكر عن عاصم بالقراءة. وقال أبو بكر: تعلّمتها من عاصم حرفا حرفا كما «4» حدّثتك بها، قال خلف: سمعت يحيى كثيرا في الحروف يقول: سألت أبا بكر كيف قرأ عاصم كذا وكذا؟ فيقول: كذا وكذا، فأردّه عليه بمثل قوله مستقيما له «5»، فيقول: نعم [هذا «6»] لفظ ابن يونس «7». 851/ 241 - قال أبو طاهر: وحدّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال [حدثنا «8»] أبو عمران موسى بن حزام الترمذي، قال: حدّثنا يحيى، قال: سألت أبا
بكر بن عياش فحدّثني عن عاصم بن أبي النجود بهذه الحروف أنه أقرأه إيّاها كلها، وذكر القراءة «1». 852/ 242 - قال أبو طاهر: وأخبرني علي بن محمد النّخعي القاضي، قال: حدّثنا محمد بن خلف التيمي، قال: حدّثني ضرار بن صرد أبو نعيم التيمي، قال: حدّثنا يحيى بن آدم أنه أخذ حروف عاصم من أبي بكر بن عياش في أربعين سنة، وأن أبا بكر أخذ القراءة عن عاصم «2». 853/ 243 - قال أبو طاهر: وحدّثنا عبيد بن محمد المروزي، قال: حدّثنا محمد بن سعدان، قال: حدّثنا محمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم «3». 854/ 244 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني المروزي محمد بن يحيى، قال: حدّثنا ابن سعدان، قال: حدّثنا محمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم «4». 855/ 245 - وقرأت القرآن كله على فارس بن أحمد. وقال لي: [قرأت على السامري «5»] على أبي بكر أحمد بن يوسف القافلائي [المعروف بواسط «6»]، وقال: قرأت على شعيب بن أيوب الصّريفيني، وقال: قرأت على يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم «7».
856/ 246 - قال عبد الله: وقرأت على أبي بكر أحمد بن محمد المعروف بالدّجاجي، وقال: قرأت على محمد بن حيّان، وقال: قرأت على أبي هشام عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم «1». 857/ 247 - قال عبد الله: وقرأت على أبي الحسن بن شنبوذ. وقال: قرأت على محمد بن علي، وقرأ محمد بن علي على الحجاج بن حمزة بن سويد، [عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم] «2». 858/ 248 - قال لي فارس بن أحمد: وقرأت القرآن أيضا على عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد المقرئ، وقال: قرأت على يوسف بن يعقوب الواسطي، وقال: قرأت على شعيب أيوب الصريفيني، وقرأ شعيب على يحيى بن آدم، قال يحيى: وسألت أبا بكر عن هذه الحروف يعني حروف عاصم أربعين سنة وقرأ أبو بكر على عاصم «3».
859/ 249 - وأما رواية الأعشى من طرقه عنه: فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي بن أبي طالب البغدادي، قال: حدّثنا أبو علي الحسن بن داود النقّار، قال: حدّثنا أبو محمد القاسم بن أحمد الخياط عن محمد بن حبيب الشموني عن أبي يوسف يعقوب بن محمد بن خليفة الأعشى مولى بني عطارد بن تميم، عن أبي بكر عن عاصم بالقراءة «1». 860/ 250 - 251 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الضحاك وأحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدّثنا أبو محمد القاسم بن أحمد بن يوسف الخياط، قال: قرأت على محمد بن حبيب الشموني، قال: قرأت على أبي يوسف الأعشى، قال: قرأت على أبي بكر بن عياش، وقال أبو بكر: قرأت على عاصم «2». 861/ 252 - قال أبو طاهر: وحدّثنا علي بن محمد النخعي، قال: حدّثنا محمد بن خلف التيمي، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى، واسمه يعقوب بن خليفة بن قزعة التميمي، وكان مولى لآل عطارد بن حاجب بن زرارة، قال: قرأت على أبي بكر بن عياش الأسدي، وقرأ أبو بكر على عاصم «3». 862/ 253 - قال أبو طاهر: وحدّثنا علي بن الحسن القطيعي، قال: حدّثنا أبو هشام قال: سمعت أبا يوسف الأعشى يقرأ على أبي بكر، فذكر حروفا كثيرة غير مستوعبة للقراءة «4».
863/ 254 - قال أبو طاهر: حدّثنا أحمد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن محمد ابن قنبي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عبيد بن نعيم، قال: قرأت على أبي يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى عن أبي بكر عن عاصم «1». 864/ 255 - قال أبو طاهر: وحدّثنا [ابن] «2» سعيد قال: حدّثنا محمد بن أحمد ابن نصر بن أبي حكمة أبو عبد الله التميمي «3»، قال: حدّثنا محمد بن جنيد، قال: حدثنا أبو يوسف الأعشى أنه قرأ على أبي بكر، وقال له أبو بكر: قرأت على عاصم «4». 865/ 256 - قال أبو طاهر: أخبرنا ابن سعيد، قال: قرأت في كتاب محمد بن عبد الله الحيري قال: قرأت على محمد بن حبيب، وذكر أنه قرأ على أبي يوسف، وقرأ أبو يوسف على أبي بكر، وقرأ أبو بكر على عاصم «5». 866/ 257 - أخبرت عن محمد بن الحسن النقاش قال: حدّثني الفضل بن زكريا بأنطاكية، قال: حدّثنا أحمد بن جبير، قال: قرأت على أبي يوسف الأعشى، وقرأ
أبو يوسف الأعشى على أبي بكر «1». 267/ 258 - قال النقّاش: وسمعت أبا القاسم عبد الله بن جعفر البجلي بالكوفة يقول: قرأت على جعفر بن عنبسة «2» وكان قد قرأ على عبد الحميد بن صالح، وقرأ عبد الحميد على أبي يوسف الأعشى، وقرأ أبو يوسف على أبي بكر «3». 268/ 259 - قال النقّاش: وحدّثني أبو الحسن أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم الخواص وكان محدّثا زاهدا. قال [حدثنا] «4» أبو يوسف الأعشى: قال: قرأت على أبي بكر عن عاصم «5». 869/ 260 - وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي: قرأت على أبي هاشم محمد بن صبغون «6» الملطيّ المقرئ، وقال: قرأت على الحسن بن داود النقار.
870/ 261 - قال لي فارس بن أحمد: وقرأت أيضا على عبد الباقي بن الحسن، وقال لي: قرأت على أبي القاسم زيد بن علي المقرئ بالكوفة، وقال: قرأت على جماعة من أصحاب الخياط منهم: أبو علي الحسن بن داود بن الحسن بن عون بن منذر بن صبيح القرشي المعروف بالنقار، وصبيح عتيق معاوية بن أبي سفيان رحمه الله تعالى بخط يده «1». 871 - قال النقار: قرأت على أبي محمد القاسم بن أحمد بن يوسف بن يزيد التميمي الخياط المقرئ أربعين درسة «2» عددتها، ثم تركت العدد [34/ ظ] فقرأت به «3»، وذلك ختما لا أحصيها، وأخبرني الخياط أنه قرأ على محمد بن حبيب الشموني وعليه تلقّن القرآن، وأخبرني أنه قرأ على أبي يوسف يعقوب بن محمد بن خليفة بن سعيد بن هلال الأعشى مولى عطارد من بني تميم، وعليه تلقن. وأخبرني الأعشى أنه قرأ على أبي بكر بن عياش وعليه تلقن، وقرأ أبو بكر على عاصم «4». 872/ 262 - قال لي فارس بن أحمد: قال لي عبد الباقي: وقرأت أيضا برواية محمد بن غالب عن الأعشى على زيد بن علي، وقال: قرأت على أبي العباس محمد ابن الحسين ابن يونس المقرئ الكوفي، وقال: قرأت على أبي الحسن علي بن الحسن المقرئ التميمي الكوفي، وقال: قرأت على محمد بن غالب الصيرفي المقرئ الكوفي، وقال: قرأت على أبي يوسف يعقوب بن خليفة بن سعد بن هلال المعروف بالأعشى، وقال: قرأت على أبي بكر، وقال: قرأت على عاصم «5».
873 - قال أبو عمرو: وكان شيخنا أبو الفتح يضن برواية محمد بن غالب، ولا يمكّن أحدا منها؛ لغرابتها «1» وصحة طريقتها، وسألته أن يقرئنيها فأخذها عليّ وقرأت بها القرآن كله، وما أعلم أن أحدا ممّن قرأ عليه [من أصحابه قرأ بها عليه] ولا مكّنه منها. 874/ 263 - 264 - قال لي أبو الفتح: وقرأت القرآن أيضا على شيخنا عبد الله ابن الحسين، وقال: قرأت على أبي الحسن بن شنبوذ، وقال: قرأت على إدريس بن عبد الكريم، وقرأ إدريس على الشموني وعلى خلف بن هشام وقرآ على أبي يوسف الأعشى، وقرأ أبو يوسف على أبي بكر، وقرأ أبو بكر على عاصم «2». 875/ 265 - وأما رواية العليمي عنه: فقرأت القرآن كله على أبي الفتح فارس بن ابن أحمد، وقال لي: قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت على أبي الحسن علي بن جعفر بن خليع المقرئ المعروف بابن القلانسي ببغداد، وقال: قرأت على يوسف بن يعقوب الواسطي بواسط في كل يوم خمسا وعشرين آية، وقال: قرأت على أبي محمد يحيى بن محمد العليمي الأنصاري المقرئ، وقال: قرأت القرآن كله على أبي بكر بن عيّاش، وقال: قرأت على عاصم «3». 876 - قال لي فارس بن أحمد: قال لي أبو الحسن: نا «4» علي بن جعفر: ولد العليمي سنة خمسين ومائة، وتوفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين، وقرأ على أبي بكر بن عيّاش سنة سبعين ومائة وهو ابن عشرين سنة، وتوفي أبو بكر سنة أربع وتسعين ومائة بعد قراءة العليمي عليه بأربع وعشرين سنة، وقد امتنع من الأخذ على الناس بعد سنة أربع وسبعين ومائة؛ لأن أخلاقه رحمه الله كانت ضيقة جدّا. وولد يوسف بن يعقوب سنة ثماني عشرة ومائتين، وقرأ على العليمي سنة
أربعين وسنة إحدى وأربعين قبل موت العليمي بسنتين، وتوفي يوسف بن يعقوب سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة «1». 877 - قال أبو عمرو: وأبو محمد العليمي من جلّة أصحاب أبي بكر وعلى رواية أهل واسط إلى اليوم، وقد زعم أبو بكر بن مجاهد رحمه الله أنه لم يقرأ القرآن سردا على أبي بكر غير أبي يوسف الأعشى، فقال لنا محمد بن علي: قال لنا ابن مجاهد: ولم يرو لنا أن أحدا قرأ على أبي بكر، وأخذ الناس القراءة عنه بعد أبي بكر، غير أبي يوسف الأعشى «2». 878 - قال أبو عمرو: وقد ثبت عندنا وصحّ لدينا أنه عرض عليه القرآن وأخذ عنه القراءة تلاوة خمسة نفر سوى الأعشى، وهم: يحيى بن محمد العليمي، وعبد الرحمن بن «3» أبي حماد، وسهل «4» بن شعيب السهمي، وعروة «5» بن محمد الأسدي، وعبد الحميد «6» بن صالح البرجمي، وهؤلاء من أعلام أهل الكوفة ومن المشهورين بالاتفاق والضبط «7». 879/ 266 - وأما رواية البرجمي عنه: فقرأت القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال لي: [وقال لي قرأت على أبي الحسن] «8» قرأت على زيد بن علي بن أبي بلال المقرئ، وقال: قرأت على أبي القاسم عبد الله بن جعفر بن القاسم بن أحمد
السوّاق المقرئ الكوفي، وقال: قرأت على عبد الحميد بن صالح البرجمي المقرئ الكوفي، وقال: قرأت القرآن كله على أبي بكر بن عيّاش، وقرأ أبو بكر على عاصم «1». 880/ 267 - قال السوّاق: وقرأت على إسماعيل بن أبي علي الخياط، وقال: قرأت على البرجمي على أبي بكر، وقرأ أبو بكر على عاصم «2». 881 - وقال أبو عمرو: البرجمي يكنى أبا صالح كنّاه أبو محمد بن الجارود «3» [35/ و] وغيره. 882/ 268 - وأما رواية ابن أبي حماد من طرقه عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني، قال: حدّثني محمد بن أحمد بن نصر بن أبي حكمة أبو عبد الله التّيمي، قال: حدّثنا محمد ابن الجنيد، قال: حدّثنا ابن [أبي] «4» حمّاد أنه قرأ القرآن على أبي بكر بن عيّاش، وقال له أبو بكر: قرأت على عاصم «5». 883/ 269 - وقال محمد بن الجنيد حدّثنا يعقوب بن خليفة أبو يوسف الأعشى أنه قرأ على أبي بكر، وقال له أبو بكر: قرأت على عاصم «6».
884/ 270 - 271 - وقال عبد الواحد بن عمر: حدّثني الهمداني ببعض الحروف وأخبرني أبو بكر شيخنا في الإجازة بالقراءة مستوعبة عن أحمد بن الصقر بن ثوبان عن الحسن بن جامع عن أبي محمد عبد الرحمن بن [أبي] «1» حمّاد، عن أبي بكر عن عاصم «2». 885/ 272 - وأما رواية المعلى [ ..... ] «3» عن أبي بكر عن عاصم. 886 - قال أبو عمرو: المعلى بن منصور الرازي يكنى أبا يعلى، كنّاه عبد الرحمن بن عفان عن قاسم بن أصبغ عن أحمد بن [أبي] «4» خيثمة عن أبيه. 887/ 273 - وأما رواية [ابن] «5» أبي أميّة عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا محمد بن الجهم، قال: حدّثنا عبد الله بن أبي أمية البصري عن أبي بكر عن عاصم بالقراءة من أول القرآن إلى آخره «6». 888 - قال أبو عمرو: وعبد الله يكنى أبا عمرو، وكنّاه لنا عبد الرحمن بن عمر ابن محمد، عن [ابن] «7» حامد، عن ابن الجهم. 889 - 274 - وأما رواية حسين الجعفي من طرقه عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني أبو بكر «8» موسى بن إسحاق الأنصاري عن
هارون بن حاتم «1» أبي بشر، عن حسين بن علي الجعفي، عن أبي بكر، عن عاصم بالقراءة «2». 890/ 275 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثنا أبو بكر القورسي «3». قال: حدّثنا خلاد، عن حسين، عن أبي بكر، عن عاصم «4». 891/ 276 - وأخبرنا عبد العزيز بن محمد النحوي، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني علي بن الحسن القطيعي قال حدّثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدّثنا حسين عن أبي بكر عن عاصم «5». 892 - قال أبو عمرو: حسين يكنى أبا عبد الله، كنّاه أحمد بن عبد الله بن صالح «6». 893/ 277 - وأما رواية يحيى بن سليمان الجعفي عنه: فأخبرني أبو عبد الله أحمد بن عمر الجيزي، قال: حدّثنا أحمد بن بهزاذ بن مهران، قال: حدّثنا أبو جعفر [بن] «7» رشدين، قال: حدّثنا يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد بن مسلم بن عبيد
ابن مسلم الجعفي ابن بنت أبي مسلم قائد الأعمش، قال: حدّثنا أبو بكر بن عياش، قال: قرأت على عاصم «1». 894 - قال يحيى بن سليمان: حضرت أبا بكر بن عياش وجاء رجل بشفاعة معه كتاب فيه ما روى أبو بكر بن عياش من قراءة عاصم، فقرأه على أبي بكر بن عياش في بيته، وربما [قرأ] أبو بكر معه، وأنا أسمع. 895/ 278 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن الهيثم، قال: حدّثنا روح بن الفرج، قال: حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي أبو سعيد، قال: حدّثنا أبو بكر، قال: قرأت على عاصم «2». 896/ 279 - 280 - وأما رواية العطاردي عنه: فحدّثنا الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا علي بن العباس، المقانعي، وأبو عيسى محمد بن فتح الخرّاز، قالا «3»: حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدّثنا عبد الجبار بن محمد العطاردي- وقال علي الدارمي «4»: قال- حدّثنا أبو بكر بن عياش بهذه الحروف، على هذه القراءة، قال: أقرأنيها عاصم بن أبي النجود حرفا حرفا «5».
897/ 281 - وأما رواية أبي بشر هارون بن حاتم عنه نفسه: فحدّثنا عبد العزيز ابن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم، [عن هارون بن حاتم] «1»، عن أبي بكر من أول القرآن إلى سورة النحل «2». 898/ 282 - قال عبد الواحد بن عمر: فحدّثنا أبو بكر شيخنا، قال حدّثنا موسى ابن إسحاق، عن هارون، عن أبي بكر، عن عاصم بعامّة الحروف، وسمعنا من أبي بكر نفسه «3». 899/ 283 - وأما رواية إسحاق الأزرق عنه: فحدّثنا الفارسي، قال حدّثنا أبو طاهر، قال حدّثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال حدّثنا الحسن بن علي الخراز الأبح «4»، قال: حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن أبي بكر، عن عاصم بالقراءة «5». 900 - قال أبو عمرو: إسحاق يكنى أبا محمد، وهو واسطي، كنّاه البخاري عن يحيى بن موسى «6». 901/ 284 - وأما رواية عبيد بن نعيم عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال:
حدّثنا عبد الواحد بن عمر قال حدّثنا أبو العباس أحمد «1» بن محمد الهمداني، قال حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الدهقان، قال حدّثنا أحمد بن مصرف بن عمرو اليامي، قال حدّثنا [35/ ظ] عبيد بن نعيم السعيدي، قال حدّثني أبو بكر أنه قرأ على عاصم «2». 902/ 285 - وأما رواية أحمد بن جبير عنه: فحدّثنا أبو الفتح شيخنا، قال حدّثنا أبو طاهر، قال حدّثنا ابن عبد الرزاق، قال حدّثني علي بن يوسف، قال حدّثنا أحمد ابن جبير عن أبي بكر، عن عاصم بحروف منها مائة وثمانون حرفا «3». 903 - قال ابن جبير: وربما غالطت أبا بكر، فأقول له: إن عندنا قوما يقرءون لعاصم بكذا، فربما صدق، وربما كذب، وإنما كنت أريد تثبيت ما سكت عنه. 904/ 286 - أخبرنا الفارسي، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا محمد «4» بن أحمد بن يونس، قال حدّثنا محمد بن محمد بن صدقة، قال حدّثنا أحمد بن جبير، قال سمعت أبا بكر بن عياش، وكنت أقول له: فلان يقرأ عندنا كذا وكذا، فيقول: كذب، فإن عاصما يقرأ كذا وكذا، فذكر عنه القراءة غير مستوعبة، واعتمد على ما رواه الكسائي عن أبي بكر «5». 905/ 287 - وأما رواية بريد بن عبد الواحد الضرير عنه: فأخبرنا ابن خواستي قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا محمد بن يونس، قال: حدّثني أحمد بن سعيد بن شاهين، قال حدّثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدّثنا أبو المعافى «6»، عن أبي
[طرق رواية حفص]
بكر «1» عن عاصم إلى سورة محمد صلى الله عليه وسلم «2». 906/ 288 - وقال ابن يونس، عن علي بن النضر، عن أبي الربيع، عنه من المفصل إلى آخر القرآن «3». [طرق رواية حفص] 907/ 289 - وما كان من رواية حفص عن عاصم من طريق عمرو بن الصباح عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا أبو بكر بن مجاهد، قال حدّثني أبو بكر وهب بن عبد الله المروزي، قال حدّثنا الحسن بن المبارك الأنماطي، ويعرف بابن اليتيم، قال حدّثنا أبو حفص عمرو بن الصباح بن صبيح، قال: رويت هذه القراءة عن أبي عمر البزاز وهو حفص بن سليمان بن المغيرة، ويعرف بالأسدي- قال: قرأت على عاصم بن أبي النّجود «4». وذكر أبو عمر أنه لم يخالف عاصما في حرف من كتاب الله تعالى إلا قوله من ضعف «5» [الروم: 54]. 908/ 290 - وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد المقرئ، وقال لي قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت على أبي الحسن «6» علي بن جعفر المقرئ ببغداد، وقال قرأت على أبي الحسن «7» زرعان بن أحمد الطحان، وقال
قرأت على عمرو بن الصباح، وقرأ عمرو على حفص. وقرأ حفص على عاصم «1». 909/ 291 - قال لي فارس بن أحمد، قال لي عبد الباقي: وقرأت على أبي الحسن «2» صالح بن أحمد بن عبد الرحمن المقرئ، وقال قرأت على أبي محمد عبد الصمد بن محمد بن أبي عمران العينوني، وقال قرأت على عمرو بن الصباح، وقرأ على «3» حفص على عاصم «4». 910/ 292 - وأما طريق عبيد بن الصباح أخي عمرو عنه: فحدّثنا أبو الحسن بن غلبون، قال حدّثنا علي بن محمد البصري. ح. 911/ 293 - وحدّثنا أبو الفتح، قال حدّثنا عبد الله بن الحسن، قالا حدّثنا أحمد بن سهل، قال قرأت على عبيد بن الصباح، قال قرأت على حفص، وقال قرأت على عاصم «5». 912/ 294 - وقرأت أنا القرآن كله على أبي الحسن طاهر بن غلبون المقرئ، وقال لي قرأت على أبي الحسن علي بن محمد بن صالح «6» الهاشمي المقرئ الضرير بالبصرة.
913/ 295 - وقرأت أيضا القرآن كله على أبي الفتح فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين المقرئ، وقالا: قرأنا على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني، وقال: قرأت على أبي محمد عبيد بن الصباح بن صبيح- وكان ما علمته من الورعين المتقنين- مرارا كثيرة، وعليه حفظت وتعلمت. وقال أبو محمد: قرأت القرآن من أوله إلى آخره وأتقنته «1» على أبي عمر حفص بن سليمان البزاز، وليس بيني وبينه أحد. وقرأ أبو عمرو على عاصم بن أبي النّجود «2». 914/ 296 - 303 - قال أبو العباس: لما توفي عبيد بن الصباح لزمت مسجد أبي حفص «3» عمرو بن الصباح بن صبيح، فقرأت «4» على جماعة منهم: عليّ «5» بن سعيد البزّاز، وكان من أجلّ من رأيته من أصحاب أبي حفص، ممّن قرأ عليه، وضبط عنه. والحسن بن المبارك الأنماطيّ، وإبراهيم «6» السّمسار، وكان ما علمته من الأخيار. وعلي بن محصن «7»، فقرأت القرآن على هؤلاء أصحاب أبي حفص عمرو بن الصباح، وضبطت عنهم القرآن. وهؤلاء الذين أسميت أجلّ من رأيت من أصحاب
[عمرو] الذين قرءوا عليه وضبطوا عنه «1». فما علمت أن أحدا منهم خالف عبيد بن الصباح في شيء من القرآن. وقرأ أبو حفص عمرو بن الصبّاح [36/ و] على حفص ابن سليمان البزّاز. قال أبو حفص: إلّا أن أبا عمرو روى لنا هذه القراءة رواية عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي عبد الرحمن السّلمي، وهو عبد الله بن حبيب، عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه «2». 915/ 304 - 305 - قال أبو العبّاس: فأخذت كتاب علي بن محصن «3» فنسخته، وقرأته عليه عن [أبي] «4» حفص عمرو «5» بن الصباح. وأما عبيد بن الصباح وأصحاب
[سكت حفص من طريق الأشناني]
[عمرو] «1» الذين سمّيت فإنما قرأت عليهم القرآن مجرّدا «2». [سكت حفص من طريق الأشناني] 916/ 306 - 307 - قال «3» لي أبو الفتح شيخنا: وقرأت القرآن أيضا بالسّكت على الساكن مع الهمزة من كلمتين على عبد الباقي بن الحسن، وأخبرني أنه قرأ كذلك على أبي بكر محمد بن علي بن الحسن، وعلى إبراهيم بن الحسن بن عبد الرحمن، وقرآ جميعا على أبي العبّاس أحمد بن سهل [بن] «4» الفيروزان الأشناني المقرئ ببغداد بين السورين، في مسجده بعد سنة ثلاثمائة، وقرأ على عبيد بن الصباح «5»، وقرأ عبيد على حفص، وقرأ حفص على عاصم «6». 917/ 308 - وأما طريق هبيرة عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني أحمد بن علي الخزّاز، قال حدّثنا أبو عمر هبيرة بن محمد التمار، عن حفص بن سليمان، عن عاصم بالقراءة «7».
918/ 309 - وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال: قرأت على أبي الحسن علي بن الرقّي، وقال: قرأت على أحمد بن علي الخرّاز، وقال قرأت على أبي عمر هبيرة بن محمد التمّار، قال هبيرة: قرأت على حفص بمكة وببغداد، وقرأ حفص على عاصم «1». 919/ 310 - وقال أبو الفتح، وقرأت أيضا القرآن كله على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن، وقال لي: قرأت في جامع المدينة ببغداد، على أبي بكر محمد بن أحمد بن هارون المقرئ، وقال قرأت على حسن «2» بن الهيثم المقرئ التمّار ببغداد في مسجده، وقال قرأت على هبيرة بن محمد، وقال قرأت على حفص بن سليمان، وقال: قرأت على عاصم «3». 920 - قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن: أوضح الرواة وأشهرهم عن هبيرة حسنون. قال أبو عمرو: وحسنون يكنى أبا علي، والخرّاز يكنى أبا جعفر. 921/ 311 - وأما طريق أبي شعيب القوّاس عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر المقرئ، قال حدّثنا أحمد بن عبيد الله، قال حدّثنا الحسن بن أبي مهران الرازي، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد أبو الحسن الحلواني الصفّار المعروف بأزداذ، قال قرأت على أبي شعيب القوّاس، عن حفص، عن عاصم من أول القرآن إلى آخره «4».
922/ 312 - وقرأت أنا القرآن كله على أبي الفتح، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال قرأت بواسط على أحمد بن الحسين المالحاني، وقال المالحاني قرأت القرآن على أبي شعيب القوّاس، وقرأ القوّاس على حفص، وقرأ حفص على عاصم «1». 923/ 313 - وأما طريق أبي عمارة عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني محمد بن يحيى الكسائي، عن أبي الحارث عن أبي عمارة حمزة ابن القاسم، عن حفص، عن عاصم بالقراءة «2». 924/ 314 - وحدّثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني أبو محمد الرقّي، عن أبي عمر «3»، عن أبي عمارة، عن حفص، عن عاصم «4». 925/ 315 - وأما طريق أبي «5» الربيع الزهراني عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد بن علي قال، حدّثنا أحمد بن موسى، قال حدّثني أبو جعفر محمد بن حمّاد بن ماهان الدباغ، قال حدّثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، عن حفص، عن عاصم بالقراءة «6».
[طرق رواية المفضل]
926/ 316 - وأما طريق حسين المروزي عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر المقرئ، قال حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال حدّثني أحمد بن منيع، قال: حدّثنا حسين بن محمد أبو أحمد المروذي، قال: حدّثنا حفص بن سليمان البزاز، أنه قرأ على عاصم بن بهدلة «1». 927/ 317 - وأما طريق الفضل بن يحيى بن شاهي «2» الأنباري عنه: فحدّثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن القاسم بن بشار، قال حدّثني أبي، قال أقرأني عمّي أحمد بن بشار ابن الحسن الأنباري، عن الفضل بن يحيى الأنباري عن أبي عمر، عن عاصم «3». 928 - قال محمد بن القاسم، قال لي أبي، قال لي عمّي: كان الفضل قد أقام بمكة مجاورا حتى أخذ القراءة عن أبي عمر. 929/ 318 - قال أبو عمرو: أخذت الحروف التي خالف فيها ابن شاهي «4» عمرا وعبيدا من رواية أبي بكر أحمد «5» بن عبد الرحمن الولي، عن القاسم بن بشّار [36/ ظ] عن عمّه «6» عن جدّه. [طرق رواية المفضل] 930/ 319 - وما كان من رواية المفضل عن عاصم من طريق جبلة عنه: فحدّثنا
[طرق رواية حماد بن أبي زياد]
محمد بن علي قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني عبد الله بن سليمان، عن أبي زيد عن جبلة، عن المفضل، عن عاصم «1». 931/ 320 - 321 - وقرأت أنا القرآن كله على أبي الفتح، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال قرأت على أبي الحسن بن شنبوذ وعلى أبي الحسن علي ابن الرقّي، وقالا قرأنا على عبد الله بن سليمان، وقال قرأ عبد الله على أبي زيد عمر ابن شبّة، وقرأ أبو زيد على جبلة بن مالك بن جبلة، وقرأ جبلة على المفضل بن محمد الضبّي، وقرأ المفضل على عاصم «2». 932/ 322 - 323 - وأما طريق أبي زيد عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني أحمد بن علي الخزاز، ومحمد بن حيّان، عن محمد بن يحيى القطعي، عن أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري، النحوي، عن المفضل بن محمد «3»، عن عاصم «4». 933 - قال ابن مجاهد: حدّثني ابن حيّان من أوّل القرآن إلى آخر سورة آل عمران، وحدّثني الخزاز من أول سورة النساء إلى آخر أمّ القرآن «5». [طرق رواية حماد بن أبي زياد] 934/ 324 - وما كان من رواية حمّاد بن أبي زياد عن عاصم فقرأت القرآن كله
على شيخنا فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال قرأت على أبي [بكر] «1» يوسف بن يعقوب الأصم، وقرأ يوسف على أبي محمد يحيى بن محمد العليمي الأنصاري، وقرأ العليمي على حمّاد، وذكر أنه صادقه، وقد نيّف على الثمانين سنة، وكان أخذه جيّدا، قال وقرأ حمّاد على عاصم ليس بينه وبينه أحد «2». 935/ 325 - قال لي فارس بن أحمد: وقرأت أيضا على عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت ببغداد على أبي عمرو: عثمان بن أحمد بن سمعان المقرئ المعروف بالرزاز، وقال لي: قرأت على أبي بكر يوسف الواسطي بواسط ثلاث ختم متواليات، وبلغت عليه في الختمة الرابعة إلى الطواسين «3»، قال وأخبرني يوسف أنه قرأ على أبي محمد ويحيى بن محمد العليمي، وقد بلغ اثنتين وتسعين سنة، قال: وكان حسن الأخذ، قال: وأخبرني أنه قرأ على حمّاد بن أبي زياد، وقرأ حمّاد على عاصم «4». 936/ 326 - 331 - قال «5»: وقرأ حمّاد على أبي بكر بن عيّاش، ثم قرأ على عاصم، وكذلك العليمي، قرأ على حمّاد ثم قرأ القرآن على أبي بكر بن عيّاش.
ذكر أسانيد قراءة حمزة
937 - [فقد روى] «1» العليمي عن حمّاد عن عاصم، وعن أبي بكر عن عاصم، ورواية العليمي عن حماد عن عاصم وعن أبي بكر عن عاصم سواء، واللفظ بهما واحد. ذكر أسانيد قراءة حمزة [طرق رواية سليم] 938/ 332 - 333 - فما كان من رواية خلف عن سليم عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا محمد بن الجهم، وإدريس بن عبد الكريم، قالا: حدّثنا خلف بن هشام، عن سليم، عن حمزة بالقراءة «2». 939/ 334 - وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي الحسن طاهر بن غلبون المقرئ، وقال لي قرأت بالبصرة على أبي الحسن محمد بن يوسف بن نهار الحرتكي «3» المقرئ، وكان قيّما «4» بها بالقراءات، قد أدرك الأكابر من الشيوخ، وقرأ على أبي بكر بن مجاهد وأبي الحسن بن شنبوذ، وغيرهما، وقال لي: قرأت على أبي
الحسين أحمد بن عثمان القطّان، ويعرف بابن بويان، وقال قرأت على أبي الحسن إدريس على أبي محمد خلف بن هشام البزار، وقرأ خلف على سليم، وقرأ سليم على حمزة «1». 940/ 335 - 336 - وقرأت القرآن كله أيضا على أبي الفتح شيخنا، وقال لي قرأت على [السامري، وقد قرأ على] «2» جماعة ببغداد [و] «3» بالكوفة منهم: أبو الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ، وأبو بكر محمد بن مقسم العطار، قالا قرأنا على إدريس بن عبد الكريم، وقرأ إدريس على خلف، وقرأ خلف على سليم، وقرأ سليم على حمزة «4». 941/ 337 - قال لي أبو الفتح: وقرأت على عبد الباقي بن الحسين، وقال لي: قرأت ثلاث ختم على أبي علي أحمد بن عبيد الله بن حمدان بن صالح، المقرئ ببغداد، قال وأخبرني أن أبا الحسن إدريس بن عبد الكريم الحدّاد لقّنه القرآن من أوّله إلى آخره في مدة ثلاث سنين، ثم ختم عليه القرآن بعد ذلك ختمات كثيرة، قال وأخبرني إدريس أنه قرأ على خلف، وأخبره أنه قرأ على سليم، وقرأ سليم على حمزة «5». 492/ 338 - قال لي أبو الفتح: قال لي أبو الحسن: وقرأت أيضا على أبي بكر محمد بن علي بن الحسن الجلندي المقرئ، وقال لي: قرأت على أبي [37/ و]
العباس الفضل بن أحمد الزبيدي المقرئ، ببغداد في شارع الدجيل «1»، وقال قرأت على خلف بن هشام، وقرأ خلف على سليم على حمزة «2». 943/ 339 - قال لي أبو الفتح، قال أبو الحسن: وقرأت أيضا على إبراهيم بن عبد الله بن محمد المقرئ، وقال لي قرأت على أبي العباس أحمد بن محمد بن «3» غزوان المقرئ المعروف بالبراثي، وقال: قرأت على خلف، وقرأ خلف على سليم، وقرأ سليم على حمزة «4». 944/ 340 - وأما رواية خلاد عنه: فحدّثنا محمد بن علي الكاتب، قال حدّثنا أبو بكر بن مجاهد، قال حدّثني يحيى بن أحمد بن هارون، المزوق، عن أحمد بن يزيد، عن خلاد، عن سليم، عن حمزة بالقراءة «5». 945/ 341 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال حدّثنا أحمد بن عبيد الله، قال: حدّثنا الحسن بن أبي مهران الجمّال، قال حدّثنا أحمد ابن يزيد، قال قرأت القرآن على خلاد بن خالد الصّيرفي، وأخبرني خلاد أنه قرأ على سليم، على حمزة، وأخبرني خلاد أنه- يعني سليما- لم يخالف في شيء من قراءته «6».
946/ 342 - وحدّثنا ابن جعفر أيضا، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا محمد بن يونس المقرئ، قال حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن حرب، قال حدّثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى الخنيسي، قال حدّثنا خلاد عن سليم، عن حمزة «1». 947/ 343 - وحدّثنا ابن [جعفر أيضا، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال قرأت على محمد بن جرير قال قرأت على] «2» سليمان بن عبد الرحمن بن حمّاد الطلحي مرارا، وكان قد قرأ على خلاد المقرئ، قال: وذكر لي سليمان أن خلادا أخذ عليه، وأن خلادا كان قرأ على سليم، وأن سليما كان قرأ على حمزة. قال: وأخذ سليمان عليّ هذه الحروف من حروف حمزة «3». 948/ 344 - وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين المقرئ، وقال قرأت على أبي الحسن بن شنبوذ، وقال: قرأت على أبي بكر محمد بن شاذان الجوهري، المقرئ، وقال: قرأت على خلاد بن خالد بالكوفة، وقرأ خلاد على سليم، وقرأ سليم على حمزة «4». 949/ 345 - 346 - قال لي فارس، قال لي عبد الله: وقرأت على أبي الحسن علي بن الرّقّي بالكوفة، وقال لي: قرأت على أبي عبد الله جعفر بن محمد بن يوسف
الوزان، مولى سعد بن أبي وقّاص بالكوفة، وقال لي: قرأت بالتحقيق على علي بن الحسين بن سلم الطبري، وكان مولده بالكوفة، وعلى إبراهيم بن علي القصّار ختمة بالتحقيق، وقرآ جميعا على خلاد «1». قال أبو عبد الله «2»: وقرأت على جماعة شيوخ بالكوفة ممّن قرأ على سليم نفسه. 950 - قال ابن مجاهد: لا أعلم أحدا من الكوفيين كان ألفظ بكتاب الله من جعفر الوزان. 951/ 347 - 348 - قال لي أبو الفتح: وقرأت على شيخنا أبي الحسن، وقال لي: قرأت على أبي بكر محمد بن عبد الرحمن، وعلى أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد، وأخبراني أنهما قرآ على أبي علي الحسن بن الحسين الصوّاف المقرئ، وأخبرنا أنه قرأ على أبي محمد القاسم بن يزيد المقرئ، مولى بني إسحاق، المعروف بالوزان، قال وأخبرني أنه قرأ على خلاد بن خالد، وقيل: خلاد بن عيسى. وقرأ خلاد على سليم، وقرأ سليم على حمزة «3». 952/ 349 - قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن: وقرأت أيضا على زيد بن
علي المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي القاسم عبد الله بن جعفر المقرئ الضرير، المعروف بالسّواق الكوفي «1»، وعليه تلقّيت القرآن، وأخبرني أنه قرأ على عنبسة بن النضر «2» الأحمر المقرئ بالكوفة، قال: وأخبرني أنه قرأ على خلاد «3»، وقرأ خلاد على سليم، وقرأ سليم على حمزة «4». 953/ 350 - 355 - قال عنبسة: وقد قرأت أيضا على عشرة من [أصحاب] حمزة، ولم أقرأ على خلاد إلا لجلالته، ولئلا يقال لي بعد موته هل قرأت عليه؟ فأقول لا، قال عنبسة: والعشرة الذين قرأت عليهم لحمزة منهم: سلم المجدّر «5»، والنشّابي «6»، وجعفر الخشكني «7»، وإبراهيم «8» الأزرق، ومحمد «9» بن حفص الحنفي، وسليم بن عيسى، وغيرهم. وقرأ جميع هؤلاء على حمزة «10».
954 - قال أبو عمرو: واسم النشابي محمد بن زكريا. 955/ 356 - 357 - قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن: وقرأت على أبي «1» إسحاق إبراهيم بن عمر بن عبد الرحمن المقرئ ببغداد، وأخبرني أنه قرأ على محمد بن يوسف المقرئ المعروف بالناقد، قال وأخبرني [37/ ظ] أنه قرأ على عبد الله بن ثابت المقرئ، قال وأخبرني أنه قرأ على محمد بن الهيثم وعلى محمد بن الفضل المقرئ وأخبراه جميعا أنهما قرآ على خلاد بن خالد «2» الصيرفي، وقرأ خلاد على سليم، وقرأ سليم على حمزة «3». 956/ 358 - وأما رواية أبي عمر عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال: قرأت على ابن عبدوس، وأخبرني أنه قرأ على أبي عمر الدوري، وأخبره أنه قرأ على سليم، وأخبره سليم أنه قرأ على حمزة «4».
957/ 359 - 360 - وحدّثنا عبد العزيز بن أبي الفضل النحوي، أن أبا طاهر بن أبي هاشم حدّثهم قال حدّثنا أحمد بن فرح، ومحمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد البرمكي، قالا حدّثنا أبو عمر الدوري، قال: حدّثنا سليم، عن حمزة، قال البرمكي بالقراءة «1». 958/ 361 - وقرأت أنا القرآن كله على أبي القاسم شيخنا، وقال لي قرأت على [أبي طاهر، وقال قرأت على] «2» أبي بكر بن مجاهد، وقال: قرأت على أبي الزعراء، وقال قرأت على أبي عمر وقال: قرأت على سليم، وقال: قرأت على حمزة «3». 959/ 362 - قال لي أبو الفتح: وقرأت القرآن أيضا على أبي الحسن شيخنا، وقال لي: قرأت على زيد بن علي العجلي المقرئ، وقال قرأت على أبي جعفر أحمد بن فرح «4»، [وقال قرأت على الدوري] «5»، وقال قرأت على سليم، وقال قرأت على حمزة «6». 960/ 363 - قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن: وقرأت أيضا على أبي بكر محمد بن علي الجلندي، وقال: قرأت على أبي الفضل جعفر بن محمد بن أسد، المقرئ المعروف بابن الحمامي بالجزيرة، وقال قرأت على أبي عمر الدوري، قال قرأت على سليم، وقال قرأت على حمزة «7».
961/ 364 - وأما طريق رجاء عن أصحابه: فقرأت القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي [قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال لي قرأت على أبي بكر أحمد ابن محمد الأدمي، وقال لي] «1» قرأت على أبي أيّوب الضبّي سليمان بن يحيى بن الوليد، وقال أبو أيوب قرأت على رجاء بن عيسى بن رجاء الجوهري، وكان يكنى أبا المستنير. قال أبو أيوب وكنت أسأل أبا المستنير عند ختمي عليه القرآن: هذا التحقيق عن من رويته؟ فقال: هذا قرأته على إبراهيم بن زربي. وأخبرني إبراهيم أنه هكذا قرأ على سليم «2» بهذا الوزن، وهو القطع، وهو مدّ بين «3» مدّين، وكسر بين كسرين. 962 - قال الضبّي: وقال إبراهيم: سألت سليما عند «4» ختمي عليه القرآن عن مثل الذي سألتني عنه، فأخبرني أنه قرأ بهذه القراءة على حمزة. 963/ 365 - 366 - قال لي أبو الفتح: وقرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال لي قرأت على أبي بكر أحمد بن عبد الله بن الخشف البغدادي المقرئ، وقال لي قرأت على أبي أيوب سليمان بن يحيى بن الوليد، الضبّي، المقرئ بجامع المدينة ببغداد، وأخبرني أنه قرأ على [رجاء، وقرأ على] «5» عبد الرحمن بن أقلوقا، وعلى يحيى بن علي الخزاز وأخبراه أنهما قرآ على حمزة «6». 964/ 367 - قال لي أبو الفتح وقال لي أبو الحسن: وقرأت أيضا على أبي الحسن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد البغدادي، وأخبرني أنه قرأ على أبي بكر
أحمد بن الأدمي، قال وأخبرني أنه قرأ على جماعة، منهم: محمد بن عمر بن سليمان بن أبي مذعور، [وقرأ على رجاء] «1»، قال وأخبرني أنه قرأ على ترك النعالي، وقرأ ترك على سليم، وقرأ سليم على حمزة «2». 965/ 368 - قال الأدمي: وقرأت على رجل قرأ على رجاء بن عيسى، وقرأ رجاء على إبراهيم بن زربي الكوفي وقرأ ابن زربي على سليم، وقرأ سليم على حمزة «3». 966 - قال أبو عمرو: الرجل الذي قرأ عليه الآدمي عن رجاء هو أبو أيوب الضبّي. 967/ 369 - وأما طريق إبراهيم بن زربي عن سليم: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال حدّثنا أحمد بن عبد الرحمن الهمذاني قال حدّثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة الأنصاري، قال حدّثنا أحمد بن مصرف بن عمرو اليامي، قال قرأت على إبراهيم بن زربي، وأخبرني أنه قرأ على سليم، وقرأ سليم على حمزة «4».
968 - قال أبو عمرو: وقد ذكرت إسناد قراءتي قبل فأغنى عني ذلك «1» عن إعادته «2». 969/ 370 - وأما طريق علي بن كيسة عن سليم، فحدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال حدّثنا أحمد بن أسامة بن أحمد التجيبي قال حدّثنا أبي قال: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال أقرأني أبو الحسن بن كيسة، قال أقرأني سليم، عن حمزة «3». 970/ 371 - وحدّثنا فارس بن أحمد [قال حدثنا جعفر بن أحمد] «4» البزاز، قال حدّثنا محمد بن الربيع، قال حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال أقرأني أبو الحسن بن كيسة عن سليم عن حمزة «5». 971/ 372 - وحدّثنا أبو القاسم الفارسي، قال حدّثنا عبد الواحد بن [38/ و] عمر، قال حدّثنا محمد بن جرير، قال قرأت على يونس بن عبد الأعلى الصّدفي، قال أقرأني أبو الحسن بن كيسة عن سليم، عن حمزة هذه القراءة «6». 972/ 373 - وحدّثنا الفارسي أيضا، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد الشعراني «7» الدّينوري، قال حدّثنا أبو الحسن الرعيني، قال حدّثنا عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، قال قال لي أبي «8»: داود بن أبي طيبة: أخبرني بما فيه عن حمزة عليّ «9» بن يزيد، عن سليم، عن حمزة «10».
973 - قال أبو عمرو: وقد خالف يونس داود في حروف كثيرة نذكرها في مواضعها إن شاء الله تعالى. 974/ 374 - وأما طريق ابن سعدان عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر يعرف بابن أبي «1» غسان، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا أبو محمد عبيد بن محمد المؤدّب، قال حدّثنا محمد بن سعدان، قال قرأت على سليم بن عيسى، فلما قرأت عليه قلت له: نروي هذه الحروف عنك عن حمزة؟ قال: نعم، اروها عني عن حمزة «2». 975/ 375 - وقرأت القرآن كله على أبي الحسن بن غلبون، وقال لي قرأت القرآن بالبصرة على محمد بن يوسف بن نهار، وأخبرني أنه قرأ على أبي عبد الله محمد بن أحمد ابن إبراهيم، وقرأ أبو عبد الله على أبي العبّاس محمد بن أحمد بن واصل المقرئ، وقرأ أبو العباس على أبي جعفر محمد بن سعدان النحوي، وقرأ أبو جعفر على سليم، وقرأ سليم على حمزة «3». 976/ 376 - وأما طريق ابن جبير عنه: فحدّثنا الفارسي، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال حدّثنا محمد بن محمد بن الوزير قال حدّثنا عبد الرزاق بن الحسن قال حدّثنا أحمد بن جبير قال قرأت قراءة حمزة على سليم بن عيسى «4». 977/ 377 - وأما طريق أبي «5» هشام عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد قال حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني موسى بن إسحاق، عن أبي هشام، عن سليم، عن حمزة «6». 978/ 378 - وحدّثنا الفارسي، قال حدّثنا أبو طاهر قال حدّثنا علي بن أحمد
ذكر أسانيد قراءة الكسائي
العجلي، قال حدّثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي، قال قرأت بهذه الحروف على سليم كلها، وأخبرني سليم أنه قرأها على حمزة وقال لي حمزة «1»: ما أقرأتك حرفا إلا بأثر «2». 979/ 379 - وحدّثنا الفارسي قال [حدثنا] «3» أبو طاهر، قال حدّثنا الحسن «4» علي بن موسى الوراق الثقفي، قال حدّثنا أبو هشام، قال قرأت على سليم بن عيسى حروف قراءة حمزة كلها، وأخبرني سليم أنه قرأها على حمزة، وقال لي: ما أقرأتك حرفا إلا بأثر «5». والله أعلم. ذكر أسانيد قراءة الكسائي [طرق رواية الدوري] 980/ 380 - فما كان من رواية أبي عمر الدوري من طريق ابن عبدوس: فحدّثنا محمد بن أحمد البغدادي، قال: حدّثنا أبو بكر بن مجاهد، قال قرأت القرآن غير مرّة على ابن عبدوس، وأخبرني أنه قرأ على أبي عمر الدوري، وقرأ أبو عمر على الكسائي «6».
981/ 381 - وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال قرأت على أبي بكر بن مجاهد، وقال قرأت على ابن عبدوس، وقال: قرأت على [الدوري، وقال قرأت على] «1» الكسائي «2». 982/ 382 - وأما طريق ابن فرح عنه: فقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال لي: قرأت على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على زيد ابن علي العجلي، وقال قرأت على أبي جعفر أحمد بن فرح، وقال قرأت على «3» أبي عمر، وقال قرأت على الكسائي «4». 983/ 383 - وأما طريق أبي عثمان الضرير عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال قرأت على أبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير وبلغت عليه إلى آخر سورة التغابن، وقال: قرأت على أبي عمر الدوري، وقال: قرأت على الكسائي «5». 984/ 384 - وأما طريق ابن الحمامي عنه: فحدّثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر المعدّل، قال: حدّثنا أبو عمر عبد الله بن أحمد بن ديزويه الدمشقي، قال حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن أسد الضرير المقرئ بنصيبين، قال: حدّثنا [الدوري، قال حدثنا] «6» الكسائي «7».
[طرق رواية أبي الحارث]
985/ 385 - وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على أبي بكر بن الجلندي، وقال قرأت على أبي الفضل جعفر بن محمد بن أسد، المعروف بابن الحمامي، وقال: قرأت على أبي «1» عمر الدوري، وقال قرأت على الكسائي «2». 986/ 386 - وأما طريق الرافقي عنه: فقرأت القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن عبيد الله المقرئ، وقال: قرأت على أبي عبد الله جعفر بن محمد الرافقي المقرئ، وقال قرأت [38/ ظ] على أبي عمر الدوري، وقال: قرأت على الكسائي «3». 987/ 387 - وأما طريق القطيعي عنه: فقرأت القرآن على فارس بن أحمد، وقال لي: قرأت على أبي الحسن المقرئ، وقال: قرأت على أبي بكر أحمد بن محمد بن بشر المقرئ، وقال قرأت على أبي حامد محمد بن حمدان المقرئ القطيعي، وقال قرأت على أبي عمر، وقال: قرأت على الكسائي «4». [طرق رواية أبي الحارث] 988/ 388 - وما كان من رواية أبي الحارث عن الكسائي من طريق محمد بن يحيى الكسائي عنه، فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني
محمد بن يحيى الكسائي، عن أبي الحارث الليث بن خالد، عن الكسائي بالقراءة «1». 989/ 389 - وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال قرأت على أبي [أحمد] «2» عبد الله بن الحسين، وقال قرأت على ابن مجاهد، وقال ابن مجاهد أخبرني محمد بن يحيى أبو عبد الله الكسائي، عن أبي الحارث الليث بن خالد عن الكسائي «3». 990/ 390 - قال لي أبو الفتح: وقرأت أيضا على أبي الحسن شيخنا، وقال: قرأت على أبي القاسم. زيد بن عليّ، وقال قرأت على أبي الحسن أحمد بن الحسن المقرئ المعروف بالبطيّ «4»، وقال: قرأت على أبي عبد الله محمد بن يحيى الكسائي وهو المعروف بالكسائي الصغير، وعليه تلقنت القرآن، وقال: قرأت على أبي الحارث الليث بن خالد وعنه تلقنت، وقال قرأت على الكسائي «5». 991/ 391 - وأما طريق سلمة عنه: فحدّثنا محمد بن علي الكاتب، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني أحمد بن يحيى «6» ثعلب، قال حدّثنا سلمة بن عاصم، قال حدّثنا أبو الحارث، عن الكسائي بالقراءة «7».
[طرق رواية نصير]
992 - قال أبو عمرو: وسلمة يكنى أبا محمد، كنّاه لنا محمد بن علي عن أبي بكر الأنباري. [طرق رواية نصير] 993/ 392 - وما كان من رواية نصير عن الكسائي من طريق ابن رستم «1» عنه، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد المقرئ، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر المقرئ، قال حدّثنا أحمد بن محمد بن رستم «2»، قال حدّثنا أبو المنذر نصير بن يوسف عن الكسائي «3». 994/ 393 - [وأما طريق محمد بن عيسى عنه: فحدثنا محمد بن علي، قال حدثنا ابن مجاهد، قال حدثني حسن الجمال، عن محمد بن عيسى الأصبهاني، عن نصير بن يوسف، عن الكسائي] «4». 995 - قال أبو عمرو: محمد بن عيسى يكنى أبا عبد الله. 996/ 394 - 395 - وأما طريق محمد بن إدريس وعلي بن أبي نصير عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو طاهر، بن أبي هاشم، قال: حدّثنا أبو بكر شيخنا، قال: أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي بن حمّاد بن مهران الجمال، قال: حدّثنا أبو عبد الله محمد بن إدريس الأشعري المعروف بالدّنداني، وعلي بن أبي نصر النحوي، قالا حدّثنا نصير أبو «5» المنذر النحوي، عن الكسائي «6».
[طرق رواية الشيزري]
997 - قال أبو عمرو: علي بن أبي نصر يكنى أبا جعفر واسم أبي نصر نصير، ذكر ذلك أبو بكر النقاش عن الجمال «1». 998/ 396 - وأما طريق الحسين بن شعيب عنه: فقرأت القرآن على شيخنا فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على زيد بن علي، وقال قرأت على أبي الحسن علي بن الحسين المقرئ النحوي الرازي بالكوفة، وقال قرأت على الحسين بن شعيب المقرئ، وقال قرأت على نصير، وقال قرأت على الكسائي «2». 999/ 397 - وأما طريق داود بن «3» سليمان عنه: فقرأت القرآن كله على أبي الفتح، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين المقرئ، [وقال: قرأت على أبي بكر محمد بن مقسم العطار]، وقال: قرأت على داود بن سليمان المقرئ، وقال: قرأت على نصير وقرأ نصير على الكسائي «4». [طرق رواية الشّيزري] 1000/ 398 - 399 - وما كان من رواية أبي موسى الشّيزري عن الكسائي: فقرأت القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال قرأت على عبد الله بن الحسين المقرئ، وقال قرأت على أبي الحسن بن شنبوذ، وعلى أبي العبّاس الضرير، وقرآ على أبي جعفر محمد «5» بن سنان الشّيزري «6»، وقال «7» أبو جعفر: قرأت على أبي
[طرق رواية قتيبة]
موسى بن سليمان الحجازي، ثم الشّيزري «1»، وقرأ أبو موسى على الكسائي «2». [طرق رواية قتيبة] 1001/ 400 - وما كان من رواية قتيبة عن الكسائي: فحدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن أبي طالب البغدادي، قال حدّثنا أبو علي إسماعيل بن شعيب النهاوندي، أنه قرأ القرآن بحرف الكسائي على أبي علي أحمد بن محمد بن سلمويه، الأصبهاني المقرئ، قال وقال لي أبو علي قرأت على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن زياد المقرئ وقال محمد بن الحسن: قرأت على محمد بن إسماعيل بن زيد الخفاف، المقرئ المعروف بممشاذ، وإسماعيل بسمويه «3»، وقال ممشاذ: قرأت على أحمد بن محمد بن حوثرة المعروف بالأصمّ، وقال أحمد: قرأت على قتيبة بن مهران، وقرأ قتيبة على الكسائي «4». 1002/ 401 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا إسماعيل بن شعيب، أن أبا علي أحمد بن محمد بن سلمويه حدّثه، أن أبا عبد
باب ذكر الاستعاذة ومذاهبهم فيها
الله محمد بن يعقوب بن يزيد «1» بن إسحاق المقرئ حدّثه بحروف الكسائي هذه، قال حدّثنا أبو الفضل العباس بن الوليد بن مرداس، قال: حدّثنا قتيبة بن مهران صاحب الكسائي عن الكسائي وذكر القراءة من أول القرآن إلى آخره «2». 1003 - قال أبو عمرو: فهذه الأسانيد التي أدّت إلينا القراءة من أئمة القراءة السبعة بالأمصار من الروايات والطرق المذكورة في صدر الكتاب قد ذكرناها على حسب ما انتهت إلينا رواية وتلاوة، وتركنا كثيرا منها اكتفاء بما ذكرناه عن ما سواه مع رغبتنا في الاختصار وترك الإطالة والإكثار، وبالله التوفيق، والله تعالى أعلم. باب ذكر الاستعاذة ومذاهبهم فيها صيغة الاستعاذة 1004 - اعلم- أرشدك الله تعالى- أن الرواية في الاستعاذة قبل القراءة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظين «3»: أحدهما: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. روى ذلك عنه جبير بن مطعم «4».
والثاني: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. روى ذلك عنه أبو سعيد الخدري «1». 1005 - وروى أبو روق عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال: (أول ما نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم علّمه «2» الاستعاذة، قال: يا محمد قل: أعوذ بالله السّميع العليم من الشيطان الرجيم. ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم) «3». 1006 - وعلى استعمال هذين اللفظين عامّة أهل الأداء من أهل الحرمين
الجهر بالاستعاذة وإخفاؤها
والعراقيين والشام. فأما أهل مصر وسائر العرب فاستعمل أكثر أهل الأداء منهم لفظا ثالثا: أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم «1». 1007 - وأصحّ هذه الألفاظ من طريق النقل وأولاها بالاستعمال من جهة النظر اللفظ الأول لدلالة نص التنزيل عليه، وهو قوله عزّ وجلّ لنبيّه صلى الله عليه وسلم آمرا له ولسائر قرّاء القرآن فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطن الرّجيم [النحل: 98]. يعني إذا أردت أن تقرأ القرآن؛ لأن الاستعاذة قبل القراءة «2». ومثله قوله عزّ وجلّ: يأيّها الّذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصّلوة فاغسلوا وجوهكم [المائدة: 6] الآية، يعني إذا أردتم القيام إلى الصلاة، فوجب استعمال ذلك دون غيره من الألفاظ- وبذلك استعذت للجماعة من أئمة القراءة على جميع من قرأت عليه، وهو اختيار أبي بكر بن مجاهد فيما بلغني عنه واختيار غيره من جلّة أهل الأداء. الجهر بالاستعاذة وإخفاؤها 1008 - ولا أعلم خلافا في الجهر بالاستعاذة عند افتتاح القرآن وعند ابتداء كل قارئ بعرض أو درس أو تلقين في جميع القرآن إلا ما جاء عن نافع وحمزة. 1009 - فأما نافع فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: حدّثني أبو بكر شيخنا، قال: حدّثني الحسن بن مخلد، قال: سألت أبا القاسم «3» ابن المسيّبي، عن استعاذة أهل المدينة أيجهرون بها أم يخفونها؟ فقال: ما كنّا نجهر ولا نخفي، ما كنّا نستعيذ البتّة. 1010 - وروى محمد بن إسحاق عن أبيه «4»، عن نافع أنه كان يخفي الاستعاذة ويجهر ب بسم الله الرّحمن الرّحيم عند افتتاح السور ورءوس الآي في جميع القرآن. 1011 - وأما حمزة فحدّثنا الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال:
حدّثني أحمد بن عبيد الله قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا الحلواني، قال: قال خلف «1»: كنا نقرأ على سليم، فنخفي التعوّذ ونجهر ب بسم الله الرّحمن الرّحيم في الحمد لله خاصّة، ونخفي التعوّذ وبسم الله الرّحمن الرّحيم في سائر القرآن، نجهر برءوس أتمّتها «2». وكانوا يقرءون على حمزة فيفعلون ذلك. قال أحمد «3»: وقرأت على خلّاد ففعلت ذلك. 1012 - وروى أبو الحسن «4» علي بن عمر عن أبي الحسين بن المنادي عن الحسن بن العباس عن الحلواني عن خلف، عن سليم عن حمزة أنه كان يجهر بالاستعاذة والتسمية في أول سورة فاتحة الكتاب ثم يخفيها «5» بعد ذلك في جميع القرآن. قال الحلواني: وقد قرأت على خلاد فلم يغيّر عليّ. وقال لي سليم: يجيزهما جميعا، ولا ينكر على من جهر، ولا على من أخفى. 1013 - وروى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة أنه كان يخفيها في جميع القرآن. 1014 - أخبرني محمد بن عبد الواحد أن أحمد بن نصر حدّثهم، قال: حدّثنا أبو الحسن بن شنبوذ عن الحسن بن مخلد قال: قلت لأبي هشام الرفاعي: أكنتم تجهرون بالاستعاذة على سليم؟ قال: لا ولكنّا كنّا نستعيذ في أنفسنا «6».
1015 - قال الحسن «1»: وسمعت أبا هشام يقول: سمعت سليما يقول: إنما آخذكم بأن لا تقرءوا «2» بسم الله الرّحمن الرّحيم بين السّور لتعرفوا كيف تصلون بين السّور. 1016 - وهذا يدلّ على ما حكاه الحلواني عن خلّاد عنه أنه كان لا ينكر على من جهر بالتسمية وعلى من أخفاها «3». 1017 - فأما أبو عمرو فإن أبا حمدون روى أداء عن اليزيدي ومحمد بن غالب عن شجاع «4» عنه أنه كان يظهر الاستعاذة والتسمية في الفاتحة وعند رءوس الأتمّة «5»، وبين السور في جميع القرآن، والرواية والنص بذلك بعد معدومان عمّن سوى هؤلاء الثلاثة. 1018 - وروى ابن جريج عن عطاء قال: الاستعاذة واجبة في الصلاة وغيرها «6». 1019 - وقال الحلواني في «جامعه» وليس للاستعاذة حدّ ينتهى إليه، من شاء زاد ومن شاء نقص «7»، غير أنه لا ينبغي لأحد أن يجهر بالتعوّذ في عرض ولا غيره؛ لأن ابن مسعود كرهه. وقال: (جرّدوا القرآن، ولا تلبسوا به ما ليس منه) «8».
1020 - وحدّثت عن أبي محمد الحسن بن رشيق، قال: حدّثنا أبو العلاء محمد ابن أحمد الهذلي «1»، قال حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا سهل بن يوسف عن حميد الطويل، عن [معاوية بن مرة، عن أبي] «2» المغيرة قال: قرأ رجل عند ابن مسعود قال: أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، قال: فقال عبد الله: جرّدوا القرآن «3». 1021 - وهذا يحتمل أمرين: أن يكون كره الاستعاذة رأسا كالذي رويناه «4» عن أهل المدينة «5». وأن يكون كره مخالفة نصّ القرآن. 1023 - قال أبو عمرو: وعلى ما ذكرناه من الجهر بالتعوّذ قبل القراءة جرى العمل عند أهل الأداء في مذهب جميع القرّاء، اتباعا للنص، واقتدوا «6» بالسّنّة، وبالله التوفيق.
باب ذكر مذاهبهم في التسمية والفصل بها بين السورتين
باب ذكر مذاهبهم في التسمية والفصل بها بين السورتين 1023 - اعلم أن أهل الحرمين بخلاف عن ورش عن نافع وعاصما والكسائي فيما قرأنا لهم، يفصلون بالتسمية بين كل سورتين في جميع القرآن ما خلا الأنفال وبراءة، فإنه لا خلاف في ترك الفصل بينهما لفظا ورسما اقتداء بمرسوم الإمام «1»، المتفق عليه، واتباعا لقول الجماعة وأداء الأئمة. 1024 - فأما الرواية عن هؤلاء الأئمة بالتسمية فوردت عن نافع وعاصم والكسائي. 1025 - فأما نافع فحدّثنا الفارسي، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا أبو بكر شيخنا، قال: حدّثني الحسن بن مخلد عن أبي القاسم بن المسيبي، قال «2»: كنا نقرأ بسم الله الرّحمن الرّحيم أول فاتحة الكتاب، وفي أول سورة البقرة وبين السورتين في الصلاة والعرض. هذا «3» كان مذهب القرّاء بالمدينة، قال: وفقهاء المدينة لا يفعلون ذلك. 1026 - وروى «4» ابن المسيبي عن أبيه عن نافع أنه كان يجهر ب بسم الله الرّحمن الرّحيم عند افتتاح السّور ورءوس الأئمّة «5» في جميع القرآن. 1027 - حدّثنا محمد بن سهل «6»، قال حدّثنا محمد بن الطيب، قال حدّثنا أحمد بن موسى قال: حدّثني موسى بن إسحاق عن محمد بن إسحاق المسيبي قال: حدّثني أبي قال: سألت نافعا عن قراءة بسم الله الرّحمن الرّحيم فأمرني بها وقال: أشهد أنها من السبع المثاني وأن الله أنزلها «7».
1028 - حدّثنا أحمد بن عمر قال: حدّثنا محمد بن منير قال: حدّثنا عبد الله بن عيسى عن قالون عن نافع بالقراءة وذكر التسمية رسما في أول كل سورة إلى آخر القرآن «1». 1029 - قال أبو عمرو: وبالفصل بالتسمية قرأت له «2» من رواية إسماعيل، والمسيبي، وقالون، واختلف عن ورش عنه في ذلك، فقرأت له من طريق أبي يعقوب «3» على ابن خاقان «4» وأبي الفتح «5» وأبي الحسن «6» وغيرهم من قراءتهم بالأسانيد المذكورة بغير تسمية بين السور في جميع القرآن، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من شيوخ المصريين الآخذين برواية الأزرق. 1030 - حدّثنا طاهر بن غلبون عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد، قال: لا يقرأ بسم الله الرّحمن الرّحيم بين السورتين إلا في فاتحة الكتاب، وذكر أنه كذلك قرأ على ابن سيف، وذكر ابن سيف أنه قرأ كذلك على أبي يعقوب الأزرق، وذكر أبو يعقوب أنه كذلك قرأ على ورش، وذكر ورش أنه كذلك قرأ على نافع «7». 1031 - وقد كان أبو غانم المظفر «8» بن أحمد بن حمدان يخالف جماعتهم فيختار الفصل بالتسمية استحسانا منه من غير رواية رواها ولا أداء نقله، حدّثني
بذلك شيخنا أبو الفتح عن عمر بن محمد «1»، عنه. وكذلك رواه «2» عنه محمد «3» ابن علي المقرئ وغيره. 1032 - وقرأت لورش من طريق غير أبي يعقوب بالإسناد المتقدم بالفصل بالتسمية «4» كقراءتي في رواية إسماعيل «5» وصاحبيه، وكذلك قرأت لابن كثير من جميع الطرق، وعامّة سلف المكيين من القرّاء والفقهاء يرون قراءتها في الفرض وغيرها ويعدّونها آية فاصلة في أم القرآن، ووافقهم على ذلك العادّون، وبعض القرّاء من الكوفيين «6». 1033 - وقال أبو «7» ربيعة: لم يزل أصحابنا على الجهر والإعلان ب بسم الله الرّحمن الرّحيم كلما ختم القارئ السورة وابتدأ الأخرى قال: بسم الله الرّحمن الرّحيم من أول القرآن إلى آخره، وهي عندهم آية في الحمد «8» خاصة. 1034 - وحدّثني عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر قال: قرأت على أبي بكر «9» في قراءة ابن كثير ففصلت بين كل سورتين ب بسم الله الرّحمن الرّحيم.
1035 - وأما عاصم فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: حدّثني محمد بن الضحاك، قال: حدّثني القاسم بن أحمد، قال «1»: كنّا نقرأ على محمد بن حبيب الشموني، فإذا انتهينا إلى السجدات لم نسجد ونتخطاهن، وكنا نقول عند خاتمة كل سورة بسم الله الرّحمن الرّحيم وكذا روى عامّة أصحاب «2» الأشناني عنه عن أصحابه عن حفص عن عاصم. 1036 - وروى أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الدقاق المقرئ المعروف بالوليّ عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن حميد «3»، الفامي، عن عمرو بن الصباح، عن حفص، إذا وصل آخر السورة بأول الأخرى في القرآن كله، من غير فصل ب بسم الله الرّحمن الرّحيم وكذلك روى أبو بكر «4» يوسف بن يعقوب الواسطي عن العليمي «5»، عن حماد عن عاصم. 1037 - والعمل في قراءة عاصم من جميع طرقه والأخذ له في كل رواياته بالفصل بالتسمية لا غير. 1038 - وأما الكسائي فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا أبو بكر شيخنا، قال: حدّثنا محمد بن الجهم، قال: حدّثنا الفرّاء «6»، قال: كان الكسائي وأهل القراءة من نظرائه يفصلون بين السورتين ب بسم الله الرّحمن الرّحيم على ما جاء في المصحف، وقد خالف محمد بن
الجهم من القرّاء في ذلك محمد بن أحمد بن واصل، فروى عن سلمة بن عاصم عن الفرّاء أن الكسائي رجع بعد ذلك إلى مثل مذهب حمزة، فوصل السور بعضها ببعض من غير أن يفصل «1» بينها «2» بالتسمية. 1039 - والعمل والأخذ برواية ابن الجهم، وبذلك قرأت. وكذلك حدّثني الفارسي عن أبي طاهر أنه قرأ على أبي بكر وأبي عثمان «3» في مذهبه. 1040 - وأما ابن عامر فلم يأت عنه في ذلك شيء يعمل عليه من فصل ولا غيره، والذي قرأت له على الفارسي عن قراءته على أبي بكر النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان وعلى أبي الفتح عن قراءته على أصحابه «4» في رواية ابن ذكوان وهشام جميعا بالفصل بالتسمية. 1041 - وقرأت له في الروايتين على أبي الحسن «5»، عن قراءته بغير تسمية ولا فصل. وذلك عندي أليق بمذهبه لأمرين: 1042 - أحدهما: أن عامّة فقهاء أهل بلده من الأوزاعي وغيره لا يرون قراءتها في صلاة الفرض كعامّة فقهاء أهل المدينة من مالك [40/ ظ] وغيره؛ إذ ليست عندهم في أوائل السور منهنّ، وإنما رسمت في المصاحف فصلا بينهنّ، على أن جميعهم لا يرى بأسا بقراءتها في النوافل والدرس والعرض والتلقين والتعليم وعند الابتداء بالآي. 1043 - والأمر الثاني: أن فارس بن أحمد المقرئ حدّثنا قال: حدّثنا [محمد ابن أحمد، قال حدثنا] «6» أحمد بن محمد بن عثمان، قال: حدّثنا الفضل بن شاذان، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد، قال: حدّثنا ابن ذكوان، قال: حدّثنا أبو مسهر، عن صدقة،
عن يحيى بن الحارث «1»، قال: هو- يعني القرآن- ستة آلاف ومائتان وخمس وعشرون آية نقص آية «2»، قال ابن ذكوان: فظننت يحيى لم يعدّ بسم الله الرّحمن الرّحيم. 1044 - قال أبو عمرو: وإذا لم تعدّ آية فالقياس ألا يقرأها ولا يفصل بها، وبالمذهبين أخذنا في قراءة ابن عامر، فمن فصل عليّ لم أمنعه ومن لم يفصل لم آمره به. 1045 - وأما أبو عمرو وحمزة فكانا لا يفصلان بين السّور بالتسمية في جميع القرآن. 1046 - أما أبو عمرو فجاء ذلك عن اليزيدي عنه من طريق الأداء. وحكى لي أبو الفتح عن عبد الباقي أن أصحاب شجاع يخيّرون عنه في الفصل وتركه. وبعض أهل الأداء من المصريين يأخذ لأبي عمرو بالفصل، وكذلك روى [أبو] «3» العبّاس القصباني عن محمد بن غالب عن شجاع، وأبي العباس «4» وعبد الله بن أحمد البلخي عن أبي حمدون عن اليزيدي أداء عنه أنه كان يفصل بين السّور بالتسمية في جميع القرآن. 1047 - والعمل عند عامّة أهل الأداء من البغداديين ابن مجاهد وابن شنبوذ والنقاش وابن المنادي وغيرهم على الأول، وعلى ذلك جميع الرقيين «5»، وبذلك قرأت على جميع شيوخي، وبه آخذ. 1048 - وأما حمزة فجاء عنه ذلك من طريق النص والأداء جميعا، وقد ذكرنا الرواية عنه بذلك في باب الاستعاذة «6». وحدّثنا الفارسي قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: قرأت على أبي بكر «7»، فلم أجهر ب بسم الله الرّحمن الرّحيم بين السورتين في قراءة أبي عمرو، وفي قراءة حمزة.
الفصل بين السور الأربع
الفصل بين السور الأربع 1049 - قال أبو عمرو: وقد كان بعض شيوخنا يفصل بالتسمية في مذهب أبي عمرو وابن عامر وورش عن نافع من طريق الأزرق بين أربع سور، بين المدّثر والقيامة، وبين الانفطار والمطفّفين، وبين الفجر والبلد، وبين العصر والهمزة ويسكت بينهنّ سكتة من غير فصل في مذهب حمزة، وليس ذلك عن أثر يروى عنهم، وإنما هو استحباب واختيار من أهل الأداء، ولكراهة الإتيان بالجحد «1» بعد المغفرة «2» وبعد قوله: وادخلى جنّتى «3» [الفجر: 30] وبالويل «4» بعد اسم الله «5» تعالى وبعد قوله: بالصّبر [البقرة: 45]، فاختاروا كذلك الفصل بين هذه السور. وليس اعتلالهم لاستحبابهم «6» ذلك بالكراهة والبشاعة بشيء؛ لأنهما موجودتان بأنفسهما بعد أسماء الله عزّ وجلّ وصفاته في قوله: بسم الله الرّحمن الرّحيم «7»، فلا فرق إذا بين التسمية وغيرها. 1050 - وقد كان شيخنا أبو الفتح ينكر ذلك ولا يراه أعني الفصل والسكت بين الأربع سور في مذهب أبي يعقوب [و] «8» من ترك الفصل؛ إذ لا أصل له من رواية، ولا تحقيق له في دراية. وروى الفصل بينهنّ في مذهب أبي يعقوب عن ورش خلف بن إبراهيم عن قراءته. وبلغني عن ابن مجاهد «9» أنه كان يأخذ في مذهب أبي عمرو بالسكت على آخر المدّثر والانفطار والفجر، ثم يبتدئ بما يلي كل واحدة «10» من السّور، فيجعل الفصل بعد السّور الثلاث سكتة، وذلك أيضا استحباب منه رحمه الله.
1051 - وجاءنا عن حمزة أنه قال: القرآن عندي كالسورة الواحدة، فإذا قرأت بسم الله الرّحمن الرّحيم في أول فاتحة الكتاب أجزأني أي كفاني، وهذا المعنى بعينه يروى عن إبراهيم النخعي. روى سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم «1»، قال: إذا قرأت بسم الله الرّحمن الرّحيم أول ما يفتتح أجزأ «2»، فأصحاب حمزة يصلون أواخر السورة بأوائل السور من غير سكت ولا قطع في جميع القرآن. 1052 - واقتدى حمزة في ترك الفصل بالتسمية بيحيى بن وثاب والأعمش، وهما إماما أهل الكوفة في القراءة. 1053 - فأما يحيى فحدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا [41/ و] قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: حدّثنا يحيى بن معين، قال: حدّثنا ابن أبي زائدة «3»، قال: قال الأعمش: كان يحيى بن وثّاب لا يقرأ بسم الله الرّحمن الرّحيم في عرض ولا غيره. 1054 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ أن أبا طاهر بن هشام حدّثهم، قال: حدّثنا أحمد بن عبيد الله قال: حدّثنا الحسن الجمال، قال: حدّثنا الحلواني، قال: حدّثنا ابن الأصبهاني عن الحسن بن عباس، عن الأعمش، عن يحيى «4» بن وثاب، قال: ما كنّا نجهر ب بسم الله الرّحمن الرّحيم في عرض ولا غيره «5». 1055 - وأما الأعمش فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا أحمد بن عبيد الله، قال: حدّثنا الحسن الجمال، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد، قال: حدّثنا الأصبهاني، عن ابن إدريس «6»، عن الأعمش، قال: ما كنّا
نجهر ب بسم الله الرّحمن الرّحيم في صلاة ولا غيرها، كذا قال عبد الله ابن إدريس عنه. وخالفه جرير بن عبد الحميد، فحدّثنا فارس بن أحمد بن موسى، قال حدّثنا [ .... ] «1» يحيى بن سلام، عن الحسن «2»، قال: لم ينزل بسم الله الرّحمن الرّحيم في شيء من القرآن إلا في طس سليمان إنّه من سليمن وإنّه بسم الله الرّحمن الرّحيم (30) [النمل: 30]. 1056 - حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله الفرائضي، قال: حدّثنا عبد الله بن إبراهيم ابن ما شاء الله، قال: حدّثنا أبو مسلم الكجّي «3»، قال: حدّثنا الأنصاري، قال: حدّثنا الجريري، قال: سئل الحسن عن بسم الله الرّحمن الرّحيم قال: صدور الرسائل «4». 1057 - قال أبو عمرو: واختياري في مذهب من ترك الفصل سوى حمزة إن
سكت القارئ على آخر السورة سكتة خفيفة من غير قطع شديد ويسقط التنوين إن كان آخرها منوّنا غير منصوب، ويشير «1» إلى الرفع والجرّ، ليؤذن بانفصالهما، ثم يبتدئ بالسورة التي تليها، وقد حكى هذا بعينه بعض أئمتنا عن اليزيدي، إن شاء القارئ لم يسكت ووصل آخر السورة أوّل الأخرى وبيّن الإعراب وأثبت التنوين كمذهب حمزة سواء، وهذا الوجه [و] «2» الذي اخترته يرويان عن ابن مجاهد رحمه الله، بلغني ذلك عنه وعن غيره من الأكابر. وحدّثني الفارسي عن أبي طاهر أن مذهب حمزة وأبي عمرو أن يصلا آخر السورة بأول السورة التي تليها. 1058 - واختياري أيضا في مذهب من فصل أن يقف القارئ على آخر السورة ويقطع على ذلك، ثم يبتدئ بالتسمية موصولة بأول السورة الأخرى. 1059 - وغير جائز عند أهل الأداء السكوت والقطع على التسمية إذا وصلت بآخر السورة؛ لأنها إنما رسمت في أوائل السور إعلاما بابتدائهنّ وانقضاء ما قبلهن، ولم ترسم في أواخرهنّ، فإن لم توصل بأواخر السور جاز القطع والسكت عليها، وكان تماما «3». 1060 - ولا خلاف بين القرّاء- فيما قرأنا لهم- في التسمية في أول فاتحة الكتاب، من فصل منهم، ومن لم يفصل «4»؛ لأنها ابتداء القرآن، والاختلاف بين الفقهاء والعادّين من القرّاء في أنها آية وغير آية إنما جاء في أولها فقط إلا ما شذّ فيه بعضهم «5». وقد ذكرنا الرواية بذلك عن نافع وأبي عمرو وحمزة قبل. 1061 - وكذا لا خلاف بين أهل الأداء في التسمية في أوائل السور إذا قطع على أواخر ما قبلهن ثم ابتدأ بهنّ من غير أن يوصلهن بما قبلهن في مذهب من
فصل ومن لم يفصل ما خلا براءة فإن التسمية ممتنعة في أولها كما تقدم. 1062 - وأما الابتداء برءوس الأجزاء التي في بعض السور ك سيقول السّفهاء [البقرة: 142] «1»، وتلك الرّسل [البقرة: 253] «2»، ولن تنالوا البرّ [آل عمران: 92] «3» وشبه ذلك، فأصحابنا يخيّرون القارئ بعد الاستعاذة بين التسمية وتركها في مذهب الجميع من فصل منهم، ومن لم يفصل، وفي التسمية خبر مروي «4» عن أهل المدينة. 1063 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا أبو بكر شيخنا، قال: حدّثنا الحسن بن مخلد، عن أبي القاسم بن المسيبي، قال «5»: وكنّا إذا افتتحنا الآية على مشايخنا من بعض السور [نبدأ] ب بسم الله الرّحمن الرّحيم. 1064 - وقال الرفاعي «6»، عن سليم: كنّا نجهر بالتسمية «7» عند رأس كل تمام، وروى عاصم «8» بن يزيد الأصبهاني، عن حمزة: أنه سئل عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقرأ بسم الله الرّحمن الرّحيم تلك أمّة قد خلت [البقرة: 134] الآية، وهذا خلاف ما روته الجماعة عن سليم عنه. 1065 - وقد روينا عن ابن عباس ما يؤيد مذهب من يرى التسمية في ابتداء السور والأجزاء، فحدّثنا أبو الفتح الضرير قال: حدّثنا محمد بن أحمد «9»، قال: حدّثنا
أحمد بن عثمان، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد، قال: حدّثنا أبو الربيع، قال: حدّثنا حمّاد، قال: حدّثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يفتتح القراءة ب بسم الله الرّحمن الرّحيم «1». وهذا عامّ ويدخل فيه أوائل السور والأجزاء والخموس والأعشار والآي. 1066 - حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى المري، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن خالد، قال حدّثنا محمد بن وضّاح، عن [ابن] «2» أبي شيبة عن علي بن مسهر عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنزلت عليّ آنفا سورة فقرأ بسم الله الرّحمن الرحيم إنّا أعطينك الكوثر (1) [الكوثر: 1]» وقرأ حتى ختمها «3»، وهذا يحقّق ما ذهب إليه أهل الأداء من التسمية في أوائل السّور في مذهب من فصل و [من] «4» لم يفصل. 1067 - قال أبو عمرو: وبغير تسمية ابتدأت رءوس الأجزاء على شيوخي الذين قرأت عليهم في مذهب الكل، وهو الذي أختار ولا أمنع من التسمية، وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ذكر اختلافهم في فاتحة الكتاب
ذكر اختلافهم في فاتحة الكتاب 1068 - حرف: عاصم والكسائي في غير رواية أبي الحارث ملك يوم الدّين [الفاتحة: 4] بالألف، وروى أبو الحارث عنه ملك يوم الدّين بالألف، وملك يوم الدّين بغير ألف خيّر في الوجهين، وقرأت له بالألف لا غير. ويدلّ على صحّة ما رواه عن الكسائي من التخيير بين الوجهين في ذلك ما حدّثناه الخاقاني، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا عليّ قال: حدّثنا أبو عبيد «1»، قال: كان الكسائي زمانا يقرؤها بالألف، وكذلك قرأناها عليه، ثم بلغني عنه أنه قال بعد ذلك لا أبالي كيف قرأتها ملك أو ملك. 1069 - وكلهم كسر اللام «2»، إلا ما رواه محمد بن شعيب «3» الجرمي، عن أبي معمر عن عبد الوارث، عن أبي عمرو، وما رواه الفضل «4» بن محمد الأنطاكي، عن وليد بن عتبة [عن الوليد] «5» بن مسلم عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر: أنهما «6» سكّنا اللام. وقرأ الباقون ملك بغير ألف مع كسر اللام. 1070 - واختلف عبارة الرواة عن ورش وقالون ونافع عن كسرة الكاف من ملك وضمّة الدال من نعبد، فقال أحمد بن صالح عن قالون: ملك باختلاس
كسرة الكاف، وقال عن ورش: الكاف مثبتة. وقال الأصبهاني «1» عن ورش: ملك يوم الدين [الفاتحة: 4] بجرّ الكاف، وقال أحمد بن صالح عن قالون: إيّاك نعبد [الفاتحة: 5] باختلاس ضمّة الدال. 1071 - وقرأت الجماعة بإشباع «2» كسرة الكاف وضمّة الدال من غير تمطيط، والذي حكاه أحمد «3» عن قالون من الاختلاس لم يرد به تضعيف الصوت بالحركة ولا إسراع اللفظ بها، فإنما أراد [أن] «4» لا يمطط الصوت بها، فيتولّد بذلك التمطيط بعد الكسرة ياء وبعد الضمة واوا، ولذلك أراد بقوله: عن ورش مبنية أي مشبعة «5» غير مختلسة ولا ممططة. 1072 - وقال يونس «6» عن ورش: السّفهاء ولكن [البقرة: 13] بتثقيل الواوين إذا التقتا حتى كأنهما واو في السّواد «7»، وهذه ترجمة فيها تجوّز ومراده إشباع ضمة الهمزة وإيفاؤها حقّها وتفكيكها وتخليصها من فتحة الواو التي بعدها من غير اختلاس ولا تمطيط وهو الذي لا يجوز غيره، ولا تحقيق في مذهب ورش عن نافع سواه، وهو قول أئمة هذه الرواية؛ أبي جعفر بن هلال «8»، وأبي غانم بن حمدان «9»، وأبي بكر محمد بن علي «10»، وجميع من لقينا «11»، وأخذنا عنه، وقرأنا عليه بمصر وغيرها. 1073 - وقد أوضح ذلك وكشف عن حقيقته ورفع الإشكال عن صحته الإمام
أبو عبد الله محمد بن خيرون «1»، فقال في كتابه عن أصحابه عن ورش: ملك يوم الدين [الفاتحة: 4] لا يمدّ الكاف عند الياء، غير أن الكسرة فيها تظهر الياء المنصوبة التي بعدها، قال: وكذلك كل حرف مكسور يلتقي «2» بالمنصوبة يظهر [42/ و] الكسرة، لإخراج الياء من الكسرة، وقال: نعبد وإيّاك [الفاتحة: 5] بإشباع الضمة وسطا من الفم، وهذا كالذي فسّرناه وحدّدناه «3». 1074 - قال أبو عمرو: والمتقدّمون قد يتسهلون في العبارات ويتّسعون في التراجم اعتمادا على ما يفهم من حقابها «4»، ويعلم من جري عادتهم فيها. 1075 - وقد كان بعض متقدّمي المغاربة من أصحاب ورش يتأوّل الإشباع فيما تقدم وشبهه أنه المولّد للحروف الصّحاح، فكان يبالغ في تمطيط الكسرات مع الياءات والضمّات مع الواوات، وهم الذين يقولون ياء شكل «5» لقيت ياء سواد، وواو شكل لقيت واو سواد، وذلك خطأ من متأوّله، وغلط من متأمّله، وجهل من قائله ومسجله، والآخذ به، إذ التمطيط المولّد للحروف زيادة محضة، وكتاب الله تعالى محظور منها، وسواء كانت لفظا أو رسما. 1076 - حرف: وروى داود «6» بن أبي طيبة، عن ورش، عن نافع، وعن «7» ابن أبي كيسة، عن سليم عن حمزة إمالة اللام من اسم الله تعالى، إذا وليه «8» كسرة نحو
قوله: بسم الله الرّحمن الرّحيم (1) والحمد لله وعن ءايت الله [القصص: 87] وما أشبهه، ولم يرد الإمالة المحضة. وإنما أراد ترقيق اللام لا غير. 1077 - وروى قتيبة عن الكسائي، إمالة اسم الله تعالى إمالة محضة، إذا كان في أوّله لام الخبر لا غير، نحو الحمد لله وو لله يسجد [الرعد: 15] وهذا لله [الأنعام: 136] وما أشبهه، وما عدا ذلك غير ممال. وقرأ الباقون بترقيق اللام من غير إمالة في ذلك. 1078 - «1» وروى أحمد بن صالح عن ورش وقالون: الرّحمن حيث وقع الميم مفتوحة وسطا من ذلك، وقرأت للجماعة ففتحتها فتحا بيّنا. 1079 - حرف: قرأ ابن كثير في رواية القواس من رواية الحلواني وقنبل من طريق ابن مجاهد وأحمد بن بويان «2» السّراط وسراط [7] بالألف ولام وبغيرها بالسين حيث وقع، وكذلك روى أبو حمدون «3» عن الكسائي، وعبيد بن عقيل «4» عن أبي عمرو، وروى التغلبي «5»، عن ابن ذكوان عن ابن عامر وأن هذا سراطي في الأنعام بالسين «6» وسائر القرآن بالصاد، وقرأ حمزة في رواية خلف وابن سعدان وأبي هشام وابن جبير وابن كيسة من رواية داود عنه «7»، عن
سليم بإشمام الصاد الزاي فيما فيه ألف ولام وفيما ليسا فيه حيث وقع «1». 1080 - واختلف عن أبي عمر «2» في ذلك: فروى ابن الحمامي عنه، كرواية «3» خلف وأصحابه، وروى ابن فرح وابن عبدوس عنه بإشمام الزاي فيما فيه ألف ولام لا غير. وكذلك حكاه أبو عمر «4» في كتابه منصوصا، وكذلك روى رجاء «5»، عن أصحابه عن حمزة. 1081 - وحدّثنا الفارسي عن أبي طاهر عن قراءته على ابن مجاهد عن «6» ابن عبدوس، عن أبي عمر، كرواية خلف سواء، ولذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن سليم أن حمزة كان يشمّ الصاد الساكنة والمتحرّكة في الصّراط وصراط فيلفظ بها بين الصاد والزاي، ولا يضبطها الكتاب «7». وهذه حكاية خلف عن سليم، وما نصّ عنه أبو عمر في كتابه، [وبه] «8» قرأت في روايته، وبه نأخذ. وروى الحسن «9» بن علي المعروف بابن العلاف عن أبي عمر أداء في الساكنة والمتحرّكة بالصّاد خالصة في جميع القرآن. 1082 - واختلف في ذلك عن خلاد، فروى أبو علي الصوّاف عن القاسم بن يزيد عنه كرواية خلف. وروى الحلواني، وسليمان اللؤلئي «10»، عنه بالصّاد خالصة في
جميع القرآن، (سواء) «1» مع الألف واللام ومع غيرها. وقرأت له على أبي الفتح كذلك إلا قوله الصّراط المستقيم [الفاتحة: 6] هنا خاصة «2»، فإني أشممت الصاد الزاي فيه. 1083 - وحدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني الجمال «3»، قال: حدّثنا محمد بن عيسى الأصبهاني قال: حدّثنا خلاد، قال: لم يقرأ على سليم الصراط إلا بالصّاد إلا أن سليما كان يقرأ في الصلاة بشبه الزاي في هذه وحدها، ولم يكن يشمّ [الصاد] «4» الزاي في القرآن كله غيرها «5». 1084 - وروى أبو سلمة عبد الرحمن «6» بن إسحاق، عن الضبّي عن محمد بن الهيثم، قال: كان حمزة ربما قرأ الصّراط بصاد، وربما قرأ بإشمام زاي، قال: وكان إذا قرئ عليه بالوجهين أجاز ذلك، وهذا يدلّ على صحة الاختلاف عن سليم عنه في ذلك. 1085 - واختلف أيضا في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروى عبيد بن نعيم عنه كرواية خلف بإشمام الصّاد الزاي قليلا. وحدّثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا بشرى «7» بن عبد الله، قال حدّثنا بعض أصحابنا من كتابه، قال: حدّثنا يحيى بن «8» أحمد بن السّكن، قال: حدّثنا جعفر بن محمد الأدمي، قال: حدّثنا الرفاعي عن
[عليهم وإليهم ولديهم]
الكسائي الصّراط يميلها إلى الزاي قليلا «1»، وهي لغة عذرة. 1086 - وقرأ الباقون «2» بالصّاد خالصة في جميع القرآن، وكذلك الخزاعي عن أصحابه «3»، عن ابن كثير، وأبو ربيعة عن صاحبيه «4» عنه، وسائر الرّواة «5» عن قنبل. وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد، وعن أصحابه «6»، عن البزي «7»، وابن فليح عن أصحابهما عن ابن كثير. وقال أبو بكر الزينبي: لا يعرف أهل مكة السين يعني في الصّراط وصراط. وكذلك روى أيضا يحيى «8»، والأعشى، وأبو عبيد عن الكسائي، عن أبي بكر نصّا. وكذلك قرأت له من جميع الطرق. [عليهم وإليهم ولديهم] 1087 - حرف قراءة حمزة عليهم وإليهم ولديهم بضمّ الهاء حيث وقعت هذه الثلاث كلم، واستثنى أبو عمر «9» من ذلك موضعا واحدا وهو قوله في النحل فعليهم غضب من الله [106] فرواه سليم عنه بكسر الهاء، فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا أبو الحسن عبد الباقي بن الحسن، قال: حدّثنا زيد بن علي. ح وأخبرنا الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر «10»، قالا حدّثنا ابن فرح، قال: قلت لأبي عمر: ما الفرق بين هذا ونظائره؟ فقال لي: هكذا قرأت على سليم. لفظ الحديث لابن أبي بلال.
باب ذكر قولهم في ضم ميم الجمع وفي إسكانها
1088 - قال أبو عمرو: وقد يكون الفرق بين هذه الكلمة وبين سائر نظرائها لمّا اختصّ أوّلها بالزيادة التي توجب تثقيلها وهي الفاء خصّ هاءها بالحركة التي توجب تخفيفها وهي الكسرة لتعدل بذلك وتوافق به سائر ما في القرآن من نظائرها مما لا زيادة حرف في أوله وهاؤه مضمومة، والله أعلم. 1089 - وروى المروزي «1»، عن ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع أنه ربما خفض الهاء وجزم الميم من الكلم الثلاث، وربما ألحق فيها واوا ورفع الهاء والميم، وروى محمد بن عمران «2» الدّينوري، عن ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير أنه رفع الهاء والميم من عليهم وما أشبهه، وهذا لم يرو عن نافع وابن كثير إلا من الوجهين المذكورين لا غير. وقرأ الباقون «3» بكسر الهاء في الثلاث كلم حيث وقعن. باب ذكر قولهم في ضمّ ميم الجمع وفي إسكانها 1090 - قرأ ابن كثير بضمّ ميم الجمع وفي إسكانها وإلحاقها واوا في اللفظ ما لم يلق ألفها ألف «4» وصل، وذلك نحو قوله: أنعمت عليهم [الفاتحة: 7] غير المغضوب عليهم [الفاتحة: 7] ءأنذرتهم أم لم تنذرهم [البقرة: 6] ولديهم إذ [آل عمران: 44] وإنّكم كنتم قوما [التوبة: 53] وو أنتم لا تعلمون [النور: 19] وما أشبهه.
الاختلاف عن نافع في ضم ميم الجمع وفي إسكانها
الاختلاف عن نافع في ضم ميم الجمع وفي إسكانها 1091 - واختلف في ذلك عن نافع، فروى أبو عمارة وحمّاد بن بحر عن المسيّبي «1»، وأحمد بن «2» صالح عن قالون الموافقة لابن كثير من غير تخيير في جميع القرآن. وروى ابن المسيّبي وابن سعدان من طريق ابن واصل عنه وخلف وإسحاق الأنصاري عن المسيّبي «3»، وإسماعيل «4»، وقالون «5» التخيير بين ضمّ الميم وإلحاقها واوا في اللفظ وبين إسكانها. 1092 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا عبيد بن محمد، قال: حدّثنا ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع «6»: أنه ربما خفض الهاء، يعني من الكلم الثلاث وجزم الميم. وهذا خلاف لما رواه الجماعة في الهاء. ولم يذكر المدني «7» عن قالون في الميم ضمّا ولا إسكانا، بل أضرب عن ذكرها. وروى ابن جبير عن أصحابه «8» عن نافع إسكان الميم في جميع القرآن، وبذلك قرأت في رواية الحلواني عن قالون، من طريق ابن عبد الرزاق عن أبي العباس محمد بن أحمد [43/ و] الرازي «9» عنه، وكذلك حدّثنا محمد بن أحمد الكاتب عن ابن مجاهد أنه قرأ في رواية إسماعيل «10».
1093 - وقال الحلواني: وقد قرأت على قالون بالجزم، فلم يردّ عليّ وكان الرفع والجزم عنده سواء إلا أنه يميل إلى الرفع. وروى ابن شنبوذ عن أبي سليمان «1» أن قالون قال: قرأ نافع برفع الميمات، ثم أذن لي في جزمها، قال «2»: وكان أبو سليمان يختار الضمّ، وكان ابن شنبوذ يأخذ في رواية أبي سليمان وأبي نشيط «3» أن قالون كان يخيّر بين الضمّ والإسكان، وكذلك حكى أبو مروان العثماني ومصعب بن الزّبيري «4»، وأحمد وإبراهيم ابنا قالون وغيرهم عنه. 1094 - وقرأت أنا للثلاثة «5» من جميع طرقهم على أبي الفتح، عن قراءته على عبد الباقي، عن أصحابه «6» بضمّ الميم ووصلها بواو وعن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه «7» بإسكان الميم من غير صلة، وهذا كان اختيار ابن مجاهد، وبه كان يأخذ. 1095 - واستدلّ على صحّة الإسكان بما حدّثناه محمد بن أحمد عنه، قال: حدّثنا الحسين الرازي عن أحمد بن قالون عن أبيه عن نافع «8» أنه كان لا يعيب رفع الميم. قال ابن مجاهد: فدلّ هذا على أن قراءته الإسكان. قال: وبه قرأت «9».
1096 - حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن محمد «1»، [قال حدّثنا ابن بويان] «2»، قال: حدّثنا أبو نشيط عن قالون عن نافع أنه سكّن الميم في جميع القرآن. وبالإسكان قرأت على أبي الحسن «3» بن غلبون، عن قراءته في رواية أبي نشيط عن قالون. 1097 - وقرأت على أبي الفتح في رواية الجمال على الحلواني عن قالون بضمّ الميم ووصلها بواو، وحكى لي ذلك عن قراءته على شيخه عبد الله وعبد الباقي عن أصحابهما «4». وقرأت عليه في رواية أبي عون الواسطي عن الحلواني بالإسناد المتقدم «5» بضم الميم وإلحاقها واوا في اللفظ في ثلاثة أمكنة لا غير: أحدها: إذا لقيت همزة نحو عليكم أنفسكم [المائدة: 105] ومنهم أمّيّون [البقرة: 78] وإن هم إلّا يظنّون [البقرة: 78] وشبهه. والثاني: إذا لقيت ميما نحو ومنهم مّن يقول [البقرة: 8] وو لا هم مّنّا [الأنبياء: 43] وفما هم من المعتبين [فصلت: 24] وشبهه. والثالث: إذا لقيت رأس آية على عدد أهل المدينة «6»، ولم يحل بينها وبين رأس الآية حائل نحو لعلّكم تتّقون [البقرة: 21] وو أنتم تعلمون [البقرة: 22] وو ما هم بمؤمنين [البقرة: 8] وبربّكم فاسمعون [يس: 25] وشبهه.
فإن حال بين الميم وبين رأس الفاصلة حائل؛ لا، أو في، أو غيرهما. من الكلام، نحو وو أنتم لا تعلمون [النور: 19] وو هم لا يسمعون [الأنفال: 21] ولندخلنّهم فى الصّلحين [العنكبوت: 9] وما سلككم فى سقر (42) [المدثر: 42] لم يضم الميم وسكّنها، ولا يراعي في الثلاثة الأمكنة طول الكلمة التي فيها الميم ولا قصرها ولا شيئا من حركتها، وسكّن بعد ذلك الميم في جميع القرآن. 1098 - فأما الميم من قوله في البقرة: لعلّكم تتفكّرون [219] «1» وهو الأول، وفي الكهف: وزدنهم هدى [13] «2»، وفي طه: إليهم قولا [89] «3»، وفي الشعراء: أين ما كنتم تعبدون [92] «4» وهو الثاني، وفي النازعات وعبس، متعا لّكم ولأنعمكم (33) [33] [32] «5» فمضمومة في هذه الستّة مواضع؛ لأن ما بعدها فيها رأس آية في عدد أهل المدينة «6». 1099 - وأما الميم في قوله في المائدة: فإنّكم غلبون [23] «7»، وفي الأنعام: قل لّست عليكم بوكيل [66] «8»، [وفي الأعراف] «9» كما بدأكم تعودون [29] «10»، وفي طه: إذ رأيتهم ضلّوا [92] «11»، وفي الحج:
ما فى بطونهم والجلود [20] «1»، وفي المؤمن: يوم هم برزون [16] «2»، وفيها أين ما كنتم تشركون [73] «3»، وفي المزّمّل: إليكم رسولا [15] «4»، وفي أرأيت الّذين هم يراءون (6) [6] «5»، فساكنة في هذه التسعة مواضع لأن ما بعدها فيها ليس برأس آية في عددهم «6». 1100 - فأما قوله: أنعمت عليهم [الفاتحة: 7] ومثوى لّهم [فصلت: 24] ومثوئكم [محمد: 19] وشبهه مما يقع الميم طرفا في الكلمة التي هي رأس الفاصلة «7»، فإنها ساكنة ما لم تلق همزة أو ميما، فإنها تضمّ وتوصل كما تقدم في حشو الآي نحو أعملهم أفلم [محمد: 9 - 10] ولا مولى لهم إنّ الله [محمد: 11 - 12] وأهواءهم مّثل الجنّة [محمد: 14، 15] وشبهه. 1101 - وقرأت على أبي الحسن «8» عن قراءته في رواية أبي عون عن الحلواني بضم الميم في جميع القرآن، وكذلك روى ذلك عن أبي عون أبو الحسن «9» بن حمدون، وأبو عبد الله «10» النحوي، وأبو العباس عبد الله «11» بن أحمد البلخي. قال البلخي: وكان أبو عون يختار في رواية قالون ضمّ الميم عند الهمزة والميم ورأس الآية، ويذكر أنه قرأ على الحلواني عن قالون بضمّ جميع الميمات.
مذهب ورش في ضم ميم الجمع
مذهب ورش في ضم ميم الجمع 1102 - وروى ورش عن نافع بضمّ الميم وإلحاقها واوا في حال الوصل إذا التقت بهمزة لا غير، نحو قوله: عليهم ءأنذرتهم أم لم [البقرة: 6]، وإليكم أيديهم [المائدة: 11] وء أنتم أعلم [البقرة: 140] وشبهه حيث وقع، وسكنها بعد ذلك في جميع القرآن ما لم يلق ألف وصل. وهذا مما لا خلاف عنه فيه إلا ما حدّثناه خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن أسامة، قال: حدّثنا أبي ح «1». وحدّثنا فارس بن أحمد [قال حدثنا جعفر بن أحمد البزاز] «2»، قال حدّثنا محمد بن الربيع، قالا «3» حدّثنا يونس، قال: أقرأني عثمان «4» سواء عليهم ءأنذرتهم بجرّ الميم إذا لقيت الألف، قال: وقال لي عثمان: إن شئت تجرّها وإن شئت وقفتها «5». قال يونس: وأحبّ إليّ الوقف «6» ما لم يكن الألف واللام، فإنها تجرّ على كل حال إذا لقيتها، قال محمد بن الربيع: وقال لي مواس بن سهل المقرئ: تجرّ الميم إذا لقيت ألفا أصلية. 1103 - قال أبو عمرو: ولم يأت بالتخيير بين الضم والإسكان في ذلك عنه غير يونس، وفي عبارته عن الضمّ بالجرّ يجوز، وذلك جائز فيما يلحق فيه الميم واوا في اللفظ لا غير، كأنه عبارة عن الصلة والحطّ، فأما ما لا يلحق فيه واوا فلا معنى للجرّ فيه إلا ما يفهم من مراد الضم بذلك على أنه ربما أشكل على السامع، فتوهّم أنه يراد به الكسر الذي هو عدول عن المذهب وخروج عن الأصل. 1104 - وحدّثنا «7» عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال:
الاختلاف عن الكسائي في صلة ميم الجمع
حدّثنا محمد بن أحمد التميمي، قال: حدّثنا «1» روح بن الفرج، قال حدّثنا يحيى بن سليمان، قال حدّثنا أبو سعيد المعروف بورش، عن نافع: أنه كان يكسر الهاء في عليهم وإليهم ولديهم برفع الميم ويجرّها «2» إذا استقبلتها ألف خفيفة «3» وما أشبهها «4»، وبجزمها إذا استقبلتها ألف شديدة «5». 1105 - قال أبو عمرو: وهذه الرواية تؤذن بالإسكان دون تخيير، وأظن يحيى ابن سليمان غلط على ورش في هذا الباب؛ لأن الجرّ «6» والرفع مع ألف الوصل لا يجوز بالإجماع؛ لأنه يلتقي ساكنان: أحدهما واو الصلة التي بعد ضمة الميم، والثاني الذي بعد ألف الوصل، وأحسبه روى عنه برفع الميم ولا بجرّها فسقطت عليه [لا] «7» أو على من روى عنه، فإنه «8» لم يكن كذلك، فأراه سمع ذلك من ورش مع ألف القطع، فقلب الترجمة وجعلها مع ألف الوصل، فإذا كان ذلك أيضا فقد أخطأ عليه في ألف الوصل إذ حكى إسكانها معها، وذلك غير جائز. الاختلاف عن الكسائي في صلة ميم الجمع 1106 - واختلف عن الكسائي في ميم الجمع فروى أبو عمر وأبو الحارث وأبو موسى «9» عنه إسكانها مع الهمزة وغيرها في جميع القرآن إلا مع ألف الوصل، فإن تحريكها إجماع. 1107 - وروى قتيبة عنه أنه كان يضمّها ويلحقها واوا في اللفظ، ولا يراعي حروف الكلمة التي هي فيها ولا طولها ولا قصرها في مكانين:
1108 - أحدهما إذا لقيت الكلمة التي هي رأس الآية ووليتها من غير حائل بينهما، وسواء تحرك ما قبل الميم بكسر أو ضمّ، وذلك نحو قوله: وممّا رزقنهم ينفقون [البقرة: 3] ولعلّكم تتّقون [البقرة: 63] وبربّكم فاسمعون [يس: 25] وو ما هم بمؤمنين [البقرة: 8] وإن كنتم صدقين [البقرة: 23] وو لا ليهديهم طريقا [النساء: 168] وما أشبهه، فإن حال بينهما «1» واو العطف وكانت الفاصلة اسما نحو قوله: هم والغاون [الشعراء: 94] وما فى بطونهم والجلود [الحج: 20] ووجوههم وأدبرهم [الأنفال: 70] وجمعنكم والأوّلين [المرسلات: 38] ومتقلّبكم ومثوئكم [محمد: 19] ومتعا لّكم ولأنعمكم (33) [النازعات: 33] «2»، أو من كقوله: إنّى معكم من المنتظرين [الأعراف: 71] وفما هم مّن المعتبين [فصلت: 24] أو في نحو لندخلنّهم فى الصّلحين [العنكبوت: 9] وما سلككم فى سقر (42) [المدثر: 42] ولا نحو قوله: ولكنّ أكثرهم لا يعلمون [الأنعام: 37] وو هم لا يسئمون [فصلت: 38] وما أشبهه، فإنه سكّنها في جميع القرآن. فإن كانت الفاصلة التي تحول بينها [44/ و] وبين الميم واو العطف فعلا كقوله: [شهدتهم ويسئلون [الزخرف: 19] «3»، فارتقبهم واصطبر [القمر: 27]؛ ولا أعلم في كتاب الله غيرهما، ضمّ الميم. 1109 - وقد استثنى عنه من الميمات المتصلات بالفواصل موضعا واحدا، وهو قوله في الملك: ألم يأتكم نذير [8] فكسر الميم فيه وقال في الزمر: وإنّهم مّيّتون [30] ليس برأس آية، وذلك غلط من قتيبة إذ الإجماع من العادين منعقد على أنه رأس آية «4»؛ فوجب أن يكون الميم [قبله] مضمومة طردا لمذهبه في جميع الفواصل «5». 1110 - والمكان الثاني الذي يضمّ فيه الميم: هو إذا لقيت همزة وانضم ما قبل الميم، نحو ءأنذرتهم أم لم [البقرة: 6] عليكم أنفسكم [المائدة: 105] وأعملهم
أفلم [محمد: 9، 10] وفلا ناصر لهم أفمن [محمد: 13] وشبهه، وسواء وقعت الميم آخر كلمة هي حشو أو فاصلة، فإن انكسر ما قبل الميم سكنها نحو قوله: عليهم ءأنذرتهم [البقرة: 6] ولديهم إذ يختصمون [آل عمران: 44] وفاستفتهم ألربّك البنات [الصافات: 149] وما أشبهه. 1111 - أخبرنا عبد العزيز بن محمد قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا إسماعيل «1»، قال حدّثنا أبو عمر، قال: حدّثنا الكسائي في كتاب «المعاني»، قال: العرب تصل ما كان نحو: منكمو، وعنكمو، وقلتمو، وحييتموا «2»، وما أشبهه، ويقطعون، فإذا وصلوا بالواو، [وإنما فعلت] «3» فصواب إن وصلت وإن قطعت، وأحبّ إليّ أن يصل مرة ويقطع أخرى ولا يصل كل القرآن، فيكون كل القطع خطأ، ولا يقطع كل القرآن، فيكون كل الوصل خطأ، تفعل ذا وذا وكلّ حسن، ثم من بعد هذا أحب إليّ أن يصل إذا لقيته الألف الشديدة «4»، نحو قوله: إن أنتم إلّا بشر مّثلنا [إبراهيم: 10] وقوله: ءأنتم أشدّ خلقا [النازعات: 27] ونحو قوله: أيعدكم أنّكم إذا [المؤمنون: 35] وما كان عند رءوس الآيات إن كنتم صدقين [البقرة: 13] وو ما هم بمؤمنين [البقرة: 8] وهم كفرون [التوبة: 55] وهم مّحسنون [النحل: 128] وإن كنتم مّؤمنين [التوبة: 13] فالوصل هاهنا أحبّ إليّ. 1112 - قال أبو عمرو: ورواية أبي عمر هذه عن الكسائي موافقة لرواية قتيبة عنه، وهما سواء. وروى نصير عنه أنه كان يضمّ الميم ويصلها بواو في اللفظ في ثلاثة مواضع إذا لقيت همزة أو ميما أو رأس آية، ولم يحل بينهما حائل ولم يل الميم في هذه المواضع الثلاثة كسرة ووليها فتحة أو ضمة لا غير، وكان عدد الكلمة التي هي فيها خمسة أحرف فما دون ذلك في خط المصحف دون الأصل واللفظ «5».
1113 - [فأما] «1» ما لقيتها الهمزة فنحو قوله: ومنهم أمّيّون [البقرة: 78] ورّبّهم أعلم [الكهف: 21] وإنّكم أنتم [الأنبياء: 64] وفيكم إلّا [التوبة: 8] ولهم أجر [الانشقاق: 25] وظلمتم أنفسكم [البقرة: 54] وعليكم أنفسكم [المائدة: 105] وأرءيتم إن جعل الله [القصص: 71] وما أشبهه. 1114 - [وأما] «2» ما لقيتها الميم فنحو قوله: إن كنتم مّؤمنين [البقرة: 91] وو منهم مّن يؤمن [يونس: 40] وو لهم مّا يدّعون [يس: 57] وو لقد جاءكم مّوسى [البقرة: 92] وقل أرءيتم مّا أنزل الله [يونس: 59] وبعضكم مّن بعض [آل عمران: 195] وقضيتم مّناسككم [البقرة: 200] جاءوكم مّن فوقكم [الأحزاب: 10] وما أشبهه. 1115 - وأمّا [ما] «3» لقيها رأس الآية دون حائل بينهما فنحو قوله: وأنتم تعلمون [البقرة: 22] إن كنتم صدقين [البقرة: 23] وفهم يكتبون [القلم: 7] فإذا هم بالسّاهرة (14) [النازعات: 14] ولعلّكم تتّقون [البقرة: 21] وبربّكم فاسمعون [يس: 25] ونومكم سباتا [النبأ: 9] إذا جاءتهم ذكرئهم [محمد: 18] وما أشبهه. 1116 - فإن ولي الميم في هذه الثلاثة المواضع كسرة سواء طالت الكلمة التي هي آخرها أو قصرت سكن الميم لا غير، وذلك نحو قوله: بهم إنّهم صالوا النّار [ص: 59] ولديهم إذ يختصمون [آل عمران: 44] ومن قبلهم مّن القرون [السجدة: 26] وبربّهم يعدلون [الأنعام: 1] ولديهم يكتبون [الزخرف: 80] وبهم مّؤمنون [سبأ: 41] وما أشبهه. وكذا إن حال بينهما وبين رأس الآية- لا- أو- في- كقوله: فهم لا يعلمون [التوبة: 93] وإن كنتم لا تعلمون [النحل: 43] وأنتم لا تشعرون [الزمر: 55] وما سلككم فى سقر (42) [المدثر: 42] وما أشبهه سكّن الميم أيضا. فإن حال بينهما واو العطف وحرف لاصق لم تعتد بهما وضمّ الميم كقوله: هم والغاون [الشعراء: 94] ولّكم ولأنعمكم [النازعات: 33] وما هم بمؤمنين [البقرة: 8] بربّكم فاسمعون [يس: 25] وما أشبهه.
1117 - وقد أقرأني أبو الفتح «1» في الخماسي خاصة بالإسكان وبالضمّ، والضمّ أختار لأنه قياس ما نصّ عليه نصير في كتابه، فإن كانت الميم في المواضع الثلاثة سداسية وما فوق ذلك فلا خلاف عنه في إسكانها بأيّ حركة تحرّك ما قبلها لطول كلمتها، وذلك نحو قوله: وفى أنفسكم أفلا [النازعات: 21] وقل أرءيتكم إن أتئكم [الأنعام: 40] وءأنذرتهم أم لم تنذرهم [البقرة: 6] وءاباؤهم مّن قبل [هود: 109] وأفرءيتم مّا تمنون (58) [الواقعة: 58] وما صاحبكم بمجنون (22) [التكوير: 2] وو أزوجكم تحبرون [الزخرف: 70] وأمهلهم رويدا [الطارق: 17] وما أشبهه. 1118 - فأما الميم في قوله في المائدة: فإنّكم غلبون [23] «2»، وفي المؤمن: يوم هم برزون [16] «3»، وفي المزّمّل: إليكم رسولا [15] «4» فساكنة في مذهبه ومذهب قتيبة؛ لأنّ ما بعدها في الثلاثة المواضع ليس برأس آية في عدد الكوفيين، وهو العدد الذي كان الكسائي يعدّه. 1119 - وأما في قوله في البقرة: لعلّكم تتفكّرون «5» بعده فى الدّنيا والأخرة [219، 220]، وفي الأنعام: قل لست عليكم بوكيل [66] «6»، وفي الأعراف: كما بدأكم تعودون [29] «7»، وفي الشعراء: وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون* من دون الله [92] «8»، وفي المؤمن: أين ما كنتم تشركون [73] «9»، وفي النازعات [33] وعبس [32]: متعا لّكم ولأنعمكم (33) «10»، وفي أرأيت الّذين هم يراءون (6) [6] «11» فمضمومة في مذهبه في هذه الثمانية، لأن ما بعدها فيها رأس آية في عددهم
الاختلاف عن أبي عمرو في صلة ميم الجمع
إلّا قوله: لّكم ولأنعمكم فإن قتيبة يسكّن الميم فيه على أصله. وكذا يضمّ الميم دون نصير في قوله في الكهف: وزدناهم هدى [13] «1»، وفي قوله في طه: إذ رأيتهم ضلّوا [92] «2»؛ لأنهما رأسا آية «3» في عدد الكوفيين. الاختلاف عن أبي عمرو في صلة ميم الجمع 1120 - واختلف عن أبي عمرو أيضا في ضمّ الميم وإسكانها عند الفصل خاصة، فروت الجماعة عن اليزيدي عنه إسكانها عندهنّ ما خلا ابن جبير «4»، فإنه روى عنه أن أبا عمرو يصل الميم بواو في رءوس الآي، مثل إن كنتم مّؤمنين [التوبة: 13] وهم يوقنون [البقرة: 4] قال: ثم مات على إسكانها، وكان لا يردّ من حرّك. قال ابن جبير: وحدّثنا حجّاج «5»، قال: كان أبو عمرو يصل أواخر الآيات بواو مثل إن كنتم مّؤمنين [البقرة: 91] وو أنتم تعلمون [البقرة: 22]، ونظائر ذلك، قال: فأخبرت اليزيدي بذلك، فقال: صدق حجّاج، قد كان أبو عمرو يفعل ذلك. 1121 - وقرأ الباقون «6» بإسكان الميم مع الهمزة وغيرها، في الحشو، وفي الفواصل في جميع القرآن، هذا ما لم يلق الميم ألف وصل بإجماع، وسواء وقع قبلها هاء أو تاء أو كاف إذا تحرّك ما قبل الهاء بالفتح أو الضمّ لا غير في جميع القرآن، وذلك نحو قوله: يلعنهم الله ويلعنهم الّلعنون [البقرة: 159] وقتلهم الله [التوبة: 30] وعنهم ابتغاء رحمة [الإسراء: 28] وو منهم الّذين [التوبة: 61] وو أنتم الأعلون [آل عمران: 139] وعليكم القتال [البقرة: 216] وما أشبهه.
اختلاف القراء في حركة ميم الجمع وهاء الكناية المكسور ما قبلها
اختلاف القراء في حركة ميم الجمع وهاء الكناية المكسور ما قبلها 1122 - فإن انكسر ما قبل الهاء [أ] و «1» كان ياء ساكنة نحو قوله: عن قبلتهم الّتى [البقرة: 142] وفى قلوبهم العجل [البقرة: 93] وبهم الأسباب [البقرة: 166] وعليهم القتال [النساء: 246] وعليهم الذّلّة [البقرة: 61] وإليهم اثنين [يس: 14] وما أشبهه اختلفوا في حركة الهاء والميم، فأبو عمرو يكسر الهاء والميم جميعا في حال الوصل. وروى محمد «2» بن عبد الله الحيري عن الشمّوني عن الأعشى عن أبي بكر أنه يكسر الهاء والميم من عليهم وإليهم خاصة حيث وقعا. وفي قوله في المائدة: وأكلهم السّحت [63] لا غير، ولم يرو هذا عن الشموني غيره وليس عليه العمل. 1123 - وحمزة والكسائيّ يضمّان الهاء والميم في جميع القرآن، هذا في حال الوصل، فأما الوقف، فإن حمزة يضمّ فيه ما كان من الكلم الثلاث «3» اللائي يضمّهنّ مع غير الساكن ويكسر الهاء ويسكن الميم فيما عداهنّ. جاء بذلك منصوصا «4» داود عن ابن كيسة عن سليم عنه، والكسائي يكسر الهاء ويسكن الميم فيه في جميع القرآن؛ لأن الذي يضمّان الهاء والميم لأجله وهو الساكن معدوم هناك «5»، وتابعهما على ضمّ الهاء والميم في حال الوصل في موضعين من ذلك خاصّة ابن ذكوان عن ابن عامر من رواية محمد بن موسى «6» الصّوري، وعلي بن الحسن بن الجنيد «7»،
والتغلبي «1»، وأحمد بن أنس «2» عنه، وهما في الذّاريات من يومهم الّذى يوعدون [60] وفي المطففين: إلى أهلهم انقلبوا [31] وكذا ذكرهما ابن ذكوان في كتابه، وروى عنه أحمد «3» بن المعلّى ضمّ الهاء والميم في والذاريات خاصة، ولم يرو ذلك عنه الأخفش، والعمل على روايته. 1124 - حدّثنا «4» الخاقاني، قال: حدّثنا أحمد بن أسامة قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا يونس قال: أقرأني ابن كيسة عن سليم عن حمزة إلى أهلهم انقلبوا برفع الميم، قال يونس: وقال لي ابن كيسة: إذا وصلت في القراءة رفعت الهاء، وإذا وقفت عليها خفضتها. 1125 - قال أبو عمرو: فمن كان مذهبه ضمّ الميم وإلحاقها واوا مع غير الساكن ضمّها مع الساكن على الأصل وحذف صلتها لسكونها وسكون ما بعدها، فضمّتها لازمة على قوله، ومن كان مذهبه إسكان الميم مع غير الساكن ضمّها معه، للساكنين لا غير، فضمّتها عارضة على مذهبه، ومن كان مذهبه ضمّها في موضع وإسكانها في آخر كمذهب ورش وأبي عون عن الحلواني عن قالون، ومذهب قتيبة ونصير عن الكسائي احتمل ضمّها الوجهين جميعا الضمّ على الأصل، وحذف الصلة للساكنين والضمّ لهما، وكلهم يسكنها عند الوقف عليها وانفصالها من الساكن، ولا يجوز رومها ولا إشمامها هناك لذهاب حركتها فيه مع ذهاب صلتها، فتبقى ساكنة محضة السكون والساكن لا يرام ولا يشمّ. 1126 - قال أبو عمرو: فأما قوله: ولقد كنتم تمنّون [143] في آل عمران وفظلتم تفكّهون [65] في الواقعة على مذهب ابن كثير من رواية أبي ربيعة عن البزّي «5» في تشديد التاء، فلا يخفّف صلة الميم مع سكون أول المشدّد فيهما لكون
باب ذكر مذهب أبي عمرو في الإدغام
التشديد عارضا؛ إذ لا يؤخذ ذلك «1» إلا في حال الوصل لا غير. [فلا] «2» يعتدّ به لذلك في حذف الصلة، وبالله التوفيق. باب ذكر مذهب أبي عمرو في الإدغام 1127 - اعلم- أرشدك الله- أن أبا عمرو كان إذا خفّف قراءته ترك الهمزات السواكن، فأدغم الحرف الأول في الحرف الثاني الذي يليه من الحرفين المتماثلين في اللفظ والحرفين المتقاربين في المخرج إذا كانا «3» في كلمتين وتحرّكا معا فيسكّن الأول من المثلين ويدغمه في الثاني ويسكّن الأول من المتقاربين ويقلبه إلى لفظ الثاني ويدغمه، فيصيران في اللفظ حرفا واحدا مشدّدا إلا في أربعة مواضع، فإنه لم يدغم الأول في الثاني. 1128 - فالأول منها: إذا كان الحرف الأول منوّنا، نحو قوله: من أنصار* رّبّنا [آل عمران: 192 و 193] وبعذاب بئيس [الأعراف: 165] وفدية طعام [البقرة: 184] وكشفت ضرّه [الزمر: 38] «4»، ولا نصير* لّقد تّاب الله [التوبة: 117] وما أشبهه. 1129 - والثاني: إذا كان مشدّدا، نحو قوله: وأحلّ لكم [النساء: 24] وبالحقّ قالوا [الأنعام: 30] وإلى أمّ موسى [القصص: 7] ولقد كدتّ تركن [الإسراء: 74] «5» وما أشبهه. 1130 - والثالث: إذا كان تاء الخطاب أو تاء المتكلم، نحو قوله: أفأنت تسمع [يونس: 42] وأفأنت تكره [يونس: 99] وكدتّ تركن «6» [الإسراء: 74]، وكنت ترابا [النبأ: 40] وخلقت طينا [الإسراء: 61] فأكثرت جدلنا [هود: 32] وإذ دخلت جنّتك [الكهف: 39] وأوتيت سؤلك [طه: 36] وو إذا رأيت ثمّ
رأيت [الإنسان: 20] وما أشبهه. وقد أدرج ابن جبير «1» في هذا الضرب حرفين ليسا منه، وحكي عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أظهرهما، وهما قوله: الموت تحبسونهما [المائدة: 106] والموت توفّته [الأنعام: 61] وذلك غلط منه؛ لأن تاء الموت أصلية فلا علة «2» تمنع «3» من إدغامها في مثلها كما منعت منه تاء الخطاب وتاء المتكلم. 1131 - والرابع: إذا كان معتلا «4» قليل الحروف، نحو قوله: ومن يبتغ غير الإسلم [آل عمران: 85] ويخل لكم [يوسف: 90] وإن يك كذبا [غافر: 28] وءات ذا القربى [الإسراء: 26] ولتأت طائفة [النساء: 102] ولقد جئت شيئا فريّا [مريم: 27] وما أشبهه. 1132 - وقد اختلف أهل الأداء في هذا الضرب من المعتل، فكان ابن مجاهد وأصحابه لا يرون إدغامه لما يلحقه من إعلالين وأكثر إذا أدغم. وكان أبو الحسن بن شنبوذ وأبو بكر محمد بن أحمد بن الداجوني وغيرهما يرون إدغامه من أجل التماثل والتقارب وأنه يستطاع «5» الإشارة إلى حركته مع الإدغام «6» إن كان مضموما أو مكسورا، وإن «7» كان مفتوحا أجمعوا على إظهاره لخفّة الفتحة وتعذّر الإشارة إليها إذا أدغم، وذلك في نحو قوله: وما كنت ترجوا [القصص: 86] وما كنت تدرى
[الشورى: 52] وما كنت ثاويا [القصص: 45] ولم يؤت سعة [البقرة: 247] ولّقد جئت شيئا نكرا [الكهف: 74] وما أشبهه. 1133 - فأما قوله: ويقوم من ينصرنى [هود: 30] ويقوم ما لى أدعوكم [غافر: 41] فلا أعلم خلافا بينهم في إدغام الميم في الميم «1»، وقياس ما أصلوه من إظهار المنقوص لما نقص منه موجب الإظهار؛ لأن الياء من آخره قد حذفت بالنداء، ولم يجمعوا على ذلك إلا عن أصل صحيح ورواية ثابتة، والله أعلم. 1134 - وقد روى القاسم «2» بن عبد الوارث عن أبي عمر عن اليزيدي عنه من أنصار* رّبّنا [آل عمران: 192، 193] بالإدغام، وذلك غير جائز؛ لأن التنوين وإن كان غنّة من الأنف «3»، فهو حرف فاصل بين المدغم والمدغم فيه، فيمتنع الإدغام لذلك. ولعل «4» ما رواه القاسم من الإدغام في ذلك إنما أراد به إدغام التنوين وإذهاب غنّته في الراء، ولم يرد به إدغام الراء في مثلها، فإن كان أريد به ذلك دون ما ذكرناه فهو قول صحيح مجمع عليه عن أبي عمرو. 1135 - فأما ما عدا هذه المواضع الأربعة من الحرفين المتماثلين والمتقاربين، فإنه يدغم الأول منهما في الثاني في جميع القرآن، ولذلك أحكام أبيّنها، وأصول أشرحها على حسب قدرتي وروايتي إن شاء الله تعالى. 1136 - فأول ما أذكر أحكام المتماثلين ثم المتقاربين، وهما يردان على ضربين: متصلين في كلمة واحدة، ومنفصلين من كلمتين، وأنا أفرد كلّ ضرب في باب على حدة ليقرب تناوله على المتحفظين ويسهل حفظه على الطالبين، وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ذكر الحرفين المتماثلين في الكلمة الواحدة وفي الكلمتين
ذكر الحرفين المتماثلين في الكلمة الواحدة وفي الكلمتين [إدغام الحرفين المتماثلين في كلمة] 1137 - اعلم أن أبا عمرو لم يدغم من الحرفين المتماثلين في اللفظ من كلمة إلا موضعين لا غير: قوله في البقرة: مّناسككم [200] وقوله في المدّثر: ما سلككم [42]، وأظهر ما عداهما نحو قوله: وجوههم [آل عمران: 106] وبأفوههم [آل عمران: 167] وويلههم [الحجر: 3] وبشرككم [فاطر: 14] وأتحاجّوننا [البقرة: 139] ويهدوننا [التغابن: 6] [وتدعوننا [إبراهيم: 9]] وبأعيننا [هود: 97] ويقتلوننى [الأعراف: 150] وتدعوننى [غافر: 41] وأتعداننى [الأحقاف: 17] وما أشبهه. 1138 - واختلف عن اليزيدي في حرفين من ذلك وهما في التوبة: فتكوى بها جباههم [التوبة: 35]. وقوله في الأحقاف [أتعداننى] «1» في النون فيهما وروي عنه غير الإظهار «2»، وعليه العمل. 1139 - وروى «3» شجاع عن أبي عمرو جباههم ووجوههم وبأعيننا بالإدغام. «4» وقرأت ذلك من طريقه بالإظهار. وقد روى الإدغام بأعيننا نصّا عن أبي عمرو العباس بن الفضل «5».
[إدغام الحرفين المتماثلين في كلمتين]
[إدغام الحرفين المتماثلين في كلمتين] 1140 - فأما المثلان إذا كانا من كلمتين، فإنه أدغم الأول في الثاني منهما في جميع القرآن. وسواء سكّن ما قبله أو تحرّك، وذلك نحو قوله: فيه هدى لّلمتّقين [البقرة: 2] وإنّه هو التّوّاب [البقرة: 37] ولعبدته هل تعلم [مريم: 65] وو جعلنه هدى [الإسراء: 2] ونطبع على [الأعراف: 100] ويشفع عنده [البقرة: 255] ولا أبرح حتّى [الكهف: 60] وفلمّا أفاق قال [الأعراف: 143] ومن الرّزق قل هى [الأعراف: 32] ونسبّحك كثيرا لا ونذكرك كثيرا (34) إنّك كنت [طه: 33 - 35] وأن يأتى يوم [البقرة: 254] وو من خزى يومئذ [هود: 66] والأخرة توفّنى [يوسف: 101] والموت توفّته [الأنعام: 61] وترى النّاس سكرى [الحج: 2] وحيث ثقفتموهم [البقرة: 191] ونحن نسبّح [البقرة: 30] وشهر رمضان [البقرة: 185] وإذا قيل لهم [البقرة: 11] واختلف فيه [البقرة: 213]، ولذهب بسمعهم [البقرة: 20] وءادم من رّبّه [البقرة: 37] وما أشبه هذا حيث وقع إلا موضعا واحدا وهو قوله في لقمان: فلا يحزنك كفره [لقمان: 23] فإنه لم يدغم الكاف في الكاف فيه لسكون النون قبلها، وكونها مخفاة عندها، فلو أدغمها لوالى بين إعلالين: إخفاء النون وإدغام الكاف، على أن القاسم بن «1» عبد الوارث قد روى عن أبي عمر، عن اليزيدي عنه: أنه أدغم الكاف في الكاف في ذلك، والعمل والأخذ بخلافه. [مطلب: يبتغ غير، يخل لكم، آل لوط «2»] 1141 - فأما قوله في آل عمران: ومن يبتغ غير الإسلم دينا [85]، وقوله في يوسف: يخل لكم [9]، وقوله: ءال لوط حيث وقع، وقوله في المؤمن: وإن يك كذبا [28] فاختلف أهل الأداء في ذلك، فابن مجاهد وابن المنادي وأصحابهما يرون إظهاره للإعلال الذي لحقه، وغيرهم يرون الإدغام للمتماثل، وبالوجهين قرأت ذلك من طريق اليزيدي وشجاع، وبهما آخذ، وأختار الإدغام لكثرة الآخذين به، مع أن أبا عبد الرحمن «3»، وابن سعدان «4» من رواية الأصبهاني عنه قد
[واو هو في مثلها]
رويا عن اليزيدي نصّا ومن يبتغ غير مدغما، وقياسه سائر المعتل. 1142 - فأما ما اعتلّ به ابن مجاهد رحمه الله لمنع الإدغام في ءال لوط لقلّة حروف الكلمة «1»، فليس بصحيح؛ لأنه مجتمع مع غيره على الإدغام في قوله: لك كيدا وهو أقلّ حروفا من آل؛ لأنه على حرفين، وآل على ثلاثة أحرف: فاء وعين ولام. وإذا صحّ الإظهار فيه بالنص- ولا أعلمه جاء من طريق اليزيدي، وإنما رواه عن أبي عمرو معاذ بن معاذ العنبري «2» - فإنما ذلك من أجل اعتلال عينه بالبدل «3» إذ كانت هاء على قول البصريين، والأصل [46/ و] أهل، وواوا على قول الكوفيين، والأصل أول، فأبدلت الهاء همزة لقرب مخرجيهما وانقلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها، فصار ذلك كسائر المعتل الذي يؤثر الإظهار فيه للتغيّر الذي لحقه لا لقلّة حروف الكلمة، وقد روى الإدغام في ذلك منصوصا عن أبي عمرو، عصمة «4» ابن عروة الفقيمي. [واو هو في مثلها] 1143 - واختلفوا أيضا في إدغام الواو من قوله «هو» في مثلها إذا انضم ما قبلها نحو قوله: هو والّذين ءامنوا [البقرة: 249] وإلّا هو والملئكة [آل عمران: 18] وإلّا هو وما هى [المدثر: 31]، وكأنّه هو وأوتينا العلم [النمل: 42] وما أشبهه، فكان ابن مجاهد وأكثر أصحابه لا يرون الإدغام في ذلك؛ لأن الواو [إذا] «5»
سكّن للإدغام، فيصير «1» بمنزلة الواو التي هي حرف مدّ ولين في نحو قوله: ءامنوا وعملوا [البقرة: 25] واسمعوا وللكفرين [البقرة: 104] وما أشبهه مما لا يدغم فيه بإجماع لئلا يختلّ مدّها. 1144 - وكان أبو الحسن بن شنبوذ وغيره من الأكابر يرون إدغامها قياسا على إدغام الياء المكسور ما قبلها في نحو: نودى يموسى [طه: 11] وأن يأتى يوم [البقرة: 254] وشبههما، وذلك إجماع «2» فيها من الرواة وأهل الأداء، ولا فرق بين الواو وبين الياء «3»، هذا مع أن تسكينهما «4» للإدغام عارض فلا يعتدّ به، وأصلها الحركة فهما غير حرفي مدّ على الحقيقة؛ وصحّ الإدغام لذلك، ولم يمتنع، وبالوجهين قرأت ذلك، وأختار الإدغام لاطّراده وجريه على قياس نظائره، وقد رواه نصّا عن اليزيدي [ابنه، وابن سعدان، والسوسي، ولم يأت عنه نص] «5» خلاف ما رووه، وكذلك رواه محمد بن غالب عن شجاع عن أبي عمرو. 1145 - فإن سكن ما قبل الواو سواء كان هاء أو غيرها فلا خلاف في إدغام الواو في مثلها، وذلك نحو قوله: وهو وليّهم [الأنعام: 127]، وهو واقع بهم [الشورى: 22]، وخذ العفو وأمر [الاعراف: 199]، ومن اللهو ومن التّجرة [الجمعة: 11] وما أشبهه. 1146 - وأما قوله في الطلاق: والّئى يئسن [الطلاق: 4] على مذهبه ومذهب البزي عن ابن كثير من قراءتي في إبدال الهمزة ياء ساكنة «6»، فلا يجوز إدغام تلك الياء في التي بعدها من جهتين:
1147 - إحداهما: أن أصلها الهمزة، وإبدالها وتسكينها عارض، فوجب أن لا يعتدّ بذلك فيها وأن تعامل الهمزة في ذلك وهي مبدلة- معاملتها وهي محققة ظاهرة؛ لأنها في النيّة والمراد والتقدير. وإذا وجب ذلك لم يجز إدغام تلك الياء في التي بعدها؛ كما [لا] «1» يجوز إدغام الهمزة فيها، ألا ترى أنهم يقولون: (الرّويا)، و (رويا) «2» فيبدلون الهمزة فيهما واوا خالصة، وبعدها الياء فلا يبدلون تلك الواو ياء، ولا يدغمونها فيها، كما يفعلون ذلك إذا سبقت الواو نحو: مّقضيا «3» وليّا «4» وشبههما؛ لأن تلك الواو «5» في نيّة همزة، فامتنعت من القلب والإدغام كامتناع الهمزة في ذلك، فكذا ما تقدّم سواء. 1148 - والجهة الثانية: أن أصل هذه الكلمة (اللائي) بهمزة بعدها ياء ساكنة كما قرأ الكوفيون وابن عامر، فحذفت الياء من آخرها اختصارا؛ لتطرّفها وانكسار ما قبلها كما قرأ نافع في غير رواية ورش وابن كثير في رواية القواس وابن فليح، ثم سهلت الهمزة لثقلها، وحشوها فأبدلت ياء ساكنة، وذلك على غير قياس، فقد اكتنف هذه الكلمة إعلالان: حذف الياء من آخرها وذهاب نبرتها «6»، فإن أدغمت الياء اكتنفها إعلال ثالث، وذلك خروج من الكلام وعدول من المتعارف في اللغة، فبطل الإدغام «7» لذلك. 1149 - قال أبو عمرو: وإذا أدغم أبو عمرو الهاء التي للضمير الموصولة بياء
أو واو في مثلها، نحو قوله: لعبدته هل تعلم له سميّا [مريم: 65] ومن فضله هو [آل عمران: 180] وو جاوزه هو [البقرة: 249] وإنه هو التوّاب [البقرة: 37] وشبهه حذف صلتها ثم أدغمها، وذلك من حيث كانت تلك الصلة زيادة كثّرت بها الهاء لخفائها «1»، ألا ترى أنها تحذف عند الوقف لذلك، وكذلك تحذف أيضا عند الإدغام لاشتراكهما في تغيير الحركة وتسكينها. وجائز أن يكون أبو عمرو أخذ في هذه الهاء بلغة من لم يصلها كما قرأ به غير واحد في قوله: يؤدّه إليك [آل عمران: 75] وفألقه [النمل: 28] ويرضه لكم [الزمر: 7] وشبهه [46/ ظ] «2». فعلى هذا لا يحتاج إلى حذف. 1150 - وقد كان ابن مجاهد يختار ترك الإدغام في هذا الضرب، ويقول: إن شرط الإدغام أن تسقط له الحركة من الحرف الأول لا غير، وإدغام جاوزه هو ونظائره يوجب سقوط الواو التي بين الهاءين وإسقاط حركة الهاء، وليس ذلك من شرط الإدغام. 1151 - وقد ذهب إلى ما قاله جماعة من النحويين، وقد بيّنّا فساد ذلك بما أوردناه من الوجهين الدّالين على صحة الإدغام، مع أن محمد بن شجاع «3» قد رواه نصّا عن اليزيدي عن أبي عمرو في قوله: إلهه هوئه [الفرقان: 43] ورواه «4» العبّاس وعبد الوارث وأبو يزيد «5» عنه، في قوله: إنّه هو التّوّاب [البقرة: 37] ولم يأت عنه نصّ، بخلاف ما رووه. وعلى ذلك أهل الأداء مجمعون.
ذكر الحرفين المتقاربين في الكلمة الواحدة وفي الكلمتين
1152 - قال أبو عمرو: ومن حروف المعجم تسعة أحرف لم تلق في القرآن أمثالها، وهي الهمزة، والألف، والخاء، والطاء، والظاء، والصاد، والزاي، والضاد، والشين. وما عداها من الحروف وجملته عشرون حرفا فقد التقى بمثله فاعلمه، وبالله التوفيق. ذكر الحرفين المتقاربين في الكلمة الواحدة وفي الكلمتين [المتقاربان في كلمة] 1153 - واعلم أنه لم يدغم من الحرفين [المتقاربين] «1» في المخرج من كلمة إلا القاف في الكاف التي تكون في ضمير الجمع المذكرين، إذا تحرّك ما قبل الكاف «2» لا غير، وذلك نحو قوله: خلقكم [البقرة: 21] ورزقكم [المائدة: 88] وصدقكم [آل عمران: 152] وواثقكم [المائدة: 7] ويخلقكم [الزمر: 6] ويرزقكم [يونس: 31] وما أشبهه، فإن سكن ما قبل القاف في ذلك لم يدغمها اكتفاء بخفّة الساكن من خفّة الإدغام، وذلك نحو قوله: فوقكم [البقرة: 63] ويخلقكم [التوبة: 69] وو في خلقكم [الجاثية: 4] وما أشبهه. 1154 - واختلف عن اليزيدي في ثلاثة أحرف من ذلك؛ وهي قوله: ميثقكم [البقرة: 63] حيث وقع، وقوله: مّا خلقكم [28] في لقمان، رواها «3» أحمد بن واصل عنه بالإدغام. وقوله: بورقكم [19] «4» في الكهف، رواه محمد بن خالد البرمكي «5»، عن أبي عمر، عنه مدغما، وروى ذلك سائر الرواة عنه بالإظهار، وهو القياس وعليه العمل، على أن أبا علي الصوّاف «6» قد روى عن محمد بن غالب
[الحرفان المتقاربان من كلمتين]
عن شجاع عن أبي عمرو: هذا الضرب حيث وقع [بالإدغام] «1»، وأهل الأداء عن شجاع على خلاف ذلك. 1155 - واختلف أهل الأداء «2» عنه في حرف رابع، وهو قوله في التحريم: إن طلّقكنّ [5] فكان ابن مجاهد وعامّة أصحابه يرون فيه الإظهار «3»؛ لإلزام اليزيدي أبا عمرو إدغامه فدلّ ذلك على أنه رواه عنه مظهرا، لكراهة توالي التشديد في ذلك بالإدغام، وعلى ذلك أهل الأداء عن شجاع. وكان آخرون يرون فيه الإدغام قياسا على نظائره، وبالوجهين قرأته أنا «4»، وأختار الإدغام؛ لأنه قد اجتمع في الكلمة ثقلان، ثقل الجمع وثقل التأنيث، فوجب أن يخفف بالإدغام. على أن العباس بن الفضل «5» قد روى الإدغام في ذلك عن أبي عمرو نصّا. 1156 - فإن وقعت القاف مع الكاف في خطاب الواحد المذكر سواء تحرّك ما قبل القاف أو سكن، لم يدغم القاف في الكاف، وذلك نحو قوله: الّذى خلقك [الكهف: 37] نرزقك [طه: 132] وإلى عنقك [الإسراء: 29] وما أشبهه. [الحرفان المتقاربان من كلمتين] 1157 - فأما المتقاربان إذا كانا من كلمتين، فأدغم منهما ستة عشر حرفا لا غير وهي: الحاء، والقاف، والكاف، والجيم، والشين، والضاد، والسين، والدال، والتاء، والذال، والثاء، والراء، واللام، والنون، والميم، والباء «6». وقد جمعت هذه الحروف في كلام مفهوم، وهو «سنشدّ حجّتك بذل رضّ قثم» «7». وأظهر ما عداها من المتقاربة.
[إدغام الحاء]
[إدغام الحاء] 1158 - فأما الحاء فكان يدغمها في العين في قوله: فمن زحزح عن النّار [185] في آل عمران لا غير. روى ذلك منصوصا فيه عن اليزيدي ابنه [أبو] «1» عبد الرحمن، وبذلك قرأت، فأما ما عدا هذا الموضع فإنه أظهره سواء كان قبل الحاء كسرة، أو ياء، أو غيرهما، وذلك نحو قوله: وما ذبح على النّصب [المائدة: 3] ولا يصلح عمل المفسدين [يونس: 81] والرّيح عاصفة [الأنبياء: 81] وفلا جناح عليك [الأحزاب: 33] ولّا جناح عليكم [البقرة: 234] ولّا جناح عليهنّ [الأحزاب: 55]، وما أشبهه، إلا حرفين من ذلك، وهما قوله المسيح عيسى ابن مريم [المائدة: 17] «2»، وفلا جناح عليهما [البقرة: 230] حيث وقعا. فإن القاسم ابن عبد الوارث «3» روى عن أبي عمر عن اليزيدي الإدغام فيهما. والعمل على الإظهار [47/ و] ويقوّيه انعقاد الإجماع على [إظهار] «4» الحاء الساكنة التي إدغامها آكد من المتحركة عند العين في قوله: فاصفح عنهم [الزخرف: 89] «5». وحكى اليزيدي عن أبي عمرو أن من العرب من يدغم الحاء في العين، قال: وكان لا يرى ذلك «6».
إدغام القاف
إدغام القاف 1159 - وأمّا القاف فكان يدغمها في الكاف إذا تحرّك ما قبلها، وذلك نحو قوله: وخلق كلّ شىء [الفرقان: 2] وخلق كلّ شىء [الأنعام: 102] وينفق كيف يشاء [المائدة: 64] وأنطق كلّ شىء [فصلت: 21] ويفرق كلّ أمر [الدخان: 4] وما أشبهه، فإن سكن ما قبل القاف لم يدغمها، وذلك في قوله: وفوق كلّ ذى علم [يوسف: 76]. إدغام الكاف 1160 - وأما الكاف فكان يدغمها في القاف إذا تحرّك ما قبلها أيضا لا غير، وذلك نحو قوله: ونقدّس لك قال [البقرة: 30] وكان ربّك قديرا [الفرقان: 54] وكذلك قال ربّك [مريم: 9] ومن عندك قالوا [النساء: 78] ولأقتلنّك قال [المائدة: 27] ولّك قصورا [الفرقان: 10] وما أشبهه، فإن سكن ما قبل الكاف لم يدغمها أيضا لخفّة السّاكن، وذلك نحو قوله: إليك قال، وفلا يحزنك قولهم [يس: 76] وو تركوك قائما [الجمعة: 11] وعليك قولا ثقيلا [المزمل: 5] وما أشبهه. واختلف عن اليزيدي في موضع واحد من ذلك، وهو قوله في الأعراف: أنظر إليك قال [الأعراف: 143] فرواه ابن جبير «1» عنه مدغما، وليس العمل على ذلك. إدغام الجيم 1161 - وأما الجيم، فكان يدغمها في حرفين في التاء في سأل سائل قوله: ذى المعارج* تعرج [4] وفي الشين في قوله: شطئه [الفتح: 29] لا غير. وإدغامهما «2» في التاء قبيح لتباعد ما بينهما في المخرج إلا أن ذلك جائز؛ لكونها من مخرج الشين، والشين لتفشّيها تتصل بمخرج التاء، فأجري لها حكمها فأدغمت في التاء لذلك، وجاء بذلك نصّا عن اليزيدي ابنه [أبو] «3» عبد الرحمن وسائر أصحابه،
إدغام الشين
فقالوا عنه: كان يدغم الجيم في التاء والتاء في الجيم، وجاء به نصّا عن شجاع محمد ابن غالب. 1162 - فأما قوله: وأخرج ضحاها [النازعات: 29] ومخرج صدق [الإسراء: 80] فرواهما ابن شنبوذ «1» عن أصحابه عن أبي عبد الرحمن، وابن سعدان «2» عن اليزيدي مدغمين، ورواهما سائر أهل الأداء مظهرين، وذلك الوجه، وبه قرأت. إدغام الشين 1163 - وأما الشين فكان يدغمها في السّين في قوله: إلى ذى العرش سبيلا [الإسراء: 42] لا غير، روى ذلك عن اليزيدي منصوصا ابنه عبد الله، وبذلك قرأت من طريق اليزيدي وشجاع، وروى عنه غيره ذلك بالإظهار، من أجل التفشّي الذي في الشين، والإدغام لا يمتنع لأجل صفير السّين، وهو زيادة صوت كالتفشّي، وما تكافأ في المنزلة من الحروف المتقاربة فإدغامه جائز، وما زاد صوته منها فإدغامه ممتنع؛ للإخلال الذي يلحقه «3»، وإدغام الأنقص صوتا في الأزيد جائز مختار؛ لخروجه من حال الضعف إلى حال القوة. إدغام الضاد 1164 - وأما الضاد، فكان يدغمها في الشين في قوله في النور لبعض شأنهم [النور: 62] لا غير «4»، روى ذلك منصوصا عن اليزيدي أبو شعيب السّوسي «5»، ولم يروه غيره، وبذلك قرأت. وبلغني عن ابن مجاهد أنه كان لا يمكن من إدغامها إلا حاذقا، وقياس ذلك قوله في النحل [73] والأرض شيئا ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إظهاره «6»، ولا فرق بينهما إلا الجمع بين اللغتين مع
الإعلام بأن القراءة ليست بالقياس دون الأثر «1». فأما قوله في عبس: ثمّ شققنا الأرض شقّا [26] فمظهر بلا خلاف «2» لخفّة فتحة الضاد. 1165 - فأما الضاد إذا لقيت ذالا نحو قوله: مّلء الأرض ذهبا [آل عمران: 91] وببعض ذنوبهم [المائدة: 49] ومن الأرض ذلك [المائدة: 37] وو الأرض ذات الصّدع [الطارق: 12] وما أشبهه حيث وقع، فالرواة مجمعون عن اليزيدي على الإظهار؛ لزيادة صوت الضّاد، ما خلا القاسم بن عبد الوارث «3»، فإنه روى عن أبي عمر عنه: أنه أدغم ذلك. وروى ابن جبير «4» عنه الأرض ذلولا [15] في الملك مدغما، لم يذكره غيره. وقال في كتاب الخمسة: أكثر ما سبق إلى قلبي أني قرأت عليه لبعض شأنهم [النور: 62] الأرض ذلولا بالإدغام. 1166 - وحكى ابن شنبوذ «5» عن قراءته على أصحابه عن أبي عبد الرحمن وابن سعدان جميعا عن اليزيدي: إدغام الضاد في الذال والجيم والزاي، وكذلك روى ابن المنادي «6» عن الصوّاف [47/ ظ] عن ابن غالب، عن شجاع، وذلك نحو من الأرض ذلك [المائدة: 33] وو الأرض جعل [الشورى: 11] والأرض زلزالها [الزلزلة: 1] وشبهه والعمل في ذلك من الطريقين على الإظهار.
إدغام السين
إدغام السين 1167 - وأما السّين: فكان يدغمها في الزاي في قوله في كوّرت: وإذا النّفوس زوّجت [7] لا غير، وفي الشين بخلاف عنه في قوله في مريم: واشتعل الرّأس شيبا [4] لا غير. روى الإدغام في ذلك عن اليزيدي «1» ابنه عبد الله، وبذلك قرأت، وعليه «2» أكثر أهل الأداء عن اليزيدي، وعن شجاع. [و] «3» بلغني عن ابن مجاهد أنه «4» كان يخيّر في ذلك بين الإظهار والإدغام. قال أحمد بن نصر أخذه عليّ ابن مجاهد أولا بالإظهار وآخرا بالإدغام. 1168 - فأما في قوله في يونس: لا يظلم النّاس شيئا [44] فلا أعلم خلافا في إظهاره في نصّ ولا أداء لخفّة الفتحة، وكذلك لا خلاف في إظهار السين عند الضاد والظاء والتاء في قوله: يأيّها النّاس ضرب مثل [الحج: 73] وبالواد المقدّس طوى [طه: 12] وبروح القدس تكلّم [البقرة: 87] لئلا يذهب صفير السين بالإدغام. إدغام الدال 1169 - وأما الدال، فكان يدغمها بأيّ حركة تحرّكت إذا تحرّك ما قبلها في خمسة أحرف: في التاء في قوله في البقرة: فى المسجد تلك حدود الله [187] لا غير. وفي الذال في قوله في المائدة: والقلئد ذلك [97] لا غير. وفي السين في قوله في المؤمنون: عدد سنين [112] لا غير «5». وفي الشين في قوله في يوسف [26] والأحقاف [10]: وو شهد شاهد لا غير. وفي الصاد في قوله في يوسف: نفقد صواع الملك [72]. وفي القمر: مقعد صدق [55] لا غير. 1170 - فإن سكن ما قبلها وتحرّكت هي بالضم أو الكسر لا غير أدغمها في تسعة أحرف: في التاء في الموضعين في المائدة من الصّيد تناله [94]، وفي الملك
تكاد تميّز [8] لا غير، وفي الذال نحو قوله: مّن بعد ذلك [البقرة: 52] والمرفود ذلك [هود: 99، 100]، ومّن أثر السّجود ذلك [الفتح: 29] والودود ذو العرش [البروج: 14، 15] وما أشبهه. وفي الظاء في ثلاثة مواضع: في آل عمران [108] والمؤمن [31]: يريد ظلما وفي المائدة: من بعد ظلمه [39] لا غير. وفي الثاء في موضعين في النساء: يريد ثواب الدّنيا [134]، وفي سبحان لمن نّريد ثمّ جعلنا [18] لا غير، وفي الزاي في موضعين أيضا: في الكهف: تريد زينة الحيوة الدّنيا [28]، وفي النور: يكاد زيتها يضىء [35] لا غير. وفي السين في موضعين: في إبراهيم: فى الأصفاد سرابيلهم [50]، وفي النور: يكاد سنا برقه [43] لا غير «1»، وفي الصّاد في موضعين: في مريم: فى المهد صبيّا [12 و 29]، وفي النور: ومن بعد صلوة العشاء [58] لا غير، وفي الضاد في ثلاثة مواضع: في يونس [21] وفصّلت [50]: بعد ضرّاء، وفي الروم: من بعد ضعف [الروم: 54] لا غير «2». وفي الجيم في موضعين: في البقرة: وقتل داود جالوت [251]، وفي فصّلت: دار الخلد جزاء [28] لا غير. 1171 - وقد كان ابن مجاهد لا يرى الإدغام في قوله: دار الخلد جزاء؛ لأن الساكن قبل الدال فيه غير حرف مدّ ولين، فامتنع الإدغام؛ لأنه يلتقي «3» ساكنان معه في ذلك، وكان غير ابن مجاهد من أهل الأداء يرى الإدغام فيه؛ لقوة حركة الدال «4»؛ ولأن الإشارة إليها متمكّنة «5»، وبذلك قرأت وبه كان يأخذ ابن شنبوذ وابن المنادي وغيرهما من أهل الأداء، ولا فرق بين هذا الحرف وسائر ما تقدم من نظائره- مما قبل الدال فيه ساكن غير حرف مدّ ولين «6» -، وفي امتناع الإدغام لأجل الساكنين، وفي جوازه لقوّة حركة الدال.
1172 - وهذا الضرب من المدغم عند أكثر النحويين والقرّاء ليس بإدغام محض لسكون ما قبل المدغم فيه سكونا جامدا «1»، وحقيقته عندهم أن يكون إخفاء «2»؛ لأن الحركة في المخفاة لا تذهب رأسا، وإنما يضعف الصوت بها (ولا أتم) «3» فخف بعض الخفّة، ويمنع من التقاء الساكنين. وقد أجاز الإدغام الخالص في ذلك جماعة منهم، وسوّغوا التقاء الساكنين فيه؛ وذلك من حيث ورد السماع به عن العرب، في نحو قوله: شهر رمضان [البقرة: 185] «4»، وكان الحرفان في الإدغام- لارتفاع اللسان بهما ارتفاعة واحدة- بمنزلة حرف واحد متحرّك، فكان الساكن الأول لذلك قد ولي متحرّكا، وقد قرأت [48/ و] أنا بالمذهبين جميعا، والإخفاء أوجه وأكثر. 1173 - فإن كان الساكن الواقع قبل الحرف المدغم، حرف مدّ ولين، أو حرف لين فقط- وهو أن ينفتح ما قبل الياء والواو- فلا خلاف في جواز الإدغام؛ لأنه يزاد في مدّ الصوت لأجله، فيتميّز بذلك الساكنان أحدهما من الآخر، ولا يلتقيان، وذلك نحو قوله: وقال لهم [البقرة: 247]، وقال ربّك [البقرة: 30] وإذا قيل لهم [البقرة: 110] والبصير له [الشورى: 11، 12] ويقول له [البقرة: 117] والمرفود ذلك [هود 99، 100] ومّصيبة الموت تحبسونهما [المائدة: 106] ومن قوم موسى [الأعراف: 159] وفلا كيل لكم [يوسف: 60] والّيل لتسكنوا [يونس: 67] وما أشبهه. 1174 - فإن تحرّكت الدال بالفتح وسكّن ما قبلها لم يدغمها في الحروف المتقدمة لخفّة الفتحة والساكن، وذلك نحو قوله: داود زبورا [النساء: 163] وأراد شكورا [الفرقان: 62] وبعد ذلك [البقرة: 52] «5»، وبعد ضرّاء مسّته [هود: 10] «6»، وبعد ظلمه [المائدة: 39] وبعد ثبوتها [النحل: 94] وداود وسليمن
[الأنعام: 84] وما أشبهه «1»، إلا مع التاء وحدها في موضعين لا غير: في التوبة: من بعد ما كاد يزيغ [117] «2»، وفي النحل بعد توكيدها [91] فإنه أدغم الدال في التاء فيهما خاصة «3»؛ لكونهما من مخرج واحد، فكأنهما متماثلان، والإدغام في الحرف الذي في التوبة أقوى؛ لأن الساكن فيه ألف وهي في نيّة حركة. 1175 - وقد اختلف أصحاب اليزيدي عنه في خمسة أحرف من هذا الضرب «4»: فروى القاسم بن عبد الوارث عن أبي عمر عنه عن أبي عمرو أنه أدغم [داود زبورا في النساء [163]، ولداود سليمن في ص [30]. وروى هارون «5» وأبو عبد الرحمن عنه «6»، عن أبي عمرو أنه أدغم] داود ذا الأيد [17] في ص. وروى محمد بن سعدان «7»، وأحمد بن جبير عنه «8»، عن أبي عمرو: أنه أدغم فمن تولّى بعد ذلك [آل عمران: 82] حسب «9»، وبعد ضرّاء مسّته [يونس: 21] وليس العمل على ما رواه في ذلك «10»، على [أن] «11» ابن المنادي روى «12» أداء عن اليزيدي، وعن ابن غالب عن شجاع: جميع ذلك بالإدغام، وزاد حرفا سادسا وهو
إدغام التاء
قوله: داود شكرا [سبأ: 13] وقياسه أو أراد شكورا [الفرقان: 62]، وبالإظهار قرأت ذلك كله من الطريقين «1». إدغام التاء 1176 - وأما التاء فكان يدغمها ما لم يكن اسم المخاطب في عشرة أحرف: في الطاء في ثلاثة مواضع، في هود: وأقم الصّلوة طرفى النّهار [114]، وفي الرعد: وعملوا الصّلحت طوبى لهم [29]، وفي النحل: الملئكة طيّبين [32] لا غير. فأما قوله في النساء: بيّت طائفة [81] فإنه يدغم التاء في الطاء فيه في الإدغام والإظهار جميعا، [ولم يدغم من الحروف المتحركة إذا قرأ بالإظهار غيره] «2»، وإنما يدغم الحروف السواكن خاصة. فأما قوله في سبحان: لمن خلقت طينا [الإسراء: 61] فلا خلاف في إظهاره؛ لأن التاء للخطاب. 1177 - وأما قوله في النساء: ولتأت طائفة [102] فاختلف أهل الأداء فيه، فابن مجاهد وابن المنادي يريان إظهاره؛ لأنه معتلّ الآخر، وغيرهما يرى إدغامه لقوة كسرة التاء، وبالوجهين قرأت ذلك. وقد أتى بالإظهار منصوصا فيه عن اليزيدي أحمد ابن جبير. 1178 - وحدّثني «3» فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن عن زيد ابن علي أنه سمع ابن مجاهد سنة ثلاثمائة يقرئ ولتأت طائفة [آل عمران: 102] ويخل لكم [يوسف: 9] بالإدغام. وكذلك سائر المنقوص، قال: ثم رجع إلى الإظهار في آخر عمره. قال أبو عمرو: وبذلك حدّثنا عنه محمد بن أحمد في كتاب السبعة، وعليه عامّة أصحابه «4». 1179 - وفي الثاء نحو قوله: بالبيّنت ثمّ [البقرة: 92] والنّبوّة ثمّ [آل عمران: 79] وذائقة الموت ثمّ [العنكبوت: 57] وما أشبهه. وقد اختلف عن اليزيدي
في موضعين من ذلك: أحدهما: في البقرة [83] وءاتوا الزّكوة ثمّ «1»، والثاني في الجمعة: حمّلوا التّورئة ثمّ [5] فروى عنه ابن جبير ومحمد بن رومي «2»، والقاسم ابن عبد الوارث عن أبي عمرو عنه: الإدغام فيهما؛ لأجل التقارب، وبذلك قرأت. وروى اليزيدي «3» عنه الإظهار فيهما لخفّة الألف والفتحة، وهو اختيار ابن مجاهد وأصحابه. 1180 - فأما قوله في القصص: وما كنت ثاويا [5] وفي الإنسان: وإذا رأيت ثمّ [20] فمظهران؛ لأن التاء فيهما للخطاب، وقد حذفت من الأول عينه فاجتمع فيه علّتان، على أن ابن شنبوذ قد كان يأخذ بإدغام الحرف الذي في الإنسان، وذلك مخالفة لمذهب أبي عمرو المتفق عليه. 1181 - وفي الجيم نحو قوله: الصّلحت جنّت [إبراهيم: 23] والصّلحت جناح [المائدة: 91] ومائة جلدة [النور: 3] ومن ورثة جنّة النّعيم [الشعراء: 85] وفلله العزّة جميعا [فاطر: 10] وما أشبهه، وسواء كانت التاء أصلية، أو كانت زائدة للتأنيث، مرسومة هاء على نيّة الوقف. 1182 - فأما قوله في هود: فأكثرت جدلنا [هود: 32]، وقوله في الكهف: إذ دخلت جنّتك [39] فلا خلاف في إظهارهما؛ لأن التاء للخطاب. وقد كان ابن شنبوذ فيما بلغني يأخذ بإدغامها، وذلك خلاف لأصل أبي عمرو المجتمع عليه. 1183 - وفي الزاي ثلاثة مواضع: في النمل: بالأخرة زيّنّا [4]، وفي الصّافّات: فالزّجرت زجرا (2) [2]، وفي الزّمر: إلى الجنّة زمرا [73] لا غير. 1184 - وفي السين الصّلحت سندخلهم [النساء: 57] والسّحرة سجدين [الأعراف: 120] وبالسّاعة سعيرا [الفرقان: 11] وما أشبهه. وأما قوله في طه: قد أوتيت سؤلك [36] وفلبثت سنين [40] فلم يدغم التاء فيهما؛ لأنها للخطاب، ولأنها أيضا مشدّدة في فلبثت لإدغام الثاء فيها.
1185 - وفي الصّاد في ثلاثة مواضع في: والصّفّت صفّا (1) [الصافات: 1]، وفي النبأ: والملئكة صفّا [38]، وفي العاديات: فالمغيرات صبحا (3) [2] لا غير. 1186 - وفي الظاء في قوله في النساء [97] والنحل [28] الملئكة ظالمى لا غير. 1187 - وفي الذال نحو قوله: عذاب الأخرة ذلك [هود: 103] ورفيع الدّرجت ذو العرش [غافر: 15] وو الذّريت ذروا (1) [الذاريات: 1] وفالتّليت ذكرا (3) [الصافات: 3] وفالملقيت ذكرا (5) [المرسلات: 5] وما أشبهه. فأما قوله في سبحان [26] والروم [38] وو ءات ذا القربى حقّه «1» فابن مجاهد وابن المنادي لا يريان الإدغام فيه؛ لقلّة حروف الكلمة واعتلال آخرها. وأبو الحسن بن شنبوذ وأبو بكر الداجوني «2» وغيرهما من أهل الأداء يرون الإدغام فيه لقوة كسرة التاء، وبالوجهين قرأته. 1188 - وفي الضاد في موضع واحد وهو قوله: والعديت ضبحا (1) [العاديات: 1] لا غير. 1189 - وفي الشين في ثلاثة مواضع: في الحج: إنّ زلزلة السّاعة شىء [1]. وفي النور في قوله: بأربعة شهداء [4 و 13] في الموضعين لا غير. فأما قوله في الكهف: لقد جئت شيئا إمرا [71] ولّقد جئت شيئا نكرا [74] فلا خلاف في إظهار التاء فيهما لأنهما للخطاب وهي مفتوحة. 1190 - واختلف أهل الأداء في قوله في مريم: لقد جئت شيئا فريّا [27] وأكثرهم لا يرون الإدغام؛ لأنه منقوص العين. ورأى الآخرون منهم [الإدغام] «3»؛ لقوة كسرة التاء، وبالوجهين قرأته.
إدغام الذال
إدغام الذال 1191 - فأما الذال فكان يدغمها في حرفين لا غير؛ في السين من قوله: واتّخذ سبيله [الكهف: 63] «1»، في موضعي الكهف لا غير «2». وفي الصاد في قوله في الجنّ: ما اتّخذ صحبة [3] لا غير. إدغام الثاء 1192 - وأما الثاء فكان يدغمها في خمسة أحرف: في الذال في قوله في آل عمران: والحرث ذلك [14] لا غير. وفي التاء في موضعين: في الحجر: حيث تؤمرون [65]، وفي النجم: الحديث تعجبون [59] لا غير. وفي الشين في خمسة مواضع: في البقرة [35، 58] والأعراف [19]: حيث شئتما وحيث شئتم، وفي المرسلات: ثلث شعب [30] لا غير، وفي السين في أربعة مواضع: في النمل: وورث سليمن داود [16]، وفي الطلاق: من حيث سكنتم [6]، وفي نون والقلم الحديث سنستدرجهم [44]، وفي المعارج من الأجداث سراعا [43] لا غير، وفي الضّاد في موضع واحد وهو قوله في الذاريات: حديث ضيف إبراهيم [24] لا غير. إدغام الراء 1193 - وأما الراء فكان يدغمها في اللام إذا تحرّك ما قبلها بأيّ حركة تحرّكت هي من فتح أو كسر أو ضم، وذلك نحو قوله: سخّر لكم [إبراهيم: 32] وسخّر لنا [الزخرف: 13] وحتّى تفجر لنا [الإسراء: 90] وإلها ءاخر لا برهن له به [المؤمنون: 117] ومواخر لتبتغوا [النحل: 14] وإلى أرذل العمر لكى لا [النحل: 16] ويغفر لمن يشاء [آل عمران: 129] وهنّ أطهر لكم [هود: 78] وو يقدر له [سبأ: 39] وما أشبهه. 1194 - فإن سكن ما قبلها راعى حركتها، فإن كانت ضمّا أو كسرا أدغمها لقوة الضمّ والكسر، فالمضمومة نحو قوله: الأنهر له [البقرة: 66] والمصير لا يكلّف
الله [البقرة: 285، 286] والنّار ليجزى الله [إبراهيم: 50، 51] وما أشبهه. والمكسور نحو قوله: والنّهار لأيت [آل عمران: 19] والنّهار لعلّك ترضى [طه: 130] النّار لهم فيها [هود: 106] وكتب الأبرار لفى [المطففين: 18] وكتب الفجّار لفى [المطففين: 7] وبالذّكر لمّا [فصلت: 41] ومّن الدّهر لم يكن [الإنسان: 1] وما أشبهه. 1195 - واختلف أهل الأداء في إمالة الألف التي قبل الراء المدغمة في مثلها، وفي اللام- في نحو: مع الأبرار ربّنا [آل عمران: 193، 194] وعذاب النّار ربّنا [آل عمران: 191، 192] وو النّهار لأيت [آل عمران: 19] وفى النّار لخزنة جهنّم [غافر: 49] وما أشبهه- وفي إخلاص فتحها، فبعضهم لا يرى إمالتها؛ لذهاب الجالب لها في ذلك، وهي الكسرة بالإدغام، وهذا [49/ و] مذهب أبي الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي، وأبي بكر أحمد بن نصر الشذائي «1»، وأبي بكر محمد بن عبد الله ابن أشتة، وأبي علي الحسين بن حبيش وغيرهم. 1196 - ورأى الآخرون- وهم الأكثر- إمالتها لجهتين: إحداهما الإعلام والإشعار بأنها «2» تمال مع غير الإدغام، وعند الانفصال، والثانية أن الجالب لإمالتها لا يذهب رأسا، بل ينوى، ويراد بالإشارة «3» إليه على مذهبه، فهو غير معدوم وإذا كان كذلك لزم إمالتها لأجله، وأن يظهر تمام الصوت محقق اللفظ. هذا مع كون التسكين للحرف المدغم عارضا بمنزلة كون تسكينه للوقف؛ إذ لا تدغم ولا يوقف عليه، والعارض لا يعتدّ به ولا تغيّر له الأصول. وهذا مذهب أبي العباس «4» أحمد ابن يحيى ثعلب وأبي بكر بن مجاهد وسائر أصحابهما. وبذلك قرأت وهو القياس. 1197 - فإن تحرّكت الراء مع الساكن بالفتح لم يدغمها في اللام؛ لخفّة الفتحة والساكن، وذلك نحو قوله: من مصر لامرأته [يوسف: 21] والذّكر لتبيّن
[إدغام اللام]
[النحل: 44] والبحر لتأكلوا [النحل: 14] وإنّ الأبرار لفى نعيم (13) وإنّ الفجّار لفى جحيم [الانفطار: 13 - 14] والحمير لتركبوها [النحل: 8] ولّن تبور لا ليوفّيهم [فاطر: 29 - 30] وما أشبهه. فإن سكّنت الراء أدغمها أيضا في اللام، وذلك نحو قوله: يغفر لكم [آل عمران: 31] وأن اشكر لى [لقمان: 12] وو اصطبر لعبدته [مريم: 65] وو اصبر لحكم ربّك [الطور: 48] وما أشبهه]. [إدغام اللام] 1198 - وأما اللام فكان يدغمها في الراء إذا تحرك ما قبلها، بأيّ حركة تحرّكت «1» من فتح أو كسر أو ضم، وذلك نحو قوله: سبل ربّك [النحل: 69] ورسل ربّك [هود: 81] وكمثل ريح [آل عمران: 117] جعل ربّك [مريم: 24] وفعل ربّك [الفجر: 6] وما أشبهه. 1199 - فإن سكن ما قبلها راعى أيضا حركتها، فإن كانت ضمّا أو كسرا أدغمها، فالمضمومة نحو قوله: وإسمعيل ربّنا [البقرة: 127] ومن يقول ربّنا [البقرة: 200] وفيقول ربّى أكرمن [الفجر: 15] وتأويل رءيى [يوسف: 100] وما أشبهه. والمكسور نحو قوله: وإلى الرّسول رأيت [النساء: 61] وإلى سبيل ربّك [النحل: 125] من فضل ربّى [النمل: 40] وما أشبهه. 1200 - فإن تحرّكت اللام بالفتح وسكن ما قبلها لم يدغمها، وذلك نحو قوله: فعصوا رسول ربّهم [الحاقة: 10] وفيقول ربّ لولا [المنافقون: 10] وأن يقول ربّى الله [غافر: 28] والسّبيلا ربّنا «2» [الأحزاب: 67، 68] وما أشبهه، إلا اللام من قوله: قال حيث وقعت، فأدغمها في الراء كقوله: قال ربّ [آل عمران: 38] وقال ربّنا [طه: 50]، وقال ربّكم [الشعراء: 26] وما أشبهه. روى ذلك عن اليزيدي «3» ابنه وأبو شعيب. وقياس ذلك قال رجلان [23] في المائدة، وو قال
[إدغام النون]
رجل [28] في المؤمن، ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إدغامها ووجه تخصيصه كلمة قال بالإدغام أن الساكن الذي قبل اللام فيها ألف وهي لقوّة مدّها وزيادة صوتها بمنزلة المتحرّك، فكأن اللام قد وليها متحرّك، فأدغمها كما يدغمها إذا وليها ذلك «1». [إدغام النون] 1201 - وأما النون فكان يدغمها في اللام والراء إذا تحرّك ما قبلها لا غير، في اللام نحو قوله: زيّن للنّاس [آل عمران: 14] وزيّن لهم [الأنفال: 43]، ولن نّؤمن لك [البقرة: 55] [ويبيّن لك [التوبة: 43]] ولتبيّن للنّاس [النحل: 44] وما أشبهه. 1202 - وفي الراء في خمسة مواضع لا غير في الأعراف وإذ تأذّن ربّك [67]، وفي إبراهيم: وإذ تأذّن ربّكم [7]، وفي سبحان خزائن رحمة ربّى [100]، وفي ص خزائن رحمة ربّك [9]، وفي الطور خزائن ربّك [37]. 1203 - فإن سكن ما قبل النون لم يدغمها فيهما بأي حركة تحرّكت من فتح، أو كسر أو ضمّ؛ اكتفاء بخفّة الساكن عن خفة الإدغام «2»، وذلك نحو قوله: وتكون لكما [يونس: 78] وقد كان لكم [الأعراف: 13] وأربعين ليلة [البقرة: 51] ويخافون ربّهم [النحل: 50] وو يرجون رحمته [الإسراء: 57] ومسلمين لك [البقرة: 128] وبإذن ربّهم [إبراهيم: 10] وما أشبهه إلا أصلا مطّردا من ذلك، وهو ما جاء من لفظ نحن خاصّة كقوله: ونحن له [البقرة: 133] وفما نحن لك [الأعراف: 132] وو ما نحن لكما [يونس: 78] وما أشبهه، وذلك عندي للزوم حركتها وامتناعها من الانتقال عن الضمّ إلى غيره وليس ما عداها كذلك «3». 1204 - روى الإدغام في ذلك منصوصا عن اليزيدي ابنه «4» والسّوسي،
[إدغام الميم]
وخالفهم «1» ابن جبير: فروى عن اليزيدي الإظهار، وكان محمد بن غالب يروي عن شجاع إدغام النون- إذا سكن ما قبلها- في اللام حيث وقعت كرواية «2» العباس بن الفضل، وأحمد بن موسى «3»، ومعاذ بن معاذ «4»، وعلي بن نصر «5» [49/ ظ] عن أبي عمرو فيما ذكر محمد بن موسى عنهم «6»، وعن اليزيدي أيضا. واستثنى ابن غالب من ذلك حرفا واحدا، وهو قوله: فإن أرضعن لكم [الطلاق: 6] فرواه عن شجاع مظهرا، وبما قدّمته أوّلا قرأت من الطريقين، وعلى ذلك أهل الأداء. [إدغام الميم] 1205 - وأما الميم فكان يخفيها إذا تحرّك ما قبلها عند الباء لا غير، وذلك قوله: بأعلم بالشّكرين [الأنعام: 53] وأعلم بكم [الإسراء: 54] ويحكم به [المائدة: 95] ولتحكم بين النّاس [النساء: 105] ومريم بهتنا [النساء: 156] ولكى لا يعلم بعد [النحل: 70] وما أشبهه. 1206 - وترجم «7» اليزيدي وغيره من الرّواة والمصنّفين عن هذا الميم بالإدغام على سبيل المجاز وطريق الاتّباع لا على الحقيقة إذ كانت لا تقلب مع الباء باء بإجماع من أهل الأداء، وإنما تسقط حركتها تخفيفا، فتخفى بذلك لا غير، وذلك إخفاء للحرف لا إخفاء للحركة، فأمّا إدغامها أو قلبها فغير جائز للغنّة التي فيها إذ كان ذلك يذهبها فتختل لأجله. 1207 - فإن سكن ما قبلها لم يخفها «8»؛ اكتفاء بخفّة الساكن من خفّة الإخفاء، وذلك نحو قوله: الشّهر الحرام بالشّهر الحرام [البقرة: 194] وكالأنعم بل هم [الأعراف: 179] وإبرهم بنيه [البقرة: 132] وإبرهيم بالبشرى [هود: 69] واليوم بجالوت [البقرة: 249] والعلم بغيا [آل عمران: 19] وما أشبهه. وهذا
[إدغام الباء]
إجماع من الرواة وأهل الأداء عنه. إلا ما حكاه أحمد بن إبراهيم القصباني «1»، عن ابن غالب، عن شجاع أنه كان يدغمها في الباء إذا لم يكن الساكن قبلها حرفا جامدا، أو حرف لين، وكان حرف مدّ قد وليته حركته لكون المدّ كالحركة، فصار لذلك مثلها وأجري له حكمها، وبالبيان قرأت ذلك وعليه أهل الأداء. [إدغام الباء] 1208 - وأما الباء فكان يدغمها في الميم في قوله: ويعذّب من يشاء [البقرة: 284] حيث وقع لا غير، وجملته خمسة مواضع: في آل عمران «2»، وموضعان في المائدة «3»، وموضع في العنكبوت «4»، وموضع في الفتح «5»، وأظهرها عندها فيما عدا ذلك نحو يشعيب ما نفقه [هود: 91] وسنكتب ما يقول [مريم: 79] ويكتب ما يبيّتون [النساء: 81] وو المطلوب ما قدروا الله [الحج: 73، 74] وأقرب من نّفعه [الحج: 13] وشبهه. 1209 - فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال اليزيدي: إنما أدغم ويعذّب من يشاء من أجل كسرة الذال «6». قال أبو عمرو: وهذه علّة لا تصحّ؛ لأنه لو كان إنما يدغم الباء في الميم من أجل وقوع الكسرة قبلها، لوجب أن يدغم وو كذّب موسى [الحج: 44] وأن يضرب مثلا [البقرة: 26] وضرب مثل [الحج: 73] والكذب من بعد ذلك [آل عمران: 94] وإلى الطّيب من القول [الحج: 24] ونظائر ذلك مما قبل الباء فيه كسرة وهو يظهره بإجماع. 1210 - ولعل قائلا يقول: إنما أراد إذا انضمّت الباء ووليتها الكسرة، وذلك غير موجود إلا في كلمة يعذّب لا غير، فذلك لا يصحّ أيضا من جهتين: أحدهما: أنه لم يذكر الضمة وذكر الكسرة. والثانية أن «7» جعفر بن محمد الأدمي روى عن ابن سعدان عنه عن أبي عمرو أيضا أنه أدغم فمن تاب من بعد ظلمه [39] في المائدة، والباء مفتوحة، وقد أدغم
من رواية أبي عبد الرحمن «1»، عن أبيه، عنه فمن زحزح عن النّار [آل عمران: 185] والمدغم مفتوح وقبله كسرة، ولم يدغم لا يصلح عمل [يونس: 81] والحاء مضمومة وهي والعين من مخرج واحد كالباء والميم، فدلّ ذلك على صحّة ما قلناه «2». 1211 - فأما الباء إذا لقيت الفاء سواء سكن ما قبل الباء أو تحرّك، نحو قوله: لا ريب فيه [البقرة: 2] وتتقلّب فيه [النور: 37] وحمّالة الحطب فى جيدها [المسد: 4] وو المغرب فأينما [البقرة: 115] وبالغيب فمن اعتدى [المائدة: 94] ومن ينيب فادعوا الله [غافر: 13، 14] وبالعذاب فما استكانوا [المؤمنون: 76] وشبهه. فالنصّ والأداء جميعا وردا عنه من طريق اليزيدي وشجاع بالإظهار لا غير. 1212 - وقياس إدغامه الباء الساكنة في نحو قوله: أو يغلب فسوف [النساء: 74] ومن لّم يتب فأولئك [الحجرات: 11] وشبهه يوجب إدغام المتحرّك، على أن ابن رومي «3» قد روى عن اليزيدي لا ريب فيه بالإدغام. وكذلك رواه عن أبي عمرو نصّا «4» العباس بن الفضل وداود الأودي «5»، وعبد الوارث بن سعيد «6». 1213 - وقد كان ابن مجاهد فيما بلغني عنه إذا قرئ عليه هذا الضرب بالإدغام لم ينكره، وبالإظهار قرأت ذلك، وعليه أهل الأداء.
فصل [في الروم والإشمام مع الإدغام]
1214 - قال أبو عمرو: فهذه [50/ و] أصول أبي عمرو مشروحة في إدغام الحروف المتحرّكة التي تتماثل في اللفظ وتتقارب في المخرج. فأما مذهبه في إدغام الحروف الساكنة فنذكره مع مذهب غيره في ذلك فيما بعد إن شاء الله. 1215 - وقد روى محمد بن شجاع عن اليزيدي أن أبا عمرو كان لا يقرأ بهذا الإدغام في الصلاة، وليس هذا من فعله على أن الصلاة غير جائزة «1»، لكن رغب في الإظهار للأخذ بالأكثر والزيادة في الثواب والله أعلم. 1216 - وقد حصلنا جميع ما أدغمه أبو عمرو من الحروف المتحركة فوجدناه على مذهب ابن مجاهد وأصحابه ألف حرف ومائتي حرف وثلاثة وسبعين حرفا، وعلى ما أقرئناه وأخذ علينا ألفا وثلاثمائة حرف وخمسة أحرف. وجملة ما وقع الاختلاف من أهل الأداء من شيوخنا فيه اثنان وثلاثون حرفا «2»، وقد ذكرناها في مواضعها. فصل [في الرّوم والإشمام مع الإدغام] 1217 - واعلم أن اليزيدي وشجاعا حكيا عن أبي عمرو أنه كان إذا أدغم الحرف الأول «3» في مثله أو مقاربه وسواء سكّن ما قبله أو تحرّك وكان مخفوضا أو مرفوعا أشار إلى حركته تلك دلالة عليها، والإشارة «4» عندنا تكون روما وإشماما، والرّوم آكد في البيان عن كيفيّة الحركة؛ لأنه يقرع السمع، غير أن الإدغام الصحيح والتشديد التام يمتنعان معه ويصحّان مع الإشمام؛ لأن إعمال العضو وهيئته، من غير صوت خارج إلى اللفظ، فلا يقرع السمع «5»، ويمتنع في المخفوض لبعد ذلك العضو من مخرج الخفض، فإن كان الحرف الأول منصوبا، لم يشر إلى حركته لخفّته، وكذا
إن كان ميما ولقيت مثلها، أو باء، أو كان باء ولقيت مثلها أو ميما، بأيّ حركة تحرّك ذلك؛ لانطباق الشفتين عليه فتعذّر الإشارة لذلك. 1218 - على أن أحمد بن جبير قد حكى عن اليزيدي عن أبي عمرو: أنه كان إذا أدغم الميم في الباء أشمّها الرفع خاصة، وروى العباس بن الفضل عن أبي عمرو الإشارة عند الباء «1»، قال ابن المنادي: وعلى ذلك أهل الأداء. وحكى «2» أبو عبد الرحمن عن أبيه، والقاسم بن عبد الوارث عن أبي عمر «3» عنه «4»، عن أبي عمرو: أنه كان إذا أدغم الميم لم يشمّها إعرابا. 1219 - وحدّثنا أبو الحسن «5» بن غلبون حدّثنا عبد الله بن المبارك حدّثنا جعفر بن سليمان حدّثنا أبو شعيب عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يشمّ الأحرف التي تركها «6» في موضع الرفع والخفض، ولم يكن يشمّ في موضع النصب «7»، ولا الميم في مثلها، ولا الباء في مثلها، ولا الميم عند الباء، ولا الباء عند الميم. 1220 - وحدّثنا محمد بن علي حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدي قال: كان أبو عمرو يشمّ «8» إعراب الحروف من الخفض والرفع في كل ما أدغم ولا يشمّ مع النصب ولا الميم في مثلها ولا الباء في مثلها ولا الميم عند الباء ولا الباء عند الميم «9».
ذكر اختلافهم في سورة البقرة
1221 - قال أبو عمرو: بهذا قرأت وبه آخذ وبالله التوفيق. ذكر اختلافهم في سورة البقرة 1222 - فأول ما أقدّم من اختلافهم فيها مذاهبهم في الأصول التي تطّرد ويكثر دورها ويجري القياس فيها، وأرتّب لذلك أبوابا وأجعله فصولا، ثم أتبعه بذكر الحروف التي يقلّ دورها، ولا يجري قياس عليها سورة سورة إلى آخر القرآن إن شاء الله. باب ذكر مذاهبهم في صلة الهاء وفي عدم صلتها 1223 - اعلم أرشدك الله أن ابن كثير كان يصل هاء الكناية من الواحد المذكر بياء إذا انكسرت وسكن ما قبلها، ولا يكون ذلك الساكن أبدا إلا ياء، وبواو «1» إذا انضمت وسكن ما قبلها، وذلك الساكن يكون ألفا وواوا ويكون غيرهما من سائر حروف السلامة، فإذا وقف حذف تلك الصلة في الضربين جميعا لكونها زيادة قويت بها الهاء لخفائها. 1224 - فالمكسورة الموصولة بياء «2» نحو قوله: لأبيه [الأنعام: 74] وأخيه [البقرة: 178] وبنيه [البقرة: 132] ونوحيه [آل عمران: 44] وءاتيه [مريم: 95] ونؤتيه [النساء: 74] «3»، وفيه [البقرة: 2] وأن أرضعيه [القصص: 7] وفألقيه [القصص: 7] وببلغيه [غافر: 56] وعلى عقبيه [البقرة: 143] وبجناحيه [الأنعام: 38] ويديه [البقرة: 97] وذراعيه [الكهف: 18] وفى أذنيه [لقمان: 7] وكفّيه [الرعد: 14] وو لأبويه [النساء: 11] «4»، وإليه [البقرة: 28] وعليه [البقرة: 37] ولديه [الكهف: 91] وما أشبهه. وسواء انكسر ما قبل الياء أو انفتح. 1225 - والمضمومة الموصولة بواو نحو قوله: وإيّاه [البقرة: 172]
وءاتينه [المائدة: 46] ولفته [الكهف: 60] وعصاه [الأعراف: 107] واشترئه [البقرة: 102] وو مأوئه [آل عمران: 162] وإيّاه [يوسف: 61] وأبواه [النساء: 11] وعقلوه [البقرة: 75] وفعلوه [النساء: 66] وفاجتنبوه [المائدة: 90] وو يتلوه [هود: 17] وو أخوه [يوسف: 8] وفلمّا ءاتوه [يوسف: 66] وفرأوه [الروم: 51] وشروه [يوسف: 20] وو ليرضوه [الأنعام: 113] وفليصمه [البقرة: 249] وو من لّم يطعمه [البقرة: 249] ويلتقطه [يوسف: 10] ويسلكه [الجن: 17] وزادته [التوبة: 124] وأينما يوجّهه [النحل: 76] وكبره [النور: 11] وفبشّره [لقمان: 7] وفأجره [التوبة: 6] وأرجئه [الأعراف: 111] ومنه [البقرة: 60] وعنه [النساء: 55] وما أشبهه. وسواء انكسر ما قبل الساكن أو انفتح أو انضم. 1226 - فإن أتى بعد الهاء الموصولة في الضربين ساكن مظهرا كان أو مدغما حذف صلتها للساكن. فالمظهر نحو قوله: عليه الموت [سبأ: 14] وإليه المصير [المائدة: 18]، وفيه اختلاف، وثمّ يدركه الموت [النساء: 100] وو جاءته البشرى [هود: 74] ومنه اسمه [آل عمران: 45] وو ءاتينه الإنجيل [المائدة: 46] «1»، وفأرئه الأية [النازعات: 20]، وأن رّءاه استغنى (7) [العلق: 7] وشبهه. 1227 - والمدغم نحو قوله: عليه الله [الفتح: 10] وعليه الذّكر [الحجر: 6] «2»، وءاته الله [البقرة: 251] وما علّمنه الشعر [يس: 69] واستهوته الشّيطين [الأنعام: 71] ورودته الّتى [يوسف: 23] ومنه الزّوجين [القيامة: 39] تذروه الرّيح [الكهف: 45] ويعلمه الله [البقرة: 197] وشبهه ما خلا حرفا واحدا من المدغم، وهو قوله في عبس: عنه تلهّى [عبس: 10] فإنه وصل الهاء بواو فيه مع تشديد التاء في رواية البزي وابن فليح عنه لكون ذلك التشديد عارضا إذ لا يتمكن، ولا يجوز إلا في حال الاتصال دون الانفصال، فلم يعتدّ به لذلك، وأثبت الصلة معه كما يثبتها مع التخفيف سواء. ألا ترى أن ورشا عن نافع حين حرّك لام المعرفة بحركة الهمزة في نحو قوله: الأمثال [الرعد: 17] وو بداره الأرض [القصص: 81] وشبهه، لم يزد صلة الهاء من حيث كانت حركة اللام عارضة، بل حذفها معها كما يحذفها مع السكون سواء، فكما لم تزد مع الحركة العارضة كذلك
لم تحذف مع السكون العارض. 1228 - واختلف عن نافع في صلة الهاء مع وقوع الساكن قبلها في أصل مطّرد وموضع واحد لا غير، فالأصل المطّرد هو ما جاء من كلمة عليه في جميع القرآن، فروى أبو عمر عن الكسائي «1» عن إسماعيل، وابن سعدان «2» وخلف «3» عن المسيّبي أنه وصل الهاء «4» بياء حيث وقعت «5». 1229 - حدّثنا أحمد بن عمر «6»، حدّثنا محمد بن منير حدّثنا عبد الله بن عيسى قال: حدّثنا قالون عن نافع عليه ما حمّل [54] في سورة النور مجرورة الهاء. [وقوله مجرورة] «7» محتمل أن يكون أراد بالجرّ صلة الهاء، وأن يكون أراد به كسرها، وقد قال في أول البقرة: الهاء من «فيه» «وعليه» مبطوحة لا يبين الياء في قراءتها والله أعلم. 1230 - ومما يدلّ عندي على أنه أراد بالجرّ الصلة دون الكسر قوله: عنه [31] في سورة النساء في ونصله [115] غير مجرور، يعني غير موصول الهاء، فكما أراد هاهنا بغير الجر حذف الصلة ولم يرد به الكسر من حيث كانت الهاء مكسورة بإجماع، كذلك أراد بالجرّ هاهنا إثبات الصلة لا غير. 1231 - والحرف الواحد هو قوله في طه [32]: وأشركه فى أمرى روى ابن واصل «8» عن ابن سعدان، وخلف عن المسيبي «9»، عنه أنه وصل الهاء بواو فيه، وكذلك حدّثنا محمد بن علي عن ابن مجاهد، عن أصحابه، عن المسيبي، وبذلك قرأت في رواية ابن المسيبي «10» عن أبيه.
1232 - وحدّثنا «1» عبد العزيز بن جعفر، حدّثنا عبد الواحد بن عمر، حدّثني أحمد بن عبيد الله، حدّثنا الحسن بن العباس، حدّثنا أحمد بن يزيد، حدّثنا خلف عن المسيبي عن نافع وأشركه يمدّ الهاء بالضم. 1233 - وحكى فارس بن أحمد «2»، عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن ابن سعدان عن المسيبي أنّه من تولّاه في سورة الحج [4] بصلة الهاء، ولم أجد لذلك أثرا في رواية أحمد من أصحاب المسيّبي. 1234 - وروى حفص عن عاصم: أنه وصل الهاء بياء في قوله في الفرقان [69]: فيه مهانا لا غير. وقرأ الباقون «3» الباب كله بغير صلة في حال الوصل، فأما الوقف، فيأتي مشروحا في بابه إن شاء الله. 1235 - وكلهم وصل المكسورة بياء والمضمومة بواو إذا تحرّك ما قبلها، ولم تلق ساكنا تقوية لها، فالمكسورة نحو قوله: بربّه [الجن: 13] وبه [البقرة: 22] وبمزحزحه [البقرة: 96] وجنوده [البقرة: 249] وأمّه [عبس: 35] وو صحبته [المعارج: 12] وفى سبيله [المائدة: 35] وما أشبهه. والمضمومة نحو قوله: خلقه [آل عمران: 59] وأمره [البقرة: 275] وو أيّده [التوبة: 40] ويخلفه [النمل: 8] وأولياؤه [الأنفال: 34] وفيجعله [الأنفال: 37] وفيبسطه وما أشبهه. 1236 - فإن لقيت ساكنا لازما في الضربين «4» حذفت صلتها لسكونها وسكون [51/ و] ما بعدها، وكذا إن وقف عليها «5» حذفت أيضا هنالك لزيادتها. 1237 - فأما اختلافهم في الهاء التي تتصل بالأفعال المجزومة «6»، وفي قوله: به انظر [الأنعام: 46] ولأهله امكثوا [طه: 10] وما أنسنيه [الكهف: 63] وعليه الله [الفتح: 10] فنذكره في موضعه من السور إن شاء الله وبالله التوفيق.
باب ذكر مذاهبهم في زيادة التمكين لحروف المد واللين إذا التقين الهمزات في المتصل والمنفصل
باب ذكر مذاهبهم في زيادة التمكين لحروف المدّ واللّين إذا التقين الهمزات في المتصل والمنفصل 1238 - اعلم أن حروف المدّ واللين ثلاثة: الواو المضموم ما قبلها، والياء المكسور ما قبلها، والألف ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا. وتقع الهمزات بعدهن على ضربين: متصلات بهنّ في كلمة واحدة، ومنفصلات عنهنّ في كلمتين، فأما إذا اتصلن بهن في كلمة واحدة فلا خلاف بينهم في زيادة التمكين لهن على ما فيهن من المد الذي لا يوصل إليهن إلا به «1»؛ إذ هو صيغتهن؛ لأجل اتصالهن بهن، وذلك نحو قوله: أولئك [البقرة: 5] وخائفين [البقرة: 114] وو القائمين [الحج: 26] والملئكة [البقرة: 31] وإسرءيل [البقرة: 40] وشاء الله [البقرة: 253] وو جاءو [الأعراف: 116] وفاءو [البقرة: 226] وبرىء [الأنعام: 19] وبريئون [يونس: 41] وهنيئا مّريا [النساء: 4] ويضىء [النور: 35] وبالسّوء [البقرة: 169] أن تبوأ [المائدة: 29] ولتنوأ [القصص: 76] وأسؤا السّوأى [الروم: 10] وثلثة قروء [البقرة: 228] ومن سوء [آل عمران: 30] وما أشبهه. وسواء توسّطت الهمزة في الكلمة أو وقعت طرفا، إلا أنهم في زيادة التمكين وتمطيطه وإشباعه على مقدار طباعهم ومذاهبهم في التحقيق والحدر. 1239 - وأما إذا انفصلن عنهنّ في كلمتين، فإنهم اختلفوا في زيادة التمكين لهذه وفي ترك الزيادة، وذلك نحو قوله: بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك [البقرة: 4] وربّنا أخّرنا إلى أجل [إبراهيم: 44] ويأيّها [البقرة: 21] ولا إلى [النساء: 143] ويأخت [مريم: 28] وهؤلاء وفيما إن مّكّنّكم [الأحقاف: 26] ورءا أيديهم [هود: 70] وترى أعينهم [المائدة: 83] والسّوأى أن [الروم: 10] وفى ءايتنا [الأنعام: 68] ويبنى ءادم [الأعراف: 26] ولا يستحى أن [البقرة: 26] ولا تفتنّى ألا [التوبة: 49] وعن سبيله إنّهم [التوبة: 9] وبتأويله إنّا [يوسف: 36] وقالوا ءامنّا [سبأ: 52] ولتعلموا أنّ الله [المائدة: 97] وقوا أنفسكم [التحريم: 6] وفأوا إلى الكهف [الكهف: 16] وو جاءو أباهم [يوسف: 16] وقل استهزءوا إنّ الله [التوبة: 64] وو إن تلوا أو تعرضوا [النساء: 135] وتأويله
إلّا الله [آل عمران: 7] وو أمره إلى الله [البقرة: 275] وعليهم ءأنذرتهم أم لم [البقرة: 6] وو منهم أمّيّون [البقرة: 78] في مذهب من ضمّ الميم. وكذا ما أشبهه. وسواء كان حرف المدّ مرسوما في الخط أو محذوفا منه، أو كان صلة هاء كناية، أو ميم جمع. 1240 - فكان ابن كثير ونافع من رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون ومن رواية «1» يونس والأصبهاني عن ورش وأبو عمرو من قراءتي على أبي الفتح في جميع طرقه يقصرون حرف المدّ في ذلك، فلا يزيدون في تمكينه على ما فيه من المدّ الذي هو صيغته لا غير «2»؛ لأجل الانفصال. 1241 - وقرأ الباقون «3» بزيادة التمكين لحرف المدّ في ذلك؛ لأجل الهمزة، سوّوا «4» بين المنفصل والمتصل، ولم يفرّقوا بينهما وهذا كان مذهب أبي بكر بن مجاهد في قراءة أبي عمرو «5». وكذلك قرأت على أبي القاسم «6» الفارسي، عن قراءته على أبي طاهر عنه، وبه قرأت أيضا على أبي «7» الحسن الحلبي عن قراءته من طريقه «8».
مراتب المد عند القراء
1242 - وحدّثنا فارس بن أحمد حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: مذهب ابن مجاهد في قراءة أبي عمرو: أن يكون المدّ كله وسطا «1» في المتصل والمنفصل. قال: وأهل بغداد يسمّونها القراءة المدوّرة «2». 1243 - وقال ابن مجاهد في كتابه" قراءة أبي عمرو": ولم «3» نر الذين أخذوا عن اليزيدي يميزون هذا التمييز، ولا يخصّون بعضه بزيادة في التمكين، بل كانوا يمكّنون الألف والواو والياء سواء كنّ من كلمة أو كلمتين، وعلى هذا عامّة أصحاب ابن مجاهد. والتمكين عند أهل الأداء منزلة بين المدّ والقصر «4». مراتب المد عند القراء 1244 - قال أبو عمرو «5»: وأشبع القرّاء مدّا وأزيدهم تمكينا في الضربين جميعا من المتصل والمنفصل حمزة في غير رواية خلاد، وأبو بكر «6» في رواية الشّموني عن الأعشى عنه، وحفص في رواية الأشناني عن أصحابه [عنه] «7»، والكسائي في [51/ ظ] رواية قتيبة؛ لأن هؤلاء يسكتون على الساكن قبل الهمزة؛ فهم لذلك «8» أشدّ تحقيقا وأبلغ تمكينا. 1245 - ودونهم في الإشباع والتمكين حمزة في رواية خلاد ونافع في رواية ورش من طريق المصريين، ودونهما عاصم في غير رواية الشّموني عن الأعشى عن أبي بكر، وفي غير رواية الأشناني عن حفص، ودونه الكسائي في غير رواية قتيبة،
وابن عامر، ودونهما أبو عمرو من طريق ابن مجاهد، وسائر البغداديين، ونافع من رواية أبي نشيط عن قالون عنه من قراءتي على أبي الحسن «1»؛ لأني قرأت عليه «2» من غير تمييز في روايته، ودونهما ابن كثير ومن تابعه على التمييز بين ما كان من كلمة ومن كلمتين في حروف المدّ. 1246 - وهذا كله جار على طباعهم ومذاهبهم في تفكيك الحروف، وتخليص السواكن، وتحقيق القراءة وحدرها، وليس لواحد منهم مذهب يسرف فيه على غيره إسرافا يخرج عن المتعارف في اللغة والمتعالم في القراءة، بل كل ذلك «3» قريب بعضه من بعض، والمشافهة توضح حقيقته والحكاية تبيّن كيفيّته. 1247 - فأما النصوص الواردة عنهم في هذا الباب فنذكرها على حسب ما رويناه ونبيّن ما يحتاج البيان منها إن شاء الله. 1248 - فأما نافع: فقال لنا محمد بن علي، عن ابن مجاهد، عن الحسن الرازي عن الحلواني عن قالون «4»: أنه كان لا يمدّ «5» حرفا لحرف «6»، ولا يهمز همزا شديدا، ولا يسكت على الألف والياء والواو التي قبل الهمزة، إذا مدّهن يصل المدّ بالهمز ويمدّ، يعني في المتصل، ويحقق القراءة ولا يشدد «7»، ويقرب بين الممدود وغير الممدود «8». قال ابن مجاهد: وكذلك كان مذهب ابن كثير وأبي عمرو «9».
1249 - وروى مصعب بن إبراهيم الزّبيري عن قالون أن نافعا كان لا يمدّ الواو عند الألف الشديدة «1»، إذا استقبلتها، ولا الياء ولا الألف مثل قوله: قالوا إنّا معكم [البقرة: 14] وقالوا إنّما نحن [البقرة: 11] وقالوا أنؤمن [البقرة: 13] واعلموا أنّ الله [البقرة: 194] وما أشبه ذلك في القرآن كله، ولا يمدّ بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك [البقرة: 4] وكما ءامن النّاس [البقرة: 13] وفلمّا أضاءت [البقرة: 17] «2»، ويمدّ أضاءت، ولا يمدّ «3» كلّما أضاء لهم [البقرة: 20] ويمدّ أضاء لهم «4»، وهنيئا مّريا [النساء: 4]. وهذه الرواية مخلصة للتمييز بين المنفصل [والمتصل] «5». 1250 - وروى الأصبهاني عن ورش ألا إنّهم [البقرة: 12] «ألا» بمدّة لا يطوّلها في آخرها نبرة، وقال عنهم «6»: «هؤلاء» منبورة غير ممدودة، «أولاء» منبورة «7» ممدودة. 1251 - وحدّثنا الفارسي، حدّثنا أبو طاهر، حدّثني محمد بن عبد الرحيم، قال «8» حدّثني فضل بن يعقوب، عن ورش أنه كان يقصر «ها» ويمدّ أولاء [آل عمران: 119] استحسانا منه. وروى أبو يعقوب «9» عن سقلاب عن نافع أداء:
أنّه «1» كان يمدّها جميعا مدّا سواء، وعلى ذلك أهل الأداء من المصريين وغيرهم. 1252 - وقال الأصبهاني في كتابه عن أصحابه الملئكة منبور غير ممدود، وأخطأ؛ لأن حرف المدّ مع الهمز في ذلك من كلمة، فمدّه إجماع. وحكى لي فارس ابن أحمد، عن قراءته في روايته «2»، عن ورش: أنه يمدّ «يا» التي للنداء مع الهمزة في جميع القرآن، وأحسب الأصبهاني ظن أن ذلك [مع] «3» الهمزة من كلمة، فظن الحلواني «4» ذلك فيه وهو غلط، ولعلّه روى ذلك كذلك عن أصحابه الذين قرأ عليهم. 1253 - وأما ابن كثير فروى أبو ربيعة عن قنبل والبزّي، وابن الحباب «5» عن البزي بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك [البقرة: 4] لا ممدود ولا مقصور لّا إله إلّا هو [البقرة: 163] ممدود قليلا. وروى ابن مخلد «6» عن البزي، عن عكرمة «7» وأبي الإخريط، عن أصحابهما أن الألف إذا لقيتها في أول كلمة همزة بعدها مدّة، مدّوا الألف التي قبل الهمزة، مثل: تركنها ءاية [القمر: 15] ويادم [البقرة: 33]. 1254 - قال البزي: قرأت على عكرمة فطمسنا أعينهم [القمر: 37] فمددتها، فقال: لا. قال: ووافقه أبو الإخريط على ذلك ولقد أهلكنا أشياعكم [القمر: 51] بغير مدّ يعني لأن الهمزة التي استقبلت الألف غير ممدودة. وروى الخزاعي «8» عن
أصحابه أن المدّ كله مدّ يسير وسطا مبيّنا. قال: وكذلك كل «1» ممدود في القرآن لا يسرفون في مدّه، ولكن [52/ و] يمدّه مدّا حسنا. 1255 - وروى ابن مجاهد عن قنبل «2»، عن القواس: أنه كان لا يطوّل حرف المدّ إذا استقبلته همزة، إذا كانت الهمزة في أول كلمة وحرف المدّ قبلها في آخر كلمة، و [روى] «3» الخزاعي «4» عن الهاشمي عن القواس، والحلواني عنه «5»، وابن شنبوذ عن قنبل عنه «6»: أنه كان يحذف حرف المدّ ويسقطه من اللفظ في المنفصل، قال الحلواني: إلا أن يكون واوا فإنه يثبته «7». 1256 - قال أبو عمرو «8»: وهذا مكروه قبيح لا يعمل عليه ولا يؤخذ به إذ هو لحن لا يجوز بوجه، ولا تحل القراءة به «9». ولعلّهم أرادوا حذف الزيادة لحرف المدّ وإسقاطها، فعبّروا عن ذلك بحذف حرف المدّ وإسقاطه مجازا. 1257 - فأما النصّ بذلك، فقال الحلواني عن القواس، بإسناده عن ابن كثير: إنه كان لا يمدّ حرفا لحرف، ويذهب بالحرف الأول، ولا يثبته «10»، مثل: بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك [البقرة: 4] وكما ءامن النّاس [البقرة: 13] وألا إنّهم [البقرة: 12] وفى أنفسكم [البقرة: 235] يسقط الحرف الأول أصلا ولا يثبته «11»، ويثبت «12» قالوا إنّما نحن [البقرة: 11] يمدّها قالوا أءنّك لأنت يوسف [يوسف: 90] «13» يمدّ الواو
في كل القرآن. قال: فإذا كانت الهمزة من نفس الحرف مدّها مثل: من السّماء ماء [البقرة: 22] ومثل نداء: يأيّها [البقرة: 21] ويأخت [مريم: 28] ويادم [البقرة: 33] ونحوها يعني من النداء. 1258 - قال أبو عمرو: وقد غلط الحلواني في إلحاقه يأيّها ويأخت ويادم مع [ما] «1» الهمزة فيه من نفس الكلمة التي قبلها، بل هي منفصلة منها؛ لأن «يا» التي للنداء ليست فيها همزة، فيكون من نفسها، وإنما هي في «2» الكلمة التي بعدها، وأظنه راعى في ذلك خط المصاحف؛ إذ هو فيها مرسوم كلمة واحدة؛ لأن كتّابها كرهوا اجتماع الألفين، فحذفوا إحداهما اختصارا، والمحذوف منهما هي ألف يا لسكونها وتطرّفها، والمثبتة هي الهمزة لكونها همزة مبتدأة، ثم وصلوا الياء بالهمزة فصار ذلك كلمة واحدة، فإن كان راعى الخط في ذلك، فيلزمه أن يجعل ذلك سائغا في كل ما يجري مجراه في الخط نحو: هؤلاء [البقرة: 11] وهأنتم [آل عمران: 66] وشبههما إذ ذلك فيه كلمة واحدة أيضا، وهو في الأصل والمعنى كلمتان. 1259 - ولعله قرأ ذلك على القواس وغيره بالمدّ، فإن كان ذلك فليس لأجل أن الهمزة فيه من نفس الكلمة كما زعمه، بل من أجل اتصال المنادى بحرف النداء حتى كأنه معه كلمة واحدة، فأشبه لذلك «3» ما هو مع الهمزة من كلمة، ولهذه العلّة أيضا رسم في الخط مع ما بعده من المنادى كلمة واحدة على أنّا لم نر أحدا من أهل الأداء يأخذ بمدّه ولا يخرجه عن حكم نظائره في مذهب من مدّ الممدود فقصر المنفصل ومدّ المتصل. 1260 - وأمّا أبو عمرو فروى أحمد بن جبير عن اليزيدي والحلواني عن أبي عمر «4»، عنه، عن أبي عمرو أنه لم يمدّ حرفا لحرف، ولم يأت بذلك عن اليزيدي نصّا غيرهما. وروى أبو عبد الرحمن «5»، وأبو حمدون عن اليزيدي «6»، وعن أبي
عمرو لا أقسم [القيامة: 1] ممدود. قال أبو طاهر بن أبي هاشم وغيره من علمائنا: فهذا يدلّ على أنه كان يمدّ حرف المدّ للهمزة يعني في المنفصل. 1261 - قال أبو عمرو: وليس في ذلك دليل على مدّ المنفصل؛ لأن قوله: لا أقسم بيوم القيمة (1) [القيامة: 1] مختلف في إثبات الألف فيه بعد اللام وفي حذفها «1»، فذكر المدّ إنما هو دلالة على إثبات تلك الألف- التي الخلاف فيها، والفائدة في ذكرها- لا على زيادة التمكين لها لأجل الهمزة، وإذا كان ذلك- ولا يكون غيره- لم يكن في ذكرهما المدّ دلالة على مدّ المنفصل. 1262 - على أن إبراهيم بن اليزيدي قد حكى عن أبيه لا أقسم [القيامة: 1] يبين لا ويقطع الألف، ولم يذكر المدّ. وقال أبو خلاد «2»، وأبو شعيب وأبو عمرو عن اليزيدي: لا أقسم بألف فدلّ على صحة ما قلنا. 1263 - ومما يبين أن أبا عبد الرحمن وأبا حمدون أرادا بقولهما ممدود إثبات الألف دون زيادة مدّها، قولهما عن اليزيدي عن أبي عمرو بإثر ذلك، ولو كانت لا أقسم [القيامة: 1] بغير ألف كانت لأقسمن بالنون، فذكر [ا] «3» الألف دون المدّ، وقال لنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد: إن مذهب أبي عمرو في التمييز بين المنفصل والمتصل كمذهب ابن كثير سواء «4». 1264 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر «5»، عن أبي طاهر عن قراءته على ابن مجاهد، في مذهب أبي عمرو: ويمدّ حرف المدّ للهمزة، فإذا كانتا من كلمتين، ولا يطول تطويلا شديدا، قال: وكذلك كنت أسمعه يقرأ. 1265 - وأما ابن عامر فروى الحلواني: عن هشام بإسناده عنه: أنه يمدّ حرف المدّ إذا استقبلته همزة من كلمة بعده مدّا بين المدّ والقصر، لا يسرف في المد، ولا
يسكت بعد المدّ، يصل الهمزة به. كذا روى الداجوني «1» عن محمد بن موسى الصّوري عن ابن ذكوان، فقال: بين المدّ والقصر. 1266 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا الحسين بن المهلب «2»، عن ابن بسام عن الحلواني، عن هشام بإسناده عنه: أنه كان يقرأ بالمدّ والهمز والإدغام في كل القرآن بما أنزل إليك [البقرة: 4] ونظائره ممدودات كلها. 1267 - وأما عاصم: فحدّثنا محمد بن أحمد، حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني الجمال، حدّثنا ابن يزيد، حدّثنا عبد الله بن صالح عن أبي بكر عن عاصم: أنه كان يمدّ حرفا لحرف «3». وكذلك أخبرنا الفارسي عن أبي طاهر، عن أحمد بن عبد الله، عن الرازي، عن الحلواني، عن أبي شعيب القوّاس، عن حفص عنه «4». 1268 - قال أبو طاهر «5»: وكذلك قرأت على الأشناني، فمددت حرف المدّ عند لقاء «6» الهمزة في كل القرآن. 1269 - حدّثنا محمد بن أحمد، حدّثنا ابن مجاهد، حدّثني الحسن الرازي عن قراءته على القاسم بن أحمد الخياط عن الشّموني عن الأعشى، عن أبي بكر: أنه كان يمدّ مدّا واحدا في كل الحروف، ولا يفضّل حرفا على حرف في مدّ، وكان مدّه مشبعا، ويسكت بعد المدّ سكتة ثم يهمز «7».
سكت أبي بكر على الساكن قبل الهمز
سكت أبي بكر على الساكن قبل الهمز 1270 - حدّثنا فارس بن أحمد «1»، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثنا الحسن بن داود، عن القاسم بن أحمد، عن محمد بن حبيب، عن الأعشى، عن أبي بكر، عن عاصم بما أنزل إليك [البقرة: 4] يمد- يعني الألف لاستقبال الهمزة- مدّا طويلا، ويقطع قطعا شديدا. وكذلك كل واو ساكنة قبلها ضمة، أو ياء ساكنة قبلها كسرة، إذا استقبلتها همزة، همز أيضا وقطع قالوا إنّما نحن [البقرة: 11] فى أنفسكم [البقرة: 235] أولئك على هدى [البقرة: 5] يمدّ أولئك قبل الهمزة ويسكت، ثم يهمز وكذلك أولاء على أثرى [طه: 84] وهؤلاء [البقرة: 11] وهأنتم [آل عمران: 66]. ولم يأت بالسّكت على حرف المدّ قبل الهمزة في المتصل والمنفصل إلا الأعشى عن أبي بكر من رواية الشّموني عنه لا غير. 1271 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد حدّثهم قال: حدّثنا وكيع «2»، حدّثنا أحمد بن حميد أبو جعفر المقرئ [حدثنا أبو حفص] «3»، حدّثنا محمد بن حفص، قال: كان أبو عمر لا يمدّ الشديد، ولا يمدّ إلا ما كان ياء بعد ألف مثل: قائلون [الأعراف: 4] وخائفين [البقرة: 114] والملئكة [البقرة: 31] وإسرءيل [البقرة: 40] وأولئك [البقرة: 5] وكان يفضّل إسرءيل على بنى. وذكر «4» لنا في الباب كمذهب ابن كثير، وكذلك حكى وهب المروزي «5» عن الحسن ابن المبارك عن عمرو بن الصباح عن محمد بن حفص عن حفص سواء. 1272 - وقال ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم: قال لي أحمد بن سهل الأشناني: أنه تعلم القرآن من عبيد بن الصباح، وقرأ عبيد على أبي عمر «6»، وإنّه قرأ
على جماعة من أصحاب أبي حفص «1»، قال: فلم أعرف إلا التمكين في سائر القرآن، ولا أعرف مد ما كانت الهمزة منه، وترك المدّ فيما كانت الهمزة من غيره. 1273 - وروى ابن شنبوذ أداء عن محمد بن موسى الصّفار «2»، عن القواس ومحمد بن الفضل «3»، زرقان «4»، عن حفص: ترك مدّ حرف لحرف في جميع القرآن. 1274 - وأما حمزة: فحدّثنا ابن علي «5»، حدّثنا ابن مجاهد، قال: كان حمزة يميز في المدّ بين الهمزتين المتفقتين المفتوحتين والمرفوعتين والمخفوضتين، فقال خلف عن سليم: أطول المدّ عند حمزة ما كان مثل تلقاء أصحب النّار [الأعراف: 47] وجاء أحدهم [المؤمنون: 99] وكذلك ما أتى من الهمز مفتوحا، وإن كان همزة واحدة مثل يأيّها قال: وأمدّ الذي دون ذلك مثل خائفين [البقرة: 114] والملئكة [البقرة: 31] وبنى إسرءيل [البقرة: 83] وأقصر المدّ عنده أولئك [البقرة: 5] «6». قال سليم قال حمزة: إذا مددت الحرف ثم همزت فالمدّ يجزئ عن السكت «7» قبل الهمزة.
تقدير المد بالحروف
1275 - قال أبو عمرو: يجعل حمزة [53/ و] المدّ على ثلاثة ألفاظ، ولم يأت هذا التمييز فيه عن أحد سواه. وقال خلاد «1» عن سليم عن حمزة: المدّ كله واحد، وبذلك قرأت أنا في جميع الطرق عن سليم، وعلى ذلك أهل الأداء. 1276 - وروى محمد بن سعيد البزاز «2» عن خلاد عن سليم، قال: كل المدّ عند حمزة سواء، مدّ بين المدّ والقصر، وذلك كان اختيار ابن مجاهد. 1277 - وتابع أبو هشام خلفا على أطول المدّ في الهمزتين المفتوحتين، قال: والمدّ الذي دون ذلك أولئك وقوله: فاءو [البقرة: 226] وقوله إلّا خائفين [البقرة: 114] ويمدّ الملئكة ويمدّ بنى إسرءيل وبنى ءادم [الأعراف: 26]، ولا يمدّ أولئك ولا فباءو [البقرة: 90] كما يمدّ الملئكة، وإسرءيل «3». وقالا جميعا عن سليم قال حمزة: إذا التقت الهمزتان فقارب «4» ما بينهما مثل تلقاء أصحب النّار [الأعراف: 47] وجاء أحدهم الموت [المؤمنون: 99] ونحوها. وزاد أبو هشام: وما كان بهمزة واحدة مدّها وجعل الهمزة؛ مثل: يأيّها ومثل شاء اتّخذ [المزمل: 19] وقال: الألف هاهنا موضع ألفين. تقدير المد بالحروف 1278 - قال أبو عمرو: يعني أن الألف بما دخلها من زيادة التمكين وإشباع «5» المدّ- على ما فيها من المدّ الذي هو صيغتها- لأجل الهمزة التي استقبلتها مقدارها مقدار ألفين، وهو كلام صحيح مفهوم. 1279 - وقد استعمل مثله جماعة من العلماء بالقراءة والعربية، دلالة على
تفاضل المدّ بالزيادة والنقصان، فقال أحمد بن يعقوب التائب «1» في كتاب السبعة من تصنيفه عند ذكره اختلاف القراء في الهمزتين، وذكره مذهب من أسقط الأولى من المتفقتين بالفتح في نحو: شاء أنشره [عبس: 22] قال: فيمدّ ألف «شاء» حتى يكون بمقدار ألفين ثم يلفظ بعده همزة «أنشره». ثم قال في موضع آخر: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكوفيون وابن عامر ءادم في كل القرآن بهمزة بعدها مدّة مقدارها ألف، فقدّر ما يمدّ لاستقبال الهمزة مقدار حرفين؛ للزيادة التي دخلته في سببها، وقدّر ما لم يستقبله همزة مقدار حرف واحد؛ لامتناع الزيادة فيه بعدم موجبها؛ تحقيقا للمدّ وتعريفا بتفاضله. 1280 - ووافق التائب «2» على تقدير زيادة المدّ ونقصانه بالحروف غير واحد من الأئمة المجتمع على إمامتهم كابن مجاهد وأبي طاهر بن أبي هاشم ونظرائهما. وقد أثبتنا بنص «3» كلامهم في الكتاب الذي أفردناه لهذه المسألة، فأغنى ذلك عن إعادته هاهنا. 1281 - حدّثنا فارس بن أحمد «4»، حدّثنا عبد الله بن الحسين، حدّثنا أبو بكر الأدمي عن أيّوب الضبّي عن رجاء بن عيسى أنه قرأ على إبراهيم بن زربي وأنه قرأ على سليم عن حمزة بمدّ بين مدّين وكسر بين كسرين. 1282 - وروى ابن شنبوذ عن محمد بن حيّان «5»، عن أبي حمدون عن سليم عن حمزة أنه قال: إنما أزيد على الغلام في المدّ ليأتي بالمعنى. 1283 - وأما الكسائي: فقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد بأن مدّه كله وسط من ذلك، ولا يسكت على المدّة قبل الهمزة، قال: ومذهب ابن عامر كمذهب الكسائي في ذلك كله «6». وقال ابن مجاهد في جامعه عن نصير بن يوسف عن الكسائي: إنه كان لا يمدّ حرفا لحرف «7».
1284 - قال أبو عمرو: وبالمدّ قرأت في روايته من غير تمييز بين المنفصل والمتصل، وعلى ذلك أهل الأداء عنه. 1285 - وروى نصير عنه أيضا أنه لم يمدّ ألف الملئكة كرواية الأصبهاني عن ورش، وقرأت من طريقه بالمدّ، وعليه العمل، وبالله التوفيق.
الجزء الثاني
الجزء الثاني [تتمة باب ذكر مذاهبهم لزيادة التمكين لحروف المد والتنوين إذا التقين الهمزات في المتصل والمنفصل] فصل (في تقديم الهمزة على حروف المد واللين) 1286 - وإذا تقدمت الهمزات حروف المدّ واللين الثلاثة، نحو قوله: ءامنوا [البقرة: 9] وو ءاتوا [البقرة: 43] وءادم [البقرة: 31] وءازر [الأنعام: 74] وءاخر [التوبة: 102] وأن تبوّءا [المائدة: 29] وجآءنا [الحجر: 61] «1»، وإيمنكم [البقرة: 225] ولإيلف قريش* إلفهم [قريش: 1، 2] ومّتّكئين [الكهف: 31] وخطئين [يوسف: 97] ومستهزءون [البقرة: 14] ومتّكئون [يس: 56] وو أوذوا [آل عمران: 195] وفادرءوا [آل عمران: 168]، رءوف [البقرة: 207] «2»، ويؤسا [الإسراء: 83] ولا يئوده [البقرة: 255] وما أشبهه، فلا خلاف في تمكينهن على مقدار ما فيهن من المدّ الذي هو صيغتهن، ومقداره مقدار حرف واحد «3». ألف [أ] «4» وياء [أ] «5» وواو، من غير زيادة، إلا ما اختلف فيه عن ورش. 1287 - فروى أصحاب أبي يعقوب الأزرق عنه أداء تمكينهن تمكينا وسطا، بزيادة يسيرة، وهي كالزيادة التي تزيدها من هذا الطريق في تمطيطهنّ، مع تأخّر الهمزة في المتصل والمنفصل، مطابقة لمذهبه في التحقيق، وتحكمها المشافهة، وسواء كانت الهمزة قبلهن محقّقة، أو التي حركتها على ساكن قبلها، أو أبدلت حرفا خالصا؛ لأنها في حال الإلقاء والبدل في نيّة التحقيق، فجرت لذلك مجرى المحققة، وذلك نحو قوله: من ءامن [البقرة: 62] وبالأخرة [البقرة: 4] وقل إى وربّى [يونس: 53] وللإيمن [الأعراف: 167] ومن الأولى [الضحى: 4] ومن أوتى [الحاقة:
19] وفقد أوتى [البقرة: 269] وقوما ءاخرين [الأنبياء: 11] وقدير* ءامن [البقرة: 284 - 285] وقريش إلفهم [قريش: 1، 2] وما أشبهه على مذهبه، وكذا هؤلآء ءالهة [الأنبياء: 99] ومّن السّمآء ءاية [الشعراء: 4]، وما كان مثله إلا قوله: لّا يؤاخذكم الله [البقرة: 225] ولا تؤاخذنآ [البقرة: 286] وو لو يؤاخذ الله [النحل: 61] حيث وقع، وقوله: الئن «1» في الموضعين في يونس [51 و 92]، وعادا الأولى في والنجم [50]، فإنه لم يزد في تمكين المدّ في هذه الستة الأحرف مع عدم الهمزة لفظا، هذا قول أهل الأداء عنه. وقال النحاس «2»: إنه لا يمدّ ءآلئن [يونس: 91] حيث وقع. 1288 - وكذا لم يزد في تمكين الياء من قوله: إسراءيل [البقرة: 83] في جميع القرآن نقض أصله في ذلك، أو اكتفى فيه لكثرة دوره بتمكين الألف عن تمكين الياء. وقال ورش عن نافع إسراءيل يمدّ أوله ويقصر آخره. وروى ابن شنبوذ «3» وغيره عن النحاس، عن أبي يعقوب، عن ورش أنه حذف الياء من ذلك حيث وقع، ك وميكال [البقرة: 98] سواء. وقال النحاس في كتاب اللفظ له: كان أبو يعقوب يقرأ إسراءيل بغير ياء، وكان عبد الصمد «4» يمدّها ويهمزها. 1289 - قال أبو عمرو: وحذف الياء من ذلك لغة «5»، والذي قرأت أنا به إثبات الياء، وتمكينها من غير زيادة، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء. 1290 - فإن سكن ما قبل الهمزة في هذا الفصل، ولم يكن حرف المدّ، لم يزد في تمكين حرف المدّ بعدها؛ لأجل الساكن الجامد، وذلك نحو قوله: القرءان [البقرة: 185] والظّمئان [النور: 39]، ومسئولا [الإسراء: 34]، ومذءوما [الأعراف: 18] وما أشبهه. وقال النحاس عن أبي يعقوب: إنه كان يقصر القرآن، وكان عبد
الصمد يمدّه. وقال عنهما: الظّمئان [النور: 39]، ومذءوما، ومسئولا [الإسراء: 34] بغير مدّ. وحكى المصريون عن ورش وأصحابه: أنهم كانوا يمدّون القرءان أكثر من مدّ نافع، وبالأول قرأت. 1291 - فإن كان الساكن حرف مدّ أو حرف لين، زيد في التمكين نحو جآء ءال [الحجر: 61] «1»، وأتستبدلون [البقرة: 61] وفآءو [البقرة: 226] وجآءو [آل عمران: 184] وو بآءو [البقرة: 61] ويرآءون [الماعون: 6] وليسئوا [الإسراء: 7] وبريئون [يونس: 41]، وو قاسمهمآ [الأعراف/ 20]، والموءدة وما أشبهه. 1292 - وإن كانت الهمزة مجتلبة للابتداء، نحو: اؤتمن [البقرة: 283] ائذن لّى [التوبة: 49] أفتونى [النمل: 31] وما أشبهه، أو كانت الألف التي بعد الهمزة مبدلة عن التنوين في حال الوقف: مّآء [البقرة: 22] وغثآء [المؤمنون: 41] وجفآء [الرعد: 17] وما أشبهه، لم يزد في تمكين حرف المدّ في ذلك؛ لأن همزة الوصل لا توجد إلا في حال الابتداء خاصة؛ ولأن تلك الألف لا تثبت إلا في حال الوقف لا غير. فهما غير لازمتين، فلم يعتدّ بهما في زيادة التمكين لذلك؛ وبهذا الذي ذكرت قرأت على ابن خاقان «2»، وأبي الفتح «3»، في رواية أبي يعقوب عن ورش، وحكيا لي ذلك عن قراءتهما، وعلى ذلك جماعة المصريين، ومن دونهم من أهل المغرب. 1293 - وقرأت على أبي الحسن «4» بن غلبون في روايته- بالإسناد المتقدم- بغير زيادة تمكين لحرف المدّ فيما تقدم، سألته عن زيادة التمكين، وإشباع المدّ، فأنكره [و] «5» بعد جوازه، وإلى ذلك كان يذهب شيخنا علي بن محمد «6» بن بشر رحمه الله، وسائر أهل الأداء من البغداديين والشاميين. 1294 - وقال بعض شيوخنا: هو اختيار من ورش خالف فيه نافعا، يعني الزيادة
في المدّ، قال: وأهل العراق ينكرون ذلك، ولا يأخذون به، وأهل مصر يروونه ويتركونه، وحكى لي الخاقاني أن أصحابه المصريين الذين قرأ عليهم اختلفوا في ذلك؛ فمن قائل منهم به، ومن منكر له. 1295 - وقال آخرون: إنما كان المشيخة من المصريين يأخذون بالتحقيق، والإفراط في المدّ على المبتدئين، على وجه الرياضة لهم، وهذا يدل على أن البالغ الإشباع الزائد في هذا الفصل، ليس من مذهب نافع، ولا اختياره، ولا من رواية ورش ولا أدائه، وأنه استحسان واختيار من أهل الأداء، عن أصحابه؛ من حيث استعملوه وأخذوه على المبتدئين، على وجه الرياضة فقط، على ما كان حمزة وأصحابه يأخذون به، من الزيادة في التحقيق والإفراط «1» في المدّ كذلك. 1296 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد «2»، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال حدّثنا ابن فرح، قال [حدثنا] «3» أبو عمر: قال: سمعت سليما يقول: [54/ و] وقف الثوري على حمزة فقال: يا أبا عمارة، ما هذا الهمز والمدّ والقطع الشديد؟ فقال: يا أبا عبد الله، هذه رياضة للمتعلّم. قال: صدقت. 1297 - وقد جاء عن نافع ما يؤيّد ما قلناه، ويؤذن بصحّته، وهو ما أخبرناه الخاقاني خلف بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني «4»، حدّثنا [أبو] «5» إسحاق إبراهيم الباطرقاني، عن يوسف بن جعفر، عن إبراهيم بن الحسن، حدّثنا علي بن بشر، حدّثنا جعفر بن شكل، قال جاء رجل إلى نافع فقال: تأخذ «6» عليّ الحدر؟ فقال نافع: ما الحدر؟ ما أعرفها! أسمعنا. فقرأ الرجل، فقال نافع: الحدر
أو حدرنا أن لا نسقط «1» الإعراب، ولا ننفي الحرف «2»، ولا نخفف مشدد، ولا نشدد مخففا، ولا نقصر ممدودا، ولا نمدّ مقصورا، قراءتنا قراءة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سهل جزل، لا نمضغ ولا نلوك، ننبر «3» ولا ننتهر، نسهل ولا نشدد، نقرأ على أفصح اللغات وأمضاها، ولا نلتفت إلى أقاويل الشعراء، وأصحاب اللغات، أصاغر عن أكابر، مليّ عن وفيّ ديننا دين العجائز، وقراءتنا قراءة المشايخ، نسمع في القرآن ولا نستعمل فيه بالرأي، ثم قرأ نافع: قل لّئن اجتمعت الإنس والجنّ [الإسراء: 88] إلى آخر الآية. 1298 - في هذا الخبر بيان أن قراءته في هذا الضرب من الممدود، لم تكن بتمطيط بالغ، ولا بإشباع مسرف، بل كانت فيه بمدّ وسط، وتمكين يسير، على مقدار مذهبه في استعماله التحقيق لا غير؛ إذ ذلك الأفصح والأمضى من اللغات، والأقيس والأولى من الوجوه، وبه تحصل الجزالة والتسهيل، وينتفي الانتهار والتشديد. 1299 - وما حكينا له قبل «4» من كون الزيادة في هذا الضرب في مذهب ورش من الطريق المذكور، كالزيادة بعد تمطيط الحرف، في الضرب الذي يتأخر فيه الهمزة سواء [هو] «5» ما حكاه الإمام المقدّم في هذا العلم أبو الطيب أحمد بن يعقوب التائب رحمه الله في كتابه، فقال: وكلهم قرأ مآ ءاتينكم [البقرة: 63] بمدة متوسطة مثل إنّآ أعطينك [الكوثر: 1] إلا حمزة ونافعا في رواية ورش خاصة، فإنهما زادا في مدّه قليلا للتبيين والإشباع. 1300 - ألا تراه رحمه الله كيف سوّى بين مدّ ورش وبين مذهب حمزة في زيادة التمكين في هذا الضرب الذي يتقدم فيه الهمزة حرف المدّ، كما سوّى هو وغيره من المصنفين وأهل الأداء بين مذهبهما في الزيادة على غيرهما من أئمة القراءة في الضرب الذي تتأخر فيه الهمزة بعد حرف المدّ، وذلك من حيث اشتركا في استعمال الإشباع والتبيين، واتفقا في الأخذ بالتحقيق والتمكين، فدلّ ذلك دلالة ظاهرة
ذكر ذلك
على أن تلك الزيادة- على ما يستحقه حرف المدّ- يسيرة، تحكمها المشافهة، وتوضحها التلاوة، وأنّها في الضربين: الممدود والمشبع والممكّن غير المشبع سواء، وأنها في الضرب الذي يتقدم فيه الهمزة حرف المدّ من غير إفراط، ولا خروج بها من لفظ الخبر إلى لفظ الاستخبار؛ إذ هي على مقدار الإشباع والتبيين؛ إذ كان أهل الأداء لحرف حمزة مجمعون على ترك الإفراط في مدّ ذلك، فكذلك أيضا ينبغي أن لا يفرط فيه في مذهب ورش، وكذلك قرأت على الخاقاني وأبي الفتح عن قراءتهما، وهو الذي يوجبه القياس ويحققه النظر وتدلّ عليه الآثار وتشهد بصحته النصوص، وهو الذي أتولاه وآخذ به. 1301 - وقد وقعت «1» في هذه الرواية التي قرأنا بها على ابن خاقان وفارس بن أحمد إلى جماعة لم تتحقق معرفتهم، ولا استكملت درايتهم، فأفرطوا في إشباع التمكين إفراطا أخرجوه بذلك عن حدّه ووزنه، (قال لإبعاد) «2» جوازه وتخطئة ناقله وتجهيل منتحله والآخذ به، وقد أتيت على البيان عن صحة القول في ذلك ووجهه الصواب فيه في كتاب الأصول وفي غيره، إلا أنّا رأينا ألا نخلي جامعنا هذا من ذكر ما فيه كفاية ومقنع من ذلك؛ لتستوفى به فائدته، ويعمّ نفعه، وليتحقق الناظرون فيه خطأ من أضاف ذلك إلى نافع، وصحّح نقله عن ورش عنه بشبه من النصوص ظنها دلائل، وعلق توهّمها حججا، بما نوضحه من القول، ونبيّنه من الدليل إن شاء الله. [54/ ظ] ذكر ذلك 1302 - اعلم أن الإفراط في المدّ والمبالغة في التمكين لحرف المدّ في هذا الفصل تحقق عند المنتحلين له («3» وفائدة عند «4» الآخذين به وبزعمهم وجهين) أحدهما: النصّ، والثاني: القياس، قالوا: وما تحقق وفاؤه «5» بهذين الوجهين أو بأحدهما وجب القطع على صحته ولزم العمل به.
1303 - قالوا: فأما النصّ فإن جميع أصحاب ورش من أبي يعقوب «1»، وأبي الأزهر وداود وغيرهم أطلقوا المدّ، وعبّروا عنه عن نافع في كتبهم التي سمعوها وأصولهم التي دوّنوها في نحو قوله: وأوذوا [آل عمران: 195] «2»، فادرءوا [آل عمران: 168]، ردما ءاتونى، قال ءاتونى [الكهف: 96] «3»، وو كلّ أتوه [النمل: 87] «4»، وغير ءاسن [محمد: 15] وفئاتاهم الله ثواب الدّنيا [آل عمران: 148] ولإيلف قريش إلفهم [قريش: 1، 2]. 1304 - وأما القياس: فإن الهمزة علّة لزيادة التمكين لحرف المدّ، وموجبة له فيه، لجهرها «5» وخفائها، فكما توجبه متأخرة بإجماع، كذلك أيضا توجبه متقدمة، لا فرق بين تأخّرها وتقدّمها في وجوب ذلك البيان والتحقيق. 1305 - والوجهان جميعا لا دليل فيهما على مذهبهم، ولا حجة فيهما [لانتحالهم]، ويؤذنان بطول قولهم وردّ دعواهم ويشهدان بقبيح مذاهبهم وسوء انتحالهم. 1306 - فأما ما ذكروه من النص الذي حقّق ذلك عنهم «6»، فإن أصحاب ورش لم يريدوا بإطلاق المد على تلك الحروف وبأشباهها الزيادة في تمطيطها، والمبالغة في تمكينها، حتى يتجاوز بذلك صيغتها، ولا قصدوا ذلك، بل أرادوا به معنى آخر هو أولى وآكد من معنى الزيادة والمبالغة؛ لحصول الفائدة فيه دون غيره، وهو الدلالة على الفرق بين القراءتين «7»، في الكلمة المحتملة الوجهين من المدّ والقصر فيما اختلف فيه، والإعلام بأن بعد الهمزة حرف مدّ فيما اتفق فيه لا غير. 1307 - ومما يبيّن أن ذلك أرادوا وإياه قصدوا دون غيره، إطلاق جميعهم القصر على تلك الحروف وأشباهها، مما فيه اختلاف بين أئمة القراءة، في مذهب من
حذف حرف المدّ بعد الهمزة، نحو أمرنا مترفيها [الإسراء: 16] «1»، وأتينا بها [الأنبياء: 47] «2»، ولأتوها [الأحزاب: 14] «3»، ومّآ ءاتيتم [البقرة: 233] «4»، وبمآ ءاتاكم [الحديد: 23] «5» وشبهه. وعلى الحروف التي لا حرف مدّ بعد الهمزة فيها بإجماع منهم، نحو الّذين يفرحون بمآ أتوا [آل عمران: 188] وفأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا [الحشر: 2] وأتوا به متشبها [البقرة: 25] وأثاروا الأرض [الروم: 9] وما أشبهه. فكما أرادوا- لا شك- بالقصر هاهنا إسقاط حرف المدّ بعد الهمزة- لا النقصان عن مدّه؛ لعدوه «6» في ذلك مذهب القارئين بذلك كله- أرادوا هناك إثبات حرف المدّ بعد الهمزة لا الزيادة في مدّه. 1308 - ويؤكد صحّة ذلك عبارة أصحاب ورش أجمعين من صلة هاء الكناية في نحو قوله: ونصله [النساء: 115] وأرجه [الأعراف: 111] وو يتّقه [النور: 52] وما أشبهه بالمدّ، وعن حذفه إياها في قوله: يرضه لكم [الزمر: 7] بالقصر وبغير مدّ، فكما جعلوا المدّ والقصر أيضا في هذا الضرب عبارة عن إثبات حرف المدّ وعن حذفه، [كذلك جعلوه] «7» فيما تقدم سواء، لا فرق بين الموضعين. 1309 - ويحقق «8» ذلك أيضا ويرفع الإشكال في صحته، وجود هذا المدّ مطلقا على تلك الحروف في كتاب كل واحد من أئمة القراءة والناقلين عنهم، فدلّ ذلك دلالة قاطعة على أن معناه ما بيّنّاه من الدلالة على مذاهبهم في إثباته والإتيان به بعد الهمزة دون الزيادة في تمطيطه والمبالغة في تمكينه، إذ ذلك ليس من قولهم، ولا من مذهبهم في ذلك بإجماع عنهم.
1310 - ويؤيد هذا كلّه ويشهد بصحته، ما ورد في كتب السلف الماضين من القرّاء، والنحويين، من إطلاق العبارتين: من المدّ والقصر على إثبات حروف المدّ، وعلى حذفهما فيما لا همزة فيه من الكلم، وذلك مما لا يزاد في مدّ ما يثبت فيه حرف المدّ، ولا يبالغ «1» في تمكينه بإجماع منّا ومن مخالفينا؛ لعدم وجود الهمزة الموجبة لذلك قبله. 1311 - فأما ما ورد من ذلك في كتب القراءة فحدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا عبد الواحد «2» بن محمد البلخي، قال: قرأ عليّ عثمان بن جعفر بن اللبان، قال: حدّثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم عن عمّه يعقوب بن إبراهيم عن نافع بن أبي نعيم أنه قرأ في سورة النساء [128] أن يصلحا «3» مثقلة ممدودة. وفي سورة الأعراف [172] من ظهورهم ذرّيّتهم «4» مثقلة ممدودة ألحقنا بهم ذرّيّتهم [الطور: 21] «5» ممدودة. وقال عنه في سورة النساء [5]: الّتى جعل الله لكم قيما «6» مخففة غير ممدودة. 1312 - حدّثنا خلف بن إبراهيم «7»، قال حدّثنا أحمد بن أسامة، قال حدّثنا أبي ح. 1313 - وحدّثنا فارس بن أحمد «8»، حدّثنا جعفر بن أحمد، حدّثنا محمد بن
الربيع، قالا: حدّثنا يونس عن ورش عن نافع أنه قرأ في سورة الكهف: فى عين حمئة «1» [86] مقصورة. 1314 - وحدّثنا ابن غلبون «2»، حدّثنا علي بن محمد، حدّثنا أحمد بن سهل «3»، حدّثنا علي بن محصن حدّثنا عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم أنه قرأ وتظنّون بالله الظّنونا [الأحزاب: 10] غير ممدودة «4». 1315 - وقال (فارس) «5»: حدّثنا عبد الله بن الحسين، حدّثنا الأشناني «6»، عن أصحابه عن حفص عن عاصم أنه قرأ يخدعون الله [البقرة: 9] بالمدّ وإذ وعدنا موسى [البقرة: 51] بالمدّ ولّمن فى أيديكم مّن الأسرى [الأنفال: 70] مقصورة. 1316 - وحدّثني عبيد الله بن سلمة الإمام أن عبد الله بن عطية «7» حدّثهم، حدّثنا الحسن بن عبد الملك حدّثنا هارون بن موسى الأخفش عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر أنه قرأ أسرى [البقرة: 85] بمدّ السين. 1317 - وحدّثنا ابن غلبون «8»، حدّثنا عبد الله بن محمد، حدّثنا أحمد بن أنس، حدّثنا هشام بن عمّار عن أصحابه عن ابن عامر أنه قرأ: فنظرة إلى ميسرة [البقرة: 280] «9» مقصورة.
1318 - حدّثنا أبو الفتح «1»، حدّثنا عبد الله قال: حدّثنا أحمد بن موسى، حدّثني عبد الرحمن بن محمد بن حمّاد، أخبرنا يحيى، حدّثنا وهب، قال هارون: قراءة عبد الله بن كثير وأهل مكة أو من ورآء جدر [الحشر: 14] «2» مضمومة الجيم مقصورة. 1319 - حدّثنا عبد الرحمن بن عمر المعدّل «3»، حدّثنا محمد بن حامد، حدّثنا محمد بن الجهم، حدّثنا الهيثم بن خالد عن أبي خالد عكرمة عن بكار بن أخي همام عن هارون عن إسماعيل المكّي عن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هدى [البقرة: 38] «4» مقصورة.
1320 - وحدّثنا فارس بن أحمد حدّثنا أحمد بن محمد، وعبد الله بن محمد «1»، قالا: حدّثنا علي بن الحسين حدّثنا يوسف بن موسى عن جرير بن عبد الحميد عن الأعمش أنه قرأ: وإذ وعدنا [البقرة: 51] ممدودة وخشّعا أبصرهم [القمر: 7] ممدودة وعظما نّخرة [النازعات: 11] ممدودة. قال: وقرأ في الحج [2] سكرى وما هم بسكرى خفيفتان. 1321 - وحدّثنا علي بن الحسن المعدل «2»، حدّثنا الحسن بن رشيق حدّثنا أحمد بن شعيب النسائي، حدّثنا أحمد بن نصر، قال: حدّثنا «3» محمد بن عبد الرحمن، عن عيسى بن عمر، عن طلحة بن مصرّف: أنه قرأ في يس [56]: فى ظلل، ممدودة، وقرأ في والنجم [12]: أفتمرونه مقصورة. قال: وقرأ وميكال وإسراءيل بالهمز وبمدّها، وقرأ جبرئل مهموزة مقصورة «4». 1322 - قال أبو عمرو: فعبّر هؤلاء الأئمة والرواة عن إثبات حرف المدّ في الكلم المذكورة بالمدّ وعن حذفه بالقصر مع عدم وقوع الهمزة قبله، فدلّ ذلك دلالة لا خفاء بها على صحة ما تأوّلناه قبل في معنى المدّ والقصر أنه الإثبات والحذف وبطول ما تأوّله مخالفونا أنه الزيادة والنقصان.
1323 - وأما ما ورد في كتب النحويين، من إطلاق المدّ على إثبات حرف المدّ، فشيء «1» يطول ذكر إحصاء جميعه لكثرته، ومن ذلك قول سيبويه إخبارا عن بعض العرب قال: وربما مدّوا فقالوا: «منابير ومساجيد ودراهيم» في نظائر ذلك جعل فيه المدّ عبارة عن إثبات حرف المدّ كما فعل ذلك من تقدّم ذكرنا له من أئمة القرّاء ونقلتهم «2». 1324 - قال أبو عمرو: ومع ما بيّنّاه ودللنا على صحّته، «3» فإن عندنا عن ورش عن نافع نصوصا ظاهرة مكشوفة تؤذن بنفي إشباع المدّ في الفصل المتقدم، ونحن نذكرها بأسانيدها ليتحقق بها خطأ من أضاف ذلك إلى نافع من طريق ورش، ويبيّن قبيح مذهب من انتحل ذلك من أهل الأداء إن شاء الله. 1325 - حدّثنا محمد بن علي «4»، حدّثنا ابن مجاهد حدّثنا الحسن بن علي حدّثنا أحمد بن صالح عن ورش عن نافع أنه قرأ قال فرعون ءامنتم به [الأعراف: 123] «5» بغير مدّ على مخرج الخبر. هذا نصّ الكتاب «6»، ولا بدّ بعد الهمزة من الإتيان بالألف المبدل من الهمزة الساكنة؛ [لأنه] «7» صيغتها، وإنما أراد بقوله: بغير مدّ نفي إشباع المدّ الذي يخرج ذلك إلى لفظ الاستفهام. 1326 - وحدّثنا الخاقاني «8»، حدّثنا أحمد بن أسامة حدّثنا أبي ح. 1327 - [و] «9» حدّثنا أبو الفتح، حدّثنا [جعفر بن أحمد، حدثنا محمد بن الربيع] «10»،
قالا: حدّثنا يونس، قال لي عثمان وسقلاب: وإذا لقيت ألف ألفا قطعتا من غير [55/ ظ] مدّ، إلا أن تكون إحداهما منوّنة، فإنها موصولة مثل بلدا ءامنا [البقرة: 126] وحرما ءامنا [القصص: 57] وما أشبه هذا. 1328 - وهذا نصّ ظاهر مكشوف، يغني عن كل دليل «1»، ويكفي من كل شاهد؛ إذ قد أفصح عن نفي إشباع المدّ في جميع الباب إفصاحا لا شكوك فيه، فلا حجة مع ذلك للمخالف، ولا دليل معه لفارق. 1329 - ومعنى قولهما: وإذا لقيت ألف ألفا، أي: إذا لقيت ألف همزة، ومعنى قولهما: قطعتا من غير مدّ، أي: طوّلت الألف وحقّقت الهمزة من غير أن يزاد في مدّ حرف اللين بعدها على ما فيه من المدّ الذي لا يوصل إليه إلا به. 1330 - وقال إسماعيل بن عبد الله النحاس في كتاب اللفظ عن عبد الصّمد بن عبد الرحمن صاحب ورش أنه كان لا يمدّ بايتنآ [البقرة: 39] وءامنوا [البقرة: 9] وءاتوا [البقرة: 43] وشبهه. وقال فيه عن أبي يعقوب الأزرق: حيث وقع مقصور غير مهموز ولا ممدود. وقال فيه أيضا عنهما «2» جميعا: إى وربّى [يونس: 53] مقصور ألف إى، وهذا أيضا نصّ لا خفاء به. 1231 - فالعدول «3» عن هذه النصوص الظاهرة، وأشباهها مما قد أتينا على ذكر جميعها في الكتاب الذي أفردناه لهذه المسألة، والعمل بما ذكره مخالفونا مما لا يصحّ عند التفتيش ولا يتحقق في النظر؛ [لأنه] «4» عدول عن وجه الصواب. 1332 - وأمّا ما ذكروه من القياس الذي أثر ذلك عندهم، ففاسد لا يصح بوجه لخروجه عن قول جميع العلماء من القرّاء والنحويين؛ إذ قول جميعهم منعقد على المخالفة بين حكم الهمزة إذا تأخرت بعد حرف المدّ في زيادة تمكينه، وإذا تقدمته لما سنبيّنه من العلة بعد.
1333 - فأما قول القرّاء المؤذن بذلك: فحدّثنا خلف بن حمدان «1»، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن هارون ح. 1334 - وحدّثنا أبو الفتح، قال [حدثنا] «2» أحمد بن محمد بن جابر، قالا: حدّثنا محمد بن محمد الباهلي قال: حدّثنا أبو عمر الدوريّ قال: حدّثنا إسماعيل بن جعفر عن نافع أنه قرأ ونئا بجانبه [الإسراء: 83] بغير مدّ. وعن أبي جعفر «3» أنه قرأ ونئا بالمدّ. 1335 - فعبر إسماعيل عن نافع في هذه الكلمة بغير مدّ؛ لتقدّم الهمزة على حرف المدّ فيها في مذهبه، وعبّر عن أبي جعفر فيها بالمدّ لتأخّر الهمزة بعد حرف المدّ فيها في قراءته، وهذا النص مغن في هذا المعنى، ولا سيما وهو من طريق نافع وأصحابه. 1336 - وحدّثنا أحمد بن عمر القاضي «4»، قال: حدّثنا محمد بن منير، قال: حدّثنا عبد الله بن عيسى، قال: حدّثنا قالون عن نافع أنه قرأ ونئا بجانبه بغير مدّ، قال: وقرأ زكريّا [آل عمران: 37] بالمدّ حيث وقع، فعبر أيضا قالون عن حرف المدّ الذي يتقدّمه الهمزة بغير مدّ، وعن الذي يتأخر بعده بالمدّ. 1337 - وحدّثنا علي بن محمد «5»، قال: حدّثنا محمد بن قطن، قال: حدّثنا سليمان بن خلاد، قال: حدّثنا اليزيدي عن أبي عمرو أنه [قرأ] «6» ونئا بجانبه مقصورة. وقرأ زكريّا ممدودة في جميع القرآن في نظائر لهذا من قولهم، تدلّ على ما دلّ عليه قول إسماعيل وقالون، وتردّ قول من سوّى بين حكم الهمزتين في الموضعين من التقدّم والتأخر. 1338 - وأما قول النحويين الموافق لقول القرّاء فإن بصريّهم وكوفيّهم أجمعوا
على أن كل اسم آخره ألف التأنيث مقصورة أو ممدودة لا ينصرف. قالوا: فالمقصورة نحو السّوأى [الروم: 10]، و (دفأى) «1»، و (ملأى)، وسكرى [النساء: 43]، وحبلى، وما أشبهه. والممدودة نحو حمراء، وصفراء، وبيضاء، وما أشبهه. 1339 - فدلّ قول جميعهم هذا وتمثيلهم على أن حكم الهمزة متقدمة قبل حرف المدّ حكم سائر الحروف التي لا يزاد في تمكينها من أجلها، وأن حكمها «2» متأخرة مخالف لذلك المعنى، بيّنوه «3» فأفصحوا عنه، فقال إبراهيم «4» بن السري الزجّاج: إنما سمّي الممدود ممدودا؛ لأن قبل آخره حرف مدّ، فلا بدّ من أن تزيد في مدّه إذا وصلت لتتبيّن «5» الهمزة؛ إذ «6» كانت خفيفة. 1340 - وقال أبو بكر بن الأنباري: إنما قصر المقصور ومدّ الممدود من الأسماء استحق المدّ لاستقبال الهمزة الألف الساكنة، ألا ترى إذا قلت: القضاء والدعاء وجدت الألف الساكنة، فاستقبلتها الهمزة قبلها كانت الألف خفيفة والهمزة خفيفة قويتا بالمدّ؟! قال: والمقصور لم يجر فيه المدّ؛ لأن الألف التي في آخره لم يستقبلها حرف خفي، فلا «7» يحتاج إلى تقوية. 1341 - وقال أبو سعيد [56/ و] السيرافي [عن] «8» السراج: إنما سمّي المقصور مقصورا؛ لأنه قصر عن الهمزة، أي: حبس عنها ومنع منها، كما تقول: قصرت فلانا على حاجته أي: حبسته عنها ومنعته منها.
1342 - قال أبو عمرو: ومن ذلك أيضا قوله تعالى: حور مّقصورات فى الخيام [الرحمن: 72] أي محبوسات «1». ويقال امرأة قصيرة وقصورة إذا حبست في الحجاب قبل أن تتزوج «2». 1343 - فهذه الأقوال وأشباهها مما يطول ذكرها تفصح عن [بطول] «3» قول من جعل حكم الهمزة في زيادة التمكين لحرف المدّ في حال تأخّرها وتقدّمها حكما واحدا «4»، ويؤذن بصحة ما انعقد الإجماع عليه من المخالفة بين حكمها في الموضعين. 1344 - ومما يقوّي ذلك ويزيده بيانا ويوضح [بطول] «5» قول العلماء المخالفين من القرّاء والنحويين أن الهمزة إذا تقدمت لم يحتج إلى تمكين ما بعدها- من حروف المدّ «6» - لأجلها؛ لحصولها في اللفظ قبل النطق بذلك الحرف الذي يمكّن ويمطّط لهما، وإنما يحتاج إلى ذلك التمكين والتمطيط إذا استقبلت [حرف المد] «7»، ولم تحصل «8» بعد ملفوظا بها؛ ليتقوّى بهما «9» على النطق بها؛ لخفائها. 1345 - على أنها إذا تقدمت لم تخل من أن يقع قبلها متحرّك أو ساكن حرف مدّ أو غيره، فبظهور حركة المتحرك «10»، وإشباعها وتحقيقها «11»، وتبيين الساكن
وتخليصه [و] «1» تمكين حرف المدّ وتمطيطه «2» يتقوى على النطق بها. 1346 - وكذا إن ابتدئ بها، ولم توصل بما قبلها من المتحرك والساكن، فبقوة النفس وتوفره عند الابتداء يتقوّى أيضا على النطق بها فتبدو محقّقة «3» مبيّنة فيه فيستغنى بذلك عن تمكين ما بعدها؛ لأن المعنى الذي في تمكينه من تحقيق الهمزة، وبيانها مستكن في الحرف المتحرك والحرف الساكن الذي قبلها على ما بيّناه. 1347 - قال أبو عمرو: ومما يدلّ على نفي إشباع المدّ لحرف اللّين إذا تقدمته الهمزة سوى ما قدّمناه من الدلائل القاطعة والحجج المسكتة أن إشباعه في كثير من الكلم نزول إلى استحالة المعنى ويوقع الإشكال؛ «4» لخروج اللفظ بذلك من الخبر إلى الاستخبار؛ إذ الفرق بينهما في ذلك يقع بإشباع [المد] «5»، ولا سيما على رواية الأزرق عن ورش التي [عليها] «6» عامّة من يرى إشباع المدّ في إبدال الهمزة المتحركة في الاستفهام وغيره ألفا خالصة. 1348 - ألا ترى أن قوله: ءامنتم به في الأعراف [76] وءامنتم له في طه [71] والشعراء [49] وآلهتنا خير في الزخرف [58] مشبع المدّ حيث كان استخبارا؟ لأن همزة القطع تبدل ألفا على الرواية المذكورة وبعدها ألف مبدلة من همزة الأصل الساكنة، فيلتقي ألفان، فتحذف إحداهما للساكن، ثم يشبع المدّ ليدلّ بذلك على الاستخبار. 1349 - كذا قدر ذلك ولخّصه في شرحه إمام دهره في هذه الرواية أبو بكر محمد بن علي الأذفوي رحمه الله، وزعم أن ذلك قياس قول النحويين، وأن قوله: بمثل مآ ءامنتم به في البقرة [137] وبالّذى ءامنتم به في الأعراف [76]، وإذا ما وقع ءامنتم به في يونس [51] وءالهتنا [الأعراف: 127] وبعض ءالهتنا بسوء [هود: 54] وشبهه غير مشبع المدّ حيث كان خبرا، فإن أشبع المدّ في الضربين
فصل [في مد شيء وأمثاله]
من الخبر والاستخبار وسوّي بين لفظيهما زال المعنى واستحال اللفظ بكونه كلّه لفظ الاستخبار؛ لأن اللفظ دليل على المعنى، فإذا تغيّر اللفظ تغيّر المعنى بتغيّره. 1350 - وكذلك قوله: ءامن الرّسول [آل عمران: 285] فامن له لوط [العنكبوت: 26] وءامنهم مّن خوف [قريش: 4]، وو ءاتى المال على حبّه [البقرة: 177] وآتيكم [طه: 10] وءاتينه من الكنوز [القصص: 76] وشبهه إن أشبع المد فيه استحال اللفظ، وفسد المعنى لخروجه بذلك إلى الاستخبار، وهو خبر، فوجب بهذا نفي إشباع المدّ في الضرب كله لما نزل إليه من تغيّر لفظ التلاوة، وبطول معناها بالتسوية بين لفظ الخبر والاستخبار. 1351 - قال أبو عمرو: فيما أوضحناه من المعاني وبيّناه من الدلائل بلاغ لمن وفّق لفهمه، وكفاية لمن أراد الوقوف على صحة القول في ذلك وبالله التوفيق «1». فصل [في مد شيء وأمثاله] 1352 - وإذا زال عن الياء الكسرة وعن الواو الضمة وانفتح ما قبلهما وأتت الهمزة بعدهما في كلمة أو كلمتين، فلا خلاف في ترك مدّهما وتمكينهما؛ لانبساط اللسان بهما وخروجهما من حال الخفاء «2» إلى حال البيان، وذلك نحو قوله: من شىء [آل عمران: 92] ف شيئا [البقرة: 48] وكهيئة [آل عمران: 49] وسوءتهما [طه: 121] والسّوء [النساء: 17] ونبأ ابنى ءادم [56/ ظ] [المائدة: 27] وخلوا إلى [البقرة: 14] وما أشبهه، إلا ما رواه أصحاب أبي يعقوب الأزرق، عنه، عن ورش أداء أنه كان يمكّن الياء والواو المفتوح ما قبلهما- إذا أتت الهمزة بعدهما في كلمة لا غير؛ لأن حركتها لا تلقى عليهما فيها «3» - تمكينا وسطا من غير إسراف؛ لأن فيها مع ذلك مدّا ولينا وإن كان يسيرا. 1353 - وقد أخذ بذلك أيضا بعض أصحاب «4» أبي الأزهر من المصريين،
وبذلك قرأت على ابن خاقان «1»، وفارس بن أحمد «2» عن قراءتهما، واستثنينا من ذلك حرفين وهما موئلا في الكهف [58] والموءدة في كوّرت [8]، فلم يمكّنا الواو فيهما. وبه «3» كان يأخذ أبو غانم المظفر بن أحمد بن حمدان وغيره من أصحاب النحاس «4» وابن هلال [و] «5» ابن سيف «6»، وعليه عامّة أهل الأداء من مشيخة المصريين. 1354 - وأقرأني أبو الحسن «7» عن قراءته في رواية أبي يعقوب بتمكين الياء من شيء وشيئا في جميع القرآن؛ لكثرة دورهما لا غير. وما عدا ذلك بغير تمكين حيث وقع، نحو: ولا تيئسوا [يوسف: 87] إنّه لا يايئس [يوسف: 87] ومطر السّوء [الفرقان: 40] وسوءة أخيه [المائدة: 31] وشبهه. 1355 - وقال إسماعيل النحاس في كتاب اللفظ عن أبي يعقوب: إنه كان يمدّ شيئا وشىء وكهيئة وفلمّا استيئسوا [يوسف: 80] وإنّه لا يايئس قال: وكان عبد الصّمد «8» يقصر ذلك. وقال عنها: وسوءة [المائدة: 31] والسّوء [النساء: 17] بالقصر. 1356 - وبالأول قرأت وبه آخذ. والباقون من أصحاب ورش: داود «9»، وأحمد، ويونس، والأصبهاني، وأصحابهم لا يمدّون شيئا من ذلك، ولا يمكّنونه وبالله التوفيق.
فصل [في المد للساكن اللازم]
فصل [في المد للساكن اللازم] 1357 - وإذا وقع بعد حروف المدّ واللّين الثلاثة حرف ساكن مدغم في كلمة، فلا خلاف في تمكينهن زيادة على ما فيهن من المدّ الذي لا يوصل إليهن «1» إلا به، من غير إفراط؛ ليتميز «2» الساكنان بذلك [فلا] «3» يلتقيان، إذ المدّ عوض من الحركة، وذلك نحو قوله: الضّآلّين [الفاتحة: 7]، والعآدّين [المؤمنون: 113]، وحآفّين [الزمر: 75]، وءآمّين [المائدة: 2]، ودآبّة [البقرة: 164]، والدّوآبّ [الأنفال: 22]، والجآنّ [الحجر: 27]، وصوآفّ [الحج: 26]، وشآقّوا الله [الأنفال: 13]، وو من يشآقّ الله [الحشر: 4]، والطّآمّة [النازعات: 34]، والحآقّة [الحاقة: 1] وما أشبهها. وكذا أتعداننى [الأحقاف: 17] «4»، وفذنك [القصص: 32] «5»، وهذن [طه: 63] «6»، وو الّذان [النساء: 16] «7»، وأتحجّونّى [الأنعام: 80] «8»، وفبم تبشّرون [الحجر: 54] «9»، وهتين [القصص: 27] «10»، وإنّ الّذين [فصلت: 29] «11»، على قراءة من شدّد النون. 1358 - وقد زعم بعض علمائنا أن مدّ هذا النوع أقل من غيره؛ لأنه يعدل حركة، قال: وأمده ما لم يأت بعد همزته ألف «12» (للطائفين) «13»
فصل [في المد للساكن العارض]
و (خائفين) و (القائمين) «1» وشبهه. قال: وأطول من ذلك إذا أتت بعد همزته ألف نحو جفاء وغثاء ونداء وشبهه، فجعل المدّ على ثلاث مراتب، وهذا مذهب أبي بكر أحمد بن نصر الشذائي فيما حدّثني عنه الحسن بن شاكر البصري «2»، قال «3»: وقد سمعت «4» أبا الفضل البخاري «5» ذكر نحو هذا [ل] شيخنا «6» ابن مجاهد نضّر الله وجهه عن أبي عبدوس «7» النيسابوري فاستحسنه واستصوبه، وقال له: هو الحق فالزمه. 1359 - قال أبو عمرو: والعمل عند أهل الأداء المحقّقين بمذاهب القرّاء من البغداديين وغيرهم على ما ذكرناه أوّلا وهو الذي يصحّ في القياس. فصل [في المد للساكن العارض] 1360 - وإذا وقعت حروف المدّ واللّين الثلاثة قبل أواخر الكلم الموقوف عليهنّ، وسكن للوقف أو أشمت حركة المرفوع والمضموم منهنّ، وانضم ما قبل الواو وانكسر ما قبل الياء نحو والأمر يومئذ لّلّه [الانفطار: 19] وو هم يكفرون بالرّحمن [الرعد: 30] ومّن كلّ باب [الرعد: 23] وصلحا ترضاه [النحل: 19] ومتاب [الرعد: 30] ولا يأت [النحل: 76] وألم يأن [الحديد: 16] ونستعين [الفاتحة: 5] وو لا الضّآلّين [الفاتحة: 7] ومريب [هود: 62] والأمّيّن [القصص: 31] وعلّيّين [المطففين: 18] وو بئر [الحج: 45] والذّئب [يوسف: 13] ويعملون [البقرة: 16] ويتّقون [البقرة: 187] ولا يستون
[التوبة: 19] والغاون [الشعراء: 94] وو من يؤت [البقرة: 269] وما أشبهه. وسواء كان حرف المدّ مثبتا «1» في الخط على اللفظ أو محذوفا منه استخفافا أو كان مبدلا من همزة ساكنة أو من غيرها، فأهل الأداء مختلفون في زيادة التمكين لحرف المدّ في ذلك: 1361 - فمنهم من يزيد في تمكينه وإشباعه؛ ليتبيّن بذلك ويخرج به عن التقاء الساكنين، وهم الآخذون بالتحقيق من أصحاب عاصم وحمزة وورش، وبذلك كنت أقف على الخاقاني «2». 1362 - ومنهم من يزيد في تمكينه يسيرا ولا يبالغ في إشباعه: وهم «3» الآخذون بالتوسّط وتدوير القراءة، من أصحاب نافع من غير المصريين، وأصحاب ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر، والكسائي، وبذلك كنت أقف على أبي [57/ و] القاسم «4»، وأبي الفتح وأبي الحسن، وبه حدّثني الحسن بن شاكر، عن أحمد بن نصر، وهو اختياره، وعلى ذلك ابن مجاهد، وعامّة أصحابه. 1363 - ومنهم من لا يزيد في تمكينه على الصيغة؛ لكون سكون ما بعده عارضا؛ إذ هو الوقف، وإذ الوقف مخصوص بالتقاء الساكنين، وهم الآخذون في مذهب المتقدّمين بالحدر والتخفيف، وكذلك كنت أرى أبا علي «5» شيخنا يأخذ في مذهبهم. 1364 - فإن انفتح ما قبل الياء والواو نحو الحسنيين [التوبة: 52] وصلحين [يوسف: 9] وأو دين [النساء: 11] وعليكم اليوم [يوسف: 92] ومّن فرعون [يونس: 82] ومّن خوف [قريش: 4] وما أشبهه، فعامّة أهل الأداء والنحويين لا يرون إشباع المدّ وزيادة التمكين فيهما؛ لزوال وصف «6» المدّ عنهما بتغيّر حركة الحرف الذي قبلهما.
1366 - فحدّثني «1» فارس بن أحمد، حدّثنا عبد الله بن أحمد عن الحسن بن داود النقار صاحب الخياط، قال: وإذا كان قبل الياء والواو فتح لم يمدّا- يعني في الوقف. 1367 - وحدّثني الحسن بن علي المالكي «2»، عن أحمد بن نصر، قال: وإذا انفتح ما قبل الياء والواو سقط المدّ على كل حال، لا خلاف في ذلك بين القرّاء. 1368 - قال أبو عمرو: والآخذون بالتحقيق، وإشباع التمطيط من أهل الأداء من أصحاب ورش وغيره يزيدون في تمكينهما؛ إذا كانا لا يخلوان من كل المدّ، وهو مذهب شيخنا أبي الحسن علي بن بشر «3». والآخذون بالتوسّط يمكّنونهما يسيرا. 1369 - قال أبو عمرو: فإن وقف على أواخر الكلم بالرّوم امتنعت الزيادة والإشباع لحرف المدّ قبلهنّ؛ لأن روم الحركة حركة وإن ضعفت، وزال معظم صوتها، وخفّ النطق بها؛ وذلك من حيث يقوم في وزن الشعر الذي هو مبنى قيامها «4»، فكما يمتنع «5» الزيادة لحرف المدّ مع تحقيقها «6»، كذلك تمتنع مع توهينها. 1370 - وهذا كله أيضا ما لم يكن الحرف الموقوف عليه همزة [أ] و «7» حرفا مدغما، فإن كان همزة أو حرفا مدغما نحو والسّمآء [البقرة: 19]، ومن مّآء [البقرة: 164]، وبرىء [الأنعام: 19]، ويضىء [النور: 35]، ومن سوء [آل عمران: 30]، وغير مضآرّ [النساء: 12]، وو من يشاقق [النساء: 115]، وصوآفّ [الحج: 36] وشبهه، وكذا على كلّ شىء [البقرة: 20]، ومطر السّوء [الفرقان: 40] وشبهه على مذهب ورش من طريق المصريين عنه. وكذا هتين [القصص: 27] وأرنا الّذين [فصلت: 29] على مذهب ابن كثير في تشديد النون، فلا خلاف بينهم في زيادة
فصل [في مد حروف الهجاء في فواتح السور]
التمكين والإشباع لحرف المدّ من أجلها «1»؛ لأنهما يوجبان ذلك له في حال التحقيق والوصل، وذلك على مقدار طباعهم ومذاهبهم في التحقيق والحدر. وكذلك جميع ما ذكرناه وما نذكره من الممدود هو جار على ذلك، وبالله التوفيق. فصل [في مد حروف الهجاء في فواتح السور] 1371 - واعلم أن حروف «2» الهجاء الواقع في فواتح السّور، إذا كان هجاؤه على حرفين: الأول متحرّك، والثاني ساكن نحو الراء من الر «3» [يونس: 1] والمر «4» [الرعد: 1] والهاء والياء من كهيعص [مريم: 1]، والطاء والهاء من طه [طه: 1]، والطاء من طسم «5» [الشعراء: 1] وطس «6» [النمل: 1]، والياء من يس [يس: 1]، والحاء من حم «7» [غافر: 1]، فلا خلاف بين أهل الأداء في تمكين الألف التي في آخره وهو التمكين الذي هو في صيغتها من غير زيادة «8». والقرّاء يسمّون هذا الضرب قصرا لنقصان مدّه. 1372 - فإن كان هجاء الحرف ثلاثة أحرف، والأوسط منها حرف مدّ نحو اللام والميم من الر والمر واللام والميم والصاد من المص [الأعراف: 1]، والكاف والصّاد من كهيعص والسين من طسم وطس ويس، والميم من حم، والصاد من ص والقرءان [ص: 1]، [والقاف من ق والقرءان [ق: 1] والنون من ن والقلم [القلم: 1] فلا خلاف بينهم أيضا في زيادة التمكين للألف والياء والواو في ذلك لأجل الساكنين. 1373 - واختلفوا في الياء إذا زال عنها الكسر وانفتح ما قبلها، وذلك في العين
من كهيعص وعسق [الشورى: 2] فبعضهم يزيد في تمكينه كالزيادة لها إذا انكسر ما قبلها؛ لأجل الساكنين، وهذا مذهب «1» ابن مجاهد فيما حدّثني به الحسن ابن علي البصري، عن أحمد بن نصر عنه، وإليه كان يذهب شيخنا أبو الحسن علي ابن بشر، وأبو بكر محمد بن علي «2»، وهو قياس قول من روى عن ورش المدّ في شىء والسّوء وشبههما. 1374 - وبعضهم لا يبالغ [57/ ظ] في زيادة التمكين لها؛ لتغيّر حركة ما قبلها؛ وبذلك «3» قد زال عنها معظم المدّ، فيعطيها من التمكين بقدر ما فيها من اللّين لا غير، وهكذا كان مذهب شيخنا أبي الحسن بن غلبون، ومذهب أبيه «4»، وأبي علي الحسن بن سليمان، وجماعة سواهم. وهو قياس قول من روى عن ورش القصر في شىء وبابه. وكذلك روى «5» ذلك إسماعيل النحاس عن أصحابه عن ورش، والحسن بن داود النقار، عن الخياط «6»، بإسناده عن عاصم. 1375 - قال لي أبو الفتح، عن ابن طالب «7»، عن النقار، عن الخياط، عن الشّموني، عن الأعشى عن أبي بكر، قال النقار: كهيعص [مريم: 1] يلفظ بالهاء والياء مقدار سبب، ويمدّ الكاف والصاد مقدار وتد، والعين بين ذلك «8». يعني بين المدّ والقصر. 1376 - قال أبو عمرو: والوجهان من الإشباع والتمكين في ذلك صحيحان جيّدان، والأول أقيس.
1377 - فأما الميم من قوله: الم* الله لآ إله إلّا هو في أول آل عمران [1، 2] على قراءة الجماعة سوى الأعشى عن أبي بكر ومن تابعه على إسكانها من الرّواة. ومن قوله: الم* أحسب النّاس في أول العنكبوت [1، 2] على رواية ورش عن نافع، فاختلف أصحابنا أيضا في زيادة التمكين للياء قبلها في الموضعين: 1378 - فقال بعضهم: يزاد في تمكينها ويشبع مطّها؛ لأن حركة الميم عارضة؛ إذ هي للساكنين في آل عمران وحركة الهمزة في العنكبوت، والعارض غير معتدّ به، فكأنّ الميم ساكنة لذلك، فوجب زيادة التمكين للياء قبلها كما وجب في الم* ذلك [البقرة: 1، 2] والم* غلبت [الروم: 1، 2] وشبههما، فعاملوا الأصل وقدّروا السكون، وهذا مذهب أبي بكر محمد بن علي «1»، وأبي علي الحسن بن سليمان «2». 1379 - وقال آخرون: لا يزاد في تمكين الياء في ذلك إلا على مقدار ما يوصل به إليها لا غير؛ لأن ذلك إنما كان يجب فيهما مع ظهور سكون الميم، فلما تحرّكت امتنعت الزيادة، بعدم موجبها؛ فعاملوا اللفظ واعتدّوا بالحركة. 1380 - والمذهبان حسنان بالغان، غير أن الأول أقيس، والثاني آثر، وعليه عامّة أهل الأداء، وقد جاء به منصوصا إسماعيل النحّاس عن أصحابه، عن ورش، عن نافع، فقال في كتاب اللفظ له عنهم: الم* أحسب النّاس [العنكبوت: 1، 2] مقصورة الميم، وكذلك حكى محمد «3» بن خيرون في كتابه عن أصحابه المصريين، عن ورش في السورتين، قال: اللام ممدودة، والميم مقصورة. 1381 - فأما المدغم من حروف التهجّي فنحو اللام من الم [البقرة: 1] والمر [الرعد: 1] والمص [الأعراف: 1] وكذا كهيعص* ذكر [مريم: 1، 2] وطسم [الشعراء: 1] ويس* والقرءان [يس: 1، 2] ون والقلم وما يسطرون [القلم:
باب ذكر مذاهبهم في الهمزتين المتلاصقتين في كلمة
1] في مذهب من أدغم الصاد في الذال «1»، والنون في الميم «2» والواو في ذلك، فاختلف علماؤنا في إشباع تمكينه زيادة على المظهر من ذلك، وفي التسوية بينهما: 1382 - فقال بعضهم: يشبع التمكين لحرف المدّ في ذلك؛ لأجل الإدغام؛ لاتصال الصوت فيه وانقطاعه في المظهر، وهو قول أبي حاتم السجستاني «3» في كتابه، ومذهب ابن مجاهد فيما حدّثني به الحسن بن علي عن أحمد بن نصر عنه، وبه كان يقول شيخنا الحسن بن سليمان وإيّاه كان يختار. 1383 - وقال آخرون: لا يبالغ في إشباع التمكين في ذلك، ويسوّى بين لفظه ولفظ المظهر؛ لأن الموجب لزيادة المدّ في الضربين «4» هو التقاء الساكنين، والتقاؤهما موجود في الموضعين من المدغم والمظهر، وهذا مذهب أكثر شيوخنا، وبه قرأت على أصحابنا البغداديين، والمصريين، وإليه كان يذهب محمد بن علي «5»، وعلي بن بشر، والوجهان جيّدان، وبالله التوفيق. باب ذكر مذاهبهم في الهمزتين المتلاصقتين في كلمة 1384 - اعلم أن الهمزة تقع مبتدأة مع مثلها في كلمة واحدة على ثلاثة أضرب: فالضرب الأول أن يتفقا بالفتح، وذلك نحو قوله: ءأنذرتهم [البقرة: 6]، وءأنتم أعلم [البقرة: 140]، ءأسلمتم [آل عمران: 20]، ءأقررتم [آل عمران: 81]، ءأشفقتم [المجادلة: 13]، ءألد وأنا عجوز [هود: 72] ءأسجد لمن خلقت [الإسراء: 61] ءأتّخذ من دونه ءالهة [يس: 23] وما أشبهه [58/ و]، مما تدخل فيه همزة الاستفهام على همزة الأصل، والقطع، والمتكلم. 1385 - فقرأ ابن كثير بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الهمزة الثانية، فيكون بين الهمزة والألف من غير فاصل بينهما، في جميع القرآن، فيمد «6» بعد المحققة مدّة في تقدير ألف، وهي في الحقيقة همزة مليّنة. 1386 - وقرأ أبو عمرو بتحقيق الأولى وتليين الثانية، وإدخال ألف ساكنة بينهما، فيمدّ بعد المحققة مدّة في تقدير ألفين.
1387 - واختلف في ذلك عن نافع: فروى ورش من غير رواية أبي يعقوب «1» عنه الموافقة لابن كثير، وروى أبو يعقوب عن ورش أداء تحقيق الأولى وإبدال الثانية ألفا محضة، والإبدال على غير قياس إلا أنه سمع وروى، فجاز استعماله في المسموع والمروي لا غير، والمدّ بعد الهمزة المحققة مما أمكن وأشبع، وكذا إن ألقى حركة المحققة على ساكن قبلها، فذهبت من اللفظ على مذهبه، وذلك في نحو قوله: قل ءأنتم أعلم [البقرة: 140] ورّحيم ءأشفقتم [المجادلة: 12، 13] وشبهه. 1388 - والفصل بالألف مع إبدال الثانية، ومع إلقاء حركة الأولى على الساكن قبلها ممتنع وغير جائز؛ لذهاب كل واحدة منهما من اللفظ رأسا مع ذلك، وهذا الذي حكيناه عن أصحاب ورش، وقدّرناه من مذاهبهم في هذا الضرب، هو ما تلقيناه أداء، دون ما رويناه نصّا. 1389 - فأما النصّ فإن أبا الأزهر وداود «2»، وأبا يعقوب قالوا عنه: كل همزتين منتصبتين التقتا في أول حرف، مثل ءأنتم [البقرة: 140] أأنذرتهم [البقرة: 6] ءأرباب [يوسف: 39] ءألد وأنا [هود: 72] فإنه يبين الأولى، ويمدّ الآخرة. لم يزيدوا على ذلك شيئا، ولا ميّزوا كيف التسهيل. وروى إسماعيل «3»، والمسيّبي، وقالون عنه الموافقة لأبي عمرو، كذا أقرئناه «4» في مذاهبهم، ولم يزد أصحاب قالون والمسيّبي على قولهم في ذلك مستفهمة «5» بنبرة واحدة- شيئا. 1390 - واختلف في ذلك عن هشام عن ابن عامر، فروى عنه الحلواني «6» الموافقة لأبي عمرو أيضا. وروى عنه ابن عبّاد «7» فيما قرأت أنه حقّق الهمزتين معا، وفصل بينهما بألف مطوّلة، وكذلك روى عنه أحمد بن محمد «8» بن بكر فيما حدّثنا
به محمد بن أحمد عن ابن مجاهد، عنه عن هشام «1». 1391 - وحدّثنا أبو الحسن «2» بن غلبون، حدّثنا عبد الله بن محمد، حدّثنا أحمد بن أنس ح. 1392 - وحدّثنا الفارسي «3»، حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم نا إسحاق بن أبي حسّان (ح). 1393 - وأخبرنا أحمد بن عمر بن محمد، نا أحمد بن سليمان، نا محمد بن محمد الباغندي، واللفظ لابن أنس، قالوا: حدّثنا هشام بإسناده عن ابن عامر ءألد وأنا عجوز [هود: 72] مهموزة ممدودة وءأرباب مّتفرّقون [يوسف: 39] بهمزتين، وءأنتم أضللتم [الفرقان: 17] بهمزة واحدة ممدودة، لم يذكر غير هذه الثلاثة المواضع بالتراجم المذكورة. 1394 - وقرأ الكوفيون وابن ذكوان بتحقيق الهمزتين معا من غير فاصل بينهما في جميع القرآن، وقال التغلبي «4»، وابن خرّزاذ «5» عن ابن ذكوان: بهمزتين والاستفهام. 1395 - وحدّثنا محمد بن علي، نا ابن مجاهد، نا التّغلبي عن ابن ذكوان أن ابن عامر كان يقرأ الهمزتين «6» والاستفهام. يريدان «7» بالاستفهام الفصل بالألف بين الهمزتين. قال ابن مجاهد: وهذا يدلّ على أنه يقرأ ءأنذرتهم [البقرة: 6] وأءذا [الرعد: 5] «8»، وأءنّا [الرعد: 5] «9». يعني بهمزتين بينهما ألف.
1396 - واستثنى التّغلبي وأحمد بن أنس ومحمد بن إسماعيل «1» الترمذي، ومحمد بن موسى وأحمد بن المعلى وابن خرّزاذ عن ابن ذكوان من جملة الباب قوله: ءأسجد في سبحان [61] فرووه عنه بهمزة واحدة ومدّة، كذلك نصّ عليه ابن ذكوان في كتابه. 1397 - وقياس قوله «2» إذا سهّل الثانية أن لا يدخل بينها وبين المحقّقة ألفا، وقال الأخفش «3» عن ابن ذكوان في كتابه الخاصّ والعامّ في الباب كله: بهمزتين مقصورتين، يعني بغير فاصل بينهما ونصّ على ءأسجد كذلك، وقال ابن المعلى عنه في الباب كله بهمزتين ولم يذكر الاستفهام، فوافق قول الأخفش عنه. 1398 - وروى [58/ ظ] ابن شنبوذ «4»، عن ابن شاكر عن ابن عتبة عن ابن عامر ءأسجد والباب كله بهمزتين من غير مدّ، واستثنى منه ثلاثة مواضع في آل عمران ءأقررتم وفي المائدة [116] ءأنت قلت للنّاس وفي المجادلة [13] ءأشفقتم، فرواها بهمزة وألف ممدودة. 1399 - وقال الوليد بن مسلم عن يحيى «5»، عن ابن عامر في هود [72] يويلتى ءألد وفي الفرقان [17] ءأنتم أضللتم وفي يس [10] ءأنذرتهم، وفي الأحقاف [20] أذهبتم، وفي الملك [16] ءأمنتم مّن فى السّمآء، وفي ن [14] أن كان ذا مال، وفي النازعات [27] ءأنتم أشدّ خلقا، في السبعة بهمزة واحدة ممدودة. وقياسها ما بقي من نظائرها، وكأن رواية الوليد موافقة لرواية الحلواني عن هشام. 1400 - وقال ابن بكار «6»، عن أيوب، عن يحيى، عنه ءأنذرتهم بهمزتين شكلا دون ترجمة، وقياسه سائر الباب.
1401 - وروى ابن [أبي] «1» أمية عن أبي بكر عن عاصم ءأنذرتهم بهمزة واحدة ومدّة مثل أهل المدينة، لم يرو ذلك عن أبي بكر غيره. 1402 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال حدّثنا السيرافي «2» - يعني أحمد بن فدربخت- حدّثنا القطعي، فقال حدّثنا سليمان، عن يزيد عن إسماعيل، عن نافع: ءأشفقتم بهمزتين. لم يرو ذلك عن إسماعيل غير يزيد بن عبد الواحد الضرير، وهو ثقة. 1403 - وحدّثنا «3» عبد الرحمن بن عمر حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثنا جعفر ابن محمد، حدّثنا أبو عمر، عن الكسائي: أنه كان يحقّق الهمزتين في الاستفهام إذا ثقّل «4»، وإذا خفّف القراءة لم يهمز إلا واحدة يعني في هذا الضرب خاصّة، وإذا لم يهمز إلا واحدة لم يدخل قبل الثانية ألفا؛ بدلالة امتناعه من إدخالها قبلها إذا هو حقّقها. 1404 - وحدّثنا محمد بن عليّ حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه، عن أبي عمر «5»، وأبي الحارث، عن الكسائي: أنه كان يحقّق الهمزتين إذا حقّق «6»، فإذا خفّف همز واحدة.
1405 - قال أبو عمرو: وأهل الأداء عنهما «1» يحقّقون الهمزتين معا، لا أعلم بينهم خلافا في ذلك، فأما ما اختلفوا فيه من هذا الباب بالاستفهام والخبر، فنذكره في موضعه من السّور إن شاء الله تعالى. 1406 - والضرب الثاني: أن يختلفا فتكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وذلك نحو قوله: أءذا كنّا [الرعد: 5] أئنّ لنا لأجرا [الشعراء: 41] أئنّكم لتشهدون [الأنعام: 19] أءله مّع الله [النمل: 60] أئن ذكّرتم [يس: 19] أئنّا لتاركوا [الصافات: 36] وما أشبهه مما يدخل فيه همزة الاستفهام على همزة الأصل لا غير. 1407 - فقرأ ابن كثير بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، فتكون بين الهمزة والياء من غير كسر مشبع على الياء، ولا إدخال ألف بين المحققة «2» والملينة، كمذهبه في المتفقتين بالفتح حيث وقع. 1408 - قال أبو ربيعة عن صاحبيه «3» في الباب كله: بهمزة واحدة ولا يمدّ. وكذلك قال الخزاعي «4» عن أصحابه. وقال في بعض ذلك: يجعل الثانية ياء ويكسرها. 1409 - وقال البزي في كتابه عن أصحابه «5» عنه: أئنّكم الأنعام [19] أئنّ لنا الشعراء [41] بهمزتين. وكذلك قال: أءذا ضللنا فى الأرض في السجدة [10]. وقال في يس [19]: أئن ذكّرتم همزة واحدة ومدّة، ثم يكسر. 1410 - وقال أحمد «6» بن الصّقر بن ثوبان، عن قنبل في والصافات: أءذا متنا [53] وأءنّا لمدينون [53] بهمزة مطوّلة يفتح أولها ثم يكسر. وهذه مناقضة
لمذهبه، ومخالفة للمجتمع عليه عنه. وقد قال البزي في سورة النمل [60]: أءله مستفهمة بهمزة واحدة، ولا يمدّ. فوافق الجماعة من المكّيين. 1411 - وقرأ نافع في رواية ورش من غير خلاف عنه كمذهب ابن كثير بتحقيق الأولى ما لم يقع قبلها ساكن، وتليين «1» الثانية، والنحو «2» بها نحو الياء المكسورة المختلسة الكسرة، من غير فاصل بينهما. وقال أبو الأزهر، وأبو يعقوب، وداود عنه: فإن كانت واحدة منتصبة وأخرى مرتفعة أو منخفضة، بيّن الأولى وأدغم الثانية مثل: أءله مّع الله [النمل: 60] أءذا كنّا ترابا [الرعد: 5] أشهدوا خلقهم [الزخرف: 19] أنبتكم [نوح: 17]. 1412 - وقرأ «3» في رواية إسماعيل، والمسيبي، وقالون فيما قرأت لهم من جميع الطرق بتحقيق الأولى وتليين الثانية وإدخال ألف فاصلة بينهما كمذهبهم في المتفقتين بالفتح. [59/ و] وكذلك روى ابن جبير «4» عن أصحابه عنه، ورواية أحمد بن صالح «5» عن قالون تؤذن بالقصر كرواية ورش سواء. 1413 - وحدّثنا أحمد بن عمر «6» القاضي، حدّثنا محمد بن أحمد، حدّثنا عبد الله بن عيسى ح. 1414 - وحدّثنا فارس بن أحمد «7»، حدّثنا أبو القاسم الرازي، [حدثنا محمد الهروي] «8» حدّثنا محمد القطري، قالا حدّثنا قالون عن نافع أنبتكم، وأءذا، وأئنك، ونظائر ذلك مستفهمة بنبرة واحدة. وكذا قال القاضي «9»، والكسائي، وسائر الرواة عنهم. فقولهم مستفهمة يدل على المد.
1415 - وروى الحلواني، وأبو مروان العثماني «1»، وأبو سليمان، وأبو نشيط عن قالون: أنه يستفهم في الباب كله بهمزة مطوّلة. وكذا روى الحسن الرازي «2»، عن أحمد بن قالون عن أبيه. وروى أبو عون الواسطي «3» عن الحلواني عن قالون في الباب كله أنه يمدّ ولا يشبع. 1416 - والذي قاله «4» في الضربين حسن، وقد بيّنّا صحة ذلك في كتابنا المصنّف في الهمزتين على أن المدّ والإشباع مع الفصل بالألف في الضربين جميعا متمكّن جائز؛ لما بيّنّاه هنالك. 1417 - وحدّثنا محمد بن أحمد، حدّثنا ابن مجاهد، حدّثنا «5» محمد بن الفرح، حدّثنا محمد بن المسيّبي عن أبيه عن نافع: أنبتكم قصر الألف غير ممدودة، [قوله] «6» أنها غير ممدودة ذلك «7» غلط من ابن الفرح؛ لأن ابن المسيّبي قد حكى عن أبيه في كتابه أئن ذكّرتم [يس: 19] ألفها مفتوحة ممدودة بنبرة واحدة. وقال ابن سعدان عنه أئن ذكّرتم بهمزة واحدة ومدّة. وقال خلف عنه أءذا بهمزة مطوّلة، ثم يشمّ الكسرة. قال خلف: وأنا أقول كل استفهام نافع بهمزة «8» مطوّلة، ثم يشمّ الكسرة. و [كذا] «9» روى أبو عبيد «10» عن إسماعيل، وبذلك قرأت. 1418 - وقرأ أبو عمر بتحقيق الأولى وتليين الثانية وألف فاصلة بينهما، كمذهبه في المفتوحتين. وقد خالف الجماعة عن اليزيدي أحمد بن جبير، فروى عنه أءذا وأءله [النحل: 60] يقصر ولا يمدّ. حكى ذلك في كتاب الخمسة من تصنيفه،
وقال عنه في غيره: إنه يمدّ، فاضطرب قوله. والأول من قوليه خطأ؛ لأنه عدول عن مذهب أبي عمرو. وعلى المدّ جميع أصحاب ابن جبير، قالوا ولم يقصر غير أئمّة [التوبة: 12] وأؤنبّئكم [آل عمران: 5] لا غير. 1419 - وقرأ الكوفيون وابن ذكوان عن ابن عامر «1» بتحقيق الهمزتين في الباب كله من غير فاصل بينهما، وروى أبو عمر «2»، وأبو توبة «3» عن الكسائي، عن أبي بكر، عن عاصم في الأنعام [19] أئنّكم بهمزة وياء من غير مدّ، نقضا لسائر الباب، وخلافا للجماعة عنه. وروى أبو عبيد «4»، عن الكسائي، عن أبي بكر: بتحقيق الهمزتين، ذكر ذلك في سورة البقرة. وروى خلاد «5» عن حسين عن أبي بكر أئنّكم لتشهدون [الأنعام: 19] على الاستفهام. يعني ممدودة، وهذا خلاف لقول الجماعة أيضا في سائر الباب. 1420 - وروى ابن أبي حماد «6» عن أبي بكر في يس [19] أئن ذكّرتم مكسورة الياء، وهذا يدل على تسهيل الثانية. وروى هارون «7» بن حاتم عن حسين عن أبي بكر، والمنذر «8» بن محمد عن هارون عن أبي بكر أئنّكم لتشهدون على الاستفهام يعني ممدودة. [ .... ] «9» نفسه أئن ذكّرتم بهمزة واحدة، وهذا أيضا يدلّ على التسهيل. وروى المفضل «10» عن عاصم أئن ذكّرتم بهمزة بعدها ياء، وقرأت «11» له بهمزتين.
1421 - واختلف عن هشام عن ابن عامر في هذا الباب: فروى عنه الحلواني وابن عباد «1» بتحقيق الهمزتين وألف فاصلة بينهما من غير استثناء، كذا قرأت على أبي الفتح «2» في روايتهما، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء عن الحلواني عنه. 1422 - وكذا حدّثنا «3» محمد بن أحمد، حدّثنا ابن مجاهد، حدّثني أحمد بن محمد بن بكر، عن هشام «4». وكذلك روى أبو بكر «5» الداجوني عن أصحابه أداء عنه، وحكى عنهم أيضا في الباب كله تسهيل الثانية كأبي عمرو، وكان يخيّر بين الوجهين. 1423 - قال الحلواني عنه في كتابه: ما كان من الاستفهام مثل أءله [النمل: 60]، وأءنّك لأنت يوسف [يوسف: 90]، وأ أنتم [الفرقان: 17]، وأ أسلمتم [آل عمران: 20]، بهمزة مطوّلة، قال: وإذا لم يكن استفهاما همز همزتين مثل أئمّة. فهذا يدل على أنه يسهل الهمزة الثانية كمذهب أبي عمرو. وقد جاء عن هشام ما يدلّ على صحة ما حكاه من ذلك. 1424 - فحدّثنا أبو الحسن «6» شيخنا، حدّثنا عبد الله بن محمد، حدّثنا أحمد ابن أنس. ح 1425 - وأخبرنا [59/ ظ] أحمد «7» بن محفوظ، نا أحمد «8» بن سليمان، نا محمد بن محمد قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر أءله مّع الله [النمل: 174] ممدود، أئن ذكّرتم بهمزة واحدة. وقال في الصّافّات [52]: أءنّك مهموز،
ولم يزد على ذلك. وقال ابن أبي حسان «1» عنه: أءله بهمزتين ممدود، وأئن ذكّرتم بهمزة واحدة. 1426 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، نا الحسين «2» بن محمد الرازي، نا محمد بن بشار نا أحمد بن يزيد، قال: قرأت على هشام بإسناده عن ابن عامر، وذكر عنه أنه كان يمدّ أئنّكم يهمز ثم يمدّ ثم يهمز، وكذلك أئنّ لنا لأجرا [الشعراء: 41] «3» في السورتين وأءنّك، وأءذا في الصّافّات [52، 53] كلها بهمزتين يهمز ثم يمدّ [ثم يهمز] «4». قال: وكذلك ما كان استفهاما في جميع القرآن من هذا الجنس. قال: ويقرأ أئمّة الكفر [التوبة: 12] وأئمّة يدعون [القصص: 41] بهمزتين، ولم يذكر مدّا. قال عبد الواحد بن عمر: رأيتها في كتابي ممدودة شكلا، فوافق ما رواه «5» ابن عباد عنه. 1427 - قرأت على أبي الحسن «6» بن غلبون، عن قراءته في رواية الحلواني عن هشام: بتحقيق الهمزتين معا من غير فاصل بينهما في جميع القرآن إلا في سبعة مواضع، فإنه فصل بين الهمزتين فيها بالألف: أولها في الأعراف [81] أئنّكم لتأتون وأئنّ لنا لأجرا [113] في مريم [66] أءذا ما متّ، وفي الشعراء [41] أئنّ لنا لأجرا وفي الصافات [52] أءنّك لمن المصدّقين وأئفكا ءالهة [86] وفي فصّلت [9] أئنّكم لتكفرون إلا أنه ليّن الهمزة الثانية في هذا الموضع السابع، وهذا كله يدلّ على صحة ما رواه الرواة عن هشام من الاختلاف في التحقيق والتسهيل والفصل وغيره. 1428 - حدّثنا «7» محمد بن علي، حدّثنا ابن مجاهد، حدّثنا أحمد، حدّثنا ابن
ذكوان بإسناده عن ابن عامر أنه كان يقرأ بهمزتين والاستفهام، وكذا قال ابن المعلى «1» عنه. قال ابن مجاهد «2»: فهذا يدل على أنه كان يقرأ أءذا وأئنّا يعني بهمزتين بينهما ألف. 1429 - وقال ابن ذكوان في كتابه الذي روته الجماعة عنه أءنّك لأنت يوسف [يوسف: 90] وأئفكا بهمزتين ولم يذكر مدّا. وقال في الشعراء [41]: أئنّ لنا، وفي النمل [60] أءله مّع الله وفي الصّافّات [52] أءنّك لمن المصدّقين وفي فصّلت [9] أئنّكم لتكفرون وفي ق [3] أءذا متنا بهمزتين ومدّة، بدلالة قوله في ذلك بهمزتين والاستفهام. 1430 - وروى الأخفش عنه بتحقيق الهمزتين من غير ألف في الباب كله، وبذلك قرأت من كل الطرق «3» عنه عن ابن ذكوان. 1431 - وقال ابن أنس «4»، وابن خرّزاذ والصّوري عنه في الباب كله بهمزتين لم يزيدوا على ذلك شيئا. وقال ابن خرزاذ عنه في الشعراء [41] أئنّ لنا بالاستفهام بهمزة. وقال في سائر الباب بهمزتين. 1432 - وروى ابن شنبوذ «5» عن ابن شاكر، عن عتبة عن ابن عامر: بتحقيق الهمزتين في الباب كله. وقال في النمل [60]: أءله جميع ما فيها أئن ذكّرتم في يس [19] بهمزتين بينهما مدّة. وقال: ليس في القرآن ما يقرؤه من هذا الجنس هكذا إلا ما ذكرناه. وقال في سورة ق [3]: أءذا متنا بهمزة واحدة على الخبر. 1433 - قال أحمد بن نصر: وكذا رواها الحلواني وغيره أداء عن هشام، قال هشام: لم يستفهم ابن عامر بإذا إلا في موضعين فقط: في مريم «6»، والواقعة «7»، وقال:
ليس في القرآن ياء ثابتة «1» في أءذا إلا في الواقعة [47] لا غير. قال أحمد بن نصر: وأما أءنّا فإن الحلواني والداجوني «2» يرويانه عن هشام بمدّة بين همزتين في كل القرآن إلا في النمل «3» فإنه بنونين. 1434 - وروى الوليد «4» عن يحيى عن ابن عامر في الشعراء [41] أئنّ لنا لأجرا بالاستفهام، وفي النمل [60] أءله ممدودة، وفي يس [19] أئن ذكّرتم ممدودة بهمزة واحدة. 1435 - وروى ابن بكار «5» عن ابن عامر أءذا كنّا وأئمّة الكفر [التوبة: 12] بهمزتين شكلا من غير ترجمة. وقال في المؤمنون «6» [82]: أءذا متنا قال أبو طاهر «7»: قيدتها في كتابي بمدّة بين همزتين، فأما ما اختلفوا «8» فيه بالاستفهام والخبر فنذكره في السّور [60/ و] إن شاء الله. 1436 - والضرب الثالث: أن يختلفا أيضا، فتكون الأولى مفتوحة وهي للاستفهام والثانية مضمومة وهي للمتكلم والقطع لا غير، وجملة ذلك ثلاثة مواضع أولها في آل عمران [15] قل أؤنبّئكم وفي ص [8] أءنزل عليه الذّكر وفي القمر [25] أءلقى الذّكر عليه. 1437 - فقرأ الحلواني وأبو عمرو بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الهمزة الثانية، فجعلوها بين الهمزة والواو الساكنة، فتصير في اللفظ كالواو المضمومة المختلسة الضمة من غير إشباع، غير أن ابن كثير وورشا عن نافع لا يدخلان بين المحققة والملينة ألفا على مذهبهما في جميع الاستفهام. واختلف في ذلك عن باقي أصحاب نافع وعن أبي عمرو.
1438 - فأما المسيّبي فقال لنا محمد بن أحمد «1»، عن ابن مجاهد عن أصحابه عن محمد بن إسحاق عن أبيه أؤنبّئكم الألف غير ممدودة وبعدها واو ساكنة، وكذا قال في سائر الاستفهام إنه غير ممدود «2». وروى خلف «3» وابن سعدان «4» عنه أن استفهام نافع كله بالمدّ، وكذلك قرأت في رواية المسيّبي من طريق ابنه «5» وابن سعدان «6» في جميع القرآن، وكذلك روى ابن جبير «7» عن أصحابه عن نافع. 1439 - وأما إسماعيل: فأقرأني أبو الفتح «8» شيخنا عن أصحابه عن ابن مجاهد عن ابن عبدوس عن أبي عمر عنه بالقصر في الباب كله. وأقرأني في رواية ابن فرح «9» عن أبي عمر عنه بالمدّ وإدخال الألف، وقد كان ابن مجاهد يأخذ بذلك، وقد رواه عنه غير واحد من أصحابه وهو قياس رواية أبي عبيد «10» عن إسماعيل. 1440 - وأما قالون فأقرأني أبو الفتح أيضا عن قراءته في رواية القاضي «11»، والحلواني «12»، والشحام «13» عنه بالقصر، وهو معنى رواية أحمد بن صالح عنه، وأقرأني في رواية أبي نشيط «14» عنه بالمد، وكذا روى أحمد بن قالون «15» عن أبيه،
وموسى «1» بن إسحاق القاضي، وأبو سليمان «2» الليثي عنه. وكذا أقرأني أبو الحسن «3» في رواية الحلواني عن قراءته. وبذلك قرأت «4» أيضا في روايته من طريق ابن عبد الرزاق، وهو قياس رواية إسماعيل القاضي، والمدني «5»، والقطري «6»، والكسائي «7»، وغيرهم عن قالون؛ لأنهم قالوا في جميع الاستفهام: مستفهمة بهمزة واحدة. فقولهم مستفهمة دليل على المدّ. 1441 - وأما أبو عمرو فحدّثنا محمد بن أحمد «8»، حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن سعدان وابن اليزيدي عن أبيه عنه أءلقى [القمر: 25] وأءنزل [ص: 8] وأؤنبّئكم [آل عمران: 15] بألف بين الهمزتين وتليين الثانية. قال ابن مجاهد «9»: وكذا روى أبو زيد والعباس بن الفضل عن أبي عمرو. قال «10»: وروى اليزيدي أنه [كان] «11» لا يفعل ذلك. 1442 - وأحسب ابن مجاهد حكى القصر عن اليزيدي بعد أن روى المدّ عن ابن سعدان وعن ابنه عنه من طريق قراءته عن أصحابه دون النصّ عنه بذلك؛ لأن قياس رواية جميع أصحابه عنه بالمدّ ونصوصهم في كتبهم تؤذن به؛ وذلك «12» أن أبا
عمر «1»، وأبا خلاد، وأبا شعيب، وأبا حمدون، وأبا الفتح الموصلي، ومحمد بن شجاع، وغيرهم قالوا عنه «2» عن أبي عمرو: إنه كان يهمز الاستفهام همزة واحدة ممدودة. قالوا: وكذلك كان يفعل بكل همزتين التقتا فيصيرهما واحدة ويمدّ إحداهما مثل أءذا [الرعد: 5] وأءله [النمل: 60] وأئنّكم [الأنعام: 19] «3»، وءأنتم [البقرة: 140] وشبهه. 1443 - فهذا يوجب أن يمدّ إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة مضمومة إذا لم يستثنوا ذلك، وجعلوا المدّ سائغا في الاستفهام كله، وإن لم يدرجوا شيئا من ذلك في التمثيل، فالقياس فيه جائز والمدّ فيه مطّرد. 1444 - على أن أبا عبد الرحمن «4»، وأبا حمدون وإبراهيم بن اليزيدي قد نصّوا على المدّ في أءنزل وأءلقى. وروى ابن سعدان وابن جبير عن اليزيدي في أءنزل بهمزة مطوّلة. وقال أصحاب ابن جبير عنه عن اليزيدي في أءنزل وأءلقى بالمدّ وأؤنبّئكم بالقصر. 1445 - وروى أبو حمدون وأبو عبد الرحمن أؤنبّئكم بغير مدّ. قالا: لأنها من (نبأت)، وما قدّر وخرج عن القياس فليس سبيله أن يجعل أصلا يعمل عليه في بعض نظائره، ولا سيما إذا أنيطت ندارته بعلة تمتنع في سواه. وبمثل ما رواه أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن اليزيدي، قرأت على عبد العزيز بن جعفر «5»، عن قراءته على أبي طاهر بن أبي هاشم في رواية الدوري عن اليزيدي. [60/ ظ] وبه قرأت «6»
في رواية شجاع «1» عن أبي عمرو. 1446 - وقال ابن غالب «2» عن شجاع عنه: قل أؤنبّئكم [آل عمران: 15] بهمزة واحدة غير ممدودة، وأهل الأداء عنه على المذكور [أولا، وكذلك] «3» روى أبو علي الحسين «4» بن حبش الدّينوري أداء عن أبي عمران موسى بن جرير، وأحمد بن يعقوب عن أحمد بن حفص «5» الخشاب، عن أبي شعيب السوسي عن اليزيدي، وأبو العباس عبد الله «6» بن أحمد البلخي أداء أيضا عن أبي حمدون عن اليزيدي في الثلاثة المواضع. 1447 - وقال ابن المنادي في كتاب قراءة أبي عمرو: إن أبا «7» أيوب الخياط يروي عن اليزيدي عن أبي عمرو المدّ فيهن. قال: وذكر بعض المتأخرين أن أبا أيوب كان يأخذ بقصرهن، قال: وأهل الأداء عن الدوري على القصر فيهن. 1448 - وقرأت أنا على أبي الفتح وأبي الحسن وغيرهما عن قراءتهم في رواية اليزيدي من جميع الطرق ومن طريق أبي عمران وغيره عن السوسي بالقصر كله. 1449 - قال ابن مجاهد في كتاب قراءة أبي عمرو: ولم أر أحدا ممّن أخذت عنه قراءة أبي عمرو ممّن قرأ على أصحاب اليزيدي يمدّون هذه الثلاثة الأحرف، بل يقصرونها بلفظ واحد، قال: ولا أحسبهم أجمعوا على ذلك إلا عن أصل عن أبي عمرو صحيح، وإن لم نعلمه نحن. والله أعلم. 1450 - قال أبو عمرو: وإنما قال هذا لأن النص عنه في الكتب يوجب المدّ
مع كشف الرواة الخمسة «1» الأعلام عن ذلك، وتنبيههم عليه في الحروف المذكورة، ولعل أبا عمرو إنما ترك من هذا الضرب دون الضربين الأوّلين لمّا قلّ دوره، فاكتفى بخفّة القلّة، عن تخفيفه بالمدّ. 1451 - وقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين في الثلاثة المواضع على خلاف عن هشام عن ابن عامر في ذلك: 1452 - فقرأت له على أبي «2» الحسن عن قراءته بتحقيق الهمزتين من غير مدّ في آل عمران وتسهيل الهمزة الثانية مع المدّ في ص والقمر. 1453 - وقرأت له على أبي الفتح «3»، من طريق الحلواني في الثلاثة المواضع بالتخيير بين تحقيق الهمزتين معا، وبين تسهيل الثانية مع المدّ «4» في الوجهين طردا لمذهبه في مدّ الاستفهام، وذلك كالذي رواه الداجوني «5» عن أصحابه عن هشام. 1454 - وقرأت له في رواية ابن عباد «6» بتحقيق الهمزتين مع المدّ، وذلك قياس ما حدّثناه محمد بن أحمد عن أبي بكر «7» عن هشام، وما رواه الحلواني عنه «8»؛ إذ جعلا التخفيف والمدّ سائغا في «9» جميع الاستفهام. وروى أحمد بن أنس «10» عن هشام أءنزل [ص: 8] مهموز لم يزد على ذلك، وأراه يريد بهمزتين. فأما اختلافهم في قوله: أشهدوا خلقهم [الزخرف: 19] فنذكره في موضعه إن شاء الله.
فصل في دخول همزة الاستفهام على ال التعريف
فصل في دخول همزة الاستفهام على ال التعريف 1455 - وإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل التي معها لام المعرفة نحو قوله: ءآلذّكرين [الأنعام: 143] ءآلله أذن لكم [يونس: 59] ءآلئن وقد [يونس: 51] ءآلله خير [النمل: 59] وشبهه لم تذهب همزة الوصل من اللفظ معها كما تذهب في كل موضع في حال الاتصال بل تثبت معها خاصة، وذلك للدلالة على الفرق بين الاستفهام والخبر؛ إذ الفرق بينهما في ذلك لا يكون إلا بثباتها وانفتاحها «1»، إلا أنها تليّن بإجماع. واختلف علماؤنا في كيفيّة تليينها: 1456 - فقال بعضهم: تبدل ألفا خالصة، وجعلوا ذلك لازما لها. هذا قول أكثر النحويين، وهو قياس ما رواه المصريون أداء عن ورش عن نافع. 1457 - وقال آخرون: يجعل بين الهمزة والألف لثبوتها في حال الوصل وتعذّر حذفها فيه، فهي كالهمزة اللازمة لذلك، فوجب أن يجري التليين فيها مجراه في سائر الهمزات المتحرّكات بالفتح إذا وليتهنّ همزة الاستفهام والقولان جيّدان. 1458 - ولم يحقّقها أحد من أئمة القراءة ولا فصل بينها وبين همزة الاستفهام بألف لضعفها، ولأن البدل يلزمها في أكثر القول، فلم يحتج لذلك إلى تحقيقها ولا إلى الفصل [سبيل] «2». 1459 - فأمّا النصّ بذلك عن المحقّقين: فحدّثنا ابن غلبون «3»، قال: حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن سهل، قال: حدّثنا علي بن محصن، قال حدّثنا عمرو،/ عن حفص وعن عاصم قال: ءآلذّكرين [الأنعام: 143] الحرفان يمدّ الألف فيهما ولا يهمزان ءآلله أذن لكم [يونس: 59] غير ممدود الألف. 1460 - أخبرني محمد «4» بن سعيد قال: أخبرني محمد بن أحمد بن خالد، قال: حدّثنا أبي، قال: نا إبراهيم بن محمد، قال: نا عبد الصمد، عن علي بن زيد «5»،
باب ذكر مذاهبهم في الهمزتين المتلاصقتين في كلمتين
عن سليم عن حمزةء آلذّكرين [الأنعام: 143] ءآلئن [يونس: 91] وقل ءآلله أذن لكم [يونس: 59] وء آلله خير [النمل: 59] بهمزة ممدودة. 1461 - حدّثنا عبد الرحمن «1» بن عمر، قال حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال حدّثنا جعفر بن محمد «2»، قال حدّثنا أبو عمر عن الكسائي ءآلذّكرين ءآلله أذن لكم ءآلئن [يونس: 91] ممدود مهموز بهمزة واحدة لا يكون بهمزتين. 1462 - وقال الأخفش في كتابه العامّ عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر قل ءآلذّكرين وءآلله أذن لكم وءآلله خير وءآلئن بمدة طويلة، وبهذا المعنى وردت تراجم الرواة والناقلين عن أهل التحقيق والتسهيل، وأصحاب الفصل في هذا الضرب، فدلّ ذلك على انعقاد الإجماع عليه. 1463 - وقد روى محمد بن «3» الفرح عن ابن المسيبي عن أبيه عن نافع قل ءآلذّكرين مهموزا غير ممدود لم يرو ذلك أحد غيره، وهو غلط لخروجه عن مذاهب القراءة وسنن العربية وبالله التوفيق. باب ذكر مذاهبهم في الهمزتين المتلاصقتين في كلمتين 1464 - اعلم أن الهمزة تقع مع مثلها من كلمتين على ثمانية أضرب: فالضرب الأول: أن تكونا معا مفتوحتين، وذلك نحو قوله: السّفهآء أموالكم [النساء: 5] وجآء أحد مّنكم [النساء: 43] وتلقآء أصحب النّار [الأعراف: 47] وجآء أشراطها [محمد: 18] وشآء أنشره [عبس: 22] وما أشبهه. 1465 - فقرأ ابن كثير من رواية قنبل عن القواس من قراءتي «4»، ونافع من رواية ورش، ومن رواية ابن جبير عن أصحابه عنه، وفي رواية الحلواني عن قالون من قراءتي «5» على أبي الفتح الضرير: بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، فتكون كالمدّة
في اللفظ، وهي في الحقيقة بين الهمزة والألف، فتحصل الهمزة المحققة بين مدّتين: مدّة قبلها وهي مشبعة من أجلها ومقدارها مقدار ألفين، ومدة بعدها وهي غير مشبعة؛ لأنها خلف من همزة ومقدارها مقدار ألف، وهذا على ما روته الجماعة عن ورش من جعلها بين بين، فأما على رواية أصحاب أبي يعقوب عنه، فإنها تشبع؛ لأنهم رووا عنه عن ورش أداء إبدالها حرفا خالصا، فهو «1» ألف محضة، فهي في حال البدل أشبع منها في حال التليين. 1466 - وقرأ ابن كثير من رواية الحلواني عن القواس ومن رواية البزي وابن فليح ونافع من رواية إسماعيل، والمسيبي، وقالون، وأبو عمرو: بإسقاط الهمزة الأولى أصلا، وتحقيق الهمزة الثانية ومدّة مشبعة قبلها، على خلاف من أهل الأداء فيها. وبذلك قرأت «2» في رواية الحلواني عن قالون، على «3» أبي الحسن «4» بن غلبون، ومن طريق ابن «5» عبد الرزاق. وعلى ذلك أكثر أهل الأداء بروايته «6». 1467 - وحدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: قال لي قنبل: قال القواس: لا نبالي كيف قرأت ولا أيّ الهمزتين تركت إذا لم تجمع بين الهمزتين «7». قال ابن مجاهد: إن شئت جآء أمرنا [هود: 40] وشآء أنشره [عبس: 22] مثل أبي «8» عمرو، وإن شئت جآء أمرنا شآء أنشره مثل شآء أنشره وذلك إذا اتفق إعرابهما «9». قال أبو بكر «10»: قرأت على قنبل ولا تؤتوا السّفهآء أمولكم [النساء:
43]. يعني مثل أبي عمرو. وقال ابن شنبود عن قنبل: إن القوّاس كان يميل إلى ترك التعويض. 1468 - وروى الخزاعي «1» عن أصحابه الثلاثة: البزّي وابن فليح، وقنبل في المفتوحتين قال: يجعلون مكان الأولى مدّة كالألف «2» ويهمزون الآخرة. وروى ابن مجاهد «3» عن البزي جآء أمرنا مثل أبي عمرو، وقرأت أنا في رواية قنبل مثل ما يرويه عن ورش عن نافع «4». وكذلك حدّثني محمد بن علي عن ابن مجاهد عنه «5». وكذلك حكى أبو طاهر «6»: أنه قرأ على ابن مجاهد [بهمزة و] «7» مدّتين. 1469 - وروى ابن سعد «8» عن المسيبي جآء أجلهم [الأعراف: 34] وشآء أنشره [عبس: 22] بنصب ألف جآء وألف شآء بغير همز، ويهمز ألف أجلهم وألف أنشره، وهذا يدل على أنه يجعل الأولى بين بين ولا يسقطها. وروى خلف «9» عنه، إذا كانتا بالنصب على جهة واحدة مثل جآء أجلهم وشآء أنشره يهمز الآخرة منهما. 1470 - ونا محمد «10» بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا حسن
الرازي عن الحلواني قال: قرأت على قالون أول مرة فأخذ عليّ شآء أنشره [وجاء أحدكم] «1» مثل شآء أنشره [وجاء أحدكم] «2» [بمد «3» ألف أنشره وألف أحدكم مدا «4» يسيرا، قال: ثم رجعت إليه ثانية فأخذ علي" شا أنشره"] وجاء أحدكم «5» مثل أبي عمرو. ولهذا جاء الأداء عن الحلواني عن قالون بالوجهين جميعا «6»؛ إذ كان قد عرضها على قالون. 1471 - وقال ابن مجاهد، عن الجمال «7» في موضع آخر: فسألت أحمد بن قالون بالمدينة، وعرضت عليه الحكايتين، فأخبرني عن أبيه كما حدّثني أحمد بن يزيد الحكاية الآخرة «8». 1472 - وروى سائر أصحاب قالون عنه غير أحمد بن صالح في الباب كله أنه كان لا يجمع بين همزتين، ولا دليل في ذلك على أيهما الملينة. 1473 - وقال القاضي «9» عنه في المتفقتين: جآء أجلها [المنافقون: 11] بهمزة واحدة مضمومة. وقال المدني «10» والقطري مستفهمة بنبرة واحدة ممدودة، وهذا يدل على تحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، وقولهما مستفهمة خطأ إذ لا طريق للاستفهام في ذلك، ولا معنى له من غير ما يفهم منه تليين الهمزة لا غير. 1474 - وروى أصحاب ورش عنه: أنه كان يهمز الأولى ويدع الآخرة. هذا قول داود «11»، وعبد الصمد، وأبي يعقوب.
وقال يونس «1» عنه: إذا التقت الهمزتان في حرفين، وكلمة، فألق إحداهما. يريدون بتركها وإلقائها تسهيلها. وقال يونس عنه: السّفهآء أمولكم موصولة ممدودة. 1475 - وقال الثلاثة «2» عنه: وإذا كانت الهمزة الأولى آخر حرف والثانية «3» أول حرف بيّن الأولى، وأدغم الثانية، مثل هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] شهدآء إذ [البقرة: 133] وما أشبهه، يريدون بإدغامها تليينها وتقريبها من الحرف الذي عنه حركتها. وقال الأصبهاني عن أصحابه عنه «4» في هؤلآء إن كنتم وبابه: الأولى مهموزة، والثانية مذابة يريد بإذابتها تضعيف الصوت بحركتها. 1476 - وخالف أحمد بن صالح سائر أصحابه، فروى عن قالون عن نافع أنه كان يحقق الهمزتين في جميع القرآن إذا كانتا في كلمتين متفقتين كانتا أو مختلفتين. وكذلك روى ابن شنبوذ «5» أداء عن أبي سليمان، عن قالون في المتفقتين والمختلفتين سواء، واستثنى من المتفقتين بالفتح كلمة جاء نحو جآء أحدهم [المؤمنون: 99] وجآء أجلهم [الأعراف: 34] وجآء ءال [الحجر: 61] حيث وقعت، فحقّق الهمزة الأولى وليّن الثانية في ذلك. 1477 - والذي رواه القاضي «6»، والمدني والقطري وغيرهم عن قالون في الحرف الذي في المنافقين يدلّ على صحة تخصيص أبي سليمان لكلمة جاء بذلك. 1478 - وقرأ الكوفيون وابن عامر في الباب كله بتحقيق الهمزتين. 1479 - فإن قال قائل: إنك حكمت في أول الباب أن قراءة من ليّن الثانية مدّتان «7»: الأولى مشبعة، والثانية غير مشبعة، فهل هما كذلك في مذهبه في قوله في الحجر [61]: جآء ءال لوط وفي القمر [41]: ولقد جآء ءال فرعون أم هما بخلافه؟
1480 - قلت: ليستا كذلك فيهما «1» فيه؛ لأن المدّة الثانية التي هي خلف من الهمزة التي مقدارها مقدار ألف واحدة بعدها في هذين الموضعين خاصّة ألف ساكنة. قيل هي مبدلة من همزة، وقيل من واو «2»، فوجب أن تمدّ بعد الهمزة المحققة «3» فيهما مدّا مشبعا لذلك كما يمدّ قبلها سواء ومقداره مقدار ألفين. 1481 - فإن قيل: فهل يبدل ورش الهمزة الثانية في هذين الموضعين ألفا على رواية المصريين عنه كما يبدلها من طريقهم في سائر الباب؟ 1482 - قلت: قد «4» اختلف أصحابنا في ذلك فقال بعضهم: لا يبدلها فيهما؛ لأن بعدها ألفا، فيجتمع ألفان واجتماعهما متعذّر، فوجب لذلك أن يكون بين بين لا غير؛ لأن همزة بين بين في زنة «5» المتحركة. وقال آخرون: يبدلهما فيهما كسائر الباب. 1483 - ثم فيها «6» بعد البدل وجهان: أحدهما: أن تحذف للساكنين إذ هي أولهما ويزاد في المدّ دلالة على أنها هي الملينة دون الأولى، والثاني: أن لا تحذف ويزاد في المدّ فتفصل تلك الزيادة بين الساكنين وتمنع من اجتماعهما وبالله التوفيق. 1484 - والضرب الثاني «7»: أن يكونا معا مكسورتين، وذلك نحو قوله: هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] ومّن النّسآء إلّا [النساء: 22] ومن ورآء إسحق [هود: 71] وعلى البغآء إن أردن [النور: 33] ومن السّمآء إلى الأرض [السجدة: 5] وأهؤلآء إيّاكم [سبأ: 40] وما أشبهه. 1485 - فقرأ نافع في رواية المسيبي وإسماعيل وقالون من غير رواية أحمد بن صالح وأبي سليمان «8»، وبخلاف عن الحلواني «9» عنه، وابن كثير في رواية البزي،
وابن فليح [و] في رواية الحلواني «1» عن القواس في الباب كله بتليين الهمزة الأولى على نحو حركتها، فتكون في اللفظ كالياء المكسورة المختلسة الكسر، وهي في الحقيقة بين الهمزة والياء الساكنة. 1486 - وقرأ نافع في رواية ورش من غير رواية أبي يعقوب «2»، وفي رواية ابن «3» جبير عن أصحابه، وابن كثير من رواية قنبل عن القواس من قراءتي «4»: بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، فتكون في اللفظ كأنها ساكنة وهي في القياس بين الهمزة والياء الساكنة. 1487 - وروى المصريون أداء عن أبي يعقوب عن ورش إبدالها ياء ساكنة، فعلى ذلك يزاد في تمكينها لكونها حرف مدّ وسكون ما بعدها، والبدل على غير قياس، واستثنى لنا الخاقاني «5»، وأبو الفتح «6»، وأبو الحسن «7»، في روايته عن ورش من جميع الباب موضعين، وهما قوله في البقرة [31]: هؤلآء إن كنتم وفي النور: على البغآء إن أردن [النور: 33] فرووهما عن قراءتهم بخلاف الترجمتين المتقدمتين بتحقيق الهمزة الأولى، وجعل الثانية ياء مكسورة محضة الكسرة، وبذلك «8» كان يأخذ فيهما أبو جعفر «9» ابن هلال وأبو غانم «10» بن حمدان وأبو جعفر «11» بن أسامة، وكذلك رواه إسماعيل النحاس عن أبي يعقوب أداء. وروى أبو
بكر «1» بن سيف عنه: أنه أجراهما كسائر نظائرهما «2». 1488 - وقد قرأت بذلك أيضا على أبي الفتح «3»، وأبي الحسن «4»، وأكثر مشيخة المصريين على الأول، إلا «5» أن منهم من يذهب في ذلك إلى أن الثانية في ذلك مبدلة بدلا محضا، فيشبع كسرتها ويخفّفها «6»، حكى لي ذلك ابن خاقان عن أصحابه الذين قرأ عليهم. 1489 - وكان شيخنا أبو الحسن «7» يذهب إلى البدل، وكان أبو بكر محمد بن علي يذهب إلى التسهيل، والبدل أقيس؛ لأنه لمّا عدل عن تسهيلها على حركتها وسهلت على حركة ما قبلها لزمها البدل، فأبدلت ياء مكسورة للكسرة التي قبلها. 1490 - وقال إسماعيل النحاس عن أبي يعقوب في كتاب اللفظ له: كان يجعل الهمزة الثانية في هؤلآء إن كنتم وعلى البغآء إن أردن ياء في اللفظ. قال: وكان عبد الصمد يقرؤهما ممدودة الألف بالخفض. 1491 - وأقرأني أبو «8» الفتح عن قراءته في رواية الحلواني عن قالون في الباب كله كمذهب قنبل ومن وافقه «9». وأقرأني أبو «10» الحسن، في روايته كمذهب البزي
ومن تابعه «1»، وبذلك قرأت من طريق ابن «2» عبد الرزاق، وعلى ذلك أهل الأداء. 1492 - وحدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد، قال «3»: وزعم أحمد بن يزيد عن قالون عن نافع أنه كان يقرأ هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] مثل رواية المسيّبي يعني «4» بتليين الأولى وتحقيق الثانية. 1493 - وروى أحمد «5» بن نصر الشذائي، عن قراءته على ابن بويان، وابن شنبوذ عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون في الباب كله بتحقيق الأولى وجعل الثانية ياء مكسورة. وكذا روى في المتفقتين بالضم بتحقيق الأولى وجعل الثانية واوا مضمومة «6»، وكذلك «7» حكى في الضربين عن أبي بكر بن حمّاد عن أصحابه عن الحلواني وأحمد بن قالون جميعا، وعن أبي محمد الحسن «8» بن صالح، و «9» ابن حمدون «10»، عن أبي عون عن الحلواني،
وإبراهيم «1» بن عرفة وعبد الله بن أحمد البلخي عن أبي عون عن الحلواني في الضربين من المكسورتين والمضمومتين مثل أبي عمرو: بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية كالمتفقتين بالفتح/ سواء. 1494 - والذي قرأت به من طريق ابن «2» بويان، وابن «3» حمّاد، وأبي «4» عون، ما قدّمته «5» في أول الباب «6»، وهو المتعارف من مذهب قالون عند جميع أهل الأداء. 1495 - وحدّثنا محمد بن علي قال حدّثنا ابن مجاهد، عن قنبل عن ابن كثير «7»: أنه كان يقرأ هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] بهمز الأولى وبترك الثانية، مثل قول نافع في رواية ورش. قال: وقال قنبل: قال لي القواس: لا تبال كيف قرأت، ولا أيّ الهمزتين تركت إذا لم تجمع بين الهمزتين. 1496 - وقال أبو طاهر «8»: سألت أبا بكر عن مذهب قنبل في قوله: هؤلآء إن كنتم وعلى البغآء إن أردن [النور: 33] وما شاكله «9»؟ فقال لي: قرأت على قنبل في هود: ومن ورآء إسحق يعقوب [هود: 71] قال لي أبو بكر وكتبتها بالياء، قال لي أبو بكر وكان يعني قنبلا يخير فيما كان مثل هذا بين أن يترك الأولى ويهمز الثانية وبين أن يهمز الأولى ويجعل الثانية ياء ساكنة. 1497 - وروى ابن «10» مجاهد، عن الجمال، عن الحلواني، عن القواس هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] وأوليآء أولئك [الأحقاف: 32] بكسر الياء من أوليآء وأولئك. وروى الخزاعي «11» عن أصحابه عن ابن كثير إذا اجتمعتا على
اتفاق لم يهمزوا الأولى وهمزوا الآخرة. قال: وفي المكسورتين يجعلون الأولى خفضة كالياء ويهمزون الآخرة، وفي المضمومتين يجعلون الأولى ضمّة كالواو ويهمزون ألف أولئك، وفي المفتوحتين يجعلون مكان الأولى مدّة كالألف ويهمزون الآخرة. 1498 - وروى خلف عن المسيّبي إذا كانتا بالخفض على جهة واحدة بيّن الأولى «1» وخفضها ولم يهمزها، ويهمز همزة بعدها، وكذا أوليآء أولئك بيّن الأولى ورفعها وهمز همزة بعدها. 1499 - وروى محمد «2» بن الجهم عن الهاشمي عن إسماعيل عن نافع هؤلآء إن كنتم يهمز (إن) ويقف الألف الأولى. وهذا كمذهب أبي «3» عمرو، ولم يأت بهذا أحد عن إسماعيل غير الهاشمي. وروى محمد «4» بن خالد البرمكي عن أبي عمر عن إسماعيل أنه كان يخلف مكان المكسورة ياء مثل هؤلآء إن كنتم ويجعل في هؤلاء ياء، وهذا هو الصحيح. وبذلك قرأت. وروى الباهلي «5» عن أبي عمر، عنه، عن نافع،: هؤلآء إن كنتم بهمزة واحدة لا يجمع بين همزتين في حرف واحد في جميع القرآن، وليس فيما رواه دليل على مذهبه في الملينة «6» منهما والمحققة «7». 1500 - وخالف سائر أصحاب نافع في هذا الباب أحمد بن صالح، فروى عن قالون كل همزتين التقتا في حرفين «8» فالهمزة الأولى في آخر الحرف تبين، والهمزة الثانية في أول الحرف الثاني تبين «9» أيضا مثل هؤلآء إن كنتم السّفهآء ألآ [البقرة: 13]، وكل ما كان مثل هذا فإن الهمزتين تبيّنان إلا الهمزتين في موضع
الاستفهام، فإن الأولى تبيّن والثانية تسقط يريد تلين، وتابع أحمد على ذلك عن قالون أبو سليمان «1»، فيما رواه ابن شنبوذ عنه أداء. 1501 - وقياس ما روياه عن قالون، يوجب تحقيق الهمزتين في نحو قوله للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أراد النّبىّ أن يستنكحها [الأحزاب: 50] وبيوت النّبىّ إلّآ [الأحزاب: 53] «2»، والنّبىّ أولى [الأحزاب: 6] ويأيّها النّبىّ إذا [الممتحنة: 12] وما أشبهه مما يلتقي فيه همزة النبي بهمزة أخرى «3»، ولم يأت تحقيق الهمزتين في ذلك إلا من هذين الطريقين لا غير. 1502 - وروى الجمال «4» عن الحلواني عن قالون في المتفقتين إذا كانتا مكسورتين أنه يخلف الأولى بياء ويكسرها كسرا بيّنا، والمضمومتين يخلف الأولى بواو ويضمّها ضمّا بيّنا. 1503 - قال أبو عمرو وقوله: كسرا بيّنا وضمّا بيّنا غلط؛ لأن الكسر على الياء والضم على الواو أثقل من تحقيق الهمزة، ولا تعدل عن ثقيل إلى ما هو أثقل منه «5». 1504 - وروى أحمد بن «6» يعقوب التائب عن أصحابه عن أحمد بن جبير عن رجاله عن نافع في الهمزتين المتفقتين مثل رواية ورش سواء، قال أحمد «7»: وله «8» رواية أخرى في المكسورتين عنهم، وهي أن الهمزة الثانية إذا كانت مكسورة «9» أبدلها ياء مكسورة، نحو هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] وعلى البغآء إن أردن [النور: 33]
وللنّبىّ إن أراد [الأحزاب: 50] وما عدا ذلك، فعلى الرواية الأولى. 1505 - وقرأ أبو عمرو في الباب كله بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية كمذهبه في المفتوحتين، هذه رواية الجماعة عن اليزيدي. وخالفهم الحلواني، فروى عن أبي عمر «1» عنه أنه يترك الأولى من المكسورتين ويجعلها ياء مكسورة، قال: ويخلف الأولى من المضمومتين بواو مضمومة، ويشير «2» في المنصوبة من المنصوبتين- وهي الأولى منها- إلى النصب. 1506 - قال أبو عمرو: فأما قوله في المكسورتين والمضمومتين فغير معروف عن أبي عمرو من طريق اليزيدي نصّا وأداء، وإنما رواه أبو عبيد «3» عن شجاع عنه، ولم يقرأ بذلك في رواية شجاع بالإسناد المتقدّم «4»، ولا رأينا أحدا من أهل الأداء يأخذ به في روايته. وأما قوله في المنصوبتين فغير مستطاع على النطق به ولا موجود في نص ولا أداء. وإن كان جائزا في القياس بالغا جيدا، فإن أهل الأداء وأئمة القراءة على خلافه. 1507 - وروى أبو العباس محمد «5» بن أحمد بن واصل عن أبيه وعن ابن سعدان جميعا عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان إذا اتفق إعرابهما سكن الأولى منهما وهمز الثانية. وهذا يحتمل وجهين: أن يكون أراد بقوله سكن الأولى: أسقطها وأذهبها، فيوافق بذلك قول الجماعة. وأن يكون أراد السكون المعروف فيلزمه إدغامها في الثانية لا محالة كسائر المثلين إذا التقيا والأول منهما ساكن، فيخالف قول سائر أصحاب اليزيدي «6» وعامّة أهل الأداء.
1508 - وقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين في الباب كله، وكذلك روى أحمد بن صالح أيضا وأبو سليمان أداء عن قالون «1». 1509 - والضرب الثالث: أن يكونا معا مضمومتين وذلك في موضع واحد في سورة الأحقاف [32] في قوله: أوليآء أولئك فى ضلل مّبين لا غير، فقرأ نافع في غير رواية ورش «2»، وابن كثير في رواية البزّي وابن فليح والحلوانيّ عن القواس بتليين الأولى، فتكون بين الهمزة والواو الساكنة- والقرّاء يقولون: كالواو المضمومة المختلسة الضمة- وتحقيق الثانية، وقد «3» حكى هذا الوجه ابن مجاهد «4»، عن قنبل عن القواس، ولم أقرأ به، ولا رأيت أحدا من أهل الأداء يأخذ به في مذهبه. 1510 - وقرأ نافع في رواية ورش من طريق أبي الأزهر وداود وأحمد بن صالح، ويونس «5»، والأصبهاني، وفي رواية ابن جبير «6» عن أصحابه عنه وابن كثير من رواية قنبل عن القواس من قراءتي على جميع شيوخي بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، فتكون بين الهمزة والواو الساكنة والقرّاء يقولون كالمدّة في اللفظ. وروى المصريون عن أبي يعقوب «7»، عن ورش أداء إبدالها واوا ساكنة، وذلك على غير قياس. 1511 - قال لي الخاقاني «8» عن أصحابه عن النحّاس عن أبي يعقوب عن
ورش أنه يجعلها واوا مضمومة خفيفة الضمة، كجعله «1» إيّاها ياء خفيفة الكسرة في هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] وعلى البغآء إن أردن [النور: 33]. ورأيت أبا «2» غانم وأصحابه قد نصّوا على ذلك عن ورش وترجموا عنه كهذه الترجمة. 1512 - وقال إسماعيل النحّاس عن أصحابه عن ورش في كتاب اللفظ أوليآء أولئك تمدّ الألف الآخرة من أوليآء وتهمزها وترفعها، ولا تهمز أولئك وكأنك تجعلها واوا مرفوعة، وهذا «3» موافق للذي رواه لي خلف بن إبراهيم عن أصحابه وأقرأني به عنهم، وذلك أيضا على غير قياس التليين. 1513 - وأقرأني أبو الفتح «4» في رواية الحلواني عن قالون كرواية أبي الأزهر وأصحابه عن ورش «5». وأقرأني أبو الحسن «6» وغيره ذلك في رواية المسيّبي «7» والروايتان عنه صحيحتان في النقل والأداء، وعلى الرواية الثانية نصّ «8» في كتابه. 1514 - وقرأ أبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية على مذهبه في المفتوحتين والمكسورتين، وروى الحلواني عن أبي عمر «9» عن اليزيدي عنه أنه يخلف الأولى منهما بواو مضمومة ويحقق الثانية، وذلك خلافا لقول سائر أصحاب اليزيدي وأصحاب أبي عمرو وأهل الأداء.
1515 - وروى الزينبي «1» أداء عن أبي ربيعة عن البزي في الثلاثة الأضرب كأبي عمرو، ولا عمل على ذلك. 1516 - وقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين معا، وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان «2» عن قالون. 1517 - فإن قال قائل: ما تقول في مذهب من أسقط الهمزة الأولى في هذه الثلاثة أضرب وميز ما كان من كلمة ومن كلمتين مع الهمزة في حرف المدّ هل يزيد في تمكين مدّ الألف التي قبل الهمزة الساقطة أم لا يزيد في تمكينها، وكذا من ليّن الأولى من المكسورتين والمضمومتين؟ 1518 - قلت: قد اختلف أصحابنا في ذلك، فقال بعضهم: يزيد في تمكينها ومدّها لكون ما حدث في الهمزة من إسقاطها وتليينها عارضا إذ هو تخفيف وتسهيل لكراهة الجمع بين الهمزتين، والعارض لا يعتدّ به إذ لا يلزم، ألا ترى أنه إذا وقف على الكلمة التي هي آخرها وفصلت بذلك من الكلمة الثانية ردت محقّقة «3» بلا خلاف لعدم موجب إسقاطها وتليينها، فوجب لذلك أن يشبع مدّ الألف قبلها وإن لم تظهر محقّقة كما يجب لها ذلك مع تحقيقها، مع أن أبا عمرو قد قال: إن الثانية تنوب عن الأولى وتقوم مقامها، فهي كالثانية كذلك «4». 1519 - وقال آخرون: لا يزيد في تمكين مدّ الألف من أسقط الهمزة وميّز بين المنفصل والمتصل في حروف المدّ؛ لأنه لما أسقطها وأذهبها من اللفظ التقت الألف التي قبلها بهمزة في أول كلمة أخرى بعدها فصار ذلك بمنزلة قوله: ربّنآ أخّرنآ إلى أجل قريب [إبراهيم: 44] وشبهه مما تلتقي الألف فيه مع الهمزة من كلمتين، فوجب أن لا يزيد في تمكين تلك الألف كما لا يزيد في تمكين سائر المنفصل، وكذا من ليّنها على حركتها ولم يسقطها رأسا؛ لأنه لمّا أعلمها بذلك لم يزد في تمكين مدّ تلك
الألف قبلها؛ إذ كان ذلك إنما يجب فيها [ب] ظهور «1» الهمزة محقّقة، لخفائها وحشوها، فلما عدم تحقيقها لفظا وجب ألّا يزيد في تمكين الألف قبلها. 1520 - والقولان صحيحان، وقد قرأت بهما معا، والأوّل أوجه؛ لأن من زاد في التمكين ومدّ عامل الأصل، ومن لم يزد فيه وقصرها عامل على اللفظ، ومعاملة الأصل «2» أولى وأقيس. 1521 - وقد حكى أبو بكر «3» الداجوني عن أحمد بن جبير عن أصحابه عن نافع في الهمزتين المتفقتين أنهم يمدّون الثانية منها، نحو السّمآء أن تقع [الحج: 65] قال: يهمزون ولا يطوّلون السماء ولا يهمزونها، وهذا نص منه على قصر الألف قبل الهمزة الساقطة والملينة، ولا أعلم أحدا من الرّواة نصّ عليها بمدّ ولا بقصر غيره، وإنما يتلقى الوجهان فيهما من أهل الأداء تلقيا. 1522 - والضرب الرابع: أن تكون الأولى مضمومة والثانية مفتوحة؛ وذلك نحو قوله «4»: السّفهآء ألآ [البقرة: 13] وأن لّو نشآء أصبنهم [الأعراف: 100]. وسوء أعملهم [التوبة: 37] ويأيّها الملأ أفتونى [النمل: 32] وما أشبهه. 1523 - وقرأ الحرميّان وأبو عمرو بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا مفتوحة لانضمام ما قبلها في جميع القرآن. وحكى ابن مجاهد عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه ينحو بالثانية نحو الألف؛ يريد أنه يجعلها بين الهمزة والألف. وذلك غير جائز ولا يمكن النطق به. 1524 - وحدّثني الحسن «5» بن علي قال: حدّثنا أحمد بن نصر، قال: قال اليزيدي على ما ذكر شيخنا يعني ابن مجاهد في اللتين أولاهما مضمومة وأخراهما مفتوحة ينحو بالثانية نحو الألف وذلك غير ممكن في النطق به، قال: ولم أجد [هـ] «6»
في كتاب من الكتب المنقولة عن أبي عمرو من جهة اليزيدي ولا غيره. ولفظنا «1» عند قراءتنا عليه «2» بعد الهمزة المضمومة بواو مفتوحة في قوله: السّفهآء ألآ [البقرة: 13] ولا يكون غيره ولو حرص المتكلف «3» كل حرص، وإذا امتحنت ذلك وجدته غير محتمل عليك، وهذا نص كلام أبي «4» طاهر في كتاب الفصل بين أبي عمرو والكسائي. 1525 - وروى محمد بن «5» خالد البرمكي عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع أنه كان يهمز الثانية ويترك الأولى متفقتين كانتا أو مختلفتين، ولا يلتفت إلى ذلك وكان يخلف مكان الأولى إذا كانت مرفوعة واوا مثل السّفهآء ألآ كان يجعل في السّفهآء واوا، ولم يأت بهذا عن إسماعيل غيره. 1526 - وكذا روى الخزاعيّ «6» عن ابن فليح، قال: كان يستحبّ ضمّ ألف السفهاء الآخرة ويهمز «ألا» لأنها أسهل في اللفظ. قال الخزاعي: مذهبهم- يعني أصحابه «7» الثلاثة- إذا اجتمعتا على خلاف همزوا الأولى وأسقطوا الآخرة، إلا «8» أن تكون همزة «9» الآخرة أحسن وأسهل في اللفظ، فيهمزونها ويسقطون الأولى. وقال في موضع آخر: فإنهم يهمزون الأولى ويجعلون الثانية كأنها فتحة أو كسرة، يعني إذا كانت الثانية مفتوحة أو مكسورة. 1527 - وقوله: ويسقطون الأولى يحتمل وجهين: إسقاطها رأسا كالأولى من المتفقتين بالفتح وتسهيلها على حركتها، وذلك أراد؛ لأنه قد فسّره عن ابن فليح في السّفهآء ألآ [البقرة: 13].
1528 - فأما قوله همزوا الأولى وأسقطوا الآخرة، فإن كان أراد التسهيل فقد أصاب وإن كان أراد ذهاب الهمزة رأسا فقد أخطأ؛ لأن ذلك غير جائز في الهمزة المبتدأة إذا التقت بمثلها ولا يتمكن «1» اللفظ به. 1529 - ولم يرو تليين الأولى في هذا الضرب إلا من هذين الطريقين لا غير، وبما قدّمته أولا قرأت وبه آخذ. 1530 - قرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين معا في جميع القرآن، وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان «2» عن قالون، وقياس قولهما يوجب تحقيقهما في قوله: النّبىّ أولى [الأحزاب: 6] والنّبىّ أن يستنكحها [الأحزاب: 50] وذلك ما انفرد به نافع من هذين الطريقين. 1531 - والضرب الخامس: أن تكون الأولى مكسورة والثانية مفتوحة نحو قوله: من خطبة النّسآء أو أكننتم [البقرة: 235] وهؤلآء أهدى [النساء: 51] وبالفحشآء أتقولون [الأعراف: 28] ومن المآء أو ممّا [الأعراف: 50] وما «3» أشبهه. 1532 - فقرأ الحرميان وأبو عمرو بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الهمزة الثانية ياء مفتوحة لانكسار ما قبلها، ولا يجوز في تليينها غير ذلك، وكذلك لا يجوز في تليين المفتوحة المضموم ما قبلها غير البدل أيضا؛ لأنه لو عدل عن ذلك فيها في الضربين، وجعلت بين بين- كما يجب في المفتوحة المتحركة «4» لصارت بين الهمزة والألف، [والألف] «5» لا يكون ما قبلها مضموما ولا مكسورا، وكذلك لا يكون قبل ما قرب بالتسهيل منها، وهذا مذهب النحويين أجمعين ولا أعلم بينهم خلافا فيه. 1533 - وقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين معا في جميع القرآن، وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان عن قالون «6».
1534 - والضرب السادس: أن تكون الأولى مضمومة والثانية مكسورة، وذلك نحو قوله: من يشآء إلى صرط [البقرة: 142] الشّهدآء إذا ما دعوا [البقرة: 282] السّوء إن أنا [الأعراف: 188] ما نشؤا إنّك لأنت [هود: 87] وما أشبهه. 1535 - فقرأ جميع ذلك الحرميّان وأبو عمرو بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، واختلف النحويون والقرّاء في كيفية تسهيلها، فقال بعضهم: تجعل بين الهمزة والياء على حركتها؛ لأنها أولى «1» بأن يسهّل عليها من غيرها؛ لقربها منها. وهذا مذهب «2» الخليل وسيبويه، وحكاه ابن مجاهد «3» عن اليزيدي عن أبي عمرو، ورواه عن ابن مجاهد أحمد بن نصر الشذائي فيما حدّثني «4» ابن شاكر عنه. 1536 - وقال آخرون: تبدل واوا مكسورة خفيفة الكسرة على حركة ما قبلها؛ لأنها أثقل من حركتها، والثقيل هو الحاكم على الخفيف في الطبع والعادة، فلذلك دبّرتها «5» في التسهيل، وهذا مذهب أكثر أهل الأداء «6». وكذا حكى أبو طاهر بن أبي هاشم فيما حدّثنا الفارسي عنه أنه قرأ على ابن مجاهد. وكذا حكى أيضا أبو بكر «7» الشذائي فيما حدّثنا ابن شاكر عنه أنه قرأ على غير ابن مجاهد، وبذلك قرأت أنا على أكثر شيوخي، وقد قرأت بالمذهب الأول على فارس بن أحمد في مذهب أهل الحرمين وأبي عمرو وهو أوجه في القياس، والثاني آثر في النقل. 1537 - وقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين. وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان عن قالون، وقياس روايتهما يوجب تحقيقها في قول: يا أيها النبيء إذا حيث وقع يأيّها النّبىّ إنّآ [الأحزاب: 45].
1538 - والضرب السابع: أن تكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، وذلك نحو قوله: شهدآء إذ حضر [البقرة: 133] وو البغضآء إلى يوم القيمة [المائدة: 14] وأوليآء إن استحبّوا [التوبة: 23] وشركآء إن يتّبعون [يونس: 66] وما أشبهه. 1539 - فقرأ الحرميان وأبو عمرو جميع ذلك بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، يجعلونها بين الهمزة والياء الساكنة لا غير. 1540 - وروى الحسن «1» بن مخلد عن البزّي شهدآء إذ حضر بطرح الهمزة الأولى، ويثبت همزة «إذ». قال البزي: وكان أبو الإخريط يقول: شهدآء إذ حضر خلط الأولى بالآخرة ولم يبين الآخرة. قال البزي: ولا أقرأ به، وقال البزّي السّمآء إلى الأرض [السجدة: 27] بهمزة واحدة لم يذكر أيّتهما هي المتروكة، وقياس ما حكاه أولا يوجب أن يكون الأولى. وروى لنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن قنبل والبزّي في الباب كله: مثل أبي عمرو «2»، وقال أبو طاهر «3» عن ابن مجاهد عن قنبل خلط عليّ فقال: شهدآء إذ حضر [البقرة: 133] اهمز الثانية ودع الأولى. وقال «4» قرأت على قنبل من الشّهدآء أن تضلّ [البقرة: 282] مثل أبي عمرو ويشآء إلى [البقرة: 142] «5» همزت الأولى وتركت الثانية، فقال لي هذه رواية البزّي. وأمّا أنا فأقرأ من الشّهدآء أن تضلّ ويشآء إلى «6»، قال: وقال لي قنبل: كان القواس يقول: لا تبال أيهما تركت إذا لم يجمع بينهما. قال أبو طاهر: فقلت لأبي بكر في هذين وحدهما؟ فقال لي: فيهما وفيما أشبههما، وروى الخزاعيّ «7» عن أصحابه السّمآء إلى الأرض [السجدة: 5] يهمزون الأولى.
1541 - وقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين. وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان عن قالون «1». 1542 - وأخبرنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثني أبو بكر «2»، قال: حدّثنا الحسن الرازي، قال: حكى لنا أحمد بن قالون عن أبيه، قال: وقد كان نافع لا يعيب إظهار الهمزتين في شركآء إن يتّبعون [يونس: 66] والسّمآء إلى الأرض إذا كانت الأولى نصبا والأخرى خفضا. 1543 - والضرب الثامن: أن تكون الأولى مفتوحة [والثانية مضمومة] «3»، وذلك في موضع واحد في المؤمنون كلّ ما جآء أمّة [المؤمنون: 44] لا غير، فقرأ الحرميان وأبو عمرو بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، فجعلوها كالواو المختلسة الضمّة وهي في الحقيقة بين الهمزة والواو الساكنة. 1544 - وقال ابن مخلد عن البزّي جاء أمة وقال أبو طاهر «4»: ضبطتها عنه بترك همزة جاء وهمزت «5» الثانية. قال «6» لي ابن مجاهد: قال لي أبو عمرو «7»: وفي جآء أمّة إن شئت خلفت الثانية وإن شئت لم تخلفها جآء أمّة. قال ابن مجاهد: وقول قنبل: وإن شئت لم تخلفها ليس بشيء؛ لأنه إذا همز الأولى فهي همزة مفتوحة، فلا بدّ من أن يخلف الثانية بواو في اللفظ بعد همزة جآء، وإذا ترك همزة جآء وهمز أمّة قال: جآء أمّة في لفظ جا أمة، فأسقط همزة جاء وأتى بهمزة أمّة مضمومة بعد ألف ساكنة في جاء. 1545 - وقرأ الكوفيون [وابن عامر] «8» بتحقيق الهمزتين، وكذا روى أحمد بن صالح وأبو سليمان عن قالون «9».
فصل [إذا حال بين الهمزتين حائل]
فصل [إذا حال بين الهمزتين حائل] 1546 - واعلم أن «1» في التسهيل لإحدى الهمزتين في الكلمة والكلمتين في مذهب أهل التسهيل إنما يكون إذا تلاصقتا معا ولفظ بالثانية بعد الأولى من غير حائل بينهما، فإن حال بينهما ألف أو واو أو تنوين أو غير ذلك من متحرك أو ساكن، فالتسهيل للهمزة الثانية ممتنع، وتحقيقها إجماع لأجل ذلك الحائل؛ إذ التلاصق الموجب للتسهيل معدوم بوجوده. 1547 - فأما ما حال بينهما فيه ألف فنحو قوله: رئآء النّاس [البقرة: 264] وإنّا برءؤا [الممتحنة: 4] ورءآ أيديهم [هود: 70] والسّوأى أن كذّبوا [الروم: 10] وما أشبهه. 1548 - وأما ما حال بينهما فيه الواو فنحو قوله: قل استهزءوا إنّ الله [التوبة: 64] وجاءو أباهم وما أشبهه. 1549 - وأما ما حال بينهما فيه التنوين فنحو قوله: على سوآء إنّ الله [الأنفال: 58] وكمآء أنزلناه [يونس: 24] ومّن شىء إذ كانوا [الأحقاف: 26] ومن شىء إلّا [يوسف: 68] وما أشبهه. وقد روى ورش «2» عن نافع أنه يلقي حركة الهمزة عليه «3»، فهو في هذا على أصله ذلك. 1550 - وقال الخزاعي «4» عن أصحابه عن ابن كثير رئآء النّاس لا يهمز الأولى من أجل همزة الناس وهؤلآء [البقرة: 37] يهمز الواو ويكسر الألف الآخرة «5» بغير همز، قال: لأنهم لا يجمعون بين همزتين في حرف واحد، وهذا غلط من الخزاعي من جهتين:
باب مذاهبهم في الهمزة المفردة
1551 - إحداهما أن الهمزتين في ذلك لم تتلاصقا بل قد فصل بينهما في رئآء النّاس الألف، وفي هؤلآء اللام المتحركة والألف، فوجب تحقيقها؛ لأنهما لا يستثقلان. 1552 - والثانية أن ذلك كان يجب في كل كلمة فيها همزتان قد فصل بينهما فاصل، نحو قوله: إنّا برءؤا [الممتحنة: 4] وأنبّئكم [آل عمران: 49] «1»، وأرءيت [الماعون: 1] وأفرءيت [مريم: 77] وأرءيتكم [الأنعام: 40] وو أبرىء [آل عمران: 49] وو مآ أبرّئ [يوسف: 53] وهم أولآء [طه: 84] ومن أنبآء [آل عمران: 44] وما أشبهه، وذلك غير معروف من مذهب ابن كثير في ذلك بإجماع، فصحّ أن الذي حكاه الخزاعي غلط لا شك فيه، وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل. باب مذاهبهم في الهمزة المفردة «2» 1553 - اعلم أن هذه الهمزة ترد على ضربين: ساكنة ومتحركة، وتقع فاء من الفعل وعينا منه ولاما، وإذا «3» أوردت ساكنة وسهّلت دبرتها حركة «4» الحرف الذي قبلها، فإن كانت فتحا أبدلت ألفا، وإن كانت كسرا أبدلت ياء وإن كانت ضمّا أبدلت واوا، وإذا أوردت متحركة وسهلت جعلت بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها ما لم تنفتح وينضم ما قبلها أو تنكسر، فإن كانت مفتوحة جعلت بين الهمزة والألف، وإن كانت مكسورة جعلت بين الهمزة والياء الساكنة، وإن كانت مضمومة جعلت بين الهمزة والواو الساكنة، فإن انفتحت وانضم ما قبلها أو انكسر أبدلت مع الضمة واوا ومع الكسرة ياء وحركتها بالفتح. 1554 - ولنافع من طريق ورش ولعاصم من طريق الأعشى ولأبي عمرو من طرق، ولابن عامر من طريق هشام، ولحمزة مذاهب في التسهيل في الوصل والوقف وفي الوقف دون الوصل أنا أشرحها وأبينها، وأفرد [لمذهب] «5» كل واحد منهم بابا
باب ذكر بيان مذهب ورش عن نافع في تسهيل الهمزة الساكنة والمتحركة
على حدة ليحفظ مجردا إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل. باب ذكر بيان مذهب ورش عن نافع في تسهيل الهمزة الساكنة والمتحرّكة 1555 - اعلم أن ورشا روى عن نافع من جميع طرقه أنه كان يسهل الهمزة الساكنة والمتحرّكة إذا كانت فاء من الفعل، وصورتها في الخط واوا [و] «1» من قبلها أحد أربعة أحرف: ياء أو تاء أو نون أو ميم، سواء كانت في اسم أو فعل. 1556 - فالساكنة التي قبلها ياء نحو يؤمنون [البقرة: 3] ويؤلون [البقرة: 226] وو يؤثرون [الحشر: 9] ويؤفكون [المائدة: 75] ويؤتكم [الأنفال: 70] ويؤمنّ [إبراهيم: 25] وما أشبهه. 1557 - والتي قبلها تاء نحو قوله: تؤمنون بالله [آل عمران: 110] وبل تؤثرون [الأعلى: 16] وتؤتى أكلها [إبراهيم: 25] وحتّى تؤمنوا [الممتحنة: 4] وفأنّى تؤفكون [الأنعام: 95] وما أشبهه. 1558 - والتي قبلها نون نحو قوله: لن نّؤمن لك [البقرة: 55] ونّؤتهآ [الأحزاب: 31] ولن نّؤثرك [طه: 72] ونؤته منها [آل عمران: 145] وما أشبهه. 1559 - والتي قبلها ميم نحو قوله: المؤمنون [البقرة: 285] وو المؤتون [النساء: 162] ومّؤمن [البقرة: 221] وو المؤتفكة [النجم: 53] وو المؤتفكت [التوبة: 70] وما أشبهه. 1560 - والمتحركة التي قبلها أحد الأربعة الأحرف نحو قوله: لّا يؤاخذكم الله [البقرة: 225] وفليؤدّ الّذى [البقرة: 283] ويؤيّد بنصره [آل عمران: 13] ويؤدّه إليك [آل عمران: 75] ويؤخّره [المنافقون: 11] «2»، ويؤلّف بينه [النور: 43] ولا تؤاخذنآ [البقرة: 286] وأن تؤدّوا الأمنت [النساء: 58] وو ما نؤخّره [هود: 104] ومّؤجّلا [آل عمران: 145] ومؤذّن [الأعراف: 44] وو المؤلّفة [التوبة: 60] وما أشبهه.
1561 - واختلف عنه في موضعين من الساكنة، وهما قوله: وتؤى إليك في الأحزاب [51] والّتى تئويه في المعارج [13]: 1562 - فروى الأصبهاني «1» عن أصحابه عنه ترك همزها، ويحتمل الواو المبدلة من الهمزة أن تدغم في التي بعدها اتباعا للخط، وبذلك قرأت «2» في مذهبه، ويحتمل أن لا تدغم بناء على الأصل؛ لأن التسهيل عارض. وروى سائر الرواة عنه «3» نصّا وأداء تحقيق الهمزة فيهما. 1563 - واختلف عنه «4» أيضا في موضع واحد من المتحركة وهو قوله: مؤذّن في الأعراف [44] ويوسف [70]، فروى عنه الأصبهاني تحقيق الهمزة فيه لكون الفعل قبله، وهو فأذن [الأعراف: 44] مهموزا؛ حملا عليه، وروى سائر الرواة عنه تسهيل الهمزة فيه؛ حملا على نظائره. 1564 - وأجمعوا عنه نصّا وأداء على تحقيق الهمزة في موضعين من ذلك، وهما قوله: ولا يؤده حفظهما في البقرة [255] وتؤزّهم أزّا في مريم [83]، ما خلا أحمد «5» بن صالح، فإنه روى عنه تؤزّهم بغير همز لم يروه غيره. 1565 - وكان «6» أيضا يسهل الهمزة الساكنة خاصّة إذا كانت فاء من الفعل، وصورتها في الخط ألف ووليها من قبلها [أحد] «7» ستة أحرف: الياء والتاء والنون والميم والفاء والواو في فعل كانت أيضا أو في اسم. 1566 - فالتي قبلها ياء نحو: يأكلون [البقرة: 174] ويأمرون «8» [آل عمران: 21]، وما يأفكون [الأعراف: 117] فإنّهم يألمون [النساء: 104] ولّا يؤتون [النساء: 53] ويأتهم [الأعراف: 169] ويأتوكم [البقرة: 85] ويأمنوكم ويأمنوا قومهم [النساء: 91] ويأمركم [البقرة: 67] وألم يأن للّذين ءامنوا [الحديد: 16]
وو لا يأتل [النور: 22] وما لم يأذن [الشورى: 21] ويأتمرون [القصص: 20] وشبهه. 1567 - والتي قبلها تاء نحو: قوله: تأكلون [آل عمران: 49] وأتأمرون [البقرة: 44] وأن تأجرنى [القصص: 27] واستئجره إنّ خير من استئجرت [القصص: 26] وفإذا استئذنوك [النور: 62] ولتأفكنا [الأحقاف: 22] ولا تأمنّا [يوسف: 11] وأم تأمرهم [الطور: 32] «1»، وما أشبهه. 1568 - والتي قبلها نون نحو: أنّا نأتى الأرض [الرعد: 41] وفلنأتينّهم [النمل: 37] وفلنأتينّك [طه: 58] وأن تأخذوا [البقرة: 229] وأن نّأكل منها [المائدة: 113] وما أشبهه. 1569 - والتي قبلها ميم نحو قوله: مأمنه [التوبة: 6] ومأتيّا [مريم: 61] ومأمون [المعارج: 28] ومأكول وليس في القرآن مما اجتمع الرواة عنه على ترك الهمز فيه من هذا النوع غير هذه الأربعة المواضع. 1570 - والتي قبلها فاء نحو قوله: فأتوا بسورة [البقرة: 23] وفئاتوهنّ [البقرة: 222] وفأتيا [الشعراء: 16] وفأذنوا [البقرة: 279] وفأذن لّمن شئت [النور: 62] وما أشبهه. 1571 - والتي قبلها واو نحو قوله: وأتوا البيوت [البقرة: 189] وآتوني [يوسف: 93] وأمر قومك [الأعراف: 145] وأمر أهلك [طه: 132] وأتمروا بينكم [الطلاق: 6] وما أشبهه. 1572 - واختلف عنه في أصل مطّرد من هذا الضرب، وهو ما كان من باب الإيواء نحو قوله: ومأواهم [آل عمران: 151] ومأواكم [العنكبوت: 25] ومأواه [آل عمران: 162] والمأوى [السجدة: 19] وفأوا إلى الكهف [الكهف: 16] وما أشبهه من لفظه. 1573 - فروى داود «2»، ويونس «3»، وعبد الصمد «4» - من رواية محمد بن
وضّاح وإبراهيم بن محمد عنه- الهمز فيه نصّا، وكذلك روى إسماعيل «1» النحّاس وأبو بكر بن سيف عن أبي يعقوب عنه، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين، وبذلك قرأت للجماعة عن ورش أداء من طريقهم. 1574 - حدّثنا «2» أبو عبد الله محمد بن سعيد الإمام في كتابه قال: أخبرني محمد بن أحمد بن خالد، [قال حدثنا أبي] «3»، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد بن بازي، عن عبد الصمد، عن ورش عن نافع، أنه همز المأوى [السجدة: 19] ومأواهم [آل عمران: 151] «4»، وفأوا إلى الكهف [الكهف: 19]. 1575 - أخبرنا «5» عبد العزيز بن محمد قال: حدّثنا أبو طاهر قال: حدّثنا أحمد بن محمد الدّينوري قال: حدّثنا أبو الحسين الرّعيني قال: حدّثنا عبد الرحمن بن داود عن أبيه عن ورش عن نافع أنه همز مأواهم والمأوى وفأوا إلى الكهف. 1576 - حدّثنا الخاقاني «6» قال: حدّثنا أحمد بن أسامة قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا يونس عن ورش عن نافع أنه همز المأوى في جميع القرآن. 1577 - وروى محمد بن عبد الرحيم «7»، عن أصحابه، عنه «8» نصّا وأداء ترك الهمزة في ذلك حيث وقع، وكذلك روى إبراهيم «9» بن عبد الرزاق عن عبد الجبار بن محمد عن عبد الصمد وابن مجاهد عن إسماعيل «10» بن عبد الله الفارسي عن
بكر بن سهل وأحمد ابن «1» يعقوب التائب عن بكر أيضا عن عبد الصمد عنه، حدّثني بذلك أحمد بن «2» عبد الله المكتّب عن علي بن محمد المقرئ الشافعي عنهم «3» عن أصحابهم، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من البغداديين والشاميين. وكذلك قرأت في رواية الأصبهاني وعبد الصمد من طريقهم. 1578 - ولم يذكر أبو يعقوب ولا عبد الصمد من روايتنا عن ابن محفوظ عن ابن «4» جامع عن بكر عنه في ذلك همزا ولا غير همز، وظاهر قولهما في كتابهما عن ورش يدل على ترك الهمز؛ لأنهما جعلا الباب مطّردا، وأطلقا القياس فيه، ولم يخرجا ذلك عن جملته كما أخرجه داود ويونس وابن وضّاح وابن بازي عن عبد الصمد «5»، فوجب أن يجري مجرى نظائره في ترك الهمز، نحو: مأتيّا ومأمنه وفئاتوا وفئاتوهنّ وشبهه مما الهمزة فيه فاء وقبلها ميم أو فاء. 1579 - فإذا تحرّكت الهمزة وهي فاء، فلا خلاف عنه في تحقيقها نحو قوله: فأذن وفأكله [يوسف: 17] وفأيّدنا [الصف: 14] وفأخذهم [آل عمران: 11] وو ما تأخّر [الفتح: 2] ومئارب [طه: 18] ومئابا [النبأ: 22] وما أشبهه. 1580 - وكان أيضا يسهل الهمزة الساكنة إذا كانت فاء «6»، أو دخل عليها همزة الوصل واتصلت بكلام يدبرها حركة آخره وهما من كلمتين، وذلك نحو قوله: فرعون ائتونى [يونس: 79] ويصلح ائتنا [الأعراف: 77] ويقول ائذن لّى [التوبة: 49] وفى السّموت ائتونى [الأحقاف: 4] وو للأرض ائتيا [فصلت: 11]: [وأوحينآ] أو ائتنا [الأنفال: 32] وأن ائت [الشعراء: 10] وثمّ ائتوا صفّا [طه: 64] وما أشبهه.
فصل [في الهمزة الساكنة تكون عينا أو لاما]
1581 - فتنقلب مع الضمة واوا وإن كانت صورتها في الخط ياء ومع الكسرة ياء وإن كانت صورتها في الخط واوا ومع الفتحة ألفا وإن كانت صورتها في الخط ياء؛ لأنها تصوّر بالحرف الذي منه حركة همزة الوصل في الابتداء، من حيث تنقلب فيه «1» إليه لامتناع الجمع بين همزتين الثانية منهما ساكنة، فإن كانت حركتها هناك ضمّا صوّرت واوا، وإن كانت كسرة صوّرت ياء. والخط مبني على الاتصال، فلذلك صوّرت على حركة همزة الوصل وسهلت على حركة آخر الكلمة المتصلة بها، سواء كانت تلك الحركة لازمة أو عارضة. 1582 - فإن وقع بعد تلك الحركة حرف مدّ ألف أو ياء أو واو وكن من «2» نفس تلك الكلمة، ووقعن طرفا، سقطن «3» من اللفظ لسكونهنّ وسكون الحرف المبدل من الهمزة، وذلك نحو قوله: الّذى اؤتمن [البقرة: 283] ولقآءنا ائت [يونس: 15] وإلى الهدى ائتنا [الأنعام: 71] وقالوا ائتوا [الجاثية: 25] وما أشبهه. 1583 - وقد يجوز أن يثبتن في اللفظ ويسقط البدل من الهمزة للساكنين وقد كنّ «4» أيضا يسقطن مع تحقيق الهمزة، فوجب أن يسقطن أيضا مع تخفيفها إذ «5» كان عارضا. فصل [في الهمزة الساكنة تكون عينا أو لاما] 1584 - فإذا كانت الهمزة عينا من الفعل أو لاما منه وسكنت، وسواء كان سكونها أصليّا أو لجازم أو لتوالي الحركات تخفيفا، فالرواة مجمعون عن ورش على تحقيقها ما خلا الأصبهاني، فإنه روي عن أصحابه عنه تسهيلها حيث وقعت. 1585 - فأما التي هي عين فنحو قوله: الرّأس [مريم: 4] وكأس [الإنسان: 5] «6» والبأس [البقرة: 177] والبأسآء [البقرة: 177] والرّأى [هود: 27] ورأى العين [آل عمران: 13] والضّأن [الأنعام: 143] وفى شأن [يونس:
61] وشأنهم [النور: 62] وكدأب [آل عمران: 11] ودأبا [يوسف: 47] «1»، وسؤلك [طه: 36] والرّءيا [الإسراء: 60] ورءياك [يوسف: 5] ورءيى [يوسف: 43] وما أشبهه إلا قوله: بئس [البقرة: 126] وبئسما [البقرة: 90] حيث وقعا وقوله: الذّئب [يوسف: 13] وو بئر مّعطّلة [الحج: 45] فإنه لا خلاف عنه في تسهيل الهمزة في هذه الثلاث كلم. 1586 - وأما التي هي لام فنحو قوله: فادّرءتم [البقرة: 72] وو إن أسأتم [الإسراء: 7] وأنشأتم [الواقعة: 72] وأنشأنا [الأنعام: 6] وأنشأنهنّ [الواقعة: 35] واطمأننتم [النساء: 103] وبدأنآ [الأنبياء: 104] وذرأنا [الأعراف: 179] وو لملئت [الكهف: 18] وأخطأتم [الأحزاب: 5] وأخطأنا [البقرة: 286] وامتلأت [ق: 30] ونبّأتكما [يوسف: 37] وبوّأنا [يونس: 93] واقرأ [الإسراء: 14] وهيّء لنا [الكهف: 10] ونبّئ عبادى [الحجر: 49] وشئتم [البقرة: 58] وشئنا [الأعراف: 176] وما أشبهه. 1587 - واستثنى الأصبهاني من قراءتي «2»، من التي هي عين، أصلا مطّردا، وهو ما جاء من لفظ اللّؤلؤ وو لؤلؤا حيث وقع، ومن التي هي لام ثلاثة أصول مطّردة وحرفا واحدا. 1588 - فالأول من الثلاثة أصول هو إذا سكنت الهمزة للأمر «3» نحو أنبئهم [البقرة: 33] وو نبّئهم [الحجر: 51] ونبّئنا [يوسف: 36] ونبّئ عبادى [الحجر: 49] وهيّء لنا [الكهف: 10] واقرأ كتبك [الإسراء: 14] وما أشبهه. 1589 - والثاني: هو ما جاء من لفظ جئت [البقرة: 71] وجئتم [يونس: 81] وأجئتنا [الأعراف: 70] وجئناهم [الأعراف: 52] وجئتمونا [الأنعام: 94] حيث وقعن «4». 1590 - والثالث: هو ما جاء من لفظ قرأت وقرأنه حيث وقعا.
1591 - والحرف الواحد هو قوله في يوسف إلّا نبّأتكما [يوسف: 37] لا غير، فحقّق الهمزة في ذلك كله. 1592 - ولا أعلم عنه خلافا في تحقيق الهمزة في قوله في مريم: ورءيا وبذلك قرأت، وقياس ما أصله وما قرأ به في قوله: وتئوي [الأحزاب: 51] وتئويه [المعارج: 13] يوجب تسهيل الهمزة في ذلك وبيان المبدل فيها وإدغامه جائزان. 1593 - وكذا لا أعلم عنه خلافا في تسهيل الهمزة إذا سكنت لجازم دخل عليها نحو قوله: تسؤكم [المائدة: 101] وتسؤهم [آل عمران: 120] وإن نّشأ [الشعراء: 4] ويهيّء لكم [الكهف: 16] وأم لم ينبّأ [النجم: 36] وما أشبهه، فإن لقيت هذه الهمزة ساكنا، فحرّكت لأجله كقوله في الأنعام [39]: من يشإ الله، وفي الشورى [24]: فإن يشإ الله خفّفت في مذهبه ولم تسهل لحركتها «1»، فإن فصلت من ذلك الساكن بالوقف عليها دونه سهلت لسكونها. 1594 - وقرأت «2» في رواية يونس عن ورش الضّأن والشأن والرّءيآ ورءياك ورءيى بالوجهين: بالهمز وتركه، كأنه خيّر [في] «3» ذلك. 1595 - وحدّثني فارس «4» بن أحمد، قال: حدّثنا جعفر بن أحمد، قال: حدّثنا محمد ابن الربيع قال: حدّثنا يونس عن ورش عن نافع ومّن الضّأن [الأنعام: 143] غير مهموز. 1596 - وحدّثني الخاقاني «5»، قال: حدّثنا أحمد بن أسامة عن أبيه عن يونس عن ورش عن نافع ومّن الضّأن مهموزة، والصواب ما رواه محمد بن الربيع وأظنّ أسامة بن أحمد سقطت غير عليه.
1597 - وقالا جميعا عن يونس: أقرأني سقلاب «1» وحده رأى العين [آل عمران: 13] يؤيّد بنصره [آل عمران: 13] بالهمز، قال: وافقه ابن كيسة «2». فدلّ ذلك على أنه يروي عن ورش راي العين بغير همز. 1598 - وقد غلط بعض شيوخنا على يونس، فحكى عنه أنه روى عن ورش يؤيد بالهمز، وإنما رواه عن سقلاب وحده، فلم يميّز هذا الإنسان بين الروايتين، ولا فرق بين الطريقين. 1599 - وتفرّد الأصبهاني عن أصحاب ورش فيما قرأت «3» له، بتسهيل الهمزة المتحركة في ثمانية أصول مطّردة وثلاثة أحرف متفرّقة. 1600 - فالأول: من الأصول وهو ما جاء من لفظ كأن وكأنّما وكأنّك وكأنّه وكأنّهم وكأنّهنّ حيث وقع إذا كانت النون مشدّدة، كذا قرأت وكذا في كتابي، وقياس ذلك كأن لّم تكن [النساء: 73] وكأن لّم يلبثوا [يونس: 45] وكأن لّم يغنوا [هود: 95] وما أشبهه مما النون فيه مخففة. 1601 - والثاني: هو ما جاء من لفظ بأنّ الله وبأنا وبأنّه وبأنّهم حيث وقع إذا كان في أوّله باء الجرّ لا غير. 1602 - والثالث: هو ما جاء من لفظ أفأمن وأفأمنوا وأفأمنتم حيث وقع. 1603 - والرابع: هو ما جاء من لفظ أفأنت وأفأنتم حيث وقعا. 1604 - والخامس: هو ما جاء من لفظ رأيت ورأيتهم ورأيتموه وفلمّا رأينه ولّرأيته حيث وقع إذا لم تكن قبل الراء همزة وكان بعد الهمزة الملينة ياء. 1605 - والسادس: هو ما جاء من لفظ فبأىّ حديث [الأعراف: 185] وفبأىّ ءالآء ربّك [النجم: 55] وفبأىّ ءالآء ربّكما [الرحمن: 13] وما أشبهه.
1606 - والسابع: هو ما جاء من لفظ الفؤاد نحو فؤادك [هود: 120] وفؤاد أمّ موسى [القصص: 10] والفؤاد ما رأى [النجم: 11] وشبهه. 1607 - والثامن: هو ما جاء من لفظ لأملأنّ حيث وقع. وقال لي فارس بن أحمد عن قراءته «1» بتسهيل الهمزة الأولى دون الثانية في ذلك «2»، وتسهيل الثانية دون الأولى وتسهيلهما معا. وقرأت بذلك كله عليه في مذهبه «3». والوجه الثاني هو الصحيح المعمول «4» عليه وهو الذي ذكره الأصبهاني في كتابه، فقال: الألف الأولى منبورة والثانية غير منبورة، وقال: فأذن [الأعراف: 44] مشبع الهمزة. 1608 - والثلاثة الأحرف أولها في سورة الجنّ [8] قوله: ملئت حرسا. والثاني في المزّمّل [6] قوله: إنّ ناشئة الّيل. والثالث في الكوثر [3] قوله: إنّ شانئك. 1609 - وحدّثني الفارسي «5»، عن عبد الواحد بن عمر عن محمد بن أحمد عن الأصبهاني عن أصحابه عن ورش أنه سهّل الهمزة من قوله: وكأيّن حيث وقع، ومن قوله: وإذ تأذّن في الأعراف [167] وإبراهيم [7]، ومن قوله: الخبئث في الأعراف [157]، ومن قوله: واطمأنّوا بها في يونس [7]، ومن قوله: لنبوّئنّهم في النحل [4] والعنكبوت [58]، وقرأت «6» هذه المواضع بتحقيق الهمزة. 1610 - وروى ابن شنبوذ «7» أداء عن النحاس عن أبي يعقوب وعن أبي بكر «8» بن سهل عن أبي الأزهر عن ورش: ولقد ذرأنا [الأعراف: 179] بغير همز وبوّأنا [يونس: 93] بالهمز.
1611 - وروى أبو العباس عبد الله «1» بن أحمد البلخي أداء عن يونس عن ورش بغير همز فيهما كرواية الأصبهاني عن أصحابه سواء. 1612 - وروى ابن شنبوذ عن النحاس عن أبي يعقوب ورءيا في مريم [74] بغير همز وهو غلط «2». 1613 - وقرأت «3» في رواية يونس عن ورش لنبوّئنّهم في الموضعين والفؤاد حيث وقع بالتخيير بين الهمز وتركه. 1614 - وتفرّد الأصبهاني عن أصحابه عن ورش بهمز لئلّا ومؤذّن حيث وقعا. 1615 - وهمز نافع في رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون جميع ما تقدّم من ساكن أو متحرّك. واختلف الرواة عن قالون في قوله والمؤتفكة [النجم: 53] وو المؤتفكت [التوبة: 70]. 1616 - فروى أحمد بن «4» صالح، والحلواني «5»، والحسن بن علي «6» الشّحّام عنه أنه لم يهمزهما حيث وقعا. 1617 - وحدّثني عبد الله «7» بن محمد قال: حدّثنا عبيد الله بن أحمد، قال: حدّثنا أحمد بن عثمان، قال: حدّثنا الحسن بن علي الواسطي، قال: حدّثنا أبو عون عن الحلواني عن قالون أنه ترك همزهما.
1618 - وحدّثني عبد الله «1» بن محمد، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد عن قراءته على ابن بويان عن أبي حسان عن أبي نشيط عن قالون أنه لم يهمزهما، وبالهمز قرأت في روايته «2» من طريق ابن بويان وغيره. 1619 - وروى أبو سليمان «3» وسائر الرواة عن قالون أنه همزهما، وكذا «4» قال لي أبو الفتح «5»، عن قراءته على عبد الله بن الحسين، عن أصحابه، عن الحلواني. وهو وهم؛ لأن الحلواني نصّ على ذلك في كتابه بغير همز، وبذلك «6» قرأت في روايته «7» من طريق ابن «8» حماد، وابن «9» عبد الرزاق وغيرهما. وبذلك آخذ. 1620 - وكلهم روى عن قالون يؤفك [غافر: 63] ويؤفكون [المائدة: 75] بالهمز، ونصّ عليهما كذلك أحمد بن صالح. 1621 - وروى أبو سليمان وحده عن قالون تسؤهم [آل عمران: 120] وتسؤكم [المائدة: 101] حيث وقعا بغير همز، وذلك خلاف لأصله المجتمع عليه عنه. 1622 - وروى أبو عون عن الحلواني عن قالون كعصف مّأكول [الفيل: 5] في آخر الفيل بغير همز نقضا لنظائره من فاءات الأفعال، وبالهمز قرأت ذلك من طريقه «10».
باب ذكر بيان مذهب الأعشى عن عاصم في تسهيل الهمزة
1623 - وروى حماد «1» بن بحر عن المسيّبي: لقد جئت [الكهف: 71] غير مهموز وقياس ذلك ما أتى من لفظه، ولم يرو ترك الهمز في ذلك عن نافع غيره. 1624 - وروى ابن «2» واصل عن ابن سعدان عن المسيبي رءا كوكبا [الأنعام: 76] ورءا الشّمس [الأنعام: 78] ورءا القمر [الأنعام: 77] وترءا الجمعان [الشعراء: 61] بغير همز، وقياس ذلك سائر أشباهه. وقال عن المسيبي أيضا: سئلت في التكوير [8] بغير همز لم يرو ذلك أحد عن نافع غير ابن سعدان عن المسيبي. 1625 - فأما «3» اختلافهم عن نافع في الذّئب [يوسف: 13] وو بئر [الحج: 45] فنذكره مع اختلاف غيرهم فيها في السّور إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق. باب ذكر بيان مذهب الأعشى عن عاصم في تسهيل الهمزة 1626 - اعلم أن الأعشى «4» من رواية الشموني ومحمد بن غالب عنه من قراءتي «5»، روى عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يسهل الهمزة الساكنة «6»، ويجعل خلفا منها «7»، وسواء كانت فاء أو عينا أو لاما أو سكّنت للأمر أو للجزم أو لتوالي الحركات إن كانت في اسم أو فعل، نحو: يؤمنون [البقرة: 3] ويؤتون [النساء: 53] وو المؤتفكة [النجم: 53] وو المؤتفكت [التوبة: 70] وو يأبى الله [التوبة: 32] والّذى اؤتمن [البقرة: 283] ولقآءنا ائت [يونس: 15] وسؤلك [طه: 36]
وشأن «1» [يونس: 61] والضّأن [الأنعام: 143] وكأس [الصافات: 45] «2» والبأس [البقرة: 177] والبأسآء [البقرة: 177] ورأى [آل عمران: 13] وجئت [البقرة: 71] وجئتم [يونس: 81] وشئتم [البقرة: 58] وشئنا [الأعراف: 176] واقرأ [الإسراء: 14] وتسؤهم [آل عمران: 120] وو هيّئ لنا [الكهف: 10] وو يهيّئ لكم [الكهف: 16] وو إن أسأتم [الإسراء: 7] وكما بدأنآ [الأنبياء: 104] وما أشبهه حيث وقع إلا ثلاثة أحرف، فإنه همزها في البقرة [133] يادم أنبئهم وفي الحجر [51] والقمر [28] ونبّئهم. 1627 - وزاد ابن غالب عنه خمسة أحرف، فروى عنه همزها في البقرة [27] فادّرءتم وفي يوسف [43] وغيرها الرءيا [يوسف: 43] «3»، ورءياك [5] ورءيي [43] حيث وقع، وفيها نبّئنا بتأويله [يوسف: 36] وفي الكهف [94] والأنبياء [96] يأجوج ومأجوج وفي مريم [74] أثثا ورءيا. 1628 - وقرأت في رواية الشموني نبّئنا [يوسف: 36] في يوسف بالوجهين. وحكى الشموني في كتابه لقآءنا ائت [15] في يونس بالهمز، وقرأت ذلك في الروايتين «4» بغير همز كنظائره. وكذلك نصّ عليه النقّار عن الخياط عنه «5». 1629 - وحكى التيمي «6» عن الأعشى الرّأى [هود: 27] ورأى العين [آل عمران: 13] بالهمز. وروى ذلك الشموني وابن غالب عنه بغير همز. 1630 - ورويا «7» جميعا عنه: وتوى إليك [الأحزاب: 51] والّتى تويه [المعارج: 13] بتسهيل الهمزة وإبدالها واوا ساكنة وإدغامها في الواو التي بعدها، كذا قرأت. ويجوز البدل والبيان.
1631 - ورويا أيضا عنه عن أبي بكر تسهيل الهمزة المتحركة إذا كانت فاء وانفتحت وانضمّ ما قبلها نحو قوله: لا تؤاخذنآ [البقرة: 286] ولّا يؤاخذكم [البقرة: 225] ويؤخّرهم [إبراهيم: 42] وو ما نؤخّره [هود: 104] ومؤذّن [الأعراف: 44] وما أشبهه إلا أربعة أحرف، فإنه خيّر في الهمز وتركه فيها في البقرة [283] فليؤدّ الّذى وفي آل عمران [75] يؤدّه إليك وفي النساء [58] أن تؤدّوا الأمنت هذه رواية الشموني عنه. وروى ابن غالب ترك همزها، واستثنى حرفا واحدا في آل عمران [145] كتبا مّؤجّلا فروي عنه همزه، ورواه الشموني غير مهموز. 1632 - وخيّرت أنا بعد ذلك في الروايتين جميعا في الهمز وتركه في حرفين، وهما قوله في التوبة [60]: وو المؤلّفة وفي النور [43]: يؤلّف بينه، فقرأتهما بالوجهين، وذكرهما النقّار في كتابه بغير همز، وبذلك آخذ. 1633 - وروى الشموني وابن غالب عنه عن أبي بكر أنه كان يسهل الهمزة المفتوحة إذا انكسر ما قبلها في خمسة أصول مطّردة وخمسة أحرف متفرقة: فالأول من الأصول قوله في البقرة [264] والنساء [38] والأنفال [47] رئآء النّاس. والثاني قوله: ولقد استهزئ [الأنعام: 10] حيث وقع. والثالث قوله: وإذا قرىء [الأعراف: 204] حيث وقع. والرابع قوله: لنبوّئنّهم في النحل [41] والعنكبوت [58]. والخامس قوله: بالخاطئة في الحاقة [9] وخاطئة في العلق [16]. والخمسة الأحرف في النساء [72] لمن لّيبطّئنّ وفي الملك [4] البصر خاسئا وفي الجنّ [8] ملئت حرسا وفي المزّمّل [6] ناشئة الّيل وفي الكوثر [3] إنّ شانئك. 1634 - وخيّر الشموني بعد ذلك في الهمز وتركه في ثلاثة «1» أصول: فالأول منها ما جاء في لفظ «تأخّر» حيث وقع.
والثاني ما جاء من لفظ «فئة وفئتين والفئتان وفئتكم» في جميع القرآن. وبالوجهين آخذ في ذلك من طريقه، وكذلك ذكره النقّار في كتابه واختار ترك الهمز. وروى ذلك ابن غالب بالهمز. 1635 - وروى محمد «1» بن خلف التيمي عن الأعشى وعن ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر «في فئتين» بالهمز. 1636 - وروى الشموني في الفؤاد [النجم: 11] وفؤاد أمّ موسى [القصص: 10] بالهمز. روى ذلك ابن غالب بغير همز. وكذلك روى «2» لي أبو الفتح عن عبد الله ابن الحسين عن أصحابه عن الأعشى. وروى الشموني تبوّءو الدّار [الحشر: 9] في الحشر بغير همز وضمّ الواو ضمة مختلسة وروى ابن غالب بالهمز. 1638 - ورويا جميعا من إستبرق [الرحمن: 54] في الرحمن بإلقاء حركة الهمزة على النون وتحريكها بها. وقال النقّار «3»، عن الخياط، عن الشموني، عن الأعشى: كان مرة يصلها، ومرة يقطعها. 1639 - روى النقّاش «4» وغيره، عن الخياط، عن الشموني، عنه فإن أحصرتم في البقرة [196] بإلقاء حركة الهمزة على النون. وكذلك روى الحيري «5» محمد بن عبد الله عن الشموني. وزاد: قل أتّخذتم [البقرة: 80] موصولة «6»، وأن أدّوا إلىّ في الدخان [18] موصولة مخففة. روي عنه أيضا موطئا [التوبة: 12] في التوبة بغير همز. وقرأت ذلك بتحقيق الهمزة وإسكان النون واللام.
1640 - وروى لي «1» الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عن الخيّاط عن الشموني عنه فمن شآء اتّخذ [المزمل: 19] حيث وقع بترك همزة شاء وقال بأنّ الله [البقرة: 176] وبأنّهم [البقرة: 61] يجعل موضع الهمزة فتحة. وقال: سنقرئك [الأعلى: 6]. 1641 - وحدّثنا «2» محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا محمد بن عيسى بن حيّان، قال حدثنا «3» أبو هشام: قال: سمعت أبا يوسف الأعشى يقرأ على أبي بكر، فهمز يؤمنون [البقرة: 3]. 1642 - وروى سائر الرواة عن أبي بكر عن عاصم تحقيق الهمز في جميع ما تقدّم من ساكن ومتحرّك إلا عبيد «4» بن نعيم، فإنه حكى عنه عن عاصم أنه كان لا يهمز يؤمنون [البقرة: 3]. قال: وربما سمعته يقرأ عليه بإشمام الهمز قليلا. 1643 - ونصّ يحيى بن آدم عن أبي بكر على الهمز في قوله: الّذى اؤتمن [البقرة: 283] ويألمون [النساء: 104] وسنين دأبا [يوسف: 47] «5»، وبادى الرّأى [هود: 27] ومّن الضّأن [الأنعام: 143] وو إذا قرأت [الإسراء: 45] ورءيا [مريم: 74] والذّئب [يوسف: 13] وو بئر [الحج: 45] وو لملئت [الكهف: 18]. 1644 - ونصّ ابن أبي «6» أمية عنه على الهمز في قوله: وإذا قرأت وفي قوله: ولا تأثيم [الطور: 23] في والطور. 1645 - وحدّثني الفارسي «7»، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا محمد بن الحسين بن شهريار، قال حدّثنا حسين بن الأسود قال [حدثنا] «8» يحيى قال: قلت
باب ذكر مذهب أبي عمرو في ترك الهمز الساكن دون المتحرك
لأبي بكر: كان عاصم يهمز؟ قال: نعم. وكذلك روى حفص «1»، والمفضل «2»، وحمّاد عنه. 1646 - على أن الخزاز «3» قد روى عن هبيرة عن حفص كدأب ءال فرعون [آل عمران: 11] بغير همز في جميع القرآن. وقرأت «4» في روايته بالهمز. ويأتي اختلافهم في قوله: اللّؤلؤ [الرحمن: 22] وو لؤلؤا في سورة [الحج: 23] إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق. باب ذكر مذهب أبي عمرو في ترك الهمز الساكن دون المتحرك 1647 - اعلم أن أبا عمرو كان يترك الهمزة الساكنة سواء كانت فاء أو عينا أو لاما، ويخلفها بالحرف الذي عنه حركة ما قبلها «5». اختلف أصحاب اليزيدي عنه في الحال التي كان يستعمل تركها فيها «6». 1648 - فحكى أبو عمرو «7»، وعامر الموصلي «8»، وإسماعيل «9»، وإبراهيم «10»
من رواية عبيد الله، وأبو جعفر «1» اليزيديون عنه: أن أبا عمرو كان إذا قرأ فأدرج «2» القراءة، لم يهمز كل ما كانت الهمزة فيه مجزومة، مثل: يؤمنون [البقرة: 3] ويأكلون [البقرة: 174] فدلّ هذا على أنه إذا لم يسرع في قراءته واستعمل التحقيق همز. 1649 - وحكى أبو شعيب «3» عنه أن أبا عمرو كان إذا قرأ في الصلاة لم يهمز كل ما كانت الهمزة فيه مجزومة، فدلّ ذلك على أنه كان إذا قرأ في غير الصلاة سواء استعمل الحدر أو التحقيق همز. 1650 - وحكى أبو عبد الرحمن «4»، وإبراهيم «5» من رواية العباس، وأبو حمدون «6»، وأبو خلاد «7»، ومحمد بن شجاع «8»، وأحمد بن «9» حرب عن الدوريّ عنه: أن أبا عمرو كان إذا قرأ لم يهمز ما كانت الهمزة فيه مجزومة، فدلّ قولهم على أنه كان لا يهمز على كل حال في صلاة أو غيرها وفي حدر أو تحقيق. 1651 - ودلّ أيضا قول جميعهم على أنه كان يترك كل همزة ساكنة حيث حلّت وأيّ حرف كانت من حروف الفعل أو الاسم، وبذلك قرأت على شيخنا أبي
الفتح «1»، عن قراءته على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه عن اليزيدي وعن شجاع عن أبي عمرو، ولم يستثن لي من ذلك شيئا في رواية اليزيدي، واستثنى لي في رواية شجاع من الأسماء قوله: البأس [البقرة: 177] والبأسآء [البقرة: 177] والرّأس [مريم: 4] ورّأسه [البقرة: 196] وكأس [الصافات: 45] «2»، وكأسا [الطور: 23]، والضّأن [الأنعام: 143] وشأن [يونس: 61] «3»، قال: واختلف عنه في الذّئب. ومن الأفعال قوله: لا يلتكم في [الحجرات: 14] «4» لا غير، فأخذ ذلك عليّ بالهمز، وعلى ذلك عامة أهل الأداء عن شجاع. 1652 - وقد روت الجماعة عن اليزيدي عنه أنه همز «الضّأن [الأنعام: 143]، والذّئب [يوسف: 13]، وو بئر [الحج: 45]، وو لملئت [الكهف: 18]، ولا يلتكم [الحجرات: 14]. نصّوا على هذه الخمس كلم. 1653 - وزاد أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن اليزيدي عنه أصلا مطّردا، وثلاث كلم: فالأصل المطّرد: كل همزة كانت فاء ودخل همزة الوصل عليها، نحو إلى الهدى ائتنا [الأنعام: 71] ولقآءنا ائت [يونس: 15] ومّن يقول ائذن لّى [التوبة: 49] والملك ائتونى [يوسف: 50] وما أشبهه. والثلاث كلم دأبا [يوسف: 47] «5» ومثل دأب [غافر: 31] ورأفة [النور: 2]. 1654 - قال أبو عمرو: وأحسبهم أرادوا أن أبا عمرو كان يهمز هذه المواضع إذا حقّق القراءة؛ لأن قولهم عن اليزيدي عنه قول عام يوجب الاطّراد وينفي التخصيص.
1655 - وحدّثني عبد الله «1» بن محمد قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد البغدادي قال: أقرأني أحمد بن عثمان بن جعفر قال: أقرأني أبو عيسى الزّينبي قال: أقرأني جعفر غلام سجادة قال: أقرأني اليزيدي عن أبي عمرو بترك الهمز الساكن إلا ما خرج بلفظ الأمر كقوله: فأتوا بسورة [البقرة: 22] وو أمر أهلك [طه: 132] فأذنوا [البقرة: 279] ويصلح ائتنا [الأعراف: 77] ولقآءنا ائت [يونس: 15] وأتمروا [الطلاق: 6] وفأوا [الكهف: 16] وأشباه ذلك، فإنه لم يترك همزه. قال: وكذلك الذّئب والبئر «2» وكدأب ومثل دأب [غافر: 31] وبادى الرّأى [هود: 27] «3» وننسها [البقرة: 106] وتسؤكم [المائدة: 101] وإن نّشأ [الشعراء: 4] وو هيّئ لنا [الكهف: 10] وو يهيّئ لكم [الكهف: 16] وفادّرءتم [البقرة: 72] والّذى اؤتمن [البقرة: 283] ومّؤصدة [البلد: 20] لم يترك همز هذه الحروف. ولا أعلم هذا يحفظ عن اليزيدي إلا من هذا الطريق. 1656 - [و] «4» روى أصحاب ابن فرح «5»، عنه، عن الدوريّ عن اليزيدي همز ثلاثة أحرف: الذّئب والبئر والضّأن ولعله كان يهمزها في حال التحقيق. 1657 - حدّثنا محمد بن «6» علي قال: حدّثنا ابن قطن قال: حدّثنا أبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان إذا قرأ لم يهمز كلّ ما كانت الهمزة فيه مجزومة، مثل: يؤمنون [البقرة: 3] ويأكلون [البقرة: 174] وما أشبهه. ويحكى ذلك عن العرب
الفصحاء، فإذا لم تكن الهمزة جزما همز مثل قوله: ويؤخّركم [إبراهيم: 10] وما أشبهه. وتابع أبا خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو على حكايته هذه في الساكنة والمتحرّكة جميع أصحابه «1». 1658 - وحدّثنا محمد «2» بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن القاسم قال: حدّثنا أبو العباس عن سلمة بن عاصم عن الفرّاء أن العرب لا تنطق بهمزة ساكنة إلا بني تميم فإنهم يهمزون فيقولون: الذئب والرأس والكأس. 1659 - قال أبو عمرو: ولتخصيص أكثر العرب الهمزة الساكنة بالترك، خصّها أبو عمرو بالتسهيل دون المتحركة، هذا مع اقتدائه في ذلك بأئمته الذين قرأ عليهم من أهل الحجاز وغيرهم. 1660 - قال أبو عمرو: وقد كان ابن مجاهد يخصّ بالهمز اختيارا ما كان سكونه علامة للجزم أو للبناء، وما ترك همزه يوجب الثقل والاشتباه بما لا يهمز أصلا، والخروج من لغة من يهمز إلى لغة من لا يهمز وترك همز ما عدا ذلك من الساكن. وبتخصيص ذلك كله بالهمز للمعاني الخمسة المذكورة قرأت على أبي الفتح «3»، وأبي الحسن «4»، وغيرهما «5» من طريقه، وهو اختيار أبي طاهر بن أبي هاشم وجميع أصحابه وأصحاب ابن مجاهد وهو اختياري أنا، وبه آخذ. 1661 - لأنه رحمه الله بناه على نصّ ما اجتمع عليه الرواة عن اليزيدي عن أبي عمرو من أنه همز أو ننسها [البقرة: 106]؛ إذ هو من التأخير وأرجئه [الأعراف: 111] من أرجأت ورءيا [74]؛ إذ هو من الرواء ومّؤصدة [البلد: 20]؛ إذ هي من آصدت، وإنه همز وهيّئ لنا [الكهف: 10] وو يهيّئ لكم [الكهف: 16]،
وعلى رواية أبي عبد الرحمن «1» وأبي حمدون «2» عن اليزيدي عنه أنه همز أنبئهم [البقرة: 33] وو نبّئهم [الحجر: 51]، [و] «3» على رواية عبد العزيز «4» بن محمد الهلالي عن أبيه عن محمد بن عمر بن رومي عن اليزيدي عنه أنه همز وتئوي إليك [الأحزاب: 51]، والتي تئويه [المعارج: 13] فقاس ببراعة فهمه ولطيف حسّه ووفور معرفته على ما ورد النصّ فيه ما جرى مجراه ودخل في معناه، وجعل الهمزة فيه مطّردا. 1662 - وأنا أذكر جملة الوارد في كتاب الله تعالى من ذلك ليرتفع الإشكال في معرفته ويحفظ بكماله إن شاء الله تعالى. 1663 - فأما ما سكونه علامة للجزم فجملته تسعة عشر موضعا أولها في البقرة: [106]: أو ننسئها، وفي آل عمران [130]: تسؤهم، وفي النساء [133]: إن يشأ يذهبكم، وفي المائدة [101]: تسؤكم، وفي الأنعام [39]: من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله، وإن يشأ يذهبكم [النساء: 133]، وفي التوبة [50]: تسؤهم، وفي إبراهيم [19]: إن يشأ يذهبكم، وفي سبحان [54]: إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذّبكم، وفي الكهف [16]: ويهيّئ لكم، وفي الشعراء [4]: إن نّشأ ننزّل عليهم، وفي سبأ [9]: إن نّشأ نخسف بهم الأرض، وفي فاطر [16]: إن يشأ يذهبكم، وفي يس [43]: وإن نّشأ نغرقهم، وفي عسق [24]: فإن يشإ الله يختم على قلبك، وإن يشأ يسكن الرّيح [33]، فحرّكت الهمزة في الحرف الأول منهما، وفي الأنعام للساكنين، وفي النجم [36]: أم لم ينبّأ. 1664 - وأما ما سكونها للبناء، فجملته أحد عشر موضعا أولها في البقرة [33]: يادم أنبئهم، وفي الأعراف [111] والشعراء [36]: أرجئه، وفي يوسف [36]: نبّئنا بتأويله، وفي الحجر [49]: نبّئ عبادى، وو نبّئهم عن ضيف إبراهيم [51]، وفي سبحان [14]: اقرأ كتبك، وفي الكهف [10]: وهيّئ لنا، وفي
القمر [28]: ونبّئهم أنّ المآء، وفي العلق [1]: اقرأ باسم ربّك، واقرأ وربّك الأكرم [3]. 1665 - وأما ما يوجب ترك همزة الثقل فجملته موضعان: في الأحزاب [51]: وتئوى إليك، وفي المعارج [13]: تئويه لأنه لو ترك همزها لاجتمع فيهما واوان واجتماعهما أثقل من الهمز، على أن ابن رومي قد جاء بالهمز فيهما منصوصا عن اليزيدي عن أبي عمرو كما قدّمناه. 1666 - وأما ما يوجب الاشتباه بما لا يهمز فهو موضع واحد قوله في مريم [74]: أثثا ورءيا؛ لأنه لو ترك همزه لاشتبه بريّ الشارب وهو امتلاؤه، وذلك عنده من الرّواء وهو المنظر الحسن «1». وقد نصّ على الهمز فيه جميع أصحاب اليزيدي. 1667 - وأما ما يوجب الخروج من لغة إلى لغة، فجملته موضعان: وهما قوله مّؤصدة في البلد [20] والهمزة؛ لأنه لو ترك همزهما- وهما عنده من آصدت- يخرج بذلك إلى لغة من هما عنده من أوصدت «2»، وبالهمز نصّ عليهما جميع أصحاب اليزيدي، فوجب المصير إلى ذلك، ونبذ ما سواه. 1668 - ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء إلا من شذّ منهم في ترك همز الذّئب [13] حيث وقع. وبه «3» كان يأخذ ابن مجاهد وأصحابه ولم يجمعوا على ترك همزه إلا للذي «4» ورد عن أبي عمرو من كونه عنده من المهموز لا غير. ولو كان أيضا من غير المهموز كالفيل والنيل وشبههما مما لا أصل له في الهمز يجري مجرى ما فيه لغتان، لوجب «5» همزه للدلالة على أصله، على أن إبراهيم بن اليزيدي وأبا حمدون وأبا خلاد وأبا شعيب، وغيرهم «6» قد نصّوا عليه عن اليزيدي عن أبي عمرو، وبذلك كان يأخذ أحمد ابن «7» فرح، ويرويه عن أبي عمر، عن اليزيدي.
وأحسبهم أنهم أرادوا أنه يهمزه إذا حقق القراءة أو قرأ في غير الصلاة. 1669 - وكذا لا أعلم خلافا في ترك الهمز في قوله في يونس [93] والحجّ [26]: بوّأنا، وفي يوسف [37]: إلّا نبّأتكما لأنها من الهمز، ولذا «1» رسم لام الفعل فيها ألفا وهي صورة للهمزة، ولو كان من غير الهمزة لرسمت لام الفعل ياء، والهمز وغير الهمز في ذلك لغتان، غير أن الهمز هو المجمع عليه في القرآن وهو الأكثر في اللغة، والأوجه في القياس. 1670 - واختلف أصحابنا في قوله: بارئكم [البقرة: 54] في الموضعين على مذهب أبي عمرو في إسكان الهمزة فيهما تخفيفا. فكان بعضهم يرى تسهيلها وإبدالها ياء كما أبدلت في قوله: وإن أسأتم [الإسراء: 7] وفادّرءتم [البقرة: 72] وثمّ أنشأنا [المؤمنون: 31] وكما بدأنآ [الأنبياء: 104] وشبهه ألفا؛ لأن سكونها في ذلك تخفيف أيضا، وبذلك قرأت على أبي الحسن «2» عن قراءته. وكان آخرون لا يرون إبدالها في الموضعين الأولين لما بلغهما من التغيير والإعلال بذلك؛ لأنها كانت متحرّكة فأعلّت بالسكون للتخفيف، فإن أبدلت أعلّت مرّتين، وبذلك قرأت على أبي الفتح «3» عن قراءته. 1671 - وقد «4» كان بعض شيوخنا يرى ترك الهمز في الوقف في هود: بادئ [هود: 27] لأن الهمزة في ذلك تسكن للوقف، وذلك خطأ في مذهب أبي عمرو من جهتين: إحداهما إيقاع الإشكال بما لا يهمز؛ إذ هو عنده من الابتداء الذي أصله الهمز لا من الظهور الذي لا أصل له في ذلك.
باب ذكر بيان مذهب هشام عن ابن عامر وحمزة في الوقف على الهمزة المتطرفة
والثانية: أن ذلك كان يلزم في نحو: قرىء [الأعراف: 204] واستهزىء [الأنعام: 10] وشبههما بعينه وذلك غير معروف من مذهبه فيه. 1672 - فإذا تحرّكت الهمزة فلا خلاف عنه في تحقيقها سواء كانت فاء أو عينا أو لاما وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل. باب ذكر بيان مذهب هشام عن ابن عامر وحمزة في الوقف على الهمزة المتطرفة 1673 - اعلم أن هشاما من طريق الحلواني «1»، وحمزة من طرقه كانا يقفان على الهمزة الساكنة والمتحرّكة إذا وقعت طرفا في الكلمة بتسهيلها، ويصلان بتحقيقها. 1674 - فأما الساكنة، فإن ما قبلها متحرّك بإحدى الحركات الثلاث: بالفتح أو الكسر أو الضم ولا يليها غير ذلك، فإذا تحرك بالفتح أبدلاها في الوقف ألفا نحو قوله: إن يشأ [النساء: 133]، وأم لم ينبّأ [النجم: 36] واقرأ [العلق: 1] وما أشبهه. وإذا تحرك بالكسر أبدلاها فيه ياء نحو قوله: نبّئ عبادى [الحجرات: 39] وو هيّئ لنا [الكهف: 10] وو يهيّئ لكم [الكهف: 16] وما أشبهه. وكذلك ومكر السّيّئ [فاطر: 43] «2»، على قراءة حمزة، وسواء كان سكون الهمزة لجازم أو للبناء أو لتوالي الحركات تخفيفا، ولم يأت في القرآن ساكنة مضموم ما قبلها، ولو أتت لأبدلاها واوا. 1675 - وأما المتحركة فإن ما قبلها يكون متحرّكا وساكنا وإذا كان متحرّكا أبدلاها في جميع وجوهها وحركاتها حرفا خالصا من جنس تلك الحركة؛ لأنها تدبرها لقوتها، فإن كانت فتحا أبدلاها ألفا نحو قوله: أن لّا ملجأ [التوبة: 118] وذرأ [الأنعام: 136] وامرأ [مريم: 28] ومّن مّلجإ ومن سبإ بنبإ وإلى الملإ [البقرة: 246] وو يستهزأ [النساء: 140] والملإ [الأعراف: 60] وملأ [الأعراف: 16] وظمأ [التوبة: 120] وما أشبهه. وإن كانت كسرا أبدلاها ياء نحو
قوله: استهزئ [الأنعام: 10] وقرىء [الأعراف: 204] ولكلّ امرئ [النور: 11] ومن شطئ [القصص: 30] ويستهزئ [البقرة: 15] ويبدئ [العنكبوت: 19] وو أبرىء [آل عمران: 49] وو ينشئ [الرعد: 12] وو تبرئ [المائدة: 110] والبارئ [الحشر: 24] وما أشبهه. وإن كانت ضمّا أبدلاها واوا نحو قوله: إن امرؤا [النساء: 176] ولؤلؤ [الطور: 24] وكأمثل اللّؤلؤ [الواقعة: 23] وما أشبهه. وسواء تحركت بالفتح أو الكسر أو الضم فإنها تسهل على حركة ما قبلها دون حركتها لتطرّفها؛ إذ كانت تسكن عند الوقف فدبرتها تلك الحركة كما تدبر الساكنة. 1676 - وقد زعم قوم من أهل الأداء أن هذه الهمزة تسهل على حركتها دون حركة ما قبلها، فإن كانت مفتوحة جعلت بين الهمزة والألف، وإن كانت مكسورة جعلت بين الهمزة والياء، وإن كانت مضمومة جعلت بين الهمزة والواو، وهذا ليس بشيء؛ لأن الهمزة إنما تسهل بين بين في الموضع الذي يلزمها فيه الحركة في الوقف، وهو الحشو، فأما الموضع الذي يلزمها فيه السكون وهو الطرف فالبدل بحروف اللين أولى بها فيه من غيره؛ لبيانه وخفّته وبعده من الكلفة، فالقياس ما بدأنا به وهو مذهب جميع النحويين، وبه قرأت وعليه العمل. 1677 - وكذلك رواه خلف عن سليم عن حمزة منصوصا في إن امرؤا «1»، أو من شاطىء «2»، قال: يقف بالواو والياء. حدّثنا بذلك محمد بن «3» علي عن ابن الأنباري عن إدريس عن خلف. 1678 - وقال محمد بن واصل في كتاب الوقف: [وقف] «4» حمزة على قوله: أن لّا ملجأ [التوبة: 118]، وبدأ الخلق [العنكبوت: 20]، ومبوّأ صدق [يونس: 93] بغير همز ولا مدّ. 1679 - وقال أبو أيوب «5» الضبّي في كتابه: حمزة يقف على الحروف المنصوبة
غير المنوّنة بغير همز ويقف بالألف «1» مثل: نبأ نوح [يونس: 71] وأن لّا ملجأ. 1680 - وقال ابن واصل والضبّي: حمزة يقف إن امرؤا [النساء: 176] ومن شاطىء [القصص: 30] زاد ابن واصل الله يستهزئ بهم [البقرة: 15] بغير همز ولا مدّ. ثم قال ابن واصل: يبدئ الله الخلق «2» [العنكبوت: 19] ويبدئ ويعيد [البروج: 13] «3» يقف على جميعه وشبهه بياء ثم يشير إلى إعرابها. 1681 - قال أبو عمرو: والإشارة إلى الإعراب في هذا الضرب من التخفيف غير جائز لما سنبيّنه بعد. 1682 - وقال أبو العباس «4» الورّاق، عن خلف عن سليم، عن حمزة، وسائر أصحاب سليم عنه في هذا الباب مثل قول ابن واصل والضبّي، وإلى ذلك ذهب ابن مجاهد وأبو طاهر وغيرهما من علمائنا. وقال الدوري عن خلف عن سليم عن حمزة أنه يقف ومكر السّيّئ [فاطر: 43] بياء ساكنة. 1683 - قال أبو عمرو: والرّوم والإشمام ممتنعان في هذا الضرب على المذهبين المذكورين جميعا «5»؛ لأن الهمزة في حال البدل تصير حرف مدّ ولين خالصا، [و] «6» في حال التسهيل بين الهمزة والحرف الذي منه حركتها، والرّوم والإشمام لا يكونان في حرف ساكن محض ولا في حرف معرب منه «7»، وإنما يكونان في حرف متحرّك صحيح. 1684 - وقد «8» اختلف علماؤنا في كيفية تسهيل ما جاء من الهمز المتطرّف
مرسوما في المصحف، على نحو حركته «1»، كقوله: فقال الملؤا الّذين كفروا [المؤمنون: 24] وهو الحرف الأول من سورة المؤمنين، وكذلك الثلاثة «2» الأحرف الذين في النمل لا غير، وكذلك تفتؤا [يوسف: 85]، ويتفيّؤا [النحل: 8]، ويبدؤا [النمل: 64]، وو يدرؤا [النور: 8]، ويعبؤا [الفرقان: 77]، وينشّؤا [الزخرف: 18] «3»، وينبّؤا [القيامة: 13] «4»، وما أشبهه مما صوّرت الهمزة فيه واوا على حركتها أو على مراد الوصل. وكذلك من نّبإى المرسلين [الأنعام: 34] وشبهه مما رسمت فيه ياء على ذلك أيضا. 1685 - فقال بعضهم: تسهيل الهمزة في جميع ذلك على حركة ما قبلها، فتبدل ألفا ساكنة حملا على سائر نظائره، وإن اختلفت صورتها فيه؛ إذ ذلك هو القياس، وهذا كان مذهب شيخنا أبي الحسن «5» رحمه الله. 1686 - وقال آخرون: تسهيل الهمزة في ذلك بأن تبدل بالحرف الذي منه حركتها موافقة لرسمها تبدل واوا ساكنة في قوله: الملؤا [المؤمنون: 24] وبابه تبدل ياء ساكنة في قوله: من نّبإى المرسلين ونحوه. وهذا كان مذهب شيخنا أبي الفتح «6» رحمه الله، وهو اختياري أنا، وإن كان المذهب الأول هو القياس فإن هذا أولى من جهتين: إحداهما أن أبا هشام وخلفا رويا عن حمزة نصّا أنه كان يتبع في الوقف على الهمزة خط المصحف، فدلّ على أن «7» وقفه على ذلك كان بالواو وبالياء على حال رسمه دون الألف لمخالفتها «8» إياه.
والجهة الثانية: أن خلفا قد حكى ذلك عن حمزة منصوصا. 1687 - فحدّثنا «1» محمد بن أحمد الكاتب قال: حدّثنا محمد بن القاسم قال: حدّثنا إدريس عن خلف قال: كان حمزة يشمّ الياء في الوقف ما كان فيه ياء مثل من نّبإى المرسلين [الأنعام: 34] وتلقآئ نفسى [يونس: 15] وو إيتآئ ذى القربى [النحل: 90] وو من ءانآئ الّيل [طه: 13]. 1688 - [و] «2» روى محمد بن «3» الجهم، عن خلف، عن سليم، عن حمزة أنه كان يقف يعبؤا [الفرقان: 77] وتفتؤا [يوسف: 85] والملؤا [البقرة: 246] ويدرؤا [النور: 8] بالواو من غير إشارة إلى الهمزة. 1689 - قال أبو عمرو: وهذه «4» الكلم في المصاحف مرسومة بالياء والواو، ومع هاتين الجهتين، فإن إبدال الهمزة بالحرف الذي من حركتها دون حركة ما قبلها في الوقف خاصة في نحو ذلك لغة معروفة حكاها سيبويه وغيره من النحويين. 1690 - قال سيبويه «5»: (يقولون في الوقف هذا الكلو فيبدلون من الهمزة واوا، ومررت بالكلي، ويبدلون منها ياء، ورأيت الكلا فيبدلون منها ألفا حرصا على البيان). قال: (وهم الذين يحقّقون في الوصل). فوجب استعمال هذه اللغة، في مذهب هشام وحمزة، في الكلم المتقدمة؛ لأنهما من أهل التحقيق في الوصل كالعرب الذي «6» جاء عنهم «7» ذلك. 1691 - على أن محمد بن أحمد بن واصل قد حكى في كتابه الوقف والابتداء في قوله: أو من ينشّؤا [الزخرف: 18] قال: إن شئت وقفت على الألف ساكنة وإن شئت وقفت وأنت تروم الضم، يعني: بالواو على حال الرسم، فدلّ ذلك على استعمال الوجهين وجوازهما في مذهب حمزة.
1692 - وأما إذا كان ما قبل الهمزة ساكنا فإنه ينقسم قسمين: أصليّا وزائدا. 1693 - فأما الأصلي فإنهما ينقلان إليه حركة الهمزة ويحركانه بها فتسقط من اللفظ لسكونها، وتقدير سكون الحرف المنقول إليه حركتها، وسواء كان حرف علّة: ياء، أو واوا أو كان حرف صحة من سائر الحروف، وذلك نحو قوله: سىء بهم [هود: 77] وحتّى تفىء [الحجرات: 9] ووجاىء [الزمر: 69] ويضىء [النور: 35] والمسىء [غافر: 58] ومن شىء [آل عمران: 92] وعليه شىء [آل عمران: 5] وأن تبوأ [المائدة: 29] وليسئوا [الإسراء: 7] ولتنوءا [القصص: 76] وبالسّوء [البقرة: 169] ومطر السّوء [الفرقان: 40] والمرء [النبأ: 40] وبين المرء [البقرة: 102] وجزءا [الحجر: 44] «1»، ودفء [النحل: 5] والخبء [النحل: 25] ومّلء الأرض [آل عمران: 91] وما أشبهه. 1694 - وقد أجاز بعض علمائنا في الياء والواو البدل والإدغام في الوقف؛ حملا للأصل «2» على الزائد، وذلك قياس ما حكاه ابن «3» واصل، وأبو أيوب «4» الضبّي عن أصحابهما، عن حمزة: من الوقف على قوله: شيئا [البقرة: 48] وكهيئة [آل عمران: 49] بالتشديد، على أن الضبّي قد روى عن أصحابه: الوقف على لتنؤا [الإسراء: 7] «5» بتشديد الواو فدلّ على إجراء القياس في نظائره، وبذلك أقرأني أبو الفتح «6» عن قراءته. 1695 - وقد حكى ذلك يونس «7»، والكسائي جميعا عن العرب وأجازاه والنقل
أوجه وأقيس. وبه قرأت على أبي الحسن «1» وغيره. 1696 - وأما الساكن الزائد، فيكون ياء أو واوا [فيبدءون] من الهمزة التي بعدهما بأيّ حركة تحرّكت حرفا صحيحا من جنسهما ويدغمانها فيه فرقا بين الزائد والأصلي، فيقفان على ما فيه الواو بواو مشددة كقوله: ثلثة قروء [البقرة: 228] لا أعلم في كتاب الله غيره. وعلى ما فيه الياء بياء مشددة كقوله: إنّما النّسىء [التوبة: 37] وبرىء [الأنعام: 19] ودرّيء [النور: 35] «2» على قراءة حمزة وما أشبهه، وهذا ما لا خلاف فيه بين القرّاء والنحويين. 1697 - والرّوم والإشمام جائزان في الحرف المتحرّك بحركة الهمزة «3»، وفي المبدل منها «4» إن انضما، والرّوم خاصة إن انكسرا والإسكان وحده إن انفتحا كالهمزة سواء؛ لأن حركتها ثابتة فيهما كثبوتها فيها، على أن محمد بن واصل قد حكى في كتاب الوقف أن حمزة لم يكن يشير إلى الهمزة ولا الإعراب إذا ألقى حركتها على الساكن قبلها، والقياس الإشارة. 1698 - وإذا كان الساكن ألفا سواء كانت مبدلة من ياء أو واو أو كانت زائدة فإنهما يبدلان من الهمزة التي تقع بعدها ألفا بأيّ حركة تحرّكت في الوصل من فتح أو كسر أو ضمّ؛ لأنها تسكن في الوقف، فتدبّرها حركة الحرف الذي قبلها؛ لأن تلك الألف الفاصلة بينهما ليست بحاجز حصين، وذلك نحو قوله: جآء [النساء: 43] وشآء [البقرة: 20] وما يشآء [آل عمران: 40] وو من أسآء [فصلت: 46] وأضآء [البقرة: 20] ومن المآء [الأعراف: 50] ومنه المآء [البقرة: 74] وكذلك أوليآء [آل عمران: 38] وضرّآء [يونس: 21] وأنبيآء [البقرة: 91] وتلقآء [الأعراف: 47] ومن مّآء [البقرة: 164] وعلى سوآء [الأنفال: 58] وبنآء [البقرة: 22] ومّن السّمآء [البقرة: 19] وهؤلآء [البقرة: 31] والسّرّآء [آل عمران: 134]
والضّرّآء [البقرة: 177] والكبريآء [يونس: 78] والبلؤا [الصافات: 106] وأغنيآء [البقرة: 272] وأوليآء، والسّفهآء [البقرة: 13] وسوآء [التوبة: 6] وبلآء [البقرة: 49] وما أشبهه. وجاء بذلك عن حمزة نصّا الرفاعي «1»، فقال به سليم عنه: إذا مددت الحرف المهموز ثم سكّنت، فأخلف مكان الهمزة مدّة، أي: أبدل بها «2» ألفا. 1699 - واختلف أصحابنا في تمكين مدّ الألف، فكان بعضهم يمكنهما زيادة ليفصل بذلك بينهما وبين المبدلة من الهمزة وليدلّ به عليها، وذلك قياس ما أجازه يونس «3» في اضربان زيدا واضربنان زيدا على لغة من خفّف النون؛ لأنها تبدل في الوقف ألفا، فيجتمع ألفان فيزداد في المدّ لذلك. 1700 - حدّثنا أحمد «4» بن عمر قال: قال لنا أبو جعفر بن النحاس: إذا وقف يونس قال: اضربا، يمدّ صوته، يريد الألفين. 1701 - وكان آخرون لا يمكّنونها؛ لأنها لما التقت مع المبدلة من الهمزة حذفت للساكنين، فبطل التمكين الزائد لذلك، والتمكين أقيس؛ لانعقاد الإجماع على جواز الجمع بين الساكنين في الوقف، ولأن خلفا قد جاء به منصوصا عن سليم عن حمزة، فقال يقف بالمدّ من غير همز. 1702 - وجائز أن تحذف المبدلة من الهمزة وتبقى هي، فعلى هذا يزاد في تمكينها أيضا ليدلّ بذلك على الهمزة بعدها. 1703 - وقد أخذ كثير من أهل الأداء في هذا الفصل كله، فجعل الهمزة فيه بين بين دون البدل، فجعلوا المفتوحة بين الهمزة والألف، والمكسورة بين الهمزة
والياء، والمضمومة بين الهمزة والواو، وسكنوا الألف قبلها زيادة؛ لكون التخفيف عارضا، وبذلك قرأت في المكسورة والمضمومة دون المفتوحة على أبي الفتح «1»، عن قراءته. وكذلك روى ذلك خلف وغيره عن سليم عن حمزة منصوصا. 1704 - حدّثنا محمد «2» بن علي قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: حدّثنا إدريس عن خلف، قال: كان حمزة يسكت على قوله: إنّ الّذين كفروا سوآء يمدّ، ويشمّ «3» الرفع، من غير همز. وقال ابن «4» واصل: حمزة يقف على" هؤلاء" بالمدّ، والإشارة «5» إلى الكسر، من غير همز، ويقف على لا تسئلوا عن أشيآء [المائدة: 101] تسألوا بالمدّ، ولا يشير إلى الهمزة. قال: ويقف على الفقرآء [البقرة: 271] والبلؤا [الصافات: 106] والبأسآء [البقرة: 177] والضّرّآء [البقرة: 177] بالمدّ والإشارة. قال: وإن شئت لم تشر ومدّدت، قال: ويقف على رحلة الشّتآء [قريش: 2] بالمدّ والإشارة وإن شئت لم تشر. 1705 - وقال الضبّي «6»: حمزة يقف مّن السّمآء [البقرة: 19] بألف ساكنة وكذلك ما أشبهه. وهذا على البدل والحذف، والبدل في المكسورة والمضمومة أقيس لما ذكرناه، والتخفيف فيهما آثر وعليه العمل عند ابن مجاهد وسائر أصحابه. 1706 - حدّثنا الفارسي «7»، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم قال: كان حمزة يمدّ الممدود، ويشير إلى الرفع والخفض بعد المدّة، ولا يروم «8» الهمز، كأنه يومئ في المرفوع إلى الواو، وفي المخفوض إلى الياء «9»، وحدثنا بذلك البراثي «10» عن خلف، عن سليم عنه.
باب ذكر بيان مذهب حمزة في تسهيل الهمزة المتوسطة
1707 - قال أبو عمرو: والرّوم والإشمام على المذهبين «1» جميعا غير جائزين في الحرف المبدل من الهمز لكونه حرف مدّ، وفي الهمزة المجعولة بين بين؛ لتقريبها بالتضعيف، والتوهين، والإخفاء من «2» الساكن، والرّوم حركة، والإشمام دالّ على حركته، فامتنعا لذلك في الضربين. 1708 - فأما ما جاءت فيه الهمزة من ذلك مصوّرة بالحرف الذي منه حركتها نحو قوله: ما نشؤا في هود [87]، وشفعؤا في الروم [13]، وما دعؤا في المؤمن [50]، وكذلك البلؤا [الصافات: 106] والضعفؤا [التوبة: 91] وشركؤا [النساء: 92] وإنّا برءؤا [الممتحنة: 4] وو من ءانآئ الّيل [طه: 130] ومن تلقآئ نفسى [يونس: 15] من ورآء حجاب [الأحزاب: 53] وشبهه، مما قد ذكرنا جميع الوارد منه في كتابنا المصنّف في مرسوم المصاحف «3»، فإن الاختيار أن يوقف على المرسوم بالياء بياء ساكنة، بدلا من الهمزة لما ذكرناه من موافقة المرسوم، ومتابعة مذهب حمزة، في اتّباعه إيّاه عند الوقف على الهمز. 1709 - فهذا مذهب هشام وحمزة في تسهيل الهمزة المتطرّفة في حال الوقف مشروحا في جميع ما يحتاج إليه منه وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل. باب ذكر بيان مذهب حمزة في تسهيل الهمزة المتوسطة 1710 - اعلم أن حمزة كان يسهّل الهمزة المتوسطة إذا وقف على الكلمة التي هي فيها، فإذا وصل حقّقها، ولتسهيلها أحكام أنا أشرحها وأبيّنها على حسب ما رواه الرّواة عن سليم عنه وما قرأت على أئمتي وما يوجبه قياس العربية إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق. ذكر ذلك 1711 - اعلم أن الهمزة المتوسطة ترد على ضربين: ساكنة ومتحرّكة. فأما
الساكنة فإن الحرف الذي يليها «1» يكون متحركا وساكنا، فأما الساكن فيذهب في اللفظ لسكونه وسكونها، فيليها حينئذ الحرف المتحرّك الذي قبل الساكن، فإن كان مفتوحا أبدلها «2» في حال الوقف ألفا كقوله: لقآءنا ائت [يونس: 15] وإلى الهدى ائتنا [الأنعام: 71] وإن كان مكسورا أبدلها ياء كقوله: الّذى اؤتمن [البقرة: 283] وإن كان مضموما أبدلها واوا كقوله: إلّآ أن قالوا ائتوا [الجاثية: 25] وليس في القرآن من هذا الضرب غير هذه الحروف «3». 1712 - وهذه الهمزة، وإن كانت فاء فإنها تجري مجرى المتوسطة، إذ كان لا يوصل إلى النطق بها في حال الوصل، أو «4» بالبدل منها، إلا بما اتصل بها من حروف الكلمة التي قبلها، فصار بذلك كأنه من نفس كلمتها، وقد كان بعض أهل الأداء يأخذ في مذهب حمزة بتحقيقها في الوقف ليجعلها كالمبتدإ التي تحقّق لكونها فاء، وليس ذلك بشيء لما بيّنّاه. 1713 - وأما المتحرك الواقع قبل الهمزة الساكنة، فإنه يكون مفتوحا ومكسورا ومضموما، ومن كلمتها ومن كلمة متصلة بها، فإذا كان مفتوحا في الوجهين أبدلها في الوقف ألفا نحو: يأكل [يونس: 24] ويأمر [الأعراف: 28] ويأخذ [التوبة: 104] وبرأس [الأعراف: 150] وكأس [الواقعة: 18] وشأن [يونس: 61] والضّأن [الأنعام: 143] والبأس [البقرة: 177] ودأبا «5» [يوسف: 47]، والرّأى [هود: 27] وأمر [النساء: 60] وفأتوا [البقرة: 23] وقال ائتونى [يوسف: 59] وثمّ ائتوا [طه: 64] وما أشبهه. 1714 - وإذا كان مكسورا أبدلها ياء نحو قوله: بئس [البقرة: 126] وبئسما [البقرة: 90] والذّئب [يوسف: 13] وو بئر [الحج: 45] ونبّئنا [يوسف: 36] وو للأرض ائتيا وفى السّموات ائتونى [الأحقاف: 4] وما أشبهه. 1715 - وإذا كان مضموما أبدلها واوا نحو قوله: يؤمنّ [البقرة: 232]
ويؤفك [غافر: 63] والمؤمنون [البقرة: 285] وو المؤتون [النساء: 162] ويؤفكون [المائدة: 75] وو المؤتفكة [النجم: 53] والمؤتفكت [التوبة: 70] وتسؤكم [المائدة: 101] وسؤلك [طه: 36] والرءيا [الإسراء: 60] ومّؤصدة [البلد: 20] واللّؤلؤ [الرحمن: 22] ولؤلؤ [الطور: 24] ومّن يقول ائذن لّى [التوبة: 49] والملك ائتونى [يوسف: 50] وما أشبهه. 1716 - وسواء كان سكون الهمزة في كل ما تقدّم أصليّا أو عارضا لجازم أو لتوالي الحركات، وبذلك جاءت النصوص عن سليم عنه. 1717 - فروى محمد بن «1» الجهم عن سليم، قال: كان حمزة يقف على كل حرف مهموز بغير همز كانت الهمزة في وسط الحرف أو في آخره، وهذا قول عامّ موجب لتسهيل كل همزة: متوسطة أو متطرفة، متحركة أو ساكنة. [71/ ظ]. 1718 - وقال محمد بن «2» واصل في كتاب (الوقف الكبير) له عن خلف عن سليم عن حمزة إنه يقف على قوله: وهيّئ لنا [الكهف: 10] ونبّئ عبادى [الحجر: 49] ونبّئنا بتأويله [يوسف: 36] بغير همز. 1719 - وقال ابن «3» سعدان في كتاب (الوقف والابتداء) له: إن حمزة يقف على قوله: أم لم ينبّأ [النجم: 36] بلا همز. والكسائي يقف بهمزة ساكنة. فقد أوضحت «4» رواية ابن واصل، وابن سعدان ما سكونه لجازم أو لغيره، وأنه يجرى فيه مجرى واحدا، من غير فرق ولا تمييز. 1720 - وقد «5» اختلف أهل الأداء في إدغام الحرف المبدل من الهمزة، [و] «6» في إظهاره «7» في قوله: وتئوى إليك [الأحزاب: 51] والّتى تئويه [المعارج: 13] وفي قوله: رءيا [مريم: 74] فمنهم من رأى إدغامه موافقة للخط، ومنهم من رأى إظهاره
لكون البدل عارضا، فالهمزة في التقدير والنيّة وإدغامها ممتنع، والمذهبان في ذلك صحيحان، والإدغام أولى؛ لأنه قد جاء منصوصا عن حمزة في قوله: ورءيا لموافقة «1» رسم المصحف الذي جاء عنه اتباعا عند الوقف على الهمزة. 1721 - واختلف أهل الأداء أيضا في تغيير حركة الهاء إذا أبدلت الهمزة قبلها ياء في قوله: أنبئهم في البقرة [31]، وو نبّئهم في الحجر [51]، والقمر [28]، فكان بعضهم يرى كسرها لأجل الياء كما كسر لأجلها في نحو قوله: فيهم ويؤتيهم [النساء: 152] ويوفّيهم [النور: 25] وشبهه. وهذا مذهب أبي بكر بن مجاهد ومتابعيه. 1722 - وكان آخرون يقرّونها على ضمتها؛ لأن الياء عارضة، إذ لا توجد إلا في التخفيف وعند الوقف خاصة، فلم يعتدّوا بها لذلك. وقد جاء بهذا الوجه منصوصا محمد ابن يزيد الرفاعي صاحب سليم، فقال في كتابه المفرد بقراءة حمزة في سورة الحجر [51]: ونبّئهم مرفوعة الهاء في الوصل والسكوت. يعني مع التحقيق والتسهيل- وذلك أقيس. 1723 - وأما الهمزة المتوسطة إذا كانت متحركة، فإنها متحرّكة بالفتح والكسر والضمّ، وما قبلها يكون على ضربين ساكنا ومتحرّكا، فأما الساكن فيكون حرف مدّ ولين ويكون حرف سلامة، فإذا كان حرف مدّ ولين وكان ألفا وسواء كانت «2» مبدلة أو زائدة، فإن حمزة يجعل الهمزة التي بعدها في الوقف بين بين- أعني بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها. 1724 - فإن كانت مفتوحة جعلها بين الهمزة والألف، نحو قوله: فمن جآءه [البقرة: 275]، وأوليآءه [آل عمران: 175]، ولقد جآءكم [البقرة: 92]، وءابآءكم [البقرة: 200]، ونسآءكم [البقرة: 49]، وأبنآءكم [البقرة: 49]، وجآءهم [البقرة: 89]، وأمعآءهم [محمد: 15]، وجآءنا [المائدة: 19]، وءابآءنآ [البقرة: 170]، وو نسآءنا [آل عمران: 61]، وكذا مّآء ودعآء [البقرة: 171]، وو ندآء [البقرة: 171]، وأعدآء [آل عمران: 103]، وبنآء [البقرة: 22]، وجفآء [الرعد: 17]، وجزآء [المائدة: 38]، ورخآء [ص: 36]، وغثآء
[المؤمنون: 41]، وعطآء [هود: 108]، وافترآء [الأنعام: 138]، ومرآء [الكهف: 22] وما أشبهه. ويأتي- بعد تسهيل الهمزة- بالألف المعوّضة من التنوين فيما لحقه التنوين من ذلك. 1725 - وإن كانت مكسورة جعلها بين الهمزة والياء الساكنة نحو قوله: أولئك [البقرة: 5]، والملئكة [البقرة: 31]، وكبآئر [النساء: 31]، وشعآئر [البقرة: 158]، ودآئرة [المائدة: 52]، وإسرءيل [البقرة: 40]، وو ميكال [البقرة: 98] «1»، ومن ورآء [هود: 71]، وشركآءى [النحل: 27]، والّئ [الأحزاب: 4]، وو من ءابآئهم [الأنعام: 87]، وإلى أوليآئكم [الأحزاب: 6]، وو الصّئمت [الأحزاب: 35]، وو القآئمين [الحج: 26]، وو ضآئق به [هود: 12]، وسآئل [المعارج: 1]، ولومة لآئم [المائدة: 54] وما أشبهه. 1726 - وإن كانت مضمومة جعلها بين الهمزة والواو الساكنة نحو قوله: وبآءو [البقرة: 61]، وفآءو [البقرة: 226]، وجآءو [آل عمران: 184]، وجآءوكم [النساء: 90]، وو أبنآؤكم [النساء: 23]، ونسآؤكم [البقرة: 223]، وأوليآؤه [الأنفال: 24]، وو أحبّؤه [المائدة: 18]، وجزؤه [يوسف: 74]، وو ما تشآءون [الإنسان: 30]، ويراءون [النساء: 142]، وهآؤم اقرءواا [الحاقة: 19]، والتناؤش [سبأ: 52] «2» وما أشبهه. 1727 - وإن كان بعد المكسورة ياء وبعد المضمومة واو أتى بالواو والياء متمكّنين بعد تسهيلها. 1728 - وفي الألف قبلها في جميع ما تقدم وجهان المدّ الممكن اعتدادا بالهمز وإن لم تظهر محقّقة في اللفظ والقصر لعدمها، والأول أوجه. وجاء الوقف «3» منصوصا على قوله: هآؤم بمنزلة هاءكم، وكل همزة قبلها ألف بأي حركة كانت تقاس «4» عليه.
1729 - فإن كان حرف المدّ ياء أو واوا- كانا أصليين- نقل إليهما حركة الهمزة وأسقطها من اللفظ، وسواء وليت الياء «1» الكسرة والواو الضمة أو انفتح «2» [72/ و] ما قبلهما، فالياء نحو قوله: سيئت [الملك: 27]، وشيئا [البقرة: 48]، وكهيئة [آل عمران: 49]، وو لا تايئسوا [يوسف: 87]، وإنّه لا يايئس [يوسف: 87]، واستيئسوا [يوسف: 80] وما أشبهه. والواو نحو قوله: السّوأى [الروم: 10]، وسوءا [النساء: 110] «3»، وسوءة [المائدة: 31]، وسوءتكم [الأعراف: 26]، وسوءتهما [الأعراف: 20]، وموئلا [الكهف: 58]، والموءدة [التكوير: 8] وما أشبهه. 1730 - وقد كان بعض أهل الأداء يأخذ في هذا الضرب بإبدال الهمزة بياء مع الياء وواو مع الواو وإدغامهما فيهما. وبذلك قرأت على أبي الفتح «4» شيخنا. وقد نصّ على التشديد في قوله: شيئا. أبو أيوب «5» الضبي ومحمد بن «6» واصل، وزاد بن واصل كهيئة [آل عمران: 49] واستيئس [يوسف: 110] وو لا تايئسوا [يوسف: 87] فقال حمزة: يقف بالتشديد من غير همز. 1731 - وحدّثنا محمد «7» بن علي قال: حدّثنا ابن الأنباري قال: حدّثنا إدريس عن خلف، قال: سمعت الكسائي يقول: كهيئة الطّير [آل عمران: 49] مهموز في الوقف، ومن لم يهمز قال" كهيّة" و" كهية" جميعا، يعني بالبدل والنقل. وحكى البدل سيبويه عن العرب وقال: ليس بمطّرد، وسمعه يونس «8» أيضا منها، وحكاية الكسائي ليست عن حمزة، وإنما هي عن العرب وما يجوز في لغتها لا غير، والقياس في ذلك كله النقل كما قدّمناه. 1732 - قال أحمد بن «9» يحيى: نقلت: حمزة يقف على من الحقّ شيئا
[يونس: 36] بفتح الياء من غير تشديد، وهذا كان اختيار ابن مجاهد في هذا الباب، بلغني ذلك عنه. 1733 - وقد جاء عن حمزة وأصحابه في الوقف على قوله: الموءدة [وموئلا] «1» أربعة أوجه: 1734 - فالوجه الأول فيهما: إلقاء حركة الهمزة على الواو فيهما وتحريكها بها وهو القياس. 1735 - والثاني فيهما: البدل والإدغام. قال الكسائي: من وقف على موئلا بغير همز فإن شاء قال (مولا) بكسر الواو من غير تشديد، وإن شاء شدّد واوها. 1736 - والثالث فيهما: جعل الهمزة بعد الواو بين بين، قال محمد بن واصل في كتاب الوقف عن خلف عن سليم عن حمزة: إنه يقف على" موئلا" بالإشارة إلى الياء من غير إثبات، يعني: أنه يجعل الهمزة بين الهمزة والياء اتباعا للخط؛ لأن ذلك فيه بالياء. قال: وحمزة يقف على الموءدة [التكوير: 8] بثلاث واوات في اللفظ، من غير همز. يعني أنه جعل الهمزة بين الهمزة والواو، قبلها واوا ساكنة هي فاءه وبعدها واو ساكنة هي زائدة للبناء. وهذا مذهب أبي طاهر بن أبي هاشم في ذلك، فقال في كتابه: كان حمزة إذا وقف لفظ بعد فتحة الميم بواو ساكنة، ثم أشار إلى الهمزة بصدره، ثم أتى بعدها بواو ساكنة، قال: وهذا ما لا يضبطه الكاتب. 1737 - قال أبو عمرو: وجعل الهمزة بعد الواو الساكنة، في موئلا والموءدة بين بين، خارج عن قياس التسهيل، وإبدالها ياء مكسورة محضة في موئلا عندي أولى من جعلها بين بين؛ إذ ذلك أشدّ موافقة للرسم، وأوجه في الندارة والشذوذ. 1738 - والرابع الذي ينفرد به الموءدة [التكوير: 8] دون موئلا [الكهف: 58] إسقاط الهمزة، وحذف الواو التي بعدها، فيصير لفظها كلفظ (الجوزة)، و (الموزة)، روى هذا منصوصا أبو سلمة عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي أيوب «2» الضبي، قال: حمزة يقف «المودة» بوزن الموزة، وحكى ذلك الفرّاء أيضا عن العرب، وذهب إلى ذلك ابن مجاهد وأختاره، وهو موافق للرسم؛ أن هذه الكلمة فيه بواو واحدة.
1739 - وقرأت «1» على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر عن أبي طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا قاسم المطرز والخثعمي، قالا: حدّثنا أبو كريب، قال: حدّثنا أبو بكر قال: قرأ الأعمش: وإذا الموءدة بغير همز مخفّفة. 1740 - قال أبو عمرو «2»: وهذا من التخفيف الشاذّ الذي لا يصار إليه أيضا إلا بالسّماع؛ إذ «3» كان القياس ينفيه ولا يجيزه «4»، وكان من رواه من القرّاء، واستعمله من العرب كره النقل والبدل. أما «5» النقل فلتحرّك الواو فيه بالحركة التي تستثقل «6» وهي الضمة. وأما البدل فلأجل التشديد والإدغام، ولذلك حذف الهمزة صرفا، ثم حذف الواو بعدها لاتصالها بالواو [72/ ظ] التي هي فاؤ، وهما ساكنتان. 1741 - وقال «7» سيبويه: من العرب من إذا خفّف همزة يسوءك قال: (يسوك) استثقل الضمة على الواو، فحذف الهمزة، وهذا يؤيد ما قلناه. 1742 - فإن كانت الياء والواو قبل الهمزة زائدتين أبدل من الهمزة حرفا من جنسها وأدغمها فيه، ولا يجوز غير ذلك في التسهيل، ولم تأت الواو في القرآن «8»، فأما الياء فنحو قوله: خطيئة [النساء: 122] وخطيئتهم [نوح: 25] وخطيئتكم [الأعراف: 161] وخطيئتى [الشعراء: 82] وهنيئا مّريئا [النساء: 4] وبريئا [النساء: 112] وبريئون [يونس: 41] وما أشبهه يقف عليه كله بياء مشددة.
1743 - وإذا كان الساكن قبل الهمزة حرف سلامة نقل إليه حركة الهمزة وحركه بها، وأسقط الهمزة نحو قوله: وسل [البقرة: 211] وسلهم [القلم: 40] ويسئلون [البقرة: 273] فلنسئلنّ [الأعراف: 6] ولّا يسئم [فصلت: 49] ويسئمون [فصلت: 38] ولا تجئروا [المؤمنون: 65] ويجئرون [المؤمنون: 64] والقرءان والظّمئان والمشئمة [الواقعة: 9]. وشطئه [الفتح: 29] والأفئدة [النحل: 78] وأفئدتهم [الأنعام: 110] وجزآء [البقرة: 85] ووطئا [المزمل: 6] وردءا [القصص: 34] وخطئا [الإسراء: 31]] ومذءوما [الأعراف: 76] ومسئولا [الإسراء: 34] وما أشبهه. 1744 - واختلف الرواة وأهل الأداء في حرفين من ذلك وهما هزوا [البقرة: 67] «1» حيث وقع وكفوا أحد [الإخلاص: 4] «2» وكان بعضهم يجريهما مجرى نظائرهما فيلقي [حركة] «3» الهمزة على الزاي والفاء فيهما، ويسقط الهمزة كما يفعل في قوله: جزآء [البقرة: 85]. وهذا كان مذهب شيخنا أبي الحسن «4»، وهو القياس. 1745 - وكان آخرون يبدلون من الهمزة فيهما واوا مفتوحة ويسكنون الزاي والفاء قبلها اتباعا للخط، وتقديرا الضمة الزاي والفاء؛ إذ كان إسكانهما «5» تخفيفا، وضمّهما كذلك مرادا «6» في المعنى، وإن لم يظهر في اللفظ. 1746 - قال ابن «7» واصل: وكذا يقف أشدّ وطئا [المزمل: 6] بفتح الطاء، وكذا نظير هذا الضرب في جميع القرآن إلا في هزوا [البقرة: 67] وكفّوا [الإخلاص: 4] وهذا «8» مذهب عامة أهل الأداء من أصحاب حمزة وغيرهم، وهو مذهب شيخنا أبي «9» الفتح، وكذا رواه منصوصا خلف وأبو هشام، عن سليم عنه.
1747 - فحدّثنا محمد «1» بن أحمد البغدادي قال: حدّثنا أبو بكر بن الأنباري، قال: نا إدريس بن عبد الكريم، قال حدّثنا خلف بن هشام، قال: كان حمزة يسكت على هزوا وكفّوا بالواو ويسكت على قوله مّنهنّ جزءا [البقرة: 260] بنصب الزاي؛ لأنه ليس في الحرف واو، فإذا ترك الهمزة انتصب الزاي، وكذلك ردءا يصدّقنى [القصص: 34] (ردا) فينصب الدال إذا لم يهمز. 1748 - وحدّثنا محمد بن علي قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن أبي هشام عن سليم عن حمزة أنه كان يقف على هزوا وكفّوا بإسكان الزاي والفاء، وإثبات الواو في هزوا، [وكفّوا] «2»، ويقف جزآء بفتح الزاي من غير همز يرجع في الوقف إلى كتاب «3». 1749 - قال أبو عمرو: وكذا قال ابن «4» واصل وثعلب «5» عن حمزة: إنه يقف على جزآء، وردءا بفتح الزاي والدال. 1750 - وكان آخرون يبدلون الهمزة فيهما واوا مفتوحة، ويضمّون الزاي والفاء قبلها في حال الوقف خاصة؛ اتباعا للمصحف، ولزوما للقياس. وهذا «6» رواه أبو بكر «7» بن أحمد ابن محمد الآدمي الحمزي، عن أصحابه، عن سليم، عن حمزة. وقال أبو سلمة عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي أيوب الضبي: أنه كان يأخذ بذلك والعمل بخلاف ذلك. 1751 - فأما قوله: النّشأة في العنكبوت [20] والنجم [47]، والواقعة [62]، ففي الوقف على هذه الكلمة عندي وجهان: 1752 - أحدهما إلقاء حركة الهمزة على الشين، وتحريكها بها وإسقاط الهمزة طردا للقياس، وقد جاء بذلك منصوصا أبو العباس «8» محمد بن واصل، فقال: يقف
حمزة «النشة» «1» بفتح الشين من غير ألف كما فعل في (شطه) «2» بفتح الطاء من غير ألف. 1753 - والوجه الثاني إبدال الهمزة ألفا وفتح الشين قبلها بحركتها، ذكر ذلك خلف عن الفراء في كتاب الهمز له. وهذا يصحّ من وجهين: 1754 - أحدهما: أن هذا الضرب من التخفيف على هذه الصورة مسموع، حكاه سيبويه عن العرب، قال «3»: يقولون: (المراة) و (الكماة) في المرأة والكمأة فيبدلون، وهؤلاء كلهم قدّروا حركة الهمزة على الحرف الساكن قبلها، وأبدلوها [73/ و] ألفا لسكونها وقدّروا حركة الميم والكاف على الحرف الساكن وأبدلوا الهمزة ألفا لتحرّك ما قبلها كما أبدلت في النّشأة. 1755 - والوجه الثاني موافق لرسم المصاحف؛ إذ كانت هذه الكلمة مرسومة فيها بألف بعد الشين خلافا لرسم أشكالها، ومن مذهب حمزة اتّباعه «4» في الوقف على الهمز وإيثاره على القياس، ولا أعلم أحدا من أهل الأداء أخذ بذلك في مذهبه، وهو عندي جيّد بالغ. 1756 - وأمّا المتحرك الواقع قبل الهمزة، فإنه يتحرك بإحدى الحركات الثلاث: بالفتح، والضمّ، والكسر، وكذلك الهمز أيضا، يتحرّك بهذه الحركات الثلاث، وربما اتفقت حركتها وحركة ما قبلها وربما اختلفتا، فإن تحرّكت هي بالفتح وانكسر ما قبلها أو انضمّ أبدلها مع الكسرة ياء ومع الضمة واوا «5»، وحرّكهما. 1757 - فالمكسور «6» ما قبلها نحو قوله: فئة [البقرة: 249]، وفئتين [آل عمران: 13]، ومائة [البقرة: 259]، ومائتين [الأنفال: 65]، وو ننشئكم [الواقعة: 61] «7»، وإنّ ناشئة [المزمل: 6]، وشانئك [الكوثر: 4]، وملئت [الجن: 8]، وخاطئة [العلق: 16]، وبالخاطئة [الحاقة: 9]، وموطئا [التوبة: 120]، وخاسئا
[الملك: 4]، وسيّئا [التوبة: 102]، وسيّئة [البقرة: 81]، والسّيّئات [النساء: 18]، ولمن لّيبطّئنّ [النساء: 72] وما أشبهه. وكذلك لئلّا [البقرة: 150] حيث وقع؛ لأن الهمزة صوّرت فيه في الرسم ياء على التخفيف، ووصلت باللام ألف على اللفظ، فصارت بذلك متوسطة وهي في الأصل مبتدأة؛ لأن همزة «إن» دخل عليها لام الجرّ وهو زائد. 1758 - والمضموم ما قبلها نحو قوله: ويؤخّركم [إبراهيم: 10] وو ما نؤخّره [هود: 104] ولا تؤاخذنآ [البقرة: 286] ويؤيّد [آل عمران: 13] ويؤدّه [آل عمران: 75] ومؤذّن [الأعراف: 44] والفؤاد [الإسراء: 36] وفؤادك [هود: 120] وبسؤال [ص: 24] وو لؤلؤا [الحج: 23] وما أشبهه. 1759 - وبعد هذا يسهّلها في جميع وجوهها وحركاتها وحركات ما قبلها على حركتها «1» لا غير، فإن كانت فتحا جعلها بين الألف والهمزة نحو قوله: سألهم [الملك: 8]، وشنئان [المائدة: 2]، وسأل [المعارج: 1]، ومئارب [طه: 18] ومئاب [الرعد: 29] ومئابا [النبأ: 22] ويرآءون [النساء: 142] وأن تبوأ [المائدة: 29] ومنسأته [سبأ: 14] وو يكأنّ الله [القصص: 82] وو يكأنّه [القصص: 82] وأرءيتكم [الأنعام: 40] وأفرءيت [مريم: 77] وأرءيت [الفرقان: 43] ورأيتهم [يوسف: 4] وو رأيت النّاس [النصر: 2] ورأوا [البقرة: 166] وونئا [الإسراء: 83] ومتّكئا [يوسف: 31] وملجئا [التوبة: 57] وخطئا [الإسراء: 31] وما أشبهه. 1760 - وإن كانت كسرا جعلها بين الهمزة والياء الساكنة نحو قوله: والصّبئين [البقرة: 62] والخاطئين [يوسف: 29] وخسئين [البقرة: 65] ومّتّكئين [الكهف: 31] وو ملإيه [الأعراف: 103] وو ملإيهم [يونس: 83] وإلى بارئكم [البقرة: 54] وكما سئل [البقرة: 108] وسئلوا [النساء: 32] وو تطمئنّ [المائدة: 113] ويئس الّذين [المائدة: 3] ويئسوا [العنكبوت: 23] وو جبريل [البقرة: 98] «2»، وبئيس [البقرة: 126] ويومئذ [آل عمران: 167] وحينئذ
[الواقعة: 84] وو لئن قلت [هود: 7] وو لئن سألتهم [التوبة: 65] وما أشبهه. 1761 - وإن كانت ضمّا جعلها بين الهمزة والواو الساكنة، نحو قوله: رءوف [البقرة: 207] وو يدرءون [الرعد: 22] فادرءوا [آل عمران: 168] ويقرءون [يونس: 92] ونّقرؤه ويكلؤكم [الأنبياء: 42] ويذرؤكم [الشورى: 11] وتؤزّهم [مريم: 83] ويئوده [البقرة: 255] ويئوسا [الإسراء: 83] وأن تطئوهم [الفتح: 25] ولّم تطئوها [الأحزاب: 27] وتبرّءوا [البقرة: 167] وتبوّءو [الحشر: 9] وبرءوسكم [المائدة: 6] وما أشبهه. وكذلك يبنؤمّ في طه [94]؛ لأنه رسم في المصاحف متصلا؛ وكذلك صوّرت همزته واوا، وجعل كلمة واحدة، وهو ثلاث كلمات، فأما قوله في الأعراف: قال ابن أمّ [150] فإنه رسم منفصلا فالوقف عليه بالتحقيق؛ لأن الهمزة فيه مبتدأة. 1762 - وقد اختلف القرّاء والنحويون في كيفية تسهيل الهمزة المكسورة، إذا انضم ما قبلها نحو سئل [البقرة: 108] وسئلت [التكوير: 8] وسئلوا [الأحزاب: 14] والمضمومة إذا انكسر ما قبلها، نحو مستهزءون [البقرة: 14] وفمالئون [الصافات: 66] والخطئون [الحاقة: 37] وأنبئونى [البقرة: 31] وأتنبّئون الله [يونس: 18] وأم تنبّئونه [الرعد: 33] وو يستنبئونك [يونس: 53] ولّيواطئوا [التوبة: 37] وليطفئوا [الصف: 8] وسيّئه [الإسراء: 38] وما أشبهه. 1763 - فقال بعضهم: تجعل المكسورة بين الهمزة والياء، والمضمومة بين الهمزة والواو؛ لأنه لا يمتنع النطق بها كذلك «1» في الموضعين كما يمتنع بها إذا انفتحت وانكسر ما قبلها أو انضمّ؛ فلذلك «2» جعل لها فيهما «3» حكم حركتها، وجعل للمفتوحة مع الكسرة والضمة حكم حركة ما قبلها. وهذا مذهب الخليل وسيبويه وهو القياس. وقد جاء به في المضمومة منصوصا، عن حمزة خلف بن هشام. 1764 - فحدّثنا [محمد بن علي، حدثنا] «4» محمد بن القاسم قال: حدّثنا إدريس قال: حدّثنا خلف قال: كان حمزة يسكت على مستهزءون فيمدّ يشمّ الواو من غير
إظهار [73/ ظ] الواو. وكذلك متّكئون [يس: 56] وليطفئوا ولّيواطئوا وو يستنبئونك وفمالئون وما أشبه ذلك. قال خلف: وسمعت الكسائي يقول: إذا مدّ الحرف ولم يظهر الواو وهمز، همز همزا خفيفا. وقال «1» ابن واصل: سمعت خلفا يحكي عن سليم عن حمزة أنه كان يقف على مستهزءون يمدّ ويكسر الزاي، ويروم الواو وبالهمز ولا يظهرها، وكذلك ليطفئوا. 1765 - وقال آخرون: تجعل المكسورة في ذلك واوا مكسورة محضة؛ لأجل الضمة التي قبلها، وتجعل المضمومة ياء مضمومة خالصة؛ لأجل الكسرة التي قبلها «2». («3» والكسرة قبل الواو وقبل «4» الياء فلذلك ما قرأت بالتسهيل منها مستثقل مع ذلك). وهذا «5» مذهب الأخفش «6» النحوي الذي لا يجوز عنده غيره. 1766 - وذهب آخرون في المضمومة إلى ضمّ الحرف الذي قبلها وإسقاطها من اللفظ رأسا اتباعا للخط، وهذا مذهب الكسائي. كما حدّثنا «7» محمد بن أحمد، قال أخبرنا ابن الأنباري، قال: أنا إدريس، قال: حدّثنا خلف، قال: حدّثنا الكسائي ومن وقف بغير «8» همز، قال: مستهزءون فرفع الزاي بغير مدّ متّكئون برفع الكاف، وكذلك ليطفئوا برفع الفاء، ولّيواطئوا برفع الطاء، وو يستنبئونك برفع الباء فمالئون برفع اللام ونحو ذلك.
1767 - وقد جاء أيضا عن حمزة، فروى محمد «1» بن سعيد البزار عن خلاد عن سليم عن حمزة أنه كان يقف مستهزءون «2» بغير همز وبضم الزاي. 1768 - وروى إسماعيل «3» بن شداد، عن شجاع، قال: كان حمزة يقف يستهزءون «4» برفع الزاي من غير همز، وكذلك متّكئون [يس: 56]، والخطئون [الحاقة: 37] وفمالئون [الصافات: 66] وليطفئوا [الصف: 8] بغير همز في هذه الأحرف كلها، وبرفع الكاف والفاء والزاي والطاء. 1769 - قال أبو عمرو: وإنما ضمّ الحرف الذي قبل الواو في هذا الوجه ليصحّ الواو، وهذا الوجه من التسهيل جائز فيما لم يصوّر الهمزة المضمومة فيه واو، ولا ياء؛ اكتفاء بالواو الذي بعدها في الرسم. فأما إذا صوّرت بالكسرة التي قبلها وعدمت واو الجمع بعدها في اللفظ نحو أنبّئكم [آل عمران: 49]، وينبّئهم [المائدة: 14] «5»، وسأنبّئك [الكهف: 78] وسنقرئك [الأعلى: 6] وكان سيّئه [الإسراء: 38] وشبهه، فلا يجوز في تسهيلها غير الوجهين الأوّلين: جعلها بين الهمزة والواو على مذهب سيبويه [وقلبها] ياء مضمومة على مذهب الأخفش، وذلك الاختيار عندي في هذا الموضع خاصة لموافقته مرسوم المصاحف، واختيار حمزة في اتّباعه، وغير جائز أن تسقط وتقلب مع ضمّ ما قبلها كما جاز ذلك فيما بعدها فيه واوا ساكنة. 1770 - وأجاز آخرون في تسهيل المضمومة التي بعدها واو «6» حذفها رأسا، مع كسر الحرف الذي قبلها؛ كأنهم استثقلوا الضمة على الياء المبدلة من الهمزة، والإشارة بها إلى الحرف الذي يجعل بينه وبينها «7» وهو الواو؛ فلذلك حذفوها، وأبقوا الحرف
فصل في الهمز المتوسط بزائد
الذي قبلها مكسورا على مراد الهمزة. 1771 - حدّثنا محمد «1» بن علي، قال: حدّثنا ابن الأنباري، قال: حدّثنا إدريس، قال: حدّثنا خلف، قال: وأجاز الكسائي كسر الزاي، ووقف «2» الواو من غير همز وغير مدّ، مستهزءون [البقرة: 14]. وكذلك متّكئون [يس: 56] كسر الكاف، ووقف الواو من غير همز، ولا مدّ. وكذلك هذه «3» الحروف وما يشبهها بكسر الحرف الذي قبل الواو، ثم يجزم الواو ولا يمدّ ولا يهمز. 1772 - قال أبو عمرو: هذا لا عمل عليه، والاختيار في هذا الضرب ما ذهب إليه الخليل وسيبويه، وعليه أهل الأداء «4». فصل في الهمز المتوسط بزائد 1773 - واعلم أن ما يتوسط من الهمزات في الكلم بدخول حرف المعاني عليهنّ واتصال الزوائد بهنّ ومن دونهنّ مبتدأ نحو بأنّه [غافر: 12]، وبأنّكم [الجاثية: 35]، وبأنّهم [الأعراف: 169]، وو لأبويه [النساء: 11]، ولأهب [مريم: 19]، فبأىّ ءالآء [الرحمن: 73]، وفلأنفسكم [البقرة: 273]، ولبإمام [الحجر: 79]، وتأخّر [البقرة: 203]، وفأذن [الأعراف: 44]، و (فأنك) «5»، وأفإين مّتّ [الأنبياء: 34]، وأفأمن [الأعراف: 97]، وأفأمنتم [الإسراء: 68]، وكأنّه [النمل: 42]، وكأنّهنّ [الصافات: 49]، وو كأيّن [آل عمران: 146]، وكأمثل [الواقعة: 23]، فسأكتبها [الأعراف: 156]، وسأتلوا [الكهف: 83]، وسأصرف [الأعراف: 146] وشبهه. وكذلك الأرض [البقرة: 11]، وو بالأخرة [البقرة: 4]، والئن [البقرة: 71]، والأزفة [غافر: 18]، والإيمن [البقرة: 108]، والإسلم [آل عمران: 19]، والأولى [طه: 21]، والأخرى [البقرة: 282]،
وو الأنثى [البقرة: 178]، وشبهه مما تدخل فيه الألف واللام على همزة مستأنفة، وكذلك ءأنذرتهم [البقرة: 6]، وءأنتم [البقرة: 140]، وءأشفقتم [المجادلة: 13]، وأءذا [الرعد: 5]، وأءله [النمل: 60]، وأئنّكم [الأنعام: 15]، وأؤنبّئكم [آل عمران: 15]، وأءنزل [ص: 8] وشبهه مما تدخل فيه همزة الاستفهام على همزة مبتدأة. وكذا ما وصل في الرسم من الكلمتين فصار بالوصل كلمة واحدة ووقعت الهمزة المبتدأة فيه متوسطة كذلك نحو هؤلآء [البقرة: 31] وأهؤلآء [المائدة: 53] وهأنتم [آل عمران: 66] ويأيّها ويادم [البقرة: 33] ويأخت [مريم: 28] ويأولى [البقرة: 179] وشبهه فإن المتقدمين من أصحاب حمزة والمتأخرين من أهل الأداء مختلفون في هذا الضرب. 1774 - فكان بعضهم يرى تحقيق الهمزات فيه عند الوقف اعتمادا على كونهنّ فيه مبتدآت في الأصل، وحقّق ذلك عندهم كونهنّ في الكتابة مع اختلاف حركاتهنّ في نحو سأنبّئك [الكهف: 78] وأفأنبّئكم [الحج: 72] وسأنزل [الأنعام: 93] وفلأقطّعنّ [طه: 71] [وفلأمّه [النساء: 11]] وفبإذن الله [آل عمران: 166] ولبإمام [الحجر: 79] وشبهه على صورة واحدة، وهي صورة الألف [و] «1» تكون للمبتدآت سواء، وإذا كنّ كذلك وكان سبب استقراء المبتدآت على صورة واحدة امتناعهنّ «2» من التسهيل الذي يقرّبهنّ «3» من الحرف الذي لا يقع ابتداء وهو الساكن وجب أن تمتنع أيضا مما امتنعن منه من ذلك، وأن يجرين في لزوم التحقيق مجراهنّ، وهذا مذهب شيخنا أبي الحسن «4»، وجماعة سواء، وهو اختيار صالح بن إدريس وغيره من أصحاب ابن مجاهد. 1775 - وروى أبو سلمة عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي أيوب «5» الضبّي، عن شيوخه أن حمزة يقف على الأخرة [البقرة: 94]، والأولى [طه: 21]، وبأنهما بالهمز كالوصل. وكذلك روى أبو مزاحم الخاقاني «6»، عن أصحابه، عن حمزة.
1776 - ويؤيد ما روينا في هذا الضرب وقف «1» حمزة فيه على اللام قبل الهمزة يسيرا في حال الوصل، ألا ترى أنه لم يقف على اللام إلا والهمز بعدها عنده في حكم المبتدأة التي يلزمها التحقيق بإجماع. وإن كانت في ذلك متصلة باللام في الخط؟ 1777 - وكان آخرون يرون تسهيل الهمزات في ذلك كله، والوقوف على ما تقدم «2» من شرحه اعتدادا بما صيّر «3» به متوسطا؛ إذ ليس شيء من ذلك إلا وله فائدة من تأثير عمل ومعنى كحرف الجر، وتأثير معنى فقط كحرف التنبيه، والنداء وهمزة الاستفهام والألف واللام وغير ذلك يوجد ذلك بوجوده ويعدم بعدمه. وإذا كان كذلك، جرى مجرى الأصلي في الاحتياج إلى الإتيان به على صيغته؛ لتأدية تلك الفائدة، وإذا جرى مجرى الأصلي فيما ذكرناه فواجب أن يجرى مجراه في الاعتداد به في تسهيل الهمزة التي تقع بعده في حال الوقف في مذهب حمزة. وهذا مذهب شيخنا أبي الفتح «4»، والجمهور من أهل الأداء وهو اختياري. 1778 - وقد حكى خلف في كتاب الوقف له ما يدل على ذلك، وذلك أنه قال: أئنّ لنا [الأعراف: 113] وأءنّك [يوسف: 90] يقف عليها بغير همز يشبه الياء على وزن أعن. 1779 - وحدّثنا محمد «5» بن علي، قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: حدّثنا أبو شبل، قال: حدّثنا أبو العباس الورّاق، قال: حدّثنا خلف، قال: سمعت الكسائي يقول: من وقف على أئنّكم «6»، وأئنّ لنا بغير همز وقف على الياء بشبه الهمزة.
فصل في روايات الوقف على الهمز ورواته
1780 - وروى أبو سلمة «1» عن رجاله الكوفيين: أنهم كانوا يقفون على الأوّلين، والأخرين ونحوهما بفتح اللام من غير همز. 1781 - وقال ابن «2» واصل عن خلف وعن ابن سعدان عن سليم عن حمزة ولهم عذاب أليم [البقرة: 10] وو إنّها لكبيرة إلّا [البقرة: 45] وما أشبههما بتحقيق الهمزة عند الوقف في ذلك، قال: وكان حمزة يصل قوله: مّن أرضنآ [إبراهيم: 13] وإنّا معكم إنّما [البقرة: 14] «3»، بقطع الألف، والوقف «4» على النون والميم فيهما. 1782 - وروى أبو سلمة عن رجاله الكوفيين أنهم كانوا يقفون على قد أفلح [المؤمنون: 1] ومن أجل ذلك [المائدة: 32] ونحوهما بغير همز. 1783 - وقال أحمد بن «5» نصر: كان حمزة يقف على شآء أنشره [عبس: 22] وجآء أحدهم [المؤمنون: 99] ومّن النّسآء إلّا [النساء: 22] وأوليآء أولئك [الأحقاف: 32] بهمز الأولى وترك الثانية كقراءة ورش. 1784 - قال أبو عمرو: وما رواه خلف وابن سعدان نصّا عن سليم عن حمزة، وتابعهما عليه سائر الرّواة وعامّة أهل الأداء من تحقيق الهمزات المبتدآت مع السّواكن وغيرها وصلا ووقفا [74/ و] فهو الصحيح المعمول عليه والمأخوذ به، وبالله التوفيق. فصل في روايات الوقف على الهمز ورواته 1785 - فأما الرواة عن هشام وحمزة وغيرهما من الأئمة، والرّوايات «6» عنهم في الوقف على المهموز: 1786 - فقال الحلواني في جامعه عن هشام: إنه يقف إذا كانت الهمزة في آخر الحرف بغير همز، مثل الخبء [النمل: 25] ودفء [النحل: 5] ونحوه وما كان
منصوبا منوّنا وقف بالهمز نحو وندآء [البقرة: 171] وجزآء [البقرة: 85] وغثآء [المؤمنون: 41] بمدّهن وبهمزهنّ في كل القرآن في هذه الحروف وما أشبههما. 1787 - وحدّثنا «1» محمد بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: حدّثنا سليمان بن يحيى، قال: حدّثنا ابن سعدان، قال: حدّثنا سليم عن حمزة أنه كان إذا وقف على حرف لم يهمز. 1788 - حدّثنا «2» محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن الأنباري، قال: حدّثني أحمد بن سهل، قال: أقرأني عبيد بن الصباح عن أبي عمر حفص بن سليمان، قال: وأقرأني علي بن محصن وإبراهيم السمسار وغيرهما عن أبي حفص عن حفص بن سليمان دعآء وندآء [البقرة: 171] بترك الهمز من اللفظ «3»، مع الإشارة إليه مثل الذي رويناه عن حمزة. 1789 - قال أبو عمرو: وأظن ابن الأنباري أخذ هذا عن أحمد بن سهل مشافهة، وسأله عنه سؤالا؛ لأن أحمد لم يذكر [هـ] «4» في كتابه الذي رواه بالإسناد المذكور ولا أشار إليه فيه، والعمل في رواية حفص من طريق الأشناني وغيره على تحقيق الهمز في ذلك وشبهه وصلا ووقفا. 1790 - حدّثنا عبد العزيز «5» بن محمد أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا وكيع، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن حميد، قال: حدّثنا أبو حفص، قال: حدّثنا محمد بن حفص، قال: كان أبو عمر يقف على المهموز مثل رخآء [ص: 36] وجفآء [الرعد: 17] وغطآء [الكهف: 101] وأشباه ذلك يعني بالهمز، وهذا يؤذن بصحة ما قلناه وما عليه أهل الأداء.
1791 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: ذكر لي عبيد الله بن عبد الرحمن عن «1» أبيه، عن حفص، عن عاصم: أنه كان يقف على قوله في يونس أن تبوّءا تبوّيا [يونس: 87] بياء من غير همز. قال ابن مجاهد: وكذلك روى هبيرة «2»، عن حفص، عن عاصم. 1792 - فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: سألت أبا العباس الأشناني «3» عن الوقف كما رواه هبيرة، فلم يعرفه وأنكره، وقال لي: الوقف مثل الوصل «4». 1793 - حدّثنا محمد «5» بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني جعفر بن محمد، قال: ثنا منجاب «6»، قال حدّثنا شريك، قال: كان عاصم صاحب همز، ومدّ، وقراءة شديدة. 1794 - حدّثنا محمد «7» بن علي، قال: حدّثنا ابن القاسم، قال: حدّثنا سليمان بن يحيى، قال: حدّثنا ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع أنه كان إذا وقف على حرف- يعني مهموزا- همزه. 1795 - حدّثنا محمد «8» بن أحمد، قال: ثنا ابن مجاهد، قال: أخبرنا الحسن الرازي عن الحلواني عن قالون عن نافع أنه كان لا يهمز همزا شديدا.
1796 - وروى ابن شنبوذ عن أبي سليمان «1» أداء عن قالون: أنه كان يقف على المهموز الذي قبله مدّة بالمدّ من غير همز في جميع القرآن. لم يرو هذا عن قالون غيره. 1797 - حدّثنا الخاقاني «2»، قال حدّثنا الحسن بن رشيق، قال حدّثنا أحمد بن شعيب، قال حدّثنا أبو شعيب. 1798 - وحدّثنا «3» محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن قطن، قال: حدّثنا أبو خلاد، قالا «4» حدّثنا اليزيدي، عن أبي عمرو: أنه كان إذا وقف، وقف بمدّ الحرف، وبهمز «5» نحو غثآء [المؤمنون: 41] ودعآء [البقرة: 171] [وكذلك لو يجدون ملجأ [التوبة: 57]] وما أشبهه. 1799 - وروى العباس «6» بن محمد، عن إبراهيم، عن أبيه اليزيدي: ما كان في القرآن من الممدود، فإنك إذا وقفت عليه وقفت بألفين. 1800 - قال أبو عمرو: يعني بالألفين: الألف التي قبل الهمزة المطوّلة لأجلها، والألف التي تبدل من التنوين بعدها والهمزة محقّقة «7» بينهما. وقد وجّه أبو طاهر بن أبي هاشم قوله بألفين إلى أنه يسهّل الهمزة، فيجعلها ألفا وبعدها الألف المعوّضة من التنوين كفعل حمزة سواء. وهذه الترجمة غلط لا شك فيه، وذلك أن الهمزة إذا سهّلت وجعلت ألفا لم يكن الوقف بألفين، بل بثلاث ألفات التي قبل الهمزة والمجعولة خلفا منها والمبدلة من التنوين، وذلك خلاف لما رواه إبراهيم عن أبيه أن الوقف بألفين والوقف بهما لا يكون إلا مع تحقيق الهمز [75/ و] لا غير. 1801 - وروى ابن المنادي «8» أداء عن أصحابه عن اليزيدي عن أبي عمرو
الوقف في المرفوع والمخفوض غير المنوّن إذا كان مهموزا ممدودا كان أو غير ممدود بالإشارة إلى الرفع والخفض من غير همز، وهذا ممّا لا يعرفه أحد من أصحاب أبي عمرو من الرّواة وأهل الأداء. 1802 - حدّثنا محمد «1» بن أحمد، قال: حدّثنا ابن الأنباري، قال: حدّثنا إدريس، قال [قال] «2» خلف: والكسائي يهمز في الوقف كما يصل. 1803 - حدّثنا فارس «3» بن أحمد قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا إسماعيل بن شعيب أن أحمد بن محمد بن سلمويه حدّثه أن محمد بن يعقوب حدّثه، قال: حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن الوليد «4»، قال حدّثنا قتيبة عن الكسائي: أنه كان صاحب همز شديد، وتحقيق للقراءة. 1804 - أخبرنا «5» عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا الحسين بن المهلب، عن محمد بن بسام «6»، عن الحلواني عن هشام بإسناده عن ابن عامر أنه كان يقرأ بالمدّ والهمز والإدغام. 1805 - وروى الوليد «7» بن مسلم، عن يحيى، عن ابن عامر: أنه لم يهمز فمالئون [الصافات: 66] ومستهزءون [البقرة: 14] والخطئون [الحاقة: 37] متّكئون [يس: 56] وشبهه يسقط الهمزة ويضمّ الحرف الذي قبلها، وبذلك قرأ أبو جعفر «8»، وشيبة «9»، وبه جاء مرسوم المصاحف. 1806 - ووجه هذا الضرب من التسهيل: أن الهمزة أبدلت فيه [واوا] «10»
مضمومة لانكسار ما قبلها على مذهب الأخفش، ثم استثقلت الضمة عليها، فحذفت فبقيت ساكنة والواو بعدها ساكنة، فحذفت للساكنين وضمّ ما قبل الواو ليصبح بذلك. 1807 - حدّثنا محمد «1» بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا محمد بن عيسى بن حيّان، قال: حدّثنا أبو هشام عن سليم عن حمزة أنه كان إذا قرأ في الصلاة لم يهمز. 1808 - حدّثنا محمد «2» بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني ابن أبي الدنيا، قال: قال ابن الهيثم محمد: أخبرني إبراهيم الأزرق، قال: كان حمزة يقرأ في الصلاة كما يقرأ لا يدع شيئا من قراءته، فذكر الهمز والمدّ والإدغام، فهاتان الروايتان «3» تدلّان على أنه ربما همز في الصلاة وربما لم يهمز. 1809 - وكذلك روى أبو زيد «4»، عن أبي عمرو: أنه كان يهمز في الصلاة، وربما لم يهمز، وربما أدغم، وربما أظهر، وذلك ليرينا جواز الوجهين في اللغة وصحتهما في الأخذ. 1810 - حدّثنا «5» الفارسي، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا ابن فرح، قال: سمعت أبا عمر، يقول: سمعت سليمان يقول: قال حمزة: ترك الهمز في المحاريب من الأستاذية. 1811 - حدّثنا «6» فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: أخبرنا زيد ابن علي، قال: أنا ابن فرح، قال: حدّثنا أبو عمر، قال: سمعت الكسائي يقول: من علامة الأستاذية ترك الهمز في المحاريب. 1812 - حدّثنا «7» خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا الحسن بن رشيق، قال: حدّثنا
أحمد ابن شعيب، قال: حدّثنا صالح بن زياد، قال: حدّثنا اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان إذا قرأ في الصلاة لم يهمز كل همزة ساكنة. 1813 - قال أبو عمرو: وأحسب أن ترك الهمز في المحراب من الأئمة إنما ترك الساكن منه خاصّة لكونه أثقل من المتحرّك بخلاف غيره من حروف المعجم، قال ذلك الفرّاء وغيره. 1814 - حدّثنا «1» طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن أنس، قال: حدّثنا هشام بن [عمار] بإسناده عن ابن عامر أنه همز فأوا إلى الكهف [الكهف: 16] وأتونى مسلمين [النمل: 31] وبل تؤثرون [الأعلى: 16] ومّأكول «2» [الفيل: 5]، وتأسوا «3» [الحديد: 23]، وبئس «4» [البقرة: 126]. 1815 - وبتحقيق الهمز الساكن والمتحرّك في الوصل والوقف في جميع ما تقدم، قرأ ابن كثير وابن عامر ومن بقي من القرّاء والرّواة «5» غير من ذكرنا مذهبه في تسهيله. 1816 - وقد روى قتيبة «6» عن الكسائي وتئوى إليك في الأحزاب [51] بغير همز لم يذكر غيره. 1817 - وروى ابن «7» شجاع عن اليزيدي، عن أبي عمرو: أنّهم هم الفآئزون في المؤمنين [111] بغير همز.
1818 - حدّثنا الخاقاني «1»، قال حدّثنا أحمد بن أسامة، قال: حدّثني أبي، قال حدّثنا يونس، عن ابن كيسة، عن سليم، عن حمزة: ولملئت منهم [الكهف: 18] مخفّفة بغير همز، فإن أراد في الوصل فقد خالف الجماعة [75/ ظ] عن سليم، وداود «2» أيضا عن ابن كيسة عنه، وإن أراد الوقف فقد وافقهم. 1819 - حدّثنا الفارسي [قال حدّثنا أبو طاهر] «3»، قال حدّثنا الخزاعي، عن أصحابه «4» الثلاثة، عن ابن كثير: أنه لم يهمز «فاعلا»، ولا «فاعلين»، ولا «فاعلات»، من ذوات الياء والواو، نحو قوله: خآئفين [البقرة: 114] وو القآئمين [الحج: 26] وو الصّئمت [الأحزاب: 35] وخآئفا [البقرة: 182] وو ضآئق [هود: 12] وقآئم [آل عمران: 39] وو الصّئمت [الأحزاب: 35] وما أشبهه. قال: وكذلك لم يهمز لّا يؤاخذكم [البقرة: 225] ولا تؤاخذنآ [البقرة: 286] حيث وقعا. قال: وكذلك لم يهمز الهمزة «5» الثانية من هؤلآء في جميع القرآن، ويهمز الأولى المضمومة. قال: وكان يقرأ شعآئر الله [البقرة: 158] بنبرة، قال: والنبرة عندهم دون الهمز. قال: وكذلك خزآئن [الأنعام: 50] وبصآئر [الأنعام: 104] ونحوها. 1820 - وقال ابن مجاهد عن الأصبهاني عن أصحابه عن ورش عن نافع في حروف من الهمزة منبورة، قال: والنبرة عندهم همزة ضعيفة كأنها همزة بين بين، وليست بهمزة ثابتة، فوافق الخزاعي فيما حكاه من كونها كذلك. 1821 - وقال الخليل بن أحمد: النبرة ألطف وألين وأحسن من الهمزة، وهذا أيضا موافق لما حكيناه. 1822 - وروى الحلواني عن القواس جميع ما تقدّم بالهمز منصوصا، وبذلك قرأت في كل الطرق عن ابن كثير وعليه العمل عند الجميع، ولا أعلم أحدا من أهل
باب ذكر مذاهبهم في إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وفي تحقيقها
الأداء أخذ في مذهبه كما «1» حكاه الخزاعي، إلا الزينبي «2» وحده، فإنه كان يأخذ به، ويحكيه عن قراءته عليه، وكان اختياره الهمز، وقال عنه عن أصحابه والسّآئلين [البقرة: 177] بالهمز؛ لأنه من سأل، وكذلك خطيئته [النساء: 112] وخطيئتكم [الأعراف: 161] ونحوه؛ لأنه من أخطأ يخطئ بالهمز. 1823 - وحكم تسهيل الهمز في الضرب المتقدم من حيث كانت مكسورة وقبلها ألف أن يجعل بين الهمزة والياء، فيصير في اللفظ كالياء المختلسة الكسر، وقول الخزاعي في بعض ذلك بنبرة دليل على ذلك، وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل. باب «3» ذكر مذاهبهم في إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وفي تحقيقها 1824 - اعلم أن ورشا روى عن نافع أنه كان يلقي حركة الهمزة على الساكن الذي يقع قبلها، فيتحرّك بحركتها وتسقط هي من اللفظ لسكونها وتقدير سكونه. ووقوع هذا الساكن قبلها على ضربين: أحدهما: أن يكون معه في كلمة واحدة. والثاني: أن يكون في كلمة والساكن في كلمة أخرى قبلها. 1825 - فأما كونها معه في كلمة، ففي أصل مطّرد وموضع واحد لا غير، فالأصل المطّرد لام المعرفة كقوله: الأخرة [البقرة: 94] وللأخرة [الإسراء: 21] والأرض والأسمآء [البقرة: 31] والأزفة [غافر: 18] والأن [الجن: 9] والأفئدة [النحل: 78]] والأبرار [آل عمران: 193] وو الإبكر [آل عمران: 41] والإنسن [الدهر: 1] والإيمن [التوبة: 23] وللإيمن [آل عمران: 167] والأولى طه: 21] وو الأنثى [البقرة: 178] والأخرى [البقرة: 282] والأكل [الرعد: 4] وو الأذن بالأذن [المائدة: 45] وما أشبهه.
1826 - والموضع الواحد قوله في القصص [34]: ردءا يصدّقنى. ولا أعلم خلافا عن نافع من الطرق المذكورة في إلقاء حركة الهمزة على الدال في هذا الموضع وصلا ووقفا إلا ما رواه أبو سليمان «1» المدني، عن قالون عنه أداء أنه سكّن الدّال وحقّق الهمزة بعدها. وكذلك رواه عن نافع نفسه سعد بن «2» إبراهيم الزهري، وأخوه يعقوب «3». 1827 - وحدّثنا «4» ابن غلبون عن عتيق بن ما شاء الله المقرئ أنه قرأ على أبي جعفر [بن] «5» هلال في رواية ورش ردءا بغير همز في الوصل وبالهمز في الوقف. وكذلك روى ابن شنبوذ «6» عن النّحاس، عن أبي يعقوب، ويونس «7» جميعا، عن ورش، وليس العمل في مذهب نافع على ذلك. 1828 - وأمّا كونها معه من كلمتين، فإن السّاكن قبلها ينقسم قسمين: أحدهما: أن يكون تنوينا نحو قوله: خبير ألّا تعبدوا [هود: 1، 2]، وو كلّ شىء أحصينه [يس: 12]، وحامية [القارعة: 11] ألهاكم [التكاثر: 1]، وكفوا أحد [الإخلاص: 4]، من شىء إلّا [يوسف: 68]، ومّن شىء إذ كانوا [الأحقاف: 26]، وإرم ذات العماد [الفجر: 7]، وبكم قوّة أو [هود: 80] «8»، ولأي يوم [76/ و] أجّلت [المرسلات: 12] وما أشبهه.
والثاني: أن يكون سائر حروف المعجم، نحو قوله: من أجل [المائدة: 32] «1»، من ءامن [البقرة: 62]، ومن إله [آل عمران: 62]، ومن إستبرق [الرحمن: 54]، ومن أوتى [الحاقة: 19]، وو لقد ءاتينا [البقرة: 87] «2»، وقد أفلح [المؤمنون: 1]، وهل أتاك [الغاشية: 1]، وأو إطعم [المائدة: 89]، وو لا تتّبع أهوآءهم [المائدة: 48]، وألم لا أحسب النّاس [العنكبوت: 1، 2]، وعن إبراهيم [هود: 74]، وو اذكر إسمعيل [ص: 48]، وو قالت أولاهم [الأعراف: 39]، وقالت أخراهم [الأعراف: 38] وما أشبهه. 1829 - ونقض أصله في هذا الضرب في أصلين مطّردين وموضع واحد، فلم ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها فيها بل حقّقها. 1830 - فالأصل الأول: ميم الجمع، نحو قوله: قالت أخراهم [البقرة: 6] وو منهم أمّيّون [البقرة: 78] وو إن مّنكم إلّا واردها [مريم: 71] وءأنتم أعلم أم الله [البقرة: 142] وما أشبهه؛ لأن من قوله «3» ضمّ ميم الجمع، وإلحاقها واوا في حال الوصل؛ لمجيء الهمزة بعدها؛ بيانا لها لخفائها. 1831 - والأصل الثاني: حروف المدّ واللّين الثلاثة، وهي الألف، نحو قوله: وإنّآ إن شآء الله [البقرة: 70]، والواو نحو قوله: قالوا أنؤمن [البقرة: 13]، والياء نحو وفى أنفسكم [الذاريات: 21] وما أشبهه، وذلك إذا انكسر ما قبل الياء، وانضم ما قبل الواو لا غير. لئلا يختلّ مدّهما بذلك، فإن انفتح ما قبلها ألقى عليها حركة الهمزة؛ لزوال معظم المدّ منهما بذلك، وانبساط اللسان بهما كانبساطه بسائر «4» الحروف السّواكن، التي لا مدّ فيها ولا لين، فالياء المفتوح ما قبلها نحو قوله ابنى ءادم [المائدة: 27] وذواتى أكل [سبأ: 16]، والواو المفتوح ما قبلها، نحو خلوا إلى [البقرة: 14] وتعالوا أتل [الأنعام: 151] وما أشبهه. 1832 - والموضع الواحد قوله في الحاقة كتبيه إنّى ظننت [الحاقة: 19، 20]. اختلف أصحاب ورش عنه، فروى أبو يعقوب «5» عنه أداء: أنه سكن الهاء، وحقّق
الهمزة بعدها على مراد القطع والاستئناف، وبذلك قرأت من طريقه على الخاقاني «1»، وأبي الفتح «2»، وابن غلبون «3» عن قراءتهم، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين. وروى عبد الصمد «4» عنه «5»: أنه ألقى حركة الهمزة على الهاء، وحرّكها بها على مراد الوصل طردا لمذهبه في سائر السّواكن، ذكر ذلك عبد الصمد في كتابه المصنّف في الاختلاف بين نافع وحمزة، وبذلك قرأت في روايته من طريق محمد بن سعيد الأنماطي، وعبد الجبّار «6» ابن محمد، [و] «7» في رواية الباقين من أصحاب ورش: يونس «8»، وداود «9»، وأحمد «10» بن صالح، وأبو بكر «11» الأصبهاني. 1833 - فمن روى التحقيق لزمه بأن يقف على الهاء «12» في قوله ماليه هلك [الحاقة: 28، 29] وقفة لطيفة في حال الوصل من غير قطع، لأنه واصل بنيّة واقف، فيمتنع بذلك من أن تدغم في الهاء التي بعدها، ومن روى الإلقاء لزمه أن يصلها ويدغمها في الهاء التي بعدها؛ لأنها عنده كالحرف اللازم الأصلي. 1834 - وقرأ «13» الباقون، ونافع في غير رواية ورش، بتحقيق الهمزة، وتخليص الساكن قبلها، في جميع ما تقدم، من الكلمة والكلمتين. وقد اختلفوا في قوله:
ءآلئن في الموضعين في يونس [51 و 91] وفي قوله: عادا الأولى في النجم [50]، ويأتي الاختلاف في ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى. 18354 - روى أبو ربيعة «1» عن قنبل والبزّي، والزينبيّ «2» عن قنبل وغيره، عن رجاله المكيين مّلء الأرض [آل عمران: 91] بفتح لام (الأرض) كورش. وقرأت في الروايتين من طريقهما «3» بإسكان اللام وتحقيق الهمزة كسائر القرآن. 1836 - وروى ابن جبير «4» عن أصحابه عن نافع وابن فرح «5» عن أبي عمر [عن الكسائي] «6» عن إسماعيل عنه من قراءتي الئن حيث وقع «7»، وفالئن بشروهن [البقرة: 187] وتبت الئن [النساء: 18] وما كان مثله من لفظه حيث وقع بإلقاء حركة الهمزة على اللام كورش أيضا. 1837 - وروى أبو سليمان «8» عن قالون أداء من إستبرق [الرحمن: 54] بإلقاء حركة الهمزة على النون وإسقاطها، لم يأت بذلك أحد عنه [76/ ظ] غيره. وروى الأعشى «9» عن أبي بكر من إستبرق في الرحمن بإلقاء حركة الهمزة على النون.
فصل في الهمزة والساكن غير لام التعريف يكونان في كلمة واحدة
1838 - وروى محمد بن عبد الله «1» الحيري، عن الشموني عنه قل أتّخذتم في البقرة [80] وفإن أحصرتم [البقرة: 196] وأن أدّوا إلىّ في الدخان [18] موصولة، يعني أن يلقي حركة الهمزة فيهن على اللام والنون، وذكر هذا «2» قبل. فصل في الهمزة والساكن غير لام التعريف يكونان في كلمة واحدة 1839 - وكلهم يحقق الهمزة ويخلص الساكن قبلها إذا كانا معا في كلمة واحدة، وسواء كان الساكن حرف مدّ ولين أو حرف لين فقط أو كانا حرفا جامدا أو توسّطت الهمزة أو وقعت طرفا. 1840 - فحرف المدّ واللّين، نحو يضىء [النور: 35] والمسىء [غافر: 58] وبرىء [الأنعام: 19] [وبريئون [يونس: 41]] وهنيئا مّريئا [النساء: 4] ومن سوء [آل عمران: 30] وقروء [البقرة: 228] وشبهه. 1841 - وحرف اللّين نحو من شىء [آل عمران: 92] وشيئا [البقرة: 48] وكهيئة [آل عمران: 49] ومطر السّوء [الفرقان: 40] وسوءتكم [الأعراف: 26] وسوءة [المائدة: 31] ويايئس [يوسف: 87] وشبهه. 1842 - والحرف الجامد نحو: وينئون [الأنعام: 26] ويجئرون [المؤمنون: 64] ويسئل [المعارج: 10] «3»، ويسئلون [البقرة: 273] ولّا يسئم [فصلت: 49] ولا يسئمون [فصلت: 38] والأفئدة [النحل: 78] والخبء [النمل: 25] والمرء [البقرة: 102] وما أشبهه. إلا ما كان من مذهب هشام وحمزة في الوقف، وقد شرحناه قبل، وما كان من مناقضة نافع في قوله: ردءا يصدّقنى [القصص: 34] وقد ذكرناه أيضا، واختلف عن ورش، وقد شرحناه قبل في موضع آخر من هذا الفصل وهو قوله في آل عمران [91]: مّلء الأرض ذهبا [آل عمران: 91] فروى
فصل [إذا ألقى ورش حركة الهمزة على لام المعرفة لم يجمع بينهما وبين الساكن قبلها]
الأصبهاني «1» عن أصحابه، عنه: أنه ألقى حركة الهمزة على اللام فيه «2» وحرّكها بها، وبذلك قرأت في روايته «3». وروى عنه من المتصل «4»، وبالله التوفيق. فصل [إذا ألقى ورش حركة الهمزة على لام المعرفة لم يجمع بينهما وبين الساكن قبلها] 1843 - واعلم أن ورشا إذا ألقى حركة الهمزة على لام المعرفة، وكان قبلها حرف من حروف المدّ: ألف أو ياء أو واو [أو] «5» ساكن غيرهن لم يثبت حرف المدّ ولا ردّ السكون للساكن «6» مع تحريك اللام؛ إذ «7» كان تحريكه إياها عارضا، فلم يعتدّ به وعامل سكونها؛ إذ هو الأصل؛ فلذلك حذف حرف المدّ، وحرّك الساكن في حال الوصل؛ من أجل الساكن. 1844 - فحرف «8» المدّ، نحو قوله وألقى الألواح [الأعراف: 150] وسيرتها الأولى [طه: 21] وو إذا الأرض [الانشقاق: 3] وأولى الأمر [النساء: 59] وفى الأنعم [النحل: 66]، ويحى الأرض [الحديد: 17] وقالوا الئن [البقرة: 71] وو أنكحوا الأيمى [النور: 32] وأن تؤدّوا الأمنت [النساء: 58] وما أشبهه. 1844 - والحرف الساكن نحو قوله: فمن يستمع الأن [الجن: 9] وبل
فصل [في الابتداء بلام المعرفة إذا ألقي عليها حركة الهمزة]
الإنسن [القيامة: 14] وألم نهلك الأوّلين [المرسلات: 16] وعن الأخرة [الروم: 7] ومّن الأرض [البقرة: 267] ومن الأولى [الضحى: 4] وأشرقت الأرض [الزمر: 69] وفلينظر الإنسن [الطارق: 5] وما أشبهه. 1845 - وكذلك إن كان حرف المدّ صلة لهاء ضمير أو تأنيث أو لميم جمع فهاء الضمير، نحو قوله: وبداره الأرض [القصص: 81] ووجه ربّه الأعلى [الليل: 20] ولّا تدركه الأبصر [الأنعام: 103] وو له الأنثى [النجم: 21] وما أشبهه. وهاء التأنيث، نحو وهذه الأنهر [الزخرف: 51] وهذه الأنعم [الأنعام: 139] وما أشبهه. وميم الجمع نحو: ويلههم الأمل [الحجر: 3] وو أنتم الأعلون [آل عمران: 139] وبكم الأرض [الملك: 16] وما أشبهه. فصل [في الابتداء بلام المعرفة إذا ألقي عليها حركة الهمزة] 1846 - واعلم أن في الابتداء بلام المعرفة، إذا ألقي «1» عليها حركة الهمزة وجهين: أحدهما: أن يبتدئ «الآخرة «2»، الأولى، الأرض، الإنسان»، وما أشبهه فيثبت همزة الوصل مع تحريك اللام؛ لأن تلك الحركة عارضة كما حذف المدّ وحرّك الساكن فيما تقدم لأجل ذلك. والثاني: أن يبتدئ «لآخرة، لارض، لولا، لانسن»، وما أشبهه، فيحذف همزة الوصل قبلها استغناء عنها محرّكة [بحركة] اللام. 1847 - والوجه الأول أوجه، وأقيس، وعليه العمل، ويأتي ذكر الابتداء بقوله: عادا الأولى [النجم: 50] في مذهب نافع وأبي عمرو في موضعه إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.
باب ذكر مذاهبهم في السكوت على الساكن الواقع قبل الهمزة وفي وصله معا
باب ذكر مذاهبهم في السكوت على الساكن الواقع قبل الهمزة وفي وصله معا 1848 - اعلم أن حمزة «1» من رواية خلف، وخلاد، وأبي عمر، ورجاء، وأبي هشام، وابن سعدان «2»، عن سليم عنه، وعاصما من رواية الشّموني «3» عن الأعشى عن أبي بكر ومن رواية الأشناني «4» عن أصحابه، عن حفص، عنه. والكسائي من رواية قتيبة «5» عنه، كانوا يسكتون على السّاكن الواقع قبل الهمزة بيانا لها لخفائها، وذلك إذا كان الساكن والهمزة من كلمتين أو كان [77/ و] لام المعرفة؛ لأنها مع ما تدخل عليه بمنزلة ما كان من كلمتين لتقدير انفصالها. 1849 - فالسّاكن الذي مع الهمزة من كلمتين، نحو قوله: من ءامن [البقرة: 62] وقد أفلح [المؤمنون: 1] وو قالت أولاهم [الأعراف: 39] وو لا تتّبع أهوآءهم [المائدة: 48] ومّن شىء إذ كانوا [الأحقاف: 26] وشيئا إن أراد [المائدة: 17] وما أشبهه. 1850 - ولام المعرفة نحو قوله: وبالأخرة [البقرة: 4] وأصحب الأيكة [الحجر: 78] ومّن الأرض [البقرة: 267]، وفى الأنعم [النحل: 66] وللإنسن [يوسف: 5] وو الأذن بالأذن [المائدة: 45] وما أشبهه. 1851 - واختلف ألفاظهم في العبارة من طول السّكتة وقصرها، فقال الشموني عن الأعشى: وبالأخرة يسكت على اللام، سكتة فيها «6» طول قليلا، وكذلك ما أشبهه في كل القرآن. 1852 - وقال لنا «7» أبو الفتح عن أبي طالب عن النقّار عن الخياط عنه عن
الأعشى وبالأخرة يسكن اللام قبل الهمزة. قال النقّار: قال له الخياط: حتى يظن أنك قد نسيت ما بعد الحرف «1». قال: وكذلك ما شاكل هذا، مثل من الأمر [آل عمران: 28] ومّن أجر [يونس: 72] ومن أصحب [المائدة: 29] والأرض والأحبار [ص: 47] والأشرار [ص: 62] ومن ءامن [البقرة: 62] كل هذا يسكت فيه على الساكن كائنا ما كان لام المعرفة أو غيرها. 1853 - وقال أبو طاهر «2» فيما أخبرنا الفارسي، عنه، عن قراءته على الأشناني يسكت سكتة قصيرة، وكذا قال لنا فارس «3» بن أحمد، عن قراءته على عبد الباقي عن أصحابه عن الأشناني. 1854 - وقال أصحاب سليم عنه عن حمزة كان يسكت على الساكن قبل الهمزة سكتة يسيرة «4». وقال جعفر «5» الوزّان، عن علي بن سليم عن خلّاد: إنه كان يشير إلى السواكن ويميز في قراءته، ولم «6» يكن يسكت على السّواكن كثيرا. وقال قتيبة عن الكسائي: كان يسكت على جميع السّواكن سكتة مختلسة من غير إشباع. 1855 - فإذا كان الساكن والهمزة من كلمة واحدة لم يسكتوا عليه، وذلك نحو قوله: يسئلون [البقرة: 273] ولا يسئمون [فصلت: 38] ولّا يسئم [فصلت: 49] وو ينئون [الأنعام: 26] ويجئرون [المؤمنون: 64] [وردءا [القصص: 34] وجزءا [البقرة: 26]] ومّلء الأرض [آل عمران: 91] وما أشبهه، إلا ما كان من لفظ شىء وشيئا خاصّة في جميع القرآن، فإن حمزة من جميع الطرق يسكت على الياء فيهما سكتة، ثم يهمز. 1856 - قال لنا محمد بن علي، قال لنا ابن مجاهد «7»: كان حمزة يسكت على
الياء من شىء وشيئا سكتة خفيفة ثم يهمز، وكذلك قال النقّاش «1» عنه. وقال أصحاب سليم المذكورون «2» سوى خلّاد، في قوله: بين المرء وزوجه [البقرة: 102] لا يقطع بعد الراء كما يقطع في الأرض، ولا يسكت قبل الهمزة. 1857 - ونظير ذلك مّلء الأرض [آل عمران: 91] ودفء [النحل: 5] وجزء مّقسوم [الحجر: 44] ويخرج الخبء [النمل: 25]، ولا فرق من طريق العباس بين هذه المواضع، وبين قوله: شىء وشيئا وقد رووا عنه أنه يسكت على الياء ثم يهمز، إلا أن يكون راعى في هذين الحرفين كثرة الدور، ولذلك خصّهما بالسكت دون غيرهما مما يقلّ دوره، وقياسهما كهيئة الطّير [آل عمران: 49] ولا تايئسوا [يوسف: 87] وأفلم يايئس [الرعد: 31] ونظائره، وقياس ذلك مطر السّوء [الفرقان: 40] ودآئرة السّوء [التوبة: 98] وسوءة [المائدة: 32] وشبهه؛ لأن حكم الياء والواو المفتوح ما قبلهما حكم واحد، إلا أن الواو لم يكثر ككثرة الياء من شىء وشيئا، فلذلك فرّق بينهما بالسّكت وغيره، والله أعلم. 1858 - وقد كان أبو بكر النقّاش «3»، يروي أداء عن إدريس عن خلف عن سليم عن حمزة السّكت على جميع ما تقدّم «4». فما هو مع الهمزة في كلمة، قياسه على شيء وشيئا، ولم أقرأ بذلك. وترك «5» السكت هو الصحيح؛ لأن نصّ الرّواة عن سليم يدل على ذلك، ولأن أبا الحسين بن «6» المنادي، وابن «7» مجاهد كذلك رويا ذلك عن إدريس، عن خلف، عن سليم، وعلى ذلك العمل، وبه الأخذ.
1859 - وقرأت على أبي الفتح «1» في رواية خلّاد، عن سليم بغير سكت على ما كان مع الهمزة من كلمتين وعلى لام المعرفة أيضا. وكذلك روى محمد بن يحيى الخنيسي «2» عن خلاد. 1860 - «3» وقرأت على أبي الحسن «4» عن قراءته «5» [في روايتيه «6» بالسكت على لام المعرفة خاصة؛ لكثرة دورها، وكذلك ذكر ابن مجاهد] في كتابه عن حمزة، ولم يذكر عنه خلافا. وقد نصّ الحلواني «7»، ومحمد بن سعيد «8» البزاز عن خالد على السكت. 1861 - [والسكت] «9» وتركه صحيحان عن حمزة؛ بدليل نقل الثقات لهما عن سليم نصّا وأداء؛ ولما رواه ابن «10» مجاهد، عن أبي الزعراء، عن أبي عمر، عنه عن حمزة: أنه كان يأمر المتعلّم بالقطع والوقف على الساكن، فإذا حدر القراءة [77/ ظ] أمره بالوصل.
السكت لحفص
السكت لحفص 1862 - وقرأت «1» أيضا على أبي الفتح «2»، عن قراءته على عبد الله بن الحسين، عن الأشناني «3» [بغير سكت في جميع القرآن، وكذلك قرأت علي أبي الحسن «4» عن قراءته على الهاشمي، هن الأشناني]. وبالسكت آخذ في روايته؛ لأن أبا طاهر بن أبي هاشم رواه عنه تلاوة، وهو من الإتقان والضبط والصدق ووفور المعرفة والحذق بموضع لا يجهله أحد من علماء هذه الصناعة، فمن خالفه عن الأشناني فليس بحجّة عليه. 1863 - وقد قال الحلواني «5»، عن أبي شعيب القوّاس عن حفص عن عاصم على كلّ شىء قدير [البقرة: 20] يهمز ولا يقطع، قال: ومثله فى الأرض [الأنعام: 6] والأنهر [البقرة: 25] والأمثال [الرعد: 17] وأفئدة [الأنعام: 113] والظّمئان [النور: 39] يهمزهنّ ولا يقطعهنّ في جميع القرآن. 1864 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر «6»، قال: قال لي وهيب عن الحسن بن المبارك، قال حدّثني محمد بن حفص، وكان ممّن قرأ على أبي عمر، أن أبا «7» عمر كان لا يمدّ فى الأرض ولا في الأخرة ولا الأنهر يعني لا يسكت، وساغت العبارة عن السكت بالمدّ من حيث اشتركا في البيان للهمز. 1865 - وحدّثنا الفارسي «8»، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا وكيع، قال:
حدّثنا أحمد بن محمد بن حميد، قال: حدّثنا أبو حفص، قال: حدّثنا محمد بن حفص، قال: كان أبو عمر لا يمدّ في الأخرة ولا يقطع القطع الشديد، ولا مّن الأرض فيختلسه، وكان يقف على المهموز مثل رخآء [ص: 36] «1»، وجفآء [الرعد: 17]، وغطآء [الكهف: 101]، وأشباه ذلك «2». 1866 - «3» وبهذا قرأت في رواية غير الأشناني عن حفص، وفي غير رواية الشّموني عن الأعشى عن أبي بكر، وفي غير رواية قتيبة عن الكسائي. وبذلك قرأ الباقون «4». 1867 - وكلهم وصل حرف المدّ واللّين بالهمز من غير سكت عليه إلا ما كان من الأعشى «5»، فإن الشموني حكى عنه أنه كان يسكت على حروف «6» المدّ، إذا استقبلن الهمزات في حال الانفصال والاتصال جميعا سكتا بطيئا ويقطع عليهن قطعا شديدا. 1868 - وقرأت من هذه الطريق بغير سكت ولا قطع، وكذلك حكى النقّاش «7» أنه قرأ على الخيّاط، بمدّ مشبع، من غير إفراط، ولا سكت على المدّة قبل الهمزة. 1869 - وروت الجماعة عن سليم عن حمزة أنه قال: إذا مددت الحرف ثم همزت، فالمدّة تجزي من المدّ قبل السكت «8». وقال محمد «9» بن سعيد البزاز عن
خلّاد: [كان سليم يجيزهما جميعا، وكان أحسنه عند السكت قليلا] «1». 1870 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف عن سليم، عن حمزة قال «2»: قال حمزة إذا مددت الحرف ثم همزت، فالمدّ يجزئ من السكت قبل الهمزة. 1871 - وحدّثنا «3» ابن خواستي الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثني البرائي «4»، قال: حدّثنا خلف عن سليم عن حمزة، قال: إذا مددت الحرف، فالمدّ يجزئ من السكت قبل الهمزة، فكان إذا مدّ ثم أتى بالهمز بعد المدّ لا يقف قبل الهمز. 1872 - قال أبو عمرو «5»: وهذا الذي قاله حمزة من أن المدّ يجزئ من السكت معنى حسن لطيف دالّ على وفور معرفته ونفاذ بصيرته، وذلك أن زيادة التمكين لحرف المدّ مع الهمزة إنما هو بيان لهما لخفائها ويعد مخرجها، فيقوى به على النطق بها محقّقة، وكذا السكوت على الساكن قبلها إنما هو بيان لها أيضا، فإذا بيّنت بزيادة التمكين لحرف المدّ قبلها لم يحتج أن يبيّن بالسكت عليه، وكفى المدّ من ذلك وأغنى عنه. 1873 - وروى ابن مجاهد في جامعه عن موسى بن إسحاق عن الرفاعي عن سليم عن حمزة أنه قال: إذا مددت الحرف المهموز ثم سكت، فأخلف مكان الهمزة مدّة، فإن المدّ مجزئ من الهمزة وهذا القول أيضا لطيف حسن، ومعنى قوله ثم سكت: أي وقفت ومعنى فأخلف عن الهمز مدّة، أي: أبدل منها ألفا وزد في التمكين. ومعنى فإن المدّ يجزئ من الهمز، أي: فإن تلك الألف المبدلة [78/ و] من الهمزة تنوب عن الهمزة «6»، يكفي منها وبالله التوفيق.
باب ذكر مذاهبهم في الإظهار والإدغام للحروف السواكن في الحلقة
باب ذكر مذاهبهم في الإظهار والإدغام «1» للحروف السواكن في الحلقة [فصل في] ذكر الدال من قد 1874 - اختلفوا في الدال من «قد» عند تسعة أحرف وهي: الجيم والشين والسين والصّاد والزاي والذال والظاء والضاد والتاء. فعند الجيم نحو قوله: ولقد جآءكم [البقرة: 92] وقد جعل [مريم: 24] وقد جئنك [طه: 47] وما أشبهه. وعند الشين في قوله: قد شغفها [يوسف: 30] لا غير ذلك. وعند السين نحو قوله: لّقد سمع الله [آل عمران: 181] وقد سألها [المائدة: 102] وفقد سرق [يوسف: 77] وما أشبهه. وعند الصّاد نحو قوله: لّقد صدق الله [الفتح: 27] وو لقد صرّفنه الفرقان: 50] وو لقد صبّحهم [القمر: 38] وما أشبهه. وعند الزاي في قوله: ولقد زيّنّا السّمآء [الملك: 5] لا غير. وعند الذال في قوله: ولقد ذرأنا [الأعراف: 179] لا غير. وعند الظاء نحو قوله: فقد ظلم [البقرة: 231] ولقد ظلمك [ص: 24] وما أشبهه. وعند الضاد نحو قوله: فقد ضلّ [البقرة: 108] وقد ضلّوا [النساء: 167] وو لقد ضربنا [الروم: 58] وما أشبهه.
[مبحث الدال عند الجيم]
وعند التاء نحو قوله: قد تّبيّن الرّشد [البقرة: 256] ولّقد تّاب الله [التوبة: 117] وو قد تّعلمون [الصف: 5] وما أشبهه. [مبحث الدال عند الجيم] 1875 - فأظهر الدال عند الجيم الحرميان «1»، وعاصم وابن ذكوان عن ابن عامر من رواية التّغلبي «2»، وأحمد بن «3» المعلّى، وأحمد بن «4» أنس، والصوريّ «5». ومن رواية ابن أبي «6» حمزة، وابن الأخرم «7»، والنقّاش «8»، وابن شنبوذ «9»، وغيرهم، عن الأخفش عنه. وكذلك روى ابن عتبة «10» عن أيوب. 1876 - وأدغمها الباقون «11» فيها، وكذلك روى هشام عن ابن عامر، وابن عبد «12» الرزاق، وابن مرشد «13»، وأبو طاهر «14» البعلبكي، عن الأخفش عن ابن ذكوان، وذكر الأخفش في كتابه الأصغر عن ابن ذكوان: أنه يظهر الدال عند الجيم، ثم قال في سورة طه [47]: قد جئنك مدغم، وتابعه على الإدغام فيه خاصّة عن
[مبحث الدال عند الشين والسين والصاد]
ابن ذكوان عثمان بن «1» خرّزاد الأنطاكي ومحمد بن «2» إسماعيل الترمذي، وقال «3» في كتابه الأكبر عنه: إنه يظهرها عندها في جميع القرآن. 1877 - وروى ابن جبير «4»، عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم: أنه أدغم الدال في الجيم، نحو قوله: لقد جئنكم [الزخرف: 78] وهو وهم من ابن جبير؛ لأن عبد العزيز «5» بن جعفر حدّثنا قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا ابن فرح، قال: حدّثنا أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يكره الإدغام في القرآن كله. [مبحث الدال عند الشين والسين والصاد] 1878 - وأظهر الدال عند الشين والسّين والصاد الحرميان وعاصم وابن ذكوان عن ابن عامر من غير رواية ابن مرشد «6»، وأبي طاهر، وابن عبد الرزاق، عن الأخفش عنه. وروى إسحاق «7» الأنصاري، عن المسيّبي عن نافع ولقد صرّفنا [الإسراء: 41] صادها ثقيلة، ولا يتحصّل تثقيلها إلا بإدغام الدال فيها، ولم يرو هذا عن نافع غيره. 1879 - وأدغمها في الثلاثة الباقون «8»، وهشام عن ابن عامر، وكذلك روى ابن مرشد، وأبو طاهر، وابن عبد الرزاق عن الأخفش، عن ابن ذكوان. 1880 - واضطرب قول الأخفش، عن ابن ذكوان في كتابيه «9» في ذلك، فقال في العامّ: إنه أدغم الدال في الثلاثة الأحرف، وقال في الخاصّ: إنه أظهرها عندهنّ،
[مبحث الدال ضد الزاي]
وقال ابن «1» المعلّى عن ابن ذكوان ولقد صرّفنا بالإدغام في كل القرآن لم يذكر غيره. وقال ابن خرّزاد «2» عنه: قد شغفها [يوسف: 30] بالإدغام، وقياسهما سائر نظائرهما. 1881 - وروى الحسين بن «3» علي بن حمّاد عن الحلواني في مفرده عن هشام: إظهار الدال «4» عند الصاد في كل القرآن. وروى ابن الحسن «5» النقّاش عن هشام: إدغامها فيها، وعلى ذلك أهل الأداء. [مبحث الدال ضد الزاي] 1882 - وأظهر الدال عند الزاي الحرميان وعاصم. وكذلك روى النقّاش «6»، وأبو العبّاس «7» البلخي، عن الأخفش عن ابن ذكوان، وبذلك أقرأني الفارسي «8» عنه. وكذلك روى الصّوري «9»، عن ابن ذكوان وابن عتبة «10»، عن أيّوب، ولا نصّ عن ابن ذكوان في ذلك، [78/ ظ] وأدغمها الباقون «11». وكذلك روى التّغلبي «12» وسائر الرّواة عن الأخفش عن ابن ذكوان.
[مبحث الدال عند الذال]
[مبحث الدال عند الذال] 1883 - وأظهر الدال عند الذال [نافع] «1» في رواية المسيّبي، وابن كثير وعاصم في غير رواية الأعشى عن أبي بكر. واختلف عن ورش وقالون في ذلك، فروى أحمد بن «2» صالح عنهما عن نافع إدغامها، وكذلك روى الأصبهاني «3» عن أصحابه عن ورش. وقال «4» لي أبو الفتح، عن عبد الباقي، عن قراءته على أصحابه عن يونس عن ورش بالوجهين بالإظهار والإدغام. وقال: هما عند يونس سواء، وأدغمها الباقون «5»، وكذلك روى إسماعيل عن نافع والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وسائر أصحاب ورش وقالون- سوى ما ذكرناه- على الإظهار. [مبحث الدال عند الظاء] 1884 - وأظهر الدال عند الظاء نافع في غير رواية ورش وابن كثير وعاصم في غير رواية الأعشى عن أبي بكر. وأدغمها الباقون «6»، وكذلك روى أحمد بن صالح عن ورش وقالون، وأبو عبيد «7» عن إسماعيل، وخلف «8» عن المسيبي عن نافع. وكذلك حكى الحلواني عن قالون في كتابه. وبذلك أقرأني أبو الفتح «9» في روايته من طريق عبد الله بن الحسين عن ابن شنبوذ عن الجمال عن أصحاب أبي عون عنه، وكذلك روى الأعشى عن أبي بكر.
[مبحث الدال عند الضاد]
[مبحث الدال عند الضاد] 1885 - وأظهر الدال عند الضاد نافع في غير رواية ورش وابن كثير وعاصم في غير رواية الأعشى عن أبي بكر. وأدغمها الباقون «1»، وكذلك روى أحمد بن صالح عن ورش وقالون وسائر أصحاب ورش عنه. 1886 - وحدّثنا «2» محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا إسماعيل القاضي عن قالون عن نافع أنه أدغمها. وكذلك أقرأني «3» أبو الفتح في رواية الحلواني عنه من طريق عبد الله بن الحسين عن أصحابه. وكذلك روى ابن سعدان «4»، وابن جبير «5»، وأبو عمارة «6»، وحمّاد «7» بن بحر، عن المسيبي. قال الحلواني في كتابه عن قالون: إنه أظهرها، وبذلك قرأت «8» من طريق ابن عبد الرزاق، عن أبي العباس الرازي عنه. [مبحث الدال عند التاء] 1887 - وأظهر الدال عند التاء نافع في رواية المسيّبي، وذلك قوله: قد تّبيّن الرّشد [البقرة: 256] لا غير، فسألت أبا الفتح «9» عند قراءتي بروايته عن إطلاق القياس في نظائره؟ فأبى ذلك، ومنعني من إجراء القياس، وقال لي: إنما ذلك في هذا الموضع خاصة. 1888 - ومما يدلّ على صحة ما قاله لي: ما حدّثنا «10» محمد بن علي، عن ابن
[فصل في] ذكر الذال من"إذ"
مجاهد، عن أصحابه، عن المسيبي، عن نافع: أنه أظهر قد تّبيّن الرّشد من الغىّ [البقرة: 256] ولم يذكر نظائره ولا جعل القياس في ذلك مطّردا، فدلّ على أنه إنما يروي ذلك في هذا الموضع خاصة. وقد أقرأني أبو الفتح «1» في ذلك في رواية ابن سعدان عن المسيبي بالإدغام، ونصّ ابن سعدان عنه على الإظهار، وهو الصحيح «2» عندي إن شاء الله تعالى. [فصل في] ذكر الذال من «إذ» 1889 - واختلفوا في الذال من «إذ» عند ستة أحرف، وهي الجيم والسّين والضّاد والزاي والدال والتاء. فعند الجيم نحو قوله: وإذ جعلنا [البقرة: 125] وإذ جئتهم [المائدة: 110] وإذ جآءكم [سبأ: 32] وما أشبهه. وعند السين في قوله: إذ سمعتموه في الموضعين في النور [12 و 16] لا غير. وعند الصاد في قوله: وإذ صرفنآ إليك [الأحقاف: 29] لا غير. وعند الزاي في قوله: وإذ زيّن لهم الشّيطن [الأنفال: 48] وو إذ زاغت الأبصر [الأحزاب: 10] لا غير. وعند الدال نحو قوله: إذ دخلوا [ص: 22] وإذ دخلت [الكهف: 39] وما أشبهه. وعند التاء نحو قوله: إذ تبرّأ [البقرة: 166] وإذ تقول [آل عمران: 124] وإذ تصعدون [آل عمران: 153] وما أشبهه. [مبحث الذال عند الجيم] 1890 - فأدغم الذال في الجيم أبو عمرو وهشام عن ابن عامر، وأظهرها
الباقون «1»، وابن ذكوان وابن عتبة عن ابن عامر. وكذلك حكى ابن جبير في مختصره «2»، وعن اليزيدي عن أبي عمرو وقال: كلهم قرأ إذ جآءكم [سبأ: 32] وإذ جآءوكم [الأحزاب: 10] وإذ جآءتكم [الأحزاب: 9] وو إذ جعلنا [البقرة: 125] غير مدغم. قال: ولا نعلم أحدا أدغمه، وذلك غلط منه على أبي عمرو، على أن الذي «3» نقلوا القراءة عنه أداء، من الأنطاكيين «4»، وغيرهم، لا يعرفون غير الإدغام. وكذلك حكى ابن عبد الرزاق «5»، وأحمد بن «6» يعقوب، عن أصحابهما عنه. 1891 - وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: إن أبا عمرو وحده أدغم الذال في الجيم، ولم يذكر [79/ و] رواية هشام عن أصحابه عن ابن عامر «7». وذلك مما لا خلاف عن أهل الأداء عنه فيه. وكذلك نصّ عليه الحلواني عنه. 1892 - أخبرنا ابن «8» جعفر، قال أنا أبو «9» طاهر، قال: أنا الحسين بن المهلب، قال: أنا محمد بن بسام، قال أنا الحلواني، قال: قرأت على هشام «10»، وأخبرني أنه قرأ على أيوب وأن أيوب قرأ على يحيى وأن يحيى قرأ على ابن عامر، فكان يدغم إذ جئتهم [المائدة: 110] وإذ جعل [المائدة: 20] وو إذ زاغت [الأحزاب: 10] وو إذ زيّن [الأنفال: 48] وإذ سمعتموه [النور: 12] وو إذ صرفنآ [الأحقاف: 29] ووجبت جنوبها [الحج: 36] ويدغم بل طبع [النساء: 155] وبل زيّن [الرعد:
[مبحث الذال عند السين والصاد والزاي]
33] وبل ظننتم [الفتح: 12] وهل ثوّب [المطففين: 36] وبل ران [المطففين: 14] مدغمات كلها. [مبحث الذال عند السين والصاد والزاي] 1893 - وأظهر الذال عند السين والصّاد والزاي- وهنّ حروف الصفير- الحرميان، وعاصم «1»، وابن عتبة «2» عن ابن عامر، وخلف، ورجاء «3»، وابن سعدان «4»، وابن كيسة «5»، وابن جبير «6» عن سليم، عن حمزة. وأدغمها فيها الباقون «7»، وهشام عن ابن عامر، وخلّاد، وأبو عمر «8»، عن سليم، عن حمزة. وروى التّغلبي «9» وابن أنس «10» وابن «11» المعلى، عن ابن ذكوان [أنه] «12» أدغمها في الزاي خاصّة في الموضعين «13». وروى محمد ابن «14» عيسى عن خلّاد عن سليم وإذ صرفنآ [الأحقاف: 29] بالإظهار.
[مبحث الذال عند الدال]
[مبحث الذال عند الدال] 1894 - وأظهر الذال عند الدال الحرميان وعاصم وأدغمها الباقون «1». وكذلك روى ابن عتبة عن أيوب وكلّ الرواة عن الأخفش عن ابن ذكوان ما خلا عبد الله بن أحمد البلخي «2»، فإنه روى عنه عن ابن ذكوان أنه أظهرها. وروى التّغلبي عنه «3»: إذ دخلت [الكهف: 39] مدغما وإذ دخلوا [الحجر: 52] مظهرا، وروى ابن المعلى عنه إذ دخلوا في والذاريات [25] بالإظهار. [مبحث الذال عند التاء] 1895 - وأظهر الذال عند التاء الحرميان «4»، وعاصم. [و] «5» اختلف عن ابن ذكوان، فروى عنه التغلبي أنه أدغم إذ تقول للمؤمنين في آل عمران [124] لا غير وأظهر ما سواه. وروى ابن المعلى عنه أنه أدغم وإذ تقول [آل عمران: 124] وإذ تأذّن في الأعراف [167] لا غير. وروى ابن خرزاد «6»، والترمذي «7» عنه: إذ تمشى في طه [40] مدغما لم يذكرا غيره. وكذلك روى ابن شنبوذ «8»، عن ابن شاكر، عن الوليد بن عتبة. وروى ابن أبي «9» داود، وابن أبي «10» حمزة، والبلخي، ومحمد بن الأخرم «11»، ومحمد بن النقاش «12»، ومحمد بن شنبوذ «13»، عن الأخفش
[فصل في] ذكر تاء التأنيث
عنه أنه أظهر الذال عند التاء في جميع القرآن، وروى ابن مرشد «1»، وابن عبد الرزاق «2»، عن الأخفش عنه: أنه أدغمها فيها حيث وقعت. وروى أبو طاهر «3» البعلبكي، عن الأخفش، عنه: أنه خيّر في ذلك بين الإظهار والإدغام. 1896 - وحدّثنا فارس «4» بن أحمد، قال حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: رأيت في كتاب أبي طاهر الذي حدّثنا به عن الأخفش في سورة النور [15] وإذ تلقّونه مدغما، وكذلك وإذ تقول في الأحزاب [37]، وإذ تسوّروا المحراب في ص [21]، إذ تدعون في المؤمن [10] نصّ على هذه الأربعة بالإدغام، وذكر باقي ما في القرآن من ذلك بالإظهار. 1897 - وروى الداجوني «5» أداء عن أصحابه عن هشام، وابن ذكوان جميعا إظهار الذال عند التاء إلا في موضعين في آل عمران [124] إذ تقول للمؤمنين وفي الأحزاب [37] وإذ تقول للّذى فإنّهما أدغماها فيهما. 1898 - وروى أبو عمارة «6» عن المسيّبي عن نافع إذ تأمروننآ [سبأ: 33] مدغمة لم يأت بذلك عن نافع غيره. وأدغم الباقون «7» الذال في التاء حيث وقعت، وكذلك روى هشام عن ابن عامر. [فصل في] ذكر تاء التأنيث 1899 - واختلفوا في تاء التأنيث المتصلة بالفعل، عند «8» سبعة أحرف، وهن: الجيم، والسّين، والزاي، والصّاد، والثاء، والظاء، والدال.
[مبحث التاء عند الجيم]
فعند الجيم في قوله: نضجت جلودهم [النساء: 56] وو جبت جنوبها [الحج: 36] لا غير. وعند السين، نحو قوله: أنبتت سبع سنابل [البقرة: 261] وأنزلت سورة [التوبة: 86] وو جآءت سكرة الموت [ق: 19] وما أشبهه. وعند الزاي في قوله: خبت زدنهم [الإسراء: 97] لا غير. وعند الصاد في قوله: حصرت صدورهم [النساء: 90] ولّهدّمت صومع [الحج: 40] لا غير. وعند الثاء نحو قوله: كذّبت ثمود [الشعراء: 141] وبعدت ثمود [هود: 95] ورحبت ثمّ ولّيتم مّدبرين [التوبة: 25] وما أشبهه. وعند الظاء نحو حرّمت ظهورها [الأنعام: 138] وكانت ظالمة [الأنبياء: 11] وما أشبهه. وعند الدال في أجيبت دّعوتكما [يونس: 89]. [مبحث التاء عند الجيم] 1900 - فأظهر التاء عند الجيم الحرميان، وعاصم [79/ ظ] وهشام عن ابن عامر. واختلفوا «1» عن ابن ذكوان، فروى ابن الأخرم وابن أبي داود وابن أبي حمزة والنقّاش وابن شنبوذ، عن الأخفش، عنه: الإظهار في الحرفين. وكذلك روى محمد بن «2» يونس عن ابن ذكوان. وروى ابن مرشد وأبو طاهر وابن عبد الرزاق وغيرهم «3» عن الأخفش، عنه نضجت جلودهم [النساء: 56] بالإظهار، ووجبت جنوبها [الحج: 36] بالإدغام. وكذلك روى لي أبو الفتح «4» عن قراءته
على عبد الباقي بن الحسين، في رواية هشام. 1901 - وحدّثنا الفارسي «1»، قال حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا الحسين بن المهلب «2»، قال حدّثنا محمد بن بسام، قال: حدّثنا الحلواني عن هشام بإسناده عن ابن عامر وجبت جنوبها بالإدغام كما روى عبد الباقي عن أصحابه عنه. وروى التّغلبي «3»، وابن المعلى «4»، وابن خرزاد «5»، وابن «6»، أنس عن ابن ذكوان ضد ذلك، فرووا «7» الإظهار في وجبت جنوبها [الحج: 36] والإدغام في نضجت جلودهم [النساء: 56]. 1902 - وأدغم الباقون «8» التاء في الجيم، وكذلك روى ابن شاكر «9»، عن ابن عتبة عن أيّوب عن ابن عامر، وروى الحلواني «10»، ومحمد بن سعيد البزاز جميعا عن خلاد عن سليم عن حمزة إظهارها عندها، وقالا: ويجيز الإدغام. وقال محمد بن «11» عيسى: قال خلّاد: ربما أدغم ذلك عند سليم، وربما [لم] «12» يدغم، قال: ونحن ندغمه.
[مبحث التاء عند السين]
[مبحث التاء عند السين] 1903 - وأظهر التاء عند السين الحرميان وعاصم وابن ذكوان من طريق الأخفش وابن خرزاد، وروى عنه أحمد بن أنس أنه أدغمها في جميع القرآن، وروى ابن المعلّى والتغلبي ومحمد بن موسى الصوري وسلامة بن هارون عن الأخفش عنه: أنه أدغمها في قوله: أنبتت سبع سنابل [البقرة: 261] لا غير. وروى ابن شاكر عن ابن عتبة أنه أظهرها في قوله: أقلّت سحابا [الأعراف: 57] لا غير. واختلف عن هشام، فروى الحلواني «1» عنه: الإظهار في جميع القرآن. وروى ابن «2» عباد عنه: الإدغام حيث وقع. وروى إسحاق «3» الأزرق عن أبي بكر، عن عاصم، أنه أدغمها في قوله وجآءت سيّارة [يوسف: 19] لا غير، لم يرو ذلك عنه غيره. وأدغم الباقون «4» التاء في السين حيث وقعت. [مبحث التاء عند الزاي] 1904 - وأدغم التاء في الزاي أبو عمرو وحمزة والكسائي، وكذلك الحلواني عن هشام وابن المعلى وابن خرّزاد عن ابن ذكوان وأظهرها الباقون «5». وكذلك قرأت في رواية الأخفش وسائر الرواة عن ابن ذكوان. [مبحث التاء عند الصاد] 1905 - [ ..... ] «6» وابن شاكر «7» عن ابن عتبة، وروى هشام (عنه) «8»: أنه أدغمها في حصرت صدورهم [النساء: 9]، وأظهرها في لّهدّمت صومع [الحج:
[مبحث التاء عند الثاء]
40]، وكذلك روى أحمد «1» بن [أبي] «2» سريج، عن الكسائي عن إسماعيل عن نافع وأدغمها فيهما الباقون «3». 1906 - وحدّثنا فارس «4» بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا إسماعيل بن شعيب، قال: حدّثنا أحمد بن سلمويه، قال: حدّثنا محمد بن يعقوب، قال: حدّثنا العبّاس بن الوليد، قال: حدّثنا قتيبة بن مهران عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم حصرت صدورهم [النساء: 90] مدغمة التاء. وكذلك روى ابن [أبي] «5» سريج عن الكسائي عن أبي بكر، لم يرو هذا عن الكسائي عن أبي بكر غيرهما. [مبحث التاء عند الثاء] 1907 - وأظهر التاء عند الثاء الحرميان وعاصم في غير رواية الأعشى عن أبي بكر عنه. وكذلك روى ابن مجاهد «6» عن التّغلبي والداجونيّ «7» عن الصّوري، عن ابن ذكوان. وروى أبو طاهر: عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم، النحوي، البزاز، عن إبراهيم «8» بن محمد بن «9» أيوب، عن أحمد بن يوسف التّغلبي، وابن المعلى،
[مبحث التاء عند الظاء]
عنه «1»: أنه أدغم التاء في الثاء في جميع القرآن إلا قوله: كذّبت ثمود في القمر لا غير، فإنه أظهرها فيه. وأحسب ابن مجاهد قاس على هذا الحرف سائر نظائره «2». 1908 - وأدغم الباقون «3» التاء في الثاء حيث وقعت. وكذلك روى الأخفش عن ابن ذكوان وابن شاكر عن ابن عتبة وهشام عن ابن عامر والأعشى عن أبي بكر، عن عاصم. [مبحث التاء عند الظاء] 1909 - وأظهر التاء عند الظاء نافع من رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون «4»، وابن كثير وعاصم من غير رواية الأعشى، عن أبي بكر. واختلف عن ورش عن نافع: فروى عنه أحمد ابن «5» صالح والأصبهاني «6»؛ إظهارها عندها، وأقرأني «7» أبو الفتح [80/ و] عن عبد الباقي، عن أصحابه، عن يونس، عنه: بإظهارها، وبإدغامها، وقال: الوجهان عند يونس سواء. 1910 - وأدغم الباقون «8» التاء في الظاء. وكذلك روى أبو يعقوب «9»، وأبو الأزهر «10»، وداود «11»، عن ورش. كذلك قرأت «12» على أبي الفتح، في رواية أحمد بن صالح عنه، وبذلك أيضا قرأت «13» عليه، في رواية الحلواني، عن قالون من طريق
[مبحث التاء عند الدال]
عبد الله ابن الحسين عنه. وكذلك روى الأعشى، عن أبي بكر، عن عاصم. 1911 - وقال الداجوني «1»، عن ابن موسى، عن ابن ذكوان: إن شئت أدغمتها عند (الثاء) «2» وإن شئت أظهرتها. وروى ابن شنبوذ، عن أحمد «3» بن شاكر أداء، عن الوليد بن عتبة بإسناده، عن ابن عامر: أنه أظهر التاء عند الصّاد حيث وقعت، وعند السين في قوله: أقلّت سحابا [الأعراف: 57] «4» لا غير، وعند الزاي في قوله: خبت زدنهم [الإسراء: 97] لا غير، وأدغمها بعد في سائر «5» الحروف. وروى الداجوني «6»، عن أصحابه عن هشام إدغام التاء في الستة الأحرف «7» المتقدمة. [مبحث التاء عند الدال] 1912 - وأظهر التاء عند الدال في قوله: أجيبت دّعوتكما [يونس: 89] نافع في رواية المسيّبي عنه، فسألت أبا الفتح عن نظير ذلك وهو قوله: أثقلت دّعوا الله ربّهما [الأعراف: 189]، فقال لي: هو مدغم في رواية المسيّبي، قال: وإنما خصّ بالإظهار الموضع الذي في يونس لا غير. وحدّثنا محمد بن «8» أحمد، عن ابن مجاهد عن أصحابه عن المسيّبي عن نافع أنه أظهر التاء عند الدال، ولم يميّز موضعا بعينه. 1913 - وروى ابن شنبوذ أداء عن أبي سليمان «9»، وأبي «10» نشيط عن قالون إظهار
التاء عند الدال في الموضعين، وهو قياس رواية الحلواني «1» عن قالون؛ لأنه روى عنه عن «2» نافع: أنه كان لا يدغم في القرآن شيئا إلا أتّخذتم [البقرة: 80]، [و] «3» ما كان من الاتخاذ، فإنه يدغمه ويبيّن سائر القرآن. 1914 - وروى أبو بكر «4» اللؤلؤي عن الأشناني عن أصحابه عن حفص فلمّآ أثقلت دّعوا الله ربّهما [الأعراف: 189] بالإظهار. 1915 - وحدّثنا الفارسي «5»: أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا الحسن بن السري، قال حدّثنا [ابن] «6» واصل، قال: حدّثنا ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع: أنه ما كان يدغم حرفا حيث وقع من القرآن إلا الذال في أتّخذتم إذا كانت ساكنة. 1916 - فهذا يدلّ على أنه يظهر التاء عند الدال، والذال عند التاء، والتاء عند الطاء في نحو قوله: قالت طّآئفة [آل عمران: 72] وهمّت طّآئفتان [آل عمران: 122] وما أشبهه، إذ «7» لم يستثن من الحروف السّواكن عند مقاربتها في المخرج غير الدّال وحدها، على أن أحمد بن جبير قد روى عن المسيبي «8»، وعن الكسائي «9»، عن إسماعيل، عن نافع: ودّت طّآئفة [آل عمران: 69] وقالت طّآئفة [آل عمران: 72] لا يقطع قطعا شديدا، وكذلك قال عاصم يريد بذلك البيان والله أعلم. وروى ابن شنبوذ أداء عن أبي سليمان وأبي نشيط عن قالون: ودّت طّآئفة ونحوه بالإظهار في جميع القرآن.
1917 - وروى الحيري «1»، عن الشموني، عن الأعشى، عن أبي بكر، عن عاصم ودّت طّآئفة يبيّن التاء، وقياس ذلك سائر نظائره، ويؤيد «2» ما رواه الحيري ما حدّثناه طاهر بن «3» غلبون، قال: حدّثنا علي بن محمد ح. وقال «4» أبو الفتح، حدّثنا «5» عبد الله، قال نا الأشناني، قال: حدّثنا علي بن محصن عن عمرو، قال: وذكر أبو يوسف الأعشى، عن أبي بكر، عن عاصم: أنه لم يكن يدغم شيئا. 1918 - وروى الحسن «6» بن جامع، عن ابن أبي حماد، عن أبي بكر، عن عاصم، أنه كان يكره الإدغام في القرآن كله. وهذا قول فجيل «7» يدخل فيه كل حرف مدغم يجوز إظهاره. وروى أبو عمارة «8»، عن حفص، عن عاصم وإذا غربت تّقرضهم ذات الشّمال [الكهف: 17] بالبيان، وذلك غير جائز؛ لأنهما مثلان، اللهمّ إلا أن «9» يريد أن يصل ذلك بنيّة الوقف، كما روت الجماعة عن حفص عن عاصم في قوله: وقيل من راق [القيامة: 27] «10»، وبل ران [المطففين: 14] فذلك جائز؛ لأن ما يوصل بنيّة الوقف بمنزلة الموقوف عليه المنقطع مما بعده.
[فصل في] ذكر اللام من هل وبل
[فصل في] ذكر اللام من هل وبل 1919 - واختلفوا في لام «هل وبل» عند تسعة أحرف، وهي: التاء والطاء والثاء والظاء والسين والزاي والنون والضاد والراء، [80/ ظ] انفردت «هل» منهن بالثاء، وشاركت بل في الثاء والنون، وانفردت «بل» بباقي الحروف: فعند التاء نحو قوله: هل تنقمون [المائدة: 59] وهل تعلم له [مريم: 65] وبل تأتيهم [الأنبياء: 40] وبل تؤثرون [الأعلى: 16] وما أشبهه. وعند الطاء في قوله: بل طبع الله [النساء: 155] لا غير. وعند الثاء في قوله: هل ثوّب الكفّار [المطففين: 36] لا غير. وعند الظاء في قوله: بل ظننتم [الفتح: 12] لا غير. وعند السين في قوله: بل سوّلت لكم [يوسف: 18] في الموضعين لا غير. وعند الزاي في قوله: بل زيّن للّذين كفروا [الرعد: 33] بل زعمتم [الكهف: 48] لا غير. وعند النون «1» نحو قوله بل نتّبع [البقرة: 170] «2»، وبل نقذف [الأنبياء: 18] وهل نحن [الشعراء: 203] وهل ننبّئكم [الكهف: 103] وما أشبهه. وعند الضاد في قوله: بل ضلّوا [الأحقاف: 28] لا غير. وعند الراء في قوله: بل رّفعه الله [النساء: 158] وبل رّبّكم [الأنبياء: 56] وبل ران [المطففين: 14] لا غير. 1920 - فأدغم اللام في التسعة الأحرف الكسائي. وروى قتيبة «3» وسورة «4» عنه: أنه أظهرها عند التاء في قوله في الانفطار [9] بل تكذّبون فقط.
1921 - وأدغمها حمزة في أربعة أحرف: في التاء والثاء والسّين والراء. واختلف عنه عند الطاء، فروى خلّاد عن سليم عنه: إدغامها فيها، كذلك قرأت «1» على أبي الفتح في روايته. 1922 - وحدّثنا محمد «2» بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف عن سليم أنه كان يقرأ عليه- يعني حمزة- بل طبع مدغما، فيجيزه. وقال خلف في كتابه عن سليم عن حمزة: إنه كان يقرأ عليه بالإظهار، فيجيزه، وبالإدغام «3» فلا يردّه. 1923 - وكذلك روى الدوري عن سليم، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن سعيد، عن «4» [خلاد] «5» عنه، عن حمزة. وروى الدوري عن سليم أنه ربما قرأ عليه بل زعمتم [الكهف: 48] مدغما، فيجيزه. 1924 - وأظهرها هشام عن ابن عامر عند حرفين، وهما: هجاء (نضّ) النون، والضاد. وعند التاء «6» في قوله في الرعد [16]: أم هل تستوى لا غير، وأدغمها في الباقي «7». وحكى لي «8» أبو الفتح «9»، عن عبد الله بن الحسين، عن أصحابه، عن الحلواني، عن هشام: هل تستوى بالإدغام، كنظائره في سائر القرآن. وكذلك نصّ عليه الحلواني، عنه، في كتابه.
1925 - وحدّثنا أبو الحسن «1»، قال حدّثنا ابن المفسّر، قال حدّثنا «2» أحمد بن أنس، قال حدّثنا هشام بإسناده بل تؤثرون [الأعلى: 16] [مدغم لم يذكر غيره] «3». 1926 - وأخبرنا «4» الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن عبيد الله عن الحسن عن الحلواني عن هشام بإسناده عن ابن عامر أنه أدغم اللام من هل وبل «5» وعند التاء والسين والثاء. 1927 - وأخبرت عن محمد «6» بن الحسن عن الحسين بن علي، والحسن بن أبي مهران عن الحلواني عن هشام بإسناده عن ابن عامر أنه أدغم بل طبع [النساء: 155] وبل زيّن [الرعد: 33] وبل ظننتم [الفتح: 12] وهل ثوّب [المطففين: 36] وبل ران [المطففين: 14]. 1928 - وقال ابن «7» المعلى، وابن أنس «8»، عن ابن ذكوان، في سبأ هل ندلّكم [سبأ: 7]، بالإدغام لم يرو عنه غيرهما. وروى ابن «9» شنبوذ، عن ابن شاكر، عن الوليد: إدغام اللام عند الشين وعند التاء في قوله: هل تنقمون [المائدة: 59] وبل تؤثرون [الأعلى: 16] لا غير. 1929 - وأدغمها أبو عمرو في الراء حيث وقعت، وفي التاء في موضعين لا غير، وهما قوله في الملك [3]: هل ترى من فطور، وفي الحاقّة [8]: فهل ترى
لهم مّن باقية، وأظهرها بعد ذلك عند الباقي. 1930 - وأظهر الباقون «1» عند جميع الحروف، إلا عند الراء وحدها، فإنهم أدغموها فيها بخلاف عن نافع عن عاصم. 1931 - فأما «2» نافع: فروى عنه إسماعيل، وورش: أنه أدغم «3» اللام في الراء في الثلاثة المواضع المذكورة «4». واختلف عن المسيّبي. 1932 - فحدّثنا محمد «5» بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال [حدثنا] «6» محمد ابن «7» الفرح، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن نافع بل ران غير مدغمة. وكذلك روى ابن سعدان «8» عن إسحاق عنه. 1933 - حدّثنا محمد «9» بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني أحمد- يعني [بن] «10» زهير- عن خلف عن إسحاق [81/ و] عن نافع أنه أدغم اللام. وكذلك [روى] «11» ابن جبير «12» عن إسحاق، [و] «13» عن الكسائي «14» عنه في بل ران وبل رّفعه الله [النساء: 158]، وزاد قل رّبّ [الإسراء: 24]، وفقل رّبّكم [الأنعام: 147] بالإدغام.
1934 - واختلف عن قالون أيضا، فروى «1» أبو عون، عن الحلواني عنه أنه لم يدغم لام قل في «الراء» نحو قل رّبّ [الإسراء: 24] وكذلك لام بل، وكذلك روى محمد «2» ابن مروان العثماني «3»، عن قالون في لام قل، وبل سواء. 1935 - وكذلك روى لي فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسن عن قراءته على أصحابه في رواية ابن المسيّبي «4»، عن أبيه، وفي رواية الحلواني عن قالون. وروى «5» العباس بن «6» الفضل عن الحلواني، قال: سمعت قالون، يقول: كان نافع لا يدغم في القرآن شيئا إلا أتّخذتم [البقرة: 80] [وما كان] «7» من الاتخاذ [فإنه] «8» يدغمه، ويبيّن سائر القرآن، فقلت له: كيف تصنع في بل ران [المطففين: 14]؟ [فقال] «9»: وبين اللام، وسائر الرواة عن نافع بعد على الإدغام. 1936 - وأما عاصم: فروى ابن أبي «10» حماد، وابن «11» عطارد، عن أبي بكر عنه أنه بيّن اللام وكسر الراء في قوله: بل ران، وروى «12» عنه سائر الرواة، أنه أدغم اللام في الراء، ونصّ منهم على ذلك يحيى بن آدم والكسائي والأعشى، وكذلك قال المفضل وحمّاد عن عاصم، وروى حفص عنه: أنه كان يسكت على اللام من قوله: بل ران سكتة خفيفة من غير قطع بالراء «13» بعدها، وكذلك كان
يسكت على النون من غير قطع في قوله في القيامة [27]: وقيل من ثم يقول راق في هذين الموضعين خاصة، كذا قرأت له فيهما من طريق عمرو «1»، وعبيد، وكذلك ذكرهما الأشناني في كتابه، عن أصحابه، عن حفص. 1937 - قال أبو عمرو: وليس هذا الذي قرأ به فيهما بالإظهار المحض الذي يقطعه، ويأتي بالحرف الذي بعده منفصلا منه، ولا هو أيضا بالإدغام الخالص الذي هو إدخال الحرف في الحرف وتغييبه فيه، فيذهب أثر الأول منهما، ويشدّد الثاني، وإنما يصل ذلك بنية الوقف. 1938 - وقد جاء بهذا المعنى أيضا جعفر «2» بن علي بن خالد البلخي «3»، عن حفص، فقال: كان عاصم لا يدغم شيئا يقدر «4» على إكماله، وربما قطع حتى يتمّ الحرف، قال: وسمعته يقرأ كلّا بل ثم قال: رإن وقال لنا محمد بن علي «5» أنا ابن مجاهد: كان عاصم في رواية حفص يقف على اللام في بل ران [المطففين: 14] وعلى النون في من راق [القيامة: 27] وقفة خفيفة، وهو في ذلك يصل «6». 1939 - قال أبو عمرو: وقد خالف أصحاب حفص الذي «7» ذكرهم الأشناني، في هذا حسين «8» المروزي، وهبيرة «9» بن محمد والقواس «10»، فروى عنه حسين أنه أدغم اللام في الراء ولم يقطعها. وروى هبيرة عنه: أنه أدغم النون واللام في الراء من
[باب] ذكر أصول مفترقة من الإظهار والإدغام اختلفوا فيها وسكونها عارض وجملتها أحد عشر أصلا
غير سكت، كذا قرأت له من طريق الخزاز «1»، والحسن «2»، وقال في كتابه عنه بل ران لا يدغم، وروى أبو شعيب القواس عنه بل ران يدغم. وقال الزهراني «3» عنه: يكمل اللام. وهذا يدل على البيان. 1940 - وروى ابن «4» واصل، عن ابن سعدان عن المسيبي عن نافع وقيل من راق [القيامة: 27] بالإظهار، ولم يأت به غيره، وأظنه أراد الغنّة وحدها، والله أعلم. [باب] ذكر أصول مفترقة «5» من الإظهار والإدغام اختلفوا فيها وسكونها عارض وجملتها أحد عشر أصلا 1941 - فالأصل الأول منها: هو مجيء الباء عند الفاء، وجملة ذلك خمسة مواضع في النساء [74]: أو يغلب فسوف، وفي الرعد [5]: وإن تعجب فعجب، وفي سبحان [63]: قال اذهب فمن تبعك، وفي طه [97]: قال فاذهب فإنّ لك، وفي الحجرات [11]: ومن لّم يتب فأولئك. 1942 - فأدغم الباء في الفاء فيها أبو عمرو والكسائي وحمزة في رواية أبي عمر «6»، وخلّاد، وإبراهيم بن زربي، وأبي هشام، وابن جبير، عن سليم عنه. وكذا روى أحمد بن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر، وكذلك روى [81/ ظ] الداجوني «7»، عن محمد بن موسى، عن ابن ذكوان، وكذلك حكى أحمد «8»
بن نصر، عن قراءته في رواية هشام من طريق الحلواني وغيره، وقال: لا خلاف عن هشام في ذلك. 1925 - وقال «1» لي أبو الفتح «2»، عن عبد الباقي عن أصحابه، عن هشام: بالوجهين. وقال لي «3» عن عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عنه بالإظهار، وبذلك قرأت في رواية الحلواني «4»، وابن عباد «5». وبه آخذ. واستثنى ابن جبير عن سليم قوله: وإن تعجب فعجب [الرعد: 5] فرواه بالبيان. 1926 - ولم يأت الإدغام في هذا الضرب عن أبي عمرو من طريق اليزيدي وشجاع منصوصا، وإنما جاء عنه أداء. وروى حيّون «6» المزوق، عن الحلواني، عن خلّاد: ومن لّم يتب فأولئك [الحجرات: 11] مظهرا. وقال لي أبو الفتح: خيّر خلاد فيه، فأقرأنيه عنه بالوجهين. 1927 - وأظهر الباء عند الفاء في الخمسة الباقين «7»، وحمزة في رواية خلف، وابن سعدان ورجاء عن سليم. وكذلك روى محمد بن «8» سعيد البزاز عن خلاد «9»، وكذلك روى الأخفش عن ابن ذكوان وابن عتبة «10» عن أيوب. 1928 - والأصل الثاني: هو مجيء الفاء عند الباء، وذلك موضع واحد قوله في سبأ [9]: إن نّشأ نخسف بهم الأرض فأدغم الفاء في الباء فيه الكسائي. وقال «11» نصير عنه: الفاء عند الباء مخفاة، وأراد الإدغام. وبذلك قرأت من
طريقه «1» وأظهرها الباقون. 1929 - والأصل الثالث: هو مجيء الراء عند اللام، نحو قوله: يغفر لكم [آل عمران: 31] وو اصطبر لعبدته [مريم: 65] وو اصبر لحكم ربّك [الطور: 48] وينشر لكم [الكهف: 16] وأن اشكر لى [لقمان: 14] وما أشبهه. 1930 - أدغم الراء في اللام حيث وقعت أبو عمرو من جميع الطرق عن اليزيدي وشجاع عنه. وكذلك أقرأني «2» عبد العزيز بن جعفر المقرئ، عن قراءته على أبي طاهر، عن ابن مجاهد، وكذلك أقرأنيه «3» أيضا فارس بن أحمد، عن قراءته من طريق ابن مجاهد وغيره، وكذلك أنا محمد «4» ابن أحمد بن علي، عن ابن مجاهد «5»، عن أصحابه، عن اليزيدي، ولم يذكر اختلافا ولا اختيارا، وقد بلغني عن ابن مجاهد أنه رجع عن الإدغام إلى الإظهار اختيارا واستحسانا ومتابعة لمذهب الخليل وسيبويه قبل موته بست سنين «6». 1931 - وقد روى الإظهار عن اليزيدي أحمد بن جبير فيما حكاه إبراهيم بن عبد الرزاق عن أبيه وأحمد بن يعقوب التائب عن قراءته على أبي المغيرة «7» عبيد
الله بن صدقة عنه. قال التائب: وحدّثني محمد ابن عباس «1»، عنه، عن اليزيدي، عن أبي عمرو: أنه أدغم الراء في اللام في جميع القرآن. وذاكرت أبا الفتح شيخنا برواية من روى عن ابن جبير عن «2» اليزيدي الإظهار، فأنكرها وردّ صحتها، وقال أنا «3» محمد بن الحسن، عن ابن عبد الرزاق عن أبيه عن ابن جبير، عن اليزيدي بالإدغام. 1932 - قال أبو عمرو: وهذا الذي نصّ عليه ابن جبير في جامعه. وحدّثني «4» عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن محمد قال: قرأت على أبي الحسين أحمد ابن عثمان، وقال: قرأت على أبي عيسى الزينبي، وقال: قرأت على جعفر غلام سجادة، وقرأ على اليزيدي وقرأ على أبي عمرو بإظهار الراء عند اللام. وقال أبو الحسين: وكان أبو عيسى ينكر إدغام الراء واللام. وكذلك روي عن أبي عمرو. 1933 - قال ابن المنادي: وكذلك يظهرها أهل الأداء من طريق الدوري عن اليزيدي، وبذلك أقرأني أبو الحسن «5» شيخنا، عن قراءته من طريق أهل العراق ابن مجاهد، وغيره. وأقرأني «6» من طريق أهل الرقة- وهي رواية أبي شعيب- عن اليزيدي بالإدغام. 1934 - قال أبو عمرو: وما رواه ابن جبير وجعفر عن اليزيدي عن أبي عمرو، وما حكاه ابن المنادي عن الدوري «7»، عن اليزيدي، وعن أهل «8» الأداء، وما كان يأخذ به ابن مجاهد أخذا من الإظهار إنما هو إذا استعمل الإظهار في الأول من
الحرفين المتحركين في مذهبه، فأما إذا استعمل الإدغام فيه، فالكل يدغم الراء «1» في حال تحريكها وسكونها بلا خلاف، والباقون «2» يظهرونها عندها في جميع القرآن. 1935 - والأصل الرابع: وهو مجيء اللام من ومن يفعل [البقرة: 231] [عند الذال من ذلك، كقوله: ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه [البقرة: 231]، وو من يفعل ذلك ابتغآء مرضات الله [82/ و] [النساء: 114] وو من يفعل ذلك فأولئك [المنافقون: 9] وما أشبهه أدغم اللام في الذال حيث وقعت الكسائي في رواية أبي الحارث «3». 1936 - والأصل الخامس: هو مجيء الباء عند الميم، وذلك موضعان: في البقرة [284] ويعذّب من يشآء، وفي هود [42] يبنىّ اركب مّعنا. 1937 - فأما ويعذّب من يشآء فأظهر الباء عند الميم فيه نافع في رواية ورش من طريق أبي يعقوب ويونس والأصبهاني عنه [و] «4» في رواية إسماعيل من طريق ابن «5» فرح، عن أبي عمر عنه، وفي رواية ابن «6» جبير عن أصحابه وابن كثير من رواية ابن «7» مجاهد، عن قنبل، عن القواس، ومن رواية النقّاش «8»، عن أبي ربيعة، ومن رواية أبي بكر «9» الولي، عن اللهبي جميعا «10» عن البزي «11» وكذلك روى النقّاش «12» عن الجمال، عن الحلواني، عن قالون، وابن شنبوذ، عن أبي «13»
سليمان، وأبي نشيط «1» عنه، وكذلك روى محمد بن «2» عيسى، عن خلاد، عن سليم، عن حمزة، قال عنه بالبيان على الوقف، وابن جبير «3» عن سليم، لم يروه عن سليم غيرهما. 1938 - وأدغمها الباقون «4»، ونافع في رواية المسيّبي، وقالون، وابن كثير في رواية ابن فليح، وفي سائر الطرق عن القواس والبزّي غير ما ذكرناه. 1939 - وأما يبنىّ اركب مّعنا، فأظهر الباء عند الميم فيه نافع في رواية المسيبي وقالون من طريق الحلواني وأبي سليمان وأبي نشيط «5» من قراءتي على أبي الفتح، ومن رواية ابن شنبوذ عن أبي حسّان عنه، وفي رواية إسماعيل من طريق ابن فرح عن أبي عمر عنه، وفي رواية ورش من طريق الأزرق ويونس والأصبهاني عنه. 1940 - وابن كثير في رواية البزّي من طريق اللهبي «6»، والنقاش عن أبي ربيعة، عنه، وفي رواية الزينبي «7» عن قنبل. 1941 - وابن عامر وحمزة في غير رواية أبي «8» عمر، عن سليم، عنه، وعاصم في رواية الكسائي، والبرجمي «9»، عن أبي بكر، عنه، وفي رواية زرعان بن «10» أحمد، وأحمد ابن «11» حميد القاعي، عن عمرو، عن حفص، عنه.
1942 - وحدّثني «1» عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا عبيد الله بن أحمد، قال: حدّثنا أحمد بن عثمان، قال: حدّثنا الحسن بن علي، قال: حدّثنا أبو عون عن الحلواني عن قالون الإدغام في السورتين، وكذلك قرأت على أبي الفتح من هذا الطريق «2». وقال ابن مجاهد في كتاب المدنيين وفي الجامع عن الأصبهاني عن ورش يعذّب من [البقرة: 284] مظهرة، قاله «3»: ولم أحفظ عن ورش في اركب مّعنا شيئا، قال: ثم قال لي بعد: ختمت على موّاس «4» أكثر من ثلاثين ختمة بإدغامها. 1943 - وأدغمها «5» الباقون، وكذلك روى أبو عمر عن سليم عن حمزة. 1944 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا علي بن «6» محمود المقرئ، قال: حدّثني بزيغ بن عبيد بن بزيغ، قال: قرأت على سليمان ابن موسى الحمزي، وقال: قرأت على ابن بحر الخراز، وقال: قرأت على سليم عن حمزة يبنىّ اركب مّعنا [هود: 42] مدغمة. وكذلك روى عنبسة «7» بن النضر، ومحمد بن «8» القاسم، ومحمد بن «9» يحيى الخنيسي، ومحمد بن «10» الفضل، عن خلّاد، عن سليم عنه.
1945 - وجاء عنه «1» بالإظهار خلف و [أبو] «2» هشام، وابن سعدان ورجاء عن أصحابه ومحمد بن «3» شاذان والقاسم بن «4» يزيد الوزان، وعلي بن «5» الحسين بن سليم، ومحمد ابن عيسى «6» الأصبهاني، عن خلاد، وحيون «7» المزوق عن الحلواني، عن خلاد. وروى نصير عن الكسائي إخفاء الباء عند الميم في ذلك، وأحسبه أراد الإدغام، وبذلك قرأت في روايته. 1946 - وحدّثنا ابن خواستي النحوي، قال: حدّثنا أبو طاهر «8» عن قراءته على الأشناني عن أصحابه عن حفص عن عاصم بالإدغام، قال أبو طاهر: وقفت الأشناني على ذلك، وكذلك قرأت أنا من طريقه «9» على أبي الفتح «10»، وأبي الحسن «11» عن أصحابهما عنه. 1947 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا الحسن ابن داود [عن] «12» الخياط، عن الشموني، عن الأعشى «13»، عن أبي بكر: أنه
يشير إلى الباء، ولا يدغم إدغاما شديدا، وأظنه أراد الإظهار، وبالإدغام «1» قرأت في رواية الأعشى، من طريق الشموني «2»، وابن «3» غالب، عنه. 1948 - وحدّثني «4» عبد الله بن محمد، قال حدّثنا عبد الله [82/ ظ] بن أحمد قال أقرأني أحمد بن عثمان، قال: أقرأني أبو حسان، قال أقرأني أبو نشيط. وبذلك قرأ الباقون «5». 1949 - والأصل السادس: هو مجيء الثاء عند الذال، وذلك في موضع واحد قوله في الأعراف [176]: يلهث ذّلك أظهر الثاء عند الذال «6» فيه نافع في رواية المسيبي وورش في رواية ابن جبير «7» عن أصحابه، وابن جبير «8» عن الكسائي، وابن كثير في رواية القوّاس، وابن عامر في رواية هشام، وأبو بكر من رواية البرجمي عنه، عن عاصم. 1950 - وأدغمها الباقون «9» وابن كثير في رواية ابن فليح، وفي رواية الخزاعي عن أصحابه «10»، وفي رواية الزينبي «11» عن رجاله، وفي رواية محمد بن «12» هارون عن البزي، ونافع في رواية إسماعيل، وقالون بخلاف عنه، وأقرأني أبو الفتح لهما «13»
من طريق عبد الباقي «1»، عن أصحابه عنهما بالإظهار، ومن طريق عبد الله «2» بن الحسين، عن شيوخه عنهما بالإدغام، وبذلك قرأت على أبي «3» الحسن في رواية قالون. وروى أحمد بن صالح عن قالون بالإظهار، وكذلك روى الحسن «4» الرازي، عن أحمد بن قالون عن أبيه. 1951 - وأقرأني فارس بن أحمد لعاصم من جميع طرقه من طريق عبد الله «5» بالإظهار، ومن طريق عبد الباقي «6» بالإدغام. وروى أبو بكر «7» الولي، عن أحمد بن حميد عن عمرو، وعن الأشناني عن عبيد عن حفص بالإظهار. 1952 - وحدّثني «8» عبد الله بن محمد، قال: حدّثني عبيد الله بن أحمد البغدادي، قال: أنا أبو الحسين بن بويان، قال: حدّثنا الحسن بن علي [بن] «9» الهذيل، قال: حدّثنا أبو عون عن الحلواني عن قالون يلهث ذّلك [الأعراف: 176] مظهر، وكذلك قرأت «10» من طريقه.
1953 - وحدّثني «1» عبد الله «2» بن محمد، قال: حدّثنا عبيد الله بن أحمد عن قراءته على ابن بويان عن أبي حسان «3»، عن أبي نشيط عن قالون أنه أدغم الثاء في الذال، وكذلك حكى ابن مجاهد في قراءة عاصم عن عبيد بن الصباح عن حفص عن عاصم، وبذلك قرأت «4» على أبي الحسن في رواية حفص وأبي بكر، وبذلك قرأ الباقون «5». 1954 - والأصل السابع: هو مجيء الذال عند التاء، وقبل الذال خاء أفأتّخذتم [الرعد: 16]، وأخذتم [آل عمران: 81] «6»، وأتّخذتم [البقرة: 51]، «7»، ولتّخذت [الكهف: 77] وثمّ أخذت الّذين [فاطر: 26]، وثمّ أخذتهم [الرعد: 32]، «8»، وما أشبهه. فأظهر الذال عند التاء في ذلك حيث وقع ابن كثير وعاصم في رواية حفص، وفي رواية البرجمي «9»، وابن جبير «10» عن الكسائي عن
أبي بكر عنه، وروى الأعشى عن أبي بكر إظهارها في (الاتخاذ) خاصة وإدغامها في (الأخذ). وروى ضرار «1» بن صرد، عن يحيى عن أبي بكر قل أتّخذتم [البقرة: 80] غير مدغم، وقياس ذلك سائر نظائره من (الاتخاذ)، فوافق الأعشى. 1955 - وأخبرنا عبد العزيز «2» بن جعفر، أن أبا طاهر حدّثهم، قال: أنا علي بن حاتم، قال: أنا هارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم أتّخذتم [البقرة: 80] مدغما. وروى الشموني «3» - من غير رواية النقار عن الخياط- عن الأعشى، عن أبي بكر: أنه استثنى من (الأخذ) حرفا واحدا، فلم يدغمه وهو قوله في فاطر: ثمّ أخذت الّذين كفروا [فاطر: 26] وقرأته من طريق «4» النقار، ومن طريق ابن «5» غالب، عن الأعشى مدغما، وكذلك نصّ عليه النقار في كتابه بالإدغام. وروى هارون «6»، عن حسين عن أبي بكر ثمّ أخذتهم [الرعد: 32] «7» لا يبين الذال، ويدغمها في التاء، وكل شيء في القرآن- يعني كذلك. 1956 - ولم يأت عن يحيى «8» نص إلا في قوله في البقرة [80]: قل أتّخذتم بالإدغام. قال يحيى: فأعدتها عليه «9» فقلت: أتّخذتم [الرعد: 16] فقال: لا تبين الذال، وقياسه جميع ما في القرآن من (الاتخاذ)، ولم يأت عن يحيى في أخذتم وبابه شيء. 1957 - وروى «10» الحلواني عن القوّاس عن ابن كثير عن أحمد بن قالون،
والعباس «1» ابن الفضل عن الحلواني عن قالون أن نافعا كان لا يدغم في القرآن شيئا إلا أتّخذتم [و] وما كان من الاتخاذ يدغمه، ويبين سائر القرآن. 1958 - وروى ابن جبير عن الكسائي عن إسماعيل «2»، وعن المسيّبي «3» عن نافع: أنه أظهر الذال عند التاء في جميع القرآن، وهو غلط. 1959 - وقال «4» إبراهيم الكسائي عن قالون، عنه لتّخذت يبين الذال. وغلط الكسائي في ذلك؛ لأن القاضي «5» [83/ و] والقطري «6»، والمدني «7»، وغيرهم قالوا عن قالون عنه: لا يبين فسقطت «لا» عليه. 1960 - وروى ابن شنبوذ «8»، عن ابن شاكر عن الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر أتّخذتم بإظهار الذال عند التاء في كل القرآن، والباقون «9» يدغمون الذال في التاء في جميع القرآن. 1961 - والأصل الثامن: هو مجيء الذال عند التاء ولا خاء قبلها، وجملة ذلك ثلاثة مواضع: في طه [96] فنبذتها، وفي المؤمن [27] والدخان [20] عذت بربّى فأدغم الذال في التاء فيهما أبو عمرو، وحمزة، والكسائي. واختلف عن نافع وابن عامر. 1962 - فأما نافع فروى إسماعيل عنه أنه أظهر فنبذتها وأدغم عذت
في الموضعين، كذا قرأت له من طريق ابن مجاهد «1» وابن فرح «2». وكذلك أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «3»، عن أصحابه عن نافع، وكذلك روى ابن جبير «4»، عن الكسائي وأبو الربيع «5» الزهراني عن يزيد بن عبد الواحد كلاهما عن إسماعيل عن نافع. 1963 - وحدّثنا الخاقاني «6»، قال حدّثنا أحمد بن محمد بن هارون ح. 1964 - وحدّثنا أبو الفتح «7»، قال: حدّثنا ابن جابر، قالا [حدثنا] «8» الباهي، عن أبي «9» عمر، عن إسماعيل، عن نافع: عذت مظهرا. وكذلك روى «10» المسيّبي وقالون، وورش عنه. 1965 - وأما ابن عامر: فحدّثنا الفارسي «11»، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثني أبو بكر عن الجمّال عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر أنه أدغم فنبذتها [طه: 96] وإنّى عذت [الدخان: 20]، وقرأت له من طريق الحلواني «12»، وابن عبّاد «13» بالإظهار في الحرفين. وروى محمد ابن «14» مرشد، عن الأخفش، عن ابن ذكوان،
عنه: فنبذتها بالإدغام وإنّى عذت بالإظهار، وكذلك روى محمد بن «1» إسماعيل الترمذي، عن ابن ذكوان، وروى ابن شنبوذ عن ابن شاكر عن الوليد بن عتبة عن ابن عامر الإدغام فيهما. وروى سائر الرواة عن الأخفش «2»، وعن ابن ذكوان بإظهار فيهما، وكذلك روى التغلبي «3»، وابن أنس «4»، وكذلك قرأ الباقون «5». 1966 - والأصل التاسع: هو مجيء الثاء عند التاء كقوله: لبثت [البقرة: 259] ولبثتم [الإسراء: 53] حيث وقع، وقوله: أورثتموها في الأعراف [43] والزخرف [72] أدغم الثاء في التاء في ذلك أبو عمرو وحمزة والكسائي. واختلف عن ابن عامر فروى هشام من طريق الحلواني «6»، عنه الإدغام في الباب كله، على أن الحلواني لم يذكر في جامعه أورثتموها وذكره في مفرده، وروى ابن ذكوان عنه الإظهار في أورثتموها في الموضعين والإدغام فيما عداه. وكذلك روى ابن عبّاد عن هشام، من قراءتي على أبي الفتح «7». 1967 - وروى ابن شنبوذ عن ابن شاكر عن ابن عتبة عن ابن عامر أورثتموها [الأعراف: 43] بالإدغام ولبثت [البقرة: 259] وبابه بالإظهار. وروى ابن خرّزاد «8»، عن ابن ذكوان. [قال: لبثت] في البقرة [259]، بالإظهار ولبثتم في الكهف [19] وطه [103] بالإدغام. وروى ابن المعلى «9» عن ابن ذكوان: أورثتموها في الأعراف بالإدغام وفي الزخرف بالإظهار، وأظهر الباقون «10» الثاء
عند التاء في «1» الجميع. 1968 - والأصل العاشر: هو مجيء الدال عند الثاء، وذلك موضعان: وهما قوله في آل عمران [145]: ومن يرد ثواب الدّنيا وو من يرد ثواب الأخرة أظهر الدال عند الثاء فيهما الحرميان وعاصم، وأدغمها «2» الباقون. واختلف عن ابن عامر، فروى أبو عمران «3»، عن الأخفش، عن ابن ذكوان، والحلواني «4»، عن هشام، من قراءتي على أبي الفتح عن عبد الباقي الإظهار، وروى سائر الرّواة عن الأخفش، وكذلك التغلبي وابن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان وابن عبّاد عن هشام الإدغام. وكذلك قرأت على أبي الحسن «5»، وعلى أبي الفتح «6» عن قراءته على عبد الله بن الحسين في رواية الحلواني عنه. 1969 - والأصل الحادي عشر: هو مجيء الظاء عند التاء، وذلك موضع واحد وهو قوله في الشعراء [136] أوعظت، اختلف في ذلك عن أبي عمرو والكسائي، فأما أبو عمرو فروى جعفر «7» بن محمد [83/ ظ] الأدمي «8» عن ابن سعدان عن اليزيدي عنه كان يدغم الظاء في التاء، فيكون تاء واحدة مشددة، مثل «9» وعدت. قال أبو عمرو: فهذا يدلّ على أنه كان يدغمها ولا يبقي لها صوتا، فتنقلب لذلك «10» تاء خالصة، وكذلك روى ابن جبير «11» عن أصحابه عن حمزة.
1970 - وأما الكسائي فروى نصير عنه أنه كان لا يظهر الظاء «1» إظهارا بيّنا، ولا يدغمها حتى لا يبقي منها شيئا، ولكنه يخفيها إخفاء، هذا نصّ كلامه وترجمته. قال نصير: مثله لئن بسطت [المائدة: 28]. 1971 - قال أبو عمرو: فهذا يدل على أنه كان لا يدغم الظاء، ويبقي لها صوتا فيمتنع قلبها تاء خالصة لذلك، وبإظهارها قرأت في رواية نصير وغيره. وبذلك قرأ الباقون «2». 1972 - وأجمعوا على إدغام الطاء في التاء، مع تبقية إطباق الطاء «3»؛ لئلا يختل «4» بذلك صوتها، في نحو قوله: أحطت [النمل: 22] وفرّطتم [يوسف: 80] وبسطت وما أشبهه. 1973 - وكذلك أجمعوا على إدغام القاف في الكاف وقلبها كافا خالصة من غير إظهار صوت لها في قوله: ألم نخلقكّم [المرسلات: 20] وروى ابن شنبوذ «5» أداء عن أبي نشيط عن قالون أن القاف لا مبينة ولا مدغمة بين ذلك. وروى أبو علي بن حبيش الدينوري أداء، عن إبراهيم «6» بن حرب، عن الحسن بن مالك عن أحمد بن صالح عن قالون مظهرة القاف، وما حكيناه عن قالون غلط في الرواية، وخطأ في العربية «7».
باب ذكر أحوال النون الساكنة والتنوين ومذاهبهم في بيان الغنة وإدغامها
1974 - ويأتي اختلافهم في فواتح السور نحو كهيعص [مريم: 1] وطسم [الشعراء: 1] ويس والقرآن [يس: 1] ون والقلم [القلم: 1] وشبهه في مواضعه إن شاء الله تعالى. باب ذكر أحوال النون الساكنة والتنوين ومذاهبهم في بيان الغنّة وإدغامها 1975 - اعلم أن النون الساكنة تكون في الأسماء والأفعال والحرف، وتقع في الكلمة متوسطة ومتطرفة، والتنوين لا يكون إلا في أواخر الأسماء لا غير من حيث كان تابعا للإعراب، وداخلا لمعنى «1»، ولهما عند جميع حروف المعجم أربعة أحوال: 1976 - فالحال الأولى: أن يكونا ظاهرين، وذلك عند حروف الحلق وجملتها ستة أحرف: الهمزة والهاء والحاء والعين والخاء والغين، وسواء كانت النون مع هذه الحروف من كلمة واحدة أو من كلمتين أو كان سكونها أصليّا، أو عارضا. فعند الهمزة نحو من ءامن [البقرة: 62] ومن إله [آل عمران: 62] ومن أوتى [الإسراء: 71] وو ينئون عنه [الأنعام: 26] ومّن شىء إذ كانوا [الأحقاف: 26] وبعاد إرم [الفجر: 6، 7] وما أشبهه. وعند الهاء نحو قوله: من هلك [الأنفال: 42] ومن هاجر [الحشر: 9] وفانهار به [التوبة: 109] وجرف هار [التوبة: 109] وو لكلّ قوم هاد [الرعد: 7] وما أشبهه. وعند الحاء نحو قوله: من حآدّ [المجادلة: 22] ومن حمل [طه: 111] وو انحر [الكوثر: 2] ونار حامية [القارعة: 11] وفى عين حمئة [الكهف: 86] وما أشبهه. وعند العين نحو قوله: مّن عمل [الأنعام: 54] وو من عاد [البقرة: 275] وأنعم [الأنعام: 138] ويومئذ عليها [عبس: 40] وقوما عمين [الأعراف: 64] وما أشبهه.
وعند الخاء نحو قوله: من خيل [الحشر: 6] ومّن خير [البقرة: 105] وو المنخنقة [المائدة: 3] ويومئذ خشعة [الغاشية: 2] وقوم خصمون [الزخرف: 58] وما أشبهه. وعند الغين نحو قوله: من غيركم [المائدة: 106] ومّن غلّ [الأعراف: 43] وإن يكن غنيّا [النساء: 135] فسينغضون [الإسراء: 51] وقوما غيركم [التوبة: 39] ومّن إله غيره [الأعراف: 59] وما أشبهه. 1977 - واختلف عن نافع عند ثلاثة أحرف منها، وهي: الهمزة والخاء والغين، فروى ورش عنه أنه ألقى حركة الهمزة على النون والتنوين، وأسقطها من اللفظ لثقلها. وذلك في المنفصل دون المتصل «1». 1978 - وروى المسيّبي عنه أنه أخفى النون والتنوين عند الخاء والغين في المتصل والمنفصل جميعا لقربهما من حرفي أقصى اللسان: القاف والكاف «2». وكذلك روى ابن شنبوذ «3»، عن أبي حسّان، عن أبي نشيط، عن قالون. ومحمد بن «4» سعدان، عن اليزيدي، عن أبي عمرو: أنه أخفاها عند الخاء وحدها، وبإظهارها عندهما قرأت «5»، إلا في رواية المسيّبي وحده. 1979 - وقد كان أبو طاهر بن أبي هاشم لا يرى إخفاء النون في روايته «6»، في قوله في النساء [135]: إن يكن غنيّا أو فقيرا، وفي قوله في سبحان [51]: فسينغضون لكون سكونها فيها غير لازم وبالإخفاء قرأتهما «7» حملا على نظائرهما «8» مما سكونه لازم، [84/ و] وهو الصحيح؛ لأن حكم ما سكونه لازم وعارض في الإدغام، والإخفاء سواء، وإن كان ذلك في اللازم أقوى. وسائر القرّاء
بعد يظهرونها عندهما في جميع القرآن، وكذلك روى إسماعيل وورش وقالون عن نافع. 1980 - وإذا أخفيت النون والتنوين عند الغين والخاء على مذهب من تقدم كان مخرجها من الخيشوم خاصة دون الفم. والخيشوم الحرف المنجذب إلى الفم، وذلك من حيث أجروا الغين، والخاء مجرى حروف الفم؛ للتقارب الذي بينهما وبينهن صار مخرج النون والتنوين معهما كمخرجهما معهنّ. وإذا أظهرا عندهما على مذهب الباقين كان مخرجهما من الفم «1»، وذلك من حيث أجروا الغين والخاء مجرى «2» سائر حروف الحلق لكونها من جملتهنّ دون حروف الفم «3». والرواة يعبّرون عن إخفاء النون والتنوين عندهما بالإدغام اتساعا ومجازا كما يعبرون عن الإدغام بالإخفاء، والله أعلم. 1981 - والحال الثانية: أن يكونا مدغمين بإجماع، وذلك عند خمسة أحرف يجمعها قولك: «لم يرو» اللام والراء والميم والياء والواو إذا كانت النون معهنّ من كلمتين لا غير، وسواء كان سكونها «4» لازما أو عارضا، أو ثبتت مرسومة في الخط على الأصل، أو حذفت منه على اللفظ. فعند اللام نحو قوله: فإن لّم تفعلوا [البقرة: 24] وو من لّم يتب [الحجرات: 11] وإن لّم يكن لّكم [الأنفال: 65] «5»، وألّا تعدلوا [النساء: 2] وألّن نّجمع [القيامة: 3] وفإلّم يستجيبوا لكم [هود: 14] ومتعا لّكم [المائدة: 96] وما أشبهه. وعند الميم نحو قوله: مّن مّال الله [النور: 33] ومن مّآء [البقرة: 164] وإن يكن مّنكم [الأنعام: 139] وعمّ يتسآءلون [النبأ: 1] وممّ خلق [الطارق: 5] وعمّا قليل [المؤمنين: 40] وممّا جعلكم [الحديد: 7] وو إمّا تعرضنّ [الإسراء:
28] وسرر مّرفوعة [الغاشية: 13] وما أشبهه. وعند الواو نحو قوله: من ولىّ [البقرة: 107] من وال [الرعد: 11] و [فليؤمن ومن شآء] [الكهف: 29] وظلمت ورعد وبرق [البقرة: 19] وما أشبهه. وعند الياء نحو قوله: من يقول [البقرة: 8] وو من يولّهم [الأنفال: 16] وو إن يكن لّهم [النور: 49] وبرق يجعلون [البقرة: 19] وما أشبهه «1». 1982 - قال أبو عمرو: والقرّاء من المصنّفين يقولون: تدغم النون الساكنة والتنوين في ستة أحرف، فيزيدون النون «2» نحو قوله: من نّور [النور: 40] ومن نّار السّموم [الحجر: 27] ويومئذ نّاعمة [الغاشية: 8] وما أشبهه. وزعم بعضهم أن ابن مجاهد جمع الستة الأحرف في كلمة «يرملون» وذلك غير صحيح عنه؛ لأن محمد بن أحمد حدّثنا عنه في كتاب السبعة أن النون الساكنة والتنوين مدغمان في الراء واللام والميم والياء والواو، ولم يذكر النون؛ إذ لا معنى لذكرها معهنّ؛ لأنها إذا أتت ساكنة ولقيت مثلها لم يكن بدّ من إدغامها فيها ضرورة. وكذلك التنوين كسائر المثلين إذا التقيا وسكن الأول منهما، نحو قوله: فما ربحت تّجرتهم [البقرة: 16] وو لا يغتب بّعضكم بعضا [الحجرات: 12] وما لم تستطع عّليه [الكهف: 78] وفلا يسرف فّى القتل [الإسراء: 33] وما أشبهه، هذا مما لا خلاف فيه بين علمائنا من القرّاء والنحويين «3». ولو صحّ أن ابن مجاهد جمع كلمة «يرملون» الستة الأحرف لكان إنما جمع منها النون وما يدغم فيه «4»، سمعت أبا علي الحسن بن «5» سليمان المقرئ يقول ذلك.
[فصل في بيان الغنة مع الإدغام]
1983 - فإذا كانت النون مع الواو والياء في كلمة واحدة فلا خلاف في إظهارها كقوله: صنوان [الرعد: 4] وقنوان [الأنعام: 99] والدّنيا [البقرة: 85] وبنيان [الصف: 4] وبنينه [التوبة: 109] وما أشبهه. وكذلك إذا كانت مع الميم أيضا كقولهم: شاه «1» زنماء وغنم زنم، وذلك لئلا يلتبس بالمضعف الذي على مثال فعال، لو أدغم نحو صوّان وقوّان «2» وبيان، وكذلك شاة زماء «3» وغنم زم، فلذلك آثروا البيان. [فصل في بيان الغنة مع الإدغام] 1984 - واختلف القرّاء بعد ذلك في بيان صوت النون والتنوين المركب في جنسها، وهو الغنّة مع الإدغام عند اللام والراء والواو والياء وفي إدغامه، ولم يختلفوا في بيانه عند مثلها وعند الميم مع الإدغام التام لكونه من خلقه «4» المدغم والمدغم فيه في ذلك. 1985 - فروى الخزاعي عن ابن فليح عن ابن كثير [84/ ظ] أنه أدغم الغنّة عند الأربعة الأحرف، وحكى الزينبي «5» عن أبي ربيعة عن صاحبيه «6» إظهارها عندهنّ. وروى ابن شنبوذ «7» عن أصحابه عن القوّاس والبزّيّ، إدغامها عند الراء وحدها، وبإدغامها عند الراء واللام وإظهارها عند الواو والياء قرأت لابن كثير من طرقه،
وعلى ذلك أهل الأداء عنه. أنا «1» محمد بن أحمد، قال: أنا ابن مجاهد: لم أر من قرأت عليه عن ابن كثير يحصل «2» هذا. 1986 - وروى الأصبهاني «3» عن أصحابه عن ورش، وأبو عون «4» عن الحلواني عن قالون عن نافع، والشّموني «5» عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وإبراهيم بن «6» عبّاد عن هشام عن ابن عامر، من قراءتي: أنهم بيّنوا غنّة النون والتنوين مع الإدغام عند الأربعة الأحرف. وروى ابن واصل «7» عن ابن سعدان وابن المسيبي عن نافع «8» عن أبيه أنه أدغمها عند الراء وبيّنها عند ما عداها، فقالا «9» عنه: فإلّم يستجيبوا لكم [هود: 14] النون مبينة غير مدغمة، وقالا عنه: خير لّكم [البقرة: 54] التنوين مبيّن غير مدغم. قال ابن واصل لا يدغم التنوين في اللام حيث وقع، وقال حمّاد «10» بن بحر عن المسيبي غفور رّحيم [البقرة: 182] لا يبين التنوين. 1987 - وحدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن قالون والمسيّبي عن نافع قوله: من لّدنه [النساء: 40] ومسلّمة لّا شية فيها [البقرة: 71] نون شكله [في] «11» من ومسلّمة تظهر عند اللام يريدان غنتهما.
1988 - وقال أبو عون عن الحلواني عن قالون: هدى لّلمتّقين [البقرة: 2] يبيّن النون والتنوين عند اللام في كل القرآن. قال: وكذلك بينهما عند الراء وعند الواو وعند الياء، ولا يدغم النون والتنوين عند شيء من هذه الحروف. وقال أيضا عن قالون: وكن مّن السّجدين [الحجر: 98] مدغم. 1989 - وقال الأصبهاني عن ورش هدى لّلمتّقين لا يسقط التنوين في شيء من القرآن ولا يشبعه «1». وقال: يبيّن «2» لنا بغير إدغام. 1990 - قال أبو عمرو: ولم يرد هؤلاء البيان كله لما فيه من الكلفة والمئونة، وإنما أرادوا الغنّة التي من الخيشوم وحدها دون لفظ النون، أي: أنه كان يبقيها «3» ولا يذهبها مع الإدغام. 1991 - وقد حدّثنا «4» فارس بن أحمد المقرئ، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا إسماعيل بن شعيب، قال: حدّثنا ابن سلمويه، قال: حدّثنا ابن يعقوب، قال: حدّثنا «5» العبّاس بن الوليد، قال: حدّثنا قتيبة عن الكسائي أفمن وعدنه [القصص: 61] قال: لا أدغم النون عند الواو. يريد لا أذهب بصوتها مع الإدغام إذ كان بيانها «6» بالكلية غير جائز، وكذلك معنى ما حكاه النقّاش عن نافع وابن كثير وابن عامر وأبي عمرو وعاصم أنهم لا يدغمون النون والتنوين عند الأربعة «7» الأحرف يريد غنتها. 1992 - وروى أحمد «8» بن صالح عن قالون وورش عن نافع: أنه كان يبقي
الغنّة عند الياء والواو ويشدّدهما ويشوبهما مع تشديدهما نون، وقال عنهما [عن] «1» نافع: إنه كان يدخل النون والتنوين في الراء إدخالا شديدا، ولا يبقي غنّة مثل قوله: مّن رّبّهم [البقرة: 5] ومن ثمرة رّزقا [البقرة: 25] وقال في موضع النون في ذلك راء مشددة يشوبها نون، ولم يذكر عنهما في اللام شيئا، وحكمها حكم الراء. وقد قال لنا «2» محمد بن علي عن ابن مجاهد عند ذكره النون عند اللام: كان أحمد بن صالح يحكي عن ورش وقالون الإدغام وذهاب الغنّة «3»، وروى ابن جبير عن رجاله «4» عن نافع أنه بيّن الغنّة عند الياء والواو، وأدغمها عند الراء واللام. 1993 - قال أبو عمرو: وهذا الذي حكاه أحمد بن صالح من بيان غنّة النون عند الياء والواو مع التشديد غير مستقيم؛ لأن التشديد لا يتحصّل إلا بقلب النون والتنوين قلبا صحيحا، وإذا قلبتا ذهبت غنّتهما بذلك. 1994 - وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم: أنه لا يدغم الغنة عند الياء ولا عند الراء ولا عند اللام، ويظهرها أيضا عند الواو. وروى محمد «5» بن عمر الرومي عن اليزيدي عن أبي عمرو هدى لّلمتّقين [البقرة: 2] يدغم التنوين عند اللام ويبقي غنّة. قال ابن مجاهد: ولم أر أحدا يحكي عنه هذا. 1995 - وقال أبو يعقوب «6» عن ورش: إنه كان يدغم النون والتنوين في الراء واللام والميم والياء والواو، [85/ و] [ولم يذكر الغنّة] وببيان الغنّة عند الواو والياء. وبإدغامها في الراء واللام في روايته «7» وفي رواية داود «8» وأبي «9» الأزهر وأحمد «10»
ويونس «1» عن ورش قرأت، وعلى ذلك أهل الأداء عنه. 1996 - وقال النقّار «2» عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وبرق يجعلون [البقرة: 19] يدغم التنوين، ويبقي غنّته، قال: وكذلك عند الراء واللام وعند سائر حروف المعجم يخفيها ولا يدغمها إلا في مثلها ومن نّعمّره [يس: 68] وكتبا نّقرؤه [الإسراء: 93] وقرأت له من هذا «3» [و] «4» من طريق محمد «5» بن غالب بإدغام الغنّة وإدغامها «6» عند الراء واللام، وكذلك قرأت لقالون والمسيّبي من جميع الطرق، وعلى ذلك سائر «7» القرّاء غير من ذكرنا على أن تركا النعالي روى أداء عن حمزة: إظهار الغنّة عند الراء واللام، ولا عمل على ذلك. 1997 - واختلف أصحاب سليم عن حمزة بعد ذلك في بيان الغنّة وإدغامها عند الواو والياء فقط، فروى أبو عمر «8» وخلف ورجاء «9» من قراءتي وأبو هشام وابن سعدان، وابن كيسة عن سليم عنه: أنه كان يبينها عندهما، [واختلف عن خلاد .... ] «10» وقال حيون «11» المزوق عن الحلواني عنه عن سليم أن حمزة كان لا يدغم النون، ولا التنوين عند الواو، ولا عند الياء يريد غنّتهما؛ لأن بيانهما عندهما غير جائز. وروى علي
بن سلم «1» وإبراهيم «2» القصّار ومحمد «3» بن عيسى عن خلاد أنه لا يبيّن الغنّة عند الياء، ويبيّنها عند الواو. 1998 - وروى الضبي «4» عن رجاء عن إبراهيم بن زربي «5» عن سليم مثل ذلك. وروى ابن واصل «6» عن ابن سعدان عن سليم عن حمزة: أنه كان يبيّنها عندهما، زاد ابن كيسة عليهم، فقال: يفعل ذلك في النصب والخفض، فأما الرفع، فإنه يزيده إدغاما حتى يخيّل إليك أنه ليس في الحرف تنوين رأسا مثل نذير وبشير [الأعراف: 188] وحميم وغسّاق [ص: 57]. وقال أبو «7» هشام: لا يبين النون عند الياء والواو مثل ومن يؤمن [التغابن: 9] وغشوة ولهم [البقرة: 7] وظلمت ورعد وبرق [البقرة: 19] وو لا نصب ولا مخمصة [التوبة: 120] يبين النون في (مخمصة) أشد ما يبينها «8» عند اللام والواو والياء، ولا يوقفها عند ذلك كما يوقفها عند مّن «9» خير، وهذا القول عندي مؤذن ببيان الغنّة مع الإدغام. وروى ابن «10» جبير عن سليم بيان الغنّة عند الياء والواو جميعا. 1999 - واختلف في ذلك أيضا عن الكسائي، فروى نصير عنه كرواية خلف وأصحابه عن سليم عن حمزة، وروى قتيبة عنه أنه كان يبيّن الغنّة عند الواو خاصّة ولا يبيّنها عند الياء. وكذلك روى لنا عبد العزيز بن جعفر عن أبي طاهر عن قراءته على أبي عثمان الضرير عن أبي عمر «11» عنه، وكذلك حكى ابن شنبوذ عن أصحابه
عن أبي «1» عمر وأبي موسى جميعا عنه، وكذلك روى حيون «2» عن الحلواني عن الدوري عنه، وقد روى عن نصير «3» عنه مثل ذلك أيضا. 2000 - وحدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: كان الكسائي يقول: تدغم النون والتنوين عند أربعة أحرف: عند الراء واللام والياء والميم، قال: ولم يذكر الواو، وذكرها الأخفش. «4» 2001 - قال أبو عمرو: وإنما لم يذكرها لما كان مذهبه بيان الغنّة عندها مع الإدغام دون غيرها، فدلّ ذلك على صحّة ما رواه قتيبة وغيره عنه. والباقون يبقون الغنّة مع الإدغام عند الواو والياء. 2002 - أخبرنا «5» ابن جعفر، قال: أنا أبو طاهر، قال: أنا وكيع، قال: نا أحمد بن محمد بن حميد، قال: نا أبو حفص، قال: أنا محمد بن حفص، قال: كان أبو عمر- يعني حفصا- لا يحرّك النونات عند هذه الستة الأحرف تحريكا شديدا، بل كان يحب أن يسكن النون مع البيان، ولا يطفي هذه النون عند الأحرف الأربعة: الياء والواو والراء واللام- يريد أنه كان يبيّن غنّتها عندهنّ- فوافق ما رواه الشموني عن الأعشى عن أبي بكر، وكذلك روى ابن شنبوذ، أداء عن محمد «6» بن عبد الرحمن الخياط عن عمرو عن حفص عن عاصم أنه كان يظهر الغنّة عند الأربعة الأحرف. وروى محمد «7» بن موسى الصفار عن أبي شعيب القوّاس،
وعن العبّاس «1» بن الفضل، [85/ ظ] ومحمد بن الفضل جميعا، عن حفص، عن عاصم: إدغام الغنّة عندهنّ، «2» وأنا محمد بن علي، قال: أنا ابن مجاهد: لم أحفظ عن أصحاب حفص تحصيل ذلك. «3» 2003 - قال أبو عمرو وبإظهار الغنّة عند الياء والواو، وبإدغامها عند الراء واللام قرأت في رواية حفص من طريق الأشناني، ومن سائر الطرق. 2004 - وروى التغلبي عن ابن ذكوان عن ابن عامر أنه يظهر التنوين أعني الغنّة عند الياء والواو ويدغمها عند اللام. وكذلك روى الداجوني «4» عن أصحابه عنه: أنه أدغم الغنّة عند اللام وحدها وأظهرها عند ما عداها. وقال ابن ذكوان في سورة والنجم [23] إن يتّبعون إلّا الظّنّ بالإدغام. وروى ابن المعلى عنه عن ابن عامر أنه كان يدغم النون في قوله: أن يضرب [البقرة: 26] وإن يتّبعون، ولا يظهر التنوين في قوله: ظلمت ورعد وبرق [البقرة: 19]. وقال عنه: يوما لّا تجزى نفس [البقرة: 123] يدغم التنوين. وروى الحسن «5» الرازي عن الحلواني عن هشام، وابن شاكر عن ابن عتبة عن ابن عامر: أنه كان يدغم النون عند الراء ويبينها عند الواو واللام والياء يريدان غنّتها. وروى محمد بن «6» بسام عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر أنه كان يدغم النون في الراء، يريد أنه كان يدغمها ويذهب غنّتها، وتخصيصه الراء بذلك دليل على أنه كان يظهر الغنّة عند ما عداها. 2005 - قال أبو عمرو: فمن أبقى غنّة النون والتنوين مع الإدغام لم يكن ذلك إدغاما صحيحا في مذهبه؛ لأن حقيقة باب الإدغام الصحيح ألّا يبقي فيه من الحرف
المدغم أثرا؛ إذ «1» كان لفظه ينقلب إلى لفظ المدغم فيه، ويصير مخرجه من مخرجه، بل هو في الحقيقة كالإخفاء الذي يمتنع فيه الحرف من القلب لظهور صوت «2» المدغم، وهو الغنّة، ألا ترى أن من أدغم النون والتنوين، ولم يبق غنّتهما قلبهما حرفا خالصا من «3» غير جنس ما يدغمان فيه، فعدمت الغنّة بذلك رأسا في مذهبه؛ إذ غير متمكّن أن تكون «4» منفردة في غير حرف أو مخالطة لحرف لا غنّة فيه؛ لأنها مما يختص به النون والميم لا غير. وإذا كان كذلك صحّ أنه متى ظهرت الغنّة مع الإدغام، فالنون والتنوين لم ينقلبا حرفا خالصا. وإذا امتنعنا من القلب الخالص امتنعتا من الإدغام التامّ إلا أنه لا بدّ مع ذلك من تشديد يسير «5»، وهذا مذهب الحذّاق من أئمتنا وأهل التحصيل من النحويين. 2006 - حدّثنا أبو الفتح «6»، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا الحسن بن داود، قال: حدّثنا قاسم الخيّاط عن الشموني عن الأعشى «7» عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يخفي النون ولا يدغمها عند الراء واللام والقاف والكاف وسائر حروف المعجم إلا في مثلها، يريد أنه كان لا يظهر مذهب «8» غنّتها بل كان يبقيها «9»، فيمتنع بذلك من القلب الصحيح والتشديد التامّ، وهذا مع الراء واللام والياء والواو خاصة، فأمّا مع باقي حروف المعجم سواهنّ، فإن عمل اللسان بالنون والتنوين يبطل معهن، فيصيران غنّة من الأنف لا غير. 2007 - قال أبو عمرو: ألا ترى الحسن بن داود كيف جمع بين ما يدغم فيه النون والتنوين ويبقي غنّتهما وبين ما يخفيان عنده ولا يدغمان رأسا وأشار في العبارة، وسوّى بين حكمها في النوعين، وأطلق الإخفاء عليهما في الضربين، وذلك
لما اشتركا فيهما في بيان الصوت وامتناع القلب. وقد كشف ذلك ورفع الإشكال في حقيقته «1» أحمد بن يعقوب التائب، فقال عن نافع ومن تابعه على بيان الغنّة عند الياء والواو ويجعلون النون غنّة مخفاة غير مدغمة؛ لأنهم لو أدغموها لذهبت الغنّة، فصارت الياء والواو مشدّدتين لانقلاب النون ياء أو واوا وإدغامها فيهما. 2008 - وقد أوضح ذلك، وأبان عن حقيقته عبارة المصنّفين عن المدغم [بغنّة بالإخفاء، وعن المدغم] بغير غنّة بالإدغام. قال لي الحسن «2» بن علي «3»، قال: أنا أحمد بن نصر: الإخفاء ما يبقى معه غنّة. [86/ و] وقال ابن مجاهد في كتاب قراءة نافع: كان نافع يدغم النون عند الميم والراء، ويخفيها عند اللام والواو والياء. 2009 - وحدّثنا أبو الفتح فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن المقرئ، قال: والغنّة إذا ثبتت في الوصل يعني غنّة النون الساكنة والتنوين لم يشدد الحرف ولفظه به بتشديد يسير، وإذا حذفت الغنّة شدّد الحرف. 2010 - فإن قال قائل: إن محمد بن أحمد قد حدّثكم عن ابن مجاهد أن الواو مع النون والتنوين مشدّدة لدخولها فيهما، فلا بدّ من تشديدها «4»، فهذا يردّ ما حكيته وقرّرته وقضيت بصحته؟ قلت: ليس يراد كذلك إذ «5» كان ما حكاه من التشديد للواو، وإدخال النون والتنوين فيها إنما هو على مذهب من ترك الغنّة وأذهبها رأسا لا غير، وذلك مما لا خلاف فيه. 2011 - قال أبو عمرو: فأما الميم إذا أدغمت النون والتنوين فيها، فلا بدّ من بيان صوت الغنّة مع الإدغام الصحيح والقلب الخالص فيهما، وإنما خصّت الميم بذلك من قبل الغنّة التي هي فيها إذ هي حرف أغن كالنون فمتى ذهبت غنّة النون والتنوين بالقلب بقيت غنّتها «6»، ومتى ذهبت غنّتها بقيت غنّتهما، فلم تعدم «7» الغنّة
لذلك «1» أصلا؛ لأنها من خلقة «2» المدغم والمدغم فيه. وحدّثني الحسين بن علي، قال: حدّثنا أحمد بن نصر «3»، قال: قال ابن مجاهد: وتدغم النون في الميم بغنّة لا غير؛ لأن الغنّة ثابتة في الميم، فليس إلى حذف الغنّة سبيل. 2012 - قال أبو عمرو: ومذهب أبي الحسن «4» بن كيسان أن الغنّة الظاهرة مع الإدغام «5» هي غنّة النون والتنوين لا غنّة الميم؛ لأنه إنما أجاز إدغامها فيها لأجلها «6»، فلم يكن ليذهب ما أوجب الإدغام، وتابعه ابن مجاهد على ذلك، فقال: [كما] «7» أنا محمد بن أحمد عنه في كتاب السبعة، وذكر أحوال النون والتنوين مشاركة لغنّة الميم؛ لأن الميم [لها] «8» غنّة من الأنف ومن أجل الغنّة أدغمت النون في الميم؛ لأنها أختها فلا يقدر أحد أن يأتي بهن «9» بغير غنّة لعلّة غنّة الميم «10» يعني المنقلبة، وذهب غيرهما إلى أن تلك الغنّة غنّة الميم لا غنّة النون والتنوين لانقلابهما إلى لفظهما، وبذلك أقول. 2013 - فأمّا ما رواه محمد «11» بن يونس عن ابن غالب عن الأعشى، وما رواه الحسن ابن داود عن محمد «12» بن لاحق، عن سليم: من إدغام الغنّة وإذهابها عند
الميم، فلا يصغى إليه؛ إذ لا يطوع لسان به ولا في الفطرة إطاقته «1» مع خروجه مما انعقد عليه إجماع القرّاء والنحويين. 2014 - قال أبو عمرو: وأختار في مذهب من يبقي الغنّة مع الإدغام عند اللام ألّا يبقيها «2» إذا عدم رسم النون في الخط؛ لأن ذلك يؤدي إلى مخالفته للفظه بنون ليست في الكتاب، وذلك في قوله: فإلّم يستجيبوا لكم في هود [14]، وفي قوله: ألّن نّجعل لكم مّوعدا في الكهف [148]، وألّن نّجمع عظامه في القيامة [3]. وكذلك على ألّا تعدلوا [المائدة: 8] وألّا يسجدوا لله [النمل: 25] وألّا تطغوا [الرحمن: 8] وما أشبهه مما لم ترسم فيه النون، وذلك على لغة من ترك الغنّة ولم يبق للنون أثرا. 2015 - وجملة المرسوم من ذلك بالنون فيما حدّثنا به محمد بن علي الكاتب عن أبي بكر الأنباري عن أئمته عشرة مواضع: أولها: في الأعراف [105] أن لّآ أقول على الله إلّا الحقّ وو لا تقولوا على الله إلّا الحقّ [النساء: 171]، وفي التوبة [118] أن لّا ملجأ من الله وفي هود [14] وأن لّآ إله إلّا هو وأن لّا تعبدوا إلّا الله [هود: 2]، في قصة «3» نوح عليه السلام، وفي الحج [26] أن لّا تشرك بى شيئا، وفي يس [60] أن لّا تعبدوا الشّيطن، وفي الدخان [19] وأن لّا تعلوا على الله، وفي الممتحنة [12] على أن لّا يشركن بالله شيئا، وفي نون والقلم [24]، أن لّا يدخلنّها اليوم «4» واختلف المصاحف بعد في قوله في الأنبياء [87]: أن لّآ إله إلّآ أنت «5» في بعضها بنون، وفي بعضها بغير نون. وقرأت الباب كله المرسوم عنه بالنون والمرسوم بغير نون ببيان الغنّة وإلى الأول أذهب. 2016 - والحال الثالثة: أن يقلبا ميما خالصة من غير إدغام، وذلك عند الباء خاصة «6»، وسواء كانت النون معها في كلمة أو كلمتين نحو قوله: ويؤمن بالله
[البقرة: 256] ومّن بعد ذلك [البقرة: 52] ومن بينهم [86/ ظ] [مريم: 37] وأنبئهم [البقرة: 33] وأنبئونى [البقرة: 31] وأنبتكم [نوح: 17] وأن بورك [النمل: 8] ومّنبثّا [الواقعة: 6] وفانبجست [الأعراف: 160] ولينبذنّ [الهمزة: 4] وإذ انبعث [الشمس: 12] وصمّ بكم [البقرة: 18] وظلمت بعضها [النور: 40] وكلّ حزب بما [المؤمنون: 53] لنسفعا بالنّاصية [العلق: 15] وما أشبهه. 2017 - والحال الرابعة «1»: أن يكونا مخفيين، وذلك عند باقي حروف المعجم، وجملة ذلك خمسة عشر حرفا: القاف والكاف والجيم والسين والشين والصّاد والزاي والتاء والظاء والذال والثاء والطاء والدال والضاد والفاء، وسواء كانت النون معهنّ في كلمة أو كلمتين، نحو قوله: ولئن قلت [هود: 7]، ومنقلب ينقلبون [الشعراء: 227]، وعلى كلّ شىء قدير [البقرة: 20]، ومّن كتب [آل عمران: 81]، وينكثون [الأعراف: 135]، وعادا كفروا [هود: 60]، وو لئن جئتهم [الروم: 58]، وفأنجينه [الأعراف: 64]، وشيئا جنّت عدن [مريم: 60، 61]، وكذلك سائرهن. 2018 - قال أبو عمرو: ومخرج النون والتنوين مع هذه الحروف من الخيشوم فقط، ولا حظّ لهما معهنّ في الفم؛ لأنه لا عمل للسان فيهما كعمله فيهما مع ما يظهران عنده وما يدغمان فيه بغنّة. والإخفاء حال بين الإظهار والإدغام، وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف «لم يرو»، فيجب إدغامهما فيهن من أجل القرب للمزاحمة، ولم يبعد «2» أيضا منهنّ كبعدهما من حرف الحلق، فيجب إظهارهما عندهن من أجل البعد للتراخي، فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار أخفيا عندهنّ، فصارا لا مدغمين ولا مظهرين إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهنّ وبعدهما عنهن، فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنه، والفرق «3» عند القرّاء والنحويين بين المخفي والمدغم أن «4» المخفي مخفّف، والمدغم مشدد، وبالله التوفيق.
باب ذكر مذاهبهم في الفتح والإمالة
باب ذكر مذاهبهم في الفتح والإمالة «1» 2019 - اعلم أنهم أجمعوا على إخلاص الفتح فيما كان من الأسماء والأفعال من ذوات الواو على ثلاثة أحرف وعين الفعل مخففة «2»، فالأسماء نحو قوله: إنّ الصّفا [البقرة: 158] وعلى شفا حفرة [آل عمران: 103] وعصاك [الأعراف: 117] وعصاه [الأعراف: 107] وعصاى [طه: 18] وسنا برقه [النور: 43] وأبآ أحد [الأحزاب: 40] وما أشبهه. والأفعال نحو قوله: وإذا خلا [البقرة: 76] وو لقد عفا [آل عمران: 15] وبدا لهم [الأنعام: 28] وو لعلا بعضهم [المؤمنون: 91] وعلا فى الأرض [القصص: 4] وثمّ دنا [النجم: 8] ودعا ربّه [الزمر: 8] ودعاكم [الأنفال: 24] ودعانا [يونس: 12] وما أشبهه حاشا أصلين مطّردين من الأسماء، وهما الرّبوا «3» [البقرة: 275] والضّحى [الضحى: 1] وضحاها [النازعات: 29]، وخمس كلم من الأفعال وهي: ما زكى منكم في النور [21] دحاهآ «4» في النازعات [30] تلاها [2] طحاها [6] في والشمس وضحاها وإذا سجى في الضحى [2] فإن الاختلاف قد ورد في ذلك، وسيأتي بعد إن شاء الله تعالى. 2020 - فإن لحق شيئا مما تقدم زيادة أو ضعّفت عينه انتقل بذلك من ذوات الواو إلى ذوات الياء وجازت إمالته على ما نبيّنه من اختلافهم في مواضعه، وذلك نحو قوله: وأدنى [الأحزاب: 51] وأربى [النحل: 92] وأزكى [البقرة: 232] والأعلى [النحل: 60] والأشقى [الأعلى: 11] وو إذ ابتلى [البقرة: 124] وفمن اعتدى [البقرة: 178] ومن استعلى [طه: 64] وفأنجاه [العنكبوت: 24] وأنجاكم [إبراهيم: 6] [وأنجنا «5» [الأنعام: 63] ونجّئنا الله «6» [الأعراف: 89]
وزكّاها [الشمس: 9] وو من تزكّى [طه: 76] وترضى [البقرة: 120] وإذ ابتلى [البقرة: 124] وتدعى [الجاثية: 28] وما أشبهه. 2021 - وتعتبر ما كان من الألفات منقلبا من واو وياء في الأسماء والأفعال بأحد «1» أربعة أشياء: بالاسم الذي أخذت الكلمة منه، أو بالفعل، أو بالتثنية، أو بالجمع، فإذا ظهرت الواو في كل ذلك أو في شيء منه، فهي أصل الألف، وإن ظهرت الياء فهي أصلها أيضا، فتقول في (عفا) و (دنا) و (علا) و (خلا) الذي هو من الواو: (عفوت) و (دنوت) و (علوت) و (خلوت) و (عفوا) و (دنوا) و (علوا) و (خلوا)، و (العفو) و (الدنوّ) و (العلو) و (الخلوّ)، فيظهر لك الواو في الفعل والتثنية والاسم، وكذلك تقول في (الصّفا) و (شفا) و (سنا) «2» و (أبا) و (عصا): (صفوان) و (شفوان) و (سنوان) «3» و (أبوان) و (عصوان) وما أشبهه، فتظهر لك الواو في التثنية، فتعلم «4» بذلك أن الألف منقلبة عنها، وتقول في (رمى) و (سعى) و (أوصى) و (سمى) الذي هو من الياء [87/ و] (رميت) و (سعيت) و (أوصيت) و (سمّيت)، و (رميا) و (سعيا) و (أوصيا) و (سمّيا) و (الرمي) و (السّعي) و (الوصية) و (التسمية)، فتظهر لك الياء في الفعل والتثنية والاسم، وتقول في (المنتهى) و (مجراها) و (مرساها): (انتهيت) و (أجريت) و (أرسيت)، فتظهر لك الياء في الفعل من ذلك، وتقول في (المولى) و (المأوى) و (الهدى) و (الهوى) و (العمى) وما أشبهه: (موليان) و (مأويان) و (هديان) و (هويان) و (عميان)، فتظهر لك الياء في التثنية، وتقول في (مثنى): (مررت باثنين)، و (رأيت اثنين)؛ لأنه معدول «5» عن (اثنين اثنين) للمبالغة، فتظهر لك الياء فيما عدل عنه، وتقول أيضا في (أدنى) و (أزكى) و (الأعلى) وما أشبهه: (أدنيان) و (الأعليان) و (أزكيان) و (أدنيت) و (أزكيت) «6» و (أعليت)، فتظهر لك الياء في التثنية والفعل جميعا، وكذلك تقول في (لفتاه) و (فتى) وما أشبهه: (فتيان) و (فتيان) و (فتية)، فتظهر لك الياء في التثنية والجمع. وتقول في (عمى) و (عمي)، فتظهر لك الياء في الفعل المشتق منه؛ لأنه مصدر. وتقول في (أخرى)
و (بشرى) والرؤيا وما أشبهه: (أخريان) و (بشريان) و (رؤييان)، فيظهر لك الياء في التثنية والجمع. وكذلك تقول في (موسى) و (يحيى) و (عيسى): (موسيان) و (يحييان) و (عيسيان)، فيظهر لك الياء في التثنية، وكذلك ما أشبهه حيث وقع يقاس بمثل ما ذكرناه. 2022 - فأما ما كان من الأسماء، والأفعال من ذوات الياء، على ثلاثة أحرف كان، أو على أكثر، في الفواصل وقع أو في حشوها، فإنهم اختلفوا في إمالة ألفه، سواء وقعت طرفا أو اتصل بها ضمير، وسترى ذلك مبيّنا فيما بعد إن شاء الله تعالى. 2023 - فأما الأسماء فتقع الألف الممالة في أواخرها على ضربين: مبدلة من حرف أصليّ ومزيدة للتأنيث، فأما المبدلة فيردّ على أحد عشر مثالا: 2024 - الأول منها: فعل بفتح الفاء كقوله: فلا تتّبعوا الهوى «1» [النساء: 135] واتّبع هوئه [الأعراف: 176] ولفتئه [الكهف: 60] والثّرى [طه: 6] والعمى [فصلت: 17] ولظى [المعارج: 15] ولّلشّوى [المعارج: 16] وما أشبهه. 2025 - والثاني: فعل بكسر الفاء كقوله: الرّبوا [البقرة: 275] حيث وقع ولا تقربوا الزّنى في سبحان [32] وإنئه ولكن في الأحزاب [53] لا غير، إلا أنها في الرّبا منقلبة عن واو [وفي الزنا منقلبة عن ياء]؛ «2» لأنك تقول: (ربوت) و (أربو) و (ربوان) فتظهر لك الواو، وتقول: (زنيت) «3» (أزني) و (الرجلان زنيا) فتظهر لك الياء. 2026 - والثالث: فعل بضم الفاء كقوله: بالهدى [البقرة: 16] وفبهدئهم [الأنعام: 90] والعلى [طه: 4] والنّهى [طه: 54] والقوى [النجم: 5] وو الضّحى [الضحى: 1] وضحاها [الشمس: 1] وما أشبهه. 2027 - والرابع: مفعل بفتح الميم كقوله: أنت مولئنا [البقرة: 286]، ومولئكم [آل عمران: 150]، ومولئه [النحل: 76]، وو مأوئه [آل عمران: 162] والمأوى «4» [السجدة: 19]، ومأوئكم [العنكبوت: 25]، ومثوئكم [الأنعام: 128]،
ومثوئه [يوسف: 21]، ومثنى [النساء: 3]، وو مرعئها «1» [النازعات: 31]، والمرعى [الأعلى: 4] وما أشبهه. 2028 - والخامس: مفعل بضم الميم كقوله: مرسئها ومجرئها [هود: 41] ومرسئها في الأعراف [187] وهود [41] والنازعات [42]. 2029 - والسادس: من مفتعل بضم الميم كقوله: المنتهى في الموضعين في والنجم [14 و 42] ومنتهئهآ في والنازعات [42] لا غير. 2030 - والسابع: أفعل بفتح الهمزة كقوله: الّذى هو أدنى [البقرة: 61] وذلكم أزكى [البقرة: 222] ومن أوفى [آل عمران: 76] وأهدى [النساء: 51] وأولى [آل عمران: 68] وأربى من أمّة [النحل: 92] و [الأعمى] [الأنعام: 50] والأعلى [الأعلى: 1] والأدنى [الأعراف: 169] وو أبقى [طه: 71] وأتقئكم [الحجرات: 13] والأوفى «2» [النجم: 41] وأدهى [القمر: 46] [وما أشبهه من العقاب] «3». 2031 - والثامن: فوعلة بفتح الفاء والعين وذلك قوله: التّورئة [آل عمران: 3] حيث وقعت، وأصلها تورية؛ لأنها مشتقّة من قولهم: وريت بك زنادي إذا خرج نارها، فأبدل من الواو تاء «4» كما أبدلت في تولج «5» وما أشبهه؛ لأنه من الولوج وقلبت الياء ألفا لحركتها وانفتاح ما قبلها «6». 2032 - والتاسع: مفعلة بفتح الميم كقوله: مرضات الله [البقرة: 207] حيث وقعت ومرضاتى في الممتحنة [1] لا غير، والأصل مرضوة، والألف منقلبة عن واو بدليل ظهورها في قوله: ورضون مّن الله [آل عمران: 15] وشبهه، وإنما
أميلت لوقوعها رابعة في ذلك، والياء تغلب على الواو إذا جاوزت ثلاثة أحرف. «1» 2033 - والعاشر: مفعلة بضم الميم، وذلك في قوله في يوسف [88]: ببضعة مّزجئة لا غير، والأصل مزجية؛ لأنه من التزجية، وهي الدفع والسّوق «2»، فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها انقلبت «3» ألفا. 2034 - والحادي عشر: فعلة بضم الفاء وفتح العين، وذلك في موضعين في آل عمران [28] منهم تقئة [آل عمران: 28] وحقّ تقاته [102] [87/ ظ] لا غير، والأصل فيهما وقية؛ لأنها من وقيت فأبدلت الواو تاء وقلبت الياء ألفا. 2035 - وأمّا الألف المزيدة للتأنيث فترد في خمسة أمثلة، فالأولى منها: فعلى بفتح الفاء كقوله: والسّلوى [البقرة: 57] والموتى [البقرة: 73] والأسرى [الأنفال: 70] ومّرضى [النساء: 43] والتّقوى [البقرة: 197] والنّجوى [طه: 62] وشتّى [طه: 53] وسكرى «4» [الحج: 2] وصرعى [الحاقة: 7] ونّجوئهم [النساء: 114] ودعوئهم [الأعراف: 5] وو تقوئها [الشمس: 8] وبطغوئهآ [الشمس: 11] وما أشبهه. 2036 - والثاني: فعلى بكسر الفاء كقوله: الذّكرى [الأنعام: 68] وذكرى [الأنعام: 69] وذكرئهم [محمد: 18] وسيماهم [البقرة: 273] وإحدئهما [البقرة: 282] وإحدئهنّ [النساء: 20] والشعرى [النجم: 49] وما أشبهه. 2037 - والثالث: فعلى بضم الفاء كقوله: الدّنيا [البقرة: 85] والقربى [البقرة: 83] وو الأنثى [البقرة: 178] والوسطى [البقرة: 238] والوثقى [البقرة: 256] وأخرى [البقرة: 282] ولليسرى [الأعلى: 8] والبشرى [يونس: 64]، «5»، والحسنى [النساء: 95] وطوبى [الرعد: 29] والسّفلى [التوبة: 40] والعليا
[التوبة: 40] والأولى [طه: 20] وزلفى [سبأ: 37] والرّءيا [الإسراء: 60] وو العزّى [النجم: 19] والرّجعى [العلق: 8] وو سقيئها «1» [الشمس: 13] وعقباها [الشمس: 15] وما أشبهه. 2038 - وقد اختلف علماؤنا في قوله: يحيى [آل عمران: 39] وموسى [البقرة: 51] وعيسى [البقرة: 87] فقال بعضهم: وزن يحيى فعلى وعيسى فعلى، وهذا مذهب عامّة أهل الأداء. وقال آخرون: يفعل؛ لأنه فعل مضارع سمّي به، ووزن موسى مفعل ووزن عيسى فعلل، الألف في آخره للإلحاق، وهذا مذهب جماعة النحويين، وقد أفصحت في ذلك في كتابي «2» المصنّف «3» في الإمالة فأغنى عن إعادته. 2038 - والرابع: فعالى بفتح الفاء كقوله: النّصرى [البقرة: 62] واليتمى [البقرة: 83] والحوايآ [الأنعام: 146] والأيمى [النور: 32] وخطياكم [البقرة: 58] وخطيانا [طه: 73] وما أشبهه. 2039 - والخامس: فعالى بضم الفاء كقوله: أسرى [البقرة: 85] وسكرى [النساء: 43] وكسالى [النساء: 142] وفردى [الأنعام: 94] وما أشبهه. 2040 - وأما الأفعال فتقع الألف الممالة في آخرها مبدلة من حرف أصلي لا غير، والأفعال على ضربين: ماضية ومستقبلة، فأمّا الماضية فتردّ على ثمانية أمثلة: 2041 - فالأول منها: فعل بفتح الفاء والعين من غير تشديد كقوله: أبى [البقرة: 34] وسعى [البقرة: 114] وقضى [البقرة: 117] وهدى [143] وكفى [النساء: 6] وأتى [النحل: 1] ورمى [الأنفال: 17] وطغى [طه: 24] وو عصى [طه: 121] وو مضى [الزخرف: 8] وفغوى [طه: 121] وفسقى لهما [القصص: 24] ووقئهم [الدخان: 56] وأتئهم [الأنعام: 34] وهدئكم [البقرة: 185] وفوقئه [غافر: 45] وو هدئه [النحل: 121] وما أشبهه.
2042 - والثاني: فعّل بفتح الفاء وتشديد العين كقوله: فسوّاهنّ [البقرة: 29] ووصّى [البقرة: 132] ووصّاكم [الأنعام: 144] وفدلّاهما [الأعراف: 22] وإذ نجّانا الله [الأعراف: 89] وفلمّا نجّاكم [الإسراء: 67] وثمّ سوّاك [الكهف: 37] وفوفّاه حسابه [النور: 39] وولّى مدبرا [الإسراء: 67] ووفّى [النجم: 37] وو لا صلّى [القيامة: 31] وجلّاها [الشمس: 3] وزكّاها [الشمس: 9] ودسّاها [الشمس: 10] وسوّاها [الشمس: 7] وما أشبهه. 2043 - والثالث: أفعل بفتح الهمزة كقوله: وءاتاه الله [البقرة: 251] وءاتاكم [المائدة: 20] وفآتاهم الله [آل عمران: 148] وأراكم [آل عمران: 152] وو قد أفضى [النساء: 21] ولمن ألقى [النساء: 94] وو ءاتانى منه رحمة [هود: 63] وأدراكم [يونس: 16] وأدراك [الحاقة: 3] وفأحياكم [البقرة: 28] وثم أحياكم «1» وأحياها [المائدة: 32] وفأحيا [البقرة: 164] وآواكم [الأنعام: 26] وءاوى إليه [يوسف: 19] وأحصى [الكهف: 12] وأحصاهم [مريم: 64] وو أصفاكم [الزخرف: 16] وفمآ أغنى [الحجر: 84] وما أشبهه. 2044 - والرابع: تفعّل بفتح الفاء وتشديد العين كقوله: فتلقّى [البقرة: 17] وو إذا تولّى [البقرة: 205] وفلمّا تجلّى [الأعراف: 143] وو من تزكّى [طه: 76] وإذا تجلّى [الليل: 2] وفلمّا تغشّاها [الأعراف: 189] وما أشبهه. 2045 - والخامس: افتعل بإسكان الفاء وهمزة الوصل في أوله كقوله: ثمّ استوى [البقرة: 49] ولمن اشتراه [البقرة: 102] وو إذ ابتلى [البقرة: 124] واصطفى [البقرة: 132] واصطفاه «2» [البقرة: 247] واصطفاك [آل عمران: 42] وفمن اعتدى [البقرة: 178] وو لو افتدى [آل عمران: 91] ومن افترى [طه: 61] وافتراه [يونس: 38] وفمن اتّقى [الأعراف: 35] واشترى [البقرة: 111] واهتدى [يونس: 108] وإلّا اعتراك [هود: 54] واجتباه [النحل: 121] واجتباكم [الحج: 78] والّذى ارتضى [النور: 55] وفمن ابتغى [المؤمنون: 7] وما أشبهه.
2046 - والسادس: استفعل بإسكان الفاء وفتح العين كقوله: وإذ استسقى [البقرة: 60] وإذ استسقاه [الأعراف: 160] ومن استعلى [طه: 64] ووّ استغنى [التغابن: 6] وما أشبهه. 2047 - والسابع: فاعل بفتح العين كقوله: نادى [الأعراف: 44] وناداه «1» [النازعات: 16] وو ناداهما [الأعراف: 22] وإذ ساوى [الكهف: 96] وما أشبهه. 2048 - والثامن: تفاعل بفتح التاء والعين كقوله: تعلى [الأنعام: 100]، وفتعلى [الأعراف: 190] حيث وقع، وفتعاطى في القمر [29] لا غير. 2049 - وأما الأفعال المستقبلة فترد على عشرة أمثلة، فالأول منها: تفعل بالياء والتاء والنون مع فتحهنّ وإسكان الفاء وفتح العين كقوله تعالى: ولن ترضى [البقرة: 120] وبما لا تهوى [البقرة: 87] ولا يخفى [الأعراف: 5] ولّمن يخشى [طه: 3] وترى أعينهم [المائدة: 83] ويراكم [الأعراف: 27] وترضاها [البقرة: 144] وإنّا لنراك [الأعراف: 60] وترانى [الأعراف: 143] وو لتصغى [الأنعام: 113] وو تأبى قلوبهم [التوبة: 8] وو ينهى عن الفحشآء [النحل: 90] وو يبقى «2» ويلقاه «3» ولا يصلاهآ [الليل: 15] وأن يطغى [طه: 45] وو لا ينسى [طه: 52] ويحيى [طه: 74] من حي وو لا تعرى [طه: 118] وو لا تضحى [طه: 119] وفتشقى [طه: 117] وما أشبهه. 2050 - والثاني: تفعل بالتاء والياء والنون مع ضمّهن وإسكان الفاء وفتح العين كقوله: أن يؤتى [آل عمران: 73] وو أنتم تتلى [آل عمران: 101] وإلّا ما يوحى [الأنعام: 50] وليقضى [الأنعام: 60] ولا يقضى [فاطر: 360] وحتّى نؤتى [الأنعام: 124] وإلّا أن يهدى [يونس: 35] ويسقى بمآء وحد [الرعد: 4] [88/ و] وأو يلقى إليه [الفرقان: 8] واليوم تجزى [غافر: 17] وإذا تمنّى «4» وتدعى إلى كتابها [الجاثية: 28] ويدعى إلى الإسلم [الصف: 7] وسوف يرى [النجم: 40] وثمّ يجزاه [النجم: 41] وما أشبهه.
2051 - والثالث: تفعّل بالتاء والياء وضمّهما وتشديد العين كقوله: وتوفّى [الزمر: 10] وو لا يلقّاهآ [القصص: 80] وتسمّى سلسبيلا [الإنسان: 18] وما أشبهه. 2052 - والرابع: يتفعّل بياء وتاء وضمّ الياء وتشديد العين وذلك قوله: مّن يتوفّى في الحج [5] والمؤمن [67] لا غير. 2053 - والخامس: يتفعّل بياء وتاء وبتاءين وفتح الياء والتاء وتشديد العين كقوله: ثمّ يتولّى [آل عمران: 23] وحتّى يتوفّاهنّ [النساء: 15] والّذى يتوفّاكم [الأنعام: 60] وو تتلقّاهم الملئكة [الأنبياء: 103] وفإنّما يتزكّى [فاطر: 18] ويتمطّى [القيامة: 33] وما أشبهه. 2054 - والسادس: تتفعّل بتاءين في الأصل دون الخط واللفظ وفتحهما وتشديد العين كقوله: توفّاهم الملئكة في النساء [97]. وعنه تلهّى في عبس [10] ونارا تلظّى [الليل: 14] في والليل لا غير «1». وكذلك أن تزكّى «2» في والنازعات [18] وله تصدّى «3» في عبس [6] على قراءة من خفّف الزاي والصاد. 2055 - والسابع: يتفعل بياء وتاء في الأصل خاصة «4» وفتحهما وتشديد العين، وذلك قوله في عبس [3]: لعلّه يزّكّى ألّا يزّكّى [عبس: 7] لا غير. 2056 - والثامن: يفتعل بالياء وضمها وفتح العين وذلك يفترى في يونس [37] ويوسف [111] لا غير. 2057 - والتاسع: يتفاعل بياء وفتح العين وياء وبتاءين، وذلك قوله في النحل [59]: يتورى، وفي السجدة [16]: تتجافى وفي النجم [55]: تتمارى لا غير. 2058 - والعاشر: أفعل بفتح الهمزة وهي للمتكلم وإسكان الفاء في إنّى أراك [الأنعام: 74] وفكيف ءاسى [الأعراف: 93] وإنّى أرى [الأنفال: 48] وو لكنّى أراكم [هود: 29] وإلى مآ أنهاكم [هود: 88] وإلّا مآ أرى [غافر: 29] وما أشبهه.
2059 - وكذلك اختلفوا في إمالة الألف من قوله: يويلتى في المائدة [31] وهود [72] والفرقان [28] ويأسفى في يوسف [84] ويحسرتى في الزّمر [56] ومن قوله: أنّى التي تكون للاستفهام بمعنى متى وكيف وأين كقوله: أنّى شئتم [البقرة: 223] وأنّى يكون له [البقرة: 247] وأنّى يحى هذه [البقرة: 259] وأنى لك هذا وأنّى يؤفكون [المائدة: 75] وو أنّى لهم التّناوش [سبأ: 52] وما أشبهه. ومن قوله: (متى) وهو اسم لأنه ظرف زمان كقوله: متى نصر الله [البقرة: 214] ومتى هذا الوعد [يونس: 48] ومتى هذا الفتح [السجدة: 28] وما أشبهه. ومن قوله: عسى وهو فعل غير «1» متصرف كقوله: وعسى أن تكرهوا [البقرة: 216] وو عسى أن تحبّوا [البقرة: 216] وعسى ربّكم [الأعراف: 129] وما أشبهه. ومن قوله: بلى وهو حرف قائم بنفسه ومعناه الإيجاب بعد النفي كقوله: بلى من كسب [البقرة: 81] وبلى من أسلم [البقرة: 112] وبلى وربّنا [الأنعام: 30] وما أشبهه. 2060 - فأما قوله: على [البقرة: 14] وإلى [يوسف: 25] ولدا فلا خلاف في إخلاص فتح ألفاتها؛ لأنها حروف معاني، والحروف لا تمال لضعفها وجمودها وكون ألفاتها غير منقلبة من شيء، وإنما رسمن ياءات في الثلاث كلم لرجوعهنّ إلى الياء إذا اتصلن بمضمر، نحو عليك وإليك ولديك وعليه وإليه ولديه. وقد اختلف عن الكسائي في إمالة حتّى [البقرة: 214] ويأتي ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى. 2061 - فأمال جميع ما تقدم من الأسماء والأفعال إمالة خالصة «2» حمزة والكسائي في حاشى «3» أربعة أصول مطّردة واثني عشر حرفا متفرقة من ذلك، فإن الكسائي أمالها دون حمزة. فأما أصول الأربعة. 2062 - فالأول منها: ما جاء من لفظ الإحياء مسبوقا بالفاء [أو بثم أو لم يسبق بهما] «4» كقوله: فأحياكم [البقرة: 28] وفأحيا به الأرض [البقرة: 164] وثمّ أحياهم [البقرة:
243] وو من أحياها [المائدة: 32] وما أشبهه، فإن سبق بالواو كقوله: ويحيى من حىّ [الأنفال: 42] ونموت ونحيا [المؤمنون: 3] وأمات وأحيا [النجم: 44] وما أشبهه اتفقا على إمالته، واختلف شيوخنا في قوله: ولا يحيى في طه [74] وسبّح اسم [الأعلى: 1] في مذهب حمزة، فقرأت ذلك على أبي الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه في رواية الجماعة عن سليم عنه بإخلاص الفتح، وقرأت ذلك على غيره بإخلاص الإمالة، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء، وبه كان يأخذ ابن مجاهد والنقّاش وأبو بكر «1» الآدمي وأبو طاهر وغيرهم. 2063 - والثاني: ما جاء من لفظ الخطيئة كقوله: خطياكم [البقرة: 58] وخطياهم [العنكبوت: 12] وخطينا [طه: 73] وما أشبهه، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: أنا عبد الواحد بن عمر، قال: أنا أحمد بن فرح عن أبي «2» عمر عن الكسائي أنه أمال فتحة الطاء والياء جميعا في هذا الضرب حيث وقع. 2064 - وحدّثنا «3» ابن جعفر أيضا، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثني موسى بن يحيى المقرئ، [88/ ظ] قال: حدّثنا ابن واصل عن محمد بن أبي عمر عن أبيه عن الكسائي بمثل ذلك. 2065 - وحدّثنا «4» فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين عن قراءته على أصحابه عن أبي الحارث عنه أنه أخلص فتحهما معا، والعمل في مذهب الكسائي من جميع طرقه على إخلاص فتحة الطاء، وإمالة فتحة الياء. وبذلك قرأت وبه آخذ. 2066 - والثالث: ما جاء من لفظ الرؤيا كقوله فى رءيى [يوسف: 43]، للرّءيا تعبرون [يوسف: 43] وقد صدّقت الرّءيآ [الصافات: 105] وما أشبهه. وقد اختلف عن الكسائي في ثلاث كلم من ذلك، وهي قوله في سورة يوسف [5]: لا
تقصص رءياك على إخوتك وفى رءيى إن كنتم [43] وتأويل رءيى [100] فروى أبو الحارث عنه الحرف الأول بإخلاص الفتح. وروى قتيبة عنه الحرفين الأخيرين بإخلاص الفتح. وروى الدوري ونصير وأبو موسى عنه الثلاثة الأحرف بالإمالة، وأجمعوا عنه على إمالة ما عداها. 2067 - والرابع: ما جاء من قوله: مرضات الله [البقرة: 207] ومرضاتى [الممتحنة: 1] في جميع القرآن. 2068 - وأما الاثني عشر حرفا: فأولها في البقرة [38]: فمن تبع هداى ومثله في طه [123] وفي آل عمران [102] حقّ تقاته وفي الأنعام [80] وقد هدان وفيها [162] ومحياى وفي يوسف [23] مثواى، وفي إبراهيم [36] ومن عصانى وفي الكهف [63] ومآ أنسانيه وفي مريم [30] ءاتانى الكتب وفيها [31] وأوصانى بالصّلوة وفي النمل [36] فمآ ءاتان الله وفي الجاثية [21] سوآء مّحياهم ومماتهم. 2069 - واختلف عن الكسائي في أربعة أحرف منها وهي هداى في الموضعين وو محياى ومثواى فروى عنه أبو الحارث إخلاص فتحها. وروى الباقون عنه إمالتها على أن فارس بن أحمد قد خيّر في رواية نصير عنه في الفتح والإمالة في هداى ومثواى ورءيى «1» وبالإمالة آخذ له. 2070 - واختلف عن حمزة بعد هذا في أربعة أحرف وهي قوله: أو الحوايآ في الأنعام [146] وو ءاتانى رحمة [28] وو ءاتانى منه رحمة في الموضعين في هود [63] لو أنّ الله هدانى في الزّمر [57] فروى لي رجاء عن أصحابه عنه أو الحوايآ بإخلاص الفتح «2»، وبه كان يأخذ أبو بكر الآدمي وسائر أصحاب أبي أيوب الضبّي. وأقرأني أبو الفتح، عن قراءته في رواية الجماعة، عن سليم بالإسناد المتقدم ءاتانى في الحرفين وهدانى بإخلاص الفتح في الثلاثة. وقال لي: لم يمل حمزة ما اتصل بضمير من هذا الباب، إلا حرفا واحدا، وهو قوله في آخر الأنعام [161]: قل إنّنى هدانى لا غير، وأقرأني ذلك غير أبي الفتح في رواية خلف وخلّاد عن سليم عنه بالإمالة وزعم أنه لم يخلص الفتح في شيء من هذا الباب إلا في الحرف الأول من
سورة الأنعام، وهو قوله: وقد هدان [الأنعام: 80] لا غير. وعلى هذا أكثر أهل الأداء «1»، وما رواه «2» لي أبو الفتح وهو قياس مذهب حمزة. 2071 - ولا أعلم خلافا عنه في الإمالة في قوله: لن ترانى [143] وفسوف ترانى في الأعراف [143] وإنّى أرانى أعصر [36] وإنّى أرانى أحمل في يوسف [36] لكون ما قبل الألف في الأربعة راء «3» والراء بتكريرها قد تخصّ «4» بالإمالة كثيرا، فإمالتها كذلك إجماع عنه. وروى ابن شنبوذ عن قراءته على سعيد «5» بن عمران عن سليم عن حمزة ءاتانى الكتب في مريم [30] وفمآ ءاتان الله في النمل [36] بالإمالة مثل الكسائي لم يروه عن سليم أحد غيره. 2072 - واتفق حمزة والكسائي بعد هذا على إمالة ما كان من ذوات الياء في الأسماء والأفعال في جميع القرآن، وكذا اتفقا على الإمالة في قوله: الدّنيا [البقرة: 85] والعليا [التوبة: 40] والرّبوا [البقرة: 275] وو الضّحى [الضحى: 1] وضحاها [النازعات: 29] حيث وقع [و] «6» على الإمالة في قوله: منهم تقاة وهو الحرف الأول من آل عمران [28] وفي قوله: مّزجاة في يوسف [88] وغير نظرين إناه في الأحزاب [53]. 2073 - وانفرد الكسائي دون حمزة بإمالة أربعة أفعال من ذوات الواو وهي
قوله: دحئهآ [النازعات: 30] وتلئها [الشمس: 2] وطحئها [الشمس: 6] وسجى [الضحى: 2] أتبعها ما قبلها وما بعدها من الممال لتكون «1» الفواصل بلفظ واحد واختلف عنه في حرف خامس وهو قوله في النور [21]: ما زكى منكم فروى قتيبة أنه أماله لكونه في الرسم بالياء بلا اختلاف في شيء من المصاحف، وهي قراءته القديمة، وكذلك رواه عنه [89/ و] الفرّاء «2»، وأحمد بن جبير، وصالح «3» بن عصام الناقط، وأحمد بن أبي الذهل «4»، وروى عنه سائر الرّواة المسلمين «5»، قيل: إنه أخلص فتحته وهي قراءته الأخيرة. 2074 - وقد رويت إمالته عن أبي بكر «6» عن عاصم، فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا «7» عمر بن الحسين الشيباني، قال: حدّثنا المنذر بن محمد، قال: حدّثنا هارون، قال: حدّثنا أبو بكر عن عاصم ما زكى منكم مكسورة. وكذلك روى هارون «8» عن أبي بكر نفسه، وعن
حسن «1» بن علي عنه أنه كسر الأربعة الأفعال المذكورة التي من ذوات الواو دحئهآ [النازعات: 30] وتلئها [الشمس: 2] وطحئها [الشمس: 6] وسجى [الضحى: 2] كالكسائي سواء. وكذلك رويا «2» عن أبي بكر والضّحى [الضحى: 1] بالكسر، لم يرو ذلك عنه غيرهما. 2075 - واختلف عن الكسائي في إمالة عين الفعل من فعالى وفعالى في خمس كلم، وهنّ النّصرى [البقرة: 62] واليتمى [البقرة: 83] وأسرى [البقرة: 85] وكسالى [النساء: 142] وسكرى [النساء: 43] فروى ابن عبدوس «3» وابن فرح «4» جميعا عن أبي عمر عنه أنه أمال العين واللام منهنّ، وكذلك أقرأني ذلك أبو الفتح فيهن، في رواية نصير عنه، وقال ابن فرح عن أبي عمر: أنّ الكسائي ترك ذلك من بعد، وقال أبو «5» الزعراء عن أبي عمر أنه أمال ذلك لنفسه، فإذا أخذ على الناس فتح. وروى محمد «6» بن يحيى عن أبي الحارث عنه اليتمى ويتمى [النساء: 127] بإمالة التاء. وحدّثني الفارسي «7» عن أبي طاهر أنه قرأ الباب كله على أبي عثمان الضرير عن أبي عمر عن الكسائي بإمالة العين واللام، ولم يذكر أسرى وذكر الأربعة الأحرف، والباقون عن الكسائي بإمالة مخلصين «8» فتح العين ويميلون اللام «9».
[الاختلاف عن نافع في الإمالة]
[الاختلاف عن نافع في الإمالة] 2076 - واختلف عن نافع في كل ما تقدّم من الأسماء، والأفعال: فقرأت له في رواية ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل «1». وفي رواية ابن سعدان «2»، عن المسيّبي. وفي رواية القاضي «3»، عن قالون. وفي رواية أبي عون «4» عن الحلواني عنه، وفي رواية الجماعة عن ورش ما خلا الأصبهاني وحده عنه جميع ذلك بين الفتح والإمالة سواء وقع حشوا، أو في فاصلة. 2077 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: كان نافع لا يفتح ذوات الياء ولا يميلها «5»، نحو الهدى [البقرة: 120] والهوى [النساء: 135] والعمى [فصلت: 17] واستوى [البقرة: 19] وأعطى [طه: 50] وما أشبهه ذلك كانت قراءته وسطا من ذلك، وكذلك يحيى وموسى وعيسى وو الأنثى [البقرة: 178] ولليسرى وللعسرى ورآء [البقرة: 101] وونئا [الإسراء: 83] قال «6»: وقال المسيّبي: كان نافع لا يفتح ذلك كله، والأولى قول قالون وورش عن نافع. 2078 - وأقرأني ابن غلبون «7» عن قراءته في رواية أبي يعقوب عن ورش ما كان [من] «8» ذلك فيه راء اسما كان أو فعلا، نحو الذّكرى [الأنعام: 68] والبشرى [يونس: 64] وللعسرى ولليسرى وذكرى [الأنعام: 69] ويتورى [النحل: 59] [ومثواى] [يوسف: 23] وقد نرى [البقرة: 144] وأرئكم [الأعراف: 27] وما أشبهه، أو وقع في فاصلة في «9» سورة فواصلها «10»
على ياء نحو والنّجم وعبس وما أشبههما بين اللفظين ما عدا ذلك بإخلاص الفتح، وكذا «1» إن لحق «2» الفواصل كناية مؤنث كفواصل والشّمس وبعض فواصل والنّزعت إلا قوله: من ذكرئهآ [النازعات: 43] فإنه لم يخلص فتحه من أجل الراء التي قبل ألف التأنيث فيه. 2079 - وأقرأني ابن خاقان «3» وأبو الفتح «4» عن قراءتهما في روايته عن ورش الباب كله بين اللفظين، وهو الصحيح عن ورش نصّا وأداء، وبه آخذ. ولا أعلم عنه خلافا من طريق النصّ والأداء في قوله: والّيل إذا سجى [الضحى: 2] أنه بين بين حملا على ما قبله وما بعده من الضربين. 2080 - واختلف أهل الأداء من المصريين عن أبي يعقوب عنه في قوله في الأنفال [43] ولو أرئكهم فروى بعضهم أنه أخلص الفتح للراء وما بعدها فيه، وعلى ذلك عامّة أصحاب ابن هلال «5» وأصحاب أبي الحسن «6» النحاس. وبذلك أقرأني أبو الفتح عن قراءته، وكذلك روى ذلك أداء محمد بن «7» علي عن أصحابه عنه. وروى آخرون عنه أنه قرأ الراء وما بعدها بين اللفظين، وبذلك أقرأني ابن خاقان وابن غلبون عن قراءتهما، وهو القياس، وعلى ذلك أصحاب داود «8» وعبد الصمد. «9» 2081 - وروى أحمد بن «10» صالح لليسرى «11»، وأخرى [آل عمران: 13]
مراتب الفتح والإمالة عند القراء الأئمة
[89/ ظ]، مبطح «1»، الراء، ويرى [البقرة: 165] وافترى [آل عمران: 94] الراء مقعورة، قال أبو عمرو: فدلّ هذا على أنه يميل بين بين «2» ما كان اسما، وقبل آخره فيه «3» حرف راء، ويفتح ما كان فعلا على هذا النحو. وقرأت من طريقه «4» ما كان اسما أو فعلا من ذوات الراء وغيرها بين الفتح والإمالة، وكذلك روى داود وعبد الصمد وأبو يعقوب عن ورش في جميع الباب، فقالوا عنه عن نافع ترى أعينهم [المائدة: 83] ورءا كوكبا [الأنعام: 76] وافترى [آل عمران: 94] وتترا [المؤمنون: 44] وتتمارى [النجم: 55] ولليسرى وللعسرى، والنّصرى [البقرة: 62] والحوايآ [الأنعام: 146] واليتمى [البقرة: 83] وكسالى [النساء: 142] وفردى [الأنعام: 94] والقرى [الأنعام: 92] والهدى [البقرة: 120] وأعمى [الرعد: 19]، ويأسفى [يوسف: 84]، وو أبقى [طه: 71]، وسيمى [البقرة: 282] وضيزى [النجم: 22]، والتّورئة [آل عمران: 3] وما أشبهه ذلك، كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ في القرآن كله، وهذا القول منهم، مؤذن «5» بإطلاق القياس في ذوات الياء أسماء كنّ أو أفعالا حشوا وقعن أو فواصل، راء كان الحرف الواقع قبل الألف المنقلبة عن الياء المرسومة ياء أو غير راء. مراتب الفتح والإمالة عند القراء الأئمة 2082 - قال أبو عمرو: ومعنى قول أصحاب ورش عنه عن نافع في هذا الضرب، وفي غيره من الممال فيما بين ذلك وسطا من اللفظ أي فيما بين الفتح الذي يستعمله ابن كثير وعاصم، وبين الإمالة التي يستعملها حمزة والكسائي إلا أنه إلى الإمالة أقرب، ومعنى قول من وافق ورشا من أصحاب نافع على تلك العبارة فيما بين ذلك الفتح، وبين تلك [الإمالة] إلا أنه إلى الفتح أقرب، وإمالة حمزة أشبع من إمالة الكسائي، وإمالة الكسائي أشبع من إمالة أبي عمرو، وفتح عاصم أشبع من فتح
ابن كثير [وفتح ابن كثير] «1» أشبع من فتح نافع، وابن عامر. 2083 - وقال الأصبهاني عن ورش: «بلى» بإشمام «2» الإضجاع، وقياس ذلك عسى [البقرة: 216] ومتى [البقرة: 214] وأنّى [البقرة: 223] وسائر حروف المعاني. وقال أحمد بن «3» صالح عن ورش وقالون هداى [البقرة: 38] الدال بين الفتح والكسر وقال عنهما: يويلتى [المائدة: 31] ويأسفى [يوسف: 84] التاء والفاء وسط. وقال أصحاب قالون والمسيّبي عنهما يويلتى منتصبة التاء، وقال الأصبهاني عن ورش: يويلتى ويأسفى بالتفخيم، وقال خلف عن المسيّبي: يويلتى إلى التفخيم أقرب. 2084 - وروى أبو عبيد «4» ومحمد بن «5» خالد البرمكي عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع فتلقّى ءادم [البقرة: 37] بإشمام الكسر قليلا. وكذلك قوله: فسوّئهنّ [البقرة: 29] وكذلك كل ما كان بالياء، مثل: إذا هوى [النجم: 1] وأعطى [طه: 50] وو أكدى [النجم: 34] وو أبقى [طه: 71]. 2085 - حدّثنا الفارسي «6» عن أبي طاهر عن ابن مجاهد عن قراءته في رواية
إسماعيل يويلتى بالفتح، ويأسفى بين الفتح والكسر. وروى خلف عن المسيّبي عنه أعطى وو أبقى بشمّ الكسر قليلا، وقال عنه فأحيكم [البقرة: 28] وو أحيا [البقرة: 164] مفتوح كله. 2086 - وقال ابن جبير عن أصحابه: يحيى [آل عمران: 29] وموسى [البقرة: 51] وعيسى [البقرة: 87] وهدى [البقرة: 2] ونجوى [الإسراء: 47] والكبرى [طه: 23] والثرى [طه: 6] والحسنى [النساء: 15] والأولى [طه: 21] والأخرى [البقرة: 282] وو لو يرى «1» [البقرة: 165] وإيّاكم [النساء: 131] وخطياكم [البقرة: 58] وو من عصانى [إبراهيم: 36] مفخّم كله في جميع القرآن. قال وأهل المدينة ألين تفخيما من عاصم. 2087 - وروى الجمال «2» عن الحلواني وأحمد بن قالون عن قالون أنه فتح ذلك كله، وبذلك قرأت في رواية أبي نشيط «3» والشحام «4» والجمال «5» عن الحلواني عن قالون. وفي رواية ابن فرح «6» عن أبي عمر عن إسماعيل. وفي رواية محمد بن «7» المسيّبي عن أبيه، وفي رواية الأصبهاني «8» عن أصحابه عن ورش. 2088 - وقال القاضي «9» والقطري «10» والمدني «11» والكسائي «12» عن قالون
[إمالات أبي عمرو البصري]
مجراها ومرساهآ [هود: 41] الراء والسين مفتوحتان، وزاد المدني عنه سكرى وما هم بسكرى [الحج: 1] وتترا [المؤمنون: 44] الراء مفتوحة كذلك «1» سائر الباب. [وكذلك قال العثماني «2» عنه]، وكذلك روى ابن شنبوذ عن أبي نشيط «3» وأبي سليمان «4» عنه إلا أنه استثنى عن أبي نشيط أبى [البقرة: 34] فتلقّى [البقرة: 37] وعن أبي سليمان الدّنيا [البقرة: 85] واستوى [البقرة: 29] فروى ذلك عنهما بالإمالة. [إمالات أبي عمرو البصري] 2089 - وقرأ أبو عمرو بإمالة «5» ما فيه [قبل] «6» الألف المنقلبة من الياء راء اسما كان أو فعلا، نحو أخرى [البقرة: 282] وبشرى [البقرة: 97] والنّصرى [البقرة: 64] ومجراها [هود: 41] ويتورى [النحل: 59] وتتمارى [النجم: 55] ويرى [البقرة: 165] ويرئكم [الأعراف: 27] وافترى [آل عمران: 94] واعترئك [هود: 54] وما أشبهه حيث وقع. 2090 - وقرأ الأسماء المؤنثة التي على وزن [90/ و] فعلى وفعلى وفعلى إذا لم يكن اللام [راء] «7» والفواصل «8» التي على ألف منقلبة من ياء أو واو، وسواء اتصل بهما «9» ضمير مؤنث أو لم يتصل، نحو فواصل طه [طه: 1] والنّجم [النجم: 1] والنّزعت [النازعات: 1] وعبس [عبس: 1] وسبّح [الأعلى: 1]
والشّمس [الشمس: 1] والّيل [الليل: 1] والضّحى [الضحى: 1] وقرأ «1» بين الفتح والإمالة، وقرأ في سبحان [72] ومن كان فى هذه أعمى [الإسراء: 72] وهو الحرف الأول بالإمالة الخالصة، وقرأ ما عداها بإخلاص الفتح في جميع القرآن، وحكى ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عنه الحسنى [النساء: 95] والدّنيا [البقرة: 32] والأولى [طه: 21] وما أشبهه بالتفخيم. 2091 - واختلف بعد عن اليزيدي عنه في سبع كلم، وهنّ موسى [البقرة: 51] وعيسى [البقرة: 87] ويحيى [الأنعام: 85] وأنّى [البقرة: 233] التي للاستفهام ويا ويلتى [المائدة: 31] ويحسرتى [الزمر: 56] ويأسفى [يوسف: 84] فقرأت له من جميع الطرق موسى وعيسى ويحيى بين بين. وكذا حدّثني الحسن «2» بن علي البصري عن أحمد «3» بن نصر عن ابن مجاهد أنه قرأ على أصحابه عنه «4»، وذكره منصوصا عن ابن «5» اليزيدي عن أبيه. 2092 - وكذا حدّثني الحسن «6» أيضا عن أحمد عن ابن شنبوذ عن موسى بن
جمهور عن أبي الفتح الموصلي وأبي شعيب السّوسي جميعا عن اليزيدي، وكذلك روى إبراهيم «1» عن أبيه في موسى وعيسى بالفتح، ولم يذكر في كتابه «2» يحيى فاضطرب قوله. وروى الحلواني «3» عن الدوري عنه عن أبي عمرو أنه فتح الثلاثة الأسماء والعمل على الأول، وبه الأخذ. 2093 - وهذا الاختلاف إنما هو إذا لم يقع شيء من ذلك في فاصلة ووقع حشوا، فإن وقع في فاصلة نحو بربّ هرون وموسى [طه: 70] وحديث موسى [طه: 9] وبما فى صحف موسى [النجم: 36] وصحف إبراهيم وموسى [الأعلى: 19] فلا خلاف عنه في إمالة بين بين، ولم يقع عيسى ولا يحيى في فاصلة. 2094 - وقرأت له من طريق ابن «4» مجاهد عن أصحابه عن أبي عمر عن اليزيدي أنّى التي للاستفهام نحو قوله: أنّى شئتم [البقرة: 223] وأنّى يؤفكون [المائدة: 75] وما أشبهه بين الفتح والإمالة. وكان ابن مجاهد يقول: يحتمل أن يكون على مثال أفعل، وعلى مثال فعلى، وكان يختار أن يكون على فعلى، وهو الصحيح، فكان يأخذ في قراءة أبي عمرو بإمالتها قليلا كسائر باب فعلى نحو صرعى [الحاقة: 7] وشتّى [طه: 53] ومّرضى [النساء: 43] وما أشبهه. 2095 - وروى اليزيديون «5» وأبو شعيب عن اليزيدي، عنه: أنه فتح أنّى في جميع القرآن، واختلف قول إبراهيم بن اليزيدي عن أبيه عنه فيها، فقال في موضع: بالفتح، وقال في آخر: بين الفتح والكسر.
2096 - بإخلاص الفتح، قرأت ذلك من طريق السوسي والموصلي عن اليزيدي، وقرأت له من طريق ابن مجاهد على أبي «1» الحسن عن قراءته يويلتى [المائدة: 31] ويحسرتى [الزمر: 56] بين اللفظين ويأسفى [يوسف: 84] بإخلاص الفتح. 2097 - وحكى ابن مجاهد في جامعه قرأت على أبي عمرو من تصنيفه عن ابن اليزيدي عن أبيه يحسرتى ويأسفى بين الفتح والكسر، ولم يذكر هنا يويلتى. وروى أبو عبد «2» الرحمن وأبو حمدون «3» عن اليزيدي الثلاث الكلم بالإمالة. 2098 - وروى الدوري وابن شجاع «4» وابن جبير «5» وأبو خلاد «6» وأبو شعيب وابن واصل «7» عن اليزيدي يويلتى بالفتح، ولم يذكروا غيره، وبذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته في الثلاث من جميع الطرق عن أبي عمرو، وقرأت جميع ما ذكرته من المختلف فيه عن اليزيدي في رواية شجاع بإخلاص الفتح. 2099 - وحكى أحمد «8» بن يعقوب التائب عن قراءته على أحمد بن حفص الخشّاب عن أبي شعيب عن اليزيدي عنه ما كان على مثال فعالى وفعالى نحو كسالى [النساء: 142] وفردى [الأنعام: 94] ويتمى [النساء: 127] والحوايآ [الأنعام: 146] وما أشبهه بفتح متوسط، وذلك قياس ما روت الجماعة عن اليزيدي عنه من إمالة ألف التأنيث يسيرا في الأمثلة الثلاث. وقرأت أنا فعالى وفعالى بإخلاص
الفتح ما لم تكن اللام راء. وروى ابن شنبوذ عن محمد بن «1» [أبي] «2» شعيب السوسي عن أبيه وعن إسحاق «3» بن مخلد عن أصحابه عن اليزيدي بلى «4» بين الفتح والكسر في جميع القرآن «5». 2100 - وحدّثني الحسن «6» بن شاكر عن أبي بكر الشذائي عن قراءته على أبي الحسن بن المنادي [ ...... ] «7» غلط لا شك فيه. 2101 - قال أبو عمرو: ولا نعلم خلافا عن أبي عمرو في إخلاص الفتح في قوله: أولى لك [القيامة: 34] وشبهه من لفظه؛ لأنه على مثال أفعل الذي من أصل قوله إخلاص فتحه ما لم يكن لامه راء إلا في قوله في القيامة، فأولى [34، 35] [90/ ظ] في الموضعين، فإنه قرأهما بين الفتح والإمالة لكونه فاصلة طردا لمذهبه في الفواصل. وكذلك قرأ أعمى [124] والأولى من طه [21]، والذي في عبس [الآية: 2] بين بين كذلك. وقال أبو حمدون «8» عن اليزيدي عنه لن ترئنى [الأعراف: 143] بين الكسر والفتح حيث وقع.
الاختلاف عن عاصم في إمالة بعض الحروف
2102 - وقرأ الباقون «1» بإخلاص الفتح في جميع ما تقدّم من الأسماء والأفعال. واختلف عن عاصم وابن عامر في مواضع متفرّقة من ذلك لا يضبطها قياس، وإنما تعرف بالحفظ، وأنا أذكرها بالاختلاف فيها. الاختلاف عن عاصم في إمالة بعض الحروف 2103 - فأما عاصم فروى ضرار «2» بن صرد عن يحيى ومحمد «3» بن خلف التيمي عن الأعشى عن أبي بكر عنه فتلقّى ءادم [البقرة: 37] مكسورة القاف ولمن اشترئه [البقرة: 102] بكسر الراء ما ولّئهم [البقرة: 142] بكسر اللام. وروى أبو هشام «4» عن يحيى عن أبي بكر ما ولّئهم بالكسر وأن هدئكم للإيمن في الحجرات [17] بكسر الألف من هدئكم. 2104 - وروى خلف «5» بن هشام عن يحيى عن أبي بكر مثنى «6» [النساء: 3] في النساء بالإمالة. وكذلك روى لي أبو الفتح عن أصحابه عنه في مولئهم [الأنعام: 62]. 2105 - وروى النقّار «7» عن الخياط عن الشموني عن الأعشى لمن اشترئه كان يفخّمها مرة ويميلها مرة، ثم ثبت «8» على التفخيم واليتمى [البقرة: 83] لا يبالغ في تفخيمها. 2106 - وروت الجماعة عن أبي بكر ما خلا الأعشى ولكنّ الله رمى في الأنفال [17] ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الأخرة أعمى في سبحان [72]
بالإمالة في الثلاث كلم. وكذلك روى حمّاد «1» والمفضل «2» عن عاصم في الثلاثة. وروى الشموني «3» عن الأعشى أعمى في الموضعين بين التفخيم والتضجيع، وروى بالتفخيم وبإخلاص الفتح، قرأت ذلك كله من طريق الشموني «4» وابن غالب «5»، وكذلك قال النقار عن الخياط عن الشموني، وروى التيمي عن الأعشى رمى بكسر الميم. وروى ابن جبير «6» عن الكسائي عن أبي بكر أعمى في المكانين بالتفخيم، وروى أبو عبيد «7» عنه أنه أمالها، وبذلك قرأت «8» في رواية الكسائي عن أبي بكر. 2107 - وأخبرنا الفارسي «9»، قال: أنا أبو طاهر، قال: أنا محمد بن «10» محمد، قال: أنا [ابن] «11» سعدان، قال: أنا أبو هارون الكوفي عن أبي بكر عن عاصم أنه كان لا يكسر شيئا. 2108 - قال أبو عمرو: وأبو هارون هذا هو الكسائي كان ابن سعدان يدلسه فيكنّيه باسم ابنه وكنية ابنه أبو إياس واسمه هارون. «12» 2109 - وروى العليمي عن أبي بكر وحمّاد جميعا عن عاصم يبشرى في يوسف [19] بالإمالة. وروى خلف بن هشام وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر
السّوأى في الروم [10] بالإمالة. وروى خلف عن يحيى عن أبي بكر مجرئها ومرساهآ [هود: 41] [الراء والسين] بين الكسر والفتح. وروى الوكيعي «1» والرفاعي «2» وموسى «3» بن حزام وحسين «4» بن الأسود عن يحيى عن أبي بكر بفتح الراء والسّين، وبذلك قرأت له من جميع الطرق. 2110 - وروى يحيى «5» وأبو عبيد «6» عن الكسائي عن أبي بكر أعمى [124] وأعمى [125] في الحرفين من طه [124] بالإمالة. وقال الأعشى عن أبي بكر بين التفخيم والتضجيع، وروى ابن جبير «7» عن الكسائي عنه بالتفخيم، وبذلك قرأت فيهما على عاصم من جميع الطرق، وبه آخذ. وروى «8» عبيد بن نعيم عن «9» أبي بكر وو أملى لهم في القتال [25] بكسر اللام، لم يرو ذلك غيره. 2111 - وروى هبيرة عن حفص عن عاصم من قراءتي له على أبي «10» الفتح يرى [البقرة: 165] وترئهم [الأعراف: 198] إذا كان في أول ذلك بالإمالة. وحدّثني أبو الفتح في الإمالة والفتح إذا كان في أوله ياء أو تاء «11» أو نون أو همزة، نحو هل يرئكم [التوبة: 127] وهل ترى [الملك: 3] وو لكنّى أرئكم [هود: 29] ولآ أرى [النمل: 20] وإنّى أرى [الأنفال: 48] وما أشبهه. وبالإمالة آخذ له في الباب كله «12».
الاختلاف عن ابن عامر في إمالة بعض الحروف
2112 - وروى عنه «1» أيضا وبشرى في رأس المائة من البقرة [97]، وفي أول النمل [2] بالإمالة، [وجرت في أجزاء] القياس في نظائرهما، فقرأت ذلك بالوجهين، وروى عنه أيضا لمن اشترئه في البقرة [102] بالإمالة وكذلك روى عنه رسلنا تترا في المؤمنين [44]، وروت الجماعة عن حفص مجرئها في هود [41] بالإمالة، وروى أبو الحارث «2» عن أبي عمارة عنه أعني في المكانين في سبحان بالإمالة. [91/ و] 2113 - فأما الاختلاف عن عاصم وغيره في قوله: رءا كوكبا [الأنعام: 76] ورءا الشّمس [الأنعام: 78]، وبابهما، وترءا الجمعان [الشعراء: 61]، وأدرئكم [يونس: 16]، وأدراك [الحاقة: 3]، وو نئا بجانبه وكذلك التّورئة [آل عمران: 3] فنذكره في مواضعه من السّور إن شاء الله تعالى. الاختلاف عن ابن عامر في إمالة بعض الحروف 2114 - وأما ابن عامر فروى أحمد بن «3» المعلى وعثمان «4» بن خرزاد عن ابن ذكوان بإسناده عنه أنه أمال ستة أحرف من جميع ما تقدم، وهي ولو أرئكهم في الأنفال [43] وأتى أمر الله في أول النحل [1] ومن افترى في طه [61] وماذا ترى في والصافات [102] ولكنّى أراكم في الأحقاف [23] وفأراه الأية في والنازعات [20]. وروى التغلبي «5» عن ابن ذكوان أنه أمال أربعة أحرف أتى أمر الله ويلقئه في سبحان [13] وماذا ترى وفأرئه الأية. وروى محمد بن «6» موسى الصّوري عنه أنه أمال أتى أمر الله ويلقئه. وروى أحمد «7»
ابن أنس عنه أنه أمال يلقئه. 2115 - وحدّثنا فارس «1» بن أحمد قال: أنا عبد الله بن الحسين، قال: أنا محمد بن شنبوذ عن الأخفش عن ابن ذكوان أنه أمال ثلاثة أحرف ببضعة مّزجئة في يوسف [88] وأتى أمر الله ويلقئه ونصّ الأخفش في كتابه الأكبر عن ابن ذكوان على الإمالة في مّزجئة فقال: يشمّ الجيم شيئا من الكسر. 2116 - وقال التائب «2» عن ابن المعلى وابن خرزاد عن ابن ذكوان أنه كان يميل كل راء بعدها ألف منقلبة من ياء أو للتأنيث، نحو ترى [المائدة: 62] وترى [البقرة: 55] ويرى [البقرة: 165] واعترئك [هود: 54] وبشرى [البقرة: 97] وذكرى [الأنعام: 69] والنّصرى [البقرة: 62] وأسرى [البقرة: 85] وشبهه مثل أبي عمرو إلا حرفا واحدا فإنه فتحه وهو قوله: مجرئها [هود: 41]. 2117 - وقال التائب: وأخبرني بعض قرّاء دمشق أن ابن عامر كان يكسر ما فيه الراء «3» ويفتح ما سواه. وكذلك روى الداجوني «4» عن محمد بن موسى عن ابن ذكوان، وقرأت من طريق الأخفش عن ابن ذكوان عن الفارسي «5» وأبي الفتح «6» وابن غلبون «7» بإخلاص الفتح في جميع ما تقدم. وكذلك روى هشام بإسناده عن ابن عامر، وروى الحلواني عن هشام عنه غير نظرين إناه في الأحزاب [53] بالإمالة في فتحة النون. 2118 - وكذلك روي «8» عن قالون عن نافع، وقد تابعه على ذلك عن قالون أبو سليمان سالم «9» بن هارون المدني، وبإخلاص الفتح قرأت ذلك لقالون من جميع الطرق وبه آخذ.
فصل في الأفعال العشرة
فصل في الأفعال العشرة 2119 - وأمال حمزة عين الفعل من عشرة أفعال ثلاثية ماضية، وهي شآء [البقرة: 20] وجآء [النساء: 43] وزاد «1» [البقرة: 247] وو حاق [هود: 8] وطاب [النساء: 3] وخاف [البقرة: 182] وو ضاق [هود: 77] وخاب [إبراهيم: 15] وزاغ في والنجم [17]، وزاغوا في الصف [5]، وران في المطففين [14] وسواء اتصل بها ضمير أو لم يتصل كقوله: جآءو [آل عمران: 184] وجآءه [البقرة: 275] وجآء به [الأنعام: 91] وجآءتهم [البقرة: 213] وجآءكم [البقرة: 87] وجآءنا [المائدة: 19] وزادتهم [الأنفال: 2] وفزادهم [البقرة: 10] وخافت [النساء: 128] وخافوا [النساء: 9] وضاقت [النوبة: 25] وما أشبهه. 2120 - وأمال الكسائي في رواية نصير عنه من ذلك «زاد» كيف تصرف وحيث وقع «وزاغ» و «زاغوا» وزاد «2» على حمزة الحرف الذي في الأحزاب، وهو قوله: وإذ زاغت الأبصر [10] فأماله أيضا، ولم يأت بإمالته غير وبل ران [المطففين: 14] لا غير «3»، وأمال في رواية الباقين عنه بل ران فقط. 2121 - وأمال ابن ذكوان عن ابن عامر شآء وجآء حيث وقعا، وكيف تصرّفا، واختلف عنه في زاد كيف تصرف، فروى الشاميون وابن شنبوذ عن الأخفش عنه وابن المعلى وابن أنس وابن خرزاد والتغلبي عنه أنه أمال الحرف الأول من سورة البقرة [10] وهو قوله: فزادهم الله مرضا لا غير. وأخلص الفتح فيما عداه، وكذلك حكى الأخفش في كتابه الخاص «4»، وروى أبو عمران موسى بن «5» عبد الرحمن وسلامة «6» بن هارون وأبو بكر النقّاش «7» عن الأخفش والداجوني عن محمد
بن موسى الصّوري عنه أنه أمال ذلك في جميع القرآن، وبذلك أقرأني الفارسي عن النقاش وأبو الفتح عن أبي الحسن عن أبي عمران عنه، وكذلك حكى الأخفش في كتابه العام. 2122 - وروى ابن «1» شاكر عن ابن عتبة «2» بإسناده عن ابن عامر إمالة شآء وجآء وزاد في جميع القرآن [91/ ظ]، وكذلك روى الداجوني «3» عن أصحابه عن هشام وابن ذكوان أداء وابن خرزاد «4» عنه نصّا جآءت [الأنعام: 109] بالكسر لم يروه غيرهما، ذكر ذلك ابن خرزاد في سورة طه، وأمال أبو بكر عن عاصم في غير رواية الأعشى والبرجمي «5» وابن جبير عن الكسائي عنه بل ران [المطففين: 14] فقط، وكذلك روى حمّاد «6» والمفضل «7» عن عاصم. 2123 - وأخبرنا «8» الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: أنا أبو بكر، قال: أنا القورسي «9»، قال: أنا خلاد، أنا حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يميل شآء وجآء في جميع القرآن، لم يرو هذا عن أبي بكر غير حسين الجعفي من الطريق المذكورة، وقد جاء ذلك أيضا عن الكسائي عن أبي بكر. ولم أقرأ به في روايته. 2124 - وقرأ نافع في رواية قالون وورش بإخلاص الفتح في العشرة الأفعال. واختلف عن إسماعيل عنه، فروى أبو عمر «10» وأبو «11» عبيد عنه عن نافع شآء
وجآء وزاد بين الكسر والفتح، وزاد أبو عبيد الباب كله كذلك. وكذلك أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عنه، قال: لا مفتوح ولا مكسور، وبذلك قرأت في رواية إسماعيل من طرقه. 2125 - وأخبرنا ابن «1» جعفر، قال: أنا عبد الواحد بن عمر، قال: أنا البرمكي عن أبي «2» عمر عن إسماعيل الباب كله مفتوح، وبذلك قرأت في رواية ابن فرح عنه «3»، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع. 2126 - واختلف أيضا عن المسيّبي عنه، فروى خلف «4» عنه عن نافع الباب كله يشمّه الكسر قليلا. وروى ابن ذكوان «5» وابن «6» سعدان كل ذلك بالفتح. قال ابن سعدان: كان إسحق «7» إذا لفظ ب زادهم [الفرقان: 60] كأنه يشير إلى الكسر قليلا، فإذا قلت له إنك تشير إلى الكسر، قال: لا ويأبى «8» إلا الفتح. 2127 - وحدّثنا محمد «9» بن أحمد، قال: أنا ابن مجاهد قال: حدّثني أحمد بن زهير عن خلف عن إسحاق عن نافع بل ران بين الفتح والكسر، وروى محمد بن إسحاق عن أبيه بالفتح، وبذلك قرأت للمسيّبي من طريق ابنه وابن سعدان في الباب كله، وبذلك قرأ الباقون «10». 2128 - وروى أحمد «11» بن واصل عن اليزيدي عن أبي عمرو بل ران مكسورة الراء. وروى سائر الرواة عنه فتح الراء.
فصل في ذوات الراء
2129 - وأجمعوا «1» على إخلاص الفتح في قوله في ص [63] أم زاغت عنهم الأبصر إلا ما روي عن إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة: أنه أماله وليس بصحيح. 2130 - وكذا أجمعوا «2» على إخلاص الفتح إذا لحق هذه الأفعال زيادة أو كانت مستقبلة كقوله: فأجآءها المخاض [مريم: 23] وأزاغ الله قلوبهم [الصف: 5] وو ما تشآءون إلّآ أن يشآء الله [الإنسان: 30] ومن يشآء [البقرة: 90] ومن أشآء [الجاثية: 15] وفلا تخافوهم وخافون [آل عمران: 175] ولّا تخف [طه: 77] وو لا تخافى [القصص: 7] وما أشبهه. فصل في ذوات الراء 2131 - واختلفوا في إمالة الألف الواقعة في الأسماء قبل راء مجرورة هي لام الفعل وكسرتها كسرة إعراب وفي إخلاص فتحها، وسواء كانت الألف مزيدة للبناء [أو] «3» مبدلة من حرف أصلي أو اتصل بالراء «4» ضمير «5» أو لم يتصل بها، وذلك يرد على عشرة أمثلة: 2132 - فالأول منها: أفعال «6» بفتح الهمزة، كقوله: وعلى أبصرهم [البقرة: 7] ومن أنصار «7» ومّن أقطارها [الأحزاب: 14] وعلى ءاثرهم [المائدة: 46] وعلى أدبرهم [الإسراء: 26] وبين أسفارنا [سبأ: 19] وو من أصوافها «8» وأوبارها وأشعارهآ [النحل: 80] ومع الأبرار [آل عمران: 193] ومّن الأشرار [ص: 62] وو بالأسحار [آل عمران: 17] وما أشبهه.
2133 - والثاني: إفعال بكسر الهمزة وذلك في قوله: بالعشىّ والإبكر في آل عمران [41] والمؤمن [55] لا غير. 2134 - والثالث: فعال بفتح الفاء وتخفيف العين كقوله: بالّيل والنّهار [البقرة: 274] [ووجه النّهار [آل عمران: 72]] وذات قرار [المؤمنون: 50] وفى قرار [المؤمنون: 13] ودار البوار [إبراهيم: 28] وما أشبهه. 2135 - والرابع: فعال بكسر الفاء وتخفيف العين كقوله: مّن ديركم [البقرة: 84] ومن ديرنا [البقرة: 246] وإلى حمارك [البقرة: 259] وكمثل الحمار [الجمعة: 5] وخلل الدّيار [الإسراء: 5] وما أشبهه. 2136 - والخامس: فعّال بفتح الفاء وتشديد العين كقوله: كلّ كفّار [البقرة: 276] وبكلّ سحّار [الشعراء: 37] وأمر كلّ جبّار [هود: 59] [وكلّ جبّار [إبراهيم: 15]] ولّكلّ صبّار [إبراهيم: 5] والقهّار [يوسف: 39] وإلى العزيز الغفّر [غافر: 42] وكالفخّار [ص: 28] وما أشبهه. 2137 - والسادس: فعّال بكسر الفاء وتشديد العين في الأصل لا في اللفظ، وذلك في قوله في آل عمران [75] بدينار لا غير، والأصل فيه دنّار بنون مشددة، فأبدل من أولها تخفيفا «1» كما فعل ذلك في ديباج وقيراط وديوان، والأصل دبّاج وقرّاط ودوّان. 2138 - والسابع: فعّال بضم الفاء وتشديد [92/ و] العين كقوله: مّن الكفّار [التوبة: 123] وإلى الكفّار [الممتحنة: 10] وكتب الفجّار [المطففين: 7] وما أشبهه. 2139 - والثامن: فعلال بكسر الفاء، وذلك قوله في آل عمران: بقنطار [آل عمران: 75] لا غير. 2140 - والتاسع: مفعال بكسر الميم، وذلك «2» قوله في الرعد بمقدار [8] لا غير، والألف في هذه التسعة الأمثلة زائدة للبناء.
2141 - والعاشر: فعل بفتح الفاء والعين مع تخفيفها وانقلبت العين ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، وذلك نحو قوله: أصحب النّار [البقرة: 39] ووقود النّار [آل عمران: 10] وعقبة الدّار [الأنعام: 135] وفى دارهم [الأعراف: 78] والجار ذى القربى والجار الجنب [النساء: 36] وإذ هما فى الغار [التوبة: 40] وما أشبهه. 2142 - وأمال الألف وما قبلها في جميع ما تقدم أبو عمرو والكسائي في غير رواية أبي الحارث وحمزة في رواية أبي عمر «1» وابن كيسة عن سليم عنه. واستثنى أبو عمر عن سليم من ذلك ءاثرهم [المائدة: 46] وآثارهما [الكهف: 64] وو من أوزار الّذين [النحل: 25] وكلّ كفّار [البقرة: 276] فرواه مفتوحا. هذه قراءتي على أبي الفتح «2» عن أصحابه. 2143 - وحدّثنا محمد «3» بن علي، قال: أنا ابن «4» قطن، قال: حدّثنا أبو خلاد ح. 2144 - وأنا خلف «5» بن إبراهيم، قال: حدّثنا أبو محمد المعدل، قال: أنا أحمد بن شعيب، قال: أنا صالح بن زياد، قالا: أنا اليزيدي عن أبي عمرو كالفخّار [الرحمن: 28] ومّن الأشرار [ص: 62] والأبصر [آل عمران: 13] وكمثل الحمار [الجمعة: 5] وإلى نار جهنّم [الطور: 13] وما أشبهه ذلك، قال أبو خلّاد: يشمها الكسر. وقال أبو شعيب: يشمّها من الكسر، قالا ذلك في سورة الرحمن، وقالا في أول البقرة: إنه يكسر ذلك كله. وكذلك سائر أصحاب اليزيدي في الباب كله، ونصّ على الإمالة في قوله: فى الغار [التوبة: 40] عنه عن أبي عمرو، أبو «6»
عبد الرحمن وأبو «1» حمدون وابن «2» سعدان من رواية الأصبهاني عنه، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء عنه، وبذلك قرأت في جميع الطرق. 2145 - وروى ابن شنبوذ عن أبي عيسى أحمد بن «3» محمد الفرائضي عن أبي عمرو وأبي خلاد جميعا أنهما أخذا عليه الغار [التوبة: 40] وو من أوزار [النحل: 25] بالفتح فيهما. قال ابن شنبوذ: وكذلك لفظ لي محمد «4» بن [أبي] «5» شعيب السّوسي عن أبيه الغار مفتوحا. قال ابن شنبوذ: وكذلك أقرأنيه يونس «6» بن علي بن محمد بن يحيى اليزيدي عن عمّه أبي جعفر عن جدّه يحيى عن أبي عمرو مفتوحا. وقال ابن شنبوذ: فأما شيوخنا الذين قرأنا عليهم كابن جمهور «7» وابن مخلد «8» عن شيوخهم عن اليزيدي عن أبي عمرو، فإنهم يميلونه. 2146 - وقال الحلواني «9» عن أبي عمر عن الكسائي والإبكر في آل عمران [41] بفتح الكاف، وذلك خلاف لما قاله عنه في سورة البقرة من أن الباب كله يمال. 2147 - وذكر أبو طاهر «10» في كتاب الفصل أنه قرأ على أبي بكر وأبي عثمان
[عن] «1» الكسائي فى الغار [التوبة: 40] بالفتح، وقد «2» أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أبي عمر عنه أنه كان يميل كل ألف بعدها راء مكسورة. وقال ابن «3» فرح وابن الحمامي «4» وغيرهما عن أبي عمر عنه كل مخفوض فيه الراء فهو يميله، ولم يستثن شيئا من ذلك، فدلّ على أنه يميل فى الغار، وعلى ذلك جميع أهل الأداء برواية أبي عمرو. 2148 - وأمال الكسائي في رواية أبي الحارث من ذلك ما تكررت فيه الراء، نحو الأبرار [آل عمران: 193] والأشرار [ص: 62] والقرار [إبراهيم: 29] وفى قرار [المؤمنون: 13] وما أشبهه لا غير. وكذلك أقرأني أبو الفتح «5» في رواية خلف وخلاد عن سليم عن حمزة، وقال لي: أصحاب سليم متفقون على الإمالة فيما تكررت فيه الراء إلا رجاء بن عيسى وحده، فإنه روى عنه إخلاص الفتح في ذلك. 2149 - وحدّثنا محمد «6» بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف وأبي «7» هشام عن سليم عن حمزة أنه قرأ الأشرار [ص: 62] والقرار
[إبراهيم: 29] وقرار «1» [إبراهيم: 26] والقهّار «2» [إبراهيم: 28] بين الكسر والتفخيم، وكذلك قرأت في رواية خلف وخلاد على غير أبي «3» الفتح، وقرأت في روايتيهما وفي رواية رجاء دار البوار في إبراهيم [28] والقهّار حيث وقع بين بين. 2150 - وقال خلف: سألت سليما «4» عن البوار والقرار والأشرار ونحو هذا فقال: يشمّه الكسر، ثم قرأت عليه غير مرة ففخّمت ذلك، ولم أشمّ الكسر فسكت عني إلا في قرار ومعين [المؤمنون: 50] ونحوها إذا كان الحرف بالخفض. وقال: أشمّ الراء الكسر، وكذلك من الأبرار [آل عمران: 193] إذا كان في موضع خفض لكون آخر [92/ ظ] الحرف بالخفض. قال خلف: وظننت أنهما عنده متقاربان. هذه رواية ابن الجهم «5» عن خلف. 2151 - وروى «6» ابن فرح عن أبي عمر عن سليم عن حمزة النّار [البقرة: 24] والحمار [الجمعة: 5] والدّار [البقرة: 94] وبقنطار [آل عمران: 75] وبدينار [آل عمران: 75] والبوار بالإمالة وقال: على ءاثارهما [الكهف: 64] وعلى ءاثرهم [المائدة: 46] لا يكسر الثاء، وقال: وو من أوزار [النحل: 25] لا يكسر الزاي. 2152 - وروى «7» أبو داود عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة أنه يبطح «8» الألف إذا كان بعدها راء مكسورة، مثل: عقبى الدّار [الرعد: 22] وأصحب النّار [البقرة: 39] وبدينار [آل عمران: 75] قال: فإذا سقط الكسر عن الراء- يريد في الوقف- كانت مفتوحة، فإن كان في الحرف راءان كذلك مثل: الأشرار [ص: 62] وفي قرار [المؤمنون: 13] يعني أنه يميل أيضا.
2153 - وروى ابن جبير «1» عن سليم عن حمزة أنه يفخّم الباب كله ما تكرر فيه الراء وما لم يتكرر، وقال عنه: إلى حمارك [البقرة: 259] بكسر الميم شيئا، وقال: ومن أوزار [النحل: 25] لا يكسر الزاي. وروى أبو هشام «2» عن سليم كرواية خلف سواء، وروى ابن «3» واصل عن ابن سعدان عن سليم مع الأبرار [آل عمران: 193] إذا كان آخره بالكسر، ومثله مّن الأشرار [ص: 62] يقرأ هذه الحروف بين الكسر والتفخيم. 2154 - وقال محمد بن «4» عيسى عن خلاد عن سليم في الباب كله أنه إلى الخفض أقرب منه إلى التفخيم، وقال: يشم ذلك الخفض في الحالين- يعني في الوقف والوصل- وهذا خلاف لما قاله داود عن ابن كيسة عن سليم من أن ذلك مفتوح في الوقف لزوال جرّه الراء فيه، وروى الحلواني «5» عن خلف وخلّاد عن سليم: كل الباب بالفتح إلا ثلاثة أحرف الأبرار والأشرار وفى قرار، فإنه يشمّ فيهنّ الكسر إذا كان مخفوضا، وإذا لم يكن مخفوضا فتحه. 2155 - قال أبو عمرو: وقد اختلف عن أبي عمرو والكسائي وسليم عن حمزة في ثلاث كلم، وهنّ قوله: والجار ذى القربى وو الجار الجنب في الموضعين في النساء [36] وقوله: من أنصارى في آل عمران [52] والصّفّ [14]، وقوله: جبّارين في المائدة [22] والشعراء [130]. 2156 - فروى أبو عبد الرحمن «6» وأبو حمدون «7» عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه فتح والجار في الموضعين ومن أنصارى في المكانين. وحكى اليزيدي وشجاع عنه أنه فتح جبّارين، وبهذا قرأت لأبي عمرو من جميع الطرق.
2157 - وحدّثني فارس «1» بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: حدّثنا زيد بن علي، قال: حدّثنا أحمد بن فرح عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أمال والجار ذى القربى وو الجار الجنب [النساء: 36] وقد جاء بذلك نصّا عن أبي عمرو «2» عبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه. 2158 - وروى الحلواني «3» عن أبي عمر عن اليزيدي من أنصارى إلى الله [آل عمران: 52] بالإمالة. وكذلك روى ابن مجاهد عن قاسم «4» الغزال عن أبي عمر عن «5» اليزيدي، أخبرنا بذلك ابن خواستي «6» عن أبي طاهر عنه، وكذلك روى أحمد بن نصر الشذائي عن قراءته على عمر بن «7» نصر عن الدوري عن اليزيدي، وكذلك حكى ابن عمر «8» الحافظ عن قراءته على أبي الحسن علي بن سعيد المعروف بابن أبي «9» ذؤابة عن ابن فرح عن أبي «10» عمر عنه عن أبي عمرو. 2159 - والإمالة في ذلك خارجة من قول أبي عمرو ومذهبه المتعارف؛ لأن
كسرة الراء فيه كسرة بناء، وهو لا يميل من هذا الضرب إلا ما كانت الكسرة فيه كسرة إعراب لا غير. 2160 - وقرأ الكسائي في غير رواية أبي الحارث بإمالة ذلك كله، وروى عنه أبو الحارث أنه أخلص فتحه. 2161 - وروى ابن «1» فرح عن أبي عمر عن سليم عن حمزة أنه أمال والجار في الموضعين، وأمال أيضا فى الغار [التوبة: 40]. كذا قرأت «2» من طريقه، وروى ابن مجاهد «3» عن قراءته عن أبي الزعراء عن أبي عمر، عن سليم بفتح ذلك، ولا أعلم خلافا عن سليم في فتح من أنصارى [آل عمران: 52] وجبّارين [المائدة: 22]. 2162 - وقد حكى ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عن أبي عمرو: أنه فتح إلى حمارك [البقرة: 259] وذلك وهم. وحكى الحلواني عن أبي عمرو: أنه كان يميل ما كانت الراء فيه مجرورة أو منصوبة أو مرفوعة، وما حكاه من إمالة المنصوب والمرفوع غير جائز، وهو منه خطأ لا شك فيه؛ لأن النصب والرفع لا يجلبان «4» الإمالة كما يجلبها الخفض، وذلك إجماع. 2163 - وقال نصير في كتابه عن الكسائي في جميع ما تقدم ليس يكسره «5» كسرا كثيرا شديدا، وقال في المائدة «6»: والكفّار [93/ و] أوليآء [المائدة: 57] بكسر الراء «7» وبفتح الفاء. وقرأت في روايته بإخلاص الإمالة في جميع القرآن. 2164 - وقرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني جميع ما تقدم بين اللفظين، واستثنى لي فارس بن «8» أحمد عن قراءته في رواية أبي يعقوب الأزرق عنه
بالأبصار «1» خاصة، نحو لّأولى الأبصر [آل عمران: 13] ويذهب بالأبصر [النور: 43] وشبهه من لفظه حيث وقع، فأخذ ذلك عليّ بإخلاص الفتح. واستثنى ابن «2» غلبون عن قراءته وو الجار في الموضعين وجبّارين في المكانين، فأخذ ذلك عليّ بالفتح. وقرأت له ذلك كله على ابن خاقان «3» بين بين كنظائره. 2165 - ولا أعلم خلافا عن نافع في إخلاص فتح من أنصارى في السورتين لكونه في محل رفع وكون كسرة الراء فيه بناء لا إعرابا. 2166 - وقد كان محمد بن «4» علي يستثني عن قراءته على أصحابه من جملة الباب ما قبل الألف فيه حرف من حروف الاستعلاء «5»، نحو من أبصرهم [النور: 30] والأبصر [آل عمران: 13] ومن أنصارى [آل عمران: 52] ومّن أقطارها [الأحزاب: 14] وبقنطار [آل عمران: 75] والفجّار [الانفطار: 14] والغار [التوبة: 40]، وما أشبهه. فكان يخلص الفتح فيه، وقول أصحاب ورش في كتبهم عنه يدلّ على خلاف ذلك، ويوجب اطّراد الإمالة التي هي بين بين في جميع الباب. 2167 - وقرأت في رواية إسماعيل من طريق ابن «6» مجاهد وفي رواية ابن «7» سعدان عن المسيّبي، [و] «8» في رواية أبي عون «9» الواسطي وأبي العباس «10» الرازي
عن الحلواني، وفي رواية «1» القاضي عن قالون الباب كله بين بين كمذهب ورش سواء، إلا أن ورشا كما قلناه «2» إلى الإمالة أقرب، وهما «3» إلى الفتح أقرب. 2168 - وقرأت في رواية إسماعيل من طريق ابن فرح «4» [و] «5» في رواية المسيّبي من طريق ابنه «6» محمد، وفي رواية قالون من طريق أبي نشيط «7» وأبي علي «8» الشحام والحسن «9» بن أبي مهران عن الحلواني. وفي رواية ورش من طريق الأصبهاني «10» بإخلاص الفتح في الباب كله. وكذلك نصّ عليه الحلواني وأبو مروان «11» عن قالون. 2169 - وكذلك روى أبو سليمان «12» عن قالون إلا عشر كلم، فإنه رواهنّ بالإمالة وهنّ: النّار وجبّار [هود: 59] وكفّار «13» والنّهار وكالفجّار [ص: 28] والحمار [الجمعة: 5] وبدينار [آل عمران: 75] والكفّار [التوبة: 123] والبوار [إبراهيم: 28] وأوّل كافر به [البقرة: 41]. قال: ويفتح وعلى أبصرهم [البقرة: 7] ويميل على ءاثرهم [المائدة: 46] ولا يستمر «14» على قياس واحد يريد في الإمالة والتوسّط.
2170 - وروى ابن «1» جبير عن أصحابه عن نافع الباب كله بإخلاص الفتح. قال ابن المسيّبي وابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي خير لّلأبرار [آل عمران: 198] بالفتح. وكذا كل ما في القرآن مثل الدّار [الأنعام: 135] والحمار. 2171 - وقال محمد «2» بن خالد عن أبي عمر عن إسماعيل إنه لا يكسر كل راء قبلها ألف، ولا كل راء بعدها ألف. وحكى ابن «3» مجاهد عن قراءته عن ابن عبدوس عن أبي عمر عنه وو على أبصرهم مفتوح. 2172 - وحدّثنا محمد بن «4» أحمد قال: أنا ابن مجاهد، قال: كان نافع لا يميل الألف التي تأتي بعدها راء مكسورة مثل النّار [البقرة: 39] ومن قرار [إبراهيم: 26] والأبرار [آل عمران: 193] والأشرار [ص: 62] ودار البوار [إبراهيم: 28] والأبصر [آل عمران: 13] وبقنطار [آل عمران: 75] وو على أبصرهم «5» وديرهم [البقرة: 85] على ءاثرهم [الكهف: 6] بل كان ذلك كله بين الكسر والفتح، وهو إلى الفتح أقرب. 2173 - قال أبو عمرو: فأما اختلافهم عنه في قوله: جرف هار [التوبة: 109] فنذكره مع اختلاف غيرهم في موضعه «6» من السورة إن شاء الله تعالى. 2174 - وحدّثنا الفارسي «7»، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: «8» أنا ابن مخلد عن البزي كمثل الحمار [الجمعة: 5] يشمّ الكسر. وروى ابن «9» جبير عن الكسائي عن أبي بكر إلى حمارك [البقرة: 259] مفخّمة. 2175 - وروى ضرار عن يحيى عنه كالفخّار [ص: 28] والنّهار [يوسف:
39] ودينار «1» [آل عمران: 75] وقنطار «2» [آل عمران: 75] ودار [المائدة: 22] والدّار [الأنعام: 135] وما أشبهه في كل القرآن، وكذلك وو الإبكر [آل عمران: 41] والأبرار [آل عمران: 193] والقرار [إبراهيم: 29] وجبّارين [المائدة: 22] والأشرار [ص: 62] ممال كله. وقال عنه عن أبي بكر: وعلى أبصرهم [البقرة: 7] مفتوحة وجرف هار مفخمة. 2176 - وروى محمد بن «3» خلف التيمي عن الأعشى عن أبي بكر كالفجّار [ص: 28] ودينار «4» والنّهار والقنطار «5» بين التفخيم والكسر. وروى الحسن «6» بن أبي مهران عن الخياط عن الشموني عن الأعشى أنه كان يميل الألف إذا كانت بعدها كسرة راء كانت بعدها أو غيرها، فهذا يدلّ [93/ ظ] على أنه كان يميل ألف فاعل حيث وقعت، وقد حكى الشموني عنه ويقطع دابر [الأنفال: 7] بالإمالة، فدلّ ذلك على صحة ما حكاه ابن أبي مهران عن الخياط. 2177 - وأنا فارس «7» بن أحمد، قال: أنا ابن طالب، قال: أنا النقّار عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وعلى أبصرهم [البقرة: 7] مفخما تفخيما شديدا. وكذلك ما أشبهه مثل الأخيار [ص: 47] والأبرار [آل عمران: 193] والقرار [إبراهيم: 29] وكذلك ما كان على فاعل مثل عالم [الأنعام: 73] وشاهد [هود: 17] وكاتب [البقرة: 282] وما كان على مفاعل مثل: مسجد [البقرة: 114] ومسكن [التوبة: 24] وكذلك [ما كان على] فعائل مثل: خزآئن [الأنعام: 50] وشعآئر [البقرة: 58]، وكذلك ما كان على مفاعيل مثل: مسكين [المائدة: 89] ومّحريب [سبأ: 13] والموزين «8» [الأنبياء: 47]، وما كان على فعال
مثل: كتب [البقرة: 89] وحساب [البقرة: 212] وو جفان [سبأ: 13] وحسان [الرحمن: 70] كله مفخّم إلا [أ] «1» حرفا بين الفتح والكسر، بل هي إلى الفتح أقرب مثل: ما لها من قرار [إبراهيم: 26] ومّن الأشرار [ص: 62] وكالفجّار [ص: 28] وو سارب بالنّهار [الرعد: 10] والنّاس [البقرة: 8] إذا كان في موضع الخفض. قال النقار: وكنت كثيرا أقرأها عليه- يعني الخياط- بالتفخيم الشديد مثل أخواتها ولا يردّها. 2178 - قال أبو عمرو: وبإخلاص الفتح في جميع ما تقدم قرأت في رواية الأعشى من طريق الشموني «2» وابن غالب «3» جميعا، وبه آخذ. 2179 - وقد حدّثنا «4» أبو الحسن بن غلبون، قال: حدّثنا علي بن محمد الهاشمي. 2180 - وحدّثنا أبو الفتح «5» الضرير، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قالا: حدّثنا أحمد بن سهل، قال: أنا علي بن محصن عن عمرو بن الصبّاح، قال: ذكر أبو يوسف الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه كان لا يكسر شيئا، فدلّ على صحّة ما قرأت به من الطريقين. 2181 - وروى التغلبي «6» عن ابن ذكوان مع الأبرار في آخر آل عمران [193] يشمّ الراء الكسر. وروى أحمد بن «7» أنس وأحمد ابن «8» المعلى عنه مع الأبرار [آل عمران: 193] وكتب الأبرار [المطففين: 18] بالإمالة حيث وقع، وقياس ذلك سائر ما تتكرّر فيه الراء والكلمة في موضع جرّ، وقالا «9»: إلى حمارك [البقرة:
259] وكمثل الحمار [الجمعة: 5] بكسر الميم. وقال ابن المعلى عنه كلّ جبّار [هود: 59] يشمّها الكسر. 2182 - وروى الداجوني «1» عن محمد بن موسى عن ابن ذكوان أداء إمالة كل ألف بعدها راء مجرورة تكررت فيه الراء، أو لم تتكرر في جميع القرآن كأبي عمرو. وزاد إمالة والجار [النساء: 36] والجوار [الشورى: 32]. 2183 - وقال الداجوني أيضا أداء عن أحمد بن «2» مامويه عن هشام الأبرار وبابه مما تكرر فيه الراء بالإمالة: لم يروه أحد غيره. وروى الأخفش عنه «3» إلى حمارك في البقرة [259] وكمثل الحمار في الجمعة [5] بالإمالة، وما عدا ذلك إخلاص الفتح، وبذلك قرأت [على الفارسي «4» عن قراءته] على النقاش عن الأخفش وعلى أبي الفتح «5» عن قراءته في جميع الطرق عنه، وقرأت من طريق ابن «6» الأخرم على أبي الحسن وغيره بإخلاص الفتح في حمارك والحمار في سائر الباب. وكذلك روى الحلواني عن هشام. 2184 - وقال الأخفش في كتاب العامّ: كان ابن ذكوان يعجبه فتح الراء في الأبرار [آل عمران: 193] والمحراب [آل عمران: 37] وعمران [آل عمران: 33] وإكرههنّ [النور: 33] فدلّ ذلك على أن روايته في ذلك الإمالة والله أعلم.
فصل [في إمالة الألف قبل الراء المكسورة]
فصل [في إمالة الألف قبل الراء المكسورة] 2185 - واختلفوا في إمالة الألف الواقعة قبل راء مكسورة هي عين الفعل وكسرتها كسرة بناء و «1» في إخلاص فتحها، وذلك يرد في خمسة أصول وحرف واحد لا غير. 2186 - فالأصل الأول: قوله في البقرة [54]: إلى بارئكم وعند بارئكم وفي الحشر البارئ المصوّر [24] في «2» الثلاثة أمال ذلك الكسائي في غير رواية أبي الحارث ونصير فيما قرأت، ولم يأت عنه بالإمالة نصّا في بارئكم غير أبي عمر «3» من رواية الحلواني «4» عنه وغير قتيبة، ولم يذكر أحد عنه البارئ نصّا، وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياسا عليهما، سمعت أبا الفتح يقول ذلك. 2187 - وأخبرنا ابن جعفر، قال: أنا أبو طاهر قال: قرأت على أبي «5» عثمان بارئكم [البقرة: 54] بالإمالة وعلى أبي بكر «6» بالفتح. قال: وكان أبو بكر يقرئ الناس بعدي بارئكم بالإمالة. قال: ورأيته «7» قد ألحق في كتابه البارئ المصوّر بالإمالة. وروى الشموني [94/ و] من غير طريق «8» النقار عن الأعشى عن أبي بكر بارئكم بالإمالة، وقرأت ذلك من طريق النقّار «9» [و] «10» من طريق ابن غالب «11»
عن الأعشى بإخلاص الفتح، وبذلك قرأ الباقون «1» والكسائي في رواية أبي الحارث ونصير. 2188 - والأصل الثاني قوله: وسارعوا [آل عمران: 133] ويسرعون [آل عمران: 114] ونسارع [المؤمنون: 56] وما أشبهه من لفظ المسارعة وأمال ذلك الكسائي في غير رواية أبي الحارث ونصير فيما قرأت، ولم يأت بالإمالة نصّا عن أبي عمر عنه إلا الحلواني «2» وحده. وأخلص الباقون فتحه. 2189 - والأصل الثالث: قوله في الشورى [32] والرحمن [24] وكوّرت [16]: الجوار أمال الثلاثة المواضع الكسائي في غير رواية أبي الحارث وحده، وقد «3» نصّ على الإمالة عن أبي عمر عنه الحلواني. واختلف في ذلك عن أبي عمر عن سليم عن حمزة، فقرأت له من طريق ابن فرح «4» بالإمالة، وقرأت له من طريق ابن مجاهد «5» بإخلاص الفتح، وبذلك قرأ الباقون والكسائي في رواية أبي الحارث. 2190 - والأصل الرابع: قوله في المائدة [31]: يورى سوءة أخيه وفأورى سوءة أخى [المائدة: 31] في الحرفين لا غير، أمالهما الكسائي في رواية قتيبة، وفيما حدّثنا به «6» عبد العزيز بن محمد بن إسحاق عن أبي طاهر عن قراءته على أبي عثمان سعيد ابن عبد الرحيم الضرير عن أبي عمر عنه. وكذلك رواه عن أبي عثمان سائر أصحابه أبو الفتح أحمد بن «7» عبد العزيز بن بدهن وغيره، وقياس ذلك قوله في الأعراف [26]: يورى سوءتكم ولم يذكره أبو طاهر ولعله أغفل ذكره.
2191 - وقال سورة «1» عن الكسائي فأورى بكسرها قليلا، وهذا يدلّ على أن الإمالة أصل «2» عنه، وبإخلاص الفتح قرأت ذلك كله للكسائي من جميع الطريق، وبه كان يأخذ ابن مجاهد. وبذلك قرأ الباقون. 2192 - وروى أهل أصبهان عن الداجوني عن ابن ذكوان عن ابن عامر يورى في المائدة وفلا تمار في الكهف [22] وو مشارب في يس [73] ومن مّارج في الرحمن [15] والبارئ في الحشر [24] بالإمالة، وكذلك لّلشّربين [النحل: 66] ومن الغبرين [الأعراف: 83] وهذا لا يعرف من طريق ابن ذكوان نصّا ولا أداء. 2193 - والأصل الخامس: قوله في البقرة [102]: وما هم بضآرّين وفي النساء [12]: غير مضآرّ وفي المجادلة [10]: بضآرّهم شيئا أمال هذه الثلاثة أبو عمرو فيما أنا أبو الفتح «3» عن عبد الله بن الحسين عن موسى بن جرير عن أبي شعيب عن اليزيدي عنه. 2194 - وهذا نقض لما حكاه «4» اليزيدي عنه من أنه إنما يميل من الألفات اللاتي بعدهنّ الراءات ما كانت الراء فيه لاما والإعراب مسوق «5» إليها لا غير، والراء التي تلي الألف في هذه المواضع هي عين، وحركتها لو ظهرت حركة بناء لا حركة إعراب إلا أنها أسكنت للإدغام، وما كانت الراء فيه كذلك، فهو مخلص فتحه اتباعا لما قرأ عليه من أئمته نحو بطارد [هود: 29] ومّارد [الصافات: 7] وو مشارب «6» [يس: 73] ومّارج [الرحمن: 15] وما أشبهه. 2195 - قال أبو عمرو: وقد يصحّ الإمالة فيما تقدّم،- ولا تخرج عن مذهب أبي عمرو- من وجه لطيف وهو الراء التي هي عين لما ذهبت بالإدغام رأسا، وارتفع اللسان بها وباللام- التي هي لام «7» - ارتفاعة واحدة كارتفاعه بالحرف الواحد صار
فصل [في إمالة الألف قبل حرف مكسور أو بعده]
المتصل بالألف الممالة الراء المجرورة التي هي لام، فأمليت لأجلها كما تمال بذلك في جميع القرآن. 2196 - وقد جاء بالإمالة نصّا عن أبي عمرو في قوله: غير مضآرّ [النساء: 12] عبيد الله «1» بن معاذ عن أبيه عنه، وبإخلاص الفتح قرأت ذلك من طريق السّوسي وغيره، وبه آخذ. 2197 - والحرف الواحد قوله في يس: ومشارب [يس: 73] أمال ألفه الكسائي في رواية الحلواني «2» عن أبي عمر عنه، وابن عامر في رواية هشام من طريق الحلواني «3» عنه، وأخلص الباقون «4»، وبذلك قرأت «5» في رواية أبي عمر عن الكسائي، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء «6» ابن مجاهد وأبو عثمان وغيرهما. فصل [في إمالة الألف قبل حرف مكسور أو بعده] 2198 - واختلفوا أيضا في إمالة الألف وفي إخلاص فتحها إذا وقع بعدها أو قبلها حرف مكسور هو غير راء، وذلك يرد في ستة أصول وثمانية [94/ ظ] أحرف لا غير. 2199 - فالأصل الأول: ما جاء من لفظ الكفرين وكفرين بألف ولام وبغيرهما وكان ذلك في موضع نصب أو خفض لا غير نحو قوله: إنّ الكفرين [النساء: 101] وبها كفرين [المائدة: 102] وأعدّت للكفرين [البقرة: 24] وما أشبهه. أمال ذلك أبو عمرو والكسائي في رواية نصير وقتيبة، واختلف عن أبي عمر عنه في ذلك.
2200 - فروى عنه أداء أبو الزعراء «1» وأبو عثمان «2» الضرير وابن الحمامي «3» أنه يميل في موضع النصب والخفض جميعا، وكذلك قال لنا «4» محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن أبي «5» عمرو وعن نصير «6» جميعا. وروى الحلواني «7» ومحمد بن «8» خالد البرمكي عنه أنه يفتح الكاف في جميع الأحوال من النصب والخفض والرفع «9»، وبالأول قرأت «10» له عن الكسائي وعليه العمل وبه الآخذ. 2201 - وروى التيمي «11» عن الأعشى الكفرين ممالة. وقرأ نافع في رواية ورش من طريق أبي الأزهر «12» وأبي يعقوب «13» وداود «14» فيما قرأت ما كان في موضع نصب أو خفض بإمالة بين بين، وهو قياس قول داود عنه. وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون: الكفرين لا مفتوحة ولا مكسورة. وكذلك روى أبو سليمان «15» عن قالون. 2202 - وأخلص الباقون والكسائي في رواية أبي الحارث وأبي موسى «16» عنه فتح ذلك، وإخلاص الفتح فيما كان مرفوعا إجماع.
2203 - فأما الواحد من «1» ذلك فروى ابن «2» فرح عن أبي عمر عن الكسائي والتيمي «3» عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أوّل كافر به في البقرة [1] بالإمالة، زاد التيمي عن الأعشى وأخرى كافرة في آل عمران [13] بالإمالة، وأخلص الباقون فتح ذلك وبه قرأت وبه آخذ. 2204 - والأصل الثاني: ما جاء في لفظ الناس مجرورا نحو قوله: ومن النّاس [البقرة: 8] وللنّاس [البقرة: 83] وبربّ النّاس [الناس: 1] وملك النّاس [الناس: 3] وأحرص النّاس [البقرة: 96] وما أشبهه، أمال ذلك حيث وقع أبو عمرو في رواية أبي عبد الرحمن «4» وأبي حمدون «5» وابن سعدان «6» من طريق الأصبهاني عن اليزيدي عنه، وعاصم في رواية الشموني «7» عن الأعشى عن أبي بكر من غير رواية النقار، عن الخياط عنه والكسائي في رواية الحلواني عن أبي «8» عمر وفي رواية نصير وقتيبة عنه. 2205 - وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون: النون من [برب] «9» الناس [مفتوحة] «10» وسطا من ذلك، وقال الحلواني عن قالون: النون لا مفتوحة ولا مكسورة [----]، [ولم يسند ذلك إلى أحد من رواة نافع، فدلّ على أنه يرويه عن قراءته على ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل عنه] «11» إلا أنه ذكر الكلمة التي
هي موضع رفع وإخلاص فتحها إجماع. قال ابن جبير في مختصره عن الخمسة: إنهم فتحوا ذلك، ولم يبين في أي حال فتحوا. 2206 - وروى الحسن الرازي عن محمد بن «1» عيسى عن خلاد عن سليم عن حمزة في «الناس» لا يكسره الكسر الفاحش ولا يفتحه الفتح الفاحش، وقال النقار «2» عن الخياط عن الشموني عن الأعشى «الناس» إذا كان في موضع خفض بين الفتح والكسر. وقال الحلواني عن هشام عن ابن عامر: النون مفتوحة في كل القرآن، وبذلك قرأ الباقون «3». 2207 - وقال أبو عمرو: واختياري في قراءة أبي عمرو من طريق أهل العراق الإمالة المحضة في ذلك لشهرة «4» من رواها عن اليزيدي وحسن اطّلاعهم ووفور معرفتهم، مع أنه لم يرو أحد نصّا خلافها إلا ما حكاه ابن جبير عنه أنه يفتح ولم يميّز المفتوح ولا بينه، ولعله أراد المنصوب والمرفوع دون المخفوض [وأما] «5» من ميّز ذلك وبيّنه «6»، فقد وافقه على الفتح إلا أنه أدرك بلطف حسّه وبراعة فهمه «7» خفيّا لم يدركه وغامضا لم يعرفه، فوجب المصير إلى قوله والاعتماد على روايته دون رواية غيره، وبذلك قرأت على الفارسي «8» عن قراءته على أبي طاهر بن أبي هاشم، وبه آخذ. 2208 - وقد كان ابن مجاهد رحمه الله يقرئ بإخلاص الفتح في جميع الأحوال، وأظن ذلك اختيارا منه واستحسانا في مذهب أبي عمرو، وترك لأجله ما
قرأه على الموثوق به من أئمته إذ قد فعل ذلك في غير ما حرف وترك المجمع فيه عن اليزيدي، ومال إلى رواية غيره، إمّا لقوّتها في العربية أو لسهولتها على اللفظ أو لقربها على المتعلّم «1»، من ذلك إظهار الراء الساكنة عند اللام «2» وكسرها [95/ و] الضمير المتصلة بالفعل المجزوم من غير صلة «3» وإشباع «4»، الحركة في بارئكم [البقرة: 54] ويأمركم [البقرة: 67] ونظائرهما وفتح الهاء والخاء في يهدى [البقرة: 26] و [يخصّمون] [الزمر: 31] وإخلاص فتح ما كان من الأسماء المؤنثة على فعلى وفعلى وفعلى في أشباه لذلك «5». ترك فيه رواية اليزيدي واعتمد على غيرها من الروايات عن أبي عمرو لما ذكرناه. فإن كان فعل في «الناس» كذلك، وسلك تلك الطريقة في إخلاص فتحه لم يكن إقراؤه بإخلاص الفتح حجة يقطع بها على صحته، ولا يدفع بها رواية «6» من خالفه. 2209 - على أنه قد ذكر في كتاب قراءة أبي عمرو من رواية أبي عبد «7» الرحمن في إمالة «الناس» في موضع الخفض ولم يتبعها خلافا من أحد من الناقلين عن اليزيدي، ولا ذكر أنه قرأ بغيرها كما يفعل ذلك فيما [تخالف] قراءته رواية غيره، فدلّ ذلك على أن الفتح اختيار منه والله أعلم. وقد حكى عبد الله «8» بن داود الخريبي «9» عن أبي عمرو: أن الإمالة في «الناس» في موضع الخفض لغة أهل الحجاز وأنه كان يميله «10».
2210 - والأصل الثالث: ما جاء من قوله: ءاذانهم وءاذاننا كقوله: فى ءاذانهم مّن الصّوعق [البقرة: 19] وعلى ءاذانهم فى الكهف [الكهف: 11]، وو فى ءاذاننا وقر [فصلت: 5] وما أشبهه. 2211 - والأصل الرابع: ما جاء من قوله: طغينهم كقوله في البقرة [15] والأنعام [110] والأعراف [186] ويونس [11] والمؤمنون [75] فى طغينهم يعمهون أمال هذين الأصلين الكسائي في غير رواية أبي الحارث وأبي موسى وأخلص فتحها الباقون. وكذلك روى أبو الحارث وأبو موسى عن الكسائي. 2212 - والأصل الخامس: ما جاء من لفظة المحراب مجرورا ومنصوبا، وجملته أربعة مواضع: في آل عمران [37] زكريّا المحراب فى المحراب [39] وفي مريم [11] على قومه من المحراب، وفي ص [21] إذ تسوّروا المحراب لا غير، وما جاء من قوله: عمرن وذلك موضعان في آل عمران [33] وءال عمرن على العلمين وفي التحريم [12] ومريم ابنت عمرن لا غير، وكذا من بعد إكرههنّ في النور [32]، وو الإكرام في الموضعين في الرحمن [27 و 78]. 2213 - أمال جميع هذه المواضع ابن عامر في رواية الأخفش عن ابن ذكوان كذا قرأت على أبي الفتح «1» عن قراءته من هذا الطريق، وكذا ذكر ذلك الأخفش في كتابه عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر. 2214 - وأقرأني عبد العزيز «2» بن جعفر عن قراءته على أبي بكر النقاش عن الأخفش عنه بإمالة «المحراب» وحده حيث وقع وبأيّ إعراب كان، وبإخلاص الفتح فيما عداه من ذلك. وكذلك روى التغلبي «3» وابن المعلى «4» وابن أنس «5» عن ابن ذكوان، وقرأت من طريق ابن الأخرم «6» عن الأخفش عن ابن ذكوان بإمالة المحراب في موضع الجرّ خاصة وهما موضعان في آل عمران.
الحرف الثاني: في مريم وفتحت ما عدا ذلك، وكذلك روى محمد بن موسى «1» عن ابن ذكوان وابن عتبة «2» بإسناده عن ابن عامر، وكذلك روى قتيبة نصّا عن الكسائي، وقال «3» ابن غلبون «4» قال: حدّثنا ابن المفسّر قال: حدّثنا أحمد بن أنس قال: حدّثنا هشام بإسناده عن ابن عامر المحراب بالتفخيم، وقرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني بإخلاص «5» الفتح في آل عمران خاصة وما عداه بالإمالة اليسيرة بين بين وأخلص الباقون «6» الفتح في الجميع. 2215 - والأصل السادس: قوله في سورة الكافرين خاصة: عبدون [3] وعابد [4] وعبدون [5] في الثلاثة لا غير. وأمال فتحة العين والألف بعدها فيما رواه ابن عامر من رواية الحلواني عن هشام، كذا قرأت «7» من هذا الطريق على أبي الفتح عن قراءته على أبي الحسن عن أصحابه عن الحلواني. وكذلك حدّثني «8» محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الجمال عن الحلواني عن هشام، وبذلك قرأت أيضا على ابن «9» غلبون عن قراءته، وبذلك آخذ. وأخلص الباقون فتحها ولا خلاف فيما سواها. 2216 - وأما الثمانية الأحرف فالأول منها: قوله في النساء [9]: ذرّيّة ضعفا اختلف في إمالة فتحة العين عن حمزة، فروى خلف عن سليم عنه إمالتها، وروى ذلك عن خلف محمد «10» بن الجهم والحلواني «11» وإدريس «12»، وكذلك
روى ابن واصل «1» عن ابن سعدان وأبو هشام «2» عن سليم، ونصّ ابن الجهم «3» عنه بكسر العين والألف، وقال ابن [95/ ظ] الجهم «4» لم يروها بالكسر عن غير خلف «5». 2217 - حدّثنا محمد «6» بن علي قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف عن سليم عن حمزة ضعفا بالكسر. 2218 - اختلف أصحاب أبي عمر في ذلك. فحدّثنا ابن «7» خواستي قال: أنا عبد الواحد بن عمر قال: أنا ابن فرح قال: أنا أبو عمر عن سليم عن حمزة ضعفا مكسورة العين. 2219 - وحدّثنا «8» عبد العزيز بن جعفر قال: حدّثنا أبو طاهر قال أخبرني أبو بكر قال: حدّثني أبو الزعراء [عن الدوري] «9» عن سليم عن حمزة ضعفا لا يميل العين وبذلك قرأت في روايته «10» وفي رواية خلّاد ورجاء. 2220 - وقال الحلواني «11» عن خلّاد عن سليم بفتح العين، وكذلك قال عن «12» الدوري عن سليم، وكذلك روى محمد بن «13» الهيثم وسائر أصحاب خلّاد
عنه عن سليم عن حمزة أداء ما خلا محمد بن يحيى «1» الخنيسي وبذلك كان أيوب «2» الضبّي صاحب رجاء بن عيسى يقرئ، وروى الخنيسي عن خلاد بكسر العين. 2221 - وأنا عبد «3» العزيز بن جعفر قال: أنا أبو طاهر قال: نا ابن «4» حاتم قال: أنا هارون بن حاتم قال: أنا سليم عن حمزة ضعفا خافوا [النساء: 9] مكسورة. وقد روى الفتح منصوصا عن حمزة عبيد الله «5» بن موسى وبذلك قرأ الباقون. 2222 - والثاني: قوله في الأنعام [140]: [افتراء عليه] «6» افترآء على الله أمالهما الكسائي فيما نابه الفارسي «7» قال: أنا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني محمد بن أحمد المقرئ عن أبي نصر القاسم بن عبد الوارث عن قراءته عن أبي عمر عن الكسائي، وكذلك روى ذلك أبو العباس «8» البلخي أداء عن الدوري عنه. 2223 - وأنا الفارسي «9» أيضا قال: أنا أبو طاهر قال: حدّثني أحمد بن سعيد [الأذني] «10» قال: أنا محمد بن يحيى الكسائي، [قال] «11»: وقرأت على هاشم «12»
البربري فلما بلغت إلى قوله: افترآء بالنصب قال: افترآء بالكسر فأتيت أبا الحارث فسألته، فقال: افترآء بالنصب في الراء، وقال لي أبو الحارث قال لي الكسائي: لا أكسر الراء هنا لأنه مصدر. قال أبو عبد الله «1»: فأتيت سلمة «2» فأخبرته بقولهما، فقال: القول ما قال أبو الحارث. 2224 - قال أبو عمرو: وبإخلاص الفتح قرأت ذلك للكسائي من طريق الدوري وغيره «3»، وعلى ذلك أهل الأداء عنه، وأمال نافع في رواية ورش من غير [96/ و] طريق الأصبهاني فتحة الراء قليلا فيهما، وأخلص الباقون «4» فتحها. 2225 - والثالث: قوله في الرعد [13]: شديد المحال اختلف عن أبي بكر عن عاصم في إمالة فتحة الحاء والألف بعدها. فحدّثنا الفارسي «5» قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: أنا ابن حاتم قال نا «6» هارون قال: أنا أبو بكر عن عاصم شديد المحال مكسورة الحاء وقرأت الجماعة بإخلاص فتحها. 2226 - الرابع: قوله في سبحان [23]: أو كلاهما أمال فتحة اللام والألف بعدها حمزة والكسائي، وأخلص الباقون فتحها. 2227 - والخامس: قوله: كمشكوة في النور [35] أمال فتحة الكاف والألف المنقلبة من الواو بعدها الكسائي في رواية الدوري، وأخلص الباقون فتحها. 2228 - والسادس: قوله: أنا ءاتيك به [في الموضعين] في النمل [39] أمال فتحة الهمزة والألف بعدها فيهما حمزة في رواية خلف وأبي عمر ورجاء وأبي هشام
وابن سعدان عن سليم عنه، وكذلك روى أبو عثمان الضرير عن أبي عمر عن الكسائي فيما حدّثني «1» الفارسي عن أبي طاهر عنه، وأخلص الباقون فتح الهمزة والألف فيهما، وكذلك روى خلاد عن سليم عن حمزة والحلواني «2» عن أبي عمر عن الكسائي، وكذلك روى سليمان «3» الضبّي أداء عن رجاله عن حمزة. وحدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: أمال حمزة أنا ءاتيك به [النمل: 39] أشمّ الهمزة شيئا من الكسر ولم يملها غيره «4» ولم يميّز «5» ابن مجاهد رحمه الله الروايات عن سليم عن حمزة. 2229 - وقد قرأت في رواية خلاد على ابن غلبون «6» بإشمام الإمالة والفتح هو الصحيح عنه، وهو الذي نصّ عليه الحلواني وغيره عنه، وكذلك روى سليمان «7» الضبّي عن رجاله عن حمزة، وقرأت من طريق أبي بكر «8» الآدمي عنه بالإمالة. 2230 - والسابع: قوله في سورة ق [44] والمعارج [43]: سراعا أمال فتحة الراء وما بعدها إمالة محضة الكسائي في رواية الحلواني «9» عن أبي عمر عنه، وأمالها إمالة بين بين نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني، وأخلص الباقون فتحها، وكذلك قرأت على الكسائي من جميع الطرق، وكذلك ذكر أبو طاهر «10» أنه قرأ على ابن مجاهد، ولم يأت بالإمالة نصّا عن الكسائي غير الحلواني عن أبي عمر عنه. 2231 - والثامن: قوله في الغاشية [5]: من عين ءانية أمال فتحة الهمزة
فصل [في إمالات الأعشى عن أبي بكر]
والألف بعدها ابن عامر في رواية الحلواني عن هشام فيما قرأت «1» له، وأخلص الباقون فتحها، وكذلك ابن عبّاد عن هشام من قراءتي على أبي الفتح «2» عن أصحابه عنه. فصل [في إمالات الأعشى عن أبي بكر] 2232 - وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر من غير رواية النقّار عن الخياط عنه حروفا من الإمالة انفرد بها، فمن ذلك أنه أمال أوّل كافر به في البقرة [41] وو أخرى كافرة في آل عمران [13]، وقد تابعه على الإمالة في الأول الكسائي من رواية ابن فرح عن أبي عمر عنه. 2233 - وأمال الكتب [البقرة: 85] والحساب [البقرة: 202] والعذاب [البقرة: 49] هذه الكلم الثلاث حيث وقعن وبأيّ إعراب تحركن، وتابعه على إمالة الكتب والحساب في موضع الجرّ خاصة الكسائي من رواية قتيبة عنه. 2234 - وأمال بالعباد [البقرة: 207] إذا كان مجرورا حيث وقع، وأمال الربانيين في موضع الجرّ حيث وقع «3» والأحبار والرّهبان في التوبة [34] أمال الحرفين جميعا، وأمال دآئرة السّوء حيث وقع، وبادى الرّأى في هود [27] وسمرا تهجرون في المؤمنين [67] وأساور من ذهب في الزخرف «4» [53] وقياسه نظائره. 2235 - وأمال هنالك [آل عمران: 38] واليتمى [البقرة: 83] وأنّى [البقرة: 223] التي للاستفهام هذه الثلاث كلم حيث وقعن إمالة لطيفة بين بين. وروى محمد بن «5» التيمي عن الأعشى عن أبي بكر أنه أمال أوّل كافر به والعباد
والحساب والكتاب وبارئكم والأحبار وو الرّهبان وقرأت في هذه المواضع كلها في رواية الأعشى من طريق النقّار «1» عن الخياط عن الشموني عنه [و] «2» من طريق ابن غالب «3» بإخلاص الفتح. وكذلك نصّ عليها النقّار في كتابه. وقال حسين «4» المروزي عن حفص عن عاصم أنه لم يكن يميل الكتب والحساب. 2236 - وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون عن نافع: التاء من الكتب مفتوحة وسطا من ذلك. وقال الأصبهاني «5» عن أصحابه عن ورش: الكتب بالتفخيم وترك الإضجاع. وقال داود بن أبي طيبة عن ورش: ليس في قراءة نافع فتح شديد ولا بطح ولكنه كما يخرج وسطا من اللفظ، وذلك قياس قول أبي يعقوب «6» وأبي الأزهر «7» عنه، وقال أحمد بن صالح عن قالون «ذلك» الذال لا مكسورة ولا مفتوحة وسطا من ذلك، وقال عن ورش وقالون: ماذآ أراد الله بهذا [البقرة: 26] لا مفتوحة ولا مكسورة وسطا من ذلك، وقال الأصبهاني: عن ورش ماذآ بغير إمالة، وقال أحمد «8» عن ورش عن نافع: ونردّ على أعقابنا [الأنعام: 71] بالإمالة وقياس ذلك بآيتنآ «9» [البقرة: 39] وو الله ربّنا [الأنعام: 23] وو فى ءاذاننا [فصلت: 5] وو لإخوننا [الحشر: 10] وبآياتنا [البقرة: 71] وما أشبهه إذا كان كناية عن جميع المتكلمين وقبل النون كسرة، وقرأت جميع ذلك للجماعة من جميع الطرق بإخلاص الفتح.
فصل [في إمالات نصير عن الكسائي]
فصل [في إمالات نصير عن الكسائي] 2237 - وروى أيضا نصير عن الكسائي في كتابه الذي جمع فيه حروفه، وروته الجماعة عنه أنه أمال حروفا لم يتابعه على روايتها عنه أحد من أصحابه وهو قوله: فرشا [22] وبنآء [22] في أول البقرة، والدّمآء [البقرة: 30] ودمآءكم [البقرة: 84] وو لا دمآؤها «1» [الحج: 37] وما كان من لفظه حيث وقع ومن بقلها وقثّآئها وفومها وعدسها وبصلها [البقرة: 61] وما أشبه ذلك من هاء المؤنث إذا وقع قبلها كسرة نحو: مّن فوقها [الزمر: 20] ومن بقلها [البقرة: 61] ومن تحتها [البقرة: 25] ومن أنبآئها [الأعراف: 101] وفى أمّها «2» [القصص: 59] وفى جيدها [المسد: 5] حيث وقع، وأمال حتّى في جميع القرآن، وإنّ الله أمال فتحة النون والألف فيه وأخلصها في الحرف «3» الثاني وهو قوله: وإنّآ إليه رجعون [البقرة: 156]، وكذا روى قتيبة عن الكسائي فيهما كرواية نصير سواء. 2238 - وأمال ترآءت الفئتان في الأنفال [48] وفلمّا رأته في النمل [44] أمال فتحة الراء فيهما. وأمال في إبراهيم [50] مّن قطران، وفي قريش [2]: رحلة الشّتآء وفي الكوثر [3] إنّ شانئك، وفي المسد [5] جيدها وفي الناس [96/ ظ] [4] الخنّاس أمال «4» في هذه المواضع كلها الألف وفتحة الحرف الذي قبلها إمالة بين بين من غير إشباع، كذا ترجم عن ذلك وعن سائر حروف الإمالة، وكذلك حكى أبو عبيد وابن جبير وقتيبة عن الكسائي أن إمالته متوسطة وأنها دون إمالة حمزة. 2239 - وقرأت أنا لنصير بإخلاص الفتح في جميع ما تقدم من هذه الحروف التي انفرد بروايتها إلا قوله: حتّى حيث وقع فإني قرأته على أبي الفتح «5» عن
فصل [في إمالات قتيبة عن الكسائي]
قراءته على عبد الله بن الحسين بإسناده عن نصير بالإمالة الخالصة، وقرأته عليه «1» عن قراءته على عبد الباقي بن الحسين عن أصحابه عنه بإخلاص الفتح والأول أختار لورود النص، وأخذ عامّة أهل الأداء بذلك في مذهبه. 2240 - وقد تابع نصيرا على الإمالة في قوله: رحلة الشّتآء قتيبة. وروى ورش عن نافع من غير طريق الأصبهاني ترقيق الراء في قوله: فرشا وأخلص الباقون الفتح في جميع ما تقدم. فصل [في إمالات قتيبة عن الكسائي] 2241 - وروى قتيبة أيضا عن الكسائي في كتابه الذي دوّن فيه حروفه [أنه] «2» أمال أشياء «3» انفرد بها عنه: منها ما يطّرد ويكثر دوره، ومنها ما لا يطّرد ويفترق في السور. 2242 - فأما المطّرد من ذلك فاسم الله تعالى إذا كان فيه لام الجرّ خاصة دون سائر حروف الجرّ كقوله: الحمد لله [الفاتحة: 1]، وو لله يسجد [الرعد: 15]، وو لله ملك السّموت والأرض [آل عمران: 189]، ويومئذ لّلّه [آل عمران: 167]، ولّلّه الأمر [الرعد: 31] وما أشبهه. وكل جمع كان بالياء والنون في موضع جرّ كقوله: مع الرّكعين [البقرة: 43]، ومّن السّجدين [الأعراف: 11]، وبالشّكرين [الأنعام: 53]، ومّن الشّهدين [آل عمران: 81]، وخير المكرين [آل عمران: 54]، وبخرجين [البقرة: 167]، وبأحكم الحكمين [التين: 8]، وو المسكين [البقرة: 83]، وفى الغبرين [الشعراء: 171]، ومن الغاوين [الأعراف: 175]، وو الغرمين [التوبة: 60]، وبحملين [العنكبوت: 12]، وعن الجهلين [الأعراف: 199] وما أشبهه. وسواء ولي الألف الممالة حرف استعلاء أو غيره من سائر الحروف والكتب [البقرة: 2]، وبكتب [الأعراف: 52]، والحساب [البقرة: 202]، وبغير حساب [البقرة: 212] إذا كان ذلك في موضع جرّ لا غير. والولدين
[النساء: 135]، وو بالولدين [البقرة: 83]، وبولديه [مريم: 14] حيث وقع، وفعلين [يوسف: 10]، وخمدين «1»، ولعبين [الأنبياء: 16] في موضع النصب حيث وقعت هذه الثلاث كلم، والرّجال [النساء: 75] والنّسآء [البقرة: 235] في موضع الجرّ حيث وقعا كقوله: لّلرّجال نصيب [النساء: 7]، وو للرّجال عليهنّ [البقرة: 228]، وو للنّسآء نصيب [النساء: 7]، وفى النّسآء [127] وما أشبهه. والجاهل [البقرة: 273] والجهلون [الفرقان: 63] في موضع الرفع «2» حيث وقعا، وفى الأرحام [الحج: 5]، وأولوا الأرحام [الأنفال: 75]، إذا كان في موضع جرّ حيث وقع، وبالواد [طه: 12]، وبواد [إبراهيم: 37]، وعلى واد النّمل [النمل: 18]، وواديا [التوبة: 121] وما أشبهه من لفظه حيث وقع. 2243 - وأما ما لا يطّرد ويقلّ دوره من ذلك ويقع مفترقا في السور، فقوله في البقرة [156]: إنّ الله دون وإنّآ إليه رجعون، وفى المسجد [البقرة: 187]، أو تسريح بإحسن [229]، وفي آل عمران [39] فى المحراب «3»، وكذا في مريم [11] على قومه من المحراب، وفي الأنعام «4» [7]: فى قرطاس، وبخارج مّنها [122]، وفي الأعراف وقالوا مهما [الأعراف: 132]، وفي الرعد [41] من أطرافها، وفي إبراهيم [35] هذا البلد ءامنا، ولم يذكر الذي في البقرة «5» وفي الأصفاد [ص: 38]. وكذلك في «6» ص، وفي طه [18] ولي فيها مآرب، وفي الحج [23] من أساور، وو الباد [25]، وبإلحاد «7» [25]، ولهاد الّذين ءامنوا [البقرة: 9]، وفي النور [2، 3] الزّانية والزّانى في حرفين، وفي لقمان [33]
جاز عن والده، وفي سبأ [13] من مّحريب لا وتمثيل لا وجفان في الثلاثة، وفي فاطر [33] من أساور، وفي ص [11] من الأحزاب وفى الأصفاد [38]، وفي عسق [51] أو من ورآئ حجاب، وفي والذاريات [3] فالجريت وفنعم المهدون [48]، وفي الطور [18] فكهين وبفكهة [22]، وفي النجم سامدون [61]، وفي الرحمن [5] بحسبان والأكمام [11] وبين حميم ءان [44] وو جنى الجنّتين دان [54]، وفي الواقعة [20] وفكهة، وفي الصّفّ [14] الحواريّون، وفي الحاقة [3] بالقارعة وعاتية [6]، وفي الإنسان [2] أمشاج وإمّا شاكرا، وفي الغاشية [10] فى جنّة عالية، وفي الفجر وليال عشر [2]، وفي البلد [3] ووالد، وفي قريش [2] رحلة الشّتآء، وفي الفلق [2] ومن شرّ حاسد. وقد تقدم ذكر «الناس» في موضع [97/ و] الجرّ أمال هذه الألفات كلها وما قبلها إمالة غير مشبعة، وقد ترجم قتيبة عن بعضها بالكسر وعن بعضها بإشمام «1» الكسر. 2244 - وترك المبالغة في الإمالة هي قراءة الكسائي القديمة، ثم رجع بعد ذلك إلى مذهب حمزة، وبذلك قرأت له من جميع الطرق، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء الآخذين بمذهبه. 2245 - وقال قتيبة عنه: العذاب [البقرة: 49]، والمحال [الرعد: 13]، وكالجواب [سبأ: 13]، وو مشارب [يس: 73]، وخاوية [الحاقة: 7] بالفتح في الخمس. 2246 - وحكى أبو بكر «2» محمد بن عبد الله بن أشتة عن قراءته أن قتيبة روى عن الكسائي أنه يميل كل حرف وقعت بعده «3» ألف ساكنة قبل حرف مكسور من كلمة مجرورة متصرّفة وغير متصرّفة في جميع القرآن ما كانت العربية حاكمة بجواز الإمالة فيها إلا ما كان من ذكر الرّحمن والعذاب والمحال وقوله: كالجواب في سبأ، قال: وكان يميل ءامنّا في إبراهيم [35]، وءامنة في النحل [112]، وءانفا في القتال [16]، وإنّ الله حيث وقعت دون وإنّآ
إليه رجعون [البقرة: 156]، ولّا يأتيه الذي بعده البطل في السجدة «1» خاصة، وأشمّ الشين من قوله: شاكرا [البقرة: 158] الكسر وبكسر الياء من القيمة [البقرة: 85] كسرا خفيفا، أخبرني بذلك خلف بن إبراهيم المقرئ عن ابن أشتة بإسناده عن قتيبة. 2247 - حدّثنا ابن غلبون «2»، قال: علي بن محمد، قال: أنا أحمد بن سهل، قال [أنا] «3» علي بن محصن: قال أنا عمرو بن الصباح عن حفص أنه كان يفتح هذن [طه: 63] وهذا [ص: 23] وأشباه ذلك، ولا يكسر ويفخّم. 2248 - وروى «4» هبيرة عن حفص وابن «5» جبير عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم وعن أصحابه «6» عن نافع وأبي عمرو وحمزة والكسائي هذه [الرحمن: 43] بفتح الهاء. وروى سورة «7» عن الكسائي هذه وذلك [التوبة: 120] بالتفخيم. 2249 - وروى ابن سعدان «8» عن اليزيدي عن أبي عمرو هذه الشّجرة [البقرة: 35] الهاء بين التفخيم والكسر، وبإخلاص فتحها في المذكر والمؤنث قرأت للجماعة، وعلى ذلك أهل الأداء. 2250 - قال أبو عمرو: وهذه أصول الإمالة مشروحة، ومذاهب القرّاء «9» فيها ملخصة على حسب ما قرأته تلاوة، وأخذته رواية، وقد بقيت من ذلك «10» من مذاهبهم في فواتح السور أذكره في موضعه إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق
باب ذكر مذاهبهم في الوقف على الممال في الوصل
باب ذكر مذاهبهم في الوقف على الممال في الوصل 2251 - اعلم أن جميع ما ذكرته من الممال مشبعا كان أو غير مشبع، فإن ذلك اللفظ نفسه تستعمل فيه في الوقف كما يستعمل فيه في الوصل سواء للإعلام «1» بأن الموقوف «2» عليه يستحق ذلك في حال الوصل حرصا على البيان كما يوقف بالروم والإشمام لأجل هذا المعنى، وهذا مما لا خلاف فيه بين القرّاء وأهل الأداء إلا ما كان من الكلم التي الراء فيهنّ مجرورة، ويقع طرفا بعد الألف الزائدة والمبدلة، نحو قوله: بمقدار [الرعد: 8] ومن أنصار [البقرة: 270] وفى النّار [الأعراف: 38] والنّهار [البقرة: 164] وكالفجّار [ص: 28] والأبرار [آل عمران: 193] ومّن الأشرار [ص: 62] وجرف هار [التوبة: 109] وما أشبهه. وكذا ما كان الحرف المكسور فيه بعد الألف غير راء نحو قوله: ومن النّاس [البقرة: 8] وسوء الحساب [الرعد: 18] وفى الكتب [البقرة: 159] وما أشبهه في مذهب من أمال ذلك إمالة خالصة، أو قرأ بين بين، فإن قوما من أهل الأداء يذهبون إلى أن الوقف على ذلك في مذهب من أماله في الوصل أو قرأه بين اللفظين بإخلاص الفتح؛ لأن الجالب لذلك «3» فيه في حال الوصل هو جرّة الإعراب أو كسرة البناء، وهما ذاهبتان في الوقف إذ لا يوقف على متحرّك، فوجب إخلاص الفتح للألف قبلها لعدم الجالب لإمالتها هناك وذهابه من اللفظ رأسا، وهذا مذهب أبي الحسن بن المنادي وأحمد بن نصر «4» الشذائي، ومحمد بن أشتة، والحسين بن محمد بن حبش، وغيرهم من أهل الأداء، وسمعت أبا علي «5» الحسين بن سليمان الشافعي المقرئ يقول: هذا مذهب البصريين «6».
2252 - وقال داود بن أبي طيبة في كتابه عن ورش عن نافع [97/ ظ] وابن كيسة «1» عن سليم عن حمزة إنهما يبطحان الألف إذا كان بعدها راء مكسورة، مثل عقبى الدّار [الرعد: 22] وأصحب النّار [البقرة: 39]. فإذا سقط الكسر عن الراء كانت مفتوحة. 2253 - وأظن داود قال ذلك رأيا دون نقل مسند إلى نافع وحمزة، على أن زكريا «2» ابن يحيى المقرئ الأندلسي قد روى عن حبيب «3» بن إسحاق المقرئ عن داود «4» عن ورش عن نافع دار القرار [غافر: 39] وفى قرار [المؤمنون: 13] وبدينار [آل عمران: 75] وكتب الفجّار [المطففين: 7] ومن قرار [إبراهيم: 26] ومع الأبرار [آل عمران: 193] والأشرار [ص: 62] وأصحب النّار [البقرة: 39] وما أشبهه بالبطح في القراءة والوقوف. وكذلك روى مواس «5» بن سهل عن أصحابه عن ورش عن نافع. وكذلك رواه نصّا محمد بن عيسى «6» الأصبهاني عن خلاد عن سليم نصّا. 2254 - وذهب آخرون من أهل الأداء وهم الأكثر إلى أن الوقف على ذلك في مذهب من أمال بالإمالة الخالصة، وفي مذهب من قرأ بين اللفظين ولم يشبع بين اللفظين كالوصل سواء، وذلك لمعان كثيرة. 2255 - منها: أن الوقف عارض، والعارض لا يعتدّ به، ألا ترى أنه قد توصل الكلمة التي في آخرها الكسرة ولا يوقف عليها، فلم يجب تغييرها في الوقف على ما هي عليه كذلك «7».
2256 - ومنها: أن يبنى الوقف على الوصل في ذلك، فكما أميل في الوصل لأجل الجرّة والكسرة فكذا «1» يمال في الوقف، وإن عدمتا فيه، ومثل ذلك بناء الوصل على الوقف «2» يستعمل «3» كثيرا. 2257 - ومنها: أن يفرق بذلك بين الممال لعلّة وبين ما لا يمال أصلا. 2258 - ومنها: ما ذكرناه في أول الباب من الإعلام بذلك أنه ممال في حال الوصل كالإعلام بالرّوم والإشمام أن الموقوف عليه متحرّك. 2259 - ومنها: أن الجالب «4» للإمالة في مذهب من رأى الرّوم والإشمام في الوقف على أواخر الكلم، وهو مذهب أبي عمرو والكسائي وحمزة وعاصم غير معدوم أصلا، بل هو ينوى «5» ويراد بالإيماء والإشارة إليه وتضعيف الصوت به، وإذا كان كذلك وجب أن لا تعدم «6» الإمالة؛ لأن الجالب لها غير معدوم 2260 - ومما يذكر «7» الوقف بالإمالة في هذا الفصل وإن لم يشر إلى جرّه الحرف الموقوف عليه، وأخلص سكونه مذهب من أمال فتحة الراء في نحو نرى الله [البقرة: 55] وشبهه، وفتحة الهمزة في نحو رءا القمر [الأنعام: 77] وبابه فكما تمال الفتحة في ذلك في حال الوصل مع ذهاب ما أميلت فيه لأجله [وهو الألف المنقلبة عن الياء، والتي للتأنيث، كذلك تمال الألف والفتحة قبلها هاهنا في حال الوقف مع ذهاب ما أميلت فيه لأجله] «8» أيضا، وهو الكسرة لا فرق بين ذلك. 2261 - وهذا مذهب أبي العبّاس أحمد بن يحيى بن ثعلب «9» وأبي بكر بن
فصل [في إمالة الألف التي تذهب في الوصل لالتقاء الساكنين]
مجاهد وجميع ما لقيناه من المكّيين. وسمعت الحسن بن سليمان يقول: هو مذهب البغداديين. 2262 - وكان آخرون يذهبون إلى أن الوقف على ذلك في مذهب من أخلص الإمالة في الوصل بإمالة يسيرة على مقدار الإشارة إلى الكسر، ألا ترى أنها لا تشبع هناك، فكذلك لا تشبع الإمالة للألف قبلها. وهذا مذهب أبي طاهر بن أبي هاشم، ومن أخذ عنه. وحكى أنه كذلك قرأ على ابن مجاهد وأبي عثمان «1» عن الكسائي وعلى ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدي. 2263 - والذي نختاره ونذهب [إليه] «2» ما قدّمناه في صدر الباب؛ لأنه إذا وقف على ذلك في مذهب من رأى الإمالة الخالصة في الوصل بإمالة يسيرة لم يكن بين «3» مذهبه، ومذهب من رأى التوسّط في الأصل فرق، فأشكل ذلك على المتعلّم والسامع، فوجب لذلك «4» حمل الوقف على الوصل في ذلك في مذهب الجميع وبالله التوفيق. فصل [في إمالة الألف التي تذهب في الوصل لالتقاء الساكنين] 2264 - فأما ما يمال منه الألف التي في آخره المنقلبة عن الياء والواو ويقرأ بين اللفظين، فإنه إذا لقي تلك الألف ساكن في الوصل سقطت لسكونها وسكونه، وذهبت الإمالة بين اللفظين؛ لأن ذلك إنما كان فيها من أجل وجودها في اللفظ، فلما عدمت فيه عدم ذلك أيضا بعدمها، فإن وقف عليها انفصلت من الساكن تنوينا كان أو غير تنوين ورجعت الإمالة بين اللفظين [98/ و] برجوعها حينئذ. 2265 - وأما الساكن الذي هو تنوين، فنحو قوله: أذى [البقرة: 196] وغزّى [آل عمران: 15] وضحى [الأعراف: 98] وسوى [طه: 58] وسدى [القيامة: 18] وو رءيا [مريم: 74] ومّفترى [القصص: 36] وهدى [البقرة: 2]
ومصلّى [البقرة: 125] ومّصفّى [محمد: 15] ومّسمّى [البقرة: 282] ومولى [الأنفال: 40] وفتى [الأنبياء: 60] وقرى [سبأ: 18] وعمى [فصلت: 44] وما أشبهه. 2266 - وأما الساكن الذي هو غير تنوين، فنحو قوله: موسى الكتب [البقرة: 53] وعيسى ابن مريم [البقرة: 87] والقتلى الحرّ [البقرة: 178] والرّءيا الّتى [الإسراء: 60] ومن إحدى الأمم [فاطر: 42] وذكرى الدّار [ص: 46] والقرى الّتى [سبأ: 18] والعلى الرّحمن [طه: 4، 5] والأقصا الّذى [الإسراء: 1] وو جنى الجنّتين [الرحمن: 54] وطغى الماء [الحاقة: 11] وأحيا النّاس [المائدة: 32] وما أشبهه. وقد جاء النص بذلك عن حمزة والكسائي. 2267 - حدّثنا محمد «1» بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: أنا إدريس، قال: أنا خلف، قال: سمعت الكسائي يقف على هدى لّلمتّقين [البقرة: 2] هدى بالياء. وكذلك من مّقام إبرهيم مصلّى [البقرة: 125] وكذلك أو كانوا غزّى [آل عمران: 156] ومّن عسل مّصفّى [محمد: 15] وأجل مّسمّى [البقرة: 282]. وقال: يسكت أيضا على سمعنا فتى [الأنبياء: 60] وفى قرى [الحشر: 14] وأن يترك سدى [القيامة: 36] بالياء، وحمزة مثله. قال خلف «2»: وسمعت الكسائي يقول في قوله: أحيا النّاس [المائدة: 32] الوقف عليه «أحيا» بالكسر «3» لمن كسر الحروف إلّا من فتح فيفتح مثل هذا، قال: وسمعته يقول «4» الوقف على قوله: إلى المسجد الأقصا الّذى [الإسراء: 1] بالياء، وكذا أقصا المدينة [يس: 20] وكذلك وجنى الجنّتين [الرحمن: 54] وكذلك طغا المآء [الحاقة: 11] قال «5»: والوقف على ومآ ءاتيتم مّن رّبا [الروم: 39] بالياء.
2268 - وحدّثنا فارس «1» بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا إسماعيل بن شعيب، قال: أنا أحمد بن سلموية، قال: أنا محمد بن يعقوب قال: حدّثنا العباس «2» بن الوليد، قال: أنا قتيبة عن الكسائي أنه كان يقف [على] «3» عامّة هذه الحروف بالياء يعني بالإمالة إلا قوله: وجنى الجنّتين [الرحمن: 54] فإنه كان يقف عليه بالألف. 2269 - قال أبو عمرو: وأراه اتبع الخط فيه؛ لأنه في أكثر المصاحف بالألف «4»، فإن كان ذلك فسبيل كل ما رسم في المصاحف من ذوات الياء بالألف، نحو أحيا النّاس [المائدة: 32] والرّءيا الّتى [الإسراء: 60] والأقصا الّذى [الإسراء: 1] وطغا المآء [الحاقة: 11] ورّبا [الروم: 39] أن يسكت عليه أيضا بإخلاص الفتح اتّباعا لرسمه، [و] «5» ليس ذلك من قوله فيه، بل النصّ والأداء قد ورد عنه بإخلاص إمالته في السكت. 2270 - وقال سورة «6» عنه في وجنى الجنّتين وطغا المآء إن شئت وقفت بالياء وإن شئت بالألف. قال: ثم قال [بعدد دهر] «7» الوقف بالياء «8»، وهذا يدلّ على أنه كان يرى الفتح، ثم زال عنه وتركه، وقال عنه المسجد الأقصا [الإسراء: 1] ومكانا سوى [طه: 58] وغزّى [آل عمران: 156] ورؤيا [مريم: 74] الوقف عليه كله بالياء. 2271 - واختلف عن أبي بكر عن عاصم في الوقف على حرفين من المنوّن،
وهما قوله في طه [58]: مكانا سوى و «1» في القيامة [36] يترك سدى، فروى خلف «2» عن يحيى عنه [أنه] «3» وقف عليهما «4» بالإمالة، وروى أحمد بن عمر الوكيعي «5» والحسين «6» بن الأسود العجلي عن يحيى عنه سوى مكسورة الياء إذا سكنت، وروى ابن أبي أميّة «7» عن أبي بكر سوى مكسورة الواو يعني في الوقف، وروى عبيد «8» بن نعيم عنه سوى بضمّ السين وبكسرها، يريد أنه يميل ألفها في الوقف، ولم يأت بالإمالة عن أبي بكر في ذلك غير من ذكرناه. 2272 - واختلف عن «9» أبي عمرو أيضا في إمالة فتحة الراء التي تذهب الألف الممالة بعدها للساكن «10» الذي يلقاها في حال الوصل ما لم يكن تنوينا، وذلك نحو قوله: نرى الله جهرة [البقرة: 55] وو سيرى الله عملكم [التوبة: 94] وو ترى النّاس [الحج: 2] وو يرى الّذين أوتوا العلم [سبأ: 6] ولآ أرى الهدهد [النمل: 20] والنّصرى المسيح [التوبة: 30] والقرى الّتى بركنا فيها [سبأ: 18] والكبرى اذهب [طه: 23، 24] وذكرى الدّار [ص: 46] وما أشبهه. 2273 - فروى أبو عبد الرحمن «11» وأبو حمدون «12» وأحمد بن واصل «13» وأبو شعيب «14» عن اليزيدي عنه أنه كان يميل فتحة الراء في ذلك مع عدم الألف في
حال الوصل وبذلك قرأت [في] «1» رواية السّوسي على أبي الفتح عن قراءته على أصحاب أبي عمران «2» عنه. قال لي أبو الفتح: وقد كان أبو عمران يختار الفتح في ذلك من ذات نفسه، وبذلك قرأت أنا ذلك على أبي الحسن «3» بن غلبون عن قراءته. 2274 - وأختار الإمالة؛ لأنه قد جاء بها نصّا وأداء عن أبي شعيب أبو العباس محمود ابن محمد «4» الأديب وأحمد بن حفص الخشّاب، وهما من جملة الناقلين «5» عنه فهما «6» ومعرفة. وقد جاء بالإمالة [98/ ظ] في ذلك أيضا نصّا عن أبي عمرو والعبّاس «7» بن الفضل وعبد الوارث بن سعيد. 2275 - قال أبو عمرو: فأما ما كان من الأسماء التي يلحقها التنوين منصوبا، نحو قوله: هدى لّلنّاس [البقرة: 185] أو كانوا غزّى [آل عمران: 156] وزدنهم هدى [الكهف: 13] وسمعنا فتى [الأنبياء: 60] وقرى ظهرة [سبأ: 18] وما أشبهه، فإنه إذا وقف على ذلك أبدل من التنوين الذي يلحقه ألف لخفّة النصب وقبلها الألف المنقلبة عن الياء، فيجتمع ألفان، فيلزم حذف إحداهما. 2276 - وقد اختلف علماء العربية في أيهما المحذوفة، فقال الكوفيّون منهم وبعض البصريين: المحذوفة للساكنين منهما هي المبدلة من التنوين لكون ما أبدلت منه زائدا. والثابتة هي المنقلبة عن الياء لكون ما انقلبت عنه أصليّا. وقال أكثر البصريين: المحذوفة منها هي المنقلبة عن الياء لكونها أول الساكنين. والثابتة هي المبدلة من التنوين لكون ما أبدلت منه دالّا على معنى يذهب بذهابها «8»، وأيضا فإن
المنقلبة عن الياء قد كانت ذهبت في حال الوصل مع التنوين، فكذا يجب أن تذهب في حال الوقف مع ما أبدل منه. 2277 - قال أبو عمرو: أوجه القولين وأولاهما «1» بالصحّة قول من قال إن المحذوفة هي المبدلة من التنوين لجهات ثلاث: إحداهنّ: انعقاد إجماع السّلف من الصحابة رضي الله عنهم على رسم ألفات هذه الأسماء ياءات في كل المصاحف. والثانية: ورود «2» النص عن العرب وأئمة القراءة بإمالة هذه الألفات في الوقف. والثالثة: وقوف بعض العرب على المنصوب المنوّن «3»، نحو رأيت زيدا، وضربت عمروا بغير عوض من التنوين، حكى ذلك سماعا منهم القرّاء والأخفش. 2278 - وهذه الجهات كلها يحقّقن أن الموقوف عليه من أحد الألفين هي الأولى المنقلبة عن الياء دون الثانية المبدلة من التنوين؛ لأنها لو كانت المبدلة منه لم ترسم ياء بإجماع، وذلك من حيث لم تنقلب عنها ولم تمل في الوقف أيضا؛ لأن ما يوجب إمالتها في بعض اللغات وهو الكسرة والياء معدوم وقوعه قبلها، ولأنها محذوفة لا ممالة في لغة من لم يعوّض. 2279 - قال أبو عمرو: فمن أخذ بقول الكوفيين والخليل وسيبويه ومن وافقهما وقف على جميع ما تقدم من المنصوب الذي يصحبه التنوين في مذهب حمزة والكسائي بالإمالة، وكذا يقف في مذهب أبي عمرو «4» على قوله في سبأ [18] قرى ظهرة ويقف أيضا على جميع ذلك في مذهب من روى الإمالة اليسيرة عن نافع كورش وغيره بالإمالة اليسيرة. 2280 - ومن أخذ بقول بعض البصريين المازني «5» ومحمد بن يزيد «6» ومن
تبعهما وقف على جميع ذلك في مذهب من رأى الإمالة الخالصة والإمالة اليسيرة بإخلاص الفتح، والعمل عند القرّاء وأهل الأداء على الأول، وبه أقول لورود النصّ المذكور به ودلالة القياس على صحته. 2281 - وروى حبيب «1» بن إسحاق عن داود عن ورش عن نافع قرى ظهرة مفتوحة في القراءة مكسورة في الوقف، وكذلك قرى مّحصّنة [الحشر: 14] وسحر مّفترى [القصص: 36] ولم يأت به عن ورش نصّا غيره. 2282 - قال أبو عمرو: فأما قوله في سورة الأنعام [71]: إلى الهدى ائتنا على مذهب حمزة في تسهيل همزة فاء الفعل وإبدالها ألفا في حال الوقف، فإن وقفه عليه يحتمل وجهين الفتح والإمالة، فالفتح على أن الألف الموجودة في اللفظ بعد فتحة الدال هي المبدلة من الهمزة دون ألف «الهدى» [والإمالة على أنها ألف «الهدى» دون المبدلة من الهمزة، والوجه الأول أقيس؛ لأن ألف «الهدى»] «2» قد كانت ذهبت مع تحقيق الهمزة في حال الوصل، فكذا يجب أن تكون مع المبدل منها؛ لأنه تخفيف والتخفيف عارض. 2283 - فأما قوله في الكهف [33]: كلتا الجنّتين فإن النحويين اختلفوا في ألفها، فقال الكوفيون: هي ألف تثنية وواحد كلتا (كلت)، وقال البصريون: هي ألف تأنيث، ووزن كلتا فعلى (كإحدى وسيمى) «3»، والتاء مبدلة من واو والأصل كلوى فعلى الأول لا يوقف عليها بالإمالة المشبعة في مذهب حمزة والكسائي ولا بين بين في مذهب أبي عمرو، ومذهب من روى التوسّط في اللفظ عن نافع؛ لأن ألف الاثنين لا يجوز إمالتها لكونها مجهولة لا يعلم لها أصل في ياء ولا واو، ولا هي أيضا مشبّهة [99/ و] بما أصله ذلك من الألفات، وعلى الثاني يوقف عليها بالإمالة المشبعة وغير المشبعة في مذهب المسمّين «4» والقرّاء وأهل الأداء على الأول.
2284 - وقد جاء به نصّا عن الكسائي سورة «1» بن المبارك فقال: كلتا الجنّتين [الكهف: 33] بالألف يعني في الوقف، وقال عنه: لدا الباب [يوسف: 25] ولدا الحناجر [غافر: 18] كلتاهما بالألف يعني بالفتح في الوقف، وذلك من حيث كانا حرفي «2» جرّ مثل على وإلى، والحروف لا تمال لجمودها. 2285 - وأما قوله في سورة المؤمنون [44]: رسلنا تترا على قراءة من نوّن «3»، فإن ألفه في الوقف يحتمل وجهين: أحدهما «4»: أن تكون بدلا من التنوين فيجري الراء قبلها بوجوه الإعراب من النصب والجرّ والرفع. والثاني: أن تكون مشبهة بالأصلية ألحقت الكلمة التي هي فيها ببناء جعفر ودرمل، أي: ألحقت الثلاثي بالرباعي، فتلزم «5» الوقف في حال النصب والجرّ والرفع، فعلى الأول لا يجوز إمالتها في الوقف على مذهب أبي عمرو كما لا تجوز فيه إمالة الألف التي في المصدر، نحو قوله: صبرا [البقرة: 25] ونصرا [الأعراف: 192] وشبههما «6»، وعلى الثاني تجوز إمالتها فيه على مذهبه؛ لأنها كالأصلية المنقلبة عن الياء، والقرّاء وأهل الأداء على الأول، وبه قرأت، وبه آخذ، وهو مذهب ابن مجاهد وأبي طاهر بن أبي هاشم وسائر المتصدّرين. وقال قتيبة «7» عن الكسائي من نوّن (تترا) وقف بألف. 2286 - قال أبو عمرو: فأما الوقف على قوله: ترءا الجمعان في الشعراء [61] فنذكره هناك مع اختلاف القرّاء في الفتح والإمالة في ذلك إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.
باب ذكر مذهب الكسائي والأعشى عن أبي بكر عن عاصم [في إمالة هاء التأنيث وما قبلها عند الوقف]
باب ذكر مذهب الكسائي والأعشى عن أبي بكر عن عاصم [في إمالة هاء التأنيث وما قبلها عند الوقف] 2287 - اعلم أن الكسائي والأعشى من رواية الشموني عنه عن أبي بكر عن عاصم كانا يميلان هاء التأنيث وما «1» ضارعها من التاءات عند الوقف لشبهها «2» بألف التأنيث، فيميل الفتحة التي قبلها لإمالتها؛ إذ لا يوصل إلى إمالتها وإمالة سائر الألفات إلا بذلك. 2288 - فهاء التأنيث نحو قوله: رحمت [البقرة: 157] ونعمة [البقرة: 211] وجنّة [البقرة: 235] وحبّة [البقرة: 261] وو معصيت [المجادلة: 8] وربوة [المؤمنون: 50] ومّؤمنة [البقرة: 221] ومّؤصدة [البلد: 20] ودرجة [البقرة: 228] وليلة [البقرة: 51] ومرية [هود: 17] وما أشبهه. 2289 - والمضارع لها نحو قوله: مّن باقية [الحاقة: 8] وحامية [الغاشية: 4] والجنّة [البقرة: 35] وكاشفة [النجم: 58] وبصيرة [يوسف: 108] وهمزة [الهمزة: 1] ولّمزة [الهمزة: 1] ودآبّة [البقرة: 164]، وكذلك بلدة [الفرقان: 49] وقرية [البقرة: 259] وغرفة [البقرة: 249] وكذا ثمرة [البقرة: 25] وبقرة [البقرة: 67] وشجرة [طه: 120] وكذا حمّالة [المسد: 4] وما أشبهه مما يلحق فيه الاسم لغير معنى تأنيث للمبالغة في الوصف، ولتكثير الكلمة، أو للفرق بين الواحد والجمع أو لغير ذلك. 2290 - قال أبو عمرو: ولم يأت عنهما «3» نصّ بتخصيص شيء من ذلك وبإطلاق القياس في ذلك في جميع القرآن قرأت لهما على أبي الفتح شيخنا عن قراءته على عبد الباقي «4»، وهو مذهب أبي مزاحم موسى «5» بن عبيد الله الخاقاني
رحمه الله فيما بلغني عنه، وكان إماما في قراءة الكسائي، ومذهب جماعة من أهل الأداء والنحويين. 2291 - وحدّثنا محمد بن علي، قال: أنا أبو بكر بن الأنباري قال: نا إدريس، قال: أنا خلف «1»، قال: سمعت الكسائي يسكت على قوله وبالأخرة [البقرة: 4] وعلى نعمة [البقرة: 211] ومرية [هود: 17] وو معصيت [المجادلة: 8] والقيمة [البقرة: 85] ونحو ذلك بكسر الراء في الأخرة والميم في نعمة والياء في ومعصيت وكذلك بقيتها وما أشبهها، فأطلق خلف القياس في جميع الباب وجعل الإمالة فيه مطّردة، ولم يخصّ بذلك بعضا دون بعض. 2292 - وحدّثنا فارس «2» بن أحمد، قال: أنا عبد الله بن أحمد، قال: نا الحسين بن أبي داود، قال: أنا القاسم بن أحمد عن محمد بن حبيب عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم الأخرة [البقرة: 44] وما أشبهها مفخم في الوصل ممال في الوقف، وهذا أيضا يوجب إطلاق القياس في جميع هاءات التأنيث ويمنع من استثناء «3» شيء منها. 2293 - قال أبو عمرو: وكان ابن مجاهد وابن المنادي وأبو طاهر «4» وأحمد بن نصر «5» وجميع أصحابهم يخصون [من ذلك في الفتح] «6» في [قراءة] «7» الكسائي والأعشى ما فيه قبل الهاء أحد عشرة أحرف. 2294 - حروف الاستعلاء السّبعة وهي: الخاء والعين والقاف والصاد [99/ ظ] والضّاد والطاء والظاء نحو الصّآخّة [عبس: 33] والبلغة [الأنعام: 149] والحآقّة [الحاقة: 1] وخصاصة [الحشر: 9] وقبضة [طه: 96] وبسطة [البقرة: 247] وموعظة [البقرة: 66] وما أشبهه.
2295 - وحرفان حلقيّان، وهما الحاء والعين، نحو قوله والنّطيحة [المائدة: 3] والقارعة [القارعة: 1] وما أشبه. 2296 - والحرف العاشر: هو الألف في عشر كلم وهي الصّلوة [البقرة: 3] والزّكوة [البقرة: 43] والحيوة [البقرة: 85] حيث وقعن والنّجوة في غافر [41] وو منوة في النجم [20] وهيهات هيهات [المؤمنون: 36] في الموضعين وذات في النمل ووّلات في ص [3] واللات في والنجم [19]، وهذه الخمس الأخيرة يقف عليهن الكسائي بالهاء، ويقف عليهن الأعشى بالتاء «1» [إجماع] «2» لكونهن في الرسم كذلك، والفتح للهاء وما قبلها في هذه العشر كلم إجماع من أهل الأداء؛ لأن الهاء فيهن لم تلها فتحة تمال لأجلها، وإنما وليتها ألف وهي ساكنة، ولا يمال للساكن ساكن، وإنما يمال له متحرك. 2297 - ثم جعلوا بعد هذا للهمزة والهاء والكاف والراء إذا وليت هذه الأربعة الهاء أحكاما: فأمالوا بعضا وفتحوا بعضا. 2298 - فأما الهمزة، فإنه إذا وليها من قبلها كسرة أو ياء ساكنة أمالوا الهاء وفتحة الهمزة من أجلها، فالكسرة نحو قوله: سيّئة [البقرة: 71] وبالخاطئة [الحاقة: 6] وفئة [البقرة: 249] ومائة [البقرة: 259] وناشئة [المزمل: 6] وما أشبهه، والياء في نحو قوله: خطيئة [النساء: 112] حيث وقعت. 2299 - فإن وليها فتحة أو ألف، وكذا الضمة والواو لو جاءتا فتحوا الهاء وما قبلها، فالفتحة نحو قوله: وإن امرأة [النساء: 128] وو قالت امرأت فرعون [آل عمران: 35] وامرأت العزيز [يوسف: 30] وما أشبهه، والألف نحو قوله: برآءة مّن الله ورسوله [التوبة: 1] وبرآءة فى الزّبر [القمر: 43] وما أشبهه، فإن حال بين الفتحة وبينها ساكن غير ألف، نحو قوله: النّشأة [العنكبوت: 20] وسوءة «3» [المائدة: 31] وشبههما اختلفوا في ذلك.
2300 - فأبو طاهر «1» وأبو نصر «2» وأصحابهما يفتحون أيضا في الوقف؛ لأنهم لا يعتدّون بذلك الساكن، ولا يراعونه. وغيرهم يميلون في الوقف اعتدادا لذلك السّاكن، والقياس مع الأوّلين. 2301 - وأما الهاء «3» فإنه إذا وليها من قبلها كسرة، وكذلك الياء لو جاءت [أمالوا هاء التأنيث وفتحة ما قبلها] «4» وسواء حال بين الكسرة وبينها ساكن أو لم يحل لقوّة الكسرة وضعف السّاكن إذ ليس بحاجز حصين ولا فاصل قوي، فالكسرة المتصلة بها، نحو قوله: ءالهة [يس: 23] وفكهة [الرحمن: 52] وما أشبهه، والتي يحول بينها وبينها ساكن نحو قوله: وجهة [البقرة: 148]. ولا أعلم في كتاب الله تعالى غيره، وكذا حكم الفتحة لو أتت. 2302 - وأما الكاف فإنه إذا وليها من قبلها كسرة أو ياء ساكنة، فأبو طاهر «5» وأحمد «6» بن نصر وأصحابهما يميلون الهاء وفتحة الكاف قبلها، فالكسرة نحو قوله: أو مشركة [البقرة: 221] والملئكة [البقرة: 31] وضاحكة [عبس: 39] وما أشبهه. والياء نحو قوله: الأيكة [الحجر: 78] حيث وقعت، فإن وليها فتحة أو ضمة، وسواء حال بينها وبينها «7» ساكن أو لم يحل فتحوا الهاء وما قبلها، وذلك نحو قوله: المبركة [القصص: 30] والتّهلكة [البقرة: 195] والشّوكة [الأنفال: 7] ومكّة [الفتح: 24] وبكة [آل عمران: 96] وما أشبهه، وغير أبي طاهر وأبي نصر «8» يميل الهاء وفتحة الكاف قبلها في الجميع ليستقل الكاف وكونها بذلك خارجة عن حكم القاف.
2303 - وأما الراء فإنه إذا وليتها كسرة أو ياء ساكنة، وسواء حال بينها وبينها ساكن [أو لم يحل] «1» أمالوا الهاء [وفتحة ما قبلها] «2» فالكسرة المتصلة بها، نحو قوله: بالأخرة [البقرة: 4] ونّاضرة [القيامة: 22] إلى ربّها ناظرة [القيامة: 23] وفاقرة [القيامة: 25] وفنظرة [البقرة: 12] وتبصرة [ق: 8] وباسرة [القيامة: 24] وخاسرة [النازعات: 12] ومّستنفرة [المدثر: 50] ومّستبشرة [عبس: 39] وما أشبهه. والتي يحول بينها وبينها ساكن نحو قوله: لعبرة [آل عمران: 13] وعبرة [يوسف: 11] وسدرة [النجم: 14] وذو مرّة [النجم: 6] وما أشبهه. وسواء كان الحرف المكسور في الضربين حرف استعلاء أو حرف حلق أو غيرهما من سائر الحروف. 2304 - وقد كان أبو طاهر وأصحابه وأحمد بن نصر وأتباعه يرون إخلاص الفتح للهاء وما قبلها في قوله في الرّوم [30] فطرت الله في مذهب الكسائي؛ لأنه يقف عليه دون عاصم بالهاء خلافا لرسمه في المصاحف وذلك لكون الساكن الحائل بين الراء والكسرة حرف استعلاء فهو يمنع الإمالة، وكان غيرهم يرون إخلاص الإمالة للهاء وما قبلها في ذلك في مذهبه اعتمادا على قوّة الكسرة وضعف الساكن. والقياس مع الأوّلين. 2305 - [والياء التي] «3» تليها «4» الراء [100/ و] في قوله: لكبيرة [البقرة: 45] وكبيرة [التوبة: 121] وصغيرة [التوبة: 121] وبصيرة [يوسف: 108] وما أشبهه، فإن ولي الراء فتحة أو ضمّة سواء حال بينها وبينهما ألف أو واو أو غيرهما من سائر السواكن أو لم يحل فتحوا الهاء وما قبلها. 2306 - فالفتحة نحو قوله: شجرة [طه: 120] وبررة [عبس: 16] وقترة [عبس: 41] وغبرة [عبس: 40] والفجرة [عبس: 42] وبقرة [البقرة: 67] وميسرة [البقرة: 280] ومّطهّرة [البقرة: 25] وما أشبهه. وكذا الضمّة إن أتت والساكن الحائل بينهما «5» وبينها، نحو قوله: كالحجارة [البقرة: 74] وسيّارة
[يوسف: 19] وو عمارة [التوبة: 19] ونضرة [الإنسان: 11] وفى غمرة [المؤمنون: 63] وكرّة [البقرة: 167] ومرّة [الأنعام: 94] وذرّة [النساء: 40] وحفرة [آل عمران: 103] وو العمرة «1» [البقرة: 196] وعسرة «2» [البقرة: 280] وقرّة [الفرقان: 74] وسورة [التوبة: 64] ومحشورة [ص: 19] وما أشبهه. 2307 - قال أبو عمرو: وبمذهب «3» ابن مجاهد وأصحابه قرأت في مذهب الكسائي على ابن غلبون وغيره «4»، والمذهبان جيّدان صحيحان، ولا شك أن ابن مجاهد وابن المنادي وأحمد بن نصر وأبا طاهر مع وفور معرفتهم وتمكّنهم من علم صناعتهم بنوا «5» ذلك على أصل وثيق من رواية وأداء، فيجب المصير إليه ويلزم الوقوف عنده، وكذلك ما اختاروه «6» وما عملوا «7» به وحكموا بموجبه. 2308 - وقد حدّثني فارس بن أحمد شيخنا، قال: أنا أبو الحسن «8» المقرئ، قال: سألت أبا سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي عن هذا الذي اختاره أبو طاهر، فقال لي: لا وجه له؛ لأن هذه الهاء بطرف والأطراف «9» لا يراعى فيها الحرف المستعلى ولا غيره، وما قبلها على أصل الإمالة، وفي القرآن من أعطى واتّقى [الليل: 5] وترضى [البقرة: 20] ولا خلاف في جواز الإمالة فيه وشبهه. فلما أجمعوا على الإمالة لقوة الإمالة في الأطراف؛ لأنها في موضع التغيير كانت الهاء في الوقف بمثابة الألف إذا عدمت الألف نحو مكّة [الفتح: 24] وفطرت [الروم: 30] والصّآخّة [عبس: 33] والحآقّة [الحاقة: 1] قال أبو سعيد: وكنت في بعض الأيام في مجلس أبي بكر بن مجاهد رحمه الله، ورجل يقرأ عليه، فوقف على الصّآخّة
بالإمالة، فقال لي أبو بكر: يا أبا سعيد ما تقول في الإمالة؟ فقلت: لا يمتنع، وذكرت له ما قدّمت ذكره. 2309 - قال أبو عمرو: وقول أبي سعيد هذا أحسن وإعلاله صحيح، ولم يعمل ابن مجاهد وابن المنادي وأحمد بن نصر وأبو طاهر في ذلك إلا على ما هو أحسن عندهم، وأصح لديهم منه، إما من جهة أثر أو طريق نظر فلذلك «1» اعتمدوا عليه، وصاروا إليه وغلّبوه ونبذوا «2» ما سواه والله أعلم. 2310 - قال أبو عمرو: ولا أعلم خلافا بين جلّة أهل الأداء ابن مجاهد وأبي طاهر وغيرهما في فتح هاء السّكت وما قبلها عند الوقف في مذهب الكسائي والأعشى؛ إذ لا يجوز عندهم غير ذلك فيها لمفارقتها هاء التأنيث في السبب الذي لأجله أميلت، وهو شبهها [بألف التأنيث] «3» في الدلالة عليه «4»، فأميلت لذلك كما تمال الألف وهاء السّكت عارية من تلك المشابهة، وذلك من حيث جاءت [مبيّنة لحركة] «5» الحرف الذي قبلها لا غير، فوجب إخلاص فتحها وفتح ما قبلها، هذا مع أن الرواية عن القرّاء والسّماع من العرب إنما ورد في هاء التأنيث خاصّة. 2311 - قال سيبويه «6»: سمعت العرب يقولون: ضربت ضربة واحدة «7»، وأخذت أخذة، وشبهوا الهاء بالألف، فأمالوا ما قبلها كما يميلون ما قبل الألف. 2312 - قال أبو عمرو: وقد بلغني أن قوما من أهل الأداء، منهم أبو مزاحم الخاقاني «8» وغيره «9» يجرونها مجرى هاء التأنيث، فيميلونها وما قبلها في الوقف من حيث شاركتها في السكون في لزوم موضع التغيير، وهو الطرف، وذلك خطأ من
منتحله، وغلط من قائله، وقد كان ابن مجاهد بلغه ذلك عن قوم فأنكره أشدّ النكير، وقال فيه أبلغ قول. 2313 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: أنا الخراز- يعني أحمد بن علي-، قال: نا محمد «1» بن يحيى عن أبي الربيع عن حفص عن عاصم أنه قرأ مّؤصدة [البلد: 20] والمشئمة [الواقعة: 9] بالكسر- يعني بإمالة الهاء وما قبلها عند الوقف- إذ لا يجوز ذلك في الوصل لعدم الهاء فيه «2»، وقياس ذلك سائر هاءات التأنيث. ولا أعلم أحدا روى هذا عن حفص غير [100/ ظ] أبي الربيع مع سليمان بن داود الزهراني، ولا روى الإمالة عن أبي بكر «3» غير الشموني عن الأعشى عنه. 2314 - وحدّثني «4» عبد العزيز بن محمد، قال: أنا عبد الواحد بن عمر، قال: أنا البرّاثي عن خلف عن سليم عن حمزة أنه يقف على الأخرة [البقرة: 94] وو معصيت [المجادلة: 8] ورحمت [البقرة: 218] وأشباه ذلك بالفتح قليلا. 2315 - وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن الأنباري «5»، قال: أنا إدريس عن خلف عن سليم عن حمزة أنه كان يسكت على قوله: وبالأخرة [البقرة: 4] ونعمة [البقرة: 211] وو معصيت [المجادلة: 8] ومرية [هود: 17] والقيمة [البقرة: 85] ونحو ذلك بفتحها قليلا. وكذلك حكى ابن واصل «6» عن خلف عن سليم عنه، وكذلك روى أبو مزاحم «7» عن أصحابه عن حمزة. 2316 - وروى محمد بن عيسى «8» الأصبهاني أداء عن خلّاد عن سليم عن
حمزة الوقف على هاء التأنيث وهاء الوقف بالإمالة ما خلا سبع كلم، فإنه فتح قبل الهاء فيهنّ، وهي صبغة [البقرة: 138] والتّهلكة [البقرة: 195] وغرفة [البقرة: 249] وسنة [البقرة: 255] وعدّة [التوبة: 36] وفضّة [الزخرف: 33] والخيرة [القصص: 68]، وروى ابن شنبوذ أداء عن أبي سليمان عن قالون «1»، وعن أبي الحسن «2» النحّاس وسائر شيوخه «3» الذين قرأ عليهم عن اليزيدي عن أبي عمرو، الوقف على ما قبل هاء التأنيث بالإمالة في جميع القرآن. قال ابن شنبوذ: وسألت محمد بن أبي شعيب السّوسي عن ذلك، فحكى عن أبيه أداء: الوقف بالفتح. وقال ابن شنبوذ: وكذلك حدّثني أحمد بن محمد «4» بن عمرو الفرائضي أداء عن الدوري «5» وأبي خلاد عن اليزيدي. 2317 - قال أبو عمرو: ولا يعرف أحد من أهل الأداء لحرف «6» نافع وأبي عمرو في جميع الأمصار «7» غير الفتح، وأحسب أن الإمالة التي رواها «8» ابن شنبوذ عن نافع وأبي عمرو أنها بين بين وليست بخالصة. وقرأ الباقون بإخلاص فتح الهاء وما قبلها في الوقف في جميع القرآن، وكذلك روى محمد بن غالب عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم فيما قرأت له «9». 2318 - فأما مذهب ورش في إمالة فتحة الراء مع الكسرة والياء يسيرا في نحو الأخرة [البقرة: 94] وباسرة [القيامة: 24] وصغيرة [التوبة: 121] وكبيرة [التوبة: 121] وما أشبهه، فليس بداخل في مذهب الكسائي والأعشى؛ لأنه إنما يقصد
باب ذكر مذهب ورش عن نافع في إمالة الراء يسيرا وفي إخلاص فتحها
إمالة فتحة الراء فقط. ولذلك «1» أمالها في الحالين بين الوصل والوقف، وهما يقصدان إمالة الهاء ولذلك «2» خصّا بها الوقف لا غير إذ لا توجد الهاء في ذلك إلا فيه. وكذلك مذهب من أمال التّورئة [آل عمران: 3] وقفا ومّزجئة [يوسف: 88] [ومرضاة [البقرة: 207]] وكمشكوة [النور: 35] وهذه الخمس كلم لم يكن يقصد إمالة الهاء، بل قصد إمالة الألف وما قبلها. ولذلك «3» شاع له استعمالها فيهنّ في حال الوصل «4» والوقف جميعا، ولو قصد إمالة الهاء لامتنع ذلك فيها لوقوع الألف قبلها كامتناعه في الصّلوة [البقرة: 3] والزّكوة [البقرة: 43] وشبههما، وهذا كله لطيف غامض وبالله التوفيق. باب ذكر مذهب ورش عن نافع في إمالة الراء يسيرا وفي إخلاص فتحها 2319 - اعلم أن ورشا من غير طريق الأصبهاني روى عن نافع أنه كان يميل فتحة الراء قليلا بين اللفظين إذا وليها من قبلها كسرة لازمة أو ياء ساكنة لا غير. فأما الكسرة اللازمة، فإنها تقع قبل الراء على ضربين: أحدهما أن يليها والآخر أن يحول بينها «5» ساكن. 2320 - فأما [ما] «6» وليتها فيه الكسرة، [ف] نحو «7» قوله: الأخرة [البقرة: 94] فاقرة [القيامة: 25] ونّاضرة إلى ربّها ناظرة [القيامة: 22، 23] وباسرة [القيامة: 24] وقصرت [الصافات: 48] وفالمدبّرات «8» [النازعات: 5] ومّتجورت [الرعد: 4] وفالزّجرت «9» [الصافات: 2] والمعصرت [النبأ: 14]] وقطران [إبراهيم: 50] ولسحرن «10» [طه: 63] وفرشا [البقرة: 22] وسرجا [الفرقان: 61] وسراعا
[ق: 44] وذراعا [الحاقة: 32] وذراعيه [الكهف: 18] وافترآء [الأنعام: 138] ومرآء [الكهف: 22] وكراما [الفرقان: 72] وطهّرا [البقرة: 125] وحصرت [النساء: 90] وأحضرت [النساء: 128] وكوّرت [التكوير: 1] وسجّرت [التكوير: 6] وفجّرت [الانفطار: 3] وسيّرت [الرعد: 31] وبعثرت [الانفطار: 4] وحشرت [التكوير: 5] وليغفر [النساء: 137] وكبآئر [النساء: 31] وشعآئر [البقرة: 158] وبصآئر [الأنعام: 104] ودآئرة [المائدة: 52] وقردة [البقرة: 65] وتبصرة [ق: 8] وتذكرة [طه: 3] ونّخرة [النازعات: 11] وشاكرا [النساء: 147] وصابرا [الكهف: 69] وطائرا «1» [الأنعام: 38] وو مبشّرا [الإسراء: 105] وظهرا [الكهف: 22] ومدبرا [النمل: 10] وما أشبهه. 2321 - وأما ما حال بينهما فيه الساكن فنحو قوله: الشّعر [يس: 69] والذّكر [آل عمران: 58] والسّحر [البقرة: 102] ووزر [الأنعام: 164] ولعبرة [آل عمران: 13] وسدرة [النجم: 14] ومرّة [النجم: 6] والبرّ [البقرة: 177] وسرّكم [الأنعام: 3] وحذركم [النساء: 71] وكبره [النور: 11] وإخراجا [نوح: 18] وإخراجهم [البقرة: 85] وغير إخراج [البقرة: 240] وإسرافا [النساء: 6] ولآ إكراه [البقرة: 256] وو الإكرام [الرحمن: 27] وإكراههنّ [النور: 33] [101/ و] والمحراب [آل عمران: 37] وإجرامى [هود: 35] وما أشبهه. 2322 - وأما الياء الساكنة فإنها تلي الراء وما قبلها يقع على ضربين مفتوحا ومكسورا لا غير، فأمّا المفتوح فنحو قوله: الخيرت [البقرة: 148] والخير [آل عمران: 26] والطّير [البقرة: 260] والسّير [سبأ: 18] وغير أولى «2» [النساء: 95] وغيركم [طه: 39] وغيره [البقرة: 230] ولا ضير [الشعراء: 50] وخيرا [البقرة: 158] وطيرا [آل عمران: 49] وسيرا [الطور: 10] وما أشبهه. 2323 - وأما المكسور فنحو قوله: ميرث [آل عمران: 180] وفالمغيرات «3» [العاديات: 3] وو عشيرتكم [التوبة: 24] ولكبيرة [البقرة: 45] وصغيرة [التوبة: 121] وبصيرة [يوسف: 108] ومّن الظّهيرة [النور: 58] وو الخنازير [المائدة:
60] والفقير [الحج: 28] وخبيرا [النساء: 35] وبصيرا [النساء: 58] وبشيرا [البقرة: 119] ونذيرا [البقرة: 119] وقديرا [النساء: 133] وسعيرا [النساء: 10] وزمهريرا [الإنسان: 13] وقواريرا [الإنسان: 15] وقمطريرا [الإنسان: 10] وما أشبهه حيث وقع، وسواء توسّطت الراء في الكلمة أو وقعت طرفا، أو لحقها «1» تنوين أو لم يلحقها، أو كان الحرف المكسور قبلها حرف استعلاء أو غيره، فالراء «2» ممالة بين بين في جميع ذلك، في حال الوصل والوقف، هذه قراءتي من طريق أبي يعقوب «3» وأبي الأزهر «4» وداود «5» وأحمد بن [صالح، و] «6» يونس. وقد اختلف أهل الأداء عنه في مواضع من المنوّن، ويأتي ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى. 2324 - فإن كانت الكسرة التي تلي الراء في حرف زائد يتمكن إسقاطه من الكلمة، ولا يخلّ ذلك بها، وسواء حال بين كسرته وبين الراء ساكن أو لم يحل لم يعتدّ بتلك الكسرة، وأخلص فتح الراء معها، وتلك الكسرة تكون في أحد حرفين: باء الجرّ «7» ولامه لا غير، فباء الجرّ نحو قوله: برسول [الصف: 6] وبربّكم [آل عمران: 193] وبرشيد [هود: 97] وبرحمة [الأعراف: 49] وبرزقين [الحجر: 20] برآدّى رزقهم [النحل: 71] وما أشبهه. ولام الجر، نحو قوله: لرسوله «8» ولربّك [آل عمران: 43] ولرجل [الأحزاب: 4] وو للرّسول [الأنفال: 24] ولامرأته [يوسف: 21] وما أشبهه. 2325 - وكذا إن كانت الكسرة الواقعة قبل الراء في حرف هو آخر الكلمة والراء أول كلمة أخرى، «9» وأخلص فتحها أيضا، وسواء كانت تلك الكسرة بناء أو
إعرابا «1» وكانت عارضة للساكنين، وذلك نحو قوله: أبوك امرأ سوء [مريم: 28] وفيه ربّى [الكهف: 95] وإلى ءاثر رحمت الله [الروم: 50] وفى المدينة امرأت العزيز [يوسف: 30] وعن أمر ربّهم [الأعراف: 77] وو إن امرأة [النساء: 128] وو قالت امرأت فرعون [القصص: 9] وما أشبهه. 2326 - وكذا حكم هذه الراء مع كسرة همزة الوصل عند الابتداء نحو امرأ سوء امرأت فرعون امرأت العزيز وما أشبهه، وذلك من حيث كانت الكسرة في جميع ذلك غير لازمة، فلم يعتدّ بها، ورفضت الإمالة معها. 2327 - وقد نقض ورش [أصله مع الكسرة اللازمة في الضربين جميعا في مواضع منها من أجل أسباب عرضت لها دعته] «2» إلى إخلاص فتحها. 2328 - فأمّا ما وليت الكسرة فيه الراء، فإنه نقض أصله فيه في ثلاثة مواضع. 2329 - فالأول قوله: الصّرط وصرط حيث وقعا في حال النصب والجرّ والرفع، كقوله: اهدنا الصّرط المستقيم صرط [الفاتحة: 6، 7] وإلى صرط مّستقيم [البقرة: 142] وو هذا صرط ربّك [الأنعام: 126] وما أشبهه. 2330 - والثاني إذا وقع بعد الراء ألف بعدها راء مفتوحة أو مضمومة، وذلك نحو قوله: ضرارا [البقرة: 231] وقرارا [النمل: 61] والقرار [إبراهيم: 29] وما أشبهه. 2331 - والثالث إذا وقع بعدها ألف بعدها قاف بأيّ حركة تحرّكت القاف، وذلك نحو قوله: فراق بينى وبينك [الكهف: 78] وأنّه الفراق [القيامة: 28] وبالعشىّ «3» والإشراق [ص: 18] وما أشبهه. 2332 - وقد كان شيخنا أبو الحسن «4» يرى إمالة الراء في قوله: والإشراق «5» لكون حرف الاستعلاء فيه مكسورا، وخالف في ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين
وغيرهم، فأخلصوا الفتح للقاف في ذلك حملا على ما انعقد الإجماع على إخلاص الفتح فيه مع كون حرف «1» الاستعلاء فيه مكسورا نحو إلى صرط [البقرة: 142] وعن الصّرط [المؤمنون: 74] وإلى سوآء الصّرط [ص: 22] وشبهه، وبذلك قرأت على ابن خاقان «2» وأبي الفتح «3» عن قراءتهما. 2333 - وقد خالف أبو الحسن أيضا الجماعة من أهل الأداء في الراء التي يليها كسرة لازمة، ويقع بعدها أحد ثلاثة أحرف ألف الاثنين، وسواء كانت حرفا أو اسما أو ألف بعدها همزة أو ألف بعدها عين، فكان يخلص الفتح للراء من أجل ذلك. 2334 - فألف الاثنين نحو قوله: تنتصران [الرحمن: 35] ولسحرن «4» [طه: 63] وطهرا [البقرة: 125] وما أشبهه. والألف التي بعدها همزة نحو قوله: افترآء على الله [الأنعام: 140] وافترآء عليه [الأنعام: 138] ومرآء ظهرا [الكهف: 22] وما أشبهه. [101/ ظ] والألف التي بعدها عين نحو قوله: ذراعيه [الكهف: 18] وذراعا [الحاقة: 32] وسراعا [ق: 44] وما أشبهه. وقرأت ذلك كله على غيره «5» بالإمالة اليسيرة، وهو الصحيح في الأداء والقياس، وبه آخذ. 2335 - وأما ما خالف فيه ورش أصله مما يحول بين الكسرة والراء فيه ساكن [ف] في «6» ثمانية مواضع: فالأول منها: الأسماء الأعجمية، وهي ثلاثة: إبرهيم [البقرة: 124] وإسرءيل [البقرة: 40] وعمرن [آل عمران: 33] لا غير. والثاني: إذا وقع بعد الراء ألف بعدها ضاد بأيّ حركة تحرّكت الضّاد، وذلك نحو قوله: أو إعراضا في النساء [128]، وإعراضهم في الأنعام [35] لا غير. والثالث: إذا وقع بعدها ألف بعدها راء مفتوحة نحو قوله: إسرارا [نوح: 9]
ومدرارا [الأنعام: 6] حيث وقعا. والرابع قوله: مصر [يوسف: 21] ومصرا [البقرة: 61] منوّنا وغير منوّن حيث وقعا. والخامس: إصرا في البقرة، وإصرهم في الأعراف [157] لا غير. والسادس قوله: قطرا في الكهف [96] لا غير. والسابع: قوله في الروم [30]: فطرت الله لا غير. والثامن: قوله في الذاريات [2]: وقرا. 2336 - وعدل ورش عن ترقيق الراء وإمالتها يسيرا في هذه المواضع لأجل حرف الاستعلاء وحرف الراء والعجمة إذ كان «1» المستعلي إذا تحرّك بغير الكسر أو سكن تطلب موضع الفتح بعلوّه، والفتح يطلب موضعه من العلوّ، فلذلك «2» قوي على منع الإمالة، والراء أيضا لتكريرها بمنزلته «3» سواء، والاسم الأعجمي لاجتماع فرعين فيه التعريف والعجمة، وزيادة «4» الألف والنون ثقيل، «5» ولذلك «6» منع الصّرف والإمالة [وهما] «7» باب تخفيف، ولم يستعملها فيه لئلا يخرج عن الغرض في استثقال هذه الأسماء. 2337 - قال أبو عمرو: وقد اختلف شيوخنا بعد ذلك في ثلاث كلم: وهن قوله في الأنعام [71]: حيران وقوله في [164]: وزر أخرى حيث وقع، وقوله في الفجر [7]: إرم ذات فأقرأني ابن خاقان حيران بإخلاص الفتح لامتناعه من الصّرف بكون مؤنثه حيرى، وكذلك نصّ عليه إسماعيل النحّاس في كتابه في الأداء، وكذلك رواه أيضا عامّة أصحاب أبي جعفر أحمد بن هلال عنه، وأقرأنيه غيره بإمالة الراء قياسا على نظائره.
وأقرأني أبو الفتح وزر [الأنعام: 164] حيث وقع بإخلاص الفتح، وأقرأني ذلك غيره بالإمالة لأجل الكسرة، وأقرأني ابن غلبون «1» إرم ذات [الفجر: 7] بإمالة الراء لأجل الكسرة، وأقرأنيه غيره بإخلاص فتحها لكون هذا الاسم بمنزلة الأعجمي من حيث اكتنفه فرعان العجمة والتأنيث، فمنع الصّرف لذلك كهو «2» سواء، فوجب أن يجرى في إخلاص الفتح مجراه. 2338 - فأمّا قوله في: ألم نشرح [الانشراح: 1] وزرك [الانشراح: 2] وذكرك [4] فإن أبا الحسن قال لنا: إن الراء يحتمل فيها وجهين: الإمالة اليسيرة طردا للقياس مع الكسرة، والفتح «3» للموافقة به بين رءوس آي السورة التي الراء فيها مفتوحة بإجماع للفتحة «4» التي قبلها، نحو صدرك [الانشراح: 1] وظهرك [الانشراح: 3]. 2339 - وهذا الذي قاله حسن، غير أنه يلزم فيما ضاهى ذلك، نحو فجّرت [3] وبعثرت [4] في الانفطار، وكوّرت [1] وسيّرت [3] ونظائرهما في التكوير؛ لأن ما قبل ذلك وما بعده من الكلم في الفواصل من السّورتين مفتوح، نحو انفطرت [الانفطار: 1] وانتثرت [الانفطار: 2] وو أخّرت [الانفطار: 5] وانكدرت [التكوير: 2] وأحضرت [النساء: 128]. ولا أعلم خلافا في مجرى القياس من الإمالة في ذلك لأجل الكسرة. 2340 - واختلف شيوخنا أيضا في الراء إذا لحقها التنوين وحال بينها وبين الكسرة ساكن غير حرف استعلاء، نحو قوله: ذكرا [البقرة: 200] وإمرا [الكهف: 71] وسترا [الكهف: 90] ووزرا [طه: 100] وحجرا [الفرقان: 22] وو صهرا [الفرقان: 54] وما أشبهه. 2341 - فأقرأني ذلك أبو الحسن بإمالة الراء بين بين وصلا ووقفا لأجل الكسرة وضعف الساكن الحائل بينها وبين الراء. وأقرأنيه ابن خاقان وأبو الفتح بإخلاص الفتح مناقضة للأصل، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين وغيرهم. وكذلك رواه
جميع أصحاب أبي يعقوب وأبي الأزهر وداود عنهم عن ورش، وكذلك حكاه محمد بن علي «1» عن أصحابه، والأول أقيس والثاني آثر. 2342 - وقد استثنى أصحاب موسى بن سهل وعبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة من جملة ذلك حرفا واحدا، وهو قوله [102/ و] في الفرقان: وصهرا، فأمالوا فتحة الراء يسيرا فيه، وذلك من حيث كان الساكن الحائل بين الكسرة والياء هاء، وهو حرف خفي وكأن الكسرة وليت الراء لذلك «2»، والقياس إخلاص فتح الراء، وعلى ذلك العمل وبه الأخذ. 2343 - فأما قوله: سرّا حيث وقع، نحو سرّا إلّآ [البقرة: 235] وسرّا وجهرا [النحل: 75] وسرّا وعلانية [البقرة: 274] وما أشبهه من لفظه. وقوله: مّستقرّا في النمل [40] فلا أعلم خلافا بين أصحابنا في ترقيق الراء وإمالتها يسيرا في ذلك، وذلك أن الحرفين في الإدغام بمنزلة حرف واحد من حيث يرتفع اللسان بهما ارتفاعة واحدة من غير مهلة ولا فرجة كما يرتفع به «3»، فكأن الكسرة قد وليت الراء كذلك «4»، فأميلت كما تمال معها «5» إذا وليتها من غير حائل بإجماع. 2344 - وقد اختلف علماؤنا في إمالة الراء وفي إخلاص فتحها أيضا في حال الوصل خاصّة إذا لحقها التنوين ووليها كسرة أو ياء، نحو قوله: شاكرا [النساء: 147] ومدبرا [النمل: 10] وخبيرا [النساء: 35] وبصيرا [النساء: 58] وخيرا [البقرة: 158] وطيرا [آل عمران: 49] وما أشبهه. 2345 - فكان أبو طاهر بن أبي هاشم لا يرى إمالتها فيه من أجل التنوين؛ لأنه يمنع الإمالة، وتابعه على ذلك عبد المنعم «6» بن عبيد الله وجماعة، وكان سائر أهل الأداء من المصريين، ومن أخذ عنهم من المغاربة يميلونها في حالة الوصل كما
يميلونها في حال الوقف لوجود الجالب لإمالتها، وهو الكسرة والياء في الحالين «1»، وعلى ذلك يدلّ نصّ الرواة عن ورش لمجيئه مطلقا من غير تقييد بذكر تنوين أو غيره، وهذا هو الصواب، والأول خطأ لا شك فيه، وقد أثبت على البيان عن ذلك في كتابي المصنف في الراءات، فأغنى ذلك عن الإعادة. 2346 - وقد روى أصحاب داود بن أبي طيبة عنه عن ورش إخلاص الفتحة للراء «2» إذا حال بينها وبين الكسرة ساكن جامد، نحو قوله: الذّكر [آل عمران: 58] والسّحر [البقرة: 102] والشّعر [يس: 69] وذكركم [الأنبياء: 10] وحذركم [النساء: 71] وكبره [النور: 11] ولعبرة [آل عمران: 13] وما أشبهه. وبإطلاق القياس في جميع ذلك قرأت لورش من طريق المصريين، وهو الذي يدلّ عليه نصّ قول «3» جميع أصحابه في كتبهم عنه. 2347 - وقرأت له من طريقهم بشرر كالقصر في والمرسلات [32] بإمالة فتحة الراء يسيرا من أجل جرّة الراء المتطرفة بعدها كما أمالها في نحو مع الأبرار «4» [آل عمران: 193] والأشرار [ص: 62] وفي قرار [المؤمنون: 13]. ولذلك «5» الوقف كالوصل في ذلك سواء، وإن عدمت الكسرة الجالبة للإمالة فيه لما ذكرناه من كونه عارضا لا يلزم. 2348 - وقياس هذا الموضع «6» عندي قوله في النساء [95]: غير أولى الضّرر «7»، غير أن أصحابنا وسائر أهل الأداء يمنعون من إمالة فتحة الراء فيه لوقوع حرف الاستعلاء قبلها وهو الضاد، وليس ذلك بمانع من الإمالة هاهنا لقوّة جرّة الراء كما لم يمنع منها كذلك في نحو فى الغار [التوبة: 40] ومن أنصار [البقرة: 270] وبقنطار [آل عمران: 75] وكالفجّار [ص: 28] وما أشبهه، على أن سيبويه
قد حكى الإمالة «1» في الضّرر نصّا لأجل جرّة الراء. 2349 - وقد روى أبو مروان «2» العثماني عن قالون أنه كان لا يفتح الراء في جميع ما تقدّم من الراءات، فوافق ورشا. وروى أحمد بن صالح «3» عن قالون فرشا [البقرة: 22] والمحراب [آل عمران: 37] وإخراج [البقرة: 217] الراء مفتوحة غير مقعورة، وكذلك قال عن ورش «4» في إخراج [البقرة: 240] والمحراب. وقال عنهما صغيرا أو كبيرا [البقرة: 282] بإشمام الراء الكسر قليلا. وقال عن قالون فى الأخرة [البقرة: 102] الراء وسطا من ذلك غير مقعورة، وهذا يدلّ على أن روايته عن ورش وقالون في الراء المفتوحة مع الكسرة والياء سواء. 2350 - وحدّثنا «5» الخاقاني، قال: حدّثنا أحمد بن أسامة، قال: حدّثنا أبي. ح 2351 - وحدّثنا «6» فارس بن أحمد، قال: حدّثنا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس قال: قال لي سقلاب «7»: لا يفتح الراء جدّا في القراءة، قال: وقال لي عثمان «8»: يقعّر الراء «9» في القراءة وما عدا يفترينه [الممتحنة: 12] وما أشبهها، فإنها لا تقعّر، وهذا يدلّ على أنه يروي ورش إخلاص فتحة الراء مع الكسرة والياء في جميع القرآن، وأنه لا يرقّق «10» من جميع الراءات إلا المكسورة وحدها التي لا يجوز غير ترقيقها. وقال أبو يعقوب «11» وداود «12» وأبو الأزهر «13»
فصل [في الراء المضمومة]
عن ورش المحراب والخيرات [البقرة: 148] وإخراجهم [البقرة: 85] وفرشا [البقرة: 22] وإسرافا [النساء: 6] وميرث [آل عمران: 180] وما أشبهه وسطا من الفتح [102/ ظ] من غير إسراف «1»، ولكن فيما بين ذلك. 2352 - وأخبرني «2» محمد بن سعيد في كتابه، قال لي محمد بن أحمد: قال: نا أبي، نا إبراهيم بن محمد، قال: نا عبد الصمد عن ورش عن نافع المحراب والخيرت وإخراجهم وإخراج [البقرة: 217] وكراما [الفرقان: 72] وفرشا [البقرة: 22] وإسرافا [النساء: 6] وو إسرافنا [آل عمران: 147] ودراستهم [الأنعام: 156] وميرث [آل عمران: 180] ومّتجورت [الرعد: 4] ولآ إكراه [البقرة: 256] وإجرامى [هود: 35] لا قعر ولا بطح «3» وهذا يدلّ على اطّراد مذهبه في إمالة فتحة الراء يسيرا مع الكسرة والياء في جميع القرآن. 2353 - وقرأ الباقون «4» وورش من رواية الأصبهاني عن أصحابه عنه بإخلاص فتحة الراء في جميع ما تقدّم. فصل [في الراء المضمومة] 2354 - واعلم أن عامّة أهل الأداء من أصحاب ورش من المصريين والمغاربة يجرون الراء المضمومة مع الكسرة اللازمة والياء الساكنة مجرى الراء المفتوحة في الترقيق في مذهبه. وكذلك روى ذلك منصوصا أصحاب النحاس «5» وابن هلال «6» وابن داود «7» وابن سيف «8» وبكر بن سهل «9» ومواس بن سهل عنهم عن أصحابه عن ورش.
2355 - فأمّا الراء المضمومة التي تليها الكسرة اللازمة فنحو يعتذرون [التوبة: 94] ومّقتدرون [الزخرف: 42] ويخرّون [الإسراء: 107] وينتصرون [الشعراء: 93] ويسرّون [البقرة: 77] ويصرّون [الواقعة: 46] وو يحذّركم [آل عمران: 28] وأنذركم [الأنبياء: 45] ويبشّرهم [التوبة: 21] وتطهّرهم [التوبة: 103] ويغفر [آل عمران: 129] ومنذر [الرعد: 7] ومّنتصر [القمر: 44] ومستقرّ [القمر: 3] وما أشبهه. وكذلك إن حال بينهما ساكن نحو قوله: بكر [البقرة: 68] وحجر [الأنعام: 138] وذكر [الأعراف: 63] وسحر [المائدة: 110] وكبر [غافر: 56] وصرّ [آل عمران: 117] وذكركم [الأنبياء: 10]. 2356 - وأما التي تليها الياء الساكنة، فنحو قوله: خبير [البقرة: 234] وبصير [البقرة: 96] وبشير [المائدة: 19] ونذير [المائدة: 19] وقدير [البقرة: 20] وخير [البقرة: 54] وغير [الأنعام: 46] وكبيرهم [يوسف: 80] وما أشبهه منوّنا كان أو غير منوّن. 2357 - فإن كانت الكسرة في حرف زائد [أ] «1» وكانت عارضة فخّمت الراء كما فعل معها في المفتوحة سواء وذلك نحو قوله: برءوسكم [المائدة: 6] وبركنه [الذاريات: 39] وبرسل [الأنعام: 10] ولرجل [الأحزاب: 4] ولربّك «2» [آل عمران: 43] وإن امرؤا وما أشبهه. 2358 - فأما الراء المكسورة فلا يجوز غير ترقيقها في حال الوصل، ولها في الوقف أحكام أبيّنها في باب الوقف على الراء إن شاء الله. 2359 - فأمّا الراء الساكنة، فلا خلاف في إخلاص تفخيمها إذا وليها من قبلها فتحة أو ضمّة، وسواء حال بينها وبين هاتين الحركتين ساكن أو لم يحل، وذلك نحو قوله: مرجعكم [آل عمران: 55] وترميهم [الفيل: 4] ونرفع [الأنعام: 83] وفارتقب [الدخان: 10] وفأرسلنا [الأعراف: 133] وليردوهم [الأنعام: 137] وكرسيّه [البقرة: 255] ويرضونكم [التوبة: 8] وما أشبهه.
2360 - فإن وليها كسرة لازمة فلا خلاف أيضا في ترقيقها، وذلك نحو قوله: فى مرية [هود: 17] وشرعة [المائدة: 48] والإربة [النور: 31] وشرذمة «1» [الشعراء: 54] وذكر [الأنعام: 70] واصبر [يونس: 109] ويغفر لكم [آل عمران: 31] وفرعون [البقرة: 49] والفردوس [الكهف: 107] بشرككم [فاطر: 14] وما أشبهه. 2361 - فإن كانت الكسرة عارضة فخّمت بلا خلاف نحو قوله: إن ارتبتم [المائدة: 106] وأم ارتابوا [النور: 50] ولمن ارتضى [الأنبياء: 28] ورّبّ ارحمهما [الإسراء: 24] وربّ ارجعون [المؤمنون: 99] ويبنىّ اركب [هود: 42] وما أشبهه. 2362 - وكذلك إن ابتدئ ما في أوّله ألف الوصل من ذلك إن ارتبتم وأم ارتابوا [النور: 50] لمن ارتضى [الأنبياء: 28] ورّبّ ارحمهما [الإسراء: 24] وربّ ارجعون [المؤمنون: 99] ويبنىّ اركب [هود: 42] وما أشبهه. 2363 - وقد اختلف أهل الأداء في قوله: كلّ فرق في الشعراء [63]، فمنهم من يفخّم الراء فيه لأجل حرف الاستعلاء، ومنهم من يرقّقها لوقوعها بين حرفين مكسورين، والأول أقيس على مذهب ورش في الصّرط [الفاتحة: 6] وو الإشراق [ص: 18]. 2364 - وقد كان محمد بن علي «2» وجماعة من أهل الأداء من أصحاب ابن هلال «3» وغيره يروون عن قرّائهم ترقيق الراء في قوله: بين المرء [البقرة: 102] حيث وقع من أجل الهمزة وتفخيمها أقيس لأجل الفتحة قبلها، وبه قرأت. 2365 - قال أبو عمرو: فأمّا ما عدا هذا من سائر الراءات المفتوحات والمضمومات والسّواكن إذا الفتحات والضمّات، فلا خلاف في إخلاص فتحه وتفخيمه لأجل ما وليه من الفتح، وقد قدّمنا مذاهبهم في الراء المفتوحة التي تقع قبل ألف منقلبة عن ياء أو للتأنيث أو قبل ألف بتاء بعدها راء مجرورة في باب الإمالة، فأغنى عن إعادته هاهنا وبالله التوفيق.
فصل في الوقف على الراء المتطرفة
فصل في الوقف على الراء المتطرّفة 2366 - اعلم أن الوقف على الراء المفتوحة إذا وقعت طرفا في الكلمة ولم يلحقها التنوين وانكسر «1» ما قبلها، أو كان ياء وسواء حال بين الكسرة وبينها ساكن أو لم يحل بالترقيق [103/ و] في مذهب الجميع؛ لأن الوقف عليها في مذاهبهم بالسّكون لا غير، ولا ترام عندهم فيه لخفّة النصب وذلك نحو قوله: ليغفر [النساء: 137] وقدر [القمر: 12] وبعثر [العاديات: 9] والذّكر [آل عمران: 58] والسّحر [البقرة: 102] والشّعر [يس: 69] وو الخنازير [المائدة: 60] والفقير [الحج: 28] وما أشبهه. 2367 - فإن وليها فتحة أو ضمّة وسواء حال بينهما وبينها ساكن أو لم يحل، فالوقف عليها للكل بإخلاص الفتح لا غير، وذلك نحو قوله: ألم تر [البقرة: 243] والدّبر [القمر: 45] والأمور [البقرة: 210] والعسر [البقرة: 185] واليسر [البقرة: 185] وما أشبهه. 2368 - فأما الراء المضمومة فإنه إذا وليها كسرة لازمة أو ياء ساكنة وسواء لحقها التنوين أو لم يلحقها، فورش على ما حكاه أهل الأداء عنه يقف عليها في جميع الأحوال من السكون والرّوم والإشمام بالترقيق، والباقون يفخّمونها إذا وقفوا عليها بالرّوم خاصّة لكونه في زنة المتحرّك، ويرقّقونها إذا وقفوا بالسّكون أو بالإشمام؛ لأن الإشمام لا يؤتى به إلا بعد إخلاص السّكون للحرف الموقوف عليه، والراء إذا سكنت ووليتها كسرة أو ياء مرقّقة بإجماع من أهل الأداء؛ لأنها تابعة لهما، وذلك نحو قوله: مّستمرّ [القمر: 2] ومستقرّ [القمر: 3] وتستكثر [المدثر: 6] وسحر [المائدة: 110] وكبر [غافر: 56] وإلّا نذير وبشير [الأعراف: 188] وما أشبهه. 2369 - فإن وليها في حال انضمامها غير الكسرة والياء فالوقف عليها للكل في جميع الأحوال من السّكون والرّوم والإشمام بالتفخيم لا غير، وذلك نحو قوله: أمر [النساء: 47] ومّستطر [القمر: 53] والنّذر [يونس: 101] والأمور [البقرة: 210] وو حمر [المدثر: 50] وأمر [البقرة: 27] وما أشبهه.
2370 - وأما الراء المكسورة فإنه إذا وقف عليها بالرّوم بأيّ حركة تحرّك ما قبلها، فهي رقيقة لا غير، وذلك نحو قوله: بالنّذر [القمر: 23] ومّن مّطر [النساء: 102] وعلى سفر [البقرة: 184] وبنهر [البقرة: 249] وما أشبهه، فإن وقف عليها بالسكون، ولم يرم اعتبرت الحركة التي قبلها. 2371 - فإن كانت فتحة أو ضمّة نحو قوله: مّن ذكر [آل عمران: 195] وبقدر [الحجر: 21] واستكبر [البقرة: 34] ومن الأمر [آل عمران: 128] ونكر [القمر: 6] وودسر [القمر: 13] وما أشبهه فخّمت لا غير؛ لأن ذلك حكم الساكنة مع هاتين الحركتين في مذهب الكلّ في حال الوصل، وكذا حكى مواس بن سهل عن أصحابه عن ورش عن نافع أن الوقف على هذا الضرب بالتفخيم. 2372 - وإن كانت الحركة التي تليها كسرة نحو قوله: مّنهمر [القمر: 11] ومّستمرّ [القمر: 2] ومن السّحر [طه: 73] وعين القطر [سبأ: 12] وعلى البرّ [المائدة: 2] وما أشبهه. أو وقع قبلها ياء ساكنة نحو قوله: من بشير ولا نذير «1» [المائدة: 19] ومن قطمير [فاطر: 13] وإلى الطّير [النحل: 79] ومّن خير [البقرة: 105] ونذير [القصص: 46] وما أشبهه رقّقت «2» لأجلها. 2373 - وكذلك إن كان الذي وليها فتحة ممالة، نحو قوله: مع الأبرار «3» [آل عمران: 193] والأشرار [ص: 62] وفى قرار [المؤمنون: 13] في مذهب من أمال ذلك في حال الوصل إمالة خالصة أو إمالة بين بين، وكذا بشرر [المرسلات: 32] على مذهب ورش عن نافع أيضا، فهي مرقّقة اتباعا لتلك الفتحة الممالة. 2374 - وأما الراء الساكنة، فإنها تجري في الوقف مجراها في الوصل وسواء حرّكت في الوصل للساكنين أو بحركة همزة تفخّم مع الفتحة والضمّة نحو قوله: وانحر [الكوثر: 2] واذكر [آل عمران: 41] وما أشبهه. وترقق مع الكسرة نحو قوله: واصبر [يونس: 109] وأنذر [الأنعام: 51] وما أشبهه. 2375 - قال أبو عمرو: فهذه أحكام الراء في الوقف على ما رواه مواس بن
باب ذكر اللامات ومذهب ورش وغيره من الرواة عن أئمة القراءة في ترقيقهن وتغليظهن
سهل وغيره من الرواة عن أئمتهم، وعلى هذا أخذنا لفظا عن جلّة أهل الأداء وقسناه على الأصول التي أصّلوها إذ عدمنا «1» النصّ على أكثره، ودعت الحاجة إلى معرفة حقيقته «2» وبالله التوفيق. باب ذكر اللامات ومذهب ورش وغيره من الرّواة عن أئمة القراءة في ترقيقهنّ وتغليظهنّ 2376 - اعلم أن ورشا من طريق أبي يعقوب عنه روى عن نافع أنه كان يغلظ اللام ويفخّمها إذا تحرّكت «3» بالفتح لا غير، ووليها من قبلها صاد أو ظاء أو طاء، وتحرّكت هذه الثلاثة الأحرف بالفتح «4»، أو سكنت لا غير. 2377 - فأما الصّاد فنحو قوله «5»: الصلوة [البقرة: 3] وصلوتهم [المؤمنون: 9] وفيصلب [يوسف: 41] ومفصّلا [الأنعام: 114] وو سيصلون [النساء: 10] وو أصلحوا [البقرة: 160] إصلاحا [البقرة: 228] وما أشبهه. 2378 - وأما الظاء فنحو قوله: ظلموا [البقرة: 59] و «6» يظلمون [البقرة: 281] وو إذآ أظلم [البقرة: 20] وو من أظلم [البقرة: 144] وو ظلّلنا [البقرة: 57] وفيظللن [الشورى: 33] وفظلّت [الشعراء: 4] وبظلام [آل عمران: 182] وما أشبهه. 2379 - وأما الطاء فنحو قوله: الطّلق [البقرة: 227] وطلّقتم [البقرة: 231] والمطلّقت [البقرة: 228] وو انطلق [ص: 6] وفانطلقوا [القلم: 23] وفاطّلع [الصافات: 55] ومّعطّلة [الحج: 45] وطلبا [الكهف: 41] وحتّى مطلع [القدر: 5] وما أشبهه.
2380 - هذه قراءتي له من الطريق المذكور على ابن خاقان «1» وأبي الفتح «2» عن قراءتهما. وقرأت له على ابن غلبون «3» بتغليظ اللام وتفخيمها مع الصّاد والظاء [103/ ظ] المفخمة وترقيقها مع الطاء. وروى محمد بن علي «4» عن أصحابه عن أبي يعقوب عن ورش تغليظها مع الصاد خاصة. وكذلك روى أبو الأزهر عن ورش فيما قرأت له على أبي الفتح «5» عن قراءته، وكذلك روى أصحاب النحّاس «6» ومواس «7» وابن هلال «8» عن أصحابه عن ورش. 2381 - وروى يونس «9» وداود «10» وأحمد بن صالح «11» والأصبهاني «12» عن أصحابه عن ورش فيما قرأت لهم بالإسناد المتقدّم ترقيق اللام مع الثلاثة الأحرف في جميع القرآن، وبذلك قرأ الباقون «13». 2382 - فإن وقعت هذه اللام مع الصاد آخر فاصلة في سورة أو آخر فواصلها على ألف منقلبة من ياء، وجملة ذلك ثلاثة مواضع: في القيامة [31] فلا صدّق ولا صلّى وفي سبّح [15] وذكر اسم ربّه فصلّى وفي العلق [10] عبدا إذا صلّى ففيها على مذهب أبي يعقوب وأبي الأزهر وجهان: أحدهما: التغليظ لكونها مفتوحة قد وليها صاد مفتوحة طردا لمذهبهما في نحو ذلك.
والثاني: الترقيق، فتكون بين بين لأجل الألف المنقلبة عن الياء بعدها حملا على ما قبل ذلك وما بعده من رءوس الفواصل، واتباعا له ليأتي «1» الجميع بلفظ واحد ولا يختلف. والوجهان صحيحان، غير أن الثاني أقيس. 2383 - فإن أتت اللام وقبلها صاد أيضا وبعدها ألف منقلبة من ياء في غير فاصلة، وجملة ذلك خمسة مواضع: في سبحان [18] يصلئها مذموما، وفي الانشقاق [12] ويصلى سعيرا، وفي الغاشية [4] تصلى نارا حامية، وفي الليل [15] لا يصلئهآ إلّا الأشقى، وفي المسد [3] سيصلى نارا وكذا قوله: من مّقام إبرهيم مصلّى [البقرة: 125] عند الوقف خاصة؛ لأنه منوّن والّذى يصلى النّار [الأعلى: 12] لأن الألف تذهب في الوصل على مذهبهما [في هذه اللام] «2» وجهان: التغليظ والترقيق، فالتغليظ على ما أصّلاه في اللام مع الصاد، والترقيق على قولهما في إمالة الألف المنقلبة من الياء وما قبلها، والأقيس هاهنا التغليظ بخلاف ما هو فيما قبله لعدم الإتباع والتشاكل اللذين حسّنا الترقيق وقرّباه هاهنا «3». 2384 - فإن حال بين الصّاد والطاء وبين اللام ألف نحو قوله: فصالا [البقرة: 233] وأن يصلحا «4» [النساء: 128] وأفطال [طه: 86] وما أشبهه، [كان في هذه اللام أيضا وجهان: التفخيم؛ اعتدادا بقوة الحرف المستعلي] «5» والترقيق «6» لأجل الفاصل الذي فصل بينه وبين اللام، والتغليظ أوجه «7»؛ لأن ذلك الفاصل ألف والفتح منه. 2385 - فإن وقعت اللام مع الثلاثة الأحرف المذكورة الجالبة لتغليظها وتفخيم اللفظ بها طرفا «8» في الكلمة، نحو قوله: يوصل [البقرة: 27] وفصل [البقرة:
249] وو بطل [الأعراف: 118] وما أشبهه، ووقف على ذلك احتمل وجهين أيضا: في الوقف التغليظ والترقيق، فالتغليظ لكون سكونها عارضا إذ هو للوقف فقط، فعوملت لذلك «1» معاملة المتحرّكة المفتوحة، والترقيق لكونها ساكنة؛ لأن ما سكن للوقف كاللازم، فعوملت لذلك «2» معاملة الساكنة في كل حال. والأول أوجه؛ إذ فيه دلالة على حكم اللام في مذهب من ذكرناه في حال الوصل كما دلّ الوقف على الكلم التي «3» الراء فيهنّ متطرّفة مجرورة بالإمالة الخالصة وبالإمالة اليسيرة مع عدم الجرّة الجالبة لذلك فيه على حال الوصل في مذهب من رأى ذلك «4». 2386 - فإن تحرّكت اللام مع الثلاثة الأحرف المذكورة بالضم أو الكسر أو سكنت، فلا خلاف في ترقيقها، فالمضمومة نحو قوله: يصلون [النساء: 90] ولقول «5» فصل [الطارق: 13] و «6» فظلّوا [الحجر: 14] ولظلوم [إبراهيم: 34] وفنظلّ [الشعراء: 71] وفطلّ [البقرة: 265] وتطّلع [المائدة: 13] وما أشبهه. 2387 - وأما المكسورة نحو قوله: يصلى [آل عمران: 39] وفصل [الكوثر: 2] وو تصلية [الواقعة: 94] وو من يظلم [الفرقان: 19] ويظلمون [البقرة: 57] فطلّقوهنّ [الطلاق: 1] وتطّلع [المائدة: 13] وما أشبهه. وسواء تحرّك ما قبل المضمومة والمكسورة أو سكن. 2388 - والساكنة نحو قوله: وصّلنا [القصص: 51] وصلدا [البقرة: 264] وصلصل [الحجر: 26] وفظلتم [الواقعة: 65] وظلت [طه: 97] وطلعها [الأنعام: 99] وطلع نّضيد [ق: 10] وما أشبهه. 2389 - على أن قوما من منتحلي قراءة نافع رواية عن ورش عنه من المغاربة يغلظون اللام من قوله: صلصل لوقوعها بين صادين، ولم أقرأ بذلك. والترقيق هو القياس حملا على سائر اللامات السّواكن.
فصل [في لام فواتح السور]
2390 - فإن تحرّكت الأحرف الثلاثة التي تلي اللام المفتوحة بالكسر أو بالضم فلا خلاف أيضا في ترقيقها مع ذلك، فالمكسورة نحو قوله: فصّلت [هود: 1] وتفصيلا [الأنعام: 154] وو حصّل [العاديات: 10] وفى ظلل [يس: 56] وعطّلت [التكوير: 4] وما أشبهه. والمضمومة نحو قوله: ظلّة [الأعراف: 171] وظلل [البقرة: 210] وما أشبهه. [104/ و] وكذا قرأت في هذه المواضع للجماعة والنصّ في أكثره معدوم، وإنما يتلقى مثله عن حذّاق أهل الأداء وجلّة المتصدّرين مشافهة وسماعا ومذاكرة. 2391 - فإن وقعت اللام المفتوحة بين حرفين مستعليين، نحو قوله: خلطوا [التوبة: 102] وما اختلط [الأنعام: 146] ومّن الخلطآء [ص: 24] وو أخلصوا [النساء: 146] والمخلصين [يوسف: 24] وفاستغلظ [الفتح: 29] وو غلّقت الأبوب [يوسف: 23] وخلق [البقرة: 29] وخلقوا [الرعد: 16] والخلّق [الحجر: 86] ومّخلّقة [الحج: 5] وما أشبهه، فقوم من أهل الأداء يغلظون اللام في ذلك في مذهب ورش من طريق الأزرق من أجل حرفيّ الاستعلاء، وآخر يرقّقونها لعدم النص عن ورش فيه. وبذلك قرأت وبه آخذ. فصل [في لام فواتح السور] 2392 - فأما اللام الواقعة في فواتح السور في نحو الم [البقرة: 1] والمص [الأعراف: 1] والر [يونس: 1] والمر [الرعد: 1] فإن الاختلاف عن أئمة القراءة قد ورد فيها، فقرأ ابن كثير في حكاية ابن مجاهد «1» عن قنبل وابن عامر من رواية ابن ذكوان عن أصحابه الم اللام رقيقة غير مغلظة. قال ابن مجاهد: وكذلك الر والمر والمص، وقال ابن ذكوان: وكذلك اللام في كل القرآن. 2393 - وروى أحمد بن صالح «2» عن قالون عن نافع الم اللام غير معجمة. وكذلك روى مواس بن سهل عن أصحابه عن ورش عن نافع. [وقال داود وأبو الأزهر في الاختلاف عن نافع] وحمزة الم الله [آل عمران: 1] والر والمر والمص لا قعر ولا بطح.
2394 - وقال ابن جبير عن الكسائي عن إسماعيل «1» وعن المسيبي «2» عن نافع وعن اليزيدي «3» عن أبي عمرو أنهما «4» كانا لا يبالغان باللفظ ما يبالغ به حمزة. قال: لأن مذهبهما الحدر إذا قرآ. وقال «5» عن سليم عن حمزة كان يقرأ الر بتفخيم اللام، ويملأ بها الفم تفخيما حسنا ولا يغلظ اللام. وقال «6» عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم: (إنه يغلظ التفخيم في اللام في كل القرآن، وذكرها ابن جبير عنهم في مختصره. وروى الحسن بن أبي مهران «7» عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم) «8» الم لا تغلظ اللام. 2395 - قال أبو عمرو: وقرأت هذا الباب كله للجماعة من جميع الطرق بترقيق اللام حيث وقع. وكذلك ذكر أبو طاهر بن أبي هاشم فيما أخبرنا الفارسي «9» عنه أنه قرأ على ابن مجاهد وأبي عثمان «10» الضرير وأبي العباس «11» الأشناني، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء. 2396 - وأما اللام في «12» قوله: ثلثة [البقرة: 196] حيث وقع، فاختلف فيها عن ورش، فحدّثنا الخاقاني «13»، قال: أنا أحمد بن أسامة عن أبيه. ح 2397 - ونا أبو الفتح «14»، قال: نا أبو محمد [البزاز]، قال: نا محمد بن الربيع،
[مطلب اللام من اسم الله تعالى]
قال: نا يونس عن ورش عن نافع أنه كان يفتح اللام من قوله: ثلثة في كل القرآن. وعن ابن كيسة «1» عن سليم عن حمزة غير مفتوح «2» في كل القرآن. وقال زكريا «3» بن يحيى المقرئ عن أصحابه عن ورش ثلثة وثلث [الكهف: 25] إذا كانت الكلمة في محل نصب أو رفع، نحو ثلثة أيّام [آل عمران: 41] وثلث ليال [مريم: 10] وثلث عورت [النور: 58] فاللام مفتوحة، فإذا كانت في محل خفض نحو بثلثة ءالف [آل عمران: 124] وذى ثلث شعب [المرسلات: 30] وأولى أجنحة مّثنى وثلث [فاطر: 1] فهي مرقّقة. 2398 - قال أبو عمرو: والمعروف عن ورش وعن «4» سائر القرّاء والرواة ترقيقها في كل حال وبذلك قرأت للجماعة. وكذا روى أصحاب أبي يعقوب وعبد الصّمد عنهما عن ورش عن نافع، وعليه عامّة أهل الأداء، وكذا حكم كل لام سوى ما تقدّم متحركة كانت أو ساكنة، مخفّفة كانت أو مشددة، وليها حرف استعلاء أو غيره في جميع القرآن. 2399 - على أن ابن جبير قد روى عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يفخّم اللام، وكأنه يغلظها من العلمين [الفاتحة: 1] في جميع القرآن، لم يرو ذلك أحد غيره. وقال مواس بن سهل عن أصحابه عن ورش عن نافع: يعلم [البقرة: 77] ويعلمون [البقرة: 13] اللام رقيقة غير مفخّمة في القرآن كله. وقال الحسن «5» بن مخلد: كان القرّاء يكرهون تغليظ اللامات في القرآن كله، وعلى ذلك جميع أهل الأداء. [مطلب اللام من اسم الله تعالى] «6» 2400 - فأما اللام من اسم الله تعالى إذا وليها من قبلها [104/ ظ] فتحة أو ضمة، فلا خلاف بين الجماعة في تغليظها وتفخيم اللفظ بها، فالفتح نحو
قوله شهد الله [آل عمران: 18] وو إذ أخذ الله [آل عمران: 81] وقال الله [آل عمران: 55] وربّنا الله [الحج: 40] وعيسى ابن مريم اللهمّ [المائدة: 114] وما أشبهه. والضمة نحو قوله: رسل الله [الأنعام: 124] والّذين كذبوا الله [التوبة: 90] وو يشهد الله [البقرة: 204] وو إذ قالوا اللهمّ [الأنفال: 32] وما أشبهه. 2401 - فإن وليها كسرة سواء كانت في حرف زائد أو في آخر كلمة أخرى متصلة بها أصلية كانت أو عارضة، فلا خلاف في ترقيقها لأجل تلك الكسرة وذلك نحو قوله: بسم الله [هود: 41] والحمد لله [الفاتحة: 1] وإنّ الله [البقرة: 156] وعن ءايت الله [القصص: 87] ولّم يكن الله [النساء: 137] وإن يعلم الله [الأنفال: 70] وفإن يشإ الله «1» [الشورى: 24] وحسبنا الله [آل عمران: 173] وأحد الله [الصمد: 1، 2] وقل اللهمّ [آل عمران: 26] وما أشبهه. فإن فصلوا «2» هذا الاسم من الكسر وابتدءوا به فتحوا همزة الوصل في أوّله، وفخّموا لامه لأجلها. 2402 - ولم يأت بتفخيم هذه اللام مع الفتحة والضمة وترقيقها مع الكسرة منصوصا إلا داود بن أبي طيبة «3» عن ورش عن نافع، وعن ابن كيسة «4» عن سليم عن حمزة، غير أنه عبّر عن الترقيق بالبطح مجازا «5» واتّساعا، ولا أعلم مخالفا في ذلك من القرّاء والنحويين. 2403 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثني إبراهيم بن عرفة «6»، قال: أنا جعفر بن محمد التمار، قال: نا محمد بن الهيثم، قال: سألت الفرّاء عن تغليظ اللام في قوله: رسل الله [الأنعام: 124] وترقيقها في قوله: والله أعلم «7». فقال الفراء: هو مثل قول الرجل عبد أمه ولأمه.
2404 - قال أبو عمرو وكلام الفرّاء في هذا حسن، وذلك أنه شبّه اللام من اسم الله تعالى بهمزة الأم «1» إذ «2» كانت تكسر مع الكسرة، وتضمّ مع الفتحة والضمّة كما ترقّق اللام مع الكسرة وتفخّم مع الفتحة والضمّة ليتجانس الصوت بذلك ويعمل اللسان فيه عملا واحدا من جهة واحدة طلبا للخفة «3»، وخصّت همزة أم بهذا التغيير من حيث كثرة هذه الكلمة، وما كثر فكثيرا ما يلحقه التغيير ليخف. 2405 - وحدّثنا الحسن بن شاكر «4» البصري، قال: نا أحمد بن نصر «5»، قال: التفخيم في هذا الاسم يعني مع الفتحة والضمة ينقله قرن عن قرن، وخالف عن سالف. وكان إليه «6» شيخنا أبو بكر بن مجاهد وأبو الحسن بن المنادي يذهبان، قال: فأما إذا كان «7» قبله كسرة، فإن اللام رقيقة، فسئل عن ذلك شيخنا ابن مجاهد نضّر الله وجهه، فقال: استثقلوا الانتقال من الكسر إلى التغليظ كما استثقلوا ضمة «8» ألف أم إذا كان ما قبلها مكسورا [و] «9» كما استثقلوا الخروج من الكسر إلى الضم، كذلك استثقلوا الخروج من الكسر إلى التغليظ لثقل ذلك. 2406 - قال أبو عمرو: فأما اللام من اسمه تعالى في قوله: نرى الله جهرة في البقرة [55] وو سيرى الله عملكم في الموضعين في التوبة [94 و 105] إذا أميلت فتحة الراء قبلها على رواية من روى ذلك عن اليزيدي عن أبي عمرو فرقيقة «10» لأجل الإمالة، وبذلك أقرأني أبو الفتح «11» في رواية السوسي عن اليزيدي عن قراءته على أبي الحسن المقرئ عن أصحابه عنه، وهو القياس.
باب ذكر مذاهبهم في الوقف على مرسوم الخط وبيان ما اختلفوا فيه من ذلك
2407 - قال أبو عمرو: وقد قدّمنا مذهب قتيبة «1» عن الكسائي في إمالة فتحة اللام من اسمه تعالى إمالة محضة إذا كان في أوله لام الجرّ، نحو قوله: الحمد لله [الفاتحة: 1] وإنّ الله [البقرة: 156] ولّلّه الأمر [الرعد: 31] وما أشبهه فيما انفرد به من الإمالة عنه، وبالله التوفيق. باب ذكر مذاهبهم في الوقف على مرسوم الخط وبيان ما اختلفوا فيه من ذلك 2408 - اعلم أن الذين وردت عنهم الرواية باتّباع مرسوم الخط عند الوقف من أئمة القراءة خمسة: نافع وأبو عمرو والكوفيون «2» وعاصم وحمزة والكسائي، ولم يرد عن ابن كثير وابن عامر في ذلك شيء يعمل عليه، واختيارنا أن يوقف في مذهبهما على مرسوم الخط كمذهب من جاء عنه ذلك نصّا إذ مخالفته والزوال عنه إلى غيره بغير دليل من خبر ثابت أو قياس صحيح غير جائز. 2409 - فأما الرواية بذلك عن نافع، فحدّثنا محمد بن أحمد بن علي «3»، قال: نا محمد بن القاسم، قال: نا سليمان بن يحيى، قال: نا محمد بن سعدان، قال: نا إسحاق المسيبي عن نافع أنه كان يقف على الكتاب. 2410 - وأما الرواية عن أبي عمرو، فحدّثنا «4» فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد البغدادي، قال: نا عمر «5» بن يوسف، قال: نا الحسن بن [105/ و] شيرك، قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يسكت على الكتاب. 2411 - وأما الرواية عن عاصم، فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر «6»، قال: نا عبد الواحد ابن عمر، قال: نا إبراهيم بن عرفة، قال: نا شعيب بن أيوب، قال: نا يحيى بن
آدم عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يقرأ الصّرط [الفاتحة: 6] بالصاد من أجل الكتاب، فقوله: من أجل الكتاب يدلّ دلالة قاطعة على أنه يتبع مرسوم الخط. 2412 - ونا أبو الفتح «1»، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا الحسن بن داود، قال: نا القاسم بن أحمد، قال: نا محمد بن حبيب عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يتبع في قراءته المصحف- يعني في الوصل والوقف. 2413 - وأما الرواية عن حمزة، فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا أبو بكر بن الأنباري، قال: نا سليمان «2» بن يحيى قال: نا ابن سعدان، قال: نا سليم عن حمزة أنه كان يقف على الكتاب. 2414 - حدّثنا «3» عبد العزيز بن جعفر، قال: نا ابن أبي هاشم، قال: نا أحمد بن محمد البراثي، قال: نا خلف عن سليم عن حمزة أنه كان يتبع الكتاب في الوقف. 2415 - وأما الرواية عن الكسائي، فحدّثنا «4» عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد ابن عمر، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا خلف عن الكسائي أنه كان يتبع الكتاب في الوقف. 2416 - ونا فارس «5» بن أحمد، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا إسماعيل بن شعيب، قال: نا أحمد بن سلمويه، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: حدّثنا العباس بن الوليد، قال: نا قتيبة بن مهران، قال: قال الكسائي: أقف على الكتابة. 2417 - قال أبو عمرو: ومع هذه الرواية المجملة عن «6» هؤلاء المذكورين، فقد ورد الاختلاف عنهم [في الوقف] على مواضع من المرسوم، وهي تشتمل على خمسة عشر فصلا، وأنا أذكرها فصلا فصلا وأبيّن اختلافهم في كل فصل على حسب قراءتي وروايتي إن شاء الله تعالى.
[الفصل الأول في تاء التأنيث]
[الفصل الأول في تاء التأنيث] 2418 - فالفصل الأول هو ما جاء مرسوما من تاءات التأنيث بالتاء على الأصل كقوله: أولئك يرجون رحمت الله [البقرة: 218] وو اذكروا نعمت الله عليكم [البقرة: 231] وكلمت ربّك الحسنى [الأعراف: 137] وامرأت نوح وامرأت لوط [التحريم: 10] وامرأت فرعون [القصص: 9] وسنّة الله [الأحزاب: 38] وفنجعل لّعنت الله [آل عمران: 61] وو معصيت الرّسول [المجادلة: 8] وقرّت عين [القصص: 9] وجنّة نعيم [الواقعة: 89] وبقيّت الله [هود: 86] وفطرت الله [الروم: 30] وإنّ شجرت الزّقّوم [الدخان: 42] وما كان مثله مما قد أتينا على إحصاء جملته في كتابنا المصنّف في مرسوم المصاحف «1». 2419 - فروى أبو العباس أحمد بن محمد «2» البراثي وأبو العباس أحمد بن إبراهيم الورّاق عن خلف «3» عن الكسائي وعن «4» خلف عن أصحابه عن أبي عمرو أنهما «5» وقفا على جميع ذلك بالهاء خلافا لرسمه. وكذلك روى سورة «6» بن المبارك عن أصحابه عن أبي عمرو أنه وقف «7» على جميع ذلك بالهاء [وجاء] «8» عن الكسائي نصّا. 2420 - وحدّثنا أبو «9» الفتح، قال: حدّثنا ابن طالب «10»، قال: نا إسماعيل، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: حدّثنا العبّاس، قال: نا قتيبة عن الكسائي أنه كان يقف على قوله: بقيّت الله [هود: 86] وغيبت الجبّ [يوسف:
[الفصل الثاني في قوله مرضات]
10] وقرّت عين [القصص: 9] وفطرت الله [الروم: 30] وسنّت الأوّلين [الأنفال: 38] ولسنّة الله [الأحزاب: 62] وامرأت نوح وو امرأت لوط [التحريم: 10] وابنت عمرن [التحريم: 12] بالهاء. 2421 - ونصّ على هذه المواضع بأعيانها وقياسها سائر نظائرها من المرسوم بالتاء، وذلك قياس مذهب ابن كثير؛ لأن محمد بن علي «1» نا، قال: نا محمد بن القاسم، قال: نا الحسن بن الحباب عن أبي الحسن بن أبي بزة عن أصحابه عن ابن كثير أنه يقف على قوله: من ثمرت مّن أكمامها «2» [فصلت: 47] بالهاء، وهو في الرسم بالتاء [ .... ] «3» على حال رسمه استدلالا بالمروي عنهم من اتّباع الكتاب عند الوقف، 2422 - وحدّثنا محمد «4» بن أحمد، قال: نا ابن الأنباري عن أصحابه عن حمزة أنه كان يسكت على قوله: ابنت عمرن بالتاء. [الفصل الثاني في قوله مرضات] 2423 - والفصل الثاني: هو ما جاء من قوله: مرضاة «5»، وجملة ذلك أربعة مواضع: موضعان في البقرة «6» وموضع في النساء «7»، وموضع في التحريم «8» لا غير، فوقف الكسائي على ذلك بالهاء كما حدّثنا «9» عبد العزيز بن جعفر قال: نا عبد الواحد بن عمر، [105/ ظ] قال: نا أحمد بن محمد عن خلف عن الكسائي أنه كان يقف على مرضاة [البقرة: 207] بالهاء، وقال «مرضاة» مثل معصية، وكذا قال
سورة «1» عنه. وذلك قياس ما رواه ابن الحباب عن البزي «2» عن أصحابه عن ابن كثير من الوقف على يأبت [يوسف: 4] وهيهات هيهات [المؤمنون: 26] ومن ثمره بالهاء، وقياس ما رواه خلف «3» عن أصحابه عن أبي عمرو. واختلف في ذلك عن حمزة. 2424 - فحدّثنا الفارسي «4»، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن فرح، قال: نا أبو عمر الدوري عن سليم عن حمزة أنه كان يقف على «مرضات» بالهاء «5». 2425 - وحدّثنا «6» فارس بن أحمد، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا إبراهيم بن محمد ح. 2426 - وحدّثنا ابن «7» خواستي، قال: أنا ابن أبي هاشم، قالا: نا أحمد بن محمد «8»، قال: نا خلف عن سليم عن حمزة أنه كان يقف بالتاء، وهذا هو الصحيح عنه؛ لأن الروايتين لما اختلفتا عنه كان أولاهما بالصواب التي توافق مذهبه في اتّباع المرسوم. 2427 - وحدّثنا محمد «9» بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد أن النص لم يرد بالوقف على ذلك بالتاء إلا عن حمزة ومن سواه غير الكسائي [على] «10» حال رسمه.
[الفصل الثالث في قوله يا أبت]
[الفصل الثالث في قوله يا أبت] 2428 - والفصل الثالث: هو ما جاء من قوله: يأبت في جميع القرآن وقف عليه ابن كثير وابن عامر بالهاء وابن كثير يكسر تاءه، في الوصل وابن عامر يفتحها فيه، حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: «1» وقف ابن كثير يأبت بالهاء، فدلّ على الثلاثة «2» عن ابن كثير. 2429 - وحدّثنا محمد «3» بن علي، قال: نا ابن الأنباري، قال: نا ابن الحباب، قال: سألت البزّي كيف الوقف على يأبت؟ فقال: بالهاء. 2430 - ونا «4» فارس بن أحمد قال: نا أبو طالب «5»، قال: نا إسماعيل، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا العباس، قال: نا قتيبة عن الكسائي، قال: من قرأها بالنصب- يعني يأبت- وقف بالهاء «6»، وبذلك وقفت «7» لابن عامر على ذلك بالتاء «8». 2431 - وجاء بذلك نصوصا عن نافع إسحاق المسيّبي وعن أبي عمرو اليزيدي من رواية أبي خلاد «9» وأبي شعيب «10» وأبي عبد الرحمن «11» وغيرهم، وعن عاصم هبيرة بن محمد عن حفص عنه، وعن حمزة خلف، وأبو هشام عن سليم عنه، وعن
[الفصل الرابع في قوله هيهات هيهات]
الكسائي أبو عمر «1» وقتيبة «2»، وزكريا «3» بن يحيى. وروى عنه سورة بن المبارك أنه سئل عن «4» الوقف على ذلك، فقال بالهاء والتاء. قال: والهاء أحبّ إليّ، قال: والوجه لمن وقف بالتاء أن العرب تقول: يا أبت، وإذا نقص الياء وقف بالتاء وهو حسن وبالله التوفيق. [الفصل الرابع في قوله هيهات هيهات] 2432 - والفصل الرابع: هو قوله في سورة المؤمنين: هيهات هيهات [36] في الحرفين وقف عليهما ابن كثير من رواية البزّي بالهاء كما حدّثنا «5» محمد بن أحمد، قال: نا محمد بن القاسم، [قال: نا الحسن بن الحباب عن البزّي عن أصحابه عن ابن كثير: إنه وقف عليهما بالهاء]. 2433 - ونا «6» عبد العزيز بن جعفر، قال: نا ابن أبي هاشم]، قال: نا ابن مخلد، قال: سمعت أبا الحسن يعني البزّي، يقول: وسألته عن الوقف على هيهات هيهات، فقال: يقف بالهاء عليهما جميعا. 2434 - واختلف في ذلك عن قنبل، فحدّثنا «7» فارس بن أحمد، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا أحمد بن بشير عن أبي بكر الزينبي عن قنبل، قال: الوقف هيهات، ولا أعلم أحدا روى هذا عن قنبل غير الزينبي، وهو مصطلح بقراءة المكيّين، وبالتاء وقفت لقنبل من جميع الطرق. 2435 - واختلف في ذلك أيضا عن الكسائي، فروى عنه أبو عمر الدوري وقتيبة
والفرّاء «1» وسريج «2» بن يونس أنه وقف عليهما بالهاء، وروى عنه سورة «3» بن المبارك أنه سئل عن الوقف عليهما فقال بالهاء والتاء. قال: والهاء أحبّ إليّ، قال أبو عمرو: وهو الصحيح عنه. 2436 - حدّثنا أبو الفتح «4»، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا زيد بن علي، قال: نا أحمد بن فرح، قال: نا أبو عمر عن الكسائي أنه وقف عليهما بالهاء. 2437 - وحدّثنا ابن جعفر «5»، قال: نا عبد الواحد بن [106/ و] عمر، قال: نا إسماعيل بن يونس عن أبي عمر عن الكسائي أنه وقف عليهما بالهاء. 2438 - ووقف الباقون «6» عليهما بالتاء. وجاء بذلك نصّا عن أبي عمرو اليزيدي من رواية أبي عبد الرحمن «7» وأبي خلاد «8» وأبي عمر «9» وأبي شعيب «10» وغيرهم عنه وعن عاصم هبيرة «11» عن حفص عنه، وعن حمزة خلف عن سليم عنه، وهو قياس ما رواه المسيّبي عن نافع. 2439 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الباقي بن الحسن المقرئ، قال: قرأت في قراءة عاصم وابن عامر، فوقفت بالهاء. قال أبو عمرو: والعمل في قراءتيهما على التاء. 2440 - وقد قال الأخفش الدمشقي في كتابه الخاص في هيهات هيهات
[الفصل الخامس في قوله ذات بهجة، ولات، واللات]
[المؤمنون: 26] بفتح التاء بغير تنوين، قال: فإن وقفت على واحدة تقف كيف شئت على تاء وهاء، ولعله يروي هذا التخيير في الوقف على ذلك عن ابن ذكوان بإسناده. [الفصل الخامس في قوله ذات بهجة، ولات، واللات] 2441 - والفصل الخامس: هو قوله في سورة النمل [60]: ذات بهجة وفي سورة ص [3] وّ لات حين مناص وفي سورة النجم [19] اللات «1» والعزّى وقف على الثلاث كلم بالهاء الكسائي وحده، ووقف عليهنّ الباقون بالتاء. 2442 - حدّثنا «2» محمد بن علي، قال: نا محمد بن القاسم، قال: نا أبي قال [نا] «3» محمد بن الجهم «4» عن الفرّاء، قال: رأيت الكسائي سأل أبا فقعس «5» الأسدي، فقال: «ذاة» لذات وقال: [أفرأيتم اللاة وللّات] وقال في: وّ لات حين مناص ولاة. 2443 - حدّثنا عبد العزيز «6» بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا إسماعيل بن يونس عن أبي عمر عن الكسائي أنه وقف «ولاه، واللاه» بالهاء. 2444 - وروى قتيبة عنه أنه وقف على «لاه» بالهاء. وقال عنه في «اللات»: الوقف والإدراج بالتاء لمن جعله اسما مخففا، وكذا روى عنه زكريا «7» بن يحيى الأنطاكي، وروى عنه أنه وقف «ولات» بالتاء. 2445 - وحدّثنا فارس بن أحمد «8»، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا إبراهيم بن محمد، [قال: نا أحمد بن محمد]، قال: نا خلف عن الكسائي أنه كان ربما قال الوقف على وّ لات حين ولاه بالهاء. قال: وكره الوقف عليه «ولات»، قال: والعرب يقولون ربتما ويريدون ربما، فيجعلون فيه التاء.
[الفصل السادس قوله على واد النمل]
وروى سورة عنه أنه سئل عن وّ لات واللّات فقال: لا أدري كيف تقف العرب عليهما، ولم يقل فيهما شيئا. 2446 - قال أبو عمرو: وأحسب هذا كان قبل أن يسأل عنهما أبا [فقعس] والله أعلم. ووقف الباقون على هذا الكلم بالتاء. 2447 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن محمد بن غزوان [ ..... ] «1»، قال: نا أبو طاهر «2»، قال: ورأيت في كتاب الخراز عن هبيرة عن حفص ووّ لات حين التاء «3» متصلة بالحاء، فهذا يدلّ على أنه يقف على ولا 2448 - وحدّثنا «4» الخاقاني، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: نا أبو عبيد، قال: رأيتهما في مصحف عثمان بن عفّان «ولا تحين» بالتاء متصلة بحين في الخط فالوقف «ولا» ثم يبتدئ بحين. 2449 - ونا محمد «5» بن أحمد، قال: نا ابن الأنباري قال: كان الكسائي والفرّاء والخليل وسيبويه والأخفش يذهبون إلى أن وّ لات حين [ص: 3] التاء منقطعة من حين، ويقولون: معناها وليست، وكذلك هو في المصاحف الجدد والعتق بقطع التاء من حين. قال أبو عمرو: وهذا مذهب أئمة القراءة وعليه العمل. [الفصل السادس قوله على واد النمل] 2450 - والفصل السادس: هو قوله في النمل: على واد النّمل [النمل: 18] وقف الكسائي عليه بالياء، ووقف الباقون بغير ياء. حدّثنا «6» فارس بن أحمد، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا خلف، قال: سمعت الكسائي يكره الوقف على واد النّمل لأنه مضاف لا يبتدأ به
بعد الخفض. قال: فإن وقف وقف عليه بالياء. قال: هو اسم لا يتم إلا بالياء. 2451 - نا عبد العزيز «1» بن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال [نا] «2» البراثي: قال: نا خلف [106/ ظ] عن الكسائي أنه وقف بالياء. وقال: اسمه وادي ولا يتم إلا بالياء. 2452 - قال أبو عمرو: هذه علّة لا تصحّ عن الكسائي إذ كان مذهبه في حذف الياء في الحالين بإجماع عنه في قوله: جابوا الصّخر بالواد [الفجر: 9] في حال الوقف وفي قوله: بواد غير ذى زرع [إبراهيم: 37] وفى كلّ واد يهيمون [الشعراء: 225] يردّها ويبطلها. 2453 - وحدّثنا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا «3» عمر بن علي بن جناد «4»، قال [نا محمد بن] «5» سمعان بن أبي مسعود، قال: نا سورة بن المبارك عن الكسائي أنه قال: الوقف على واد النّمل بالياء «6»، قال الكسائي: ولم أسمع أحدا من العرب يتكلم بهذا المضاف إلا بالياء، وهذه علّة صحيحة مفهومة؛ لأنها تقتضي هذا الموضع خاصة. وقال «7» عنه بالواد المقدّس [طه: 12] بغير ياء؛ لأنه غير مضاف. 2454 - ونا الفارسي، «8» قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا البراثي، قال: نا خلف عن سليم عن حمزة أنه كان يقف على واد النّمل بغير ياء.
[الفصل السابع في قوله بهادي العمي]
2455 - حدّثنا فارس «1» بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد الدقاق «2»، قال: نا عمر بن يوسف «3» قال: حدّثنا الحسين بن شيرك قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يسكت على واد النّمل على الكتاب. [الفصل السابع في قوله بهادي العمي] 2456 - والفصل السابع: هو قوله: في النمل «4» والروم ومآ أنت بهدى العمى [النمل: 81] قرأهما حمزة بالتاء مفتوحة وإسكان الهاء والعمي بالنصب، ووقف تهدى بالياء وقرأهما الباقون بهدى بالباء مكسورة وفتح الهاء وألف بعدها والعمي بالخفض، ووقفوا في النمل بهدى بالياء، والرّوم بغير ياء على ما رسما في كل المصاحف. 2457 - وقد روى إبراهيم «5» بن عبّاد عن هشام بإسناده عن ابن عامر بهد بالتنوين والعمى بالنصب، ولم يرو ذلك غيره. 2458 - واختلف عن الكسائي في الوقف على الحرفين، فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا محمد «6» بن يحيى، قال: نا خلف عن الكسائي أنه كان يقف بالياء في الحرفين، وكذلك روى سورة عنه. 2459 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عياش «7» ابن محمد، قال: نا أبو عمرو عن الكسائي أنه وقف عليهما جميعا بغير ياء،
وكذلك روى الحلواني «1» عن أبي عمر عنه. 2460 - والعمل عند أهل الأداء في مذهب الكسائي على رواية خلف عنه، على أن ما رواه هو وأبو عمرو «2» لا يلتبس «3» بمذهب الكسائي «4»؛ لأنه إذا وقف عليهما بغير ياء خالفه في الذي في النمل. 2461 - وحدّثنا «5» فارس بن أحمد شيخنا، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا إسماعيل، قال: نا أبو سلمويه «6»، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا العباس، قال: نا قتيبة عن الكسائي أنه كان يقف ومآ أنت بهدى العمى [النمل: 81] في النمل على الياء قال: وقال الكسائي: ما كان بالياء وقفت بالياء. وما لم يكن فيه ياء ثابتة وقفت بغير ياء، فدلّ هذا على أنه يقف على الذي في الروم بغير ياء، وهو الذي يليق بمذهب الكسائي، وهو الصحيح عندي عنه. 2462 - نا محمد «7» بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن يحيى عن خلف، قال: سمعت الكسائي يقول: من قرأ تهدى العمى [يونس: 43] بالتاء وقف عليهما جميعا بالتاء. 2463 - حدّثنا عبد «8» العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن فرح، قال: نا أبو عمر عن سليم عن حمزة أنه يقف عليهما جميعا بالياء. 2464 - حدّثنا فارس «9» بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا عمر بن يوسف، قال: نا الحسن بن شيرك، قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو بهدى العمى في الروم السّكت على الكتاب.
[الفصل الثامن في قوله يوم يناد المناد]
2465 - قال أبو عمرو: وترجم الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم هذه الكلمة، فقال في النمل: بهدى العمى مضاف، وبالياء. وقال في الروم بالياء والألف مضاف، فاستدلّ أبو طاهر بن أبي هاشم رحمه الله بقوله هذا على أن عاصما يقف عليهما بالياء. 2466 - وقد ذهبت عنه وجه الصّواب في ذلك لأن الأعشى لم يقل بالياء التي تعجم بنقطتين من [107/ و] أسفلها، فيصحّ ما ذهب إليه. وإنما قال بالياء يعني التي يعجم بواحدة من تحتها؛ لأن الياء حرف الخلاف في ذكرها الفائدة، فهي في الذكر أولى من الياء، لتضمنها «1» معرفة الخلاف وخلوّ الياء من ذلك. وإذا كان ذلك ولا يكون غيره، فلا دليل في ما حكاه على الوقف على ذلك. 2467 - على أن محمد بن يونس الكوفي قد روى عن [أبي] «2» الحسن عن ابن غالب عن الأعشى بهدى العمى بالتاء وفي الروم «3» بغير ياء، وهذه الرواية [ ..... ] «4». [الفصل الثامن في قوله يوم يناد المناد] 2468 - [الفصل الثامن في قوله يوم يناد المناد [ق: 41] «5» اختلف عن ابن كثير في الوقف عليه، فحدّثنا عبد العزيز «6» بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن مخلد عن البزّي [أنه يقف بالياء، وبذلك قرأت على الفارسي] «7» «8» عن قراءته على النقّاش عن أبي ربيعة عنه، وكذلك روى الحلواني عن القوّاس، وكذلك حكى ابن مجاهد في جامعه عن ابن كثير أنه يقف بالياء، وقال في كتاب المكيين عن قنبل بالياء وعن الخزاعي بغير ياء، ولم يذكر في ذلك شيئا في كتاب السبعة.
2469 - والباقون يقفون على ذلك بغير ياء، وكذلك يقفون على نظائره من المرسوم بغير ياء، نحو وسوف يؤت الله [النساء: 146] ويقصّ الحقّ «1» [الأنعام: 57] على قراءة من قرأ بالضاد وننج المؤمنين [يونس: 103] ولهاد الّذين ءامنوا [الحج: 54] وبالواد المقدّس [طه: 12] وإن يردن الرّحمن [يس: 23] وصال الجحيم [الصافات: 163] وفما تغن النّذر [القمر: 5] والجوار الكنّس (16) [التكوير: 16] وما أشبهه. 2470 - وقد ورد النص في «2» بعضه عن أكثرهم، فحدّثنا «3» فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا الحسن بن داود، قال: نا قاسم الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وسوف يؤت [النساء: 146] وإن يردن الرّحمن [يس: 23] ويناد المناد [ق: 41] وشبهه بغير ياء في الوصل، والوقف يتبع ذلك كله المصحف. 2471 - وروى قتيبة عن الكسائي أنه وقف على إن يردن الرّحمن وفما تغن النّذر [القمر: 5] على النون ووقف على ننج المؤمنين [يونس: 103] على الجيم، قال: وقال الكسائي: ما كان بالياء، وقفت بالياء وما لم يكن فيه ياء ثابتة وقفت بغير ياء. 2472 - وروى سورة بن المبارك عن الكسائي أنه وقف على «4» لهاد الّذين ءامنوا وصال الجحيم [الصافات: 163] بالياء فيهما، وقال: لم أسمع أحدا من العرب يتكلم بهذا المضاف إلا بالياء. 2473 - وحدّثنا محمد بن «5» علي عن ابن الأنباري عن أصحابه عن الكسائي أنه وقف عليهما بغير ياء. وكذلك روى خلف عنه «6».
2474 - وحدّثنا «1» عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا البراثي، قال: نا خلف عن سليم عن حمزة أنه كان يقف على قوله: وسوف يؤت الله المؤمنين [النساء: 146] على الكتاب قال خلف: وكذلك الكسائي. 2475 - وحدّثنا خلف بن إبراهيم «2»، قال: نا الحسن المعدل، قال: نا أحمد بن شعيب، قال: نا صالح بن زياد ح. 2476 - وحدّثنا «3» محمد بن أحمد، قال: نا ابن قطن، قال: نا أبو خلّاد، قالا «4»: نا اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يقف على يؤت الله [النساء: 146] ويقصّ الحقّ ولهاد الّذين ءامنوا [الحج: 54] وصال الجحيم ونظائر ذلك بغير ياء على الكتاب. وإذا وصل أتمّ الحرف- يعني أتيت الياء في آخره. 2477 - وحدّثنا فارس بن أحمد «5»، قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا عمر بن يوسف، قال: نا الحسين بن شيرك، قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو ويقصّ الحقّ ولهاد الّذين ءامنوا وصال الجحيم وواد النّمل [النحل: 18] وبهدى العمى في الروم، ونظائر ذلك الوصل بالياء والسّكت على الكتاب. 2478 - قال أبو عمرو: وقول اليزيدي في الوصل خطأ؛ لأن الياء ساكنة وما بعدها ساكن أيضا، فلا بدّ من حذفها للساكنين، وإذا حذفت بطل ثباتها في تلك الحال لاتصال الحرف المكسور، والذي قبلها بالحرف الساكن الذي بعدها في الكلمة الثانية من غير مرجح بينهما ولا مهملة ولا فصل، اللهمّ إلا أن يريد بقوله الوصل بالياء، أي إنها ثابتة في أصل الكلمة عنده، وإن كانت محذوفة من اللفظ والخط، فذلك وجه يوجب تصويب «6» قائل ذلك. 2479 - وكذا قال عن أبي عمرو فيما حذف من الواوات في الرسم، وجملة
ذلك أربعة مواضع [107/ ظ] في الأسراء [11] ويدع الإنسن في الشورى [24] وو يمح الله البطل وفي القمر [6] يدع الدّاع وفي العلق [18] سندع الزّبانية الوصل بالواو والسّكت على الكتاب، فإن لم يكن أراد ما أوّلناه، وإلا فقوله خطأ لا شك فيه. 2480 - روى أبو خلّاد «1» وأبو شعيب «2» عن اليزيدي عن أبي عمرو أن الوقف على هذه المواضع بغير واو على الكتاب. 2481 - وحدّثنا «3» أبو الفتح، قال: نا ابن طالب، قال: نا الحسن بن داود عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وو يدع الإنسن وو يمح الله البطل ويدع الدّاع وسندع الزّبانية [العلق: 18] بغير واو في الوصل والوقف على خط المصحف. 2482 - وروى أبو بكر محمد «4» بن موسى الزينبي عن أبي ربيعة عن قنبل أنه أثبت الواو في الوقف في الأربعة وأثبت الياء فيه في وسوف يؤت الله [النساء: 146] فقال لي عبد العزيز بن جعفر عن أبي طاهر: هذا كله غير موثوق بروايته فيه عن أبي ربيعة، وذلك «5» القول عندنا. 2483 - نا «6» أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن منير، قال: نا عبد الله بن عيسى، قال: نا قالون عن نافع أن الياء في قوله: ننج المؤمنين في يونس [103] يتبين إذا أدرجت القراءة، وليست مكتوبة، وكذا قال القطري «7» عن قالون عنه، وهذا القول [قريب من رواية] «8» اليزيدي عن أبي عمرو ذلك، وهو خطأ إن أريد به اللفظ دون المعنى كما بيّناه.
[الفصل التاسع في أيه المؤمنون، يأيه الساحر، أيه الثقلان]
[الفصل التاسع في أيه المؤمنون، يأيه الساحر، أيه الثقلان] 2484 - والفصل التاسع: هو قوله: أيّه المؤمنون في النور [31] ويأيّه السّاحر في الزخرف [49] وأيّه الثّقلان في الرحمن [31] وقف على هذه الثلاثة الأحرف بالألف على أصلها دون رسمها أبو عمرو والكسائي. 2485 - فأما أبو عمرو فروى ذلك منصوصا عن اليزيدي عنه أبناؤه أبو «1» عبد الرحمن وإبراهيم «2» وأبو حمدون «3» وأبو خلاد «4» وأبو شعيب «5»، قالوا: تثبت الألف فيهنّ، وإذا وقف وقف بالألف. 2486 - وأما الكسائي، فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا أبو بكر محمد بن «6» يحيى، قال: نا [ابن] «7» سعدان عن الكسائي أنه وقف عليهنّ بالألف. وروى قتيبة عنه أنه يقرؤهنّ في الوقف والإدراج بالألف. 2487 - واختلف في ذلك عن قنبل عن ابن كثير، فحدّثنا «8» محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن قنبل أن الوقف على ذلك بغير ألف. 2488 - وحدّثنا «9» فارس بن أحمد، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا أحمد بن بشر، قال: نا أبو بكر الزينبي عن قنبل عن أصحابه عن ابن كثير أنه وقف على الألف في الثلاثة، والصحيح ما حكاه ابن مجاهد عن قنبل. 2489 - وحدّثنا «10» عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا
[الفصل العاشر في قوله وكأين]
ابن مخلد، قال: سألت البزّي عن الوقف على هذه الثلاثة الأحرف، فقال لي بغير ألف، وكذلك وقف الباقون «1». 2490 - فأما نافع فحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا وكيع «2»، قال: نا أبو العبّاس وراق بن خلف، قال: نا محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع أنه كان يقف على الثلاثة الأحرف بغير ألف. قال ابن «3» المسيّبي عن أبيه: الهاء مفتوحة وليس فيها ألف مكتوبة، فإذا وقفت وقفت على الكتاب، ذكر ذلك في سورة الرحمن. 2491 - وأما عاصم فروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عنه أنه يفتح الهاء في ذلك ويقف عليه بغير ألف. 2492 - وأما حمزة فروى أبو هشام عن سليم أنه يقف على الثلاثة المواضع بغير ألف، وقال: ليس في القرآن غيرهنّ. 2493 - وأما ابن عامر فإنه يضمّ الهاء في الثلاثة في حال الوصل ووقفه «4» لا يكون إلا بعد ألف والله أعلم. [الفصل العاشر في قوله وكأين] 2494 - والفصل العاشر: وهو قوله: وكأيّن [آل عمران: 146] حيث وقع، وقرأ ذلك ابن كثير بألف ممدودة بعد الكاف، وبعدها همزة مكسورة على لفظ «كاعن» وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف وبعدها ياء مكسورة مشدّدة على لفظ «وكعين». 2495 - واختلفوا في الوقف عليه، فأما ابن كثير، فأجمع علماء أهل الأداء على أنه يقف بالنون كما يصل، ووقف أبو عمرو بالياء. وكما نا عبد العزيز «5» بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن مجاهد، قال: أخبرني [108/ و] عبيد الله بن
[الفصل الحادي عشر في قوله فمال]
محمد «1» عن أخيه أبي جعفر أحمد بن محمد وعمّه إبراهيم بن أبي محمد عن أبي محمد عن أبي عمرو أنه كان يقف على الياء، وكذا كلّ ما في القرآن. 2496 - واختلف في ذلك عن الكسائي، فروى عنه سورة «2» بن المبارك أنه كان يقف على الياء، وكذلك يقول إن النون فيها نون إعراب- يعني أنها تنوين زائد، وليست بنون أصلية من نفس الحرف. وروى عنه الفرّاء وقتيبة أنه كان يقف على النون. 2497 - فأما الفرّاء فحدّثنا الفارسي «3»، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن «4» عبيد الله، قال: نا محمد بن فرح الغساني «5» عن سلمة عن الفرّاء، قال: كان الكسائي يقف عليها بالنون. 2498 - وأما قتيبة فحدّثنا أبو الفتح «6»، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا إسماعيل، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا العباس، قال: نا قتيبة عن الكسائي وو كأيّن بإبراز النون في الإدراج والوقف على النون. وهذا قياس مذهب نافع وعاصم وحمزة؛ لأنهم يتبعون الرسم عند الوقف. [الفصل الحادي عشر في قوله فمال] 2499 - والفصل الحادي عشر: هو قوله في النساء [78]: فمال هؤلآء القوم وفي الكهف [49]: مال هذا الكتب وفي الفرقان [7]: مال هذا الرّسول وفي المعارج [36]: فمال الّذين كفروا رسمت لام الجرّ في هذه الأربعة المواضع منفصلة عن الاسم «7» الذي دخلت عليه.
2500 - واختلف «1» القراء في الوقف على ذلك، فحدّثنا «2» عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عمر بن علي بن جنّاد «3»، قال: نا [محمد بن] «4» سمعان بن أبي مسعود، قال: نا سورة عن الكسائي أنه كان يقف فيهنّ على (ما). 2501 - خالفه عنه نصير، فحدّثنا فارس بن أحمد «5»، قال: نا عبد الباقي بن الحسن، قال: نا إبراهيم «6» بن الحسن ح. 2502 - وحدّثنا «7» الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني ابن يونس، قال: نا محمد ابن عبد الرحيم، قال: نا محمد بن عيسى، قال: نا نصير، قال: قال الكسائي: الوقف على فمال على الكتاب. 2503 - والخبران عنه صحيحان؛ لأن قتيبة روي عنه أنه كان يقف في قوله: مال هذا الكتاب «ما ل»، ويقف على مال هذا الرّسول وعلى فمال الّذين كفروا «ما ل»، ولم يذكر فمال هؤلآء القوم فدلّت روايته هذه على أن الوجهين في ذلك عنده سواء، وأنه يختارهما بجمعه بينهما في حرفه. 2504 - وروى أبو عبد الرحمن «8» وإبراهيم «9» ابنا اليزيدي عن أبيهما عن أبي عمرو أنه كان يقف في الأربعة الأحرف على ما. 2505 - وقال إسماعيل النحّاس كان أبو يعقوب «10» صاحب ورش يقف على
[الفصل الثاني عشر في قوله أيا ما تدعون]
فمال وقالوا مال وأشباهه كما في المصحف، وكان عبد الصمد يقف على فما ويطرح اللام، وليس عند الباقين في ذلك نصّ سوى ما جاء عنهم من اتّباعهم لرسم الخط عند الوقف، وذلك يوجب في مذهب من روى عنه أن يكون وقفه على اللام والله أعلم. [الفصل الثاني عشر في قوله أيا ما تدعون] 2506 - والفصل الثاني عشر: هو قوله في سبحان [111]: أيّا مّا تدعوا جاء النص عن حمزة والكسائي بالوقف على أيّا دون مآ. 2507 - فأمّا حمزة فحدّثنا «1» محمد بن أحمد، قال: نا محمد [بن] «2» القاسم، قال: نا سليمان بن يحيى، قال: نا ابن سعدان قال: كان حمزة وسليم يقفان جميعا على أيّا قال ابن سعدان: والوقف الجيّد على مآ لأن ما صلة لأي. 2508 - وأما الكسائي فحدّثنا «3» أبو الفتح، قال: نا عبد الله، قال: نا إسماعيل، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا العباس، قال: نا قتيبة، قال: كان الكسائي يقف على الألف أيّا. 2509 - والنص عن الباقين معدوم في ذلك، والذي نختاره في مذهبهم الوقف على ما، وعلى هذا يكون حرفا زيد صلة للكلام، فلا يفصل من أي وعلى الأول يكون اسما لا حرفا، وهي بدل من «أي»، فيجوز فصلها وقطعها منها. [الفصل الثالث عشر في قوله ويكأن، ويكأنه] 2510 - والفصل الثالث عشر: هو قوله في القصص [82]: ويكأنّ الله ويكأنّه رسما في كل المصاحف موصولين «4»، واختلف [108/ ظ] في الوقف عليهما. 2511 - فحدّثنا «5» عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا
إسماعيل بن يونس، قال: نا أبو عمر عن الكسائي أنه كان يقف «وي» ويبتدي «كأن»، وفي الحرف الثاني كذلك. وروى قتيبة عنه ويكأنّ الله الوقف على الياء. وقال: إنما هي صلة. 2512 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا أبو الحسن المقرئ «1»، قال: قال خلّاد. وقال الكسائي: ويكأنّ الله حرفان «2» في المعنى. 2513 - قال أبو عمرو: فدلّ هذا على أن الانفصال عنده في هذه الكلمة في التأويل والتقدير دون اللفظ لتخصيصه بذلك «3» المعنى وحده. 2514 - وروى الحلواني «4» عن أبي عمر عنه أنه يقرأ ويكأنّ الله ويكأنّه يهمزهما، ولا يقطعهما. وبالأول قرأت على أبي الفتح «5» من قراءته، وبه آخذ. 2515 - وحدّثنا الفارسي «6»، قال: نا أبو طاهر، قال: رأيت في كتاب دفعه إلينا محمد ابن العباس بن اليزيدي من كتب أبيه عن عمّه إبراهيم بن أبي محمد عن أبيه عن أبي عمرو أنه كان يقف على الكاف، قال أبو طاهر: وحكى بعض أصحابنا عن هذا الكتاب أنه رآه فيه يقف على الكتاب، وليس الأمر على ما ذكره، قال أبو طاهر: وروى لنا أبو بكر «7» عن ابن «8» اليزيدي عن أبيه أنه يقف عليهما موصولتين على الكتاب ولا أدري عن أيّ ولد اليزيدي ذكره. 2516 - قال أبو عمرو: وكذلك روى ذلك الحلواني عن أبي معمر «9» عن عبد
الوارث عن أبي عمرو، وروى محمد بن الرومي «1» عن أحمد بن موسى، قال: سمعت أبا عمرو يقول: ويكأنّ الله ويكأنّه مقطوعة في القراءة موصولة في الإمام «2»، وهذا يدل على أنه يقف على الياء منفصلة. وروى ابن مجاهد في جامعه عن أبي حاتم الرازي «3» عن أبي زيد عنه أنه يقف فيهما «وي» ويبتدئ بالكاف. وهذا موافق لمذهب الكسائي. 2517 - فأما نافع فقياس ما رويناه عن المسيبي أنه يقف على الكتاب يوجب أن يصلهما ولا يقطعهما، على أن الحلواني قد روى عن قالون عنه أنه يهمزهما ولا يقطعهما. 2518 - وأما ابن كثير فحدّثنا ابن جعفر «4»، قال: نا أبو طاهر، قال: قال لنا أبو بكر في جامعه عن قنبل إن ابن كثير يجعلهما كلمة واحدة. وروى الحلواني عن القوّاس عن ابن كثير أنه يهمزهما ولا يقطعهما. 2519 - وأما عاصم فحدّثنا «5» فارس بن أحمد، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا إبراهيم بن أحمد «6»، قال: نا يوسف بن يعقوب ح. 2520 - وحدّثنا الفارسي «7»، قال: حدّثنا ابن أبي هاشم، قال: نا إبراهيم بن عرفة، قالا: نا شعيب بن أبي أيوب عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم الصّرط بالصاد من أجل الكتاب، فقوله: من أجل الكتاب يدلّ على أنه يتبع المرسوم، وإن كان فيه خلاف للأصل؛ لأن أصل الصّرط السين، فترك الأصل واتّبع الرسم، ففي
[الفصل الرابع عشر في قوله (في ما) واخواتها]
هذا دليل على أنه يقرؤهما موصولتين على رسمهما في المصحف ويقف عليهما موصولتين. 2521 - وقد روى إسحاق «1» الأزرق منصوصا عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ ويكأنّ الله [القصص: 82] على التعجّب، وعلى هذا يكون وي منفصلة ممّا «2» بعدها، ويوقف عليهما، كذلك روى الحلواني «3» عن القوّاس عن حفص عن عاصم أنه يهمزهما ولا يقطعهما، وهذا يدلّ على صحة ما تأوّلناه من رواية الصريفيني «4» عن يحيى عنه. 2522 - وأما ابن عامر فروى الحلواني عن هشام بإسناده عنه [أنه] «5» يهمزهما ولا يقطعهما. 2523 - وأما حمزة فحدّثنا «6» عبد العزيز بن جعفر، قال: نا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: نا البراثي عن خلف عن سليم أنه كان يتبع الكتاب في الوقف، فيقف على ويكأنّ وو يكأنّه [القصص: 82] على الاتصال. [الفصل الرابع عشر في قوله (في ما) واخواتها] 2524 - والفصل الرابع عشر: هو ما جاء من الحروف المنفصلة والمتصلة في الرسم، نحو فيما [البقرة: 240] وفمن مّا [النساء: 25] وعن مّا [الأعراف: 166] وإنّما [الرعد: 40] فإن لّم [القصص: 50] وأن لّآ [الأعراف: 105] وأن لّن [الأنبياء: 87] وعن مّن [النور: 43] وأم مّن «7» [النساء: 109] وإنّما [الأنعام: 159] وأنّما [الحج: 62] وأين ما [البقرة: 148] وبئسما [البقرة: 102] [109/ و] وو لكن لّا [الإسراء: 44] وكلّمآ [النساء: 91] ويومهم [المؤمن: 16]، وما
أشبهه مما قد ذكرنا جملة الوارد منه في كتابنا المصنّف في مرسوم المصاحف «1»، وفي كتابنا في الوقف «2» والابتداء، فأغنى ذلك عن إعادته. 2525 - فقياس ما رويناه عن الخمسة من وقوفهم على الخط يوجب أن يقفوا على جميع ذلك على هيئته في الرسم من الانفصال والاتصال، وقد جاء النص عن الكسائي في بعض ذلك. 2526 - فحدّثنا «3» فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا إسماعيل، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا العباس، قال: نا قتيبة عن الكسائي أنه كان يقف على قوله: أم مّن يكون عليهم [النساء: 109] أم مّن أسّس [التوبة: 109] [وإنّ ما توعدون [الحج: 62]] وإنّ ما توعدون لأت [الأنعام: 134] وإن يدعون من دونه [النساء: 117] ولكى لا يكون على المؤمنين [الأحزاب: 37] وكى لا يكون دولة [الحشر: 7] و «4» أين ما كنتم في غافر [73] وأين ما كانوا في المجادلة [7] وأن لّا يشركن بالله شيئا [الممتحنة: 12] على الانفصال. قال: وكذلك الوقف على ما كتب في القرآن يعني من نظائر ذلك، قال: ومن وقف لا يقف إلا بتمام الحرف. 2527 - قال أبو عمرو: يريد بهذا لا يوقف إلا على آخر الكلمة الثانية، وإن انفصلت في اللفظ والخط والمعنى من التي قبلها وذلك الاختيار، وإنما يذكر الوقف على مثل هذا مما يتعلق بما يتصل به على وجه التعريف بمذاهب الأئمة فيه عند انقطاع النفس عند [هـ] «5» لخبر ورد عنهم أو لقياس يوجبه قولهم لا على سبيل الإلزام والاختيار؛ إذ ليس الوقف على ذلك ولا على جميع ما قدّمناه في هذا الباب بتامّ ولا كاف، وإنما هو وقف ضرورة وامتحان وتعريف لا غير.
2528 - وقال قتيبة عن الكسائي: الوقف على إنّما عندهم بالقطع وأمّن هو قنت [الزمر: 9] وأمّن هذا الّذى [الملك: 20] في الحرفين في الملك الوقف على ميم أم. 2529 - قال أبو عمرو: وهذه المواضع في الرسم موصولة من غير نون ولا ميم، وأصلها في العربية الانفصال على ما ذهب الكسائي إليه فيها، وقد خالف قتيبة عن الكسائي في أنّما غنمتم [الأنفال: 41] خلف. 2530 - فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا محمد «1» بن القاسم عن أصحابه عن خلف، قال: قال الكسائي في قوله: أنّما غنمتم حرف واحد من قبل كل «2» شيء، قال: وقال الكسائي: «نعما» حرفان؛ لأن معناه نعم الشيء، قال: وكتبتا بالوصل، ومن قطعهما لم يخطئ. 2531 - وحمزة يقف عليهما على الكتاب بالوصل. قال خلف: واتباع الكتاب في مثل هذا أحبّ إلينا إذ صار قطعه ووصله صوابا. 2532 - حدّثنا محمد «3» بن علي، قال: نا ابن الأنباري، قال كان عاصم وأبو عمرو والكسائي يقولون: كالوهم أو وّزنوهم [المطففين: 3] حرف واحد. 2533 - حدّثنا «4» فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد قال: نا الحسن بن داود، قال: نا قاسم بن أحمد «5» عن محمد بن حبيب عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم كالوهم أو وّزنوهم حرف واحد، وروى «6» سورة عن الكسائي حرف حرف، مثل قولك: ضربوهم، وذلك قياس قول نافع ومن وافقه على اتّباع المرسوم.
[الفصل الخامس عشر في ما الاستفهامية مع حرف الجر]
2534 - وأنا الخاقاني «1»، قال: نا أحمد بن محمد المكي «2»، قال: نا علي بن عبد العزيز «3»، قال: نا أبو عبيد، قال: كان عيسى بن عمر يجعلهما حرفين، قال: وأحسب قراءة حمزة كذلك. 2535 - قال أبو عمرو: ولا أعلم أحدا روى ذلك عن حمزة إلا عبد الله بن صالح العجلي «4»، وأهل الأداء على خلافه. [الفصل الخامس عشر في ما الاستفهامية مع حرف الجر] 2536 - والفصل الخامس عشر: هو ما جاء من «ما» التي للاستفهام، وقد دخل عليها حرف من حروف الجرّ، نحو قوله: فلم تقتلون [البقرة: 91] ولم تعظون [الأعراف: 164] وفبم تبشّرون [الحجر: 54] وبم يرجع المرسلون [النمل: 35] وعمّ يتسآءلون [النبأ: 1] وفيم أنت من ذكرئهآ [النازعات: 43] وممّ خلق [الطارق: 5] وما أشبهه. 2537 - فوقف الجماعة على ذلك حيث وقع بإسكان الميم؛ لأن الألف حذفت بعدها لفظا ورسما للفرق [109/ ظ] بين الخبر والاستفهام، وخصّ الاستفهام بذلك لكثرة وروده. 2538 - واختلف في الوقف على ذلك عن ابن كثير، فحدّثت عن علي بن محمد المسكيّ «5» عن محمد بن الصباح «6» عن أبي ربيعة عن اليزيدي أنه كان يقف على ذلك حيث وقع بزيادة هاء السكت في آخره بيانا للحركة، فيقول: «فلمه ولمه وفبمه وبمه
ويمه وعمّه وفيمه وممّه» «1»، قال علي: وأنشد ابن الصباح شاهدا للوقف على هذا الباب بالهاء لبعضهم: صاح الغراب بمه بالبين من سلمه ... ما للغراب ولي دقّ الإله فمه صاح الغراب بنا في ليلة شيمة يريد باردة. 2539 - وبهذا قرأت على أبي الحسن «2» عن قراءته في رواية البزي عن أصحابه عن ابن كثير، وقرأت على أبي الفتح عن قراءته في رواية القوّاس والبزّي وابن فليح عن أصحابهم عنه، وعلى الفارسي عن قراءته في رواية البزّي بغير هاء كسائر القرّاء «3». 2540 - وأخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حكى لي عن العبّاس «4» بن الفضل الواسطي عن قنبل أنه كان يقف على «عمّه ولمه» بالهاء. 2541 - وحدّثنا ابن جعفر، قال: أنا أبو طاهر «5»، قال: نا الحسن «6» بن محمد المهلبي، قال: نا محمد بن بسام، قال: حدّثنا الحلواني، قال: نا أحمد بن محمد القوّاس، قال: كان ابن كثير يقف على «وهوه» بالهاء، وعلى قوله: ولا يأتل في النور [22]، ولا يأتله «7» بالهاء لم يرو هذا عن ابن كثير غيره. ووقف الباقون على ذلك كله بغير هاء.
باب ذكر مذاهبهم في الوقف على الحركات اللائي في أواخر الكلم، ومعنى الروم والإشمام
2542 - قال أبو عمرو: وقد بقيت من هذا الباب مواضع لأذكرها «1» مع الاختلاف فيها في أماكنها من السّور إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق. باب ذكر مذاهبهم في الوقف على الحركات اللائي في أواخر الكلم، ومعنى الرّوم والإشمام 2543 - اعلم أن الأصل أن يوقف على الكلم المتحركة في حال الوصل بالسكون؛ لأن معنى الوقف على الحركة: أي تترك، كما يقال وقفت عن كلام فلان أي تركته، ولأن الوقف أيضا ضدّ الابتداء، فكما يخصّ الابتداء بالحركة، كذلك يخصّ الوقف بالسكون، وذلك لغة «2» أكثر العرب، وهو اختيار أحمد بن يحيى ثعلب، وجماعة من النحويين. واحتجّوا بالخبر الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقف على آخر كل آية. 2544 - حدّثنا محمد بن أحمد البغدادي [قال: نا ابن الأنباري] «3» قال: نا سليمان
بن يحيى، قال: نا محمد بن سعدان، قال: نا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية، يقول: بسم الله الرّحمن الرّحيم ثم يقف، ثم يقول: الحمد لله ربّ العلمين ثم يقف، ثم يقول: الرّحمن الرّحيم، ثم ملك يوم الدّين. 2545 - حدّثنا محمد بن أحمد بن علي، قال: نا محمد بن القاسم، قال: كان أبو العباس أحمد بن يحيى «1» يختار الإسكان في كل القرآن للحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الوقف على كل آية. 2546 - قال أبو عمرو: وجاءت الرواية بعد هذا بالإشارة إلى حركة أواخر الكلم عند الوقف عن أبي عمرو والكوفيين عن عاصم وحمزة والكسائي. 2547 - فأما أبو عمرو فجاء ذلك عنه من طريق الأداء، فقرأت على عبد العزيز بن جعفر المقرئ، وأشرت إلى الحركات عند الوقف. وقال لي: قرأت على أبي طاهر بن أبي هاشم، وقال: قرأت كذلك على ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدي عن أبي عمرو، وكذلك قرأت على أبي الفتح «2» وأبي الحسن «3» جميعا عن قراءتهما. 2548 - وقد روى محبوب بن الحسن «4» عن أبي عمرو أنه يقف على فأوف [يوسف: 88] بإشمام الجرّ. قال ابن مجاهد: هذا يدلّ على أن أبا عمرو إذا وقف على الحروف المرفوعة والمخفوضة في الوصل [110/ و] أشمّها إعرابها. 2549 - قال أبو عمرو: وأهل الأداء مجمعون على الأخذ بذلك في مذهبه من طريق اليزيدي وشجاع والنصّ عنهما في الوجهين من الإشارة وغيرها معدوم. 2550 - وأما عاصم فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن «5» الأنباري، قال: نا
أحمد ابن سهل «1»، وسألته عن ذلك عن أصحابه الذي «2» قرأ عليهم علي بن محصن وغيره عن عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم أنه كان يشير إلى إعراب الحرف عند الوقف، وكذلك روى محمد بن غالب عن الأعشى أنه يقف بالإشارة إلى الإعراب عند الرفع والخفض ومع التنوين. 2551 - وأما حمزة فحدّثنا محمد بن أحمد «3»، قال: نا محمد بن القاسم، قال: نا إدريس بن عبد الكريم ح. 2552 - وأخبرنا الفارسي «4»، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن محمد البراثي، قالا «5»: نا خلف، قال: نا سليم عن حمزة أنه كان يعجبه إشمام الرفع إذا وقف على الحروف التي توصل بالرفع مثل قول الله عزّ وجلّ: إيّاك نعبد [الفاتحة: 5] يشمّ الدال الرفع قال: وكذلك وإيّاك نستعين [الفاتحة: 5] وذلك الكتب [البقرة: 2] وختم الله [البقرة: 7] ويختصّ برحمته من يشآء «6» وما محمّد إلّا رسول [آل عمران: 144] بترك التنوين ويشمّ الدال الرفع. 2553 - وأما الكسائي فحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن الأنباري، قال: نا إدريس، قال: نا خلف «7»، قال: سمعت الكسائي يعجبه أن يشمّ آخر الحرف والرفع والخفض في الوقف، قال خلف «8»: وبعض القرّاء يسكت بغير إشمام، ويقول: إنما الإعراب في الوصل، فإذا سكت لم أشمّ شيئا. قال خلف: وقول حمزة والكسائي أعجب إلينا؛ لأن الذي يقرأ على من تعلّم منه إذا قرأ عليه، فأشمّ الحرف في الوقف
علم «1» معلّمه كيف قراءته لو وصل «2»، والمستمع أيضا غير المتعلّم يعلم كيف كان يصل الذي يقرؤه «3». 2554 - قال أبو عمرو: ولم يأتنا عن الحرميين نافع وابن كثير ولا عن ابن عامر في ذلك إلا ما حكاه محمد بن موسى الزينبي عن أبي ربيعة عن قنبل والبزّي عن أصحابهما أنهم كانوا يقفون بغير إشمام، وما ذكره الحلواني عن هشام من أنه يشمّ الإعراب في مثل: قال الله [آل عمران: 55] وإلى الله [البقرة: 210] وعطآء ربّك [الإسراء: 20] ولهو البلؤا [الصافات: 106] ونحوه في كل القرآن، وما رواه ابن شنبوذ عن أبي نشيط عن قالون عن نافع أنه كان يقف على شطره [البقرة: 144] وحوله [البقرة: 17] وأمامه [القيامة: 5] وعظامه [القيامة: 3] وشبّه ذلك بإشمام الضمّ. 2555 - واختيار عامّة من لقيناه، أو بلغنا عنه من أئمة أهل الأداء أن يوقف للجميع بالإشارة إلى حركات أواخر الكلم لما فيه من البيان عن كيفيتهنّ في حال الوصل، وهو اختيار داود بن أبي طيبة صاحب ورش ذكر ذلك في كتاب الوقف والابتداء له. 2556 - وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن الأنباري، قال نا عبيد الله بن عبد الرحمن «4»: قال: [نا أبي، قال] «5» نا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الورّاق، قال: الاختيار إشمام الحرف الرفع فرقا بين ما تحرّك «6» في الوصل وبين ما هو ساكن في الوصل والوقف، فأردنا أن يجعل على الكلمة المعربة في الوصل علامة في الوقف ليعرف السّامع أنه لم يخطئ إعرابها. 2557 - قال أبو عمرو: والإشارة إلى الحركات في الوقف في مذهب القرّاء
فصل في حقيقة الروم
تكون روما وتكون إشماما، ولا يجوز استعمالهما «1» إلا في حركات الإعراب المتنقلات وحركات البناء اللازمات لا غير، فالمعرب من الكلام كله حرفان الاسم المتمكّن والفعل المضارع، وما عدا ذلك فهو مبنيّ. فصل في حقيقة الروم 2558 - فأما حقيقة الرّوم على مذهب سيبويه وأصحابه، فهو إضعافك الصوت بالحركة حتى يذهب بالتضعيف معظم صوتها «2» فيسمع لها صوتا خفيّا «3» يدركه الأعمى بحاسّة سمعه، فلا يظهر لذلك «4» الإشباع، وهو يستعمل في الحركات الثلاث في النصب والفتح والخفض والكسر والرفع والضمّ. قال سيبويه «5»: وعلامته خط بين يديّ الحرف. 2559 - فأما النصب فنحو قوله: إنّ الله [البقرة: 20] وو إذ ابتلى إبراهيم [البقرة: 124] وإلّآ أمانىّ [البقرة: 78] وبى الأعدآء [الأعراف: 150] ومن دونى أوليآء [الكهف: 102] وأن يضرب [البقرة: 26] [110/ ظ] وأن يجعل [الممتحنة: 7] وما أشبهه من المعرب. 2560 - وأما الفتح فنحو قوله: كيف [البقرة: 28] وأين [الأنعام: 22] وأيّان [الأعراف: 187] وثمّ [البقرة: 28] وعلىّ [الحجر: 41] ولدىّ [ق: 23] وفسوّئهنّ [البقرة: 29] وجعل [البقرة: 22] وو تب [المسد: 1] وأمر [البقرة: 27] وجآء [النساء: 43] وشآء [البقرة: 20] وما أشبهه في المبني. 2561 - وأما الخفض فنحو قوله: الحمد لله [الفاتحة: 2] والرّحمن الرّحيم [البقرة: 29] ومن عاصم [يونس: 27] والأمن [الأنعام: 82] ومّن السّمآء «6» [البقرة: 19] وسماء «7» [فصلت: 12] ومن المآء [الأعراف: 50] وعن سوآء [النساء: 149] «8» وما أشبهه من المعرب.
2562 - وأما الكسر فنحو قوله: هؤلآء [البقرة: 31] وهأنتم أولآء [آل عمران: 119] ورجلان [المائدة: 23] وو امرأتان [البقرة: 282] وو بالولدين [البقرة: 83] وو لا تتّبعآنّ [يونس: 89] وما أشبهه من المبني. 2563 - وأما الرفع فنحو قوله: الحمد [الفاتحة: 1] ونادى نوح [هود: 42] وكأنّه ولىّ [فصلت: 34] وإنّ هذا عدوّ [طه: 117] ومنه المآء [البقرة: 74] والأسمآء [البقرة: 31] وبرىء [الأنعام: 19] وو لا المسىء [غافر: 58] ونعبد [الفاتحة: 5] ونستعين [الفاتحة: 5] ونّجعل [الكهف: 48] ونعلم [آل عمران: 167] ويحكم [الحج: 52] وتولج [آل عمران: 27] وما يشآء [آل عمران: 40] ويضىء [النور: 35] وما أشبهه من المعرب. 2564 - وأما الضم فنحو قوله: من قبل [البقرة: 25] ومن بعد [البقرة: 27] ويوسف [يوسف: 4] ويجبال [سبأ: 10] وحيث [البقرة: 35] وما أشبهه من المبني. 2565 - وأما المنصوب الذي يصحبه التنوين في حال الوصل نحو قوله: وكان الله غفورا رّحيما [النساء: 96] وشعيبا [الأعراف: 85] وصلحا [الأعراف: 73] ولوطا [الأنعام: 86] وهودا [البقرة: 111] وبنآء [البقرة: 22] وو ندآء [البقرة: 171] ومّآء [البقرة: 22] وجزآء [المائدة: 38] وما أشبهه، فإن الألف تلزمه في الوقف عوضا عن التنوين فيقوى الصوت بالحركة ويظهر الإشباع لذلك «1». 2566 - وأما المنصوب الذي لا يصحبه التنوين كذلك المفتوح اللذان تقدّم ذكرهما، فإنّ النحويين والقرّاء اختلفوا في استعمال الرّوم فيهما وفي تركه، فكان أبو حاتم سهل «2» بن محمد لا يجيز الرّوم «3» فيهما، وتابعه على ذلك القرّاء وعامّة أهل الأداء، والحجّة لهم أن الفتح خفيف خروج بعضه كخروج كله، فهو [لذلك لا يتبعض كما يتبعض] «4» الكسر والضمّ لثقلهما «5»، فإذا أريد رومه اشتبه الرّوم بإشباع الصوت به
فصل في حقيقة الإشمام
لسرعة خروجه مع النطق، فامتنع لذلك فيه، وأجاز ذلك في الضربين سائر النحويين غير أبي حاتم، والحجّة لهم أن الفتح وإن كان خفيفا لسرعة «1» خروجه مع «2» النطق بلا كلفة، فلا بدّ من أن يضعف الصوت به «3» بعض الضعف إذا أريد ذلك فيه، وإذا كان ذلك وصحّ، فلم يخرج عن الغرض فيه من إضعاف الصوت بالحركة. فصل في حقيقة الإشمام 2567 - وأما حقيقة «4» الإشمام على مذهب من ذكرناه أولا من النحويين، فهو ضمّك شفتيك بعد السكون الخالص لأواخر الكلم من غير صوت خارج إلى اللفظ، وإنما هو تهيئتك للعضو «5» فقط، فيعلم الناظر أنك تريد بتلك الهيئة المهيأ «6» له، وهي الحركة لا غير «7». 2568 - ولا يدرك معرفة ذلك الأعمى، وإنما يعرفه البصير؛ لأنه لرؤية العين إذ هو إيماء بالشفتين، فهو يدركه بحاسّة البصر. قال سيبويه: وعلامته «8» نقطة فوق الحرف «9»، ولذلك «10» صار أقلّ بيانا من الرّوم؛ لأن النقطة أصغر ما تبيّن به والخطّ أتمّ في البيان منها، ولذلك «11» أدركه الأعمى ولم يدرك الإشمام. 2569 - والإشمام لا يستعمل في الحركات إلا في المرفوع والمضموم لا غير، وقد تقدّم تمثيل هذين الضربين والعلّة في تخصيصه بذلك أنه كما قلنا ضمّ الشفتين وغير متمكّن ضمّهما وفتحهما أو ضمّهما وكسرهما في حال واحدة، فلما لم يتمكّن في ذلك خصّ به من الحركات ما يكون العلاج فيه بضمّ الشفتين.
فصل فيما لا يتم ولا يرام
2570 - وحدّثني الحسن بن علي «1»، قال: نا أحمد بن نصر المقرئ قال: سمعت أبا بكر السراج «2» يقول: إنما لم يكن الإشمام في النصب والجرّ عند الوقف؛ لأنه لا آلة للألف والياء يمكن فيهما ذلك كما للمرفوع آلة وهي الشفتان. 2571 - قال أبو عمرو: قال سيبويه «3»: وأما الذين راموا الحركة، فإنه دعاهم إلى ذلك الحرص على أن يخرجوها من حال ما لزمه السكون على كل حال، وأن يعلموا أن حالها عندهم ليس بحال ما سكن على كل حال، قال: وذلك أراد الذين أشمّوا إلا أن هؤلاء أشدّ توكيدا. قال: وأما الذين لم يشمّوا فقد علموا أنهم لا يقفون أبدا إلا عند حرف ساكن، فلما أسكن في الوقف جعلوه بمنزلة ما سكن على كل حال؛ لأنه واقفه في هذا الموضع. 2572 - قال أبو عمرو: وقد خالف الكوفيون وابن كيسان «4» [111/ و] في الرّوم والإشمام سيبويه، فزعموا أن الرّوم هو الذي يدرك بحاسّة البصر فلا يعرفه الأعمى والبصير بقرعة السمع، واستدلّوا على صحة ذلك بأن القائل إذا قال: رمت أخذ الشيء، فإنما يخبر بأنه [حاول تناوله ولما] «5» يصل إليه. وإذا قال أشممت الشيء النار، فإنما يخبر بأنه أناله شيئا يسيرا منها، قالوا: ولذلك «6» قلنا إن الإشمام أتمّ في البيان من الرّوم لوجودنا فيه شيئا من النطق بالحركة، وعدم وجود ذلك في الرّوم. 2573 - قال أبو عمرو: والذي ذهب إليه [ ..... ] «7» أفردناه بمذاهب القرّاء والنحويين في الرّوم والإشمام ترى ذلك هناك إن شاء الله. فصل فيما لا يتم ولا يرام 2574 - واعلم أن الرّوم والإشمام غير جائزين في الحركة العارضة، سواء كانت حركة همزة أو كانت للساكنين، وفي هاء التأنيث المبدلة من التاء عند الوقف، وفي
ميم الجمع إذا وصلت بواو على الأصل، ولا نصّ عن أئمة القراءة في ذلك إلا ما رواه محمد بن غالب عن الأعشى أنه كان لا يشير إلى الإعراب في الهاء التي تنقلب في الوصل تاء نحو جنّة [البقرة: 265] وغشوة [البقرة: 7] وما أشبههما. 2575 - فأما الحركة العارضة فنحو قوله: من يشإ الله [الأنعام: 39] وفإن يشإ الله «1» [الشورى: 24] وفلينظر الإنسن [عبس: 24] وفمن يرد الله [الأنعام: 125] ولم يكن الّذين كفروا [البينة: 1] واشتروا الضّللة [البقرة: 16] وو عصوا الرّسول [النساء: 42] وما أشبهه مما حرّك للساكنين، وكذلك فليكفر إنّآ [الكهف: 29] وو انحر إنّ شانئك [الكوثر: 2، 3] وو قالت أولئهم [الأعراف: 39] وقالت أخرئهم [الأعراف: 38] وما أشبهه مما حرّكت بحركة الهمزة على مذهب ورش عن نافع. 2576 - ووجه امتناع الإشارة في ذلك أن هذه الحروف وشبهها أصلها السكون، وإنما حرّكت في الوصل لعلّة تفارقها عند الوقف، فلم يجز لذلك «2» الإشارة إليها إذ لا يشار إلى الساكن، وإنما يشار إلى متحرّك ليدلّ على حركة إعرابه أو بنائه لا غير. 2577 - وأما هاء التأنيث، فنحو قوله: هدى ورحمة [الأنعام: 154] وقال هذا رحمة [الكهف: 98] وو ما بكم مّن نّعمة [النحل: 53] وكمثل جنّة بربوة [البقرة: 265] وما أشبهه. وامتنعت الإشارة هاهنا أيضا من قبل أن السكون لهاء التأنيث لازم في الوقف إذ لا يوجد إلا فيه، والساكن لا يشار إليه لعدم وجود الحركة فيه رأسا، وقد نصّ على ترك الإشارة في هذا الضرب عند الوقف محمد بن غالب عن الأعشى، فقال عنه: إنه كان يشير إلى الإعراب عند الوقف في الرفع والخفض ومع التنوين إلا أن يكون الوقف على ما ينقلب في الوصل «3» تاء كقوله: غشوة [البقرة: 7] وجنّة [البقرة: 265] وما أشبههما، فإنه كان لا يشمّ. 2578 - وأما ميم الجمع الموصولة بواو، فنحو قوله: أنعمت عليهم [7] وغير المغضوب عليهموا [7] وعليكم أنفسكم [المائدة: 105] وءأنتموا أعلم [البقرة: 140] وما أشبهه ولم يجز الإشارة إلى هذا الميم من قبل أن الواو التي يوصل
بها يلزمها الحذف في الوقف لزيادتها، والضمة قبلها جيء «1» بها ليتوصل بها إلى تلك الواو، فلما ذهبت الواو ذهبت الضمة بذهابها، فبقيت الميم ساكنة والساكن كما قلنا لا يشمّ ولا يرام. 2579 - وقد اختلف أهل الأداء في الإشارة إلى هاء الكناية إذا انكسرت وانكسر ما قبلها [أ] «2» وكان ياء أو انضمّت وانضمّ ما قبلها أو «3» كان واوا، نحو قوله: بربّه [الجن: 13] وبمزحزحه من العذاب [البقرة: 96] وفيه [البقرة: 2] وإليه [الروم: 31] وعليه [البقرة: 282] ويخلفه [سبأ: 39] وأمره [البقرة: 275] وعقلوه [البقرة: 75] وفاجتنبوه [المائدة: 90]. 2580 - وكان بعضهم لا يرى الإشارة إلى هذه الهاء عند الوقف استثقالا لتوالي الكسرات والضمّات، وكان آخرون يرون «4» الإشارة إليها كسائر المبني اللازم من الضمير وغيره، وذلك أقيس. 2581 - وإنما خالفت ميم الجمع في الإشارة هاء الضمير من حيث كانت الميم قبل أن تلحق الواو ساكنة، وكانت الهاء قبل أن توصل متحرّكة، ولذلك «5» لم يشر إلى الميم، كما «6» أشير إلى الهاء بناء على أصل كل واحد منهما قبل الزيادة من السكون والحركة، وبالله التوفيق. 2582 - قال أبو عمرو: فهذه الأصول المطّردة قد ذكرناها «7» مشروحة، ودلّلنا على جليها ونبّهنا على خفيّها، وعرّفنا باختلاف القرّاء «8» والناقلين عنهم، وأضربنا «9» عن كثير مما لا يحتاج إلى معرفته منها لكون [111/ ظ] إيراده وتدوينه بلادة وجهالة،
ونحن الآن بتوفيق الله وحسن معاونته مبتدئون بذكر الحروف «1» المفترقة «2» التي يقلّ دورها، ويمتنع القياس من أن يجري فيها سورة سورة من أول القرآن إلى آخره مع بيان الاختلاف فيها، وتمييز الطرق، وتلخيص الروايات، والتعريف بالصّحيح السائر المعمول عليه، والتنبيه على السقيم الدائر المتروك إن شاء الله تعالى، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
باب ذكر الحروف المتفرقة واختلافهم فيها سورة سورة من أول القرآن إلى آخره [112/ ت] [167/ م]
بسم الله الرّحمن الرّحيم وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم باب ذكر الحروف المتفرّقة واختلافهم فيها سورة سورة من أول القرآن إلى آخره [112/ ت] [167/ م] ذكر اختلافهم في سورة البقرة حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «1»: وعلى أبصارهم غشاوة [7] بالنصب «2» على تقدير وجعل. وكذلك روى روح بن عبد المؤمن «3» عن [ابن] أبي أميّة «4» عن أبي بكر لم يروه غيره «5». وقرأ الباقون بالرفع على الابتداء. حرف: قرأ الحرميان وأبو عمرو وما يخادعون [9] بضمّ الياء وفتح الخاء وألف بعدها وكسر الدال، وكذلك روى عبيد بن نعيم «6» عن أبي بكر عن
حرف:
عاصم لم يروه غيره. وقرأ الباقون بفتح الياء والدال وإسكان الخاء من غير ألف، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر عن عاصم «1»، ولم يختلفوا في قوله: يخادعون الله هاهنا [9] وفي سورة النساء [142] بالترجمة الأولى «2»؛ لأن ذلك وإن كان لفظه يفاعلون الذي «3» هو من اثنين، فإن معناه: يفعلون الذي هو من واحد كقوله تعالى «4»: قاتلهم الله [التوبة: 30] من حيث أريد بذلك في السورتين [التوبة: 30؛ المنافقون: 4] وحدهم «5». حرف: قرأ الكوفيون يكذبون [10] بفتح الياء وإسكان الكاف وتخفيف الذال من الكذب، وقرأ الباقون بضمّ الياء وفتح الكاف وتشديد الذال من التكذيب «6». حرف: قرأ الكسائي وابن عامر في رواية الوليد بن مسلم «7» وهشام بن عمّار بإشمام الضمّ للقاف من قوله: قيل «8» حيث وقع، والسين من قوله: سيء بهم في هود [77] والعنكبوت [33] وسيئت في الملك [27] وسيق الذين في الموضعين في الزّمر [71 و 73]، والغين من قوله: وغيض الماء في هود [44]، والحاء من قوله: وحيل بينهم في سبأ [54]، والجيم من قوله: وجيء في
الزمر [69] والفجر [23]. كذا قرأت لهشام، وكذلك نا محمد بن أحمد «1» عن ابن مجاهد «2» عن الحسن الرازي «3» عن الحلواني «4» عنه، وحدّثنا الفارسي «5» عن أبي طاهر «6»، قال: وجدت في كتابي عن أحمد بن عبيد الله «7» عن الجمال عن الحلواني عن هشام بإسناده عن ابن عامر أنه رفع سيء وسيئت «8» ويكسر ما عداهما. قال: ورأيت في كتاب بعض أصحابنا عن الحلواني عن هشام عنه أنه يكسر أوائل الباب كله لا يستثني منه شيئا، والذي رويناه عن ابن مجاهد، وقرأنا به هو الذي ذكر
الحلواني في مفرده «1» عن هشام «2»، والذي رويناه عن ابن المنادي «3» هو الذي ذكره في جامعه عن هشام «4» «5»، وأهل الأداء على ما ذكره في مفرده «6». وحدّثنا ابن غلبون «7»، قال: نا عبد الله بن محمد «8»، قال: نا أحمد بن أنس «9»، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر أنه رفع «10» السين من سيء وسيئت والحاء من وحيل [سبأ: 54] لم يذكر غير ذلك. وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار «11» والوليد بن عتبة «12» بإشمام
حرف:
الضمّ «1» للسين من سيء وسيئت وسيق وللحاء من وحيل فقط، وزاد ابن عتبة حرفين في هود [44] وقيل يا أرض وغيض الماء ما عدا ذلك. وقرأ نافع بإشمام الضم للسين من سيىء وسيئت لا غير وكسر الباقي. وروى أبو سليمان [168/ م] «2» عن قالون عنه أداء أنه كسر السين من سيء وسيئت لم يروه عنه غيره «3». وقرأ الباقون بإخلاص كسر أول ذلك [113/ ت] حيث وقع. وحقيقة الإشمام في هذه الحروف أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة يسيرا دلالة على الضمّ الخالص قبل أن تعل «4» كما ينحى بفتحة الحرف الممال نحو: الكسرة قليلا إذا أراد ذلك ليدلّ على أن الألف التي بعد الفتحة منقلبة عن ياء أو لتقرب بذلك من كسرة وليتها، وما عدا ذلك في حقيقته فباطل، والعبارة عن ذلك بالرفع والضمّ كالعبارة عن الإمالة بالكسرة والإمالة والإضجاع وهي مجاز واتّساع. حرف: وكلهم قرءوا اشتروا الضلالة [16] بضمّ الواو من غير اختلاس «5»، وكذلك كل واو جمع اتصل بها فعل معتل اللام نحو ولا تنسوا الفضل [237] وعصوا الرسول [النساء: 42] وفتمنوا الموت [94] وفألقوا السلم [النحل: 28] ولولّوا الأدبار [الفتح: 22] ورأوا العذاب [166] وما كان مثله.
وقد اختلف أصحاب نافع في الترجمة عن ذلك، فقال الكسائي عن إسماعيل «1» عنه كان لا يثبت الواو في اشتروا الضلالة [66] يخفّف الواو ولا يرفعها، وكذلك كل شيء في القرآن من نحوها. وقال الهاشمي «2» عنه: يخفّف الواو ولا يرفعها، وكذلك كل شيء في القرآن من نحوها. قال ابن مجاهد: لفظ لي ابن أبي الجهم «3» «4» بضمّ الراء على نحو من لفظ الأمر «5»، وقال أبو عمر «6» عنه اشتروا الضلالة يخفّف الواو ولا يرفعها. قال: ولا تنسوا الفضل [237] بجزم الواو حقيقة. وقال أبو عبيد «7» عنه: يخفّف الواو مع الضم. وقال المسيبي «8» وقالون عن نافع
الواو المضمومة مبنية غير مهموزة، وقال ابن جبير «1» عن أصحابه عنه: يختلس رفعة الواو ولا يشبعها. وقال أحمد بن صالح «2» عن قالون: الواو مضمومة غير مهموزة. وقال عنه: يروا العذاب [يونس: 88] الواو مختلسة، وقال أبو الأزهر «3» وأبو يعقوب «4» وداود «5» عن ورش: ولا تنسوا الفضل الواو رفع، وكذلك فتمنوا الموت [94] وما أشبهه. وقال يونس «6» عنه: اشتروا الضلالة ثقيلة،
واشتروا بغير همزة مخففة مرفوعة. وقال الأصبهاني «1» عن أصحابه عنه: اشتروا الضلالة بضمّ الواو من غير همز، وقال: وعصوا الرسول [النساء: 42] بضمّ الواو وتخفيفها «2». وقال أبو عمرو: هذه التراجم كلها على اختلاف ألفاظها صحيحة، ومعناها متّفق ما خلا ترجمة الكسائي والهاشمي وأبي عمر «3» عن إسماعيل، فإنها غلط لا شك فيه إذ لا يسوّغ اللفظ بما ذكره ولا يجوز بوجه؛ لأن الواو إذا خفّفت ولم ترفع فهي ساكنة لا محالة، وما بعدها فساكن أيضا ومحال أن يلتقي ساكنان، فلا بدّ من تحريك الواو ضرورة؛ إذ بتحريكها يوصل إلى الساكن الثاني، وتحريكها لا يكون في قول الجماعة من أئمة القراءة إلا بالضمّ لا غير كما حرّكوها بذلك للساكنين أيضا في قوله: لتبلونّ [آل عمران: 186] ولترونّ [التكاثر: 6] ثم لترونّها [التكاثر: 77]. وحدّثنا الخاقاني «4» في الإجازة، قال: نا أبو بكر بن [أشتة] «5» من قراءته في رواية إسماعيل عن نافع بالإشارة إلى الواو بالهمز، وذلك غير معروف عنه مع أن القياس
حرف:
ينفيه، وذلك من حيث كانت حركة الواو غير لازمة إذ هي للساكنين، وإذا كانت كذلك كان الحرف المجرّد بها في تقدير السكون، فكما لا يجوز همزه إذ كان ساكنا كذلك لا يجوز همزه إذا كان في حكم السكون وتقديره، على أن الكسائي قد سمع الهمزة في ذلك، وهو شاذّ. حرف: وكلهم قرأ مستهزون [14] وبابه بالهمز في الأصل «1» إلا [ما] «2» رواه الوليد بن مسلم عن يحيى «3» عن «4» ابن عامر أنه لا يهمز ذلك «5»، وقد ذكر قبل «6». حرف: قرأ نافع في رواية قالون من طرقه، وفي رواية ابن سعدان «7» وخلف عن المسيّبي، وفي رواية ابن جبير عن أصحابه، وفي رواية أبي عبيد وابن [فرح] «8» عن
أبي عمر عن إسماعيل، وأبو عمرو والكسائي بإسكان الهاء من (هو) و (هي) إذا اتصل بها واو أو فاء أو لام، نحو قوله: وهو على كل شيء قدير «1» [المائدة: 120] فهو يخلفه [سبأ: 39] ولهو القصص الحق [آل عمران: 62] وكذا وهي تجري بهم [هود: 42] وفهي كالحجارة [74] ولهي الحيوان [العنكبوت: 64] وما أشبهه حيث وقع، وزاد نافع في رواية المذكورين عن ابن جبير وأبي عبيد والكسائي في غير رواية [114/ ت] أبي موسى «2» إسكان الهاء مع ثم، وذلك في قوله في القصص [61]: ثم هو يوم القيامة «3» ولم يأت بذلك منصوصا عن نافع إلا الحلواني عن قالون وإدريس بن عبد الكريم «4» عن خلف عن المسيّبي فيما حكاه ابن مجاهد «5» عنه، وزاد نافع في رواية ابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل من قراءتي، وفي رواية أبي مروان العثماني «6» عن قالون، والكسائي في رواية قتيبة «7» عنه: إسكان الهاء «8» في قوله في البقرة [282]: أن يمل هو.
حدّثني عبد الله بن محمد «1»، قال: نا عبيد الله بن أبي مسلم «2»، قال: نا أبو الحسين [أحمد بن بويان «3» قال: نا الحسن] «4» بن علي «5»، قال: أنا «6» أبو عون «7» عن الحلواني عن قالون أن يمل هو وثم هو مخفّفان. وحدّثني عبد الله بن محمد، قال: نا عبيد الله بن أحمد عن قراءته على ابن بويان عن أبي حسّان «8» [عن أبي نشيط «9» عن قالون ثم هو يوم القيامة [القصص: 61] بالتخفيف، وكذلك قرأت لقالون من جميع الطرق، وروى ابن شنبوذ «10» عن أبي
حسان] [169/ م] عن أبي نشيط ذلك بضم الهاء، وكذلك روى لي أبو الفتح «1» عن عبد الباقي «2» عن أبي عمر عن إسماعيل، ورأيت أصحاب زيد «3» يروون ذلك عنه عن ابن [فرج] بإسكان الهاء وهو الصواب دون غيره، إذ قياس ما رواه ابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل من إسكان الهاء أن يملّ هو دالّ على ذلك وشاهد على صحته «4»، وذلك أن إسكان هاء أن يملّ هو إنما هو محمول على إسكان هاء ثم هو من حيث شاركت كلمة يمل كلمة ثم في الانفصال والتضعيف، كما أن إسكان ثم هو محمول على إسكان هاء وهو وفهو من حيث شاركت ثم الواو والفاء في العطف، وساغ حمل المنفصل على المتصل في التخفيف وغيره، وكذا إسكان هاء لهو محمول أيضا عليهما من حيث شاركتهما اللام في الاتصال وامتناع الانفصال، ف يمل محمولة على ثم وثم محمولة على الواو والفاء، واللام محمولة عليهما، وقد يجوز أن تكون اللام هي الأصل؛ لإسكان الهاء لاتصالها واختلاطها بها ثم تحمل الواو والفاء عليها لأجل الاشتراك في الاتصال ثم تحمل ثم عليها لاشتراكها «5» معهما في العطف، ثم تحمل يمل عليها لما ذكرناه وإذا كان ذلك كما قلناه فمحال أن يسكن هاء أن يمل هو ويضم
حرف:
ها ثم هو وإسكان هذه أصل لإسكان تلك يوجد فيها بوجوده فيها ويعدم فيها بعدمه فيها، [هذا] ما لا شك فيه ولا امتراء في صحته «1». وقرأ الباقون ونافع في رواية ورش وابن المسيّبي «2» عن أبيه وابن عبدوس «3» عن أبي عمر عن إسماعيل بضمّ الهاء في المذكر وكسرها في المؤنث مع الحروف المذكورة في جميع القرآن «4»، ولم يأت بالضم عن الكسائي في قوله: ثم هو إلا أبو موسى وحده «5». وحكى الأخفش «6» عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر في كتابيه «7» جميعا «8» أنه يشمّ الواو في المذكر «9» والياء في المؤنث شيئا من التشديد، وذلك غير معمول به، وجميع أهل الأداء من الشاميين وغيرهم على خلافه. حرف: وكلهم قرأ الملائكة [31] بالمدّ إلا ما رواه الأصبهاني عن أصحابه
حرف:
عن ورش، وما رواه نصير «1» عن الكسائي أنهما لا يمدّان ذلك، أي: لا يزيدان في تمكين الألف على صيغتها كأنهما اكتفيا في بيان الهمزة في ذلك بالفتحتين اللتين قبل الألف إذ كانتا [مأخوذتين منها] من تمكين الألف لها «2»، وقرأت في روايتهما بالمدّ، وبه آخذ. وروى الفضل الحمراوي «3» عن أبي الأزهر، وداود وأبو يعقوب الأزرق عن ورش هؤلاء «4» [31] بقصر «ها» ومدّ أولاء وأهل الأداء لرواية هؤلاء الثلاثة عن ورش من المصريين وغيرهم يمدّونهما جميعا مدّا واحدا، وهو قياس مذهبهم وقياس قول الأصبهاني [عن أصحابه] عن ورش قصر «ها» «5» ومدّ أولاء وبذلك قرأت في مذهبه. حرف: وكلهم قرأ أنبئهم [هنا] «6» [33] والحجر «7» [51] والقمر «8» [28] بالهمز وضمّ الهاء وقفا ووصلا في الثلاثة إلا ما ذكرناه من مذهب حمزة في الوقف «9» [115/ ت]،
وما اختلف فيه عن ابن كثير وابن عامر «1». فأما ابن كثير فروى أبو ربيعة «2» عن قنبل والبزّي بإسنادهما عنه بالهمز وكسر الهاء في الثلاثة، وكذلك روى (الزينبي) «3» عنهما، وكذلك روى ابن الصباح «4» عن قنبل، قال لي أبو الفتح: وقرأت من طريق ابن الصباح في الثلاثة بالهمز، وتركه مع كسر الهاء في الوجهين. قال الخزاعي «5» عن أصحابه الثلاثة: الهاء فيهنّ مضمومة من أجل الهمزة، قال: ورواهنّ أصحاب القوّاس «6» عنه بالكسر، وروى ابن مجاهد في غير كتاب السبعة
كسر الهاء مع الهمز عن الخزاعي عن ابن فليح «1»، وكذلك رواه النقاش «2» عنه عن ابن فليح، وهو وهم إنما هو عن القوّاس، كذا ذكر الخزاعي في كتابه الذي سمعه الناس منه «3». قال ابن مجاهد: فراجعت الخزاعي في ذلك وأخبرته أن ذلك غير جائز، ودللته على الصواب، وعرّفته أن كسر الهاء لا يجوز مع الهمز، فكتب إليّ غلطت والتبس عليّ، وقد رجعت عن كسر الهاء، وقال ابن فليح في كتابه عن أصحابه عن ابن كثير: أنبئهم مهموز، ولم يذكر الهاء، وبالهمز وضمّ الهاء قرأت في روايته، وعلى ذلك أهل الأداء عنه وعن البزّي. وأما ابن عامر فروى إبراهيم بن عباد «4» وإبراهيم بن [دحيم] «5» وأحمد بن الجارود «6» وأحمد بن أنس وأبو بكر الباغندي «7» وأحمد بن أبي بكر «8» وإسحاق بن
أبي حسّان «1» عن هشام بإسناده عنه أنبئهم بكسر الهاء، ولم يذكروا الهمز، وكذلك الوليد عن يحيى عن [ابن عامر] وفي كتابه «2» عن ابن غلبون عن ابن المفسر عن ابن أنس عن هشام على الياء همزة شكلا، وقرأت في رواية ابن عباد بغير همز في البقرة خاصّة، وفي الحجر والقمر بضم الهاء مع الهمز. قال لنا محمد بن علي «3» عن ابن مجاهد عن أحمد بن محمد عن هشام: بكسر الهاء. وقال ابن مجاهد: وينبغي أن يكون غير مهموز؛ لأنه لا يجيز كسر الهاء مع الهمز «4»، قال: وزعم الأخفش الدمشقي عن ابن ذكوان في كتابه عن ابن عامر بكسر الهاء مهموزة «5»، قال أبو عمرو: ولم أجد أنا في كتاب الأخفش [170/ م] «الخاص والعام» ما حكاه ابن مجاهد عنه، بل حكى فيهما في الحجر ونبئهم بضم الهاء للهمزة الساكنة قبلها، وبذلك قرأت في روايته عن ابن ذكوان، وفي رواية الحلواني عن هشام في الثلاثة المواضع، ولا أعلم أحدا من أهل الشام ممّن يتولّى قراءة ابن عامر ويقرئ بها ويؤتم به فيها يعرف غير الهمز وضم الهاء، وقد سأل أبو الفرج محمد بن إبراهيم الشنبوذي «6» أبا الحسن بن (الأخرم) «7» بحضرة أبي بكر بن مجاهد
حرف:
هل تعرفون كسر الهاء مع الهمزة في أنبئهم؟ فقال: لا والله ما [نعرفه]. قال أبو عمرو: وكسر الهاء مع الهمزة لغة لبعض العرب، حكاه أبو (الحسن) الأخفش «1» عنهم في ذلك «2»، وهو أيضا غير ممتنع في القياس؛ وذلك أن أبا زيد «3» وغيره حكوا أن ناسا من العرب يقولون «4»: منه ومنهما ومنهم، فيكسرون الهاء اتباعا لكسرة الباء في أنبئهم «5» «6» ولا تجعل بالهمزة الساكنة الواقعة بينهما حملا على تلك اللغة. حرف: قرأ حمزة فأزالهما «7» الشيطان [36] بألف مخففة بعد الزاي «8» مع تخفيف اللام. وقرأ الباقون بغير ألف مع تشديد اللام «9». حرف: قرأ ابن كثير فتلقّى آدم [37] بالنصب من ربّه كلمات [37] بالرفع، وقرأ الباقون برفع آدم ونصب الكلمات ونصبها كسر؛ لأن تاءها تاء جمع المؤنث «10».
حرف:
حرف: وكلهم قرأ هداي [البقرة: 38] بفتح الياء، وكذلك كل ياء مضافة قبلها ألف نحو عصاي [طه: 18] وبشراي [يوسف: 19] ومثواي [يوسف: 23] وما أشبهه، إلا ما اختلف فيه عن ورش عن نافع، فقال أبو الأزهر وداود عن ورش عنه هداي وبشراي ومثواي مرسلة الياء، ثم قالا في سورة الأنعام [162] ومحياي منتصبة الياء، فاضطربا فيها. وقال أبو يعقوب عنه: هداي [116/ ت] مرسلة الياء وياء بشراي [يوسف: 19] ومثواي [محرّكة] الياء، وكذلك حكى داود [و] أبو الأزهر عنه في كتابهما المصنّف في الاختلاف بين نافع وحمزة «1»، وقال يونس عنه ياء بشراي ثقيل الياء [ونصبها] لم يذكر غيرها، وقال أحمد بن صالح عنه: مثواي الياء منتصبة لم يذكر سواها، وقرأت في روايته على أبي الفتح بالإسناد المتقدّم بإسكان الياء في الباب كله، وفي رواية الباقين عنه بالفتح. وقال الأصبهاني عن أصحابه عنه: هداي بالياء مفتوحة، وكذلك عصاي ومثواي. وقال ابن مجاهد عنه: سمعت هداي يعني: بالإسكان، وقرأت عليهم بالفتح، وكذلك محياي وبشراي ومثواي وعصاي «2»، ثم قال عن أصحابه عن ورش في سورة الأنعام: محياي موقوفة الياء «3»، فاضطرب قوله فيها. وقد اختلف عن ورش في [هذا الحرف] «4»، ونذكر الاختلاف عنه فيه في موضعه إن شاء الله، ولا أعلم أن أحدا من الناقلين عنه ذكر الياء من قوله: وإياي [الأعراف: 155] وفي رؤياي [يوسف: 100] ولا فرق بينهما وبين الياء فيما تقدم، وقياس رواية من روى الإسكان في ذلك [توجب] إسكانها فيهما «5».
حرف:
حرف: وكلهم قرأ إسرائيل [40] بياء بعد الهمزة إلا ما اختلف فيه عن ورش عن نافع، فروى ابن شنبوذ عن النّحاس «1» عن أبي يعقوب الأزرق عنه أنه حذف الياء بعد الهمزة مثل قوله: ميكائل [98]، وكذلك ذكر ذلك إسماعيل عن أبي يعقوب في كتابه في الأداء وسائر الرواة عنه بعد على إثبات الياء بعد الهمزة، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء «2». وروى المصريّون عن ورش عن نافع إسرائيل بمدّ أوّله وقصر آخره، قالوا: وكان ورش يمدّه استحسانا «3». حرف: وكلهم وصل النون بالكسر في رءوس الآي من غير إلحاق ياء اتباعا للمصحف، نحو قوله: فارهبون [40] وفاتقون [41] وأطيعون [آل عمران: 50] وما أشبهه، إلا ما اختلف فيه عن اليزيدي «4» عن أبي عمرو، فروى أبو عبد الرحمن «5» وأبو حمدون «6» عن اليزيدي عنه أنه كان يستحبّ السكون عند رءوس الآي.
حرف:
وروى ابن سعدان عنه عن أبي عمرو فارهبون [40] وفاتقون [41] وفأرسلون [يوسف: 45] وو اخشون «1» إلا ليعبدون [الذاريات: 56] أن يطعمون [الذاريات: 57] هذا ونحوه وقف كله؛ لأنه كلام مفصول، وكل رأس آية فهو وقف، [فدلّت] رواية أبي عبد الرحمن وأبي حمدون على أنه كان يتعمّد الوقف عند ذلك ولا يصله «2» بما بعده، ودلّت رواية ابن سعدان على أنه كان يسكن ذلك، سواء قطع أو وصل، وإدراجه في الفواصل اللاتي هي رءوس [آي] «3» واخشون [150] [غلظ] «4»؛ إذ ليس بفاصلة بإجماع، والذي قرأت لأبي عمرو من جميع الطرق بكسر النون مثل الجماعة، وكذلك حكى ابن جبير في «مختصره» «5» عن اليزيدي، وعلى ذلك العمل «6». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ولا يقبل منها شفاعة [48] بالتاء، وكذلك روى خلاد وأبو هشام «7» وهارون «8»
حرف:
عن الحسين «1» [والحيري] «2» عن الشموني «3» عن الأعشى «4» عن أبي بكر عن عاصم. وقرأ الباقون: بالياء، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر وعن الأعشى عنه «5». حرف: وكلهم قرأ بلاء من ربكم [49] بالمدّ إلا ما رواه ابن بكار بإسناده عن ابن عامر أنه محذوف غير ممدود في جميع القرآن «6»، وقال ابن ذكوان عنه: بالمدّ والهمز مثل الجماعة. حرف: قرأ أبو عمرو: وإذ واعدنا [هنا] «7» [51] وفي الأعراف [142] ووعدناكم [171/ م]. [وكذا] «8» في طه [80] بغير ألف في الثلاثة. وقرأها الباقون بالألف «9».
حرف:
حرف: قرأ أبو عمرو: إلى بارئكم وعند بارئكم [54] في الموضعين [ويأمركم ويأمرهم حيث وقعا] وينصركم في آل عمران [160] والملك [20] وما يشعركم في الأنعام [109] [بإسكان الهمزة والراء] تخفيفا لحشو الهمزة وتكرير الراء في هذه الخمس كلم [خاصة [117/ ت] دون سائر ما يتوالى فيه الحركات، هذه [قراءتي من طريق] «1» أهل العراق على [الفارسي عن قراءته على أبي] طاهر بن أبي هاشم ومن طريق أهل الرقة على أبي الفتح و [أبي الحسن وغيرهما عن] قراءتهم، وبذلك قرأت في رواية أبي الفتح الموصلي «2» [وأبي أيوب الخياط] «3» وأبي عمر الدوري عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن [عن أصحابه وفي رواية] السوسي عن قراءته على عبد الله بن الحسين «4» عن أبي عمران «5» عنه [عن اليزيدي و] في رواية شجاع «6» عن أبي عمرو، وكذلك روى ذلك عن اليزيدي
[نصّا جميع أصحابه] وترجموا عنه بالجزم ما خلا ابن جبير، فإنه قال عنه في بارئكم [54]: يسكن الهمزة ويختلسها. وقال ابن سعدان عنه في آل عمران [80]: ولا يأمركم أيأمركم [كلاهما] رفع ويخفّفهما كأنهما جزم، وقولهما هذا يدلّ على [اختلاس الحركة]. وحدّثنا «1» محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد قال: قال سيبويه «2»: [كان أبو عمرو يختلس] الحركة من بارئكم ويأمركم [67] وما أشبه «3» ذلك مما يتوالى [الحركات فيرى] من سمعه أنه قد أسكن ولم يسكن «4» [وقال] «5» ابن مجاهد [وهذا القول أشبه بمذهب] أبي عمرو؛ لأنه كان يستعمل في قراءته التخفيف كثيرا «6»، قال [أبو عمرو: وبذلك] قرأت أيضا من طريق ابن مجاهد على أبي الفتح عن قراءته على [عبد الله بن الحسين] عنه وعلى أبي الحسن عن قراءته أيضا في جميع ما تقدم و [الإسكان أصح في النقل] وأكثر في الأداء وهو الذي أختاره وآخذ به «7». ومما يدلّ عليه [ويحقّق صحته ويرد] ما سواه من قول أبي عمرو نفسه، ما ناه محمد بن أحمد بن علي [قال: نا محمد] بن أحمد بن قطن «8»، قال: أنا أبو خلّاد «9» عن اليزيدي قال
كان [أبو عمرو يجزم الهمزة] من بارئكم. وكان يفعل ذلك فيما كانت فيه الراء مثل [ينصركم ويأمركم] ويزعم أن من العرب من يجتزئ بإحدى الحركتين من الأخرى «1» [وتابع أبا خلّاد] على حكايته هذه سائر أصحاب اليزيدي من آله وغيرهم. [وقال العباس] «2» عن إبراهيم «3» عن أبيه عن أبي عمرو بارئكم [54] يجزم الهمزة، ويكتفي [بكسر الراء. وقال] ابن جبير عن اليزيدي عنه: يأمركم بجزم الراء وقال: من شأن [العرب إذا كثرت] الحركات أن تجزم «4»، وقال أبو عبيد في المعاني عن اليزيدي: أن أبا عمرو كان يجزم الراء من يأمركم [97] لكثرة الحركات ويكتفي بضمّة الميم ويجزم الياء من بارئكم يريد الهمزة «5»، وهذا تصريح من أبي عمرو بالسكون الخالص؛ لأن الاجتراء بإحدى الحركتين لا يكون إلا بإذهاب الأخرى رأسا، وإخلاص سكون الحرف المتحرّك بها دون تضعيف الصوت بها وتوهينها واختلاسها؛ لأن ما حاله ذلك من المتحرّكات كالمتحرّك سواء بإجماع من علماء العربية، وإذا كان كذلك بطل الاجتراء والاكتفاء وسقط قول أبي عمرو، وثبتت مخالفته والعدول عن [مذهبه] واختياره بقياس [مستنبط] ورأي مخترع أثري ولا خبر محكي، وأئمة القراءة لا تعمل في شيء من حروف القرآن على [الأفشى] في اللغة، والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر، والأصحّ في النقل، والرواية إذا ثبتت لا يردّها قياس عربية ولا فشوّ لغة؛ لأن القراءة سنّة متّبعة يلزم قبولها والمصير إليها. وقالت الجماعة عن اليزيدي: إن أبا عمرو كان يشمّ الهاء من يهدي [يونس: 35]
والخاء من يخصّمون [يس: 49] شيئا من الفتح، وهذا «1» أيضا يبطل قول من زعم أن اليزيدي أساء؛ إذ كان أبو عمرو يختلس الحركة في بارئكم ويأمركم فتوهّمه الإسكان الصحيح، فحكاه عنه؛ لأن ما أساء السمع فيه وخفي عنه ولم يضبطه بزعم القائل وقول المتأوّل قد حكاه بعينه وضبطه بنفسه فيما لا يتبعض من الحركات لخفته وهو الفتح، فمحال أن يذهب عنه ذلك ويخفى عليه فيما يتبعّض منهن لقوّته وهو الرفع والخفض، ويبين ذلك «2» [118/ ت] ويوضح صحته أن آله «3» وأبا حمدون وأبا خلاد وأبا عمر وأبا شعيب وابن شجاع «4» رووا عنه عن أبي عمرو: إشمام الراء من أرنا [128] شيئا من الكسرة، فلو كان ما حكاه سيبويه صحيحا لكانت روايته في أرنا ونظائره كروايته في بارئكم وبابه [سواء] ولم يكن يسيء السمع في موضع ولا يسيئه في آخر مثله، هذا مما لا يشكّ فيه ذو لبّ ولا يرتاب فيه ذو فهم. نا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: نا أبو محمد المعدل «5»، قال: أنا «6» أحمد بن شعيب «7»، قال: أنا «8» [أبو] شعيب ح [ونا محمد بن أحمد]، قال: نا ابن قطن، قال:
نا أبو خلّاد، قالا: نا اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يجزم ما كانت فيه الراء مثل ينصركم [آل عمران: 160] قال اليزيدي: ويلزمه أن يفعل ذلك بكل رفعتين مثل يلعنهم [159] [ويعلّمهم] فدلّ هذا على أن إطلاق القياس في نظائر ذلك مما يتوالى فيه الضمّات ممتنع في مذهبه، وذلك اختياري [172/ م]، وبه قرأت على أئمتي. ولم أجد في كتاب أحد من أصحاب اليزيدي وما يشعركم [الأنعام: 109] منصوصا «1». وقياس ما نصّوا عليه يدلّ على جملة نظائره، والعمل عندي في هذا الباب على الأداء. لأنه لو جرى على القياس خاصّة لاطّرد الإسكان في سائر [الكلم] «2» واللواتي الراء فيهن مضمومة وقبلها ضمّة أو كسرة وبعدها كاف وميم أو هاء وميم نحو قوله: يحشرهم [النساء: 172] ويذكرهم [الأنبياء: 60] ويحذركم [آل عمران: 28] وأنذركم [الأنبياء: 45] ويصوّركم [آل عمران: 6] ويسيّركم [يونس: 22] ويبشّرهم [التوبة: 21] وتطهرهم «3» [التوبة: 103] وما كان مثله، وهذا مما لا خلاف في إشباع الحركة فيه بين أهل الأداء من مشيختنا «4» والمصنّفون من أئمتنا [بحروف] القياس في جميعه، على أن أحمد بن واصل «5»، قد روى عن اليزيدي عن أبي عمرو في قوله: يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون [159] مجزومي النون. وقال ابن سعدان: يلعنهم خفيف [يخالفها] الجماعة من أصحابنا، وهما ثقتان ضابطان صدوقان. وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: كان أبو عمرو يختلس حركة الراء من يشعركم «6» [الأنعام: 109] فدلّ على أنه محمول على نظائره المنصوص
حرف:
عليها «1». وقرأ الباقون بإشباع كسرة الهاء وضمّة الراء في جميع ما تقدّم. واختلف عن إسماعيل عن نافع في تسهيل الهمزة وتخفيفها من قوله: بارئكم [54] فروى البرمكي «2» عن أبي عمر عنه عن نافع يجعل مكان الهمزة ياء، ولم يبيّن حال الياء، ويحتمل وجهين: أن تكون ساكنة بدلا من الهمزة على غير قياس، وأن تكون مكسورة بكسرة خفيفة بين بين على قياس التخفيف، وذلك الوجه. فحدّثنا أحمد بن خلف «3» عن أبي طاهر، قال: سمعت أبا بكر يحكي عن أبي الزعراء عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع بارئكم مكسورة من غير همز. وهذه الرواية رافعة الإشكال في كيفيتها. وروى المسيّبي وقالون وورش عن نافع تحقيق الهمزة في ذلك، وبذلك قرأ الباقون، وقد قدّمت في باب ترك الهمزة لأبي عمرو أن أبا الحسن قرأ في رواية أبي شعيب عن اليزيدي عن أبي عمرو بإبدال الهمزة ياء ساكنة لكونها ساكنة على [مذهبه]، وأقرأني غيره في روايته [بتحقيقها] ساكنة «4». حرف: قرأ نافع يغفر لكم [58] بالياء مضمومة وفتح الفاء، وقرأ ابن عامر تغفر بالتاء مضمومة وفتح الفاء، وكذلك روى ابن شنبوذ عن بكر بن سهل «5» عن أبي الأزهر عن ورش عن نافع «6» «7»؛ لأن أبا الأزهر ذكرها في كتابه
الذي روى عنه بكر وغيره بالياء «1»، وروى ابن مجاهد عن أصحابه عن جبلة «2» عن المفضل عن عاصم يغفر لكم بالياء مثل نافع «3». وروى عن أصحابه عن أبي زيد عن المفضل عنه بالتاء مثل ابن عامر «4»، وبالنون قرأت له «5»، وروى هارون عن حسين عن أبي بكر عن عاصم يغفر لكم بالياء مفتوحة لم يرو ذلك أحد غيره، ولم يذكر التي في الأعراف «6». وقرأ الباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء، وقد ذكرت الاختلاف في إدغام الراء وإظهارها عند اللام في قوله: نغفر لكم [58] وشبهه «7»، وذكرت الفتح والإمالة في قوله: [119/ ت] خطاياكم [58] فأغنى [ذلك عن] «8» الإعادة «9»، وقد ذكرت الاختلاف في الهاء والميم إذا أتى بعدهما ألف وصل ووقع قبل الهاء كسرة أو ياء
حرف:
ساكنة في فاتحة الكتاب «1». حرف: قرأ نافع النبيّون [136] والنبيّين [61] والأنبياء [91] والنبي [246] والنبوّة [آل عمران: 79] بالهمزة حيث وقع، واستثنى من ذلك إسماعيل والمسيّبي وقالون عنه موضعين، وهما قوله في الأحزاب [50]: للنبي إن أراد وبيوت النبي إلا [الأحزاب: 53] فتركوا همزهما في حال الوصل طردا لمذهبهم في تسهيل الهمزة الأولى من الهمزتين المتفقتين بالكسر في كلمتين؛ إذ كانوا يسهّلونها على حركتها، فيجعلونها بين بين لوقوعها بعد الألف في ذلك، فكذلك لم يهمزوا هذين الموضعين؛ لأن الهمزة المكسورة التقت فيهما بهمزة أخرى مثلها إلا أنهم لزموا البدل الصحيح فيهما لوقوعهما بعد ياء ساكنة زائدة للمدّ، ولم يجعلوها بين بين لئلا يلتقي ساكنان «2». وكذلك روى ابن شنبوذ عن النحّاس عن الأزرق عن ورش فيهما، وهو وهم منه، فإن وقفوا على قوله: للنبي، ولم يصلوه بما بعده من قوله: إن وإلا حقّقوا همزته، وإسكانها وروم حركتها جائزان ولم يبدلوها هناك؛ لأن ذلك إنما كان عرض [لتأتي] «3» حال الوصل من أجل مجيء الهمزة المكسورة بعدها، فلما عدمت الانفصال والوقوف عدم البدل بعدها. وقياس رواية أحمد بن صالح وأبي سليمان عن قالون تحقيق الهمزتين فيهما، وقياس رواية الحلواني عنه من قراءتي على أبي الفتح: تحقيق الأولى وتسهيل الثانية. وبذلك قرأت ذلك عليه في روايته «4». وقرأ الباقون بتشديد الياء من غير همز في ذلك كله حيث وقع. وقد روى يحيى
حرف:
الجعفي عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يهمز النبيين ذكر ذلك في آل عمران، وذلك غلط، ولعله قد قال: [173/ م] لا يهمز النبيين، فسقط «لا» على الناقل عنه أو على من دونه. حرف: قرأ نافع الصابين «1» هنا [62]، وفي الحج [17] والصابون «2» في المائدة [69] بغير همز، ولا خلف منه «3». واختلف في ذلك عن إسماعيل عنه، فحدّثنا الخاقاني، قال: نا محمد بن هارون «4». وثنا «5» فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن جابر «6»، قالا: نا محمد بن محمد «7»، قال: نا «8» أبو عمر عن إسماعيل عن نافع والصابئون بالهمز، وحدّثنا الفارسي أن أبا طاهر حدّثهم، قال: أنا ابن فرح وعيّاش بن محمد عن أبي عمر عن الكسائي عن إسماعيل عنه أنه همز الصابئين في جميع القرآن. ثنا «9» خلف بن إبراهيم، قال: أنا أحمد المكي «10»، قال: نا علي «11»، قال: أنا أبو عبيد عن إسماعيل عنه أنه كان يترك الهمز من الصابئين في جميع القرآن، وبذلك
حرف:
قرأت لإسماعيل وعليه العمل «1». وقال ابن جبير: واختلف عن نافع في الهمز ومذهب حمزة في الوقف على ذلك مذكور قبل «2». وقرأ الباقون بهمز ذلك حيث وقع. حرف: قرأ نافع في رواية إسماعيل وحمزة هزوا [67] حيث وقع وجزءا [260] هاهنا، وفي الزخرف [15] وجزء في الحجر [44] وكفوا في الإخلاص [4] بإسكان الزاي والفاء وتحقيق الهمزة بعدهما في الثلاث كلم، ومذهب حمزة في الوقف على ذلك مذكور في بابه «3»، فأغنى عن إعادته. هذه رواية أبي عمر والكسائي والهاشمي عن إسماعيل، وروى أبو عبيد عنه عن نافع هزوا وكفوا بالتثقيل. وجزءا [260] بالتخفيف. حدّثناه «4» الخاقاني، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: نا علي، قال: نا أبو عبيد عن إسماعيل عن نافع، وروى ابن مجاهد عن محمد بن [هامان] «5» «6» عن أبي الربيع الزهراني «7» عن بريد «8» عن إسماعيل عنه هزؤا وكفؤا: مهموزين مثقلين «9». وقال ابن مجاهد عن التغلبي «10» عن أبي عبيد عن إسماعيل هزوا
بالتخفيف «1» وهو وهم من ابن مجاهد؛ لأن أصحاب التغلبي رووا ذلك عن أبي عبيد عن إسماعيل بالتثقيل، وكذلك ذكره أبو عبيد عن إسماعيل بالتثقيل وكذلك ذكره أبو عبيد في كتابه «2». واختلف عن المسيّبي عن نافع [120/ ت] في قوله: كفوا فروى عنه ابنه محمد وابن ذكوان والأنصاري «3» وحمّاد بن بحر «4» وأبو عمارة «5» وابن سعدان من رواية ابن واصل «6» أنه أسكن الفاء، وبذلك قرأت في رواية ابن المسيّبي وابن سعدان عنه وهمزت بعد سكون الفاء، وروى خلف عنه «7» أنه يثقل ولم يذكر الهمز «8». وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا المروزي «9» عن ابن سعدان عن إسحاق عن نافع كفوا: مثقل غير مهموز «10»، وكذلك روى عبيد بن محمد
المؤدب «1» عن ابن سعدان عن إسحاق، واتفق أصحاب المسيّبي عنه على ضمّ الزاي من هزوا وإسكانها من قوله جزءا مع تحقيق الهمزة بعدهما. واختلف أيضا عن قالون في قوله: كفوا فروت الجماعة عنه عن الحلواني وأحمد بن صالح وابناه أحمد «2» وإبراهيم «3» وأبو سليمان ومصعب الزبيري «4» ومحمد بن هارون والشحام «5» والمدني «6» والقطري «7» «8» والكسائي والعثماني وغيرهم أنه ثقّله، وخالفهم إسماعيل القاضي «9» فقال عنه: مهموز خفيف. حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا «10» ابن مجاهد، قال: حدّثني القاضي عن قالون كفوا خفيف مهموز «11»، ولم يختلفوا أيضا عنه في تثقيل هزوا وتخفيف
جزءا وهمزهما، وروى ورش عن نافع هزؤا وكفؤا مثقلين مهموزين وجزءا مخفّف مهموز. وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عنه «1». واختلف عن عاصم في الثلاث كلم، فروى حمّاد «2» عنه ويحيى بن آدم «3» ويحيى العليمي «4» والبرجمي «5» والكسائي وإسحاق الأزرق «6» وابن أبي حمّاد «7» والشموني
والتيمي «1» عن الأعشى عن أبي بكر عنه: أنه ضمّ الزاي والفاء فيهنّ وهمز، ولم يذكر الكسائي عن أبي بكر الهمز [وذكره] «2» الآخرون عنه، وروى الحيري «3» عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر هزوا بتبيين الواو غير مهموز «4»، وقال: كفوا مثقل، وقال جزءا غير مهموز، وقال: جزء مقسوم بجزم «5»، وقاله في المائدة: هزوا مخفّفة «6» فاضطرب وخلط وغلط. وحدّثنا عبد العزيز بن إسحاق: أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: ثنا «7» ابن حاتم «8»، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأهنّ كلهنّ بالواو، وروى حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم هزوا بواو وكفوا بواو، ولم يذكر الهمز، كذا نا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن حسين «9»، وخالفه الرفاعي وخلاد، فرويا عن حسين عن أبي بكر الثلاث كلم مثل حمزة. أخبرنا عبد العزيز بن محمد أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: نا علي القطيعي «10»، قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ هزوا وجزءا [260] وكفوا. قال أبو هشام: وهذا خلاف ما روى يحيى «11». واختلف عن حفص، فروى أبو عمر عن أبي عمارة عنه هزوا
وكفوا مثل عمرا خفيفة «1»، وروى عمرو «2» وعبيد «3» والقوّاس وحسين المروذي «4» وابن شاهي «5» وهبيرة «6» والزهراني «7» عنه عن عاصم هزوا وكفوا بضمّ الزاي والفاء وإبدال الهمزة بعدهما واوا مفتوحة. وحدّثنا محمد بن علي [174/ م] قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني أبو بكر وهيب «8» المروذي عن الحسن «9» بن المبارك «10» عن عروة بن الصبّاح عن حفص عن عاصم هزوا وكفوا لا يهمز ويثقل، ويقرأ جزءا مقطوع بلا واو مهموز مخفّف «11»، قال ابن مجاهد: وكذا قال هبيرة التمار عن حفص عن عاصم جزا
مهموز مخفّف «1»، وفي كتاب الخزاز عنه هزوا مهموز مثقل وكفوا بضمّ الكاف والفاء، ولم يذكر الهمزة. ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني [وهب]، قال: أخبرنا الحسن بن المبارك، قال: قال أبو حفص: وحدّثني سهل «2» عن أبي عمر «3» عن عاصم أنه كان يثقل هزوا وكفوا، وربما همز، وربما لم يهمز. قال: وكان أكثر قراءته بترك الهمز «4». نا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني العوفي- يعني: محمد بن سعد «5» - عن أبيه «6» عن حفص عن عاصم أنه كان لا ينقص نحو هزوا وكفوا، وقال: أكره أن يذهب منّي عشر حسنات بحرف أدغمه إذا همزت [121/ ت]. وذكر عاصم أن أبا عبد الرحمن «7» كان يقول ذلك «8». وروى المفضل عن عاصم هزوا مخفّفا مهموزا «9»، وجزءا وكفؤا مثقلين مهموزين، وقرأ الباقون هزوا وكفوا بضمّ الزاي والفاء وجزءا بإسكان الزاي وتحقيق الهمزة في الثلاث كلم «10»، ولم يضمّ الزاي من قوله: جزءا وجزء حيث وقعا غير عاصم
حرف:
في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد، على أن خلادا والرفاعي قد رويا عن الحسين الجعفي عن أبي بكر جزءا بإسكان الزاي مهموزا في كل القرآن لم يروه غيره «1». حرف: قرأ ابن كثير وما الله بغافل عمّا يعملون [74] بعده أفيطمعون [75] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء «2». حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى عنه وأحاطت به خطيئاته [81] بالألف على الجمع. وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد «3». حرف: قرأ ابن كثير والمفضل عن عاصم وحمزة والكسائي لا يعبدون إلا الله [البقرة: 83] بالياء. وكذلك روى عبيد بن نعيم عن أبي بكر عن عاصم أيضا «4». وقرأ الباقون بالتاء. حرف: قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم للناس حسنا [83] بفتح الحاء والسين. وقرأ الباقون بضم الحاء وإسكان السين «5»، وكلهم قرأ في النمل [11] ثم بدل حسنا بضم الحاء وإسكان السين، إلا ما رواه حسين الجعفي وعصمة بن عروة الفقيمي «6» عن أبي عمرو أنه قرأ حسنا بفتح الحاء والسين، لم يروه أحد عنه غيرهما «7».
حرف:
حرف: قرأ الكوفيون تظاهرون [85] هاهنا وإن تظاهرا عليه في التحريم [4] بتخفيف الظاء. وقرأ الباقون بتشديدهما في الموضعين. وحكى ابن مجاهد في كتاب [قراءة نافع] «1» عن يونس عن ورش عن نافع تظهرون بغير ألف، وقد ذكر يونس في كتابه (اختلاف نافع وحمزة) «2» في تثقيل الظاء وتخفيفها، وأضرب عن ذكر الألف، فدلّ على إثباتها بعد الظاء اتفاق منهما. حرف: قرأ حمزة: أسرى [البقرة: 85] على وزن فعلى، وكذلك روى أبو عبيد عن إسماعيل عن نافع وهو وهم. وقرأ الباقون أسارى على وزن فعالى، وكذلك روى الكسائي والدوري والهاشمي عن إسماعيل عن نافع «3». حرف: قرأ نافع وعاصم والكسائي: تفادوهم [85] بضم التاء وفتح الفاء وألف بعدها. وقرأ الباقون تفدوهم بفتح التاء وإسكان الفاء من غير ألف «4». حرف: وكلهم قرأ: يوم القيامة يردّون [85] بالياء إلا ما حدّثناه فارس ابن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد «5»، قال: نا محمد بن الربيع «6»، قال: نا يونس بن عبد الأعلى عن ابن كيسة «7» عن سليم «8» عن حمزة بالتاء، وعن ورش عن
حرف:
نافع بالياء، وذلك وهم من ابن الربيع، فحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة «1»، قال: نا أبي «2»، قال: نا يونس عن ابن كيسة أنه أقرأه هو وورش وسقلاب «3» بالياء اتفقوا، وهذا هو الصواب. وكذلك روى داود عن ابن كيسة، وروى ابن مجاهد بإسناده عن المفضل «4» عن عاصم يردون بالتاء «5»، وبالياء قرأت له مثل الجماعة. حرف: قرأ الحرميان وأبو بكر والمفضل وحماد عن عاصم وما الله بغافل عمّا تعملون [85] بعده أولئك الذين اشتروا [86] بالياء، وكذلك حكى ابن شنبوذ عن أبي موسى عن الكسائي «6». وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالتاء. حرف: قرأ ابن كثير بروح القدس [87 و 253] في الموضعين في هذه السورة. وفي المائدة [110] والنحل [102] بإسكان الدال، وقرأ الباقون: بضمها «7». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ينزل «8» [90] وتنزل [النساء: 153] إذا
حرف:
كان مستقبلا «1» مضموم الأول بإسكان النون وتخفيف الزاي من جميع القرآن. واستثنى ابن كثير من ذلك موضعين، وهما قوله في سبحان [82]: وننزل من القرآن وحتى تنزل علينا كتابا [93] بفتح النون وتشديد «2» الزاي فيهما [122/ ت] واستثنى أبو عمرو أيضا من ذلك موضعا واحدا وهو قوله في الأنعام [37]: على أن ينزل آية يفتح نونه وشدّد زاؤه، واتفقا جميعا على فتح النون وتشديد الزاي في الموضع الذي في الحجر [21] وهو قوله: وما ننزّله إلا بقدر معلوم [175/ م] وذلك إجماع فيه من حيث أريد به المرّة بعد المرّة. وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الزاي في الباب كله، واستثنى عاصم في رواية هبيرة عن حفص، وفي رواية إسحاق الأزرق عن أبي بكر من ذلك موضعا واحدا، وهو قوله في الشورى [28] وهو الذي ينزل الغيث فخفّفه واستثنى في رواية يحيى الجعفي عن أبي بكر موضعا واحدا وهو قوله في لقمان [34]: وينزل الغيث فخفّفه أيضا «3». واستثنى حمزة والكسائي من الباب موضعين، وهما اللذان في لقمان وينزل الغيث وفي الشورى وهو الذي ينزل الغيث فخفّفاهما. حرف: وكلهم قرأ والله بصير بما يعملون [96] بالياء إلا ما رواه مضر ابن محمد «4» عن البزّي عن ابن كثير أنه قرأ بالتاء، وهو وهم من مضر؛ لأن الخزاعي «5» وابن الحباب «6» رويا ذلك عن البزّي نصّا، وكذلك رواه الحلواني «7» عن
حرف:
القوّاس «1»، وعلى ذلك العمل في رواية الثلاثة عن ابن كثير «2». حرف: قرأ ابن كثير جبريل في الموضعين هاهنا [97، 98]، وفي التحريم [4] بفتح الجيم وكسر الراء من غير همز، وقرأ حمزة والكسائي بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة بعدها ياء، هذه رواية الجماعة عن سليم ما خلا خلاد فإنه اختلف عنه، فروى الحلواني وسليمان اللؤلؤي «3» ومحمد بن الهيثم «4» وعنبسة بن النضر «5» ومحمد بن شاذان «6» مثل الجماعة «7»، وروى عنه الخنيسي «8» «9» جبرئل مهموزا مقصورا. وقال ابن فرح عن أبي عمر عن سليم هاهنا: جبرئل مهموز لم يزد على ذلك شيئا، وقال في التحريم [4] جبرئل لا يمدّها، ولكنها بهمزة خفيفة، فوافق ما حكاه الخنيسي عن خلاد. وقال البرمكي عن أبي عمر عنه: مثقل، وهذا يدلّ على المدّ والهمز.
واختلف في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروت الجماعة عنه كقراءة حمزة والكسائي بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة بعدها ياء، وخالفهم يحيى بن آدم، فروي عنه بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة من غير ياء «1»، هذه رواية خلف والوكيعي «2» والصريفيني «3» وموسى ابن حزام «4» وحسين بن الأسود «5» عن يحيى، وروى عنه محمد بن المنذر «6» مثل حمزة، وكذلك روى الواسطيون «7» عن شعيب عن يحيى، وكذلك روى عنه أبو هشام في «جامعه» «8». وقال عنه في «مجرّده» «9»: مهموز مقصور، وهذا هو الصواب من قوله. وروى يحيى الجعفي عن أبي بكر «10» جبرئل وميكائل يهمزهما جميعا بألفين، وهذا يدلّ على أنه قرأ جبرائل بألف بين الراء والهمزة؛ لأنه جعله في
حرف:
الترجمة مثل ميكائل. وذلك خلاف لقول الجماعة عن أبي بكر «1». وروى المفضل عن عاصم في هذه السورة مثل حمزة، وفي التحريم بكسر الجيم والراء من غير همز في السورتين «2». حرف: قرأ نافع وميكائل [98] بهمزة مكسورة بعد الألف من غير ياء، وكذلك روى ابن شنبوذ وابن الصبّاح عن قنبل عن ابن كثير لم يروه غيرهما. وقرأ أبو عمرو وعاصم في رواية حفص بغير همز ولا ياء بين الألف واللام، وقرأ الباقون بهمزة بعدها ياء «3». حرف: وكلهم قرأ ورسله [98] حيث وقع بضمّ السين مثقلا إلا ما رواه الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأه مخفّفا «4» لم يروه غيره، والعمل في قراءة أبي عمرو على ضمّ السّين، وكذلك رواه منصوصا عن اليزيدي «5» أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وأبو خلاد وأبو عمر وأبو شعيب، وعلى ذلك أهل الأداء. حرف: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ولكن الشياطين [102] وفي الأنفال [17] ولكن الله قتلهم [123/ ت] ولكن الله رمى [17] بإسكان النون وكسرها للساكنين ورفع الاسم الذي بعدها في الثلاثة المواضع، هذه رواية الأخفش والشاميين والترمذي «6» «7» عن ابن ذكوان ولكن الشياطين بتخفيف النون ورفع ما
حرف:
بعدها ولكن الله قتلهم ولكن الله رمى بتشديد النون ونصب ما بعدها والله أعلم. قال أحمد بن أنس وأحمد بن المعلى «1» عن ابن ذكوان في سورة الأنفال: ولكن الله قتلهم ولكن الله رمى بالتخفيف في الحرفين، قال: وقال أبو عمرو: وكذلك هو في حفظي، وأصبت في كتابي بالتشديد ولكن الله قتلهم ولكن الله رمى وروايتهما هذه تشهد بصحة ما رواه التغلبي والأخفش عن ابن ذكوان، فرواية التغلبي هي المنصوصة في كتابه، ورواية الأخفش هي التي في حفظه وكثيرا ما يأخذ الأخفش بما في حفظه ويترك «2» ما في كتابه. وروى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر هاهنا بالتشديد والنصب، وفي الأنفال بالتخفيف والرفع. وروى ابن أنس وابن أبي حسان والباغندي عن هشام بإسناده عن [ابن] عامر «3» ولكن الله قتلهم بالرفع، ولم يذكروا غيره «4». وقرأ حمزة والكسائي ولكن الناس أنفسهم في يونس [44] بكسر النون ورفع السين «5». وقرأ نافع وابن عامر ولكن البرّ [177 و 189] في الموضعين في هذه السورة كذلك أيضا بكسر النون ورفع «البرّ». وقرأ الباقون بفتح النون وتشديدها ونصب الأسماء [176/ م] بعدها في الجميع «6». حرف: قرأ ابن عامر ما ننسخ من آية [106] بضم النون الأولى وكسر السين.
حرف:
وقرأ الباقون بفتح النون والسين. وكذا روى الداجوني «1» عن أصحابه عن هشام «2»، وذلك خلاف لما روت الجماعة عن ابن عامر. حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو أو ننسأها «3» [106] بفتح النون والسين وهمزة ساكنة بين السين والهاء. وقرأ الباقون بضمّ النون وكسر السين من غير همز «4». حرف: وكلهم قرأ كما سئل موسى [108] بتحقيق الهمزة وصلا ووقفا ما خلا حمزة، فإنه يسهّلها «5» في الوقف على ما بيّناه في باب الهمزة «6». أنا ابن غلبون قال أنا عبد الله بن محمد، قال: نا «7» أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر كما سئل مهموز- يعني إشباع- وكذلك روى ابن عبّاد «8» وابن بكر «9» عن هشام. وقال الوليد عن يحيى: بضمّ السين بغير إشباع. قال أبو عمرو: ونعني بغير إشباع أي: بغير تحقيق يريدان [الهمز] «10» مسهلا، والله أعلم «11».
حرف:
ومما يدلّ على أن ذلك أراد هشام والوليد ما حدّثناه أحمد بن عمر الجيزي «1» في الإجازة، قال: نا «2» أحمد بن سليمان «3»، قال: نا محمد بن محمد الواسطي، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر وإذا الموءودة سئلت [التكوير: 8] بضم السين من غير همز. نا «4» طاهر قال: ثنا «5» أبو محمد بن المفسّر، قال: نا ابن أنس، قال: نا «6» هشام عن أصحابه عن ابن عامر سئلت خفيف لم يذكر غير ذلك، وأحسبه يريد التسهيل «7». حرف: قرأ ابن عامر قالوا اتخذ الله [116] بغير واو قبل القاف، وكذا في مصاحف أهل الشام خاصّة. وقرأ الباقون وقالوا بالواو «8»، وكذلك في مصاحفهم «9» والموضع الذي في يونس بغير واو إجماع من القرّاء، واتفاق من المصاحف.
حرف:
حرف: قرأ ابن عامر كن فيكون [117] هاهنا وفي آل عمران [47، 48] فيكون ويعلمه وهو الأول، وفي النحل [40، 41] فيكون والذين هاجروا وفي مريم [35، 36] فيكون وإن الله ربي وفي يس [82، 83] فيكون فسبحان الذي وفي غافر [68، 69] فيكون ألم تر بنصب النون في الستة، وتابعه الكسائي على النصب في النحل ويس فقط «1»، وقد روى الحلواني عن هشام في موضع آخر من كتابه مثل ذلك، وهو غلط. وقرأ الباقون برفع النون في الستة، وأجمعوا على رفع النون في الحرفين الأخيرين من آل عمران «2» وفي الحرف الذي في المائدة «3» والذي في الأنعام «4»، ونا أبو الحسن شيخنا [124/ ت]، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر أنه نصب النون في الستة المواضع، قال هشام: كان أيوب القارئ «5» يقول: فيكون طيرا [آل عمران: 29]- يعني بالنصب- ثم صار يقول: فيكون بالرفع. حرف: قرأ نافع ولا تسأل عن أصحاب [119] بجزم اللام على النهي. وقرأ الباقون برفع اللام على الخبر «6».
حرف:
حرف: قرأ ابن عامر في رواية ابن أنس وابن المعلى وابن موسى الصّوري «1» عن ابن ذكوان، وفي رواية الحلواني عن هشام إبراهام بفتح الهاء وألف بعدها في ثلاثة وثلاثين موضعا، وما عداها وجملته ستة وثلاثون موضعا بكسر الهاء وياء بعدها، والتي بالألف جميع ما في هذه السورة من ذكر إبراهيم، وجملته خمسة عشرة موضعا، في النساء ثلاثة مواضع، وهي الأخيرة ملّة إبراهيم حنيفا [125] واتخذ الله إبراهيم خليلا [125] وأوحينا إلى إبراهام [163]، وفي الأنعام موضع واحد [161] وهو الأخير ملّة إبراهيم حنيفا، وفي التوبة موضعان، وهما الأخيران وما كان استغفار إبراهام [114] وإن إبراهام لأوّاه [114]. وفي إبراهيم موضع [35] وإذ «2» قال إبراهام وفي النحل موضعان إن إبراهام كان أمة [120] وملّة إبراهام حنيفا [123]، وفي مريم ثلاثة مواضع في الكتاب إبراهام [41] وعن آلهتي يا إبراهم [46] ومن ذرية إبراهام [58]، وفي العنكبوت موضع وهو الأخير [31] ولما جاءت رسلنا إبراهام، وفي الشورى موضع [13] وما وصّينا به إبراهام، وفي الذاريات موضع [24] حديث ضيف إبراهام، وفي والنجم موضع [37] وإبراهام الذي، وفي الحديد موضع [26] نوحا وإبراهام، وفي الممتحنة موضع وهو الأول [4] أسوة حسنة في إبراهام «3».
وقال ابن أنس وابن المعلى: نا ابن ذكوان، قال: قرأت على أيوب بن تميم عن يحيى ابن الحارث مواضع إبراهيم ومواضع إبراهام، قال ابن ذكوان: حدّثنا أبو مسهر «1» عن صدقة بن خالد «2» عن يحيى بن الحارث في البقرة إبراهام آل عمران إبراهيم كلها بالياء، النساء كلها إبراهام بغير ياء إلا حرفا واحدا فقد آتينا آل إبراهيم [النساء: 54] فإن هذا بياء، الأنعام كلها بياء إلا حرفا واحدا ملّة إبراهيم [الأنعام: 161] بغير ياء، براءة كلها إبراهام إلا حرفا واحدا وقوم إبراهيم [70] هذا بياء مفردة. هود ويوسف جميعا: إبراهيم بياء. سورة إبراهيم [35] وإذ قال إبراهام، الحجر كلها بياء، النحل كلها بغير ياء إبراهام، مريم كلها «3» بغير ياء، الأنبياء كلها «إبراهام»، الحج كلها بياء، الشعراء كلها بياء، العنكبوت في خاتمة الثلاثين ولمّا جاءت رسلنا إبراهام [31] بغير ياء [177/ م] وسائرها إبراهيم، الأحزاب كلها «إبراهيم» بياء، والصافات كلها بياء، عسق «إبراهام» بغير ياء، الزخرف [26] إبراهيم بالياء، المفصل كلها إبراهام- يعني: إلا قول إبراهيم [الممتحنة: 4]- فإنه بياء، وفي سبّح صحف إبراهيم [19] بياء. قال ابن ذكوان: بهذا يقرأ، وقال ابن خرزاذ «4» والتغلبي ومحمد بن إسماعيل الترمذي «5» عن ابن ذكوان جميع ما في سورة البقرة دون غيرها إبراهام بغير ياء وطلب الألف. وقال الأخفش عنه كذلك إلا أنه قال: بالألف بعد الهاء، وقال: هي لغة أهل الشام خاصّة ويؤخذ به. وأخبرنا الخاقاني عن أبي بكر محمد بن أشتة أنه قرأ على أبي بكر النقّاش عن
الأخفش عن ابن ذكوان الثلاثة والثلاثين موضعا التي نصّ عليها ابن ذكوان في كتابه بفتح الهاء وألف بعدها. وقال عنه عن الأخفش: أنه كان يروي ذلك رواية، ويأخذ مثل العامّة. وذكر النقّاش في كتابه أنه قرأ على الأخفش جميع ما في القرآن بالياء، وبذلك أقرأني أبو القاسم الفارسي عنه عن الأخفش، وبه قرأت على أبي الفتح عن قراءته في جميع الطرق عن الأخفش، وقرأت على أبي الحسن بن غلبون من طريق ابن الأخرم عن الأخفش جميع ما في البقرة بالوجهين: بالألف وبالياء، وبما رواه ابن أنس وابن المعلى وابن موسى عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام كان أبو بكر الداجوني يأخذ [125/ ت] في الروايتين رواية ابن ذكوان وهشام. وقال الحلواني في «مجرّده» «1» عن هشام في والنجم [37]: وإبراهيم الذي وفّى بالياء وقال في «جامعه» «2» عنه: بالألف، وهو الصحيح. والذي ذكره ابن ذكوان في كتابه من أن ستة وثلاثين موضعا هي التي يقرؤها ابن عامر إبراهام بغير ياء، وأن ثلاثة وثلاثين موضعا يقرؤها إبراهيم بالياء «3» غلط من الرواة عنه إذ في تفصيله الجملتين هناك خلاف لما ذكروه. وروى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر في البقرة: وإذ يرفع إبراهيم [127] ووصّى بها إبراهيم «4» [132] قال إبراهام فإن الله [258]، وفي النساء الثلاثة الأحرف الأخيرة، وفي الأنعام [161] ملّة إبراهام، وفي إبراهيم [35] وإذ قال إبراهام، وفي النحل إبراهام، وملّة إبراهام [123] وفي مريم [41] في الكتاب إبراهيم «5»، وفي العنكبوت [31] رسلنا إبراهام، وفي عسق [13] وما وصّينا به إبراهام، وفي والذاريات [24] حديث ضيف إبراهام «6» ، قال: المفصل كلها إبراهام إلا حرفين إلا قول إبراهيم [الممتحنة: 4] وفي صحف إبراهيم [الأعلى: 19] فذلك سبعة عشر حرفا نصّ عليها. كذا قال في أول الباب ثم
حرف:
قال في آخره: كان يقرأ القرآن كله إبراهام إلا في موضعين في الممتحنة [4] إلا قول إبراهيم وفي سبّح [19] صحف إبراهيم فاضطرب قوله عنه «1» في ذلك، وقوله: المفصل أولى بالصحة من قوله: المجمل. وروى الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر إبراهام بنيه [132] لم يذكر غيره، وروى الوليد بن عتبة عن أيوب عن يحيى عنه: إبراهيم بالياء في جميع القرآن، وبذلك «2» قرأ الباقون. حدّثنا خلف بن أحمد «3»، قال: نا أحمد بن محمد «4»، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: نا القاسم بن سلام، قال: نا أبو مسهر الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي «5» عن زيد ابن ملك «6»، قال: هو إبراهام وإبراهيم مثل يعقوب وإسرائيل، قال القاسم: وتتبّعت اسمه في المصاحف فوجدته كتب في البقرة خاصّة إبراهم «7» بغير ياء «8». قال أبو عمرو: ولم يكتبوه فيها كذلك إلا على مراد الألف دون الياء؛ لأن الياء لا تحذف من الكتابة في نحو ذلك، والألف قد تحذف منها كثيرا في نحو: إسمعيل وإسحاق وشبههما من الأسماء الأعجمية المستعملة تخفيفا «9» واختصارا. حرف: قرأ نافع وابن عامر واتخذوا من مقام إبراهيم [125] بفتح الخاء على الخبر. وقرأ الباقون بكسرها على الأمر «10».
حرف:
حرف: قرأ ابن عامر فأمتعه قليلا [126] بإسكان الميم وتخفيف التاء. وقرأ الباقون بفتح الميم وتشديد التاء «1». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو في رواية شجاع؛ وفي رواية السّوسي عن اليزيدي من قراءتي وأرنا مناسكنا [128] وأرني كيف تحيي الموتى [260] وفي النساء [153] أرنا الله جهرة وفي الأعراف [143] أرني أنظر إليك وفي فصّلت [29] أرنا اللذين بإسكان الراء في الخمسة «2»، وتابعهما على الإسكان في فصّلت خاصّة ابن عامر وعاصم في رواية المفضل وحماد وأبي بكر فيما حكاه عامّة أصحابه عنه ما خلا حسين بن علي وابن أبي أمية وهارون بن حاتم، فإنهم رووا ذلك عنه إسكان الراء ما خلا ضرار بن صرد «3» ومحمد بن المنذر، فإنهما رويا عنه كسر الراء والعمل على الإسكان «4»، وبذلك قرأت لأبي بكر من جميع الطرق، وقال لي أبو الفتح عن قراءته على أبي الحسن المقرئ «5» وأبي طاهر في رواية هشام عن ابن عامر بكسر الراء وعن «6» قراءته على عبد الله بإسكان الراء، وهو الصحيح؛ لأن هشاما قد نصّ عليه في كتابه. فحدّثنا ابن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر في حم السجدة ربّنا أرنا [178/ م] جزم، وكذلك رواه عنه الباغندي وغيره، وبذلك آخذ.
واختلف عن أصحاب اليزيدي عنه عن أبي عمرو في جميع الباب، فروى عنه أبو عبد الرحمن وإسماعيل «1» وإبراهيم «2» [126/ ت] من رواية العبّاس «3» عنه وأبو جعفر اليزيدي «4» وأبو حمدون وأبو خلاد وأبو عمر وأبو شعيب وابن شجاع أن أبا عمرو كان يشمّ الراء شيئا من الكسر، وروى عنه ابن سعدان وابن جبير وابن واصل «5» بجزم الراء، وبذلك قرأت في رواية السّوسي وحده عن اليزيدي من طريق أبي عمران وغيره، وحدّثني عبد الله بن محمد، قال: نا عبيد الله بن أحمد عن أحمد بن عثمان عن أبي عيسى الزينبي «6» عن جعفر غلام سجادة «7» عن اليزيدي عن أبي عمرو وأرنا بالجزم، وكذلك روى أبو عبيد عن اليزيدي عنه في كتاب المعاني «8»، وقرأت في رواية عبد الوارث «9» باختلاس كسرة الراء إلا في الحرف الأول من البقرة
حرف:
والحرف الذي في فصّلت، فإني قرأتهما بإسكان الراء، وقرأت في رواية الدوري والموصلي وأبو أيوب الخياط عنه بالاختلاس «1» حيث وقع. وقرأ الباقون بإشباع كسرة الراء في جميع القرآن. حرف: قرأ نافع وابن عامر وأوصى بها إبراهيم [132] بألف مهموزة بين الواوين «2» مع تخفيف الصاد «3»، وكذلك روى موسى بن هارون الطوسي «4» «5» عن عمرو بن الصباح عن [حفص] «6» عن عاصم لم يروه غيره، وكذلك «7» في مصاحف أهل المدينة والشام. وقرأ الباقون بغير ألف مع تشديد الصاد، وكذا في مصاحفهم «8». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي أم تقولون إن إبراهيم [140] بالتاء. وقرأ الباقون بالياء «9»، وكذلك حكى الخزّاز أحمد بن علي «10» في كتابه عن هبيرة من طريق الخزاز ومن طريق حسنون «11» عنه، وبذلك آخذ.
حرف:
حرف: قرأ الحرميان وابن عامر وحفص لرءوف رحيم [143] ورءوف بالعباد [البقرة: 207] حيث وقع بواو بعد الهمزة. وقرأ الباقون بغير واو. وحكى لي أبو الفتح عن قراءته في رواية الكسائي عن أبي بكر عن عبد الله بن الحسين عن أصحابه عنه كنافع، واختلف قول ابن مجاهد في ذلك «1»، فقال: أنا محمد بن علي عنه عن أصحابه عن الكسائي عن أبي بكر أنه تابع نافعا، وقال في مكان آخر إنه قصر، وهذا أصحّ قوليه «2». وبذلك قرأت في رواية الكسائي عن أبي بكر من طريق الدوري وابن جبير، وبه آخذ «3». وقد روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم رؤوف «4» يهمزها ويمدّها على مثال رعوف، فخالف سائر أصحابه. حرف: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وما الله بغافل عمّا يعملون «5» [144] بعده ولئن أتيت [145] بالتاء، والباقون بالياء، وكذلك روى ابن شنبوذ عن أصحابه عن أبي موسى عن الكسائي «6». حرف: قرأ ابن عامر مولاها [158] بفتح اللام وألف بعدها على معنى مصروف إليها. وقرأ الباقون بكسر اللام وياء بعدها «7» على معنى هو مستقبلها «8». حرف: قرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني ليلّا [البقرة:
حرف:
150] هاهنا وفي النساء [165] والحديد [29] بياء مفتوحة بعد اللام بدلا من الهمزة. وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة بعد اللام، وكذلك روى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش «1». حرف: قرأ أبو عمرو وما الله بغافل عمّا تعملون «2» [149] بعده ومن حيث [150] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء «3»، وأمال الكسائي في رواية نصير وقتيبة فتحة النون والألف بعدها من قوله إنا لله [156] خاصة «4» وقد ذكرنا ذلك في باب الإمالة «5». حرف: قرأ حمزة والكسائي ومن يطّوّع خيرا فإن الله [158] [فمن] «6» يطّوّع خيرا فهو خير له [184] بالياء وتشديد الطاء وجزم العين على الاستقبال في الموضعين. وقرأ الباقون بالتاء وتخفيف الطاء وفتح العين فيهما على المضي «7». وروى ابن واصل وابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون [159] بسكون النون وقد ذكر «8». حرف: قرأ حمزة والكسائي وتصريف الريح [164] هاهنا وفي الجاثية [5] وتذروه الريح في الكهف [45] بالتوحيد من غير ألف في الثلاثة. وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي [127/ ت] في الأعراف [57] وهو الذي يرسل الريح وفي النمل [63] ومن يرسل الريح وفي الروم [48] الله الذي
حرف:
يرسل الريح وفي فاطر [9] والله الذي أرسل الريح بالتوحيد أيضا من غير ألف في الأربعة. وقرأ حمزة في الحجر [22] وأرسلنا الريح لواقح بالتوحيد، وقرأ ابن كثير في الفرقان [48] وهو الذي أرسل الريح بالتوحيد أيضا. وقرأ الباقون التسعة المواضع بالألف على الجمع. وقرأ نافع في إبراهيم [18] اشتدت به الرياح وفي الشورى [33] إن يشأ يسكن الرياح بالألف على الجمع في الموضعين، وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد فيهما، وكلهم قرأ الموضع الأول من الروم [46] وهو قوله: الرياح مبشّرات على الجمع لأجل مبشّرات «1». حرف: قرأ نافع وابن عامر ولو ترى الذين ظلموا [179/ م] بالتاء، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم، وقرأ الباقون بالياء «2». حرف: قرأ ابن عامر إذ يرون [165] بضم الياء، وقرأ الباقون بفتحها، وكذلك حكى أبو طاهر عن أبي عبيد أنه روى عن هشام بإسناده عن ابن عامر، ولم أجد ذلك في كتاب أبي عبيد، والرواة مجمعون عن هشام على ضمّ الياء «3». حرف: وكلهم قرأ أن القوة لله [165] بفتح الهمزتين «4» إلا ما رواه إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم أنه كسرهما. لم يروه عنه غيره «5». حرف: قرأ ابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم من غير رواية أبي عمارة عنه خطوات الشيطان في الموضعين [البقرة: 168 و 208] في هذه السورة، وفي الأنعام [142] والنور [21] بضمّ الطاء. واختلف عن ابن كثير، فروى ابن مجاهد وأحمد بن بويان عن قنبل والخزاعي عن البزّي وابن فليح ومحمد بن هارون «6»
واللهبي «1» عن البزّي ومحمد بن عمران «2» عن ابن فليح بضم الطاء. وروى أبو ربيعة عن قنبل والبزّي والخزاعي عن الهاشمي «3» عن القوّاس والحسن بن الحباب عن البزي من قراءتي بإسكان الطاء. وكذلك روى غير ابن مجاهد وابن بويان والزينبي وابن الصباح وابن شنبوذ وغيرهم عن قنبل، وكذلك نا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن فليح، وبالضم قرأت في روايته، وهو الصحيح. وحدّثنا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن مخلد عن البزّي خطوات مبينة بغير همز مشدودة الواو، وهذه الترجمة غلط إلا أن يريد تشديد الواو وتحريكها مجازا، أو يريد مشدد الطاء أي مضمومة، فذكر الواو «4». واختلف أيضا في ذلك عن اليزيدي عن أبي عمرو، فروت الجماعة عنه إسكان الطاء ما خلا ابن سعدان، فإنه حكى عنه أنه قرأها بالتثقيل والتخفيف، والعمل على قول مخالفيه «5». واختلف أيضا عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه البرجمي بضم الطاء، وكذلك روى محمد بن خلف التيمي عن الأعشى عن أبي بكر، وروى سائر الرواة عن أبي بكر والشموني وابن غالب «6» وغيرهما عن الأعشى إسكان الطاء «7»، وكذلك روى أبو
حرف:
عمر الدوري عن أبي عمارة عن حفص، وخالفه عمرو وعبيد وهبيرة والقوّاس وابن شاهي، وعلى روايتهم العمل «1». وقرأ الباقون بإسكان الطاء. حرف: قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة بكسر النون من فمن اضطر [البقرة: 173] وأن احكم [المائدة: 49] وأن اعبدوا [النمل: 45] وأن اقتلوا [النساء: 66] وأن اشكر «2» [لقمان: 14] ولكن انظر [الأعراف: 143] وشبهه، والدال من ولقد استهزىء [الأنعام: 10] والتاء من وقالت اخرج [يوسف: 31] والتنوين في نحو قوله: فتيلا انظر [النساء: 49، 50] ومتشابه انظروا [الأنعام: 99] ومبين اقتلوا [يوسف: 9] وعيون ادخلوها [الحجر: 45، 46] وما أشبهه حيث وقع، وذلك إذا ابتدئت «3» الألف بالضم وكانت الضمة التي بعد الساكن الثاني لازمة لا غير، وانفرد عاصم وحمزة دون أبي عمرو بكسر اللام من قوله: قل انظروا [يونس: 101] وقل ادعوا [الإسراء: 56] حيث وقعا، والواو من قوله: أو اخرجوا [النساء: 66] أو ادعوا الرحمن [الإسراء: 110] أو انقص [المزمل: 3] واختلف [128/ ت] عن ابن كثير وابن عامر في التنوين خاصة، فأما ابن كثير فروى الخزاعي عن البزّي وابن فليح ومحمد بن هارون عن البزّي وابن شنبوذ عن قنبل عن ابن كثير أنه كسر التنوين حيث وقع إلا في أربعة مواضع: النساء فتيلا انظر وفي «4» سبحان محظورا انظر [الإسراء: 20، 21] ومسحورا انظر [الإسراء: 47، 48] وفي الفرقان [8، 9] مسحورا انظر «5» فإنه ضمّ التنوين فيها. وتقريب ما رووه في هذا الباب أن التنوين إذا كانت الحركة التي تتبعها كسرا فهو مكسور اتباعا لها، وإذا كان فتحا فهو مضموم. وروى سائر الرّواة عن البزّي وقنبل ضمّ التنوين في جميع القرآن. وكذلك روى الزينبي عن رجاله. وأما ابن عامر فروى
المعلى وابن خرزاذ والتغلبي والترمذي وأحمد بن أنس عن ابن ذكوان بإسناده عنه أنه «1» كسر التنوين في جميع القرآن إلا في موضعين: وهما في الأعراف [49] برحمة ادخلوا الجنة وفي إبراهيم [26] خبيثة اجتثت فإنه ضمّه فيهما. وكذلك روى ابن شنبوذ عن الأخفش عنه، وبذلك قرأت في رواية الأخفش من طريق ابن الأخرم، وزاد ابن المعلى وابن أنس عنه حرفا ثالثا وهو قوله في الأنعام [99] وغير متشابه انظروا فروياه عنه بضمّ التنوين أيضا. وقال الأخفش عنه في الباب كله بالكسر، ونصّ على الموضعين المذكورين بالكسر أيضا. وكذلك روى عنه الحسن بن حبيب «2» وعلي بن الحسين بن السفر «3» وغيرهما. وكذلك حكى أحمد بن نصر «4» أنه قرأ على ابن الأخرم عن الأخفش، قال: وعليه أهل دمشق من أصحاب الأخفش، وبذلك قرأت أنا من طريق النقّاش وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق «5» وابن مرشد «6» وأبي طاهر البعلبكي «7» وأبي عمران «8» وابن
أبي حمزة «1» وابن أبي داود «2» عنه عن ابن ذكوان، وروى سلامة بن هارون «3» عن ابن ذكوان أنه كسر التنوين في أربعة مواضع لا غير [180/ م] في النساء [49، 50] فتيلا انظر وفي الفرقان [8] مسحورا انظر وضمّه فيما عدا ذلك. وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان، وزاد حرفين في ص [41، 42] وعذاب اركض ومنيب ادخلوها [ق: 33، 34] «4» وروى ابن شنبوذ عن قراءته على أحمد بن نصر بن شاكر «5» عن الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر أنه كسر التنوين في ثلاثة مواضع: في الأنعام [99] وغير متشابه انظروا وفي ص [41، 42] وعذاب اركض وفي ق [33، 34] منيب ادخلوها وضمه فيما عداها. وروى هشام والوليد وابن بكار بإسنادهم عن ابن عامر ضمّ التنوين في جميع القرآن. وقرأ الباقون بضمّ جميع الباب من التنوين وغيره. وقال أبو عبد الرحمن وإبراهيم ابنا اليزيدي عن أبيهما عن أبي عمرو خبيثة اجتثّت [إبراهيم: 46] ومنيب ادخلوها [ق: 33، 34] الهاء والتنوين مكسوران، ويشمّ الألف رفعا. وأخطآ؛ لأن الألف في حال الوصل الذي فيه يوجد التنوين معدومة، فكيف يشمّ الرفع؟
قال أبو عمرو: وإذا كانت الضمة الواقعة بعد الساكن الثاني الأول؛ لأن تلك الحركة التي تضمّ من أجلها في نحو ما تقدم في مذهب من رأى ذلك غير لازمة هاهنا؛ لأن التي تجتلب ليست بأصل للحرف المحوّل بها؛ إذ كان أصله الكسر، والتي تتبع ما قبلها من الحركات قد تتغيّر، فيتغيّر «1» ما يتبعه، والتي للإعراب قد تنتقل بانتقال العامل الجالب لها؛ لذلك لم يعتد «2» بها في ضمّ الساكن «3» في حال الوصل، ولا يبنى «4» الابتداء بهمزة الوصل في ذلك عليها أيضا وكسرا في الحالين. فأما المجتلبة فنحو قوله: أن اتقوا الله [النساء: 131] وأن امشوا [ص: 6] لا غير، وأمّا التابعة ففي قوله: إن امرؤ هلك [النساء: 176] لا غير، وأما التي للإعراب ففي قوله: عزير ابن الله [التوبة: 30] على قراءة [129/ ت] من نوّن، وفي قوله تعالى: بغلام اسمه [مريم: 7] لا غير. وحدثنا «5» عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، قال: نا عبد الواحد بن أبي هاشم، قال: نا عيّاش بن محمد، قال: نا أبو عمر عن الكسائي إن امرؤ برفع النون، وغلط عيّاش، فحدّثنا عبد الرحمن بن محمد المعدّل «6»، قال: نا عبد الله بن أحمد الدمشقي «7»، قال: نا جعفر بن محمد «8»، قال: نا أبو عمر عن الكسائي إن امرؤ لا ترفع النون، وهذا هو الصواب، والذي لا يجوز غيره، وأحسب عيّاشا سقط عليه «لا». وروى الأصبهاني عن ورش والشموني عن الأعشى عن أبي بكر بأن الله
حرف:
[176] وبأنهم [الأعراف: 136] بإبدال الهمزة ياء مفتوحة وقد ذكر قبل «1». حرف: قرأ حمزة وحفص عن عاصم ليس البر [177] بنصب الراء. وقرأ الباقون برفعها «2»، وقال هبيرة عن حفص: إنه كان يقرأ ذلك بالرفع والنصب «3»، وبالنصب قرأت في روايته، وبه آخذ. ولا خلاف في الرفع في الحرف الثاني، وهو قوله: وليس البرّ بأن تأتوا [189] لأجل الباء التي في بأن. حرف: قرأ نافع وابن عامر ولكن البرّ في الموضعين [البقرة: 177 و 189] بتخفيف النون وكسرها، ورفع البرّ. وقرأ الباقون بتشديد النون ونصب البرّ «4». وقد ذكر قبل «5». حرف «6»: وروى الشموني من غير رواية النقار «7» عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه أمال الكتاب [2] والحساب [202] والعذاب [49] بأيّ إعراب كنّ. وروى قتيبة «8» عن الكسائي أنه أمال الكتاب والحساب في موضع الجرّ خاصّة، وفتح العذاب «9». وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون عن نافع: التاء
حرف:
من الكتاب مفتوحة وسطا من ذلك، وهو قياس «1» قول داود وصاحبيه عن ورش. وقال الأصبهاني عنه في الكتاب بالتفخيم. وقال المروزي عن حفص عن عاصم الكتاب والحساب بغير إمالة. وبذلك قرأ الباقون. حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة والكسائي من موص [182] بفتح الواو وتشديد الصاد. وقرأ الباقون والمفضل وحفص عن عاصم بإسكان الواو وتخفيف الصّاد «2». ونا عبد العزيز بن جعفر المقري، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن عبد الرحمن الهمداني «3»، قال: نا نجيح بن إبراهيم «4»، قال: نا حمّاد بن سفيان «5»، قال: نا عبد الرحمن بن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ من موص مخففة، وقد خالف حمّاد عن أبي حمّاد الحسن بن جامع «6»، فروى عنه عن أبي بكر مثل الجماعة «7». وقد ذكرت فمن تطوّع خيرا [184] قبل «8». حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان فدية طعام [184] مضافا بغير تنوين مساكين على الجمع، وقرأ ابن عامر في رواية هشام من طريق الحلواني وابن عباد وغيره فدية بالتنوين طعام بالرفع مساكين بالجمع. وقرأ الباقون بالتنوين والرفع مسكين على التوحيد. وكذلك حكى لي فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الباقي عن أصحابه عن هشام، والعمل في روايته على
حرف:
الأول «1». وكذلك روته الجماعة عنه. على أن ابن مجاهد وأبا طاهر قد أغفلا ذكر هشام في ذلك «2»، ولم يذكرا عن ابن عامر خلافا في الإضافة. حرف: وكلهم قرأ شهر رمضان [185] بالرفع إلا ما حدّثناه الفارسي، قال: [181/ م] نا أبو طاهر، قال: نا ابن فرح عن أبي عمر عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم أنه قرأ شهر رمضان بالنصب، وخالفه سائر أصحاب حفص، فرووه عنه بالرفع «3». حرف: قرأ ابن كثير وقرآن الفجر [الإسراء: 78] وقرآنا فرقناه [الإسراء: 106] وفاتّبع قرآنه [القيامة: 18] وما أشبهه إذا كان [130/ ت] اسما بألف ولام وبغيرهما أو كان مصدرا بفتح الراء من غير همز في جميع القرآن. وكذا روى قاسم بن عبد الوارث «4» عن أبي عمر عن اليزيدي في ذلك «5»، [فرووه بالهمز. وبذلك قرأ الباقون] «6» وحمزة إذا وقف [مثل] «7» ابن كثير «8». حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحماد ولتكمّلوا العدّة [البقرة: 185] بفتح الكاف وتشديد الميم، هذا قول الجماعة عن أبي بكر ما خلا عبيد بن نعيم، فإنه روى عنه بإسكان الكاف «9». وروى اليزيديون «10» كلهم وأبو حمدون وأبو خلاد
وأبو شعيب وابن شجاع عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأها بالتخفيف، قالوا: وكان يثقلها ثم رجع إلى التخفيف. وروى ابن سعدان عنه ولتكملوا خفيفة، قال «1»: وكان أبو عمرو «2» ربما ثقّلها. وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل وحفص بإسكان الكاف وتخفيف الميم. حرف «3»: قرأ أبو عمرو ونافع في رواية ورش وإسماعيل في حكاية الدوري والهاشمي عنه، وعاصم في رواية حفص من طريق عمرو وعبيد، وفي رواية البرجمي عن أبي بكر عنه وابن عامر في رواية الوليد بن مسلم عن يحيى عنه بضمّ الباء من البيوت [189] وبيوت [النور: 36] والعين في «4» العيون [يس: 34] وعيون [الحجر: 45] والغين من الغيوب [المائدة: 109] والجيم من قوله: جيوبهنّ [النور: 31] والشين من قوله: شيوخا [غافر: 67]، وقرأ نافع في رواية قالون والمسيّبي من طريق ابنه وابن سعدان، وفي رواية أبي عبيد عن إسماعيل عنه، وابن عامر في رواية هشام بكسر الباء من البيوت [189] وبيوت [النور:
36] وضمّ ما بقي، وروى ابن جبير عن المسيّبي، عن الكسائي عن إسماعيل عنه «1» أنه يشير إلى كسر الحرف الأول منها ويضمّ الثاني، وروى أصحاب ابن جبير عنه- أداء- عن رجاله عن نافع بكسر أوّل ذلك كله كسرا محضا. وروى ابن شنبوذ عن أحمد بن صالح عن المسيّبي عنه أنه كسر أول ذلك كله. وكذلك روى أبو بكر بن أبي أويس «2» عن نافع. وروى هبيرة عن حفص عن عاصم أنه كسر الشين من شيوخا [غافر: 67] خاصة وضمّ ما بقي. وروى المفضل وحماد وأبو بكر في غير رواية الأعشى والبرجمي عنه أنه ضمّ الجيم من جيوبهن [النور: 31] خاصة وكسر الباقي. واختلف عن الأعشى عن أبي بكر، فروى الشموني عنه أنه ضمّ الغين من الغيوب في جميع القرآن وكسر الباقي. وروى ابن غالب عنه أنه «3» كسر أول الباب كله. وروى التيمي عنه وعن ضرار عن يحيى عن أبي بكر أنه يكسر الباء من البيوت وبيوتا [الأعراف: 74] وكذلك «4» العيون والشيوخ. وقال عن الأعشى وحده جيوبهن بكسر الجيم ورفع الياء، وقال عن ضرار عن يحيى برفع الجيم والياء. وروى الحيري عن الشموني بيوتا بضم الباء، وروى عبد الحميد بن صالح ومحمد بن إبراهيم «5» عن الأعشى بيوت وعيون وغيوب وجيوبهن بضم أول ذلك كله. واختلف تراجم أصحاب أبي بكر عنه في الباب، فروى أبو عبيد عن الكسائي عنه عن عاصم أنه يشمّ الضم في أوائلهنّ إشماما من غير مبالغة فيه، وروى أبو هشام عن يحيى عن أبي بكر الغيوب يكسر الغين ثم يضمّ. وكذلك شيوخا [غافر: 51] وبيوتا [الأعراف: 74] ويرفع الجيم في جيوبهن [النور: 31] وحدها، وروى
خلف عن يحيى عنه أنه يكسر أول البيوت [البقرة: 189] والشيوخ والغيوب [المائدة: 109] والجيوب ولا يخفّفه ولا يشمّه الضمة. قال خلف: قال الكسائي: ما أجود ما وضعها. حدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله، قال: حدّثني أبو بكر بن صدقة «1»، قال: ثنا «2» محمد بن جامع «3»، قال: نا يحيى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ البيوت والشيوخ والعيون يكسر أوائلها، ثم يحذف ثم يبدأ بالكسر ثم يشمّها الضم. فقال يحيى: قال لي الكسائي: ما أجود [131/ ت] ما وضعها. وروى حسين بن الأسود عن يحيى البيوت يكسر الباء كسرة خفيفة يشمّها الضمة، شيوخا يكسر الشين ويشمّ الضمّ فيهنّ كلهنّ، ولا يحقق كسرها ويشمّ الجيم من الجيوب. وروى حجّاج بن حمزة «4» عن يحيى البيوت يكسر الباء كسرة خفيفة، ويشمّها الضمة ولا يحقّقها، العيون يكسر العين يشمّها الضمة، ولا يخفض كسرتها. وروى موسى بن حزام عن يحيى البيوت بكسر الباء والعيون بكسر العين، شيوخا بكسر الشين، وقال في الغيوب يكسر الغين، ويشمّها الضمّة. وروى شعيب عن يحيى أنه كسر الباب «5» كله ما خلا على جيوبهن [النور: 31] فإنه ضم الجيم منه. وكذلك قرأت من طريقه. وروى يحيى الجعفي «6» عن أبي بكر
جيوبهن بكسر الجيم شيوخا مكسور الشين، وعيون مكسور العين. وقال ابن عطارد «1»: سألت أبا بكر كيف قرأ عاصم البيوت [189] [182/ م] والعيون والشيوخ؟ فلم يكسر ولم يرفع رفعا بيّنا، ولكن أشمّ هذه الحروف الرفع، وروى ابن [أبي] أمية عن أبي بكر أنه كسر الباب كله، فوافق ابن غالب عن الأعشى عنه. وروى البرجمي عنه أنه ضمّ الباب كله، وروى إسحاق الأزرق عنه علّام الغيوب [المائدة: 109] برفع الغين لم يذكر غيره. حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني أبو بكر «2»، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن إسحاق المراوحي «3»، قال: أهل الكوفة الذين يقرءون قراءة عاصم في رواية أبي بكر لم يكونوا يقرءون البيوت وأخواتها إلا كما يقرؤها حمزة. وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان والكسائي بضمّ الغين من الغيوب خاصة وكسر ما بقي. وقال هارون بن موسى الأخفش: سمعت الوليد بن عتبة يقول: الغيوب [المائدة: 109] بكسر الغين بجوار الياء. وروى ابن خرزاذ عن ابن ذكوان البيوت بضم الباء والعيون بضم العين في كل القرآن «4» انفرد بذلك عنه. واختلف عن ابن كثير، فروى ابن فليح عن أصحابه عنه أنه كسر الباب كله، وروى أبو ربيعة عن قنبل والبزّي وابن الصبّاح ومحمد بن موسى الزينبي عن قنبل عن ابن كثير أنه ضمّ الغين من الغيوب والجيم من جيوبهن وكسر الباقي، وروى ابن مجاهد وابن شنبوذ وأبو العباس «5» عن عبد الله بن أحمد بن الهيثم البلخي «6» وغيرهم عن قنبل والخزاعي وابن هارون وابن الحباب وغيرهم عن البزّي عنه أنه ضمّ الغين من
الغيوب وحدها، وكسر ما بقي «1». وقرأ حمزة بكسر أول الباب كله. واختلف عن سليم عنه في الجيم من جيوبهنّ فروى أبو عمر عن سليم أنه كسرها كنظائرها، وقال في سورة النور [31]: على جيوبهن قال سليم بين الضم والكسر. وقال خلف وأبو هشام «2» وابن سعدان عن سليم أقوالا يقرب بعضها، فقال خلف: يشمّ الجيم الرفع ويشمّ الكسر ويرفع الياء. وقال ابن واصل عن ابن سعدان عن سليم: يشمّ الجيم الرفع ويشمّ الياء الكسر، ثم يرفع الياء. وقال حيّون المزوق «3» «4» عن الحلواني عن الخشكني «5» «6» وخلّاد عن سليم عن حمزة بكسر الجيم مع سائر الباب. وقال «7» أبو هشام: يرفع الجيم ثم يكسر ثم يرفع الياء. وقال داود عن علي بن كيسة عن سليم: جيوبهن يرفع الجيم فيها. وقال يونس في الاختلاف بين نافع وحمزة عن علي عن سليم في بيوتكم [آل عمران: 49] يضجع الباء في القرآن كله وفي عيون وغيوب وشيوخ، ولم يذكر جيوبهن فدلّ على أنه يرويه عنه بالضم كنافع؛ إذ لو رواه بالكسر لذكره مع نظرائه. نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني أحمد بن [عبيد الله] «8» بن عمار الثقفي «9»، قال: سألت أبا هشام كيف حفظه على سليم عن حمزة على جيوبهن؟
فقال: بلغني أن خلفا إذا «1» حكاها عن سليم يجلز بها «2» وما عليّ منها كلفة. ثم قال: على جيوبهن- يعني بضمّ الجيم وكسر الياء- وقال ابن جبير عن سليم البيوت والعيون والشيوخ والغيوب بكسر الأول والثاني. وقال: جيوبهن [132/ ت] برفع الأول وبكسر الثاني وبرفع الثالث. ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال خلف وأبو هشام عن سليم عن حمزة أنه كان يشمّ الجيم الضمّ، ثم يشير إلى الكسر، ويرفع الياء من جيوبهنّ [النور: 31]. قال ابن مجاهد: وهذا شيء لا يدرى ما هو «3». قال أبو عمرو: وذلك على ما قال لا حقيقة لما ذكراه، ولا لما ذكره ابن سعدان وابن جبير وعامّة أصحاب أبي بكر، وإنما يصحّ في ذلك من أقوالهم الكسر الخالص أو الضمّ الصحيح، وما عدا ذلك فغير معروف ولا مأخوذ به في الأداء، اللهمّ إلا أن ينحى بالضمة في ذلك نحو الكسرة قليلا، وبالكسرة نحو الضمة يسيرا، كما قرأ يحيى بن وثّاب «4» - وحكى عن العرب في ردت وردها «5» - وقرأ غير واحد من أئمة القراءة في «قيل» وبابه. وعلى هذا يصحّ ما حكاه أصحاب أبي بكر وحمزة، ولا يخرج عن مذاهب القراءة ومقاييس العربية. وبلغني عن ابن شنبوذ أنه قال: قال لي أبو جعفر محمد بن إسحاق المراوحي «6» عن عبد الله بن الأشقر «7»، قال: إنما اضطرب هؤلاء في الجيم من جيوبهن عن
حرف:
سليم؛ لأنه كان قد فلج، فكان إذا أراد أن يلفظ بها اضطربت شفتاه في الجيم والياء للفالج والكبر، وقال ابن المنادي: اتصل بنا عن بعض الشيوخ أن خلّادا «1» كان يعيب خلفا بهذا، قال: وكان الضبّي «2» يحكيها عن رجاء «3» عن ابن «4» زربي «5» وترك «6» بنحو رواية خلف. حرف: قرأ حمزة والكسائي ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم [191] الثلاثة بغير ألف على معنى القتل، وقرأ الباقون الثلاثة بالألف على معنى القتال «7». وكلهم قرأ فاقتلوهم بغير ألف إلا ما أنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن سعيد «8»، قال: نا محمد بن أحمد بن نصر «9»، قال: نا ابن جنيد «10»، قال: حدّثنا الأعشى وابن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ
حرف:
[183/ م] فقاتلوهم بالألف، وخالفه عن «1» الأعشى الشموني وابن غالب، وعن ابن أبي حماد ابن جامع، فرووا عنهما عن أبي بكر عنه «2» «3». حرف: وكلهم قرأ أو نسك [196] بضم السين، إلا ما رواه إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة أنه قرأ أو نسك بإسكان السين، وخالفه سائر أصحابه «4» فرووه عنه بضم السين كقراءة الجماعة «5». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو فلا رفث ولا فسوق [197] بالرفع والتنوين فيهما، وقرأهما الباقون بالنصب من غير تنوين «6»، وأجمعوا على النصب من غير تنوين في قوله: ولا جدال في الحج [197] إلا شيئا يروى عن المفضل عن عاصم أنه رفع الأسماء الثلاثة ونوّنها «7»، ولم أقرأ بذلك من طريقه. حرف: قرأ الحرميان والكسائي في هذه السورة ادخلوا «8» في السلم [208] بفتح السين، وقرأ الباقون بكسرها «9» وقرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد في رواية أبي عمر عن حفص في الأنفال وإن جنحوا للسّلم [الأنفال: 61] بكسر السين. وروى أبو الحارث عن أبي عمارة عن حفص بفتح السين. وكذلك روى عمرو وعبيد وهبيرة والقوّاس وابن شاهي والمروزي والزهراني عن حفص، وبذلك قرأ الباقون «10». وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد والمفضل، وفي رواية أبي
حرف:
عمر «1» عن أبي «2» عمارة عن حفص وحمزة في القتال [35] وتدعوا «3» إلى السّلم بكسر السين، وفتحها الباقون. وكذلك روت الجماعة عن حفص «4». وقال أبو الحارث عن أبي عمارة عنه: لا أدري كيف قرأ التي في سورة محمد. وقد ذكرت الإمالة والوقف في مرضات الله «5» [207] فيما تقدم فأغنى عن إعادته «6». حرف: وكلهم قرأ في ظلل من الغمام [210] بضمّ الظاء من غير ألف هنا، وفي الموضعين في الزّمر [16] ظلل من النار ومن تحتهم ظلل إلا ما رواه هارون ابن حاتم عن أبي بكر «7» عن عاصم أنه قرأ الثلاثة بكسر الظاء وألف بعد اللام كالتي في يس، ولم يرو ذلك غيره «8». حرف: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ترجع الأمور [210] بفتح التاء وكسر الجيم حيث وقع. وكذلك [133/ ت] روى روح بن الفرج «9» عن يحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم «10». وقرأ الباقون بضمّ التاء وفتح الجيم. وكذلك روى ابن رشدين «11» عن يحيى الجعفي عن أبي بكر.
حرف:
حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية الوليد حتى يقول الرسول [214] برفع اللام. وقرأ الباقون بنصبها «1». وروى [سعيد] «2» بن عبد الرحيم «3» عن أبي بكر عن الكسائي أنه قال: لئن عشت إلى قابل «4» (لأقرأنّ حتى يقول يعني بالرفع. ونا محمد بن علي، قال) «5»: ثنا «6» أحمد بن موسى «7»، قال: نا محمد بن الجهم «8» عن الفرّاء «9»، قال: كان الكسائي يقرؤها دهرا رفعا ثم رجع فنصب «10». حرف: قرأ حمزة والكسائي إثم كثير [219] بالثاء. وقرأ الباقون بالباء. وأجمعوا على الباء في قوله: وإثمهما أكبر من نفعهما [219]. حرف: وكلهم قرأ لأعنتكم [220] بهمزة محققة بعد اللام إلا ما رواه أبو ربيعة عن قنبل والبزّي واللهبي وابن مخلد عن البزّي عن ابن كثير أنه يسهّل «11» الهمزة. قال أبو ربيعة: غير مهموزة، وقال ابن مخلد: لا يهمز بعد اللام، وكذلك نصّ عليه البزّي في كتابه الذي روته الجماعة عنه، وبذلك قرأت في رواية البزّي من طريق أبي ربيعة وحده، وقرأت من طريق غيره عنه بتحقيق الهمزة، وبذلك قرأت في رواية
حرف:
قنبل وابن فليح «1». حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد وحمزة والكسائي حتى يطهرن [222] بتشديد الطاء والهاء وفتحهما. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بإسكان الطاء وضمّ الهاء «2»، وقرأت في رواية البرجمي عن أبي بكر بالوجهين بالتشديد والتخفيف، والأشهر فيه التخفيف «3». وروت الجماعة عن اليزيدي عن أبي عمرو ذلك بالتخفيف إلا ابن سعدان، فإن قوله اختلف في ذلك، فقال عنه في «جامعه» مثل حمزة، وقال في «مجرّده» مثل نافع، وهو الصّواب من قوليه «4». حرف: روى ورش عن نافع والخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم لا يؤاخذكم ولكن يؤاخذكم [225] بغير همز «5» وقد ذكر قبل «6». حرف: قرأ حمزة إلا أن يخافا [البقرة: 229] بضم الياء، وقرأ الباقون بفتحها «7». حرف: وكلهم قرأ يبيّنها لقوم يعلمون [230] بالياء، إلا ما رواه المفضل عن عاصم أنه قرأ بالنون. واختلف في ذلك عن أبي بكر، فحدّثنا محمد بن أحمد قال
حرف:
نا «1» ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عيسى «2» عن أبي هشام عن يحيى عن عاصم أنه قرأ بالنون «3». وحدثنا «4» عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: أنا أحمد بن سعيد، قال: نا محمد بن أحمد بن نصر، قال: نا محمد بن جنيد، قال: نا الأعشى وابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بالنون، وروت الجماعة عن يحيى والأعشى وابن أبي حمّاد عن أبي بكر بالياء، وقال ابن جبير: روى إسماعيل بن جعفر عن نافع نبيّنها [184/ م] بالنون، قال ابن جبير: فأما غير إسماعيل فرواه بالياء، وهذا غلط من ابن جبير. حدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون، قال: نا أبو عمر «5»، قال: نا إسماعيل عن نافع يبيّنها بالياء. وكذلك رواه عنه جميع أصحابه «6». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى وابن بكّار عن أيوب والكسائي في رواية قتيبة لا تضار والدة [233] برفع الراء، وقرأ الباقون بفتحها «7»، والذي في آخر السورة [282] بفتح الراء إجماع؛ لأن الذي قبله أمر وليس بخبر. وقال المفضل عن عاصم: وربما رفعها وربما نصبها. حرف: قرأ ابن كثير ما أتيتم بالمعروف [233] وفي الروم [39] ما آتيتم من ربا بالقصر من باب المجيء، وقرأهما الباقون بالمدّ من باب الإعطاء «8».
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي ما لم تماسّوهنّ «1» [236] هنا، وفي الأحزاب [49] بضمّ التاء وألف بعد الميم. وقرأ الباقون «2» بفتح التاء من غير ألف في الثلاثة «3». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وابن عامر في رواية ابن ذكوان وحمزة والكسائي على الموسع قدره وعلى المقتر قدره [236] بتحريك الدّال في الحرفين، وقرأ الباقون بإسكان الدال فيهما، وكذلك روى أبو بكر وحمّاد عن عاصم وهشام وابن عتبة وابن بكار عن ابن عامر «4». حرف: وكلهم قرءوا الصلاة الوسطى [238] بالسين إلا ما رواه أحمد ابن صالح عن قالون أن لفظها صاد، قال: والطاء وسطا من ذلك، روى عنه [134/ ت] كل البصط في سبحان [29] والموازين القصط في الأنبياء [47] ويكادون يصطون في الحج [72] بالصاد أيضا. وروى عنه وعن ورش ما لم تصطع عليه [82] وفي فما اصطاعوا في الكهف [97] وكتاب مصطور في والطور [2] كذلك بالصاد، وروى عن ورش وحده وما يصطرون [القلم: 1] في نون بالصاد. ولم يرو الصاد في هذه الثماني الكلم عن نافع غيره «5». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل والذين يتوفّون منكم في الموضعين بفتح الياء بمعنى يتوفّون آجالهم أي يستوفونها، وقرأ الباقون بضمّ الياء فيهما «6». حرف: قرأ الحرميان والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد والمفضل وابن عامر في رواية الوليد وصية لأزواجهم [240] بالرفع. وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص بالنصب «7».
حرف:
حرف: قرأ عاصم في غير رواية المفضل وابن عامر فيضاعفه له [245] هنا، وفي الحديد [11] بنصب الفاء. وقال أبو عبيد عن هشام عن ابن عامر بضمّ الفاء وهو وهم منه؛ لأن أصحاب هشام رووا ذلك عنه بنصب الفاء. نا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس عن هشام عن ابن عامر فيضعفه [245] بنصب الفاء من غير ألف. وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل برفع الفاء في الموضعين «1»، وقرأ ابن كثير وابن عامر بحذف الألف وتشديد العين من فيضعفه ويضعف [هود: 20] ومضعفه [آل عمران: 130] في جميع القرآن وقرأ الباقون بإثبات الألف وتخفيف العين «2»، ويأتي الاختلاف في الموضع الذي في الأحزاب [30] وهو قوله: يضاعف لها العذاب في موضعه إن شاء الله تعالى. حرف: قرأ ابن كثير في رواية ابن مجاهد «3» وابن الصباح وابن بويان وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق عن قنبل وابن عامر في رواية هشام، وفي رواية التغلبي عن ابن ذكوان، وعاصم في رواية الأشناني «4» عن عبيد، وزرعان «5» بن أحمد [عن عمرو] «6»، وفي رواية ابن شاهي عن حفص، وأبو عمرو من قراءتي في رواية الدوريّ، والسّوسي، والموصلي، والخياط عن اليزيدي عنه يقبض ويبسط [245] هنا وبسطة في الأعراف [69] بالسين فيهما «7»، وكذلك روى
الصوّاف «1» عن ابن غالب عن شجاع عنه. وقال الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير واللهبي عن اليزيدي هنا بالسين، وفي الأعراف بالصّاد. وقرأت في رواية الجماعة عن البزّي، وفي رواية ابن فليح في السورتين بالصّاد «2»، وروى أحمد بن هارون «3» واليزيدي جميعا عن قنبل بصطة في الأعراف بالصّاد ويبسط هاهنا بالسين فوافقا رواية الخزاعي عن أصحابه. وروى ابن الصباح عن أبي ربيعة عن البزّي وسلامة بن هارون عن أبي معمر «4» عن البزّي بالسّين في السورتين، وروى محمد بن موسى وأحمد بن أنس والداجوني عن أصحابه وأبو بكر النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان في هذه السورة بالسين و «5» في الأعراف بالصاد، وبذلك أقرأني عبد العزيز بن محمد المقرئ عن النقّاش عن الأخفش «6»، وكذلك روى أحمد بن نصر عن البلخي وابن الأخرم عنه، وروى صالح بن إدريس «7» عن علي بن السفر عن الأخفش عن ابن ذكوان بالسين في السورتين «8»،
وأضرب الأخفش عن ذكرهما في كتابه الخاصّ، وقال في كتابه العامّ «1» في الأعراف «2» بصطة بالصّاد، ولم يذكر الذي في البقرة. وقرأت في رواية الشاميّين عنه عن ابن ذكوان بالصّاد في السّورتين «3»، وكذلك روى ابن عتبة بإسناده عن ابن [185/ م] عامر، [وروى هبيرة وأبو شعيب القوّاس «4» عن حفص عن عاصم من قراءتي بالصّاد] «5» في السورتين «6»، ولم يذكرهما الأشناني في كتابه. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن حفص بالسّين في السورتين «7»، وكذلك الفارسي عن أبي طاهر عن قراءته عن الأشناني عن أصحابه عن حفص، وكذلك قرأت [135/ ت] من طريقه على أبي «8» الفتح، وبه آخذ «9». وروى أحمد بن عبد العزيز «10» عن أحمد بن جبير عن عمرو عن الأشناني عن عبيد عن حفص بالسين في البقرة وبالصاد في الأعراف «11». وروى العباس بن محمد بن أبي محمد عن إبراهيم بن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو يقبض ويبسط [245] بالسين، ولم يذكر بصطة، وروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وابن جبير والحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي بالصّاد في السورتين «12»، وكذلك روى ابن
القصباني «1» عن «2» شجاع عن أبي عمرو، وبالسين في السورتين كان ابن مجاهد يأخذ في قراءة أبي عمرو. وحكى أنه كذلك رأى في كتاب آل اليزيدي «3»، وقال لي الفارسي عن أبي طاهر أنه كذلك قرأ عليه. وكذلك نا محمد بن علي عنه في كتاب السبعة «4»، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء، وبذلك قرأت على جميع من قرأت عليه برواية اليزيدي، وبه آخذ «5». وروى المفضل وحمّاد عن عاصم من قراءتي، والأعشى عن أبي بكر عنه بالصّاد في السورتين «6». وقال أبو هشام وموسى بن حزام وشعيب بن أيوب عن يحيى عن أبي بكر في البقرة [247] بسطة بالسين رسما من غير ترجمة، لم يذكروا غيرها. وقال خلف عن يحيى: ما أحفظ عنه في بسطة شيئا، وقال ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم: يقرؤه على ما في الكتاب، قال أبو عمرو: فدلّ هذا على أنه يقرؤهما بالصاد؛ لأنهما في المصاحف كذلك «7»، ومما يدلّ على صحّة قول ابن جبير ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي «8»، قال: نا شعيب بن أيوب، قال: نا يحيى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ الصّراط بالصاد على الكتاب، فقوله: على الكتاب يدلّ على أنه لا يعمل في اختياره على أصل الحرف بل على رسمه، وهذان الحرفان مرسومان بالصاد،
فوجب أن يقرأهما كذلك، ونا «1» الفارسي، قال: أنا أبو طاهر، قال: نا ابن فرح «2» قال: نا أبو عمر، قال: نا الكسائي عن أبي بكر عن عاصم ويبصط في البقرة [245]، وبصطة في الأعراف [69] بالصّاد. وقرأ نافع والكسائي في السّورتين بالصّاد «3»، وروى أبو سليمان عن قالون بالسّين في السورتين. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال الحلواني عن قالون عن نافع لا يبالي كيف قرأ بصطة ويبصط بالصّاد أو بالسين «4». ونا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الجهم عن الفرّاء عن الكسائي أنه قرأ يبسط وبسطة في الأعراف، والمسيطرون «5» [الطور: 37] وبمسيطر «6» [الغاشية: 22]. قال ابن مجاهد: وقال أصحاب أبي الحارث وأبي عمر عن الكسائي بالصّاد في ذلك كله «7». قال: وكذلك قال نصير «8» عن الكسائي فيما زعم محمد بن إدريس الدنداني عنه «9» «10»، وأمّا حمزة فاختلف عن سليم عنه أنه قال: للعرب فيه لغتان: السين والصّاد «11». قال حمزة: وأنا أقرؤها كلها بالسين يعني يبسط وبسطة هاهنا وبسطة في الأعراف «12». نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد
بن أبي هاشم، قال: نا أحمد بن محمد اللؤلؤي «1»، قال: نا محمد بن الجهم عن خلف عن سليم عن حمزة أنه قرأ يقبض ويبسط هاهنا، وفي الأعراف «2» بصطة بالصّاد، وكذلك روى أبو جعفر البزاز «3» عن خلّاد عن سليم عن حمزة، وكذلك رواه ابن جبير وداود وعبد الصمد عن ابن كيسة، كلاهما عن سليم عن حمزة. حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الباقي بن الحسن، قال: نا أبو علي بن الصوّاف وأبو بكر بن مالك «4»، قالا: نا إدريس «5» عن خلف عن سليم عن حمزة أنه قرأهما بالصّاد، قال إدريس عن خلف عن سليم: وأنا أقرؤها كلها بالسّين. ونا أبو الفتح، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا أبو بكر بن شاذان [136/ ت] عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن الجهم عن خلف عن سليم عن حمزة بالصّاد في السورتين، وروى الحلواني عن خلّاد عن سليم عنه أنه قال: لا تبالي قرأتها بالصّاد أم بالسين. وروى أبو هشام عن سليم قرأ حمزة كل شيء في القرآن من هذا بالسين. ونا «6» الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن صالح الأكفاني «7»، قال «8»: قال:
أنا ابن النور «1»، قال خلف: نا سليم عن حمزة بمثل رواية الحلواني عن خلف، ولم يذكر للعرب. قال أبو عمرو: والذي «2» قرأت أنا به على أبي «3» الفتح عن قراءته في رواية خلف وخلّاد بالسين فقط، وبذلك كان يأخذ ابن مجاهد في قراءة حمزة «4»، وكذلك نا محمد بن علي عنه عن أصحابه عن حمزة، وكذلك نا أيضا ابن جعفر عن أبي طاهر أنه قرأ عليه، وكلهم قرأ بسطة في هذه السورة [247] بالسين على ما هي [186/ م] مرسومة في المصاحف إلا ما رواه ابن جبير عن أصحابه عن نافع والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، والخزاعي عن أصحابه الثلاثة عن ابن كثير، وابن شنبوذ وأحمد بن محمد بن هارون المعروف بابن «5» بقرة عن قنبل، وعن أبي ربيعة عن البزّي عنه «6»، وأبو موسى عن الكسائي، والحلواني عن أبي عمر عنه أنهم قرءوا ذلك بالصّاد. وكذلك حكى ابن مجاهد عن الهاشمي عن إسماعيل عن نافع في جامعه «7». وفي
حرف:
كتاب قراءة نافع «1»، ولم أجد ذلك في رواية الهاشمي، والعمل في قراءة هؤلاء من جميع الطرق عنهم على السين إلا في رواية الأعشى عن أبي بكر وأبي موسى عن الكسائي، فإني قرأت من طريقهما ذلك على أبي الفتح بالصاد. وحكى لي ذلك عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه، ولم يذكر النقّاش عن الخيّاط عن الشموني عن الأعشى هذا الحرف، وذكره عنه غيره بالصاد، وبالسين قرأته من طريقه، ومن طريق ابن غالب. ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا الباهلي «2»، قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع وزاده بسطة [247] بالسين. فأما الاختلاف في قوله: المصيطرون [الطور: 37] وبمصيطر [الغاشية: 22] فنذكره في موضعه إن شاء الله تعالى. حرف: قرأ نافع هل عسيتم [246] هنا وفي القتال [22] بكسر السين، وقرأ الباقون بفتحها في السورتين «3». حرف: قرأ الحرميان وأبو عمرو غرفة بيده [249] بفتح الغين، وقرأ الباقون بضمها «4». حرف: قرأ نافع ولولا دفاع الله [251] هنا، وفي الحج [40] بكسر الدال وفتح الفاء وألف بعدها، وقرأ الباقون بفتح الدال وإسكان الفاء من غير ألف في الموضعين «5». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة [254] هاهنا، وفي إبراهيم [31] لا بيع فيه ولا خلال وفي والطّور [23] لا لغو فيها ولا تأثيم بالنصب من غير تنوين في الكل، وقرأ الباقون ذلك كله بالرفع والتنوين «6».
حرف:
حرف: قرأ نافع أنا أحيي وأميت [258] وأنا أول [الأنعام: 163] وما أشبهه إذا أتى بعد أنا همزة مضمومة أو مفتوحة بإثبات الألف في الوصل والوقف. وجملة ما في كتاب الله تعالى من ذلك اثني عشر موضعا، عند الهمزة المضمومة موضعان، وعند المفتوحة عشرة مواضع، فأول ذلك هاهنا أنا أحيي وأميت وفي الأنعام [163] أنا أول المسلمين وفي الأعراف «1» [143] أنا أول المؤمنين وفي يوسف [45] أنا أنبّئكم بتأويله وفيها [69] أنا أخوك وفي الكهف [34] أنا أكثر منك وأنا أقل منك [39] وفي النمل [39] أنا آتيك به وفي غافر [42] وأنا أدعوكم وفي «2» الزخرف [81] فأنا أول العابدين وفي الممتحنة [1] وأنا أعلم «3». وحكى ابن مجاهد في كتاب المدنيّين أنه قرأ الباب كله على أبي الزعراء في رواية إسماعيل [137/ ت] عن نافع بحذف الألف في الوصل، وكذلك حكى أبو بكر الشذائي، وأبو بكر بن أشتة عن قراءتهما أيضا في روايته، ولم أجد لذلك أثرا في رواية إسماعيل، ولا في كتابه الذي وضعه في قراءة المدنيين، وذلك- عندي- وهم ممّن رواه؛ لأني لم أر أحدا من أهل الأداء المحقّقين يأخذ به. وروى أبو سليمان أداء عن قالون حذف الألف في الوصل مع الهمزة المضمومة وإثباتها فيه مع المفتوحة، لم يروه عنه غيره. وروى ابن جبير عن أصحابه عن نافع أنه حذف الألف في الوصل مع الهمزة المفتوحة والمضمومة في جميع القرآن إلا في قوله في الكهف: أنا أكثر وأنا أقلّ وفي المؤمن وأنا أدعوكم وفي الزخرف فأنا أول العابدين، فإنه أثبت الألف في الوصل في هذه الأربعة خاصة «4»، فإن أتى بعد أنا همزة مكسورة، وجملة ذلك ثلاثة: في الأعراف [188] إن أنا إلا نذير، وفي الشعراء [115] إن أنا إلا نذير وفي الأحقاف [9] وما أنا إلا نذير فأجمع الرواة عن ورش
حرف:
وإسماعيل والمسيبي عنه على حذف الألف في ذلك في الوصل «1». واختلف عن قالون: فروى أبو نشيط الحربي وأبو مروان العثماني وأبو عون الواسطي عن الحلواني عنه عن نافع أنه أثبت الألف في ذلك في الحالين، وروى ابن شنبوذ عن الأشعث أداء عن أبي نشيط الإثبات «2». وروى عنه ابن بويان الحذف، وحدّثت عن صالح بن إدريس، قال: نا علي بن سعيد، قال: نا أحمد بن محمد بن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون عن نافع أنه أثبت الألف في الحالين. وكذلك روى أحمد بن نصر أداء عن أصحابه عن الحلواني عن قالون. قال أبو عمرو: ويصحّ الأخذ بالوجهين وبأحدهما في هذا ونحوه من حيث ورد أحدهما نصّا والآخر أداء، فمن أخذ بالنصّ ومن أخذ بالأداء ومن أخذ بهما معا. وقرأت أنا ذلك في رواية أبي نشيط على أبي الفتح بالوجهين بالإثبات والحذف، وحكى لي ذلك عن قراءته، وقرأت في رواية الحلواني وغيره من الرواة عن قالون بحذف الألف في الوصل. وكذلك روى أبو سليمان عنه، وبذلك قرأ الباقون في الباب كله، وكلهم أثبت الألف في ذلك في الوقف، وأجمعوا على حذفها في الوصل [187/ م] إذا لم يكن «3» همزة، نحو أنا خير منه [ص: 76] وأنا ومن اتبعني [يوسف: 108] ولا أنا عابد [الكافرون: 4] إني أنا ربك [طه: 120] وأنا ورسلي [المجادلة: 21] وإنما أنا نذير [الملك: 26] وما أشبهه. حرف: وكلهم قرأ فإن الله يأتي بالشمس [258] بإثبات الياء وصلا ووقفا على ما رسم في كل المصاحف، إلا ما رواه ابن بكار بإسناده عن ابن عامر أنه حذف
حرف:
الياء في الحالين «1». حرف: قرأ حمزة والكسائي لم يتسنّه [259] هاهنا وفبهداهم اقتده في الأنعام [90]، بحذف الهاء في الوصل. وتفرّد حمزة دون الكسائي بحذف الهاء في الوصل في ثلاثة أحرف: حرفان في الحاقة وهما عنّي ماليه [28] عنّي سلطانيه [29]، وحرف في القارعة [10] وما أدريك ما هي «2». وروى أبو هشام عن سليم عن حمزة أنه كان يثبت الهاء فيهنّ في الوصل في الصلاة. حدّثنا الخاقاني، قال: ناس أحمد بن أسامة، قال: نا «3» [أبي] «4». ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد «5»، قال: نا محمد بن «6» الربيع، قالا: نا يونس، قال: نا أبو الحسن بن كيسة عن سليم عن حمزة أنه يسقط الهاء في القراءة، ويثبتها «7» في الوقف في قوله لم يتسنّ واقتد ما هي نار حامية [القارعة: 10، 11] وما أغنى عنّي مالي «8» [الحاقة: 28، 29] هذه الأربع، ولم يذكر سلطانيه. وقد ذكرها داود عن ابن كيسة وسائر الرواة عن سليم. ونا الفارسي قال: نا «9» أبو طاهر، قال: نا القطيعي «10»، قال: نا أبو هشام، قال:
[138/ ت] نا «1» سليم عن حمزة أنه كان يثبت هذه الهاءات في الوصل في الصلاة، واختلف عن أبي بكر عن عاصم في ذلك، فروى الكسائي عنه من قراءتي من طريق الدوري وابن جبير أنه حذف الهاء في الوصل في البقرة والأنعام لا غير، وأثبتها فيه في الحاقة والقارعة. نا «2» عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: ثنا «3» عيّاش وابن فرح، قالا: نا أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه يطرح الهاء في يتسنه إذا وصل ويثبت إذا سكت، وكذلك اقتده قل [الأنعام: 90] وما أدراك ما هيه، قال: وكان عاصم يثبت الهاء في كتابيه [الحاقة: 25] وحسابيه [الحاقة: 26]، زاد ابن فرح .. وفي ماليه في الوصل والسكوت، وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه لم يثبت الهاء في جميعهنّ في الوصل يعني يتسنّه وماهيه، فوافق أبا عمر عنه، وخالف أبو عبيد، فحكى عن الكسائي، عن «4» أبي بكر عن عاصم إثبات الهاء في الجميع، وفيما أشبهه في كل القرآن إن وصل وإن قطع، كذا قال عنه عن أبي بكر عن عاصم في أول الباب، وقال عنه في آخره: كان عاصم يثبت الهاءات في هذه كلها في الوقف ويحذفها في الوصل، فاضطرب قوله عنه في ذلك، وكلا «5» قوليه عندي خطأ. أمّا الأول فلأن أبا عمر «6» وابن جبير خالفاه فيه، وهما من الإتقان والضبط والاضطلاع بهذا العلم بمكان لا يجهل وموضع لا ينكر، فقولهما «7» لا شك أولى وأصحّ من قوله لاتفاقهما عليه وانفراده هو بقوله. وأما الثاني فلأنه قول عامّ يدخل فيه جميع هاءات الاستراحة المختلف فيهنّ والمتفق عليهنّ، وحذف الهاء من الضربين في الوصل عدول عن قول سائر أصحاب
أبي بكر، ورواة عاصم، وخروج عن إجماع أئمة القراءة السبعة. وروى يحيى الجعفي عن أبي بكر لم يتسنّه واقتده وما أدراك ماهيه يطرح الهاء إذا وصل ويثبت إذا وقف، ولم يذكر اللذين في الحاقّة، فوافق رواية «1» أبي عمر وابن جبير عن الكسائي. وروى يحيى عن أبي بكر أنه يصلهنّ كلهنّ بالهاء، ذكر ذلك عن يحيى حسين البجلي «2» وخلف وأبو هشام وضرار ومحمد بن المنذر، غير أن محمدا لم يذكر اقتده [الأنعام: 90]. وروى ابن عطارد وابن جامع عن ابن أبي حمّاد عنه لم يتسنّه [البقرة: 259] واقتده وجميع ما في الحاقّة، فيثبت فيهنّ الهاء وصل أو قطع، ولم يذكر التي في القارعة. وروى إسحاق الأزرق عنه لم يتسنّه يثبت الهاء لم يزد على ذلك. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن سعيد «3»، قال: نا أحمد بن عبد الحميد «4»، قال: نا ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم أنه أثبت فيهنّ الهاء وصل أو قطع، وروى الأعشى عن أبي بكر إثبات الهاء في كلهنّ في الحالين، وكذلك روى ابن أبي أمية عنه، وروى عبيد بن نعيم عنه في البقرة والحاقّة بإثبات الهاء فيهنّ في الحالين، وأثبتها في الوقف في الأنعام في قوله: اقتده «5» لا غير، وأثبتها في الحالين فيما عداه، وقرأت في رواية شجاع من طريق ابن غالب وغيره بإثبات الهاء في جميع الباب في الحالين، وقال سورة «6» عن الكسائي إنه كان يثبت الهاء في الحاقة في الأربع كلم، وفي القارعة يقول: هنّ رءوس آي، قال: وكان لا يثبتهنّ فيهنّ دهرا طويلا. وقرأ الباقون بإثبات الهاء في الكل في الحالين، وأجمعوا على إثباتها فيهما في الأربعة الأحرف الأول من سورة الحاقة، وهي: اقرؤوا كتابيه [19] ملاق
حرف:
حسابيه [20] لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه [25، 26] وقد اختلف عن ابن عامر في الموضع الذي في الأنعام، ونذكر «1» [188/ م] الاختلاف عنه في ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى «2» «3». حرف: قرأ الحرميان وأبو عمرو كيف ننشرها [259] بضمّ النون الأولى وكسر الشين وراء غير معجمة بعدها، وروى المفضل وأبان «4» عن عاصم ننشرها بفتح النون وضمّ الشين وراء بعدها [139/ ت] أيضا. وقرأ الباقون بضمّ النون وكسر الشين وزاي معجمة بعدها «5»، وروى عبيد بن نعيم عن أبي بكر عن عاصم ننشزها بفتح النون وضمّ الشين وزاي معجمة بعدها، لم يروه غيره، ولا تابعه عليه أحد من أصحاب أبي بكر. حرف: قرأ حمزة والكسائي قال اعلم أن الله على كل شيء قدير [259] بوصل الألف وجزم الميم على الأمر، وإذا ابتدءا كسرا همزة الوصل. وقرأ الباقون بقطع الألف في الحالين ورفع الميم على الخبر «6». حرف: قرأ حمزة والمفضل عن عاصم فصرهنّ إليك [260] بكسر الصّاد. وروى أبو هشام في جامعه عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم بكسر الصّاد مثل حمزة. وروى في «مجرّده» عنه عن أبي بكر بضمّ الصّاد وهو الصواب؛ لأنه وافق جماعة من أصحاب يحيى وأصحاب أبي بكر. وقرأ الباقون بضمّ الصّاد «7» وجزءا «8» قد ذكر قبل «9».
حرف:
حرف: قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وحماد وابن عامر في غير رواية الوليد بربوة [265] هاهنا وإلى ربوة في المؤمنين [50] بفتح الراء في الموضعين، واختلف في ذلك عن أبي بكر عن عاصم «1»، فروت الجماعة بفتح الراء. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم «2»، قال: نا هارون «3»، قال: نا أبو بكر عن عاصم بربوة [265] بالنصب، ونا عبد العزيز بن محمد أيضا، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو شاكر «4»، قال: نا أبو يوسف بن يزيد «5»، قال: نا نعيم بن حمّاد «6» عن أبي بكر عن عاصم بربوة بفتح الراء، وخالف الجماعة عن أبي بكر إسحاق الأزرق، فروى عنه عن عاصم أنه قرأ بربوة بكسر الراء، ولم يرو ذلك أحد غيره، وخالفهم أيضا فيه حسين الجعفي، فروى عنه بضم الراء، واضطرب قول أبي هشام عن يحيى في ذلك، فقال في «جامعه» عنه عن أبي بكر برفع الراء فيهما، وقال في «مجرّده» بنصب الراء فيهما، وهو الصواب، وقوله «7» الأول غلط. وقرأهما [الباقون] «8» بضم الراء، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر. حرف: قرأ الحرميان أكلها [265] وأكله [آل عمران: 141] وفي الأكل [الرعد: 4] وذواتي أكل [سبأ: 16] وما أشبهه مضافا إلى مذكر وإلى مؤنث وغير مضاف بإسكان الكاف حيث وقع. وقرأ أبو عمرو ما كان مضافا إلى مؤنث خاصة بإسكان الكاف، وما كان مضافا إلى مذكر أو غير مضاف بضمّ الكاف، هذه رواية الجماعة عن اليزيدي إلا ابن واصل، فإنه روى عنه عن أبي عمرو «9» أنه
حرف:
خفّف «الأكل» في كل القرآن «1». وقرأ الباقون بضم الكاف في جميع القرآن. حرف: وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى وأحمد بن بويان عن شعيب عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم رياء الناس «2» هنا [264]، وفي الأنفال [47] والنساء [38] بإبدال الهمزة الأولى ياء مفتوحة لانكسار ما قبلها. وقال الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير رياء الناس تركوا همزها من أجل ألف «الناس» المهموزة، وكذلك في النساء [142]، قال: وهم يهمزون الفعل منه مثل يراءون ثم قال في النساء رئاء الناس «3» بالهمز مثل رعاء، ولم يذكر الذي في الأنفال. قال أبو عمرو: ولم يبيّن الخزاعي أيّ الهمزتين من ذلك تركوا، وأيهم «4» كانت المتروكة، واعتلاله لتركهم إيّاها خطأ؛ لأنها لم تلق همزة، فيجب تركها من أجلها. إلا أن قوله: تركوا همزها من أجل ألف الناس المهموزة، وقوله في النساء وتمثيله يدلّ على أنه أراد الثانية، وذلك يبطل من جهتين: إحداهما: أن ألف الناس ليست بهمزة محقّقة «5»، فترك من أجلها كما زعم، بل هي ألف وصل تسقط من اللفظ في حال الاتصال. والجهة الأخرى أن الألف الزائدة التي قبل تلك الهمزة المتروكة يلزم إسقاطها [140/ ت] إظهارا «6» لسكونها وسكون ما بعدها، وذلك «7» مما لا يعرف في الأداء بإجماع.
حرف:
وقرأ الباقون بتحقيق «1» الهمزتين معا لأجل الألف الفاصلة بينهما «2»، وكذلك روى أبو ربيعة عن صاحبيه وابن مخلد وسائر الرواة عن اليزيدي والقوّاس، وكذلك حكى الزينبي «3» أنه قرأ على الخزاعي، قال: وغلط في قوله بغير همز، وبذلك قرأت أنا في رواية الثلاثة عن ابن كثير. حرف: قرأ ابن كثير في رواية الخزاعي عن البزّي «4» وابن فليح رواية أبي ربيعة وابن مخلد وابن هارون واللهبي ومضر «5» وغيرهم عن البزي بتشديد التاء التي تكون في أوائل الأفعال المستقبلة «6» وذلك إذا حسن «7» معها تاء أخرى، ولم ترسم خطّا، نحو قوله «8»: ولا تيمّموا [267] ولا تفرقوا [آل عمران: 103] ولا تعاونوا «9» [المائدة: 2] وما أشبهه. وكذلك روى ابن مجاهد عن قنبل أنه قرأ ذلك على البزّي «10». قال البزّي: وهي قراءة أبيّ بن كعب وقراءة أصحابنا، وأطلق أبو ربيعة وابن مخلد القياس في سائر الباب وخالفهما الخزاعي، فحكى أن المحفوظ من ذلك إحدى وثلاثون تاءً في جميع القرآن «11» [189/ م] وهنّ في سورة البقرة [267] ولا تيمّموا وفي آل عمران [103] ولا تفرقوا، وفي النساء [97] الذين توفّاهم الملائكة، وفي المائدة [2] ولا تعاونوا، وفي الأنعام [153] فتفرق بكم، وفي الأعراف [117] فإذا هي تلقف، وفي الأنفال [20] ولا تولّوا عنه وفيها ولا تنازعوا [46]، وفي براءة
[52] هل تربصون بنا، وفي هود [3] وإن تولّوا فإني أخاف عليكم وفيها فإن تولّوا فقد أبلغتكم [57] وفيها لا تكلم نفس [105]، وفي الحجر [8] ما تنزّل الملائكة، وفي طه [69] ما في يمينك تلقف ما، وفي النور [15] إذ تلقونه وفيها فإن تولّوا فإنما [54]، وفي الشعراء [45] فإذا هي تلقف وفيها على من تنزل [221] وفيها تنزّل على كل أفّاك [222]، وفي الأحزاب [33] ولا تبرّجن وفيها ولا أن تبدّل بهنّ [52]، وفي الصّافّات [25] لا تناصرون، وفي الحجرات [11] ولا تنابزوا وفيها ولا تجسّسوا [12] وفيها لتعارفوا [13]، وفي الممتحنة [9] أن تولّوهم، وفي الملك [8] تكاد تميّز، وفي نون [83] لما تخيرون، وفي عبس [10] عنه تلهّى، وفي والليل [14] نارا تلظّى، وفي القدر [3، 4] من ألف «1» شهر تنزّل. فعلى رواية الخزاعي يلزم تخفيف ما عدا هذه الجملة المحصورة، وبذلك قرأت للبزّي من جميع الطرق ولابن فليح عن طريق الخزاعي. وحدّثني أبو الفرج محمد بن عبد الله النجاد المقرئ «2» عن قراءته على أبي الفتح أحمد بن عبد العزيز المعروف بابن بدهن «3»، عن أبي بكر الزينبي عن أبي ربيعة عن البزّي عن أصحابه عن ابن كثير أنه شدّد التاء في قوله في آل عمران [143] ولقد كنتم تمنّون الموت، وفي الواقعة [65] فظلتم تفكّهون وذلك قياس رواية أبي ربيعة؛ لأنه جعل التشديد في الباب مطّردا، ولم يحصره بعد ذلك، وكذلك فعل البزّي في كتابه، وقد روى أبو ربيعة فيما حكى لي أبو الفتح عن أصحابه عن البزّي وابن مجاهد وغيره عن الخزاعي عن البزّي أيضا في سورة المجادلة [9] فلا تتناجوا كذلك، وذلك خطأ في هذين الحرفين من جهتين: إحداهما: أن ذلك مخالفة لرسم المصحف المتّفق على إثباته، إذ هما فيه بتاءين ظاهرين، وقد أتت لهما نظائر، نحو ولا تتبدّلوا «4» الخبيث [النساء: 2] ولا
تيمّموا «1» [267] ولا تتولّوا [هود: 52] وثمّ تتفكّروا [سبأ: 46] وتتمارى [النجم: 55] وتتلقاهم [الأنبياء: 103] وتتوفّاهم [النحل: 28] وتتقلب [النور: 37] وأن تتكبر [الأعراف: 13] وشبهه. وانعقد إجماعهم على إظهار التاءين فيهن، فلو كان ما رواه المذكورون عن البزّي من التشديد فيهما صحيحا لما خصّا به دونهنّ، ولجرى في جميعهنّ، إذ لا فرق بينها وبينهنّ. والثانية: أنه عدول عن مذهب ابن كثير في التاءات المشدّدات إذ كان ما يشدّد منهن في الرسم بتاء واحد، وهو في الأصل بتاءين ليدل بالتشديد على ذلك، فأما ما كان في الرسم بتاءين فمستغن [141/ ت] عن التشديد بظهور «2» التاءين، قال أبو عمرو: وإذا وقع قبل التاء المشددة في مذهب البزّي وابن فليح حرف مدّ ولين ألف أو واو نحو ولا تيمّموا [267] وعنهو تلهّى «3» [عبس: 10] وشبههما أثبت في اللفظ لكون التشديد عارضا، فلم يعتدّ به في حذفه، وزيد في تمكينه «4» ليتميّز بذلك الساكنان أحدهما من الآخر ولا يلتقيا، على أنه قد يجمع بينهما في كثير من هذه التاءات، وذلك إذا ساكن جامد بتنوين وغيره، والجمع بينهما في ذلك غير ممتنع لصحة الرواية، فاستعماله عن القرّاء والعرب في غير موضع «5»، وما قرأ به ابن كثير من تشديد هذه التاءات إنما يجوز في حال الوصل لا غير، فأما إذا وقف على ما قبلهنّ وابتدئ بهنّ، فلا يجوز تشديدهنّ بوجه؛ لأن كل واحدة منهنّ إذا شدّدت بمنزلة حرفين الأول منهما ساكن، والابتداء بالساكن ممتنع. حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن الحسين، قال: نا أحمد بن موسى، قال: أخبرني إسحاق بن أحمد الخزاعي، قال: نا عبد الوهّاب بن فليح، وسعيد بن عبد الرحمن أبو عبد الله المخزومي «6»،
حرف:
قالا: نا سفيان بن عيينة «1» عن عمرو بن دينار «2»، قال: فاتت عبيد بن عمير «3» ركعة من المغرب، فسمعته يقرأ فأنذرتكم نارا تلظّى [الليل: 14] وثقل التاء. قال الخزاعي: ورأيت أبا عبد الله يعلّمها حتى يحرك رأسه ولحيته «4». وقرأ الباقون وابن كثير في رواية القوّاس بتخفيف التاء في جميع ما تقدم، وبذلك كان النقّاش يأخذ في رواية البزّي، ويحكى عن أبي ربيعة أنه كان يعدّ هذه التاءات على القارئ ولا يأخذ بتشديدهنّ، والعمل عند أهل «5» الأداء في رواية البزّي وابن فليح على التشديد، وبه قرأت. حرف: قرأ ابن كثير ونافع في رواية ورش وفي رواية أبي سليمان عن قالون، وفي رواية ابن جبير عن أصحابه، وعاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة، وفي رواية الأعشى وابن جبير عن أبي بكر عنه فنعمّا هي [271] هاهنا ونعمّا يعظكم به «6» في النساء [58] بكسر النون والعين وتشديد الميم، وقرأ نافع في رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون وعاصم في رواية المفضل وحمّاد وأبي بكر من غير رواية الأعشى ويحيى الجعفي وأبي عمرو بكسر النون وإسكان العين وتشديد [190/ م] الميم في السورتين «7»، هكذا الرواية عنهم في الكتب بإسكان العين وهو
جائز مسموع «1»، حكى الكوفيون والنحويون سماعا شهر رمضان [185] مدغما، وحكى سيبويه مثله في الشعر، وأنشد للراجز: كأنه بعد كلال الزاجر ... ومسحي مرّ عقاب كاسر «2» يريد ومسحه، فأبدل من الهاء حاء وأدغم، غير أن قوما من أهل الأداء يأبون ذلك لتحقيقه الجمع بين الساكنين، فيأخذون بإخفاء حركة العين؛ لأن المخفي حركته بمنزلة المتحرّك، فيمتنع الجمع «3» بين الساكنين بذلك والإسكان آثر والإخفاء أقيس. وقال لي الحسن بن شاكر «4» «5» عن أحمد بن نصر: أبو عمرو يجمع بين ساكنين في فنعمّا، وقد روى الحلواني عن الدوري وفضلان المقرئ «6» عن أبي حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كسر النون والعين، وذلك غلط من الحلواني وفضلان؛ لأن الدوري وأبا حمدون نصّا عن اليزيدي على إسكان العين، فوافقا الجماعة عنه. وقرأ الباقون وهبيرة عن حفص ويحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم بفتح النون وكسر العين وتشديد الميم في الموضعين، وقد اختلف عن أبي بكر عن عاصم بفتح النون وكسر العين وتشديد الميم في الموضعين [142/ ت]، وقد اختلف أصحاب أبي بكر ويحيى في العبارة عن «7» ذلك، فقال محمد بن المنذر عن يحيى عنه فنعمّا هي [271] مكسورة النون ساكنة العين مشدّدة الميم، وهذه ترجمة مفيدة لا إشكال فيها. وقال ابن الجهم عن خلف عن يحيى عنه: إنه كسر النون، وخفّف الميم ولم
يذكر العين، وتخفيف الميم غير جائز؛ لأن الميم التي قبلها ساكنة، فلا بدّ من إدغامها فيها اللهمّ إلا أن يحذف الساكنة بينهما للساكنين لدلالة ما بقي على حذف فيتمكن حينئذ التخفيف للمتحرّكة، وقد أخذ بذلك في رواية يحيى عن أبي بكر قوم من أهل الأداء. وقال إدريس عن خلف عن يحيى بكسر التنوين وتخفيف النون فيهما، وهذا ما لا معنى له، وأحسبه أراد تخفيف الميم كما روى ابن الجهم، وقد قال خلف في «مجرده» عن يحيى عن أبي بكر بكسر النون وتخفيفها، فحقّق ذلك قول إدريس عنه. وقال أبو هشام في «مجرّده» عن يحيى في السورتين بكسر النون، وقال في «جامعه» عنه فنعمّا هي [271] لا يحرّك النون، وغلط، وأحسبه أراد العين. وقال ضرار عن يحيى بكسر النون لم يزد على ذلك، وقال الوكيعي عنه مكسورة النون وجزم الميم ويخفّفها، ولعله يريد بالجزم وتخفيف العين، فوهم وذكر الميم. وقال ابن شاكر عنه بكسر النون وتخفيف ما، وفي النساء مثله. وقد بيّنّا أن التخفيف خطأ إلا أن يحذف ميم «نعم» لسكونها وسكون العين قبلها، فيمكن تخفيف ميم مع ذلك. وقال العجلي عن يحيى بكسر النون وتخفيفها، وكذلك قال ابن أبي أميّة عن أبي بكر، وقال أبو عبيد عن الكسائي عن أبي بكر بكسر النون وجزم العين، والتي في النساء مثلها، وهذه ترجمة صحيحة. وقال ابن جبير عن الكسائي عنه في «جامعه» «1» بكسر النون والعين في السورتين، وقال في «مختصره» «2» بكسر النون ولم يذكر العين، وكذلك قال أبو عمر «3» عنه عن أبي بكر وخلّاد عن حسين وابن نافع عن أبي حمّاد والتيمي عن الأعشى عن أبي بكر، وقال الشموني عن الأعشى عنه بكسر النون والعين مشدّدة الميم، وفي النساء مثلها. وقال عبيد بن نعيم عنه فنعم ما هي «4» [271] بالكسر. لم يزد على ذلك. وقال إسحاق الأزرق فنعما هي مخففة ونعما يعظكم به [النساء: 58] بكسر النون، ولعله أراد بقوله مخفّفة ساكنة العين. وقال المعلى بن منصور «5» عنه
حرف:
مكسورة النون ساكنة العين مشددة الميم، وهذه ترجمة مفيدة. وقال ابن عطارد عنه بكسر النون وجزم العين وجزم الميم- يعني الميم الأولى المدغمة في الثانية- وهذه ترجمة محصّلة. وقال يحيى الجعفي عنه بكسر العين وفتح النون، وكذلك في النساء. وخالفه الجماعة من أصحابه، والصحيح من هذه التراجم ترجمة ابن المنذر عن يحيى وأبي «1» عبيد عن الكسائي والمعلى وابن عطارد عن أبي بكر، وكذلك ترجمة الشموني عن الأعشى. 109 - حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية المفضل وحماد وأبي بكر بخلاف عنه نكفّر عنكم [271] بالنون ورفع الراء. وقرأ عاصم في رواية حفص وابن عامر بالياء والرفع، وقرأ الباقون بالنون والجزم. وكذلك روى الكسائي ويحيى الجعفي عن أبي بكر، وقرأت أنا في رواية الكسائي عنه بالرفع «2»، قال «3»: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الكسائي عنه بالجزم «4». حرف: قرأ عاصم في غير رواية الأعشى وابن جبير عن أبي بكر ورواية هبيرة وابن شاهي عن حفص وابن عامر وحمزة يحسبهم [273] وتحسبونه «5» [النور: 15] فلا تحسبنّهم «6» [آل عمران: 188] ولا يحسبنّ [آل عمران: 180] [191/ م] ويحسبه «7» [النور: 39] ولا تحسبنّ [آل عمران: 169] ويحسب [الهمزة: 3] وما كان مثله إذا كان مستقبلا بفتح السين حيث وقع، وكذلك روى التيمي عن الأعشى عن أبي بكر «8»، واختلف عن الخياط «9» عن الشموني عنه في
حرف:
ذلك، فروى ابن شنبوذ والنقّاش وحمّاد بن أحمد «1» ومحمد بن أبي أميّة «2» ومحمد بن الضحّاك «3» وأحمد ابن سعيد عنه عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر أنه كسر السين في جميع القرآن، وبذلك [143/ ت] قرأت على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الأعشى، وروى الحسن النقار عنه عن الشموني أنه فتح السين في كل القرآن، وبذلك قرأت من طريقه، ومن طريق ابن غالب عن الأعشى. حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر عن الحسن بن داود «4» عن الخياط عن الشموني أنه فتح السين في كل القرآن. وحدّثنا أبو الفتح شيخنا، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا الحسن بن داود، قال: قال لي القاسم بن أحمد، قال لي محمد بن حبيب، قال لي أبو يوسف الأعشى، قال لي أبو بكر ابن عيّاش: أنا أدخلت هذه الحروف من قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه- يعني في قراءة عاصم-. حرف: في البقرة [279] فأذنوا بألف مقصورة، وفي المائدة [6] وأرجلكم بنصب اللام، وفيها من الذين استحق [107] بفتح التاء والحاء الأوليان اثنان، وفيها هل تستطيع «5» بالتاء، وربك [112] بالنصب، وفي الأنعام [33] فإنهم لا يكذبونك خفيف الذال ساكن الكاف، وفيها [159] فارقوا دينهم بألف، وفي بني إسرائيل [102] لقد علمت بضمّ التاء، وفي الكهف [102] أفحسب الذين ساكن السين مضموم الباء، وفي الأنبياء [95] وحرام على قرية- يعني بألف-، وفي التحريم [3] عرف بعضه خفيف الراء
ويحسب [الهمزة: 3] ويحسبون [الأعراف: 30] كل شيء في القرآن بكسر السين في الاستقبال، فذلك ثلاثة عشر حرفا، وتابع الشموني على روايته في هذا الحرف على الأعشى عن أبي بكر محمد بن يونس «1» عن علي بن الحسن «2» عن ابن غالب عنه، إلا أنه قال فارقوا بألف التي في الروم [32]، وزاد حرفا انفرد به، وهو قوله في سبحان [90] حتى تفجر بالتشديد، قال لي أبو «3» الفتح: كان ابن غالب يعد هذه الحروف على القارئ، ولا يأخذ بها في التلاوة «4». وقال هبيرة عن حفص: كان فتح ثم رجع، فكان يكسر السين. وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد، قال هبيرة عن حفص نفسه أنه كان يفتح ثم رجع، فكان يكسر السين «5»، وبذلك قرأت في روايته من الطريقين: طريق
حرف:
الخزاز «1» وحسنون، وبذلك قرأ الباقون. حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة فأذنوا بحرب [279] بالمدّ وكسر الذال «2». وروى ابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر بالقصر «3» وفتح الذال. ونا محمد بن أحمد قال: أنا ابن مجاهد، قال: حدّثني وهب بن عبد الله المروذي، قال: نا الحسن بن المبارك الأنماطي عن أبي حفص عمرو بن الصباح عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يقرؤها فآذنوا وفأذنوا ممدودا ومقصورا «4»، وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل وحفص بالقصر وفتح الذال. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل لا تظلمون [279] بضمّ التاء وفتح اللام ولا تظلمون بفتح التاء وكسر اللام، وقرأ الباقون بفتح التاء وكسر اللام في الأول وضمّ التاء وفتح اللام في الثاني «5». حرف: وكلهم قرأ فنظرة [280] بفتح النون وكسر الظاء إلا ما رواه ابن جبير عن أبي حمّاد عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ فنظرة بضمّ النون وبنصب التاء «6»، ولم يذكر الظاء، وعليها في كتابي علامة السكون، ولا يكون غير ذلك. وقال ابن جامع عن أبي حمّاد عن أبي بكر بكسر الظاء لم يذكر النون، وأحسب ما رواه ابن جبير وهما. حرف: قرأ نافع إلى ميسرة [280] بضمّ السين، وقرأ الباقون بفتحها «7».
حرف:
حرف: قرأ عاصم وأبو عمرو في رواية عبد الوارث وأن تصدّقوا [280] بتخفيف الصاد، وكذلك روى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة، [وخالف سائر أصحاب سليم، فرواها مشدّدة] «1». وقرأ الباقون بتشديدها «2». حرف: قرأ أبو عمرو ترجعون فيه إلى الله [281] بفتح التاء وكسر الجيم، وقرأ الباقون بضمّ التاء وفتح الجيم، وكذلك روى أبو معمر عن «3» عبد الوارث عن أبي عمرو «4». حرف: وروى ابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل من قراءتي، والعثماني عن قالون، وأبو عون عن الحلواني عنه، وقتيبة عن الكسائي [144/ ت] أن يملّ هو [282] بإسكان الهاء، نا الباقون بضمّها، وقد ذكر «5». حرف: قرأ حمزة إن تضلّ [282] بكسر الهمزة من «أن» على الجزاء فتذكر برفع الراء. وقرأ الباقون بفتح الهمزة ونصب الراء. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي، قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين «6» عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ أن تضلّ بنصب الألف، فتذكر رفع. قال أبو هشام: وأظنه وهما من حسين، وكذلك روى خلّاد عن حسين [192/ م] وهو وهم لا شك فيه. وأسكن ابن كثير وأبو عمرو والكسائي في رواية قتيبة الذال، وخفّفوا الكاف من فتذكر [282] وفتح الباقون الذال وشدّدوا الكاف، وكذلك روى غير قتيبة عن الكسائي «7».
حرف:
حرف: قرأ عاصم في غير رواية إسحاق الأزرق عن أبي بكر عنه تجارة حاضرة [282] بالنصب فيهما، وكذلك روى يونس عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة. حدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي: ح. ونا أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة تجارة حاضرة [282] وقرأهما الباقون بالرفع، وكذلك روى سائر أصحاب سليم عنه عن حمزة وداود عن ابن كيسة عنه. وقال الأزرق عن أبي بكر عن عاصم تجارة حاضرة برفع التنوين خالف الجماعة عنه «1». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو فرهن مقبوضة [283] بضم الراء والهاء من غير ألف. وروى عبد الوارث من قراءتي وعبيد بن عقيل «2» عن أبي عمرو، ومطرف النهدي «3» عن ابن كثير بإسكان الهاء. وقرأ الباقون بكسر الراء وفتح الهاء وألف بعدها. حرف: وكلهم قرأ الذي اؤتمن [283] بهمزة ساكنة بعد كسرة ذال الذي، إلا ما رواه ورش عن نافع، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وما قرأ به أبو عمرو «4» إذا أدرج القراءة، أو قرأ في الصلاة من إبدال تلك الهمزة ياء ساكنة، وقد جاءت عن أصحابهم في ذلك تراجم لا تتحقّق وروايات لا تصحّ، وأنا أوردها كما جاءت في الأصول وأبين موضع الخطأ فيها إن شاء الله تعالى «5». فأما نافع فقال إسماعيل النحّاس في كتاب اللفظ «6» عن أصحابه عن ورش عنه
الذي اؤتمن مخفوضة «1» الألف في الإدراج والألف في هذه الكلمة [ألف] «2» الوصل التي في أولها، وهي لا تثبت همزة محقّقة «3» في حال الإدراج من حيث كانت مجتلبة للابتداء لساكن؛ [إذ] «4» لم يمكن النطق به أولا، والساكن في حال الإدراج بما يتصل به من الحركات مستغن عنها، وإذا أثبت في حال الابتداء، فهذه الكلمة ضمّت لا غير كما تضم في نحو ابتلى [الأحزاب: 11]، واستهزىء [الأنعام: 10] وشبهه من الأفعال التي لم يسمّ فاعلها، فالذي حكاه إسماعيل من إثباتها في حال الوصل وكسرها فيه لا يجوز بوجه. وأما ابن كثير فقال الخزاعي عن أصحابه عنه الذي اؤتمن بالخفض في الوصل. يريد أن الهمزة مكسورة وكسرها غير جائز؛ لأنها فاء من الفعل، وقد اجتلب لها همزة الوصل، ولا يجتلب لمتحرّك البتّة، فدلّ ذلك على سكونها لا غير. وقال أبو ربيعة عن صاحبيه وابن مخلد عن البزّي اؤتمن مثبتة «5» الواو مهموزة، وهذا لا يصحّ من جهتين: إحداهما: أنهما إن كانا أرادا بقولهما مثبتة الواو مهموزة في حال الوصل، فلا واو فيها في الوصل، وإنما «6» فيه همزة ساكنة لمن حقّق وياء ساكنة لمن خفّف، وإن كانا أرادا بها مثبتة الواو مهموزة في حال الابتداء، فالهمزة والواو لا يجتمعان في هذه الكلمة بحال؛ لأن الهمزة في الوصل هي الواو التي في الابتداء والواو التي في الابتداء هي الهمزة التي في الوصل، فأنى يجتمعان؟ اللهمّ إلا أن يريدا بقولهما مهموزة: أن ألف الوصل يبتدأ بها همزة مضمومة والواو «7» بعدها ساكنة؛ لأنها «8» تنقلب عن الهمزة الساكنة حينئذ، فإن ذلك ما لا يكون في حال الابتداء غيره.
وأمّا أبو عمرو فقال أبو عبد الرحمن عن أبيه عنه الذي اؤتمن موضع الألف مشمّ رفعا. قال: وكذلك للملائكة اسجدوا [34] ويا قوم اذكروا [المائدة: 20] ولقد استهزىء [145/ ت] [الأنعام: 10] ولكن انظر [الأعراف: 143] وما أشبهه، وهذا ما لا وجه له؛ لأن الألف تسقط في اللفظ، فتتصل كسرة «1» الحرف الذي قبلها بالساكن الذي بعدها من غير فرجة بينهما، فكيف تشمّ الرفع، وهي معدومة في اللفظ في تلك الحال «2». وأما ابن عامر فإن الحلواني روى عن هشام بإسناده عنه الذي اؤتمن [283] بكسر الهمز، وقد بيّنّا أن ذلك لا يجوز، وقال التّائب «3» عن الأخفش عن ابن ذكوان: الذي اؤتمن بتمكين الياء وكسر الهمزة في الوصل. وكسر الهمزة باطل لما قلناه، وتمكين الياء قبلها محال؛ إذ قد ذهبت من اللفظ في حال الاتصال لأجل سكونها، وسكون الهمزة بعدها كذهاب الألف والواو في نحو لقاءنا ائت [يونس: 15] وإلا أن قالوا ائتوا [الجاثية: 25] فيه كذلك، وكيف تمكن وهي غير ملفوظ بها، هذا من المحال الذي لا خفاء به. وقد روى الداجوني أداء عن أصحابه عن ابن ذكوان وهشام بإشمام الهمزة رفعا خفيفا، وقد أفصحنا عن خطأ ذلك. وأمّا عاصم فروى خلف عن يحيى عن أبي بكر عنه الذي اؤتمن بكسر الهمزة، ويختلسها ويوقفها، فأجرى على الهمزة ثلاثة أحكام كلها باطل؛ لأن كسر فاء الفعل من افتعل لا يجوز بوجه إذ لو تحرّكت لم يحتج قبلها إلى ألف يقي «4» سكونها، وكذا اختلاسها أيضا غير جائز؛ لأن المختلس بمنزلة المتحرّك [193/ م] ثم نقض ذلك بقوله ويوقفها؛ لأنها إذا كانت موقفة بطل كسرها وبطل اختلاسها. وروى الوكيعي وعبد الله بن شاكر وحسين العجلي وموسى بن حزام عن يحيى بهمزة وبرفع الألف، وهذا خطأ؛ لأن الهمزة إذا ثبتت «5» عدمت الألف قبلها وبعدها، وإنما قبلها
الذال مكسورة قد سقطت الياء قبلها للساكنين، واتصلت الذال بالهمزة واتصلت الهمزة بالتاء المضمومة، فأيّ ألف هناك؟ وروى ابن أبي أميّة عن أبي بكر يهمزها ويرفع الألف، وهمزها ورفع الألف لا يجتمعان معا لا في وصل ولا في ابتداء لما ذكرناه. وروى أبو هشام عن يحيى الذي اؤتمن بمنزلة آعتمره. وهذا القول صحيح إن كان مثل الهمزة بالعين في حال السكون. وروى ابن جبير عن أبي بكر بكسر الهمزة في الوصل. وروى أحمد بن سهل الأشناني عن أصحابه عن حفص عن عاصم الذي اؤتمن برفع الألف مهموز موصول، وهذا القول ينفي بعضه بعضا؛ لأن قوله مرفوع الألف خطأ؛ إذ الألف في هذه الكلمة في حال الوصل. وقوله: مهموز يدلّ على أنه إذا وصل همزه همزة ساكنة. وقوله: موصول يدلّ على أن الألف قبل الهمزة. وروى ابن اليتيم عن عمرو عن حفص الذي اؤتمن برفع الواو بهمز، وهذا باطل؛ لأن الواو هي الهمزة، والهمزة هي الواو؛ لأنها تقلب في حال الابتداء واوا ساكنة لانضمام همزة الوصل قبلها حينئذ، وهي في الوصل همزة ساكنة راجعة إلى أصلها. وقال أبو بكر الوليّ «1» عن أحمد بن حميد «2» عن عمرو «3» عن حفص بكسر الهمزة، وعن الأشناني عن أصحابه عنه بضمها، والكسر والضم خطأ لما بيّنّاه. وقال «4»: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن يحيى عن أبي بكر، وعن حفص «5» عن عاصم الذي اؤتمن يهمز ويرفع الألف، ويشير إلى الهمزة بالضم «6»،
وهذا كله خطأ؛ وذلك أن الجمع بين همزة فاء الفعل المرسومة واوا «1»، وبين همزة الوصل المرسومة ألفا في أي حال كان من الوصل، والابتداء ممتنع بإجماع، فمتى ثبتت «2» إحداهما حذفت الأخرى، وكذا الإشارة إلى همزة فاء الفعل بالضم ممتنع «3» نصّا لخلوص سكونها. وأما حمزة فقال أبو هشام وابن الجهم عن خلف وابن واصل عن ابن سعدان عن سليم عنه: يشمّ الهمزة الرفع «4». وقال أبو عمر «5» عن سليم عنه: الألف مرفوعة وبعدها الهمزة. وقال الحلواني عن خلف، وخلاد عن سليم عنه برفع الهمزة «6». وأما الكسائي، فقال قتيبة عنه الذي اؤتمن [283] يشير [146/ ت] إلى الكسر. وقال أبو عمر «7» في (كتاب الاختلاف بين حمزة والكسائي) «8»: حمزة يرفع الهمزة والكسائي يكسرها «9». ونا عبد الرحمن بن عمر الشاهد، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا «10» أبو عمر عن الكسائي أنه قال: الذي اؤتمن بكسر الألف وبهمزة، وإشمام فاء الفعل في ذلك ورفعها وكسرها. وكسر ألف الوصل ورفعها غير جائز لما شرحناه قبل، وأحسب الذين ترجموا عنهما بالكسر ظنوهما مكسورتين لمّا انكسرت الذال قبلهما. وكذلك الذين ترجموا عنهما بالضم توهموهما مضمومتين لما انضمّت التاء بعدهما، وذلك ما لا يجوز بوجه.
حرف:
قال أبو عمرو: وكلهم «1» إذا فصل هذه الكلمة وشبهها عن الكلمة التي قبلها بالوقوف على تلك، والابتداء بهذه حقّق همزة الوصل وسهّل همزة الأصل الساكنة التي يحقّقها في حال الإدراج والاتصال، وأبدلها «2» بالحرف الذي منه حركة همزة الوصل، فإن كانت حركتها ضمّا أبدلها واوا ساكنة، نحو اوتمن، وإن كانت كسرا «3» أبدلها ياء ساكنة، نحو ايذن لي [التوبة: 49] ايت بقرآن [يونس: 15] وشبهه، كراهة للجمع بين همزتين في كلمة الثانية منهما «4» ساكنة؛ إذ الجمع بينهما على تلك الحال خروج عن المتعارف من كلام العرب، على أن الكسائي رحمه الله على جلالته وإمامته واتّساع معرفته بتصاريف وجوه العربية، واختلاف اللغات قد أجاز ذلك وسوّغه للمبتدئ بذلك، فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا محمد بن القاسم الأنباري «5»، قال: نا إدريس بن عبد الكريم، قال: نا خلف بن هشام عن الكسائي أنه جائز للمبتدئ أن يقول: ائت بقرآن بهمزتين. وقال سورة عنه: إن شئت بهمزة واحدة وإن شئت بهمزتين. قال محمد بن القاسم: هذا قبيح؛ لأن العرب لا تجمع بين همزتين الثانية منهما ساكنة «6»، والقول في ذلك ما قاله محمد بن القاسم، وعليه عامّة أهل الأداء، والذي أجازه الكسائي صحيح مقبول إذ لا يكون إلا عند أخذ وسماع وبالله التوفيق. حرف: قرأ عاصم وابن عامر فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء [284] برفع الفعلين، وقرأ الباقون بجزمهما «7» «8»، والإظهار والإدغام مذكور قبل «9».
حرف:
[194/ م] حرف: قرأ حمزة والكسائي وكتابه ورسله [285] بالألف على التوحيد، وقرأ الباقون بغير ألف على الجمع «1»، والذي في النساء [136] بغير ألف على الجمع لذكر جماعة الكتب قبله. حرف: في هذه السورة من ياءات الإضافة المختلف في فتحهنّ وإسكانهنّ إحدى عشرة ياء: إحداهن إني أعلم ما لا تعلمون [30] وإني أعلم غيب السموات والأرض [33] فتحهما الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار، وأسكنهما الباقون «2» نعمتي التي أنعمت [40 و 47 و 122] في الثلاثة المواضع أسكنهنّ «3» حمزة و «4» عاصم في رواية المفضل، وفتحهنّ الباقون «5»، عهدي الظالمين [124] أسكنها حمزة وعاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة عنه وفتحها الباقون، وكذلك قرأت في رواية هبيرة عن حفص، وقال هبيرة في كتابه: قرأت على أبي عمر ببغداد ساكنة «6» الياء، وقرأت عليه بمكة آخر قراءتي بنصب الياء «7». وروى الحسن بن المبارك عن عمرو «8» بن الصباح، قال: نا سهل أبو عمرو البصري «9» عن أبي عمر عن عاصم أنه كان يجزم الياء وينصبها، فكان أكثر قراءته الجزم، وروى حسين المروذي والمفضل وابن شاهي عن حفص عن عاصم بفتح الياء «10» بيتي للطائفين [125] فتحها نافع وعاصم في رواية حفص، وابن عامر في رواية هشام، وأسكنها الباقون. وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع وأبو
حرف:
عبيد عن إسماعيل عنه، ونصّ عليها إسماعيل في كتابه «1» بالفتح، وكذلك روى الجماعة أيضا عن أبي بكر، وخالفهم محمد بن الجنيد، فروى عن الأعشى وعن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم أنه فتحها. وروى الشموني والتيمي وابن غالب عن الأعشى وابن جامع عن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم [147/ ت] أنه أسكنها «2» فاذكروني أذكركم [152] فتحها ابن كثير وأسكنها الباقون «3». وليؤمنوا بي «4» [186] فتحها نافع في رواية ورش، وكذلك روى محمد بن خالد العثماني عن قالون. وأسكنها الباقون ونافع من غير الطريقين المذكورين «5». مني إلا من اغترف [249] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون «6». ربي الذي يحيي ويميت [258] أسكنها حمزة وفتحها الباقون «7»، وقد تقدم الاختلاف عن ورش عن نافع في فتح ياء هداي [38] وإسكانها «8»، فأغنى ذلك عن الإعادة. حرف: وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثلاث ياءات: الدّاع إذا دعان [186] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وورش وأبو عمرو، واختلف عن المسيّبي وقالون «9»، فروى ابن المسيّبي وابن سعدان والأنصاري وحمّاد عن المسيّبي عن نافع دعوة الداع لا يبين الياء في قراءتها، وليست مكتوبة، ولم يذكروا إذا دعان وذكرها ابن سعدان عنه، فقال بغير ياء في وصل ولا وقف. وروى ابن جبير عنه وعن الكسائي عن إسماعيل عن نافع يثبت الياء في الداع
وفي دعان في الوصل ويطرحها إذا وقف. وكذلك روى ابن ذكوان عن المسيّبي، وروى أحمد بن صالح عن قالون أنه يسقط الياء منها. وكذلك روى عنه القاضي وأبو نشيط والشحام فيما قرأته. وحدّثني عبد الله بن محمد، قال: نا عبيد الله «1» بن أحمد عن قراءته على أبي الحسن أحمد بن بويان عن أبي حسّان عن أبي نشيط عن قالون الدّاع يصل بالياء إذا دعان بغير ياء، وقال عنه القاضي في كتابه والقطري «2» والمدني والكسائي الدّاع لا يبيّن الياء في قراءتها، وزاد الكسائي من ثلاثتهم «3» إذا دعان لا يبين الياء في قراءتها، وليست مكتوبة. وفي كتابي عن محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن القاضي عن قالون يصل الدّاع بياء «4»، وذلك غلط؛ لأن القاضي نصّ عليها في كتابه بغير ياء. ونا محمد بن علي، قال: نا «5» ابن مجاهد عن أصحابه عن الحلواني عن قالون بحذف الياء فيهما في الحالين «6». وحدّثني عبد الله بن محمد، قال: نا عبيد «7» الله بن أحمد قال: نا أحمد بن عثمان، قال: نا «8» الحسن بن علي بن الهذيل، قال: نا «9» أبو عون، قال: نا «10»
الحلواني عن قالون عن نافع الدّاع بغير ياء إذا دعان [186] بياء، وكذا أقرأني ذلك فارس بن أحمد في رواية أبي عون عن الحلواني عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أبي الحسن بن حمدون «1»، وأبي محمد بن صالح «2»، كلاهما عن أبي عون عنه. وروى العثماني عن قالون الدّاع ودعان جميعا بياء في الوصل. وروى أبو سليمان عنه بغير ياء في الحالين، وبذلك قرأت لقالون من جميع الطرق. وروى ابن شنبوذ أداء عن النحاس عن الأزرق عن ورش إذا دعان بغير ياء، وهو غلط منه. وحذفها الباقون في الحالين. واتّقون يا أولي الألباب [197] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وفي رواية العثماني عن قالون «3»، وحكى أبو عبد الرحمن عن أبيه عن أبي عمرو أنه قال: لا أبالي كيف قرأتها في الوصل بالحذف أو بالإدغام؛ لأن من الناس من يجعلها رأس آية، ومنهم من لا يجعلها [195/ م] رأس آية، وهذا القول لا يصحّ عندي عن أبي عمرو لانعقاد الإجماع من أئمة الأمصار من العادين وغيرهم على أن واتقون «4» هاهنا ليس برأس آية، وإنما اختلف العادون في قوله: يا أولي الألباب خاصة، وإذا كان كذلك، فسبيله أن يجري على أصله فيما كان من الباب حشوا، فيصله بياء ويقف عليه بغير ياء. وقال قتيبة عن الكسائي واتقون يشمّها الياء «5» في الإدراج. وروى ابن شنبوذ عن قنبل الداعي إذا دعاني واتقون «6» بياء في الوصل والوقف [148/ ت]، ولم يرو ذلك عن قنبل أحد غيره وهو وهم، وحذفها الباقون في الحالين.
الجزء الثالث
الجزء الثالث [تتمة باب ذكر الحروف المتفرقة واختلافهم فيها سورة سورة من أول القرآن إلى آخره] ذكر اختلافهم في سورة آل عمران حرف: قرأ كلهم ألم الله [1 - 2] بفتح الميم في الوصل، ووصلها باللام المدغمة، وإسقاط الألف من اسم الله تعالى من اللفظ إلا ما اختلف فيه عن أبي بكر عن عاصم «1»، فروى عنه الأعشى وابن أبي حمّاد وابن أبي أمية وابن عطارد «2» والبرجمي أنه قرأ ألم الله بإسكان الميم سكنة بطيئة على أصله. حدّثنا محمد بن علي، قال: نا «3» ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق «4» قال: نا أبو هشام، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى قرأها على أبي بكر ألم ثم قطع، فقال: الله بالهمزة «5» «6». حدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني أحمد بن محمد بن صدقة، قال: نا «7» أبو الأسباط «8»، قال: نا عبد الرحمن بن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ ألم الله بتسكين الميم وقطع الألف «9».
نا محمد قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الجهم عن ابن أبي أمية عن أبي بكر عن عاصم ألم الله جزم «1». حدّثنا محمد بن يزيد بن رفاعة، قال: حدّثني يحيى عن أبي بكر عن عاصم [أنه قرأ ألم ثم قطع فابتدأ الله ثم شك فيها، قال يحيى: وآخر ما حفظت عنه مثل حمزة. وروى حسين الجعفي عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم] ألم الله جزم الميم وابتدأ، قال: ثم رأيته بعد شكّ فيها، قال يحيى: آخر ما حفظت عنه أنه وصلها، فقال: ألم الله [1، 2] حرّك الميم بالنصب حين وصلها. وروى ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر كان يقطع ثم شك فيها. قال: وآخر ما حفظت عنه وصلها، وروى موسى بن حزام عن يحيى عنه ألم الله حرّك الميم بالنصب، قال أبو عمرو: لأجل ما شكّ فيها أبو بكر لم يذكرها الكسائي، ولا ذكر أيضا عنه الحرف الذي في الأنعام [109]، وهو قوله: وما يشعركم أنها، ولا الحرف الذي في الأعراف [165]، وهو قوله: بعذاب «2» بئيس، ولا الحرف الذي في المجادلة [11] وهو قوله: واذا قيل انشزوا فانشزوا؛ لأن الأربعة الأحرف شك فيها أبو بكر، ولم تكن من روايتها عن عاصم على يقين، والكسائي مع حسن تعطيه ووفور معرفته لم يكن ليحيل إلى الناس عنه أنه قال: أنا أشك في كذا وكذا، فاكتبوا عنّي شكّي، وانقلوا ذلك عنّي مشكوكا، فترك لذلك هذه الحروف وأضرب عن ذكرها عنه. حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا محمد بن الحسين «3» القطّان «4»، قال: نا حسين بن الأسود، قال: حدّثني عروة بن محمد
الأسدي «1»، وكان قد قرأ على أبي بكر، قال: كان أبو أناس «2» الأسدي «3» يقطع أول آل عمران ألف لا ميم الله «4» قال: وكان أبو بكر بن عيّاش يصل مرة ويقطع مرة. 127 - حرف قرأ أبو عمرو والكسائي وابن عامر في رواية ابن ذكوان التوراة «5» «6» بإمالة فتحة الراء في جميع القرآن. وكذلك روى أبو شعيب القوّاس عن حفص عن عاصم، قال عنه التوراة بكسر الراء «7». واختلف في ذلك عن سليم، فروى الحلواني عن خلف وخلّاد عنه عن حمزة التوراة بكسر الراء وبالإمالة الخالصة قرأت لحمزة من جميع الطرق عن سليم على فارس بن أحمد عن قراءته على أبي الحسن المقرئ عن أصحابه، وروى ابن الجهم عن خلف عن سليم، قال: يجعل الكسرة في التوراة بين الكسر والتفخيم. وكذلك روى ابن سعدان «8» وأبو هشام وابن كيسة عن سليم، قال ابن كيسة عنه: لا قعر «9» ولا بطح «10». نا محمد بن علي عن ابن مجاهد «11» عن أصحابه عن سليم، وبذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين [عن أصحابه [149/ ت]، وعلى أبي الحسن عن قراءته أيضا، وبه كان يأخذ ابن مجاهد «12».
واختلف عن نافع أيضا، فروى ورش «1» عنه من غير رواية الأصبهاني عن قراءتي أيضا بين بين. وقال داود وعبد الصمد عنه في الاختلاف بين حمزة ونافع لا فتح شديد ولا بطح «2». وقال أحمد بن صالح عنه يبطح الراء. وقال أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود في مجرّدهم عنه كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ «3». وقال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن ورش بكسر الراء «4»، وروى الأصبهاني عنه فيما قرأت له بالفتح «5»، وقال ابن المسيبي عن أبيه بفتح، وقال ابن سعدان عنه: الراء مفتوحة [196/ م]، وكذلك روى ابن عبدوس وابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل، وقال أحمد بن صالح عن قالون التوراة الراء مقعورة. وقال الحلواني في حكاية الجمال عنه عن قالون بفتح الراء في كل القرآن. وقال أبو عون عن الحلواني عنه يفتح ولا يسرف وقياس رواية المدني عن قالون الفتح؛ لأنه قال عنه سكارى [الحج: 2] وتترا [المؤمنون: 44] بالفتح وهو قياس رواية أبي سليمان عنه «6»، وقرأت في رواية الأربعة عن نافع على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن ابن مجاهد وغيره بين الفتح والإمالة «7»، وكذلك قال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع ما خلا المسيّبي، فإنه حكى عنه الفتح «8»، وبذلك قرأت أيضا على أبي الحسن «9» في رواية قالون من طريق أبي نشيط والحلواني، وقرأت على أبي الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن
حرف:
المقرئ عن أصحابه في رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون بإخلاص الفتح، وبذلك قرأ الباقون كدأب آل فرعون [آل عمران: 11] ترك همزه حيث وقع أبو عمرو إذا أدرج القراءة «1» والأصبهاني عن ورش «2» والأعشى عن أبي بكر وهبيرة عن حفص «3» وحمزة إذا وقف «4» وقد ذكر قبل «5» «6». حرف: قرأ حمزة والكسائي ستغلبون وتحشرون «7» [12] بالياء فيهما. وقرأهما الباقون بالتاء «8». حرف: قرأ نافع ترونهم [13] بالتاء. وقرأ الباقون يرونهم بالياء، وروى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم بالتاء مثل نافع، وخالفه سائر أصحاب حفص، فرووا عنه بالياء «9». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وحماد وأبي بكر ورضوان من الله [15] ورضوانا [المائدة: 2] ورضوانه [المائدة: 16] بضم الراء في جميع القرآن، واستثنى المفضل وحمّاد من ذلك حرفا واحدا، وهو قوله في المائدة [16]: من اتّبع رضوانه فكسر الراء فيه، واختلف فيه عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي والأعشى ضمّ الراء كنظائره والله أعلم. قال ابن جامع وابن الجنيد عن ابن أبي حمّاد مرتفع الراء في كل القرآن فوافقهما. حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا ابن صدقة عن [أبي الأسباط] عن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم بضمّ الراء في كل القرآن «10». وقال أبو عبيد
حرف:
عن الكسائي عنه ورضوان بضمّ الراء ولم يستثن شيئا. وكذا قال يحيى الجعفي عنه، وقال ابن عطارد عنه ورضوان من الله برفع الراء، لم يذكر غيره. وروى البرجمي والعليمي وابن أبي أميّة وعبيد بن نعيم عنه كرواية حمّاد والمفضل. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال ابن الجهم عن ابن «1» أبي أمية عن أبي بكر عن عاصم ورضوان وو رضوانه بضم الراء في كل القرآن «2»، واختلف أصحاب يحيى بن آدم عنه، فقال خلف ومحمد بن المنذر عنه برفع الراء في كل القرآن، فوافقا رواية الكسائي والأعشى وابن أبي حمّاد والجعفي. وقال أبو هشام وضرار بن «3» صرد عنه عن أبي بكر برفع الراء في كل القرآن إلا حرفا واحدا في المائدة من اتّبع رضوانه بكسر الراء. وحده «4» [150/ ت]. وقال موسى بن حزام «5» وحسين بن «6» العجلي عنه ورضوان من الله برفع الراء، وقالا في المائدة [2] من ربّهم ورضوانا مثله لم يذكرا «7» غير ذلك «8»، وبما «9» رواه هشام وضرار عنه قرأت في روايته من طريق الصريفيني وغيره، وبذلك آخذ. وقرأ الباقون بكسر الراء في جميع القرآن. حرف: قرأ الكسائي أن الدين عند الله [19] بفتح الهمزة. وقرأ الباقون بكسرها «10».
حرف:
حرف: قرأ حمزة ونصير «1» عن الكسائي بخلاف عنه ويقاتلون الذين يأمرون [21] بضم الياء وفتح القاف وألف بعدها وكسر التاء. وروى ذلك عن نصير محمد بن عيسى «2» وعلي بن أبي نصر «3»، وقرأت في روايته «4» بالوجهين، وكذلك روى سورة عن الكسائي أنه قرأ ذلك بالوجهين بألف وبغير ألف. ونا الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عن نصير عن الكسائي بالألف مثل حمزة، وكذلك روى أحمد بن واصل عن الكسائي، وقرأ الباقون والكسائي في غير رواية نصير ويقتلون بفتح الياء وإسكان القاف وضمّ التاء من غير ألف «5». حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي الحيّ من الميت [27] والميت من الحيّ [27] ولبلد «6» ميت [الأعراف: 57] وإلى بلد ميت [فاطر: 9] بتشديد الياء في جميع القرآن «7». وكذلك روى يحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم لم يروه غيره. وقرأ الباقون بإسكانها «8». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل منهم تقيّة [28] بفتح التاء وكسر القاف وتخفيفها وياء مفتوحة بعدها مشددة. وقرأ الباقون بضم التاء «9» وفتح القاف وألف في
اللفظ بعدها «1»، وأمال فتحة القاف هاهنا إمالة خالصة حمزة والكسائي «2». وروى ذلك عن سليم عن حمزة نصّا أبو عمرو وابن سعدان وأبو هشام وإدريس والحلواني عن خلف والخنيسي والحلواني عن خلاد عنه، ولم يذكر واحد من هؤلاء حقّ تقاته [102] بعد المائة، وذكره «3» [197/ م] ابن جعفر «4» عنه عن حمزة، فقال مفخم وبذلك قرأت، ولم يمله غير الكسائي وحده «5». وروى ابن الجهم عن خلف، قال: كنت قرأت على سليم أول ما قرأت عليه، فأخذ علي منهم تقاة [28] بين الكسر والتفخيم، ثم ردني عنه بعد في القراءة الثانية، فقال اكسر فكسرت القاف، ولم يذكر الحرف الثاني أيضا. وقال إدريس عن خلف عن سليم بكسر القاف والألف من قوله: تقاة كسرا شديدا. وقال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن حمزة أنه أمال منهم تقاة إشماما من غير مبالغة «6». وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا سليم عن حمزة منهم تقاة مكسورة، وترجم عن هذا الحرف أصحاب أبي بكر تراجم متقاربة كلها تدلّ «7» على التفخيم. وقال عبيد بن نعيم عن أبي بكر عن عاصم تقاة شبّه الألف، وكذا قال عيّاش بن محمد عن أبي عمر عن الكسائي عنه عن عاصم، وذلك يدل على الإمالة اليسيرة. وقال ابن فرح عن أبي عمر عن الكسائي عنه مفتوحة القاف، وقال أبو عبيد عن الكسائي عنه بالتفخيم، وقال ابن جبير عنه عن أبي بكر ويحيى بن آدم عنه؛ لأنهم قالوا: تقاة بالألف، وقال بعضهم: لا يكسر القاف.
حرف:
حدّثنا عبد العزيز بن أبي غسان «1» قال: نا أبو طاهر عن أصحاب نافع، فقال ابن المسيّبي عن أبيه عنه القاف مفتوحة، وهي بألف يعني في القراءة، قال خلف عن المسيّبي يفتح ويشمّ الكسر قليلا، وقال ابن سعدان عنه بألف، وقال القاضي والمدني والقطري والكسائي عن قالون: القاف مفتوحة وبعد القاف ألف في القراءة، وقال الحلواني عنه: مفتوحة، وقال أبو عمر «2» والهاشمي عن إسماعيل بألف، وقال أبو عبيد عنه بالتفخيم، وقال الكسائي [151/ ت] عنه مشمّة «3» الألف، وقال: أنا أحمد بن محمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بين الفتح والكسر «4». واختلف أصحاب اليزيدي، فقال ابن واصل عنه: القاف بين الفتح والكسر، وقال أبو عبد الرحمن وأبو حمدون، عنه: القاف في الحرفين مفتوحة، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء عنه، وهو قياس مذهب أبي عمرو المجمع عليه، وقال ابن المعلى عن ابن ذكوان منهم تقاة [28] وحقّ تقاته [102] بفتح القاف. حرف: قرأ ابن عامر في غير رواية ابن بكّار وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد بما وضعت [36] بإسكان العين وضمّ التاء، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتح العين وإسكان التاء، وكذلك روى أبو زيد عن المفضل عن عاصم وابن بكار عن ابن عامر «5». حرف: قرأ الكوفيون وكفّلها [آل عمران: 37] بتشديد الفاء، وقرأ الباقون بتخفيفها «6». حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وكفّلها زكريا [37] بالمدّ ونصب الهمزة بوقوع الفعل، وقرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي بالقصر من غير همز ولا بيان إعراب، وكذا قصروا زكريا [37] ولم يعربوه ولا همزوه في جميع
حرف:
القرآن، جعلوه كموسى [البقرة: 51] وعيسى [البقرة: 87] ويحيى [آل عمران: 39]. وروى المفضل عن عاصم فيما قرأته بقصر الاسم الأول من هذه السورة، والأول من سورة مريم، وهما قوله وكفلها زكريا [37] وعبده زكريا [مريم: 2] وما عداهما بالمدّ والهمز وبيان الإعراب، وبذلك قرأ الباقون في جميع القرآن، وقفوا الاسم الأول من هذه السورة بفعله «1». وروى ابن مجاهد والنقّاش عن أصحابهما عن المفضل عن عاصم بقصر زكريا في جميع القرآن مثل ما يرويه حفص عنه. حرف: قرأ حمزة والكسائي فناداه الملائكة [39] بألف ممالة بعد الدال، وقرأ الباقون بتاء ساكنة بعدها «2». حرف: قرأ ابن عامر وحمزة إن الله يبشّرك بيحيى [39] بكسر الهمزة. وقرأ الباقون بفتحها «3». حرف: قرأ حمزة والكسائي يبشرك في الموضعين هاهنا [39، 45]، ويبشر المؤمنين في أول سبحان [9] والكهف [2] بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين «4» وتخفيفها في الأربعة، وقرأ حمزة وحده يبشر «5» [21] في التوبة، وإنا نبشرك [53] في الحجر وإنا نبشرك «6» [7] ولنبشر به المتقين في مريم [97] بتلك الترجمة في الأربعة أيضا. وقرأ الباقون في الثمانية بضمّ أول الفعل وفتح الباء وكسر الشين وتشديدها «7»، ويأتي الاختلاف في الموضع الذي في الشورى [23] هناك إن شاء الله تعالى. ولا خلاف في التشديد في الثلاثة المواضع التي في الحجر، وهي أبشر تموني [54] وفبم تبشّرون [54] قالوا بشّرناك [55].
حرف:
كن فيكون [البقرة: 117] مذكور قبل «1». حرف: وكلهم قرأ فيكون «2» طيرا [49] برفع النون إلا ما حدّثناه طاهر بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: أنا «3» أحمد بن أنس ح، وحدّثنا محمد ابن علي قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني أحمد بن بكر «4» ح ونا عبد العزيز بن محمد، قال عبد الواحد بن عمر، قال: حدثني «5» ابن أبي حسان. ح وأخبرنا أحمد بن عمر، قال: نا «6» أحمد بن سليمان قال: نا «7» [198/ م] محمد بن محمد قالوا: أنا هشام، قال: كان أيوب القارئ يقول: فيكون طيرا [49] ثم صار يقول فيكون بالرفع لفظ الحديث لابن أنس والمعنى واحد. حرف: قرأ نافع وعاصم ويعلمه الكتاب [48] بالياء. وقرأ الباقون بالنون «8». حرف: قرأ نافع «9» إني أخلق لكم [آل عمران: 49] بكسر الهمزة. وروى الحلواني في «جامعه» «10» عن قالوا وابن جبير في «مختصره» «11» عن أصحابه عن نافع بفتح الألف وهو خطأ منهما؛ لأن جميع الرّواة وعامّة أهل الأداء فيهما على خلاف ما حكياه هناك «12» [152/ ت]، وقرأ الباقون بفتح الهمزة «13». حرف: قرأ نافع فيكون طيرا [49] هنا، وفي المائدة [110] بألف بعدها همزة مكسورة على التوحيد. وروى ابن جبير عن رجاله عنه هنا طائرا بألف هنا وهناك
حرف:
طيرا بغير ألف لم يروه غيره. وقرأ الباقون بإسكان الياء من غير ألف ولا همز على الجمع في الموضعين «1». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص فيوفّيهم أجورهم [57] بالياء وقرأ الباقون بالنون «2». حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر ها أنتم [66] بالمدّ والهمز في جميع القرآن واختلف «3» عن الباقين، وهما الحرميان وأبو عمرو في المدّ والقصر والهمز وتركه، فأما ابن كثير فروى ابن مجاهد عن قنبل هأنتم بهمزة بين الهاء والنون من غير ألف قبلها و «4» كذا قرأت من طريقه، وكذا قال: أنا محمد بن علي عنه أنه قرأ على قنبل «5»، وكذلك روى الحلواني عن القوّاس، وروى سائر الرواة عن قنبل وأبي ربيعة وابن الصباح وابن بويان وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق والبزّي وابن فليح عن أصحابهما بالمدّ والهمز «6»، وقال الخزاعي عن أصحابه ها أنتم ممدودة مهموزة في كل القرآن. قال أبو عمرو: والمدّ في رواية هؤلاء الثلاثة عن ابن كثير لا يكون مشبعا، إنما هو على مقدار صيغة الألف من غير زيادة؛ لأن من قولهم قصر المدّ في المنفصل، وأما «7» نافع فروى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش عنه هأنتم بهمزة مخففة «8» بعد الهاء من غير ألف قبلها مثل ما يرويه ابن مجاهد عن قنبل «9» والحلواني عن
القوّاس، وبذلك قرأت من طريقه. وقال في كتابه مهموزة غير ممدودة. وروى ابن جبير عن أصحابه عنه بمدّة بعدها همزة مثل حمزة، ولم يأت بالهمز عن نافع غيرهما «1»، واختلف الرواة عنه بعد في المدّ والقصر، فقال أحمد بن صالح عن ورش «2»: ممدودة غير مهموزة، وقال أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عنه: ها ءنتم يسهّلها على مذاق الهمز لو كان فيها. وقال داود عنه في الاختلاف بين نافع وحمزة: غير مهموزة، ولم يزد على ذلك. وقال إسماعيل النحاس في كتاب الأداء عن أبي يعقوب عن ورش «3»: هانتم ممدودة غير مهموزة ولا مقطوعة الألف، وكذلك يجعلها في اللفظ مدّتين. وقال عن عبد الصمد عنه يمدّها مدّا مختصرا «4»، ولم يذكرها يونس عن ورش. وقال ابن خيرون «5» عن أصحابه عنه: ممدودة غير مهموزة. وقال يحيى بن زكريا عن أصحابه عنه: غير ممدودة ولا مهموزة «6»، وقال أصحاب المسيّبي عنه: لا يمدّ حيث وقعت. وقال أبو عبيد وعن إسماعيل: غير مهموزة ولا ممدودة في جميع القرآن. وقال أحمد بن صالح عن قالون كما قال عن ورش: ممدودة غير مهموزة «7». وقال القاضي والمدني والقطري والكسائي والحلواني والعثماني وغيرهم عنه كقول المسيّبي: لا يمدّ ولا يهمز.
وأما أبو عمرو فقال أبو عبد الرحمن، وإبراهيم في حكاية العبّاس عنه، وأبو حمدون عن اليزيدي عنه: لا يمدّ ولا يهمز في كل القرآن، وكذا قال أبو عبيد عن شجاع عنه، زاد إبراهيم على معنى أنتم فصيرت الهمزة هاء «1»، وزاد أبو حمدون عن اليزيدي، قال «2»: قال أبو عمرو: وإنما هي أنتم ممدودة، فجعلوا مكان الهمزة هاء والعرب تفعل هذا «3». وقال إبراهيم في حكاية عبيد الله «4» عنه وإسحاق وإسماعيل وأبو جعفر واليزيديون وابن سعدان وابن شجاع وأبو عمر «5» وأبو خلاد وأبو شعيب: ممدودة غير مهموزة. وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع وأبي عمرو: ممدود غير مهموز استفهاما «6»، وبذلك قرأت في رواية شجاع وفي كل الطرق عن [153/ ت] اليزيدي «7». قال أبو عمرو: هذه الكلمة من أشكل حروف الاختلاف وأغمضها وأدقّها، وتحقيق المدّ والقصر اللذين ذكرهما الرواة عن الأئمة فيها حال تحقيق همزتها وتسهيلها لا يتحصل إلا بمعرفة الهاء التي في أولها هي للتنبيه أم مبدلة من همزة، فبحسب «8» ما يستقر عليه من ذلك في مذهب كل واحد من أئمة القراءة يقضي للمدّ والقصر بعدها. ونحن نبيّن ذلك ونكشف على خاصّ سرّه على وجه الاختصار ليقف الماهرون من طالبي الحروف على حقيقته إن شاء الله تعالى. اعلم أن الهاء التي في هذه الكلمة تحتمل وجهين: [199/ م]
أحدهما: أن تكون مبدلة من همزة الاستفهام والأصل أأنتم بهمزتين دون ألف فاصلة بينهما «1» تكون مانعة «2» بينهما، وأبدلت الهمزة هاء في ذلك كما أبدلت في قوله: هياك، وهرقت الماء، والأصل: إياك، وأرقت «3» لتقرب مخرجهما، وكما أبدلهما الشاعر في قوله: وأتى صواحبها فقلن هذا الذي ... منح المودة غيرنا وجفانا «4» يريد أذا الذي، فهي في هذا الوجه وما اتصلت به كلمة واحدة لا ينفصل حرف منها عن صاحبه. والوجه الثاني: أن يكون للتنبيه والأصل ها أنتم ها دخلت على أنتم كما دخلت على أولاء في قوله هؤلاء فهي «5» في هذا الوجه، وما دخلت عليه كلمتان منفصلتان يسكت على إحداهما ويبتدأ بالثانية «6»، فأما ما يحتمله من هذين الوجهين في مذهب أهل التحقيق، وهم الكوفيون وابن عامر من طريق ابن ذكوان ومن تابعه من أصحابه. وابن كثير من طريق البزّي، وابن فليح، فوجه واحد: وهو أن تكون للتنبيه لا غير؛ لأن من قولهم لا يفصلون بين الهمزتين في الاستفهام بألف، وقد جاءت ألف هاهنا فاصلة بين الهاء والهمزة، فعلم من ذلك أنها المتصلة بالهاء المسكوت عليها دون الفاصلة بين الهمزتين في الاستفهام وطردا لمذهبهم في ذلك، وقد قدّمنا أن ابن كثير يقصر مدّها لكونها مع الهمزتين كلمتين، وأمّا ما يحتمله في مذهب ابن كثير من طريق القوّاس، وفي مذهب ورش من طريق الأصبهاني من ذلك، فوجه واحد أيضا، وهو أن تكون مبدلة من همزة لا غير لعدم وجود ألف في اللفظ بينهما وبين الهمزة. ولو كانت للتنبيه لم يكن بدّ من وجود ألف بينهما، وهي الألف المتصلة بالهاء، وكذا
احتمالها وحكمها في رواية ورش من غير رواية الأصبهاني، وإن كان لا يحقّق الهمزة بعدها بل يسهّلها، بدليل ما رواه الأصبهاني عن أصحابه عنه من تخفيفها «1» دون ألف قبلها. وأما ما حكاه النحّاس عن أبي يعقوب، وما رواه أحمد بن صالح عنه من أنه يمدّ، فوجهه أن يكونا يرويان عنه إبدال الهمزة ألفا خالصة كرواية عامّة أصحاب أبي يعقوب الأزرق عنه ذلك في الاستفهام نحو آانذرتهم «2» [البقرة: 6] وبابه. وإذا أبدلت إبدالا صحيحا ولم تجعل بين بين على القياس لم يكن بدّ من زيادة التمكين لتلك الألف المبدلة منها لخلوص سكونها وسكون «3» النون بعدها ليتميّز بتلك الزيادة الساكنان أحدهما من الآخر، ولا يلتقيان، وقد يتوجه ما روياه من المدّ أيضا إلى أن تكون الهاء عندهما للتنبيه دون أن تكون مبدلة من همزة؛ لأنها إذا كانت كذلك حصلت ألف ساكنة بين الهاء وبين الهمزة المسهلة، فلا بد من مدّها وإشباع تمكينها [154/ ت] لأجل تلك الهمزة المسهلة من حيث كانت بزنة المحققة. وأما ما يحتمله في مذهب ابن عامر من طريق إسماعيل والمسيّبي وقالون، وفي مذهب أبي عمرو، وهما من أصحاب التسهيل، فالوجهان جميعا أن تكون مبدلة من همزة الاستفهام؛ لأن من قول هؤلاء الأئمة الثلاثة الفصل بين الهمزتين بألف في الاستفهام من جمع منهم بين الهمزتين، ومن سهّل الثانية منهما، ومن هذا الوجه لا بدّ من تمكين تلك الألف الفاصلة وإشباع مدّها؛ لأنها مع الهمزة من كلمة واحدة في قول جميعهم وأن «4» تكون للتنبيه. وإذا كانت كذلك لم يزد في تمكين مدّ الألف بعدها وقصر مدّها في مذهب من روى عن نافع وأبي عمرو القصر كحرف «5» المدّ مع الهمزة في المنفصل؛ لأنها مع الهمزة في ذلك من كلمتين. والهمزة هاهنا وإن كانت مسهّلة قد أضعف الصوت بها، ولم تتمّ في مذهبهما بخلاف ما هي في سائر المنفصل، فإنها في تقدير المحققة التامة الصوت وفي وزنها، فلذلك «6» جرت مجراها
في الاعتداد بها وقصر المدّ كحرف اللّين من أجلها وزيد في تمكينها وإشباع مدّها في مذهب من روى عنهما إجراء «1» المنفصل مجرى المتصل في حروف المدّ مع الهمزة، ولم يميّز بينهما. وأما ما رواه أبو حمدون وأبو عبد الرحمن وإبراهيم عن اليزيدي عن أبي عمرو من أنه لا يمدّ، وأن الهاء عنده مبدلة من همزة وكان القياس إذا جعلها مبدلة أن يمدّ؛ لأن من قوله الفصل بين المحققة وبين المسهّلة بألف في الاستفهام نحو آانذرتهم [البقرة: 10] وبابه، فوجهه أنه لمّا قلبت الهمزة هاء هاهنا لم يحتج إلى الفصل بالألف بينها وبين الهمزة المسهّلة؛ لأن ثقل الهمزة قد زال رأسا بإبدالها «2» حرفا خفيّا، فلذلك «3» استغنى عن الألف، ولم يفصل بين الهاء وبين الهمزة المسهّلة بها، واكتفى بخفّة الهاء من خفّة الألف. وإذا لم يفصل بها وجب القصر وعدم المد إذ لا يكون موجودا في ذلك من الوجه المذكور إلا بأن يفصل فيها، وقد يمكن أن تكون هذه علّة من روى [200/ م] عن نافع القصر في هذه الكلمة أيضا من الوجه الذي يقدر فيه مبدلة، ومن خالف أبا حمدون وصاحبيه عن اليزيدي، فروى عنه عن أبي عمرو المدّ مع كون الهاء مبدلة من همزة دون أن تكون للتنبيه، كأنه «4» نفى الألف الفاصلة بين الهمزتين في الاستفهام هاهنا ليدلّ بذلك على أن الهمزة هي الأصل، وأن الهاء فرع، فلذلك مدّ بعد الهاء بناء على الأصل الذي هو الهمزة «5»، وإن عدم في اللفظ وإشعارا بذلك وإعلاما به، وأيضا فإن الهاء في ذلك لمّا كانت بدلا من الهمزة وجب أن يحكم لها بحكمها في الفصل بينها وبين الهمزة الثانية بألف، وذلك من حيث حكمت العرب للبدل حكم المبدل منه في أشياء «6»، ألا ترى أنهم قالوا زكرياء، وحمراء، حكموا للهمزة من منع الصرف بما حكموا به لألف التأنيث «7» التي هذه
حرف:
الهمزة بدل منها في نظائر ذلك، فكذا حكم الهاء التي هي بدل من الهمزة وحكم «1» الهمزة سواء، فهذا تبيين واضح وبالله التوفيق. حرف: قرأ ابن كثير أن يؤتى أحد [73] على الاستفهام بهمزة محقّقة بعدها مسهلة بين بين من غير ألف فاصلة بينهما على مذهبه في جميع الاستفهام، وقرأ الباقون على الخبر بهمزة واحدة محقّقة من غير مدّ «2». حرف: اختلفوا في هاء الكناية إذا اتصلت بفعل مجزوم، وجملة ذلك ستة عشر موضعا [155/ ت]، أربعة مواضع منها الهاء فيها مضمومة، وهي «3» في الباقي مكسورة. فأول ذلك في هذه السورة أربعة مواضع يؤده إليك [آل عمران: 75] ولا يؤده [آل عمران: 75] ونؤته منها [آل عمران: 145] ونؤته منها. وفي النساء موضعان نوله ما تولى، ونصله [115]. وفي الأعراف [111] والشعراء [37] أرجئه «4»، وفي طه [75] ومن يأته، وفي النور [52] ويتقه، وفي النمل [28] فألقه، وفي الزمر [7] يرضه لكم، وفي الشورى [20] نؤته منها، وفي البلد [7] أن لم يره أحد، وفي الزلزلة [7] خيرا يره وشرّا يره [8]، فقرأ ابن كثير والكسائي بصلة المكسورة بياء، والمضمومة بواو وفي جميع ما تقدّم «5». واختلف في ذلك عن نافع، فروى عنه إسماعيل وورش المتابعة «6» لابن كثير والكسائي في صلة المكسورة والمضمومة في جميع القرآن، واستثنى من ذلك ورش موضعا واحدا، وهو قوله: يرضه لكم فلم يصل الهاء بواو بل ضمّها من غير صلة. كذا روى ذلك عنه جميع أصحابه «7».
ونا أحمد بن عمر قال نا أحمد بن إبراهيم بن جامع «1»، قال: نا بكر بن سهل، قال: نا عبد الصمد عن ورش عن نافع يرضه لكم ممدودة وذلك خطأ وكنت أظنه من شيخنا أحمد بن عمر، حتى رأيت غير واحد من أصحاب ابن جامع قد روى ذلك كذلك، فعلمت أن الوهم منه. وقال محمد بن وضّاح «2» وإبراهيم بن بازي «3» وغيرهما عن عبد الصمد وداود وأبي يعقوب وغيرهما عن ورش غير ممدودة، فسقطت «غير» على ابن جامع. أخبرني محمد بن سعيد «4» قال: نا «5» محمد بن أحمد بن خالد «6»، قال: نا أبي «7»، قال: نا «8» إبراهيم بن محمد عن عبد الصمد عن ورش عن نافع يرضه لكم غير ممدودة، ولم يستثن إسماعيل من الباب شيئا، هذه رواية الكسائي وأبي عبيد عنه، وكذا قال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الهاشمي، وأبي عمر جميعا عن إسماعيل عن نافع في المكسورة والمضمومة «9». وروى محمد بن خالد البرمكي عن أبي عمر عنه أنه وصل المكسورة، ولم يذكر المضمومة.
وروى محمد بن عمرو الباهلي «1» عن أبي عمر عنه يؤده إليك [75] ونوله [النساء: 115] ونصله [النساء: 115] بخفضهن وبمد، ولم «2» يذكر من الباب غير الثلاثة. وروى عياش بن محمد عن أبي عمر وسليمان الهاشمي عنه يؤده ونصله ونوله بخفضهن، وليس في الترجمة ما يدل على الصلة، بل ظاهرها يدلّ على أنه لا يصل؛ لأنهما لم يقيدا «3» الخفض بذلك كما قيده الباهلي عن أبي عمر، فقال بخفضهن وبمدّ، أي: يصل الهاء بياء، وبالصلة قرأت في رواية إسماعيل في المكسورة والمضمومة في جميع القرآن. ونا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال: أخبرني أبو بكر عن قراءته على عبد الرحمن عن أبي عمر عن إسماعيل ومن يأتهي مؤمنا [طه: 75] مثل الكسائي «4». وروى المسيبي وقالون عن نافع أنه لا يصل المكسورة في جميع القرآن، ووصل المضمومة، واستثنى قالون من المضمومة يرضه لكم [الزمر: 7] فلم يصلها. واختلف عنه في يره [البلد: 7] في الثلاثة المواضع، وفي ومن يأته في طه [75]، ويتقه في النور [52] في الخمسة، فروى الحلواني والعثماني أنه كان يكسر الهاء في يؤده ويأته ولا يشبع الكسر، قالا: وكذلك يفعل بالمفتوح ما قبلها يضم «5» الهاء، ولا يصلها بواو، فدلّ ذلك على أنهما يرويان عنه أن لم يره [البلد: 7] وخيرا يره [الزلزلة: 7] وشرّا يره [الزلزلة: 8] بضم الهاء من غير صلة، ويأته ويتقه بكسر الهاء من غير صلة. وكذلك روى أبو سليمان عن قالون أداء. فحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا الحسن بن أبي مهران عن أحمد بن يزيد عن قالون عن نافع نوله ونصله وأرجه [الأعراف: 111]
ويؤده ونوله وفألقه [النمل: 28] ويرضه كل ذلك [201/ م] غير مشبع، وما كان مثله وخيرا يره وشرّا يره [156/ ت] وهو يشبع الضمّ، وفي طه [75] ومن يأتهي يشبع الكسر «1»، وكذلك روى أحمد بن قالون عن أبيه. وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن حمدون الحذاء، قال: نا أبو عون، قال: نا الحلواني عن قالون عن نافع ومن يأته مؤمنا مكسورة الهاء لا يبلغ بها الياء «2». قال أبو عمرو: الذي سطره الحلواني في كتابه «3» عن قالون هو الذي قدّمت ذكره، وقال الحلواني عنه في النور: ويتقهي بكسر الهاء ويشبع الكسرة. وقال القاضي والمدني والكسائي والقطري عنه بزيادة الهاء مبطوحة حيث وقعت وقالون نوله ونصله يشمّ الهاء فيهما الإضجاع، زاد المدني نوله ونصله خفيفة في اللفظ غير مجرورة «4»، وقالوا: فألقه إليهم [النمل: 28] الهاء مبطوحة لا «5» يتبيّن الياء في قراءتها. وقال القطري وحده «6» من بينهم ويتقه مجرورة الهاء، والصواب مجرورة كما في كتابي، يريد أنه يصلها بياء. فإن كان أراد ذلك فقد وافق الحلواني فيها. وقال أحمد بن صالح عن قالون يؤده إليك [75] الهاء مكسورة ممدودة، قال: وكذلك إذا كانت هذه الهاء في موضع كسر، فهي ممدودة «7» مثل: فألقه [النمل: 28] وأرجهي [الأعراف: 111] وقال عنه يرضه لكم [الزمر: 7] الهاء مضمومة «8» مقصورة غير ممدودة، خالف في المكسور سائر أصحابه، وقد تابعه على مدّ المكسورة في الباب كله أبو نشيط في رواية ابن شنبوذ عن «9» أبي
حسان عنه، وروى أبو سليمان عن قالون يؤده «1» في الحرفين بالمدّ وباقي الباب بغير مدّ. قال أبو عمرو: وبكسر الهاء قرأت في الباب كله من غير صلة لقالون من جميع الطرق ما خلا قوله: ومن يأتهي مؤمنا في طه [75]، فإني قرأت على أبي الفتح بالصّلة، وعلى أبي الحسن بالاختلاس من غير صلة «2»، قال أبو عمرو: وقد أدرج الحلواني عن قالون في جملة الهاءات اللاتي لا يصلهن بياء قوله في يوسف ترزقانه إلا [37]، وذلك خطأ منه لا شك فيه؛ لأن هذه الهاء لم تتصل بفعل مجزوم، فتحمل على نظائرها في تلك الصلة دلالة على أنها كانت كذلك قبل سقوط الحرف الأخير من الفعل الذي اتصلت به للجزم، وأن سقوطه للجزم غير لازم، فهو لذلك «3» كالثابت الذي يمنع من صلة الهاء كراهة الاجتماع للساكنين «4»، وإنما اتصلت بفعل مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون في آخره، فوجب أن تخرج بذلك من سائر الباب وأن توصل الهاء فيه بياء لتحرّك ما قبلها بالكسر لا غير «5»، وغلط الحلواني على قالون في هذا الضرب كغلطه في الضرب الذي تلي الهاء «6» فيه التاء فلا يصلها «7» نحو نؤته [آل عمران: 145]، وعليه إذا أدرج فيه قوله به والهاء من به متحرك ما قبلها فصلته إجماع.
وروى ابن المسيّبي عن أبيه والأنصاري وحمّاد عنه يؤده [75] ولا يؤده [75] الهاء مبطوحة حيث وقعت. وقالوا عنه قوله: ونصله [النساء: 115] يشمّ الهاء فيها الإضجاع. وقال محمد عن أبيه يرضه لكم [الزمر: 7] يشمّ الهاء الرفع. وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد عن محمد بن الفرج «1» عن ابن المسيّبي عن أبيه عن نافع يؤده ونوله [النساء: 115] ونصله يشمّ الهاء الإضجاع، وقال: أرجه [الأعراف: 111] فألقه [النمل: 28] ونؤته [آل عمران: 145] مبطوحة «2». ونا الفارسي، قال: نا «3» أبو طاهر، قال: أنا عبيد بن محمد المروزي، قال: أنا ابن سعدان عن المسيّبي: هذه مكسورة كلها غير مجرورة حيث وقعت، وقال: يرضه لكم [الزمر: 7] يشمّ الهاء رفعا غير ممدودة، وبهذا قرأت أنا في رواية المسيّبي من طريق ابنه ومن طريق ابن سعدان عنه. وقال خلف عنه في يؤده وبابه: يكسر الهاء ويشبع كسرها في ذلك كله، ويقرأ يرهو ومن [الزلزلة: 7] بإشباع، وقال: الباب كله ممدود مشبع مثل ورش، قال: ولم يستثن يرضه لكم [الزمر: 7] كما استثنى [157/ ت] ورش. وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا «4» ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع يرضهو لكم ممدودة «5». وقال ابن جبير عن أصحابه عن نافع يؤدهي ونؤتهي وأرجهي ويتقهي ويأتهي وفألقه ويرضهو لكم وما كان مثله بإشباع بمدّ أيضا، وقال أبو عمرو وحمزة: المكسورة كلها «6» من هذا الباب بإسكان الهاء، واستثنى حمزة من ذلك موضعين، وهما قوله ومن يأتهي مؤمنا في طه ويتقهي في النور، فوصلها بياء ووصل أيضا أن لم يرهو أحد [البلد: 7] وخيرا يرهو [الزلزلة: 7] وشرّا يرهو [الزلزلة: 8] وقرأ يرضه
لكم [الزمر: 7] بضم الهاء من غير صلة. هذه رواية ابن الجهم وإدريس عن خلف عن سليم، وبذلك قرأت أنا لحمزة من جميع الطرق عن سليم إلا قوله: ويتقه [النور: 52]، فإن فارسا أقرأنيه في رواية خلّاد بإسكان الهاء. وقال أبو هشام عن سليم كقول خلف إلا أنه قال في طه ومن يأته ويتقه يجر الهاء ولا يشبعها، وقال يمدّها ويشبعها في خيرا يرهو وشرّا يرهو وقال أبو عمر «1» عن سليم كقول خلف [202/ م] سواء، وافقه داود عن ابن كيسة عن سليم في ذلك، غير أنه لم يذكر التي في الزلزلة. وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قال: نا يونس قال أقرأني ابن كيسة عن سليم عن حمزة ومن يأته مؤمنا [طه: 75] موقوفة الهاء ويخش الله ويتقهي [النور: 52] محرّكة الهاء مجرورة. وقال الخاقاني «2»: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي قال: نا يونس، قال: أقرأني ابن كيسة ومن يأته مخففة ويتقه محرّكة الهاء مجرورة لم يرو الإسكان في ومن يأته مؤمنا [طه: 75] عن سليم غير يونس عن ابن كيسة عنه. وقال الخنيسي عن خلاد عن سليم في يؤده [75] ويأته هو وقف «3» وزاد فيه يرضه لكم [الزمر: 7] وقف «4» لم يرو ذلك عن خلاد عن سليم غيره، وروى الحلواني عن خلف وخلاد وابن واصل عن ابن سعدان عن سليم عنه كرواية خلف أيضا، وزاد عليه أنه يشبع الهاء في خيرا يره [الزلزلة: 7] وشرّا يرهو [الزلزلة: 8] في الوصل. وفي سورة البلد أن لم يرهو أحد [البلد: 7] يشبع الهاء. وروى ابن جبير عن سليم يؤده ولا يؤده ونوله ونصله ويخش الله ويتقه بجزم الهاء،
ولم يأت بالإسكان في يتقه نصّا عن سليم غيره «1»، واختلف عن اليزيدي عن أبي عمرو في موضع «2» واحد من المكسور، وهو قوله: ومن يأته مؤمنا وفي الأربعة المواضع المضمومة، فأما ومن يأته فروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن اليزيدي عنه أنه يصلها بياء، وروى الحلواني وابن فرح عن أبي عمر عن اليزيدي عنه أنه أسكن الهاء، وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد، قال: قال اليزيدي: يلزم أبا عمرو أن يقرأ ومن يأته جزما، وهذا يدلّ على أنه كان يصلها «3». وأما الأربعة المواضع فروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وإبراهيم من رواية العباس عنه عن اليزيدي عنه أنه وصلها كلها بواو في الوصل. وروى أبو شعيب السوسي ومحمد ابن شجاع والحلواني وابن فرح وابن حرب «4» عن أبي عمر عن اليزيدي عنه أنه أسكن الهاء في يرضه لكم، وكذلك روى محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أبي عمر الدوري عن اليزيدي «5»، ولم يسنده إلى أحد من أصحاب أبي عمر «6»، وأحسبه رواه عن أحمد بن حرب عنه؛ لأنه قد سمع القراءة منه؛ ولأن عبد العزيز بن محمد قال «7» عن أبي طاهر أن أحمد بن حرب روى عن أبي عمر ذلك، ورواية أحمد بن حرب عنده عن ابن مجاهد عنه. وأخبرنا ابن غلبون، قال: أنا الحسن بن رشيق «8»، قال: نا «9» أبو بكر أحمد بن
محمد الداجوني «1» قال: نا «2» أبو الحسن بن رشيق «3»، قال: نا عبد الرحمن بن المغيرة البغدادي «4» عن الدوري عن اليزيدي عن أبي عمرو بجزم الهاء، وزاد [158/ ت] الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي أن لم يره [البلد: 7] وخيرا يره [الزلزلة: 7] وشرّا يره [الزلزلة: 8] بسكون الهاء، خلاف ما رواه أبو حمدون وأبو عبد الرحمن، وروى جعفر بن محمد الآدمي «5» عن ابن سعدان عن اليزيدي يرضهو [الزمر: 7] بمدّ الهاء، وكذلك خيرا يرهو وشرّا يرهو هذه الحروف النواقص بمد الهاء فيها، ولا يختلسها. وروى شجاع عن أبي عمرو فيما قرأت له ومن يأتهي [طه: 75] بصلة الهاء ويرضهو لكم [الزمر: 7] مضمومة غير موصولة، ويرهو [النور: 52] في الثلاثة بالضم والصلة، وقرأت له من طريق القصباني عنه: ويتقهي بصلة الهاء، ومن طريق غيره عنه بإسكان الهاء، وروى أبو عبيد عن شجاع عن أبي عمرو فألقه إليهم [النمل: 28] بكسر الهاء ولم يذكر الصلة. وأنا محمد بن أحمد، قال: نا «6» ابن مجاهد عن أصحابه عن شجاع عن أبي عمرو فألقهي يصلها بياء «7» ويرضهو لكم يشمّها الضم ولا يشبعها، قال ابن مجاهد: وكذا يقرأ أصحاب شجاع، وقرأت أنا في رواية الدوري وأبي أيوب عن اليزيدي من طريق ابن مجاهد وغيره ومن يأته موصولة بياء ويرضهو لكم موصولة بواو، وكذلك نظائرها، وعلى ذلك أهل الأداء عن اليزيدي، وقرأت في رواية
الموصلي يأته موصولة، ويرضه ساكنة، وقرأت في رواية السوسي: يأته ويرضه ساكنتين «1»، ووصلت الهاء بواو في يره في الثلاثة من سائر الطرق «2»، وقرأت في رواية عبد الوارث ومن يأتهي «3» في طه ويتقه «4» في النور وفألقه «5» في النمل بصلة الهاء، وقرأت يرضه باختلاس ضمة الهاء مثل ما قرأت في رواية شجاع «6». وقال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن عبد الوارث عن أبي عمرو فألقه مجرورة مشبعة، وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة الباب كله المكسورة والمضمومة «7» بتحريك الهاء وصلة المكسورة بياء والمضمومة بواو «8»، ولم يذكر التغلبي عنه الصلة. وذكر الأخفش فقال بمدّ الهاء، وقال التغلبي عنه ويخش الله ويتقه بالجزم بغير ياء وقال: يرضه لكم بالجزم، ورفع الهاء، وهذا يدلّ على الاختلاس، وقال خيرا يرهو وشرّا يرهو بالإشباع. وقال الأخفش يرضهو لكم بمدّ الهاء، ولم «9» يذكر يره. وقال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن التغلبي عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر ويتقه [203/ م] بجزم الهاء ويرضه بضم الهاء من غير إشباع «10». وروى الداجوني أداء عن أصحابه عن
ابن ذكوان في الباب كله مكسورة ومضمومة بغير إشباع «1». واختلف عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر في المكسورة، فروى لنا «2» الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن الحلواني عنه أنه يكسر الهاء في ذلك كله ويشبع الكسرة «3»، وبذلك قرأت أنا من طريقه على أبي الحسن عن قراءته، وبه قرأت أيضا على أبي الفتح عن قراءته على غير عبد الله بن الحسين. ونا محمد بن علي قال: نا «4» ابن مجاهد عن الجمال عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر أنه كان لا يشبع في الباب كله «5»، وكذلك روى لي ذلك أبو الفتح عن عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عن هشام «6»، وروى أبو العباس عبد الله بن أحمد بن الهيثم أداء عن أبيه «7» عن هشام الباب كله بالإسكان إلا أرجه [الأعراف: 111]، فإنه مهموز مضموم الهاء من غير إشباع «8»، وروى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر نولهي [النساء: 115] ونصلهي [النساء: 115] بالياء.
فأما الهاء المضمومة من هذا الباب، فروى الحلواني عن هشام أنه يجزم الهاء من قوله خيرا يره [الزلزلة: 7] وشرّا يره [الزلزلة: 8]، ويرفع الهاء في يرضه لكم [الزمر: 7]، ولا يشبع الرفع فيها، وبهذا قرأت على أبي الحسن في روايته، وقرأت على أبي الفتح الثلاثة الأحرف بسكون الهاء «1»، وقرأت عليهما أن لم يرهو أحد [البلد: 7] بضم الهاء وصلتها بواو «2». ونا طاهر بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، ح ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا إسحاق بن أبي حسان [159/ ت]، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر خيرا يره وشرّا يره جزم «3». وأما «4» عاصم فاختلف عنه في هذا الباب، فروى عنه المفضل وحمّاد وأبو بكر من غير رواية البرجمي عنه أنه أسكن في المكسورة «5» كله من هذا الباب كأبي عمرو وحمزة، واستثنى المفضل من ذلك قوله: أرجه في الموضعين، فوصل الهاء فيه بياء، واستثنوا ثلاثتهم قوله في طه [75] ومن يأتهي مؤمنا فوصلوا الهاء فيه بياء ما خلا أبا بكر. قال الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وحسين الجعفي فيما أنا به محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن حسين رووا عنه أنه أسكنها «6»، وكذلك رووا عنه يرضه لكم [الزمر: 7] ويره [الزمر: 7] في الثلاثة بضم الهاء ولم يصلها في يرضهو المفضل وحماد وضمّاها ووصلاها في «7» يرهو في الثلاثة.
واختلف عن يحيى عن أبي بكر في «1» يرضه لكم، فروى خلف عنه أنه يشمّ فيها الرفع، وروى حسين العجلي وأبو هشام الرفاعي والوكيعي ومحمد بن المنذر عنه أنه أسكنها. وروى أبو عبيد عن الكسائي عن أبي بكر الباب كله بالإسكان كرواية أبي عمر عنه، وخالفه في يرضهو لكم وخيرا يره وشرّا يره فقال في يرضه لكم بالضم من غير إشباع، وقال في يرهو بالإشباع، وروى ابن أبي أميّة عن أبي بكر كما روى أبو عمر وأبو أيّوب «2» «3» عن الكسائي إلا أنه لم يذكر خيرا يره وشرّا يره وأن لم يره أحد ومن يأته [طه: 75] وذكر الباقي. وروى ابن جامع وابن جنيد عن أبي حماد وابن عطارد عن أبي بكر أرجه ويؤده ولا يؤده جزم، واختلف عن الأعشى فروى ابن جنيد عنه يؤده ولا يؤده بإسكان الهاء، وروى الشموني عنه يؤده ولا يؤده «4» ونوله ونصله وأرجه فألقه جزم وقال يرضه غير مشبع، وخيرا يره وشرّا يره مشبع ومن يأتهي مؤمنا يشبع كسر الهاء «5»، وقال ويتقه بكسر الهاء قليلا، وبهذا قرأت من طريقه وطريق ابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر، إلا أني كسرت الهاء ووصلتها بياء في ويتقهي. وكذلك قال: أنا أبو الفتح عن ابن طالب عن النقار عن الخياط عن الشموني، وروى التيمي عن الأعشى أنه كان يكسر الهاء في يؤده ولا يؤده ونوله. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: أنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا العجلي، قال أبو هشام، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى قرأها على أبي بكر يؤده بالخفض، ولم يبيّن أبو هشام إن كان وصلها بياء أو أشمّها الكسر، وروى البرجمي وإسحاق الأزرق عن أبي بكر الباب كله بكسر الهاء ووصلها، قال الأزرق: يمدّ الهاءات في هذه الحروف وفي غيرها من القرآن، وذكر يرضه لكم [الزمر: 7] ونوله [النساء: 115] ونصله [النساء: 115] ونؤته [145]. وروى البرجمي يرضه لكم
بضم الهاء من غير صلة «1». وروى أرجه في الموضعين بإسكان الهاء، وكذا قرأت من طريقه «2». وقال معلى بن منصور عن أبي بكر يؤده إليك [75] يحرّك الهاء ويصل ولا يشبعها. وقال خلّاد عن حسين عنه يؤده ونوله ونصله مكسورة يخفضهنّ كلهنّ إلا قوله نؤته منها [آل عمران: 145]، فإنه جزم الهاء فيها وحدها. نا «3» عبد العزيز بن جعفر قال: نا أبو طاهر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ يؤده بالخفض ونصله بخفض الهاء ونوله بجزم الهاء. نا ابن جعفر قال: نا أبو طاهر، وقال: [204/ م] نا ابن حاتم قال: نا هارون قال: نا أبو بكر عن عاصم يؤده إليك مجرورة مكسورة. وقال: نوله ونصله مكسورة. وقال: نؤته منها جزم على الجزاء «4». واختلف أيضا في هذا الباب عن حفص، فروى عنه عمرو وعبيد وأبو شعيب [160/ ت] القوّاس أنه وصل الهاء بياء في المكسور حيث وقع إلا حرفين: وهما أرجه في الأعراف والشعراء، وفألقه في النمل [28]، فإنه أسكن الهاء فيهما، ولم يذكر القوّاس فألقه وذكر أرجه ورووا عنه ويتقه في النور [52] بإسكان القاف وكسر الهاء من غير صلة، وروى القوّاس وعبيد عنه يرضه لكم بضمّ الهاء من غير صلة، وروى عمرو عنه بجزم الهاء، وكذلك روى هبيرة عنه. وقال: أنا محمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن عمرو بن الصباح عن حفص في الزمر يرضه يشمّ الضم «5»، وكذلك قرأت من طريقه. وقال: أنا محمد عن ابن مجاهد بإسناده «6» أيضا
عن عمرو عن حفص في الزمر يسكن الهاء «1»، وروى كلهم عنه يرهو في الثلاثة بضم الهاء وإلحاقها واوا في اللفظ. وقال ابن اليتيم: نا أبو حفص عن سهل أبي «2» عمرو عن أبي عمر، قال: كان عاصم يجرّ الهاء في يؤده ونوله ونصله ويجزم، وكان أكثر قراءته الجرّ، وروى هبيرة عن حفص فيما قرأت له أنه أسكن الهاء في الباب كله ما خلا أرجهي ومن يأتهي مؤمنا [طه: 75] فإنه وصلها بياء وكسر القاف وسكن الهاء في ويتقه وسكن الهاء في يرضه لكم وضمّها وألحقها واوا في يرهو في الثلاثة. وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن الخزاز عن هبيرة عن حفص يؤده ونؤته ونولهي ونصلهي بالجرّ بالإشباع «3» «4»، ويسكن الهاء في أرجه وألقه ويرضه ويشبع في خيرا يرهو [الزلزلة: 7] وشرّا يرهو [الزلزلة: 8]. وروى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص يؤده ولا يؤده [75] وما أشبهه في القرآن كله جزم الهاء فيها هذه رواية عياش عن أبي عمر. وروى عنه ابن فرح أنه جرّ الهاء وهو غلط من ابن فرح. وروى أبو الحارث عن أبي عمارة عن حفص يؤده «5» وما أشبهها في القرآن كله مثل قراءة «6» حمزة إلا حرفا واحدا في النور [52] ويخش الله ويتقه جزم الهاء فيها أيضا «7»، وجزم الهاء في يأته مؤمنا «8» [طه: 75] وقرأ يرضه لكم [الزمر: 7] يشمّ الهاء الوقفة مثل
حرف:
قراءة حمزة «1» وأرجه «2» [الأعراف: 111] كل شيء في القرآن مثل قراءتنا ولا يهمز. قال «3» أبو عمرو: فهذا اختلافهم في هذا الباب مشروحا، ويأتي اختلافهم في الهمز وتركه في قوله أرجه في سورة الأعراف إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق. حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر بما كنتم تعلمون [79] بضم التاء وفتح العين وكسر اللام وتشديدها، وقرأ الباقون تعلمون بفتح التاء واللام وإسكان العين مخففة «4»، وكذلك روى حسين المروزي عن حفص ولم يترجمه وهو وهم، ولعل من دون حسين وهم فيه. حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص والمفضل وحماد وحمزة ولا يأمركم [80] بنصب الراء، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الأعشى والبرجمي بخلاف عنه وابن أبي حماد وهارون بن حاتم وحسين الجعفي من رواية خلاد وأبي هشام عنه برفع الراء، وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا هارون، نا أبو بكر عن عاصم بالرفع، وروى عنه سائر الرواة بنصب الراء «5»، وقرأ الباقون برفع الراء، ومذهب أبي عمرو في الاختلاس والإسكان مذكور قبل «6». وقال ابن سعدان هاهنا عن اليزيدي رفع خفيفة «7» كأنه جزم «8»، حكى «9» عنه عن اليزيدي جعفر بن محمد
حرف:
الأصبهاني «1» برفع الراء يريد أن الكلمة في موضع رفع عنده، فعبّر عن المعنى لا عن اللفظ، ويدلّ على أن ذلك كذلك ما حدّثناه محمد بن علي، قال: نا محمد بن قطن، قال: نا خلاد [161/ ت] عن اليزيدي عن أبي عمرو ولا يأمركم رفع على الخبر قال: إلا أنه كان يجزم الراء. حرف: قرأ حمزة وهبيرة عن عاصم لما «2» آتيتكم [81] بكسر اللام. وقرأ الباقون بفتحها، وكذلك روى الجماعة عن حفص «3». حرف: قرأ نافع آتيناكم [81] بالنون وألف على الجمع. وقرأ الباقون بتاء مضمومة من غير ألف «4». حرف: وكلهم قرأ على ذلكم إصري [81] بكسر الهمزة إلا ما حدّثناه محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن أحمد بن واصل «5» ح ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عبيد بن محمد، قالا: نا ابن سعدان، قال: نا المعلى بن منصور عن أبي بكر عن عاصم: أصري مرتفعة الألف لم يروه غيره «6». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص أفغير دين الله يبغون [83] وإليه يرجعون [83] بالياء جميعا. وقرأ أبو عمرو الأول بالياء، والثاني بالتاء «7». وقرأهما الباقون بالتاء «8». وحدّثنا «9» الفارسي، قال ابن أبي هاشم، قال: نا «10» القطيعي، قال: نا أبو هشام،
حرف:
قال: نا حسين، قال: قرأ عاصم يبغون على ياء، ولم يذكر أبو هشام عن حسين أبا بكر لعلم الناس أن قراءة عاصم «1» [205/ م] عنده عنه، وقد روى ابن مجاهد عن يحيى بن «2» حيّان عن أبي هشام ذلك «3»، وذكر أبا بكر بين حسين وبين عاصم، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو بكر، قال: نا ابن حيّان، قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ يبغون [83] بالياء ولم يتابع على ذلك حسينا أحد من أصحاب أبي بكر. حرف: وروى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش ملء «4» الأرض [91] بضمّ اللام بحركة التي بعدها لم يروه غيره «5». وروى أبو ربيعة عن صاحبيه والزينبي عن قنبل وأبي ربيعة وغيرهما من رجاله هاهنا ملء «6» الأرض بفتح اللام كما يرويه ورش عن نافع، وقال الزينبي: وهي قراءتنا في هذا الحرف لا يعرف غيرها أصحابك، قال: يدرجون الأرض ولا يقطعونها، قال: ولم يكن في كتابه، فاستأذنته في إلحاقها فما أذن لي في ذلك، فقلت له كيف تقرؤها أنت؟ قال: على ما أقرأني أصحابي، ولولا اجتماعهم عليه لتركته. وروى الجماعة عن قنبل أداء وأبو بكر النقاش وأبو العباس البلخي وابن عبد الرزاق عن أبي ربيعة عن البزّي بالهمز، وكذلك قال الخزاعي عن ابن فليح، وبذلك قرأت لابن كثير من الطرق الثلاثة، وقال أحمد بن يعقوب التائب عن الخزاعي ملء «7» الأرض أثبت الهمزة التي في ملء وألقيت التي في الأرض لاجتماع «8» الهمزتين على الاختلاف «9»، فوافق أبا ربيعة فيما رواه
حرف:
عن قنبل والبزّي، وأخطأ في العلة؛ لأن الهمزتين لم يلتقيا في ذلك بفصل اللام الساكنة بينهما «1». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي حجّ البيت [97] بكسر الحاء، وكذلك روى ابن مجاهد عن أصحابه عن المفضل عن عاصم «2»، ولم أقرأ به. وقرأ الباقون بفتحها «3». وإلى الله ترجع الأمور [109] قد ذكر «4». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي وما يفعلوا من خير فلن يكفروه [115] بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء «5». واختلف أصحاب اليزيدي في ذلك، فقال اليزيديون الأربعة أبو عبد الرحمن وإبراهيم وإسماعيل وأبو جعفر وأبو حمدون وابن شجاع وأبو شعيب وأبو خلاد عنه قال: قال أبو عمرو: ما أبالي بالياء أم بالتاء قرأتهما، وزاد أبو عبد الرحمن وأبو حمدون، قال: وكان يعني أبا عمرو يختار التاء، قال «6» ابن جبير في «جامعه» عنه كقول الجماعة وقال في «مختصره» عنه بالتاء. وقال ابن سعدان عنه بالتاء، قال: وكان ربما قرأهما «7» بالياء، قال بالتاء أحبّ إليه. وقال الأصبهاني عن ابن سعدان عنه: إن شئت بالياء [162/ ت] وإن شئت بالتاء. قال أبو عمرو: وأهل الأداء على التاء، وبذلك قرأت في جميع الطرق وبه آخذ «8».
حرف:
حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر لا يضرّكم كيدهم [120] بضم الضاد ورفع الراء وتشديدها. وقرأ الباقون بكسر الضاد وجزم الراء «1»، وروى أبو زيد عن المفضل عن عاصم بضم الضاد وفتح الراء وتشديدها «2»، ولم أقرأ بذلك في روايته. حرف: قرأ ابن عامر منزلين [124] بفتح النون وتشديد الزاي، وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي «3». حرف قرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو مسوّمين [125] بكسر الواو. وقرأ الباقون بفتحها «4». وكذلك روى محمد بن عبد الرحمن بن زروان «5» عن عمرو عن حفص عن عاصم لم يروه غيره «6» مضعفة [130] قد ذكر قبل «7». حرف: قرأ نافع وابن عامر سارعوا إلى مغفرة من ربكم [133] بغير واو قبل السين، وكذلك في مصاحف المدينة والشام، وقرأ الباقون بواو قبل السين «8» وكذلك هو في مصاحفهم «9». حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة والكسائي قرح «10» في الموضعين [140] والقرح [172] بضم القاف في الثلاثة، وقرأ الباقون وحفص
حرف:
والمفضل عن عاصم بفتح القاف فيها «1» «2». حرف: قرأ ابن كثير وكائن [146] حيث وقع بألف ممدودة بعد الكاف وبعدها (همزة مكسورة وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف) «3» وياء مكسورة مشددة «4». وروى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة وكأين بهمزتين وهو خطأ، وأحسب إبراهيم غلط في الترجمة، ووقف أبو عمرو وكأي «5» على الياء، وكذلك روى سورة عن الكسائي، ووقف الباقون على النون «6» كما هو في المصحف «7»، وقد ذكرت هذا مشبعا في الوقف «8». حرف: قرأ الحرميان وأبو عمرو والمفضل عن عاصم من نبي قتل معه [146] بضم القاف وكسر التاء، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر لم يروه غيره. وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل قاتل بفتح القاف والتاء وألف بينهما «9». حرف: وكلهم قرأ وما كان قولهم [147] بالنصب إلا ما رواه عبيد بن نعيم وهارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بالرفع، وكذلك روى عبد الحميد بن بكّار عن أيّوب [206/ م] بن تميم عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر. نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم قولهم بالرفع، وروى سائر الرواة عن أبي بكر عن عاصم بالنصب «10».
حرف:
حرف: قرأ ابن عامر والكسائي الرعب [151] هاهنا وفي الأنفال [12] والأحزاب [26] والحشر [2] ورعبا في الكهف [18] بضم العين في الخمسة. وقرأ الباقون بإسكانها فيها «1» «2». حرف: قرأ حمزة والكسائي تغشى طائفة [154] بالتاء، وكذلك روى محمد بن جنيد عن ابن أبي حمّاد «3»، وعن الأعشى ويوسف بن يعقوب عن شعيب عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وكذلك روى عيّاش بن محمد عن أبي عمر عن الكسائي عن أبي بكر، وعن أبي «4» عمر عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم وهو غلط من عيّاش؛ لأن ابن فرح روى عن ابي «5» عمر بالإسناد عن أبي بكر وحفص بالياء وهو الصّواب. وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر وعن يحيى وابن جامع عن ابن أبي حمّاد والشموني والتيمي وابن غالب عن الأعشى عنه. وكذلك قرأ الباقون «6». حرف: قرأ أبو عمرو كله «7» لله [154] برفع اللام. وقال الأصبهاني عن ابن سعدان عن اليزيدي: إن شئت نصبت وإن شئت رفعت، وأعجب إليّ الرفع، وخالفه سائر أصحاب اليزيدي، فروى عنه عن أبي عمرو بالرفع من غير تخيير وقرأ الباقون بنصب اللام «8». حرف: قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي والله بما يعملون بصير [156] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء «9». وحدّثنا عبد العزيز بن [163/ ت] محمد، قال: نا عبد الواحد
حرف:
بن عمر، قال: نا «1» ابن فرح وعياش، قالا: نا أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بما يعملون [156] بالياء وهو غلط من أبي عمر؛ لأن الكسائي ذكر ذلك في كتاب الآثار له «2» عن أبي بكر بالتاء. حدّثنا الفارسي عن أبي طاهر عن ابن فرح عن أبي عمر عنه. وكذلك روى ذلك سائر أصحاب أبي بكر عنه. حرف: وكلهم قرأ أو كانوا «3» غزّا [156] بتشديد الزاي إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن منيع «4»، قال حدّثني جدّي «5»، قال: نا حسين المروذي عن حفص عن عاصم أنه قرأ غزا مخفّفة لم يروه غيره «6». حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد متم [157] ومت [مريم: 23] ومتنا «7» [المؤمنون: 82] بضم الميم في جميع القرآن. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر متنا بضم الميم، ومت بكسر الميم «8». وروى حفص عن عاصم من غير رواية هبيرة بضمّ الميم في الموضعين من هذه السورة «9» خاصة وكسر الميم فيما سواها. ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا وهب، قال: نا الحسن بن
حرف:
المبارك، قال: نا «1» أبو حفص، قال: نا سهل أبو عمرو قال: قال أبو عمرو: قال: قال «2» عاصم: ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم [157] برفع الميم من الموت، وباقي القرآن متم بكسر الميم كبتم «3» «4». وقرأ الباقون بكسر الميم حيث وقع، وروى هبيرة عن حفص من قراءتي له بكسره. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص خير مما يجمعون [157] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء «5». وقال ابن سعدان في «جامعه» «6» عن اليزيدي عن أبي عمرو بالياء مثل حفص، وقال في «مجرّده» «7» عن أبي عمرو بالتاء وهو الصّواب. وكذلك رواه الأصبهاني عنه عن اليزيدي. حرف: قرأ ابن كثير وعاصم في غير رواية المفضل وأبي عمرو أن يغل [161] بفتح الياء وضمّ الغين. وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل بضمّ الياء وفتح الغين «8». حرف: وكلهم قرأ والله بصير بما يعملون [163] بالياء إلا ما رواه أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم أنه قرأ ذلك بالتّاء لم يروه غيره «9». حرف: قرأ ابن عامر في رواية هشام من قراءتي، ومن رواية أهل الأداء عن الحلواني وغيره لو أطاعونا ما قتلوا [آل عمران: 168] بتشديد التاء، وقرأ ابن
حرف:
عامر في جميع الروايات الذين قتلوا في سبيل الله [169] هاهنا، وفي الحج [58] بتشديد «1» التاء، وقال: ما كان من القتل في سبيل الله فهو بالتشديد إلا حرفا في الحج فإنه يخفّف. وقرأ ابن كثير وابن عامر في آخر هذه السورة وقاتلوا وقتلوا [159]، وفي الأنعام الذين قتلوا أولادهم [140] بتشديد التاء فيهما، وقرأ الباقون بتخفيف التاء في الخمسة «2». وحدّثني ابن أحمد عن عبد الله بن الحسين عن قراءته على أصحابه عن الحلواني عن هشام ما قتلوا [156] الحرف الأول من هذه السورة بتشديد التاء، ولم يرو ذلك عنه إلا من هذا الوجه «3». حرف: وكلهم قرأ ولا تحسبنّ الذين قتلوا [169] بالتاء إلا ما أقرأنيه أبو الفتح في رواية هشام عن ابن عامر من قراءته على أبي طاهر محمد بن الحسين عن ابن عبد الرزاق عن ابن عباد عنه، ومن قراءته على عبد الباقي بن الحسن «4» عن أصحابه عن الحلواني عنه بالياء «5» [207/ م]. وأقرأني ذلك من قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عن هشام بالتاء، وبذلك قرأت على أبي الحسن والنص في الوجهين عن هشام معلوم «6» «7». حرف: قرأ الكسائي [164/ ت] وأن الله لا يضيع [171] بكسر الهمزة. وقرأ الباقون بفتحها «8».
حرف:
حرف: قرأ نافع ولا يحزنك الذين [آل عمران: 176] وليحزنني أن [يوسف: 13] وليحزن الذين آمنوا [المجادلة: 10] بضم الياء وكسر الزاي في جميع القرآن إلا حرفا واحدا وهو قوله في الأنبياء: لا يحزنهم الفزع الأكبر [الأنبياء: 103] فإنه فتح الياء وضمّ الزاي فيه. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر في المجادلة ليحزن مثل نافع، وقرأ الباقون بفتح الياء وضمّ الزاي حيث وقع. وروى أبو موسى عن الكسائي لا يحزنهم في الأنبياء [103] بضمّ الياء وكسر الزاي كقراءة أبي جعفر القاري «1» فيه، لم يرو ذلك عن الكسائي غيره «2». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ولا يحسبنّ الذين كفروا [178] ولا يحسبنّ الذين يبخلون [آل عمران: 180] ولا تحسبنّ «3» الذين يفرحون [188] فلا يحسبنهم «4» [188] بالياء «5» في الأربعة وضمّ الباء في فلا يحسبنهم «6». وقرأ نافع وابن عامر الثلاثة الأول بالياء. والحرف الرابع بالتاء وفتح الباء. وقرأ عاصم والكسائي الأوّلين بالياء «7» والآخرين بالتاء وفتح الباء «8»، وروى محمد بن جنيد عن أبي حمّاد وعن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم الأوّلين بالتاء «9»، وروى هارون بن حاتم عن أبي بكر الأول والرابع بالياء، والثاني والثالث بالتاء وهو وهم.
حرف:
ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الخثعمي «1» «2» قال: نا أبو الأسباط، قال: نا عبد الرحمن عن أبي بكر ما ذكرته أولا، وقرأ حمزة الأربعة بالتاء وفتح الباء في الأخير «3» وفتح السين منهم عاصم في الاختلاف الذي ذكرناه عن أبي بكر وعن حفص وابن عامر وحمزة وكسرها الباقون «4». حرف: قرأ حمزة والكسائي حتى يميز [179] هاهنا، وفي الأنفال [37] ليميز الله بضم الياء وفتح الميم وكسر الياء وتشديدها. وكذلك روى يحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم فيهما. وقرأهما الباقون بفتح الياء وكسر الميم وإسكان الياء، وكذلك روت الجماعة عن «5» أبي بكر «6». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والله بما يعملون خبير [180] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء «7». حرف: قرأ حمزة سيكتب «8» ما قالوا [181] بالياء وضمّها وفتح التاء وقتلهم [181] برفع اللام ويقول بالياء. وقرأ الباقون سنكتب [آل عمران: 181] بالنون وفتحها وضمّ التاء وقتلهم بنصب اللام ونقول [آل عمران: 181] بالنون «9». حرف: قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن منبه «10» والوليد
بالبيّنات وبالزبر [184] بزيادة باء في الزبر. قال الأخفش الدمشقي: وكذا كتابتها «1» في الامام يعني الذي وجّه به إلى الشام «2»، واختلف علينا في رواية هشام عن أصحابه عن الحلواني عن هشام، فحدّثنا أبو الفتح «3» عن قراءته على أبي طاهر عن ابن عبد الرزاق عن ابن عباد عنه بزيادة باء في الزبر كرواية ابن ذكوان وموافقيه سواء. ونا الحسن بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر بالبيّنات وبالزبر. كذلك. ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد. ح وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر بن أبي هاشم «4» عن أصحابهما عن ابن عامر وبالزبر بالباء ولم يذكروا بالكتاب «5» [فاطر: 25] فالأول كذلك هي في مصاحف أهل الشام، فدلّ هذا «6» على أنهما يرويان ذلك عن ابن ذكوان وعن هشام جميعا بإسنادهما عن ابن عامر، ولو روياه عن أحدهما لبيّنا ذلك ولأضافاه إليه كما يفعلان فيما يختلف فيه الرّواة عن الأئمة من حروف القرآن، ولم يذكرا ابن عامر بالجملة، فذكرهما إيّاه دونهما دليل على اتفاقهما عنه على ذلك. وكذلك روى الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام. وكذلك حكى أبو بكر النقّاش عن أصحابه عنه [165/ ت]، ولم يذكر «7» خلافا «8». وأقرأني أبو الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن محمد بن عبدان «9»
والحسن ابن أحمد «1» عن الحلواني عن هشام بالزبر وبالكتاب [فاطر: 25] بزيادة باء في الكلمتين جميعا كاللتين «2» في فاطر [25] المجتمع عليهما، وكذلك أقرأني أبو الحسن عن قراءته من طريق الحلواني عن هشام، وعلى ذلك جميع أهل الأداء عن الحلواني عنه، الفضل «3» بن شاذان «4» والحسن «5» بن أبي مهران وأحمد بن إبراهيم البلخي وغيرهم. وقال لي فارس بن أحمد: قال «6» لي عبد الباقي بن الحسن «7»، شكّ في ذلك الحلواني، فكتب إلى هشام فيه، فأجابه أن الباء ثابتة في الحرفين، وهذا هو الصحيح عندي عن هشام؛ لأنه قد أسند ذلك من طريق ثابت إلى ابن عامر، ورفع مرسومه من وجه مشهور إلى أبي الدرداء صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، كما نا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: نا محمد بن أحمد المكي، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: نا القاسم بن سلام، قال: نا هشام بن عمّار عن أيّوب بن تميم عن يحيى ابن الحارث الذماري عن عبد الله بن عامر، قال هشام: ونا سويد بن عبد العزيز «8» أيضا عن الحسن بن عمران «9» عن عطية [208/ م] بن قيس «10»
حرف:
عن أم الدرداء «1» عن أبي الدرداء «2» في مصاحف أهل الشام في سورة آل عمران جاؤوا بالبيّنات وبالزبر وبالكتاب [78] كلّهنّ بالباء «3»، قال أبو عمرو: وكذا ذكر أبو حاتم سهل بن محمد أن الباء مرسومة في وبالزبر وبالكتاب جميعا في مصحف «4» أهل حمص الذي بعث به عثمان رحمه الله تعالى إلى أهل الشام «5»، وقرأ الباقون بغير باء في الكلمتين على ما في مصاحفهم «6». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد ليبيّننّه للناس ولا يكتمونه [187] بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء «7». حرف: قرأ حمزة والكسائي وقتلوا [آل عمران: 195] بضم القاف وكسر التاء من غير ألف وقاتلوا [آل عمران: 195] بفتح القاف والتاء وألف بينهما، وفي التوبة [112] فيقتلون بضم الياء وفتح التاء ويقتلون بفتح الياء وضمّ التاء يبدآن «8» في ذلك بالمفعول قبل الفاعل، وقرأ الباقون بجعل الأول فاعلا
حرف:
والثاني مفعولا به في السورتين «1»، وشدّد ابن كثير وابن عامر التاء من وقتلوا هاهنا «2». وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم لم يروه غيره «3» «4»، وخفّفها الباقون وقد ذكر ذلك «5». حرف: وكلهم قرأ لكن الذين اتقوا [آل عمران: 198] بكسر النون مخفّفة إلا ما رواه يحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بفتح النون وتشديدها، لم يروه غيره «6». في هذه السورة من ياءات الإضافة ستّ: أولاهن وجهي لله [20] فتحها نافع في غير رواية ابن جبير وابن عامر وعاصم في رواية حفص، واختلف فيها عن أبي بكر، فروى إسحاق الأزرق وابن عطارد والشموني والتيمي وابن غالب عن الأعشى ومحمد بن حسين «7» عن ابن أبي حمّاد، وعن الأعشى عنه أنه فتحها، قال ابن جنيد عن صاحبيه: ورويا عنه في الأنعام [79] أنه أسكنها. وروى سائر الرواة عنه أنه أسكنها في السورتين، وكذلك روى ابن جامع وابن أبي حمّاد عنه، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع، وبذلك قرأ الباقون «8» مني إنك [35] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون «9».
وإني أعيذها [36] فتحها نافع، وأسكنها الباقون «1». اجعل لي آية [41] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون «2»، وأغفل أصحاب ابن كثير ذكرها في كتبهم. أني أخلق لكم [49] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون «3». من أنصاري إلى الله [52] هنا وفي الصّفّ (14) فتحها نافع وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى عنه، وأسكنها الباقون «4». وروى محمد بن عمرو الباهلي عن المسيّبي وابن جبير عن أصحابه عن نافع أنه أسكنها في السورتين. وروى [166/ ت] خلف عن المسيّبي عنه أنه «5» أسكنها في الصّف خاصة، وذلك وهم منهم. 188 - وفيها من الياءات المحذوفات ثنتان: ومن اتبعن وقل [20] وقال أثبتها في «6» الوصل، وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو، وروى أحمد بن صالح عن قالون أنه يصلها بغير ياء ويشمّ النون كسرا. وكذلك روى أبو سليمان عن قالون، وخالفهما سائر الرّواة عن قالون، فرووا «7» عنه يصلها بياء، وحذفها الباقون في الحالين «8». وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع. وخافون إن كنتم [175]
أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل، وفي رواية ابن ذكوان عن المسيّبي وفي رواية العثماني عن قالون وأبو عمرو. وحذفها الباقون في الحالين «1». وروى ابن شنبوذ عن قنبل بياء في الحالين وهو غلط «2».
ذكر اختلافهم في سورة النساء
ذكر اختلافهم في سورة النساء حرف: قرأ الكوفيون تساءلون به [1] بتخفيف السين، وقرأ الباقون بتشديدها. وكذلك روى محمد بن عبد الرحمن الخياط عن عمرو عن حفص عن عاصم أداء، وكذلك روى عبد الحميد بن صالح عن الأعشى عن أبي بكر «1» عنه، لم يروه غيره «2». حرف: قرأ حمزة والأرحام إن الله [1] بخفض الميم، وقرأ الباقون بنصبها «3». حرف: قرأ نافع وابن عامر لكم قيّما [5] بغير ألف. وقرأ الباقون بالألف «4». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية المفضل وحمّاد وسيصلون [10] بضم الياء، وقرأ الباقون بفتحها «5»، وقد ذكرت الاختلاف في إمالة ضعافا [9] في باب الإمالة «6»، فأغنى ذلك عن الإعادة. حرف: قرأ نافع وإن كانت واحدة [11] بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب «7».
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي فلأمه السدس [11] فلأمه الثلث [11] هاهنا، وفي القصص [59] في أمّها رسولا وفي الزخرف [4] في أمّ الكتاب بكسر الهمزة في حال الوصل في الأربعة، فإذا أضيف الأم «1» إلى جمع، وجملة ذلك أربعة مواضع أيضا: في النحل [78] وفي الزمر [6] والنجم [32] بطون أمهاتكم، وفي النور أو بيوت «2» أمهاتكم [61] كسر حمزة الهمزة والميم جميعا، وكسر الكسائي الهمزة وحدها، وفتح الميم. وذلك في حال الوصل أيضا، فإذا ابتدءا ضمّا الهمزة وخفضا الميم في الواحد، وضمّا الهمزة وفتحا الميم في الجمع «3»، ولا يجوز غير ذلك في مذهبهما؛ لأن الكسرة [209/ م] للهمزة في النوعين والميم في الجمع إنما كان من أجل الكسرة والياء المتصلتين بالهمزة، فلما عدمتا في الانفصال عدم الكسر بعدهما، وروى ذلك منصوصا محمد بن واصل عن ابن سعدان عن الكسائي، قال: وهو اختياره. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن فرح عن أبي عمر عن سليم عن حمزة أنه إذا ابتدأ الألف في ذلك ابتدأ بها بالكسر وهذا لحن. وقرأ الباقون بضمّ الهمزة وخفض الميم في الواحد وضمّ الهمزة وفتح الميم في الجمع وصلا وابتداء. حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية المفضل وحمّاد يوصى بها أو دين في الموضعين [11، 12] بفتح الصّاد وألف بعدها في الموضعين. واختلف في ذلك عن أبي بكر، فروت الجماعة عنه غير الأعشى أنه فتح الصاد في الحرفين، ولم يذكر الثاني منهما عنه نصّا الكسائي، ولا يحيى بن آدم من رواية خلف وأبي هشام وابن المنذر وابن حزام وابن شاكر، وذكره عن يحيى الوكيعي وضرار (وابن) «4» الأسود، وقال ابن أبي أميّة عن أبي بكر بنصب الصاد في الموضعين، وبذلك قرأت من طريق الصريفيني وخلف عن يحيى ومن طريق البرجمي والعليمي عن أبي بكر. وقال ابن جامع عن اين أبي «5» حمّاد عن أبي بكر يوصي بها على
حرف:
ياء وهذا يحتمل عندي الكسر والفتح [167/ ت] جميعا لرسم ذلك في جميع المصاحف بالياء. حدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا وكيع بن خلف «1» قال: نا «2» محمد بن يحيى الكسائي «3» قال: نا أبو الحارث عن أبي عمارة عن أبي بكر عن عاصم يوصى ويوصى منصوبات الصاد جميعا، وروى الأعشى عن أبي بكر بفتح الصاد في الحرف الأول وبكسرها في الثاني «4»، واختلف عن حفص أيضا في ذلك، فروت الجماعة عنه غير القوّاس أنه كسر الصّاد في الحرف الأول، وفتحها في الحرف الثاني ضدّ ما روى الأعشى عن أبي بكر، وروى أبو شعيب القوّاس عنه أنه فتح الصّاد في الحرفين «5»، وقرأ الباقون بكسر الصاد فيهما. حرف: قرأ نافع وابن عامر ندخله نارا خالدا فيها [14] بالنون في الحرفين. وقرأهما الباقون بالياء «6». حرف: قرأ ابن كثير واللذان [16] هنا وهذان في طه [63] والحج [19] وهاتين في القصص [27] واللذين في فصّلت [29] بتشديد النون من غير مدّ ولا تمكين قبلها في الكل. ونذكر فذانك [القصص: 32] في موضعه إن شاء الله تعالى «7».
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي النساء كرها هاهنا [19]، وفي التوبة طوعا أو كرها [53]، وفي الأحقاف [15] حملته أمه كرها ووضعته كرها بضمّ الكاف في الأربعة، وتابعهما على الضمّ في اللذين في الأحقاف ابن عامر من رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة والوليد بإسنادهم عنه، وعاصم في غير رواية المفضل عنه، وبذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام، وقال ابن خرزاذ عن ابن ذكوان كرها بفتح الكاف «1». وحدّثنا الفارسي، قال: نا «2» ابن أبي هاشم، قال: نا قاسم المطرز «3»، قال: نا أبو كريب «4»، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ حملته أمه كرها ووضعته كرها منصوبتين، خالف [في ذلك] سائر أصحاب أبي بكر «5»، وقرأ الباقون الأربعة بفتح الكاف، وكذلك روى المفضل عن عاصم والحلواني وابن عبّاد وغيرهما عن هشام عن ابن عامر «6»، ولا خلاف في ضمّ الذي في البقرة [216] وفي فتح الذي في آل عمران [83] والرعد [15] وفصّلت [11]. حرف قرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد بفاحشة مبيّنة [19] هاهنا، وفي الأحزاب [30] والطلاق [1]، وآيات مبيّنات في الموضعين في النور [34 و 46] وفي الطلاق [11] بفتح الياء في التوحيد وفتحها في الجمع، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بكسر الياء في الضربين «7»، وكذلك روى ابن مجاهد
حرف:
والتغلبي «1» عن أصحابهما «2» عن المفضل عن عاصم «3». حرف: قرأ الكسائي والمحصنات من النساء [24] وهو الحرف الأول من هذه السورة بفتح الصّاد كالجماعة أي ذوات الأزواج وكسر الصّاد بعد ذلك فيما عداه بألف ولام كان أو بغيرها حيث وقع، نحو والمحصنات من المؤمنات [المائدة: 5] ويرمون المحصنات [النور: 4] ومحصنات غير مسافحات [25] وما أشبهه، وكذلك روى حسين وهارون عن أبي بكر عن عاصم وإبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: نا القطيعي، قال: نا أبو هشام عن حسين «4»، (و) «5» قال: نا «6» أبو طاهر، قال: نا حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم بذلك، وقال خلّاد عن حسين عن أبي بكر كل القرآن والمحصنات بفتح الصاد إلا التي في النساء قوله: محصنات غير مسافحات فإنه يكسرها وحده، وقرأ الباقون بفتح الصّاد في المحصنات ومحصنات في «7» جميع القرآن، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر عن عاصم وعن سليم [210/ م] عن حمزة «8»، (وأجمع) «9» الكل على كسر الصاد من محصنين [النساء: 24] حيث وقع.
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأحلّ لكم [24] بضمّ الهمزة وكسر الحاء. وكذلك روى خلّاد [168/ ت] عن حسين عن أبي بكر لم يروه غيره، وقرأ الباقون بفتح الهمزة والحاء «1». حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر «2» وحمزة والكسائي فإذا أحصنّ [25] بفتح الهمزة والصاد، وقرأ الباقون بضم الهمزة وكسر الصاد «3». حرف: قرأ الكوفيون إلا أن تكون تجارة [29] بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع «4». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل يكفّر عنكم [31] ويدخلكم [31] بالياء فيهما. وقرأهما الباقون بالنون «5». حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية الوليد مدخلا كريما [31] هنا وفي الحج [59] مدخلا يرضونه بفتح الميم فيهما، واختلف فيهما عن أبي بكر وعن حفص عن عاصم، فأمّا أبو بكر، فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وعبد الجبّار العطاردي وابن أبي حمّاد أنه فتح الميم فيهما كنافع. نا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا علي بن العباس «6» ومحمد بن الفتح «7»، قالا: نا أحمد بن عثمان «8»
حرف:
عن «1» عبد الجبّار عن أبي بكر عن عاصم مدخلا بالفتح، وأما حفص فروى أبو عمارة عنه عن عاصم أنه فتح الميم في الحرفين، وروى سائر الرواة عن أبي بكر وحفص عن عاصم ضمّ الميم فيهما «2»، وبذلك قرأ الباقون، وكلهم مدخل صدق [80] ومخرج صدق [80] في سبحان بضمّ الميم إلا ما رواه «3» ابن عطارد وابن جامع عن ابن أبي حمّاد والحيري عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه فتح الميم فيهما، ولم يرو «4» ذلك غيرهم «5». حرف: قرأ ابن كثير والكسائي وسلوا الله «6» [32] وسل «7» القرية [يوسف: 82] وفسل الذين [يونس: 94] وسلهم عن القرية [الأعراف: 163] وفسلوهن [الأحزاب: 53]، وما كان مثله إذا كان أمرا مواجها به، وقبل السين واو أو فاء بفتح السين من غير همز حيث وقع وحمزة إذا وقف على ذلك وافقهما «8»، واختلف في ذلك عن إسماعيل عن نافع، فروى أبو عمر وابن جبير عن الكسائي عنه بغير همز في جميع القرآن، واختلف قول أبي عبيد عن إسماعيل في ذلك، فقال عنه في هذه السورة: ترك الهمزة قراءة أهل الحجاز فيما أعلم، وقال في سورة الإسراء: كل شيء في القرآن قبله واو أو فاء مهموز. ونا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن هارون، قال: نا محمد الباهلي. ح وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا «9» البرمكي. ح ونا الفارسي، قال: نا
حرف:
أبو طاهر، قال: نا أبو بكر قال: نا ابن عبدوس، قال: نا أبو عمر «1» عن إسماعيل وعليه العمل «2»، وقرأ الباقون بالهمز في الباب كله، وأجمعوا على الهمز في قوله وليسألوا [الممتحنة: 10] لأنه أمر لغائب، وعلى ترك الهمز في قوله سل بني إسرائيل [البقرة: 211] وسلهم أيّهم [القلم: 40] لأنه لا واو أو لا فاء قبل السين فيهما. حرف: قرأ الكوفيون والذين عقدت أيمانكم [33] بغير ألف بعد العين، وقد اختلف عن أبي الحارث عن الكسائي في ذلك، فحدّثنا محمد بن علي ثنا «3» ابن مجاهد، ثنا «4» محمد بن يحيى، ثنا «5» أبو الحارث عن الكسائي عقدت بغير ألف «6»، وكذلك قرأت في روايته. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أحمد بن محمد المقرئ عن عبيد الله بن أحمد «7» المعروف بالفسطاطي «8»، قال: نا أبو «9» عبد الرحمن «10» صاحب أبي عبيد قال: سألت أبا الحارث، فقال: عاقدت أيمانكم قال: وقال أبو الحارث: آخر ما قرأ يعني الكسائي، قال وقد كان أصحابه يعبرون «11»، وقد ذكر شريح بن يوسف «12» أنه سمع الكسائي يقرؤها كذلك آخر قراءة قرأها ببغداد، فوافق أبا الحارث على حكايته، نا
حرف:
الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح ونا «1» أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة والذين عقدت مثقلة بغير ألف، وخالفه عن ابن كيسة داود «2»، فقال عنه خفيفة بغير ألف وهو الصواب. وقد يجوز أن يريد يونس بالتثقيل [169/ ت] توالي الحركات لا التشديد «3»، وقرأ الباقون ذلك بألف بعد العين. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل والجار الجنب [36] بفتح الجيم وإسكان النون، ونصّ على ذلك عنه أبو زيد الأنصاري، وقد روى عنه ضمّ الجيم وإسكان النون، وبفتحها قرأت «4». وقرأ الباقون بضمّ الجيم والنون، ولم يختلفوا في الحرف الثاني أنه بفتح الجيم وإسكان النون. حرف: قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم بالبخل [37] هاهنا، وفي الحديد بفتح الباء والخاء «5». وقرأ الباقون بضمّ الباء وإسكان الخاء في الموضعين «6». حرف: قرأ الحرميان وإن تك حسنة [40] بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب «7». يضاعفها [40] مذكور قبل «8». حرف: قرأ عاصم في رواية الكسائي عن أبي بكر من قراءتي من لدنه أجرا عظيما [40] هاهنا [211/ م] بإسكان الدال وإشمامها شيئا من الضمّ بالعضو وكسر
حرف:
النون والهاء ووصل الهاء بياء، وقرأ في هود [1] والنمل [6] من لدن حكيم بإسكان الدال وإشمامها الضم إشارة بالشفتين وكسر النون للسّاكنين، قال ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم: وذلك قياس رواية خلف عن يحيى عن أبي بكر «1» يعني أنه ما رواه عن يحيى عنه في قوله في الكهف [76] من لدني بكسر النون. وتخفيفها وجزم الدال وإشمامها الضمّ، وقرأ الباقون في الثلاثة بضمّ الدال وإسكان النون، وضمّوا الهاء هاهنا، وكذلك روت الجماعة ذلك عن أبي بكر «2»، واختلفوا عنه في الموضعين اللذين «3» في سورة الكهف، ويأتي اختلافهم هناك مشروحا إن شاء الله تعالى. وقد أنا خلف بن إبراهيم، قال: نا جعفر الأسواني «4». ونا فارس بن أحمد، قال: نا أبو بكر بن جابر قالا: نا محمد بن محمد قال أبو عمر، قال: ثنا «5» إسماعيل عن نافع من لدن حكيم جزم الدال، كل شيء في القرآن يعني مثله، وإذا جزم الدال لم يكن بدّ من كسر النون لئلا يلتقي ساكنان، ولا أعلم هذا يروى عن إسماعيل إلا من رواية الدوري لا غير، وليس العمل على ذلك في رواية إسماعيل. حرف: قرأ نافع وابن عامر لو تسوّى [42] «6» بفتح التاء وتشديد السين. وقرأ حمزة والكسائي بفتح التاء وتخفيف السين، وقرأ الباقون بضمّ التاء «7» وتخفيف السين «8».
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم أو لمستم النساء [43] هنا، وفي المائدة بغير ألف بعد اللام، وكذلك روى الوليد بن عتبة عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر، وقرأ الباقون بالألف فيهما. وأخبرنا أحمد بن عمر في الإجازة، قال: نا أحمد بن سليمان البغدادي، قال: نا محمد بن محمد الباغندي، قال: نا هشام بن عمّار بإسناده عن ابن عامر أو لمستم في السورتين بغير الألف كما روى ابن عتبة عنه سواء لم يرو «1» ذلك غير الباغندي، ونا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن المفسّر، قال: نا ابن أنس قال: نا هشام بإسناده عنه أو لا مستم في السورتين بتبيين الألف فيهما في القراءة، وهذا هو الصواب. وقد ذكرت فتيلا انظر [49، 50] وأن اقتلوا [66] وأو اخرجوا [66] و «2» نعمّا يعظكم به [58] فيما سلف «3». حرف: قرأ ابن عامر إلا قليلا منهم [66] بالنصب، وكذلك هو في مصاحف أهل الشام. وقرأ الباقون بالرفع «4» وكذلك هو في مصاحفهم «5». حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية ابن «6» بكّار وعاصم في رواية حفص والمفضل و «7» في رواية البرجمي عن أبي بكر وحمّاد عن عاصم كأن لم تكن [73] بالتاء، وقرأ الباقون بالياء «8» «9». حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية ابن بكّار وحمزة والكسائي ولا يظلمون فتيلا [77] بعده أينما تكونوا [78] بالياء، وكذلك روى ابن عطارد
حرف:
عن أبي بكر عن عاصم والتغلبي عن ابن ذكوان عن ابن عامر، وقرأ الباقون بالتاء، وكذلك روى [170/ ت] سائر أصحاب أبي بكر عنه وأحمد بن أنس وأحمد بن المعلى والأخفش وغيرهم عن ابن ذكوان «1»، أجمعوا على الياء في الموضع الأول من هذه السورة، وهو قوله ولا يظلمون فتيلا [49]؛ لأن قوله من يشاء [49] وهو للغيبة ورد عليها، وقد غلط محمد بن جرير «2» مع تيقظه وحسن معرفته في هذا الموضع، فجعل في جامعه الاختلاف فيه دون الثاني «3» فصيّر «4» المختلف فيه مجمعا عليه، والمجمع عليه مختلفا فيه. حرف: قرأ أبو عمرو وحمزة بيت طائفة منهم [81] بإزالة الحركة عن التاء وإدغامها في الطاء. وكذلك روى أحمد بن أنس عن ابن ذكوان لم يروه غيره. وقرأ الباقون بتحريك التاء من غير إدغام «5» «6». حرف: قرأ حمزة والكسائي ومن أصدق [87] وتصديق [يونس: 37] ويصدفون [الأنعام: 157] وفاصدع [الحجر: 94] وقصد [النحل: 9] ويصدر [القصص: 23] وما أشبهه إذا سكنت «7» الصّاد وأتى بعدها دال بإشمام الصّاد الزاي «8» قليلا، وحكى حيون المزوق «9» والحسن بن أبي مهران عن الحلواني، قال: زعم خلّاد عن سليم عن حمزة كان يقرأ كل صاد بجنبها دال بالصّاد، ولا يشمّ
حرف:
الصّاد الزاي في شيء منها. قال الحلواني: وزعم أنه ربما سمع سليما يقرأ في المحراب بإشمام الصّاد الزاي. وكذا قال عنه في الصّراط [الفاتحة: 6] وبمصيطر [الغاشية: 22] والمصيطرون [الطور: 37] وتابع الحلواني على ما رواه عن خلّاد عن سليم عن حمزة من الصاد في هذا الباب الحسن بن داود النقار عن محمد بن لا حق «1» عن سليم عن حمزة، وأهل الأداء عنه على ما ابتدأنا به «2». وقرأ الباقون بتصفية الصّاد وإخلاصها في جميع القرآن. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل حصرت صدورهم [90] بنصب التاء مع التنوين، وإذا وقف صيّر التاء هاء. وقرأ الباقون بإسكان التاء وصلا ووقفا «3». حف قرأ حمزة والكسائي فتثبتوا [94] في الموضعين هاهنا، وفي الحجرات [6] بالتاء [212/ م] والثاء من التثبت في الثلاثة، وقرأ الباقون بالياء والنون من التبيّن فيهنّ «4». حرف: قرأ نافع وابن عامر وحمزة والمفضل عن عاصم إليكم السلم [91] وهو الأخير بغير ألف، وقرأ الباقون بالألف، وقد قرأت ذلك للمفضل بالوجهين. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن هارون «5» (عن) «6» شيبان «7» عن أبان عن عاصم إليكم السّلم [91] بكسر السين وإسكان اللام «8» «9».
حرف:
حرف: قرأ نافع وابن عامر والكسائي غير أولي الضرر [95] بنصب الراء، وقرأ الباقون برفعها «1». حرف: قرأ أبو عمرو وحمزة وقتيبة عن الكسائي بعد المائة فسوف نؤتيه أجرا [114] بالياء، وقرأ الباقون بالنون، وكذلك روى سائر الرّواة عن الكسائي «2»، وأجمعوا على الحرف الأول أنه بالنون «3». حرف: وكلهم قرأ ولا يجد له من دون الله [123] بجزم الدال إلا ما رواه ابن بكار بإسناده عن ابن عامر أنه قرأ برفع الدال، وقال الوليد عن يحيى عنه بالجزم «4» لم ينصّه غيره «5». حرف: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية المفضل وحمّاد وأبي عمرو: يدخلون الجنة [124] هاهنا، وفي مريم [60] والمؤمن [40] بضمّ الياء وفتح الخاء في الثلاثة، وقرأ أبو عمرو وحده في فاطر [33] يدخلونها بضمّ الياء وفتح الخاء «6»، وقرأ ابن كثير والمفضل وحمّاد عن عاصم في المؤمن [60] سيدخلون بضمّ الياء وفتح الخاء. ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن مخلد عن البزّي سيدخلون بنصب الياء خلاف ما رواه الخزاعي وأبو ربيعة وابن هارون [171/ ت] واللهبي وسائر الرواة «7»، واختلف عن أبي بكر في هذا الباب، فروى عنه العليمي والبرجمي بضمّ الياء وفتح الخاء هاهنا، وفي مريم وفي المؤمن في الموضعين مثل ابن كثير.
وروى عنه عبد الجبّار بن عطارد في الخمسة بضمّ الياء وفتح الخاء، ولم يرو ضمّ الياء وفتح الخاء في فاطر عنه أحد غيره «1». وروى عنه الكسائي وابن أبي أميّة ويحيى بن سليمان وخلّاد عن حسين عنه بفتح الياء وضمّ الخاء في ذلك كله. وروى الشموني وابن غالب ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى عنه هاهنا، وفي مريم وفي الأول من المؤمن بضم الياء وفتح الخاء، وقالوا عنه سيدخلون [غافر: 60] بفتح الياء وضمّ الخاء. وروى السّلمي عن الأعشى في المؤمن [40] يدخلون وسيدخلون [60] بضم الياء وفتح الخاء فيهما. وروى ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر في مريم والمؤمن يدخلون بضمّ الياء وفتح الخاء لم يذكر غيرهما. وروى عبيد بن نعيم عن أبي بكر هاهنا بضمّ الياء ولم يذكر غيره، وكذلك روى موسى عن هارون عن حسين عن أبي بكر. وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم في النساء [124] يدخلون الجنة برفع الياء ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عمر بن الحسين الشيباني «2»، قال: نا المنذر بن محمد «3»، قال: نا هارون بن حاتم، قال: نا أبو بكر عن عاصم في مريم يدخلون يعني بفتح الياء «4»، واختلف أيضا في هذا الباب عن يحيى بن آدم، فروى عنه خلف هاهنا، وفي مريم بضمّ الياء وفتح الخاء، وفي المؤمن سيدخلون ويدخلون الجنة بنصب الياء،
وكذلك قال أبو الفتح بن شاذان «1» عن حجّاج بن «2» حمزة عن يحيى في سيدخلون. وروى عنه حسين العجلي هاهنا وفي مريم وفي المؤمن سيدخلون بضمّ الياء وفتح الخاء. وروى الوكيعي عنه في المؤمن يدخلون الجنة بفتح الياء وضمّ الخاء. وروى موسى بن حزام ومحمد بن جامع عنه هاهنا وفي مريم وفي المؤمن يدخلون وسيدخلون بضمّ الياء وفتح الخاء. وكذا روى أيّوب بن شعيب الصريفيني عنه فيما قرأت من طريقه. وروى ضرار بن صرد عنه في المؤمن يدخلون وسيدخلون بضمّ الياء وفتح الخاء. وروى محمد بن المنذر عنه هاهنا وفي المؤمن سيدخلون مرتفعة الياء ولم يذكر غيرهما. وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن محمد بن المنذر وخلف والوكيعي عن يحيى في المؤمن يدخلون بفتح الياء وضمّ الخاء «3». وقال: أنا الفارسي عن أبي طاهر عن العجلي عن أبي هشام «4» عن يحيى هاهنا وفي المؤمن موضعان «5» بضم الياء وفتح الخاء في الأربعة «6». وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه «7» عن أبي هشام عن يحيى هاهنا، وفي مريم وفي المؤمن موضعان «8» بضمّ الياء وفتح الخاء في الأربعة «9»، وكذلك قال ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن عطارد عن أبي بكر «10»، وقرأ الباقون الباب كله بفتح الياء وضمّ الخاء. وروى ابن شنبوذ عن الأخفش عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر في المؤمن سيدخلون بضمّ الياء وفتح الخاء لم يروه أحد غيره وهو وهم.
حرف:
حرف: قرأ [213/ م] الكوفيون أن يصلحا [128] بضمّ الياء وإسكان الصّاد وكسر اللام من غير ألف. وقرأ الباقون بفتح الياء واللام وبتشديد «1» الصاد وألف بينهما وبين اللام «2». حرف: قرأ ابن عامر وحمزة وان تلوا أو تعرضوا [135] بضمّ اللام وواو ساكنة بعدها. وقرأ الباقون بإسكان اللام وبعدها واوان الأولى مضمومة والثانية ساكنة «3». حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو والكسائي «4» والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل [136] بضمّ النون والهمزة وكسر الزاي فيهما. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر الذي نزل بفتح النون والزاي «5»، واختلف عن ابن كثير «6»، فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي بضم النون والهمزة وكسر الزاي. وروى عنه سائر الرّواة بفتح النون والهمزة والزاي في الحرفين، وبذلك قرأ الباقون. حرف: قرأ عاصم وقد نزل عليكم [140] بفتح [172/ ت] النون والزاي، هذه رواية الجماعة عن أبي بكر ما خلا المعلى بن منصور، فإنه روى عنه بضمّ النون وكسر الزاي. وبذلك قرأ الباقون «7». حرف: وكلّهم شدّد الزاي إلا [ما] «8» حدّثناه الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة قال: نا أبي، قال: نا يونس، قال: أقرأنا عثمان وسقلاب عن نافع وقد نزّل مرفوعة
حرف:
مثقلة، وأقرأنا «1» ابن كيسة عن سليم عن حمزة وقد نزل مخفّفة، وقد خالف أسامة بن أحمد عن يونس «2» في ذلك ومحمد بن الربيع، فحدّثنا أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد «3» بن الربيع عن يونس، قال: أقرأنا عثمان وسقلاب وقد نزل مرفوعة مثقلة، وأقرأنا ابن كيسة كذلك، وهذا هو الصواب. وقول أسامة غلط. حرف: قرأ الكوفيون بخلاف عن أبي بكر وحفص عن عاصم في الدرك الأسفل [145] بإسكان الراء، وروى الكسائي ويحيى الجعفي وإسحاق الأزرق وحسين بن علي وهارون بن حاتم والشموني والتيمي والبرجمي وابن غالب عن الأعشى وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم بفتح الراء. وكذلك روى ابن شاهي عن حفص عن عاصم، وقال ابن جعفر «4» نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم في الدرك مثقل خلافا، وروى سائر الرّواة عن أبي بكر وعن يحيى عنه وابن جنيد عن الأعشى بإسكان الراء، وقرأ الباقون بفتح الراء «5». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص أولئك سوف يؤتيهم أجورهم [152] بالياء، وقرأ الباقون بالنون «6». حرف: قرأ نافع في رواية ورش وفي رواية ابن جبير عن إسماعيل والمسيّبي عنه وابن عامر في رواية الوليد لا تعدوا في السبت [154] بفتح العين وتشديد الدال «7». وكذلك روى أبو سليمان عن قالون وأبو الحسن بن حمدون عن أبي عون
حرف:
عن الحلواني عنه أداء، «1» وقرأت «2» في رواية قالون من سائر الطرق، وفي رواية إسماعيل والمسيّبي من غير رواية ابن جبير عنهما بإسكان العين وتشديد الدال، وأهل الأداء يأخذون عنهم بإخفاء حركة العين لئلا يلتقي ساكنان، وذلك أقيس والأول آثر، وقرأ الباقون بإسكان العين وتخفيف الدال. حرف: قرأ حمزة وقتيبة عن الكسائي أولئك سيؤتيهم أجرا عظيما [162] بالياء. وقرأ الباقون بالنون، وكذلك روى سائر الرواة عن الكسائي «3». حرف: قرأ حمزة داود زبورا [163] هاهنا وفي سبحان [55]، وفي الزبور في الأنبياء [105] بضم الزاي في الثلاثة. وقرأ الباقون بفتح الزاي فيهن «4». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل فسيحشرهم اليه [172] بالنون، وقرأ الباقون بالياء «5». ليس «6» في هذه السورة ياء إضافة مختلف في فتحها وإسكانها، ولا ياء محذوفة مختلف في إثباتها وحذفها، والله سبحانه وتعالى أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة المائدة
ذكر اختلافهم في سورة المائدة حرف: قرأ نافع في رواية إسماعيل والمسيّبي وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد وابن عامر شنآن قوم في الموضعين [2 و 8] بإسكان النون، وكذلك روى الحلواني عن أبي «1» معمر «2» عن عبد الوارث عن أبي عمرو «3»، ونا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو بكر «4» ومحمد بن يونس «5»، قالا: نا الحضرمي «6»، قال: نا عبد الرحمن بن المتوكل «7»، قال: نا أبو بكر عن عاصم شنآن قوم موقوفة النون «8». وقرأ الباقون ونافع في رواية ورش وقالون وعاصم في رواية حفص بفتح النون فيهما «9»، وكذلك روى حمّاد بن بحر عن المسيّبي وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر، فخالفا الجماعة عنهما.
حرف:
حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد أن صدّوكم [2] بكسر الهمزة. وقرأ الباقون بفتحها «1». حرف: وكلهم قرأ وما أكل السبع [3] بضم الباء إلا ما رواه معلى بن منصور وهارون بن حاتم ومحمد بن جنيد [173/ ت] عن ابن أبي حمّاد وعن الأعشى [214/ م] عن أبي بكر عن عاصم أنه خفّف، لم يروه غيرهم، وجاء بالتثقيل نصّا عن أبي بكر في ذلك ابن أبي أميّة ومحمد بن المنذر عن يحيى عنه «2». المحصنات [5] مذكور قبل «3». حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص والمفضل والكسائي وأرجلكم [6] بنصب اللام. واختلف «4» عن الأعشى عن أبي بكر، فروى ابن غالب والتيمي وابن جنيد والنقار عن الخياط عن الشموني عنه بخفض اللام. وروى محمد بن الضحّاك وأحمد بن سعيد عن الخياط عن الشموني عنه بنصب اللام، وقد قدّمنا أن النصب اختيار من أبي بكر، وقرأ الباقون بخفض اللام، وكذلك روى حمّاد والجماعة عن أبي بكر عن عاصم «5». أو لمستم [6] مذكور قبل «6». حرف: قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم قلوبهم قسيّة [13] بتشديد الياء من غير ألف، وقرأ الباقون بالألف وتخفيف الياء «7». حرف: وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم في هذه السورة لئن بصطت الى يدك [28] وما أنا بباصط [28] وبل يداه مبصوطتان
حرف:
[64] ومن أوصط ما تطعمون [89] وفي الرعد [14] كباصط كفّيه وفي بني إسرائيل [29] ولا تبصطها كل البصط وبالقصطاس [35] وكذا في الشعراء [182] وفي الكهف [97] فما اصطاعوا وفي الحجّ [72] يكادون يصطون بالصّاد في أحد عشر حرفا. وروى أحمد بن صالح عن قالون عن نافع كل البصط في سبحان وفما اصطاعوا في الكهف والقصط في الأنبياء [47] ويصطون في الحج بالصّاد في الأربعة والناس بعد على السّين في الجميع، وبذلك قرأت في رواية الأعشى عن أبي بكر من طريق الشموني وابن غالب وبه آخذ «1». حرف: قرأ حمزة والكسائي يا ويلتي [31] هاهنا وفي هود [72] والفرقان [28] ويا أسفي في يوسف [84] ويا حسرتي في الزمر [56] بالإمالة الخالصة في الثلاث كلم. وروى محمد بن يحيى المروزي عن ابن سعدان عن سليم عن حمزة يا ويلتي حيث وقع بنصب التاء، يريد أنها غير مكسورة؛ لأنها ليست ممالة «2». وقرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر بإخلاص فتحهنّ، وقال الكسائي عن أبي بكر عن عاصم يا ويلتي شبّه الألف، وقال عبيد بن نعيم عنه بفتح التاء، وذلك قياس قول الجماعة عن أبي بكر عن عاصم «3». واختلف عن نافع، فقياس رواية أبي يعقوب وأبي الأزهر وداود عن ورش عنه التوسّط في اللفظ، وبذلك قرأت من طريقهم على الخاقاني وأبي الفتح عن قراءتهما. وقال أحمد بن صالح عنه: يا ويلتي ويا أسفي [التاء والفاء] «4» مفتوحتان وسطا من ذلك. وقال الأصبهاني عن أصحابه عنه يا ويلتي بفتح التاء ويا أسفي بالتفخيم «5». وقال الحلواني والمدني
والقطري «1» والكسائي والقاضي وغيرهم عن قالون عنه يا ويلتي منتصبة [التاء] «2»، ولم يذكروا يا حسرتي ويا أسفي وقياسهما قياس يا ويلتي. وقولهم منتصبة التاء «3» دليل على إخلاص الفتح. وقال أحمد بن صالح عن قالون: يا ويلتي ويا أسفي التاء والفاء مفتوحتان وسطا من ذلك كما قال عن ورش سواء، وبذلك قرأت في الثلاث كلم عن أبي الفتح عن قراءته في رواية القاضي، وفي رواية أبي عون عن الحلواني عن قالون. وقال ابن المسيّبي وحماد الأنصاري «4» وابن سعدان في حكاية ابن واصل عنه عن المسيّبي يا ويلتي التاء منتصبة كما قال أصحاب قالون «5». وقال خلف عن المسيّبي: يا ويلتي إلى التفخيم أقرب، ولم يذكروا عنه غيره. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر، قال: أخبرني أبو بكر عن ابن عبدوس عن أبي «6» عمر عن إسماعيل يا ويلتي بالفتح ويا أسفي الفاء بين الفتح والكسر «7»، وقياس رواية أبي عبيد عنه بين الفتح والكسر، وبذلك قرأت في رواية إسماعيل من طريق ابن مجاهد، وفي رواية المسيّبي من طريق ابن سعدان على فارس بن أحمد عن قراءته. واختلف عن اليزيدي في ذلك، فروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون الثلاث كلم [174/ ت] بين الفتح والكسر، وروى عنه أبو عمر وأبو شعيب وأبو خلاد وابن جبير وابن شجاع وابن واصل يا ويلتي
حرف:
بالفتح، ولم «1» يذكروا غيره. ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: قرأت ذلك على أبي بكر بالفتح، وبذلك قرأت أنا ذلك في رواية اليزيدي وعبد الوارث وشجاع من جميع الطرق على أبي الفتح عن قراءته، وقرأت على ابن غلبون عن قراءته من طريق أهل العراق يا ويلتي [31] ويا حسرتي [الزمر: 56] بين بين ويا أسفي [يوسف: 84] بالفتح «2». حرف: وكلّهم قرأ أعجزت أن أكون [31] بفتح الجيم إلا ما حدّثناه الفارسي، قال: نا «3» أبو طاهر، قال: حدّثني ابن رستم «4» عن نصير عن الكسائي أنه قرأ أعجزت بفتح الجيم، قال: وفيها لغة أخرى أعجزت بكسر الجيم، فسقط على ابن رستم ما بين أعجزت إلى عجزت من الكلام. حرف: وكلهم قرأ سبل السلام [16] بضم الباء [215/ م] إلا ما رواه أحمد بن واصل وابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أسكن الباء، وليس العمل عليه «5». حرف: قرأ أبو عمرو رسلنا [32] ورسلكم [غافر: 50] ورسلهم [الأعراف: 101] حيث وقع وسبلنا في إبراهيم [12] والعنكبوت [69] بإسكان السين والباء، وذلك إذا «6» كان بعد اللام حرفان كاف وميم أو هاء وميم ونون وألف لا غير، فإن كان بعد اللام فيها حرف «7» واحد، أو لم يكن بعدها شيء، نحو على
حرف:
رسلك [آل عمران: 194] ومن رسله [البقرة: 285] ورسلي [12] والرسل [19] ورسلا [164] ورسل الله [الأنعام: 124] ورسل ربك «1» [هود: 81] وسبل السّلام [16] والسّبل [الأنعام: 153] وسبلا [النحل: 15] وشبهه ضمّ السّين والباء حيث وقع، واختلف عن اليزيدي في حرفين من ذلك، وهما قوله: رسله [البقرة: 98] وسبل السّلام فقال الحلواني عن أبي عمر عنه: مخفّف، وقال محمد بن واصل عن أبيه وعن ابن سعدان عنه سبل السلام خفيف لم يرو ذلك عنه أحد غيرهم. وقرأ الباقون بضمّ السّين والباء في ذلك حيث وقع «2». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي السحت [42، 62، 63] في الثلاثة مواضع في هذه السورة بضمّ الحاء، وقرأ الباقون بإسكانها «3». حرف: قرأ نافع وعاصم وحمزة والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح [45] ينصب ذلك كله. وقرأ الكسائي برفعه كله. وقرأ الباقون وهم ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو برفع الجروح خاصة ونصب الباقي «4». حرف: قرأ نافع والأذن بالأذن [45] وأذن [التوبة: 61] وفي أذنيه [لقمان: 7] في الواحد والتثنية حيث وقع بإسكان الذال. وقرأ الباقون بضمّها «5». حرف: قرأ حمزة وليحكم أهل الانجيل [47] بكسر اللام ونصب الميم، وكذلك روى عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر. وقرأ الباقون بإسكان اللام وجزم الميم «6». ورش عن نافع يحرّكها في الوصل بحركة همزة أهل على أصله.
حرف:
حرف: قرأ ابن عامر وهبيرة عن حفص عن عاصم أفحكم الجاهلية تبغون [50] بالتاء، وقرأ الباقون بالياء «1». حرف: قرأ الحرميّان وابن عامر يقول الذين آمنوا [53] بغير واو على ما في مصاحفهم «2». وقرأ الباقون بزيادة واو، و «3» كذلك في مصاحف أهل العراق «4». وقرأ أبو عمرو بنصب اللام من ويقول الذين. وكذلك روى ابن شاهي عن حفص عن عاصم. ورفعها الباقون «5». حرف: قرأ نافع وابن عامر من «6» يرتدد منكم [54] بدالين الأولى مكسورة والثانية مجزومة، وكذلك هو في مصاحف أهل المدينة والشام «7»، وقرأ الباقون من يرتدّ بدال واحدة مفتوحة مشدّدة «8»، وكذلك هو في مصاحفهم، والذي في البقرة [217] بدالين إجماع لاتفاق مصاحف الأمصار على رسمه كذلك. حرف: قرأ أبو عمرو والكسائي والكفّار أولياء [57] بخفض الرّاء. وقرأ الباقون بنصبها «9». حرف: قرأ حمزة وعبد الطاغوت [60] بضم الباء وخفض التاء. وقرأ الباقون بفتح الباء ونصب التاء «10». حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد فما
حرف:
بلّغت رسالاته [67] بالألف وكسر التاء على الجمع. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بغير ألف [175/ ت] على التوحيد ونصب التاء «1». حرف: قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي والمفضل عن عاصم ألا تكون فتنة «2» [71] برفع النون، واختلف عن عاصم، فروى أبو عمر عن أبي عمارة عنه أنه نصب النون ونصب فتنة أيضا. وروى أبو الحارث عن أبي عمارة عنه أنه رفع تكون وفتنة جميعا. وروى سائر الرواة عنه بنصب تكون ورفع فتنة. وبذلك قرأ الباقون «3». حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وابن عامر في رواية ابن بكّار وحمزة والكسائي بما عقدتم الأيمان [89] بتخفيف القاف من غير ألف، وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان عاقدتم بألف بعد العين وتخفيف القاف. وكذلك روى الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام وهو خطأ «4»، ولم «5» يذكر هشام في كتابه «6» «7» الوليد عن يحيى عن ابن عامر «8». وقرأ الباقون والمفضل وحفص عن عاصم والحلواني عن هشام عن ابن عامر بتشديد القاف من غير ألف. وكذلك روى ابن عتبة عن أيّوب عنه. حرف: قرأ الكوفيون غير المفضل عن عاصم فجزاء [95] بالتنوين مثل ما برفع
حرف:
اللام «1»، وقرأ الباقون بغير تنوين وخفض اللام «2»، وكذلك روى المفضل عن عاصم. حرف: قرأ نافع وابن عامر أو كفّارة طعام [95] بغير تنوين وخفض الميم مضافا. وقرأ الباقون بتنوين الكفّارة ورفع الميم من طعام، ولم يختلفوا في مساكين هاهنا أنه على الجمع؛ لأنه لا يطعم في مثل الصيد مسكين واحد بل جماعة «3» مساكين، وإنما اختلف الذي في البقرة «4»؛ لأن التوحيد يراد به عن كل يوم. والجمع «5» يراد به عن أيام كثيرة. حرف: قرأ ابن عامر قيما للناس [97] بغير ألف. وقرأ الباقون بألف «6». حرف: وكلهم قرأ شهادة بينكم [106] على الإضافة إلا ما رواه إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ شهادة بالتنوين بينكم [106] بنصب النون، وخالفه سائر أصحاب أبي بكر في ذلك، فرووه «7» عنه كقراءة الجماعة «8». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل من الذين استحق [107] بفتح التاء والحاء، وإذا ابتدأ كسر ألف الوصل، وكذا روى أحمد بن سعيد عن الخيّاط عن الشموني عن أبي بكر، وقد قدّمنا أن ذلك من اختياره. وروى الحسن بن داود ومحمد بن الضحّاك عن الخيّاط عن الشموني بضمّ التاء وكسر الحاء. وحكى الكسائي وعبيد بن نعيم عن أبي بكر أن عاصما ترك ضمّ التاء، وقرأها بفتح التاء. وخالفهما الجماعة
حرف:
عن أبي بكر، فروت عنه عن عاصم ضمّ التاء وكسر الحاء لا غير «1»، وروى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص أنه رفع ألف استحق. وروى أبو الحارث عن أبي عمارة عنه أنه فتح الألف، وغلط في الترجمة، إنما أراد التاء فذكر الألف، وكذا أراد أبو عمر أيضا؛ لأنه خالف سائر أصحاب حفص في ذلك «2». وقرأ الباقون بضمّ التاء وكسر الحاء، وإذا ابتدءوا ضمّوا ألف الوصل. حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة عليهم الأولين [107] على الجمع المخفوض، وقرأ الباقون والمفضل وحفص عن عاصم والأعشى في اختيار أبي بكر الأوليان بالألف على تثنية المرفوع «3». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وأبي بكر من غير رواية البرجمي وإسحاق الأزرق والشموني عن الأعشى عنه وابن كثير في رواية ابن فليح وابن عامر في رواية ابن عتبة وحمزة علّام الغيوب [109] في الموضعين هاهنا، وفي التوبة [78] وفي سبأ [48] بكسر الغين. وقرأ الباقون بضمّها «4»، وقد ذكر قبل «5». وذكر أيضا فتكون «6» طائرا [آل عمران: 49] «7». حرف: وكلهم قرأ فتكون طيرا [110] [176/ ت] بالتاء إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ بالياء لم يروه غيره «8».
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي إلا ساحر مبين [110] هاهنا وفي هود [7] والصّفّ [6] بالألف بعد السين وكسر الحاء في الثلاثة، وقرأهنّ الباقون سحر بكسر السّين وإسكان الحاء من غير ألف «1». حرف: قرأ الكسائي هل تستطيع ربّك [112] بالتاء وإدغام اللام فيها ونصب الباء من ربّك والأعشى في اختيار أبي بكر كذلك إلا أنه لا يدغم اللام في التاء، وقرأهنّ الباقون بالياء ورفع الباء من ربّك «2». حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم إني منزّلها [115] بفتح النون وتشديد الزاي. وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي «3». حرف: قرأ نافع يوم ينفع [119] بنصب الميم، وقرأ الباقون برفعها «4». في هذه السورة من ياءات الإضافة ستّ: أولاهنّ: يدي إليك [28] فتحها نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم من غير رواية أبي عمارة عنه، وأسكنها الباقون «5». وكذلك روى أبو عمارة عن حفص «6» إني أخاف الله [28] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون «7». ونا «8» الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: نا «9» أحمد بن هارون. ح ونا فارس بن أحمد قال: نا أبو بكر محمد بن جابر، قالا: نا محمد الباهلي، قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع إني أخاف
الله [28] مجزومة الياء، ذكر ذلك في سورة البقرة، وأدرجها في جملة المسكّن من الياءات، ثم قال في سورة يونس إني أخاف منصوبة الياء، وهو الصواب، والأول خطأ لا شك فيه وأحسبه (من) «1» الباهلي والله أعلم. إني أريد [29] وفإني أعذّبه [115] فتحهما نافع وأسكنهما الباقون «2». وأمي «3» إلهين [116] فتحها نافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص عن عاصم، وأسكنها الباقون «4». لي أن أقول [116] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون «5». وفيها من الياءات المحذوفات واحدة وهي قوله واخشون ولا تشتروا [44] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وفي رواية ابن جبير عن أصحابه، وفي رواية العثماني عن قالون وأبي عمرو. وحذفها الباقون في الحالين «6». وأجمعوا على حذف الياء في الحالين في قوله في أول السورة واخشون اليوم [3] لسكون «7» ما بعدها «8» والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الأنعام
ذكر اختلافهم في سورة الأنعام حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد وحمزة والكسائي من يصرف عنه [16] بفتح الياء وكسر الراء، وكذلك روى أبو شعيب القوّاس عن حفص. وقرأ الباقون بضمّ الياء وفتح الراء، وكذلك روت الجماعة عن حفص «1». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وفي رواية يحيى العليمي وإسحاق الأزرق عن أبي بكر «2» عنه وحمزة والكسائي ثم لم يكن [23] بالياء. وقرأ الباقون [217/ م] وحفص عن عاصم وسائر الرواة عن أبي بكر عنه بالتاء «3». حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية حفص والمفضل فتنتهم [23] بالرفع، وقرأ الباقون وأبو بكر وحمّاد عن عاصم بالنصب «4»، وكذلك روى ابن شاهي عن حفص عن عاصم «5». حرف: قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم والله ربّنا [23] بنصب الباء وقرأ الباقون بكسر الباء «6». حرف: قرأ حمزة وحفص عن عاصم ولا نكذّب بآيات ربنا ونكون [27] بنصب الباء والنون. وكذلك قال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن التغلبي عن
حرف:
ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر «1»، وروى الأخفش وغيره عن ابن ذكوان وهشام عن ابن عامر «2» وسائر الرواة عنه برفع الباء ونصب النون، وهذا الذي لا يعرف [177/ ت] أهل الشام وسائر أهل الأداء غيره «3». وكذلك نا ابن غلبون قال: نا ابن المفسّر، قال: نا ابن أنس عن هشام بإسناده عن ابن عامر «4»، وكذلك روى محمد بن الفرج عن المسيّبي عن أبيه عن نافع ولا نكذب بالرفع ونكون بالنصب وهو غلط من ابن الفرج؛ لأن سائر أصحاب المسيّبي رووا عنه عن نافع برفع الفعلين. وقرأ الباقون برفع الفعلين. حرف: قرأ ابن عامر ولدار الآخرة [32] بلام واحدة وتخفيف الدال وخفض التاء على الإضافة. وكذلك في مصاحف أهل الشام «5». وقرأ الباقون بلامين وتشديد الدال ورفع التاء على النعت «6»، وكذلك في مصاحفهم، ولا خلاف في الذي في يوسف أنه بلام واحدة مضافا لا تفاق المصاحف على ذلك. حرف: قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي أفلا يعقلون [32] هاهنا، وفي الأعراف [169] ويوسف [109] ويس [68] بالياء في الأربعة «7». وقرءوا «8» في القصص [60] بالتاء «9»، وقرأ أبو عمرو الخمسة بالياء على خلاف عن اليزيدي في القصص، فروى «10» عنه أبو خلّاد وأبو عبد الرحمن وأبو حمدون أنّ أبا عمرو قال: ما أبالي بالياء أم بالتاء قرأتها، وكان يختار «11» الياء، وروى «12» عنه إسماعيل وإبراهيم
وأبو شعيب التخيير أيضا ولم يذكروا «1» اختياره. وروى ابن سعدان عنه بالياء، وقال عنه في موضع آخر: الياء والتاء سواء. وكذا قال ابن شجاع عنه هما سواء، وروى لنا «2» الفارسي عن أبي طاهر عن إسماعيل بن يونس بن السبيعي «3» «4» عن أبي عمر عن اليزيدي أن أبا عمرو كان يخيّر بينهما. وروي لنا عن أبي طاهر عن محمد بن خالد البرمكي عن أبي عمر عنه بالياء من غير تخيير، وبذلك قرأت أنا على كل من قرأت عليه بحرف أبي عمرو من جميع طرقه «5». وقرأ نافع وابن عامر في رواية ابن أنس وابن المعلى وابن خرزاذ والأخفش عن ابن ذكوان، وفي رواية ابن بكّار والوليد بن عتبة الخمسة بالتاء، وقرأ عاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية هشام، وفي رواية التغلبي عن ابن ذكوان كلها بالتاء إلا في يس، فإنها بالياء «6». واختلف عن أبي بكر في ذلك، فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وإسحاق الأزرق وعبيد ابن نعيم الخمسة بالياء مثل أبي عمرو. وروى عنه الأعشى الأربعة بالياء والتي في القصص بالتاء. وكذا روى ضرار بن صرد عن يحيى وأحمد بن جبير عن الكسائي عنه، وبذلك قرأت أنا في رواية الكسائي عن أبي بكر، وروى عنه يحيى بن آدم من رواية خلف والصريفيني والرفاعي وحسين العجلي ويحيى العليمي والبرجمي في يوسف والقصص
حرف:
بالتاء، وفي الباقي بالياء كرواية المفضل وحمّاد عن عاصم سواء «1». وروى ابن أبي أميّة عنه في يس وحدها بالياء لم يذكر غيرها «2»، وفي الباقي بالتاء كرواية حفص سواء. وروى عنه ابن عطارد في الأعراف بالياء وفي يس بالتاء، ولم يذكر غيرهما ولم يأت بالتاء في يس غيره، والياء فيه إجماع من أصحاب عاصم ورواتهم. حرف: وكلهم قرأ وأوذوا «3» [34] بواو بعد الهمزة إلا ما رواه ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر وأذوا مقصورة بغير مدّ «4». حرف: قرأ نافع والكسائي فإنهم لا يكذبونك [33] بإسكان الكاف وتخفيف الذال، والأعشى في اختيار أبي بكر كذلك، وقرأ الباقون بفتح الكاف وتشديد الذال «5». حرف: قرأ نافع أرأيتكم [40] وأرأيتك [الإسراء: 62] وأرأيت [الكهف: 63] وأرأيتم [46] وأفرأيتم [الشعراء: 75] وأفرأيت [مريم: 77] وما أشبهه إذا كان في أوله همزة الاستفهام بتسهيل الهمزة الثانية التي بعد الراء، فتكون «6» بين الهمزة والألف، وقد اختلف تراجم أصحابه في العبارة عنها «7» [178/ ت] فقال داود وأبو الأزهر وأبو يعقوب الأزرق عن ورش: إذا اجتمع في أرأيت
[الكهف: 63] ألفان همز الأولى وسهّل الثانية من «1» غير ترك الهمز «2». وقال الأصبهاني عن أصحابه عنه: وذلك كله ممدود ليس فيه نبرة. وقال القاضي والمدني والقطري والكسائي والحلواني والعثماني وسائر أصحاب قالون عنه: ممدود غير مهموز [218/ م]. وقال أبو عبيد عن إسماعيل: يسقط الهمزة ويجعل خلفا منها ألفا، وقال أبو عمرو عنه: الألف بغير همز. وقال المسيّبي كقول قالون، وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بالألف على مقدار مدّات الهمزة «3»، وقرأ الكسائي بإسقاط الهمزة التي بعد الراء رأسا حيث وقع ذلك. وقرأ الباقون بتحقيقها «4»، وحمزة إذا وقف وافق «5» نافعا في تسهيلها «6»، وقد ذكرت ما رواه الأصبهاني عن أصحابه عن ورش من تسهيل الهمزة بعد الراء في غير الاستفهام، نحو وإذا رأيت ثم رأيت [الإنسان: 2] ورأيتهم «7» [يوسف: 4] ورأيتموه [آل عمران: 143] وبابه وما أشبهه «8». وقد ذكرت ما رواه ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي من تبيين الهمزة في نحو رأى كوكبا [76] ورأى القمر [77] ورأى الشمس [78] وتراءى الجمعان [الشعراء: 61] وشبهه، فأغنى ذلك عن الإعادة «9». والياء في الاستفهام
حرف:
والخبر ساكنة لا يجوز غير ذلك لام من الفعل قد اتصلت بضمير مرفوع وهو التاء، فسكنت تخفيفا «1» كما يسكن «2» سائر اللامات إذا اتصل بهنّ كذلك نحو الباء من ضربت، واللام من قلت، والميم من قمت وما أشبهه «3». حرف: قرأ ابن عامر فتحنا عليهم أبواب [44] هاهنا، وفي الأعراف [96] لفتحنا عليهم وفتحت يأجوج في الأنبياء [96] وفتحنا أبواب السماء بماء منهمر في القمر [11] بتشديد التاء في الأربعة. وقال ابن أنس وابن المعلى والتغلبي عن ابن ذكوان في حفظي بالتخفيف، وذكر محمد بن موسى والأخفش عنه التشديد في الأربعة لا غير. وروى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر في الأنعام بالتخفيف. وكذلك حكى أحمد بن نصر أنه قرأ على ابن الأخرم وأبي العبّاس البلخي عن الأخفش، وقرأت من طريق الشاميين عنه بالتشديد في الأربعة. وكذلك روى هشام عن ابن عامر، وروى ابن بكّار بإسناده عنه في الجميع بالتخفيف. ونا ابن غلبون، قال: نا محمد بن عبد الله «4» قال: نا (أحمد بن) «5» أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر، وذكر الثلاثة منها بالتشديد، ولم يذكر في الأنبياء «6»، وقرأ الباقون بتخفيف التاء في الأربعة «7»، ولم يختلف في غيرها؛ لأن ما عداها ليس بعدها جمع، وهذه الأربعة بعدها جمع، فحسن التشديد فيها لذلك «8»، وقد روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يشدّد كل شيء في القرآن من فتحت وفتحنا إلا الحرف الذي في القمر فإنه خفّفه، فدلّت هذه الرواية على أنه يشدّد الحرف الذي في الحجر [14] والذي في المؤمنين «9» [77].
حرف:
حرف: قرأ نافع في رواية ابن المسيّبي عن أبيه ومحمد بن واصل وابن سعدان عنه، وفي رواية الأصبهاني عن أصحابه عن ورش به انظر [46] بضمّ الهاء في الوصل «1»، وكذلك روى أبو قرّة موسى بن طارق «2» وإسماعيل بن أبي أويس «3» عن نافع. وقرأ الباقون ونافع من غير هذه الطرق بكسر الهاء، وتراجم أصحاب المسيّبي وقالون عن ذلك تراجم لا تفيد معنى فتركناها لذلك «4»، والذي في كتاب ابن المسيّبي عنه عن أبيه أن الهاء موصولة بألف انظر، وليس في هذا دليل على ضمّ ولا كسر «5»، والذي في كتاب قالون أن الألف موصولة مكسورة، وقوله مكسورة خطأ؛ لأنه إن أراد الوصل فهي ساقطة فيه استغناء عنها بحركة الهاء، وإن أراد الابتداء فهي مضمومة لانضمام الذي يتبعه طلبا للخفّة. وحدّثنا محمد بن علي قال [179/ ت] نا ابن مجاهد، قال: نا محمد بن الفرج عن ابن المسيّبي عن أبيه عن نافع به انظر برفع الهاء «6»، وكذلك قرأت للمسيّبي من طريق ابنه ومن طريق ابن سعدان. حرف: قرأ ابن عامر بالغدوة والعشي [52] هاهنا وفي الكهف [28] بضم الغين وإسكان الدال، وواو مفتوحة بعدها. وقرأ الباقون بالغداة «7» بفتح الغين والدال وألف بعدها «8». حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية الوليد أنه من عمل منكم [54] بفتح
حرف:
الهمزة فإنه غفور رحيم [54] بكسر الهمزة. وقرأ عاصم وابن عامر في غير رواية الوليد بفتحهما جميعا. وقرأ الباقون بكسرهما «1» «2». حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي وليستبين [55] بالياء. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالتاء «3». حرف: قرأ نافع سبيل المجرمين [55] بنصب اللام. وقرأ الباقون برفع اللام «4». حرف: قرأ الحرميان وعاصم يقص الحق [57] بضم القاف وصاد مضمومة مشددة غير معجمة من القصص، وقرأ الباقون بإسكان القاف وضاد مكسورة معجمة من القضاء، والوقف للقارئين كذلك عند الضرورة وانقطاع النفس على ذلك بغير ياء اتباعا لرسم الخط «5». وكذلك الوقف على ما أشبهه مما رسم بغير ياء على الوصل، واكتفاء [219/ م] بالكسرة منها إلا ما جاءت فيه رواية عنهم تخالف «6» الرسم، فإنها تتبع «7». وقد ذكرنا ذلك بأسانيده وطرقه من باب الوقف على المرسوم «8»، فأغنى ذلك عن إعادته. حرف: قرأ حمزة توفاه رسلنا [61] واستهواه الشياطين [71] بألف ممالة [بعد] «9» الفاء والواو، وكذلك «10» روى أبو الربيع عن حفص عن عاصم في
حرف:
استهواه وقرأ الباقون بتاء ساكنة بعدهما «1». حرف: وكلهم قرأ ثم ردّوا إلى الله [62] بضم الراء «2» إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عبد الله بن الصقر السكري «3»، قال: حدّثنا عثمان بن معيد «4»، قال: نا محمد بن عمر أن الأخنسي «5»، قال: نا أبو بكر بن عياش، قال: دخلت على عاصم وهو في الموت، فقرأ ثم «6» ردّوا إلى الله مولاهم الحق [يونس: 30] بكسر الراء، قال عثمان بن معيد: وهي لغة هذيل «7»، قال أبو عمرو: وأحسب ما رواه الأخنسي وهما؛ لأن الفارسي نا، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: نا إبراهيم بن عرفة، قال: نا شعيب، قال: نا يحيى عن أبي بكر، قال: سمعت عاصما يقرؤها ثم ردّوا إلى الله [62] برفع الراء. وكذلك روى عبيد بن نعيم عن أبي بكر برفع الراء. نا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الخثعمي، قال: نا أبو كريب، قال: نا أبو بكر، قال: قرأ عاصم عند خروج نفسه ثم ردّوا إلى الله مولاهم الحق. نا ابن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال: نا محمد بن الحسين بن شهريار قال: قال حسين الأسود، قال: نا يحيى بن آدم، قال: قال أبو بكر: سمعت عاصما في مرضه
حرف:
وقد أغمي عليه قرأ ثم ردّوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين [62] قال: يحققها مثل ما قيّدتها. حدّثنا ابن جعفر، قال: نا «1» أبو طاهر، قال: نا علي بن أحمد «2» العجلي «3» قال: نا أبو هشام، قال يحيى: وسمعت أبا بكر يقول: دخلت على عاصم وهو مريض فأغمي عليه، فأفاق ثم قرأ ثم ردّوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين فهمز، فعلمت أن القراءة منه «4» سجية. حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر بخلاف عنه، وفي رواية المفضل وحمّاد تضرّعا وخفية [63] هاهنا، وفي الأعراف بعد الخمسين [55] بكسر الخاء، وقرأ الباقون بضمّها، وكذلك روى يحيى الجعفي عن [180/ ت] أبي بكر خالف الجماعة من أصحابه عنه، ولا خلاف في كسر الخاء في الحرف الذي في آخر الأعراف وهو قوله: تضرّعا وخيفة «5» [255] لأنه فعلة من الخوف انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها «6»، والموضعان الأخيران من الإخفاء والضم والكسر للخاء فيهما لغتان «7»؛ لأنه لا ياء بعدها. حرف: و «8» قرأ الكوفيون لئن أنجانا [63] بألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء، وكذا في مصاحفهم «9» وحمزة والكسائي يميلان «10» تلك الألف على أصلها،
حرف:
وعاصم يخلص فتحها. وقرأ الباقون أنجيتنا بالياء والتاء من غير ألف كالذي في يونس «1»، وكذا في مصاحفهم. وكذا روى ابن شاهي عن حفص عن عاصم «2». حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر في رواية هشام قل الله ينجيكم [64] بفتح النون وتشديد الجيم، وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الجيم «3»، وأجمعوا على فتح النون وتشديد الجيم في الحرف الأول وهو قوله قل من ينجيكم [63]، وقد روى عبد الوارث من قراءتي وعلي بن نصر «4» عن أبي عمرو أنه خففه، وليس العمل على ما روياه «5». حرف: قرأ ابن عامر وإما ينسينك [68] بفتح النون وتشديد «6» السين، هذه رواية «7» الأخفش وابن أنس وابن المعلى والتغلبي عن ابن ذكوان، ورواية هشام والوليد بن عتبة «8» وابن بكار «9». قال ابن المعلى عن ابن ذكوان: هو مما قرأت على أيّوب وعرضت عليه بعد القراءة- يعني التشديد- وروى أبو إسماعيل «10» الترمذي وأبو زرعة الدمشقي «11» عن ابن ذكوان ينسينّك [68] مخفّفة، وقال ابن خرزاد
حرف:
عنه: هي خفيفة، كذلك وجدتها- يعني في كتابه- وحفظي أنها مشددة «1». وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف السين. حرف: قرأ حمزة والكسائي رأى كوكبا [76] ورأى أيديهم [هود: 70] ورأى قميصه [يوسف: 28] وفلما رآها [القصص: 31] وفرآه حسنا [فاطر: 8] وما رأى [النجم: 11] ولقد رأى [النجم: 18] وما أشبهه، سواء اتصل باسم ظاهر أو مكنّى أو لم يتصل إذا لم يستقبله ساكن بإمالة فتحة الراء والهمزة في جميع القرآن. واختلف عن نصير عن الكسائي فروى عنه (محمد) «2» بن يحيى الأصبهاني بفتح الراء وكسر الهمزة، وروى عنه علي بن نصير «3» بفتحهما معا، وبإمالتهما جميعا قرأت له «4». واختلف في ذلك عن ابن عامر [220/ م] (فروى التغلبي وابن أنس ومحمد) «5» بن موسى الصوري وابن المعلى وابن خرزاذ عن ابن ذكوان وابن الأخرم من قراءتي وابن شنبوذ عن الأخفش عنه بإمالة فتحة الراء والهمزة حيث وقع، وروى النقّاش عن الأخفش عنه فيما قرأت على الفارسي عنه بإمالة فتحة الراء والهمزة مع الاسم الظاهر وبإخلاص فتحهما مع الاسم المكنّى. وبذلك قرأت أيضا على أبي الفتح الضرير «6» عن قراءته في رواية ابن مرشد وابن عمران وأبي طاهر البعلبكي عن الأخفش، إلا أنه قال في الممال «7» مع الظاهر خمسة مواضع رأى كوكبا [76] هاهنا، ورأى أيديهم في هود [70] وأن رأى برهان ربّه [يوسف: 24] وفلما رأى قميصه في يوسف [38]، وإذ «8» رءا نارا في
طه [22] لا غير. ولم يذكر لي الموضعين اللذين «1» في النجم [11] ما رأى أفتمارونه ولقد رأى من آيات ربّه [18]، وقال لي: روى الشاميّون عن ابن ذكوان بإمالة فتحة الراء والهمزة في الحرف الذي في الأنعام وحده، وسائر القرآن بإخلاص فتحهما. ورأيت أنا أبا الفتح المظفر بن أحمد بن إبراهيم الدمشقي قد حكى ذلك عن قراءته على أبي الأخرم عن الأخفش، وكذلك [181/ ت] حكى أحمد بن نصر الشذائي أنه قرأ عليه عن الأخفش، والذي نصّ عليه الأخفش في كتابه بالإمالة «2» من ذلك الموضع الذي هاهنا، والذي في هود والذي في يوسف لا غير، قال في ذلك بكسر الراء والمدّ، ولم يذكر الهمزة. وقال التغلبي وابن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان بكسر الراء والمدّ، ولم يذكروا «3» الهمزة أيضا، قالوا: وكذلك كلّ (رأى) في القرآن ما لم يلقها ألف ولام، فإن لقيها فالراء مفتوحة بغير مدّ. وروى سلامة بن هارون عن الأخفش عن ابن ذكوان الباب كله بين الفتح والكسر «4». وكذلك روى أحمد بن شاكر عن الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر. وروى هشام بإسناده عن ابن عامر من قراءتي بفتح الراء والهمزة في جميع القرآن، وقال الحلواني عنه رأى كوكبا بفتح الراء والألف لم يذكر غيره «5»، وقال رأى القمر [77] ورأى الذين أشركوا [النحل: 86] ورأى المجرمون [الكهف: 53] بفتح الراء
والألف فيهن «1». واختلف في ذلك أيضا عن عاصم، فروى العليمي والبرجمي عن أبي بكر وحماد عن عاصم بإمالة فتحة الراء والهمزة في رأى كوكبا هاهنا خاصّة، وبإخلاص فتحهما في سائر القرآن. وروى المفضل عن عاصم ويحيى بن آدم والكسائي فيما قرأت من طريقهما عن أبي بكر وهبيرة والقوّاس عن حفص بإمالة فتحة الراء والهمزة مع الاسم الظاهر والمكنّى وغيرهما في جميع القرآن «2». فأما ما استقبله ساكن منفصل من هذا الباب نحو قوله: رأى الشمس [78] ورأى القمر [77] ورأى المجرمون [الكهف: 53] وما أشبهه فحمزة والكسائي من رواية نصير وحده، وعاصم من رواية المفضل وحمّاد وأبي بكر من غير رواية الأعشى، ومن غير رواية خلف عن يحيى عنه يميلون «3» فتحة الراء خاصة في حال الوصل ويخلصون فتحة الهمزة. وكذلك روى هبيرة والقوّاس عن حفص فيما قرأت له، وروى خلف وابن المنذر وابن شجاع عن يحيى عن أبي بكر في هذا الباب بإمالة فتحة الراء والهمزة جميعا كالباب الأول سواء «4». وابن عامر يخلص فتحهما «5» جميعا نصّ على ذلك الأخفش والتغلبي وابن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام «6». واختلف الرواة عن عاصم ونافع وأبي عمرو في هذين البابين
اختلافا شديدا، ونحن نذكر اختلافهم فيما جاء في النصوص عنهم (ونحكي ألفاظهم كما) «1»، (رويت) «2» في الأصول إن شاء الله تعالى. فأما عاصم فروى خلف في جامعه «3» ومحمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر أنه كان يكسر الراء «4» والهمزة فيما استقبله ساكن أو لم يستقبله، وكذلك قال ابن سعدان عن سليم عن حمزة، قال: يكسر كل شيء في القرآن لقيه ألف ولام أو لم يلقه رأى كوكبا [76] ورأى القمر ورأى الشمس لم يرو هذا مع الساكن المنفصل «5» عن سليم أحد غيره «6». وروى أبو هشام عن يحيى عن أبي بكر رأى كوكبا مكسورة ممدودة قليلا، ثم ذكر الباب كله فقال: مكسورات كلهنّ. وروى خلف في «مجرّده» «7» عن يحيى عن أبي بكر الباب كله بكسر الراء، ولم يذكر الهمزة. وقال لنا محمد بن علي: قال: أنا ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف عن يحيى عن أبي بكر بكسر الراء والهمزة معا. قال: وروى غير خلف عن يحيى عنه بكسر الراء وفتح الهمزة مثل حمزة «8»، وروى الواسطيون أداء عن يحيى الباب كله بفتح الراء وإمالة الهمزة. وقال شعيب عن يحيى رأى كوكبا بكسر الراء [221/ م] ورأى القمر ورأى الشمس ورأى المجرمون ورأى الذين أشركوا [النحل: 86] بكسر الراء وفتح الألف، وروى موسى بن حزام عن يحيى الباب كله بالكسر [182/ ت] لم يزد على ذلك شيئا، وروى ضرار بن صرد عنه كل شيء في القرآن من رأى فهو بكسر الراء ولم يذكر الهمزة. وكذلك قال ابن أبي أمية عن أبي بكر في الباب كله بكسر الراء، وروى يحيى الجعفي عنه الباب كله، فقال مهموزات بكسر الألف، وروى ابن جامع عن ابن أبي
حمّاد عنه في جميعهن مكسورات الراء، وروى إسحاق الأزرق عنه رأى كوكبا ورأى القمر ورأى الشمس كل شيء في القرآن من نحو هذا مكسور أوله فهذا «1» يدلّ على أنه يفتح الهمزة. وروى عبيد بن نعيم عنه في رأى القمر وبابه كله بكسر الراء، وروى ابن سعدان عن حسين قال: كان عاصم يكسر كل راء في القرآن. ونا الفارسي، قال: نا «2» أبو طاهر، قال: حكى لنا أبو بكر عن محمد بن شجاع، قال: سألت حسينا الجعفي، قال: كان عاصم يكسر الراء والألف في القرآن في رأى فلما رأى القمر [77] قلت ليحيى: أليس يكسر الراء والألف جميعا في القرآن وإذا رأى الذين ظلموا [النحل: 85] ورأى المجرمون النار [الكهف: 53] وما أشبه ذلك؟ «3»، فوافق ابن شجاع خلفا وابن المنذر على روايتهما عن يحيى، وروى أبو عمرو وأبو توبة عن الكسائي عن أبي بكر أنه كان يكسر رأى القمر [77] ورأى الشمس [الأنعام: 78] ورأى المجرمون [الكهف: 53] لم يزد على الكسر شيئا. وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر رأى كوكبا [76] ورأى القمر ورأى الشمس وبابهما «4» يفتح الراء والهمزة. وكذا روى عن أبي بكر نفسه، وعن الأعشى عنه. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني محمد بن يونس، قال: نا أحمد بن محمد بن صدقة، قال: نا أحمد بن جبير، قال: سألت أبا بكر بن عيّاش عن قراءة عاصم في رأى الشمس ورأى القمر ورأى المجرمون ورأى الذين أشركوا [النحل: 86] فقال: مفتوح كله. وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر رأى كوكبا ورأى القمر ورأى الشمس مهموز مفتوحتان. ونا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن أحمد «5»، قال: نا حسن بن داود، قال: نا القاسم بن أحمد عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر رأى كوكبا مفخم فلما رأى [77] وو لقد رآه [النجم:
13] كله مفخّم في الوصل والقطع مهموز، ومثله تراءى الجمعان [الشعراء: 61]، وروى التيمي عن الأعشى كل شيء في القرآن من رأى فهو مكسور الراء. قال أبو عمرو بإخلاص الفتح للراء والهمزة مع الساكن وغيره، قرأت في رواية الأعشى من طريق الشموني وابن غالب في جميع القرآن «1»، وروى هبيرة وأبو شعيب القوّاس عن حفص عن عاصم رأى كوكبا وبابه بكسر الراء والهمزة ورأى القمر ورأى الشمس بكسر الراء والهمزة مثل حمزة، وروى عمرو وعبيد عنه بإخلاص فتحهما «2» في الباب جميعا، وقال أبو عمارة عن حفص في والنجم رأى مكسورة لم يذكره غيره «3». وأما نافع فروى ابن المسيّبي وخلف عن المسيّبي أنه فتح ذلك كله، وروى ابن واصل عن ابن سعدان الباب كله بالفتح غير مهموز، وروى عبيد بن محمد عن ابن سعدان بفتح الراء والهمزة، وكذلك عند الألف واللام، وزاد ابن مجاهد عن محمد بن يحيى عن ابن سعدان بفتح الراء والهمزة، وكذلك عند الألف واللام. قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بين الفتح والكسر «4». ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: أخبرني أبو بكر عن ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع بفتح الراء والهمزة مع الألف واللام ومع غيرهما «5». وروى الحلواني عن قالون رأى [183/ ت] كوكبا بفتح الراء والألف، وكذلك
روى أبو سليمان عنه، وروى أحمد بن صالح عنه رأى كوكبا الهمزة وسطا من ذلك، وروى أبو مروان العثماني عنه بين الفتح والبطح، ولم يذكر ذلك عن قالون غيرهما والذي قرأت أنا به في رواية المسيّبي من طريق ابن سعدان، وفي رواية إسماعيل من طريق ابن عبدوس، وفي رواية قالون من طريق القاضي وأبي عون عن الحلواني بين الفتح والإمالة كما رواه أحمد وأبو مروان عن قالون سواء، وقرأت في رواية الثلاثة من غير هذا الطريق بإخلاص الفتح للراء والهمزة. وكذلك قرأت في رواية أبي نشيط وأبي علي الشحام عن قالون، وذلك في الراء إجماع من الرواة. وإنما «1» اختلفوا في الهمز لا غير «2»، وروى أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عن ورش رأى كوكبا [76] كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ في القرآن كله. قالوا: وكان يفتح رأى الشمس [78] ورأى القمر [77] وتراءى الجمعان [الشعراء: 61] وروى داود عنه في الاختلاف بين نافع وحمزة رأى القمر وبابه وتراءى الجمعان لا يبطح «3». وروى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش رأى الراء مفتوحة والألف مكسورة ممدودة، وروى أحمد بن صالح عنه رأى كوكبا الراء مفتوحة مهموزة، والألف ممدودة، والذي قرأت أنا في رواية «4» [222/ م] ورش من غير «5» طريق الأصبهاني بإمالة فتحة الراء والهمزة بعدها يسيرا بين بين فيما لم يستقبله ألف ولام، وبإخلاص فتح فيما استقبلاه، وقرأت في رواية الأصبهاني بإخلاص فتحهما في الباب كله «6». فأما أبو عمرو فروى ابن سعدان وابن جبير عن اليزيدي عنه أنه قرأ جميع ما استقبله ألف ولام وما لم يستقبله مثل حمزة. وروى أبو
عبد الرحمن وأبو حمدون وإبراهيم في حكاية العباس بن محمد عنه عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه «1» إذا كان بين الراء والياء همزة، فالراء مفتوحة والهمزة مكسورة في الوصل والوقف استقبلتها ألف موصولة أم لم تستقبلها، مثل رأى القمر ورأى المجرمون [الكهف: 53] وكذلك روى أبو العباس الرافعي «2» رأى كوكبا ورأى الشمس ورأى القمر بكسر الياء بعد الألف، وكذا قال ابن سعدان عن اليزيدي في «مجرده» «3». وهذا يوافق رواية اليزيدي وأبي حمدون. وروى الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه فتح الراء والهمزة عند استقبال الألف واللام في الباب كله، وقرأت في رواية الدوري والخياط من طريق ابن مجاهد وغيره في رواية الموصلي عن اليزيدي بإخلاص فتحة الراء وإمالة فتحة الهمزة فيما لم يستقبله ألف ولام، وبإخلاصهما معا فيما استقبلاه، وكذلك حكى لي الفارسي عن أبي طاهر أنه قرأ على ابن مجاهد. وبه قرأت عليه أنا، وحكاه لنا أيضا محمد بن أحمد الكاتب عن ابن مجاهد عن أصحابه الذين سمّاهم، وبذلك قرأت أيضا على أبي الحسن في رواية الدوري والسوسي عن قراءته، وبذلك قرأت على أبي الفتح في رواية شجاع وعبد الوارث عن أبي عمرو وفي رواية أصحاب اليزيدي غير السوسي، فإني قرأت عليه في روايته من غير طريق أبي عمران موسى بن جرير فيما لم يستقبله ألف ولام «4»، وفيما استقبلاه بإمالة فتحة الراء والهمزة معا كما يرويه خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم سواء. قال لي أبو الفتح: وكان أبو عمران يختار من ذات نفسه فتح الراء وإمالة الهمزة فيما لم يستقبله ألف ولام، وفتحهما «5» معا فيما استقبلاه، قال لي: وتابعه على ذلك جماعة من الرقيين. وروى شجاع عن أبي عمرو رأى كوكبا بنصب الراء ويشمّ الألف كسرة رأى الشمس ورأى القمر ينصب الراء ولا يشمّ الألف كسرة؛ لأنه استقبلت الراء ألف ولام خفيفا فانتصب «6». قال أبو عمرو: وما استقبله
حرف:
ألف ولام من هذا الباب [184/ ت]، فإنه إذا فصل بينهما بالوقف كان الاختلاف فيه كالاختلاف فيما لم يستقبلاه في مذهب كل واحد من أصحاب الإمالة الخالصة والإمالة اليسيرة، وقرأ ابن كثير في الباب كله بإخلاص فتحة الراء والهمزة في جميع القرآن. وأذكر اختلافهم في تراءى الجمعان [الشعراء: 61] في موضعه إن شاء الله تعالى. حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة أتحاجّوني في الله [80] بتخفيف النون، قال ابن ذكوان: وأنا أقرؤها بتشديد النون، واختلف في ذلك عن هشام عن ابن عامر، فروى الحلواني عنه فيما حدّثناه الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عن الحلواني أتحاجّوني مشدّدة. قال الحلواني بنونين مثل يدغم إحداهما ويثقل، وبهذا قرأت أنا في روايته عن هشام على أبي الفتح عن قراءته على أبي الحسن المقرئ عن أصحابه عنه، قال لي أبو الفتح: وكذا قرأت أيضا على أبي طاهر عن ابن عبد الرزاق عن ابن عبّاد عن هشام، وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر، وقرأت ذلك على أبي الفتح أيضا في رواية هشام بتخفيف النون كابن ذكوان، وحكى لي عن قراءته على عبد الله ابن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عنه، وكذلك أقرأني أبو الحسن ذلك عن قراءته، وكذلك نا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام وابن ذكوان عن أصحابهما عن ابن عامر «1». وقرأ الباقون بتشديد النون «2»، وروى محمد بن جنيد عن ابن أبي حمّاد وعن الأعشى عن أبي بكر
حرف:
عن عاصم أتحاجّونني بنونين ظاهرتين فخالف الجماعة عن أبي بكر وسائر الرواة عن ابن أبي حمّاد وعن الأعشى وجميع مصاحف أهل «1» الأمصار «2». حرف: قرأ الكوفيون نرفع درجات من نشاء [83] هاهنا، وفي يوسف [76] بالتنوين، وقرأ ابن عامر في رواية ابن بكّار هاهنا بغير تنوين وفي يوسف بغير تنوين. وقرأ الباقون بغير تنوين في الموضعين «3». حرف: قرأ حمزة والكسائي واليسع [86] هاهنا وفي ص [48] بلامين «4» والياء ساكنة وقرأ الباقون بلام واحدة ساكنة والياء مفتوحة. حرف: قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان من طريق الأخفش وابن أنس وابن المعلى وابن خرزاذ فبهداهم اقتدهي [90] بكسر الهاء وإلحاقها ياء في الوصل. قال الأخفش: يجرّ الهاء كسرا، وقال ابن أنس وابن المعلى وابن خرزاذ الهاء مكسورة بالإشباع، وكذلك روى الداجوني عن محمد بن موسى الصوري عن ابن ذكوان، وقرأ «5» في رواية هشام من طريق الحلواني وابن عباد وغيرهما من غير إلحاق ياء، وقال الحلواني يكسرها ولا يشبع كسرتها، وكذلك روى الداجوني «6» [223/ م] عن أصحابه عن هشام. ونا محمد بن علي عن ابن مجاهد، قال: قرأ ابن عامر اقتده يشمّ الهاء الكسر من غير بلوغ ياء «7»، فدلّ على أنه يرويه عن التغلبي عن ابن ذكوان، وعن ابن أبي مهران عن الحلواني عن هشام «8»، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر
حرف:
وعاصم من رواية الكسائي ويحيى الجعفي عنه، وشجاع عن أبي عمرو من رواية أبي عبيد عنه بحذف الهاء في الوصل وإثباتها في الوقف، وهذه الهاء من قراءة ابن عامر كناية عن مصدر محذوف ثابت عنه، والتقدير: اقتد الاقتداء، وهي في قراءة الباقين هاء سكت واستراحة، وقرأ الباقون بإثباتها ساكنة في الحالين «1»، وكذلك روى ابن شنبوذ عن ابن «2» نصر «3» عن ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر أداء «4». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا [91] بالياء في الثلاثة [185/ ت]. وقرأ الباقون بالتاء فيهن «5». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وأبي بكر ولينذر أم القرى [92] بالياء. واضطرب قول أبي هشام «6» عن يحيى في ذلك، فقال عنه عن أبي بكر في «7» مجرده بالياء «8» كما روت الجماعة عنه. وقال في جامعه «9» عنه عن أبي بكر أن عاصما قرأ ولتنذر «10» في الأنعام بالتاء حفظي عن يحيى وهم، والصواب قوله الأول، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالتاء «11».
حرف:
حرف: وقرأ كلهم هاهنا [92] وفي المعارج [34] على صلاتهم يحافظون بغير واو «1» على التوحيد، إلا ما اختلف فيه عن أبي بكر عن عاصم، فروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر عنه أنه قرأ على صلاتهم في السورتين بالواو «2» على الجمع. وروى محمد بن إبراهيم الخوّاص «3» عن الأعشى عن أبي بكر في المعارج بالجمع، وروى خلّاد عن حسين عنه في هذه السورة بالجمع «4» لم يذكر (هـ) «5» أحد غيرهم. حرف: قرأ (نافع وعاصم) «6» في رواية حفص والكسائي لقد تقطّع بينكم [94] بفتح النون. وقرأ الباقون برفعها «7». والحيّ من الميت والميت من الحيّ [95] مذكور قبل «8». حرف: قرأ الكوفيون وجعل [96] بفتح العين واللام من غير ألف الليل سكنا [96] بنصب اللام. وقرأ الباقون وجاعل بالألف وكسر العين ورفع اللام الليل بالخفض «9». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو فمستقرّ [98] بكسر القاف. وقرأ الباقون بفتحها «10»، وأجمعوا على فتح الدال من ومستودع [98] لأن المعنى أن الله استودعه فهو مفعول. حرف: قرأ عاصم في رواية الشموني وابن غالب ومحمد بن إبراهيم عن
حرف:
الأعشى، وفي رواية حسين وأبي الأسباط عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عنه وجنّات من أعناب [99] بالرفع. ونا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني محمد بن يونس، قال: نا ابن صدقة، قال: نا أبو الأسباط قال: نا عبد الرحمن عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يقرأ وجنّات عند رأس المائة من الأنعام بالرفع. ونا ابن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال: الخثعمي، قال: نا أبو الأسباط، قال: نا عبد الرحمن، قال: كان عاصم والأعمش يقرءان هذا الحرف بالرفع وجنّات من أعناب. وقرأ الباقون وجنّات بكسر التاء وهي في موضع نصب، وكذلك روى الباقون من أصحاب أبي بكر عنه «1». حرف: قرأ حمزة والكسائي إلى ثمره [99 و 141] في الموضعين في هذه السورة، وفي يس [35] بضم الثاء والميم في الثلاثة. وقرأ الباقون بفتح الثاء والميم فيهما «2». وأذكر الاختلاف في الكهف [34] هناك إن شاء الله تعالى. حرف: قرأ نافع وخرّقوا [100] بتشديد الراء. وقرأ الباقون بتخفيفها «3». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وليقولوا درست [105] بألف بعد الدال وإسكان السين وفتح التاء. وقرأ ابن عامر بغير ألف وفتح السين وإسكان التاء. وقرأ الباقون بغير ألف وإسكان السين وفتح التاء «4». حرف: وكلهم قرأ فيسبّوا الله عدوا [108] بفتح العين وإسكان الدال وتخفيف الواو إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ عدوّا بضم العين والدال وتشديد الواو «5».
حرف:
حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو أنها إذا جاءت [109] بكسر الهمزة، واختلف في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه العليمي والبرجمي وحسين الجعفي وهارون بن حاتم وابن أبي أمية والأعشى من رواية الشموني وابن غالب والتيمي أنها بالكسر. حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق القاضي عن هارون بن حاتم عن حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم (أنها) مكسورة «1»، وكذلك روى [186/ ت] خلّاد عن حسين، نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم (أنها) بكسر الألف. نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد، قال: نا موسى بن إسحاق، قال: نا هشام، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى قرأها على أبي بكر (أنها) مكسورة، وكذلك روى حمّاد وداود الأودي «2» عن عاصم «3»، وكذلك [224/ م] روى الواسطيون شعيب بن أيّوب وأبو عون وأبو حمدون عن يحيى عن أبي بكر، وروى يحيى بن آدم عنه أنه لم يحفظ عن عاصم كيف قرأ أكسر أم فتح؟ وكذلك روى عنه ابن عطارد وعبيد بن نعيم. وروى إسحاق الأزرق عنه أنه قال: لا أعلم عاصما إلا قد كان يقرؤها أنها يعني بالفتح. وروى ابن جبير عن الكسائي ومحمد بن جنيد عن الأعشى «4»، وابن أبي خليع «5» «6» عن ابن أبي حمّاد وابن نوح «7» عن أبي عمر «8» عنه أنها منتصبة
الألف. ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني محمد بن يونس «1»، قال: نا أحمد بن سعيد بن شاهين «2»، قال: حدّثنا أبو الربيع، قال: نا بريد «3» بن عبد الواحد عن أبي بكر عن عاصم (أنها) مثله. ونا الفارسي أيضا، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الخثعمي وقاسم المطرز، قالا: نا أبو كريب، قال: نا أبو بكر، قال: كان عاصم يقرأ أنها، زاد الخثعمي منصوبة. قال أبو عمرو: وقرأت أنا في رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر من طريق الصريفيني بالوجهين بفتح الهمزة وبكسرها، وبلغني عن ابن مجاهد أنه كان يختار في رواية يحيى عن أبي بكر الكسر، وبلغني عن ابن شنبوذ أنه كان يختار في روايته الفتح «4»، واختلف في ذلك عن الكسائي أيضا، فروى ابن رستم غير نصير عنه أنها بكسر الألف، وكذلك روى محمد بن إدريس الدنداني، وعلي بن أبي نصر النحوي عن نصير أداء، وذكر ابن مجاهد عن الكسائي هذا الحرف في كتابه المفرد بقراءته، ونصّ عليه بالفتح، ولم يتبعه خلافا، فدلّ ذلك على أنه يرويه عن أصحابه عن نصير عنه بالفتح. قال أبو عمرو: والكسر أصل عن الكسائي، وذلك أن خلف بن إبراهيم نا قال: نا أحمد ابن محمد المكّي، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: نا أبو عبيد، قال: وأما الكسائي فقد كان قرأ بالقراءتين جميعا من الكسر والفتح، فلا أدري على أيّهما ثبت، فلعل نصيرا قد روى عنه الكسر كما رواه عنه أبو عبيد، والذي قرأت به أنا في روايته عن الكسائي الفتح، وكذلك روى سائر الرّواة عن الكسائي «5»، وكذلك قرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل.
حرف:
حرف: قرأ ابن عامر وحمزة لا تؤمنون «1» [109] بالتاء، وقرأ الباقون بالياء «2». ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون. ح ونا «3» ابن غلبون قال: نا محمد بن محمد «4»، قال: نا الباهلي، قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع بالتاء، وذلك غلط من الباهلي؛ لأن الجماعة روت ذلك عن أبي عمر عن إسماعيل بالياء. حرف: روى هبيرة عن حفص عن عاصم من قراءتي ويذرهم في طغيانهم [110] بالياء، وروى سائر الرّواة عن حفص بالنون، وبذلك قرأ الباقون «5». حرف: قرأ نافع وابن عامر كل شيء قبلا [111] بكسر القاف وفتح الباء، وقرأ الباقون بضمّ القاف والباء «6». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص منزّل من ربك [114] بفتح النون وتشديد الزاي، وكذلك روى بريد «7» عن إسماعيل عن نافع، وعن أبي بكر عن عاصم وهو وهم. وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي «8». حرف: قرأ الكوفيون وتمّت كلمة ربك [115] بغير ألف على التوحيد، ووقف عاصم وحمزة بالتاء، ووقف الكسائي بالهاء ممالة. وقرأ الباقون بالألف على الجمع «9». [187/ ت] حرف: وكلهم قرأ من يضلّ عن سبيله [117] بفتح الياء غير أبي بكر بن مقسم «10»
حرف:
عن داود بن سليمان «1» عن نصير عن الكسائي من يضلّ بفتح الياء والضاد، وقرأت لنصير على أبي الفتح بالوجهين واختياري مثل الجماعة. وروى محمد بن عيسى «2» وعلي بن أبي نصر أداء عن نصير عن الكسائي بضم الياء وكسر الضّاد، ولم ينصّ على هذا الحرف أحد من أصحاب نصير بفتح ولا بضمّ إلا أحمد بن يحيى الأصبهاني، فإنه نصّ عليه بنصب الياء، وكذلك لم ينصّ عليه أحد من أصحاب الكسائي، بل أضربوا عنه إلا أحمد بن شريح «3»، فإنه نصّ عليه بضمّ الياء كالذي يروي أداء عن نصير «4». حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية حفص وقد فصّل لكم ما حرّم عليكم [119] بفتح الفاء والصاد والحاء والراء في الكلمتين، وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو والمفضل عن عاصم بضمّ فصل وحرّم بضم الفاء والحاء وكسر الصاد والراء فيهما، وقرأ «5» حمزة والكسائي وحمّاد عن عاصم فصل بفتح الصاد والفاء ما حرّم بضمّ الحاء وكسر الراء «6»، نا خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد «7»، قال: نا محمد بن الربيع، قال: نا يونس عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة وعن ورش ما حرّم [199] قال أسامة «8» بالنصب، وقال محمد بنصب الحاء، وخالف يونس عن ابن
حرف:
كيسة داود، فروى عنه عن سليم كما روت الجماعة عنه بضمّ الحاء وكسر الراء وهو الصّواب. واختلف عن أبي بكر عن عاصم في ما حرّم وأجمع الرّواة عنه على فصل أنه بفتح الفاء والصّاد، فروى عنه الكسائي وحسين [225/ م] وابن أبي أميّة وإسحاق الأزرق والأعشى والعليمي والبرجمي وابن أبي حمّاد حرّم بضمّ الحاء وكسر الراء مثل حمزة، وبذلك قرأت في رواية يحيى بن آدم عنه، وروى أبو هشام وخلف وابن شاكر وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر ما حرّم وقال أبو هشام: ربما قرأ بنصب الحاء، وربما رفعها. وقال الآخرون: إنه رفع الحاء ثم فتحها بعد، وروى موسى بن حزام وحسين بن الأسود عنه عن أبي بكر ما حرّم عليكم برفع الحاء، ثم قال: سمعته بعد ذلك يقول: حرّم برفع الحاء، كذا قالا جميعا رواهما. والصواب مما قاله خلف وأصحابه إنه رفع الحاء ثم نصبها. حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا أبو «1» طاهر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: نا يحيى، قال: نا أبو بكر، قال: سمعته يقرأ: ما حرّم قال: ثم سمعته بعد ذلك قال: حرّم بنصب الحاء، وروى محمد بن المنذر عن يحيى مثل ما رواه الكسائي وأصحابه عن أبي بكر، ولم يذكر الوجه الآخر. وروى يحيى بن سليمان وهارون بن حاتم عن أبي بكر فصل لكم ما حرّم عليكم [199] بفتحهما جميعا مثل ما يرويه حفص، وكذلك روى عبد الحميد بن صالح البرجمي عن الأعشى عن أبي بكر لم يروه عنه غيره. نا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم فصل منتصبة الفاء ما حرّم مثله «2». حرف: قرأ نافع وابن عامر ليضلّوا عن سبيله في إبراهيم [30] وليضلّ عن في الحجّ [9] ولقمان [6] والزمر [8] بضم الياء في الأربعة «3»، وروى إبراهيم بن عبّاد عن «4» هشام وأحمد بن شاكر عن ابن عتبة بإسنادهما عن ابن عامر في إبراهيم [30] ليضلوا بفتح الياء، لم يروه غيرهما «5»، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو
حرف:
بفتح الياء في السّتّة «1»، وقرأ الباقون وهم الكوفيون بضمّ الياء فيهن «2»، وروى المفضل عن عاصم في يونس [88] ليضلّوا بفتح الياء، لم يروه عنه غيره «3». حرف: قرأ نافع أو من كان ميتا [122] هاهنا والأرض الميتة في يس [33] ولحم أخيه ميتا في الحجرات [12] بتشديد الياء في الثلاثة «4» [188/ ت]. وقرأ الباقون بإسكان الياء فيها «5». حرف: قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم حيث يجعل رسالته [124] بغير ألف وفتح التاء على التوحيد. وقرأ الباقون بالألف وكسر التاء على الجمع «6». حرف: قرأ ابن كثير ضيقا [125] هاهنا وفي الفرقان [13] بإسكان الياء. وقرأ الباقون بتشديدهما «7». حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد حرجا [125] بكسر الراء وقرأ الباقون وحفص والمفضل عن عاصم بفتحها «8». حرف: قرأ ابن كثير كأنما يصعد [125] بإسكان الصاد وتخفيف العين من غير ألف، وقرأ عاصم في غير رواية حفص يصاعد بفتح الياء والصاد وتشديدها وألف بعدها وتخفيف العين، هذا قول الجماعة عن أبي بكر إلا ابن أبي حمّاد،
حرف:
وحسين «1» بن علي، وهارون بن حاتم، ومحمد بن عبد الله الحيري عن الأعشى، فإنهم رووا «2» عنه يصّعد بتشديد الصاد والعين من غير ألف وبذلك قرأ الباقون «3». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص ويوم يحشرهم [128] وهو الثاني من هذه السورة، وكذا الثاني من يونس [45] ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا وفي الفرقان [17] وفي سبأ [40] ويوم يحشرهم ثم يقول بالياء في الأربعة، وتابعه ابن كثير على الياء في الذي في الفرقان خاصة. وقرأ الباقون بالنون في الجميع «4»، وأجمعوا على النون في الأول من هذه السورة «5» ومن سورة يونس «6». حرف: قرأ ابن عامر وما ربّك بغافل عمّا تعملون [132] بالتاء، وقرأ الباقون بالياء «7». نا «8» الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ كل شيء في القرآن وما ربك بغافل عمّا تعملون بالتاء، فدلّ على أنه يوافق ابن عامر «9».
حرف:
حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد مكاناتكم [135] ومكاناتهم هاهنا وفي هود [93] ويس [67] والزمر [39] بالألف على الجمع، وقرأ الباقون وحفص والمفضل عن عاصم بغير ألف على التوحيد «1». حرف: قرأ حمزة والكسائي من يكون له عاقبة الدار [135] هاهنا، وفي القصص [37] بالياء، وروى المفضل عن عاصم هاهنا وفي القصص مثلها، وكذلك روى خلّاد عن حسين عن أبي بكر. وقرأ الباقون بالتاء في السورتين «2». حرف: قرأ الكسائي بزعمهم [136 و 138] في الموضعين بضمّ الزاي. وقرأهما الباقون بفتح الزاي «3». حرف: قرأ ابن عامر وكذلك زيّن [137] بضم الزاي وكسر الياء قتل [137] برفع اللام أولادهم [137] بنصب الدال شركائهم [137] بخفض الهمزة، قال ابن ذكوان: شركائهم «4» بياء ثابتة في الكتاب «5» والقراءة، قال: وأخبرني أيّوب، قال: قرأت على أبي «6» عبد الملك قاضي الجند «7» زيّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم [137] فقلت له: إن في مصحفي وكان قديما شركائهم فمحى أبو «8» عبد الملك الياء وجعل مكان الياء واوا، قال أيوب ثم قرأت على يحيى بن الحارث شركاؤهم فردّ على يحيى شركائهم بالياء، فقلت: إنه كان في مصحفي بالياء فحككت، وجعلت واوا، فقال يحيى: أنت رجل محوت [226/ م] الصواب وكتبت الخطأ، فرددتها في المصحف على الأمر الأول
حرف:
بالياء. وقرأ الباقون زيّن بفتح الزاي والياء قتل بنصب اللام أولادهم بخفض الدال شركاؤهم برفع الهمزة «1» ما خلا ضرار بن صرد، فإنه روى عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وكذلك زيّن بضم الزاي وكسر الياء مثل ابن عامر ويخالفه «2» الجماعة عن يحيى عن أبي بكر، فروت ذلك بفتح الزاي والياء «3» «4». حرف: قرأ ابن كثير، وإن يكن [139] بالياء ميتة بالرفع وقرأ ابن عامر وإن تكن بالتاء على التأنيث ميتة بالرفع، وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام بالياء والرفع مثل ابن كثير، وهو «5» غلط «6» وقرأ «7» عاصم في رواية المفضل وحمّاد وابن بكير «8» بالتاء ميتة [139] بالنصب، واختلف في ذلك عن أبي بكر، فروى عنه العليمي والبرجمي وحسين الجعفي وابن أبي أمية وهارون بن حاتم وعبيد بن نعيم والشموني وابن غالب وابن جنيد ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى [189/ ت] وابن جامع وابن جنيد وابن أبي حمّاد وخلف وابن المنذر وحسين العجلي وموسى بن حزام والصريفيني عن يحيى وإن تكن [139] بالتاء كرواية حمّاد والمفضل، وروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وإسحاق الأزرق والتيمي عن الأعشى والرفاعي وضرار بن صرد عن يحيى وإن يكن بالياء في يكن بالياء «9». وأجمعوا عنه على نصب ميتة. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالياء في يكن ونصب
حرف:
ميتة. الذين قتلوا «1» [140] أكله [141] وخطوات [142] مذكور قبل «2». حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص وابن عامر وأبو عمرو يوم حصاده [141] بفتح الحاء، واختلف عن حفص فروى أبو عمارة وهبيرة فيما قرأت له بكسر الحاء، وروى عنه عمرو وعبيد والقوّاس وابن شاهي وابن واقد «3» بفتح الحاء، وكذلك ذكر ابن مجاهد عن الخزاز عن هبيرة عنه «4»، وقال غيره عن الخزاز عن هبيرة بكسر الخاء، وبذلك قرأت من طريق الخزاز وحسنون عنه. وبذلك قرأ الباقون «5». حرف: قرأ ابن كثير في غير رواية ابن فليح وابن عامر وأبو عمرو من المعز [143] بفتح العين. وقرأ الباقون وابن فليح عن ابن كثير بإسكان العين، وكذلك روى «6» الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام «7» والزينبي عن أبي صالح الجدي «8» عن القوّاس. حرف: وكلهم قرأ فيما أوحي إليّ [145] على ما لم يسمّ فاعله إلا ما رواه
حرف:
عبيد بن [عبد] الحميد «1» بن بكّار عن أيّوب عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ فيما أوحي إليّ بفتح الهمزة والحاء «2». حرف: قرأ ابن كثير وحمزة إلا أن تكون [145] بالتاء ميتة [145] بالنصب، وقرأ ابن عامر بالتاء والرفع، وروى الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام بالياء والرفع قال: وقد روى عنه بالتاء. وقرأ الباقون بالياء والنصب «3». حرف: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم تذكرون [152] إذا كان بالتاء وحسن معها تاء أخرى بتخفيف الذال في جميع القرآن. وكذلك روى يحيى بن سليمان «4» الجعفي عن أبي بكر عن عاصم، وروى ابن مجاهد بإسناده «5» عن أبي زيد عن المفضل عن عاصم فلولا تذكرون في الواقعة [62] خفيفة الذال «6». وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر في الواقعة بالتخفيف. وقرأ الباقون بالتشديد «7»، وكذلك روى سائر الرّواة عن أبي بكر «8». حرف: قرأ حمزة والكسائي إن هذا صراطي مستقيما [153] بكسر الهمزة وتشديد النون. وقرأ ابن عامر بفتح الهمزة وتخفيف النون. وقرأ الباقون بفتح الهمزة وتشديد النون «9». وحدّثنا الفارسي «10»، عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر عن عاصم وإن هذا [153] بكسر الهمزة، قال: ولم يذكر لنا أبو طاهر «11» خلافا في
حرف:
ذلك عن حفص أنه فتحها، وقد سمع هذا الكتاب من الخزاز «1». حرف: قرأ حمزة والكسائي والبرجمي وحده عن أبي بكر عن عاصم إلا أن يأتيهم الملائكة [158] هاهنا، وفي النحل [33] بالياء. وقرأهما الباقون بالتاء، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر «2». حرف: قرأ حمزة والكسائي فارقوا دينهم [159] هاهنا، وفي الروم [32] بالألف وتخفيف الراء، وقرأهما الباقون بتشديد الراء من غير ألف «3»، وقد ذكرت اختيار أبي بكر «4». حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر دينا «5» قيّما [161] بكسر القاف وفتح الياء مخففة. وقرأ الباقون بفتح القاف وكسر الياء مشدّدة، وكذلك روى أبو زيد عن المفضل عن عاصم والوليد عن يحيى عن ابن عامر «6». في هذه السورة من ياءات الإضافة عشر [190/ ت]: أولاهنّ أني أمرت [14] فتحها نافع. وأسكنها الباقون «7». أني أخاف [15] وأني أراك [74] فتحهما الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكار، وأسكنهما «8» الباقون «9». وجهي «10» للذي [79] فتحها نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص، وفي
رواية ابن أبي أمية والشموني وابن غالب والخواص عن الأعشى عن أبي بكر عنه. وأسكنها الباقون، وكذلك روى التيمي وابن جنيد عن الأعشى «1» وابن جبير عن رجاله عن نافع «2» صراطي مستقيما [153] فتحها ابن عامر والأعشى من رواية الشموني وابن غالب والخواص وحسين الجعفي من رواية خلّاد والبرجمي عن أبي بكر عن عاصم، وأسكنها الباقون. وكذلك روى التيمي وابن جنيد عن الأعشى عن أبي بكر «3» ربّي إلى صراط [161] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون «4» قل إن صلاتي ونسكي [162] فتحهما الأعشى عن أبي بكر من رواية ابن شنبوذ عن الخياط [227/ م] عن الشموني عنه، وكذلك نصّ عليه الخياط في كتابه وسكنهما الباقون. وكذلك روى ابن غالب عن الأعشى والنقّار والنقّاش وغيرهما عن الخياط، وبذلك قرأت في الروايتين عن الأعشى وبه آخذ «5». ومحياي [162] أسكنها نافع باختلاف عن ورش نذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى. وفتحها الباقون ومماتي لله [162] فتحها نافع وأسكنها الباقون «6»، وقد تابع نافعا على إسكان محياي وفتح مماتي حفص عن عاصم من رواية أبي عمر عن أبي عمارة عنه، وخالفته الجماعة عن حفص في ذلك «7»، وروى ابن جبير عن أصحابه عن نافع ومماتي بالإسكان لم يرو ذلك أحد غيره «8»، وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر ومحياي ومماتي
جزم «1»، فأما الاختلاف الذي جاء عن ورش في محياي فإن أحمد بن صالح روى «2» عنه أنه فتحها، وقال: نا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن «3» أصحابه عن ورش عن نافع أنه فتح ياء محياي «4» بعد ما أسكنها «5»، وبذلك قرأت على أبي الفتح في رواية أبي يعقوب الأزرق عنه من قراءته على المصريين، وبه كان يأخذ أبو غانم المظفر بن أحمد «6» صاحب أبي جعفر أحمد بن هلال «7» ومن أخذ عنه فيما بلغني. وروى الأصبهاني عن أصحابه عنه أنه فتحها، قال ذلك عنه في سورة البقرة حين ذكرها مع هداي وقال هاهنا عنه: إنه أسكنها وهو الصحيح من قوليه «8»، وبذلك قرأت على الخاقاني خلف بن إبراهيم عن قراءته على إسماعيل النحاس عن أبي يعقوب عنه، وبذلك أقرأني ابن غلبون أيضا عن قراءته على أصحاب أبي بكر بن سيف «9» عن أبي يعقوب، وبه قرأت لورش من جميع الطرق، وكذلك حكى لي أبو الحسن «10» عن عتيق بن ما شاء الله «11» أنه قرأ على أبي جعفر بن هلال، وعن
إبراهيم بن محمد «1» أنه قرأ على ابن سيف. وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين وغيرهم، وهو الذي رواه ورش عن نافع أداء وسماعا. والفتح اختيار منه اختاره «2» لقوته «3» في العربية كما نا «4» أحمد بن عمر الجيزي، قال: نا أحمد بن إبراهيم، قال: نا بكر بن سهل، قال: نا عبد الصمد بن عبد الرحمن عن ورش عن نافع ومحياي واقفة الياء. قال أبو الأزهر: وأمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها مثل قوله مثواي [يوسف: 23] وزعم أنه أقيس في النحو «5»، وأخبرني محمد بن سعيد الام «6» في كتابه، قال: نا محمد بن أحمد بن خالد، قال: نا أبي، قال: أخبرني إبراهيم بن محمد بن بازي، قال: أخبرني عبد الصمد بن عبد الرحمن عن ورش عن نافع محياي واقفة الياء، قال عبد الصمد: أمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها كما ينصب حمزة، وزعم أنه أحبّ إليه وأقيس في النحو، تابع أبو «7» الأزهر داود بن «8» أبي طيبة، فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عمر بن محمد بن «9» الحضرمي «10»، قال: نا أحمد بن محمد بن زكريا «11»، قال: نا «12» عبيد بن محمد،
قال: نا «1» داود عن ورش عن نافع ومحياي موقوفة الياء قال داود: أمرني عثمان ابن سعيد أن أنصبها مثل مثواي، وزعم أنه أقيس في النحو. تابعهما يونس بن عبد الأعلى، فحدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا أبو محمد جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قال: نا يونس عن ورش عن نافع ومحياي موقوفة الياء ومماتي منصوبة الياء، قال يونس: قال لي عثمان بن سعيد: وأحبّ إليّ أن أنتصب محياي ويوقف مماتي. قال أبو عمرو: فدلّت حكاية هؤلاء المشهورين بالضبط والإتقان وحسن الاضطلاع «2»، على أن رواية ورش عن نافع أداء وسماعا هي الإسكان لا غير، وأن الفتح اختيار منه صار إليه لما ذكروه عنه من اطّراده في اللغة وقوّته في قياس العربية. حدّثنا ابن غلبون قال: نا إبراهيم بن محمد، قال: نا ابن سيف. ح ونا الخاقاني، قال: نا عبد العزيز بن علي «3»، قال: نا إبراهيم بن حمدان «4»، قال: نا إسماعيل النحّاس. ح ونا أبو الحسن شيخنا، قال: نا عتيق بن ما شاء الله، قال: نا أحمد بن هلال، قال: نا إسماعيل، قال: نا أبو يعقوب عن ورش عن نافع محياي واقفة الياء لم يذكر أبو يعقوب في روايته عن ورش غير ذلك، فأما الخبر الذي حدّثناه عبد العزيز بن محمد بن إسحاق قال: نا عبد الواحد بن عمر «5»، قال: نا أحمد بن موسى، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن «6»، قال: نا الفضل بن يعقوب الحمراوي، قال «7»: نا أبو الأزهر عبد الصّمد
بن عبد الرحمن «1» عن ورش: كان نافع يقرأ أولا محياي [162] ساكنة الياء يرجع إلى تحريكها بالنصب «2»، فخبر باطل ولا يثبت عن نافع. ولا يصحّ من جهتين: إحداهما «3»: مع «4» انفراده وشذوذه «5» معارض للأخبار «6» التي «7» رواها من تقوّم الحجة بنقله، ويجب المصير إلى قوله، والانفراد والشذوذ لا يعارضان التواتر ولا يردّان قول الجمهور. والجهة الثانية: أن نافعا لو كان قد زال عن الإسكان إلى الفتح لعلم ذلك من بالحضرة من أصحابه الذين رووا عنه اختياره ودوّنوا عنه حروفه كإسحاق «8» بن محمد المسيّبي وإسماعيل بن جعفر الأنصاري وسليمان بن جماز «9» الزهري وعيسى بن مينا الزرقي وغيرهم ممن «10» لم يزل ملازما له، ومشاهدا لمجلسه من لدن تصدره [228/ م] إلى حين وفاته، ولرووا «11» ذلك عنه أو رواه بعضهم إذ «12» كان محالا أن يغير شيئا من اختياره ويزول عنه إلى غيره وهم بالحضرة معه وبين يديه «13» ولا يعرفهم بذلك ولا يوقفهم عليه، ويقول لهم: كنت قد «14» اخترت كذا ثم زلت إلى كذا، فدوّنوا «15» ذلك عني وغيروا ما زلت «16» عنه
من اختياري، فلم يكن ذلك «1»، وأجمع كل أصحابه على رواية الإسكان عنه نصّا وأداء دون غيره، فثبت «2» أن الذي رواه الحمراوي عن أبي الأزهر عن ورش باطل لا شك في بطلانه «3»، فوجب اطراحه ولزم المصير إلى سواه بما يخالفه ويعارضه. قال أبو عمرو: والذي يقع في نفسي وهو الحق إن شاء الله تعالى «4»: أن أبا الأزهر حدّث الحمراوي الخبر موقوفا على ورش كما رواه عنه من قدّمنا ذكره من جملة أصحابه وثقات رواته دون اتصاله بنافع، وإسناد الزوال عن الإسكان إلى الفتح إليه إلى ورش دونه، فنسي ذلك على طول الدهر من الأيام، فلما أن حدّث به أسنده إلى نافع ووصله به وأضاف القصة إليه، فحمله الناس عنه كذلك «5»، وقبله جماعة [192/ ت] من العلماء وجعلوه حجة وقطعوا بدليله على صحة الفتح، ومثل ذلك قد يقع لكثير من نقلة الأخبار الموقوفة والأحاديث المرسلة والمقطوعة لنسيان يدخلهم أو لغفلة تلحقهم، فإذا رفع «6» ذلك إلى أهل المعرفة ميّزوه ونبّهوا عليه وعرفوا «7» بعلّته وسبب الوهم فيه، فإن كان الأمر كذلك فلا سبيل إلى التعليق في صحة الفتح بدليل هذا الخبر؛ إذ هو عن مذهب نافع واختياره بمعزل. ومما يؤيد جميع ما أوردناه، ويدلّ على صحة ما أوّلناه، ويحقّق قول الجماعة عن ورش: ما أخبرناه عبد العزيز بن محمد المقرئ، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو بكر شيخنا، قال: نا الحسن بن علي، قال: نا أحمد بن صالح عن ورش أنه كره إسكان الياء من محياي ففتحها «8»، وهذا مما لا يحتاج معه إلى زيادة بيان، ويدل على أن السبب كان ما ذكرناه «9» ما رواه ابن وضّاح عن عبد الصمد أنه
قال: أنا «1» أتّبع نافعا على إسكان الياء في محياي، وأدع ما اختاره ورش من فتحها. نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر بن أبي هاشم قال: نا ابن مجاهد عن ابن الجهم عن الهاشمي عن إسماعيل عن نافع أنه فتح ياء محياي «2»، وذلك وهم وغلط من ابن الجهم من جهتين: إحداهما: أن الهاشمي لم يذكر ذلك في كتابه، بل ذكر فيه في «3» مكانين إسكان الياء «4». والثانية: أن إسماعيل نصّ عليها في كتابه المصنّف في قراءة المدنيين «5»، وهو الذي رواه عنه الهاشمي وغيره بالإسكان. نا الخاقاني، قال: نا أحمد بن محمد قال: نا أبو عمر قال: نا إسماعيل عن نافع ومحياي [162] مجزومة الياء «6». وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة، وهي قوله: وقد هدان ولا أخاف [80] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل، وفي رواية أبي مروان عن قالون، وأبي عمرو. وحذفها الباقون في الحالين «7»، والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الأعراف
ذكر اختلافهم «1» في سورة الأعراف «2» حرف: قرأ ابن عامر قليلا ما تذكرون [3] بالياء والتاء «3»، وكذا في مصاحف أهل الشام «4»، هذه رواية «5» ابن ذكوان وابن بكّار «6» وابن عتبة «7»
وابن مسهر «1» والحلواني «2» وأحمد بن النضر «3» عن هشام، وبذلك قرأت من طريق «4» ابن عبّاد «5» عنه. ونا «6» طاهر بن غلبون «7»،
قال: نا عبد الله بن محمد «1» قال: نا أحمد بن أنس «2» ح ونا الفارسي «3» قال: نا أبو طاهر «4»، قال نا أحمد بن أبي حسّان «5». ح ونا أحمد بن عمر «6»، قال: نا أحمد بن سليمان «7»، قال: نا محمد بن محمد «8»، قالوا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر
حرف:
قليلا ما تذكّرون بالتاء «1»، وكذلك روى ابن دحيم «2» عنه. وقرأ الباقون «3» بتاء واحدة من غير ياء «4» قبلها، وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم يخفّفون الذال على أصولهم والباقون «5» يشددونها «6». حرف: وكلهم قرأ: معايش [10] هاهنا، وفي الحجر «7» بكسر الياء كسرة خالصة «8».
وهي الكسرة التي كانت لها في الواحد، قبل أن تعلّ «1» بالنقل إلى العين، ولم يهمزها أحد منهم من الطرق التي «2» ذكرناها عنهم، إلا ما حكاه ابن جبير «3» في كتاب الخمسة «4» أن أهل المدينة يهمزون «5». ثم قال في كتاب قراءة نافع عن أصحابه عنه معايش غير مهموز، حيث وقعت، وهو الصواب من قوليه إن شاء الله، وكذلك قال أصحاب المسيّبي «6» وقالون وأبو عبيد
عن إسماعيل «1» غير مهموزة، ولم يزيدوا على ذلك شيئا، وقال الحلواني عن قالون مثل حمزة، وقال أحمد بن صالح «2» عن ورش وقالون: الياء مكسورة مبيّنة غير مهموزة. وقال الأصبهاني «3» عن أصحابه عن ورش: معايش بتسكين الياء وإسكانها غير جائز، ولم يأت بكيفية حركة الياء غير أحمد بن صالح «4». وقال الأصبهاني «5» عن أصحابه عن ورش: لأملأنّ [18] الألف الأولى منبورة «6»، والألف [1/ أ] الثانية ساكنة غير منبورة، وقد ذكرنا هذا مشروحا في بابه «7».
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي ومنها تخرجون [25]، وكذلك تخرجون في الروم [19] والزخرف [11] فاليوم لا يخرجون منها في الجاثية [35] بفتح التاء والياء وضمّ الراء في الأربعة «1». واختلف عن ابن عامر: فروى عبد الحميد بن بكار عن أيوب «2» هاهنا «3»، وفي (الروم) و (الزخرف) بفتح التاء وضمّ الراء، وفي (الجاثية) بضمّ الياء وفتح الراء، وروى الوليد «4» بن مسلم عن يحيى «5» هاهنا «6» وفي (الجاثية) بفتح التاء والياء وضمّ الراء. وفي (الروم) و (الزخرف) بضم التاء وفتح الراء. وروى الشاميون والنقاش «7» عن
الأخفش «1» وأحمد بن أنس وابن موسى وابن المعلى «2» عن ابن ذكوان هاهنا، وفي (الزخرف) بفتح التاء وضمّ الراء، وفي (الروم) و (الجاثية) بضم التاء والياء. وكذلك روى التغلبي «3» عن ابن ذكوان من غير رواية ابن مجاهد «4» عنه، وزاد النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان الموضع الذي في (الروم)، فرواه بفتح التاء وضمّ الراء هاهنا فقط. وكذلك روى ابن خرزاذ «5» عن ابن ذكوان ونا عبد العزيز «6» بن محمد قال نا أبو طاهر «7» قال: نا ابن أبي حسان ح وانا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس ح وأخبرنا أحمد بن عمر، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: نا محمد بن محمد، قالوا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر في (الزخرف) تخرجون
الياء «1» منتصبة، وكذلك روى أبو زرعة «2» الدمشقي والفضل بن محمد الأنطاكي «3» وأحمد بن القاسم بن عطية «4» عن هشام كذلك نصّ عليها في كتابه «5». وروى الحلواني وابن عبّاد عن هشام بضم «6» التاء والياء وفتح الراء في الأربعة وكذلك روى الوليد بن عتبة عن أيوب، وبذلك قرأ الباقون، وأجمعوا على الموضع الثاني الذي من (الروم)، وهو قوله: إذا أنتم تخرجون، أنه بفتح التاء وضمّ الراء «7». وقد غلط محمد بن جرير «8» مع تمكنه «9» ووفور معرفته على ورش في هذا الموضع غلطا فاحشا، فحكى عن يونس «10»؛ أنه ضمّ التاء وفتح الراء، وذلك من قلّة إنعام وغفلة،
حرف:
إذ كان يونس إنما ترجم «1» بهذه الترجمة عن الحرف الأول من السور المختلف فيه فتوهّمه ابن جرير الحرف الثاني منهما للجميع «2» المجمع عليه. وأخطأ وقد نا الخاقاني «3» قال: نا أحمد بن أسامة «4»، قال: نا أبي «5»، قال: نا يونس عن ورش: تخرجون بضم التاء وفتح الراء، يريد: تخرجون. وكذلك حكى سائر الرواة عن ورش. والذي أوقع محمد بن جرير في الغلط ذكر يونس تخرجون مجردا من الكلمة التي قبله أو بعده؛ التي ترفع الإشكال في معرفته، وتبيّن المختلف فيه من المتفق عليه. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «6»: وريشا [26] بفتح الياء وألف بعدها، «7»
حرف:
وقرأ الباقون بإسكان الياء من غير ألف «1». حرف: قرأ نافع وابن عامر والكسائي: ولباس التقوى [26] بالنصب. وقرأ الباقون بالرفع «2». حرف: قرأ نافع: خالصة يوم القيامة [32] بالرفع. وقرأ الباقون بالنصب «3». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد «4» وأبي بكر بخلاف عنه «5»: ولكن لا تعلمون [38] بالياء، وكذلك روى هارون «6» عن حسين «7» عن أبي بكر، وروى
حرف:
أبو هشام «1» وخلّاد «2» عن حسين عن أبي بكر بالتاء، خالف حسين جماعة أصحاب أبي بكر في ذلك. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالتاء. حرف: قرأ أبو عمرو «3» لا تفتّح لهم [40] بالتاء وإسكان الفاء وتخفيف «4» التاء، وقرأ حمزة والكسائي كذلك، إلا أنهما بالياء على التذكير. وقرأ الباقون بالتاء وفتح الفاء وتشديد التاء الأخيرة «5». حرف: قرأ ابن عامر في غير رواية ابن بكّار: وما كنّا لنهتدي [43] بغير واو قبل" ما"، وكذلك [1/ ب] في مصاحف أهل الشام «6». وقرأ الباقون" وما" بالواو.
حرف:
وكذلك في مصاحفهم «1» وكذلك روى عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر «2». حرف: قرأ الكسائي: نعم [44] في الموضعين هاهنا «3» وفي الشعراء «4» والصّافّات «5» بكسر العين في الأربعة. وقرأ الباقون بفتح العين فيهنّ «6». حرف: قرأ نافع وعاصم وأبو عمرو: أن لعنة الله [44] بإسكان النون ورفع لعنة، واختلف «7» عن قنبل عن ابن كثير، فروى ابن مجاهد وابن
ثوبان «1» عنه كذلك وروى عنه أبو ربيعة «2» وابن الصباح «3» والزينبي «4» وابن شنبوذ «5» وابن عبد الرزّاق «6» والبلخي «7» وسائر الرواة
حرف:
عن القوّاس «1» بتشديد النون «2»، ونصب لعنة، وكذلك روى البزّي وابن فليح «3» عن ابن كثير، وبذلك قرأ الباقون. حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي: يغشي الليل النّهار [54] هاهنا، وفي الرعد «4» [3] بفتح الغين وتشديد الشين. وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص بإسكان الغين وتخفيف الشين «5»، وروى ابن عتبة «6» وابن بكّار بإسنادهما عن ابن عامر «7» هنا بالتشديد وفي الرعد بالتخفيف. حرف: قرأ ابن عامر والشمس والقمر والنجوم مسخّرات [54] برفع أربعة الأسماء، وقرأ الباقون بنصبها وكسروا التاء من مسخّرات؛ لأنها تاء جمع المؤنث «8».
حرف:
تضرعا وخفية «1» [الأنعام: 63]. الرياح «2» [البقرة: 164] قد ذكر. حرف: قرأ عاصم «3» في غير رواية المفضل الرياح بشرا [57] هاهنا، وفي الفرقان [48] والنمل [63] بالباء وضمّها وإسكان الشين، وروى حسين المروذي «4» عن حفص عنه بضم الشين، لم يرو ذلك عنه أحد غيره «5»، وقرأ ابن عامر «6»: في غير رواية الوليد بالنون وضمّها وإسكان الشين، وقرأ حمزة «7» والكسائي بالنون وفتحها وإسكان الشين وقرأ الباقون «8» بالنون وضمّها وضمّ الشين. وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر «9». حرف: قرأ الكسائي «10» وابن عامر في رواية الوليد «11» من إله غيره [59] في هذه السورة «12»،
حرف:
وفي هود «1» [50] والمؤمنين «2» [23] بخفض الراء وكسر الهاء بعدها، وذلك إذا كان قبل إله من الخافضة، وقرأ الباقون برفع الهاء وضمّ الراء «3». حرف: قرأ أبو عمرو أبلغكم [62 و 68] في الموضعين هاهنا «4»، وفي الأحقاف «5» [23] بإسكان الياء وتخفيف اللام في الثلاثة وقرأهنّ الباقون بفتح الباء وتشديد اللام: بصطة [69] قد ذكر «6». حرف: قرأ ابن عامر «7» في قصة صالح قال الملأ [75] بزيادة واو قبل، قال: وكذلك في مصاحف الشاميّين «8»، وقرأ الباقون «9» بغير واو كذلك في مصاحفهم.
حرف:
حرف: قرأ نافع وحفص عن عاصم إنكم لتأتون «1» [81] بهمزة واحدة مكسورة على لفظ الخبر، وقرأ الباقون «2» بهمزتين على الاستفهام، ومذاهبهم في التحقيق «3» والتسهيل «4» والفصل بالألف وترك الفصل مذكور في باب الهمزتين «5». لفتحنا عليهم [96] مذكور قبل «6». حرف: قرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني وابن كثير في رواية قنبل والبزّي أو أمن أهل القرى [98] هاهنا بإسكان الواو، وورش يلقي عليها حركة أمن فيحرّك بها على أصله. قال أحمد بن صالح عنه بفتح الواو ويصلها بكسر ميم أو أمن [98] وقال يونس عنه: موقوفة الواو غير منتصبة، وقرأ في والصّافّات «7» [17] والواقعة «8» [48] أو ءابآؤنا بفتح الواو وتحقيق «9» الهمزة بعدها. وقرأ نافع «10» في رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون، وفي رواية الأصبهاني
عن ورش وابن عامر بإسكان الواو في الثلاثة «1»، والأصبهاني عن ورش يلقي «2» حركة الهمزة على الواو ويحرّكها بها فيهنّ. وقرأ الباقون وابن كثير في رواية «3» ابن فليح بفتح الواو وتحقيق الهمزة بعدها في الثلاثة. قال أبو عمرو: وقد غلط عامة «4» البغداديين ومن اتصل بهم من سائر العراق [2/ أ] على ورش في الموضعين اللذين في الصّافّات والواقعة، فحكى ابن مجاهد وابن شنبوذ والداجوني «5» والشذائي «6» وأبو طاهر وغيرهم من الجلّة أن مذهبه فيها إسكان الواو، ثم يلقي عليه حركة الهمزة قياسا على هذا الموضع الذي في هذه السورة المجمع عليه عنه.
وذكر ابن أبي طاهر أن أبا الأزهر «1» وداود «2» كذلك رويا ذلك عنه نصّا «3»، وليس كما ذكر ولا على ما قدر، ولو أمعن «4» النظر في روايتيهما وأعمل الفكر في نصّ عبارتهما عن ذلك في كتابيهما «5» مع يقظة وحسن معرفة لظهر خلاف ما ذكره، ولعلم وتيقّن «6» أن الأمر على غير ما قدّره، وذلك أنهما قالا في كتابيهما عن ورش هاهنا أو أمن موقوفة الواو غير منتصبة، وقالا في الموضعين الآخرين أو ءابآؤنا منتصبة الواو، وقالا عنه في الاختلاف «7» بين نافع وحمزة أو أمن موصولة لا ينصب الواو وحمزة ينصبها أو ءابآؤنا منصوبة الواو واتفاق منهما، فيدلّ ذلك دلالة ظاهرة غير مشكوكة في صحتها على أن مذهبه هاهنا الإسكان للواو وأنّها فيه أو التي للخروج من شيء إلى شيء، كقوله: أو إن يشأ يعذبكم «8» [الإسراء: 54] وأن مذهبه هناك الفتح، وأنها فيها واو عطف دخل عليها همزة الاستفهام بمعنى التقرير لا غير. وكذلك روى ذلك أبو يعقوب «9» نصّا عن ورش، ولا يعرف أهل الأداء من
حرف:
المصريين وغيرهم من المغاربة غير ذلك في رواية ورش، وهم حجّة على من خالفهم عنه؛ لأنهم تلقوا القراءة عنه أداء وأخذوها عنه مشافهة وخالفوه في القيام بها، وكذلك أهل الأداء من الشاميّين الذين يتولون رواية أبي الأزهر، وكذلك نصّ عليه أحمد بن يعقوب «1» وإبراهيم بن عبد الرزاق في كتابيهما «2» عن أصحابهما عنه عن ورش، وأظن ابن مجاهد رحمه الله حمل رواية أصحاب ورش على أصحاب أبي بكر الأصبهاني؛ لأنه روى عن أصحابه عنه إسكان الواو في الثلاثة المواضع نصّا وأداء، وجعلهما أصلا. وتوهّم أنهم موافقوه على ذلك. ومثل هذا إنما يكون عند عدم الأداء والنص، فأما عند وجودهما، فلا يجوز أن يحمل رواية على رواية، ولا أن يجري لها حكمها، بل تميّز «3» كل رواية ويبيّن اختلافها، ويعرف الفرق بينها وبين ما يخالفها، وقد قال في كتاب المدنيين «4» روى أحمد بن صالح عن ورش أو ءابآؤنا ساكنة الواو والله أعلم. وقد غلط أبو بكر النقّاش على القولين والبزّي أيضا في الموضعين المذكورين يحكى عنهما عن ابن كثير أنه سكّن الواو فيهما، والنص والأداء عنه بخلاف ذلك. حرف: قرأ نافع حقيق عليّ أن لا أقول [105] بفتح الياء وتشديدها على أنها اسم المتكلم. وقرأ الباقون على بغير إضافة على أنها حرف خفض «5».
حرف:
حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية الحلواني عن هشام أرجه «1» [111] هاهنا، وفي الشعراء «2» [36] بالهمز «3»، وضمّ الهاء وصلتها بواو في اللفظ، قال الحلواني مهموز ويرفع الهاء ويشمّ الرفعة. وروى ابن الصباح عن قنبل عن ابن كثير بغير همز لم يروه غيره وهو وهم. وقال ابن غلبون: قال: نا عبد الله «4» قال: نا
أحمد «1». ح ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن أبي حسّان قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر أرجه مهموز مرفوع «2» لم يزد «3» على ذلك، وكذلك قال الباغندي وابن عباد وسائر الرّواة عنه. وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان «4» أرجه بالهمز وكسر الهاء كسرة مختلسة من غير صلة كأنه لم يعتدّ بالهمز «5» لخفائها، فلذلك كسر الهاء اتباعا لكسرة الجيم كما لم يعتدّ من قال منه بالنون لسكونها، فكسر الهاء اتباعا لكسرة الجيم، قال محمد بن أحمد عن ابن مجاهد: لا يجوز «6» كسر الهاء مع الهمزة،
[2/ ب] وذلك جائز عندنا كما بيّنّاه. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر أرجه غير جزم مهموز يريد بالجزم وسكون الهمزة ولم يزد «1» الهاء. وروى ابن عتبة عنه بالهمزة وضمّ الهاء من غير إشباع، وقرأ أبو عمرو: أرجه «2» بالهمز وضمّ الهاء ضمّة مختلسة «3» من غير صلة، وقرأ عاصم في رواية حمّاد وحفص من غير رواية هبيرة عنه وحمزة أرجه «4» بإسكان الهاء من غير همز، وقرأه في رواية المفضل وفي رواية هبيرة عن حفص عنه ونافع في رواية ورش وإسماعيل والكسائي أرجه «5» بكسر الهاء وصلتها بياء من غير همز في السورتين، كذا قرأت من هذه الطرق. وقال هبيرة «6» في كتابه عن حفص هاهنا مجزومة وفي «7» الشعراء مجرورة، نا بذلك محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الخزاز «8» عن هبيرة، وروى القوّاس
وعمرو «1» وعبيد «2» عن حفص بجزم الهاء في السورتين، واختلف أصحاب أبي بكر عنه، فروى عنه الكسائي «3» والعليمي «4» والبرجمي «5» والأعشى «6» وابن عطارد «7» ويحيى الجعفي وابن أبي حمّاد «8» وأصحاب الأزرق والمعلى بن منصور «9» أنه أسكن
الهاء، ولم يذكروا بهمز كرواية حمّاد وحفص سواء. ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الجهم «1» عن ابن أبي أمية «2» عن أبي بكر عن عاصم أرجه مهموزة ساكنة الهاء، قال ابن الجهم هو فيما أحسب يعني بهمز الألف التي قبل الراء، وذلك على ما قال؛ لأن الهمز مع سكون الهاء غير ممكن النطق به إذا كان يلتقي ساكنان ليس أحدهما حرف مدّ ولين. وروى عبيد بن نعيم «3» عن أبي بكر أرجه غير مهموز لم يذكر الهاء، وروى خلاد وهارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر «4» أرجه مهموزة مضمومة الهاء. قال: نا محمد عن ابن مجاهد مثل أبي عمرو، وقال هارون عن حسين عن أبي بكر في الشعراء أرجه مجرورة الهاء، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم أرجه مكسورة مهموزة، كذا قال عنه، فهذا يوافق ما رواه ابن ذكوان عن ابن عامر، وأظن ذلك وهما وأحسبه أراد بالهمز همز الألف. واختلف أصحاب يحيى عنه أيضا، فروى عنه الصّريفيني «5» فيما قرأت ومحمد بن
المنذر «1» وحسين بن الأسود «2» وأبو هشام «3» وضرار «4» بن صرد بجزم الهاء من غير همزة، ثم قال حسين وأبو هشام عن يحيى عن أبي بكر في سورة (الشعراء) «5» أرجه مهموز، وربما لم يهمز. وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن إبراهيم بن أحمد الوكيعي «6» عن أبيه «7» عن يحيى «8» أرجه مهموز وجزم، ويجوز أن يريد بالجزم جزم الهاء؛ [لأن جزم الهاء مع الهمزة غير جائز ولا ممكن، ويجوز أنه يريد بالجزم جزم الهاء] وبالهمز همزة الألف. وروى خلف عن يحيى أرجه بغير همز في كل القرآن، ثم قال: نا يحيى عن أبي بكر أنه ربما همز أرجه وأخاه
وقال: نا محمد «1» بن علي عن ابن مجاهد عن خلف عن يحيى عن أبي بكر أنه كان ربما همزها ورفع الهاء وقال موسى «2» بن حزام عنه أرجه جزم، قال: وربما همزها أبو بكر، ونا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد، قال: نا عبد الله «3» بن شاكر عن يحيى عن أبي بكر أرجه جزم، وقال: ربما همزها، قال أبو عمرو: وإذا همزها حرّك الهاء ضرورة، وأحسبه كان يحرّكها بالضم، كالذي رواه حسين عن أبي بكر نصّا. نا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق «4» عن أبي هشام عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم أرجه جزم بغير همز، وعلى هذا العمل عند أهل الأداء في رواية أبي بكر ويحيى عنه. وقرأ نافع في رواية المسيّبي وقالون «5» أرجه بغير همز [3/ أ] وكسر الهاء من غير صلة، وقد اختلف ألفاظ أصحابه في العبارة عن الهاء بعد أن أجمعوا عنه على ترك الهمزة، فروى محمد «6» بن خالد البرمكي عن أبي عمر «7» عن
إسماعيل «1» والبرجمي «2» يجرّ الهاء ولا يهمز. وروى الباهلي «3» عن أبي عمر عنه بكسر الهاء غير مهموز، وروى الكسائي والهاشمي «4» عنه: لا يهمز أرجه، ولم يذكر الهاء «5». وروى أبو عبيد عنه أنه يقرؤها مثل الكسائي يعني بكسر الهاء وصلتها من غير همز «6». وروى ابن واصل «7» عن ابن سعدان «8» عن المسيّبي: الهاء مكسورة بغير همز، ولا مدّ. وروى عبيد «9» بن محمد عن ابن سعدان عنه الهاء مشبعة بغير همز، وروى خلف عنه بكسر الهاء بإشباع، وقال محمد عن أبيه «10»
والأنصاري «1» عنه: الهاء مبطوحة «2» لم يزيدا على ذلك. وقال حمّاد عنه بغير همز لم يذكر الهاء، وقال ابن جبير عن أصحابه «3» بمدّ الهاء بإشباع «4». وروى الحلواني عن قالون يكسر الهاء، ولا يشبع الكسر ولا يهمز، وقال أحمد بن صالح عنه: الهاء مكسورة ممدودة. وقال القاضي «5» والمدني «6» والقطري «7» وسائر رواة كتابه «8» عنه: غير مهموز، ولم يذكروا الهاء. وقال الكسائي «9» عنه: مهموزة وغلط. وأحسب
حرف:
أسقطت «1» عليه، وبكسر الهاء من غير صلة، قرأت لقالون من جميع الطرق. حرف: قرأ حمزة والكسائي بكل ساحر [112] هاهنا، وفي يونس «2» [79] على وزن فعال، والألف بعد الحاء «3» وأمالها حمزة في رواية أبي عمر عن سليم عنه، والكسائي في غير رواية أبي الحارث «4»، وقرأهما الباقون «5» ساحر على وزن فاعل والألف بعد السّين، وأجمعوا على الموضع الذي في الشعراء «6» [37] على وزن فعال وأمال ألفه أبو عمرو وحمزة من رواية أبي عمر عن سليم عنه «7» والكسائي في غير رواية أبي الحارث. حرف: قرأ الحرميّان وعاصم في رواية حفص إن لنا لأجرا [113] بهمزة
حرف:
واحدة مكسورة على لفظ الخبر «1»، وقرأ الباقون «2» بهمزتين على الاستفهام، وفي التحقيق لهما والتسهيل للثانية والفصل بينهما في حال التحقيق والتسهيل على مذاهبهم المشروحة في باب الهمزتين «3»، ولم يأت هاهنا بالهمزتين عن أبي بكر نصّا غير الشموني «4» عن الأعشى عنه، وأجمعوا على الموضع الذي في الشعراء «5» وهم فيه أيضا على مذاهبهم المذكورة قبل. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص تلقف ما [117] هاهنا وفي طه «6» [69] وفي الشعراء «7» [45] بإسكان اللام وتخفيف القاف في الثلاثة. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد «8» بن عمر،
حرف:
قال: نا محمد بن الحسين الجعفي «1»، قال: نا محمد بن عمر بن وليد «2»، قال: نا عبد الرحمن بن أبي حمّاد «3» عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يقرأ تلقف ما يخفّف في كل القرآن «4»، قال أبو عمرو: والتخفيف قياس قول ابن جامع عن ابن أبي حمّاد أيضا؛ لأنه ذكر الاختلاف بين أبي بكر وحفص، ولم يذكر بينهما خلافا في هذا الحرف، فدلّ على أنهما متّفقان على التخفيف، وخالف ابن أبي حمّاد في ذلك سائر أصحاب أبي بكر، فرووه مثقلا. وقرأ الباقون بفتح اللام وتشديد القاف «5» في الثلاثة. حرف: قرأ نافع بخلاف عن ورش وابن عامر وأبو عمرو أأمنتم به «6» [123] هاهنا وأأمنتم له في طه «7» [71] والشعراء «8» [49] على الاستفهام بهمزة محقّقة بعدها مدّة في تقدير همزتين مسهّلتين: الأولى بين بين لانفتاحها، والثانية مبدلة
لسكونها «1». وروى أحمد بن صالح في كتابه «2» ويونس بن عبد الأعلى من قراءتي عن ورش ءأأمنتم بهمزة واحدة من غير مدّ على مثال مخرج الخبر «3». وكذلك روى [3/ ب] إبراهيم بن عبد الرزاق أداء عن عبد الجبّار «4» بن محمد عن أبي الأزهر عنه في الثلاث سور، حدّثني بذلك أبو مروان المكتب «5»، وأبو محمد المصاحفي «6» عن ابن محمد الشافعي «7»
عن إبراهيم «1»، وروى سائر الرّواة عنه هاهنا «2» بالاستفهام بهمزة بعدها مدّة مطوّلة في تقدير ألفين. وقال أكثر أهل الأداء من أصحاب أبي يعقوب عنه: أنه يبدل الهمزة الثانية المسهّلة ألفا على أصله في سائر الاستفهام، ثم يحذفها هاهنا لاجتماعها مع الألف المبدلة من همزة الأصل الساكنة؛ لئلا يلتقي ساكنان، ويشبع المدّ ليدلّ بذلك على أصل الكلمة، وأن مخرجها مخرج الاستفهام دون الخبر، وأنكر ذلك آخرون منهم، وقالوا (آل) إبدالها هاهنا إلى التقاء الساكنين وجب العدول عن البدل إلى التسهيل بين بين؛ إذ حمزة بين بين كالمحرّكة «3». واختلف عن ابن كثير، فروى قنبل عنه هاهنا قال فرعون ءو أمنتم [123] بزيادة واو بين النون والهمزة. وكذلك روى الحلواني عن القوّاس والبزّي عن أبي الإخريط «4» عن أصحابه عن ابن كثير، قال البزّي: ونحن لا نقرأ هذا، حكى لنا ذلك عن قنبل محمد بن علي عن ابن مجاهد عنه، قال ابن مجاهد «5»: وأحسبه غلط. وكذلك روى ابن شنبوذ وأبو العباس البلخي عنه. ونا عبد العزيز «6» بن جعفر قال: نا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: كان أبو بكر ينكر ما رواه قنبل ويخبر بألفه. كذلك قرأ عليه ويخالفه، فأقرأني قال فرعون ءامنتم به بواو بعد ضمة نون فرعون مفتوحة وبعدها ألف بين النون والواو والميم، ولفظ لي أبو بكر بها كذلك، وكذلك روى أبو
عون الواسطي «1» وابن ثوبان «2» عن قنبل. قال أبو عمرو: وكذلك لنا ذلك في رواية قنبل من طريق ابن مجاهد وابن الصباح بواو مفتوحة بدلا من همزة الاستفهام لانضمام ما قبلها، وبعدها همزة مسهّلة بين بين «3»، وبعدها ألف ساكنة، فيحصل في اللفظ بعد فتحة الواو مدّة في تقدير ألفين، وكذلك قرأت أيضا في روايته من الطريقين المذكورين وإليه النشور ءأمنتم [الملك: 15 - 16] بإبدال همزة الاستفهام واوا مفتوحة لانضمام الراء قبلها، وبعدها همزة مسهّلة بين بين، فيحصل في اللفظ بعد فتحة الواو مدّة في تقدير ألف واحدة لا غير؛ لأن همزة الاستفهام دخلت على فعل ثلاثي، ودخلت هاهنا على فعل رباعي، فلذلك تفاضل المدّ بعد فتحة الواو المبدلة في الموضعين. وروى أبو ربيعة عن قنبل والحلواني عن القوّاس في المدّ بزيادة الواو قبل الألف، كالذي في الأعراف سواء. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال البزّي عن أبي الإخريط عن ابن كثير قال فرعون ءو أمنتم به بواو بعد النون بغير همز، وإلى هذه الرواية رجع ابن مجاهد، وبها أخذ وإيّاها اختار. قال أبو عمرو: وما رواه المذكور عن قنبل والحلواني عن القوّاس والبزّي عن أبي الإخريط من اللفظ بواو قبل همزة مخفّفة يصحّ من وجه، ويبطل من آخر. فأما الوجه الذي يصحّ منه: فأن تكون تلك الواو المفتوحة بعد النون والراء في الأعراف والملك بدلا من همزة الاستفهام لا مزيدة قبلها، وتكون الهمزة المخففة بعدها همزة القطع في الأعراف وهمزة الأصل في الملك؛ لأن التخفيف لا يغيّر صورة الحرف عمّا هي عليه في الكتابة، ولا يزيد في اللفظ شيئا [4/ أ] ليس فيه،
والمدّة بعد الهمزة المخفّفة في الأعراف في هذا الوجه على مقدار ألف لا غير، وتذهب رأسا بعدها في الملك. وأما الوجه الذي يبطل منه: فأن تكون تلك الواو مزيدة لا مبدلة من همزة، وتكون الهمزة المخفّفة بعدها همزة الاستفهام في الموضعين؛ لأن كتاب الله تعالى محظور من الزيادة فيه لا سيما إذا كان المزيد حرفا منفردا قائم الصّورة لا معدوم الرسم، والمدّة بعد الهمزة المخفّفة في السورتين في هذا الوجه على ما قرأناها «1» في الوجه «2» الذي اختاره ابن مجاهد وقرأنا به. وإلى كون الواو زائدة ذهب ابن مجاهد، وكذلك أنكر رواية من روى ذلك وردّها وغلط ناقلها، وأخذ بما يجوز في القراءة، ويصحّ في القياس ويوافق الرسم. وروى قنبل عن ابن كثير في طه [71] ءامنتم له على لفظ الخبر بهمزة مفتوحة بعدها ألف. وروى عنه في الشعراء ءامنتم على الاستفهام بهمزة مخفّفة بعدها مدّة مطوّلة في تقدير همزة مسهّلة بعدها ألف ساكنة، فجاء عنه في الثلاث سور بثلاثة ألفاظ مختلفة. وروى البزّي وابن فليح عن ابن كثير في الثلاث سور على الاستفهام بهمزة مخفّفة ومدّة طويلة. وكذلك روى أبو ربيعة عن قنبل هاهنا والزينبي عنه في الثلاث سور، وقرأ عاصم في رواية حفص من طرق عمرو وعبيد وأبي شعيب القوّاس في الثلاث سور على لفظ الخبر بهمزة مفتوحة بعدها ألف، ولم يذكر عمرو التي في الشعراء، وروى هبيرة عن حفص في الثلاث سور بثلاثة ألفاظ مختلفة، فقال في الأعراف على الاستفهام بهمزة بعدها مدّة مطولة، وقال بخطه على لفظ الخبر، وقال في الشعراء بهمزتين مخفّفتين، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد وحمزة والكسائي في الثلاث سور على الاستفهام بهمزتين مخفّفتين بعدهما ألف، ولم يأت بذلك نص عن أبي بكر إلا الشموني عن الأعمش عنه.
حرف:
قال أبو عمرو: وكل من فصل بألف بين المخففة والمسهّلة من «1» القرّاء في ءأنذرتهم «2» وبابه «3» لم يفصل هاهنا به؛ لأنه لو فصل لاجتمع في كلمة ءأمنتم أربع ألفات بهمزة الاستفهام، واجتماعهنّ خروج من كلام العرب وعدول عن مذاهب القرّاء، مع أن لفظ المدّ «4» حتى يخرج عن حدّ القراءة وزنة اللفظ. حرف: قرأ الحرميّان «5» سنقتل أبناءهم [127] بفتح النون وإسكان القاف وضمّ التاء من غير «6» تشديد، وقرأ الباقون بضم النون وفتح القاف وكسر التاء وتشديدها «7». حرف: قرأ عاصم في رواية هبيرة «8» ورواية القوّاس عن حفص فيما قرأت يورثها من يشاء [128] بفتح الواو وتشديد الراء، وقرأ الباقون بإسكان الواو وتخفيف الراء، وكذلك حكى القوّاس في كتابه «9» عنه، وأجمعوا على الذي في مريم «10» أنه مخفّف. حرف: قرأ عاصم في غير رواية «11» حفص وابن عامر في غير رواية الوليد
حرف:
يعرشون [137] هاهنا، وفي النحل «1» [68] بضمّ الراء، وقرأ الباقون بكسر الراء فيهما «2»، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر «3». حرف: قرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو في «4» رواية عبد الوارث «5» يعكفون [138] بكسر الكاف، وقرأ الباقون بضمّها وكذا اليزيدي وشجاع وسائر الرواة عن أبي عمرو «6». حرف: قرأ ابن عامر وإذ أنجيناكم [141] بألف بعد الجيم من غير ياء ولا نون، وكذلك في مصاحف «7» أهل الشام، [4/ ب] وقرأ الباقون بياء ونون وألف بعدها «8»، وكذلك «9» في مصاحفهم «10»، ولم يذكر ابن مجاهد هذا الحرف في كتاب السبعة «11».
حرف:
حرف: قرأ نافع يقتّلون أبناءكم [141] بفتح الياء وإسكان القاف وضمّ التاء من غير تشديد، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح القاف وكسر التاء وتشديدها «1». وواعدنا [البقرة: 142] قد ذكر «2». حرف: قرأ حمزة والكسائي جعله دكّا [143] هاهنا وفي الكهف «3» [98] بالمدّ والهمز من غير تنوين «4». واختلف عن عاصم، فروت الجماعة عنه عن أبي بكر هاهنا بالتنوين من غير مدّ ولا همز ما خلا محمد بن خلف التيمي «5»، فإنه روى عن الأعشى عن أبي بكر بالمدّ من غير تنوين، وخالفه الشموني وابن غالب «6» وغيرهما، فرووا عن الأعشى مثل الجماعة. وروى المفضل وهبيرة عن حفص والتيمي عن الأعشى، وحسين الجعفي عن أبي بكر في الكهف بالتنوين من غير مدّ ولا همز. وروى حمّاد وسائر الرّواة عن أبي بكر وحفص هناك بالمدّ والهمز من غير تنوين، وقرأ الباقون بالتنوين من غير مدّ ولا همز في السّورتين «7». حرف: قرأ الحرميّان وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى عنه برسالاتي [144] بغير ألف على التوحيد، وقرأ الباقون بالألف على الجمع «8».
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي سبيل الرشد [146] بفتح الراء والشين. وقرأ الباقون بضمّ الراء وإسكان الشين «1». وروى محمد بن جنيد «2» عن الأعشى وعن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم الرشد بضمّ الراء والشين، لم يرو ذلك أحد غيره «3». حرف: قرأ حمزة والكسائي وهبيرة «4» عن حفص عن عاصم من حليّهم [148] بكسر الحاء، وقرأ الباقون بضمّ الحاء «5»، وكذلك روى سائر الرّواة عن حفص. حرف: قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم لئن لم يرحمنا ربّنا ويغفر لنا [149] بالتاء «6» فيهما. [ونصب الباء من ربّنا، وكذلك روى التيمي عن الأعشى عن
حرف:
أبي بكر] «1». وقرأ الباقون بالياء فيهما ورفع الباء من ربّنا، وكذلك روت الجماعة «2» عن أبي بكر والشموني وابن غالب وابن جنيد عن الأعمش. وأنا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي «3»، قال: نا أبو هشام، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى قرأها على أبي بكر بالياء جميعا وربنا رفع. حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وابن عامر وحمزة والكسائي قال ابن أمّ [150] هاهنا وبطه ابن أمّ «4» بخفض الميم فيهما. وقرأ الباقون والمفضل وحفص عن عاصم بفتح الميم «5». حرف: قرأ ابن عامر ويضع عنهم إصرهم [157] بفتح الهمزة والصّاد وألف بعدها على الجمع «6». وقرأ الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصّاد من غير ألف على التوحيد. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: أخبرني أبو بكر عن ابن واصل عن ابن سعدان عن المعلّى عن أبي بكر عن عاصم إصرهم «7»
بضمّ الهمزة كالحرف الذي في آل عمران «1»، ولم يذكر هذا «2» ابن سعدان في جامعه «3»، وأظن ابن واصل حمل هذا على ذلك، فإن كان فعل ذلك فهو قد غلط. حرف: قرأ نافع وابن عامر والمفضل عن عاصم «4» تغفر لكم [161] بالتاء مضمومة. وفتح الفاء، وكذلك روى خلّاد وأبو هشام عن حسين عن أبي بكر «5». وقرأ الباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء. حرف: قرأ نافع والمفضل «6» عن عاصم خطيئاتكم [161] بالهمز والألف ورفع التاء على الجمع. وكذلك روى حسين عن أبي بكر، نا الفارسي [5/ أ]. قال: نا أبو طاهر عن أبي بكر عن ابن حيّان «7» عن أبي هشام عن حسين عن أبي بكر «8» نغفر لكم خطيئاتكم [161] مثل نافع، وقرأ ابن عامر خطيئتكم بالهمز ورفع التاء من غير ألف على التوحيد، وقرأ أبو عمرو خطاياكم بألف من غير همزة على لفظ قضاياكم، وكذلك روى يحيى الجعفي وإسحاق الأزرق عن أبي بكر «9» عن عاصم. وقرأ الباقون بالهمز والألف وخفض التاء على الجمع. وكذلك روى باقي الرّواة عن أبي بكر «10» عن عاصم «11».
حرف: وكلهم قرأ إذ يعدون في السبت [163] بإسكان العين وتخفيف الدال من العدوان، إلا ما رواه ابن جبير عن أصحابه عن نافع أنه قرأ إذ يعدون بفتح العين وتشديد الدال «1» على معنى يعتدّون من الاعتداد «2»، لم يروه غيره «3». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل ويوم لا يسبتون [163] بضم الياء من أسبت. وقد روى بفتح الياء «4»، وبالوجهين أقرأني ذلك أبو الفتح «5» عن قراءته، والوجه الأول نصّ عليه أبو زيد «6»، واختلف في ذلك عن أبي بكر، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ ويوم لا يسبتون بالرفع، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا القطيعي، قال: نا أبو هشام قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم ويوم لا يسبتون برفع الياء، نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر عن موسى بن إسحاق عن هارون عن حسين جميعا عن أبي بكر عن عاصم ويوم لا
يسبتون من أسبت، وروى سائر الرّواة عن أبي بكر بفتح الباء «1»، وقرأ الباقون بفتح الياء وكسر الباء «2» من السبت. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص، وفي رواية يحيى الجعفي وحسين بن علي من رواية خلّاد عنه عن أبي بكر قالوا معذرة [164] بالنصب. وقرأ الباقون بالرفع، وكذلك روى سائر الرّواة عن أبي بكر «3». حرف: قرأ نافع بعذاب بئيس [165] بكسر الباء من غير همز على مثال كيس «4»، وقرأ ابن عامر بكسر الباء وهمزة ساكنة بعدها على مثال جلس «5»، وكذلك روى ابن جبير وأصحابه عن نافع «6»، لم يروه غيره. وقرأ الباقون وحفص والمفضل وحمّاد عن عاصم بئيس بفتح الباء وهمزة مكسورة بعدها، وبعد الهمزة ياء ساكنة على مثال رئيس «7»، واختلف «8» في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروى الكسائي
والعليمي والبرجمي بئيس بفتح الباء وبعدها همزة مكسورة وياء ساكنة على مثال فعيل، نصّ على ذلك عن الكسائي ابن جبير من غير شك، وروى إسحاق الأزرق عنه بئيس بمدّها وهمزها على قولك بعيس، فوافق الكسائي وصاحبيه، وقد روى عنه الأعشى وحسين من رواية خلّاد وهارون وابن أبي حمّاد من رواية ابن جامع «1» وابن جنيد وعبيد بن نعيم وهارون بن حاتم بئيس بفتح الباء، وبعدها ياء ساكنة وبعد الياء همزة مفتوحة على مثال فيعل، نا ابن خواستي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم بعذاب بئيس مهموز «2» وبنصب الهمزة، وروى عنه ابن عطارد بئس بفتح الباء وهمزة مكسورة من غير ياء على مثال دبس، قال عنه مقصور وبكسر الهمزة، فأما يحيى بن آدم، فروى ابن شاكر والوكيعي وخلف وابن حزام «3» وحسين بن العجلي عنه عن أبي بكر، قال: كان [5/ ب] حفظي بئس بكسر العين، ثم دخلني منها شك فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش «4» بئس مثل حمزة. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: قال لنا العجلي عن أبي هشام عن يحيى عن أبي بكر: كان حفظي عن عاصم بيئس على مثال فيعل، فأخذتها عن الأعمش بئيس على مثال فعيل، وروى ضرار عن يحيى «5» عن التيمي عن الأعشى عن أبي بكر بئيس الباء مهموزة، وهذا يدلّ على أنه في وزن فعيل. وحدّثنا الفارسي، قال: أخبرنا أبو طاهر، قال: أخبرني أبو بكر قال: قال محمد بن
شجاع عن يحيى قال: قال أبو بكر: كان حفظي عن عاصم بيئس على مثال فعلل الياء منصوبة، فدخلني فيها شك، فتركت «1» روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش بئيس الهمزة بعد الباء على مثال فعيل. نا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الجهم، قال: حدّثني ابن أبي أمية عن أبي بكر، قال: كان حفظي عن عاصم بئيس على مثال فعيل، فدخلني فيها شك، فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش بئيس على مثال فعيل. وحدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني موسى عن هارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر عن عاصم بئيس على وزن فعيل بفتح الهمزة. قال أبو عمرو: وقرأت أنا ذلك في رواية الصريفيني عن يحيى على وزن فعيل، وعلى وزن فيعل بفتح العين، وكان ابن مجاهد يأخذ في رواية يحيى بهذا الوجه الثاني، حكى لي ذلك شيخي أبو الفتح رحمه الله، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى. حرف: وكلهم قرأ وقطعناهم [160 و 168] في الموضعين «2» بتشديد الطاء إلا ما حدّثناه الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن سعيد «3»، قال: نا يحيى بن إبراهيم، قال: نا حمّاد «4» بن سفيان، قال: نا ابن أبي حمّاد «5» عن أبي بكر عن عاصم كان يقرأ وقطعناهم مخففة الحرفين اللذين في الأعراف، فحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن شهريار «6»، قال: نا حسين، قال: نا يحيى عن أبي بكر،
قال: لم يقرأ عاصم وقطعناهم خفيف في شيء من القرآن، وكان عروة بن إسماعيل «1» قد قال وقطعناهم خفيف، فأنكر ذلك أبو بكر وهو حاضر. أفلا تعقلون [169] مذكور قبل «2». حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص «3» والذين يمسكون [170] بإسكان الميم وتخفيف السين. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم يمسكون بفتح الميم وتشديد السين «4». حرف: قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر والمفضل «5» عن عاصم ذرياتهم [172] بالألف وكسر التاء على الجمع. وقرأ الباقون بغير ألف وفتح التاء على التوحيد «6». حرف: قرأ أبو عمرو أن تقولوا [172] بالياء في الحرفين «7» وقرأهما الباقون بالتاء «8». حرف: قرأ حمزة يلحدون في أسمائه [180]، ويلحدون إليه في النحل [103] ويلحدون في آياتنا في فصّلت [40] بفتح الياء والحاء في الثلاثة، وتابعه
حرف:
الكسائي على الذي في النحل فقط، وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الحاء في الثلاثة «1». حرف: قرأ عاصم في غير رواية هبيرة عن حفص وأبي عمرو ويذرهم [186] بالياء ورفع الراء «2»، وقرأ حمزة والكسائي وهبيرة «3» عن حفص بالياء وجزم الراء. وقرأ الباقون بالنون ورفع الراء، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر «4». حرف: «5» وكلهم قرأ إن كيدي متين [183] بكسر الهمزة إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر أنه فتحها «6». حرف: قرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص «7» جعلا له شركاء [190] بكسر الشين وإسكان الراء مع التنوين من غير مدّ ولا همز. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بضمّ الشين وفتح الراء والمدّ والهمز من غير تنوين «8».
حرف:
حرف: قرأ نافع لا يتبعوكم [193] هاهنا ويتبعهم [6/ أ] الغاوون في الشعراء «1» [224] بإسكان التاء وفتح الباء «2». وقرأ الباقون بفتح التاء «3» وتشديدها «4» وكسر الباء في الموضعين «5». حرف: وكلهم قرأ إن الذين تدعون من دون الله [194] بالتاء، إلا ما رواه بكّار «6» ابن أحمد المقرئ أداء عن أحمد بن رستم «7» عن نصير «8» عن الكسائي أنه قرأ بالياء، وهو وهم من ابن رستم. حرف: وكلهم قرأ إن وليي الله [196] بياءين: الأولى مكسورة مشددة والثانية مفتوحة مخففة «9»، إلا ما اختلف فيه عن أبي عمرو، فقرأت في رواية شجاع «10» عنه
إن ولي الله بياء واحدة مفتوحة مشددة «1»، وكذلك قال عنه محمد بن غالب، واختلف في ذلك عن اليزيدي «2»، فروى عنه أبو عبد الرحمن «3» وأبو حمدون «4» لام الفعل منه كسرا وياء الإضافة منصوبة. نا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد، قال: قال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو: لام الفعل مشمّة «5» كسرا، وياء الإضافة منصوبة «6». وروى العبّاس «7» بن محمد عن إبراهيم «8» عنه مشددة بإدغام. وروى ابن جبير عنه في مختصره «9»، قال: كان أبو
عمرو يخفّف هذه الحروف شيئا ولا ينسبها إلى الإدغام «1» إن ولي الله ولأيّ يوم أجّلت [المرسلات: 12] والعشيّ يريدون وجهه «2»، فإن كان ابن جبير أراد بما حكاه ألا يفرط في إشباع الإدغام في ذلك، وأن لا يدغم الياء المشددة في الياء المخففة إذ ذلك من أصل قول أبي عمرو المجمع عليه، وإلا فما حكاه خطأ. وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا محمد بن أحمد بن قطن «3»، قال: نا أبو خلاد «4» عن اليزيدي عن أبي عمرو إن ولي الله بياء واحدة منصوبة. وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني البرمكي عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو إن وليّ الله بياء واحدة مخفّفة، وهذه ترجمة لا معنى لها، ولا يجوز رأسا «5». وروى محمد بن أحمد بن واصل عن أبيه وعن ابن سعدان جميعا عن اليزيدي إن وليّ الله مدغمة التشديد في قفا اللام والفتحة في وجه اللام، وهذا ما لا يفعل. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: أخبرني أبو بكر عن ابن واصل عن ابن سعدان عن اليزيدي نحو ذلك. نا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو إن وليّ الله [196] يدغم الياء، وكذلك روى أبو بكر الداجوني أداء عن موسى بن جرير «6» عن أبي شعيب عن اليزيدي عن أبي عمرو، ولم يتابعه على ذلك
حرف:
عن أبي عمران «1»، ولا عن أبي شعيب أحد من أصحابهما. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا ابن هاشم، قال: أخبرنا عبيد بن نعيم المكتب، قال: نا ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو إن ولي الله مدغمة الياء نصب، فقال لنا محمد بن علي: قال لنا ابن مجاهد: الترجمة التي قالها ابن سعدان عن اليزيدي في ذكر إدغام الياء ليست بشيء؛ لأن الياء الوسطى التي هي لام الفعل متحركة، وقبلها الزائدة ساكنة، ولا يجوز إسكانها وقبلها ساكن، ولكن أحسبه أراد حذف الياء الوسطى وإدغام الزائدة في الإضافة. حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي طائف من الشيطان [201] بياء ساكنة بين الطاء والفاء من غير همز ولا ألف. وقرأ الباقون طائف بألف بعد الطاء وهمزة مكسورة بعدها «2»، وروى أبو موسى عن الكسائي الوجهين «3» طيف وطائف «4»، وبهما قرأت في روايته. حرف: قرأ نافع «5» وابن عامر في رواية الوليد يمدّونهم [202] بضم الياء وكسر الميم، وقرأ الباقون بفتح الياء وضمّ الميم. في هذه السورة من ياءات الإضافة «6» ثمان ياءات: أولاهن ربي الفواحش
[33] أسكنها حمزة «1» وفتحها الباقون. إني أخاف [59] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر «2» في رواية [6/ ب] ابن بكّار، وأسكنها الباقون. معي بني إسرائيل [105] فتحها حفص «3» عن عاصم وأسكنها الباقون أرني أنظر إليك [143] فتحها ابن فليح «4» عن ابن كثير، وكذلك روى الخزاعي «5» عنه وعن القوّاس والبزّي «6» جميعا. وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر، وأسكنها الباقون «7». وكذلك روى سائر الرّواة عن القوّاس والبزّي.
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة،
إني اصطفيتك [144] فتحها ابن كثير وأبو عمرو، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع والوليد عن يحيى عن ابن عامر «1» وأسكنها الباقون. عن آياتي الذين [146] أسكنها ابن عامر وحمزة وفتحها الباقون. من بعدي أعجلتم [150] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر «2» في رواية ابن بكّار والوليد، وأسكنها الباقون عذابي أصيب [156] فتحها نافع وابن عامر «3» في رواية الوليد، وذكر ابن جبير أنه لم يرو عن نافع فتحها إلا المسيّبي وحده، وكذا قال في قوله: ورسلي إن الله في المجادلة [21]، ولعله أراد أنه لم ينصّ عليهما بالفتح غيره، وأسكنها الباقون. وفيها من الياءات المحذوفات «4» من الخط واحدة، وهي قوله: ثم كيدون [195] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف أبو عمرو ونافع في رواية إسماعيل، وفي رواية ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي وأبي مروان العثماني «5» عن قالون.
واختلف فيها عن ابن عامر، فحدّثنا محمد بن علي، قال: نا أحمد بن موسى «1»، قال: نا أحمد بن يوسف «2» عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر ثم كيدوني بياء، قال ابن ذكوان: في كتابي «3» بياء وحفظي بغير ياء في الحالين. قرأت ذلك في رواية الأخفش عنه من جميع الطرق، وقال ابن ذكوان في كتابه: أخبرني بعض أصحابنا أنه قرأ على أيّوب بإثبات الياء في الكتاب والقراءة. قال: وحفظي بغير إثبات الياء في هذا الموضع «4»، وقال أحمد بن أنس عنه بغير ياء في القراءة، وقال الترمذي «5» عنه بغير ياء لم يزد على ذلك. وكذلك روى الوليد عن يحيى وابن عتبة عن أيّوب. ونا فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الله بن الحسين «6» عن أصحابه عن الحلواني عن هشام بإثبات الياء في الحالين «7»، وبذلك قرأت عليه وعلى أبي الحسن «8» في رواية الحلواني عن هشام، وكذلك روى ذلك الحلواني وأحمد بن الجارود «9» عن هشام والداجوني عن أصحابه، وكذلك روى عبد الحميد بن بكار بإسناده عن ابن عامر، وعبد الحميد فيما أظن هو الذي أخبر ابن ذكوان بأنه قرأها على أيّوب بالياء. وحدّثني فارس بن أحمد أيضا من قراءته على أبي طاهر «10» الأنطاكي عن ابن
عبد الرزّاق عن ابن عبّاد عن هشام بغير ياء في الحالين، ونا أبو الحسن شيخنا، قال عبد الله بن محمد: قال أحمد بن أنس عن هشام بإسناده ثم كيدون [195] بغير ياء، وكذلك رواه عنه أحمد بن النضر «1» وإبراهيم بن دحيم وإسحاق بن أبي حسان «2» وأبو بكر الباغندي وجماعة سواهم، وكذلك حكى لي أبو الفتح أيضا عن قراءته على عبد الباقي «3» بن الحسن عن أصحابه عن الحلواني عن هشام، وقال ابن شنبوذ وحده عن قنبل: ثم كيدوني بياء في الوصل والوقف وهو غلط. وقرأ الباقون «4» بحذف الياء في الحالين، ولم يرسم «5» في شيء من المصاحف بالياء إلا في مصاحف الحمصيين خاصة، وبالله التوفيق.
ذكر اختلافهم في سورة الأنفال
سورة الأنفال ذكر اختلافهم في سورة الأنفال «1» حرف: قرأ نافع مردفين [9] بفتح الدال، وكذلك روى أحمد بن بويان عن قنبل عن ابن كثير، وكذلك نا محمد بن [7/ أ] علي «2» عن ابن مجاهد أنه قرأ على قنبل، وكذلك قال لي أبو الفتح عن ابن عبد الرزّاق أنه روى عن قنبل، وقال لي محمد عن ابن مجاهد: هو وهم فكان يقرأ بكسر الدال، وكذلك قرأت من طريقه وطريق غيره عن قنبل، وعلى ذلك أهل الأداء عنه. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: ثنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عبيد بن محمد نا ابن سعدان، قال: نا المعلى عن أبي بكر والحلواني وغيره عن القوّاس، وأبو ربيعة عن قنبل، والبزّي وابن الصباح، وابن شنبوذ عن قنبل وابن الحباب «3»، وابن هارون «4» عن البزّي، والزينبي عن رجاله، والخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير «5».
حرف:
حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: إذ يغشاكم [11] بفتح الياء والشّين وألف بعدها في اللفظ النعاس [11] بالرفع، وكذلك روى حسين المروذي عن حفص عن عاصم، لم يروه غيره «1»، وقرأ نافع «2» يغشيكم بضم الياء وكسر الشين وياء بعدها. النعاس بالنصب، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر «3». وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم فتحوا الغين وشدّدوا الشين «4». الرعب [12] ولكن الله قتلهم [17] ولكن الله رمى [17] مذكور فيما سلف «5». حرف: قرأ الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد موهن كيد الكافرين [18] بفتح الواو وتشديد الهاء. وقرأ الباقون بإسكان الواو وتخفيف الهاء وكلهم نوّن النون ونصب الدال من كيد غير عاصم في رواية حفص، فإنه أضاف ولم ينوّن وخفض الدال «6».
حرف:
حرف: قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وأن الله مع المؤمنين [19] بفتح الهمزة، وقرأ الباقون بكسرها «1». حرف: وكلهم قرأ وما كان صلاتهم [35] بالرفع إلا مكاء وتصدية [35] بالنصب «2» إلا ما اختلف «3» فيه عن أبي بكر عن عاصم، فحدّثنا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق الأنصاري، قال: نا هارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ وما كان صلاتهم نصبا إلا مكاء وتصدية رفعا جميعا، وكذلك روى خلّاد عن حسين عن أبي بكر. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية [35] بالرفع، وروت الجماعة سوى حسين وهارون عن أبي بكر كقراءة الناس «4». ليميز [37] مذكور من قبل «5». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو بالعدوة الدنيا [42] وبالعدوة القصوى [42] بكسر العين فيهما. وقرأ الباقون بضمّها فيهما «6».
حرف:
حرف: قرأ نافع بخلاف عن المسيّبي وقالون وعاصم في غير رواية حفص من حيي عن بينة [42] بياءين ظاهرتين «1» الأولى مكسورة والثانية مفتوحة «2»، وروى ابن جبير عن أصحابه بياء واحدة، وروى القاضي والمدني والكسائي عن قالون من حي ياؤها منتصبة مثقلة. وروى القطري عنه ياؤها منتصبة، ولم يذكر مثقلة، وروى أحمد بن صالح والحلواني وأبو سليمان وأبو نشيط والمسيّبي والشحام «3» عن قالون بياءين، وكذلك روى أصحاب المسيّبي عنه. وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي قال: نا يونس عن ورش عن نافع من حي بيّن الياء وثقّلها، وعن ابن كيسة «4» عن سليم «5» عن حمزة مختلسة الياء وأحسبه يريد الياء الأولى، وكذلك حكى عن نافع بيانها وتثقيلها يريد بتثقيلها تحريكها بالكسر. وحكي عن حمزة اختلاسها، يريد إدغامها؛ لأنه قد قال عنه في والذاريات ذروا [الذاريات: 1] يختلس. [7/ ب] التاء، أي يدغمها «6»، وذلك مجاز واتّساع. وقال داود وعبد الصمد والأزرق وأحمد عن ورش من حييّ عن بياءين مثبتتين «7» في القراءة، واختلف في ذلك عن ابن كثير، فقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد في كتاب السبعة أنه قرأ على قنبل من حي بياء واحدة مفتوحة مشددة «8»، وبذلك قرأت من طريقته.
حرف:
وكذلك نا الفارسي عن أبي طاهر أنه قرأ عليه، وكذلك روى أبو ربيعة وابن ثوبان «1» وابن الصباح وابن عبد الرزاق عن قنبل والحلواني عن القوّاس والخزاعي عن ابن فليح، وروى الخزاعي عن عبد الله بن جبير الهاشمي عن القوّاس من حيّ [42] بترك الإدغام وإظهار الياءين مع نصب الآخرة. وحكى ابن مجاهد في كتابه الجامع «2» أنه قرأ على قنبل من حيي بياءين: الأولى مكسورة، والثانية منصوبة، خلاف ما قاله في كتاب السبعة «3»، وفي كتاب المكيين «4»: والذي ذكره في جامعه وهم منه، على أن الزينبي وابن شنبوذ قد رويا ذلك أداء عن قنبل بياءين، وروى البزّي عن أصحابه عن ابن كثير بياءين ظاهرتين نصّ على ذلك عنه أبو ربيعة. قال أبو ربيعة: كذا حفظناها من البزّي إلا أنه لم يذكرها في كتابه وبياءين، قرأت ذلك في روايته في كل طرقه «5»، وفي رواية ابن فليح. وكذلك قال لنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عنه، واختلف في ذلك أيضا عن الكسائي، فروى عنه نصير «6» بياءين ظاهرتين، وروى عنه سائر الرواة بياء واحدة مفتوحة مشدودة «7». وبذلك قرأ الباقون «8». حرف: قرأ عاصم في رواية هبيرة عن حفص عنه وتذهب ريحكم [46] هاهنا وو يستخلف ربي قوما في هود [57] بجزم الباء «9» والفاء. وقرأ الباقون بنصبهما «10».
حرف:
حرف: قرأ ابن عامر إذ تتوفى الذين كفروا [50] بتاءين. وقرأ الباقون بياء وتاء «1». حرف: وكلهم قرأ فشرّد بهم من خلفهم [57] بنصب «2» الميم ومن مكسورة، كأنه يريد أنه يقرأه على الوجهين، لم يرو ذلك عن الأعمش وابن أبي حمّاد غيره «3». حرف: قرأ ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم ولا يحسبنّ الذين كفروا [59] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء «4»، وكذلك روى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر هاهنا «5» وفي النور [57]. حرف: قرأ ابن عامر «6» إنهم لا يعجزون [59] بفتح الهمزة. وكذلك روى ابن أبي أمية «7» عن أبي بكر عن عاصم. وقرأ الباقون بكسر الهمزة، وكذلك روى ابن بكّار عن ابن عامر شكلا لا ترجمة.
حرف:
حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص وإن جنحوا للسّلم [61] بكسر السين. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتحها «1». حرف: قرأ الحرميّان وابن عامر وإن تكن منكم مائة يغلبوا [65] وفإن تكن منكم مائة صابرة [66] بالتاء «2» جميعا، وروى ابن جبير عن أصحابه عن نافع الأولى بالياء والثانية بالتاء «3»، وروى أبو عبيد عن إسماعيل عنه الثانية بالياء «4» وهو غلط من ابن جبير. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر، قال: نا موسى، قال: نا هارون عن حسين عن أبي بكر عن عاصم كليهما بالتاء «5» مثل نافع وأبو عمرو قرأ الأولى بالياء والثانية بالتاء «6»، وقرأهما الباقون بالياء «7»، وكذلك روى سائر الرّواة عن أبي بكر «8».
حرف:
حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وعلم أن فيكم ضعفا [66] بضم العين «1»، وقرأ الباقون بفتحها. حرف: قرأ عاصم وحمزة ضعفا [66] هاهنا، وفي المواضع الثلاثة التي في الروم «2» بفتح الضاد. وأجمع أصحاب حفص على الفتح هاهنا «3» إلا ما نا الفارسي قال: نا. [8/ أ] عبد الواحد بن عمر، قال: نا عيّاش «4» وابن فرح «5» قالا: نا أبو عمر، قال: نا أبو عمارة «6» عن حفص عن عاصم أنه قال: قرأ وعلم أن فيكم ضعفا [66] بضمّ الضاد، وهو وهم عن أبي عمارة هاهنا «7». واختلف أصحاب حفص عنه في سورة الروم، فروى عمرو بن الصباح وحسين المروزي وأبو الربيع وعبيد بن الصبّاح عنه عن عاصم أنه نصب الضاد في كل القرآن، وذكر عمرو وعبيد أن حفصا قرأ في الروم بالضم خلاف عاصم. نا طاهر بن غلبون قال: نا علي بن محمد. ح وحدّثنا أنس بن أحمد قال: نا الحسين، قال لنا أحمد «8» بن سهل،
حرف:
قال: نا علي بن محصن «1»، قال: نا عمرو بن الصباح عن حفص أنه لم يخالف عاصما في شيء من قراءته إلا حرفا واحدا في الروم [54] الله الذي خلقكم من ضعف، فإنه خالفه، وقرأ بالرفع ولم يكن يقرأ في القرآن غيره. نا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا وهيب «2»، قال: نا الحسين، قال: نا عمر «3» وقال: ذكر أبو عمرو أنه لم يخالف عاصما في حرف حرف: من كتاب الله إلا قوله من ضعف. حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا أبو طاهر قال: نا عبد الرزاق، قال: نا عبد الصمد بن محمد، قال: نا عمرو قال: ذكر حفص أنه لم يخالف في شيء من قراءته إلا في حرف في الروم الله الذي خلقكم من ضعف بضم الضاد، وذكره عن المفضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. حدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن سعيد، قال: حدّثني يحيى بن إسماعيل البلخي، قال: نا جعفر «4» بن علي بن خالد العجلي، قال: نا حفص عن عاصم أنه كان يقرأ من ضعف، وكان يفصل «5» ما بين ضعف وضعف. وروى أبو عمارة وهبيرة والقوّاس عن حفص أنه ضمّ الضاد في الثلاثة «6»، قال أبو عمرو:
حرف:
واختياري في رواية حفص من طريق عمرو وعبيد في سورة الروم الأخذ بالوجهين بالفتح والضم، لأتابع «1» بذلك عاصما على قراءته، وأوافق حفصا على اختياره «2». وقرأ الباقون بضم الضاد في السورتين «3». حرف: قرأ أبو عمرو أن تكون [67] بالتاء «4»، وكذلك روى هارون عن حسين عن أبي بكر بن شاهي «5» عن حفص عن عاصم «6»، لم يروه غيره، وكذلك روى أيضا الوليد عن يحيى عن ابن عامر «7». وقرأ الباقون بالياء «8». ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن مخلد عن البزّي بالتاء مثل أبي عمرو «9»، وهو غلط من ابن مخلد؛ لأن أبا ربيعة والخزاعي والزينبي وأصحاب القوّاس رووا ذلك بالياء وهو الصّواب.
حرف:
حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل له أسارى [67] ومن الأسارى [70] بضم الهمزة وفتح السين وألف بعدها في الحرفين على وزن فعالى «1». وقرأ أبو عمرو الحرف الأول بفتح الهمزة وإسكان السين من غير ألف على وزن فعلى «2»، والثاني مثل المفضل على وزن فعالى. وقرأ الباقون على وزن فعلى «3». حرف: قرأ حمزة من ولايتهم [72] بكسر الواو. وفتحها الباقون «4». حرف: وكلهم قرأ والله بما تعملون بصير [72] بالتاء إلا ما رواه الحلواني عن أبي عمر «5» عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأها بالياء «6»، وخالفه الجماعة عن اليزيدي، عن أبي عمرو أنه قرأها «7» بالتاء، وروى الشموني من غير رواية النقّار «8» عن
حرف:
الخياط «1» عن الأعشى آووا ونصروا [72] لا يشدّدون الواو الثانية، وهذا لحن لا يجوز إلا أن يوصل ذلك بنيّة الوقف، فيمتنع التشديد والإدغام مع ذلك كما يمتنع مع الموقوف عليه المنفصل مما يدغم فيه «2». حرف: وكلهم قرأ وفساد كبير [73] بالباء إلا ما رواه [8/ ب] أبو موسى «3» عن الكسائي أنه قرأ بالثاء «4»، وبذلك قرأت من طريقه لم يتابعه على ذلك عن الكسائي أحد. في هذه السورة من ياءات الإضافة اثنتان، وهما قوله إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله [48] فتحهما الحرميان وأبو عمرو وابن عامر «5» في رواية ابن بكّار وأسكنهما الباقون، وليس فيها ياء محذوفة.
ذكر اختلافهم في سورة التوبة
ذكر اختلافهم في سورة التوبة «1» حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر أئمة الكفر [12] وأئمة يهدون [الأنبياء: 73] وأئمة يدعون إلى النار «2» [القصص: 41] وما أشبه «3» بتحقيق الهمزتين، ولم يأت في ذلك عن أبي بكر نصّا غير يحيى بن آدم والأعشى، وبذلك قرأت له من جميع الطرق «4». وروى المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم أنه بهمزة واحدة، خالفه سائر أصحابه عنه «5» وأدخل «6» هشام عن ابن عامر من قراءتي على فارس بن أحمد عن قراءته على أبي الحسن المقرئ «7» في رواية الحلواني عنه، وعن قراءته على أبي طاهر في رواية ابن عبّاد عنه بين
الهمزتين ألفا، وقرأت عليه من قراءته على ابن حسنون المقرئ «1» عن ابن عبدان «2» عن الحلواني عنه بغير ألف بينهما، وبذلك قرأت على ابن غلبون عن قراءته. وقال الحلواني في كتابه عنه عن هشام: إنه بهمزتين ولا يمدّ «3». وقرأ الباقون بتحقيق الهمزة الأولى وتسكين الثانية، فيكون بين الهمزة والياء الساكنة، ولا يكون ياء محضة الكسرة في مذهبهم؛ لأنهم يرون الفصل بالألف بينها وبين الهمزة المخففة «4»، فهي في نيّة همزة مخفّفة بذلك، وإنما يتحقق إبدالها ياء محضة الكسرة في مذهب من لم ير التحقيق ولا بالفصل، وهو مذهب عامّة النحويين والبصريين «5»، فأمّا من يرى ذلك وهو مذهب أئمة القراءة «6»، فلا يكون إلا بين بين لما ذكرناه، ولم يأت بذلك منصوصا أحد من الرواة، فقال في مجرّده «7» أئذا وأئمة وأئنا وأئنكم إذا اختلف الهمزتان بين الأولى وسهّل الثانية «8»، وأما الأصبهاني، فقال: أيمة بهمزة واحدة وبعدها إشمام الياء.
وقد اختلف عن نافع وأبي عمرو في الفصل بينها وبين الهمزة المخففة بألف، وفي ترك ذلك، فأما نافع فروى ابن سعدان وابن ذكوان عن المسيّبي عنه أئمة بالقصر «1»، وروى ابن المسيّبي وموسى بن إسحاق عن أبيه «2» ألفها ممدودة، وليس فيها إلا همزة «3» واحدة، وبذلك قرأت في رواية المسيّبي من طريق ابنه محمد «4»، ومن طريق ابن سعدان. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني إسماعيل «5» بن أحمد، قال: نا أبو عمرو، قال: نا أبو عمارة عن إسحاق المسيّبي عن أهل المدينة أنهم همزوا الألف بفتحة «6» شبه الاستفهام، وهذا يؤذن بالمدّ «7» إذ معنى قوله: همزوا الألف بفتحه أتبعوا الهمزة مدّة، وهي الألف الفاصلة وساغت العبارة عن الألف بالفتحة من حيث كانت مأخوذة منها كما عبّر النحويون القدماء عن الحركات بالحروف كذلك، فقالوا العربية على ثلاثة أحرف، وذلك مجاز واتّساع. واختلف عن إسماعيل فقرأت له من طريق ابن فرح عن أبي عمر عنه بالمدّ، وقرأت له من طريق ابن عبدوس عن أبي عمر بالقصر، وكذلك ذكر ابن مجاهد أنه قرأ على ابن عبدوس «8»، وروى ابن جبير عن الكسائي عن إسماعيل وعن المسيّبي
حرف:
وعن سائر أصحابه عن نافع أنه يمدّ أئمة [12] في جميع القرآن، وقال سائر أصحاب المسيّبي وأصحاب قالون أئمة بنبرة واحدة، زاد مصعب «1» وإبراهيم بن قالون «2» ليس باستفهام واضطرب قول الأصبهاني عن أصحابه عن ورش في ذلك، فقال هاهنا وفي الأنبياء وفي الموضع الأول [9/ أ] من القصص: غير ممدودة، وقال في الموضع الثاني من القصص وفي السجدة: ممدودة، ولا يعرف أحد من أهل الأداء كروايته المدّ. وأمّا أبو عمرو فروى ابن سعدان عن اليزيدي عنه في سورة القصص [41] وجعلناهم أئمة ممدودة، وروى العبّاس بن محمد عن عمّه إبراهيم عن أبيه «3» اليزيدي: ولا يمدّها إلا أنها ليست باستفهام، وكذا قال ابن جبير عنه في مختصره. وروى ابن غالب عن شجاع عنه بهمزة واحدة [ومدّة] غير مطوّلة. حرف: قرأ ابن عامر لا إيمان لهم [12] بكسر الهمزة مصدرا. وقرأ الباقون بفتحها جمعا «4». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو يعمروا مسجد الله [17] بغير ألف على التوحيد. وقرأ الباقون بالألف على الجمع «5»، وكذلك روى الحلواني عن أبي عمر
حرف:
عن اليزيدي «1» عن أبي عمرو، وأجمعوا من الطرق المذكورة عنهم على قوله إنما يعمر مساجد الله [18] أنه بالألف على الجمع؛ لأنه يريد سائر المساجد. يبشّرهم [21] قد ذكر من قبل «2». حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص عنه وعشيراتكم [24] هاهنا بالألف على الجمع «3»، واختلف عن أبي بكر وحده في المجادلة، فروى الشموني عن الأعشى عنه عشيراتهم [المجادلة: 22] بالألف على الجمع. ونا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم هاهنا، وفي المجادلة على الجمع، فوافق ما رواه الشموني، وروى ابن غالب والتيمي عن الأعشى عن أبي بكر عشيرتهم على التوحيد «4». وكذلك روى المفضل وحمّاد عن عاصم وسائر الرّواة عن أبي بكر. حرف: قرأ عاصم والكسائي وأبو عمرو «5» في رواية عبد الوارث وحسين الجعفي
حرف:
عزير ابن الله [30] بالتنوين، ولا يجوز ضمّه في مذهب الكسائي «1»؛ لأن ضمة النون بعد الساكن الذي بعده ضمّة إعراب وهي تنتقل. وروى التيمي «2» عن الأعشى عن أبي بكر بغير تنوين خالف الجماعة عن أبي بكر وعن الأعشى. وقرأ الباقون بغير تنوين. حرف: قرأ عاصم في غير رواية هبيرة عن حفص يضاهؤون [30] بكسر «3» الهاء وهمزة مضمومة بينها وبين الواو. وقرأ الباقون «4» وهبيرة «5» عن حفص بضمّ الهاء من غير همز، وكذلك روى عيسى «6» بن سليمان عن أبي بكر عن عاصم. حرف: وكلهم قرأ اثني عشر شهرا [36] بفتح العين إلا ما رواه هبيرة «7» عن حفص عن عاصم وابن جبير عن أصحابه عن نافع «8» أنهما قرآ اثنا عشر شهرا العين ساكنة والشين والراء محرّكة «9»، وإذا سكنت العين لم يكن بدّ من زيادة المدّ
حرف:
للألف قبلها «1» ليتميّز بذلك الساكنان ولا يلتقيان، قال لي أبو الفتح: ومثل الجماعة قرأت لهبيرة، وروى لي الفارسي عن أبي طاهر عن علي بن أحمد العجلي عن أبي هشام عن يحيى عن أبي بكر اثنا عشر شهرا يسكن الشين، وأظنه وهما من أبي هشام، ولم يذكر هذا الحرف أحد من أصحاب أبي بكر إلا ابن أبي أمية وحده، فإنه قال بنصب العين. حرف: قرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني «2»، وفي رواية قالون من طريق أحمد بن صالح وأبي سليمان «3» إنما النسيء [37] بتشديد الياء من غير همز أبدل من الهمزة ياء وأدغم الياء الساكنة الزائدة التي قبلها فيها، وهو الذي لا يجوز في تسهيل مثل هذا غيره «.» وقرأ الباقون وورش من رواية الأصبهاني وقالون من غير رواية ابن صالح وأبي سليمان بالمدّ «4»، وكذلك روى إسماعيل والمسيّبي عن نافع وابن جبير عن أصحابه عنه. حرف: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم يضلّ به الذين كفروا [37] بضم الياء وفتح الضاد [10/ أ]. وروى الجيزي عن الشموني عن الأعشى بفتح الياء والضاد «5»، وروى من عامر «6»
حرف:
الموصلي «1» عن اليزيدي عن أبي عمرو «2» ومن قراءتي بضم الياء وكسر الضاد. وقرأ الباقون بفتح الياء وكسر الضاد «3». وكذلك روى سائر الرواة عن اليزيدي وعن الأعشى. طوعا أو كرها [53] قد ذكر من قبل «4». حرف: قرأ حمزة والكسائي أن يقبل منهم [54] بالياء، وكذلك حكى أبو عبيد عن نافع وعاصم بالياء وهو غلط منه عليهما. وقرأ الباقون بالتاء «5». حرف: قرأ عاصم في رواية الأعشى «6» وحسين الجعفي عن أبي بكر عنه قل أذن [61] بالتنوين خير لكم [61] بالرفع. حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي، قال: حدّثنا أبو هشام، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم أذن رفع منوّن خير لكم برفع. ونا جعفر قال: نا أبو طاهر، قال: نا عيّاش، قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع أذن خير لكم رفع منوّن، وهو وهم «7». وقرأ الباقون أذن خير لكم بغير تنوين وخفض الراء على الإضافة، وكذلك روى سائر الرواة عن أبي بكر عن عاصم وعن إسماعيل عن نافع.
حرف:
حرف: قرأ حمزة «1» ورحمة للذين آمنوا [61] بالخفض، وروى ابن زربي «2» عن سليم عنه ورحمة بالرفع خالف سائر أصحاب سليم. وقرأ الباقون بالرفع. «3» حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «4» ألم تعلموا أنه [63] بالتاء. وقرأ الباقون بالياء. «5» حرف: قرأ عاصم في غير رواية المفضل «6» إن نعف عن طائفة منكم [66] بالنون وفتحها ورفع الفاء نعذّب [66] بالنون وكسر الذال طائفة بالنصب. وقرأ الباقون والمفضل عن عاصم إن يعف بالياء وضمها وفتح الفاء تعذب بالتاء وفتح الذال طائفة بالرفع. «7»
حرف:
حرف: قرأ الكسائي في رواية قتيبة «1» وجاء المعذرون [90] بإسكان العين وتخفيف الذال. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر قال أخبرنا رزين «2» الوراق، قال: نا «3» أبو كريب «4» قال: نا أبو بكر، قال: قرأ عاصم المعذرون خفيفة «5»، خالف رزينا في ذلك قاسم «6» المطرز، قال: نا أبو كريب قال: نا أبو بكر قال: قرأ عاصم وجاء المعذرون يعني مشددا. وقال نا ابن أبي أمية عن أبي بكر، قال: قال عاصم: وزعم الكلبي «7» أنها المعذرون خفيفة «8»، قال عاصم: ما رواه إلا «9» كما قال. وقرأ الباقون بفتح العين وتشديد الذال. «10»
حرف:
حرف: وكلهم قرأ وقعد الذين كذبوا الله ورسوله [90] بتخفيف الذال إلا ما رواه محمد بن شجاع عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه شدّد الذال، وهو وهم منه؛ لأن أبا عبد الرحمن وأبا حمدون قد نصّا عن اليزيدي على تخفيف الذال. حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو دائرة السوء [98] هاهنا، وفي الفتح «1» بضم السين. وقرأهما الباقون بفتح السين. «2» حرف: قرأ نافع في رواية إسماعيل «3» وورش «4» وعاصم في رواية المفضل «5» ألا إنها قربة بضم الراء. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني محمد بن يونس «6»، قال: نا ابن صدقة «7»، قال: نا أبو الأسباط «8»، قال: نا عبد الرحمن «9» عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يقرأ قربة لهم [99] مثقلا. وقرأ الباقون ونافع في رواية المسيّبي وقالون «10» بإسكان الراء، وكذلك روى سائر الرواة عن أبي بكر، ولا خلاف في ضمّ الراء من قوله قربات عند الله [99].
حرف:
حرف: قرأ ابن كثير «1» جنات تجري من تحتها الأنهار [100] في رأس الآية بزيادة من وخفض التاء، وكذلك في مصاحف المكّيين «2». وقرأ الباقون بغير من وفتح التاء، وكذلك في مصاحفهم. «3» حرف: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم إن صلاتك [103] هاهنا وفي هود [87] أصلاتك تأمرك على التوحيد وفتح التاء هاهنا، وقرأهما الباقون على الجمع وكسر التاء هاهنا، والتاء في هود مرفوعة بالإجماع. «4» حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم في رواية المفضل وحمّاد مرجون [106] وترجي في الأحزاب [51] بهمزة مضمومة بعد الجيم «5»، واختلف في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه العليمي والبرجمي ويحيى بن آدم وابن أبي أمية والمعلى بن منصور وابن جامع عن أبي حمّاد وخلّاد عن حسين عنه أنه همزها جميعا «6»، وقال موسى بن حزام عن يحيى عنه مرجون [106] ربما همزها]، وقال ترجي مهموز، وقال ضرار عنه عن أبي بكر مرجون، لم
حرف:
يذكر ترجي. ونا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: نا عبد الله بن شاكر عن يحيى عن أبي بكر أنه لا يهمز مرجون وترجي. ونا عبد الرحمن «1» بن محمد، قال: نا أبو طاهر، قال: قال ابن شاكر عن يحيى عن أبي بكر: إنه همزهما، وهذا هو الصواب، والذي في كتابي خطأ، وأظن أن «لا» وقعت عندي زائدة. وروى الكسائي ويحيى الجعفي عن أبي بكر «2» أنه لم يهمز مرجون وهمز ترجي، وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى ضد ما روياه أنه همز مرجون، ولم يهمز ترجي، وقال التيمي عن الأعشى «3» مرجون مهموز، ولم يذكر ترجي، وروى يزيد بن عبد الواحد «4» عن أبي بكر ترجي غير مهموز. حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الخثعمي «5»، قال: نا محمد بن العلا «6» قيل لأبي بكر قرأ عاصم مرجون مهموز، قال: نعم. وقرأ الباقون بغير همز في الحرفين. «7» حرف: قرأ نافع وابن عامر والذين اتخذوا [107] بغير واو قبل والذين وكذا في مصاحف «8» المدينة والشام. وقرأ الباقون والذين بزيادة واو، وكذا في مصاحفهم.
حرف:
حرف: قرأ نافع وابن عامر أفمن أسّس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسّس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظلمين [109] بضم الهمزة وكسر السين من أسّس، ورفع النون من بنيانه في الموضعين. وقرأ الباقون بفتح الهمزة والسين ونصب النون «1». حرف: قرأ ابن عامر وحمزة وعاصم في رواية المفضل «2» وحمّاد «3» جرف [109] بإسكان الراء. واختلف عن أبي بكر فروى البرجمي والأعشى وحسين الجعفي وابن أبي حمّاد وهارون بن حاتم جرف بضم الراء «4»، وكذلك روى ضرار وحده عن يحيى عنه. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي، قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم جرف مثقل. ونا الفارسي قال: نا عبد الواحد قال: نا ابن حاتم، قال هارون، قال أبو بكر عن عاصم جرف مشدد، قال أبو عمرو: يريد مثقل الراء مضمومة، وذلك مجاز واتّساع؛ لأن الضم ثقيل والثقيل والشديد ضدّهما خفيف ومعناهما سواء. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر قال: نا أبو بكر عن الزينبي عن خلّاد وعن القاضي عن هارون جميعا عن حسين عن أبي بكر عن عاصم جرف مثقل. وقال خلاد: هذا خطأ من حسين. وأنا أبو طاهر،
حرف:
قال: حدّثني محمد بن يونس، قال: ابن صدقة «1» قال: نا أبو الأسباط «2»، قال: نا عبد الرحمن «3» عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ جرف مثقل، وروى غير هؤلاء عن أبي بكر جرف بإسكان الراء، وكذلك روت الجماعة عن يحيى «4» عنه، وقرأ الباقون بضم الراء، كذلك روى الداجوني عن أصحابه عن هشام. «5» [10/ ب] حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية هشام وعاصم في رواية حفص «6» وحمزة باتفاق من أصحاب سليم هار [109] بإخلاص الفتح «7»، وحكى ابن الجهم عن خلف عن سليم أنه كانت الإمالة والفتح عنده سواء، واختلف عن ابن ذكوان عن ابن عامر، فروى عنه التغلبي من روايتنا عن الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عنه بغير إمالة، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «8»: ليس عندي عن ابن عامر في هار [109] شيء، وروى النقّاش وأبو العبّاس البلخي والأخفش عنه بإخلاص الفتح «9»، وروى الشاميّون وابن شنبوذ عن الأخفش بإمالة فتحة «الهاء». وقال الأخفش في كتابه الخاص «10»: هار يشمّ الراء شيئا من الكسر، ولم يذكر ذلك في كتابه العام «11»، وبإمالة خالصة قرأت له من طريق الشاميين، كذلك روى
محمد بن موسى «1» عن ابن ذكوان «2». واختلف عن نافع، فروى الحلواني وأبو سليمان عن قالون «3» أنه يشمّها شيئا من الكسر. وقال أحمد بن صالح عنه الهاء مفتوحة وسطا من ذلك، وكذا عن ورش بالإمالة الخالصة قرأت لقالون «4» من طريق الحلواني عنه، وروى المسيّبي عن أبيه وابن سعدان من رواية المروزي عنه عن المسيّبي بفتح الهاء «5». وكذلك روى ابن جبير، عنه وعن الكسائي عن إسماعيل. ونا الخاقاني قال: نا أحمد بن هارون. ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا محمد بن جابر «6»، قالا: نا الباهلي، قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع هار مكسورة، وكذلك روى عيّاش عن أبي عمر عنه، وهذا يدلّ على الإمالة الخالصة. وروى خلف وابن سعدان من رواية ابن واصل عن المسيّبي بين الكسر والتفخيم، وكذلك روى أبو عبيد عن إسماعيل، وكذلك روى أصحاب ورش «7» عنه ما خلا الأصبهاني، فإنه قال عن أصحابه عنه هار بالتفخيم، وقرأت أنا في رواية إسماعيل من طريق ابن مجاهد، وفي رواية المسيّبي من غير طريق ابن سعدان بين الفتح والإمالة، وقرأت لإسماعيل من طريق ابن فرح والمسيّبي من طريق ابنه بإخلاص الفتح «8».
حرف:
واختلف عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه الأعشى هار بفتحه «1»، وكذلك روى ابن جبير عن الكسائي عنه، وروى عنه العليمي والبرجمي ويحيى بن آدم من رواية خلف والصريفيني والعجلي وابن حزام وابن شجاع عنه بإمالة فتحة الهاء، وترجم أصحاب يحيى عن ذلك بكسر الهاء والألف، وروى أبو عبيد عن الكسائي عنه بإشمام الكسر «2». وبالإمالة الخالصة قرأت في رواية الكسائي عنه، وبذلك قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وأبي عمرو والكسائي من سائر طرقه. قال أبو عمرو: والراء في هذه الكلمة كانت في الأصل لاما من الفعل، ثم صارت عينا منه بالقلب، وذلك أن الأصل كان في هار وهاير «3» على مثال فاعل، وجعلت لامه عينا وعينه لاما، فصار هاري، فاستثقلت الضمة على الياء فأزيلت عنها، فبقيت ساكنة والتنوين بعدها ساكن، فحذفت للساكنين، فبقي هار على لفظ فعل مثل نار، والألف الممالة قبل الراء المجرورة منقلبة عن واو. وقيل عن ياء والواو أكثر. حرف: قرأ ابن عامر وحمزة والمفضل «4» وحفص عن عاصم إلا أن تقطع [110] بفتح التاء. وكذلك روى ابن عطارد عن أبي بكر «5» والتيمي، ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى عنه، وقرأ الباقون: بضم التاء «6»، وكذلك [11/ أ] روت الجماعة عن أبي بكر عن الأعشى عنه. فيقتلون ويقتلون [111] قد ذكر من قبل «7».
حرف:
حرف: قرأ حمزة وحفص عن عاصم يزيغ قلوب فريق [117] بالياء، وكذلك روى ابن جنيد عن ابن أبي حمّاد، والأعشى عن أبي بكر عن «1» عاصم. وقرأ الباقون بالتاء «2». حرف: قرأ عاصم في رواية جبلة «3» عن المفضل من قراءتي فيكم غلظة [123] بفتح الغين. ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد «4»، قال: نا محمد بن علي الخراز قال: نا محمد بن يحيى القطيعي، قال: نا سعيد بن أوس عن المفضل عن عاصم «5» أنه قرأ غلظة بفتح الغين. وقرأ الباقون بكسرها «6». حرف: قرأ حمزة أولا ترون [126] بالتاء «7». وقرأ الباقون بالياء «8».
في هذه السورة من ياءات الإضافة اثنتان أولهما معي أبدا [83] أسكنها عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة والكسائي، وفتحها الباقون «1» وعاصم في رواية حفص والمفضل «2». معي عدوّا [83] فتحها حفص «3» والمفضل «4» عاصم، وأسكنها الباقون وأبو بكر وحمّاد عن عاصم، وليس فيها ياء محذوفة.
ذكر اختلافهم في سورة يونس عليه السلام
ذكر اختلافهم في سورة يونس «1» «2» عليه السلام حرف: قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم من غير رواية هبيرة والكسائي والبرجمي «3» والأعشى «4» عن أبي بكر الر [1] والمر [الرعد: 1] بإخلاص الفتح في جميع القرآن، وقال الخزاعي عن أصحابه: الر مفتوحة مفخّمة «5» غير الشديدة، وقال ابن اليتيم «6» عن حمزة عن حفص: المر خفيف تام غير مكسور «7» ولا يمدّ الراء في كل القرآن. وروى هبيرة «8» عنه الراء بالكسر في كل السور
والمر وقال الكسائي «1» عن أبي بكر: إنه لم يكسر حرفا من حروف الهجاء إلا طه [طه: 1]، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف «2» عن يحيى عن أبي بكر الر مكسورة الراء، وقال لي الفارسي عن أبي طاهر عن أبي بكر عن ابن واصل عن كتاب خلف، قال: يكسر عاصم الر والمر يكسرها على الهجاء. قال ابن واصل: وفي كتاب ابن سعدان بالفتح: نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن يونس، قال: نا ابن صدقة، قال: نا أبو الأسباط، قال: حدّثنا عبد الرحمن عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يكسر الراء، وكذلك روى العليمي «3» عنه وشعيب بن أيوب عن يحيى «4» عنه فيما قرأت، وكذلك روى حمّاد «5» والمفضل «6» عن عاصم، واختلف عن نافع فروى ورش عنه من غير رواية الأصبهاني «7» الر والمر بين الفتح والإمالة، وقال داود عنه: لا فتح شديد ولا بطح. وروى الأصبهاني عن أصحابه عنه الر بالفتح، وقال أحمد بن صالح عنه بكسر الراء. وقال أبو الأزهر وأبو يعقوب «8»: الر والمر كما يخرج من الفم
فيما بين ذلك وسطا بين اللفظ، وقال أحمد «1» عن ورش وقالون لا يفخم الراء، وروى المسيّبي «2» عن نافع الر [1] مفتوحة، وليست ممدودة. وقرأت في رواية القاضي عن قالون وفي رواية أبي عون عن الحلواني عنه، وفي رواية ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل، وفي رواية ابن سعدان عن المسيّبي الر والمر [الرعد: 1] بين بين. وقرأت في رواية الباقين عن الثلاثة عن نافع بإخلاص الفتح، وكذلك روى الحلواني وأبو سليمان عن قالون «3»، وهو قياس قول سائر أصحابه عنه. وقرأ الباقون وهم ابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي بإمالة «4» فتحة الراء في جميع القرآن، وكذلك روى أبو الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عن هشام «5» عن ابن عامر، وروى لي عن قراءته على أبي
حرف:
الحسن عن أصحابه عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر بإخلاص الفتح «1»، والذي نصّ عليه هشام في كتابه الإمالة «2» وهو الصحيح عنه. حدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر المر مكسورة الراء، ولا يعرف أهل الأداء عنه غير ذلك. وقال الأخفش في [11/ ب] الخاصّ عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر «3» المر يشمّ الراء شيئا من الكسر، وقال عنه في كتابه العامّ الر يختلس كسرة الراء وسطا بين ذلك، وقرأت من طريقه بإخلاص الإمالة، وعلى ذلك أهل الأداء عنه. حرف: قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر والمفضل «4» عن عاصم لسحر مبين [2] بغير ألف، وكذلك روى الجيزي عن الشموني عن الأعشى وحسين الجعفي عن أبي بكر «5». وقرأ الباقون «6» لساحر بالألف، وكذلك روى أصحاب الشموني وأبي بكر عنه. حرف: قرأ ابن كثير «7» في رواية قنبل «8» والحلواني عن القوّاس «9» ضياء [5] هاهنا وفي الأنبياء [48] بضياء في القصص [71] بهمزة مفتوحة بعد الضاد في الثلاثة المواضع. وقال لنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد «10»: وكذلك قرأت على
حرف:
قنبل، وهو غلط، قال: وكان أصحاب البزّي وابن فليح ينكرون ضئاء ويقرءون مثل قراءة الناس ذلك ضياء، وقال أحمد بن عبد الرحمن «1» الولي: قرأت على الزينبي «2» عن قنبل بهمزتين كما قال ابن مجاهد والجماعة عنه. نا عبد العزيز بن محمد المقرئ قال: نا عبد الواحد بن أبي هشام قال: حدّثني الحسن بن محمد المهلبي «3»، قال: نا محمد بن العبّاس بن بسام «4» قال: نا أحمد بن يزيد الحلواني عن القوّاس عن أصحابه عن ابن كثير ضياء بهمزة الياء ثم يمدّ ثم يهمز، ومثله بضياء بهمزة الياء ثم يمدّ ثم يهمز، وروى أبو ربيعة عن صاحبيه قنبل والبزّي والزينبي عن قنبل ممدودة مهموزة. وكذا قال البزّي في كتابه «5». وروى الخزاعي عن أصحابه بغير همز يريد بعد الضّاد. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «6»، قال: أخبرني الخزاعي عن عبد الوهاب بن فليح عن أصحابه عن ابن كثير والبزّي عن ابن كثير أنهم لا يعرفون إلا همزة واحدة بعد الألف في ضياء. وبذلك قرأ الباقون. حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم يفصل الآيات [5] بالياء «7»، وقرأ الباقون بالنون. وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد «8»، قال:
حرف:
حدّثني مضر «1» بن محمد عن البزّي «2» عن أصحابه عن ابن كثير بالنون. ونا محمد، قال: نا أحمد، قال: حدّثني الحسن بن مخلد عن البزّي بالياء، وكذلك روى عنه أبو ربيعة والخزاعي وغيرهما، وعلى ذلك العمل في رواية البزّي. وقرأ الباقون بالنون. حرف: قرأ ابن عامر لقضى إليهم [11] بفتح القاف والضاد أجلهم [11] بالنصب. وقرأ الباقون بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء أجلهم بالرفع «3». حرف: وكلهم قرأ لننظر كيف تعملون [14] بنونين، إلا ما رواه عبد الحميد ابن بكار عن أيوب بإسناده عن ابن عامر «4» لنظّر بنون واحدة وتشديد الظاء، قال أبو عمرو «5»: وقد رسم ذلك بنون واحدة في بعض المصاحف وإدغام النون في الظاء، وفي سائر حروف اللسان لا يجوز بوجه وإجماع من القرّاء والنحويين. وقال الأخفش في كتابه الخاصّ عن ابن ذكوان لننظر بنونين كقراءة الناس. حرف: قرأ ابن كثير في رواية قنبل «6» من رواية أبي ربيعة وابن الصباح وابن
مجاهد وابن شنبوذ وابن بويان وابن عبد الرزاق عنه ولا أدراكم به [16] بغير ألف بين اللام والهمزة يجعل اللام للتوكيد. قال ابن مجاهد «1»: راجعت قنبلا في ذلك غير مرة، فلم يرجع، وكذلك روى اللهبي «2» عن البزّي والنقاش عن أبي ربيعة، وبذلك أقرأني الفارسي عنه في رواية البزّي. «3» وقرأ الباقون «4» ولا أدراكم [16] بألف بين اللام والهمزة يجعلونها لا التي للنفي، وكذلك روى أبو الحسن بن بقرة «5» وأبو العباس البلخي «6» والزينبي عن قنبل «7» وسائر الرّواة عن البزّي «8» والفليحي، واختلفوا بعد ذلك في إمالة فتحة الراء وفي إخلاص فتحها، فأمال فتحها «9» عاصم في رواية [12/ أ] المفضل «10» وفي رواية
يحيى «1» والكسائي «2» والبرجمي عن أبي بكر وفي رواية هبيرة وأبي عمارة عن حفص «3» وابن عامر «4»، وأبو عمرو «5» وحمزة والكسائي «6». وكذلك أمالوا فتحة الراء من أدراكم في جميع القرآن «7». وروى حمّاد عن عاصم والعليمي عن أبي بكر «8» والواسطيون عن يحيى عنه بإمالة فتحة الراء من أدراكم هذه السورة خاصّة، وبإخلاص فتحها في أدراك حيث وقع. وكذلك روى لي أبو الفتح عن عبد الباقي عن أصحابه عن الأخفش عن ابن ذكوان. وقرأت من طريق ابن الأخرم عن الأخفش «9» بالإمالة في جميع القرآن. وكذلك روى التغلبي وابن أنس وابن المعلى وابن خرزاد عن ابن ذكوان «10»، قالوا عنه أدراكم وأدراك بكسر الراء، وكذلك روى الداجوني عن ابن موسى عنه، وكذلك روى أيضا عن أحمد بن ماموية «11» عن هشام «12» لم يروه غيره. وقرأت من طريق النقّاش «13» عن الأخفش عن ابن ذكوان بإخلاص الفتح في جميع القرآن. وكذلك روى المظفر بن أحمد الدمشقي «14» عن قراءته على ابن الأخرم عن الأخفش
عنه، وأضرب الأخفش عن ذكر هذا الضرب في كتابه «1». وكذلك روى أيضا الحلواني وابن عبّاد عن هشام «2»، وقال ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر ولا أدراكم به [16] يفخّم، وقال أبو عبيد عنه عن أبي بكر «3» ولا أدراكم بالياء غير مهموزة، وقال ابن أبي أمية عن أبي بكر بالياء. وقال الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير ولا أدراكم بالياء غير مهموزة. وقال ابن مخلد عن البزّي ولا أدراكم بالياء، وقال الحلواني عن القوّاس مفتوحة الراء. قال أبو عمرو: وقول الخزاعي وابن مخلد بالياء يدلّ على الإمالة، وأحسبه أراد أن هذه الكلمة بغير همز ولا ياء؛ إذ كان الحسن البصري «4» يقرؤها كذلك، فترجمها بالياء مخالفة لقراءته وموافقة لمرسومها في كل المصاحف، وبإخلاص الفتح «5» قرأت لابن كثير ولحفص عن عاصم من غير رواية هبيرة، ولهشام عن ابن عامر من سائر الطرق. واختلف عن نافع في ذلك، فروى أبو عبيد عن إسماعيل وابن جبير «6» عن أصحابه ولا أدراكم بالياء غير مهموزة، ومعنى ترجمة أبي عبيد «7» وابن جبير كمعنى ترجمة الخزاعي وابن مخلد وإن كان من قول أبي عبيد عن إسماعيل أن لا يخلص الفتح في مثل ذلك. وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع ولا أدراكم بالفتح، ولم يذكر عنه خلافا. وكذلك روى المسيّبي عنه، وروى الحلواني عن قالون
حرف:
مفتوحة الراء «1»، وهو قول سائر أصحابه، وروى عنه أحمد بن صالح الراء مفتوحة مقصورة وسطا بين ذلك، وروى أصحاب ورش عنه أدراكم وأدراك وسطا من اللفظ بين ذلك «2» إلا الأصبهاني، فإنه قال عن أصحابه عنه بعد الراء ألف غير مهموزة، وقرأت في روايته بإخلاص الفتح، وقرأت لقالون «3» وإسماعيل والمسيّبي على نحو ما ذكرته في الر والمر من إخلاص الفتح ومن التوسّط في اللفظ. حرف: قرأ حمزة والكسائي عمّا يشركون [18] وفي الموضعين الذين في أول النحل [1 و 3] وفي الروم [40] وخير أمّا تشركون في النمل [59] بالتاء في الخمسة «4»، وقرأهنّ عاصم «5» في غير رواية أبي عمارة عن حفص وأبو عمرو «6» بالياء، وروى أبو عمارة عن حفص في الروم بالتاء وحدها، وفي الباقي بالياء. وروى حمّاد بن بحر «7» عن المسيّبي عن نافع في الروم بالتاء، وروى الباهلي عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع في النمل بالياء وهو غلط منهما. «8» وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «9» في كتابي عن أحمد بن يوسف عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر الخمسة الأحرف بالياء قال: ورأيت في كتاب موسى
حرف:
بن موسى «1» عن ابن ذكوان عن ابن عامر أما تشركون بالتاء في النمل. قال: وكذلك حدّثني أحمد بن محمد بن بكر «2» عن هشام [13/ ب] بإسناده عن ابن عامر الخمسة الأحرف بالياء «3»، وقال أبو عمرو: وذلك غلط من التغلبي عن ابن ذكوان ومن أبي بكر عن هشام في الحرف الذي في النمل «4»؛ لأن أصحاب ابن ذكوان كلهم نصّوا عليه بالتاء، وكذلك أصحاب هشام، فحدّثنا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر خير أما تشركون في النمل بالتاء. حرف: قرأ ابن عامر هو الذي ينشركم [22] بنون ساكنة وشين مضمومة من غير ياء من النشر، وكذلك في مصاحف الشاميين. وقرأ الباقون يسيّركم بسين مفتوحة بعدها ياء مكسورة مشددة من التيسير، وكذلك في مصاحفهم «5». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص «6» متاع الحياة الدنيا [23] بنصب العين. وكذلك روى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر «7»، لم يروه غيره. وقرأ
حرف:
الباقون «1» برفعها. حرف: قرأ ابن كثير والكسائي قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء. وقرأ الباقون «2» بتحريكها. حرف: قرأ حمزة والكسائي هنالك تتلوا [30] بتاءين من التلاوة. وقرأ الباقون «3» بالتاء والباء من البلوى. حرف: قرأ ابن عامر ونافع كلمة ربك في الموضعين «4» هنا [33 و 96] في المؤمن [6] بالألف على الجمع في الثلاثة. وقرأ الباقون «5» بغير ألف على التوحيد فيهن، ووقف «6» أبو عمرو والكسائي عليهم بالهاء «7»، وهو قياس ما رواه ابن الحباب
عن البزّي عن أصحابه عن ابن كثير، ووقف عاصم وحمزة عليهنّ بالتاء «1» على الخط، ولم يذكر التي في المؤمن أحد من أصحاب أبي بكر نصّا إلا ابن جبير وحده، فإنه ذكرها عن الكسائي عنه بالتوحيد. وأخبرنا أحمد بن عمر الجيزي «2»، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: نا محمد بن محمد الباغندي، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر كلمات ربك في يونس بالألف، وقال في المؤمن [6] حقّت كلمة ربك بالتاء على واحد. وحدّثنا أبو الحسن شيخنا، قال: نا أبو أحمد بن المفسر، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر في يونس بالألف، وقال في المؤمن كلمات ربك بالتاء، وهي في كتابي مرسومة بألف قبل التاء وهو صحيح عن هشام «3» وعليه العمل.
حرف:
حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع في رواية ورش أمّن لا يهدي [35] بفتح الياء والهاء وتشديد الدال «1»، وقرأ نافع «2» في رواية المسيّبي وإسماعيل وقالون «3» وأبو عمرو «4» في رواية شجاع بإسكان الهاء وتشديد الدال. وروى ابن جبير عن المسيّبي عن الكسائي عن إسماعيل بفتح الهاء. قال ابن جبير: حكي عن نافع أنه كان يجزم ويشدد يجمع بين ساكنين، واختلف عن اليزيدي عن أبي عمرو، فروى له «5» أبو حمدون وأبو خلّاد وأبو شقيق «6» وابن شجاع وأبو عمرو «7» من رواية
إسماعيل بن يونس «1» وغيره عنه يهدي مدغمة مثقلة على يهتدي والهاء جزم يشمّها شيئا من النصب «2»، قالوا: وكذلك يخصمون [يس: 49] وكذلك روى عبد الوارث «3» عن أبي عمرو. وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا البرمكي، قال: نا أبو عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو يهدي بجزم الهاء والدال شديدة «4» ويخصمون بجزم الخاء وتشديد الصاد، ولم يذكر إشماما، وروى أحمد بن واصل عن اليزيدي يشمّ الهاء نصبا. وقال ابن جبير عنه في الحرفين بنصب الهاء «5» والخاء، واضطرب قول ابن سعدان عنه في ذلك فقال في (مجرده) «6» يشمّ الهاء في يهدي [35] والخاء ويشدد. وقال الأصبهاني عنه مجزومة الهاء والخاء مشددة. فهذه ثلاثة أقوال كلها مختلفة، والأول منها موافق لما قالت الجماعة عن اليزيدي، والثاني موافق لما قاله البرمكي عن الدوري عنه، والثالث موافق لما قاله ابن جبير. قال أبو عمرو: وأهل الأداء على ما رواه [14/ أ] آل اليزيدي. ومن وافقهم من اختلاس حركة الهاء والخاء وتضعيف الصوت بها، وبذلك يأخذون أيضا في رواية
الثلاثة المذكورين عن نافع فرارا من الجمع بين الساكنين، وقد قدّمنا أن الجمع بينهما في مثل ذلك جائز مسموع. وحدّثني الحسن بن شاكر المصري «1» قال: نا أحمد بن نصر، قال: قال ابن مجاهد قال: من رأيت يضبط هذا يعني الاختلاس والإخفاء، قال: وسألت متقدما منهم مشهورا عن يهدي فلفظ به ثلاث مرّات كل واحدة تخالف أختها «2»، قال أحمد بن نصر: وكان أكثر ما يقرأ به ابن مجاهد الفتح إلا من رآه «3» موضعا كذلك، وكذا ذكره أبو طاهر أنه قرأ عليه في مذهب أبي عمرو بفتح الهاء والخاء معا. قال أبو عمرو وإنما كان ابن مجاهد رحمه الله يأخذ في قراءة أبي عمرو بفتح الهاء والخاء تيسيرا على المبتدئين، واعتمادا على رواية من روى ذلك عن اليزيدي، على أن العباس بن الفضل «4» قد قال: سألت أبا عمرو فقرأ يهدي كأنه يقول يهتدي، فيدغم ويسكن الهاء، قال: وسألته عن يهدي بفتح الهاء، فقال: لا. وقال ابن رومي عن العباس أنه قرأ على أبي عمرو، فيقول: قاربت ولم تصنع شيئا. قال ابن رومي «5» فقلت للعباس: خذه عليّ أنت على لفظ أبي عمرو، فقلته مرة واحدة، فقال: أصبت «6» هكذا كان أبو عمرو يقول. وهذا يدلّ على أن مذهبه الاختلاس دون الفتح. واختلف عن عاصم فروى عنه حمّاد والبرجمي والعليمي وإسحاق الأزرق وعبيد بن نعيم وابن جبير والكسائي من رواية أبي عمر وأبي توبة «7» عنه ويحيى بن آدم من
رواية الصريفيني وخلف وابن المنذر وموسى بن حزام عنه عن أبي بكر يهدي بكسر الياء والهاء. «1» وروى الأعشى والكسائي من غير رواية أبي عمر وأبي ثوبة وحسين الجعفي وهارون وابن أبي حمّاد من رواية ابن جبير «2» وبريد «3» بن عبد الواحد وابن أبي أمية عن أبي بكر بفتح الياء وكسر الهاء «4»، وكذلك روى أبو عبيد عن الكسائي عنه، وكذلك حدّثنا محمد بن علي «5» عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الكسائي عن أبي بكر، وكذلك روى حفص من غير رواية عمارة عنه عن عاصم. وروى ابن عطارد وابن أبي حمّاد من رواية ابن جامع عنه ويحيى بن آدم من رواية [ابن جامع عنه ويحيى بن آدم من رواية أبي هشام عنه عن] أبي بكر وأبو عمارة عن حفص بفتح الياء والهاء «6» ويشدّد. قال أبو هشام بفتح الياء على معنى يهتدي، فسّرها يحيى. وروى يحيى الجعفي عن أبي بكر يهدي مشدّدا، ولم يذكر الياء والهاء في كتابي «7» تحت الياء والهاء ساكنة الهاء مشددة الدال مفتوحة الياء. وروى النقّاش بإسناده ساكنة الهاء مفتوحة الياء خفيفة. وحكى ابن مجاهد عن أبي عمارة عن حفص يهدي جمع بين ساكنين، كأنه يريد أنه أسكن الهاء مع الإدغام، والذي رواه أبو عمر وأبو الحارث «8» عن أبي عمارة وهو فتح الياء «9» والهاء مع
حرف:
الإدغام وهو الصواب. وقرأ حمزة والكسائي والمفضل «1» عن عاصم يهدي بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدال. حرف: وكلهم قرأ إلا أن يهدي [35] بإسكان الهاء وتخفيف الدال إلا ما ناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الفضل بن أحمد بن الوزير «2»، قال: نا أحمد بن إبراهيم «3» وراق خلف عن هشام [بن عمار] عن عمر «4» بن عبد الواحد «5» عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر أنه قرأ إلا أن يهدي مثقلة «6»، وقد رواه الحلواني عن هشام عن عمر بن عبد الواحد عن يحيى بن الحارث [14/ ب]، ولم يرفعه إلى ابن عامر، بل وقفه على يحيى، وقد كان ليحيى اختيار يخالف فيه ابن عامر، فلعل هذا منه، ولكن الناس «7» [44] ويوم يحشرهم «8» [الأنعام: 128] كلّ قد ذكر قبل. حرف: قرأ نافع «9» آلآن وقد كنت [51] آلآن وقد عصيت [91] بإلقاء حركة الهمزة على اللام وتحريكها بها «10»، واختلفت ألفاظ الرواة عنه في ذلك، فروى
ابن جبير عن المسيبي وعن الكسائي عن إسماعيل آلآن بهمز بعد اللام. وروى ابن سعدان عنه وابن ذكوان وابن المسيّبي والأنصاري «1» وحمّاد عن المسيّبي أن آلآن ألفها مفتوحة مستفهمة بنبرة واحدة حيث وقعت، وكذا قال القاضي والمدني والقطري والكسائي وغيرهم من الرواة عن قالون «2»، وليس في روايتهم هذه بيان عن مذهبه في الهمزة التي بعد اللام، فحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر عن محمد بن الفرج عن محمد ابن إسحاق المسيّبي عن أبيه عن نافع آلآن ليس بعد اللام همزة. وروى أحمد بن صالح عن قالون بهمزة واحدة بعدها مدّة، وقال عن ورش بغير همز بعد اللام «3»، فقال: نا الفارسي عن أبي طاهر قول أحمد بن صالح فيه بيان أن روايتيهما مختلفتان عن نافع وأن قالون يروى عنه أنه يهمز بعد اللام. قال أبو عمرو: وقول أحمد عن قالون بهمزة واحدة بعدها مدّة يدلّ على خلاف ما قاله أبو طاهر، وتحقيقه أن مذهب قالون وورش وروايتيهما عن نافع في ذلك سواء وإن اختلف لفظه في الترجمة عنهما؛ لأن «4» همز قالون بعد اللام لم يكن في ذلك همزة واحدة كما حكي عنه همزتان بعد كل واحدة منهما مدّة، وتلك الهمزة التي ذكرها هي همزة الاستفهام «5» التي ذكرها جميع أصحاب قالون والمسيّبي لا غير، وقالون وورش متفقان على تخفيفها وصلا وابتداء. «6» وكذلك روى سائر الناس؛ لأنها مبتدأة، ولا
حرف:
ساكن قبلها يلقي عليها حركتها، فوجب تحقيقها «1» على كل حال. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر أنه قرأ ذلك على أبي الزعراء «2» عن أبي عمر عن إسماعيل مثل قراءة حمزة- يعني بهمزتين همزة قبل الألف وهمزة بعد اللام- وقرأت أنا ذلك في رواية إسماعيل بهمزة واحدة، وكذلك قرأت في رواية المسيّبي وقالون، وعلى ذلك أهل الأداء عنهما، وقال ابن جبير في مختصره عن اليزيدي «3» عن أبي عمرو آلآن في الحرفين يعني بغير همز «4» مثل نافع وذلك وهم منه؛ لأنه عدول عن مذهبه المشتهر في جميع القرآن. وقرأ الباقون «5» بتخفيف الهمزتين قبل الألف وبعد اللام في الحرفين. حرف: قرأ ابن عامر في غير رواية الوليد خير مما تجمعون [58] بالتاء «6». وقرأ الباقون «7» بالياء، وكذلك روى الوليد عن يحيى. واتفقوا على الياء في قوله: فلتفرحوا [58] إلا ما رواه عيسى «8» بن
حرف:
سليمان «1» عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ الحرفين جميعا بالتاء «2»، لم يروه غيره. حرف: قرأ الكسائي وما يعزب هاهنا [61] بكسر الزاي، وفي سبأ «3» [3]. وقرأ الباقون بضمها «4». حرف: قرأ حمزة «5» ولا أصغر من ذلك ولا أكبر [61] برفع الراء فيهما، وكذلك روى ابن مجاهد بإسناده عن أبي زيد وجبلة عن المفضل «6» عن عاصم، ولم أقرأ بذلك. وقرأ الباقون بفتح الراء، وأجمعوا على رفع الراء في [15/ أ] الكلمتين في سورة سبأ لارتفاع المثقال لفظا هناك على أن الرفاعي قد روى عن حسين الجعفي عن عمرو أنه فتح الراء فيهما، ولا عمل على ذلك. حرف: قرأ عاصم في رواية حمّاد «7»، وفي رواية العليمي «8» عن أبي بكر وفي رواية الواسطيين عن يحيى وهي رواية يوسف بن يعقوب «9» عن شعيب عنه عن أبي
حرف:
بكر «1» ويكون لكما الكبرياء [78] بالياء، وكذلك روى بكّار بن أحمد عن ابن رستم «2» عن نصير «3» عن الكسائي لم يروه غيره. وقرأ الباقون وعاصم وأبو بكر «4» من سائر الطرق بالتاء. بكل ساحر عليم [79] قد ذكر «5». حرف: قرأ أبو عمرو «6» ما جئتم به السحر [81] بالهمز «7» والمدّ «8» على الاستفهام، والوقف على ما قبله كاف «9»، والابتداء به حسن على مذهبه؛ لأنه مبتدأ
حرف:
وخبره محذوف والتقدير السحر هو. وقرأ الباقون بغير مدّ على الخبر «1». ولا يجوز الوقف على ما قبله والابتداء به على مذهبهم؛ لأنه خبر المبتدأ الذي هو ما وصلتها في قوله جئتم به والتقدير الذي جئتم به السحر. «2» حرف: وكلهم قرأ أن تبوأا بتحقيق الهمزة في الوصل، واختلفوا في الوقف، فكان حمزة يقف بتسهيل الهمزة، فيجعلها بين بين «3»، ويأتي بألف التثنية بعدها. وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «4»، قال: ذكر لي عبد الله بن عبد الرحمن «5» عن أبيه «6» عن حفص عن عاصم أنه يقف تبويا بياء من غير همز «7» - يعني بياء مفتوحة بدلا من الهمزة، وكذلك حكى أحمد بن يعقوب التائب عن أبي الحسن بن مجمع «8» المقرئ أنه روى عن أصحابه عن سليم عن حمزة أنه وقف،
حرف:
وهذا الضرب من البدل على غير قياس، وإنما صار إلى مثله بالرواية والسّماع «1». وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: ذكر لي أبو بكر في كتاب قراءة عاصم أن أحمد بن علي حدّثه عن هبيرة عن حفص أنه وقف كذلك تبوءا قال الفارسي: قال لي أبو طاهر: فسألت أبا العباس الأشناني عن الوقف كما رواه هبيرة، فلم يعرفه وأنكره، وقال لي: الوقف مثل الوصل «2»، وكذا وقف الباقون. حرف: قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان «3» وابن عتبة ولا تتبعان [89] بتخفيف النون، يجعل «4» لا بمعنى ليس، فيكون لفظه لفظ الخبر، ومعناه أنّها كقوله: لا تضار والدة [البقرة: 232] على قراءة من رفع ويجعل ذلك حالا من قوله فاستقيما [89]، أي: واستقيما من غير متبعين، أو يكون خفف النون الثقيلة للتضعيف كما خفّف ربّ، وإن ونحوهما من المضاعف، وهذه الأوجه تسوغ «5» قراءة ذلك «6» بخلاف ما زعمه أبو طاهر بن أبي هاشم وأبو بكر الشذائي وغيرهما: أن تخفيف النون لحن وليس بحمد الله كذلك لما بيّنّاه، أو وقع هذا الحرف في كتاب ابن ذكوان «7» مترجما عنه بالتخفيف دون ذكر نون ولا غيرها، فقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: أحسب ابن ذكوان عنى بروايته خفيفة- يعني التاء من تتبع. «8» قال: فإن كان كذلك فقد اتفق هشام في النون وخالفه هشام في التاء، وكذلك ترجم ابن مجاهد «9» عن ذلك في رواية ابن ذكوان، وقال قرأ ابن عامر في رواية ابن
حرف:
ذكوان ولا تتبعان مخففة التاء الساكنة مشددة النون، وكذلك روى سلامة بن هارون «1» عن الأخفش عن ابن ذكوان أداء، قال أبو عمرو: وذلك غلط منه رحمه الله ومن سلامة؛ لأن جميع الشاميين رووا ذلك عن ابن ذكوان [15/ ب] «2» وعن الأخفش سماعا وأداء بتخفيف النون وتشديد التاء، وكذلك نصّ عليه الأخفش في كتابه، وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان وهشام جميعا، قال: وقد روي عن هشام بتخفيف النون والتاء جميعا. وقرأ الباقون بتشديد النون، وكذلك روى الحلواني وابن عباد عن هشام بإسناده عن ابن عامر «3». حرف: قرأ حمزة والكسائي آمنت إنه [90] بكسر الهمزة. وقرأ الباقون بفتحها «4». حرف: قرأ الكسائي في رواية قتيبة «5» فاليوم ننجيك [92] بإسكان النون وتخفيف الجيم. وقرأ الباقون «6» بفتح النون وتشديد الجيم. حرف: قرأ عاصم في رواية حمّاد «7»
حرف:
وأبي بكر «1» وفي رواية التيمي «2» وابن الجنيد «3» عن الأعشى عنه ونجعل الرجس [100] بالنون. وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل وفي رواية الشموني وابن غالب عن الأعشى والبرجمي عن أبي بكر بالياء «4». حرف: قرأ الكسائي في رواية نصير من قراءتي ثم ننجي رسلنا [103] بإسكان النون وتخفيف الجيم «5». وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الجيم. حرف: قرأ الكسائي في جميع طرقه وعاصم في رواية الكسائي عن أبي بكر «6» وابن عامر من رواية الوليد «7» عن يحيى ننج المؤمنين [103] بإسكان النون وتخفيف الجيم. وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الجيم «8»، وكذلك روى سائر الرواة عن أبي بكر «9» وابن عامر، وقال المدني والقطري عن قالون عن نافع بين الياء في ننج المؤمنين إذا أدرجت القراءة، وليست مكتوبة «10»، وقال اليزيدي عن أبي
عمرو الوصل بالياء والسكت على الكتاب، وقد بيّنّا هذا في باب الوقف على المرسوم «1» والله أعلم. في هذه السورة من ياءات الإضافة خمس «2»: أولاهنّ «3»: لي أن أبدله [15] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون. نفسي إن أتبع [15] فتحها نافع وأبو عمرو، وأسكنها الباقون «4». إني أخاف [15] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكار، وأسكنها الباقون «5» إي وربّي إنه لحق [53] فتحها نافع وأبو عمرو. وأسكنها الباقون «6». وكذا الاختلاف في ياء أجري [72] في جميع القرآن «7»، وليس فيها ياء محذوفة وليس مختلف فيها.
ذكر اختلافهم في سورة هود عليه السلام
ذكر اختلافهم في سورة هود «1» عليه السلام قد ذكرت الاختلاف في قوله الر «2» وفي قوله: إلا سحر مبين «3» ومن لدن «4» حكيم خبير [النمل: 6] ويضاعف «5» فأغنى ذلك عن إعادته. حرف: وكلهم قرأ لا جرم [22] بتمكين هذه الألف التي بعد اللام من غير إشباع زائد إلا حمزة، فإن خلفا والدوري وابن سعدان وأبا هشام رووا عن سليم عنه أنه أشبع مدّها في قوله: لا ريب [البقرة: 2] ولا خير في كثير من نجواهم [النساء: 114] وما أشبهه. وروى المروزي عن ابن سعدان عن سليم أن حمزة كان يمدّ الألف قليلا «6» في لا جرم؛ وكذا حكى الحلواني عن قراءته على خلف وخلّاد جميعا من سليم. وقال خلف عن سليم: إنما يفعل هذا من إشباعه تحقيقا للحروف، قال لي الفارسي: قال لي أبو طاهر: وقرأت على أبي بكر بالمدّ في قراءة حمزة، قال أبو عمرو: ورأيت زكريا بن يحيى «7» المقرئ قد روى عن حبيب بن
حرف:
إسحاق «1» صاحب داود «2» عن ورش لا جرم ممدودة الألف في كل القرآن، وروى عن مواس [16/ أ] بن سهل عن أصحابه عن ورش اثنتا عشر واثنا عشر ممدودة الألف، وهذا نصّ لإشباعه وتحقيقه، ولم أر أحدا من أهل الأداء يأخذ من مذهبه. حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وابن عامر في رواية الوليد إني لكم نذير مبين [نوح: 2] في قصة نوح بفتح الهمزة «3»، وقرأ الباقون بكسرها. وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون. ح ونا فارس بن أحمد، قال: نا محمد بن جابر «4»، قال: نا الحسن الباهلي «5»، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد، قال: نا عيّاش والبرمكي، قالا «6»: ونا أبو عمرو عن إسماعيل عن شيبة «7» ونافع إني
حرف:
لكم بالفتح، وعن أبي جعفر «1» بالكسر. وكذلك روى المفضل وابن شاذان «2» عن الحلواني عن خلف عن المسيّبي عن الدوري عن إسماعيل، وغلط أبو عمر في ذلك غلطا فاحشا، وذلك أنه عكس قول إسماعيل في كتابه «3» المصنف في قراءة المدنيين؛ لأنه قال في رواية الكسائي والهاشمي وأبي عبيد وأبو جعفر بالفتح، وشيبة ونافع بالكسر. حرف: قرأ أبو عمرو «4» والكسائي في رواية نصير «5» بادىء [27] بهمزة مفتوحة بعد الدال «6». وقرأ الباقون والكسائي من سائر الطرق بياء مفتوحة بعد
حرف:
الدال «1»، وروى الشموني عن الأعشى أنه أمال فتحة الباء من ذلك، ولم يروه غيره «2». وكلهم نصب الياء التي بعد الدال إلا ما نا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح ونا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد «3»، قال: نا محمد بن الربيع «4»، قالا: نا يونس، قال: أقرأني أبو عمرو بادي [27] الياء منصوبة محرّكة «5»، وأقرأني ابن كيسة بادي موقوفة الياء مخففة، وهذا وهم وخطأ من يونس إذ وقف هذه الياء لا يجوز بوجه؛ لأن فتحها إعراب، وهي لام الفعل. وإنما توقف الياء إذا كانت كناية زائدة وكانت فتحها بياء. حرف: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم فعمّيت عليكم [28] بضمّ العين وتشديد الميم «6». وقرأ الباقون بفتح العين وتخفيف الميم «7»، وأجمعوا على الحرف الذي في القصص [66] من أنه هذه الترجمة. حرف: وكلهم قرأ أنلزمكموها [28] برفع الميم إلا ما رواه أحمد بن
حرف:
واصل «1» عن اليزيدي عن أبي عمرو «2» أنه أسكن الميم، وروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن اليزيدي نصّا برفع الميم، وعلى ذلك أهل الأداء. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص «3» من كلّ زوجين هاهنا [40]، وفي قد أفلح [27] بتنوين اللام. وقرأ الباقون بالإضافة من غير تنوين «4». حرف: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم مجراها [41] بفتح الميم وإمالة «5» فتحة الراء «6»، ولم يمل حفص في القرآن وغيره، هذا قول عمرو وعبيد عنه، وكذلك روى هبيرة وأبو عمارة عنه، وخالفهم ابن شاهي والقوّاس، فقالا غير بفتح الراء «7». وقرأ الباقون بضم الميم «8»، وأمال فتحة الراء إمالة خالصة أبو
عمرو «1» وأخلص فتحها «2» ابن كثير وابن عامر، على أن الداجوني «3» روى أداء عن ابن مامويه عن هشام إمالة فتحة الراء لم يروه غيره، قال ابن ذكوان في كتابه مجراها مفتوحة الراء، واختلف عن نافع فيها، وفي السين من ومرساها [النازعات: 42] فروى خلف عن المسيّبي الراء والسين «4» فيهما بين الكسر والتفخيم، وروى محمد عن أبيه هما بألف في القراءة في غير مكتوبة، وهذا يدلّ على الفتح «5»، وروى ابن واصل عن ابن سعدان عنه بفتح الراء والسين. وروى حمّاد بن بحر عنه مفخّما قليلا. وروى ابن جبير عن أصحابه عنه بالفتح، وروى القاضي والحلواني وأبو سليمان «6» وأبو نشيط والمدني والقطري والكسائي والشحام عن قالون الراء والسين مفتوحتان، وروى أحمد «7» بن صالح عنه عن [16/
ب] ورش الراء مقعورة «1»، وروى داود عن ورش لا فتح شديد ولا بطح، وهو قياس رواية أبي يعقوب «2» وأبي الأزهر عنه، وبذلك قرأت له من جميع الطرق إلا الأصبهاني «3»، فإنه روى عن أصحابه عنه بالتفخيم، فأما إسماعيل لم يذكر أحد من أصحابه عنه في ذلك إلا ما أتاه الفارسي عن أبي طاهر عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن أبي عمر عنه أن الراء والسين مفتوحتان. ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: كان نافع وعاصم في رواية أبي بكر يقرءانهما «4» بين الكسر والتفخيم، فدلّ على أنه يرويه عن إسماعيل وغيره عن نافع، وبذلك قرأت في رواية إسماعيل من طريق أبي الزعراء عن أبي عمر عنه، وقرأت أنه من طريق ابن فرج عن أبي عمر عنه بالتفخيم. واختلف أيضا عن اليزيدي عن أبي عمرو في ذلك، فروى عنه أبو عبد الرحمن وأبو حمدون مجريها الراء مكسورة والياء بين الفتح والكسر ومرساها السين والهاء بين الفتح والكسر، وروى شجاع «5» عنه مرتفعا الميم مفعلها غير مكسورة، وهذا يدلّ على إخلاص الراء والسين. وروى ابن سعدان عنه في مجرده مجراها ومرساها [41] بكسرهما. وقال في جامعه بكسر الراء في مجراها [41]، وروى الأصبهاني «6» عن ابن سعدان عنه يشمّ الراء الكسر، وروى ابن جبير عنه الراء مكسورة، ومرساها مفتوحة. وبهذا قرأت في روايته وفي رواية شجاع وعليه أهل الأداء، وبه كان يقرأ ابن مجاهد، ولم يذكر الباقون من أصحاب اليزيدي في الراء والسين شيئا. واختلف أصحاب أبي بكر عنه في ذلك، فروى خلف عن يحيى عنه الراء والسين بين الكسر والفتح «7». وروى الوكيعي وأبو هشام وابن الأسود وابن حزام عن يحيى نصب الراء
حرف:
والسين، وذلك دليل على الفتح، ولم يذكر ابن شاكر وابن المنذر وضرار عن يحيى في الراء والسين شيئا، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن أبي بكر «1»: الراء والسين بين الكسر والتفخيم. وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر بنصب الراء والسين، وروى الأعشى عن أبي بكر مجراها ومرساها مفخم، والباقون عن أبي بكر بنصب الراء والسين، وروى الأعشى عن أبي بكر مجراها ومرساها [41] مفخم، والباقون «2» عن أصحاب أبي بكر لم يزيدوا على رفع الميم فيهما شيئا. ونا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: قال نا أبو بكر، قال: نا محمد بن الجهم، قال: نا أبو ثوبة الأعشى وابن أبي حمّاد عن أبي بكر، وذلك وهم من ابن الجهم وابن الجنيد؛ لأن الجماعة من أصحابهما قد خالفوهما في ذلك، وأمال حمزة «3» والكسائي فتحة السين من مرساها [النازعات: 42] على أصلها، وكلهم ضمّ الميم من مرساها حملا على قوله: أيّان مرساها [النازعات: 42]. حرف: قرأ عاصم «4» من جميع طرقه هاهنا يا بني اركب معنا [42] بفتح الياء، وروى حفص فتح الياء في الحرف الذي في يوسف «5» والثلاثة الأحرف التي في لقمان «6» والحرف الذي في والصّافّات «7» في الخمسة، وتابعه المفضل على فتح الياء في لقمان لا غير. وقرأ الباقون في الستة بكسر الياء «8» إلا ابن كثير، فإنه قرأ في
حرف:
لقمان بوجوه تذكر هناك إن شاء الله «1»، وقد ذكر البيان والإدغام في قوله: اركب معنا في بابه «2». حرف: قرأ الكسائي إنه عمل بكسر الميم وفتح اللام من غير تنوين غير صالح [46] بنصب الراء. وقرأ الباقون «3» عمل بفتح العين والميم ورفع اللام وتنوينها غير صالح برفع الراء. حرف: قرأ ابن كثير «4» فلا تسئلن [46] وروى ابن «5» عامر، وكذلك روى سلامة بن هارون عن الأخفش عن ابن ذكوان، وكذلك روى أهل أصبهان «6» عن الداجوني «7» عن ابن ذكوان، وكذلك روى أحمد بن يعقوب التائب عن أصحابه عن
ابن جبير عن رجاله عن نافع «1». ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا علي بن عبد [17/ أ] العزيز «2»، قال: نا أبو عبيد، قال: نا هشام عن ابن عامر «3». وكذلك أيضا بفتح اللام والنون، وروى الأخفش عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام وابن شاكر عن ابن عتبة بإسنادهم عن ابن عامر «4» بفتح اللام وكسر النون وتشديدها، والذي في كتاب ابن ذكوان الذي روته الجماعة عنه بفتح اللام مشددة بغير ياء، ولم يذكر النون بكسر ولا بفتح، إلا أن قوله: بغير ياء يدلّ على أنها مكسورة؛ إذ لو كانت مفتوحة لم يكن لذكر الياء معنى، وأظن أن ابن مجاهد لم يجد في كتاب ابن ذكوان للنون ذكرا، ووجد في كتاب أبي عبيد «5» عن هشام فتح النون نصّا حمل رواية ابن ذكوان على رواية هشام هذه، فلذلك ذكر عنه فتح النون. وحدّثنا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر فلا تسئلن [46] مثقلة، لم يزد على ذلك شيئا. وكذلك قال ابن أبي حسان والباغندي عنه، وكذلك قال الوليد عن يحيى. وقال أحمد بن النضر «6» وأحمد بن الجارود عنه مثقلة وكسر النون وتشديدها. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا محمد بن محمد بن الوزير «7»، قال: نا عبد الرزاق بن الحسين «8»، قال: نا أحمد بن جبير عن الكسائي
حرف:
عن إسماعيل وعن إسحاق عن نافع فلا تسلن بغير همز ويشدّد النون، أو لا يثبت الياء في وصل ولا وقف، لم يرو ترك الهمزة في ذلك أحد غير ابن جبير. وقوله: لا يثبت الياء في وصل ولا وقف دالّ على أن النون مكسورة. وقال أحمد «1» بن صالح عن ورش وقالون: السين الساكنة والهمزة قبل اللام واللام ساكنة، كذا قال عنهما: إن اللام ساكنة، وهو منه خطأ فاحش وغلط بيّن، وذلك أن النون مشددة، فلا يجوز أن تكون اللام قبلها ساكنة؛ لأنه يجتمع حينئذ ساكنان ليس أحدهما حرف مدّ، وهما اللام والنون الأولى الداخلة في النون، فإن كان يروى ذلك عنهما بإسكان اللام قبلها جائز حسن، على أن أهل الأداء عنه من المصريين وغيرهم لا يعرفون غير تشديد النون وتحريك اللام، وبذلك قرأت في روايته عن ورش، وقرأ الباقون بإسكان اللام وتخفيف النون. ونذكر الاختلاف في إثبات الياء بعد النون وفي حذفها في آخر السورة مع الياءات إن شاء الله تعالى. ما لكم من إله غيره [50] مذكور من قبل «2». حرف: روى هبيرة «3» عن حفص عن عاصم ويستخلف ربي [57] بجزم الفاء. وقرأ الباقون برفعها، وقد ذكر في الأنفال. حرف: قرأ نافع في غير رواية إسماعيل «4» وابن عامر «5» في رواية الوليد والكسائي
حرف:
وأبو بكر «1» عن عاصم من رواية البرجمي والشموني ومحمد بن إبراهيم الأعشى عنه ومن خزي يومئذ هاهنا [66] ومن عذاب يومئذ في المعارج [11] بفتح الميم فيهما. وقرأهما الباقون بخفض الميم، وكذلك روى إسماعيل «2» عن نافع. وقال ابن جبير عن الكسائي عنه بفتح الميم، وكذلك سائر الرواة عن ابن عامر وعن «3» أبي بكر وابن غالب «4» عن الأعشى عنه، ويأتي الاختلاف الذي في النمل «5» [89] هناك إن شاء الله تعالى. حرف: قرأ حمزة وحفص عن عاصم ألا إن ثمود هاهنا [68] وفي الفرقان [38] والعنكبوت [38] وعادا وثمود وفي والنجم [51] وثمود فما أبقى بغير صرف «6» في الأربعة، وإذا وقفا سكّنا الدال، ولم يثبتا «7» الألف المرسومة في الخط بعدها، جاءت الرواية بذلك نصّا عن حمزة. حدّثنا محمد بن علي قال: نا محمد بن القاسم «8»، قال: نا سليمان بن يحيى «9»، قال: نا ابن سعد «10»، قال: حدّثني سليم عن
حمزة أنه كان يقف على هذه الأربعة الأحرف [17/ ب] بغير ألف، وكذا قال ابن كيسة عن سليم عنه. وكذا وقفت أنا في رواية حفص على جميع من قرأت عليه من شيوخ، وكذا روى ذلك الأشناني أداء عن عبيد «1» وعمرو عنه. وحدّثنا عبد الواحد «2» بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن [قدريخت] السيرافي «3» قال: نا القطيعي، قال: نا أبو الربيع «4» عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف على المنصوب من ثمود وقف بألف، وإذا وصل لم يجزه، ولا أعلم أحدا من أصحاب حفص ذكر الوقف على ذلك نصّا غير الزهراني «5» وحده «6»، وهذه الألف التي يأتي بها في الوقف ليست بالمبدلة من التنوين، وإنما هي صلة توصل بها الفتحة. وقرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد بصرف الثلاثة الأحرف الأول، وترك صرف الحرف الرابع الذي في والنجم. واختلف عن أبي بكر خاصة فروى عنه يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي «7» وابن أبي أمية وابن حمّاد والأعشى من رواية الشموني عنه أنه لم يصرف أيضا، وصرف الثلاثة الأحرف الباقية. وروى عنه ابن عطارد أنه لم يصرف الذي في والنجم، وترجم عنه بغير ألف، قال: وقد قاله أبو بكر مرّة ثمودا بألف ونون.
حرف:
واختلف عن حسين عنه فيه أيضا، فروى عنه خلّاد عن أبي بكر أنه أجرى ثمودا فيما كان فيه ألف ثابتة «1»، وهي هذه الأربعة، وروى عنه أبو هشام عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ الثلاثة بألف، وفي النجم بغير ألف. وقال عنه أبو هشام في موضع آخر: الأربعة بألف، فوافق خلّادا عنه. وروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر أنه أجرى الأربعة الأحرف. حدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن شهريار، قال: حدّثنا ابن الأسود قال: [وأخبرني عروة بن أحمد الأسدي] وقد كان قرأ على أبي بكر، قال: كان عاصم ينوّن في أربعة أحرف في والنجم، والعنكبوت، والفرقان، وهود. قال عروة: وقال أبو بكر: كان عاصم ربما نوّن في والنجم، وربما ترك. وقرأ الباقون بصرف الأربعة الأحرف، ووقف عليها بألف «2» عوضا من التنوين. حرف: قرأ الكسائي «3» ألا بعدا لثمود [68] مصروفا بكسر الدال مع التنوين. وقرأ الباقون غير مصروف بفتح الدال من غير تنوين. نا محمد بن علي، قال: نا ابن الأنباري، قال: نا أبي «4»، قال: نا محمد بن الجهم، قال: نا الفرّاء «5»، قال: قلت للكسائي: لم أجريت ألا بعدا لثمود ومن أصلك أن لا تجريه إلا في موضع النصب اتباعا للكتاب؟ فقال: لمّا قرب من المجرى وكان موافقا له من جهة المعنى أجريته لجواره له. قال أبو عمرو: وذلك بعد أن روى الإجراء عن سلفه وتلقّاه عن
حرف:
أئمته «1». حرف: قرأ حمزة والكسائي، قال سلم [69] بكسر السين وإسكان اللام من غير ألف هاهنا، وفي والذاريات «2». وروى ابن مجاهد بإسناد عن جبلة عن المفضل «3» عن عاصم في والذاريات [25] سلم مثل حمزة، ولم أقرأ بذلك من طريقه. وقرأهما الباقون بفتح السين واللام وألف بعدهما «4». حرف: قرأ ابن عامر وحمزة «5» وحفص عن عاصم يعقوب قالت [71، 72] بنصب الباء. وكذلك حكى أحمد بن صالح عن قالون «6»، وقال: هذا حفظي عنه. وخالفه في ذلك سائر أصحاب قالون، فرووه عنه بالرفع، وبذلك قرأ الباقون «7». حرف: قرأ ابن عامر ونافع والكسائي سيء بهم [77] وسيء هاهنا، وفي
حرف:
العنكبوت «1» [33] والملك «2» [27] إشمام «3» الضم للسين. وقرأ الباقون بإخلاص كسرها وقد ذكر «4». حرف: قرأ الحرميان وابن عامر في رواية الوليد فأسر [81] هنا وفي الحجر [65] والدخان [23] بوصل الألف، وكذلك قرءوا [18/ أ] وأن أسر في طه [77] والشعراء [52] بوصل الألف وكسر النون قبلها للساكنين. وقرأ الباقون وسائر الرواة عن ابن عامر «5» بقطع الألف في الخمسة وإسكان النون قبلها في الموضعين «6». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد إلا امرأتك [81] برفع التاء. وقرأ الباقون وابن عامر في غير رواية الوليد بنصبها. «7» أصلواتك «8» [87] وعلى مكانتكم «9» [93 و 121] قد ذكر قبل.
حرف:
حرف: وكلهم قرأ إذا أخذ القرى [102] بألف بعد الذال على ما رسم في كل المصاحف إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا محمد بن أحمد البرمكي، قال: نا أبو عمر «1» عن إسماعيل «2» عن نافع: إذ أخذ القرى بغير ألف، وكذلك روى خارجة «3» عن أبي عمرو «4» لم يرو هذا عن أبي عمر غير البرمكي، وروى سائر الرواة عنه عن إسماعيل نفسه إذا أخذ بألفين، وهو الصواب. حرف: وكلهم قرأ وما نؤخره [104] بالنون إلا ما رواه المفضل «5» عن عاصم أنه قرأ بالياء. حرف: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأما الذين سعدوا [108] بضم السين. وقرأ الباقون بفتحها. «6» حرف: قرأ الحرميان وإن كلّا لما [111] بتخفيف إن ولمّا جميعا، وقرأ ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم من غير رواية هبيرة وأبي عمارة [عن حفص] بتشديد إنّ ولمّا جميعا، وكذلك روى عبيد ونعيم وهارون بن حاتم ويحيى بن سليمان عن أبي بكر «7» عن عاصم.
حرف:
وقرأ عاصم «1» في غير رواية أبي بكر «2» من الطرق المذكورة وفي رواية المفضل وحمّاد، وفي رواية هبيرة [وأبي عمارة] عن حفص «3» بتخفيف إن وتشديد لمّا. ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم بتشديد إنّ ولمّا جميعا. وقرأ أبو عمرو والكسائي بتشديد إنّ وتخفيف لما. «4» حرف: وكلهم قرأ أولوا بقية [116] بتشديد الياء إلا ما رواه سليمان الهاشمي عن إسماعيل «5» عن نافع أنه خفّفها وعنه يروي إسكان القاف، فيكون رواية موافقة للمروي عن أبي جعفر وشيبة، وحل «6» روايته وما نصّه في كتابه على ذلك؛ لأنه قال أولوا بقية خفيفة لم يزد على ذلك ولا ذكر الياء ولا غير ولا غيرها «7»، حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني جعفر الدوري «8» عن الحسن بن العباس «9» عن
حرف:
محمد بن عيسى «1» عن الهاشمي عن إسماعيل عن نافع «2» أولو بقية [116] خفيفة، لم يرو ذلك أحد غيره. حرف: قرأ نافع وحفص عن عاصم وإليه يرجع الأمر كله [123] بضم الياء وفتح الجيم، وكذلك روى أحمد بن رشد «3» عن يحيى الجعفي عن أبي بكر. وقرأ الباقون بفتح الياء وكسر الجيم. «4» حرف: قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم بغافل عمّا تعملون [123] آخرها وآخر النمل بالتاء. وقرأهما الباقون بالياء. «5» وروى الثعلبي عن ابن ذكوان «6» آخر النمل بالياء، وروى الأخفش وسائر الرواة «7» عنه بالتاء. وروى هارون عن حسين عن أبي بكر «8» عن عاصم آخر هود بالتاء مثل حفص، لم يروه غيره. في هذه السورة من ياءات الإضافة ثماني عشرة «9» ياء: أولاهنّ فإني أخاف
عليكم [3]، وكذا إني أخاف عليكم [26 و 84]، وإني أعظك [46]، وإني أعوذ بك [47]، إني أخاف [84] شقاقي أن [89] فتحهن الحرميان وأبو عمرو وابن عامر من رواية ابن بكار، وأسكنهنّ الباقون «1» عني إنه لفرح [10] نصحي إن أردت [34] إني إذا لمن الظالمين [31] في ضيفي أليس [78] فتحهنّ نافع وأبو عمرو. وروى ابن عتبة عن ابن عامر شقاقي أن ونصحي إن أردت بالفتح، وروى ابن بكّار عنه في ضيفي أليس [78] بالفتح، وكذلك روى عنه فتح كل ياء إضافة استقبلها همزة مفتوحة في جميع القرآن [18/ ب]. وأسكنهن الباقون «2». ولكني أراكم [29] فتحها نافع وابن كثير من رواية البزّي وأبو عمرو وابن عامر وأبو عمر وحفص عن عاصم، وكذلك روى ابن جامع عن ابن «3» أبي حماد عن أبي بكر. وأسكنها الباقون «4» فطرني أفلا [51] فتحها نافع وابن كثير في رواية البزّي من غير رواية الخزاعي وابن عامر في رواية ابن بكّار. وأسكنها الباقون «5»، وكذلك روى الخزاعي عن أصحابه الثلاثة القوّاس والبزّي وابن فليح إني أشهد الله [54] فتحها نافع. وأسكنها الباقون «6» إني أراكم بخير [84] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكار. واختلف فيها عن ابن كثير، فروى عنه البزّي «7» من رواية الخزاعي فتحها، وكذلك روى أبو ربيعة والزينبي وأبو العبّاس البلخي وابن مجاهد في جامعه عن
وفيها من الياءات المحذوفات ثلاث:
قنبل. وروى عنه ابن فليح والخزاعي عن البزّي «1» وسائر الرواة عن قنبل «2» إسكانها، وكذلك ذكر ابن مجاهد في غير جامعه عن قنبل، وكذلك قال: لنا محمد بن علي عنه عن قنبل إسكانها «3» وما توفيقي إلا بالله فتحها نافع وابن عامر وأبو عمرو، وأسكنها الباقون. وروى عامر عن اليزيدي عن أبي عمرو «4» توفيقي [88] وشقاقي بالإسكان أرهطي أعز [92] فتحها الحرميان وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة وأبي عمرو، وأسكنها الباقون. وقد روى لي أبو الفتح عن قراءته في رواية هشام عن ابن عامر فتحها، وعلى الإسكان العمل في روايته، فكلهم سكّن الياء من قوله: وترحمني أكن «5» [47] إلا ما رواه أبو العباس بن عبد الله «6» بن إبراهيم البلخي أداء عن يونس عن «7» ورش وسقلاب «8» عن نافع أنه فتحها، وذلك غلط من البلخي لا شك فيه، وقد نصّ عليها بالإسكان عنه «9» ورش وأبو يعقوب وأبو الأزهر وداود، وفيها من الياءات المحذوفات ثلاث: أولاهن: فلا تسئلن [26] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش وإسماعيل من قراءتي ومن رواية الكسائي عنه، وفي رواية العثماني «10» وأبو
عمر عن قالون «1» وأبو عمرو. وكذلك روى ابن شنبوذ عن أبي نشيط عن قالون، وحذفها الباقون في الحالين. وكذلك روى الهاشمي وأبو عبيد عن إسماعيل عن نافع وابن جبير عن أصحابه عنه وأصحاب قالون والمسيّبي عنهما عنه. وقال أبو مروان عن قالون: كل ما ليست في المصحف مكتوبة بالسواد، فإنه يصل بياء ويسكت بغير ياء، ولم يخص من الياءات شيئا، فدلّ على جري القياس في المحذوف عن الياءات في الفواصل وغيرها. ولا تخزون في ضيفي [78] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وأبي مروان عن قالون «2» وأبي عمرو، وحذفها الباقون في الحالين، وكذلك ابن جبير عن إسماعيل، لم يروه غيره. يوم يأت لا تكلم «3» [105] أثبتها في الحالين ابن كثير، وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو والكسائي، وحذفها الباقون في الحالين. ونا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا ابن أبي هاشم «4»، قال: حدّثني أحمد بن عبيد الله «5»، قال: الحسن «6»، قال: نا أبو عمر عن الكسائي أنه يصلها بغير ياء مثل حمزة، وهذا غلط من الحلواني؛ لأن الدوري ذكرها في كتابه عن الكسائي بالإثبات في الوصل دون الوقف [19/ أ]، فحدّثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: نا عبيد الله بن أحمد «7»، قال: نا جعفر بن محمد الضرير، قال: نا أبو عمر عن الكسائي يوم يأت لا تكلم، وفي الكهف [64] ما كنّا نبغ يثبت الياء فيهما إذا وصل، وإذا وقف لم يثبت.
ذكر اختلافهم في سورة يوسف عليه السلام
ذكر اختلافهم في سورة يوسف «1» عليه السلام حرف: قرأ ابن عامر يا أبت في هذه السورة «2» [4] وفي مريم «3» [42] والقصص «4» [26] والصّافّات «5» [102] بفتح التاء «6» وقرأ الباقون بكسرها «7»، ووقف ابن كثير وابن عامر يا أبه بالهاء، ووقف الباقون بالتاء «8» وقد ذكر. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص يا بني هنا [5]، وفي والصّافّات [102] بفتح الياء. وقرأ الباقون بكسرها، وقد ذكر «9» أيضا.
حرف:
حرف: فكلهم قرأ أحد عشر كوكبا [4] بفتح العين، إلا ما رواه ابن جبير عن المسيّبي عن إسماعيل عن نافع أحد عشر كوكبا يفتح «1» وتسعة عشر [المدثر: 30] ولا يشبع، وفي كتابه على العين علامة السكون. وخالف ابن جبير في ذلك عامّة أصحاب المسيّبي وإسماعيل، فرووا ذلك عنهما بفتح العين، وكذلك روى قالون وورش عن نافع نصّا. ونا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام عن ابن عامر أحد عشر كوكبا وتسعة عشر مشدّدة، وكذلك روى جميع الرواة عنه. ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي، قال: نا يونس، قال: أقرأني ورش عن نافع وابن كثير عن سليم عن حمزة أحد عشر مشددة منصوبة يريد هشام ويونس بالتشديد تحريك العين لا غير، وذلك مجاز واتّساع. حرف: قرأ ابن كثير «2» آيات للسائلين «3» [7] بغير ألف على التوحيد، وقياس ما رواه ابن مخلد عن البزّي، والوقف على ثمرة «4» [البقرة: 25] بالهاء يوجب أن يكون وقفه أيضا هاهنا آية بالهاء. وقرأ الباقون «5» بالألف على الجمع. حرف: قرأ نافع وابن عامر «6» في رواية الوليد غيابات الجبّ في الموضعين [10 و 15] بالألف على الجمع. وقرأ الباقون «7» بغير ألف على التوحيد وقف أبو
حرف:
عمرو والكسائي بالهاء «1»، وهو قياس قول البزّي عن ابن كثير. ووقف الباقون بالتاء. حرف: وكلهم قرأ يلتقطه [10] بالياء إلا ما حدّثناه الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح ونا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة تلتقطه بالتاء «2» لم يرو ذلك أحد غير يونس عن ابن كيسة، وروى [داود] عنه بالياء كالجماعة «3». حرف: وكلهم قرأ ما لك لا تأمنّا [11] بالإشارة «4» إلى النون المدغمة بالضم
إلا ما اختلف فيه عن قالون عن نافع، وعن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، فأما قالون فإن الحسن بن العباس روى عن الحلواني «1» عنه أنه يجزم، وروى أبو عون عن قالون أنه قال أولا، «2» لا تأمنّا يعني مشمّة النون، ثم رجع فقال بنصب الميم والنون، وقال أبو سليمان سالم بن هارون عنه أنه لا يشمّ، وخالف الحلواني وأبا سليمان عن قالون في ذلك سائر أصحابهما، فقال القاضي والمدني والقطري والكسائي عنه: مدغمة النون مثقلة، يعني مشمّة ضمّا؛ لأن الإشمام لمّا كان إشارة إلى الضمّ عبّروا عنه بما يعبّر به عن الضمّ، وهو الثقيل على طريق الاتّساع والمجاز.
وقال أحمد بن صالح عن قالون «1» شيئا يريد مرفوعة، أي: مشمّة رفعا، وكذلك قال المسيّبي وإسماعيل عن ورش «2» عن نافع. وأما الأعشى [19/ ب] «3»: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا محمد بن الضحاك «4» عن القاسم بن أحمد عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه لا يهمزها، ولا يشمّها شيئا من الرفع. وكذلك روى محمد بن جعفر بن أبي «5» أمية أداء عن القاسم بن أحمد، [نا فارس بن أحمد]، قال: نا عبد الله بن طالب «6». ح ونا ابن خواستي، قال: نا أبو طاهر، قالا: نا الحسن بن داود، قال: قال: نا القاسم، قال: نا الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم تأمنّا بنون واحدة مشددة يشمّ الرفع أولها والنصب «7» آخرها. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن سعيد «8» عن القاسم بن أحمد «9» عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه يشمّ فيهما شيئا من الرفع، وهذا هو الصحيح عن الأعشى. ووهم ابن الضحاك في ذلك، وأحسب أن لا وقعت زائدة في كتابه. قال أبو عمرو: فأما الإشمام في هذه الكلمة على مذهب الجماعة، فعلماؤنا من القرّاء والنحويين مختلفون في كيفيته وحقيقته، فمنهم من يقول: هو إشارة بالعضو، وهما الشفتان إلى حركة نون «10» المدغمة بعد إخلاص سكونها للإدغام من غير
إحداث شيء في حسيهما، وهذا هو الاستفهام بعضوه «1» الذي يدرك معرفته البصير دون الأعمى؛ لأنه إعمال العضو وتهيئته لا غير، فلا يتحصّل إلا بالرؤية دون السمع، والقائلون بهذا يجعلون ذلك إدغاما خالصا ويأتون بتلك الإشارة بعد الإدغام «2»، قالوا: ويجوز أن يؤتى بها بعد سكون النون كما يؤتى بها عند الوقف بعد سكون الحرف الموقوف عليه، فيحصل حينئذ. قيل: كما الإدغام والإتيان بها، وإعمال العضو لها في كلا الوجهين متعذّر جدّا لدخول المدغم فيما أدغم فيه دخولا شديدا لا فرجة بينها ولا مهلة، ولاتصال فتحة النون الثانية بالألف من غير فصل بينها أيضا، فتعذّرت الإشارة، كذلك. قال محمد بن السري النحوي «3»: الإدغام مع الإشمام محال لا يمكن معه، لأنه لا فصل بين الحرفين إذا أدغما بحال من الأحوال، ومنهم من يقول: هو إشارة إلى النون بالضمة لا إلى الضمة بالعضو، وإذا كان الغرض الإتيان بالإشارة إنما هو الإدغام بأصل هذه الكلمة لا بكيفية حركة آخر الفعل المتصل بضمير الجماعة، وليفرق أيضا بذلك بين ما يسكن للإدغام خاصة وبين ما يسكن على كل حال، فلئن كان ذلك هو الغرض كانت الإشارة بالحركة إلى الحرف أتمّ في البيان وآكد في الدلالة؛ لأن البصير والأعمى جميعا يستويان في معرفة ذلك؛ إذ كانا يدركانه بحاسّة السمع، والقائلون بهذا يجعلون ذلك إخفاء «4» لا إدغاما محضا؛ لأن الحرفين الحركة على قولهم يضعف الصوت بها، ولا يذهب رأسا لا تأمنّا التي يشبع بها الصوت ويمتطط بها اللفظ. وإذا كانت الحركة بين المدغم والمدغم فيه كما يفصل بينهما بالحركة فيفصل، كذلك امتنعت النون من السكون الخالص. وإذا امتنعت من ذلك بطل إدغامها وثبت إخفاؤها، وإلى القول بالإخفاء دون
الإدغام ذهب أكثر العلماء من القرّاء والنحويين، وهو الذي أختاره وأقول به «1»، وهو قول أبي محمد اليزيدي «2» وأبي حاتم النحوي «3» وأبي بكر بن مجاهد وأبي الطيب أحمد بن يعقوب التائب وأبي طاهر بن أبي هاشم وأبي بكر بن أشتة «4» وغيرهم من الجلة، وبه ورد النص عن نافع من طريق ورش، وبذلك نصّ كلامهم على ما أدّى لنا عنهم. فأمّا البزّي في كتابه في المثلين والمتقاربين، وإذا أدغم أبو عمرو أحدهما في الآخر إن فيهما شيئا من الرفع. قال: وذلك الإخفاء، قال: وقرأ هذا الحرف [20/ أ] على ذلك لا تأمنا [11] بين الإدغام والإظهار، وأما أبو حاتم، فقال في كتابه في القراءات عند ذكره تأمنّا والقراءة بالإدغام والإشمام وهو ضرب من الإخفاء. قال: ولو كان إدغاما صحيحا ما أشمّ شيئا تأمنا وإنما ترك الإشمام من تركه من القرّاء لما كان حقّ المدغم أن يكون ساكنا، فإن أشمّ إعرابه كان إخفاء لا إدغاما، وأمّا التائب فقال في كتاب السبعة: وكلهم قرأ تأمنّا بنونين الأولى مخفاة في النون الثانية مشمّة الضمة، قال: ولو كانت مدغمة في النون الثانية لسكنت وأدغمت، فلم تكن لها حركة يشار إليها. وأما أبو طاهر، فقال في كتابه البيان «5»: واتفقت الجماعة على قوله: تأمنّا بالإشارة إلى النون المدغمة بالضم، فقال إلى النون ولم يقل إلى حركة النون، فدلّ
ذلك على الإخفاء، وقد قال في باب الإدغام: كان أبو عمرو يدغم الحرفين المثلين «1» إذا تحرّكا، ويهمز المرفوع والمخفوض الأول منهما ضمّا وكسرا، قال: فيصير ذلك من فعله إخفاء، وأمّا ابن أشتة، فقال في (المحبر) «2»: قرأ أبو جعفر لا تأمنّا [11] بفتح النون على الإدغام الصريح «3» والباقون بإشمامها الضمّ على الإخفاء. وقال الأصبهاني «4» عن أصحابه عن ورش: تأمنّا بفتح التاء وترك الهمز وتشديد النون من غير مبالغة وإشمامها الضمّ، وذلك الإخفاء بعينه. وقال داود وعبد الصمد عن ورش عن نافع وعن ابن كيسة عن سليم عن حمزة في الاختلاف والاتفاق بينهما تأمنا يشمّانها الرفع ويشمّانها النون، فتكون لا إلى هذه ولا إلى هذه. يعنيان أنهما يشيران إلى النون بالضم، فتكون لا مدغمة ولا مظهرة. وإذا كانت كذلك كانت مخفاة لا غير؛ لأن الإخفاء حال بين حالتين. وقال أبو يعقوب وأبو الأزهر وداود في مجردهم «5» عن ورش عن نافع: تأمنا الرفع ضما «6» بين الميم والنون الثانية، وهذا من قولهم يدلّ أيضا على الإخفاء دون الإدغام؛ لأنهم لو أرادوا الإدغام المحض لقالوا الرفع بين النونين أو بعد النون الثانية؛ إذ الإشمام الذي هو إشارة بالعضو كذلك يتحصل في ذلك، فلما قالوا بين الميم والنون الثانية وهي النون المرسومة التي هي والألف ضمير المفعولين علم أنهم أرادوا النون التي هي آخر الفعل المزال حركتها في الأصل للإدغام إذ هي التي بينهما. وإذا كان كذلك «7»، فهي المشار إليها بالحركة، وإذا أشير فيها صحّ الإخفاء من طريق النص وبطل الإدغام وبالله التوفيق «8».
حرف:
حرف: قرأ ابن كثير نرتع ونلعب [12] بالنون فيهما وكسر العين «1»، وروى أبو ربيعة وابن الصباح وابن بقرة وابن شنبوذ والزينبي عن قنبل «2» أنه أثبت بعد العين ياء في الوصل والوقف «3». وروى ابن مجاهد وسائر الرواة عن قنبل أنه لم يثبتها، قال الزينبي: النبال وحده يثبت الياء فيها في الحالين، وكذلك «4» قال أبو ربيعة. وقرأ أبو عمرو وابن عامر بالنون فيهما وجزم العين، وقرأ نافع «5» بالياء فيهما وكسر العين من غير ياء. وقرأ الباقون بالياء فيهما وجزم العين، واتفق على النون في الكلمتين ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو والباقون على الياء، واتفق على كسر العين الحرميان وجزمها الباقون «6».
حرف:
حرف: قرأ نافع في رواية ورش «1» وأبو عمرو إذا أدرج «2» القراءة والكسائي «3» والأعشى «4» عن أبي بكر وخلّاد عن حسين عنه وحمزة «5» إذا وقف [على] الذيب في الثلاثة المواضع [13 و 14 و 17] بغير همز، وهمز ذلك الباقون، ونصّ عن اليزيدي «6» عن أبي عمرو على الهمز إبراهيم بن اليزيدي وأبو خلّاد وأبو حمدون وأبو شعيب «7»، ولعلهم أرادوا أنه يهمز [20/ ب] إذا حقّق «8» القراءة أو قرأ في غير الصلاة «9». حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد «10»، قال: حدّثني عبيد الله بن
حرف:
علي «1»، قال: نا نصر بن علي «2» عن أبيه «3»، قال: سمعت أبا عمرو «4» يقرأ أكله الذيب [17] لا يهمز. حرف: قرأ الكوفيون يا بشرى [19] بغير إضافة وأمال فتحة الراء حمزة والكسائي وحمّاد «5» من غير رواية هشام والعليمي «6». وقرأ الباقون يا بشرى بياء مفتوحة بعد الألف. واختلف عن ورش عن نافع في فتحها وإسكانها «7»، فروى عنه أبو الأزهر وداود في مجردهما إسكانها، وروى عنه أبو يعقوب وأحمد بن صالح ويونس والأصبهاني فتحها «8»، كذلك قال داود وأبو الأزهر عنه في كتاب «9» الاختلاف بين نافع وحمزة، وأمال فتحة الراء يسيرا ورش عن نافع من غير رواية الأصبهاني عنه، وجاء بذلك منصوصا عنه أبو يعقوب الأزرق «10». حدّثنا ابن غلبون، قال: نا
إبراهيم بن محمد «1»، قال: نا ابن سيف «2»، قال: نا أبو يعقوب الأزرق عن ورش عن نافع يا بشراي [19] أي مكسورة الراء محرّكة الياء، وقال أحمد بن صالح عنه الراء من «بشراي» مفتوحة وسطا من ذلك، وأخلص الباقون فتحها. وبذلك يأخذ عامّة أهل الأداء في قراءة أبي عمرو «3»، وهو قول ابن مجاهد «4» وكل من لقيناه وقرأنا عليه بحرفه، وقد رواه عنه نصّا أحمد بن موسى اللؤلؤي «5» وهارون بن موسى النحوي «6». ونا خلف بن إبراهيم «7»، قال: نا الحسن بن المعدل «8»، قال: نا أحمد بن شعيب «9»،
حرف:
قال: نا صالح بن زياد «1» عن اليزيدي عن أبي عمرو يا بشراي بالألف مضاف، مثل هداي ومحياي. ونا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: حدّثنا عمر بن يوسف، «2» قال: نا الحسن بن شريك «3»، قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو يا بشراي بألف والياء نصب، قال أبو عمرو: قولهما بألف يدل على الفتح كما يدل قول ابن غلبون من غيّر عن الألف الممالة بالياء على الإمالة، وقال ابن مجاهد في كتاب «4» قراءة أبي عمرو الراء مفتوحة من أجل الياء التي بعد الألف، يدلّ على ذلك ما قال هارون عن أبي عمرو هداي [البقرة: 38] وبشراي ومثواي [23] لا ينجر إذا أضفته إلى نفسك. وقال أحمد بن موسى: يا بشراي بنصب الراء والياء، وقال ابن جبير: قرأ أبو عمرو بإمالة الراء يسيرا «5». حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة وابن بكّار هيت لك [23] بكسر الهاء وفتح التاء من غير همز «6»، واختلف في ذلك عن هشام عن
ابن عامر، فروى عنه الحلواني «1» بكسر الهاء وفتح التاء وهمزة ساكنة بينهما «2». ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «3»، قال: حدّثني أحمد بن محمد بن بكار، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر هيت لك من تهيأت بكسر الهاء وبالهمز وضمّ التاء «4» «.» وكذلك روى إبراهيم بن «5» عباد عن هشام وهذا هو الصواب. وما رواه الحلواني من فتح التاء مع الهمز وهم «6» منه لكون هذه الكلمة إذا همزت من التهيؤ، فالتاء فيها ضمير الفاعل المسند إليه الفعل، فلا يجوز غير ضمّها. وحدّثنا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن أحمد «7»، قال: حدّثنا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر هيت لك مكسورة الهاء لم يزد على ذلك، وكذا قال عنه ابن أبي حسان وابن دخيم والباغندي وغيرهم من الرواة. ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن المكي «8»، قال:
حرف:
أنا أبو عبيد، قال: نا هشام عن ابن عامر هيت لك بكسر الهاء وفتح التاء مثل نافع. وقرأ ابن كثير «1» بفتح الهاء وضمّ التاء. وقرأ [21/ أ] الباقون بفتح الهاء والتاء «2». حرف: قرأ الكوفيون ونافع المخلصين [24] إذا كان بألف ولام بفتح اللام في جميع القرآن «3». وقرأ الباقون بكسرها «4»، ولا خلاف في كسرها فيما فيه الدين ودينا «5»، ونذكر الاختلاف في الموضع الذي في مريم هناك إن شاء الله تعالى. حرف: قرأ أبو عمرو حاشا لله في الموضعين «6» [31 و 51] بألف في اللفظ بعد الشين في حال الوصل «7» خاصة، فإذا وقف حذفها اتباعا للخط «8»، روى ذلك
حرف:
منصوصا عن اليزيدي أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وأحمد بن صالح وأبو شعيب من رواية محمود بن محمد الأديب «1» عنه، ومن سوى هؤلاء من رواة اليزيدي وشجاع ذكروا عنهما عن أبي عمرو إثبات الألف، ولم يميّزوا وصلا من وقف «2» ومن ميّز ذلك، فهو لا شك أضبط لمذهبه وأعلم باختياره، فالمصير إلى قوله أولى، والعمل بروايته أحق «3». وقرأهما الباقون بغير ألف في الحالين «4». حرف: وكلهم قرأ آبائي إبراهيم [38] ودعائي إلا فرارا في نوح [6] بهمزة مكسورة بعد الألف إلا ما رواه الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأهما بغير همز «5»، وخالفه الجماعة عن أبي بكر في ذلك فرووهما بالهمز، ولم ينصّ على ذلك منهم إلا يحيى بن آدم ويحيى بن سليمان. وبذلك قرأت في رواية الكسائي عنه عن أبي بكر. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص «6» من غير رواية أبي عمارة عنه دأبا [47] بتحريك الهمزة، واختلف عن أبي عمارة عن حفص، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن فرح، قال: نا أبو عمر، قال: نا أبو عمارة عن حفص عن عاصم دأبا قياسهما جملا. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عيّاش، قال: نا أبو عمر، قال: نا أبو عمارة عن حفص عن عاصم دأبا خفيفة «7»، والصواب رواية ابن فرح عن أبي عمر؛ لأنها توافق قول الجماعة
حرف:
عن حفص «1». ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني محمد بن يونس عن عبد الله بن عبد الرحمن بن واقد عن أبيه عن حفص دأبا مثل «2» دعابا مهموزة ممدودة، وهذا يدلّ على إشباع الحركة وتمطيط اللفظ فيها من حيث مثلها بدعابا وهو خطأ، وقال هبيرة في كتابه عنه يشدّد آخر الألف ويمدّ ويهمز آخر الألف، فعبّر عن تحقيق الهمزة وتمطيط فتحها وإشباعها بالمدّ والتشديد مجازا واتّساعا، وروى خلف بن هشام عن هبيرة عنه دؤبا بضم الدال «3» وفتح الهمزة، وهذا ما لا يعرف في نقل ولا أداء، والذي قرأت له من طريق حسنون والخراز بفتح الدال وتحريك الهمزة لا غير. وقرأ الباقون بإسكان الهمزة وأبو عمرو في تخفيفه وإدراجه «4» دون تحقيقه وترتيله والأعشى «5» عن أبي بكر والأصبهاني «6» عن ورش وحمزة «7» إذا وقف يبدلها ألفا، وقرأت ذلك في رواية شجاع عن أبي عمرو بالوجهين «8» بالهمز «9» وتركه «10». حرف: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم من رواية أبي عمارة عنه فيه تعصرون [49] بالتاء «11»، وكذلك حكى لي فارس بن أحمد عن قراءته في رواية هبيرة من طريق الخراز. وقرأ الباقون بالياء، وكذلك روى لي الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن الخراز عن هبيرة، وكذلك روى عنه حسنون بن الهيثم. وبذلك قرأت له.
حرف:
حرف: قرأ عاصم في رواية البرجمي والشموني عن الأعشى عن أبي بكر عنه ما بال النسوة [50] بضمّ النون «1». وقرأ الباقون بكسرها «2»، وكذلك روى ابن غالب «3» عن الأعشى، وأجمعوا على كسر النون في قوله: وقال نسوة في [50] ولم يأت به منصوصا إلا الحسن بن داود النقار عن الخياط عن الشموني عن الأعشى. حرف: قرأ نافع [21/ ب] في غير رواية ورش وابن كثير في رواية البزّي وابن فليح بالسوء إلا ما رحم ربي [53] بتسهيل الهمزة الأولى وقبلها واوا مكسورة وإدغام الواو الساكنة التي قبلها فيها، وتحقيق الهمزة الثانية على أصلها في الهمزتين المكسورتين من كلمتين، ولم يجعلا الهمزة الأولى هاهنا بين الهمزة والياء كما جعلاها في سائر الباب «4»؛ لأن قبلها هاهنا واوا وهمزة بين بين لا يقع بعد واو ولا بعد ياء لخلوص سكونها، ولأن حركة ما قبلها قد تتغيّر، فتزول عن الواو الضمة وعن الياء الكسرة وينفتح ما قبلها فيزول بذلك معظم المدّ عنهما وتصيران كسائر الحروف السّواكن التي لا يمدّ فيها وهمزة بين بين لتوهينها وتضعيف الصوت تقرب بها من الساكن، ولذا «5» لا يبدأ بها كما لا يبدأ به. فلو جعلت بين الواو والياء لالتقى ساكنان، فلذلك قلبا هاهنا واوا خالصة،
وأدغما الواو التي قبلها فيها، ولم يجعلاها «1» بين بين كما فعلا ذلك بها في نحو هاؤلاء إن كنتم [البقرة: 31] وشبهه؛ لأن قبلها هناك الألف فلزم حركة ما قبلها وقوي المدّ فيها فصارت بمنزلة المحرك، ولذلك اشتركا في الامتناع من الإدغام، فجاز جعل الهمزة بعدها بين بين كما يجوز جعلها بعد المتحرك، ألا ترى أن الساكن المحض قد يقع بعدها في نحو دابة [البقرة: 164] وصواف [الحج: 36] وحاد [المجادلة: 22] وشبهه، فلولا أنها بمنزلة المتحرك لم يجز وقوعه بعدها بإجماع، فوقوع الهمزة المجعولة بين بين بعدها أجوز وأحسن لكونها في زنة المتحرك، وقد كان بعض أهل الأداء يأخذ في قراءة نافع وابن كثير من الطرق المذكورة في هذا الموضع، يجعل الهمزة بين الهمزة والياء «2» قياسا على جعلها بعد الألف كذلك وذلك خروج عن قياس «3» التسهيل، وعدول عن مذاهب القرّاء. وقرأ نافع في رواية ورش «4» وابن كثير في رواية القوّاس بتحقيق الهمزة الأولى
وتسهيل الثانية، فتكون بين الهمزة والياء الساكنة على أن القوّاس قد خيّر بين هذا الوجه الأول، وقرأ أبو عمرو «1» بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية. وقرأ الباقون «2» بتحقيق الهمزتين، وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان عن قالون عن نافع، وقد ذكرنا أصل قولهم في هذا الباب فيما سلف «3». حرف: قرأ ابن كثير «4» حيث نشاء [56] بالنون، وكذلك روى المفضل «5» عن عاصم وهارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر عنه، وقرأ الباقون «6» بالياء. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «7» وحفص وحمزة والكسائي وقال لفتيته [63] لفتيانه بألف بعد الياء ونون مكسورة بعدها «8». وقرأ الباقون بتاء مكسورة بعد الياء من غير ألف «9». حرف: قرأ حمزة والكسائي أخانا نكتل [63] بالياء. وقرأ الباقون بالنون «10».
حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي خير حافظا [64] بألف بعد الحاء وكسر الفاء وكذلك روى سعيد بن أوس عن المفضل، ولم أقرأ بذلك، وقرأ الباقون بكسر الحاء وإسكان الفاء من غير ألف «1». حرف: قرأ ابن كثير في رواية البزّي من قراءتي على الفارسي على النقاش عن أبي ربيعة «2» عنه فلما استيأسوا [80] ولا تيأسوا [87] وإنه لا ييأس [87] وحتى إذا استيأس الرسل [110]، وفي الرعد [31] أفلم ييأس الذين بألف بعد الياء من غير همز في الخمسة «3»، وكذلك روى أبو عبد الرحمن اللهبي «4» وأبو الحسن بن بقرة عن البزّي بغير همز في الرعد خاصة، وروى سائر الرواة عن البزّي وقنبل جميع ذلك بالهمز «5». ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: قرأت على قنبل عن القوّاس استيئسوا واستيئس بهمزة بين الياء والسين، قال ابن مجاهد: وقرأ أهل مكة «6» اليوم كذلك مثل حمزة «7». وقرأ الباقون بالهمز من غير ألف فيهنّ [22/ أ] في اللفظ ما خلا هشاما «8» عن ابن عامر، فإن ابن عبّاد روى عنه فيما قرأت إنه لا ييأس
بألف وفتح الياء من غير همز فيه خاصة. وقد ذكرت الاختلاف عن ابن ذكوان في إمالة مزجاة «1» [88] في باب «2» الإمالة. حرف: قرأ ابن كثير «3» إنك لأنت يوسف [90] بهمزة واحدة مكسورة على لفظ الخبر «4»، وكذلك روى أبو عمارة عن المسيّبي عن نافع «5»، قال عنه: أءنك بطرح «6» الهمزة الأولى. وقال لي أبو الفتح عن قراءته في رواية الشيرازي «7» عن الكسائي مثل ابن كثير بهمزة واحدة مكسورة. قال لي: وقد قرأت له أيضا مثل ما يرويه ورش «8» عن نافع. وقرأ الباقون «9» بهمزتين على الاستفهام. ومذاهبهم في التحقيق والتسهيل وإدخال الألف مذكورة قبل «10».
حرف: قرأ عاصم في رواية حفص «1» من غير طريق هبيرة نوحي إليهم هاهنا [109] وفي النحل «2» [43] والأول من الأنبياء «3» [7] بالنون وكسر الحاء في الثلاثة على لفظ الجمع «4». وقرأ الباقون بالياء وفتح الحاء في الثلاثة على ترك تسمية الفاعل «5»، وكذلك روى هبيرة عن حفص فيما قرأت، وكذلك روى ابن شاهي «6» عن حفص في الأول من الأنبياء فقط. حرف: قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر «7» ونافع وابن عامر أفلا تعقلون [109] بالتاء. وقرأ الباقون بالياء، وكذلك روى الأعشى والكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وإسحاق الأزرق وضرار بن صرد عن يحيى بن آدم عن أبي بكر «8» عن عاصم. حرف: قرأ الكوفيون قد كذبوا [110] بتخفيف الذال، وقرأ الباقون بتشديدها «9».
حرف: قرأ عاصم في غير رواية هبيرة عن حفص وابن عامر في غير رواية الوليد فنجي من نشاء [110] بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء على ما لم يسمّ فاعله «1»، وكذلك روى حسين بن علي وعلي بن نصرة عن أبي عمرو «2». وقرأ الباقون وابن عامر في رواية الوليد بنونين، الثانية ساكنة مخفاة عند الجيم، وإسكان الياء. وكذلك روى هبيرة «3» عن حفص. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد عن عمر، قال: نا عبيد «4» ابن محمد، قال: نا ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع موقوفة الياء بنون واحدة، فإن كان أراد بها بنون واحدة «5» في الخط فقد أصاب؛ إذ هو قول الجماعة. وإن كان أراد بها كذلك في اللفظ فقد أخطأ وخالف الجماعة؛ لأنها لا تكون «6» بنون واحدة إلا مع تشديد الجيم ولم يذكر ذلك.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث وعشرون ياء، أولاهن:
وقد روى ابن شنبوذ عن أبي نشيط عن قالون بنون واحدة مشددة الجيم ساكنة الياء، لم يرو ذلك عن أبي نشيط «1» أحد غيره وهو غلط «2». ونا أبو الفتح، قال: نا عبد الله بن محمد، نا محمد بن يوسف، قال: نا القطري، قال: نا قالون عن نافع فنجي [110] خفيفة بنون واحدة في الكتاب والقراءة. ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن أحمد، قال: نا عبد الله بن عيسى، قال: نا قالون عن نافع فنجي بنون واحدة خفيفة في الكتاب «3»، وكذا قال القاضي والكسائي والحلواني وسائر أصحاب قالون عنه، ولم يذكر أحد منهم القراءة إلا القطري وحده، فإنه لم يكن أراد بذلك أن النون الثانية غير ظاهرة في اللفظ لأجل إخفائها عند الجيم، وإلا فهو له خطأ. ورأيت محمد بن جرير قد حكى عن المسيّبي عن نافع فنجي بنون واحدة وتشديد الجيم وإسكان الياء وإرسالها، ولم يذكر الراوي كذلك عن المسيّبي، ولعله أراد رواية ابن سعدان، فإن كان أرادها بتشديد تأويل تقدير وذلك غلط. في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث وعشرون ياء «4»، أولاهنّ: لي ساجدين [4] فتحها عاصم في رواية ضرار وشعيب عن يحيى والأعشى عن أبي بكر، وفي رواية القوّاس عن حفص فيما قرأت. وأسكنها الباقون. ليحزنني أن تذهبوا [13] فتحها الحرميان وابن عامر [22/ ب] في رواية ابن بكار. «5» وأسكنها الباقون.
إنه ربّي أحسن مثواي [23] أراني أعصر [36] أراني أحمل [36] إني أرى سبع بقرات [43] إني أنا أخوك [69] أبي أو يحكم الله [80] إني أعلم من الله [96] فتحهنّ الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار «1». وروى الوليد عن يحيى عنه إني أراني إني أراني ولي أبي أو بالفتح في الأربعة، وأسكنهنّ الباقون «2»: إني أراني إني أراني أعني الياء من إني ربي إني تركت [37] نفسي إن النفس [53] ربي إن ربي [3] ويأذن لي أبي [80] الياء من لي ولكم ربي إنه [98] بي إذ أخرجني [100] فتحهن نافع وأبو عمرو، وأسكنهن الباقون «3». آبائي إبراهيم [38] ولعلي أرجع [46] أسكنهما الكوفيون على أن ابن جبير قد حكى في مختصره عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم آبائي إبراهيم وكذلك دعائي إلا فرارا في نوح [6] بفتح الياء. وحكى عنه في جامعه بإسكان الياء وهو الصواب، وقوله الأول: غلط. وفتحهما الباقون «4». أني أوف الكيل [59] فتحها نافع «5» في رواية قالون وورش من غير رواية الأصبهاني، وفي رواية ابن جبير عن أصحابه عنه، وأسكنها الباقون. وكذلك روى إسماعيل «6» والمسيّبي والأصبهاني عن أصحابه عن ورش عن نافع من قراءتي، وذكرها الأصبهاني «7» في كتابه بالفتح. ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن منير «8»،
قال: نا عبد الله بن عيسى، قال: أقرأني قالون والناس «1» أني أوفي الكيل بتسكين الياء، ثم أقرأني بعد ذلك بنصب الياء، وذلك أنه قدم عليه إبراهيم بن محمد «2» البصري «3»، فما زاله عنه. وقد روى إسكانها عن قالون الحسين بن عبد الله بن «4» المعلم المدني «5». وكذلك روى عنه ليبلوني أأشكر في النمل [40] لم يرو ذلك أحد عنه غيره. وحزني إلى الله [86] فتحها نافع في رواية إسماعيل وورش من غير طريق الأصبهاني، وقالون من رواية أحمد بن صالح وأبي علي الشحام. وأسكنها الباقون «6» ونافع في رواية المسيّبي، وابن جبير عن أصحابه، وقالون من غير الطريقين المذكورين، وورش من طريق الأصبهاني. وحدّثني أحمد بن عبد الله المكتب، قال: نا علي بن محمد الشافعي «7»، قال: نا ابن عبد الرزاق «8» عن أبي العباس محمد بن أحمد الرازي «9» عن الحلواني عن قالون بفتح الياء. وخالفه أبو عون الواسطي، فروى
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثلاث.
عن الحلواني عن قالون إسكانها، وبذلك قرأت من طريقيه «1»، ومن طريق الجمال عن الحلواني. سبيلي أدعو إلى الله [108] فتحها «2» نافع من غير خلاف أعلمه عنه من جهة نص أو أداء. وأسكنها الباقون. وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثلاث. أولاهنّ: نرتع ونلعب [12] قد ذكرنا الاختلاف عن قنبل عن ابن كثير في أول السورة «3». حتى تؤتون موثقا [66] أثبتها في الحالين ابن كثير، وروى الخزاعي عن ابن فليح أداء حذفها في الحالين، وبإثباتها في الحالين قرأت من طريقه «4»، وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل «5» وابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي «6»، وفي رواية أبي مروان وأبي سليمان عن قالون والأصبهاني عن ورش وابن جبير عن أصحابه، وأبو عمرو «7»، وحذفها الباقون في الحالين. وقال ابن مجاهد في جامعه عن ابن كثير: إنه يصل بياء ويقف بغير ياء، وقال في كتاب السبعة في كتاب الياءات «8» إنه يصلها بياء ويقف بغير ياء «9» وهو الصواب. إنه من يتق ويصبر [90] أثبتها في الحالين ابن كثير في رواية أبي ربيعة،
والزينبي وابن ثوبان وابن مجاهد وابن الصباح عن قنبل «1» عن القوّاس، قال: نا محمد، قال لنا ابن مجاهد عن قنبل بياء في الوصل والوقف، وقال لي الفارسي: قال لي أبو طاهر: قال لي أبو بكر: وقفت قنبلا عليها، فقال: هكذا قراءتنا [23/ أ] لا يختلف فيها. وكذلك روى أبو ربيعة والزينبي عن البزّي «2» إثباتها في الحالين، ولم يذكرها البزّي ولا الخزاعي في كتابيهما «3». وحذفها الباقون «4» وابن كثير من رواية البزّي «5» وابن فليح فيما قرأت في الحالين.
ذكر اختلافهم في سورة الرعد
ذكر اختلافهم في سورة الرعد «1» قد ذكر يغشى الليل [3] في الأعراف «2». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص والمفضل «3» عن عاصم وزرع ونخيل صنوان وغير [4] بالرفع في الأربعة «4». وقرأ الباقون بخفضها «5». وروى
حرف:
إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة أنه رفع غير وحدها «1» وخفض ما عداها. وخالفته الجماعة من أصحابه فرووه مخفوضا «2». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «3» من قراءتي، ورواية أبي شعيب القوّاس عن حفص «4» صنوان بضمّ الصاد في الموضعين. وقرأ الباقون بكسرها «5» فيما حدّثناه محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد «6»، قال: حدّثني الحسن «7» وابن أبي مهران «8» عن أحمد بن زيد الحلواني عن القوّاس عن حفص عن عاصم صنوان بضم الصاد، قال: ولم يقله غيره عن حفص. «9» حرف: قرأ عاصم وابن عامر يسقى بماء واحد [4] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء. «10»
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي ويفضل بعضها [4] بالياء، وقرأ الباقون بالنون «1». واختلفوا في الجمع بين الاستفهام، وفي جعل أحدهما خبرا، نحو قوله: أئذا كنّا ترابا اءنا لفي خلق جديد [5] وإذا كنّا عظاما ورفاتا أءنا لمبعوثون [الإسراء: 49] وءإذا متنا [المؤمنون: 82] وءإذا ضللنا في الأرض أءنا لفي خلق جديد [السجدة: 10] وما أشبهه، وجملة ذلك أحد عشر «2» موضعا، هاهنا [5] موضع، وفي سبحان موضعان [49 و 98] وفي المؤمنون «3» موضع [82]، وفي النمل موضع [67]، وفي العنكبوت موضع [29]، وفي السجدة موضع [10]، وفي والصّافّات موضعان [16 و 36]، وفي الواقعة موضع [47] وفي والنازعات موضع [10] فقرأ نافع والكسائي جميع ذلك يجعل الأول استفهاما والثاني خبرا بهمزة واحدة مكسورة، ونافع يجعل الاستفهام بهمزة مفتوحة بعدها ياء مكسورة مختلسة الكسرة من غير إشباع خلفا من الهمزة، وهي همزة بين بين. واختلف «4» عنه في المدّ والفصل بالألف، فروى عنه ورش أنه لا يمدّ ولا يفصل بألف «5»، وكذلك موجب «6» رواية ابن المسيّبي عن أبيه، وهو معنى رواية أحمد بن
صالح والقاضي عن قالون «1» فيما حكاه لنا أحمد بن علي عن ابن مجاهد، قال أحمد عن ورش وقالون أئذا كنا بهمزة، ثم يأتي بياء ساكنة من غير مدّ، وروى عنه إسماعيل وسائر الرواة عن المسيّبي وقالون «2» أنه يمدّ ويفصل بالألف، والكسائي يجعل الاستفهام بهمزتين محققتين «3». ونقض «4» نافع في مكانين: في النمل والعنكبوت، فجعل الأول منهما فيهما خبرا بهمزة واحدة مكسورة، والثاني استفهاما بهمزتين «5» وياء على ما رسم ذلك في المصاحف، فقرأ إذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون [النمل: 67] إنكم لتأتون الفاحشة [العنكبوت: 28] أئنكم لتأتون الرجال [النمل: 55] ونقض الكسائي أصله أيضا في موضع واحد في العنكبوت، فجعلها فيها استفهاما بهمزتين همزتين، فقرأ إنكم أإنكم، وقرأ في النمل [67] إننا لمخرجون بنونين بعد الهمزة المكسورة، وقرأ ابن عامر «6»: جميع ذلك يجعل الأول خبرا بهمزة واحدة مكسورة، وجعل الثاني استفهاما بهمزتين محققتين «7»، وأدخل هشام من رواية الحلواني وابن عباد وغيرهما عنه بينهما ألفا، ولم يدخلها ابن ذكوان «8»، ونقض أصله في ثلاثة مواضع: في النمل والواقعة والنازعات، فجعل الأول من النمل استفهاما بهمزتين، وجعل الثاني خبرا بهمزة واحدة مكسورة «9».
وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «1»، قال: حدّثني أحمد بن يوسف عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر بهمزتين والاستفهام تقدّم وتأخر بألف، وقال ابن مجاهد: ورأيت قرّاء الشام يروون عن ابن عامر بهمزتين، مثل حمزة. قال أبو عمرو: وكذلك ذكره الأخفش في كتابه عن ابن ذكوان، فقال أءنا بهمزة عليا مقصورة وهمزة سفلى مبينة قال ابن أنس وابن خرزاد عنه بهمزتين، لم يزيدا على ذلك. وبذلك قرأت له، وعليه أهل الأداء عنه. وكذلك روى أبو موسى عنه أداء. وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال لي أحمد بن محمد بن بكر عن هشام أنّا بهمزة ثم يمدّ ثم يهمز في وزن عاعنا يعني في الباب كله «2»، نا ابن غلبون قال: نا ابن المفسر، قال: نا ابن أنس، قال: نا هشام بإسناده وعن ابن عامر في الرعد [5] ترابا أءنا بهمزتين ممدودتين، وفي السجدة [10] في الأرض أإنا ولم يذكر مدّا «3»، وفي الواقعة [47] أئذا بياء ثابتة مهموزة أئنا ممدودة بهمزتين، قال في النمل [67] إننا بنونين، وقال الحلواني في جامعه عن هشام إذا كنّا في النمل [67] على الخبر.
حرف:
وروى ابن شنبوذ عن ابن شاكر عن الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر أئذا في النمل بهمزة وياء من غير مدّ وأئذا متنا في الواقعة [47] بهمزة واحدة مكسورة على الخبر، وخالف الجماعة عن ابن عامر. وروى الوليد عن يحيى عنه في الرعد [5] أإذا كنا ترابا بهمزة واحدة ممدودة أإنا بهمزتين. وقال في النمل [67] أئذا كنا ترابا بهمزة ممدودة يستفهم بهمزة واحدة، وقال في السجدة [10] إذا ضللنا بهمزة واحدة أإنا بهمزتين، وقال في الواقعة أيذا مهموز ممدود بياء ثابتة أإنا بهمزتين. وقرأ الباقون وهم ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة جميع ما تقدم بجعل الأول والثاني استفهاما، وابن كثير وأبو عمرو يجعلان الاستفهام بهمزة وياء، وأبو عمرو يمدّ ويفصل بألف بين الهمزة «1» والياء، وابن كثير لا يمدّ. ونقض ابن كثير أصله في العنكبوت، فجعل الأول من الاستفهامين فيهما خبرا بهمزة واحدة مكسورة، ولم ينقض أبو عمرو أصله في شيء من ذلك، وعاصم وحمزة يجعلان الاستفهام بهمزتين محققتين «2»، ونقض عاصم في رواية حفص أصله في موضع واحد في العنكبوت والمفضل ولا حمزة أصلها في شيء من ذلك «3». حرف: قرأ ابن كثير هاد في الموضعين [7 و 33] هاهنا وفي الزمر [23] وفي المؤمن [33] ومن واق في الموضعين «4» هاهنا [34]، وفي المؤمن [21] من
وال هاهنا [11] وما عند الله باق في النحل [96] بالتنوين، فإذا وقف وقف في الوصل بالياء «1» في هذه الأربع كلم خاصة، وزاد أبو الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن ابن مجاهد وغيره كلّ من عليها فان في الرحمن [26] وقيل من راق في القيامة «2» [27]. وروى ابن الصباح عن قنبل باق في النحل [96] بياء لم يذكر غيره. وقال النقّاش في كتابه «3» عن أصحابه عن ابن كثير هاد وراق بالياء في الوصل «4» والوقف، لم يذكر غيرهما. وفي قوله في الوصل خطأ، لا يجوز إثبات الياء مع التنوين بوجه لتعاقبه إياها، فإذا ثبت سقطت هي رأسا، ولم يثبت في لفظ ولا تقدير. وروى ابن ثوبان عن قنبل واق وهاد وباق بالياء في الوقف، ولم يذكر غيرها. نا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال ابن كثير يقف هاد وواق ووال بالياء، ولم يذكر [24/ أ] باق [النحل: 96]. وقد ذكره في كتاب المكيين. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر عن قراءته على ابن مجاهد الأربعة بالياء في الوقف، قال: وكنت سألت أبا بكر عن نظائر ذلك من المنون، ومثل مستخف ومفتر [النحل: 101] ومهتد [الحديد: 26] فقال: إذا وصلت فبالتنوين، وإذا وقفت فبالياء، فظننت أن ذلك منه غفلة حتى رأيته قد سطّر في جامعه عن ابن كثير أنه يقف على هاد [7 و 33] ومن راق [القيامة: 27] بالياء. قال: وكذلك ما أشبهه، فدلّ على أنه أتقن معرفة ذلك. قال أبو عمرو: وخالفه المكيّون في ذلك، فلم يطلقوا القياس في جميع المنوّن، بل خصوا بذلك بعضه، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني محمد بن موسى «5» العباس عن أبي ربيعة، قال: وقد قال لي أبو
يحيى «1» بن أبي ميسرة لا أرى أن تثبت «2» شيئا من هذه الياءات التي أثبتها أصحابك في مثل هذه هادي [الأعراف: 186] وواق [34] والتلاقي [غافر: 15] وينادي المناد [ق: 41] وو ما عند الله باقي [النحل: 96] والكبير المتعالي [9] وحذفوها في موضع آخر من هذا الجنس، فكرهت أن أخالفهم وأغيّر ما قرءوا به وأجمعوا عليه، فقول أبي يحيى هذا يدلّ على أنهم لم يجعلوا إثبات الياء مطّردا في جميع المنوّن، وأنهم خصّوا بذلك بعضه دون كله. وأخبرني خلف بن إبراهيم فيما أذن لي في روايته، قال: نا محمد بن عبد الله الأصبهاني، قال: نا أبو العباس محمد بن يعقوب المعدل «3»، قال: حدّثني إسماعيل بن إبراهيم «4»، قال: حدّثني ابن أبي بزة، وقال: نا عكرمة بن سليمان «5» عن شبل بن عبّاد عن ابن كثير أنه كان يثبت الياء في هاد ووال [11] وواق [34] وما أشبهه، ولعله يريد بإطلاق القياس نظير الكلم المذكور خاصة دون ما جرى مجراهنّ من سائر المنون «6». وروى أبو ربيعة عن قنبل والبزّي هاد في الموضعين في هذه السورة [7 و 33] ومن واق [34] وما عند الله باق في النحل [96] بإثبات الياء في الوقف وإسقاطها في الإدراج، ولم يذكر من وال فقال الزينبي: نحن لا نثبت الياء في شيء من المنوّن في مذهب القوّاس «7» والبزّي إلا في باق ومن وال ولا
حرف:
واق حيث وقع وهاد في الحرفين في الرعد [7 و 33] وفي المؤمن [33] وما سوى هذا، فنحن نحذف الياء فيه، وكذا حكى أبو العباس البلخي عن قنبل وعن أبي ربيعة عن صاحبيه «1»، وكذا حكى لي أبو الفتح عن عبد الباقي بن الحسن عن قراءته على أصحابه. وروى الزينبي عن ابن فليح حذف الياء من جميع المنوّن، وأقرأني أبو الفتح في رواية البزّي وابن فليح عن قراءته من وال بغير ياء في الوقف. وقال لي: لم يروه بالياء غير ابن مجاهد عن قنبل، وقرأته على الفارسي عن قراءته على النقّاش عن أبي ربيعة عن البزّي بالياء، وكذا قرأته في روايته على أبي الحسن عن قراءته. وروى أصحاب اللهبي الباب كله عند عن البزّي بغير ياء. وروى النحّاس عن أبي يعقوب، قال: قال لي ورش: الوقف على هذا وشبهه من المنوّن بالياء، قال: وإن شئت وقفت بغير ياء على ما في السّواد، وكذا وقف الباقون. حرف: وكلهم قرأ شديد المحال [13] بإخلاص الفتح «2» إلا ما حدّثناه الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن أبي هاشم، قال: نا ابن حاتم «3»، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم شديد المحال [13] بكسر الحاء. ونا أبو الفتح شيخنا، قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا عمر بن يوسف، قال: نا ابن شرك، قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو المحال مكسورة الحاء. قال أبو عمرو: وكذا في كتاب شيخنا «4». وقال في كتاب الداجوني «5»، وفي كتاب غيرهما بالإسناد المقدّم: المحال مكسورة الميم، وهو الصحيح عندي والله أعلم. وروى الشموني عن [24/ ب] الأعشى من غير رواية النقّار كباصط كفّيه [14] بالصاد، وقرأت من طريق النقّار بالسّين وقد ذكر «6».
حرف:
حرف: وكلهم قرأ والذين تدعون من دونه [14] بالياء إلا ما ناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني أحمد بن عبد الله، قال: نا الحسن بن العباس، قال: نا أبو عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأ والذين تدعون بالتاء «1»، ولم يتابعه على ذلك أحد من أصحاب اليزيدي، ونصّ على الياء عنه أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وابن جبير. حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر من غير رواية هارون عنه، وفي رواية حماد وحمزة والكسائي أم هل يستوي الظلمات والنور [16] بالياء «2». وقرأ الباقون بالتاء، وكذلك روى المفضل وحفص عن عاصم وهارون ابن حاتم عن أبي بكر عنه «3»، ولم يدغم أحد التاء في اللام هاهنا، لأن هشاما عن ابن عامر على خلاف عنه قد ذكرته «4» في باب الإدغام نقض أصله في هذا الموضع. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي وابن عامر في رواية الوليد ومما يوقدون [17] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء «5». أفلم ييأس الذين آمنوا [31] قد ذكر في يوسف «6». حرف: قرأ الكوفيون وصدّوا عن السبيل [33] وفي المؤمن [37] وصدّ عن السبيل بضم الصاد في الموضعين. وقرأ الباقون بفتح الصاد «7».
حرف:
حرف: قرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو ويثبت وعنده [39] بإسكان الثاء وتخفيف الباء، وقرأ الباقون بفتح الثاء وتشديد الباء «1». حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر في غير رواية الوليد وسيعلم الكفّار [42] على الجمع. وقرأ الباقون الكافر على التوحيد «2». وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر. وليس فيها إضافة مختلف في فتحها وإسكانها. وفيها من الياءات المحذوفات في الخط واحدة الكبير المتعال [9] أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير «3» من قراءتي في جميع الطرق عنه. وكذلك روى الحلواني عن أبي معمر «4» عن عبد الوارث «5» عن أبي عمرو. وروى أبو ربيعة «6» عن قنبل بإثبات الياء في الوقف وإذهابها في الإدراج. قال أبو ربيعة: وأمّا البزّي فلم يذكر فيها شيئا وقد كان يقرأ به. وقال ابن مخلد «7»: سألت البزّي عن المتعال أتثبتون الياء فيها؟ فقال: لا نقرؤها بغير ياء.
وقال: نا محمد بن علي عن ابن مجاهد «1» عن قنبل «2» وغيره عن ابن كثير بياء في الوصل والوقف، وكذلك قال لنا الفارسي عن أبي طاهر عن قراءته على ابن مجاهد عن قنبل. وروى الزينبي «3» عن قنبل والبزّي بغير ياء في الوصل وبياء في الوقف. وقال الحلواني عن القوّاس بغير ياء، وروى محمد بن عمر الباهلي «4» عن المسيّبي عن نافع بإثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف، لم يروه عنه غيره «5». وحذفها الباقون في الحالين. وبذلك قرأت في رواية عبد الوارث عن أبي عمرو «6».
ذكر اختلافهم في سورة إبراهيم عليه السلام
ذكر اختلافهم في سورة إبراهيم عليه السلام «1» حرف: قرأ نافع «2» وابن عامر والمفضل «3» عن عاصم الحميد الله [1 - 2] بالرفع. وقرأ الباقون بالخفض في الحالين من الوصل، والابتداء بالمجرور قبيح لتعلقه بما قبله «4». ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير إذا وصلت فقلت الله بالخفض، وإذا ابتدأت قلت: الله بالرفع، وبهذا قرأت أنا في رواية ابن فليح من طريقه، وخالفه في ذلك البزّي وقنبل وأبو ربيعة، فلم يفرّقوا بين الوصل والابتداء. وأحسب الخزاعي قال ذلك رأيا واستحسانا دون سماع من أصحابه وأداء عنهم [25/ أ] يتصل «5» ابن كثير، فإن كان كذلك فقد أخطأ، وذلك أنه لو جاز ما قاله من أنه إذا وصل أتبع الاسم إعراب ما قبله، وإذا وقف ابتدأ الاسم فرفعه لوجب أن يفعل ذلك بكل اسم تابع للاسم المجرور قبله، سواء إن كان نعتا له أو بدلا منه، نحو قوله: بسم الله الرحمن الرحيم [الفاتحة: 1] والحمد لله ربّ العالمين [الفاتحة: 2] مالك يوم الدين [الفاتحة: 4] وقل أعوذ بربّ الناس ملك الناس إله الناس [الناس: 1 - 3] وما أشبهه يصل «6» بخفض هذه الأسماء، فإن أوقف على ما قبلها وابتدأ بها قطعها
حرف:
ورفعها، وكذلك يجب أن يفعل في قوله في المؤمنين [92] وسبأ [3] عالم الغيب يصل بخفض الميم على النعت الاسم المجرور الذي تقدمه، فإذا وقف على ما قبله ابتدأه بالرفع، والإجماع منعقد على حمل هذه الأسماء وما أشبهها من الجمع عليه، والمختلف فيه على ما قبلها وصلا وابتداء، فصحّ بذلك أن الذي حكاه الخزاعي فيما تقدم خطأ لا شك فيه «1». حرف: قرأ أبو عمرو «2» سبلنا هنا [12] وفي العنكبوت «3» [69] بإسكان الباء، وضمّها الباقون، وقد ذكر قبل «4». حرف: وكلهم قرأ وما هو بميّت [17] بتشديد الياء؛ لأنه مما لم يمت إلا ما حدّثناه الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر عن مضر عن البزّي وما هو بميت خفيف، فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن الحسين، قال: نا أحمد بن موسى، وقال لي قنبل: قال لي النبال: الق هذا الرجل- يعني البزّي- فقل له: هذا الحرف ليس من قراءتنا، وإنما يخفّف من الميت ما قد مات، وما لم يمت فهو مشددة. فلقيت البزّي فأخبرته بما قال لي النبّال «5»، فقال: قد رجعت عنه، ثم لقي البزّي من الغد النبّال وهو في مجلسه عند باب الجيادين فقال له: قد جاءني أبو عمرو برسالتك في هذه الحروف، فكان معه حرفان آخران رددتهما عليه، وقد كان عكرمة بن سليمان أقرأنيهما وقد رجعت عنها إلى قولك. حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد قال: قال لي قنبل: كان ابن أبي بزّة قد أوهم في قوله بميت [17] خفيفة، فقال لي القوّاس: سر إلى أبي الحسن، فقل له: ما هذه القراءة التي قرأتها؟ لا نعرفها، فسرت إليه، فقال: قد رجعت عنها. نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا حسن «6» عن البزّي بميت مشدّدة، وأظن ابن مخلد رواه عن البزّي بعد أن رجع عن التخفيف. قال أبو عمرو: فكل ما كان من هذه
حرف:
الياءات مما لم يمت وهو للاستقبال، فلا خلاف في تشديده، نحو قوله لميّتون [المؤمنون: 15] وبميّتين [الصافات: 58] وإنك ميّت وإنهم ميّتون [الزمر: 30] «1»، وما كان قد مات فهو المختلف فيه. حرف: قرأ نافع الرياح هاهنا [18] وفي الشورى [33] بالألف على الجمع وقرأهما الباقون بغير ألف على التوحيد، وقد ذكر قبل. حرف: قرأ حمزة والكسائي خالق السموات والأرض [19] بالألف على وزن فاعل، وخفض السموات والأرض وكذلك في النور [45] خالق كل دابّة بألف، وخفض كل دابّة. وقرأ الباقون خلق على وزن فعل ونصب ما بعده لأن التاء من السموات تكسر؛ لأنها تاء جمع المؤنث، فنصبها وخفضها واحد في اللفظ «2»، والأصبهاني «3» عن ورش والأعشى عن أبي بكر عن حمزة إذا وقف. إن يشأ [19] بغير همز، والباقون يهمزون وصلا ووقفا، وقد ذكر «4». حرف: قرأ حمزة «5» بمصرخي [22] بكسر الياء، وهي حكاها الفرّاء
حرف:
وقطرب «1»، وأجازها أبو عمرو، وقرأ الباقون بفتح الياء ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة [25/ ب]، قال: حدّثني أبي. ح وحدّثنا أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد «2»، قالا: نا يونس «3»، قال: أقرأني عثمان «4» بمصرخي بتحريك الياء، وأقرأني ابن كيسة بوقفها، خالف سائر أصحاب سليم، وأحسب ذلك وهما وخطأ من يونس؛ لأن داود قال عنه عن سليم بكسر الياء، فوافق الجماعة، ومع هذا فإن إسكان الياء لا يجوز بوجه؛ لأنها إذا سكنت لزم حذفها ضرورة لسكونها وسكون الياء التي قبلها المدغمة فيها في حال تحريكها، وبقيت تلك الياء. وإذا حذفت بطلت الإضافة. ليضلّوا عن سبيله [30] ولا بيع فيه ولا خلال [31] قد ذكر من قبل الاختلاف فيه «5». حرف: وكلهم قرأ من كل ما سألتموه [34] بالإضافة إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر، قال: حدّثني محمد بن الفرح، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق المسيّبي عن أبيه عن نافع «6» من كل ما سألتموه، اللام من كل مبطوحة منوّنة، وقال ابن مجاهد: وهذا غلط، وذلك كما قال؛ لأن الفارسي نا قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو العباس بن الصقر عن ابن المسيّبي عن أبيه عن نافع: اللام من كل مبطوحة منوّنة، وكذلك روت الجماعة عن المسيّبي وسائر الرواة عن نافع، وأظن أنه أسقط من كتاب «7» محمد بن الفرح غير.
حرف:
حرف: قرأ ابن عامر في رواية الحلواني «1» عن هشام فاجعل أفئدة [37] بياء بعد الهمزة على إشباع الحركة بيانا لتحقيق الهمزة «2»، والإشباع لغة الممططين «3» من العرب الذين يقولون: الدراهيم والمنابير والمساجيد، وقال الحلواني عنه: هو من الوفود، وذلك خطأ؛ لأنه لا يقال في جمع وافد أفئدة، وإنما يقال: وفد وفدان وفود، وأفئدة جمع فؤاد، والمعنى: فاجعل قلوبا من الناس تسرع «4» إليهم، وبالذي رواه الحلواني عن هشام قرأت على أبي الفتح عن قراءته، وبه آخذ. ونا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس. ح ونا أحمد بن عمر، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا محمد بن محمد، قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر أولئك يئسوا في العنكبوت [23] مهموز ممدود، يريد بالمدّ إشباع حركة الهمزة وتمطيط اللفظ بها بدليل أن الباغندي قال عنه: قد يئسوا [الممتحنة: 13] وكما يئس [الممتحنة: 13] واللائي يئسن [الطلاق: 4] مهموز مقصور فالله أعلم. وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار والوليد في رواية الجماعة عن هشام «5» بغير ياء. وكلهم قرأ إنما يؤخّرهم [42] بالياء إلا ما رواه ابن مجاهد بإسناده عن أبي زيد «6» وجبلة عن المفضل عن عاصم أنه قرأ بالنون، ولم أقرأ بذلك.
حرف:
حرف: قرأ الكسائي «1» لتزول منه [46] بفتح اللام الأولى ورفع الثانية، وكذلك روى أبو مسلم الواقدي عن حفص عن عاصم، لم يرو عنه أحد غيره، وقرأ الباقون بكسر الأولى ونصب الثانية. حرف: وكلهم قرأ سرابيلهم من قطران [50] إلا ما حدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا ابن أبي هاشم، قال: نا وكيع عن الكسائي عن أبي الحارث عن أبي عمارة، [قال: حدّثت] عن أبي بكر عن عاصم أنه همز الألف، وروى ذلك أبو عمارة عن أبي بكر عن عاصم أنه لم يهمز الألف، وهو الصحيح «2». في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث، أولاهنّ: وما كان لي عليكم [22] فتحها حفص «3»، وأسكنها الباقون. قل لعبادي [31] أسكنها ابن عامر «4» في غير رواية الوليد وعاصم في رواية [26/ أ] الأعشى «5» عن أبي بكر وحمزة والكسائي، وفتحها الباقون «6» وابن عامر في رواية الوليد، قال أبو عمرو: وقد كان ابن مجاهد رحمه الله تعالى ذكر في كتابه المصنّف في قراءة «7» الكسائي عن أصحابه عن نصير عن الكسائي أنه يفتح هذه الياء، قال: وهو الصواب؛ لأن الكسائي يفتح ياء الإضافة عند استقبال الألف واللام، فما بال هذه من بينهنّ سكّنها وحمل الناس ذلك عنه كذلك، وقد رأيت أنا ذلك في نسخة من نسخ كتاب السبعة له سمعت منه قديما، فقال: نا الفارسي، قال لنا أبو
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثلاث:
طاهر: تتبّعت ذلك في رواية نصير عن الكسائي فلم أجده، فسألت أبا بكر عن ذلك بعد زمان وقلت له: ألست رويت لنا عن نصير عن الكسائي أنه ينصب الياء في سورة إبراهيم عند قوله: قل لعبادي الذين آمنوا [31] فقال لي: وقع في كتابي غلط، فلما قال لي ذلك ضربت عليه من كتابي، قال أبو عمرو: وقد روى فتحها عن نصير عن الكسائي عن محمد بن عيسى عن الأصبهاني «1». وحدّثنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الكسائي بإسكان الياء «2». ربنا إني أسكنت [37] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكار وأسكنها الباقون «3». وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثلاث: أولاهن: وخاف وعيد [14] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش «4»، وذلك قياس رواية العثماني عن قالون، وحذفها الباقون في الحالين «5». ونا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن محمد، قال: نا «6» أبو عمر عن إسماعيل عن نافع أنه يثبت الياء في الياءات لا سيما إذا وصل إلا قوله: الكبير المتعال [الرعد: 9] وكالجواب [سبأ: 34] وبالواد [طه: 12]، فقال: نا الفارسي عن أبي طاهر، قال لنا أبو بكر: فهذا يدلّ على أن وخاف وعيد غير مستثنى، وكذلك قال أبو طاهر وأبو بكر الداجوني في قوله: عذابي ونذر في الستة الأحرف التي في القمر [16 و 18 و 21 و 30 و 37 و 39]: إن قياس قول إسماعيل هذا يدل على أنه يثبت الياء فيهن في الوصل، ويحذفها في الوقف. قال أبو عمرو: وذلك وهم منهم غير مشكوك فيه؛ لأن إسماعيل إنما استثنى ما الياء فيه لام من الفعل أصلية في الثلاثة المواضع وياء «7» وعيد ونذر ياء إضافة مزيدة،
فلو كان من روايته، ولا رواية غيره عن نافع. وسمعت فارس بن أحمد يقول: ياءات إسماعيل التي أثبتها في الوصل كياءات أبي عمرو. واختلف في ثلاث منهنّ في سبأ كالجواب [13] أثبتها أبو عمرو وحذفها إسماعيل، وفي والفجر [15] أكرمن وأهانن [16] أثبتهما إسماعيل، وحذفها أبو عمرو، وهذا قول صحيح، وبه قرأت، وبه آخذ. بما أشركتمون من قبل [22] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع «1» في رواية إسماعيل، وفي رواية ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي، وفي رواية العثماني عن قالون، وأبي عمرو «2» والكسائي في رواية قتيبة، وحذفها الباقون «3» في الحالين. وكذلك روى المسيّبي عن أبيه وابن جبير عن إسماعيل، وسائر الرواة غير «4» إسماعيل وورش وأبو عمرو بخلاف عن اليزيدي عنه، وعاصم في رواية البرجمي عن أبي بكر، وفي رواية هبيرة عن حفص، وحمزة في رواية خلف وخلّاد ورجا من قراءتي، وفي رواية ابن جبير وابن سعدان وأبي هشام. وأثبتها في الحالين ابن كثير من غير رواية ابن مجاهد عن قنبل ورواية الحلواني عن القوّاس وحمزة في رواية أبي عمر وسليم [26/ ب] بن منصور «5» عن سليم، وداود عن ابن كيسة عن سليم عنه. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا ابن أبي هاشم، قال: نا حسن عن البزّي وتقبل دعائي [40] بياء قال الحسن: فسألته عن الوقف، فقال بالياء، وإذا أدرجتها أشممتها الخفض. وقال الخزاعي عن أصحابه عنه: يشمّ الهمزة الكسر إذا وقف. وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد بإسناده عن البزّي عن ابن كثير يصل بياء ويقف بياء «6»، وكذلك قرأت في رواية ابن فليح، وكذلك روى ابن الصباح وأبو ربيعة
والزينبي والبلخي وغيرهم عن قنبل «1» عن القوّاس، قال أبو ربيعة في كتابه عن صاحبيه دعائي بالياء وقف، وكذلك روى إبراهيم بن اليزيدي، وابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو «2». وقال ابن مجاهد: زعم بعضهم وكذا البزّي عن أبيه عن أبي عمرو أنه يقف في دعائي على ياء وجدته في كتاب «3» إبراهيم بن اليزيدي. وقال أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وأبو عمرو وأبو خلّاد وابن شجاع عن اليزيدي عنه الوصل بالياء، والوقف على الكتاب «4». قال أبو عمرو: ولم يثبت الياء أبو عمرو في الفواصل إلا في هذا الموضع، وفي قوله: إذا يسر [الفجر: 4] لا غير، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن فرج عن أبي عمر عن سليم عن حمزة وتقبل دعائي [40] يسكت بالياء في هذا الحرف، وبذلك قرأت في رواية أبي عمر عن سليم. وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا البرمكي، قال: نا أبو عمر عن سليم عن حمزة أنه يثبت الياء وتقبل دعائي في الوصل ويحذفها في الوقف «5»، وقال خلف وابن سعدان: بياء إذا وصل، ويشمّها الكسر «6» إذا سكت. وقال أبو هشام عنه بياء، وكذلك إذا وصل، ويهمز ويشمّها الخفض إذا سكت بغير ياء. وقال الحلواني عن خلف وعن خلّاد عنه: دعائي ربّنا [40، 41] يعني بالياء، وإذا سكت [سكت] بغير ياء. وقال داود عن علي عنه إنه كان يصل ويقف على دعائي في إبراهيم بالياء «7»، وخالفه يونس عن علي، فحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي، قال: نا يونس عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة أنه حذف الياء من دعائي في الوصل والوقف «8»، وكذلك قرأ الباقون. وكذلك
روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع، وكذلك روى لي أبو الفتح عن عبد الباقي بن الحسن عن محمد بن الجلندي عن محمد بن إسماعيل القرشي «1» عن أبي شعيب عن اليزيدي عن أبي عمرو «2» وكذلك روى إسماعيل بن اليزيدي عن أبيه عنه، قال: الوصل والوقف على الكتاب، وكذلك روى ابن مجاهد عن قنبل «3» عن ابن كثير. وقال لنا محمد بن علي عنه عن قنبل: يشمّ الياء ابن كثير في الوصل ولا يثبتها، ويقف بألف. وقال ابن شنبوذ عن قنبل «4»: الوصل بغير ياء والوقف بياء، وقال أبو الربيع الزهراني عن اليزيدي عن إسماعيل عن نافع بالحذف، وكذلك روى لي فارس بن أحمد عن عبد الله بن الحسن عن قراءته على ابن مجاهد، وهو قياس ما رواه لي محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عنه، حدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون «5»، قال: نا محمد، قال: نا أبو عمر عن إسماعيل دعائي بالياء جزم، وبذلك قرأت له. وقال الحلواني عن القوّاس وأصحاب ابن فليح دعاء بغير ياء، وبذلك قرأ الكسائي وابن عامر في غير رواية الوليد عن يحيى عنه. وقال الوليد عن يحيى عنه دعائي بالياء مثبتة، ولعله يريد في الحالين. [27/ أ]
ذكر اختلافهم في سورة الحجر
ذكر اختلافهم في سورة الحجر «1» حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية الشموني عن الأعشى عن أبي بكر ربما [2] [بفتح الباء وتخفيفها. وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم ربما] يضم الراء والباء ويخفّف «2». ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر، قال: حدّثني حسين «3» بن العباس، قال: حدّثني عبد الله بن قاسم بن أحمد الخيّاط «4»، قال: نا أبو عبيدة ابن أخي هنّاد «5»، قال: نا نعيم بن حذيفة «6»، قال: نا عبد الجبّار بن محمد عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ ربما مضمومة الراء والباء مخفّفة. وروت الجماعة «7» عن أبي بكر بفتح الباء. وكذلك روى التميمي وابن غالب وابن جنيد عن الأعشى وأحمد بن عثمان بن جنيد بن حكيم «8» عن عبد الجبّار عن أبي بكر. وقرأ الباقون بفتح الباء وتشديدها «9».
حرف:
حرف: قرأ عاصم في غير رواية «1» حفص ما تنزّل [8] بالتاء وضمّها وفتح الزاي الملائكة [8] بالرفع «2»، وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص ما ننزّل بالنون وضمّها وكسر الزاي الملائكة بالنصب «3». وقرأ الباقون «4» بالتاء وفتحها وفتح الزاي ورفع الملائكة، وكذا روى إسحاق الأزرق وابن جامع عن أبي حمّاد وابن جبير عن أبي بكر «5» عن عاصم، وروى موسى بن حزام عن أبي بكر «6» تنزل بالتاء مثقلة الملائكة نصب لم يروه غيره، وروى ابن جنيد عن أبي حمّاد عن أبي بكر بضمّ التاء مثل الجماعة، وروى البزّي وابن فليح عن ابن كثير تشديد التاء، وقد ذكر «7». وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن مخلد عن البزّي ما ننزّل الملائكة بالنون نصب، وهو وهم من ابن مخلد. حرف: قرأ ابن كثير «8» سكرت أبصارنا [15] بتخفيف الكاف. وقرأ الباقون بتشديدها «9»، وحدّثنا الفارسي، قال: نا ابن حاتم، قال: حدّثنا هارون، قال: نا أبو بكر «10» عن عاصم سكرت مخففا مثل ابن كثير.
حرف:
حرف: قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية هشام وعيون [45] والعيون [يس: 34] بضم العين حيث وقع «1»، وقرأ الباقون بكسرها. وقد ذكر إنّا نبشّرك «2» [53]. حرف: قرأ نافع «3» فبم تبشّرون [54] بكسر النون وتخفيفها، وقرأ ابن كثير «4» بكسرها وتشديدها، وقرأ الباقون «5» بفتحها. قال أبو عمرو: والوقف على قراءة ابن كثير غير متمكّن إلا بتخفيف النون لالتقاء ثلاث سواكن فيه إذا شددت، والتقاؤهن ممتنع. وذلك بخلاف الوقف على المشدد الذي يقع الألف قبل، نحو الدواب «6» [الأنفال: 22] وصواف [الحج: 36] وغير مضار [النساء: 12] ولا جان [الرحمن: 39] وما أشبهه، وكذلك واللذان [النساء: 16] وهذان [طه: 63] على قراءته؛ لأن الألف للزوم حركة ما قبلها قوي المدّ بها، فصارت لذلك بمنزلة المتحرّك والواو والياء بتغيير حركة ما قبلهما وانتقالهما خلص السكون بهما فلذلك تمكّن التقاء الساكنين بعد الألف في الوقف، ولم يتمكّن التقاؤهما بعد الواو والياء لخلوص سكونهما «7» وكون الألف بمنزلة حرف متحرّك. حرف: قرأ أبو عمرو والكسائي ومن يقنط هاهنا [56]، ويقنطون في الروم [36] لا تقنطوا في الزمر [53] بكسر النون في الثلاثة، وقرأها الباقون بفتح النون «8»، وأجمعوا على فتحها في قوله في الشورى [28] من بعد ما قنطوا.
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي إنّا لمنجوهم [59] بإسكان النون وتخفيف الجيم، وكذا روى خلّاد عن حسين عن أبي بكر عن عاصم. وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد «1» الجيم، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر «2». حرف: [27/ ب]: قرأ عاصم في غير رواية حفص قدّرنا إنها هاهنا [60] وفي النمل [57] قدّرناها بتخفيف الدال فيهما، وقرأهما الباقون وحفص عن عاصم بتشديد الدال «3». في هذه السورة من ياءات الإضافة أربع: نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم [49] وإني أنا النذير [89] ففتحهنّ الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون «4». بناتي إن كنتم [71] فتحها نافع «5» وابن عامر في رواية الوليد، وأسكنها الباقون. وأجمعوا على فتح أصلين مطّردين وتسعة أحرف متفرقة، فأما الأصلان فهما قوله: حسبي الله «6» [التوبة: 129] وشركائي الذين «7» [النحل: 27] حيث وقعا، وأما التسعة الأحرف فأولها في آل عمران [40] وقد بلغني الكبر، وفي الأعراف [188] بي الأعداء وما مسّني السوء [الأعراف: 188] وإن وليي الله [الأعراف: 196] وفي الحجر [54] مسّني الكبر وفي سبأ [27] أروني الذين ألحقتم وفي المؤمن [28] ربّي الله [28] لما جاءني البينات [66]. وفي التحريم [3] نبأني العليم. وليس فيها ياء محذوفة مختلف فيها.
ذكر اختلافهم في سورة النحل
ذكر اختلافهم في سورة النحل «1» قد ذكر الاختلاف في قوله: عمّا يشركون في الموضعين «2» [1 و 3]. وذكر الاختلاف عن ابن ذكوان «3» في الإمالة في قوله: أتى أمر الله [1]. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «4» تنزّل [2] بالتاء مفتوحة وفتح الزاي الملائكة [2] بالرفع. واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي «5» ويحيى الجعفي وابن جبير بالتاء مفتوحة وفتح الزاي ورفع الملائكة كما روى المفضل عن عاصم، كذا قرأت في رواية الكسائي عن أبي بكر، وكذا رواه ابن فرح وعباس الجوهري «6» عن أبي عمر «7» وابن جبير عنه، وكذلك حكى ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم عن الكسائي عن أبي بكر «8». ونا محمد بن علي بالتاء مضمومة وفتح الزاي ورفع الملائكة. وكذلك روى لي ابن أبي حسّان عن أبي طاهر عن أبي بكر «9» ننزّل بالنون مضمومة وكسر
حرف:
الزاي الملائكة بالنصب لم يروه غيره «1»، وقرأ الباقون بالياء وضمّها وكسر الزاي ونصب الملائكة، وكذلك روى يحيى والأعشى وابن أبي أميّة والمعلى بن عطارد عن أبي بكر «2» وابن كثير وأبي عمرو «3» على أصلهما يسكنان النون بعد الياء ويخفّفان الزاي، والباقون يفتحون النون ويشدّدون الزاي. ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن عمر، قال: نا محمد بن أحمد، قال: نا عبد الله بن عيسى عن قالون عن نافع ننزّل الملائكة بالنون وهو وهم. وسائر أصحاب قالون عنه مفتوحة النون وهو الصواب. حرف: وكلهم قرأ بشقّ الأنفس [7] بكسر الشين إلا ما رواه حمّاد بن بحر عن المسيّبي عن نافع «4»، والوليد عن يحيى عن ابن عامر أنهما فتحاها. وروت الجماعة «5» عن المسيّبي وعن يحيى عن ابن عامر بالكسر. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «6» وحمّاد «7» ننبت لكم [11] بالنون، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي ويحيى «8» بن آدم والعليمي وابن أبي أمية ومحمد بن إبراهيم والتيمي عن الأعشى بالنون، وروى عنه البرجمي والشموني وابن غالب عن الأعشى «9» بالياء، وكذلك روى حفص عن عاصم، وكذلك قرأ الباقون.
حرف:
حرف: قرأ ابن عامر «1» والشمس والقمر والنجوم مسخّرات [12] برفع الأسماء الأربعة «2». وقرأ عاصم في رواية حفص «3» برفع والنجوم مسخّرات [12] فقط، وقرأ الباقون «4» الأربعة بالنصب وكسر التاء من مسخّرات لأنها تاء جمع المؤنث. حرف: قرأ عاصم في رواية هبيرة والقوّاس عن حفص من قراءتي ما تسرّون [28/ أ] تسرّون وما تعلنون [19] بالياء «5» فيهما. وكذلك روى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة. وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا أحمد بن علي عن هبيرة عن حفص عن عاصم أنه قرأهما بالياء، وقرأهما الباقون «6» بالتاء. وكذلك روت الجماعة «7» عن حفص عن عاصم وعن سليم عن حمزة. وأجمعوا على الياء في الحرفين الأخيرين، وهما قوله: لا جرم أن الله يعلم ما يسرّون وما يعلنون [23] لأن ما قبلها وما بعدها أخبار عن المشركين. حرف: قرأ عاصم في رواية حمّاد والمفضل والذين يدعون [20] بالياء، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى والعليمي وابن أبي أمية بالياء «8» أيضا، وروى عنه الكسائي والأعشى «9» والبرجمي «10» ويحيى الجعفي وهارون بن حاتم وإسحاق الأزرق وعبيد بن نعيم وحسين بن علي من رواية هارون عنه بالتاء «11»، وكذلك روى
حرف:
ضرار بن صرد عن يحيى، واختلف عن حفص أيضا، فروى عنه حسين المروزي وحده بالتاء «1»، وروت الجماعة عنه بالتاء «2»، وقرأ الباقون بالتاء «3». حرف: قرأ ابن كثير في رواية مضر عن البزّي «4» أين شركائي الذين [27] بغير همز هاهنا خاصة، وبذلك قرأت على أبي الحسن «5» عن قراءته، وكذلك روى النقّاش بإسناده عن البزّي. ونا محمد بن علي، قال نا ابن مجاهد عن مضر عن البزّي عن ابن كثير شركاي بغير همز وفتح الياء «6»، مثل: هداي [البقرة: 38]، وقال ابن مجاهد في كتاب المكيّين عن مضر عن البزّي: ممدود منصوبة الياء، والمدّ المشبع «7» لا يكون إلا مع مراد الهمزة، وقال ابن مخلد عن البزّي هاهنا منصوبة الياء، ولم يذكر الهمزة.
حرف:
وكذا قال الخزاعي عن أصحابه. وقال ابن مخلد في السجدة ممدودة منصوبة الياء، وهذا يدلّ على أن الهمز إن أراد هو «1» وقصد بالمدّ الزيادة لإشباع مدّ الألف إذ ذلك لا يكون إلا لأجل الهمزة لخفائها، فإن أراد بالمدّ إثبات الألف كما يراد به ذلك في هداي ويا بشرى [يوسف: 19] ومثواي «2» [يوسف: 23] ونحوه مما ورد الاختلاف بإثبات الألف وحذفها فيه من هذا الضرب عن السّلف لم يدلّ على الهمز، ودلّ على تركه. وترك الباقون ذلك بالهمز، وكذلك روى القوّاس وابن فليح عن ابن كثير، وبذلك قرأت في رواية البزّي على الفارسي وأبي الفتح عن قراءتهما، وكلهم «3» فتح الياء إلا ما رواه هبيرة عن حفص عن عاصم أنه جزم الياء «4» وخالفته الجماعة «5» عن حفص، فرووا ذلك عنه بفتح الياء. وكذلك قرأت في رواية هبيرة عن طريق الخراز «6» وحسنون «7» جميعا. حرف: قرأ نافع تشاقون فيهم [27] بكسر النون، وقرأ الباقون بفتحها «8». حرف: قرأ حمزة «9» الذين تتوفّاهم الملائكة [28 و 32] في الموضعين بالياء. كذلك روى أبو الحارث وأبو عمرو عن أبي عمارة «10» عن حفص عن عاصم، وقرأهما الباقون بالتاء، وكذلك روت الجماعة عن حفص «11».
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي والبرجمي عن أبي بكر عن عاصم إلا أن يأتيهم [33] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء وقد ذكر «1». حرف: وكلهم قرأ جنّات عدن يدخلونها [31] بفتح الياء وضمّ الخاء إلا ما حدّثناه الخاقاني، قال: نا أحمد بن محمد. ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن جابر، قال: نا محمد الباهلي. ح وحدّثنا عبد العزيز بن محمد «2»، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن محمد البرمكي وعياش بن محمد، قالوا: أنا أبو عمر، قال: نا إسماعيل عن نافع «3» جنّات عدن يدخلونها الياء رفع، وروى ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن أبي عمر عن إسماعيل بفتح الياء وضم الخاء مثل الجماعة، ولا يعرف [82/ ب] أهل الأداء برواية إسماعيل غير ذلك، وما رأى إسماعيل أراد بقوله رفع إلا التاء من جنات دون الياء من يدخلونها لأني رأيته وقد قال في سورة مريم [61] وسورة غافر [8] جنّات عدن التاء خفض، فعلمت بذلك أنه أراد هاهنا بالرفع التاء دون غيرها، وإذا كان ذلك مراده ففتح التاء وضمّ الخاء من يدخلونها إجماع من أئمة القراء «4»، وتأويل من تأوّل غير ذلك خطأ. حرف: قرأ الكوفيون فإن الله لا يهدي [37] بفتح الياء وكسر الدال، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الدال، وأجمعوا على ضم الياء من يضلّ لأن المعنى من أضله الله لا يهتدي، فلا هادي له على القراءتين «5». حرف: قرى ابن عامر والكسائي هنا كن فيكون بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع وقد ذكر «6».
حرف:
حرف: وروى الأصبهاني عن ورش والأعشى «1» عن أبي بكر لنبوّئنهم هاهنا [41] وفي العنكبوت [58] بتسهيل الهمزة وإبدالها ياء مفتوحة، وقرأتها «2» في رواية يونس عن ورش بالوجهين «3» بالهمز وتركه، وحمزة إذا «4» أوقف هاهنا لم يهمز «5»، والباقون «6»: يهمزون ذلك. وقد ذكر نوحي إليهم [43] قد ذكر أيضا في سورة يوسف. حرف: قرأ حمزة والكسائي «7» ألم تروا [79] بالتاء، وكذلك روى الداجوني «8» عن أصحابه عن هشام عن ابن عامر خالف سائر أصحابه، [وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن هشام عن ابن عامر]، وكذلك حكى أحمد بن نصر أنه قرأ في رواية الحلواني «9» عن هشام، وبالياء قرأت «10» ذلك في رواية هشام وغيره عن ابن عامر، وكذلك رواه أيضا الحسين بن علي بن حمّاد الجمّال عن الحلواني عن هشام وقرأ الباقون «11» بالياء. حرف: قرأ أبو عمرو يتفيؤ ظلاله [48] بالتاء وقرأ الباقون بالياء «12».
حرف:
حرف: قرأ نافع «1» والكسائي في رواية قتيبة «2» مفرطون [62] بكسر الراء، وفتحها الباقون. وكذلك روى سائر الرواة عن الكسائي «3»، وكلهم سكّن الفاء وخفّف الراء إلا ما رواه الوليد «4» بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه فتح الفاء وشدّد الراء. حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص نسقيكم هنا [66]. وفي المؤمنين [21] بفتح النون، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بضمّ النون فيهما «5» يعرشون [68] قد ذكر قبل «6». حرف: قرأ عاصم «7» في غير رواية حفص أفبنعمة الله تجحدون [71] بالتاء، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص «8» عن عاصم، لم يروه غيره، وقرأ الباقون «9» بالياء. في بطون أمّهاتكم [الزمر: 6] قد ذكر «10». حرف: قرأ ابن عامر في رواية الوليد وحمزة ألم تروا إلى الطير [79] بالتاء «11». وكذلك روى عبيد بن نعيم وإسحاق الأزرق عن أبي بكر عن
حرف:
عاصم «1»، خالفا سائر أصحابهما عن أبي بكر، واختلف عن أبي عمر عن الكسائي، فحدّثنا عبد العزيز بن أحمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أحمد بن عبد الله، قال: نا الحسين بن العباس، قال: نا أحمد بن يزيد عن أبي عمر عن الكسائي أنه قرأ ذلك بالياء، وكذلك روى عياش بن محمد عن أبي عمر عنه، وحدّثنا عبد الرحمن بن عمر الشاهد «2»، قال: نا عبد الله بن أحمد «3»، قال: نا جعفر بن أسد، قال: نا أبو عمر عن الكسائي أنه قرأ بالياء. وكذلك روى محمد بن أحمد البرمكي وعبد الرحمن بن عبدوس وأحمد بن فرح «4» عن أبي عمر عنه، وكذلك روى أيضا حبون المرزوق «5» عن الحلواني عن أبي عمر عنه، وهو الصحيح، وعليه عامّة أهل الأداء، وقرأ الباقون «6» بالياء، وكذلك [29/ أ] روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر. حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر يوم ظعنكم [80] بإسكان العين وفتحها الباقون «7». حرف: وكلهم قرأ والبغي يعظكم [90] بإظهار الياءين إلا أبا عمرو، فإنه أدغم الأولى في الثانية «8» على ما شرحناه من مذاهبه وأصله في ذلك، واختلف عن أبي عمر عن الكسائي في ذلك، فقال لنا الفارسي: قال نا أبو طاهر، قرأت على أبي
حرف:
عثمان والبغي يعظكم، فخففت ياء البغي وأظهرتها فردّ عليّ والبغي يعظكم فأسكن الياء وأدغمها في ياء يعظكم، فحكيت ما قاله فرضيه، وقد قال أبو عمر في حكاية عيّاش وابن الحمامي عنه والبغي يعظكم بياءين وقال: وكل ما يستقبلها ياء فهي مشددة، ومن خزي يومئذ [هود: 66] مثلها، وقال في حكاية ابن فرح «1» مشددة، فإن كان أبو عمرو لم يرد بقوله مشددة إظهار حركة الياء وتخليصها بالتفكيك والإشباع من الياء التي استقبلها كما أراد ذلك إسماعيل عن نافع في قوله: وهو يحيي الموتى [الشورى: 33] بغير غنّة بالتشديد مجازا واتّساعا وإلا فقد وافق أبا عثمان بن سعيد بن عبد الرحيم «2» فيما أدّاه عنه من إدغامها، ويؤيد ذلك قول ابن فرح عنه مدغم، وحدّثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا جعفر بن أسد، قال: أنا أبو عمر عن الكسائي أنه قرأ والبغي يعظكم وفلنحيينّه [97] بياءين، وهذا يدلّ على تحريك الياء وإظهارها لا غير، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء. حرف: قرأ ابن كثير وعاصم «3» ولنجزينّ الذين صبروا [96] بالنون، وكذلك روى النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان «4» بإسناده عن ابن عامر «5»، وبذلك قرأت على الفارسي عنه، وكذلك رواه عن الأخفش أبو العباس عبد الله بن أحمد البلخي،
وهو وهم منهما لا شك فيه؛ لأن الأخفش ذكر ذلك في كتابه بالياء، وكذلك رواه أداء عنه ابن شنبوذ وابن الأحزم وابن أبي حمزة «1» وابن أبي داود «2» وابن مرشد «3» وابن عبد الرزاق وعامّة الشاميين، وكذلك ذكره ابن ذكوان في كتابه بإسناده، وأخبرني الخاقاني، قال: نا أبو بكر بن أشتة، قال في كتاب النقّاش: إن ابن ذكوان «4» روى بالياء، قال: وقال الأخفش بالنون. قال ابن أشتة: وبالياء أخذوا ذلك عليّ- يعني النقّاش- وكذلك روى الداجوني عن محمد بن موسى عن ابن ذكوان بالياء، وروى عن أصحابه أداء عن هشام بالنون «5»، وخالف سائر أهل الأداء «6» عنه. وقرأ الباقون «7» بالياء، وكذلك روى حسين المروزي وابن شاهي عن حفص عن عاصم لم يروه غيرهما، وأجمعوا على النون في قوله: ولنجزينّهم أجرهم [97] لكون فلنحيينّه [97] قبله. روح القدس [102] قد ذكر «8».
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي هاهنا [103] يلحدون إليه بفتح الياء والحاء، وقرأ الباقون بضمّ الياء وكسر الحاء وقد ذكر «1». وكلهم قرأ أعجمي هاهنا بغير مدّ على الخبر إلا ما رواه حمّاد بن بحر عن المسيّبي عن نافع أنه قرأ أأعجمي [103] بالاستفهام وهو خطأ من حماد؛ لأن الاستفهام هاهنا لا يجوز بوجه من قبل أنه إخبار من الله تعالى عن اللسان الذين يميلون إليه، فكيف يكون استفهاما؟ وروى المسيّبي وابن سعدان والأنصاري وغيرهم عن المسيّبي أعجمي بغير استفهام وهو الصحيح. حرف: قرأ ابن عامر «2» من بعد ما فتنوا [110] بفتح الفاء والتاء، وقرأ الباقون بضمّ الفاء وكسر التاء «3». حرف: قرأ ابن كثير «4» في ضيق هاهنا [127] وفي النمل «5» [70] بكسر الضاد، واختلف عن نافع، فروى عنه قالون وورش بفتح الضاد «6»، واختلف عن إسماعيل، فروى عنه أبو عبيد وابن جبير عن الكسائي عنه بكسر الضاد في الموضعين [29/ ب]، وروى ابن مجاهد عن قراءته على ابن عبدوس عن أبي عمر عنه بفتح الضاد، واختلف عن المسيّبي أيضا، فروى عنه خلف وابن جبير بكسر الضاد في الحرفين، وروى عنه وابن سعدان وابن ذكوان والأنصاري وحمّاد بن بحر بفتح الضاد فيهما، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء برواية إسماعيل والمسيّبي، وبذلك قرأ الباقون. ليس في هذه السورة ياء إضافة ولا محذوفة مختلف فيها إلا ما رواه هبيرة عن حفص عن عاصم أنه أسكن الياء من قوله: شركاي الذين [27] وقد ذكرناه قبل فيها.
ذكر اختلافهم في سورة الإسراء
ذكر اختلافهم في سورة الإسراء «1» حرف: قرأ أبو عمرو ألا يتخذوا [3] بالياء «2» وقرأ الباقون بالتاء «3». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة ليسوء وجوهكم [7] بالياء ونصب الهمزة على لفظ الواحد «4»، وقرأ الكسائي بالنون «5» ونصب الهمزة أيضا على لفظ الجميع المتكلمين «6»، وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل «7» ليسؤوا بالياء، فقال الخزاعي عن أصحابه ليسؤوا على مثال ليسوغوا وهذه ترجمة صحيحة مروية، وضمّ الهمزة وبعدها واو الجمع، فتحصل الهمزة بين واوين ساكنين. واختلف ألفاظ أصحاب ابن كثير في الترجمة عن ذلك عن حقيقة اللفظ، وقال ابن مخلد عن البزّي مرفوعة الواو مثقلة، ولا واو مرفوعة في هذه الكلمة إلا إن كان يريد الهمزة، فعبّر عنها بما قد «8» تصور به آخرا انضمت، ولا تثقيل أيضا فيها إلا إن
كان أراد بعد الهمزة واو ممكنة في اللفظ، فعبّر بالتثقيل «1» عن ذلك. وبمثل عبارة ابن مخلد عن البزّي هذه عبّر يونس عن ورش عن نافع سواء، وقال أبو ربيعة عن البزّي مرفوعة الواو مهموزة، وقال عن قنبل «2»: غير ممدود، ولم يذكر الهمز، قال: وأنا أقرأ برواية ابن أبي برّة بالإشباع والمدّ وإثبات الواو، قال: والقراءة الأخرى لها «3» مخرج، لأن الواوين مخرجهما واحد، فأدغمت أحدهما في الأخرى وشددت، وكلّ صواب. وهذا من الكلام الذي لا يعرف له حقيقة، ولا يدرى ما أراد قائله على أن قوله: إن إحدى الواوين تدغم في الأخرى خطأ لا يجوز من وجهين: أحدهما أن الهمزة المضمومة قد فصلت بينهما، فكيف يسوغ الإدغام مع ذلك، وهل في الفطرة الطاقة «4» لذلك والثاني: أن الواو الأولى قد وليتها حركتها وهي الضمة، فإن حذفت الهمزة بعدها تخفيفا، واتصلت الواو الثانية من غير فاصل بينهما، لم يجز إدغامها أيضا فيها بوجه، لأنهما ساكنان، والسّاكن لا يدغم في الساكن كما لا يدغم المتحرك. في المتحرك ولعل أبا ربيعة يريد «5» أن تتقلب واوا وتدغم الواو التي قبلها فيها، فإن كان أراد ذلك، فما حكاه جائز في القياس، غير معروف من مذهب ابن كثير. على أن سلامة بن هارون قد روى ذلك أيضا عن أبي ربيعة عن قنبل فقال: بغير همز والواو مشدّدة. وقال الحلواني عن القوّاس على الجمع يمدّ ويهمز، ولا يشبع الرفعة، وهذا القول أيضا خطأ إن لم يرد بترك الإشباع المبالغة في تمطيط اللفظ بالواو الثانية التي لا همزة بعدها حتى يستوي بذلك بينها وبين الواو، الأولى التي استقبلتها الهمزة، فإن أراد به اختلاس ضمة الهمزة، فذلك ما لا يجوز؛ لأن الواو التي للجمع تذهب في اللفظ، فبذلك يبطل علم الجمع، على أن عبد الله بن الحسين قد حكى عن ابن الصباح عن أصحابه عن ابن كثير حذف الواو بعد الهمزة، فقال: ليسوأ بواو واحدة [30/ أ] وهمزة في وزن يسوغ، وروى غير عبد الله عن ابن الصباح عن قنبل ليسو بفتح الواو فعل واحد، وكلا الروايتين عن ابن الصباح غلط؛ لأن محمد بن
حرف:
زريق البلدي «1» روى عنه عن قنبل بهمزة مضمومة بين واوين على الجمع، وكذلك روى ابن مجاهد وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق والزينبي عن قنبل، وعلى ذلك العمل في رواية الثلاثة عن ابن كثير «2» ويبشر المؤمنين [9] مذكور قبل «3». حرف: قرأ ابن عامر «4» يلقاه منشورا [13] بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف في باب الإمالة «5». وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان اللام وتخفيف القاف «6». حرف: قرأ حمزة والكسائي إمّا يبلغان [23] بألف مطوّلة بعد الغين وكسر النون على التثنية «7». وقرأ الباقون بغير ألف وفتح النون على التوحيد «8». حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية حفص أف [23] هاهنا، وفي الأنبياء [67] «9»، والأحقاف [17] «10» بكسر الفاء مع التنوين في الثلاثة «11».
حرف:
وقرأ ابن كثير وابن عامر بفتح الفاء من غير تنوين، وفي الأنبياء بكسر الفاء من غير تنوين، وفي الأحقاف بكسر الفاء مع التنوين، فقرأ في الثلاث سور بثلاث أوجه «1». وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد بكسر الفاء من غير تنوين فيهنّ «2»، يروي الشموني عن الأعشى «3». ولا تبصطها كل البصط [29] بالصاد، وقرأت في روايته بالسين فيهما، وقال أحمد بن صالح عن قالون في البصط لفظها بالصاد، وقد ذكر ذلك «4». حرف: قرأ ابن كثير كان خطأ [31] بكسر الخاء وفتح الطاء وألف ممدودة بعدها «5»، وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة خطأ بفتح الخاء والطاء من غير ألف ولا مدّ «6». وقرأ الباقون وابن عامر في رواية هشام «7» وابن بكّار بكسر الخاء وإسكان الطاء، وحمزة إذا وقف ألقى عليها حركة الهمزة، فتحرّكت بها على أصله «8». حرف: قرأ حمزة والكسائي وابن عامر «9» في رواية الثعلبي عن ابن ذكوان فلا
حرف:
تسرف في القتل [33] بالتاء، وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر، قال: نا القطيعي، قال: نا أبو هشام عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم بالتاء «1» أيضا، وهو وهم في أبي هشام؛ لأن أصحاب يحيى كلهم رووا ذلك عنه بالياء، وبذلك قرأ الباقون «2» وابن عامر في رواية الأخفش وابن أنس وابن المعلى وابن خرزاد وابن موسى وغيرهم عن ابن ذكوان، وفي رواية هشام وغيره. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي بالقسطاس هنا [35] وفي الشعراء [182] بكسر القاف، واختلف عن أبي بكر فروى الرفاعي عن حسين بن علي وضرار بن صرد عن يحيى عنه هاهنا بضم القاف، وفي (الشعراء) بكسرها. وقرأ الباقون بضم القاف، وكذلك روى سائر الرواة عن أبي بكر عن يحيى عنه «3». وكلهم قرأ هذه الكلمة بالسين إلا ما رواه الشموني عن الأعشى عن أبي بكر أنه قرأها بالصاد «4». حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر كان سيئه [38] بضم الهمز والهاء وإلحاقها واوا في اللفظ «5» على الإضافة والتذكير. وقرأ الباقون سيئة بفتح الهمزة ونصب تاء التأنيث مع التنوين على التوحيد «6».
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي: ليذكروا هاهنا [41] وفي الفرقان [50] بإسكان الذال وضمّ الكاف مع تخفيفها. وقرأ الباقون بفتح الذال والكاف مع تشديدهما «1»، في الموضعين. حرف: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص كما يقولون [42] بالياء وقرأ الباقون بالتاء «2». حرف: قرأ حمزة والكسائي عمّا تقولون [43] بالتاء. وقرأ الباقون بالياء «3». حرف: قرأ الحرميّان [30/ ب] وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص يسبّح له [44] بالياء «4»، وكذلك روى هبيرة من قراءتي وأبو شعيب القوّاس من قراءتي عن حفص «5» عن عاصم. وقرأ الباقون بالتاء، وكذلك قرأت في رواية هبيرة عن حفص «6» الاستفهامين في الموضعين وزبورا [55] قد ذكر قبل «7». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص «8»: ورجلك [14] بكسر الجيم، وكذلك روى أبو زيد «9» عن المفضل عن عاصم.
حرف:
وقرأ الباقون بإسكانها «1». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد «2» عن يحيى عنه أن يخسف بكم [68] أو نرسل عليكم [68] أن نعيدكم [69] فنرسل عليكم [69] فنغرقكم [69] بالنون في الخمسة، وقرأهنّ الباقون بالياء «3». حرف: وكلهم قرأ قاصفا من الريح [69] على التوحيد إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأه على الجمع، لم يروه غيره، وبذلك قرأ أبو جعفر المدني «4». حرف: قرأ أبو عمرو ومن كان في هذه أعمى [72] بالإمالة وقال أبو حمدون عن اليزيدي عنه أعمى مكسورة شيئا فهو في الآخرة أعمى [72] بالفتح «5». وقرأ عاصم في رواية المفضل وحماد وأبي «6» بكر من غير رواية الأعشى وابن عامر «7» في رواية ابن عتبة وحمزة والكسائي بإمالتهما جميعا، وكذلك روى أبو الحارث عن أبي عمارة عن حفص «8» عن عاصم، وقرأهما نافع على الاختلاف
حرف:
المذكور عنه في باب الإمالة في ذوات الياء في الفتح والتوسّط، واختلف عن ابن ذكوان عن ابن عامر في ذلك، فروى عنه الثعلبي وابن المعلى وابن أنس بإخلاص فتحهما «1»، وبذلك قرأت في رواية الأخفش عنه من جميع الطرق، وقال في كتابه عنه الميم مكسورة في الكلمتين جميعا إشماما وسطا من ذلك، ولا يعرف أهل الأداء ذلك، واختلف عن نصير عن الكسائي «2»، فروى عنه محمد بن عيسى وعلي بن أبي نصر أنه أمال الأول وفتح الثاني مثل أبي عمرو، وروى الزيداني عنه أنه أمالهما معا، وبذلك قرأت له «3». وقرأهما الباقون وابن عامر في رواية هشام «4» بإخلاص الفتح. وكذا روى الأعشى عن أبي بكر «5» من قراءتي له من طريق النقّار عن الخيّاط عن الشموني، ومن طريق ابن غالب، وقال: النقّار «6» في كتابه فتحها، وقال غيره عن الخيّاط عن الشموني عنه بين التفخيم «7» والتضجيع، وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر بالتفخيم فيهما، فخالف ابن جبير أبو عبيد، فحكى عن الكسائي عن أبي بكر الإمالة فيهما، وبذلك قرأت في روايته «8». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي: خلافك [76] بكسر الخاء وفتح اللام وألف بعدها. وقرأ الباقون بفتح الخاء وإسكان اللام من غير ألف «9». حرف: قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وناء بجانبه هاهنا [83] وفي فصّلت
[51] الهمزة بعد الألف «1». وقرأها الباقون بالهمزة قبل الألف «2». وقال ابن ذكوان «3» في حفظي عن أيّوب ونأى مهموزة مقصورة يريد مثل الجماعة، واختلفوا بعد ذلك في إمالة فتحة النون والهمزة في السورتين، وفي إخلاص فتحهما: فقرأ الكسائي بخلاف عن نصير «4» عنه وحمزة في رواية خلف وابن سعدان وأبي هشام بإمالة فتحة النون والهمزة جميعا «5» في السورتين، وروى ذلك عن خلف نصّا محمد بن الجهم والحلواني، وعن ابن سعدان محمد بن واصل، وكذلك روى جعفر بن محمد الحمامي عن الدوري عن سليم، وكذلك روى الكسائي عن أبي بكر «6» عن عاصم في السّورتين وقرأ حمزة في رواية خلّاد «7» ورجاء وأبي عمر بفتح النون وإمالة فتحة الهمزة في السورتين. وكذلك روى محمد بن يحيى [31/ أ] المروزي عن ابن سعدان عن سليم، وكذلك روى نصير عن الكسائي حدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «8»، قال: حدّثني أبو الزعراء عن أبي عمر عن سليم عن حمزة، ونا بفتح النون وكسر الهمزة. وروى ابن كيسة عن سليم عنه أنه يبطح، ولم يذكر النون ولا الهمزة، وأظنه يريد
الهمزة، وروى ابن جبير عن سليم مقصورة مهموزة نصا لم يزد على ذلك، وقرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد «1» بفتح النون وإمالة فتحة الهمزة في هذه السورة خاصة، وبفتحهما معا في (فصّلت)، واختلف عن أبي بكر «2» فروى عنه العليمي مثل رواية المفضل وحمّاد بفتح النون وإمالة فتحة الهمزة هنا، وبفتحهما معا في (فصّلت)، فروى عنه يحيى الجعفي ونأى مثل رأى، فهذا يدلّ على أنه يميل فتحة النون والهمزة «3»، وروى عنه ابن أبي أميّة نأى مثل (نعى) مكسور الألف ولا يمدّها وقال: في (السجدة) «4» ونأى ولا يكسرها، فوافق رواية العليمي، وروى عنه الكسائي بإمالة فتحة النون والهمزة جميعا في السورتين «5». ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر، قال: نا محمد بن الجهم عن أبي ثوبة عن أبي بكر ونأى مثل رمى ولا يمدّها، وكذلك روى ابن فرح عن أبي عمر عن الكسائي عن أبي بكر في كتاب «6» الآثار للكسائي، وروى ابن أبي حمّاد عنه ونأ في (حم) مكسورة لم يزد على ذلك ولا ذكر التي هاهنا. وروى الأعشى، وروى البرجمي عنه بفتح النون والهمزة في السورتين «7». حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: نا سمعت أبو يوسف قرأ التي في بني إسرائيل على أبي بكر بغير كسر، واختلف عن يحيى بن آدم فروى عنه خلف عن أبي بكر منصوبة النون مكسورة
الهمزة، وقال: موسى بن حزام عنه مكسورة الألف، ولا يمدّها، وكذلك قال حسين العجلي عنه، وزاد في السجدة لا يكسرها، وكذا قال شعيب عنه نأى مكسورة الهمزة في بني إسرائيل خاصة. وقال ابن شاكر عنه في سورة السجدة: لا يمدّها ويفتح الهمزة. وقال أبو هشام عنه ونأى على معنى ونعى يعني بكسر الألف وفي حم السجدة مثلها. وقال ابن المنذر عنه: ونأى مثل (نعي) بفتح النون والهمزة، وقرأت أنا له من رواية الصريفيني بفتح النون وإمالة فتحة الهمزة هاهنا وبفتحهما معا في فصّلت كرواية العليمي عن أبي بكر سواء واختلف أصحاب اليزيدي عنه عن أبي عمرو في ذلك، فروى ابنه عبد الرحمن «1» وأبو حمدون عنه الهمزة قبل لام الفعل، وهي مفتوحة من (نأيت). وروى ابنه عن إسماعيل عنه في هذه السورة الألف مقصورة مهموزة مفتوحة، وفي حم السجدة بهمزة بعدها ياء في كل القرآن كقوله: نعى وهذا يدلّ على الإمالة، وكذلك روى أبو خلّاد عنه في السجدة، وقال: هنا ونأى [23] مقصورة لم يزد على ذلك. وروى محمد بن أحمد البرمكي عن أبي عمر عنه ونأى بفتحها وبقصرها، وروى إسماعيل بن يونس السبيعي عن أبي عمر عنه ونأى مهموزة مثل (نعى) في كل القرآن. لم يزد على ذلك. وروى أبو شعيب عنه مفتوحة النون والألف في كل القرآن «2» بهمزة بعدها ياء، كقوله: (نعا)، وأول قوله: يوجب الفتح وآخره يدلّ على الإمالة. وروى ابن جبير في (مختصره) ونأى مثل (نعى) لم يزد على ذلك، وقال: في (جامعه) عنه مقصورة مهموزة، وروى شجاع عنه هاهنا مقصورة الألف مفتوحة وفي السجدة بهمزة بعدها ألف في كل القرآن كقوله: نعى، وروى عبيد الله «3» بن اليزيدي عن عمّه إبراهيم وأخيه أبي جعفر «4» عنه بهمزة بعدها ياء، مثل (نعى)، وروى [31/ أ] العباس «5» عن عمّه إبراهيم
عنه ونأى مكسورة الهمزة مثل رأى والياء بعد الهمزة، وهذا قول لا إشكال فيه، وروى ابن سعدان عنه في جامعه، ونا بالفتح والمدّ بعد الهمزة، وقال عنه في مجرّده ونأى مهموزة موصولة، ولا معنى لقوله موصولة، والصواب «1» مقصورة، ولعله قد قال ذلك فغلط عليه، ونا عبد العزيز بن محمد «2»، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: قال لي أبو بكر عن عبد العزيز بن محمد الهلالي عن أبيه «3» عن محمد بن عمر الرومي «4»، قال: روى يحيى عن أبي عمرو ونأى بالفتح، وبهذا قرأت أنا في رواية اليزيدي، وشجاع من جميع الطرق «5» ما خلا أبا شعيب السوسي عن اليزيدي، فإن شيخنا أبا الفتح حكى لي عن قراءته في روايته عنه بالوجهين «6» بإمالة فتحة الهمزة في السورتين وبإخلاص فتحها فيهما وقرأت في رواية عبد الوارث «7» بإمالة فتحة الهمزة في السورتين. فأما نافع فقياس رواية من روى عن المسيّبي وإسماعيل وقالون «8» إخلاص الفتح في ذوات الياء، ورواية من روى عنهم
التوسّط «1» في اللفظ في ذلك أن يكون ذلك جاريا في الهمزة والألف في هذين الموضعين؛ لأنهما من ذوات الياء على أن أبا يعقوب وداود قد نصّا عن ورش «2» عنه على ذلك بالفتح، فحدّثنا ابن غلبون، قال: نا إبراهيم بن محمد، قال: نا ابن سيف، قال: نا أبو يعقوب. ح أنا أبو الفتح، قال: نا أبو عمر بن محمد، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا عبيد بن محمد، قال: نا داود، قال: نا ورش عن نافع أنه كان يفتح ونأى بجانبه [83] وروى ابن شنبوذ أداء عن بكر بن سهل «3» عن أبي الأزهر وعن النحّاس «4» عن أبي يعقوب عن ورش بفتح النون وكسر الهمزة، قال أبو عمرو وقرأت أنا كذلك في كل الطرق عن ورش «5» بين بين حملا على نظائره، ما خلا رواية الأصبهاني عن أصحابه عنه، فإني قرأت له بإخلاص الفتح «6»، ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن منير، قال: نا عبيد «7» الله بن عيسى، قال: نا قالون عن نافع ونأى بجانبه [83] ألف ونأى مفتوحة غير ممدودة، وكذا قال القاضي والقطري والكسائي وسائر أصحاب قالون عنه، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بفتح النون والهمزة في السورتين، وقرأ ابن كثير
حرف:
وعاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية هشام بإخلاص فتح النون والهمزة في السورتين «1». حرف: وكلهم قرأ مدخل صدق [80] ومخرج صدق [80] بضم الميم في الحرفين إلا ما رواه ابن عطارد والحسن بن جامع عن أبي حمّاد ومحمد بن عبد الله الجيزي عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه فتح الميم فيهم «2». حرف: وكلهم قرأ وننزّل من القرآن [82] بالنون إلا ما رواه حسين المروزي «3» عن حفص عن عاصم أنه قرأ وينزّل بالياء، قال لي الفارسي: قال لي أبو طاهر: كذا وجدته في كتابي معجما بالياء، ولم يروه عن غيره «4». حرف: قرأ الكوفيون حتى تفجر لنا [90] بفتح التاء وإسكان الفاء وضمّ الجيم وتخفيفها «5». وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الفاء وكسر الجيم وتشديدها «6». وروى ابن غالب «7» عن الأعشى تفجر وتفجر بالتخفيف والتشديد، وبذلك قرأت في روايته وأجمعوا على التشديد في قوله: فتفجر الأنهار [91] من أجل قوله: تفجيرا [91] «8».
حرف:
حرف: قرأ نافع وابن عامر في غير رواية ابن بكار وعاصم في غير رواية هبيرة عن حفص علينا كسفا [92] هاهنا بفتح السين «1»، وقرأ الباقون بإسكانها «2». وكذلك روى ابن بكّار عن ابن عامر [32/ أ] وهبيرة عن حفص فيما قرأت «3». وقرأ عاصم في رواية عمرو وعبيد وأبي شعيب عن حفص في الشعراء [187] وسبأ [9] كسفا من السماء بفتح السين فيهما «4». وروى أبو هبيرة «5» عن حفص بإسكان السين في الشعراء وفتحها في سبأ، وروى أبو عمرو عن أبي عمارة عنه بإسكان السين في السورتين «6»، ولم يرو إسكانها في سبأ غيره. وقرأ الباقون بإسكان السين فيهما، وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان «7» وابن بكّار والوليد في الروم [48] ويجعله كسفا بإسكان السين، واختلف «8» في ذلك عن هشام، فروى عنه الحلواني أنه فتح السين، وبذلك أقرأني أبو الفتح من طريقه ومن طريق ابن عباد عن هشام، وبذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام، وكذلك روى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر، ونا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن عامر أنه أسكن السين، ولم يذكر عنه خلافا، فدلّ على أن الروايتين متفقتان على الإسكان. عنه وحدّثنا طاهر بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر ويجعله كسفا جزم، وكذلك
حرف:
روى ذلك عن هشام نصا أبو زرعة الدمشقي والفضل بن محمد الأنطاكي وأحمد بن القاسم بن عطية، وبذلك أقرأني أبو الحسن في رواية الحلواني وأبو الفتح من طريق عبد الله بن الحسن عن أصحابه عنه. وقرأ الباقون بفتح السين، وأجمعوا على إسكان السين في سورة والطور [44] في قوله: وإن يرو كسفا لوصفه بالواحد المذكور، في قوله ساقطا «1». حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر قال سبحان ربّي [93] بالألف على الخبر، وكذلك هو في مصاحف أهل مكة والشام. وقرأ الباقون قل بغير ألف على الأمر، وكذلك في مصاحفهم «2». حرف: قرأ الكسائي لقد علمت [102] بضم التاء «3»، وكذلك روى الأعشى عن أبي بكر في اختياره «4». وقرأ الباقون بفتح التاء. في هذه السورة من ياءات الإضافة اثنتان. إحداهما: وقل لعبادي يقولوا [53] أسكنها الكل «5» إلا ما رواه ضرار بن صرد وأبو هشام الرفاعي عن يحيى بن آدم عن أبي بكر ومحمد بن خلف التيمي عن
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط اثنتان أيضا.
الأعشى عنه أنه فتح الياء، ولم يرو ذلك عن غيره «1». والثانية: خزائن رحمة ربّي [100] إذا فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون «2». وفيها من الياءات المحذوفات من الخط اثنتان أيضا. إحداهما: لئن أخّرتن [62] أثبتها ابن كثير في الوصل والوقف «3»، واضطرب قول ابن مجاهد عنه في الوقف، فقال في كتاب الياءات وفي كتاب المكيّين: الوقف بالياء، وقال في كتاب الجامع: الوصل بالياء والوقف بغير ياء، وقال: نا محمد عنه في كتاب السبعة بالياء في الوصل، ولم يذكر الوقف، إلا أنه قرأ به هناك لنافع وأبي عمرو، فدلّ ذلك على أن الوقف بالحذف، ثم قال: في آخر السورة يقف بياء ويصل بياء، وروى الزينبي عن قنبل والبزّي بإثبات الياء في الحالين، وعن ابن فليح بحذفها فيهما، وأثبتها نافع وأبو عمرو في الوصل، وحذفها في الوقف «4». وحذفها الباقون في الحالين «5». والثانية فهو المهتد [97] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو «6»، وكذا جاء به منصوصا عن اليزيدي عن أبي عمرو «7» أبو عمر وأبو عبد الرحمن وأبو حمدون وروى الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي أنه يقف بالياء في [32/ ب] «المهتدي» في كل القرآن، وهذا غلط من الحلواني؛ لأن المصاحف «8» اتفقت على حذف الياء في هذا الموضع، وفي الذي في الكهف «9»، واتفقت على
إثباتها في الذي في الأعراف خاصة، ومن قول أبي عمرو المجمع عليه عنه الوقف على ما في الرسم من إثبات، وحذف على حال ما رسم من غير مخالفة له، ولا عدول عنه. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر المهتدي بالياء في هذه السورة، ولم يذكر وصلا ولا وقفا، وحذف الباقون الياء هاهنا في الحالين، وكذلك روى أبو سليمان أداء عن قالون، لم يروه غيره.
ذكر اختلافهم في سورة الكهف
سورة الكهف ذكر اختلافهم في سورة الكهف «1» حرف: قرأ عاصم في رواية حفص عوجا [1] يسكت على الألف سكتة «2» لطيفة من غير قطع ولا تنوين، ثم يقول: قيّما [2]
«1» وكذلك يسكت مع مراد «2» الوصل على الألف في يس [52] في قوله: من مرقدنا ثم يقول: هذا [يس: 52] «3». وكذا يسكت على النون في القيامة في قوله: وقيل من [القيامة: 27] وعلى اللام في المطففين [14] في قوله: كلا بل ثم يقول: راق [القيامة: 27] وران [المطففين: 14] «4». يقف في هذه الأربعة المواضع بنيّة الوصل. نا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن الحسين، ونا طاهر بن غلبون، قال: نا علي بن محمد، قالا: نا أحمد بن سهل الأشناني، قال: نا علي بن محصن، قال: نا عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم أنه كان يقف على عوجا [1] ثم يبتدئ قيّما [2] في القطع والوصل جميعا، وفي يس [52] من مرقدنا يقف ويبتدئ هذا ما وعد الرحمن وفي القيامة [27] وقيل من يقف ويبتدئ راق
حرف:
[القيامة: 27] وفي المطففين [14] كلا بل يقف ثم يبتدئ ران. قال الأشناني سألت علي بن محصن فقلت: هل خالف أبو شعيب القوّاس «1» أبا حفص «2» في شيء من القرآن قال: لا، فقلت له: فكان يقف على هذه الأربعة الأحرف كما كان يقف أبو حفص. قال: نعم، نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر، قال: حدّثني وهيب، قال: نا الحسن بن المبارك، قال: نا أبو «3» حفص «4» عن أبي عمر «5» عن عاصم أنه كان يحب أن يسكت على قوله: عوجا وصل أو قطع، قال أبو عمرو: وقد أقرأني أبو الفتح عن قراءته في رواية هبيرة السكت هاهنا، وفي يس وفي القيامة والمطففين بغير سكت وإدغام النون واللام في الراء، وقال هبيرة في كتابه عنه: بل ران [المطففين: 14] لا يدغم، وقال الزهراني عنه: يكمل اللام، يريد تبيينها، وقال حسين المروزي وأبو شعيب عنه بل ران يدغم اللام في الراء. وقرأ الباقون في الأربعة بالوصل من غير سكت، وأدغموا النون واللام في الراء في من راق [القيامة: 27] بل ران وقد ذكرت الاختلاف عن نافع في الإدغام في بابه. حرف: قرأ عاصم في رواية حمّاد وأبي بكر من طريق يحيى «6» بن آدم والعليمي والكسائي عنه من لدنّي [76] بإسكان الدال وإشمامها الضم وكسر النون والهاء ووصلها بياء «7» في اللفظ لأجل الكسرة قبلها، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر، قال: نا إدريس «8» عن أحمد بن عمر الوكيعي،
وعن خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم من لدنه [2] يشمّ الدال الضمة ويكسر النون والهاء، وروى موسى بن حزام عن يحيى عن أبي بكر من لدنه بجزم الدال وبنصب اللام، ويحرّك «1» النون تخفيف، وروى خلف عن يحيى مخفّفة مكسورة النون ويجزم الدال ويشمّها الضمّة، وينصب اللام. وروى ابن شاكر عن يحيى من لدنه خفيف بنصب اللام وجزم الدال. وروى حسين بن الأسود «2» من لدنه خفيف لم يزد على ذلك. وكذلك روى ابن أبي أميّة عن أبي بكر، قال أبو عمرو: والإشمام هاهنا [33/ أ] وفي الموضع الذي في النساء [40] والموضعين اللذين في هود [1] والنمل [6] على رواية الكسائي عن أبي بكر يكون إيماء بالشفتين لا غير؛ لأن الدال ساكنة خالصة السكون بدليل كسر النون بعدها للساكنين، فلا يقرع لذلك السمع، ولا يدرك معرفته إلا البصير دون الأعمى «3». وقرأ الباقون بضم الدال والهاء وإسكان النون «4»، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر «5»، ووصل ابن كثير الهاء بواو في اللفظ على أصله، ولم يصلها
حرف:
الباقون على أصولهم «1». ويبشّر المؤمنين [2] قد ذكرت «2». حرف: وكلهم قرأ من أمرنا رشدا [10] بفتح الراء والشين إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر «3» أنه ضمّ الراء وسكّن الشين «4». حرف: قرأ نافع وابن عامر مرفقا [16] بفتح الميم وكسر الفاء، واختلف عن أبي بكر «5» عن عاصم، فروى عنه الكسائي والأعشى ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وابن جبير وهارون بن حاتم وحسين بن علي «6» من رواية خلّاد وأبي هشام وهارون عنه الموافقة لنافع «7». حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عمر بن الحسين الشيباني «8»، قال: نا المنذر «9»، وقال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم مرفقا مثل نافع،
حرف:
وروى عنه العليمي ويحيى بن آدم وابن أبي أميّة وإسحاق الأزرق بكسر الميم وفتح الفاء «1»، وكذلك روى الحسن الرازي عن هارون عنه. وروى عنه البرجمي الوجهين جميعا «2». وقرأ الباقون بكسر الميم وفتح الفاء، وكذلك روى حفص وحمّاد والمفضل عن عاصم. حرف: قرأ ابن عامر في رواية الوليد تزور [17] بإسكان الزاي وتشديد الراء من غير ألف على لفظ (تحمرّ وتصفر) «3»، وروى الوليد عن يحيى عنه تزوّر بفتح الزاي وتشديد الواو من غير ألف «4». وقرأ الكوفيون تزاور بفتح الزاي وتخفيفها وألف بعدها وتخفيف الراء. وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم شدّدوا الزاي «5». حرف: قرأ الحرميّان «6»: ولملئت منهم [18] بتشديد اللام «7». وقرأ الباقون بتخفيفها «8» ونا خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي، قال: نا يونس، قال: أقرأني ابن كيسة عن سليم عن حمزة ولمليت مخففة
حرف:
بغير همز، لم يرو ترك الهمز في ذلك في حال الوصل حمزة إلا من هذا الوجه، ولعله أراد أنه بغير همز في الوقف «1» فيوافق الجماعة. رعبا [18] قد ذكر «2». حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحماد والمفضل «3»، وفي رواية هبيرة وأبي شعيب القوّاس عن حفص «4» فيما قرأت، وأبو عمرو «5» وحمزة بورقكم [19] بإسكان الراء. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم من رواية عمرو وعبيد وأبي شعيب وأبي عمارة وأبي الربيع وابن شاهي بكسر الراء «6»، وكذلك روى حسن بن جامع عن أبي حمّاد والحسن الرازي عن هارون بن حاتم عن أبي بكر، لم يروه عنه غيرهما «7». حرف: قرأ حمزة والكسائي ثلاث مائة سنين [25] بغير تنوين على الإضافة،
حرف:
وقرأ الباقون بالتنوين «1». حرف: قرأ ابن عامر ولا تشرك في حكمه [26] بالتاء وجزم الكاف على النهي، وقرأ الباقون بالياء ورفع الكاف على الخبر «2». بالغداة والعشي [28] قد ذكر «3». حرف: قرأ عاصم «4» بخلاف عن أبي بكر وكان له ثمر [34] وأحيط بثمره [42] بفتح الثاء والميم، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي عن أبي هشام «5» عن حسين عن أبي بكر بضم الثاء والميم في الموضعين، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عمر بن الحسن «6»، قال: نا المنذر بن محمد، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم وقرأ كل شيء [33/ ب] في ثمر إلا حرفين قرأهما بالرفع وكان له ثمر [34] وأحيط بثمره [42] وقرأ أبو عمرو بضم وإسكان الميم في الموضعين «7» وقرأهما الباقون بضم الثاء والميم «8».
حرف:
حرف: قرأ الحرميان وابن عامر منهما منقلبا [36] بالميم على التثنية، وكذلك في مصاحفهم، وقرأ الباقون «منها» بغير ميم على التوحيد، وكذلك في مصاحفهم «1» وقد غلط الحلواني على ابن كثير في ذلك، فحكى عن القوّاس عن أصحابه عنه منها بغير ميم، وخالفه البزّي وقنبل والخزاعي وأبو ربيعة، فرووا ذلك بالميم. حرف: قرأ ابن كثير «2» في رواية الخزاعي عن أصحابه عن البزّي والقوّاس وابن فليح، وفي رواية محمد بن هارون عن البزّي ونافع في رواية المسيّبي «3»، وفي رواية ابن جبير عن إسماعيل، وفي رواية عبد الله بن عيسى المدني عن قالون «4» وعاصم في رواية البرجمي عن أبي بكر «5»، وفي رواية ضرار بن صرد عن يحيى عنه، وفي رواية هبيرة عن حفص «6» وابن عامر «7» لاكنا هو الله [38] بإثبات الألف بعد
النون في الوصل والوقف، وكذلك روى عبيد بن موسى عن حمزة «1» وعصمة «2» بن عروة عن أبي عمرو «3» ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن منير، قال: نا عبد الله بن عيسى «4»، قال: نا قالون عن نافع لاكنا بإثبات الألف في القراءة والكتابة «5» والقطع والابتداء، قال أبو موسى «6» عبد الله: الوقف على لكنا ووصله واحد تبين فيه الألف، قال: أبو عمرو ولم يأت بهذا عن قالون أحد غير عبد الله بن عيسى وهو ثقة ضابط، وروى حذف الألف في الوصل عنه نصّا أحمد بن صالح والحلواني، وروى ابن المسيّبي عن أبيه لكنّا مثقلة في الكتاب والقراءة، وروى ابن واصل عن ابن سعدان عنه بالألف في الكتابة والقراءة جميعا، وخالفهما عنه أبو عمارة فقال يطرح الألف في الوصل «7». كذلك روى أصحاب إسماعيل «8»
وورش «1» وأصحاب أبي بكر وحفص، وروى إسحاق الأزرق «2» عن أبي بكر لكن هو الله ربّي خفيفة النون، يريد ساكنة، لم يروه عنه أحد غيره. وقال أبو خليد عتبة بن حمّاد عن نافع لكنا هو الله جزم موافق ما رواه الأزرق عن أبي بكر، وروى ضرار بن صرد عن يحيى عنه بين الألف وصل أو قطع. وروى خلف عن يحيى «3» يشدّد النون ويحذف الألف في الوصل، وكذلك روى ابن المنذر عنه. وكذا قال الأعشى ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم والكسائي عن أبي بكر في الألف. وقرأ الباقون وابن كثير «4» في غير رواية الخزاعي هارون ونافع «5» في غير رواية المسيّبي «6» والمدني عن قالون وابن جبير عن أصحابه، وعاصم من غير رواية البرجمي «7» وهبيرة بحذف الألف في الوصل وإثباتها في الوقف «8» بيانا للفتحة، كما أثبتوها كلهم فيه في كلمة «أنا» حيث وقعت كذلك، وقد خالف الجماعة قتيبة «9» بن مهران، فروى عن الكسائي أنه يقف لكن بغير ألف، ونا فارس، قال: نا (محمد الأصبهاني)، قال: نا محمد بن محمد نا «10» عبد الله بن أحمد البزاز «11»، قال: نا
حرف:
إسماعيل بن شعيب «1»، قال: نا أحمد بن محمد الأصبهاني «2»، قال: نا محمد بن يعقوب «3»، قال: نا العباس بن الوليد «4»، قال: نا قتيبة عن الكسائي لكن هو الله ربّي [38] بنصب النون ووقفه بالنون، لم يروه عنه أحد غير قتيبة «5»، وخالفهما أيضا الوليد بن عتبة. وروى عنه ابن شاكر بإسناده عن ابن عامر أنه أثبت الألف في الوصل، وحذفها في الوقف. حرف: [34/ أ]: وكلهم قرأ ماؤها غورا [41] هنا. وفي الملك [30] ماؤكم غورا بفتح الغين، إلا ما رواه البرجمي «6» عن أبي بكر أنه ضمّ الغين هاهنا بلا خلاف عنه، وضمّها وفتحها في الملك، قرأ هناك بالوجهين جميعا، لم يتابعه على ذلك عن أبي بكر أحد «7». حرف: قرأ حمزة والكسائي ولم تكن له فئة ينصرونه [43] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء «8». حرف: قرأ حمزة والكسائي هنالك الولاية [44] بكسر الواو، واختلف عن أبي
حرف:
بكر «1» فروى يحيى الجعفي وابن جبير وخلّاد عن حسين عنه أنه كسر الواو، وروت الجماعة «2» أنه فتحها، وكذلك روى هارون وأبو هشام عن حسين عنه، وبذلك قرأ الباقون «3». حرف: قرأ أبو عمرو والكسائي لله الحق [44] برفع القاف، وخفضها الباقون «4». حرف: قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر «5» وحمزة وخير عقبا [44] بإسكان القاف وضمها الباقون، وكذلك روى إسحاق الأزرق وخلّاد عن حسين والمنذر بن محمد عن هارون جميعا عن أبي بكر عن عاصم، حدّثنا الفارسي، قال: نا عمر بن الحسن، قال: نا المنذر، قال: ثنا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم عقبا مشددة، يريد مضمومة القاف، والعبارة بالتشديد على الضم مجاز واتّساع، بذلك من حيث اشتركا في الثقل والعدول عن الخفّة. أخبرت عن محمد بن الحسن، قال: نا الرازي، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم عقبا مثقل «6». حرف: قرأ حمزة والكسائي تذروه الريح [45] بغير ألف على التوحيد، وكذلك روى التيمي والأعشى وابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر «7» عن عاصم لم يروه غيرهما، وقرأ الباقون بالألف على الجمع وقد ذكر «8».
حرف:
حرف: قرأ الكسائي وابن عامر وأبو عمرو ويوم تسير [47] بالتاء وضمها وفتح الياء «1»، الجبال [47] بالرفع، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص «2» عن عاصم، وقرأ الباقون بالنون وضمها وكسر الياء «3»، ونصب الجبال وكذلك روت الجماعة عن حفص «4». حرف: قرأ حمزة ويوم يقول [52] بالنون وقرأ الباقون بالياء «5». حرف: قرأ الكوفيون العذاب قبلا [55] بضم القاف والباء، وقرأ الباقون بكسر القاف وفتح الباء «6». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص لمهلكهم هنا [59] وفي النمل [49] مهلك أهله بفتح الميم وكسر اللام فيهما «7»، وقرأ في رواية المفضل «8» وحماد «9» بفتح الميم واللام في الموضعين. واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى من غير رواية الرفاعي والعليمي والكسائي، وابن أبي أمية ويحيى الجعفي وابن عطارد والتيمي عن الأعشى أنه فتح الميم واللام في السورتين «10» كرواية المفضل وحمّاد «11» سواء،
حرف:
وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى «1»، والرفاعي عن يحيى عنه أنه ضم الميم وفتح اللام في الكهف وفتح اللام والميم في النمل [49]، وروى ابن جامع عن أبي حماد والمنذر بن محمد عن هارون عنه ضدّ ذلك أنه فتح الميم واللام (في الكهف) وضمّ الميم وفتح اللام في (النمل) «2»، وروى الحسين «3» الرازي عن هارون عنه لمهلكهم [59] بكسر اللام. وروى البرجمي «4» عنه أنه ضم الميم وفتح اللام في السورتين. وبذلك قرأ الباقون «5». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وما أنسانيه هاهنا [63] وفي الفتح [10] عليه «6» بضم الهاء في حال الوصل في الحرفين، وقال ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عليه الله [الفتح: 10] مثله. وقرأهما الباقون بكسر الهاء «7» فيه، ولم يمل فتحة السين هاهنا إمالة خالصة غير الكسائي «8».
حرف:
حرف: قرأ أبو عمرو مما علمت رشدا [66] بفتح الراء والشين «1». وقرأ ابن عامر في رواية التغلبي «2» عن ابن ذكوان بضم الراء والشين [34/ ب] وكذلك روى هشام عن عمر بن عبد الواحد عن يحيى بن الحارث موقوفا عليه، قال لنا محمد بن علي، قال لنا ابن مجاهد «3» هكذا في كتابي عن أحمد بن يوسف عن ابن ذكوان رشدا خفيفة. وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الشين «4»، وكذلك روى الأخفش وسائر الرواة عن ابن ذكوان وابن عتبة والوليد وهشام بإسناده عن ابن عامر «5». حرف: قرأ نافع وابن عامر فلا تسألن [70] بفتح اللام وتشديد النون «6». وقرأهما الباقون بإسكان اللام وتخفيف النون «7». ويأتي الاختلاف في إثبات الياء وحذفها في آخر السورة.
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي ليغرق [71] بالياء وفتحها وفتح الراء أهلها [71] برفع اللام، وقرأ الباقون بالتاء وضمها وكسر الراء ونصب اللام «1». حرف: قرأ الحرميان وأبو عمرو نفسا زاكية [74] بألف بعد الزاي وتخفيف الياء، وقرأ الباقون بغير ألف وتشديد الياء «2». حرف: قرأ نافع «3» في غير رواية إسماعيل وابن عامر «4» في رواية ابن ذكوان وعاصم «5» في غير رواية حفص نكرا في الموضعين هاهنا [74 و 87] وفي الطلاق [8] بضم الكاف، وروى ابن عتبة «6» عن ابن عامر الحرف الأول بضم الكاف، وفي الثاني بإسكانها. وقرأ الباقون ونافع في رواية إسماعيل وابن عامر في رواية هشام والوليد وعاصم في رواية حفص بإسكان الكاف في الثلاثة «7».
حرف:
حرف: قرأ نافع من لدني عذرا [76] بضمّ الذال وتخفيف النون «1»، وروى موسى بن إسحاق «2» الأنصاري عن المسيّبي عنه أنها موقوفة حيث وقعت، وروى حمّاد بن بحر عن المسيّبي نونها موقوفة حيث وقعت، وذلك غلط منهما، واختلف عن أبي بكر في ذلك، فروى الكسائي من قراءتي والأعشى «3» عنه بضم الدال وتخفيف النون مثل نافع «4»، وقال أبو عمر «5» عن الكسائي عنه بتخفيف النون لم يزد على ذلك. وقال ابن الجهم عن أبي ثوبة عن الكسائي عنه بفتح اللام وضم الدال والنون خفيفة. وقال ابن جبير عن الكسائي عنه بضم اللام وجزم، وقال أبو عبيد في كتاب «6» القرآن عنه عن أبي بكر يشمّ اللام الضمة مع جزم الدال، وإشمام اللام خطأ منه، وقد قال في كتابه «7» المعاني عن الكسائي عن أبي بكر بفتح اللام، وهو الصواب، غير أنه لم يذكر الدال هناك، وقال ابن أبي أمية وإسحاق الأزرق وعبيد بن نعيم وابن عطارد وأبو عمارة الأحول والتيمي عن الأعشى وخلّاد عن حسين عن أبي بكر بتخفيف النون، لم يذكروا غير ذلك. وروى هارون عن حسين ومحمد بن جنيد عن الأعشى عنه بضم اللام «8» والدال ساكنة والنون خفيفة، وهما في اللام. على أن ابن جبير وأبا عبيد قد تابعاه عن الكسائي عن أبي بكر على ضمّها، فالضمّ لغة «9»،
وروى العليمي عن أبي بكر بإسكان الدال وإشمامهما الضم وتخفيف النون «1»، وكذا روى عن حمّاد عن عاصم. وروى معلى بن منصور ويحيى الجعفي والبرجمي، وابن أبي حمّاد من رواية ابن جامع عنه عن أبي بكر مشددة النون «2» وقال ابن جامع: من لدني [76] مثقل عذرا [76] مخفف، وحكى ابن مجاهد عن ابن ثوبان «3» عن ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم من لدنّي مشددة، وقال لنا الفارسي قال لنا أبو طاهر: ورأيت أنا في كتاب ابن ثوبان «4» الذي يرويه عن ابن جامع [35/ أ] عن أبي حمّاد عن أبي بكر من لدنّي عذرا خفيف والله أعلم. قال أبو عمرو: قوله خفيف، يريد به عذرا، واختلف أصحاب يحيى بن آدم فروى عنه خلف مخففة مكسورة النون ويجزم الدال ويشمها الضمة وينصب اللام، قال: وفي أول السورة من لدنى مثله وكذا قرأت في رواية الصريفيني عنه، وروى موسى بن حزام عنه بنصب اللام وبجزم الدال مخففة، ويشم ضمة بعد الدال وقبل النون. وروى حسين العجلي والوكيعي وابن شاكر عنه خفيفة النون، وقال لنا الفارسي عن أبي طاهر عن أبي بكر عن موسى بن إسحاق عن أبي هشام عنه نصب اللام ورفع الدال. وقال لنا الفارسي عن أبي طاهر عن العجلي والقطيعي عن أبي هشام عنه من لدني خفيف لم يزد على ذلك وكذا قال ضرار عن يحيى قال أبو عمرو «5»: والإشمام في هذه الكلمة على رواية من رواه عن عاصم، وعن أبي بكر يكون إيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال، وقبل كسر النون كما لخّصه موسى بن حزام عن يحيى بن آدم، ويكون أيضا إشارة بالضم إلى الدال، فلا يخلص لها سكون بل
حرف:
هي على ذلك في زنة المتحرك. وإذا كان إيماء كانت النون المكسورة نون لدن الأصلية، كسرت لسكونها وسكون الدال قبلها، وأعمل العضو بينهما ولم تكن النون التي تصحب «1» يا المتكلم، بل هي المحذوفة تخفيفا لزيادتها، وإذا كان الإشارة بالحركة كانت النون المكسورة التي تصحب يا المتكلم لملازمتها إيّاها كسرت كسر بناء، وحذفت الأصلية قبلها للتخفيف. وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل بضم الدال وتشديد النون «2». حرف: وكلهم قرأ يضيفوهما [77] بفتح الضاد وتشديد الياء من ضيفت إذا أنزلته إلا ما رواه أبو زيد وجبلة عن المفضل «3» عن عاصم أن يضيفوهما خفيفة «4»، من أضفت ومثل الجماعة قرأت «5» له. حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو لتخذت عليه [77] بتخفيف التاء وكسر الخاء من غير ألف، وكذلك روى عبد الحميد بن بكار بإسناده عن ابن عامر، وقرأ الباقون لا تخذت بتشديد التاء وفتح الخاء وألف في الخط بعد اللام «6».
حرف:
وقد تقدم ذكر الاختلاف في إدغام الذال وإظهارها «1». حرف: «2» قرأ نافع وأبو عمرو أن يبدلهما هاهنا [81] ليبدلنهم في النور [55] وأن يبدله أزواجا في التحريم [5] وأن يبدلنا خيرا منها في نون والقلم [32] بفتح الباء وتشديد الدال في الأربعة «3». وقرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وحماد بإسكان الباء وتخفيف الدال فيهن «4». وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل في (النور) «5» وحدها بفتح الباء وتشديد الدال، وفي الثلاثة المواضع بإسكان الباء وتخفيف الدال. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن فرح عن أبي عمر عن أبي عمارة عن حفص «6» أنه قرأها في هذه السورة بالتشديد، وخالفت الجماعة عن حفص «7» فرووا عنه مثل حمزة في الباء كله. حرف: قرأ ابن عامر وأقرب رحما [81] بضم الحاء «8». وأسكنها الباقون «9». حرف: وكلهم قرأ ما لم تستطع عليه [78] بالسين «10» إلا ما رواه أحمد بن
حرف:
صالح عن ورش وقالون عن نافع «1» أنه قرأ بالصاد. حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر [35/ ب]: فأتبع سببا [85] ثم أتبع سببا [89] في الثلاثة الأحرف بقطع الألف وإسكان التاء. وقرأ الباقون بوصل الألف وتشديد التاء فيهن «2». وكذلك روى الداجوني عن محمد بن موسى «3» عن ابن ذكوان، لم يروه غيره «4». حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص وابن عامر وحمزة والكسائي في عين حامية [86] بألف بعد الحاء وفتح الياء من غير همز «5». وقرأ الباقون من غير ألف وهمز الياء «6»، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر «7» لم يروه أحد غيره. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي فله جزاء الحسنى [88] بالنصب والتنوين وكسره لسكونه وسكون لام التعريف بعده «8». وروى التيمي عن
حرف:
الأعشى عن أبي بكر بالرفع والتنوين «1» وكسرة للساكنين. وقرأ الباقون بالرفع من غير تنوين «2». وكذلك روى الشموني وابن غالب عن الأعشى وسائر الرواة عن أبي بكر «3». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص: بين السدين [93] بفتح السين. وقرأ الباقون بضمها «4». حرف: قرأ حمزة والكسائي يفقهون قولا [93] بضم الياء وكسر القاف. وقرأ الباقون بفتح الياء والقاف «5». حرف: قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر يأجوج ومأجوج هاهنا [94] وفي الأنبياء [96] بهمز الاسمين. وروى الشموني والتيمي عن الأعشى عن أبي بكر أنه لم يهمزهما «6» في السورتين. وكذلك روى أبو هشام وخلاد عن حسين عن أبي بكر، وروى ابن غالب عن الأعشى عنه همزهما، وكذلك روى أبو هشام عن الأعشى والجماعة عن أبي بكر «7» حدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر،
حرف:
قال: نا العجلي عن أبي هشام، قال: سمعت أبا بكر همزهما، ثم سمعت أبا يوسف قرأهما على أبي بكر فهمزهما. وقرأهما الباقون بغير همز في السورتين «1». حرف: قرأ حمزة والكسائي خراجا هاهنا [94] وفي المؤمنين [72] أم تسألهم خراجا بفتح الراء وألف بعدها في الموضعين، وروى إسحاق الأزرق عن أبي بكر خراجا في المؤمنين بالألف، وخالفه الجماعة «2» عن أبي بكر، فرووه عنه بغير ألف. وقرأ الباقون في الموضعين بإسكان الراء من غير ألف «3». وقرأ ابن عامر فخرج ربك [المؤمنون: 72] بإسكان الراء من غير ألف «4»، وكذلك روى محمد بن خلف التيمي عن الأعشى، وعن ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر «5» لم يروه غيره. وقرأ الباقون «6» بفتح الراء وألف بعدها. حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص وبينهم سدّا هاهنا [94] وفي الموضعين في يس [9] بضمّ السين في الثلاثة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو
حرف:
بفتح السين هاهنا، وبضمها في الموضعين في يس. وقرأ الباقون وهم عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي بفتح السين في الثلاثة «1». حرف: قرأ ابن كثير ما مكّنّي فيه [95] بنونين ظاهرتين: الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، وكذلك في مصاحف أهل مكة. وقرأ الباقون بنون واحدة مكسورة مشدّدة وكذلك في مصاحفهم «2». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «3» وحمّاد: ردما آتوني [95، 96] بالوصل وكسر التّنوين وهمزة ساكنة بعده من باب المجيء؛ وإذا ابتدأ كسر همزة الوصل وأبدل الهمزة الساكنة بعدها ياء «4»، واختلف في ذلك عن أبي بكر، فروى عنه يحيى «5» بن آدم والعليمي وحسين الجعفي وابن حمّاد وإسحاق الأزرق والكسائي من روايتي دون قراءتي بالقصر من (الجيئة)، حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد «6»، قال: حدّثني إبراهيم بن عمر الوكيعي عن ابنه عن يحيى بن آدم عن أبي بكر ردما إيتوني على وزن جيئوني، وكذلك رواه عن يحيى بكسر التنوين، نا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحق [36/ أ] عن أبي هشام عن أبي بكر عن عاصم ردما إيتوني على وزن جيئوني، وكذلك رواه عن يحيى موسى
حرف:
بن حزام وحسين العجلي و «1» الصريفيني نا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق الأزرق عن هارون عن حسين عن أبي بكر عن عاصم ردما إيتوني مثله على (جيئوني)، وروى عنه عن الأعشى «2» والبرجمي وهارون بن حاتم والكسائي من قراءتي آتوني بالمدّ والقطع في الوصل والابتداء من الإعطاء «3». وكذلك حكى ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم عن خلاد وهارون عن حسين عن أبي بكر، وكذلك روى المنذر عن هارون. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عمر بن الحسين، قال: نا المنذر بن محمد، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم ردما إيتوني [95، 96] من (الإعطاء) «4». وكذلك قرأ الباقون «5» وعاصم في رواية حفص. حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو بين الصدفين [96] بضم الصاد وإسكان الدال «6». وقرأ عاصم في رواية أبي بكر بضم الصاد وإسكان الدال «7»، وكذلك روى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص.
وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل بفتح «1» الصاد والدال. وكذلك روى أبو الحارث عن أبي عمارة عن حفص، خالف أبا عمر الدوري عنه، وهو الصواب. وحكى عمرو بن الصباح عن حفص أنه خالف عاصما في قوله: الصدفين وذكر عن حفص أن عاصما كان يقرؤه بضم الصاد وسكون الدال. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني ابن منيع «2»، قال: حدّثني جدّي «3» قال: نا حسين المروزي عن حفص عن عاصم بنصب الصّاد والدال. قال عاصم: ما خالفت «4» أبا عبد الرحمن «5» في حرف أعلمه إلا أنني اعتدت هذا الحرف من زر «6» وشقيق «7»، قال أحدهما: كيف يقرأ أبو عبد الرحمن؟ قلت: الصدفين، فقال: ويحك هو إلا حذف «8»، فاعتدت أقرأ الصدفين، حدّثنا
حرف:
الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر، قال: حدّثني أهيب «1»، قال: نا الحسن بن المبارك عن أبي حفص «2»، قال: نا زرعان «3» عن أبي عمرو عن عاصم أنه كان ربما قرأ الصدفين فيقول: هذا ما اعتدته من زر وكانت قراءته النصب. حرف: قرأ عاصم في رواية حمّاد «4» والمفضل وحمزة «5» وابن عامر في رواية ابن عتبة «6» عن أيوب عن يحيى عنه، قال: ائتوني [96] بوصل الألف وهمزة ساكنة بعدها من المجيء، وإذا ابتدءوا كسروا الألف وأبدلوا الهمزة. واختلف في ذلك عن أبي بكر «7». فروى عنه العليمي والكسائي من غير قراءتي ويحيى الجعفي وابن عطارد وعبيد بن نعيم وابن أبي أمية وابن أبي حمّاد وهارون بن حاتم وحسين بن علي من رواية خلّاد وهارون عنه، قال: ائتوني بالقصر، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عمر بن الحسين، قال: نا المنذر، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم، قال: ائتوني من المجيء. وروى عنه الأعشى وإسحاق الأزرق والبرجمي والكسائي من قراءتي آتوني بالمد من العطية، واختلف أصحاب يحيى بن آدم «8» عنه، فروى الرفيعي «9» والوكيعي والصريفيني وحسين العجلي وموسى بن حزام عنه عن أبي بكر بالقصر، وروى عنه خلف ومحمد بن المنذر وضرار بن صرد بالمدّ «10». وبذلك قرأ الباقون.
حرف:
حرف: قرأ حمزة «1»: فما اسطاعوا [97] بتشديد الطاء، يريد فما استطاعوا، فأدغم «2» التاء في الطاء، وجمع بين ساكنين في الوصل، والجمع بينهما في مثل ذلك جائز مسموع «3» ومما يقوّي ذلك ويسوّغه أن الساكن الثاني لما كان اللسان عنده يرتفع عنه وعن المدغم ارتفاعة واحدة صار بمنزلة حرف متحرك، فكأن الساكن الأول قد ولي متحركا. واختلف في ذلك عن الأعشى عن أبي بكر، فروى عنه [36/ ب] التيمي الموافقة لحمزة على تشديد الطاء، وروى الشموني عنه من غير رواية النقار عن الخياط في: اصطاعوا [97] بالصاد وتشديد الطاء «4» أيضا. ونا فارس بن محمد، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا الحسن بن داود، قال: نا قاسم بن أحمد عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم فما اسطاعوا بالسين خالصة، ولم يذكر الطاء. فقرأت له من طريقه بتخفيفها «5»، وكذلك قرأت من طريق ابن غالب عن الأعشى. وقرأت من الطريقين بالسين خالصة. وروى أحمد بن صالح «6» عن ورش وقالون عن نافع فما اصطاعوا أيضا بالصّاد مثل ما رواه الشموني عن الأعشى.
حرف:
وقرأ الباقون «1» ذلك بالسين وتخفيف الطاء «2». حرف: قرأ عاصم في غير رواية المفضل وحمزة والكسائي جعله دكّاء [98] بالمدّ والهمز من غير تنوين. واختلف عن أبي بكر «3» فروى خلّاد وهارون جميعا عن حسين والتيمي عن الأعشى عنه بالتنوين من غير مدّ ولا همز، وكذلك من غير تنوين. وقرأ الباقون بالتنوين من غير مدّ ولا همز. وكذلك روى المفضل عن عاصم، وقد ذكر في الأعراف «4». حرف: قرأ حمزة والكسائي وابن عامر «5» وابن غلبون في رواية الثعلبي عن ابن ذكوان «6» قبل أن ينفد بالياء، وكذلك روى ابن جامع عن ابن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم. وقرأ الباقون بالتاء «7»، وكذلك روى الأخفش وسائر الرواة عن ابن ذكوان والجماعة «8» عن أبي بكر.
حرف:
حرف: وكلهم قرأ بمثله مددا بفتح الميم من غير ألف بين الدالين، إلا ما رواه أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص «1» عن عاصم: بمثله مددا بكسر الميم وألف بعد الدال، وخالفه في ذلك سائر أصحاب حفص، فرووا عنه كالجماعة «2». في هذه السورة من ياءات الإضافة تسع: أولاهن: قل ربي أعلم [22] ولا أشرك بربي أحدا [38، 39] ولم تكن [43] فعسى ربي أن يؤتين [40] فتحهنّ الحرميان وأبو عمرو «3» وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنهنّ الباقون «4». ستجدني إن شاء الله [69] فتحها نافع وأسكنها الباقون «5». معي صبرا [67] في هذه المواضع فتحهنّ عاصم في رواية حفص، وأسكنهنّ الباقون «6». من دوني أولياء [102] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر «7» في رواية ابن بكّار عن أيوب، وفي رواية ابن المعلى عن ابن ذكوان. وأسكنها الباقون «8».
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ست:
وكلهم سكن الياء من قوله: أن يتخذوا عبادي [102] إلا ما رواه محمد بن عمرو الباهلي عن المسيّبي عن نافع وأحمد بن المعلى عن ابن ذكوان عن ابن عامر أنهما فتحاها، ولم يرو ذلك عنها أحد غيرهما «1». وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ست: أولهن فهو المهتد [17] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو، وحذفها الباقون في الحالين «2». وكذلك روى أبو سليمان عن قالون، لم يروه غيره أن يهدين [24] إن ترن [39] أن يؤتين [40] ما كنّا نبغ [64] على أن تعلمن [66] أثبتهنّ في الوصل والوقف ابن كثير «3»، وروى الزينبي عن ابن فليح حذفهن في الحالين إلا نبغ [64] وحدها، فإنه أثبتها في الحالين، وبإثباتهن في الحالين قرأت لابن فليح «4»، وأثبتهن في الوصل دون الوقف نافع وأبو عمرو «5»، واختلف عن ورش في إن ترن أنا [39] وحدها، فروى عنه أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود وأحمد بن صالح أنه حذفها في الحالين «6». وروى عنه يونس ومواس بن سهل الأصبهاني «7» عن أصحابهما عنه «8» أنه أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف. وكذلك روى إسماعيل والمسيّبي وقالون عن نافع حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قال: نا يونس، قال: أقرأني عثمان «9» إن ترني بالياء. قال أبو عمرو: وقد حكى أبو طاهر بن أبي هاشم رحمه
الله تعالى أن أبا الأزهر وداود رويا عن ورش إثبات هذه الياء في الوصل، ولا أدري أين وجد ذلك مسطرا عنهما ولا عن من رواه [37/ أ] أيضا. أهل الأداء مجمعون على خلاف ما حكاه، والنص الوارد عنهما في كتابيهما ينفيه «1» ويردّه، وذلك أنهما ذكرا فيهما عن ورش أن جملة الياءات اللواتي أثبتهنّ في الوصل سبع وأربعون وأتيا بهن بابا إلى آخرهن، ولم يذكرا في الجملة هذه الياء، فدلّ ذلك دلالة قاطعة من طريق النص على أن روايتهما عن ورش حذفها في الحالين، وأثبت الكسائي «2» الياء في الوصل وحذفها في «3» الوقف. في قوله: ما كنّا نبغ [64] وحدها، وحذفها في الحالين فيما عداه. وقد رواه الحلواني عن أبي عمر عنه أنه حذف الياء من نبغ في الحالين، وهو وهم؛ لأن جميع أصحاب الكسائي وأصحاب أبي عمر على إثباتها في الوصل، ونا عبد الرحمن بن عمر، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا أبو عمر عن الكسائي أنه أثبت الياء في ما كنا نبغ إذا وصل فإذا وقف لم يثبتها وروى ابن شاهي عن حفص «4»: أن يهدين وحدها بإثبات الياء في الوصل لم يروه عنه غيره، وحذفها الباقون الخمسة في الحالين، فأمّا قوله: فلا تسألني عن شيء [70] فأجمعوا على إثبات الياء فيه وصلا ووقفا لثبوتها رسما في كل المصاحف، إلا ما كان من ابن عامر من طريق ابن ذكوان، فإنه اختلف عنه «5» في ذلك فحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد، قال: نا الثعلبي عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر فلا تسألن [70] اللام محركة والنون مكسورة بغير ياء. وكذلك روى أحمد بن أنس وإسحاق بن داود «6» ومضر بن محمد الضبي «7» عن ابن
ذكوان. وكذلك روى الوليد عن يحيى، واختلف عن الأخفش «1» عنه، فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن الحسين عن ابن شنبوذ عن الأخفش عن ابن ذكوان أنه حذف الياء في الحالين، وكذلك ذكر الأخفش عنه في كتابه العامّ. وذكر في كتابه الخاص عنه إثباتها في الحالين، وبذلك قرأت على الفارسي عن النقّاش عنه، وعلى أبي الفتح عن عبد الباقي عن أصحابه عنه، وكذلك روى أبو إسماعيل الترمذي «2» والحسن بن إسحاق وابن خرزاد وابن المعلى وابن موسى عن ابن ذكوان. وقرأت على أبي الحسن عن قراءته بالحذف والإثبات جميعا، وروى هشام وابن عتبة عنه عن ابن عامر إثبات الياء «3» في الحالين. وأنا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا ابن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر فلا تسألنّ [70] مثقلة، وفي كتابه ياء ثابتة. ونا محمد، قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام بياء مشددة النون. وروى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر أن يهدين [24] بالياء «4»، لم يروه عنه غيره.
ذكر اختلافهم في سورة مريم عليها السلام:
سورة مريم ذكر اختلافهم في سورة مريم عليها «1» السلام: حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «2» وحمّاد «3» والكسائي «4»: كهيعص [1] بإمالة فتحة الهاء والياء جميعا. وقرأ عاصم في رواية حفص «5» بإخلاص فتحهما. واختلف عن أبي بكر عنه، فروى يحيى «6» بن آدم والعليمي وأبو عبيد عن الكسائي عنه بإمالة فتحة الهاء والياء. وروى الأعشى والبرجمي وأبو عمر وابن جبير عن الكسائي عنه بإخلاص فتحهما «7»، وروى محمد بن المنذر عن يحيى بفتح الهاء ويشمّ الهاء كسرة «8»، وخالفه خلف، فروى عنه بكسر الهاء والياء، وقرأ ابن عامر «9» وحمزة «10» بإخلاص فتحة الهاء وإمالة فتحة الياء، واختلف عن نافع «11» فروى أبو
عبيد وأبو عمر من رواية محمد بن أحمد البرمكي عنه عن إسماعيل كهيعص بين الكسر والفتح، وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن إسماعيل، وروى ابن جبير عن الكسائي عنه يفخّم «1» الهاء والياء، وروى ابن سعدان والمسيبي وابن جبير عن المسيّبي مفتوحة الهاء والياء، وهو قياس [37/ ب] قول أصحاب قالون «2»؛ لأنهم قالوا: طه [طه: 1] بفتح الطاء والهاء. وروى خلف عن المسيّبي بفتح الهاء والياء يشمّ الكسر قليلا. حدّثنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد «3» عن أصحابه عن المسيّبي عن أبيه الهاء والياء بين الكسر والفتح، وروى الحلواني عن قالون بفتح الهاء والياء. وروى أحمد بن صالح عنه وعن ورش الكاف «4» والهاء والياء بين الفتح والكسر، وروى أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عن ورش كما يخرج من الفم وسطا من اللفظ. وروى الأصبهاني عن أصحابه عنه بالتفخيم «5»، وقرأت في رواية الجمع عن نافع ما خلا الأصبهاني الهاء والياء بين بين. حكى لي ذلك أبو الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه، وحكاه لي أيضا أبو الحسن عن قراءته في روايته قالون وورش وابن خاقان عن قراءته في رواية ورش، وحكى لي أبو الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه في رواية الأربعة عن نافع بإخلاص الفتح «6» للهاء والياء.
واختلف عن ابن كثير، فروى الحلواني عن القوّاس وابن مجاهد وابن ثويان عن قنبل «1» بفتح الهاء والياء، وكذلك قرأت في رواية البزّي وابن فليح وقنبل. وروى الخزاعي عن أصحابه كهيعص بين الفتح والكسر «2»، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: قال لنا ابن مخلد عن البزّي «3» الهاء مفتوحة والياء مكسورة. قال أبو عمرو: وكذا ذكره البزّي في كتابه، ولا يعرف أهل الأداء عنه غير إخلاص الفتح «4». واختلف عن أبي عمرو، فروى أبو عبد الرحمن وإسماعيل ابنا اليزيدي وابن شجاع عن اليزيدي عنه الهاء «5» مكسورة والياء مفتوحة «6»، زاد ابن شجاع والكاف مفتوحة. وكذلك نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: قال لنا السبيعي «7» عن أبي عمر عن اليزيدي كقول ابن شجاع، وكذلك قال لنا محمد بن أحمد، قال لنا ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدي، وبذلك قرأت على الفارسي عن قراءته على أبي طاهر عن ابن مجاهد، وعلى أبي الفتح عن قراءته في رواية ابن شجاع وعبد الوارث «8»، وفي رواية الدوري وأبي أيوب الخيّاط «9» وأبي الفتح الموصلي «10» وأبي شعيب من طريق ابن عمران عنه عن اليزيدي، وعلى أبي الحسن عن قراءته في رواية الدوري والسوسي عن اليزيدي، وقال: نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر والذين أدركناهم من أصحاب أبي
عمر «1» لا يعرفون غير ذلك. وروى ابن جبير والسوسي بخلاف عنه وابن فرح عن أبي عمر فيما حكاه لنا أبو الفتح عن قراءته عن اليزيدي بكسر الهاء والياء جميعا «2»، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو بكر عن أحمد بن علي الخزاعي «3» عن أبي عمر عن اليزيدي كهيعص [1] بين ذلك بكسر الهاء والياء، ونا الخاقاني، قال: نا الحسن بن رشيق، قال: نا أحمد بن شعيب، قال: عن اليزيدي عن أبي عمرو «4» كهيعص الكاف «5» مفتوحة بين النصب والخفض والهاء والياء مكسورتان، ونا الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عن أبي شعيب عن اليزيدي الكاف مفتوحة بين النصب والخفض لم يزد على ذلك شيئا، ولم يذكر الهاء والياء، قال أبو عمرو: بإمالة فتحة الهاء والياء، قرأت في رواية السوسي «6» من غير طريق ابن عمران النحوي عنه على أبي الفتح عن قراءته، وروى ابن سعدان عن اليزيدي في مجرّده بكسر الهاء، ولم يذكر الياء. وروى في جامعه «7» الهاء بين التفخيم والكسر والياء مكسورة. وروى أبو خلّاد ومحمد بن مخلد، قال: نا أبو خلّاد عن اليزيدي في كهيعص كلها مفتوحة، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: قال لنا أبو بكر عن أبي عمر عن اليزيدي كهيعص بفتح ذلك، ولم يذكر أبو حمدون عن اليزيدي [38/ أ] في ذلك شيئا، وأظهر ذلك الهجاء في قوله: كهيعص عند الذال من ذكر بخلاف عن ورش وقالون والمسيّبي وابن كثير وعاصم، وأدغمها الباقون. ونا
حرف:
محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «1»، قال: نا الحسن بن مالك، قال: نا أحمد بن صالح عن قالون وورش عن نافع: نون العين مبينة «2» ودال «3» صاد غير مبينة وموضعها دال «4». وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع أنه يدغم الصاد عند الذال «5» ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عبيد بن محمد، قال: نا ابن سعدان، قال: نا إسحاق عن نافع أنه يدغم الصّاد عند الذال، وروى ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي أنه بين الصاد «6». قال أبو عمرو: ولم يرو عن نافع إظهار نون العين عند الصاد غير أحمد بن صالح وإظهارها عندها إظهارا خالصا غير معروف من مذاهب القرّاء، لأن الصاد من حروف الفم وحكم النون معهن أن تكون مخفاة، والمخفي ليس بمظهر خالص، ولا مدغم «7» محض بل هو بمنزلة من المنزلتين. قال أبو عثمان المازني «8» بيان النون مع حروف الفم لحن، ولعل أحمد بن صالح قد جعل الإظهار عبارة عن الإخفاء مجازا واتّساعا كما يجعل الكسر عبارة عن الإمالة والضمّ عبارة عن الإشمام في نظائر كذلك، فإن كان ذلك فما حكاه من البيان غير خارج عن الصواب؛ إذ ليس على الحقيقة بل هي على المجاز على أن البيان لا يمتنع هاهنا من حيث كانت حروف الهجاء مبنية على الانفصال مما «9» بعدها والأخذ به. حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد زكريا إذ ناد [2، 3] ويا زكريا إنا نبشرك [7] وفي الأنبياء [89] وزكريا إذ نادى بتحقيق
حرف:
الهمزتين في الثلاثة «1». وقرأ الحرميان وأبو عمرو بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية «2»، وقرأ عاصم في رواية حفص والمفضل بخلاف عنه وحمزة والكسائي بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية «3». حرف: وكلهم قرأ إني خفت الموالي [5] من الخوف ونصب الياء إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ خفت بالتشديد أي قلت الموالي بسكون الياء، وهذه القراءة «4» تروى عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان «5» رحمة الله عليه. حرف: قرأ أبو عمرو والكسائي يرثني ويرث من آل [6] بالجزم في الثاء فيهما. وقرأ الباقون برفعهما فيهما «6». حرف: قرأ حمزة والكسائي عتيّا [8] وبكيّا [58] وصليّا [70] وجثيّا [68] بكسر «7» أوائل هذه الأربعة في هذه. واختلف عن عاصم، فروى عنه عمرو وعبيد والقوّاس والزهراني ضمّ الياء من بكيّا وحدها، وكسر أول الثلاثة
حرف:
الباقية «1». قال «2»: هبيرة أقرأني أبو عمرو بمكة «3» عتيّا الحرف الذي بعد السجدة «4» بضم العين، وأقرأ فيهن قبل ذلك ببغداد «5» بالكسر كلاهما، وقرأت أنا في رواية هبيرة بضم الباء من قوله بكيّا، فالعين من قوله عتيّا الحرف الثاني الذي بعد السجدة. وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا وكيع، قال: نا محمد بن يحيى الكسائي، قال: نا أبو حارث عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم أنه قرأ بكيّا وصليّا وجثيّا وعتيّا كلهن مكسورات «6»، ورفع حرفا واحدا قوله: أيهم أشدّ على الرحمن عتيّا [69] وكسر من الكبر عتيا [8] وقرأ الباقون بضم أول هذه الأربعة «7». حرف: قرأ حمزة والكسائي وقد خلقناك من قبل [9] بالنون مفتوحة وألف بعدها على لفظ الجمع «8». وقرأ الباقون بالتاء مضمومة من غير ألف «9» على لفظ التوحيد «10».
حرف:
حرف: قرأ نافع في رواية ورش «1» وفي رواية الحلواني وسالم بن هارون [38/ ب] عن قالون وأبو عمرو ليهب لك [19] بالياء المفتوحة بعد اللام على الإخبار عن الغائب. وحدّثنا «2» عبد الله «3» بن محمد، قال: نا عبيد الله بن أحمد عن قراءته على ابن بويان عن أبي حسّان عن أبي نشيط عن قالون ليهب لك بالياء «4». وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة على إخبار المتكلم، وكذلك روى إسماعيل والمسيّبي عن نافع وأحمد بن صالح عن قالون «5» عنه وابن جبير عن أصحابه، وبذلك قرأت في رواية القاضي وأبي نشيط والشحام عن قالون «6». ولم يذكر ذلك عنه نصّا غير أحمد بن صالح. حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وأبو عمرو من تحتها [24] بفتح الميم والتاء «7»، وقرأ الباقون بكسر الميم وخفض التاء «8»، وكذلك روى حفص والمفضل عن عاصم. حرف: قرأ عاصم في رواية حمّاد «9» وفي رواية العليمي «10» عن أبي بكر يسّاقط عليك [25] بالياء مفتوحة وتشديد السين وفتح القاف «11»، وكذلك روى حمّاد بن بحر عن المسيّبي عن نافع بالياء، وكذلك قال لنا الفارسي عن أبي طاهر عن ابن
حرف:
رستم عن نصير «1» عن الكسائي بالياء أيضا. وكذلك نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: أخبرني عن العباس «2» في كتابه «3» عن أبي الأسباط عن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم بالياء أيضا، وقرأ عاصم في رواية حفص من غير طريق هبيرة والقوّاس تساقط بالتاء مضمومة وتخفيف السين وكسر القاف «4»، أنا أحمد بن عمر الجيزي «5» في الإجازة، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: نا محمد بن محمد الباغندي، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر تساقط بضم التاء وكسر القاف لم يروه عن هشام «6» غيره، نا طاهر بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا ابن أنس، قال: نا هشام بإسناده تساقط بالتاء لم يزد على ذلك، وهي في كتابي مقيدة بتشديد السين وفتح القاف. وقرأ حمزة «7» وحفص «8» في رواية هبيرة بالتاء مفتوحة وتخفيف السين وفتح القاف وكذلك روى سائر الرواة عن المسيّبي، عن أبي بكر «9» عن الكسائي، وكذلك روى أيضا أبو شعيب القوّاس عن حفص ومحمد بن حسين الجعفي وأحمد بن صدقة عن أبي الأسباط عن ابن أبي حمّاد والحسن بن جامع عنه عن أبي بكر. حرف: وكلهم قرأ فإما ترين [26] بكسر الياء من غير همز إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا ابن أبي هشام، قال: حدّثني أبو بكر «10»، قال: أخبرني
حرف:
محمد بن عبد العزيز بن محمد الهلالي عن محمد بن عمر الرومي، قال: ذكر يحيى عن أبي عمرو «1» أنه قرأ: فإما ترئن بالهمز، قال أبو عمرو «2» والهمز في ذلك معروف عن أبي عمرو كما أن الهمز الذي رواه العبّاس بن الفضل عنه في قوله: لترون [التكاثر: 6 - 7]، ثم لترونّها [التكاثر: 7] كذلك أيضا، وليس ذلك إلا من جهة أجوبة أبي عمرو لسائله عن اختلاف اللغات «3»، فنسب «4» أكثر أهل الكتب ذلك إلى قراءته واختياره وقل من ميّز منهم اختياره، من أخباره وفصل بينهما «5». حرف: قرأ عاصم وابن عامر قول الحق [34] بنصب اللام. وقرأ الباقون برفعها «6». حرف: قرأ الكوفيون «7» وابن عامر وإن الله ربي [36] بكسر الهمزة. وقرأ الباقون بفتحها «8». كن فيكون [35] ويا أبت [43] قد ذكر]. «9» حرف: وكلهم قرأ الذي فيه يمترون [34] بالياء إلا ما رواه الترمذي «10»
حرف:
عن ابن ذكوان عن ابن عامر ويحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم «1» أنهما قرآ بالتاء «2» وخالفهما «3» الجماعة عن ابن عامر، وعن أبي بكر في ذلك، فرووه بالياء «4». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمّاد وحمزة والكسائي إنه كان مخلصا [51] بفتح اللام، وكذلك روى ابن المعلى عن ابن ذكوان «5» عن ابن عامر. واختلف [39/ أ] عن أبي بكر «6» فروى الكسائي ويحيى الجعفي عنه عن عاصم أنه كسر اللام، وكذلك روى عبد الله بن ثابت «7» عن حسين العجلي عن يحيى عنه، لم يروه عن يحيى غيره، كذا روى أيضا أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص عنه. وروى سائر الرواة عن أبي بكر فتح اللام «8»، وكذلك روى أبو الحارث عن أبي عمارة عن حفص. وقرأ الباقون بكسر اللام، وكذلك روى سائر الرواة عن ابن ذكوان عن ابن عامر «9» والمفضل «10» عن عاصم. حرف: وكلهم قرأ إذا تتلى عليهم [58] بالتاء إلا ما رواه الثعلبي عن ابن ذكوان «11» عن ابن عامر وابن شنبوذ عن النحاس عن أبي يعقوب عن ورش أنهما قرءا
حرف:
بالياء وهو غلط «1». فأولئك يدخلون قد ذكر «2». حرف: قرأ ابن عامر في رواية الشاميين عن الأخفش وابن المعلى وابن موسى عن ابن ذكوان «3»: إذا ما متّ [66] بهمزة واحدة مكسورة على لفظ الخبر، وكذا ذكره الأخفش في كتابه. وكذا روى الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان وهشام «4» جميعا، وبه كان يأخذ في الروايتين. وقرأ الباقون «5» بهمزتين على لفظ الاستفهام، وهم في ذلك على مذاهبهم المشروحة في باب الهمزتين «6» من تحقيق الهمزة الثانية وتسهيلها والفصل بالألف في حال التحقيق والتسهيل بهمزتين. وروى الثعلبي وابن أنس والترمذي وابن خرزاد عن ابن ذكوان والنقاش عن الأخفش وابن عتبة وابن بكار بإسنادهما عن ابن عامر «7». حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم أولا يذكر الإنسان [67] بإسكان الذال وضم الكاف وتخفيفهما. وقرأ الباقون بتشديدهما «8» وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر «9». حرف: قرأ الكسائي ثم ننجي الذين اتقوا [72] بإسكان النون وتخفيف الجيم، وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الجيم «10».
حرف:
حرف: قرأ ابن كثير خير مقاما [73] بضم الميم. وقرأ الباقون بفتحهما «1». حرف: قرأ نافع «2» في غير رواية ورش وابن عامر «3» في رواية ابن ذكوان «4» وأبو بكر عن عاصم في «5» رواية الشموني «6» عن الأعشى عنه: وريّا [74] بياء مشددة من غير همز «7». وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن هشام «8» وابن شنبوذ عن النحّاس عن أبي يعقوب عن ورش وهو غلط، وكذا ذكره الخياط «9» في كتابه، وقال النقّار عنه فيه: كان يهمز ثم تركه وشدّد الياء. وقرأ الباقون ونافع في رواية ورش «10» وابن عامر في رواية هشام من جميع الطرق عنهما بهمزة ساكنة بين الراء والياء. وكذلك روى ابن شنبوذ والخياط وابن غالب والبرجمي ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى عن أبي بكر، وقد ذكرنا «11» مذهب حمزة في الوقف «12»، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا
حرف:
ابن مخلد عن البزّي ورءيا بالمدّة قبل الهمزة والهمزة بعد الياء، وهذه الترجمة تدلّ على أنه يروى عن ابن كثير «1»، وريا في زنة قولك: بريّا وذلك عندي غير صحيح. حرف: قرأ حمزة والكسائي هاهنا مالا وولدا [77] الرحمن ولدا [88] للرحمن ولدا [91] أن يتخذ ولدا [92]، وفي الزخرف [81] للرحمن ولد بضم الواو وبإسكان اللام في الخمسة «2». وقرأ الباقون بفتح اللام والواو فيهن، ويأتي الاختلاف في الذي في سورة نوح [21] هناك إن شاء الله. حرف: قرأ حمزة والكسائي يكاد السموات هنا [90] وفي عسق [5] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء في الموضعين «3». حرف: قرأ عاصم [39/ أ] في غير رواية حفص من غير طريق هبيرة وأبي عمارة وأبو عمرو ينفطرن هاهنا [90] وفي عسق [5] بالنون ساكنة وكسر الطاء وتخفيفها «4»، وكذلك روى هبيرة «5» وأبو عمر عن أبي عمارة عن حفص. وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر هاهنا بالنون، وفي عسق بالتاء. وخالفه أبو عبيد وأبو عمرو، فرويا عن الكسائي عنه بالنون في السورتين وهو الصواب لموافقة روايتهما
في هذه السورة من ياءات الإضافة ست:
قول الجماعة «1» عنه. وقرأ ابن عامر في غير رواية الوليد وحمزة هاهنا ينفطرن بالنون وكسر الطاء، وفي عسق بالتاء وفتح الطاء «2». وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح ونا أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس، قال: أقرأني ابن كيسة عن سليم عن حمزة ينفطرن في السورتين بالنون وخفض الطاء، وخالفه داود، فروى عن ابن كيسة عن سليم كما روى الجماعة عنه في هذه السورة بالنون في عسق بالتاء، وقول يونس وهم. وقرأ الباقون في السورتين بالتاء مفتوحة وفتح الطاء وتشديدها «3»، وكذلك روى الوليد عن يحيى وعمرو وعبيد والقوّاس والزهراني والمروزي وابن شاهي عن حفص «4» وكذا روى أبو الحارث عن أبي عمارة عنه. في هذه السورة من ياءات الإضافة ست «5»: أولاهن من ورائي وكانت [5] فتحها ابن كثير «6»، وأسكنها الباقون. اجعل لي آية [10] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر «7» في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون. إني أعوذ [18] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر «8» في رواية ابن بكار، وأسكنها حمزة، وكذلك قال هبيرة في كتابه عن حفص عن عاصم وأسكنها «9» الباقون، وبذلك قرأت في رواية هبيرة. إني أخاف [45] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر «10» في رواية ابن
بكار، وأسكنها الباقون] ربّي إنه كان [47] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر «1» في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون «2». ليس فيها من الياءات المحذوفات شيء، والله أعلم «3».
ذكر اختلافهم في سورة طه:
سورة طه ذكر اختلافهم في سورة طه «1»: حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية حفص طه [1] بإخلاص فتحة الطاء «2»، وروى الخزاعي عن أصحابه بفتح الطاء والهاء غير التشديد «3». قال: وكذلك حروف الهجاء كلها مفتوحة. وروى ابن مخلد عن البزّي الطاء والهاء نصب، وروى أبو ربيعة عن صاحبيه الطاء مفتوحة، وروى الزهراني عن حفص طه، وقال: مدّ الطاء في كتابي «4» تحت الهاء كسرة وفوق الطاء فتحة. واختلف عن نافع فروى الكسائي وأبو عمر عن إسماعيل وابن جبير عن أصحابه عنه طه بفتح الطاء. وروى أبو عبيد عن إسماعيل بفتح الطاء، وليس بالفتح الشديد. وروى ابن المسيّبي عن أبيه وابن جبير وابن سعدان عنه الطاء والهاء مفتوحتان «5». قال ابن سعدان: كان إسحاق كأنه يشير فيها إلى الكسرة، فإذا قلت له: إنك تكسر، قال: لا ولا يأبى «6» إلا الفتح. وروى خلف عنه طه [1] وطسم [الشعراء: 1] «7»، وحم [غافر: 1] «8» ونحوه لا يكسر ولا يفتح فتحا شديدا، وهو إلى الفتح أقرب. وروى القاضي والحلواني والمدني والكسائي والقطري والعثماني وأبو نشيط وأبو علي الشحام وأبو سليمان الليثي ومصعب [40/ أ] الزبيري وغيرهم عن قالون بفتح الطاء
والهاء «1»، وروى أحمد بن صالح عنه الطاء والهاء مفتوحتان وسطا «2» من ذلك، وروى أبو الأزهر وداود وأبو يعقوب «3» عن ورش طه كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ، في القرآن كله يعنون بقولهم في القرآن كله جميع حروف الهجاء. وأخبرني محمد بن شعيب في كتابه «4» قال: أخبرني محمد بن أحمد بن خلد، قال: أخبرنا أبي، قال: نا إبراهيم بن محمد، قال: نا عبد الصمد «5» عن ورش عن نافع طه وطسم وحم لا قعر ولا بطح «6». وروى المصريون عن أبي يعقوب عن ورش أداء بإخلاص فتحة الطاء وإمالة فتحة الهاء إمالة خالصة «7». كمذهب أبي عمرو سواء، وبذلك قرأت على أبي الفتح وأبي القاسم وأبي الحسن عن قراءتهم، وكذلك رواه المظفر بن أحمد، فيما بلغني عنه عن أحمد بن هلال عن إسماعيل النحاس عن أبي يعقوب أداء، وفي كتابي عن طاهر بن غلبون عن أبي بكر عتيق بن ما شاء الله «8»، قال: قرأت على ابن هلال «9» طه بفتح الطاء والهاء؛ فأنكر ذلك
عليّ، ولفظ بفتح الطاء وكسر الهاء. وقال ابن شنبوذ «1» عن النحّاس عن أبي يعقوب يشمّ الهاء الإمالة قليلا، وقرأت في رواية الأصبهاني عن أصحابه «2» عنه بفتح الطاء والهاء. وكذلك قرأت في رواية يونس عنه، وقرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد والكسائي بإمالة فتحة الطاء والهاء، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى بن آدم والعليمي والكسائي ويحيى الجعفي وابن أبي أمية وابن عطارد وابن جبير بكسر الطاء والهاء «3». وروى إسحاق الأزرق عنه طه يشمّها شيئا من الخفض «4». وروى خلّاد عن حسين عنه أنه لا يكسر الطاء ولا الهاء ولا يفتحهما، وروى عنه الأعشى والبرجمي بفتح الطاء والهاء «5»، وقد روى لي أبو الفتح عن قراءته في رواية الكسائي عنه بفتح الطاء وإمالة الهاء «6»، والأول هو الصحيح عنه. وقرأ أبو عمرو بإخلاص فتحة الطاء وإمالة فتحة الهاء. وقرأ حمزة والكسائي بإمالة أواخر آي هذه السورة من لدن قوله: لتشقى [2] إلى قوله: ومن اهتدى [135] آخرها. وقرأ أبو عمرو بإمالة ما فيه راء قبل الألف المنقلبة عن الياء، نحو الثرى [طه: 6] وافترى [61] ولا تعرى [118] وما عدا ذلك بين الإمالة والفتح. وقرأ نافع جميع ذلك على ما تقدّم من الاختلاف عنه في باب الإمالة من إخلاص الفتح، ومن التوسّط في اللفظ. وقال أحمد بن صالح عن ورش لتشقى القاف مفتوحة، وقال عنه البزّي بكسر الراء. وقال عن قالون: الراء مفتوحة وسطا من ذلك. وقال أحمد: ولا أيعن «7» هذا الحرف من ورش سماعا، وهو قوله: يعني أن الإمالة المتوسطة في ذلك قياس مذهبه. وقال العثماني عن قالون بفتح ذلك كله يريد أواخر الآي. وقال ابن سعدان عن المسيّبي كتابتها بالياء. وقرأتها بالألف [وقوله: بالألف] يدلّ على إخلاص الفتح.
حرف:
حرف: قرأ حمزة لأهله امكثوا [10] هاهنا وفي القصص [28] بضم الهاء ضمة مختلسة في حال الوصل «1». واختلف عن المسيّبي عن نافع، فروى لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «2» عن أصحابه عن ابن سعدان عن المسيّبي عنه أنه ضمّ الهاء «3». وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عبيد بن محمد، قال: نا ابن سعدان عن إسحاق عن نافع «4» عن سليم عن حمزة لأهله امكثوا [40/ ب] مرتفعة الهاء، وبذلك قرأت أنا في رواية المسيّبي من طريق ابنه ومن طريق ابن سعدان، وروى ابن واصل عن ابن سعدان وخلف عن المسيّبي أنها مبطوحة، وكذا قال ابن المسيّبي عن أبيه «5» وزاد الألف فيها قوة، ولا معنى لذكره الألف إن كان أراد الوصل؛ لأنه لا حركة لها فيه. وروى أبو عمارة عن إسحاق الأزرق لأهله امكثوا [10] كسر الألف، وهذا خطأ منه سواء أراد الوصل أو الابتداء؛ لأنها في حال الوصل ساقطة من اللفظ، وفي حال الابتداء مضمومة لانضمام ثالث المستقبل من الفعل الذي هو «6» أوله، وهو يمكث. وأظنه أراد الهاء، فذكر «7» الألف. وقرأ الباقون بكسر الهاء في الموضعين «8»، وكذلك روى قالون وورش وأبو عبيد عن إسماعيل عن نافع «9». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو أني أنا ربك [12] بفتح الهمزة «10»، وكذلك
حرف:
روى ابن مجاهد عن الحسن الجمال «1» عن محمد بن عيسى عن حماد بن بحر عن نافع وهو غلط. وكذا روى الوليد «2» عن يحيى عن ابن عامر، وكذلك روى أبو الحسن عن أصحابه عن نصير «3» عن الكسائي، وهو وهم. وقرأ الباقون بكسرها «4». وكذا قال ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عن أبي عمرو، وهو خطأ. وروى الشيرازي عن الكسائي بالفتح والكسر «5» جميعا، قال: لي أبو الفتح والمشهور عنه الكسر «6». حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر طوى هاهنا [12] وفي والنازعات [16] بالتنوين ويكسرونه في والنازعات لمجيء الساكن بعده، وقرأ الباقون بغير تنوين في السورتين «7». حرف: قرأ حمزة وعاصم في رواية المفضل «8»: وإنّا [13] بتشديد النون اخترناك [13] بالنون مفتوحة وألف بعدها على لفظ الجمع «9». وقال محمد بن نصر «10» في كتابه إن يونس بن عبد الأعلى وإسحاق الأزرق رويا عن حمزة وإنا
حرف:
بكسر الهمزة «1». اخترناك بالنون والألف، ولم أجد في كتاب «2» يونس الذي سمعناه من طريق الجيزي وأسامة عنه للألف ذكرا، وإنما قال فيه: وإنا جماعة لم يزد على ذلك. وقرأ الباقون وأنا بتخفيف النون اخترتك بالتاء مضمومة من غير ألف على لفظ الواحد «3». حرف: قرأ «4» ابن عامر أخي اشدد [30، 31] بقطع الألف وبفتحها في الوصل والابتداء وأشركه بضمّ الهمزة على الإخبار والجواب والمجازاة «5». وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا قاسم المطرز والخثعمي وابن جرير، قالوا: نا كريب «6»، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ اشدد به أزري وأشركه [طه: 31، 32] على الإخبار مثل ابن عامر، وقال قاسم في حديثه: وأشركه، وأنا وقرأ الباقون بوصل ألف اشدد وإسقاطها من اللفظ، وإذا ابتدءوا ضمّوها لانضمام الثالث وفتحوا الهمزة في وأشركه على الدعاء «7». وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر «8» عن عاصم، وقرأ ابن كثير «9» ونافع في رواية خلف وابن سعدان عن المسيّبي عنه وأشركهوا بصلة الهاء وإلحاقها واوا في اللفظ. وكذلك قال
حرف:
لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «1» عن أصحابه عن المسيّبي. وقرأ الباقون بضم الهاء من غير صلة وقد ذكر ذلك «2». حرف: وكلهم قرأ كي تقرّ عينها بفتح القاف إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار عن أيّوب عن يحيى عن ابن عامر «3» أنه قرأ تقرّ بكسر القاف، وهو عندي وهم [41/ أ] من ابن بكار، والكسر لغة معروفة، ولم يذكر ابن جرير هذا الحرف في جامعه. حرف: وكلهم قرأ كل شيء خلقه بإسكان اللام إلا ما رواه نصير «4» عن الكسائي من غير قراءتي أنه فتح اللام وبإسكانها قرأت في روايته، وكذلك روت الجماعة عن الكسائي «5». حرف: قرأ الكوفيون الأرض مهدا هنا [53] وفي الزخرف [10] بفتح الميم وإسكان الهاء من غير ألف. وقرأ الباقون بكسر الميم وفتح الهاء وألف بعدها «6». وأجمعوا على الحرف الذي في النبأ [6] بهذه الترجمة اتباعا لما بعده من الفواصل.
حرف:
حرف: قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة مكانا سوى [58] بضمّ السين وكسرها الباقون «1». وروى خلف والعجلي والوكيعي عن يحيى بن آدم وابن أبي أميّة وعبيد بن نعيم عن أبي بكر «2» عن عاصم أنه يميل فتحة الواو والألف بعدها من قوله سوى في الوقف، وكذلك حكى خلف عن يحيى عنه في قوله في القيامة [36] أن يترك سدى ولم يذكر سائر الرواة عن أبي بكر في الوقف على ذلك شيئا «3». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي فيسحتكم بعذاب [61] بضم الياء وكسر الحاء. وقرأ الباقون بفتح الياء والحاء «4». حرف: وروى هبيرة «5» عن حفص عن عاصم يوم الزينة [59] بفتح الميم على الظرف «6». وقرأ الباقون برفع الميم على خبر المبتدأ الذي هو موعدكم [59] «7». حرف: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والمفضل «8»: قالوا إن [63] بإسكان النون. وروى أبو عمر عن أبي عمارة وابن شاهي «9» عن حفص بتشديد
حرف:
النون. وخالف أبا عمر في ذلك أبو الحارث، فروى عن أبي عمارة عن حفص إن بالجزم فوافق ما روته الجماعة عنه «1». واختلف عن أبي بكر، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا محمد بن يونس وأبو بكر شيخنا، قالا: نا ابن صدقة، قال: نا أحمد بن جبير، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ إن هذان [63] خفيف، كذا قال ابن يونس. وقال ابن مجاهد إن موقوفة. وروى حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأها بالوجهين ساكنة النون ومشددة. وروى سائر الرواة عن أبي بكر بتشديد النون. «2» وكذلك روى حمّاد عن عاصم، وبذلك قرأ الباقون. حرف: قرأ أبو عمرو إن هذين [63] بالياء وتخفيف النون. وقرأ ابن كثير بالألف وتشديد النون. وقرأ الباقون بالألف وتخفيف النون «3». حرف: قرأ أبو عمرو فاجمعوا كيدكم [64] بوصل الألف وفتح الميم، وقرأ الباقون بقطع الألف وكسر الميم «4». حرف: قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة تخيّل إليه [66] بالتاء. وقرأ الباقون وابن عامر في رواية هشام والباقين بالياء «5»، ولم يذكر هذا الحرف ابن
حرف:
مجاهد ولا أبو طاهر في كتابيهما. حرف: قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان تلقف ما صنعوا [69] برفع الفاء «1». وقرأ الباقون وابن عامر في رواية هشام والوليد وابن عتبة وابن بكّار بجزمها «2». وقد ذكرنا مذهب ابن كثير في رواية البزّي وابن فليح في تشديد التاء «3»، ومذهب عاصم في رواية حفص في إسكان اللام وتخفيف القاف «4». حرف: قرأ حمزة والكسائي كيد سحر [69] بكسر السّين وإسكان الحاء من غير ألف «5»، وكذلك روى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم وقرأ الباقون بفتح السين وألف [40/ ب] بعدها وكسر الحاء «6»، وكذلك روت الجماعة عن حفص «7». حرف: قرأ ابن كثير في رواية قنبل ونافع في «8» ورش من طريق أحمد بن صالح، وعبد الجبار بن محمد عن عبد الصمد، وعاصم في رواية حفص آمنتم له [71] بهمزة واحدة بعدها ألف على لفظ الخبر.
حرف:
وقرأ الباقون بهمزتين على لفظ الاستفهام، وقد مضى ذكر مذاهبهم في التحقيق لهما، وفي التسهيل لإحداهما، فأغنى ذلك عن الإعادة «1». حرف: قرأ عاصم في رواية الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم عن أبي بكر، وفي «2» رواية أبي عمارة عن حفص، وأبو عمرو في رواية السّوسي «3» عن قراءتي، وفي رواية الحلواني وابن فرح عن أبي عمر عن اليزيدي وحمزة «4» في رواية يونس عن ابن كيسة عن سليم ومن يأته مؤمنا [75] بإسكان الهاء. ونا أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قال: نا يونس عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة ومن يأته مؤمنا موقوفة الهاء. وقرأ نافع في رواية قالون بخلاف عنه بكسر الهاء من غير صلة «5». حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا الحسن بن أبي مهران «6»، قال: نا أحمد بن يزيد عن قالون عن نافع ومن يأته مؤمنا يشبع الكسرة «7». وكذا روى أحمد بن صالح نصّا عن قالون، وبذلك قرأت على أبي الفتح من جميع الطرق عنه ونا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن حمدون الحذاء قال: نا أبو عون، قال: نا الحلواني عن قالون عن نافع ومن يأته مؤمنا مكسورة الهاء لا يبلغ بها الياء، وذلك قياس ما رواه لنا محمد بن عبد الله بن الحسين بإسنادهما عن الحلواني عن هشام «8» عن ابن عامر.
حرف:
وقرأ الباقون بكسر الهاء ووصلها «1»، وكذلك روى خلف وابن سعدان عن المسيّبي وابن جبير عن أصحابه عن نافع وابن جبير وأحمد بن الخشاب «2» عن اليزيديين عن أبيهم، وابن شجاع عن أبي عمرو، وبه كان يأخذ ابن مجاهد في قراءة أبي عمرو، وبذلك قرأت في رواية المسيّبي، وقد ذكرنا هذا الباب مشروحا في آل عمران. أن أسر بعبادي [77] مذكور أيضا «3». حرف: قرأ حمزة «4»: لا تخف دركا [77] بجزم الفاء وحذف الألف قبلها «5». وقرأ الباقون برفع الفاء وإثبات الألف قبلها «6». حرف: قرأ حمزة والكسائي قد أنجيتكم [80] وواعدتكم [80] ما رزقتكم [81] بالتاء «7» مضمومة من غير ألف في الثلاثة. وقرأ الباقون بالنون «8» مفتوحة وألف بعدها فيهن وحذف الألف بعد الواو من وعدناكم أبو عمرو، وأثبتها الباقون وقد ذكر «9». حرف: قرأ الكسائي «10» وابن عامر «11» في رواية ابن بكّار فيحلّ عليكم غضبي
حرف:
ومن يحلل [81] بضم الحاء في الأول وضمّ اللام في الثاني. وروى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر «1»: ومن يحلل بضم اللام، وفيحل بكسر الحاء. وروى ابن شاذان عن حجاج بن حمزة «2» عن حسين الجعفي عن عاصم «3» أنه قرأ: فيحلّ بضم الحاء وفتح الياء ومن يحلل بضم الياء وكسر اللام. وحسين وعاصم مرسل «4». وقرأ الباقون «5» بكسر الحاء واللام فيهما «6»، وأجمعوا على كسر الحاء في أن يحلّ عليكم [86] «7»؛ لأن المراد به الوجوب دون النزول. حرف: قرأ نافع وعاصم في غير رواية المفضل «8»: بملكنا [87] بفتح الميم، وقرأ حمزة والكسائي بضمها. وقرأ الباقون بكسرها «9». وكذلك روى المفضل عن عاصم وابن شاهي «10» عن حفص عنه. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا البرمكي عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع وعن اليزيدي [42/ أ] عن أبي عمرو «11» أنهما كسرا الميم، وذلك خطأ عن نافع.
حرف:
حرف: قرأ الحرميان وابن عامر وحفص عن عاصم ولكنا حملنا [87] بضم الحاء وتشديد الميم «1». وقرأ الباقون بفتح الحاء والميم من غير تشديد «2». يبنؤم [94] قد ذكر «3». حرف: قرأ حمزة والكسائي بما لم تبصروا [96] بالتاء «4»، وكذلك روى ابن عتبة عن ابن عامر والأصمعي «5» عن نافع وعلي بن نصر عن ابن كثير «6». وقرأ الباقون «7» بالياء «8». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو لن تخلفه [97] بكسر اللام «9» وقرأ الباقون بفتحها «10».
حرف:
حرف: قرأ أبو عمرو يوم ينفخ في الصور [102] بالنون وفتحها وضم الفاء «1». وقرأ الباقون بالياء وضمها وفتح الفاء «2». حرف: قرأ ابن كثير فلا يخف ظلما [112] بجزم الفاء وحذف الألف قبلها «3». وقرأ الباقون برفع الفاء وإثبات الألف «4»، والذي في سورة الجن [13] بهذه الترجمة إجماع. حرف: قرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص وإنك لا تظمؤا [119] بكسر الهمزة «5». وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتحها «6»، وكذلك روى البرجمي عن الأعشى عن أبي بكر. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر شيخنا، ومحمد بن يونس، قالا: نا «7» ابن صدقة، قال: نا أحمد بن جبير عن
حرف:
أبي بكر عن عاصم وإنك لا تظمؤا زاد ابن مجاهد مفتوح، وخالف ابن جبير (عن أبي بكر عن عاصم) «1» في ذلك عن أبي بكر سائر أصحابه، فرووه عنه بالكسر «2». حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر «3» وحمّاد والكسائي لعلك ترضى [130] بضم التاء «4»، وكذلك روى أبو عمر وأبو الحارث «5» عن أبي عمارة «6» عن حفص. وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل وحفص من سائر الطرق بفتح التاء «7». حرف: قرأ نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وقتيبة «8» عن الكسائي والوليد عن يحيى عن ابن عامر أو لم تأتهم بيّنة [133] بالتاء. وقرأ الباقون بالياء «9». في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث عشر ياء. أولاهن: إني آنست [10] إني أنا ربك [12] إني أنا الله [طه: 14]
فتحهنّ الحرميّان وأبو عمرو «1» وابن عامر في رواية ابن بكّار «2»، وأسكنهنّ الباقون. لعلّي آتيكم [10] أسكنها الكوفيون وفتحها الباقون «3». وقال أحمد بن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان هاهنا [10] وفي غافر [36] لعلّي بوقف الياء، وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الثعلبي عن ابن ذكوان هاهنا، وفي المؤمنين [10]، وفي الموضعين في القصص [29]، وفي غافر [38]، وروى ابن خرزاد والأخفش وابن موسى عن ابن ذكوان بفتح الياء من لعلّي في جميع القرآن، ولم يختلفوا عنه في فتح الياء في الموضع الذي في يوسف [46]، وعلى ما رواه الأخفش أهل الشام، وبه يأخذون. لذكري إن [14، 15] ويسّر لي أمري [26] على عيني إذ [39، 40] ولا برأسي إني [94] فتحهن نافع وأبو عمرو وفتح ابن عامر في رواية ابن بكار ويسّر لي أمري وفتح في رواية الوليد «4». ولا برأسي إني وأسكنها الباقون «5». ولي فيها مآرب [18] فتحها نافع «6»، في رواية ورش «7» من غير رواية الأصبهاني. وفي رواية العثماني عن قالون، وفي رواية محمد بن عمر والباهلي عن المسيّبي، وعاصم في رواية حفص «8»، وفي رواية الأعشى عن أبي بكر، وفي رواية ضرار عن يحيى عنه. وأسكنها الباقون. وكذلك
روى سائر الرواة عن نافع «1» عن أبي «2» بكر، وقال الأصبهاني: قرأت على أبي مسعود الأسود «3»: ولي فيها بفتح الياء، ولم أسمعه من غيره. وقرأت عليه غير هذا الوجه بإسكان الياء، وبذلك قرأت أنا في روايته أخي اشدد به [30، 31] فتحها ابن كثير وأبو عمرو «4»، وكذلك روى أحمد بن جبير عن المسيّبي وعن الكسائي عن إسماعيل عن نافع، وكذلك حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا البرمكي، قال: نا أبو عمر، قال: أنا إسماعيل عن أهل المدينة وعن اليزيدي عن أبي عمرو أخي اشدد [42/ ب] يحرّكون الياء. وأسكنها الباقون «5». وكذلك روى الزينبي عن الخزاعي عن النبال، وكان «6» الزينبي يأخذ في رواية الثلاثة بالفتح. وكذلك روى ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن أبي عمر عن إسماعيل. لنفسي اذهب [41، 42] وفي ذكري اذهبا [42، 43] أسكنهما الكوفيون. وابن عامر «7» وأسقطوهما في الوصل للساكنين الذي بعدهما. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر «8». لنفسي اذهب بالفتح وفتحهما الباقون. لم حشرتني أعمى [125] فتحها الحرميّان، وأسكنها الباقون «9».
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة وهي:
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة وهي: قوله: ألا تتبعن أفعصيت [93] أثبتها ساكنة في الحالين ابن كثير «1». وقال: ابن مجاهد في جامعه: يصل بياء ويقف بغير ياء، وقال في غيره: الوصل والوقف بالياء، وقال لي محمد بن علي عنه ابن كثير: يقف بالياء، وهو الصحيح من قوليه. واضطرب الزينبي فيها عن ابن فليح، فقال عنه: يصل ويقف بالياء، وقال في آخر: يقف بغير ياء، وأثبتها ساكنة في الوصل، وحذفها في الوقف نافع «2»، في غير رواية إسماعيل وأبو عمرو «3»، واختلف عن إسماعيل «4» عنه فروى الهاشمي وأبو عمرو عنه أنه يصلها بياء وينصبها، وقالا ليس ينصب ياء ليست في الكتاب غيرها وغير الذي في النمل [36]. فما آتان الله ولم يذكرا كيف يقف، فسألت فارس بن أحمد عن قراءتي كرواية إسماعيل عن مذهبه في الوقف، فقال لي: يقف بالياء، وذلك عندي كما قال؛ لأنه لم يفتحها في الوصل إلا وهو يريد إثباتها، ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون، قال: نا الباهلي، قال أبو عمر عن إسماعيل عن نافع «5»: ألا تتبعني وفما آتاني بنصب الياء، ويثبتها فيهما، وهذا يدل على فتح الياء في الوصل وإثباتها ساكنة في الوقف؛ لأنه عبّر عنهما بعبارتين: إحداهما الوصل «6» وهي الفتح، والثانية للوقف وهي الإثبات «7» . وقياس ما رواه المسيّبي عن نافع من اتباعه خط المصحف عند الوقف يوجب أن يقف بغير ياء؛ لأنها كذلك في جميع المصاحف. وروى ابن جبير عن المسيّبي وعن الكسائي عن إسماعيل عن نافع أنه يرسلها، قد حكى ابن مجاهد في كتاب «8» قراءة نافع عن الحلواني عن قالون أنه يفتحها أيضا، وهو وهم. وحذفها الباقون في الحالين.
ذكر اختلافهم في سورة الأنبياء: عليهم السلام
ذكر اختلافهم في سورة الأنبياء «1»: عليهم السلام حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي ربي يعلم القول [4] بالألف على الخبر «2»، وكذلك روى خلّاد عن حسين وأحمد بن أبي موسى «3» عن ابن جبير ويحيى الجعفي عن أبي بكر، لم يروه عنه غيرهم. وكذلك في مصاحف الكوفيين «4». وقرأ الباقون: القول بغير ألف على الأمر «5»، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر «6» وحفص «7» في غير رواية هبيرة وابن شاهي نوحى إليهم [7] وهو الأول بالنون وكسر الحاء، والباقون بالياء وفتح الحاء. وكذلك روى هبيرة وابن شاهي «8» عن حفص وقد ذكر «9». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص باختلاف عنه وحمزة والكسائي إلّا نوحي
حرف:
إليه [25] وهو الثاني بالنون وكسر الحاء «1». وقرأ الباقون بالياء وفتح الحاء، وقال الرافعي عن حسين عن أبي بكر ما كان من رجال، فهو نوحي بالنون وما كان من رسول يوحي بالياء خالف الجماعة من أصحاب أبي بكر «2». حرف: قرأ ابن كثير «3» ألم ير الذين كفروا [30] بغير واو بين الهمزة واللام، وكذلك في مصاحف المكيين «4» [43/ أ]. وقرأ الباقون أو لم ير الذين بالواو والله أعلم، وكذلك في مصاحفهم «5». حرف: قرأ ابن عامر «6» في رواية الثعلبي عن ابن ذكوان وإلينا ترجعون [35] بفتح التاء وكسر الجيم. وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الجيم «7». حرف: قرأ ابن عامر «8» في غير رواية الوليد عن يحيى ولا تسمع [45] بالتاء وضمها وكسر الميم «9»: الصم بالنصب «10».
حرف:
وقرأ الباقون بالياء وفتحها «1»، وفتح الميم ورفع «2»: الصم، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر. وروى ابن جبير «3» عن اليزيدي عن أبي عمرو ولا يسمع بالياء وضمّها وكسر الميم «الضم» بالنصب الدعاء رفع لم يرو ذلك أحد عن اليزيدي غيره «4»، وروى أحمد بن صالح عن قالون الموازين القصط [47] بالصّاد «5»، ولم يروه غيره، وقد ذكر «6». حرف: قرأ نافع «7»: وإن كان مثقال حبة هاهنا [47] وفي لقمان [16] برفع اللام. وقرأ الباقون بنصبها «8». ضياء [48] وذكرا [48] قد ذكرا «9». حرف: قرأ الكسائي «10»: جذاذا إلا [58] بكسر الجيم. وقرأ الباقون بضمها «11».
حرف:
حرف: وكلهم قرأ ثم نكسوا [65] بتخفيف الكاف إلا ما حدّثناه فارس بن أحمد، قال: نا محمد قال: نا محمد بن الحسن، قال: نا عبد الرزاق عن إبراهيم ابن عبّاد عن هشام «1» بإسناده عن ابن عامر بتشديد الكاف من نكسوا لم يروه عن هشام غير بن عباد. أف لكم قد ذكر «2»، أئمة قد ذكر أيضا «3». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص لتحصنكم [8] بالتاء «4»، وكذلك روى ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر. وروى إبراهيم بن عبّاد عن هشام بإسناده عن ابن عامر بفتح التاء وتشديد الصاد «5»، لم يروه عنه أحد غيره. وقد قرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحماد «6» بالنون. وقرأ الباقون بالياء «7». حرف: وكلهم قرأ هاهنا ولسليمان الريح [81] بنصب الحاء، إلا ما رواه يحيى الجعفي عن أبي بكر «8» عن عاصم أنه رفع الحاء هاهنا وفي سبأ [12]، ويأتي الذي في سبأ في موضعه إن شاء الله تعالى.
حرف:
حرف: قرأ ابن عامر من طرقه وعاصم في غير رواية «1» حفص والكسائي في رواية أبي موسى الشيرازي «2»: نجي المؤمنين [88] بنون «3» واحدة وتشديد الجيم على معنى ننجي المؤمنين، ثم حذفت إحدى النونين تخفيفا. وقرأ الباقون بنونين الثانية ساكنة والجيم مخففة «4». وكذلك قال لي الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن الثعلبي عن ابن ذكوان، والذي رواه الأخفش ومحمد بن موسى وأحمد بن المعلى وابن خرزاد وأحمد بن أنس وغيرهم عنه أداء وسماعا هو ما قدمته، ولا يعرف أهل الشام غير ذلك. وكذلك روى هشام والجماعة بإسنادهم عن ابن عامر، ولم يذكر ابن مجاهد عن ابن عامر في هذا الحرف شيئا في كتابه. حرف: وكلهم قرأ رغبا ورهبا [90] بفتحتين إلا ما رواه أحمد بن عمر القاضي في الإجازة، قال: نا أحمد بن سليمان، قالا: نا محمد بن محمد، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر رغبا ورهبا بضم الراء في الحرفين جميعا «5»، وتحقيقها لم يرو هذا عن هشام أحد غير الباغندي ولا روى عنه غيره. ونا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده رغبا ورهبا مثقل في كتابي على الهاء والعين فتحة شكلا. حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي وحرم على قرية [95] بكسر الحاء وإسكان الراء من غير ألف. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتح الحاء والراء وألف بعدها «6» حتى إذا
حرف:
فتحت [الأنعام: 44] يأجوج [الكهف: 94] ومأجوج [96] قد ذكر من قبل. حرف: [43/ ب]: وكلهم قرأ إنهم لا يرجعون [95] بفتح الياء وكسر الجيم إلا ما ناه محمد بن علي «1»، قال: نا محمد بن قطن، قال: نا أبو خلّاد عن اليزيدي عن أبي عمرو يرجعون الياء رفع، لم يروه غيره، وهو وهم. قرأ الكسائي في رواية أبي موسى لا يحزنهم [103] بضم الياء وكسر الزاي، وقد ذكر «2». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل «3» وحمزة والكسائي: للكتب [104] بضم الكاف والتاء على الجمع «4». وقرأ الباقون بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها على التوحيد «5» في: في الزبور [105] قد ذكر «6». حرف: وكلهم قرأ وإن أدري في الموضعين هاهنا [109 و 111]، وفي سورة الجن [25] بإسكان الياء دلالة على رفع الفعل، إلا ما رواه ابن بكار عن أيّوب عن يحيى عن ابن عامر «7» أنه فتح الياء فيهن، وذلك غير جائز إلا على إلقاء حركة الهمزة على الياء فيما بعدها همزة وتحريكها بها وإسقاط الهمزة من اللفظ، فإن ذلك قد يجوز، وما أحسب ذلك إلا وهما من ابن بكّار.
حرف:
حرف: قرأ عاصم في رواية حفص «1»: قال ربّ احكم [112] بالألف على الخبر «2». وقرأ الباقون بغير الألف على الأمر «3»، وكذلك روى لي فارس بن أحمد عن قراءته في رواية القوّاس عن حفص. حرف: قرأ ابن عامر في رواية الثعلبي عن ابن ذكوان «4» وعاصم في رواية المفضل «5»: على ما يصفون [112] آخر السورة بالياء. وقرأ الباقون «6» بالتاء. وكذلك روى الأخفش وغيره عن ابن ذكوان، وكذلك قال: نا الفارسي عن أبي طاهر عن محمد بن محبوب «7» عن التغلبي عن ابن ذكوان، وقال لنا ابن مجاهد عن ابن ذكوان عنه بالياء. في هذه السورة من ياءات الإضافة أربع «8»: أولاهن ذكر من معي [24] فتحها حفص «9» عن عاصم، وأسكنها الباقون.
إني إله [29] فتحها نافع وأبو عمرو، وقال ابن جبير عن اليزيدي: كان أبو عمرو يخيّر بين فتحها وإسكانها «1». وأسكنها الباقون. مسني [83]، وعبادي الصالحون [105] أسكنهما حمزة «2»، وفتحهما الباقون. وليس فيها من الياءات المحذوفات من الخط شيء «3» والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الحج:
ذكر اختلافهم في سورة الحج «1»: حرف: قرأ حمزة والكسائي سكرى وما هم بسكرى [2] بفتح السين وإسكان الكاف من غير ألف على وزن (فعلى) فيهما. «2» وقرأهما الباقون بضم السين وفتح الكاف وألف بعدها على وزن (فعالى) «3». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «4»: ونقر في الأرحام [5] وثم يخرجكم [5] بنصب الراء والجيم. وقرأ الباقون برفعهما «5»، ليضل [9] «6» قد ذكر. حرف: قرأ نافع في رواية ورش وابن عامر وأبو عمرو ثم ليقطع [15] وثم
ليقضوا [29] بكسر اللامين. «1» وقرأ ابن كثير في رواية قنبل «2» عن القوّاس «3»: ثم ليقطع بإسكان اللام، وثم ليقضوا بكسر اللام. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر عن ابن أبي هاشم، قال: نا ابن مخلد عن البزّي «4»، قال: سمعت وهبا أبا الإخريط يقرأ ثم ليقضوا مكسورة اللام. وقرأ الباقون، ونافع في رواية إسماعيل، والمسيّبي، وقالون، وابن كثير في رواية البزّي «5» وابن فليح بإسكان اللام فيهما «6». وكذلك روى أبو ربيعة عن صاحبيه والخزاعي عن أصحابه وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان «7»: وليوفوا [29] وليطوفوا [29] بكسر اللامين. وروى الحلواني عن القوّاس والأعشى عن أبي «8» بكر بإسكان اللام من وليوفوا وحدها. وقرأ الباقون «9» بإسكان اللامين، ولم يكسر اللام في وليطوفوا غير ابن عامر في رواية ابن ذكوان «10»، والصابئين [17] قد ذكر «11».
حرف:
حرف: قرأ نافع وعاصم في غير رواية المفضل «1» وهبيرة: ولؤلؤا هاهنا [23] وفي الملائكة [33] «2» بالنصب. كذا قرأت له. واضطرب ابن مجاهد عنه [44/ أ] في ذلك، فقال في كتاب السبعة «3» بالخفض في السورتين «4»، وقال في كتاب عاصم بالنصب، وروى هبيرة عن حفص عنه هاهنا «5» بالنصب، وفي الملائكة بالخفض. وقرأ الباقون بالخفض «6» في السورتين، ثم اختلفوا في همزهما، فروى الأصبهاني «7» عن ورش عن نافع (من اللؤلؤ ولولو ولولو) في هذين الموضعين وفي جميع القرآن «8». وهمز الهمزة الثانية المتحركة، وكذا قرأ أبو عمرو «9» في تحقيقه وإدراجه «10» ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عبيد بن محمد، قال: نا ابن سعدان، قال: نا ابن المعلى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ ولؤلوا همز الأولى، ولم يهمز الآخرة. ما روته الجماعة عن أبي بكر، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا السيرافي، قال: نا القطيعي، قال: نا أيوب المتوكل «11» عن حسين عن أبي بكر عن عاصم ولؤلؤا في الحج [33] والملائكة، وهو في كتابي مقيد بغير همز. وروى الواسطيون عن يحيى «12» عن أبي بكر أن يترك الهمزة الأولى من المنصوب
حرف:
فقط، وجملة ذلك ثلاثة مواضع، هاهنا، وفي فاطر على قراءته، وفي الإنسان بإجماع. وروى ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر ولؤلؤا نصب «1» منوّن مهموز، وليس في هذه الرواية بيان عن أيّ الهمزتين يهمز، ويحتمل أن يكون أراد أنه يهمز الثانية منهما، فيوافق قول الجماعة عن أبي بكر، ويحتمل أن يكون أراد أنه يهمزهما معا، وحمزة إذا وقف سهّلهما جميعا، فأبدلهما واوا ساكنة في السورتين، وابن عامر في رواية الحلواني عن هشام إذا وقف أبدل الثانية خاصة واوا ساكنة. وقرأ الباقون وأبو عمرو في تحقيقه وترتيله يحقّقون الهمزتين وصلا ووقفا في جميع القرآن. وبذلك قرأت في رواية الأصبهاني عن ورش «2». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص «3» في: سواء العاكف [25] بنصب الهمزة، وقرأ الباقون برفعها «4». حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص «5»: وليوفوا نذورهم [29] بفتح الواو وتشديد الفاء.
حرف:
وقرأ الباقون بإسكان الواو وتخفيف الفاء، وكسر اللام القوّاس في رواية الحلواني والأعشى «1» عن أبي بكر، وأسكنها الباقون. حرف: قرأ نافع «2» فتخطفه [31] بفتح الخاء وتشديد الطاء «3». وكذلك روى أبو الربيع عن حفص عن ابن عاصم «4» لم يروه عنه غيره «5»، وقال: أحمد ابن صالح عن قالون «6» الخاء مختلسة غير مبيّنة، وروى ابن شنبوذ عن أبي حسان عن أبي نشيط «7» عن قالون الخاء ساكنة والطاء مشددة. وقال سائر أصحاب «8» قالون وأصحاب ورش جميعا: الخاء مفتوحة والطاء مثقلة. وكذا قال إسماعيل والمسيّبي وابن بويان وابن ذؤابة «9» عن أبي حمّاد عن أبي نشيط ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا محمد بن جرير، قال: نا يونس عن ورش فتخطفه مثقلة الطاء مسكنة الخاء مدغمة الطاء يعني الجمع بين الساكنين، وهذه الترجمة خطأ؛ لأن هذه الكلمة ليست فيها تاء مدغمة أصلا؛ لأن الفعل في وزن تفعل مثل تكلم، والأصل تتخطف وتتكلم بتاءين، فحذفت إحداهما تخفيفا. وإنما (تكون التاء) «10» المدغمة في هذا الفعل، إذا كان في وزن (تفتعل)، فيكون الأصل فتختطفه، فيدغم التاء في الطاء وتكون الطاء مكسورة لا بدّ من ذلك دلالة قاطعة على أن الفعل «11» ليس في
حرف:
زنة (تفتعل)، وأنه [44/ ب] في زنة (تفعّل) «1» فلا يجوز ما حكاه ابن جرير عن يونس عن ورش بوجه. والغلط في ذلك عندي عن ابن جرير، لا من يونس؛ لأن فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد قال: نا محمد بن الربيع. ح ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي، قالا: نا يونس عن ورش عن نافع فتخطفه مثقلة، وعن ابن كيسة عن سليم عن حمزة مخففة لم يزد على قوله مخففة ومثقلة شيئا يدلّ «2» على موافقة الجماعة من أصحاب نافع، وأن الزيادة من ابن جرير وهو خطأ. وقرأ الباقون بإسكان الخاء وتخفيف الطاء «3»، وكذلك روت الجماعة عن حفص عن عاصم. حرف: قرأ حمزة والكسائي منسكا [34] في الموضعين في هذه السورة [34 و 67] بكسر السين. وقرأ الباقون بفتحها فيهما «4». حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية حفص أذن للذين [39] بضم الهمزة «5»، يقاتلون [39] بفتح التاء «6»، وكذلك روى ابن شنبوذ عن ابن شاكر عن ابن عتبة عن ابن عامر «7»، وقال: واختلف فيها عنه. وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بفتح الهمزة «8»
حرف:
وكسر التاء «1» وقرأ ابن عامر «2» بفتح الهمزة والتاء، وقرأ عاصم في غير رواية حفص وأبو عمرو بضم الهمزة وكسر التاء، فاتفق على ضمة الهمزة نافع وعاصم وأبو عمرو. والباقون على فتحها. واتفق على فتح التاء نافع وابن عامر وحفص عن عاصم، والباقون على كسرها «3». وحكى ابن مجاهد في كتاب قراءة نافع أن داود بن أبي طيبة «4» روى عن ورش عن نافع يقاتلون [39] بكسر التاء، وهو غلط؛ لأن داود نصّ على ذلك في كتابه عن ورش عن نافع بفتح التاء. حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو إن الله يدفع [38] بفتح الياء، وإسكان الدال وفتح الفاء من غير ألف. وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الدال وألف بعدها وكسر الفاء «5»: ولولا دفع الله [40] قد ذكر قبل «6». حرف: قرأ الحرميان لهدمت صوامع [40] بتخفيف الدال. وقرأ الباقون بتشديدها «7». وقد ذكر الاختلاف في إظهار التاء في إدغامها في بابه «8».
حرف:
حرف: قرأ أبو عمرو «1»: وكأيّن من قرية أهلكتها [45] بالتاء مضمومة من غير ألف «2»، واختلف عن أبي بكر «3» عن عاصم فروى ضرار بن صرد عن يحيى وابن جامع عن ابن أبي حمّاد عنه بالتاء مثل أبي عمرو. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: سمعت أبا يوسف قرأها على أبي بكر أهلكتها. وقرأ الباقون أهلكناها بالنون مفتوحة وألف بعدها «4»، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر «5» ويحيى والأعشى عنه. حرف: قرأ نافع في رواية المسيّبي «6» وورش «7» وابن كثير في رواية ابن فليح «8» وأبو عمرو «9» إذا أدرج القراءة أو قرأ في الصلاة «10». وعاصم في رواية الأعشى «11» عن أبي بكر: وبير معطلة [45] بغير همز «12»، وروى ذلك عن المسيّبي نصّا ابنه محمد وابن سعدان من رواية ابن واصل عنه، قال: نا محمد بن علي، قال: نا ابن
مجاهد «1»، قال: حدّثني عبد الله بن الصقر «2» عن محمد بن إسحاق عن أبيه أنه لم يهمز وبئر، وروى ابن جبير وأبو عمارة عن المسيّبي أنه همزها، وكذلك روى أصحاب قنبل والبزّي عنهما عن ابن كثير، وروى جعفر بن محمد الأصبهاني «3» عن ابن سعدان وأبي حمدون وأبي خلّاد وأبي شعيب عن اليزيدي «4» عن أبي عمرو وبئر مهموزة «5»، وأظنه أنه يهمزها إذا حقّق القراءة، ورتلها ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا الخزاعي، قال: كان بعض المكيّين يهمزه، وبعضهم لا يهمزه، فأما الذين همزوا فالقسط «6» وأصحابه، ولم يهمزها وهب بن زمعة «7». وذكر أن أباه زمعة بن صالح «8» لم يهمزها، أخبرني بذلك عبد الوهاب بن فليح عن الفريقين، وأخبرني عن داود بن شبل «9» أن أباه شبل بن عبّاد، ومعروف بن مشكان «10» لم يهمزاها كل فريق منهم [45/ أ] يحكي قراءته عن ابن كثير. وكان عبد الوهاب بن فليح لا يهمزها. قال الخزاعي: وكان البزّي يهمزها. قال: وأخبرني قنبل بن «11» عبد الرحمن عن
حرف:
القوّاس أنه كان يهمزها، وروايتهما في مصحف محمد بن سبعون «1» مهموزة، وفي مصحف ابن أبي ميسرة «2»، وكان عنده مصحف مكي قديم مهموز. وروايتها في مصحف ابن عيسى «3» وفي مصحف العليمي «4» غير مهموز. وقرأ الباقون بالهمزة «5». ونصّ على ذلك عن أبي بكر «6» عن عاصم ويحيى بن آدم وابن أبي أميّة. حرف: قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي مما يعدون [47] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء «7». حرف: في آياتنا معجزين هنا [51] وفي الموضعين «8» في سبأ [5 و 38] بتشديد الجيم من غير ألف. وقرأ الباقون بألف بعد العين وتخفيف الجيم في الثلاثة. ثم قتلوا ومدخلا [59] قد ذكر قبل «9». حرف: قرأ الحرميان وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص وإن ما تدعون من دونه هنا [62] وفي لقمان [30] بالتاء «10».
في هذه السورة من ياءات الإضافة واحدة
وقرأهما الباقون بالياء «1». وكذلك روى حفص «2» عن عاصم. وأقرأني أبو الفتح في رواية ابن فليح «3» عن ابن كثير هنا خاصة بالوجهين بالتاء والياء، أخبرت عن محمد بن الحسن، قال: نا محمد بن عمران، قال: نا ابن فليح، قال: قرأها أصحابنا بالياء والتاء، وأنا أقرؤها كذلك في سورة الحج، والتي في لقمان كلهم أجمعوا عليها بالياء، ولم يقرأ أحد منهم بالتاء «4»، والأعشى من رواية الشموني من غير قراءتي وأحمد بن صالح عن قالون يصطون بالصاد وقد ذكر «5». في هذه السورة من ياءات الإضافة واحدة وهي قوله: بيتي للطائفين [26] فتحها نافع «6» وابن عامر في رواية هشام «7» والوليد وعاصم في رواية حفص «8» وأسكنها الباقون. وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع «9». وفيها من الياءات المحذوفات من الخط اثنتان: والباد ومن أثبتها في الحالين ابن كثير «10». وقال لنا محمد عن ابن مجاهد في كتاب السبعة «11» عنه بياء في الوصل، ولم
يذكر الوقف، وأثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وورش «1». في رواية العثماني عن قالون «2» وأبو عمرو «3» وروى ابن جبير [عن المسيّبي] عن الكسائي عن إسماعيل عن نافع يصل بياء، ويقف بغير ياء. وقال ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عن أبي عمرو «4» والباد مثل حمزة، وقال عنه في جامعه: يصل بياء ويقف بغير ياء وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن قطن «5» قال: نا أبو خلّاد عن اليزيدي عن أبي عمرو والبادي إذا وصل أثبت الياء، وإذا وقف وقف على الكتاب، ولا أعلم أحدا جاء بهذه الياء منصوصة عن اليزيدي غير أبي خلّاد وحده؛ لأن قياس ما روته الجماعة عنه أنه يثبت الياء إذا كانت في غير فاصلة يوجب إثباتها، وعلى ذلك أهل الأداء «6» وحذفها الباقون «7» في الحالين. فكيف كان نكير [44] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش «8» وفي رواية العثماني عن قالون «9»، وحذفها الباقون في الحالين «10» وكذا قال أحمد بن صالح عن قالون «11».
ذكر اختلافهم في سورة المؤمنين:
ذكر اختلافهم في سورة المؤمنين «1»: حرف: قرأ ابن كثير «2»: والذين هم لأماناتهم هنا [8] وفي المعارج [32] بغير ألف بعد النون على التوحيد «3». وقرأهما الباقون [45/ ب] بالألف على الجمع «4». حرف: قرأ حمزة والكسائي على صلاتهم [9] على التوحيد «5». وقرأ الباقون صلواتهم على الجمع «6». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في غير رواية حفص المضغة عظما فكسونا العظم [14] بفتح العين وإسكان الظاء من غير ألف على التوحيد فيهما «7». وقرأهما الباقون وحفص عن عاصم بكسر العين وفتح الظاء وألف بعدها على
حرف:
الجمع «1»، وروى المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم في الثاني فكسونا العظام بالألف على الجمع لم يروه عنه أحد غيره «2». حرف: قرأ الحرميان وأبو عمرو من طور سيناء [20] بكسر السين. وقرأ الباقون بفتحها «3». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو تنبت بالدهن [20] بضم التاء وكسر الباء «4» وكذلك روى لي ابن خاقان عن أحمد بن أسامة عن أبيه عن يونس عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة، وهو غلط من ابن أسامة؛ لأن أبا الفتح روى لنا عن جعفر بن أحمد عن محمد بن الربيع عن يونس عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة بفتح التاء مثل نافع، وهذا هو الصواب. وقرأ الباقون بفتح التاء وضمّ الباء «5». نسقيكم [21] ومن إله غيره [23] ومن كلّ زوجين [27] مذكور قبل «6». حرف: قرأ عاصم في غير رواية «7» حفص منزلا [29] بفتح الميم وكسر الزاي «8».
حرف:
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بضم الميم وفتح الزاي «1». حرف: وكلهم قرأ إنكم مخرجون [35] بفتح الهمزة «2»، إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن سعيد عن الخياط عن الشموني «3» عن الأعشى «4» عن أبي بكر أنه كسر الهمزة، فخالف ابن سعيد عن الخياط الحسين بن داود النقار، فروى ذلك عنه عن الشموني بفتح الهمزة مثل الجماعة، حدّثني بذلك الفارسي عن أبي طاهر عن النقار، وكذلك روى ذلك أداء عن الخياط سائر أصحابه. وبذلك قرأت في الروايتين عن الأعشى، ووقف ابن كثير في رواية البزّي والكسائي على قوله هيهات هيهات [المؤمنون: 36] في الحرفين بالهاء «5»، ووقف الباقون عليها بالتاء، وقد ذكر بأسانيده في باب الوقف على المرسوم «6». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو تترا كلما [44] بالتنوين، ووقفا بالألف عوضا منه نا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: من نوّن يقف بالألف لا غير، وقرأ الباقون تترا بغير تنوين «7». على وزن (فعلى) وقفوا على ألف التأنيث حمزة والكسائي «8» وهبيرة «9» عن
حفص عن عاصم يخلصون إمالتها وإمالة فتحة الراء قبلها في حال الوصل والوقف جميعا. وكذلك روى الداجوني أداء عن أصحابه عن ابن ذكوان «1»، وكذلك روى [ابن] عتبة بإسناده عن ابن عامر، وروى أبو عمارة عن حفص تترى بالياء مرسلة، وهذا يدلّ على الإمالة أيضا. وروى أحمد بن صالح عن قالون «2» الراء مقصورة وسطا من ذلك، وقال عن ورش: الراء مبطوحة «3». وقال أبو عون عن الحلواني عن قالون لا يفتح ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن منير، قال: نا عبد الله بن عيسى، قال: نا قالون عن نافع تترا بفتح الراء، وكذلك روى أبو سليمان عن قالون، وروى المسيّبي عن نافع الفتح، والاختلاف في ذلك عن نافع على ما تقدّم في باب الإمالة سواء. وعاصم في غير رواية هبيرة وأبي عمارة وابن عامر يخلصون فتح الراء في الحالين «4». إلى ربوة [50] قد ذكر «5». حرف قرأ الكوفيون وإن هذه أمتكم [52] بكسر الهمزة «6»، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني أبو بكر، قال: أخبرني ابن بويان [46/ أ]، قال: نا الحسن بن جامع عن محمد بن حفص الكوفي «7» عن حفص «8» عن عاصم وإن هذه أمتكم بنصب الألف، وخالفه في ذلك سائر أصحاب حفص فرووه «9» بكسر الهمزة.
حرف:
وقرأ الباقون بفتح الهمزة «1» وخفف ابن عامر «2» النون من وإن وشددها الباقون «3». وقال ابن ذكوان: وجدتها في كتابي بالتشديد وفتح الألف. حرف: وكلهم «4» قرأ بينهم زبرا [53] بضم الباء إلا ما حدّثناه خلف بن إبراهيم، قال: أنا أحمد بن المكي، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: نا عبيد قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر وأهل الشام زبرا بضم الزاي وفتح الباء «5» وخالف أبا عبيد في ذلك سائر أصحاب هشام، فرووا عنه بضم الزاي والباء. حدّثنا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر زبرا مثقلة. حرف: قرأ نافع «6»: تهجرون [67] بضم التاء وكسر الجيم «7». وقرأ الباقون بفتح التاء وضم الجيم «8».
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي أم تسألهم خراجا [72] بالألف، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم هاهنا. وقرأ الباقون بغير ألف، وقرأ ابن عامر فخرج ربك [72] بغير ألف، وكذلك روى محمد بن خلف التيمي عن الأعشى، وعن ضرار عن يحيى بن آدم عن أبي بكر. وقرأ الباقون بالألف، وقد ذكر ذلك. قبل «1» والاستفهامات «2» قد ذكرت أيضا. حرف: قرأ أبو عمرو «3»: سيقولون الله [87] سيقولون الله [89] في الموضعين الأخيرين بالألف ورفع الهاء من اسم الله تعالى، وكذلك رسما في مصاحف البصريين «4» ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا ابن أبي هاشم، قال: نا محمد بن الحسين، قال: نا حسين الأسود، قال: نا يحيى عن أبي بكر «5» عن عاصم أنه قرأهما الله الله مثل أبي عمرو. وقرأهما الباقون لله لله بغير ألف وخفض الهاء «6»، وكذلك رسما في مصاحف «7» الحجاز والعراق والشام، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر «8» وعن يحيى عنه، ولا خلاف في الحرف الأول أنه سيقولون لله؛ لأن قبله قل لمن الأرض ومن فيها [المؤمنون: 84] فجاء الجواب على لفظ السؤال.
حرف:
حرف: قرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص بخلاف «1» عنه وعن أبي بكر وحمزة والكسائي عالم الغيب [92] بالرفع «2»، وكذلك روى هبيرة عن حفص «3». وقرأ الباقون وحفص في غير رواية هبيرة بالخفض «4»، وكذلك روى خلّاد وأبو هشام عن حسين عن أبي بكر «5». حرف: قرأ حمزة والكسائي وعاصم «6» في رواية المفضل: شقاوتنا [106] بفتح الشين والقاف وألف بعدها. وقرأ الباقون بكسر الشين وإسكان القاف من غير ألف «7». وقال ابن خرزاد عن ابن ذكوان عن ابن عامر «8» الشين مفتوحة بغير ألف، لم يروه غيره «9». نا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عيسى العباسي «10» وأحمد بن علي الخراز، قال: نا بشر ابن «11» هلال الصوّاف،
حرف:
قال: نا بكار «1» عن أبان «2»، قال: سألت عاصما، قال: إن شئت فاقرأ شقوتنا وإن شئت فاقرأ شقاوتنا. حرف: قرأ نافع وحمزة والكسائي سخريّا هنا [110] وفي ص [63] بضم السين «3» فيهما وروى المفضل «4» عن عاصم هنا بكسر السين، وفي ص بضمها. وروى هبيرة «5» عن حفص عنه ضدّ ذلك هنا بضم السين، وفي ص بكسرها. وقرأ الباقون بكسر السين «6»، وأجمعوا على ضم السين في الذي في الزخرف [32] وهو قوله: ليتخذ بعضهم بعضا سخريّا؛ لأنه من السخرة وليس من الهزء. حرف: قرأ حمزة والكسائي وهبيرة عن حفص عن عاصم إنهم هم الفائزون [46/ ب] [11] بكسر الهمزة «7». وقرأ الباقون بفتحها «8»، وكذلك روت الجماعة عن حفص «9». حرف: قرأ حمزة والكسائي قل كم لبثتم [112] قل إن لبثتم [المؤمنون: 114] بغير ألف فيهما على الأمر، وكذلك رسما في مصاحف «10» الكوفيين، وقرأ ابن
حرف:
كثير «1» قل كم لبثتم بغير ألف، قال إن لبثتم بألف كذا، رواه الحلواني عن القوّاس والبزّي وأبو ربيعة والخزاعي عن أصحابه، وكذا قرأت في رواية الثلاثة عنه. واضطرب قول ابن مجاهد عن قنبل في ذلك «2». فقال: لنا محمد بن علي عنه في كتاب السبعة «3»، كذلك الأول بغير ألف والثاني بألف. وكذلك قال في الجامع، وقال في كتاب المكيّين بغير ألف في الحرفين، كذا قرأت على قنبل، وكذلك روى أحمد بن بويان وابن عبد الرزاق نصّا عن قنبل. وقال لنا الفارسي قال: نا أبو طاهر رأيت في بعض كتب أصحابنا في كتاب الاختلاف عن ابن مجاهد الحرفين جميعا بالألف. قال: والصواب ما ذكر في الجامع وما قرأت به عليه. وقرأ الباقون الحرفين بالألف «4». حرف: قرأ حمزة والكسائي إلينا لا ترجعون [115] بفتح التاء وكسر الجيم «5». وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الجيم «6». في هذه السورة من ياءات الإضافة ياء واحدة: وهي قوله تعالى: لعلّي أعمل [100] أسكنها الكوفيون «7»، وكذلك روى الثعلبي عن ابن ذكوان «8» بإسناده عن ابن عامر.
وليس فيها ياء محذوفة مختلف فيها.
وفتحها الباقون. وكذلك روى الأخفش وأحمد بن أنس وأحمد بن المعلى وابن خرزاد وابن موسى عن ابن ذكوان «1». وليس فيها ياء محذوفة مختلف فيها «2».
ذكر اختلافهم في سورة النور:
ذكر اختلافهم في سورة النور «1»: حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وفرضناها [1] بتشديد الراء «2». وقرأ الباقون بتخفيفها «3». حرف: قرأ ابن كثير «4» في رواية قنبل وفي رواية البزّي بخلاف «5» عنه بهما رأفة [2] بتحريك «6» الهمزة، وقرأ التي في الحديد [27] رأفة ورحمة بإسكان الهمزة، وكذا قال لي عبد العزيز بن محمد عن أبي طاهر عن ابن مجاهد عن قنبل، قال ابن مجاهد «7»، وقال: قنبل كان البزّي قد وهم، فكان يحرّك الهمزة فيهما، فأخبرته أنها واحدة، فرجع. وقال لي محمد بن علي عن ابن مجاهد عن قنبل أنه قرأ عليه هاهنا بتحريك فلما أخبرته أنما هي هذه وحدها رجع، وكذلك روى الزينبي وابن الصباح وابن بويان وابن عبد الرزاق وأبو العباس البلخي عن قنبل. وقال ابن شنبوذ «8»
حرف:
عنه هاهنا كذلك بتحريك الهمزة. وقال عنه في (الحديد) بوزن (رعافة) «1» خالف الجماعة من أصحابه، وقال أبو ربيعة عن البزّي وقنبل واللهبي عن البزّي كما روى ابن مجاهد سواء ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الحسن بن الحباب عن البزّي في النور رأفة بهمزة مجزومة، ولم يذكر التي في (الحديد) ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني أبو بكر عن مضر عن البزّي «2» رأفة منصوبة الهمزة، ولم يذكر التي في الحديد أيضا. وروى الخزاعي عن أصحابه الثلاثة بإسكان الهمزة فيهما جميعا. قال: وفتح الألف من هذه القرّاء من أهل مكة وجزم التي في الحديد. قال: وهما لا فرق بينهما، وروى الحلواني عن القوّاس «3» بفتح الهمزة فيهما جميعا كرواية البزّي التي رجع عنها، وقرأت أنا في رواية ابن فليح «4» بإسكان الهمزة «5» في السورتين، وكذا قرأت أنا في رواية الخزاعي ومحمد بن هارون جميعا عن البزّي، وبذلك قرأ الباقون، وسهّل «6» الهمزة فيهما في الحالين ورش في رواية الأصبهاني «7» وأبو بكر «8» خاصة، وحقّقها الباقون في الحالين. والمحصنات [4] [47/ أ] قد ذكر الاختلاف فيه «9». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وحمزة والكسائي أربع شهادات
حرف:
[6] وهو الأول برفع العين «1». وقرأ الباقون بنصبها «2» ولا خلاف في نصب العين من قوله: أن تشهد أربع شهادات [8]، وهو الثاني لوقوع الفعل عليه. حرف: (432): قرأ عاصم في رواية حفص «3»: والخامسة أن غضب الله [9] وهو الحرف الثاني بنصب التاء. وكذلك روى ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر «4»، لم يروه عنه غيره. وقرأ الباقون برفعها وكلهم «5» رفع التاء من قوله: والخامسة أن لعنة الله [7] وهو الأول، إلا ما رواه ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر «6» عن عاصم أنه نصب التاء في الحرفين جميعا. وروى إسحاق الأزرق عن أبي بكر «7» عن عاصم أنه نصب التاء في الحرف الأول، ورفعها في الحرف الثاني ضدّ ما رواه حفص. حرف: قرأ نافع «8» وعاصم في رواية المفضل «9»: أن لعنت الله [7] وأن غضب الله [9] بتخفيف النون «10» فيهما ورفع: لعنت «11» وكسر الضاد من
حرف:
غضب «1»، ورفع الهاء «2» من اسم الله تعالى. وقرأ الباقون بتشديد النون «3» فيهما، ونصب لعنت «4» وفتح الضاد من غضب «5» وخفض الهاء «6» من اسم الله تعالى خطوات الشيطان [32] «7». ما زكى [21] «8» قد ذكر قبل. حرف: قرأ حمزة والكسائي يوم يشهد عليهم [24] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء «9». حرف: قرأ ابن كثير بخلاف «10» عن قنبل والبزّي وابن عامر في رواية ابن
حرف:
ذكوان والأعشى عن أبي بكر «1» وحمزة والكسائي على جيوبهن [31] بكسر الجيم. وقرأ الباقون بضمها «2»، وكذلك روى ابن الصباح والزينبي عن قنبل وأبي ربيعة عن قنبل والبزّي جميعا وابن كيسة عن سليم عن حمزة «3» وقد ذكر هذا قبل «4». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في غير رواية حفص «5»: غير أولي الإربة [31] بنصب الراء «6»، وكذلك روى ابن جبير عن الكسائي عن إسماعيل عن نافع «7»، لم يروه غيره، وقرأ الباقون بخفضها. حرف: وكلهم كسر الهمزة من قوله: الإربة، إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: نا يحيى، قال: قلت لأبي بكر: روى حسين «8» عنك الأربة بنصب الألف «9»، فقال: لم يحفظ. حرف: وكلهم قرأ على عورات النساء [31] بإسكان الواو، إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر «10» أنه فتح الواو، ولم يذكر ذلك
حرف:
أحد غيره «1». حرف: قرأ ابن عامر «2»: أيّه المؤمنون هاهنا [31] وفي الزخرف [49] أيّه الساحر وفي الرحمن [31] أيّه الثقلان بضم الهاء «3» في حال الوصل في الثلاثة، والوقف على ذلك على قراءته بغير ألف لا غير «4». وقرأ الباقون بفتح الهاء «5» في الثلاثة، ووقف أبو عمرو والكسائي بالألف «6» عليهنّ وكذلك روى الزينبي «7» عن قنبل ووقف الباقون عليهن بغير ألف «8»، وقد ذكر هذا بأسانيده في باب الوقف. حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي آيات مبينات هاهنا في الموضعين [34 و 46] وفي (الطلاق) [11] بكسر الياء فيهنّ «9»، وقرأهنّ الباقون بفتح الياء «10». حرف: قرأ الحرميان وابن عامر وعاصم في رواية حفص من غير طريق هبيرة درّي [35] بضم الدال وتشديد الياء من غير همز «11»، وقرأ عاصم في رواية
حرف:
المفضل «1»: دري بكسر الدال وتشديد الياء من غير همز، كذا قرأت له. وقال ابن مجاهد في كتاب عاصم عن أبي زيد وجبلة عنه [47/ ب] عن عاصم بكسر الدال وتشديد الراء وبهمز، قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد، وفي رواية هبيرة عن حفص وحمزة «2»: دريء بضم الدال وهمزة بعد الياء «3»، وقرأ أبو عمرو والكسائي دريء بكسر الدال وهمزة بعد الياء «4». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية المفضل «5» وفي رواية هبيرة عن حفص توقد [35] بالتاء وفتحها وفتح الواو والدال وتشديد القاف «6»، وكذلك روى الحسن بن جامع عن ابن أبي حمّاد والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر «7» عن عاصم «8»، وقرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة وابن شاهي يوقد بالياء وضمّها وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدال «9»، وكذلك روى يحيى الجعفي عن أبي بكر «10» عن عاصم، وقرأ عاصم في
حرف:
رواية حمّاد وأبي بكر «1» من غير الطرق الثلاثة المذكورة، وفي رواية ابن شاهي عن حفص وحمزة والكسائي بالتاء وضمها وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدال «2». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في غير رواية حفص يسبّح له فيها [36] بفتح الباء «3»، وكذلك روى ابن شاهي «4» عن حفص. وقرأ الباقون، وحفص عن عاصم بكسر الباء «5». حرف: قرأ ابن كثير في رواية قنبل والحلواني عن القوّاس «6»، وفي رواية ابن فليح «7»: سحاب [40] بالتنوين ظلمات [40] بالخفض على البدل من قوله أو كظلمات [40]، وقرأ في رواية البزّي «8»: سحاب بغير تنوين، ظلمات بالخفض على الإضافة، وكذلك روى الزينبي «9» عن قنبل، لم يروه عنه غيره. وقرأ الباقون برفعهما جميعا مع التنوين «10». حرف: [وكلهم قرأ أبو بكر عن عاصم أنه قرأ بالتاء، وخالفتهما الجماعة، فرووه
حرف:
عن أبي بكر بالياء] «1». والله خالق كل دابة [45] مذكور في (إبراهيم) [206]. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص «2» من غير رواية هبيرة وأبي عمارة «3»: ويتّقه [52] بإسكان القاف وكسر الهاء من غير صلة. وقرأ الباقون «4» بكسر القاف، واختلفوا في الهاء. فقرأ نافع في رواية ورش «5» وإسماعيل «6» وابن كثير «7» وابن عامر «8» في رواية الثعلبي وابن المعلى عن ابن ذكوان «9» وحمزة «10» بخلاف عنه، والكسائي «11» بكسرها وصلتها، وكذلك روى خلف وعبيد بن محمد عن ابن سعدان عن المسيّبي «12» وابن جبير عن أصحابه، والحلواني، وأحمد بن صالح عن قالون «13» عن نافع، وكذلك روى البرجمي «14» والأعشى «15»
وإسحاق الأزرق عن أبي بكر «1» عن عاصم، وقرأ نافع في رواية قالون «2» من قراءتي في جميع الطرق عنه، وفي رواية المسيّبي من قراءتي أيضا ومن رواية ابنه وابن واصل عن ابن سعدان عنه بكسر الهاء من غير صلة وكذلك روى ابن المعلى عن ابن ذكوان «3» عن ابن عامر، وذلك قياس ما رواه لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الرازي عن الحلواني عن هشام «4» عن ابن عامر، وقال أبو هشام الرفاعي عن سليم عن حمزة «5» بتحريك الهاء ولا يشبعها. وقال الشموني عن الأعشى «6» من غير رواية النقار بكسر الهاء قليلا. وهذا يدل على أنه لا يصلها. وقرأ أبو عمرو «7» بخلاف عن شجاع وعاصم في رواية حماد والمفضل وأبي بكر «8» من غير الطرق المذكورة، وفي رواية هبيرة وأبي عمارة «9» عن حفص (وابن عامر في غير رواية التغلبي) عن ابن ذكوان «10» وحمزة «11» في رواية ابن جبير والخنيسي «12» [48/ أ] عن خلّاد «13» عن
حرف:
سليم عنه بإسكان الهاء، وكذلك أقرأني أبو الفتح. في رواية خلّاد، وكذلك قال القطري في كتابه «1» عن قالون وهو وهم، وروى الحلواني عن خلّاد «2» وخلف «3»، وابن الجهم عن خلف وأبو عمرو «4» وابن سعدان وابن كيسة عن سليم عنه بكسر الهاء وصلتها، وروى إبراهيم بن زربي عن سليم أنه يكسر الهاء، ولم يذكر هل يصلها أم لا. وروى القصباني «5» عن ابن غالب عن شجاع عن أبي بكر بكسر الهاء وصلتها، وبذلك قرأت في رواية عبد الوارث عن أبي عمرو. حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر «6» وحمّاد والمفضل «7»: كما استخلف الذين [55] بضم التاء وكسر اللام «8»، وإذا ابتدأ ضمّ همزة الوصل «9». وكذلك روى مضر بن محمد عن أبي عمر عن الكسائي، وهو وهم من مضر. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتح التاء «10»، وإذا ابتدءوا كسروا همزة الوصل، وكذلك روى محمد بن إبراهيم عن الأعشى عن أبي بكر «11» لم يروه غيره.
حرف:
حرف: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وحماد وليبدلهم [55] بإسكان الباء وتخفيف الدال «1». وقرأ الباقون بفتح الباء وتشديد الدال «2»، وكذلك روى حفص والمفضل عن عاصم «3». حرف: قرأ ابن عامر بخلاف «4» عنه وحمزة: لا يحسبن الذين [57] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء «5». وكذلك روى عتبة «6» بإسناده عن ابن عامر وابن المعلى عن ابن ذكوان عنه. وروى سائر الرواة عن ابن ذكوان بالياء، وعليه العمل. حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي ثلاث عورات لكم [58] بنصب الثاء، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم برفعها «7». أو بيوت أمهاتكم [61] قد ذكر «8».
حرف:
حرف: وكلهم «1» قرأ ويوم يرجعون [64] بضم الياء وفتح الجيم إلا ما رواه الحلواني عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو «2» أنه فتح الياء وكسر الجيم. وكذلك رواه عن أبي عمر وهارون بن موسى وعلي بن نصر وعبيد «3» بن عقيل والعباس بن الفضل وروى اليزيدي «4» عنه بضم الياء وفتح الجيم، ولم يأت بذلك عنه نص إلا الدوري وحده؛ بذلك قرأت لأبي عمرو في جميع الطرق. وليس في هذه السورة من ياءات الإضافة ولا من الياءات المحذوفات المختلف فيهنّ شيء «5» والله أعلم.
الجزء الرابع
الجزء الرابع [تتمة باب الحروف المتفرقة واختلافهم فيها سورة سورة من أول القرآن إلى آخره] ذكر اختلافهم في سورة الفرقان «1»: حرف: قرأ حمزة والكسائي نأكل منها [8] بالنون «2». وقرأ الباقون بالياء «3». حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية المفضل «4» وحمّاد: ويجعل لك قصورا [10] برفع اللام. واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي وابن أبي حماد من رواية ابن جامع بجزم «5» اللام، وروى سائر الرواة عنه برفع
حرف:
اللام «1». وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الخثعمي، قال: نا ابن الوليد، قال: نا ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم ويجعل لك برفع اللام، وكذا قال أبو الأسباط عنه عن أبي بكر. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بجزم اللام «2». مكانا ضيقا [13] قد ذكر قبل «3». حرف: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة وابن عامر «4» في رواية الوليد عن يحيى عنه ويوم يحشرهم [17] بالياء. وقرأ الباقون بالنون، وكذلك روى هبيرة عن حفص «5». حرف: قرأ ابن عامر «6» في غير رواية الوليد فنقول أأنتم [17] بالنون «7»، ونا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده [48/ ب] عن ابن عامر، فيقول أأنتم أضللتم عبادي [17] بالياء، ولا أدري هل أراد بقوله بالياء، فيقول أم عبادي؟ فأخبرني أحمد بن عمر في الإجازة، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: نا محمد بن محمد، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر أأنتم أضللتم عبادي بالياء، ولم يذكر فيقول فدلّ على أنه يريد إثبات الياء في عبادي لا غير والله أعلم. وكلهم «8» أسكنها إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه فتحها. ونا عبد العزيز ابن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: أخبرني أحمد «9» بن قدر بخت
حرف:
السيرافي، قال: ونا محمد بن يحيى القطيعي، قال: نا سليمان «1»، قال: نا يزيد «2» عن أبي بكر عن عاصم ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول [17] بالنون جميعا، وهذا وهم من القطيعي؛ لأن سليمان بن داود روى في جامعه «3» عن يزيد عن أبي بكر نحشرهم بالنون، ثم قال عن يزيد «4» عن إسماعيل عن أبي جعفر نحشرهم بالنون، فيقول بالياء، وهذا هو الصواب. وقرأ الباقون «5» فيقول بالياء «6»، وكذلك روى الوليد عن ابن عامر. حرف: وكلهم قرأ أن نتخذ من دونك [18] بفتح النون وكسر الخاء إلا ما رواه الوليد بن مسلم «7» عن يحيى «8» وعبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر «9» أنه قرأ أن نتخذ من بضم النون وفتح الخاء «10»، ولم يروه غيرهما. وكذلك قرأ أبو جعفر «11» يزيد بن القعقاع المدني.
حرف:
حرف: وكلهم «1» قرأ فقد كذبوكم بما تقولون [19] بالتاء، إلا ما حدّثناه محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «2» قال: لي قنبل عن أبي بزة عن ابن كثير «3» بما يقولون بالياء، وكذلك روى ابن شنبوذ عن قنبل وهو غلط. وروى الخزاعي عن أصحابه، والحلواني عن القوّاس بالتاء مثل الجماعة، وعلى ذلك أصحاب البزّي وقنبل وابن فليح. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص «4» من طريق هبيرة فما تستطيعون [19] بالتاء. وقرأ الباقون بالياء «5»، وكذلك روى غير هبيرة عن حفص. حرف: قرأ الحرميان وابن عامر ويوم تشقق [25] وفي ق [44] بتشديد الشين فيهما، وقرأهما الباقون بتخفيف الشين «6». حرف: قرأ ابن كثير «7»: وننزل [25] بنونين: الأولى مضمومة، والثانية ساكنة
حرف:
وتخفيف الزاي ورفع اللام الملائكة [25] بالنصب، وكذلك في مصاحف المكيين «1». وقرأ الباقون ونزّل بنون واحدة مضمومة وتشديد الزاي وفتح اللام الملائكة بالرفع على ما لم يسمّ فاعله «2»، وكذلك في مصاحفهم. وثمودا [38] قد ذكر «3». حرف: قرأ ابن كثير «4» هاهنا وهو الذي أرسل الريح [48] على التوحيد. وقرأ الباقون على الجمع، وقد ذكر «5» وبشرا [48] ذكر أيضا «6». حرف: وكلهم قرأ بلدة ميتا [49] حيث وقع مخفّفا إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر «7» أنه شدّد الياء، حيث وقع، لم يروه غيره. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «8»: ونسقيه [49] بفتح النون. وكذلك روى عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر «9» وعبد الحميد بن صالح «10» عن الأعشى عن أبي بكر، وقرأ الباقون بضم النون «11».
حرف:
حرف: وكلهم قرأ وأناسي كثيرا [49] بتشديد الياء إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى «1» عن ابن عامر أنه خفّف الياء. ليذكّروا [50] مذكور في الإسراء [41]. حرف: قرأ حمزة والكسائي لما يأمرنا [60] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء. «2» حرف: قرأ حمزة والكسائي فيها سرجا [61] بضم السين والراء من غير ألف على الجمع «3». وقرأ الباقون بكسر السين وفتح الراء وألف بعدها على التوحيد «4» [49/ أ]. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «5» وحمزة «6»: لمن أراد أن يذكر [62] بإسكان الذال وضم الكاف وتخفيفها. وكذلك روى هارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر «7» والجماعة عنه، وكذلك قال ابن مجاهد عن جبله عن المفضل. حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية المفضل «8»: ولم يقتروا [67]
حرف:
بضم الياء وكسر التاء «1»، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي «2» وابن أبي أمية ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وهارون بن حاتم من رواية المنذر بن محمد، وهارون عن حسين عنه بضم الياء وكسر التاء مثل نافع. وروى يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي والأعشى وابن أبي حمّاد وابن جبير وابن عطارد عنه «3» بفتح الياء وضم «4» التاء مثل حمزة، وروى ابن مجاهد عن ابن بويان عن ابن جامع عن ابن حمّاد عن أبي بكر «5» بفتح الياء وكسر التاء «6». مثل أبي عمرو. وروى النقّاش عن ابن زكريا عن ابن حسين عن أبي بكر، وعن الأعشى عنه برفع التاء. حرف: قرأ عاصم في غير «7» رواية حفص، وابن عامر في رواية «8» الوليد يضاعف له [69] ويخلد [69] برفع الفاء والدال «9»، وابن عامر يحذف الألف بعد الضاد ويشدد «10» العين، وعاصم يثبت الألف ويخفف العين. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بجزم الفاء «11» والدال وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر «12» وابن عامر «13» وابن كثير «14» يحذف الألف ويشدد العين. والباقون يشبعون «15» الألف ويخفّفون العين. واختلف عن حسين عن أبي بكر في
حرف:
ذلك، فروى عنه هارون بن حاتم برفع الفعلين، وروى عنه خلّاد بجزمهما «1»، خلاف رواية الجماعة عن أبي بكر، وحكى لي أبو الفتح عن قراءته في رواية الكسائي عن أبي بكر بالوجهين بالرفع والجزم، وبذلك قرأت عليه في روايته، وكلهم فتح الياء وضم اللام من يخلد إلا ما رواه الدوري عن الكسائي عن أبي بكر «2» أنه ضمّ الياء وفتح اللام، وكذلك روى حسين العجلي عن أبي عمرو «3». حرف: قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم فيهي مهانا [69] بصلة الهاء بياء. وقرأ الباقون بغير صلة وقد ذكر «4». حرف: قرأ «5»: فأولئك يبدل الله سيآتهم حسنات [70] مشددا، إلّا ما رواه عبد الحميد «6» بن صالح عن الأعشى عن أبي بكر «7» يبدل مخفّفا لم يروه غيره. حرف: قرأ عاصم في رواية حمّاد والمفضل وأبو عمرو وحمزة والكسائي وذريتنا قرّة أعين [74] بغير ألف «8»، واختلف «9» عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وحسين بن علي من رواية موسى بن
حرف:
إسحاق والمنذر بن محمد عن هارون عنه وذرياتنا بألف «1» وروى عنه يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي والأعشى وابن أبي حمّاد وابن أبي أميّة وابن عطارد وبريد بن عبد الواحد وذريتنا بغير ألف «2». وكذلك روى خلّاد عن حسين عنه. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالألف على الجمع «3». حرف: قرأ عاصم في رواية «4» حفص وابن عامر «5» في رواية الثعلبي عن ابن ذكوان، وفي رواية سلامة بن هارون عن الأخفش عنه وحمزة والكسائي: ويلقون فيها [75] بفتح الياء وإسكان اللام وتخفيف القاف «6». وقرأ الباقون وحفص عن عاصم والأخفش وابن أنس وابن المعلى وابن موسى عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر «7»، وكذلك هشام [49/ ب] والوليد وابن بكّار بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف «8». في هذه السورة من ياءات الإضافة ثنتان: يا ليتني اتخذت [27] فتحها أبو عمرو «9». وكذلك روى ابن جبير عن
أصحابه عن نافع «1». وأسكنها الباقون. إن قومي اتخذوا [30] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر «2» وابن كثير في رواية البزّي، وفي رواية الخزاعي عن أصحابه القوّاس والبزّي وابن فليح وفي رواية أبي ربيعة عن صاحبيه قنبل «3» والبزّي، وفي رواية الزينبي عن قنبل. قال الخزاعي: وكذلك رويتها «4» في كثير من مصاحفهم، ونا محمد بن علي، نا ابن مجاهد، قال: قال لي قنبل: كان البزّي ينصب الياء، فقال لي القوّاس: انظر في مصحف أبي الإخريط كيف هي في نقطها؟ فنظرت فإذا هو قد كان نقطها بالفتح، ثم حكّت. وأسكنها الباقون، وكذلك روى ابن مجاهد وابن شنبوذ وابن بويان «5» وابن عبد الرزاق وأبو العباس البلخي وغيرهم عن قنبل «6» والحلواني عن القوّاس، وبذلك قرأت في رواية أبي ربيعة «7» وغيره عن قنبل. وكلهم أسكن الياء في قوله عبادي هؤلاء [17] إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه فتحها، لم يرو ذلك أحد غيره وقد ذكر «8». وليس في هذه السورة ياء محذوفة مختلف فيها «9»، والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الشعراء:
سورة الشعراء ذكر اختلافهم في سورة الشعراء «1»: حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «2» وحمّاد «3» وحمزة «4» والكسائي «5»: طسم [1] في أول هذه السورة وأول القصص وطس [1] في أول النمل بإمالة فتحة الطاء. واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى «6» بن آدم وإسحاق الأزرق والكسائي من رواية أبي عبيد عنه بإمالة فتحة الطاء. وروى عنه الطاء، وبذلك قرأت في رواية الكسائي عنه من طريق الدوري وابن جبير. واختلف عن نافع، فروى أبو عبيد عن إسماعيل «7» الطاء بين الكسر والفتح «8» واختلف «9» وقرأت له من طريق الدوري بإخلاص الفتح «10». وروى ابن المسيّبي وابن سعدان عن المسيّبي الطاء مفتوحة. وروى خلف عنه لا مفتوحة ولا مكسورة «11» وهي إلى الفتح أقرب. وروى ابن جبير عن أصحابه طس [1] مفخّم، وروى الحلواني والعثماني عن قالون بالفتح، وهو قياس رواية القاضي والمدني والقطري والكسائي
عنه؛ لأنهم قالوا عنه طه [طه: 1] بفتح الطاء. وروى حمد بن صالح عن ورش وقالون «1» الطاء مفتوحة وسطا من ذلك، وروى أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عن ورش طسم وطس [النمل: 1] كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ. وروى الأصبهاني «2» عن أصحابه عنه بالتفخيم، وقرأت أنا في رواية الجمع عن نافع بإخلاص فتحة الطاء. وكذلك قرأ الباقون «3»، وكذلك روى أبو عبد الرحمن بن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو نصّا، قال: الطاء مفتوحة. وروى عامر الموصلي عن اليزيدي عنه الطاء بين الفتح والكسر، لم يروه غيره «4» وعلى ما رواه أبو عبد الرحمن عامّة أهل الأداء. وقرأ حمزة «5» طسم بإظهار نون الهجاء عند الميم في السورتين، وكذلك روى الكسائي عن إسماعيل عن نافع «6» والشموني عن الأعشى عن أبي بكر «7» عن عاصم [50/ أ] من قراءتي، ونا فارس بن أحمد المقرئ قال: نا الحسن بن داود، قال: نا قاسم بن أحمد، قال: «8» نا محمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم طسم لا بين السين عند الميم. وقرأ الباقون بإدغام «9» النون في الميم. وكذلك روى أبو عبيد وابن جبير عن إسماعيل والشموني وابن غالب عن الأعشى، وبذلك قرأت في رواية إسماعيل، وكلهم «10» أخفى النون عند التاء في قوله: طس تلك في أول النمل [1] وعند
حرف:
القاف في قوله: عسق على مراد الاتصال دون الانفصال. حرف: وكلهم قرأ في هذه السورة فماذا «1» [35]، وفي (الأعراف) [110] مثل تبشرون [الحجر: 54] وتشاقون [النحل: 27] «2» وهو غلط، أرجه وأخاه [الأعراف: 111] «3»، قال: نعم «4» فإذا هي تلقف [الأعراف: 117] «5»، وقال آمنتم [49] «6»، أن أسر [52] «7»، قد ذكر ذلك فيما سلف. حرف: قرأ الكوفيون غير المفضل عن عاصم وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة حاذرون بالألف «8». وقرأ الباقون وابن عامر في رواية هشام والوليد والمفضل عن عاصم بغير ألف «9»، ولم يأت به عن هشام غير الحلواني «10». حرف: قرأ حمزة «11» وعاصم في رواية هبيرة «12» عن حفص والكسائي في رواية
نصير «1»: تراءى الجمعان [61] بإمالة فتحة الراء في حال الوصل، ونا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عباس عن أبي عمر عن الكسائي عن أبي بكر «2» وعن أبي عمر عن أبي عمارة عن حفص «3» عن عاصم: تراءى الجمعان بكسر، وروى ابن مجاهد عن ابن الجهم عن أبي ثوبة عن الكسائي عن أبي بكر «4» بالفتح، وكذلك روى ابن فرح عن أبي عمر عن الكسائي وعن أبي عمارة عن حفص «5» وهو الصواب. وقول عياش خطأ؛ لأنه قال: بكسر الأولى وقال ابن فرح لا يكسر، فسقطت (لا) على عياش. وقرأ الباقون «6» بفتح الراء في الوصل ثم اختلفوا في الوقف على ذلك، فوقف حمزة ترى بإمالة فتحة الراء، ويمدها بعدها مدة مطولة في تقدير ألفين ممالتين أميلت لإمالة فتحة الراء الأولى، والثانية أمليت لإمالة فتحة الهمزة المسهلة المشار إليها بالصدر؛ لأنها في زنة المتحرك، وإن أضعف الصوت بها ولم يتم فثبتوا إلا في هذه الكلمة على مذهبه أربعة أحرف ممالة، الراء التي هي فاء الفعل، والألف التي بعدها الداخلة لبناء تفاعل، والهمزة المجعولة على مذهبه التي هي عين الفعل، والألف التي بعدها المنقلبة عن الياء التي هي لام الفعل لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، وكذا يقف هبيرة عن حفص ونصير عن الكسائي «7» إلا أنهما يحققان «8» الهمزة. وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: كان حمزة يقف على ترى يمدّ مدّة بعد الراء ويكسر الراء من غير همز، وهذا مجاز، وما قلناه حقيقة، ويحكم ذلك المشافهة «9»، ووقف الكسائي «10» في غير رواية نصير تراءي
حرف:
بإخلاص فتحة الراء، والألف التي بعدها وإمالة فتحة الهمزة والألف التي بعدها، ووقف الباقون بإخلاص فتحة الراء والهمزة إلى «1» ألفين، وقياس قول من روى عن نافع التوسط في اللفظ والإمالة اليسيرة في ذوات الياء كورش، ومن وافقه «2» من الرّواة، أن يقف بإمالة فتحة الهمزة والألف قليلا بين بين، كما يقف على قوله: را القمر [الأنعام: 77] ورا الشمس [الأنعام: 78] وشبهه سواء؛ لأن الباب واحد، فالقياس فيه مطّرد، وقد جاء بذلك منصوصا عن ورش وداود بن [50/ ب] أبي طيبة من رواية زكريا بن يحيى الأندلسي عن حبيب بن إسحاق عنه، فقال: راء الشمس ورا القمر تراءى الجمعان [61] وما أشبهه مفتوح في القراءة مكسور في اللفظ لا يبين ثبات الياء، وهذا يوجب قول سائر أصحابه أوعظت [136] قد ذكر في باب الإدغام «3». حرف: وكلهم قرأ كذبت ثمود المرسلين [141] بغير تنوين إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عمر بن الحسين الشيباني، قال: أنا المنذر، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ كذبت ثمود منوّن، لم يرو ذلك عن أبي بكر «4» أحد غير هارون. حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي في رواية أبي عمر وأبي الحارث ونصير خلق الأولين [137] بفتح الخاء وإسكان اللام «5». وقرأ الباقون والكسائي في رواية قتيبة «6» وأبي موسى بضم الخاء واللام «7»، حدّثنا الخاقاني، قال: نا محمد المكّي، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: نا أبو عبيد عن الكسائي أنه كان يقرأها زمانا بضم الخاء واللام، ثم رجع إلى القراءة الأولى يعني إلى
حرف:
فتح الخاء، وإسكان اللام، فدلّ ذلك على أن الذي رواه قتيبة وأبو موسى اختياره الأول، وأن الذي رواه غيرهما هو اختياره الآخر الذي رجع إليه «1». وقد حكى ذلك عنه نصّا قتيبة، فحدّثنا أبو الفتح، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا إسماعيل بن شعيب، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا العباس بن الوليد، قال: نا قتيبة، قال: كان الكسائي أقرأنيه خلق بضم الخاء واللام، فرجع إلى قول بعض أهل المدينة بفتح الخاء. قال أبو عمرو: وهو أبو جعفر القارئ. وروى ابن جبير عن المسيّبي، وعن الكسائي عن إسماعيل عن نافع «2»: خلق الأولين بضم الخاء وإسكان اللام، وخالفته الجماعة من أصحاب المسيّبي وإسماعيل، فرووا ذلك عنهما بضم الخاء واللام «3». حرف: قرأ الكوفيون غير المفضل «4» وابن عامر فارهين [149] بالألف «5». وقرأ الباقون بغير ألف «6»، وكذلك روى المفضل عن عاصم. حرف: قرأ الحرميان وابن عامر أصحاب ليكة هاهنا [176] وفي ص [13] بلام مفتوحة من غير ألف قبلها ولا همزة بعدها وفتح تاء التأنيث في الوصل «7» مثل حمزة وعمرة وطلحة، وكذلك رسما في كل المصاحف. وقرأ الباقون الأيكة بلام وألف مع إسكان اللام وهمزة بعدها وخفض تاء التأنيث في الوصل. وروى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر هاهنا مثل نافع، وفي
حرف:
(ص) «1» مثل أبي عمرو، أجمعوا على الموضع الذي في الحجر «2»، والذي في (ق) [14] أنهما هذه الترجمة. وكذلك رسما نصّا في جميع المصاحف، إلا أن نافعا من رواية ورش يلقي حركة الهمزة التي بعد اللام ويحركها بها، فيسقط من اللفظ على أصله في لام المعرفة الداخلة على الهمزة. بالقسطاس [182] قد ذكر «3». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص «4» من غير طريق هبيرة وأبي عمارة كسفا من السماء هاهنا [187] وفي سبأ [9] بفتح السين، وروى هبيرة «5» عن حفص هاهنا بإسكان «6» السين، وفي سبأ بفتحها. وروى أبو عمر عن أبي عمارة عنه بإسكان السين في الموضعين، ولم يرو عنه أحد الإسكان في سبأ غيره. وقرأ الباقون بإسكان السين فيهما، وقد ذكر ذلك في سبحان «7». حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص بخلاف «8» عن أبي بكر وابن عامر وحمزة والكسائي نزل به [51/ أ] بتشديد الزاي الروح الأمين [193] بنصب الاسمين «9». وقرأ الباقون بتخفيف الزاي ورفع الاسمين «10» وكذلك روى حفص عن عاصم
حرف:
والجيزي عن الشموني عن الأعشى وبريد بن عبد الواحد عن أبي بكر «1»، وكذلك قال ابن مجاهد عن جبلة عن المفضل عن عاصم. حرف: قرأ ابن عامر «2»: أولم تكن لهم بالتاء «3»، آية [197] بالرفع وقرأ الباقون بالياء «4» والنصب. حرف: وكلهم قرأ فيأتيهم بغتة [202] بالياء على التذكير، أي: العذاب إلا ما رواه أحمد بن المعلى عن ابن ذكوان «5» عن ابن عامر أنه قرأ بالتاء على التأنيث أي الساعة. وكذلك ذكر ذلك عن ابن ذكوان الداجوني في كتابه في الخلاف بين أبي عمرو وابن عامر، ولا يعرف ذلك أهل الشام. حرف: قرأ نافع وابن عامر فتوكل على العزيز [217] بالفاء «6»، وكذلك في مصاحف «7» المدينة والشام، وقرأ الباقون وتوكل بالواو «8». وكذا في مصاحفهم. يتبعهم الغاوون [224] قد ذكر «9».
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث عشرة: أولاهن: إني أخاف أن يكذّبون [12] إني أخاف عليكم [135] ربي أعلم [188] فتحهن الحرميان «1» وأبو عمرو «2» وابن عامر في رواية ابن بكار «3» وأسكنهنّ الباقون «4». بعبادي إنكم [52] فتحها نافع «5»، وأسكنها الباقون. وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع «6» إن معي ربي [62] فتحها عاصم في رواية حفص «7»، وأسكنها الباقون. عدو لي [77] واغفر لأبي إنه [86] فتحهما نافع «8» وأبو عمرو «9»، وأسكنهما الباقون. وروى المفضل بن شاذان عن الحلواني عن هشام «10» عن ابن عامر أنه فتح لأبي إنه كان [86]، وكذلك ذكر الشذّائي أنه قرأ لهشام وأهل الأداء مجمعون عن هشام على الإسكان «11». إن أجري إلا [109 و 127 و 145 و 164 و 180] في الخمسة المواضع فتحهنّ نافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص. وكذلك روى ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر «12»، وأسكنهنّ الباقون «13». ومن معي من المؤمنين [118] فتحها نافع في رواية ورش من غير طريق
الأصبهاني، وفي رواية العثماني عن قالون «1»، وعاصم في رواية حفص، وأسكنها الباقون «2». وكذلك روى ابن شنبوذ عن النحّاس عن أبي يعقوب عن ورش أداء وهو غلط؛ لأن أبا يعقوب نصّ عليها في كتابه عن ورش بالفتح، وأهل الأداء من المصريين وغيرهم مجمعون عنه على ذلك. وقال الأصبهاني قرأته أعني على أصحابه عن ورش بالفتح والإسكان جميعا، وبالإسكان قرأت «3» أنا في روايته، وبه آخذ. وليس فيها ياء محذوفة مختلف فيها «4» والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة النمل:
ذكر اختلافهم في سورة النمل «1»: حرف: قد ذكر في طس [1] قبل «2». حرف: قرأ الكوفيون بشهاب [7] بالتنوين «3». وقرأ الباقون بغير تنوين على الإضافة «4». من لدن حكيم [6] «5» وبشرى [2] «6»، ورءاها تهتزّ كأنها [10] «7» قد ذكر الاختلاف فيه. حرف: قرأ ابن كثير «8»: أو ليأتينني [21] بنونين: الأولى مفتوحة ومشددة «9» والثانية مكسورة مخففة «10»، وكذلك في مصاحف أهل مكة «11».
حرف:
وقرأ الباقون بنون واحدة مشدّدة، وكذلك في مصاحفهم. حرف: (490): قرأ عاصم «1» بخلاف عن أبي بكر فمكث [22] بفتح الكاف. وقرأ الباقون بضمها، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر «2»، وخالفته الجماعة عن أبي بكر، فرووا ذلك عنه بفتح الكاف «3». حرف: (491): قرأ ابن كثير في رواية البزّي وعاصم في رواية [51/ ب] المفضل «4» وأبو عمرو: من سبأ هنا [22] وفي سورة سبأ [15] لقد كان لسبأ في مساكنهم بفتح الهمزة من غير تنوين «5»، واختلف عن قنبل، فروى عنه ابن مجاهد «6» وابن عبد الرزاق وابن الصباح وابن شنبوذ بهمزة ساكنة في الوصل على نيّة الوقف في السورتين «7». قال لنا محمد ابن أحمد عن ابن مجاهد كذا قرأت على قنبل عن النبال، وكذلك روى الحلواني عنه. وروى أبو ربيعة والزينبي «8» وأبو العباس البلخي عن قنبل بألف «9» ساكنة بدلا من الهمزة. قال أبو ربيعة بوقف الألف الساكنة يجعله «10» اسما مقصورا، وكذلك روى ابن فليح «11» عن أصحابه عن ابن كثير،
حرف:
وكذلك ذكر الخزاعي في كتابه عن أصحابه، وقال: هو إجماع منهم عن ابن كثير، وقال العباس «1» بن أحمد البرتي عن البزّي من سبأ نصب بغير همز «2» يريد البدل، والله أعلم. وقال أحمد بن ثوبان عن قنبل «3» بهمزة مفتوحة، وقال التائب عن الخزاعي: كان القوّاس وابن فليح يوقفان الألف يريد الهمزة، قال: والبزّي يفتحها وهو الصواب. وأخبرت عن محمد بن الحسن النقّاش، قال: نا محمد بن عمران، قال: نا ابن فليح بإسناده عن ابن كثير من سبأ مهموزة موقوفة، ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: أخبرني قنبل عن ابن أبي بزّة من سبأ مفتوحة الهمزة، وبذلك قرأت في رواية البزّي من طريق الخزاعي وابن هارون وابن مخلد وأبي ربيعة وغيرهم. وقرأ الباقون بخفض الهمزة مع التنوين في السورتين «4». حرف: قرأ الكسائي «5»: ألا يسجدوا لله [25] بتخفيف اللام «6»، ووقف «7» ألا يا وابتدأ اسجدوا «8» بهمزة مضمومة على الأمر، معنى ألا يا هؤلاء ويا أيها
حرف:
الناس اسجدوا، وحذف الألف بعد يا وألف الوصل قبل السين في الخط على مراد الاتصال دون الانفصال كما حذفوها من قوله: يبنؤم في طه [94] على مراد ذلك، وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر: قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الله، قال: نا الحسن، قال: نا أحمد، قال: نا ابن الأصبهاني، عن أبي بكر غير ابن الأصبهاني وهو أبو جعفر محمد بن سعيد «1». وقرأ الباقون ألّا يسجدوا بتشديد اللام لإدغام نون أن فيها، ووقفوا ألا ويبتدئون يسجدوا بالياء مفتوحة على الإخبار. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص بخلاف «2» عنه والكسائي: ما تخفون وما تعلنون [25] بالتاء فيهما «3». وقرأهما الباقون بالياء «4». وكذلك روى ابن شاهي «5» عن حفص. حرف: قرأ عاصم وأبو عمرو في رواية اليزيدي وحمزة فألقه إليهم [28] بإسكان الهاء «6». وقرأ ابن كثير وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان والكسائي بكسر الهاء وصلتها «7»، وكذلك روى محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن شجاع وعبد الوارث جميعا عن أبي عمرو «8»، وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن المكّي، قال: نا علي، قال: نا أبو عبيد عن شجاع عن أبي عمرو فألقه بخفض
الهاء، لم يزد على ذلك. وأقرأني أبو الفتح عن قراءته في رواية شجاع بإسكان الهاء وفي رواية عبد الوارث بصلتها، وروى التغلبي عن ابن ذكوان «1» بكسر الهاء من غير صلة بياء «2»، وروى ابن عتبة بكسر الهاء، لم يزد على ذلك. وروى الأخفش عنه «3» والحلواني عن هشام «4» عن ابن عامر بصلة الهاء، وروى لي فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الله [52/ أ] بن الحسين «5» عن أصحابه عن الحلواني عن هشام «6» بكسر الهاء من غير صلة، وروى أيضا عن قراءته في رواية أبي شعيب القوّاس عن حفص «7» بكسر الهاء وصلتها. وكذلك روى البرجمي وإسحاق الأزرق عن أبي بكر «8»، واختلف عن نافع، فروى عنه إسماعيل «9» وورش «10»، أنه وصل الهاء بياء، وكذلك روى ابن جبر «11» عن أصحابه وخلف وابن سعدان من رواية المروزي عنه عن المسيّبي. وكذلك روى أحمد بن صالح عن قالون «12»، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الحلواني عن قالون كذلك أيضا بياء بعد الهاء، ذكر ذلك ابن مجاهد «13» عن الحلواني في هذه السورة. وقال عن الحسن الرازي عنه عن قالون في سورة آل عمران: يؤده [75] ونؤتيه [النساء: 114] وفألقه [28] كل ذلك غير مشبع. وهذا هو الصواب، وبه قرأت. وروى ابن المسيّبي وابن واصل
حرف:
عن ابن سعدان عن المسيّبي بكسر الهاء من غير صلة. وكذلك روى أبو سليمان والقاضي والمدني والقطري والكسائي عن قالون «1» قالوا عنه: الهاء مبطوحة لا يبين الياء في قراءتها، وكذلك روى لي الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن الحلواني عنه، وكذلك قرأت في رواية المسيّبي من طريق ابنه وابن سعدان، وفي رواية الجماعة عن قالون. حرف: قرأ حمزة «2»: أتمدّونّي [36] بنون واحدة مشددة «3»، واختلف عن المسيّبي عن نافع، فحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد: قال: نا ابن واصل، قال: نا ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع «4»: أتمدوني خفيفة النون، وهي بنون واحدة وياء في الوصل والوقف. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عبيد بن محمد المروزي، قال: نا ابن سعدان «5»، قال: نا إسحاق عن نافع أتمدون بنون واحدة خفيفة، ويثبت الياء في القراءة، ويحذفها في الوقف. واختلف عن اليزيدي، فحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا محمد بن أحمد البرمكي، قال: نا أبو عمر عن سليم عن حمزة عن اليزيدي عن أبي عمرو أتمدونني ونا «6»، ولم يذكر هل النون مشدّدة أو مخفّفة، وروى سائر الرّواة عن المسيّبي عن نافع «7»، وعن اليزيدي عن أبي عمرو «8» بنونين ظاهرتين «9». وبذلك قرأ الباقون، ويأتي الاختلاف في إثبات الياء، وحذفها في آخر السورة. إن شاء الله تعالى.
حرف:
حرف: قرأ حمزة «1» في غير رواية خلّاد عن سليم وفي غير رواية الضبّي عن رجاله عنه أنا آتيك به في الموضعين [39، 40] بإمالة «2» فتحة الهمزة، وكذلك نا الفارسي عن أبي طاهر عن قراءته على أبي عثمان الضرير عن أبي عمر عن الكسائي «3». وقرأ الباقون بإخلاص فتحة الهمزة، وقد ذكر ذلك «4» من قبل. وروى عن نصير عن الكسائي فلما رأته [44] بكسر الراء قليلا «5»، والباقون يفتحون الراء. حرف: قرأ ابن كثير في رواية قنبل «6» من طريق «7» الزينبي عن ساقيها هنا [44] وفي ص [33] بالسّوق وفي الفتح [29] على سوقه بالهمز «8» في الثلاثة، وكذلك حكى الخزاعي عن القوّاس «9». وقال أبو ربيعة: هكذا أقرأنا قنبل بن عبد الرحمن، قال زكريا: وذكر أن القوّاس أقرأه كذلك، وذكر القوّاس أن وهب بن واضح أقرأه كذلك مهموزا. قال الزينبي: هو متروك من رواية النبال عن «10» المكيين.
حرف:
وروى البزّي وابن فليح عن أصحابهما عن ابن كثير والزينبي عن قنبل «1» عنه بغير همز «2» في الثلاثة، وبذلك قرأ الباقون. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن مخلد، قال: نا ابن أبي بزّة «3» عن [52/ ب] أصحابه ساقيها بغير همز، قال البزّي «4»: وكان وهب بن وضّاح يهمز لي فيها، وبالسّوق وعلى سوقه. وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد «5»، قال: حدّثني مضر بن محمد عن ابن أبي بزّة، قال كان وهب بن وضّاح يهمز ساقيها وعلى سوقه، قال ابن أبي بزّة: وأنا لا أهمز من هذا شيئا، قال ابن مجاهد: وكذا ابن فليح لا يهمز من هذا شيئا، وأجمعوا على ترك الهمزة في قوله في نون [42] يوم يكشف عن ساق وفي قوله في القيامة [29]: والتفّت الساق بالساق إلا ما رواه محمد بن الصباح عنه عن قنبل أنه همز الذي في ن، ولم يرو ذلك عنه غيره، وهو وهم منه، وهمز الألف والواو فيما تقدّم لغة، قال الأخفش: العرب تهمز الألف إذا كان قبلها فتحة والواو إذا كان قبلها ضمة، ولا تهمز الياء إذا كان قبلها كسرة. حرف: قرأ حمزة والكسائي لتبيتنّه وأهله ثم لتقولن [49] بالتاء في الفعلين جميعا، وضم التاء الثانية في الأولى وضم اللام الثانية في الثاني «6». وقرأهما الباقون بالنون «7».
حرف:
وفتح التاء «1» واللام. مهلك أهله [49] قد ذكر «2». حرف: قرأ الكوفيون أنا دمرناهم [51] بفتح الهمزة «3». وقرأ الباقون بكسرها «4». وقدّرناها [57] مذكور قبل «5». حرف: قرأ عاصم وأبو عمرو خير أما يشركون [59] بالياء «6»، وكذلك روى التغلبي عن ابن ذكوان «7». وقرأ «8» الباقون بالتاء «9»، وقد ذكر. حرف: قرأ ابن عامر في رواية هشام والوليد وأبو عمرو قليلا ما يذّكرون [63] «10» وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «11» رأيت في كتاب موسى بن موسى الختلي عن ابن ذكوان «12» بإسناده عن ابن عامر بالياء مثل أبي عمرو، قال أبو
حرف:
عمرو: لا يعرف أهل الشام عن ابن عامر غير التاء. وكذلك رواه الأخفش عن ابن ذكوان «1» نصّا وأداء. وكذلك رواه ابن أنس وابن المعلى وغيرهما عنه. ومن يرسل الرياح بشرا [63] قد ذكر قبل «2». حرف: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية المفضل «3» وأبو عمرو بل أدرك [66] بقطع الألف وإسكان الدال من غير ألف «4» بعدها، وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى «5»: بل ادرك بوصل الألف وتشديد الدال من غير ألف بعدها. وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم أثبتوا الألف بعد الدال «6». وكذلك روى التيمي عن الأعشى «7» عن أبي بكر. حرف: قرأ نافع إذا كنّا ترابا [67] بهمزة واحدة مكسورة على لفظ الخبر، وكذلك روى المفضل بن شاذان «8» عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر، وهو وهم؛
حرف:
لأن من قول ابن عامر جعل أحد الاستفهامين خبرا لا جعلهما معا. وقرأ الباقون بهمزتين على الاستفهام وهم في تخفيف الثانية منهما، وفي تسهيلها وفي المدّ والقصر أو في الوجهين «1» على ما تقدّم في باب الهمزتين. حرف: وقرأ ابن عامر والكسائي إننا لمخرجون [67] بهمزة واحدة مكسورة، وبعدها نونان على لفظ الخبر. وقرأ الباقون بهمزتين ونون واحدة مشددة على الاستفهام وهم أيضا في الهمزتين والفصل وتركه على ما تقدم هناك ورسم هذا الحرف في جميع المصاحف بحرفين بعد الهمزة. في ضيق مما [70] قد ذكر «2». حرف: قرأ ابن كثير «3»: ولا يسمع بالياء وفتحها. وفتح الميم «4» الصّم [80] بالرفع «5»، وكذلك في الروم [52] وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر في الروم. وقرأها الباقون بالتاء وضمها وكسر الميم «6» ونصب الصّم «7». حرف: قرأ حمزة «8»: وما أنت تهدي [81] بالتاء وفتحها وإسكان الهاء «9» من غير ألف على أنه فعل مستقبل العمي [81] بالنصب «10». وكذلك [53/ أ] في الروم.
وقرأ الباقون بهادي بالياء وكسرها وفتح الهاء وألف بعدها «1»، على أنه اسم العمي بالخفض في السورتين إلا ما ناه فارس بن أحمد بإسناده عن ابن عامر أنه قرأ بهادي العمي بالتنوين ونصب العمي في السورتين، وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا محمد بن القاسم «2» قال: نا أبو شبل عبيد الله بن أبي مسلم «3» بإسناده عن ابن عامر «4»: بهادي بالتنوين العمي بالنصب، وكذلك روى عبد الجبار بن محمد العطاردي عن أبي بكر «5» عن عاصم، لم يرو ذلك إلا من هذين الطريقين. والباقون بعد على ترك التنوين والإضافة، نا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر بهادي العمي بخفض الياء. قال أبو عمرو: والذي رواه ابن عباد وأبو شبل «6» من التنوين والنصب في ذلك مرفوعا إلى ابن عامر وهم منهما، وذلك أن الحلواني رواه عن هشام عن عمر بن عبد الواحد عن يحيى بن الحارث موقوفا عليه، وهو الصحيح. وذلك من جملة ما خالف فيه يحيى بن عامر، ورسم الموضع الذي في هذه السورة في كل المصاحف بهادي بياء بعد الدال، ورسم الذي في الروم فيها بغير ياء، ووقف حمزة عليهما بالياء، وروى ذلك نصّا أبو عمر عنه قتيبة أنه يقف عليهما جميعا بالياء، وفي الروم بغير ياء على الرسم. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عياش بن مخلد «7»، قال:
حرف:
نا أبو عمر عن الكسائي أنه وقف عليهما جميعا بغير ياء، ووقف وقرأ الباقون هاهنا بالياء، وهناك بغير ياء اتباعا للرسم، فأمّا الوقف على رواية من روى التنوين عن هشام، وعن أبي بكر، فيحتمل الوقف في الموضعين على الياء وعلى غير الياء، وذلك أوجه وقد ذكرنا هذا مشروحا بطرقه وأسانيده في باب الوقف على المرسوم «1». حرف: قرأ الكوفيون تكلمهم أن الناس [82] بفتح الهمزة. وقرأ الباقون بكسرها «2». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل «3» وحمزة والكسائي في رواية أبي موسى «4». وكلّ أتوه داخرين [87]. بقصر الهمزة وفتح التاء «5». وقرأ الباقون «6» بمدّ الهمزة وضمّ التاء «7». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو إنه خبير بما يفعلون [88] بالياء «8»، وكذلك روى أبو عبيدة «9» عن إسماعيل عن نافع وهو وهم منه؛ لأن الجماعة من أصحاب إسماعيل خالفته في ذلك، فروته عنه بالتاء. واختلف عن ابن ذكوان وعن هشام عن ابن عامر، فأمّا ابن ذكوان «10»، فروى التغلبي وأحمد بن أنس عنه بالياء مثل أبي عمرو، وكذلك روى لي فارس بن أحمد عن أبي طاهر عن ابن عبد الرزاق عن
حرف:
الأخفش عن ابن ذكوان، وكذلك روى سلامة بن هارون البصري عن الأخفش عنه بالتاء «1»، وكذلك ذكره الأخفش في كتابه. وأمّا هشام «2» فقرأت من طريق الحلواني عنه على أبي الفتح وأبي الحسن عن قراءتهما بالياء مثل أبي عمرو. وكذلك نا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن عامر، فدلّ على أن روايته عن هشام، وعن ابن ذكوان جميعا بالياء، وروى لنا الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن الحلواني عن هشام «3» بالتاء مثل نافع، وكذلك رواه النقّاش عن أصحابه عن الحلواني عنه، وكذلك نصّ عليه الحلواني في كتابه، وكذلك [53/ ب] روى لي فارس بن أحمد عن أبي طاهر عن ابن عبد الرزاق عن ابن عباد عن هشام، وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عنه بالياء، وكذلك روى الوليدان وابن بكّار عن ابن عامر. واختلف عن عاصم، فروى المفضل وحمّاد عنه بالياء. واختلف عن أبي بكر «4» فروى عنه الأعشى من غير رواية التيمي والعليمي والبرجمي وحسين الجعفي وعبيد بن نعيم وهارون بن حاتم من رواية المنذر عنه بالياء، وروى عنه الكسائي ويحيى بن آدم وابن أبي حمّاد ويحيى الجعفي وأبي أمية وإسحاق الأزرق ويزيد بن عبد الواحد بالتاء «5»، وكذلك روى التيمي عن الأعشى عنه، كذلك روى حفص عن عاصم، وبذلك قرأ الباقون. حرف: قرأ الكوفيون بخلاف «6» عن أبي بكر، وعن الكسائي «7»: من فزع [النمل: 89] بالتنوين «8» يومئذ بفتح الميم، وقرأ نافع «9» في غير رواية
حرف:
إسماعيل «1» والكسائي «2» في رواية أبي موسى من فزع يومئذ [89] من غير تنوين وفتح الميم. وقرأ الباقون ونافع في رواية إسماعيل بغير تنوين وبخفض الميم، وكذلك روى ابن أبي حمّاد عن أبي بكر «3» عن عاصم، لم يرو ذلك عنه أحد غيره. حرف: قرأ نافع وابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن ذكوان وعاصم في رواية حفص عما تعملون [93] آخر السورة بالتاء «4». وقرأ الباقون بالياء «5» ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «6» عن أحمد بن يوسف عن ابن ذكوان بالياء، قال ابن مجاهد: ورأيت في كتاب موسى بن موسى عن ابن ذكوان عن ابن عامر بالتاء. قال أبو عمرو: وكذلك روى الأخفش وابن المعلى وابن أنس وابن خرزاذ وابن موسى وغيرهم عن ابن ذكوان، ولا يعرف أهل الشام غير ذلك. في هذه السورة من ياءات الإضافة ست: أولاهن: إني آنست [7] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر «7» في رواية ابن بكار، وأسكنها الباقون «8». أوزعني أن أشكر هاهنا [19] وفي الأحقاف [14]. فتحهما نافع في رواية ورش من غير رواية الأصبهاني، وفي رواية أحمد بن صالح عن قالون «9»، وابن كثير في رواية البزّي وابن فليح، وكذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته على أبي الحسن المقرئ عن زيد بن علي عن ابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل عن قراءته على
عبد الله بن الحسين «1» عن أصحابه عن الحلواني عن قالون، وكذلك روى ابن بكار عن ابن عامر «2»، وأسكنها الباقون «3». وكذلك روى الزينبي في كتابه «4» عن ابن فليح، وهو وهم. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عبد الرحمن عن مواس عن ورش أوزعني موقوفة، قال أبو عمرو ومواس عن ورش مرسل بذلك قرأت أنا في رواية الأصبهاني عن أصحابه عن ورش ما لي لا أرى الهدهد [20] فتحها ابن كثير وعاصم، بخلاف «5» عن حفص والكسائي وابن عامر في رواية ورش، وكذلك روى محمد بن إسماعيل الترمذي عن ابن ذكوان «6» والداجوني عن أصحابه والنقاش عن الأخفش عنه. وأسكنها الباقون «7». وكذلك روى الجماعة عن اليزيدي إلا ابن سعدان وابن واصل، فإنهما حكيا عنه أنه فتحها. وروى الأصبهاني عن ابن سعدان عن اليزيدي أنه أسكنها، وهو الصواب. إني ألقي إليّ [29] وليبلوني ءأشكر [40] فتحهما نافع «8»، وروى ابن بكّار عن ابن عامر «9»: ليبلوني بالفتح، وأسكنهما الباقون «10». وروى ابن جبير عن أصحابه عن نافع [54/ أ] والحسين بن عبد الله المعلم «11» عن قالون «12» عنه: ليبلوني ساكنة، لم يروه غيرهما. وقال المدني: أقرأنا قالون أولا بإسكان الياء، ثم أقرأنا بالفتح.
فما آتاني الله [36] فتحها في الوصل نافع وابن كثير «1» في رواية ابن فليح وعاصم في رواية حفص وأبو عمرو. وأثبتها ساكنة في الوقف منهم نافع في غير رواية ورش وابن كثير في رواية ابن فليح وأبو عمرو «2» من قراءتي لهم، وقال الزينبي وابن شنبوذ عن قنبل: الوصل بغير ياء والوقف بياء، وقال ابن مجاهد عنه: الوصل والوقف بغير ياء، وحذفها في الوقف نافع في غير رواية ورش، وكذلك حكى لي فارس بن أحمد عن قراءته في جميع الطرق عن نافع، وكذلك روى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون والأصبهاني عن ابن سعدان وابن جبير في «مختصره» عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه يقف بغير ياء، قال لنا الفارسي عن أبي طاهر: كذلك يقف نافع. واختلف عن حفص، فقال لي أبو الفتح عن قراءته على أصحابه عن الأشناني بحذف الياء، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد ابن عمر، قال: نا أبو بكر عن الأشناني عن أصحابه عن حفص أنه يقف بالياء. وكذلك حكى لي أبو الحسن عن قراءته على ابن محمد عن الأعشى. «3» ونا محمد بن علي نا ابن مجاهد، قال: من فتح آتاني الله وقف بالياء، وحذف الباقون في الحالين «4». وفيها من ياءات المحذوفات من الخط ثنتان: أتمدونني بمال [36] أثبتها في الحالين ابن كثير وحمزة. وكذلك روى ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع «5» قد تقدّم الاختلاف في النون، ولم يحفظ ابن مجاهد عن قنبل في الوقف شيئا. وقال لنا محمد عن «6» ابن كثير بياء في الوصل، وروى عنه ابن شنبوذ والزينبي وابن الصباح وأبو العباس البلخي الوصل والوقف بياء. وكذلك روى أبو ربيعة عنه، وعن الزينبي والخزاعي عن أصحابه. وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي ونا أبو الفتح، قال: نا أبو محمد الرازي، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس عن ابن كيسة عن سليم عن
حمزة «1»: أتمدونني بحذف الياء ويثقل الحرف، ولا أدري هل يريد بحذف الياء الوقف خاصة أم الوصل، والوقف جميعا؟ وقد خالف يونس في ذلك، داود بن أبي طيبة، فروى عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة أنه يشدّد النون يثبت الياء في الوصل والوقف، فوافق الجماعة عن سليم؛ وروى حيون المزوق عن الحلواني عن خلف وخلّاد عن سليم عن حمزة أنه يثبت الياء في الوصل ويسكت بغير ياء على الكتاب، وكذلك روى أبو أيوب الضبي عن رجاله عنه، وروى سليمان اللؤلؤي عن خلّاد عن سليم بالياء في الوصل والوقف. وقال ابن سعدان وأبو هشام عن سليم: إنه يثبت الياء، ولم يذكر الوقف، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا وكيع عن أبي العباس الورّاق عن خلف عن سليم عن حمزة أنه يقف بالياء. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى وغيره من أصحابه عن حمزة أتمدوني [36] بنون واحدة مشددة وياء بعدها في الوصل، وإذا وقف وقف بنونين الثانية منها مكسورة، ولا ياء بعدها. وقال ابن اليزيدي: يلزم من شدّد النون أن يقف كذلك، وأثبتها نافع «2» وأبو عمرو في الوصل، وحذفاها في الوقف وحذفها الباقون في الحالين. وفما آتاني الله [36] قد تقدّم الاختلاف في إثباتها وحذفها في مذهب من فتحها، فأغنى ذلك عن الإعادة «3» ووقف الكسائي «4» من رواية خلف عنه على قوله: على واد النمل [18] وادي بالياء، ووقف الباقون بغير ياء. وقد ذكرنا ذلك في باب الوقف «5» مجرّدا والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة القصص [54/ ب]:
ذكر اختلافهم في سورة القصص [54/ ب] «1»: قد ذكرت الاختلاف في الفتح والإمالة والبيان والإدغام في قوله: طسم [1]، فأغنى ذلك عن الإعادة. حرف: قرأ حمزة والكسائي ويرى فرعون وهامان وجنودهما [6] بالياء «2» وفتحها، وإمالة فتحة الراء بعدها ورفع الأسماء الثلاثة «3». وقرأ الباقون بالنون «4» وضمها، وكسر الواو وفتح الياء بعدها ونصب الأسماء الثلاثة «5». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «6» وحمزة والكسائي عدوّا وحزنا [8] بضم الحاء وإسكان الزاي. وقرأ الباقون بفتح الحاء والزاي «7». حرف: وكلهم قرأ يبطش [19] ويوم نبطش في الدخان [16] بكسر الطاء
حرف:
إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه ضمّها «1» فيهما. وهي قراءة أبي جعفر المدني «2». حرف: قرأ ابن عامر حتى يصدر الرعاء [23] بفتح الياء وضم الدال «3». وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الدال «4»، هاتين [27] قد ذكر «5». حرف: قرأ عاصم «6» بخلاف «7» عن أبي بكر وحفص أو جذوة من [29] بفتح الجيم، وقرأ حمزة «8» وابن عامر «9» في رواية عتبة بضمها. وقرأ الباقون بكسرها، وكذلك روى خلّاد وأبو هشام عن حسين وأبي بكر «10» وحسين المروزي عن حفص «11» عن عاصم. حرف: قرأ الحرميان وأبو عمرو من الرهب [32] بفتح الراء والهاء، وقرأ عاصم في رواية حفص «12» من غير رواية هبيرة بفتح الراء وإسكان الهاء.
حرف:
وقرأ الباقون بخلاف «1» عن أبي بكر وحفص «2» بضم الراء وإسكان الهاء، وروى ابن أبي حمّاد وأبو هشام عن حسين عن أبي بكر وهبيرة عن حفص بفتح الراء والهاء مثل نافع، ولم يضم أحد منهم الهاء «3». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو فذانك [32] بتشديد النون «4». وقرأ الباقون بتخفيفها «5». حرف: قرأ نافع «6»: ردا [34] بفتح الدال من غير همز «7»، وحمزة «8» إذا وقف كذلك. واختلف عن ورش في الوقف على ذلك، فقال لي أبو الحسن بن غلبون عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد أنه وقف على ابن «9» سيف بغير همز «10» مثل الوصل، وقال لي عن أبي بكر عتيق بن ما شاء الله أنه وقف على ابن هلال بالهمز «11» وفي الوصل بغير همز. وكذلك حكى ابن شنبوذ عن إسماعيل النحّاس عن أبي يعقوب
حرف:
ويونس جميعا أن ورشا كان يصلها بغير همز، ويقف عليها بالهمز، والذي نصّ عليه داود وأبو الأزهر وأبو يعقوب ويونس وأحمد بن صالح في كتبهم عن ورش بغير همز، ولم يميزوا وصل من وقف. وقرأ الباقون بإسكان الدال وتخفيف الهمزة بعدها وصلا ووقفا. وكذلك روى أبو سليمان عن قالون «1»، لم يروه غيره. حرف: قرأ عاصم وحمزة يصدقني [34] برفع القاف «2». وقرأ الباقون بجزمها «3». حرف: قرأ ابن كثير «4»: قال موسى [37] بغير «5»، واو قبل قال، وكذلك في مصاحف أهل مكة «6». وقرأ الباقون وقال بالواو «7»، وكذلك في مصاحفهم. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «8» وحمزة والكسائي هاهنا [37] من يكون بالياء، وكذلك روى خلّاد عن حسين عن أبي بكر «9». وقرأ الباقون بالتاء «10».
حرف:
حرف: قرأ نافع بخلاف عن المسيّبي وقالون وحمزة والكسائي إلينا لا يرجعون [39] بفتح الياء وكسر الجيم «1». وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الجيم «2»، وكذلك روى خلف عن المسيّبي والقطري عن قالون، نا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن محمد الرازي، قال: نا محمد بن يوسف الهروي، قال: نا محمد بن عبد الجهم عن قالون عن نافع إلينا لا يرجعون ياؤها مفتوحة. وروت الجماعة عن المسيّبي وقالون «3» بفتح الياء وكسر الجيم. حرف: قرأ الكوفيون قالوا سحران [48] بكسر السين وإسكان الحاء من غير ألف «4». وقرأ الباقون بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء «5». حرف: وكلهم قرأ تظاهرا [48] مخفّفة الظاء إلا ما حكاه ابن مجاهد عن عبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى «6» عن ابن عامر أنه شدّد الظاء، وذلك لحن؛ لأن الفعل ماض «7» ونا محمد بن أحمد [55/ أ]، قال: نا محمد بن قطن، قال: نا أبو خلّاد عن اليزيدي عن أبي عمرو ساحران تظاهرا [48] قال أبو خلّاد تظاهرا مشددة في جميع القرآن، وأخطأ أبو خلّاد في هذا الموضع إذ أجراه وهو فعل ماض في التشديد الذي لا وجه له فيه مجرى سائر ما جاء في القرآن من الأفعال المضارعة
حرف:
الذي يسوغ ذلك فيها، نحو وإن تظاهرا عليه [التحريم: 4] وتظاهرون عليهم [البقرة: 85] وشبههما، ولم يذكر ابن جريج هذا الحرف «1» عن عبد الحميد في «جامعه» ولا ذكره عبد الحميد في «مجرده»، فلا أدري من أين نقله ابن مجاهد. حرف: قرأ نافع «2»: تجبى إليه بالتاء، وقرأ الباقون بالياء «3». حرف: قرأ أبو عمرو «4»: أفلا يعقلون [60] بالياء، وكذلك روى الكسائي ويحيى الجعفي وإسحاق الأزرق وعبيد بن نعيم عن أبي بكر «5»، وقد ذكرنا اختلاف ألفاظ أصحاب اليزيدي عنه في ذلك في سورة الأنعام [32]. وقرأ الباقون بالتاء. وثم هو يوم القيامة [61] بضياء أفلا [71] قد ذكرا قبل «6». حرف: وكلهم قرأ كما غوينا [63] بفتح الواو إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر أنه كسر الواو «7». حرف: وكلهم قرأ شركائي الذين [62 و 74] بالمدّ والهمز إلا ما ناه الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حكى لي أبو بكر عن ابن أبي بزّة، وأظنه حكاه عن مضر الأسدي عنه شركائي الذين غير ممدود ولا مهموز مثل هداي [البقرة: 38]
حرف:
وعصاي [طه: 18]، وروى ابن مخلد عن البزّي ممدودة مهموزة «1» مطوّلة، وروى أبو ربيعة عن صاحبيه ممدودة منصوبة الياء، والمدّ الممكن لا يكون إلا مع الهمزة. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص «2» وابن عامر «3» في رواية ابن عتبة: لخسف بنا [82] بفتح الخاء والسين. واختلف «4» عن أبي بكر عن أصحابه، فروى ابن جامع عن ابن أبي حمّاد وأبو هشام الرفاعي وضرار بن صرد عن يحيى بن آدم ومحمد بن خلف التيمي عن الأعشى عن أبي بكر «5» بفتح الخاء والسين. وقرأ الباقون «6» بضم الخاء وكسر السين، وكذلك روت الجماعة «7» عن أبي بكر عن أصحابه. وقد ذكرت اختلافهم في الوقف على قوله ويكأن الله [82] ويكأنه [82] في باب الوقف على المرسوم، فكفى ذلك من الإعادة. في هذه السورة من ياءات الإضافة اثنا عشرة ياء: أولاهنّ: عسى ربي أن يهديني [22] إني آنست [29] إني أنا الله [30] إني أخاف [34] ربي أعلم بمن [37] ربي أعلم من [85] فتحهنّ الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر «8» في رواية ابن بكّار والوليد، وأسكنهنّ الباقون «9».
إني أريد [27] ستجدني إن شاء الله [27] فتحهما «1» نافع «2»، وأسكنهما الباقون. لعلّي آتيكم [29] لعلّي أطّلع [38] أسكنهما الكوفيون «3»، وكذلك روى التغلبي عن ابن ذكوان «4» بإسناده عن ابن عامر وفتحهما الباقون. حدّثنا أحمد ابن عمر في الإجازة، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: نا محمد بن محمد، قال: نا هشام «5» بإسناده عن ابن عامر لعلّي آتيكم بجزم الياء. وكذلك روى الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام، ونا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام «6» بإسناده عن ابن عامر لعلّي آتيكم بنصب الياء، وهذا هو الصحيح عن هشام. وكذلك رواه الحلواني وابن عبّاد وغيرهما عنه، وكذلك روى أيضا ابن المعلى وابن خرزاذ وأبو موسى والأخفش وابن أنس عن ابن ذكوان «7»، ولا يعرف أهل الشام عن ابن عامر غير ذلك. معي ردّا [34] فتحها عاصم في رواية حفص «8»، وأسكنها الباقون «9». عندي أولم يعلم [78] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر «10» في رواية ابن بكّار. واختلف عن ابن كثير، فروى اللهبي عن البزّي وأبي ربيعة «11» عن البزّي. وعن قنبل ومحمد بن موسى الزينبي ومحمد بن [55/ ب] الصباح وأبو الحسن بن بقرة جميعا عن قنبل إسكانها، وروى سائر الرواة عن البزّي وقنبل فتحها، وكذلك روى ابن فليح عنه، وأسكنها الباقون «12».
وكلهم سكّن الياء من قوله ردءا يصدقني [34] إلا ما حكاه ابن جبير في «مختصره» عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه فتحها، وذلك خطأ منه من جهتين: إحداهما: أنه مجزوم، ومن قول أبي عمرو بإجماع عنه إسكان الياء منه طالت الكلمة أو قصرت. والثانية: أن الكلمة التي هي فيها على ستة أحرف معها، ومن مذهبه في قول الزيديين وأبي شعيب وأبي عمر وأبي خلّاد وغيرهم عن اليزيدي عنه إسكانها إذا طالت الكلمة وكانت معها على خمسة أحرف في الرسم فما فوق ذلك، فإذا كانت معها على أربعة أحرف فما دون ذلك فتح الياء، وذلك إذا لقيت همزة مفتوحة أو مكسورة لا غير، وقد نقض ذلك في مواضع أوجبته وقد أتينا على البيان عن ذلك في كتابنا المصنّف في الياءات «1». وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة: هي قوله: إني أخاف أن يكذبون [34] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش «2» بلا خلاف، وفي رواية أحمد بن صالح عن قالون «3»، وذلك قياس رواية العثماني عنه، وحذفها الباقون «4» في الحالين. وكذلك حكى ابن شنبوذ عن النحّاس عن الأزرق، وأحمد بن التائب عن أصحابه عن ورش، وهو غلط منهما، والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة العنكبوت
ذكر اختلافهم في سورة العنكبوت حرف: «1» قرأ حمزة «2»، والكسائي أولم تروا كيف [19] بالتاء «3». واختلف عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه يحيى بن آدم «4»، وابن أبي أميّة «5» بالتاء مثل حمزة «6». وروى عنه الكسائي «7»، والعليمي «8»، والبرجمي «9»، والأعشى «10»،
حرف:
ويحيى الجعفي «1»، وابن عطارد «2»، وإسحاق الأزرق «3»، وعبيد بن نعيم «4»، وهارون بن حاتم «5»، وحسين الجعفي «6» بالياء «7»، وكذلك روى حفص، والمفضل «8»، وحمّاد «9» عن عاصم، وبذلك قرأ الباقون «10». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو، وعبد الحميد بن بكّار «11» بإسناده عن ابن عامر النشاة [20] بفتح الشين، وألف مطوّلة بعدها، هنا «12»، وفي والنجم. والواقعة،
حرف:
في الثلاثة «1»، وقرأهنّ الباقون بإسكان الشين من غير ألف في اللفظ «2». وحمزة إذا وقف ألقى حركة الهمزة على الشين، وحرّكها بها، وأسقط الهمزة «3»، وقد ذكر هذا في الوقف على الهمز «4». حرف: قرأ ابن كثير وعاصم- في رواية المفضل من قراءتي وفي رواية أبي زيد «5» عنه- وأبو عمرو والكسائي مودّة بالرفع من غير تنوين بينكم [25] بخفض النون «6». وقرأ عاصم في رواية حفص وحمزة مودّة بالنصب من غير تنوين بينكم بالخفض. وقرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حمّاد وأبي بكر بخلاف عنه مودّة بالنصب والتنوين بينكم بالفتح في النون «7»، وكذلك روى جبلة «8» عن المفضل، وابن جبير «9» عن الأعشى عن أبي بكر مودّة بالرفع والتنوين بينكم بفتح النون «10».
وحدّثنا «1» الفارسي «2» قال نا أبو طاهر «3» قال: نا علي بن العباس المقانعي «4» قال: نا أحمد بن عثمان بن حكيم «5» قال: نا عبد الجبار «6» عن أبي بكر عن عاصم كذلك مودّة رفع منوّن بينكم «7». وروى محمد بن عبد الله الجيزي «8» عن الشموني «9» عن الأعشى عن أبي بكر
حرف:
مودّة بالرفع من غير تنوين بينكم بالخفض «1»، مثل أبي عمرو. حرف: قرأ الحرميّان، وابن عامر، وعاصم- في رواية حفص- إنكم لتأتون الفاحشة [28] [206/ أ]، وهو الأول من الاستفهامين، بهمزة واحدة مكسورة على لفظ الخبر، وكذلك روى المنذر بن محمد «2» عن هارون وإسحاق الأزرق وهارون عن حسين عن أبي بكر «3». وروى الجيزي «4» عن الشموني عن الأعشى إنكم لتأتون بلا ياء، فإن كان أراد بلا ياء في الرسم، فالصواب ما قال؛ لأن المصاحف مجتمعة على ذلك «5»، وإن كان أراد بقوله بلا ياء على الخبر، فقد أخطأ؛ لأن الجماعة عن الشموني عن الأعشى على غير ما قال. وقرأ الباقون بهمزتين على الاستفهام «6». وكلهم قرأ أئنكم لتأتون الرجال [الأعراف: 81] وهو الاستفهام الثاني بهمزتين على الاستفهام فيهما جميعا «7»، على مذاهبهم المشروحة في باب الهمزتين، وفي سورة الرعد «8».
حرف:
حرف: قرأ حمزة والكسائي لننجينّه وأهله [32] بإسكان النون وتخفيف الجيم «1»، وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الجيم «2». حرف: قرأ ابن كثير وعاصم في غير رواية حفص بخلاف عن أبي بكر وحمزة والكسائي إنّا منجوك [33] بإسكان النون وتخفيف الجيم، وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الجيم «3». وكذلك روى الكسائي ويحيى الجعفي عن أبي بكر وحفص عن عاصم سيء بهم [33] وعادا وثمودا [38] قد ذكر «4». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية الكسائي عن أبي بكر إنّا منزّلون [34] بفتح النون وتشديد الزاي، وكذلك قال لنا محمد بن علي «5» عن ابن مجاهد «6» عن الأعشى عن أبي بكر، ولا أدري عن من رواه؟ «7» وهو وهم؛ لأن الجماعة روت عن الأعشى بالتخفيف «8». ونا أبو الفتح «9»
حرف:
قال نا عبد الله بن أحمد «1» قال نا الحسن بن داود «2» قال نا قاسم بن أحمد «3» عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم إنّا منزلون خفيفة الزاي «4»، وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي «5»، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر. حرف: قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر وأبي عمرو إن الله يعلم ما يدعون [42] بالياء «6». واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي وابن أبي أميّة، والتيمي «7» عن الأعشى بالياء مثل أبي عمرو. وروى عنه الكسائي والأعشى من رواية الشموني وابن غالب «8»، وإسحاق الأزرق وحسين بن علي ويحيى بن سليمان وبريد بن عبد الواحد «9» بالتاء، وكذلك قرأ الباقون «10».
حرف:
حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر- في رواية ابن بكّار-، وعاصم- في رواية أبي بكر، وحمّاد- وحمزة والكسائي- من غير رواية «1» قتيبة- ءايت من ربه [50] بغير ألف على التوحيد «2». ووقف ابن كثير، والكسائي ءايت بالهاء، ووقف عاصم وحمزة بالتاء على الخط «3». وقرأ الباقون وابن عامر- في غير رواية ابن بكار- وعاصم- في رواية حفص-، والمفضل والكسائي في رواية قتيبة بالألف على الجمع «4». وأجمعوا على الجمع في قوله: إنما الآيات عند الله [50] لأن المراد بذلك جميع الآيات التي سألها الكفّار وهي كثيرة. حرف: قرأ الكوفيون ونافع ويقول ذوقوا [55] بالياء، وقرأ الباقون بالنون «5». حرف: قرأ عاصم في رواية يحيى بن آدم، والعليمي، وابن أبي أميّة عن أبي بكر ثم إلينا يرجعون [57] بالياء. وقرأ الباقون، وعاصم- في رواية حفص والمفضل، وفي رواية الأعشى والكسائي والبرجمي عن أبي بكر من «6» قراءتي- بالتاء «7»، وكذلك روى الواسطيون «8» عن يحيى عن أبي بكر، وقد قرأت في رواية المفضل ذلك بالوجهين بالتاء وبالياء.
حرف:
حرف: وكلهم ضمّ التاء والياء وفتح الجيم، إلا ما رواه ابن جبير «1» عن المسيّبي «2» عن نافع أنه فتح التاء وكسر الجيم، وهو وهم «3». حرف: قرأ حمزة والكسائي لنثوينّهم من الجنة [58] بالثاء ونصب الياء من غير همز من الثوى وهو الإقامة، وقرأ الباقون بالباء من التبوء وهو المنزل «4»، وأجمعوا [206/ ب] على الذي في النحل أنه بهذه الترجمة «5»؛ لأن المعنى: لنسكننهم مسكنا صالحا، وهو المدينة «6». وكلهم همز الياء في الموضعين «7»، إلا ما رواه الأصبهاني «8» عن أصحابه عن ورش، والشموني وابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر أنهما أبدلا الهمزة ياء مفتوحة، لانكسار ما قبلها «9».
حرف:
وقرأت أنا في رواية يونس «1» عن ورش بالهمز وتركه. حرف: وكلهم قرأ غرفا [58] بفتح الراء إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر أنه ضمّ الراء، ولم يروه غيره. حرف: قرأ ابن كثير ونافع- في رواية قالون والمسيّبي- وابن عامر- في رواية ابن عتبة «2» - وحمزة والكسائي وليتمتعوا [66] بإسكان اللام جعلوها لام الأمر «3». واختلف عن أبي بكر وعن حفص، فأما أبو بكر فروى عنه الكسائي والبرجمي ويحيى الجعفي والأعشى من رواية الشموني وابن غالب والخوّاص «4» والجيزي بإسكان اللام، قال الكسائي على الوعيد «5». وروى عنه يحيى بن آدم والعليمي وابن أبي أمية وابن أبي حمّاد «6»، وحسين الجعفي ويزيد بن عبد الواحد والتيمي عن الأعشى بكسر اللام، وكذلك روى حمّاد والمفضل عن عاصم. وأما حفص فروى عنه هبيرة «7» بإسكان اللام،
وروى عنه عمرو «1» وعبيد «2» وأبو الربيع الزهراني «3»، وأبو شعيب القوّاس «4» وابن شاهي «5» بكسر اللام. وبذلك قرأ الباقون «6». وكذلك روى إسماعيل «7» وورش عن نافع والجماعة عن ابن عامر. واللام تحتمل على قراءتهم «8» وجهين: أن تكون لام أمر كسرت على الأصل، وأن تكون لام كي «9». وقد روى الزينبي «10» عن أصحابه عن البزّي بكسر اللام، وروى الحلواني «11» عن الدوري
عن اليزيدي «1» عن أبي عمر بإسكان اللام، وذلك خلاف لما اجتمع عليه الناقلون وأهل الأداء عليها «2». في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث: أولاهن: إلى ربي إنه [26] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون «3». يا عبادي الذين ءامنوا [56] أسكنها أبو عمرو وحمزة والكسائي، وأسقطوها من اللفظ للنداء، وأثبتوها في الوقف لثبوتها في جميع المصاحف. وكذلك رواه ابن شاهي عن حفص عن عاصم لم يروه غيره، وفتحها الباقون، وأثبتوها ساكنة في الوقف «4». إن أرضي واسعة [56] فتحها ابن عامر، وأسكنها الباقون. «5» وليس فيها ياء محذوفة مختلف فيه «6».
ذكر اختلافهم في سورة الروم
ذكر اختلافهم في سورة الروم حرف: قرأ الكوفيون بخلاف عن أبي بكر وابن عامر ثم كان عاقبة الذين [10] بالنصب «1». واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي وابن أبي أميّة، والتيمي عن الأعشى بالنصب. وروى عنه الأعشى من رواية الشموني وابن غالب والخواص والكسائي والبرجمي وحسين الجعفي وهارون بن حاتم من رواية المنذر عنه «2» بالرفع. ونا عبد العزيز بن محمد «3»، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عيّاش «4» وابن فرح «5»، قالا: نا أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم «6» وما كان قولهم [آل عمران: 147] وما كان حجتهم [الجاثية: 25] وما كان جواب قومه [الأعراف: 82] ثم كان عاقبة الذين [10] بالنصب، ثم قال أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر في موضع آخر ثم كان عاقبة الذين بالرفع وهو الصواب. وكذلك رواه عن الكسائي أبو توبة «7» وأبو عبيد «8» وابن جبير، وبذلك قرأت. وقرأ الباقون
حرف:
بالرفع. «1» حرف: قرأ عاصم في رواية حمّاد وفي رواية يحيى بن آدم والعليمي وابن أبي أميّة عن أبي بكر وأبو عمر ثم إليه يرجعون [11] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء «2». وكذلك روى الأعشى والكسائي والبرجمي ومحمد بن المنذر وحجّاج بن حمزة «3» عن يحيى عن أبي بكر، وكذلك روى ابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو، وأقرأني «4» في رواية المفضل [207/ أ] عن عاصم بالوجهين بالتاء والياء. وكذلك تخرجون [19] قد ذكر أن حمزة والكسائي وابن عامر في رواية عبد الحميد بن بكّار عن أيوب «5» وفي رواية النقّاش «6» عن الأخفش «7» عن ابن ذكوان يفتحون التاء ويضمون الراء «8». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص لآيات للعالمين [22] بكسر اللام التي قبل الميم جمع عالم، وقرأ الباقون بفتحها جمع عالم «9».
حرف:
من الذين فرّقوا [32] ويقنطون [36] قد ذكرا «1». حرف: قرأ ابن كثير وما أتيتم من ربا [39] بالقصر من باب المجيء، وقرأ الباقون بالمدّ من باب العطية «2»، وأجمعوا على المدّ في قوله: وما ءاتيتم من زكاة [39] لقوله: وإيتاء الزكاة «3» [الأنبياء: 73]. حرف: قرأ نافع لتربوا [39] بالتاء مضمومة وإسكان الواو على فعل الجماعة. وقرأ الباقون بالياء مفتوحة ونصب الواو على فعل الواحد «4». حرف: قرأ حمزة والكسائي عمّا تشركون [40] بالتاء «5»، وكذلك روى أبو عمارة «6» عن حفص وحمّاد بن بحر «7» عن المسيّبي عن نافع وقد ذكر «8». حرف: قرأ ابن كثير في رواية قنبل لنذيقهم [41] بالنون، وروى ذلك عن «9» قنبل بن مجاهد «10» وابن بويان «11» ومحمد بن حمدون
الواسطي «1»، وقرأ الباقون بالياء «2». وكذلك روى البزّي وابن فليح «3» عن ابن كثير وسائر الرّواة عن قنبل أبو ربيعة «4» وابن شنبوذ «5» والزينبي وابن الصباح «6» وغيرهم. حدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قرأت على قنبل عن القوّاس «7» لنذيقهم بالنون، قال ابن مجاهد: ولم يتابعه أحد في هذه الرواية، قال: وروى إسحاق بن محمد الخزاعي عن ابن فليح بالياء «8»، قال: ورأيت الخزاعي لا يعرف النون «9». وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: قرأت على
حرف:
أبي بكر «1» لنذيقهم [41] بالنون. قال: وقال لي أبو بكر: زعم «2» في ذلك قنبل في قراءتي عليه، قال أبو طاهر: ووافق أبا بكر على ذلك عن قنبل محمد بن حمدون الواسطي، وهو من أهل الثقة والضبط والإتقان؛ قال أبو عمرو: ووافقه أيضا على ذلك عنه أحمد بن الصقر بن بويان. يرسل الريح [48] مذكور قبل «3». حرف: قرأ ابن عامر بخلاف عنه وعن هشام ويجعله كسفا [48] بإسكان السين «4»، [ونا ابن غلبون «5» قال: نا عبد الله بن محمد «6»، قال: نا أحمد بن أنس «7» قال: نا هشام بإسناده ويجعله كسفا جزم «8». وقال الحلواني عن هشام بفتح السين، وكذلك روى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر وقد ذكر هذا «9». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في غير «10» رواية حفص وحمزة والكسائي إلى ءاثار رحمة الله [50] بألف بعد الهمزة وبعد الثاء على الجمع، وقرأ الباقون بغير
حرف:
ألف على التوحيد «1». ولا تسمع الصّمّ [53] وما أنت بهاد العمي [53] ومن ضعف [54] وضعفا [54] في الثلاثة المواضع، وقد ذكر الاختلاف فيه فيما سلف «2». حرف: قرأ الكوفيون فيومئذ لا ينفع هاهنا [57] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء «3» ويأتي الذي في المؤمن «4» في موضعه إن شاء الله تعالى. وليس في هذه السورة من الياءات شيء.
ذكر اختلافهم في سورة لقمان
ذكر اختلافهم في سورة لقمان حرف: قرأ حمزة هدى ورحمة [3] بالرفع «1»، وكذلك روى ابن عبد الرزاق «2» وابن ثوبان عن قنبل وأبي عون الواسطي «3» عن الحلواني عن القوّاس" عن" «4» ابن كثير، وقرأ الباقون بالنصب «5». وكذلك روت الجماعة عن قنبل وعن القوّاس ليضلّ عن سبيل [6] وفي أذنيه [7] قد ذكرا «6». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وحمزة والكسائي ويتخذها هزوا [6] بنصب الذال «7»، وكذلك روى الرفاعي «8» عن يحيى بن آدم عن أبي بكر، وغلط،
حرف:
وقرأ [207/ ب] الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد بالرفع «1»، وكذلك روت الجماعة عن يحيى عن أبي بكر. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل يا بني لا تشرك [13] ويا بني إنها [16] ويا بني أقم الصلاة [17] بفتح الياء في الثلاثة «2». وقرأ ابن كثير في رواية قنبل والحلواني عن القوّاس الأول والأخيرة بإسكان الياء وتخفيفها والوسطى بكسر الياء وتشديدها، وقرأ في رواية الخزاعي «3» ومحمد بن هارون «4» عن البزّي الأولى والوسطى بكسر الياء وتشديدها والأخيرة بفتح الياء وتشديدها في الثلاثة «5» إن تك «6» مثقال حبّة [16] قد ذكر أن نافعا يقرأ بالرفع، وكذلك روى ابن بكّار عن ابن عامر هاهنا «7». حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم بخلاف عن أبي بكر ولا تصعّر [18] بتشديد العين من غير ألف، وقرأ الباقون بتخفيف العين وبالألف «8».
حرف:
وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر «1»، قال: نا ابن صدقة «2»، قال: نا أحمد بن جبير، قال: حدّثني أبو بكر عن عاصم ولا تصاعر [18] بالألف، لم يرو ذلك عن أبي بكر أحد غيره «3». حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية حفص وأبو عمرو نعمه ظاهرة [20] بفتح العين وهاء مضمومة على التوكيد «4» والجمع، وقرأ الباقون بإسكان العين وتاء منونة منصوبة على التأنيث والتوحيد. حرف: قرأ أبو عمرو والبحر يمدّه [27] بنصب الراء، وكذلك روى ابن شاهي عن حفص عن عاصم لم يروه عنه غيره. وقرأ الباقون برفعها «5» وأن ما يدعون من دونه [30] قد ذكر «6». حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم بخلاف عن أبي بكر «7» عن حفص وينزل الغيث هاهنا [34] وفي الشورى [28] بفتح النون وتشديد الزاي، وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي «8»، وروى الجعفي عن أبي بكر هاهنا بالتخفيف، وفي الشورى [28] بالتشديد. وروى إسحاق الأزرق عنه وهبيرة عن حفص ضدّ ذلك هنا بالتشديد، وفي الشورى بالتخفيف «9». وليس في هذه السورة من الياءات المختلف فيهنّ شيء.
ذكر اختلافهم في سورة السجدة
ذكر اختلافهم في سورة السجدة حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو كل شيء خلقه [7] بإسكان اللام. وقرأ الباقون بفتحها «1». حرف: وكلهم قرأ مما تعدون [5] بالتاء هاهنا، إلا ما حكاه بعض شيوخنا عن أبي ربيعة عن صاحبيه «2» عن ابن كثير أنه قرأ بالياء، وإلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي «3»، قال: نا أبو هشام «4»، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بالياء أيضا والجماعة بعد على التاء، وبذلك يأخذ عامّة أهل الأداء في رواية أبي ربيعة عن البزّي وقنبل، ولا يعرف غيره. الاستفهامان «5» وأئمة [24] قد ذكرا. حرف: قرأ حمزة ما أخفي لهم [17] بإسكان الياء يجعلها «6» فعلا مستقبلا. وقرأ الباقون بفتح الياء يجعلونه فعلا ماضيا لم يسمّ فاعله «7». حرف: قرأ حمزة والكسائي لما صبروا [24] بكسر اللام وتخفيف الميم، وقرأ الباقون بفتح اللام وتشديد الميم «8». وليس في هذه السورة من الياءات المختلف فيه شيء «9».
ذكر اختلافهم في سورة الأحزاب
ذكر اختلافهم في سورة الأحزاب حرف: قرأ أبو عمرو بما يعملون خبيرا [2] وبما يعملون بصيرا [9] بالياء فيهما، وروى ابن جبير في «مختصره» عن اليزيدي عنه الأولى بالتاء، والثانية بالياء خالف الجماعة من أصحابه، وقرأهما الباقون بالتاء «1». حرف: [208/ أ] قرأ الكوفيون وابن عامر بخلاف عنه الّئي هنا [4] وفي المجادلة [2] والطلاق [4] «2» بهمزة بعدها ياء ثابتة في الوصل والوقف. وروى الوليد «3» عن يحيى «4» عن ابن عامر بياء خفيفة. قال في الطلاق مهموزة مقصورة. وروى ابن عتبة عن أيّوب في المجادلة. كذلك وهنا وفي الطلاق بياء بعد الهمزة. وقال ابن المعلى «5» عن ابن ذكوان في المجادلة بالتشديد والكسر. واختلف عن نافع، فروى عنه المسيّبي وقالون من غير رواية أحمد بن صالح «6» عنه بهمزة مكسورة بلا ياء. وكذلك قرأت في رواية إسماعيل من طريق ابن
عبدوس «1» وابن فرح عن أبي عمر عنه. واختلف «2» ألفاظ أصحابه عنه في ذلك، فقال الكسائي والهاشمي «3» عنه لا يثبت الياء في الّئي [4] لم يزيدا على ذلك، وقولهما هذا يدلّ على الهمز لا غير؛ لأنهما إن كانا أرادا بقولهما لا يثبت الياء التي بعد الهمزة التي يثبتها أهل الكوفة وابن عامر، فإنها لا تكون ثابتة ثم تحذف إلا مع الهمزة، فإذا حذفت بقيت الهمزة على حالها من التحقيق، وإن كانا أرادا بالنفي الياء التي تجعل خلفا من الهمزة في مذهب من سهّلها، فقد حقّقا بذلك الهمزة وأوجباه. وقال أبو عبيد عنه «4» الّئي غير مهموز، ولا ممدود. وهذا يدلّ على تسهيل الهمزة. ونا الخاقاني «5»، قال: نا أحمد بن محمد «6» ح «7» وحدّثنا أبو الفتح، قال: نا ابن جابر «8»،
قالا: نا أبو الحسن الباهلي «1»، قال: نا أبو عمر، قال: نا إسماعيل عن نافع الئي الياء مرسلة وخفيفة، وهذا يدلّ على إبدال الهمزة ياء ساكنة كمذهب أبي عمرو. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا البرمكي «2» عن أبي عمر عن إسماعيل الئي مثل حمزة يعني بالهمز وإثبات ياء بعد الهمزة، فهذه أربع روايات مختلفات عن إسماعيل. وقال لنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بالهمز من غير مدّ «3»، ثم حكي عن ورش بغير همز، فدلّ على ذلك «4» أن روايته عن إسماعيل والمسيّبي وقالون سواء، وهو الصحيح عن إسماعيل، وعليه أهل الأداء. وقال أصحاب قالون الئي خفيفة مقصورة مهموزة يعنون بقولهم مقصورة أنه لا ياء بعد الهمزة في اللفظ، وليس يعنون الألف التي قبل الهمزة مقصورة؛ لأنها قد استقبلها «5» في كلمة واحدة، فلا بدّ من إشباع مدّها لأجلها. وقد ظن بعض الناس أنهم يعنون قصر الألف، فحكموا لها «6» بذلك من طريق النص، وذلك خطأ لا شك فيه. وقال أحمد بن صالح عن قالون الئي بكسر الياء كسرة مختلسة من غير همز، وكذلك روى سالم بن هارون «7» عنه فخالفا سائر أصحابهما عنه
وقال أبو الأزهر «1» وأبو يعقوب «2» وداود «3» عن ورش الئي غير ممدود ولا مهموز، ولا دلالة فيما قالوا «4» على كيفية التسهيل للهمزة أهو بدل محض أم بين بين؟ فقال ابن مجاهد عنه في كتاب قراءة نافع بياء ساكنة من غير همز، وذلك وهم من حيث كان خلافا لما يأخذ به عامّة أهل الأداء في مذهبه. وقال يونس عنه «5» فخفّف الياء من الئي، وهذا يدلّ على أنه يسهل الهمزة، ويجعلها بين بين، فيكون في اللفظ كالياء المكسورة المختلسة الكسرة. وقال أحمد بن صالح: هذا قول صحيح «6» مجمع عليه في معرفة كيفية التسهيل في الوصل والوقف، وبذلك قرأت في روايته وفي رواية غيره عن ورش على مشيخة المصريين «7» وغيرهم ما خلا رواية [208/ ب] يونس والأصبهاني، فإني قرأت ذلك في رواية يونس بتسهيل الهمزة وبتحقيقها، وحكى لي أبو الفتح أنه كذلك قرأ في روايته بالوجهين، وقرأت في رواية الأصبهاني عن أصحابه «8» بالهمز من غير ياء في الثلاث سور. وقال الأصبهاني عنه في كتابه «9» في هذه السورة وفي المجادلة الئي مكسورة الألف الأخيرة منبورة غير ممدودة، وليس بعد النبرة ياء. وقال في الطلاق غير ممدودة ولا مهموزة، فاضطرب قوله في الباب، وغلط في قوله مع الهمزة غير ممدودة؛ لأنها مع حرف المدّ في ذلك من نفس الكلمة، فلا بدّ من زيادة التمكين للألف قبلها لأجل الاتصال.
واختلف عن ابن كثير، فروى قنبل والحلواني عن القوّاس بهمزة مكسورة بعدها ياء في الثلاث سور. وكذلك قرأت أنا في رواية ابن فليح عن أصحابه عنه. وحدّثنا محمد بن علي، نا ابن مجاهد، قال: أخبرني إسحاق بن أحمد «1» عن ابن فليح عن أصحابه «2» عن ابن كثير: مكسورة مخفّفة بغير مدّ ولا همز في كل القرآن «3»، وهذا يدلّ على تسهيل الهمزة وجعلها بين بين. وقال الخزاعي عن أصحابه: الثلاث الئي مخفّفة مكسورة بغير مدّ ولا همز في الثلاث سور «4»، وقال أبو ربيعة عن صاحبيه «5» في هذه السورة [الأحزاب: 4] اللائي مخففة. وقال في سورة المجادلة [2] اللائي مكسورة بغير همز. وقال في سورة الطلاق [4] والئي يئسن والئي لم يحضن [الطلاق: 4] خفيفة، هذا يدلّ على أنها تروى «6» عنهما بتسهيل الهمزة وجعلها بين بين. وكذلك روى الزينبي عن قنبل والبزّي جميعا واللهبي «7» عن البزّي، وقال لنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد قرأت على قنبل الئي ليس بعد الهمزة ياء «8»، وكذلك روى ابن شنبوذ وابن الصباح وابن ثوبان وابن عبد الرزاق وأبو العباس البلخي «9» عنه، وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني
مضر «1» عن البزّي عن أصحابه عن ابن كثير الئي مثل أبي عمرو، وهذا يدلّ على إبدال الهمزة ياء ساكنة. ونا ابن خواستي الفارسي، قال: نا أبو طاهر كما أقرأني عن قنبل يعني بهمزة مكسورة ليست بعدها ياء، وهذا خلاف لما قاله ابن مجاهد في كتابه «2»؛ لأنه قرنه «3» بأبي عمرو، فدلّ على تسهيل الهمزة دون تحقيقها، فإن كان أبو طاهر حكى الهمزة متأوّلا لقوله مكسورة، فقد أخطأ؛ لأن قوله ذلك إنما يدلّ على التسهيل دون التحقيق، وذلك من حيث كانت هذه الكلمة مرسومة في جميع المصاحف بياء في آخرها، فإذا أطلق عليها الكسر ولم يذكر الهمزة، فإنما يراد «4» به تلك الياء لا غير. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن مخلد «5» عن البزّي الئي بياء بعد الهمزة، قال ابن مجاهد وقفته عليها يعني البزّي «6»، فشدّدها يريد أنه يثبت الياء بعد الهمزة والعبارة عن إثباتها بعدها بالتشديد اتّساع «7»، وقال عنه في سورة الطلاق: مثقلة «8». وقال لنا محمد بن أحمد: قال: نا ابن مجاهد عن ابن
مخلد عن ابن أبي بزّة الئي مشددة مكسورة «1». قال ابن مجاهد: وهو غلط «2»، يعني أنه غلط في الرواية لا في العبارة، وقرأت أنا في رواية البزّي على أبي الفتح عن قراءته في كل الطرق عنه بتسهيل الهمزة، وجعلها كالياء المكسورة المختلسة الكسرة في اللفظ. وقرأت على الفارسي عن قراءته [209/ أ] على النقّاش عن أبي ربيعة عن البزّي «3»، وعلى أبي الحسن «4» عن قراءته من طريق الخزاعي وأبي ربيعة وغيرهما بإبدال الهمزة ياء «5» ساكنة، وبمثل «6» ذلك قرأت عليهما في قراءة أبي عمرو. وقرأت على أبي الفتح في جميع الطرق عن اليزيدي، في رواية شجاع «7» وعبد الوارث «8» بياء مكسورة مختلسة بالكسرة خلفا من الهمزة، كما قرأت عليه «9» في رواية البزّي عن ابن كثير سواء «10»، وكذلك حكى ابن المنادي «11» أنه قرأ لأبي عمرو من طريق اليزيدي
وشجاع جميعا، قال: قرأت عليهما «1» بالإبدال من الهمزة لينا «2» مختلسا من غير مدّ، وكذلك روى أحمد بن يعقوب التائب «3» عن الخشاب «4» عن أبي شعيب عن اليزيدي، فقال بياء مختلسة الكسر بعد الألف، وجاء بذلك نصّا عن اليزيدي وابن مجاهد عن ابن كثير «5» عن أبيه، فقال: وأما أبو عمرو، فلم يمدّ ولم يهمز، وجعل بعد الألف كسرة. وكذلك فعل بأخواتها. وقال لنا محمد بن علي، قال لنا ابن مجاهد عن أبي عمرو بغير همز، ثم قال عن ورش عن نافع بغير همز مثل أبي عمرو «6»، وهذا من قوله يدلّ على تسهيل الهمزة، وجعلها بين بين ما لم يحقّق البدل المحض في مذهب ورش، وحقّق التسهيل بين بين. وقال لنا الفارسي عن أبي طاهر: قرأ أبو عمرو الئي بياء ساكنة، وهذا يدلّ على البدل. وقال لي الحسن بن شاكبة «7» البصري عن أبي عمرو في قوله: اللائي «8» حيث وقع الجمع فيه بين ساكنين، قال: وعلّته في الجمع بين الساكنين في ذلك أن الساكن الأول حرف مدّ، والإعراب إنما يكون بها أو بحركتها، فإذا كان
حرف:
قبل كل حرف منها حركته، فكأنه متحرّك «1». قال أبو عمرو: وقال أصحاب اليزيدي كلهم عن أبي عمر الئي لا يمدّ ولا يهمز، قال: وهي لغة قريش «2». وقال ابن سعدان عن اليزيدي عنه بغير همز ويثبت الياء، وليس في قولهم هذا بيان لمذهبه في كيفية تسهيل الهمزة ولا في قول ابن سعدان ما بين حكم المختلسة الكسرة هي أم ساكنة؟ وقال ابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو: يشبع كسرة الياء، فيصير بعدها كذلك ياء أخرى مثل اللاهي «3» ولا يهمز، قال أبو عمرو: من حقّق الهمزة من أئمة القراءة سواء أثبت الياء بعدها أو حذفها، ومن أبدلها منهم ياء ساكنة زاد في تمكين مدّ الألف قبلها بيانا للهمزة في مذهب من حقّقها، وليتميّز الساكنان أحدهما من الآخر في مذهب من أبدلها، فأما من جعلها بين بين، فزيادة التمكين للألف والقصر جائزان في مذهبه لما بيّنّاه في باب الهمزتين «4». حرف: قرأ الحرميّان وأبو عمرو تظّهّرون بتشديد الهاء والظاء من غير ألف بينهما، وقرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر تظاهرون بضم التاء وتخفيف الظاء وألف بعدها وكسر الهاء «5»، وروى يحيى الجعفي وأبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر «6»
حرف:
بفتح التاء والهاء وتخفيف الظاء مثل حمزة. وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر مثل رواية الجماعة عنه، وبذلك قرأت في رواية الكسائي عن أبي بكر «1». وقرأ ابن عامر تظّاهرون بفتح التاء والهاء وتشديد الظاء وألف بعدها وقرأ حمزة والكسائي مثل ابن عامر إلا أنهما خفّفا الظاء «2»، كذا روت الجماعة عن سليم ما خلا إبراهيم بن زربي «3»، فإنه روى عنه تشديد الظاء مثل ابن عامر، ويأتي اختلافهم في سورة المجادلة هناك إن شاء الله تعالى. حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص والكسائي في رواية قتيبة الظّنونا [10] والرّسولا [66] [209/ ب] والسّبيلا [67] بإثبات الألف في الوصل والوقف في الثلاث الفواصل «4». وكذلك روى أحمد بن موسى «5» وعباس «6» عن أبي عمرو. وقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص من طريق عمرو وعبيد
القوّاس «1» وأبي عمارة «2» والكسائي في غير رواية قتيبة بحذف الألف فيهنّ في الوصل وإثباتها في الوقف، وكذلك روى ابن عتبة عن ابن «3» عامر في الآخرين. وروى هبيرة والزهراني عن حفص بإثبات الألف في الوصل والوقف مثل نافع، وكذلك روى ابن شنبوذ عن قنبل خالف الجماعة عنه، وقرأ أبو عمرو وحمزة بحذف الألف فيهنّ في الوصل والوقف «4»، ولم يختلفوا في شيء من الفواصل غيرهنّ. حدّثنا محمد بن أحمد «5»، قال: نا ابن قطن «6» قال: نا أبو خلّاد «7» ونا الخاقاني «8»، قال: نا الحسن المعدل «9»، قال: نا أحمد بن شعيب «10»، قالا «11» نا اليزيدي عن أبي عمرو أنه وقف على الثلاثة بغير ألف، ونا محمد بن علي، قال: نا
حرف:
محمد بن القاسم «1»، قال: نا سليمان بن يحيى «2»، قال: نا ابن سعدان «3»، قال: نا سليم عن حمزة أنه يقف عليهن بغير ألف، وقد روى أبو مزاحم الخاقاني «4» عن قراءته من طريق محمد بن بحر «5» عن سليم عن حمزة أنه وقف عليهنّ بألف على الخط، وذلك خلاف لما روته الجماعة عن سليم، ولما عليه الجمهور من أهل الأداء. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص لا مقام لكم [13] بضم الميم، وقرأ الباقون بفتحها «6». حرف: قرأ نافع وابن كثير في رواية البزّي والقوّاس وابن عامر في رواية التغلبي «7» وإسحاق بن داود «8» وأحمد بن المعلى «9» وأحمد بن موسى الصوري «10»
وأحمد بن أنس «1» وسلامة بن هارون «2» عن الأخفش عن ابن ذكوان، وفي رواية ابن عتبة عن أيوب والوليد عن يحيى والكسائي في رواية قتيبة لأتوها [14] بالقصر «3»، وكذلك حكى أبو ربيعة عن صاحبيه ومضر عن البزّي، وحكى لي أبو الفتح عن قراءته في رواية أبي ربيعة عن البزّي بالمدّ، وهو وهم «4». وقال ابن ذكوان في كتابه «5» مقصور من باب المجيء. واختلف عن ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير في ذلك، فقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: إن ابن فليح روى عن أصحابه لأتوها بالمدّ «6». وكذلك أقرأني أبو الفتح في روايته عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن «7» عن أصحاب «8» الخزاعي عن ابن فليح. وقال الخزاعي في كتابه عنه وعن القوّاس والبزّي لأتوها مقصورة بمعنى جاءوها، ولم يذكر بينهم فيه خلافا. وكذلك قال لي أبو الفتح عن
حرف:
عبد الله بن الحسين «1» عن أصحابه «2» عن ابن فليح، ورواية ابن فليح عن ابن مجاهد هي عن الخزاعي، وقد حكى في كتابه «3» خلاف ما قاله ابن مجاهد، والله أعلم. ولم يذكر ابن مجاهد هذا الحرف في كتاب المكيّين «4»، بل قال فيه: لم أحفظ قول قنبل فيه، وكان يقرأه بالقصر، وعلى ذلك جميع الرّواة، وأهل الأداء. وقرأ الباقون وابن عامر في رواية الأخفش عن ابن ذكوان، وفي رواية هشام والكسائي في غير رواية قتيبة بالمدّ «5». حرف: قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر وحفص أسوة حسنة هاهنا [21] وفي الموضعين في الممتحنة «6» [4 و 6] بضمّ الهمزة في الثلاثة، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر في الممتحنة خاصّة، وقرأهن «7» الباقون بكسر الهمزة «8»، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر [210/ أ] وابن شاهي عن حفص عن عاصم لم يتابعه «9» على ذلك أحد عنهما الرّعب ومبيّنة قد ذكرا «10».
حرف:
حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر نضعف لها [30] بالنون وكسر العين وتشديدها من غير ألف قبلها «1» العذاب [30] بالنصب، وقرأ أبو عمرو يضعف بالياء وفتح العين وتشديدها من غير ألف قبلها العذاب بالرفع. وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم خفّفوا العين، وأثبتوا الألف قبلها «2». حرف: وكلهم قرأ ومن يقنت [31] بالياء «3» إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى، والوليد بن عتبة عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ بالتاء «4». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وحمزة والكسائي ويعمل صالحا يؤتها [31] بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء في الأول، وبالنون في الثاني «5». حرف: قرأ نافع وعاصم بخلاف عن أبي بكر وحفص وقرن في بيوتكنّ [33] بفتح القاف. وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر، وقرأ الباقون بكسرها «6». وكذلك روى هبيرة عن حفص وأبو هشام الرفاعي «7» وضرار بن صرد «8» عن «9» عن أبي بكر. وروت الجماعة عنهما فتح القاف، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا أحمد بن يونس «10»، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه كان يقرأ وقرن، فقيل له «11»: هكذا كان
حرف:
يقرأ أبو عبد الرحمن، فقال: كل قراءة عاصم قراءة أبي عبد الرحمن إلا حرفا. حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر في رواية هشام أن يكون لهم [36] بالياء. وقرأ الباقون وابن عامر في غير رواية هشام بالتاء «1». حرف: قرأ عاصم وخاتم النّبيين [40] بفتح التاء، وكذلك روى محمد بن شبل «2» القاضي عن عيسى بن سليمان الحجازي «3» عن إسماعيل بن جعفر عن نافع وصاحبيه خالف الجماعة عن إسماعيل. وقرأ الباقون بكسر التاء «4»، نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن منيع «5»، قال: حدّثني جدّي «6»، قال: نا حسين المروزي «7»، قال: نا حفص، قال: قال عاصم: رسول الله الخاتم والله الخاتم «8». قال أبو عمرو: فتح التاء على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ختم الأنبياء كما
حرف:
قرأه «1» عاصم وكسره على أنه هو الذي ختمهم، فهو خاتمهم «2». أن تمسّوهنّ [49] قد ذكر «3». حرف: وكلهم قرأ تعتدّونها [49] بتشديد الدال إلا ما أتاه محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني مضر عن ابن أبي بزّه «4» عن ابن كثير تعتدونها [49] خفيفة، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الحسن بن مخلد، قال: حدّثنا ابن أبي بزّة عن «5» أصحابه عن ابن كثير أنه قرأ تعتدونها خفيفة، فحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال لي قنبل: كان ابن أبي بزّة قد أوهم في تعتدونها [49] فكان يخفّفها، وقوله: وما هو بميت [إبراهيم: 17] خفيفة «6» وإذا العشار عطلت [التكوير: 4] فقال لي القوّاس سر إلى أبي الحسن، فقل له: ما هذه القراءة التي قرأتها لا نعرفها؟ فسرت إليه، فقال: رجعت عنها «7». وروى الخزاعي عن أصحابه «8» التشديد، وكذلك روى محمد بن سودة «9»، وأبو عبد الرحمن اللهبي وغيرهما عن اليزيدي «10» أداء، وبذلك قرأت. وقال أبو «11» ربيعة: كان ابن أبي بزّة
حرف:
يخفّفها زمانا ثم رجع إلى التشديد «1». الأعشى ويزيد بن عبد الواحد عن أبي بكر. ترجى [51] بغير همز وسائر الرواة عن أبي بكر بالهمز «2» وقد ذكر «3». حرف: قرأ الأصبهاني عن ورش، والأعشى عن أبي بكر، وقتيبة عن الكسائي، وحمزة إذا وقف وتوي إليك [51] بغير همز «4»، والإدغام والبيان جائزان في الواو الساكنة المبدلة من الهمز [210/ ب] وفي ذلك الإدغام للتماثل والاعتداد بالبدل والبيان لكون البدل عارضا، فالهمزة في التقدير والنيّة، وهي لا تدغم رأسا. حرف: قرأ أبو عمرو لا تحل بالتاء وقرأ الباقون بالياء «5». حرف: قرأ ابن عامر في رواية الحلواني عن هشام وحمزة والكسائي غير نظرين إنه بإمالة فتحة النون والألف بعدها، وكذلك روى الحلواني وسالم بن هارون «6» عن قالون أنه كسر النون والألف، قال الحلواني: كتب قالون إنه على كتاب المصحف، وكتبته أنا إناه بالألف «7»، وقال الحسن بن جامع «8» عن ابن أبي حمّاد والمنذر بن محمد «9» عن هارون عن أبي بكر وهبيرة وأبو شعيب القوّاس عن حفص عن عاصم أنه يكسر الياء، وهذا يدل على الإمالة. وقال ابن شنبوذ عن النحّاس «10» عن أبي يعقوب،
حرف:
وعن أبي بكر عن أبي الأزهر بالنون ممالة، وهو قياس قولهما وقول داود وأحمد في كتبهم عن ورش، غير أن الإمالة بين بين. وقال أحمد بن صالح عن قالون النون مفتوحة «1»، وكذلك روى ابن سعدان عن المسيّبي. وقرأ الباقون بإخلاص الفتح «2». حرف: قرأ ابن عامر إنّا أطعنا ساداتنا [67] بألف بعد الدال وكسر التاء «3»، وكذلك حكى ابن مجاهد عن جبلة عن المفضل عن عاصم «4»، ولم أقرأ بذلك من طريقه وقال ابن جرير «5» في مجرّده عن البيروتي «6» عن ابن بكار عن أيوب عن ابن عامر بغير ألف. وكذلك روى الوليد عن يحيى عنه، وقال في «جامعه» عنه بألف وهو الصواب. وقرأ الباقون بغير ألف وفتح التاء «7». حرف: قرأ عاصم لعنا كبيرا [68] بالباء «8»، وكذلك روى الداجوني «9» أداء عن أصحابه عن هشام عن ابن عامر، وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد،
قال: في كتابي عن أحمد بن يوسف «1» عن ابن ذكوان بالياء مثل عاصم، قال: ورأيت في كتاب موسى بن موسى «2» عن ابن ذكوان عن ابن عامر بالتاء. وقرأ الباقون بالثاء «3»، وكذلك روى الأخفش وأحمد بن أنس وأحمد بن المعلى وغيرهم عن ابن ذكوان، وهشام عن ابن عامر. ولا يعرف الشاميون «4» غير ذلك. وليس في هذه السورة من الياءات المختلف فيها شيء والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة سبأ
ذكر اختلافهم في سورة سبأ حرف: قرأ نافع وابن عامر عالم الغيب [3] برفع الميم على وزن فاعل «1»، نا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال ابن ذكوان: وقال بعض أصحابنا عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر بالكسر «2»، قال أبو عمرو: وأظن بعض أصحابه عبد الحميد بن بكار؛ لأنه كذلك روى عن أيوب عن ابن عامر، وقرأ ابن كثير وعاصم بخلاف عن أبي بكر وابن عامر في رواية ابن بكار وأبو عمرو بخفض الميم على وزن فاعل «3»، وروى ابن أبي حمّاد عن أبي بكر برفع الميم مثل نافع، لم يروه غيره. وقرأ حمزة والكسائي علّام الغيب على وزن فعال، الألف بعد اللام «4» وخفض الميم. وكذلك روى المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر، لم يتابعه على ذلك أحد من أصحابه لا يعزب [3] قد ذكر «5» معجزين في الموضعين «6» [5 و 38] قد ذكرا أيضا. حرف: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والمفضل من رجز أليم هاهنا [5] وفي الجاثية [11] بالرفع. وقرأهما الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحماد بالخفض «7». حرف: قرأ حمزة والكسائي إن يشأ يخسف بهم الأرض أو يسقط [9] [211/ أ] بالياء في الثلاثة. وقرأهنّ الباقون بالنون «8» وأدغم الكسائي الفاء في الباء «9»،
حرف:
وأظهرها الباقون كسفا [9] قد ذكر «1». حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص ولسليمن الريح [12] بالرفع «2». واختلف عن يحيى بن آدم عن أبي بكر، فروت الجماعة عنه بالرفع أيضا، وروى عنه ضرار والرفاعي «3» بالنصب، وبذلك قرأ الباقون «4». حرف: قرأ «5» نافع وابن كثير من رواية ابن فليح وابن عامر في رواية ابن عتبة وأبو عمرو منساته [14] بألف ساكنة بدلا من الهمزة، والبدل مسموع وهو على غير قياس «6»، أنشدنا فارس بن أحمد شاهدا لذلك شعرا: إن الشيوخ إذا تقارب خطوهم ... دبّوا على المنساة في الأسواق «7» وقال أبو عمرو بن العلاء، وهي لغة قريش، قال هارون «8»: كان يهمزها ثم ترك الهمزة. وقرأ في رواية الأخفش عن ابن ذكوان منسأته بهمزة ساكنة، و [كذلك] روى الداجوني أداء عن أصحابه عن ابن ذكوان، وذلك عند عامّة النحويين [ضعيف] جدّا «9» من جهة أن هاء التأنيث لا يليها من الحركات إلا الفتحة، ومن السّواكن إلا الألف؛ لأنها في نيّة فتحة لقوة مدّتها إلا أن مثل ما رواه الأخفش عن ابن ذكوان قد
يجيء في الشعر في المصارع «1» والقوافي، أنشد الأخفش الدمشقي شاهدا لذلك: صريع خمر قام من وكأته ... كقومة الشيخ إلى منسأته «2» فسكّن الهمزة في المصراعين «3» جميعا. وقرأ الباقون وابن كثير في رواية قنبل والبزّي وابن عامر في رواية التغلبي وابن المعلى وابن أنس وغيرهم عن ابن ذكوان، وفي رواية الوليد وابن بكار وهشام بهمزة متحركة. نا ابن غلبون، قال: نا ابن المفسر، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام «4» بإسناده عن ابن عامر منسأته بهمزة مقصورة، وكذلك «5» قال ابن ذكوان في كتابه بإسناده عن ابن عامر يعنيان والله أعلم بهمزة متحرّكة، وهي اللغة السائرة. وأنشد الخزاعي شاهدا لذلك: أمن أجل حبل لا أبا لك ضربته ... بمنسأة قد جرّ حبلك أحبلا «6» وإذا وقف حمزة جعلها بين بين على أصله «7»، وكلهم فتح السين إلا ما حكاه الحلواني عن أبي عمر عن الكسائي أنه كسرها «8»، وهو عندي وهم من الحلواني، وأظنه أنه أراد بالكسر الميم؛ لأن بعض السلف وهو حميد بن قيس المكّي «9» يفتحها
حرف:
فغلط قد «1» ذكر السين، وقد قال الحمامي «2» عن أبي عمر عن الكسائي منسأته [14] مكسورة الميم مهموزة، فدلّ على صحة ما قلناه، ولعل الحلواني أراد بكسر السين إمالة فتحها لأجل كسرة الميم. لسبإ [15] قد ذكر «3». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة في مسكنهم [15] بإسكان السين وفتح الكاف من غير ألف على التوحيد. وقرأ الكسائي كذلك إلا أنه كسر الكاف. وقرأ الباقون بفتح السين وألف بعدها وكسر الكاف على الجمع «4». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة وأبو عمرو ذواتي أكل خمط [16] مضافا بغير تنوين «5». وقرأ الباقون بالتنوين وأسكن الكاف الحرميان وضمّها الباقون. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي وهل نجازي [17] بالنون وكسر الزاي إلا الكفور [17] بالنصب، وأدغم الكسائي لام هل في النون، وأظهرها حمزة وحفص، وقرأ الباقون بالياء وفتح الزاي ورفع الكفور «6». حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية [211/ ب] هشام وأبو عمرو ربنا بعّد [19] بتشديد العين من غير ألف. حدّثنا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس. ح وأخبرني أحمد بن عمر «7»، قال: نا أحمد بن سليمان «8»،
حرف:
قال: نا محمد ابن محمد «1»، قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر ربّنا بعد مثقلة «2». ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني ابن بكر «3»، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر ربنا بعد بغير ألف. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر عن أصحابه عن الحلواني «4» عن هشام عن ابن عامر ربنا نصب بعد بنصب الباء وكسر العين وتشديد بغير ألف وبجزم الدال، وبذلك قرأت في رواية هشام. وقرأ الباقون بألف بعد الباء وتخفيف العين «5». وكلهم قرأ ربنا بعد على الطلب بنصب الباء وجزم الدال «6» إلا ما رواه عبيد بن نعيم عن أبي بكر عن عاصم ربنا برفع الباء باعد بفتح العين والدال على الخبر، لم يتابعه على هذا عن أبي بكر أحد «7». وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن أبي حسان «8»، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر ربنا بعد مثقلة وفي كتابي على الباء ضمة وعلى العين والدال فتحتان قال عبد الواحد: وهذا غلط يعني من ابن أبي حسان. حرف: قرأ الكوفيون ولقد صدق [20] بتشديد الدال. وقرأ الباقون بتخفيفها «9».
حرف:
حرف: قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي إلا لمن أذن له [23] بضم الهمزة. واختلف عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي والأعشى في رواية الخياط «1» عن الشموني، ومن رواية ابن غالب بضم الهمزة، وكذلك روى ضرار بن صرد عن يحيى عنه، وروى سائر الرواة عنه، وعن يحيى بفتح «2»، وكذلك روى الجيزي «3» عن الشموني، وبذلك قرأ الباقون «4». حرف: قرأ ابن عامر حتى إذا فزع [23] بفتح الفاء والزاي. وقرأ الباقون بضم الفاء وكسر الزاي «5». حرف: قرأ حمزة وهم في الغرفت [37] بإسكان الراء من غير ألف على التوحيد، وإذا وقف وقف بالتاء على الخط. وقرأ الباقون بضم الراء والألف على الجمع «6». وكلهم ضمّ الراء إلا ما رواه عصمة «7» عن أبي بكر عن عاصم أنه أسكنها، لم يروه غيره. ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول [يونس: 28] قد ذكر «8». حرف: قرأ الحرميان وابن عامر وعاصم في رواية حفص التناوش [52] بضم الواو من غير همز. وكذلك روى ابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو بغير همز خالف الجماعة من أصحابه، وهو وهم. واختلف عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه الكسائي والأعشى وحسين ويحيى الجعفيان وعبيد بن نعيم أنه لم يهمز، وروى عنه يحيى العليمي والبرجمي وإسحاق
الأزرق وابن أبي حمّاد وابن أبي أمية وابن عطارد أنه همز «1»، وكذلك روى البرجمي عن الأعشى، لم يروه عنه غيره، وقرأ الباقون بالهمزة «2». وإذا وقف حمزة جعل الهمزة بين بين إذا كان ذلك مأخوذا من النتش «3»، وهو الحركة في الإبطال «4»؛ لأن أصله الهمز، فإن كان من النوش، وهو التناول، ثم همزت الواو للزوم «5» ضمّها كما همزت في قوله: أقّتت [المرسلات: 11] هو من الوقت وفي قوله: وجوه وشبهه كذلك؛ لأن أصله الهمزة، وقف «6» بضم الواو ضمة خالصة يردّ ذلك إلى أصله «7». وحيل بينهم [54] قد ذكر «8»، والله أعلم. في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث: أولاهن عبادي الشكور [13] أسكنها حمزة، وكذلك روى ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وخالفته الجماعة في ذلك، وفتحها الباقون «9». إن أجري إلا [47] [212/ أ] فتحها نافع وابن عامر [وأبو عمرو وعاصم] في رواية حفص. وكذلك روى ابن جامع «10» عن ابن أبي حماد عن أبي بكر وأسكنها الباقون «11».
ربي إنه سميع [50] فتحها نافع وأبو عمرو، وأسكنها الباقون «1». وكذلك روى ابن جبير في «مختصره» عن اليزيدي عن أبي عمرو، وهو وهم «2» والله أعلم. وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثنتان: كالجواب، أثبتها في الحالين ابن كثير، وأثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف أبو عمرو ونافع في رواية ورش وأبي مروان «3» عن قالون وابن جبير عن المسيّبي عن الكسائي عن إسماعيل. وكذلك روى محمد بن عمرو الباهلي «4» عن المسيّبي أيضا. وحذفها الباقون في الحالين «5»، وكذلك حكى ابن جبير في" مختصره" عن اليزيدي عن أبي عمرو، قال: خفيف بغير ياء، وأخطأ، لأنها غير فاصلة، وكذلك روت الجماعة عن قالون وإسماعيل والمسيّبي، وكذلك ذكرها إسماعيل في كتابه المصنّف في قراءة المدنيين «6»، وعلى ذلك أهل الأداء. كان نكير [45] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش، وحذفها الباقون في الحالين «7».
ذكر اختلافهم في سورة الملائكة عليهم السلام
ذكر اختلافهم في سورة الملائكة «1» عليهم السلام حرف قرأ حمزة والكسائي هل من خالق غير الله [فاطر: 3] بخفض الراء، وقرأ الباقون برفعها «2». أرسل الريح [9] وإلى بلد ميت [9] قد ذكر «3». حرف: قرأ الكسائي في رواية قتيبة والذين يدعون من دونه [13] بالياء «4»، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص عن عاصم. وقرأ الباقون بالتاء والجماعة عن حفص كذلك. حرف قرأ أبو عمرو يدخلونها [33] بضم الياء وفتح الخاء، وكذلك روى العطاردي عن عاصم لم يرو ذلك عن أبي بكر أحد غيره، وكذلك روى أيضا مطرف الهندي «5» عن ابن كثير لم يروه عنه غيره. وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء «6». حرف قرأ أبو عمرو كذلك يجزى [36] بالياء وضمّها وفتح الزاي كل كفور [36] برفع اللام، وكذلك روى ابن مخلد عن البزّي عن ابن كثير، وهو وهم، وقرأ الباقون بالنون وفتحها وكسر الزاي ونصب اللام «7». حرف قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص وأبو عمرو وحمزة على بيّنت منه
[40] بغير ألف على التوحيد، ووقف حفص وحمزة بالتاء. ووقف ابن كثير وأبو عمرو بالهاء، وقرأ الباقون بالألف على الجمع «1». حرف قرأ حمزة ومكر السيىء [43] بإسكان الهمزة في الوصل لتوالي الحركات تخفيفا كما أسكنها أبو عمرو في قوله: بارئكم [البقرة: 54] كذلك «2»، وإسكانها في الطرف أحسن؛ لأنه موضع التغيير، وإذا وقف حمزة أبدلها ياء ساكنة لانكسار ما قبلها. وقد اختلف أصحاب سليم في الترجمة عن الوصل «3»، فروى عنه خلف وخلّاد وابن سعدان وابن جبير وابن كيسة «4» ورجاء بن عيسى «5» بإسكان الهمزة. واختلف عن أبي عمر عنه، فقرأت من طريقه كذلك، وقال ابن فرح عنه ساكنة الياء يريد الهمزة؛ لأن صورتها ياء مشددة مهموزة. وروى عيّاش بن محمد عنه «6» عن سليم بياء ساكنة بلا همز ولا تشديد، ولعله أراد الوقف، وقوله: بلا تشديد إن لم يرد به نفي تحقيق الهمزة وإشباع حركتها فهو خطأ. وروى محمد بن خلد البرمكي «7» عن سليم بهمزة مختلسة يريد ساكنة وذلك مجاز. وقال الخنيسي «8» عن خلّاد عن سليم بياء واحدة خفيفة مهموزة، يريد ساكنة
الهمزة. وقوله: بياء واحدة اثبتوا «1» أراد الخط واللفظ، وقال أبو هشام «2» عنه مهموزة خفيفة. وحدّثنا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الثقفي «3» عن أبي [212/ ب] هشام عن سليم، قال: يخفّف الهمزة ولا يكسر، وهذا هو الصواب، وعليه الأداء. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الخثعمي «4» [عن أبي هشام عن سليم] «5»، قال: نا محمد بن عمر بن وليد «6»، قال: نا عبد الرحمن عن أبي بكر «7» عن عاصم ومكر السيىء [43] بين الياءين يعني المرسومين، وهذا يؤذن بتسهيل الهمزة وجعلها بين الهمزة والياء، وعلى تحقيقها وإشباع كسرتها الجماعة عن أبي بكر. وقرأ الباقون بخفض الهمزة في الوصل «8»، وإذا وقفوا أسكنوها. ويجوز رومها «9». وأجمعوا على تحقيق الهمزة متحركة في الوصل في قوله: ولا يحيق المكر «10» السيىء إلا [43] ولم يسكنها حمزة كما سكّنها في الكلمة الأولى؛ إذ لو فعل ذلك
للزمه إدغامها في همزة «إلا» التي استقبلتها من غير فاصل بينهما كما يجب ذلك في سائر المثلين إذا التقيا، وقد سكّن الأول منهما، فيجمع بذلك بين ثقلين: ثقل الهمزة، وثقل التشديد، فآثر بذلك تحريكها وعدل عن سكونها لئلا يخرج عن غرضه في طلب الخفية واستعمالها في هذه الكلمة، فقد «1» ألزم حمزة إسكانها أبو عبيد وغيره، وذلك لا يلزمه لما بيّنّا من الخفي اللطيف «2». ليس في هذه السورة ياء إضافة. وفيها من الياءات المحذوفات واحدة وهي قوله: كان نكير [26] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف ورش عن نافع. وحذفها الباقون في الحالين «3».
ذكر اختلافهم في سورة يس
ذكر اختلافهم في سورة يس حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وحمزة والكسائي يس [1] بإمالة فتحة الياء. وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: حمزة أقرب إلى الفتح في يس «1»، وروى خلف وخلّاد وأبو عمرو وابن سعدان وأبو هشام عن سليم الياء بين الكسر والفتح «2»، فدلّ هذا على صحة ما قاله ابن مجاهد. وبإخلاص الإمالة قرأت ذلك لحمزة مثل الكسائي، وأهل الأداء على ذلك. واختلف عن أبي بكر عن عاصم، فروى يحيى بن آدم ويحيى العليمي عنه إمالة فتحة الياء «3». وروى عنه الكسائي والأعشى والبرجمي فتح الياء، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر. واختلف عن نافع، فروى أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عن ورش عنه يس كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ. وروى الحلواني عن قالون أنه يجعل الياء بين الكسر والتفخيم «4». وكذلك روى أبو سليمان عنه أداء، وذلك قياس رواية خلف «5» عن المسيّبي وأبي عبيد عن إسماعيل. وقال ابن المسيّبي «6» عن أبيه: الياء مفتوحة. وكذلك قال أحمد بن صالح عن قالون وورش. وقال: نا «7» محمد بن علي عن ابن مجاهد بإسناده عن أحمد عن ورش وقالون مفتوحة شيئا. قال ابن مجاهد: قرأه نافع وسطا «8». وقياس رواية القاضي «9»
والمدني «1» والقطري «2» والكسائي «3» عن قالون الفتح؛ لأنهم رووا عنه طه [طه: 1] بالفتح، وبذلك قرأت لنافع من كل الطرق. وقرأ الباقون بإخلاص فتح الياء «4». وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: ذكر لي أبو بكر عن علي بن موسى «5» عن أبي شعيب عن اليزيدي أن الياء مفتوحة لا يفرط فيها، ولم أجد أنا ذلك في كتاب أبي شعيب. وقرأ حمزة يس والقرءان [1] ون والقلم [القلم: 1] بإظهار نون الهجاء عند الواو، وقرأ الكسائي بإدغامها فيها في السورتين. واختلف عن الباقين في ذلك، فأما نافع، فروى المسيّبي وإسماعيل عنه إظهار النون في السورتين، وجاء بذلك [213/ أ] منصوصا عن إسماعيل الكسائي، وكذلك روى أحمد بن صالح عن قالون، وكذلك قرأت في رواية أبي نشيط «6» والقاضي والشحام «7» عنه. وقال القاضي والمدني والقطري عنه يس [1] موقوفة لم يزيدوا على ذلك شيئا. وروى الحلواني وأبو سليمان عنه يس والقرءان [1، 2] بالإدغام «8» ون والقلم [1،
2] بالإظهار، وكذلك روى أبو يعقوب الأزرق ويونس بن عبد الأعلى عن ورش من قراءتي. وقال إسماعيل النحّاس «1» عن أبي يعقوب: ن والقلم مبيّنة النون تامّة في اللفظ. وقال عن عبد الصمد «2»: ن والقلم كأنه يدغمها قليلا. يعني أنه يبقي غنّتها مع الإدغام، فلا يذهب لفظها رأسا- وروى عنه «3» أحمد بن صالح والأصبهاني عن أصحابه الإظهار في السورتين. وروى عنه أبو الأزهر من قراءتي الإدغام في السورتين، وكذلك قرأت في رواية أحمد بن صالح عنه «4»، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع. وأما ابن كثير فروى الخزاعي وابن هارون «5» وابن الحباب عن اليزيدي «6» فيما قرأت والخزاعي عن ابن فليح وأحمد بن بويان عن قنبل الإدغام في السورتين. وروى ابن مجاهد «7» وسائر الرواة عن قنبل، وأبو ربيعة عن البزّي وقنبل الإظهار في السورتين «8». وقال الخزاعي في كتابه عن أصحابه يس وقف. وقال: ن والقلم بغير إظهار النون في اللفظ. وقال أبو ربيعة عن صاحبيه يس وقف ون والقلم مبينة غير مدغمة. وقال الحلواني عن القوّاس يس بتبيّن النون في آخر السين، وقال: ن والقلم جزم على الهجاء. وقال ابن مخلد عن البزّي يس وقفت «9» ولم يزيدوا على ذلك شيئا. وأما ابن عامر، فروى الأخفش عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام وابن عتبة عن
أيوب الإدغام في السورتين. وروى التغلبي وابن أنس والداجوني عن ابن موسى «1» عن ابن ذكوان، وسلامة بن هارون عن الأخفش عنه الإظهار في السورتين «2». وقال ابن ذكوان في كتابه «3» ن والقلم بالإظهار وقياسه يبين كذا، رواه ابن المعلى وغيره عنه. وأما عاصم، فروى الكسائي وأحمد بن جبير ويحيى بن آدم عن أبي بكر من قراءتي، وكذلك المفضل عن عاصم الإدغام في السورتين، وكذلك روى محمد بن غالب عن الأعشى وأبو هشام «4» عن حسين عن أبي بكر الإظهار في السورتين «5». وروى خلّاد عن حسين «6» عنه يس مبينة النون «7». وقال: ن والقلم يبيّن نونها، وروى الأشناني «8» عن أصحابه عن حفص الإظهار في السورتين. وكذلك روى عمرو «9» عن حفص. وقال أبو شعيب القوّاس: يس لا يبيّن النون في آخر السين، ولم يذكر ن والقلم. وقال هبيرة عنه في ن يبين ولا يمدّ. وقرأت في روايته من طريقي الخزاز «10» وحسنون «11» بالإدغام في السورتين. وروى حمّاد عن عاصم
والعليمي عن أبي بكر يس بالإظهار ون بالإدغام «1». وقال ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر ن والقلم لا يبيّن النون. وقال ابن أبي أمية عن أبي بكر: " جزم"، وكذلك قال أصحاب يحيى بن آدم لم يزيدوا على ذلك شيئا. وأما أبو عمرو فقرأت له من جميع الطرق بالإظهار في السورتين واختلف أصحاب اليزيدي عنه فقال أبو عبد الرحمن «2»: النون في يس ون لا يبيّن ذلك البيان الشديد، يريد أن غنّتها تبقى فيكون حينئذ مخفّفا لامتناع قلبها حرفا محضا بظهور غنّتها. وقال إبراهيم بن اليزيدي «3» في حكاية «4» العبّاس بن محمد «5» عنه يس والقرءان [يس: 1] خفيفة غير مدغمة يريد أن غنّتها ظاهرة، وقال ابن جبير عنه [213/ ب] في مختصره: يدغم النون في السورتين، وقال في جامعه «6»: يبيّن النون هاهنا وفي ن والقلم [القلم: 1] وقال ابن سعدان عنه: إنه يثبتها في ن والقلم ولم يذكر يس. وقال إسماعيل «7» وإبراهيم وأبو جعفر «8» اليزيديون وأبو عمرو وأبو شعيب وأبو خلّاد ومحمد بن شجاع «9» عنه: إنه يثبتها في السورتين، وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: حدّثني أبو بكر قال: نا أبو علي الصفّار «10» قال:
حرف:
حدّثني أبو الفتح عامر الموصلي «1» عن اليزيدي أنه يبيّن النون في السورتين «2». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي تنزيل العزيز الرحيم [5] بنصب اللام، واختلف عن أبي بكر فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وابن جبير عنه عن الأعشى وأبو المعالي «3» بنصب اللام، وروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي والأعشى وابن أبي حمّاد وابن عطارد وابن أبي أمية برفع اللام «4» وبذلك قرأ الباقون. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي سدّا في الموضعين بفتح السين وضمها فيهما الباقون وقد ذكر «5». حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص فعززنا بثالث [14] بتخفيف الزاي «6»، وقرأ الباقون بتشديدها، وكذلك روى حفص عن عاصم. روى أبو زيد «7» وجبلة عن المفضل وابن أبي حمّاد وهارون بن حاتم عن حسين ومحمد بن المنذر عن هارون عن أبي بكر أئن ذكرتم [19] بتسهيل الهمزة الثانية وقد ذكر في باب الهمزتين «8». حرف: وكلهم قرأ ذكّرتم بتشديد الكاف إلا ما رواه الزهراني عن حفص عن عاصم والأصمعي «9»
حرف:
عن نافع وأبو زيد «1» عن أبي عمرو أنهم خففوها «2». حرف: وكلهم قرأ أنهم إليهم لا يرجعون [31] بفتح الياء وكسر الجيم إلا ما حكاه ابن جبير عن المسيّبي عن نافع أنه كان يضمّ الياء ويفتح الجيم، وقال عنه عن نافع: أنه يفتح الياء ويكسر الجيم في الحرف الذي في العنكبوت «3»، وقول ابن جبير في الموضعين خطأ؛ لأن ابن المسيّبي قد رواهما عن أبيه عن نافع مثل الجماعة، فقال في العنكبوت الياء مقوه «4»، وقال في يس: الياء مفتوحة وهذا هو الصواب. حرف: قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وإن كلّ لمّا [32] هاهنا وفي الطارق [4] لمّا عليها بتشديد الميم فيهما، وقرأهما الباقون بتخفيف الميم «5». ويأتي الاختلاف في الذي في الزخرف «6» في موضعه إن شاء الله تعالى. الأرض الميتة قد ذكر. وليأكلوا من ثمره [35] مذكور أيضا «7». حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي وما عملت أيديهم [35] بغير هاء «8» وكذلك في مصاحف الكوفيين. وقرأ الباقون وما عملته بالهاء وكذلك في مصاحفهم «9». نا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا محمد بن أحمد البرمكي قال: نا أبو عمر عن اليزيدي «10» وما عملت بغير هاء وخالفته الجماعة عن اليزيدي عن أبي عمرو فرووا ذلك عنه بالهاء وهو الصواب.
حرف:
حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر والقمر قدّرناه [39] بنصب الراء وقرأ الباقون برفعها «1». حرف: قرأ نافع وابن عامر أنّا حملنا ذريّاتهم [41] بالألف وكسر التاء على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف وفتح التاء على التوحيد «2». حرف قرأ نافع في رواية ورش وأبي سليمان عن قالون وابن كثير وابن عامر في رواية هشام وابن عتبة وهم يخصّمون [49] بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد، وقرأ نافع في رواية المسيّبي وإسماعيل وقالون وأبو عمرو في رواية شجاع بفتح الياء وإسكان الخاء وتشديد الصاد «3» يجمعان بين ساكنين، وقرأ أبو عمرو في رواية اليزيدي وعبد الوارث بفتح الياء [214/ أ] وإشمام «4» الخاء شيئا من الفتح وتشديد الصاد يريد إخفاء حركتها، وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وعاصم في رواية حمّاد والمفضل والكسائي بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد، واختلف في ذلك عن أبي بكر وعن حفص. فأما أبو بكر فروت الجماعة عنه أنه فتح الياء وكسر الخاء «5» وكذلك روى التيمي عن الأعشى عنه وروى الشموني وابن غالب عنه عن أبي بكر أنه فتح الياء والخاء جميعا، وروى ابن جبير عنه أنه كسرها معا وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر وعن حمّاد عن عاصم. حدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني ابن صدقة قال: نا أحمد بن جبير قال: حدّثني أبو بكر عن عاصم «6» أنه قرأ يخصمون
حرف:
بكسر الياء والخاء ويهدي «1» بكسر الياء والهاء، وأما حفص فروت الجماعة عنه أيضا أنه فتح الياء وكسر الخاء ما خلا أبا عمارة فإنه روى عنه أنه فتح الياء والخاء جميعا، وقرأ حمزة بفتح الياء وإسكان الخاء وتخفيف الصاد «2». مرقدنا هذا [52] قد ذكر «3». حرف قرأ الحرميان وأبو عمرو في شغل [55] بإسكان الغين وقرأ الباقون بضمها «4». حرف قرأ حمزة والكسائي في ظلل [56] بضم الظاء من غير ألف بعد اللام وقرأ الباقون بكسر الظاء وألف بعد اللام «5». حرف: قرأ عاصم ونافع «6» جبلّا [62] بكسر الجيم والباء وتشديد اللام وقرأ ابن عامر في رواية ابن بكّار وأبو عمرو بضم الجيم وإسكان الباء وتخفيف اللام، وقرأ الباقون وهم ابن كثير وحمزة والكسائي بضم الجيم والباء وتخفيف اللام «7»، وقال يونس: عن ابن كيسة «8» عن سليم عن حمزة مرفوعة الجيم مخففة جدّا، يريد بالتخفيف اللام دون الباء؛ لأن داود قال عنه عن سليم عن حمزة: جبلّا زبرا وذللا «9». أخبرت عن محمد بن الحسن النقّاش قال: نا ابن أبي موسى «10» قال: نا ابن جبير عن أبي بكر عن عاصم جبلا برفع الجيم وثقل اللام «11»، وكذلك روى ابن بكّار
حرف:
بإسناده عن ابن عامر بضم الجيم والباء وتشديد اللام «1» لم يرو ذلك أحد غيرهما وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر جبلّا مثل رواية يحيى وجبلا بضم الجيم والباء وتشديد اللام وجبلا بضم الجيم والباء وتخفيف اللام، وقال عبد الرزاق بن الحسن «2» عن ابن جبير وروى عن عاصم فيها ثلاثة أوجه «3». وقال ابن ذكوان: قرأ أيّوب بن تميم جبلّا بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، خالف فيه يحيى بن الحارث «4». حرف: قرأ عاصم في رواية حمّاد وحمزة ننكّسه في الخلق [68] بضم النون الأولى وفتح الثانية وكسر الكاف وتشديدها، واختلف عن أبي بكر وحفص فروت الجماعة عنهما مثل حمزة وروى أبو عمارة وحده عن أبي بكر وهبيرة وحده أيضا عن حفص ننكسه بفتح النون الأولى وإسكان الثانية وضم الكاف وتخفيفها وكذلك قرأ الباقون «5»، وكذلك روى المفضل وعاصم. حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية الأخفش وابن المعلى وأبو موسى «6» وابن خرزاذ «7» عن ابن ذكوان وفي رواية ابن عتبة وابن بكار والوليد أفلا تعقلون [68] بالتاء، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان في رواية هشام بالياء «8» وقد ذكر.
حرف:
حرف: قرأ نافع وابن عامر هاهنا لتنذر من كان [70] بالتاء وقرأ الباقون بالياء. على مكانتهم [67] ومشارب [214/ ب] [73] وكن فيكون [82] قد ذكر «1». في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث أولاهنّ وما لي لا أعبد الذي [22] أسكنها حمزة وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان وفتحها الباقون «2»، وكذا الدوري «3» والأخفش وابن المعلى وابن يونس وابن موسى وغيرهم عن ابن ذكوان وهشام عن ابن عامر. إني إذا لفي [24] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون «4». إني ءامنت [25] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون «5». وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة وهي قوله: ولا ينقذون إني إذا [23، 24] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش «6» وكذلك روى أحمد ابن صالح عن قالون وهو قياس رواية العثماني عنه وحذفها الباقون في الحالين والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة والصافات
ذكر اختلافهم في سورة والصّافّات حرف: قرأ أبو عمرو في إدغام الكبير «1» وحمزة والصّافّات صفّا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا [1 - 3] والذاريات ذروا [الذاريات: 1] بإدغام التاء في الصاد والزاي والذال وزاد أبو عمرو والسبحات سبحا فالسبقات سبقا [النازعات: 3، 4] فالملقيات ذكرا [المرسلات: 3] والعاديات ضبحا فالمغيرت صبحا [العاديات: 1، 2] فأدغم التاء في السين والذال والضّاد والصّاد، وأبو عمرو يشير إلى حركة التاء فيصير ذلك من جعله إخفاء لا إدغاما محضا، وحمزة لا يشير إلى حركة التاء بل يسكنها فتنقلب حرفا من جنس الحرف الذي يدغم فيه وذلك باب الإدغام الخالص. وأقرأني شيخنا أبو الفتح عن قراءته في رواية خلّاد عن سليم عن حمزة في والمرسلات فالملقيات ذكرا [المرسلات: 5] وفي والعاديات ضبحا فالمغيرات صبحا [العاديات: 1، 2] بإدغام التاء في الذال والضّاد «2» والصّاد فيها، ولم أجد ذلك مسطورا عن خلّاد. ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا أبو طاهر قال: نا القطيعي قال: نا أبو هشام قال: نا سليم عن حمزة «3» أنه كان لا يدغم إذا قرأ في الصلاة والصّافّات صفّا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا وقرأ الباقون بكسر التاء من غير إدغام في ذلك كله «4». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة بزينة الكواكب [الصافات: 6] بخفض الباء «5»، وكذلك روى أحمد بن بويان عن شعيب «6» عن يحيى عن أبي بكر،
حرف:
واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي والأعشى وابن أبي حمّاد، وابن أبي أميّة وهارون بن حاتم، وابن عطارد أنه نوّن بزينة ونصب الكواكب، وكذلك روى حمّاد عن عاصم، وروى الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وإسحاق الأزرق عن أبي بكر أنه لم ينوّن بزينة وخفض الكواكب على الإضافة «1»، وبذلك قرأ الباقون، وكذلك روى المفضل عن عاصم. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وابن عامر في رواية الوليد وابن بكّار وحمزة والكسائي لا يسّمعون [8] بتشديد السين والميم، وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة وهشام بإسكان السين وتخفيف الميم «2». حرف: قرأ حمزة والكسائي بل عجبت [12] بضم التاء وقرأ الباقون بفتحها «3». حرف: قرأ نافع في رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون وفي رواية الأصبهاني عن ورش وابن جبير عن رجاله وابن عامر أو ءاباؤنا الأولون [17] هاهنا، وفي الواقعة بإسكان الواو، والأصبهاني عن ورش يلقي عليها حركة الهمزة التي بعدها فتحرّك بها على أصله «4»، وقرأ الباقون ونافع «5» في رواية أبي الأزهر وأبي يعقوب وداود ويونس وأحمد بن صالح عن ورش عنه بفتح الواو وتحقيق [215/ أ] الهمزة التي بعدها. وقد ذكر قل نعم والمخلصين مذكور أيضا «6». حرف: قرأ حمزة والكسائي ينزفون [47] هاهنا وفي الواقعة بكسر الزاي،
وقرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر في هذه السورة بفتح الزاي وفي الواقعة بكسرها وقرأ الباقون بفتح الزاي في السورتين «1»، وكذلك روى ابن عطارد عن أبي بكر ومحمد بن إبراهيم «2» عن الأعشى عنه، وكلهم ضمّ الياء فيهما «3» إلا ما حدّثناه الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا أبو بكر قال: نا موسى قال: نا هارون قال: نا حسين «4» عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ ينزفون بفتح الياء وكسر الزاي يعني في الواقعة، وروى المنذر بن محمد بن هارون «5» قال: نا أبو بكر عن عاصم ينزفون بالنصب، وكذلك روى المفضل عن عاصم. الاستفهامان في الموضعين والاستفهام المفرد قد ذكر قبل «6». حرف وكلهم قرأ لمن المصدّقين [52] بتخفيف الصاد إلا ما حدّثناه الخاقاني قال: نا أحمد بن أسامة «7» قال: نا أبي «8» ح ونا أحمد بن فارس «9» قال نا أبو محمد
حرف:
البزاز «1» قال: نا محمد بن الربيع «2» قالا نا يونس قال: أقرأني عثمان لمن المصدقين مخفّفة، وأقرأني ابن كيسة المصدقين مثقلة، وخالفه عن ابن كيسة داود فروى ذلك عنه مخفّفة الصاد مثل الجماعة وهو الصواب. حرف قرأ عاصم في رواية المفضل وابن عامر في رواية الوليد وحمزة إليه يزفّون [94] بضم الياء، وأنا أحمد بن عمر في الإجازة «3» قال: نا أحمد بن سليمان قال: نا أبو بكر الباغندي قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر يزفون برفع الياء مشددة، لم يروه عن هشام غيره، ونا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس «4» قال: نا هشام بإسناده يزفون مشددة وعلى الياء في كتابي فتحة وقرأ الباقون بفتح الياء «5». يا بني [102] ويأبت [102] قد ذكر «6». حرف: قرأ حمزة والكسائي ماذا تري [102] بضم التاء وكسر الراء كسرة خالصة يجعلان الفعل رباعيّا «7» وقرأ الباقون بفتح التاء والراء يجعلون الفعل ثلاثيّا، وأمال فتحة الراء إمالة خالصة أبو عمرو في رواية التغلبي وأحمد بن المعلى وعثمان بن خرزاذ عن ابن ذكوان وعاصم في رواية هبيرة عن حفص، وأمالها بين بين نافع على الاختلاف المذكور عنه في باب الإمالة، وأخلص الباقون فتحها «8».
حرف:
حرف: قرأ ابن عامر في رواية التغلبي وأحمد بن أنس وابن المعلى والترمذي «1» ومحمد بن موسى الصوري عن ابن ذكوان «2» وإن الياس [123] فوصل الألف من غير همز، وكذلك قرأت على عبد العزيز بن محمد الفارسي عن قراءته على أبي بكر النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان «3»، وبه كان يأخذ أبو بكر النقّاش وأبو بكر الداجوني في روايته، وقرأت في رواية الجماعة من الشاميين عن الأخفش بقطع الألف وهمزها ولم يذكر الأخفش في كتابيه والقطع والهمز هو الصحيح عن ابن ذكوان والوصل غير صحيح عنه «4». وذلك أن ابن ذكوان ترجم عن ذلك في كتابه بغير همز كما نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد عن التغلبي عن ابن ذكوان «5» بإسناده عن [ابن عامر] «6» فتأوّل ذلك عامّة البغداديين ابن مجاهد والنقّاش وأبو طاهر وغيرهم أنه يعني همز أول الاسم، وسطّروا ذلك عنه في كتبهم «7» وأخذوا به في مذهبهم على أصحابه، وهو خطأ من تأويلهم ووهم من تقديرهم، وذلك أن ابن ذكوان إذا أراد بقوله بغير همز لا يهمز الألف التي في وسط هذا الاسم كما يهمز في كثير من الأسماء نحو الكأس والرأس والبأس والشأن وما أشبهه فقال: غير مهموز ليرفع الإشكال ويزيل «8» الالتباس بذلك فيه ويدلّ على مخالفته الأسماء المذكورة التي هي مهموزة، ولم يرد أن همزة أوله ساقطة «9». والدليل على أنه لم يرد ذلك وأنه أراد ما قلناه
حرف:
إجماع الآخذين عنه من أهل بلده والذين نقلوا القراءة «1» عنه وشاهدوه من لدن تصدره إلى حين وفاته وقاموا بالقراءة بعيده على تحقيق الهمزة المبتدأة في ذلك. وكذلك من أخذ عنهم إلى وقتنا هذا «2»، وقرأ الباقون بتحقيق الهمزة في أول هذا الاسم، وكذلك روى هشام وابن عتبة وابن بكّار والوليد بإسنادهم عن ابن عامر [215/ ب]، والذي روى عن ابن ذكوان وصل الألف فروى «3» مثله عن حمزة أشعث بن أعطاف الأسدي «4». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي الله ربّكم وربّ ءابائكم [126] بنصب الأسماء الثلاثة، وكذلك روى محمد بن إسحاق «5» عن هارون عن حسين عن أبي بكر والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر نفسه، وقرأ الباقون برفع الأسماء الثلاثة «6» وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا القطيعي قال: نا أبو هشام قال: نا حسين «7» عن أبي بكر عن عاصم بالرفع. حرف: قرأ نافع وابن عامر على آل ياسين [130] بالمدّ وقطع اللام من الياء وحدها مثل آل محمد «8»، وكذلك ورد الرسم في كل المصاحف، وقرأ الباقون
حرف:
إلياسين بكسر الهمزة وإسكان اللام بعدها ووصلها بالياء. حرف: قرأ نافع في رواية إسماعيل وفي رواية الأصبهاني عن أصحابه عن ورش لكاذبون اصطفى [152، 153] بوصل الألف على لفظ الخبر، ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: أخبرني محمد بن عبد الرحيم عن أصحابه عن ورش «1» عن نافع لكاذبون اصطفى بغير همز ولا مدّ، وقال الأصبهاني في كتابه «2»: مفتوحة النون موصولة غير ممدودة، وهذا القول يحتمل أمرين: أن يكون أراد إسقاط همزة الاستفهام رأسا، وأن يكون أراد تبيينها ويجعلها كالمدّة من غير إسقاط لها، وإذا ابتدأ نافع من هذين الطريقين كسر الألف قال لنا ذلك: محمد بن علي عن ابن مجاهد عن ابن الأنباري «3» جميعا، وقال لي أبو الفتح عن قراءته على أصحابه: الابتداء في الروايتين بقطع الألف على معنى الاستفهام، وليس ذلك بشيء، وقرأ الباقون بقطع الألف في الوصل والابتداء على الاستفهام «4». في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث إني أرى في المنام أني أذبحك [102] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر «5» في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون «6» ستجدني إن شاء الله [102] فتحها نافع وأسكنها الباقون «7». وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة وهي لتردين [56] أثبتها نافع في رواية ورش «8» وهو قياس رواية العثماني عن قالون، وحذفها الباقون في الحالين والله تعالى أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة ص
ذكر اختلافهم في سورة ص حرف: وقف الكسائي فيما حدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر بن أبي هشام قال: نا إسماعيل «1» عن أبي عمر على قوله: ولات حين مناص [3] ولات «2» بالهاء، وقد ذكرنا ذلك مجردا في بابه. وروى أبو حمدون «3» وأبو عبد الرحمن «4» عن اليزيدي عن أبي عمرو أءنزل عليه [8] وأءلقي «5» بالمدّ وكذلك روى ابن جبير وابن سعدان وإبراهيم بن اليزيدي من رواية العباس عنه عن اليزيدي في أنزل خاصّة وألقي [القمر: 25] مثله «6»، وكذلك روى شجاع عن أبي عمرو في الحرفين وقد ذكر هذا مشروحا في باب الهمزتين «7». أصحاب لئيكة [13] قد ذكر «8». حرف: قرأ حمزة والكسائي ما لها من فواق [15] بضم الفاء، وكذلك روى الحسن ابن جامع عن محمد «9» بن حفص الحنفي «10» عن حفص عن عاصم، وقرأ
حرف:
الباقون بفتحها «1» وكذلك روت الجماعة عن حفص. حرف: وكلهم قرأ أنما فتنّاه [24] بتشديد النون إلا ما نماه الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: أخبرنا عبيد بن محمد المكتب «2» قال: نا ابن سعدان قال: نا أبو محمد وعبد الوهاب «3» عن أبي عمرو أنما فتناه خفيف [إنما صمدا يعني المكيّين إنما أراد الفعل للمكيين «4»]، وكذلك روى علي بن نصر «5» عن أبي عمرو، وروى جعفر بن محمد الأصبهاني «6» عن ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو فتناه خفيف وهذا يحتمل أن يكون أراد خفيفة التاء وأن يكون أراد خفيفة النون، وروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وأبو خلّاد [216/ أ] عن اليزيدي عنه خفيفة التاء مشددة النون، وحدّثنا الخاقاني قال: نا الحسن المعدل قال: نا أحمد بن شعيب قال: نا أبو شعيب عن اليزيدي «7» عن أبي عمرو فتنة خفيفة التاء «8» من فتنت ولم يذكر النون وكذلك روى أبو جعفر اليزيدي عنه عن أبي عمرو، وروى شجاع وعبد الوارث عن أبي عمرو مثل الجماعة.
حرف:
حرف: قرأ عاصم في رواية الكسائي والأعشى ويحيى الجعفي وابن جبير وعبيد بن نعيم وحسين بن علي عن أبي بكر لتدبّروا ءاياته [29] بالتاء وتخفيف الدال «1»، قال أبو هشام: وكذلك سمعت أبا يوسف قرأ على أبي بكر «2»، وروى يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي وابن أبي أميّة عن أبي بكر بالياء وتشديد الدال، وكذلك روى حفص والمفضل وحمّاد عن عاصم. ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: قال لنا العجلي «3» عن أبي هشام عن يحيى عن أبي بكر بالياء ويثقلها قال يعني يحيى: رددتها عليه فقال: ليدبروا بالياء وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر عن أبي بكر عن ابن حيّان «4» عن ابن هشام عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم بالياء قال يحيى: قلت لأبي بكر: قد خالفوني عنك فلم يرجع، وقال خلف «5» عن يحيى: وأصحابي يخالفوني قال: وقد أعدت عليه غير مرة فقال: لتدبروا بالتاء وقرأ الباقون بالياء وتشديد الدال «6». بالسوق [33] قد ذكر «7». حرف: قرأ عاصم في رواية هبيرة عن حفص بنصب وعذاب [41] بفتح النون وإسكان الصاد، وروى أبو عمارة عن حفص وهارون عن حسين عن أبي بكر بنصب بضم النون والصاد جميعا، وروى عمرو وعبيد والقوّاس عن حفص والجماعة عن أبي بكر بضم النون وإسكان الصاد، وبذلك قرأ الباقون «8»، وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد
حرف:
قال: أخبرني أبو العباس يعني الأشناني عن عبيد وعن أبي حفص «1» عن حفص عن عاصم بنصب مثل رواية أبي بكر عن عاصم «2»، وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا الأشناني عن عبيد وعن علي بن محصن «3» عن أبي حفص «4» عن عاصم بضم النون خفيفة. قال أبو طاهر: وقرأت ذلك على الأشناني بضم النون والصاد فلم يزده على ذلك وهم منّي ومنه. ولم يفتح النون والصاد «5» [فلم يزده] جميعا غير يعقوب الحضرمي «6» وحده. حرف: قرأ ابن كثير واذكر عبدنا إبراهيم [45] بغير ألف على التوحيد وقرأ الباقون عبادنا بالألف على الجمع «7». حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية هشام من قراءتي بخالصة ذكرى الدار [46] بغير تنوين على الإضافة، وقرأ الباقون بخالصة بالتنوين «8»، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: أن نافعا وحده ترك النون «9»، وكذا قال لنا الفارسي عن أبي طاهر ولم يذكر عن هشام خلافا، والذي قرأت له من طريق الحلواني وابن عباد «10» مثل نافع، وكذلك حكاه الحلواني عن هشام في مفرده «11»، وعلى ذلك أهل الأداء عنه لم يذكر ذلك هشام في كتابه «12».
حرف:
واليسع [48] قد ذكر «1». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو هذا ما يوعدون [53] بالياء وقرأ الباقون بالتاء «2». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي وغسّاق [57] هاهنا وغساقا في النبأ [25] بتشديد السين فيهما، واختلف عن أبي بكر فروى عنه ابن أبي حمّاد وابن عطارد أنه يخفّف السين هاهنا ويشدّدها في النبأ، وكذلك روى المفضل عن عاصم، وقرأ الباقون بتخفيف السين في السورتين وكذلك روى حمّاد عن عاصم وسائر الرواة عن أبي بكر «3». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وفي رواية هبيرة [216/ ب] عن حفص من قراءتي وفي رواية حسين المروزي «4» عنه وأبو عمرو وأخر من شكله بضمّ الهمزة على الجمع، وقال المروزي: عن حفص عن عاصم وءاخر ثلاثة أنواع «5»، وقرأ الباقون وءاخر بفتح الهمزة وألف بعدها على التوحيد. وكذلك روى سائر الرواة عن حفص وأبو بكر وحمّاد عن عاصم «6». حرف: قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي من الأشرار اتخذناهم [62، 63] بوصل الألف «7» على لفظ الخبر وإذا ابتدءوا كسروا همزة الوصل وقرأ الباقون بقطع الألف في الوصل والابتداء على الاستفهام «8». حرف: قرأ نافع وحمزة والكسائي والمفضل عن عاصم سخريّا [63] هاهنا
حرف:
بضم السين وقرأ الباقون بكسرها «1» وقد ذكر. المخلصين [83] مذكور أيضا «2». حرف: قرأ عاصم في غير رواية المفضل وهبيرة عن حفص وحمزة: قال فالحقّ [84] بالرفع وقرأ الباقون بالنصب «3» وكذلك روى المفضل عن عاصم وهبيرة عن حفص من قراءتي، وأجمعوا على النصب في قوله: والحقّ أقول بوقوع الفعل عليه «4». في هذه السورة من ياءات الإضافة ستّ أولاهنّ ولي نعجة [23] فتحها عاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة وأبي عمارة عنه، وفي رواية الأعشى عن أبي بكر وابن عامر في رواية ابن عباد وابن أنس عن هشام في رواية الوليد عن يحيى وابن بكّار عن أيوب عن يحيى عنه، والكسائي في رواية أبي موسى «5»، وكذلك روى ابن حمّاد «6» عن نافع، وكذلك حكى أحمد بن نصر «7» أنه قرأ في رواية الحلواني عن هشام وأسكنها الباقون «8»، وكذلك روى هبيرة وأبو عمارة عن حفص والحلواني وابن أبي حسان وأبو بكر الباغندي عن هشام وابن عتبة عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر وسائر الرواة عن أبي بكر وعن الكسائي. إني أحببت [32] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار عن أيوب عن يحيى عنه وأسكنها الباقون «9» من بعدي إنك [35] فتحها نافع وأبو
عمرو وأسكنها الباقون «1» مسّني الشيطان [41] أسكنها حمزة وفتحها الباقون «2» ما كان لي من علم [69] فتحها عاصم في رواية حفص وأسكنها الباقون «3» لعنتي إلى يوم الدين [78] فتحها نافع وأسكنها الباقون «4»، وكذلك روى ابن جبير على أصحابه عن نافع. وليس فيها ياء محذوفة مختلف فيها إلا ما رواه ابن شنبوذ وحده عن قنبل: أنه أثبت الياء في الوقف دون الوصل في قوله: يذوقوا عذاب «5» [8] وهو وهم منه «6».
باب ذكر اختلافهم في سورة الزمر
باب ذكر اختلافهم في سورة الزمر قد ذكر في بطون أمّهاتكم [6] في سورة النساء [11]. حرف: قرأ ابن كثير والكسائي يرضهو لكم [7] بصلة الهاء بواو في اللفظ، وروى الحلواني عن القوّاس برفع الهاء ولا يشبع الرفعة، هذا وهم منه؛ لأنه عدول عن مذهب ابن كثير في صلة هاء الضمير «1» مع الساكن والمتحرّك، واختلف عن ابن عامر فروى الحلواني عن هشام عنه يرضه لكم برفع الهاء ولا يشبع الرفعة، وبذلك قرأت في روايته على أبي الحسن «2» عن قراءته، وعلى أبي الفتح «3» عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه، وبذلك أيضا قرأت على أبي الفتح في رواية ابن عباد عنه. وقرأت على أبي الفتح في رواية الحلواني عنه عن «4» قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه بإسكان الهاء «5» مثل قوله خيرا يره وشرا يره [الزلزلة: 7 - 8] وروى ابن أنس وابن المعلى وأبو موسى والتغلبي عن ابن ذكوان بضم الهاء من غير إشباع، وروى الأخفش عنه بضم الهاء وصلتها وترجم [217/ أ] عن الصلة بالمدّ، وكذلك روى ابن عبيد «6» عن أيوب. واختلف عن عاصم فروى عنه حمّاد والمفضل بضم الهاء من غير صلة. واختلف عن أبي بكر فروى الأعشى والعليمي والبرجمي وخلف والصريفيني من
قراءتي والواسطيون عن يحيى بن آدم وأبو عبيد عن الكسائي بضم الهاء من غير صلة، وقال خلف عن يحيى يشمّ الهاء قليلا من الرفع «1». وروى عنه الكسائي من رواية أبي عمرو وأبي ثوبة وابن أبي سريح «2» وحسين وابن أبي حمّاد وابن أبي أمية ويحيى الجعفي ويحيى بن آدم من رواية حسين العجلي والوكيعي «3» والرفاعي وابن المنذر بإسكان الهاء، وكذلك روى ابن جبير عنه وعن الأعشى، وكذلك حكى لي فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الله بن الحسين في رواية حمّاد عن عاصم، وبذلك قرأت في رواية الكسائي عن أبي بكر من طريق ابن جبير وأبي عمر جميعا. وروى إسحاق الأزرق عنه بضم الهاء وصلتها. واختلف عن حفص فروى أبو شعيب والقوّاس وأبو عمارة والحسن بن المبارك «4» عن عمرو بن الصباح والأعشى عن أصحابه بضم الهاء من غير صلة، وروى عنه هبيرة وعمرو وأبو حفص فيما حدّثناه محمد بن علي عن ابن مجاهد بإسناده عنه بإسكان الهاء، وقال أبو حفص في كتابه «5» عنه:" لا يجرّ الهاء" لم يذكر غير ذلك. وقد قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد بإسناده عن أبي حفص عن حفص يرضه يشمّ الضمة «6»، فاضطرب عنه. وقال لي أبو الفتح عن أصحابه عن أحمد بن سهل الأشناني عن عبيد عن حفص بضم الهاء وإلحاقها واوا قال لي: واختلف عنه في ذلك وبضمّ الهاء من غير صلة قرأت في روايته عليه وعلى أبي الحسن وكذلك حدّثني الفارسي عن أبي طاهر أنه قرأ على الأشناني، واختلف عن نافع فروى عنه ورش وقالون أنه ضمّ الهاء ولم يصلها بواو.
وكذلك روى ابن واصل «1» عن ابن سعدان عن المسيّبي قال عنه يشمّ الهاء رفعا، وكذلك نا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن ابن الفرج «2» عن محمد بن المسيّبي عن أبيه ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا عبيد بن محمد المؤدب «3» قال: نا ابن سعدان عن إسحاق عن نافع مشبع «4»، وكذلك روى خلف عن المسيّبي وابن جبير عن أصحابه والكسائي عن أبي عبيد «5» عن إسماعيل، وبذلك قرأت في روايته من طريق أبي عمر. ونا أحمد بن عمر قال: نا إبراهيم «6» قال: نا أبو بكر «7» قال: نا أبو الأزهر عن ورش عن نافع يرضه لكم [7] ممدودة، وأخطأ ابن جامع في ذلك لأن أصحاب ورش كلهم وأصحاب الأزهر «8» غير ممدودة فسقطت «غير» عليهم، واختلف عن أبي عمرو، فروى أبو عبيد عن شجاع عنه" يشمّها الضمّ ولا يشبع". قال لنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد: وكذلك يقرأ أصحاب شجاع «9»، وبذلك قرأت أنا في روايته وفي رواية عبد الوارث جميعا، واختلف أصحاب اليزيدي في ذلك فروى عنه أبو عبد الرحمن وإبراهيم من رواية العباس عنه وأبو حمدون وابن سعدان وابن جبير وأحمد
بن واصل يرضهو لكم الهاء مشبعة «1»، وبذلك قرأت من طريق أهل العراق عن اليزيدي على أبي القاسم الفارسي «2» عن قراءته على أبي طاهر وعلى أبي الفتح عن قراءته على أصحاب ابن مجاهد وعلى أبي الحسن «3» عن قراءته أيضا، وكذلك قال لنا محمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن أبي عمرو، وكذلك قال لي عبد العزيز بن محمد عن أبي طاهر أنه قرأ على ابن مجاهد «4»، وروى أبو شعيب وابن شجاع وعامر الموصلي من قراءتي وأبو عمرو من رواية الحلواني وأحمد بن حرب «5» وأحمد بن فرح وعبد الرحمن بن محمد بن المغيرة «6» عنه بإسكان الهاء. وقرأ حمزة بضم الهاء من غير صلة [217/ ب]، هذا قول الجماعة عن سليم ما خلا الخنيسي «7» فإنه روى عن خلّاد عنه يرضه لكم وقف لم يروه أحد غيره «8». ليضلّ عن سبيله «9» [8] قد ذكر.
حرف:
حرف: قرأ الحرميان وعاصم في رواية المفضل وحمزة أمن هو قانت [9] بتخفيف الميم وقرأ الحرميان بتشديدها «1». حرف: وكلهم قرأ قل يعباد الذين ءامنوا [10] بحذف الياء في الحالين إلا ما رواه الشموني والتيمي عن الأعشى وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم وما رواه عبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن ابن عامر أنهما قرأ يا عبادي الذين ءامنوا بفتح الياء «2». وقال الشموني عن الأعشى: يقف بغير ياء، وروى ابن غالب عن الأعشى بحذف الياء «3» في الحالين. وحدّثنا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن أحمد قال: نا «4» قتيبة عن الكسائي يا عباد الذين آمنوا وقفه بالياء وفي الإدراج مجزومة، وهذا خلاف لما رواه عنه من أنه يثبت من الياءات في الوقف ما كان ثابتا في الرسم لا غير، وهذه الياء محذوفة في جميع المصاحف. حرف: وكلهم قرأ لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل [16] بضم الظاء «5» من غير ألف بعد اللام إلا ما رواه هارون بن حكيم «6» عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأهما بكسر الظاء وألف بعد اللام في الحرفين، لم يرو ذلك أحد غيره.
حرف:
حرف: وكلهم قرأ ثم يجعله حطاما [21] برفع اللام إلا ما حدّثناه طاهر بن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس «1» ح ونا أحمد بن عمر قال: نا أحمد بن سليمان قال: نا محمد بن محمد «2» قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر ثم يجعله قال ابن أنس: اللام منصوبة وقال محمد: بنصب اللام وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر «3». حرف: وكلهم قرأ مثاني تقشعر [23] بنصب الياء إلا ما رواه أحمد بن أنس وإسحاق بن أبي حسان وأبو بكر الباغندي وإبراهيم بن دحيم «4» وأحمد بن النصر عن هشام بإسناده عن ابن عامر مثاني بجزم الياء، وكذلك روى الوليد أيضا عن يحيى عن ابن عامر. حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ورجلا سالما [29] بألف بعد السين وكسر اللام وكذلك روى ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم لم يرو ذلك عنه غيره، وقرأ الباقون بفتح اللام من غير ألف «5». حرف: وكلهم قرأ أسوأ الذي عملوا [35] بغير مدّ على وزن أفعل إلا ما حدّثناه محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: أخبرني مضر عن اليزيدي «6» بإسناده عن ابن كثير أسوأ الذي عملوا ممدودة وقال أسوأ جمع والمدّ لحن ولا وجه «7» للجمع هاهنا؛ لأن المعنى سيّئ عملهم «8»، وروى أبو ربيعة عن البزّي وقال: أسوأ مهموز مقصور، وكذلك روى الخزاعي عن أصحابه والحلواني عن القوّاس وابن مجاهد وغيره عن قنبل وهو الصواب.
حرف:
حرف: قال ابن مخلد عن البزّي سمعت عكرمة بن سليمان «1» يقرأ: وصدق به خفيفة قال البزّي: وأنا أقرأها بالتثقيل وكذلك قرأت الجماعة. حرف: قرأ حمزة والكسائي بكاف عباده بألف على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد «2». حرف: قرأ أبو عمرو كاشفات ضرّه وممسكات رحمته [38] بالتنوين فيهما «3» ونصب ضرّه ورحمته واختلف عن أبي بكر فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي بالتنوين والنصب مثل أبي عمرو وقرأ الباقون بغير تنوين وخفض ضرّه ورحمته على الإضافة، وكذلك روى سائر الرواة عن أبي بكر «4». على مكانتكم [39] قد ذكر «5» إلا أن ابن شنبوذ روى عن ابن شاكر «6» عن الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر هاهنا على مكاناتكم بالجمع مثل أبي بكر [218/ أ] عن عاصم، لم يروه غيره «7». حرف: قرأ حمزة والكسائي في غير رواية قتيبة التي قضي عليها الموت [42] بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء الموت بالرفع وقرأ الباقون والكسائي في رواية قتيبة قضى بفتح القاف والضاد وألف بعدها في اللفظ «8»، وقتيبة عن الكسائي يميلها وفتحة الضاد قبلها إمالة خالصة «9»، ونافع فيهما على الاختلاف المذكور عنه الموت بالنصب.
حرف:
حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة الكسائي بمفازاتهم [61] بالألف على الجمع، وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد «1». حرف: قرأ ابن عامر تأمرونني أعبد [64] بنونين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، وكذلك في مصاحف أهل الشام، وقال ابن ذكوان: في حفظي بنونين وفي كتابي بنون واحدة، وقال التغلبي وابن المعلى وابن خرزاذ وابن أنس عنه بنون واحدة مخففة، وكذلك روى أيضا سلامة عن الأخفش عنه. نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: نا أحمد بن يوسف «2» قال: قال أبو عمرو عبد الله بن ذكوان: كذلك وجدتها في كتابي وفي حفظي تأمرونني بنونين «3». وروى ابن عتبة عن أيوب بنون واحدة خفيفة كما في كتاب ابن ذكوان، وروى سائر الرواة عن الأخفش بنونين. وكذلك نصّ على ذلك في كتابه. نا ابن غلبون قال: نا ابن المفسّر قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام «4» بإسناده عن ابن عامر تأمرونني بنونين، وكذلك روى الحلواني وابن عباد «5» وابن أبي حسان وسائر الرواة عن هشام «6». وقرأ نافع بنون واحدة مكسورة خفيفة وقرأ الباقون بنون واحدة مكسورة مشددة. حرف: قرأ حمزة والكسائي فتحت أبوابها [71] في الموضعين هاهنا وفي عمّ يتساءلون وو فتحت السماء [19] بتخفيف التاء في الثلاثة «7»، واختلف عن عاصم فروى حفص وحمّاد عنه بتخفيف التاء في الثلاثة وروى عنه المفضل بتشديد التاء فيهن، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي وابن أبي أميّة بالتخفيف فيهنّ، وروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي بالتشديد فيهن، وروى عنه
الأعشى والبرجمي وابن جبير وهارون بن حاتم من رواية المنذر عنه في التاء «1» في الثلاثة. قيل وجايء [70] وو سيق [70 و 73] قد ذكر «2» والله «3» أعلم. في هذه السورة من ياءات الإضافة سبع: أولاهن قل يا عباد الذين ءامنوا [10] عند رأس العشر قد تقدم الاختلاف فيها «4». إني أمرت [11] فتحها نافع وأسكنها الباقون «5». إني أخاف [13] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار عن أيوب عن يحيى عنه وأسكنها الباقون «6». فبشّر عباد الذين [17] فتحها في الوصل أبو عمر في رواية شجاع عنه وفي رواية أبي حمدون وأبي عبد الرحمن وابن سعدان وابن واصل وإبراهيم بن اليزيدي من رواية العباس عنه عن اليزيدي، وكذلك نا الخاقاني قال: نا الحسن المعدل قال: نا أحمد بن شعيب عن أبي الفتح «7» عن قراءته، ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد «8» [محمد بن القاسم قال]: نا الحسن بن المخلد «9» قال: نا محمد بن غالب [عن شجاع عن أبي عمرو بفتح الياء، وكذلك روى الشموني وابن غالب] عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وقال الشموني عن الأعشى: الوقف بغير ياء، وقال الأصبهاني «10» عن ابن سعدان عن اليزيدي بنصب الياء في الوصل وإذا وقف
وقف «1» على ما في الكتاب. وقال أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عنه بالياء في الوصل؛ لأنه ليس رأس آية، الياء منصوبة؛ لأنها استقبلتها ألف خفيفة وبغير الياء في السكت لأنه مكتوب بغير ياء «2»، وهذا تلخيص حسن، وقال لي أبو الفتح عن قراءته في رواية السوسي عن اليزيدي: الوقف بالياء. ونا محمد بن علي قال: نا مجاهد «3» قال: قرأ أبو عمرو في رواية أبي عبد الرحمن عن أبيه فبشّر عباد الذين قال: وقال عبّاس «4»: سألت أبا عمرو فقال: فبشّر عبادي الذين بنصب الياء قال: وقال عبيد عن أبي عمرو: إن كانت رأس آية وقفت، «عباد» «5» وإن لم تكن رأس آية قلت: فبشّر عبادي الذين وإن وصلت قلت:" عبادي «6» الذين" [31] وقراءته القطع «7»، وقال ابن مجاهد في كتاب أبي عمرو في رواية عباس وابن اليزيدي دليل على أن أبا عمرو كان يذهب في العدد مذهب المدّ في الأول وهو كان عدد أهل الكوفة والأئمة قديما «8»، فمن ذهب إلى عدد الكوفي والمدني الأخير والبصريين حذف الياء في قراءة أبي عمرو، ومن عدّ «9» عدد المدني الأول فتحها واتبع أبا عمرو في القراءة والعدد «10». وقال أبو عبد الرحمن في كتابه في الوصل والقطع: ذكر «11» لأبي عمرو من الوقف بالياء إذا نصب قال: وهذا منه ترك «12» لقوله إنه يتبع الخط في الوقف، يعني
إذا وقف بالياء، قال: وكأن أبا عمرو أغفل أن يكون هذا الحرف رأس آية «1». قال أبو عمرو: وقول أبي عمرو لعبيد بن عقيل «2» دليل على أنه لم يذهب إليه؛ لأنه رأس آية في بعض العدد الأخير «3»، فقال: إن عددتها فأسقط الياء- على مذهبه في الفواصل- وإن لم تعدّها فأثبت الياء وانصبها، على مذهبه في غير الفواصل وعند استقبال الياء الألف واللام، وحذفها الباقون في الحالين «4». إن أرادني الله بضر [38] أسكنها حمزة وفتحها الباقون «5». قل يا عبادي الذين أسرفوا [53] أسكنها وحذفها للنداء في الوصل أبو عمرو وحمزة والكسائي وفتحها الباقون وكلهم أثبتها ساكنة في الوقف اتباعا للرسم «6». تأمروني أعبد [64] فتحها الحرميان وابن عامر في رواية ابن بكّار عن أيوب عن يحيى عنه وأسكنها الباقون «7».
ذكر اختلافهم في سورة المؤمن
ذكر اختلافهم في سورة المؤمن حرف: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية هشام حم بإخلاص فتحة الحاء في جميع الحواميم وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة عن عاصم في رواية المفضل وحماد وحمزة والكسائي بإمالة فتحة الحاء إمالة خالصة. وروى سلامة عن الأخفش عن ابن ذكوان بين الفتح والكسر وقال الأخفش عنه في كتابه «1»: بكسر الحاء إشماما. واختلف عن أبي بكر فروى عنه الكسائي والأعشى والبرجمي وابن جبير أنه فتح الحاء، وروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي وحسين الجعفي أنه أمالها، وروى ذلك عن يحيى لبن آدم نصّا محمد بن المنذر وضرار بن صرد، وبذلك قرأت في رواية الصريفيني عنه ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: نا الزينبي «2» أبو بكر قال: نا خلّاد عن حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يكسر الحاء من حم ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا عبيد بن محمد قال: نا ابن سعدان قال: نا محمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم حم مكسورة «3»، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الكسائي عن أبي بكر أنه لم يكسر شيئا من الهجاء إلا طه وحدها، وكان يفتح حم ويخفّفها «4» وكذا قال ابن جبير عنه. واختلف عن نافع فروى ابن المسيّبي وابن سعدان عن المسيّبي عنه الحاء مفتوحة
[219/ أ]، وكذلك روى الحلواني والعثماني عن قالون وهو قياس رواية القاضي والمدني والقطري والكسائي «1» وغيرهم عنه. وروى أحمد بن صالح عنه وعن ورش: الحاء لا مكسورة ولا مفتوحة وسطا من ذلك «2»، وروى ابن جبير عن أصحابه عنه مفخّم، وروى أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عن ورش كما يخرج من الفم وسطا من اللفظ فيما بين ذلك، وكذلك روى خلف عن المسيّبي، وهو قياس رواية أبي عبيد عن إسماعيل وقياس رواية الكسائي «3» وأبي عمر عنه الفتح، وكذلك روى الأصبهاني عن ورش، وكذلك أقرأني أبو الفتح في رواية الأربعة «4» عن نافع، وقرأت على الخاقاني وعلى ابن غلبون في رواية ورش من طريق الأزرق بإمالة فتحة الحاء «5» يسيرا بين بين والله تعالى أعلم. واختلف عن أبي عمرو فحدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: أخبرني ابن اليزيدي «6» عن أبيه عن أبي عمرو حم الحاء «7» بين الكسر والفتح «8»، وكذلك روى العبّاس بن محمد عن إبراهيم بن اليزيدي عن أبيه ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد عن أبي بكر أن ابن اليزيدي أخبره عن أبيه وعن أبي عبد الرحمن عن أبيه عن أبي عمرو: بين الفتح والكسر «9». ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا أبو عبد الله بن اليزيدي عن كتاب أبيه" و" «10» عن أبي عبد الرحمن عن أبيه عن أبي عمرو: الحاء مفتوحة، وكذلك حكى
حرف:
ابن جبير عن اليزيدي في مختصره، وقال عنه في جامعه: أبو عمرو أيسر تفخيما من عاصم «1». أنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: أخبرني محمد بن يحيى «2» عن ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو حم بكسر الحاء، وكذلك روى محمد بن شجاع وأحمد بن واصل عن اليزيدي وهذا يدلّ على إخلاص الإمالة. وقرأت أنا ذلك في رواية شجاع وفي رواية الجماعة عن اليزيدي على أبي الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن الحسين بإخلاص الفتح، وقال لي عن قراءته على عبد الله بن الحسين في رواية اليزيدي وعبد الوارث وغيرهما: بإمالة بين بين، وكذلك قرأت على أبي القاسم الفارسي وعلى أبي الحسن بن غلبون في رواية أبي عمرو وأبي شعيب عن اليزيدي. وحدّثني الفارسي عن أبي طاهر قال: كنت أقرأ على أبي بكر بالفتح، قال: وأظنني قد قرأت عليه بالإمالة أيضا «3». كلمت ربك [6] قد ذكر في الأنعام. حرف: وكلهم قرأ لينذر يوم التلاق [15] بالياء إلا ما رواه محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني عن أصحابه عن ورش عن نافع أنه قرأ لتنذر بالتاء. حكى ذلك الداجوني عنه «4» ومثل الجماعة قرأت من طريقه عن ورش وبه آخذ.
حرف:
حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية هشام بلا خلاف، وفي رواية التغلبي وأحمد بن أنس وابن خرزاذ ومحمد بن موسى ومحمد بن إسماعيل الترمذي «1»، والحسين بن إسحاق «2» [و] سلامة عن الأخفش عن ابن ذكوان وفي رواية الوليد وابن بكّار والذين تدعون [20] بالتاء وقرأ الباقون بالياء «3»، وكذلك روى الأخفش ومحمد «4» بن المعلى، وإسحاق بن داود «5» عن ابن ذكوان وابن عتبة عن أيوب، وعلى ذلك أهل الشام. حرف: قرأ ابن عامر كانوا هم أشد منكم قوة [21] بالكاف، وكذلك في مصاحف الشاميين، وقرأ الباقون منهم بالهاء، وكذلك في مصاحفهم «6». حرف: قرأ الكوفيون أو أن [26] بزيادة ألف قبل الواو، وكذلك في مصاحفهم وقرأ الباقون وأن بغير ألف قبل الواو وكذلك في مصاحفهم «7». حرف: قرأ نافع وأبو عمرو [219/ ب] يظهر في الأرض [26] بضم الياء وكسر الهاء الفساد بالنصب، واختلف عن حفص فروى عنه عمر وعبيد والقوّاس بضم الياء وكسر الهاء ونصب الفساد مثل نافع، وكذلك روى أبو الحارث «8» عن أبي عمارة عنه «9»، وروى هبيرة عنه [يظهر بفتح الياء والهاء الفساد بالرفع،
حرف:
وكذلك روى أبو عمر عن أبي عمارة عنه وروى أبو الربيع الزهراني عنه وأن يظهر بغير ألف قبل الواو وضم الياء وكسر الهاء الفساد بالنصب، لم يروه عنه حذف الألف قبل الواو وغيره، وقرأ الباقون بفتح الياء والهاء ورفع الفساد. حرف: قرأ أبو عمرو وابن عامر في رواية الأخفش وابن خرزاذ والحسين بن إسحاق ومحمد بن إسماعيل الترمذي عن ابن ذكوان وفي رواية ابن عتبة عن أيوب والكسائي في رواية قتيبة على كل قلب [35] بالتنوين «1». ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا أبو طاهر «2» قال: أخبرني أبو بكر عن ابن بويان «3» عن الحسين «4» بن جامع عن حفص عن الكوفي عن أبي عمر «5» عن عاصم أنه قرأ على كل قلب منوّن، لم يرو ذلك عن حفص أحد غيره، وقرأ الباقون قلب متكبر [35] مضافا بغير تنوين «6»، وكذلك روى التغلبي وابن أنس وسلامة عن الأخفش وابن موسى وابن المعلى عن ابن ذكوان وهشام بإسناده عن ابن عامر والوليد عن يحيى وابن بكّار عن أيوب، وروى الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان بغير تنوين وعن أصحابه عن هشام بالتنوين. وحكى أحمد بن نصر «7» أنه قرأ على ابن الأخرم «8» عن الأخفش بغير تنوين-
حرف:
خالف سائر أصحاب ابن الأخرم- وبالتنوين نصّ على ذلك الأخفش في كتابيه عن ابن ذكوان. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص فاطلع [37] بنصب العين وقرأ الباقون برفعها «1» وصدّ عن السبيل [37] قد ذكر «2». حرف: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية المفضل وحماد يدخلون الجنة [40] وسيدخلون جهنم بضم الياء وفتح الخاء فيهما، ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر عن ابن مخلد عن البزّي «3» سيدخلون بنصب الياء وهو وهم من ابن مخلد، وقرأ أبو عمرو يدخلون بضم الياء وفتح الخاء سيدخلون بفتح الياء وضمّ الخاء، واختلف فيهما عن أبي بكر عن عاصم فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وحسين بن علي وحجّاج بن حمزة عن يحيى بن آدم أنه فتح الياء وضمّ الخاء فيهما، وروى عنه العليمي والبرجمي وابن عطارد وابن أبي أميّة والتيمي عن الأعشى والصريفيني والرفاعي والعجلي وضرار بن صرد وموسى ابن حزام «4» عن يحيى بن آدم بضم الياء وفتح الخاء فيهما، وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى عنه يدخلون بضم الياء وفتح الخاء وسيدخلون بفتح الياء وضم الخاء، وروى عنه ابن أبي حمّاد وخلف والوكيعي عن يحيى سيدخلون مرتفعة الياء، قال خلف: قال يحيى: ثم سمعت أبا بكر بعد سئل عنها فقال: سيدخلون ويدخلون الجنة بنصب الياء «5». وروى ابن شنبوذ عن الأخفش عن ابن ذكوان سيدخلون بضم الياء وفتح الخاء، لم يروه عنه غيره، وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر بالوجهين في
حرف:
العلمين «1» وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء فيهما، وكذلك ذكره الأخفش في كتابيه «2» عن ابن ذكوان. حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وأبو عمرو الساعة ادخلوا [46] بوصل الألف وضمّ الخاء، وإذا ابتدءوا ضمّوا همزة الوصل، وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل بقطع الألف في الحالين وكسر الخاء «3»، وروى ابن مجاهد عن جبلة عن المفضل مثل [220/ أ] أبي عمرو. حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن ذكوان وابن عتبة عن أيوب وأبو عمرو يوم لا تنفع الظالمين [52] بالتاء. نا ابن غلبون، وقال: نا ابن المفسر قال: نا ابن أنس قال: نا هشام «4» بإسناده يوم لا تنفع بالتاء، وكذلك روى الحلواني وابن عبّاد وابن أبي حسّان والباغندي عنه، وكذلك روى الأخفش وابن المعلى وابن خرزاذ وابن أنس والترمذي «5» وغيرهم عن ابن ذكوان، وكذلك روى ابن بكّار عن أيوب عن يحيى وقرأ الباقون بالياء، وكذلك روى التغلبي عن ابن ذكوان وابن عتبة عن أيوب «6». حرف: قرأ الكوفيون قليلا ما تتذكّرون [58] بتاءين، ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: في كتابي «7» عن العبّاس بن اليزيدي عن عمّه إبراهيم عن اليزيدي بالتاء، قال: وهو غلط، ونا الخاقاني قال: نا أحمد بن محمد قال: نا الباهلي قال: نا عمرو قال: نا إسماعيل عن نافع «8» تتذكرون بالياء وهو غلط من
حرف:
الباهلي وقرأ الباقون بياء وتاء «1». حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة وابن عامر في رواية هشام وابن عتبة وأبو عمرو شيوخا [67] بضم الشين وكسرها الباقون «2»، وكذلك روى هبيرة عن حفص وابن جبير عن أصحابه عن نافع. وقد ذكر كن فيكون [68] «3». حرف: وكلهم قرأ فلم يك ينفعهم إيمانهم [85] برفع العين إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه سكّن العين تخفيفا «4» والله أعلم. في هذه السورة من ياءات الإضافة ثمان: أولاهن: ذروني أقتل [26] فتحها ابن كثير وابن عامر في رواية ابن بكار عن أيوب، وكذلك روى ابن سعدان وابن واصل وابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو، وذكر ذلك ابن سعدان في مجرده وابن جبير في مختصره «5» وقد قال ابن جبير في موضع آخر: هي موقوفة، وأسكنها الباقون «6» وعلى ذلك العمل في قراءة أبي عمرو، وما رواه المذكورون عن اليزيدي عنه في فتحها خطأ لما بيّنّاه في قوله يصدّقني إني أخاف في سورة القصص [34]. وإني أخاف [26] وإني أخاف [30] وإني أخاف [32] في الثلاثة فتحهنّ الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى وابن بكّار عن أيوب وأسكنهنّ الباقون «7» لعلّي أبلغ [41] أسكنها الكوفيون وكذلك روى ابن المعلى والتغلبي وأحمد بن أنس عن ابن ذكوان وفتحها الباقون، وسائر الرواة عن ابن عامر «8».
ما لي أدعوكم [41] أسكنها الكوفيون وابن عامر في رواية الأخفش وابن موسى عن ابن ذكوان «1» وفي رواية عتبة عن أيوب، وفتحها الباقون وابن عامر في رواية التغلبي وابن المعلى وابن الجنيد «2» وابن أنس عن ابن ذكوان وفي رواية ابن بكّار والوليد وهشام. أمري إلى [44] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون «3». ادعوني أستجب لكم [60] فتحها ابن كثير وابن عامر في رواية ابن بكّار عن أيوب وأسكنها الباقون «4». وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثلاث: التلاق [15] والتناد [32] أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير، واختلف قول ابن مجاهد عنه في الوقف فقال لنا محمد بن علي عنه: ابن كثير يثبت الياء في التلاق والتناد وصل أو وقف «5»، وكذلك قال عنه في كتاب المكيّين: وقال في كتاب الياءات «6» عن قنبل في التلاق كذلك ولم يذكر التناد، وقال في جامعه عنه: يصل التلاقي بياء ويقف بغير ياء. وحدّثنا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا الحسن بن الحباب [220/ ب] عن البزّي «7» بإسناده عن ابن كثير بالياء فيهما في الوصل والوقف، وروى الخزاعي وأبو ربيعة عن أصحابهما عنه بالياء فيهما ولم يذكروا وصلا ولا وقفا، ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: أخبرني أبو بكر عن الخزاعي «8» التلاق والتناد الوصل بالياء والوقف عليهما بغير ياء في رواية ابن فليح عنه، وروى الزينبي «9» عن الخزاعي عن ابن فليح بالياء في الحالين وروى محمد بن عمران «10» عن ابن فليح التلاق بغير ياء والتناد بالياء.
واختلف عن نافع فيهما فروى عنه ورش أنه أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف، وكذلك روى الهاشمي «1» وأبو عمر عن إسماعيل وأحمد بن فليح «2» وأبو مروان والعثماني «3» عن قالون، وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن إسماعيل بحذف الياء فيهما، وقياس قول إسماعيل في كتابه يدلّ على إثبات الياء فيهما؛ لأنه لم يستثن من ياءات الأسماء إلا المتعال [الرعد: 9] وكالجواب [سبأ: 13] والواد [القصص: 30] لا غير فدلّ على أن ما عدا هذه الثلاثة فإنه يثبت الياء فيه. وروى الحلواني وأبو سليمان «4» وأبو نشيط والشحام عن قالون وأصحاب المسيّبي عنه بغير ياء فيهما، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه وروى ابن عبد الرزاق أداء عن أبي العباس الرازي «5» عن الحلواني عن قالون أنه أثبت الياء فيهما في الوصل، وقرأتهما أنا على أبي الفتح في رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون من طرقهم عن «6» قراءته على عبد الباقي بن الحسن «7» عن أصحابه بالوجهين بالإثبات والحذف «8»، وعن قراءته على
عبد الله بن الحسين عن أصحابه بالحذف لا غير، وحذفها الباقون في الحالين. اتبعون أهدكم [38] أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير، وقال ابن مجاهد في جامعه عنه في الوصل بالياء والوقف بغير ياء. وقال لنا محمد بن علي عنه في كتاب السبعة: ابن كثير يصل ويقف بالياء «1»، وكذلك «2» قال في كتاب المكيّين وفي كتاب الياءات، وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل والمسيّبي وأبو عمرو، واختلف في ذلك عن قالون وعن ورش، فأما قالون فروى عنه القاضي موسى بن إسحاق المدني «3» والقطري والكسائي وأحمد بن صالح بغير ياء في الوصل والوقف، وروى عنه القاضي إسماعيل بن إسحاق وسالم بن هارون والعثماني والحلواني وأبو نشيط والحسن بن علي الشحام بياء في الوصل وبغير ياء في الوقف «4»، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه، وأما ورش فروى الأصبهاني عن أصحابه عنه بياء في الوصل. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا أبو بكر عن محمد بن عبد الرحيم عن موّاس «5» عن ورش عن نافع بعد النون ياء ساكنة. قال ابن عبد الرحيم: ليس إثباتهم الياء في اتبعون [38] من شرطهم في الكتاب ولكن كذا قرأت عليهم «6»، وروى سائر الرواة عن ورش بغير ياء في الوصل والوقف، وحكى لنا الفارسي عن أبي طاهر بن أبي هاشم أن داود وأبا الأزهر رويا عنه: بياء في الوصل وبغير ياء في الوقف، وذلك غلط منه وعليهما؛ لأنهما ذكرا في كتابيهما جملة ما أثبته ورش من الياءات في الوصل وحصراها بعدد ولم يذكرا هذه بينهنّ، فدلّ على
أن روايتهما عن ورش فيها الحذف في الحالين [221/ أ]، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء بروايتهما من المصريين وغيرهم وحذفها الباقون في الحالين والله «1» أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة فصلت
ذكر اختلافهم في سورة فصّلت حرف: قرأ الكوفيون وابن عامر في أيام نحسات [16] بكسر الحاء وقرأ الباقون بإسكانها «1»، وكذلك روى أبو الربيع الزهراني عن حفص عن عاصم، لم يرو ذلك عنه أحد غيره، ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر عن أصحابه عن أبي الحارث وعن عيّاش «2» عن أبي عمر عن الكسائي أنه كسر السين من نحسات وكذلك روى ابن الحمامي عن أبي عمر إلا أنهما لم يذكرا الحاء، وأظنهما أراداها «3» فغلطا فذكرا السين؛ لأن جميع أصحاب أبي عمر ذكروا الحاء ولم يذكروا السين «4»، وقد تابع أبا «5» الحارث على ما رواه عن الكسائي من كسر الحاء والسين هاشم البربري «6»، فدلّ على أن لكسر السين أصلا عنه «7» على أن قتيبة بن مهران قد روى عنه من الإمالات ما يشبه ذلك مما قد ذكرناه في باب الإمالة، والذي قرأت به في جميع الطرق عنه إخلاص فتحها وعلى ذلك أهل الأداء. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل من قراءتي وأما ثمود فهديناهم [17] بنصب الدال، وكذلك روى ذلك عن المفضل نصّا أبو زيد النحوي، ولم يرو عنه
حرف:
جبلة، قال لي الفارسي عن «1» أحمد: وقد قرأت له بالوجهين غير أني على النصب أعوّل وقرأ الباقون برفع الدال «2». حرف: قرأ نافع ويوم نحشر [19] بالنون وفتحها وضمّ الشين أعداء الله [19] بالنصب وقرأ الباقون يحشر بالياء وضمّها وفتح الشين أعداء بالرفع «3». حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكار وابن عتبة والوليد وعاصم في رواية المفضل وحمّاد وأبو عمرو في رواية شجاع وعبد الوارث في رواية السوسي من قراءتي وأبي عبيد وابن سعدان وابن جبير وابن واصل عن اليزيدي أرنا الذين [29] بإسكان الراء. واختلف عن ابن عامر: فحدّثنا ابن غلبون قال: نا ابن المفسّر قال: نا ابن أنس قال: نا هشام «4» بإسناده عن ابن عامر أرنا جزم، وحدّثنا محمد بن عمر قال: نا أحمد بن سليمان قال: نا محمد «5» قال: نا هشام أرنا الذين جزم خفيفة. وبذلك قرأت في رواية الحلواني عنه على أبي الحسن عن قراءته وعلى أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين، ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا ابن أبي حمّاد «6» قال: نا هشام: هذا خطأ ليس في القرآن أرنا إنما هو أرنا بكسر الراء. أقرأني فارس بن أحمد في رواية الحلواني وابن أبي حمّاد «7» عن هشام أداء. ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد ح ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قالا: أقرأني ابن عامر أرنا ساكنة الراء فدلّ ذلك على أنهما يرويانه عن هشام وابن ذكوان جميعا بإسنادهما عن ابن عامر «8».
حرف:
واختلف عن أبي بكر فروى عنه ابن أبي أمية وحسن «1» بن علي من رواية هارون، وعن أبي بكر نفسه أنه كسر الراء «2»، وكذلك روى ضرار بن صرد ومحمد بن المنذر عن يحيى بن آدم عنه، وروى سائر الرواة عنه وعن يحيى إسكان الراء «3». وقرأ أبو عمرو في رواية اليزيدي وأبو «4» خلّاد وابن شجاع وأبي حمدون وأبي شعيب والموصلي وأبي أيّوب من قراءتي لهما باختلاس كسرة الراء «5»، وقرأ الباقون بإشباعها «6». اللذين قد ذكر يلحدون [40] مذكور أيضا «7». حرف: قرأ ابن عامر في رواية هشام أعجمي وعربي [44] بهمزة واحدة مفتوحة من غير مدّ على الخبر وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وسائر الرواة على الاستفهام «8» ثم اختلفوا في تحقيق الهمزتين معا [221/ ب] وفي تسهيل الثانية منهما وفي إدخال ألف بينهما وفي إخراجها، وقرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي بتحقيق الهمزتين، وروى يزيد بن عبد الواحد عن أبي بكر اعجمي ممدودة يريد تسهيل الثانية، لم يرو ذلك عنه أحد غيره، واختلف عن حفص فروى عنه هبيرة وأبو عمارة بتحقيق الهمزتين، وروى عنه عمرو وعبيد والقوّاس والمروزي بهمزة بعدها مدّة، وقرأ الباقون بتسهيل الهمزة الثانية، ونافع في غير رواية ورش وأبو عمرو يدخلان بينهما وبين همزة الاستفهام ألفا على أصلهما. ونافع في رواية ورش من غير طريق الأزرق وابن كثير لا يدخلانها على أصلهما أيضا، وذلك قياس قول ابن ذكوان عن ابن عامر وحفص عن عاصم؛ لأن من
مذهبهما تحقيق الهمزتين في الاستفهام من غير فاصل بينهما. وقد كان بعض أصحابنا يأخذ في مذهبهما بالفصل كمذهب أبي عمرو أداء، لأن «1» عامّة المصنفين من ابن مجاهد والنقاش وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق «2»، وأحمد بن يعقوب التائب «3»، وأبي طاهر بن أبي هاشم وأبي بكر الشذائي «4»، وأبي بكر بن أشتة «5»، وغيرهم قد ترجموا عنهم بترجمة واحدة وهي قولهم: بهمزة واحدة وبمدّة، ولم يميّزوا بين مذهبهما ومذهبه، وهذا لا يلزم من ثلاث جهات: إحداهنّ: النصّ. وذلك أن الأخفش حكى عن ابن ذكوان في كتابيه [وأئن ولئن] الهمزة الثانية ومدّها. وقال التغلبي وابن المعلى وابن خرزاذ وابن أنس وسائر أصحابه عنه: بهمزة ممدودة، وذكر الأشناني عن أصحابه عن حفص: ممدودة الألف، يريد بالمدّ تسهيل الهمزة إذ كذلك جرت عادتهم وعادة غيرهم من الرواة في العبارة عنهما ولم يذكر واحد من هؤلاء فصلا عنهما مع ذلك، فدلّ على طوله من جهة النص. والجهة الثانية: القياس. وذلك أنهما لم يفصلا بألف بين الهمزتين في حال تحقيقهما في نحو أأنذرتهم [البقرة: 6] وأ أشفقتم [المجادلة: 13] وأإله [60] وشبهه مع ثقل اجتماعهما صحّ، وثبت أن فصلهما بما بينهما في حال تسهيل إحداهما هاهنا مع خفّة ذلك غير صحيح في مذهبهما إذ التثقيل بذلك كان أولى من التخفيف فلم يستعملاه
في موضع الثقل دلّ دلالة قاطعة على أنهما لا يستعملانه في موضع الخفّة «1». والجهة الثالثة: أن المصنّفين إنما ترجموا عنهما وعن أبي عمرو بترجمة واحدة وقرّبوها «2» به مع اختلاف مذهبهما ومذهبه في الفصل لما كانوا متفقين على التسهيل لا غير، وذلك منهم على طريق التقريب لمذاهبهم في ذلك لا على جهة التحصيل والتحقيق لها فيه. ألا ترى أنهم قد أدرجوا معهم في الترجمة ابن كثير وهو ممّن لا يفصل بإجماع وكذلك قال «3» حفص وابن ذكوان سواء. وقد اختلف قول ابن مجاهد في الترجمة عن ابن كثير في ذلك فقال لنا محمد بن أحمد عنه في كتاب السبعة ءاعجمي [44] ممدودة «4» وقال لنا في كتاب المكيّين وفي الجامع قال لي قنبل: أعجمي مقصورة بغير مدّ ولم يرد بقوله: بغير مدّ أنه على لفظ الخبر فيما أظنه بل أراد «5» بذلك أنه لا يفصل بألف إذ بالفصل يحصل المدّ المشبع والله أعلم. على أن أبا بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل «6» وأبا طاهر بن أبي هاشم قد رويا ذلك عنه عن قنبل بالقصر على لفظ الخبر وما رواه في كتاب السبعة هو الصحيح، وبذلك [222/ أ] قرأت من جميع الطرق عنه وبه آخذ، وقال الخزاعي وأبو ربيعة عن أصحابهما وابن مخلد عن البزّي: مستفهمة بهمزة واحدة، وكذا قال الجماعة عن قنبل وعن البزّي، وقال الحلواني عن القوّاس: يستفهم بهمزة مطوّلة، وروى
حرف:
المصريون أداء عن أبي يعقوب عن ورش إبدال الهمزة الثانية ألفا خالصة. وقد قدّمنا أن البدل في مثل ذلك على غير قياس وأن الفصل معه ممتنع «1». حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص والمفضل من ثمرات [47] بالألف على الجمع، وقال المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم من ثمرات على تاء وأحسبه أراد الجمع «2» وذلك غلط، وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد بغير ألف على التوحيد «3»، ووقف منهم ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بالهاء ووقف عاصم وحمزة بالتاء. وحدّثنا محمد بن أحمد قال: أنا محمد بن القاسم قال: نا الحسن بن الحباب قال: سئل البزّي «4» عن الوقف على من ثمرات ... «5». نأ بجانبه [51] قد ذكر «6» والله أعلم. في هذه السورة من ياءات الإضافة ثنتان أين شركاءي قالوا [47] فتحها ابن كثير وأسكنها الباقون «7». إلى ربي إن لي عنده [50] فتحها نافع في رواية إسماعيل وورش وأبو عمرو، واختلف فيها عن قالون فروى عنه القاضي والكسائي إسكانها، وروى عنه الحلواني والمدني والقطري وأحمد بن
صالح وأبو سليمان والعثماني فتحها، نصّ على ذلك عن الحلواني أبو عون «1» وقرأتها على أبي الفتح في رواية قالون من طريق الحلواني والشحام وأبي نشيط بالوجهين «2». واختلف فيها أيضا عن المسيّبي فروى عنه ابنه محمد والأنصاري «3» وحمّاد «4» إسكانها، وقد روى عنه ابن سعدان فتحها «5»، وقرأت من طريقه بإسكانها وأسكنها الباقون، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع وعن اليزيدي وخالف جميع أصحاب اليزيدي.
ذكر اختلافهم في سورة الشورى
ذكر اختلافهم في سورة الشورى حرف: قرأ ابن كثير كذلك يوحى إليك [3] بفتح الحاء وقرأ الباقون بكسرها «1». وكلهم قرأ بالياء إلا ما ناه عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر عن أصحابه عنه «2» عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ نوحي بالنون، وكذلك روى ذلك عن الخيّاط أداء ابن شنبوذ «3» والنقاش ومحمد بن جعفر بن أبي أميّة [ذلك] «4»، وقال الخياط في كتابه «5» عن الشموني عن الأعشى: يوحي بالياء. ونا فارس بن أحمد قال: أنا عبد الله بن أحمد قال: نا الحسن بن داود، قال: نا قاسم عن الشموني عن الأعشى «6» عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ يوحي بالياء وكسر الحاء، وكذلك روى ابن غالب والتيمي عن الأعشى وبذلك قرأت في الروايتين عنه. حرف: قرأ نافع والكسائي يكاد السموات [5] بالياء وقرأ الباقون بالتاء «7». حرف: قرأ عاصم- في رواية أبي بكر وحمّاد والمفضل في رواية هبيرة وأبي عمر عن أبي عمارة عن حفص- وأبو عمرو ينفطرن [5] هاهنا بالنون ساكنة «8»
حرف:
وكسر الطاء وتخفيفها، وكذلك روى يونس «1» عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة لم يروه غيره، وقرأ الباقون بالتاء مفتوحة وفتح الطاء وتشديدها «2»، وكذلك روى أبو الحارث «3» عن أبي عمارة وسائر الرواة عن حفص وداود «4» عن ابن كيسة عن سليم. حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم ذلك الذي يبشّر الله [23] بضم الياء وفتح الباء وكسر الشين وتشديدها، وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان الباء وضمّ الشين وتخفيفها «5». حرف: قرأ عاصم في رواية [222/ ب] حفص وابن عامر في رواية ابن عتبة عن أيوب عن يحيى عنه وحمزة والكسائي ويعلم ما تفعلون [25] بالتاء وكذلك روى حمّاد بن بحر عن المسيّبي عن نافع وهو غلط وقرأ الباقون بالياء «6». حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم بخلاف عن أبي بكر وحفص وهو الذي ينزّل الغيث [28] بفتح النون وتشديد الزاي، وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي «7»، وكذلك روى هبيرة عن حفص وإسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم «8». حرف: قرأ نافع وابن عامر بما كسبت أيديكم [30] بغير فاء قبل الباء، وكذلك في مصاحف المدينة والشام، وقرأ الباقون فبما بالفاء وكذلك في مصاحفهم «9». إن يشأ يسكن الريح [33] قد ذكر «10».
حرف:
حرف: قرأ نافع وابن عامر ويعلم الذين [35] برفع الميم وقرأ الباقون بنصبها «1». حرف: قرأ حمزة والكسائي كبير الإثم [37] هاهنا وفي والنجم [32] بكسر الباء من غير ألف ولا همزة على التوحيد، وروى ابن مجاهد عن أصحابه عن أبي زيد وجبلة عن المفضل عن عاصم في والنجم كبير الإثم [32] مثل حمزة ومثل أبي عمرو قرأت [كبير] «2» في رواية المفضل في السورتين، وقرأ الباقون «3» كبائر بفتح الباء وألف وهمزة مكسورة بعدها. حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية التغلبي وأحمد بن أنس وأحمد بن المعلى وابن موسى الصّوري عن ابن ذكوان أو يرسل رسولا فيوحي [51] برفع اللام وإسكان الياء، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن التغلبي عن ابن ذكوان في حفظي عن أيوب أو يرسل رسولا فيوحي نصبا جميعا «4»، وكذلك قال عنه ابن أنس وابن المعلى وغيرهما. وقال ابن خرزاذ عنه قال بعض أصحابنا أو يرسل نصب فيوحي نصب وهو حفظي كما قالوا، حتى وجدتها في كتابي رفعا، وروى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة فيوحي بإسكان الياء مثل نافع، لم يروه عنه أحد غيره، وقرأ الباقون في رواية الأخفش عن ابن ذكوان وفي رواية هشام والوليد وابن بكّار وابن عتبة بنصب اللام والياء «5». ليس في هذه السورة ياء إضافة مختلف فيها، وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة. وهي قوله: الجوار في البحر [32] أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد وحذفها الباقون في الحالين «6»، وكذلك روى ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو وهو غلط ولم يأت بإثباتها نصّا عن اليزيدي غير ابنه أبي عبد الرحمن وذلك قياس قول أبي عمرو.
ذكر اختلافهم في سورة الزخرف
ذكر اختلافهم في سورة الزخرف حرف: قد ذكرت في أمّ الكتاب [4] في سورة النساء «1». حرف: قرأ نافع وحمزة والكسائي صفحا إن كنتم [5] بكسر الهمزة، وقرأ الباقون بفتحها «2». الأرض مهدا [10] قد ذكر «3». وكذلك تخرجون [11] قد تقدم أن حمزة والكسائي وابن عامر في رواية ابن بكّار وابن ذكوان من غير طريق ابن خرزاذ والتغلبي، وفي رواية هشام من طريق الحلواني وابن عبّاد يفتحون التاء ويضمّون الراء «4». من عباده جزءا [15] قد ذكر قبل «5». حرف: وكلهم قرأ بلدة ميتا [11] بالتخفيف «6» إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه شدّد الياء حيث وقع. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي أو من ينّشؤا [18] بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين، وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان النون وتخفيف الشين «7». حرف: قرأ الحرميّان [223/ أ] وابن عامر والكسائي في رواية أبي موسى «8»
حرف:
الذين هم عند الرحمن بالنون «1»، وفتح الدال من غير ألف ظرف، وقرأ الباقون عباد الرحمن بالباء وألف بعدها وضمّ الدال جمع عبد «2». حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية المفضل «3» أأشهدوا خلقهم [19] من أشهدت «4» بإسكان الشين وبهمزتين، وعاصم من الطريق المذكور يحقّقهما معا، كذا قرأت له، ونافع يسهّل الثانية على حركتها فيجعلها بين الهمزة والواو، واختلف عنه في المدّ وفي الترجمة عن ذلك فقرأت في رواية المسيّبي من طريق ابنه وابن سعدان وفي رواية ابن فرح وأبي عمر عن إسماعيل، وفي رواية أبي نشيط عن قالون بالمدّ بعد همزة الاستفهام «5»، وكذلك روى أبو سليمان عن قالون وأحمد بن قالون «6» عن أبيه، وقرأت في رواية غيرهم بغير مدّ. وقال خلف وابن سعدان عن المسيّبي: بالمدّ، وقال محمد والأنصاري وحمّاد عنه: مستفهمة بنبرة «7» واحدة ولم يذكروا المد «8»، وقولهم مستفهمة دليل على المدّ، وقال الكسائي عن إسماعيل: برفع الألف على الاستفهام على تأويل همزتين، وقال الهاشمي عنه استفهام لم يزد على ذلك شيئا ولم يأت بشيء، وقال أبو عبيد عنه بضم الألف من أشهدت على معنى افعل بهم، وقال أبو عمرو عنه:" الألف رفع" يعني بالألف الهمزة المسهّلة «9» التي بعد همزة الاستفهام؛ لأنها هي «10» المصورة في الخط على قراءة نافع دون همزة الاستفهام [حرفا دخلا زائدا، فكانت همزة كره الجمع بين
صورتين متفقتين في الكتابة أولى بالرسم منها كذلك] «1»، وقال ابن جبير عن أصحابه عنه" يمدّ الألف باستفهام" وقال إبراهيم «2» بن قالون ومصعب الزبيري «3» والقاضي والمدني والقطري والكسائي عن قالون فاعلا من ألف اشهدوا مفتوح ووسطها مقبو «4» مستفهمة بنبرة واحدة. وقال الحلواني عنه برفع أم «5» وجزم الشين ولا يمدّها، وقال أحمد بن صالح عنه، وعن ورش: ألف اشهدوا مفتوحة والثانية على مثال واو ليست مهموزة. وقال أبو يعقوب وأبو الأزهر وداود عن ورش: الألف بهمزتين نصب ورفع «6» غير أن الثانية مدغمة يعنون مسهّلة وذلك مجاز، وقال داود عنه في الاختلاف «7» بين نافع وحمزة بهمزتين والألف مرفوعة، وقال يونس عنه: برفع الألف لم يزد على ذلك شيئا. وقال الأصبهاني عن أصحابه عنه: مستفهمة النبرة الأولى مفتوحة والنبرة الثانية مضمومة ساقطة في الاستئناف والشين ساكنة في الإدراج بمعنى فتحة الهمزة الأولى على تنوين إناثا [19] فتثبت الهمزة «8» المضمومة في ألف اشهدوا [19] يعني
حرف:
أن حركة الهمزة وهي الضمة تثبت في الحرف المعرّف من تلك الحركة المرسومة في الخط ألفا وإن لم يشبع وتحقق فيه إشباعها وتحقيقها معا؛ لأنه قد أخبر بسقوطها قبل، فكيف يصحّ إخباره بثباتها بعد أو؛ لأنه أراد ذلك، وقوله" ساقطة" يعني مسهّلة، وقوله في" الاستئناف" خطأ وكذا قوله" والشين ساكنة في الإدراج" خطأ أيضا وذلك أن التسهيل للهمزة والتسكين للشين موجودان في الحالين من الوصل والابتداء فتخصيص احديهما «1» بذلك دون الآخر خطأ لا شك فيه. وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن المفضل عن عاصم أشهدوا مثل نافع بغير مدّ «2» وقال النقّاش عنه عن عاصم: مثل نافع بالمدّ وضمّ الألف [223/ ب] وتحقيق الهمزتين جميعا من غير مدّ، كذا قرأت له وهو قياس قول عاصم في الاستفهام. وقرأ الباقون أشهدوا من شهدت «3» بفتح الشين وهمزة واحدة مفتوحة «4». حرف: وكلهم قرأ ستكتب [19] بالتاء وضمها وفتح التاء الثانية شهادتهم [19] برفع التاء إلا ما رواه هبيرة عن حفص عن عاصم أنه قرأ سنكتب [19] بالنون وفتحها وضم التاء شهادتهم بنصب التاء وبذلك قرأت من طريق حسنون عنه وقرأت من طريق الخزاز «5» عنه مثل قراءة الجماعة. ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر بإسناده عن الخزاز «6» عن هبيرة عن حفص بالنون
حرف:
والنصب وهو الصحيح منه «1». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص: قال أولو جئتكم [24] بالألف على الخبر، وقرأ الباقون قل بغير ألف على الأمر «2» وكذلك روى ابن شاهي عن حفص لم يروه عنه غيره. حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو سقفا من فضة [33] بفتح السين «3» وإسكان القاف على التوحيد، وقرأ الباقون بضم السين والقاف على الجمع «4». حرف: قرأ عاصم وحمزة لمّا متاع الحياة الدنيا [35] بتشديد الميم، واختلف عن هشام عن ابن عامر فروى الحلواني عنه لما مشددة، ونا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده «5» عن ابن عامر وإن كل ذلك لمّا مثقل «6»، وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام عن ابن عامر لمّا مشددة «7». ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا ابن أبي حسان قال: نا هشام بإسناده «8» عن ابن عامر لما متاع خفيفة، وكذلك روى إبراهيم بن دحيم عن هشام، وكذلك قرأت على أبي الفتح في رواية الحلواني وابن عباد عن هشام وقال لي: التشديد اختيار من «9» ابن هشام، وقرأت
حرف:
على أبي الحسن في رواية الحلواني بالتشديد «1»، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان والوليد وابن بكّار وابن عتبة بتخفيف الميم. حرف: قرأ عاصم في رواية حمّاد وفي رواية العليمي عن أبي بكر يقيض له [36] بالياء، وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: حدّثني أحمد بن عبيد «2» قال: نا الحسن بن أبي مهران قال: نا أحمد بن يزيد قال: نا شباب عن عصمة «3» عن أبي بكر عن عاصم يقيّض له شيطانا بالياء «4» وقرأ الباقون بالنون. حرف: قرأ الحرميان وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص حتى إذا جاءانا [38] بألف بعد الهمزة على التثنية، وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص بغير ألف على الهمزة على التوحيد «5». حرف: قرأ ابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان إذ ظلمتم إنكم [39] بكسر الهمزة «6»، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية الأخفش وأحمد بن أنس وابن المعلى وابن موسى عن ابن ذكوان بفتحها. يا أيه الساحر قد ذكر «7».
حرف:
حرف: قرأ عاصم في رواية حفص أسورة من ذهب [53] بإسكان السّين من غير ألف، وقرأ الباقون بفتح السين وألف بعدها «1». حرف: قرأ حمزة والكسائي فجعلناهم سلفا [56] بضم السين واللام، وقرأ الباقون بفتحها «2». حرف: قرأ نافع وابن عامر والكسائي منه يصّدون [57] بضم الصاد، وكذلك روى الرفاعي وضرار بن صرد عن يحيى عنه، وروى عنه العليمي والبرجمي وابن أبي أميّة وابن أبي حمّاد وابن عطارد وإسحاق الأزرق بكسر الصاد. وكذلك روى خلف والصريفيني وحسين «3» بن الأسود عن يحيى عن أبي بكر ونا الفارسي [224/ أ] قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن فرح قال: نا أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم «4» يصدّون برفع الصاد، فترك ذلك من قول أبي عبد الرحمن «5»، وزعم عاصم أن أبا رزين «6» أخبره عن أبي يحيى «7» مولى ابن عباس «8» عن ابن عباس أنه كان يقرؤها مكسورة الصاد وقال: إنما هي يضجون «9».
وكذا حكى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر في جامعه، وقال في مجرّده عنه عن أبي بكر يصدون مرتفعة الصاد، وحكى عبيد بن نعيم عن أبي بكر نحوا من قول الكسائي. ونا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا علي بن العباس قال: نا أحمد بن عثمان بن حكيم قال: نا عبد الجبار عن أبي بكر عن عاصم «1» عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ يصدون وأن عاصما قرأ يصدون وقرأ الكوفيون بكسر الصاد «2». حرف قرأ الكوفيون وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان ءأالهتنا خير [58] على الاستفهام بهمزتين بعدهما ألف، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية الأخفش عن ابن ذكوان وفي رواية هشام وابن عتبة على الاستفهام بهمزة بعدها مدّة في تقدير همزتين مسهلتين والأولى بين بين والثانية مبدلة ألفا، ولم يفصل أحد منهم بين المخففة والمسهّلة هاهنا بألف لكراهة اجتماع ثلاث ألفات بعد همزة الاستفهام «3»، ولم يذكره ابن ذكوان في كتابه، وذكره الأخفش فقال: بمدّة طويلة. وقد اختلف عن ورش في الاستفهام والخبر في ذلك، فقال أحمد بن صالح: بلغني عن ورش أنه كان يقرؤها بغير استفهام على مثال الخبر «4». وكذلك روى ابن عبد الرزاق عن عبد الجبار بن محمد عن عبد الصمد عنه «5». وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال وكذلك كنت حفظت عن إسماعيل بن عبد الله
حرف:
الفارسي «1» حين حدّثنا عن بكر بن سهل «2» عن أبي الأزهر عن ورش غير أني لم أجده في كتابي عنه. قال أبو عمرو: وقرأت أنا في رواية يونس «3» عنه بالوجهين بالاستفهام والخبر، وروى سائر الرواة عنه بالاستفهام، ولم يأت به نصّا غير الأصبهاني عن أصحابه عنه فإنه قال مستفهمة بنبرة واحدة. حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص ما تشتهيه الأنفس [71] بهاءين، وكذلك في مصاحف المدينة والشام، وقرأ الباقون ما تشته بهاء «4» واحدة، وكذلك في مصاحف أهل مكة والعراق «5». ولد فأنا أول [81] قد ذكر «6». حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية التغلبي وحمزة والكسائي في غير رواية أبي موسى وإليه يرجعون [85] بالياء، وكذلك روى ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عن أبي عمرو لم يروه عنه غيره وقرأ الباقون بالتاء «7»، وكذلك روى الأخفش وابن أنس وابن المعلى وأبي موسى وغيرهم عن ابن ذكوان وسائر الرواة عن ابن عامر وأبو موسى عن الكسائي وسائر الرواة عن اليزيدي. حرف: قرأ عاصم في غير رواية المفضل: وقيله بنصب اللام وضمّ الهاء «8»، وكذلك روى يحيى الجعفي عن أبي بكر لم يرو ذلك عنه أحد غيره.
حرف:
حرف: قرأ نافع وابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن ذكوان فسوف تعلمون [89] بالتاء، وكذلك روى المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم وهو وهم، وقال ابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو: بالياء والتاء عنده سواء «1». وقرأ الباقون وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان بالياء. في هذه السورة من ياءات الإضافة ثنتان من تحتي أفلا تبصرون [51] فتحها نافع وابن كثير [224/ ب] في رواية البزّي وابن فليح في رواية الزينبي «2» وأبي ربيعة عن قنبل والبزّي وأبو عمرو، وكذلك حكى الخزاعي عن أصحابه، وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر وأسكنها الباقون «3»، وكذلك روى ابن مجاهد «4»، وابن شنبوذ وابن الصباح وغيرهم عن قنبل والقوّاس، وكذلك حدّثني فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه «5» عن ابن فليح. يا عباد لا خوف عليكم [68] فتحها في الوصل، وأثبتها ساكنة في الوقف عاصم في رواية المفضل وحمّاد، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي وابن عطارد والشموني عن الأعشى، كذلك بفتح الياء في الوصل، حدّثنا فارس ابن أحمد قال: نا عبد الله بن أحمد قال: نا الحسن بن داود قال: نا القاسم بن أحمد قال: نا محمد بن حبيب عن الأعشى «6» عن أبي بكر عن عاصم يا عبادي بياء منصوبة «7».
وروى ابن جبير عن الكسائي عنه بحذف الياء في الحالين وبذلك قرأت في روايته، وقد قرأت بذلك أيضا في رواية الأعشى من طريق الشموني وابن غالب، وروى التيمي عن الأعشى بإسكان الياء وأسكنها في الوصل، وأثبتها كذلك في الوقف نافع وابن عامر وأبو عمرو، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وروى ابن جبير في جامعه عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه يثبتها في الوصل ويحذفها في الوقف، وروى عنه في مختصره إثباتها في الحالين، وكذلك روى أبو عبد الرحمن وإبراهيم وأبو خلّاد وأبو عمرو وأبو شعيب وابن سعدان عن اليزيدي. حدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: قال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو أنه يقف يا عبادي بياء «1». حدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن قطن قال: نا أبو خلّاد قال: نا اليزيدي «2» عن أبي عمرو يا عبادي هذه وحدها بياء: قال: لأني «3» رأيتها في مصاحف أهل المدينة والحجاز بالياء. وحدّثنا ابن غلبون قال: حدّثنا عبد الله بن محمد قال: نا ابن أنس ح ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن أبي حسّان قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر يا عبادي مثبتة الياء، وأخبرنا أحمد بن عمر قال: نا أحمد «4» قال: نا محمد قال: نا هشام بإسناده يا عبادي بإثبات الياء، وحذفها الباقون وهم ابن كثير وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي في الحالين «5». وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة وهي قوله: واتبعون هذا صراط [61] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وفي
رواية ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي وأبي مروان وأبي سليمان عن قالون وأبو عمرو في كتابي عن محمد بن أحمد عن ابن مجاهد أن ابن كثير يصلها بياء مثل أبي عمرو «1»، وكذا ذكره محمد ابن أشتة في كتابي عن قراءته على ابن مجاهد وغيره وهو وهم لا شك فيه؛ لأن النص والأداء عن ابن كثير بخلاف ذلك، على أن ابن شنبوذ روى عن قنبل أنه يصل ويقف بالياء، وخالف الجماعة عنه. وحذفها الباقون في الحالين «2»، وكذلك روى أبو طاهر عن ابن مجاهد عن قنبل نصّا وعلى ذلك أهل الأداء عنه.
ذكر اختلافهم في سورة الدخان
ذكر اختلافهم في سورة الدخان حرف: قرأ الكوفيون ربّ السموات والأرض [7] بخفض الباء، وكذلك روى أبو طاهر محمد بن سليمان البعلبكي «1» وإبراهيم بن عبد الرزاق عن [225/ أ] الأخفش عن ابن ذكوان. قال لي فارس بن أحمد عن محمد بن الحسين «2» الأنطاكي عن ابن عبد الرزاق وعن عبد الباقي بن الحسين «3» عن أبي طاهر البعلبكي. وقرأت بذلك في الطريقين عنه، وكذلك حكى الأخفش في كتابه العام عن ابن ذكوان وقرأ الباقون برفع الباء «4»، وكذلك حكى الأخفش في كتابه الخاص «5» عن ابن ذكوان وبذلك قرأت من غير طريق المذكورين وعلى ذلك سائر الرواة عن ابن عامر. حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان وعاصم في رواية حفص يغلي في البطون [45] بالياء. ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن مخلد عن البزّي «6» وهو وهم. واختلف عن أبي بكر عن عاصم فروى موسى بن إسحاق عن هارون «7» عن حسين عنه والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر نفسه بالتاء، وكذلك روى الوليد وابن بكّار وابن عتبة عن ابن عامر والأخفش وابن أنس وغيرهما عن ابن
حرف:
ذكوان وسائر الرواة عن هشام «1». حرف: قرأ الكسائي ذق أنك [49] بفتح الهمزة وقرأ الباقون بكسرها «2». حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن بكار في مقام أمين [51] بضم الميم وقرأ الباقون بفتحها «3». قال أبو داود «4»: هذا العلم عليه لم أقرأه على أبي عمرو وإنما نقلته من أصله بعد موته ولم يكن من خطّه، وكذلك روى ابن بكّار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر. في هذه السورة من ياءات الإضافة ثنتان: إني ءاتيكم [19] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون «5». لي فاعتزلون [21] فتحها نافع في رواية العثماني عن قالون، ولم يأت بها نصّا غيرهما وأسكنها الباقون، وكذلك حكى أحمد بن صالح عن ورش وهو وهم «6». وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثنتان أن ترجمون [20] وفاعتزلون [21] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش، وذلك قياس رواية أبي مروان عن قالون، وكذلك حكى أحمد بن صالح عن قالون فيما حكاه ابن مجاهد في كتاب المدنيين، وكذلك روى ابن شنبوذ عن قنبل وهو وهم، وحذفها الباقون في الحالين «7».
ذكر اختلافهم في سورة الجاثية
ذكر اختلافهم في سورة الجاثية حرف: قرأ حمزة والكسائي وما يبث من دآبة ءايات [4] وتصريف الريح ءايات [5] بكسر التاء فيهما وتوحيد الريح وروى هبيرة وأبو شعيب القوّاس من قراءتي عن حفص عن عاصم بكسر التاءين «1» مثل حمزة، وقرأ الباقون برفعهما، وكذلك روى سائر الرواة عن حفص «2». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية المفضل وحمّاد وحمزة والكسائي وءاياته تؤمنون [6] بالتاء، واختلف عن أبي بكر وعن حفص، فأمّا أبو بكر فروى الأعشى وضرار ابن صرد عن يحيى عنه بالتاء، وروى سائر الرواة عنه وعن يحيى بالياء، وأما حفص فروى عنه أبو عمارة بالتاء، وروت الجماعة عنه بالياء وقرأ الباقون بالياء «3» من رجز أليم [11] قد ذكر «4». حرف: قرأ ابن عامر في غير رواية ابن بكار وحمزة والكسائي لنجزي قوما [14] بالنون، وقرأ الباقون بالياء «5»، وكذلك روى ابن بكار بإسناده عن ابن عامر. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي سواء محياهم [21] بالنصب وقرأ الباقون بالرفع «6»، وكذلك روى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة لم يرو ذلك عنه أحد غيره. حرف: قرأ حمزة والكسائي غشوة [23] بفتح الغين وإسكان الشين من غير ألف وقرأ الباقون غشاوة بكسر الغين وفتح الشين وألف بعدها «7».
حرف:
حرف: وكلهم قرأ ما كان حجّتهم [25] بالنصب إلّا ما رواه موسى بن إسحاق عن هارون عن حسين عن أبي بكر عن عاصم والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر نفسه، وما رواه عبد الحميد بن بكار بإسناده عن ابن عامر أنهما قرآ ذلك بالرفع «1». حرف: قرأ حمزة والساعة لا ريب فيها [32] بالنصب، وكذلك روى ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم لم يرو ذلك عنه أحد غيره. وقرأ الباقون بالرفع «2». فاليوم لا يخرجون [35] قد ذكر أن حمزة والكسائي وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى عنه يفتحون الياء ويضمون الراء «3». ليس في هذه السورة ياء إضافة ولا محذوفة مختلف فيها.
ذكر اختلافهم في سورة الأحقاف
ذكر اختلافهم في سورة الأحقاف حرف: قرأ الجماعة أو أثارة من علم [4] بغير ألف بعد الراء على التوحيد إلا ما حدّثناه أحمد بن عمر في الإجازة قال: نا أحمد بن سليمان نا أبو بكر الباغندي نا هشام «1» بإسناده عن ابن عامر أو أثارات بالألف والتاء على الجمع. حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية المفضل لتنذر الذين ظلموا [12] بالتاء، واختلف عن ابن كثير فروى الخزاعي عن أصحابه الثلاثة «2» والحلواني عن القوّاس واللهبي وابن هارون عن البزّي وابن الصباح «3» وابن بقرة «4» وابن بويان «5» وابن عبد الرزاق عن قنبل والزينبي عن رجاله بالتاء «6»، وبذلك قرأت في رواية البزّي من غير طريق النقاش عن أبي ربيعة، وفي رواية ابن فليح جميعا، وروى ابن مجاهد عن قنبل بالياء «7»، وبذلك قرأت من طريقه، وكذلك روى ابن شنبوذ والبلخي «8» عنه، وكذلك روى النقاش عن أبي ربيعة وسلامة بن هارون عن أبي معمر «9» عن البزّي، ولم يذكر البزّي ولا أبو ربيعة في كتابيهما «10»، وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: قرأت على قنبل بالياء «11»، قال: وأخبرني إسحاق بن محمد الخزاعي عن ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير بالياء «12».
حرف:
وقرأ الباقون بالياء «1». حرف: قرأ الكوفيون بوالديه إحسانا [15] بهمزة مكسورة قبل الحاء وإسكان الحاء وفتح السين وألف بعدها «2»، كذلك في مصاحف الكوفيين، وقرأ الباقون حسنا بضم الحاء وإسكان السين من غير همز ولا ألف، وكذلك في مصاحفهم «3». حرف: قرأ الكوفيون غير المفضل وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة عن أيوب عن يحيى كرها [15] في الحرفين بضم الكاف، وكذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام وهو وهم منه «4». وقال ابن خرزاذ عن ابن ذكوان كرها بفتح الكاف في كل القرآن. وقال التغلبي وابن المعلى عنه: بضم الكاف في الحرفين، قال وحفظي بفتح الكاف فيهما. وقرأ الباقون والمفضل عن عاصم وهشام عن ابن عامر بفتح الكاف فيهما «5»، وقد ذكر. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي أولئك الذين نتقبل عنهم بالنون وفتحها أحسن ما عملوا بنصب النون ونتجاوز بالنون وفتحها. وقرأ الباقون بالياء وضمها بالحرفين ورفع النون من أحسن «6». أف لكما قد ذكر «7». حرف: قرأ ابن عامر في رواية الحلواني عن هشام أتعدانّي أن أخرج [17]
حرف:
بنون واحدة مشددة «1»، وزيادة التمكين للألف قبلها ليتميز بذلك الساكنان، وكذلك روى الداجوني عن أصحابه [226/ أ] عن هشام وبذلك قرأت في رواية ابن عبّاد عنه وروى عبد الوارث «2» عن أبي عمرو أتعدانني بنونين الأولى مفتوحة، وكذلك حكى ابن حاتم «3» عن نافع أنه قرأ [أتعدانني بفتح النون الأولى] «4» وهي قراءة الحسن «5» وفتح النون «6» لغة. وقرأ الباقون بنونين ظاهرتين مكسورتين «7»، وكذلك روى ابن ذكوان وغيره عن ابن عامر وسائر الرواة عن أبي عمرو. حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية هشام وابن بكّار وعاصم بخلاف عن أبي بكر وأبو عمرو وليوفّيهم أعمالهم [19] بالياء، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي والأعشى بالياء، وروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وإسحاق الأزرق وخلّاد وهارون عن حسين والمنذر عن هارون عنه بالنون. وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة والوليد «8» بالنون، وكذلك روى ابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمر لم يروه غيره. حرف: قرأ ابن كثير أذهبتم [20] على الاستفهام بهمزة محقّقة «9» وهمزة مسهّلة بين بين من غير ألف بينهما، وقرأ ابن عامر في رواية الأخفش والتغلبي وابن خرزاذ والترمذي «10» عن ابن ذكوان وفي رواية ابن عتبة على الاستفهام بهمزتين مخففتين من غير ألف بينهما.
حرف:
وروى ابن المعلى وابن أنس وابن موسى «1» عن ابن ذكوان بهمزة ومدّة، وكذلك روى محمد بن نصر «2» عن قراءته على الداجوني عن الصوري عن ابن ذكوان عن ابن الأخرم «3» عن الأخفش عنه، وسائر أصحاب ابن الأخرم من الشاميين على تحقيق الهمزتين، وقياس قول ابن ذكوان إذا سهّل الهمزة الثانية من الهمزتين لا يفصل بألف، واختلف في ذلك أيضا عن هشام فروى عنه الحلواني بهمزة مطوّلة- يعني أنه حقّق همزة الاستفهام وسهّل همزة القطع بعدها فجعلها بين بين وأدخل الفاصلة بينها طردا لمذهبه في نظائر ذلك من الاستفهام- وكذلك روى الوليد عن يحيى. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر نا ابن أبي حسّان، ح وأخبرنا أحمد بن عمر قال: أخبرنا أحمد بن سليمان نا محمد بن محمد «4» قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر أذهبتم بهمزة واحدة ممدودة، فوافقا الحلواني عنه «5»، وخالفهم أحمد بن أنس. فحدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام «6» بإسناده عن ابن عامر أأذهبتم بهمزتين، وكذلك روى إبراهيم بن دحيم عن هشام، وكذلك روى أيضا إبراهيم بن عبّاد عنه إلا أنه يفصل بين الهمزتين بألف وقرأ الباقون على لفظ الخبر بهمزة واحدة مفتوحة «7». حرف: قرأ عاصم وحمزة لا يرى [25] بالياء وضمّها إلا مساكنهم برفع النون. وقرأ الباقون بالتاء وفتحها ونصب النون «8»، وروى عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر
بالتاء وضمّها ورفع النون، لم يرو ذلك أحد غيره، وروى عبد الحميد أيضا بإسناده عن ابن عامر وليس لهم من دونه أولياء [32] بهاء وميم وذلك خلاف الرسم «1»، والله أعلم. في هذه السورة من ياءات الإضافة أربع أوزعني أن أشكر [15] قد ذكرت الاختلاف فيها في النمل فأغنى عن إعادته. أتعدانني أن [17] فتحها الحرميّان والوليد وابن بكّار عن ابن عامر وأسكنها الباقون «2»، وكذلك روى أبو بكر بن حمّاد أداء عن الجمال عن الحلواني وأحمد بن قالون عن قالون وهو وهم من ابن جمال. إني أخاف عليكم [21] فتحها الحرميان وأبو عمرو والوليد وابن بكار عن ابن عامر وأسكنها الباقون «3». ولكني أراكم [23] فتحها نافع وابن كثير في رواية [226/ ب] البزّي وابن عامر في رواية ابن بكّار وأبو عمرو، وكذلك روى لي أبو الفتح عن عبد الباقي عن أصحابه «4» عن الخزاعي عن ابن فليح وأسكنها الباقون، وكذلك روى أبو ربيعة وابن مجاهد عن قنبل «5»، والخزاعي عن ابن فليح وبذلك أخذ في رواية ابن فليح، وقد روى «6» لي ذلك أيضا عن قراءته. وليس فيها ياء محذوفة والله أعلم.
باب ذكر اختلافهم في سورة محمد صلى الله عليه وسلم
باب ذكر اختلافهم في سورة محمد صلّى الله عليه وسلم حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وأبو عمرو والذين قتلوا [4] بضم القاف وكسر التاء من غير ألف وقرأ الباقون بفتح القاف والتاء وألف بينهما «1». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «2» ويثبت أقدامكم [7] بإسكان الثاء وتخفيف الباء، وقرأ الباقون بفتح الثاء وتشديد الباء. حرف: قرأ ابن كثير من ماء غير آسن [15] بالقصر من غير ألف بعد الهمزة على وزن فعل، وقرأ الباقون بالمدّ على وزن فاعل «3». واختلف عن ابن كثير من طريق البزّي في قوله: قال أنفا [16] بالقصر، وبذلك قرأت على أبي الفتح في رواية أبي ربيعة عنه، وقرأت ذلك على الفارسي عن النقّاش عن أبي ربيعة عنه بالمدّ، وكذلك قرأت في جميع الطرق عن البزّي، وكذلك روى الخزاعي عن أصحابه «4». وقال البزّي في كتابه ءانفا بفتح الألف لم يزد على ذلك، وأحسبه أراد المدّ قد يعبّر عنه بالفتح من حيث كانت الفتحة مأخوذة من الألف وذلك مجاز، وأخبرني أحمد بن قوّاس «5» المكّي نا محمد بن إبراهيم «6» نا سعد بن عبد الرحمن «7» نا سفيان «8» أنه سمع حميد بن قيس يقرأ بإثباتها" جاء بيانها" يريد ممدودة.
حرف:
وقرأ الباقون بالمدّ «1» وكذلك روى ابن مجاهد «2»، وسائر الرواة عن قنبل وقال في كتابيه «3»: مفتوحة الألف كما قال البزّي سواء. فهل عسيتم [22] قد ذكر «4». حرف: قرأ أبو عمرو وأملي لهم [25] بضم الهمزة وكسر اللام وفتح الياء وقرأ الباقون بفتح الهمزة واللام وألف بعدها في اللفظ «5». وحمزة والكسائي يميلانها، حدّثنا الخاقاني: نا أحمد بن هارون: نا محمد الباهلي أبو عمر «6» نا إسماعيل وأملي لهم بنصب الألف «7» عن أبي حفص [عن] نافع وشيبة «8» وأملي برفع الألف وهذا وهم من أبي عمر وعكس منه للترجمتين، وإنما هو أبو جعفر برفع الألف وشيبة «9» ونافع بنصبها وقد قيل مثل هذا عنهم في قوله: أنّى لكم في هود [25] وقد ذكرناه. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وحمزة والكسائي والله يعلم إسرارهم [26] بكسر الهمزة على المصدر وقال الفارسي: نا أبو طاهر: نا ابن مخلد عن البزّي «10» إسرارهم بكسر الألف وهو وهم، وقرأ الباقون بفتح الهمزة على الجمع «11»، وكذلك روى الخزاعي وأبو ربيعة عن أصحابهما وقنبل والحلواني والقوّاس وسائر الرواة عن البزّي، وكذلك روى ابن شاهي عن حفص لم يروه غيره.
حرف:
حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص وليبلونكم حتى يعلم [31] ويبلو أخباركم [31] بالياء في الثلاثة، وقرأهنّ الباقون وحفص عن عاصم بالنون «1». وتدعوا إلى السلم [35] وهأنتم [38] قد ذكر «2». وليس فيها من الياءات شيء والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الفتح
ذكر اختلافهم في سورة الفتح وقد ذكرت دائرة السوء [6] وعليه الله [10] فيما سلف «1». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ليؤمنوا بالله ورسوله ويعزّروه ويوقّروه ويسبّحوه [9] بالياء في الأربعة وقرأهنّ الباقون بالتاء «2». حرف: قرأ الحرميان وابن عامر فسنؤتيه أجرا [10] بالنون [227/ أ] وقرأ الباقون بالياء «3». حرف: قرأ حمزة والكسائي بكم ضرّا [11] بضم الضاد وقرأ الباقون بفتحها «4». حرف: قرأ حمزة والكسائي كلم الله [15] بكسر اللام من غير ألف وقرأ الباقون بفتح اللام وألف بعدها «5»، وكذلك روى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة خالف في ذلك جماعة أصحابه. حرف: قرأ نافع وابن عامر ندخله ونعذبه [17] بالنون جميعا وقرأهما الباقون بالياء «6». حرف: وكلهم قرأ ومغانم كثيرة يأخذونها [19] بالياء إلا ما حدّثناه الخاقاني خلف ابن إبراهيم قال: نا أحمد بن أسامة قال: نا أبي ح وحدّثنا عبد العزيز بن محمد نا عبد الواحد بن عمر نا محمد بن جرير قال: حدّثنا يونس عن ورش عن نافع: أنه قرأ بالتاء «7»، لم يرو هذا عن ورش أحد غيره، ولا خلاف في الحرف الثاني وهو
حرف:
قوله: وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها [20] أنه بالتاء لاتصالها بالخطاب. حرف: قرأ أبو عمرو وكان الله بما يعملون بصيرا [24] بالياء وقرأ الباقون بالتاء «1». حرف: قرأ ابن كثير في رواية الخزاعي عن اليزيدي «2» وابن فليح وابن هارون عن البزّي وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة أخرج شطئه [29] بفتح الطاء، وقال الوليد عن يحيى: مقصورة مهموزة، يريد بالقصر إسكان الطاء كما يريد بمدّها تحريكها، وروى الخزاعي عن البزّي وابن فليح «3» الدينوري عن ابن فليح «4» ومحمد بن هارون عن البزّي بإسكان الطاء، وقال الخزاعي: وكان القوّاس يفتح الطاء وروى أبو ربيعة عن صاحبيه وقنبل والحلواني عن القوّاس وسائر الرواة عن البزّي بفتح الطاء. واختلف أصحاب هشام عنه في الترجمة عن ذلك فروى عنه الحلواني وابن عباد بإسكان الطاء وكذلك حدّثنا الفارسي نا أبو طاهر نا ابن أبي حسان عن هشام بإسناده. ونا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس نا هشام بإسناده. عن ابن عامر شطئه مقصورة وفي كتابي على الطاء فتحة، وقوله: مقصورة يدل على إسكانها. وحدّثنا أحمد بن عمر نا أحمد بن سليمان نا محمد بن محمد نا هشام عن أصحابه عن ابن عامر شطئه مهموز ممدود وقوله: ممدود يدل على فتح الطاء كما دلّ قول هبيرة وابن واقد «5» عن حفص عن عاصم في قوله: دأبا ممدودة على تحريك الهمزة وفتحها وذلك مجاز.
حرف:
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال نا عبد الواحد بن عمر نا أبو بكر عن أحمد بن محمد بن بكر عن هشام «1» بإسناده عن ابن عامر شطئه مفتوح مهموز، وقال يحيى بن حمزة «2» عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر: مثل قول ابن ذكوان، وترجمة ابن بكر عن هشام يدل على فتح الطاء وحكايته عن يحيى بن حمزة يدل على أن روايته عن هشام إسكان الطاء خلافا لرواية ابن ذكوان، وقرأ الباقون بإسكان الطاء «3» وحمزة إذا وقف ألقى عليها حركة الهمزة فتتحرّك بها وتسقط الهمزة من اللفظ. حرف: قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة وابن بكّار والوليد فأزره [29] بقصر الهمزة من غير ألف بعدها في زنة قوله: فأمره. واختلف في ذلك عن هشام فروى عنه الحلواني وابن عبّاد من قراءتي فآزره ممدودة، وروى عنه أحمد بن أنس وإبراهيم بن حكيم «4» وإسحاق بن أبي حسان وأبو بكر الباغندي بالهمز والقصر مثل ابن ذكوان وأصحابه. وقرأ الباقون بالمدّ على زنة قوله فآثره «5». على سوقه [29] قد ذكر «6».
ذكر اختلافهم في سورة الحجرات
ذكر اختلافهم في سورة الحجرات قد ذكرت فتثبتوا [6] وتاءات البزي «1» وابن فليح فيما تقدم. حرف: [227/ ب] قرأ ابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان بين إخوتكم [10] بالتاء مكسورة على الجمع «2»، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية هشام وفي رواية الأخفش وابن أنس وابن المعلى وابن خرزاذ والترمذي وغيرهم عن ابن ذكوان، وفي رواية الجماعة عنه بالياء ساكنة على التثنية. لحم أخيه ميتا [12] قد ذكر «3». حرف: قرأ أبو عمرو لا يألتكم [14] بهمزة ساكنة بين الياء واللام «4» وإذا خفّف القراءة أبدلها ألفا ساكنة وقرأ الباقون بغير همز. حرف: قرأ ابن كثير والله بصير بما يعملون [18] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء «5». ليس فيها من الياءات شيء والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة ق
ذكر اختلافهم في سورة ق قرأت الجماعة بلدة ميتا [11] مخفّفة إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه شدّد الياء «1». حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية المفضل وحمّاد يوم يقول لجهنم [30] بالياء، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي والأعشى وابن أبي أمية وابن أبي حمّاد وابن عطارد وحسين الجعفي كذلك بالياء، وروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي ويزيد «2» بن عبد الواحد بالنون، وكذلك روى حفص عن عاصم وكذلك قرأ الباقون «3». حرف: قرأ ابن كثير هذا ما يوعدون [32] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء «4» وكذلك قال ابن مخلد عن البزّي عن ابن كثير: وهو غلط. حرف: قرأ الحرميان وحمزة وإدبار السجود بكسر الهمزة على المصدر، وكذلك روى يحيى الجعفي عن أبي بكر، خالف في ذلك سائر أصحابه، وقرأ الباقون بفتح الهمزة على الجمع «5». وأجمعوا على كسر الهمزة في قوله في آخر الطور وإدبار النجوم [49] على أنه مصدر إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر نا عبيد بن محمد قال: نا ابن سعدان «6» عن إسحاق عن نافع وأدبار السجود [40] وأدبار النجوم [الطور: 49] بنصب الألف، وهذا خطأ من عبيد في الحرفين جميعا لأن ابن واصل روى ذلك عن ابن سعدان عن المسيّبي بكسر الألف «7» وكذلك روى سائر الرواة عن نافع.
حرف:
حدّثنا الفارسي نا عبد الواحد بن أبي هشام نا قاسم المطرز «1» نا أبو كريب «2» نا أبو بكر قال: قرأ عاصم وإدبار السجود قال: إدبارها: ذهابها، والتي في الطور [49] وإدبار النجوم تدبير، وقال: إدبار الصلاة التسبيح في دبر الصلاة. يوم تشقق الأرض [44] قد ذكر «3». حرف: وكلهم قرأ أفعيينا [15] بياءين الأولى مكسورة خفيفة والثانية ساكنة ممكنة، وكذلك روى ذلك نصّا أحمد بن صالح عن ورش وقالون قال: أفعيينا بياءين مبيّنتين، وروى الحلواني عن قالون مخففة مشبعة الياء، وروى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش بالتخفيف، وروى ابن مخلد عن البزّي ممدودة قليلا، وروى الخزاعي عن أصحابه بإظهار الياءين، وروى الحلواني عن القوّاس مخفّفة مشبعة، وقال سورة «4» عن الكسائي مخفّف الياء، وقال قتيبة عنه مخفّفة متحركة، وقال الأخفش عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر: بياءين الأولى مكسورة خفيفة والثانية ساكنة على معنى أعيينا، وحدّثنا الخاقاني نا أحمد بن هارون ح وحدّثنا فارس بن أحمد نا محمد بن إبراهيم «5» قالا: نا محمد بن محمد الباهلي، ح وحدّثنا عبد العزيز بن محمد نا عبد الواحد بن عمر نا عباس بن محمد «6» قالوا نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع أفعيينا مشددة، ونا ابن غلبون نا عبد الله بن محمد نا أحمد بن أنس ح ونا الفارسي نا أبو طاهر نا ابن أبي حسّان ح وأخبرنا أحمد بن عمر أخبرنا محمد قالوا: نا هشام «7» بإسناده
عن ابن عامر [228/ أ] أفعيينا مشددة قال أبو عمرو والتشديد هاهنا اتّساع ومجاز وهو عبارة عن إثبات الياء الساكنة بعد الياء المتحركة وليس بالتشديد المتعارف الذي حقيقته إدخال حرف ساكن في حرف آخر متحرك ورفع اللسان بهما رفعة واحدة «1»، إذ ذلك هاهنا لا يجوز بوجه، ومما يدلّ على أن معناه ما قلناه ما حدّثناه محمد ابن علي نا ابن مجاهد نا ابن مخلد عن البزّي «2» عن أصحابه عن ابن كثير الياء مشددة يريد بياء بعد الهمزة فعبّر بالتشديد عن إثباتها. وقال الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير إن الله لا يستحيي [البقرة: 26] مثقلة بياءين، وما ووري «3» مشددة بواوين فعبّر عن إثبات التاء والواو بالتثقيل والتشديد، وحدّثنا الخاقاني نا أحمد بن محمد ح، وحدّثنا أبو الفتح نا أحمد بن محمد قالا: نا محمد الباهلي «4» نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع وأبي جعفر وقتيبة ولا تلوون [آل عمران: 153] يقاتلون مشدد عنهم يريد بالتشديد إثبات الواو الساكنة التي بعد الواو المضمومة، فعبّر به عن ذلك وجعله دلالة على إثبات تلك الواو كما عبّر به فيما تقدم، وجعل دلالة على إثبات الياء، وقد يعبّر به أيضا عن إثبات الألف ويجعل دلالة على ذلك. حدّثنا خلف بن إبراهيم قال: نا أحمد بن أسامة قال: نا أبي، ح وحدّثنا فارس بن أحمد نا جعفر بن أحمد نا محمد بن الربيع قالا: نا يونس «5» عن ورش عن نافع أنا أحيي [البقرة: 258] بالتشديد لها والوقف عليها يعني بالتشديد للألف التي بعد النون يريد إثباتها في الوصل والوقف، فعبّر عن ذلك بالتشديد كما عبّر من تقدّم ذكره عن إثبات الياء والواو سواء، وقد يراد به أيضا تحريك الحرف الذي قد يسكن، قال يونس عن ورش عن نافع: يوم ظعنكم [80] «6» مشدّدة، وقال عنه وعن ابن كيسة:
أحد عشر كوكبا [يوسف: 4] مشددة منصوبة، يريد بالتشديد في الموضعين تحريك العين، وقال أبو عمرو عن إسماعيل عن أبي جعفر القاري خطوات [البقرة: 168] مشددة يريد تحريك الطاء بالضم. وقال أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يقرأ خشب [المنافقون: 4] بالتشديد ثم رجع إلى التخفيف يريد بالتشديد ضم الشين، وقال هارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم عقبا «1» مشددة يريد مضمومة القاف، وقال علي بن نصر عن أبي عمرو بالأفق الأعلى «2» مشددة يريد مضمومة الفاء في نظائر لذلك، وذلك كله من الاتّساع الذي قد يغلط في تأويله وكيفية حقيقته كثير من الناس لخروجه عن الاستعمال «3» والعادة. فلا ينبغي لذي لبّ وفهم أن يجعل اختلاف ألفاظ الناقلين في هذه ونحوه اختلافا في القراءة ولا سيما إذا احتمل التأويل بل يلزم ردّه إلى الإجماع وبالله التوفيق. ليس في هذه السورة ياء إضافة وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثلاث وعيد أفعيينا [14، 15] وفي آخرها من يخاف وعيد [45] أثبتهما في الوصل، وحذفهما في الوقف نافع في رواية ورش، وكذلك موجب رواية العثماني عن قالون وحذفهما الباقون في الحالين «4». يوم يناد المناد [41] أثبتها ابن كثير في الوصل والوقف، وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «5» عنه، وكذلك روى أبو ربيعة عن صاحبيه، وقال الحلواني عن القوّاس: المنادي بالياء لم يزد على ذلك، وروى الخزاعي عن أصحابه يناد المناد على حذف الياء ولعله يريد ياء «يناد» دون ياء «المناد» وبإثباتها في الحالين قرأت لابن كثير من جميع الطرق، وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو.
وجاء بذلك نصّا عن أبي عمرو وأبو عمر وأبو عبد الرحمن بن اليزيدي عن أبيه عنه وقال ابن سعدان عن اليزيدي: كان أبو عمرو ربما طرحها في الوصل يعني ياء «المنادي» وحذفها الباقون في الحالين. فأما قوله: يناد فجاء مرسوما في المصاحف بغير ياء على الوصل «1» وكذلك الوقف عليه في مذهب الجميع اتباعا لرسمه إلا ما اختلف فيه عن ابن كثير فحدّثنا عبد العزيز بن محمد نا عبد الواحد بن عمر قال: قال لنا ابن مخلد عن البزّي «2» ينادي بالياء قال: فسألته يعني البزّي عن الوقف فقال: بالياء وكذلك قال أبو ربيعة عن صاحبيه، وكذلك قال ابن مجاهد في كتابه الجامع وفي كتاب المكيّين «3» عن ابن كثير، وكذلك روى الحلواني عن القوّاس وكذلك روى أيضا النقاش عن أبي ربيعة عن البزّي، وروى الخزاعي عن أصحابه «يناد «4» المناد» على حذف الياء. وقد قال ابن مجاهد في موضع آخر من جامعه: أبو عمرو يقف على يناد بغير ياء وابن كثير والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة والذاريات
ذكر اختلافهم في سورة والذاريات قد ذكرت والذاريات ذروا [1] فيما سلف «1». حرف قرأ عاصم في رواية حفص «2» وحمزة والكسائي مثل ما أنكم [23] برفع اللام، وكذلك الحلواني عن القوّاس عن ابن كثير وحدّثنا الفارسي نا أبو طاهر نا عبد الله ابن الصقر «3» والفضل بن أحمد المكتب «4» قالا: نا محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع مثل ما اللام مفتوحة، وكذلك «5» روى موسى بن إسحاق القاضي عن محمد عن أبيه عن نافع. وقرأ الباقون بنصب اللام «6»، وكذلك روى الخزاعي وأبو ربيعة عن أصحابهما وقنبل والهاشمي عن القوّاس، وسائر الرواة عن المسيّبي عن نافع، وكذلك روى أيضا حفص عن عاصم والمنذر بن محمد عن هارون بن حاتم عن أبي بكر لم يأت بذلك عن أبي بكر أحد غيره «7». قالوا سلما قال سلم [25] قد ذكر «8».
حرف:
حرف: قرأ الكسائي فأخذتهم الصعقة [44] بإسكان العين من غير ألف، وقرأ الباقون بكسر العين وألف بينهما وبين الصاد «1». حرف: قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وقوم نوح [46] بخفض الميم، وقرأ الباقون بنصبها «2». ليس فيها من الياءات المختلف فيها شيء والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الطور
ذكر اختلافهم في سورة الطور حرف: قرأ أبو عمرو والذين ءامنوا وأتبعناهم [21] بقطع الألف وإسكان التاء والعين ونون وألف بعدها «1». وقرأ الباقون واتّبعتهم بوصل الألف وتشديد التاء وفتح العين وتاء ساكنة بعدها «2». حرف: قرأ ابن عامر وأبو عمرو ذرياتهم، بهم ذرياتهم [21] بالألف على الجمع «3» فيهما وابن عامر برفع التاء في الأول بالفعل وأبو عمرو بكسرها؛ لأنها في موضع نصب مفعول أتبعناهم وروى ابن مجاهد بإسناده عن أبي زيد وجبلة عن المفضل عن عاصم على الجمع فيهما مثل ابن عامر، وقرأ نافع الأول بغير ألف على التوحيد ورفع التاء، والثاني: بالألف على الجمع وكسر التاء وقرأ ابن كثير والكوفيون بخلاف عن أبي بكر وحفص الأول والثاني: بغير ألف على التوحيد ورفعوا التاء في الأول ونصبوها في الثاني؛ لأنه مفعول ألحقنا «4». واختلف عن أبي بكر وعن حفص، فأما أبو بكر فروت الجماعة عنه مثل حمزة بغير ألف على التوحيد فيهما. واختلف عن الكسائي عنه فحدّثنا عبد العزيز بن محمد نا عبد الواحد بن عمر نا ابن فرح «5» نا أبو عمر عن الكسائي «6» عن أبي بكر عن عاصم [229/ أ] ذرياتهم ... ألحقنا بهم ذرياتهم على الجمع ذكر ذلك أبو عمر في كتاب قراءة عاصم، وروى
حرف:
الكسائي في كتاب الآثار «1» له عن أبي بكر عن عاصم على التوحيد فيهما مثل حمزة، وكذلك روى أبو عبيد وابن جبير عن الكسائي عنه، وقال ابن جبير في جامعه عنه عن أبي بكر الأول بالتوحيد والثاني على الجمع «2». والذي قرأت أنا في رواية الكسائي عن أبي بكر بالألف فيهما على الجمع مثل ابن عامر، وأما حفص فروى جميع أصحابه عنه بغير ألف فيهما على التوحيد ما خلا أبا عمارة، فإن أبا عمر روى عنه حفص بالألف فيهما على الجمع مثل ما رواه عن الكسائي عن أبي بكر. حرف: وكلهم قرأ وكتاب مسطور [2] بالسين إلا ما حكاه أحمد بن صالح عن نافع أنه قرأ بالصاد ولم يسنده قبل نافع إلى أحد فدلّ على أنه يرويه عن ورش وقالون. حرف: وكلهم قرأ فاكهين [18] هاهنا بالألف إلا ما رواه أبو موسى بن إسحاق «3» عن هارون عن حسين بن علي والمنذر بن محمد عن هارون بن حاتم «4» جميعا عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ فكهين بغير ألف، لم يرو ذلك عن أبي بكر غيرهما. حرف: قرأ ابن كثير وما ألتناهم [21] بكسر اللام وإثبات الهمزة قبلها، هذه رواية الخزاعي وأبي ربيعة عن أصحابهما ورواية ابن هارون واللهبي وابن مخلد عن البزّي في رواية الجماعة عن قنبل والقوّاس، وروى الحلواني عن القوّاس وما لتناهم بإسقاط الهمزة رأسا وكسر اللام، وكذلك روى ابن شنبوذ أداء عن قنبل لم يروه غيره وقرأ الباقون بإثبات الهمزة وفتح اللام «5». لا لغو فيها ولا تأثيم [23] قد ذكر.
حرف:
حرف: قرأ نافع والكسائي أنه هو البر بفتح الهمزة، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر وقرأ الباقون بكسرها «1». حرف: قرأ ابن كثير في رواية ابن الصباح وابن مجاهد والزينبي وابن ثوبان «2» وابن عبد الرزاق عن قنبل والقوّاس المسيطرون [37] هاهنا بالسين وبمصيطر في الغاشية [22] بالصّاد، كذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن ابن كثير «3». وروى ابن شنبوذ وأبو العباس البلخي عن قنبل: بالصاد في الحرفين، ولم يذكرهما الخزاعي ولا أبو ربيعة ولا البزّي في كتبهم، وقرأتهما في رواية البزّي وابن فليح بالصاد، واختلف فيهما عن نافع فروى الكسائي عن إسماعيل عنه بالسين فيهما، وكذلك روى أبو علي الصوّاف «4» عن ابن غالب عن شجاع عن أبي عمرو، ولم يروه غيره، وروى أحمد بن صالح عن ورش وقالون بالصاد جميعا، وكذلك قرأتهما لنافع من جميع الطرق، وكذلك قرأهما أبو عمرو والكسائي. واختلف عن ابن عامر فروى ابن ذكوان بإسناده عنه بالصاد فيهما، ورأيت علي بن داود «5» يروي عن أبي الحسن بن الأخرم وعن صالح بن إدريس «6» عن أبي القاسم علي بن الحسن المعروف بابن السفر «7» كلاهما عن الأخفش عن ابن ذكوان
الحرفين «1» بالسين، وقرأت أنا من جميع الطرق عن الأخفش: الحرفين بالصاد وحكى في كتابه عن ابن كثير بمسيطر في جميع القرآن على مذهب السين، وقال ابن ذكوان في كتابه المصيطرون لا يشمّها الزاي، وهذا يدلّ على الصاد؛ لأنها هي التي تشمّ زاء دون السين، وروى الحلواني عن هشام بإسناده عنه بالسين فيهما. قال هشام: كتابها بالصاد ويقرءونها بالسين «2». وكذلك روى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر. واختلف عن عاصم فقرأت [229/ ب] في رواية أبي بكر والمفضل وحماد بالصاد فيهما، ولم يأت بهما نصّا غير ابن جبير فإنه روى عن الكسائي عن أبي بكر عنه: أنه قرأهما بالصاد، وغير الأعشى فإن فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن أحمد نا الحسن بن داود نا قاسم بن محمد نا الشموني عن الأعشى عن أبي بكر «3» عن عاصم أنه قرأهما بالصاد أيضا. وحدّثنا الفارسي نا أبو طاهر عن أصحابه «4» عن الخياط عن الشموني عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأهما جميعا بالسين، وكذلك رواهما عن الخياط عن الشموني عن الأعشى ابن شنبوذ والنقاش وسائر أصحابه ما خلا النقار «5» وحده. وروى الحسن بن المبارك عن أبي حفص «6»، وأبو شعيب القوّاس جميعا عن حفص عن عاصم: بالصاد في السورتين. وذكر هبيرة عن حفص المصيطرون بالصّاد ولم يذكر بمصيطر وبالصاد قرأتهما من طريقه، وقرأت على أبي الفتح عن قراءته على أصحاب الأشناني عن الأشناني عن أصحابه «7» عن حفص المسيطرون بالسين وبمصيطر بالصاد، وكذلك حكى ابن مجاهد عن الأشناني عن عبيد عن حفص في كتاب قراءة عاصم.
وقال لنا الفارسي عن أبي طاهر سألت أبا العباس عن الباب؟ «1» فقال لي: كله بالسين، قال: ثم قرأت عليه المسيطرون بالسين وقرأت بمصيطر فأخذها علي بالصاد، وقرأتهما أنا على أبي الحسين «2» عن قراءته على الهاشمي «3» عن الأشناني بالصاد، ورواهما ابن شاهي عن حفص وزرعان بن أحمد الطحان «4» عن عمرو بن الصباح عن حفص: بالسين جميعا، واختلف أصحاب سليم عنه، فحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر نا أحمد بن عبيد الله «5» نا الجمال «6» عن الحلواني عن خلف وخلّاد عن سليم: أنه يقرؤهما بإشمام الزاي، وكذلك قال حيون المزوق «7» عن الحلواني عن خلف عن سليم وقال عن الحلواني: وزعم خلّاد عن سليم أن حمزة: كان يقرؤهما بالصّاد ولا يشمّ الزاي في شيء منهما. وروى هارون المزوق «8» عن أبي جعفر البزاز «9» أنه قرأ على خلّاد عن سليم عن
حرف:
حمزة: بالسين فيهما، وروى ابن سعدان وابن الجهم «1» عن خلف عن سليم «2» الصاد يشمها الزاي فيهما، وروى أبو هشام «3» عن سليم يشمّها الزاي. قال: وقال لي سليم: إن استطعت أن تبيّن الصاد فيهما فهو أعجب إليّ فقرأت عليه المصيطرون والصراط بالصاد فأعجبه ذلك. وروى داود عن ابن كيسة عن سليم" يضغط الصاد فيهما بين الصاد والزاي"، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «4» عن حمزة: بين الصّاد والزاي فيهما، وروى أبو عمر عن سليم بمصيطر بالصاد، وروى ابن جبير عنه عن حمزة فيهما جميعا بالصّاد وقرأتها أنا في رواية خلف وأبي عمرو عن سليم بإشمام الصاد الزاي، وقرأتهما في رواية خلّاد ورجاء بن عيسى على أبي الفتح عن قراءته بالوجهين جميعا بالإشمام والتصفية للصاد، قال لي:" وقد خيّرا في ذلك"، وقرأتهما على أبي الحسن عن قراءته في رواية خلف وخلّاد بالإشمام «5». حرف: قرأ عاصم وابن عامر في غير رواية الوليد عن يحيى فيه يصعقون [45] بضم الياء، وقرأ الباقون بفتحها «6» وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر. ليس فيها من الياءات شيء والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة والنجم
ذكر اختلافهم في سورة والنجم حرف: قرأ حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة من لدن قوله: إذا هوى [1] إلى قوله: من النذر الأولى [56] بالإمالة الخالصة، وأمال أبو عمرو من ذلك إمالة محضة ما فيه قبل الألف راء نحو تتمارى [55] «1» والأخرى [47] والكبرى [18] والشعرى [49] وما أشبهه، وما عدا ذلك بين بين، واختلف عن نافع فروى أبو الأزهر «2» وأبو يعقوب وداود عن ورش جميع ذلك بين الفتح والإمالة، وكذلك روى خلف عن المسيبي وأبو عبيد عن إسماعيل وروى أحمد بن صالح عن ورش وقالون والأصبهاني عن أصحابه عن ورش جميع ذلك بالفتح، وكذلك روى المسيّبي عن نافع قال عنه: كل ذلك بألف، وقرأت أنا ذلك في رواية إسماعيل من طريق ابن عبدوس وفي رواية المسيّبي من طريق ابن سعدان، وفي رواية قالون من طريق القاضي وأبي عون عن الحلواني بين الفتح والإمالة، وقرأت في رواية الباقين عن هؤلاء الثلاثة بإخلاص الفتح وبذلك قرأ الباقون «3». حرف: قرأ ابن عامر في رواية الوليد وهشام ما كذّب الفؤاد [11] بتشديد الذال، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة بتخفيفها «4». وروى الأصفهاني «5» عن ورش وابن غالب عن الأعشى الفواد بغير همز وحمزة كذلك في الوقف وهمز الباقون. حرف: قرأ حمزة والكسائي أفتمرونه [12] بفتح التاء وإسكان الميم من غير ألف، وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الميم وألف بعدها «6». حرف: وكلهم قرأ أفرءيتم اللات [19] بتخفيف التاء إلا ما رواه الوليد بن
حرف:
مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأها مثقلة «1»، وكذلك روى اللهبي أداء عن البزّي عن ابن كثير، وكلهم وقف بالتاء إلا الكسائي فإن أبا عمر روى عنه أنه وقف بالهاء، وقد ذكرنا ذلك بإسناده في باب الوقف «2». حرف: قرأ ابن كثير ومنآءة الثالثة [20] بمدّ الألف بهمزة مفتوحة بعدها، وكذلك روى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وقرأ الباقون بغير مدّ ولا همز «3»، وكذلك روى ابن غالب عن الأعشى. حرف: قرأ ابن كثير في رواية قنبل والبزّي ضئزى [22] بهمزة ساكنة بعد الضاد، وروى الخزاعي وابن فليح والبزّي جميعا ومحمد بن هارون عن البزّي بغير همز، وسائر الرواة عن البزّي بعد على الهمزة، وقرأ الباقون بغير همز «4». كبير الإثم [32] وفي بطون أمهاتكم [32] والنشأة [47] وثمودا [51] مذكور قبل. حرف: قرأ نافع في غير رواية قالون وأبو عمرو عادا الأولى [50] بإلقاء حركة الهمزة على اللام وإدغام التنوين فيهما اعتدادا بالحركة، وقرأ نافع في رواية قالون كذلك أيضا إلا أنه يهمز همزة ساكنة بعد ضمّه اللام. قال الحلواني عن قالون مثل عادا العلى «5» وهو معنى قول الجماعة عنه، وكذلك روى ابن جبير عن إسماعيل وابن ذكوان عن المسيّبي، وكذلك روى أبو بكر بن أبي أويس «6» وعبد الرحمن بن أبي الزناد «7» وكردم «8» عن نافع. وقال ابن المسيّبي عن أبيه عنه: أنه رجع عن همزها.
وحدّثني عبد الله بن محمد «1» قال: نا عبيد الله بن أحمد «2» نا أحمد بن جعفر «3» نا الحسن بن علي «4» نا أبو عون «5» عن الحلواني عن قالون عن نافع: عادا الأولى بترك الهمزة بعد إدغام التنوين في اللام، وكذلك روى لنا أبو الفتح عن عبد الله بن الحسين عن قراءته على أصحاب أبي عون عنه عن الحلواني عن قالون، وكذلك حكى لي عبد الله بن محمد عن عبيد الله بن أحمد عن قراءته على ابن بويان عن أبي حسّان «6» عن أبي نشيط عن قالون. وحدّثنا أحمد بن عمر قال: نا عبد الله بن عيسى «7» نا قالون عن نافع عادا الاؤلى الهمزة في الواو وعلى ذلك جميع أهل الأداء برواية قالون، وقال ابن جبير في مختصره [230/ أ] عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أدغم همزة فاء الفعل. وقال أبو طاهر بن أبي هاشم:" وهذا ما لا يفعل" «8». قال أبو عمرو: وقول ابن جبير معقول مفهوم، وذلك أنه جعل الإدغام عبارة عن تسهيل الهمزة وإلقاء حركتها على اللام الساكنة قبلها في ذلك كما جعله أصحاب ورش عبارة عن تليينها وجعلها بين بين في نحو: أإله [النمل: 60] وأؤنبئكم [آل عمران: 15] وشبهه، فقالوا كما تلين الأولى وتدغم الثانية وذلك من حيث عدمت من اللفظ في حال الإلقاء،
وذهب معظم صوتها في حال التليين كعدم الحرف المدغم وذهابه إذا أدغم أو ضعف الصوت بحركته، فلما اشتركا «1» في الذهاب وعدم الظهور عبّر عنهما بعبارة واحدة على مذاهب العرب في تسمية الشيء باسم الشيء إذا أشبهه في بعض معانيه، وذلك مجاز واتّساع. وقرأ الباقون بإسكان اللام وكسر التنوين قبلها لسكونه وسكونها وتحقيق همزة فاء الفعل بعدها «2». قال أبو عمرو: وفي الابتداء بقوله: الأولى هاهنا إذا فصل بالوقف من قوله: عادا على مذهب نافع وأبي عمرو ثلاثة أوجه: أحدها: أن يبدأ لولا بضم اللام دون همزة قبلها ولا بعدها كالوصل سواء، ويأتي قالون بعد ضمة اللام بهمزة ساكنة كما يصل وحذفت همزة الوصل قبل اللام في هذا الوجه استغناء عنها لمّا تحرّكت اللام بحركة همزة فاء الفعل؛ لأنها إنما تجتلب للساكن للتوصل بها إلى النطق فإذا عدم لم يحتج إليها. والوجه الثاني: أن يبتدأ «3» ألؤلا بضم اللام وإثبات همزة الوصل مفتوحة قبلها ويأتي قالون بعد ضمة اللام بهمزة ساكنة أيضا كما يأتي بها في الوجه الأول، وأثبت همزة الوصل قبل اللام في هذا الوجه وإن كانت متحركة في اللفظ؛ لأنها في تقدير السكون الخالص بدليل أن «4» الحركة ليست لها، وإنما هي حركة همزة فاء الفعل نقلت «5» إليها فهي لذلك عارضة، فوجب أن لا يعتدّ بها في حذف همزة الوصل قبلها وإن ثبتت في اللفظ كما ثبتت «6» مع الساكن المحض. والوجه الثالث أن يبتدئا «7» الأولى بإسكان اللام وإثبات همزة الوصل قبلها وتحقيق همزة فاء الفعل بعدها ولا يأتي قالون في هذا الوجه بالهمزة الساكنة يأتي بها في الوجهين الأولين بتحقيق همزة فاء الفعل قبلها لئلا يلتقي همزتان الثانية فيهما
حرف:
ساكنة إذ التقاؤهما «1» معدوم وغير جائز، وهذا الوجه عندي أوجه الأوجه الثلاثة وأقيسها بمذهب نافع وأبي عمرو وذلك أنهما لمّا كانا إنما نقلا حركة الهمزة إلى اللام في هذا الموضع خاصة، وحرّكاها بها في حال الوصل؛ لأجل سكونها وسكون التنوين قبلها لئلا يلتقي ساكنان. ألا ترى أنهما قد حذفا التنوين لأجل ذلك في قوله: عزير ابن الله [التوبة: 30] إذ كان ساكنا فحرّكاه بحركة الهمزة، فأدغما التنوين فيها وآثرا على كسرة، فلما كان ذلك وعدم التنوين في حال الانفصال والابتداء بهذه الكلمة وهو الموجب لتحريك لامها لزم ردّها إلى حكم نظائرها في جميع القرآن نحو من النذر الأولى [56] وللأخرة خير لك من الأولى [الضحى: 4] وفما بال «2» القرون الأولى [طه: 51] وما أشبهه مما يسكنان اللام فيه ويحقّقان الهمزة بعدها على الأصل «3». حرف: قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر وحمزة وثمود فما أبقى [51] [231/ أ] بغير صرف ووقفا بغير ألف، وروى الزهراني عن حفص أنه يقف بألف. واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم «4» والعليمي والبرجمي وابن أبي أمية والأعشى في غير رواية ابن غالب وابن عطارد وابن أبي حمّاد بغير تنوين، قال يحيى بن آدم: رددتها عليه مرارا، كل ذلك ينصبها بغير تنوين وقال ابن عطارد وقد قال أبو بكر مرة ثمودا بألف وينون، وروى الكسائي ويحيى الجعفي وأبو هشام وهارون عن حسين وابن غالب عن الأعشى أنه ينوّنها «5». وقال عروة بن محمد الأسدي «6» عن أبي بكر كان عاصم ربما نوّن في والنجم وربما ترك. وقرأ الباقون بالتنوين «7» ووقفوا بالألف عوضا منه. ليس في هذه السورة شيء من ياءات الإضافة والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة القمر
ذكر اختلافهم في سورة القمر حرف: قرأ ابن كثير إلى شيء نكر [6] بإسكان الكاف، وقرأ الباقون بضمّها «1»، وكذلك حكى الخزاعي عن ابن فليح في كتابه عن أصحابه عن ابن كثير، وقال النقّاش: سألت الخزاعي فقال: نكر مثقل، وكذلك قال التائب «2» عنه عن أصحابه عن ابن كثير. حرف: قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي خاشعا أبصارهم [7] بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشين على لفظ الواحد، وقرأ الباقون بضم الخاء وفتح الشين وتشديدها من غير ألف على لفظ الجمع «3». ففتحنا أبواب السماء [11] وعيونا [12] قد ذكر. حرف: وكلهم قرأ وفجّرنا [12] بتشديد الجيم إلا ما رواه أبو زيد وجبلة عن المفضل عن عاصم وفجرنا خفيفة وبتشديد الجيم، قرأت للمفضل من طريق جبلة وبه آخذ. حرف: قرأ ابن عامر وحمزة ستعلمون غدا [26] بالتاء، واختلف في ذلك عن حفص عن عاصم فروى عنه هبيرة وأبو شعيب القوّاس فيما قرأته بالتاء مثل حمزة، وروت الجماعة عنه بعد بالياء، وكذلك قال القوّاس في كتابه عنه، وقرأ الباقون بالياء «4». حرف: وكلهم قرأ مستطر [53] بتخفيف الراء وقفا ووصلا إلا ما حدّثناه عبد العزيز ابن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني أحمد بن عبيد الله نا الجمال نا الحلواني نا سهل بن عثمان «5» عن عصمة «6» عن أبي بكر عن عاصم
مستطرّ مشددة الراء. قال أبو عمرو: ومثل هذا إنما يجوز في الوقف على مذهب بعض العرب وهم الذين يبالغون في البيان عن كيفية حركات أواخر الكلم في الفصل فيشدّدون الحرف الأخير منهنّ إذا وقفوا عليهن فيقولون في الوقف: هذا محمد، ومررت بخالد «1» ورأيت أحمد يجمعون بين ساكنين، قال سيبويه «2»: وعلامة ذلك الشين، قال أبو عمرو: وذلك لأنها أول قولك شديد فلذلك جعلها علامة له ودلالة عليه ومثل ذلك قول الشاعر «3»: لقد خشيت أن أرى جدبّا ... في عامنا ذا بعد ما خضبّا فشدّد الباء في المصراعين جميعا في حال الوقف ثم حمل الوصل عليه فشدّدهما أيضا فيه لمّا لم يكن له بدّ من إطلاق الباء فيه ليصحّ الوزن. فإن سكن ما قبل الحرف الموقوف عليه نحو زيد وبكر وعمر لم يجز تشديده لئلا يجتمع في الوقف ثلاثة سواكن، واجتماعها خروج من كلام العرب لتعذّر النطق بها. ليس في هذه السورة ياء إضافة وفيها من المحذوفات ثمان: [231/ ب] أولاهنّ يدع الدّاع [6] أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير في رواية أبي ربيعة عن قنبل والبزّي في رواية الزينبي وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق عن قنبل وفي رواية ابن مخلد ومضر واللهبي عن البزّي وأثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وورش وابن جبير عن أصحابه وأبو عمرو. وحذفها الباقون في الحالين «4»، وكذلك روى الخزاعي عن أصحابه الثلاثة
القوّاس والبزّي وابن فليح وابن الصباح «1»، وابن بويان عن قنبل ومحمد بن هارون عن البزّي. وروى ابن واصل عن اليزيدي عن أبي عمرو يدع الدّاع يصل بغير ياء لم يروه غيره. مهطعين إلى الداع [8] أثبتها في الحالين ابن كثير باتفاق من الرواة إلا أن محمد بن أحمد قال لنا عن ابن مجاهد: إن ابن كثير يصل بياء «2»، وقال الخزاعي عن أصحابه عنه إلى الدّاع يقول بإشراكها في الياء التي استقبلتها، فيدلّ هذا الذي حكاه على إثباتها في الوصل خاصة؛ لأنه إذا وقف لم يستقبلها بتلك الياء التي لأجلها أثبتت. وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع بإجماع عنه وأبو عمرو من غير خلاف «3». وخالف الجماعة عن نافع أبو موسى الأنصاري فروى عن المسيّبي عنه أنه حذفها في الحالين. عذابي ونذر [39] في ستة مواضع [16 و 18 و 21 و 30 و 37 و 39] فيها «4» أثبت الياء فيهنّ نافع في رواية ورش، وذلك قياس ما رواه العثماني عن قالون، وحذفهنّ الباقون في الحالين «5».
ذكر اختلافهم في سورة الرحمن عز وجل
ذكر اختلافهم في سورة الرحمن عزّ وجلّ حرف: قرأ ابن عامر والحبّ ذا العصف والريحان [12] بنصب الثلاثة الأسماء. أخبرنا أحمد بن عمر قال: نا أحمد نا محمد نا هشام بإسناده عن ابن عامر والحبّ ذا العصف بالألف والنصب «1»، والريحان بالخفض. وحدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله نا أحمد نا هشام بإسناده عن ابن عامر والحبّ ذا العصف والريحان بالنصب وهذا هو الصواب، وكذلك رواه الحلواني وابن عبّاد وغيرهما عن هشام، وقرأ حمزة والكسائي والريحان وحده بالخفض ورفعا الاسمين الأولين، وكذلك روى المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم، وقرأ الباقون برفع الثلاثة الأسماء «2»، وكذلك روى أحمد بن أبي شريح «3» عن الكسائي. حرف: قرأ نافع وأبو عمرو يخرج منهما [22] بضمّ الياء وفتح الراء، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الراء «4». وحدّثنا محمد بن أحمد نا ابن مجاهد حدّثني محمد بن عيسى نا ابن هشام «5» قال ابن مجاهد: وأخبرني موسى بن إسحاق عن هارون كلاهما عن حسين عن أبي عمرو أنه قرأ نخرج منهما بالنون مضمومة وكسر الراء اللؤلؤ والمرجان [22] بالنصب جميعا «6».
حرف:
وقال الحسن الرازي «1» عن أبي هشام والحلواني عن خلّاد عن حسين عن أبي عمرو مثله إلا أنه [بالياء] لم يرو ذلك غير حسين عن أبي عمرو «2». حرف: قرأ حمزة وحمّاد عن عاصم المنشآت [24] بكسر الشين، واختلف عن أبي بكر فروى عنه الكسائي والعليمي ويحيى الجعفي وحسين بن علي وعبيد بن نعيم وابن جبير ويزيد بن عبد الواحد وهارون بن حاتم بكسر الشين مثل حمزة، وبذلك قرأت في رواية يحيى بن آدم على أبي الفتح. فروى عنه يحيى بن آدم وابن أبي أمية وابن عطارد بالوجهين بالكسر [232/ أ] والفتح «3»، قال ابن عطارد: قال أبو بكر: كان عاصم يقرؤها على الوجهين، وروى عنه الأعشى والبرجمي وابن جامع عن ابن أبي حمّاد بفتح الشين، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد نا عبد الواحد بن عمر حدّثني ابن يونس «4» نا ابن صدقة «5» نا أحمد بن جبير عن أبي بكر عن عاصم المنشآت يعني بكسر الشين. قال عبد الواحد: وحدّثنا أبو بكر عن ابن صدقة عن ابن جبير عن أبي بكر عن عاصم «6» بفتح الشين، والصحيح ما رواه ابن يونس؛ لأن ابن جبير ذكر ذلك في مختصره عن عاصم بكسر الشين، وذكر في جامعه عنه بالوجهين. حدّثنا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر نا أبو بكر نا عبيد الله بن أبي مسلم عن أبيه «7» عن عباس «8» عن جعفر بن الزبير عن ابن عامر بكسر الشين، قال ابن أبي
حرف:
هاشم وحدّثناه العمري «1» عن عبد الغفّار «2» عن عباس عن جعفر عن ابن عامر، وقرأ الباقون «3»، وعاصم في رواية حفص والمفضل بفتح الشين. حرف: قرأ حمزة والكسائي سيفرغ لكم [31] بالياء، وقرأ الباقون بالنون «4». والياء والنون مفتوحتان والراء مضمومة لكلهم إلا ما رواه هارون وخلّاد عن حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه فتحها، لم يروه غيره. وقال حسين عن أبي عمرو بالياء وفتحها وفتح الراء «5» لم يروه أيضا غيره. أيه الثقلان [31] قد ذكر «6». حرف: قرأ ابن كثير شواظ [35] بكسر الشين وقرأ الباقون بضمها «7». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونحاس [35] بالخفض وقرأ الباقون بالرفع «8». وقرأ نافع في رواية ورش وفي رواية أبي سليمان «9» عن قالون وعاصم في رواية الخياط من غير طريق النقار عن الشموني عن الأعشى عنه من استبرق [54] بوصل الهمزة، وقال النقّار عن الخياط: كان يصلها مرّة ويقطعها أخرى، وقرأ الباقون بقطع الهمزة «10» وقد ذكر.
حرف:
حرف: واختلف عن الكسائي في قوله لم يطمثهنّ [56، 74] في الموضعين، فروى عنه أبو عمر أنه إذا ضمّ الأولى كسر الثانية وإذا كسر الأولى ضمّ الثانية، وقرأت من طريقه ومن طريق نصير «1» بضم الميم في الكلمة الأولى وكسرها في الثانية. وكذلك حدّثني الفارسي عن أبي طاهر عن قراءته في رواية أبي عمر على ابن مجاهد وأبي عثمان الضرير «2»، واختلف في ذلك عن أبي الحارث، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر حدّثني أحمد بن سعيد الأذني «3» نا محمد بن يحيى «4» نا أبو الحارث عن الكسائي مثل قول أبي عمر عنه سواء، وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: أخبرني الكسائي عن أبي الحارث عن الكسائي أنه ضمّ الميم في الحرف الأول وكسرها في الثاني «5». وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد أخبرني أحمد بن يحيى ثعلب «6» عن سلمة ابن عاصم «7» عن أبي الحارث عن الكسائي لم يطمثهنّ يقرؤها بالرفع
والكسر جميعا لا يبالي كيف يقرؤهما «1»، وروى نصير عن الكسائي لم يطمثهنّ مرتفعة الميم من واحدة منهما والثانية بالكسرة ولا يبالي قرأت برفع الميم أو بالكسر وهذا موافق لما رواه سلمة عن أبي الحارث، وروى قتيبة عن الكسائي أنه يجمع بين اللغتين في يطمثهنّ إذا كسر الأولى ورفع «2» الأخرى، وروى ابن جبير عنه أنه إذا ضمّ ميم الأولى كسر ميم الأخرى، وإذا كسر ميم الأولى ضمّ ميم الأخرى، وهذا موافق أيضا لما رواه أبو عمر عنه «3». وروى أبو موسى عن الكسائي بكسر الميم في الأولى وبضمّها في الثانية، ومثل حمزة لا يبالي كيف يقرأهما لغتان. وقال سورة عنه برفع الميم في إحداهما والأخرى لا يرفع. وحدّثنا الفارسي [232/ ب] عن أبي طاهر في البيان عن ابن مجاهد عن الكسائي عن أبي الحارث عن الكسائي مثل ذلك، وروى أبو طاهر في كتاب الفصل عن ابن مجاهد بالإسناد نفسه: أن الكسائي يستحبّ كسر الأولى وضم الثانية، ومما يدلّ على صحة ما رواه هؤلاء عن الكسائي على اختلافه. حدّثنا خلف بن إبراهيم قال: نا أحمد بن محمد «4» قال: نا علي بن عبد العزيز «5» نا أبو عبيد «6» قال: كان الكسائي يرى في يطمثهنّ الضم والكسر وربما كسر إحداهما وضمّ الأخرى. قال أبو عمرو: وقرأت أنا في رواية أبي الحارث عن الكسائي على أبي الفتح مثل أبي عمر بضمّ الأولى وكسر الثانية، وقرأت في روايته على أبي الحسن بكسر الأولى وضمّ الثانية، وقرأهما الباقون بالكسر «7».
حرف:
حرف: قرأ ابن عامر تبارك اسم ربّك ذو الجلال [78] بواو بعد الذال نعتا للاسم، وكذلك في مصاحف الشاميين. وقرأ الباقون ذي الجلال بياء بعد الذال نعتا للربّ «1»، وكذلك في مصاحفهم، وأجمعوا على أن بعد الذال واوا في الحرف الأول وهو قوله: ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام نعتا للوجه، واتفقت مصاحف الأمصار على ذلك، وأمال ابن عامر في رواية ابن ذكوان فتحة الراء من قوله: والإكرام في الموضعين، وقرأهما نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني بين بين، وأخلص الباقون فتحها «2». ليس فيها ياء إضافة ولا ياء محذوفة مختلف فيها والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الواقعة
ذكر اختلافهم في سورة الواقعة حرف: قرأ الكوفيون بخلاف عن أبي بكر ولا ينزفون [19] هاهنا بكسر الزاي، وقرأ الباقون بفتحها «1»، وكذلك روى ابن عطارد عن أبي بكر ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى عنه، وروى المفضل عن عاصم هنا ينزفون بفتح الياء وكسر الزاي، وكذلك روى حسين وهارون عن أبي بكر. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وأبو عمرو في رواية عبد الوارث من قراءتي وحمزة والكسائي وحور عين [22] بالخفض جميعا، وقرأهما الباقون بالرفع «2». حرف: وكلهم قرأ إنشاء [35] بفتح الشين إلا ما حدّثناه الفارسي قال: حدّثنا أبو طاهر نا ابن فرح نا أبو عمر عن سليم عن حمزة إنشاء مكسورة الألف «3»، وأحسبه يريد ألف القطع التي في أول المصدر لا ألف البناء التي بعد الشين، وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر نا ابن يونس «4» عن عيّاش بن محمد «5» عن سليم عن حمزة إنشاء مكسورة، ولم يذكر الألف والله أعلم. حرف: قرأ نافع في رواية إسماعيل وعاصم في رواية حمّاد والمفضل وأبو عمرو في رواية شجاع وحمزة عربا أترابا [37] بإسكان الراء هذه رواية أبي عبيد وأحمد بن إبراهيم القصباني «6» عن محمد بن غالب عن شجاع، وروى أبو علي الصوّاف
حرف:
وأبو علي الدقاق «1» وغيرهما عن ابن غالب بضمّ الراء. واختلف في ذلك عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم «2» ويحيى العليمي وابن أبي حمّاد وابن أبي أمية وابن عطارد بإسكان الراء، وزاد ابن عطارد وقد قال عربا مثقلة، وقال أبو هشام عن يحيى قال أبو بكر: كأني أسمع عاصما الساعة يقرؤها عربا خفيفة. وروى عنه الكسائي والأعشى والبرجمي وحسين الجعفي وعبيد بن نعيم وأبو المعافى «3» وهارون بن حاتم بضمّ الراء، وقرأ الباقون بضم الراء «4»، وكذلك [حكى] أحمد بن نصر عن قراءته على القصباني وأبي الليث الفرائضي «5» وغيرهما عن محمد بن غالب عن شجاع عن أبي عمرو قال: وكذلك روى الحسن الدقاق عن ابن غالب، وقرأت [233/ أ] من طريق القصباني بإسكان الراء، وكذلك روى أبو عبيد عن شجاع نصّا. حدّثنا الخاقاني قال: نا أحمد بن محمد نا علي نا أبو عبيد «6» قال: اختلف فيها أبو جعفر ونافع فقرأها أحدهما بالتخفيف وثقلها الآخر «7». قال أبو عمرو: فكأن أبا عبيد لم يضبط ذلك عن إسماعيل كما ضبطه عنه الكسائي وأبو عمر «8»، وغيرهما. حرف: قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة أئذا متنا [47] أءنا لمبعوثون [47] بالجمع بين الاستفهامين «9» وتحقيق الهمزتين في كل واحد منهما، وابن كثير وأبو
حرف:
عمرو يجمعان أيضا بينهما إلا أنهما يسهّلان الهمزة الثانية في كل واحد منهما، وقرأ نافع والكسائي بالاستفهام في الأول، ونافع يسهل الهمزة الثانية، والكسائي يحقق الهمزتين وبالخبر في الثاني بهمزة واحدة مكسورة، وهشام عن ابن عامر يدخل بين الهمزتين فيهما ألفا، وأبو عمرو أيضا يدخلها بين المحقّقة والمسهّلة فيهما، ونافع في غير رواية ورش يدخلها بينهما في الاستفهام، وقد ذكرنا هذا في سورة الرعد «1». حرف: وكلهم قرأ فظلتم تفكّهون [65] بفتح الظاء إلا ما رواه هارون عن حسين والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم أنه كسرها، لم يروه أحد غيره «2». حرف: قرأ نافع وعاصم وحمزة شرب الهيم [55] بضم الشين، وقرأ الباقون بفتحها «3». حرف: قرأ ابن كثير نحن قدرنا بينكم [60] بتخفيف الدال وقرأ الباقون بتشديدها «4». النشأة الأولى [62] قد ذكر «5». حرف: وكلهم قرأ فمالئون [53] ومستهزؤون [البقرة: 14] والخاطؤون [37] ومتكؤن [يس: 56] وما أشبهه بالهمز وصلا ووقفا إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه لم يهمز ذلك وضم ما قبل الواو فيه، وحمزة إذا وقف يسهل الهمزة على ما شرحناه قبل «6». حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر أءنا لمغرمون [66] على الاستفهام بهمزتين، الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، حدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني الخثعمي «7» وعلي بن العباس «8» في كتابه قالا: نا محمد بن عمر بن وليد «9»
حرف:
حدّثني عبد الله بن منصور «1» قال: سألت أبا بكر كيف كان يقرأ عاصم؟ قال: سمعت عاصما يقرأ أإنا لمغرمون وهمزها أبو عبد الرحمن يعني: عبد الله بن منصور همزتين، وقرأ الباقون على الخبر بهمزة واحدة مكسورة «2»، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر وابن جبير عنه. حرف: قرأ حمزة والكسائي بموقع النجوم [75] بإسكان الواو من غير ألف على لفظ الواحد، وقرأ الباقون بفتح الواو وألف بعدها على لفظ الجمع «3». حرف: وكلهم قرأ إلا المطهّرون [79] بتخفيف الطاء وفتح الهاء إلا ما حدّثناه فارس بن أحمد عن أصحابه «4» عن ابن عبد الرزاق عن الخزاعي عن البزّي عن ابن كثير المطّهّرون بتشديد الطاء وكسر الهاء، لم يروه عن الخزاعي أحد غيره. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل أنكم تكذبون [82] بفتح التاء وإسكان الكاف وتخفيف الذال، وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الكاف وتشديد الذال «5». ليس في هذه السورة من الياءات شيء والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الحديد
ذكر اختلافهم في سورة الحديد حرف: قرأ أبو عمرو وقد أخذ [8] بضم الهمزة وكسر الخاء ميثاقكم [8] برفع القاف وقرأ الباقون بفتح الهمزة والخاء ونصب القاف «1». حرف: قرأ ابن عامر وكلّ وعد الله الحسنى [10] بالرفع وكذلك في مصاحف أهل الشام [233/ ب] «2»، والذي في النساء [95] بالنصب «3»، إجماع من القرّاء واتفاق من المصاحف، وكذلك روى أبو معمر عبد الوارث «4» عن أبي عمرو وقرأ الباقون وكلّا بالنصب «5»، وكذلك في مصاحفهم. فيضعفه له [11] قد ذكر «6». حرف: قرأ حمزة للذين ءامنوا أنظرونا [13] بقطع الألف في الحالين وكسر الظاء والمعنى: أمهلونا، اصبروا علينا، ترفّقوا بنا، وقرأ الباقون بوصل الألف وضم الظاء أي: انتظرونا «7». وإذا ابتدءوا الألف ضمّوها لضمة الظاء بعدها. حرف: قرأ ابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن ذكوان فاليوم لا تؤخذ منكم [15] بالتاء وقرأ الباقون بالياء، وكذلك روى التغلبي عن ابن ذكوان ولا يعرف أهل الشام إلا التاء «8»، وقال ابن جبير عن اليزيدي: كان أبو عمرو يقرأها بالتاء
حرف:
ثم رجع إلى الياء، وقال أصحاب اليزيدي: كلهم عنه بالياء لم يذكروا غير ذلك. حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية حفص والمفضل وما نزل من الحق [16] بتخفيف الزاي وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد بتشديد الزاي «1». حرف: قرأ ابن كثير وعاصم في غير رواية حفص عنه إن المصدقين والمصدقات [18] بتخفيف الصّاد فيهما، وقرأهما الباقون وحفص عن عاصم بتشديد الصّاد «2». حرف: قرأ أبو عمرو بما أتاكم [23] بالقصر من الجيئة، وقرأ الباقون بالمدّ من العطية «3». بالبخل [24] قد ذكر «4». حرف: قرأ نافع وابن عامر فإن الله الغني الحميد [24] بغير هو، وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام «5»، وقرأ الباقون فإن الله هو الغني، بزيادة هو، وكذلك في مصاحفهم «6». ليس فيها من الياءات شيء والله أعلم.
باب ذكر اختلافهم في سورة المجادلة
باب ذكر اختلافهم في سورة المجادلة حرف: قرأ عاصم الذين يظاهرون [2] بضم الياء وتخفيف الظاء وألف بعدها وكسر الهاء في الموضعين، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي يظّاهرون بفتح الياء والهاء وتشديد الظاء وألف بعدها فيهما، وقرأها «1» الباقون يظّهّرون بفتح الياء وتشديد الظاء والهاء من غير ألف بينهما «2». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل ما هنّ أمهاتهم [2] برفع التاء على لغة بني تميم، وقرأ الباقون بكسرها «3»، وهي في موضع نصب على لغة أهل الحجاز «4» الئي مذكور قبل «5». حرف: وكلهم قرأ ما يكون من نجوى [7] بالياء إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ بالتاء وهي قراءة أبي جعفر المدني «6»، لم يرو ذلك عن يحيى عن ابن عامر غير الوليد. حرف: قرأ حمزة وينتجون بالإثم [8] على «يفتعلون» بنون ساكنة بعد الياء وبعدها تاء مفتوحة وجيم مضمومة. وقرأ الباقون يتناجون على يتفاعلون بتاء ونون مفتوحتين وبعدها ألف وفتح الجيم «7».
حرف:
وأجمعوا على قوله: فلا تتناجوا أنه بهذه الترجمة «1» حملا على ما قبله من قوله: إذا ناجتيم [12] وعلى ما بعده من قوله وتناجوا [9]. ليحزن الذين ءامنوا [10] قد ذكر «2». حرف: قرأ عاصم في المجالس [11] بالألف على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد «3». حرف: قرأ نافع وابن عامر وإذا قيل انشزوا فانشزوا [11] بضم الشين فيهما، واختلف عن عاصم فروى عنه المفضل وحمّاد بكسر الشين فيهما «4»، واختلف عن أبي بكر فروى عنه الأعشى والبرجمي وهارون بن حاتم بضم الشين فيهما «5»، وروى عنه الكسائي والعليمي وحسين الجعفي بكسر الشين في الحرفين، روى ذلك منصوصا عن الكسائي أحمد ابن جبير وعن حسين خلّاد كذلك، وكذلك روى محمد بن المنذر وضرار بن صرد عن يحيى بن آدم عنه، وبذلك قرأت فيهما في رواية الصريفيني عن يحيى. [234/ أ] وقال لنا محمد بن علي: عن ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن سعدان عن يحيى بن آدم عنه أنه كسر الشين فيهما أيضا، وروى «6» ابن سعدان عن يحيى مرسلة، وإنما هي عن محمد ابن المنذر عنه، وخالف هذين عن خلف يحيى وشعيب والرفاعي والوكيعي وحسين العجلي فقالوا عنه عن أبي بكر: إنه لم يحفظ عن عاصم كيف قرأ، قال: فسألت عنها الأعشى قلت: فكيف قرأها الأعشى؟ قال: قرأها بكسر الشين «7»، وكذلك قال ابن أبي أميّة عن أبي بكر سواء، وقال عبيد بن نعيم عن أبي بكر أنه لا
يدري كيف كان عاصم يقرؤها «1»؟ وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر نا علي بن العباس ومحمد بن الفتح «2» قالا: نا أحمد بن عثمان «3» بن حكيم نا عبد الجبار العطاردي قال: قال أبو بكر: لا أحفظ عن عاصم. قال عبد الجبّار: وسألت عروة بن محمد عنها كيف ينبغي أن يكون في قراءة عاصم؟ فقرأها برفع الشين في الحرفين قال: هو مثل يعكفون [الأعراف: 138]. قال أبو عمرو: يريد عروة بقوله هو مثل يعكفون «4» أن مضارع نشز وعكف لما كان فيه لغتان الضم والكسر وكان عاصم بإجماع من الرواة عنه قد ضمّ كاف يعكفون ولم يحفظ عنه أبو بكر في شين انشزوا [11] ضمّا ولا كسرا وجب ردّه إلى لفظ نظيره المجمع عليه عنه، وكان ذلك أولى من ردّه إلى لفظ غيره «5». ولو قال عروة: وهو مثل يعرشون [الأعراف: 137] لكان أحسن لما في ذلك من اجتماع اللغتين في مضارع عرش كاجتماعهما في مضارع نشز وعكف من المطابقة ومن الموافقة لمذهب أبي بكر وروايته عن عاصم في ضم راء مضارع «6». واختلف عن حفص أيضا فروى هبيرة عنه بكسر الشين فيهما، وروى عنه سائر الرواة عمرو وعبيد والقوّاس وأبو عمارة والمروزي والزهراني بضم الشين، وقرأ الباقون بكسر الشين فيهما، ومن ضمّ الشين ابتدأ الألف بالضم ومن كسر الشين ابتدأ الألف بالكسر بناء على حركة الشين لأنها لازمة في كلا الوجهين، وروى الشموني
حرف:
عن الأعشى وهارون بن حاتم عن أبي بكر أو عشيراتهم [22] بالألف على الجمع وكسر التاء، وقرأ الباقون بغير ألف وفتح التاء على التوحيد، وكذلك روى ابن غالب والتيمي عن الأعشى وسائر الرواة عن أبي بكر «1» وقد ذكر. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل أولئك كتب في قلوبهم [22] بضم الكاف وكسر التاء الإيمان بالرفع «2»، وقرأ الباقون بفتح الكاف والتاء ونصب الإيمان «3». في هذه السورة ياء إضافة واحدة: وهي قوله: ورسلي إن الله [21] فتحها نافع وابن عامر، وقال ابن جبير: لم يرو فتحها عن نافع إلا المسيّبي وحده يعني: من أصحابه الذين قرأ عليهم، وأسكنها الباقون «4» والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الحشر
ذكر اختلافهم في سورة الحشر قد ذكر الرعب في آل عمران. حرف: قرأ أبو عمرو يخرّبون بيوتهم [2] بفتح الخاء وتشديد الراء، وقرأ الباقون بإسكان الخاء وتخفيف الراء «1». حرف: وكلهم قرأ وليخزي الفاسقين [5] بنصب الياء إلا ما حدّثناه خلف بن إبراهيم قال: نا أحمد بن أسامة قال: نا أبي ح وحدّثنا فارس بن أحمد قال: نا جعفر بن أحمد نا محمد بن الربيع قالا: نا يونس «2» قال: أقرأني عثمان وليخزي بجزم «3» الياء ونصبها، وأقرأني ابن كيسة بوقفها وهذا لا يجوز؛ لأن الفتحة إعراب، وهو عندي وهم من يونس والله أعلم. حرف: قرأ ابن عامر في رواية الوليد عن يحيى وفي رواية الحلواني عن هشام كي لا تكون [7] بالتاء دولة بالرفع «4»، وكذا قرأت على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله ابن الحسين [234/ ب] عن محمد بن عبدان «5» وغيره عن الحلواني عن هشام، وبذلك قرأت أيضا على أبي الحسن بن غلبون بإسناده عن الحلواني عن هشام، وقد روى الحلواني عن هشام يكون بالياء، رواه لنا الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عنه، ورواه أحمد بن نصر عن قراءته ورواه غيرهما عنه «6». وكذلك روى أحمد بن نصر عن قراءته من طريق الحلواني وغيره عن هشام، ولم يختلف عنه في رفع دولة إلا ما حدّثناه فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسن
حرف:
عن أصحابه عن الحلواني «1» عنه: يكون بالياء دولة بالنصب مثل الجماعة، وهو غلط لانعقاد الإجماع عنه على الرفع، ولم يذكر ابن مجاهد عن هشام في الحرفين شيئا، وقد اختلف في الياء خاصّة عن ابن ذكوان، فروى أحمد بن المعلى عنه عن ابن عامر بالتاء على التأنيث وروى عنه سائر الرواة بالياء على التذكير. واختلف في ذلك أيضا عن أبي بكر عن عاصم، فحدّثنا الفارسي قال: نا عبد الواحد ابن عمر قال: نا القطيعي قال: نا أبو هشام قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم كي لا تكون دولة على تاء، وخالفته الجماعة عن أبي بكر فروته بالياء، وقال أحمد بن نصر عن يونس: إن ورشا قرأه عن نافع وابن كيسة عن حمزة تكون بالتاء، والذي في كتاب يونس الذي رواه عنه محمد بن الربيع وأسامة بن أحمد وغيرهما إنما قرأه بالياء اتفاقا وهو الصحيح، والذي حكاه أحمد بن نصر غلط منه، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة بالياء والنصب «2». روى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر تبوّ والدار [9] بغير همز وقد ذكر، وقال النقار عن الخياط عنه: لا يهمز ولا يظهر واوا، قال: وكان ربما همز، وبغير همز قرأت من هذا الطريق. حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو أو من ورآء جدار [14] بكسر الجيم وفتح الدال وألف بعدها على التوحيد، وأبو عمرو يميل فتحة الدال والألف على أصله، وقرأ الباقون جدر بضم الجيم والدال على الجمع «3». الباريء [24] قد ذكرت في الإمالة «4». في هذه السورة من ياءات الإضافة واحدة وهي قوله: إني أخاف الله [16] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون «5» وليس فيها ياء محذوفة.
ذكر اختلافهم في سورة الممتحنة
ذكر اختلافهم في سورة الممتحنة حرف: قرأ الحرميان وأبو عمرو والمفضل عن عاصم يفصل بينكم [3] بضم الياء وإسكان الفاء وفتح الصّاد وتخفيفها، وقرأ ابن عامر «1» يفصّل بضم الياء وفتح الفاء والصاد وتشديدها، وقرأ عاصم في رواية غير المفضل ورواية أبي عمارة عن حفص بفتح الياء وإسكان الفاء وكسر الصاد وتخفيفها، وقرأ حمزة والكسائي يفصّل بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد وتشديدها، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص، وخالفته في ذلك الجماعة عنه. أسوة في الموضعين [4] [6]، قد ذكر «2». حرف: قرأ أبو عمرو ولا تمسّكوا [10] بفتح الميم وتشديد السين، وقرأ الباقون بإسكان الميم وتخفيف السين «3»، وكلهم ضمّوا التاء وكسروا السين إلا ما رواه عبد الحميد «4» بن بكّار بإسناده عن ابن عامر أنه قرأ ولا تمسكوا بفتح التاء والميم والسين وتشديدها «5»، لم يروه أحد غيره. ليس فيها «6» من الياءات شيء.
ذكر اختلافهم في سورة الصف
ذكر اختلافهم في سورة الصف قد ذكرت هذا سحر مبين [6] «1». حرف: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي متمّ [235/ أ] نوره [8] بغير تنوين وخفض الراء وكسر الهاء على الإضافة، وقرأ الباقون متمّ بالتنوين نوره بنصب الراء وضم الهاء «2». حرف: قرأ ابن عامر تنجيكم [10] بفتح النون وتشديد الجيم وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الجيم «3»، وروى أبو بكر الداجوني عن أبي بكر النقّاش عن الحسن بن حماد «4» عن الحلواني عن قالون عن نافع مثل ابن عامر وهو غلط من ابن حمّاد. حرف: قرأ الحرميان وأبو عمرو أنصارا [14] بالتنوين لله بلام الجرّ وإذا وقفوا عوّضوا من التنوين ألفا، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر، وقرأ الباقون أنصار الله بغير تنوين وبغير لام في اسم الله تعالى على الإضافة، وإذا وقفوا أسكنوا الراء لا غير «5». وفيها من ياءات الإضافة ثنتان من بعدي اسمه [6] أسكنها ابن عامر في غير رواية ابن بكّار عن أيوب عن يحيى عنه وعاصم في رواية حفص وفي رواية ابن جبير عن الكسائي وابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر، وفي رواية جبلة عن المفضل وحمزة والكسائي وفتحها الباقون «6»، وكذلك روى الشموني عن الأعشى، وكذلك
قرأت للمفضل، وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر من أنصاري إلى الله [14] فتحها نافع على الاختلاف المذكور عنه في آل عمران، وأسكنها الباقون «1»، وليس فيها ياء محذوفة.
ذكر اختلافهم في سورة الجمعة
ذكر اختلافهم في سورة الجمعة قد ذكرت اختلافهم في التوبة فأغنى عن إعادته. حرف: قرأ ابن عامر في رواية [ابن ذكوان] وأبو عمرو والكسائي في غير رواية أبي الحارث وحمزة في رواية أبي عمر وابن كيسة عن سليم كمثل الحمار [5] بالإمالة الخالصة، وقال التغلبي وابن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان: بكسر الميم وقال الأخفش عنه: بكسر الميم إشماما، وروى ابن جبير عن سليم عن حمزة أنه كان يكسر الميم شيئا، وروى عنه خلف أنه كان يجيز «1» الوجهين فكان الفتح أحبّ إليه، وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر من غير رواية النقّار عن الخيّاط أنه أمال أيضا. وقرأت للأعشى من الطريقين بإخلاص الفتح، وكذلك روى النقار عن الخياط عن الأعشى. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا ابن مخلد عن البزّي أنه كان يشير في الحمار إلى الكسر، وقرأت من طريقه بإخلاص الفتح، واختلف في ذلك عن نافع فروى عنه ورش من غير رواية الأصبهاني أنه قرأ ذلك بين الإمالة والفتح، وكذلك روى خلف عن المسيّبي عنه، وروى ابن المسيّبي عن أبيه وأبو عمر عن إسماعيل وأحمد ابن صالح عن قالون بإخلاص الفتح للميم والألف بعدها، وبذلك قرأت في رواية ابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل وفي رواية ابن المسيّبي عن أبيه وفي غير رواية القاضي وأبي عون عن الحلواني عن قالون وفي رواية الأصبهاني عن ورش، وبذلك قرأ الباقون «2». وليس من هنا إلى آخر التحريم من الياءات شيء والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة المنافقين
ذكر اختلافهم في سورة المنافقين حرف: قرأ ابن كثير في رواية ابن مجاهد «1» وابن بويان عن قنبل وعاصم في رواية المفضل وأبي عمرو والكسائي كأنهم خشب [4] بإسكان الشين وقرأ الباقون بضمّها «2»، وكذلك روى أبو ربيعة عن قنبل والبزّي وابن الصباح والزينبي [235/ ب] عن قنبل والخزاعي عن أصحابه والحلواني عن القوّاس. وحدّثنا فارس بن أحمد قال: نا جعفر بن محمد البغدادي «3» قال: نا عمر بن يوسف «4» قال: نا الحسين بن شيرك «5» قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يقرأ خشب بالتشديد ثم رجع إلى التخفيف، لم يرو هذا عن اليزيدي غير أبي حمدون، وقوله بالتشديد اتّساع ومجاز وهو عبارة عن ضم الشين وتثقيلها؛ لأن التثقيل شديد في المعنى ولأن ضدّه خفيف كضدّ ثقيل. حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية المفضل لووا رءوسهم [5] بتخفيف الواو، وقرأ الباقون بتشديدها «6». حرف: قرأ أبو عمرو وأكون من الصالحين [10] بنصب النون وواو قبلها في
حرف:
اللفظ، وقرأ الباقون بجزم النون من غير واو قبلها «1»، وكذا رسم ذلك في مصحف الإمام «2» وفي سائر المصاحف. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وفي رواية أبي بكر من طريق يحيى بن آدم والعليمي والكسائي وابن أبي أميّة وابن أبي حمّاد وبريد بن عبد الواحد وابن عطارد ويحيى الجعفي والله خبير بما يعملون [11] بالياء، وروى الأعشى والبرجمي والكسائي من قراءتي عن «3» أبي بكر بالتاء، وكذلك روى ضرار بن صرد عن يحيى، لم يرو ذلك عن يحيى نصّا غيره، وكذلك روى الواسطيون عنه عن أبي بكر أداء، وقرأ الباقون بالتاء. وكذلك روى حفص عن عاصم «4» والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة التغابن
ذكر اختلافهم في سورة التغابن حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية المفضل نكفّر عنه سيئآته وندخله [9] بالنون فيهما، وقرأهما الباقون بالياء «1». يضعفه لكم [17] قد ذكر والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الطلاق
ذكر اختلافهم في سورة الطلاق حرف: قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل بالغ أمره [3] بغير تنوين وخفض الراء وكسر الهاء على الإضافة، وكذلك روى ابن أبي حماد عن أبي بكر وقرأ الباقون بالتنوين ونصب الراء وضم الهاء «1»، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر فاضطرب قول ابن مجاهد عن المفضل في ذلك، فقال لنا محمد بن علي عنه في كتاب السبعة مثل حفص «2»، وبذلك قرأت له، وقال في كتاب عاصم عن أبي زيد وجبلة عنه مثل أبي عمرو. حرف: وكلهم قرأ يكفّر عنه سيئاته [5] بالياء إلا ما حكاه ابن مجاهد عن جبلة عن المفضل عن عاصم أنه قرأ بالنون، ولم يذكروا يعظم له [5] وهو شك، وبالياء قرأتهما. الئي [4] في الموضعين وكأيّن [8] وعذابا نكرا [8] ومبيّنة [1] ومبيّنت [11] قد ذكر قبل «3». حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية المفضل ندخله جنات [11] بالنون وقرأ الباقون بالياء «4». حرف: وكلهم قرأ ومن الأرض مثلهن بنصب اللام إلا ما حدّثناه الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر قال نا وكيع «5»، قال: نا إسماعيل بن أحمد «6» قال: أخبرني يحيى بن جابر «7» ح قال: عبد الواحد وحدّثنا أبو بكر وأحمد بن عبيد الله
قالا: نا الجمال «1» قال: نا الحلواني قال: نا شباب «2» عن عصمة «3» عن أبي بكر عن عاصم ومن الأرض مثلهنّ برفع اللام «4»، لم يروه عنه غيره والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة التحريم
ذكر اختلافهم في سورة التحريم حرف: قرأ الكسائي عرف بعضه [3] بتخفيف الراء، وكذلك روى ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر، واختلف عن الأعشى فروى أحمد بن شعيب الآدمي «1» عن الخيّاط عن الشموني عنه بالتخفيف، وحدّثنا [236/ أ] فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن أحمد قال: نا الحسن بن داود عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر بالتشديد. قال أبو عمرو: والتخفيف اختيار من أبي بكر «2» وروايته عن عاصم التشديد، وقد ذكرنا هذا في سورة البقرة، وقرأ الباقون بتشديد الراء «3». وإن تظاهرا [4] وأن يبدله [5] وجبريل [44] قد ذكر قبل «4». حرف: قرأ عاصم في رواية حمّاد والمفضل توبة نصوحا [8] بضم النون، واختلف عن أبي بكر فروى عنه الأعشى والبرجمي أنه فتح النون دون سائر الرواة عنه أنه ضمّ النون، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتح النون «5». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وأبو عمرو وكتبه وكانت [12] بضم الكاف والتاء من غير ألف على الجمع. وقرأ الباقون بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها «6». ابنت عمران [12] مذكور في الإمالة والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الملك
ذكر اختلافهم في سورة الملك حرف: قرأ حمزة والكسائي من تفوّت [3] بتشديد الواو من غير ألف، وقرأ الباقون بتخفيف الواو وألف قبلها «1». هل ترى من فطور [3] قد ذكر في الإدغام. حرف: قرأ الكسائي فسحقا [11] بضم الحاء وبإسكانها بالوجهين، قال أبو عمرو عنه فسحقا يثقل «2» ويخفف ما يبالي كيف قرأ، والمأخوذ عنه في الأداء الضم وبه قرأت «3»، وروى عنه قتيبة وسورة بالضم لا غير. حدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: قرأ الكسائي فسحقا وسحقا خفيفا وثقيلا «4». وكذا قال أبو موسى «5» عنه. وقال ابن أبي شريح عنه: «أنه كان إلى التخفيف أميل». وحدّثنا الخاقاني قال: نا أحمد بن محمد قال: نا أبو عبيد قال: كان الكسائي يرى فيها التخفيف والتثقيل جميعا «6». وقرأ الباقون بإسكان الحاء «7». حرف: قرأ ابن كثير في رواية ابن مجاهد وابن بويان وابن الصباح وأبي عون الواسطي عن قنبل وإليه النشور [15] وأمنتموا «8» [16] بإبدال همزة الاستفهام واوا مفتوحة لانضمام ما قبلها في حال الوصل خاصة لوجود الضمة هناك وبعد تلك الواو مدّة في تقدير همزة مسهّلة، وروى أبو ربيعة وابن شنبوذ وأبو العباس البلخي عن قنبل والحلواني عن القوّاس بزيادة واو مفتوحة قبل همزة الاستفهام وتحقيق همزة
حرف:
الاستفهام وتسهيل همزة الوصل بعدها، وكذلك روى ابن مجاهد عن قنبل «1» قال: وهو غلط منه. وقد قدّمنا في سورة الأعراف أن زيادة الواو غير جائز؛ لأنه خلاف لرسوم مصاحف المسلمين المتفق عليها، وإبدالها من همزة الاستفهام في حال الوصل. وقرأ ابن كثير في رواية البزّي وابن فليح في رواية الخزاعي عن أصحابه الثلاثة والزينبي عن قنبل ونافع وابن عامر في رواية الحلواني عن هشام وأبو عمرو بتحقيق همزة الاستفهام وتسهيل همزة القطع بعدها، ونافع في غير رواية ورش وهشام وأبي عمرو يفصلون بينهما بألف، ونافع في غير رواية المصريين عن أبي يعقوب عن ورش وابن كثير في رواية البزّي وابن فليح لا يفصلان على أصلها، وورش من طريق المصريين يبدل همزة القطع ألفا والفصل قبلها لا يجوز، وقرأ الباقون «2» وهم الكوفيون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وفي رواية، والفضل بن عباد وابن بكر عن هشام بتحقيق الهمزتين، وابن عباد [236/ ب] وابن بكر عن هشام يفصلان بينهما بألف على ما تقدم. سيئت [27] قد ذكر «3». حرف: قرأ الكسائي فسيعلمون من هو في ضلال [29] بالياء وقرأ الباقون بالتاء، وأجمعوا على التاء في الحرف الأول وهو قوله: فستعلمون كيف نذير [17] لاتصاله بالخطاب «4». في هذه السورة من ياءات الإضافة ثنتان إن أهلكني الله [28] أسكنها حمزة، وكذلك روى خلف عن المسيّبي عن نافع والوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر، وفتحها الباقون «5»، وكذلك روى سائر الرواة عن المسيّبي وعن ابن عامر. ومن معي أو رحمنا أسكنها عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي،
وكذلك روى أبو الربيع الزهراني عن يزيد بن عبد الواحد عن اسماعيل عن نافع. واختلف عن الأعشى عن أبي بكر فروى عنه ابن غالب بالإسكان «1»، وكذلك قرأت في رواية الشموني عنه، وروى عنه التيمي بالفتح، وكذلك حدّثنا فارس بن أحمد نا عبد الله بن أحمد ح وحدّثنا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر قالا: نا الحسن بن داود نا قاسم بن أحمد عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر بالفتح أيضا، وكذلك روى ابن أبي حمّاد عن أبي بكر، واختلف عن يحيى بن آدم عن أبي بكر أيضا، فروى عنه ضرار بن صرد بالفتح، وروى خلف والصريفيني وغيرهما عنه بالإسكان وفتحهما الباقون «2»، وكذلك روى الهاشمي وأبو عمر عن إسماعيل عن نافع. وفيها من الياءات المحذوفات ثنتان كيف نذير [17] وكان نكير [18] أثبتهما في الوصل وحذفهما في الوقف نافع في رواية ورش، وفي رواية العثماني عن قالون، وحذفهما الباقون في الحالين «3»، وكذلك قال أحمد بن صالح عن قالون فيها. وليس من هنا إلى الفجر ياء محذوفة اختلف القرّاء في حذفها وإثباتها.
ذكر اختلافهم في سورة ن
ذكر اختلافهم في سورة ن قد ذكرت اختلافهم في البيان والإدغام في قوله: ن والقلم [1، 2] في سورة يس «1» فأغنى ذلك عن إعادته. حرف: وكلهم قرأ وما يسطرون [2] بالسين إلا ما رواه أحمد بن واصل عن ورش أنها بالصاد في القراءة ورواها عن قالون بالسين. وروى أحمد أيضا عن قالون: طايف [19] الياء مكسورة وروى عن ورش نايمون [19] الياء مكسورة، وذلك قياس ما حكاه الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير من أنه لا يهمز فاعلا ولا فاعلين ولا فاعلان من ذوات الياء والواو، وسائر القرّاء يهمزون ذلك وصلا ووقفا إلا حمزة فإنه يهمز في الوصل ولا يهمز في الوقف على ما شرحناه من مذهبه «2». قال أبو عمرو: وقد يمكن أن يريد أحمد بقوله في: طائف ونائمون الياء مكسورة الهمزة على طريق الاتّساع، ألا ترى أن المصنفين كثيرا ما يقولون في نحو: إن، وإنه، وإيمان، وإدبار بكسر الألف يريدون الهمزة، فعبّروا عنها بصورتها. ومما يؤيد ذلك أن أبا الأزهر وأبا يعقوب وداود قالوا عن ورش في قوله: ومكر السيّء [فاطر: 43] مجرورة الياء يريدون الهمزة لا غير، فعبّروا عنها بصورتها مجازا واتّساعا، فكذلك عبّر عنها أحمد بذلك في الحرفين. حرف: قرأ ابن عامر أن كان ذا مال [14] على الاستفهام بهمزة محققة وهمزة مسهّلة بعدها، وهشام يفصل بينهما بألف طردا لمذهبه في سائر الاستفهام، وابن ذكوان لا يفصل [237/ أ]؛ لأن من قوله تحقيق الهمزتين دون فاصل في سائر الاستفهام، فلما لم يفصل في حال الثقل علم أنه لا يفصل في حال الخفّة؛ لأن الفصل بالألف تخفيف، هذا مع أن الأخفش وغيره من أصحابه لم يذكروا ذلك عنه، فوجب أن يحمل ذلك على ما يوجبه أصل قوله وقياس مذهبه، وقرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وحمزة أأن كان على الاستفهام أيضا مع تحقيق الهمزتين. واختلف في ذلك عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي
حرف:
والأعشى وابن أبي أمية وابن أبي حمّاد وعبد الجبار بهمزتين، وروى خلّاد عن حسين عنه آن كان بهمزة ممدودة يعني مسهّلة من غير فصل بألف بين المحقّقة وبينها، وروى الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم ويزيد بن عبد الواحد وابن جبير وهارون عن حسين والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر أن كان على لفظ الخبر بهمزة واحدة، واختلف عن ابن كثير، فروى الخزاعي عن ابن فليح عن أصحابه عنه أن كان على الاستفهام بهمزة واحدة ومدّة من غير فاصل بينهما. قال الخزاعي عنه بمدّ الألف عن «1» الاستفهام، وروى القوّاس والبزّي عنه على الخبر بهمزة واحدة مفتوحة. واختلف عن أبي عمرو أيضا فروت الجماعة عن اليزيدي عنه على لفظ الخبر بهمزة واحدة. واضطرب قول ابن جبير عنه في ذلك فقال في جامعه عنه على الخبر، وقال في مختصره: ممدودة على تأويل الاستفهام، والأول من قوليه هو الصواب. وقرأ الباقون بهمزة واحدة مفتوحة على لفظ الخبر، وكذلك روى حفص عن عاصم وشجاع وعبد الوارث عن أبي عمرو «2». أن يبدلنا قد ذكر «3». حرف: قرأ نافع ليزلقونك بفتح الياء من زلقت وقرأ الباقون بضمّها من أزلقت «4» وهما لغتان والله تعالى أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الحاقة
ذكر اختلافهم في سورة الحاقة قد ذكر وما أدريك [3] في الإمالة وفهل ترى [8] في الإدغام. حرف: قرأ أبو عمرو والكسائي ومن قبله [هود: 17] بكسر القاف وفتح الباء، وقرأ الباقون بفتح القاف وإسكان الباء «1». حرف: وكلهم قرأ وتعيها [12] بكسر العين وفتح الياء وتخفيفها، واختلف في الترجمة عن ذلك عن ابن كثير وأبي بكر عن عاصم وحمزة والكسائي، فأما ابن كثير فروى أبو ربيعة وابن الصباح والزينبي عن قنبل وتعيها ساكنة العين مفتوحة الياء، وكذلك حكى ابن مجاهد عن الخزاعي عن قنبل، وكذلك روى الحلواني عن القوّاس فيما حدّثناه محمد ابن علي عن ابن مجاهد في كتاب السبعة «2»، وكذلك قال أبو ربيعة عن قنبل قال ابن مجاهد: وقرأت أنا على قنبل بحركة العين مثل حمزة «3»، وقال الحلواني في كتابه عن القوّاس بكسر العين قليلا، وقال الخزاعي في كتابه عن أصحابه الثلاثة كما حكى ابن مجاهد عن قنبل بكسر العين وفتح الياء خفيفة، وكذلك روى محمد بن هارون واللهبي وأبو ربيعة عن البزّي. ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن مخلد عن البزّي وتعيها مثقلة مخفوضة الياء مسكنة ثم تنصب. وهذه الترجمة كلها خطأ؛ لأنه قال: مثقلة، وأراه يريد أن العين مكسورة ثم قال: مخفوضة الياء مسكّنة، فكيف يجمع على الياء الحركة والسكون معا؟! ولعله يريد بمثقلة أن الياء شديدة. فإن أراد «4» ذلك [237/ ب] فقد جمع عليها ثلاثة أشياء كل واحد منها إذا انفرد بها ألحقها بما لا يجوز فكيف باجتماعها «5» واجتماع اثنين منها؟ هذا مع أن اللفظ بذلك كذلك غير متمكّن ولا في الفطرة إطاقة ذلك، وقد تصحّ ترجمة البزّي في هذه
إذا جعل قوله مخفوضة صفة لقوله: مثقلة وجعل قوله: الياء مسكنة ابتداء وخبرا يعني أن العين مكسورة والياء ساكنة، ولو كانت الواو مثبتة قبل الياء لكان أبين ولعلّها سقطت على ابن الحباب «1»، ويدلّ على أن معنى الترجمة ما قلناه ما حدّثناه فارس بن أحمد قال: نا أبو الحسين المقرئ «2» قال: نا أحمد بن عمر «3» نا الحسن بن الحباب قال: نا البزّي وتعيها ساكنة الياء هذه ترجمة مفهومة. وأما أبو عمرو فحدّثنا الخاقاني نا الحسن نا أحمد بن شعيب نا أبو شعيب عن اليزيدي «4» عنه وتعيها منتصبة الياء مرسلة الياء «5»، وهذا كالذي رواه ابن الحباب عن البزّي، ولا أعلم هذا يروى عن أبي عمرو إلا من طريق السوسي وحده، وقال أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن اليزيدي عنه وتعيها خفيفة منصوبة «6» من وعيت، وأما عاصم فروى إبراهيم بن الوكيعي «7» عن أبيه عن يحيى عن أبي بكر أنه شدّد الياء ونصبها. وروى الجيزي عن الشموني عن الأعشى عنه وتعيها يشدّدها، وروى الخياط عن الشموني عن الأعشى بكسر العين ونصب الياء، وروى ضرار بن صرد عن يحيى والتيمي عن الأعشى وتعيها خفيفة وروى العجلي والرفاعي عن يحيى بنصب الياء، لم يزيدا على ذلك والتشديد للياء غير جائز، وأما حمزة فروى الحلواني عن خلف وخلّاد عن سليم عنه يختلس العين ولا يشبع كسرتها، وروى ابن سعدان عن سليم نحو ذلك قال: يشمّ العين الكسرة ولا يشبعها يختلسها «8»، وكذلك حكى ابن الجهم عن خلف عن سليم سواء.
قال ابن الجهم: وأما غير خلف فيقول وتعيها بكسر العين وفتح الياء، وقال ابن الجهم: وكذلك قرأناها على خلف غير مرة. وروى عيّاش بن محمد عن أبي عمر عن سليم منتصبة مثقلة مكسورة العين بياء ساكنة وأخرى نصب لا تشدد، وهذه الترجمة خطأ ينفي بعضها بعضا، وروى ابن فرح عن أبي عمر عنه مثقلة منتصبة الياء مكسورة العين، وهذه الترجمة صحيحة إن أراد بقوله: مثقلة: أن حروف الكلمة محرّكة كلها لا سكون في شيء منها مما قد جاء السكون فيه نحو العين والياء، وروى سليمان بن منصور «1» عن سليم التاء نصب والعين خفض والياء نصب مشددة والتشديد الذي هو إدخال حرف ساكن في حرف متحرّك، ورفع اللسان بها رفعة واحدة لحن «2». وقد يجوز أن يراد هاهنا تحريك الياء على الاتّساع والمجاز كما قال يونس عن ورش عن نافع في قوله: أحد عشر كوكبا [يوسف: 4] ويوم ظعنكم [النحل: 80] مشددة، وقال هشام عن ابن عامر: أحد عشر وتسعة عشر [المدثر: 30] مشددة يريدان حركة العين وإذا أريد به ذلك صار اختلافا في العبارة لا اختلافا في القراءة، وروى إبراهيم بن زربي عن سليم مثقلة، ولعله أراد ما حكيناه من تحريك العين والياء. وروى الخنيسي عن خلّاد عنه مكسورة العين منصوبة، وروى أبو هشام عنه أنه يخفّف الياء، وأما الكسائي فروى عيّاش وابن فرح وابن الحمامي عن أبي عمر عنه وتعيها مرسلة [238/ أ] الياء مثقلة، وهذا كالذي رواه ابن الحباب عن البزّي عن ابن كثير والسّوسي واليزيدي عن أبي عمرو، وروى الحلواني عن أبي عمر عنه بكسر العين لم يزد على ذلك، وروى أبو الحارث عنه مختلسة الياء يريد مخفّفة، وروى قتيبة عنه مخفّفة متحركة، وقال سورة عنه مثقلة الياء يريد محرّكة، والباقون من القرّاء والرواة لم يختلف عنهم في الترجمة عن ذلك اختلافا يوجب تغاير اللفظ فلذلك أضربنا عن تراجمهم «3»
حرف:
أذن وعية [12] قد ذكر «1». حرف: وكلهم قرأ وحملت الأرض [14] بتخفيف الميم إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر وحمّلت [14] مشددة «2»، لم يروه غيره وحدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر وحملت الأرض [14] خفيفة، وكذلك روى ابن ذكوان وابن عتبة بإسناده عنه. حرف: قرأ حمزة والكسائي لا يخفى منكم [18] بالياء وقرأ الباقون بالتاء «3». حرف: وكلهم قرأ هآؤم اقرءوا [19] بهمز الواو وإشباع المدّ للألف قبلها؛ لأنها مع الهمزة من كلمة واحدة إذ هاؤم بمنزلة هاكم إلا ما حكاه أحمد بن صالح عن ورش وقالون الواو غير مهموزة يريد أن «4» همزتها مسهّلة بين بين، وحمزة إذا وقف جعلها كذلك «5»، ولم يأت بذلك عن نافع غير أحمد وهو ثقة ضابط. ما أغنى عنّي ماليه هلك عني سلطانيه [28، 29] مذكور قبل في سورة البقرة. حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية ابن المعلى وابن خرزاذ في رواية الشاميين عن الأخفش عن ابن ذكوان وفي رواية ابن عتبة والوليد وهشام قليلا ما يؤمنون [41] وقليلا ما يذّكّرون [42] بالياء فيهما، وحدّثنا الفارسي نا عبد الواحد بن عمر نا ابن أبي حسان نا هشام بإسناده عن ابن عامر قليلا ما يؤمنون
بالياء وقليلا ما تذكّرون بالتاء «1». وهذا عندي وهم من ابن أبي حسان؛ لأن طاهرا حدّثنا قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا ابن أنس قال: نا هشام بإسناده ما يؤمنون بالياء ما يذكّرون بالياء، وكذلك روى أبو بكر الواسطي عن هشام، وكذلك روى الحلواني وابن عبّاد عنه. وقرأ الباقون بالتاء فيهما «2»، وكذلك روى ابن بكّار والداجوني أداء عن أصحابه عن هشام وابن أنس والتغلبي عن ابن ذكوان وابن شنبوذ والنقّاش عن الأخفش عنه «3»، وبذلك قرأت عن الفارسي عنه، وقال ابن أشتة: كذلك وجدته في كتاب النقّاش، وذكرهما الأخفش في كتابيه «4» بالياء قال على الإخبار عنهم وهو الصحيح وعليه العمل عند أهل الشام، وبذلك قرأت في جميع الطرق عن الأخفش والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الواقع [المعارج]
ذكر اختلافهم في سورة الواقع [المعارج] حرف «1»: قرأ نافع وابن عامر سال [1] بألف ساكنة بعد السين بدلا من الهمزة والبدل مسموع «2» وليس بجار على القياس، ويجوز أن يكون ذلك من السبيل دون السؤال فيكون «3» الألف مبدلة من ياء، وقرأ الباقون بهمزة بعد السين «4»، وحمزة إذا وقف جعلها بين بين «5». وأجمعوا على همز سائل وصلا ووقفا إلا حمزة فإنه يسهّل الهمزة في الوقف على أصله. حرف: قرأ الكسائي يعرج الملئكة [2] بالياء وقرأ الباقون بالتاء «6». حرف: وكلهم قرأ ولا يسئل حميم حميما [10] بفتح الياء إلا ما رواه البرجمي عن أبي بكر عن عاصم «7» والوليد عن يحيى عن ابن عامر أنهما قرءا بضم الياء، وما اختلف فيه عن البزّي عن ابن كثير، فحدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد [238/ ب] قال: نا مضر بن محمد عن البزّي ولا يسئل بالضم للياء «8». وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا ابن مخلد عن البزّي بضم الياء مثله، وكذلك روى عنه أبو عبد الرحمن اللهبي والعباس بن أحمد البزّي «9»
حرف:
وإبراهيم بن موسى «1» وغيرهم، وعلى ذلك رواة كتابه متفقون عنه، وكذلك حكى الزينبي أنه قرأ على أصحابه عنه «2»، وبذلك قرأت أنا له من طريق ابن الحباب بالإسناد المتقدّم في أول الكتاب «3». وروى أبو ربيعة والخزاعي ومحمد بن هارون بفتح الياء، وكذلك روت الجماعة عن قنبل والحلواني عن القوّاس والخزاعي عن ابن فليح، وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: أنه قرأ على قنبل عن النبال «4»، وبذلك قرأت في رواية أبي ربيعة والخزاعي وابن هارون عن البزّي «5» من عذاب يومئذ [11] قد ذكر. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وفي رواية ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر نزّاعة للشوى [16] بالنصب وقرأ الباقون بالرفع «6». لأماناتهم [32] قد ذكر «7». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص بشهاداتهم [23] بألف بعد الدال على الجمع، وكذلك روى أبو معمر عن عبد الوارث والعباس بن الفضل عن أبي عمرو «8»، وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد «9». حرف: وكلهم قرأ على صلاتهم يحافظون [34] وهو الثاني على التوحيد «10»
حرف:
إلا ما رواه ابن جبير عن الكسائي ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ ذلك على الجمع والأول لا خلاف فيه. حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل أن يدخل جنة نعيم [38] بفتح الياء وضم الخاء، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص لم يروه أحد غيره «1». وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الخاء، وكذلك روت الجماعة عن حفص «2». حرف: وكلهم قرأ يوم يخرجون [43] بفتح الياء وضمّ الراء إلا ما رواه الشموني وابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه ضمّ الياء وفتح الراء، وبذلك قرأت في رواية الأعشى من هذين الطريقين، وكذلك حكى أحمد بن نصر أنه قرأ في رواية يحيى عن أبي بكر من طريق شعيب بن أيوب وغيره، وروى التيمي عن الأعشى عن أبي بكر بفتح الياء وضمّ الراء مثل الجماعة ولم يأت بذلك نصّا عن يحيى عن أبي بكر غير «3» ضرار بن صرد وعلى ذلك أهل الأداء عنه «4». والحرف الذي في القمر «5» مجمع على فتح الراء فيه. حرف: قرأ ابن عامر في غير رواية الوليد وعاصم في رواية حفص إلى نصب [43] بضم النون والصّاد جميعا، وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر بضمّ النون وإسكان الصاد، وقرأ الباقون بفتح النون وإسكان الصّاد «6». وأمال حمزة والكسائي قوله: لظى [15] والشوى [16] وتولى [17] وفأوعى [18] وقرأهنّ أبو عمرو بين بين؛ لأنهنّ رءوس آي «7»، وقرأهنّ نافع على الاختلاف المذكور عنه، وأخلص الباقون فتحهنّ. فمال الذين كفروا [36] مذكور في باب الوقف، والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة نوح عليه السلام
ذكر اختلافهم في سورة نوح عليه السلام حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم ماله وولده [21] بفتح الواو واللام، وقرأ الباقون بضم الواو وإسكان اللام «1». حرف: قرأ نافع ودّا [23] بضم الواو، وكذلك روى الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام قال: وقد روي عنه فتح الواو والفتح هو الذي نصّ عليه هشام في كتابه، وكذلك رواه عنه الحلواني وابن عبّاد وابن أنس وابن ذكوان وابن أبي حسان وابن دحيم والباغندي وغيرهم واختار هشام الضم «2». أخبرنا أحمد بن عمر قال: نا أحمد بن سليمان قال: نا محمد بن محمد قال هشام بإسناده عن ابن عامر [239/ أ] ودّا بفتح الواو وبذلك قرأت وعليه أهل الأداء. واختلف في ذلك عن أبي بكر فحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: نا المروزي «3» عن ابن سعدان عن محمد بن المنذر «4» عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ ودّا مضمومة الواو. وروى سائر الرواة عن أبي بكر عن يحيى عنه بفتح الواو، وبذلك قرأ الباقون «5». حرف: قرأ أبو عمرو مما خطاياهم [25] بفتح الطاء والياء وألف بعدهما من غير همز على لفظ قضاياهم وقرأ الباقون خطيئاتهم بكسر الطاء وياء ساكنة بعدها وبعد الياء همزة مفتوحة وألف وتاء مكسورة «6». والهاء في قراءة أبي عمرو مضمومة وفي قراءتهم مكسورة «7».
وحمزة إذا وقف أبدل الهمزة ياء مفتوحة وأدغم الياء الساكنة التي قبلها فيها. في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث: أولاهن: دعاءي إلا فرارا [6] أسكنها الكوفيون بخلاف عن أبي بكر وفتحها الباقون «1»، وكذلك روى ابن أبي أمية وإسحاق الأزرق وبريد بن عبد الواحد عن أبي بكر وكذلك روى لنا ابن خواستي الفارسي عن أبي طاهر عن الحسن بن داود عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر بفتح الياء، وروى لنا أبو الفتح عن ابن غالب «2» عن الحسن عن الخياط عن الشموني [عن الأعشى] عن أبي بكر بإسكان الياء وبذلك قرأت. إني أعلنت [9] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد وابن بكار وأسكنها الباقون «3» وابن عامر في رواية ابن ذكوان وهشام وابن عتبة. بيتي مؤمنا [28] فتحها عاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية ابن بكّار، واختلف فيها عن هشام عنه فروى الحلواني وابن عباد عنه فتحها. وحدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر بيتي [28] جزم «4»، وكذلك قال عنه أبو بكر الواسطي «5» وسائر الرواة، وكذلك روى الوليد عن يحيى وابن ذكوان وابن عتبة عن أيوب عن ابن عامر، وأسكنها الباقون «6» وسائر الرواة عن عاصم. ونا الخاقاني قال: نا أحمد بن أسامة قال: نا أبي قال: نا يونس عن ورش عن نافع بيتي منصوبة بالياء ح و «7» نا فارس بن أحمد قال: نا جعفر بن أحمد قال: نا محمد بن الربيع قال: نا يونس عن ورش عن نافع بيتي مؤمنا [28] موقوفة الياء «8»، وهذا هو الصواب. قال أبو عمرو: ورأيت علي بن عمر
الدارقطني «1» قد غلط في هذا الباب غلطا فاحشا فحكى في كتاب السبعة «2» أن نافعا من رواية الحلواني عن قالون يفتحها وأن عاصما من رواية حفص يسكنها والرواة وأهل الأداء مجمعون عنهما على ضدّ ذلك والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الجن
ذكر اختلافهم في سورة الجنّ حرف: اتفقت الجماعة على فتح الهمزة من قوله: أنه استمع [1] وأن المسجد [18] وو ألّو استقموا [16] وأن قد أبلغوا [28] في الأربعة «1» على أن أحمد بن واصل قد روى عن اليزيدي عن أبي عمرو وأن المساجد لله بكسر الهمزة، لم يروه أحد غيره، وكذلك اتفقت [الجماعة] على كسر الهمزة بعد القول وبعد فاء الجزاء، فأما القول فجملته أربعة مواضع: فقالوا إنا سمعنا [1] وقل «2» إنما أدعوا ربّي [20] وقل إني لا أملك لكم [21] وقل إني لن يجيرني [22]، وأما فاء الجزاء فهما موضعان: فإن له نار جهنم [23] وفإنه يسلك [27]. واختلف في فتح الهمزة وفي كسرها فيما سوى ذلك. فقرأ ابن عامر وعاصم [239/ ب] في رواية حفص من غير طريق هبيرة وحمزة والكسائي بفتح الهمزة من لدن قوله: وأنه تعلى جدّ ربنا [3] إلى قوله: وأنه لمّا قام عبد الله [19] في ابتداء كل آية، وجملة ذلك ثلاثة عشر موضعا وأنه تعلى وأنه كان يقول سفيهنا [4] وأنا ظننا «3» [5] وأنه كان [4] وأنهم ظنوا [7] وأنا ظننا [5] وأنا كنّا وأنا لا ندري [10] وأنا منّا الصالحون [11] وأنا ظننا وأنا لما سمعنا الهدى [13] وأنا منّا المسلمون [14] وأنه لما قام [19]. وكذلك روى ابن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم مثل حمزة سواء، وقال أحمد بن أنس والباغندي وغيرهما عن هشام عن ابن عامر أنه يكسر فقالوا إنا وفإن له نار جهنم [23] ويفتح ما سواهما في السورة كلها، وقد أغفلوا «4» من
المكسور ما ذكرناه، وقال الحلواني عن هشام إنا سمعنا بكسر الألف وما بعدها بنصب الألف إلى قوله: إنما أدعوا ربي [21] فإنه يكسر الألف وما بعدها إلى قوله: ليعلم أن قد أبلغوا [28] فإنه ينصب الألف. وهذا قول «1» محصل موافق لقول الرواة عن ابن عامر، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بكسر الهمزة في ذلك كله إلا قوله: وأنه لما قام فإنهما فتحا الهمزة، وقرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص وفي غير رواية أبي حمّاد عن أبي بكر بكسر الهمزة في الجميع، وكذلك روى هبيرة عن حفص ولم يذكر عنه الفتح في شيء من السورة إلا في قوله: وأن المسجد وأحسبه أراد أنه لا يفتح من أن المشدّدة التي تكون في أول الآية إلا وأن المسجد فإن كان ذلك فصواب ما حكاه وصحيح ما رواه، وقرأت أنا في روايته عن حفص بالتخيير الكسر «2» والفتح في جملة المختلف فيه، واختار الكسر لورود النص به «3»، وقد جاء عن نافع في ذلك اختلاف ألفاظ من الرواة فحكى الحلواني عن قالون أن نافعا كان يكسر كل حرف فيها إلا حروفا ذهبت عليّ حتى كتبت إلى قالون فكتب إليّ أنه كان يفتح الألف في أربعة ألف وألو استقموا [16] وأن المسجد [18] وأنه لما قام عبد [19] وليعلم أن قد أبلغوا [28] ويكسر سائرها. وخالف الحلواني في وأنه لما قام جميع أصحاب قالون والقاضي والمدني والقطري والكسائي والزبيدي وغيرهم فرووه عنه بالكسر، ولم يذكر أحد منهم في المفتوح أن قد أبلغوا [28] لتباعده وانفراده عن نظائره وذكروا أنه استمع ولم يذكره الحلواني وذكر «4» أن ألف أنه استمع وألف وأن المسجد [18] وألف وألو استقموا [16] مفتوحة وأن كلّ ما فيها من أن وأنه فالألف فيه مبطوحة «5». وقال خلف عن المسيّبي عن نافع قال: نا محمد بن أحمد بن منير قال: نا
عبد الله بن عيسى قال: نا قالون عن نافع ونا أحمد بن عمر «1» أنه كسر إنه وإنا إلا قوله: وأن المساجد [18] فإنه ينصبه. فإن كان أراد أن المشددة التي تكون في أول الآية خاصة فقد أصاب وقيّد الباب، وإن كان لم يرد ذلك فقد أدخل في المكسور أنه استمع وذلك غلط لانعقاد الإجماع على فتحه إذ لا يجوز فيه غير ذلك من حيث كان مفعول أوحي أقيم مقام الفاعل لمّا لم يسم. قال محمد بن أحمد البرمكي عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع: أنه فتح أنه «2» استمع وألو استقموا وأن المسجد وو أنه لما قام [19] مثل أبي عمرو، فوافق ما حكاه الحلواني عن قالون. وخالف البرمكي عن أبي عمرو سائر أصحابه فروى عنه «3» إسماعيل وإنه لما قام بالكسر، وكذلك روى الهاشمي وأبو عبيد عن إسماعيل. نا الخاقاني قال: قال: نا أحمد بن محمد ح ونا فارس بن أحمد قال: نا محمد بن إبراهيم قالا: نا محمد بن محمد قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع «4» أنه كان يفتح أنه استمع وألو استقاموا وأن المسجد لله ويكسر ما عدا هذه الثلاثة المواضع، فدلّ على أنه وأنه لما قام مكسور، وهذا هو الصواب. نا خلف بن إبراهيم قال: نا أحمد بن محمد قال: نا علي قال: نا أبو عبيد عن إسماعيل عن نافع «5» أنه كان يكسر كل ما في سورة الجنّ إلا «6» ثلاثة أحرف قل أوحي إليّ أنه [1] وألو [240/ أ] استقموا وأن المسجد.
حرف:
حرف: قرأ الكوفيون يسلكه عذابا [17] بالياء واختلف عن نافع فروى ابن جبير في جامعه وفي مختصره عن المسيّبي وعن الكسائي عن إسماعيل عنه بالياء، وكذلك روى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش، وبذلك قرأت من طريقه، وخالفت الجماعة عن نافع في ذلك ابن جبير والأصبهاني فرووه بالنون، وروى أحمد بن نصر عن محمد بن إبراهيم الأهناسي «1» عن أصحابه النحّاس «2» وغيره عن ورش بالياء، قال أحمد: وهي رواية المصريين أجمعين، ورواية داود بن أبي طيبة عن ورش، وهذا خطأ فاحش، والذي رواه المصريون أجمعون من أهل الأداء وغيرهم ونصّ عليه داود وعبد الصمد في كتابيهما وأبو يعقوب ويونس وأحمد بن صالح النون ولا يعرف أحد من أصحابهم غير ذلك، وبذلك قرأ الباقون «3». ونا أحمد بن عمر في الإجازة قال: نا أحمد بن سليمان قال: نا أبو بكر الواسطي قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر نسلكه مثقلة لم يزد على ذلك، وكذلك روى إسحاق بن أبي حسان عن هشام، وقال الوليد عن يحيى عن ابن عامر: بالنون مثقلة ولعلهم يريدون بالتثقيل «4» ضم اللام. حرف: قرأ الأصبهاني عن ورش والأعشى عن أبي بكر ملئت حرسا [8] بغير همز، والباقون يهمزون «5»، وحمزة إذا وقف يبدل الهمزة ياء مفتوحة. حرف: قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر وحمزة قل إنما أدعوا ربي [21] بغير ألف على الأمر، وكذلك روى الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر، وكذلك
حرف:
قرأت في رواية عبد الوارث عن أبي عمرو، وكذلك رواه الزهراني عن أبي زيد عنه «1». وقرأ الباقون: قال بالألف على الخبر «2»، وكذلك رواه ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر، وخالفه في ذلك سائر أصحاب أبي بكر وأصحاب الكسائي. حرف: قرأ ابن عامر في رواية الوليد بن مسلم وفي رواية الحلواني وغيره عن هشام عليه لبدا [19] بضم اللام، وكذلك نصّ «3» عليه في كتابه. نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام عن ابن عامر لبدا بضم اللام «4». ونا ابن غلبون قال: نا عبد الله قال: نا ابن أنس، ونا أحمد بن عمر قال: نا أحمد قال: نا محمد قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر لبدا برفع اللام، وكذلك روى إسحاق بن أبي حسان وغيره عن هشام، وكذلك كان الداجوني يأخذ في روايته. وحدّثت عن صالح بن إدريس «5» قال: نا محمد بن أحمد بن سعيد «6» وعبد الله بن أحمد بن هارون «7» عن إبراهيم بن دحيم «8» الدمشقي عن هشام لبدا بالكسر، وكذلك قال الحلواني عن هشام في كتابه، وبه قرأت في رواية ابن عبّاد عنه، وبذلك قرأ الباقون «9». وأجمعوا على ضمّ اللام في قوله في البلد: مالا لبدا [6] لأن معناه الكثرة فبابه أن تضمّ لامه، والذي في هذه السورة معناه جماعات فبابه أن تكسر لامه «10»
وإنما ضمّها ابن عامر في رواية هشام والوليد من حيث كان ذلك غير خارج عن معنى الكثرة التي تختصّ كلمها بضمّ اللام «1». في هذه السورة من ياءات الإضافة واحدة وهي قوله ربّي أمدا [25] فتحها الحرميان وأبو عمرو والوليد بن مسلم وابن بكّار عن ابن عامر وأسكنها الباقون «2». روى ابن بكار بإسناده عن ابن عامر قل إن أدري أقريب [25] بفتح الياء، وفتحها غير جائز إلا أن تحرّك بحركة الهمزة التي بعدها، روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر إنما أدعو ربي بفتح الياء، لم يرو ذلك أحد غيره والكل مجمعون على إسكانها والله تعالى أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة المزمل
ذكر اختلافهم في سورة المزّمّل حرف: وروى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم والأصبهاني عن أصحابه عن ورش عن نافع والحلواني عن القوّاس [240/ ب] عن ابن كثير إن ناشية الليل [6] بلا همز «1» وهمزها الباقون، وكذلك روى أبو ربيعة عن صاحبه «2» وابن مجاهد عن قنبل، وحمزة إذا وقف لم يهمزها. حرف: قرأ نافع «3» وأبو عمرو أشدّ وطاء بكسر الواو وفتح الطاء وألف ممدودة بعدها وقرأ الباقون بفتح الواو وإسكان الطاء، وحمزة إذا وقف ألقى عليها حركة الهمزة فتحرّكت بها، وقال الوليد عن يحيى عن ابن عامر: وطاء ممدودة منصوبة غير مهموزة ولعله يريد: أن الهمزة مسهلة غير محققة. حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي ربّ المشرق [9] بخفض الباء، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم برفعها «4». قرأ ابن عامر في رواية الحلواني وابن عبّاد وغيرهما عن هشام من ثلثي الليل [20] بإسكان اللام، وكذلك قرأت في رواية هشام على أبي الفتح عن قراءته على أبي طاهر بإسناده عن ابن عامر، وعن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عنه، وبذلك أيضا قرأت على أبي الحسن عن قراءته، وبذلك كان الداجوني يأخذ في روايته، وكذلك نا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام. وقال لي أبو الفتح من قراءته على أبي الحسن عن أصحابه عن الحلواني بضم اللام وهو وهم «5»، وقرأ الباقون بضم اللام، وكذلك روى ابن ذكوان بإسناده عن ابن
حرف:
عامر، وكلهم ضمّ اللام من قوله: وثلثه [20] إلا ما ناه محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: نا ابن الجهم عن خلف عن عبيد عن شبل عن ابن كثير وثلثه ساكنة اللام «1». حرف: قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو ونصفه وثلثه [20] بخفض الفاء والثاء وكسر الهاءين. وقرأ الباقون بنصب الفاء والثاء وضم الهاءين «2».
ذكر اختلافهم في سورة المدثر
ذكر اختلافهم في سورة المدّثر حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وحفص بخلاف عنه والرّجز [5] بضم الراء وقرأ الباقون بكسرها «1»، وكذلك روى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص، لم يرو ذلك عنه غيره وما أدراك [27] قد ذكر في يونس. حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية حفص وحمزة والّيل إذ أدبر [33] بإسكان الذال «2» وأدبر على وزن أفعل، ونافع في رواية ورش يلقي على الذال حركة همزة أدبر فيتحرك بها وتسقط الهمزة من اللفظ، واختلف عن ابن كثير فروى عنه بريد بن عبد الواحد إذ أدبر مثل حفص، وروى محمد بن المنذر عن يحيى عنه إذا أدبر بألفين وذلك خلاف لمرسوم المصاحف ما خلا مصحف أهل حمص «3»، فإن أبا حاتم حكى أن ذلك فيه مرسوم كذلك «4»، وقرأ الباقون «إذا» بفتح الذال وألف بعدها دبر على وزن فعل «5» وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر، وكذلك روى خلف والرفاعي والعجلي والصريفيني وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر. حرف: قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية المفضل حمر مستنفرة [50] بفتح الفاء، وكذلك روى محمد بن حفص الكوفي «6» عن حفص عن عاصم، لم يروه عنه غيره، وقرأ الباقون بكسر الفاء «7»، وكذلك روت الجماعة عن حفص. حرف: وكلهم قرأ بل لا يخافون الأخرة [53] بالياء، وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الجماعة إلا ما رواه النقّاش عن أحمد بن أنس، وما
حرف:
حكاه بعض شيوخنا عن ابن مجاهد عن التغلبي عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر أنه قرأ بالتاء «1»، ولم نجد ذلك في كتابنا عن ابن مجاهد «2» ولا ذكره أبو طاهر بن أبي هاشم أيضا في كتابه ولا أحمد بن نصر ولا غيرهما من مدوّني [241/ أ] رواية التغلبي حرف: قرأ نافع وما تذكرون [56] بالتاء وقرأ الباقون بالياء «3» والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة القيامة
ذكر اختلافهم في سورة القيامة حرف: قرأ ابن كثير في رواية قنبل عن القوّاس وفي رواية أبي ربيعة عن البزّي لأقسم بيوم القيامة [1] بغير ألف بعد اللام يجعل اللام لام اليمين، قال لنا محمد بن علي قال لنا ابن مجاهد: كذا قرأت على قنبل قال: وقرأت عليه: ولا أقسم بالنفس [2] بألف «1». روى الحلواني عن القوّاس لا أقسم ولا أقسم بقطع الألف فيهما، وكذا قال الخزاعي عن أصحابه، وقال أبو ربيعة عن قنبل معنى ما قاله ابن مجاهد عنه قال: فأما ابن أبي بزة فلم يذكره في كتابه فلم أحفظ فيه شيئا، وأحسبه كان يقرؤها كذلك «2»، وقال الزينبي: قال لي أبو ربيعة إنه لم يحفظ عن أبي بزّة فيها شيئا، وقال ابن مجاهد عنه: إنه قال أحسب أن أبي بزّة كان يقرؤها كرواية قنبل، قال أبو عمرو بمثل ما رواه ابن مجاهد والجماعة عن قنبل: قرأت على عبد العزيز بن محمد المقرئ عن قراءته على أبي بكر النقّاش عن أبي ربيعة عن البزّي، وقرأ الباقون بألف «3» بعد اللام في الحرفين جميعا «4»، وبذلك قرأت في رواية الجماعة عن البزّي وفي رواية ابن فليح. حرف: قرأ نافع فإذا برق [7] بفتح الراء وقرأ الباقون بكسرها «5». حرف: قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان وأبي عمرو كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة [20، 21] بالياء فيهما وقرأهما الباقون بالتاء «6»، وكذلك روى التغلبي عن ابن ذكوان وابن شنبوذ عن الأخفش عنه، وذكرهما الأخفش في كتابيه بالياء قال: على «7» الإخبار عنهم، وكذلك رواهما «8» أحمد بن أنس وابن
حرف:
المعلى وابن خرزاذ وابن موسى عن ابن ذكوان، وكذلك رواهما هشام وابن بكّار والوليد بإسنادهم عن ابن عامر. وقيل من راق [27] قد ذكر قبل «1». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان من مني يمنى [37] بالياء، وبذلك قرأت في رواية عبد الوارث عن أبي عمرو «2»، وكذلك روى أبو عبيد عن شجاع عن أبي عمرو وقرأ الباقون بالتاء «3»، وكذلك روى الأخفش وأحمد بن أنس وابن المعلى وغيرهم عن ابن ذكوان وهشام وابن بكّار والوليد بإسنادهم عن ابن عامر، وبذلك قرأت في رواية شجاع عن أبي عمرو، وأمال حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة من لدن قوله ولا صلّى إلى آخرها. وقرأ أبو عمرو جميع ذلك بين بين، وقرأ نافع ذلك على الاختلاف المذكور عنه في باب الإمالة وأخلص الباقون فتح ذلك كله «4».
ذكر اختلافهم في سورة الإنسان
ذكر اختلافهم في سورة الإنسان حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية هشام والوليد بن مسلم وعاصم في غير رواية حفص والكسائي سلاسلا [4] بالتنوين ووقفوا بالألف عوضا منه، وقرأ الباقون بغير تنوين، وكذلك ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة من طريق الأداء وعاصم في رواية حفص «1». نا ابن جعفر قال: نا ابن أبي هاشم قال: نا أحمد بن عبيد الله قال: نا الحسن قال: نا أحمد «2» قال: نا الوليد بن عتبة المقرئ قال: نا أيوب بن تميم قال: نا يحيى عن ابن عامر «3» سلاسلا ينون فيها. نا ابن جعفر قال: نا أبو طاهر قال: نا قاسم والخثعمي [241/ ب] قالا: نا أبو كريب قال: نا أبو بكر قال: كان عاصم ينوّن كل شيء هل أتى على الإنسان [1] «4» واختلفوا في الوقف. فأما ابن كثير فقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن قنبل أن الوقف بغير ألف «5»، وبذلك وقفت في مذهبه. وكذلك روى الزينبي عن رجاله أداء، وكذلك روى النقّاش عن أبي ربيعة عن البزّي، وروى الحسن بن مخلد عن البزّي بغير تنوين، قال الحسن. قلت له: يعني البزّي كيف الوقف؟ قال: سلسلا بألف وقال أبو ربيعة في كتابه عن صاحبيه والحلواني عن القوّاس: «بغير تنوين» لم يزيدا على ذلك، وقال الخزاعي عن أصحابه عنه: مجراة «6» الألف في آخرها، وهذا يدل على أن الوقف بغير ألف. ووقفت أنا «7» في رواية أبي ربيعة عن البزّي من قراءتي على الفارسي عن النقّاش عنه بغير ألف «8»، ووقفت في رواية غير أبي ربيعة عن البزّي، وفي رواية ابن فليح بالألف.
فأما حفص فقال لي أبو الفتح عن قراءته في روايته من غير طريق هبيرة الوقف بغير ألف. ونصّ ما حكاه الأشناني عن أصحابه عنه في كتابه يدل على ما قال لي، وذلك أنه قال في قوله: قواريرا [15] الأول لا ينوّنه ويقف عليه بالألف فلو كان مذهبه في سلسلا [4] كمذهبه في قواريرا لكان قد ذكر الوقف فيه كما ذكره في قواريرا لأنهما جميعا مرسومان بالألف، وحكى لي أبو الحسن عن قراءته على أصحاب الأشناني بالألف في الوقف، وبذلك وقفت في رواية هبيرة عن حفص، فأما ابن ذكوان فروى النقاش عن الأخفش عنه أنه يقف بغير ألف، وبذلك وقفت على ابن خواستي الفارسي عنه ووقفت من طريق الشاميين عنه بالألف، ولم يذكر «1» في كتابه عن ابن ذكوان في الوقف شيئا، وقال ابن شنبوذ عن ابن شاكر عن ابن عتبة: الوقف بالألف. وأما أبو عمرو، فروت الجماعة عن اليزيدي عنه أنه يقف بالألف ما خلا ابن جبير وحده، فإنه روى عنه أنه يقف بغير ألف، وبالألف وقفت في رواية شجاع وعبد الوارث. وقال أبو معمر عن عبد الوارث، كان «2» أبو عمرو يستحب أن يسكت عندها ولا يجعلها مثل التي في الأحزاب؛ لأنها ليست آخر آية «3». نا محمد بن أحمد قال: نا ابن قطن قال: نا أبو خلاد قال: نا اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان إذا وقف على سلسلا وكانت قواريرا وقف بألف على الكتاب «4». وأما حمزة فوقف بغير ألف. نا محمد بن أحمد قال: نا محمد بن القاسم الأنباري قال: نا سليم بن يحيى «5» قال: نا ابن سعدان عن سليم عن حمزة أنه كان يقف سلسلا بغير تنوين.
حرف:
قال أبو عمرو: ومن وقف بالألف ممن لم ينون في الوصل فإنما وصل فتحة اللام بتلك الألف فهي صلة لها وليست بالمبدلة من التنوين «1». حرف: قرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص وابن عامر في رواية الوليد بن مسلم والوليد بن عتبة من غير طريق الأداء والكسائي قواريرا قواريرا [15] بالتنوين في الكلمتين، ووقفوا عليهما بالألف عوضا منه. نا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا أحمد بن عمر «2» قال: نا أحمد بن عبيد الله قال: نا ابن أبي مهران نا «3» أحمد ابن يزيد قال: نا الوليد بن عتبة المقرئ عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ قواريرا قواريرا منوّنتين، وقرأ ابن كثير الكلمة الأولى قواريرا بالتنوين، ووقف عليها بالألف بدلا من التنوين والكلمة الثانية قواريرا من فضة [16] بغير تنوين ووقف عليها بغير ألف، كذا قرأت له «4» من جميع الطرق. وحكى ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو في [242/ أ] جامعه «5» كانت قواريرا منوّن قواريرا من فضة غير منوّن، فهذا يوافق مذهب ابن كثير، غير أنه وهم من ابن سعدان؛ لأنه قال في مجرده عن اليزيدي عن أبي عمرو غير منوّنتين فوافق سائر أصحابه، ونا عبد العزيز بن محمد أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: نا أحمد بن عبد الله قال: نا الحسن قال: نا أحمد قال: نا إسحاق بن عيسى عن إسحاق الأزرق «6» عن أبي بكر أنه نوّن الثانية ولم ينوّن الأولى ضدّ قراءة ابن كثير، وقرأ
الباقون الكلمتين بغير تنوين «1». وكذلك روى ابن شنبوذ «2» أداء عن أحمد بن نصر بن شاكر عن الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر. واختلفوا في الوقف عليهما، فأمّا ابن عامر فإني وقفت في رواية هشام عليهما بالألف صلة لفتحة الراء، وبذلك وقفت في رواية الأخفش عن ابن ذكوان على أبي الفتح عن قراءته من سائر الطرق عنه. ووقفت على أبي القاسم الفارسي عن قراءته على النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان وعلى أبي الفتح عن قراءته من سائر الطرق عنه، ووقفت على أبي القاسم الفارسي عن قراءته على النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان على الأول بالألف وعلى الثاني بغير ألف، وكذلك وقفت من طريق ابن الأخرم عن الأخفش على أبي الحسن «3». والنصّ عن هشام وابن ذكوان في الوقف معدوم وإنما نرويه عنهما من طريق التلاوة والأداء، وقد قال الحلواني عن هشام والتغلبي وغيره عن ابن ذكوان هما بغير ألف ولا تنوين فيهما، وقال الأخفش في كتابيه بغير تنوين لم يزيدوا على ذلك شيئا. وأما حفص فحدّثنا ابن غلبون قال: نا علي بن محمد «4» ح وحدّثنا أبو الفتح قال: نا عبد الله بن الحسين قالا: نا أحمد بن سهل عن علي بن محصن عن أبي حفص عن حفص عن عاصم «5» أنه يقف على الأول بالألف وعلى الثاني بغير ألف، وكذلك روى الحسن بن المبارك عن أبي حفص عن حفص «6». وروى هبيرة عن حفص أنه يسكت على الكتاب بالألف، حكى ذلك الخزاعي في كتابه «7» عنه، وكذلك وقفت في روايته «8» عن حفص من طريق الخزاز وحسنون
جميعا. وروى القوّاس عن حفص: هما «1» جميعا بغير ألف، وهذا يحتمل أن يريد به الوصل وأن يريد به الوقف. وروى حسين المروذي عنه قواريرا قواريرا كلتاهما بألف، وأيّهما قطع أكمل فيه الألف، وإن لم يقطع ولم ينوّن ولم يكمل فيه الألف يريد بالقطع الوقف والسكون، وروى أبو عمارة عنه قواريرا قواريرا لم ينوّن في شيء منها ولم يذكر الوقف. وأما أبو عمرو فروت الجماعة عن اليزيدي عنه أنه يقف على الأولى بالألف وعلى الثانية بغير ألف «2»، وكذا قال عنه ابن سعدان في مجرّده. قال أبو عمرو: وإنما خصّ أبو عمرو ومن ذكرناه من قوافيه «3» الكلمة الأولى بالألف في الوقف دون الثانية لكون الأولى رأس آية، ورأس الآية كالقافية والصلة أكثر ما يستعمله هناك إعلاما بالانقطاع والانفصال، وكون الثانية حشوا والصلة في الحشو قليل، هذا مع مراد اتّباع مرسومها إذ «4» كانتا مرسومتين في مصاحف البصريين كذلك الأولى بالألف والثانية بغير ألف، وحدّثنا فارس بن أحمد قال: نا جعفر بن أحمد قال: نا عمر بن يوسف قال: نا الحسن بن شيرك «5» قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي قال: إنما كتبوها قواريرا بالألف لأنها رأس [242/ ب] آية شبهوها بالقوافي والأخرى قوارير بغير ألف في الوصل والكتاب، نا الخاقاني قال: نا أحمد بن محمد قال: نا علي قال: نا أبو عبيد قال: وأما أبو عمرو فكان يثبت الألف في الأول من قوله: قواريرا ولا يثبتها في الثانية، قال: وكذلك هما في مصاحف أهل البصرة «6». قال أبو عمرو: وكذلك وقفت في رواية شجاع وفي رواية عبد الوارث عنه، وأما حمزة فوقف عليهما جميعا بغير ألف «7». نا محمد بن أحمد قال: نا ابن الأنباري قال:
حرف:
نا سليمان ابن يحيى قال: نا ابن سعدان قال: نا سليم عن حمزة أنه وقف على قوارير قوارير بغير ألف فيهما. حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية المفضل وفي رواية هبيرة عن حفص وحمزة عليهم [21] بإسكان الياء وكسر الهاء، وقرأ الباقون وحفص من سائر طرقه بنصب الياء وضم الهاء «1». حرف: قرأ نافع وعاصم في رواية حفص خضر وإستبرق [21] بالرفع فيهما جميعا وقرأ ابن كثير وعاصم في غير رواية حفص بخلاف عن أبي بكر خضر بالخفض وإستبرق بالرفع، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم والكسائي والأعشى والعليمي والبرجمي والعطاردي وعبيد بن نعيم مثل ابن كثير بخفض خضر ورفع إستبرق «2» [21]. وروى محمد بن المنذر عن هارون بن حاتم ضدّ ذلك خضر [21] بالرفع وإستبرق بالخفض. وروى هارون وخلّاد عن حسين الجعفي وابن أبي حمّاد عنه برفعهما جميعا، وقرأ ابن عامر في غير رواية ابن بكار وأبو عمرو وخضر بالرفع وإستبرق بالخفض، وأخبرنا أحمد بن عمر قال: نا أحمد بن سليمان قال: نا محمد بن محمد قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر خضر منوّن وإستبرق رفع منوّن ولم يذكر في خضر شيئا غير التنوين، وفي الأصل عندي على الراء علامة الرفع شكلا وذلك وهم من الواسطي «3»؛ لأن أبا الحسن قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر خضر بالرفع بالتنوين وإستبرق مكسورة منوّنة وهذا هو الصواب. وكذلك روى ابن عبّاد والحلواني وغيرهما عن هشام وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر في رواية ابن بكّار بالخفض فيهما جميعا «4». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن ذكوان ورواية الوليد بن عتبة عن أيوب وما يشاءون [30] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء «5»،
وكذلك روى ابن عتبة عن أيوب والتغلبي عن ابن ذكوان وابن شنبوذ عن الأخفش عنه. وقال الأخفش في كتابه عنه: بالياء على الإخبار عنهم «1»، ولم يذكر ابن ذكوان هذا الحرف في كتابه، [ذكره هشام يختار التاء] «2»، وكذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام. نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني أحمد بن محمد بن بكر عن هشام بن عمارة «3» بإسناده عن ابن عامر وما يشاءون بالياء. قال هشام: هذا خطأ، تشاءون أصوب، وقال أبو خليد «4» لأيوب القارئ: أنت في هذا واهم يعني: تشاؤون. قال والله إني لأثبتها كما أثبت أنك عتبة بن حمّاد «5». نا عبد العزيز بن محمد قال: نا ابن أبي هاشم قال: نا ابن أبي حسّان «6» بإسناده عن ابن عامر وما يشاءون بالياء قال هشام يقرأ تشاءون [ونا أحمد ابن عمر قال: نا أحمد بن سليمان قال: نا محمد بن محمد ونا ابن غلبون قال: نا عبد الله [243/ أ] بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر وما يشاءون بالياء] «7» لم يزيدا على ذلك شيئا «8» ولا خلاف في الياء الذي في التكوير «9» أيضا له «10» بالخطاب.
ذكر اختلافهم في سورة والمرسلات
ذكر اختلافهم في سورة والمرسلات حرف: قرأ الحرميان وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص أو نذرا [6] بضم النون والذال، وقرأ الباقون بإسكانها «1». واختلف عن أبي بكر في قوله: عذرا فروى الأعشى والبرجمي والمنذر بن محمد عن هارون عن حسين أنه ثقّل الذال «2»، وروى عنه سائر الرواة أنه خففها «3»، وكذلك روى الجيزي عن الشموني عن الأعشى وموسى بن إسحاق عن هارون عن حسين وأبو بكر القرسي «4» عن حسين، حكى ذلك عنهما ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم، وحكى في الجامع عن هارون عن حسين مثقلة. قال الجيزي عن الشموني بتخفيف عذرا وتشديد نذرا [6] يعني بضم ذالها. روى الوليد بن عتبة عن أيوب بإسناده عن ابن عامر عذرا بضم الذال قال: واختلف فيها عن ابن عامر. حرف: قرأ أبو عمرو وإذا الرسل وقّتت [11] بالواو مضمومة، وقرأ الباقون بهمزة مضمومة «5» تكتب ألفا لكونها ابتداء، وكذلك رسمت في الإمام وفي سائر المصاحف. حرف: قرأ نافع والكسائي فقدّرنا [23] بتشديد الدال، وكذلك روى الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر، وقرأ الباقون بتخفيفها «6».
حرف:
حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي كأنه جمالت [33] بغير ألف على التوحيد، ووقف عاصم وحمزة بالتاء، ووقف الكسائي بالهاء ممالة، وقرأ الباقون جمالات بالألف على الجمع «1»، وكلهم كسر الجيم إلا ما رواه هارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر عن عاصم وسلامة بن هارون عن أبي معمر عن البزّي عن ابن كثير وعبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر أنهم ضمّوها «2». وروى خلّاد والرفاعي وحسين عن أبي بكر أنه يكسرها مثل الجماعة. حرف: وكلهم قرأ هذا يوم لا ينطقون [35] بالرفع «3» إلا ما رواه يحيى بن سليمان الجعفي عن أبي بكر عن عاصم أنه نصب «4» وبالياء «5» إلا ما رواه قتيبة عن الكسائي أنه يقف بالياء، ولم يذكر الوصل وهو إذا وقف بالياء وصل كذلك لا شك. وروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان لا يصل مثل ذلك ويتعمّد الوقف عليه، وروى ابن سعدان عن اليزيدي عنه أنه كان إذا وصل مثل ذلك سكّن النون منه.
ذكر اختلافهم في سورة التساؤل
ذكر اختلافهم في سورة التساؤل «1» حرف: قرأ ابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان كلا ستعلمون ثم كلا ستعلمون [4، 5] بالتاء جميعا، وقرأهما الباقون بالياء «2»، وكذلك روى الأخفش وابن أنس وغيرهما عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام. حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمّاد وحمزة والكسائي وفتحت السماء [19] بتخفيف التاء، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم والعليمي وابن أبي أمية «3» بتخفيف التاء «4»، وروى عنه الكسائي والأعشى والبرجمي ويحيى الجعفي وهارون بن حاتم وابن جبير بتشديد التاء. حدّثنا الفارسي أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: نا ابن شهريار «5» قال: نا حسين [243/ ب] بن الأسود قال يحيى: قال «6»: قلت لأبي بكر: خالفوني عنك فقالوا: فتّحت مثقلة. فضحك وقال: أخطئوا لم يكن عاصم يثقلها، وقرأ الباقون بتشديد التاء، وكذلك روى المفضل عن عاصم. حرف: قرأ حمزة لبثين فيها [23] بغير ألف بعد اللام وقرأ الباقون بألف «7». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وفي رواية ابن أبي حمّاد وابن
حرف:
عطارد عن أبي بكر وحمزة والكسائي غسّاقا [25] هاهنا بتشديد السّين وقرأ الباقون بتخفيف السين «1» وقد ذكر. حرف: قرأ الكسائي لغوا ولا كذابا [35] بتخفيف الذال وقرأ الباقون بتشديدها «2». نا عبد العزيز بن محمد أن أبا طاهر حدّثهم قال: نا إسماعيل «3» عن أبي عمر عن الكسائي في كتاب «المعاني» «4»، قال: كان الكسائي يقرأ كذابا خفيفة في الأول ثم رجع فقال: كذابا ومات عليه، ولا خلاف في تشديد الذال في قوله: وكذبوا بئاياتنا كذّابا [28] لأجل كذبوا «5». حرف: قرأ ابن عامر وعاصم في غير «6» رواية المفضل ربّ السموات والأرض وما بينهما الرحمن [37] بالخفض في الباء من ربّ والنون من الرحمن واختلف عن أبي بكر فروت الجماعة عنه كذلك. وروى موسى بن إسحاق عن هارون عنه رب «7» بالخفض والرحمن بالرفع. وقرأ حمزة والكسائي كذلك بخفض ربّ ورفع الرحمن وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل برفع الاسمين جميعا «8».
ذكر اختلافهم في سورة والنازعات
ذكر اختلافهم في سورة والنازعات حرف: قرأ نافع وابن عامر والكسائي أءنا لمردودون [10] على الاستفهام [و] إذا كنّا [11] على الخبر وقرأهما الباقون على الاستفهام «1» والجميع في التحقيق للهمزتين وفي التسهيل للثانية، وفي الفصل بالألف بينهما في حال التحقيق والتسهيل على ما تقدم شرحه في سورة الرعد. حرف: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة ناخرة [11] بالألف، واختلف عن الكسائي فقال لنا محمد بن علي «2» عن ابن مجاهد أن أبا عمر الدوري يروي عنه أنه كان لا يبالي كيف قرأها بالألف أم بغير ألف «3». وروى إسماعيل بن يونس عن أبي عمر عنه أن قراءته الأولى نخرة ثم صار إلى ناخرة وروى أحمد بن فرح وعياش بن محمد «4» عن أبي عمر عنه نخرة «5» بغير ألف وإن شئت بألف، وروى محمد بن خالد البرمكي «6» والحلواني «7» عن أبي عمر عنه نخرة بغير ألف. ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه «8» عن أبي الحارث عن الكسائي أنه كان يقرأ نخرة ثم رجع إلى ناخرة بالألف «9»، فوافق ما رواه ابن يونس عن أبي عمر.
حرف:
وروى أبو موسى «1» عنه نخرة وقال: قال الكسائي وأنا أقرؤها ناخرة وروى سورة «2» عنه ناخرة بألف لم يذكر غير ذلك، وروى نصير وقتيبة عنه بغير ألف «3»، وقرأ الباقون بغير ألف وكذلك روى حفص والمفضل «4» عن عاصم. طوى اذهب [16، 17] قد ذكر «5» كلهم ضم الطاء فيه إلا ما رواه عبد الجبار بن محمد العطاردي والحسن بن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم أنه كسر الطاء، وكذلك روى أبو زيد النحوي عن أبي عمرو «6»، وخالفتهما الجماعة عن أبي بكر فروت عنه ضم الطاء. حرف: قرأ الحرميان إلى أن تزّكّى [18] بتشديد الزاي، وقرأ الباقون بتخفيفها «7» وأمال حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة ما اتصل من ذلك بكتابة مؤنث وما لم يتصل «8» من لدن قوله: هل أتاك حديث موسى [15] إلى آخرها ما خلا دحاها [30] فإن الكسائي أمالها، وروى المنذر بن محمد عن هارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ دحها بالكسر فوافق الكسائي لم يأت بذلك أحد [244/ أ] عن أبي بكر غير هارون وفتحها حمزة وأمال أبو عمرو من ذلك الكبرى [20] [34] في الموضعين ولمن يرى [36] وذكريها [43] إمالة خالصة «9» وما عدا ذلك بين بين، وقرأ نافع جميع ذلك على الاختلاف المذكور عنه في سورة والنجم «10» وفي باب الإمالة، وقرأ الباقون بإخلاص فتح جميع ذلك «11».
ذكر اختلافهم في سورة عبس
ذكر اختلافهم في سورة عبس حرف: قرأ عاصم في غير رواية أبي بكر فتنفعه الذكرى [4] بنصب العين، واختلف في ذلك عن أبي بكر عنه فروى يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي وابن أبي أمية والمعلى بن منصور «1» وعبد الجبار العطاردي وبريد بن عبد الواحد عنه عن عاصم أنه نصب العين «2»، وروى الكسائي ويحيى الجعفي والأعشى وابن أبي حمّاد وعبيد بن نعيم وهارون عن حسين والمنذر عن هارون عنه أنه رفعها، وروى الجيزي عن الشموني عن الأعشى أنه نصبها، وخالفه الخيّاط عن الشموني وابن غالب والتيمي ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى، وقال خلف والرفاعي والعجلي عن يحيى بن آدم: رددتها على ابن كثير «3» مرارا كل ذلك ينصبها وقرأ الباقون برفع العين. حرف: وكلهم قرأ عنه تلهّى [10] بفتح اللام وتشديد الهاء إلا ما رواه الحلواني عن شباب عن عصمة عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ تلهّى بجزم اللام «4» خفيفة، لم يروه أحد غيره. حرف: قرأ الحرميان تصّدّى [6] بتشديد الصاد وقرأ الباقون بتخفيفها «5». حرف: قرأ الكوفيون أنا صببنا الماء صبّا [25] بفتح الهمزة وقرأ الباقون بكسرها «6». أمال حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة من أولها إلى قوله: تلهّى وأمال أبو عمرو الذكرى وما عداه بين بين، وقرأ نافع جميع ذلك على الاختلاف المذكور عنه، وأخلص الباقون فتح جميع ذلك «7» والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة التكوير
ذكر اختلافهم في سورة التكوير حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وإذا البحار سجرت [6] بتخفيف الجيم وقرأ الباقون بتشديدها «1». حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان وعاصم بخلاف عن أبي بكر وإذا الجحيم سعّرت [12] بتشديد العين، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى العليمي والبرجمي والأعشى والكسائي وابن أبي أمية وابن جبير ويحيى الجعفي وحسين الجعفي وأبو المعافى وهارون بن حاتم سعّرت [12] مثقلة، وكذلك روى ضرار بن صرد عن يحيى بن آدم والعليمي عن أبي هشام عنه عن أبي بكر، وروى خلف ومحمد بن المنذر وحسين العجلي والصيريفيني عن يحيى والقطيعي عن أبي هشام عنه وأبو عبيد عن الكسائي وابن أبي حمّاد وعبيد بن نعيم عن أبي بكر سعرت مخفّفة «2»، وقرأ الباقون بتخفيف العين «3»، وكذلك روى الحلواني عن هشام نصّا، وبذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام، وحكاه عن أصحابه عنه، وبه قرأت من طريق الحلواني عنه، وقد حكى لي فارس عن قراءته على عبد الباقي في رواية الحلواني وعلى أبي طاهر في رواية ابن عبّاد عن هشام بتشديد العين، والتخفيف هو الصحيح عنه وبه آخذ. حرف: وكلهم قرأ وإذا العشار عطّلت [4] بتشديد الطاء إلا ما رواه مضر «4» بن محمد عن البزّي عن ابن كثير أنه خفّفها فقال لنا محمد بن علي: قال لنا ابن مجاهد: قال لي قنبل: كان ابن أبي بزّة قد أوهم في يعتدونها وما هو بميت [إبراهيم: 17] وإذا العشار عطلت [4] فكان يخفّفها فقال لي القوّاس: سر إلى [244/ ب] أبي الحسن فقل له: ما هذه القراءة التي قرأتها لا نعرفها؟ فسرت إليه فقال: قد رجعت عنها، وروى ابن مخلد عن البزّي بتشديد الطاء، وأحسبه روى التشديد عنه بعد رجوعه عن التخفيف.
حرف:
حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بظنين [24] بالظاء «1» وقرأ الباقون بالضاد «2»، وكذلك رسم في جميع المصاحف.
ذكر اختلافهم في سورة الانفطار
ذكر اختلافهم في سورة الانفطار حرف: قرأ الكوفيون فعدلك [7] بتخفيف الدال، وقرأ الباقون بتشديدها «1» وكذلك روى أبو زيد عن المفضل عن عاصم. حرف: وكلهم قرأ كلا بل تكذبون [9] بالتاء إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ بالياء، لم يروه أحد غيره وهي قراءة أبي جعفر المدني «2». حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو يوم لا تملك [19] برفع الميم، وقرأ الباقون بنصبها «3». وما أدراك [17] مذكور قبل «4».
ذكر اختلافهم في سورة المطففين
ذكر اختلافهم في سورة المطففين حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وحماد وابن عامر في رواية الوليد بن عتبة عن أيوب وحمزة والكسائي بل ران [14] بإمالة فتحة الراء، واختلف عن أبي بكر فروى الأعشى والبرجمي وابن جبير عن الكسائي عنه أنه فخّم الراء، وروى سائر الرواة عنه أنه أمالها، وكذلك روى أبو عبيد عن الكسائي عنه، وروى خلف عن المسيّبي عن نافع إمالة الراء بين الفتح والكسر «1»، وخالفه ابن المسيّبي وابن سعدان فرويا عن المسيّبي أن الراء مفتوحة. وكذلك روى إسماعيل وقالون وورش عن نافع، وكذلك قرأ الباقون «2». وقال أحمد ابن واصل عن اليزيدي عن أبي عمرو: الراء مكسورة «3» لم يرو ذلك عنه أحد غيره. حدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن قطن قال: نا أبو خلّاد عن اليزيدي عن أبي عمرو بل ران مفتوحة، وكذلك قال أبو عمرو وأبو شعيب وأبو حمدون واليزيديون، وسائر الرواة عنه وعلى ذلك أهل الأداء، ووقف عاصم في رواية حفص من غير طريق القوّاس على اللام وقفة يسيرة مع مراد الوصل «4»، هذا قول عمرو وعبيد عنه. وقال الزهراني عنه أنه يكمل اللام يعني لا يدغمها ويكسر الراء، لم يرو الإمالة عنه غيره وقال هبيرة عنه بل ران [14] لا يدغم «5». ونا ابن غلبون قال: نا علي بن محمد ح وحدّثنا أبو الفتح قال: نا عبد الله بن الحسين قالا: نا أحمد بن سهل عن علي بن محصن أن أبا حفص وأبا شعيب القوّاس كانا يقفان على اللام من بل ران وعلى النون من راق [القيامة: 27] ووصل الباقون اللام بالواو، واختلفوا في إدغامها وفي إظهارها فكلهم أدغمها إلا ما اختلف
فيه عن نافع وعن أبي بكر وعن عاصم «1»، فأما نافع فروى ابن المسيّبي وابن سعدان عن المسيّبي عنه أنه أظهرها، وكذلك روى العثماني وأحمد بن قالون وسالم بن هارون عن قالون وأبي عون عن الحلواني عنه. وحدّثنا عبد الله بن محمد قال: نا عبيد الله بن أحمد قال: نا أحمد بن عثمان قال: نا الحسين «2» بن علي، قال: نا «3» أبو عون، عن «4» قالون: بل ران مظهرة اللام عند الراء، وقال الرازي «5» عن الحلواني: سألت قالون كيف أصنع باللام؟ قال: تبيّنه «6»، نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني محمد بن الفرج عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع بل ران غير مدغمة «7»، ونا محمد قال: نا ابن مجاهد قال: أخبرني أحمد يعني ابن أبي خيثمة «8» عن خلف عن إسحاق عن نافع أنه أدغم اللام ولفظ بالرائين الكسر والفتح «9»، وروى سائر الرواة عن نافع إدغام اللام في الراء «10»، وأما أبو بكر فروى عنه ابن أبي حمّاد وابن عطارد أنه بيّن اللام وكسر الراء، وروى عنه سائر الرواة إدغامها. وجاء بذلك نصّا خلف وضرار عن يحيى بن آدم والأعشى [245/ أ] وابن أبي أمية والجعفي وأبو عبيد عن الكسائي، وروى حسين المروزي وأبو شعيب القوّاس عن حفص أنه أدغم اللام في الراء، لم يأت بذلك نصّا عنه غيرهما، زاد القوّاس بفتح الراء «11».
حرف:
وقال الزهراني عنه: يكمل اللام ويكسر الراء يريد بقوله يكمل اللام بينهما ولا يدغمها، وقال هبيرة عنه: لا يدغمها «1». حرف: قرأ الكسائي خاتمه مسك [26] بفتح الخاء والتاء وألف بينهما، وروى أبو موسى عنه كسر التاء لم يرو ذلك عنه غيره، وقرأ الباقون بكسر الخاء وفتح التاء وألف بعدها «2». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية أحمد بن أنس عن ابن ذكوان، وفي رواية إبراهيم بن عبّاد عن هشام بإسنادهما عنه انقلبوا فكهين [31] بغير ألف بعد الفاء، وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان، وكذلك حكى أحمد بن نصر أنه قرأ على ابن الأخرم عن الأخفش وسائر أصحاب ابن الأخرم عن الأخفش على خلاف ذلك «3»، وقرأ الباقون بألف، وكذلك روى الأخفش والتغلبي وابن المعلى وغيرهم عن ابن ذكوان والحلواني وابن أبي حسّان والباغندي وابن دحيم وغيرهم عن هشام «4»، وحدّثنا ابن غلبون قال نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر فاكهين بألف، والله أعلم.
باب ذكر اختلافهم في سورة الانشقاق
باب ذكر اختلافهم في سورة الانشقاق حرف: قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر وأبو عمرو وحمزة ويصلى سعيرا [12] بفتح الياء وإسكان الصاد وتخفيف اللام، واختلف عن أبي بكر في فتح الياء وضمّها فروى يحيى الجعفي وهارون بن حاتم عن حسين والمنذر بن محمد عن هارون عنه أنه ضمّ الياء، وروى سائر الرواة عنه أنه يفتح الياء، واتفقوا عنه على التخفيف «1»، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام «2». حرف: قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي لتركبن [19] بفتح الباء، وقرأ الباقون بضمها «3». الأعشى عن أبي بكر وابن غالب عن اليزيدي قري بغير همز وقد ذكر.
ذكر اختلافهم في سورة البروج
ذكر اختلافهم في سورة البروج حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل وحمزة والكسائي في غير رواية قتيبة ذو العرش المجيد [15] بخفض الدال وقرأ الباقون والكسائي في رواية قتيبة برفع الدال «1». حرف: وكلهم قرأ ذو العرش بالواو على ما رسم في جميع المصاحف إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر قرأ ذي العرش بالياء وذا على قولك: إن بطش ربك [12] «2». حرف: قرأ نافع في لوح محفوظ برفع الظاء وقرأ الباقون بخفضها «3» والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة الطارق
ذكر اختلافهم في سورة الطارق حرف: قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة لمّا عليها [4] بتشديد الميم، وقرأ الباقون بتخفيفها «1» وقد ذكر في يس «2»، وذكر ما أدراك [2] في سورة يونس عليه السلام.
ذكر اختلافهم في سورة الأعلى عز وجل
ذكر اختلافهم في سورة الأعلى عزّ وجل حرف: قرأ الكسائي والذي قدر [3] بتخفيف الدال، وكذلك روى محمد بن عبد الله الجيزي عن الشموني عن الأعشى، لم يرو ذلك عنه غيره، وقرأ الباقون بتشديد الدال «1». حرف: قرأ أبو عمرو والكسائي في رواية قتيبة بل يؤثرون [16] بالياء وقرأ الباقون بالتاء «2» وكذلك روت الجماعة عن الكسائي. حرف: وروى الشموني عن الأعشى عن أبي عن أبي بكر سنقريك [6] غير مهموز وبذلك قرأت، وكذلك روى ابن غالب والتيمي عن الأعشى [245/ ب] عن «3» ضرار عن يحيى. أمال أواخر آي هذه السورة كلها حمزة والكسائي، وأمال أبو عمرو الذكرى [9] ولليسرى «4» [8] والكبرى [12] وما عدا ذلك بين بين، وقرأ نافع جميع ذلك على الاختلاف المذكور عنه، وأخلص الباقون فتح ذلك كله «5».
ذكر اختلافهم في سورة الغاشية
ذكر اختلافهم في سورة الغاشية حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص وأبو عمرو تصلى [4] بضم التاء وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتح التاء «1». حرف: قرأ ابن عامر في رواية الحلواني عن هشام من عين ءانية [5] بإمالة فتحة الهمزة وقرأ الباقون بإخلاص فتحها «2» وقد ذكر. حرف: قرأ ابن كثير وأبو عمرو لا يسمع فيها [11] بالياء وضمها لاغية بالرفع، وقرأ نافع بالتاء وضمّها ولاغية بالرفع، واختلف عن إسماعيل عنه في التاء، فروى الهاشمي وأبو عمر وابن جبير عن الكسائي عنه عن نافع بالتاء، وروى أبو عبيد عنه بالياء مثل أبي عمرو. ونا الخاقاني قال: نا أحمد بن هارون ح «3» وحدّثنا أبو الفتح قال: نا أحمد ابن محمد قالا: نا محمد بن محمد قال: نا أبو عمر قال: نا إسماعيل عن نافع لا تسمع بالتاء، وبذلك قرأت في رواية أبي عمر من طريق ابن عبدوس وابن فرح، وقرأ الباقون بالتاء وفتحها لاغية بالنصب «4»، وروى الحلواني عن هشام وابن شاكر عن ابن عتبة عن ابن عامر والكسائي عن إسماعيل عن نافع والخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر وابن شاهي عن حفص وزرعان بن أحمد عن عمرة «5» عن حفص عن عاصم، والصواف «6» عن ابن غالب عن شجاع عن أبي عمرو ويونس بن حبيب «7» عنه والفرّاء «8» عن الكسائي بمسيطر [22] بالسين،
ذكر اختلافهم في سورة الفجر
وقرأ الباقون بالصاد، وحمزة بخلاف عن خلّاد يشمّها، وقد ذكر في الطور «1». ذكر اختلافهم في سورة الفجر حرف: قرأ حمزة والكسائي والوتر [2] بكسر الواو وقرأ الباقون بفتحها «2». حرف: قرأ ابن عامر فقدّر عليه [16] بتشديد الدال، وقرأ الباقون بتخفيفها «3»، ولم يذكر ابن مجاهد هذا الحرف في كتابه. حرف قرأ أبو عمرو بل لا يكرمون [17] ولا يحضّون [18] ويأكلون [19] ويحبّون [20] بالياء في الأربعة، وقرأ الباقون بالتاء «4»، وقرأ الكوفيون ولا تحاضون [18] بألف بعد الحاء، وكلهم فتح التاء إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر وأبو موسى عن الكسائي أنهما ضمّا التاء، لم يروه عنهما غيرهما، ولا روى إثبات الألف عن ابن عامر غير الوليد، وقرأ الباقون بغير ألف بعد الحاء مع ضمّها «5». حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل والكسائي لا يعذب [25] ولا يوثق [26] بفتح الذال والثاء وقرأ الباقون بكسر الذال والثاء «6». وجايء يومئذ [23] قد ذكر «7» والله أعلم. فيها من ياءات الإضافة ثنتان ربّي أكرمن [15] ربّي أهانن [16] فتحها الحرميان وأبو عمرو، وكذلك روى الوليد عن يحيى وابن بكار عن أيّوب عنه عن ابن عامر وأسكنها الباقون «8».
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط أربع: أولاهنّ إذا يسر [4] أثبتها في الحالين ابن كثير وأثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو والكسائي في رواية قتيبة وأبي موسى وسورة بن المبارك وأحمد بن واصل، ولم يأت بذلك نصّا عن اليزيدي إلا عبد الرحمن وأبو حمدون وابن جبير في مختصره، وروى العباس البلخي «1» عن أبي حمدون أن اليزيدي رجع قبل موته عن الوصل بياء فحذفها. وروى محمد بن عيسى «2» عن نصير عن الكسائي بياء في الوصل قال: ثم همّ أن يرجع؛ لأنها رأس آية، ونا ابن خاقان قال: نا أحمد قال: نا علي قال: نا أبو عبيد قال: كان الكسائي يقرأ يسري بالياء هذا «3» ثم رجع إلى غيره، وحذفها الباقون والكسائي في رواية الدوري [246/ أ] وأبي الحارث ونصير في الحالين «4»، قال أبو عمرو: لا يثبت الياء فيها إذا وصل ولا إذا وقف، وقال أبو الحارث بغير ياء إذا «5» رجع عن إثبات الياء في الوصل. وكذلك روى أبو زيد عن نافع عن إسماعيل «6». بالواد أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير في رواية البزّي وابن فليح، وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن قنبل «7»، وعن غيره من الرواة عنه في كتاب الاختلاف «8» إنه يثبت الياء في الحالين، وبذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته في رواية قنبل والبزّي وابن فليح.
وكذلك روى أبو ربيعة عن قنبل والبزّي بإثبات الياء في الوقف والإدراج «1»، وكذلك روى ابن شنبوذ وابن الصباح وابن بويان وابن عبد الرزاق وأبو العباس البلخي عن قنبل «2» والزينبي عن ابن فليح بياء في الوصل دون الوقف. قال ابن مخلد عن البزّي والخزاعي عن أصحابه بالياء فقط ولم يذكروا وصلا ولا وقفا، قال ابن مجاهد في كتاب الياءات وفي كتاب المكيين وفي كتاب الجامع عن قنبل بالياء في الوصل وإذا وقف وقف بغير ياء وهو الصحيح عن قنبل، وبذلك قرأت على أبي الحسن وغيره في روايته «3». وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش وفي رواية أحمد بن صالح عن قالون وهو قياس رواية العثماني عن قالون، وحذفها الباقون في الحالين، وكذلك روى المسيّبي وإسماعيل عن نافع والحلواني وسائر الرواة عن قالون أكرمن [15] وأهنن أثبتهما في الوصل وحذفهما في الوقف نافع من غير خلاف عنه، واختلف فيهما «4» عن ابن كثير فروى أبو ربيعة عن صاحبيه قنبل والبزّي والزينبي عن قنبل والبزّي ومضر وابن مخلد واللهبي عن البزّي عنه بالياء فيهما في الوصل والوقف وبذلك قرأت على الفارسي عن قراءته على النقّاش عن أبي ربيعة عن البزّي وعلى أبي الحسن عن قراءته في رواية البزّي. وروى الخزاعي عن أصحابه ومحمد بن عمران عن ابن فليح بحذف الياء، وقال لي أبو الفتح عن قراءته في رواية الخزاعي عن البزّي وابن فليح وفي رواية ابن هارون «5» عن البزّي بالتخيير من الإثبات والحذف في الحالين قال لي: والأشهر عنهما الحذف، وروى ابن مجاهد وابن شنبوذ وابن الصباح وأبو العباس البلخي عن قنبل
والحلواني عن القوّاس حذف الياء فيهما في الحالين. نا محمد بن علي قال نا ابن مجاهد عن قنبل بغير ياء في وصل ولا وقف «1»، وعن أصحابه عن البزّي بالياء في .... «2» وأمّا أبو عمرو فإن اليزيدي «3» وأبا حمدون وأبا خلّاد وأبا شعيب وأبا عمر وأبا الفتح الموصلي وابن شجاع رووا عن اليزيدي عنه أنه كان يقول: كيف شئت بالياء وبغير الياء في الوصل، فأما الوقف فعلى الكتاب «4»، وقالوا كلهم قنبل هذا الكلام «5» بغير ياء في الوصل والوقف. وروى ابن واصل عن اليزيدي عنه أنه قال: إذا وصلت أثبتّ الياء، وإذا وقفت فبغير «6» ياء ولم يذكر تخييرا. وروى العباس بن محمد عن عمّه إبراهيم بن محمد عن أبيه عن أبي عمرو أنه لا يثبت فيهما الياء لأنهما رأسا آية «7»، وروى ابن جبير في مختصره عن اليزيدي «هما بغير ياء» «8». قال أبو عمرو: وبذلك قرأت لأبي عمرو من جميع الطرق عن اليزيدي عن شجاع وهو قياس ما رواه الجميع عن اليزيدي وعن شجاع وهو قياس ما رواه الجميع عن اليزيدي عن أبي عمرو نصّا من أنه لا يثبت في الوصل من الياءات إلا ما كان في غير فاصلة وما كان فاصلة حذف الياء منه في الحالين وحذفها الباقون في الحالين «9».
ذكر اختلافهم في سورة البلد
ذكر اختلافهم في سورة البلد حرف: روى الكسائي وحسين الجعفي [246/ ب] ويحيى بن سليمان الجعفي وعبيد بن نعيم وابن أبي حمّاد وابن جبير وخلف وابن المنذر عن يحيى عن أبي بكر والحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أن لم يره أحد «1» [7] بإسكان الهاء «2»، وضمّها الباقون ووصلوها بواو في اللفظ «3»، وقياس قول الحلواني وأبي مروان والعثماني عن قالون في كتابيهما لا يصلها. وكذلك روى أبو سليمان عن قالون أداء «4». حرف قرأ ابن كثير وأبو عمرو في غير رواية عبد الوارث والكسائي فكّ [13] بفتح الكاف رقبة بالنصب أو أطعم [14] بفتح الهمزة والميم على وزن أفعل جعلوه فعلا ماضيا، وقرأ الباقون فكّ برفع الكاف رقبة بالخفض على الإضافة أو إطعام بكسر الهمزة ورفع الميم مع «5» التنوين جعلوه مصدرا «6». ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني الخزاز «7» عن محمد بن يحيى «8» عن أبي الربيع عن حفص عن عاصم المشئمة [19] ومؤصدة [20] بالكسر «9». قال أبو عمرو: يريد أنه يميل هاء التأنيث وفتحة الحرف الذي قبلها فيهما وذلك
حرف:
لا يكون إلا في حال الوقف لا غير لوجود الهاء هناك، ولا يجوز في حال الوصل لعدم الهاء فيه واستقرار التاء «1». حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وأبو عمرو وحمزة والكسائي في رواية أبي موسى مؤصدة [20] هنا وفي الهمزة بالهمز، وكذلك حكى ابن جبير في مختصره عن الكسائي عن أبي بكر، وقرأهما الباقون بغير همز «2»، وكذلك روى سائر الرواة عن أبي بكر عن الكسائي، وحمزة إذا وقف لم يهمزها «3»، وأبو عمرو يهمزها في كل حال اختار ذلك ابن مجاهد «4» وقد ذكرناه. محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: نا «5» الدباغ «6» عن أبي الربيع عن حفص عن عاصم مؤصدة [20] مهموزة والمشئمة مشددة. قال ابن مجاهد كذا قال وليس له وجه «7». قال أبو عمرو يتجه ويصحّ عندي قوله في المشئمّة مشددة من جهتين إحداهما: أنه يريد بالتشديد تحريك الشين بحركة الهمزة التي بعدها كما أراد يونس ابن عبد الأعلى بقوله في: أحد عشر [يوسف: 4] ويوم ظعنكم [النحل: 80] مشددة تحريك العين منهما. والثانية: أن يريد تحقيق الهمزة بعد الشين؛ إذ الهمزة حرف شديد يجعل التشديد عبارة عن تحقيقها فالجهة الأولى روى عن التسهيل والثانية عن التحقيق وكلتاهما مجاز واتّساع ومعنى الأول محذوفة الثانية ومعنى الثانية مهموزة العين.
حدّثني الحسن بن علي البصري «1» قال: نا أحمد بن نصر قال: نا أبو بكر «2» شيخنا قال: نا محمد بن عيسى المقرئ قال: نا محمد بن يزيد بن رفاعة قال: سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول: إمامنا يهمز مؤصدة فأشتهي أن أشد «3» أذني إذا سمعته يهمزها «4». قال أبو عمرو: قول أبي بكر إمامنا- يعني إمام مسجدهم بالكوفة «5» - وكان يقرأ بحرف حمزة والله أعلم.
ذكر اختلافهم في سورة والشمس
ذكر اختلافهم في سورة والشمس قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم بإخلاص فتح أواخر آي هذه السورة من أولها إلى آخرها، واختلف عن نافع فروى ابن المسيّبي وابن سعدان عن المسيّبي وأحمد بن صالح عن ورش وقال عنه إنه يفتحها كلها «1»، وقول الأصبهاني عن ورش، وروى خلف عن المسيّبي آياتها وآيات والليل والضحى والأعلى وما أشبه ذلك بين الفتح والكسر «2». وكذلك روى أبو عون عن الحلواني عن قالون، وذلك قياس قول داود وأبي الأزهر وأبي يعقوب عن ورش. وروى أبو عبيد عن إسماعيل عن نافع وأهل الحديث لا يضجعون «3» فيها الإضجاع الشديد ولا يفتحون الفتح الفاحش ولكنهما بين هما [247/ أ]. وأمال حمزة والكسائي أواخر آيها كلها إلا تلها [الشمس: 2] وطحها [الشمس: 6] فإن الكسائي أمالها دون حمزة، وقرأهنّ الباقون وأبو عمرو بين الفتح والإمالة. هذا قول اليزيديين «4» وأبي شعيب والجماعة عن اليزيدي إلا إبراهيم بن اليزيدي، فإن أبا العباس حكى عنه عن أبيه أنها كلها بالفتح «5». وروى أبو عبيد عن شجاع عن أبي عمرو أنه كان يرى الكسر في كل سورة تكون من أولها إلى آخرها على شيء واحد ولا ينظر في ذوات الواو والياء بالإمالة اليسيرة. قرأت أواخر آي في روايته عن أبي عمرو كما قرأت في رواية اليزيدي سواء، وقال ابن جبير «6» عن اليزيدي تلها [2] ودحها [6] وطحاها [6]
حرف:
وضحاها [1] بالتفخيم خالف أصحابه، روى هارون بن حاتم عن حسين والمنذر عن هارون عن أبي بكر أنه يفتح هذه السورة والليل إذا يغشى [الليل: 1] والضحى [الضحى: 1] وما أشبه ذلك «1». حرف: قرأ نافع وابن عامر فلا يخاف [15] بالفاء، وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام وقرأ الباقون ولا يخاف بالواو وكذلك في مصاحفهم «2».
ذكر اختلافهم في سورة والليل
ذكر اختلافهم في سورة والليل قد ذكرت الاختلاف عن نافع في أواخر آيها، وروى أحمد بن صالح عن قالون أواخرهن مفتوحات روي عن ورش أنه يكسر لليسرى «1» [7] والعسرى [10] قليلا وما بقي مفتوح. وروى غيره عن ورش جميعهن بين الفتح والإمالة. وقول الأصبهاني عن أصحابه عنه إخلاص فتحهن وأبو عمرو يقرؤهن بين بين ما خلا لليسرى [7] والعسرى [10] فإنه يميلها إمالة خالصة لأجل الراء التي وليت ألف التأنيث المشبهة بالمنقلبة عن الياء، وروى العباس عن إبراهيم عن أبيه عنه أنه يفتحهن كلهن وحمزة والكسائي يميلانهن كلهن والباقون يخلصون فتحهن «2».
ذكر اختلافهم في سورة والضحى
ذكر اختلافهم في سورة والضحى الاختلاف عن نافع في أواخر آيها كالاختلاف في أول آي والشمس والليل وقرأهن أبو عمرو بين بين إلا ما رواه العباس عن إبراهيم عن أبيه عنه أنه يفتحهن «1». وروى هارون بن حاتم عن حسين والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم والضحى [1] وسجى [2] بالكسر، لم «2» يرو ذلك عن أبي بكر غيرهما وأمالهنّ كلهن حمزة والكسائي ما خلا سجى فإن الكسائي أماله دون حمزة، والباقون وسائر أصحاب أبي بكر يخلصون فتحهنّ، وليس في ألم نشرح والتين خلاف إلا ما تقدم في الفروع.
ذكر اختلافهم في سورة العلق إلى آخر القرآن
ذكر اختلافهم في سورة العلق إلى آخر القرآن [سورة العلق] حرف: قرأ ابن كثير في رواية قنبل عن القوّاس أن رءه استغنى [7] بالقصر من غير ألف بعد الهمزة في وزن: رعه «1». قال لنا محمد بن علي قال لنا ابن مجاهد: كذا قرأت على قنبل وهو غلط «2»، وحكى ابن مجاهد عن الخزاعي عن أصحابه رءاه في وزن رعاه، ولم يذكر ذلك الخزاعي في كتابه بل أضرب عن ذكر الحرف رأسا وأحسب ابن مجاهد سأله عن ذلك، وقرأ الباقون وابن كثير في رواية [247/ ب] البزّي وابن فليح فيما قرأت بالمدّ وإثبات الألف بعد الهمزة «3»، وكذلك روى الزينبي عن قنبل خالف الجماعة عنه، وقد ذكرنا اختلافهم في فتح الراء والهمزة وخاطية [16] بياء مفتوحة بعد الطاء بدلا من الهمزة أيضا، وروى ضرار عن يحيى عن أبي بكر أنه همزهما ولم يأت بالهمز فيهما أيضا عن ابن كثير غيره، وبذلك قرأ الباقون «4» وأمال حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة من لدن قوله ليطغى [6] إلى قوله: بأن
الله يرى [14] وأمال أبو عمرو يرى وحده وما عداه بين بين، وقرأ نافع في جميع ذلك على الاختلاف المذكور عنه وأخلص الباقون فتح الجميع «1».
سورة القدر
سورة القدر «1» حرف: قرأ الكسائي حتى مطلع الفجر [5] بكسر اللام وكذا روى الحلواني عن القوّاس عن ابن كثير وعبيد بن عقيل عن أبي عمرو، وقرأ الباقون بفتح اللام وكذا روى قنبل والبزّي وابن فليح عن ابن كثير «2».
سورة البينة
سورة البيّنة حرف: قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان شرّ البريئة [6] وخير البريئة [7] بهمزة مفتوحة بعد الياء «1». وقرأهما الباقون وابن عامر في رواية هشام وابن عتبة بياء مشددة، وذلك أنهم أبدلوا من الهمزة ياء مفتوحة وأدغموا الياء الساكنة الزائدة التي قبلها فيها «2».
سورة الزلزلة
سورة الزلزلة حرف: قرأت الجماعة خيرا يره [7] وشرا يره [8] بفتح الياء فيهما إلا ما رواه أحمد بن رستم «1» عن نصير عن الكسائي أنه كان يقرأهما بنصب الياء، قال: فلما أن دخل علينا كان يقرأهما بضم الياء خيرا يره وشرا يره «2»، وخالف الجماعة عن الكسائي نصيرا في ذلك فروتهما عنه بفتح الياء، واختلفوا بعد ذلك في صلة الهاء فيهما «3» وفي ترك صلتها وفي إسكانها، فروى الحلواني والعثماني وأبو سليمان عن قالون عن نافع والحلواني عن القوّاس عن ابن كثير أنهما يرفعان الهاء ولا يشبعان الرفع، ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: نا الحسن بن أبي مهران عن الحلواني عن قالون عن نافع خيرا يره «4»، وشرا يره «5» يشبع الضم «6». والذي ذكره الحلواني في كتابه هو ما ذكرته عنه أولا، وروى أحمد بن صالح عن ورش وقالون يره ويره ممدودة وذلك قياس قول من روى عن نافع الإشباع في هاء الضمير المتصلة بالفعل «7» المجزوم نحو نؤتهي ونولهي ونصله «8» وما أشبهه. وقد حكى ابن مجاهد عن قنبل وهو قياس قول ابن كثير في جميع هاءات الضمير، والذي حكاه الحلواني عن القوّاس خلاف لمذهبه، وروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون والعبّاس بن محمد عن إبراهيم وابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو وشجاع عنه أنه وصل الهاءين، وروى الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي
عمرو والكسائي ويحيى الجعفي وحسين ابن علي وعبيد بن نعيم وابن أبي حماد وابن جبير والمنذر وخلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم أنهما أسكنا الهاءين. وكذلك نا هشام عن ابن عامر «1». نا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر خيرا يره [248/ أ] وشرّا يره جزم «2». وروى أبو عبيد عن ابن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر خيرا يره وشرّا يره جزم. وروى أبو عبيد عن الكسائي وبريد بن عبد الواحد والأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه وصلها بواو، وكذلك قرأ الباقون «3».
سورة والعاديات
سورة والعاديات قد ذكرت مذهب أبي عمرو في إدغام التاء في الضاد والصّاد في قوله والعاديات ضبحا فالمغيرات صبحا [1، 2] وذكرنا ما أقرأنا به أبو الفتح عن قراءته في رواية خلّاد عن سليم عن حمزة ومن أدغمها في قوله: فالمغيرات صبحا فقط، والباقون يكسرون التاء فيهما من غير إدغام. «1»
سورة القارعة
سورة القارعة قد ذكرنا اختلافهم في الإمالة والفتح في قوله: وما أدراك [3] في سورة يونس عليه السلام. حرف: قرأ حمزة وما أدراك ما هي [10] بحذف الهاء في الوصل، وكذلك روى الكسائي وعبيد بن نعيم ويحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم، وقرأ الباقون بإثباتها في الحالين، «1» وكذلك حكى الرفاعي عن سليم عن حمزة أنه كان يقرؤها في الصلاة.
سورة التكاثر
سورة التكاثر حرف: قرأ ابن عامر والكسائي لترونّ الجحيم [6] بضم التاء، وكذلك روى محمد ابن عبد الله الجيزي عن الشموني ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وقرأ الباقون بفتح التاء «1»، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر والخياط عن الشموني وابن غالب عن الأعشى، وأجمعوا على فتح التاء في قوله: ثم لترونّها [7] لأن الرؤية في ذلك مسندة إليهم من حيث كانت في جهنم، وكانت الرؤية الأولى في الحشر «2» على أن محبوب بن الحسين «3» قد روى عن إسماعيل وعن «4» عبيد بن عقيل عن شبل «5» كلاهما عن ابن كثير أنه ضمّ التاء فيها «6» وفي التي قبلها إلا على «7» ذلك في مذهبه.
سورة والعصر
سورة والعصر حرف: قرأت الجماعة لفي خسر [2] بإسكان السين إلا ما رواه ابن أبي حمّاد وهارون عن حسين والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر [عن عاصم" أنه ثقل السين" «1». وروت الجماعة عن أبي بكر] بالتخفيف، وجاء بذلك عنه نصّا يحيى بن آدم والأعشى إلا أن يحيى قال: ثقّلها أبو بكر ثم قال بعد:" إنما هي خفيفة". نا محمد بن أحمد نا محمد بن القاسم قال: نا إدريس «2» قال: نا خلف قال: سمعت الكسائي يقول: الوقف على منه وعنه بالتخفيف وجزم النون كما يوصل، قال: ويجوز منه وعنه برفع النون في الوقف، قال خلف:" والتخفيف فيها أحبّ إلى الكسائي أنه كان يستحبّ أن يقف على منه وعنه يشمّ النون الضمّة". «3» قال أبو عمرو: وأهل الأداء يأخذون بهذا في مذهبه.
سورة الهمزة
سورة الهمزة حرف: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي جمّع مالا [2] بتشديد الميم وقرأ الباقون بتخفيفها. «1» حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي عمد [9] بضمتين وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص بفتحتين. «2»
سورة الفيل
سورة الفيل قد ذكرنا مذهب أبي عمرو في إدغام الفاء في مثلها واللام في الراء في قوله فعل ربك [1] وذكرنا مذهب حمزة في ضمّ الهاء من قوله عليهم.
سورة قريش
سورة قريش حرف: «1» قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وهشام لئلاف قريش [1] بغير ياء بعد الهمزة في اللفظ إيلافهم [2] بياء بعد الهمزة في اللفظ، وقرأ في رواية ابن عتبة وابن بكّار بغير ياء [248/ ب] بعد الهمزة، واختلف عنهم في إلافهم، فروى ابن فليح عن أصحابه عنه بغير ياء بعد الهمزة، واختلف أهل الأداء عن ابن فليح في اللام فقرأت على أبي الفتح بفتح اللام «2» وإثبات ألف بعدها، وكذلك روى ابن مجاهد عن الخزاعي عن ابن فليح، وأقرأني أبو الفتح أيضا عن قراءته على عبد الباقي بن الحسين عن أصحاب الخزاعي عنه عن ابن فليح بإسكان اللام من غير ألف كقراءة أبي جعفر القارئ المدني سواء. «3» وكذلك روى الزينبي عن أصحابه عن ابن فليح ولم يذكر الخزاعي في كتابه عنه في اللام شيئا، وروى القوّاس والبزّي عن أصحابهما عن ابن كثير بياء بعد الهمزة في اللفظ، واختلف أصحاب أبي بكر عن عاصم في الحرفين فروى ابن الوكيعي وحسين العجلي والرفاعي وخلف في مجرده عن يحيى عن أبي بكر بهمزتين لإئلاف متلاصقتين «4» الأولى مكسورة والثانية ساكنة إءلفهم كذلك أيضا «5» قالوا، ثم رجع عن الثانية فقال إيلافهم يعنون بهمزة وياء، وكذلك روى ابن أبي أميّة عن أبي بكر في الحرفين سواء، وقال: لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد روى أبو بكر عن عاصم لإئلاف قريش إلفهم بهمزتين الثانية ساكنة ثم رجع عنه، فقرأ بهمزة بعدها ياء مثل
حمزة، «1» ولم يسند ذلك ابن مجاهد إلى أخذ من أبي بكر. «2» وروى الحسن بن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر لإئلاف إءلافهم خلاف لقراءتنا، يعني لقراءة حمزة يريد همزتين، وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر لإيلاف قريش مثل الجماعة ويا إءلافهم بهمزتين الثانية ساكنة. نا الحسين بن علي «3» قال: نا أحمد بن نصر المقرئ عن ابن شنبوذ عن الخياط عن الشموني عن الأعشى إيلافهم بهمزتين الثانية مشبعة، وحمّاد بن أحمد الكوفي «4» عن الخياط عن الشموني عن الأعشى بهمزتين مكسورتين يعني: من غير ياء، قال: «5» وأخبرني النقار عن الخياط عن الشموني عن الأعشى بهمزتين الثانية منهما ساكنة. قال أبو عمرو: وبذلك قرأت للأعشى من الطريقين «6» المذكورين عنه، وكذلك نا فارس بن أحمد المقرئ قال: نا عبد الله بن طالب «7» عن النقّار عن الخياط عن الشموني عنه وبذلك آخذ. وروى محمد بن الحسن النقاش أداء عن الخياط مثل ما رواه حمّاد عنه، [وبذلك آخذ. روى محمد بن الحسن النقاش، أداء، عن الخياط مثل ما رواه حماد عنه] «8» بهمزتين مكسورتين من غير ياء، وروى خلف في جامعه وضرار بن صرد عن
يحيى والتيمي عن الأعشى والعليمي والبرجمي والكسائي وأبو المعافى عن أبي بكر بهمزة واحدة بعدها ياء في الحالين، وقال خلف مثل حمزة. وروى ابن عطارد عنه لإيلاف ... إيلافهم ممدودان «1» وقولهما يدلّ على أنهما بهمزة واحدة وياء بعدها. وكذلك قرأ الباقون «2»، وكذلك روى الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر، والحرف الأول مرسوم في المصاحف كلها بياء، والحرف الثاني مرسوم فيها بغير ياء، ولم يرسم في شيء منها بعد اللام في الحرفين ألف تخفيفا «3». وروى نصير وقتيبة جميعا عن الكسائي رحلة الشتاء [2] بكسر التاء كسرا لطيفا والباقون يخلصون فتحها. «4»
سورة الماعون
سورة الماعون قرأ نافع أرءيت الذي [1] بتسهيل الهمزة التي بعد الراء، وقرأ الكسائي بإسقاطها رأسا، وقرأ الباقون بتحقيقها، وحمزة إذا وقف سهّلها «1» وقد ذكر هذا قبل.
سورة الكوثر
سورة الكوثر روى نصير عن الكسائي إن شانئك [3] بكسر الشين كسرا لطيفا وأخلص الباقون فتحها «1». وروى الأصبهاني عن ورش والأعشى عن أبي بكر إن شانيك بياء مفتوحة من غير همز، «2» وحمزة إذا وقف كذلك، والباقون بهمزة مفتوحة في الحالين وقد ذكر هذا قبل.
سورة الدين
سورة الدين «1» حرف: قرأ ابن عامر في رواية الحلواني عن هشام عابد [3] وعابدون بإمالة فتحة العين والألف بعدها في الثلاثة «2»، وكذلك روى ابن معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو، وقرأ الباقون بإخلاص الفتح فيهن «3». حرف: قرأ نافع في غير رواية إسماعيل وابن عامر في رواية هشام وعاصم في رواية حفص ولي دين [6] بفتح الياء، واختلف عن إسماعيل «4» عن نافع فحدّثنا الخاقاني قال: نا ابن هارون ح ونا فارس بن أحمد قال: نا ابن جابر قالا: نا أبو الحسن الباهلي قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع ولي دين جزم، وبذلك قرأت من طريق ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل، وروى أبو الربيع الزهراني عن زيد عن إسماعيل «5» وابن جبير عن الكسائي عنه ولي دين بنصب الياء، وبذلك قرأت من طريق ابن فرج عن أبي عمر عنه. واختلف عن ابن كثير فحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني مضر بن محمد عن البزّي عن ابن كثير ولي دين نصبا «6». وكذلك روى اللهبي عن البزّي ومحمد ابن بندار «7» عن أصحابه المكيّين عنه، وكذلك حكى لي «8» أبو الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن ابن الصباح عن أبي ربيعة عن البزّي، وذكر ذلك أبو ربيعة في كتابه عن البزّي وقنبل بالإسكان، وبذلك قرأت على الفارسي
عن قراءته على أبي بكر النقّاش عن أبي ربيعة عن البزّي، وكذلك روى ذلك الخزاعي عن أصحابه والزينبي عن رجاله والحلواني عن القوّاس. وكذلك قال لي محمد بن علي عن ابن مجاهد أنه قرأ على قنبل عن القوّاس، وكذلك روى محمد بن هارون والحسين بن مخلد «1» والعباس بن أحمد البرتي «2» عن البزّي، وكذلك نا محمد قال: نا ابن مجاهد عن الخزاعي عن ابن فليح. «3» واختلف عن أبي بكر عن عاصم فروى الرفاعي وضرار بن صرد عن يحيى بن آدم وعبد الواحد «4» بن صالح البرجمي والرفاعي ومحمد بن خلف التيمي عن الأعشى وابن أبي حمّاد وبريد بن عبد الواحد عن أبي بكر عن عاصم ولي دين بفتح الياء. وروت الجماعة عن أبي بكر عن يحيى والأعشى عنه بإسكان الياء، وجاء بذلك نصّا عن أبي بكر وابن أبي أميّة وعن يحيى حسين العجلي، ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني الدباغ عن أبي الربيع عن حفص عن عاصم ولي دين نصبا «5»، وقرأ الباقون بإسكان الياء «6»، وكلهم وصل دين بكسر النون إلا أبا عمرو فإن أبا عبد الرحمن وأبا حمدون وابن سعدان رووا عن اليزيدي عنه أنه كان لا يصل مثل ذلك يتعمد السكون عليه ولا يصله، ورواية ابن سعدان تؤذن بأنه إذا وصل سكّن النون.
سورة النصر
سورة النصر روى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش ورأيت الناس [2] بتسهيل الهمزة، وحمزة إذا وقف كذلك أيضا والباقون يحقّقونها وصلا ووقفا وقد ذكر.
سورة المسد
سورة المسد حرف: [249/ أ] قرأ ابن كثير تبّت يدا أبي لهب [1] بإسكان الهاء وقرأ الباقون بفتحها «1» وأجمعوا على فتح الهاء في قوله: ذات لهب [3] حملا على قوله: ولا يغني من اللهب [المرسلات: 31] اتباعا لما قبله وما بعده من رءوس الآي. حرف: وكلهم قرأ سيصلى نارا [3] بفتح الياء إلا ما اختلف فيه عن أبي بكر، فروى البرجمي «2» ويحيى الجعفي وهارون عن حسين والمنذر عن هارون عنه عن عاصم أنه ضمّ الياء، وكذلك روى البرجمي عن الأعشى وابن شنبوذ عن الخياط عن الشموني عنه عن أبي بكر، وسائر الرواة بعد عن أبي بكر على فتح الياء «3». حرف: قرأ عاصم حمّالة الحطب [4] بنصب التاء على الذم «4»، وقرأ الباقون حمّالة برفع التاء «5»، وروى نصير عن الكسائي في جيدها [5] بإمالة فتحة الهاء والألف بعدها إمالة لطيفة «6»، وكذلك ما أشبه ذلك من هاء المؤنث التي تليها كسرة نحو من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها [البقرة: 61] ومن فوقها [الزمر: 20] ومن تحتها [الزمر: 20] وما كان مثله والباقون يخلصون فتح ذلك.
سورة الإخلاص
سورة الإخلاص حرف: روى عبد الرحمن «1» وأبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو قل هو الله أحد الله الصمد [1، 2] أنه كان يسكت عندها فإذا وصل نوّن. نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني الجمال عن أحمد بن يزيد عن روح عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو أحد الله الصمد «2» قال أبو عمرو: وهو اختياري أنا في قراءة أبي عمرو اتباعا لرواية أبي عبد الرحمن وأبي حمدون عن اليزيدي عنه لاشتهارهما بالعدالة وحسن الاطلاع، والباقون يصلون بالتنوين ويكسرون الساكنين، وكذلك روى إسماعيل وإبراهيم ابنا اليزيدي، وأبو عمر وأبو خلّاد وأبو شعيب وأبو الفتح وابن سعدان وابن شجاع عن اليزيدي عن أبي عمرو، وكذلك روى أيضا شجاع عنه. حرف: قرأ نافع في رواية ابن المسيّبي وفي رواية الكسائي والهاشمي وأبي عمر عن إسماعيل وفي رواية القاضي عن قالون كفوا أحد [4] بإسكان الفاء وتحقيق الهمزة بعدها، وكذلك روى خلّاد والرفاعي عن حسين عن أبي بكر عن عاصم وأبو عمر عن أبي عمارة عن حفص عنه، وحمزة إذا وقف أبدل الهمزة واوا مفتوحة، وكذلك يفعل أيضا في قوله: هزوا لأنه ثقّل «3» الضمة التي كانت على الزاي والفاء قبل تخفيفها هذا مع موافقته الرسم بذلك، وقرأ عاصم في رواية حفص كفوا بضم الفاء وإبدال الهمزة واوا مفتوحة وصلا ووقفا، وكذلك روى المنذر بن محمد عن هارون وقاسم بن زكريا عن أبي كريب «4» جميعا عن أبي بكر. ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني المروزي «5» عن ابن سعدان عن إسحاق عن نافع
كفوا مثقل غير مهموز، «1» وقال ابن مجاهد مثل رواية حفص عن عاصم، وقرأ الباقون بضم الفاء وتحقيق الهمزة بعدها في الوصل والوقف «2»، وكذلك روى خلف عن المسيّبي إلا أنه لم يذكر الهمزة وأبو عبيد وأبو الربيع الزهراني عن إسماعيل وابن جبير عن أصحابه، وكذلك روت الجماعة عن قالون وقد ذكرنا هذا الباب مشروحا في سورة البقرة.
سورة الفلق
سورة الفلق روى قتيبة عن الكسائي ومن شرّ حاسد [6] بإمالة فتحة الحاء «1». ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني الجمال قال: نا أحمد بن يزيد عن روح عن أحمد بن موسى «2» عن أبي عمرو [250/ أ] حاسد بكسر الحاء، «3» وقرأ الباقون بإخلاص فتحها، «4» والله أعلم.
سورة الناس
سورة الناس اختلف عن نافع وعاصم وأبي عمرو والكسائي في إمالة فتحة النون من الناس [الناس: 1] وفي إخلاص فتحها، فأمّا نافع فروى أحمد بن صالح عن ورش وقالون بربّ الناس [الناس: 1] النون مفتوحة وسطا من ذلك «1»، وروى الحلواني عن قالون النون مفتوحة، وبذلك قرأت لنافع من جميع الطرق، «2» وأما عاصم فروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر من غير رواية النقّار عن الخياط أنه أمال النون في جميع القرآن، ونا فارس بن أحمد قال: نا أحمد بن طالب «3» قال: قال: نا الحسن بن داود عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم الناس إذا كان في موضع خفض «4» بين الفتح والكسر. قال ذلك في سورة الناس بالتفخيم، وقرأت أنا من هذا الطريق ومن طريق ابن غالب عن الأعشى بإخلاص الفتح في جميع القرآن «5»، وأما أبو عمرو فروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وابن سعدان من رواية الأصبهاني «6» عنه عن اليزيدي أن النون من الناس مشمّة كسرا إذا كانت في موضع الخفض، فإذا كانت في موضع الرفع والنصب فالنون مفتوحة، وبالإمالة الخالصة قرأت أنا ذلك على عبد العزيز بن محمد بن إسحاق المقرئ عن قراءته على أبي طاهر عن أبي هاشم «7»، وقرأت على غيره بإخلاص فتح ذلك في جميع القرآن، «8» وبذلك كان يأخذ ابن مجاهد وابن المنادي
وابن شنبوذ والنقّاش وغيرهم من البغداديين البصريين، وأما الكسائي فروى نصير وقتيبة عن الحلواني عن أبي عمرو عنه: أنه أمال النون إذا كانت الكلمة في موضع خفض في جميع القرآن «1»، وقرأت في رواية أبي عمر وأبي الحارث وأبي موسى عنه بإخلاص الفتح، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من ابن مجاهد وابن شنبوذ وابن المنادي وأبي بكر النقّاش وأبي عثمان الضرير وأبي مزاحم الخاقاني «2» وغيرهم. ونا الفارسي أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: حدّثني محمد بن الجهم «3» عن محمد ابن أيوب المقرئ قال: نا الحسن بن العباس قال: نا محمد بن عيسى الأصبهاني قال: نا خلّاد عن سليم عن حمزة بربّ الناس بين الفتح والكسر، لم يرو هذا عن خلّاد عن سليم غير محمد بن عيسى وهو إمام ضابط ثقة مأمون، والباقون يخلصون فتح النون من الناس في جميع الأحوال من النصب والجرّ والرفع «4». وروى نصير عن الكسائي الخنّاس تلطيف «5» النون منها لا يكسرها كسرا شديدا ولا يفتحها فتحا جافيا، وكذلك ما أشبهها في القرآن إذا كانت الكلمة محفوفة بالكسر واللطافة فيها أحسن. قال أبو عمرو: وقول نصير هذا يدلّ على أنه يميل كل ألف بعدها كسرة سواء كانت إعرابا أو بناء إمالة يسيرة بين بين، وكذلك روى قتيبة
عن الكسائي، وقد شرحنا ذلك شرحا بالغا في باب الإمالة «1» والباقون يخلصون فتح ذلك. وبالله التوفيق «2» ونعم الوكيل.
باب ذكر التكبير في قراءة ابن كثير وذكر الأخبار الواردة عن المكيين في ذلك [250/ ب]
باب ذكر التكبير في قراءة ابن كثير وذكر الأخبار الواردة عن المكيّين في ذلك [250/ ب] كان ابن كثير «1» - طريق القوّاس- والبزّي وغيرهما يكبّر في الصلاة والعرض من آخر سورة والضحى [الضحى: 1] مع فراغه من كل سورة إلى آخر قل أعوذ بربّ الناس [الناس: 1] فإذا كبّر في آخر الناس قرأ بفاتحة الكتاب خمس آيات من أول سورة البقرة على عدد الكوفيين «2» إلى قوله: وأولئك هم المفلحون [البقرة: 6] ثم دعا بدعاء الختمة «3»، وهذا يسمّى حال المرتحل، «4» وله في فعله هذا دلائل من آثار مروية ورد التوقيف «5» فيها عن النبي صلّى الله عليه وسلم وأخبار مشهورة مستفيضة جاءت عن الصحابة والتابعين والخالفين، ونحن نذكر جملة ما انتهى إلينا منها بأسانيدها وطرقها إن شاء الله تعالى. فأما الوارد منها بالتكبير من آخر والضحى إلى آخر القرآن فحدّثنا أبو الفتح فارس ابن أحمد بن موسى المقرئ قال: نا عبد الله بن الحسين البغدادي «6» قال: نا أحمد بن موسى «7» ح ونا أبو الفتح أيضا قال: نا أبو الحسن عبد الباقي بن الحسن المقرئ قال: نا أحمد بن صالح وأحمد بن مسلم «8» قالوا: نا الحسن بن مخلد ح ونا
أبو الفتح أيضا قال: نا أبو الحسن قال: نا علي بن يعقوب بن إبراهيم «1» قال: نا أحمد بن محمد بن مقاتل الهروي «2» قالا: نا أحمد بن محمد بن أبي بزّة «3» قال: نا عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر صاحب القراءة قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله «4» بن قسطنطين فلما بلغت والضحى قال لي: «5» كبّر حتى تختم مع خاتمة كل سورة، فإني قرأت على عبد الله بن كثير فأمرني بذلك، وأخبرني عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك وأخبره ابن عباس أنه قرأ على النبي صلّى الله عليه وسلم فأمره بذلك «6» لفظ الحديث لأحمد بن موسى. ونا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن الحسين قال: قرأت على أبي عبد الله محمد [ابن عبد العزيز بن الصباح، قال: قرأت على موسى بن هارون المكي «7» قال:
قرأت على أحمد بن محمد بن أبي بزّة] «1» قال: قرأت على عكرمة بن سليمان فلما بلغت والضحى قال: كبّر، قرأت على شبل بن عبّاد «2» وإسماعيل بن قسطنطين فقالا: كبّر، قرأنا على عبد الله بن كثير فقال لنا: كبّرا، قرأت على مجاهد بن جبير فقال: كبّر قال: قرأت على ابن عباس فقال لي كبّر، قرأت على أبيّ بن كعب «3» فقال لي: كبّر، قرأت على النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال لي: كبّر. قال موسى بن هارون: قال لي ابن أبي بزّة: فحدّثت الشافعي «4» فقال لي: «إن تركت التكبير فقد تركت سنّة من سنن نبيّك صلّى الله عليه وسلم». «5» حدّثنا فارس بن أحمد قال: نا أبو الحسن المقرئ قال: نا علي بن «6» محمد الحجازي قال: نا محمد بن عبد العزيز المكّي المقرئ الضرير قال: نا موسى بن هارون قال: نا أحمد ابن أبي بزّة قال: قرأت القرآن على عكرمة بن سليمان فلما بلغت والضحى قال لي: كبّر فإني قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت والضحى قال لي: كبّر فإني قرأت على عبد الله بن كثير فلما ختمت والضحى قال لي: كبّر فإني قرأت على مجاهد بن جبر «7» فلما ختمت والضحى قال لي: كبّر فإني قرأت على عبد الله بن عباس فلما ختمت
والضحى قال لي: كبّر فإني قرأت على أبيّ بن كعب فلما ختمت والضحى قال لي: كبّر فإني قرأت على رسول الله صلّى الله عليه وسلم فلما بلغت والضحى [251/ أ] قال لي: كبّر. قال موسى بن هارون: وقال أحمد بن محمد بن أبي بزّة قال لي أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي: «إن تركت التكبير تركت سنّة من سنن نبيّك صلّى الله عليه وسلم». قال أبو عمرو: وهذا أتمّ حديث روي في التكبير وأصحّ خبر جاء فيه. «1» ونا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن الحسين قال: نا أبو الحسن علي بن الحسين يعرف بابن الرقّي «2» قال: حدّثني شاذان بن سلمة «3» قال: نا الوليد بن عطاء «4» عن الحسن ابن محمد بن عبد الله «5» بن أبي يزيد قال: أخبرني شبل بن عبّاد قال: رأيت محمد بن عبد الله بن محيصن «6» وعبد الله بن كثير القاري إذا بلغا ألم نشرح كبّرا حتى يختما ويقولان: رأينا مجاهدا يفعل ذلك. وذكر مجاهد أن ابن عباس كان يأمر بذلك. «7»
نا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن الحسين قال: نا أبي رحمه الله وأبو الحسن الرقّي قالا: حدّثني أبو يحيى عبد الله بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرّة «1» قال: حدّثني أبي «2» والحميدي «3» قالا: نا إبراهيم بن يحيى بن أبي حيّة «4» قال: قرأت على حميد الأعرج «5» فلما بلغت والضحى قال لي: كبّر إذا ختمت كل سورة حتى تختم فإني قرأت على مجاهد بن جبير فأمرني بذلك. «6» نا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن الحسين قال: نا أحمد بن موسى قال: حدّثني عبد الله بن سليمان «7» قال: نا يعقوب بن سفيان «8» قال: نا الحميدي أبو بكر قال: نا سفيان «9» قال: نا إبراهيم بن أبي حيّة واسم أبي حيّة اليسع بن أسعد التميمي «10» قالا: نا حميد عن مجاهد قال: ختمت على ابن عباس بضعا وعشرين
ختمة كلها يأمرني بالتكبير من ألم نشرح «1» قال أبو عمرو: وكذا قال عن الحميدي عن سفيان عن إبراهيم زاد فيه سفيان وهو غلط «2» ولا أدري ممّن هو أمن «3» يعقوب بن سفيان أم ممّن دونه «4». فحدّثنا أبو الفتح قال: نا عبد الله قال: نا علي بن الحسين قال: حدّثني شاذان بن سلمة قال: حدّثني الحميدي قال: حدّثني إبراهيم بن أبي حيّة التميمي قال: حدّثني حميد الأعرج عن مجاهد قال ختمت على عبد الله بن عباس تسع عشرة ختمة كلها يأمرني أن أكبّر فيها من ألم نشرح وهذا هو الصواب لم يذكر فيه سفيان. نا محمد بن عبد الله المالكي «5» قال: نا إسحاق بن إبراهيم «6» قال: نا عمر بن حفص «7» قال: نا أحمد بن محمود «8» قال: نا عثمان بن سعيد «9» قال: قلت ليحيى بن معين «10»: فإبراهيم بن أبي حيّة قال: شيخ ثقة «11» نا أبو الفتح قال: نا عبد الله قال: أنا ابن الرقّي قال: حدّثني شاذان قال: حدّثني الوليد بن عطاء قال: أخبرني الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي «12» قال: نا حنظلة بن أبي سفيان «13» قال: قرأت
على عكرمة بن خالد «1» المخزومي، فلما بلغت والضحى قال: هيها، قلت: وما تريد بهيها؟ قال: كبّر، فإني رأيت مشايخنا ممّن قرءوا على ابن عباس يأمرهم بالتكبير إذا بلغوا والضحى. «2» نا أبو الفتح قال: نا عبد الله قال: نا علي بن الحسين قال: حدّثني قنبل بن عبد الرحمن ابن قنبل، قال: حدّثني أحمد بن عون القوّاس قال: نا عبد الحميد بن جريج «3» عن مجاهد أنه كان يكبّر من والضحى إلى «الحمد». قال ابن جريج: وأرى أن يفعله الرجل إماما كان أو غير إمام. «4» نا أبو الفتح قال: نا عبد الباقي بن الحسن المقرئ قال: حدّثني جماعة عن الزينبي وابن الصباح عن قنبل وعن الحلواني والجدي «5» وابن شريح «6» [251/ ب] كلهم عن القوّاس عن عبد الحميد عن «7» ابن جريج عن مجاهد أنه كان يكبّر من خاتمة والضحى إلى خاتمة قل أعوذ بربّ الناس وإذا ختمها قطع التكبير. نا أبو الفتح قال: نا عبد الله قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني عبد الله بن سليمان قال:
حدّثني يعقوب بن سفيان قال: نا الحميدي قال: نا غير واحد عن ابن جريج عن حميد عن مجاهد أنه كان يكبّر من والضحى. «1» نا أبو الفتح قال: نا عبد الله قال: نا أحمد قال: [نا عبد الله قال]: نا يعقوب قال: نا الحميدي قال: نا سفيان «2» قال: رأيت حميد الأعرج يقرأ والناس حوله فإذا بلغ والضحى كبّر إذا ختم كل سورة حتى يختم «3». وبه «4» عن الحميدي قال: سألت سفيان بن عيينة قلت: يا أبا محمد رأيت شيئا ربما فعله الناس عندنا، يكبّر القارئ في شهر رمضان إذا ختم فقال: رأيت صدقة بن عبد الله بن كثير «5» يؤم الناس منذ أكثر من سبعين سنة، وكان إذا ختم القرآن كبّر. «6» وبه عن الحميدي قال: نا محمد بن عمر بن عيسى «7» أن أباه «8» أخبره أنه قرأ بالناس في شهر رمضان فأمره ابن جريج أن يكبّر من والضحى حتى يختم، وبه عن الحميدي قال: سمعت عمر بن عيسى صلّى بنا في شهر رمضان يكبر من والضحى. وأنكر بعض الناس عليه فقال: أمرني به ابن جريج، [فسألنا ابن جريح] فقال: أنا أمرته، نا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله قال: نا أبو الحسن بن الرقّي قال: أخبرني
قنبل قال: حدّثني ابن المقري «1» قال: سمعت ابن الشهيد الحجبي يكبر خلف المقام في شهر رمضان، قال قنبل: ثم لقيني بعد ذلك فقال ابن الشهيد أو بعض الحجبة ابن الشهيد أو ابن بقية «2» قال أبو الحسن: وأخبرني قنبل قال: حدّثني أحمد بن محمد بن عون القوّاس قال: سمعت ابن الشهيد يكبّر خلف المقام في شهر رمضان، قال قنبل: وأخبرني دكين بن الحصيب مولى الجبيريين «3» قال: سمعت ابن الشهيد الحجبي يكبّر خلف المقام في شهر رمضان حتى ختم من والضحى «4». وأما الوارد من الآثار بقراءة فاتحة الكتاب وخمس آيات من أول سورة البقرة مستقبلا بالختمة، فقرأت على عبد العزيز بن محمد عن عبد الواحد بن عمر قال: نا العباس بن أحمد البزّي قال: نا عبد الوهاب بن فليح المكّي قال: نا عبد الملك بن
عبد الله بن شعوة «1» عن خاله وهب بن زمعة بن صالح «2» عن عبد الله بن كثير عن درباس «3» مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس عن أبيّ بن كعب عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه كان إذا قرأ قل أعوذ بربّ الناس افتتح من الحمد ثم قرأ من البقرة إلى أولئك هم المفلحون [البقرة: 6] ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام. «4» وأخبرني أبو الحسن علي بن محمد الربعي «5» قال: نا علي بن مسرور «6» قال: نا أحمد ابن أبي سليمان «7» قال: نا سحنون بن سعيد «8» قال: نا عبد الله بن وهب «9» قال: أخبرني ابن لهيعة «10» عن هشام بن أسعد «11» عن زيد بن أسلم «12» أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم سئل أيّ الأعمال أفضل؟ فقال: «الحالّ المرتحل». قال ابن وهب: وسمعت
أبا عفّان المدني «1» يقول ذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: (هذا خاتم القرآن وفاتحه). أخبرنا عبد الله بن أحمد الهروي «2» في كتابه قال: نا عمر بن أحمد بن عثمان «3» قال: نا إسحاق بن إبراهيم بن الخليل «4» قال: نا زياد بن أيوب «5» [252/ أ] قال: نا زيد بن الحباب «6» قال: أخبرني صالح المري «7» قال: أنا قتادة «8» عن زرارة بن أوفى العامري «9» عن ابن عباس أن رجلا قال: يا رسول الله أيّ الأعمال أفضل؟ قال: «عليك بالحالّ المرتحل». قال: وما الحالّ المرتحل؟ قال: «صاحب القرآن كلما حلّ ارتحل». «10» أنا عبد الله قال نا عبد الله بن أحمد بن المشتعل «11» قال: نا الحسين بن أحمد
بن بسطام «1» قال: نا عبد الله بن معاوية الحجبي «2» قال: نا صالح المري عن قتادة عن زرارة «3» بن أوفى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «أفضل الأعمال الحالّ المرتحل الذي إذا ختم القرآن عاد فيه». نا أبو بكر الورّاق «4» قال: نا أبو طاهر الحلبي المقرئ «5» قال: نا عبد الله «6» بن الحسين بن عبد الرحمن الأنطاكي قال: نا سليمان بن سعيد «7» الكسائي قال: نا الخصيب بن ناصح «8» قال: نا صالح المري وقتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة «9» أن رجلا قال «10» إلى النبي صلّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أيّ الأعمال أحبّ إلى الله تعالى؟ قال: «الحالّ المرتحل». فقال: يا رسول الله وما الحالّ المرتحل؟ قال: «صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ومن آخره إلى أوله كلما حلّ ارتحل». قرأت على عبد العزيز بن محمد عن عبد الواحد بن عمر قال: نا أحمد بن صالح الأكفاني «11» قال: نا سليمان بن موسى الحموي «12» قال: نا حمدون بن الحارث «13» قال: نا أبو عمارة «14» عن المسيّبي «15» بن شريك عن
الأعمش «1» عن إبراهيم «2» قال: كانوا يستحبّون إذا ختموا القرآن أن يقرءوا من أوله آيات. «3» قال أبو عمرو: إن «4» قال قائل: لم ورد التخصيص بالتكبير من آخر والضحى دون غيرها من السور اللواتي قبلها؟ فالجواب عن ذلك ما روي أن الوحي احتبس عن النبي صلّى الله عليه وسلم أربعين صباحا فقال المشركون: إن محمدا قد ودّعه ربه وقلاه فأنزل الله عزّ وجلّ والضحى فلما قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلم كبّر حتى ختم شكرا لله تعالى لما كذب المشركين وأمر أبيّا «5» بذلك. ومما يدلّ على ذلك أنه قال لجبريل عليه السلام لما أتاه: «لقد احتبست عنّي يا جبريل» فأنزل الله جوابا عن تخلّفه عنه وما نتنزل إلا بأمر ربّك الآية. «6» وروى أحمد بن فرح عن ابن أبي بزّة بإسناده أن النبي صلّى الله عليه وسلم أهدي إليه قطف «7»
عنب جاء قبل أوانه أن يأكل منه فجاء سائل فقال: أطعموني مما رزقكم الله قال: فسلّم إليه العنقود فلقيه بعض أصحابه فاشتراه منه وأهداه للنبي صلّى الله عليه وسلم فأعطاه إيّاه، فلقيه رجل آخر من الصحابة فاشتراه منه وأهداه للنبي صلّى الله عليه وسلم [فعاد السائل إلى النبي صلّى الله عليه وسلم] فسأله فانتهره وقال له: «إنك ملحّ» فانقطع الوحي عن النبي صلّى الله عليه وسلم أربعين صباحا فقال المنافقون: قلا محمدا ربه فجاء جبريل عليه السلام فقال: اقرأ يا محمد، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: وما أقرأ؟ والضحى فلقنه السورة فأمر النبي صلّى الله عليه وسلم أبيّا لمّا بلغ والضحى أن يكبّر مع خاتمة كل سورة حتى يختم «1». وأرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكّي «2» بها قال: نا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد «3» قال: نا جرير أبو يحيى «4» قال: نا سفيان «5» عن الأسود بن قيس «6» سمع جذبا «7» يقول: أبطأ جبريل عليه السلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال المشركون ودّع محمد فأنزل الله تعالى والضحى والليل إذا سجى ما ودّعك ربك وما قلى. نا محمد بن عبد الله المري قال: نا أبي قال: نا علي بن الحسن «8» [252/ ب] قال: نا أحمد بن موسى قال: نا يحيى بن سلام «9» في قوله عزّ وجلّ: وما نتنزّل إلا بأمر ربّك [مريم: 64]. قال: قال قتادة: هذا قول جبريل عليه السلام احتبس عن النبي
صلّى الله عليه وسلم في بعض الوحي فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:" فما جئت حتى اشتقت إليك"، فقال جبريل: «وما نتنزل إلا بأمر ربك» «1» فهذا سبب التخصيص بالتكبير من آخر والضحى واستعمال النبي صلّى الله عليه وسلم إيّاه، وذلك كان بمكة قبل الهجرة بزمان فاستعمل ذلك المكيّون ونقله خلفهم عن سلفهم ولم يستعمله غيرهم؛ لأنه صلّى الله عليه وسلم ترك ذلك بعد فأخذوا بالآخر من فعله. قال أبو عمرو: فأما لفظ التكبير فأهل الأداء مختلفون فيه فمنهم من يقول: الله أكبر لا غير، ودليلهم على صحة ذلك الأخبار المتقدمة إذ كلها تؤذن بالتكبير خاصّة من غير تهليل، ومنهم من يقول لا إله إلا الله والله أكبر فيهلّلون قبل التكبير، ودليلهم على ذلك ما ناه فارس بن أحمد المقرئ قال: نا عبد الله بن الحسين قال: نا أحمد بن موسى ح ونا فارس ابن أحمد أيضا قال: نا عبد الباقي بن الحسن قال: نا أحمد بن سليمان وأحمد بن صالح قالوا: نا الحسن بن الحباب «2» قال: سألت البزّي عن التكبير كيف هو؟ فقال: لا إله إلا الله والله أكبر، وابن الحباب من الأئمة المشهورين بالإتقان والضبط وحسن المعرفة وصدق اللهجة. قال أبو عمرو: وعلى الوجه الأول عامّة أصحاب القوّاس المكيّين وغيرهم، وبذلك قرأت على الفارسي عن قراءته على أبي بكر النقّاش عن أبي ربيعة عن البزّي وعلى أبي الحسن بن غلبون عن قراءته أيضا في رواية البزّي خاصّة، وبه قرأت أيضا على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين في رواية البزّي وابن فليح وعن قراءته على عبد الباقي ابن الحسين في رواية قنبل عن القوّاس، وعلى الوجه الثاني عامّة أصحاب البزّي وابن فليح من البغداديين وغيرهم، وبذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن الحسين عن أصحابه «3» ابن الحباب وأصحاب الخزاعي والوجهان صحيحان جدا مشهوران مستعملان. «4» قال أبو عمرو: والاختيار عندي أن يوصل التكبير بأواخر السّور من غير قطع «5»
عليهنّ ولا سكت لما في حديث عكرمة وشبل وإسماعيل عن ابن كثير أنهما قالا: كبّر حتى يختم مع خاتمة كل سورة، ولما في حديث الأعرج وغيره أيضا أنه كان إذا بلغ والضحى كبّر إذا ختم كل سورة حتى يختم. وليس في هذه الأحاديث ولا في غيرها ذكر لفصل ولا لسكت ولا لقطع بل في حديث ابن عباس وابن كثير" مع" «1» وهي دلالة على الصحبة والاجتماع، وصحّ بذلك وصل أواخر السور بالتكبير دون غيره. وقد جاء بذلك أداء عن قنبل بإسناده عن ابن كثير أبو بكر محمد بن موسى الزينبي وهو إمام قراءة المكيّين، وإن شاء القارئ قطع «2» على التكبير وابتدأ بالتسمية ووصلها بالسورة التي بعدها، وإن شاء وصل التكبير بالتسمية ووصل التسمية بأول السورة، ولا يجوز القطع على التسمية إذا وصلت بالتكبير؛ لأنها موضوعة للإعلام بأول السورة فلا يلحق بأواخرها، «3» فإن لم يوصل بالتكبير جاز القطع عليها وقد كان قوم من جلّة أهل الأداء يقطعون [253/ أ] على أواخر السور ثم يبتدئون بالتكبير موصولا بالتسمية ليدلوا بذلك على انفصاله من نفس التلاوة وأنه ليس منها بل هو زيادة، وجاء بذلك أداء عن اليزيدي أبو عبد الرحمن اللهبي، وبذلك قرأت على الفارسي من قراءته على أبي بكر النقّاش عن قراءته على أبي ربيعة عن البزّي، وهو اختيار أبي بكر أحمد بن نصر الشذائي وغيره من المصريين، والأول أولى وأصحّ لما ذكرته من دلالة ألفاظ الأخبار عليه والله أعلم. قال أبو عمرو: والتكبير من آخر والضحى بخلاف ما يذهب إليه قوم من أهل الأداء من أنه من أولها لما في حديث موسى بن هارون عن البزّي عن عكرمة عن إسماعيل عن ابن كثير من قوله: فلما ختمت والضحى قال لي: كبّر، ولما في حديث شبل عن ابن كثير أنه كان إذا بلغ ألم نشرح كبّر، ولما في حديث مجاهد عن ابن عباس أنه كان يأمره بالتكبير من ألم نشرح لك وانقطاع التكبير أيضا في آخر سورة الناس بخلاف ما يأخذ به بعض أهل الأداء من انقطاعه في أولها بعد
انقضاء سورة الفلق لما في حديث الحسن بن محمد عن شبل عن ابن كثير أنه كان إذا بلغ ألم نشرح كبّر حتى يختم، ولما في حديث ابن جريج عن مجاهد أنه يكبّر من والضحى إلى الحمد ومن خاتمة والضحى إلى خاتمة قل أعوذ بربّ الناس ولما في غير ما حديث عن حميد بن عيسى وغيره من أنه كان إذا بلغ والضحى كبر إذا ختم كل سورة حتى يختم. قال أبو عمرو: وإذا وصل القارئ بحرف ابن كثير أواخر السور بالتكبير وحده كسر ما كان آخرهن ساكنا أو متحركا قد لحقه التنوين في حال نصبه أو خفضه أو رفعه لسكون ذلك وسكون اللام من اسم الله تعالى فالسّاكن نحو قوله: فحدث الله أكبر وفارغب [الله أكبر وما أشبهه، والمتحرّك المنوّن نحو قوله: توابا الله أكبر ولخبير الله أكبر ومن مسد الله أكبر «1» وما أشبهه، وإن تحرّك آخر السورة بالفتح أو الخفض أو الرفع ولم يلحق هذه الحركات الثلاث تنوين فتح المفتوح من ذلك وكسر المكسور وضم المضموم لا غير. فالمفتوح نحو قوله: الحاكمين الله أكبر وإذا حسد الله أكبر وما أشبهه، والمكسور نحو قوله عن النعيم: الله أكبر ومن الجنة والناس الله أكبر وما أشبهه، والمضموم نحو قوله: هو الأبتر الله أكبر وما أشبهه. وإن كان آخر السورة هاء ضمير موصولة بواو في اللفظ حذف صلتها للساكنين سكونها وسكون اللام بعدها نحو قوله: لمن خشي ربه الله أكبر وشرّا يره الله أكبر وألف الوصل التي في اسم الله تعالى ساقطة في جميع ذلك في حال الدرج «2» استغناء عنها بما اتصل من أواخر السور بالساكن الذي تجتلب لأجله باللام مع الكسرة مرققة] ومع الفتح والضمة مفخمة. «3» فاعلم ذلك واعمل على ما رسمته موفقا معانا مؤيدا إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله الطيّبين أجمعين. «4» [253/ ب]
[قد وقع الفراغ من يوم الأربعاء في نصف الليل سنة ست وأربعين ومائة وألف سوده الفقير أضعف العباد أبو بكر الساكن بمدرة محمود باشا غفر الله ذنوبه وستر عيوبه آمين].
الفهارس
[الفهارس] فهرس المصادر والمراجع * أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ، د: إبراهيم علي شعوط ط 5 المكتب الإسلامي (لبنان) 1983 م. * الإبانة عن معاني القراءات، لأبي محمد مكي بن أبي طالب ت 437 هـ ت: د: عبد الفتاح إسماعيل شلبي. دار نهضة مصر 1978. * الإبانة في أصول الديانة: أبو الحسن الأشعري (ت 324 هـ) تحقيق: فوقية محمود. دار الكتاب القاهرة، الطبعة الثانية: 1987 م. * الإبانة في علوم القراءات لمكي بن أبي طالب. تحقيق: د. محيي الدين رمضان. ط 1، 1979، دار المأمون للتراث/ دمشق. * إبراز المعاني من حرز المعاني في القراءات السبع، للإمام الشاطبي، تح: إبراهيم عطوة عوض، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي وأولاده مصر. * الإبهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الأصول. للقاضي البيضاوي ت 685 هـ. تأليف شيخ الإسلام علي بن عبد الكافي السبكي ت 756 هـ. وولده تاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي ت 777 هـ. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1404 هـ- 1984 م. * إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين محمد بن محمد الحسني الزبيدي المرتضى، ط دار الفكر. * إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر: للعلامة أحمد بن محمد البناني (ت 1117 هـ)، حققه: د. شعبان محمد إسماعيل- عالم الكتب، بيروت ط 1 1987. * إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر، المسمى: منتهى الأماني والمسرات
في علوم القراءات: أحمد البنا. تحقيق شعبان إسماعيل/ عالم الكتب ببيروت، ومكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة. الطبعة الأولى 1987 م. * الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي ت: 911 هـ المكتبة التجارية/ بيروت ط 1، 1368. * الإتقان في علوم القرآن للحافظ جلال الدين السيوطي: تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية. صيدا، بيروت 1987 م. دار الفكر/ بيروت، المكتبة الثقافية، بيروت. * إثبات عذاب القبر وسؤال الملكين للبيهقي (ت: 458 هـ) تحقيق أبي مهاجر محمد السعيد وأبي الفداء عبد الله القاضي، المكتب السلفي لتحقيق التراث الإسلامي، دار الجيل بيروت، مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة، 1986 م. * أثر التطور الفكري في التفسير في العصر العباسي، مساعد مسلم عبد الله آل جعفر، الطبعة الأولى 1984 مؤسسة الرسالة. * الإجماع: ابن المنذر (ت 318 هـ) تحقيق: عبد الله البارودي، مؤسسة الكتب الثقافية ببيروت. الطبعة الأولى: 1986 م. * الإحساس في تقريب صحيح ابن حبان (ت 354 هـ): ترتيب: الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت 739 هـ): تحقيق: شعيب الأرناءوط، مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الأولى 1988 م. * أحكام ابن العربي: أحكام القرآن لأبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعافري. ت 543 هـ. تحقيق علي محمد البجاوي. دار المعرفة بيروت لبنان. الطبعة الثالثة 1972. * أحكام الجصاص: أحكام القرآن، لأبي بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص، ت 370 هـ، ط دار الفكر، بيروت. * أحكام القرآن: ابن العربي المالكي (ت 453 هـ) تحقيق علي البجاوي دار الفكر ببيروت، الطبعة الثالثة. دار الكتاب العربي ببيروت، دون تاريخ. * أحكام القرآن: الشافعي (ت: 204 هـ)، جمعه الحافظ البيهقي (ت 458 هـ) عرف الكتاب وقدم له: محمد الكوثري، وكتب هوامشه عبد الغني عبد الخالق، دار
الكتب العلمية ببيروت: 1980 م. * أحكام القرآن الكيا الهراسي: عماد الدين محمد الطبري (ت 504 هـ). ط 1، 1983، دار الكتب العلمية، بيروت. * أحكام القرآن لأبي بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص ت: 307 هـ دار الفكر، بيروت. * أحكام القرطبي- الجامع لأحكام القرآن. * الأحكام في أصول الأحكام، سيف الدين أبي الحسن علي بن أبي علي بن محمد الآمدي- دار الكتب العلمية 1983 م. * أخبار النحويين البصريين للسيرافي، تحقيق د. محمد إبراهيم البنا، ط 1 دار الاعتصام القاهرة، 1985 م. * أدب الكاتب لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، ت 276 هـ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار المطبوعات العربية، بيروت، لبنان (دون إشارة إلى عدد الطبعة وتاريخها). * الأدب المفرد: للبخاري تحقيق: المفتي الشيخ ضياء الدين خان بن إيشان بابا خان، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وقازاخستان مطبعة أوفست بمدينة طشقند 1970 م. * إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، تأليف أبي العباس أحمد شهاب الدين أحمد بن محمد العسقلاني ت 923 هـ، دار الفكر طبعة جديدة بالأوفست، (دون ذكر عدد الطبعة وتاريخها). * إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم: للعلامة أبي السعود. ط دار الفكر. * أزهار الرياض في أخبار عياض للمقري التلمساني (ت 1041 هـ) نشر وزارة الأوقاف المغربية. * أساس البلاغة لجار الله محمود بن عمر الزمخشري ت: 538 هـ، دار الفكر بيروت، دار المعرفة، لبنان، (1982 م). * الأساس في التفسير: سعيد حوى، ط 6 دار السلام، 1985.
* أساليب القسم في اللغة العربية، كاظم فتحي الراوي، ط 1 مطبعة الجامعة ببغداد، 1977 م. * أسباب النزول، أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري ت 468 هـ، ط 1 دار الفكر ببيروت، 1988 م. مطبعة مصطفى البابي بمصر ط 1 - 1959. مكتبة المتنبي، القاهرة، مؤسسة الحلبي بالقاهرة: 1968 م. * أسد الغابة في معرفة الصحابة: لعز الدين بن الأثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري (ت 630)، دار الفكر ببيروت، 1390 هـ- 1970 م. * الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير، الدكتور رمزي نعناعة، ط 1 دار القلم بدمشق ودار الضياء، بيروت 1970. * الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير: محمد بن محمد أبو شهبة، ط 4 مكتبة السنة، القاهرة، 1408 هـ. * إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين عبد الباقي بن عبد المجيد اليماني ت: 743 ت. د: عبد المجيد دياب شركة الطباعة السعودية، الرياض ط 1، 1986. * أشعار الشعراء الستة الجاهليين (اختيارات من الشعر الجاهلي) اختيار العلامة يوسف بن سليمان بن عيسى المعروف بالأعلم الشنتمري (415 - 476 هـ). منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الأولى 1979 م. * الإصابة في تمييز الصحابة لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي العسقلاني المعروف بابن حجر- تح: طه محمد الزيني، ط 1 دار الكتاب العربي بدون تاريخ، دار نهضة مصر بالقاهرة. دون تاريخ، دار الكتب العلمية ببيروت، ط 1، مكتبة الكليات الأزهرية، مصر، دار الفكر، بيروت 1978 م. * إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم للدامغاني: الحسين بن محمد ط بيروت 1977 م. * أصول التخريج ودراسة الأسانيد، محمود الطحان، ط 2 دار القرآن الكريم، بيروت 1979. * أضواء على متشابهات القرآن، خليل ياسين، ط 2 دار ومكتبة الهلال، بيروت، 1980 م.
* إعجاز القرآن- الباقلاني تحقيق سيد صقر دار المعارف بمصر. * إعراب ابن الأنباري- البيان في غريب إعراب القرآن. * إعراب ابن خالويه- كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن. * إعراب العكبري- التبيان في إعراب القرآن. * إعراب القرآن: النحاس (ت 338 هـ) تحقيق: زهير زاهد. * إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج (ت 311 هـ) تحقيق: إبراهيم الأبياري. وزارة الثقافة والإرشاد بالقاهرة 1963 م. مطبعة العاني ببغداد 1397 هـ، 1977 م، دار الكتاب اللبناني، بيروت، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، 1964، ط 2 مكتبة النهضة العربية، 1985 م. * إعراب مكي- مشكل إعراب القرآن. * الأعلام- قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين لخير الدين الزركلي، الطبعة الرابعة 1979، دار العلم للملايين، بيروت لبنان. * الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الرابعة، يناير 1979 م. * الأغاني، أبو الفرج الأصفهاني ت 356 هـ، تحقيق علي محمد البجاوي، مؤسسة جمال للطباعة والنشر، بيروت، بدون تاريخ. مصور عن طبعة دار الكتب بدون تاريخ. دار الثقافة بيروت. * الإكليل في استنباط التنزيل لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت 911 هـ، تحقيق سيف الدين عبد القادر الكاتب، دار النهضة العلمية. بيروت، لبنان ط 2 1985 م. * الأم للشافعي محمد بن إدريس (ت 204 هـ) ط 2 دار المعرفة، بيروت 1973. * الأم: الشافعي (ت 204 هـ). وبهامشه: مختصر الإمام المزني (ت 264 هـ) تقديم حسن زكي دار الشعب، دون تاريخ، تقديم د. حسن عباس زكي، دار الشعب 1968 م. ط 2 دار الفكر 1983.
* الأمالي الشجرية لأبي سعادات، هبة الله علي بن حمزة العلوي المعروف بابن الشجري ت 542 هـ دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت. * إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن، لأبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري، ت 616 هـ، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط 1 1979. المطبعة الميمنية بمصر 1321 هـ. * إنباه الرواة على أنباء النحاة للقفطي (ت 646 هـ) تحقيق أبي الفضل إبراهيم، مطبعة ط 1 دار الكتب المصرية، القاهرة، 1950 م، تحقيق: أبي الفضل إبراهيم ط 1955. القاهرة، تحقيق أبو الفضل إبراهيم (1986) دار الفكر العربي، مصر. * إنشاء الشريد من ضوال القصيد (في القراءات) لمحمد بن غازي الفاسي ت 919، رقم 335 (مجموع). * الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين لأبي البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد الأنباري ت 577 هـ ت: محمد محيي الدين عبد الحميد. دار الفكر بيروت. * الأوائل: أبو بكر أحمد بن أبي عاصم (ت 287 هـ) تحقيق: أبو هاجر زغلول. ط 1 دار الكتب العلمية ببيروت، 1987 م، * الأوائل: أبو هلال العسكري (ت 395 هـ) تحقيق وتعليق: محمد السيد الوكيل، مطبعة دار الرمل، طنجة، المغرب. بدون تاريخ. * إيثار الإنصاف في آثار الخلاف: سبط ابن الجوزي (ت 654 هـ) تحقيق: ناصر العلي الخليفي. ط 1 دار السلام بالقاهرة 1987 م. * إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل. لأبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي، تحقيق: محيي الدين رمضان، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق سوريا 1971 م. * الإيضاح في الناسخ والمنسوخ لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي ت 437 هـ. تحقيق أحمد حسن فرحات جامعة محمد بن سعود الرياض ط 1 1974. * الإيضاح في الوقف والابتداء: لمحمد بن القاسم بن الانباري، تح: محيي الدين رمضان، الطبعة الأولى.
* الإيضاح في علوم البلاغة للخطيب القزويني ت: 739 هـ ط 4 دار الكتاب اللبناني بيروت 1975 م. * الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ومعرفة أصوله واختلاف الناس فيه، أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي ت 437 هـ، تحقيق أحمد حسن فرحات، دار المنارة، جدة الطبعة الأولى 1986 م. * اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية: ابن القيم. دار المعرفة. دون تاريخ. * الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار: لموفق الدين عبد الله بن قدامة المقدسي (ت 620 هـ)، تحقيق د. علي نويهض، دار الفكر، بيروت، 1971. * الاستغناء في أحكام الاستثناء: لشهاب الدين القرافي (ت 682 هـ) تحقيق: د. طه محسن عبد الرحمن، مطبعة الإرشاد ببغداد الجمهورية العراقية: 1982 م. * الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى: أبو العباس الناصري تحقيق: ولديه جعفر ومحمد. دار الكتاب بالمغرب: 1954 م. * الاستيعاب في معرفة الأصحاب لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن الحمد بن عبد البر (463 هـ)، تحقيق علي محمد البجاوي، مطبعة نهضة مصر، الفجالة، القاهرة، (دون إشارة إلى عدد الطبعة وتاريخها). * الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر عمر يوسف بن عبد الله، تحقيق علي محمد البجاوي، مكتبة نهضة مصر ومطبعتها، الفجالة مصر. * اشتقاق أسماء الله: لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي. تحقيق د. عبد الحسين المبارك، ط 2 مؤسسة الرسالة ببيروت، 1986 م. * الاشتقاق: للإمام أبي بكر بن دريد الأزدي (ت 321 هـ) تحقيق وشرح: عبد السلام هارون. دار المسيرة بيروت، ط 3 منشورات مكتبة المثنى بغداد، 1979 م. * املاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن للعكبري عبد الله بن الحسين (ت 616 هـ) مطبعة التقدم العلمية، مصر، بدون تاريخ. * البحر المحيط في التفسير لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي الغرناطي، الطبعة الثانية 1978، ط 2 دار الفكر. 1983 م.
* بحوث في أصول التفسير: د. محمد بن لطفي الصباغ، ط 1، المكتبة الإسلامية 1988 م. * بداية المجتهد ونهاية المقتصد: للقاضي أبي الوليد بن رشد (ت 595 هـ) دار الفكر، دون تاريخ، دار المعرفة بيروت. * البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة من طريقي الشاطبية والدرى، عبد الفتاح القاضي، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1981 م. * البرهان في تجويد القرآن، محمد الصادق قمحاوي، مكتبة الجامعة الأزهرية، بدون تاريخ، ط 1 دار الكتب العلمية بيروت لبنان 1986 م. تحقيق: محمد إبراهيم ط 3 1980 م. تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم ط 1 دار إحياء الكتب العربية 1985 م. * البعث: كتاب البعث والنشور للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسن البيهقي ت 458 هـ، تحقيق أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول الأبياني، مؤسسة الكتب الثقافية ط 1، بيروت لبنان 1988 م. * بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس لابن عميرة الضبي (ت: 599 هـ) دار الكتاب العربي بيروت 1967. * بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: للسيوطي؛ تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، ط 1 مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاؤه 1964 م. * البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات البلاغية. د: محمد حسنين أبو موسى. دار الفكر العربي بيروت. * بلغة الساكت لأقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك للشيخ أحمد بن محمد الصاوي المالكي دار المعرفة بيروت 1978. * البلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزآبادي (ت 817 هـ) تحقيق محمد المصري، منشورات وزارة الثقافة دمشق 1972 م. * بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، تأليف: السيد محمود شكري الألوسي البغدادي، عني بشرحه وتصحيحه. وضبطه محمد بهجة الأثري، ط 2 دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
* البيان في غريب إعراب القرآن لابن الأنباري ت 577 هـ، تحقيق د. طه عبد المجيد طه ط 1980، الهيئة المصرية العليا للكتاب. * البيان والتحصيل لأبي الوليد ابن رشد القرطبي ت 520 هـ، تحقيق الدكتور محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان 1984 م. * تأويل مشكل القرآن: أبو محمد عبد الله بن قتيبة (ت 276 هـ) شرحه أحمد صقر. ط 3 المكتبة العلمية: بالمدينة المنورة. 1981 م. ط 2، 1973، دار التراث/ القاهرة. * تاج العروس، للإمام محمد مرتضى الواسطي الزبيدي ت: 1205. ط 1 1306 هـ المطبعة الخيرية، مصر. دار الفكر، (دون إشارة إلى عدد الطبعة وتاريخها). دار الرشاد الحديثة، بدون تاريخ. مطبعة حكومة الكويت 1970. * التاج والإكليل لمختصر خليل: محمد العبدري الشهير بالمواق (ت 897 هـ) بهامش" مواهب الجليل لشرح مختصر خليل" دار الفكر الطبعة الثانية 1978 م. * تاريخ أبي زرعة الدمشقي: للحافظ عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله النصري (ت 281 هـ)، تحقيق: شكر الله نعمة الله القوجاني، مطبعة المفيد الجديدة بدمشق 1980 م. * تاريخ آداب العرب لمصطفى صادق الرافعي (ت 1937 م) ط دار الكتاب العربي، بيروت 1974. * تاريخ ابن خلدون (لابن خلدون ت 808 هـ) كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر .. ط، دار الكتاب اللبناني، بيروت 1958. دار الفكر، الطبعة الأولى 1401 هـ- 1981 م. مؤسسة جمال للطباعة والنشر (لبنان) 1979 م. ط 2، دار الثقافة بيروت 1969. * تاريخ الأدب العربي، كارل بروكلمان، الطبعة الثانية، دار المعارف مصر بدون تاريخ. * تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي: د. حسن إبراهيم حسن. ط 7، القاهرة 1964 م. * تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير الأعلام للحافظ شمس الدين الذهبي (ت 748 هـ). ط 1368 هـ/ مصر.
* تاريخ الأمم والملوك للطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، دار الفكر، بيروت، بدون تاريخ. * التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة: د. عبد الرحمن علي الحجي. ط 1، دار القلم دمشق 1976. * تاريخ التشريع الإسلامي: محمد الخضري بك، دار القلم ببيروت، ط 1 1983 م. * تاريخ الثقات لأحمد بن عبد الله بن صالح العجلي ت: 261 هـ ت: د: عبد المعطي القلعجي. ط 1 دار الكتب العلمية، بيروت 1984 م. * تاريخ الدولة الأموية في الأندلس د. عبد المجيد نعنعي، دار النهضة العربية (لبنان). * تاريخ الرسل والملوك محمد بن جرير الطبري ت 310 تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ط 4 دار المعارف مصر 1977. * التاريخ الكبير للبخاري إسماعيل بن إبراهيم: دار الفكر. * تاريخ المسلمين وآثارهم بالأندلس، د. عبد العزيز سالم، دار النهضة العربية (لبنان) (1981). * تاريخ بغداد أو مدينة السلام للخطيب البغدادي، أبو بكر أحمد بن علي، دار الكتاب العربي، بيروت، بدون تاريخ. المكتبة السلفية- المدينة المنورة، بدون تاريخ. * التبصرة في القراءات: لمكي بن أبي طالب: تحقيق محيي الدين رمضان، منشورات معهد المخطوطات العربية الكويت ط 1، 1985. * التبيان في إعراب القرآن لأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري ت 616 هـ، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل بيروت، لبنان، ط 2، 1987. ط: دار إحياء الكتب العربية (عيسى البابي الحلبي وشركاؤه) مصر. * التبيان في أقسام القرآن: لابن القيم (ت 751 هـ). مكتبة الرياض الحديثة، الرياض بدون تاريخ. * تبيين العجب بما ورد في فضل رجب: أبو الفضل أحمد بن حجر العسقلاني
(ت 853 هـ) تحقيق: إبراهيم بن إسماعيل. ط 1، دار الكتب العلمية ببيروت 1988 م. * تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة لابن الجزري. حققه وعلق عليه محمد الصادق قمحاوي عبد الفتاح القاضي ط 1 سنة 1972 دار الوعي حلب سوريا. ط 1 دار الكتب العلمية ببيروت، 1983 م. * التحرير والتنوير محمد الطاهر بن عاشور الدار التونسية للنشر: 1972 م. وطبعة 1984 م. * تحريم النرد والشطرنج والملاهي: أبو بكر محمد الآجري (ت 360 هـ) تحقيق: عبد القادر عطا. ط 1 دار الكتب العلمية ببيروت 1988 م. * تحفة الأحوذي: شرح جامع الترمذي للإمام المباركفوري، طبعة مصورة 1483. ط 2 المكتب الإسلامي، بيروت 1983 م. * تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي المتوفى سنة 742 هـ، تحقيق عبد الصمد شرف الدين، إشراف زهير الشاويش، الدار القيمة بهيوندي، بمباي، الهند، ط 2 المكتب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1983 م. * تحفة الفقهاء لعلاء الدين السمرقندي 539 هـ ط 1، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، 1984 م. * تحفة الفقهاء: لعلاء الدين السمرقندي (ت 539 هـ)، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1984 م. * تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد: إبراهيم بن محمد البيجوري الشافعي (ت 1277 هـ)، (وجوهرة التوحيد: منظومة لإبراهيم اللقاني ت 1041 هـ)، ط 1، دار الكتب العلمية ببيروت 1983 م. * تحقيق النصوص ونشرها لعبد السلام هارون، ط 2، مطبعة المدني القاهرة، 1965 م. * تحقيق تفسير" الهداية إلى بلوغ النهاية" لمكي بن أبي طالب (من أول سورة آل عمران إلى آخر سورة النساء): رسالة من إعداد محمد علوي بنصر، تحت إشراف الدكتور الشاهد البوشيخي 1989 م.
* تحقيق تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طلاب حموش القيسي- من أول سورة" الحجر" إلى آخر سورة" الكهف" إعداد مولاي عمر بن حماد رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا بإشراف د. الشاهد البوشيخي جامعة الحسن الثاني كلية الآداب والعلوم الإنسانية، المحمدية 1991 م. * تخريج الفروع على الأصول لابن المناقب شهاب الدين محمود بن أحمد الزنجاني ت 656 ت د: محمد أديب صالح. ط 4 مؤسسة الرسالة بيروت 1982. * تذكرة الحفاظ: لأبي عبد الله شمس الدين الذهبي. ت 748 هـ. تصحيح عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، ط 3، دار إحياء التراث العربي، بيروت لبنان. * التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 هـ- المكتبة السلفية، المدينة المنورة، بدون تاريخ. * ترتيب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة تصنيف وإعداد الطاهر أحمد الزاوي، الطبعة الثالثة، دار الفكر، بدون تاريخ. * ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب الإمام مالك تأليف القاضي عياض بن موسى بن عياض السبتي المتوفى سنة 544 هـ. طبع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية- المغرب. * الترغيب والترهيب من الحديث الشريف للإمام عبد العظيم بن عبد القوي المنذري ت 656 دار الفكر بيروت. * التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي (محمد بن أحمد). ط 1، 1355 هـ، مطبعة مصطفى أحمد القاهرة. ط 2، دار الكتاب العربي لبنان، 1973 م. * التصاريف: تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرفت معانيه: لأبي زكريا يحيى ابن سلام (ت 200 هـ) تحقيق: هند شلبي. الشركة التونسية للتوزيع، بدون تاريخ. * التعريف في اختلاف الرواة عن نافع: أبو عمرو عثمان الداني (ت 444 هـ) تحقيق الهاشمي. طبع تحت إشراف اللجنة المشتركة لنشر إحياء التراث الإسلامي بين الحكومة المغربية وحكومة الإمارات العربية المتحدة 1982 م. * تفسير أسماء الله الحسنى أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج. ت 311 هـ ت:
أحمد يوسف الدقاق دار المأمون للتراث دمشق ط 2: 1979. * تفسير ابن مسعود (ض) جمع وتحقيق ودراسة محمد أحمد عيسوي. طبع على نفقة مؤسسة الملك فيصل الخيرية. شركة الطباعة العربية السعودية، الرياض، ط 1، 1985 م. * تفسير الإمام مجاهد بن جبر تحقيق الدكتور محمد عبد السلام أبو النبل دار الفكر الإسلامي الحديثة- مدينة نصر. ط 1، 1989 م. * تفسير البحر المحيط: لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي الغرناطي (ت: 754) / دار الفكر ط 2، 1983. مكتبة النصر بالرياض، طبع بالأوفست ببيروت. * تفسير الثعالبي الموسوم بجواهر الحسان في تفسير القرآن، تأليف عبد الرحمن ابن محمد بن مخلوف الثعالبي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت، لبنان، (دون ذكر عدد الطبعة وتاريخها). * تفسير الثوري- تفسير سفيان الثوري للإمام أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري الكوفي، رواية أبي جعفر محمد عن أبي حذيفة النهدي، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان 1983. * التفسير الحديث: لمحمد عزة دروزة. دار إحياء الكتب العربية 1962. * تفسير الخازن المسمى لباب التأويل في معاني التنزيل لعلاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي الشهير بالخازن المتوفى سنة 725 هـ. دار الفكر 1979 م. * تفسير الخازن المسمى لباب التأويل في معاني التنزيل لعلوم الدين: علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي الشهير بإنجازه (ت 725 هـ). دار الفكر 1979. * تفسير الدر المنثور في التفسير المأثور: للإمام عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطي (ت: 911 هـ) دار الفكر 1983. * تفسير الفخر الرازي: للإمام محمد الرازي (ت: 604 هـ) دار الفكر، دون تاريخ. * تفسير القرآن العظيم لابن كثير: إسماعيل القرشي (ت 774 هـ) ط. 1982، دار المعرفة، بيروت. طبعة 1981، دار الرشاد الحديثة. ط 1، 1986 م دار المعرفة ببيروت. قدم له د: يوسف عبد الرحمن المرعشلي.
* تفسير القرآن العظيم لابن كثير، دار الفكر. * التفسير القيم: الإمام ابن القيم (691 - 751)، جمع: محمد إدريس الندوي. تحقيق: محمد حامد الفقي، دار الكتب العلمية بيروت، بدون تاريخ. * التفسير الكبير تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، للإمام الرازي (ت 604 هـ) ط 3، 1985، دار الفكر. دار الكتب العلمية، طهران. * التفسير المأثور عن عمر بن الخطاب (ت 23 هـ) جمع وتعليق: إبراهيم بن الحسن، الدار العربية للكتاب. دار المعارف الرياض 1985. * تفسير المشكل من غريب القرآن: لمكي بن أبي طالب، تحقيق د. علي حسين البواب. مكتبة المعارف، الرياض 1985 م. * تفسير النسائي للإمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي صاحب السنن المتوفى سنة 303 هـ. حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه سيد بن عباس الجليمي وصبري بن عبد الخالق الشافعي، ط 1، مركز السنة للبحث العلمي. مكتب السنة، القاهرة، 1990 م. * تفسير النسفي: للإمام أبي البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان. دار إحياء الكتب العربية. * تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب القيسي (ت 437 هـ) من أول سورة" المائدة" إلى آخر سورة" الأنعام" تحقيق: الحسن بوقسيمي، بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية، تحت إشراف: د. الشاهد البوشيخي، جامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس 1991 م. * تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب القيسي من أول سورة" يونس" إلى آخر سورة" إبراهيم"، تحقيق محمد عبد الحق حنشي، بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية، تحت إشراف: د. الشاهد البوشيخي جامعة المولى إسماعيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس 1991 م. * تفسير سفيان الثوري للإمام أبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري
الكوفي المتوفى سنة 161 هـ، رواية أبي جعفر محمد عن أبي حذيفة النهدي عنه، اعتمد بتحقيق هذه الطبعة على النسخة المطبوعة في الهند والتي حققها امتياز علي عرشي، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1983 م. * تفسير سورة الإخلاص: لابن تيمية تقي الدين (661 - 728 هـ)، ط 2 مكتبة المنار الإسلامية الكويت 1975 م. * تفسير سورتي" الفاتحة" و" البقرة" لمكي بن أبي طالب القيسي: تحقيق زارة صالح، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية، تحت إشراف د. الشاهد البوشيخي، جامعة سيدي محمد بن عبد الله: كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس 1988 م. * تفسير عبد الله بن مسعود، تحقيق محمد أحمد عيسوي ط 1، شركة الطباعة العربية، السعودية، 1985 م. * تفسير غريب القرآن أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ت: 276، ت: أحمد صقر، دار الكتب العلمية بيروت 1978. دار التراث/ القاهرة. * تفسير غريب القرآن، لمحمد بن عزيز السجستاني رقم 389. * تفسير مجاهد- تفسير الإمام مجاهد بن جبر، تح: د. محمد عبد السلام، ط 1، أبو النيل، دار الفكر الإسلامي الحديث 1989. تحقيق: عبد الرحمن السورتي. ط 1 بيروت. تحقيق: محمد عبد السلام أبو النيل ط 1، دار الفكر الإسلامي الحديثة. 1989 م. * التفسير والمفسرون للدكتور محمد حسين الذهبي، ط 1، دار القلم، بيروت، 1978 م. تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، ط 2 دار المعرفة، بيروت 1975 م. * تقريب التهذيب: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852 هـ) تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف. ط 2، دار المعرفة ببيروت، 1975 م. دار الرشيد (سوريا) ط 1 (1986). * تقييد الإمام أبي العباس أحمد بن محمد أحمد البسيلي عن محمد بن عرفة. مخطوطة محفوظة بخزانة الزاوية الحفيانية بوغلان. تافيلالت، وهي نسخة عن الأصل كتبت في 16 ربيع الأول سنة 1059 هـ.
* تلخيص البيان في مجازات القرآن للشريف المرتضى، حققه وقدم له محمد عبد الغني، ط 2، 1986، دار الأضواء، بيروت. مطبعة المعارف بغداد، 1955 م. * تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث لابن الديبع، الشيباني الشافعي (ت 904 هـ). ط القاهرة 1963. * تنزيل الآيات على الشواهد والأبيات للعالم الموفق محب الدين أفندي، مطبوع بهامش الكشاف. * تنزيه القرآن عن المطاعن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني (ت 415 هـ). ط دار النهضة الحديثة، بيروت. * تنوير الحوالك: شرح موطأ الإمام مالك دار الفكر، بيروت، طبعة مصورة. * تنوير المقياس من تفسير ابن عباس، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، بدون تاريخ. * تهذيب الأسماء واللغات: لمحيي الدين بن شرف النووي (ت 676 هـ)، إدارة الطباعة المنيرية، مصر، دون تاريخ. دار الكتب العلمية (لبنان). * تهذيب التهذيب: لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، ط: 5، 1132 هـ مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية حيدرآباد الدكن الهند. دار صادر بيروت. نسخة مصورة عن ط 1 1325 لدار المعارف النظامية حيدرآباد الدكن، الهند. * تهذيب الكمال في أسماء الرجال للحافظ المتقن جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي (654 هـ- 742 هـ)، تحقيق الدكتور بشار عواد معروف، ط 2 مؤسسة الرسالة، 1983 م. * تهذيب اللغة، لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري ت: 370 ت: أحمد عبد العليم البردوني الدار المصرية للتأليف. تحقيق د: عبد السلام هارون دار القومية العربية للطباعة. 1964 م. * تهذيب سيرة ابن هشام، عبد السلام هارون. مؤسسة الرسالة، دار البحوث العلمية، الكويت، بدون تاريخ. دار إحياء التراث العربي. * تيسير الداني: كتاب التيسير في القراءات السبع: أبو عمرو عثمان الداني (ت 444 هـ) عني بتصحيحه أوتو برتزل. دار الكتاب العربي ببيروت، الطبعة الثالثة 1406 هـ/ 1985 م. مكتبة المثنى ببغداد، مطبعة الدولة 1930.
* ثلاث رسائل في إعجاز القرآن- الرماني، الخطابي، الجرجاني حققه: د. محمد خلق الله أحمد د. محمد زغلول سلام دار المعارف مصر ط 1 1976. * الجامع: جامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، الطبعة الأولى، 1988، دار الكتب العلمية، بيروت. * جامع الأصول من أحاديث الرسول: أبو السعادات المبارك بن الأثير الجزري (ت 606 هـ) تحقيق: عبد القادر الأرناءوط. دار الفكر ببيروت. الطبعة الثانية 1403 هـ/ 1983 م. وأعد معجمه يوسف البقاعي. وطبع بنفس الدار، الطبعة الأولى 1405 هـ/ 1985 م. * جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، الطبعة المحققة، دار المعارف بمصر 1979، ط 4، 1980، دار المعرفة، بيروت. دار الفكر 1988 م. شركة ومكتبة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. * جامع الدروس العربية للشيخ مصطفى الغلاييني، المكتبة العصرية، صيدا- بيروت. الطبعة الثالثة 1978 م. ط 15، 1981 م. * الجامع الصحيح للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، دار الآفاق الجديدة. بيروت، لبنان، (دون إشارة إلى عدد الطبعة وتاريخها). * الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير: للسيوطي ط 1، دار الفكر، بيروت، 1981 م. ط 1، عالم الكتب ببيروت. 1986 م. * جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم: أبو الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي (القرن 8 هـ). دار المعرفة ببيروت. * الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ت: 671 دار الكتاب العربي: القاهرة. 1967. الهيئة المصرية العامة للكتاب. (1987). ط 1، دار الكتب العلمية بيروت، لبنان، ط 2 دار الكتاب اللبناني (لبنان) 1983 م. * جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس للحميدي (ت: 488 هـ) الدار المصرية للتأليف ط 1966.
* الجرح والتعديل، أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي ت 327 هـ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية حيدرآباد، الدكن، الهند، ط 1، 1953 م. * جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد لمحمد بن سليمان المغربي. دار القبلة للثقافة جده. ط 2 (1988). * الجمل في النحو، الخليل بن أحمد الفراهيدي ت 170 هـ، تحقيق فخر الدين قباوة، ط 2، مؤسسة الرسالة 1987 م. * جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام لأبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي، تحقيق علي محمد البخاري، الطبعة الأولى. دار نهضة مصر للطباعة والنشر، الفجالة، القاهرة. دار المسيرة، بيروت، 1978 م، بدون ذكر عدد الطبعة. ط 1، دار الكتب العلمية- بيروت، 1983 م. * جمهرة أنساب العرب لابن حزم الأندلسي: علي بن سعيد (ت 456 هـ) الطبعة الأولى 1983 م، دار الكتب العلمية، بيروت. * جمهرة أنساب العرب: ابن حزم الأندلسي (ت 456 هـ) تحقيق: عبد السلام هارون، دار المعارف القاهرة، ط 5. دون تاريخ. وطبعة دار الكتب ببيروت، ط 1، 1983 م بمراجعة لجنة من العلماء. * جمهرة اللغة، أبو بكر محمد بن الحسن الأزدي بن دريد ت: 321 مطبعة المثنى بغداد. * جمهرة رسائل العرب في العصور العربية الزاهرة، أحمد زكي، صفوت، دار المطبوعات العربية، بدون تاريخ. * الجنى الداني في حروف المعاني، الحسين بن قاسم المرادي ت 749 هـ، تحقيق فخر الدين قباوة ومحمد نديم فاضل، ط 2، دار الآفاق الجديدة ببيروت، 1983 م. * الجواهر الحسان في تفسير القرآن: عبد الرحمن الثعالبي. تحقيق د. عمار الطالبي، المؤسسة الوطنية للكتاب. * حاشية الطحطاوي على الدر المختار: لأحمد الطحطاوي الحنفي، دار المعرفة، للطباعة والنشر بيروت، أعيد طبعه بالأوفست 1975 م.
* حاشية، محمد بن علي الصبان، على شرح علي بن محمد الأشموني، على الحسين بن مالك. تصحيح مصطفى حسين أحمد دار الفكر بيروت د. ت. * الحبائك في أخبار الملائكة: للسيوطي: تحقيق: أبو هاجر محمد السعيد بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1985 م. * حجة القراءات: أبو زرعة عبد الرحمن بن زنجلة (ت حوالي 403 هـ) تحقيق: سعيد الأفغاني، ط 4، مؤسسة الرسالة ببيروت، 1984 م. * حجة القراءات، لأبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة، ت: سعيد الأفغاني ط 2 1979، مؤسسة الرسالة بيروت. * حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر: شيث ابن حيدرة، المعروف بابن الحاج القفطي (ت 595 هـ)، تحقيق عبد الله البارودي، مؤسسة الكتب الثقافية ببيروت، ط 1، 1985 م. * الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية لشكيب أرسلان (ت 1946). ط مكتبة الحياة، بيروت. * حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء، لسيف الدين محمد السناسني القفال (ت 507 هـ) تحقيق د. ياسين أحمد إبراهيم درادكة، مؤسسة الرسالة، دار الأرقم عمان الأردن. ط 1، 1980 م. * حلية الفقهاء، لأبي الحسين بن فارس الرازي (ت 395 هـ)، تحقيق: عبد الله الزكي، الناشر: الشركة المتحدة للتوزيع ط 1، 1983 م. * الحماسة، لأبي عبادة الوليد بن عبيد البحتري ت: 284 ط 2 1965، المكتبة العلمية بيروت. * الحياة البرزخية: أشرف بن عبد المقصود. مكتبة التراث الإسلامي بالقاهرة. * الحيدة: الإمام عبد العزيز بن يحيى الكناني المكي (ت 240 هـ). صححه وعلق عليه: إسماعيل الأنصاري، نشر وتوزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية، والافتاء والدعوة والإرشاد بالسعودية. دون تاريخ. * الحيوان لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ تحقيق عبد السلام هارون، منشورات المجمع العلمي العربي الإسلامي، بيروت لبنان، ط 3، 1969 م.
* الخرشي على مختصر خليل ت: 1101، دار صادر بيروت. * خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب على شواهد شرح الكافية للبغدادي، عبد القادر، بن عمر (ت 1093)، دار الثقافة، بيروت، بدون تاريخ. * خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب: عبد القادر بن عمر البغدادي (ت 1093 هـ) تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي بالقاهرة ودار الرفاعي بالرياض، ط 1، 1403 هـ/ 1983 م. * الخصائص لابن جني، أبو الفتح عثمان، تحقيق محمد علي النجار، دار الكتاب العربي، بيروت، بدون تاريخ. دار الهدى للطباعة والنشر بيروت. طبعة 1972 مكتبة القاهرة. * خلاصة تهذيب الكمال في أسماء الرجال: أحمد بن عبد الله الخزرجي (ت 923 هـ). تحقيق محمود فائد. مكتبة القاهرة: 1972 م. * دائرة معارف القرن العشرين، محمد فريد وجدي، دار الفكر ط 2، بدون تاريخ. * الدرر المنتشرة في الأحاديث المشتهرة: لجلال الدين السيوطي تحقيق: الشيخ خليل محيي الدين الميس، طبع دار العربية، توزيع المكتب الإسلامي، ط 1، 1984 م. * دروس التاريخ المغربي: عبد الله بن العباس الجراري الرباطي (الجزء الخامس في ملخص الدولة العلوية) مطابع دار الكشاف ببيروت، الطبعة الثانية: 1949 م. * دلائل النبوة: لأبي نعيم الأصبهاني المتوفى سنة 430 هـ تحقيق الدكتور محمد رواس قلعه جي. وعبد البر عباس. دار النفائس، بيروت، اط 2، 1986 م. * دلائل النبوة للبيهقي: أبي بكر بن الحسين (ت 458 هـ). ط 1966، الدار المصرية للتأليف. ط 2، دار النفائس 1986. * دولة الإسلام في الأندلس لمحمد بن عبد الله عنان. ط 3، القاهرة 1960 م. * الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، لبرهان الدين إبراهيم بن علي ابن محمد بن فرحون اليعمري المدني المالكي المتوفى سنة 779 هـ دار الكتب العلمية، بيروت، بدون تاريخ.
* الديباج المذهب لابن فرحون المالكي، دار التراث مصر. * ديوان أمية بن أبي الصلت، ج، ت، د. عبد الحفيظ السطلي دمشق 1974. * ديوان أوس بن حجر: تحقيق وشرح د. محمد يوسف نجم، ط 3، 1979 م. دار صادر بيروت. * ديوان ابن الدمينة صنعة أبي العباس ثعلب ومحمد بن حبيب، تحقيق أحمد راتب النفاخ، مكتبة دار العروبة، بدون تاريخ. * ديوان الأعشى ت: 7 هـ. المؤسسة العربية للطباعة والنشر، بيروت. * ديوان الحجاج، رواية عبد الملك بن قريب الأسمعي وشرحه، تحقيق الدكتور عزة حسن، مكتبة دار الشرق، شارع سوريا، بيروت، بدون تاريخ. * ديوان الحطيئة- من رواية ابن حبيب عن ابن الأعرابي وأبي عمرو الشيباني، شرح أبي سعيد السكري، دار صادر، بيروت، 1967 م. * ديوان الخنساء. * ديوان العجاج، رواية عبد الملك بن قريب الأصمعي وشرحه، تحقيق: د. عزة حسن، مكتبة دار الشروق، بيروت 1971 م. * ديوان النابغة، تحقيق وجمع وشرح الطاهر بن عاشور، الشركة التونسية للتوزيع، والشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر، 1975 م. * ديوان امرئ القيس: تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف بمصر، الطبعة الثانية 1964. * ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب، تحقيق الدكتور نعسان محمد أمين طه، دار المعارف بمصر. * ديوان ذي الرمة غيلان بن عقبة العدوي. ت 117 هـ. حققه وقدم له وعلق عليه عبد القدوس أبو صالح. مؤسسة الإيمان بيروت، لبنان ط 2، 1982 م. * ديوان طرفة بن العبد، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت، 1979 م. * ديوان علي بن زيد العبادي، ج، ت، محمد: عبد الجبار المعيد، منشورات وزارة الإعلام بالجمهورية العراقية بغداد 1965.
* ديوان عمر بن أبي ربيعة، دار صادر بيروت، دون تاريخ. * ديوان عنترة: تحقيق محمد سعيد مولوي، المكتب الإسلامي. * الرائد في علم العقائد: العربي اللوة، مطبعة كريماديس، العرائش/ تطوان 1973 م. * الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة للكتاني، محمد بن جعفر (ت 1345 هـ)، دار البشائر الإسلامية، ط 4، 1986. دار الكتب العلمية، بيروت. * الرسالة للإمام محمد بن إدريس الشافعي ت: 204 هـ. ت: أحمد محمد شاكر، بدون تاريخ أو اسم المطبعة. * الرسالة، لعبد الله بن أبي زيد القيرواني- ت: تصحيح رضوان محمد رضوان، المطبعة المصرية بالأزهر 1931. * الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة لمكي بن أبي طالب. تحقيق: د. أحمد حسن فرحات، ط، 1973، دار الكتب العربية، بيروت. * روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لأبي الفضل شهاب الدين السيد محمد الألوسي البغدادي المتوفى سنة 1270 هـ. دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان (دون ذكر عدد الطبعة وتاريخها). دار الفكر ببيروت: 1398 هـ/ 1978 م. * الروح، ابن القيم (691 - 751) هـ، تحقيق محمد أنيس عبادة ومحمد فهمي السرجاني مكتبة نصير، القاهرة، مطبعة الحسين الجديدة، بدون تاريخ. * الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام للسهيلي: أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله (ت 581 هـ) تقديم وتعليق طه عبد الرءوف سعد، طبعة دار الجيل 1971. * الروض المعطار في حيز الأقطار: لمحمد بن عبد المنعم الحميري تحقيق: د. إحسان عباس، مكتبة لبنان، بيروت، ط 1، 1975. ط 2، 1984 م. مؤسسة ناصر للثقافة الطبعة الثانية. * رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم وفضائلهم وأوصافهم، أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي، تحقيق بشير البكوش، ومراجعة محمد العروسي المطوي، دار الغرب الإسلامي، 1983 م.
* زاد المسير في علم التفسير، أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي القرشي البغدادي (508 - 596) هـ، المكتب الإسلامي ط 1، 1965 م. * زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن القيم الجوزية، تحقيق شعيب الأرناءوط وعبد القادر الأرناءوط، مكتبة الرسالة ومكتبة المنار الإسلامية، ط 3، 1982 م. * سر صناعة الإعراب لابن جني. تحقيق: د. حسن هنداوي. دار القلم، دمشق ط 1، (1985). * سراج القارئ المبتدئ وتذكار المقرئ المنتهي شرح منظومة فرز الأماني ووجه التهاني للشاطبي: أبو محمد بن أبي القاسم الرعيني ط، 1981، دار الفكر. مكتبة الرياض الحديثة، 1981 م. المكتبة الثقافية، بيروت، بدون تاريخ. * سنن النسائي: أحمد بن شعيب (ت 303 هـ) ط 1، دار الفكر 1930. * سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 4، 1985 م. * السنة لأبي بكر عمرو بن أبي عاصم. المكتب الإسلامي. ط 1، 1980 م. * سنن ابن ماجة: (207 - 275 هـ) حقق نصوصه ورقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وعلق عليه محمد فؤاد عبد الباقي. دار الفكر، للطباعة والنشر والتوزيع. ط 1975 دار إحياء التراث العربي، بيروت. * سنن الترمذي، وهو الجامع الصحيح للإمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، حققه وصححه عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفكر، بيروت، لبنان ط 2، 1983 م. المكتبة الإسلامية، القاهرة. * سنن الدارقطني: علي بن عمر (ت 385 هـ). ط 1966 دار المحاسن للطباعة/ القاهرة. دار الكتب العلمية بيروت، نشر: دار إحياء السنة النبوية. دار الكتاب العربي (لبنان) ط 1 (1987). دار إحياء السنة النبوية، بدون تاريخ. دار الفكر، بيروت. * سنن الدارمي، أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام الدارمي المتوفى سنة 255 هـ، دار الكتب العلمية، بيروت، بدون تاريخ. دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى 1356 هـ.
* السنن الكبرى لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي ت: 458 هـ، مطبعة المعارف بحيدرآباد الدكن الهند ط 1 1352. دار الفكر. دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى مطبعة مجلس دار المعارف العثمانية، في الهند حيدرآباد الدكن 1347 هـ. دار المعرفة، بيروت، ط 1، 1986 م. * سنن النسائي (ت 303 هـ): بشرح السيوطي وحاشية الإمام السندي، دار الفكر ببيروت، ط 1، 1930 م. * سنن النسائي بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي وحاشية الإمام السندي، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 2، مصورة، 1986 م. دار الجيل بيروت، 1987 دار الحديث القاهرة. دار الفكر، بيروت، ط 1، 1930 م. ط 1، 1930. دار إحياء التراث العربي، بيروت. * السنن للإمام علي بن عمر الدارقطني ت: 385 هـ تصحيح عبد الله هاشم يماني المدني المدينة المنورة الحجاز 1966. * السنن، لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي ت: 275، إعداد وتعليق عزت عبيد الدعاس، ط 1 1971، دار الكتب العلمية، لبنان. دار الحديث حمص سوريا، ط 1، 1969. دار الفكر بيروت. دار إحياء السنة النبوية، دون تاريخ. * سوائر الأمثال على أفعل: حمزة بن الحسن الأصفهاني (ت: قبل 360 هـ) دراسة وتحقيق د. فهمي سعد عالم الكتب بيروت ط 1، 1988. * سير أعلام النبلاء لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق سعيد الأرناءوط. مؤسسة الرسالة (لبنان) ط 3 1985 م. * سيرة ابن إسحاق المسماة بكتاب المبتدأ والمبعث والمغازي (85 - 151) تحقيق وتعليق: محمد حميد الله، تقديم: د. محمد الفاسي 1976. معهد الدراسات والأبحاث للتقريب الرباط- المغرب. * السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون إنسان العيون للحلبي، علي بن برهان الدين (ت 1044 هـ)، دار المعرفة، بيروت 1980. * السيرة النبوية، لأبي الفداء إسماعيل بن كثير: 774، ت: مصطفى عبد الواحد،
دار المعرفة بيروت 1976. ط دار القلم، بيروت. دار الجيل، بيروت. مكتبة الكليات الأزهرية (دون إشارة الى عدد الطبعة وتاريخها). دار التوفيقية مصر. مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط 2، 1955 م. * شجرة النور الزكية في طبقات المالكية لمحمد بن حسين مخلوف (ت 1936) طبعة دار الفكر، بيروت، بدون تاريخ. * شذرات الذهب في أخبار من ذهب: أبي الفلاح عبد الحي بن عماد الحنبلي (ت 1089 هـ) دار المسيرة بيروت، ط 2، 1979. * شرح أبيات سيبويه لأبي محمد يوسف المرزبان السيرافي ت: 385 هـ ت: د. محمد علي الريح هاشم، مكتبة الكلية الأزهرية بالقاهرة ودار الفكر بيروت 1974. * شرح أبيات مغني اللبيب: لعبد القادر بن عمر البغدادي (ت: 1093). تحقيق: عبد العزيز رباح وأحمد يوسف دقاق، دار المأمون للتراث ط 1 1978. * شرح ابن عقيل: لقاضي القضاة بهاء الدين عبد الله بن عقيل العقيلي الهمداني المصري على ألفية ابن مالك، الطبعة 14/ 1964 م. * شرح الزرقاني على الموطأ محمد الزرقاني، دار الفكر. * شرح السنة، للحسن بن مسعود البغوي ت: 516 هـ، ت: شعيب أرناؤوط، ومحمد زهر الشاوش، المكتب الإسلامي ط 1 1390، 1971. * شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري. تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار المعارف بمصر، الطبعة الثانية. مطبعة السعادة القاهرة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط 1، 1985 م. * الشرح الكبير على متن المقنع: أبو الفرج عبد الرحمن بن قدامة المقدسي (ت 682 هـ). * شرح المعلقات السبع لأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن الحسين الزوزني، دار الفكر العربي، بيروت، لبنان، ط 1، 1984 م. مكتبة المعارف (لبنان). * شرح المفصل للعلّامة ابن يعيش بن علي بن يعيش النحوي ت: 643 هـ. عالم الكتب بيروت، ومكتبة المتنبي القاهرة. دار صادر. ومكتبة المتنبي القاهرة.
* شرح النووي لصحيح مسلم، دار الفكر، 1981 م. * شرح خطط السداد والرشد على نظم مقدمة ابن رشد: التتائي المالكي، وهو بهامش" الدر الثمين والمورد المعين" لميارة المالكي، دار الفكر ببيروت، دون تاريخ. * شرح ديوان الحماسة لأبي تمام، لأبي زكرياء يحيى بن علي التبريزي ت: 502 عالم الكتب، بيروت. * شرح ديوان زهير بن أبي سلمى لأبي العباس ثعلب، أحمد بن يحيى، ط 1944، دار الكتب المصرية، القاهرة. * شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة المخزومي ت: 90 هـ تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد دار الأندلس بيروت. * شرح شافية ابن الحاجب للاسترابادي: رضى الدين محمد بن الحسين (ت 686 هـ) مع شرح شواهده لعبد القادر البغدادي (ت 1093 هـ) طبعة 1975، دار الكتب العلمية، بيروت. * شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب لابن هشام الأنصاري. تحقيق محيي الدين عبد الحميد. * شرح شعر زهير بن أبي سلمى، أبو العباس ثعلب، تحقيق فخر الدين قباوة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط 1، 1982 م. * شرح شواهد سيبويه الموسوم تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب. تحقيق: وتقديم: إبراهيم أزوغ. * شرح على عقيدة أهل السنة- مجهول- رقم 239. * شرح كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة النعمان (ت 150 هـ): الملا علي القاري الحنفي، لجماعة من العلماء. دار الكتب العلمية ببيروت الطبعة الأولى 1404 هـ/ 1984 م. * شرح كلا وبلى ونعم والوقف على كل واحدة منهن في كتاب الله عز وجل لمكي تحقيق د. أحمد حسن فرحات، دار المأمون للتراث: مطبعة زيد بن ثابت دمشق الطبعة الأولى 1398 هـ- 1978 م.
* شعب الإيمان: للبيهقي: تحقيق أبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى 1410 - 1990. * شعر الأحوص الأنصاري ت: 105. ج. ت: عادل سليمان جمال، الهيئة المصرية 1970. * الشعر والشعراء لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ت: دار الثقافة بيروت. دار المعارف، مصر 1966. * الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياض ت: 455 هـ. ت: علي محمد البجاوي، دار الكتاب العربي بيروت 1984. دار الكتب العلمية، بيروت 1979 م. * شواذ القرآن- مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع لابن خالويه عني بتصحيحه: برجستراسر. عالم الكتب، بيروت. * الصاحبي: لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا (ت 395) تحقيق: أحمد صقر. طبع بمطبعة عيسى البابي الحلبي وشركائه القاهرة. * صبح الأعشى في صناعة الإنشا للقلقشندي، أبو العباس أحد بن علي (ت 821 هـ) المؤسسة المصرية للتأليف، بدون تاريخ. * الصحاح (تاج اللغة وصحاح العربية): إسماعيل بن حماد الجوهري تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار. دار العلم للملايين بيروت، الطبعة الثالثة 1984 م. دار الكتاب العربي (دون إشارة الى عدد الطبعة وتاريخها). * صحيح الترمذي بشرح أبي بكر بن العربي المالكي، مطبعة الصاوي، مصر، الطبعة الأولى 1394 م- 1353 هـ. * صحيح البخاري للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري الجعفي، دار الفكر 1401 هـ 597 هـ) تحقيق محمود فاخوري ومحمد رواس قلعه جي، دار المعرفة بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة 1405 هـ- 1985 م. المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1986 م. * صحيح مسلم (ت 261 هـ) تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر 1403 هـ/ 1983 م. دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت. دار إحياء الكتب العربية/ مصر ط 1، 1955. دار إحياء الكتب العربية/ مصر ط 1، 1955.
* صفة الصفوة، لجمال الدين أبي الفرج بن الجوزي (510 هـ- 597) تحقيق: محمود فاخوري، ومحمد رواس قلعه جي، دار المعرفة بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة 1405 هـ- 1985 م. * الصلة في تاريخ أئمة الأندلس وعلمائهم ومحدثيهم وفقهائهم وأدبائهم. لابن بشكوال: عبد الملك (ت 578 هـ). ط 1966. الدار المصرية للتأليف والترجمة. سلسلة تراث الأندلس/ مصر. * الصناعتين: كتاب الصناعتين الكتابة والشعر. تصنيف: أبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري، تحقيق علي محمد البجاوي، محمد أبو الفضل إبراهيم، عيسى البابي الحلبي وشركاؤه، الطبعة 2. * ضرورة الشعر لأبي سعيد السيرافي (ت 368 هـ) تحقيق رمضان عبد التواب، الطبعة الأولى 1985 م. دار النهضة العربية، بيروت. * الضعفاء والمتروكون للدارقطني. تحقيق موفق بن عبد الله، مكتبة المعارف (الرياض) ط: 1 (1984).، مؤسسة الكتب الثقافية بيروت ط 1 1985. * ضعيف الجامع الصغير (الفتح الكبير)، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1399 هـ 1979 م. * الطب النبوي: ابن القيم، تقديم وتصحيح: عبد الغني عبد الخالق، وضع التعاليق الطبية: عادل الأزهري، خرج الأحاديث: محمود فرج العقدة، دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة: 1377 هـ/ 1957 م. * طبقات ابن خياط: كتاب الطبقات لابن خياط (ت 240 هـ). تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، ط 2، 1982، دار طيبة، الرياض. * طبقات ابن سعد- الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد، دار الفكر العربي القاهرة 1968. دار صادر/ بيروت. * طبقات الحفاظ: للسيوطي، تحقيق: علي محمد عمر، مكتبة وهبة: القاهرة الطبعة الأولى 1393 هـ- 1973 م. * طبقات الحنابلة للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى، صححه محمد حامد الفقي، مطبعة السنة المحمدية 1371 هـ- 1952 م.
* الطبقات السنية في تراجم الحنفية لعبد القادر التميمي المصري الحنفي (ت 1005 هـ). تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو. ط 1970/ القاهرة. * الطبقات السنية في تراجم الحنفية: لعبد القادر التميمي المصري الحنفي (ت 1005 هـ). تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو. ط 1970/ القاهرة. * الطبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي. تحقيق عبد الفتاح الحلو ومحمود الطناحي. دار إحياء الكتب العربية- مصر. * طبقات الفقهاء، لأبي إسحاق الشيرازي ت: 476 ويليه طبقات الشافعية لأبي بكر ابن هداية الله. * طبقات القراء: غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري. تحقيق ج. برجستراسر، ط 2، 1980، بيروت. * الطبقات الكبرى، لمحمد بن سعد بن منبع الزهري: 230 هـ ت: د. إحسان عباس، دار صادر بيروت، 1388، 1952. وطبعة 1960، دار بيروت، بيروت. ودار صادر للطباعة والنشر، ودار بيروت للطباعة والنشر 1380 هـ 1960 م. دار الفكر العربي. * طبقات المفسرين: للسيوطي، تحقيق: لجنة من العلماء، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، الطبعة الأولى: 1403 - 1913. * طبقات النحويين واللغويين لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي. تحقيق أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، مصر، ط 2. * طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي ت: 231 هـ، ت: ش: محمود محمد شاكر، مطبعة المدني القاهرة. * طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية، نجم الدين بن حفص النسفي، ت: 537 هـ، ت: الشيخ خليل الميس، ط 1 1986 دار القلم بيروت. * العبر في خبر من بير للحافظ الذهبي. تحقيق محمد السعيد بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية (لبنان) ط 1. (1405 هـ- 1985 م). * العبر في خبر من غبر للذهبي. تحقيق: فؤاد السيد، ط 1961/ الكويت.
* عرائس المجالس: لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي، دار الكتب العلمية (لبنان) 1405 هـ- 1985 م. * عصمة الأنبياء، لفخر الدين الرازي، دار الكتب العلمية، بيروت ط 1 1981. * عقود الجوهر في تراجم من لهم خمسون تصنيفا فمائة فأكثر لجميل بك العظم (ت 1933 م). ط بيروت. * العلل المتناهية في الأحاديث الواهية: أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت 597 هـ). قدم له وضبطه خليل الميس، دار الكتب العلمية ببيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ/ 1983 م. * عمدة القاري شرح صحيح البخاري للشيخ بدر الدين أبي محمد محمود بن أحمد العيني المتوفى سنة 855 هـ دار الفكر، (دون إشارة الى عدد الطبعة وتاريخها). * العمدة في غريب القرآن المنسوب إلى مكي بن أبي طالب، تحقيق: عبد الرحمن المرعشلي. مؤسسة الرسالة ببيروت، الطبعة الأولى 1401 هـ/ 1981 م. * عمل اليوم والليلة: للإمام أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 هـ)، دراسة وتحقيق: د. فاروق حمادة، مكتبة المعارف بالرباط، الطبعة الأولى: 1401 هـ- 1981 م. * العنوان في القراءات السبع: لأبي طاهر إسماعيل خلف المقرئ الأنصاري الأندلسي (ت: 455 هـ)، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية: 1406 هـ- 1986 م. * عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير لابن سيد الناس، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الثالثة 1402 هـ- 1982 م. * غاية النهاية في طبقات القراء: لأبي الخير شمس الدين محمد بن محمد بن الجزري. (ت: 833 هـ) نشره ج. برجسترايسر. دار الكتب العلمية، بيروت. ط 2، 1980. * غرائب القرآن ورغائب الفرقان: لنظام الدين الحسن بن محمد القمي النيسابوري، تحقيق: إبراهيم عطوة عوض. مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ط 1 1967.
* غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام المروي (ت 224 هـ)، مراقبة د. محمد عبد المعيد خان، الطبعة الأولى 1964، دار الكتاب العربي، بيروت. * غريب الحديث، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي (510 - 597) هـ وثق أصوله وخرج حديثه وعلق عليه عبد المعطي أمين قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت الطبعة الأولى، 1405 هـ 1985 م. * غريب القرآن: تفسير غريب القرآن لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة. ت 276 هـ. تحقيق السيد أحمد صقر. دار الكتب العلمية بيروت، لبنان. مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1407 هـ- 1987 م. عالم الكتب ببيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ/ 1985 م. * الغريب لابن الملقن- تفسير غريب القرآن. * الغريب لابن قتيبة- تفسير غريب القرآن. * الغريب للسجستاني- تفسير غريب القرآن. * غيث النفع في القراءات السبع لولي الله سيدي علي النوري الصفاقسي، مطبوع بهامش سراج القارئ دار الفكر 1401/ 1981 م. المكتبة الثقافية، بيروت، بدون تاريخ. * الفائق في غريب الحديث للزمخشري، تح: علي البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر الطبعة الثالثة 1979. * فتاوى الإمام النووي (ت 676 هـ) المسمى: المسائل المنثورة، دار الكتب العلمية ببيروت، الطبعة الأولى 1402 هـ/ 1982 م. * فتح الباري بشرح صحيح البخاري للإمام الحافظ محمد بن علي بن حجر ت: 852 هـ ت: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، دار الفكر/ بيروت. * فتح الجليل على شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، للعلامة أحمد بن الشيخ أحمد السجاعي المطبعة الميمنية مصر 1325. * الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، ومعه كتاب بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني. تأليف: أحمد عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي، دار إحياء التراث العربي الطبعة الثانية 1396 هـ.
* فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير تأليف محمد بن علي بن محمد الشوكاني، عالم الكتب (دون إشارة الى عدد الطبعة وتاريخها). دار الفكر. ومكتبة الرياض الحديثة، البطحاء، الرياض. مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة الثانية 1964. * فتح المجيد، شرح كتاب التوحيد: عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ت 1285 هـ) راجع حواشيه وصححه وعلق عليه عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المكتبة السلفية لصاحبها محمد عبد المحسن الكتبي: المدينة المنورة: باب الرحمة، الطبعة الخامسة 1391 هـ. * الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي الهمداني (ت 509 هـ) تحقيق السعيد زغلول، الطبعة الأولى 1986، دار الكتب العلمية، بيروت. دار الكتاب العربي، ط 1، 1987. * الفصل في الملل والأهواء والنحل لأبي محمد علي بن حزم. تح: محمد إبراهيم نصر وعبد الرحمن عميرة، دار الجيل بيروت 1985. وط 1، 1980، دار الثقافة الدار البيضاء. * فضائل القرآن للنسائي. تحقيق: د. فاروق حمادة. ط 1، 1980، دار الثقافة/ الدار البيضاء. * الفقه الإسلامي: الفقه الإسلامي وأدلته، للدكتور وهبة الزحيلي، دار الفكر، ط 3، 1987. * الفقه على المذاهب الأربعة لعبد الرحمن الجزيري، طبعة 1986، دار الكتب، بيروت * فهارس سنن الدارقطني: يوسف عبد الرحمن المرعشلي، دار المعرفة بيروت الطبعة الأولى: 1406 هـ- 1986 م. * فهرس أحاديث تفسير القرآن العظيم لابن كثير: إعداد: يوسف المرعشلي ومحمد سليم إبراهيم سمارة وجمال حمدي الذهبي، دار المعرفة بيروت لبنان. دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ- 1985 م. * فهرس إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، صنع قسم التصحيح،
بإشراف زهير الشاويش المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1407 هـ 1987 م. * فهرس ابن عطية للقاضي أبي محمد عبد الحق بن عطية. تحقيق: محمد أبو الأجفان ومحمد الزاهي. دار الغرب الإسلامي (لبنان) ط 2 (1983). * فهرس الأحاديث مسند الإمام أحمد بن حنبل اعداد أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1405 هـ 1985 م. * فهرسة ابن خير (ت 576 هـ). ط 1963 منشورات المكتبة الأندلسية. * الفهرست لابن النديم (ت 385 هـ) مطبعة الاستقامة بالقاهرة، دون تاريخ. ط دار المعرفة/ بيروت. * فهرسة ما رواه عن شيوخه من الدواوين المصنفة في ضروب العلم وأنواع المعارف، أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموي الإشبيلي (502 - 575) هـ- (1108 - 1179) م. تحقيق فرنشكه قدارة زيد بن وخليان رباره طرغوه، دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ- 1979 م. * الفوائد البهية في تراجم الحنفية لمحمد عبد الحي اللكنوي الهندي. ط دار المعرفة/ بيروت. الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني محمد بن علي (ت 1250 هـ). تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى اليمني. ط 1960، دار الكتب العلمية/ بيروت. * الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني محمد بن علي (ت 1250 هـ). تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى اليمني. دار الكتب العلمية/ بيروت. 1960. والطبعة الثانية 1392 هـ، المكتب الإسلامي، بيروت. مطبعة السنة المحمدية- القاهرة- الطبعة الأولى 1380 هـ- 1960 م. * فوات الوفيات والذيل عليها لمحمد بن شاكر الكتبي (ت 764 هـ) تحقيق: الدكتور إحسان عباس، دار صادر، بيروت. * في تاريخ المغرب والأندلس: د. أحمد مختار العبادي. ط 1978 دار النهضة العربية/ بيروت.
* في ظلال القرآن: لسيد قطب/ دار الشروق 1982. * فيض القدير، شرح الجامع الصغير، محمد المدعو بعبد الرءوف المناوي (952 - 1031) هـ دار المعرفة، بيروت، لبنان. * القاموس: القاموس المحيط للعلامة اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ت 817. تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، ط 2، 1987 م. * القاموس الفقهي لغة واصطلاحا، لسعدي أبو حبيب، ط 1 1982 دار الفكر بيروت. * القاموس- القاموس المحيط للعلامة اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي تحقيق مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة الطبعة الثانية 1987. * قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم: الحسين بن محمد الدامغاني، حققه وأكمله وأصله عبد العزيز سيد الأهل .. دار العلم للملايين بيروت، الطبعة الثانية 1977. * قانون التأويل، أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعافري الإشبيلي المتوفى سنة 543 هـ، دراسة تحقيق محمد السليماني، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة، مؤسسة علوم القرآن، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ- 1986 م. * القرآن الكريم: برواية ورش عن نافع المدني. نشر دار المعرفة، الدار البيضاء. دار المصحف، القاهرة. * القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب (مع كتاب البدور الزاهرة)، عبد الفتاح القاضي، دار الفكر العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1401 هـ- 1981 م. * القرطين لابن مطرف الكناني، أو كتابي: مشكل القرآن وغريبه لابن قتيبة المتوفى سنة 276 هـ، دار المعرفة، بيروت، بدون تاريخ. * قصص الأنبياء المسمى: عرائس المجالس، تأليف أبي إسحاق أحمد بن محمد ابن إبراهيم النيسابوري المعروف بالثعلبي المتوفى سنة 427 هـ، دار القلم، بيروت، لبنان، الطبعة الرابعة. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان 1408 هـ- 1988 م.
* قضايا ثقافية في تاريخ الغرب الإسلامي د. عبد المجيد تركي، دار الغرب الإسلامي (لبنان) ط 1 (1409 هـ- 1988 م). * القطع- القطع والائتناف: لأبي جعفر النحاس. تح: د. أحمد خطاب العمر كلية الآداب جامعة الموصل، الطبعة الأولى، مطبعة العاني بغداد 1987. * القوانين الفقهية، لعبد القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي ت: 741، بدون تاريخ أو اسم المطبعة. * القول الفصل في اختلاف السبعة في الوقف والوصل، لأبي زيد عبد الرحمن بن أبي القاسم بن القاضي المتوفى سنة 1082، رقم 1243 (مجموع). * الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف للحافظ ابن حجر العسقلاني (مطبوع بذيل الكشاف). دار الكتاب العربي- بيروت، لبنان، (دون إشارة إلى عدد الطبعة وتاريخها). مكتبة المعارف الرياض، دائرة المعرفة، بيروت (يلي الكشاف). دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1987 م. دار النهضة بمصر، دون تاريخ. وطبعة دار الفكر العربي بالقاهرة، دون تاريخ. * الكامل في الأدب واللغة، لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد ت: 285، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم والسيد شحاتة، دار نهضة مصر للطبع والنشر. وطبعة 1965، دار بيروت للطباعة والنشر. ودار صادر، بيروت 1385 هـ- 1965 م. مطبعة الاستقامة، القاهرة (دون إشارة إلى عدد الطبعة وتاريخها). دار الفكر العربي، القاهرة. * الكبائر، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي التركماني الفارقي الأصل الدمشقي الشافعي (673 - 748) هـ، مطبعة مصطفى محمد صاحب التجارية الكبرى، مصر، الطبعة الأولى 1356 هـ. * الكتاب: لسيبويه عمرو بن عثمان، تح: عبد السلام هارون، طبعة 1983 عالم الكتب، بيروت. * كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم: ابن خالويه (ت 370 هـ) تصحيح عبد الرحيم محمود، مطبعة دار الكتب المصرية: القاهرة 1360 هـ- 1941 م. * كتاب التعريفات. تأليف الشريف علي بن محمد الجرجان، دار الكتب العلمية،
بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1403 هـ- 1983 م. * كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل: الحافظ محمد بن إسحاق بن خزيمة الشافعي (ت 311 هـ)، راجعه وعلق عليه محمد خليل هراس، دار الجيل ببيروت، ومكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة: 1408 هـ/ 1988 م. * كتاب التيسير في القراءات السبع، تأليف أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، دار الكتاب العربي، الطبعة الثالثة 1406 هـ- 1985 م. * كتاب الجرح والتعديل لشيخ الإسلام محمد بن إدريس الرازي، دار إحياء التراث العربي ط 1 (1372 هـ. 1952 م) لبنان. * كتاب الجرح والتعديل للإمام الحافظ شيخ الإسلام أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم بن إدريس بن المنذر التميمي الرازي المتوفى في 327 هـ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد. الدكن، الهند، الطبعة الأولى 1372 هـ- 1953 م. * كتاب الجمل في النحو: أبو القاسم عبد الرحمن الزجاجي (ت 340 هـ) تحقيق علي توفيق الحمد، مؤسسة الرسالة، دار الأمل بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ- 1984 م. * كتاب الحجة على أهل المدينة: أبو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني (189 هـ) رتب أصوله وعلق عليه مهدي حسن الكيلاني، عالم الكتب ببيروت، الطبعة الثالثة 1403 هـ/ 1983 م. * كتاب الحل السيراء لابن الآبار القضاعي (ت 658 هـ). تحقيق: حسين مؤنس. ط 1963، دار الكتاب العربي/ القاهرة. * كتاب الزهد ويليه كتاب الرقائق: عبد الله المروزي (ت 181 هـ) تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية بيروت، دون تاريخ. * كتاب السبعة في القراءات، لأحمد بني موسى بني مجاهد ت: 324 هـ ت: د. شوقي ضيف، ط 2 1400 - 1980 دار المعارف بمصر. * كتاب الضعفاء والمتروكين: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 هـ) تحقيق: مركز الخدمات والأبحاث الثقافية: بوران الضناوي، كمال
يوسف الحوت، مؤسسة الكتب الثقافية ببيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ/ 1985 م. ودار الفكر ط 1 1985. المكتب الإسلامي ببيروت، الطبعة الأولى: 1400 هـ/ 1980 م. دار طيبة، الرياض. ط 2، (1402 هـ- 1982 م). * كتاب العين الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 هـ). تحقيق: د. عبد الله درويش. ط 1967/ بغداد. * كتاب الفرق: أبو محمد بن أبي ثابت (ت حوالي أواسط القرن 3 هـ) تحقيق: محمد الفاسي، مطبوعات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب بالرباط. * كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، لعبد الرحمن الحريري، ط 8، دار إحياء التراث العربي بيروت. * كتاب القطع والائتناف: تصنيف: أبو جعفر النحاس (ت 338 هـ) تحقيق أحمد خطاب العمر مطبعة العاني- بغداد 1398 - 1978. * كتاب الكافية في النحو، لأبي عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب النحوي ت 646 بشرح محمد بن الحسن الاسترابادي النحوي ت: 686 هـ دار الكتب العلمية بيروت. * كتاب المبسوط لشمس الدين السرخسي، دار المعرفة، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة 1398 هـ- 1978 م. * كتاب المصاحف: لأبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان الأشعث السجستاني/ دار الكتب العلمية- بيروت ط 1، 1985. * كتاب المغازي لمحمد بن عمر بن واقد ت: 207 ت: د. مرسدا جون جونس، دار الكتب بيروت. * كتاب الناسخ والمنسوخ في كتاب الله تعالى: عن قتادة بن دعامة السدوسي (ت 117 هـ). * الكتاب لسيبويه أبو بشر عمر بن عثمان بن قنبر المتوفى سنة 180 هـ، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، مصر، الطبعة الثانية، 1977 م. * الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل: لمحمود الزمخشري (ت 538 هـ) دار المعرفة بيروت، لبنان 46.
* كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة للهيثمي، نور الدين علي بن أبي بكر (ت 807 هـ) تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الطبعة الأولى 1979، مؤسسة الرسالة. * كشف الأسرار في معنى الوجوه والأشباه والنظائر لابن العماد ت: د. فؤاد عبد المنعم أحمد، مؤسسة شباب الجامعة الاسكندرية مصر. * كشف الخفاء ومزيل الالتباس للشيخ، إسماعيل محمد العجلوني الجراحي، ت: 1163 هـ تصحيح أحمد----. * كشف الظنون على أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة (ت 1067 هـ). ط مكتبة المثنى/ بغداد. * الكشف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 هـ)، ط. مصطفى البابي الحلبي 1972. * الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي بن أبي طالب. تحقيق د. محيي الدين رمضان. مؤسسة الرسالة ط 4، (1407 هـ- 1987 م). * الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها. لمؤلفه محمد مكي بن أبي طالب القيسي (355 هـ- 437 هـ) تحقيق الدكتور محي الدين رمضان، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة 1404 هـ- 1984 م. * الكشف والبيان في تفسير القرآن لأبي إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي. مكتبة الجامع الكبير. مكناس. مخطوطة رقم 174، المجلد السادس. * الكفاية في تفسير القرآن العظيم: مختصر من كتاب الهداية لمكي: تصنيف عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الدميري، مخطوط بخزانة القرويين، بفاس رقم 232. * كمال البيان في إعراب القرآن- مجهول- رقم 509. * كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال لعلاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري ت: 975 هـ، ضبط وتصحيح الشيخ بكري حياني، وصفوة السقا مؤسسة الرسالة بيروت. 1979. * اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة 911 هـ، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية، 1395 هـ- 1975 م.
* اللئالئ المصنوعة من الأحاديث الموضوعة: جلال الدين السيوطي دار المعرفة ببيروت، دون تاريخ. * لباب النقول في أسباب النزول: جلال الدين السيوطي، دار إحياء العلوم بيروت الطبعة الرابعة 1403 - 1983 م. * اللباب في شرح الكتاب، عبد الغني الغنيمي الدمشقي الميداني أحد علماء ق: 13 هـ، على المختصر المشتهر باسم" الكتاب" الذي صنعه أبو الحسين أحمد القدوري البغدادي ت 428 هـ. المكتبة العلمية، بيروت 1400 هـ- 1980 م. * لسان العرب. لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور: 711 هـ دار صادر دار الفكر بيروت، لسان الميزان للحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ت: 852. نسخة مصورة دار الفكر بيروت. ومطبعة دار صادر ببيروت، دون تاريخ أيضا. دار المعارف، مصر. طبعة دار لسان العرب، بيروت. * اللهجات العربية في التراث، د. أحمد علم الدين الجندي مطابع الهيئة المصرية 1965 القاهرة. * المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم وبعض شعرهم، للإمام أبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي المتوفى سنة 370 هـ. تصحيح وتعليق الأستاذ الدكتور ف. كرنكو- مكتبة القدس، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان الطبعة الثانية 1982 م. * ما اتفق لفظه واختلف معناه: إبراهيم يحيى اليزيدي ت 225 هـ تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، الطبعة الأولى 1407/ 1987 م. * ما جاء على فعلت وأفعلت بمعنى واحد للإمام الجواليقي تحقيق د. الذهبي ماجد. * ما يقع فيه التصحيف والتحريف للعسكري. تحقيق: عبد العزيز أحمد. مكتبة مصطفى البابي الحلبي. *ماذا حول أمية الرسول صلى الله عليه وسلم. د. علي شوخ إسحاق سلسلة بحوث إسلامية هامة دار السلام، الطبعة الأولى 1398 هـ 1978 م. * المبسوط في القراءات العشر: أبو بكر أحمد بن الحسين الأصبهاني (ت 381 هـ)
تحقيق: سبيع حمزة حاكمي. مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق: 1407 هـ/ 1986 م. * متشابه القرآن: عبد الجبار بن أحمد الهمداني (ت 415 هـ)، تحقيق: د. عدنان محمد زرزور، دار التراث، القاهرة، دون تاريخ. * مثلثات قطرب المتوفى سنة 206، تحقيق ودراسة ألسنية، رضا السويسي، الدار العربية للكتاب، ليبيا، تونس، بدون تاريخ. * مجاز القرآن، لأبي عبيدة معمر ابن المثنى التيمي ت: 210 هـ ت: محمد فؤاد سزكين. مؤسسة الرسالة، ط 2 1401 - 1981. * مجالس العلماء: أبو القاسم عبد الرحمن الزجاجي (ت 340 هـ) تحقيق عبد السلام هارون، مطبعة المدني، مكتبة الخانجي بالقاهرة، دار الرفاعي بالرياض. * مجالس العلماء، لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي: 340 هـ ت عبد السلام هارون الكويت 1962. * مجمع الأمثال لأبي الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم النيسابوري الميداني المتوفى سنة 518 هـ، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد. دار القلم بيروت، لبنان (دون إشارة الى عدد الطبعة وتاريخها). وط 1972 دار الفكر. دار المعرفة بيروت، الطبعة الثانية 1408 هـ- 1988 م. دار مكتبة الحياة، 1380 هـ- 1961 م. * مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807 هـ بتحرير الحافظين الجليلين العراقي وابن حجر، دار الكتاب: بيروت، لبنان، الطبعة الثانية 1967. وطبعة 1986، مؤسسة المعارف، بيروت. مكتبة القدسي، مصر. منشورات مؤسسة معارف، بيروت، 1406 هـ- 1986 م. دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1402 هـ- 1982 م. * المجموع: شرح المهذب للنووي، دار الفكر، دون تاريخ. * مجموعة فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، جمع وترتيب عبد الرحمن محمد ابن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي طبعه خادم الحرمين الشريفين. * المحبر: كتاب المحبر.
* المحبر لأبي جعفر محمد بن حبيب بن عمرو الهاشمي البغدادي، (ت 245 هـ) رواية أبي سعيد الحسن بن الحسين العسكري، المكتب التجاري، بيروت، بدون تاريخ. * المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها: لأبي القاسم عثمان بن جني (ت 392 هـ) تح: علي زنجدي ناصف ود. عبد الحليم النجار، ود. عبد الفتاح إسماعيل، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة. * المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للقاضي أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (481 هـ- 526 هـ) تحقيق: المجلس العلمي بمكناس. طبع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالمملكة المغربية 1408 هـ- 1988 م. * المحلى، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم المتوفى سنة 456 هـ، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي دار الآفاق الجديدة، بيروت، بدون تاريخ. دار الفكر. مراجعة لجنة من العلماء، طبعة 1973، بيروت. * مختار الصحاح: للشيخ محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي مكتبة لبنان 1986. دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان 1401 هـ- 1981 م. * مختصر ابن أبي زمنين على تفسير يحيى بن سلام، مخطوط بخرانة القرويين بفاس رقم 232. * مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع، لابن خالويه، عني بنشره ج برجستراسر، المطبعة الرحمانية، بمصر لجمعية المستشرقين الألمانية 1934 النشريات الإسلامية (7). * المخصص، أبو الحسن علي بن إسماعيل الأندلسي المعروف بابن سيدة المتوفى سنة 458 هـ، المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، بدون تاريخ. * مدرسة التفسير في الأندلس: مصطفى إبراهيم، مؤسسة الرسالة 1986. * المدونة الكبرى: مالك بن أنس الأصبحي: رواية سحنون بن سعيد التنوخي عن الإمام عبد الرحمن بن قاسم دار الفكر، دون تاريخ. * مذاهب الإسلاميين: تأليف الدكتور عبد الرحمن بدوي، دار العلم للملايين، بيروت. الطبعة الثالثة 1983.
* المذكر والمؤنث: أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء (ت 207 هـ) تحقيق د. رمضان عبد التواب، مكتبة دار التراث، القاهرة 1975. * مرآة الجنان- مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان للإمام أبي محمد عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي اليمني- منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، ط 2، 1970 م. * مراتب الإجماع في العبادات والمعاملات والمعتقدات لعلي بن أحمد بن سعيد بن حزم ت: 457 هـ ط 3 1982، دار الآفاق الجديدة بيروت. * المراسيل، لأبي داود سليمان بن أشعث السجستاني ت: 275 هـ، راجعه د. يوسف عبد الرحمن مرعشلي، ط 1، 1986 دار المعرفة بيروت. * المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، لشهاب الدين عبد الرحمن المعروف بأبي شامة المقدسي 267. تحقيق: طيار آلي قولاج دار صادر 1395 - 1975 م. * المزهر في علوم اللغة وأنواعها: جلال الدين السيوطي. شرح وضبط وتصحيح: محمد أحمد جاد المولى وعلي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم دار الفكر بيروت. * المستدرك على الصحيحين للإمام الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري، دار الكتاب العربي بيروت، لبنان. * المستصفى في أمثال العرب لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة 538 هـ دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، الطبعة الثالثة 1987 م. * مسند أبي بكر لأبي بكر بن علي بن سعيد الأموي المروزي (ت 292 هـ) تحقيق شعيب الأرناءوط، المكتب الإسلامي بيروت، الطبعة الرابعة 1406 هـ- 1986 م. * مسند أبي داود الطيالسي، سليمان داود بن الجارود الفارسي البصري الشهير بأبي داود الطيالسي المتوفى سنة 204 هـ، دار المعرفة، بيروت، بدون تاريخ. * مسند أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني المتوفى سنة 316 هـ دار المعرفة، بيروت، بدون تاريخ. * مسند أحمد بن حنبل (ت 241 هـ)، وبهامشه منتخب كنز العمال الطبعة الثانية 1978، المكتب الإسلامي، بيروت.
* مسند الشهاب، أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1405 هـ 1985 م. * المسند، أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي المتوفى سنة 219، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، المكتبة السلفية، المدينة المنورة، بدون تاريخ. * مشكاة المصابيح: للخطيب التبريزي. تحقيق: ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي. ط 3، (1405 هـ- 1985 م) (لبنان). * مشكل إعراب القرآن: لمكي بن أبي طالب القيسي 437 هـ. تحقيق حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ- 1984 م. * مصابيح السنة: للحسين بن مسعود الفراء البغوي (ت 516 هـ)، تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي، محمد سليم إبراهيم سمارة، جمال حمدي الذهبي دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ- 1987 م. * المصاحف لأبي داود السجستاني. دار الكتب العلمية (لبنان) ط 1 (1985). * المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: أحمد بن محمد المقري الفيومي (ت 770 هـ)، تصحيح مصطفى السقا. مطبعة مصطفى البابي الحلبي: 1369 هـ/ 1950 م. * مصطلحات النقد العربي: مصطلحات النقد العربي لدى الشعراء الجاهليين والإسلاميين، للدكتور الشاهد البوشيخي، رسالة دكتوراة مرقونة. * المصفى بأكف، أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ، للإمام جمال الدين عبد الرحمن بن الجوزي ت: 597. ت: د. حاتم صالح الضامن. ط 1، 1405 - 1984 مؤسسة الرسالة بيروت. * المصنف لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني المتوفى سنة 211 هـ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1392 هـ- 1972 م. * المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: أحمد بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي. دار المعرفة ببيروت، دون تاريخ. * المعارف، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري،: 276 هـ دار إحياء التراث العربي/ بيروت ط 3، 1390 - 1970.
* معالم السنن شرح السنن للإمام أبي داود لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي منشورات المكتبة العلمية بيروت 1401 هـ 1981 م. * معاني الأخفش: معاني القرآن، للأخفش سعيد بن مسعدة البلخي المجاشعي، دراسة وتحقيق: د. عبد الأمير محمد أمين الورد. ط 1، 1405 هـ/ 1985/، عالم الكتب. * معاني الحروف لأبي الحسن الرماني. تحقيق د. عبد الفتاح إسماعيل شلبي، دار نهضة مصر. * معاني الزجاج- معاني القرآن وإعرابه للزجاج أبي إسحاق إبراهيم بن السري شرح وتحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب. * معاني القرآن: سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط (ت 211 هـ)، تحقيق: عبد الأمير محمد أمين الورد. عالم الكتب ببيروت، الطبعة الأولى: 1405 هـ/ 1985 م. * المعجب في تلخيص أخبار المغرب: عبد الواحد المراكشي دار الكتاب. الدار البيضاء. ط 7 (1978). * معجم الأدباء لياقوت الحموي (ت 626 هـ). دار المأمون. * معجم الألفاظ والأعلام القرآنية: محمد إسماعيل إبراهيم دار الفكر العربي، القاهرة. * المعجم الأوسط: أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ت 360 هـ، تحقيق د. محمد الطحان، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى، 1405 - 1985 م. * معجم البلدان، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي، دار صادر، بيروت 1374 هـ- 1955 م. * معجم الشعراء، أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني المتوفى سنة 384 هـ، تصحيح وتعليق ف. كرنكو، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية 1982. * المعجم الصغير، أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (260 - 360): صححه وراجع أصوله عبد الرحمن محمد عثمان، طبعة دار النصر، الطبعة الثانية، 1388 هـ 1968 م.
* المعجم الكبير، أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (260 - 360) هـ، حققه وخرج أحاديثه حمدي عبد المجيد السلفي، الدار العربية للطباعة، بغداد، الطبعة الأولى، 1398 هـ- 1978 م. * المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي، الطبعة الثانية 1981، دار الفكر، بيروت. * معجم شواهد العربية لعبد السلام هارون، الطبعة الأولى 1972، مؤسسة الخانجي بمصر. * معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، عمر رضا كحالة، دار العلم للملايين، بيروت، 1388 هـ- 1968 م. * معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع للبكري، (ت 487 هـ) تحقيق مصطفى السقا. الطبعة الأولى 1368 - 1940 القاهرة. * معجم مقاييس اللغة، لأبي الحسن أحمد بن فارس بن زكرياء ت: 395 هـ ت: عبد السلام هارون، دار الفكر بيروت. * معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعسار للإمام أبي عبد الله الذهبي ت: 748 هـ، ت: محمد سيد جاد الحق، ط 1 دار الكتب الحديثة القاهرة. 1969. * معلقات العرب، دراسة نقدية تاريخية في عيون الشعر الجاهلي للدكتور بدوي طبانة، دار الثقافة، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة 1394 هـ 1974 م. * معلقة عمرو بن كلثوم بشرح أبي الحسن بن كيسان (ت 299 هـ) تحقيق محمد إبراهيم البنا. الطبعة الأولى 1980، دار الاعتصام. * المغازي النبوية: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ت 124 هـ)، تحقيق: سهيل زكار، دار الفكر: 1401 هـ/ 1981 م. * مغني اللبيب عن كتب الأعاريب للأنصاري، جمال الدين بن هشام، (ت 761 هـ) تحقيق د. مازن المبارك ومحمد علي حمد الله مراجعة سعيد الأفغاني، الطبعة الخامسة، 1979، دار الفكر بيروت. * المغني على مختصر الخرقي (ت 334 هـ): أبو محمد عبد الله بن قدامة (ت 620 هـ)، وبهامشه" الشرح الكبير". دار الفكر ببيروت، الطبعة الأولى: 1404 هـ/ 1984 م.
* المغني في الضعفاء، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (673 - 748) هـ، تحقيق نور الدين عتر، بدون دار الطبع ولا تاريخ. * المغني في الفقه، لأبي محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة ت: 630 هـ دار الكتاب العربي بيروت، 1972. * المغني في ضبط أسماء الرجال: طاهر بن علي الهندي، دار الكتاب العربي (لبنان) (1982). * المغني والشرح الكبير على متن المقنع في فقه الإمام أحمد بن حنبل: للإمامين موفق الدين وشمس الدين ابني قدامة، دار الفكر بيروت لبنان، الطبعة الأولى، 1404 هـ- 1984 م. * مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم لطاش كبرى زادة (ت 968 هـ). ط 1، دار الهند. * مفتاح العلوم، لأبي بكر محمد بن علي السكاكي ت: 626 هـ---. * مفتاح كنوز السنة، وضعه بالإنكليزية أ. ي فنسنك، نقله إلى العربية محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي بيروت، 1403 هـ- 1983 م. * المفردات في غريب القرآن، تأليف أبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني (ت 502 هـ)، تحقيق محمد سيد كيلاني، دار المعرفة، بيروت، لبنان (دون إشارة الى عدد الطبعة وتاريخها). * المفضليات. تحقيق وشرح: عبد السلام هارون وأحمد شاكر، الطبعة الرابعة، دار المعارف مصر، دون تاريخ. * مقارنة الأديان: د. أحمد شلبي. مكتبة النهضة، ط 7، سنة 1984. * المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة للسخاوي محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902 هـ). ط 1979، دار الكتب العلمية/ بيروت * مقالات الإسلاميين: تأليف أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري. تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الحداثة، الطبعة الثانية 1405 هـ- 1985 م.
* المقتضب، لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد. ت: 285 هـ ت: محمد عبد الخالق عظمة، عالم الكتب بيروت. * المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته رسوم المدونة من الأحكام الشرعيات والتحصيلات المحكمات الشرعيات لأمهات مسائلها المشكلات لأبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد المتوفى سنة 520 هـ. دار صادر، بيروت (دون إشارة الى عدد الطبعة وتاريخها). * مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية. تح: عدنان زرزور، الطبعة الثانية 1972 م دار القرآن الكريم الكويتية ومؤسسة الرسالة بيروت. * المقصد لتخليص ما في المرشد في الوقف والابتداء، أبو يحيى زكريا، بن محمد الأنصاري المتوفى سنة 926 هـ، دار المصحف، دمشق، الطبعة الثانية، 1985 م- 1405 هـ. * المقصور والممدود: لأبي زكريا يحيى بن زياد الفراء، تحقيق ماجد الذهبي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1408 - 1988. * المقنع في رسم مصاحف الأمصار مع كتاب النقط: أبو عمر الداني (ت 444 هـ) تحقيق: محمد قمحاوي. مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة، دون تاريخ. * المكتفى في الوقف والابتداء للداني. تح: د. يوسف مرعشلي، الطبعة الأولى 1984 مؤسسة الرسالة بيروت. * مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن د. أحمد حسن فرحات، ط 1، دار الفرقان الأردن 1404 - 1983. * الملل والنحل: محمد الشهرستاني (ت 548 هـ)، تحقيق عبد العزيز الوكيل، دار الفكر، دون تاريخ. ومؤسسة الحلبي للنشر والتوزيع بالقاهرة، دون تاريخ. * ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام: دوزي. ترجمة كامل كيلاني. ط 1، 1933، القاهرة/ مصر. * منار الهدى في بيان الوقف والابتداء لأحمد بن محمد بن عبد الكريم الأشموني، دار المصحف 1403 هـ- 1983 م. * مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين: رمضان عبد التواب مطبعة الخانجي بالقاهرة، الطبعة الأولى 1406 هـ/ 1985 م.
* مناهل العرفان في علوم القرآن: عبد العظيم الزرقاني، دار الفكر، دون تاريخ. * المنتخب من كتاب ذيل المذيل، محمد بن جرير الطبري، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف. بدون تاريخ. * المنتظم في تاريخ الأمم والملوك لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن علي بن الجوزي المتوفى سنة (597 هـ)، دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد الدكن الطبعة الأولى 1357 هـ. * المنتقى: شرح موطأ مالك بن أنس: سليمان الباجي الأندلسي (ت 494 هـ) مطبعة السعادة بمصر، الطبعة الأولى 1331 هـ. * المنهاج في شعب الإيمان للحليمي، الحسين بن الحسن (ت 403 هـ) تحقيق حلمي محمد فودة، الطبعة الأولى 1979. * منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم لعبد الوهاب فائد، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية 1973. * المهذب في ما وقع في القرآن من المعرب: لجلال الدين السيوطي تحقيق التهامي الراجي الهاشمي، مطبعة فضالة المحمدية، المغرب. بدون تاريخ. * مواهب الجليل لشرح مختصر خليل لأبي عبد الله محمد بن محمد المغربي المعروف بالحطاب ت: 954 هـ، دار الفكر ط 2، 1398 - 1978. * مواهب الجليل لشرح مختصر خليل: محمد المغربي الحطاب (ت 954 هـ): انظر" التاج والإكليل". * مواهب الكريم المنان في الكلام على أوائل سورة الدخان وفضائل ليلة النصف من شعبان، لمحمد نجم الدين الغيطي الشافعي. * المورد: مجلة تراثية فصلية تصدرها وزارة الثقافة والإعلام، الجمهورية العراقية المجلد السادس عشر، العدد الأول: 1407 هـ- 1987 م. * موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف إعداد أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، عالم التراث. بيروت، الطبعة الأولى 3 محرم 1410 - 15 غشت 1989 م.
* الموسوعة العربية الميسرة، دار النهضة، لبنان، مصورة سنة 1980 من طبعة 1965 م، إشراف محمد شفيق غربال. * موسوعة فقه إبراهيم النخعي: عصره وحياته: محمد رواس قلعه جي، دار النفائس ببيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ/ 1986 م. * موسوعة فقه عمر بن الخطاب: محمد رواس، دار النفائس ببيروت، الطبعة الثالثة 1406 هـ/ 1986 م. * الموضوعات: ابن الجوزي (ت 597 هـ) تحقيق: عبد الرحمن عثمان المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1386 هـ/ 1966 م. * موطأ الإمام مالك (ت 179 هـ) رواية محمد بن الحسن الشيباني (ت 189 هـ) تعليق وتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، دون تاريخ. دار النفائس. ط 8، 1984. دار الرشاد الحديثة 1407 هـ- 1987 م. مطبعة دار إحياء الكتب العربية دون تاريخ. دار إحياء التراث العربي. دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الثانية 1401 هـ- 1981 م. * ميزان الاعتدال في نقد الرجال، تأليف أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 هـ، تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1382 هـ 1964 م. * ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه لشرف الدين ابن البارزي (ت 738 هـ) تحقيق د. حاتم صالح الضامن مؤسسة الرسالة ط 4، 1988 م. * الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي جعفر النحاس تح: د. شعبان محمد إسماعيل الطبعة الأولى 1407 - 1976 م مكتبة عالم الفكر القاهرة. * الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي عبد الله محمد بن حزم الأندلسي. تح: عبد الغفار سليمان البنداري، الطبعة الأولى 1986 دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان. * الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم للقاضي أبو بكر ابن العربي تحقيق الدكتور عبد الكبير المدغري، طبعة 1988، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية. * الناسخ والمنسوخ للإمام أبي القاسم هبة الله بن سلامة (ت 410 هـ) تصنيف:
الشيخ الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري، دار المعرفة، بيروت لبنان. * النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، تأليف جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي الأتابكي (813 هـ- 874 هـ 9 وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر. (دون إشارة الى عدد الطبعة وتاريخها). * النحو الوافي، لعباس حسن دار المعارف بمصر، الطبعة الرابعة (دون إشارة الى سنة الطبع). * نزهة الألباء في طبقات الأدبا، لأبي البركات كمال الدين عبد الرحمن بن محمد الأنباري ت 577، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار نهضة مصر القاهرة. ط مكتبة الأندلس/ بغداد. * النشر- النشر في القراءات العشر لابن الجوزي- طبعة المكتبة التجارية الكبرى، بيروت. دار الكتب العلمية بيروت. دار الفكر، (دون إشارة الى عدد الطبعة وتاريخها ط. المكتبة التجارية الكبرى. بيروت. * نصب الراية لأحاديث الهداية: جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي، دار الحديث (د. ت). * نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق. محمد ناصر الدين الألباني المكتب الإسلامي (لبنان) ط 2 (1409 هـ- 1989 م). * نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: أحمد بن محمد المقري التلمساني. دار الفكر ودار الرشاد الحديثة. ط 1، (1406 هـ- 1986 م). * النكت والعيون لأبي الحسن علي بن حبيب البصري (364 - 450 هـ) تحقيق خضر محمد خضر مراجعة د. عبد الستار أبو دذة، مطابع مقهوي الكويت، نشر وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، التراث الإسلامي الطبعة الأولى 1402 هـ- 1982 م. * نهاية الأرب في فنون الأدب، تأليف شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري 677 هـ- 733 هـ وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المؤسسة المصرية العامة للتأليف
والترجمة والطباعة والنشر (دون إشارة الى عدد الطبعة وتاريخها). الشركة العربية للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى 1959 م. * النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 544 - 606 هـ تحقيق طاهر أحمد الزاوي محمود محمد الطناجي، دار الفكر القاهرة، 1385 هـ- 1965 م. المطبعة الخيرية، القاهرة، 1318 هـ. * النهر الماد من البحر المحيط: أبو حيان الأندلسي: تقديم وضبط: بوزن الغناوي وهديان الفناوي. دار الجنان مؤسسة الكتب الثقافية. * نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول لعبد الله محمد الحكيم الترمذي دار صادر، بيروت دون تاريخ. * نواسخ القرآن: ابن الجوزي (ت 597 هـ)، دار الكتب العلمية ببيروت الطبعة الأولى 1405 هـ/ 1985 م. * نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار، للإمام محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1255 هـ، دار الفكر (دون إشارة الى عدد الطبعة وتاريخها). الطبعة الأولى المطبعة العثمانية مصر 1357 هـ. * الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب- من أول سورة يس- إلى آخر سورة الناس، رقم 9782. * هداية الباري إلى ترتيب صحيح البخاري للسيد عبد الرحيم عنبر الطهطاوي، الطبعة الرابعة 1979، دار الرائد العربي، بيروت. * الهداية في وجوه القراءات السبع، لأبي العباس أحمد بن علي المهدوي المتوفى سنة 440، رقم 1524. * هدية العارفين في أسماء المؤلفين والمصنفين لإسماعيل باشا البغدادي (ت 1391 هـ). ط 1955/ بغداد. * الهدية المرضية لطلب القراءة المكية، أرجوزة لأبي عبد الله محمد بن محمد الرحماني المراكشي، رقم 1311 (مجموع). * الواحدي ومنهجه في التفسير: محمد محمد المهدي، نشر وزارة الأوقاف المصرية.
* الوافي بالوفيات للصفدي، اعتناء محمد يوسف نجم، دار صادر، بيروت. * الوجوه والنظائر للدامغاني: قاموس القرآن. * الوسائل في مسامرة الأوائل: جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)، ويليه: كتاب الأوائل للطبراني (ت 360 هـ)، تحقيق: محمد بسيومي زغلول، دار الكتب العلمية ببيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ/ 1986 م. * الوسيط في الأمثال، أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي المتوفى سنة 468 هـ، تحقيق عفيف محمد عبد الرحمن مؤسسة دار الكتب الثقافية، الكويت، 1395 هـ- 1975 م. * وفيات الأعيان وأبناء الزمان: أحمد بن خلكان (ت 681 هـ) تحقيق إحسان عباس دار صادر، بيروت، 1968. دار الثقافة (لبنان). دار القلم ببيروت. دون تاريخ.
فهرس أطراف الأحاديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهرس أطراف الأحاديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أبي أقرؤكم" 234 " أتاني جبريل وميكائيل فقعد جبريل على يميني ... " 100 " أفضل الأعمال الحال المرتحل ... " 1747 " أقرأني جبريل على حرف فراجعته ... " 94 " أمرني جبريل عليه السلام أن أعرض عليك القرآن" 229 " إن القرآن أنزل عليها وإنها كلها شاف كاف" 119 " إن الله تعالى أمره أن يقرأ القرآن .... " 107 " إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك ... " 95 " إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف ... " 98 " أنزل القرآن على سبعة أحرف" 92 " أنزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ... " 406 " اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده ... " 101 " اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء" 178 " اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها" 118 " اقرءوا كما قد علمتم" 125 " خيركم من تعلم القرآن وعلمه" 4 " دفن البنات من المكرمات" 247 " صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ... " 1749 " عليك بالحال المرتحل" 1748
" فما جئت حتى اشتقت إليك" 1752 " كان الكتاب الأول نزل من باب واحد ... " 127 " كلاهما محسن إن من قبلكم اختلفوا فأهلكهم ذلك" 124 " لا تزالون بخير ما دام فيكم ... " 187 " لقيت جبريل عند أحجار المراء ... " 98 " من أراد أن يقرأ القرآن غضا ... " 269 " هذا خاتم القرآن وفاتحه" 1748
فهرس الأعلام
فهرس الأعلام حرف الألف أبان بن يزيد بن أحمد 929 إبراهيم السمسار 362 إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي 1653 إبراهيم بن الحسن بن عبد الرحمن 364 إبراهيم بن الحسين الكسائي 78 إبراهيم بن السري الزجاج 494 إبراهيم بن بازي 971 إبراهيم بن جعفر بن محمد 286 إبراهيم بن حمدان 1073 إبراهيم بن دحيم 83 إبراهيم بن زربي 89 إبراهيم بن عباد البصري 83 إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد 347 إبراهيم بن عبد الرزاق 631 إبراهيم بن عبد العزيز بن الحسن الفارسي 304 إبراهيم بن عبد الله بن محمد 372 إبراهيم بن عرفة 792 إبراهيم بن محمد بن أيوب 638
إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي 919 إبراهيم بن محمد بن مروان 1225 إبراهيم بن محمد بن ميمون 1240 إبراهيم بن محمد 1072 إبراهيم بن يحيى بن المبارك 890 إبراهيم بن يزيد النخعي 1750 إبراهيم قالون 78 أبي بن كعب الأنصاري 1740 أحمد المكي 866 أحمد بن إبراهيم بن الهيثم البلخي 980 أحمد بن إبراهيم بن جامع 971 أحمد بن إبراهيم وراق خلف 1182 أحمد بن أبي الذهل 696 أحمد بن أبي بكر (أبو العباس البكراوي) 851 أحمد بن أبي سريج 638 أحمد بن أسامة بن أحمد (التجيبي) 299 أحمد بن أنس 83 أحمد بن الجارود 83 أحمد بن الحسين المالحاني 366 أحمد بن القاسم بن عطية 1085 أحمد بن المعلى 83 أحمد بن النضر 1078 أحمد بن بشار بن الحسن 367
أحمد بن بكر 83 أحمد بن حرب بن غيلان 567 أحمد بن حرب بن غيلان 567 أحمد بن حفص الخشاب 523 أحمد بن حميد 946 أحمد بن رستم الطبري 90 أحمد بن سعيد الأذني 1622 أحمد بن سعيد بن أبي مريم 163 أحمد بن سليمان (أبو الطيب الدمشقي) 883 أحمد بن شعيب بن سنان بن دينار 861 أحمد بن صالح المصري 77 أحمد بن عبد الرحمن الهمداني 379 أحمد بن عبد الرحمن الولي 1169 أحمد بن عبد الله المكتب 553 أحمد بن عبد الله بن الخشف 378 أحمد بن عبد الله بن صالح 356 أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفي 1008 أحمد بن علي الخزاز 364 أحمد بن عمر أبو بكر البغدادي 1653 أحمد بن عمر الجيزي 883 أحمد بن عمر الوكيعي 85 أحمد بن عمر بن محفوظ 581 أحمد بن فرح 75
أحمد بن مامويه 730 أحمد بن محمد الأصبهاني 1310 أحمد بن محمد الأصم 91 أحمد بن محمد الهمداني 354 أحمد بن محمد بن أبي الرجاء 1623 أحمد بن محمد بن أبي بزة 1739 أحمد بن محمد بن بكر البكراوي 1175 أحمد بن محمد بن قنبي 349 أحمد بن محمد بن مقاتل الهروي 1740 أحمد بن محمد 96 أحمد بن مصرف بن عمرو اليامي 359 أحمد بن منيع 992 أحمد بن موسى اللؤلؤي 455، 1225 أحمد بن نصر الترمذي 293 أحمد بن نصر الشذائي 533 أحمد بن نصر بن شاكر 898 أحمد بن هارون (أبو الحسن المكي) 917 أحمد بن هارون (أبو محمد المصري الخياط) 1264 أحمد بن واصل 81 أحمد بن يحيى ثعلب 385 أحمد بن يزيد الحلواني 392 أحمد بن يزيد الحلواني 77 أحمد بن يعقوب التائب الأنطاكي 337
أحمد بن يوسف التغلبي 82 أحمد قالون 78 الأخفش (سعيد بن مسعدة أبو الحسن) 596 أبو الأزهر (عبد الصمد بن القاسم) 673 أبو الأزهر العتقي 79 أبو الأسباط المعلم 1160 الأسود بن يزيد 263 أبو الأشعث الجيزي 303 الأشناني (أحمد بن سهل بن الفيروزان) 488 الأصبهاني (محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم) 1466 الأصمعي (عبد الملك بن قريب) 1362 الأعمش (سليمان بن مهران) 1749 إدريس بن عبد الكريم 845 أسامة بن أحمد التجيبي 1525 أسامة بن أحمد بن عبد الرحمن 1086 أبو إسحاق إبراهيم اليزيدي 81 إسحاق بن أبي حيان 83 إسحاق بن أحمد الخزاعي 80 إسحاق بن إبراهيم بن الخليل 1748 إسحاق بن موسى أبو موسى 1148 إسحاق بن موسى الأنصاري 77 إسحاق بن يوسف الأزرق 87 أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله 300
حرف الباء
أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله 384 إسحاق بن إبراهيم بن مسرة 406 إسحاق بن أبي حسان الأنماطي 852 إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن المسيب 159 إسماعيل بن أبي أويس 1040 إسماعيل بن أبي علي الخياط 354 إسماعيل بن إسحاق القاضي 77 إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري 157 إسماعيل بن شداد 597 إسماعيل بن شعيب النهاوندي 1310 إسماعيل بن عبد الله الفارسي 1578 أبو إسحاق عبيد الله بن إبراهيم 309 إسماعيل بن يحيى بن المبارك 890 إسماعيل بن يونس بن السبيعي 1036 أهيب (وهب بن عبد الله أبو بكر المروذي) 1326 أبو أيوب الخياط 81 أيوب المتوكل 1378 أيوب بن تميم 84 حرف الباء البراثي (أحمد بن محمد بن يزيد) 582 بريد بن عبد الواحد 88 البزي (أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم) 170 بشر بن مروان 255
بشر بن هلال الصواف 1384 بكار بن أحمد 1126 بكار بن عبد الله بن يحيى 1395 أبو بكر أحمد بن أبي الرجاء 296 أبو بكر أحمد بن صالح بن عمر 330 أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن 367 أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن 325 أبو بكر أحمد بن محمد المروروذي 306 أبو بكر أحمد بن يوسف القافلائي 346 أبو بكر الآدمي (أحمد بن محمد بن إسماعيل) 693 أبو بكر الأصبهاني 79 أبو بكر الداجوني 515 أبو بكر اللؤلؤي 641 أبو بكر الولي (أحمد بن الفضل) 658 أبو بكر بن أشتة (محمد بن عبد الله) 1220 بكر بن سهل الدمياطي 782 أبو بكر بن سيف 532 أبو بكر بن صدقة 905 أبو بكر بن عتيق بن ما شاء الله 296 أبو بكر بن مجاهد 621 أبو بكر بن مقسم 1060 أبو بكر عبد الرحمن بن عمر بن علي 311 أبو بكر محمد بن أحمد بن خالد البرمكي 319
حرف التاء
أبو بكر محمد بن إسماعيل القرشي 324 أبو بكر محمد بن الحسين الذهلي 335 أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري 373 أبو بكر محمد بن عبد الله 297 أبو بكر محمد بن علي الجلندي 291 أبو بكر محمد بن مرشد الدمشقي 334 أبو بكر محمد بن يونس بن كثير 940 أبو بكر وهيب 872 ابن بويان عبد الله بن حميد بن قيس 1552 حرف التاء أبو توبة (ميمون بن حفص) 84 حرف الثاء الثقفي الحسن بن علي بن موسى 1510 ابن ثوبان أحمد بن الصقر 1090 حرف الجيم ابن جابر أحمد بن محمد 1481 جبلة بن مالك بن جبلة بن عبد الرحمن 864 ابن جبير (أحمد بن جبير بن محمد) 84 جبير بن مطعم 389 أبو جعفر أحمد اليزيدي 81 أبو جعفر أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك 1291 أبو جعفر البزاز محمد بن سعيد 1434
جعفر الخشكني 375 جعفر بن أحمد البزاز 875 أبو جعفر بن جرير 300 جعفر بن علي بن خالد البلخي 648 جعفر بن علي بن خالد العجلي 1142 جعفر بن محمد الآدمي 978 جعفر بن محمد الأصبهاني 1384 جعفر بن محمد البغدادي 1641 جعفر بن محمد المارستاني 926 جعفر بن محمد بن أسد 899 جعفر بن محمد بن حرب 373 جعفر بن محمد بن يوسف الوزان 373 أبو جعفر بن هلال 408 جعفر غلام سجادة 890 أبو جعفر محمد بن إسحاق المراوحي 906 أبو جعفر محمد بن حماد بن ماهان 366 أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن 1073 أبو جعفر يزيد بن القعقاع 224 جعونة بن شعوب الليثي 152 ابن الجنيد علي بن الحسن 1556 ابن أبي الجهم 841
حرف الحاء
حرف الحاء ابن أبي حاتم الرازي 290 ابن حاتم علي بن أحمد البغدادي 871 أبو الحارث (الليث بن خالد) 90 الحارث الهمداني 264 الحارث بن حسان البكري 193 الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي 1743 حبون المرزوق 1277 حبيب بن إسحاق القرشي 753 الحجاج بن حمزة 86 ابن حرب بن غيلان 977 أبو حسان أحمد بن محمد بن الأشعث 846 أبو الحسن أحمد بن الحسين 385 أبو الحسن أحمد بن يوسف 350 الحسن الباهلي (إبراهيم بن الحسن) 1193 الحسن البصري 403 أبو الحسن المالكي 319 الحسن بن أحمد بن الجزيري 998 أبو الحسن بن الأخرم 852 الحسن بن الأسود العجلي أبو عبد الله 345 الحسن بن الحباب بن مخلد 719 الحسن بن الحباب 80 الحسن بن العباس أبو علي الرازي 1209
الحسن بن العباس بن أبي مهران 412 الحسن بن المبارك الأنماطي 872 أبو الحسن بن بقرة (أحمد بن محمد بن هارون) 1171 الحسن بن جامع 87 الحسن بن حبيب 897 أبو الحسن بن حمدون 952 الحسن بن رشيق 977 الحسن بن شريك 1226 الحسن بن عباس 402 الحسن بن علي الخراز 358 الحسن بن علي الشحام 77 الحسن بن علي المعمري 245 الحسن بن علي بن الهذيل 846 الحسن بن علي بن حماد بن مهران الأزرق 1244 الحسن بن علي بن شاكر 679 الحسن بن علي بن مالك الأشناني 290 أبو الحسن بن كيسان 680 الحسن بن محمد بن عبد الله 1741 أبو الحسن علي بن أحمد الوزان 1146 أبو الحسن علي بن الحسن التميمي 351 أبو الحسن علي بن الحسين الرقي 318 أبو الحسن علي بن الحسين 387 أبو الحسن علي بن الرقي 365
أبو الحسن علي بن عبد الله الجلاء 320 أبو الحسن علي بن عمر (الدارقطني) 392 أبو الحسن محمد بن شبغون الحارثي 325 أبو الحسن مسلم بن عبد العزيز 323 أبو الحسن نظيف بن عبد الله 322 حسنون (الحسن بن الهيثم) 891 ابن حسنون عبد الله بن الحسين 1147 أبو الحسين أحمد بن بويان 846 أبو الحسين الدقاق المخرمي 332 حسين المروروذي 76 حسين المروزي 872 حسين بن الأسود 879 الحسين بن الجنيد المكفوف 302 الحسين بن حبش الدينوري 522 الحسين بن شعيب 91 حسين بن علي الجعفي 87 الحسين بن علي العجلي 86 الحسين بن محمد الرازي 516 الحسين بن محمد بن عبد الله المعلم 78 أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي 263 حطان بن عبد الله الرقاشي 237 حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي 202 أبو حفص عبد الله بن علي 343
حرف الخاء
حليفة بن خياط 163 أبو حماد الحسن بن جامع 901 حماد بن أبي زياد 205 حماد بن أحمد 939 حماد بن بحر 77 ابن الحمامي (جعفر بن محمد بن أسد) 90 أبو حمدان الطيب بن إسماعيل 81 حمدان بن عون بن حكيم 298 أبو حمدون الطيب بن إسماعيل الذهلي 813 حمزة بن القاسم 76 حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات 206 أبو حمزة محمد بن نصير بن جعفر 898 حميد الطويل 158 حميد بن قيس المكي (الأعرج) 165 الحميدي (عبد الله بن الزبير بن عيسى) 1742 حنظلة بن أبي سفيان الجمحي 1743 (الحنظلي) أبو حاتم النحوي 1220 حيون المزوق (هارق بن علي بن الحكم) 907 ابن أبي حيثمة (أحمد بن زهير بن حرب) 1693 حرف الخاء (الخاقاني) خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر 501 (الخثعمي) محمد بن الحسين بن حفص 996 الخصيب بن ناصح 1749
حرف الدال
خلاد بن خالد 89 خلاد بن خالد الشيباني 215 أبو خلاد سليمان بن خلاد 81 خلف بن أحمد بن هاشم 99 خلف بن هشام البزاز 392 خلف بن هشام بن ثعلب البزاز 214 ابن أبي خليع 1058 (الخنيسي) محمد بن يحيى 878 ابن خواستي (عبد العزيز بن جعفر) 360 الخياط القاسم بن أحمد بن يوسف 938 ابن خيرون محمد بن عمر 965 حرف الدال داود الأودي 1058 ابن أبي داود المؤدب 1279 ابن أبي داود النيسابوري 898 داود بن أبي طيبة 79 داود بن سليمان 91 داود بن شبل بن عباد المكي 1384 أبو داود بن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج 224 داود بن هارون 612 أبو داود سليمان بن الأشعث 170 أبو داود سليمان بن نجاح 1583 درباس المكي 1747
حرف الذال
أبو الدرداء (عويمر بن زيد) 999 أم الدرداء (هجيمة بنت حيي الأوصابية) 999 (الدوري) حفص بن عمر بن عبد العزيز الأزدي 216 حرف الذال ابن ذؤابة علي بن سعيد بن الحسن 1380 حرف الراء (الرافقي) جعفر بن محمد أبو عبد الله 90 أبو الربيع الزهراني 88 أبو الربيع الزهراني 867 أبو ربيعة محمد بن إسحاق الربعي 80 رجاء بن عيسى 89 رجاء بن عيسى بن حاتم الجوهري 216 ابن رشدين أحمد بن محمد بن الحجاج 911 (الرفاعي) محمد بن يزيد بن رفاعة 581 أبو رمثة رفاعة بن يثربي التميمي 193 أبو روح يزيد بن رومان 224 حرف الزاي زر بن حبيش بن حباشة أبو مريم 1325 زرارة بن أوفى العامري 1748 زرعان بن أحمد 916 أبو زرعة الدمشقي 1085 زكريا بن يحيى الأندلسي 753
حرف السين
زياد بن أيوب بن زياد البغدادي 1748 أبو زيد النحوي 89 زيد بن أبي بلال 216 زيد بن أسلم (أبو أسامة المدني) 1747 زيد بن الحباب (أبو الحسن العكلي) 1748 زيد بن وهب 263 أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت 606 حرف السين السائب بن صيفي 170 سالم بن هارون المدني 78 (السجستاني) أبو حاتم سهل بن محمد 830 سحنون بن سعيد 1747 سعد بن إبراهيم الزهري 610 ابن سعيد أحمد بن محمد 909 أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي 221 أبو سعيد الخدري 390 سعيد بن أحمد الإسكاف 1218 سعيد بن عبد العزيز التنوخي 888 سعيد بن عمران 695 سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري 1752 سفيان بن عيينة (أبو محمد الهلالي) 1743 سفيان بن عيينة 935 سقلاب بن شيبة 876
حرف الشين
سلامة بن هارون البصري 309 سلم المجدر 375 سلمة بن عاصم 743 سلمة بن عاصم 90 أبو سلمة عبد الرحمن بن إسحاق 412 سليم بن عيسى 89 سليم بن عيسى الحنفي 213 سليم بن منصور بن عمار البصري 1262 أبو سليمان (سالم بن هارون بن موسى بن المبارك) 840 سليمان اللؤلؤي 878 سليمان الهاشمي 76 سليمان بن عبد الرحمن بن حماد الطلحي 373 سليمان بن مسلم بن جماز 278 أبو سليمان يحيى بن يعمر العدواني 237 سهل بن شعيب السهمي 353 سويد بن عبد العزيز 998 سيبويه (عمرو بن عثمان بن قنبر) 859 السيرافي أحمد بن فدربخت 510 ابن سيف (عبد الله بن مالك بن عبد الله) 782 حرف الشين شاذان بن سلمة 1741 (الشافعي) محمد بن إدريس بن العباس المطلبي 1740 ابن شاهي بن الحارث 872
حرف الصاد
شبل بن عباد (أبو داود المكي) 1078 أبو شبل عبيد الله بن أبي مسلم 1442 ابن شجاع أبو عبد الله البلخي 861 شجاع بن أبي نصر الخراساني 183 شجاع بن أبي نصر 178 ابن شريح العلاف 1744 شعبة بن عياش بن سالم الكوفي الحناط 198 أبو شعيب السوسي 81 أبو شعيب القواس 88 شعيب بن أيوب 86 شقيق بن سلمة أبو وائل الكوفي الأسدي 1325 ابن شنبوذ أبو الحسن محمد بن أبي الصلت 846 ابن شنبوذ محمد بن أحمد بن أيوب 1473 أبو شهاب (عبد ربه بن نافع) 214 ابن شهريار محمد بن الحسن 1123 شيبة (ابن نصاح بن سرجس) 605 حرف الصاد أبو صالح الجدي 1067 أبو صالح السمان 193 صالح المري (أبو بشر البصري) 1748 صالح بن إدريس 311 ابن الصباح محمد بن عبد العزيز 1473 (الصريفيني) شعيب بن أيوب بن رزيق 879
حرف الضاد
(الصواف) أبو علي الحسن بن الحسين 331 حرف الضاد (الضبي) سليمان بن يحيى بن أيوب 582 ضرار بن صرد 86 حرف الطاء أبو طاهر البعلبكي 897 أبو طاهر الحلبي (محمد بن ياسين) 1750 طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون 27 أبو طاهر عبد الواحد بن عمر 345 حرف العين عاصم بن أبي النجود 192 عاصم بن ضمرة 264 عامر بن سعيد الحرشي 303 عامر بن عمر (الموصلي) 1153 أبو العباس البلخي 1171 العباس الرازي 306 أبو العباس الضرير 387 ابن عباس (عبد الله بن العباس بن عبد المطلب) 1576 أبو العباس الفضل بن داود المدني 293 أبو العباس الوراق 576 العباس بن أحمد البزي 1657
العباس بن الفضل الواسطي 824 العباس بن الوليد أبو الفضل الأصبهاني 1310 عباس بن محمد بن محمد البرتي 1599 العباس بن محمد بن يحيى اليزيدي 860 أبو العباس محمد بن أحمد الرازي 1240 أبو العباس محمد بن يعقوب المعدل 1250 عبد الباقي بن الحسن 158 عبد الجبار بن محمد العطاردي 88 عبد الحميد بن أبي أويس الأصبحي 1612 عبد الحميد بن بكار الكلاعي 190 عبد الحميد بن بكار 839 عبد الحميد بن صالح البرجمي 85 أبو عبد الرحمن السلمي 1325 أبو عبد الرحمن السلمي 873 أبو عبد الرحمن اللهبي 80 عبد الرحمن بن أبي حماد 86 عبد الرحمن بن المتوكل 1022 عبد الرحمن بن عبدوس 75 عبد الرحمن بن عثمان القشيري 27 عبد الرحمن بن محمد المعدل 899 عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة 1540 أبو عبد الرحمن بن يحيى بن المبارك 1517 أبو عبد الرحمن عبد الله اليزيدي 81
أبو عبد الرحمن محمد بن أبي ليلى الأنصاري 262 أبو عبد الرحمن (عبد الله بن يزيد المكي) 171 عبد الرزاق بن الحسن 1201 عبد الصمد بن محمد 259 عبد العزيز بن أبي الفضل 377 عبد العزيز بن أبي رواد 313 عبد العزيز بن علي بن الفرج 295 عبد العزيز بن علي (أبو عدي المصري) 1073 عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير الموصلي 1621 أبو عبد الله الحسين بن شيرك 328 أبو عبد الله النحوي 419 عبد الله بن إبراهيم بن ما شاء الله 403 عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي 237 عبد الله بن أبي أمية 87 عبد الله بن أحمد الدمشقي 899 عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني 329 عبد الله بن أحمد بن الهيثم البلخي 906 عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي 188 عبد الله بن أحمد بن ديزويه الدمشقي 383 عبد الله بن أحمد بن سليمان الأصبهاني 1545 عبد الله بن أحمد بن علي 1049 عبد الله بن الأشقر 908 عبد الله بن الحسين الحنبلي 1132
عبد الله بن الصقر السكري 1042 عبد الله بن ثابت أبو محمد التوزي 1343 عبد الله بن جبير الهاشمي 79 عبد الله بن جعفر النحلي 350 عبد الله بن دينار 158 عبد الله بن زياد بن عبد الله بن يسار 312 عبد الله بن سليمان بن الأشعث 1742 أبو عبد الله بن سهلان 331 عبد الله بن شاكر 85 عبد الله بن عامر اليحصبي 184 عبد الله بن عامر بن كريز العبشمي 171 عبد الله بن عباس بن أبي ربيعة المخزومي 224 عبد الله بن عيسى المدني 78 عبد الله بن قاسم بن أحمد الخياط 1265 عبد الله بن كثير بن المطلب الداري 163 عبد الله بن كثير 1487 عبد الله بن لهيعة 1747 عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح 839 عبد الله بن معاوية الحجبي 1749 عبد الله بن منصور 1628 عبد الله بن وهب بن مسلم 1747 أبو عبد الله جعفر بن الحسين بن علي 262 أبو عبد الله محمد الأنماطي 297
أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البلخي 311 أبو عبد الله محمد بن الحسين بن زياد 388 أبو عبد الله محمد بن خيرون 409 أبو عبد الله محمد بن يحيى الكسائي 743 أبو عبد الله محمد بن يوسف 288 أبو عبد الله محمد بن يوسف الهروي 292 أبو عبد الله مسلم بن جندب 233 عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج 392 عبد الملك بن عبد الله بن سعوة 316، 1747 عبد الملك قاضي الجند 1065 عبد الواحد بن محمد (الباهلي) 1204 عبد الواحد بن محمد البلخي 487 عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان 890 عبد مناف بن تميم 182 ابن عبدوس 89 عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن واقد 1187 عبيد الله بن علي (الهاشمي) 1224 عبيد الله بن محمد العمري 78 عبيد الله بن محمد بن أبي محمد بن المبارك 966 عبيد بن الصباح 1101 عبيد بن عقيل 943 عبيد بن عمير بن قتادة 935 عبيد بن محمد (أبو محمد المروزي) 1105
عبيد بن محمد المؤدب 869 عبيد بن محمد بن موسى 1237 عبيد بن نضلة 263 عبيد بن نعيم 85 عبيدة السلماني 263 أبو عثاب منصور بن المعتمر 262 أبو عثمان الضرير 89 عثمان بن أحمد بن سمعان 369 عثمان بن خرزاذ 83 عثمان بن سعيد بن خالد (الدارمي) 1743 أبو عثمان بن سعيد بن عبد الرحيم 1278 عثمان بن عفان 1338 عثمان بن محمد السمرقندي 281 عرفجة بن عبد الواحد 193 عروة بن محمد الأسدي 353 عصمة بن عروة الفقيمي 434 عطاء بن أبي رباح 193 عطية بن قيس 998 عكرمة بن خالد المخزومي 236 عكرمة بن سليمان 169 العلاء بن عبد الرحمن 158 أبو العلاء محمد بن أحمد الهذلي 394 ابن العلاف (الحسن بن علي) 411
(العليمي) يحيى بن محمد بن قيس 89 أبو علي (الحسن بن سليمان بن الخير الأنطاكي) 501 أبو علي إسماعيل اليزيدي 81 أبو علي الحدّاد 80 أبو علي الحسن بن أحمد 338 أبو علي الصفار (الحسن بن سعيد الموصلي) 1516 علي بن أبي نصر 91 علي بن أحمد بن أبي قربة العجلي 344 علي بن الحسن (أبو الحسن الجصاص) 1751 علي بن الحسن القطيعي 348 علي بن الحسين بن السفر 897 علي بن العباس المقانعي 357 علي بن العباس بن عيسى 1008 علي بن المديني 170 علي بن حمزة الكسائي 1458 علي بن حمزة النحوي 217 علي بن داود (أبو الحسن الداراني القطان) 1607 علي بن سعيد البزاز 362 علي بن عبد العزيز (أبو الحسن البغوي) 866 علي بن عبد الله بن محمد 326 علي بن كيسة 89 علي بن محصن 258 علي بن محمد المسكي 823
علي بن محمد الهاشمي 258 علي بن محمود البغدادي 655 علي بن مستور 284 علي بن نصر بن علي (أبو الحسن البصري) 1224 علي بن يوسف (البصري) 343 علي محمد بن عبد الرحمن بن قنبل 306 أبو عمارة الأحول 868 أبو عمر البزاز حفص بن سليمان 88 ابن عمر الحافظ 723 أبو عمر الدوري 84 عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين 1748 عمر بن الحسن الشيباني 696 عمر بن الحسين الشيباني 1017 عمر بن عبد الواحد 1182 عمر بن علي بن جناد 806 عمر بن عيسى الأسلمي 1745 عمر بن محمد بن عراك 307 عمر بن نصر 723 عمر بن يوسف بن عبدك (أبو حفص الحناط) 1226 أبو عمر محمد بن أحمد بن خالد 971 أبو عمر معاذ بن معاذ العنبري 434 أبو عمران الدمشقي 897 أبو عمران موسى بن جرير 322
حرف الغين
عمرو الصباح 88 أبو عمرو العباس بن الفضل 432 أبو عمرو بن العلاء بن عمار 172 عمرو بن دينار 935 عمرو بن شبة 173 عمرو بن علقمة الكناني 163 أبو عمرو سعيد بن إياس الشيباني 255 (العمري) إبراهيم بن علي بن إبراهيم 1621 عنبسة بن النضر 878 أبو عون الواسطي (محمد بن عمرو بن عون) 846 عياش بن محمد (أبو الفضل) 807 عيسى بن سليمان الحجازي (الشيزري) 223 عيسى بن عبد الرحمن 264 عيسى بن مينا الزرقي قالون 160 عيسى بن وردان الحذاء 278 حرف الغين أبو غانم المظفر بن أحمد بن حمدان 396 حرف الفاء أبو الفتح (فارس بن أحمد) 579 أبو الفتح أحمد بن عبد العزيز بن بدهن 732 أبو الفتح الموصلي 81 (الفراء) يحيى بن زياد بن عبد الله 217 أبو الفرج محمد بن إبراهيم الشنبوذي 852
حرف القاف
أبو الفرج محمد بن عبد الله النجاد 933 (الفسطاطي) عبد الله بن أحمد بن عيسى 1010 فضلان الدقاق 936 أبو الفضل البخاري 500 الفضل الحمراوي (أبو العباس) 849 الفضل بن أحمد بن الوزير 1182 الفضل بن زكريا 349 الفضل بن شاذان بن عيسى 998 الفضل بن شاهي الأنباري 88 الفضل بن يحيى بن شاهي 1468 أبو الفضل عبد المجيد بن مسكين 295 ابن فليح (عبد الوهاب بن فليح المكي) 171 حرف القاف أبو القاسم بن داود بن أبي طيبة 302 قاسم الغزال 723 القاسم بن سلام أبو عبيد البغدادي 76 قاسم المطرز (القاسم بن زكريا) 1006 قبيصة بن ذؤيب 126 قتادة بن دعامة 1748 قتيبة بن مهران 91 قتيبة بن مهران الأزاذاني 223 أبو قرة موسى بن طارق 1040 (القسط) إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطي 172
حرف الكاف
(القصباني) أحمد بن إبراهيم بن مروان 331 قطرب (محمد بن المستنير) 1258 (القطيعي) محمد بن حمدون 90 قنبل بن عبد الرحمن المخزومي 79 (القواس) أحمد بن محمد بن عون النبال 169 حرف الكاف كردم بن خالد المغربي (أبو خالد التونسي) 1612 كريب بن أبي مسلم 1354 أبو كريب محمد بن العلاء 1006 (الكلبي) عيسى بن سعيد أبو الأصبع 1155 ابن كيسة (علي بن يزيد) 557 حرف اللام (اللهبي) عبد الله بن علي بن عبد الله بن حمزة 895 أبو الليث الفرائضي 1626 الليث بن خالد البغدادي 222 حرف الميم (المازني) بكر بن محمد بن بقية 760 محبوب بن الحسين 1720 أبو محمد الجارود 354 أبو محمد الحسن بن صالح 288 أبو محمد الرقي (إسماعيل بن أحمد) 366
ابن محمد الشافعي 1110 أبو محمد المصاحفي 1110 أبو محمد المعدل (عبد الله بن عطية) 861 محمد بن إبراهيم (أبو بكر الزاهد) 904 محمد بن إبراهيم الأهناسي 1666 محمد بن إبراهيم الخواص 85 محمد بن أبي أمية 939 محمد بن أبي شعيب السوسي 707 محمد بن أبي عبد الرحمن 303 محمد بن أحمد الدولابي 192 محمد بن أحمد بن خالد 971 محمد بن أحمد بن علي أبو مسلم البغدادي 27 محمد بن أحمد بن قطن 1128 محمد بن أحمد بن نصر 909 محمد بن أحمد بن هارون 365 محمد بن أحمد بن واصل 381 محمد بن أحمد 168 محمد بن إدريس الدنداني 920 محمد بن إدريس (الدنداني) 90 محمد بن إسحاق المسيبي 76 محمد بن إسماعيل الترمذي 509 محمد بن الجنيد أبو عبد الله الكوفي 909 محمد بن الجهم 1102
محمد بن الحسن 294 محمد بن الحسن النقاش 171 محمد بن الحسين القطان 954 محمد بن الربيع الأزدي 875 محمد بن السري النحوي 1219 محمد بن الصباح 823 محمد بن العباس بن بسام 1169 محمد بن العباس بن شعبة 652 محمد بن الفتح أبو عيسى الخزاز 1008 محمد بن الفرج 975 محمد بن الفضل بن زرقان 475 محمد بن القاسم الأنباري 948 محمد بن القاسم 310 محمد بن المنذر 86 محمد بن الهيثم 878 محمد بن بحر الخزاز 1491 محمد بن بندار (أبو بكر الجصاص) 1728 محمد بن جابر 866 محمد بن جامع 905 محمد بن جرير بن يزيد 1014 محمد بن جنيد 85 محمد بن حبيب الشمّوني 84 محمد بن حفص الحنفي 375
محمد بن حفص بن جعفر 1391 محمد بن حمدون الواسطي 1473 محمد بن خلف التيمي 85 محمد بن خلف بن حيان 1119 محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب 224 محمد بن رومي 449 محمد بن زريق 315 محمد بن زريق البلدي 1283 محمد بن سبعون 1385 محمد بن سعدان البزاز 476 محمد بن سعدان النحوي الضرير 217 محمد بن شجاع 82 محمد بن شعيب الجرمي 407 محمد بن شعيب بن شابور 1350 أبو محمد بن صالح 952 محمد بن عبد الحكم القطري 78 محمد بن عبد الرحمن 328 محمد بن عبد الرحمن الخياط (ابن زروان) 676 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد البغدادي 379 محمد بن عبد الله البغدادي 294 محمد بن عبد الله الجيزي 349 محمد بن عبد الله بن طالب أبو القاسم البزاز 1218 محمد بن عبد الواحد البغدادي 336
محمد بن عبدان الجزري 997 محمد بن عثمان العثماني 78 محمد بن علي أبو مسلم 1373 محمد بن علي الأذفوي 397 محمد بن عمر بن الرومي 673 محمد بن عمر بن وليد 1109 محمد بن عمران الأخنسي 1042 محمد بن عمران الدّينوري 80 محمد بن عمرو الباهلي 77 محمد بن عيسى أبو عبد الله الأصبهاني 1210 محمد بن عيسى أبو موسى 1394 محمد بن عيسى بن حيان 90 محمد بن غالب الأنماطي 82 محمد بن غالب الصيرفي 84 محمد بن لاحق 680 محمد بن محبوب أبو عبد الله 1374 محمد بن محمد أبو بكر الباغندي 83 محمد بن محمد الباهلي 75 محمد بن محمد بن الضحاك 348 محمد بن محمد بن الوزير 278 محمد بن منير (أبو بكر الحراني) 1239 محمد بن موسى الصّوري 82 محمد بن موسى (الزينبي) 315
محمد بن نثر بن حماد البجلي 1353 محمد بن هارون أبو الحسن الربعي 894 محمد بن هامان 867 محمد بن وضاح 971 محمد بن يحيى القطيعي 368 محمد بن يحيى الكسائي 90 محمد بن يحيى بن حميد 99 محمد بن يحيى بن سليمان المروزي 1550 محمد بن يزيد الرفاعي 86 محمد بن يزيد بن عبد الأكبر 760 محمد بن يعقوب بن يزيد 1310 محمد بن يوسف بن نهار الحرتكي 370 محمد بن يوسف 376 أبو محمد عبد الله بن أبي عبد الرحمن 295 أبو محمد عبد الله بن المبارك 333 محمود بن محمد الأديب 1229 أبو مروان العثماني 845 أبو مروان المكتب 1110 أبو مزاحم الخاقاني 599 مسروق بن الأجدع 263 أبو مسعود الأسود اللون المدني 302 أبو مسعود الهلالي البصري 1292 مسعود بن مالك أبو رزين الأسدي 1576
مسلم بن الحجاج 163 أبو مسهر (عبد الأعلى بن مسهر) 400 مصعب بن إبراهيم الزّبيري 78 مضر بن محمد الضّبّي 80 المعلى بن منصور 87 أبو معمر (عبد الله بن عمرو بن الحجاج المنقري) 818 أبو معمر البصري 80 المغيرة بن أبي شهاب المخزومي 241 المفضل بن محمد الضبي 89 المفضل بن محمد بن يعلى الضبي 204 ابن المقري محمد بن عبد الله بن يزيد 1746 ابن المنادي (أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله) 839 المنذر بن محمد 514 المنهال بن عمرو الأسدي 264 المهدي بن المنصور 183 مواس بن سهل الأصبهاني 1330 أبو موسى الشيزري 91 موسى بن إسحاق الخطمي 953 موسى بن جمهور 324 موسى بن حزام 86 موسى بن موسى الختلي 1175 موسى بن هارون المكي 1740 موسى بن هارون بن عبد الله 215
حرف النون
حرف النون نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الداني 151 (النحاس) إسماعيل بن عبد الله بن عمرو 480 (النسائي) أحمد بن شعيب بن علي 1225 (النشابي) محمد بن زكريا 375 أبو نشيط محمد بن هارون المروزي 846 أبو نصر القاسم بن علي 82 نصر بن عاصم الليثي 237 نصر بن علي بن نصر (أبو عمرو البصري) 1224 نصير بن محمد بن عيسى 959 نصير بن يوسف بن أبي نصير الرازي 222 نعيم بن حماد بن الحارث الخزاعي 930 (النقار) الحسن بن داود بن الحسن بن عون 900 حرف الهاء هارون بن حاتم 87 هارون بن موسى الأخفش 82 هارون بن يوسف 275 هبيرة بن محمد التمار 88 أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي 1749 هشام بن الغاز 248 هشام بن عمار بن نصير بن أبان السلمي 188
حرف الواو
ابن هلال (أحمد بن عبد الله) 782 حرف الواو ابن واقد عبد الرحمن بن عبيد الله (الختلي) 1067 ابن واقد عبيد الله بن عبد الرحمن 1595 وكيع بن الجراح 202 وكيع بن خلف 187 الوليد بن عتبة (أبو العباس) 189 الوليد بن عطاء بن الأغر 1741 الوليد بن مسلم 190 وهب بن زمعة بن صالح المكي 1384 وهيب بن عمرو بن عبيد الله النميري 1142 حرف الياء أبو يحيى (مصدع الأعرج المعرقب) 1576 يحيى بن أحمد بن السكن 412 يحيى بن أحمد بن هارون المزوق 372 يحيى بن آدم 85 يحيى بن آدم 660 يحيى بن الحارث الذماري 190 يحيى بن الحارث الذماري 84 يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة 1751 يحيى بن سليمان الجعفي 87 يحيى بن محمد العليمي 87 يحيى بن معين بن عون الغطفاني 1743
يحيى بن وثاب الأسدي 908 يزيد بن مزيد الشيباني 182 يزيد بن منصور الحميري 182 (اليزيدي) يحيى بن المبارك العدوي البصري 182 أبو يعقوب (يوسف بن يسار الأزرق) 531 أبو يعقوب الأزرق المدني 79 يعقوب بن سفيان 1742 أبو يوسف الأعشى 84 يوسف بن جامع 1122 يوسف بن يعقوب 1185 يونس بن حبيب 579 يونس بن عبد الأعلى الصدفي 610 يونس بن عبد الأعلى 79 ابن يونس محمد المطرز 1625
المحتويات
المحتويات المقدمة 3 الباب الأول: دراسة المؤلف الفصل الأول: المؤلف وسيرته 6 المبحث الأول: مصادر ترجمته مرتبة ترتيبا زمنيا 6 المبحث الثاني: اسمه وسيرته 8 المبحث الثالث: عقيدته 12 الفصل الثاني: ثقافته ومجال إبداعه وأقوال العلماء فيه 14 المبحث الأول: ثقافته ومجال إبداعه 14 أولا: القراءات 14 ثانيا: الحديث 20 ثالثا: اللغة 21 رابعا: الفقه 22 المبحث الثاني: منزلته العلمية وأقوال العلماء فيه 25 المبحث الثالث: وفاته 26 الفصل الثالث: شيوخه وتلاميذه ومؤلفاته 27 المبحث الأول: شيوخ الداني 27 المبحث الثاني: تلاميذه 30 المبحث الثالث: مؤلفاته 34
الباب الثاني: دراسة الكتاب
الباب الثاني: دراسة الكتاب الفصل الأول: توثيق العنوان ونسبة الكتاب 40 المبحث الأول: تحقيق اسم الكتاب 40 المبحث الثاني: توثيق نسبة الكتاب 41 المبحث الثالث: قيمة الكتاب العلمية 43 الفصل الثاني: خطة الكتاب ومنهجه 46 المبحث الأول: وصف الداني لخطته في الكتاب 46 المبحث الثاني: مدى التزام المؤلف بنود خطته في الكتاب 49 المبحث الثالث: مصادر الداني في جامع البيان 53 أولا: رواياته عن شيوخه: 53 ثانيا: الكتب 54 الفصل الثالث 62 المبحث الأول: منهجنا في تحقيق الكتاب 62 المبحث الثاني: وصف النسخ الخطية 63 باب ذكر الخبر الوارد عن النبي صلّى الله عليه وسلم بأنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف وبيان ما ينطوي عليه من المعاني ويشتمل عليه من الوجوه 93 [روايات الحديث] 93 [معنى الأحرف السبعة] 105 [حكمة إنزال القرآن على سبعة أحرف] 107 [أوجه اختلاف الأحرف السبعة] 108 [أصل اختلاف القراءات] 119 [اختلاف المعاني تبعا لاختلاف الألفاظ في الأحرف السبعة] 120 [الأحرف السبعة لا تجمعها رواية ولا قراءة واحدة] 123
[الأحرف السبعة كلها صواب] 123 [خبر نزول القرآن على سبعة أبواب وبيان معناه] 127 [ما ينبغي اعتقاده في تاريخ المصحف] 129 باب ذكر الأخبار الواردة بالحضّ على اتّباع الأئمة من السّلف في القراءة والتمسّك بما أدّاه أئمة القراءة عنهم منها 132 باب ذكر أسماء أئمة القراءة والناقلين عنهم وأنسابهم وكناهم ومواطنهم ووفاتهم ونكت من مناقبهم وأخبارهم: 151 ذكر نافع المدني 151 ذكر رواته 157 [ذكر قالون] 160 ذكر ابن كثير المكّي 163 ذكر رواته 169 ذكر أبي عمرو البصري 172 ذكر راوييه 182 ذكر ابن عامر الشامي 184 ذكر رواته 188 ذكر عاصم الكوفي 192 ذكر رواته 198 ذكر حمزة الكوفي 206 ذكر راويه 213 ذكر الكسائي الكوفي 217 ذكر رواته 222 باب ذكر تسمية أئمة القراء الذين نقلوا عنهم القراءة وأدّوها إليهم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم 224
ذكر رجال نافع 224 ذكر رجال ابن كثير 231 ذكر رجال أبي عمرو 236 ذكر رجال ابن عامر 241 [اعتراض ابن جرير على اتصال قراءة ابن عامر وردّه] 246 ذكر رجال عاصم 255 [سبب اختلاف روايات القراءة عن الأئمة] 261 ذكر رجال حمزة 262 [الأخبار في أن حمزة لم يعرض على الأعمش] 272 ذكرها 272 ذكر رجال الكسائي 274 باب ذكر الأسانيد التي نقلت إلينا القراءات عن أئمة القراءة والرواية وأدّت إلينا الحروف عنهم تلاوة ذكر أسانيد قراءة نافع 277 [طرق رواية إسماعيل بن جعفر عنه] 277 طرق رواية إسحاق المسيبي عن نافع 282 [طرق رواية قالون عن نافع] 286 [طرق رواية ورش عن نافع] 294 ذكر أسانيد قراءة ابن كثير 305 [طرق رواية القواس] 305 طرق رواية البزي 308 [طريق أبي معمر البصرى] 309 [طرق رواية ابن فليح] 315 ذكر أسانيد قراءة أبي عمرو 318
[طرق رواية اليزيدي] 318 [طرق رواية شجاع بن أبي نصر] 330 ذكر أسانيد قراءة ابن عامر 334 [طرق رواية ابن ذكوان] 334 [طرق رواية هشام بن عمار] 338 [طريق رواية الوليد بن عتبة] 341 [طريق رواية عبد الحميد بن بكار] 341 [طريق رواية الوليد بن مسلم] 341 ذكر أسانيد قراءة عاصم 342 [طرق رواية أبي بكر] 342 [طرق رواية حفص] 360 [سكت حفص من طريق الأشناني] 364 [طرق رواية المفضل] 367 [طرق رواية حماد بن أبي زياد] 368 ذكر أسانيد قراءة حمزة 370 [طرق رواية سليم] 370 ذكر أسانيد قراءة الكسائي 382 [طرق رواية الدوري] 382 [طرق رواية أبي الحارث] 384 [طرق رواية نصير] 386 [طرق رواية الشّيزري] 387 [طرق رواية قتيبة] 388 باب ذكر الاستعاذة ومذاهبهم فيها 389
صيغة الاستعاذة 389 الجهر بالاستعاذة وإخفاؤها 391 باب ذكر مذاهبهم في التسمية والفصل بها بين السورتين 395 الفصل بين السور الأربع 401 ذكر اختلافهم في فاتحة الكتاب 407 [عليهم وإليهم ولديهم] 413 باب ذكر قولهم في ضمّ ميم الجمع وفي إسكانها 414 الاختلاف عن نافع في ضم ميم الجمع وفي إسكانها 415 مذهب ورش في ضم ميم الجمع 420 الاختلاف عن الكسائي في صلة ميم الجمع 421 الاختلاف عن أبي عمرو في صلة ميم الجمع 426 اختلاف القراء في حركة ميم الجمع وهاء الكناية المكسور ما قبلها 427 باب ذكر مذهب أبي عمرو في الإدغام 429 ذكر الحرفين المتماثلين في الكلمة الواحدة وفي الكلمتين 432 [إدغام الحرفين المتماثلين في كلمة] 432 [إدغام الحرفين المتماثلين في كلمتين] 433 [مطلب: يبتغ غير، يخل لكم، آل لوط] 433 [واو هو في مثلها] 434 ذكر الحرفين المتقاربين في الكلمة الواحدة وفي الكلمتين 438 [المتقاربان في كلمة] 438 [الحرفان المتقاربان من كلمتين] 439 [إدغام الحاء] 440 إدغام القاف 441
إدغام الكاف 441 إدغام الجيم 441 إدغام الشين 442 إدغام الضاد 442 إدغام السين 444 إدغام الدال 444 إدغام التاء 448 إدغام الذال 451 إدغام الثاء 451 إدغام الراء 451 [إدغام اللام] 453 [إدغام النون] 454 [إدغام الميم] 455 [إدغام الباء] 456 فصل [في الرّوم والإشمام مع الإدغام] 458 ذكر اختلافهم في سورة البقرة 460 باب ذكر مذاهبهم في صلة الهاء وفي عدم صلتها 460 باب ذكر مذاهبهم في زيادة التمكين لحروف المدّ واللّين 464 إذا التقين الهمزات في المتصل والمنفصل 464 مراتب المد عند القراء 466 سكت أبي بكر على الساكن قبل الهمز 474 تقدير المد بالحروف 476 فصل (في تقديم الهمزة على حروف المد واللين) 479
ذكر ذلك 484 فصل [في مد شيء وأمثاله] 497 فصل [في المد للساكن اللازم] 499 فصل [في المد للساكن العارض] 500 فصل [في مد حروف الهجاء في فواتح السور] 503 باب ذكر مذاهبهم في الهمزتين المتلاصقتين في كلمة 506 فصل في دخول همزة الاستفهام على ال التعريف 524 باب ذكر مذاهبهم في الهمزتين المتلاصقتين في كلمتين 525 فصل [إذا حال بين الهمزتين حائل] 547 باب مذاهبهم في الهمزة المفردة 548 باب ذكر بيان مذهب ورش عن نافع في تسهيل الهمزة الساكنة والمتحرّكة 549 فصل: [في الهمزة الساكنة تكون عينا أو لاما] 554 باب ذكر بيان مذهب الأعشى عن عاصم في تسهيل الهمزة 561 باب ذكر مذهب أبي عمرو في ترك الهمز الساكن دون المتحرك 566 باب ذكر بيان مذهب هشام عن ابن عامر وحمزة 574 في الوقف على الهمزة المتطرفة 574 باب ذكر بيان مذهب حمزة في تسهيل الهمزة المتوسطة 583 ذكر ذلك 583 فصل في الهمز المتوسط بزائد 598 فصل في روايات الوقف على الهمز ورواته 601 باب ذكر مذاهبهم في إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وفي تحقيقها 609 فصل في الهمزة والساكن غير لام التعريف يكونان في كلمة واحدة 614 فصل [إذا ألقى ورش حركة الهمزة على لام المعرفة لم يجمع بينهما وبين
الساكن قبلها] 615 فصل [في الابتداء بلام المعرفة إذا ألقي عليها حركة الهمزة] 616 باب ذكر مذاهبهم في السكوت على الساكن الواقع قبل الهمزة وفي وصله معا 617 السكت لحفص 621 باب ذكر مذاهبهم في الإظهار والإدغام للحروف السواكن في الحلقة 624 [فصل في] ذكر الدال من قد 624 [مبحث الدال عند الجيم] 625 [مبحث الدال عند الشين والسين والصاد] 626 [مبحث الدال ضد الزاي] 627 [مبحث الدال عند الذال] 628 [مبحث الدال عند الظاء] 628 [مبحث الدال عند الضاد] 629 [مبحث الدال عند التاء] 629 [فصل في] ذكر الذال من «إذ» 630 [مبحث الذال عند الجيم] 630 [مبحث الذال عند السين والصاد والزاي] 632 [مبحث الذال عند الدال] 633 [مبحث الذال عند التاء] 633 [فصل في] ذكر تاء التأنيث 634 [مبحث التاء عند الجيم] 635 [مبحث التاء عند السين] 637 [مبحث التاء عند الزاي] 637 [مبحث التاء عند الصاد] 637
[مبحث التاء عند الثاء] 638 [مبحث التاء عند الظاء] 639 [مبحث التاء عند الدال] 640 [فصل في] ذكر اللام من هل وبل 643 [باب] ذكر أصول مفترقة من الإظهار والإدغام اختلفوا فيها وسكونها عارض وجملتها أحد عشر أصلا 649 باب ذكر أحوال النون الساكنة والتنوين ومذاهبهم في بيان الغنّة وإدغامها 666 [فصل في بيان الغنة مع الإدغام] 670 باب ذكر مذاهبهم في الفتح والإمالة 682 [الاختلاف عن نافع في الإمالة] 698 مراتب الفتح والإمالة عند القراء الأئمة 700 [إمالات أبي عمرو البصري] 703 الاختلاف عن عاصم في إمالة بعض الحروف 708 الاختلاف عن ابن عامر في إمالة بعض الحروف 711 فصل في الأفعال العشرة 713 فصل في ذوات الراء 716 فصل [في إمالة الألف قبل الراء المكسورة] 731 فصل [في إمالة الألف قبل حرف مكسور أو بعده] 734 فصل [في إمالات الأعشى عن أبي بكر] 745 فصل [في إمالات نصير عن الكسائي] 746 فصل [في إمالات قتيبة عن الكسائي] 748 باب ذكر مذاهبهم في الوقف على الممال في الوصل 752 فصل [في إمالة الألف التي تذهب في الوصل لالتقاء الساكنين] 755
باب ذكر مذهب الكسائي والأعشى عن أبي بكر عن عاصم [في إمالة هاء التأنيث وما قبلها عند الوقف] 763 باب ذكر مذهب ورش عن نافع في إمالة الراء يسيرا وفي إخلاص فتحها 772 فصل [في الراء المضمومة] 782 فصل في الوقف على الراء المتطرّفة 785 باب ذكر اللامات ومذهب ورش وغيره من الرّواة عن أئمة القراءة في ترقيقهنّ وتغليظهنّ 787 فصل [في لام فواتح السور] 791 [مطلب اللام من اسم الله تعالى] 793 باب ذكر مذاهبهم في الوقف على مرسوم الخط وبيان ما اختلفوا فيه من ذلك 796 [الفصل الأول في تاء التأنيث] 798 [الفصل الثاني في قوله مرضات] 799 [الفصل الثالث في قوله يا أبت] 801 [الفصل الرابع في قوله هيهات هيهات] 802 [الفصل الخامس في قوله ذات بهجة، ولات، واللات] 804 [الفصل السادس قوله على واد النمل] 805 [الفصل السابع في قوله بهادي العمي] 807 [الفصل الثامن في قوله يوم يناد المناد] 809 [الفصل التاسع في أيه المؤمنون، يأيه الساحر، أيه الثقلان] 813 [الفصل العاشر في قوله وكأين] 814 [الفصل الحادي عشر في قوله فمال] 815 [الفصل الثاني عشر في قوله أيا ما تدعون] 817 [الفصل الثالث عشر في قوله ويكأن، ويكأنه] 817 [الفصل الرابع عشر في قوله (في ما) واخواتها] 820
[الفصل الخامس عشر في ما الاستفهامية مع حرف الجر] 823 باب ذكر مذاهبهم في الوقف على الحركات اللائي في أواخر الكلم، ومعنى الرّوم والإشمام 825 فصل في حقيقة الروم 829 فصل في حقيقة الإشمام 831 فصل فيما لا يتم ولا يرام 832 وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم باب ذكر الحروف المتفرّقة واختلافهم فيها سورة سورة من أول القرآن إلى آخره 836 ذكر اختلافهم في سورة البقرة 836 ذكر اختلافهم في سورة آل عمران 953 ذكر اختلافهم في سورة النساء 1003 ذكر اختلافهم في سورة المائدة 1022 ذكر اختلافهم في سورة الأنعام 1034 ذكر اختلافهم في سورة الأعراف 1077 ذكر اختلافهم في سورة الأنفال 1134 ذكر اختلافهم في سورة التوبة 1146 ذكر اختلافهم في سورة يونس عليه السلام 1165 ذكر اختلافهم في سورة هود عليه السلام 1192 ذكر اختلافهم في سورة يوسف عليه السلام 1214 ذكر اختلافهم في سورة الرعد 1243 ذكر اختلافهم في سورة إبراهيم عليه السلام 1255 ذكر اختلافهم في سورة الحجر 1265 ذكر اختلافهم في سورة النحل 1269 ذكر اختلافهم في سورة الإسراء 1281
ذكر اختلافهم في سورة الكهف 1299 ذكر اختلافهم في سورة مريم عليها السلام 1333 ذكر اختلافهم في سورة طه 1349 ذكر اختلافهم في سورة الأنبياء: عليهم السلام 1368 ذكر اختلافهم في سورة الحج 1376 ذكر اختلافهم في سورة المؤمنين 1388 ذكر اختلافهم في سورة النور 1398 ذكر اختلافهم في سورة الفرقان 1411 ذكر اختلافهم في سورة الشعراء 1421 ذكر اختلافهم في سورة النمل 1431 ذكر اختلافهم في سورة القصص [54/ ب]: 1449 ذكر اختلافهم في سورة العنكبوت 1458 ذكر اختلافهم في سورة الروم 1470 ذكر اختلافهم في سورة لقمان 1476 ذكر اختلافهم في سورة السجدة 1479 ذكر اختلافهم في سورة الأحزاب 1480 ذكر اختلافهم في سورة سبأ 1500 ذكر اختلافهم في سورة الملائكة عليهم السلام 1508 ذكر اختلافهم في سورة يس 1512 ذكر اختلافهم في سورة والصّافّات 1523 ذكر اختلافهم في سورة ص 1530 باب ذكر اختلافهم في سورة الزمر 1537 ذكر اختلافهم في سورة المؤمن 1548
ذكر اختلافهم في سورة فصّلت 1560 ذكر اختلافهم في سورة الشورى 1567 ذكر اختلافهم في سورة الزخرف 1570 ذكر اختلافهم في سورة الدخان 1582 ذكر اختلافهم في سورة الجاثية 1584 ذكر اختلافهم في سورة الأحقاف 1586 باب ذكر اختلافهم في سورة محمد صلّى الله عليه وسلم 1591 ذكر اختلافهم في سورة الفتح 1594 ذكر اختلافهم في سورة الحجرات 1597 ذكر اختلافهم في سورة ق 1598 ذكر اختلافهم في سورة والذاريات 1603 ذكر اختلافهم في سورة الطور 1605 ذكر اختلافهم في سورة والنجم 1610 ذكر اختلافهم في سورة القمر 1616 ذكر اختلافهم في سورة الرحمن عزّ وجلّ 1619 ذكر اختلافهم في سورة الواقعة 1625 ذكر اختلافهم في سورة الحديد 1629 باب ذكر اختلافهم في سورة المجادلة 1631 ذكر اختلافهم في سورة الحشر 1635 ذكر اختلافهم في سورة الممتحنة 1637 ذكر اختلافهم في سورة الصف 1638 ذكر اختلافهم في سورة الجمعة 1640 ذكر اختلافهم في سورة المنافقين 1641
ذكر اختلافهم في سورة التغابن 1643 ذكر اختلافهم في سورة الطلاق 1644 ذكر اختلافهم في سورة التحريم 1646 ذكر اختلافهم في سورة الملك 1647 ذكر اختلافهم في سورة ن 1650 ذكر اختلافهم في سورة الحاقة 1652 ذكر اختلافهم في سورة الواقع [المعارج] 1657 ذكر اختلافهم في سورة نوح عليه السلام 1660 ذكر اختلافهم في سورة الجنّ 1663 ذكر اختلافهم في سورة المزّمّل 1669 ذكر اختلافهم في سورة المدّثر 1671 ذكر اختلافهم في سورة القيامة 1673 ذكر اختلافهم في سورة الإنسان 1675 ذكر اختلافهم في سورة والمرسلات 1682 ذكر اختلافهم في سورة التساؤل 1684 ذكر اختلافهم في سورة والنازعات 1686 ذكر اختلافهم في سورة عبس 1688 ذكر اختلافهم في سورة التكوير 1689 ذكر اختلافهم في سورة الانفطار 1691 ذكر اختلافهم في سورة المطففين 1692 باب ذكر اختلافهم في سورة الانشقاق 1695 ذكر اختلافهم في سورة البروج 1696 ذكر اختلافهم في سورة الطارق 1697
ذكر اختلافهم في سورة الأعلى عزّ وجلّ 1698 ذكر اختلافهم في سورة الغاشية 1699 ذكر اختلافهم في سورة الفجر 1700 ذكر اختلافهم في سورة البلد 1704 ذكر اختلافهم في سورة والشمس 1707 ذكر اختلافهم في سورة والليل 1709 ذكر اختلافهم في سورة والضحى 1710 ذكر اختلافهم في سورة العلق إلى آخر القرآن 1711 [سورة العلق] 1711 سورة القدر 1713 سورة البيّنة 1714 سورة الزلزلة 1715 سورة والعاديات 1717 سورة القارعة 1718 سورة التكاثر 1719 سورة والعصر 1720 سورة الهمزة 1721 سورة الفيل 1722 سورة قريش 1723 سورة الماعون 1726 سورة الكوثر 1727 سورة الدين 1728 سورة النصر 1730
سورة المسد 1731 سورة الإخلاص 1732 سورة الفلق 1734 سورة الناس 1735 باب ذكر التكبير في قراءة ابن كثير وذكر الأخبار الواردة عن المكيّين في ذلك [250/ ب] 1738 فهرس المصادر والمراجع 1757 فهرس أطراف الأحاديث 1809 فهرس الأعلام 1811 فهرس المحتويات 1855
إصدارات كلية الدراسات العليا والبحث العلمي
إصدارات كلية الدراسات العليا والبحث العلمي 1. الأوراق التجارية في قانون دولة الإمارات العربية المتحدة: أ. د. فوزي محمد سامي، (إصدار 2001). 2. مبادئ القانون الإداري وتطبيقاته في دولة الإمارات العربية المتحدة: أ. د. نواف كنعان، (إصدار 2001). 3. فقه القضاء والدعوى والإثبات: أ. د. محمد الزحيلي، (إصدار 2002). 4. معجم مصطلحات الترجمة التحريرية والشفهية: د. عبد الصاحب مهدي علي، (إصدار 2002). 5. الخدمة المدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة: أ. د. نواف كنعان، (إصدار 2002). 6. على طريق التفسير البياني (الجزء الأول): أ. د. فاضل السامرائي، (إصدار 2002). 7. التصوير الفوتوغرافي: مبادئ وتطبيقات: د. السيد أحمد مصطفى عمر، (إصدار 2003). 8. الفهرس الوصفي لكتب الحديث وعلومه في مكتبة جامعة الشارقة: أ. د. محمد عجاج الخطيب، (إصدار 2003). 9. النشر العلمي لأعضاء هيئة التدريس في جامعة الشارقة: مركز البحوث والدراسات. 10. ورشة عمل المواد البلاستيكية والبيئة: مركز البحوث والدراسات. 11. الندوة الأولى لآفاق البحث العلمي في العالم العربي: مركز البحوث والدراسات. 12. وقائع مؤتمر التعليم العالي في جامعات آسيا: مركز البحوث والدراسات. 13. وقائع مؤتمر الشارقة للطاقة الشمسية: مركز البحوث والدراسات. 14. وقائع ندوة مقتضيات الدعوة في ضوء المعطيات المعاصرة: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، (إصدار 2003). 15. وقائع ندوة الاحتشام والسلوك العام وأثره في المجتمع: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، (إصدار 2003). 16. وقائع المؤتمر العربي الثاني عشر للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات: مركز البحوث ومكتبة الجامعة، (إصدار 2003). 17. وقائع الندوة الثانية لآفاق البحث العلمي في العالم العربي: المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.
18. وقائع مؤتمر دور المؤسسات المصرفية الإسلامية في الاستثمار والتنمية: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، (إصدار 2003). 19. وقائع مؤتمر القرآن الكريم والجهود المبذولة في خدمته: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، (إصدار 2004). 20. وقائع ندوة التأمين والقانون: كلية القانون، (إصدار 2004). 21. مدخل إلى دراسة القانون: د. موسى رزيق، (إصدار 2004). 22. مدخل إلى دراسة الفقه الإسلامي: د. عمر بن صالح بن عمر، (إصدار 2004). 23. فتح الله بن عبد الله النحاس: د. زينب بيره جكلي، (إصدار 2004). 24. على طريق التفسير البياني (الجزء الثاني): د. فاضل السامرائي، (إصدار 2004). 25. قضايا فقهية معاصرة: د. عبد الحق حميش، (إصدار 2004). 26. ملامح الاقتصاد العراقي في العهد العثماني: د. خالد سعدون، (إصدار 2004). 27. علم الاجتماع الجنائي: د. محمد برهوم، (إصدار 2004). 28. حماية المستهلك من منظور إسلامي: د. عبد الحق حميش، (إصدار 2004). 29. أصول المحاكمات الشرعية في قوانين الدولة: أ. د محمد الزحيلي، (إصدار 2004). 30. دراسات في تاريخ أوربا المعاصر: د. عبد الماجد أبو سبيب، (إصدار 2005). 31. وقائع ندوة ظاهرة الطلاق: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، (إصدار 2005). 32. مشاريع البحوث المدعومة في جامعة الشارقة: مركز البحوث والدراسات، (إصدار 2006). 33. بصائر وعبر من سيرة خير البشر صلى الله عليه وسلم: د. صالح رضا، (إصدار 2006). 34. شرح قانون العقوبات الاتحادي لدولة الإمارات العربية: أ. د. غنام محمد غنام ود. فتيحة قوراري، (إصدار 2006). 35. وقائع مؤتمر مسئولية المهنيين: كلية القانون، (إصدار 2006). 36. وقائع ندوة الجهود المبذولة في خدمة السنة النبوية من بداية القرن الرابع عشر الهجري إلى اليوم: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، (إصدار 2006). 37. وقائع مؤتمر العلاقات العامة في الوطن العربي في ظل العولمة الواقع الحالي وآفاق المستقبل: كلية الإعلام، (إصدار 2006).
38. الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي: مجموعة الكتاب والسنة، (إصدار 2006). 39. فن الكتابة والتعبير: د. محمد يونس علي، د. حسين محمد ياغي، ومحمد نور الدين المنجد، (إصدار 2006). 40. محاضرات في نظام الإسلام: مجموعة أساتذة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، (إصدار 2006). 41. فقه الزواج والطلاق وما عليه العمل في قانون الأحوال الشخصية الإماراتي: أ. د. ماجد أبو رخية وأ. د. عبد الله محمد الجبوري، (إصدار 2006). 42. المبادي العامة في قانون الإجراءات الجزائية الاتحادي لدولة الإمارات: د. فتيحة محمد قوراري وأ. د. غنام محمد غنام، (إصدار 2006). 43. قانون الطيران المدني لدولة الإمارات العربية المتحدة: د. مصطفى البنداري، (إصدار 2006). 44. وقائع ندوة القضاء الشرعي: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، (إصدار 2006). 45. الرواة الذين ترجم لهم النسائي في كتابه الضعفاء والمتروكين وأخرج لهم في سننه جمع ودراسة د. عواد الخلف، (إصدار 2006). 46. وقائع مؤتمر صحافة الإنترنت في العالم العربي" الواقع والتحديات": كلية الاتصال، (إصدار 2006). 47. العلاقات الدولية في الإسلام (مدخل لدراسة القانون الدولي والعلاقات الدولية مقارنة بالقانون الدولي الحديث): د. عثمان ضميرية، (إصدار 2007). 48. وقائع ندوة إشكالية مطالع الأهلة من منظور شرعي وفلكي: (كلية الآداب والعلوم) (إصدار 2007). 49. رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في الاسلام: د. عبد الحق حميش، (إصدار 2007). 50. موسوعة مصطلحات الترجمة: د. عبد الصاحب مهدي علي (إصدار 2007) 51. دليل تنظيم المؤتمرات والأنشطة العلمية (كلية الدراسات العليا والبحث العلمي) (إصدار 2007). 52. العولمة وتداعياتها والبديل الإسلامي: د. بلقاسم محمد الغالي (إصدار 2007). 53. دليل كتابة الرسائل الجامعية في جامعة الشارقة (كلية الدراسات العليا والبحث العلمي) (إصدار 2007). 54. مباحث في المقاصد والاجتهاد والتعارض والترجيح: د. عبد المجيد محمد السوسوة (إصدار 2007) 55. جامع البيان في القراءات السبع لأبي عمرو الداني: مجموعة بحوث الكتاب والسنة (إصدار 2007).